42
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ1 ﻣﻘﺪﻣـــﺔ: ﺎ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ، ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺎ ﺑﺒﻴﺌﺘﻬ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﻭ ﻋﻼﻗﺎ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ، ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺃﺩﺕ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺇﱃ ﺑﺮﻭﺯ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻭ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺑﺈ ﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﻭ ﺳﺎﳘﺖ ﺑﻘﺴﻂ ﻛﺒﲑﺎ ﻋﻠﻰﺎ ﻭ ﺗﺄﺛﲑﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ، ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﱃ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭ ﻭ ﺍﺗﺒﻌﺖ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﲡﺘﻤﻊ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﳌﻌﺎﺻ. ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻭ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﳏﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﺗﻌﻴﲔ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺄﺛﺮ ﻭ ﺗﺄﺛﲑ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﺃﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭ ﺑﻴﺌﺔ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ، ﺣﻴﺚ ﲢﺎﻭﻝ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﻟﻔﻬﻤﻬﺎ ﻭ ﻓﻬﻢ ﻣﻜﻮﻧﺎﺎ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻫﻲ ﺃ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ، ﻭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﳌﻮﺛﻮﻕ ﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻭ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﻛﻞ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﻓﺲ ﻗﻮﻳﺎ. ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺳﻴﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: - ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ: - ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ: - ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ:

الفصل الأول

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

1

:مقدمـــة

لقد عرفت املؤسسة االقتصادية منذ نشأا تطورات عديدة صاحبها ظهور مشاكل على مستوى العمال ،

اخلارجية ، هذه املشاكل أدت بدورها إىل بروز مدارس و نظريات عديدة يف فكر االتسيري و عالقاا ببيئته

يف التخفيف من حدا و تأثرياا على اد حلول هلذه املشاكل و سامهت بقسط كبري جيالتنظيمي اهتمت بإ

األداء االقتصادي للمؤسسة ، هذه املدارس الفكرية و النظريات توصلت إىل نتائجها من منطلقات خمتلفة و

وجهات نظر معينة و اتبعت يف ذلك أساليب و وسائل خمتلفة و لكنها يف النهاية جتتمع لتصبح جزءا من كل

.ر و هو الفكر التنظيمي املعاص

يقال عنها أا هذه املؤسسة اليت كانت و مازالت حمل اهتمام املفكرين تعيني عالقة تأثر و تأثري يف بيئة أقل ما

بيئة غري مستقرة ، حيث حتاول املؤسسة جاهدة لفهمها و فهم مكوناا و التكيف معها لضمان البقاء و

ن تكون للمؤسسة القدرة على التنافس و أن تتخذ كل االستمرار ، و الطريقة الوحيدة املوثوق ا للبقاء هي أ

.اخلطوات الضرورية من أجل أن تكون منافس قويا

: سبق سيتضمن الفصل األول النقاط التاليةبناء على ما

: الفكر التنظيمي للمؤسسة -

: املؤسسة و البيئة -

: حتليل املنافسة-

Page 2: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

2

.نظريات الفكر التنظيمي و املؤسسة:املبحث األول

عرفت املؤسسة منذ نشأا تطورات عديدة ، صاحبها ظهور مشاكل على مستوى التسيري و يف عالقاا ببيئتها

اد حلول ا و جياخلارجية ، هذه املشاكل أدت إىل بروز مدارس و نظريات عديدة للفكر التنظيمي اهتمت بإ

.قتصادي للمؤسسة سامهت بقسط كبري يف التخفيف من حدا و تأثريها على األداء اال

: و تتمثل نظريات الفكر التنظيمي يف

: نظريات الفكر التنظيمي الكالسيكي -

: نظريات الفكر التنظيمي النيوكالسيكي-

: نظريات التنظيم احلديث -

.نظريات الفكر التنظيمي الكالسيكي:املطلب األول

رن املاضي و اليت تركز على العمل و بداية القلقد ظهرت ثالث نظريات للفكر التنظيمي الكالسيكي يف

اهليكل التنظيمي باعتبارها من عناصر التنظيم الرئيسية و ما يترتب على ذلك من حتديد السلطة و توزيع

و ظهور هذه النظريات تزامن مع قيام االقتصاد العريب الذي ينطلق 1املسؤولية و تعيني نطاق اإلشراف و الرقابة

وك ، أي نصف الواقع كما جيب أن يكون و ليس على ما هو عليه انطالقا من صفة من املنافسة و ترشيد السل

.دة يف أعضاء التنظيم، و اعتبارهم من املعطيات اليت ال تؤثر على السلوك التنظيمي االرش

16.ص،)1975(،تطور الفكر التنظيمي دار النشر وكالة املطبوعات ، الكويت،.السلمي ع-1

Page 3: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

3

.عرض النظريات الكالسيكية: 1الفرع

ألا اعتربت 1اآللةأطلق عليها البعض منوذجتتميز النظريات الكالسيكية باملثالية و الرشادة يف السلوك حىت

العامل يف تنظيم مبثابة اآللة اعتربوا أنه جيب على العامل التأقلم مع نوع العمل املوكل له دون أن يكون له

.طموح و رغبات أو إرادة خاصة ينفرد ا

: ترتكز هذه النظريات على الفرضيات التالية

.وظيفة، و حتدد دقة العمل أو األعمال و الواجبات املتطلب القيام اوحدة التنظيم األساسية هي ال-

.يعتمد التنظيم على أسلوب اخلضوع الكامل من املسؤولني للرؤساء -

.نطاق حمدد لإلشراف و الرقابة -

.صفة الرشادة هي أعضاء التنظيم -

:نظرية اإلدارة العلمية-1

-1900الواليات املتحدة األمريكية يف الفترة املمتدة من عام بدأت حركة اإلدارة العلمية و تطورت يف

هذه الفترة اليت متيزت باالنطالقة احلقيقية لالقتصاد األمريكي و اليت برزت يف شكل توسع الشبكة 1920

االتصال و التصنيع و اتساع رقعة األسواق و ازدهار حركة التصدير ، الشيء الذي أدى إىل ظهور مشاكل

.نتاج و ليس بالتسويق نتيجة لعدم استجابة العرض للطلب املتزايد تتعلق باإل

حيث يعود الفضل إليه يف إنشاء الدعائم األوىل هلذه النظرية *TAYLORتنسب نظرية اإلدارة العلمية إىل

ور النظامي الستقاللية املؤسسات العمومية االقتصادية تسيري اختاذ القرارات يف إطار املنظ: النموذج النظامي كإطار الختاذ القرارات يف ،.صاحل م- 1.102.ص،)1994(،، كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيري جامعة اجلزائر

*- FREDERICK WINSLOW TAYLOR : إهتم بأساليب اإلدارة ) . 1915-1856( مهندس و إقتصادي أمريكي.1911-1903ما بني أعوام " مبادىء اإلدارة العلمية" و " إدارة املصنع" على مستوى التنفيذي ، نشر كتابني حتت عنوان

Page 4: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

4

إلدارية امن الناحيةو قد الحظ من خالل املهام املتعددة اليت مارسها يف عدة مصانع جمموعة من النقاط السلبية

1:منها

.غياب املعىن الدقيق ملفهوم املسؤولية لدى كل من املديرين و العمال -

.غياب مؤشرات دقيقة و واضحة لقياس أداء العمال-

.غياب حوافز تشجيعية للعمال-

غياب األسس العلمية و الدراسات املنظمة اليت تبىن على أساسها القرارات الناجعة -

ثري من األحيان بني الوظيفة و الفرد و ماله من انعكاسات على مستوى األداء و عدم تناسب يف الك-

.اإلنتاجية

ينصب يف بوتقة رفع اإلنتاجية و ختفيض TAYLORولقد كان االهتمام الكبري و الشغل الشاغل

: 2التكاليف للوحدة املصنعة، كما كان يهدف من خالل نظريته إىل

يف ةت اإلنتاجية إىل عناصرها األساسية و استبعاد احلركات الزائدة و حتقيق الوفرحتليل العمل والعمليا-

.املواد

و كذلك ميوهلم الشخصية و توزيع مختصاصااتعيني العمال و الفنيني يف األمكنة اليت تتالءم و -

.املسؤولية بني العمال و اإلدارة

.تنفيذ مبدأ املراقبة الوظيفيةاستخدام معايري و مقاييس دقيقة األداء العمال و-

.تدريب و تأهيل العمال مبا ينسجم و الطرق اإلنتاجية و األساليب التنظيمية و اإلدارية املتبعة-

جمموعة من اإلجراءات و هذا البلوغ أهدافه احملددة و حلل مشكل اإلنتاجية TAYLORو يقترح

، أمهية املشاركة يف تصميم اهليكل التنظيمي من منظور نظامي ، رسالة ماجستري ، كلية العلوم اإلقتصادية و علوم التسيري ، جامعة ،.عسويسي-14.ص، )1995( ،اجلزائر

.6.ص،)1997(،املدخل إىل إدارة األعمال منشورات جامعة دمشق،.اخلضر ع-2

Page 5: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

5

: 1يما يلو للقضاء على التبذير ، و تتمثل هذه االقتراحات في

تسعى إىل تدريب العامل على العمل واحد حىت تزداد كفاءته و خربته و :مبدأ التخصص يف العمليات-أ

.يزداد أدائه فيه

جتزئة العملية إىل عناصرها األساسية يؤدي إىل وجود منطية يف أداء تلك األجزاء الشيء :تنميط العمليات - ب

) .غري ادية ( العمال الزائدة يف و تفادي الذي يؤدي إىل ختفيض التكال

لضمان جناح التنظيم يتم تركيز عملية اختاذ القرار يف جهة واحدة و :وحدة األمر و مركزية اختاذ القرار-ج

.يتم تطبيق اإلشراف على العمال، أي كل عامل جيد من يراقبه

ل العمليات املتماثلة حماولة تطبيق إجراءات و سياسات حمددة بالنسبة لك:توحيد اإلجراءات -د

ركزت اإلدارة .مبعىن توحيد الوظائف التنظيمية و منع االزدواج بينها :عدم ازدواج الوظائف التنظيمية - هـ

العلمية على مبدأ تقسيم العمل و التخصص ملا له من نتائج جيدة على مستوى األداء و على مبدأ التعاون الذي

.عات اليت تنشأ بني اإلدارة و العامل يعترب العامل األساسي الجتناب الصرا

: نظرية التقسيم اإلداري -2

، حيث يعترب أول من وضع أسس هذه النظرية و ذلك يف *FAYOLتنسب نظرية التقسيم اإلداري إىل

و ركزت هذه النظرية على "Administration industrielle et générale" كتابه

هو جعل نفقات العمل و األداء أقل FAYOLيار األساسي الذي استخدمه املستوى اإلداري يف التنظيم و املع

: 2ها إىل جمموعة من العناصر وهي على النحو التايلو يتم تقسيم،ما ميكن

.6.ص،سوسي ع ، ، مرجع سبق ذكره-1*-HONRI FAYOL : اإلدارة الصناعية و " ، إهتم بالتنظيم اإلداري ، عاجل من خالل كتابة ) 1925–1841( مهندس فرنسي

.املبادىء العامة لإلدارة ، الوظائف اإلدارية مرورا بالكفايات اإلدارية و التدريب: 1916الذي نشر سنة " العامة .9.ص،مرجع سبق ذكره،.سوسي ع- 2

Page 6: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

6

حتديد اهلداف -

تعيني األعمال و األنشطة الالزمة لتحقيق اهلدف -

جتميع األعمال يف وظائف -

جتميع الوظائف يف أقسام -

األقسام يف اإلدارات جتميع -

و تنظر النظرية لتنظيم اإلدارة على أنه جمموعة من األنشطة ينبغي إعادة توزيعها عل األفراد و بالتايل فالتوزيع

: ركن أساسي من أركان النظرية و يتم توزيع األعمال استنادا إىل املعايري التالية

، الفرد و املكان )العملية ( اهلدف، املرحلة

: مبوضوعني أساسيني FAYOLو اهتم

املبادئ األساسية املوجهة للمسريين داخل املؤسسة -

الوظائف األساسية لإلدارة داخل املؤسسة -

:1و تتمثل هذه املبادئ يف العناصر التالية

و هو مبدأ التخصص و تقسيم أوجه النشاط سواء كان ذلك يف خمتلف العمليات أو يف :تقسيم العمل–أ

على أن مبدأ تقسيم العمل ميكن اعتماده يف ااالت اإلنتاجية و الفنية FAYOLة واحدة ، و قد أكد عملي

.و اإلدارية

2السلطة بأا حق إعطاء األوامر و القدرة على فرض الطاعةFAYOLعرف :السلطة و املسؤولية - ب

.59.ص،)1996(،فلسفة اإلدارة ، منشورات جامعة دمشق،.حسون ت-1.31.ص ،)1980(،إدارة املنظمات ، شباب اجلامعة ، كويت،.حممد يوسف س- 2

Page 7: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

7

يستمدها الفرد من وظيفته و مساها بالسلطة السلطة اليت: تنقسم إىل نوعني FAYOLو السلطة كما يراها

. قه و مساها بالسلطة الكارزمائيةالقانونية، و السلطة الشخصية اليت يستمدها الفرد من قوة ذكائه و خربته وخل

يتجلى يف جمموعة من القواعد و القرارات و األوامر اليت جيب أن يتقيد ا :النظام و االنضباط–ج

و جيب أن تكون األوامر عقالنية و . ة احلق يف إصدارهايحصالاليت هلا ها من اجلهات املرؤوسون عند صدور

.و يفترض يف املديرين تطبيق . ة بني العاملني كافة اممكنة التنفيذ و حتقق العدالة و املساو

األساس فإن العقوبات املناسبة مبنتهى املوضوعية عند حدوث ما خيل ذا النظام و يسيء إىل تطبيقه و على هذا

نضباط و التمسك بالنظام لكي تكون قادرة على تطبيقه على من هم القمة اهلرم اإلداري جيب أن تتصف با

.اأدىن منها و وظيفي

وامر من مصدر واحد أي من رئيس و يعين هذا أن يتلقى كل عامل األ:وحدة جهة إصدار التعليمات -د

.صطدامات بني العمال و رؤساءهم إيؤدي إىل حدوث تواحد ، ألن تعدد مصادر األوامر و التوجيها

أي يوجد رئيس واحد و خطة واحدة موعة من األنشطة ذات أهداف واحدة :وحدة التوجيه-هـ

ينبغي تفضيل املصلحة الشخصية على املصلحة العامة ال: خضوع املصلحة الفردية للمصلحة العامة-و

.للمؤسسة

مبكافئة العامل على جهوده املبذولة على أن تكون هذه املكافئة عادلة جمزية FAYOLطلب :املكافأة-ز

للجهد و معقولة

تركيز السلطة يف شخص معني مث تفويضها حسب ما تقتضي به الظروف :املركزية-حـ

.أي تسلسل السلطة بني خمتلف املستويات التنظيمية من األعلى إىل األسفل:تدرج السلطة-طـ

ترتيب املدخالت املادية و البشرية ، أي كل شيء يف مكانه و وضع الرجل املناسب يف املكان :الترتيب-ي

.املناسب

Page 8: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

8

جيب على اإلدارة أن ال متيز بني مستخدميها كما جيب عليها أن تكون موضوعية يف معامالا :املساواة–ك

.هلم

ان املوظفني باالستقاالت نتيجة سوء من ارتفاع معدل دورFAYOLحيذر :استقرار املستخدمني–ل

.اإلدارة و أن املؤسسات الناجحة هي تلك املؤسسات املستقرة

.تعترب مصدر قوة العامل و على الرؤساء تقوية هذه الروح لدى املوظفني:االبتكار و املبادرة-م

يف احتاد قوة و التعاون مطلوب بني اجلماعة :روح الفريق -ن

ه املبادئ ال متثل قواعد ثابتة و مستقرة ميكن تطبيقها يف كل احلاالت و األوقات، بأن هذFAYOLأكد

.ريات و الظروف البيئية يف العملغتطورة و متغرية حسب طبيعة التمبل هي مبادئ مرنة و

مخس وظائف أساسية و اليت نستخلصها FAYOLو فيما خيص وظائف اإلدارة فقد أقترح

. 1ختطط، تنظم، تنسق، تشرف، تراقب" فه هلا، تدير تعين من تعري

.2و تتمثل هذه الوظائف يف

.هو دراسة املستقبل و وضع خطة له:التخطيط-أ

لتحقيق أهداف التنظيم ) بشري و مادي ( و يتكون من بناء مزدوج :التنظيم- ب

ى مع توحيد أهدافها و حتقيق و هي احلرس على أن يكون كل شيء قد أجنز مبا يتماش:التنسيق -ج

.االنسجام بينها

فن FAYOLو يشمل اإلبقاء على نشاط األفراد العاملني باملؤسسة و هي يف نظر : اإلشراف -د

.التوجيه العاملني من خالل منحهم املثل العليا اجليدة يف العمل و تنمية شبكة االتصاالت بينهم

1 -FAYOL Administration industrielle et générale , ENAG , Alger , (1992) P 69..57.ص،مرجع سبق ذكره،.حسون ت- 2

Page 9: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

9

.ى أن يكون كل شيء قد أجنز مبا يتماشى مع اخلطة املوضوعة وهي عبارة عن احلرص عل:الرقابة -هـ

مما سبق نالحظ أن نظرية التقسيم اإلدارية ركزت على املستوى اإلداري للمؤسسة كما اهتمت

.باملستويات العليا للتنظيم عكس نظرية اإلدارة العلمية اليت اهتمت باملستويات الدنيا

: نظرية البريوقراطية -3

و ظهرت هذه النظرية يف نفس الوقت اليت ظهرت فيها النظريتني *WEBERة البريوقراطية إىل تنسب نظري

السابقتني و يقصد بلفظ البريوقراطية، النموذج املثايل للتنظيم الذي يقوم على أساس التقسيم اإلداري و العمل

.1املكتيب

ألخرية ميكن حتقيق الكفاية و الفعالية البريوقراطية من خالل حتديد صفاا، و يتوفر هذه اWEBERو عرف

.يف األداء داخل املؤسسة، و هذا من خالل سن قوانني و أحكام حتترم من قبل أعضاء املؤسسة

ينحصر يف تصميم تنظيم إداري جديد قادر على رفع املستوى الفين WEBERو لقد كان جوهرة اهتمام

نتاج يف املؤسسات احلكومية اإلنتاجية و من خالل حتليله و اإلنتاجي من خالل االستخدام الرشيد لعناصر اإل

للمؤسسات احلكومية البريوقراطية اليت جيب أن تعتمد على جمموعة من السمات كالرشد و العقالنية

يتوصل إىل منطه املثايل و ما مسي بالتنظيم البريوقراطي العمل بكفاية عالية ، استطاع أنو املوضوعية اليت تضمن

: 2ي يشمل مجلة من اخلصائص و هي، و الذ

توزيع األنشطة و األعمال على أعضاء التنظيم باعتبارها واجبات رمسية و هذا وفق معايري :توزيع العمل-أ

.ثابتة حمددة و مكتوبة

*- Max WEBER : تأثر بالنظام العسكري ، له نشاط أكادميي ثري من مؤلفاته ) 1920-1864(إقتصادي إجتماعي املاين، " :L’éthique protestante et l’esprit du capitalisme " 1905سنة .

.15.ص،مرجع سبق ذكره،.سويسي ع-1.91–90.ص،مرجع سبق ذكره،.اخلضر ع-2

Page 10: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

10

أي أن لكل وظيفة يف التنظيم ختصص حمدد و مهمات ثابتة :التخصص الوظيفي- ب

لسال رأسيا واضحا، و ممارسة السلطة يف هذا التنظيم يقم على يتضمن تس:تسلسل السلطة الرأسي-جـ

.أساس التدرج اهلرمي و ليس على أساس شخصي

التعيني يتم عن طريق التعاقد للعمل يف مكان حمدد حسب املؤهالت و اخلربات و القدرات :تعيني املوظفني-د

.ل الشخصيةاملطلوبة و وفق معايري موضوعية دقيقة بعيدة كل البعد عن العوام

على طرق و أساليب إنتاجية و تنظيمية موضوعية وفق ميعتمد التنظي:حتديد طق األداء و حمدداته-هـ

ات و معايري علمية، موضوعية و رمسية، و تطبق بصفة دائمة على العاملني كافة يف التنظيم، و االلتزام حتديد

.دارية أمر مسلم بهذه الطرق و األساليب عند أداء املهمات اإلنتاجية و اإل

االعتماد على مستندات و التطبيق احلريف للقواعد الرمسية و القوانني و االبتعاد ائيا عن :التدوين الكتايب-و

العواطف حق يتساوى اجلميع يف املعامالت و يف نفس الوقت حيتفظ بكل القرارات اإلدارية و القواعد اخلاصة

.الرجوع إليها عند احلاجةيف سجالت منظمة حىت يسهلمبالتنظي

يف اهلرم اإلدارياملوظف يف التنظيم البريوقراطي له إمكانية فرص النمو و التدرج:االحتراف الوظيفي-ن

، فهو مؤهل للدخول يف مباراة للترشيح يف مناصب أعلى و إذا كان ذلك فاملؤسسة البريوقراطية ) الترقية(

.حه أجرا يوافق منصبه و كذلك معاشا مضمونا عند التقاعد لعملة و متنأداء اتطلب منه أن يكون له

: يليبتحقيق ماتسمحWEBERو البريوقراطية حسب

الدقة -

السرعة -

املعرفة الكاملة للمستندات -

الوضوح -

Page 11: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

11

اخلضوع الكامل للرؤساء -

املوضوعية تعبري على و املبنية على الرشادة، الكفاءة وWEBERإن البريوقراطية املثالية كما وضع

تسيري إدارات و مصاحل الدولة عن طريق املكتب، و ذلك بأن يتم تنفيذ األعمال اإلدارية على أساس

إال أن هذا النموذج املثايل . 1التدرج الرئاسي و التخصص طبقا للقواعد العامة و إجراءات حمددة سلفا

إىل منوذج مرضي حىت بدت األجهزة اإلدارية لشكل البريوقراطية اإلدارية قد انقلب يف الوقت احلايل

ككائن حي أكه مرض خبيث، إذا أصبح هلذا التعبري معىن اصطالحي شائع هو التعفن اإلداري مبا حيمله

من تعقيدات مكتبية وكذلك الرشوة و الظلم و كل الصفات السلبية األخرى ، فصار اصطالح

ل دراسته من خالCROZIERالسيئة املعوقة و قد أعطى قراطية كداء وظيفي داللة على اإلدارةالبريو

تعقيدات بدون "بني الناس خيتلف عن املعىن املتداول اليومامليدانية حول التنظيمات معىن البريوقراطية ال

"فائدة ، معايري و توحيد طرق العمل معرقلة، و إمخاد للشخصية

.النموذج الكالسيكي و املؤسسة:2الفرع

يلي ريات الكالسيكية باملثالية يف ال تصف الواقع كما هو و إمنا تصف ما جيب أن يكون و فيماتتميز النظ

2بعض السمات اليت تتميز ا املؤسسة

تعترب تلك النظريات أن املؤسسة عبارة عن جمموعة من األعمال و املهام و أن وحدة املؤسسة األساسية -

ما للفرد من واجبات و مهام للقيام ا فهو مطالب مبالئمة هي الوظيفة، و أن كل وظيفة تصف بالتحديد

.نفسه مع متطلبات العمل

.13.ص،)1993(،أصول اإلدارة العامة ، منشآة املعارف ، اإلسكندرية،.شيحا إ-1.127.،مرجع سبق ذكره ص.حسون ت-2

Page 12: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

12

هناك خطوط عريضة رمسية حمددة لالتصال بني أجزاء املؤسسة يف اجتاه واحد، من األعلى إىل األسفل -

.اقشةيف شكل تعليمات و أوامر تصدر من اإلدارة إىل العاملني دون أن يكون هلؤالء اآلخرين حق املن

.تطبيق املؤسسة أساليب للقيادة تقوم على أساس السلطة و النفوذ -

تفترض النظريات الكالسيكية أن كل أعضاء املؤسسة يتصفون بالرشد حيث يسعون إىل حتقيق أقصى -

"الرجل االقتصادي"ئد ممكن، فهم يتبنون مبدأ اع

يتأثر بالبيئة احمليطة به و أن كل ما يتم لفن التعترب النظريات الكالسيكية أن املؤسسة عبارة عن نظام مغ-

من أنشطة و عمليات يف املؤسسة مرجعها إىل نشاط أعضائها فقط و ليس هناك أية مؤثرات خارجية تؤثر

.يف نشاطه و أعماله

.الكالسيكيةةتقيم النظري:3الفرع

: نظرية اإلدارة العلمية-1

خصص ملاله من نتائج جيدة على مستوى األداء و على مبدأ ركزت على مبدأ التقسيم العمل و الت-

.التعاون الذي يعتربه العامل األساسي الجتناب الصراعات اليت تنشأ بني اإلدارة و العامل

تندرج ضمن النظريات املثالية و تركز يف آن واحد على عنصر العمل و أمهلت أبعاد أخرى يف املؤسسة -

يسعى TAYLORته إىل جانب اآلالت كمعطيات و ثوابت ، فقد كان كالعنصر البشري ، إذا اعترب

ية، و خلق التفاوت و زرع روح احلقد و حإىل حتويل العامل إىل آلة بيولوجية لتنفيذ خططه و معايريه افتتا

.افسة فيما بني العاملني بسبب تباين خربام و كفايتهم و قدرام الذهبية و اجلسدية نامل

موعة أخرى من املدخالت احليوية للمؤسسة و اليت هلا عالقة بالسلوكيات التنظيمية مثل أغفلت عن جم-

.البيئة

Page 13: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

13

: نظرية التقسيم اإلداري-2

نظرت هذه املدرسة إىل األفراد و اآلالت باعتبارهم مشاكل ينبغي حلها -

اهتمت باملستويات العليا للمؤسسة -

و مدى تأثريها على املؤسسة أمهلت اجلوانب اإلنسانية و السلوكية-

: نظرية البريوقراطية -3

التمسك باللوائح و التعليمات يؤدي إىل اجلمود و الروتني -

ارتفاع عدد املستويات التنظيمية و بالتايل كرب املسافة بني مراكز اختاذ القرار و املراكز التنفيذية الذي -

.التنظيميديسبب اجلمو

آلة ، حيث أمهلت اجلانب اإلنساين و الطبيعة النفسية و االجتماعية مما يؤدي إىل تعامل الفرد على أنه-

.نتائج سلبية على كفاءة املؤسسة

.نظريات الفكر التنظيمي النيوكالسيكي:املطلب الثاين

ألساليب و با–و البريوقراطية ةباجتاهاا العلمية و التنظيمي–تعرضنا سابقا الهتمامات املدرسة الكالسيكية

الطرق و الوسائل الكفيلة لزيادة الكفاية اإلنتاجية يف املشاريع االقتصادية و نظرا إلمهاهلا للجانب اإلنساين و

.للعنصر البشري يف عالقته اإلنتاجية و غري اإلنتاجية

سيكية و داخل املؤسسة و خارجها اليت يعمل ا ، ظهرت النظريات النيوكالسيكية لرد فعل للنظريات الكال

.معدلة ملبادئها

Page 14: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

14

.عرض النظريات النيوكلباسيكية:1الفرع

انصبت جهود العديد من العلماء يف الثالثينيات من القرن املاضي على تطوير املفاهيم اإلدارية اعتماد على

: العلوم االجتماعية و السلوكية و النفسية و بعض العلوم اإلنسانية األخرى فتمخضت عنها مدرستان

مدرسة العالقات اإلنسانية . *

املدرسة السلوكية . *

: مدرسة العالقات اإلنسانية . 1

جاءت مدرسة العالقات اإلنسانية نقدا لالجتاه الكالسيكي و سلبياته ، حيث ركزت بعض العناصر التنظيمية

ا االجتاه املمثل الرئيسي هلذMAYO*اليت مل تلق اهتمامات من النظريات الكالسيكية و يعترب

األمريكية و قد أطلق Western électriqueعدة جتارب على العمال يف شركة MAYOجرى أ

1932إىل سنة 1927و امتدت من سنة Hawthorneعليها أحباث مصانع

كانت دف هذه األحباث إىل إبراز أمهية الدور اليت تلعبه العالقات اإلنسانية يف السلوك التنظيمي للمؤسسة

تضمن مضمون التجربة يف حماولة قياس الزيادة احملتملة يف اإلنتاج من خالل تغيري بعض العناصر احمليطة و ي

: بالعمل مثل

شهادة اإلضاءة -

فترات الراحة -

طول يوم العمل -

نظام دفع األجور -

* -Georges Elton MAYO : أهتم بالبحوث الصناعية يف كلية هارفارد األمريكية كما ) 1949-1880(باحث أسترايل ،.وك التنظيمي و العوامل اإلجتماعية يف اإلنتاجأهتم بالعالقات اإلنسانية يف السل

Page 15: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

15

يعرضها للتغريات ، و قام الباحث باختيار جمموعتني من العامالت اموعة األوىل جمموعة االختبار و اليت

اموعة الثانية جمموعة الضبط و املقارنة تكون شاهدة و ال تتعرض للتغريات، فكانت النتائج املتوصل إليها

إىل MAYOتبعث على الدهشة ، إذ كانت اإلنتاجية تتغري بالزيادة يف كال اموعتني مما أدى ب

1نتاجية و اليت كانتالتوصل إلىل األسباب الكامنة من وراء ارتفاع اإل

التغيري يف اجتاهات اإلشراف حيث أصبح للعمال احلرية يف احلديث بدال من اإلشراف القاسي -

التغيري يف مستوى الرضا املعنوي عن العمل -

التغيري يف املوقف اجلماعي للعمال -

2من خالل هذه التجارب إىل استنتاج النقاط التاليةMAYOو توصل

العمل يؤديها العامل و بالتايل مستوى الكفاءة و الرشد على مستوى املؤسسة ال حتدد تبعا لطاقته كمية -

الفيسيولوجية و إمنا حتدد تبعا لطاقته االجتماعية

. حتفيز األفراد و شعورهم بالرضاتلعب دورا رئيسيا يف) املعنوية(إن املكافآت و احلوافز غري االقتصادية -

ق يف األعمال ليس بالضرورة هو أهم أشكال التنظيم كفاءة و أعالها من حيث إن ختصص الدقي-

اإلنتاجية

رهم اإن العمال ليسلكون يف العمل أو حني جياون اإلدارة و سياساا كأفراد ، و إمنا يسلكون باعتب-

) غري الرمسيمالتنظي( أعضاء يف مجاعات

.20.ص، مرجع سبق ذكره،.سويسي ع-1.136.ص،مرجع سبق ذكره،.حسون ت-2

Page 16: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

16

:املدرسة السلوكية-2

ية منذ بداية اخلمسينات و تعد حلقة وصل و امتداد ملدرسة العالقات اإلنسانية لكنها ظهرت املدرسة السلوك

ختتلف يف استنتاجاا عنها و عن املدرسة التقليدية أيضا

:1و اعتمدت املدرسة السلوكية يف دراسة سلوك اإلنسان على ثالثة مداخل و هي

: لم النفس و اليت اعتربت كمحاورم فروع عيدرس سلوك اإلنسان بشكل عام، و أه:مدخل علم النفس-أ

يدرس سلوك الفرد داخل املؤسسة اليت يعمل فيها و ما هو تأثري الفرد يف املؤسسة :علم النفس التنظيمي*

.و تأثري هذه األخرية عليه

املباشر يدرس سلوك الفرد و ارتباطاته باموعات البشرية و كيف تتم عملية التأثري:علم النفس االجتماعي*

.لألفراد و اجلماعات على السلوك

يعاجل سلوك الفرد يف إطار اموعات إضافية إىل طبيعة هذه اجلماعات و تكوينها :مدخل علم االجتماع- ب

.الرمسي يف املؤسسة و أثرها يف األفراد و التنظيماتمو أثرها يف اإلنسان و التنظي

د البيئي و املكتسب سواء أكان سلوكا فنيا أو سلوكا يبحث يف سلوك الفر:مدخل علم األجناس-ج

.اجتماعيا له عالقة حبضارته و بيئته األسرية

و اليت أكد فيها بأن الفرد TAYLORبنظرية الرجل االقتصادي لـ *مل يؤمن رواد املدرسة السلوكية

لرفع MAYOاالجتماعي لـ العامل حتكم دوافعه اإلنتاجية احلوافز املادية فقط و مل يؤمنوا بنظرية الرجل

الكفاية اإلنتاجية يف املؤسسات ، لكنهم رأوا ضرورة دراسة السلوك اإلنساين كفرد و مجاعات يف املؤسسة

.105.، مرجع سبق ذكره ص.اخلضر ع- 1دة حبوث باحث امريكي األصل متخصص يف علم النفس و علم النفس الصناعي ، قام بع: Rensis LIKERTمن أبرز الرواد جند - *

اليت تم بالعوامل الدافعية لإلنتاج و املقسمة إىل عوامل " نظرية الدافعية " تتعلق بقياس اإلجتاهات و سلوك األفراد داخل املنظمة ، و هو صاحب .إقتصادية، عوامل ذاتية و عوامل متعلقة باألمن و الرغبة يف جتديد و اإلبتكار

Page 17: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

17

و دراسة العمل و الظروف احمليطة به مع تبيان إىل أي حد و مدى يغذي هذا العمل قدرات اإلنسان و يضمن

.له حاجياته األساسية

درسة السلوكية منصب حول دراسة العوامل البيئية املؤثرة يف املدير و ما هي عالقتها كان اهتمام رواد امل

اتصاالت مناسبة لنقل بنجاح العمل من عدمه ، كذلك اهتمت بوضع هيكل تنظيمي الذي يتيح اعتماد الشبكة

.يتهمإنتاجكما أولت اهتمامها بتحفيز العاملني ورفع معنويام لزيادةوتبادل املعلومات،

.النموذج النيوكالسيكي و املؤسسة:2الفرع

: و اليت تتمثل يفHawthorneاستمدت نظرية العالقات اإلنسانية مفهومها للمؤسسة من خالل جتارب

و هو قائم " يتم التغيري عن املؤسسة كوحدة اجتماعية تتفاعل مع مجاعات العمل التنظيم غري الرمسي -

.ية لعناصرهعلى السلوك و املصاحل اجلماع

هلا من تأثري على سلوك التنظيمي إدماج التنظيم غري الرمسي عن طريق إشراك العمال يف عملية اإلدارة ملا -

.ا يف حالة توازن إذ حتققت االتفاق بني أهدافها و حاجات أعضائهاحيث أتعترب املؤسسة نظام مغلق -

: من خالل و فيما خيص املدرسة السلوكية فنظرا للمؤسسة كانت

دراسة العمليات الداخلية و أوجه التفاعل و التبادل بني أعضاء املؤسسة -

دراسة أثر الدوافع اإلنسانية و البحث يف تنوع احلافز املناسبة لتحفيز أعضاء املؤسسة على بذل اجلهود -

.لتحقيق أهدافها

لبيئة احمليطة عالقات تبادلية ، و مث تصبح نظرت املؤسسة باعتبارها نظاما مفتوحا حيث تنشأ بينه و بني ا-

.لعامل البيئة و ما حيدث ا منن تغريات و تغيريات تأثر على سلوك املؤسسة و كيفية عملها و تطورها

Page 18: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

18

.تقييم النظريات النيوكالسيكية:3الفرع

: مدرسة العالقات اإلنسانية -1

األخرى للمؤسسة ، و يتم تعبري عن املؤسسة تتخذ من عنصر البشري جماال للدراسة دون العناصر -

لكن الواقع يثبت وجود مصاحل " ت غري الرمسية ماالتنظي" كوحدة اجتماعية، تتفاعل مع مجاعات العمل

.مشتركة بني عناصر اجلماعة من الناحية االقتصادية إال أن ذلك ال ينفي وجود االختالف و الصراع

.السلوك اإلنساين داخل املؤسسة متناسبة التحفيز املادي تركز على حتفيز املعنوي يف تفسري-

: املدرسة السلوكية-2

ادات أمهها االهتمام املفرط بالعنصر البشري و خصائصه و اهتمامها بتحديد قتعرضت املدرسة إىل عدة انت

ا الفضل يف بداية الشروط التنظيمية املناسبة لتحفيز الفرد على اإلسهام يف العمل التنظيمي ، و لكن يرجع هل

انفتاح الفكر التنظيمي للمؤسسة على البيئة ، إذ وضعت اخلطوات األوىل لنظريات التنظيم احلديثة عندما

.حتدثت عن النظام املفتوح و عن أمهية االتصال داخل املؤسسة

.نظريات التنظيم احلديثة: املطلب الثالث

صاحب نظرية SIMONية النظام التعاون ، و صاحب نظرBARNARDمن أهم رواد هذه املدرسة جند

.اختاذ القرار ، و سنتوقف على دراسة أفكارمها و أرائهما من خالل نظرم للتنظيم مبعىن املؤسسة

BARNARD.نظرية النظام التعاوين لـ :1الفرع

نظاما نظرة جديدة للمؤسسة تقوم على أساس اعتبارها" وظائف املدير " يف كتابه *BARNARDقدم

.تعاونيا ، و امتدت نظريته لدراسة سلوك الفرد و حتفيزه

*-Chestre BARNARD )1887-1961 :(ارية احلديثة ، كرس حياته لتحليلرب من املسامهني يف تطوير و تعميق املفاهيم اإلديعت.1948سنة " التنظيم و اإلدارة " و 1938سنة " وظائف املدير :"طبيعة اإلدارة املعاصرة ، من مؤلفاته

Page 19: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

19

أي أن التنظيم هو 1"نظام ألنشطة منسقة إراديا لشخصني أو أكثر " التنظيم على أنه BARNARDيعترب

نظام للتعاون و يظهر إىل وجود عندما يكون هناك أشخاص قادرون على االتصال يبعضهم و يرغبون يف

.ل لتحقيق هدف مشتركاملسامهة بالعم

"كما يعتربه كذلك و يشترط 2"نظام من األنشطة أو القوى الشخصية املنسقة بوعي و شعور:

BARNARD3لوجود التنظيم، العناصر الثالثة اآلتية:

.هدف رئيسي جيمع أعضاء املؤسسة -

.إمكانية االتصال بني أعضاء املؤسسة -

.ر املؤسسةالرغبة يف العمل و املسامهة يف إطا-

كما أكد على أن األفراد يف ظل ظروف العمل قابلون و قادرون على التغيري مبا يتماشى و شروط البيئة

لذا يعترب هذا الباحث أن استمرار . الداخلية و تأثرياا اليت جيب أن حتث الفرد حنو املزيد من العطاء و االهتمام

اليت حيصل ت، و بني اإلجيابيا)اجلهود اليت يبذهلا(هم به الفرد و فعالية التنظيم يتوقف على التوازن بني ما يس

).احلوافز(عليها

.SIMONمنوذج اختاذ القرار لـ :2الفرع

، 4نظرة جديدة للتنظيم تقوم على أساس إعتبار املؤسسة نظاما اجتماعيا يقوم باختاذ القراراتSIMONقدم

أي من مبدأ الرشد و لكن ليس كما ذهب إليه الكالسيك و و انطلق يف دراسته من فكرة الرجل االقتصادي

إمنا حدده وجاء بفكرة الرشد احملدود ، حيث برى بأن اإلنسان يرغب يف حتقيق أهداف املؤسسة برشادة

.138. ص ،)1973(،األصول و األسس العلمية ، مكتبة عني مشس ، القاهرة: اإلدارة ،.اهلواري س-1.176، مرجع سبق ذكره ، ص.السلمي ع -2.29.، مرجع سبق ذكره ، ص.سويسي ع-3

.139.، مرجع سبق ذكره ، ص.بوتني م-4

Page 20: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

20

يؤدي دوما للحصول على القرار حمدودة و حتت قيد البيئة ، و ذلك أن الرشد فهو عبارة عن مفهوم نسيب ال

و يف املؤسسة يواجه جمموعة من العوامل احمليطة اليت حتد من قدراته على األداء و اختاذ فأي عض. األفضل

1يعتمد على الرشد احملدود يف اختاذ قراراتهSIMONن اإلداري كما يرى ’القرارات الرشيد ، و ذا ف

:2حدود الرشد و املتمثلة يفSIMONكما وضح

) كفاءته ( ردود فعل و مواهب كل فرد -

) حوافزه( القيم و األهداف الشخصية -

.املعرفة الشخصية للوضعية و املعلومات املتوفرة -

ما هي إال جمموعة العالقات و الروابط اليت تنشا بني جمموعة من األفراد SIMONعرب عنها إن املؤسسة كما

ا هو اقتناعهم بأن هذا ، و يرى أن السبب الذي يدفع األفراد إىل االنضمام للمؤسسة و قبواهم لسلطته

االنضمام و مشاركتهم يف أعمال املؤسسة سوف يسهم يف إشباع حاجام و رغبام الشخصية ، و على هذا

: 3يفكرة التوازن التنظيمي و حيدد مبادئه فيما يلSIMONاألساس يقدم

كني يف العمل املؤسسة عبارة عن نظام من السلوك االجتماعي املتداخل لعدد من األفراد املشتر-

.حيصل كل مشترك على حوافز من املؤسسة مقابل ما يقدمه من مسامهات-

يرتبط بقاء املؤسسة مبدى كفاية املسامهات يف توفري احلوافز الالزمة للحصول على القدر املطلوب -

.تمن املسامها

.31.،ص)1997(، نظرية القرارات اإلدارية ، منشورات جامعة دمشق ، .أيوب ن-1.140. مرجع سبق ذكره ص،.بوتني م-2.196.ذكره ص، مرجع سبق .عالسلمي-3

Page 21: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

21

لك على مفهوم النظم ، عامل التنظيم معتمدين بذو لقد أحدث مفكرو لنظريات احلديثة أفكار جديدة يف

: 1جنملها يف النقاط التالية

املؤسسة نظام مفتوح على بيئة معقد غري مستقرة و غامضة -

للنظام أعضاء داخل و خارج التنظيم يتأثرون و يؤثرون عند عملية اختاذ القرار و تنفيذه-

ة املؤسسة مفتوحة على بيئة تتزود منها باملدخالت باستمرار و بصفة دوري-

.املنظور النظامي للمؤسسة:املبحث الثاين

لقد كانت دراسة النظام ومنذ زمن بعيد من اهتمام الباحثني، ويعترب العامل البيولوجي

l. Von BERTALANFFY و جاءت هذه النظرية مبفهوم "النظرية العامة لألنظمة " أول من أطلق عبارة ،

املؤسسة نظام متكامل مفتوح على بيئة أقل ما يقال عتباراجديد للمؤسسة و استمدت أمهيتها منه ، و هو

مع بيئتها اليت قرة ، فوفرت بذلك إمكانية فهم طبيعة العالقات املعقدة للمؤسسةتعنها أا معقدة و غري مس

وتتطور فيها، كما بينت النظرية صعوبة دراسة كل مشكل على حدة، و سامهت من خالل نظرا تنمو

.من ختطي الكثري من املشاكل التسيريالشاملة للمؤسسة

.مفهوم النظام:املطلب األول

يوجد تعريف واحد متفق عليه من طرف الباحثني ملفهوم النظام، إال أن هناك منهم من اعتمد يف تفسري ال

: 2النظام على جوانب التالية

إن الكل ليس جمرد جمموعة من األجزاء املكونة له -

تكون مغلقة أو مفتوحة إن األنظمة إما أن -

.144.مرجع سبق ذكره، ص،.بوتني م-1.89.،ص)1992(،، العملية اإلدارية يف ميدان األعمال مؤسسة شباب اجلامعة ، اإلسكندرية.الشرقاوي ع-2

Page 22: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

22

لكل نظام حدود تفصله عن البيئة اليت يعمل ا -

من الضروري حلياة النظام أن يصل إىل حالة من االستقرار أو مستوى ثابتا حلركة و ذلك باحلصول -

على مدخالت من البيئة لتعويض ما يفقده من طاقته يف عملياته ، و ما يقدمه من خمرجات

.ون من جمموعة من األنظمة الفرعية، و أنه جزء من نظام أكربيتكمإن كل نظا-

.تعريف النظام:1الفرع

لقد أخذ النظام قسطا وافرا من اهتمام الباحثني من خالل التعدد يف التعاريف نذكر منها على سبيل املثال ال

: يلي احلصر ما

العالقات بني بعضها و بني النظام الذي نظمها جمموعة من األجزاء أو أنظمة الفرعية اليت تتدخل: " النظام هو

.1و اليت يعتمد كل جزء منها على اآلخر يف حتقيق األهداف اليت يسعى إليها هذا النظام الكلي

جتميع منظم لعناصر و أجزاء منفصلة، و إن : " النظام على أنهJHONSON et FASTكما عرف

.2"دد كانت معتمدة بعضها على بعض بغرض حتقيق هدف حم

النظام هو جمموعة عناصر يف حركة ديناميكية متبادلة : " و يعرف النظام بشكل عام من جهة أخرى كالتايل

.3"منظمة لغرض حتقيق هدف

من هذه التعاريف ميكن التعبري عن التنظيم بأنه نظام حيتوي على عدد من األجزاء املتداخلة و اليت تعمل معا

.عدد من الغايات اخلاصة بالتنظيم نفسه و باألفراد العاملني فيه بشكل منسق من أجل الوصول إىل

.18.،ص) 1985(، مناهج النظم ، املنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،.محادة ط-1.127.ص،، مرجع سبق ذكره.اخلضر ع-2.146.ص ،، مرجع سبق ذكره.بوتني م-3

Page 23: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

23

.مكونات النظام:2الفرع

: جند) 1-1( من أهم العناصر اليت يتكون منها النظام كما يظهر يف الشكل

النظام و هي متثل يف جمموعها رأس املال و العمل و املوارد و املعلومات املستخدمة ، و حيصل : املدخالت -1

.عادة علة حاجاته من البيئة اليت يعمل فيها

تقوم مجيع األنظمة بعمليات التحويل ، يتم فيها تغيري حالة العناصر الداخلية فيتم حتويل : عملية التحويل -2

عناصر املدخالت إىل عناصر خمرجات، و تقوم عملية التحويل بإضافة قيمة أو منفعة إىل املدخالت أثناء

.ىل خمرجات حتويلها إ

و هي النتائج املتحصل عليها من عملية التحويل نتيجة تفاعل خمتلف املدخالت : املخرجات -3

هو أن حيدث لبعض املخرجات تغذية مرتدة يف صورة إىل النظام من أجل بعض : التغذية املرتدة -4

ت يف التحويل أو يف طبيعة املخرجاالعتبارات ، و قد تؤدي هذه املدخالت اجلديدة إىل تغريات إما يف عملية ا

.املستقبل

شكل مبسط ملكونات النظام) : 1- 1(الشكل

)عكسية ( تغذية مرتدة من استخالص الباحث: املصدر

.أنواع النظام:3الفرع

بني نظامني اثنني " نظرية العمة للنظم " من خالل BERTALANFFYVonفرق الباحث

المخرجاتالمدخالت عملیة التحویل

Page 24: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

24

النظام املغلق -

النظام املفتوح -

:النظام املغلق-1

يتعلق األمر هنا بنقطة أساسية حتددها طبيعة عالقة هذا النظام ببيئته اخلارجية ، مبختلف مكوناا و اليت حتيط به

فإذا كان النظام منعزل عن العامل اخلارجي و خيضع إىل . و يتفاعل معها يؤثر فيها و تؤثر فيه أثناء تأدية مهامه

، )2-1(، ما هو مبني يف الشكل 1)t1+( إىل حالة ) t(ة حالتغريات داخلية فقط، حيث ينتقل النظام من

.أطلقنا عليه صفة االنغالق و يسمى يف هذه احلالة نظام مغلقا

شكل مبسط لنظام مغلق) : 2- 1(الشكل

ةـالبيئ

املصدر من إعداد الباحث

.146.ص،، مرجع سبق ذكره.بوتني م-1

تغیرات داخلیة

)t+ 1(حالة النظام في ) t(حالة النظام في

Page 25: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

25

: النظام املفتوح-2

لة مستقرة رغم االختالفات الناجتة عن دخول الكثري من تعترب الكائن احلي نظاما مفتوحا ، حيث حيتفظ حبا

األحداث و الطاقة بداخله ، أي أن نظام الكائن احلي حيتفظ حبالة من التوازن احلركي و يتأثر بالظروف البيئية

احمليطة به و يؤثر فيها ، مع احتفاظه حبالة من التوازن يف ظل تلك الظروف، و ينطبق الوصف اخلاص بنظام

.ن احلي على التنظيم اإلداري يف املؤسسات الكائ

و يتميز التنظيم اإلداري بالتفاعل املستمر مع عناصر البيئة احمليطة به، و يف ظل مفهوم النظم ميكننا النظر إىل

: املؤسسة على أا حتتوي على جمموعة من النظم أو األجزاء الفرعية فالنظام الرئيسي للمؤسسة يشمل على

، نظم التسويق ، نظم األفراد ، نظم التمويل و نظم املعلومات ، و ينظر إىل اإلدارة يف هذه احلالة نظم اّإلنتاج

لقوة األساسية اليت تعمل على تنسيق األنشطة اخلاصة بالنظم داخل التنظيم و كذلك ربطها بالبيئة اعلى أا

.1احمليطة

.املؤسسة كنظام مفتوح:املطلب الثاين

2يليية العامة للنظم ميكن تعريف املؤسسة كماانطالقا من النظر

املؤسسة هي جمموعة من األجزاء اليت يعتمد كل منها على اآلخر و اليت يكون معا الوحدة الكاملة ألن كال "

" .منها يشترك بشيء ما و يستقبل شيء ما من الكل، الذي يعتمد بدوره على البيئة األكرب

ؤسسة كنظام مفتوح يتكون من جمموعة العناصر اليت تتطابق متاما مع تصور امل) 3-1(و يوضح الشكل

العناصر األساسية للنظام و يضاف إليها البيئة اخلارجية احمليطة باملؤسسة ، حيث أن املؤسسة تتحصل من البيئة

خلام، اآلالت ، املواد اةالقوى البشري( احمليطة ا و بصفة مستمرة على مدخالت أولية يف شكل موارد اقتصادية

.16.، ص )1978(،اإلستراتيجيات و سياسات األعمال ، كلية التجارة ، جامعة القاهرة،.ع.شهيب م-1.42.،ص)1992(نظام املعلومات ، موسوعة املعلومات التكنولوجية ، ، .س.خشبة م-2

Page 26: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

26

اإلنتاج، التخزين، ( مث تقوم بتحويلها بوجود جمموعة من الوظائف و األنشطة ) األموال، املعلومات، الطاقة

.إىل خمرجات يتم تصديرها إىل البيئة احمليطة ا من جديد ) الشراء، التسويق، التمويل، التوزيع

املؤسسة كنظام مفتوح) : 3–1( الشكل

تدفق املخرجاتت تدفق املدخال

نتائج - الطاقة -

منتجات-: موارد-

فضالت -بشرية ·

مالية ·

مادية ·

غري مادية ·

Source :DARBELET M et autres ,(1995),Economie d’entreprise, Editions

Foucher , Paris ,P.11

نظام التحویل

Page 27: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

27

.املؤسسة و البيئة:املبحث الثالث

بار املؤسسة نظاما مفتوحا تتفاعل مع باقي األنظمة االجتماعية، أي بالباحثني إىل االهتمام بالبيئة انطالقا من إعت

و حماولة فهم عالقتها مع املؤسسة، إذ ال ميكن تصور مؤسسات يف فراغ بل تعترب نظاما فرعيا لنظام أمشل هو

.البيئة

.مفهوم البيئة:املطلب األول

و لكن أصبح ينظر إليها اآلن من جوانبها / مضى من جوانبها الفيزيائية و البيولوجية كان ينظر إىل البيئة يف ما

.االجتماعية و اإلنسانية و االقتصادية باّإلضافة إىل جوانبها الفيزيائية و البيولوجية

تظهر ولقد اختلف يف مفهوم البيئة تبعا لوجهة نظر كل باحث، أمام اجلدل القائم حول حتديد نطاق املؤسسة،

1املؤسسة–1= البيئة " على أن STEERSحماولة تعريف لـ

فبالرغم من عدم وجود تعريف دقيق للبيئة إال أن الباحثني يف هذا امليدان عمدوا إىل التمييز بني مستويني للبيئة

: ، و مها ) 4- 1(كما هو مبني يف الشكل

.البيئة الداخلية:1الفرع

باط مباشر بنشاطات األداء داخل املؤسسة ، مما يستدعي إىل تسميتها باموعة التنظيمية ترتبط هذه األخرية ارت

و أحيانا أخرى ببيئة العمل حسب PORTERو أحيانا بالبيئة العملية حسب MILESحسب

THOMPSON و ترتبط هذه البيئة ارتباطا عضويا بكيفية صياغة و تشكيل أهداف املؤسسة و يف نفس ،

2فيات حتقيقها من خالل املنتجات اليت تقدمها املؤسسة و األساليب الفنية املستعملة يف اإلنتاجالوقت بكي

.33.، ص)1985( ،، الرياض45دارة العامة ، العدد جملة اإل" التكامل اخلارجي عي عالقة املنظمة مع البيئة " ، .مالديب-1.88.، مرجع سبق ذكره ، ص.سويسي ع-2

Page 28: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

28

.البيئة اخلارجية:2الفرع

يكون إال تأثري و تأثريها الخمتلف التغريات اليت حتدث خارج نطاق املؤسسة و بعيدا عن سيطرا،هيو

عقدة على التكيف معها من خالل برامج و خطط مالئمة، و يف و تعمل املؤسسة يف هذه البيئة امل. حمدودا

.تتمكن املؤسسة من حتقيق أهدافهااحلالة فشل عملية التكيف ال

: و يف هذا اإلطار ميكن تقسيم عناصر البيئة اخلارجية إىل جمموعتني أساسيتني

: اختالف طبيعة نشاطها، مثلو اليت تتأثر ا مجيع املؤسسات على:عناصر البيئة اخلارجية العامة -1

املتغريات السياسية ، التكنولوجية، االقتصادية، القانونية و االجتماعية

بطبيعة عمل او اليت تشمل تلك املتغريات اليت ترتبط ارتباطا و وثيق: عناصر البيئة اخلارجية اخلاصة-2

: املنافسة : املؤسسة مثل

بيئةاملكونات األساسية لل) : 4- 1(الشكل

البيئة اخلارجية اخلاصةالبيئة اخلارجية العامة

املنافسون - البيئة االقتصادية -

املستهلكون - البيئة االجتماعية -

املوردون - البيئة السياسية و القانونية -

بات العمالية االنق- البيئة الدولية -

احلكومة - البيئة املالية -

، )2000(ع، أساسيات اإلدارة و بيئة األعمال، مؤسسة شباب اجلامعة، اإلسكندرية،.حنفي: املصدر

169.ص

المؤسسة

البیئة الداخلیة

Page 29: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

29

يئة اخلارجية للمؤسسة تشمل يف نفس الوقت على البيئة العلمية ، التكنولوجية ، القانونية ، التجارية و املالية فالب

كما تتكون من جمموعة من املمثلني كالزبائن ، املوردين ، املنافسني و الشركاء ، و تتكون أيضا من املمثلني

.1ن يؤثرون على البيئةالسياسيني و االجتماعيني و مجاعات الرأي العام الذي

كما ميكن تصنيف البيئة على أساس تعدد املستويات و مدى التأثري ة يظهر هذا التأثري يف صورتني يف صورة

: فرص و يف صورة ديدات

و تعين الفرصة أوضاع و جمال ميكن أن حتقق فيه املؤسسة ميزة تنافسية : الفرص -

من عناصر البيئة يكون له انعكاس سليب و يشكل مصدر خطر هلا ، و تعين أن تغيري يف عنصر: التهديدات -

و تفاديه /و ينبغي على املؤسسة إما التعامل معه أو

.تقارب دراسة و حتليل البيئة:املطلب الثاين

: 2سة البيئة إىل ثالث تقاربات و هيميكن تقسيم درا

التقارب الوصفي -

التقارب املصادر املكونة للبيئة -

التقارب العام -

رع .التقارب الوصفي:1الف

يعتمد هذا التقارب على كل مؤسسة ال تواجه نوعية البيئة احمليطة اليت تواجهها املؤسسة األخرى، و أن لكل

و قد قسم الباحثني الذين أخذوا ذا التقارب . بيئة وصفا خاصا ا ينعكس على املؤسسة و يؤثر و يتأثر ا

:البيئة إىل

1- Villain j., L’entreprise aux aguets , information aux surveillance de l’environnement , espionnage etcontre espionnage au service de la compétitivité , édition Masson , Paris,(1990),P.18.

.39-37.،ص ص)1998(،، اإلقتصاد و البيئة ، املكتبة األكادميية.ع.أمبايب م2-

Page 30: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

30

البيئة الديناميكية -

البيئة العدوانية -

البيئة املتنوعة -

البيئة املقيدة -

البيئة التكنولوجية املعقدة -

.تقارب املصادر املكونة للبيئة:2الفرع

يعتمد هذا التقارب على البيئة اخلارجية اليت تؤثر على املؤسسة بشكل ما، من خالل املصادر املتاحة و املتفاعلة

كما يعتمد على التقسيم الكمي للمدخالت . مع بعضها البعض من جهة، و مع املؤسسة من جهة أخرى

املستمدة من البيئة اخلارجية أكثر من اعتماده على التقسيم الوصفي ، و تعتمد هذه الدراسة على املصادر

ته حىت يفي باملدخالت املطلوبة املكونة للبيئة احمليطة من خالل دراسة املصدر نفسه ، و كيفية تنميته و تقوي

.اليت حتتاجها األنشطة ، و ميكن دراسته من خالل املدخالت اليت تصل املؤسسة

.التقارب العام للبيئة احمليطة:3الفرع

يقوم هذا التقارب على دراسة و حتليل البيئة العامة احمليطة باملؤسسة و اليت تؤثر على مجيع املؤسسات بدرجة

تشمل البيئة العامة على البيئة السياسية و اليت ختضع مجيع األنشطة لفلسفتها و قيودها و اإلمكانيات موحدة و

املتاحة فيها ، و البيئة االقتصادية و اليت تشكل النمط االقتصادي السائد من فرص و إمكانيات و قيود اقتصادية

.من عناصر تؤثر على مجيع األنشطة ، و كذا البيئة الثقافية مبا تشمله

إن التحوالت اليت شهدها عاملنا اليوم، انعكست مبوجبها على بيئة املؤسسة و السيما بيئتها التنافسية

فأصبحت تتصف بعدة خصائص ، فما هي إذا هذه اخلصائص ؟

Page 31: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

31

.خصائص البيئة اجلديدة:املطلب الثالث

1:تتسم البيئة اليوم بعدة خصائص نذكر أمهها يف النقاط التالية

ازدادت حدة املنافسة العلمية يف السنوات األخرية ، كما أخذت : تزايد حدة شدة املنافسة العاملية -1

املؤسسات و انطالقا من أن العامل كله سوق واحد بتطوير نفسها على املستوى العاملي، كما برزت ممارسات

االندماجات بني املؤسسات، كثرة االستحواذ على املؤسسات أخرى، حدوثجديدة للمؤسسات تبلورت يف

و تزايد عدد التحالفات اإلستراتيجية العاملية و اتفاقات التعاون أو املشروعات املشتركة بني شركات عاملية

.و عمالقة، فتجاوزت املنافسة ذا األسواق احمللية إىل األسواق العاملية

مع تزايد االجتاه حنو العاملية يصبح :فسيةالتركيز على وضع إستراتيجية للتنافس حتقيقا للميزة التنا-2

و من مث يتزايد اهتمام الزبائن باملنتجات . الزبائن أكثر استعدادا لشراء احتياجام من أي مكان يف العامل

املبتكرة ذات الدرجة العالية من الوثوق ا و بشرط أن يتم توافرها و بيعها بالسعر املالئم ، أما من منظور

افسة صانعة و بائعة املنتجات ، فقد تغريت ديناميكيات املنافسة و العوامل احملركة هلا غفي داخل الشركات املن

العديد من الصناعات العاملية ، و استجابة لتلك الظروف ، بدأت الشركات العاملية يف التركيز على مفهوم

ملشتري منتجاا ، لذا بدأت الشركات امليزة التنافسية باعتبارها عنصر أساسيا و جوهريا للنجاح يف خلق قيمة

توجه اهتمامها أوال حنو إجراء حتليالت إستراتيجية للصناعة و دراسة األطراف املشاركة داخل هذه الصناعة

الشركات املنافسة و املوجودة حاليا ، الشركات املنافسة و احملتمل دخوهلا إىل السوق ، الشركات : و تشمل

و بعد االنتهاء من هذه التحليالت يتم االنتقال إىل اخلطوة التالية. ، املوردون ، الزبائناملنتجة ملنتجات بديلة

ا للمنافسة و يهدف حتقيق ميزة تنافسية مستمرة او هي قيام الشركات بصياغة و وضع إستراتيجي

.20-16.ص ص،)1998(ية للكتاب، اإلسكندرية،امليزة التنافسية يف جمال األعمال، مركز اإلسكندر،.م.خليل ن-1

Page 32: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

32

املنافسة و هي استجابة لعاملية األسواق برزت نوعية جديدة من :ظهور املنافسة املعتمدة على الزمن -3

املنافسة على أساس ختفيض عنصر الزمن لصاحل املستهلك أو الزبون، و من مث حتسني القدرة التنافسية

.للمؤسسات

أدى تزايد معدالت االبتكار التكنولوجي إىل ختفيض زمن :تزايد معدالت االبتكار و التغيري التكنولوجي-4

ملؤسسات باإلسراع يف تقدمي منتجات جديدة إىل األسواق و يعين ذلك ضرورة قيام ا. دورة حياة املنتج

خالل ةميثل التركيز علة اجلودة أهم التطورات يف البيئة الصناعي:التركيز على مفاهيم اجلودة الشاملة-5

الوقت احلاضر ، حيث تعد اجلودة هدفا استراجتيا لإلدارة العليا يف معظم مؤسسات األعمال الصناعية

أن السبب الرئيسي جلناح مؤسسة يتوقف على "TERPSTRAو لقد صرح . حد سواء و اخلدمية على

، و نستخلص من هذا القول أن السبب الرئيسي الذي 1مدى تقبل جودة املنتجات اليت يتم تقدميها للسوق

لعنصر جيعل املؤسسة تستمر يف نشاطها و بقائها يف السوق و حتقيقها لألرباح، هو درجة األمهية اليت توليها

مهم هو مراقبة جودة منتجاا، ففشل أي منتج يف الوفاء باحتياجات املستهلك و رغباته لن يعوضه على أي

.األخرىيجهد تسويقي يف عناصر املزيج التسويق

نستنتج مما سبق، أن أهم ما يتميز ببيئة املؤسسة اليوم ، هو حضور عنصر املنافسة بقوة شديدة، فأصبحت

أن بقاءها يف السوق مرتبط بقدرا على املنافسة و ال تتحقق هذه األخرية إال مبعرفة املؤسسة املؤسسات تدرك

.لبيئتها التنافسية و حتليلها للمنافسة ، و هذا ما سنتطرق إليه يف املبحث املوايل

.25. ،ص)1996(،ة ، دار النهضة العربية ، القاهرةمدخل إدارة اجلودة الشامل: ختطيط و مراقبة جودة املنتجات ،.عبد احملسن ت-1

Page 33: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

33

.حتليل املنافسة:املبحث الرابع

عني مما ينتج عنه تنافس الذي يؤدي حتما إىل ختفيض التقاء العارضني و الطالبني يف سوق م" يقصد باملنافسة

1"السعر حىت يتساوى مع التكلفة املتوسطة

2"التنافس بني البائعني أو بني املشترين على نفس املنتج " و تعين كذلك

العرض و ( نستنتج من املفهومني السابقني أن املنافسة اقتصرت على أساس منتج واحد ، و بني قوتني فقط

، يف حني جتاوزته اليوم إىل املنافسة على أساس الوقت ، املنافسة على اإلمكانيات و القدرات ) لب الط

املتكاملة، و املنافسة بني املنتجات البديلة، إذ ميكن التمييز بني أربعة أنواع من املنافسة حسب درجة إحالل

3املنتج

موعة الزبائن و بأسعار و متقاربة أي إىل نفس السوق املنافسة بني املنتجات املتشاة و اليت تقدم لنفس جم-

املستهدف

املنافسة بني املنتجات املتشاة و لكن تلك اليت ختدم قطاعات تسويقية خمتلفة -

املنافسة بني املنتجات املختلفة اليت تبع نفس احلاجة -

املنافسة بني املنتجات املختلفة للحصول على تفضيل املستهلك -

و هذا مع . اسة املؤسسة للمنافسة يعتمد علة مقارنة منتجاا، أسعارها و قنوات التوزيع و االتصال، اخلإن در

، لكن ماذا جيب أن ةأقرب منافسيها و هذا لتحديد ميزاا التنافسية، و كذا سياستها اهلجومية أو الدفاعي

تعرف على منافسيها ؟

1 -BOURACHOT H,Dictionnaire de sciences économiques et sociales, édition Bordas, Paris,(1992)P39 .2 - ECHAUDE MAISON ,C-D.,Dictionnaire d’économie et de sciences sociales,édition Nthan,Paris,(1993),P.87

.67.،ص)2000(ة ، الدار اجلامعة ، اإلسكندرية،اإلدارة اإلستراتيجية ، إدارة األلفية الثالث،.العارف ن-3

Page 34: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

34

.التعرف على املنافسني:املطلب األول

ناك عدة أسئلة تطرحها املؤسسة على نفسها و حتاول اإلجابة عنها بغية التعرف على منافسيها و التقرب أكثر ه

من هم منافسيها ؟ ما هي إستراتيجيام ؟ و ما هي نقاط قوم و ضعفهم ؟ : فأكثر منهم ، و هي

يلي لثالث خطوات تساعد يف ميكن جتاهلها، و لذا سنستعرض فيمامهية مبكان و الاألإن هذه األمور من

.تعريف املنافسني الذين تواجههم املؤسسة

.حتديد املنافسني:1الفرع

للمشروبات COKA – COLAحتديد املؤسسة ملنافسيها أمر سهل، فمثال مؤسسة قد يعتقد البعض أن

افسني احلاليني ، و لكن الصعوبة ال تكمن يف حتديد املنPEPSIالغازية تعرف أن أكرب منافس هلا هي مؤسسة

.على املؤسسةو إمنا يف حتديد املنافسني احملتملني الذين دخوهلم يف السوق يشكل خطرا

املؤسسة اليت تقوم بتقدمي نفس البضاعة أو اخلدمة :" و ميكن تعرف املنافس من خالل نظرة الزبائن له، على أنه

.1الزبائناليت تقدمها مؤسستك و اليت تليب نفس احلاجة أو املطلب هلؤالء

و لكن ليس املنافسون هم فقط املؤسسات األخرى اليت تتعامل يف نفس السوق، و تنتج نفس املنتجات

املنافس ال" " Technof" و حتاول إقناع شرحية الزبائن الذين اعتادوا التعامل مع املؤسسة، فعلى حد تقدير

من يساوم املؤسسة و حياول أن يقتطع جانبا من و لكن املنافس هو كل . 2"املؤسسة أو املنتج املنافسيعيدوا

).5–1( فئات املنافسني كما هو مبني يف الشكل PORTERأرباحها ، و على ذلك يعرض

.182.،ص)1995( ،معهد اإلدارة العامة ، السعودية،. أ.القيم التنظيمية ، ترمجة هيجان ع ،.فرانسيس د-12 -KOTLERP et DUBOIS B.,Marketing management , disciéme éditions édition rubliumion ,Paris,(2000),P. 249 .

Page 35: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

35

*PORTERمنوذج قوى التنافس اخلمس لـ ) : 5–1( الشكل

Source : DUPUY Y et autres , Les systemes de gestion , Librairie Vuibert

, Paris,(1989) , P.52.

: 1و يعمل كل واحد من هؤالء املنافسون على حتدي املؤسسة يشكل خمتلف

يقدمون للسوق نفس املنتجات و ينافسون على اجلودة ، :املنافسون يف نفس الصناعة-1

.جانب مها حتققه املؤسسة من مبيعات السعر ، اخلدمات ، أو عليها مجيعا يف حماولة أقتناص

يف حتليل املنافسة بالدول النامية ، وهذا بإضافة قوة سادسة و هي احلكومة و PORTERميكن إستخدام منوذج قوى التنافس اخلمس لـ -*:أنظر املؤلف . AUSTINموذج هو ما يعرف بن

- AUSTINJE .(1990), Managing in developing countries : strategie analyse and operatingtechniques , the free press , new york .

.68. ، مرجع سبق ذكره ، ص .العارف ن-1

البدائل

الداخلین المحتملین

الموردون الزبائن

المنافسین في القطاع

شدة المزاحمة بین المنافسین

تهديد المنتجات أو الخدمات البديلة

قدرة التفاوضللموردين

تهديد الداخلين الجدد

قدرة التفاوضللزبائن

Page 36: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

36

يساومون لرفع أسعارها يبيعونه للمؤسسة، و بالتايل يقللون من ما كان ميكن هلا أن حتققه من :املوردون-2

.أرباح

يساومون لتخفيض أسعار ما يشترونه، و زيادة اخلدمات اليت حيصلون عليها، و بالتايل يسامهون :الزبائن-3

.مة املؤسسة و تقليل العائد الصايف ألرباحهاأيضا يف تصعيب مه

من التعامل مع املؤسسة و –و املوردين أيضا –هم مصدر ديد لسحب الزبائن :منتجو السلع البديلة-4

.بالتايل عدم متكينها من حتقيق أو احملافظة على مبيعاا و أرباحها

حتققها املؤسسة يف صناعة معينة فيقررون دخول ذات هم الذين تغريهم األرباح اليت :املنافسون احملتملون-5

اال لتحقيق نصيب من تلك األرباح، فتكون النتيجة سحب مساحة من السوق و ختفيض املبيعات و

.األرباح

.حتديد إستراجتيات املنافسني:2الفرع

ء املنافسون هم الذين إن التعرف الدقيق للمؤسسة على أقرب منافسيها ضروري لفهم إستراتيجيتهم ، و هؤال

يتبعون نفس اإلستراجتيات و يشكلون ما يعرف باموعة اإلستراتيجية داخل القطاع ، فلو عدنا للمثال السابق

، إمنا تم مبثيالا من املؤسسات "محود بوعالم " ال تعري اهتماما لشركة " coca – cola"جند أن شركة

ولوجي واحد و تنتميان إىل نفس اموعة اإلستراتيجية، أما ألما على مستوى تكن" pepsi "كشركة

فينتميان إىل نفس القطاع و لكن ليس إىل نفس " coca – cola"و شركة " محود بوعالم"شركة

و بالتايل ال بد من حتديد املنافسني و تصنيفهم يف جمموعات وفقا لإلستراتيجيات املتبعة . اموعة اإلستراتيجية

: ريق و ذلك عن ط

...حتديد اخلصائص و املعايري اليت يتم على أساسها النظر إىل السلعة ، اجلودة ، احلجم ، درجة التعقيد، إخل -

Page 37: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

37

.التعرف على إستراتيجيات املنافسني و مالمح كل منافس -

.تصنيف هؤالء املنافسون يف جمموعات و بناء عليه حتديد اإلستراتيجيات اليت ميكن إتباعها-

.حتديد النقاط قوة و ضعف املنافسني:3رع الف

إن مقارنة وضع املؤسسة باملؤسسات املنافسة يساعد على وضع إستراتيجيات املؤسسة، نظرا ألن إمكانية تنفيذ

.اإلستراتيجيات و حتقيق األهداف تتوقف بدرجة كبرية على قوة أو ضعف املنافسني

أو ميزة تنافسية ، و كما يعرب عن ما تستطيع املؤسسة القيام به و يعرب جانب القوة عن عامل متيز و تفوق معني

بشكل فائق باملقارنة مع القدرات احلالية أو احملتملة للمنافسني ، إذن جانب القوة هو املقدرة املتميزة و اخلاصة

.و اليت تعد هامة حيث تعطي للمؤسسة ميزة مقارنة يف السوق

تقوم املؤسسة به بشكل سيء أو ليس لديها الطاقة الالزمة للقيام به على أما عن جانب الضعف ، فهو شيء ما

.1الرغم من توافرها لدى املنافسني

.متابعة البيئة التنافسية:املطلب الثاين

ةإن حتليل املنافسة و التعرف على مكونات البيئة التنافسية للمؤسسة اليت تعمل فيها ، ال يكفي لبناء إستراتيجي

لتنافس ، فعلى الرغم من أمهية التعرف على مكونات هذه البيئة إال أنه بقيت هناك العديد من ناجحة ل

: اخلطوات اهلامة و املطلوبة لالستعالم عن املنافس و هي

مجع املعلومات عن البيئة التنافسية -

كشف و حتليل التهديدات و الفرص املوجودة يف البيئة -

.169.ص،)1995( ،نافس ، دار املعارف ، اإلسكندريةالتتكوين و تنفيذ إستراجتيات: اإلدارة اإلستراتيجية ،.م.خليل ن-1

Page 38: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

38

.عن البيئة التنافسيةمجع املعلومات :1الفرع

ختضع عملية مجع املعلومات للجهد املنظم حىت يتسىن احلصول على املعلومات املطلوبة، فالدراسة املستمرة

: 1ألوضاع السوق تعترب عملية حتمية لتكوين رصيد متجدد من املعلومات و اليت ختص األمور التالية

من منافسيهاؤسسة إنتاجها مبزايا نسبية أكثر و اليت ميكن للمأنواع املنتجات و مواصفاا اليت يطلبها السوق-

أنواع الزبائن ملختلف املنتجات و تفصيالم من حيث املواصفات و األسعار و الشروط -

أنواع املنافسون و درجات سيطرم على األسواق و املزايا اليت يتمتعون ا يف مواجهة املؤسسة -

ة أو البديلة املتوفرة يف السوق و مصادر إنتاجها أنواع املنتجات املنافس-

أنواع اخلدمات املكونة للمنتجات و مدى توافرها لدى املنافسني -

و اجتاهات تفضيل الزبائن للمنتجات املنافسة على أساس . حركة األسعار يف السوق ملثل منتجات املؤسسة-

.فضيلة السعر

رات القادمة مقدر بكميات املبيعات حجم السوق احلايل و املرتقب يف الفت-

، مسؤولة عن اجلمع املنظم و )خلية يقظة( و من أجل دراسة التنافس جيب أن تكون هناك وحدة تنظيمية

املستمر للمعلومات و تقدميها يف شكل يسهل فهمه و حتليله و ختزينه و نشره ، لذا فإنه من الضروري أن تقوم

:2يليتطلب هذا مااملؤسسة بتنظيم عملية ذكية و ي

.ختصيص غرفة العمليات حبيث ختزن فيها و توزع كل املعلومات املتعلقة بالتنافس-

و تنفيذينينياقتصاديعلى مديري اإلدارة العليا و حمللني قوة األداء و اليت تشمل -

قائمة بأمساء املنافسني احلاليني للمؤسسة -

.90.،ص)1995( ،السياسات اإلدارية يف عصر املعلومات ، دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع ، القاهرة،.السلمي ع-1.182،183مرجع سبق ذكره ص ص ،،.فرانسيس د-2

Page 39: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

39

املستقبل قائمة بأمساء املنافسني احملتملني يف-

: ملف خاص بكل منافس حبيث حيتوي على -

تقاريرهم السنوية و حسابام بالنسبة للسنوات القليلة املاضية §

كل ما كتب يف اجلرائد عن املؤسسة املنافسة §

الدراسات االستشارية املتخصصة §

تفاصيل براءات االختراعات احلالية و احملتملة §

: حيتوي على إجياد ملف خاص باملؤسسة حبيث-

إحصائيات عن السوق و منوه §

تقييمات متخصصة مكتوبة عن السوق §

حبيث يكون لكل منافس ملف خاص يضم التفاصيل *قائمة بأمساء املنافسني السيئني-

تاريخ مفصل لكل منافس حبيث يضم األحداث اهلامة له -

لوجيا تقييم املخاطر النامجة عن كون املؤسسة أصبحت متقدمة تكنو-

: 1عدة مصادر لذلك و هيDominique Michelو أما عن طريقة مجع املعلومات فقد حدد

حتليل الصحف و وسائل اإلعالم املختصة -

مراقبة القوانني ، الشهادات و التنظيمات -

استشارة بنوك املعطيات -

االستماع إىل املختصني يف هذا امليدان -

* -Mauvais compétiteurs :ل أو رمبا يقومون بتدمري املؤسسة بدرجة خطريةو هو أولئك الذين من احملتم1 - KOTLER et DUBOIS B,op.cit,P.260

Page 40: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

40

تفكيك املنتجات املنافسة -

.الكشف و حتليل الفرص و التهديدات:2الفرع

تعكس املعلومات اليت يتم مجعها فرصا للمؤسسة ينبغي اقتناصها أو ديدات ينبغي تفاديها و تشري الفرص إىل

.أوضاع أفضل للمؤسسة و جماالت ميكن أن حتقق فيها ميزة نسبية عن منافسيها

للمؤسسة قد تنشأ من تغريات غري مواتية يف الظروف البيئية أما التهديدات فتعين مشاكل أو أضرار حمتملة

.1ينبغي على املؤسسة تفاديها أو التعامل معها بأفضل صورة ممكنة

و يتم اكتشاف الفرص و التهديدات من خالل استعراض املعلومات و البيانات اليت مت مجعها، مث مناقشتها

اجتاهات املتغريات البيئية املؤثرة على نشاط املؤسسة سواء يف لتحديد تأثريها احملتمل و حماولة تنبو بسلوك و

املستقبل القريب أو البعيد

و تقدم عملية حتليل الفرص و التهديدات احتماالت وجود مركز نسيب معني ميكن أن حتتله املؤسسة و ذلك

جيه جهودها جتاه استغالل من خالل حتديد األمهية النسبية هلذه التهديدات و الفرص مما يساعد املؤسسة يف تو

.الفرصة أو مواجهة التهديد

.97.ص،مرجع سبق ذكره،.العارف ن-1

Page 41: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

41

:خــــــالصة

يف هذا الفصل نظرة الفكر التنظيمي للمنظمة ، و حبكم تشابك املتغريات اليت تتشكل منها هذه تطرقنا

يء جديد يكمل األخرية و تعقد املتغريات اليت تتحكم و تؤثر يف أدائها ، جاءت كل نظرية و قامت بإضافة ش

. ما فعلته سابقتها أو يطور فيها أو يفتح جماالت جديدة لتطويرها

, TAYLOR و هكذا برز الفكر الكالسيكي معتمدا على األسلوب العلمي يف دراسته من خالل أعمال

FAYOL , WEBER و الذين ركزوا على البعد املادي للمؤسسة ، انطالقا من اعتبار املؤسسة نظاما

. ا يسعى لتحقيق األمثلة، و يف نفس الوقت متبنيني فكرة الرجل االقتصادي أساس الفكر الكالسيكي مغلق

:و جاء بعد ذلك الفكر النيوكالسيكي و املتمثل يف

مدرسة العالقات اإلنسانية و اليت تعترب املؤسسة نظاما مغلقا و لكنه طبيعي أي يأخذ بعني االعتبار العالقات -

مل حمدد يف املؤسسة و ركزت على مفهوم الرجل االجتماعي، حيث تم بالعنصر البشري و اإلنسانية كعا

.خاصةMAYOظهرت يف هذا اال أعمال

.املدرسة السلوكية و اليت تعترب املؤسسة نظاما مفتوحا بإمكانه حتقيق نتائج مثلى-

جديد الطرق باعتبار أن املؤسسة نظاما ما سبق من الدراسات و إمنا قام بتحضو جاء الفكر احلديث ليس لد

املؤسسة كإطار الختاذ SIMONأن املؤسسة جماال للتعاون، و أعترب BARNARD مفتوحا، فقد اعترب

القرارات، حيث إعتربت املؤسسة أداة يتم بواسطتها حتويل املدخالت من خالل عملية التحويل إىل خمرجات و

.ة بينها و بني البيئة اخلارجية يعتمد يف ذلك على عالقاا التبادلي

مث تناولنا أمهية البيئة يف حياة املؤسسة ، فاستخلصنا إىل أن وجود و بقاء أي منها كطرف هو شرط ضروري

لبقاء و وجود اآلخر ، و بالتايل فإن أي طرف منهما يؤثر و يتأثر باآلخر حىت و إن كان وجود البيئة يسبق

ذه البيئة اليت تعمل فيها املؤسسة تنطوي على متغريات عامة كالعوامل وجود املؤسسة يف كل الظروف ، ه

Page 42: الفصل الأول

املؤسسة والبيئة التنافسيةاألولالفصل

42

) بيئة العمل( االقتصادية، االجتماعية، الثقافية والسياسية و اليت تشترك فيها كل املؤسسات و متغريات تشغيلية

.خاصة بكل مؤسسة كاملنافسني، الزبائن، املوردين

تنافسية األخذ بعني االعتبار التغريات اليت حتدث يف مالمح و خصائص و تتطلب متابعة البيئة و خاصة البيئة ال

املنافسني ، القطاعات السوقية املختلفة، احتمال دخول منافسني جدد، قوة الزبائن و املوردين، و كذلك مجع

بيانات متكاملة عنها و حتديد نوعيتها، أسلوب مجعها و مصادرها، مث حتليلها و ذلك لغرض أساسي و هو

اكتشاف التهديدات اليت تواجهها املؤسسة و الفرص املتاحة هلا القتناصها و اكتساا و حتويلها إىل ميزة

.تنافسية

و لكي تتمكن املؤسسة من احلصول على ميزة تنافسية، يتطلب عليها إتباع إستراتيجية تنافسية حمكمة ليس

.ضا، و هذا ما سنتناوله يف الفصل املوايلفقط من أجل اكتساب ميزة تنافسية و إمنا للحفاظ عليها أي