30
ة اف ق ث وف خ ل ا ن م... ش ط ب ل ا ى ل ا! ن ي ج د ت ل ا دراسة" ي ف ن ي ج ود م ن ن م ) ة رواي ل ا ة ي/ ب ر لع ا" ي عل د. مد ح م ودة ع عة م ا ج دس ق ل ا وحة ت ف م ل ا ن سطي ل ف1

ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

  • Upload
    others

  • View
    2

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

التدجين! إلى البطش ... من الخوف ثقافةالعربية" الرواية من نموذجين في "دراسة

محمد د. علي عودة

المفتوحة القدس جامعةفلسطين

1

Page 2: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

مدخل: على الماضي، القرن أوائل في تأصيلها منذ العربية، الرواية دأبت

االجتماعي ووعيه تطوره وتجليات العربي اإلنسان هموم ورصد مواكبة والهزائم اإلحباطات أصداء مع والثقافي. وتفاعلت والسياسي

في وانتصاراته نشوته مظاهر عن عبرت كما أصابته، التي والخيباتالنادرة. العربية الفترات

1967 عام هزيمة تلت التي السنوات وتعد مؤشرا على واضحا والنكوص االنكفاء "تشخيص" حاالت إلى وتحولها العربية الرواية انزياح

والشعور باالغتراب المسكونة الشخصيات لنا فقدمت األمل، وفقدانوالجمعية(. )الذاتية والهزيمة بالعجز

االنهزامية الحالة هذه أن والمحللين المفكرين من كثير ويعتقد عالقة عن نتجت ،1967 عام بعد العربي اإلنسان منها عانى التي

والمعارضة( بمواطنيها! )الموالية وأحزابها القمعية، العربية األنظمة أكبر وبقدر والخداع، االستخفاف من قدر على ارتكزت عالقة وهي عديدة ونماذج بأمثلة الرواية حفلت والتسلط! وهكذا القمع على

أخرى وبأمثلة والهدف، للمعنى فاقدة مغتربة مأزومة لشخصياتمنهارة! مدجنة مستلبة لشخصيات

العربية األنظمة أن إال والخيبات بالهزائم الحافل الرصيد ورغم حققت سياستها أن ورغم وصلفها غيها في سادرة ظلت قدرا من كبيرا

على قبضتها إحكام على عملت أنها )والنخبوي( إال الجماهيري السخط األدوات ابتكار في إبداعها وواصلت وأمانيهم، وأفواههم الناس رقاب

عقود أربعة )هيبتها( وتسلطها! ! وخالل على للحفاظ والوسائل والمناوئين اآلخر الرأي أصحاب قمع في األنظمة تلك اجتهدت متتالية، فتنوعت معهم، حربها في فلكها! وأبدعت في يسيرون ال الذين وأولئك والضغوطات الظروف حسب العربية؛ الخوف "وفنون" ثقافة وسائل

إلى مباشرة، ووحشية وبطش قمع وسائل من واالستجابات! وتدرجت كرسا النهجين أن ،رغم مباشرة غير وترويض تدجين وأدوات فنون

مفعول وإبطال العربي المثقف إقصاءواحد: " هدف لتحقيق األنظمة اتبعت ذلك " ولتحقيقوفعلها الجماهير وعي في تأثيره

التاليين" المسارين واألصوات المثقفين قدرات تعطيل محاولة: األول

الوحشية والوسائل بالطرق لتأثيرهم، إمكانية أية وردع الشريفةأرزاق(. قطع تعذيب، اعتقال، تهديد، نفي، )قتل، المباشرة

وترويضهم والشرفاء المثقفين استالب محاولة: الثاني باألهمية واإليهام واالمتيازات بالمناصب اإلغراء خالل من وذلك

القرار! صنع في ،والمشاركة اإلنسان وجدان عن المعبرة العربية، الرواية تقوم أن عجب وال

في االستالبية الثقافة هذه برصد وآماله همومه ومرآة العربي على اختيارنا وقع ولقد عنها؛ معبرة بنماذج وتمدنا شقيها،

2

Page 3: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

أشرنا التي الفرضيات يحققان أنهما تزعم روائيين، نموذجين إلى المباشر البطش من الخوف" العربية "ثقافة تدرج من إليها

والتدجين! الترويض الرحمن " لعبدالمتوسط شرق" رواية في : ونجدهاألول النموذج

البطش مظاهر عن بجالء تعبر وهي ،1972 عام في صدرت وقد منيف دوره إلغاء ومحاولة العربي المثقف لصد العنيفة المباشر والقمعونفيه.

وقد الله، نصر " إلبراهيم"عو رواية في عليه : ونعثرالثاني النموذج تقريبا، األولى الرواية صدور من عقدين بعد أي ،1990 عام في صدرت تستدرك حيث العربية الخوف، ثقافة في التطور الرواية هذه وتظهر

القمعية سياستها هشاشة بعضها، أو المستبدة، العربية األنظمة إلى وتتحول المنفذين، واإلتباع األدوات تغيير إلى فتلجأ المباشرة،

الهدف انجاز النهاية في لها والتدجين! ليتم والترغيب والدهاء الخداعمفعوله". وابطال المثقف "إقصاء نفسه

بسماتها رواية كل تنفرد أن الطبيعي من يجعالن الزمن من عقدين إن مشتركة سمات وجود ينفي ال التفرد هذا أن إال الفنية، وخصائصها

ستحاول دراستنا فإن تناولهما! لذا على وحفزتنا الروايتين بين جمعتثالثة: محاور عبر هدفها إلى والوصول فرضياتها إثبات

القمع. عن بديل المتوسط": ال شرق "رواية-جديدة. ثقافة "عو": التدجين رواية-الروايتين. بين مشتركة سمات-

القمع!: عن بديل .. الالمتوسط" "شرق رواية أوال: "المتوسط شرق" صاحب منيف الرحمن عبد الروائي يقول

نوع هناك معقول، ال واقع هو الحالي "الواقع فاضل جهاد مع حوار في الكلي االفتراق من يراه ما وبين اإلنسان فيه يرغب ما بين تقريبا يوميا

بالتحريض، بالفكر، اقتراب محاولة وهناك الفجوة من نوع ... هناك الهوة" هذه لردم عمل وسيلة بأية تعبير، وسيلة بأية السياسي، بالعمل

الرواية ) فاضل –اسئلة (45ص –جهاد " بثمانيةالمتوسط شرق" صدور بعد جاء الحوار هذا أن ورغم

يصلح أنه إال تقريبا، أعوام قصدها التي والرؤى األهداف لرصد مدخال. الرواية كتابة من منيف الرحمن عبد

إليه المرسل معرفة يمكن "ال أنه في بوتور ميشال مع ذهبنا وإذا اسئلةلنا". ) يظهره الذي هو نفسه النص إن بل تامة، معرفة مسبقا،

فاضل –الرواية بطله مع منيف الرحمن عبد مجازفة ( فإن45ص –جهاد وأن خاصة بالمخاطر، محفوفة تبدو إسماعيل رجب بطال قد مهزوما يولد بالخيبات اآلخر هو )المتلقي( المثقل إليه، المرسل لدى نفورا

مدى أي تقبلها! فإلى أو الرسالة بفهم المخاطرة تكمن وهنا والهزائم،العقبة؟! هذه منيف تجاوز

3

Page 4: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

مشرق األول،متناقضين" المتوسط" بمظهرين "شرق تبدأ اإلنسان، لحقوق العالمي اإلعالن من مقتطفات : إيرادمتفائل.. اليونان إلى متجهة البحر عباب تمخر "أشيلوس" التي وسفينة

إسماعيل" "رجب عنه : يعبرمتشائم مرير ساخر والثاني، واسع اعتقاد هناكالعدمية: " من تقترب بنبرة السفينة يخاطب وهو فترة خالل اإلنسان( سينقرض )يقصد الحيوان هذا أن

هذه ذهاب ألن الحياة، ستحتفل انقراضه حال وفي قصيرة،المتوسط) " األرض على الحقيقية السعادة بداية الحيوان –شرق

(8ص عن تشي الرواية، بها بدأت التي العبثية، المريرة السخرية هذه إن

تجربة أغوار من ،شك وال منبعثة، المرارة وهذه مكسورة، معذبة نفس جوهرها في تباعا! وهي تعرضها أن الرواية تلبث لم نفسها؛ بالمرارة مثقلة

هو التنافر هذا أوجد وما ومواطنيه، القمعي النظام بين تنافرية لعالقة خالصة االستبدادي القمعي طرف! النظام كل يعتمدها التي الثقافة األمر حقيقة في

عن ناهيك االختالف، أو التباين يقبل وال القمع عن لديه بديل ال الذي الجماهير آمال يحقق أن يحاول الذي المرهف المثقف والمواطن المعارضة،

الخوف ثقافة يمارس الباطش القمعي أمرها! النظام على المغلوبة العدالة وشعارات المبادئ وراء يستتر والمواطن المباشر، والقمع والتهديد المطلوب اإلصالح إلى خاللها من ينفد أن ويحاول والديمقراطية والحرية

وتهرسه القمعية الثقافة طاحونة لتصرعه وطموحاته؛ – لوهمه فريسة فيقعرحمة! بال

بإمكانه " أنإسماعيل رجب" المرهف المثقف – يتوهم أو – يعتقد والديمقراطية العدل مثل الناس، طموحات عن والتعبير الواقع تغيير

أجعل أن بالكلمة، بالفكرة، أردتالفكرة: " طريق عن والحرية،(152 ص – المتوسط شرق". ) سعادة أكثر الناس

في وتضعه بل بذلك، له تسمح ال القمع وأجهزة الخوف ثقافة لكن تراه الذي مكانه يتجرع المقيت المكان ذلك "! وداخلالسجن" مناسباالمختلفة: بصنوفه والذل " العذابالمتوسط شرق" بطل إليتي، بين غليظة عصا وضعوا الغناء، صوت "ارتفع-1

، بصقوا أتلوى، وأنا ضحكوا ساخن بماء أحسست علي ما مكان في تنفجر دمائي كانت .. هل ظهري فوق

هل البول؟ من قطرات كانت هل بسخونتها؟ وتترنح كانت المتوسط) آخر.." شيئا (90/91ص –شرق

وقبل راسي، في أدخلوه كبير، كيس في وضعوني ثم-2 يمكن .. هل قطتين أدخلوا أسفل من يربطوه أن

ماذا .. والقطط للحيوان؟ عدو إلى يتحول أن لإلنسان كنت الخلف، إلى مربوطتين يداي كانت مني؟ تريد

القطط ضربوا وكلما األمر أول وجهي على مستلقيا جانبي على أنقلب أن حاولت وكلما تنهشني، بدأت وأحس وجهي، على كتفي، فوق ثقيلة برجل أحس

4

Page 5: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

المتوسط) جسدي.." من ناحية كل في تنغرز األظافر شرق(94ص –

أول بهدوء يضغط بدأ بخصيتي، طبيب مثل "أمسك-3 بروحي أحسست األسفل، إلى بعنف شدها ثم األمر سيجارة أشعل ثقاب، عود .. أشعل حلقي من تخرج

لو اللحظة تلك في .. تمنيت فوقها الدبوس ووضع .. شيء كل النتهى ذلك فعل .. لو قلبي في يغرسه

.. من يقتلني أن يريد ال العابث المجنون ! إبليس لكن .. أي األحمر الدبوس ويغرز خصيتي يمسك رأيته جديد

شرق).. " ويرى؟ الكون هذا في يكون أن يمكن إله(96/ 95ص –المتوسط

ثم القلب ينخفض الحقيقي، .. الموت ".. الكهرباء-4 األكتاف، على التيار يضعون يموت, كانوا من قريبا

القلب، .. وينخفض األذنين بين األنف، فوق القلب، فعلوا المرات مئات .. ويتوقفون، يتوقف يترنح،المتوسط) ذلك.." (90/91ص –شرق

يداي كانت السقف، في أيام سبعة علقت "ثم-5 فأقف السقف، إلى يجرني والحبل بحبل، مربوطتين

كانت السبعة، األيام انتهت عندما أصابعي أطراف على زرقاوان الفيل: متورمتان سيقان بحجم ساقايالمتوسط) .. " ثقيلتان (90/91ص –شرق

على "مددوني قسوة الجسدي العذاب صنوف أقل وهذه-6 كنت طاولة، عاريا وراسي األرض باتجاه وجهي تماما

السجائر من عدد أي أعرف ال الضربات، من يترنح وبين أذني داخل رقبتي، على ظهري، في أطفئواالمتوسط) إليتي" (90/91ص –شرق

النظام فإن السجن، في الجسدية العذابات تلك إلى إضافة إذالل إلى يلجأ الباطشة المباشرة الخوف ثقافة يعتمد الذي القمعي المريضة المسنة أمه إهانة على ويقدم "،إسماعيل رجب" أقارب الوحيد ابنها يموت أن قبل السجن، أمام ذليلة مهانة بحسرتها لتموت هي السجن بوابة عن يطردونها .. كانوا قتلوها "همرجب!

يضربوهن كانوا الكالب، يطردون مثلما األخريات، واألمهات وال وقوادات، بغايا عنهن يقولون كانوا يشتموهن، بالعصي،المتوسط) أبدا" شيء عن يتورعون (31ص –شرق على تقتصر ال المباشر البطش ثقافة وممارسة التعذيب أن كما

شيوخ إلى وتمتد تتعداه، "اليسارية" بل بـ المتهم المرهف المثقف وجهه على وصفع ذقنه أحرقت جعفر أبو رسمي فالحاج أتقياء، مؤمنين بقول خطبته في استشهد أنه السلطان علم إلى تناهى ألنه بقسوة

يكون لمن "وعجبت الغفاري ذر أبي سيفه" يشرع وال جائعاالمتوسط) (147ص –شرق

5

Page 6: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

فريحات عادل ويطرح التي التعذيب ألوان واقعية حول تساؤال لهـــا تعرض

الروائي كان ما "! وإذاالمتوسط شرق" " بطلإسماعيل رجب" وعاين ، السجن دخل قد منيف الرحمن عبد أم العذابات؛ هذه من بعضا من سمعها أم السياسيين؟ السجناء بعض مذكرات في قرأها أنه

ولحم الثغرات سد في الخيال أعمل ثم آخر أو نحو على أفواههم مرايا)والتصور؟" الخيال صنع من كلها أنها أم الصورة؟ وتكوين األجزاء(95ص –الرواية

الحكم فمعيار التساؤل هذا لطرح ةضرور نرى ال جانبنا، ومن النقاد يعلم كما واقعيته، عدم أو الحدث بواقعية يكون ال النقدي

أن في الفني" ونجاحه "الصدق إلى وصوله بمدى بل والمتخصصون، بجميع الفني الرواية مستوى رفع في األخرى الرواية عناصر مع يتضافر

عناصره. ولحم الثغرات "سد بـ والعرب، األجانب من كبار، كتاب قام وقد

معاشة! وفعل أو مروية تجارب من الصورة" ناهلين وتكوين األجزاء القدوس، عبد وإحسان محفوظ، العربية: نجيب الرواية كتاب من ذلك

القعيد، ويوسف مينة، وحنا جبرا، إبراهيم وجبرا إدريس، ويوسفالحصر! ال المثال سبيل على الغيطاني، وجمال

جهاد مع حواره في القضية هذه منيف الرحمن عبد ويوضح إلى الحادث أو اليومي يتجاوز لي بالنسبة الواقع مفهوم"بقوله: فاضل أن يجب الروائي العمل اإلمكانية، مع الرغبة مع اإلرادة التقاء مفهوم الحدوث ممكنة أشياء أي واقعية، أشياء على بعيد حد إلى يعتمد

الرواية) "بالفعل حدثت قد تكون أن بالضرورة وليست في المرأة رمزية(.28ص –العربية

" ويستسلمإسماعيل رجب" يترنح العذابات، تلك بعد موقعا خارج نفسه، ينفي أو يهرب، اعترافات! ثم من منه يطلب ما كل على

دراسة بإعداد وسقوطه هزيمته عن التعويض يحاول منفاه البالد! وفي ويرصد يتابعه النظام لكن وطنه، في والمعتقالت المعتقلين أوضاع عن

طاحونة لتعود أخرى، مرة السجن إلى ويعيده يستدرجه ثم خطواته، األخيرة! أنفاسه ويلفظ البشري الجسد فيتهالك واإلذالل؛ التعذيب

منزله!. أمام – هامدة خرقة القمعي النظام أعوان يقذفه فقط، عندها – نفسها والرواية – الرواية بطل معاناة كانت وهكذا عن تعبيرا

المرحلة، تلك على سيطر الجمعي( الذي )الكابوس أو العام المناخ فهو" شكري غالي يقول كما – الشهادة إلى بذلك، الرواية بطل وتحول )عصر العربي العصر .. شاهد وشهيدها العربية الهزيمة على شاهد

العربية) وشهيده!!(" البوليسية واألقبية الزنزانات الرواية في المرأة –رمزية.(28ص

جديدة! ثقافة "عو" : التدجين ثانيا: رواية

6

Page 7: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

نهج على أيدينا ويضع الله، نصر إبراهيم ينبهنا الرواية، هذه في تتغير ! هنا،الناعمة الجدية الخوف ثقافة واالستالب لإلقصاء جديد

المستبدة القمعية األنظمة تعد واإلقصاء! لم التخويف وأدوات أساليب ال أهدافها، وتحقيق سياستها لتنفيذ الفجة الوحشية تلك إلى حاجة في شرق" في كانوا الخوف" كما ثقافة منفذو يعد التجديد! لم من بد

المتجهمين، القساة الغالظ األتباع إلى حاجة هناك تعد "! لمالمتوسط والكي! والكهرباء المؤلمة، الحادة واآلالت والجنازير السالسل إلى وال في المباشر! هنا، الشرس البطش أنواع لكل حاجة هناك تعد لم يجيدون مهذبون، كيسون، أذكياء، متأنقون، متعلمون رجال ،عو""

فتات إلى المتطلعة الرقيقة أوتارها على والعزف النفوس دغدغة دعهم ثم والتقدير، باالحترام اإليهام من والمناصب! قليل االمتيازات

كالفراش! ويتساقطون يلهثون لإلغراء فريسة يقع الملتزم، والقاص الكاتب ،الصافي أحمد

براثن في السقوط إلى وطمعه ضعفه .. والطمع! يقوده والخداع فتات على لعابه ويسيل فيلهث المتنفذ، الكيس األنيق الجنرال

ويتحول واالمتيازات، المناصب كلب إلى ثم آخر، شخص إلى تدريجيا يشعر أن دون ذيله، ويهز وينبح يقعى كلب مجرد الجنرال، كالب من والطوق أقعىاألخرى: " الكالب وبين بينه اختالف أو بفرق أحد

محرك يسمع كان حين مرتين أو مرة رقبته.. نبح على محكم عن يغب لم الكلب وكأن فبدا الجوار، في يدار عربة

(174ص –عو) المكان.."والتدجين: الترويض يبدأ وهكذا

ضربتك .. هل إليك أسأت .. هل كيف؟ "عدواني، .. مثال .. بالمناسبة .. ولكن إيذائك على قادرون أننا تعرف وأنت اليومية، مقاالتك أتابع إنني لديك، العمل أحوال كيف

تعتبرني أن تستطيع (15 – 14ص –عو) . فيك" متخصصا نت"أ ثم ".البلد هذا خراب مع إذاعماره. مع بل- تؤمن وال بشيء تؤمن أنك القول على تجرؤ ولكنك-

لكل .. وليس الناس من لجزء تكتب أي آخر بشيء موقعنا .. أين الناس لنا يوجد .. ال .. ال كتاباتك في مثال(19ص –عو) .." موقع

الصافي أحمد ويكتب في توقيع بدون مقاالت النظام، عن مدافعاالبداية:

.. واسعة رائعا.. أصداؤه كان اليوم مقالك "حبيبي- يهنئك .. وهن صديقة من أكثر خابرتني .. هكذا فعال

أنها تعلم لم فال.. ولكنها وإال الكتابة تكون أن يجب .. لملم انهياره على .. سيطر الديناميت أصابع أشعلت

كلماتها.. وعن عنها ويبتعد ليقف المبعثرة ذاته

7

Page 8: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

ذراعيها بين من .. ومر الحد هذا إلى يكفي أرجوك-مبتعدا.. الحتضانه اندفعا اللذين الصفحة تصدر الذي الموقع غير اآلخر مقاله تذكر

(16/17ص –عو) األولى،، التأنيب تزيح واالمتيازات المناصب في المكبوتة رغباته لكن

وتتكشف ينتابه الذي الجنرال: مع اللقاءات دفء مع تدريجيا المكتب باتجاه الدرجات ".. صعد كان .. وثيرا .. دائما

زهرة ويمسك فقط لساعات – لساعات يحتله أن يتمنى كان رئيس من أهمية أكثر أنه يدرك .. كان عنقها من الهدوء

عن المسؤولين إلى نظر أذا .. أما منه شعبية وأكثر التحرير ص –عو) . مجتمعين" منهم أهمية أكثر فإنه األخرى األقسام

31/32) هو وسقوطه، الصافي أحمد انهيار في األول العامل إذا،

العامل والمناصب! أما االمتيازات في رغباته ومكبوت الذاتية هشاشته واالحترام التقدير بوهم الجنرال مطاردة خارجه؛ من فيأتي الثاني

.. أستطيع قرائك من إننيواالستنارة: " والمثاقفة أعيد أن مثال عناوين بتعداد مقاالتك. بدأ من طويلة فقرات قراءة عليك

الصافي أحمد فوجئ ،تموز شهر خالل المنشورة المقاالت هو ما إلى للدخول العناوين يتجاوز الجنرال بدأ .. وحين أكثر (48ص –عو " )للدهشة فريسة الصافي أحمد كان منها، أكبر

"قاطعهواالستنارة: التفرد لنزعة أخرى دغدغة وهذه أدوات يفقدكم عنا بعدكم إن قوله، أردت ما الجنرال": هذا

العقول بعض غياب أن وألعترف، التنفيذ، آلية التنفيذ، مباشر سبب عنا وبعدها المستنيرة، في وقوعنا في أحيانا

–عو) .." أخطائنا نتيجة تتحملون أنكم األخطاء.. بمعنى بعض.(73ص

المكبوتة: الرغبات أوتار على آخر عزف وهذا الجنرال أدرك تعتقد. كيف مما بكثير أهم أنت احمد يا"

المكان في تكون أن يجب هذا، أمه تكتشف لم كيف ذلك، الصحراء، في ضائع بنهر تكون ما أشبه اآلن إنك المناسب،

لنعمل يدرك لم وإذا مواطنينا، أجل من عملية وبصورة سويا –عو) سيدرك؟" فمن مثلك، مثقف أصيل، وطني إنسان هذا

.(107ص أعده هدف لتحقيق كانت المدروسة، المتابعة هذه لكن

الجديدة الثقافة طريق عن إليه، ينتمي الذي القمعي والنظام الجنرال،واالستالب: للخوف

نحن فيها نتواجد مشتركة مساحة نجد أن يجب" صورتنا، تتغير بذلك مثقفين، أنفسهم يسمون الذي وهؤالء

نفسها تسمي التي الفاسدة البؤر هذه تختفي حين بعين أقوى، بعين العالم نواجه أن قادرين نكون معارضة،

8

Page 9: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

رحب صدرنا األمن، الديمقراطية. نحن نحن الديمقراطية، بعض شاؤوا ما وتطلعاتهم.. وليأخذوا هم فيها، لندقنهم

ليكن، بمناقشتنا، لهم نسمح الصغيرة.. ليكن.. أن المكاسب.(69ص –عو) .." نسمعهم.. ليكن بأننا نشعرهم أن

وألن حسب الصدأ، يأكله مما أكثر الحرير يأكله البشر من نوعا الجنرال تدهش بسرعة يتآكل الصافي أحمد فإن الجنرال، مقولة النهاية في نفسه ليجد واالمتيازات، المناصب فتات مع يتهاوى نفسه،

مقومات كل معه وفقد الناس احترام فقد أن بعد الكالب، مع متماهياالصمود!

المحاوالت من بعدد الصافي أحمد المتهالك المثقف ويقوموالسقوط.. االنهيار لتالفي

ليصب الكتب من وهروبه األسود الحبر بتمرد البداية في يحلمجلده: على ليطفح ثم جوفه، في

يعد لم" األرض، على يسقط فمه، إغالق على قادرا .. في داخله باالختفاء يبدأ الذي األسود للموج مشرع فمه باالنتفاخ جسده يأخذ حين شيئا الكتب .. تتساقط فشيئا.(57ص –عو) ." . صفحاتها .. مشرعة بيضاء حوله

المثقف سخرها أن بعد قيمتها، الكلمة فقدان عن تعويض إنه داخله في الحبيس الحبر فيبدأ ومديحهم، الجنراالت خدمة في

جلده. على الظهور في قولها، على يجرؤ لم التي والكلمات رمز "هي السوداء الحبرية البقع أن الجواريش، عدنان ويرى

طمسها يقصد حرة كلمة أي ضد ويعمل داخله يقبع الذي الشرطيالفلسطينية) ." .وسحقها الرواية في التجريب (.125ص –حركة

يذكره الموضوعي( الذي )المعادل يحلم( بقتل )أو يفكر ثم الحل نعم،" تنتظره، الكلبية( التي )الحالة في وينافسه بمصيره في نباحه وتيرة رفع الكلب ألن ال.عليه القضاء في يكمن

بكونه يحس لم فهو بنفسه، ذكره ألنه بل الليلة، تلك كلبا(.30ص –عو) .." الليلة تلك في أحس مثلما

الضغط من ليتخلص عينه، أمام طفله بقتل الجنرال يهدد ثم السكين، تناول بنطاله، رفع الصافي، أحمد انحنىالثقيل: " الجورب من استلها سكينا بها هوى وكالبرق كالبرق، المعا

حتى تعلو .. ظلت نافورة الدم فتفجر الطفل، عنق على كل في الدم غيوم المدينة.. وتساقطت سماء كل احتلت (..114ص –عو) بشيء.." تهديدي تستطيع لن اليوم .. بعد مكان

ابنه! الصافي أحمد يقتل ولم ويتبول الجديد، والمكتب المنصب يرفض أخرى محاولة وفي أحمد دخل المكتب، سجاد على جارف سيل "اندفععليهما:

.. بدأت الطاولة إلى سيلة وجه طفل، مثل اللعبة الصافي

9

Page 10: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

اإلداري، المدير ودهشة المصفر، األبيض اللون تحت تغرق(.125ص –عو) بالبول" اختلط شيء كل

جسدتها داخلية، ذهنية ظلت جميعها، المحاوالت، هذه لكن ترق ولم فقط، اليقظة وأحالم الدفاعية الحيل الفعل مستوى إلى أبدا

الواعي! الرافض

الروايتين: بين المشتركة ثالثا: السمات فيها تشترك سمات هناك أن إلى الدراسة بداية في أشرنا

وجدة المضمون حيوية على إضافة تناولهما، على حفزتنا الروايتان،ثالث: في السمات هذه نجمل أن التناول. ونستطيع

مهزوم.. البطل: مثقف- 1 " مثقفالمتوسط شرق" رواية بطل ،إسماعيل رجب

وأحمد والفكر، الكلمة خالل من الواقع تغيير في طموح لديه يتبنى ملتزم وقاص مثقف كذلك " هوعو" رواية بطل ،الصافي

الشخصيتين هاتين بين يفرق ما لكن همومها عن ويعبر الجماهير قضايا الوقت الشريف! ففي الحرة بالكلمة االلتزام على الثبات درجة هو

الشرس التعذيب وطأة " تحتإسماعيل رجب" سقوط يأتي الذي )شراسة الخارجي العامل ليبرز القمعي، النظام يمارسه الذي الدامي،

سقوط فإن دوره، وتعطيل وإقصائه المثقف لسقوط النظام( كمسبب رغباته وسيطرة الذاتي، ضعفه بفعل يكون ،الصافي أحمد

الخارجي العامل دور جاء وإن والمناصب، االمتيازات في المكبوتة األولى، الرواية الثانية.. في الدرجة وخطته( في الجنرال )إغراءات

وال القمعي: البطش النظام يتبعها )الثقافة( التي السياسة أحادية تبرز فإن الثانية، الرواية في تدجين! أما وال مثاقفة وال حوار ال غيره، شيء

من وأتباع مبرمجة خطط إلى تنفيذها في يعمد و سياسته، يغير النظام الهدف الجديدة، االقصائية بثقافته ليحقق مهذبين، جديد: مثقفين نوع

نفسه! وقضيته، إسماعيل رجب مع بالتعاطف القارئ يشعر وقد

بلوحات يزودنا منيف الرحمن عبد وأن خاصة وانهياره، اعترافه رغم آهات ويسمعنا – والنفسي الجسدي – واإلذالل التعذيب عن دامية

وطأة تحت ويصرخون يئنون وهم ورفاقه، إسماعيل رجب وعذابات الحساسة! إال األطراف وخرم القطط ونهش والكهرباء والكي الضرب

خذل الذي ،الصافي أحمد مع نفسه بالتعاطف يشعر ال القارئ أن وانهار وأبطاله، وأفكاره لقصصه وتنكر الملتزمة، والكلمة الثقافة رجب ظل تدجينه! لقد على عملوا الذين يتوقعه كان مما بأسرع

إسماعيل التعويض منفاه من وحاول وتأثيرها الكلمة بدور متمسكا السجون أحوال عن دراسة بإعداد المهين واعترافه عجزه عن

وطنه: في والمعتقالت

10

Page 11: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

أقول أن يجب أكتب، أن فكرة بجموح علي "سيطرت ذلك جدران وراء الظلمة في السراديب في يجري ما للناس حيوان مثل البشر قلوب فوق يربض الذي األصفر، البناء

سالح لكنها أقواها، تكون األسلحة.. لن آخر الكلمة خرافي، الذي األطفال سالح أمهاتهم، ماتت دماؤهم تلوثت الذين

يفعلوا أن يريدون المتوسط) " شيئا (.147ص –شرق والصمود النهوض الصافي أحمد يحاول لم نفسه، الوقت في

أهداف ويعي يدرك كان أنه إلى المتكررة إشاراته رغم األحالم في إال: ونواياه النظام

يقولوا لكي أقيمت .. وهل إذا، مدبرة األمسية هل" آخر؟ واد في والعالم واد في أنك لي

الناس، ويبعدون قريب مكان في اآلن يقفون ربما أنظر.. أحمد، يا نفسك تخسر ال واضحة، رسالتهم تصل حتى

يلتفتون يعودوا لم لهم تكتب إنك تقول الذين الناس إن(.130 ص – )عو." . إليك

بنفسه مصيره إلى الصافي أحمد يذهب اإلدراك، هذا ورغم إنه بل الملتزم، وقلمه ضميره صوت إلى يستمع لم وعيه، وبكامل

أراده مما أبعد )والتطبيل( إلى والمديح والوالء االسترضاء في ذهبنفسه! النظام

التحرير رئيس اضطر لقد" من كثير شطب إلى مؤخرا .. تذكر.. إنني المقاالت بها أغرقت التي الزائدة الوالءات

أريدك .. كمان إلى بحاجة علميا.. نحن تبدو .. وأن معتدال(.151ص –عو) .." بوق على بحاجة لسنا

إسماعيل رجب انهيار – كبشر – نستوعب أن لنا جاز وإذا إلي ينحدر أن الصافي أحمد من نتوقع نكن لم فإننا واعترافه حقيقيا شيئا يفعل لم أنه الدرجة.كما هذه والى السرعة بهذه الحضيض يريد ما إليها! وهذا وصل التي "، الكلبية " الحالة من ينقذه وواقعيا،

المثقف ،الصافي أحمد شخصية خالل من الله، نصر إبراهيم قوله السلطة إغراءات تعميه الذي الهش المثقف في المهزوم: العيب

صوابه! وتفقده وأوهامها رجب شخصية خالل من منيف، الرحمن عبد يقوله ما أما

الملتزمة بالكلمة يبطش الذي القمعي النظام في : العيبإسماعيل واإلقصاء النفي يمارس الذي النظام في العيب الشريف، الحر والرأيالرأي! يخالفه من كل بحق والقتل

لكن متقاربة، واجتماعية ثقافية سمات في تتفقان شخصيتان والخوف القمع ثقافة تدين مختلفة: األولى برسالة تبعث منهما كال

المثقفين تدين والثانية القمعية، األنظمة تتبناها التي والبطش في الثقافة دور تعطيل في االتهام بأصبع إليهم وتشير المتهالكين،

11

Page 12: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

الترويض مع تماهوا بل استجابوا، – -المثقفون ألنهم والتطور، التغييرواإلقصاء! – والتدجين

أن الجزء- إلى هذا في – نشير أن بقي الرحمن عبد من كال والسمات المالمح وتمويه بإخفاء قاما الله نصر وإبراهيم منيف

مدينة في ما شخص – التعميم بهدف لبطليهما، والمحلية القطريةما! عربية

الروايتين. في الثانية المشتركة السمة إلى ينقلنا التجريد وهذا

تجريدهما.. .. أو والمكان الزمان - ضبابية2 األزمنة إخفاء إلى الروائيان "عو" يلجأ المتوسط" و "شرق في

– كبيرة بدرجة األماكن يخفيان أنهما كما األحداث، خاللهما تدور الذي المحتلة واألرض والمخيمات المتوسط شرق في األوروبية البلدان عداعو! في

دور بقلب الله نصر وإبراهيم منيف الرحمن عبد يقوم وهكذا إلى والتوضيح التحديد مهمة من الدور هذا ويحوالن والمكان الزمان

والتعميم.." "اإلخفاء )الماضية واألزمنة السنوات تحدد " لمالمتوسط شرق" في

وشهور، وأيام ضبابية: ساعات أو مبتورة أزمنة ترد فقط والحاضرة(، سنوات!! لتظل بدون الناس لكل وعامة مكان أي في تحدث مشاعا

واألوطان.الرواية: في وأخطرها الزمنية اللحظات أهم جاءت كيف لننظر

نهايتي جعلت التي اللئيمة الساعة .. تلك السادسة" كنت ذلك قبل نهائية مؤكدة، حقيقة أصبحت ذلك وبعد رجال

األمر .. حصل صغيرة ثانية إال التوقيع يحتمل .. لم آخر شيئا التوقيع نهاية التوقيع، واضطرب يداي بسرعة.. اضطربت

لو آه الثانية، تلك في توقفت لو مشوشة. آه طويلة،المتوسط) توقفت.." (35ص –شرق ثوان! هذا في المذل التوقيع وتم السادسة، الساعة كانت إذا،

ميالد تواريخ لها! حتى أثر فال السنة، فقط! أما الروائي يكشفه ما كلتختفي: الشخصيات .. يتذكر أن حاول ميالده تاريخ عن سألنا" مرة "لما

أي سألناه لما نيسان،27: وقال استدرك ثم أيار،12قال: تشرين21 الوحيد الحقيقي.. قال: التاريخ هو التاريخين

- .." الثاني ص) المتوسط . (100شرق يذكر فلم األمكنة، إخفاء إلى منيف الرحمن عبد عمد كذلك،

رجب بطله نشأة عن حديثه حديقة! منذ أو شارع أو قرية أو مدينة اسم وجيرانه، وشقيقته أمه ومع حبيبته ومع رفاقه مع تجربته إلى إسماعيل

سجون، وغرف وبيوت، شوارع، عامة، نعوت سجانيه! كلها مع وحتى ! ندري ال األماكن؟ هذه ! أين وحدائق وبحور، وسراديب، وزنزانات،

12

Page 13: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

المتوسط" أي "شرق خارج يصبح عندما فقط العربي الوطن عن بعيدا شوارعها وايطاليا، وفرنسا بأسمائها؟. اليونان األماكن ذكر في يبدأ

وحاراتها!أنيسة: لشقيقته إسماعيل رجب يقول

غير البيوت الشوارع، غير الشوارع تغير، شيء "كل كثيرة أشياء األضواء، الحدائق، غير الحدائق البيوت،

المتوسط )تغيرت.." مدينة أية األماكن! في هذه تغيرت اين (.32ص –شرقنعرف! كوكب! ال أو قطر أو قرية أو

يتوقف" معينة لحظات في الخارجي العالم "تصورتالمتوسط) (.104ص –شرق البلد هذا في بهدوء يعيش أن لإلنسان يمكن "هل

المتوسط) .." اللعين؟ (.117ص –شرق من نلتق لم لم لكن هناك، من أنك قدرت رايتك، "منذ

المتوسط) قبل" (.160ص –شرق الخارجي، العالمعبارات! تظل الرواية، آخر حتى وهكذا،

أحداث ومسرح )وطن( البطل هي هناك، ومن اللعين، البلد وهذاالرواية!

ما .. هذا نفسه بالدور الله نصر إبراهيم "عو" يقوم رواية وفيالجنرال: تاريخ من مرحلة عن الصافي أحمد يرويه

طربا، الجنرال قلب "خفق في يحدث كان كما تماما محاولة على بدبابته يطبق كان حين البعيدة األيام تلك

.(9ص –عو) صفرها" ساعة في تمرد أو انقالب .. ال االنقالب على الجنرال أطبق يوم أو شهر أو سنة أية في

عند فقط! حتى البعيدة األيام تلك ندري!! في أن يجب ال أو ندري وال الله، نصر إبراهيم يذكر ال المحتلة، األرض داخل عملية عن الحديث

العملية: تلك فيها جرت التي السنة الصافي أحمد في .. وقعا شابين لنا أحضروا آب من الليلة تلك "في

عليهما "إسرائيل" دخلت من .. قادمين المتقدمة كائننا أحد من قصاصة وجود انتباهي .. لفت دسمة بوجبة حظيا أن بعد

(.37ص –عو) قصيرة.." فتحتها.. قصة الطاولة، على جريدةالرواية: بداية من الله نصر إبراهيم فيخفيه المكان، أما

أوتوسترادا" .. أصبح الشارع وأصبح المدينة "تغيرت .. ضاقت فيه حضور للناس يعد لم الذي الحد إلى فضفاضا

كل في ترتفع العمارات الشوارع.. وظلت واتسعت الناس- .." مكان ص) كلمات: نعرف! لتظل ال شوارع، وأية مدينة، أية. (22عو بأسمائها! تعريفا أو تحديد وال المترددة هي والشوارع والمدينة الغابة

لتصبح الزمن من عقدين "عو" بعد رواية في المدينة وتتطور معلبة! مدينة

13

Page 14: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

.. التحية والعربات .. المصانع معلبة تأتي األشياء "كل علب من يطلون .. والبشر معلب .. الهواء واالبتسامة

الشجر.. .. حتى الطرقات ويعبرون الحافظة بالمواد مجهزة (.22ص –عو) معلبا.." يأتي

الشوارع على عامة نعوت إطالق الله نصر إبراهيم ويكرر األنيق، الشعب، مكتبة الحرية، شارع الغابة مثل واألشخاص واألماكن

وغيرها!. النصر، ميدان الوحدة، شارع المؤتمرات، مقر والجنرال، "شرق رواية في هي "عو" مثلما رواية في العربية والمدينة

الخليج.. مدينة إلى المحيط من العربية المدن لكل المتوسط"! رمز حكم قد كأنه الفرح تعرف وال السواد يجللها صامتة خائفة، مقموعة،

هذه وقطر اسم إخفاء إلى الروائيان دفع ما بالموت!! وهذا عليهاالعربية"!! المدينة

القصة: داخل - قصة3 الفني، بنائهما " في"عو و" المتوسط شرق" روايتا تتشابه

عن الداخلية القصة تنفصل وال قصة"، داخل قصة "نمو على يقوم الذينفسه! الوقت في وتكملها معها تتقاطع بل الرواية،

رجب" يبدأها فصول ستة " منالمتوسط شرق" وتتشكل في أنيسة، شقيقته معه وروايته. وتتناوب حكايته " بسردإسماعيل

بكتابة تقوم حيث رجب، موت بعد الداخلية! خاصة والقصة الرواية، بناءالقصتين! من واألخير السادس الفصل

أنيسة: لشقيقته موجه خطاب في إسماعيل رجب يقول أكثر وفيها واحد، من أكثر يكتبها أن يجب الرواية إن"

مزعجة، واألفضل هامة، أمور عن تتحدث وأن مستوى منالمتوسط) زمن.." لها يكون ال أن وأخيرا .(134ص –شرق

" ! فيالمتوسط شرق" في منيف الرحمن عبد فعله ما وهذا يطلب و رجب، يكتبها التي القصة بين كبير اختالف يوجد ال الرواية هذه والمالمح التجربة منيف، الرحمن عبد كتبه ما وبين إتمامها، شقيقته من

واألحداث! فرجب للشخصيات السمات وبقية والعذابات، الثقافية رواية بطل نفسه وهو عنوانا، لها يضع لم التي قصته بطل هو إسماعيل

المتوسط". "شرق يكتب واضحة، بصورة يختلف األمر فإن"عو" رواية في أما

عن والتعبير الجماهير بقضايا االلتزام مرحلة الصافي" في "احمد قصة " وهيالطويلة الليلة طفل" بعنوان قصيرة قصة همومهم،

والجراح! اآلالم رحم من المقاومة إنبثاق عن دالالت على تتكئ رمزية وتأثيرها فعلها في القصة وتذهب عندما نفسه، القاص يتوقعه لم حدا

المحتلة، األرض داخل فدائية "سعد" بعملية يقوم القصة! بتلك متأثرا المتفجرة الروح هذه الطويلة" إن الليلة طفل "أنا

(.41ص –عو) يوحدنا.." الغضب أن أشعر ما بك يربطني ما هي

14

Page 15: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

القصة على تعثر سعد، على القبض العربية السلطات تلقى وعندماسترته! جيب في الملهمة،

هذه بسبب جاء قد بدايته في الصافي بأحمد االهتمام كان وإذا في يبدأ الغضب هذا وتحريض. فإن غضب من تضمنته لما القصة، يتماسك وال الذبول يتصاعد الذي الوقف في القصة، مؤلف عند طويالسعد!. القصة قارئ عند ويكبر

والقصة العملية "سعد" بطل يبدو األولى للوهلة طفال غضا وكلما ويصمد ذلك، عكس يثبت لكنه واحدة، ضربة يتحمل أن من اصغر ازداد تعذيبه، في أمعنوا صمتا ورجولة؛ وصمودا

سيدي زيتون حبة نواة المحقق: إنه "تراجع-اسحقها

(.62ص –عو) شيئا.." فيها نجد لم - ولكننا - سحقناها القصة، ببطولة جدير أنه ويثبت سعد عود يشتد الذي الوقت في

الداخلية القصة تنحو وهنا وأفكاره، بثقافته وينحدر القصة كاتب يتهاوى " منالطويلة الليلة طفل" يخرج حيث المؤلف، على التمرد نحو

– يتمنى وقصته! وهنا – ونموه بأقداره التحكم ويقرر المؤلف إسار هو يصبح أن الروائي، – القاص لقصته؛. بطال

أنا أكون ال "لماذا أنا الطويلة" هل الليلة "طفل أيضا بأنه أخرى مرة اإلحساس فعال" .. عاوده الطويلة الليلة ابن

(.72ص –عو) لقيط.." إمكانية أية واالمتيازات، بالمناصب بإغراءاته الجنرال، انتزع لقد

في المؤثر! أدخله اإلبداع أو الفعل، من الصافي أحمد يتمكن أن فيالمحتوم! مصيره إلي ليقوده المجنونة اللعبة

مثله، – قصته بطل يسقط أن الصافي "أحمد يتمنى جديد، ومن وليس القصة؛ نهاية في يتحكم الذي هو أنه ويثبت يخذله سعدا، لكن

مؤلفها: شبه الميتتين بقدميه هزنزانت باتجاه يجرونه "كانوا

حتى األولى زنزانته إلى وصل أن ما ولكن الوعي، عن غائب ومضة إلى .. ويحتاج داخلها من يراقبه من ثمة أن أدرك عيون وبدأت وانتصب، خاطفة لحظة في رأسه رفع أمل،

الكوى أمام يمر وهو تخضر السجناء هي تلك كالبرق، خاطفا الكبير.." فعلها لها يكون أن يمكن التي البسيطة الرسالة

(.93ص –عو) ، الطويلة الليلة القصتين: طفل بين التبادلية العالقة هي هذه

ويصبح ويكبر ينمو الجرح، من بطلها تصنع وال يلين ال عنيدا، مقاوما يفرط الصافي، أحمد القصة، ومؤلف الرواية بطل يتنازل! والمثقف،

من وأحالمها، الجماهير قضايا في يفرط وثقافته، وأفكاره، مبادئه في تلك يكتب لم أنه لو يتمنى سقوطه أثناء االمتيازات! وفي فتات أجل

القصص كتابة إلى العودة إمكانية منه نزع الذي طفلها، ير ولم القصةأخرى!! مرة

15

Page 16: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

قصة خالل من الله، نصر إبراهيم أن إلى هنا، اإلشارة من بد وال والقمع، التعذيب من ومشاهد لوحات يعرض الطويلة، الليلة طفل المباشر ببطشها تحتفظ المستبدة القمعية األنظمة أن ،إلى معه لننتبه

الضرورة- والحالة تدعو عندما لتستخدمه جعبتها في ويظل والشرس،ذلك! إلى –

استدراك:التالي: اإلشكالي التساؤل يبرز الدراسة، هذه ختام في

بثقافةعو" و المتوسط شرق" الروايتان تأثرت مدى أي إلى بمعنى وضحاياها؟ أطروحاتها وصورتا أساليبها شخصتا التي الخوف

االقصائية، التخويفية الثقافة هذه تأثير تحت الروايتان وقعت هل آخر،يعقوب؟! نفس في ما كل وقدمتا منها أفلتتا أنهما أم

ليس الفن أن ندرك تصويرا يكون أن يجب وال للواقع، حرفيا الروائيان عليها اتكئ التي والتجريد والترميز اإلبهام أن كذلك! وندرك

مع نشعر، والتعميم! لكننا الشمول الروايتين تكسب فنية، ميزات هي كانت وقمعها، ومنفذيها ورقابتها بتهديدها الخوف، ثقافة أن ذلك،

رواية!! كل كتابة عند حاضرة في واألسماء، والتواريخ األماكن وإخفاء والترميز التجريد إن

الرواية تتحول فقد وتهديدها، الخوف، ثقافة تأثير عن ناتج منه كبير جزء إدانة وثيقة إلى – المستبد النظام في البوليسي األمني بالحس–

أو إسماعيل رجب له تعرض ما إلى يتعرض وقد بسببها لكاتبها! يالحقالمجازفة؟! غيرهما! فلماذا واآلالف الصافي أحمد

فوق وتحوم ، تحاصرنا التي والتهديد والقمع الخوف ثقافة إنها مشاعرنا وتحبس وأحالمنا، وأفكارنا مدادنا في تتحكم وحوالينا، رؤوسنا

بها! االعتراف من مناص وال الحقيقة، هي وأمانينا! هذه

عودة محمد د. علي

والمراجع: المصادرأ- المصادر:

المؤسسة – منيف الرحمن عبد – رواية–المتوسط" - "شرق1.1993 – 9 ط – بيروت – والنشر للدراسات العربية

16

Page 17: ثقافة الخوف - Philadelphia University · Web view(شرق المتوسط – ص 32). اين تغيرت هذه الأماكن! في أية مدينة أو قرية أو قطر

– والتوزيع للنشر الشروق دار – الله نصر إبراهيم – رواية–- "عو"" 2.1995 – 1ط – عمان/ األردن

ب- المراجع: – تونس – للكتاب/ ليبيا العربية الدار – فاضل جهاد – الرواية - أسئلة1

)د. ت(. الثقافة وزارة – النصير ياسين – األدبي النص في المكان - إشكالية2

.1986 – 1ط – العراقية – انطونيوس ت: فريد – بوتور ميشال – الجديدة الرواية في - بحوث3

– 1ط – بيروت – عويدات منشورات – العربي الفكرة دار مكتبة1971.

– الجواريش عدنان – الفلطسينية الرواية في التجريب - حركة4.2003 – 1ط – فلسطين – الخليل – الثقافية العنقاء جمعية

– الطليعة دار – طرابيش جورج – العربية الرواية في المرأة - رمزية5.1985 – 2 ط – بيروت

– اآلداب دار – الموسوي محسن – والتحول النشأة – العربية -الرواية6.1988 – 2ط – بيروت

رشد ابن دار – وآخرون برادة محمد – وآفاق واقع – العربية - الرواية7.1981 – 1ط – والنشر للطباعة

– العرب الكتاب اتحاد منشورات – فريحات عادل – الرواية - مرايا8. 2000 – دمشق

17