03جامعة اجلرائر

كلية العلوم السياسية واإلعالم

قسم علوم اإلعالم و االتصال

ختصص سيميولوجيا االتصالمذكرة لنيل شهادة املاجستري

إشراف األستاذة: إعداد الطالبة

فايزة خيلف. د آمال برواق

2012-2011: السنة اجلامعية

سيميولوجيا الفضاء و داللة التمثالت املعمارية

دراسة حتليلية سيميولوجية حلي العريب بن مهيدي

- قسنطينة-  

 

  

شكر و تقدير

والسالم الصالة أفضل عليه محمد سيدنا على والسالم والصالة العالمين رب هللا الحمد

.المذكرة بهذه أكرمني الذي هللا ،الحمد المرسلين سيد

تأغرق يتال" فايزة يخلف" ة توركالد ةالمشرف يتألستاذ التقدير و الشكر جزيل

،الانصحه غزير و اتصويباته و امالحظاته دقة و ،اصبره طول وا تفانيه بجميل اطالبته

.اجميله توفي العبارات ال وا تجزيه اللغة

.هللا كمجازا أستاذي

تقييم و قراءة على سيسهرون الذين المناقشة لجنة من ألساتذتي جزيل شكر

.الجزيل الشكر فلهم.خطواته لمتابعة الجهد و الوقت من يبدلون و البحث،

الثناء و الشكر ، البحث هذا إنجاز على ساعد من كل إلى

 

  

اإلهداء

الضلوع بين ما ضياء و قلبي نورأهدي ثمرة جهدي إلى

أمي و يبأ: الغاليان العزيزان

إلى جميع إخوتي و أخواتي

.إلى كل األصدقاء و كل من ساعدني في إتمام هذا العمل من قريب أو من بعيد

آمال

 

3  

:مقدمــة

يتعامل االنسان يف الفضاء بقدر ما يتعامل مع الزمن ، مبا حيتويه من أشـياء ، أشـخاص

أبرز ما حيتويه الفضاء هو األمكنة اهلندسية حبيث يربز سكن الفضـاء نوأفعال تنتظم داخله ، وم

تعطي هذا ...كنمط لتواجد االنسان يف هذا االمتداد متعالقا مع مركبات اجتماعية، ثقافية، دينية

.الفضاء رمزية ومعىن لصيق بطبيعة هذا االنسان، وهذا ما تبحث عنه سيميائية الفضاء

حبيث ترتكز على استنطاق دالالت العامل دون إمهال االنسان الذي يشغل هذا الفضاء ويضـفي

ـ عليه حتوالت تقترن بسياقاته وقيمه وتصوراته النفسية، االجتماعية والثقافية املختلفـة، القراءة ف

حملتوياتـه جتاوز النظرة السطحية إىل دراسة الفضاء دراسة داللية وقودنا تالسيميائية للبنية الفضائية

داخـل و متفصالتهكشف عن القوانني اليت حتكم جمموعة عالماته اجلغرافية إىل المعطياته و املادية

التركيب املكاين الذي يؤسس الفضاء املكاين ككل و كل ما يتعلق بتصرفات االنسان و إنتاجاته و

.أفعاله

تعبريية حتمل مجلـة مـن ومن بني هذه االنتاجات جند البناءات املعمارية اليت تعترب وسيلة

تلـف التصـميمات واملصطلحات املتعددة املعاين، فقد حاول االنسان منذ القدم تطويع خم الرموز

املعمارية مبا يتوافق و هويته و معتقداته، و ذلك مبا حتويه هذه االنتاجات املعمارية من معـاين و

دالالت ملفرداا اليت تعود ملاهيات مادية تقدم يف شكل رموز و عالمات باعتبارها عناصر ضمن

.أنساق سيميائية يعد اإلدراك البصري هو بؤرة جتلياا

 

4  

املعمارية هي الغطاء اخلارجي للمبىن و هي العنصر الظاهر للعامـة يف البيئـة فالواجهات

املعمارية و هي أول ما يقابل املشاهد و يطبع يف ذهنه مبا متثله من رسائل بصرية ذات معان نابعـة

من القيم احمللية و مبا حتتويه من مفردات متميزة، إال أن املشكل الذي تطرحه سيميولوجيا اهلندسة

ملعمارية هو أنه كيف تتحول هذه العناصر التكوينية إىل عالمة ونص وإىل معىن ، وكيف تتحول ا

اخلطوط واأللوان ، و األشكال و الزخارف إىل لغة ميكن قراءا و تقطيع وحداا و فواصلها، و

. فهم هذه العناصر و املفردات كلغة عمارة تتفاعل معنا و تتطور وفقا الحتياجات االنسان

كما تطرح دراسة اهلندسة املعمارية أيضا دراسة داللية ،املهمتني املتناقضـتني للهندسـة

املعمارية ومها الوظيفة االستعمالية اليت تعتمد على معارف تقنية وبني الوظيفة التعبريية و اجلماليـة

لذهنيـة الـيت اليت هي نتيجة اإلبداع الفين ، أين ينبغي التوافق بني املالمح البصرية و الصـورة ا

يعكسها املبىن و بني الوظيفة النفعية له، وقد أثريت العديد من النقاشات حول هذه النقطة بل أا

.شكلت االنشغال األساسي للمهتمني بسيميولوجيا اهلندسة املعمارية

و دراستنا هذه هي حماولة لدراسة اهلندسة املعمارية ملدينة قسنطينة و قد اخترنا حي العريب

إطار منهجي، : هيدي كعينة هلذه الدراسة، وقد قسمنا هذه الدراسة إىل ثالث أقسام رئيسية بن م

.إطار نظري و إطار تطبيقي

، أمـا اإلطـار الدراسـة تناولنا يف اإلطار املنهجي أهم اخلطوات املنهجية اليت اعتمدنا عليها يف

هيدي ملفهوم الفضاء حبيث النظري فقد قسمناه إىل أربع فصول، خصصنا الفصل األول كمدخل مت

 

5  

سلطنا الضوء على إشكالية الترمجة هلذا املفهوم و تداخالته مع املفاهيم األخرى، ويف الفصل الثاين

تطرقنا إىل سيميولوجيا الفضاء احلضري، حبيث تعرضنا إىل احلديث عن الفضـاء كنسـق دال،

الدراسة السيميولوجية للهندسة املعماريـة واملدينة كخطاب داليل ، أما يف الفصل الثالث فتناولنا

وطبيعة العالمة و العناصر التعبريية للهندسة املعمارية، و ختمنا اإلطار النظري بالفصل الرابع الذي

كان مبثابة ربط لإلطار التطبيقي ، حبيث تناولنا فيه احلديث عن خصوصية مدينة قسنطينة و أهـم

.معامل خطاا املعماري

ر التطبيقي فتناولنا فيه بالتحليل دراسة حي العريب بن مهيدي دراسة حتليلية سيميولوجية، أما اإلطا

. استنتجنا على ضوء هذه الدراسة القيم و الدالالت املختلفة اليت تتضمنها هندسة هذا احلي

 

  

اإلطار المنهجي

 

  

:اإلطار المنهجي

 إشكالية الدراسة -1

تساؤالت الدراسة -2

الدراسةأمهية -3

الدراسة أهداف -4

أسباب الدراسة -5

و العينة منهج الدراسة -6

مفاهيم البحث - 7

الدراسات السابقة - 8

 اإلطار المنهجي

6  

إشكالية الدراسة :

،الغداء، احللي لباسكالمتعددة احلياة اليومية تعبريات لغوية و أخرى غري لغويةتكتسي

تقسيمات ترتيب الفضاء أو إنتاجه متمثال يف إذ أن هندسة املدن و جماهلا السكين،حىت و التقليدية

هذه املعاين اط تواجد االنسان يف العامل ويشارك يف كشف معاين و أمن هندستها املعمارية واملدن

.بالسياقات اليت أوجدت فيهاعادة ترتبط

يستوعب جل نشاطات االنسـان -معمار املدينة الذي يتواجد يف حيز فضائيأي –ذلك ألنه

بني أكثر املشاهد تعبريا عـن خصائصـها ألنه من و عالقاته االنسانيةية املختلفة وممارساته اليومو

.وهويتها الثقافية و احلضارية

املمارسات و املشاهد التعبريية غري اللفظية ،تشكل منبعا وافرا للدراسات ذه النشاطات وفه

حتيلنا سيميولوجيا الفضـاء يف حبيث .على وجه اخلصوص السيميائية عامة و سيميولوجية الفضاء

قراءا للمكان جتاوز ماديات املكان إىل عالمات املكان، فهو ليس فضاء فارغا و لكنـه ملـيء

، و األشياء جزء ال يتجزأ من املكان حبيث تضفي عليه أبعادا خاصة مـن ....ائنات و األشياءبالك

الفضاء فضاء دال يدعونا إىل افتراض نصـيات أخـرى 1يعترب بارثهذا السياق ويف .الدالالت

، و عليه ميكن اعتبـاره ظـاهرة سـيميائية 2تسري يف الظواهر االجتماعية و املمارسات اليومية

. ى عالمايت نستقي منها معارف عن أشياء أخرىومعط

                                                            مارس 25و توفي 1915نوفمبر 12روالن بارث فيلسوف فرنسي ناقد أدبي و سيميولوجي و منظر اجتماعي ولد - 1

1980 يناير /،بيروت ، كانون الثاني1ط،الوحدة العربية مركز دراسات السيميولوجيا االجتماعية،: د محسن بوعزيزي - 2

137، ص2010

 اإلطار المنهجي

7  

جمموعة من الدوال املثبوتة داخل عاداتنـا و تقاليـدنا و فالفضاء على حسبه حيتضن

إمنا حيمل داللة تتخلل مجيـع إنه ليس سلبيا و ال صامتا، و. 1فضاءاتنا املشبعة بالرموز و العالمات

األركان، على أساسها ال حيتاج املرء إىل ذكر تعريف تفصيلي ملدينـة واإلحداثيات و األبعاد

إحاالت تعطـي أبعـاد هي مبثابة شهرية، و إمنا يكتفي بذكر امسها أو بعض معاملها و هذه املعامل

نستطيع اهلروب مـن تشكل على إثرها خطابا بصريا الحبيث رمزية لزائرها، و تأويلية و نفسية

.الداليلو ده التواصليبع

إىل ضرورة دراسة املدينة وعمراا وحمتواهـا " املغامرة السيميائية"يف كتابه و قد نبه بارث

و يقول ..... فنية اجتماعية، الداليل على اعتبارها حامل مادي لرموز و دالالت ذات أبعاد ثقافية،

، تتحدث املدينة إىل سكاا و حنن املدينة خطاب و هذا اخلطاب لغة حقيقية:" بأن يف هذا الشأن

ننشـئ أنلكن املعضلة رد أننا نسكنها نعربها ننظر إليها،نتحدث مدينتنا، فاملدينة حيث نوجد

املدينـة حتتـوي علـى من هنا يتبني لنا أنو ".لغة املدينة:من املستوى اازي اخلالص عبارة مثل

مفردات بإمكاا تشكيل لغة دالة ختاطب السكان و الزوار، و من بني هذه املفـردات البنايـات

.املعمارية اليت تشك ركيزة سيميولوجيا اهلندية املعمارية

ترتكز على مبدأ العمارة الدالة اليت بإمكاا أن تقرأ كلغة ،فسيميولوجيا اهلندسة املعمارية

تدل على أشياء أخرى ألا) السكن(رس العمارة بعيدا عن وظيفتها التقليدية االستعمالية تدحبيث

غري نفسها، أشياء أخرى غري مادا الفيزيقية ،فاملعمار تعمري للفضاء و لكنها أيضا متثيل ألنظمـة                                                             

.137، مرجع سبق ذكره، صد محسن بوعزيزي - 1 

 اإلطار المنهجي

8  

ئل و أفكار و ، و عليه عند تشييد البناءات املعمارية يتم أيضا بناء لرسا.....اجتماعية و ثقافية و

.خطابات داللية رمزية

التصـاميم ومـواد البنـاء األشكال اهلندسية وفتواجد البناءات يف فضاء معني ،إضافة إىل

له رمزيته اخلاصة اليت ختتلف باختالف وظيفـة البنـاء االجتماعيـة سـواء كـان ، الزخرفةو

رية فضاء لتقاطع جمموعة من وتكون على هذا األساس اهلندسة املعمااخل ، ...مسجدا،مرتال، قصرا

العالمات التشكيلية اليت حتمل دالالت و رموز يف لغة العمارة، اليت من أجل فهمها جيب علينا أن

القراءة التواصلية لفن اهلندسـة ، إذ أن نعتربها ككائن حي يتفاعل معنا و يتطور وفقا الحتياجاا

ات املعمارية بوصفها أشكاال تستمد املوضوع على تأمل االنزواءو، املعمارية يتجاوز جمال اإلحالة

نعكس ت اليتتنوع الثقافات و اللغات ببيسة احلالدالئل الرمزية للعمارة ، أي 1 ملموسيتها من ذاا

.خصائصه ألي بلدعلى النسيج العمراين و

يف كـل و الطرز املعمارية واجلزائر بلد على اتساع مساحته تتنوع فيه التقاليد العمرانية

وإحدى أهم هذه املدن مدينة قسنطينة اليت ساهم امتدادها يف التاريخ وتعاقـب مدينة من مدا،

احلضارات عليها بدءا من احلضارة النوميدية إىل الرومانية إىل اإلسـالمية وصـوال إل العثمانيـة

تلفـة ممثال مبستويات و بأمناط خم عماريهذا أثر على تنوع نسيجها املفاالستعمار الفرنسي، كل

.التكوينات للهياكل العمرانية اليت هلا رمزيتها اخلاصة

                                                            

129 ،ص1،2008الجزائر، ط ،معاليم السيميائيات العامة أسسها و مفاهيمها عبد القادر فهيم الشيباني، - 1 

 اإلطار المنهجي

9  

ولعل هذا ما يوجه تفكرينا حنو البحث والتأمل يف خمتلف األبعاد الداللية الرمزية املنضـوية

حتت األشكال اهلندسية هلذا النمط املعماري ومن مثة كشف الستار عن خمتلف التضـمينات ذات

يتحقق هذا من خالل هذه الدراسة سنحاول ترصد الدالالت الرمزيـة الثقافية واحلضارية واألبعاد

:استنطاقها وهو الشيء الذي يدفعنا إىل طرح التساؤل اآليت ويف زوايا العمارة القسنطينية

دينة قسنطينة؟حي العريب بن مهيدي مل ما هي األبعاد الداللية الرمزية ملعمار

وهري تقتضي علينا جتزئته و تفكيكـه إىل سلسـلة مـن لعل املعاجلة العلمية هلذا اإلشكال اجلو

:التساؤالت اليت تساعد يف حتيق األهداف املرجوة من الدراسة و قد كانت وفق ما يلي

؟كنسق دالكيف ميكن دراسة الفضاء -1

كيف ميكن لترتيب الفضاء أو إنتاجه يف كشف منط تواجد االنسان يف العامل؟ -2

و معمارها كلغة؟ كيف ميكن قراءة املدينة -3

هي األمناط املعمارية ملدينة قسنطينة؟ ما -4

هل األمناط املعمارية ملدينة قسنطينة حتمل دالالت معينة؟ -5

هي املعاين و الدالالت اليت ميكن استقراؤها من معمار املدينة؟ ما -6

؟العريب بن مهيديهي خمتلف األشكال اهلندسية اليت متيز حي ما-7

األشكال حتمل دالالت معينة؟هل هذه -8

؟العريب بن مهيديكيف جتسد الشفرات الرمزية حلي -9

 اإلطار المنهجي

10  

هي عالقتها بـالنمط الثقـايف و ما ما هي األبعاد الداللية اليت تتضمنها هذه الشفرات؟ و-10

االجتماعي املتواجد باملدينة؟

:الدراسة أهداف -

متكننا من تسهيل الوصول إىل الغرض من حناول من خالل هذه الدراسة إىل حتقيق أهداف علمية

:حبثنا و ميكن إمجاهلا فيما يلي

و بالتايل ما ميكن العريب بن مهيدي للمدينة و خباصة حي عماريراز املحماول معرفة أمناط الط -1

؛استقراؤه من رمزية األشكال اهلندسية

.وظيفتها االستعماليةكشف األبعاد الداللية اليت تنطوي عليها العمران إضافة إىل -2

.كشف عالقة األبعاد الداللية بالنمط الثقايف و االجتماعي املتواجد باملدينة-3

.حماولة قراءة األمكنة املعيشية للمدينة استنادا إىل طريقة السكن -4

.خلق نزعة وطنية أو جهوية للمحافظة على التراث العمراين و ترميمه-5

:أمهية الدراسة -

بصفة عامة على بعد تواصلي و داليل بارز يشكل ميدان حبث خصب للدراسات ينطوي العمران

السيميولوجية خاصة و أن هذا النوع من البحوث حديث النشأة يف العامل، و ميكن إمجال أمهيـة

:الدراسة فيما يلي

 اإلطار المنهجي

11  

؛العريب بن مهيدي التعرف على خصائص العمران القسنطيين من خالل حي-1

؛عمران القسنطيين و مساته الرمزيةالتعريف جبمالية ال-2

؛يف إبراز السمات االجتماعية والثقافية للمجتمع القسنطيين ارعمإبراز دور امل-3

إثراء املكتبة اجلزائرية بدراسات سيميولوجية يف سيميولوجيا الفضاء و بالتحديد سـيميولوجيا -4 ؛عمارامل

:أسباب الدراسة -

اهتمامنا إىل معاجلة هذا املوضوع و قد قسـمناها من الدوافع اليت وجهت تفكرينا و هناك جمموعة

:إىل أسباب موضوعية تتعلق مبوضوع البحث و أخرى ذاتية تتعلق بالباحث و هي كالتايل

:تتمثل أساسا فيما يلي: أسباب ذاتية

املعماريةامليل الشخصي إىل استنطاق و فك الشفرات املتضمنة يف خمتلف األنساق -1

الرغبة يف تطبيق التحليل السيميولوجي على النسق املعماري كمحاولة يف جتسيد مـا يسـميه -2

.روالن بارث القراءة التعيينية و القراءة التضمينية للعمران

:أسباب موضوعية

.ثراء املدينة و غناها الثقايف على اعتبارها عاصمة الشرق اجلزائري -1

و دالالتـه املختلفـة اهلندسة املعماريـة فضاء كنسق دال عامة وة للنقص الدراسات املعاجل -2 .خاصة

 اإلطار المنهجي

12  

.يف احلديث عن الشخصية احلضارية للمدينة عمارأمهية امل -3

:و العينة منهج الدراسة -

تستوجب هذه الدراسة االعتماد على التحليل السيميولوجي الذي ميكن مـن مقاربـة ومعرفـة

العـريب بـن : ملدينة قسنطينة و خاصة للحي املعروف باسـم مكونات نظام الدالئل املعماري

كما أنه يتيح لنا التوصل إىل الداللة عن طريق جمموعة من اآلليات اإلجرائية املمثلـة يف مهيدي،

.التحليل و التفكيك و النقد و القراءة و التأويل

جمموعـة مـن جي على أنـه التحليل السيميولو "لويس يلمسالف" يعرف اللغوي الدمناركيو

لتحليل الشيء باعتباره أن له داللة يف حد ذاته من جهـة املستعملة لوصف و اخلطواتالتقنيات و

.1"بإقامة عالقات مع أطراف أخرى من جهة ثانيةو

فيمثل التحليل السيميولوجي بالنسبة إليه شكل من أشكال البحث الـدقيق يف روالن بارثأما

املستويات العميقة للرسائل األيقونية و األلسنية على حد سواء، يلتزم فيه الباحث باحليـاد هـذه

ــرى ــب األخ ــرف إىل اجلوان ــن التط ــل م ــق التكام ــرى إىل حتقي ــيكولوجية، ( أخ الس

2.و بآخرأكن من تدعيم التحليل بشكل اليت مت...) االجتماعية،الثقافية،

اليت ترتكز على حتليل البناء املعماري على مستوى تعيـيين روالن بارث قد اعتمدنا على مقاربةو

العالقة بينهما تكـون وو الداللة اإلحيائية نسقني من الداللة ) التعيينية( تضميين، فالداللة الذاتيةو

                                                            

14ص، 1996جوان رسالة ماجستير، دور الصورة في التوظيف الداللي للرسالة اإلعالنية،فايزة يخلف، - 1

15،ص نفس المرجع- 2 

 اإلطار المنهجي

13  

نسق داليل أول يتكون من دال و مدلول أمـا الداللـة )تعيينيةال(العالمة، وتكون الداللة الذاتية

فهي امتداد للنسق األول تصبح فيه العالمـة جمـرد داللـة ملـدلول ثـان، ) تضمينية( اإلحيائية

هكذا يكون النسق اإلحيائي نسق من مستوى ثان و ميكن ان ميد التحليل لتصبح عالمة النسـق و

:لوال لدال جديد كما يوضحه الشكل التايلاألول، و بشكل معكوس مد

لغة

أسطورة

ثانية من الداللة، تـرد يظهر اإلحياء ملا يستهدف القارئ تفسري سنن النص أو الظاهرة إنه مرتبة و

العالمة بداهلا و مدلوهلا فتمنح مدلوال إضافيا، أما الداللة الذاتية فتشري إىل املعىن احلـريف املباشـر

1.الواضح أو البديهي الذي قد ال حتتاج إىل الكثري من عناء التأويل لبلوغه

                                                            

 1 71مرجع سبق ذكره ص محسن بوعزيزي ، -

مدلول-2 دال-1

عالمة-3

دال-1

مدلول-2

عالمة-3

 اإلطار المنهجي

14  

كل شها من حيث الائصو سنركز يف الدراسة التعيينية على الوصف الشكلي للحي و بناءاته و خص

.....)، األلوان، اإلضاءة، الزخارفاخلارجي

أما يف املستوى التضميين فنركز على التحليل الرمزي أي الوقوف على املعاين و الدالالت و الرموز

.اليت ترتبط بتلك اخلصائص الشكلية

:ةعينال

نظـرا فك الشفرات و استنطاق دالالا و هندستها املعماريةقمنا باختيار مدينة قسنطينة لتحليل

باختيـار حـي لثرائها التارخيي و الثقايف و ما اتصل به من تنوع يف نسيجها املعماري، وقد قمنا

الذي حتتضن ا الشارعهلذ عمارينوع املللت نظرايف املدينة العتيقة كعينة لدراستنا العريب بن مهيدي

، ...عثمانيـة، فرنسـية غربيـة ،(Mauresque)ية طرزا معمارية خمتلفة عربية مغاربية إسالم

يف املدينة القدميـة عمارية ضمنة يف خمتلف األمناط املصعوبة اإلملام جبميع الدالالت املت باإلضافة إىل

.اليت تزخر بتنوع معماري كبري و ثري يصعب حصره و دراسته يف هذه املرحلة من الدراسة

مـن أكـرب حي العريب بن مهيدي حتكمية نظرا لكونلى عينة قصدية و من أجل هذا اعتمدنا ع

و أيضـا - حبسب اعتقاد الباحـث -األحياء يف املدينة وأعرقها وأكثرها ثراء بالدالالت الرمزية

.يةراعمامل ضاري الذي يتقاطع مع تعدد أمناطهاحل لعمقه التارخيي و امتداده

 اإلطار المنهجي

15  

ت عدة بفعل الزمن و خاصة مـع ذلك أن حي العريب بن مهيدي طرأت عليها تغريات وتقسيما

دخول االستعمار الفرنسي الذي خلق أحياء و مسارات جديدة و دمر شوارع و أحياء أخـرى،

فهل بفعل هذه التغريات ولدت معاين جديدة أم ان الشارع بقي حمافظا على هويته األولية؟

صور املختلفة الـيت الدالالت اليت حيملها هذا احلي و ماهية ال فوعليه سنحاول الكشف عن خمتل

.يوصلها إىل ساكنيه أو زائريه

على الـرغم مـن و قد يتساءل البعض عن عدم اختيارنا مثال حلي القصبة يف املدينة العتيقة ، ف

بصمات البناء التركي اليت تشبه حاراـا و وجود مناطق أخرى كقصبة قسنطينة اليت حتمل آثار و

، ةاستنطاق رموزها أمر يف غاية الصعوبو كشف دالالا يفبناياا قصبة اجلزائر ، إال أن الغوص

، فمعظـم بناياـا سـقطت أو آيلـة ة اليت تعاين منها بنايات القصبةئروهذا نظرا للحالة املهت

للسقوط، وما بقي منها طرأت عليه تغيريات و تعديالت من قبل السكان وفقا الحتياجـات

وبفعـل هـذه ... اءة أو اهلواء أو التخلص من الرطوبـة خمتلة سواء بغية احلصول على أكثر إض

.التعديالت اختفت املالمح القدمية أو األصلية هلذه البنايات و مجاليتها

:لدراسةمفاهيم ا -

حتتوي دراستنا على جمموعة من املفاهيم اليت يستوجب علينا تبسيطها و تعريفها مبا يتوافق و املعىن

:املفاهيم ما يلياملراد يف الدراسة، و من جممل

 اإلطار المنهجي

16  

:السيميولوجيا -

فردينالـد من املعروف أن علم السيميائيات هو علم حديث النشأة، إذ مل يظهر إال بعد أن أرسى

أصول السيميائيات احلديثة يف القرن العشرين، مع اإلشارة إىل انه قد كانت هنـاك دي سوسري

.أفكار سيميائية متناثرة يف التراثني العريب و الغريب على حد سواء

Sémiotiqueأو Sémiologieن اجلدر اللغوي ملصـطلح و تؤكد معظم الدراسات اللغوية أ

الذي يعـين خطـاب، و logos و" عالمة"يعين الذي (Semeîon)من األصل اليوناين مشتقة

ومن الناحيـة التركيبيـة فهـي . كما يشري إىل ذلك سوسري يف حماضراته بامتداد أكرب تعين العلم

اليت تفيد (Logos)، وثانيتهما )عالمة(اليت تعين (Semeîon) منحوتة من مفردتني؛ أوالمها

.1 )املعرفة(أو ) العلم(معىن

العلم أما اصطالحا جتمع عدة كتابات ومعاجم لغوية و سيميائية على أن السيميائيات هي ذلك

أي علم اإلشارات أو علم العالمات و هو العلم الـذي اقترحـه الذي يعنى بدراسة العالمات

كمشروع مستقبلي لتعميم العلم الذي جاء به اللسانيات فيكون العلـم سوسريي فرديناند د

.2لإلشاراتالعام

                                                            ترجمة عبد الحميد بورايو،ديوان المطبوعات )صورة-نص(مدخل إلى السيميولوجيا دليلة مرسلي و آخرون ، _ 1

.11،ص1995الجامعية،الجزائر،12ص، 2010الجزائر،، 1، منشورات االئتالف،طمعجم السيميائياتفيصل األحمر، - 2

 اإلطار المنهجي

17  

و sémiologie و يتعرض رشيد بن مالك ملسألة االختالف الطفيف بني املصطلح الفرنسـي

و يقول أما مصطلحان متلفان يف الشكل لكنهما حيمـالن semioticsاملصطلح االجنليزي

.1نفس املضمون

فيقول أن السيميوطيقا هو علم التعبري و السيمياء هو علم املضـمون، أمـا غرمياسأما

والن بارث فريى أنه من الضروري تواجد املفهومني حبيث تتوىل السيميوطيقات دراسة نظـم

بينما تتوىل السيمياء كعلم عام هلذه السـيميوطيقات ..) الصورة الثابتة، السينما، اإلحياء(خاصة

.2توى اإلبستيمولوجيحبيث تدرس على املس

: هلذا املصطلح جند أن معجم الالند الفلسفي يعرفه بأنه يمجإذا انتقلنا إىل التعريف املعو

علم يدرس حياة العالمات و اإلشارات يف صميم احلياة االجتماعية وهو يشكل جزء من علم "

sémantique Laالنفس االجتماعي، وتاليا من النفسانيات العامة، ولن يكون علم الداللـة

.و هذا التعريف مقتبس من ما أتى به دي سوسري 3"سوى جزء منه

أما معجم روبري فقد عرف السيميولوجيا بأا نظرية عامة لألدلة و سريها داخل الفكر، وهـي

أيضا نظرية لألدلة و املعىن وسريها يف اتمع و يف علم النفس تظهر الوظيفة السيميائية يف القدرة

. 4عمال األدلة و الرموزعلى است

                                                            12نفس المرجع ،ص - 1   2،ج9حوليات جامعة اجلزائر،العدد، دراسة ابستيمولوجية وتصنيف خمتلف الدالئل،اللسانيات والسيميولوجيا والسيميوطيقاحممود إبراقن، ‐ 2 عويدات،بريوت،ص ،منشورات R‐Z من الثالث خليل،الد أمحد خليل ،تعريبالفلسفية الالند موسوعةالالند، أندري‐3

1265 13نفس المرجع، ص - 4 

 اإلطار المنهجي

18  

:الفضاء -

Espaceمصطلح الفضاء يعتريه إشكاليات يف الدراسات ناجتة عن الترمجة الغربية للمصـطلح

.الذي ترمجوه إىل الفضاء و الذي حيمل يف طياته معىن اخلالء املكاين

يترمجـه والبعض فمصطلح الفضاء يعين عند العرب اخلواء والفراغ وأيضا يشمل اخلالء املكاين،

و احلجم والتشكل وهو الشيء املبين يف فضـاء وتشمل معطيات املكان النتوء والوزن. باحليز

.فالفضاء مبثابة االمتداد املتصور الذي ميكن أن يدرس من خالل وجهة نظر هندسية .مكاين

1حنوها املنازل وملكاين وتطلق على وكنات الطري وتعين التوسع اواملكان عند العرب هو املوضع و

و عليه يكـون الفضـاء املكـان أو .2تعين أيضا االستقرار و الثبات يف مكان ما و مجعها أمكنةو

جـل نشـاطاته سطح األرض ويشمل سكنه و عملـه و املوضع الذي يعيش عليه االنسان على

.3و ممارساته اليومية املختلفة و عالقاته االنسانية

التعريف اإلجرائي:

و الكواكب الشهب الفضاء الكوين الذي حيوي النجوم و ال نقصد به الفضاء يف هذه الدراسة

مبا حتتوي مـن العريب بن مهيدي ملدينة قسنطينة و بالتحديد حي ه االمتداد اجلغرايف إمنا نعين ب

. عالمات و دالالت ناجتة عن عالقة األشياء و البناءات و ترتيبها يف املكان

                                                            

588،ص 2008القاهرة،مجمع اللغة العربية مادة مكن ، ابن منظور، :لسان العرب- 1

546ص ،مادة كون، مادة كون نفس المرجع ،- 2 2010 ،جريدة الراي الكويتيةالمكان المفهوم و السيميوطيقا :مصطفي عطية جمعة د - 3

 اإلطار المنهجي

19  

: داللةـال -

و هو من مادة دال اليت تدل على اإلرشاد إىل الشيء " دل"الفعل ر، مصدمتمثل الدال لغةالداللة

.يدل الطريق أي سدده إليه" دل عليه"و التعريف به، ومن ذلك

الدال "إراءه الطريق، ومن ااز: عرفته، مث غن املراد بالتشييد:و يف التهذيب دلت ذا الطريق داللة

، و دله على الصراط املستقيم، أرشده إليه و سدده حنو و هداه، و هنـا تغـري "لهعلى اخلري كفاع

1.داليل من احلسي إىل املعقول

كون الشيء حبالة يلزم من العلـم بـه :"، ففي االصطالح القدمي يعرفه اجلرجاين باصطالحاأما

عام لكل رمز إذا علم العلم بشيء آخر، و الشيء األول هو الدال و الثاين هو املدلول و هذا معىن

2"كان داال على شيء آخر

و الداللة .و الدليل أيضا شكا أو أثرا يبني احتمال وجود حايل لشخص أو لشيء أو حلدث سابق

3أثر طبيعي أو اصطالحي مطبق الستخالص طبيعته أو مصدره

:التعريف اإلجرائي

العمرانية و الذي يتحـدد مبـدى نوعيـة الداللة هي املعاين املدركة من تلك األشياء و التصاميم

.التجربة اليت اقترنت بالعمارة                                                            

12ص، دار البيضاء، األردن،الداللة اللغوية عند العرب:عبد الكريم مجاهد - 1 7ص 1985 5ط مكتبة االنجلر القاهرة، ،داللة األلفاظ:ابراهيم أنيس- 2 116، ترجمة فايز آم نقش،عويدات للنشر و التوزيع و الطباعة،بيروت،صإشارات رموز و أساطير:لوك بنوا- 3 

 اإلطار المنهجي

20  

:رمزيةـال

تصويت خفي باللسان كاهلمس، و يكون حتريك الشفتني بكالم غري مفهوم باللفظ من لغةالرمز

.غري إبانة بصوت، إمنا هو إشارة بالشفتني

لرمز يف اللغة كل ما أشرت إليه ممـا وا وقيل الرمز إشارة وإمياء بالعني واحلاجبني والشفتني والفم،

ويف الترتيل العزيز يف قصة زكريـا .يبان بلفظ أي بشيء أشرت إليه بعني، ونقول رمز يرمز رمزا

1"أال تكلم الناس ثالثة أيام إال رمزا:"عليه السالم

فالرمز من الناحية االشتقاقية و يف األصل هو إشارة تعارف بني نصـفني مـتممني اصطالحاأما

شيئا أو شخصا أو قصة متثل النصف اآلخر وهو يصف توسعا مسة أو معىن جمردا أو لشيء واحد،

.2مبقتضى تشابه جوهري أو اتفاق عريف

مبقتضـى عالقـة (ي كل عالقة ملموسة توح:"وقد جاء يف املعجم الفلسفي الالند تعريف الرمز

3"رمز للملكية"بشيء غالب أو ال ميكن إدراكه حسيا، و من أن الصوجلان )طبيعية

                                                            

302ص 1،دار صبح واديسوفت،بيروت،الدار البيضاء طلسان العرب: خالد رشيد القاضي- 1 117مرجع سبق ذآره،ص:لوك بنوا- 2 2005بيروت،نوفمبر 1ترجمة احمد الصمعين، المنظمة العربية للترجمةنط ،السيميائيات و فلسفة اللغة :امبرثو إيكو -3

456ص

 اإلطار المنهجي

21  

:التعريف اإلجرائي

الطريقة اليت يكون بواسطتها استدالل و تفسري إحياءات األشكال اهلندسية و البنائية لتصميم املبىن

املباشر هلذه األشكال إضافة إىل املنسـوب وفقا لسياقه الثقايف و التارخيي، فهو املعىن غرياخلارجي

.إليها مباشرة

:اريـن املعمـالف

سواء كان إنتاجا صناعيا غايته حتقيق الفائدة أو منفعة إنتاجكلمة فن تعين عند قدماء اليونان كل

1.معينة كفنن احلدادة و التجارة أو كانت حتقق لذة مجالية مثل فنون الشعر و الغناء و الرقص

يبدأ النظر إىل العمارة على أا من نوعية فنون الشعر و املوسيقى اليت دف إىل حتقيق البهجة ومل

Encyclopédieيف فرنسا عندما وضع علماء املوسـوعة الفرنسـية 18اجلمالية إال يف القرن

قى أو تعريفا للفنون يشمل ما كان منع تعبرييا كالشعر و املوسي" ديدرو"على رأسهم الفيلسوفو

و فن تشكيلي تعتمد موضوعاته أساسا على هوعليه فالفن املعماري .تشكيليا كالعمارة و النحت

.2، فالعمارة هي سكن للفضاءاملكان حبيث يقدم األشياء ثابتة و متراصة و ممتدة يف املكان

                                                            

47دت،ص ، ،القاهرة1119دار المعارف ،فلسفة الجمال :أميرة حلمي مطر-1 

38،39صص ،أميرة حلمي مطر، مرجع سبق ذكره -2 

 اإلطار المنهجي

22  

:التعريف اإلجرائي

ـ لقـيم مجاليـة العمارات بعناصر تفصـيلية ختضـع ن املعماري هو فن بناء اهلياكل والف ة، فني

وهو يف هذه الدراسة فن املعمار القسنطيين املميز هلذه باإلضافة إىل املعارف التقنية ، ....واجتماعية

.املدينة عن باقي املدن اجلزائرية األخرى

:راز العمراينـالط -

على فتـرة هو جمموعة املالمح املعمارية اليت جتمع البنية و الوحدة التعبريية اليت تدل بشكل واضح

.1زمنية حمددة أو إقليم معيني، أو يعزى إىل مصمم معني أو مدرسة معمارية حمددة

:التعريف اإلجرائي

تضم سلسلة من الصفات املشتركة اليت ال تتواجد يف نوع آخر من البناءات و اهلياكل العمرانية و

.اليت متنح للعمران هويته اخلاصة به و ميزته عن باقي العمارات األخرى

                                                            ترجمة د محمد بن عبد الرحمن الحصين ،جامعة الملك سعود للنشر العلمي أسس التصميم في العمارة:ك و سميثنز-1

 51ص 1996والمطابع،الرياض

 اإلطار المنهجي

23  

:التمثالت -

ومتثيـل . التمثل من مثل، متثيال الشيء لفالن، أي صوره له بالكتابة وحنوها كأنه ينظر إليـه :لغة

.1الشيء شبهه به وجعله مثله

:اصطالحا

التمثل منوذجا شخصيا فهو كذلك عملية تنظيم ملعـارف Jean Migneجان مني و يعترب

إن التباين بني التمثل واملفهوم العلمي ال يتشـكل يف (...) ومعلومات دف إىل حل مشكل معني

درجة اختالفهما فقط، بل يكمن يف كوما منطني خمتلفني من املعرفة، فإذا كان األول يتجسد يف

.2طة صيغ إجرائية، فإن الثاين يغلب عليه الطابع التصوريشبكة من العالقات املعرب عنها بواس

:التعريف اإلجرائي -

املوضـوعات من جمموعة شكلت ةاملبني لاشكاأليقصد بالتمثالت املعمارية يف هذه الدراسة أن

حيثيات عن الفضائي متثيله يكشف نسيجا تشكلحبيث العالقات من بشبكة بينها فيما ترتبط

.املدينة بنية صورة يف والظاهرة الضمنية املعاين

كـال حيمل الصور من سلسلة رمبا أو فردية صور متخيلة متثل جمموع عدة صورة مدينة فلكل

إذ يتأسس من اإلدراك البصري حلي العريب بن ، الساكنني و حىت الزائرين هلا من مميزا عددا منها

                                                            

746ص 43،2008، دار الشروق بيروت ،طالمنجد في اللغة و األعالملويس معلوف، - 1  2 ‐ Migne Jean ; représentation et apprentissage des adultes. Education permanente, N119, 1994,p 11

 اإلطار المنهجي

24  

إماطـة ميكننا املنطلق هذا منو دالة ، مهيدي متخيل مجاعي انطالقا من اعتبار ان كل ممارسة

فاألشـكال .للمدينة احلضرية الصورة خلق يف داليل كموضع نفسه املبين الشكل دور عن اللثام

.املادية الفيزيائية حتمل دالالت و صور تساعد يف تشكيلها أبعاد اجتماعية و ثقافية معينة

 اإلطار المنهجي

25  

:ابقةـات السـالدراس

أغلب ما كتب عن العمارة ال يتعدى وصفا الحتياجات البناء و مل يتناول بطريقة ترصـد

والدراسـات .الدالالت هلذا اخلطاب البصري، أي االهتمـام بـالنواحي التصـميمية و الرموز

السيميولوجية يف جمال الفضاء العمراين عموما واهلندسة املعمارية خصوصا قليلة نظرا حلداثة هـذا

.اال

بعنـوان 1969أحد املؤسسني هلذا اال يف دراسة نشرا عـام Françoise Choayوتعترب

Sémiologie et Urbanisme، كما جند أعمال و حماضـراتGabindo Chudury يف

.L’architecture sacréeمدرسة اهلندسة املعمارية بباريس حول

ض املدن، إال أـا مل بعلدراسة النمط العمراين لأما يف اجلزائر فعلى الرغم من أن هناك حماوالت

، بل ارتكزت على دراسة اجلانب التقين و اجلمايل منـها فقـط دون تتناول بطريقة سيميولوجية

.التطرق إىل اجلانب الداليل و الرمزي الذي حتمله هذه البنايات

 اإلطار المنهجي

26  

:ةـزائريـات اجلـالدراس

: Constantine en écritureدراسة قسنطينة يف الكتابة - 1

شريت،و نقطة تقارب و موروث تارخيي كبري كانت مربرات الدراسة كون قسنطينة تشكل

مدينة قسنطينة وردت يف العديد من مؤلفات الكتاب ككاتب ياسني و مالك حداد و أنالدراسة

ذكـرت املدينـة أيضـا يف مقـاالت املسـافرين كما أاالعديد من الكتاب األجانب أيضا،

يف خمتلـف احلقـب ...واملستكشفني وعلماء االجتماع و األنثولوجيني و اجلغرافيني و آخـرون

، 18يف القـرن Thomas Chaw"توماس شو" و 16يف القرن" ابن بطوطة"التارخيية، و منهم

,Alexandre Dumas, Théophile Gautier, Eugène Fromentinإضـافة إىل

Gustave Flaubert, Guy de Maupassant et Jean Lorrain. .

وقد اختار أعمال هؤالء لتحليل نصوصهم الذين استلهموا أعماهلم من هذه املدينـة بعـد

الذي كتب القطعـة Gautierو » « SalammbÕكتب روايته Flaubertف.زيارم هلا

Fromentinو الرسام و الروائي « La juive de Constantine et le club »املسرحية

« La place de la brèche à Constantine »الذي رسم لوحة بعنوان

و قد مكنت دراسة أعمال هؤالء من معرفة مرحلة تارخيية مهمة من عمر املدينة تقبع يف ريشـة

حتمـل أمنـاط و ممارسـات ثقافيـة و 20و بداية 19هؤالء الكتاب، إا مرحلة ما بني القرن

.اجتماعية

 اإلطار المنهجي

27  

1 :مقاربة حتليلية:سطوة املكان و شعرية الفص يف النص السردي النسائي املغاريب - 2

هل الرواية النسائية املغاربية مشحونة بسطوة : متحورت الدراسة حول تساؤل رئيسي يتمثل يف

شعور و اجلسد أثناء الكتابة؟املكان و جربوته؟ و هل للمكان هدير جيوب أصقاع الفكر و ال

و قد اعتمدت الدراسة على مقاربة حتليل اخلطاب على مستوى نسيجه األديب مث البحث عن النواة

الداللية القابعة يف النص، أي أا حاولت دراسة عالمات املكان يف الرواية النسـائية و خصـت

لكاتبتها " قالدة قرنفل"، و رواية " يبفوزية شال" للكاتبة " رجل لرواية واحدة " بالدراسة رواية

.ألحالم مستغامني" فوضى احلواس"،و " زهور كرام" "

و توصلت الدراسة أن الكتابة النسائية تستنطق املخبوء يف األمكنة املغلقة مرتبطة باحليز الوجداين،

ـ م و فاألمكنة اليت توظفها الرواية النسائية يبقى خفيا و سـريا حيـث تشـكل الرغبـة و احلل

.اإلستيهامات أهم آلياا

                                                            

،منشورات مخبر تحليل سطوة المكان و شعرية القص في السرد النسائي المغاربيد ابن السايح األخضر،-1

2010جامعة مولود معمري،تيزي وزو، 6الخطاب،العدد  

 اإلطار المنهجي

28  

:الدراســات األجنبـية-2

1:دراسة إدوارد هال - 1

أمهية الفضاء يف الكشف عن االنتماءات الثقافية من خالل " البعد اخلفي"حيث تناول يف كتابه

قارنـة خمتلـف و قد قـام مب la proxémiqueالتركيز يف دراسته على ما يعرف بااورة

.يف استعماهلا للفضاء البني شخصي اليابانية و العربية،األمريكية األملانية ، اإلجنليزية ،الثقافات

:و على حسب إدوار هال يوجد ثالثة مظاهر للفضاء تتمثل فيما يلي

و هي البنايات املنشأة و حىت تقسيمها الداخلي و : espace fixeالفضاء الثابت

هي املتنوعة حبسب الثقافة و التاريخ

و هو أيضا متنوع حبسب الثقافـة : espace semi fixeالفضاء نصف ثابت

األسوار املتحركـة يف الثقافـة (فالثابت يف ثقافة معينة هو نصف ثابت يف ثقافة أخرى

).اليابانية

و هو املسافة الفاصـلة خـالل اتصـالنا :espace informelالفضاء شكلي

فة شخصية و أخرى اجتماعية و مسافة باآلخر، و قد قسمها إىل مسافة محيمية و مسا

.و العمومية، و كلها ختتلف من سياق ثقايف إىل آخر

                                                            

. 1971دراسة نشرت في كتاب البعد الخفي،إدوارد هال، - 1 

 اإلطار المنهجي

29  

:دراسة تأثري البيئة الطبيعية والثقافية يف البنية الفضائية -1

انطلقت الدراسة من فرضية أن األسس الفكرية احمللية املستخلصة من عوامل البيئتني الثقافيـة

إنتاج عمارة حملية معاصرة تليب االحتياجات املعيشية الصحية لإلنسـان ثر يف عمليةو الفكرية تؤ

سواء كان مدنيا أو ريفيا، و من ذلك يهدف البحث إىل العمل على استثمار تفـاعالت طبيعـة

النشاط اإلنساين جبانبيه العام و اخلاص و اليت تقدم أساسا جيدا و ناجحا لتوظيف عوامل البيئـة

.ة توظيفا صحيحا يف إنتاج عمارة معاصرة ذات هوية حضاريةالثقافية و الطبيعي

و قد توصلت هذه الدراسة أن للعوامل الطبيعية كاحلرارة و املناخ، باإلضافة إىل العوامل الثقافية مبا

تتضمنه من عوامل اجتماعية وحضارية واقتصادية تأثريا يف تكوين اهليئـة العمرانيـة ألي مـن

النسيج احلضري للمدينة، ألن العمارة هي تعبري و ناتج ـائي ألوجـه التجمعات السكانية ويف

.احلضارة أية أمة من األمم

ن مستوى حضارة الفرد واتمع تؤثر بشكل مباشر يف ترمجة مفهومي العام و اخلـاص يف كما أ

سلوك ضارة قلت درجة اخلصوصية يف التشكيل و الالبنية الفضائية املعمارية، فكلما زاد مستوى احل

.اخلاص يف العمارة و العمراناالجتماعي و زاد امليل إىل العام و

 اإلطار المنهجي

30  

1للشاعر حممود درويش" ال تعتذر عما فعلت"دراسة مجاليات املكان يف ديوان - 2

مركزة " ال تعتذر عما فعلت:"تناولت هذه الدراسة مجاليات املكان لديوان الشاعر حممود درويش

لنفسية الوجدانية باملكان، ومجاليـات األمـاكن املغلقـة، ثالث حماور أساسية هي عالقة ا على

.مجاليات األماكن املفتوحةو

وقد استندت الدراسة على املنهج األسلويب اإلحصائي، وقد توصلت من خالل الدراسـة إىل ان

املكان يشكل عنصرا أساسيا يف شعر حممود درويش، ويوظفه الشاعر توظيفا خاصا يعكس رؤيته

بصفة عامة و الواقع الفلسطيين بوجه خاص الذي امتحن يف بيته وأرضـه اإلنساينالشعرية للواقع

.طنه، وعاىن ومازال يعاين من االغتراب واحلرمان منهاو و

كن وقد كشفت الدراسة عن نوعني من العالقات بني الشاعر واألماكن اليت ارتبط ـا، فاألمـا

حنني، يف حني اتسمت عالقته باألماكن املفتوحة يف معظمها بعدم الضيقة عالقة انتماء و توحد و

.االنتماء والنفور واخلوف من اهول

2":العناصر الفنية و اجلمالية للعمارة التقليدية مبنطقة عسري:"دراسة - 3

من بني أهدافها التعرف على األسس البنائية التشكيلية والقيم الفنية املستخلصة من حتليل دراسـة

العناصر املكملة للعناصر التقليدية مبنطقة عسري، والتعرف على اخلامات و األدوات املستخدمة يف

.قدميا و يف متثيل العناصر الفنية و اجلمالية املكونة هلاالبناء

                                                            

22،2008دراسة نشرت بمجلة جامعة النجاح لألبحاث و العلوم االنسانية مجلد: محمد أبو حميدة-1 

ه1420رسالة ماجستير لقسم التربية الفنية بجامعة أم القرى، مكة المكرمة،:علي بن عبد اهللا الشهراني- 2 

 اإلطار المنهجي

31  

وأيضا استخالص ودراسة العناصر الزخرفية الشعبية املستخدمة يف العمارة التقليدية مبنطقة عسـري

.من الداخل و اخلارج و دالالا

وحتليل وقد اتبعت هذه الدراسة املنهج الوصفي التحليلي والذي اعتمد على املسح امليداين لوصف

الزخارف الشعبية املتعلقة بالعمارة التقليدية مبنطقة عسري وتناول فيها الطرق املستخدمة يف البنـاء

.مع إبراز اخلصائص البيئية و الطبيعية للمنطقة

.وللدراسة ارتباط بالدراسة احلالية فيما يتعلق بوصف العمارة وطرق البناء والنقوش املوجودة فيها

الشعيب العسريي ودوره يف التنشيط السياحي من خـالل اللوحـة دراسة مجالية الفن - 4

1":التشكيلية

أشكاله و هذا من خالل القيام بدراسة ومن أهدافها التعرف على مجاليات الفن الشعيب العسريي

.لبعض لوحات الفنانني التشكيليني و انعكاس على التنشيط السياحي

العسريي مؤشر أصيل فعال يف تنشيط السياحة، و ذلك قد توصلت الباحثة إىل أن الفن الشعيب و

.مبا تنفرد به هذه املنطقة من ثراء يف الفنون الشعبية على اختالفها

                                                            

2008ماجستير في اآلداب قسم التربية الفنية،جامعة الملك سعود رسالة: أسماء بن عبد اهللا ثقفان- 1 

 

  

:اإلطار النظري

 

  

 

:األولالفصل

مدخل تمهيدي: الفضاء

إشكالية داللة و ترجمة مفهوم الفضاء: المبحث األول

تقسيمات الفضاء: المبحث الثاني

اإلطار النظري

32  

:إشكالية داللة و ترمجة مفهوم الفضاء:املبحث األول

ح وهذا ناتج عن تعـدد املعـاين إشكالية معاجلة الفضاء بتعدد املعاين والترمجة هلذا املصطلترتبط

.. احليز، مع عدة مفاهيم متعددة كاملكان،يتقاطع مصطلح الفضاء إذ و الترمجات اليت أعطيت له،

كما أن الدراسـات . اليت أقيمت حول الفضاء ال تزال يف بدايتهاإىل أن الدراسات ذا راجعوه

البقعة للتعبري عن املكـان املكان، املوقع،النقدية احلديثة حاولت استخدام مصطلحات خمتلفة منها

.احملدد لوقوع احلدث

:الفضاءإشكالية داللة مفهوم : املطلب األول

تعترب الدراسات حول مقولة الفضاء عند الغرب اجتهادات نظريـة ختضـع لوجهـات نظـر

spatuimمن اللفظة )(spaceو (espace)فلقد اشتق الفرنسيون و االجنليز مصطلح .متباينة

الالتينية، و معناها االمتداد و الالحمدود الذي حيوي كل االمتدادات احملددة، يف حني مل يعـرف

و (topos)إمنا عرفوا لفظة ) املكان( ة الفضاء و مل تظهر يف لغتهم كلمة تدل على ظاإلغريق لف

.تعين موقع

اإلطار النظري

33  

:مفهوم الفضاء - 1

من خملفات العقلية الفلسفية القدمية اليت تربط مفهوم يرتبط الفضاء بصفة الالحمدودية اليت هي

الفضاء مبا خارج الكرة األرضية للغالف اجلوي، إذ أن الفضاء عموما يعين الفضاء اخلارجي فقط

.1دون غريه من الفضاءات و هذا املفهوم ال يزال حلد اآلن جيد له مكانا يف األذهان

الكائنات واألشياء واألفعال وبقدر ما يتعامل االنسان فالفضاء هو العامل الفسيح الذي ينتظم فيه

الفضاء، بل ميكننا القول إن تاريخ االنسان هو تاريخ تفاعالته مـع مع مع الزمن بقدر ما يتعامل

مند األزل ارتبط البشر بالكرة األرضية ، الق االنسان بفضائه تعالق شديد والفضاء أساسا ألن تع

مبا تزخر به من عناصر احلياة مـن هالستمرار يتا املمد األوحد حبكم جاذبيتها من جهة وأل

يتأثر االنسان بالفضاء املوجود فيه و يف نفس الوقت فالعالقة االنسان بالفضاء كبري ، جهة أخرى

.يؤثر االنسان يف الفضاء من خالل إنتاجاته و ممارساته اليومية املختلفة

االنسان غري منفصل عن فضائه، بل إنـه هـذا : " يف قوله " لغابريل مارسي"وهذا ما يقوله

و فق الذي حيدد توالد املوجودات األ: "ا األساس هو عالقة وهو فالفضاء على هذ، "الفضاء ذاته

حييط ا من كل جهة، عاملنا احمليط، عامل احلياة بكل مكوناته املادية والروحية وهو ال يشمل جمال

و هكذا يتم تفكري الفضاء بإمكان أو أفق للوجـود املـدرك " الفكر أيضاالفعل فقط بل جمال

.2إنه فضاء املمارسة: املتخيلواملتصور و

                                                            84ص ،2005و المؤانسة،بدون بلد، جمعية اإلمتاع ، السيمياء الشعرية،فيصل األحمر - 1   2 9ص 32، مجلة عالمات ، عدد إنشاءية الفضاء في الفينومينولوجيامحمد محسن الزارعي، -

اإلطار النظري

34  

ن الفضاء ليس معطى و إمنا ينتج و ينشأ و يبدع و حيمـل معـاين أوهذه املمارسة تفضي إىل

إمنا هو الوعاء الذي حيتضن حتاور الفكر و تستفزه، فليس الفضاء خيتزل يف الوجود املادي فقط و

.املعىن أو الوجود املردود إىل املعىن

:مفهوم املكان -2

واجلمع املوضع، مبعىن )مكن(اجلذر حتت لغة املكان مفهوم العرب لسان كتابه يف منظور ذكر ابن

:فقـال ،)كـون ( اجلـذر حتـت احلديث أعاد اجلمع وقد مجع وأماكن وأقذلة، كقذال أمكنة

كـون، ( اجلـذرين ضمن املكان ذكره من الرغم وعلى.وأماكن أمكنة ،واجلمعاملوضع :املكان

امليم تومهوا :)كون( مادة يف قال إذ ،)كون( هو للمكان احلقيقي اجلذر ن أ يؤكد أنه ال إ ،)مكن

1.املكان يف متكن قالوا حىت أصال

.للشيء احلاوي املوضع مبعىن" سوى مكانا" وقوله ،" ضيقا مكانا منها ألقوا ذا إ:"تعاىل و قوله

ن املكان أو املوضـع لفظـان أ "سيزا قاسم" قولتاملكان هو موضع كون الشيء و حصوله، و ف

الثاين ول يرتكز فيه مكان وقوع احلدث ويستعمالن للغري على مستويني خمتلفني للبعد املكانني األ

نـه املسـاحة اهلندسـية أو أكذلك علـى ، كما ميكن تعريفهيقع مبعىن يتسع إىل الفراغ املتسع

. 2حتكمها املقاييس واألحجاماليت الطبوغرافية

                                                            رسالة ماجستير، تحت إشراف االستاذ السياق القصصي القرآني سورة يوسف أنموذجا،الحبك المكاني في أمنة عشاب، -1

09،ص 2007عميش عبد القادر،جامة حسيبة بن بوعلي الشلف، آلية اآلداب و اللغات، قسم اللغة العربية، تحليلية ال،دراسة، مذآرة ماجستير في علوم اإلعالم واالتص،دالالت المكان في الومضات االشهاريةأحمد بوخاري - 2

وجيزي،إشراف د سمير لعرج،جامعة الجزائر،آلية العلوم السياسية و نجمة النقال متعاملي الهاتف بين مقارنة سيميولوجية 23ص 2009اإلعالم،

اإلطار النظري

35  

ن يكون عالقة،ألن األمر لو كان كذلك لصارت العالقة أأن املكان ال ميكن براديليرى و

.متثل مكانا ثالثا بني مكانني ،وعليه تكون العالقة ليست مكانا و إمنا هي اليت تربط بني األمكنـة

ن تكون قابلـة لالنقسـام إىل أاملكان من أجزاء جامدة ممتدة، إال أن هذه األجزاء البد يتكون و

ن هذه األجزاء ممتدة فهي قابلة لالنقسام و هكذا إىل ما الايـة أتلفة من األجزاء و طاملا كثرة خم

األجزاء املنقسمة هذه وطاملا تستمر هذه االنقسامات فإن هذا يسمح بوجود عالقة تربط بني هذه

الذي يلتقي عنـد هـذه أما املكان الكلي يتحدد حبدوده واألجزاء ترتبط يف عالقات فيما بينها ،

اما املكان الكلـي يتحـدد احلدود باألجزاء األخرى، هذه األجزاء ترتبط يف عالقات فيما بينها ن

الكلي ال ميكـن إدراكـه الذي يلتقي عند هذه احلدود باألجزاء األخرى، وهذا املكانحبدوده و

1. مباشرة و إمنا عن طريق التجربة السابقة

أن املكان كوحدة تستحيل معرفته يف الواقع املباشر على أساس أن معـرفيت براديلويرى

هي احلدود و التخـوم، و بعناصر اإلدراك احلسي املكانية وباملكان الذي أوجد فيه معرفة حمددة

عي عند دائرة األفق وال ميكن أن أختطى حدود هذه الدائرة، و بالتايل ال معرفيت مبكاين اخلاص الواق

ميكن معرفة املكان الكلي بطريقة مباشرة و ما أطلق عليه براديل ختوم املكان جتعله يرتبط بعالقة مع

.2األمكنة املختلفة عنه واليت ال تقع يف حيز اإلدراك الذايت للمكان اخلاص

يتم إدراكه بواسطة احلواس أو التصور الذهين و هذا يؤيـد وجـوده كائن متجسد إذن املكان ف

.واتصاله بالكينونة ، ومثل هذه الصفة ال نستطيع إسقاطها على الفضاء                                                            

منشأة المعارف، مكان والزمان في فلسفة الظاهر والحقيقة، في فلسفة برادلي مفهوم المحمد توفيق الضوى ، - 1  47ص االسكندرية،

 48ص نفس المرجع، - 2

اإلطار النظري

36  

لسيزا قاسم بأنه جمموعة مـن "مجاليات املكان"فيعرف املكان يف كتاب يوري لومتانأما

تقوم بينها عالقـات ...و األشكال املتغرية األشياء املتجانسة من الظواهر و احلاالت أو الوظائف

و لكن إذا نظرنا حسب ...املسافة، العادية مثل االتصال،أو متشاة بالعالقات املكانية املألوفة

اليت هذا التعريف إىل األشياء املعطاة على أا مكان جيب أن جنرد هذه األشياء من مجيع خصائصها

.1ها العالقات ذات الطابع املكاين اليت تدخل يف احلسبانما عدا تلك اليت حتددتتفرد ا

                                                            69ص ،1988، 2، عيون المقاالت، الدار البيضاء طجماليات المكانو آخرون،سيزا قاسم - 1 

اإلطار النظري

37  

:مفهوم احليز - 3

يف مفهومه الفلسفي األبسط هو وسط منسجم و غري مدد تقع فيه األشياء اللطيفـة احليز

الشديدة احلساسية و له ثالثة أبعاد، فالسمات القاعدية للحيز هي انسجام و حساسية مكوناته أو

1.أبعادهأشيائه و ثالثية

قع حتت حكم االحتواء اجلغرايف التقليدي ين يكون أأن احليز ال جيب عبد املالك مرتاضيقول و

بوجه واضح و دقيق ، فإذا كان املكان حيزا جغرافيا، فهذا حييلنا إىل أن احليز قد يكون حركيـا

.وإذا اكتسب صفة الثبات كان مكانا

صحيح، وعليه احليز أعم و أمشـل مـن وهذا يستلزم أن كل مكان حيزا و العكس غري

التركيب متناهي التعقيد، شديد عامل بأنه احليز تصور إىل" ض مرتا املالك عبد" ويذهب املكان،

عبد املالك مرتاضاملكان حسب وعليه يتضح لنا أن.مفتوح أفق عرب ويتجلى حدود، بال يتشكل

و ...مرتبط مبا هو جغرايف واقعي يعطي عن ذلك األمثلة توضح توجهه هذا منها القاهرة، احلسني،

فإما أمشـل و غريمها من املعامل اجلغرافية املؤسس على معامل حضرية، أما مصطلح احليز والفضاء

.أوسع من املكان

                                                            83صمرجع سبق ذآره،،السيمياء الشعريةفيصل األحمر،- 1 

اإلطار النظري

38  

هندسي مثل اخلطوط و ما هو خرايف وأسطوري أو حىت يف يفضل استعمال احليز إال أنه

األبعاد و اسمات مثل األشجار و األار ، و يعلل اختيار مصطلح احليز بدل الفضاء بقولـه أن

الفضاء أوسع من أن يشمل احليز مشوال تفصيليا، و أشسع داللة من أن حيتـوي هـذه املسـاحة

ال ميكن ذا املعـىن و الضيقة، ألنه كل هذا الفراغ الشاسع الذي حييط بنا من الكون اخلارجي، ف

إضافة إىل أن الفضاء حسب تصوره أوسع من مـدلول لـف .بداللته هذه على كل هذا االتساع

.احليز الذي نتصرف فيه حنن

وقد استعان عبد املالك مرتاض مبثال ألربت انشتاين الذي يتمثل يف جتربة الصندوق حيث

الصندوق حىت ميتلئ، و بإمكـان هـذه يقول أننا نستطيع أن نرتب األشياء بطريقة معينة داخل

إنه شيء يالزم الصندوق ، إنه الفضاء الـذي –بالصندوق –الترتيبات أمر يتعلق بالشيء املادي

ولكنه من املالحظ أنه بإغالق الصـندوق .حيوي الصندوق و هو شيء يتلف باختالف الصناديق

1.تصور عبد املالك مرتاضيكن الفضاء ذا حدود معينة و ليس متفتحا إىل ما الاية كما

يقول إدوارد هال يف كتابه اللغة الصامتة إىل أن مفهوم احليـز مفيـد يف اسـتخدام يف املقابل و

حدود األشياء، إذا مل يكن هناك أي حدود ، نقوم بصنعها عن طريق إنشاء خطوط مزيفة يعامل

.احليز بشروط النظام أإلحداثي

                                                            رسالة ماجستير،إشراف دياب ،شعرية الفضاء في مقدمة الضغائن ديوان زهير بن أبي سلمى نموذجا، منى بشلم -1

 36ص ، 35ص ،2009قديد،جامعة قسنطينة آلية اآلداب و اللغات، قسم اللغة العربية،

اإلطار النظري

39  

هـو حبيث يقول أن اجلسم مكان و املكانمصطلحي الفضاء وبني الفصل هيدغرحياول و

األرض، إن الفضاءات اليت نقطعها يوميـا مهيـأة فضاء، فضاء تندرج فيه السماء و كشيء يصنع

يشرح الفرق بني الفضـاء لى أشياء هي من قبيل العمارات، وبواسطة األمكنة يتأسس وجودها ع

يت يتأسس وجودها هي األخرى على أشـياء مثـل واملكان حيث يرى األفضلية مهيأة باألمكنة ال

فاألمـاكن األرضء يصنع فضاء تندمج فيه السماء وهو كشيفإذا كان اجلسر مكان والعمارات،

.1حمسوس املعامل ميتد حوله فضاء مترامي األطرافهي مبثابة إطار حمدد و

نه حيوي األمكنة مجيعا ويلفها، ويقول أيضـا إمميز عن املكان، هيدغرفالفضاء عل حسب

ن الفضاءات اليت نرتادها و حتيط بنا عن مشائلنا وأمياننا ومن فوقنا ومن حتتنا ما مل تتموضع يف أ

هذه األمكنة تعترب خاوية، فكان هذه األمكنة هي اليت تعطي القيمة واألمهية للفضاء ، حبيث يكون

.البنية الصغرى......، املتجر املقهىاملكان حمددا بالعمارة ، الشارع

تفضيليا، مشوال احليز مساحة يشمل أن من أوسع فهو عبد املالك مرتاضكما يقول الفضاء أما

شـيء على إطالقها نود اليت األطراف احملدودة أو الضيقة، املساحة هذه حيتوي أن من سعوأ و

لكل واالحتواء بالشمولية يتصف ذا فالفضاء يكوا، أن دون اجلغرافية باملساحة صلة ظارف له

.موجود

                                                            34 ص منى بشلم،مرجع سبق ذآره،- 1 

اإلطار النظري

40  

قد والفضاء املكان بني وسطا مركزيا عنصرا احليز أن القول ميكننا ذكرناه ما خالل ومن

انتـهاء وال لـه حدود فال ميتد وقد الثبات، صفة اكتسب إذا املكان مبعىن جغرافيا يكون حيزا

الفضاء، حبيث يكون الفضاء إطار يشتمل على البيئة الطبيعية و الصناعية مبختلف مفهوم ليجاري

عيش فيها ، واملكان يكتسب مالحمه من خـالل نأمناطها ووظائفها والشوارع وكل األماكن اليت

.الذين يعيشون فيه والبشر هم تلخيص الزمن الذي كان فيه، ويف حمدد بالذات البشر

الفضاء موزع يف شكل أمكنة، و جمموع األمكنة هو ما نطلـق عليـه وعليه يتضح لنا أن

بالفضاء، ألن الفضاء أوسع من مفهوم كلمة املكان، واملكان ذا املعىن هو مكون الفضاء فهو من

أي أن الفضاء حباجة على الـدوام : جهة منفصل عن الفضاء ومن جهة أخرى يف وضع الفضاء

. ختلفة فهو يتحدد باألمكنة امل للمكان

وتتمايز تعبريات الفضاء عن متظهرات األمكنة كمساحات و مسافات تبوـا األحـداث

واألفعال، فالفضاء من وجهة نظر فلسفية سابق لألمكنة ، هذه األسبقية جتعله موجودا من قبـل

.يستقبل تلك األمكنة ، فتأيت لتجد هلا حيزا من هذا الفضاء

سكن الفضاء حبيث يكون السـكن منطـا لتواجـد : بالفضاءنقصد أما يف هذه الدراسة ف

يف للفضاء تنانظراملختلفة ، ف...،وحاويا للمجمل ممارساته االجتماعية، الثقافية االنسان يف الوجود

حيـوي األمكنـة على أساس أنه أمشل من املكان وهو على امتداده ومشولـه هذه الدراسة مبنية

الفضاء ال يوجد مفرغا، بل يتصل غالبا بالذوات وميتلئ فدراستنا تشتمل على افتراض أن ، اهلندسية

اإلطار النظري

41  

االجتماعية و الثقافية و بالتجارب واملوضوعات وحيقق قيمته البنيوية والرمزية باملعالقة مع املركبات

اليت تعطيه حيويته الوجودية و مربرات وجوده اجلغرافيـة، فهـذا الفضـاء لصـيق حىت اإلثنية

سه باألشياء وهو الصورة اليت تعكس وجوده وأشياءه، فالفضـاء باإلنسان،يشمل جتاربه وأحاسي

.على هذا األساس صورة ملتعدد تتجاذبه و تتحكم فيه زوايا خمتلفة

اإلطار النظري

42  

:عالقة الزمن باملكان

امتداد حمدود أو فضاء وجود متواصـل، "حيدد معجم أكسفورد االجنليزي معىن الزمان بأنه

فعلني متعاقبني أو فترة يتواصل خالهلا فعل أو ظرف أو حالة جـزء بوصفه الفاصل بني حدثني أو

1"متناه من الزمان مبعناه الالمتناهي

أن احلركة الطبيعية املشاهدة و احملسوسة لألجسام هي اليت تدل على وجـود أرسطويرى

وعلى الرغم من أن احلركـة هـي . الزمان، وهو مؤلف من ماض ومستقبل يفصل بينهما احلاضر

اتصاله به، ألن الـزمن متصـل ا ليست هي الزمن رغم ارتباطها والدالة على وجود الزمن إال أ

.إىل ماض ومستقبل بواسطة اآلن ومقسم حبسبه

ن العامل احلسي وكل ما حيتويه هـو أفيعترب أن الزمان هو مدة حياة النفس، و أفالطونأما

.2الوجود لتكوين األزيل سواء يف احلركة أوصورة للعامل الروحي، فيكون التكوين الزماين يشبه ا

املكان -الزمان اليت تعين حرفيامبصطلح معقد هو الزمكانية و 3ميخائيل باختنيوقد أتى

يصل الشكل الذياقتبسه من علم األحياء الرياضي و قد وذلك ليبني حقيقة عالقة الزمان باملكان

أن العالقة بني الزمان واملكان هي رؤية تقارب ما أتى حيث يرى ب الذي جيمع معا الزمان باملكان

.به صموئيل ألكسندر امللقب بفيلسوف املكان والزمان و األلوهية                                                             

، ترجمة سعيد القانمي، مرآز الثقافة و المجتمعمفاتيح اصطالحية جديدة، معجم مصطلحات طوني بيينيت و آخرون، -1

371،ص2010،بيروت،1ت الوحدة العربية، طدراسا

61مرجع سبق ذآره،ص ،أحمد بوخاري -2)1975-1895(ميخائيل باختين، باحث روسي- 3 

اإلطار النظري

43  

الذي يرى أن التجربة اليت يصدفها واقع طبيعة العامل كليهما ينطلق من الترابط بني الزمان واملكانف

املدرك أا ترتبط بالزمان بوصفه أحداثا و بني املكان الذي يستوعب هذه األحداث بوصفه يتكون

من حركات،هذه األحداث اليت تشغل حيزا من املكان و تنطوي من جهة أخرى علـى مـاض

.مستقبلو

فريى أن أشـكال 1938" أشكال الزمان و املكان ف الرواية"فريى يف كتابه باختني أما

الزمكانية يف صورها املتعددة و املختلفة جتسد الزمن يف املكان و جتسد املكان يف الزمن دون أدىن

.1حماولة لتفضيل أحدمها على اآلخر

فإذا كان الزمن املكانية من جهة و الزمانية من جهة أخرى،أي أن الزمكانية متثل تفاعل العالقات

ية فالزمكان. ميثل اخلط الذي تسري عليه األحداث فإن املكان يظهر على هذا اخلط صاحبه و حيتويه

فضاء زمين مكاين ينظم عالقات احلاضر باملاضي و ما يربط الزمان باملكان هم البشر الـذين هي

.عتقادام و ثقافتهم حيث تتالقى األفعال واألشياءعاش فيه وأعطوه مالحمهم و ا

و املكان حسب برجسون متجانس و األشياء القائمة يف املكان تكون كثرية ومميزة، و ما

مينح املكان هذا التجانس هو الزمن، ويف املقابل ال قيمة لزمن بال مكان جتري يف األحـداث مبـا

مييز بني الزمان و املكان، فالزمـان برجسون إال أن. ن يف تشكيل خارطة حياتنايشعرنا بقيمة الزم

                                                            53،ص2004،يونيو52،مجلة عالمات، العدد،شعرية المكان و الزمانحافظ محمد جمال الدين - 1 

اإلطار النظري

44  

والشعور و عامل الروح و يف املقابل املكان متجانس ميثل الكـم و يف نظره متجانس ميثل الكيف

.1اآللية و عامل املادة

يعود و مييز بني نوعني من الزمن، الزمن احليوي و هو املدة و هو زمن كيفـي ال هولكن

و زمن فيزيائي الذي يتسم بالكم و التجانس و عدم النفوذ وبذلك يف بعض،متجانس ينفذ بعضه

.يتساوى الزمن الفيزيائي من املكان

يف طبيعة اإلدراك، إذ أن إدراك املكان يكون حسيا بني املكان و الزمان و تكمن طبيعة االختالف

جمردا و إمنا يظهر بنا مـن بينما الزمن يرتبط باإلدراك النفسي، ومن هنا يتبني لنا أن املكان ليس

.2خالل األشياء اليت تشغل الفراغ أو احليز

                                                            55،مرجع سبق ذآره ،ص جمال الدينحافظ محمد - 1  57،ص حافظ محمد جمال الدين، مرجع سبق ذآره- 2 

اإلطار النظري

45  

:األبعاد املفاهيمية للفضاء:املطلب الثاين

:لفضاء الرؤية الفلسفية ل - 1

لقد شغلت كلمة الفضاء علماء الفالسفة قبل سقراط و إن مل ختصص له كتب حمـددة، و

اال كعبد القاهر اجلرجاين الذي اقتـرح ثـالث حىت الفالسفة العرب كانت هلم حماوالت يف

ويرى طه وادي أن املكـان هـو .املكان املبهم، املكان املعني و املكان احملصور: تعريفات للمكان

.البيئة اليت فيها االنسان و اليت تعطيه املالمح اجلسدية و النفسية

:رؤية كانط للفضاء •

واالختالف بني الفضاء واملكان من جهة أخرى ، حبيـث " الزمان" يربطها باختالفها مع فكرة

إن الفضاء هو الوعاء الذي تستحضر فيه كميـات األشـياء : " يقول يف نقد الفكر اخلالص

صـورة "وهيئاا و عالقاا املتعينة أو القابلة للتعيني، فهو جمال تعني ما هو خارجي ، إنـه إذن

.1"من هذا املنظور ال ميكن حدس األشياء مبعزل عنه وجيعل حدس األشياء ممكنا " متعينة

وينبه كانط إىل فكرة أسبقية الفضاء على األشياء وتظهر هذه األسبقية علـى مسـتوى الفكـر

والوجود فال ميكن من الناحية املعرفية إدراك األشياء بال فضاء ألن الفضـاء حالـة مـن العـدم

ودي ، إذ ال توجد ظواهر يف الفراغ، لذلك يكون الفضاء شرطا لألشياء و بالتـايل شـرط الوج

. لوجود إدراك الظواهر اخلارجية

                                                            11ص محمد محسن الزراعي، مرجع سبق ذآره، - 1 

اإلطار النظري

46  

دس غري قابل لالنقسام فهو ذا يستقبل نفسيا بطريقة حباعتبار الفضاء ك" كانط" "ليبرت" و يوافق

1.حدسية أي بسبيل التلقي

ة احلدس الذي هو معرفة تلقائية حتصل يف الـذهن دون أدىن وإذا كان الفيلسوفان اتفقا على فكر

إنذار ودون سابق اجتهاد ألننا أميل إىل استعمال مفهوم االنطباعات أو ردود الفعـل اإلراديـة

أيضا حسب كانط هو وحدة متجانسة و ممتدة واحدة و مع هذا ال ننفي فكـرة فإنه .املشروطة

.وع األمكنة ضمن فضاء متجانس التنوع و التعدد، فهي التفكري يف متن

:ةالفينومينولوجيالفلسفة رؤية •

ا ذعن الفضاء املبنية عن مفهوم الشيء يف ذاته، و يقوم ه كانطعارض الفينومينولوجيون أفكار

ثنائية : النقد على إعادة تأويل العامل خارج منطق قسمته التقليدية اليت كرست ثنائيات عديدة مثل

.الفكر و املادة، الذات و املوضوع ، مث أخريا ثنائية عامل الظواهر و عامل األشياء

اجتاه ال يتجلى يف صورة قبلية فقط للظواهر و هذا ما يفسرحسب الفينومينولوجيني إذ أن الفضاء

إىل حتليل الفضاء كمعطى مرتبط " حول الشيء و الفضاء"يف تفسريه للفضاء يف كتابه " هارسل"

. 2باآليت أي باهلنا و اآلن

                                                            84، مرجع سبق ذآره، صالسيمياء الشعريةفيصل األحمر ، - 1  12 ص مرجع سبق ذآره ،محمد محسن الزراعي - 2 

اإلطار النظري

47  

ويرتبط املفهوم اهلورسلي للفضاء مبحيط الفضاء الطبيعي ، الذي يتميز بأنه عامل مباشـر،

اآلن ، فالفضاء يربز يف شكله الطبيعي بوصفه جماال توزع فضائيا ليوجد االنسان هنا وملموس، ي

أو عاملا حيويا يتواجد فيه األشياء مبوجب عالقات فيزيائية حمددة و تتنامى فيه اهتمامات و حيويا

مشاغل إنسانية و مبا انه فضاء الرؤية فهو مرتبط باإلدراك يف تقديرنا لألشياء و على هذا األساس

.1فعال وأحاسيس متنوعة التلقائيةيكون هذا الفضاء جمال لأل

يربز يف شكله الطبيعي بوصفه جماال حيويـا أو هورسلالفضاء على حسب عليه يكون و

عاملا حيويا تتواجد فيه األشياء مبوجب عالقات فيزيائية حمددة و تتنامى فيـه اهتمامـات و

رتبط أساسا باملكـان و الزمـان مشاغل إنسانية ، حبيث ختضع يف تقديره األشياء إىل اإلدراك امل

.اآلنيني

ويعد الزمان بعد أساسا للفضاء ، ألا تعمل على كشف منط تواجد االنسان ذاته ضـمن

موطن ،انتشـار ، إقامـة، أو : ، و تضع الفينومينولوجيا معاين للفضاء)اآلن( دائرة املوجود هنا

بني االنسان و املوجود ، و هذه املعاين ميكن جتسد، لفهم ما حيدث يف الفضاء والعالقة املوجودة

ال يوجد االنسـان يف الفضـاء : " "هيدغر"حصرها يف معاين السكن، و يقول يف هذا السياق

مثلما يوجد اجلسد، إن االنسان يوجد الفضاء من حيث هو مينح و يهيئ، فهو قد منح الفضـاء،

.ر على السكن حتمل معاين عديدةمث إن هذه القد" فهو قد منح الفضاء و هيأه دائما

                                                            14محمد محسن الزراعي ،مرجع سبق ذآره،ص - 1 

اإلطار النظري

48  

فقد انطلق يف دراسته للفضاء بربطه مباشرة بعالقتها مع االنسان و ماله غاستون باشالرأما

من تأثري يف حتفيزه ذاكرته و خياله و هذا التأثري ما يفرز بشكل أو بآخر تلك الرمزية اليت جيملها

poétique الفضاء و يكون منتجا هلا يف نفس الوقت وهذا ما جنده يف كتابه مجاليات املكان

de l’espace حيث قام بدراسة أماكن األلفة ملا هلا من مكانة مهمة و قيمة سوسيونفسية

.للفرد على اعتبار إا املكان األول و العامل الذي ولد فيه االنسان و عاش أوىل مراحل حياته

اإلطار النظري

49  

:مصطلح الفضاء يف الدراسات األدبية -2

الشعرية ليس فقط احليـز يعترب الفضاء عنصرا هاما من عناصر النص الروائي، فالفضاء يف

وقد أسـهمت .املكاين الذي جتري فيه املغامرة احملكية و لكنه عنصر فاعل يف تلك املغامرة نفسها

إىل درجة كبرية يف تقريب األسس اجلمالية ملصطلح الفضـاء " هنري مثريان"كتابات األملان أمثال

1ق بالدراسات السرديةباعتباره مصطلحا نقديا من شأنه أن يغين النقد خاصة فيما يتعل

و تتنوع إستراتيجية الفضاء يف السرد تتنوع يف كونه إطارا يشتمل على أحـداث روائيـة

الذي يقدم بصحبة إحداثيات زمانية و مكانية، و بني كونه فاعال و مؤثرا يف أحداث القصة تربطه

تلف أمناطها ووظائفهـا، و ا عالقة جدلية، ليتسع الفضاء و يشمل البيئة الطبيعية و الصناعية مبخ

كل األماكن اليت تعيش فيها الشخصيات الروائية، و جمموع هذه األمكنة يطلق عليها و الشوارع

.2فضاء الرواية يتمظهر مع السرد و تقاطع احلوار

:وقد وضعت عدة تصنيفات للفضاء يف الدراسات األدبية و تتمثل فيما يلي

و يتضمن كل املشاعر و التصورات املكانية اليت نسـتطيع وهو فضاء لفظي : الفضاء الروائي-1

التعبري عنها بواسطة اللغة باإلضافة إىل طائفة من عالمات الوقف داخل النص املطبوع، وعليه فإن

الفضاء يكون مكان التقاط األلفاظ بفضاء الرموز الطبيعية، وهو مرتبط أشد االرتباط باألحـداث

.و بالشخصيات

                                                            123،ص2010،الجزائر،1،منشورات االختالف،ط،معجم السيميائياتفيصل األحمر- 1  125نفس المرجع،ص - 2 

اإلطار النظري

50  

نشأ هذا النوع من خالل االهتمام بالكلمات اليت تعرب عن مشاعر و أحوال :صيالفضاء الن -2

الشخصيات، ويعين هذا الفضاء النصي احليز الذي شغله الكاتبة أي األحرف الطباعية على مساحة

وضع املقدمة، تنظيم الفصول و تشكيل العناوين و تغـيريات الورق باإلضافة إىل تصميم الغالف،

، و هذا الفضاء ال عالقة له باملكان الذي جتري فيه األحداث الروائية و إمنا كل ...الطباعةحروف

.1ما يلتقطه القارئ عند تصفح الكتاب

هذا الفضاء له عالقة وطيدة بالشعر وليس مبحثا ضروريا يف السرد، و يتأسس : الفضاء الداليل-3

يرى محيد حلمداين أنه ميكن إدراجه حتت عنوان بني املدلول اازي و املدلول احلقيقي للكلمات، و

.ااز كونه مسألة معنوية

و هو احليز املكاين يف الرواية،أي األماكن اليت تتحرك فيها األبطال، وترى :الفضاء اجلغرايف -4

وثيقا بداللته احلضارية ومرتبط بعصر معني تسوده ثقافة معينة اأنه مرتبطا ارتباط جوليا كريستيفا

.2"إديولوجيا العصر:"ها بـأمست

:مصطلح الفضاء يف الدراسات العربية - 3

أما مصطلح الفضاء يف الدراسات العربية فهـو يتعـالق مـع الكـثري مـن املصـطلحات،

يقابل مصطلح الفضاء يف الدراسـات العربيـة بفعـل (space)أو (espace)فمصطلح

                                                            130- 129صص ،مرجع سبق ذآره،معجم السيميائيات فيصل األحمر،- 1  132صنفس المرجع ، - 2 

اإلطار النظري

51  

أدبيا، و قد اهتم الشعريني ذا املصطلح و الترمجة،و قد كان الفضاء يف بداية ظهوره مصطلحا

1.طوروه يف أعماهلم النقدية خاصة يف دراسة الفضاء النقدي الروائي

مؤلـف " غالب هلسـا "عرف مصطلح الفضاء اختالفا بني النقاد العرب فعندما ترجم

عبد " جبماليات املكان، بينما اجلزائري » « poétique de l’espaceغاستون باشالر

الوسط املنسجم و غري احملدود تقع :" الذي عرفه ب " احليز"استخدم مصطلح " مرتاض املالك

جيمع بـني لفظـيت " عبد احلميد بورايو" يف حني جند " فيه األشياء اللطيفة الشديدة احلساسية

" .املكان و الزمان يف الرواية اجلزائرية"يف دراسته املعنونة " مكان"و " حيز"

البعض إىل استعمال كلمة املكان بشكل أكرب عوض مصطلح الفضاء، و قد يلجأ و يلجأ

مييل يف معناه إىل اخلواء و الفـراغ، أي املكان ، إذ يرى أن األول "حيز"البعض استعمال كلمة

2بينما احليز ينصرف استعماله إىل النتوء و الوزن و احلجم و الشكل

1979اليت أقيمت بفاس سـنة " الرواية العربية"يف ندوة و قد أثريت قضية الفضاء و املكان

إىل أربعـة أقسـام " املكان يف الرواية العربية"املكان يف دراسة " غالب هلسا"و ذلك حني قسم

:هي

الذي جنده يف رواية األحداث املتتالية، إذ يكون املكان مسـاحة لألحـداث : املكان اازي -1

؛و مكمال هلا

؛يتحدد من خالل األبعاد اخلارجية: اهلندسياملكان -2

                                                            124،ص ،مرجع سبق ذآرهمعجم السيميائيات فيصل األحمر، ، 1  124 ، صنفس المرجع - 2 

اإلطار النظري

52  

؛و هو قادر على إثارة ذكرى املكان عند املتلقي: املكان كتجربة معاشة -3

.كالسجن و املنفى و الطبيعة اخلالية من البشر، ومكان الغربة: املكان املعادي -4

يف هذا اال إىل ال ميكن تقسيم األمكنة أو الفضاءات: "قائال " حممد برادة"و قد انتقده يف هذا

جمازية ألا كلها جمازية ال تساوي الواقع، مث أنه ال ميكن الفصل بني األمكنة اهلندسية أو املعاشـة

ألن مجيع األمكنة هلا أبعاد هندسية قد تستطيع و صفها و قد يستنبطها من خـالل أحاسيسـه

.1الداخلية

و مصطلح الفضاء باعتباره أكثر تعبريا عـن لكن املصطلح الشائع يف خمتلف الدراسات العربية ه و

.مفهوم املصطلح الغريب

                                                            127ص ،مرجع سبق ذآره،معجم السيميائيات األحمر،فيصل - - 1 

اإلطار النظري

53  

:تقسيمات الفضاء:املبحث الثاين

يكشف املكان عن تواصل زمين معه، فال مكان من دون زمانه ويف نفس الوقت تتحـول

الصورة الشعرية العالقة املنطقية بني املاضي واحلاضر واملستقبل وتتحول إىل زمكانيـة وجوديـة

خاصة بتكوينها وهي قادرة على أن حتول الزمان إىل مكان واملكان إىل زمان بفضل ما تتميز بـه

.1ى ختطي حواجز الزمان واملكان من قدرة عل

إن املكان باملعىن الفيزيقي أكثر التصاقا حبياة البشر من حيث أن خربة االنسـان باملكـان

وإدراكه خيتلفن عن خربته و إدراكه للزمان، فبينما يدرك الزمان إدراكا غري مباشر من خالل فعله

ربة االنسان جلسده هذا اجلسد هو مكان يف األشياء فإن املكان يدرك إدراكا حسيا مباشرا يبدأ خب

، فالقرب والبعد واالرتفاع واالخنفاض عالقات مألوفة تربط االنسان ارتباطا بدائيا باحمليط الـذي

يعيش فيه ،و لذلك مدت االنسان مبفاهيم تعينه على التحدث عن ظواهر تبعد من حيث طبيعتها

) الرفيع والوضيع(أو اجتماعية ) السمو و التدين(قية عن اإلحداثيات املكانية الفيزيقية، ظواهر أخال

.2)صغري النفس وكبري القلب(أو نفسية

كما أن البشر يرتبطون ارتباطا وثيقا وحيويا باملكان الذي يعيشون فيه، فاإلنسان يعيش يف

جسده و به، و ميوت إذا أصيب هذا اجلسد، و لكن هناك مساحة جتاوز جسده هـذه املسـاحة

ى املستوى الفردي أو االجتماعي أو القومي متثل دوائر متراكزة تتسع من حيز فـردي ختتلف عل

ميارس فيه الفرد حياته اليومية إىل حيز مجاعي تنظمه اجلماعة لتحافظ على متاسـكها و تناغمهـا

                                                            22سيزا قاسم،مرجع سبق ذآره، ص - 1  59نفس المرجع،ص - 2 

اإلطار النظري

54  

وختتلف القيمة اليت يضفيها الفرد على احليـز مـن ، إىل حيز قومي حتارب الدول حلمايتهوصوال

يقابل املكان الفردي املكان اجلماعي، وميكن النظر إىل هذا املكان بوصفه نظاما و . أخرجمتمع إىل

واحليز الذي يفصل .عاطفيا تنظم العالقات البشرية مجيعها يف هذه ااالت –اقتصاديا -اجتماعيا

تعاون مـع ، فاألفراد الذين يرغبون يف الاألعمال أو املمارساتبني األفراد عند ممارسة جمموعة من

بعضهم البعض جيلسون جنبا إىل جنب لتبادل املعلومات، بينما جيلسون وجها إىل وجـه عنـدما

.1يتبارون، فاملواجهة تشحن املنافسة

وكل جمتمع ينظم طرقا وأساليب يتبعها الناس يف معامالم اليومية من حيث املساحات اليت

ص الذي نتحدث إليه حمددات مسـبقا خمن الشتفصل بينهم أثناء املعامالت فاالقتراب واالبتعاد

.وهذا ما تطرق إليه إدوارد هال يف كتابه اللغة الصامتة

و تضع اجلماعات األخـرى " اهلنا" وتضع اجلماعة نفسها يف إطار حيز نفسي ميثل بالنسبة إليها

هل واألقارب األ" هنا"ويدخل يف إطار .واجلار اجلنب هو اجلار الذي ال ينتمي إىل القبيلة " هناك"

ختضع اجلماعة حيزهـا لنظـام و.األغراب واألباعد" اهلناك"الذين ينتمي إليها الفرد بينما يدخل

صارم، فلكل قرية نظامها املعماري الذي تتبعه يف بناء بيوا وعليه متـارس سـلطتها يف عمليـة

.االنتماء إىل حيزها أوال

جتماعية و نفسية و ثقافية خمتلفة، وقد ومن هنا كانت تقسيمات الفضاء ختضع العتبارات ا

.حاول بعض العلماء وضع تقسيمات للفضاء و فيما يلي بعض التقسيمات

                                                            60سيزا قاسم،مرجع سبق ذآره، ص - 1 

اإلطار النظري

55  

تقسيم مول و رومري:املطلب األول

أربعة أنواع من األماكن حسب السـلطة " رومري"و " مول"وميكن أن حندد طبقا لتقسيم

:اليت ختضع هلا هذه األماكن تتمثل فيما يلي

و هو املكان الذي ميارس فيه الفرد سلطته و يكون بالنسبة له محيميا و أليفا، وحيـس : عندي-1

بامتالكه وحرية التنقل فيه كالبيت الذي ترىب فيه أو األماكن اخلارجة عن البيت و لكنها قريبة من

.و يرتاح أثناء التواجد فيها نفسيته حبيث جنده يتردد عليها باستمرار

األول يف نواح كثرية و لكنه خيتلف من حيث أنين أخضع فيه لوطأة النوع يشبه : نعند اآلخري-2

.سلطة الغري و حيث أنين البد ان أعترف ذه السلطة

النابعـة مـن ) الدولة(ليست ملكا ألحد معني و لكنها ملك للسلطة العامة : األماكن العامة-3

هذه األماكن هناك شخص ميارس سـلطته و اجلماعة واليت ميثلها الشرطي املتحكم فيها، ففي كل

.ينظم فيها السلوك، فالفرد حرا ولكن هناك أحد يتحكم فيه

يكون خاليا من الناس فهو األرض اليت ال ختضع لسلطة احد مثل الصحراء، :املكان الالمتناهي-4

قهرها و فهذه األماكن ال ميلكها احد ، و تكون الدولة و سلطاا بعيدة حبيث ال تستطيع ممارسة

.1لذلك تصبح أسطورة نائية

وكثريا ما تفتقر هذه األماكن إىل الطرق واملؤسسات احلضارية وإىل ممثل السلطة فهذه األمـاكن

تقع بعيدة عن املناطق اآلهلة بالسكان وهلذا تكتسب داللة خاصة مثل الغرب البعيد يف الواليـات

                                                            ،األثر مجلة اللغة و اآلداب، "الطيب صالح"داللة المكان في رواية موسم الهجرة إلى الشمال آلثوم مدقن،- 1

 2005الجزائر ،ماي ،جامعة ورقلة، 4العدد

اإلطار النظري

56  

ن هذه األمـاكن البكـر أخـذت يف أغري ....املتحدة األمريكية أو غابات األمازون يف الربازيل

.الم و االتصالعاالنقراض بفعل تطور وسائل اإل

وكانت متثل استعارة ديناميكية يف احلضارة البشرية فكانت احلرية و املغامرة واالنطـالق

واالكتشاف واإلفالت من سطوة السلطة و غريها من املعاين اليت ارتبطت مبثل هذه األماكن، وقد

املكان ارتباطا وثيقا مبفهوم احلرية وتكون احلرية هنا جمموع األفعال اليت يستطيع االنسـان يرتبط

1.القيام ا دون ان يصطدم حبواجز أو عقبات

                                                            62سيزا قاسم،مرجع سبق ذآره، ص - 1 

اإلطار النظري

57  

:تقسيم ميخائيل باختني: املطلب الثاين

تلف يف بعض اجلوانـب أما الروسي ميخائيل باختني فقد اقترح أربعة أنواع من الفضاء خت

:ها يوري لومتان، و يتمثل هذا التقسيم يفاليت حتدث عن

يف مقابـل أو املرتل الغرفة أسوار هو املكان املفتوح، الذي خيرج عن نطاق: الفضاء اخلارجي -1

البلد، و البلد األصلي يف مقابل بلد الغربة، وهو مكان رحب وواسع غالبا ما جند الفرد الشارع أو

.يتعامل معه إجيابيا

يتمثل يف فضاء الغرفة أو املرتل، وهو هو املكان املعاكس للمكان اخلارجي، :الفضاء الداخلي-2

هذا ال ينفي انفتاحـه علـى أمكنـة أال أن. دالتحديبنه يتصف أميثل االنسداد و االنغالق كما

أخرى، فالغرفة احملددة جدراا قد تنقلنا عرب جدراا إىل عوامل أمكنة عديدة من خـالل أثاثهـا

إىل إحـاالت داللتـها األوىل تتجاوزاا و اسمات اليت حتويها، و بالتايل تعطيها داللة و رسوم

.رمزية أخرى خمتلفة

هو الشبيه بالداخلي الضيق، ينعكس على احلالة النفسية للفرد، فهو املكـان :الفضاء املعادي -3

، فمهما حيمل ذلـك الذي حيس فيه بالضيق و إن كان واسعا، كتواجد شخص ما يف بالد الغربة

.1البلد من رحابة و امتيازات يعد ضيقا على نفسية املقيم فيه

و ميثل األخري يف الداخل واملمرات واألبواب والنوافذ املشرعة على الشـوارع، :فضاء العتبة -4

.1نه يتمثل يف احلافالت واألكواخ والبواخر والسيارات والقطاراتأكما

                                                            141آلثوم مدقن، مرجع سبق ذآره،ص--  1 

اإلطار النظري

58  

أهم الثنائيات اليت متيز الفضـاء هـي ثنائيـة الـداخل تربز لنا من بني هذه التقسيمات و

رج، فلكل كائن حي إقليمه الذي ميثل مركز إشعاع بالنسبة إليه ويتعارض مع العامل اخلارجي اواخل

، ومن الواضـح أن "اآلخرون"و "أنا"الشاسع، وينطوي هذا التعارض على تعارض آخر هو ثنائية

ا التقسيم حيمل يف طياته منظومة قيمية جتعل كل ما هو مالصق يل وداخل يف نطاق إقليمي مثل هذ

.حمط اهتمامي و جزءا من شواغلي، أما كل ما هو خارج عن هذا اإلقليم فال هم يل به

ويتضح هنا أن املكان الذي يعيش فيه البشر هو مكان ثقايف، أي أن االنسان حيول معطيات الواقع

نظمها ال من خالل توظيفها املادي لسد حاجاته املعيشية فقط، وإمنا من خالل إعطائها احملسوس وي

2.داللة وقيمة

مبفهوم التنظيم يف حتديد عالقة الفرد بـاآلخرين وبـاتمع Habrakenاهتم الباحث هابراكن

خلاص الذي مركزا على اجلوانب االجتماعية للعمارة من خالل الربط بني الفضاء العام و الفضاء ا

.يتجلى من خالل العمارة

فهو يتحدث عن العالقة بني العام و اخلـاص و يربطهـا بأمهيتـها Raporportأما الباحث

باالتصال بني البشر الذي يعتمد على آلية السلوك اإلقليمي ويعدل أن هذا السلوك اإلقليمي يوجد

: امبستويني من العمارة مه

.و خاص بالفردمستوى البناية املنفردة و ه -

.مستوى املدينة وهو خاص باجلماعة -

                                                                                                                                                                                          141مرجع سبق ذآره،آلثوم مدقن ،-- 1  69ص ،مرجع سبق ذآره،سيزا قاسم- 2 

اإلطار النظري

59  

حبيث تضعف اإلقليمية اجلماعية عند وصول اإلقليمية الفردية حدها األقصى والعكس صـحيح،

ن التجانس بني اإلقليمية الفردية و اجلماعية حتدث يف أعلى درجات االتصال أين تكـون أويقول

اليت يستخدمها اتمع كله، و عليه حتديـد الرمـوز وجود جتانس يف القيم واملعتقدات و الرموز

.1والقواعد احملددة للعام و اخلاص ختتلف من حضارة و تنظيم اجتماعي إىل آخر

وطبيعة العالقة بني الفضاء اخلارجي والفضاء الداخلي للعمارة تعكس طبيعة العالقة بـني

و عام بالنسبة للداخل، إال أنه ليس الفضاء العام و الفضاء اخلاص ألن كل ما هو خارج العمارة ه

كل ما هو عام ميثل خارجا بالضرورة فقد تتضمن الفراغات اخلارجية عمومية أو خصوصـية يف

.نفس الوقت، وقد يتيح فضاء حضري معني للمفهومني سوية يف اخلارج فقط

ف الفضاء وقد جتد حتقق العام واخلاص يف فضاء داخلي كما يف أي وحدة سكنية ميثل فضاء الضيو

ميثالن فراغـات ) الضيوف/النوم(العام فيها ومتثل غرف النوم الفراغات اخلاصة وكال الفضاء ين

.داخلية ضمن الوحدة السكنية

إن عزل الفضاء الداخلي عن اخلارج ومتييزه بطريقة معينة تعطي كل منها مسة خاصة بـه،

اء إجيايب منعـزل عـن الشـكل إن للداخل فض.وهذا العزل يتضمن مفهوم احلماية و اخلصوصية

اخلارجي فهو ليس فضاء فارغا كما تصورته اهلندسية احملمية، كما أنه ال يشكل خلفية لألشـكال

.اخلارجية، بل إنه ملئ باملعاين و الدوافع اخلاصة به

                                                             جامعة مشق ،مجلةالعام و الخاص في البنية الفضائية المعمارية مرونة ،الطحالوي النعمان،رضوانحسام يعقوب -1  06،ص 1،2009سية،العدددلعلوم الهنل

اإلطار النظري

60  

تقسيم إدوارد هال:املطلب الثالث

ثالثة مظاهر للفضـاء La dimension cachée "البعد اخلفي"يف كتابه إدوارد هاليقترح

.تتمثل يف الفضاء ذو التنظيم الثابت، الفضاء ذو التنظيم نصف الثابت و الفضاء الشكلي

:الفضاء ذو التنظيم الثابت-1

يكون يف إطار مهم من أطر نشاطات األفراد و اجلماعات حبيث يتضمن مظـاهر ماديـة هلـذه

من التقسيم ألا تعرب عن طبيعة جتمعاتنا و طبيعة النشاطات و متثل العمارات مثاال جيدا هلذا النوع

.تقسيمات مدننا احملددة يف إطار سياق ثقايف معني

فتنظيم القرى و األرياف، املدن الكربى والصغرية هو أمر غري عشوائي أو صديف وإمنا هو نتيجـة

توي على تنظيم خمطط متعمد خيتلف حسب انتمائه التارخيي و الثقايف، وحىت املرتل من الداخل حي

ثابت للفضاء حبيث جند قطعا من املرتل وغرفا خمصصة لوظيفة معينة مثل حتضري األكل، استقبال

1....الضيوف والنشاطات االجتماعية، الراحة والنوم

وتتنوع سلوكات األفراد على حسب تواجدهم يف فضاء ثابت معني،حبيث يقـول إدوارد

رتل واألخرى يف املكتب، والفصل بني مكان العمـل هال ان لألشخاص شخصيتان شخصية يف امل

ومكان السكن يسمح بتجنب التضارب بني الشخصيتني حبيث يكون للمكانني تنظيمها،هندستها

.وتزيينها اخلاص

                                                            1-Edward T. Hall ; La Dimension cachée , traduit de l’Américain par Améle Petita, éd de seuil, Paris, 1971.p 132. 

اإلطار النظري

61  

الفضاء ذا اخلصائص الثابتة يضمن الطابع الذي يتضمن السلوكات االنسانية وعلى هذا األساس إن

"ي أشكاال لبناياتنا وهي بدورها تشكلناحنن نعط: "يقول ونستون تشرشل

« nous donnons des formes à nos constructions, et à leurs tour elles nous

forment. 1» :الفضاء ذو التنظيم نصف الثابت -2

ثابت و السلوك البشري، ضحة بني الفضاء ذو التنظيم نصف ن هناك عالقة واأ إدوارد هاليقول

ختلق التواصل بني األشخاص كقاعات الشاي و هذا عن طريق توزيع الكراسي و فهناك فضاءات

كما ان ترتيب األشخاص لفضاء ام وأثاثهم خيتلف من شخص إىل شخص آخـر، ...الطاوالت

ويشر إدوارد هال إىل أن الفضاء ذو التنظيم نصف الثابت يف بلد معني قد يكون فضاء ذو تنظيم

2.ا جنده عند اليابان مثال الذين يعتمدون أسوارا متحركةثابت يف بلد آخر و هذا م

فالفضاء ذو الثابت على اعتباره حيتضن األساليب اليت نرتب ا أشياءنا فإنه يعرب أيضا عن ثقافات

.فرعية هلؤالء األفراد

:الفضاء الشكلي -3

، وهي la proximitéبااورةتتعلق باملسافات اليت تربط األفراد وقد اصطلح عليها إدوارد هال

ويف معظم األحيان رب هذه املسافات من حيز الوعي .بعاد و سياقات ثقافية واجتماعية حمددة بأ

حبيث تستطيع أن تكون عالمة تتضـمن جتربـة .وهلذا السبب عمد إىل تسميته بالفضاء الشكلي

.ىلملدينة،و إن هذه املسافات ليست فضائية وإمنا رمزية بالدرجة األو

                                                            1 ‐Edward Hall, opct, P 136 2‐idem, p139 

اإلطار النظري

62  

مناذج من الفضاء الشكلي اليت حتمل كل واحدة من هذه النماذج داللـة إدوارد هالوضع و قد

واضحة وتلعب دورا هاما يف تفسري الثقافات، و استوحى عمله من أعمال هايدغر حول احليوان،

فاإلنسان حيس باملسافة بنفس الطريقة اليت حيس ا احليوان و هذا اإلدراك للفضـاء هـو إدراك

.) قريب، بعيد(ديناميكي ألنه مرتب باحلركة، و يشري إىل أن كل سلوك له نوعني

:و على هذا األساس وضع التقسيم التايل

ليست معمول ا يف الفضاءات العامة، تظهر بشكل كبري يف معامالت : املسافة احلميمة-1

:األزواج فيما بينهم و مع أطفاهلم تنقسم إىل

يكون التواصل اجلسدي كبري، و يكون الصوت خافتا يظهر يف العالقة : مسافة محيمة قرية -

.اجلنسية خاصة

سم تظهر يف العالقات األسرية40سم إىل 15من :مسافة محيمة بعيدة-

:تشتمل على احلياة اليومية لألشخاص و هي نوعني: املسافة الشخصية-2

جسدية، هناك إحسـاس سم ليست فيها مالمسة 75سم إىل 45من : مسافة شخصية قريبة-

.1بالثقة، مستوى الرؤية عند وجه املخاطب

سم، هي مسافة احملادثة اليوميـة بـني األصـدقاء، 125سم إىل 5من : مسافة شخصية بعيدة-

.كاملصافحة مثال

:مسافة حتدد العالقة ما بني األفراد مباشرة، و تنقسم أيضا إىل : املسافة االجتماعية-3

                                                            1 ‐ Edward Hall, opct, p 142 

اإلطار النظري

63  

م، ميكن من خالهلا رؤية مجيع اجلسم، و لـيس 2.10م إىل 1.25من : مسافة اجتماعية قريبة-

.فيها أي تواصل جسدي مباشر

م حتتضن عالقات فردية شكلية و سلمية، و هذه 3.60م إىل 2.10من : مسافة اجتماعية بعيدة-

.املسافة تضع إىل حتديد ثقايف و اجتماعي

:مسافة عمومية -4

الصوت عايل و لكن ليس إىل حده األعلى، ال : م7.50ىل م إ3.60من : مسافة عمومية قريبة-

.ميكن مالحظة تفاصيل الوجه بدقة

.1من وضعية خطيب و مستمعني مثال مؤمتر 7.5فوق : مسافة عمومية بعيدة -

                                                            1 ‐ Edward Hall, opct, p143 

  

:الفصل الثاني

الفضاء الحضريسيميولوجيا

سيميولوجيا الفضاء: المبحث األول

المدينة كفضاء اجتماعي: المبحث الثاني

اإلطار النظري

64  

:الفضاء سيميولوجيا:املبحث األول

مصطلح تتقطع فيه العديد من املواضيع و يتضمن عناصر متقطعة ، فتتضمن داللتـه الفضاء

صـاعد تعلى االمتداد املعترب كاالتساع ، فمن وجهة نظر نفسية فيزيولوجية يتمثل يف ظهـور م

ر اجتماعية ثقافية كتنظـيم ثقـايف ظخلصائص مكانية انطالقا من اللفظ األويل أو من وجهة ن

.1ضاء املعمر للطبيعة مثل الف

كـذا دالالت يعي اليت تبحث يف معـاين العـامل و سيميائية العامل الطبيتطابق موضوع الفضاء و

أي العامل اجلغرايف و التغيريات اليت تطرأ عليه السلوكات البدنية لإلنسان اليت تغري العامل الطبيعي ،

بفعل خمتلف االنتاجات االنسانية و التحوالت اليت حيدثها االنسان يف هذا العامل الطبيعي من فعـل

إىل صناعي جـراء إنتـاج هذا الفضاء يتحول السكن، التقسيم،و حىت التغيري يف مالحمه و بذلك

.عالقات جديدة

تتميز ببحثها حتديدا عن هذه التحوالت اليت تلحق بالسيمياء الطبيعية دون فسيمياء الفضاء

فينتج و يبدع و ينشأ و يتفاعل معـه ويف املقابـل حيتضـن إمهال االنسان الذي يستعمل الفضاء

ذلك أن االنسان هو من يضفي على هذه التحوالت معان و قيم .2الفضاء جل أفكاره و معتقداته

. ة و االجتماعية و معتقداته و تصوراته و حىت أحاسيسهترتبط ببيئته الثقافي

                                                            35بشلم ،مرجع سبق ذآره،ص منى - 1  38نفس المرجع،ص - 2 

اإلطار النظري

65  

وتعترب كل احلواس يف سيميائية الفضاء هي الفاعل املنتج و املستهلك للفضـاء ويقابـل

موضوع الفضاء جزئيا سيميائية العامل الطبيعي، فاكتشاف الفضاء هـو تكـون مباشـر هلـذه

حوالت اليت تعانيها السيميائية الطبيعية بفضل تدخل السيميائية، حبيث تبث سيميائية الفضاء يف الت

االنسان يف إنتاج عالقات جديدة، إذ أن الفضاء هو إطار يشتمل على البيئـة الطبيعيـة والبيئـة

.الصناعية مبختلف أمناطها ووظائفها والشوارع وكل األماكن اليت تعيش فيها الشخصيات

ن املكان يكتسب مالحمه من خالل البشر الـذين إىل القول أ"عبد الرمحن منيف"ويف هذا يذهب

1.يعيشون فيه و البشر هم تلخيص الزمن الذي كان فيه و يف مكان حمدد بالذات

                                                            125، مرجع سبق ذآره،ص معجم السيميائياتفيصل األحمر،- 1 

اإلطار النظري

66  

الفضاء كنسق دال :األول املطلب

أشار أحد الدارسني إىل الوظيفة التفسريية للفضاء و اليت تتعلق مبظاهر احلياة اخلارجية للكشف

واجتماعيا و ثقافيا، وكذلك هناك الوظيفة التعبريية له وهي ترتبط مبـا األشخاص نفسيا ة عن حيا

فالفضاء ال يتحدد نوعه من خـالل .تثريه الرموز و اإلحياءات والدالالت من إحساس لذى املتلقي

كيانه املادي والوظيفة الفعلية املتعاطاة فيه بل من خالل اإلحساس واالنطباع احلاصل لنـا عنـه

1.أيضا

املكـان حقيقـة ذلك أن الطريقة اليت يدرك ا املكان تضفي عليها دالالت خاصة ، إذ أن

يؤثر يف البشر بنفس القدر الذي يؤثرون فيه و حيمل املكان يف طياته قيما تنـتج مـن و معاشة

كما تنتج من التوظيف االجتماعي فيعرض كل مكان سلوكا خاصا على الناس التنظيم املعماري

أن كل شكل من األشكال االجتماعية Raymond Ledrutو كما يقول إليه الذين يلجؤون

ذلك أن األشكال االجتماعية هي فضائية أي جتري يف فضـاء شكل من األشكال الفضائية وه

. 2مكاين معني و هي زمانية أيضا حبيث ترتبط بفترة زمنية معينة

وهو مكان يـوحي بـذوبان الكيـان و ع يرتبط بالفقر و الفراغ والربودة ساملكان املت فمثال

ويبني املكان الضيق الذي يرتبط بالدفء و األلفة واحلماية .تالشيه، فاإلنسان يتيه فيه و يفقد نفسه

.حيث يتم التعارف بني الناس

                                                            ،إشراف يحيى الشيخ، مذآرة لنيل الماجستير في هندسة الفضاء في رواية األمير لواسيني األعرجفضيلة بولجمر، -1

 2010-2009العربية و آدابها، اآلداب، جامعة قسنطينة، قسم اللغة2‐Pierre Pelligrino, le sens de l’espace : l’époque et le lieu,Anthropos ,Paris ,2010,p 10 

اإلطار النظري

67  

وظيفة األماكن اليت ميارس فيها السلوك، فاألمـاكن لوحيمل جمموع سلوكنا قيما معينة من خال

رتداء مالبس حمتشمة و الكالم بصوت منخفض وكذا املكان الذي يعمل فيه الدينية تفرض علينا ا

.اخل....له متطلباته

هناك أماكن جاذبة تساعدنا على االستقرار و أماكن طاردة، فاإلنسان ال حيتاج فقط إىل ف

مساحة فيزيقية، جغرافية يعيش فيها و لكنه يصبو إىل رفقة يضرب فيها جبذوره و تتأصـل فيهـا

.هويته

وقد تكون األماكن الضيقة املغلقة مرفوضة ألا صعبة الولوج، و قد تكون مطلوبة ألا متثل امللجأ

.1واحلماية اليت يأوي إليها االنسان بعيدا عن صخب احلياة و تكون صورة للرحم

فالفضاء احلضري كنظام عالمات، اتمع هو من ينتجه، حبيث ينبين على جمموعة من القواعـد و

شكال اليت ميارسها السكان و هذا ما يدفعنا إىل إعارة االنتباه إىل تنـوع مسـتويات دالالت األ

.les faits 2urbainsاألفعال احلضرية

م اللغـة و هـي األداة ظاتكتسب عناصر العامل احملسوس داللتها من خالل إدخاهلا يف نو

، إضافة إىل أدوات أخرى "ام النمدجة األويلظن" يوري لومتانواألولية، حيث يسميها األساسية

ومنها األديان و األساطري و الفنون و الفلسفة، و -عامل الظواهر–تستخدمها الثقافة لتنظيم العامل

                                                            63ص ، مرجع سبق ذآره،سيزا قاسم - 1 

2- Pierre Pelligrino, opct ,p 22

اإلطار النظري

68  

األويل ن اللغـة هـي النظـام أحبيث يقول " األنظمة املندجمة الثانوية"يطلق لومتان عليها مصطلح

.1لتحويل العامل إىل أنساق

يوري لومتان على أمهية اإلدراك البصري للعامل، وهـو مسـة مـن السـمات و يؤكد

املكان هو اإلحداثية اليت تدرك من خالل احلواس و على ف بني البشر مجيعا االنتربولوجية اليت جتمع

.رأسها البصر

لنفسه و يلعب املكان دورا أساسيا يف تشكيل املفاهيم لذى البشر فاإلنسان حياول دائما أن يقرب

اردات من خالل جتسيدها يف ملموسات و أقرب هذه امللموسات هي اإلحـداثيات املكانيـة

فالتفكري يضع لعملية ترمجة اردات إىل حمسوسات، فالالمتناهي يصبح عند معظم الناس مكـان

ـ ،متسعا جدا، و ميتد هذا املبدأ إىل جماالت كثرية جدا يف نطاق الفكر ن ومن مث ترتبط كـثري م

.2القيم اردة بإحداثيات مكانية حمسوسة

:و من مجلة هذه اإلحداثيات املكانية و دالالا نذكر املواضع التالية

غري قيم/قيم =منخفض/عال

خري/شرير =ميني/يسار

األغراب/األهل=بعيد/قريب

.مستعص على الفهم/قابل للفهم=مغلق/مفتوح

                                                              1 68سيزا قاسم، نفس المرجع،ص-نفس المرجع ،نفس الصفة - 2 

اإلطار النظري

69  

ية وسيلة مـن الوسـائل األول، و لغة العالقات املكان ومثل هذه األنساق هي نتاج ثقايف يف املقام

.لوصف الواقع

- حمدد"، أو "بعيد- قريب"، أو "ميني - يسار"أو و " أسفل-أعلى"فإذا نظرنا غلى هذه املفاهيم مثل

جند أن هذه املفاهيم تستخدم لبنات يف بناء مناذج ثقافية ال تنطوي " متصل-جمزأ"، أو "غري حمدد

أو " سيء/حسن"أو "غري قيم/قيم"فتكتسب هذه املفاهيم معاين جديدة مثل على حمتوى مكاين،

. 1"أبدي/فان"أو " صعب املنال/سهل املنال"، أو "األغراب/األقربون"

األخالقيـة االجتماعي والدينية والسياسية و وميكن القول على هذا األساس أن مناذج العامل

على احلياة اليت حتـيط الروحي على إضفاء معىن العامة اليت ساعدت االنسان، على مراحل تارخيه

، وقد تأخذ هذه السمات تارة شكل تضاد ةن هذه النماذج تنطوي دوما على مسات مكانيوأبه،

ت حتيل هذه الشبكة من التعارضالكن تبقى و ".العامل السفلي-األرض"أو " األرض-السماء"ثنائي

املكان، و الذي ينتظم هو أيضا يف سلسلة مـن الثقايف املستحب على على الفضاء اإليديولوجي و

.السياسية واألخالقية الدينية، التعارضات بني النماذج الثقافية ،

غزارة الدفق الداليل املنبثق من هوة الصدام بني طـريف ويزيد مبدأ التقاطب من خصوبة و

أن ميكن القول الدالالت، وبعبارة أخرى ه من قدرته على استقطاب الرموز والتقاطب ويستمد قوت

املوضوعية الـيت يعـرف ور عاملي ميثل اخلصائص النوعية وحضورين، حض للتقاطب صورتني أو

احليـاة التقاطب تعريفا معجميا تتعارف عليه مجيع اهلويات الثقافية على املستوى العاملي كثنائيـة

                                                            69،ص نفس المرجع سيزا قاسم،- - 1 

اإلطار النظري

70  

م عـرب القـي املوت، وحضور حملي متعني، متعني داخل ثقافة بعينها حيث تشكل أثناء حتيينـها و

1.الثقافيةواملتغريات االجتماعية و

و هذه البنيـة بنيـة " العامل السفلي-األرض"أو " األرض-السماء"وتارة تأخذ شكل تضاد ثنائي

أسفل، و تارة تأخذ شكل تدرج هرمي -رأسية تتكون من ثالثة عناصر تنتظر طبقا للمحور أعلى

، وتلك اليت تقع يف أسفل ) الرفيع(ة اهلرم اجتماعي يؤكد تضاد السمات اليت تقع يف قم-سياسي

.) الوضيع(اهلرم

وقد تتخذ أيضا هذه السمات شكل أخالقي يقابل بني اليمني واليسار وتنتظر يف شـكل

أو املهن مناذج للعامل تتسم بسمات مكانية واضحة كثري من األفكار اليت تدور حول اخلواطر

والقابـل للفهـم واألليـف " القريب"املفاهيم اليت توازي بني ، "الرفيعة"و" الدنيئة"أو األنشطة

والعائلي، وترتبط بني البعيد و املستعصي على الفهم والقريب وعليه يكون لألنظمـة التارخييـة

و تكون هذه الصـورة نسـقا " صورة للعامل"القومية للمكان عمادا ينتظم حوله بناء–واللغوية

.2عني من الثقافاتإيديولوجيا متكامال يتعلق بنمط م

.و قد تكتسب األنساق املكانية اخلاصة داللة من خالل وصفها يف إطار أبنية صور للعامل هذه

                                                            ،إشراف يوسف وغليسي،رسالة ماجستير جامعة اآلداب سيميائية الفضاء في رحلة أبي حامد الغرناطيبولعسل آمال، -1

 2006-2005و اللغات، قسم اللغة العربية و آدابها،69ص ،مرجع سق ذآره،سيزا قاسم - 2 

اإلطار النظري

71  

:القراء ة السيميائية للبنية الفضائية:ثايناملطلب ال

الفضاء املكاين يشمل من جهة متثالت إيديولوجية و مناذج سيميوطيقية، و من جهة أخرى

من بينها الصرح املعمارية اليت تستنسخ الصورة املكانية للفضاء، هذه الصورة النشاط اإلبداعي اليت

اليت تبىن على أساس قياس مع عامل البناءات الثقافية اليت خلقها االنسان، فالنماذج املكانية تبىن على

أساس لغوي و متقطع ولكن على أساس استمرارية أيقونية، قواعدها األساسية هي نصوص أيقونية

.1كن إدراكها بصريا يكن حتويلها إىل نص لفظيمي

و عليه فإن القراءة السيميائية للبنية الفضائية يقودنا إىل دراسة الفضاء دراسة داللية و جتاوز

النظرة السطحية للموجودات املادية و اجلغرافية إىل الكشف عن القوانني املادية والنفسية اليت حتكم

داخل التركيب املكاين الذي يؤسس الفضاء املكاين ككل و كل مـا جمموعة عالماا و متفصالا

فدال البنية املكانية حتيلنا مرجع الفضاء الواقعني هذا . يتعلق بتصرفات االنسان و إنتاجاته و أفعاله

...) مقهى، شارع، بيت، سوق، مسجد، مقربة،(الفضاء مكون من جمموعة المتناهية من الدوال

هلا مدلوالا اليت تعطيها شحنتها الدالليـة، االجتماعيـة، السـيكولوجية وهذه الدوال املكانية

. و اإليديولوجية داخل البنية االجتماعية املادية

حيث يعد املقهى مثال فضاء يؤطر للحظات العطلة ويرصد السجن يف املقابل دالالت املفارقة لعامل

.2االجتماعية مبعجم من الدوال املكانيةاحلرية خارج األسوار، وعبه متدنا احلياة

                                                            217، مرجع سبق ذآره، ص، سيمياء الكونيوري لوتمان- 1  ،إشراف يوسف وغليسي، رسالة لنيل شهادة سيميائية الفضاء في رحلة أبي حامد الغرناطيبولعسل آمال، - 2

 2006-2005ماجستير،جامعة منتوري قسنطينة، آلية اآلداب و اللغات، قسم اللغة العربية و آدابها،

اإلطار النظري

72  

تبدو الصورة املكانية للعامل اليت خلقتها الثقافة تبدو وكأا تناظر بني البشرية والواقـع و

اخلارجي للطبيعة، حيث ختضع التجربة التارخيية لإلنسان هذه الصورة إلعادة بناء مستمرة جتهـد

الصورة هي دائما كونية يف حني التجربـة ال تكشـف إال أن هذه .نفسها لبلوغ متثل دقيق للعامل

العامل الكائنات البشرية إال جزئيا، ومها معا يكونان املستوى الكوين للمحتوى و للعبارة، وعيـه

.1بعد دائما وفياليكون انعكاس احملتوى يف العبارة ل

ملستوى املتخيـل، ا وتنقسم مستويات قراءة الفضاء إىل ثالث أقسام تتمثل يف املستوى احلقيقي،

والرمزي

املبني من خالل اخلصائص الفيزيائية و املادية لألشياء أو احمليط، و هو يفصـل :املستوى احلقيقي*

لنا ما يتضمنه سواء كانت حقائق موضوعية أو منطقية، وهو مفسر عادة وظيفيا وحمدد حسـب

.يهيمن عادة عند يئة الفضاء، وهذا البعد هو من ....أمن، راحة،:حاجيات املستعمل هلذا الفضاء

و نستطيع أخد صورة أكثر وضوحا مبثال األحالم، فاحللم هو إنتاج للخيال يف : مستوى املتخيل*

معىن جتريد الواقع عن طريق جتاهل قوانني الواقع، فكل شيء مباح

ملوضوع معـني ،والقيمة الرمزيةوالتمثالت و الضمنية حييل إىل املعاين اخلفية :املستوى الرمزي*

تؤثر على ردة فعل املتلقي كما أن هذه التقسيمات الثالثة تساهم يف حتسني رؤيتنـا و إدراكنـا

.2للفضاء

                                                            219مرجع سبق ذآره،صسيمياء الكون ، يوري لوتمان، - 1 

2 ‐certus, une autre lecture de l’espace public : les apports de la phycologie de l’espace, Lyon, 1999, p 10 

اإلطار النظري

73  

و يعترب روالن بارث أن كل ممارسة دالة ميكن ان تولد نصا، ألن النص عنده ينبع عنده عن

أخـرى تسـري يف توفر فيض الدال، و الفضاء عنده هو فضاء داال يدعونا إىل افتراض نصيات

.الظواهر االجتماعية واملمارسات اليومية مليئة بالرموز و الدالالت اليت تبين نصا داخل اتمع

.1....ولكن هذا النص ليس نصا أدبيا مكتوبا يتكون من حروف و فواصل و فقرات

لرائـدة و مثة دراسات قليلة حاولت جتاوز احلدود األدبية االجتماعي، فقد ظهرت بعض األعمال ا

، و ما أجنز حول فضاء السـيمنار يف مركـز "communication "و " tel quelموعيت

.البحوث السيميولسانية بباريس و قد أشرف على هذه الدراسة غرمياس

يشكل نسقا داال، وداللته séminaireوقد انطلقت هذه البحوث من فكرة ان السيمنار

ترتبط بالوضعيات اليت ينتج فيها املعىن ، فوضعية الطاوالت والكراسي والقاعة اليت جيـرى فيهـا

وهذا البحث يؤكد . و حىت احلاضرون تدرس كنص، و يقرأ كبقية النصوص األخرى السيمنار

. 2لإمكانية قراءة الفضاء قراءة نصية وإمكانية حتويله كنسق اجتماعي دا

                                                            137مرجع سبق ذآره ص ، السيميولوجيا االجتماعيةمحسن بوعزيزي، - 1  138ص مرجع ،نفس ال - 2 

اإلطار النظري

74  

ة كفضاء اجتماعييناملد: لثايناملبحث ا

ن الفضاء مأخوذ على أنه أفضاء االجتماعي هو منتوج اجتماعي ، ولكن جيب معرفة املدينة ك

وفرضية اعتبار الفضاء منتوج يقترح اعتبار الفضاء وسيلة للتفكر، للحركة، ويف طريقة إنتاج آنية،

.وسيلة قوة وسيطرة نفس الوقت وسيلة إنتاج ورقابة وعليه فهو

ولكن هل الفضاء االجتماعي جمرد أو حقيقي ملموس كالبضائع واألموال مثال؟

املفسـر مـن قبـل ( يتضمن الفضاء عالقات اجتماعية، حبيث يأخذ بينه و بني الفضاء الذهين

إن هذا الفضاء.ومع الفضاء الفيزيقي املعرف من خالل إدراكات الطبيعة) الفلسفيني والرياضيني

االجتماعي ال يتضمن فقط أو يتعلق مبجموعة األشياء احملسوسة أو فراغ مملوء كأنه غالف ملـواد

1.خمتلفة

إن لكل جمتمع طريقته اخلاصة يف إنتاج الفضاء حبيث يدخلون جمموعة مـن العالقـات

من وتعقيدات للواقع الذي متثله، وافتراض الفضاء االجتماعي كمنتوج يفترض جمموعة اإلنتاجية

ن املدينة أأن كل جمتمع لديه طريقته اخلاصة يف إنتاج الفضاء بشكل متنوع، ذلك أمههاالتضمينات

2.حتتضن جمموعة من املمارسات الفضائية يف زخم احلياة اليومية

                                                            1 ‐ HENRI Lefebre, La production de l’espace ,Anthropos ,paris,2000,p36 2 -idem, p 40 

اإلطار النظري

75  

:ةينإدراك فضاء املد: املطلب األول

تستقل املنبه أيا كان اإلدراك هو أول مراحل التواصل مع الفضاء و يتنوع بتنوع احلواس اليت

مصدرهن فالبصر و السم و اللمس كلها وسائط لإلدراك احلسي بصفة عامة، ويأيت دور اإلدراك

.بتفسري تلك املنبهات احلسية املختلفة وإضافة معىن عليها

فهو بشكل عام جمموعة العمليات اليت يتم من خالهلا تنظيم املعىن و جتميعه وإعطـاءه املـثريات

شمل هذه العمليات على مكونات فيزيائية وطبيعية خاصة باملثريات اخلارجية ومكونات احلسية، وت

.فيزيائية وعصبية حسية خاصة احلواس ومكونات وجدانية خاصة باالنفعاالت

ومتر هذه العملية مبرحلة متتابعة تتمثل يف النظرة اإلمجالية،بعدها عملية التحليل وإدراك العالقـات

ء، وإعادة تأليف األجزاء يف اهليئة الكلية األخرى ، وهي عملية مستمرة تبدأ يف القائمة بني األجزا

الكليات و تتحول إىل اجلزئيات دف التحليل والتأمل متهيدا إلعادة التحـول إىل الكليـات يف

.1صورة مفهوم إدراكي تكاملي

األنشـطة و وأنشطة املدينة فإنه يـدرك هـذه فعندما يتنقل االنسان بني أجزاء مكونات

األجزاء واملكونات يبدأ يف تكوين صورة ذهنية عنها بعدما يربط مجيع مشاهداته يف تركيب مشويل

:وتتكون هذه الصورة الذهنية من ثالثة فروع .ملا شاهده

)الطول، العرض،االرتفاع(عامل فراغي يتضمن -

عامل زمين-

                                                            ،إشراف د عبد العزيز علي ثقافة الصورة ودورها في إثراء التذوق الفني لذى المتلقيسعدية محسن عابد الفضلي، -  1

 109، ص 2010الحجيلي،رسالة لنيل شهادة ماجستير في التربية الفنية،جامعة أم القرى آلية التربية،قسم التربية الفنية،

اإلطار النظري

76  

...)مجيل، قبيح، ناعم،خشن ،(عامل نفسي أو االنطباع -

و مع تكرار التنقل ومشاهدة أجزاء املدينة ومكوناا تصبح الصورة الذهنية واضحة املعامل يف ذهن

الشخص بغض النظر عن ماهية هذه الصورة سواء كانت صحيحة أو خاطئة فهي تعتمد على بيئة

وثقافة ودور العامل النفسي للشخص من حيث ارتياح وعدم ارتياح الشخص ملا شاهد من خالل

.1له يف املدينةتنق

فإدراك فضاء املدنية ليست موضوعية ألا تتأثر مبعتقداتنا و ثقافاتنا، كما أننا ال نستطيع

إدراك مجيع العناصر اليت تكون حميطنا و على هذا األساس نبحث دائما عن عناصر و معلومـات

حـي راق، فـإنين فإذا كان لدي اعتقاد عن شارع أو حي معني أنه .لكي نؤكد مواقفنا السابقة

و ، خالل زياريت هلذا املكان سوف أحبث عن العناصر اليت تؤكد اعتقادي هذا ألننا نذرك ما نعتقد

يعين إدراك الفضاء أيضا احلكم عليه مبجمل انطباعاتنا سواء السلبية أو االجيابية ، اليت تكون إشارة

.لفهم املعىن الذي تعطيه له

، االجتاه، املوصفة:الفضاء كل املظاهر األساسية لألشياءأما اجلشطالتيون فيقصدون بإدراك

يف 19واعتمدت نظرية اجلشطالت كرد فعل ضد كل النظريات التحليلية يف القرن .املسافة، العظم

ذلك مفهوما حول الفضـاء وقد تبنت وفق .واألشكال سيكولوجيا العناصر على سيكولوجيا البىن

.2خصائص الصورةن تؤثر طبيعة العمق على أوالذي ميكن وهو مفهوم التناظر الفضائي

                                                            دراسة تحليلية لوسط مدينة :العناصر البصرية و الجمالية للمدينةلخصائص و هاني خليل صالح الفران،ا - 1

نابلس،إشراف الدآتور علي عبد الحميد وإيمان العمد،رسالة ماجستير في التخطيط الحضري و اإلقليمي، جامعة النجاح  53،ص2004الوطنية، فلسطين،

27،ص1991،بيروت 1العربي، طمدخل لتحليل ظاهراتي،المرآز الثقافي :الشكل و الخطاب محمد الماآري،- 2 

اإلطار النظري

77  

إدراك جمموعة من العناصـر اليت متكننا من قوانني جمموعة من ال وميكن يف ضوء هذه النظرة إيراد

:و هي كالتايل .كشكل بالقياس إىل عمق فضاء معني

الشكل الصغري يربز منفصال عن عمق أكثر:قانون العظم -

الشكل البسيط أبرز من الشكل املعقد: قانون البساطة -

يتعلق األمر بالتقسيم املنظم و التقابلي لعناصر شكل معني: قانون االنتظام و التقابل -

يتعلق األمر بالتقسيم املنظم و التقابلي لعناصر شكل معني: قانون االنتظام و التقابل -

1ء بشكل أفضلالشكل املبني بكيفية غريبة يربز يف الفضا: قانون االختالف-

و يف ضوء ما تقدم ميكن أن نوجز شروط اإلدراك البصري يف مفهوم اجلشـطالت إىل شـرطني :وهي أرا ميأساسيني من خالل نظرية

وأصل هذا االجتاه مت التوصل إليه من خالل الدراسـات : كل شيء يتم إدراكه يؤخذ حرفيا- 1

موجود عندما يتم استبعاده عن جمال رؤيتـهم على األفعال الذين تعاملوا مع الشيء على انه غري

البصرية، فما خمتلف ال يوجد فما هو قريب للعني يرتبط بطريق أكثر جوهرية بالنسبة للمشـاهد

.أكثر مما هو بعيد

التفكري البصري من وجهة نظر اجلشطالت هو أن كل موضـوع مـدرك هـو موضـوع -2

خصائصه البصرية و الغياب ليس واحدا من رمزي،وهذا يعين أن جزء خمتلف عن جمال الرؤية فغن

.1الفيزيقية فحسب، لكنه من جوانب حالة وجوه باملعىن الواسع للكلمة

                                                            28محمد الماآري،مرجع سبق ذآره ، - 1 

اإلطار النظري

78  

:و ميكن تقسيم العناصر الرمزية و البصرية إىل ثالثة أنواع من الدالالت هي

.ةتعتمد على مكوناا الذاتية أو الفضاء احمليط ا كتشكيلة بصرية مستقل :دالالت بصرية -

.هي الداللة اليت تعتمد على الوظيفة اليت تؤديها دون أن تكون هلا أمهية بصرية:داللة رمزية -

وبـذلك وهي اليت جتمع بني مساا الداللة الرمزية البحتة والبصرية البحتة،: داللة رمزية بصرية -

الرمزية أو البصـرية تكون أهم أنواع الدالالت، إذ أن دورها ال ميكن إلغاؤه بإلغاء إما السمات

.الحتفاظها باجلانب اآلخر

ــي ــا يل ــل فيم ــل تتمث ــدة عوام ــى ع ــد وضــوح اإلدراك البصــري عل ــا يعتم :كم

:وتشمل )ظروف املشاهدة:(عوامل بصرية -1

فعندما تكون املشاهدة من شخص ميشي على قدميه تكون مشاهدة أفضـل : ظروف املشاهدة -

.ملشاهدة مشوشةمن الذي يركب وسيلة مواصالت حيث تكون ا

العكـس املواصالت تكون مشاهدته مقيـدة و فالشخص الذي يركب وسيلة: طريقة املشاهدة -

.صحيح بالنسبة لشخص الذي ميشي على قدميه

                                                                                                                                                                                          27صمرجع سبق ذآره،، هاني خليل صالح الفران - 1 

اإلطار النظري

79  

فمشاهدة العناصر بالنهار مع توفر اإلضاءة الطبيعية تربز مجيع األجزاء بوضوح للناس : اإلضاءة -

أن اإلضاءة الليلية قد تكون عنصرا مجاليا مميـزا لكـن وختتلف عن مشاهدة العناصر بالليل، مع

.1املقصود هنا وضوح رؤية العنصر فقط

                                                            53،ص مرجع سبق ذآره، هاني خليل صالح الفران - 1 

اإلطار النظري

80  

وتشمل :خصائص تصميم العنصر- 2

أي أن العناصر ذات القيمة التارخيية والدينية والثقافية واجلمالية تكون مصـدرا ): األمهية(القيمة -

.جلذب االنتباه إليها أكثر من العناصر األخرى

فالعناصر ذات االرتفاع جتذب النظر أكثر من العناصر القصرية نسبيا، حيث : مستويات العناصر-

.أن التباين يف االرتفاعات يؤدي إىل متييز عنصر عن اآلخر

أي وجود عنصر مثل نصب تذكاري وسط ساحة عامـة، فككـون :السيطرة الفراغية للعنصر-

.ة العامةالنصب التذكاري هو العنصر املسيطر يف الساح

حيث أن العناصر ذات األلوان البارزة أو املميزة تكون مصرا جلذب النظر :السيادة اللونية للعنصر-

.بشكل مميز عن العناصر احمليطة ا

فالعناصر ذات احلجم الكبري تكون ملفتة للنظر بشكل سريع خبـالف العناصـر :حجم العنصر -

.الصغرية

يتمتع بتصميم معماري مميز حيظى بإدراك بصري ملفت للنظر من فالعنصر الذي : مجال التصميم -

.1غره من العناصر املتشاة و التقليدية

                                                            54هاني خليل صالح الفران، مرجع سبق ذآره،ص- 1 

اإلطار النظري

81  

:مكان وضع العنصر -3

فالعنصر الذي يوضع مبكان حموري ثل توسط عنصر مجايل مقترف طرق يؤدي إدراكه : احملورية -

.إىل بصريا إىل خمتلف االجتاهات

فالعناصر القريبة ميكن التمعن بأجزائها وإدراكها بصريا بشكل أفضل مـن العناصـر : القرب -

.البعيدة

فتكرار وجود العنصر يعمل على إدراكه بصريا بشكل أفضل مثل تكرار بنايات سكنية :التكرار -

.متشاة و متجاورة

و تشمل :تكوين العناصر -4

بقدر كبري من السهولة و الوضوح يف التصـميم مثـل فالعناصر اليت تتمتع: وضوح التصميم -

.وضوح شبكة طرق يؤدي إىل سهولة إدراكها بصريا بعكس شبكة طرق معقدة

أي أن يكون التصميم بسيطا و غري معقد، وال يعين ذلك أن ال يكون العنصر : بساطة التصميم -

دي إىل تشتت الرؤية البصرية لـه و مميزا من الناحية املعمارية، بل املقصود التصميم املعقد الذي يؤ

.1بالتايل ال يصبح عنصر جذب بصري بل عنصر تشويش بصري و غري مجايل

                                                            55خليل صالح الفران، مرجع سبق ذآرهن صهاني - 1 

اإلطار النظري

82  

يتميز العنصر غما بتكراره أو تدرجه أو حتقيق عنصر املفاجئة فيه أو تباين احلجم، : متييز العنصر-

كل ذلك يـؤدي .نوع منهاحبيث يكون هو كرب العناصر من حوله أو اللون أو املواد أو املواد املص

إىل جعل العنصر مركزا للجذب البصري، وأحد العناصر املميزة باملدينة، فمثال وجود برج كـان

الزجاج احد العناصر تكوينه األساسية يتوسط منطقة جتارية متشاة املباين إىل حـد مـا وذات

.1ج تؤدي إىل جذب النظر إليهمتقاربة باالرتفاع املميز و نوع املواد اليت صنع منها الرب ارتفاعات

:و اعتمادا على ما سبق ذكره يتميز إدراك الفضاء بـأنه

:ناتج عن تعلمنا االجتماعي

حيث متكننا التنشئة االجتماعية من إدخال قيم و معايري، و هذا ما يربر اآلثار الدينية اليت حتمـل

عن الفضاء ، و جند على سبيل املثال إشارات مقدسة يف ثقافاتنا فضاء ماديا يبين رموزا و صور

.جرس الكنيسة الذي و تربط األرض السماء و الرمز و ختتلف من ثقافة إىل أخرى

فـنحن نتصـرف ،و يف اجلانب اآلخر حنن نكيف سلوكاتنا حسب املكان الذي نتواجد فيـه

ن إدراكنا للفضاء أومن هنا يتبني لنا . املرتل أو مكتب العملبطريقة خمتلفة متاما يف املقهى عنه يف

و اجتمـاعي وظيفتها كمخزن ثقايفتتجلى مربوط بالقيم االجتماعية، فكل فضاء مدرك كلغة

هلا تتفرد مبمارساا االجتماعي و الثقافية و الدينية و حىت تارخيها و تطبـع اص جبماعة معينةخ

                                                            55ص صالح الفران، مرجع سبق ذآره،خليل هاني - 1 

اإلطار النظري

83  

وعليه يتعني لنا معرفة ،ليومية هلذه اجلماعةهذه الفضاءات املكانية و تكيفها مع شروط احلياة ا

1.الطريقة اليت تدرك ا األشياء

:ثنائية الفضاء •

بعيدا عن تأثري الثقافة، هناك عدة عوامل تساهم يف إدراكنا للفضاء، و تساهم يف بنـاء مسـألة

يف الداخل، و يف مقابلـه الفضـاء العمـومي ) اخلاص(، أي الفضاء احلميمي "الداخل واخلارج"

).اخلارجي

املعيشة الداخليـة إن هذه الثنائية بني الفضاء الداخلي و الفضاء اخلارجي هي استمرارية لتجربتنا

.وإحساسنا باحمليط اخلارجي و أيضا نتيجة ما تلقينا يف طفولتنا

كثريا حول تنمية عالقة الطفل مع وان عملممو هو عامل نفس اجنليزي D.j.Winnicot رب و يعت

فالبنسـبة لـه . l’espace transitionnelحميطه،وقد أشار يف أحباثه ما أمساه بالفضاء االنتقايل

حباجة إىل املرور من عالقة أمومة إىل عالقة اجتماعية للفضاء أو ملوضوع حمايـد، أي مـن الطفل

إىل العالقات األخرى اليت تربطه مع حميطه سواء األفراد أو األشـياء )الفضاء الداخلي(فضاء األم

.و املوضوعات

يف كل فضاءات االستقبال أو املرور، و مداخل االنتقايلرمزيا ميكن إجياد هذه الوظيفة للفضاء ف

العمارات، وهذا حييلنا إىل ثنائية أخرى اليت ترتبط ا ارتباطا وثيقا و هي ثنائية الفضاء املفتـوح و

.2الفضاء املغلق

                                                            1 ‐ Certu, opct, p12 2 ‐idem, p13 

اإلطار النظري

84  

أما غاستون باشالر فقد قام بتحديده للفضاء انطالقا من ثنائييت املتناهي يف الكـرب و املتنـاهي يف

ول هو الفضاء العام الثاين هو الفضاء اخلاص الذي ميثل جزئيات الفضـاء وكالمهـا الصغر، األ

.حيفزان خيال الفرد و يستثريان خياله

اإلطار النظري

85  

:خطاب املدينة: الثاين طلبامل

كلمة خطاب ال ميكن حصرها يف معىن واحد ألن هلا تارخيا معقدا وحافال باالسـتعماالت

الرجوع إىل القواميس و املراجع أو إىل سـياق اـال الـذي وحماولة تعريفه تستدعي املختلفة،

.يستعمل فيه

تعبري شكلي ومنسق عن األفكار و هي حمادثة ذات طبيعة شكلية، Discours يعرف اخلطاب و

اخل، قطعـة ...بالكالم أو الكتابة، يشمل تعبريا عن األفكار يف شكل خطبة دينية أو رسالة حبـث

.أو الكتابةأو وحدة من الكالم

أن سبب استعمال مصطلح اخلطاب بصفة عامة على أنه حمادثة أو إلقاء خلطبة سارة ميلزوتقول

منا هو ضوابط وقواعد اـاالت إة أصله ومصدره، وما مييز بني خمتلف دالالت املصطلح عإىل طبي

خطاب اإلشهار اليت يستعمل فيها وما تقتضيه من مفاهيم، فعندما يتحدث علماء اللسانيات عن

ذلك الذي يشري إليه املختصون يف علم النفس االجتماعي عندما نفهم يشريون إىل معىن خمتلف ع

.1يتحدثون عن خطاب التمييز العنصري

من لغة السرد ليعاجل مسألة اخلطاب وينتهي إىل أن اجلملة يف اللسـانيات ينطلقف روالن بارث أما

ن اخلطاب ال يوجد إال يف اجلملة الن اجلملة هي القسم األصغر أوهذا يعين وحدة أخرية يف اللغة،

الذي متثل جبدارة كمال اخلطاب بأسره واللسانيات ال يسعها أن تتخذ موضوعا أرفع من اجلملـة

                                                            159، مرجع سبق ذآره، ص، معجم السيميائياتفيصل األحمر- 1 

اإلطار النظري

86  

ألن بعد اجلملة ليس هناك مجل، هلذا من احلتمي أن يكون اخلطاب ذاته منتظما ضمن جمموعة من

.1ر اخلطاب مجلة كبريةاجلمل، وينتهي بارث إىل اعتبا

و مل تقتصر أحباث بارث على الدراسات اللغوية بل تعدت إىل اخلطابات غري اللسانية اليت

على أن املدينة خطاب و هلا لغتـها "املغامرة السيميائية"حبيث حتدث يف كتابه " املدينة"من بينها

.اخلاصة و تعطينا متثالت متعددة

النسان يؤثر فيه و يتأثر به، فاإلنسان يضفي على املدينـة املدينة حيز حيوي يعيش فيه اف

اخل ، كما أن هذه القيم تفرض على االنسان ...جمموعة من األفكار والقيم االجتماعية و الثقافية و

، و عليه فإنه ان كانـت خاصة تتناسب مع هذه قيم هذه املدينة و سلوكات تصرفاتأن يكيف

و من هنا صار من الصعب هي مجلة من األنساق العالماتية املختلفة هناك كتابة حضرية فإن املدينة

على نسق واحد من العالمات ألنه هناك يف املدينة الكثري من األنظمة الداللية هذه الكتابة ةترمج

.اليت تبىن على مجلة من املستويات

:و تتمثل هذه املستويات فيما يلي

.أي أشكال حياته اليومية، أشيائه و منتجاتهعلى مستوى عالمات و دالالت الساكن، •

على مستوى اتمع احلضري بكليته بعالمات النفوذ و الثقافـة و احليـاة و العالقـات •

.االجتماعية و القواعد اليت ينتجها سكان هذه املدينة

                                                            161ص، ، مرجع سبق ذآره، معجم السيميائياتفيصل األحمر - 1 

اإلطار النظري

87  

على مستوى املالمح اخلاصة باملدينة، أي باملدينة و خصوصياا و أمكنتـها و أزمنتـها، •

.1ها و وجههابطبيعت

:امهأساسيني متثالت هذه األخرية تطرح إشكالية ذات بعدين أن pascal sansonيرى و

، اليت تقترن عادة باالنطباعات و األفكار السابقة للمتلقي التمثالت اليت نعطيها حنن للمدينة •

و إمنا أيضا قياسا أو الزائر هلذه املدينة، فاملدينة ليست مؤولة فقط بالقياس إىل السياق الثقايف

.بتقطيعات حياتنا اليومية ووجودها

التمثالت اليت تعطيها املدينة هي حبد ذاا كمؤسسة ، كجماعـة، كمكـان للحيـاة و •

.2للمتلقي

وهذا ما يدفعنا للتساؤل عن إمكانية معاجلة املدينة ومدلوالا كمكان خارج شكله اجلغـرايف إىل

وسيميولوجيا تتم فيه قراءة الظواهر االجتماعية ومجيع أنـواع املمارسـات جتماعيا نصا ااعتباره

اخل قراءة ... االنتاجات من حمالت وتسميات األج والشوارع،حراك بشري واهلندسة املعمارية و

سيميولوجية،ولكن هذا النص ليس نصا أدبيا ألن فواصله وفقراته ليست حروف ومجل ولكنه نص

و عليه . مارسات االنسانية داخل هذا احليز اجلغرايف حيتاج إىل قارئ خاصنسجت خيوطه من امل

:فإن هذا التساؤل يفرض علينا حتليال بطريقة ثنائية

                                                            1 -pierre pelligrino, opct,p21 2-Bernar lamizet,pascal sanson ; les langages de la ville, édition Parenthèse, Marseille, 1997 ,p06

اإلطار النظري

88  

.من جهة أيقونية لتمثالت املدينة مع مراعاة بعدها اجلمايل •

.يف بعدها البسيط، يف متثالا، يف حديثها املعماري، و يف البعد الثقايف لصورها •

يف اإلمكان إمجال التمثالت اليت تعطيها لنا مكان املدينة يف ثالثة نقاط مشتركة ، حبيث ولكن

، fait géographique ن نضع يف احلسبان ان املدينة ليست فقط فعل جغـرايف أمن الواجب

ثقـايف fait symboliqueاقتصادي أو صناعي، و لكن هي يف الواقع هـي فعـل رمـزي

وجي و ذا ما يظهر لنا البعد التمثلي للتحضر و املدينة ال ميكن أن تكون لديها معىن إال و أنثروبول

.1يف الوقت الذي يقدره سكاا فيكونون انطباعام الثقافية والرمزية

فاملدينة تصبح ثقافة فقط عن طريق االستعماالت االجتماعية اليت تعطى عن طريق الصور اليت

تنقلها، فليس هناك فقط سكان احلضر أو النمو احلضري وإمنا هناك أيضا ثقافة حضـرية، فيهـا

نكون حنن مالحظني ومبادرين وحماسبني يف نفس الوقت من األجيال اليت سـتخلفنا و الـذين

.م احلق باملطالبة و السؤال عن ماذا فعلنا مبدنناسيكون هل

كما أنه وراء كل مدينة تارخيية تكمن أسطورة جتعل من تأسيسها حدثا مقدسا جيسد على حنو -

ية اليت على أساسها توجه مث تؤولطقوسي قدرا حمتوما، لذا يلتبس التاريخ باألسطورة، والبىن الرمز

جيعل من الفعل اإلنساين فعال انطولوجيا يكاد يتجرد من ثوبـه إذ أن االرتباط بالنماذج املقدسة

التارخيي السيما إذا تعلق األمر بالفضاء ،وما الزخم اهلائل من القصص الشعيب املتصل بنشأة حـىت

                                                            1 Bernar lamizet,pascal sanson, opct,p 06 

اإلطار النظري

89  

املعامل احمللية يف األحياء العتيقة كالزوايا واألضرحة واحلمامات وغريها سوى شاهد علـى تلـك

.األنتروبولوجي للفضاء املبين الذي نسكنه صيل األنطولوجي والرغبة اجلاحمة يف التأ

حتكمه تقطعات وتكسرات من املهم التحري يف اختيار املكان بتجنب مـا مثال إن الفضاء الديين

يعتقد أنه مالذ ومأوى جلالبات الشر من القوى اخلفية وحماولة التموضع داخل حـدود جغرافيـة

وقد كانـت اجلوامـع .ملركز الذي ميثل منطقة املقدس بامتيازاملقدس وذلك عرب ارتباط رمزي با

.1واملساجد حتتل قلب النسيج العمراين للمدينة اإلسالمية العتيقة

                                                            قراءة انثروبولوجية في السكن التقليدي، مجلة المجال، العدد :،سيرورة الرمز من العتبة إلى وسط الدارعماد صولة- 1

 9،ص28

اإلطار النظري

90  

:قراءة لغة املدينة -1

هي يف حد ذاا ممارسة نصية تتجاوز املقروء بتوليد قراءة متفجـرة ال تتقيـد بارثالقراءة عند

بتعديل وإضافة و تفكيك تفكيكا حريا بإنشاء نص جديد خيتلـف ا تقوم إل ب مبوضوع القراءة،

عن غريه من النصوص، إال أن القراءة ليست ممارسة حرة ألن هلا حدودها اليت تضبطها التكافؤ بني

، ومنه فإن صـناعة املـدن 1الكتابة و القراءة فال يقرأ األثر القدمي من منظور منعزل عن أي ثقافة

عن خيال املستقبل فضاء يتالزم فيه الذوق باملعرفة و تتجسـد فيـه كانت و ستبقى بغض النظر

تقاطعات ثقافات البشر كلها كشكل حاضنا خصبا موع قيم التمدن و التقاسـم و التعـايش

.التسامح

أن املدينة ليست جسدا ماديا فحسب بـل هـي جسـد يف هذا الشأن حمسن بوعزيزيويقول

ي يقوم مبخاطبتنا و نقوم حنن مبخاطبته،إذ أننا ال نكف عن اجتماعي ورمزي، إذ أا نص اجتماع

أدىن حماولـة فنحن نسكنها ونقيم فيها و منر ا مرور الكرام مـن غـري استهالكها واستعماهلا،

دالالا وال حىت وصفها وصفا ظاهراتيا، ألننا بكل بساطة ننظر إليها على عن كشفاللتوقف أو ل

.2أساس أا بديهيات حياتنا اليومية

وبذلك تكون حماولة قراءة لغة املدينة قراءة سيميائية مبحاول الكشف عن ما حتمله من دالالت أو

زيزي ألننا اعتدنا على إخضاع عالماا إىل أي تأويل هي مشروع مهم على حد تعبري حمسن بوع

رؤية ما يف املدينة مبا حتتويه من بناءات و عادات دون القيام بعمل بنائي من درجة ثانية أو حماولة                                                             

123ذآره،صمرجع سبق السيميولوجيا االجتماعية،محسن بوعزيزي،- 1  104،ص05،2009،مجلة إضافات العددسيميولوجيا مدينة تونسمحسن بوعزيزي، - - 2 

اإلطار النظري

91  

تشييد بدل البناءات والعمارات تشييد أنسجتها الرمزية و تراكمات العالمات املختلفـة سـواء

وح مقوماا دوما من بريق شوارعها ذلك أن كل مدينة تستقي ر ....التارخيية،اجلغرافية،اجتماعية

اخل، إا منارة للتدفقات الرمزية املشـكلة للتـراث ....و من هندسة عماراا وحركة احلياة فيها

.و األحاسيس الالمادي و إنارة للذواكر و العقول

فاملدينة ليست جامدة إا حية، ناطقة كالبشر هلا أمساؤها و أفعاهلا ومفاصـلها املختلفـة،

أننا كلما انتقلنا من منطقة جغرايف إىل أخرى تغريت اللغة و تبدلت أصـوات الكلمـات حبيث

فسية ولبست العالمة لبوس املكان مما يدفع بنا إىل تقمص حالة املكان و ما يفرض علينا من حالة ن

غة لغة املدينة نقرؤها مع احترام قواعدها وحنوها و صرفها، وهذه اللف.و اجتماعية تسطرها عالماته

تبىن و تنسج من خالل تقسيمات مساحاا الفضائية من األرصفة، الشـوارع، سـلوك املـارة

1اخل...فيها،املعلقات االشهارية

نساق مـن أوعليه فإن املدينة ليست حمصورة يف نسق واحد من العالمات فهي حتتوي على عدة

ستوى العالمات والدالالت العالمات والدالالت ، وهذه األنساق تبىن على عدة مستويات، على م

، و على مستوى اتمع احلضري يف كليته ، ....للساكن،نوعية حياته اليومية، أشيائه و منتوجاته

كعالمات النفوذ و الثقافة و السوق العاملية للمنتجات وعلى مستوى التفاصيل اخلاصة مدينة معينة،

.وكذا خصوصية فضاءاا و زماا وجهها و مساراا

                                                              1 105،ص مرجع سبق ذآره،سيميولوجيا مدينة تونسمحسن بوعزيزي، -

اإلطار النظري

92  

لفضاء احلضري كنسق دال عن اتمع الذي ينتجه ليس ما يعطيه مباشرة من خـالل إن ا

ماركات يف جمال املدينة، و لكنه مبين على أساس جمموع من القواعد و النماذج الـيت و أفعال

des faitsيقوم ا الساكنون، و ما ينبغي أخذه هو تنوع مستويات الدالالت لألفعال احلضرية

urbaines 1.و هذا ألن الفضاء متعلق بتغري الزمن

رمزيتها ميكن أن تنقسم إىل منطقتني و و تأخذ املدينة متوقعا مهما داخل النسق الرمزي لثقافة ما ،

:مركزيتني

منطقة املدينة مثل فضاء رمزي-

.منطقة املدينة مثل اسم رمزي-

فاملدينة تعد آلية سيميائية مركبة ومولدا للثقافة ،ولكنها ال تقوم ذه الوظيفة إال يف احلالة

، اليت متثل فيها بوثقة لنصوص وأسنن خمتلفة وغري متجانسة، منتمية لكل أنواع اللغات واملستويات

فضـاء للتـهجني باعتبارها فضاء تتواجد فيه أسنن ونصوص وطنية، اجتماعية،أسلوبية تعد ألا

.والتسنني والترمجات السيميوطيقية وكل ما جيعل منها مولدا جديدا ألخبار جديدة

اموعـات أي ونية كما تقع أيضـا بصـفة سـاكرونية وهذه املواجهات حتدث بصفة دياكر

املعمارية،الطقوس واالحتفاالت ، تصميم املدينة نفسه، أمساء أزقتـها و آالف رفـات العصـور

2.تفعل بصفتها جمموعة من الربامج املسننة اليت يتجدد باستمرار نصوص املاضياملكتملة

                                                            1 ‐ pierre pollegrino  opct,p 21 

194، مرجع سبق ذآره ص سيمياء الكون ،يوري لوتمان - 2 

اإلطار النظري

93  

هذا املاضي ميكن أن يتجاوز سايكرونيتها و إن املدينة تعد آلية تعيد خلق ماضيها باستمرار

مع احلاضر، ذا املعىن فإن املدينة كما هو األمر بالنسبة للثقافة تعد آلية تتحدى الزمن و تارخيها

، وهذا ما يفسر تسمية مدينة معينة أو أزقتها بأمساء قادة كبار أو مقاتلني ينفصل عن امليثلولوجياال

ينتمون لعصر معني أو كانوا حمطة تارخيية مهمة يف حياة هذه املدينة و وجودها، أو احتضان مدينة

دينة وإرثها التارخيية معينة جلملة من املعامل املعمارية اليت تعترب شاهدة على العصر و على جتارب امل

.1و الثقايف

عالمات تتضمن جتارـا ، ألـا أيضا تستطيع أن تكون التركيبة اهليكلية للمدينة و عليه

ن لألمساء و الطرقات و األمكنة و املنازل اليت حتمل أمساء هي عالمات نستطيع مـن خالهلـا امك

املدينة هي يف أول األمر وظيفة خلق اكتشاف تارخيها، أين تتقاطع فيه طرق الذكريات ، فتسمية

.2وتعيني اختالفات ويف نفس الوقت جذب انتباه املارة و هنا يكمن اجلانب الشعري للمدينة

وحىت العمارات و التماثيل هي أيضا عالمات تتحكم يف حضور املاضي الذي يرسل يف سـكونه

كاري أو بيت حيمل جانب من ذلك ان كل طريق و كل نصب تذ املادي دائما أخبار عن املدينة،

فاملدينة مقروءة أيضـا علـى مسـتوى تطيع أن يصبح موضوع حبث أو توثيقتاريخ املدينة ويس

هندستها املعمارية وهذا يف لغة أسلوب البناء الذي حيمل عالمات متنوعة ويدل على املبـادالت

.3معىن خاص"ةمقروئية املدين" التواصلية اليت تقدمها املدينة واليت تعطي لفكرة

                                                             

195، مرجع سبق ذآره ص سيمياء الكون يوري لوتمان ، - 1  2- Karlheinz stierle ; La capitale des signes « Paris et son discours »,éd de maison des science de l’homme, paris, p 26 3‐ idem,p 87 

اإلطار النظري

94  

:الصورة الذهنية للمدينة -

نـة يأن املدينة هلا عدة صور عامة ترتبط كل منها بعدد معني من سكان املد كفني لينتشيعترب

ويرجع ملعتقدات وأحداث وتاريخ املدينة وذكريات خاصة تشكل يف النهاية الصورة اليت يكوـا

.الشخص عن املدينة

ببعض اهتمامات و مقاربات هذا النـوع " صورة املدينة"يف كتابه املدهش لينتش فنيكيلقد تنبأ

من الدراسة ،حبيث قام بدراسة حول مدن بوسطن،لوس أجنلس وجرسي سييت، لتنميـة الصـورة

فقد عرض هذا الكتاب الطرق اليت يبين ا سكان مدينـة مـا 1960الشائعة عن هذه املدن عام

.حميطام و ينموا ذهنيا

صد هو بالصورة الذهنية للمدينة تلك التصورات الذهنية للمدينة من قبل أغلب سكاا ويق

واليت تلعب الفراغات املفتوحة وأحاسيس احلركة والتباينات البصرية داخل مساراا دورا هاما يف

:وهناك عدة عوامل تساهم يف بناء شخصية املدينة هي.تكوين صورة متكاملة من خالهلا

فيزيائي للمنطقة أو املدينةالتكوين ال-

املعىن االجتماعي للمنطقة أو املدينة-

الوظيفة احلضرية للمنطقة أو املدينة-

الوظيفة التارخيية للمنطقة أو املدينة-

قيمة املدينة-

امسها-

اإلطار النظري

95  

أما عناصر الصورة الذهنية للمدينة فهي تتحدد أساسا العناصر البصرية ألا املادة اخلام األساسـية

اليت تشكل البيئة العمرانية الكلية للمدينة اليت ينبغي أن تنسج و تتآلف لتحقق تشـكيل واضـح

الوحدات والعالمـات املكـاين ومريح للمدينة، ووضوح كل من القنوات الرئيسية أو املسارات،

العناصـر نقط االلتقاء واالنتقال، وأخريا املناطق أو األحياء البصرية املميزة، وإدراك هذه املميزة،

.خيتلف باختالف الشص الذي يشاهدها وأيضا باختالف ظروف املشاهدة واإلدراك

وعند معاجلة العناصر البصرية املؤثرة يف اإلدراك الذهين للمدينة من الضروري اعتبار كـل

عنصر منها متداخال و ذو صلة كبرية ومتكاملة مع العناصر األخـرى، فاملسـارات تلعـب دور

اد الذهين لألحياء، بينما تؤكد نقط االلتقاء بني املسارات االرتباط بـني شـكة التمهيد واإلعد

وتتخذ العالمات املكانية موضع القلب بالنسبة للمجموعة املتكاملة .املسارات واجتاهات احلركة ا

.حبيث تنتج عنها يف النهاية صورة ذهنية ثرية وواضحة

:ري هيلقد اقترح لينتش مخسة عناصر لفهم النص احلض

و هي الطرق املعروفة اليت يتنقل السكان خالهلا من جهة إىل أخرى داخل : )املسارات(املمرات -

املدينة،ومتثل قنوات احلركة الرئيسية اليت تدرك من خالهلا املدينة و ختتلف من كان آلخـر وفـق

. 1الوظيفة اليت تؤديها

املسارات العنصر الرئيسي املهيمن على اإلدراك الذهين للسكان اجتاه مدينتـهم، فهـؤالء ربوتعت

يشاهدون املدينة من خالل حركتهم داخل املسارات اليت تنتظم حوهلا كافة عناصـر التشـكيل

                                                            36هاني خليل صالح الفران، مرجع سبق ذآره،ص - 1

اإلطار النظري

96  

وأثناء التصميم من الواجب مراعاة عدة عناصر لتأكيد و .العمراين للبيئة احلضرية اليت يعيشون فيها

:نمية انعكاسها على اإلدراك الذهين واليت من بينهات

توضيح البدايات و النهايات •

تأكيد االستمرارية وذلك من خالل استخدام خواص التوجيه والتتابع، أو مـن خـالل •

استمرارية البنايات واأللوان والتفاصيل املعمارية والطابع والوظيفـة وأمسـاء الشـوارع

......واألرقام

ق تنظيم وترتيب العناصر البصرية والعالمات املميزة والتباين بني التشكيالت عن ري:التنغيم •

.املختلفة والفراغات

هي العناصر اخلطية غري املستخدمة وال ميكن اعتبارها مسارات للناس، بـل ):احلدود(احلافات -

؛ اء مثالكالتقاء اليابسة مع امل هي حدود تفصل بن جزئني حبيث حتدد اية جزء و بداية جزء آخر

وتتطلـب الوضـوح ،فهي اليت تعمل كحواجز ملمرات وحدود غالبا بني نوعني مـن املنـاطق

وتكتسب احلدود تأكيدا وقوة حينها يسهل متييزها أو رؤيتها واالستمرارية حىت تؤكد وظيفتها ،

ومـا عن بعد، حيث تكسب املنطقة اليت خلفها طابعا مميزا وتفصل أو تربط بوضوح بني املنطقة

.1حوهلا

و جتدر اإلشارة إىل أمهية احلدود يف تنظيم حدود التكوين البصري للنـاس مـن خـالل ربـط

ولـذلك فاألسـوار ، املساحات العامة بعضها ببعض وحتديد اخلطوط الفاصلة للمدينة بشكل عام

                                                            37هاني خليل صالح الفران، مرجع سبق ذآره،ص- 1 

اإلطار النظري

97  

ـ طوالدفاعية للمدن القدمية و خ رب ط االتصال بني اليابسة و املاء و خطوط احلركة السـريعة تعت

وقد يكون احلد البصري هو اخلط الفاصل بـني منطقـتني . حدود ذات تأثري قوي على اإلدراك

.بينهما تباين واضح أو نتيجة الختالف واضح يف التضاريس بني منطقتني

ثنائية األبعـاد ممـا يهي أجزاء صغرية تشكل يف جمموعها املدينة ككل، وه :األحياء البصرية-

نـة يعن رؤيـة املد جيعلها تساهم يف التكوين البصري للمدينة من خالل اعتبارها مرجعا خارجا

بصريا خالل رؤيتها من اخلارج ودائما ما ميكن التعرف عليها من خالل املدينة كوـا متتلـك

.خصائص متقاربة جتعلها ذات شخصية و طابع مميز

اله هو منطقة ذات طابع متجانس و اليت ميكن متييزها مـن خـالل فاحلي البصري يف أبسط أشك

.استمرارية الشواهد واألدلة ذات الصفات املشتركة واليت تنتهي اخلروج من احلي

التشـكيل وميكن حتقيق االستمرارية والتجانس يف احلي البصري من خالل الطـابع املعمـاري،

األرضيات و النسيج احلضري، حجـم و تفاصـيل الطوبوغرافيا، واد البناء و األلوان، الفراغي،

فكلما زادت العناصر املنسجمة و توحدت كلما ازدادت الصورة .الواجهات، اإلضاءة و النباتات

.الذهنية وضوحا وتأكد اإلدراك الذهين هلا

ميكن التعرف عليها بسهولة و بشكل طبيعي كاملبـاين املتميـزة بطرازهـا :العالمات املميزة-

اخل و ميكن أن تتدرج باملستوى حىت الوصول إىل التفاصـيل ...األبراج، اجلسور، املآذن املعماري،

1اخل...الصغرية كمقابض أبواب املنازل أو الواجهات املعمارية

                                                            38،ص خليل صالح الفران، مرجع سبق ذآرههاني - 1 

اإلطار النظري

98  

وقد قد يأخذ مبىن غري مميز صفة األمهية وجذب االنتباه رد متييز موقعه، وذلك حـني يقـع يف

كوين املعماري ذو الشكل املميز أي صفة إدراكية إذا ما وضـع نقطة تقاطع، يف حني ال يأخذ الت

.1متشاا مع النسيج احمليط به على املسار

فالعالمة املميزة املكانية هي ذلك العنصر الفيزيائي الذي يتفق على متيزه أكرب عـدد ممكـن مـن

.السكان

:ميزة منهاوهناك عدة معاجلات جيب إجراؤها لتأكيد إدراك العالمات املكانية امل

التميز باإلنفراد و الوحدة •

التباين مع النسيج احمليط •

وضوح الشكل العام •

متيزها بتفاصيلها وتصميمها العام •

سهولة إدراكها مهما اختلفت سرعة مشاهدا •

كأن توضع يف تتابع بصري خالل مسار وعة من العالمات املميزة األخرى،تكاملها مع جمم •

.التفاصيل املميزةلذهنية وغنيا بالتجارب ا خالل رؤيتها طابعاب املشاهد مستمر مما يكس

تكتسب شخصيتها ومميزاا من وحدة و تكامل واسـتمرارية عـدة :نقاط االلتقاء واالنتقال-

باإلضـافة إىل تركيـز األنشـطة ...عناصر كاحلوائط، األرضيات،التفاصيل، اإلضاءة،و النباتات

.1أنه ينبغي مراعاة بساطة تشكيلها العام واحلركة وغريها، وجتدر اإلشارة إىل

                                                            39،ص هاني خليل صالح الفران، مرجع سبق ذآره - - 1 

اإلطار النظري

99  

فاألمساء على وجه التحديد تعترب ذات أمهية بالغـة يف بلـورة تؤكد وضوح العنصر،: األمساء-

شخصية األماكن أو ترقيمها ترقيما متسلسال يؤدي لسهولة عمليـة اإلدراك احلسـي لعناصـر

يفيان أو أي معىن خاص فهو يؤثر تـأثريا أما املعىن سواء كان اجتماعيا أو تارخييا أو وظ.التشكيل

سـافرين أن كما أن هناك ملتقيات طرق حيث ينبغي للم.فعاال يف وضوح املكان وسهولة إدراكه

يتخذوا قرارات بني ممرات يتعاقب بعضها على بعضن وأخريا هناك العالمات هي عناصر متفردة

.ستعمل للتوجيه

إستراتيجية وبعبارات سيميائية للعملية اليت يفهم 1965" برج إيفل" روالن بارثويطبق

فحسب تعبري بارث يقوم الزائر بفـك .من خالهلا الزائر لربج إيفل البانوراما اليت متتد حتت عينيه

شفرة هذا املشهد، مطبقا البنيوية دون معرفتها، إن باريس تفرض نفسها له كشيء مهيأ باألساس

ن الناظر يعطي هذه البانوراما اهتماما ليست أويقول بارثروالن ويسترسل لذكاء ذلك املشهد،

.2عالقات فيزيائية فقط بل كذلك لوجود عالقات وظيفية و ضمنية

يقول فوق احملور القطيب ويف وضعية احنناء عمودية للوادي تتكدس ثالث مناطق واحـدة فـوق

ة يف القمة ويف األسـفل األخرى كما لو أا جسد طويل ومنبطح وكأا وظائف للحياة االنساني

مومنارتر هناك املتعة يف الوسط وحول األوبرا هناك املادية و األعمال التجارية ويف اجتاه القصـر

هناك منطقتـان ضـخمتان عند أسفل البانتيون، جند املعرفة و الدراسة عند اليمني و عند اليسار

                                                                                                                                                                                          40ص، هاني خليل صالح الفران، مرجع سبق ذآره -  1  125،ص16،مجلة عالمات ، العدد ،، سيميائيات البنايات المسرحيةمارفن آارلسن ترجمة عبد اهللا مالكي -  2 

اإلطار النظري

100  

ىة سكنية واألخرى عالية ، و علللسكن تغطيان هذا اخلط احليوي و كأما غطاءان واقيان واحد

.مسافة منهما يوجد خطان غابويان ومها بولون و فانس

ن تقسيم بارث الذهين لباريس إىل أحياء رئيسية مع حدود مميزة وواضحة بتناسق جيـد يالحظ أ

نظام لينتش رغم أن بارث بنيوي وجشطاليت التوجه ملحا على عمليات الداللـة يف التنـاوب و

.والتجاوروالتضاد

بارث يدرسان كيف تتم القراءة و التمييز لذى سكان املدينة علما بان كل حي فكل من لينتش و

ميلك جمموعته اخلاصة به من التضمينات املرتبطة، فكالمها يقدمان اقتراحات حمفزة حول حتليـل

تريد جلـب املسارح التارخيية واملعاصرة يف حميطها احلضري، ومن الواضح أن هذه املسارح اليت

انتباه اجلمهور العام ستتموضع كلما كان ذلك ممكنا، قرب فقط تقاطع مهمة وطـول املمـرات

.1األساسية و رمبا قريبا منا املعلمات البارزة

إن السيميائيات تشجعنا على أن تعري االهتمام لإلحياءات املختلفة لنقطة تقاطع واحدة و ملمر واحد

ر، وكذلك تشجعنا السيميائيات على أن نتساءل حـول املعـاين وحلي واحد يف تقابله مع اآلخ

2.احلضارية املتورطة يف استعمال أي موقع خاص

هي الوسيط أين تكون احلقيقة هي حالة انقسام بني دال و إدوارد هالذلك أن املدينة كما يقول

ويف هذا االنقسام تعرب الظواهر مكونة عالمات تكون فيها املدينـة مكـان لألمسـاء و مدلول،

                                                            126 مارفن آارلسن،مرجع سبق ذآره، - 1 

126، ص نفس المرجع 2 

اإلطار النظري

101  

تكون جمموعة عالما نستطيع من خالهلا اكتشاف تاريخ املدينة أين تتقـاطع ...الطرقات واألمكنة

1مع طرق الذكريات وهنا يكمن اجلانب الشعري للمدينة

انب من تاريخ املدينـة و يرسـل يف فكل طريق،وكل مكان،أو نصب تذكاري أو بيت حيمل ج

.سكونه املادي دائما أخبارا عن املدينة

:مقاطع كربى يف املدينة -2

:نصية الشارع -

النص يف عند العرب يعين رفع الشيء، ويقال نص احلديث أي رفعه، ومنه املنصة وهي ما تظهـر

ويعين ذلك ما دل لفظهما عليه مـن ونص السنة، نص القرآن:ويقول الفقهاء.عليه العروس لترى

. األحكام

وعلى الرغم من أن العربية أنتجت لفظا أكثر قدرة على استيعاب املعىن املعاصر للـنص وهـي

والنسيج هو األصل األول لصناعة أي شيء وحيمل عىن الـتالحم و احلبـك إال أـا ،"النسيج"

بالنسيج من األلفاظ اليت يدفع ا يف األثـر، روالن بارثتستعمل لفظة النص هكذا كما عرفه

وكلمة النص يف معناها األصلي . وتنظم تنظيما جيعلها تولد معىن ثابتا يكون مفردا ما أمكن ذلك

.2النسيج:الفرنسي

أما النص يف األدب فإن العلماء من دارسي األدب يتفقون أن النص هو بناء لغوي يتكـون مـن

جة اليت تبدأ مبستوى أويل هو البنية الصوتية حيث يصبح النص جمموعة من جمموعة من البىن املتدر

                                                            1 -E‐Hall, ,opct,p26 

129-128،مرجع سبق ذآره،ص،صالسيميولوجيا االجتماعيةمحسن بوعزيزي،- 2 

اإلطار النظري

102  

األصوات و احلركات اليت تكون الكلمة مفردة دالة تتآزر مع كلمات أخرى لتكون عالقة لغويـة

هي اجلملة، مث تتآزر هذه اجلمل لتكون بنية أكرب بنية املقطع الشعري أو القصـيدة أو الوحـدة

.اخل...القصصية

يعرف النص على أنه اموعة الواحدة من امللفوظات، الروس : قاموس األلسنية لـ يفو

أما يلمسالف فيستعمل مصطلح نص مبعىن واسع جدا ، فيطلق على أي ملفوظ كان مكتوبـا أو

حمكيا، طويال أو قصريا فعبارة قف عنده هي نص كما أن املادة اللغوية لرواية بكاملها هي أيضـا

.أن يكون كلمة كما ميكن أن تكون كتابا بكامله نص فالنص ميكن

للنص مغاير متام للنص األديب ، فهو ليس جمرد نشاط و هو ليس مغلقـا وال بارثإال أن مفهوم

ممركزا، بل هو ال ائي و مفتوح ينتجه القارئ يف عملية مشاركة ذلك أنه يترك جمال للمغـامرة

. 1عدده البنيوي و الداليلالداللية و التأويلية و مييز باتساعه و ت

الشارع هو مبثابة نص بصري، الذي يعرفه سعيد بنكراد بأنه جمموعة العالمات اليت تنقل ف

يف وسط معني من مرسل إىل متلق بإتباع شفرة أو جمموعة من الشفرات، ومتلقي هذه اموعـة

.2من العالقات ليباشر تأويلها على وفق ما يتوفره من شفرات مناسبة

بدراسته من مجيع جوانبه دراسة سـيميائية schulz شولزوتكون قراءة النص البصري حسب

تغوص يف أعماقه و تستكشف مدلوالته احملتملة مع حماولة ربطه مع الواقع، ويكون فعل القـراءة

                                                            15،ص2000، منشورات اتحاد آتاب العرب،النص و األسلوبية بين النظرية و التطبيقعدنان بن ذريل، - 1  52الفضلي، مرجع سبق ذآره، صسعدية محسن عادل - 2 

اإلطار النظري

103  

للنص البصري معقدا ومتعددا بداعي الطبيعة التركيبية للنص البصري تأيت نتيجة التجربة الشخصية

اخل، ...االجتماعية، العلمية و الثقافيةو

نه البد إنه ملا كانت السيميائية تبحث يف انبثاقات املعىن من النص البصري فأويقول سعيد بنكراد

من النظر إليها باعتبارها طرقا استداللية يتم مبوجبها احلصول على الدالالت وتداوهلا على شـكل

بـل تتعـدى إىل إنتـاج ميكن أن تتوقف يف نقطة بعينها سلسلة من اإلحاالت الالمتناهية اليت ال

.دالالت أخرى

إنه فعل مركب و متنوع ومتعدد التحليالت وهذا يعين استحضار خمزون ثقايف لذاكرة مفتوحـة

على آفاق متعددة ال حيددها سوى القارئ الذي يدرج معطيات النص البصري ضمن مسـارات

ربه اخلاصة وانتماءاته الثقافية و االجتماعية و حـىت طـرق ختضع لتجا تأويلية هي من افتراضاته

.1احلسية هإدراكا ت

فهذا النص موزع بطريقة حسب منطقي رمزي هو ليس جمرد تلك الطريق اليت تطؤهـا أقـدامنا

ا حيتوي على ممارسات إنسانية يف مرحلة زمنية معينة، مبا حيويه مـن العالمـات اإلرشـادية منإو

الالفتات االشهارية و هو اجلدار مبا فيه من هندسة معمارية و آثار تلك احلضارات اليت تولـت و

.عليه، ومن خالل هذا الطرح يكون الشارع فضاء يلخص التاريخ

كشف بنيته الداخلية املترابطة علـى الوحـدات كذلك والقول بأن الشارع نصا يفترض

و جمازا ميكن اعتباره ، إخل ..احلجم و األشكال املعمارية و الصور و الكلمة، اللغة، اللون،: التالية

                                                            55سعدية محسن عادل الفضلي ،مرجع سبق ذآره، ص - 1 

اإلطار النظري

104  

كنص له فقرات وفواصل، وهذا النص ليس معزوال عن سياقه االجتماعي و إمنا هذه الفقـرات و

الفواصل اليت تتمثل يف العناوين و التسميات و احلوامل االشهارية و األشكال املعمارية اليت تشكل

.1رمزيةظاهرة اجتماعية و ثقافية و

مث أن هذا النص هو نظام من العالمات حتملها هذه الوحدات اليت ختترق فضاءات متنوعة كالفضاء

.إا نتاج جتربة إنسانية....املدرسي، الفضاء العمومي،الشارع،احلي السكين

بالطبقة العميقة ألنه يقوم بعالقة افتراضـية بـني املخيـال Francastelفوانسكستال هويسمي

.االجتماعي الذي ينجز فيه االنسان جتربته احلديثة و القصدية يف الوقت نفسهوالنسيج

إال أن هذا النص االجتماعي مبعاين من صعوبة الربط بني عالماته و صعوبة الرؤية الـيت

حيملها، واليت جيب حتديد عالقاا بالواقع االجتماعي من ناحية ثانية اليت تبقى صعبة التحديد، ألن

وهـذه .واللغة املكتوبة يف الشارع ليست بالضرورة تعبريا عن رؤية اموعات املعينة هلـا التسمية

.2اللغة اليت ينسجها الشارع هي نظام تواصلي وداليل

ألن هذا الشارع ملئ بالعالمات بدءا من امسه الذي حيمل يف نصيته رؤية إيديولوجية، اجتماعيـة،

إذ أن تسمية الشارع ليست اعتباطيـة وال عفويـة .فيهاترتبط بالسياقات اليت أنتجت ....ثقافية

أو نسقا معزوال عن اتمع وإمنا ختترق اخلطاب اليومي منتشرة يف الفضاء االجتماعي مما يقودنا

اليت تعرف إىل التفكري أا ظاهرة اجتماعية و عنصرا داال عن ثقافة اتمع، مث إن هذه التسمية هي

                                                            145، مرجع سبق ذآره، ص السيميولوجيا االجتماعيةمحس بوعزيزي،- 1  177،ص نفس الرجع - 2 

اإلطار النظري

105  

االجتماعية وتعطيها هويتها واألكثر من هذا حنيل إىل معان ودالالت تتطلب فية والفضاءات اجلغرا

.1حبثا تفكيكيا يف االسم مبا حيمله من معاين وإحاالت تتطلب ممارسة اجتماعية وجتربة اجتماعية

وتكون تسمية الشارع نظام من العالمات اليت تسمح بقراءة نصيته ومتلف األبعـاد االجتماعيـة

فية والسياسية ، وكشف خمتلف الدوافع الكامنة حول اختيار امسه، ذلك أن القراءة يف تسمية والثقا

.الشارع هي قراءة يف نصيته وكشف ملعانيه

أن تفسري الوضعيات االجتماعية مقترن بالصيغ اللغوية اليت يسـتعملوا بورديو و حسب

تجت فيهن و على هذا األساس تتبني مع اإلشارة إىل ضرورة وضعها يف سياقها االجتماعي الذي أن

.2أمهية التفسري السوسيولوجي لنص تسمية الشارع

فرمبا تصف تسمية الشارع مقاما أو تقرر واقعا اجتماعيا، وقوة العلم ورمزيته ومكانته هي اليت

حتدد توزيعه يف فضاء اجتماعي معني، كما قد يدل على تأكيد مكانة اجتماعية أو إلثبات التفوق

.االجتماعي لفئة أو لفرد أو على األقل عامل مساعد على ذلك

أن استعمال األمساء األعالم يف املدن الكربى مثل فيكتور هيغو فالحظ مارسيل كوهنيأما

ال يعين بالضرورة معرفة سكاا بأعماله األدبية، بل إن ذلك قد يشري إىل ظروف اجتماعية خمتلفة

تسمية أيضا على شعبية املسمى أو حىت على هامشيته االجتماعية حلياة جمموعة ما، و قد تدل ال

كل فضاء حيمل امسا حيمل ف .كما قد تكون تقدير للقيمة االجتماعية للمسمى، كالتعريف بالترقيم

                                                            179،ص ، مرجع سبق ذآره، السيميولوجيا االجتماعيةمحس بوعزيزي، - 1  145، ص نفس المرجع - 2 

اإلطار النظري

106  

معان متعددة ختتلف باختالف الفئات االجتماعية اليت تتناقلها، وهي تشكل وسائط ذهنية وثقافية

1 .بينهم تشكل عالقات الناس فيما

التنظيم اهليكلي للحياة االجتماعية احلضرية ، بنجامني غومتانتشكل الشوارع على حد قول و

وتيارات التدفق املستمرة وهي السطح الظاهر الذي يسمح حبركة األجسام واآلليات واألشياء

وأرصفة ارع جمهزة مبعامل ثابتة مؤلفة من إشارات تنظيم حركة املرور، وتتطلب أن تكون الش

كل هذه األشياء تشكل نسغ و....شاك اهلاتف ومواقف السياراتاملنشأة وسالل القمامة وأك

.2احلياة الذي يسري يف أوصال املدينة ويبعث فيها احلياة

تعدنا ...عرب هذا اخلليط الذي نكشفه أمامنا واملؤلف من األصوات والروائح واملشاهدف

فاملقعد املوجود يف مكانه املناسب يوفر لنا استراحة من شوارع املدينة بإثارة حسية وفكرية،

احلركة وفرصة لالستقرار داخل ذواتنا واستيعاب حياة املدينة، واألشجار املغروسة بني الرصيف و

السطوح اإلمسنتية و الزجاجية بل إا قد تسمح لنا باالستمتاع بالتناقض قسوةالشارع تلطف من

.3رةالكامن بني الطبيعة و احلضا

وإىل جانب ذلك متثل الشوارع جماال للنشاط االجتماعي، فشكل الشوارع إذا كانت ضـيقة أو

واسعة، قصرية أو طويلة، مستقيمة أو ملتوية ميكن أن يعزز فرص االختالط االجتماعي من خالل

دعوة األفراد إىل التباطؤ و التأين قليال ضمن مساحة مشتركة، فالرصيف الضيق يسـمح للنـاس                                                             

148،ص ،مرجع سبق ذآره ،السيميولوجيا االجتماعيةبوعزيزيمحسن - 1  44،ص 5،2009جلة إضافات، العدد، مشوارع بيروت بين الذات و المواجهة مع اآلخر: ستيفن سايدمان - 2  44مرجع سبق ذآره، ص ستيفن سايدما - 3 

اإلطار النظري

107  

بالتجمع دون إعاقة الدفق، و الشارع الذي يلتف ليصل بنا إىل ساحة يدفعنا إىل التوقف قليال عن

احلركة و قد ينتهي الشارع حبديقة أو زقاق مسدود بأطفال يلعبون مبكان جتري فيه األحداث فنية

ملسـاحات و سياسية و بإمكان الناس و حىت يف أكثر أحياء املدينة ازدحاما حيث ال يبقى جمال ا

املشتركة ان يتدبروا إجياد مساحات حرة حتدث فيها التجمعات و تربز احلياة املشتركة وقد يكون

وهنا تتحول املسـاحات إىل ...ذلك حتت أحد اجلسور أو على درجات مبىن عام أو على رصيف

.ة جماالت عامة حيث يتبادل فيها الناس األفكار حول أمور معينة ذات أمهية اجتماعية مشترك

تنطوي علـى خطـر حتـول على سبيل املثال املدن اليت تفتقر إىل املساحات املشتركةف

الشوارع إىل جمرد ممرات حلركة االنتقال، واملشهد الديين الذي يفتقر إىل املساحات العامة اخلاصة

قتالية باالختالط االجتماعي قد يوحي مبفهوم الشارع باعتباره منعزال مناطقيا، أو باعتباره منطقة

.1أو أمنية

وقد تشري مجاليات الشارع ما إىل حي ذي طابع اجتماعي حمدد، فالتجول ضمن سطوح مكشوفة

و الوصول منها غلى شوارع عريضة حافلة باألثاث اللني ومزدانة مبشاهد أنيقة جتعلنا ندرك وجود

.تقسيم مناطقي حمدد من قبل الطبقات االجتماعية

وارع إىل منعزل اجتماعي معني، قد يكون تقسيم املساحات احلضرية وكما أن قد تشري أمساء الش

إىل منعزالت اجتماعية، و بعض الشوارع تعترب مناطق خطرية أمنيا و هذه االنطباعات عن خطورة

هذه األحياء بسبب التصور الشائع عنها و ميكن هنا عزل هذه الشوارع عن بقية األحياء ماديـا

                                                            45ص مرجع سبق ذآرهستيفن سايدما 1 

اإلطار النظري

108  

نقاط الدخول إليها واخلروج منها، أو عن طريق إقامة حواجز أو إنشـاء رمزيا عن طريق حتديدو

1.جدران أو عن طريق تطويق املناطق اخلطرة امنيا مبساحة حمايدة أو فارغة

:البـيت

حتتوي معىن السكن ألن االنسان جيد فيه اهلدوء والسكينة، ومعىن البيت الذي يبيت فيه، أمـا

املرتل على السكون و االستقرار و احلركة يدلو .فيه الضيف املسافر املرتل ألنه املكان الذي يرتل

و نعود إليه، و هو موضع االنتماء الذي ) مسقط الرأس(معا، فهو املوطن الذي تتولد منه األشياء

يضم اإلحساس بالعائلة و احلميمية، وذا الشكل تتولد العالقات و املقـابالت بـني احلركـة و

فالبيت هو أوال و قبل كل شيء هو كيان هندسي . 2السكون، بني العام و اخلاص،املرتل و اخلارج

و هو ذا يغرينا إىل حتلله عقليا، إنه معاين وملموس بشكل واقعي ومصنوع من قوالـب صـلبة

تؤلف هيكال متماسكا كما تسيطر عليه اخلطو املستقيمة أما اخلطوط العمودية فيمنحـه النظـام

.والتوازن

طيع ان نقرأ البيت أو نقرأ حجره،ألن االثنان رمسـان أننا نستيف هذا الشأن بودلريويقول

أمر قراءة ، فحسبهكتاب والشعراء يف حتليلهم لأللفةبيانيان سيكولوجيان يقودان الكتاب يقودان ال

البيت أمر بالغ السهولة فمراكز الراحة املصممة جيدا هي وسائل اتصال بني الناس الذين حيملـون

فالبيت الذي ولدنا فيه أكثر من مما هو جمرد جتسيد للمأوى، إمنا هو جتسيد لألحـالم .نفس اليقني

                                                            45، ص،مرجع سبق ذآره ستيفن سايدمان - 1  ، ترجمة سعيد القانمي، مرآز مفاتيح اصطالحية جديدة، معجم مصطلحات الثقافة و المجتمعطوني بيينيت و آخرون، - 2

653،ص2010،بيروت،1دراسات الوحدة العربية، ط

اإلطار النظري

109  

ت الطفولة هو أكثر من كذلك فالبيت وحجرة النوم و العلية تقدم لنا اإلطار حللم يقظة متصل، فبي

مارسنا فيه أحالم يقظتنا وتكونت فيه ذكرياتنا وخيالنا و جمرد مكان نقيم فيه، إمنا هو املكان الذي

.1بالتايل عن طريق حلم اليقظة يتبني لنا الوجود احلقيقي لطفولتنا

مسألة البيت يف الوقت ذاته مينحنا جمموعة متكاملة من الصور، فال تقتصرور متفرقة وإنه ميدنا بص

على إعطاء وصف له أو ذكر خمتلف أجزائه وتبيان وظيفة كل جزء وما متنحه لنا من راحة، بـل

على عكس هذا متاما، إذ يتوجب علينا جتاوز وصف البيت للوصول إىل الصفات األوليـة الـيت

بحـث عـن تشف ارتباطا بالبيت يتوافق على حنو من اإلحناء مع الوظيفة األساسية للمتلقي إىل ال

البذرة اجلوهرية واملؤكدة واملباشرة ملا يوفره هذا النوع من هناءة، فالبيت على هذا األساس هـو

.2 واحد من أهم العوامل اليت تدمج أفكار وأحالم وذكريات االنسانية

وال ميثل الوجه املعماري للسكن سوى اجلزء الظاهر من ممارسة السكن يف أبعادها املاديـة

عىن، مفية والرمزية، منظورا إليها يف أشد عناصرها بساطة وبداهة، إىل نظام رمزي يعطي هلا الوظيو

لذا فالسلوك نفسه رمز مادام ينطوي على حد أدىن من التمثل الصامت، والسكن يف سياق اتمع

نذ حلظة التقليدي هو حقل من السلوكات الرمزية اليت تنشأ و توالد يف بناء متوازن مع بناء املرتل م

ميس البناء اجلماعة بصورة مباشـرة نظـرا للمضـمون ومن وجهة نظر سوسيولوجية، .التأسيس

االجتماعي للفضاء إذ من خالله تتجسد العالقات االجتماعية وتعرب عن نفسها، فالسكن حلقـة

يد وصل بني الفرد واتمع وآليات الدمج االجتماعي طاملا أن االستقالل بالسكن يرتبط إىل حد بع

                                                            288،ص2010ن1ط، بنانالتنوي للطباعة والنشر والتوزيع ل ،غاستون باشالر جماليات الصورةد غادة اإلمام، - 1  36-35ص ص،،مرجع سق ذآره،جماليات المكانباشالر،غاستون - 2 

اإلطار النظري

110  

فاملرتل يرتبط ارتباطا وثيقـا باالجتمـاع . مبؤسسة الزواج مبا تعنيه من االنتماء والضبط وااللتزام

ويسـتكمل بشـروط االعتـراف يكون مندرجا يف إطار هذا السياق،ما ادةالعائلي وإنشاؤه ع

.1االجتماعي و األخالقي

:العتبة ووسط الدار-

بوصفه اجلزء األكثر كثافة يف التعبري عن السكىن تعيينا حيضر الباب بعناصره اإلنشائية و الزخرفية

وترميزا، وإذا كان حضوره هندسيا ال يكتمل إال يف أواخر مراحل عملية البناء فإن متثلـه يبـدو

واضحا منذ البداية السيما عرب التعامل مع موضوع العتبة بكثري من مظاهر اخلشية واالنفعال، فيتم

.2اء والوحدات املعمارية بطقوس عدة ختتلف العناصر املستخدمة فيهاختصيصه دون غريه من األجز

وقد طور اتمع التقليدي مفهوما شامال للعتبة، ليس بإدماج جتريدات خميالية فحسب، وإمنا أيضا

بواسطة مجلة من اآلداب األفعال، فعبور عتبة السكن اجلديد ألول مرة سواء كان جديدا واجلـدة

اء وإمنا يف االستخدام ينبغي أن تقترن بالبسملة و تقدمي الرجـل الـيمىن علـى هنا ليست يف البن

التعيني املادي الذي متارسه العتبة باعتبارها احلد العازل والفاصل بـني الشـارع كما أن .اليسرى

واملرتل ينطوي على تعيني اجتماعي ورمزي يقوم على ضرب من التقابل بني الفضاء العام والفضاء

التايل التمييز بني املرجعية العائلية واتمعية بكل ما ينطوي عليـه مـن التصـورات اخلاص، وب

                                                             وهران، ،"التونسي التقليدي السكن في انثروبولوجية قراءة :الدار وسط إلى العتبة من الرمز سيرورة، عماد صولة - 1

 11،ص ، 2005،28 عدد ، االجتماعية، العلوم و االنثروبولوجية في الجزائرية المجلة إنسانيات،14مرجع سبق ذآره،ص عماد صولة - 2 

اإلطار النظري

111  

واملواقف، و هي الوظيفة نفسها اليت يؤمنها الباب عرب ثنائيـة االنغـالق واالنفتـاح والضـيق

.واالتساع

وبصرف النظر عن االختالفات التقنية يف هندسة األبواب التقليدية واليت ترتبط يف جانـب

ها بالصفة التراتبية للسكن من حيث داللته على الوضع الطبقي لساكنيه، فإنه يالحظ احلـرص من

على إبراز الباب و ومسه مبا جيعله عالمة املرتل وصورته، فهو عادة ما يكون يف إطار سواء اختـذ

لباب هيئات إنشائية وزخرفية فاخرة أو بسيطة، وبفضل عناصره املادية والوظيفية والرزية يتحول ا

إىل نظام داليل بصري وفضائي ليتجاوز فيه أمناط خمتلفة من التعبري كالرسم و احلفر و الكتابة ممـا

.1جيعله يتمتع ببالغة خاصة ترفعه إىل مستوى النص باملعىن السيميولوجي للعبارة

ناه أنـه فإذا اخذنا الباب جمردا من ملحقاته الرمزية و املادية، واعتمدنا أحد مناذجه الشائعة وجد

حد مصراعيه بباب ضيق منخفض و هو املستخدم أيتألف من باب ضخم من مادة اخلشب، جهز

.يف الظروف العادية من قبل ساكين الدار

الزائر، فـإن البـاب مكان الباب الرئيس بارتفاعه واتساعه يوحي باالمتداد و االنفتاح أما لئنو

ا االحنناء وهي حركة جسدية تتجاوز معـىن الضيق تنطوي عليه معىن مقابل، يقتضي الولوج منه

اإلشارة لتأخذ معىن استعاريا مقدسا لصلتها اخلاصة مبنظومة األوضاع اجلسدية الشعائرية اليت تربز

وهو وضع داليل أيضا يـتم .يف الصلوات و النذور التقليدية و يف مراسم وطقوس الوالء والطاعة

إىل مفهوم العتبة أيضا معىن احلميمية، فاألشياء عبوره إىل فضاء خاص له حرمته وهويته، ويضاف

                                                            14،صمرجع سبق ذآرهعماد صولة، - 1 

اإلطار النظري

112  

كلما صغرت وضاقت كانت أكرب قربا وطمأنينة إىل النفس، لذلك كانت املغارة النموذج السكين

.1األشد تعبريا عن هذا الشعور، وعديدة هي املعابد واملزارات املقدسة اليت ارتبطت باملغاور

ها، وبالتايل جتعل املرتل أكثر مناعة، فـإن التحصـني وإذا كانت كل األبواب تتمتع بأقفال حتصن

.2األهم للسكن التقليدي يتم من خالل تلك الرمز املادية العلقة على واجهته

:السـقيفة ووسط الـدار -

املسافات اليت من شـأا أن تعـزز ة الدخول بوضع احلواجز ومتارس السقيفة دورا يف تعقيد عملي

خصوصية الفضاء الداخلي لتبتعد يعيدا عن أعني الغرباء، فهـي مبثابـة متاهـة تغـري بلـذة

يف مجيـع حىت مدينة أو مرتل فـإن السـقيفة و وسواء تعلق األمر بضريح أو معبد أو .االكتشاف

لوسط الدار نفسـه فيبـدو وتعزز احلماية عرب التصميم اهلندسي .احلاالت حتمي فضاء سريا دينيا

مقفال مغلقا سواء كان مربعا أو مستطيال والصور املغلقة يف احلالتني حتول الرمز من فكرة الدفاع

فالطبيعة الرمزية لوسط الدار ال تظهر إال وهي ملتبسة بقيمـة اجتماعيـة . عن االستغالل الذايت

.وظيفية يف االستخدام اليومي

من الطبيعي أن خيضع للتقسيم والترتيـب اللـذين همصغر فإن عاملو مبا أن املرتل هو عبارة عن

لكن على يسعى إىل التماثل معه، العامل أو الكونيتجاوزا التقطيع اهلندسي والوظيفي متاما كمركز

                                                            15عماد صولة، مرجع سبق ذآره ،ص - 1  17ص ، نفس المرجع - 2 

اإلطار النظري

113  

منها تتأكد الوحدة الفضائية للمرتل كله، مبا يتيحـه نقطة انطالقا أو مركزأساس االنتظام حول

.1بينهافيما ماري من تساند وتواصل مع

أما من الناحية االجتماعية فهو مبثابة اال الذي تنتظم فيه األنشطة اجلمعية، إذ أنه ملتقى

لشىت األعمال املرتلية واملمارسات االجتماعية واالحتفالية، فاألنشطة كذلك حتوي على تقسـيم

النظافة، والبعض اآلخر ملحق فضائي هلا بعضها يرتبط بالوظائف التقليدية بوسط الدار كالغسيل و

هو ما ينم عن وجود منط ديناميكي من املمارسة السكنية و...به كالسمر والترفيه ولعب األطفال

2.يطغى عليها التعدد و التنوع الوظيفيني

                                                            17ص، عماد صولة، مرجع سبق ذآره - 1  19،صنفس المرجع - 2 

  

سيميائية الفضاء المعماري: الفصل الثالث

للهندسة المعمارية يالتحليل السيميولوج: المبحث األول

الرمز في الهندسة المعمارية: المبحث الثاني

اإلطار النظري

115  

التحليل السيميولوجي للعمارة:املبحث األول

:العمارة و الفضاء املعماري: املطلب األول

فنيا متكن االنسان من التعبري عن شخصيته، و هي تكـوين وظيفـي تشكل العمارة عمال

ياة اتمع و زمانه يؤدي أغراضا إنسانية و كمتطلبات حياتية مكانية و مادية مرتبة ارتباطا وثيقا حب

ختضع للمؤثرات احلضارية و الزمانية و االجتماعية و االقتصادية، فضال عن خضوعها و لذا فهي

.اخية لعوامل طبيعية و من

ل األوىل لفـن لقد ارتبطت األصوي أسبق الفنون يف ترتيب الوجود وأن العمارة ه هيجلويرى

تتمثل البـدايات األوىل للعمـارة يف يت يؤديها فن العمارة لإلنسان، واحلاجة الالعمارة باملنفعة و

هذه األعمال علىحظ الملاو .الكوخ أو مسكن االنسان و املعبد كمالذ لإلله و مجاعة املؤمنني به

جل ذاا أجل هدف معني ، فاإلنسان مل ينب هذه األشياء من أكانت تقام من أا املعمارية األوىل

و هذه احلاجات ال تنبع مـن ،االنسان إىل املأوى و حاجته ملكان بتعبد فيه اتمنا لتلبية حاجإو

.1الفن و ليست من شاا إبداع أعمال فنية

ولذلك فالبداية احلقيقية لفن العمارة هي اليت تتمثل يف األبنية اليت هلا وجودها املستقل، الـيت ال

يطلق عليها هيجل تسـمية وة خارجية بل حتملها يف ذاا، جتستمد مدلوهلا من هدف أو من حا

                                                            لدراسات ، المؤسسة الجامعية جماليات الفنون وفلسفة تاريخ الفن عند هيجلرمضان بسطاويسي رمضان غانم، - 1

 260، ص 1996النشر و التوزيع، لبنان،

اإلطار النظري

116  

، ألـا العمارة املستقلة وهي عمارة ال يستطيع شكلها أن يعرب عن مدلوهلا إال على حنو رمـزي

1.حتقق شكال رمزيا ، والغرض منه اإلحياء بتمثل ما أو إيقاظه

إنتاجه يكون ضمن فضـاء للفعل و اخليال،ووسيلة لإلنتاج ووتتخذ العمارة املادة ركيزة

.سقوفالروحية و احلياتية ضممن جدران وميارس االنسان نشاطاته اليومية و

من األخطار و مؤثرات الطبيعة غي املرغوب فيها، وطاملا كان هذه هدف العمارة محاية االنسان

،مث البد أن يكون متينا طواحتواء نشاطاته حبسب ما حتتويه من انسجام الفراغ مع نوع هذا النشا

العمارة هي االسـتعمال اجليـد : "مع مراعاة الراحة النفسية واجلسدية وبذلك يقول لويس كان

من قبل املستخدم ، أا خلق الفضاءات اليت تثري شعرا للفضاءات، إا ملئ املساحات املوضوعة

".باالستخدام املالئم

وهنا يربز دور التصميم املبىن للعمارة ، فالتصميم يكون فعاال ومرحيـا إذا جتـاوب مـع

.2أهدافه، فضال عن قوانني الطبيعة وسلوك االنسان و حاجياته فضال عن أفكاره وخياالته

                                                            261ص مرجع سبق ذآره، رمضان بسطاويسي رمضان غانم - 1  2، ص2005 1،جامعة ديالي،بغداد ،ط،ألف باء التصميم الداخلينمير قاسم خلف- 2 

اإلطار النظري

117  

التكوين واالبتكار، أي مجع عناصر من البيئة ووضعها يف تكوين معني فالتصميم هو عملية

وال يوجد فرق بني التكوين والتصميم ألن األول جزء من .يسمح بإعطاء شيء له وظيفة ومدلول

يتدخل فيه الفكر اإلنساين واخلربات الشخصية، وبذلك يكون التصميم الذي عملية التصميم

التخطيطية لشكل لشيء ما وإنشاؤه بطريقة هادفة مرضية تشبع هو العملية: "بشكل دقيق هو

.1"حاجات االنسان نفعيا و مجاليا يف آن واحد

:و قد حدد هيجل ثالثة مراحل مرت ا العمارة تتمثل يف

تستعري أشكاهلا من الطبيعة العضوية والسمة السائدة يف البناء الرمـزي : العمارة الرمزية .1

هي وجوده كغاية مستقلة قائمة بذاا، فهو ال خيدم غرض سوى أنه يرمز إىل أحـد التصـورات

أو اردة، و املضمون الذي يرمز إليه العمل املعماري املستقل هو باستمرار فكرة عامة جمـردة

.الطبيعة ينظر إليه على أنه مقدس و إهليهو جانب من جوانب

ن هذا الربج ال خيدم غرضا معينا بل هو يرمز إىل فكرة ويعد برج بابل املثل األسطوري األول، أل

اليت حييد ا سبعة حوائط متخذة املركز Ecbatanaوحدة الشعب الذي شيده، ومدينة أكباتان

2ويف الوسط القلع امللكية وكنوزها وهي ترمز إىل دوائر السماء و هي تلتف حول الشمس

فـي إقامـة فليست مستقلة ، جتمع بني خدمة أغراض االنسان : العمارة الكالسيكية .2

إقامة عمـل فـين مجيـل ، يكون مكانا الجتماع الناس للعبادة و ليس مثال حمراب متاثيل اإلله

                                                            04ص ، مرجع سبق ذآره ، نمير قاسم خلف- 1  بيروت ،3الفتاح إمام،التنوير للطباعة و النشر و التوزيع،ط، ترجمة غمام عبد ، هيجل فلسفة الروحولتر ستيس - 2  155ص ، 2005،

اإلطار النظري

118  

ففي العمل املعماري ال يسمح بإطالق العنان خلياله كما هو احلال بالنسبة للعمارة الرمزية و .فقط

الرومانسية بل حيرص على التكيف مع هدف حمدد و يراعي عند تصميمه ملبىن معـني أن يكـون

.مالئما للهدف الذي بين من أجله

يف غاية البساطة و لكنها تبدو أكثر حيوية مـن العمـارة فاملساكن يف العمارة الكالسيكية تكون

الرمزية، و تظهر مساا األساسية يف بناء املرتل،يف طوله،عرضه ،ارتفاعه و يف السب بني ارتفـاع

األعمدة وشكلها و أيضا فيما يتعلق بعدد األعمدة و الفواصل فيما بينها و بطبيعـة الزخرفـة و

.1تنوعها و بساطتها

                                                            159نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره،،ص - 1 

اإلطار النظري

119  

تشمل العمارة الرومانسية ففي الكنائس القوطية و يف البيت املعـزل :الرومانسيةالعمارة

عن اخلارج الذي يعرب عن الروح املسيحي الذي ينطوي على ذاا، ولذلك جند الكنيسة القـوطي

عبارة عن نطاق يلم مشل اجلماعة املسيحية يف داخله لتخلو إىل ذاا، ويصبح للعمارة مـدلول

ض فالشعور الذي يولده املعمار القوطي هو االنفصال عن العامل اخلارجي يبعد ا عما هو نفعي حم

التحرر من الطبيعة اخلارجية ولذلك ال يصل أي شيء إىل الداخل فأشعة الشمس ال تصل إال بعد و

فشكل العمارة القوطية يعرب عن اختالء بالنفس و التنامي ا من خـالل .املرور عرب الزجاج امللون

.ةالعباد

ن أمارة اإلسالمية و القوطية، فـريى و قد أشار هيجل إىل العالقة اليت تبدو ظاهرة بني الع

هناك فروقا جوهرية تفصل بينهما، فما مييز العمارة العريب يف العصر الوسيط ليس القوس املنحرف

صور املسـيحي و إمنا الشكل املسمى حدوة احلصان إال ان املباين العربية املكرسة لعبادة مغايرة للت

تتسم بغىن و بذخ شرقيي و تستمد الزخارف املقتبسة أشكاهلا من عامل النبات و الزخرفـة الـيت

.1جتمع بني األشكال الرومانية و القرون الوسطى

ينتج تعاطي اهلندسة املعمارية مع الفضاء إضافة أشكال تساعد يف فهم املعـاين االنسـانية •

ذلـك أن معـىن .فهو خيتلف عن معناه الرياضي و اهلندسـي ...واالجتماعية و الزمانية للفضاء

الفضاء املعماري يدل على حتيز خمصوص للجسد يف الزمان، إذ ينقسم الفضاء إىل فضاء معيش و

                                                            159نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره،ص - 1 

اإلطار النظري

120  

فضاء هندسي على حد تعبري بول ريكور، فبينما يكون الفضاء اهلندسي خاضعا للقياس و قـابال

.للوصف

مبا حيققه االنسان كجسد وكإدراك ال يستعمل فيهـا األدوات يكون الفضاء املعماري مرتبطا و

، وتتحدد السمة املعمارية للفضاء مبفـاهيم السـكن و .....القياسية كاخلط و النقطة أو احلجم

املواطنة و التاريخ، حيث تكون األفعال حرة و حمفزة حتفيزا واعيا، ويكون الفضاء املعماري جماال

.يلفعل حضاري و إنساين و تارخي

الفضاء املعماري بأنه شرحية يقتطعها املعمـاري Charles Mooreويرى شارلش مور

من كل مستمر ، و أن تصميم الفضاء يعين برجمة الفضاء احلر بأشكال مقطوعة منه ذات شـكل

فضاء شـيء مسـتمر و فريى الRudolf Arnheim أما رودولف ارام ،حمدد و مقاس معرف

و يكون معرفا بوجود أشكال داخله، فضاء يسبق األشياء واألجسـام ال ائي ،طبيعي و جمرد و

و يقول يف هـذا الشـأن . املوجودة فيه وبغياب هذه األشياء يصبح كاحلاوية اخلالية غري احملددة

أن الفضاء املعماري له كيان و هيئة و ال يكون فائق الوصـف أو خياليـا أو ستيفن بيترسون

.1جمردا

                                                            25نمير قاسم خلف مرجع سبق ذآره، ص -- 1 

اإلطار النظري

121  

و ميكن فهمه من خالل نوع اهليكل أو التركيـب اهلندسـي غـري إن هذا الفضاء مقاس

ويرتكز الفعل املعماري على ترتيب املختلف و أحداث التناسق داخل الفضـاء املصـمم، .املرئي

وتلك هي السمات احلقة لفعل التصميم حيث ينخرط فعل االبتكار يف املعمار ضمن املسار الذي

د وهو فعل زماين تكرار للحدث بل هو إجـالء حلـدث ينخرط فيه فعل السرد، فليس فعل السر

وهو يؤكد أن القـراءة تأويـل مغاير إنه يظهر مضمون احلدث الذي خيفي على املتلقي العادي،

و حيول على هذا األساس فعل السكن إىل فعـل .املخفي من الداخل أكثر مما هي وصف للظاهر

1.رد مكان إليواء كائنات غريبة عنهتأويل حلركة تواجدنا يف العامل، فال يكون الفضاء جم

                                                            20-19ص ص محمد محسن الزارعي، مرجع سب ذآره،- 1 

اإلطار النظري

122  

:العمارة بني الوظيفة الداللية و التواصلية :الثايناملطلب

تعددت االجتاهات السيميولوجية بتعدد املنطلقات االبستمولوجية لعلمائها، وتنجد اجتاهـا

قويا فرض نفسه و أفكاره على الكثري من الباحثني خاصة أقطـاب املدرسـة الفرنسـية أمثـال

أال وهو سيميولوجيا التواصل و اجتاه استمد الكثري من مفاهيمه "مونان"و "برييطو"و "بويسنس"

من اللسانيات حيث ال يوجد اختالف كبري بينه وبني ما جاء به دي سوسري حول اللغة اليت يقول

فعل تواصلي بشأا أن اللغة نظام من اإلشارات اللغوية و غري اللغوية اليت يعرب ا عن األفكار،فهي

.1قصدي مع اآلخرين

الدال ،املدلول والوظيفة أو القصدية، فهم ال يهمهم من : و العالمة عندهم تتكون من ثالثة عناصر

الدوال و العالمة السيميائية غري اإلبالغ و الوظيفة االتصالية أو القصدية و اليت تفتقـر إىل هـذه

عند أصحاب هذا االجتاه تتمثل يف البحـث فمهمة السيميولوجيا .القصدية هي إشارات أو مؤشر

عن طرق التواصل حبيث حصروا السيميائية مبعناها الدقيق يف دراسة أنساق العالمات ذات الوظيفة

.التواصلية فقط

ويف اجلانب اآلخر جند اجتاه سيميولوجيا الداللة الذي خيتلف اختالفا جوهريا عـن اجتـاه

على أصحاب هذا األخري، وينطلقون من االعتقـاد أن سيميولوجيا التواصل الذي جاء كرد فعل

.العالمات حتمل دالالت خمتلفة تفهم بطرائق عدة و من كوا تتغري بتغري السياقات و املواقف

                                                            85، مرجع سبق ذآره، صالسيميائياتمعجم فيصل األحمر، - 1 

اإلطار النظري

123  

و يؤكد روالن بارث على أن السيميولوجيا يعاجل كل الشفرات اليت متتلك بعدا اجتماعيا و مما ال

. 1و حىت املدن و هندستها املعمارية قد تدل و تدل بغزارة شك فيه أن األشياء ،الصور،السلوكات

احلجوم واملسطحات البنائية اليت تكن حيث تتكون األعمال املعمارية من جمموعة من األشكال و

وأهم صـفات األشـكال . معا بنية عمرانية ذات وظيفة حمددة يستفيد منها االنسان و عيش فيها

أو إشارات لوظائف ودالالت متعددة سواء كانـت ثقافيـة، املعمارية هو كيفية عملها كرموز

.، أو أي معان أخرى يستدل عليها االنسان املتعامل مع تلك األشكال.....سياسية،اجتماعية

و تساعد تلك الرموز على فهم املكان و التعامل معه بالشكل املناسب ثقافيا واجتماعيا تبعا ملـا

هي لغة مرئية تتضمن مجيع عناصر ووسائل االتصال األخرى اليت فالعمارة.متليه عليه ثقافته وتعليمه

يف تلقي عدد كبري من الوسائل مـن خـالل ) البصر، الشم،اللمس، السمع(يستخدمها االنسان

.الرموز املتوفرة يف البيئة احمليطة و اليت توجهه للتفاعل معها بصورة معينة

إىل البـث بعض السيميائيني اماتاهتم وقد برزت سيميولوجيا اهلندسة املعمارية مع توجه

20و أواخر القرن 19تضمينات أشياء هندسية فردية يف املسرح ووضع منظرو أواخر القرن عن

اهلندسة املعمارية إىل جانب املوسيقى ضممن الفنون ارد الالحماكية يف مقابل الرسـم و الـنص

مارية كون هذه األخرية أداة متلك قدرة خلـق وهكذا فقد أنكر املنظرون للهندسة املع، و الشعر

.معىن جتتاز وظيفتها وجتتاز أية ميزة جمردة كاحلجم واإليقاع

                                                            91مرجع سبق ذآره،ص معجم السيميايات،،فيصل األحمر- 1 

اإلطار النظري

124  

تكلم عن الشـعر 1924ي كتابه استيطيقا يف سنة فف Max Dessoir ماكس ديسبوار أما

رغم كل هذا وحـىت سـنة و ة ذي مرافقات غري حمدودة كفن ذي مرافقات حمدودة و اهلندس

بدأ عدد من النقاد ينافسون فكرة أن اهلندسة املعمارية هلا معـان متررهـا فقـد نشـر 1960

افقات احملددة للكنسـية يف العصـر ريف اجنلترا كتابا حول امل "فو سيمون"يف أملانيا و " سيدملري"

.1"القبة دراسة يف تاريخ األفكار"دراسة بعنوان "بولدوين مسيث"ونشر .الوسيط

لغة اهلندسة و املعـىن يف اهلندسـة ، :ظهرت كتب بعنوان مثل 1960و يف أواخر سنة

ويف .كتابات ذات اجتاه سيميائي حمدد ستظهر يف جمالت خالل العقد املـوايل أماممدللة الطريق

بطريقة Kunt and Literatur بدأ االستطيقي املاركسي جاستر بيوفا يف مقاله 1976 سنة

ن اجلدلية بني التغريات يف نظام البيانات املاديـة و نظـام اتمـع أن نرى بأميكن :جريئة يقول

.اإلنساين من أفكار و معتقدات و قيم عاطفية جبالء و وضوح تامني يف اهلندسة املعمارية

الة يف1977و 1976مث توالت سلسلة من املقاالت االفتتاحية املثرية لالهتمام و اجلدل يف أعداد

تكشف عن احلد الذي أصبحت النظرية اهلندسية تعمل فيه، Architecture reviewاهلندسية

عم تتحـدث : ليس املعىن اهلندسي الضمين فحسب ، بل حىت الفكرة القريبة من التواصل اهلندسي

املعمارية؟ماذا يقول املهندس املعماري من خالل اهلندسية اهلندسة املعمارية ؟

2وماذا يقول املهندس املعماري من خالل اهلندسة املعمارية؟

                                                            119مارفن آارلكس،مرجع سبق ذآره، ص - 1  120، صنفس المرجع-  2 

اإلطار النظري

125  

: الوظيفة الداللية -1

الوجه املعماري للسكن ال ميثل سوى اجلزء الظاهر عن ممارسة السكن يف أبعادهـا املاديـة و

نظـام الوظيفية و الرمزية منظورا إليها كوحدة تضع حىت يف أشد عناصرها بساطة و بداهـة إىل

رمزي يعطي هلا معىن، لذا فهذا السلوك نفسه هو رمز مادام ينطوي على حد أدىن مـن التمثيـل

السكن يف سياق اتمع التقليدي هو حقل من السلوكات الرمزية اليت تنشـأ و و الصامت،

.تتوالد يف بناء متوازن مع بناء املرتل منذ حلظة التأسيس

ؤلف الواجهة املعمارية أمثوال ملوضوع املبىن ضمن عالمة تتزامن ت دمسيث-إيفريست: بالنسبة لو

ليت تثريهـا كالعصـرنة االنتظامية،فناهيك عن مجلة القيم اهلا ازدواجية اإلحالة الوظيفية ومن خال

بلدية،مسـرح، (غريها فهي تدل قبل ذلك على الوظيفة االجتماعية من جهـة والثقافة والبذخ و

بنية املبىن، تقنيـة البنـاء و مـواده (أخرى خلاص باملبىن من جهة وا أو على االنتظام...) سوق

).اخل...شكلهو

قصر اجلمهورية، مقر البلدية، قنصـلية، : مثال(إن اعتماد التمييز املعماري للمباين الرمسية

بواجهة تتوفر على أعمدة مسلسلة باألصداع يعد يف حد ذاته خيارا رمزيا قد أقرتـه ) اخل..حمكمة

.1بالعرف و العادة تقاليد العمارة بدءا من ظهور املعابد اإلغريقية

                                                            

129،ص 2008، الجزائر 1ط،معاليم السيميائيات العامة، عبد القادر فهيم الشيباني - 1 

اإلطار النظري

126  

كل بناء تتضمن واجهته أعمدة مسلسـلة : هذا الرمز للقاعدة املعمارية االستقرائيةخيضع حيث

، ومن هنـا تتحـول )حجة(باألصداع فهو مبىن رمسي، كما تؤول داللته عادة بصورة استنباطية

.األسلوب املعماري إىل عالمة عرفية، أي إىل عالمة رمزية الواجهة املعتمدة ملثل هذا

رينيـة العالمة املتفـردة الق (إال أن هذه العالمة هي جمرد عالمة افتراضية، جتد يف مطابقتها

اإلحالة ملواجهة املبىن التحقق ضمن سياقات خاصة، حيث ختتزل العالقة جماال للتمظهر و) املقولية

تؤول داللتها مقوليا دون اعتماد احلجة االستنباطية، وهو ما يتوافق مع رمسيته ضمن عالقة قرينية و

.طبيعة العالمة املتفردة القرينية املقولية يف كوا موضوعا لتجربة مباشرة ختتص باألحداث الواقعية

الفضـاء وتتبىن اهلندسة املعماري إدراج آلية تسمح ببلورة عالقة افتراضية بني الفضاء الـواقعي و

إىل فضـاء جياد قاعدة من خالهلا املرور من هذه اآللية تقوم أساس على إثل وفضاء اإلحالة، واملتم

يتم مبوجبه استعمال فضاء اإلحالة إلدراك أو تصـور " سلم"آخر،حيث تأخذ هذه القاعدة شكل

ظيفياء اإلحالة فهناك السلم التقين والـو وتتباين أنواع السالمل بتباين طبيعة الفض .الفضاء الواقعي

من بني أهم هذه السـالمل و حيث يصل عددها إىل عشرين سلما واخل،...االقتصاديواهلندسي و

فضـاء ( ألنه السلم الذي يتم مبوجبه حتديد رمسه أو خطاطه" سلم ااورة"أوطدها صلة بالعمارة

.1)ء اإلحالةفضا( باإلحالة غلى مباين ااورة له ) موضوع-فضاء واقعي( ملبىن ما) أمثول -متمثل

أن األعمال اهلندسية نستطيع بالتأكيد أن تكون عالمة، geoffrey broadbertو يعترب

أن الرابطة ما بني العالمة و اللغة، هو أن اللغة نظام عالمـات يعـرب عـن " دي سوسري"فالنسبة

                                                            130، ص سبق ذآرهعبد القادر فهيم الشيباني، مرجع - 1 

اإلطار النظري

127  

الـدال و ، واألخذ بالتقطيع الذي وضعه دي سوسري بني ...األفكار مثل الكتابة، الطقوس الرمزية

فسلم العمارة يعرب عن فعل الصـعود و : املدلول حبيث متثل الواجهة اخلارجية للعمارة هي الدال

هي وظيفة سيميائية أولية، و لكن دور السالمل ال يتوقف هنا، فالسالمل لديها وظيفة سيميائية ثانية

ية ألننا نستطيع اسـتعمال هي املعرفة اليت ال تتعارض مع الوظيفة األوىل و هي الوظيفة االستعمال

.السالمل ميكانيكيا دون معرفته و نفس الشيء حبيث نستطيع استعمال السالمل دون استعماله

سـتعمال عـن باملستوى التعييين و املستوى التضميين الذي يفصل اال Lindseyو أطلق عليه

فالبنسبة له االستعمال هو داللة أولية الذي يتم الوصول إليه من طرف كل املسـتعملني يف .املعرفة

مقابل الداللة التضمينية اليت حتيل إىل سياق و قيم ثقافية و اجتماعية، و هذه األخرية تتعلق باألفراد

ــة ــة معينــ ــني وجتربــ ــياق معــ ــارات يف ســ ــه بالعمــ منــ

1

وحنن يف هذا اإلطار أما لغة مزدوجة أو لغات متعددة للعمارات ألن كل عمارة تتكلم لغة خمتلفة

. حبسب السياق و جتربة األفراد وهذا ما يقودنا إىل الوظيفة التواصلية

                                                            1 - Paul Henrie David ; Psycho analyse de l’architecture, L’Harmattan, Paris, 2001,p243

اإلطار النظري

128  

: الوظيفة التواصلية -2

أن التجارب وبشكل غري اللغة الصامتةيف كتابه إدوارد هالولكن يف مقابل هذا يقول

.إىل أخرى ةواع تعلمنا أن املكان يتواصل ولكن إدراك املكان يتم بشكل خمتلف من ثقاف

ويف بعض األحيان يهيمن حـىت علـى ،حبيث تعطي املتغريات املكانية طابعا اتصاليا بل و تؤكده

عضهم البعض جزء بعلهم مع الكلمة املنطوقة، فتعترب املسافة بني الناس و احلركة املستمرة أثناء تفا

ال يتجزأ عن عملية االتصال، فمسافة احملادثة الطبيعية بني الغرباء توضح كم هي مهمة ديناميكيات

حىت التفاعل املكاين، وليس فقط الرسالة الصوتية هي اليت يتم تعديلها يف التعامل مع املسافة، ولكن

1.لحيزجوهر احملادثة ميكن غالبا أن يتطلب معاجلة خاصة ل

تعترب املقاربة السيميائية أن اهلندسة املعمارية هلا وظيفة تواصلية، أي أن اهلندسة املعماريـة و عليه

املعمارية ارتباطا بالوظيفة وعلـى " العالمة"كوظيفة تضمن التواصل االجتماعي و عليه تتم دراسة

.القيماعتبار اهلندسة املعمارية فنا، فإن الفن هو وسيلة احلفظ والتواصل

فالعمارة هي شكل من أشكال االتصال غري اللفظي مثلما هو احلال متاما بالنسبة للمعابد،

حبيث تقترن وظيفتها برسالة املعتقدات والقداسة الدينية، و هذه الرسائل املشفرة تفهـم كلغـة

.2حقيقة

                                                              230، 230ص،ص 2007،األردن،1التوزيع، طميس فؤاد اليحيى،األهلية للنشر وترجمة ل ،اللغة الصامتةدوار هال، -1

2 

اإلطار النظري

129  

اليت تسـتلزم مشـاركة قويـة دةروتصنف اهلندسة املعمارية ضمن وسائل االتصال البا

ملستعمليها، وذا ال تستطيع أن تكون لغة باملعىن العام الدارج ألن كل مستعمل خيلـق وسـيطه

اخلاص، فاهلندسة املعمارية هي بعيدة عن فرض رسالتها، ال تتضمن حروف أو فقـرات ولكـن

من حيث الشـكل، مرادفتها ملموسة يف األشكال و مقاييس املساحات و الواجهات اليت ختتلف

1...األبعاد، األلوان

فالرمز املعماري يتجرد مـن أيـة الرمز هو مرادف للعالمة، Norberg-Schulz: النسبة لف

، ويقـول أن Mode de Symbolisation Socialeاستقاللية عن طريقة الترميز االجتماعي

العالمة تتصف بأا مشتركة و قابلة لالستعمال، وهي ختلق عن طريق التفاعل االجتماعي وهلـذا

السبب ترتكز النشأة االجتماعية على التقاليد اليت تشمل على الكل املركـب مـن العالمـات

.كان الرمز له صفات تارخييةمن هنا أو األنظمة الرموز و

املعمارية عن طريق بعدها الداليل بواسطة أشيائها، وسيلة اتصالية بنفس درجة حبيث تقدم اهلندسة

الكتابة، حبيث تكون املدينة لغة كالمها هو لغة هندستها املعمارية، فاملقاربة السيميائية للهندسـة

Norberg Schulz :املعمارية تعطي لألشياء املبنية مكانة العالمة احلاملة للداللة، وكما يقـول

ولفهم اهلندسة املعمارية كلغة جيـب ، ب أن تكون اهلندسة املعمارية لغةي يتم نقل املدلول جيلك

األخذ بعني االعتبار خمتلف أنواع اللغات واخلطابات املختلفة، فهناك اللغة الكالسـيكية واللغـة

.العصرية للهندسة املعمارية

                                                            1 ‐ Paul Henrie David ,opct, p247 

اإلطار النظري

130  

و النصـية يف هـذه وعليه يتبني لنا مقابلة واضحة بني الصورة واللغة، وبني األيقونيـة

.هلندسية، ذلك أن اهلندسة املعمارية تنقل لغة مشفرة وملخصة يف شكل لغة توثيقيةا" الوثائق"

على ضرورة دراسة اهلندسة املعمارية كظاهرة تواصلية، تسمح لنا بتوضيح امبريتو إيكووقد أكد

بعض امليكانيزمات األساسية يف إطار التوصل إىل إنتاج معماري مميز،وليس دراسة نظريات اهلندسة

ن اهلندسة املعمارية هي فعل فين وظاهرة من املشاعر خارجة عن مسـألة البنـاء أاملعمارية، ذلك

بناء ليس بالضرورة خاص فقط باهلندسة املعمارية، البناء هو تأسيس مرتل، أو قصـر فال :والتشييد

عن طريق جمموعة من التقنيات وبعض املواد، وال نقول أا هندسة معمارية إال يف الوقت الـذي

.1ينتقل فيه فعل البناء إىل حقل التعبري

ة بل أيضا لغة فنيـة تقسـم فاهلندسة املعمارية ليست فقط كالم مبين من املعاين املشترك

:موضوعاا إىل ثالثة أشكال

؛ االستعمالال يستطيع أن ينفصل عن احلاجة و هذا شكل احملتوى للبناء و-1

بناء املبىن يف موضع معني و جتمعها يف تشكيل جمايل ال تنفصل عن التمثالت اليت حيملها املتلقي -2

؛عن مكان وجوده

املعماري للبناء يف إطار لغة معمارية تتواصل بثقافة حاضرة خاصـة شكل احلاوي عن املفهوم -3

.2باهلندسة املعمارية، فشكل احلاوي يعرب عن حاضر احملتوى انطالقا من شكله املعماري

                                                            1 -Philipe Fayeton, le rythme urbain: éléments pour intervenir sur la ville ,l’harmatton 2000 ,p17 2 - pierre pollegrino  opct,p56

اإلطار النظري

131  

مسات العالمة يف الفن بأا تواصـلية لومتان ومبا أن العالمة املعمارية هي عالمة فنية حيدد

فاألعمال الفنية تتضمن رسائل ألغراض التواصل، وتقدم يف الواقع وهي نظام منذجة يف آن واحد،

ن اخلصائص التواصلية للفن وعالقته بالواقع وبشكله العام أذاته أمنوذجا متفردا للواقع، حبيث يقول

.ل للنقاشبأمر غري قا

أنه فضال عن الشفرات اليت تنبثق من إبداع األعمال الفنيـة يوري لومتانوعلى هذا األساس يرى

مثة ملستهلكي الفن شفرام اخلاصة األكثر تنوعا، فإدراك الفن هو ترمجـة الشـفرات العالماتيـة

وإعادة تشفريها، وعلى مستقبل العمل الفين تكرار بث شفرات الرسالة مبساعدة شفرة معينة، مبعىن

.1أنه يؤسس لغة الشفرة

                                                            136ص 2008، مجدالوي للنشر و التوزيع،األردن،في أنساق الرسم ، الفن التشكيلي قراءة سيميائيةمحمد بالسم- 1 

اإلطار النظري

132  

:عالمة املعمارية كعالمة فنيةال -3

العمل الفين ال يتطابق مع احلالة النفسية ملؤلفه فقط و ال يتطابق أيضا و احلالة النفسـية الـيت

يثريها لذى املتلقي، و املقصود بالعمل الفين هو إمنا يقوم بدور الوسيط بني املؤلـف و اجلماعـة،

) اخلارجي(ميثل العمل الفين يف العامل احلسي باإلضافة إىل ذلك هناك دائما شيء من صنع االنسان

بإمكان االنسان أن يدركه و لكن ال جيب ان خيتزل العمل الفين بذلك الشيء ألن الشيء قد يتغري

فيعمل الشيء كرمز خارجي بتعـبري دي . مظهره و بنيته الداخلية حبكم حتوالت الزمان و املكان

الذي أحيانا يدعى املوضوع اجلمايل تكـون يف " ملعىنا"و مياثله يف الوعي مصطلح " الدال"سوسري

. 1جمملها عالمة فنية

العالمة الفنية إىل نوعني من العالمات و األنساق السيميائية، أحدها لساين و الثـاين تنتمي و

غري لساين، يرتبط األول باللسان ووحداته مشكال نسقا تواصليا إحيائيا تلعب فيه العالقات الـيت

بني وحداته التعبريية على املستويني التوزيعي و االستبدايل دورا متميزا يـدفع سـريورة تقوم فيما

إىل التوغل يف أدغال املعىن داخل سياقات نصية بالغة التنوع و التعقيد مـن ) السيميوزيس(التدليل

.اجل بناء قصدية النص أن جتاوزها

                                                            ، عدد من المؤلفين، سيمياء براغ للمسرح دراسات سيميائية، ترجمة آحقيقة سيميائيةالفن يان ميوآاروفسكي، -1

 37ص1997أوممي مورية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، سوريا،

اإلطار النظري

133  

ميكنها مـن أن تـرتبط بـالكون و أما النماذج غري اللسانية تستدعي العامل اخلارجي مما

الظواهر والطقوس، و تنتمي إىل الكون الواسع يف أبعادها األيقونية و التشكيلية حيث تكتسـب

هذه العالمات من خالل املمارسة الفنية أبعادا ثقافية و أثروبولوجية و جتعل منها عالمات مجـايل

نها تتوافر كعوامل مغلقة على دينامية تتوافر على قيمة تواصلية مستقلة عن أي موضوع سابق، لك

سيميائية متنحها سريورة تدليلية مفتوحة واليت يكون حضور املبدع يف األعمال الفنية غري اللسانية

يكون من خالل العالمة اليت تتجاوز مستوى التعيني واملرجعية واإلحالة فتتواصل مع اآلخر عـن

ففي األعمال الفنية كاألعمال املعمارية ال يتم التواصل طريق اإلحياء والتداعيات واستدعاء املعاين،

.1املباشر من خالل موضوعها، إمنا من خالل ما توحيه رموزها

خاص يف رميكن رؤيتها على حمو أن العالمة يف الفن يف هذا الشأن موركافسكييقول و

أساسا يف الطبيعـة االجتماعيـة تنشأ اليت أا الشخصية العالمية للعمل الفين إذعالقتها باتمع،

ملوقف هاكتسابنتيجة تتجه إىل كوا منعكسة يف ذهن املستقبل فالبنية الداخلية للعمل الفين .للفن

حمدد جتاه الواقع، وهذه العالمة االجتماعية تضعه يف عالقة معينة مع نظام القيم املوجود يف اتمع

أي عمل فين يعتمد يف تكوينه على مبدأ التركيب د أنه و باإلضافة إىل هذا جن .2احملدد إيديولوجيا

ومعرفة القوانني العامة اليت تعمل مبوجبها التجاوزات العالمية، فهناك تركيب داخلي للعالقات بني

وكلما بقـي هـذا التركيـب اخل ،...تكافؤالتعارض أو ال ،نتوازالعالقات كشىت عناصر العمل

                                                            ، بحث في إشكالية المقصدية، مجلة أيقونات، منشورات سيما للبحوث سيميائية التواصل الفنينور الدين صدار، - 1

 127ص 2011يدي بلعباسن، س2السيميائية،العدد136محمد بالسم، مرجع سبق ذآره،ص- 2 

اإلطار النظري

134  

ون حيكم ذلك الفن يف زمان ومكان داخلي، كلمـا كـان الذي يضمن قان" سليما "للعالقات

.رصده ومن مث معرفة مرجعياتهو باإلمكان استقراء التركيب العالمي

فمشكلة التركيب العالمي يف الفن املعماري ال حتددها القيمة الثقافية ملوضوعه ألن ذلـك

الفن نرفض املعىن الواضـح وال ميكن إخضاعه للذوق العام ألننا يف خيرج الفن من مغزاه احلقيقي،

وحناول بدال من ذلك حتديد التراكيب الشكلية العميقة ابتداء من حتويل العالقة وحـىت التكـوين

ذلك أن التركيب مبدأ أساسي يف العمل الفين يعطينا إحساسا تشكيليا متكامال .الشامل للعالقات

ل جتاور العالمات، فإنه يفرض من حيث الشكل والوظيفة،ومادام التركيب إبداعا جديدا من خال

.1نسقا أو جمموعة من القواعد اليت تضبط إبداع هذه الدالالت كما تضبط طريقة استعماهلا

ال متثل الواقع و لكنها ختلق واقعا يف حد ذاا، فهي إذن ليسـت بيري غريوفالفنون حبسب تعبري

.عالمات عن واقع معني بقدر ما هي كيانات

فيشري إىل أن النظام الرمزي القائم يف األعمال الفنية واللغة، قواعد األخـالق، مولينوأما

،متثل أشكاال تعبريية خمتلفة ختضع لكثري من العلوم و تتجاوز مفهوم العالمة السوسريية ...الطقوس

.ة اليت جتمع بني الدال باملدلولالضيقة،كما تتجاوز العالمة االعتباطي

الالرمزي إحالة تدل على عالقة ال ميكن وصفها باالعتباطيـة أو املتواطـؤ فالرابط بني الرمزي و

عليها، فغالبا ما يرتبط الرمز الفين بعملية اإلبداع باملبدع، وما ميثله عمله الفين بالنسبة له، أو مـا

تبط أراد قوله،كما يرتبط أيضا باملتلقي باستقباله و إدراكه هلذا العمل و ما ميثله بالنسبة له، ويـر

                                                            29- 27صص،، محمد بالسم، مرجع سبق ذآره- - 1 

اإلطار النظري

135  

بالعمل نفسه الذي يتحول إىل كائن مستقل عنهما له مقاييسه اخلاصة وأحكامه اليت تتجاوز املبدع

.1الذي أنتجه أو املتلقي الذي استقبله الباث الوسيط بينهما

                                                             2008 ،1ط العربي، لبنان، االنتشار،لترميز دراسات ففي الرموز و اللغة و األسطورةا لعبةالهادي عبد الرحمن، عبد- 1  41- 40،صص

اإلطار النظري

136  

:الرمز يف اهلندسة املعمارية لثايناملبحث ا

كالنحت و التصـوير، العمارة هي أحد الفنون التشكيلية غري أا ختتلف عن هذه الفنون

و ذا يكون املبىن يعرب عن شقني هي أن للعمارة وظيفة نفعية جبانب الوظيفة التعبريية و الرمزية ،

.متداخلني مها اجلانب العلمي و اجلانب الفين و حىت األسطوري

وراء كل مدينة تارخيية تكمن أسطورة جتعل من تأسيسها حدثا مقدسا جيسد على حنو طقوسـي ف

من الدالالت و املعاين الضمنية حبيث ترتبط العمارة بعالقة مباشرة مـن خـالل جتسـيدها قدرا

لألشكال اليت تتخذ أشكاال جتريدية ذات دالالت مكانية متعددة بأسـلوب تعـبريي ، حيـث

.أصبحت العمارة حتمل نظام الشفرة و الداللة الرمزية

الرمزية، فاإلنسان يتعامـل مـع و لكن من الصعب الفصل بني العمل املعماري ووظيفته

العمارة على أا وسيلة اتصال، فاملسكن مثال ال ميكن أن يكون جمد مأوى للحماية من العوامـل

مـن االحتياجـات البيئية و غنما حيتوي أيضا على العديد من التغريات الرمزية اليت تتعلق بالعديد

.واالجتماعية و الثقافية لإلنسان النفسية

االستدارة، اسـتمرارية (نسان يف أقدم صور العمارة البدائية الكهوف مالمح رمزية فقد وحد اال

باإلضافة إىل وظيفتها الطبيعية حركت هذه األمور يف شعور االنسان ..) األسطح، احلماية و األمان

.1إحساسا شبيها بالرحم الذي حفظه يف بداية خلقه

                                                            1 ‐ Umberto Eco, Function and sign :the semiotic of architecture,in sign,symbols ansd architecture, Broadbent,Bonta,Jencks, ed jhone wiley &wsons ,NY,1980,p 181

اإلطار النظري

137  

الرمز الشكل املعماري بني الوظيفة و: املطلب األول

أن اهلندسة املعمارية هي أكثر الفنون نبال و لكنها أيضا من أكثر John Ruskinيقول

موائمة املـبىن ) املصمم(الفنون غموضا و تناقضا و يتبني ذلك من خالل حماولة املهندس املعماري

ماليـة الذي يشكل اإلطار املادي األساسي لنشاطاتنا واهتماماتنا اليومية مع مراعـاة القيمـة اجل

1.والتعبريية

:ومن هنا تظهر لنا مهمتني أساسيتني متكاملتني للهندسة املعمارية

حتمل املنفعة املرجوة من تشييد هذا املبىن أي القيمة االستعمالية أو الوظيفية: األوىل

..)االجتماعي، الثقايف(هي التعبري الشكلي الذي حييل إىل املعىن الضمين :الثانية

هذان املهمتان أي الوظيفة االستعمالية أو النفعية و الوظيفة التعبريية مها مهمتـان متعارضـتان و

أو متناقضتان، فالوظيفة االستعمالية ملبىن معني مؤسسة على معارف تقنية و تقييمها يتوقف علـى

رة اإلبداع الفين،ذلك فإن التعبري الشكلي هو مث نو على النقيض م) أي االستعمال(معايري الفعالية

.2و تقييمه يقوم على معايري فنية وأيضا على دالالت و سياقات ثقافية للمبىن

                                                            1 ‐Vito Ahtik, l’Architecture : métaphore culturelle d’une société, in Joseph Melançon, les métaphores de la culture ,La presse de l’université Laval, Canada 1992,p140 2 Vito Ahtik,opct,p135 

اإلطار النظري

138  

تأخذ الرمزية يف العمارة منحىن شبه خمتلف عن الفنون األخرى، فشكل املـبىن ال يشـكل حبيث

يدخل معهـا فحسب بل و مادية و اقتصاديةة و حسب مؤثرات وظيفيأحسب حاجة إىل منفعة

التراث االجتماعي للعمارة، و بذلك فالرمزية يف العمارة ليست هدفا و إمنا هي نتيجة يفيف التأثري

.1و حمصول فعل

la structure absente 1968هذه املسألة يف كتابه البنية الغائبة امبريتو إيكويوضح

دد عالمة، و كأي عالمة فـإن إذ أنه يقترح يف هذا الكتاب أنه ميكن اعتبار أي شيء هندسي حم

يف هذه احلالة هو الوظيفة اليت يقوم ـا هـذا نالذي يكو )مدلول(هذا الشيء يتكون من معىن

.....).فضاء للسكن، فضاء للتعبد(الشيء

الذي هو يف هذه احلالة البناية املرتبطـة بتلـك ) دال(كما أن هذا الشيء يقوم مقام ذلك املعىن

هذه العالمة تكون ككل عالمة علـى التـو نكذلك فإ، ون ثقافية تقليديةالوظيفة من خالل أسن

متفتحة على تطورات أخرى و ذلك بزيادة معاين متضمنة جديدة تأخذ بعدا أكثـر مـن البعـد

. الوظيفي األصلي

فكما أن للعرش امللكي الوظيفة املرتبطة بأي كرسي أو أي شيء موضوع للجلـوس، وكـذلك

أمهية بالنسبة للمعاين املتضمنة ،فإن ملعاين الكنـائس معـاين أوليـة وظيفيـة معاين أخرى أكثر

كمواضع لإلقامة و التعبد، و لكن أيضا جمموعة من املعاين الثانوية ـم الطريقـة الـيت تـرتبط

.2مستعملي هذه األماكن وسط جمتمعهم ككل يف اللحظة نفسها عرب التاريخ، بطريقة مماثلة

                                                            120مارفن آارلسن، مرجع سبق ذآره،ص - 1  121نفس للمرجع،ص - 2 

اإلطار النظري

139  

القوطية حالة مميزة لدراسة معاين املباين العمومية يف القرون الوسطى،و تبني تقدم العمارة و

جليا العالقة بني الوظيفة االستعمالية و الشكل الرمزي للمباين، فبنيتها و شكلها يرسل لنا رسـالة

دة ظاهرة، فارتفاع قباا تعرب عن اإلميان و االقتراب من اإلله، و اإلضاءة الناعمة ألواـا املتعـد

.1املنبعثة من النوافذ ترمز إىل الفضل اإلهلي و العفو النازل على مجهور املؤمنني

حىت أن امللوك يقومون ببناء قصور أين يكون فيها الديكور يعرب ز يرمز إىل قـوم و نفـوذهم،

تضمنة ميكن للمسرح مثال معاين مينحتون نصبا تذكارية تباهي و تعظم إجنازام و أعماهلم،كما و

إضافية للثقافة اليت ينتمي إليها تفوق الوظيفة األساسية يف توفري فضاء جلمهور يريد مشاهدة عرض

. من العروض

و ذا االعتبار بدأت عدد من الناقشات حول السيميائية اهلندسية بأخذ الفضاء بعني االعتبـار ،

" يتكلم"ن الفضاء أإىل التأكيد على حد حيتاج أوهذه الطريقة ال تثري االستغراب، ومن األكيد أ ال

وأنه من التصورات الفضائية أن تصبح عناصر مهمة يف خلق املضمار الفعال وال شيء، ومبا يفوق

ن أأمهية متفصل الفضاء يف عالقته مع اهلندسة ، وبالفعل فقد جادل بعض السيميائيني اهلندسـة يف

حسن إذا اعتربت ضمن السـيميائيات العامـة سيميائية اهلندسة املعمارية جيب أن تدرس بطريقة أ

.للفضاء

                                                            1 -Vito Ahtik, opcit,p140 

اإلطار النظري

140  

يدان ملتصق ا رغم أن هـذا امليـدان مل مو اآلن حتول االجتاه من سيميائية اهلندسة املعمارية إىل

ن املدينة نص أنتجـه االنسـان أيتطور بعد، وهذا امليدان هو السيميائية احلضرية املدنية اليت ترى

.1هم و يتحرك من خالهلم و يراقبونهيتحدث عنه سكاا و يتحدث مع

subcodesإن الصور املتجسدة يف الكتابات املعمارية متتلك شفرات معمارية جزئيـة

تتمثل بكل من الشفرات الشعبية التقليدية واحلديثة، ومبوجب طبيعتها املزدوجة تلك فإا تنقسـم

فاإلمجـاع يف . بشكلني خمتلفني من كل من الفئات الشعيب العامة و الفئات النخبوي املتخصصـة

العـام و الرأي على استعارة معينة و تقييمها سلبا أو إجيابا من متلقيها يرتبط بالسـياق الثقـايف

.اإلشارات الفرعية املتعلقة به

ن تـأيت أاضيع يف النتاجات املعماريـة جيـب أن املعاين و الرموز واملو schulzشولز ويوضح

التجارب احلياتية ملتلقي العمـارة، فـالرمز ذو أمهيـة قصـوى يف نمتوافقة بشكل أو بآخر ع

مزية حمفزة للمتلقي ، فـالرموز تعـين الطروحات املعمارية املتعددة على املعاين واستخدام لغة ر

إن هلا أثرا يف تشكيل :بوظائف تعبريية فضال عن كوا وسائل تبادل املعاين و التواصل بني الناس

.2مراجع إنسانية تعكس وجودنا يف احلياة

إن الرمز املعماري يتحقق نتيجة عملية إدراكية يكتسب من خالهلا الشيء دالالت و ارتباطـات

ة االستعمالية اردة، ويسقط الفرد من خالهلا معان حمددة متتد على تداعيات نفسـية تفوق طبيع

.ومعتقدات اجتماعية وثقافية و أحداث معينة مر ا

                                                            121مارفن آارلكس،مرجع سبق ذآره، ص --  1  ،مجلة الهندسة و التكنولوجيا، العرف - الرمز آأداة تواصل في منظومة النمطد عباس علي حمزة آل آريزة، -2

7ص، 12،2008،العدد26المجلد

اإلطار النظري

141  

ويف هذا اإلطار تربز العمارة التقليدية يف اتمعات اليت هلا عمقا زمنيا حمـددا كأنسـاق

من االتفاق اجلماعي مؤسسة بذلك حمتـوى تتوضح فيها اإلسقاطات الفردية اليت اكتسبت نوعا

.خمتلف خاص بالعمارة التقليديةو رمزي متنوع

فالشكل الفيزيائي الظاهر يرمز إىل أبعاد غري فيزيائية، وهذا احملتوى الرمزي هو ذو أبعاد زمانيـة،

وهو ميثل جزء من شبكة متداخلة من الرموز لذا فإن معاين األشكال العمارة تظهر ضـمن هـذه

.1الشبكة وعيه فاملعاين الرمزية لألشكال املعمارية ال ترتبط بتقاليد حمدودة تنتمي هلا هذه األشكال

                                                            ،مجلة الهندسة و التكنولوجيا، العرف - الرمز آأداة تواصل في منظومة النمطد عباس علي حمزة آل آريزة، -1

 8، ص 12،2008،العدد26المجلد

اإلطار النظري

142  

:الشكل و الرمز

ن يفهم كمـا أال يقصد به الرمز بوجه عام هو موجود خارج معطي العيان املباشر، لكنه

وهلذا ينبغي أن نفهم من الرمز ،ن يفهم مبعىن أوسع وأعمأجوده املباشر الواقعي، بل ينبغي هو يف و

.املعىن مث التعبري عن املعىن: أمرين

وقد يكون هناك تطابق بني الشكل و املعىن، فاألسد مثال رمز للقوة و الثعلب رمـز للمكـر، و

الدائرة رمز للسرمدية و املثلث رمز للتثليث، ويف مقابل ذلك جند أيضا عدم تطابق جزئـي بـني

د ليس قويا فقط و الثعلب ليس ماكرا فقط، فللمضمون العيين حتديـدات الشكل و املعىن، فاألس

عديدة تتخذ أشكاال عديدة و املعىن الواحد قد يتخذ رموزا شكلية عديدة، كما أن الشكل الواحد

1....األسد، الثور: قد يتخذ معاين عديدة، فالقوة مثال يرمز هلا بكثري من الرموز

ـ تؤدي األبنية املتخلفة أشكاالو ن أ ووظائف متعددة تعمل على تلبية احلاجات االنسانية ، علما ب

عالقة الشكل و الوظيفة ليست عالقة مباشرة بل هي عالقة جدلية تعتمد على العنصر الرابط بني

.هذين املفهومني و هو االنسان

متعددة رغـم ائف املختلفة ما هي إال نتيجة للقرارات االنسانية وظفاألبنية اخلاصة و العامة ذات ال

اختاذها يف أزمنة و ظروف خمتلفة لتلبية حاجيات معينة، و لذلك خيضع اهليكل الـوظيفي ملعظـم

األبنية أو األمكنة إىل التغري الدائم حتت تأثري تغري القيم و احلاجات االجتماعيـة و الظـروف و

.احملددات التقنية و الثقافية

                                                            223،ص 1996، 1،دار الشروق،ط، فلسفة الجمال و الفن عند هيجلعبد الرحمن بدوي- 1 

اإلطار النظري

143  

:و الشكل ميتلك حالتني

ميثل اخلصائص الفيزيقية و هي جمموع التكوينات اليت ميكـن إدراكهـا :الشكل كمادة -

و هي متثل حالة ترمجة املـواد املسـتعملة ...مباشرة كاهليئة أو اللون، و البناء و امللمس،

.تنظيمها يف حالة مستقرة ، يف كيان له حيز من الوجود و يدرك بوساطة احلس اإلنساينو

وى إدراكي أعمق من السابق، تكون خصائص التعبري املرئيـة يتمثل مبست :الشكل كدال -

1.للشكل، فإذا فهمنا العمارة كلغة فعناصرها هي مفردات مين ربطها لتكوين مجلة

تتمثل هذه اخلصائص يف الكتلة والفضاء واخلصائص ذات املستوى اإلدراكي األعمق كالنسـب و

على العالقات بني أجزاء املـادة نفسـها، اخلصائص مبفهومها الشامل هي نظام قائمف. والقياس

.النفعية عموما بالنواحي اجلمالية و ريتبفالشكل أما

ا مويتكون شكل الفضاء عندما ميتد املستوى باجتاه مائل أو عمودي على سطحه و أن يكون حج

ـ تويات بأبعاد ثالثة و يعد الشكل هو أول صفات احلجوم ويتحدد من خالل هيئة اخلطوط و املس

. اليت تعطي حدود احلجم و العاقات فيما بينها، و ميكن للحجم أن يكون كتلة صلبة أو فارغـة

لفراغات الفضائية تشكالن وحدة املتضادات املكونة حلقيقة الشكل، ويتخذ افاألشكال الصلدة و

.شكل الفضاء أوال بالنظام اإلنساين املستخدم و عناصره و عالقاته بالفضاءات األخرى

ن الشكل الرمزي هو كل ما من شانه حتويل املادة إىل دال، حبيث تشتغل باملـادة أوهنا يتبني لنا

.بالنظر إىل تشكيلها كدعامة للعالمة

                                                            37نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره، ص - 1 

اإلطار النظري

144  

يتضمن مفهوم الشكل يف الفنون البصرية معىن التكامل، وهـو مفهـوم أشـار إليـه و

زجوه بصورة العمل الفـين يف الشكالنيون الروس الذين ضمنوا ملفهوم الشكل معىن التكامل و م

وحداته إىل درجة أن هذا املفهوم مل يعد يتطلب أي مقابلة إال بالنسبة إىل أشكال شخصـية ذات

.1صفة مجالية

فاألشكال املعمارية تعمل كرموز و إشارات لوظائف أو دالالت ثقافية أو اجتماعية أو أي معان

ن و التعامل معه بالشكل املناسـب ثقافيـا أخرى، وتساعد هذه الرموز االنسان على فهم املكا

داخل أحد املبـاين توجـه االنسـان ةواجتماعيا تبعا ملا متليه عليه ثقافته و تعليمه،فالرموز املتوفر

.للتعامل معه كمبىن ديين أو مستشفى أو متحف تبعا ملعاين اإلشارات املوجودة داخله

هو الصورة اخلارجية أو هـو الفـن فكل الش، أما ونستطيع أن نتخذ مصلحي الشكل و احملتوى

، .....الذي تتمثل فيه و تتحقق شروط الفن سواء غنائيا، مسـرحيا اخلالص ارد من املضمون،

و غـري ...احملتوى هو كل ما يشتمل عليه العمل الفين من فكر أو فلسفة أو أخالق أو سياسـية و

.2...ذلك من املضمونات ذات الشأن التارخيي أو

قيقة إن املسألة مرتبطة بإدراكنا لألشياء ، و يرى أرسطو أن جوهر الشيء ال ينفصل يف احل

عن حتققه املادي و احلقيقة عنده كامنة يف املدرك احلسي، فليس هناك فصـل بـني الشـكل و

، فـإذا املضمون، فالكلمات ال تعين الداللة على أشياء، و إمنا تعين أفكار و أشياء يف الوقت نفسه

:مة أسد يتداعى إىل الذهن شيئانذكرنا كل

                                                             128نور الدين صدار،مرجع سبق ذآره، ص -1-152ص ص 1981، دار النهضة العربية للطباعة،بيروت، ،فلسفة الجمال في الفكر المعاصرمحمد زآي العثماني - 2

153

اإلطار النظري

145  

مجلة من الصفات اليت حتدد شكل األسد و تكتسب عن طريق املالحظـة و التفرقـة بـني :أوال

.الصفات اجلزئية والصفات اجلزئية

مجلة االرتباطات و االنطباعات القائمة حول الكلمة، أو مبعىن آخر ما ميكن أن تضفيه الكلم :ثانيا

.من إحساس

كان من الصعب الفصل بني ماهية األسد و بني اإلحساس املرتبط مبا تثريه الكلمة ومن أجل ذلك

يف النفس من إحياءا خاصة، إال يف إطار التقسيم النظري بني ما يدرك بالفعل وبـني مـا يـدرك

.1باحلس

و احملددة للفضاء و بني شكل الفضـاء قة بني الشكل و العناصر املكونة فمن املهم النظر إىل العال

وقد تسيطر أي من الطرفني على العالقة هذه، غري أنه ال يبقـى ،)أو بني الشيء و الفضاء(احملدد

دور الطرف اآلخر مهما و ضروريا، و هذه العناصر ميكن إدراك شكلها من خالل عدة عالقـات

:ميكن تلخيصها كاآليت

                                                            154محمد زآي العشماوي،مرجع سبق ذآره، ص - 1 

اإلطار النظري

146  

ي عنصر ميكن اعتباره شكال إذ متثل حالة التضاد بني الشكل و اخللفية، فأ :الشكل و اخللفية -1

مميزا يف الفضاء عندما يربز أمام خلفية مستوية، فقطعة األثاث مثل الكرسي تكون شكال مميزا أمام

كذلك احلال مع الشكل العمودي مثل قطعة عرض معني كمثـال و. اجلدار الذي ميثل خلفية هلا

.يف متحف أمام قاطع معني

وضوحا و أمهية ضمن الفضاء، علما أن األشـكال ال تكسـب إن حالة التضاد هذه متنح الشكل

.أخرى معانيها بسبب تضادها مع األشكال األخرى فحسب، وإمنا متاثلها مع أشكال معينة

هو استمرارية إدراك املفردات املنظمة ضمن الفضاء مع ضمان أي تغيري ال يسبب :التسلسل-2

.انقطاعا و إمنا زيادة يف التأثري

هو توظيف احلركة عن طريق املسافات الكائنة بني الوحدات البصرية، فاإليقـاع :اعـاإليق-3

هو جمال لتحقيق احلركة وهو يوحي بأوجه احليـاة وإدراك مسـات هـذه التـواترات الـدوارة

.1عالماتهو

:ويتحقق اإليقاع من خالل بعض القيم الفرعية تتمثل يف

                                                            39ذآره،نمير قاسم خلف ،مرجع سبق - 1 

اإلطار النظري

147  

إىل ) الفنـان ( العناصر و إدراك حركتها،وعادة تلجأ املعمارييؤكد التكرار اجتاه : التكرار

التعامل مع جمموعات من العناصر اليت تكون خطوطا أو أقواسا أو مثلثـات أو مربعـات

أو جمموعات لونية متباينة أو متدرجة و التكرار ذا املعىن يشـري إىل مظـاهر االمتـداد

ركة، كما يرتبط التكرار مبعىن اجلاذبية و التشابه و قيمـة االستمرارية املرتبطة بتحقيق احلو

1.اإلنتاج

يقوم اإليقاع على تنظيم الفواصل من خالل عنصـران هامـان مهـا الفتـرات : التدرج

والوحدات أو األشكال، و تندرج هذه الفترات يف اتساعها مما يؤدي إىل سرعة أو بطـئ

سافات صغرية حيدث إيقاع سريع و العكس اإليقاع، فحينما تندرج الفترات و األشكال مب

.عنــد تكــرار األشــكال و الفتــرات مبســافات كــبرية حيــدث إيقــاع بطــئ

فالتدرج الواسع عادة ما يبعث اإلحساس بالراحة و اهلدوء و ذلك بعكس التدرج السريع

.الذي ينقل العني سريعا من حالة إىل أخرى مضادة هلا

ن يعتمد كل عمل أنظيم للحفظ على الوحدة، وال بد تيقوم التنوع على نوع من ال: التنوع

.فين على حتقيق التغيري و التنغيم و اإليقاع حبيث ال يفقد العمل وحدته

االستمرارية الترابط القائم على تكـرار األشـكال داخـل حيقق التواصل و: االستمرارية

نفس اهليئـة، التصميم، وهي تعين تواصل العالقات بني املفردات من خالل احلفاظ على

. 2اللون، امللمس، أو النقشة

                                                            104سعدية محسن عايد الفضلي، مرجع سبق ذآرهن ص - 1  نفس المرجع،نفس الصفحة - 2 

اإلطار النظري

148  

وتكسب االستمرارية الوحدة تنوعها وتكسب التدرج انتظامه، ويعطي العمل ككـل صـفة

الترابط بني أجزائه، فيمكن أن حيقق املعماري الوحدة يف تصميمه الذي يتضمن عناصر تشغل

.1فراغات ذات قوى خمتلفة ل وتنتج عناصر ذات قيم متنوعة، ودرجات متفاوتة يف منو األشكا

أو السيطرة، و تعين سيادة جزء من أجزاء التكوين على األجزاء األخـرى ليشـكل :اهليمنة-4

مركزا للجذب و من أهم مظاهرها سيطرة جزء من أجزاء املبىن على األجزاء األخرى من حيث

بنية، أو سيطرة مـبىن الشكل و األمهية، أو سيطرة الفراغات و املساحات اخلضراء على الكتل امل

.2على مبىن آخر

إضفاء أمهية كربى إلحدى املفردات ضمن الفضاء دون بقية املفردات من خالل زيادة كما ميكن

.املساحة أو اختيار املوقع األكثر تأثريا

ميثل تكرارا يف إحدى املفردات حول نقطة مركزية أو حمور معني، إن التماثل يـوفر : التماثل-5

ويضاف إىل ذلك .ووضوحا للمفردات اليت تدخل يف تكوينه ويسهل عملي إدراكها وفهمهانظاما

االهتمام بالسيكولوجية النابعة من األشكال املختلفة و طريقة تنظيمها من خالل العالقات فيمـا

.3بينها و بني جماوراا و بينها و بني خلفياا

                                                            106-105سعدية محسن عايد الفضلي، مرجع سبق ذآره، ص- 1  120،ص1974 القاهرة، المعارف، دار ،"المعمارى التشكيل" ،حموده يحيى -2

 3 41نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره، ص -

اإلطار النظري

149  

ار، و هو احلالة اليت تتعادل فيها القوى املتضادة، هذا املبدأ يعطي اإلحساس باالستقر: االتزان-6

وحيقق اإلتزان اإلحساس بالراحة النفسية حني النظر إليه، فنحن ال نشعر بالراحة عنـدما ينعـدم

االتزان يف تنظيم أو ترتيب األشياء من حولنا، فاملتلقي يبحث عن نوع العالقة املتزتة اليت تعطيـه

أنه ال ميكن أن تصل إىل حتقيق االتزان يف تنظيم األشكال واأللـوان غري.الوحدة اجلمالية لألشياء

مبجموعة من القواعد الصارمة وإمنا باإلحساس العميق خالل تنظيم عالقات األجزاء من خطـوط

.ومساحات وألوان وملمس

تشمل عدة عناصر منها وحدة الشكل، وحـدة األسـلوب :الوحدة و التآلف يف التصميم-7

الفكرة ووحدة اهلدف من العمل املعماري، وتعترب الوحدة والتآلف من أهم املبادئ الفنني وحدة

.1إلجناحها من الناحية اجلمالية، ويعين مبدأ الوحدة ارتباط أجزائها فيما بينها لتكون كال واحدا

أما الوحدة فتنشأ نتيجة اإلحسـاس بالكمـال الفوضى،ض الوحدة هو االرتباك والتشتت وونقي

.نبعث االتساق بني األجزاءيو

تعين ا العالقة بني األجزاء و حجم العمل الكلي، و تعرب هذه العالقة عن املضمون : التناسب-8

يعرب عن طبيعة هـذه العالقـة وفـق ) املعماري(أو احملتوى الذي يريد الفنان التعبري عنه، فالفنان

.2أهداف رمزية وحياول الوصول واحلفاظ عليها ألهداف فنية

من هنا يتبني لنا أمهية الشكل يف التعبري عن مضمون األشياء من خالل موضوعية معينة يف الفضاء و

.اخلارجي

                                                            107عايد الفضلي، مرجع سبق ذآره،صسعدية محسن - 1  109- 108نفس المرجع ص ص- 2 

اإلطار النظري

150  

:الشكل و الوظيفة -1

أن العمارة هي االستعمال اجليد للفضاءات، إا ملئ " لويس كان"يقول املعماري األمريكي

املساحات املوضوعة من قبل املستخدم، إا خلق الفضاءات اليت تثري شعورا باالستخدام املالئـم،

فالبناية حسبه هي رمز للنشاط احلاصل داخلها، فالكنيسة و املدرسة و دور احلكومة ينبغي أن تعين

.لف عن تلك اليت تفيدهابالنسبة لشاغليها أشياء ختت

الوظيفة الرمزية يعتمد جزء منها على استجابة اجلمهور لألشياء املصممة من قبل املصمم بوصفه و

الشخص الذي يسعى لتلبية حاجات مستخدمي األبنية، وبعض هذه االستجابة ختضع حتما ملفاهيم

1.اتمع املعاصراملاضي املتجسدة يف األبنية ذات القيمة التارخيية يف ثقافة

تطورت فكرة الشكل والوظيفة بشـكل واضـح منـذ الفتـرة الـيت سـبقت و لقد

الثورة الصناعية يف أوروبا والتوسع الذي لقيه إنتاج املاكنة، و تعتـرب فتـرة مـا بـني احلـربني

يف القرن املاضي فترة ازدهار الوظائف األوروبية ، وكان خييـل للجميـع أن مبـادئ العالقـة

قـد اكتشـفت و حتققـت صـحتها يف ذلـك احلـني، و " الشكل و الوظيفـة "فكريت بني

ن تعـرب الشـكل يتبـع الوظيفـة و هـذا أطوا يف حميط الوظائفية دعوا إىل الفنانون الذين نش

:حسب قاعدتني

                                                            76نمير قاسم خلف،مرجع سبق ذآره، ص - 1 

اإلطار النظري

151  

ن يعكــس الوظيفــة و أن يعــرب عنــها، و شــرحت هــذه اجلملــة أالشــكل جيــب -1

لة يف املـبىن جيـب ان يكـون لكـل عنصـر فيهـا بان كل العناصر املختلفـة و املسـتعم

.تعبري خاص به

ــارع وكتــب لوكوربوز-2 ــه أن العمــارة هــي اللعــب الب ــل الــيت ي الصــحيح بالكت

ــات ، ــوء، املكعب ــرى يف الض ــع و ت ــاريط و جتم ــطوانات، املخ ــرات و االس الك

األهرامات، هي التكوينـات العظيمـة األوليـة هـي يظهـر الضـوء مميزاـا و فوائـدها،

و معـىن ذلـك ان الوظيفـة عجيبـة و مدهشـة حلاهلـا، غنـها .التكوينات اجلميلـة هي

1.حقق و تشغل تكوينات مجيلة

ــرح ــدد يقت ــذا الص ــددة و ــائف متع ــري إىل وظ ــؤدي و يش ــكل ي إن الش

:ماكروفسكي أن العمارة متعددة الوظائف وحددها باألغراض التالية

ـ اجلمـايل فضـال ) الوظيفـة (و هو الغرض التارخيي و الغـرض : الغرض املباشر - ن ع

. الغرض االجتماعي والغرض الفردي، وهذه األغراض متغرية

الــيت حــددها ماكروفســكي فهــي :الغــرض اجلمــايل أو الوظيفــة الرمزيــة -

ــائف ــن الوظ ــع أي م ــا م ــدة دائم ــة و متواج ــديل للوظيف ــيض اجل النق

ــت ــي ليس ــرى، فه ــائف األخ ــعف الوظ ــدما تض ــر عن ــرى، و تظه األخ

.ناجتا عرضياتكميلية أو

                                                            55مرجع سبق ذآره، ص نمير قاسم خلف،- 1 

اإلطار النظري

152  

فالعمارة يف نظره ليست هلا وظيفة واحدة، بل متعددة الوظائف و هي متغرية بتغري الزمن و نتيجة

The dynamics ofيف كتابـه زـامي إرودولـف التطور و التغري، وهـذا مـا يؤكـده

architectural form ،ويقول أن الوظيفة تكمن يف مبادئ جتريديـة و ليسـت يف اهليئـة ،

فالوظيفة الفعلية ميكن إشباعها مبدى واسع باألشكال و اهليئات، و عموما جيمع الشكل اجلانـب

.1الرمزي و اجلانب العملي

على سبيل أن العمارة اإلسالمية يف هذا الشأن Ernest Grubeو يقول إرنست كروب

شكلها بسـهولة تبعـا تتميز خباصية ثبات الشكل مع تباين الوظيفة و هي عمارة ال يتغري املثال

ن يظهر يف أكثر من شكل، والشـكل الواحـد أبىن الذي خيدم وظيفة معينة ميكن املف للوظيفة،

ن الشكل يف العمارة اإلسالمية مرن و مهيأ الستيعاب وظائف أ إذ .ن خيدم أكثر من وظيفةأممكن

الفناءات احملاطـة باإليوانـات أن خري مثال على ذلك و يعترب إرنست كروب ،و متنوعة خمتلفة

األربع اليت تشيع يف املباين العربية كالقصور واملساجد واملدارس واحلانات ودور السـكن، فهـذا

، فمن املمكن أن تستوعب وظيفـة السـكن و التصميم مثايل ميكن ان يستوعب وظائف خمتلفة

2.اخل...ممارسة النشاطات املرتلية اليومية ، وظائف التعليم و التدريس

                                                            50مرجع سبق ذآره ، ص نمير قاسم خلف، - 1  61نفس المرجع ،ص - 2 

اإلطار النظري

153  

ةإال أنه ليس من ادي استمرار التناقش حول أولوية الشكل على الوظيفة أو أولوية الوظيف

يف كتابه التعقيد و التناقض Robert Verturiروبرت فتوري على الشكل و هذا ما دعا إليه

ويقول أننا مل نعد نتجادل حول أولوية كل من الشكل و الوظيفـة إحـدامها علـى يف العمارة،

األخرى، أيهما تتبع الثانية، فإنه ليس مبقدورنا جتاهل اعتماد كل منهما على األخرى يف حني جاء

للوظيفة على أا قوة تريد ان تعرب عن نفسها و هـي احليـاة و Sullivan" سوليفان"تعريف

ظائف تبحث عن أشكاهلا و أن األشكال هي املظهر اخلارجي للقوى و االحتياجات الروح وأن الو

.1الداخلية والوظائف واألشكال كل مترابط و متداخل و ممزوج و مندمج

ولكن تظل إشكالية تعبري املبىن عن الوظيفة تلح علينا، فنجد أن إرامي يدافع عن وجهة النظر اليت

التوافق بني املالمح البصرية ووظيفـة املـبىن "ظيفته حيث يذكر أن ترى ضرورة تعبري املبىن عن و

مطلوب حىت ال ينخدع االنسان، وأنه جيب أن تعكس الصورة الذهنية للمبىن اإلطار العام الوظيفي

.والفراغي

على أنه احملتوى املعماري ما هو إال الوظيفة املعمارية اليت ميكن رفعت اجلادرجيوقد أكد

وظيفة نفعية و تشتمل احليز والبيئة واملواد، و وظيفة عاطفية تشمل النواحي التعبريية تقسيمها إىل

والسياسية، وأن الشكل هو احلصيلة املادية لتفاعل جديل متبادل بني مطلب اجتماعي متمثل بفكرة

.2من جهة وبالتقنية املعاصر له بعناصرها الفكرية واملادية والذاتية اخلاصة من جهة أخرى

                                                            20ص رمضان بسطاويسي رمضان غانم ، مرجع سبق ذآره، - 1  ، نفس الصفحة، رنفس المرجع - 2 

اإلطار النظري

154  

:عناصر أو غايات هي 03وليؤدي أي مبىن ويفته جيب ان حيقق

.حاجة معينة، ومعناها موائمة الوظيفة للحاجة و اهلدفينشأ لتامني منفعة و املبىنف: املوائمة-

مبا ان املبىن يهدف إىل تامني حاجات حيايت و اجتماعية ليبقى إنتاجه ملدة مالئمة، جيـب :املتانة-

املؤثرات الطبيعية، كما أن األعمال التصميمية الكبرية اليت تبقـى لـتعكس أن يكون متينا ليقاوم

مسات احلضارات جيب أن تراعي فيها خاصية املتانة بصورة اعتيادية، فاملتانة تعرب عـن التقنيـات

.املستخدمة يف التصميم و إدامة األبنية

حتقيقها و لكنها ليست حتميـة ترتبط باجلانب اجلمايل، و املتانة و املواءمة تسهمان يف: البهجة-

1.هلما

ىل ثالثة، رمزية واعية، رمزيـة اجلليـل، إأن الصورة الرمزية للفنون تنقسم يرى هيجل و

وكل صورة حتتوي على ثالث مناذج، وكل منوذج يقدم له هيجل ثـالث .والرمزية غري الواعية

.و يركز على نقطة وحدة الشكل و املضمون .تطبيقات من الدين والتاريخ والفن

ال الفصل من احمل عليهفالعالقة بني الشكل و املضمون هي اليت حتدد لنا صور وأمناط الفن الثالثة و

ن مضمون القصيدة مثال هو الذي يعني شكلها والشكل هو املضمون، بني الشكل و املضمون، أل

على إال حني يكتمل املضمون،و هذا ال يتحقق ألن والشكل ال يبلغ املثل األ ومها يف وحدة واحدة

الوحدة الكاملة بني املضمون و التجسيد املادي ال يتحقق دوما هلذا فالعالقة بينهما هي اليت تقدم

.لنا األمناط الثالثة للفن

                                                            63نمير قاسم خلف،مرجع سبق ذآره، ص - 1 

اإلطار النظري

155  

فاألشكال الفين يكمن أصلها يف الفكرة ألن الفكرة تؤكد ذاا، وخترج إىل حيز الوجود بواسـطة

شكال، و هلذا فإن األشكال الفنية ختتلف و تتنوع تبعا الختالف الفكرة الكلية، مبعـىن ان هذه األ

اختالف الفكرة الكلية، مبعىن أن اختالف األشكال الفنية خالل احلضارات ينـتج أساسـا مـن

اختالف الفكرة الكلية اليت تعرب عنها األشكال، و مادامت الفكرة هي اليت تتبع الشكل اخلارجي و

1.ملدلول الداخليا

                                                            22ص ، رمضان بسطاويسي رمضان غانم ، مرجع سبق ذآره - 1 

اإلطار النظري

156  

:عناصر التعبري املعماري:املطلب الثاين

إن إنشاء البنايات و العمارات ال يهدف فقط إىل حتقيق وظيفة االستخدام بل أيضـا إىل

مجاليات رمزية توفر استمتاعا بصريا و إدراكيا للمشاهد الذي يراها، وتكون وسيلة للتالقـي و

.التواصل معه

والدالالت الرمزية هي رسائل مشفرة مبعاين ذات مغزى يضيفها املبدع عرب مفردات بنائية، ويرسل

إىل متلقي يدركها و يتفاعل معها استنادا إىل مفاهيم مشتركة، فاألشكال و األلوان و الفراغـات

إن هذه . الكل منها دالالت رمزية ختتلف باختالف التركيبة اليت جتمعهم والطريقة اليت يصاغون

.....ن خالل األشكال و اخلطوط واأللوان و الفراغات والضوءمالدالالت تتحدد

:احملددات التشكيلية .1

تتكون اهليئات املعمارية من عناصر تشكلها يف اإلمجال و أهم هذه العناصر اخلطوط، األسـطح و

معاين إحيائية بالنسبة ، وكل هذه العناصر تتميز بأن هلا خواص هندسية و مسات مميزة و...األجسام

.للمشاهد

.و حنن يف هذا الصدد نركز على املعاين الرمزية هلذه احملددات التشكيلية

اإلطار النظري

157  

:اخلطوط .أ

يتميز بأنه أكثر اخلطوط وضوحا و تأكيدا، يوحي بالقوة و االسـتقامة و : اخلط املستقيم •

أن اخلط الرأسي يوحي رمبا بالعظمة، و على الرغم من أن اخلط األفقي ال حيدد االجتاه إال

.باالجتاه و االندفاع، بينما ال حيقق اخلط املائل صفة االتزان و الثبات

أكثر مشقة لصعوبة تتبع تغرياته، و تتوقف املعاين اإلحيائية املنبثقة عنه طبقا : اخلط املنكسر •

باحلدة لعدد اخلطوط املشكلة له و زوايا االنكسار، فكلما كانت الزوايا حادة فإنه يوحي

.و االجتاه الواضح، يف حني توحي الزاوية القائمة باالنضغاط مع االتزان و الثبات

يتميز بالليونة مع االستمرار يوحي بالليونة و السالسة، و خيتلـف املعـىن : اخلط املنحين •

الصادر عنه طبقا لوضعه يف املستوى سواء رأسي أم أفقي، أما اخلـط احللـزوين يـوحي

.ظةبديناميكية ملحو

وكـذلك ) مربع، دائرة، مثلـث (ختتلف املعاين املنبثقة عن السطح تبعا لشكله : السطح .ب

فالسطح األفقي يوحي بالسكون، يف حني الرأسي ). رأسي،أفقي، مائل(وضعه يف املستوى

يوحي باالجتاه و االندفاع لألعلى، بينما يوحي بالسطح املائل باحلركة الصاعدة أو اهلابطة

.1ؤيةتبعا ملكان الر

                                                            53يحيى حمودة، مرجع سبق ذآره،ص- 1 

اإلطار النظري

158  

تعطي الكرة يف أغلب أوضاعها تأثري حبركة الدحرجة، كما تـوحي األجسـام : اجلسم .ج

األخرى بإحياءات تبدأ من السكون التام إىل اإلحياء باحلركة تبعـا لتكوينـها، و تشـمل

فالشكل املخروطي و املنشوري يوحي بالصعود و الثبات أما إذا .األجسام املستديرة املقطع

. 1ه يوحي بالصعود و االنطالقزاد ارتفاعه فإن

: احملددات األفقية و العمودية .2

عند دخولنا بناية ما سرعان ما حنس باحلماية و التطويق، إن هذا اإلدراك له عالقـة وثيقـة مبـا

حييطنا،األرضية، اجلدران، األسقف، واملستويات اليت حتدد الفضاءات املعمارية هي العناصر الـيت

.الفيزيائية وتفصله عن الفضاء اخلارجي، وعما حييط به من فضاءات داخلية أخرىحتدد احلدود

إن اجلدران واألرضية والسقف هي أكثر من كوا حتديدا حلجم معني مـن الفضـاء فشـكلها

.تكوينها و شكل الفتحات اليت حتتويها ترسخ و تكون صفات معينةو

تشمل األرضيات والسقوف أما املستويات األفقية األخرية واليت ال يعلوهـا أي فاحملددات األفقية

تلعب السقوف دورا يف تشكيل الفضاء الداخلي وحتدد بعـده و. مستوى أفقي تسمى بالسقوف

العمودي وتوفر احلماية الفيزيائية و النفسية ملستخدمي الفضاء، ويرتبط ارتفاع السقف عادة بأبعاد

.2حساس باحلرية واالنفتاح والتهويةوبصورة عامة فإن السقوف العالية تعطي اإلومساح الفضاء،

                                                            61مرجع سبق ذآره،صيحيى حمودة، - 1  87نفس المرجع،ص- 2 

اإلطار النظري

159  

أما السقوف املنخفضة تؤكد على انغالقية الفضاء وتعطي شعورا باأللفة واالحتـواء وإن

االختالف يف ارتفاعات السقف ضمن نفس الفضاء الداخلي أو من فضاء آلخر جماور يساعد على

حتديد حدود احليز الفضائي و يفرق بني املساحات املتجاورة و ميكن إظهار الطبيعـة اإلنشـائية

ذب النظر إىل طريقة التسقيف و شد االنتباه إىل أعلى، وهذه احلالة تقلل من ارتفـاع للسقف جل

.1السقف نظرا لثقلها البصري

:و ميكن أن تكون السقوف يف األبنية إىل عدة أشكال

تقود العني باجتاه احلافة العليا أو باجتاه احلافة السفلى اعتمـادا : السقوف املنحدرة باجتاه واحد -أ

.ر اإلضاءةعلى مصد

.توسع السقف إىل أعلى اعتمادا على اجتاه عنصر إنشائي ظاهر:السقوف اجلملونية-ب

.تقود العني إىل أقصى نقطة املركز: السقوف اهلرمية -ج

اليت تناقض استوائية اجلدران واألرضية، ويمن بصورة عامة على بقية عناصر : األشكال احلرة -د

وتسـتخدم فإا تقلل من ارتفاع الفضـاء ) املعلقة(سقوف الثانوية الفضاء الداخلي، أم بالنسبة لل

.كذلك إلخفاء اخلطوط امليكانيكية والكهربائية ووحدات اإلضاءة واملواد العازلة

للفضاء هي العناصر العمودية اخلطية و األعمدة أو اجلدران اليت تعد مـن احملددات العموديةأما

العناصر املهمة و الضرورية و األساسية يف الفضاءات الداخلية وقد استعملت تقليديا كمسـاند

.2إنشائية للسقوف فوقها وللسطوح و الدرجات

                                                            87 تمير قاسم،مرجع سبق ذآره،- 1  92نفس المرجع، ص - 2 

اإلطار النظري

160  

اليت ضاءات الداخليةو تشكل أيضا واجهات املباين وهي توفر احلماية و اخلصوصية يف الف

اجلدران هي العناصر األولية اليت تعرف الفضاء الداخلي و حتكم حجـم الفضـاء و ف .حتيط ا

شكله، وكذلك حتيط باحلركة و حتدها و تفصل فضاء آخـر، وتـوفر ملسـتخدمي أي فضـاء

1.خصوصية بصرية و صوتية

السمك و األبعـاد و الشـكل و مبا أن اجلدران هي عنصر معماري إنشائي، فإنه قد خيتلف يف

وتعرف اجلدران املستقيمة الفضاء املستطيل أو املضلع و هـي .....)املنحنني، املستقيم، املقوس(

الشائعة االستعمال أما اجلدران املستمرة املتناظرة جتلب اإلحساس بالرصانة و يعزز هذا الشـعور

ى الفضاء الداخلني وميكن فصل جدار باستخدام السطوح الناعمة امللمس، حبيث تضفي احليوية عل

2.عن آخر بتغيري اللون أو امللمس أو املادة

وتعرب اجلدران عن عالقات الفضاء الداخلي بالفضاء اخلارجي، فإذا كانت ثقيلة و مسيكـة تعـرب

ع من الشفافية مبا حيقق نوع من الـدمج نوففيها فيفعن هذا الفصل، أما إذا كانت حبوضوح

.خلارجبني الداخل و ا

أما استمرارية الفضاء الداخلي مع اخلارجي فيتحقق من خالل الفتحات و كذا انتقال الضـوء و

3....الصوت و احلرارة من خالل حجم الفتحات أو موقفها أو منط توزيعها

                                                            92ذآره ،ص - مرجع سبقنمير قاسم ، - 1 

96نفس المرجع ، 2  98نفس المرجع، ص - 3 

اإلطار النظري

161  

تلعب دورا يف ربط الفضاء الداخلي مع الفضاءات املتامخة واليت اقتطع منها أصال، : الفتحات-1

وال ميكن االستغناء عن الفتحات يف اجلدران كفتحات األبواب املستعملة داخل األبنية لالنتقال من

سـتخدامات الداخل إىل اخلارج، وتستعمل إلضاءة الفتحات الداخلية و ويتها يف األبنية ذات اال

:الفعاليات العامة و اخلاصة عموما، ومن بني الفتحات جندو

تعترب نوافذ االنتقال الفيزيائي بني فضاءين، فهي حتدد طبيعة استخدام الفضاء :األبواب-أ

وتسيطر على املنظر من خالل و النتقال الضوء واحلـرارة من خالل تصميمها و تركيبها

1دة اعتمادا على تركيبها وتصميمهاواهلواء، وهي ذات تصميمات عدي

تربط فيزيائيا وبصريا فضاء داخليا بآخر، فالنافذة الصغرية توحي باإلحساس :النوافذ-ب

بالتطويق الذي حيمله ويندرج حجم النوافذ من الصغري حبيث يبدو كفتحة حماطة باجلـدار

من كل مكان إىل أن يصبح جدارا شفافا حبد ذاته، كما قد يعين باخلصوصية، بينما جيذب

ر و يرحب باملشاهدة من خالله، وميكن أيضـا تقسـيمه إىل ذو املساحة الكبرية جدا النظ

.وحدات أصغر ليعطي املقياس اإلنساين

هي منافذ االنتقال العمومية اليت يستعملها االنسان لالنتقال بني املسـتويات : السالمل-ج

.يف األبنية حيث ختتلف مواقعها و تصاميمها باختالف األبنية) الطوابق(املختلفة

.2سط الذي يوفر راحة أثناء الصعوداألكثر شيوعا هو الشكل املبالنوع و

                                                            98نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره، ص- 1  101نفس المرجع، ص- 2 

اإلطار النظري

162  

طبيعتها تعطينا معاين خمتلفة، فالدرجات الثقيلة االرتفاع الواسـعة و ات ووارتفاع الدرج

بينما الضيقة املرتفعـة ميكـن أن ) ترحيب(كأا تدعوا إىل شيء معني و املسطحة تعمل

ط الدرج فغنه يوفر لنا جمـاال لتغـيري االجتـاه أما منبس.تدعو إىل أماكن أكثر خصوصية

.وللتوقف و االرتياح و الرؤية إىل مناظر خمتلفة

:األلوان-2

اللون من العناصر البصرية ذات الكربى ملا حيمله من طاقة ذات حمتوى بصري مـؤثر يف اإلدراك

ـ ره األدائيـة احلسي والعقلي، يتم من خالله اإلحساس جبمالية التصميم اهلندسي وتكامل عناص

.1الوظيفية و التعبريية فهو صفة لكل السطوح، مصدره الضوء و بدون الضوء ال توجد ألوانو

وتعترب التأثريات الشكلية لأللوان تأثريات بصرية مهمة يف الفضاءات الداخلية ذات االنسجام العام،

إال لـبعض األلـوان فمع وجود االختالفات يف درجات ردود الفعل واالستجابة من فرد آلخر

ويعتمد اختيار اللون .تأثريات سيكولوجية مشاة إىل حد ما عند األغلبية و لكن بدرجات متفاوتة

يف كثري من األحيان على الذوق الشخصي أو على عالقة املوضة أو األسلوب السائد يف فترة زمنية

تأثري الكلي لألشياء احمليطـة بـه، معينة، فأي إحساس لوين ممكن أن يتأثر باأللوان احمليطة به و بال

:و خبلفيته ويف هذا اال يكون لدينا عامالن يف التقييم مها

                                                            103مرجع سبق ذآره،ص ،نمير قاسم خلف- 1 

اإلطار النظري

163  

):التناغم(االنسجام

ويعتمد على األلوان املترابط أو املتقاربة حيث يتم فيه اعتماد لون واحد أو عدة ألوان متجـاورة،

لونية خمتلفة أو إضافة ملسة حقيقية من ألـون ويتم حتقيق التنوع باستعمال قيم ضوئية أو كثافات

1.أخرى، أو التالعب باهليئة أو الشكل أو امللمس

:التضاد-ب

ويعتمد على لونني متضادين متكاملني، أو ثالث ألوان متكاملة أو عدة ألون متكاملـة واأللـوان

ترتيب األلوان يف ( للونية املتكاملة هي األلوان املتضادة اليت تقع على اجلهات املتقاربة من الدائرة ا

صور تعلق بالذهن بوضع األلوان يف األماكن الواجب أن تشغلها حبيث تتفق مع تسلسـل ألـوان

).الطيف وعالقاا فيما بينها من حيث التكامل والتباين

.فاأللوان املتضادة تستعمل إلعطاء االهتمام البصري وجلب االهتمام لبعض العناصر املهمة

أما عن التأثريات السيكولوجية للون فإن األلوان تؤثر على النفس فتحدث فيها إحساسات ينـتج

فـاأللوان البـاردة . عنها اهتزازات بعضها يوحي بأفكار ترينا وتطمئننا واألخرى نضطرب منها

وعلى األخص الزرقاء الفاحتة تظهر الفضاء بأنه أكثر اتساعا و اكرب من حجمه احلقيقـي، أمـا

لوان احلارة فنجدها تعطي شعورا بصغر حجم الفضاء الداخلي وقصر املسـافة بـني املتلقـي األ

                                                             104نمير قاسم خلف،مرجع سبق ذآره،ص -  1

اإلطار النظري

164  

واألسطح وعلى هذا األساس ميكننا جعل احلجرات الكبرية تبدو أضيق من حقيقتـها باسـتخدام

.1األلوان الدافئة لطالء جدراا إال أنه يف حاالت يبدوا اجلدار املطلي بلون براق أكثر مما هم

للون األبيض احملاط بلون غامق فيبدوا أوسع حجما، وتتباين األقسام املصبوغة بنفس اللـون أما ا

. بسبب تباين مقدرا الضوء الذي تتعرض له، أو بسبب تقارب األلوان األخرى

وفيما يتعلق باألرضيات فاأللوان الداكنة تعطي إحساسا باألمان، أما األلوان الباردة لألرضية تعطي

.2نعومة األرضية، أما األلوان الباردة تعطي عمقا ووزنا لألرضيةتأكيدا على

فضال على أن األرضيات الفاحتة اللون تعكس اإلضاءة الساقطة على سطحها وتساعد على جعـل

.الفضاء الداخلي يبدو أكثر إشراقا، أما الداكنة فتمتص أكثر اإلضاءة الساقطة عليها

ة اللون تعكس الضوء بفعالية، أما األلـوان الدافئـة فتعطـي أما بالنسبة للجدران فاأللوان الفاحت

.إحساسا بالدفء الباردة القامتة تزيد إحساسا باتساع الغرفة

أما بالنسبة للسقوف فالثقل البصري أو األلوان الداكنة تقلل ارتفاع السـقف، فالسـقف

عدة عامة فالشدة القوية الصقيل ذو األلوان الباردة الفاحتة تزيد اإلحساس بارتفاع السقوف وكقا

بطبيعتها املثرية واملنبهة تكون متعبة للعني، لذا يستحسن استعماهلا يف أماكن احلركة واألماكن ذات

جنـدها مـثال يف املمـرات و فضـاءات (اإلقامة القصرية يف الفضاءات ذات االستخدام العام

تكون مرحية للعني فتستعمل لغـرف ، أما األلوان ذات الشدة الضعيفة أو املتوسطة فإا)االستقبال

                                                             113،ص نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره - 1115،ص نفس المرجع- - 2

اإلطار النظري

165  

اجللوس واملكتبات والقاعات واملدارس وغريها مـن الفضـاءات ذات االسـتخدامات الثقافيـة

. 1املختلفة

:اإلضاءة-

الضوء هو شعاع مرئي من جمموعة الطيف الكهربائي املغناطيسي، يشري يف حركة موجبة ختتلـف

ذبذباا وأطوال موجاا، وان هذه اموعة املنتظمة من املوجات أو اإلشعاعات الكهرومغناطيسية

.تنتشر خبط مستقيم ضمن أوساط موحدة الترتيب و قادرة على توليد تأثريات على شبكية العني

وللضوء عامل مهم ينعكس على سلوك االنسان، وعليه جيب أن تراعى طريقة توزيـع اإلضـاءة

داخل الفضاءات يف املباين من خالل متثيل الضوء وعالقته مبحددات وحمتويات الفضاءات الداخلية

.2من جدران وسقوف وأرضيات وأثاث

ه الفين يكشف خبايا األشياء و جتلي والضوء هو أحد عناصر اإلثراء يف العمل الفين، والضوء مبغزا

يف أمـا .تفاصيلها وغالبا ما يرتبط املعتم و املضيء ارتباطا وثيقا بلون الشكل و قيمته السـطحية

التصميم ترتبط باأللوان الفاحتة،كما أن الضوء يف الطبيعة أو االبيضاض يف التصميمي يوحي مبعىن

ؤل على عكس الالم الذي يوحي بالغموض والرهبة الصراحة أو الصدق و النقاء و الربود أو التفا

.3و اخلوف

                                                            117،118،ص ص،خلف،مرجع سبق ذآره نمير قاسم - 1  123ص نفس المرجع- ، - 2  74الفضلي،مرجع سبق ذآره،صسعدية محسن عايد - 3 

اإلطار النظري

166  

فاإلضاءة املستخدمة يف الفضاءات املختلفة هي اإلضاءة الطبيعية والصناعية لكن باختالف

وتكمن أمهية اإلضاءة الطبيعية يف تقبل الفضـاء نفسـيا و . الوسائل والتقنيات وباختالف الزمن

.الطبيعي، وهي ممكنة لغري أغراض السكناإلحساس باللون و الشكل جراء الضوء

لكن لكل مـن هـذين النـوعني وتقسم اإلضاءة الطبيعية إىل إضاءة سقفية و إضاءة جانبية، و

مواصفات تتطلب نوع من الفعالية داخل املبىن فضال عن كيفية التعامل معها،فاسـتغالل امثـل

لروحية يف بعـض أنـواع الفضـاءات لفتحات اإلنارة الطبيعية السقفية واجلدارية ختلق جوا من ا

الـالزم للعمـل، النفسـي وتعد اإلضاءة أحد العناصر األساسية لتهيئة اإلطار الصحي و.الداخلية

التوزيع اجليد لإلضاءة حيمي العني من اإلجهاد ومينع وقوع احلوادث ويزيد من قدرة الشـخص و

.على العطاء يف العمل

من تنوع الدراسات و النظريات و تعددها حول تنظـيم أما اإلضاءة الصناعية فعلى الرغم

اإلضاءة الصناعية و توزيعها يف الفضاءات الداخلية العامة و اخلاصة، فإا غالبا ما تكون ضـمن

:التصنيفات التالية

و هي إضاءة الفضاء الداخلي بطريقة متجانسة ومشتتة على العموم للفضـاء، و : إضاءة عامة-1

رة أو غري مباشرة وتقلل من التباين بني مصدر الضوء والسـطوح املضـادة ميكن ان تكون مباش

.احمليطة بالفضاء و تستخدم للحصول على ظالل ناعمة وإعطاء مظهر أكرب للفضاء

اإلطار النظري

167  

وهي إضاءة مساحة عني من الفضاء للمساعدة يف إضـاءة أعمـال معينـة : إضاءة موضعية-2

موقـع العمـل ) فوق أو جبانب(بالقرب من و يوضع مصدر الضوء عادة ) مطابخ، مكتبة،محام(

.ذاته،و تستخدم عادة اإلضاءة املباشرة القابلة للتوجيه والسيطرة

فاإلضاءة املوضعية فضال عن كوا تضيء موقع عمل معني، فهي توفر تنويعا يف الفضاء وتغـري يف

.1حتديد إجراء معينة من الفضاء أو فعاليات معينة ضمن الفضاءات الداخلية

نوع من أنواع اإلضاءة اليت ختلق إضاءة بؤرية أو إيقاعا متكررا من الضـوء : اإلضاءة املركزة-3

والظالل من فضاء معني وهي مفيدة يف التأكيد على مالمح معينـة يف الفضـاءات الداخليـة أو

.حاجات مثينة أو فنية معروضة فيها

مع بني نوعني أو أكثر مـن أنـواع وهناك نوع آخر من اإلضاءة وهي اإلضاءة املختلطة اليت جت

اإلضاءة الصناعية، لذلك يراعى التوزيع اجليد ملنابع الضوء الطبيعية و الصـناعية يف الفضـاءات

.الداخلية خالل املراحل األوىل للتصميم

:ومن بني أنواع اإلضاءة الصناعية

و أبـرز وهي من أرقى وحدات اإلضاءة و أفخمها، وحتقق إضاءة عامة للفضاء: الثريات ♦

استخداماا يف فضاءات االستقبال و املعيشة بالسبة للمساكن وتصنع من خامات متعددة

أمهها النحاس،الربونز،احلديد املشقول أو املطلي و تتدىل غالبا من سقف الفضـاء ومنـها

                                                            126نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره،ص- 1 

اإلطار النظري

168  

الكالسيكي واحلديث، وقد حتلى بقطع الكريستال املختلف األشكال لكسـر الضـوء و

.جتاهاتتشتيته يف كافة اال

تصنع غالبا من الزجاج ياكل معدنية وأفضل مكان هلا فضـاءات املـداخل و : األطباق ♦

.املمرات و عادة ما تكون مثبتة بالسقف و تعطي إضاءة خافتة ال تبهر العني

تستخدم عادة لتحقيق إضاءة مركزة ملراكز النشاط يف الفضاء على طاولة :املصابيح املغلفة ♦

.1عام مثالالطعام يف صاالت الط

تتنوع أشكاهلا واخلامات اليت تصنع منها وهياكلها تشكل بطريقة متكنها من : األباجورات ♦

االرتكاز على أسطح مستوية بارتفاعات خمتلفة وهلا غطاء ،تستخدم غالبا يف املكاتب ويف

.أركان فضاءات االستقبال أو املعيشة

ديد من الوحدات اجلدارية واليت تكـون فضال عن هذه األنواع من وحدات اإلضاءة، فهناك الع

ال حتتـاج ) العامة و اخلاصـة (مناسبة إلضاءة املمرات والسالمل و املداخل، وأي مكان يف األبنية

.إلنارة مباشرة كما أن قيمتها اجلمالية عالية جدا

فوحدات اإلضاءة ذات األشكال الذهنية الفخمة تكون مزودة أحيانا بقطع الكريسـتال وهـي

التصميم الكالسيكي أم الوحدات ذات التصاميم البسـيطة مصـنوعة مـن البالسـتيك تناسب

.أو الزجاج و املعدن تناسب التصاميم الداخلية ذات الطراز احلديث

                                                            128نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره ،ص- 1 

اإلطار النظري

169  

أما الوحدات املصنوعة من احلديد املشغول تناسب األثاث املصنوع من احلديد أيضـا و تعطـي

منها خمصصة للشموع أي ال حاجة للتفكري يف متديـدات أجواء هادئة رومانسية للمكان و كثري

.الكهرباء

لتصاميم اليت تشبه الفوانيس تناسب احلديقة ومداخل املسـاكن و املـداخل العامـة و بالنسبة ل

خل اخلارجية، و يف األماكن املخصصة للعمل يكن اهلدف هو إعطاء إضاءة كافية للرؤية اجليدة دا

التشغيل، أي يف املساحات اليت تستخدم لغرض السلع أو املعروضـات مستوى ماالفضاء و ال سي

.1يف أفضل وضع هلا

أما يف املتاحف وصاالت الفنون اجلميلة فيجب أن تظهر اإلضاءة األلوان حبيث ال تتسبب يف تغيري

.2أو تان أللواا نتيجة تعرضها لإلضاءة لفترات طويلة

و طبيعة النشاط املتوقع ممارسته داخل الفضاء، حجمه توزيع هناك عالقة كبرية بني طبيعة اإلضاءة

ا اللـون و الطـراز بالنسـبة حيضاألثاث فيه،فنظام الضوء يتمتع بنفس القدر من األمهية اليت

للتصميم الداخلي للفضاء، بغض النظر عن ما قد يبدو عليه املخطط من بساطة أو تعقيـد فـإن

.3تذكر التفاصيل الدقيقة واملهمة وعدم نسياااهلدف األساسي ألي خمطط إضاءة هو

                                                            131،132نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره،ص ص- 1  132،136:، ص صنفس المرجع- 2  147نفس المرجع، ص- 3 

اإلطار النظري

170  

:الظل و الظالل-4

موضوع مرتبط بعملية اإلضاءة الداخلية واخلارجية، فالظل والظالل مها حالتان تسـاعدان

العني على التعرف على اهليئات واستيعاب نوع العالقات بني السطوح املختلفة، فالسطح العايل ال

منتشرا من مصدر اإلضاءة ألنه ال يواجه الضوء كليا أو جزئيا، أما السطح يستلم ضوء مباشرا أو

.1يف الظالل فإنه يقع خلف عائق مينع أشع الضوء من الوصول، ولكنه يواجه املصدر الضوئي

واجلدير باإلشارة انه على الرغم من اختالف شدة الضوء ارا أو ليال مما جيعل الظـل والظـالل

فإما ميتلكان تأثريا واضـحا يف إعطـاء تفاصـيل ) بني احلدة واالنتشار( متغريين على السطوح

. مواصفات الكتلو

: اماتـاخل -5

ـ يتم اختيار اخلامات و مواد اإلاء العتبارات تقنية من جانب ومن اعتبارات رمزية و تعبريية ن م

اسب طبيعة االسـتعمالية جانب آخر، فكل وضع أو حميط حيتضن فعالية معينة، خامات مالئمة تن

.ترمز حلقبة معينة، فضال عن خصائص هذه اخلامات البصرية و اخلصائص الصويت و امللمسيةو

اخلزفية الزرقاء بقباب مثل ارتباط البالطات( و قد ترتبط خامات معينة بطراز بنائية أو أمناط حمددة

و من هذه املـواد .و خيتلف األداء العين للخامات اعتمادا على كوا طبيعية أو مصنعة ،)اجلوامع

:جند

                                                            161نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره ص - 1 

اإلطار النظري

171  

ميتاز بكلفته االقتصادية الرخيصة و العزل احلراري اجليد و العـزل : (Brick)الطابوق

الصويت و سهولة إنتاجه، تلوينه، تقبله للمواد الرابطة، متنوع األبعاد، مـاص للزيـوت و

،يستخدم يف البناء والتكسية و إقامة القواطع الداخلية و النقوش و ...اد للنارالشحوم و مض

.الزخارف

ميتاز هو اآلخر بسهولة التشكيل و البناء و يستخدم يف كثري من املعاجلات اللونية، : احلجر

.خارجيةكيل الزخارف يف معاجلات داخلية وتش أوكما يستخدم يف عمل السالمل

و يتعدد ألونه و تفرقاته و يستخدم بكافة أنواعه الطبيعية و الصناعية سطوح مجيلة: املرمر

يف فضاءات األماكن املزدمحة مثل فضاءات العرض و املداخل و السالمل كما يف املتـاحف

.1 لكثرة االستخدام و احلركة....و املعارض الفنية و الفنادق و صاالت املطارات

املواصفات منها قوة التحمل العالية وعـدم تـأثره متتاز هده البالطات ببعض: السرياميك

باملياه و الرطوبة وثبات لونه وسهولة تنظيفه و تنوع هيئاته وأبعاده وزخارفهن كما انـه

.عاكس جيد للصوت

يستخدم إما طبيعيا أو مصنعا يف جتليد احلوائط أو األرضـيات أو الـديكورات : اخلشب

.2الداخلية

النحاس و األملنيوم ،هذا األخري الذي ميتاز باخلفة و القوة فضال عن فضال عن استخدام احلديد و

الشفاف، نصف شفاف، الزجاج ذو الربيـق، الزجـاج (والزجاج .املرونة اإلستخدامية املطلوبة

                                                            .161ذآره،صنمير قاسم خلف، مرجع سبق - 1  فس المرجع ، نفس الصفحة ن- 2 

اإلطار النظري

172  

و اليت جتعل املنضويةو املرايا اليت تساهم يف زيادة تأثرياا املمتعة والبصرية و ...) املشكل باحلرارة

.1نعكسا وواسعا يف نظر املستخدمالفضاء م

وتعترب األصباغ ضمن مواد اإلاء وهي على أنواع متعددة أصباغ زيتيـة أو ذهنيـة أو أصـباغ

.مستحلبة مائية

                                                            173نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره ،ص - 1 

اإلطار النظري

173  

أمثلة املرافق امليزة املادة

االستواء، امللمس، القوة احلجر الكلسي

و األمان

الكاتدرائياتاجلوامع و التزيني، الصور،التماثيل احلرية

مواد مثينة، نسيج حريري، أخشاب النفاسة و الدميومة الرخام

مصبوغة ومزخرفة، مواد معدنية

تاج حمل، جامع اللؤلـؤة

يف اهلند

األمانة، الدفء، تعـدد اخلشب

االستعمال

النحاس و الرصـاص و الربونـز،

..الكتان والقطن

ــآت ــكن و املنش املس

ــاطق ــغرية يف من الص

الغابات

عملية،تعدد االستعمال الطابوق

يف خمتلف املنشآت

متاثيل فخارية، مواد مطلية، الربونز

ــرف واألدوات ــيج املزخ و النس

احلديدية

األبنية التارخيية القدمية

ــوة و املعدن ــاءة و الق الكف

الربودة

املواد املصنعة و املصبوغة و املطلية

و الزجاج

أغلب األبنية العامة

1خلاماتجدول مرافقات ا

                                                            183نمير قاسم خلف،مرجع سبق ذآره،ص- 1 

اإلطار النظري

174  

:السطح و امللمس

و ما يغلف الفضاءات و يكون الكتل و األشكال و السطح املعماري هو اخلاصية اجلمالية

ويرتبط امللمس باإلدراك البصري وال يرتبك فقط حباسة .للمستويات املكونة لألشكال التصميمية

و العمارة ميتـد إىل إنتـاج اللمس، ومدلول امللمس يف الفنون التشكيلية الثالثية األبعاد كالنحت

خليط جيمع كل من اإلحساس الناتج عن امللمس والناتج عن اإلدراك البصري معا، فملمس الطني

خيتلف عن ملمس احلجر والربونز، وهو ال يرتبط أمهيته املادية بالشكل فقط بل هو أيضا وسـيلة

.التعبري عن مضمون يضيف العمل الفين قيمة معنوية

لتأثري البصري للسطح املعماري الواقع حتت الضوء وما حيـدث علـى السـطح إن امللمس هو ا

املعماري من تداخل بني الضوء و الظل ودرجات األلوان بتأثري من املادة املكونة للسطح، طبيعتها،

.اخل....طريقة تكوينها، ألواا

:و ميكن إضافة نوعني رئيسيني من امللمس

ما حنسه باللمس: احلقيقي -

ما حنسه بالبصر، و الذي ميثل االنطباع البصري من املظهر اخلارجي للنسيج الغطـائي : يبصر -

.الطبيعي أو الصناعي لألجسام و األشياء اليت نراها

ويلعب الضوء دورا بارزا يف إظهار امللمس من حيث القوة و اجتاه الضـوء تـأثريا واضـحا يف

.1استيعاب ملمس السطوح

                                                            73سعدية محسن عايد الفضلي،مرجع سبق ذآره،ص- 1 

اإلطار النظري

175  

الضوء وجتذب النظر من بعد، بينما السطوح املتوسطة اخلشـونة فالسطوح الالمعة تعكس

متتص الضوء وتشتته يف اجتاهات خمتلفة وغري متساوية، أما السطوح اخلشنة جدا فغنها تظهر ظالال

كما أن مسافة النظر هلا دور يف إظهار امللمس، فكلمـا زادت . واضحة عندما تضاء بضوء مباشر

.لسطح قل اإلحساس بامللمسمسافة النظر بني املشاهد و ا

.وامللمس اخلشن جيعل السطح يبدو أصغر و أقرب ويزيد من وزنه البصري

أما النسق الزخريف فهو تصميم تزييين للسطح، ويقوم على أساس تكرار أو رسم معني من مجلـة

اتية العوامل اليت تعطي للسطح ملمسا معينا، وعندما تصغر النقشة إىل درجة ان تفقد شخصيتها الذ

تصبح جزء من ملمس السطح، وخيلق النسق حركة العني ليتبع خطوطها و تـدرس عالقاـا و

.تترجم تفاصيلها و تفهم دالالا

:و هناك عدة أنواع من النسق الزخريف

متتلك توازنا بني العناصر األفقية والعمودية املكونة هلا، حبيث جند : النسق الزخريف املستقر

جتاهها وهذا له تأثري بصري ومنيز من خالله األشياء املختلفة أو ضمن ان الناظر ينجذب با

البيئة احمليطة خصوصا عند وجود نقطة داللة حبيث يكون الشيء الذي ميتلك نسقا زخرفيا

.مستقرا تكون خلفيته تلك النقطة الدالة

جذب النظر حيث ين)عموديا، أفقيا، مائال(ويكون له اجتاها معينا : النسق الزخريف املوجه-

.1إليه

                                                            188نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره، ص- 1 

اإلطار النظري

176  

:األثـاث

يعد األثاث عامل أساسي و مهم يف تصميم الفضاءات الداخلية وبدونه ال تكتمل مقومات

التصميم الداخلي، فهو الوسيط بني العمارة ومستعمليها، حيث تنقلنا يف الشكل و املقياس بـني

ومقياسه، أولنه و تركيبتـه الفضاء الداخلي و االنسان، ويلعب األثاث من خالل شكله، خطوطه

.1يف إعطاء الصفات و اخلواص التعبريية للفضاء الداخلي

وعملية اختيار األثاث تكون إما خطية،سطحية، أو حجمية أو خطوط ممكن ان تكون مستقيمة،

، ...خمتلفة، منحنية، متعامدة أو حرة الشكل، وميكن أن تكون ناعمة أو المعة، دافئة أو خشـنة

:ال جيب توفر نوعان من االعتباراتويف كل األحو

اختيار األثاث جيب أن يوفر الراحة الفيزيائية، ويرتبط مبفهوم الراحة مـع : اعتبارات وظيفية -5

طبيعة الفعالية اليت يقوم بأدائها كما تتوفر عند استعماهلا نقطة األثاث طريقة ترتيب األثـاث

معينة تسهل عملية ترتيبها و تشـكل حسب جمموعات تعتمد يف تنظيمها على وحدة قياسية

.اكرب استمرارية ممكن منها و االستفادة من الفضاء قدر اإلمكان

فالعناصر البصرية الظاهرية اليت تشكل احلافات اخلارجية لكتلة األثاث من :اعتبارات مجالية -6

خط و شكل ونسبة و خام و لون و نسيج، هي األساس املعرب عن احلالة التعبرييـة احلسـية

2و اجلمالية إلدراك وظيفة األثاث

                                                            189،190ص، نمير قاسم خلف، مرجع سبق ذآره، ص- 1  206المرجع،صنفس - 2 

اإلطار النظري

  

: المعماري القسنطيني لخطاباداللة : الفصل الرابع

قسنطينة منظور تاريخي: المبحث األول

ثنائية الخطاب المعماري القسنطيني: المبحث الثاني

اإلطار النظري

177  

:منظور تارخيي:قسنطينة: ملبحث األولا

:أصل التسمية من سريتا إىل قسنطينة:املطلب األول

سنطينة األصلية و هو حتريف لالسم احلقيقي الـذي هـو ق Cirtaيعتقد بأن اسم سريتا

.ومعناه القلعة أو املدينة كرتن

قد أشري إىل اسم سريتا ألول مرة من قبل املؤرخني اإلغريق و الرومان يف أحداث ايـة القـرن و

.وابنه ماسينيبا من جهة أخرى gayaالثالث قبل امليالد اليت جرت بني سيفاقس من جهة و غايا

ـ و ا يالحظ بأن سريتا خالل فترة امللوك النوميديني كانت قد اشتهرت بوفرة أمواهلا و ذلـك أل

كانت متثل سوقا رئيسية للمناطق القريبة منها،و كانت قرطاج من حيـث األمهيـة االقتصـادية

. الثقافية ال تقل عن قرطاجو

ن قسنطينة القدمية كانت قد أخذت قسطا كبريا من األحباث األثريـة أوجتدر اإلشارة إىل

د يلفت االنتباه صنفها بعض الباحثني السيما منذ اية القرن التاسع عشر، ولكثرة آثارها البونية حل

. 1)سوسة حاليا(تأيت بعد قرطاجة مباشرة و قبل حدرومات بأا األثريني

بونية، واسـتقرت ـا -تأثرت سريتا بالثقافة البونية حىت قيل عنها بأا ذات نشأة فينيقيةقد و

ماسينيسا و ابنه ماسيبا قد اخذ جاليات بونية و إغريقي مث رومانية تركوا بصمام ماثلة ا، وكان

.الديانة و الكتابة البونية و الليبية و تعامال معها كثوابث رمسية يف الدولة النوميدية

                                                            135،ص 12،1999، مجلة جامعة منتوري قسنطينة ، العدد، قسنطينة عبر تاريخها القديممحمد الصغير غانم- 1  

اإلطار النظري

178  

و قد ظهر االسم القدمي ملدينة قسنطينة على عملة برونزية عثر عليها بضواحي املدينة حتمل علـى

مسننة أعالها يتخللـها أبـواب )تصغري برج( وجهها رأس امرأة يعلوه تاج يأخذ شكل برجيات

.يعتقد بأا تشري إىل أبواب سريتا القدمية أثناء حكم امللوك النوميديني

ىل اسـم كـرتن إية وجدت كتابة بونية جديدة تسـري أمام الرأس املتوج داخل العملة الربونزو

خالفـا Cirtaالالتينية كرتنة القدمية، ولضرورة ما يقتضيه النطق قرأها الرومان وفقا للغتهم أو

ن صور القـالع أ، كما .لبونية القلعة أو املدينةلالسم القدمي الذي هو كرتن الذي يعين يف اللغة ا

اليت تعلو تاج املرأة اليت رمز إىل آهلة املدينة تدل داللة واضحة على ان املدينة كانت منذ بدايتـها

ة حياصراا و يعجزان عن الدخول إليها إال حمصنة للغاية وهذا ما جعل كل من ماسينيسا و يوغرط

.1بعد أن تفتح هلا األبواب من قبل سكاا

فتعود إىل بداية القرن الرابع ميالدي Constantine" قسنطينة"أما عن التسمية احلالية

و هي نسبة إىل قسطنطني الكبري الذي أعاد بناءها و ترميم أسوارها، مث مجعها و أعطاها امسه سنة

م بعد أن كانت قد هدمت من قبل ذلك أثناء الصراع احلريب الذي نشب بني إمرباطور روما 313

Maxentius و اإلسكندرAlexender و ميتيوس الذي أعلن نفسه إمرباطورا على مشـال

.2م311إفريقيا و ذلك سنة

                                                            139محمد الصغير غانم، مرجع سبق ذآره، ص - 1  140نفس المرجع ن ص - 2 

اإلطار النظري

179  

:التطور التارخيي للمدينة: املطلب الثاين

احمللـيني و ...الكتـاب و الشـعراء و الرسـامني أهلمت مدينة قسنطينة الكـثري مـن

c’est uneبالشيء املذهل الذي يعطي اإلحساس بالـدوار Salammbò األجانب،وصفها

chose formidable qui donne le vertige.

كلم على صخرة منعزلة 437جغرافيا تقع مدينة قسنطينة شرق اجلزائر و تبعد عن العاصمة حوايل

هي يف احلقيقة نتوء بشكل شبه منحرف منحدر، ورغم موقعا الصعب و احلصني إال أن املدينة مل

.تسلم من الغزوات و االعتداءات بدءا باحلضارة النوميدية وصوال إىل االستعمار الفرنسي

:قسنطينة يف العصر القدمي - 1

والـيت Kirta م و أعطوها اسم كريتااختار النوميديني منطقة جد صعبة لتكون عاصمته

لقد كانت كريتا عاصمة النوميديني اليت رغم مسالكها الضـيقة و صـعوبة . تعين عش العصفور

.اجتيازها إال أن موقعا الفريد أضفي عليها مجاال و روعة

اجللـود، متيزت كريتا بكثافة سكانية عالية متارس نشاطات خمتلفة حرفية،خدمة األرض، اخلياطة،

املستشـارين، كما كانت أيضا موطن العديد من الوظـائف اإلداريـة كـاملترمجني، ....احللي

.1...احلكام،الشرطة، األطباء

                                                            1 -Benidir Fatiha, Urbanisme et planification urbaine le cas de constantine,thèse de doctorat d’Etat, département d’architecture et d’urbanisme, université Mentouri, Constantine,2007,p38 

اإلطار النظري

180  

سنة عرفت خالهلا تطورا يف ااالت التجارية 157استمرت قسنطينة حتت احلكم النوميدي طيلة

.ح ماسينيساو الثقافية و حىت اهلندسية و من أبرز اآلثار اهلندسية ضري

وأثناء احلرب الفينيقية الثالثة احتلت كريتا من قبل الرومان و أصبحت كريتـا عاصـمة

و منحت قسنطينة اسم )melivو ،chulluشولو اليت تضم روسيكادا،(كونفيديرالية القيصرية

ن كانت حتمل اسم كريتا اليت تدل على اسم املدينة يف اللغة القرطاجية، و مثل مجيع سريتا بعد أ

املستعمرين ترك الرومان آثارهم يف املدينة و اكتست املدينة بنمط روماين وهذا يظهر من خـالل

ف بالكثري من النصب التذكارية ومازالت حلد اآلن حتت...منتديات املسارحواحلمامات و املعابد

املباين اليت تعو إىل العهد الروماين على الرغم من عمليات التهدمي و إعادة البناء اليت تعرضت هلا و

.1املدينة على مر العصور و التاريخ

و قد متيزت اهلندسة املعمارية الرومانية باستلهامها مـن اهلندسـية اليونانيـة، و نتيجـة

. الرومانية قواعد اجلمال الحتكاكها حبضارات الشرق طورت اهلندسة املعمارية

من امليالد وقعت قسنطينة حتت سيطرة البيزنطيني، و على صعيد اهلندسة املعمارية 674و يف سنة

فإن اهلندسة البيزنطية متيت بالروحانية عن طريق إدخال عالمات املسيحية و تـبين الرسـومات

.الرمزية و آثار القديسني

و تتجلى األعمال البيزنطية خاصة يف البنايات الدينية اليت توفر جوانب العبادة املقدسة و تتلخص

.اليت تشغل موقع القصبة حاليا le captoleاآلثار البيزنطية خاصة يف بناء كنيسة

                                                            1 - Benidir Fatiha, opct 41 

اإلطار النظري

181  

:قسنطينة من احلكم العثماين إىل االحتالل الفرنسي - 2 -

فر املطاردون إىل املدن الساحلية للمغرب 1492مع سقوط اململكة اإلسالمية يف األندلس يف

أين ناشـد ..دلس،شرشال، مستغامن: أين طاردهم أسطول اإلسبان إىل غاية مدن سواحل اجلزائر

حكام اجلزائر اإلخوة بربروس ملساعدته لدفاع بالدهم ضد اخلطر االسباين، وقبل اإلخوة بربروس

اعدته لدفاع بالدهم بشرط قبول اجلزائريني سيادة العثمانيني، وذا أصبحت اجلزائر جزءا من ملس

.1اخلالفة العثمانية ممثلة باخلليفة اإلسالمي

قسمت البالد إىل ثالث بايلك من طرف حسن باشا بن خري الدين، بايلك الشرق، 1565يف و

و قد كـان البايـات " داي"باي يسمى بايلك الغرب و بايلك التيطري و على رأس كل بايلك

الدايات كلهم أتراك ، يتواجد الداي يف دار السلطان أما البايات فكانوا ثالثة يتواجدون يف كل و

.قسنطينة، املدية، وهران:عاصمة بايلك و هي

كانت قسنطينة هي األكثر أمهية و اتساعا و األكثر كثافة و نظرا خلصوصـيتها الدفاعيـة

لى الصخرة و الدخول إىل املدينة يتم من خلل باب القنطرة مشاال شرقا عـن طريـق تواجدت ع

.باب احلامة، باب جديد، باب الواد، باب اجلابية : جسر القنطرة باإلضافة إىل األبواب اجلنوبية

عنابة، قاملة، سكيكدة ، : أما القصبة فتحتل أعلى الصخرة و بإمكاا رصد الطرق من الشمال

.2و حييط باملدينة سور يعو جزء منه إىل العهد البيزنطي غال أنه دمر مع جيء االحتالل الفرنسي

                                                            1 ‐ Benidir Fatiha, opct, p 42 2 ‐idem,p43 

اإلطار النظري

182  

:خمطط املدينة يف العصر العثماين -

ططها يشبه إىل حد كبري املـدن مرتل، و كان خم 1700كانت تتكون املدينة من حوايل

. إسالمية ببنيتها املتجانسة، جتاور العناصر، الفصل الوظيفي-العرب

ومن الشمال الشـرقي القصبة ،توجد من الشمال الغريب t:تنقسم املدينة إىل أربعة أحياء أساسية

.باب اجلابيا، ومن اجلنوب الشرقي Tabiyaمن اجلنوب الغريب القنطرة أما

و قد كان توزيع املناطق السكنية يف هذه الفترة مبين على أساس إثين بدون ان تكون هذه املناطق

باإلضافة غلـى أنـه . مغلقة بشكل كامل تعرف من خالل هيمنة الغالبية اإلثنية على تلك املنطقة

الـيت مل حيددها أي حدود مادية مع باقي األحياء باستثناء بعض الدروب " حومة"تواجدت أحياء

يتم إغالقها كل ليلة و قد كان احلي اليهودي هو أكثر األحياء حتديدا و تفردا يتم حتديده مـن

أمـا العـرب .و ميارسون جتارة احللي " charaa" خالل املعابد كانونا يتمركزون خاصة حبي

املنطقة السفلى مـن املدينـة، " السويقة"من سكان املدينة يقطنون بشكل خاص %50فيمثلون

.1ميلكون الفنادق، احملالت، و العقارات

                                                            1 ‐Benidir Fatiha, opcit,p60

اإلطار النظري

183  

quartier deمن عدد السكان، يتواجدون يف حي الباي %25و بالنسبة لألتراك فكانوا ميثلون

bay.

عليه يتبني لنا التقسيم اإلثين كان عامال مهما يف تقسيم فضاء املدينة يف تلك الفترة باإلضـافة إىل

الديين كما مسح لكل طبقة مزاولة كل طبقة ممارسـاا بالنظام االجتماعي ،االقتصادي و أنه مسح

.1اإلثنية االجتماعية و

كما مسح هذا التقسيم أيضا يف تقسيم النشاط االقتصادي أيضا حيث احترف العرب الصـناعة

.احلرفية بكل أنواعها، بينما اهتم اليهود بالتجارة و األتراك كانوا إداريني و عسكريني

:األحياء و الشوارع -

يشكل البيت عنصرا مهما من عناصر الفضاء املعماري، و قد كان القسنطينيني يتجنبون بناءها يف

وعادة ما تنـتظم . مسارات األسواق و هذا لوضع املرأة مبعزل عن االختالط باألجانب و التجار

من غالبا ما كانت حتمل هذه األحياء اسم العائالت األكثر كثافة قدما derbالعائالت يف درب

...درب بن شريف، زنقة لعمامرة: حيث التواجد أو األكثر غىن أو األكثر كثافة مثال ذلك

، )الذي يعين الشـارع املظلـم ( زنقة درداف : كما ميكن ان يستلهم اسم احلي من طبيعة املوقع

.2سيدي جليس، سيدي راشد: أو اسم قديس أو مسجد أو زاوية مثل (la glissante )الزليقة

                                                            1 ‐ Benidir Fatiha,opcit,p62 2 ‐ idem,p63 

اإلطار النظري

184  

مثل كل البلدان اإلسالمية، كانت البيوت تنفتح داخل فناء مربع الشكل أو مستطيل يفتق :تالبي

أما القبو فيحتوي على . إىل االنفتاح على اخلارج باستثناء الباب وبعض الفتحات يف الطوابق العليا

.نافذة مزدوجة املشربية متكن املرأة من النظر إىل اخلارج من دون أن يالحظها أحد

نفتاح البيت من الداخل كان يسمح مبرور الضوء والشمس وجتديد اهلواء وممارسـة األعمـال او

املرتلية وهذا ما جنده غالبا يف املرتل البورجوازي الذي يعتمد على عناصر الديكور الثمينـة مـن

وعادة ما يقسم البيت القسنطيين البورجوازي حسب الوظائف فنجد . الفخار واخلشب املنحوت

:مثال

و هي جنا رب البيت:سرايا

وهي خمصص للضيوف و الزوار :بيت الضيف

خمصص لغسيل املالبس: بيت الصابون

القبو: الدهليز

وجزء آخر لتخزين احتياطي األطعمة من ) النساء( يف العلية خمصص إلسكان املوظفني :السالمات

1...أسرة، بطانيات، أواين النحاس:مجيع األنواع

                                                            1 .Benidir Fatiha, opcit, p66 

اإلطار النظري

185  

صغر حجما من البيت البورجوازي تستعمل فيه مواد بناء متواضعة مـن عيب فهو أأما البيت الش

الطوب، الطني افف تغطي اجلدران، و أرضية من اجلس و يغطى وسط الـدار بـاحلجر أمـا

صغري احلجم ال حيتوي على قبو و تتواجـد هـذه .الشرفات فمن النجارة و غرف البيت الشعيب

.1املنازل يف جنوب السويقة

:قسنطينة حتت االحتالل الفرنسي -

استوىل اجليش الفرنسي على أمـالك البـاي بدايـة 1837 أكتوبر 18مع سقوط قسنطينة يف

بالقصبة، قصر الباي و أيضا البنايات العمومية و اخلاصة، و مع إصدار تعليمة املاريشـال فـايل

vallée الشعب اجلزائري الشـيء اليت مسحت مبقامسة األوربيني املدينة مع 1844جوان 09يف

:وعليه فقد قسمت املدينة إىل قسمني.الذي أعلن عن تغري يف املمارسات الفضائية واالجتماعية

و يتضمن ) شارع فرنسا(جوان 19يتعلق باملنطقة املتواجدة غرب شارع : القسم األول -

.استوىل عليه األوروبيني... القصبة ، زقاق لبالط

.2حي فرنسا إىل السويقة الذي خصص إلقامة الشعب احمللي يتعلق بشرق: القسم الثاين -

و قد حاول الفرنسيون كسوة املدينة اجلزائرية بالطابع األورويب بإدخال تغيريات مهمة على النسيج

حبيث مت تعويض املنازل التقليدية بعمارات تنتمـي إىل ...املعماري عن طريق اهلدم و إعادة البناء

                                                            1 ‐ Benidir Fatiha,opcit,p66 2 ‐ idem,p 78 

اإلطار النظري

186  

و عمارات صغرية بطراز نيوكالسيكي و ميثل حي العريب بن مهيـدي، هندسة القرن التاسع عشر

.ديدوش مراد مثال واضح هلذه التغيريات

كما مت تغيري مسجد حسن باي و قصر أمحد باي إىل كاتدرائية ،و يف إطار لتحسني السري داخل

د الفاصلة الذي يشكل احلدو) حي فرنسا(جوان 19املدينة مت توسيع حي ديدوش مراد إىل حي

إال أن السويقة حافظت على خصوصية شوارعها . الفاصلة بني املدينة األوروبية و املدينة اإلسالمية

و قد اعمد الترقيم العددي يف تعريـف املنـازل و أصـبحت .الضيقة و امللتوية و ساحاا العامة

.الشوارع حتمل لوائح بامسها

كمن يف حقيقة أن أدخلت على املدينة لغة خمتلفة لقد كانت مسامهة التدخل الفرنسي يف قسنطينة ي

.1من العناصر املعمارية و التخطيط، حبيث بنيت لتوائم فعاليات اجتماعية جديدة كاملسارح

كما عمد املستعمر إىل هدم األبنية األصلية و هياكلها املادية و االجتماعية، باستبداهلا ببنية دخيلة

ل هذا كان منتظرا منها ضمن اخلطة املعتمـدة لطمـس اهلويـة على اتمع و ثقافته احمللية و ك

و استعانوا على هذا بتبين أسلوب العمارة الكالسيكية و عناصر الزخرفة و املنحوتات .القسنطينية

التصويرية و األروقة، و لقد كانت تدل مبانيها و عماراا علو وجود قوة و انتصـار الليبرياليـة

....و اجلبس و العناصر املعمارية كالتماثيل، السالمل ، الشرفات الرخاماستخدمت يف هذا على و

                                                            1 Benidir Fatiha, opcit,,p78  

اإلطار النظري

187  

:اخلطاب املعماري اهلندسي: املبحث الثاين

:ثنائية اخلطاب املعماري القسنطيين: املطلب األول

تقدم لنا مدينة قسنطينة صورتني متباينتني بشكل كـبري األوىل مكتسـبة مـن البنيـة

القرن التاسـع عشـر، و يف هـذا اجلـزء يتجمـع أكـرب التجمعـات االستعمارية مع حتضر

.اإلدارية،املدرسية و جزء مهم من املباين التجارية

إسالمي ، خصص جزء منها للسكن باإلضافة إىل املسارات اليت حتتضـن -و الثانية مرياث عريب

.األسواق و هي مسارات جد نشطة ما قبل استعمارية

:العمارة األوروبية -

حلي األورويب شكل االجتاه املستقيم، أما البناء االستعماري فيظهر بواجهة متتد إىل شرفات يأخذ ا

تنتهي بنوافذ واسعة مصنوعة من احلديد و يصل ارتفاع العمارات إىل ستة طوابـق سـامهت يف

.إخفاء الطابع التقليدي للمدينة

ي عرب املرور من فضاء منغلق أ عرب وو يكون مدخل هذا النوع من العمارات يكون بباب كبري

.1بيوت فردية سطح درج تتوزع حوله إىل فضاء منفتح وبعدها سالمل توصل إىل

                                                            1 -Ghanima Meskaldji, de la ville unique à la ville duale constantine au contact de la colonisation, in constantine une ville, des héritage, SD F Z Guechi,ed media‐plus, constantine2004,p135 

اإلطار النظري

188  

:العمارة العربية -

كانت تتميز البناءات العربية يف قسنطينة باحلرمة اليت كانت توجه البناءات و إنتاج الفضاء تتجلى

و يكون الدخول إىل . بنوافذ صغرية احلجمخاصة يف الشرفات اليت كانت حماطة بأسوار أو تنتهي

.البيت العريب القسنطيين مرورا بغرفة تعد الرابط أو االنفتاح على الفضاء اخلارجي

و العنصر املهم يف البيت العريب هو وسط الدار ينفتح على السماء و حوله تتمفصـل املكونـات

و هذا الفضاء حيوي .ضاءة و الشمساملختلفة للمرتل، و هو عنصر مهم لتنظيم احلرارة و منبع لإل

جل نشاطات املرأة و تتجلى هذه االستعماالت يف جل احملددات اليت تفرزها احلياة املشـتركة و

.العالقات التعدية ال ااورة

و عليه انطالقا من خالل هذين الثنائيتني ولد املرتل املختلط الذي حيتفظ بالبنية التقليدية و يستعني

.1ملتوارثة من البناءات االستعمارية يعين باتساع الفتحاتبالعناصر ا

                                                            1 ‐Ghanima Meskaldji, opcit, p141 

اإلطار النظري

189  

:بعض املعامل املعمارية القسنطينية: املطلب الثاين

مثل مجيع املدن العربية القدمية، تتميز مدينة قسنطينة بشوارعها الضيقة و امللتوية حماطة مبنازل عائلية

. ملتصقة الواحدة جبانب األخرى هي قلب و روح املدينة

:متلك قسنطينة أربعة عشر جسر و معرب، و من بني هذه اجلسور: اجلسور و املعابر - 1

يربط القصـبة 1912حوايل Arnaudinبين من طرف املهندس : جسر سيدي مسيد -

باملستشفى اجلديد و النصب التذكاري ، استعمل يف بنائه على احلديد ، و يقدر طولـه

.متر 168ب

اإلطار النظري

190  

1

القنطرةصورة متثل جسر باب

                                                            1 -Belbecha Mohamed Lamine, capacité de charge touristique au sein de la démarche du projet urbain pur une tourisme durable ,cas de Constantine, mémoire de magistère ,SD de DR :Aiche Messoad,université mentouri , juin201, p186 

اإلطار النظري

191  

وقد بين على أنقـاض اجلسـر 1792مؤسس من قبل صاحل باي : جسر باب القنطرة -

65، يبلغ ارتفاعـه 1864الذي بناه نابليون الثالث سنة 1857الروماين املتهدم سنة

.متر 705متر،أما عرضه فيبلغ 60متر و يقدر طوله ب

اإلطار النظري

192  

1

صورة متثل جسر بين مالح

                                                            1‐ Belbecha Mohamed Lamine,opcit p186 

اإلطار النظري

193  

متر 2.40متر وعرضه 125هو معرب للراجلني فقط، يبلغ طوله :جسر سليمان مالح -

استغرق بناؤه . يربط بني وسط املدينة إىل احملطة و يقع بني جسر سيدي راشد و القنطرة

.1925إىل غاية 1917من

اإلطار النظري

194  

1

صورة متثل جسر سيدي راشد

                                                            1‐ Belbecha Mohamed Lamine,opct,187 

اإلطار النظري

195  

لريبط 1912و 1908بني paul séjournéبين من طرف : جسر سيدي راشد -

بني وسط املدينة باحملطة، كان يعترب أعلى جسر يف العامل وقت تشييده، و بيلغ طول هذا

.متر 447اجلسر احلجري

اإلطار النظري

196  

1

                                                            1 ‐ Belbecha Mohamed Lamine,opct,p169 

اإلطار النظري

197  

:املساجد

لطاملا مسيت قسنطينة مبساجدها و نوعية التعليم الذي تقدمه، وعند قـوم العثمـانيني وجـدوا

.مسجدين مث قاموا ببناء ثالثة مساجد

يف شارع العريب بن مهيدي، جد مشهور خاصة بديكور احملراب و : الكبرياملسجد -

.1أبواا و التخطيط املميز ملنارا

سبب تسميته ذا االسم هو قربه من سوق الصوف، و قد بـين : مسجد سوق الغزال -

ممن قبل املغريب عباس بن علول جلول لصاحل الباي القسنطيين حسني أبـو 1708عام

نوعية بنائها متأثرة بالعقيدة الكاثوليكية، و قـام . Hussein abou koumiaكوميا

.1903، وقد اعترب من التراث احملمي منذ notre dame de Parisبتسميتها

                                                            1 ‐ Belbecha Mohamed Lamine,opct,p180 

اإلطار النظري

198  

1

صورة متثل مسجد سوق الغزال

                                                            1 ‐ Belbecha Mohamed Lamine,opcit,p181 

اإلطار النظري

199  

، 1922بـين عـام ex église sacré cœur كان كنيسة : مسجد االستقالل -

.مزيج بني اهلندسة املمارية القسنطينية و العربيةيتفرد براز معماري مميز، وهو

اإلطار النظري

200  

صورة متثل مسجد االستقالل

اإلطار النظري

201  

1

مسجد و جامعة للعلوم اإلسالمية، نصب تـذكاري عظـيم : مسجد األمري عبد القادر -

.بطراز معماري عريب إسالمي

                                                            1 - Belbecha Mohamed Lamine,opcit p 182

اإلطار النظري

202  

2- Le monument aux morts:

متر، وميثـل هـذا النصـب 200و حيتل سهل احلامة، أكثر من ديقع على صخرة سيدي مسي

.و هو يرمز لالنتصار 1918-1914 بالتذكاري تشريف لضحايا احلر

laيف أعلى هذا البناء متثال هو يف احلقيقة إعادة إنتاج لتمثال رومـاين مـن الربونـز و ينتصب

victoire de constantine وجدت من قبل العساكر عند التنقيب يف فناء القصبة و هذا

.اليا متواجد يف متحف سريتااملتحف ح

اإلطار النظري

203  

1

monument des mortsصورة متثل املعلم األثري

                                                            1 - Belbecha Mohamed Lamine,opcit ,p191

اإلطار النظري

204  

3- Tiddis : كلم عن وسط املدينة، هو موقع رائع على سطح صخرة عالية 30يبعد

هذه املدينة عرفت الغزو الروماين و وجت من قبـل إمسهـا . على مستوى جد مرتفع

، و هي مكان يوحي بالعظمة و قد صنفت كتراث حممـي منـذ tiddisالرببري

.م 1995

اإلطار النظري

205  

1

tiddisصورة توضح املدينة الرومانية

                                                            1 ‐ Belbecha Mohamed Lamine, opcit,p 178 

اإلطار النظري

206  

:قصر الباي -4

متر مربع بين من أمر من أمحد باي بـني 5100يشغل مكان سي احلواس و هذا املبىن الواسع من

".خطايب"و "احلاج اجلربي: "ببنائه، مزين بالرخام و اخلزفيات امللونة ، قام 1825-1828

يتواجد .بساتني 03صمم الفضاء الداخلي للقصر على شكل واحة منعشة يف الوسط باإلضافة إىل

نافذة تطل كلها على 13جناح الباي يف وسط القصر مما يسمح له بتلقي الضوء طيلة اليوم بفضل

.1البساتني

يه سالمل مصنوعة من الرخام، أما جدران القصر وليس بعيدا على البساتني هناك حوض تغوص ف

وكل هـذا التصـميم . وهو رحالة جزائري" احلاج يوسف"فتحمل رسومات جدارية مائية لـ

.تشكل حتفة معمارية تثري اإلعجاب لكل الزوار

                                                            1‐ Belbecha Mohamed Lamine,idem,p 180 

اإلطار النظري

207  

1

صورة توضح الفضاء الداخلي لقصر الباي

                                                            1 ‐ Belbecha Mohamed Lamine,opcit p180 

اإلطار النظري

208  

يف وسط املدينة يف سـاحة 1883و 1877أسس مابني : املتحف اجلهوي بقسنطينة -5

Brèche هذا البنـاء هـو جـوهرة . ، علة النموذج اإليطايل بطراز نيوكالسيكي

.Paul Gion هندسية للقرن التاسع عشر من تصميم املهندس الفرنسي

اإلطار النظري

209  

1

صورة متثل منظر خارجي للمتحف اجلهوي ملدينة قسنطينة

                                                            1‐ Belbecha Mohamed Lamine, idem,p 193 

اإلطار النظري

210  

باإلضافة إىل كل ما سبق هناك العديد من البناءات العامة اليت بنيت يف الفترة االستعمارية كفندق

ــة ــر العدالـــــ ــز الربيد،قصـــــ ــريتا، مركـــــ .ســـــ

  

اإلطار التطبيقي

اإلطار التطبيقي

210  

:اإلطار التطبيقي

يكتب الفضاء بتشفري رمزي يقتضي أن نتعامل معه خارج ماديته و ان نفهم معنـاه و أن

نقرأ داللته الرمزية اليت حتيلنا إىل ثقافة اجلماعة اليت تتمظهر يف هذا الفضاء املعاش يوميا من قبـل

ـ ة و شاغليه، فال ميكن للوصف أو املقاربات اإلحصائية أن تصنع فهما ال تقوله و تظهـره املدين

. خمتلف شوارعها و أمكاا

فمع بداية القرن العشرين انتشر يف ما يسمى بالطراز املعماري الكولونيايل يف اجلزائر، الذي أعطى

و هو نفس احلال بالنسبة ملدينة . هوية جديدة للمدينة اجلزائرية و ربطها بالفن املعماري األورويب

ة أوروبية يف جمملها، و بات النسيج املعماري العتيق قسنطينة اليت أصبحت معاملها توجي بأا مدين

.للمدينة حماصر من كل النواحي بعمارة هجينة انتشرت بشكل متسارع يف جسمها

فقسنطينة كغريها من املدن اجلزائرية مكونة من عدة أحياء و شوارع، و كل شارع له خصائصه

أدخلت على مدينة قسنطينة شارع العريب بن اليت يتفرد ا و تارخيه و من بني هذه التغيريات اليت

وهو عينة دراستنا ، حبيث سنقوم بقراءة هذا الشارع قراءة سيميائية و سنحاول تأويـل مهيدي

.العناصر اهلندسية هلذا الشارع

و قد اعتمدنا على مقاربة روالن بارث اليت تقوم على القراءة التعيينية مث القراءة الضـمنية ، و

إىل أن مستوى التعيني يف اهلندسة املعمارية هو الوظيفة اليت أنشأت من أجلها إمربتو إيكوقد أشار

البناية، أي الغرض أو املنفعة اليت يؤديها هذا البناء لساكنيه و لكن ال تتوقف وظيفـة اهلندسـة

.املعمارية على الغاية االستعمالية إذ أا الوظيفة األولية للعنصر املعماري

اإلطار التطبيقي

211  

:ةالتعييني القراءة

موفولوجية الشكل املعماري داخل مدينة قسنطينة و حبي العريب بن مهيدي خاصة يأخـذ

. هوية مزدوجة بني االنتماء اإلسالمي املغاريب و كساء أورويب فرنسي

و شارع ) شارع فرنسا سابقا( جوان 19شارع العريب بن مهيدي يقع بني شارع و بداية، فإن

فمع دخولك .وميتد من باب القنطرة إىل ساحة أول نوفمرب وفق اجتاه مستقيم أفقيمرمي بواثورة ،

هلذا الشارع الضيق أول ما تلمحه هو هذا الفضاء الذي يكتظ باملارة و يستحوذ التجـار علـى

الفضاء الرصيفي مشهرين بأصوام العالية لسلعهم املختلفة، غري تاركني لك اختيارا سوى املشي

.تاركا هلم مساحة الرصيف ملمارسة جتارم اليومية خلاص بالسياراتيف الطريق ا

ويتميز هذا الشارع ببناياته ذات الطابع املعمارية األورويب النيوكالسيكي الذي ظهـر يف ايـة

و قد بين لألوروبيني واليهود اجلزائريني البورجوازيني، التجـار،املوظفني أمـا .القرن التاسع عشر

.احلضرية) اآللة( وا خارج نطاق العملية العرب فقد كان

:و عموما الذي مييز اهلندسة الكالسيكية اخلصائص التالية

.الرومنسية، البساطة يف التصميم، اخلطوط احلادة و البناء احملكم

اختذت هذه اهلندسة املعمارية شعار الثورة الفرنسة شعارا هلا، أي التعبري عن العدل، و قد

تكريسا للمبادئ اليت تتغىن ا فرنسا و إلضفاء شرعية احلرية و املساواة و العدل واةاملساو احلرية

.املزعومة اليت لت ا احتالهلا للبالد

اإلطار التطبيقي

212  

أما البنايات املعمارية فتشكل واجهاا الغطاء اخلارجي للمبىن و العنصر الظاهر للعامـة يف البيئـة

تعرب عن الطابع املعماري ملنطقة معينة ، وهي أول مـا املعمارية ،إضافة إىل أا أقوى العناصر اليت

يقابل املشاهد ويطبع يف ذهنه مبا متثله من رسالة بصرية ذات معاين نابعة من القيم احملليـة و مبـا

.حيتويه من مفردات معمارية

اإلطار التطبيقي

213  

1

صورة متثل مدخل حلي العريب بن مهيدي من جهة اجلامع الكبري

                                                            1 ‐ www.constantine‐hier‐aujourdhui.fr/les imges/carte postales/rue nationales .htm 

اإلطار التطبيقي

214  

ومن بني هذه املفردات مادة الصنع، فعمارات شارع العريب بن مهيدي أو ما يعرف لذى

) الطـابوق (و الربيك pierreالقسنطينيني بالطريق اجلديدة اعتمد يف بنائها على خامة احلجر

هذه املادة اليت متتاز بسهولة التشكيل و البناء و العزل الصويت كون هذا الشارع مكتظا باألنشطة

. املمارسات التجارية و االقتصاديةو

. وكسوا باللون األصفر أو اللون األبيض platreأما الغالف فقد مت تغطيتها باجلبس

و متتد عمارات ذات طابع كولونيايل من ساحة أول نوفمرب إىل غاية باب القنطرة حيث نالحظ

سريع حبسب مسافات قصـرية تكرار األشكال مع احلفاظ على نفس اهليئة وامللمس وفق إيقاع

بينها حيث جند يف آخر الشاعر معلما معماريا يف الركن األمين من الشارع يكتسي طابعا خيتلـف

، إنه حيدث نوعا من القطيعة هي ليست قطيعة زمنيـة عن تلك العمارات اليت تتميز باالستمرارية

ها قطيعة مع أسوب خيتلـف بل على العكس من ذلك هي امتداد ملراحل مرت على املدينة، و لكن

.متاما عنه و هو الطراز املعماري اإلسالمي

و تتسلسل هذه العمارات بطريقة أفقية بارتفاع متساو يصل إىل ثالث طوابـق باإلضـافة إىل

الطابق األرضي الذي خصص للممارسات التجارية أي دكاكني للممارسات التجارية املختلفـة

و تأخذ هذه البنايات شكال مسـتطيال ....سريع ، املالبس النسائيةكبيع لوازم اخلياطة، األكل ال

:على النحو التايل

اإلطار التطبيقي

215  

أما التفاصيل البنائية من شرفات و املساحات الفنية املتجلية يف الفتحات و احملـددات التشـكيلية

:مورفولوجيتها كالتايلاملختلفة فكانت

: الفتحات -

بالنسبة للشرفات فقد كانت مستطيلة الشكل دون حاشية ال يتجاوز حجمها حجم شخص واحد

مصنوعة من احلديـد تأخـذ garde corpsذات نوافذ شفافة، و حييط بالشرفات عوارض

. زخارفها شكل أزهار

:مت طالؤه باللون األسود على النحو التايل و قد مت طالء النوافذ باللون الرمادي أما السياج فقد

اإلطار التطبيقي

216  

منوذج ألشكال النوافذ يف شارع العريب بن مهيدي

اإلطار التطبيقي

217  

أما األبواب فكانت ذات شكل بسيط مستطيل مع خطوط مستقيمة مصـنوعة مـن اخلشـب

:الفاخر، ومنحوت بتصاميم هندسية أو نباتية غالبا ما تكون بفتحة واحدة على النحو التايل

ألحد أبواب احليصورة

اإلطار التطبيقي

218  

اإلطار التطبيقي

219  

:التزيني -

شكل و تصميم البنايات جد بسيط و كما سبق ذكرنا فهي تنتمي إىل العمارة النيوكالسيكية اليت

تعتمد على البساطة يف التصميم و عدم االعتماد بشكل كبري على العناصر الزخرفية و التزيينية إال

:ان هذا ال ينفي وجود بعض العناصر التزيينية منها

و هي عبارة عن عصائب بشكل أفقي مصـنوعة مـن اجلـبس les bondeauxالعصائب

.وظيفتها تبيان احلد الفاصل بني الطوابق و النوافذ و بني البنايات ااورة

كما يوجد يف الفضاء الفاصل بني النوافذ و الشرفات أعمدة مرسومة أو منحوتة حتت أشـكال و

فنادق الفرنسية أو الفن اليوناين و الشكل التـايل يوضـح مـا أمناط متكررة مستنبطة إما من ال

:ذكرناه

اإلطار التطبيقي

220  

صورة توضح أشكال التزيني على النوافذ

اإلطار التطبيقي

221  

: Les consolesاإلفريز •

والشـكل أو املرتلقة قليال إىل اخلارج، filantsعنصر تزييين يستعمل بكثرة يف الشرفات املمتدة

الشكل الدائري و تكون حمدبة إىل أعلى تأخذ شكل أغصان األكثر شيوعا و األكثر استخداما هو

.و أوراق الشجر

• Les mascarons :

هو تزيني يتوسط عادة القوس احمليط بالباب اخلارجي للعمارة، يف شكل إنسان تارة يكون خميفا و

.تارة مجيل الوجه

اللون األصفر و األبيض أما األلوان فقد فهناك تباين يف العمارات بني عمارات صبغت مبزيج بني

.و بني بنايات أخرى مت طالؤها باللون الرمادي و األبيض

و متتد هذه العمارات حىت نصل إىل معلم معماري خيتلف عن ذلك الطراز األورويب ، إنه جامع

:إسالمي يتوسط هده العمارات و يالصقها من اليمني و اليسار ، ويعرف باجلامع الكبري

اإلطار التطبيقي

222  

1

19الكبري يف عهد االستعمار يف القرن صورة للجامع

                                                            1 ‐ www.constantine‐hier‐aujourdhui.fr/les images/cartes postales/grand mosquée.html 

اإلطار التطبيقي

223  

1

صورة حديثة للجامع الكبري

                                                            1 ‐www.constantine‐hier‐aujourdhui.fr/les images/cartes postales/grand mosquée.html 

اإلطار التطبيقي

224  

ها الطوب، الرمل، اجلري و اخلشب، قد استعمل يف بناء هذا املسجد العديد من اخلامات منو

ميالدي بناه حممد أبو على 1136ه املوافق ل 530هو ينتمي إىل طراز اهلندسة احلمادية بين يف و

.األمري حيي بن القيم ن إال أنه عرف الكثري من التغيريات و عمليات الترميم البغدادي يف عهد

يتميز هذا اجلامع مبنارته املستطيلة املمتدة إىل السماء باجتاه عمودي على الطراز املغاريب، و هـي

.اجلزء األكثر وضوحا يف املسجد، زينت واجهتها بأشكال هندسية مربعة أو جنمية الشكل

.نارة يف آخرها بثالث كرات ذهبية و هالل فتحات صغرية تأخذ أشكاال مستطيلةو تنتهي امل

:وللمنارة وظائف متعددة منها

.اإلشارة على وجود مسجد، خاصة بالنسبة لعابري السبيل، فاملسجد هو بيت اهللا -

تقوم بوظيفة إرجاع الصدى، حبيث يكرب الصوت و يسهل على مجيع املصلني مساع -

.اآلذان

اإلطار التطبيقي

225  

1

صورة متثل منارة اجلامع الكبري

                                                            1 ‐www.constantine‐hier‐aujourdhui.fr/les images/cartes postales/grand mosquée.html 

اإلطار التطبيقي

226  

، فنجد النوافذ على شكل أقواس مدببـة كالفتحاتأما فيما خيص احملددات التشكيلية األخرى

.باإلضافة إىل فتحات صغرية على واجهة املنارة مستطيلة الشكل تسمح بدخول اهلواء والضوء

أما بالنسبة ملدخل اجلامع فهو عبارة عن باب ضخم مصنوع من اخلشب الفاخر املنحوت بطريقة

.حملية استعمال األشكال اهلندسية و النباتية

اإلطار التطبيقي

227  

صورة توضح املدخل الرئيسي للجامع الكبري

اإلطار التطبيقي

228  

و هي مثال Mederssaوغري بعيد عن اجلامع الكبري يف آخر الطريق تتراء لنا املدرسة

، و قد مت بناؤه P Bonnelومن تصميم املهندس néo- mauresqueللتراث املغريب

بواجهة بسيطة بال زينة إال أا وفق طراز ليس بالغريب عن الطراز احمللي 1909-1906بني

الـيت ...تزخر من الداخل بالزخارف و املنحوتات من مواد خمتلفة كاخلشب السرياميك،الرخام،

.طي املدرسة فخامة و أناقةتع

فالواجهة الشمالية الشرقية اليت متثل املدخل األمامي الرئيسي بباب ضخم حييط به قـوس

و كل هذه .، و فتحات صغرية احلجم مغربية التصميمنصف دائري ضخم بأشكال زخرفية عربية

تسيطر على حمـوره ناصر املعمارية ختضع لعناصر هندسية ذات هوية عربية بأسلوب بسيط،و عال

املركزي قبة كبرية و حتيط ا قبب صغرية و قد صممت هذه املدرسة وفقا لروح النمط اجلديـد

.يف تلك الفترة

اإلطار التطبيقي

229  

1

صورة للمدرسة يف العهد االستعماري

                                                            1 ‐www.constantine‐hier‐aujourdhui.fr/les images/cartes postales/le mederssa.html 

اإلطار التطبيقي

230  

1

صورة حديثة للمدرسة

                                                            1 ‐www.constantine‐hier‐aujourdhui.fr/les images/cartes postales/la mederssa.html 

اإلطار التطبيقي

231  

-Araboالعـريب الواجهة اجلنوبية فتشكل خليطا بني الطراز األورويب و الطراز املغـاريب أما

mauresque اليت تتنوع بني نوافـذ النوافذ، بشكل مربع بسيط بواجهة مثقلة بالفتحات و

بسيطة مربعة الشكل و نوافذ بطراز عريب إسالمي

صورة توضح الواجهة اجلنوبية للمدرسة

اإلطار التطبيقي

232  

1

صورة توضح الواجهة اجلنوبية للمدرسة

                                                            1 ‐www.constantine‐hier‐aujourdhui.fr/les images/cartes postales/la mederssa.html 

اإلطار التطبيقي

233  

اللون األصفر ككسـاء جلـدران املدرسـة ، و بالنسـبة و بالنسبة لعناصر التزيني فقد استعمل

للزخارف فقد انتهج املصمم الزخارف النباتية و اهلندسية تتكون هذه الزخارف غما من عناصر

نباتية متداخلة و متناظرة بصورة منتظمة أو أشكال هندسية متنوعة من دوائر مربعات، أشـكال

ــية ــية وسداسـ ــدخل ... مخاسـ ــب و مـ ــا القبـ ــت ـ ــةزينـ .املدرسـ

باإلضافة إىل اخلطوط املتكررة واملتجاورة ، و مت االبتعاد عن تصوير الكائنات احليـة مبـا فيهـا

.اإلنسان

و بالنسبة لقبب املدرسة، فالقبة الكبرية اليت تتوسط سقف املدرسة فكستها فسيفساء يغلب عليها

.لون األخضر اللون األزرق فيما كانت القبتان ااورتان مزحرفة بفسيفساء بال

اإلطار التطبيقي

234  

صورة متثل القبة الرئيسية للمدرسة

اإلطار التطبيقي

235  

:القراءة التضمينية -

:املباين االستعمارية - أ

اختذ تصميم شارع العريب بن مهيدي اجتاها مستقيما يوحي باالتزان و االجتاه الواضح ، ومـا

هـي يالحظ على البنايات وخاصة تلك البنايات ذات الطابع املعماري األورويب أـا اختـذت

األخرى اجتاها مستقيما مع احلفاظ على نوع من التشابه يف الشكل و اهليئة وفق إيقاع سريع، مما

.يدل على االمتداد و االستمرارية مرتبطا بتحقيق نوع من احلركة و اجلاذبية م خالل التشابه

ر كمـا و من ناحية الشكل فقد اختذت هذه املباين شكال مستطيال و هو الشكل الرمزي لالستقرا

.حييل إىل نوع من العمق يف علوه و عرضه و هو على هذا األساس يساءل معىن الشمولية أيضا

أن هذه البنايات ذات الطابع الغريب عن الطابع احمللي املعهود من قبل سكان املدينة إمنا هي رمـز

رية، هذا الفـوز جيسد الفخر باالنتصار و الغلبة اليت حققها االستعمار بدخوله إىل األراضي اجلزائ

الذي مينح املستعمر بفرض عاداته و ثقافته و ممارساته اليومية على البلد املنهزم و اليت ترمجت حىت

. يف تشييد هذه العمارات الغريبة عن املنازل األرضية و احلارات الضيقة و املسارات امللتوية

مع البنايات العربية ااورة و قد عمدت فرنسا إىل بناء هذه العمارات بارتفاع كبري مقارنة

ذلك ألا أرادت طمس اهلوية العربية و اإلسالمية للمدينة من خالل عمارات بـثالث طوابـق

تزاحم املدينة العربية، و حتيل إىل هوية جديدة أوروبية و فرنسية بالدرجة اليت حتمل معاين احلريـة

ية واملسلمة اليت تتميز باحملافظة باإلضافة إىل ابتعادهـا االنفتاح على خالف اهلوية املعمارية العربو

اإلطار التطبيقي

236  

عن التطاول يف البنيان تنفيذا ألوامر الدين اإلسالمي وهذا ما يعلل أن كل املباين التقليدية يف تلك

.الفترة هي مباين أرضية

ثة لـه قيمـة ن الرقم ثالثة ليس بريئا متاما بل أنه حيمل معاين ضمنية تتمثل يف أن الرقم ثالكما أ

رمزية يف الديانة املسيحية أال و هي رمزية الكمال اليت متيز ثالث فضائل الهوتية باإلضـافة إىل أن

:هذا العدد جيمع الكلمات الثالث املعربة عن شعار الثورة الفرنسية

احلرية-

املساواة-

اإلخاء-

.و يتجلى هذا بشكل واضح يف عدد طوابق هذه البنايات

:الفتحات -

بالنسبة للشرفات فقد كانت ضيقة طويلة مما يعطي البناية مظهرا رفيعا و أنيقا ، متيـزت بامتـداد

باإلضافة إىل أا صممت مبقاييس ضـيقة حبجـم . عموديا مما يعطي القطيعة مع العامل اخلارجي

متجـد اليت تتميز ا احلضارات الغربية الـيت ةاالنسان ، و هي ذا توحي باخلصوصية والفر داني

وقد أحيطت بعوارض على شكل أزهـار لتكسـر الرتابـة . الفرد و احلرية الفردية على اجلماعة

.البساطة املطلقة اليت طغت على البناءات من خطوط مستقيمة و أشكال بسيطةو

واستعمل الزجاج الشفاف يف النوافذ األمر الذي يسمح بدخول الضوء إىل الداخل و يكرس مبدأ

.مع العامل اخلارجي و االنفتاح الذي حييل إىل مبادئ و خصوصية الثقافة الغربية و قيمها التواصل

اإلطار التطبيقي

237  

لكنها أيضا قد تسهم بكسر االستقرار و البساطة بإخفاء نوع مـن الظهـور و االنكشـاف و

. التجاذب الشخصي بني الداخل و اخلارج

يعرف من الواقع مـن النصـوص، ان فأحد أقدم املدلوالت للباب أنه رمز لعدالة و : األبوابأما

.من قبل أسود ةاألحكام كنت تصدر أمام أبواب املعابد و القصور، وهي بذاا حمروس

للباب و هو مـز القـوة رو يف فرنسا كانت العدالة تصد أحكامها أمام أبواب و هنا مدلول آخ

1.حبيث يقال أن الباب العايل إشارة إىل القوة و العظمة

إىل أن األبواب أساسا متثل رمزا للعبور من عامل خارجي عام إىل عامل آخر داخلي باإلضافة

أكثر خصوصية عن السابق، ال بل و حىت رمزا لالتصال، و غالبا ما ترد مسألة العبور من البـاب

الضيق متالصقة مع فكرة و معىن االمتحان،على العكس من العلو و العظمة اليت متيزت ا أبواب

ت الكولونيالية يف شارع العريب بن مهيدي إمنا هي يف احلقيقة ترمز إىل القوة و االنتصـار البنايا

الذي حققته الدولة املستعمرة، حبيث أرادت من خالله أن ختلق نوعا مـن االنفتـاح واالنبـهار

أي املعمرين، و هذا على خالف السكن التقليدي العريب اليت غالبـا مـا : لساكين هذه العمارات

.ون أبوابه صغرية و تضطرنا إىل االحنناء داللة على اخلصوصية و احلرمة تك

و لقد وضعت على أعلى األبواب أشكال خميفة أو حيوانات نفترس و هذا رمزا للحمايـة

من األرواح الشريرة، فقد كان يعتقد بأن هذه األشكال املخيفة متنع األرواح الشريرة من الدخول

.ها منهاإىل املرتل و حتمي ساكني

                                                            

،سوريا 1، ترجمة عبد الهادي عباس،دار دمشق، طالفن ،األديان، الحياةالرموز في فيليب سيرنج، -1  415، ص 1992

اإلطار التطبيقي

238  

:األشكال و اخلطوط

احملددات اخلطية و الشكلية ال تكتسب معانيها إال من خالل الصيغ الشكلي اليت حتتويها،

و قد كان اخلط املستقيم و الشكل املستطيل األكثر استخداما إن مل نقل الوحيـد يف العمـارات

و الصالبة و قد كان البد من االستعمارية، و هذا يوحي بنوع من القوة و الشموخ و االستمرارية

كان ال بد عليه ترك مثـل دت مع دخول املستعمر أرض الوطن وهذا كون هذه البنايات قد شي

.هذه االنطباعات النفسية على الشعب اجلزائري

باإلضافة إىل هذا فما جيذب االنتباه إىل أن بنية العمارات جاءت عمودية و مت كسر عموديتـها

يشكل تقاطعهما شكال هندسيا هو الصليب و هو الرمز الصلييب األكثـر خبطوط مستقيمة حبيث

.ةروف يف الديانة املسيحيعمودية وهو الرمز املع

و يرتبط هذا النمط باألحداث السياسية و التارخيية يف تلك الفترة، فهـذه البنايـات مت

ويـة يف التصـميم تشييدها من طرف املستعمر الذي أعطاها هويته و ثقافته حبيث جسد هذه اهل

:املعماري النيوكالسيكي ، فهذه العمارات حتيل إىل داللتني بارزتني

األوىل حتيل إىل معىن عام هو نفوذ وسيطرة السلطة الفرنسية اليت حاولت أن تعرب عـن االنتمـاء

.املطلق و الشخصية األوروبية مكان العربية اإلسالمية

ملرحلة التارخيية يف حياة املدينة و هي مرحلـة االسـتعمار الثانية هي مرتبطة باملعىن األول و هي ا

الفرنسي اليت أعطت املدينة بشكل عام و الشارع بشكل خاص صورة جديدة و لبـاس جديـد

اإلطار التطبيقي

239  

يتناقض مع النسيج املعماري احمللي و الذي جاب معه تقاليد و عادات و سلوكات غريبـة عـن

.املنطقة

:اجلامع الكبري - ب

مكونات اتمع اإلسالمي و من أبرز املؤسسات و املعامل اإلسالمية، فاجلامع تعترب املساجد من

حيمل معىن اجلمع و هو من اجلماعة، و هو رمز النفوذ األكثر أمهية يف اإلسالم ، فعنـدما نقـول

.مسجد جامع فهو حيمل داللة املسجد الكبري

، فهي املكان الذي يتصل به املسـلم و حتمل املساجد معىن فضاء التعبد و التعلم و التقرب إىل اهللا

بربه مخس مرات يف اليوم، يناجيه بلسانه و قلبه و يستلهم منه اهلداية و القوة وهي علـى هـذا

فمسجد احلـي هـو بدايـة . األساس تشمل العديد من املعاين املرتبطة أساسا بالتعامل اإلسالمية

ي و الصالة، و هو من أقوى الروابط اليت التعارف و التآلف و مداومة اللقاء يف جو املسجد الروح

فمسجد احلي هو بداية التعارف و التآلف و مداومـة اللقـاء يف جـو .تربط بني مجاعة املسلمني

.املسجد الروحي و الصالة وهو من أقوى الروابط اليت تربط بني مجاعة املسلمني

سالم و املسـلمني مث فالغالب أن املسجد بين لغرض نفعي مث روحي، فاملراد منه محاية اإل

، ومن هنا تتبني لنا التعددية ...توسع إىل حمل للعبادة و التعليم و مالجئ لعابري السبيل و الغرباء

الوظيفية اليت يتمتع ا املسجد كمركز روحي، بيت مال املسلمني، ملجأ يلوذ به عابري السبيل،

...مركز للقضاء

اإلطار التطبيقي

240  

:املئذنة -

التربيع و هي عالمة أيقونية إذ أا أكثر ما جيذب االنتبـاه يف املئذنة هي مضلع قريب إىل

هذا املسجد هو منارته أو مئذنته العالية املمتدة باجتاه السماء، اليت يف احلقيقة تظهر الثروة والوجود

و كأا ترسل دعوات للمتلقني إىل تأمل امللكوت، إـا عاإلسالمي، و توحي بالسمو و االرتفا

عبادة و التسبيح و ختلي النفس عن عامل الدنيا و اجتاهها حنو عامل اخلـري و السـعادة دعوة أيضا لل

:هو العامل األزيل و أما الكرات الثالثة فهي ترمز إىل العوامل الثالثة و

عامل السماوات أي عامل اجلربوت -

العامل الوسيط أي عامل امللكوت -

عامل األرض أي عامل امللك -

ئها الداللة على املذهب املالكي ذلك ان املئذنة املربعة الشكل تدل علـى وقد روعي يف بنا

.على عكس املآذن املستديرة اليت تدل على املذهب احلنفي أي متبعي املذهب املالكي املوالك

و من هنا يتضح لنا ان للمئذنة مدلول ديين كشكل معماري يرتبط بعالمة اإلعالن علـى اآلذان

لعبادة اهللا من مثة فللمئذنة قداستها يف اإلسالم و مدلوهلا العميق فهـي للصلوات اخلمس دعوة

.تشهد بانتصاا يف السماء على الوحدانية اإلهلية

و يعرب اهلالل عن االنتماء للحضارة اإلسالمية، ذلك أنه لطاملا كان اهلالل هو رمـز اإلسـالم و

و حىت يف عصرنا حبيث يظهر اهلالل يف العديد شعار املسلمني يف رايام إبان الفتوحات اإلسالمية

اإلطار التطبيقي

241  

من اإلعالم الدول اإلسالمية و لطاملا اقترين الثقافة اإلسالمية بالقمر بفضل ظواهره املختلفة، فبـه

....يتم حساب أشهر السنة، رؤية هالل رمضان،

: الفتحات

عالية تسمح بدخول اهلواء و الضوء من أعلى مما يضفي جوا مـن الروحانيـة يف نوافذاستعملت

.الفضاء الداخلي للجامع، و حتيل الفتحات العليا إىل االجتاه الصعودي للسماء و الرغبة يف التصاعد

اجلامع فجاء يف شكل مهيب و عايل داللة على القوة ، مت حنت عليه جمموعة من األشكال بابأما

ية و النباتية مما يضفي نوعا من الفخامة و مل يتم استعمال أي نوع من التمثيـل الصـوري اهلندس

.للكائنات احلية على الباب ذلك ألن الدين اإلسالمي حيرم رسم الكائنات احلية

:احملددات اخلطية و الشكلية

دليـل جميةفاألشكال الننقشت على باب اجلامع جمموعة من األشكال اهلندسية أبرزها النجمية،

على ارتباط املسلم بالسماء و قد ذكرت يف آيات قرآنية متعددة و هذا ما دفع املعماري املسـلم

غلى استخدام التشكيالت النجومية املتنوعة للتعبري عن فكرته و فلسفته الداخلية،من بينها النجمة

ق، أما الشكل النجمي ذات الفروع الثمانية،فالنجوم هي رمز للبحث اإلنساين عن اإلله عن املطل

.الثماين فهو ناتج عن اندماج مربعني يعرب عن رمزية السماء و األرض

أما األشكال النجمية ذات الفروع اخلمسـة فهـي ترمـز إىل مرتكـزات اإلسـالم اخلمسـة

)إيتاء الزكاة، حج البيت،، إيقام الصالة، صوم رمضان الشهادتان(

اإلطار التطبيقي

242  

الدوائر املتماسكة و املتجاورة و اخلطوط و الشبكات املعقدة بنجوم مضلعة، ىل استعمال باإلضافة إ

فالدائرة هي رمز الكمال و االكتمال، فالدائرة هي دورة احلياة هلا صالت بالكثري من األشـكال

.كالشمس و القمر، و هي من القواعد اليت حتكم الكون

ازن و متكامل بالنسبة للمركز فاملسـلون بنـو أما املربع فيعد من أهم العناصر اإلسالمية ألنه متو

و بالنسبة للخطوط اخلارجية للمئذنة توحي بالسمو و االرتفاع و كأـا .الكعبة على شكل املربع

. تلفت أنظار التلقي إىل التأمل و التعبد باستمرار و هي تعطي االنطباع جبالل املبىن

:األلــوان -

الروح اإلسالمية فهي ذات داللة إسالمية و هذا ما يفسر اختاذهـا تعرب هذه اهلندسة املعمارية عن

أشكاال و ألوانا هلا عالقة بالروحية، فاأللوان املستخدمة يف اجلامع الكبري تتخطى عامل احلـواس و

.العقل إىل عامل الروح جمسدة خاصة يف اللون األخضر، األبيض واألصفر

نكسر أمامه أهواء النفس حبيـث يأخـذك إىل عـامل فاللون األخضر هو عنوان لقدسية املكان ت

فما استخدام اللون األخضر إال إحالة إىل السرمدية اإلهلية بواسطة الشعور الذي يولـده . سرمدي

.هذا اللون من سكينة و اجنذاب

وهو اللون الذي يعطي الشخصية املتفردة للفن اإلسالمي و العمارة اإلسالمية خصوصا، يـوحي

وقـد ورد اللـون . و طوعه حنو حقيقته و موطنه األول و هو عامل السعادة و اخلـري بسري العبد

:" األخضر يف القرآن الكرمي يف العديد من املواضع لريسم صفة اجلنة و الفائزين ا كقوله تعـاىل

اإلطار التطبيقي

243  

متكئني على رفرف :" و قوله أيضا، 21االنسان اآلية ..." عليهم ثياب سندس خضر من إستربق

.76الرمحن " حسان خضر و عبقري

اللون األصفر الذي ميثل لون الشمس الساطعة على بقـاع األرض، يـثري أن باإلضافة إىل

كما أنه رمز القوة و احلكمة .اإلحساس بالدفء و احليوية و يبعث اإلحساس بالفخامة و األمهية

مكانا للتعبـد و و احلب اإلهلي، و لطاملا اقترن ضوء الشمس بالنور و العلم ، فاملسجد ليس فقط

.لكنه أيضا فضاء لتلقي العلم و الدين الذي ينري حياة االنسان و خيرجهم من الظلمات إىل النور

أما اللون األبيض فمن أهم خصائصه القدرة على خفض قوة تألق أي لون إىل جانبه، فلطاملا اقترن

البياض هو قمـة النقـاء ف. بالسرور و الطهارة و هي صفة أهل اجلنة كما ورد يف القرآن الكرمي

الوضوح و الصفاء من الذنوب اليت تزول بالصلوات يف املسجد، فاملسجد أيضا على اعتباره بيت و

اهللا هو موطن الصالة اليت تغفر ا الذنوب و يتطهر العاصي من زالته مما يبعث يف نفسه السكينة

.يةفاللون األبيض حييل إىل معىن يتداخل مع القدس.التفاؤلو

إن هندسة اجلامع الكبري حبي العريب بن مهيدي ذات مرجعية إسالمية على الـرغم مـن

عمليات الترميم اليت حلقت به على خمتلف العهود ، إال أن مرجعيته اإلسالمية و العربيـة تظهـر

بشكل واضح و هي تدل على اهلوية اإلسالمية للمبىن و الرمزية الروحية اليت حييل إليها و يتضـح

.ا من خالل األشكال و األلوان و العناصر املعمارية املتميزة للهندسة املعمارية اإلسالميةهذ

فاجلامع الكبري ينفلت من فكرة العاقة بني االنسان و خالقه إىل مستوى العالقة بني الصورة و الرمز

.خصية املسلميف الفكر اإلسالمي و يؤكد على فكرة الربط بني العامل الدنيوي و عامل اآلخرة يف ش

اإلطار التطبيقي

244  

:املــدرسة -ج

أشكال املدرسة ليست بالغريبة عن احمللي رغم أا متت بناؤها من قبل املستعمر ، وترمز املدرسـة

لعظمة التعليم اليت كانت موكلة إليها يف تلك الفترة و هلذا فقد درس فيها العديد مـن العلمـاء

رمز التعليم يلتصق ا إضـافة إىل أـا اجلزائريني، أما اآلن فقد أصبحت ملحقة جامعية و مازال

أصبحت أيضا رمزا تارخييا يعرب عن قدرة هذه املدرسة على احلفاظ على تعاليم الدين اإلسـالمي

.اهلوية العربية للمجتمع القسنطيين يف تلك الفترة و الوافدين إليهاو

:الفتــحات

ليت كانت مكلة هلذا البناء ، يعلـو مدخل املدرسة جاء على شكل باب ضخم يرمز لعظم التعليم ا

هذا الباب قوس نصف دائري ضخم و مطرز بزخارف عربية و يرتكز هذا القوس على أسطوانتني

.تنطلقان من مستوى األرض

فالبنسبة للمخيال الروماين األقواس اليت تعلو األبواب هي أقواس تشريف و هلا مدلول ديين يقـنت

.الرومانية القدمية احلربية الـيت تعـين العبـور إىل النصـر أو اـد بقوس العبور من الديانة

أما يف الديانة اإلسالمية فهو ميز إىل القبة السماوية املستنة على أعمدة أرضية و يف كال احلـالتني

فإن للقوس رمزية دينية، وهو هنا قوس تشريفي يرمز إىل مرجعية املكان و يدعم فكرة تـدريس

سالمية و اللغة العربية ، و يرمز غلى عظمة املهمة اليت كانت موكلة إىل تلك املدرسة يف التعاليم اإل

.تلك الفترة

اإلطار التطبيقي

245  

: القــبة

ما مييز املدرسة هو القباب اليت تعلو املدرسة ، فالقبة كشكل هندسي لـه مدلولـه، إذ أن

أهل األديـان علـى أن البعض يعتب القبة متثيل للفضاء الرحب و السماء الواسعة، و هلذا حرص

جيعلوها يف املعبد ملا توحيه من املعاين الروحية اليت جاءت ا األديان املختلفة ال سيما تلك األديان

.1اليت توصف بالسماوية

األرض بالسماء و رابط الروح باملادة و مثال ذلك جند القبـة يوحي بالتصاقفشكل القبة

ا يف التاريخ اإلسالمي األمر الذي أعطى للقباب مدلوال السماوية ملسجد الصخرة اليت جتد قداسته

، وتظهر القبة معاين متعددة ترتبط مبعـىن الكمـال . تارخييا يرتبط بالديين و املقدسو حضاريا

العامل الروحي، و قد زينت القبة الوسطى بفسيفساء رخامية رائعة ملونة بـاللون و ترمز للسماء و

.حتيط ا قبتان مزخرفتان بفسيفساء من الرخام باللون األخضر األزرق و هي القبة الرئيسية و

لقد حاول املستعمر تبين منطا زخرفيا يعكس احمليط احمللي الذي تنتمي إليه املدرسة وهو الـنمط

الزخريف املغاريب،إال أنه عمد إىل إدخال بعض األشكال و احملددات املعمارية اليت هلا الصلة الكبرية

ويب، حبيث مازج بني استعمال نوافذ ذات أسلوب إسالمي و بني نوافذ بسيطة مربعة بالطراز األور

.الشكل خاصة يف اجلهة اجلنوبية الشرقية و هي اجلهة اليت تقابل مدخل املدينة باب القنطرة

                                                            ، رسالة ماجستير في علوم دراسة تحليلية سيميولوجية لمنمنمات محمد راسم ،ةداللة الصورة الفنيإيمان عفاف، -1

 126، ص2005اإلعالم، اإلعالم و االتصال،إشراف د مخلوف بوآرح، جامعة الجزائرن آلية العلوم السياسية و

اإلطار التطبيقي

246  

:احملددات الشكلية و اخلطية

ولـت فرنسـا تشكل واجهة املدرسة خليط بني الطراز األورويب الطراز املغاريب و لقد حا

إتباع هذا اخلليط يف بناء املدرسة إليصال رسالة مفادها ان فرنسا ليست هنا لالستعمار و إمنا لنشر

العلم التعليم مع مراعاة اخلصوصية واهلوية اإلسالمية و املغاربية للمنطقة وهذا لكسب ثقة الشعب

األشكال و اخلطوط بتعزيز اجلزائري و ضمان انصياعه حتت راية السلطة الفرنسية، و لقد سامهت

:باإلضافة إىل بعض األشكال ك. هذه املعاين، فاخلطوط العمودية توحي باالنضباط وااللتزام

: اهلالل -

جند اهلالل على القبة الكبرية اليت تتوسط سطح املدرسة، فاهلالل معناه و مدلوله كرمز إسـالمي

اهلالل كان يرسم على آيات املسـلمني يف بارز يرتبط به التقومي اإلسالمي، و يذكر املؤرخون أن

عهد الرسول عليه الصالة و السالم، كما أم نقشوا اهلالل على نقودهم يف عصر اخلليفة عمـر

رضي اهللا عنه، لكن جيمع املرخون على أن اهلالل مل يعد شعارا للمسلمني إال يف عهـد الدولـة

.1العثمانية

                                                            127، مرجع سبق ذآره،صإيمان عفاف -  1 

اإلطار التطبيقي

247  

:املثلث -

زينت به أعلى اجلدران اخلارجية للمدرسة، و املثلث املتسـاوي قد هو املثلث متساوي الساقني و

يف املسيحية حييل إىل قاعدة الثالوث املقدس فهو رمز مسيحي بالدرجة األوىل الساقني

:النجمة -

هي النجمة السداسية و لكنها نزعت ووضع مكاا عبارة ملحقة جامعة منتوري، النـدوة

و النجمة السداسية هلا مدلول ديين يقترن بالديانة اليهودية اليت تعرف بنجمـة نية للجامعات،الوط

متثل ميالد النيب داوود أو 6و هناك روايات تقول أن الرقم »خامت سليمان«وتسمى أيضا داوود

للشـكل و استنادا أيضا لروايات غري موثقة أن النجمة السداسية هي متثيـل .زمان اعتالئه العرش

املثلث للهرم املصري الذي حييل إىل العبودية و سلطة الفرعون، فيما أن اهلرم املقلوب هو اخلروج

عن هذه السلطة، و عليه فاندماج هذين املثلثني يرمز لتحري اليهودية من العبودية اليت عانوهـا يف

.مصر

فالناظر هلذا البناء و خاصة قبل نزع النجمة السداسية و تعويضها بالعبارة السابقة الذكر جنـد أن

و كأنا حتاول أن ترمز ) إسالمية، أوروبية، دينية(هذه املدرسة محلت رموزا لثالث هويات خمتلفة

ين عقب االحـتالل إىل التنوع الديين يف مدينة قسنطينة من املسلمني، اليهود، و املسيحيني الوافد

.الفرنسي للبالد

اإلطار التطبيقي

248  

يتضح لنا أن املستعمر الفرنسي تبىن مزجا بني الطراز العريب اإلسالمي و الطراز األوريب و حـاول

أن يرمز إىل فكرة مفادها ازدواجية اهلوية اجلزائرية، فاجلزائري له امتداد إسالمي عريب و لكنه أيضا

.له حاضر فرنسي أورويب

اإلطار التطبيقي

249  

:وانــاألل

اليت تؤديها املدرسـة و ةاستعمل اللون األخضر يف قبة املدرسة و هذا إحياءا بفكرة الوظيف

.هي تدريس اللغة العربية و التعاليم اإلسالمية و هذا متاشيا مع ثقافة اتمع اجلزائري و هويته

املدرسة يف أما اللون األصفر هو لون الشمس والذهب يعرب عن أمهية الوظيفة و الرسالة اليت تؤديها

..تدرسي اللغة العربية و الفرنسية باإلضافة إىل املواد األخرى كالشعر و الرياضيات

و قد تلونت القبتان الصغريتان باللون األزرق الذي يدل على السمو و العمق باإلضافة غلى أنـه

.اللون املفضل يف الديانة املسيحية

: التزيني -

ثقافية و دينية حبيث تترجم املثل العليا لإلسالم، فالزخارف لغة القباب بزخارف تقترن بقيم زينت

مجالية قوامها أشكال هندسية و نباتية اليت تتصف بأسلوب التجريـد و تعتمـد علـى التكـرار

والتشابك و التتابع يف هيئات خمتلفة من إفراد و تقابل و تعانق تتكرر بصفة منتظمة وفق طـراز

بالدميومة و األزلية تتخط عامل احلواس إىل عامل الروح حبيث تقتـرن هـذه مغاريب تركي توحي

.الزخرفات بالتجريد معربة عن قدرة اخلالق و اإلميان به

اإلطار التطبيقي

250  

:رمـزية االسـم

ختصيص االسم هو عمل ثقايف هام، و عندما يسند اسم على شارع معني فغن هذا الشارع

نية و مدلول معني لذى زائره و ساكنه أيضـا ، يأخذ شخصية معينة و األكيد انه مينحه صورة ذه

و عينة حبثنا هذا . فمعرفة امسه أو التلفظ به مينحه هذه الصورة و هذه الشخصية بل و حىت حياا

، لكنه يف املقابل حيمـل العريب بن مهيديحيمل اسم أحد شهداء الثورة التحريرية الكربى و هو

.اجلديدةالطريق امسا آخر مواز هلذا االسم و هو

فاالسم األول هو اسم رمسي وضعته السلطات اجلزائرية بعد االستقالل يف إطـار إعـادة

تسمية بعض الشوارع و املناطق و إضفاء الطابع اجلزائري و العريب حىت و األحياء، و هو حييل إىل

جلزائر من هو اسم الشهيد البطل الذي كان جاهد برفقة إخوانه ااهدين لتحرير او معىن أول

أيدي االستعمار،و هو الشهيد العريب بن مهيدي رمز الثورة اجلزائرية و األسطورة اليت أرهقـت

.املستعمر

هذا الشهيد الذي بالرغم من خمتلف أشكال التعذيب واالستنطاق اليت سلطت عليه إال أنه

هنا يربز مستوى ثان أن يأخذ منه أية وشاية أو اعتراف و ربقي وفيا لوطنه و مل يتمكن االستعما

.من الداللة و هو فكرة الشجاعة و الثمن الباهظ الذي دفعته اجلزائر لنيل استقالهلا و حريتها

فمن جهة اسم الشارع باإلضافة إىل وظيفة التسمية اليت ميدها هلذا الفضاء فهو إىل جانب يعرب عن

أعادوا هلذا الـوطن حريتـه و االنتصار و نيل االستقالل و الفخر ؤالء الرجال الذين بفضلهم

. سيادته املغتصبة

اإلطار التطبيقي

251  

أما االسم الثاين فهو ليس رمسيا منحته اإلرادة السياسية هلذا الفضاء و إمنا هو اتفاق اجلماعة

هذا بعد عمليات التدمري و إعادة البناء اليت أحلقت باملدينة مع وصول االستعمار الفرنسي و عليه

.البالد و استقراره فيها

ا االتفاق اجلماعي على منح هذا الشارع هذا االسم هو اتفاق اعتباطي عفـوي لكنـه يف إن هذ

فقد منحـت . احلقيقة يدل على التغيريات اليت أحلقت على هيئة فضاء املدينة و نسيجها العمراين

هذه التسمية من قبل العامة غداة التحوالت اليت حلقت باملدينة بعد االستعمار الفرنسي الذي عمد

. فتح طرق جديدة و إعادة التنظيم احلضري للمدينةإىل

اإلطار التطبيقي

252  

:نتائج التحليل

العمارة يف شارع العريب بن مهيدي هي انعكاس للفكر الفرنسي و هي تعبري عن مرحلة تارخيية - 1

حياة مدينة قسنطينة و اجلزائر، فهي شواهد دالة على مرحلة االستعمار الفرنسي و ما محله يف

حماولة لطمس الشخصية العربية و اإلسالمية و فرض قيمه حىت من خـالل معه من تسلط و

.التصميم املعماري

ملثل اإلسالم العليا إىل لغـة ةاهلندسة املعمارية اإلسالمية يف حي العريب بن مهيدي هي ترمج - 2

مجالية قوامها أشكال و مناذج تظهر يف هذا اإلبداع ، حبيث جتنـب املعمـاريون املسـلمون

.ير البشري الن الدين اإلسالمي حيرمهالتصو

جاءت النتاجات اإلسالمية حاملة لدالالت للروحي و املقدس فاختذت أشكاال و ألوانا امتدادا - 3

.للذوق و الفكر اإلسالمي حبيث تتالءم مع العقيدة السمحاء

بـني " ثيـة العالقة الثال"حتدد إحداثياا –املئذنة مثاال–فرمزية الشكل يف العمارة اإلسالمية - 4

الثقايف والبيئي واالجتمـاعي " املضمون"، والعنصر الثالث واألهم وهو "الوظيفة"و " الشكل"

وهذه احملددات الثالثـة ال . التارخيي الذي تفرضه طبيعة العالقة بني احملددات الثالثة" والظريف"

.واملضمون اهلويايت بل خيضع ناجتا لطبيعة التفاعل بني الشكل والوظيفة" ثابتا"متلي منطا وقالبا

اإلطار التطبيقي

253  

يتمظهر ماديا و مجاليا و بالتايل رمزيا يف واجهاـا املعماريـة، فكـل تاريخ مدينة قسنطينة - 5

اخلصائص و العناصر املعمارية اليت تتميز ا واجهات املباين يف شارع العريب بن مهيدي تلعب

.مارية بقسنطينةدورا تارخييا، دينيا، ثقافيا و مجاليا كشواهد تستحضره املعامل املع

اإلطار التطبيقي

254  

 :نتائج الدراسة

، ر ماديا و مجاليا و بالتايل رمزيا و يتجلى خاصة يف الواجهة املعماريةهتاريخ املكان يتمظ - 1

؛العمل املعماري ذو مضامني رمزية و هذا ما يدفعنا إىل النظر إىل التاريخ و مساءلتهف

يف اإلجيـايب تـاريخ و نشاط ال قراءة و تأويل اآلثار يعرب يف الواقع حيوية و جتديد التراث - 2

ميكية، حبيث متنح اهلندسة املعمارية زمخا دالليا و معرفيا؛ديناو حركية صبغة إعطاء

الصورة املعمارية تربز اهلوية املعمارية ألا مأوى لدالالت رمزية، غالبا ما يشـري لفكـرة - 3

فالعمارة طوعها االنسان معينة مستمدة من بيئة معينة و ثقافة معينة تواجد فيها هذا الرمز،

؛ملا ميكنه أن حتمله هذه الرموز يف توفري العديد من احلاجيات و تأكيد اهلوية

هناك تداخل بني التواصل بني ما خيتزنه الفضاء من ذاكرة يتجسد أسـاس يف معمـاره، - 4

الفضاء؛و ما يستقبله الزائر هلذا ةوتواصل مع اآلخرين عب ما حتيله هذه األعمال املعماري

معمار مدينة قسنطينة يكشف عن صفة االستمرارية و التطور اليت نسجت عمراـا و - 5

تشكيل فضاءاا؛

و لتفاصيل البنائية و املسـاحات الفنيـة ....العناصر املعمارية من نوافذ، أبواب، خطوط - 6

ميكن تطويعها ألداء أعراض رمزية مع احلفاظ على وظيفتـها ...املتجلية يف الشكل و اللون

باإلضافة إىل قيمتها االستعمالية هلـا ...األولية النفعية، فاألشكال و احملددات اخلطية و األلوان

دالالت تضمينية خمتلفة ترتبط بسياق ثقايف و اجتماعي و حىت ديين معني، و هذا ما الحظناه

اإلطار التطبيقي

255  

ن متتزج يف نسيجه املعماري املختلف الثقافة األوربية و اإلسالمية يف شارع العريب بن مهيدي أي

و حتمله هاتان الثقافتان من تناقض ، بني ثقافة ترتكز على الفردانية و املادية و ثقافـة متتـاز

. باجلمع بني املادة و الروح

بل تتسـع املعاين الرمزية لألشكال املعمارية ال تقتصر فقط على االرتباط بتقاليد حمددة ، - 7

لتشمل شبكة من الثقافات و احلضارات املتداخلة، وهذه هي احلال بالنسبة ملعمـار مدينـة

يف بناء هوية املدينة و صورها، فنجد معمار شارع قسنطينة أين تتداخل العديد من احلضارات

. العريب بن مهيدي خليطا بني اهلندسة املعمارية الفرنسية و اهلندسة املغاربية اإلسالمية

اإلطار التطبيقي

256  

خــــــامتة

العمارة هي من معامل املدينة و هي اليت تساهم يف تكوين صورنا الذهنية عن هذه املدن، ذلك

ان هذه البنايات اجلامدة تفيض بالكثري من النصوص اليت ترتبط بتجربة و بقيم ليس لساكنيها فقط

.و إمنا ملصممها أيضا

حي العريب بن مهيدي على وجه اخلصوص حيتـوي فالبنايات املعمارية يف مدينة قسنطينة و يف

على دالالت بصرية متعددة األبعاد، تقودنا املراحل التارخيية اليت مرت ا املدينة و اليت جتسـدت

يف نسيجها املعماري متعددة الطراز، جاء كحصيلة احلضارات اليت تعاقبت على هـذه املدينـة ،

ة مبفرداا اليت تعكس يف مظهرها الروح اإلسـالمية الـيت حبيث تتداخل العمارة اإلسالمية املغاربي

متزج بني املادي امللموس و الروحي احملسوس، تتداخل مع الطراز املعماري األورويب ، إن هـذا

.االمتزاج الذي يتمظهر ماديا و مجاليا يكرس فكرة استمرارية املدينة يف التاريخ و غناها املعماري

هذا احلي بني العالمات التارخيية الدالة على خمتلف احلقب التارخييـة حبيث تتنوع العالمات يف

اليت عرفتها املدينة على امتداد الزمان، فالعمارة هنا تقوم بوظيفة توثيقيـة لتـاريخ املدينـة ، و

.العالمات الثقافية و الدينية للروح اإلسالمية و ما تدعوه من تسامي الروح

فهذا التمازج أعطى لشارع العريب بن مهيدي هوية غري منفصلة عن جذور و تارخيهـا، تتعـدى

حبيث تتفاعل طرز و أساليب معمارية خمتلفة لتولـد .الروح، أي نقل الروح التارخيية علىالشكل

. تنــوع بــني التــارخيي و الثقــايف و الــدييننصوصــا تتقــاطع فيمــا بينــها، نصوصــا ت

  

قائمة المراجع

257  

قائمة املراجع

:الكتب 1

:بالعربية -

19851 5،مكتبة االجنلر القاهرة،طداللة األلفاظ:أنيس إبراهيم - 1

التوزيـع، ترمجة مليس فـؤاد اليحىي،األهليـة للنشـر و اللغة الصامتة، إدوار هال، -2

. 2007،األردن،1ط

ترمجة امحد الصمعني، املنظمـة العربيـة ،السيميائيات و فلسفة اللغة :إيكو إمربتو - 3

2005بريوت،نوفمرب 1للترمجةنط

.،القاهرة 1119، دار املعارففلسفة اجلمال: أمرية حلمي مطر -4

 احلميـد  عبد ترمجة )صورة‐نص(السيميولوجيا إىل مدخل ، آخرون و مرسلي دليلة - 5

1995اجلامعية،اجلزائر، املطبوعات بورايو،ديوان

، مجاليات الفنون وفلسفة تاريخ الفن عند هيجلرمضان بسطاويسي رمضان غامن، -6

 1996املؤسسة اجلامعية لدراسات النشر و التوزيع، لبنان،

  1988، 2، عيون املقاالت، الدار البيضاء طمجاليات املكانسيزا قاسم و آخرون، -7

258  

، منشورات احتاد كتاب النص و األسلوبية بني النظرية و التطبيقبن ذريل، عدنان- -8

 2000العرب،

.، دار البيضاء، األردنالداللة اللغوية عند العرب:عبد الكرمي جماهد -9  2008، اجلزائر 1ط،معاليم السيميائيات العامة، عبد القادر فهيم الشيباين -10

دراسـات ففـي الرمـوز و اللغـة و لترميـز ا لعبـة عبد اهلادي عبد الـرمحن، -11

2008 ،1ط ،االنتشار العريب، لبنان،األسطورة

  .1996، 1،دار الشروق،ط، فلسفة اجلمال و الفن عند هيجلعبد الرمحن بدوي -12

، التنوي للطباعة والنشر والتوزيع لبنان غاستون باشالر مجاليات الصورةد غادة اإلمام، -13

.2010ن1،ط

.مجعية اإلمتاع و املؤانسة،بدون بلدعرية، ، السيمياء الشفيصل األمحر -14

.2005،،اجلزائر1، منشورات االختالف، ط، معجم السيميائياتفيصل األمحر -15

، ترمجة عبد اهلادي عباس،دار دمشق، الرموز يف الفن ،األديان، احلياةفيليب سرينج، -16

1992،سوريا 1ط

رمحن احلصني ،جامعة ترمجة د حممد بن عبد ال أسس التصميم يف العمارة:ك و مسيثرت -17

1996امللك سعود للنشر العلمي واملطابع،الرياض

259  

، ترمجة فايز كم نقش،عويدات للنشر و التوزيـع و إشارات رموز و أساطري:لوك بنوا -18

  .الطباعة،بريوت

مدخل لتحليل ظاهرايت،املركز الثقـايف العـريب، :الشكل و اخلطاب حممد املاكري، -19

 1991،بريوت 1ط

.، جمدالوي للنشر و التوزيعالتشكيلي قراءة سيميائية، الفن حممد بالسم -20

يف فلسفة براديل مفهوم املكان والزمان يف فلسـفة الظـاهر حممد توفيق الضوى ، -21

  .منشأة املعارف، اإلسكندريةواحلقيقة،

، دار النهضـة العربيـة ،فلسفة اجلمـال يف الفكـر املعاصـر حممد زكي العثماين -22

 1981للطباعة،بريوت،

مركز دراسـات الوحـدة العربيـة ،السيميولوجيا االجتماعيةحمسن بوعزيزي، - -23

 2010يناير /،بريوت ، كانون الثاين1ط،

 2005 1،جامعة ديايل،بغداد ،ط،ألف باء التصميم الداخليمنري قاسم خلف -24

، ترمجة غمام عبد الفتاح إمـام،التنوير للطباعـة و ، هيجل فلسفة الروحولتر ستيس -25

 .2005،بريوت،3التوزيع،طالنشر و

 .1974 القاهرة، املعارف، دار ، املعماري التشكيل ،محوده حيىي -26

260  

، عدد من املؤلفني، سيمياء براغ للمسرح الفن كحقيقة سيميائيةيان ميوكاروفسكي، -27

دراسات سيميائية، ترمجة أوممي مورية، منشورات وزارة الثقافة، دمشـق، سـوريا،

1997 

،ترمجة عبد ايد نوسي، املركز الثقايف العربني بريوت، كون، سيمياء اليوري لومتان- -28

 .2011، 1ط

 

-بالفرنسية:

1- Bernar lamizet,pascal sanson ; les langages de la ville,

édition Parenthèse, Marseille, 1997

2- certus, une autre lecture de l’espace public : les

apports de la phycologie de l’espace, Lyon, 1999.

3- Edward T. Hall ; La Dimension cachée , traduit de

l’Américain par Améle Petita, éd de seuil, Paris, 1971.

4- Ghanima Meskaldji, de la ville punique à la ville duale

constantine au contact de la colonisation, in

constantine une ville, des héritage, SD F Z Guechi,ed

media-plus, constantine2004.

5- - Henri Lefevre, la production de l’espace, édition

Anthropos, paris, 1978.

261  

6- Karlheinz stierle ; La capitale des signes « Paris et son

discours » ,éd de maison des science de l’homme, paris. 7- Migne  Jean ;  représentation  et  apprentissage  des  adultes. 

Education permanente, N119, 1994

8- - Paul Henrie David ; Psycho analyse de l’architecture,

L’Harmattan, Paris, 2001

9- Philipe Fayeton, le rythme urbain : éléments pour

intervenir sur la ville ,l’harmatton 2000

10- Pierre Pelligrino, le sens de l’espace : l’époque et le

lieu, Anthropos ,Paris ,2010.

11- Vito Ahtik, l’Architecture : métaphore culturelle

d’une société, in Joseph Melançon, les métaphores de la

culture ,La presse de l’université Laval, Canada 1992.

:باإلجنليزية -

1- Umberto Eco, Function and sign :the semiotic of architecture,in

sign,symbols ansd architecture, Broadbent,Bonta,Jencks, ed jhone wiley

&wsons ,NY,1980

:اجملالت

،منشـورات سطوة املكان و شعرية القص يف السرد النسائي املغاريبد ابن السايح األخضر، -1

.2010جامعة مولود معمري، تيزي وزو، 6حتليل اخلطاب،العدد خمرب

262  

،يونيو52،جملة عالمات، العدد،شعرية املكان و الزمانحافظ حممد مجال الدين -2

2004 .

العام و اخلـاص يف البنيـة الفضـائية مرونة ،الطحالوي النعمان،رضوانحسام يعقوب -3

 .1،2009،جملة جامعة مشق للعلوم اهلندسية،العدداملعمارية

، جملـة إضـافات، شوارع بريوت بني الذات و املواجهة مـع اآلخـر : ستيفن سايدمان -4

 2009.،5العدد

،جملة اهلندسة العرف -الرمز كأداة تواصل يف منظومة النمطد عباس علي محزة آل كريزة، -5

.12،2008،العدد26و التكنولوجيا، الد

السـكن يف انثروبولوجيـة قراءة :الدار وسط إىل العتبة من الرمز سريورةعماد صولة، -6

العلـوم و يف االنثروبولوجيـة اجلزائريـة الـة إنسانيات، وهران، ،"التونسي التقليدي

 . 2005،28 عدد ، االجتماعية،

،األثر جملـة "الطيب صاحل"داللة املكان يف رواية موسم اهلجرة إىل الشمال كلثوم مدقن، -7

2005اجلزائر ،ماي ،جامعة ورقلة، 4اللغة و اآلداب، العدد

،جملة عالمات ، العدد ، سيميائيات البنايات املسرحيةمارفن كارلسن ترمجة عبد اهللا مالكي -8

،16.

 .05،2009،جملة إضافات العددسيميولوجيا مدينة تونسحمسن بوعزيزي، -9

263  

حممد الصغري غامن، قسنطينة عرب تارخيها القدمي، جملـة جامعـة منتـوري قسـنطينة ، -10

 .12،1999العدد

 . 32عدد ، جملة عالمات، إنشائية الفضاء يف الفينومينولوجياحممد حمسن الزارعي، -11

، دراسة ابستيمولوجية وتصنيف اللسانيات والسيميولوجيا والسيميوطيقاحممود إبراقن، -12

 .2،ج9خمتلف الدالئل،حوليات جامعة اجلزائر،العدد

املقصدية، جملة أيقونـات، ، حبث يف إشكالية سيميائية التواصل الفيننور الدين صدار، -13

 .2011، سيدي بلعباسن2منشورات سيما للبحوث السيميائية،العدد

قراءة انثروبولوجيـة يف السـكن :،سريورة الرمز من العتبة إىل وسط الدارعماد صولة -14

 .28التقليدي، جملة اال، العدد

 :املذكرات -

:باللغة العربية  

، مذكرة ماجستري يف علوم اإلعالم االشهارية،دالالت املكان يف الومضات أمحد بوخاري -1

جنمـة النقـال متعـاملي اهلـاتف بني مقارنة سيميولوجية حتليلية دراسة،لواالتصا

 2009إشراف د مسري لعرج،جامعة اجلزائر،كلية العلوم السياسية و اإلعالم،وجيزي،

264  

رسـالة احلبك املكاين يف السياق القصصي القرآين سورة يوسف أمنوذجا، أمنة عشاب، -2

ماجستري، حتت إشراف األستاذ عميش عبد القادر، جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف، كلية

2007اآلداب و اللغات، قسم اللغة العربية،

ـ إميان عفاف، -3 ، مداللة الصورة الفين، دراسة حتليلية سيميولوجية ملنمنمات حممد راس

رسالة ماجستري يف علوم اإلعالم و االتصال،إشراف د خملوف بوكرح، جامعة اجلزائـرن

،2005كلية العلوم السياسية و اإلعالم،

،إشراف يوسف وغليسي، سيميائية الفضاء يف رحلة أيب حامد الغرناطيبولعسل كمال،   -4

غات، قسم اللغـة رسالة لنيل شهادة ماجستري،جامعة منتوري قسنطينة، كلية اآلداب و الل

  2006-2005العربية و آداا،

ثقافة الصورة ودورها يف إثـراء التـذوق الفـين لـذى سعدية حمسن عابد الفضلي، -5

،إشراف د عبد العزيز علي احلجيلي،رسالة لنيـل شـهادة ماجسـتري يف التربيـة املتلقي

. 2010الفنية،جامعة أم القرى كلية التربية،قسم التربية الفنية،

،إشراف حيـىي الشـيخ، هندسة الفضاء يف رواية األمري لواسيين األعرججلمر،فضيلة بو -6

-2009مذكرة لنيل املاجستري يف اآلداب، جامعة قسنطينة، قسم اللغة العربية و آداـا،

2010 

265  

رسالة ،شعرية الفضاء يف مقدمة الضغائن ديوان زهري بن أيب سلمى منوذجا، مىن بشلم -7

قديد،جامعة قسنطينة كليـة اآلداب و اللغـات، قسـم اللغـة ماجستري،إشراف دياب

.2009العربية،

دراسة حتليلية :خلصائص و العناصر البصرية و اجلمالية للمدينةهاين خليل صاحل الفران،ا -8

لوسط مدينة نابلس،إشراف الدكتور علي عبد احلميد وإميان العمد،رسـالة ماجسـتري يف

 .2004النجاح الوطنية، فلسطني،التخطيط احلضري و اإلقليمي، جامعة

266  

:بالفرنسية

1- Belbecha Mohamed Lamine, capacité de charge touristique au

sein de la démarche du projet urbain pur une tourisme durable ,

cas de Constantine, mémoire de magistère ,SD de DR: Aich

Messoad, université mentouri , juin2001.

2- Benidir Fatiha, Urbanisme et planification urbaine le cas de

constantine,thèse de doctorat d’Etat, département d’architecture

et d’urbanisme, université Mentouri, Constantine,2007

3- Nazlie Michel Asso , Significations et perceptions en

architecture dans l’œuvre de Christian Norberg-Schulz,

Thèse doctorat, Université de Montréal, École d’Architecture,

Septembre, 2010.

:املعاجم و القواميس

 2008 ،القاهرة،جممع اللغة العربية ابن منظور، :لسان العرب -1

‐R،تعريب خليل أمحد خليل،الد الثالث من موسوعة الالند الفلسفيةأندري الالند، -2

Z منشورات عويدات،بريوت،. 

 1،دار صبح واديسوفت،بريوت،الدار البيضاء طلسان العرب: خالد رشيد القاضي -3

267  

و مفاتيح اصطالحية جديدة، معجـم مصـطلحات الثقافـة طوين بيينيت و آخرون، -4

 .2010،بريوت،1، ترمجة سعيد القامني، مركز دراسات الوحدة العربية، طاجملتمع

  43،2008بيروت ،ط المنجد في اللغة و األعالم، دار الشروقلويس معلوف، -5

 

-املواقع اإللكترونية:

www.constantine‐hiere‐aujourdh’hui.fr/les  images/carte 

postale.

257  

الفهرس

الفهرس

  

:هرسـالف

03..................................................................املقـدمة

06................................................................اإلشـكالية

10.............................................................أهداف الدراسة

10...............................................................أمهية الدراسة

11.............................................................أسباب الدراسة

12...............................................................منهج الدراسة

16..............................................................مفاهيم الدراسة

25...........................................................الدراسات السابقة

اإلطـار النـظري

مدخل متهيدي: الفضاء الفصل األول

32...................إشكالية داللة و ترمجة مفهوم الفضاء: املبحث األول

32................................إشكالية داللة مفهوم الفضاء: املطلب األول

33............................................................مفهوم الفضاء-1

34.............................................................مفهوم املكان-2

37..............................................................وم احليزمفه-3

الفهرس

  

42........................................................عالقة الزمن باملكان-4

45........................................األبعاد املفاهيمية للفضاء:املطلب الثاين

45.....................................................ضاءالرؤية الفلسفية للف-1

45..................................................................رؤية كانط-

46.................................................رؤية الفلسفة الفينومينولوجية-

49.......................................مصطلح الفضاء يف الدراسات األدبية-2

51.......................................مصطلح الفضاء يف الدراسات العربية-3

53............................................تقسيمات الفضاء: املبحث الثاين

55..........................................تقسيم بول و رومري: املطلب األول

57..........................................تقسيم ميخائيل باختني:املطلب الثاين

60...........................................تقسيم إدوارد هال: املطلب الثالث

سيميولوجيا الفضاء احلضري :الفصل الثاين

64.........................................ميولوجيا الفضاءسي: املبحث األول

67............................................الفضاء كنسق دال: املطلب األول

71...............................القراءة السيميائية للبنية الفضائية: املطلب الثاين

74.........................................اجتماعياملدينة كفضاء : املبحث الثاين

الفهرس

  

75............................................إدراك فضاء املدينة: املطلب األول

85..................................................خطاب املدينة: املطلب الثاين

90.............................................................قراءة لغة املدينة-1

94.......................................................الصورة الذهنية للمدينة-

99......................................................مقاطع كربى يف املدينة-2

101...............................................................الشارعنصية -

108.......................................................................البيت-

سيميائية الفضاء املعماري :الفصل الثالث

115.............................التحليل السيميولوجي للعمارة: املبحث األول

115......................................العمارة و الفضاء املعماري: املطلب األول

 115............................................................العمارة الرمزية-1

 116........................................................العمارة الكالسيكية-2

116.........................................................العمارة الرومانسية-3

122...........................العمارة بني الوظيفة الداللية و التواصلية: املطلب الثاين

125............................................................لدالليةالوظيفة ا-1

128...........................................................الوظيفة التواصلية-2

132................................................العالمة املعمارية كعالمة فنية-3

الفهرس

  

136................................ريةالرمز يف اهلندسة املعما: املبحث الثاين

137......................الشكل املعماري بني الوظيفة و الرمز: املطلب األول

142..........................................................الشكل و الرمز-1

150........................................................الوظيفةالشكل و -2

156......................................عناصر التعبري املعماري: املطلب الثاين

156.......................................................احملددات التشكيلية-1

157...................................................................اخلطوط-

157....................................................................السطح-

158.....................................................................اجلسم-

158...............................................احملددات األفقية و العمودية-2

161 ...................................................................الفتحات-

162.....................................................................األلوان-

165....................................................................اإلضاءة-

170.............................................................الظل و الظالل-

170....................................................................اخلامات-

174...........................................................امللمسالسطح و -

176......................................................................األثاث-

الفهرس

  

املعماري القسنطيين خلطاباداللة : :الفصل الرابع

176......................................قسنطينة منظور تارخيي:املبحث األول

176..........................أصل التسمية من سريتا إىل قسنطينة: املطلب األول

179...................................................قسنطينة يف العصر القدمي-1

181.........................قسنطينة من احلكم العثماين إىل االحتالل الفرنسي -2

182............................................. خمطط املدينة يف العصر العثماين-

185............................................ قسنطينة حتت االحتالل الفرنسي-

187...................................اخلطاب املعماري اهلندسي: املبحث الثاين

187..............................ثنائية اخلطاب املعماري القسنطيين:املطلب األول

187...........................................................العمارة األوروبية-1

188..............................................................العمارة العربية-2

189...................................بعض املعامل العربية القسنطينية: الثايناملطلب

189........................................................... اجلسور و املعابر-1

197....................................................................املساجد-2

3-Monument aux morts..........................................199 

4-Tiddis...................................................................204

206..................................................................قصر الباي-5

الفهرس

  

208 ...........................................................اجلهوياملتحف -6

:اإلطار التطبيقي

211..............................................................القراءة التعيينية‐

235............................................................القراءة التضمينية‐

251...............................................................نتائج التحليل‐

254.............................................................. نتائج الدراسة‐

256.. .....................................................................خامتة‐

257................................................................املراجعقائمة ‐