بطوطة ابن رحلة

بطوطة : ابن تأليف

الفهرس

األول الجزءطنجة من والخروج الرحلة بدء

تونس سلطان ذكرومرساها أبوابها ذكر

المنار ذكرالسواري عمود ذكر

اإلسكندرية علماء بعض ذكرالعاص بن عمرو مسجد ذكر

ومزاراتها مصر قرافة ذكرمصر نيل ذكر

والبرابي األهرام ذكرمصر سلطان ذكر

مصر أمراء بعض ذكرإليها دخولي عهد في بمصر القضاة ذكر

وأعيانها مصر علماء بعض ذكرالمحمل يوم ذكر

المقدس المسجد ذكرالصخرة قبة ذكر

الشريف بالقدس المباركة المشاهد بعض ذكرالقدس فضالء بعض ذكر

امية بني بجامع المعروف دمشق جامع ذكرالمسجد بهذا األئمة ذكر

به والمعلمين المدرسين ذكردمشق قضاة ذكر

دمشق مدارس ذكردمشق أبواب ذكر

بها والمزارات المشاهد بعض ذكردمشق أرباض ذكر

المباركة ومشاهده قاسيون ذكرتواليها التي والقرى الربوة ذكر

وعوائدهم أهلها فضائل وبعض بدمشق األوقاف ذكرأهلها من أجازني ومن بدمشق سماعي ذكر

وكرم وشرف وسلم عليه الله صلى الله رسول مدينة طيبة

الشريفة وروضته الله رسول مسجد ذكرالكريم المسجد بناء ابتداء ذكر

الكريم المنبر ذكرالله رسول بمسجد واإلمام الخطيب ذكر

به والمؤذنين الشريف المسجد خدام ذكرالشريفة بالمدينة المجاورين ذكر

الشريفة المدينة أمير ذكرالشريفة المدينة بخارج الكريم المشاهد بعض ذكر

المعظمة مكة مدينة ذكروكرمه الله شرفه الحرام المسجد ذكر

الشريفة المعظمة الكعبة ذكرالمبارك الميزاب ذكر

األسود الحجر ذكرالكريم المقام ذكر

والمطاف الحجر ذكرزمزم ذكر

الحرام المسجد أبواب ذكروالمروة الصفا ذكر

المباركة الجبانة ذكرمكة خارج المشاهد بعض ذكر

بمكة المطيفة الجبال ذكرمكة أميري ذكر

وفضائلهم مكة أهل ذكروخطيبها مكة قاضي ذكر

بمكة المجاورين ذكرأئمتهم ومواضع صلواتهم في مكة أهل عادة ذكر

الجمعة وصالة الخطبة في عاداتهم ذكرالشهور استهالل في عاداتهم ذكر

رجب شهر في عادتهم ذكررجب عمرة ذكر

شعبان من النصف ليلة في عادتهم ذكرالمعظم رمضان شهر في عادتهم ذكر

شوال في عادتهم ذكرالكعبة إحرام ذكر

وأعماله الحج شعائر ذكرالكعبة كسوة ذكر

تعالى الله شرفها مكة عن االنفصال ذكربها التي والقبور الروضة ذكر

األشراف نقيب ذكرواسط مدينة

البصرة مدينةاعتبار حكاية

بالبصرة المباركة المشاهدة ذكروتستر إيذج ملك ذكر

شيراز سلطان ذكربشيراز المشاهد بعض ذكر

الكوفة مدينةبغداد مدينة

بغداد من الغربي الجانب ذكرمنها الشرقي الجانب ذكر

ببغداد الخلفاء قبور ذكروخراسان العراقين سلطان ذكر

الملك على المتغلبين ذكرالموصل مدينة

إليها دخولي عهد في ماردين سلطان ذكرسلطانها ذكر

حلي سلطان ذكراليمن سلطان ذكر

مقديشو سلطان ذكركلوا سلطان ذكر

التنبول ذكرالنارجيل ذكر

ظفار سلطان ذكرالجبل بهذا لقيناه ولي ذكر

عمان سلطان ذكرهرمز سلطان ذكر

الر سلطان ذكرالجوهر مغاص ذكرالعاليا سلطان ذكرالفتيان األخية ذكر

انطالية سلطان ذكرأكريدور سلطان ذكر

حصار قل سلطان ذكرالذق سلطان ذكر

? ميالس سلطان ذكر ? الالرندة سلطان ذكر

بركي سلطان ذكرمغنيسية سلطان ذكر

برغمة سلطان ذكركسري بلي سلطان ذكر

برصا سلطان ذكرسلطانها ذكر

قصطمونية سلطان ذكرالبالد بهذه عليها يسافر التي العجالت ذكرخان أوزبك محمد المعظم السلطان ذكر

وترتيبهن الخواتين ذكرالكبرى الخاتون ذكر

الملكة تلي التي الخاتون ذكرالثالثة الخاتون ذكر

الرابعة الخاتون ذكرأوزبك المعظم السلطان بنت ذكر

السلطان ولدي ذكر

بلغار مدينة إلى سفري ذكرالظلمة أرض ذكر

العيد في ترتيبهم ذكرالقسطنطينية إلى سفري ذكر

القسطنطينية سلطان ذكرالمدينة ذكر

العظمى الكنيسة ذكربقسطنطينية المانستارات ذكر

جرجيس المترهب الملك ذكرالقسطنطينية قاضي ذكر

القسطنطينية عن االنصراف ذكرخوارزم أمير

واألمير القاضي لهذا ومكرمة حكايةخوارزم بطيخ ذكر

وسواها بخارى وتخريبهم التتر أولية ذكرالنهر وراء ما سلطان ذكر

هراة سلطان ذكرالرافضة حكاية

حكاية المذكور الدين نظام الفقيه قتل سبب هي حكاية

الدين شهاب الشيخ حكاية

الثاني الجزءالبريد ذكر

الكركدن ذكرذلك وترتيب السند نهر في السفر ذكر

المدينة هذه بخارج رأيتها غريبة ذكرحاله وترتيب ملتان أمير ذكر

الغرباء من المدينة هذه في به اجتمعت من ذكروفواكهها الهند بالد أشجار ذكر

بها ويقتاتون الهند أهل يزرعها التي الحبوب ذكرالطريق بهذا لنا غزوة ذكر

بالنار أنفسهم يحرقون الذين الهند أهل ذكروصفها ذكر

وأبوابها دهلي سور ذكردهلي جامع ذكر

بخارجها العظيمين الحوضين ذكرمزاراتها بعض ذكر

وصلحائها علمائها بعض ذكرالملوك من تداولها ومن دهلي فتح ذكر

للمش الدين شمس السلطان ذكرالدين شمس السلطان ابن الدين ركن السلطان ذكر

رضية السلطانة ذكرالدين شمس السلطان ابن الدين ناصر السلطان ذكر

بلبن الدين غياث السلطان ذكرناصر بن الدين معز السلطان ذكر

الدين جالل السلطان ذكرالخلجي شاه محمد الدين عالء السلطان ذكر

الدين شهاب السلطان ابنه ذكرالدين عالء السلطان ابن الدين قطب السلطان ذكر

الدين ناصر خسروخان السلطان ذكرشاه تغلق الدين غياث السلطان ذكر

ذلك له يتم فلم عليه القيام من ولده رامه ما ذكراللكنوتي بالد إلى تغلق مسير ذكر

السلطان ابن شاه محمد المجاهد أبي السلطان ذكرقندهار سلطان ذكر

البحر ركوبنا ذكرقوقة سلطان ذكرالجوكي هذا حكايةهنور سلطان ذكرطعامه ترتيب ذكر

الفلفل ذكرفاكنور سلطان ذكر

سلطانها ذكرسلطانها ذكر

الجامع بإزاء التي الشأن العجيبة الشجرة ذكرقالقوط سلطان ذكر

الصين مراكب ذكرذلك ومنتهى الصين إلى السفر في أخذنا ذكر

والبقم القرفة ذكركولم سلطان ذكر

سندابور وفتح الغزو إلى توجهنا ذكرسيالن سلطان ذكركنكار سلطان ذكر

المعبر بالد سلطان ذكرالدين غياث السلطان إلى وصولي ذكر

بنجالة سلطان ذكرالدين جالل الشيخ ذكر

سلطانهم ذكرالجاوة سلطان ذكر

إلينا وإحسانه داره إلى دخولنا ذكرعليه السالم وترتيب داره إلى انصرافه ذكر

ذلك وسبب أخيه ابن خالف ذكراللبان ذكر

الكافور ذكرالهندي العود ذكر

القرنفل ذكرجاوه مل سلطان ذكر

الصيني الفخار ذكرالصين دجاج ذكر

الصين أهالي أحوال من بعض ذكرويشترون يبيعون بها التي الكاغد دراهم ذكر

الفحم مكان يوقدونه الذي التراب ذكرالصناعات إحكام من به خصوا ما ذكرالمراكب في ما تقييد في عادتهم ذكر

الفساد عن التجار منع في عادتهم ذكرالطرق في للمسافرين حفظهم ذكر

قرطي الكبير األمير ذكرالمشعوذ حكاية

بالقان الملقب والخطا الصين سلطان ذكرقصره ذكر

وقتله عمه ابن لقتال القان خروج ذكرالهند إلى ثم الصين إلى رجوعي ذكر

الرخ ذكرالظاهر الملك ولد إعراس ذكر

ظفار سلطان ذكرالعراق سلطان ذكر

مصر سلطان ذكرتونس سلطان ذكر

الله أيده موالنا فضائل بعض ذكرغرناطة سلطان ذكر

التكشيف ذكربأيواالتن الساكنين مسوفة ذكر

مالي سلطان ذكرلها وتعظيمهم التافهة ضيافتهم ذكر

إلي وإحسانه ذلك بعد للسلطان كالمي ذكربقبته جلوسه ذكر

بالمشور جلوسه ذكرلملكهم السودان تذلل ذكر

وأيامه العيد صالة في فعله ذكرللسلطان الشعراء إنشاد في األضحوكة ذكر

السودان أفعال من استحسنته ما ذكرمالي عن سفري ذكر

بالنيل تكون التي الخيل ذكرالنحاس معدن ذكر

تكدا سلطان ذكرإلي الكريم األمر وصول ذكر

الكتاب :قصة أطلقت أوروبا في العالية شهرتها وبسبب. اإلطالق على الرحالت كتب أشهر في مرة ألول كاملة المسلمين. طبعت الرحالة أمير لقب كبمردج جمعية عليه

يمري ديفر بعناية فرنسية ترجمة مع مجلدات أربعة في م1853باريس فطاف هـ725 سنة منها فخرج طنجة، من رحلته بطوطة ابن وسانجنتي. بدأ

وعاد والبحرين واليمن وفارس والعراق والحجاز والشام ومصر المغرب بالد

إلى ومنها مصر، إلى وعاد قالوون، ابن الناصر حج أثناء ثانية مرة الحج ألداء والجاوة والصين الهند وبعض النهر وراء وما وتركستان األناضول فبالد الشام،

التسيار عصا ألقى سنة،27 رحلته أفريقة. واستغرقت وأواسط التتر وبالد ابن كان بما أعجب الذي المريني، عنان أبي صاحبها عند فاس، مدينة في منها

أن الكلبي جزي بن محمد كاتبه فأمر رحلته، أخبار من عليه يقصه بطوطة ما وإضافة وتهذيبها، ترتيبها جزي ابن فتولى بطوطة، ابن عليه يمليه ما يدون

[ واألشعار، األخبار من أبوابها يناسب رحلة على تحقيقاته من كثير في معوال في عمله من جزي ابن فرغ البرنامج( وبعدما هذا في )انظرها جبير ابن

في األسفار( وقال وعجائب األمصار غرائب في النظار سماها: )تحفة الرحلة بطوطة، ابن محمد الله عبد أبي الشيخ تقييد من لخصته ما انتهى: )خاتمتها

هذه قال: رحال ومن العصر، رحال هو الشيخ هذا أن يخفى وال الله، أكرمه دمياط في السفر جوازات عن حكاه ما فيها نوادره يبعد(. ومن لم الملة

في أصحابه بزيارة أوصاه األعرج: الذي ابن الدين برهان ووصية وقطيا، أبي السلطان ومواكب مصر، في قالوون ابن الناصر مواكب ووصفه الصين،

نسائها عناية من مكة في استوقفه وما وأوقافها، دمشق وجامع ببغداد، سعيد في الطلبة ودار صنعاء، صاحب وبالط اليمن، في زبيد نساء وجمال بالطيب،

في الورقية والعملة البحرين، في اللؤلؤ وصيد منبسى، ومرابطي مقديشو، الرقيق األناضول. وأسواق في الفتوة ونظام فيها، التصوير وصناعة الصين

التي والعربات بخارى، في قبورهم على العلماء وتراجم )كافا(، ثغر في مدينة في أندلسي بيهودي ولقاؤه البلغار، في الجليد على الكالب تجرها وكانت القسطنطينية، قيصر ترجمان كان شامي ويهودي بالقوقاز، الماجر

ابن صحبها الترك. وقد ملك خان أوزبك محمد السلطان زوجة القيصر بنت ووصف رحلته، تفاصيل لذكر الصفحة هذه تتسع وال. أبيها لزيارة بطوطة

التازي، الهادي عبد نشرة مقدمتها في وتأتي خدمتها، في الباحثين جهود.صفحة( 146ب) لها قدم مجلدات، خمسة في م1997 الرباط

األول الجزء

الرحيم الرحمن الله بسم

شرف المعتمر الله وفد األبر الناسك الثقة العالم الفقيه الشيخ قالعبد بن محمد الله عبد أبو العالمين رب على سياحته في المعتمد الدين

بطوطة بابن المعروف الطنجي ثم اللواتي إبراهيم بن محمد بن الله. آمين مه lوكر عنه ورضي الله رحمه

منها وجعل ،n فجاجا n سبال منها ليسلكوا لعباده األرض ذلlل الذي لله الحمد . n مهادا فكانت بقدرته دحاها وإخراجا وإعادة n نباتا الثالث تاراتهم وإليها

السماء سمك فوقها ورفع واألطواد، الراسيات باألعالم وأرساها للعباد، . القمر وجعل والبحر البر ظلمات في هداية الكواكب وأطلع عماد، بغير

بعد األرض به فأحيا ماء السماء من أنزل ثم ،n سراجا والشمس n نورا . النبات،. بصنوف أقطارها وفطر الثمرات كل من فيها وأنبت الممات

بتذليل اإلنعام خلقه على وأكمل ،n أجاجا n وملحا ،n فراتا n عذبا البحرين وفجرالقفر صهوة من لتمتطوا كاألعالم المنشئات وتسخير األنعام، مطايا . أوضح الذي محمد وموالنا سيدنا على الله وصلى n أثباجا البحر ومتن . . للعالمين رحمة تعالى الله بعثه وهlاجا هدايته نور وطلع n منهاجا للخلق

دخل حتى المشركين رقاب من صوارمه وأمكن للنبيين n خاتما واختارهوأنطق الباهرات، بالمعجزات وأيده ،n أفواجا الله دين في الناس

أنامله بين من وفجر الباليات، الذمم بدعوته وأحيا الجمادات، بتصديقه . n وآال n أصحابا إليه باالنتماء المتشرفين عن تعالى الله ورضي n ثجlاجا ماء

الذين فهم ،n اعوجاجا بعدهم تخشى فال الدين تقاة المقيمين ،n وأزواجاوقاموا البيضاء، الملة إظهار على وظاهروه األعداء، جهاد على آزروه

اليأس نار دونه واقتحموا واإليواء، والنصرة الهجرة من الكريمة بحقوقهااإلمام لموالنا تعالى الله ونستوهب ،n عجاجا الموت بحر وخاضوا حامية،سبيل في المجاهد العالمين رب على المتوكل المؤمنين أمير الخليفة

المهتدين - األئمة موالينا ابن فارس عنان أبي الله بنصر المؤيد اللهلزمانة يكون n وسعدا ،n ابتهاجا وأهلها الدنيا يوسع n نصرا الراشدين الخلفاء

،n محتاجا وال n طاغيا يدع لم n وجودا n بأسا الله وهبه كما ،n عالجا الزمان . العقول، قضت فقد وبعد، n انفراجا ضيقة لكل وسيبه بسيفه وجعل

المتوكلة المجاهدة العلية، الخالفة هذه بأن والمنقول، المعقول وحكماالعتصام،. به الذي وحبله األنام، على الممدود الله ظل هي الفاسية

اعتالله، عند الدين أبرأت التي فهي االنتظام، يجب طاعته سلك وفيفسادها، بعد األيام وأصلحت انسالله، عند العدوان سيف وأغمدت

انتهاجها، عند البر طرق وأوضحت كسادها، بعد العلم سوق ونفقتمماتها، بعد المكارم سنن وأحيت ارتجاجها، عند األرض أقطار وسكنت

اشتعالها، عند الفتنة نار وأخمدت حياتها، بعد المظالم رسوم وأماتتعماد على الحق مباني وشادت استقاللها، عند البغي حكام وأنقضت

العز فلها األقوى، بالسبب الله على التوكل من واستمسكت التقوى،مجرة على أذياله جر الذي والمجد الجوزاء، مفرق على تاجه عقد الذيعلى الذي والعدل شبابه، غض الزمان على رد الذي والسعد السماء،

والنضار، اللجين سحابه قطر الذي والجود أطنابه، يد lمد اإليمان أهلاألجل، كتائبه تفض الذي والنصر الموار، الدر غمامة فيه الذي والبأس

العذل، سيفه سبق الذي والبطش الدول، غنائمه بعض الذي والتأييدوجوه األعداء على يسد الذي والحزم األمل، عندها يمل ال التي واألناة

الذي والحلم الكتائب، قراع قبل جموعها يفل الذي والعزم المسارب،بنات محبته على جمع الذي والرفق الذنوب، ثمر من العفو يجنيالمفيد والعمل المشكالت دياجي نوره يجلو الذي والعلم القلوب،

. بالنيات واألعمال باإلخالص : الرجال، همم ومسرح اآلمال، مطمح العلية حضرته كانت ولما

توخى السائل، ومنية الخائف، أمن ومثابة الفضائل، رحال ومحط

العلماء عليها فانثال طرفه، ورائع تحفه، ببدائع خدمتها الزمان

عزماتها تسابق األدباء إليها وتسابق الصفات، على جودها انثيال

السائحون وقصد الشريف، حرمها العارفون وحج العداة، إلى

جنابها، بعز االمتناع إلى الخائفون ولجأ المنيف، معناها استطالع

مدار عليه الذي القطب فهي أبوابها، بخدمة الملوك واستجارت

والعالم، الجاهل عقل بديهة تساوت بتفضيلها القطع وفي العالم،

وبإكمال مسلم، كل اآلثار صحاح يسند الفائقة مآثرها وعن

بابها على وفد ممن وكان معلم، كل يفصح الرائقة محاسنها

الفقيه الشيخ الطامي، بحرها إلى البالد أوشال وتعدى السامي،

بالطول األقاليم ومخترق األرض، جوال الصدوق، الثقة السائح

إبراهيم بن محمد بن الله عبد ابن محمد الله عبد أبو والعرض،

الشرقية البالد في المعروف بطوطة بابن المعروف اللواتي

األمصار وطوى ،n معتبرا األرض طاف الذي وهو الدين، بشمس

ألقى ثم والعجم، العرب سير وسبر األمم، فرق وباحث ،n مختبرا

الفضل مزية لها أن علم لما العليا، الحضرة بهذه التسيار عصا

بالغرب، بدرها مطلع إلى المشارق وطوى ثنيا، وال شرط دون

طول بعد n اختيارا الترب، على التبر إيثار األقطار على وآثرها

على التي المثلى، بالطائفة اللحاق ورغبة والخلق، البالد اختبار

ما الحفيل، الحفي وامتنانه الجزيل، إحسانه من فغمره الحق

ما عنده وحقر الترحال، طول عن وأغناه بالحال، الماضي أنساه

يتوهمه، فضله من كان ما لديه وحقق يستعظمه، سواه من كان

بعد الخصب بالمرعى وظفر البالد، جوالن من ألفه كان ما فنسي

في شاهده ما يملي بأن الكريمة اإلشارة ونفذت اإلرتياد، طول

من ويذكر األخبار، نوادر من بحفظه علق وما األمصار، من رحلته

فأملى األبرار، وأوليائها األخيار، وعلمائها األقطار، ملوك من لقيه

كل من والنواظر، المسامع وبهجة الخواطر، نزهة فيه ما ذلك من

. العالي األمر وصدر بانتحائها أطرف وعجيبة باجتالئها، أفاد غريبة

بخدمة المتشرف بابهم إلى المنقطع الكريم، مقامهم لعبد

على. الله أعانه الكلبي، جزي بن محمد ابن محمد جنابهم

الشيخ أماله ما أطراف يضم أن نعمتهم، شكر وأوزعه خدمتهم،

فوائده على يكون تصنيف في n مشتمال ذلك من الله عبد أبو

وتهذيبه، الكالم تنقيح n متوخيا ،n مكمال مقاصده ولنيل ،n مشتمال

ويعظم الطرف، بتلك االستمتاع ليقع وتقريبه، إيضاحه n معتمدا

. ،n مبادرا به أمر ما فامتثل الصدف من تجريده عند ها lبدر االنتفاع

،n صادرا منه الغرض توفية عن الله بمعونة ليكون منهله في وشرع

للمقاصد موفية بألفاظ الله عبد أبي الشيخ كالم معاني ونقلت

لفظه أوردت وربما اعتمدها، التي للمناحي موضحة قصدها، التي

أورده ما جميع وأوردت فرعه، وال بأصله أخل فلم وضعه، على

وال ذلك حقيقة عن لبحث أتعرض ولم واألخبار، الحكايات من

وخرج المسالك، أقوم صحاحها إسناد في سلك أنه على اختبار،

المشكل وقيدت بذلك األلفاظ من يشعر بما سائرها عهدة عن

في أنفع ليكون والنقط، بالشكل والرجال المواضع أسماء من

األسماء من شرحه أمكنني ما وشرحت والضبط، التصحيح

فك في ويخطئ الناس، على بعجمتها تلتبس ألنها العجمية،

المقام من قصدته ما يقع أن فنرجو وإنا القياس، معهود معماها

تقصيره عن اإلغضاء من وأبلغ القبول، بمحل الله أيده العلي،

عن بالصفح ومكارمهم جميلة، السماح في فعوائدهم المأمول،

والتمكين النصر عادة لهم يديم تعالى والله كفيلة، الهفوات

. المبين والفتح التأييد عوارف ويعرفهم

طنجة من والخروج الرحلة بدء

: يوم في رأسي مسقط طنجة من خروجي كان الله عبد أبو الشيخ قالوعشرين خمسة عام الفرد رجب الله شهر من الثاني الخميس

أفضل عليه الرسول قبر وزيارة الحرام، الله بيت حج n معتمدا وسبعمائة، . في أكون وراكب بصحبته، آنس رفيق عن n منفردا والسالم الصالة

المعاهد تلك إلى وشوق العزائم، شديد النفس على لباعث جملته، . من األحباب هجر على أمرى فحزمت الحيازم في كامن الشريفة . والداي وكان للوكور الطيور مفارقة وطني وفارقت والذكور، اإلناث

n نصبا الفراق من لقيا كما ولقيت ،n وصبا لبعدهما فتحملت الحياة بقيد : . الله عبد أبو أخبرني جزي ابن قال سنة وعشرون اثنتان يومئذ وسنيرجب من عشر السابع االثنين يوم في بطنجة مولده أن غرناطة بمدينة

. وسبعمائة ثالث سنة الفردسبيل   في المجاهد الدين وناصر المؤمنين أمير أيام في ارتحالي وكان

وشهرت باإلسناد، اإلسناد موصولة جوده أخبار رويت الذي العالمين رباألنام ورتع فضله، بحلى األيام وتحلت اإلشهاد، واضحة شهرة كرمه آثار

أمير موالنا ابن سعيد أبي المقدس اإلمام وعدله، رفقه ظل فينار وأطفأت عزائمه، صدق الشرك حد فل الذي الدين وناصر المؤمنين

إخالص في وكرمت كتائبه، الصليب بعباد وفتكت صارمه، جداول الكفرالله جدد الحق، عبد ابن يوسف أبي المقدس اإلمام مذاهبه، الجهاد

طله الحيا صوب من المقدسة ضرائحهم وسقى رضوانه، عليهمالملك وأبقى والمسلمين، اإلسالم عن الجزاء أفضل وجزاهم وتهتانه،

. أبو يومئذ وسلطانها تلمسان مدينة فوصلت الدين يوم إلى عقبهم في. زيان بن أسن يغمر بن عثمان بن موسى بن الرحمن عبد تاشفينوهما الله، رحمه يحيى أبي السلطان إفريقية ملك رسولي بها ووافقتبن علي بكر أبي بن محمد الله عبد أبو تونس بمدينة األنكحة قاضي

بن الحسين بن محمد الله عبد أبو الصالح والشيخ النفزاوي، إبراهيمالمهدية، - بساحل قرية إلى نسبة الزاي بضم الزبيدي القرشي الله عبد

. إلى وصولي يوم وفي أربعين عام وفاته وكانت الفضالء أحد وهواالخوان بعض فأشارعلي المذكوران، الرسوالن عنها خرج تلمسان،

في n ثالثا بتلمسان وأقمت ذلك في وجل عز الله فاستخرت بمرافقتهما،مليانة، مدينة فوصلت آثارهما، في السير lأجد وخرجت مآربي، قضاء

. بسببه أقمنا مرض الفقيهين فلحق القيظ إبان في وذلك بها، وأدركتهماببعض فأقمنا منهما، بالقاضي المرض اشتد وقد ارتحلنا ثم ،n عشرا

ضحى نحبه القاضي وقضى n ثالثا مليانة من أميال مسافة على المياهإلى الزبيدي الله عبد أبو ورفيقه الطيب أبو ابنه فعاد الرابع، اليوم

. تونس تجار من رفقة مع وارتحلت هنالك، وتركتهم بها فقبروه مليانةالحجر، بن ومحمد العدولي، والحاج المنتصر، بن مسعود الحاج منهم

عبد أبو الشيخ قدم أن إلى ،n أياما بخارجها وأقمنا الجزائر، مدينة فوصلنا . إلى وصلنا ثم الزان، جبل منبجة على n جميعا فتوجهنا القاضي وابن الله

الزواوي، الله عبد أبي قاضيها بدار الله عبد أبو الشيخ فنزل بجاية مدينةوكان المفسر، الله عبد أبي الفقيه بدار القاضي ابن الطيب أبو ونزل

قد وكان الحاجب، الناس سيد بن محمد الله عبد أبا ذاك إذ بجاية أميرالذي الحجر بن محمد مليانة من صحبتهم الذين تونس تجار من توفي . من لرجل بها وأوصى الذهب، من دينار آالف ثالثة وترك ذكره تقدم

خبره فانتهى بتونس ورثته إلى ليوصلها حديدة، بابن يعرف الجزائر أهلمن شاهدته ما أول وهذا يده، من فانتزعها المذكور الناس سيد البن

ذكرته، كما بجاية إلى وصلنا ولما ووالتهم، الموحدين عمال ظلمحتى فيها باإلقامة الزبيدي الله عبد أبو علي فأشار الحمى، أصابتنيفتكون بالموت وجل عز الله قضى إن وقلت فأبيت مني، البرء يتمكن

. فبع عزمت إن أما لي فقال الحجاز أرض قاصد وأنا بالطريق وفاتي lنجد فإننا ،n خفيفا وتصحبنا وخباء دابة أعيرك وأنا المتاع، وثقل دابتك

به، وعد ما وأعارني هذا، ففعلت الطريق، في العرب غارة خوف السيرتلك في اإللهية األلطاف من لي ظهر ما أول ذلك وكان n خيرا الله جزاه

. خارجها فنزلنا ، قسنطينية مدينة وصلنا أن إلى وسرنا الحجازية الوجهةدور إلى n ليال األخبية عن الخروج إلى فاضطررنا جود مطر وأصابنا

الفضالء. الشرفاء من وهو المدينة حاكم تلقانا الغد من كان فلما هنالكبغسلها فأمر المطر، لوثها وقد ثيابي إلى فنظر الحسن، بأبي يسمى

في lوصر n بعلبكيا n إحراما مكانه فبعث ،n خلقا منها اإلحرام وكان داره، في . وجهتي، على به فتح ما أول ذلك فكان الذهب من دينارين طرفيه أحد

. تركنا ثم ،n أياما بها وأقمنا بداخلها ونزلنا بونة مدينة وصلنا أن إلى ورحلناوتجردنا الطريق، في الخوف ألجل التجار من صحبتنا في كان ما بها

فوق بعمامة نفسي أشد فكنت الحمى، وأصابتني الجد، وواصلنا للسير،الخوف، من النزول يمكنني وال الضعف، بسبب السقوط خوف السرج

الله عبد أبي الشيخ للقاء أهلها فبرز تونس مدينة إلى وصلنا أن إلىفأقبل النفزاوي، الله عبد أبي القاضي ابن الطيب أبي ولقاء الزبيدي

معرفتي لعدم أحد، علي يسلlم ولم والسؤال بالسالم بعض على بعضهمواشتد العبرة سوابق معه أملك لم ما النفس ذلك من فوجدت بهم،

بالسالم علي فأقبل الحجاج بعض بحالي فشعر   بكائي،ونزلت المدينة دخلت حتى بحديثه يؤنسني زال وما واإليناس،

: . قاضي شيخي أخبرني جزي ابن قال الكتبيين بمدرسة منها

ابراهيم محمد بن محمد البركات أبو الخطباء أخطب الجماعة

. الحكاية هذه مثل له جرى أنه البلفيقي الحاج ابن هو السلمي

برسم عيد، ليلة في األندلس بالد من بلش مدينة قصدت قال

الكماد، ابن الله عبد أبي عن بالعيد المسلسل الحديث رواية

أقبل والخطبة، الصالة فرغت فلما الناس، مع المصلى وحضرت

يسلم ال ناحية في وأنا بالسالم، بعض على بعضهم الناس

: يسلم ال الناس، عن n منتبذا فرأيتك إليك، نظرت وقال واإليناس،

الله جزاه إيناسك فأحببت غريب أنك فعرفت أحد عليك

ونزلت. المدينة دخلت حتى بحديثه يؤنسني زال وما اس، n خيرا

: . قاضي شيخي أخبرني جزي ابن قال الكتبيين بمدرسة منها

ابراهيم محمد بن محمد البركات أبو الخطباء أخطب الجماعة

. الحكاية هذه مثل له جرى أنه البلفيقي الحاج ابن هو السلمي

برسم عيد، ليلة في األندلس بالد من بلش مدينة قصدت قال

الكماد، ابن الله عبد أبي عن بالعيد المسلسل الحديث رواية

أقبل والخطبة، الصالة فرغت فلما الناس، مع المصلى وحضرت

يسلم ال ناحية في وأنا بالسالم، بعض على بعضهم الناس

: يسلم ال الناس، عن n منتبذا فرأيتك إليك، نظرت وقال واإليناس،

. n خيرا الله جزاه إيناسك فأحببت غريب أنك فعرفت أحد عليك

تونس سلطان ذكر

زكريا أبي السلطان ابن يحيى أبا السلطان إليها دخولي عند تونس سلطان وكان

عبد بن يحيى زكريا أبي السلطان ابن إبراهيم إسحاق أبي السلطان ابن يحيى

. قاضي منهم العلماء، أعالم من جماعة بتونس وكان الله رحمه حفص أبي بن الواحد

بن محمد بن أحمد العباس أبي الجماعة قاضي ابن محمد الله عبد أبو بها الجماعة

الغماز، ابن هو التونسي ثم األصل، البلنسي الخزرجي األنصاري محمد بن حسن

n أيضا وولي الرفيع، عبد بن علي بن حسين بن إبراهيم إسحاق أبو الخطيب ومنهم

قداح بن علي بن عمر علي أبو الفقيه ومنهم دول، خمس في الجماعة قضاء

. يوم كل يستند أنه عوائده ومن العلماء أعالم من وكان قضاءها z أيضا وولي الهواري،

الزيتونة، بجامع المعروف األعظم الجامع أساطين بعض إلى صالتها بعد جمعة

. مجلسه عن انصرف مسألة أربعين في أفتى فإذا المسائل في الناس ويستفتيه

لشهود الناس احتفل وقد المصلlى، فحضرت الفطر، عيد بتونس وأظلني ذلك،

. يحيى أبو السلطان المسجد ووافى شارة وأكمل هيئة أجمل في وبرزوا عيدهم،

ترتيب في أقدامهم على مشاة مملكته وخدم وخواصه، أقاربه وجميع n راكبا المذكور

. مدة وبعد منازلهم إلى الناس وانصرف الخطبة، وانقضت الصالة، وصليت عجيب،

من أقل أهل من السوسي يعقوب بأبي ويعرف شيخه الشريف الحجاز لركب تعين

. أواخر في تونس من وخرجنا بينهم، n قاضيا فقدموني المصامدة وأكثره إفريقية، بالد

صغيرة وهي سوسة، بلدة إلى فوصلنا الساحل، طريق سالكين القعدة ذي شهر

إلى وصلنا ثم ،n ميال أربعون تونس مدينة وبين بينها البحر، شاطىء على مبنية حسنة

مؤلف المالكي اللخمي الحسن أبي اإلمام قبر البلدة هذه وبخارج صفاقس مدينة

: . حبيب بن علي يقول صفاقس بلدة في جزي ابن قال الفقه في التبصرة كتاب

التنوخي:

ألرض n سقياصفـاقـس

المصانع ذاتوالمصلlى

إلى القصير محمىالخليج

السامي فقصرهاالمعلlى

يقـول يكـاد بلـدحـين

n أهـال تزورهوسـهـال

والبـحـر وكأنهويمـال يحـس عـنـه تارة ر

زيارة يريد lالرقباء صب رأى فإذاى lولـ

من وكان تميم أبي بن محمد الله عبد أبو البارع األديب يقول ذلك عكس وفي

: المكثرين المجيدين

عيش صفا ال صفاقسلساكـنـهـا

إذا غيث أرضها سقى والانسكـبـا

حل من بلدة من ناهيكساحـتـهـا

الروم العاديين بها عانىوالعـربـا

n مسلوبا البر في ضل كمبضاعـتـه

األسر يشكو البحر في وبات والعطبا

لؤم من البحر عاين قدلـهـا لقاطـنـهـا يدنـو أن lهم هـربـا فكلما

األمطار، نزول لتوالي n عشرا بها وأقمنا بداخلها، ونزلنا قابس مدينة إلى وصلنا ثم

: : بعضهم يقول قابس ذكر في جزي ابن قال

طيب على لهفيخلت ليال

من البطحاء بجانبقابس

عند قلبي كأنتذكارها

بيد نار جذوةالقابس

بعض في وصحبنا طرابلس، قاصدين قابس مدينة من خرجنا ثم

رماة قوم بالركب وكان يزيد، أو فارس مائة نحو إليها المراحل

عيد وأظلنا منهم، الله وعصمنا مكانهم، وتحامت العرب، فهابتهم

. إلى وصلنا بعده الرابع وفي المراحل تلك بعض في األضحى

بنت على بصفاقس عقدت وكنت مدة بها فأقمنا طرابلس، مدينة

من خرجت ثم بطرابلس عليها فبنيت تونس، أمناء لبعض

ومعي وعشرين، ستة عام من المحرم شهر أواخر في طرابلس

العلم، رفعت وقد المصامدة، من جماعة صحبتي وفي أهلي،

البرد من n خوفا طرابلس في الركب وأقام عليهم، وتقدمت

. أرادت وهنالك سرت وقصور ومسراتة مسالتة وتجاوزنا والمطر،

ما دون وحالت القدرة، صرفتهم ثم بنا اإليقاع العرب طوائف

برصيصا قصر إلى وتجاوزناها الغابة، توسطنا ثم أذيتنا، من راموه

تخلفوا الذين الركب هنالك وأدركنا سالم، قبة إلى العابد،

بنته فراق أوجبت مشاجرة صهري وبين بيني ووقع بطرابلس،

الزعافية، بقصر بها وبنيت فاس طلبة لبعض n بنتا وتزوجت

في وصلنا ثم وأطعمتهم، n يوما الركب لها حبست وليمة وأولمت

الثغر وهي الله، حرسها اإلسكندرية مدينة إلى األولى جمادى أول

بها البنيان، األصيلة الشأن العجيبة المأنوس والقطر المحروس،

مغانيها، كرمت ودين، دنيا ومآثر وتحصين، تحسين من شئت ما

فهي مبانيها، واإلحكام الضخامة بين وجمعت معانيها، ولطفت

الزاهية حالها، في تجلى والخريدة سناها، تجلي في الفريدة

بين لتوسطها المحاسن، لمفترق والجامعة الم{غر|ب، بجمالها

فإليها طرفة وكل اختالؤها، بها بديعة فكل والمغرب، المشرق

فأغربوا. عجائبها في وصنفوا فأطنبوا، الناس وصفها وقد انتهاؤها

كتاب في عبيد أبو سطره ما ذلك إلى المشرف وحسب

المسالك.

ومرساها أبوابها ذكر

: يشرع وإليه السدرة باب أبواب أربعة االسكندرية ولمدينة

وليس األخضر، والباب البحر، وباب رشيد، وباب المغرب، طريق

. ولها القبور زيارة إلى منه الناس فيخرج الجمعة، يوم إال يفتح

كان ما إال مثله الدنيا مراسي في أر ولم الشأن العظيم المرسى

بسرادق الكفار ومرسى الهند، ببالد وقاليقوط كولم مرسى من

. ذكرها وسيقع الصين، ببالد الزيتون ومرسى األتراك ببالد

المنار ذكر

. وصفته n متهدما جوانبه أحد فرأيت الوجهة هذه في المنار قصدت

وإزاء األرض على مرتفع وبابه الهواء، في ذاهب مربع، بناء أنه

إلى عليها يعبر خشب ألواح بينهما وضعت ارتفاعه، بقدر بناء بابه

. لجلوس موضع الباب وداخل سبيل له يكن لم أزيلت فاذا بابه،

. . بداخله الممر وعرض كثيرة بيوت المنار وداخل المنار حارس

كل من المنار وعرض أشبار، عشرة الحائط وعرض أشبار، تسعة

. مرتفع تل على وهو n شبرا وأربعون مائة األربع جهاته من جهة

يحيط مستطيل بر في واحد فرسخ المدينة وبين بينه ما ومسافة

فال البلد، بسور البحر يتصل أن إلى جهات ثالث من البحر به

البر هذا وفي المدينة من إال البر في المنار إلى التوصل يمكن

. إلى عودي عند المنار وقصدت اإلسكندرية مقبرة بالمنار المتصل

عليه استولى قد فوجدته وسبعمائة، خمسين عام المغرب بالد

. الملك وكان بابه إلى الصعود وال دخوله يمكن ال بحيث الخراب،

الموت فعاقه بإزائه، مثله منار بناء في شرع قد الله رحمه الناصر

. إتمامه من

السواري عمود ذكر

بخارجها،   الذي الهائل الرخام عمود المدينة هذه غرائب ومن

. وقد نخل غابة في متوسط وهو السواري بعمود عندهم المسمى

. محكمة واحدة قطعة وهو n وارتفاعا n سموا شجراتها عن امتاز

الدكاكين أمثال مربعة حجارة قواعد على أقيم قد النحت

. قال وضعه من يتحقق وال هنالك وضعه كيفية تعرف وال العظيمة

: الرماة أحد أن الرحالين أشياخي بعض أخبرني جزي ابن

وكنانته قوسه ومعه العمود ذلك أعلى إلى صعد باإلسكندرية

لمشاهدته، الغفير الجمع فاجتمع خبره، وشاع هنالك واستقر

كان وأظنه احتياله وجه الناس على وخفي منه، العجب وطال

لغرابة قصده إلى الوصول فعله له فأنتج حاجة، طالب أو ،n خائفا

. عقد قد بنشابة رمى أنه صعوده في احتياله وكيفية به أتى ما

فتجاوزت ،n وثيقا n حبال الخيط بطرف وعقد ،n طويال n خيطا بفوقها

الموازية الجهة من ووقعت عليه، معترضة العمود أعلى النشابة

حتى فجذبه العمود، أعلى على n معترضا الخيط فصار للرامي،

إحدى من فأوثقه الخيط، مكان العمود أعلى الحبل توسط

واستقر األخرى، الجهة من n صاعدا به وتعلق األرض، في الجهتين

الناس يهتد فلم احتمله، من واستصحب الحبل، وجذب بأعاله

. وصولي عهد في اإلسكندرية أمير وكان شأنه من وعجبوا لحيلته،

سلطان العهد ذلك في n أيضا فيها وكان الدين بصالح يسمى إليها

حفص أبي بن أحمد بن يحيى أبو زكرياء وهو المخلوع، أفريقية

. من السلطنة بدار بإنزاله الناصر الملك وأمر باللحياني المعروف

. أوالده معه وكان يوم كل في درهم مائة له وأجرى إسكندرية،

يعقوب بن زكريا أبو وحاجبه واسكندري ومصري الواحد عبد

. اللحياني توفي وباإلسكندرية ياسين بن الله عبد أبو ووزيره

: . جزي ابن قال بها المصري وبقي االسكندري وولده المذكور،

اللحياني ولدي اسمي في الزجر صدق من اتفق ما الغريب من

بها n طويال n دهرا المصري وعاش بها، فمات والمصري االسكندري

. والمغرب األندلس لبالد الواحد عبد وتحول مصر بالد من وهي

. جربة بجزيرة هنالك وتوفي وأفريقية،

اإلسكندرية علماء بعض ذكر

. اللسان علم أئمة من إمام الكندي، الدين عماد قاضيها فمنهم

مشارق في أر لم للعمائم المعتاد خرقت بعمامة يعتم وكان

صدر في n قاعدا n يوما رأيته منها أعظم عمامة ومغاربها األرض

الدين فخر ومنهم المحراب تمأل أن عمامته كادت وقد محراب،

أهل من فاضل باإلسكندرية القضاة من n أيضا وهو الريغي بن

العلم.

حكاية

بطلب واشتغل ريغة، أهل من الريغي الدين فخر القاضي جد أن يذكر . ذات قليل وهو بالعشي اإلسكندرية فوصل الحجاز، إلى رحل ثم العلم،

إلى بابها، من n قريبا فقعد n nحسنا فاال يسمع حتى يدخلها ال أن فأحب اليد، . سواه هنالك يبق ولم الباب سد وقت وجاء الناس جميع دخل أن

: فقال قاضي يا أدخل n متهكما وقال إبطائه، من بالباب الموكل فاغتاظوسلك القراءة والزم المدارس، بعض إلى ودخل الله، شاء إن قاض

والورع، بالزهد وعرف اسمه، وشهر صيته، فعظم الفضالء، طريق . إذ وبها اإلسكندرية قاضي توفي أن واتفق مصر بملك أخباره واتصلتمن وهو للوالية، متشوف وكلهم والعلماء، الفقهاء من الغفير الجم ذاك

القضاء، ظهير وهو بالتقليد، السلطان إليه فبعث لذلك يتشوف ال بينهم،له كانت من الناس في ينادى أن خديمه فأمر بذلك، البريد وأتاه . وسواهم الفقهاء فاجتمع الناس بين للفصل وقعد لها فليحضر خصومة

مراجعة في وتفاوضوا يتعداه، ال القضاء أن يظنون كانوا منهم رجل إلى . أحد لذلك وحضر يرتضونه ال الناس بأن ومخاطبته أمره، في السلطان

: واليته، طالع عدلت فإني ذلك تفعلوا ال لهم فقال المنجمين من الحذاق

. من به هموا عما فأضربوا سنة أربعين يحكم أنه لي فظهر وحققته . . واليته في وعرف للمنجم ظهر ما على أمره وكان شأنه في المراجعة

. مشتهر قضاتها من الصنهاجي الدين وجيه ومنهم والنزاهة بالعدل . شهير فاضل التنيسي بنت ابن الدين شمس ومنهم والفضل بالعلم

الله. أولياء كبار من الفاسي الله عبد أبو الشيخ بها الصالحين ومن الذكر . ومنهم صالته من سلم إذا عليه السالم رد يسمع كان أنه يذكر تعالى،. المكاشفات صاحب خليفة الورع الخاشع الزاهد العالم اإلمام

  : خليفة الشيخ رأى قال أصحابه من الثقات بعض أخبرني له كرامة : . فرحل زرنا خليفة يا فقال النوم في وسلم عليه الله صلى الله رسول

السالم، باب من فدخل الكريم، المسجد وأتى الشريفة، المدينة إلىوقعد وسلم، عليه الله صلى الله رسول على وسلم المسجد، وحياوذلك ركبتيه، على رأسه ووضع المسجد، سواري بعض إلى n مستندا

. وآنية أرغفة، أربعة وجد رأسه رفع فلما الترفيق المتصوفة عند يسمىإلى n عائدا وانصرف وأصحابه هو فأكل تمر، فيه n وطبقا لبن، فيها . الورع الزاهد العالم اإلمام ومنهم السنة تلك يحج ولم اإلسكندرية

أيام لقيته العباد، وأفراد الزهاد كبار من األعرج، الدين برهان الخاشع. n ثالثا ضيافته في وأقمت باإلسكندرية مقامي

: : والجوالن السياحة تحب أراك لي فقال n يوما عليه دخلت له كرامة ذكر . : التوغل بخاطري حينئذ يكن ولم ذلك أحب إني نعم له فقلت البالد في . من الله شاء إن لك بد ال فقال والصين الهند من القاصية البالد فيوأخي بالسند، زكرياء الدين ركن وأخي بالهند، الدين فريد أخي زيارة

. قوله من فعجبت السالم مني فأبلغهم بلغتهم فإذا بالصين الدين برهانالثالثة لقيت حتى أجول أزل ولم البالد تلك إلى التوجه روعي في وألقى . عندي تزل لم دراهم زودني ودعته ولما سالمه وأبلغتهم ذكرهم، الذين

فيما. الهنود، كفار مني سلبها أن إلى إنفاقها، إلى بعد أحتج ولم محوطة. . الرجال أفراد من الحبشي، ياقوت الشيخ ومنهم البحر في لي سلبوه

. الله ولي تلميذ المرسي العباس وأبو المرسي العباس أبي تلميذ وهووالمقامات الجليلة الكرامات ذي الشهير الشاذلي الحسن أبي تعالى

العالية. : أبي شيخه عن ياقوت الشيخ أخبرني الشاذلي الحسن ألبي كرامةطريقه ويجعل سنة، كل في يحج كان الحسن أبا أن المرسي العباس

الحج، انقضاء إلى بعده وما رجب شهر بمكة ويجاور مصر، صعيد على . في كان فلما بلده إلى الكبير الدرب على ويعود الشريف، القبر ويزور

: n فأسا استصحب لخديمه قال فيها، خرج سنة آخر وهي السنين، بعض? : . سيدي يا ذا ولم الخديم له فقال الميت به يجهز وما ،n وحنوطا وقفة

. : صحراء في مصر صعيد في وحميثرا ترى سوف حميثرا في له فقال

. . حميثرا بلغا فلما الضباع كثيرة وهي زعاق ماء عين وبها عيذاب،آخر في وجل عز الله وقبضه ركعتين، وصلى الحسن، أبو الشيخ اغتسل . فيها مكتوب تبرية وعليه قبره زرت وقد هناك ودفن صالته، من سجدة

. عنه الله رضي علي بن بالحسن n متصال ونسبه اسمه : كما عام كل في يسافر كان إليه المنسوب البحر حزب ذكر

يقرؤه السفينة ركب إذا فكان جدة، وبحر مصر صعيد على ذكرناه

: يا هذا وهو يوم، كل في يقرؤنه اآلن إلى وتالمذته يوم، كل في

حسبي، وعليك ربي أنت عليم، يا ياحليم عظيم يا علي يا ألله

وأنت تشاء، من تنصر حسبي، الحسب ونعم ربي، الرب فنعم

. والسكنات الحركات في العصمة نسألك الرحيم العزيز

واألوهام والظنون الشكوك من والخطرات واإلرادات والكلمات

وزلزلوا المؤمنون ابتلي فقد الغيوب مطالعة عن للقلوب الساترة

ما مرض قلوبهم في والذين المنافقون ليقول ،n شديدا n زلزاال

البحر، هذا لنا وسخر وانصرنا فثبتنا ،n غرورا إال ورسوله الله وعدنا

إلبراهيم النار وسخرت السالم، عليه لموسى البحر سخرت كما

السالم، عليه لداوود والحديد الجبال وسخرت السالم، عليه

وسخر السالم، عليه لسليمان والجن والشياطين الريح وسخرت

وبحر والملكوت، والملك والسماء، األرض في لك هو بحر كل لنا

. شيء كل ملكوت بيده من يا n شيئا لنا وسخر اآلخرة، وبحر الدنيا

فإنك لنا وافتح الناصرين، خير فإنك انصرنا عسق، حم كهيعص

خير فإنك وارحمنا الغفارين، خير فإنك لنا واغفر الفاتحين، خير

القوم من ونجنا واهدنا الرازقين، خير فإنك وارزقني الراحمين،

علينا انشرها علمك، في هي كما طيبة n ريحا لنا وهب الظالمين،

السالمة مع الكرامة حمل بها واحملنا رحمتك، خزائن من

. قدير شيء كل على إنك واآلخرة، والدنيا الدين في والعافية

والعافية والسالمة وأبداننا، لقلوبنا الراحة مع أمورنا لنا يسر اللهم

أهلنا، في وخليفة سفرنا، في n صاحبا لنا وكن ودنيانا، ديننا في

فال مكانتهم، على وامسخهم أعدائنا، وجوه على واطمس

" على لطمسنا نشاء ولو إلينا، المجيء وال المضي يستطيعون

لمسخناهم نشاء ولو يبصرون فأنى الصراط فاستبقوا أعينهم

" " " " إلى يس يرجعون وال n مضيا استطاعوا فما مكانتهم على

" " القيوم للحي الوجوه وعنت الوجوه شاهت يبصرون ال فهم

البحرين " " مرج عسق حم طسم طس nظلما حمل من خاب وقد

" حم حم حم حم حم حم حم حم يبغيان ال برزخ بينهما يلتقيان

الله " من الكتاب تنزيل حم ينصرون ال فعلينا النصر وجاء األمر،

ال الطول ذي العقاب شديد التوب وقابل غافرالذنب العليم العزيز

. سقفنا " يس حيطاننا تبارك بابنا، الله باسم المصير إليه هو إال إله

" : . وهو الله فسيكفيكهم حمايتنا عسق حم كفايتنا كهيعص

" ناظرة الله وعين علينا، مسبول العرش ستر العليم السميع

" هو بل محيط ورائهم من والله علينا اليقدر الله بحول إلينا،

" " أرحم وهو n حافظا خير فالله محفوظ لوح في مجيد قرآن

الصالحين " " يتولlى وهو الكتاب ل lنز الذي الله lي ولي إن الراحمين

رب" " وهو توكلت عليه هو إال إله ال الله حسبي فقل lوا تول فإن

" في شيء اسمه مع يضر ال الذي الله بسم العظيم العرش

إال قوة وال حول وال العليم، وهوالسميع السماء في وال األرض

. وصحبه وآله محمد سيدنا على الله وصلى العظيم العلي بالله

وسلlم.

حكاية

. خبر وبلغنا وعشرين سبع سنة اإلسكندرية بمدينة جرى ومما

النصارى وتجار المسلمين بين وقع أنه الله، شرفها بمكة ذلك

. فذهب. بالكركي يعرف n رجال اإلسكندرية والي وكان مشاجرة

باب فصيلي بين فحضروا المسلمين وأمر الروم، حماية إلى

. ذلك. الناس فأنكر لهم n نكاال األبواب دونهم وأغلق المدينة

فتحصن الوالي، منزل إلى وثاروا الباب، وكسروا وأعظموه،

الناصر، الملك إلى بالخبر الحمام وطير أعاله، من وقاتلهم منهم،

n جبارا بطوغان، يعرف n أميرا أتبعه ثم بالجمالي، يعرف n أميرا فبعث

. : . فدخال الشمس يعبد كان إنه يقال دينه في n متهما القلب قاسي

كأوالد بها، التجار وأعيان أهلها كبار على وقبضا إسكندرية،

. عنق في وجعلت الطائلة أألموال منهم وأخذ وسواهم الكوبك

. أهل من قتال األميرين أن ثم حديد جامعة القاضي الدين عماد

. وصلبوهم قطعتين، رجل كل وجعلوا n رجال وثالثين ستة المدينة

الصالة من عادتهم على الناس وخرج جمعة يوم في وذلك صفين

. حسرتهم فعظمت القوم مصارع وشاهدوا القبور لزيارة

. كبير تاجر المصلوبين أولئك جملة في وكان أحزانهم وتضاعفت

. . كان فمتى للسالح معدة قاعة له وكان رواحة بابن يعرف القدر

يكفيهم بما الرجال من والمائتين المائة منها جهز قتال أو خوف

. . أهلها من لكثير الصورة هذه على قاعات وبالمدينة األسلحة من

يحدث ما وكل المدينة هذه أضمن أنا لالميرين وقال لسانه فزل

. والرجال العساكر مرتبات السلطان على وأحوط به، أطالب فيها

: السلطان على الثورة تريد إنما وقاال قوله، األميران فأنكر

والخدمة. النصح إظهار الله رحمه قصده كان وإنما وقتاله

باإلسكندرية إقامتي أيام سمعت وكنت حتفه فيه فكان للسلطان

الله عبد أبي الكون من المنفق المنقطع العابد الصالح بالشيخ

بمنية منقطع وأنه المكاشفين األولياء كبار من وهو المرشدي،

. صاحب وال له خديم ال فيها، منفرد هو زاوية، هنالك له مرشد بني

في الناس طوائف من الوفود وتأتيه والوزراء، األمراء ويقصده

. عنده يأكل أن ينوي منهم واحد وكل الطعام فيطعمهم يوم، كل

كان وربما نواه، بما واحد لكل فيأتي حلوى أو فاكهة أو n طعاما

. ويعزل، فيولي الخطبة، لطلب الفقهاء ويأتيه إبانه غير في ذلك

. مرات الناصر الملك قصده وقد متواتر مستفيض أمر كله وذلك

نفعنا. الشيخ هذا n قاصدا اإلسكندرية مدينة من فخرجت بموضعه

" وواو الفوقية التاء بفتح وضبطها تروجه قرية ووصلت به، الله

" مدينة من يوم نصف مسيرة على وهي ، مفتوحة وجيم

وألهلها. وناظر، ووال� قاض� بها كبيرة قرية وهي اإلسكندرية

. فخر وخطيبها الدين صفي قاضيها صحبت ومروءة أخالق مكارم

ونزلت الدين بزين وينعت بمبارك، يسمى أهلها من n وفاضال الدين

. الوهاب عبد يسمى القدر كبير الفضالء العباد من رجل على بها

وعن بلدي عن وسألني الواعظ بن الدين زين ناظرها وأضافني

. الذهب دينار من n ألفا عشر اثني نحو مجباه أن فأخبرته مجباه،

: وسبعون اثنان مجباها فإن القرية هذه رأيت لي وقال فعجب

. أمالكها جميع ألن مصر ديار مجابي عظمت وإنما n ذهبا دينار ألف

. دمنهور، مدينة فوصلت القرية، هذه من خرجت ثم المال لبيت

مدن أم أثيرة، ومحاسنها كثيرة، جبايتها كبيرة، مدينة وهي

" بدال وضبطها أمرها، مدار عليه الذي وقطبها بأسرها، البحيرة

" وراء بواو مضمومة وهاء ساكنة ونون مفتوحتين وميم مهملة

فقهاء من مسكين بن الدين فخر العهد ذلك في قاضيها وكان

الدين عماد عنها عزل لما اإلسكندرية قضاء وتولى الشافعية،

. ابن أن الثقة وأخبرني قصصناها التي الواقعة بسبب الكندي

دنانير من وصرفها درهم ألف وعشرين خمسة أعطى مسكين

. إلى رحلنا ثم باإلسكندرية القضاء والية على دينار ألف الذهب

. بها المخبر، حسنة المنظر، عجيبة المدينة وهذه فوا مدينة

" بالفاء وضبطها األثيرة، الخطيرة والفوائد الكثيرة، البساتين

. " أبي الولي الشيخ قبر بها الواو تشديد مع المفتوحين والواو

الله عبد أبي الشيخ وزاوية البالد، تلك خبير االسم، الشهير النجاة

. خليج بينها يفصل المدينة من بمقربة قصدته الذي المرشدي

المذكور. الشيخ زاوية إلى ووصلت تعديتها، وصلت، فلما هنالك

الدين سلف األمير عنده ووجدت عليه، وسلمت العصر، صالة قبل

. كاف، الحروف وآخر ياء اسمه وأول الخاصكية من وهو يلملك،

تقول والعامة الميم، مثل مفتوحة، والثانية مسكنة، األولى والمه

. خارج بعسكره أألمير هذا ونزل فيخطئون الملك الزاوية  فيه

وأحضر وعانقني، إلي قام الله رحمه الشيخ على دخلت ولما

. حضرت فلما سوداء صوف جبة عليه وكانت فواكلني n طعاما

عنده حضرني ما لكل وكذلك ،n إماما للصالة قدمني العصر صالة

: . إلى إصعد لي قال النوم أردت ولما الصالة من معه إقامتي حين

: بسم لألمير فقلت القيظ أوان وذلك هنالك فنم الزاوية سطح

. : السطح،. فصعدت معلوم مقام له إال منا وما لي فقال الله

للشرب n وقدحا ماء وجرة للوضوء، وآنية n ونطعا n حصيرا به فوجدت

. إلي قام الله رحمه الشيخ على دخلت ولما ية هنالك فنمت

. سوداء صوف جبة عليه وكانت فواكلني n طعاما وأحضر وعانقني،

ما لكل وكذلك ،n إماما للصالة قدمني العصر صالة حضرت فلما

. قال النوم أردت ولما الصالة من معه إقامتي حين عنده حضرني

فقلت: القيظ أوان وذلك هنالك فنم الزاوية سطح إلى إصعد لي

. : . فصعدت: معلوم مقام له إال منا وما لي فقال الله بسم لألمير

ماء وجرة للوضوء، وآنية n ونطعا n حصيرا به فوجدت السطح،

. هنالك فنمت للشرب n وقدحا

 

: كأني الزاوية، بسطح نائم وأنا تلك، ليلتي رأيت الشيخ لهذا كرامة

. ثم يتيامن القبلة سمت في بي يطير عظيم طائر جناح على

ناحية في الطيران يبعد ثم الجنوب، ناحية في يذهب ثم يشرق،

. فعجبت بها ويتركني خضراء، مظلمة أرض في وينزل الشرق،

: فهو برؤياي الشيخ كاشفني إن نفسي في وقلت الرؤيا، هذه من

. . أتاه ثم لها n إماما قدمني الصبح لصالة غدوت فلما عنه يحكى كما

. الزوار من هناك كان من ووادعه وانصرف فوادعه يلملك األمير

. سبحت ثم n صغارا كعيكات زودهم أن بعد من أجمعين وانصرفوا

. فقال عليه فقصصتها برؤياي، وكاشفني ودعاني الضحى سبحة

بالد في وتجول وسلم، عليه الله صلى النبي وتزور تحج سوف

به وستلقى طويلة، مدة بها وتبقى الترك، وبالد والعراق اليمن

. كعيكات زودني ثم فيها تقع شدة ممن ويخلصك الهندي، دلشاد

. إال أسفاري في ألق لم فارقته ومنذ وانصرفت ووادعته ودراهم

. الولي إال مثله لقيته فيمن ألق لم ثم بركاته علي وظهرت ،n خيرا

. النحرارية، مدينة إلى رحلنا ثم الهند بأرض الموله n محمدا سيدي

وضبطها " الرؤية، حسنة أسواقها البناء، حديثة الفناء، رحبة وهي

" القدر كبير وأميرها ، وراءين مسكن مهمل وحاء النون بفتح

. وقاضيها وسنذكره الهند، ملك خدمة في وولده بالسعدي، يعرف

الملك عن سفر المالكية كبار من المالكي سليمان الدين صدر

جميلة هيئة وله الغربية، البالد قضاء وولي العراق، إلى الناصر

. . الصالحين من السخاوي الدين شرف وخطيبها حسنة وصورة

األرجاء أرجة البناء، قديمة وهي أبيار، مدينة إلى منها ورحلت

" الهمزة بفتح اسمها وضبط زائد حسن ذات المساجد، كثيرة

" وهي ، وراء والف الحروف آخر وياء الموحدة الباء وإسكان

. ثياب بأبيار وتصنع النيل بينها ويفصل النحرارية من بمقربة

. الغريب ومن وغيرها ومصر والعراق بالشام قيمتها تعلو حسان

. وال معتبرة غير بها تصنع التي والثياب منها النحرارية قرب

. المليجي الدين عز قاضيها بأبيار ولقيت أهلها عند مستحسنة

. يوم مرة عنده حضرت القدر كبير الشمائل كريم وهو الشافعي،

. فيه وعادتهم رمضان هالل ارتقاب يوم ذلك يسمون وهم الركبة،

التاسع اليوم من العصر بعد ووجوهها المدينة فقهاء يجتمع أن

نقيب الباب على ويقف القاضي، بدار لشعبان والعشرين

. أو الفقهاء أحد أتى فإذا حسنة وهيئة شارة ذو وهو المتعممين،

: الله، بسم n قائال يديه بين ومشى النقيب، ذلك تلقاه الوجوه،

ويجلسه له فيقومون معه ومن القاضي فيسمع الدين فالن سيدنا

. القاضي ركب هنالك، تكاملوا فإذا به يليق موضع في النقيب

الرجال من بالمدينة من جميع وتبعهم أجمعون، معه من وركب

وهو المدينة، خارج مرتفع موضع إلى وينتهون والصبيان والنساء

والفرش، بالبسط الموضع ذلك فرش وقد عندهم، الهالل مرتقب

إلى يعودون ثم الهالل، فيرتقبون معه ومن القاضي فيه فينزل

والمشاعل الشمع أيديهم وبين المغرب صالة بعد المدينة

الناس. ويصل الشمع، بحوانيتهم الحوانيت أهل ويوقد والفوانيس

. ثم سنة كل في فعلهم هكذا ينصرفون ثم داره، إلى القاضي مع

حسنة المقدار، جليلة وهي الكبيرة المحلة مدينة إلى توجهت

. ولهذه lن بي واسمها شملها، بالمحاسن جامع أهلها، كثير اآلثار،

أيام قضاتها قاضي وكان الوالة ووالي القضاة قاضي المدينة

فرسخين مسافة على له ببستان المرض فراش في اليها وصولي

صحبة زيارته فقصدت األشمرين، بن الدين عز وهو البلد، من

وشرف التونسي، المالكي بنون ابن القاسم أبي الفقيه نائبه

. وسمعت ،n يوما عنده وأقمنا منوف محلة قاضي الدميري الدين

المحلة من يوم مسيرة على أن الصالحين ذكر جرى وقد منه،

الشيخ قبر وبها الصالحين، بالد وهي ونسترو، البرلس بالد الكبيرة

. بزاوية ونزلت البالد، تلك فقصدت المكاشفات صاحب مرزوق

البحري والطير والثمار النخل كثيرة البالد وتلك المذكور الشيخ

على وهي ، ملطين تسمى ومدينتهم بالبوري المعروف والحوت

المعروفة البحر وماء النيل ماء من المجتمعة البحيرة ساحل

. . الشيخ بزاوية هنالك نزلت منها بمقربة ونسترو تنيس ببحيرة

n عظيما n بلدا تنيس وكانت الصالحين، من القلوي الدين شمس

" . المثناة التاء بكسر تنيس جزي ابن قال خراب اآلن وهي ،n شهيرا

المجيد " الشاعر ينسب وإليه ، مهمل وسين وياء المشددة والنون

: خليجها في القائل وهو وكيع، ابن الفتح أبو

والخليج فاسقني قمالقصب مضطرب ذوائب تثني والريح

والرياح كأنهاتعطـفـهـا

سندسية قنا صبالعـذب

حلة في والجوـكة lممـس

البروق زتها lطر قد بالذهب

مسكن" وواو مفتوحة وراء السين واسكان النون بفتح ونسترو

بعضهم" وقيده مهملة، سين وآخره وراء موحدة بباء والبرلlس ،

نقطة . بن بكر أبو وقيده الالم وتشديد الثالث األول حروفه بضم

أبو - حكاه ما به اتفق ما غريب ومن البحر على وهو األولين بفتح

،n صالحا رجال وكان البرلس، قاضي أن أبيه عن الرازي الله عبد

. أن الله شاء ما وصلى الوضوء، اسبغ فبينما النيل إلى ليلة خرج

: يقول n قائال سمع إذ يصلي،

سرد لهم رجال لواليصومونـا

ورد لهم وآخرونيقـومـونـا

من أرضكم لزلزلت n سحرا تحتكم

ال سوء قوم ألنكمتـبـالـونـا

وال: ،n أحدا رأيت فما طرفي، وأدرت صالتي، في فتجوزت قال

. سافرت ثم تعالى الله من زاجر ذلك أن فعلمت ،n حسا سمعت

. األقطار، فسيحة مدينة وهي دمياط مدينة إلى رملة أرض في

بنصيب حسن كل من آخذة الترتيب، عجيبة الثمار، متنوعة

. أبو اإلمام ضبطه وكذلك الذال بإعجام اسمها يضبطون والناس

. اإلمام الدين شرف وكان الرشاطي علي بن الله عبد محمد

المحدlثين إمام الدمياطي خلف بن المؤمن عبد محمد أبو العالمة

الرشاطي خالف يقول بأن ذلك ويتبع الدال، بإهمال يضبطها

. شاطىء. على دمياط ومدينة بلده اسم بضبط أعرف وهو وغيره

من وكثير بالدالء الماء منه يستقون الموالية الدور وأهل النيل،

. كثير، بها الموز وشجر النيل إلى فيها ينزل دركات بها دورها

. بالليل n همال سائمة وغنمها المراكب في مصر إلى ثمره يحمل

. : وإذا. غنم وكالبها حلوى، سورها دمياط في يقال ولهذا والنهار

الوالي بطابع إال عنها الخروج إلى سبيل له يكن لم أحد، دخلها

به يستظهر كاغد، قطعة في له طبع ،n معتبرا الناس من كان فمن

. . والطير به فيستظهر ذراعه، على يطبع وغيرهم بابها لحراس

. األلبان وبها السمن متناهي كثير، المدينة بهذه البحري

. وبها المذاق وطيب الطعم عذوبة في لها مثل ال التي الجاموسية

. ومصر الروم وبالد الشام إلى منها يحمل البوري الحوت

. مسجد بها البرزخ تسمى والنيل البحرين بين جزيرة وبخارجها

ليلة عنده وحضرت قفل، بابن المعروف شيخها بها لقيت وزاوية،

. قطعوا األخيار المتعبدين الفضالء الفقراء من جماعة ومعه جمعة

. والمدينة البناء حديثة هذه ودمياط n وذكرا وقراءة صالة ليلتهم

. وبها الصالح الملك عهد على اإلفرنج خربها التي هي القديمة

المعروفة الطائفة قدوة الساوي، الدين جمال الشيخ زاوية

. الزاوية ويسكن وحواجبهم لحاهم يحلقون الذين وهم ، بالقلندرية

. التكروري فتح الشيخ العهد هذا في

حكاية

حلق إلى الساوي الدين جمال للشيخ الداعي السبب أن يذكر

به فعلقت الوجه حسن الصورة جميل كان أنه وحاجبيه لحيته

الطرق في وتعارضه تراسله وكانت ساوة، أهل من امرأة

له دست أمره أعياها فلما ويتهاون، يمتنع وهو لنفسها، وتدعوه

كتاب وبيدها المسجد، إلى طريقه على دار إزاء له تصدت n عجوزا

: ? : قال. القراءة أتحسن سيدي يا له قالت بها مر فلما مختوم

. : علي. تقرأه أن وأحب ولدي، lإلي وجهه الكتاب له قالت نعم

: . لولدي إن سيدي يا له قالت الكتاب، فتح فلما نعم لها، فقال

الدار بابي بين بقراءته تفضلت فلو الدار، بأسطوان وهي زوجة،

. . غلقت البابين بين توسط فلما لذلك فأجابها تسمعها بحيث

. إلى وأدخلنه به فتعلقن lها حواري المرأة وأخرجت الباب، العجوز

. له، خالص ال أن رأى فلما نفسه، عن المرأة وراودته الدار داخل

. . . : فأدخل إياه فأرته الخالء بيت فأريني تريدين حيث إني لها قال

. وحاجيبه، لحيته فحلق جديدة، موسى عنده وكانت الماء معه

بإخراجه وأمرت فعله، واستنكرت هيئته، فاستقبحت عليها، وخرج

من كل وصار بعد، فيما هيئته على فبقى بذلك، الله وعصمه

. حاجبيه و ولحيته رأسه يحلق أن طريقته يسلك

 . : مقبرتها لزم دمياط مدينة قصد لما أنه يذكر الشيخ لهذا كرامة

. بعض جنازة إلى n يوما فخرج العميد بابن يعرف قاض بها وكان

: الشيخ أنت له فقال بالمقبرة الدين جمال الشيخ فرأى األعيان،

: القبور،. بين بدابتك تمر الجاهل، القاضي وأنت له فقال المبتدع

: . القاضي له فقال n حيا كحرمته n ميتا اإلنسان حرمة أن وتعلم

. : . وزعق تعني إياي له فقال للحيتك حلقك ذلك من وأعظم

. فعجب عظيمة سوداء، لحية ذو هو فإذا رأسه، رفع ثم الشيخ،

. ذو هو فإذا n ثانيا زعق ثم بغلته عن إليه ونزل معه، ومن القاضي

. لحية بال هو فإذا رأسه ورفع n ثالثا زعق ثم حسنة، بيضاء لحية

الزاوية له وبني له، وتتلمذ يده، القاضي فقبل األولى كهيئته

. . ولما بزاويته فدفن الشيخ مات حتى حياته أيام وصحبه ، الحسنة

يكون حتى الزاوية، بباب يدفن أن أوصى وفاته القاضي حضرت

. المزار دمياط وبخارج قبره يطأ الشيخ زيارة إلى داخل كل

وهو " " ، المهملة والطاء المعجمة الشين بفتح بشطا، المعروف

. السنة في أيام وله المصرية الديار أهل يقصده البركة، ظاهر

. بالمنية، يعرف موضع بساتينها بين n أيضا وبخارجها لذلك معلومة

. وبت زاويته قصدت النعمان بابن يعرف الفضالء من شيخ فيه

من. بالمحسني يعرف وال� بها إقامتي أيام بدمياط وكان عنده

. . كان بها النيل شاطىء على مدرسة بنى والفضل اإلحسان ذوي

. . إلى سافرت ثم مودة وبينه بيني وتأكدت األيام تلك في نزولي

" الذي والكاف النيل ساحل على مدينة وهي فارسكور، مدينة

. ." فارس هنالك ولحقني بخارجها ونزلت مضموم اسمها في

: عنك، سأل األمير إن لي فقال المحسني، األمير lإلي وجlهه

. دراهم، جملة lإلي ودفع النفقة بهذه إليك فبعث بسيرتك، وعرف

" . وضبط الرمان، أشمون مدينة إلى سافرت ثم n خيرا الله جزاه

." إلى ونسبت المعجم الشين وإسكان الهمزة بفتح اسمها

. . كبيرة عتيقة مدينة وهي مصر إلى يحمل ومنها بها لكثرته الرمان

المراكب ترسو خشب قنطرة ولها النيل خلج من خليج على

المراكب وجازت الخشب، تلك رفعت العصر كان فإذا عندها

. . ثم الوالة ووالي القضاة قاضي البلد وبهذا ومنحدرة صاعدة

كثيرة النيل، شاطئ على وهي سمنود، مدينة إلى عنها سافرت

فراسخ ثالثة الكبيرة المحلة وبين وبينها األسواق حسنة المراكب

وضمها" النون وتشديد والميم المهملة السين بفتح اسمها وضبط

. إلى n مصعدا النيل ركبت المدينة هذه ومن مهمل ودال وواو

. وال ببعض بعضها المتصل منتظمة، وقرى مدائن بين ما مصر،

. النزول أراد مهما ألنه الزاد استصحاب إلى النيل راكب يفتقر

. ذلك وغير الزاد وشراء والصالة الوضوء نزل بالشاطئ،

إلى مصر ومن مصر، إلى اإلسكندرية مدينة من متصلة واألسواق

. أم هي مصر مدينة إلى وصلت ثم الصعيد من أسوان مدينة

والبالد العريضة األقاليم ذات األوتاد، ذي فرعون وقرارة البالد،

والنضارة، بالحسن المتناهية العمارة كثرة في المتناهية األريضة،

ما وبها والقادر، الضعيف رحل ومحل والصادر، الوارد ومجمع

ووضيع وسفيه، وحليم وهازل، وجاد وجاهل، عالم من شئت

البحر موج تموج ومعروف، ومنكر ومشروف، وشريف ونبيه،

. يجد شبابها وإمكانها مكانها سعة على بهم تضيق وتكاد بسكانها،

. قهرت السعد منزل عن يبرح ال تعديلها وكوكب العهد، طول على

. ولها والعجم العرب نواصي من ملوكها وتمكنت األمم، قاهرتها

القطر يستمد أن عن وأغناها خطرها، lأجل الذي النيل خصوصية

. مؤنسة التربة، كريمة السير lلمجد شهر مسيرة وأرضها قطرها،

: : . الشاعر يقول وفيها جزي ابن قال الغربة لذوي

بمصر� مصر� ما لعمركوإنمـا

لمن الدنيا الجنة هييتبـصlـر

والحور الولدان فأوالدهاعينهـا

والنيل الفردوس وروضتها كوثر

: ناهض بن الدين ناصر يقول وفيها

مصر شاطئ{جـنة

من مثلها مابلـد

مذ lما سي الرد زخرفت lالمـطـ بنيلها

فـوقـه زرد وللـرياح مـن سوابغ�ما مسرودة�

هـا lبـمـبـرد مس داودها

هـواؤهــا عاري سائلة يرعد الجسد

والفلكبي كاألفالك

حادر نومصعـد

ألف:   عشر اثني الجمال على السقائين من بمصر إن ويقال

ستة المراكب من بنيلها وأن مكار، ألف ثالثين بها وأن سقاء،

ومنحدرة الصعيد، إلى صاعدة تمر والرعية، للسلطان n ألفا وثالثين

. ضفة وعلى والمرافق الخيرات بأنواع ودمياط اإلسكندرية إلى

مكان وهو بالروضة، المعروف الموضع مصر يواجه مما النيل

. ذوو مصر وأهل الحسنة الكثيرة البساتين وبه والتفرج، النزهة

. الملك برء بسبب فرجة مرة بها شاهدت ولهو وسرور طرب

. وعلقوا سوقهم، سوق أهل كل فزين يده أصاب كسر من الناصر

. n أياما ذلك على وبقوا الحرير وثياب والحلي الحلل بحوانيتهم

العاص بن عمرو مسجد ذكر

والزوايا والمارستانات والمدارس

الذكر، شهير القدر كبير شريف مسجد العاص بن عمرو ومسجد

. وبشرقه غرب إلى شرق من يعترضه والطريق الجمعة فيه تقام

. وأما الشافعي الله عبد أبو اإلمام يدرس كان حيث الزاوية

: المارستان وأما لكثرتها بحصرها أحد يحيط فال بمصر المدارس

فيعجز قالوون، المنصور الملك تربة عند القصرين بين الذي

. ال ما واألدوية المرافق من فيه أعد وقد محاسنه عن الواصف

. : فكثيرة. الزوايا وأما يوم كل دينار ألف مجباه أن يذكر يحصر

. . يتنافسون بمصر واألمراء خانقة واحدتها الخوانق يسمونها وهم

الفقاء، من لطائفة معينة بمصر زاوية وكل الزوايا بناء في

. . ولكل التصوف بطريقة ومعرفة أدب أهل وهم األعاجم وأكثرهم

. . في عوائدهم ومن عجيب أمورهم وترتيب وحارس شيخ زاوية

كل له فيعين ،n صباحا الفقراء إلى الزاوية خديم يأتي أنه الطعام

. إنسان لكل جعلوا لألكل اجتمعوا فإذا الطعام من يشتهيه ما واحد

. وطعامهم أحد فيه يشاركه ال حدة على إناء في ومرقه خبزه

. ومرتب الصيف وكسوة الشتاء كسوة ولهم اليوم في مرتان

. ولهم عشرين إلى الشهر في للواحد n درهما ثالثين من شهري

أثوابهم، لغسل والصابون جمعة، ليلة كل في السكر من الحالوة

. . أعزاب وهم لالستصباح والزيت الحمام، لدخول واألجرة

. حضور عليهم المشترط ومن حدة على زوايا وللمتزوجين

داخل بقبة واجتماعهم بالزاوية، والمبيت الخمس، الصلوات

سجادة. على منهم واحد كل يجلس أن عوائدهم ومن الزاوية

. وسورة الفتح، سورة قرأوا الصبح صالة صلوا وإذا به مختصة

مجزأة، العظيم القرآن من بنسخ يؤتى ثم ، lعم وسورة الملك،

القراء يقرأ ثم ويذكرون، القرآن، ويختمون ،n جزءا فقير كل فيأخذ

. . العصر صالة بعد يفعلون ذلك ومثل المشرق أهل عادة على

مشدود به فيقف الزاوية باب يأتي أنه القادم مع عوائدهم ومن

. اإلبريق وبيسراه العكاز، وبيمناه سجادة، كاهله وعلى الوسط،

أي من ويسأله إليه، فيخرج بمكانه الزاوية خديم البواب فيعلم

عرف فإذا شيخه، ومن طريقه في نزل الزوايا وبأي أتى، البالد

به، يليق موضع في سجادته له وفرش الزاوية، أدخله قوله صحة

فيحل سجادته، إلى ويأتي الوضوء، فيجدد الطهارة، موضع وأراه

. معهم ويقعد حضر ومن الشيخ ويصافح ركعتين، ويصلي وسطه،

جميع الخادم أخذ الجمعة يوم كان إذا أنهم عوائدهم ومن

. هنالك لهم ويفرشها المسجد إلى بها فيذهب سجاجيدهم

كل ويصلي المسجد، فيأتون شيخهم ومعهم مجتمعين، ويخرجون

. على القرآن قرأوا الصالة من فرغوا فإذا سجادته على واحد

. شيخهم. ومعهم الزاوية إلى مجتمعين ينصرفون ثم عادتهم

ومزاراتها مصر قرافة ذكر

  . في جاء وقد بها التبرك في الشأن العظيمة ولمصرالقرافة

المقطم الجبل جملة من ألنها وغيره، القرطبي أخرجه أثر فضلها

. يبنون وهم الجنة رياض من روضة يكون أن الله وعد الذي

كالدور، فتكون الحيطان عليها ويجعلون الحسنة، القباب بالقرافة

باألصوات n ونهارا n ليال يقرأون القراء ويرتبون البيوت، بها ويبنون

التربة،. جانب إلى والمدرسة الزاوية يبني من ومنهم الحسان

ونسائهم، بأوالدهم المبيت إلى جمعة ليلة كل ويخرجون

. الشريفة المزارات ومن المآكل بصنوف األسواق على ويطوفون

علي بن الحسين رأس حيث الشأن العظيم المقدس المشهد

حلق أبوابه على البناء، عجيب ضخم رباط وعليه السالم، عليهما

. اإلجالل من الحق موفى وهو كذلك، n أيضا وصفائحها الفضة

علي. بن األنور الحسن بنت نفيسة السيدة تربة ومنها والتعظيم

. مجتهدة الدعوة مجابة وكانت السالم عليهم علي بن الحسين بن

. رباط عليها الضياء، مشرقة البناء، أنيقة التربة وهذه العبادة في

إدريس. بن محمد الله عبد أبي اإلمام تربة ومنها مقصود

. . ضخمة جراية ولها كبير رباط وعليها عنه، الله رضي الشافعي

المتناهية البنيان، العجيبة اإلتقان، البديعة الشهيرة القبة وبها

. وبقرافة n ذراعا ثالثين من أزيد وسعتها السمو، المفرطة اإلحكام،

. عدد وبها الحصر يضبطه ال ما والصالحين العلماء قبور من مصر

عنهم، تعالى الله رضي والخلف السلف وصدور الصحابة، من جم

بن وأصبغ العزيز، عبد بن وأشهب القاسم، بن الرحمن عبد مثل

محمد وأبي شعبان، بن القاسم وأبي الحكم، عبد وابني الفرج،

. بهم من إال يعرفهم وال اشتهار، بها لهم ليس لكن الوهاب عبد

وأتباعه. نفسه في الجد ساعده عنه الله رضي والشافعي عناية

: قوله مصداق أمره من فظهر ومماته، حياته في وأصحابه

أمر كل يدفي الجدشـائع

باب كل يفتح والجد مغلق

مصر نيل ذكر

وعظم قطر واتساع مذاق عذوبة األرض أنهار يفضل مصر ونيل

. مثلها. المعمور في ليس منتظمة، بضفتيه والقرى والمدن منفعة

. نهر األرض في وليس النيل على يزرع ما عليه يزرع نهر يعلم وال

" : . في فألقيه عليه خفت فإذا تعالى الله قال غيره n بحرا يسمى

. الله " رسول أن الصحيح الحديث وفي البحر وهو n يمlا فسماه lاليم

فإذا المنتهى، سدرة إلى اإلسراء ليلة وصل وسلم عليه الله صلى

. : فسأل باطنان ونهران ظاهران، نهران أنهار أربعة أصلها في

: وأما الجنة، ففي الباطنان أما فقال السالم عليه جبريل عنها

. والفرات النيل n أيضا الحديث وفي والفرات فالنيل الظاهران

. الجنوب من النيل ومجرى الجنة أنهار من كل وجيحون وسيحون

. في زيادته ابتداء أن عجائبه ومن األنهار لجميع n خالفا الشمال إلى

زيادة حين نقصه وابتداء وجفوفها، األنهار نقص عند الحر شدة

. . وأول ذكره وسيأتي ذلك، في مثله السند ونهر وفيضها األنهار

عشر ستة زيادته بلغت فإذا يونيه، وهو حزيران في زيادته ابتداء

. العام في الخصب كان n ذراعا زاد فإن السلطان خراج تم n ذراعا

وأعقب بالضياع، أضر n ذراعا عشر ثمانية بلغ فإن التام، والصالح

وإن. السلطان، خراج نقص عشر ستة عن n ذراعا نقص وإن الوباء

. أحد والنيل الشديد الضرر وكان الناس، استسقى ذراعين نقص

وسيحون والدجلة والفرات النيل وهي الكبار، الخمسة الدنيا أنهار

: اب. ينج ويسمى السند نهر n أيضا خمسة أنهار وتماثلها وجيحون

. أمواتهم حرقوا وإذا الهنود تحج وإليه الكنك، ويسمى الهند ونهر

. . بالهند الجون ونهر الجنة من هو ويقولون فيه برمادهم رموا

ونهر السرا، مدينة ساحله وعلى قفجق، بصحراء اتل ونهر ،n أيضا

ينحدر ومنها بالق، خان مدينة ضفته وعلى الخطا، بأرض السرو

وسيذكر الصين، بأرض الزيتون مدينة إلى ثم الخنسا مدينة إلى

. من مسافة بعد يفترق والنيل الله شاء ان مواضعه في كله ذلك

شتاء السفن في إال منها نهر يعبر وال أقسام ثالثة على مصر

أترعها. مد فإذا النيل من تخرج خلجان لهم بلد كل وأهل n وصيفا

. المزارع على ففاضت

والبرابي األهرام ذكر

 

. كالم فيها وللناس الدهور مر على المذكورة العجائب من وهي

. التي العلوم أن ويزعمون بنائها وأولية شأنها، في وخوض كثير،

بصعيد الساكن األول هرمس من أخذت الطوفان قبل ظهرت

. أول وأنه السالم عليه ادريس وهو اخنوخ ويسمون األعلى مصر

بنى من وأول العلوية، والجواهر الفلكية، الحركات في تكلم من

وخاف بالطوفان، الناس أنذر وأنه فيها، تعالى الله ومجد الهياكل،

فيها وصور والبرابي األهرام فبنى الصنائع ودروس العلم ذهاب

: . ويقال مخلدة لتبقى فيها العلوم ورسم واآلالت، الصنائع جميع

من بريد على وهي ، منف مدينة بمصر والملك العلم دار إن

دار. وصارت إليها، الناس انتقل اإلسكندرية بنيت فلما الفسطاط

. رضي العاص بن عمرو lفاختط اإلسالم أتى أن إلى والملك العلم

. العهد هذا إلى مصر قاعدة فهي الفسطاط، مدينة عنه الله

مستدير السمو متناهي المنحوت، الصلد بالحجر بناء واألهرام

وال لها، أبواب وال المخروط كالشكل األعلى ضيق األسفل، متسع

. مصر ملوك من n ملكا أن شأنها في يذكر ومما بنائها كيفية تعلم

األهرام تلك بنى أنه عنده وأوجبت هالته، رؤيا رأى الطوفان قبل

ولجثث للعلوم، n مستودعا لتكون النيل، من الغربي بالجانب

منها يفتح هل المنجمين سأل وأنه الملوك، ولجثث العلوم،

له وعينوا الشمالي، الجانب من تفتح أنها فأخبروه موضع،

. يجعل أن فأمر فتحه في اإلنفاق ومبلغ منه، تفتح الذي الموضع

واشتد فتحه، في ينفق أنه أخبروه ما قدر المال من الموضع بذلك

. في األهرام هذه بنينا عليها كتب سنة ستين في فأتمه البناء، في

الهدم فإن سنة، ستمائة في ذلك يريد من فليهدمها سنة ستين

. المأمون المؤمنين أمير إلى الخالفة أفضت فلما البناء من أيسر

في lفلج يفعل ال أن مصر مشايخ بعض عليه فأشار هدمها، أراد

عليها يوقدون فكانوا الشمالي الجانب من تفتح أن وأمر ذلك،

الثلمة فتحت حتى بالمنجنيق، ويرمونها بالخل، يرشونها ثم النار،

المؤمنين أمير أمر n ماال النقب بإزاء ووجدوا اليوم، إلى بها التي

. عجبه فطال سواء فوجدهما النقب، في أنفق ما فحصر بوزنه

. n ذراعا عشرين الحائط عرض ووجدوا ذلك من

مصر سلطان ذكر

الفتح أبا الناصر الملك إليها دخولي عهد على مصر سلطان وكان

. قالوون وكان الصالحي قالوون الدين سيف المنصور بن محمد

وأصله n ذهبا دينار بألف اشتراه الصالح الملك ألن باأللفي يعرف

. والفضائل الكريمة السيرة الله رحمه الناصر وللملك قفجق من

وما. الشريفين، الحرمين لخدمة انتماؤه n شرفا وكفاه العظيمة

الجمال من الحجاج تعين التي البر أفعال من سنة كل في يفعله

تأخر من وتحمل والضعفاء، للمنقطعين والماء الزاد تحمل التي

. زاوية وبنى والشامي المصري الدربين في المشي عن ضعف أو

. موالنا بناها التي الزاوية لكن القاهرة خارج بسرياقص عظيمة

خليفة والمساكين، الفقراء وكهف الدين وناصر المؤمنين أمير

الله أيد عنان أبو وفرضه بنفله الجهاد من القائم أرضه في الله

حضرته بخارج ويسره، المبين الفتح له lى وسن وأظهره، أمره،

في المعمور، في لها نظير ال الله حرسها البيضاء المدينة العلية

أهل يقدر ال بحيث الجص، في والنقش البناء وحسن الوضع إتقان

. المدارس من الله أيده عمره ما ذكر وسيأتي مثله على المشرق

. ملكه بدوام وحفظها الله حرسها ببالده والزوايا والمرستان

مصر أمراء بعض ذكر

" اسمها وضبط بكتمور األمير وهو الناصر، الملك ساقي منهم

راء وآخره مضمومة معلوة وتاء مسكن وكاف الموحدة الباء بضم

نائب" ومنهم ذلك، وسيذكر بالسم، الناصر الملك قتله الذي وهو ،

المنزلة، في بكتمور يلي الذي وهو الدودار، أرغون الناصر الملك

المعجمة" الغين وضم الراء وإسكان الهمزة بفتح اسمه وضبط

" بطاءين" واسمه أخضر، بحمص المعروف طشط ومنهم ،

. األمراء ". خيار من وكان معجم شين وبينهما مضمومين مهملين

لمن وأجرة ونفقة كسوة من األيتام على الكثيرة الصدقات وله

. طائفة وهم للحرافيش، العظيم اإلحسان وله القرآن يعلمهم

. مرة، الناصر الملك وسجنه ودعارة وجاه صالبة أهل كبيرة

بلسان ونادوا القلعة، بأسفل ووقفوا آالف، الحرافيش من فاجتمع

من فأخرجه أخرجه الناصر، الملك يعنون النحس، أعرج يا واحد

. . فأطلقه ذلك مثل األيتام ففعل أخرى مرة وسجنه محبسه،

. بدر ومنهم الجيم بفتح بالجمالي يعرف الناصر الملك وزير ومنهم

. . تقزدمور ومنهم الكرك نائب الدين جمال ومنهم البابه بن الدين

دال" ثم مسكن وزاء القاف وضم المعلوة التاء بضم واسمه

. " ومنهم الحديد بالتركية ودمور ، راء وآخره مثله وميم مضموم

المهملة " الدال وضم الموحدة والباء بفتح واسمه الحجازي بهادر

" ." مهمل وصاد القاف بفتح واسمه قوصون ومنهم راء وآخره

" " واسكان الموحدة الباء بفتح واسمه بشتك ومنهم مضموم

في ". يتنافسون هؤالء وكل مفتوحة معلوة وتاء و المعجم الشين

. الملك جيش ناظر ومنهم والزوايا المساجد وبناء الخيرات أفعال

القبط، من n نصرانيا وكان القبطي، الدين فخر وكاتبه الناصر

التامة والفضائل العظيمة المكارم وله إسالمه، وحسن فأسلم

الصدقات وله الناصر، الملك عند الدرجات أعلى من ودرجته

. في النهار عشي يجلس أن عادته ومن الجزيل واإلحسان الكثيرة

حضر فإذا المسجد، ويليه النيل على داره بأسطوان له مجلس

. وال بالطعام وأوتي مجلسه إلى وعاد المسجد في صلى المغرب

. تكلم حاجة ذا كان فمن كان من n كائنا الدخول من أحد حينئذ يمنع

بدر يدعى له n مملوكا أمر صدقة طالب كان ومن له فقضاها فيها

معه خازنه وهنالك الدار، خارج إلى يصحبه لؤلؤ، واسمه الدين،

. الوقت ذلك في عنده ويحضر له قدر ما فيعطيه الدراهم صرر

األخيرة العشاء صلى فإذا البخاري، كتاب يديه بين ويقرأ الفقهاء

. عنه الناس انصرف

إليها دخولي عهد في بمصر القضاة ذكر

وأكبرهم منزلة أعالهم وهو الشافعية، القضاة قاضي فمنهم

اإلمام القاضي وهو وعزلهم، بمصر القضاة والية وإليه ،n قدرا

. . ذلك متولي اآلن هو الدين عز وابنه جماعة بن الدين بدر العالم

. اإلخنائي الدين تقي الصالح اإلمام المالكية القضاة قاضي ومنهم

الدين شمس العالم اإلمام الحنفية القضاة قاضي ومنهم

. الئم لومة الله في تأخذه ال السطوة شديد وكان الحريري،

. n يوما قال الناصر الملك أن لي ذكر ولقد تخافه األمراء وكانت

. الحريري. الدين شمس من إال أحد من أخاف ال إني لجلسائه

. يدعى كان أنه إال اآلن أعرفه وال الحنبلية القضاة قاضي ومنهم

. الدين بعز

حكاية

ورفع المظالم في للنظر يقعد الله رحمه الناصر الملك كان

. األربعة القضاة ويقعد وخميس اثنين يوم كل المتشكين قصص

صاحب يسأل من ويعين يديه، بين القصص وتقرأ يساره عن

الله أيده الدين ناصر المؤمنين أمير موالنا سلك وقد عنها القصة

والتواضع العدل في مزيد وال إليه، يسبق لم n مسلكا ذلك في

يديه بين وعرضه متظلم، لكل الكريمة بذاته سؤاله وهو عليه،

. وكان أيامه الله أدام سواه، يحضرها أن الله أبى المستقيمة

: الجلوس في منزلة أعالهم يكون أن المذكورين القضاة رسم

قاضي ثم المالكية قاضي ثم الحنفية قاضي ثم الشافعية قاضي

برهان. مكانه وولي الحريري، الدين شمس توفي فلما الحنبلية

بأن الناصر الملك على األمراء أشار الحنفي الحق عبد الدين

n قديما بذلك جرت العادة أن وذكروا فوقه المالكي مجلس يكون

قاضي يلي مخلوف بن الدين زين المالكية قاضي كان إذ

. علم فلما بذلك الناصر فأمر العيد، دقيق بن الدين تقي الشافعية

فأنكر ذلك، من أنفة المجلس شهود عن غاب الحنفية قاضي به

. مثل فلما بإحضاره فأمر قصده، ما وعلم مغيبه، الناصر الملك

مما السلطان، أمر نفذ حيث وأقعده بيده، الحاجب أخذ يديه بين

. ذلك على حاله واستمر المالكية قاضي يلي

وأعيانها مصر علماء بعض ذكر

 

ومنهم المعقوالت، في الدنيا إمام األصبهاني الدين شمس فمنهم

بنت ابن الدين برهان ومنهم المالكي، الزواوي الدين شرف

بن الدين ركن ومنهم الصالح، بجامع القضاة قاضي نائب الشاذلي

الدين شمس ومنهم المعقوالت، في األئمة من التونسي القوبع

كبير، فقيه عقيل بن الدين بهاء ومنهم الشافعية، كبير عدالن بن

الغرناطي، حيان بن يوسف بن محمد حيان أبو الدين أثير ومنهم

الله عبد الدين بدر الصالح الشيخ ومنهم بالنحو، أعلمهم وهو

الدين قوام ومنهم الصفاقسي، الدين برهان ومنهم المنوفي،

من جماعة وله األزهر، الجامع سطح على سكناه وكان الكرماني،

في ويفتي العلم، فنون ويدرسون يالزمونه والقراء الفقهاء

سوداء صوف وعمامة خشنة، صوف عباءة ولباسه المذاهب،

الفرج موضع إلى العصر صالة بعد يذهب أن عاداته ومن

شمس الشريف السيد ومنهم أصحابه، عن n منفردا والنزهات،

شيوخ شيخ ومنهم حناء، بن الدين تاج الصاحب بنت ابن الدين

من أقصرا، إلى نسبة األقصرائي، الدين مجد مصر بديار القراء

الدين جمال الشيخ ومنهم سرياقص، ومسكنه الروم، بالد

ومنهم. البصرة، من أيام ثالثة مسيرة على والحويزا الحويزائي

الدين بدر المعظم الشريف السيد مصر بديار األشراف نقيب

المدرس المال بيت وكيل ومنهم الصالحين، كبار من الحسيني

المحتسب ومنهم حرمي، بن الدين مجد الشافعي اإلمام بقبة

رياسة بمصر وله الفقهاء، كبار من السهرتي الدين نجم بمصر

. وجاه عظيمة

المحمل يوم ذكر

يركب أنه فيه ترتيبهم وكيفية مشهود يوم الجمل دوران يوم وهو

ذكرنا وقد والمحتسب المال بيت ووكيل األربعة، القضاة فيه

وأرباب الرؤساء وأمناء الفقهاء أعالم معهم ويركب جميعهم،

فيخرج الناصر، الملك دار القلعة، باب n جميعا ويقصدون الدولة،

في الحجاز لسفر المعين األمير وأمامه جمل، على المحل إليهم

ويجتمع جمالهم، على والسقاؤون عسكره ومعه السنة، تلك

بالمحمل يطوفون ثم ونساء، رجال من الناس أصناف لذلك

يحدون والحداة ومصر، القاهرة بمدينة معه ذكرنا من وجميع

وتنبعث العزمات، تهيج ذلك فعند رجب في ذلك ويكون أمامهم،

الحج على العزيمة تعالى الله ويلقي البواعيث، وتتحرك األشواق،

لذلك التأهب في فيأخذون عباده، من يشاء من قلب في

برسم. الصعيد طريق على مصر من سفري كان ثم واالستعداد

. الصاحب بناه الذي بالرباط خروجي ليلة فبت الشريف الحجاز

مفاخر على بناء عظيم رباط وهو الطين، بدير حناء بن الدين تاج

رسول قصعة من قطعة وهي فيه أودعها كريمة، وآثار عظيمة،

والدرفش به، يكتحل كان الذي والميل وسلم، عليه الله صلى الله

المؤمنين أمير ومصحف نعله، به يخصف كان الذي األشفا وهو

: . إن ويقال عنه الله رضي يده بخط الذي طالب أبي بن علي

ألف بمائة النبوية الكريمة اآلثار من ذكرناه ما اشترى الصاحب

والجراية والصادر، للوارد الطعام فيه وجعل الرباط، وبنى درهم،

. ثم المبارك بقصده تعالى الله نفعه الشريفة، اآلثار تلك لخدام

بلدة وهي القائد، بمنية ومررت المذكور، الرباط من خرجت

" . بوش مدينة إلى منها سرت ثم النيل ساحل على صغيرة

" المدينة وهذه معجم شين واحدة الموحدة الباء بضم وضبطها

وإلى المصرية، الدنيا سائر إلى يجلب ومنها ،n كتانا مصر بالد أكثر

" وضبط. دالص مدينة إلى فوصلت منها، سافرت ثم إفريقية

" المدينة وهذه ، مهملة صاد وآخره المهملة الدال بفتح اسمها

. منها n أيضا ويحمل قبلها ذكرناها التي كمثل ،n أيضا الكتان كثيرة

" . وضبط ببا مدينة إلى منها سافرت ثم وإفريقية مصر ديار إلى

إلى ". منها سافرت ثم مكسورة أوالهما موحدتين بباءين اسمها

اسمها " وضبط كثيرة، وبساتينها كبيرة مدينة وهي البهنسا، مدينة

" بهذه وتصنع والسين النون وفتح الهاء وإسكان الموحدة بفتح

. العالم قاضيها بها لقيته وممن الجيدة الصوف ثياب المدينة

. الصالح الشيخ بها ولقيت فاضل النفس كريم وهو الدين، شرف

. إلى منها سافرت ثم وأضافني عنده ونزلت العجمي، بكر أبا

متسعة الساحة كبيرة مدينة وهي ، خصيب ابن منية مدينة

. بالد على لها حقيق وحق النيل شاطئ على مبنية المساحة

. والمساجد والزوايا والمشاهد المارس بها التفضيل الصعيد

. الخصيب مصر عامل منية القديم في وكانت

خصيب حكاية

 

على غضب عنهم الله رضي العباس بني من الخلفاء أحد أن يذكر

. ،n شأنا وأصغرهم عبيده، أحقر عليهم يولي أن فآلى مصر أهل

يتولى كان إذ أحقرهم خصيب وكان بهم والتنكيل إلرذالهم n قصدا

يسير أنه وظنه مصر، على وأمlره عليه، فخلع الحمlام تسخين

ممن المعهود هو حسبما باإلذاية، ويقصدهم سوء، سيرة فيهم

. أهلها في سار بمصر، خصيب استقر فلما بالعز عهد غير عن ولي

. . وسواهم الخلفاء أقرب فكان واإليثار بالكرم وشهر سيرة أحسن

لما شاكرين بغداد إلى ويعودون لهم، العطاء فيجزل يقصدونه،

ثم. مدة عنه وغاب العباسيين بعض افتقد الخليفة وأن أوالهم

. أعطاه ما له وذكر n خصيبا قصد أنه فأخبره مغيبه، عن فسأله أتاه،

. عيني. بسمل وأمر الخليفة، فغضب n جزيال عطاء وكان خصيب

. أسواقها في يطرح وأن بغداد، إلى مصر من وإخراجه خصيب،

وكانت منزله دخوله وبين بينه حيل عليه بالقبض األمر ورد فلما

n ليال له ثوب في وخاطها عنده، فخبأها الشأن عظيمة ياقوته بيده

. الشعراء بعض به فمر بغداد أسواق في وطرح عيناه، وسملت

" : n مادحا مصر إلى بغداد من قصدتك كنت إني خصيب يا له فقال

: . فقال تسمعها أن وأحب عنها، انصرافك فوافقت بقصيدة لك

. : لها ? سماعك قصدي إنما فقال تراه ما على وأنا بسماعها كيف

قال n خيرا الله جزاك وأجزلت الناس أعطيت فقد العطاء وأما

: فأنشد فافعل

وهذه الخصيب أنتمصر

فكالكمـا فتدفقابـحـر

. : فقال ذلك ففعل الخياطة، هذه افتق له قال علىآخرها أتى فلما

. . بها: وذهب فأخذها يأخذها أن عليه فأقسم فأبى، الياقوتة خذ له

. ال هذه إن له قالوا عليهم عرضها فلما الجوهريين سوق إلى

. الخليفة فأمر الخليفة، إلى أمرها فرفعوا للخليفة إال تصلح

. بخبرها فأخبره الياقوتة، شأن عن واستفهمه الشاعر بإحضار

له وأجزل يديه، بين بمثوله وأمر بخصيب فعله ما على فتأسف

. ففعل المنية، هذه يعطيه أن فرغب يريد فيما lمه وحك العطاء،

. انقرضوا أن إلى عقبه وأورثها توفي أن إلى خصيب وسكنها ذلك،

النويري الدين فخر إليها دخولي أيام المنية هذه قاضي وكان

. الحمام n يوما دخلت كريم خير أمير الدين شمس وواليها المالكي،

. علي ذلك فعظم يستترون ال بها الناس فرأيت البلدة، بهذه

. المكترين بإحضار وأمر أبرح، أال فأمرني بذلك فأعلمته وأتيته،

دون الحمام أحد دخل متى أنه العقود، عليهم وكتبت للحمامات،

. . ثم االشتداد أعظم عليهم واشتد ذلك على يؤاخذون فإنهم مئزر

منلوي مدينة إلى خصيب ابن منية من وسافرت عنه انصرفت

" اسمها وضبط النيل من ميلين مسافة على مبنية صغيرة وهي

." وقاضيها الواو وكسر االم وفتح النون وإسكان الميم بفتح

الميم " " وكسر المهمل الدال بفتح الدميري الدين شرف الفقيه

.n جامعا أحدهم بنى فضيل ببني يعرفون قوم وكبارها الشافعي

. للسكر معصرة عشرة إحدى المدينة وبهذه ماله صميم فيه أنفق

منها- معصرة دخول من n فقيرا يمنعون ال أنهم عوائدهم ومن

يطبخ التي القدر في فيطرحها الحارة، بالخبزة الفقير فيأتي

. بها فينصرف n سكرا امتألت وقد يخرجها، ثم فيها، السكر

مدينة وهي منفلوط مدينة إلى المذكورة منلوي من وسافرت

" البركة شهيرة النيل، ضفة على بناؤها مؤنق رواؤها، حسن

االم وضم الفاء وفتح النون وإسكان الميم بفتح اسمها وضبط

مهمل ". طاء وآخرها

حكاية:

منبر بعمل أمر الله، رحمه الناصر الملك أن المدينة هذه أهل أخبرنيالله زاده الحرام، المسجد برسم اإلنشاء، بديع الصنعة محكم عظيم،

. بحر إلى ليجاز النيل في به يصعد أن أمر عمله، تم فلما n وتعظيما n شرفاإلى احتمله الذي المركب وصل فلما الله، شرفها مكة إلى ثم جدة،

مساعدة مع الجري من وامتنع وقف، الجامع مسجدها وحاذى منفلوط،بهم. ينهض ال n أياما وأقاموا العجب، أشد شأنه من الناس فعجب الريح

ذلك. يجعل أن فأمر الله، رحمه الناصر الملك إلى بخبره فكتبوا المركب . هذه في ويصنع بها، عاينته وقد ذلك ففعل منفلوط، مدينة بجامع المنبر

. يباع النيدا ويسمونه القمح من يستخرجونه العسل، شبه المدينة . . مدينة وهي أسيوط مدينة إلى المدينة هذه من وسافرت مصر بأسواق

السين " وسكون الهمزة بفتح اسمها وضبط بديعة أسواقها رفيعةشرف " وقاضيها مهملة وطاء واو الحروف آخر الياء وضم المهملة

وأصله " " به اشتهر لقب ، ثم ما بحاصل الملقب الرحيم عبد بن الدينألبناء والصدقات األوقاف بأيديهم والشام مصر بديار القضاة أن

ما فيعطيه بها، القاضي قصد المدن من لمدينة فقير أتى فإذا السبيل، . يبق لم أي ثم ما حاصل له يقول الفقير أتاه إذا القاضي فكان له قدر

. الفضالء المشايخ من وبها ولزمه بذلك فلقب شيء الحاصل المال من . إلى منها وسافرت بزاويته أضافني الصباغ، بن الدين شهاب الصالح

بها الشان، عجيبة البنيان أصيلة عظيمة مدينة وهي أخميم، مدينةوكتابة نقوش داخله في بالحجارة، مبني وهو باسمه، المعروف البربي

. أنها ويزعمون والكواكب األفالك وصور العهد، هذا في تفهم ال لألوائل، . . وعند وسواها الحيوانات صور وبها العقرب ببرج الطائر والنسر بنيت . يعرف رجل� بأخميم وكان عليها يعرج ال أكاذيب الصور هذه في الناس

. مدرسة بحجارتها وابنتي البرابي، هذه بعض هدم على أمر بالخطيب، . من بيده ما استفاد أنه حساده ويزعم باليسار معروف موسر رجل وهو

. الشيخ بزاوية المدينة هذه من ونزلت البرابي لهذه مالزمته من المال . األخوة من وله الظاهر عبد جده تربة وبها الظاهر، عبد بن العباس أبي . n جميعا يجتمعوا أن عادتهم ومن الدين وواحد الدين ومجد الدين ناصر

وقاضي وأوالده، المذكور الدين نور الخطيب ومعهم الجمعة، صالة بعدالله ويذكرون للقرآن، فيجتمعون أهلها، وسائر مخلص، الفقيه المدينة

. . انصرفوا ثم الكهف، سورة قرأوا صلوها، فإذا العصر صالة إلىالنيل " ": " بساحل كبيرة مدينة هو مدينة إلى أخميم من وسافرت. السراج ". ابن الدين تقي بمدرسة منها نزلت الهاء بضم وضبطهاثم القرآن، من n حزبا الصبح صالة بعد يوم كل في بها يقرأون ورأيتهم

. المدينة وبهذه البحر وحزب الشاذلي الحسن أبي الشيخ أوراد يقرأون . كرامة الصالحين كبار من الحسني الله عبد محمد أبو الشريف السيد

عن: فسألني عليه، والسالم برؤيته n متبركا الشريف هذا إلى دخلت له : . ال لي فقال جدة طريق على الحرام البيت أريد أني فأخبرته قصدي،

. الدرب على حجة أول تحج وإنما فارجع الوقت، هذا في هذا لك يحصل . طريقي. في ومضيت كالمه على أعمل ولم عنه، فانصرفت الشامي

. مصر إلى n راجعا فعدت السفر، لي يتمكن فلم عيذاب إلى وصلت حتى . الشامي، الدرب على حجاتي أول في طريقي وكان الشام إلى ثم

. وهي قنا، مدينة إلى سافرت ثم به الله نفع الشريف أحبرني حسبما ." قبر " وبها ونون مكسورة بقاف اسمها وضبط األسواق حسنة صغيرة

الشهيرة والكرامات العجيبة البراهين صاحب الولي الصالح الشريف . حفيده السيفية بالمدرسة ورأيت عليه الله رحمة القناوي الرحيم عبد

. أحمد الدين شهاب." " القاف بضم وهي قوص مدينة إلى البلد هذا من وسافرت

وأسواقها مورقة، بساتينها عميمة، خيرات لها عظيمة مدينة

منزل وهي األثيرة، والمدارسة الكثيرة، المساجد ولها مونقة،

. الغفار، عبد بن الدين شهاب الشيخ زاوية وبخارجها الصعيد والة

رمضان شهر في المتجردين الفقراء اجتماع وبها ، األفرم وزاوية

السديد، بن الدين جمال القاضي علمائها ومن سنة، كل من

الذين البلغاء الفصحاء أحد العيد دقيق بن الدين فتح بها والخطيب

المسجد خطيب إال يماثله من أر لم ذلك، في السبق لهم حصل

الدين حسام خوارزم مدينة وخطيب الطبري، الدين بهاء الحرام

العزيز عبد الدين ء بها الفقيه ومنهم ذكرهما، وسيقع المشاطي،

إبراهيم الدين برهان الفقيه ومنهم المالكية، بمدرسة المدرس

" . وضبط األقصر مدينة إلى سافرت ثم عالية زاوية له األندلسي،

" حسنة، ضغيرة وهي ، المهمل الصاد وضم الهمزة بفتح اسمها

. زاوية، وعليه األقصري الحجاج أبي العابد الصالح قبر وبها

" الهمزة بفتح اسمها وضبط أرمنت مدينة إلى منها وسافرت

" وهي ، فوقية وتاء ساكنة ونون مفتوحة وميم الراء وسكون

. قاضيها، أضافني النيل ساحل على مبنية بساتين ذات صغيرة

" . اسمها وضبط أسنا مدينة إلى منها سافرت ثم اسمه وأنسيت

" عظيمة مدينة ، ونون المهمل السين وإسكان الهمزة بفتح

والمدارس الزوايا كثيرة المنافع ضخمة الشوارع متسعة

. قاضي قاضيها أفنان ذات وبساتين حسان، أسواق لها والجوامع،

. إلى وكتب وأكرمني، أضافني مسكين بن الدين شهاب القضاة

. علي، الدين نور صالح الشيخ الفضالء من وبها بإكرامي نوابه

العهد هذا على وهو المكناسي، الواحد عبد الصالح والشيخ

" . وضبط أدفو مدينة إلى منها سافرت ثم بقوص زاوية صاحب

." وبينها الفاء وضم المهمل الدال وإسكان الهمزة بفتح اسمها

من النيل جزنا ثم صحراء في وليلة يوم مسيرة أسنا مدينة وبين

. وسافرنا الجمال اكترينا ومنها العطواني، مدينة إلى أدفو مدينة

" " في المعجمة بالغين بدغيم تعرف العرب من طائفة من

. نزلنا منازلها بعض وفي السيل آمنة أنها إال بها عمارة ال صحراء

ذكرنا وقد الشاذلي، الحسن أبي الله ولي قبر حيث حميثرا

. . نزل ولم الضباع كثيرة وأرضها بها يموت أنه أخباره في كرامته

. منها ضبع رحلي قصدت ولقد الضباع نحارب بها مبيتنا ليلة

. به وذهبت تمر، جراب منه واجتزت به، كان n عدال فمزقت

. سرنا لما ثم فيه كان ما معظم n مأكوال n ممزقا أصبحنا لما فوجدناه

كبيرة مدينة وهي عيذاب، مدينة إلى وصلنا n يوما عشر خمسة

. مصر صعيد من والتمر الزرع إليها ويحمل واللبن، الحوت كثيرة

صفراء، بمالحف يلتحفون األلوان سود وهم ، البجاة وأهلها

وهم n أصبعا العصابة عرض يكون عصائب رؤوسهم على ويشدون

. المهاري، ويركبون اإلبل ألبان وطعامهم البنات يورثون ال

. لملك وثلثاها الناصر للملك المدينة وثلث الصهب ويسمونها

الدال " وإسكان المهمل الحاء بفتح بالحدربي يعرف وهو البجاة،

" ينسب مسجد عيذاب وبمدينة وياء موحدة وباء مفتوحة وراء

. . الصالح الشيخ وبها به وتبركت رأيته البركة شهير للقسطالني

. المرتضى ابن أنه زعم المراكشي محمد المسن والشيخ موسى

. إلى وصلنا ولما سنة وتسعون خمس سنه وأن مراكش، ملك

خرق وقد األتراك، يحارب البجاة سلطان الحدربي وجدنا عيذاب

. كنا ما فبعنا البحر في سفرنا فتعذر أمامه الترك وهرب المراكب،

منهم الجمال اكترينا الذين العرب مع وعدنا الزاد، من أعددناه

تقدم التي قوص مدينة إلى فوصلنا مصر، صعيد إلى

بعد فوصبلنا مده، أوان وكان النيل، في منها ذكرها،وانحدرنا

وقصدت واحدة، ليلة بصر فبت مصر، إلى قوص من ثمان مسيرة

. وعشرين ست سنة شعبان منتصف في وذلك الشام بالد

األولى " الموحدة بفتح اسمها وضبط ، بلبيس مدينة إلى فوصلت

" وهي ، مهملة وسين مسكنة الحروف آخر ياء ثم الثانية وفتحو

. ذكره يجب من بها ألق ولم كثيرة، بساتين، ذات كبيرة، مدينة

  . مثل منازلها، ونزلنا الرمال، دخلنا ومنها الصالحية إلى وصلت ثم

. منها منزل بكل والخروبة والعريش والمطيلب والورادة السوادة

. . وبخارج. بدوابهم المسافرون ينزله الخان يسمونه وهم فندق

يحتاجه ما المسافر منها يشتري وحانوت للسبيل، ساقية خان كل

" . القافغ بفتح وهي المشهورة قطيا منازلها ومن ودابته لنفسه

. يبدلون والناس وألف مفتوحة الحروف آخر وياء الطاء وسكون

." أمتعتهم، وتفتش التجار، من الزكاة تؤخذ وبها تأنيث هاء ألفها

. والكتاب، والعمال الدواوين وفقيها البحث أشد لديهم عما ويبحث

. يجوز. وال الذهب من دينار ألف يوم كل في ومجباها والمشهود

. ببراءة إال مصر إلى وال مصر من ببراءة إال الشام من أحد عليها

الجواسيس من n وتوقيا الناس، أموال على n احتياطا الشام، من

. كان. فإذا بحفظه وكلوا قد العرب ضمان في وطريقها العراقيين

األمير يأتي ثم أثر، به يبقى ال حتى الرمل على مسحوا اليل

العرب طالب n أثرا به وجد فإن الرمل إلى فينظر ،n صباحا

به فيأتون يفوتهم فال طلبه، في فيذهبون مؤثره، بإحضضار

الدين عز إليها وصولي عهد في بها وكان شاء، بما فيعاقبه األمير،

وأباح وأكرمنبي أضافني األمراء، خيار من الداراقماري أستاذ

. والوقاف، المغربي الجليل عبد يديه وبين معي كان لمن الجواز

البالد أي من منهم ورد من فيسأل وبالدهم، المغاربة يعرف وهو

على جوازهم يعترضون ال المغاربة فإن عليهم، يلبس لئال هو

الشام. بالد أول وهي غزة، مدينة إلى وصلنا حتى سرنا ثم قطيا

بها األسواق، حسنة العمارة كثيرة األقطار، متسعة مصر يلي مما

. والمسجد حسن جامع بها وكان عليها واألسوار العديدة المساجد

. وهو الجاولي المعظم األمير بناه فيها الجمعة به اآلن تقام الذس

غزة وقاضي األبيض الرخام من ومنبره الصنعة محكم البناء أنيق

. سالم بن الدين علم ومدرسها الحوراني تالسلختي الدين بدر

. القدس قاضي الدين شمس ومنهم المدينة هذه كبراء سالم وبنو

وعليه نبينا على الله صلى الخليل مدينة إلى غزة من سافرت ثم

مشرقة المقدار كبيرة الساحة صغيرة مدينة زهي n تسليما وسلم

ومسجدها واد�، بطن في المخبر، عجيبة المنظر حسنة األنوار

مبني االرتفاع، سامي الحسن بديع العمل محكم الصنعة أنيق

. سبعة أقطارها أحد صخرة أركانه أحد في المنحوت بالصخر

. ببنائه الجن امر السالم عليه سليمان إن ويقال n شبرا وثالثون

. إبراهيم قبر فيه المقدس المكرم الغار المسجد داخل وفي

. قبور ويقابلهاو وعليهم نبينا على الله صلوات ويعقوب وإسحاق

. القبلة جدار بلصق المنبر، يمين وعن أزواجهم قبور هي ثالثة،

ضيق، مسلك إلى العمل محكمة رخام درج على منه يهبط موضع

. الثالثة القبور صور فيها بالرخام، مفروشة ساحة إلى يفضي

. المبارك،: الغار إلى مسلك هنالك وكان لها محاذية إنها ويقال

. أهل ذكره ومما مرات الموضع بهذا نزلت وقد مسدود اآلن وهو

ما هنالك، الشريفة الثالثة الققبور كون صحة على n دليال العلم

: للقلوب المسفر سماه الرازيالي جعفر بن علي كتاب نقلهمن

. أبي إلى فيه أسند ويعقوب إسحاق و إبراهيم قبر صحة عن

" : : أسري لما وسلم عليه الله صلى الله رسول قال قال هريرؤة

: انزل فقال إبراهيم قبر على جبريل بي مر المقدس بيت إلى بي

. لحم بيت على بي مر ثم إبراهيم أبيك قبر هنا فإن ركعتين، فصل

. السالم: عليه عيسى أخوك ولد هنا فإن ركعتين، فصل انزل وقال

. " الحديث بقية وذكر الصخرة بي أتى ثم

 

الخطيب اإلمام المعمر تالصالح المدرس المدينة بهذه لقيت ولما

واألئمة المرضيين، الصلحاء أحد الجعبري، الدين برهان

هنالك. السالم عليه الخليل قبر كون صحة عن سألته المشهورين

: القبور هذه أن يصححون العلنم أهل من لقيته من كل لي فقال

وقبور السالم، وعليهم نبينا على ويعقوب وإسحاق إبراهيم قبور

عن الخلف نقل وهو البدع أهل إال ذلك في يطعن وال زوجاتهم،

ووقف الغار، إلى دخل األئمة بعض أن ويذكر فيه، يشك ال السلف

: قبر هو القبور هذه أي له فقال شيخ فدخل سارة؛ قبر عند

? فسأله شاب دخل ثم المعروف قبره إلى له فأشار إبراهيم

. إليه له فأشار n أيضا فسأله صبي دخل ثم إليه له فأشار كذلك،

. ثم شك ال السالم عليه إبراهيم قبر هذا أن أشهد الفقيه فقال

. هذا وبداخل الغد من وارتحل به فصلى المسجد إلى دخل

. الخليل حرم وبشرقي السبالم عليه يوسف قبر n أيضا المسجد

. . الشام غور منه يشرف مرتفع، تل وهي السالم عليه لوط تربة

. وال مبيض البناء احسن مه بيت في وهو حسنة أبنية قبره وعلى

. . ديار موضع أنها يقال أجاج هي ، لوط بحيرة وهنالك عليه ستور

تل على وهو اليقي، مسجد لوط تربة من وبمقربة لوط قوم

واحدة دار إال يجاوره وال لسواه ليس وإشراق نور له مرتفع

. في منخفض مخوضع بابه من بمقربة المسجد وفي قيمه يسكنها

،n واحدا n مصليا إال يسع ال محراب، صورة فيه هيئ قد صلد حجر

عند: تعالى لله n شكرا الموضع ذلك في سجد إبراهيم إن ويقال

. n قليال األرض في سجوده،وساخ موضع فتحرك لوط، قوم هالك

بن الحسين بنت فاطمة قبر فيها مغارة المسجد هذا من وبالقرب

في الرخام من لوحان وأسفله القبر وبأعلى السالم عليهما علي

لله الرحيم الرحمن الله بسم بديع بخط منقوش مكتوب أحدهما

. رسول وفي الفناء كتب خلقه وعلى وبرأ ذرأ ما وله والبقاء العزة

. . عنه الله رضي الحسين بنت فاطمة سلمة أم قبر هذا أسوة الله

النقاش سهل أبي بن محمد صنعه منقوش اآلخر اللوح وفي

: األبيات. هذه ذلك وتحت بمصر

في كان من أسكنتمسكنه األحشاء

الترب بين مني بالرغموالحجـر

ابـن بنت فاطمة قبر يافـاطـمة

األنجم بنت األئمة بنتالـزهـر

ومـن دين من فيك ما قبر ياورع

صون ومن عفاف ومنخفر ومن

. إليه طريقي في فزرت القدس إلى المدينة هذه من سافرت ثم

. n أيضا وزرت ومسجد كبيرة أبنية وعليها السالم، عليه يونس تربة

النخلة، جذع أثر وبه السالم، عليه عيسى ميالد موضع لحم، بيت

. ويضيفون التعظيم، أشد يعظمونه والنصارى كثيرة عمارة وعليه

ثالث الله، شرفه المقدس، بيت إلى وصلنا ثم به، نزل من

عليه الله رسول ومصعد الفل، رتبة في الشريفين المسجدين

. مبنية الكبيرة والبلدة السماء إلى ومعرجة ،n تسليما وسلم

. بن الدين صالح الفاضل الصالح الملك وكان المنحوت بالصخر

بض هدم المدينة هذه فتح لما ،n خيرا اإلسالم عن الله جزاه أيوب

الروم. يقصدها أن n خوفا هدمه الظاهر الملك استنقض ثم سورها

. الماء لها وجلب تقدم فيما نهر المدينة بهذه يكن ولم بها فيتمنعوا

. دمشق أمير تنكيز الدين سيف األمير العهد هذا في

المقدس المسجد ذكر

: ال إنه يقال الحسن، الفائقة الرائقة العجيبة المساجد من وهو

إلى شرق من طوله وإن منه، أكبر مسجد األرض وجه على يوجد

وعرضه المالكية بالذراع n ذراعا وخمسون واثنتان سبعمائة غربي

في n ذراعا وثالثون وخمس ذراع أربعمائة الجوف إلى القبلة من

،n واحخدا n بابا إال بها علم فال منه القبلية وأماالجهة الثالث، جهاته

في مسقف وغير فضاء كله والمسجد اإلمام، منه يدخل الذي وهو

واألصبغة لبالذهب مموه الصنعة وإتقان الفعل إحكام من النهاية

. مسقفة سواه مواضع المسجد وفي الرائقة،

الصخرة قبة ذكر

 

. حظها توفر وقد n شكال وأغربها وأتقنها المباني اعجب من وهي

على قائمة وهي بطرف، بديعة كل من وأخذت المحاسن، من

. . أبواب ولها رخام درج في إليها يصعد المسجد، وسط ي نشز

داخلها وكذلك الصنعة، محكم n أيضا بالرخام مفروش بها والدائر

يعجز ما الصنعة ورائق الزواقة أنواع من وباطنها ظاهرها في

تلمع. أو أنوارأص، تتألأل فهي بالذهب مغشى ذفك وأكثر الواصف

. رائيها لسان ويقصر محاسنها، في متأملها بصر يحار البرق لمعان

. ذكرها جاء إلتي الكريمة الصخرة القبة وسط وفي تمثيلها عن

. . السماء إلى منها عرج وسلم عليه الله صلى النبي فإن اآلثار في

. بيت مقدار مغارة وتحتها قامة نحو ارتفاعها صماء، صخرة وهي

. شكل. وهنالك درج على إلها ينزل n أيضا قامة نحو ارتفاعها صغير

يغلقان. العمل، محكما اثنان شباكان الصخر وعلى محراب

الصنعة بديع حديد من الصخرة يلي الذي وهو أحدهما، عليهما

. . هنالك معلقة حديد، من كبيرة درقة القبة وفي الخشب والثاني

. عنه الله رضي المطلب عبد بن حمزة درقة أنها يزعمون والناس

الشريف بالقدس المباركة المشاهد بعض ذكر

البلد، شرقي في جهنم بزودي المعروف الوادي بعدوة فمنها

: السالم عليه عيسى مصعد إنها يقال بنية هنالك، مرتفع تل على

. البادية إلى منسوبة البدوية، رابعة قبر n أيضا ومنها السماء إلى

. المذكور الوادي بطن وفي الشهيرة العدوية رابعة خالف وهي

. : بها السالم عليها مريم قبر إن ويقولون النصارى، يعظمها كنيسة

التي وهي النصارى، يحجها معظمة، أخرى كنيسة n أيضا وهنالك

. وعلى بها السالم عليه عيسى قبر أن ويعتقدون عليها، يكذبون

. اإلهانة من وضروب للمسلمين معلومة ضريبة يحجها من كل

. السالم عليه عيسى مهد موضع وهنالك أنفه رغم على يتحملها

. به يتبرك

القدس فضالء بعض ذكر

بفتح " الغزي سالم بن محمد الدين شمس العالم قاضيه فمنهم

. " الصالح خطيبه ونمهم وكبرائها غزة أهل من وهو ، الغين

شهاب المفتي المحدث ومنهم النابلسي، الدين عماد الفاضل

أبو الكريمة الخانقاه وشيخ المالكية مدرس ومنهم الطبري، الدين

الشيخ ومنها القدس نزيل الغرناطي مثبت بن محمد الله عبد

الصالحين، كبار من بالمحجوب المعروف حسن علي أبو الزاهد

بن الرحمن عبد الرحيم عبد أبو العابد الصالح الشيخ ومنهم

. الرفاعي الدين تاج تالمذة من وهو الروم، أرز أهل من مصطفى

. القدس من سافرت ثم التصوف خرقة منه ولبست صحبته

. n رسوما عاد قد خراب وهو عسقالن، ثغر زيارة برسم الشريف

. جمعته. ما المحاسن من جمع بلد وقل دارسة n وأطالال ، طامسة

مرافق بين n وجمعا مكان، وأصالة وضع، وحسن n إتقانا عسقالن

علي بن الحسين رأس كان حيث الشهير المشهد وبها والبحر البر

عظيم مسجد وهو القاهرة، إلى ينتقل أن قبل السالم، عليه

ذلك وكتب العبيد، بعض ببنائه أمر اللماء جب فيه العلو، سامي

لم عمر بمسجد يعؤف كبير مسجد المزار هذا قبلة وفي بابه على

الحسن في لها مثل ال رخام أساطين وفي حيطانه إال منه يبق

عجيبة، حمراء أسطوانة جملتها ومن وحصيد قائم بين ما وهي

فقدوها، ثم بالدهم، إلى احتملوها النصارى أن الناس يزعم

. بئر المسجد هذا من القبلة وفي بعسقالن موضعها في فوجدت

متسعة، درج في إليها ينزل السالم، عليه إبراهيم ببئر يعرف

من تخرج األربع جهاتها من ناحية كل وفي بيوت، إلى منها ويدخل

. . ويذكر بالغزير وليس عذب، ماؤها بالحجارة مطوية أسراب

: . ويقال النمل، وادي عسقالن وبظاهر n كثيرا فضائلها من الناس

. قبور من عسقالرن وبجبانة العزيز الكتاب في المذكور إنه

المزار قيم عليهم أوقفنا لكثرته، يحصر ال ما واألولياء الشهداء

من. إليه يصل ما ومع مصر، ملك له يجريها جراية وله المذكور

. في وهي الرملة مدينة إلى منها سافرت ثم الزوار صدقات

. جامع وبها األسواق حسنة الخيرات، كثيرة كبيرة، مدينة فلسطين

: عليهم مدفونين األنبياء، من ثالثمائة قبلته في إن ويقال ز األبيض

. خرجت. ثم النابلسي الدين مجد الفقهاء كبار من وفيها السالم

األشجار كثيرة عظيمة، مدينة وهي مابلس، مدينة إلى منها

. الزيت يحمل ومنها n زيتونا الشام البالد أكثر من األنهار، مطردة

. دمشق إلى وتجلب الخروب، حلواء تصنع وبها ودمشق مصر إلى

وغيرها.

 

: منه يخرج ما ويؤخذ يعصر، ثم الخروب، يطبخ أن عملها وكيفية

. مصر إلى n أيضا الرب ذلك ويجلب الحلواء منه فتصنع الرب من

. والمسجد. عجيب طيب وهو إليها المنسوب البطيخ وبها والشام

. ماء بركة وسطه وفي والحسن اإلتقان من نهاية في الجامع

" العين. بفتح وهي عجلون مدينة إلى منها سافرت ثم عذب

. " خطيرة وقلعة كثيرة، أسواق لها حسنة مدينة وهي ، المهملة

. فمررت الالذقية، بقصد منها سافرت ثم عذب ماؤه نهر ويشقها

هذه أمين الجراح ابن عبيدة أبي قبر به تالل بين واد� وهو بالغور،

ألبناء الطعام فيها زاوية وعليه زرناه عنه، الله رضي األرض

بن. معاذ قبر وبه القصير، إلى وصلنا ثم ليلة، هنالك وبتنا السببيل

. على سافرت ثم بزيارته n أيضا تبركت عنه، الله رضي جبل

عكة وكانت خراب وهي ، عكة مدينة إلى فوصلت الساحل،

قسطنطينية وتشبه سفنهم ومرسى بالشام، اإلفرنج بالد قاعدة

: إن يقال البقر بعين تعرف عذب ماء عين وبشرقيها العظمى،

. بفي إليها وينزل السالم عليه آلدم البقر منها أخرج تعالى الله

. صالح. قبر المدينة وبهذه محرابه من بقي مسجد عليها وكان درج

. خراب وهي صور، مدينة إلى منها سافرت ثم السالم عليه

مرة بها نزلت ولقد أرفاض أهلها وأكثر معمورة قرية وبخارجها

. ليتوضأ القرية تلك أهل بعض فأتى الوضوء أريد المياه بعض على

اسنتشق، وال يتمضمض ولم وجهه، غسل ثم رجليه، بغسل فبدأ

: البناء إن لي فقال فعله في عليه فأخذت رأسه، بعض مسح ثم

. بها يضرب التي هي صور ومدينة األساس من ابتداؤه يكون إنما

. . جهاتها ثالث من بها محيط البحر ألن المنعة الحصانة في المثل

. للبر يشرع الذي ولبابها للبحر والثاني للبر، أحدهما بابان ولها

الذي الباب وأما بالباب، محيطة ستائر في كلها فصالت أربعة

. أعجب الدنيا بالد في ليس وبناؤها عظيمين برجين بين فهو للبحر

. وعلى جاتها ثالث من بها محيط البحر ألن منه، n شأنا أغرب وال

. هنالك وترسو السور تحت السفن تدخل سور، الرابعة الجهة

سبيل ال ن، معترضة حديد سلسلة البرجين بين تقدم فيما وكان

عليها وكان حطها، بعد إال الخارج إلى وال هنالك، الداخل إلى

. وكانت منهم علم على إال خارج، يدخل فال واألمناء، الحراس

ثم الصغار، السفن إال تحمل ولكنها مثلها، ميناء n أيضا لعكة

حسنة البحر، ساحل على وهي صيدا، مدينة إلى منها سافرتع

: مصر بالد إلى والزيت والزبيب التين منها يحمل الفواكه كثيرة

حسن وهو المصري، األشموني الدين مال قاضيها عند نزلت

. . وكانت طبرية مدينة إلى منها سافرت ثم النفس كريم األخالق

عن تبنئ رسوم إال منها يبق ولم ضخمة، كبيرة مدينة مضى فيما

. أحدهما بيتان لها العجيبة؛ الحمامات وبها شأنها وعظم ضخامتها،

. . بحيرة ولها الحرارة شديد وماؤها للنساء والثاني للرجال،

. فراسخ ثالثة من أزيد وعرضها فراسخ، ستة نحو طولها الشهيرة،

عليه شعيب قبر فيه األنبياء، بمسجد يعرف مسجد وبطبرية

عليه سليمان وقبر السالم، عليه الكليم موسى زوج وبنته السالم،

نبينا على وسالمه الله صلوا روبيل وقبر يهودا، وقبر السالم،

عليه. يوسف فيه ألقي الذي الجب زيارة منها وقصدنا وعليهم

. كبير والجب زاوية وعليه صغير مسجد صحن في وهو السالم،

أن قمه وأخبرنا المطر ماء من المجتمع مائه من شربنا عميق،

. صغيرة، وهي بيروت مدينة إلى سرنا ثم n أيضا منه ينبع الماء

مصر ديار إلى منها ويجلب الحسن بديع وجامعها األسواق، حسنة

أنه. يزعمون الذي يوسف يعقوب أبي زيارة منها وقصدنا الفواكه

. العزيز، بقاع من نوح بكرك يعرف بموضع وهو المغرب كلوك من

: . الدين صالح السلطان إن ويقال الوارد بها يطعم زاوية وعليه

. من وكانوا الدين نور السلطان وقيل األوقاف عليها وقف

. بثمنها ويقتات الحصر ينسج كان أنه ويذكر الصالحين،

المذكور يوسف يعقوب أبي دمشق،   حكاية مدينة دخل أنه يحكي

. من برئ فلما باألسواق n مطروحا وأقام ،n شديدا n مرضا بها فمرض

. له n حارسا يكون n بستانا ليلتمس دمشق ظاهر إلى خرج مرضه،

حراسته في واقام الدين، نور للملك بستان لحراسة فاستؤجر

ذلك إلى السلطان أتى الفاكهة أوان في كان فلما أشهر ستة

منه يأكل برمان يأتي أن يعقوب أبا البستان وكيل وأمر البستان،

. بغيره، يأتي أن فأمره ،n حامضا فوجده برمان فأتاه السلطان،

: . . حراسة أتكون الوكيل له فقال n حامضا n أيضا فوجده ذلك ففعل

: فقال ? الحامض من حلو تعرف وال أشهر ستة منذ البستان هذا

إلى الوكيل فأتى الكل، على ال الحراسة على أستأجرتني إنما

أنه المنام في رأى قد وكان الملك، إليه بعث بذلك فأعلمه الملك

. فقال هو أنه فتفرس فائدة، منه له وتحصل يعقوب، أبي مع يجمع

. : ? إلى: وأجلسه وعانقه، إليه، فقام نعم قال يعقوب أبو أنت له

الحالل من بضيافة فأضافه مجلسه، إلى احتمله ثم جانبه،

. n فارا دمشق من خرج ثم n أياما عنده وأقام يمينه، بكد المكتسب

. بها وكان قراها من قرية فأتى الشديد، البرد أوان في بنفسه

. له وصنع ففعل عنده النزول عليه فعرض الضعفاء من رجل

ودعا ذلك، من فأكل شعير وبخبز بها، فأتاه دجاجة وذبح مرقة،

زوجها بناء آن قد بنت منهم أوالد، جملة عنده وكان اللرجل،

ويكون. أبوها، يجهزها البنت أن البالد تلك في عوائدهم ومن عليها

. فقال يتبايعون وبه يتفاخرون، وبه النحاس، أواني الجهاز معظم

. : . : قد نعم قال النحاس من شيء عندك هل للرجل يعقوب أبو

: . له فقال به أتاه به ائتني قال البنت، هذه لتجهيز منه اشتريت

يديه بين ذلك وأحضر ففعل، منه، أمكنك ما جيرانك من استعر

. . فطرح اإلكسير فيها عنده كانت صرة وأخرج النيران عليه فأوقد

n كتابا وكتب مقفل بيت في وتركه ،n ذهبا كله فعاد النحاس على منه

. مارستان بناء على وينبهه بذلك يعلمه دمشق ملك الدين نور إلى

الزوايا ويبني األوقاف، عليه ويوقف الغرباء، من للمرضى

كفايته، البيت صاحب ويعطي النحاس، أصحاب ويرضي بالطرق،

: عن خرج قد أدهم بن إبراهيم كان وإن الكتاب آخر في له وقال

الصنعة هذه وعن المغرب، ملك من خرجت قد فأنا خراسان ملك

الملك إلى بالكتاب البيت صاحب وذهب حينه، من وفر والسالم،

أن بعد الذهب، واحتمل القرية تلك إلى الملك فوصل الدين، نور

. فلم يعقوب أبا وطلب البيت وصاحب النحاس، أصحاب أرضى

. المارستان وبنى دمشق إلى فعاد خبر على له وقع وال n أثرا له يجد

. إلى وصلت ثم مثله المعمور في له ليس الذي باسمه المعروف

. الضخام وبلدانها الشام، قواعد إحدى وهي طرابلس، مدينة

البحر ويكنفها واألشجار، البساتين وتحفها األنهار، تخترقها

. العجيبة، األسواق ولها المقيمة بخييراته والبر العميمة، بمرافقه

. . . وأما البناء حديثة وهي منها ميلين والبحر الخصيبة والمسارح

n زمانا الروم وتملكها البحر ضفة على فكانت القديمة طرابلس

ز الحديثة هذه واتخذت خربت، الظاهر الملك استرجعها فلما

. طيالن وأميرها األتراك أرماء من أربعين نحو المدينة وبهذه

. بدار المعروفة بالدار ومسكنه األمراء بملك المعروف الحاجب

وخميس. اثنين يوم كل في يركب أن عوائده ومن السعادة

. . عاد فإذا المدينة ظاهر إلى ويخرج والعساكر األمراء معه ويركب

عن. ونزلوا األمراء، ترجل منزله، إلى الوصول وقارب إليها

وتضرب وينصرفون منزله، يدخل حتى يده، بيه ومشوا دوابهم،

يوم، كل من المغرب صالة بعد منهم أمير كل دار عند الطبلخانة

. الدين بهاء السر كاتب األعالم من بها كان وممن المشاعل وتوقد

وأخوه والكرم، بالسخاء معروف الحسباء الفضالء أحد غانم بن

وأخوهما ذكرناه، وقد الشريف، القدس شيخ هو الدين حسام

. قوام المال بيت وكيل ومنهم بدمشق السلر كاتب الدين عالء

. شمس قضاتها قاضي ومنهم الرجال أكابر من مكين بن الدين

. حمامات المدينة وبهذه الشام علماء أعالم من النقيب بن الدين

. . وكان سندمور وحمام القرمي القاضي حمام منها حسان

. الشدة في كثيرة أخبار عنه ويذكر المدينة هذه أمير سندمور

. مماليكه أحد بان إليه شكت امرأة منها الجنايات أهل على

لها تكن ولم فشربه، تبيعه كانت لبن في عليها تعدى الخواص

. هذه. مثل اتفق وقد مصرنه من اللبن فخرج فوسط به فأمر بينة

على إمارته أيام الناصر الملك أمراء أحد للعتريس الحكاية

. سافرت. ثم تركستان سلطان كبك للملك مثلها واتفق عيذاب

بلد وهو األكراد، حصن إلى طرابلس األشجار  من كثير صغير

. إلى نسبة اإلبراهيمي بزاوية تعرف زاوية وبه تل بأعلى واألنهار

. . ثم اسمه االن أحقق وال قاضيها عند ونزلت األمراء كبراء بعض

مونقة، أرجاؤها مليحة، مدينة وهي حمص مدينة إلى سافرت

الشوارع، فسيحة وأسواقها متدفقة، وأنهارها مورقة، وأشجارها

. حمص وأهل ماء وسطه وفي الجامع، بالحسن متميز وجامعها

. الوليد بن خالد قبر المدينة هذه وبخارج وكرم فضل لهم عرب

كسوة القبر وعلى ومسجد زاوية وعليه ورسوله، الله سيف

أجمل. من الشريشي الدين جمال المدينة هذه وقاضي سوداء

حماة مدينة إلى منها سافرت ثم ز سيرة وأحسنهم صورة الناس

الحسن ذات البديعة، ومدائنها الرفيعة، الشام أمهات إحدى

النواعير عليها والجنات، البساتين تحفها الفائق، والجمال الرائق،

. ولها بالعاصي المسمى العظيم النهر يشقها الدائرات، كاألفالك

الحافلة، األسواق فيه المدينة، من أعظم بالمنصورية سمي ربض

المشمش ومنها الكثيرة الفواكه وبحماة الحسان، والحمامات

. ابن قال حلوة لوزة داخلها في وجدت نواته كسرت إذا اللوزي،

األديب: يقول وبساتينها ونواعيرها ونهرها المدينة هذه وفي جزي

العبسي سعيد بن موسى بن علي الحسن أبو الدين نور الرحال

: كثير غير عنه الله رضي ياسر بن لعمار نسبة الغرناطي العماري

. اإلبراهيمي بزاوية تعرف زاوية وبه تل بأعلى واألنهار األشجار

. االن أحقق وال قاضيها عند ونزلت األمراء كبراء بعض إلى نسبة

أرجاؤها. مليحة، مدينة وهي حمص مدينة إلى سافرت ثم اسمه

فسيحة وأسواقها متدفقة، وأنهارها مورقة، وأشجارها مونقة،

. وأهل ماء وسطه وفي الجامع، بالحسن متميز وجامعها الشوارع،

. بن خالد قبر المدينة هذه وبخارج وكرم فضل لهم عرب حمص

القبر وعلى ومسجد زاوية وعليه ورسوله، الله سيف الوليد

. من الشريشي الدين جمال المدينة هذه وقاضي سوداء كسوة

مدينة إلى منها سافرت ثم ز سيرة وأحسنهم صورة الناس أجمل

الحسن ذات البديعة، ومدائنها الرفيعة، الشام أمهات إحدى حماة

النواعير عليها والجنات، البساتين تحفها الفائق، والجمال الرائق،

. ولها بالعاصي المسمى العظيم النهر يشقها الدائرات، كاألفالك

الحافلة، األسواق فيه المدينة، من أعظم بالمنصورية سمي ربض

المشمش ومنها الكثيرة الفواكه وبحماة الحسان، والحمامات

. ابن قال حلوة لوزة داخلها في وجدت نواته كسرت إذا اللوزي،

األديب: يقول وبساتينها ونواعيرها ونهرها المدينة هذه وفي جزي

العبسي سعيد بن موسى بن علي الحسن أبو الدين نور الرحال

: عنه الله رضي ياسر بن لعمار نسبة الغرناطي العماري

حـمـاة من الله حمىn مـنـاظـرا

والفكر السمع عليها وقفتوالطرفا

تـمـيل أم حـمـام تغنىخـمـائل

الواصف تمنع مباني وتزهى الوصفا

الصون أعصي أن يلوموننيوالنهـى

واللهو الكأس وأطيع بهاوالقصفـا

عاص� النهر فيها كان إذاال فطـيف

وأشربهـا n عصيانا أحاكيهصـرفـا

النواعـير تلك لدى وأشدوشـدوهـا

وأشبهـهـا n رقصا وأغلبهاغـرفـا

فـكـأنـهـا دمعـهـا وتذري وتسألهـا تئن بمرآها تهيمالـعـطـفـا

: التورية مذهب n ذاهبا نواعيرها في ولبعضهم

لعظم رقت وناعورة�وقـد خطـيئتـي

المنزل من قصدي عاينتالقـاصـي

باحت ثم لي nرحمة بكتبشـجـوهـا

على تبكي الخشب أن وحسبك العاصي

: التورية من n أيضا فيها المتأخرين ولبعض

حماة سكنوا سادو ياوحـقـكـم

وعن تقوى عن حلت ما إخالص

إذا بعدكم والطرفاللـقـا اذكر

n طائعا المدامع يجريكالعاصي

أبو الشاعر إليها ينسب التي المعرة، مدينة إلى سافرت ثم

: . إنما جزي ابن قال الشعراء من سواه وكثير المعري، العالء

صاحب األنصاري بشير بن النعمان ألن النعمان بمعرة سميت

على إمارته أيام ولد له توفي وسلم عليه الله صلى الله رسول

. تسمى ذلك قبل وكانت به فعرفت بالمعرة، فدفنه حمص،

. والمعرة. به سميت عليها مطل جبل النعمان أن وقيل القصور

إلى يحمل ومنها والفستق التين شجرها أكثر حسنة، كبيرة مدينة

. عمر المؤمنين أمير قبر منها فرسخ على وبخارجها والشام مصر

. . وقع أنه ذلك وسبب له خديم وال عليه زاوية وال العزيز عبد بن

من العشرة يبغضون أرجاس، الرافضة من صنف� بالد في

من كل ويبغضون مبغضهم، ولعن عنهم، الله رضي الصحابة

كان لما عنه الله رضي العزيز عبد بن عمر n وخصوصا عمر اسمعه

- إلى منها سرنا ثم عنه الله رضي علي تعظيم في فعله من

. شجرها وأكثر البساتين، كثيرة حسنة وهي سرمين مدينة

. والشام. مصر إلى ويجلب األجري، الصابون يصنعون بها الزيتون

ويصبغونه األيدي، لغسل المطيب الصابون n أيضا بها ويصنع

. . إليها تنسب حسان قطن ثياب بها ويصنع والصفرة بالحمرة

. يذكرون ال أنهم العجب ومن العشرة يبغضون سبابون وأهلها

بلغوا فإذا السلع، على باألسواق سماسرتهم وينادي العشرة لفظ

. n يوما األتراك بعض بها وحضر وواحد تسعة قالوا العشرة إلى

رأسه على بالدبوس فضربه وواحد تسعة ينادي n سمسارا فسمع

. . قباب: تسع فيه جامع المسجد وبها بالدبوس عشرة قل وقال

- مدينة إلى سرنا ثم القبيح بمذهبهم n قياما عشرة يجعلوها ولم

. بن الحسين أبو قال العظمى والقاعدة الكبرى المدينة حلب،

: خطابها يطير زمان كل في وذكرها خطير قدرها وصفها في جبير

كفاح من هاجت فكم أثير، النفوس من ومحلها كثير، الملوك من

االرتفاع، بائنة االمتناع، شهيرة قلعة الصفاح بيض من عليها وسل

موضوعة األجزاء، منحوتة تستطاع أو ترم أن من حصانة تنزهت

ووسعت واألعوام، األيام طاولت قد واستواء، اعتدال نسبة على

? فني وشعراؤها الحمدانيون أمراؤها أين والعوام، الخواص

. مالكها، ويذهب تبقى لبالد n عجبا فيا بناؤها إال يبق ولم جميعهم،

. أمالكها، يعتذر فال بعدهم وتخطب هالكها يقضي وال ويهلكون

. ملوكها أدخلت كم حلب هذه إدراكها شيء بأهون فيتيسر وترام

. اسمها، أنث بالمكان الزمان صرف ونسخت كان، خبر في

بعد n عروسا وانجلت دان فيمن بالعذر وأتت الغوان، بحلية فتحلت

. خطابها، ويعدم شبابها، سيهرم هيهات حمدان ابن دولتها سيف

. . بداخلها الشهباء تسمى حلب وقلعة خرابها حين بعد فيها ويسرع

. سوران بها ويطيف الظمأ تخاف فال الماء، منهما ينبع جبالن

. وقد األبراج متداني وسورها الماء منه ينبع عظيم خندق وعليها

. منها برج وكل الطيقان المفتحة العجيبة العاللي بها انتظمت

. وبها. العهد طول على القلعة بهذه يتغير ال والطعام مسكون

: كان السالم عليه الخليل إن يقال الناس، بعض يقصده مشهد

. على التي طوق بن مالك رحبة قلعة تشبه القلعة وهذه به يتعبد

. مدينة التتر طاغية قازان قصد ولما والعراق الشام بين الفرات

: جزي ابن قال ،n خائبا عنها ونكص ،n أياما القلعة هذه حاصر حلب

: الدولة سيف شاعر الخالدي يقول القلعة هذه وفي

من على قامت قد وخرقاءيرومهـا

وجانبها العالي بمرقبهاالصـعـب

جـيب الجـو عليها يجرnغـمـامة

بأنجمـه n عقدا ويلبسهاالـشـهـب

من بدت برق� سرى ما إذاخاللـه

خلل من العذراء الحت كما السحب

أماتـت قد جنود� من فكمبـغـصة�

على أبانت قد سطوات وذيعقب

: النظم بديع من وهو n أيضا يقول وفيها

العنقاء عانق وقلعةسافـلـهـا

الجوزاء منطقة وجازعالـيهـا

كان إذ القطر تعرف اللها الغمام

قطريه توطأ n أرضامواشـيهـا

غاض راحت الغمامة إذاساكنها

تهمي أن قبل حياضهاعواليهـا

األفالك أنجم من يعدمرقبـهـا

في يجري كان أنه لومجاريهـا

� أقـوام مكايد ردتمـكـايدهـا

لدواهيهـم ونصرتدواهـيهـا

: منصور أبي ابن علي الدين جمال يقول وفيها

سموها لبون كادتوعلـوهـا

المحيط الفلك تستوقفالـدائرا

المجرة قواطنها النجوم وردت سوابقها ورعت

n زواهرامنهـالمنها الدهر صرف ويظل

n خائفالديها يمسي فيما n وجال

حاضرا

الله:   صلوات الخليل ألن إبراهيم، حلب حلب مدينة في ويقال

. . الكثيرة الغنم له وكانت يسكنها كان وعليه نبينا على وسالمه

ألبانها، من والصادر والوارد والمساكين، الفقراء يسقي فكان

: وهي بذلك، فسميت إبراهيم، حلب ويسألون يجتمعون فكانوا

الترتيب، وإتقان الوضع، حسن في لها نظير ال التي البالد أعز من

. مسقفة وأسواقها ببعض بعضها وانتظام األسواق، واتساع

n حسنا تماثل ال وقيساريتها ممدود ظل في n دائما فأهلها بالخشب،

من لباب محاذ� منها سماط وكل بمسجدها تحيط وهي ،n وكبرا

. صحنه في المساجد أجمل من الجامع ومسجدها المسجد أبواب

. العمل، بديع ومنبرها االتساع عظيم بالط به ويطيف ماء، بركة

. في له مناسبة مدرسة جامعها وبقرب واآلبنوس بالعاج مرصع

. وبالبلد حمدان، بني ألمراء تنسب الصنعة وإتقان الوضع، حسن

. فهو المدينة خارج وأما مارستان وبها مدارس، ثالث سواها،

األعناب وشجرات العظيمة، المزارع به عريض، أفيح بسيط

. يمر الذي النهر وهو نهرها شاطئ على والبساتين به، منتظمة

: لناظره يخيل ألنه بذلك سمي إنه وقيل ، العاصي ويسمى بحماة،

. حلب مدينة خارج في تجد والنفس علو إلى أسفل من جريانه أن

المدن من وهي سواها، في يكون ال ونشاطها n وسرورا n انشراحا

: . وصف في الشعراء أطنبت جزي ابن قال للخالفة تصلح التي

. عبادة أبو يقول وفيها وخارجها داخلها وذكر حلب، محاسن

البحتري:

قويق عن أسفر برق يافطرتي

من القصر فأعلى حلب�بطياس

المعصفر الورد منبت عنصبغة

ومجنـى ضاحية كل فياآلس

استوحشتكم إذا أرض�

بتـذكـر�فأكثرت علي حشدت

إينـاسـي : الصنوبري بكر أبو المجيد الشاعر فيها وقال

المزن حلب سقىحلب� مغنى

n طربا وصلت فكمبالطـرب

من مستطاب� وكملـذ العيش

لم العيش بها إذ بهايستطب

الزهـر نشر إذاأعـالمـه

ومطارفـه بهاوالـعـذب

مـن وحواشـيه غدافـضة�

من وأوساطه تروقذهـب

: المعري العالء أبو فيها وقال

جـنة لـلـوارد حلبعـدن�

نار للغادرين وهيسـعـير

يكبر العظيم والعظيمعي في

الصغير قدر منها نيه الصغير

أنفس في فقويق�بـحـر� القوم

ثـبـير مكـان منه وحصاة�

: جبوس بن الفتيان أبو فيها وقال

أعياكما إذا صاحبي ياسـقـمـي

مـن الريح نسيم فلقيانيحـلـب

الصبا كان التي البالد منn سكـنـا

العذري الهوى وكان فيهاأربي من

: كشاجم الفتح أبو فيها وقال

جارها أمتعت ومابـلـدة�

حلب� أمتعت كماجارهـا

ما تجمع قد لمن بها فطوبى فرزها

زارهاتشتـهـي : العنسي الغرناطي سعيد بن موسى بن علي الحسن أبو فيها وقال

تنيح كم العيس حاديالـمـطـايا

بعدهم من فروحي سقسياق في

مـقـر إنهـا حلب�غـرامـي

وقـبـلة ومرامـياألشـواق

بطياس جوشن خال الغـــيداق والـعـبـد وابــل كـل من

لطـرف� مرتع� بها كموقـلـب�

بكـأس� المنى سقي فيهدهـاق

طـيوره وتـغـنـىلـلـعـنـاق الرتـبـاح غصـونـه وتثنى

حيث الشهباء وعلواسـتـدارت

حولها األفق أنجمكالـنـطـاق

. الفقهاء، من وهو الناصر الملك أمراء أكبر الدوادار، أرغون األمراء ملك وبحلب

. . القاضي فمنهم األربعة للمذاهب أربعة بحلب والقضاة بخيل لكنه بالعدل، موصوف

النفس، كريم القدر، كبير الهمة، عالي المذهب، شافعي الزملكاني، بن الدين كمال

. بحضرة القضاة قضاء ليوليه إليه بعث قد الناصر وكان بالعلوم متفنن األخالق، حسن

. حلب، قضاء ولي ولما إليها متوجه وهو ببلبيس، وتوفي ذلك، له يقض فلم ملكه،

. الدين شهاب الشام شاعر قصده فيمن وكان وسواها دمشق من الشعراء قصدته

القرشي نباتة بن محمد الله عبد أبي الدين شمس المحدث الشيخ بن محمد بكر أبو

: أولها حافلة طويلة بقصيدة الفارقي فامتدحه األموي

جلق لفقدك أسفتالفـيحـاء

لقدومك وتباشرتالشهبـاء

وقد دمشق وعلىكآبة� رحلت

n سنا حلب ربى وعالوسناء

 سكنت دار� أشرقت قد

فناءهـاولـنـورهـا غدت حتى

ألالءالمكارم سقي n سائرا يا

والعلـىعنده يبخل ممنالـكـرمـاء

لذ الدين كمال هذابـجـنـابـه

الفضل فثم تنعموالنـعـمـاء

من أجل القضاة قاضيأيامـه

األيتام بها تعنىوالـفـقـراء

n وفرعا n أصال زكا األدبـاء قاض به شرفت

واألبـنـاءفاعتلىحلـب� بني على االله من

بـهحـيث الفضل وضع لله

يشـاءفهمـه المعمى كشف

وبـيانـهالـذكـاء ذاك فكأنمـا

ذكـاءقدرك الحكام حاكم يا

سـابـق�رتـبة� تسرك أن عن

شـمـاءهمتك دون المناصب إن

التـيمحلها دون الفضل في

الجوزاءفضائل� العلوم في لك

مشهـورة�الظالم له شق كالصبح

ضـياءالعدو شهد ومناقب�

بفضـلـهـابه شهدت ما والفضل

األعـداء

. . وانتقد ودراهم بكسوة� عليها وأجازه n بيتا خمسين من أزيد وهي

: . في كالمه وليس جزي ابن قال أسفت بلفظ ابتداءه الشعراء

القصائد في منه أجود المقطعات في وهو بذاك القصيدة هذه

بالد جميع في العهد، هذا على الشعر في الرياسة انتهت وإليه

نباته،. بن الرحيم عبد يحيى أبي الخطيب ذرية من وهو المشرق

: قوله التورية في مقطعاته بديع ومن الشهيرة، الخطب منشىء

حالية غيداء علقتهاالعـلـى

المحب عقل على تجني وقلبه

عن ثغرها بلؤلؤ بخلت

� الثـمبما nمطوقة فغدت

بـه بخلتالعديم، بن الدين ناصر المدرس اإلمام الحنفية قضاة قاضي حلب قضاة ومن

: حلب مدينة أصيل والسيرة، الصورة حسن

جئته ما إذا تراهn متـهـلـال

أنت الذي تعطيه كأنك سائله

. . وأخذ بمصر الموثقين من كان أذكره ال المالكية، قضاة قاضي ومنهماسمه، أذكر ال الحنابلة، قضاة قاضي ومنهم استحقاق، غير عن الخطةبن الدين بدر بحلب األشراق ونقيب دمشق، صالحية أهل من وهو

مدينة. كبراء هم وأقاربه العجمي، بن الدين شرف فقهائها ومن الزهراءقنسرين. . " طريق على وهي تيزين مدينة إلى منها سافرت ثم حلب

ثانية مد وياء مكسورة وزاي مد وياء مكسورة معلوة بتاء اسمها وضبط . في " ومساجدها حسان، وأسواقها التركمان اتخذها حديثة وهي ، ونون

. . قنسرين مدينة وكانت العسقالني الدين بدر وقاضيها اإلتقان من نهايةمدينة إلى سافرت ثم رسومها، إال يبق ولم خربت، ثم كبيرة، قديمة

له. نظير ال محكم، سور عليها وكان أصيلة عظيمة مدينة وهي أنطاكية . . وأنطاكية سورها هدم الظاهر الملك فتحها فلما الشام بالد أسوار في

. وبخارجها والمياه األشجار كثيرة البناء، حسنة ودورها العمارة، كثيرة . . فيها زاوية وعليه عنه الله رضي النجار حبيب قبر وبها العاصي نهر . سنه علي بن محمد المعمر الصالح وشيخها والصادر للوارد الطعام

وقد له بستان في مرة عليه دخلت بقوته، ممتع وهو المائة، على ينيفقد ابنه ورأيت بالمدينة، منزله به ليأتي كاهله على ورفعه ،n حطبا جمعومن النهوض، يستطيع وال الظهر، محدودب أنه إال الثمانين، على أناف

حصن - إلى سافرت ثم n والدا والولد ،n ولدا منهما الوالد يظن يراهمامسكنة " معجمة وغين مضمومة موحدة بباء اسمه وضبط بغراس،

البساتين " عليه يرام، ال منيع حصن وهو ، مهمل سين وآخره وراءوهم األرمن، كفار بالد من وهي سيس، بالد إلى يدخل ومنه والمزارع،

. بالبغلية تعرف خالصة فضة ودراهم n ماال إليه يؤدون الناصر، للملك رعية. الشيباني . بن الدين صارم الحصن هذا وأمير الدبيلية الثياب تصنع وبها

فاضل الدين، حسام اسمه له أخ وابن الدين، عالء اسمه فاضل ولد ولهالمهمل " والصاد الراء بضم بالرصص المعروف الموضع يسكن كريم

. األرمن " بالد إلى الطريق ويحفظ ، األولالدين،   حكاية حسام األمير من الناصر الملك إلى مرة األرمن شكا

. . توجه فلما يخنقه أن بحلب ألمير أمره فأنفذ تليق ال n أمورا عليه وزورواالناصر الملك على فدخل أألمراء كبار من له n صديقا ذلك بلغ األمير

ينصح: األمراء، خيار من هو الدين حسام األمير إن خوند يا وقاليريدون واألرمن الشجعان، من وهو الطريق، ويحفظ للمسلمين،

. إضعاف أرادوا وإنما ويقهرهم فيمنعهم المسلمين، بالد في الفساد . والخلع بسراحه n ثانيا n أمرا أنفذ حتى به يزل ولم بقتله المسلمين شوكة

. ال وكان باألفوش، يعرف n بريديا الناصر الملك ودعا لموضعه ورده عليه . إلى مصر من فسار السير في والجد باإلسراع أمره مهم، في إال يبعث

. . حسام أحضر قد حلب أمير فوجد شهر مسيرة وهي خمس في حلبتعالى، الله فخلصه الناس، به يخنق الذي الموضع إلى وأخرجه الدين

. الدين شرف بغراس قاضي ومعه األمير هذا ولقيت موضعه إلى وعاد : وتيزين أنطاكية بين متوسط العمق، له يقال بموضع الحموي،

. إلى سافرت ثم وسعته لخصبه بمواشيهم، التركمان ينزله وبغراس، : الدين عالء أميره حسن، حصن وهو قصر، تصغير القصير حصن

ثم المصرية، الديار أهل من األرمنتي الدين شهاب وقاضيه الكردي،المعجم " الشين بضم اسمه وضبط الشغربكاس، حصن إلى سافرت

" ، مهملة سين وآخره الموحدة والباء الراء وضم المعجم الغين وإسكانفاضل، الطنطاش الدين سيف أميره شاهق، رأس في منيع وهو

. إلى سافرت ثم تيمية ابن أصحاب من شجرة، بن الدين جمال وقاضيهواألشجار المطردة، األنهار بها حسنة مدينة وهي صهيون، مدينة

محيي وقاضيها باإلبراهيمي، يعرف وأميرها جيدة، قلعة ولها المورقة،للوارد الطعام فيها بستان وسط في زاوية وبخارجها الحمصي، الدين

وقد الله، رحمه البدوي عيسى العابد الصالح قبر على وهي والصادر " . اسمه وضبط القدموس، بحصن فمررت منها، سافرت ثم قبره زرت

ثم " ، مهمل سين وآخره الميم وضم المهمل الدال وإسكان القاف بفتحالنون " وفتح الياء وإسكان الميم بفتح اسمه وضبط المينقة، بحصنثم " العليق، واحدة لفظ على واسمه العليقة، بحصن ثم ، والقاف

. الحصون " " وهذه الكهف بحصن ثم ، مهملة وصاده مصياف بحصن . : عليهم يدخل وال الفداوية لهم ويقال اإلسماعيلية، لهم يقال لطائفة

. من عنه يعدو من يصيب بهم الناصر، الملك سهام وهم غيرهم من أحد . يبعث أن السلطان أراد وإذا المرتبات ولهم وغيرها، بالعراق أعدائه

منه يراد ما تأتي بعد سلم فإن ديته، أعطاه له عدو اغتيال إلى أحدهم . بها يضربون مسمومة سكاكين ولهم لولده فهي أصيب وإن له، فهي . . األمير مع لهم جرى كما فقتلوا حيلهم تصح لم وربما قتله إلى بعثوا من

جملة. الناصر الملك إليه بعث العراق إلى هرب لما فإنه قراسنقور. بالحزم ألخذه عليه يقدروا ولم فقتلوا منهم

الملك   حكاية قتل حضر وممن األمراء، كبار من قراسنقور كان . للملك الملك تمهد ولما فيه وشارك الناصر، الملك أخي األشرف

أخيه، قتلة يتتبع جعل سلطانه، أواخي واشتدت القرار، وقربه الناصر،عليه يتجاسروا أن n وخوفا أخيه، بثأر لألخذ n إظهارا ،n واحدا n واحدا فيقتلهم

. . فكتب بحلب األمراء أمير قراسنقور وكان أخيه على تجاسروا بما . n ميعادا لهم وجعل بعساكرهم ينفروا أن األمراء جميع إلى الناصر الملك

. فلما عليه يقبضوا حتى عليها، ونزولهم بحلب، اجتماعهم فيه يكونمملوك، ثمانمائة له وكان نفسه، على قراسنقور خاف ذلك، فعلوا

. n سبقا وأعجزهم فاخترقهم ،n صباحا العساكر على وخرج فيهم، فركبوهو عيسى، بن مهنا العرب أمير منزل وقصد ،n ألفا عشرين في وكانوا . ونزل بيته، فقصد له، قنص في مهنا وكان حلب من يومين مسيرة على

العرب، أمير يا الجوار ونادى نفسه، عنق في العمامة وألقى فرسه، عن : أجرناك قد له فقالت عمه وبنت مهنا زوج الفضل أم هنالك وكانت

: . : . ما لك له فقالت ومالي أوالدي أطلب إنما فقال معك من وأجرنا

. . وحكمه نزله فأحسن مهنا، وأتى ذلك ففعل جوارنا في فانزل تحب، . : . مهنا فدعا بحلب تركته الذي ومالي أهلي أحب إنما فقال ماله في . أراد، ما إلى أجابه من فمنهم أمره في فشاورهم عمه، وبني بإخوته

? : بالشام بالده في ونحن الناصر، الملك نحارب كيف قال من ومنهم : إلى معه وأذهب يريده، ما الرجل لهذا فأفعل أنا أما مهنا لهم فقال

. قراسنقور أوالد بأن خبر عليهم ورد ذلك أثناء وفي العراق سلطان : . حيلة فال أوالدك أما لقراسنقور مهنا فقال مصر إلى البريد على سيروا

. أهله، من أطاعه فيمن فركب خالصه في فنجتهد مالك وأما فيهم،فأحرقوا ،n حلبا وقصدوا ،n ألفا وعشرين خمسة نحو العرب من واستنفر

بقي ومن قراسنقور مال منها واستخلصوا عليها، وتغلبوا قلعتها، باب . وصحبهم العراق، ملك وقصدوا ذلك سوى إلى يتعدوا ولم أهله، من

. العراق، سلطان خدابنده محمد الملك إلى ووصلوا األفرم حمص أميروالباء " والراء القاف بفتح قراباغ المسمى مصيفه بموضع وهو

فأكرم " وتبريز، السلطانية بين ما وهو ، المعجمة والغين الموحدةمن مراغة مدينة قراسنقور وأعطى العراق، عراق مهنا وأعطى نزلهم،

. وأقاموا همدان األفرم وأعطى الصغيرة، دمشق وتسمى العجم، عراق . مواثيق بعد الناصر الملك إلى مهنا وعاد األفرم فيها مات مدة عنده . . الناصر الملك وكان حاله على قراسنقور وبقي منه أخذها وعهود،

دونه، فيقتل داره عليه يدخل من فمنهم مرة، بعد مرة الفداوية له يبعث . من بسببه وقتل فيضربه راكب وهو عليه بنفسه يرمي من ومنهمالعود بيت في إال ينام وال ،n أبدا الدرع يفارق ال وكان جماعة الفداوية

سنذكره. ما وقع سعيد أبو ابنه وولى محمد السلطان مات فلما والحديدالملك إلى الدمرطاش ولده وفرار أمرائه، كبير الجوبان، أمر من

واتفقا. سعيد، أبي وبين الناصر الملك بين المراسلة ووقعت الناصرويبعث سنقور، قرا برأس الناصر الملك إلى سعيد أبو يبعث أن على

. براس الناصر الملك فبعث الدمرطاش برأس الناصر الملك إليهفلما إليه، قراسنقور بحمل أمر وصله فلما سعيد، أبي إلى الدمرطاش

ناقع، سم داخله في ،n مجوفا له كان n خاتما أخذ بذلك قراسنقور عرفبذلك سعيد أبو فعرف لحينه، فمات السم ذلك وامتص فصه، فنزع

. إلى الفداوية حصون من سافرت ثم برأسه له يبعث ولم الناصر، الملك. منها ميل نحو على البحر وأشجار، مطردة أنهار ذات وهي جبلة، مدينة

وهو عنه، الله رضي أدهم بن إبراهيم الشهير الصالح الولي قبر وبها . يكن ولم ذلك شهر حسبما تعالى، الله إلى وانقطع الملك، نبذ الذي

أبي جده عن الملك ورث إنما الناس يظنه كما ملك بيت من إبراهيمالمتعبدين. السائحين الصالحين الفقراء من فكان أدهم أبوه وأما أمه

. المنقطعين الورعينأدهم   حكاية

األنهار بعض من وتوضأ بخارى، مدينة ببساتين يوم ذات مر أنه يذكر. : . لها خطر ال هذه فقال النهر ماء يحملها بتفاحة فإذا تتخللها، التي

من يستحل أن على فعزم وسواس، ذلك من خاطره في وقع ثم فأكلها، : . أدعي فقال جارية إليه فخرجت البستان باب فقرع البستان، صاحب : . ففعلت عليها، لي استأذني فقال المرأة إنه فقالت المنزل صاحب لي

: . ونصفه لي، نصفه البستان هذا إن له فقالت التفاحة بخبر المرأة فأخبربخارى من عشرة مسيرة على وهي ببلخ، يومئذ والسلطان للسلطان،

موكبه في السلطان فاعترض بلخ إلى وذهب نصفها، من المرأة وأحلته . . للسلطان وكان الغد من إليه يعود أن فأمره واستحله الخبر، فأخبره

العبادة إليها وحببت فتمنعت الملوك أبناء خطبها قد الجمال، بارعة بنت . . عاد فلما الدنيا في زاهد ورع من تتزوج أن تحب وهي الصالحين وحب : هذا، من أورع رأيت ما وقال أدهم، بخبر ابنته أخبر منزله إلى السلطان

. . أتاه فلما تزوجه في فرغبت تفاحة نصف ألجل بلخ إلى بخارى من يأتي . : استعصاء، بعد لذلك فانقاد ببنتي تتزوج أن إال أحلك ال قال الغد، منمزين والبيت متزينة، وجدها عليها دخل فلما منها، فتزوج وتمنع،

. حتى صالته على وأقبل البيت، من ناحية إلى فعمد وسواها بالفرش . إليه فبعث قبل أحله ما السلطان وكان ليال سبع كذلك يزل ولم أصبح،

. الليل كان فلما بزوجتك اجتماعك يقع حتى أحلك ال فقال يحله أنمصاله في وسجد صيحة فصاح الصالة إلى وقام اغتسل، ثم واقعها،

. ولد لجده يكن ولم إبراهيم فولدت منه، وحملت الله، رحمه n ميتا فوجد . . قبر وعلى اشتهر ما الملك عن تخليه من وكان إليه الملك فأسند

للصادر الطعام وبها ماء، بركة فيها حسنة زاوية أدهم بن إبراهيميقصدون والناس الصالحين كبار من الجمحي إبراهيم وخادمها والواردويقيمون الشام، أقطار سائر من شعبان من النصف ليلة الزاوية هذه

. ويقدم شيء كل من فيه عظيم، سوق المدينة خارج بها ويقوم n ثالثا بهامن يأتي من وكل الموسم، هذا لحضور اآلفاق من المتجردون الفقراء

قناطير ذلك من فيجتمع شمعة، لخادمها يعطي التربة لهذه الزواريعتقدون. الذين النصيرية الطائفة هم السواحل هذه أهل وأكثر كثيرة

. يصومون وال يتطهرون وال يصلون ال وهم إله، طالب أبي بن علي أنقرية بكل فبنوا بقراهم، المساجد بناء ألزمهم الظاهر الملك وكان

. إليه أوت وربما يعمرونه وال يدخلونه وال العمارة عن n بعيدا n مسجداإلى ويؤذن بالمسجد فينزل إليهم الغريب وصل وربما ودوابهم مواشيهم

. كثير وعددهم يأتيك علفك تنهق ال فيقولون الصالة  حكاية

وتكاثروا الهداية، فادعى الطائفة، هذه ببالد وقع n مجهوال n رجال أن لي ذكرلهم يعين وكان الشام، بالد بينهم وقسم البالد، بتملك فوعدهم عليه

: لهم ويقول الزيتون، ورق من ويعطيهم إليها، بالخروج يأمرهم البالد،أحضره بلد إلى أحدهم خرج فإذا لكم كاألوامر فإنها بها، استظهروا

: : أين له فيقول البلد، هذا أعطاني المهدي اإلمام إن له فيقول أميرها . . بالتجهيز أمرهم إنه ثم ويحبس فيضرب الزيتون ورق فيخرج األمرعوض يأخذوا أن وأمرهم جبلة بمدينة يبدأوا وأن المسلمين لقتال

القتال عند n سيوفا أيديهم في تصير أنها ووعدهم اآلس، قضبان السيوفوهتكوا الدور، فدخلوا الجمعة، صالة في وأهلها جبلة، مدينة فغدروا

كيف. وقتلوهم السالح فأخذوا مسجدهم، من المسلمون وثار الحريمبعساكره، الله عبد بهادر أميرها فأقبل بالالذقية، الخبر واتصل شاءواواتبعوهم بعساكره األمراء أمير فأتى طرابلس، إلى الحمام وطيرت

. وراسلوا بالجبال الباقون وتحصن ،n الفا عشرين نحو منهم قتلوا حتىحاول هو إن رأس، كل عن n دينارا يعطوه أن والتزموا األمراء ملك

. جوابه. وصدر الناصر الملك إلى الحمام به طير قد الخبر وكان إبقاءهم . عمال أنهم له وألقى األمراء، ملك فراجعه السيف عليهم يحمل أن

لذلك، المسلمون ضعف قتلوا إن وإنهم األرض، حراثة في المسلمين . عتيقة مدينة وهي الالذقية مدينة إلى سافرت ثم عليهم باإلبقاء فأمر

. سفينة كل يأخذ كان الذي الملك مدينة أنها يزعمون البحر ساحل علىاإلسكندري. المحسن عبد الصالح الولي لزيارة قصدتها إنما وكنت n غصبا

. أصحابه- من فلقيت الشريف بالحجاز n غائبا وجدته وصلتها فلماعالء بمسجد وهما السالوي، ويحيى البجائي سعيد الصالحين الشيخين

الصدقات صاحب وكبرائها، الشام فضالء أحد البهاء، بن الدينالطعام بها وجعل المسجد بقرب زاوية لهما عمر قد وكان والمكارم،

. المصري الحق عبد الدين جالل الفاضل الفقيه وقاضيها والصادر للوارد. قضاءها فواله األمراء ملك بطيالن تعلق كريم فاضل المالكي

  حكايةلسانه، من أحد يسلم ال هجاء المؤيد بابن يعرف رجل بالالذقية كان

. حاجة له فعرضت اإللحاد من بالقبائح يتكلم مستخف دينه، في متهم . n أمورا وتقول مصر، فقصد له يقضها فلم األمراء، ملك طيالن عند

. أن الدين جالل القاضي إلى طيالن فكتب الالذقية إلى وعاد شنيعة،وباحثه منزله إلى القاضي فدعاه شرعي، بوجه قتله في يتحيل

أعد وقد القتل، يوجب أيسرها بعظائم فتكلم إلحده، كامن واستخرجالقاضي عند وثبت بمقاله، n عقدا ليكتبوا الحجاب خلف الشهود القاضي

على وخنق السجن، من أخرج ثم بقضيته، أألمراء ملك وأعلم وسجن،ووليها طرابلس، عن عزل أن طيالن األمراء ملك يلبث لم ثم بابه،

وبين وبينه الوالية، فيها له تقدمت وممن األمراء، كبار من قرطية الحاجشاكين المؤيد ابن إخوة لديه وقام سقطاته، يتبع فجعل عداوة، طيالنالمؤيد ابن على شهدوا الذين وبالشهود به فأمر الدين، جالل القاضي

الناس، يخنق حيث المدينة ظاهر إلى وأخرجوا بخنقهم، وأمر فأحضروا . تلك أمراء عدة ومن عمائمهم ونزعت مخنقته، تحت واحد كل وأجلس

مجلس من الحاكم يمر الناس من أحد بقتل أحدهم أمر متى أنه البالداألمير إلى يعود ثم بقتله، المأمور حيث إلى فرسه على n سبقا األمير

فلما األمر، أنفذ الثالث بعد كان فإذا ،n ثالثا ذلك يفعل استئذانه فيكرررؤوسهم وكشفوا الثالثة المرة في األمراء قامت ذلك الحاكم فعل

. فقبل: والشهود القاضي يقتل اإلسالم في سبة هذه األمير أيها وقالوا . بدير المعروف الدير الالذقية وبخارج سبيلهم وخلى شفاعتهم األمير

ويقصده الرهبان، يسكنه ومصر بالشام دير أعظم وهو الفاروص، . فالنصارى المسلمين من به نزل من وكل اآلفاق، من النصارى

. هذه. وميناء البكر والخل والزيتون والجبن الخبز وطعامهم يضيفونهتحط حتى منها يخرج وال أحد، يدخلها ال برجين بين سلسلة عليها المدينة

. . حصن إلى سافرت ثم بالشام المراسي أحسن من وهي السلسلة له . على ومبناه الكرك حصن يماثل العظيمة الحصون من وهو المرقب،

. من وافتتحه قلعته يدخلون وال الغرباء، ينزله ربض وخارجه شامخ، جبل . وكان الناصر الملك ابنه ولد وعليه قالوون، المنصور الملك الروم أيدي

سافرت ثم وكرمائهم، القضاة أفاضل من المصري الدين برهان قاضيهالبحر، من منها يظهر ما وأول بالشام جبل أعلى وهو األقرع الجبل إلى . . لبنان، جبل إلى منه وسافرت واألنهار العيون وفيه التركمان وسكانه

والظالل الماء وعيون الفواكه أصناف فيه الدنيا، جبال أخصب من وهووالصالحين، والزهاد تعالى الله إلى المنقطعين من يخلوا وال الوافرة،

. الله إلى انقطعوا قد الصالحين من جماعة به ورأيت بذلك شهير وهو. اسمه يشتهر لم مما تعالى

  حكاية : مع الجبل بهذا كنا قال به لقيتهم الذين الصالحين بعض أخبرني

عظيمة، n نارا فأوقدنا الشديد، البرد أيام الفقراء من جماعة

: . يشوى ما النار لهذه يصلح الحاضرين بعض فقال بها وأحدقنا

: كنت. إني به يعبأ وال األعين تزدريه ممن الفقراء أحد فقال فيها

منه بمقربة فرأيت أدهم، بن إبراهيم بمتعبد العصر صالة عند

على يقدر ال وأظنه جانب، كل من به الثلج أحدق قد وحش حمار

. النار هذه في لحمه وشويتم عليه لقدرتم إليه ذهبتم فلو الحراك،

إلينا،: وصف كما فلقيناه رجال، خمسة في إليه فقمنا قال

النار، تلك في لحمه وشوينا وذبحناه أصحابنا، به وأتينا فقبضناه

أثر، على له وقعنا وال نجده، فلم عليه نبه الذي الفقير وطلبنا

. . وهي بعلبك مدينة إلى لبنان جبل من وصلنا ثم منه عجبنا فطال

الشريفة البساتين بها تحدق الشام، مدن أطيب من قديمة حسنة

دمشق وتضاهي الجارية، األنهار أرضها وتخترق المنيفة، والجنات

. . سواها في ليس ما الملوك حب من وبها المتناهية خيراتها في

يصنعونه الرب من منوع وهو إليها المنسوب الدبس يصنع وبها

يكون التي القلة وتكسر فيجمد فيه يضعونها تربة ولهم العنب من

الفستق فيها ويجعل الحلواء، منه وتصنع واحدة، قطعة فيبقى بها،

. الفرس بجلد n أيضا ويسمونها بالملبن، حلواء ويسمونها واللوز

يوم مسيرة وبينهما دمشق، إلى منها وتجلب األلبان، كثيرة وهي

صغيرة ببلدة فيبيتون بعلبك من فيخرجون الرفاق وأما للمجد

ويصنع دمشق، إلى منها ويغدون الفواكه كثيرة بالزبداني، تعرف

أواني بها ويصنع وغيره، األحرام من إليها المنسوبة الثياب ببعلبك

يسمون وهم البالد، في لها نظير ال التي ومالعقه الخشب،

. أخرى صحفة وصنعوا الصحفة صنعوا وربما بالدسوت الصحاف

يخيل العشرة، يبلغوا أن إلى جوفها، في وأخرى جوفها، في تسع

منهات يصنعون المالعق وكذلك واحدة، صحفة أنها لرائيها

جلد، من غشاء لها ويصنعون واحدة، جوف في واحدة عشرة،

أخرج أصحابه مع n طعاما حضر وإذا حزامه، في الرجل ويمسكها

تسعة، جوفها من يخرج ثم واحدة، ملعقة أنها رائيه فيظن ذلك،

. ولفرط بالغد، منها وخرجت النهار عشية لبعلبك دخولي وكان

شهر من التاسع الخميس يوم وصلت دمشق إلى اشتياقي

الشام، دمشق مدينة إلى وعشرين ستة عام المعظم رمضان

ودمشق بالشرابشية، المعروفة المالكية بمدرسة منها فنزلت

وصف، وكل ،n جماال وتتقدمها n حسنا البالد جميع تفضل التي هي

. الحسين أبو قاله مما أبدع وال محاسنها عن قاصر فهو طال، وإن

: جنة فهي دمشق وأما قال ذكرها في تعالى الله رحمه جبير ابن

متى اإلسالم بالد وخاتمة المشرق، نورها ومطلع المشرق،

. بأزاهير تحلت قد اجتلبناها التي المدن وعروس ، استقريناها

موضع وحلت البساتين، من سندسية حلل في وتجلت الرياحين

تزيين، أجمل منصتها في وتزينت المكين، بالمكان الحسن

منها ربوة إلى منها وأمه السالم عليه المسيح أوى بأن وتشرفت

: مذانبه تنساب سلسبيل وماء ظليل، وظل ومعين قرار ذات

العليل، نسيمها النفوس يحيي ورياض سبيل، بكل األراقم انسياب

معرس إلى هلموا وتناديهم صقيل، بمجتلى لناظريها تتبرج

إلى اشتاقت حتى الماء، كثرة أرضها سئمت وقد ومقيل، للحسن

: هذا. برجلك، اركض والصالب الصم بها تناديك فتكاد الظماء

. الهالة إحداق بها البساتين أحدقت وقد وشراب بارد مغتسل

امتداد الخضراء غوطتها بشرقيها وامتدت بالثمر، واآلكام بالقمر

البصر قيد اليانعة نضرته األربع بجهاتها لحظت موضع وكل البصر،

: ال فدمشق األرض في الجنة كانت إن عنها القائلين صدق ولله

. ابن قال وتحاذيها تساميها فهي السماء في كانت وإن فيها، شك

: فقال: المعنى هذا في شعرائها بعض نظم وقد جزي

الخلود جنة تكن إنبـأرض

تكون وال فدمشقسـواهـا

السماء في تكن أوعليها فهي

هواءها أبدت قدوهـواهـا

ورب طـيب بلـدغـفـور

عشية فاغتنمهاوضحـاهـا

محمد   الله عبد أبو الدين شمس الرحال المحدث شيخنا وذكر

: كالم نص تونس نزيل آشي، الوادي القيسي حسان بن جابر بن

. : وتتوق وأجاد منها وصف فيما أحسن ولقد قال ثم جبير، ابن

. بها له تكن لم وإن هذا أفاد بما صورتها على للتطلع األنفس

. . وقد. أصيلها ذهبيات وصف وال وعالمة بحقيقة عنها فيعرب إقامة

. أوقات وال المنوعات جفولها أزمان وال غروبها الشمس من حان

. : األلسن تصف كما ألفيتها قال من اختص وقد المنبهات، شرورها

: . قالته والذي جزي ابن قال األعين وتلذ األنفس تشتهيه ما وفيها

. والدي وكان كثرة يحصر ال دمشق محاسن وصف في الشعراء

. لشرف وهي األبيات هذه وصفها في ينشد ما n كثيرا الله رحمه

: تعالى الله رحمه محسن بن الدين

إليها شوق بنا دمشقمـبـرح

ألـح أو واش� لج وإنعـذول

در� الحصباء بها بالدوتربـهـا

الشمال وأنفاس عبير�شمـول

وهو ماؤها فيها تسلسلمطلق

وهو الروض نسيم وصح عليل

: . الكلبي الدمشقي عرقلة فيها وقال الشعر من العالي النمط من وهذا

وجنة شامة الشامكمـا الدنيا

الغضيضة مقلتها إنسان جلق

ال جنة� لك آسها منتنقضـي

ال جهنم� الشقيق ومنتحرق

: فيها n أيضا وقال

فجنات� دمشق أمامـعـجـلة�

الولدان بها للطالبينوالحـور

على فيها صاح ماقمر� أوتاره

قمري� يغنيه إالوشـحـرور

الماء ودروع حبذا ياتنسجهـا

أنـهـا إال الريح أناملزور

: . األسدي خلف بن سبع الوحش أبو فيها وقال ذلك سوى كثيرة أشعار فيها وله

n غيثا الله دمشق سقىn محسـنـا

ديمة مستهل مندهـاقـهـا

يضاهى ليس مدينةحسنـهـا

وال الدنيا سائر فيآفاقـهـا

الـعـراق زوراء تودأنـهـا

إلى تعزى وال منهاعراقهـا

السماء مثل فأرضهاnبـهـجة

في كالزهر وزهرها إشراقها

قد ما متى روضها نسيمسرى

من الهموم أخا فكوثاقـهـا

في الربيع رتع قدربوعـهـا

إلى الدنيا وسيقتأسواقـهـا

واألنوف العيون تسأم المـن

وال n يوما رؤيتهااستنشاقـهـا

وقد قصيدته، من فيها البيساني الرحيم عبد الفاضل للقاضي هذا يناسب ومما

: المنير البن n أيضا نسبت

احتمال في لك هل برق ياnتحـية

مائك مثل فصارت عذبتسلسال

بـمـشـق دمشق باكرالـحـيا

n مرصعا الرياض زهرومكلـال

ذيولك بجيرون واجررواختصص

بالعال تأزر مغنىوتـسـربـال

محلول الربعي الحيا حيثالحـيا

مفري الربعي والوابلالـكـال

نور المدعو الغرناطي العنسي سعيد بن موسى بن علي الحسن أبو فيها وقال

الدين:

حيث منزلنا دمشقبـدا النـعـيم

اآلفاق في وهو n مكمالمختصر

والطير راقصة القصبصادحة

والماء مرتفع والزهرمنحـدر

اللذات من تجلت وقدأوجهـهـا

الدوح بظالل لكنهاتسـتـتـر

مـوسـى به واد وكليفـجـره

حافاته على روض وكل الخضر

: فيها n أيضا وقال

الـكـاس بين بجلق خيموالـوتـر

السمع ملء هي جنة فيوالبصـر

مرأى في الطرف ومتعمحاسـنـه

الروض بين الفكر وروضوالنهر

ذهبيات إلى وانظربـهـا األصـيل

الطير نغمات إلى واسمعالشجر في

لـذاتـه فـي الم لمن وقلn بـشـرا

سوقة عندي فإنك دعنيالـبـشـر

: فيها n أيضا وقال

دمـشـق أمـافـجـنة�

الوطن بها ينسى الغريب

أيام ومنظرها للـه بها

العجـيبالـسـبــوتهـل بعينك أنظر

حـبـيب تـرى أو n محبـا إال

غنى موطن� فيالحمـام

رقص على بهالقضيب

أزاهر وغدتروضـه

فرح في تختالوطـيب

إلى   يخرجون إنما ،� عمال السبت يوم يعملون ال دمشق وأهل

البساتين بين األشجار، ودوحات األنهار وشطوط المتنزهات

طال وقد الليل، إلى يومهم بها فيكونون الجارية والمياه النضرة

عبد أبي الشيخ كالم إلى فلنرجع دمشق محاسن في الكالم بنا

الله.

امية بني بجامع المعروف دمشق جامع ذكر

وبهجة n حسنا وأبدعها صناعة، وأتقنها ،n احتفاال الدنيا مساجد أعظم وهوبناءه تولى الذي وكان شبيه، له يوجد وال نظير، له يعلم وال ،n وكماال

. ملك إلى ووجه مروان بن الملك عبد بن الوليد المؤمنين أمير وإتقانهعشر اثني إليه فبعث الصناع، إليه يبعث أن يأمره بقسطنطينية الروم . . دمشق المسلمون افتتح فلما كنيسة المسجد موضع وكان صانع ألففانتهى بالسيف، جهاتها إحدى من عنه الله رضي الوليد بن خالد دخل . من عنه الله رضي الجراح بن عبيدة أبو ودخل الكنيسة نصف إلى

. من المسلمون فصنع الكنيسة نصف إلى فانتهى ،n صلحا الغربية الجهةصالحوا الذي النصف وبقي ،n مسجدا عنوة دخلوه الذي الكنيسة نصف

. من طلب المسجد في الكنيسة زيادة على الوليد عزم فلما كنيسة عليه. عليه فأبوا عوض، من شاءوا بما تلك كنيستهم له يبيعوا أن الروم

. ذلك فذكروا يجن، يهدمها الذي أن يزعمون وكانوا أيديهم من فانتزعها : يهدم وجعل الفأس وأخذ الله، سبيل في يجن من اول أنا فقال للوليد

. زعم. الله وأكذب الهدم على تتابعوا ذلك المسلمون رأس فلما بنفسهبالفسيفساء،. المعروفة الذهب بفصوص المسجد هذا وزين الروم

من الطول في المسجد وذرع الحسن، الغريبة األصبغة أنواع تخالطهاالقبلة من وعرضه ذراع، ثالثمائة وهي خطوة، مائتا الغرب إلى الشرق

وعدد ذراع، مائتا وهي خطوة، وثالثون وخمس مائة الجوف إلى

. الثالثة وبالطاته وسبعون أربع فيه الذي الملون الزجاج شمسات. خطوة عشرة ثماني منها بالط كل سعة غرب، إلى شرق من مستطيلة

تتخللها، حصية، أرجل وثماني سارية، وخمسين أربع على قامت وقدأشكال فيها صور قد الملون، بالرخام مرصعة مرخمة أرجل وست

. المسماة المحراب امام التي الرصاص قبة ثقل وهي وسواها محاريبمن وهي رأسه، والقبة ،n طائرا n نسرا المسجد شبهوا كأنهم النسر بقبة

. الدنيا مباني أعجبالهواء في ذاهبة النسر قبة لك بدت المدينة استقبلت جهة أي ومن

جهاته من ثالثة بالطات بالصحن وتستدير البلد، مباني جميع على منيفة . من وبها خطى عشر منها بالط كل سعة والجوفية، والغربية الشرقية

مائة الصحن وسعة عشرة أربع األرجل ومن وثالثون، ثالث السواريالمدينة أهل يجتمع وبها ،n حسنا وأتمها المناظر أجمل من وهو ذراع، . العشاء بعد انصرافهم ويكون وذاهب ومحدث قارئ فمن بالعشايا،

كل أسرع له n صاحبا وسواهم الفقهاء من كبرائهم أحد لقي وإذا األخيرة . إحداها القباب من ثالث الصحن هذا وفي رأسه وقبل صاحبه نحو منهما

. قائمة وهي المؤمنين أم عائشة قبة وتسمى أكبرها وهي غربيه، فيالملونة واألصبغة بالفصوص مزخرفة الرخام من سوار� ثماني على

. بالرصاص مسقفة . مستغالت: فوائد أن لي وذكر بها يختزن كان الجامع مال إن ويقال

. والقبة سنة كل في n ذهبا دينار ألف وعشرين خمسة نحو وجبايته الجامعقائمة منها أصغر أنها إال األخرى، هيئة على الصحن شرقي من الثانية

. الثالثة والقبة العابدين زين قبة وتسمى الرخام، سواري من ثمان� علىاإللصاق، محكم عجيب رخام من مثمنة صغيرة وهي الصحن، وسط في

وسطه في حديد شباك وتحتها الناصع الرخام من سوار� أربع على قائمة. لجين قضيب كأنه ينثني ثم فيرتفع علو، إلى الماء يمج نحاس، أنبوب

. فيه أفواههم وضع الناس ويستحسن الماء قفص يسمونهم وهمبديع. مسجد إلى يفضي باب الصحن من الشرقي الجانب وفي للشرب

من ويقابله عنه، الله رضي طالب أبي بن علي مشهد يسمى الوضع : إن يقال موضع والجوفي الغربي البالطان يلتقي حيث الغربية الجهة

. المسجد قبلة وفي هنالك الحديث سمعت عنها الله رضي عائشةالشرقي الركن وفي الشافعية إمام فيها يؤم التي العظمى المقصورة

أمير وجهه الذي الكريم المصحف فيه كبيرة خزانة المحراب إزاء منها . الخزانة تلك وتفتح الشام إلى عنه الله رضي عفان بن عثمان المؤمنين

المصحف ذلك لثم على الناس فيزدحم الصالة بعد جمعة يوم كل . وعن. n شيئا عليه ادعوا ومن غرماءهم الناس يحلف وهنالك الكريم . محراب أول أنه التاريخ أهل ويذكر الصحابة محراب المقصورة يسار

المقصورة - - يمين وعن المالكية إمام يؤم وفيه اإلسالم في وضعيؤم وفيه الحنابلة محراب ويليه إمامهم، يؤم وفيه الحنفية محراببناء. من وهي بشرقيه، إحداها صوامع ثالث المسجد ولهذا إمامهميغتسل. للوضوء وبيوت مطهرة وبأسفلها المسجد، داخل وبابها الروم

. ويتوضأون للمسجد والملتزمون المعتكفون فيها . الروم بناء من n أيضا وهي بغربيه الثانية والصومعة

. وعدد المسلمين بناء من وهي بشماله، الثالثة والصومعة

. كبيرة صومعة المسجد شرقي وفي n مؤذنا سبعون به المؤذنين

. وسط وفي السودان الزيالعة لطائفة وهي ماء صهريج فيها

بين معترض تابوت وعليه السالم، عليه زكريا قبر المسجد

" : باألبيض مكتوب فيه معلم أسود حرير بثوب مكسو أسطوانتين

" شهير المسجد وهذا يحيى اسمه بغالم نبشرك إنا زكريا يا

الصالة. أن الثوري سفيان عن دمشق فضائل في وقرأت الفضل

. صلى النبي عن األثر وفي صالة ألف بثالثين دمشق مسجد في

" : أربعين الدنيا خراب بعد فيه الله يعبد قال أنه وسلم عليه الله

: ." عليه هود الله نبي وضعه منه القبلي الجدار إن ويقال سنة

. ظفار مدينة من مقربة على رأيت وقد به قبره وأن السالم،

: هذا عليه مكتوب قبر فيها بنية األحقاف له يقال بموضع اليمن

. المسجد هذا فضائل ومن وسلم عليه الله صلى عابر بن هود قبر

كما الزمان، من n قليال إال والصالة القرآن قراءة عن يخلو ال أنه

فيقرأون. الصبح صالة إثر يوم كل به يجتمعون والناس سنذكره

تسمى لقراءة العصر صالة بعد ويجتمعون القرآن من n سبعا

. القرآن آخر إلى الكوثر سورة من فيها يقرأون الكوثرية،

نحو وهم لهم تجري مرتبات القراءة هذه على وللمجتمعين

. قطع منهم غاب فمن الغيبة، كاتب عليهم ويدور إنسان ستمائة

. كبيرة جماعة المسجد هذا وفي غيبته بقدر المرتب دفع عند له

والقراءة الصالة على مقبلون منه يخرجون ال المجاورين من

. بداخل التي المطاهر من ويتوضأون ذلك عن يفترون ال والذكر،

. بالمطاعم يعينونهم البلد وأهل ذكرناها التي الشرقية الصومعة

المسجد هذا وفي ذلك، من n شيئا يسألوهم أت غير من والمالبس

: من قطعة وبأعاله الزيادة، بباب يعرف قبلي باب أبواب أربعة

ولهذا عنه، الله رضي الوليد بن خالد راية فيه كانت الذي الرمح

ومنه وغيرهم، السقاطين حوانيت فيه متسع كبير دهليز الباب

. الصفارين، سماط منه الخارج يسار وعن الخيل دار إلى يذهب

أحسن من القبلي، المسجد جدار مع تمتد عظيمة سوق وهي

. أبي بن معاوية دار كانت السوق هذه وبموضع دمشق أسواق

. الخضراء تسمى وكانت قومه، ودور عنه الله رضي سفيان

. وباب n سوقا مكانها وصار عنهم الله رضي العباس بنو فهدمها

. وله جيرون بباب ويسمى المسجد، أبواب أعظم وهو شرقي

خمسة أمامه طويل عظيم بالط إلى منه يخرج عظيم دهليز

. عظيم مشهد منه اليسار جهة وفي طوال أعمدة ستة لها أبواب

. صغير مسجد وبإزائه عنه الله رضي الحسين رأس فيه كان

. وقد جار� ماء وبه عنه، الله رضي العزيز عبد بن عمر إلى ينسب

كالخندق وهو الدهليز، إلى فيها ينحدر درج البالط أمام انتظمت

طوال كالجذوع أعمدة تحته االرتفاع عظيم بباب يتصل العظيم

فيها مستديرة شوارع عليها قامت قد أعمدة الدهليز هذا وبجانبي

. حوانيت فيها مستطيلة شوارع وعليها وغيرهم البزازين دكاكين

. الرحبة وفي العجيبة الزجاج أواني وصناع والكتبيين الجوهريين

للشافعية، دكان منها الشهود، لكبار دكاكين األول بالباب المتصلة

. الخمسة منها الدكان في يكون المذاهب ألصحاب وسائرها

وسائر القاضي، قبل من لألنكحة والعاقد العدول، من والستة

. سوق الدكاكين هذه من وبمقربة المدينة في مفترقون الشهود

. الدهليز وفي والمداد واألقالم الكاغد يبيعون الذين الوراقين

لها، سقف ال قبة عليه مستدير الكبير الرخام من حوض المذكور

الماء يمج نحاس أنبوب الحوض وسط وفي رخام أعمدة تقلها

الفوارة، يسمونه اإلنسان قامة من أزيد الهواء في فيرتفع بقوة

. باب وهو جيرون باب من الخارج يمين وعن عجيب منظره

لها مفتحة صغار طيقان فيه كبير طاق هيئة لها غرفة الساعات،

. بالخضرة باطنها مصبوغ واألبواب النهار ساعات عدد على أبواب

الباطن انقلب النهار من ساعة ذهبت فإذا بالصفرة، وظاهرها

: . الغرفة بداخل إن ويقال n باطنا األصفر والظاهر n ظاهرا األخضر

. يعرف الغربي والباب الساعات مضي عند بيده قلبها يتولى من

. دهليز وله الشافعية مدرسة منه الخارج يمين وعن البريد، بباب

. يصعد باب وبأعاله الفواكه لبيع وسماط للشماعين، حوانيت فيه

. سقايتان الدرج وتحت الهواء في سامية أعمدة له درج في إليه

. بباب يعرف الجوفي والباب مستديرتان وشمال يمين عن

. خانقاه منه الخارج يمين وعن عظيم دهليز وله النطفانيين،

. يجري مطاهر ولها ماء صهريج وسطها في بالشميعانية، تعرف

: . الله رضي العزيز عبد بن عمر دار كانت إنها ويقال الماء  فيها

يكون. وضوء دار األربعة المسجد أبواب من باب كل وعلى عنه

. . باب كل وعلى نه الكثيرة المياه فيها تجري بيت مائة نحو فيها

بيت مائة نحو فيها يكون وضوء دار األربعة المسجد أبواب من

. الكثيرة المياه فيها تجري

المسجد بهذا األئمة ذكر

. دخولي عهد في وكان الشافعية، أولهم n إماما عشر ثالثة وأئمته

الرحمن عبد بن محمد الدين جالل القضاة قاضي إمامهم إليها

بدار وسكناه بالمسجد، الخطيب وهو الفقهاء، كبار من القزويني

الذي الباب وهو المقصورة إزاء الحديد باب من ويخرج الخطابة،

. قضاء ذلك بعد الدين جالل تولى وقد معاوية منه يخرج كان

مائة نحو الناصر الملك عنه أدى أن بعد المصرية، بالديار القضاة

. من الشافعية إمام سلم وإذا بدمشق عليه n دينا كانت درهم ألف

ثم الحسين مشهد إمام ثم علي، مشهد إمام للصالة أقام صالته

مشهد إمام ثم بكر أبي مشهد إمام ثم الكالسة مشهد إمام

. إمامهم وكان المالكية إمام ثم أجمعين، عنهم الله رضي عثمان

التجيبي، الحاج بن الوليد بن عمر أبو الفقيه إليها دخولي عهد في

. يتناوب وهو دمشق نزيل المولد، الغرناطي األصل، القرطبي

. في إمامهم وكان الحنفية، إمام ثم الله رحمهما أخيه مع اإلمامة

بابن المعوف الحنفي الدين عماد الفقيه إليها دخولي عهد

. الخاتونية؛ الخانقاه شياخة وله الصوفية كبار من وهو الرومي،

. ذلك وكان الحنابلة إمام ثم األعلى بالشرف خانقاه n أيضا وله

. بعد ثم بدمشق القراء شيوخ أحد الكفيف الله عبد الشيخ العهد

هذا في الصالة تزال فال الفوائت لقضاة أئمة خمسة هؤالء

وهذا القرآن قراءة وكذلك الليل، ثلث إلى النهار أول من المسجد

. المبارك الجامع مفاخر من

به والمعلمين المدرسين ذكر

. والمحدثون العلم فنون في للتدريس حلقات المسجد ولهذا

. يقرأون القرآن وقراء مرتفعة كراسي على الحديث كتب يقرأون

. لكتاب المعلمين من جماعة وبه ومساء n صباحا الحسنة باألصوات

يلقن المسجد سواري من سارية إلى منهم واحد كل يستند الله

. لكتاب n تنزيها األلواح في القرآن يكتبون ال وهم ويقرئهم الصبيان

. معلم غير الخط ومعلم n تلقينا القرآن يقرأون وإنما تعالى، الله

من الصبي فينصرف وسواها، األشعار بكتب يعلمهم القرآن،

يعلم ال للخط المعلم ألن خطه جاد وبذلك التكتيب، إلى التعليم

برهان. الصالح العالم المذكور بالمسجد المدرسين ومن غيره

أبو الدين نور الصالح العالم ومنهم الشافعي، الفركاح بن الدين

. ولي ولما والصالح بالفضل المشتهرين من الصائغ بن اليسر

الخلعة اليسر أبي إلى وجه القزويني الدين جالل بمصر القضاء

. شهاب العالم اإلمام ومنهم ذلك من فامتنع دمشق، بقضاء واآلمر

. أبو امتنع لما دمشق من هرب العلماء كبار من جهيل بن الدين

بالملك ذلك فاتصل القضاء يقلد أن من n خوفا قضائها من اليسر

قطب المصرية بالديار الشيوخ شيخ دمشق قضاء فولى الناصر

كبار من وهو القونوي الدين عالء المتكلمين لسان العارفين

رحمة. السخاوي علي الدين بدر الفاضل اإلمام ومنهم الفقهاء

أجمعين . عليهم الله

دمشق قضاة ذكر

عبد بن محمد الدين جالل بها الشافعي القضاة قاضي ذكرنا قد

. خطيب الدين، شرف فهو المالكية قاضي وأما القزويني الرحمن

. شيوخ شيخ وهو الرؤساء كبار من والهيئة الصورة حسن الفيوم،

القفصي، بن الدين شمس القضاء في عنه والنائب الصوفية،

. الحنفية قضاة قاضي وأما الصمصامية بالمدرسة حكمه ومجلس

. . تحاكم وإليه السطوة شديد وكان الحوراني الدين عماد فهو

. الحنفي القاضي اسم سمع إذا الرجل وكان وأزواجهن النساء

. فهو الحنابلة قاضي وأما إليه الوصول قبل نفسه من أنصف

على ينصرف القضاة خيار من مسلم بن الدين عز الصالح اإلمام

توجه لما وسلم عليه الله صلى الله رسول بمدينة ومات له حمار

. الشريف للحجاز

حكاية

كبير تيمية بن الدين تقي الحنابلة الفقهاء كبار من بدمشق وكان

. . دمشق أهل وكان n شيئا عقله في أن إال الفنون في يتكلم الشام

. بأمر مرة وتكلم المنبر على ويعظهم التعظيم، أشد يعظمونه

إلى بإشخاصه فأمر الناصر الملك إلى ورفعوه الفقهاء، أنكره

وتكلم الناصر، الملك بمجلس والفقهاء القضاة وجمع القاهرة،

: وكذا، كذا قال الرجل هذا إن وقال المالكي الزواوي الدين شرف

بين ووضعها بذلك العقود وأحضر تيمية، ابن على أنكر ما وعدد

? : تقول ما تيمية البن القضاة قاضي وقال القضاة قاضي يدي

. الملك: فأمر قوله بمثل فأجاب عليه فأعاد الله إال إله ال قال

. تفسير في n كتابا السجن في وصنف n أعواما فسجن بسجنه الناصر

. أمه إن ثم n مجلدا أربعين نحو في المحيط، البحر سماه القرآن

وقع أن إلى بإطالقه فأمر إليه، وشكت الناصر، للملك تعرضت

. الجمعة يوم فحضرته بدمشق، ذاك إذ وكنت ثانية ذلك مثل منه

. جملة من فكان ويذكرهم الجامع منبر على الناس يعظ وهو

: ونزل هذا كنزولي الدنيا سماء إلى ينزل الله إن قال أن كالمه

الزهراء، بابن يعرف مالكي فقيه فعارضه المنبر درج من درجة

. باأليدي وضربوه الفقيه هذا إلى العامة فقامت به تكلم ما وأنكر

رأسه على وظهر عمامته، سقطت حتى n كثيرا n ضربا والنعال

بن الدين عز دار إلى واحتملوه لباسها عليه فأنكروا حرير، شاشية

. فقهاء فأنكر ذلك بعد وعزره بسجنه إلامر الحنابلة، قاضي مسلم

ملك إلى األمر ورفعوا تعزيره، من كان ما والشافعية المالكية

. وصلحائهم األمراء خيار من وكان تنكيز، الدين سيف األمراء

تيمية ابن على n شرعيا n عقدا وكتب بذلك، الناصر الملك إلى فكتب

تلزمة ال واحدة كلمة في بالثالث المطلق أن منها منكرة، بأمور

القبر زيارة بسفره ينوي الذي المسافر ومنها واحدة طلقة إال

يشبهه، ما ذلك وسوى الصالة، يقصر ال n طيبا الله زاده الشريف

بالقلعة، تيمية ابن بسجن فأمر الناصر الملك إلى العقد وبعث

. السجن في مات حتى بها فسجن

دمشق مدارس ذكر

العادلية أعظمها المدارس، من جملة بدمشق للشافعية أن اعلم

. قبر وبها الظاهرية، المدرسة وتقابلها القضاة قاضي يحكم وبها

. الدين فخر نوابه ومن القاضي نواب جلوس وبها الظاهر، الملك

. الدين جمال ومنهم وأسلم القبط كتاب من والده وكان القبطي

ألمر وعزل ذلك، بعد الشافعية قضاة قضاء تولى وقد جملة، بن

. عزله أوجب

حكاية

. سيف وكان العجمي الدين ظهير الصالح الشيخ بدمشق كان

. بدار n يوما فحضر ويعظمه له يتتلمذ األمراء ملك تنكيز الدين

. قاضي فحكى األربعة القضاة وحضر األمراء، ملك عند العدل

. : . كذبت الدين ظهير له فقال حكاية جملة بن الدين جمال القضاة

: . يكذبني كيف لألمير فقال له وامتعض ذلك من القاضي فأنف

: ? أنه وظنه إليه وسلمه عليه، احكم األمير له فقال بحضرتك

. العادلية بالمدرسة القاضي فأحضره بسوء يناله فال بذلك يرضى

دمشق، مدينة في حمار على به وطيف سوط، مائتي وضربه

ضربة، ظهره على ضربه ندائه من فرغ فمتى عليه، ينادي ومناد�

. اإلنكار، أشد فأنكره األمراء، ملك ذلك فبلغ عندهم العادة وهكذا

وحكمه القاضي، خطأ على فاجمعوا والفقهاء، القضاة وأحضر

. . وقال الحد به يبلغ ال الشافعي عند التعزيز فإن مذهبه بغير

: إلى فكتب بتفسيقه حكمت قد الدين شرف المالكية قاضي

. . وأكبرها كثيرة مدارس وللحنفيه فعزله بذلك، الناصر الملك

. وللمالكية الحنفيه قاضي يحكم وبها الدين، نور السلطان مدرسة

قاضي سكن وبها الصمصامية، إحداها مدارس ثالث بدمشق

عمرها النورية والمدرسة لألحكام، وقعوده المالكية قضاة

الشرابشية والمدرسة زنكي، بن محمود الدين نور السلطان

كثيرة مدارس وللحنابلة التاجر، الشرابشي الدين شهاب عمرها

. النجمية أعظمها

دمشق أبواب ذكر

الباب ومنها الجابية باب ومنها الفراديس، باب منها أبواب، ثمانية دمشق ولمدينة

فمن. والشهداء، الصحابة من الجم العدد فيها مقبرة البابين هذين بين وفيما الصغير

بعدهم.

: : قوله في دمشق أهل من المتأخرين بعض أحسن لقد جزي بن محمد قال

في دمشقأوصافها

خلد� جنةراضـيه

ترى أماأبوابـهـا

جعلت قدثمانـيه

بها والمزارات المشاهد بعض ذكر

أم قبر الصغير والباب الجابية باب بين التي بالمقبرة فمنها

المؤمنين أمير أخيها وقبر المؤمنين، أم سفيان أبي بنت حبيبة

وسلم، عليه الله صلى الله رسول مؤذن بالل وقبر معاوية،

األحبار كعب وقبر القرني، أويس وقبر أجمعين، عنهم الله ورضي

. صحيح شرح في المعلم كتاب في ووجدت عنهما الله رضي

القرني أويس صحبهم الصحابة من جماعة أن للقرطبي مسلم

ال برية في الطريق أثناء في فتوفي الشام، إلى المدينة من

n حنوطا فوجدوا فنزلوا، أمره، في فتحيروا ماء وال فيها عمارة

عليه وصلوا وكفنوه وغسلوه ذلك، من فعجبوا وماء، n وكفنا

: عالمة. بغير قبره نترك كيف بعضهم فقال ركبوا ثم ودفنوه

: : . إن ويقال جزي ابن قال أثر من للقبر يجدوا فلم للموضع فعادوا

الله شاء إن األصح وهو السالم، عليه علي مع بصفين قتل n أويسا

كعب بن أبي قبر فيها جبانة عنده شرقي باب الجابية باب ويلي

الصالح العابد قبر وفيها وسلم، عليه الله صلى الله رسول صاحب

. األشهب بالباز المعروف أرسالن

بذلك تسميته سبب في حكاية

كان عنه الله رضي الرفاعي أحمد الولي الشيخ أن يحكى

الله ولي بين وكانت واسط، مدينة من بمقربة عبيدة بأم مسكته

. ومراسلة مؤاخاة وبينه الحسين بن شعيب مدين أبي تعالى

ومساء: n صباحا صاحبه على يسلم كان منهما واحد كل إن ويقال

. كان فلما زاويته، عند نخيالت أحمد للشيخ وكانت اآلخر عليه فيرد

هذا وقال منها n عذقا وترك عادته على جذها السنين إحدى في

واجتمعا السنة تلك مدين أبو الشيخ فحج شعيب أخي برسم

. أرسالن، خديمه أحمد الشيخ ومع بعرفة الكريم بالموقف

. عن أرسالن له فقال العذق حكاية الشيخ وحكى الكالم فتفاوضا

. . ووضعه به وأتاه حينه في فذهب له فأذن به آتيه سيدي يا أمرك

n بازا عرفة يوم عشية رأوا أنهم الزاوية أهل فأخبر أيديهما، بين

في به وذهب العذق ذلك فقطع النخلة على انقض قد أشهب

. أبي. قبر فيها الشهداء بقبور تعرف جبانة دمشق وبغربي الهواء

بن وائلة وقبر عبيد، بن فضالة وقبر الدرداء، أم وزجة الدرداء

الشجرة تحت بايعوا الذين من حنظلة بن سهل وقبر األسقع،

. دمشق شرقي بالمنيحة تعرف وبقرية أجمعين عنهم الله رضي

وعليه عنه، الله رضي عبادة ابن سعد قبر منها أميال أربعة وعلى

قبر هذا عليه مكتوب حجر رأسه وعلى البناء، حسن صغير مسجد

عليه الله صلى الله رسول صاحب الخزرج رأس عبادة بن سعد

أم مشهد منها فرسخ وعلى البلد قبلي وبقرية n تسليما وسلم

: . ويقال السالم عليهم فاطمة من طالب أبي بن علي بنت كلثوم

كلثوم أم وسلم عليه الله صلى النبي وكناها زينب اسمها إن

وسلم، عليه الله صلى الله رسول بنت كلثوم أم بخالتها لشبهها

. أهل ويسميه أوقاف وله مساكن، وحوله كبير، مسجد وعليه

: . بنت سكينة قبر إنه يقال آخر وقبر كلثوم أم الست قبر دمشق

. دمشق قرى من النيرب وبجامع السالم عليه علي بن الحسين

. : وبقرية السالم عليها مريم أم قبر إنه يقال قبر بشرقيه بيت في

مسلم أبي قبر منها أميال أربعة وعلى البلد غرب بداريا، تعرف

. ومن عنهما الله رضي الداراني سليمان أبي وقبر الخوالني،

قبلي في وهو األقدام، مسجد البركة الشهيرة دمشق مشاهد

إلى اآلخذ األعظم الطريق قارعة على منها، ميلين على دمشق،

عظيم مسجد وهو مصر وديار المقدس والبيت الشريف الحجاز

n تعظيما دمشق أهل ويعظمه كثيرة، أوقاف وله البركة كثير

حجر. في مصورة أقدام هي إليها ينسب التي واألقدام n شديدا

. : المسجد هذا وفي السالم عليه موسى قدم أثر إنها يقال هناك

يرى الصالحين بعض كان عليه مكتوب حجر فيه صغير بيت

قبر هنا ها له فيقول النوم في وسلم عليه الله صلى المصطفى

. يعرف موضع المسجد هذا من وبمقربة السالم عليه موسى أخي

يعرف موضع وأريحاء المقدس بيت من وبمقربة األخضر، بالكثيب

. اليهود تعظمه األحمر بالكثيب

حكاية

الثاني ربيع أواخر في بدمشق األعظم الطاعون أيام شاهدت

يعجب ما المسجد لهذا دمشق أهل تعظيم من وأربعين تسع سنة

n مناديا أمر شاه أرغون السلطان نائب األمراء ملك أن وهو منه،

. بالسوق يطبخون وال أيام، ثالثة الناس يصوم أن بدمشق ينادي

. ثم الخميس يوم آخرها كان متوالية، أيام ثالثة الناس فصام

على الطبقات وسائر والفقهاء والقضاة والشرفاء األمراء اجتمع

بين ما الجمعة ليلة وباتوا بهم، غص حتى الجامع، في اختالفها

أقدامهم، على n جميعا وخرجوا الصبح، صلوا ثم ، وداع� وذاكر مصل�

. n ذكورا البلد أهل جميع وخرج حفاة واألمراء المصاحف، وبأيديهم

بإنجيلهم، والنصارى بتوراتهم، اليهود وخرج ،n وكبارا n صغارا ،n وإناثا

الله إلى متضرعون باكون والولدان،وجميعهم النساء ومعهم

تضرعهم في به وأقاموا األقدام، مسجد وقصدوا وأنبيائه، بكتبه

. الجمعة وصلوا البلد، إلى وعادوا الزوال، قرب إلى ودعائهم

في ألفين إلى الموتى عدد انتهى عندما عنهم تعالى الله وخفف

- أربعة إلى ومصر بالقاهرة عددهم انتهى وقد الواحد اليوم

منارة - دمشق من الشرقي وبالباب الواحد باليوم n ألفا وعشرين

ورد حسبما عندها السالم عليه عيسى ينزل التي إنها يقال بيضاء

. مسلم صحيح في

دمشق أرباض ذكر

فسيحة أرباض الشرقية عدا ما جهاتها من بدمشق وتدور

في الذي الضيق ألجل دمشق، داخل من أملح دواخلها الساحات،

مدينة. وهي الصالحية، ربض منها الشمالية وبالجهة سككها

ومارستان، جامع مسجد وفيها لحسنه، نظير ال سوق لها عظيمة

أن أراد من على موقوفة عمر ابن بمدرسة تعرف مدرسة وبها

. ولمن لهم وتجري والكهول الشيوخ من الكريم القرآن يتعلم

مدرسة n أيضا البلد وبداخل والمالبس المآكل من كفايتهم يعلمهم

على كلهم الصالحية وأهل منجا ابن بمدرسة تعرف هذه مثل

. عنه الله رضي حنبل بن أحمد اإلمام مذهب

المباركة ومشاهده قاسيون ذكر

وهو: سفحه في والصالحية دمشق، شمال في جبل وقاسيون

. مشاهده ومن السالم عليهم األنبياء مصعد ألنه البركة، شهير

غار وهو السالم عليه إبراهيم فيه ولد الذي الغار الكريمة

ذلك ومن عالية، صومعة وله كبير، مسجد عليه ضيق، مستطيل

الكتاب في ورد حسبما والشمس والقمر الكوكب رأى الغار

. ببالد رأيت وقد إليه يخرج كان الذي مقامه الغار ظهر وفي العزيز

" صاد وآخرها الموحدة الباء بضم ببرص تعرف قرية العراق

: السالم " عليه إبراهيم مولد إن يقال وبغداد الحلة بين ما ، مهمل

. قبره وبها السالم، عليه الكفل ذي بلد من بمقربة وهي بها كان

هابيل دم بالجبل وفوقها الدم، مغارة منه، بالغرب مشاهده ومن

n محمرا n أثرا الحجارة في منه الله أبقى وقد السالم، عليه آدم بن

. أن ويذكر المغارة إلى واجتره به، أخوه قتله الذي الموضع وهو

ولوط وأيوب وعيسى وموسى إبراهيم فيها صلى المغارة تلك

إليه يصعد البناء متقن مسجد وعليها أجمعين عليهم الله صلى

اثنين يوم كل في ويفتح للسكنى ومرافق بيوت وفيه درج على

بأعلى كهف ومنها المغارة في توقد والسرج والشمع وخميس

مغارة منه وأسفل بناء وعليه السالم عليه آلدم ينسب الجبل

عليهم األنبياء من سبعون إليها أوى أنه يذكر الجوع بمغارة تعرف

يؤثر منهم وكل عليهم، يدور يزل فلم رغيف عندهم وكان السالم،

المغارة هذه وعلى عليهم، الله صلى n جميعا ماتوا حتى به، صاحبه

هذه من مسجد ولكل n ونهارا n ليال فيه توقد والسرج مبني مسجد

الفراديس باب بين فيما أن ويذكر معينة كثيرة أوقاف المساجد

،n ألفا سبعين يقول وبعضهم نبي، سبعمائة مدفن قاسيون وجامع

والصالحين األنبياء مدفن وهي العتيقة، المقبرة المدينة وخارج

الماء عليها غلب منخفضة أرض البساتين يلي مما طرفها وفي

أن: من ونزهت للماء n قرارا عادت وقد n نبيا سبعين مدفن إنها يقال

أحد . فيها يدفن

تواليها التي والقرى الربوة ذكر

الله   كتاب في المذكورة المباركة الربوة قاسيون جبل آخر وفي

. السالم عليهما وأمه عيسى المسيح ومأوى والمعين، القرار ذات

المشيدة القصور وبها ومنتزهاتها الدنيا مناظر أجمل من وهي

مغارة المبارك، والمأوى البديعة والبساتين الشريفة والمباني

: مصلى إنه يقال بيت وإزاءها الصغير، كالبيت وسطها في صغيرة

. باب وللمأوى فيها الصالة إلى الناس يبادر السالم عليه الخضر

حسنة، وساقية دائرة شوارع وله به يدور والمسجد صغير حديد

يتصل الجدار في شاذروان في وينصب علو من الماء لها ينزل

وغرابة الحسن في له نظير وال الماء فيه ويقع رخام، من بحوض

الربوة وهذه الماء فيها يجري للوضوء مطاهر ذلك وبقرب الشكل

وينقسم مياهها، منابع وبها دمشق، بساتين رأس هي المباركة

ويعرف جهة، في آخذ نهر كل أنهار، سبعة على منها الخارج الماء

بتورة المسمى النهر األنهار هذه وأكبر بالمقاسم، الموضع ذلك

الصلد، الحجر في مجرى له نحت وقد الربوة، تحت يشق وهو

النهر في العوامين من الجسارة ذو انغمس وربما الكبير، كالغار

من ويخرج مجراه يشق حتى الماء في واندفع الربوة أعلى من

على تشرف الربوة وهذه عظيمة مخاطرة وهي الربوة، أسفل

األبصار مسرح واتساع الحسن من ولها بالبلد، الدائرة البساتين

. شتى، طرق في تذهب السبعة األنهار وتلك لسواها ليس ما

. وانصبابها واندفاعها وافتراقها اجتماعها حسن في األعين فتحار

. ولها الوصف به يحيط أن من أعظم التام وحسنها الربوة وجمال

منها تقام والرباع، والبساتين المزارع من الكثيرة األوقاف

قرية الربوة وبأسفل والوارد والصادر والمؤذن لإلمام وظائفها

فال أشجارها وتدانت ظاللها وتكاثفت بساتينها تكاثرت وقد النيرب

بديع جامع ولها مليح حمام ولها ارتفاعه سما ما إال بنائها من يظهر

الحسن رائعة سقاية وفيه الرخام، بفصوص صحنه مفروش

هذه من القبلي وفي الماء فيها يجري عدة بيوت فيها ومطهرة،

بن كلب قبيلة إلى نسبة كلب بمزة وتعرف المزة قرية القرية

وكانت قضاعة بن الحاف بن عمران بن حلوان بن ثعلب بن وبرة

يوسف الدين جمال الدنيا حافظ اإلمام ينسب وإليها لهم n إقطاعا

أعظم من وهي العلماء من سواه وكثير المزي الكلبي الزكي بن

قرى وأكثر معينة وسقاية عجيب، كبير جامع بها دمشق قرى

وسكانها واألسواق الجامعة والمساجد الحمامات فيها دمشق

ببيت تعرف قرية البلد شرقي وفي مناحيهم، في الحاضرة كأهل

: األصنام فيها يجلب كان آزر إن يقال كنيسة فيها وكانت األهبة

مزين بديع جامع مسجد اآلن وهي السالم، عليه الخليل فيكسرها

. التئام وأزين نظام بأعجب المنظمة الملونة الرخام بفصوص

وعوائدهم أهلها فضائل وبعض بدمشق األوقاف ذكر

فمنها لكثرتها ومصارفها أنواعها التحصر بدمشق واألوقاف

منهم الرجل عن يحج لمن يعطى الحج، عن العاجزين على أوقاف

وهن أوزواجهن، إلى البنات تجهيز على أوقاف ومنها كفايته،

لفكاك أوقاف ومنها تجهيزهن، على ألهلهن قدرة ال اللواتي

يأكلون ما منها يعطون السبيل، ألبناء أوقاف ومنها األسارى،

الطرق تعديل على أوقاف ومنها لبالدهم، ويتزودون ويلبسون

يمر جنبيه في رصيفان منها واحد لكل دمشق أزقة ألن ورصفها

لسوى أوقاف ومنها ذلك، بين الركبان ويمر المترجلون، عليهما

. الخير أفعال من ذلك

حكاية

قد   n صغيرا n مملوكا به فرأيت دمشق أزقة ببعض n يوما مررت

يسمونها وهم الصيني، الفخار من صحفة يده من سقطت

إجمع بعضهم، له فقال الناس عليه واجتمع فتكسرت الصحن،

وذهب فجمعها األواني أوقاف لصاحب معك واحملها شقفها

ذلك مثل به اشترى ما له فدفع إياها فأراه إليه معه الرجل

أن. له بد ال الغالم سيد فإن األعمال أحسن من وهذا الصحن

ويتغير قلبه، ينكسر n أيضا وهو ينهره أو الصحن، كسر على يضربه

من n خيرا الله جزى للقلوب n جبرا الوقف هذا فكان ذلك ألجل

. في يتنافسون دمشق وأهل هذا مثل إلى الخير في همته تسامت

يحسنون وهم والمشاهد والمدارس والزوايا المساجد عمارة

وكل واألوالد واألهلين باألموال إليهم ويطمئنون بالمغاربة، الظن

من وجه له يتأتى أن بد ال دمشق جهات من بجهة انقطع من

مسجد، مالزمة أو بمدرسة قراءة أو مسجد، إمامة من المعاش،

من مشهد أوخدمة القرآن، قراءة أو رزقه فيه إليه يجيء

له تجري بالخوانق، الصوفية كجملة يكون أو المباركة، المشاهد

عن n مصونا يزل لم خير على n غريبا بها كان فمن والكسوة النفقة

المهنة أهل من كان ومن بالمروءة يزري عما n محفوظا وجهه بذل

أو طاحونة أمانة أو بستان حراسة من أخر، أسباب فله والخدمة

العلم طلب أراد ومن ويروح التعليم إلى معهم يغدو صبيان كفالة

. أهل فضائل ومن ذلك على التامة اإلعانة وجد للعبادة التفرغ أو

فمن ألبتة وحده رمضان ليالي في منهم أحد يفطر ال أنه دمشق

والفقراء أصحابه يدعو فإنه والكبراء، والقضاة األمراء من كان

ذلك، مثل صنع السوقة وكبار التجار من كان ومن عنده، يفطرون

دار في ليلة كل يجتمعون فأنهم والبادية الضعفاء من كان ومن

،n جميعا فيفطرون عنده بما أحد كل ويأتي مسجد، في أو أحدهم

مدرس السخاوي الدين نور وبين بيني وقعت دمشق وردت ولما

رمضان ليالي في عنده أفطر أن مني فرغب صحبة المالكية

في فبعث عنه، فغبت الحمى أصابتني ثم ليال� أربع عنده فحضرت

وبت إليه فرجعت n عذرا يسعني فلم بالمرض، فاعتذرت طلبي،

: لي وقال ذلك من منعني بالغد االنصراف أردت فلما عنده

طبيب بإحضار وأمر أخيك، أو أبيك دار أو دارك كأنها داري احسب

غذاء، أو دواء من الطبيب يشتهيه ما كل بداره لي يصنع وأن

وشفاني المصلى وحضرت العيد، يوم إلى عنده كذلك وأقمت

. أصابني مما تعالى الله

n جماال لي فاكترى بذلك فعلم نفد، النفقة من عندي ما كان وقد

: عسى لما تكون لي وقال دراهم وزادني وسواه الزاد وأعطاني

. من فاضل بدمشق وكان n خيرا الله جزاه مهم، أمر من يعتريك أن

أنه عاداته من القيصراني الدين عماد يسمى الناصر الملك كتاب

وأحسن وأضافه عنه بحث دمشق إلى وصل n مغربيا أن سمع متى

. يالزمه وكان بمالزمته أمره والفضل الدين منه عرف فإن إليه،

. عالء الفاضل السر كاتب n أيضا الطريقة هذه وعلى جماعة منهم

. غيره وجماعة غانم بن الدين

له   القالنسي، الدين عز الصاحب وهو كبرائها من فاضل بها وكان

أن وذكروا عريض مال ذو وهو وإيثار، وفضائل ومكارم مآثر

ومماليكه دولته أهل وجميع أضافة دمشق قدم لما الناصر الملك

. من يؤثر ومما بالصاحب ذاك اذ فسماه أيام ثالثة وخواصه

أن أوصى الموت به نزل لما السالفين ملوكهم أحد أن فضائلهم

. عظيمة n أوقافا وعين قبره ويخفى المكرم، الجامع بقبلة يدفن

صالة إثر يوم كل في الكريم القرآن من n سبعا يقرأون لقراء

عنهم الله رضي الصحابة مقصورة من االشرقية بالجهة الصبح

وبقي ،n أبدا تنقطع ال قبره على القرآن قراءة فصارت قبره حيث

وسائر دمشق أهل عادة ومن n مخلدا بعده الجميل الرسم ذلك

فيقفون عرفة، يوم من العصر صالة بعد يخرجون أنهم البالد تلك

ويقف وسواها، أمية بني وجامع المقدس كبيت المساجد بصحون

ملتمسين خاشعين خاضعين داعين رؤوسهم كاشفي أئمتهم بهم

وحجاج تعالى الله وفد فيها يقف التي الساعة ويتوخون البركة،

إلى وتوسل وابتهال ودعاء خضوع في يزالون وال بعرفات، بيته

ينفر كما فينفرون الشمس، تغيب أن إلى بيته بحجاج تعالى الله

بعرفات، الشريف الموقف ذلك من حرموه ما على باكين الحاج،

القبول بركة من يخيبهم وال إليها يوصلهم أن تعالى الله إلى داعين

أنهم وذلك عجيبة رتبة الجنائز اتباع في n أيضا ولهم فعلوه، فيما

الحسنة باألصوات القرآن يقرأون والقراء الجنازة، أمام يمشون

يصلون وهم رقة، لها تطير النفوس تكاد التي المبكية والتالحين

الميت كان فإن المقصورة قبالة الجامع بالمسجد الجنائز على

موضع إلى بالقراءة أدخلوه خدامه أو مؤذنيه أو الجامع أئمة من

باب عند القراءة قطعوا سواهم من كان وإن عليه، الصالة

من الغربي بالبالط له يجتمع وبعضهم الجنازة وأدخلوا المسجد

القرآن ربعات وأمامهم فيجلسون البريد، باب من بمقربة الصحن

من للعزاء يصل من لكل بالنداء أصواتهم ويرفعون فيها يقرأون

كمال من الدين فالن الله بسم ويقولون وأعيانها البلدة كبار

المؤذنون قام القراءة أتموا فإذا ذلك، وغير وبدر شمس وجمال

الصالح الرجل فالن على صالتكم واعتبروا افتكروا فيقولون

به ويذهبون عليه يصلون ثم الخير، من بصفات ويصفونه العالم

. على زائدة n أيضا الجنائز في عجيبة رتبة الهند وألهل مدفنة إلى

دفنه من الثالث صبيحة الميت بروضة يجتمعون أنهم وهي ذلك،

باألكسية القبر ويكسى الرفيعة، بالثياب الروضة وتفرش

والياسمين والنسرين الورد من الرياحين حوله وتوضع الفاخرة،

واألترج، الليمون بأشجار ويأتون عندهم ينقطع ال النوار وذلك

يظلل n صيوانا ويجعلون فيها، تكن لم إن حبوبها فيها ويجعلون

فيقعدون، يماثلهم ومن واألمراء القضاة ويأتي نحوه، الناس

منهم واحد كل فيأخذ الكرام بالربعات ويؤتى القراء ويقابلهم

يدعو الحسان باألصوات القراء من القراءة تمت فإذا ،n جزءا

فيها ويذكر لذلك، معدة خطبة ويخطب n قائما ويقوم القاضي

ويذكر عنه، ويعزيهم أقاربهم ويذكر شعر، بأبيات ويرثيه الميت

ويحطون الناس يقوم السلطان ذكر وعند له، n داعيا السلطان

القاضي، يقعد ثم السلطان، بها التي الجهة سمت إلى رؤوسهم

من ثم بالقاضي يبدأ n صبا الناس على فيصب الورد بماء ويأتون

وهو السكر بأواني يؤتى ثم أجمعين، الناس يعم أن إلى كذلك يليه

ومن بالقاضي ويبدأون منه، الناس فيسقون بالماء n محلوال الجالب

به، لهم يأتي من ويكرمون يعظمونه وهم بالتنبول، يؤتى ثم يليه،

الذهب إعطاء من أعظم فهو منه n أحدا السلطان أعطى فإذا

اليوم،. ذلك في إال التنبول أهله يأكل لم الميت مات وإذا والخلع

لولي فيعطيها منه n أوراقا مقامه، يقوم من أو القاضي، فيأخذ

الله شاء إن التنبول ذكر وسيأتي حينئذ� وينصرفون فيأكلها الميت

تعالى.

أهلها من أجازني ومن بدمشق سماعي ذكر

اإلمام   صحيح جميع بذكره الله عمره أمية، بني بجامع سمعت

عنه الله رضي البخاري الجعفي إسماعيل بن محمد الله عبد أبي

شهاب باألكابر، األصاغر ملحق اآلفاق رحلة المعمر الشيخ على

بيان بن علي بن حسن بن النعم أبي بن طالب أبي بن أحمد الدين

في الحجازي، الشحنة بابن المعروف الصالحي، مقرئ الدين،

رمضان شهر منتصف الثالثاء يوم أولها ،n مجلسا عشر أربعة

الثامن االثنين يوم وآخرها وسبعمائة وعشرين ست سنة المعظم

الدين علم الشام مؤرخ الحافظ اإلمام بقراءة منه، والعشرين

اإلشبيلي البرزالي، يوسف بن محمد بن القاسم محمد أبي

بن محمد أسماءهم كتب كبيرة جماعة في الدمشقي، األصل،

أبي الشيخ سماع الصيرفي، الغزال بن الله عبد بن طغربل

الدين سراج اإلمام الشيخ من الكتاب، لجميع الحجازي العباس

بن يحيى بن محمد بن المبارك بكر أبي ابن الحسين الله عبد أبي

الحنبلي، الزبيدي البغدادي الربيعي عمران بن المسيح بن علي

وستمائة ثالثين سنة من القعدة ذي وأوائل شوال أواخر في

وبإجازته دمشق، ظاهر قاسيون جبل بسفح المظفري بالجامع

: بن أحمد بن محمد الحسن أبي الشيخين من الكتاب جميع في

بكر أبي بن وعلي المؤرخ، القطيعي الخلف بن الحسين بن عمر

غيرة باب ومن البغدادي العطار القالنسي رؤبة بن الله عبد بن

عمر بن الله عبد المنجا أبي من الكتاب آخر إلى ووجدهن، النساء

من أربعتهم بسماع البغدادي، الخزاعي الليثي زيد بن علي بن

بن شعيب بن عيسى بن األول عبد الوقت أبي الدين شديد الشيخ

وخمسين ثالث سنة في الصوفي، الهروي السجزي إبراهيم

: الحسن أبو اإلسالم جمال اإلمام أخبرنا قال ببغداد وخمسمائة

بن أحمد بن داود بن محمد بن المظفر بن محمد بن الرحمن عبد

ببوشنج أسمع وأنا عليه، قراءة الداودي الحكم بن سهل بن معاذ

: بن الله عبد محمد أبو أخبرنا قال وأربعمائة، وستين خمس سنة

وأنا عليه، قراءة السرخسي أيمن بن يوسف بن حوبة بن أحمد

: عبد أخبرنا قال وثالثمائة، وثمانين إحدى سنة صفر في أسمع

الفربري ابراهيم بن بشر بن صالح بن مطر بن يوسف بن الله

: قال بفربر، وثالثمائة عشرة ست سنة أسمع وأنا عليه، قراءة

الله رضي البخاري، إسماعيل بن محمد الله عبد أبو اإلمام أخبرنا

وبعدها بعدها، ثانية ومرة بفربر، ومائتين وأربعين ثمان سنة عنه

. عامة إجازة دمشق أهل من أجازني وممن وخمسين ثالث سنة

به لي وتلفظ ذلك إلى سبق المذكور، الحجازي العباس أبو الشيخ

بن- أحمد بن الله عبد بن أحمد الدين شهاب اإلمام الشيخ ومنهم

وخمسين ثالث سنة األول ربيع في ومولده المقدسي، محمد

بن - محمد بن الرحمن عبد الصالح اإلمام الشيخ ومنهم وستمائة

جمال - األئمة إمام ومنهم النجدي الرحمن عبد بن أحمد بن محمد

يوسف بن الرحمن عبد الزكي بن يوسف المحاسن أبو الدين

بن علي الدين عالء اإلمام ومنهم الحفاظ، حافظ الكلي، المزني

الشريف اإلمام والشيخ الشفاعي، الله عبد بن محمد بن يوسف

اإلمام الشيخ ومنهم العلوي، علي بن يحيى بن الدين محيي

بن الله عبد أبي بن الله عبد بن القاسم الدين مجد المحدث

. ومنهم وستمائة وخمسين أربع سنة ومولده الدمشقي، المعلى

بن فالح بن ابراهيم بن أحمد الدين شهاب العالم اإلمام الشيخ

. شمس تعالى الله ولي اإلمام الشيخ ومنهم اإلسكندري محمد

محمد الدين شمس األخوان والشيخان تمام بن الله عبد بن الدين

عمر أبي بن الله عبد بن ابراهيم ابنا الله، عبد الدين وكمال

بن الزهراء أبي بن محمد الدين شمس العابد والشيخ المقدسي،

بن محمد بنت عائشة محمد أم الصالحة والشيخة الهكاري، سالم

زينب الدنيا رحلة الصالحة والشيخة الحراني، سالمة بن مسلم

أحمد بن الواحد عبد بن الرحيم عبد بن أحمد الدين كمال بنت

وعشرين ست سنة في عامة إجازة أجازني هؤالء كل المقدسي

الركب. خرج المذكورة السنة من شوال استهل ولما بدمشق

بالكسوة، المعروفة القرية ونزلوا دمشق خارج إلى الحجازي

الدين سيف الركب أمير وكان معهم، الحركة في فأخذت

األذرعي الدين شرف وقاضيه األمراء كبار من الجوبان،

الدين صدر المالكية مدرس السنة تلك في وحج الحوراني،

العجارمة، تدعى العرب من طائفة مع سفري وكان العماري،

من وارتحلنا األمراء في القدر كبير رافع بن محمد أميرهم

إلى منها ارتحلنا ثم عظيمة بالصنمين تعرف قرية إلى الكسوة

ثم منها بالقرب نزلنا حوران بالد من صغيرة وهي زرعة بلدة

يقيم أن الركب عادة ومن صغيرة وهي بصرى، مدينة إلى ارتحلنا

بصرى - وإلى مآربه لقضاء بدمشق تخلف من بهم ليلحق n أربعا بها

تجارة في البعث قبل وسلم عليه الله صلى الله رسول وصل

أهل ويجتمع عظيم، مسجد عليه بنبي قد ناقته مبرك وبها خديجة،

بركة إلى يرحلون ثم منها الحاج ويتزود المدينة، بهبذه حوران

وبها " " اللجون، إلى يرحلون ثم ،n يوما عليها ويقيمون ، زيرا زيرة

أعجب من وهو الكرك، حصن إلى يرحلون ثم الجاري الماء

. الغراب بحصن ويسمى وأشهرها وأمنعها الحصون

نحت   قد واحد باب وله جهاته جميع من به يطيف والوادي

وبهذا كذلك دهليزه ومدخل الصلد، الحجر في اليه المدخل

الملك لجأ وله النوائب في يلجؤون وإليه الملوك، يتحصن الحصن

التدبير على فاستولى السن، صغير وهو الملك ولي ألنه الناصر،

الحج، يريد أنه الناصر الملك فأظهر عنه، النائب سالر مملوكه

أيلة، عقبة وصل فلما الحج إلى فتوجه ذلك على األمراء ووافقه

الشام، أمراء قصده أن إلى n أعواما به وأقام الحصن، إلى لجأ

بيبرس المدة تلك في الملك وكان المماليك عليه واجتمعت

الذي وهو المظفر، بالملك وتسمى الطعام أمير وهو ، الششنكير

التي السعداء سعيد خانقاه من بمقربة البيبرسية، الخانقاه بنى

ففر بالعساكر، الناصر الملك فقصده أيوب بن الدين صالح بناها

إلى به وأتي عليه، وقبض العساكر فتبعته الصحراء، إلى بيبرس

. جب في وحبس سالر، على وقبض فقتل بقتله فأمر الناصر الملك

: . من بالله نعوذ الجوع من جيفة أكل إنه ويقال n جوعا مات حتى

الثنية،. له يقال بموضع أيام أربعة الكرك بخارج الركب وأقام ذلك

. الشام، بالد آخر وهو معان، إلى ارتحلنا ثم البرية لدخول وتجهزوا

: داخلها فيها يقال التي الصحراء إلى الصوان عقبة من ونزلنا

. وهي حج، ذات نزلنا يومين مسيرة وبعد مولود وخارجها مفقود

تبوك إلى ثم به، ماء وال بلدح وادي إلى ثم بها، عمارة ال حسيان

. وفيها وسلم عليه الله صلى الله رسول غزاه الذي الموضع وهو

. صلى الله رسول نزلها فلما الماء من بشيء تبض كانت ماء عين

. إلى يزل ولم المعين بالماء جادت منها، وتوضأ وسلم عليه الله

. عادة ومن وسلم عليه الله صلى الله رسول ببركة العهد هذا

وجردوا أسلحتهم، أخذوا تبوك، منزل وصلوا إذا الشام حجاج

بسيوفهم، النخل وضربوا المنزل، على وحملوا سيوفهم،

. وينزل: وسلم عليه الله صلى الله رسول دخلها هكذا ويقولون

ويقيمون جميعهم، منها فيروي العين هذه على العظيم الركب

المخوفة للبرية الماء واستعداد الجمال وإرواء للراحة أيام أربعة

. على ينزلون أنهم السقائين عادة ومن وتبوك العال بين التي

الجواميس، جلود من مصنوعة أحواض ولهم العين، هذه جوانب

الروايا ويمألون الجمال، منها يسقون الضخام كالصهاريج

وجمال. جماه منه يسقي حوض كبير أو أمير ولكل والقرب

. السقائين مع يتفق الناس من وسواهم رواياهم ويمأل أصحابه،

. الدراهم من معلوم بشيء قربته، وملء جمله سقي على

من n خوفا n ونهارا n ليال السير ويجدون تبوك، من الركب يرحل ثم

: . أعاذنا جهنم، وادي كأنه األخيضر الوادي وسطها وفي البرية هذه

. ريح بسبب مشقة السنين بعض في به الحجاج وأصاب منها الله

إلى الماء شربة وانتهت المياه، فانتشفت تهب، التي السموم

. صخر بعض في ذلك وكتب وبائعها مشتريها ومات دينار، ألف

نسبتها. ضخمة، وهي المعظم، بركة ينزلون هنالك ومن الوادي

. في المطر ماء بها ويجتمع أيوب أوالد من المعظم الملك إلى

أيام من الخامس وفي بعضها، في جف وربما السنين، بعض

كثيرة وهي ثمود، حجر الحجر البئر يصلون تبوك عن رحيلهم

اقتداء عطشهم، شدة مع الناس، من أحد يردها ال ولكن الماء،

غزوة في بها مر حين وسلم عليه الله صلى الله رسول بفعل

. به عجن ومن أحد منها يسقى ال أن وأمر براحلته فأسرع تبوك،

. األحمر الصخر من جبال في ثمود ديار وهنالك الجمال أطعمه

الصنعة، حديثة أنها رائيها يظن منقوشة عتب لها منحوتة،

. ومبرك لعبرة، ذلك في إن البيوت تلك داخل في نخرة وعظامهم

مسجد أثر وبينهما هنالك، جبلين بين السالم عليه صالح ناقة

. والعال دونه أو يوم نصف والعال الحجر وبين فيه، الناس يصلي

بها يقيم المعينة، والمياه النخل بساتين لها حسنة كبيرة قرية

يكون ما بها ويدعون ثيابهم ويغسلون يتزودون ،n أربعا الحجاج

. القرية هذه وأهل الكفاية قدر ويستصحبون زاد فضل من عندهم

يتعدونها، ال الشام، نصارى تجار ينتهي وإليها أمانة، أصحاب

. فينزلون العال من الركب يرحل ثم وسواه الزاد الحجاج ويبايعون

تهب الحر شديد وهو بالعطاس، المعروف الوادي رحيلهم غد في

. منها يخلص فمل الركب على السنين هبت المهلكة السموم فيه

. ينزلون ومنه الجالقي، األمير سنة السنة تلك وتعرف اليسير إال

. زعاق وهو الماء فيخرج به، يحفرون بواد ماء حسيان وهي هدية،

. الشريف الكريم المقدس البلد ينزلون الثالث اليوم وفي

وكرم وشرف وسلم عليه الله صلى الله رسول مدينة طيبة

إلى وانتهينا الشريف، الحرم دخلنا اليوم ذلك عشي وفي

بالروضة وصلينا مسلمين، السالم بباب فوقفنا الكريم، المسجد

من الباقية القطعة واستلمنا الكريم، والمنبر القبر بين الكريمة

وهي وسلم، عليه الله صلى الله رسول إلى حن الذي الجذع

القبلة، مستقبل يمين عن والمنبر القبر بين قائم بعمود ملصقة

العصاة وشفيع واآلخرين، األولين سيد على السالم حق وأدينا

الله صلى محمد األبطحي الهاشمي النبي والرسول والمذنبين،

ضجيعيه على السالم وحق وكرم وشرف ،n تسليما وسلم عليه

الله رضي الفاروق عمر حفص وأبي الصديق بكر أبي وصاحبيه

العظمى،. النعمة بهذه مسرورين رحلنا إلى وانصرفنا عنهما

على تعالى الله حامدين الكبرى، المنة هذه بنيل مستبشرين

المنيفة، العظيمة ومشاهده الشريفة، رسوله معاهد إلى بالبلوغ

قبلت ممن يجعلنا وأن بها، عهدنا آخر ذلك يجعل ال أن داعين

. سفرته الله سبيل في وكتبت زيارته،

الشريفة وروضته الله رسول مسجد ذكر

دائرة بالطات األربع جهاته من تحفه مستطيل، المعظم المسجد

بالمسجد ويدور والرمل، بالحصى مفروش صحن ووسطه به،

. المقدسة والروضة المنحوت بالحجر مبلط شارع الشريف

يلي مما القبلية الجهة في ساكنها على وسالمه الله صلوات

. تمثيله يتأتى ال عجيب وشكلها الكريم، المسجد من الشرق

عالها قد النعت، الرائق النحت البديع بالرخام منورة ووهي

. القبلية الصفة وفي األزمان طول مع والطيب المسك تضميخ

. الناس يقف وهنالك الكريم الوجه قبالة هو فضة مسمار منها

وينصرفون فيسلمون القبلة، مستدبرين الكريم الوجه مستقبلين

عنه الله رضي بكر أبي ورأس الصديق، بكر أبي وجه إلى n يمينا

إلى ينصرفون ثم وسلم، عليه الله صلى الله رسول قدمي عند

الله رضي بكر أبي كتفي عند عمر ورأس الخطاب، بن عمر

.،n طيبا الله زادها المقدسة، الروضة من الجوفي وفي عنهما

: بيت كان إنه يقال محراب، شكل قبلته وفي مرخم، صغير حوض

ويقال ،n تسليما وسلم عليه الله صلى الله رسول بنت فاطمة

. دفة: الكريم المسجد وسط وفي أعلم والله قبرها، هو n أيضا

يفضي مدرج له سرداب على مقفلة األرض، وجه على مطبقة

ذلك وعلى المسجد، خارج عنه الله رضي بكر أبي دار إلى

إلى عنها الله رضي المؤمنين أم عائشة طريق كان السرداب

وأمر الحديث، في ذكرها ورد التي الخوخة هو أنه شك وال داره،

. دار وبإزاء سواها ما وسد بإبقائها، وسلم عليه الله صلى النبي

رضي عمر بن الله عبد ابنه ودار عمر، دار عنه الله رضي بكر أبي

عبد أبي المدينة إمام دار الكريم المسجد وبشرقي عنهما، الله

السالم باب من وبمقربة عنه، الله رضي أنس بن مالك الله

. الزرقاء بالعين وتعرف معين، ماؤها درج، على إليها ينزل سقاية،

عليه الله صلى الله رسول قدم الكريم المسجد بناء ابتداء ذكر

الثالث ليلة اإلثنين يوم الهجرة دار الشريفة المدينة n تسليما وسلم

وأقام عوف، بن عمرو بني على فنزل األول، ربيع شهر من عشر

أربع وقيل ليلة، عشرة أربع وقيل ليلة، وعشرين ثنتين عندهم

أيوب أبي بدار النجار بني على فنزل المدينة إلى توجه ثم ، ليال�

بنى حتى أشهر سبعة عنده وأقام عنه، الله رضي األنصاري

. وسهيل لسهل n مربدا المسجد موضع وكان ومسجده مساكنه

. النجار بن مالك بن غانم بن ثعلبة بن عاند بن عمر أبي رافع ابني

. أجمعين عنهم الله رضي زرارة بن أسعد حجر في يتيمان وهما

الله: رسول فابتاع عنه، الله رضي أيوب أبي حجر في كانا وقيل

أيوب أبو أرضاهما بل وقيل المربد، ذلك وسلم عليه الله صلى

: فبنى. وسلم عليه الله صلى الله لرسول وهباه إنهما وقيل عنه

مع فيه وعمل المسجد، وسلم عليه الله صلى الله رسول

أساطين، وال n سقفا له يجعل ولم ،n حائطا عليه وجعل أصحابه،

: . إن وقيل ذلك مثل وعرضه ذراع، مائة طوله ،n مربعا وجعله

. . اشتد فلما القامة قدر حائطه ارتفاع وجعل ذلك دون كان عرضه

جذوع من أساطين له فأقام تسقيفه، في أصحابه تكلم الحر

. وكف السماء أمطرت فلما جريدها من سقفه وجعل النخل،

رسول. وسلم عليه الله صلى الله رسول أصحاب فكلم المسجد

: . عريش كال فقال بالطين عمله في وسلم عليه الله صلى الله

. ذلك من أقرب واألمر موسى، كظلة ظله أو موسى، كعريش

: ? إذا: كان وسلم عليه الله صلى الله قال موسى ظلة وما قيل

. رأسه السقف أصاب قام

  : حولت حين منها الجنوب باب سد ثم أبواب ثالثة للمسجد وجعل

عليه الله صلى الله رسول حياة على المسجد وبقي القبلة،

. عمر أيام كانت فلما عنه الله رضي بكر أبي وحياة ،n تسليما وسلم

الله صلى الله رسول مسجد في زاد عنه الله رضي الخطاب بن

: . عليه الله صلى الله رسول سمعت أني لوال وقال وسلم عليه

. فأنزل فيه زدت ما المسجد في نزيد أن ينبغي يقول وسلم

األساس وجعل اللبن، أساطين مكانها وجعل الخشب، أساطين

عدا ما جهة كل في منها ستة، األبواب وجعل القامة، إلى حجارة

: فما للنساء هذا يترك أن ينبغي منها باب في وقال بابان، القبلة

: . المسجد هذا في زدنا وقال وجل، عز الله لقي حتى فيه رئي

عليه الله صلى الله رسول مسجد يزل لم الجبانة، يبلغ حتى

عم للعباس n موضعا المسجد في يدخل أن عمر وأراد وسلم

. وكان منه فمنعه عنهما، ورضي وسلم عليه الله صلى الله رسول

: . يؤذي إنه وقال عمر فنزعه المسجد، في يصب ميزاب فيه

الله رضي كعب بن أبي بينهما وحكما العباس، فنازعه الناس،

: فقال إليه، دخال ثم ساعة، بعد إال لهما يأذن فلم داره فأتيا عنهما،

: دع أبي له فقال ليتكلم، عمر فذهب رأسي، تغسل جاريتي كانت

وسلم، عليه الله صلى الله رسول من لمكانه يتكلم الفضل أبا

وسلم، عليه الله صلى الله رسول لي خطها خطة العباس، فقال

رسول عاتقي على ورجالي إال الميزاب وضعت وما معه، وبنيتها

: . إن أبي فقال المسجد في إدخالها وأراد فطرحه عمر فجاء الله

. وسلم عليه الله صلى الله رسول سمعت n علما هذا من عندي

. فيه: وكان المقدس الله بيت يبني أن السالم عليه داود أراد يقول

. . قاما ثم فباعاه راودهما ثم فأبيا البيع على فراودهما ليتيمين بيت

. . داود فاستعظم كذلك رداه ثم منهما واشتراه البيع، فردا بالغين

فأنت. لك؛ فهو شيء من تعطي كنت إن إليه الله فأوحى الثمن

. أغنى. وإن يرضيا حتى فأعطهما رزقنا نم تعطيهما كنت وإن أعلم

. بناءه عليك حرمت وقد لي، هو بيت مظلمة عن البيوت

. . فقال: السالم ليه سليمان فأعطاه سليمان فأعطه رب يا قال

فخرج: ? قاله وسلم عليه الله صلى الله رسول بأن لي من عمر

. الله رضي عمر فقال ذالك له فأثبتوا األنصار، من قوم إلى أبي

أن أحببت ولكنني قولك، أخذت غيرك أجد لم لو إني أما عنه

: إال. الميزاب ترد ال والله عنه الله رضي للعباس قال ثم أثبت

: . . أثبتت إذا أما قال ثم ذلك العباس ففعل عاتقي على وقدماك

. زاد ثم المسجد في وأدخلها عمر، فهدمها لله، صدقة فهي لي،

يظل فكان بنفسه، وباشره بقوة وبناه عنه، الله رضي عثمان فيه

من ووسعه المنقوشة، بالحجارة محله وأتقن وبيضه نهاره، فيه

مثبتة حجارة سواري له وجعل منها، الشرق جهة إلى جهاته

. n محرابا له وصنع بالساج، وسقفه والرصاص، الحديد بأعمدة

: . عبد: بن عمر وقيل المحراب بنى من أول هو مروان إن وقيل

. - تولى الملك عبد بن الوليد فيه زاد ثم الوليد خالفة في العزيز

وعمله إتقانه، في وبالغ وحسنه فوسعه العزيز، عبد بن عمر ذلك

: . أريد الروم ملك إلى بعث الوليد وكان المذهب والساج بالرخام

. إليه فبعث فيه فأعني وسلم، عليه الله صلى نبينا مسجد أبني أن

. حجر بإدخال الوليد وأمر الذهب من مثقال ألف وثمانين الفعلة،

ما الدور من عمر فاشترى فيه، وسلم عليه الله صلى النبي أزواج

. عبيد امتنع القبلة، إلى صار فلما المسجد من جهات ثالث في زاد

الكالم، بينهما ودار حفصة، دار بيع من عمر بن الله عبد بن الله

من يخرجوا أن وعلى منها، بقي ما له أن على عمر، ابتاعها حتى

وجعل المسجد، في التي الخوخة وهي السجد، إلى n طريقا باقيها

مطلة إحداها وكانت أركانه، أربعة في صوامع أربع للمسجد عمر

. فأطل بها، نزل الملك عبد بن سليمان حج فلما مروان دار على

. للمسجد عمر وجعل بهدمها، فأمر األذان حين المؤذن عليه

. : المهدي. فيه زاد ثم المحراب أحدث من أول هو ويقال n محرابا

. وكتب له، يقض ولم بذلك، أمرهم وكان المنصور جعفر أبي بن

الشرق، جهة من فيه الزيادة في يرغبه زيد بن الحسن إليه

المسجد: الكريمة الروضة توسطت شرقيه في زيد إن إنه ويقول

الله. رضي عثمان دار هدم أراد إنما بأنه جعفر أبو فاتهمه الكريم

: دار. عن فاكفف أردت، الذي عرفت قد إني إليه فكتب عنه

تنشر بستور القيظ أيام الصحن يطلل أن جعفر أبو وأمر عثمان

لتكن الصحن، في تكون خشب، على ممدودة حبال على

مائتي الوليد بناء في المسجد طول وكان الحر، من المصلين

باألرض،. المقصورة وسوى ذراع، ثالثمائة إلى المهدي فبلغه ذراع

من مواضع على اسمه وكتب ذراعين، بمقدار عنها مرتفعة وكانت

عند. للوضوء دار ببناء قالوون المنصور الملك أمر ثم المسجد

- المعروف الدين عالء الصالح األمير بناءها فتولى السالم باب

إليها. وأجرى البيوت، بها تستدير الفناء متسعة وأقامها باألقمر

يتم. فلم ذلك، مثل تعالى الله شرفها بمكة يبني أن وأراد الماء

. شاء إن وسيذكر والمروة الصفا بين الناصر الملك ابنه فبناه له،

ألنه. قطع قبلة وسلم، عليه الله صلى الله رسول مسجد قبلة الله

. : . السالم عليه جبريل أقامها وقيل أقامها وسلم عليه الله صلى

. أم: وروي يقيمها وهو سمتها إلى له جبريل يشير كان وقيل

حتى فتنحت فتولضعت الجبال، إلى أشار السالم عليه جبريل

. إليه ينظر وهو يبني وسلم عليه الله صلى فكان الكعبة بدت

النبي. ورود أول القبلة وكانت قطع قبلة فهي اعتبار وبكل n عيانا

. إلى حولت ثم المقدس بيت إلى المدينة وسلم عليه الله صلى

. : . n شهرا عشر سبعة بعد وقيل n شهرا عشر ستة بعد الكعبة

عليه الله صلى الله رسول أن الحديث وفي الكريم المنبر ذكر

له صنع فلما بالمسجد، نخلة جزع إلى يخطب كان n تسليما وسلم

: أن . وروي حوارها إلى الناقة حنين الجذع lحن إليه وتحول المنبر

فالتزمه إليه نزل n تسليما وسلم عليه الله صلى الله رسول

. : واختلفت. القيامة يوم إلى لحن� ألتزمه لم لو وقال فسكن

. رضي الداري n تميما أن فروي الكريم المنبر صنع فيمن الروايات

: . عنه الله رضي للعباس n غالما إن وقيل صنعه الذي هو عنه الله

: الحديث في ذلك ورد األنصار من ألمرأة غالم وقيل صنعه،

. ثالث. له وكان األثل من وقيل الغابة، طرفاء من وصنع الصحيح

على. يقعد وسلم عليه الله صلى الله رسول فكان درجات

. بكر أبو ولي فلما وسطاهن في الكريمتين رجليه ويضع علياهن،

على رجليه وجعل وسطاهن، على قعد عنه الله رضي الصديق

وجعل. أوالهن على جلس عنه الله رضي عمر ولي فلما أوالهن

من n صدرا عنه الله رضي عثمان ذلك وفعل األرض، على رجليه

. رضي معاوية إلى األمر صار أن ولما الثالثة إلى ترقى ثم خالفته،

. وعصفت المسلمون فضج الشام، إلى المنبر نقل أراد عنه الله

وأظلمت ،n نهارا النجوم وبدت الشمس، وخسفت شديدة، ريح

رأى فلما مسلكه، يتبين وال الرجل يصادم الرجل فكان األرض،

تسع فبلغ أسفله، من درجات ست فيه وزاد تركه، معاوية ذلك

درجات.

بالمسجد اإلمام وكان الله رسول بمسجد واإلمام الخطيب ذكر

من سالمة بن الدين بهاء المدينة إلى دخولي عهد في الشريف

المشايخ، بقية الزاهد االصالح العالم عنه وينوب مصر، أهل كبار

ويقضي قبله يخطب وكان به، الله نفع الواسطي، الدين عز

. المصري عمر الدين سراج الشريفة بالمدينة

حكاية

بالمدينة القضاء خطة في أقام هذا الدين سراج أن يذكر

إلى ذلك بعد الخروج أراد إنه ثم سنة، أربعين نحو بها والخطابة

ثالث النوم في وسلم عليه الله صلى الله رسول فرأى مصر،

أجله، باقتراب وأخبره منها، الخروج عن ينهاه مرة كل في مرات،

: على ، سويس له يقال بموضع فمات وخرج، ذلك عن ينته فلم

سوء من بالله نعوذ إليها، يصل أن قبل مصر، من ثالث مسيرة

فرحون. بن محمد الله عبد أبو الفقيه عنه ينوب وكان الخاتمة

: الله عبد محمد أبو الشريفة بالمدينة اآلن وأبناؤه الله، رحمه

من وأصلهم محمد الله عبد وأبو الحكم، ونائب المالكية، مدرس

. والقضاء الخطابة وتولي وأصالة حسب بها ولهم تونس، مدينة

. مصر أهل من األسيوطي الدين جمال ذلك بعد الشريفة بالمدينة

. الكرك بحصن n قاضيا ذلك قبل وكان

به والمؤذنين الشريف المسجد خدام المسجد   ذكر هذا وخدام

حسان، هيئات على وهم وسواهم األحابيش من وسدنته الشريف

الخدام، بشيخ يعرف وكبيرهم ظراف، ومالبس نظاف، وصور

والشام، مصر بديار المرتبات ولهم الكبار، األمراء هيئة في وهو

الشريف بالحرم المؤذنين ورئيس سنة، كل في بها إليهم ويؤتى

قرية مطرية من المطري، الدين جمال الفاضل المحدث اإلمام

المجاور والشيخ الله، عبد الدين عفيف الفاضل وولده بمصر،

الغرناطي محمد بن محمد بن محمد الله عبد أبو الصالح

n خوفا نفسه جب الذي وهو المجاورة، قديم بالتراس المعروف

. الفتنة من

حكاية

عبد يسمى لشيخ n خديما كان الغرناطي الله عبد أبا أن يذكر

بأهله، إليه يطمئن به، الظن حسن الشيخ وكان العجمي، الحميد

بمنزله، عادته على وتركه مرة، فسافر بداره، سافر متى ويتركه

: إني فقال نفسه، عن وراودته الحميد عبد الشيخ زوجة به فعلقت

. تراوده تزل فلم وماله أهله على ائتمنني من أخون وال الله أخاف

عليه، وغشي نفسه، lفجب الفتنة نفسه على خاف حتى وتعارضه

من وصار برئ حتى فعالجوه الحالة، تلك على الناس ووجده

. باق� وهو به الطائفين ورأس به، n ومؤذنا الكرام، المسجد خدام

. العهد هذا إلى الحياة بقيد

الشريفة بالمدينة المجاورين ذكر

كثير مرزوق محمد بن أحمد العباس أبو الفاضل الصالح الشيخ منهموسلم عليه الله صلى الله رسول بمسجد والصالة والصوم العبادة

في بها رأيته المعظمة، بمكة جاور ربما وكان ،n محتسبا n صابرا ،n تسليمامالزمته من أعجب وكنت n طوافا الناس أكثر وهو وعشرين، ثمان� سنة

: السود بالحجارة مفروش والمطاف بالمطاف، الحر شدة مع الطواف . السقائين رأيت ولقد المحماة الصفائح كأنها الشمس بحر وتصير

ويلتهب إال فيه يصب الذي الموضع يجاوز فما عليها الماء يصبون . الجوارب يلبسون الوقت ذلك في الطائفين وأكثر حينه من الموضع

يطوف، n يوما ورأيته القدمين، حافي يطوف مرزوق بن العباس أبو وكانالحجر استالم وأردت المطاف، فوصلت معه أطوف أن فأحببت

الحجر، تقبيل بعد الرجوع وأردت الحجارة، تلك لهب فلحقني األسود،نجادي أجعل ورجعت أطف فلم ورجعت عظيم، جهد بعد إال وصلته فما

. بمكة العهد ذلك في وكان الرواق بلغت حتى عليه، وأمشي األرض علىأبي الفقيه بن محمد ابن محمد القاسم أبو وكبيرها غرناطة وزير

. ،n طوافا سبعين اسبوع كل يطوف وكان األزدي مالك بن سهل الحسن

. يطوف مرزوق ابن وكان الحر لشدة القائلة وقت في يطوف يكن ولم . الشيخ الله كرمها بالمدينة المجاورين ومن عليه زيادة القائلة شدة فيبن عيسى مهدي أبو ومنهم الكفيف، المراكشي سعيد العابد الصالح

. المكناسي حزرونجبل إلى وخرج وعشرين، ثمان سنة بمكة مهدي أبو الشيخ جاور حكاية

لمتعبد ووصلوا الجبل صعدوا فلما المجاورين، من جماعة مع حراءعن مهدي أبو تأخر عنه، ونزلوا n تسايما وسلم عليه الله صلى الله النبي

ووصل عليه، فسلك n قصيرا فظنه الجبل، في n طريقا ورأى الجماعة،فلم حولهم فيما فتطلعوا يأت، فلم فانتظروه اجبل أسفل إلى أصحابه

تعالى، الله شرفها مكة إلى فمضوا سبقهم، أنه فظنوا n أثرا له يرواالطريق، عن وتاه آخر، جبل إلى به فأفضى طريقه، في عيسى ومضى

على ويلف ثيابه من يقطع فكان نعله، وتمزقت والحر، العطش وأجهدهفبعث . غيالن أم بشجرة واستظل المشي، عن ضعف أن إلى رجليه : وأوصله فأركبه بحاله، فأعلمه عليه وقف حتى جمل، على n أعرابيا الله

نحو وأقام إليه، فسلمه ذهب فيه هيمان وسطه على وكان مكة، إلىجلدة لهما ونبتت جلدتهما وذهبت قدميه، على القيام يستطيع ال شهر

. ومن. الله شاء إن أذكره لي لصاحب ذلك مثل جرى وقد أخرىالمحسنين، القراء من الشروي محمد أبو الشريفة بالمدينة المجاورين

. للقاضي الشفاء كتاب بها يقرأ وكان المذكورة السنة في بمكة وجاور . أبو الفقيه المجاورين من وبها التراويح في وأم� الظهر، بعد عياض

شهاب الصالح الشيخ ببنت وتزوج بها، المالكية مدرس الفاسي العباس . الزرندي الدين

الناس: بعض مع n يوما تكلم الفاسي العباس أبا أن يذكر حكاية

جهله بسبب فيها ارتكب بعظيمة تكلم أن إلى الكالم به فانتهى

فقال عنه، الله عفا n صعبا n مركبا للسانه حفظه وعدم النسب، بعلم

فرفع يعقب، لم السالم عليهما طالب أبي بن علي بن الحسين

، الحسني جماز بن منصور بن طفيل المدينة أمير إلى كالمه

. عن فنفاه فيه فكلم قتله وأراد إنكاره، وبحق كالمه، فأنكر

نعوذ. أثر له يظهر لم اآلن وإلى اغتاله من بعث أنه ويذكر المدينة

. وزلله اللسان عثرات من بالله

الشريفة المدينة أمير ذكر

. عمه قتل قد وكان جماز بن منصور بن كبيش المدينة أمير كان

. : سبع. سنة خرج n كبيشا إن ثم بدمه توضأ إنه ويقال n مقبال

فأدركتهم أصحابه، ومعه الحر شدة في الفالة إلى وعشرين

راعهم فما األشجار ظالل تحت فتفرقوا األيام، بعض في القائلة

: مقبل، لثارات يا ينادون عبيدهم من جماعة في مقبل وأبناء إال

. أخوه بعده وتولى دمه ولعقوا ،n صبرا منصور بن كبيش فقتلوا

. الفاسي العباس أبا نفى أنه ذكرنا الذي منصور، بن طفيل

الشريفة المدينة بخارج الكريم المشاهد بعض ذكر

باب على إليه ويخرج المكرمة، المدينة بشرقي وهو الغرقد، بقيع فمنها . خروجه عند يساره على إليه الخارج يلقى ما فأول البقيع بباب يعرفعمة وهي عنهما، الله رضي المطلب عبد بنت صفية قبر الباب من

رضي العوام بن الزبير وأم ،n تسليما وسلم عليه الله صلى الله رسولرضي أنس بن مالك الله عبد أبي المدينة إمام قبر وأمامها عنه، الله

الساللة قبر وأمامه البناء، مختصرة صغيرة قبة وعليه عنه، اللهعليه الله صلى الله رسول بن إبراهيم الكريم النبوية المقدسة الطاهرة

بن عمر بن الرحمن عبد تربة يمينها وعن بيضاء، قبة وعليه وسلمعقيل قبر وبإزائه شحمة، بأبي المعروف وهو عنهما الله رضي الخطاب

بن جعفر الجناحين ذي بن الله عبد وقبر عنه، الله رضي طالب أبي بنالمؤمنين أمهات قبور فيها روضة وبإزائهم عنه، الله رضي طالب أبي

عم المطلب عبد بن العباس قبر فيها روضة ويليها عنهن، الله رضيطالب أبي بن علي بن الحسن وقبر وسلم، عليه الله صلى الله رسول

يمين عن اإلحكام، بديعة الهواء في ذاهبة قبة وهي السالم، عليهماعليهما العباس رجلي إلى الحسن ورأس البقيع، باب من الخارج

بديعة بألواح مغشيان متسعان األرض، عن مرتفعان وقبراهما السالم، . قبور وبالبقيع العمل البديعة الصفر بصفائح مرصعة االلتصاق،

. يعرف ال أنها إال عنهم الله رضي الصحابة وسائر واألنصار المهاجرينعفان. بن عثمان عمر أبي المؤمنين أمير قبر البقيع آخر وفي أكثرها

أسد بنت فاطمة قبر منه مقربة وعلى كبيرة قبة وعليه عنه، الله رضي. ابنها وعن عنها الله رضي طالب أبي بن علي أم هاشم بن

منها ميلين نحو على المدينة، قبلي وهو قباء، الكريمة المشاهد ومنعلى أسس الذي المسجد وبه النخل، حدائق في بينهما والطريق

. تظهر طويلة بيضاء صومعة فيه مربع مسجد وهو والرضوان التقوىيتبرك وسلم، عليه الله صلى بالنبي الناقة مبرك وسطه وفي البعد على

مصطبة، على محراب صحنه من القبلية الجهة وفي فيه، بالصالة الناس . قبلي وفي وسلم عليه الله صلى النبي فيه ركع موضع أول وهو

. بكر ألبي تنسب دور ويليها األنصاري أيوب ألبي كانت دار المسجد . التي وهي أريس، بئر وبإزائه عنهم الله رضي وعائشة وفاطمة وعمركان أن بعد وسلم، عليه الله صلى النبي فيه تفل لما n عذبا ماؤها عاد

. عنه. الله رضي عثمان من الكريم الخاتم وقع وفيها n أجاجا: . يقال الشريفة المدينة بخارج الزيوت حجر فيه المشاهد ومن

. وإلى وسلم عليه الله صلى للنبي هنالك حجر من رشح الزيت إن

. صرخ حيث الشيطان، جبل بإزائها بضاعة بئر منه الشمال جهة

. : حفره الذي الخندق شفير وعلى نبيكم قتلت قد وقال أحد يوم

حصن األحزاب، تخرب عند وسلم عليه الله صلى الله رسول

. : . المدينة لعزاب بناه عمر إن يقال العزاب بحصن يعرف خرب

المؤمنين أمير اشترى التي رومة بئر الغرب جهة إلى وأمامه

المشاهد ومن ، n ألفا بعشرين نصفها عنه الله رضي عثمان

صلى اله رسول فيه قال الذي المبارك الجبل وهو أحد، الكريمة

" " : بجوار وهو ونحبه يحبنا جبل n أحدا إن n تسليما وسلم عليه الله

الشهداء وبإزائه منها، فرسخ نحو على الشريفة، المدينة

. الله رسول عم حمزة قبر وهنالك عنهم الله رضي المكرمون

الشهداء وحوله عنه، الله ورضي وسلم عليه الله صلى

. أحد لقبلي وقبورهم عنهم، الله رضي أحد في المستشهدون

الله رضي طالب أبي بن لعلي ينسب مسجد أحد طريق وفي

عنه، الله رضي الفارسي سلمان إلى ينسب ومسجد عنه،

الله صلى رسوله على الفتح سورة أنزلت حيث الفتح ومسجد

. الوجهة هذه في الشريفة بالمدينة إقامتنا وكانت وسلم عليه

: حلقوا قد والناس الكريم، بالمسجد نبيت ليلة كل وفي أيام أربعة

. القرآن ربعات وبينهم الكبير الشمع وأوقدوا ،n حلقا صحنه في

التربة مشاهدة في وبعضهم الله، يذكرون وبعضهم يتلونه، الكريم

بمدح يترنمون جانب بكل والحداة ،n طيبا الله زادها الطاهرة،

. تلك في الناس دأب وهكذا وسلم عليه الله صلى الله رسول

المجاورين على الكثيرة بالصدقات ويجودون المباركة، الليالي

إلى. الشام من الوجهة هذه في صحبتي في وكان والمحتاجين

شكل، بن بمنصور يعرف فاضل أهلها من رجل الشريفة المدينة

. . صحبتي في وكان وبخارى بحلب ذلك بعد واجتمعنا بها وأضافني

n أيضا وصحبني شنان، بن قاسم الدين شرف الزيدية قاضي n أيضا

حجر بن بعلي يسمى غرناطة، أهل من الفقراء، الصلحاء أحد

األموي.

أفضل ساكنها على الله، كرمها المدينة إلى وصلنا لما حكاية

تلك رأى أنه المذكور حجر بن علي لي ذكر السالم، وأزكى الصالة

: : عني واحفظ مني اسمع له يقول n قائال النوم في الليلة

زائرين يا لـكـم n هنيئاضـريحـه

من المعاد يوم به أمنتمالـرجـس

الحبـيب قبر إلى وصلتمبـطـيبة�

أو بطيبة يضحي لمن فطوبى يمسى

. قاعدة دهلي مدينة إلى رحل ثم بالمدينة صحبه بعد الرجل هذا وجاور . حكاية وذكرت جواري في فنزل وأربعين، ثالث سنة في الهند، بالد

له وحكى يديه، بين فحضر بإحضاره، فأمر الهند، ملك يدي بين رؤياهبإنزاله، وأمر بالفارسية، n جميال n كالما له وقال واستحسنه، فأعجبه ذلك، . ديناران المغرب دنانير من التنكة ووزن ذهب من تنكة ثالثمائة وأعطاه

له وعين وخلعة، واللجام، بالسرج محلى n فرسا وأعطاه دينار، ونصف . ومولده غرناطة، أهل من طيب فقيه هنالك وكان يوم كل في n مرتبا . حجر بن علي فصحبه المغربي الدين بجمال هنالك يعرف ببجاية،

. داره، خارج بدويرة وأنزله بنته يزوجه أن على وواعده المذكور، . بها يطمئن وال ثيابه مفرش في الدنانير يترك وكان n غالما جارية واشترى

. . فلما. وهربا وأخذاه الذهب ذلك أخذ على والجارية الغالم فاتفق ألحد . والشراب، الطعام عن فامتنع للذهب وال ،n أثرا لهما يجد لم الدار أتى

يدي بيد قضيته فعرضت عليه، جرى ما على n أسفا المرض به واشتدقد فوجدوه بذاك، يعلمه من إليه وبعث ذلك، له يخلف أن فأمر الملك، . الله شرفهما مكة نريد المدينة، من رحيلنا وكان تعالى الله رحمه ماتصلى. الله رسول منه أحرم الذي الحليفة ذي مسجد بقرب فنزلنا تعالى

حرم منتهى وهو أميال، خمسة على منه والمدينة وسلم، عليه الله . الثياب. مخيط من تجردت وهنالك العقيق وادي منه وبالقرب المدينة

. n مفردا بالحج وأحرمت ركعتين وصليت احرامي ثوب ولبست واغتسلتشعب أتيت أن إلى وحدور وصعود وجبل سهل كل في n ملبيا أزل ولم

. الليلة تلك نزلت وبه السالم، عليه علي

: . إن ويقال العلم ذات ببئر تعرف بئر وبها بالروحاء، ونزلنا منه رحلنا ثم. الجن بها قاتل السالم عليه n عليا

. وقصر وبنيان، ونخل ماء فيه معمور، واد� وهو بالصفراء ونزلنا رحلنا ثمحصون وتواليه كبير، حصن وفيها وسواهم، الحسنيون الشرفاء يسكنه

. متصلة وقرى كثيرة

عليه الله صلى رسوله الله نصر حيث ببدر ونزلنا منه، رحلنا ثم

. وهي المشركين صناديد واستأصل الكريم، وعده وأنجز وسلم،

بطن من إليه يدخل منيع حصن وبها متصلة، نخل حدائق فيها قرية

. الذي القليب وموضع ماؤها يجري فوارة عين وببدر جبال بين واد�

. . الشهداء وموضع بستان اليوم هو المشركون الله أعداء به سبح

. على المالئكة به نزلت الذي الرحمة وجبل خلفه عنهم الله رضي

شبه وهو الطبول، جبل وبإزائه الصفراء، إلى منه الداخل يسار

. هنالك يسمعون أنهم البلدة تلك أهل ويزعم ممتد الرمل كثيب

رسول عريش وموضع جمعة ليلة كل في الطبول أصوات مثل

lجل ربه يناشد بدر، يوم به كان الذي وسلم عليه الله صاى الله

وعند أمامه، الواقعة وموضع الطبول، جبل بسفح متصل وتعالى،

عليه الله صلى الله رسول ناقة مبرك له يقال مسجد القليب نخل

فيه. تطرد جبال بين واد� في بريد نحو والصفراء بدر وبين وسلم

. النخل حدائق وتتصل العيون،

برية وهي البزواء، بقاع المعروفة الصحراء إلى بدر من ورحلنا

. وفي ثالث مسيرة الخليل خليله عن ويذهل الدليل، بها يضل

n زمانا الماء بها يبقى n غدرانا المطر فيه يتكون رابغ، وادي منتهاها

. الجحفة دون وهو والمغرب، مصر حجاج يحرم ومنه ،n طويال

على وهي السويق، بعقبة ومررنا خليص، إلى n ثالثا رابغ من وسرنا

يقصدون والحجاج الرمل كثيرة خليص، من يوم نصف مسافة

ذلك، برسم والشام مصر من ويستصحبونه بها، السويق شرب

. األحواض، منه يمألون واألمراء بالسكر n مخلطا الناس ويسقونه

وسلم عليه الله صلى الله رسول أن ويذكرون الناس ويسقونها

. إياه فأعطاهم رملها من فأخذ طعام أصحابه مع يكن ولم بها مر

. األرض، من بسيط في وهي خليص بركة نزلنا ثم n سويفا فشربوه

. البسيط وفي جبل قنة في مشيد حصن لها النخل، حدائق كثيرة

األرض، في أخاديد لها صنعت فوارة عين وبها خرب، حصن

. . النسب حسني شريف خليص وصاحب الضياع إلى وسربت

إليها يجلبون عظيمة n سوقا هنالك يقيمون الناحية تلك وعرب

. من بسيط في وهي عسفان، إلى رحلنا ثم واألدام والتمر الغنم

عثمان إلى إحداها تنسب معين، ماء آبار وبها جبال، بين األرض،

. n أيضا عثمان إلى المنسوب والمدرج عنه الله رضي عفان بن

. وفي جبلين بين مضيق وهو خليص، من يوم نصف مسافة على

. بئر وهنالك قديمة عمارة وأثر درج، صورة على بالط منه موضع

. : . حصن وبعسفان أحدثها إنه ويقال السالم عليه علي إلى تنسب

. ثم كثير المقل شجر من وبه الخراب، أوهنه قد مشيد وبرج عتيق

، الظهران مر n أيضا ويسمى مر، بطن ونزلنا عسفان، من رحلنا

تلك تسقي سيالة فوارة عين ذو النخل، كثير مخصب واد وهو

شرفها. مكة إلى والخضر الفواكه تجلب الوادي هذا ومن الناحية

. والنفوس المبارك، الوادي هذا من أدلجنا ثم تعالى الله

عند فوصلنا ومآلها، بحالها مسرورة آمالها ببلوغ مستبشرة

على منها فوردنا تعالى، الله شرفها مكة األمين البلد إلى الصباح

صلى محمد صفية ومبعث إبراهيم، خليله ومبوإ تعالى، الله حرم

. دخله من الذي الشريف الحرام البيت ودخلنا وسلم عليه الله

الله زادها الشريفة، الكعبة وشاهدنا شيبة، بني باب من n آمنا كان

في وترفل الجالل، منصة على تجلى كالعروس وهي ،n تعظيما

. الرضوان جنة إلى موصلة الرحمن، بوفود محفوفة الجمال، برود

ركعتين وصلينا الكريم، الحجر واستلمنا القدوم، طواف بها وطفنا

الباب بين الملتزم عند الكعبة بأسنار وتعلقنا إبراهيم، بمقام

زمزم، ماء من وشربنا الدعاء، يستجاب حيث األسود، والحجر

وسلم عليه الله صلى النبي عن ورد حسبما له شرب لما وهو

بمقربة بدار، هنالك ونزلنا والمروة، الصفا بين سعينا ثم ،n تسليما

- هذا على بالوفادة شرفنا الذي لله والحمد إبراهيم باب من

السالم عليه الخليل دعوة بلغنا ممن وجعلنا الكريم، البيت

والمسجد الشريفة الكعبة بمشاهدة أعيننا ومتع والتسليم،

. والحطيم وزمزم الكريم والحجر العظيم

إلى النزوع على القلوب طبع أنه تعالى الله صنع عجائب ومن

الشريفة، بمعاهدها المثول إلى والشوق المنيفة، المشاهد هذه

يمجاميع أخذت إال أحد يحلها فال القلوب، في n متمكنا حبها وجعل

شديد عنها، لبعاده n متولها لفراقها، n أسفا إال يفارقها وال قلبه،

نصب المباركة فأرضها عليها، الوفادة لتكرار n ناويا إليها، الحنين

. n وتصديقا بالغة، الله من حمكة القلوب حشو ومحبتها األعين،

. السالم عليه خليله لدعوة

 

على ويهون غائبة، وهي ويمثلها نائية، وهي يحضرها والشوق

ضعيف من وكم العناء، من ويعانيه المشاق من يلقاه ما قاصدها

. الله جمع فإذا طريقها في التلف ويشاهد دونها، n عيانا الموت يرى

وال مرارة لها يذق لم كأنه ،n مستبشرا n مسرورا تلقاها شمله، بها

. يشوبها ال وداللة رباني، وصنع إلهي، ألمر إنه n نصبا وال محنة كابد

. بصيرة في وتعز تمويه يطرقها وال شبهة، تغشاها وال لبس،

تعالى - الله رزقه ومن المتفكرين فكرة في وتبدو المستبصرين،

عليه الله أنعم فقد الفناء، بذلك والمثول األرجاء، بتلك الحلول

. : أن عليه فحق واألخرى الدنيا الدارين خير وخوله الكبرى، النعمة

. الله جعلنا أواله ما على الحمد ويديم خوله، ما على الشكر يكثر

في وكتبت تجارته، قصدها في وربحت زيارته، قبلت ممن تعالى

. وكره بمنه أوزاره، بالقبول ومحيت آثاره، الله سبيل

المعظمة مكة مدينة ذكر

به تحف واد� بطن في مستطيلة، البنيان متصلة كبيرة مدينة وهي

. الملطة الجبال وتلك إليها يصل حتى قاصدها يراها فال الجبال،

. جبل هما جبالها من واألخشبان الشموخ بمفرطة ليست عليها

قعيقعان، وجبل منها، والشرق الجنوب جهة في وهو قبيس، أبي

. ومن األحمر الجبل منها الشمال وفي منها، الغرب جهة في وهو

شعبان وهما األصغر، وأجياد األكبر، أجياد قبيس أبي جهة

: " . وعرفة منى كلها والمناسك وستذكر جبل، وهي والخندمة،

: . " ثالثة األبواب من ولمكة الله شرفها مكة بشرقي والمزدلفة

بباب n أيضا ويعرف أسفلها، من الشبيكة وباب بأعالها، المعلى باب

الشريفة، المدينة طريق وعليه المغرب، جهة إلى وهو العمرة،

. ذلك،وباب وسيذكر التنعيم، إلى يتوجه ومنه وجدة والشام ومصر

رضي الوليد بن خالد دخل ومنه الجنوب، جهة من وهو المسفل،

العزيز كتابه في الله أخبر كما الله، شرفها مكة فتح يوم عنه الله

. الدعوة لها سبقت ولكن زرع ذي غير بواد� الخليل نبيه عن n حاكيا

. لها تجبى شيء كل وثمرات إليها، تجلب طرفة فكل المباركة،

ال ما والرطب والخوخ والتين العنب الفواكه من بها أكلت ولقد

سواه يماثله ال إليها المجلوب البطيخ وكذلك الدنيا، في له نظير

. يفترق ما وكل الطعوم لذيذات سمان بها واللحوم وحالوة، n طيبا

. والخضر الفواكه لها وتجلب اجتماعه فيها السلع، من البالد في

حرمه بسكان الله من n لطفا مر، وبطن نخلة ووادي الطائف من

. العتيق بيته ومجاوري األمين

وكرمه الله شرفه الحرام المسجد ذكر

. . شرق من طوله الساحة متسع وهو البلد وسط في الحرام والمسجديقرب وعرضه األزرقي، ذلك حكى ذراع، أربعمائة من أزيد غرب إلى

. . . . ال جميل ومرآه بديع ومنظره وسطه في العظمى والكعبة ذلك من . وارتفاع كماله بحسن الواصف يحيط وال بدائعه، وصف اللسان يتعاطىثالثة مصطفة طوال أعمدة على وسقفه n؛ ذراعا عشرين نحو حيطانه

. n انتظاما الثالثة بالطاته انتظمت وقد وأجملها صناعة بأتقن صفوف،وتسعون وإحدى أربعمائة الرخامية سواريه وعدد واحد بالط كأنها n عجيباوهي الحرم، في المزيدة الندرة دار في التي الجصية عدا ما سارية

. . العراقي الركن مع المقام ويقابلها الشمال في اآلخذ البالط في داخلةالبالط هذا بجدار ويتصل إليه، البالط هذا من يدخل متصل، وفضاؤها

والنساخون " " المقرئون بها يجلس حنايا قسي تحت مساطب

. وسائر. تماثلها مساطب يقابله الذي البالط جدار وفي والخياطون . مدخل إبراهيم باب وعند حنايا بدون مساطب جدرانها تحت البالطات

. أبي الخليفة ابن المهدي وللخليفة جصية سواري فيه الغربي البالط منالحرام المسجد توسيع في كريمة آثار عنهما الله رضي المنصور جعفر

. محمد الله عبد أمر مكتوب الغربي البالط جدار أعلى وفي بنائه وإحكامبيت لحاج الحرام المسجد بتوسعة الله أصلحه المؤمنين أمير المهدي

. ومائة وستين سبع سنة في وعمارته الله n وتكريما n تعظيما الله زادها الشريفة المعظمة الكعبة مائلة   ذكر والكعبة

الجهات من الهواء في ارتفاعها مربعة بنية وهي المسجد، وسط فياألسود الحجر بين التي الرابعة الجهة ومن ،n ذراعا وعشرون ثمان� الثالثالركن من التي صفحتها وعرض ،n ذراعا وعشرون تسع اليماني والركن

عرض وكذلك n شبرا وخمسون أربعة األسود الحجر إلى العراقيوعرض الشامي، الركن إلى اليماني الركن من تقابلها التي الصفحة

الحجر داخل من الشامي الركن إلى العراقي الركن من التي صفحتهاالركن من تقابلها التي الصفحة عرض وكذلك ،n شبرا وأربعون ثمانية

وعشرون مائة فإنه الحجر خارج وأما العراقي، الركن إلى الشاميوقد السمر، الصم بالحجر وبناؤها الحجر خارج هو إنما والطواف n شبرافيها تؤثر وال األيام، تغيرها فال وأشده، وأحكمه اإللصاق بأبدع ألصقت

األسود الحجر بين الذي الصفح في المعظمة الكعبة وباب األزمانالموضع وذلك أشبار، عشرة األسود الحجر وبين وبينه العراقي، والركن . األرض عن الباب وارتفاع الدعاء يستجاب حيث بالملتزم، المسمى هو

عشر ثالثة وطوله أشبار، ثمانية وسعته شبر ونصف n شبرا عشر أحدمصفح وهو أشبار، خمسة عليه ينطوي الذي الحائط وعرض n شبرا

بالفضة، مصفحات العليا وعتبته وعضادتاه الصنعة بديع الفضة، بصفائحكل في الكريم الباب ويفتح قفل، عليهما فضة من كبيرتان نقارتان وله

وسلم عليه الله صلى النبي مولد يوم في ويفتح الصالة، بعد جمعة يوموقوائم درج له المنبر، شبه n كرسيا يضعوا أنم فتحة في ورسمهم

جدار إلى ويلصقونه عليها، الكرسي يجري بكرات أربع لها خشب،يصعد ثم الكريمة، بالعتبة n متصال األعلى درجه فيكون الشريفة، الكعبة

الستر فيمسكون السدنة، ومعه الكريم المفتاح وبيده الشيبين كبيررئيسهم يفتح ما بخالل بالبرقع، المسمى الكعبة باب على المسبل

الباب، وسد وحده، البيت ودخل الشريفة، العتبة قبل فتحه فإذا الباب،الباب ويسدون الشيبين، سائر يدخل ثم ركعتين، يركع ما قدر وأقام

ذلك أثناء وفي بالدخول، الناس ويبادر الباب، يفتح ثم ويركعون، ،n أيضاوأيد� ضارعة وقلوب خاشعة بأبصار الكريم الباب مستقبلين يقفون : رحمتك أبواب لنا افتح اللهم ونادوا كبروا فتح فإذا الله، إلى مبسوطة

بالرخام مفروش الشريفة الكعبة وداخل الراحمين أرحم يا ومغفرتكمن الطول مفرطة طوال ثالثة أعمدة وله كذلك وحيطانه المجزع،

متوسطة وهي n خطا أربع أالخر وبين منها عمود كل بين الساج، خشبعرض نصف منها األوسط يقابل الشريفة، الكعبة داخل الفضاء في

من الشريفة الكعبة وستور والشامي العراقي الركنين بين الذي الصفح ،n وإشراقا n نورا عليها تألأل وهي باألبيض، فيها مكتوب األسود، الحرير

. الكعبة في اآليات عجائب ومن األرض إلى األعلى من جميعها وتكسوالذي الله إال يحصيها ال بأمم غاص والحرم يفتح، بابها أن الشريفة

ال أنها عجائبها ومن عنهم، تضيق وال أجمعين فيدخلونها ورزقهم، خلقهمدون قط رآها أنه أحد يذكر ولم ،n نهارا وال n ليال n أبدا طائف عن تخلو

وال. عليها ينزل ال الطير، من وسواه مكة حمام أن عجائبها ومن طائفحاذى فإذا كله الحرم أعلى على يطير الحمام وتجد الطيران في يعلوها

ينزل ال ويقال يعلها ولم الجهات إحدى إلى عنها عرج الشريفة الكعبةمرضه من يبرأ أو لحينه يموت أن فإما مرض به كان إذا إال طائر عليها

. والتعظيم المهابة لها وجعل والتكريم بالتشريف خصها االذي فسبحانالحجر، على الذي الصفح اعلى في والميزاب المبارك الميزاب ذكر

. والموضع ذراعين بمقدار بارز وهو واحد، شبر وسعته الذهب، من وهو . الحجر في الميزاب وتحت الدعاء استجابة مظنة الميزاب تحت الذي

على مستطيلة خضراء رخامة وعليه السالم، عليه إسيماعيل قبر هومقدار سعتها وكلتاهما مستديرة، خضراء برخامة متصلة محراب، شكل . الركن يلي مما جانبه وإلى المنظر رائقة الشكل غريبة وكلتاهما شبر،

مستديرة خضراء رخامة وعالمته السالم، عليها هاجر أمه قبر العراقي. أشبار سبعة القبرين وبين ونصف شبر مقدار سعتها

األسود الحجر أشبار   ذكر ستة األرض عن فارتفاعه األسود الحجر وأماملصق وهو إليه يتطاول والصغير لتقبيله، يتطامن الناس من فالطويل

وعقد، شبر وطوله شبر، ثلثا وسعته المشرق، جهة إلى الذي الركن في : إن ويقال ملصقة قطع أربع وفيه الركن في منه دخل ما قدر يعلم وال

: بدبوس ضربه سواه، كسره الذي إن وقيل كسره الله لعنه القرمطي. المغاربة من جماعة بسببه وقتل قتله إلى الناس وتبادر فكسره،

سواد على بياضها يلوح فضة، من بصفيحة مشدودة الحجر وجوانببها يتنعم لذة ولتقبيله ،n باهرا n حسنا العيون منه فتنجلي الكريم، الحجر

به ربانية وعناية فيه، مودعة خاصية لثمه، يفارق ال أن الثمه ويود الفم،نفعنا ، أرضه في الله يمين إنه وسلم عليه الله صلى النبي قول وكفى

. القطعة وفي إليه شيق كل عليه وأوفد ومصافحته، باستالمه اللهمستلمه، ليمين الموالي جانبه يلي مما األسود، الحجر من الصحيحة

وترى البهية الصحيفة تلك في خال كأنها مشرقة، صغيرة بيضاء نقطة

تقبيله على n ازدحاما بعض على بعضهم يتساقط بها طافوا إذا الناسيصنعون وكذلك الشديدة، المزاحمة بعد إال ذلك من أحد يتمكن فقلما

أول وهو الطواف ابتداء األسود الحجر عند ومن الحرم، دخول عندالكعبة وجعل n قليال عنه تقهقر استلمه فإذا الطائف، يلقاها التي األركان

العراقي، الركن بعده يلقى ثم طوافه، في ومضى يساره، عن الشريفةالغرب، جهة إلى وهو الشامي، الركن يلقى ثم الشمال، جهة إلى وهو

الحجر إلى يعود ثم الجنوب، جهة إلى وهو اليماني، الركن يلقى ثم. الشرق جهة إلى وهو األسود،

الركن وبين الله شرفها الكعبة باب بين أن إعلم الكريم المقام ذكرذلك، من النصف نحو وعرضه n شبرا عشر اثنا طوله n موضعا العراقيالسالم عليه إبراهيم مدة في المقام موضع وهو شبرين نحو وارتفاعه

مصلى، اآلن هو الذي الموضع إلى وسلم عليه الله صلى النبي صرفه ثمإذ الحرام البيت ماء ينصب وإليه الحوض، شبه الموضع ذلك وبقي

. المقام وموضع فيه للصالة الناس يزدحم مبارك موضع وهو غسل،الباب إلى وهو الشريف، والباب العراقي الركن بين ما يقابل الشريف

ما قدر الشريف المقام عن متجاف� حديد، اشباك تحتها قبة وعليه أميل،الصندوق، إلى الشباك ذلك من يده أدخل إذا اإلنسان أصابع تصل

لركعتي مصلى جعل قد محوز موضع ورائه ومن مقفل والشباكدخل. لما وسلم عليه الله صلى الله رسول أن الصحيح وفي الطواف

" : من واتخذوا فقرأ المقام أتى ثم ،n سبعا به فطاف البيت أتى المسجدإمام " مصلى المقام وخلف ركعتين خلفه وركع مصلى إبراهيم مقام

. هنالك الذي الحطيم في الشافعيةوهي خطوة، وعشرون تسع الحجر جدار ودور والمطاف الحجر ذكر

المجزع البديع بالرخام وهو الدائرة، داخل من n شبرا وتسعون أربعةأربعة وسعته شبر، ونصف أشبار خمسة وارتفاعه اإللصاق، المحكم . المنظم بالرخام مفروش واسع بالط الحجر وداخل شبر ونصف أشبار . تحت الذي الشريفة الكعبة جدار وبين اإلتقان البديع الصنعة المعجز

،n شبرا أربعون استواء خط على الحجر جدار من يقابله ما وبين الميزابأذرع، ستة وسعته العراقي، الركن وبين بينه أحدهما مدخالن وللحجر

جاءت كما بنته، حين البيت من قريش تركته الذي هو الموضع وهذاستة n أيضا وسعته الشامي، الركن عند اآلخر والمدخل الصحاح، اآلثار

مفروش الطواف وموضع n شبرا وأبعون ثمانية المدخلين وبين أذرعتسع بمقدار البيت عن اتسعت وقد اإللصاق، محكمة السود بالحجارةحتى إليه امتدت فإنها الشريف، المقام تقابل التي الجهة في إال n خطا

وطواف أبيض برمل مفروش البالطات مع الحرم وسائر به أحاطت

. المفروشة الحجارة آخر في النساءزمزم   ذكر

خطوة وعشرون أربع وبينهما األسود الحجر تقابل زمزم بئر وقبة

. . n خطا عشر إليه ركنها ومن القبة يمين عن الشريف والمقام

في المباركة البئر وتنور األبيض، بالرخام مفروش القبة وداخل

. من وهو الشريفة للكعبة المقابل الجدار إلى n مائال القبة، وسط

. ،n شبرا أربعون ودوره بالرصاص مفروغ اإللصاق البديع الرخام

عشرة إحدى البئر وعمق شبر، ونصف أشبار أربعة وارتفاعه

القبة وباب جمعة ليلة كل في يتزايد ماءها أن يذكرون وهم قامة

شبر، سعتها سقاية بداخل استدارات وقد الشرق جهة إلى

ماء تمأل أشبار، خمسة نحو األرض عن وارتفاعها لك، مثل وعمقها

قبة ويلي للوضوء عليها الناس يقعد مسطبة وحولها للوضوء،

وبابها عنه، الله رضي العباس إلى المنسوبة الشراب قبة زمزم

. قالل في زمزم ماء بها يجعل اآلن وهي الشمال جهة إلى

فيها ليبرد بها وتترك واحد مقبض له دورق وكل الدوارق، يسمونها

والكتب الشريفة، المصاحف اختزان وبها الناس فيشربه الماء،

مبسوط تابوت على تحتوي خزان وبها الشريف للحرم التي

عنه، الله رضي ثابت بن زيد بخط كريم مصحف فيه متسع،

عليه الله صلى الله رسول وفاة من عشرة ثماني سنة منتسخ

. هذا أخرجوا شدة أو قحط أصابهم إذا مكة وأهل n تسليما وسلم

العتبة على ووضعوه الكعبة، باب وفتحوا الشريف، المصحف

الناس واجتمع وسلم، عليه إبراهيم مقام في ووضعوه الشريفة،

العزيز بالمصحف متوسلين متضرعين داعين رؤوسهم، كاشفين

برحمته، الله تداركهم وقد إال ينفصلون فال الشريف، والمقام

. على عنه تعالى الله رضي العباس قبة ويلي بلطفه وتغمدهم

. اليهودية بقبة المعروفة القبة منها انحراف

الشريفة المشاهد من به دار وما الحرام المسجد أبواب ذكر

،n بابا عشر تسعة تعالى الله شرفه الحرام المسجد وأبواب

مفتح وهو الصفا، باب فمنها كثيرة، أبواب على مفتحة وأكثرها

وهو مخزوم، بني بباب يعرف n قديما وكان أبواب، خمسة على

للوافد ويستحب المسعى، إلى يخرج ومنه المسجد، أبواب أكبر

بني باب من الله شرفه الحرام المسجد يدخل أن مكة على

بين طريقه n جاعال الصفا باب من طوافه بعد ويخرج شيبة،

الله، رحمه المهدي المؤمنين أمير اقامهما اللتين األسطوانتين

الصفا، إلى وسلم عليه الله صلى الله رسول طريق على n علما

الخياطين باب ومنها بابين على مفتح األصغر أجياد باب ومنها

ثالثة على مفتح عنه الله رضي العباس باب ومنها بابين على مفتح

بابين، على مفتح وسلم عليه الله صلى النبي باب ومنها أبواب،

جهة من الشرقي الجدار ركن في وهو شيبة، بني باب ومنها

ثالثة على مفتح وهو ،n متياسرا الشريفة الكعبة باب أمام الشمال،

ومنها الخلفاء، دخول كان ومنه شمس، عبد بني باب وهو أبواب،

: باب يسمى وقيل له، اسم ال شيبة بني باب إزاء صغير باب

ويسمى الندوة باب ومنها السدرة، لرباط منه يدخل ألنه الرباط،

: من الغربي الركن في والثالث منتظمان، اثنان أبواب ثالثة بذلك

الحرم في n شارعا n مسجدا جعلت قد الندوة ودار الندوة، دار

العجلة لدار صغير باب ومنها الميزاب، تقابل وهي إليه، n مضافا

من وهو واحد، العمرة وباب واحد، السدرة باب ومنها محدث،

في مختلفون والناس واحد، إبراهيم وباب الحرم، أبواب أجمل

والصحيح السالم، عليه الخليل إبراهيم إلى ينسبه فبعضهم نسبته،

الحزورة وباب األعاجم، من الخوزي إبراهيم إلى منسوب أنه

ويتصل بابين، على مفتح إليه ينسب ثالث وباب بابين، على مفتح

األربعة هذه من البابين ينسب من الناس ومن الصفا لباب

. الدقاقين إلى ألجياد المنسوبة

  : قبيس أبي ركن على إحداهن خمس الحرام المسجد وصوامع

على والثالثة شيبة، بني باب ركن على واألخرى الصفا، باب عند

على والخامسة السدرة، باب ركن على والرابعة الندوة، دار باب

. السلطان عمرها مدرسة العمرة باب من وبمقربة أجياد ركن

المظفر بالملك المعروف اليمن ملك رسول بن يوسف المعظم

يكسو كان وهو باليمن، المظفرية الدراهم إليه تنسب التي

- وبخارج قالوون المنصور الملك ذلك على غلبه أن إلى الكعبة،

عبد أبي الصالح المالكية إمام دار فيها كبيرة زاوية إبراهيم باب

قبة إبراهيم باب وعلى بخليل المدعو الرحمن عبد بن محمد الله

صنع غرائب من داخلها في صنع قد السمو، مفرطة عظيمة

. الداخل يمين عن الباب هذا وبإزاء الوصف عنه يعجز ما الجص

أحمد بن محمد الدين جالل العابد الشيخ يقعد كان إليه

n أيضا وعنده كنسبته، تنسب بئر إبراهيم باب وخارج األفشهري،

في العراق صدقات كانت الذي العجمي دانيال الصالح الشيخ دار

. رباط منه وبمقربة يديه على تأتي سعيد أبي السلطان أيام

بمكة مجاورتي أيام سكنته الرباطات، أحسن من وهو الموفق،

سعادة. الطيار الصالح الشيخ العهد ذلك في به وكان المعظمة

n ساجدا فوجد العصر صالة بعد بيته إلى n يوما ودخل الجراني،

الله رضي به كان مرض غير من n ميتا الشريفة الكعبة مستقبل

n نحوا الشامي محمد الدين شمس الصالح الشيخ به وسكن عنه

. من المغربي شعيب الصالح الشيخ به وسكن سنة أربعين من

على بيته في بصري يقع فلم n يوما عليه دخلت الصالحين كبار

: ما على أستر لي فقال ذلك في له فقلت حصير سوى شيء

رأيت.

منها يخرج وسطوح مناظر لها كثيرة دور الشريف الحرم وحول

على الشريف البيت مشاهدة في وأهلها الحرم، سطح إلى

زوجة زبيدة دار منها الحرم، إلى تفضي أبواب لها ودور الدوام،

. وسواها الشرابي ودار العجلة، دار ومنها المؤمنين، أمير الرشيد

الوحي قبة الحرام المسجد من بمقربة المقدسة المشاهد ومن

باب من بمقربة عنها الله رضي المؤمنين أم خديجة دار في وهي

ولدت حيث صغيرة قبة البيت وفي وسلم عليه الله صلى الرسول

رضي الصديق بكر أبي دار منها وبمقربة السالم، عليها فاطمة

من طرفه بارز، مبارك حجر فيه مبارك جدار ويقابلها عنه الله

: الله صلى النبي على يسلم كان إنه ويقال الناس يستلمه الحائط

رجل عن سأل وسلم عليه الله صلى النبي ان ويذكر وسلم عليه

. : بحاضر ليس إنه الله رسول يا وقال الحجر، ذلك فنطق

المسجد أبواب من هو الذي الصفا باب ومن والمروة الصفا ذكر

عشرة سبع الصفا وسعة خطوة، وسبعون ست الصفا إلى الحرام

الصفا وبين مسطبة، كأنها علياهن درجة عشرة اربع وله خطوة،

إلى الصفا من منها خطوة، وتسعون وثالث أربعمائة والمروة

إلى األخضر الميل ومن خطوة، وتسعون ثالث األخضر الميل

الميلين ومن خطوة، وسبعون خمس األخضرين الميلين

. وللمروة خطوة وعشرون وخمس ثالثمائة المروة إلى األخضرين

سبع المروة وسعة كبير واحد قوس ذات وهي درجات، خمس

. ركن مع مثبتة خضراء سارية هو األخضر والميل خطوة عشرة

الساعي يسار عن الحرم من الشرقي الركن على التي الصومعة

باب إزاء خضراوان ساريتان هما األخضران والميالن المروة، إلى

الخارج يسار عن الحرم جدار في أحدهما الحرم، أبواب من علي

والميلين األخضر الميل وبين تقابلها، واألخرى الباب، من

مسيل والمروة الصفا وبين ،n وعائدا n ذاهبا الرمل يكون األخضرين

والسمن والتمر واللحم الحبوب فيها يباع عظيمة، سوق فيه

. يكادون ال والمروة الصفا بين والساعون الفواكه من وسواها

سوق بمكة وليس الباعة، حوانيت على الناس الزدحام يخلصون

وبين شيبة باب عند والعطارون البزازون إال هذه سوى منتظمة

. يقطنه رباط اآلن وهي عنه الله رضي العباس دار والمروة الصفا

وضوء دار n أيضا وبنى الله، رحمه الناصر الملك عمره المجاورون

بابين لها وجعل وعشرين، ثمان سنة والمروة الصفا بين فيما

. ربع وعليها العطارين في واآلخر المذكور السوق في أحدهما

وعن هالل، بن الدين عالء األمير ذلك بناء وتولى خدامها، يسكنه

نمي أبي بن عطيفة الدين سيف مكة أمير دار المروة يمين

وسنذكره.

ذلك ويعرف المعلى، باب خارجة مكة وجبانة المباركة الجبانة ذكر

: بقوله الجرهمي مضاض ابن الحارث عنى وإياه بالحجون الموضع

الحجون بين يكن لم كأنالصفا إلى

بمـكة يسمر ولم أنيس�سـامـر

  أهلهـا كنا نحن بلى

فـأبـادنـاوالجدود الليالي صروف

العواثر

والعلماء والتابعين الصحابة من الغفير الجم مدفن الجبانة وبهذه

مكة أهل عن وذهب دثرت، مشاهدهم أن إال واألولياء، والصالحين

أم قبر منها المعروف فمن القليل، إال منها يعرف فال علمها

النبي أوالد أم خويلد بنت خديجة المرسلين سيد ووزير المرمنين،

السبطين وجدة إبراهيم، عدا ما كلهم وسلم، عليه الله صلى

وسلم عليه الله صلى النبي على وسالمه الله صلوات الكريمين

. أبي المؤمنين أمير الخليفة قبر منه وبمقربة أجمعين وعليهم

العباس بن الله عبد بن علي بن محمد بن الله عبد المنصور جعفر

الله عبد فيه صلب الذي الموضع وفيها أجمعين، عنهم الله رضي

. غيرة الطائف أهل هدمها بنية به وكان عنهما الله رضي الزبير بن

يمين وعن اللعن من ، المبير حجاجهم يلحق كان لما منهم

بايعت الذي المسجد إنه يقال خراب، مسجد الجبانة مستقبل

الجبانة هذه وعلى وسلم عليه الله صلى الله رسول فيه الجن

وإلى الطائف إلى الذاهب وطريق عرفات إلى الصاعد طريق

العراق.

مكة خارج المشاهد بعض ذكر

: الجبل هو الحجون إن n أيضا ويقال ذكرناه، وقد الحجون فمنها

يلي وهو األبطح، n أيضا وهو المحصب، ومنها الجبانة على المطل

الله رسول به نزل الذي كنانة بني خيف وفيه المذكورة، الجبانة

قبور على يهبط واد� وهو الطوى ذو ومنها وسلم، عليه الله صلى

إلى منه ويخرج كداء، ثنية دون بالحصحاص التي المهاجرين

. بن الله عبد وكان والحرام الحل بين n حجزا الموضوعة األعالم

بذي يبيت تعالى الله شرفها مكة قدم إذا عنه الله رضي عمر

صلى الله رسول أن ويذكر مكة، إلى ويغدو منه يعتسل ثم طوى

" " . وهي ، الكاف بضم كدي ثنية ومنها ذلك فعل وسلم عليه الله

في وسلم عليه الله صلى الله رسول دخل ومنها مكة، بأعلى

" " . لها ويقال ، الكاف بفتح كداء ثنية ومنها مكة إلى الوداع حجة

صلى الله رسول خرج ومنها مكة، بأسفل وهي البيضاء، الثنية

. كوم مضيقها وفي جبيلين بين وهي الوداع، عام وسلم عليه الله

. بحجر يرجمه به يمر من وكل الطريق، على موضوع حجارة

. الثنية: هذه وبين الحطب حمالة وزوجه لهب أبي قبر إنه ويقال

وبمقربة منى، عن صدروا إذا الركب ينزله سهل بسيط مكة وبين

بإزائه مسجد الله شرفها مكة من ميل نحو على الموضع هذا من

فيه كان آخر، حجر يعلوه مصطبة كأنه الطريق على موضوع حجر

: . بذلك قعد وسلم عليه الله صلى النبي إن يقال رسمه فدثر نقش

. بتقبيله الناس فيتبرك عمرته من مجيئه عند n مستريحا الموضع

. ومنه مكة، من فرسخ على وهو التنعيم، ومنها إليه ويستندون

أم اعتمرت ومنه الحرام، إلى الحل أدنى وهو مكة، أهل يعتمر

الله صلى الله رسول بعثها حين عنها الله رضي عائشة المرمنين

عنه، الله رضي الرحمن عبد أخيها مع الوداع حجة في وسلم عليه

. على ثالثة مساجد هنالك وبنيت التنعيم من يعمرها أن وأمره

. التنعيم وطريق عنها الله رضي عائشة إلى كلها تنسب الطريق

األجر في رغبة يوم كل في كنسه يتحرون والناس فسيح، طريق

. هذا. وفي n حافيا فيه يمشي من المعتمرين من ألن والثواب

وهو الزاهر، ومنها الشبيكة، تسمى التي العذبة اآلبار الطريق

على موضع وهو التنعيم، طريق على مكة، من ميلين نحو على

. وأسواق وبساتين دور أثر فيه الطريق جانبي

الشرب كيزان عليه تصف مستطيل دكان الطريق جانب وعلى

وهي الزاهر، آبار من الموضع ذلك خديم يمألها الوضوء، وأواني

. الخير وأهل المجاورين الفقراء من والخديم n جدا القعر بعيدة

الغسل من للمعتمرين المرفقة من فيه لما ذلك على يعينونه

. بالزاهر يتصل طوى وذو والوضوء، والشرب

بمكة المطيفة الجبال ذكر

مكة من والشسرق الجنوب جهة في وهو قبيس أبي جبل فمنها

شرفها مكة من الجبال وأدنى األخشبين، أحد وهو الله، حرسها

. رباط وأثر مسجد وبأعاله األسود الحجر ركن ويقابل الله،

. مطل. وهو يعمره أن أراد الله رحمه الظاهر الملك وكان وعمارة

. مكة حسن يظهر ومنه البلد جميع وعلى الشريف، الحرم على

. أن ويذكر المعظمة والكعبة واتساعه الحرم وجمال الله شرفها

زمان الحجر استودع وفيه الله، خلقه جبل أول هو قبيس أبي جبل

الذي. الحجر أدى ألنه األمين تسمية قريش وكانت الطوفان

: . آدم قبر إن ويقال السالم عليه إبراهيم الخليل إلى فيه استودع

. صلى النبي موقف موضع قبيس أبي جبل وفي به السالم عليه

. أحد وهو قعيقان، ومنها القمر له انشق حين وسلم عليه الله

مكة من الشمال جهة في وهو األحمر، الجبل ومنها األخشبين،

المعروفين الشعبين عند جبل وهو الخندمة ومنها الله، شرفها

عن أربعة على وهو الطير جبل ومنها األصغر، وأجياد األكبر بأجياد

الخليل عليها وضع التي الجبال إنها يقال التنعيم، طريق جهتي

كتابه في الله نص حسبما دعاها ثم الطير أجزاء السالم عليه

الشمال في وهو حراء، جبل ومنها حجارة، من أعالم عليه العزيز،

مشرف وهو منها، فرسخ نحو على تعالى الله شرفها مكة من

. صلى الله رسول وكان القنة عالي الهواء في ذاهب منى، على

من الحق أتاه وفيه المبعث، قبل n كثيرا فيه يتعبد وسلم عليه الله

عليه الله صلى الله رسول تحت اهتز الذي وهو الوحي، وبدأ ربه

: وصديق نبي إال عليك فما إثبت وسلم عليه الله صلى فقال وسلم

. كانوا العشرة أن وروي يومئذ معه كان فيكمن واختلف ، وشهيد

معه.

وهو ثور، جبل ومنها ،n أيضا تحته اهتز ثبير جبل أن n أيضا روي وقد

اليمن، طريق على تعالى الله شرفها مكة من فرسخ قدر على

حين وسلم عليه الله صلى الله رسول إليه أوى الذي الغار وفيه

الله رضي الصديق ومعه الله، شرفها مكة من n مهاجرا خروجه

: . أن كتابه في األزرقي ذكر العزيز الكتاب في ورد حسبما عنه،

: lإلي وقال وسلم عليه الله صلى الله رسول نادى المذكور الجبل

. رسول دخل فلما n نبيا سبعين قبلك أويت فقد ،lإلي lإلي محمد يا

معه، الصديق وصاحبه به واطمأن الغار وسلم عليه الله صلى الله

الحمامة وصنعت الغار، باب على حينها من العنكبوت نسجت

ومعهم المشركون فانتهى تعالى، الله بإذن فيه وفرخت n عشا

العنكبوت ورأوا األثر انقطع هنا ها فقالوا الغار، إلى األثر قصاص

: هنا، أحد دخل ما فقالوا مفرخة، والحمام الغار فم على نسج قد

: : قال. منه، علينا لجوا لو الله رسول يا الصديق فقال وانصرفوا

. يكن ولم اآلخر الجانب إلى المباركة بيده وأشار هنا من نخرج كنا

. الوهاب الملك بقدرة باب فيه فانفتح باب فيه

من دخوله فيرومون المبارك، الغار هذا زيارة يقصدون والناس

. بذلك n تبركا وسلم عليه الله صلى النبي منه دخل الذي الباب

حتى فيه، وينشب له يتأتى ال من ومنهم له، يتأتى من فمنهم

. يدخله وال أمامه يصلي من الناس ومن العنيف، بالجذب يتناول

: كان ومن دخله، لرشده كان من إنه يقولون البالد تلك وأهل

. ألنه الناس من كثير يتحاماه ولهذا دخوله على يقدر لم لزينة

: . الحجاج أشياخنا بعض أخبرني جزي ابن قال فاضح مخجل

هذا يلي مما بداخله أن هو إليه الدخول صعوبة سبب أن األكياس

. ذلك من دخل فمن n معترضا n كبيرا n حجرا منه يدخل الذي الشق

يمكنه فلم الحجر، ذلك إلى راسه وصل وجهه على n منبطحا الشق

يليان وصدره ووجهه العلو، إلى ينطوي أن يمكنه وال التولج،

والجذب. الجهد بعد إال يخلص وال ينشب الذي هو فذلك األرض

إذا ألنه أمكنه، ظهره على n مستلقيا منه دخل ومن خارج إلى

،n قاعدا واستوى رأسه، رفع المعترض الحجر إلى رأسه وصل

الشق في وأوسطه المعترض الحجر إلى n مستندا ظهره فكان

. الغار بداخل n قائما يقوم ثم الغار خارج من ورجاله

:   حكاية أحدهما أصحابي من لصاحبين الجبل بهذا اتفق ومما

التوزري، األفريقي فرحان بن الله عبد محمد أبو المكرم الفقيه

الغار قصدا أنهما آشي، الوادي األندلسي أحمد العباس أبو واآلخر

ثمان سنة في تعالى الله شرفها بمكة مجاورتهما حين في

n عارفا n دليال يستصحبا لم منفردين، وذهبا وسبعمائة، وعشرين

. منقطعة، سواها n طريقا وسلكا الغار طريق وضال فتاها بطريقه؛

كان ما نفد فلما القيظ، وحمى الحر اشتداد أوان في وذلك

إلى الرجوع في أخذا الغار، إلى يصال لم وهما الماء، من عندهما

إلى يفضي وكان فاتبعاه n طريقا فوجدا تعالى، الله شرفها مكة

الهالك، وعاينا العطش، وأجهدهما الحر، بهما واشتد آخر، جبل

جملة، المشي عن فرحان بن الله عبد محمد أبو الفقيه وعجز

. فضل فيه وكان بنفسه األندلسي ونجا األرض، إلى بنفسه والقى

إلى الطريق به أفضى حتى الجبال تلك يسلك يزل ولم قوة،

واعلمني وقصدني، تعالى، الله شرفها مكة إلى فدخل أجياد،

في وانقطاعه التورزي الله عبد أمر من كان وبما الحادثة بهذه

. عم ابن المذكور الله ولعبد النهار آخر في ذلك في وكان الجبل،

بمكة، ذاك إذ وكان نخلة، وادي سكان من وهو حسن، اسمه

أبا اإلمام الصالح الشيخ وقصدت عمه، ابن على جرى بما فأعلمته

ألمالكية إمام بخليل المعروف الرحمن عبد بن محمد الله عبد

عارفين مكة أهل من بجماعة فبعث بخبره، فأعلمته به، الله نفع

التوزري الله عبد أمر من وكان طلبه، في والشعاب الجبال بتلك

وأقام بظله، فاستظل كبير، حجر إلى لجأ رفيقه، فارقه لما أنه

رأسه، فوق تطير والغربان والعطش، الجهد من الحالة هذه على

. قوة نفسه في وجد الليل، واتى النهار، انصرم فلما موته وتنتظر

الجبل من ونزل قدميه على الصباح عند فقام الليل، برد وأنعشه

أن إلى n ماشيا يزل فلم الشمس، عنه الجبال حجبت واد بطن إلى

. وقع رآها فلما للعرب خيمة فوجد قصدها، فقصد دابة له بدأت

وكان الخيمة، صاحبة فرأته النهوض، يستطع ولم األرض إلى

فلم الماء من عندها كان ما فسقته الماء ورد إلى ذهب قد زوجها

له، n حمارا وأركبه يرو، فلم ماء قربة فسقاه زوجها وجاء يرو،

قام كأنه n متغيرا الثاني من العصر صالة عند فوصلها مكة به وقدم

. قبر من

مكة أميري ذكر

األجلين للشريفين إليها دخولي عهد في مكة إمارة وكانت

أبي: األمير أبني عطيفة الدين وسيف رميثة الدين أسد األخوين

. أكبرهما ورميثة الحسنيين قتادة بن علي بن سعد أبي بن نمي

لعدله بمكة، له الدعاء في عطيفة اسم يقدم كان ولكنه ،n سنا

العهد، هذا في مكة أمير وهو وعجالن، أحمد األوالد من ولرميثة

. ومبارك محمد األوالد من ولعطيفة قاسم وأم وسند وتقيه

برباط. رميثة أخيه ودار المروة، يمين عن عطيفة ودار ومسعود

واحد كل باب على الطبول وتضرب شيبة، بني باب عند الشرابي

. يوم كل من المغرب صالة عند منهما

وفضائلهم مكة أهل ذكر

الحسنة   واألخالق التامة والمكارم الجميلة األفعال مكة وألهل

. ومن للغرباء الجوار وحسن والمنقطعين الضعفاء إلى واإليثار

الفقراء بإطعام فيها يبدأ وليمة أحدهم صنع متى أنهم مكارمهم

خلق، وحسن ورفق بتلطف ويستدعيهم المجاورين، المنقطعين

. حيث باألفران، يكونون المنقطعين المساكين وأكثر يطعمهم ثم

. منزله إلى واحتمله خبزه أحدهم طبخ فإذا أخبازهم الناس يطبخ

يردهم وال له، قسم ما منهم واحد لكل فيعطي المساكين فيتبعه

طيب نصفها أو ثلثها يعطي فإنه واحدة خبزة له كانت ولو خائبين،

. األيتام أن الحسنة أفعالهم ومن ضجر غير من بذلك النفس

: كبرى قفتان منهم واحد كل ومع بالسوق، يقعدون الصغار

إلى مكة أهل من الرجل فيأتي n مكتال القفة يسمون وهم وصغرى

الصبي ذلك ويعطي والخضر، واللحم الحبوب فيشتري السوق،

األخرى، في والخضر واللحم قفتيه، إحدى في الحبوب فيجعل

الرجل ويذهب منها، طعامه له ليهيأ الرجل دار إلى ذلك ويوصل

في األمانة خان الصبيان من n أحدا أن يذكر فال وحاجته، طوافه إلى

. ذلك على ولهم الوجوه أتم ما على حمل ما يؤدي بل قط، ذلك

. في ونظافة ظرف لهم مكة وأهل فلوس من معلومة أجرة

. ساطعة ناصعة n أبدا ثيابهم فترى البياض لباسهم وأكثر المالبس

بعيدان السواك ويكثرون ويكتحلون n كثيرا الطيب ويستعملون

. ذوات الجمال بارعات الحسن فائقات مكة ونساء األخضر األراك

. طاوية لتبيت إحداهن إن حتى التطيب، يكثرن وهن وعفاف صالح

. ليلة كل في بالبيت الطواف يقصدن وهن n طيبا بقوتها وتشتري

طيبهن، رائحة الحرم على وتغلب زي أحسن في فيأتين جمعة،

. وألهل n عبقا ذهابها بعد الطيب أثر فيبقى منهن المرأة وتذهب

فرغنا إذا تعالى الله شاء إن سنذكرها وغيره حسنة عوائد مكة

. ومجاوريها فضائلها ذكر من

وخطيبها مكة قاضي ذكر

وصلحائها وعلمائها الموسم وإمام

العالم إمام بن محمد الدين نجم العابد الصالح العالم مكة قاضي

والمواساة الصدقات كثير فاضل وهو الطبري، الدين محيي

للكعبة والمشاهدة الطواف كثير األخالق حسن للمجاورين،

n وخصوصا المعظمة، المواسم في الكثير الطعام يطعم الشريفة،

فيه يطعم فإنه وسلم، عليه الله صلى الله رسول مولد في

وجميع الشريف الحرم وخدام وفقراءها وكبراءها مكة شرفاء

يعظمه. الله رحمه الناصر الملك مصر سلطان وكان المجاورين

. وولده يديه على تجرى أمرائه وصدقات صدقاته وجميع ،n كثيرا

. وخطيب الله شرفها مكة قاضي اآلن وهو فاضل، الدين شهاب

وحيد المصقع الفصيح السالم عليه إبراهيم بمقام اإلمام مكة

ليس الذين الخطباء أحد وهو الطبري، الدين بهاء عصره

. لكل ينشئ أنه لي وذكر بيان وحسن بالغة مثلهم بالمعمورة

. المالكية وإمام الموسم وإمام بعد فيما يكررها ال ثم خطبة جمعة

الشهير الخاشع الصالح العالم الفقيه الشيخ هو الشريف بالحرم

عبد زيد أبي الورع الصالح اإلمام الفقيه ابن محمد الله عبد أبو

. من وأهله ببقائه وأمتع به الله نفع بخليل المشتهر وهو الرحمن،

كبارها، من حيون ببني بها ويعرفون إفريقية، من الجريد بالد

أهل من الكبار أحد وهو الله، شرفها بمكة أبيه ومولد ومولده

. مستغرق ذلك على الطوائف بإجماع وقطبها واحدها بل مكة،

كثير األخالق حسن النفس كريم حيي أوقاته، جميع في العبادة

. n خائبا سأله من يرد ال الشفقة،

مباركة ذاك   حكاية إذ وأنا الله، شرفها بمكة مجاورتي أيام رأيت

وسلم عليه الله صلى والنبي المظفرية، بالمدرسة منها ساكن

المذكورة المدرسة في التدريس بمجلس قاعد وهو النوم، في

والناس الشريفة، الكعبة منه تشاهد الذي الشباك بجانب

دخل قد بخليل المدعو الله عبد أبا الشيخ أرى فكنت يبايعونه،

وجعل وسلم، عليه الله صلى الله رسول يدي بين القرفصاء وقعد

: على أبايعك وقال وسلم، عليه الله صلى الله رسول يد في يده

،n خائبا n مسكينا بيتي من أرد ال وأن منها، أشياء وعدد وكذا، كذا

نفسي في وأقول قوله، من أعجب فكنت كالمه، آخر ذلك وكان

والزيالعة واليمن مكة فقراء كثرة مع عليه، ويقدر هذا يقول كيف

. جبة n البسا ذلك حين أراه وكنت والشام ومصر والعجم والعراق

. يلبسها كان بالقفطان المدعوة القطن ثياب من قصيرة بيضاء

وأعلمته عليه غدوت الصبح صليت فلما األوقات، بعض في

بعض أهداها الجبة تلك لي وقال وبكى، بها فسر برؤياي

. n سائال يرد ذلك بعد رأيته وما n تبركا ألبسها فأنا لجدي، الصالحين

ويأتون. الطعام ويطبخون الخبز يخبزون خدامه يأمر وكان n خائبا

. في يأكلون ال مكة وأهل يوم كل من العصر صالة بعد إلي به

ذلك مثل إلى عليها ويقتصرون العصر، بعد واحدة مرة إال اليوم

. صحت. ولذلك التمر أكل النهار سائر في األكل أراد ومن الوقت

. خليل الشيخ وكان والعاهات األمراض فيهم وقلت أبدانهم،

طالقها في فشك الطبري، الدين نجم القاضي بنت n متزوجا

كبار. من النويري الدين شهاب الفقيه بعده وتزوجها وفارقها

. بها وسافر n أعواما عنده وأقامت مصر صعيد من وهو المجاورين،

يمين في فحنث الدين شهاب أخوها ومعها الشريفة المدينة إلى

سنين بعد خليل الفقيه وراجعها بها، ضنانته على ففارقها بالطالق،

البرهان،. بن الدين شهاب الشافعية إمام مكة أعالم ومن عدة

أئمة كبار من علي بن أحمد الدين شهاب الحنفية إمام ومنهم

. فقهاء أكرم وهو السبيل وأبناء المجاورين يطعم وفضالئها، مكة

فيؤديها. ،n ألفا وخمسين درهم ألف أربعين سنة كل في ويدان مكة

. ألنه به، الظن ويحسنون يعظمونه األتراك وأمراء عنه الله

عثمان. بن محمد الفاضل المحدث الحنابلة إمام ومنهم إمامهم

. الدين، نجم القاضي نائب وهو المولد المكي األصل البغدادي

يهابونه والناس المصري، الدين تقي قتل بعد والمحتسب

لسطوته.

دخول له وكان بمكة، n محتسبا المصري الدين تقي كان حكاية

. أمير أتى أن السنين بعض في فاتفق يعنيه ال وفيما يعنيه فيما

. فأمر الحجاج بعض سرق قد بمكة الدعارة ذوي من بصبي الحاج

: غلب وإال بحضرتك، تقطعها لم إن الدين تقي له فقال يده بقطع

. بقطع فأمر وخلصوه، منهم فاستنقذوه عليه خدامك مكة أهل

. . به يتربص يزل ولم الدين لتقي وحقدها فقطعت حضرته في يده

رميثة األميرين من n حسبا له ألن عليه له قدرة وال الدوائر،

أو عمامة من هدية أحدهم يعطي أن عندهم والحسب وعطيفة

تزول وال أعطيته، لمن n جوارا تكون الناس بمحضر شاشية

. تقي فأقام مكة عن والتحول الرحلة يريد حتى معه حرمتها،

وطاف األميرين، وودع الرحلة، على عزم ثم ،n أعواما بمكة الدين

. األقطع صاحبه فلقيه الصفا باب من وخرج الوداع، طواف

. حاجته على به يستعين ما منه وطلب حاله، ضعف له وتشكى

عندهم يعرف له n خنجرا فاستل وزجره، الدين تقي فانتهره

. الفقيه ومنهم حتفه فيها كان واحدة ضربة وضربه بالجنبية،

أهل من المذكور الدين نجم شقيق الطبري، الدين زين الصالح

بن محمد المبارك الفقيه ومنهم للمجاورين واإلحسان الفضل

. الدين نجم القاضي عن ينوب وكان مكة فضالء من القرشي، فهد

الصالح العدل ومنهم الحنبلي، عثمان بن محمد الفقيه وفاة بعد

. يتوضأ n يوما رأيته بالوسواس مبتلى ورع زاهد البرهان بن محمد

رأسه مسح ولما ويكرر، فيغسل المظفرية، المدرسة بركة من

. البركة في رأسه فغطس ذلك يقنعه لم ثم مرات، مسحه أعاد

: نويت يقول وهو الشافعي، اإلمام صلى ربما الصالة أراد إذا وكان

. والذكر واالعتمار الطواف كثير وكان غيره من فيصلي نويت،

بمكة المجاورين ذكر

عبد الدين عفيف العابد المحقق الصوفي الصالح العالم اإلمام فمنهمالليل آناء الطواف كثير باليافعي، الشهير الشافعي اليمني أسعد بن الله

المدرسة سطح إلى يصعد الليل من طاف إذا وكان النهار وأطراففيجعل النوم يغلبه أن إلى الشريفة، للكعبة n مشاهدا فيقعد المظفريةمن لحاله ويعود الوضوء يجدد ثم ،n يسيرا ينام أو ،n حجرا رأسه تحت

. شهاب العابد الفقيه ببنت n متزوجا وكان الصبح يصلي حتى الطواف . حالها أبيها إلى تشكو تزال فال السن صغيرة وكانت برهان، بن الدين

. الصالح ومنهم فارقته ثم سنين ذلك على معه فأقامت بالصبر، فيأمرها . الله إلى فانقطع الصعيد ببالد n قاضيا كان األصفوني الدين نجم العابد

. التنعيم، من يوم كل في يعتمر وكان الشريف بالحرم وجاور تعالى، : عن الخبر في ما على n اعتمادا اليوم في مرتين رمضان في ويعتمر ": حجة تعدل رمضان في عمرة قال أنه وسلم عليه الله صلى النبي

كثير " . الحلبي، محمد الدين شمس العابد الصالح الشيخ ومنهم معيأبو الصالح ومنهم بمكة، توفي المجاورين، قدماء من والتالوة الطواف

ال n أعواما بمكة أقام الطواف، كثير بالصامت، المعروف الشيرازي بكر . والتالوة الصوم كثير العجمي، خضر الصالح ومنهم فيها يتكلم

له. ينصب كان الواعظ، العجمي الدين برهان الصالح والشيخ والطوافوقلب فصيح بلسان ويذكرهم الناس فيعظ الشريفة الكعبة تجاه كرسي

. إبراهيم الدين برهان المجود والصالح القلوب بمجامع يأخذ خاشعوالشام مصر أهل ويقصده السدرة، رباط ساكن مجيد مقرىء المصري

. ويكسوهم بمؤنهم ويقوم تعالى، الله كتاب األيتام ويعلم بصدقاتهم،يحمل الطائلة، األموال أصحاب من الواسطي الدين عز العابد والصالح

ويفرقها والتمر، الحبوب فيبتاع سنة، كل في الكثير المال بلده من إليهيزل ولم بنفسه، بيوتهم إلى حملها ويتولى والمساكين، الضعفاء على

. رزق بن علي الحسن أبو الزاهد الصالح والفقيه توفي أن إلى دأبه ذلكسنين بمكة جاور الصالحين كبار من طنجة قطر أهل من األنجري الله

. . بلدنا إلى أتى ومتى قديمة صحبة والدي وبين بينه كانت وفاته وبها . فيها العلم يعلم المظفرية بالمدرسة بيت له وكان عندنا نزل طنجة

الرباطات أحسن من وهو ربيع، برباط مسكنه إلى بالليل ويأوي n نهاراوأهل الصالحون وسكانها بمكة، بئر تماثلها ال عذبة بئر بداخله بمكة،

النذور، له وينذرون n شديدا n تعظيما الرباط هذا يعظمون الحجاز ديار . من بستان له من كل أن عاداتهم ومن بالفواكه يأتونه الطائف وأهليخرج الخمط يسمونه وهو والتين الخوخ وهو والفرسك والعنب النخيل

. ما ومسيرة جمالهم على إليه ذلك ويوصلون الرباط لهذا العشر منه

. السنة في فواكهه نقصت بذلك يف لم ومن يومان والطائف مكة بين. الجوائح وأصابتها اآلتية

هذا إلى مكة صاحب نمي أبي األمير غلمان n يوما أتي فضيلة في حكايةبالخيل عادوا فلما البئر، تلك من وسقوها األمير بخيل ودخلوا الرباط

. وأرجلها برؤوسها األرض بأنفسها وضربت األوجاع أصابتها مرابطها إلىإلى واعتذر بنفسه، الرباط باب فأتى نمي، أبي باألمير الخبر واتصل

بطون على فمسح منهم n واحدا واستصحب به، الساكنين المساكينمما وبرئت الماء ذلك من أجوافها في كان ما فأراقت بيده الدواب

. أبو المبارك الصالح ومنهم بالخير إال للرباط بعدها يتعرضوا ولم أصابها، . رباط وسكن الله رزق بن الحسن أبي أصحاب من الغماري العباس

. كان سبتة، بادية بن يوسف يعقوب أبو الصالح ومنهم بمكة ووفاته ربيع، . ومنهم بعدهما الرباط شيخ صار توفيا فلما المذكورين، للشيخين n خديما . ومنهم التلمساني فرغوس بن علي الحسن أبو السالك السابح الصالح

. كاللة رباط شيخ الهندي سعيد الشيخ   حكاية

n nعظيما ماال فأعطاه شاه، محمد الهند ملك قصد قد سعيد الشيخ كان . فعذlب فامتنع المال، بأداء وطلبه عطيفة، األمير فسجنه مكة به قدم

بالد إلى وعاد نقرة، درهم ألف وعشرين خمسة فأعطى رجليه، بعصربن. الله هبة ابن غدا الدين سيف األمير بدار ونزل بها، ورأيته الهند

. n متزوجا الهند ببالد n ساكنا غدا وكان الشام عرب أمير مهنا بن عيسى . مال، جملة سعيد للشيخ الهند ملك فأعطى أمره وسيذكر ملكها، بأخت

األمير وجlهه غدا، األمير ناس من بوشل يعرف حاج صحبة وتوجهالتي الخلعة منها n وتحفا n أمواال معه ووجه ناسه، ببعض ليأتيه المذكور

األزرق الحرير من وهي بأخته، زفافه ليلة الهند ملك عليه خلعهاالجوهر لغلبة لونها يظهر ال بحيث بالجوهر، ومرصعة بالذهب، مزركشة . فسافر العتاق الخيل له ليشتري درهم ألف خمسين معها وبعث عليها،

. فلما األموال من عندهما بما n سلعا واشتريا وشل، صحبة سعيد الشيخعليهما خرج السقطري، الصبر إليها المنسوب سقطرة جزيرة وصال

من فيه مات ،n nشديدا قتاال فقاتلوهم كثيرة مراكب في الهند لصوص . السراق تغلب ثم جماعة، منهم فقتل n راميا وشل وكان جملة الفريقين

. عندهم، كان ما وأخذوا ذلك بعد منها مات طعنة وشال وطعنوا عليهم . بها ومات عدن، إلى فذهبوا وزاده سفره بآلة مركبهم لهم وتركواوال. القتال حين إال n أحدا يقتلون ال أنهم السراق هؤالء وعادة وشل

. وال شاء حيث بمركبه يذهب وبتركونه ماله يأخذون وإنما يغرقونه، . من سمع قد سعيد الحاج وكان جنسهم من ألنهم المماليك يأخذونملوك فعله ما كمثل ببلده، العباسية الدعوة إظهار يريد أنه الهند ملك

بفتح " واسمه للمش الدين شمس السلطان مثل تقدمه، ممن الهند " ناصر وولده ، معجم وشين الميم وكسر الثانية وإسكان األولى الالم

الدين. غياث والسلطان شاه، فيروز الدين جالل السلطان ومثل الدين . الشيخ. قصد وشل توفي فلما بغداد من إليهم تأتي الخلع وكانت بلينالعباسي سليمان الربيع أبي الخليفة ابن العباس أبي الخليفة إلى سعيد

. . الهند ببالد عنه بالنيابة بخطه n كتابا له فكتب باألمر وأعلمه بمصر،خلع ثالث بها واشترى اليمن إلى وذهب الكتاب سعيد الشيخ فاستصحب

. مسيرة على وهي كنبايت، وصل فلما الهند إلى البحر وركب ،n سوداالملك إلى الخبر صاحب كتب الهند، ملك حاضرة دهلي من n يوما أربعين

. األمر فورد وكتابه الخليفة أمر معه وأن سعيد، الشيخ بقدوم يعلمه . والقضاة األمراء بعث الحضرة من قرب فلما n مكرما الحضرة إلى ببعثه

. األمر، له ودفع وعانقه فتلقاه لتلقيه بنفسه هو خرج ثم لتلقيه، والفقهاءفاحتمله الخلع فيه الذي الصندوق له ودفع رأسه، على ووضعه فقبله

غياث األمير األخرى وكسا الخلع إحدى ولبس خطوات كاهله على الملكالخليفة ابن العزيز عبد بن يوسف بن القادر عبد بن محمد الدين

. خبره وسيذكر عنده، n مقيما وكان العباسي، المنتصريقوم   الذي وهو الكبير، بالملك الملقب قبوله األمير الثالثة الخلعة وكسا

. سعيد الشيخ على فخلع السلطان وأمر الذباب عنه ويشرد رأسه علىأمامه والسلطان كذلك، المدينة ودخل الفيل، على وأركبه معه، ومن

الخلعتين كساهما اللذان األميران وشماله يمينه وعن فرسه، علىقبة. عشرة إحدى بها وصنع الزينة بأنواع زينت قد والمدينة العباسيتين

. من طائفة طبقة كل في طبقات، أربع منها قبة كل الخشب من . والقبة السلطان مماليك وكلهم والراقصات، ونساء، n رجاال المغنين

وفي وخارجها، وداخلها وأسفلها أعالها المذهب الحرير بثياب مزينةفيه lحل قد ماء مملوءة الجواميس جلود من أحواض ثالثة وسطها

. منه يشرب من وكل أحد منه يمنع ال وصادر، وارد كل يشربه الجالب،والنورة، والفوفل التنبول أوراق من ورقة عشرة خمس ذلك بعد يعطىالصفراء عنه وتقمع ولثاته وجهه حمرة في وتزيد نكهته فتطيب فيأكلها

. فرشت الفيل على سعيد الشيخ ركب ولما الطعام من أكل ما وتهضمدار إلى المدينة باب من الفيل عليها يطأ الفيل يدي بين الحرير ثياب له

. . nطائلة. أمواال له وبعث الملك دار من تقرب بدار وأنزل السلطانالفيل يدي بين والموضوعة بالقباب المفروشة المعلقة األثواب وجميع

الذين الصناعات وأهل الطرب أهل يأخذها بل السلطان إلى تعود ال . قدم من فعلهم وهكذا وغيرهم األحواض وخدام القباب، يصنعون

. بين المنبر على يقرأ أن الخليفة بكتاب الملك وأمر سفر من السلطانمعه بعث ثم n شهرا n سعيدا الشيخ وأقام جمعة، يوم كل في الخطبتين

. أسباب تيسرت حتى بها وأقام كنبايت، فوصل الخليفة إلى هدايا الملك . إلى n رسوال عنده من n أيضا بعث قد الهند ملك وكان البحر في حركتهمن وأصله الصوفية، شيوخ أحد البرقعي، رجب الشيخ وهو الخليفةحجر منها للخليفة هدايا معه وبعث قفجق، صحراء من القرم مدينة

. النيابة له يعقد أن منه يطلب له وكتب دينار ألف خمسون قيمته ياقوت . كتابه عليه نص هكذا يظهر من سواه له ويبعث والسند، الهند ببالد عنه

. مصر بديار أخ رجب للشيخ وكان نية وحسن الخالفة في منه n اعتقادا . أبى الخليفة إلى رجب وصل فلما الكاشف الدين سيف باألمير يدعىبن إسماعيل الصالح الملك بمحضر إال الهدية ويقبل الكتاب يقرأ أن

. فباعه الحجر ببيع رجب أخيه على الدين سيف فأشار الناصر الملك . يدي بين وحضر أحجار أربعة درهم، ألف ثالثمائة وهو بثمنه، واشترى

. ألمرائه سائرها ودفع األحجار، وأحد الكتاب، له ودفع الصالح، الملك. طلب بما الهند لملك يكتب أن على واتفقوا

ببالد عنه n نائبا قدمه أنه نفسه على وأشهد الخليفة إلى الشهود فوجهواالشيوخ شيخ وهو قبله، من n رسوال الصالح الملك وبعث يليها، وما الهند

الصوفية، من وجماعة رجب الشيخ ومعه العجمي، الدين ركن بمصرالدين قطب يومئذ وسلطانها هرمز، إلى األبلة من فارس بحر وركبوا

. الهند بالد إلى n مركبا لهم وجهز مثواهم، فأكرم شاه طوران تمتهنالتلتكي، مقبول يومئذ وأميرها بها سعيد والشيخ كنبايت مدينة فوصلوا

أن له وقال األمير بهذا رجب الشيخ فاجتمع الهند ملك خواص أحد . اشتراها إنما ساقها التي والخلع بالتزوير جاءكم إنما سعيد الشيخ

. له فقال السلطان وهو عالم خوند إلى وتبعثوه تثقفوه أن فينبغي بعدن،. بأمره: إال هذا به يفعل فما السلطان عند معظم سعيد الشيخ األمير

. إلى كله بذلك األمير وكتب رأيه السلطان فيه ليرى معك أبعثه ولكنيتغير، السلطان نفس في فوقع األخبار صاحب n أيضا به وكتب السلطان،

ما بعد األشهاد، رؤوس على بذلك تكلم لكونه رجب الشيخ عن وانقبضمن رجب فمنع صدر، ما اإلكرام من سعيد للشيخ السلطان من صدر

على الشيوخ شيخ دخل ولما سعيد، الشيخ إكرام وزاد عليه، الدخول . وبقي إليه يقوم عليه دخل متى وكان وأكرمه وعانقه إليه قام السلطان . ثمان سنة تركته وبها n مكرما n معظما الهند بأرض المذكور سعيد الشيخوأمره. المجنون، المغربي حسن بها مجاورتي أيام بمكة وكان وأربعين

. الله لولي n خديما العقل صحيح ذلك قبل وكان عجيب وشأنه غريب. حياته أيام األصبهاني الدين نجم تعالى

  حكاية

طوافه في يرى وكان بالليل، الطواف كثير المجنون حسن كان

. الفقير ذلك فلقيه بالنهار يراه وال الطواف، يكثر ،n فقيرا بالليل

: وهي عليك، تبكي أمك إن حسن يا وقال حاله، عن وسأله ليلة،

أن أفتحب الصالحات، الله إماء من وكانت رؤيتك، إلى مشتاقة

: . : نجتمع له فقال ذلك على لي قدرة ال ولكني نعم، له قال تراها

- الليلة كانت فلما تعالى الله شاء إن المقبلة الليلة في هنا ها

- ما بالبيت فطافا واعده حيث وجده الجمعة، ليلة وهي المقبلة،

. يسد أن فأمره المعلى باب إلى أثره، في وهو خرج، ثم الله، شاء

? : : . بلدك أتعرف ساعة بعد قال ثم ذلك ففعل بثوبه ويمسك عينيه

. : . فدخل أمه، دار على به فإذا عينيه، ففتح هذا هو ها قال نعم قال

شهر، نصف عندها وأقام جرى، مما بشيء يعلمها ولم عليها،

. الفقير فوجد الجبانة، إلى خرج ثم أسفي مدينة بلده أن وأظن

: ? : إلى اشتقت إني سيدي، يا فقال أنت كيف له فقال صاحبه،

عنه وغبت عادتي، على خرجت وكنت الدين؛ نجم الشيخ رؤية

: . الجبانة وواعده نعم، له فقال إليه تردني أن وأحب األيام، هذه

الله،. شرفها مكة في كفعله يفعل أن أمره بها، وافاه فلما n ليال

مكة في به فإذا ذلك، ففعل بذيله واإلمساك عينيه تغميض من

. وال جرى، مما بشيء الدين نجم يحدث ال أن وأوصاه الله شرفها

: يا كنت أين له قال الدين، نجم على دخل فلما غيره به يحدث

. . بالحكاية ? فأخبره عليه، فعزم يخبره أن فأبى غيبتك في حسن

. فلما: عادته على الرجل وأتى ،n ليال معه فأتي الرجل، أرني فقال

. : بيده فضربه الرجل فسمعه هذا هو سيدي يا له قال بهما مر

. عقله، وذهب لسانه، فخرس الله اسكتك اسكت وقال فمه على

صالة، وال وضوء غير من والنهار بالليل يطوف n مولها بالحرم وبقي

بين التي السوق إلى خرج جاع وإذا ويكسونه، به يتبركون والناس

أحب، ما منها فيأكل الحوانيت، من n حانوتا فيقصد والمروة، الصفا

له وتظهر ،n شيئا له أكل من كل يسر بل يمنعه وال أحد يصده ال

. أهلها تطاول السوق أتى ومتى وربحه بيعه في والنماء البركة

لما عنده، من يأكل أن على يحرص منهم كل إليه، بأعناقهم

. . يشرب أن أحب متى السقائين، مع فعله كذلك بركته من جربوه

األمير فيها فحج وعشرين، ثمان� سنة إلى كذلك دأبه يزل ولم

خبره فانقطع مصر، ديار إلى معه فاستصحبه يلملك، الدين سيف

. به تعالى الله نفع

أئمتهم ومواضع صلواتهم في مكة أهل عادة ذكر

المقدم وهو الشافعية، إمام األئمة أول يصلي أن عاداتهم فمن

. إبراهيم مقام الكريم، المقام خلف وصالته األمر أولي قبل من

. الناس وجمهور بديع هنالك له حطيم في السالم عليه الخليل

. شبه بأذرع بينها ما موصول خشبتان والحطيم مذهبه على بمكة

أرجل على عقدت وقد صفتهما، على خشبتان تقابلهما السلم،

فيها أخرى خشبة الخشب أعلى على وعرض مجصصة،

. اإلمام صلى فإذا زجاج قناديل فيها يعلق حديد خطاطيف

الركن قبالة محراب في المالكية إمام بعده صلى الشافعي

بين ما n مقابال واحد وقت في معه الحنبلية إمام ويصلي اليماني،

قبال الحنفية إمام يصلي ثم اليماني، والركن األسود الحجر

األئمة يدي بين ويوضع هنالك، له حطيم تحت المكرم الميزاب

. وأما األربع، الصلوات في هكذا وترتيبهم الشمع محاربيهم في

يصلي إمام كل واحد، وقت في يصلونها فإنهم المغرب صالة

ركع فربما تخليط، سهو ذلك من الناس على ويدخل بطائفته،

. وتراهم الحنبلي بسجود الحنفي وسجد الشافعي بركوع المالكي

لئال طائفته يسمع الذي المؤذن صوت إلى واحد كل مصيخين

. السهو عليه يدخل

الجمعة وصالة الخطبة في عاداتهم ذكر

صفح إلى المبارك المنبر يلصق أن الجمعة يوم في وعادتهم

ويكون العراقي، والركن األسود الحجر بين فيما الشريفة، الكعبة

. n البسا أقبل الخطيب، خرج فإذا الكريم المقام n مستقبال الخطيب

. ذلك كل أسود طيلسان وعليه سوداء، بعمامة n معتما سواد، ثوب

. بين يتهادى وهو والسكينة، الوقار وعليه الناصر الملك كسوة من

أحد يديه وبين المؤذنين، من رجالن يمسكهما سوداوين، رايتين

مفتول، رقيق جلد طرفه في عود وهي الفرقعة، يده في القومه،

الحرم بداخل من يسمعه عال صوت له فيسمع الهواء في ينفضه

. أن إلى كذلك يزال وال الخطيب بخروج n إعالما فيكون وخارجه،

يقصد ثم عنده، ويدعو األسود الحجر فيقبل المنبر من يقرب

n البسا يديه، بين المؤذنين رئيس وهو الزمزمي، والمؤذن المنبر،

عن الرايتان وتركز بيده، له n ممسكا السيف عاتقه وعلى السواد

. المؤذن قلده المنبر درج من درج أول صعد فإذا المنبر جانبي

بها يسمع الدرج في ضربة السيف بنصل فيضرب السيف،

الثالث في ثم ضربة، الثاني الدرج في يضرب ثم الحاضرين،

ووقف. رابعة، ضربة ضرب الدرجات عليا في استوى فإذا أخرى

. فيسلم الناس على يقبل ثم الكعبة مستقبل خفي، بدعاء n داعيا

. المؤذنون ويؤذن يقعد ثم الناس، عليه ويرد وشماله، يمينه عن

. خطب األذان، فرغ فإذا واحد حين في زمزم قبة أعلى في

عليه الله صلى النبي على الصالة من بها يكثر خطبة الخطيب

: محمد آل وعلى محمد على صل اللهم أثنائها في ويقول وسلم،

: الكريم البيت إلى بأصبعه ويشير طائف، البيت بهذا طاف ما

. ويترضى واقف بعرفة وقف ما محمد وآل محمد على صل اللهم

عليه الله صلى النبي وعن الصحابة سائر وعن األربعة الخلفاء عن

. ثم السالم جميعهم على جدتهما، وخديجة وأمهما وسبطيه وسلم

ابن علي الدين نور المجاهد للسلطان ثم الناصر، للملك يدعو

رسول، بن علي بن يوسف المظفر الملك ابن داود المؤيد الملك

. الدين سيف مكة أميري الحسنيين الشريفين للسيدين ثم

الدين وأسد لعدله، اسمه ويقدم األخوين، أصغر وهو عطيفة،

. دعا وقد قتادة بن علي بن سعيد أبي بن نمي أبي ابني رميثة،

. خطبته من فرغ فلما ذلك قطع ثم مرة، العراق لسلطان

n إشعارا أمامه والفرقعة وشماله يمينه عن والرايتان وانصرف،

. الكريم مكانه إلى المنبر يعاد ثم الصالة، بانقضاء

الشهور استهالل في عاداتهم ذكر

الشهر، من يوم أول في مكة أمير يأتي أن ذلك في وعادتهم

وعليه n سيفا متقلد معتم البياض البس وهو به، يحفون وقواده

يقبل ثم ركعتين، الكبير المقام عند فيصلي والوقار، السكينة

. أعلى على المؤذنين ورئيس اسبوع طواف في ويسرع الحجر،

. . الحجر ويقصد n واحدا n شوطا األمير يكمل ما فعند زمزم قبة

الشهر، بدخول والتهنئة له، بالدعاء المؤذنين رئيس يندفع لتقبيله،

. الكريم سلفه ومدح مدحه في n شعرا يذكر ثم صوته، بذلك n رافعا

. عند ركع منها فرغ فإذا أشواط السبعة في هكذا به ويفعل

. انصرف ثم ركعتين، n أيضا المقام خلف ركع ثم ركعتين، الملتزم

. n أيضا سفر من قدم وإذا n سفرا أراد إذا يفعل سواء هذا ومثل

رجب شهر في عادتهم ذكر

والبوقات الطبول بضرب مكة أمير أمر رجب هالل هل وإذا

. أهل ومعه n راكبا منه يوم أول في يخرج ثم الشهر، بدخول n اشعارا

يلعبون باألسلحة، وكلهم عجيب، ترتيب على ،n ورجاال n فرسانا مكة

ويرمون يتواثبون والرجال ويجرون، يجولون والفرسان يديه، بين

عطيفة واألمير رميثة واألمير ويلقفونها، الهواء، إلى بحرابهم

وأحمد وعلي إبراهيم، بن محمد مثل وقوادهما أوالدهما معهما

الشرق وعامر عمر بن وشداد يوسف بن وعلي صبيح، ابني

الحسن أوالد كبار من وغيرهم المزرق، وموسى عمر بن ومنصور

. وعليهم والدبادب، والطبول الرايات أيديهم وبين القواد ووجوه

. يأخذون ثم الميقات، إلى ينتهوا حتى ويسيرون والوقار السكينة

فيطوف الحرام، المسجد إلى ترتيبهم معهود على الرجوع في

عند له يدعو زمزم قبة بأعلى الزمزمي والمؤذن بالبيت، األمير

عند ركعتين صلى طاف فإذا عادته، من ذكرناه ما على شوط، كل

المسعى إلى وخرج به، وتمسح المقام عند وصلى الملتزم،

إلى يسير ثم يديه، بين والحرابة به، يحفون والقواد n راكبا فسعى

أحسن. فيه يلبسون األعياد من عيد عندهم اليوم وهذا منزله

. ذلك في ويتنافسون الثياب

رجب عمرة ذكر

مثله، يعهد ال الذي االحتفال رجب لعمرة يحتفلون مكة وأهل

. بالعبادة، معمورة كله الشهر وأوقات n نهارا n ليال متصلة وهي

. والعشرين والسابع عشر، خمسة ويوم منه، يوم أول n وخصوصا

. السابع ليلة في شاهدتهم بأيام ذلك قبل لها يستعدون فإنهم

كساء عليها بالهوادج غصت قد مكة وشوارع منه، والعشرين

والجمال استطاعته، بقدر يفعل واحد كل الرفيع، والكتان الحرير

تمس تكاد ضافية الهوادج وأستار الحرير، بقالئد مقلدة مزينة

. التنعيم ميقات إلى ويخرجون المضروبة كالقباب فهي األرض

بجنبتي مشعلة والنيران الهوادج، بتلك مكة أباطح فتسيل

بصداها تجيب والجبال الهوادج، أمام والمشاعل والشمع الطريق،

قضوا فإذا الدموع، وتنهمل النفوس، فترق المهللين، إهالل

والمروة الصفا بين السعي إلى خرجوا بالبيت، وطافوا العمرة،

بالناس، غاص السرج متقد والمسعى الليل، من شيء مضي بعد

. وهم n نورا يتألأل الحرام والمسجد هوادجهن، على والساعيات

أكمة من بها يحرمون ألنهم األكمية، بالعمرة العمرة هذه يسمون

من مقربة على غلوة، بمقدار عنها الله رضي عائشة مسجد

. هذه في واألصل عنه الله رضي علي إلى المنسوب المسجد

بناء من فرغ لما عنهما الله رضي الزبير بن الله عبد أن العمرة

وذلك مكة أهل ومعه ،n معتمرا n حافيا n ماشيا خرج المقدسة الكعبة

فأحرم األكمة إلى وانتهى رجب، من والعشرين السابع اليوم في

دخل حيث من المعلى، إلى الحجون ثنية على طريقه وجعل منها،

. إلى مكة أهل عند سنة العمرة تلك فبقيت الفتح يوم المسلمون

كبيرة، n بدنا فيه أهدى n مذكورا الله عبد عهد وكان العهد، هذا

. n أياما وأقاموا منهم االستطاعة وأهل مكة أشراف وأهدى

التيسير من وهبهم ما على لله n شكرا ويطعمون يطعمون

في عليها كانت التي الصفة على الكريم، بيته بناء في والمعونة

. الحجاج نقض الزبير ابن قتل لما ثم عليه الله صلوات الخليل أيام

في اقتصروا قد وكانوا قريش عهد في بنائها إلى وردها الكعبة،

ذلك، على وسلم عليه الله صلى الله رسول وأبقاها بنائها،

. أن المنصور جعفر أبو الخليفة أراد ثم بالكفر عهدهم لحدثان

: وقال ذلك، عن الله رحمه مالك فنهاه الزبير، ابن بناء إلى يعيدها

أحدهم أراد متى للملوك، ملعبة البيت تجعل ال المؤمنين، أمير يا

. الموالية البالد وأهل للذريعة n سدا حاله على فتركه فعل يغير أن

رجب عمرة لحضور يبادرون وغامد، وزهران بجيله مثل لمكة،

والزيت والزبيب والعسل والسمن الحبوب مكة إلى ويجلبون

المرافق، وتعمم أهلها عيش ويرغد بمكة األسعار فترخص واللوز،

. ويذكر العيش من شظف في مكة أهل لكان البالد هذه أهل ولوال

بالدهم أجدبت الميرة بهذه يأتوا ولم ببالدهم، أقاموا متى أنهم

. بالدهم أخصبت الميرة أوصلوا ومتى مواشيهم في الموت ووقع

. ميرتهم وقت حان إذا فهم أموالهم ونمت البركة فيها وظهرت

. من وهذا فأخرجنهم نساؤهم اجتمعت عنها، كسل وأدركهم

التي السرو وبالد األمين ببلده وعنايته تعالى الله صنع لطائف

كثيرة مخصبة القبائل من وسواهم وغامد وزهران بجيله يسكنها

نية صدق لهم األلسن، فصحاء وأهلها الغالت، وافرة األعناب

. الئذين عليها، يتطارحون بالكعبة طافوا إذا وهم اعتقاد وحسن

: القلوب لرقتها يتصدع بأدعية داعين بأستارها، متعلقين بجوارها،

أيديهم باسطي حولهم الناس فترى الجامدة، العيون وتدمع

. وال معهم، الطواف لغيرهم يتمكن وال أدعيتهم على مؤمنين

. ولباسهم أنجاد، شجعان وهم ذلك على لتزاحمهم الحجر، استالم

وتجنبوا. مقدمهم، الطريق اعراب هابت مكة وردوا وإذا الجلود

. النبي أن وذكر صحبتهم حمد الزوار من صحبهم ومن اعتراضهم،

: علموهم وقال n خيرا عليهم وأثنى ذكرهم، وسلم عليه الله صلى

. قوله عموم في دخولهم n شرفا وكفاهم الدعاء يعلموكم الصالة

أن " " . وذكر يمانية والحكمة يمان اإليمان وسلم عليه الله صلى

طوافهم وقت يتحرى كان عنهما الله رضي عمر بن الله عبد

. جاء وقد كله، عجيب وشأنهم بدعائهم n تبركا جملتهم في ويدخل

. : n lا صب عليهم lتنصب الرحمة فإن الطواف، في زاحموهم أثر في

شعبان من النصف ليلة في عادتهم ذكر

فيها يبادرون مكة، أهل عند المعظمة الليالي من الليلة وهذه

. واالعتمار n وأفذاذا جماعات والصالة الطواف من البر أعمال إلى

. إمام جماعة لكل جماعة، الحرام المسجد في ويجتمعون

. القمر ضوء ذلك ويقابل والمشاعل والمصابيح السرج ويوقدون

كل في يقرأون ركعة، مائة ويصلون n نورا والسماء األرض فتتألأل

الناس وبعض n عشرا يكررونها اإلخالص، وسورة القرآن بأم ركعة

الشريف، بالبيت يطوفون وبعضهم منفردين، الحجر في يصلون

. لالعتمار خرجوا قد وبعضهم

المعظم رمضان شهر في عادتهم ذكر

. مكة أمير عند والدبادب الطبول تضرب رمضان هالل أهل وإذا

الشمع وتكثير الحصر، تجديد من الحرام، بالمسجد االحتفال ويقع

. n وإشراقا بهجة ويسطع ،n نورا الحرم يتألأل حتى والمشاعل،

. والزيدية، والحنفية والحنبلية الشافعية وهم n فرقا األئمة وتتفرق

القراءة يتناوبون القراء، من أربعة على فيجتمعون المالكية وأما

وفيها إال ناحية وال زاوية الحرم في تبقى وال الشمع ويوقدون

وترق القراء، ألصوات المسجد فيرتج بجماعة، يصلي قارئ

. يقتصر من الناس ومن األعين وتهمل القلوب وتحضر النفوس

. األئمة أكثر والشافعية n منفردا الحجر في والصالة الطواف على

عشرون وهي المعتادة، التراويح أكملوا إذا أنهم وعاداتهم ،n اجتهادا

. ضربت األسبوع من فرغ فإذا وجماعته إمامهم يطوف ركعة،

كان الجمعة، يوم الخطيب يدي بين تكون أنها ذكرنا التي الفرقعة

. يطوف ثم ركعتين، يصلي ثم الصالة إلى بالعودة n إعالما ذلك

. الشفع يصلون ثم أخرى ركعة عشرين يتم أن إلى هكذا n أسبوعا

. . وإذا n شيئا العادة على يزيدون ال األئمة وسائر وينصرفون والوتر،

الصومعة في التسحير الزمزمي المؤذن يتولى السحور وقت كان

n ومحرضا n ومذكرا n داعيا فيقوم الحرم، من الشرقي بالركن التي

. أحد تكلم فإذا الصوامع سائر في يفعلون وهكذا السحور، على

على خشبة صومعة كل أعلى في نصبت وقد صاحبه، أجابه منهم

كبيران الزجاج من قنديالن فيه علق قد معترض، عود رأسها

وحط مرة، بعد مرة بالقطع اإليذان وقع الفجر قرب فإذا يوقدان،

. . ولديار n بعضا بعضهم وأجاب باألذان المؤذنون وابتدأ القنديالن،

. األذان يسمع ال بحيث داره بعدت فمن سطوح الله شرفها مكة

. عن أقلع يبصرها لم إذا حتى فيتسحر المذكورين القنديلين يبصر

يختمون. رمضان من األواخر العشر ليالي من وتر ليلة وفي األكل

. الذي ويكون والكبراء والفقهاء القاضي الختم ويحضر القرآن

. مزين منبر له نصب ختم، فإذا مكة أهل كبراء أبناء أحد بها يختم

. استدعى خطبته من فرغ فإذا وخطب الشمع، وأوقد بالحرير،

والحالوات الكثيرة األطعمة فأطعمهم منزله إلى الناس أبوه

. الليالي تلك من واعظم الوتر ليالي جميع في يصنعون وكذلك

. احتفالهم من أعظم لها واحتفالهم وعشرين سبع ليلة عندهم

. . الكريم المقام خلف العظيم القرآن بها ويختم الليالي لسائر

بالحطيم، توصل عظام، خشب الشافعية حطيم إزاء وتقام

الشمع وعليها طبقات، ثالث وتجعل طوال، ألواح بينها وتعرض

ويتقدم األنوار، شعاع األبصار يغشى فيكاد الزجاج، وقنديل

سورة قراءة يبتدئ ثم اآلخرة، العشاء فريضة فيصلي اإلمام،

وفي. قبلها التي الليلة في األئمة قراءة انتهاء يكون وإليها القدر

لختمة n تعظيما التراويح عن األئمة جميع يمسك الساعة تلك

ثم تسليمتين، في اإلمام فيختم متبركين، ويحضرونها المقام،

إلى األئمة عاد ذلك من فرغ فإذا المقام، مستقبل n خطيبا يقوم

. في وعشرين تسع ليلة الختم يكون ثم الجميع وانفض صالتهم،

موقر منزه المباهاة وعن مختصر منظر في المالكي المقام

. ويخطب فيختم

شوال في عادتهم ذكر

أن   المعلومات، الحج أشهر مفتتح وهو شوال، في وعادتهم

والشمع، المصابيح ويسرجون استهالله، ليلة المشاعل يوقدوا

. وتوقد رمضان من وعشرين سبع ليلة في فعلهم نحو على

كله الحرم سطح ويوقد جهاتها، جميع من الصوامع في السرج

ليلتهم المؤذنون ويقيم قبيس، أبي بأعلى الذي المسجد وسطح

وذكر وصالة طواف بين ما والناس وتسبيح، وتكبير تهليل في تلك

أحسن ولبسوا العيد، أهبة في أخذوا الصبح صالة صلوا فإذا ودعاء

صالة يصلون به الشريف، بالحرم مجالسهم ألخذ وبادروا ثيابهم،

. المسجد إلى يبكر من أول ويكون منه أفضل موضع ال ألنه العيد،

في كبيرهم ويقعد المقدسة، الكعبة باب فيفتحون الشيبيون

فيتلقونه، مكة أمير يأتي أن إلى يديه، بين وسائرهم عتبتها،

زمزم قبة سطح فوق الزمزمي والمؤذن ،n أسبوعا بالبيت ويطوف

ذكر، كما وألخيه له والدعاء عليه بالثناء صوته n رافعا العادة، على

وهو أمامه، والفرقعة السوداوين، الرايتين بين الخطيب يأتي ثم

المنبر يصعد ثم الكريم، المقام خلف فيصلي السواد، البس

. على بعضهم الناس أقبل منها فرغ إذا ثم بليغة خطبة ويخطب

الشريفة الكعبة ويقصدون واالستغفار، والمصافحة بالسالم بعض

بمن n تبركا المعلى، باب مقبرة إلى يخرجون ثم ،n أفواجا فيدخلونها

. ينصرفون ثم السلف وصدور الصحابة من فيها

الكعبة إحرام ذكر

أستار تشمر القعدة ذي شهر من والعشرين السابع اليوم وفي

جهاتها من ونصف قامة ارتفاع نحو إلى ،n تعظيما الله زادها الكعبة،

. الكعبة إحرام ذلك ويسمون تنتهبها أن األيدي من لها n صونا األربع

. من المقدسة الكعبة تفتح وال الشريف بالحرم مشهود يوم وهو

. بعرفة الوقفة تنقضي حتى اليوم ذلك

وأعماله الحج شعائر ذكر

والدبادب   الطبول تضرب الحجة، ذي شهر يوم أول في كان وإذا

. وال المبارك بالموسم إشعارها وعشية، بكرة الصلوات أوقات في

. السابع اليوم كان فإذا عرفات إلى الصعود يوم إلى كذلك تزال

يعلم بليغة، خطبة الظهر صالة إثر الخطيب خطب الحجة ذي من

اليوم كان فإذا الوقفة، بيوم ويعلمهم مناسكهم، فيها الناس

. والشام مصر وأمراء منى إلى بالصعود الناس بكر الثاني

المباهاة وتقع بمنى الليلة تلك يبتيون العلم وأهل والعراق

. ولكن الشمع إيقاد في والعراق والشام مصر أهل بين والمفاخرة

. رحلوا التاسع اليوم كان فإذا n دائما الشام ألهل ذلك في الفضل

. بوادي طريقهم في فيمرون عرفة إلى الصبح صالة بعد منى من

. بين ما الحد هو محسر ووادي سنة وذلك ويهرولون، محسر،

جبلين، بين فسيح األرض من بسيط ومزدلفة ومنى، مزدلفة

أبي بن جعفر ابنة زبيدة بنته مما للماء، وصهاريج مصانع وحولها

. منى وبين الرشيد هارون المؤمنين أمير زوجة المنصور جعفر

. أميال خمسة n أيضا ومكة منى بين وكذلك أميال، خمسة وعرفة

الحرام، والمشعر وجمع عرفة وهي، أسماء ثالثة ولعرفة

. كثيرة جبال به تحدق أفيح، فسيح األرض من بسيط وعرفات

حوله، وفيما الموقف، وفيه الرحمة، جبل عرفات بسيط آخر وفي

. والحرم الحل بين ما الحد وهما ميل، بنحو قبله والعلمان

صلى النبي أمر الذي عرنة بطن عرفة يلي مما منهما وبمقربة

n أيضا ويجب منه، التحفظ ويجب عنه، باالرتفاع وسلم عليه الله

. الجمالين فإن الشمس سقوط يتمكن حتى النفور عن اإلمساك

النفر، في الزحام وحذروهم الناس، من n كثيرا استحثوا ربما

. وجبل حجهم فيبطل عرنة، بطن بهم يصلوا أن إلى واستدرجوهم

الجبال، عن منقطع جمع بسيط وسط قائم ذكرناه الذي الرحمة

. تنسب قبة أعاله وفي بعض عن بعضها منقطع حجارة من وهو

يتزاحم مسجد وسطها وفي عنهما، الله رضي سلمة أم إلى

بسيط على يشرف فسيح سطح وحوله فيه، للصالة الناس

الناس، فيه يصلي منصوبة محاريب فيه جدار قبليه وفي عرفات،

البناء عتيقة دار للكعبة المستقبل يسار عن الجبل هذا فل أس� وفي

كان التي الصخرات يسارها وعن السالم، عليه آدم إلى تنسب

صهاريج ذلك وحول عندها، وسلم عليه الله صلى النبي موقفف

ويخطب اإلمام في يقف الذي الموضع منه وبمقربة للماء، وجبات

n أيضا للمستقبل العلمين يسار وعن والعصر، الظهر بين ويجمع

وإذا ،n طويال n امتدادا األرض في يمتد اخضر أراك وبه األراك وادي

موقفه، عن ونزل بيده، المالكي اإلمام أشار النفر وقت حان

. فياله الجبال وترجف األرض، لها ترتج دفعة بالنفر الناس فدفع

وتطمح عقباه، حسن النفوس ترجو n عظيما n ومشهدا n كريما n موقفا

. برضاه فيه خصه ممن الله وجعلنا رحماه، نفحات إلى اآلمال

وأمير وعشرين، ست سنة الخميس يوم األولى وقفتي وكانت

. الناصر الملك نائب الدوادار أرغون يومئذ المصري الركب

ابن بكر أبي زوجة وهي الناصر الملك ابنة السنة تلك في وحجت

. والمسماة الناصر الملك زوجة فيها وحجت المذكور أرغون

السرا ملك أوزبك محمد المعظم السلطان بنت وهي بالخونده،

. وقع ولما الجوبان الدين سيف الشامي الركب وأمير وخوارزم،

اآلخرة، العشاء عند مزدلفة وصلنا الشمس، غروب بعد النفر

سنة جرت حسبما بينهما n جمعا والعشاء المغرب بها فصلينا

. بمزدلفة الصبح صلينا ولما وسلم عليه الله صلى الله رسول

. الحرام بالمشعر والدعاء الوقوف بعد منى إلى منها غدونا

حتى الهرولة تقع ففيه محسر، وادي إال موقف كلها ومزدلفة

. الجمار، حصيات الناس أكثر يستصحب مزدلفة ومن عنه يخرج

. . في واألمر الخيف مسجد حول يلقطها من ومنهم مستحب وذلك

. العقبة، جمرة لرمي بادروا منى إلى الناس انتهى ولما واسع ذلك

النساء إال شيء كل من وحلوا حلقوا ثم وذبحوا، نحروا ثم

عند الجمرة هذه ورمي االفاضة طواف يطوفوا حتى والطيب

. أن بعد الناس أكثر توجه رموها لما النحر يوم من الشمس طلوع

. اليوم إلى أقام من ومنهم اإلفاضة طواف إلى وحلقوا ذبحوا

بالجمرة. الشمس زوال عند الناس رمى الثاني اليوم وفي الثاني

بهاتين للدعاء ووقفوا كذلك، وبالوسطى حصيات، سبع األولى

. ولما وسلم عليه الله صلى الله رسول بفعل اقتداء الجمرتين

بعد الله، شرفها مكة إلى االنحدار الناس تعجل الثالث اليوم كان

. اليوم أقام منهم وكثير حصاة وأربعين تسع رمي لهم كمل أن

. حصاة سبعين رمي حتى النحر يوم بعد الثالث

الكعبة كسوة ذكر

الركب   من الشريفة الكعبة كسوة بعثت النحر يوم وفي

اليوم كان فلما سطحه، في فوضعت الكريم، البيت إلى المصري

الكعبة على إسبالها في الشيبيون أخذ النحر يوم بعد الثالث

بالكتان. مبطنة الحرير من حالكة سوداء كسوة وهي الشريفة

" البيت الكعبة الله جعل بالبياض فيه مكتوب طراز أعالها وفي

. فيها " بالبياض مكتوب طراز جهاتها سائر وفي اآلية n قياما الحرام

. كيست ولما سوادها من مشرق الئح نور وعليها القرآن، من آيات

. الذي هو الناصر والملك الناس أيدي من n صونا أذيالها شمرت

والخطيب القاضي مرتبات ويبعث الكريمة، الكعبة كسوة يتولى

الحرم له يحتاج وما والقومة، والفراشين والمؤذنين واألئمة

. تفتح األيام هذه وفي سنة كل في والزيت الشمع من الشريف

وسواهم والخراسانين للعراقيين يوم كل في الشريفة الكعبة

سفر بعد بمكة يقيمون وهم العراقي، الركب مع يصل ممن

الصدقات فيها فيكثرون أيام، أربعة والمصري الشامي الركبين

. ،n ليال بالحرم يطوفون شاهدتهم ولقد وغيرهم المجاورين على

الفضة أعطوه المكيين أو المجاورين من الحرم في لقوه فمن

وربما الشريفة، الكعبة للمشاهدين يعطون وكذلك والثياب،

. يفيق حتى والفضة الذهب فيه في فجعلوا n نائما n إنسانا وجدوا

ذلك من فعلوا وعشرين ثمان سنة العراق من معهم قدمت ولما

وانتهى بمكة، الذهب سوم رخص حتى الصدقة وأكثروا ،n كثيرا

به تصدقوا ما لكثرة نقرة، n درهما عشر ثمانية إلى المثقال صرف

. ملك السعيد أبي السلطان اسم ذكر السنة هذه وفي الذهب من

. زمزم وقبة المنبر على العراق

تعالى الله شرفها مكة عن االنفصال ذكر

أمير صحبة مكة من خرجت الحجة لذي عشرين الموفي وفي

أهل من وهو مهملين، بحاءين الحويح محمد البهلوان العراق ركب

الدين. شهاب الشيخ موت بعد الحاج إمارة يلي وكان الموصل

عند الحرمة عظيم n فاضال n سخيا الدين شهاب وكان قلندر،

. خرجت ولما القلندرية طريقة على وحاجبيه لحيته يحلق سلطانه،

المذكور البهلوان األمير صحبة في تعالى الله شرفها مكة من

وأنزلني ماله، من إجارتها ودفع بغداد، إلى محارة شقة لي اكترى

. من جمع في ، مر بطن إلى الوداع طواف بعد وخرجنا جواره في

عديدهم يحصى ال واألعاجم، والفارسيين والخراسانيين العراقيين

. فمن المتراكم السحاب سير ويسيرون ،n موجا األرض بهم تموج

على بها يستدل عالمة له تكن ولم لحاجة، الركب عن خرج

. كثيرة نواضح الركب هذا وفي الناس لكثرة عنه ضل موضعه،

للصدقة الراد لرفع وجمال الماء، منها يستقون السبيل ألبناء

. نزل وإذا مرض يصيبه لمن والسكر واألشربة األدوية ورفع

الدسوت، تسمى عظيمة نحاس قدور في الطعام طبخ الركب

. من جملة الركب وفي معه زاد ال ومن السبيل أبناء منها وأطعم

. من ذلك كل المشي على له قدرة ال من عليها يحمل الجمال

: . الله كرم جزي ابن قال ومكارمه سعيد أبي السلطان صدقات

بموالنا وحسبك الكرم، في أمرها أعجب فما الشريفة، الكنية هذه

أمير والفضل الندى آية هو الذي الجود رايات ورافع المكارم بحر

بالثار لإلسالم واآلخذ الكفار قامع موالنا ابن سعيد أبي المسلمين

الملك وأبقى الكريمة أرواحهم الله قدس يوسف المسلمين أمير

. الدين يوم إلى الطاهر عقبهم في

وأنواع   العظيمة والمرافق الحافلة األسواق الركب هذا وفي

أمام المشاعل ويوقدون بالليل يسيرون وهم والفواكه األطعمة

n نهارا عاد قد والليل n نورا تألأل األرض فترى والمحارات، القطار

ثم خليص، إلى ثم عسفان إلى مر بطن من رحلنا ثم n ساطعا

ونزلنا ،n خمسا رحلنا ثم السمك، وادي ونزلنا مراحل، أربع رحلنا

: الصبح بعد إحداهما اليوم في ثنتان المراحل وهذه بدر في

بها وأقمنا الصفراء، فنزلنا بدر من رحلنا ثم بالعشي، واألخرى

. ثم ثالث مسيرة الشريفة المدينة إلى ومنها مستريحين، n يوما

وسلم، عليه الله صلى الله رسول مدينة طيبة إلى فوصلنا رحلنا

وأقمنا ،n ثانيا وسلم عليه الله صلى الله رسول زيارة لنا وحصلت

الماء منها واستصحبنا أيام، ستة تعالى الله كرمها بالمدينة

العروس، بوادي الثالثة في فنزلنا عنها ورحلنا ثالث، لمسيرة

األرض، في عليها يحفرون حسيات من الماء منه فتزودنا

أرض ودخلنا العروس وادي من رحلنا ثم ،n معينا n عذبا ماء فينبطون

نسيمه فتنسمنا البصر، مد على األرض من بسيط وهو نجد،

ثم بالعسيلة يعرف ماء على مراحل أربع بعد ونزلنا األرج، الطيب

كالصهاريج مصانع آثار فيه بالنقرة، يعرف ماء ونزلنا عنه رحلنا

مملوءة مصانع وهي بالقارورة، يعرف ماء إلى رحلنا ثم العظيمة،

وهذا ونفعها الله رحمها جعفر ابنة زبيدة صنعته مما المطر بماء

الهواء صحيح النسيم طيب فسيح نجد أرض وسط هو الموضع

ونزلنا القاروروة من رحلنا ثم فصل، كل في معتدل التربة نقي

في الماء عن فحفر جفت وربما للماء، مصانع وفيه بالحاجز،

فيه. بسيط في غائرة أرض وهي سميرة، ونزلنا رحلنا ثم الجفار

ويأتي زعاق أنه إال آبار، في كثير وماؤها مسكون حصن شبه

الحجاج من ذلك فيبيعون واللبن والسمن بالغنم األرض تلك عرب

بالجبل ونزلنا رحلنا ثم ذلك بسوى يبيعون وال الخام، بالثياب

تخرقه نافذة ثقب أعاله وفي األرض، من بيداء في وهو المخروق،

n ليال اسرينا ثم به ماء وال الكروش وادي إلى منه رحلنا ثم الريح

به يدور األرض من بسيط في كبير حصن وهو فيد حصن وصبحنا

البيع في الحاج مع يتعيشون عرب وساكنوه ربض، وعليه سور

من. وصولهم حين أزوادهم بعض الحجاج يترك وهنالك والتجارة

نصف وهو وجدوه عادوا فإذا تعالى، الله شرفها مكة إلى العراق

عشر اثني مسيرة الكوفة إلى ومنه بغداد، إلى مكة من الطريق

أن الركب عادة ومن المصانع، في المياه به سهل طريق في n يوما

للعرب n ارهابا للحرب، وأهبة تعبئته على الموضع هذا يدخلوا

لقينا وهنالك الركب عن ألطناعهم n وقطعا هنالك، االمجتمعين

" واهماله الحاء بكسر واسمه وحيار فياض وهما العرب، أميري

من " ومعهما عيسى، بن مهنا األمير ابنا وهما ، الحروف آخر وياء

المحافظة منهما فظهر كثرة يحصون ال من ورجالهم العرب خيل

والغنم بالجمال العرب وأتى لهم، والحوطة والرحال الحاج على

الموضع ونهزلنا رحلنا ثم عليه، قدروا ما الناس منهم وأشترى

: ونزلنا رحلنا ثم وبثينة جميل العاشقين باسم ويشتهر األجفر،

منهالة رمال فيه األرض من بسيط وهي زرود، نزلنا ثم البيداء،

ليست ماء آبار وهنالك الحصن، شبه أدوارها قد صغار، دور وبه

مصنع بإزائه خرب حصن ولها الثعلبية، ونزلنا رحلنا ثم بالعذبة

. الركب يعم ما المطر ماء من وبه درج، في إليه ينزل هائل

الجمال فيبيعون عظيم جمع الموضع بهذا العرب من ويجتمع

. ثالث الكوفة إلى الموضع هذا ومن واللبن والسمن والغنم

الطريق على مشهد وهو المرجوم، ببركة فنزلنا رحلنا ثم مراحل

هذا أن ويذكر رجمه به مر من وكل حجارة، من عظيم كوم عليه

بينه فوقعت الحج، يريد الركب مع فسافر ،n رافضيا كان المرجوم

بعض فسب مشاجرة، األتراك من السنة أهل وبين

. للعرب، كثيرة بيوت الموضع وبهذا بالحجارة الصحابة،فقتلوه

يعم كبير مصنع وبه ذلك، وسوى واللبن بالسمن الركب ويقصدون

بركة أو مصنع وكل عليها، الله رحمة زبيدة بنته مما الركب جميع

آثارها كريم من فهي وبغداد، مكة بين التي الطريق بهذا بئر أو

. ما الطريق بهذا عنايتها ولوال أجرها لها ووفى ،n خيرا الله جزاها

فيه بالمشقوق، يعرف n موضعا ونزلنا رحلنا ثم أحد، سلكها

عندهم كان ما الناس وأراق الصافي، العذب الماء بهما مصنعان

. بالتنانير، يعرف n موضعا ونزلنا رحلنا ثم منهما وتزودوا الماء من

بزمالة، ضحوة واجتزنا منه أسرينا ثم بالماء، تمتلئ مصانع وفيه

كثيرة، وآبار للماء ومصنعان للعرب قصر بها معمورة قرية وهي

وفيه الهيثمين، فنزلنا رحلنا ثم الطريق هذا مناهل من وهي

بعقبة المعروفة العقبة دون فنزلنا رحلنا ثم للماء مصنعان

الطريق بهذا وليس الثاني اليوم في العقبة وصعدنا الشيطان،

n موضعا نزلنا ثم طائلة، وال بصعبة ليست أنها على سواها، وعر

وهو بالعرب، معمور للماء، ومصانع كبير قصر فيه واقصة يسمى

منهل الكوفة إلى بعده فيما وليس الطريق، هذا مناهل آخر

الكوفة أهل من كثير يتلقى وبه الفرات، ماء مشارع اال مشهور

الناس ويهنئ والفواكه، والتمر والخبز بالدقيق ويأتون الحاج،

مصنع فيه بلورة، يعرف n موضعا نزلنا ثم بالسالمة n بعضا بعضهم

ثم مصانع ثالث فيه بالمساجد، يعرف n موضعا نزلنا ثم للماء كبير

من بيداء في منارة وهي القرون، بمنارة يعرف n موضعا نزلنا

ثم حولها، عمارة وال الغزالن بقرون مجللة االرتفاع بائنة األرض

وحوله عمارة عليه مخصب واد وهو بالعذيب، يعرف n موضعا نزلنا

. للبصر مسرح فيها خصبة فال

التي الفرس على الشهيرة الوقعة كانت حيث القادسية نزلنا ثم

تقم فلم النار عبدة المجوس وأذل اإلسالم دين فيها الله أظهر

المسلمين أمير وكان شأفتهم، الله واستأصل قائمة بعدها لهم

. مدينة القادسية وكانت عنه الله رضي وقاص أبي بن سعد يومئذ

اال اآلن منها يبق فلم وخربت عنه، الله رضي سعد افتتحها عظيمة

ماء من مشارع وبها النخل حدائق وفيها كبيرة، قرية مقدار

طالب أبي بن علي مشهد مدينة فنزلنا منها رحلنا ثم الفرات،

صلبة فسيحة أرض في حسنة مدينة وهي بالنجف، عنه الله رضي

أسواق ولها بناء وأتقنها n ناسا وأكثرها العراق مدن أحسن من

البقالين سوق فاستقبلنا الحضرة، باب من دخلناها نظيفة حسنة

الخياطين سوق ثم الفاكهة سوق ثم والخبازين، والطباخين

الذي القبر حيث الحضرة ثم العطارين سوق ثم والقيسارية

والزوايا المدارس وبإزائه السالم، عليه علي قبر أنه يزعمون

شبه وهو بالقاشاني وحيطانها عمارة، أحسن معمورة والخوانق

. أحسن ونقشه أشرق لونه لكن عندنا الزليج

بها التي والقبور الروضة ذكر

الطلبة   يسكنها عظيمة مدرسة إلى الحضرة باب من ويدخل

الخبز من أيام ثالثة ضيافة عليها وارد ولكل الشيعة من والصوفية

باب إلى يدخل المدرسة تلك ومن اليوم في مرتين والتمر واللحم

الزائر يصل فعندما والطواشية والنقباء الحجاب بابها وعلى القبة،

معه فيقفون الزائر، قدر على وذلك جميعم أو أحدهم إليه يقوم

المؤمنين أمير يا أمركم عن ويقولون له، ويستأذنون العتبة على

أذنتم فإن العلية، الروضة دخوله على يستأذن الضعيف العبد هذا

ثم والستر المكارم أهل فأنتم لذلك n أهال يكن لم وإن رجع، وإال له

ثم العضادتان، وكذلك الفضة، من وهي العتبة بتقبيل يأمرونه

وبها وسواه، الحرير من البسط بأنواع مفروشة وهي القبة يدخل

القبة وسط وفي والصغار، الكبار منها والفضة، الذهب قناديل

المنقوشة الذهب صفائح عليه بالخشب، مكسوة مربعة مسطبة

على غلبت قد الفضة، بمسامير مسمرة العمل، المحكمة

وفوقها القامة، دون وارتفاعها شيء، منه يظهر ال بحيث الخشب

والسالم، الصالة عليه آدم قبر أحدها أن يزعمون القبور، من ثالثة

رضي علي قبر والثالث والسالم، الصالة عليه نوح قبر والثاني

الورد ماء فيها وفضة ذهب طسوت القبور وبين عنه تعالى الله

به ويدهن ذلك في يده الزائر يغمس الطيب وأنواع والمسك

. ستور وعليه الفضة من n أيضا عتبته آخر باب وللقبة n تبركا وجهه

الحسان، بالبسط مفروش مسجد إلى يفضي الملون الحرير

عتباتها أبواب، أربعة وله الحرير، بستور وسقفه حيطانه مستورة

. وهذه رافضية كلهم المدينة هذه وأهل الحرير، ستور وعليها فضة

رضي علي قبر بها أن عندهم بها ثبت كرامات لها ظهرت الروضة

وتسمى رجب من والعشرين السابع ليلة في أن فمنها عنه الله

من مقعد بكل الروضة تلك إلى يؤتى المحيا، ليلة عندهم

الثالثون منهم فيجتمع والروم، فارس وبالد وخراسان العراقين

. فوق جعلوا اآلخرة العشاء بعد كان فإذ ذلك ونحو واألربعون

مصل بين ما وهم قيامهم، ينظرون والناس المقدس، الضريح

ثلثاه أو نصفه، الليل من مضى فإذا للروضة ومشاهد وتال� وذاكر

: إله ال يقولون وهم سوء، غير من أصحاء الجميع قام ذلك، نحو أو

مستفيض أمر وهذا الله ولي علي الله رسول محمد الله إال

. رأيت لكني الليلة تلك أحضر ولم الثقات من سمعته عندهم

: الروم أرض من أحدهم الرجال من ثالثة الضياف بمدرسة

مقعدون، وهم خراسان، من والثالث أصبهان من والثاني

المحيا، ليلة يدركوا لم أنهم فأخبروني شأنهم، عن فاستخبرهم

. الناس لها يجتمع الليلة وهذه آخر عام من أوانها منتظرون وأنهم

بهذه وليس أيام عشرة مدة عظيمة n سوقا ويقيمون البالد، من

نقيب عليهم يحكم وإنما ، وال� وال مكاس وال مغرم المدينة

شجاعة أهل وهم األقطار، في يسافرون تجار وأهلها األشراف

. صحبتهم، فحمدت األسفار في صحبتهم جارهم يضام وال وكرم

العراق بالد في الناس ومن عنه، الله رضي علي في غلوا لكنهم

من ومنهم برئ، إذا n نذرا للروضة فينذر المرض يصيبه من وغيرها

إلى به ويأتي فضة أو ذهب من n رأسا فيصنع رأسه يمرض

والرجل اليد وكذلك الخزانة، في النقيب فيجعله الروضة،

ما األموال من فيها عظيمة الروضة وخزانة األعضاء من وغيرهما

. لكثرته يضبط ال

األشراف نقيب ذكر

مكين، عنده ومكانه العراق، ملك من مقدم األشراف ونقيب

األعالم وله سفره، في الكبار األمراء ترتيب وله رفيعة، ومنزلته

حكم وإليه ،n وصباحا مساء بابه عند الطبلخانة وتضرب واألطبال،

وال للسلطان فيها مغرم وال سواه، بها والي وال المدينة، هذه

بن. حسين الدين نظام إليها دخولي عهد في النقيب وكان لغيره

أهلها العجم، عراق من آوة بلده إلى نسبة اآلوي، الدين تاج

منهم صاحبه، بعد منهم واحد كل يلي جماعة، قبله وكان رافضة،

ناصر ومنهم طاوس بن الدين قوام ومنهم الفقيه بن الدين جالل

األوهري محمد الدين شمس الصالح الشريف بن مطهر بن الدين

ومنهم ملكها، ندماء من الهند بأرض اآلن وهو العجم، عراق من

. المدني الحسيني شيحة بن جماز بن مهنا بن سالم بن غرة أبو

العبادة   حكاية أمره أول في عليه غلب قد غرة أبو الشريف كان

في الله كرمها الشريفة بالمدينة وكان بذلك، واشتهر العلم وتعلم

عن خرج إنه ثم المدينة، أمير جماز بن منصور عمه ابن جوار

قوام النقيب فمات بالحلة، منها وسكن العراق واستوطن المدينة

نقابة غرة أبي تولية على العراق أهل فانفق طاوس بن الدين

له ونفذ فأمضاه سعيد أبي السلطان إلى بذلك وكتبوا األشراف،

والطبول واألعالم الخلعة له وبعث بذلك، الظهير وهو اليرليغ،

العبادة وترك الدنيا، عليه فغلبت العراق، ببالد النقباء عادة على

إلى أمره فرفع n قبيحا تصرفا األموال في وتصرف والزهد،

يريد أنه n مظهرا السفر، أعمل بذلك علم فلما السلطان،

وكان بطوس، الرضا موسى بن علي قبر زيارة n قاصدا خراسان،

. بالد آخر وهي هراة، قدم موسى ابن علي زار فلما الفرار قصده

عنه، أكثرهم فرجع الهند، بالد يريد أنه أصحابه وأعلم خراسان،

السند وادي جاوز فلما السند إلى خراسان، أرض هو وتجاوز

القرى أهل ذلك فراع وأنفاره طبوله ضرب آب ببنج المعروف

المسماة المدينة إلى وأجفلوا عليهم، لالغارة أتوا التتر أن وظنوا

واستعد عساكره في فركب سمعوه، بما أميرها وأعلموا بأوجا،

وجماعة الفرسان من عشرة نحو فرأوا الطاليع، وبعث للحرب

معهم طريقه، في الشريف صحب ممن والرجال التجار من

الشريف أن فأخبروهم شأنهم، عن فسألوهم واألعالم، األطبال

األمير إلى الطاليع فرجع الهند، ملك على n وافدا أتى العراق نقيب

العالمات لرفعة الشريف عقل فاستضعف الحال بكيفية وأخبروه

. وأقام أوجا مدينة الشريف ودخل بالده غير في الطبول وضربه

n مولعا وكان وعشية، غدوة داره باب على األطبال تضرب مدة، بها

على. األطبال تضرب بالعراق نقابته أيام في كان أنه ويذكر بذلك

نقار يا نقرة زد له يقول الضرب عن النقار أمسك فإذا رأسه،

: يخبر الهند ملك إلى اوجا مدينة صاحب وكتب بذلك لقب حتى

n وعشيا غدوة داره باب وعلى بالطريق األطبال وضربه الشريف

إال n طبال يضرب وال n علما يرفع ال أن الهند أهل وعادة األعالم ورفعه

حال في وأما السفر، في اال يفعله وال ذلك، الملك أعطاه من

مصر بخالف خاصة، الملك باب على إال الطبل يضرب فال اإلقامة

بلغ فلما األمراء، أبواب على تضرب الطبول فإن والعراق والشام

األمير خرج ثم نفسه، في وفعل وأنكره فعله كره الهند ملك خبره

أعظم عندهم والخان خان، كشلي األمير وكان الملك، حضرة إلى

القدر عظيم وهو السند، بالد كرسي بملتان، الساكن وهو األمراء،

السلطان أباه أعان ممن كان ألنه بالعم، يدعو الهند، ملك عند

خسرو الدين ناصر السلطان قتال على شاه تغلق الدين غياث

لقائه إلى الملك فخرج الهند، ملك حضرة على قدم قد شاه،

قد الشريف وكان اليوم، ذلك في الشريف وصول كان أن فاتفق

يرعه فلم األطبال، ضرب من حاله على وهو بأميال األمير سبق

فسلم السلطان إلى الشريف فتقدم موكبه، في السلطان إال

ومضى فأخبره، به جاء الذي وما حاله عن السلطان وسأله عليه

ولم حضرته، إلى وعاد خان كشلي األمير لقي حتى السلطان

. والغيره بإنزال له أمر وال الشريف إلى يلتفت

n أيضا وتسمى أباد، دولة مدينة إلى السفر على n عازما الملك وكان

" " n أيضا وتسمى بينهما التي المعلوة والتاء الكافين بفتح بالكتكة

" " مدينة من n يوما أربعين مسيرة على وهي ، دوكير بالدونجر

. إلى بعث السفر في الملك شرع فلما الملك حاضرة دهلي

مائة المغرب ذهب من وصرفها دراهم، دينار بخمسمائة الشريف

: أراد إن له قل اليه لرسوله وقال ،n دينارا وعشرون وخمسة

في نفقته فهي معنا السفر أراد وإن زاده، فهذا بالده إلى الرجوع

فاغتم نرجع، حتى نفقته فهي بالحضرة اإلقامة أراد وان الطريق،

عادته هي كما العطاء، له يجزل أن قصده وكان لذلك، الشريف

بن أحمد بالوزير وتعلق السلطان، صحبة السفر واختار أمثاله مع

هو، يدعوه وبه الملك، سماه وبذلك جهان بخواجة المدعو أياس

الملك سمى متى أنه عادتهم من فإن الناس، سائر بدعوة وبه

باسم أو قطب، أو ثقة أو عماد من الملك إلى مضاف باسم n أحدا

وجميع الملك يخاطبه فبذلك وغيره، صدر من الجهان إلى مضاف

المودة فتأكدت العقوبة لزمته ذلك بسوى خاطبه، ومن الناس،

الملك والطف قدره ورفع إليه فأحسن والشريف، الوزير بين

أن وأمره أباد، دور قرى من بقريتين له وأمر رأيه، فيه حسن حتى

والمروءة الفضل أهل من الوزير هذا وكان بها إقامته تكون

الخير وفعل إليهم واإلحسان الغرباء، في والمحبة األخالق ومكارم

القريتين يستغل الشريف فأقام الزوايا وعمارة الطعام وإطعام

فلم الخروج، أراد ثم ،n عظيما ماال ذلك من وحصل أعوام ثمانية

وهو بإذنه إال الخروج يمكنه ال السلطان خدم من فإنه يمكنه،

فأراد السراح، في ألحدهم يأذن ما n فقليال الغرباء، في محب

من ورغب الحضرة، وقدم منه، فرد الساحل طريق من الفرار

حتى ذلك في الوزير فتلطف انصرافه، قضية يحاول أن الوزير

آالف عشرة وأعطاه الهند، بالد عن الخروج في السلطان له أذن

وخمسمائة ألفان المغرب ذهب من وصرفها دراهمهم، من دينار

لمحبته عليها، ونام فراشه تحت فجعلها بدرة، في بها فأتى دينار،

شيء أصحابه من ألحد يتصل أن وخوفه بها وفرحه الدنانير في

عليها رقاده بسبب جنبه في وجع فأصابه ،n بخيال كان فإنه منها،

بعد توفي ان إلى سفره حركة في آخذ وهو به يتزايد يزل ولم

. للشريف المال بذلك أوصى إليه البدرة وصول من n يوما عشرين

الشيعة من جماعة على بجملته فتصدق الجراني، حسن

يورثون ال الهند، وأهل والعراق الحجاز أهل من بدهلي المقيمين

ما بلغ ولو عنه، يسألون وال الغرباء لمال يتعرضون وال المال بيت

وال األبيض لمال يتعرضون ال السودان وكذلك يبلغ أن عسى

. مستحقه يأتي حتى أصحابه من الكبار عند يكون إنما يأخذونه،

مدة، غرناطة سكن قاسم، اسمه أخ له غرة أبو الشريف وهذا

بالمكي، الشهير إبراهيم بن الله عبد أبي الشريف بنت تزوج وبها

من كرة بوادي استشهد ان إلى فسكنه طارق جبل إلى انتقل ثم

بناره، يصطلي ال البهم من بهمة وكان الخضراء الجزيرة نظر

الناس، عند شهيرة أخبار فيها وله الشجاعة في المعتاد خرق

الله عبد أبي الفاضل الشريف ربيبهما كفالة في هما ولدين وترك

ببالد الشهير الكربالئي الحسيني نفيس بن القاسم أبي بن محمد

محسن وهو أبيهما، موت بعد أمهما تزوج وكان وبالعراق، المغرب

. n خيرا الله جزاه لها

سافر السالم عليه علي المؤمنين أمير زيارة لنا تحصلت ولما

من كبيرة رفقة صحبة البصرة إلى وسافرت بغداد، إلى الركب

وبأس عظيمة شوكة ولهم البالد، تلك أهل وهم خفاجة، عرب

فاكتريت صحبتهم في اال األقطار تلك في للسفر سبيل وال شديد،

وخرجنا الخفاجي دراج بن شامر القافلة تلك أمير يد على n جمال

سكنى موضع الخورنق، فنزلنا السالم، عليه علي مشهد من

عمارة وبه السماء، ماء بني ملوك من وآبائه المنذر بن النعمان

الفرات من يخرج نهر على فسيح قضاء في ضخمة قباب وبقايا

قرية أثر وبه الواثق، بقائم يعرف n موضعا فنزلنا عنه رحلنا ثم

آخذين عنه رحلنا ثم صومعته، إال منه يبق لم خرب ومسجد خربة

في قصب غابة وهو بالعذار، المعروف بالموضع الفرات جانب مع

الطريق قطاع وهم بالمعادي، يعرفون أعراب يسكنها الماء وسط

عن تأخروا الفقراء من جماعة على خرجوا المذهب، رافضية

. بتلك يتحصنون وهم والكشاكل النعال حتى فسلبوهم رفقتنا،

. مع ورحلنا كثيرة بها والسباع يريدهم، ممن بها ويمتنعون الغابة

. واسط مدينة وصلنا ثم مراحل، ثالث الغدار هذا

واسط مدينة

يهدى أعالم بها واالشجار، البساتين كثيرة األقطار حسنة وهي

أهل خيار من وأهلها مشاهدهم، االعتبار وتهدي شاهدهم، الخير

. القرآن يحفظون أكثرهم االطالق على خيرهم هم بل العراق،

بالد أهل يأتي وإليهم الصحيحة، بالقراءة تجويده ويجيدون الكريم

. جماعة فيها وصلنا التي القافلة في وكان ذلك تعلم برسم العراق

وبها الشيوخ، من بها من على القرآن تجويد برسم أتوا الناس من

الغرباء ينزلها خلوة ثالثمائة نحو وفيها حافلة عظيمة مدرسة

. المحسن عبد الدين تقي الشيخ عمرها القرآن لتعلم القادمون

. بها متعلم لكل ويعطي وفقهائها أهلها كبار من وهو الواسطي،

وإخوانه هو ويقعد يوم، كل نفقته له ويجري السنة، في كسوة

وزودني وأضافني لقيته وقد بالمدرسة، القرآن لتعليم وأصحابه

. بخارجها n ثالثا القافلة أقامت واسط مدينة نزلنا ولما ودراهم n تمرا

الرفاعي،. أحمد العباس أبي الولي قبر زيارة لي فسنح للتجارة

. فطلبت واسط من يوم مسيرة على عبيدة، بأم تعرف بقرية وهو

. فبعث إليها يوصلني من معي يبعث أن الدين تقي الشيخ من

. وأركبني الجهة تلك قطان وهم أسد، بني عرب من ثالثة معي

أسد، بني بحوش الليلة تلك فبت ،n ظهرا وخرجت له، n فرسا

فيه عظيم رباط وهو الرواق، إلى الثاني اليوم ظهر في ووصلنا

. ولي حفيد كوجك أحمد الشيخ قدوم به وصادفنا الفقراء من آالف

. موضع من قدم وقد زيارته قصدنا الذي الرفاعي العباس أبي الله

الشياخة انتهت وإليه جده، قبر زيارته برسم الروم بالد من سكناه

والدفوف،. الطبول ضربت العصر صالة انقضت ولما بالرواق

السماط، وقدموا المغرب صلوا ثم الرقص، في الفقراء وأخذ

صلوا ثم الناس، فأكل والتمر، واللبن والسمك األرز خبز وهو

على قاعد أحمد والشيخ الذكر، في وأخذوا اآلخرة، العشاء

nمن أحماال أعدوا وقد السماع، في أخذوا ثم المذكور، جده سجادة

من ومنهم يرقصون وسطها في ودخلوا ،n نارا فأججوها الحطب

. دأبهم وهذا n جميعا أطفأها حتى بفمه يأكلها من ومنهم فيها يتمرغ

الحية يأخذ من وفيهم بهذا، مخصوصون األحمدية الطائفة وهذه

. يقطعه حتى رأسها على بأسنانه فيعض العظيمة

حكاية

أمروها، هزار عمالة من أفقانبور، له، يقال بموضع مررت كنت

. على بها نزلنا وقد خمس مسيرة الهند حضرة دهلي وبين وبينها

والشكال الشكال، أوان في وذلك السرور، بنهر يعرف نهر

. في ينحدر السيل وكان القيظ إبان في وينزل المطر، هو عندهم

. أو إنسان من منه يشرب من فكل قراجيل جبال من النهر هذا

. فأقمنا المسمومة الحشائش على المطر لنزول يموت بهيمة

من جماعة هنالك إلى ووصل أحد، يقربه ال أيام أربعة النهر على

رجل وكبيرهم أيديهم، وفي الحديد أطواق أعناقهم في الفقراء

. . فباتوا بالحيدرية المعروفة الطائفة من وهم اللون حالك أسود

عند ليوقدوه بالحطب آتيه أن كبيرهم مني وطلب ليلة، عندنا

بالخمار، " المعروف عزيز وهو الجهة تلك والي فكلفت رقصهم،

" أحمال، عشرة منه فوجه بالحطب يأتي أن ، ذكره وسيأتي

،n جمرا صارت حتى اآلخرة العشاء صالة بعد النار فيه فأضرموا

. يرقصون زالوا فما النار تلك في دخلوا ثم السماع، في وأخذوا

n فقميصا فأعطيته ،n قميصا كبيرهم مني وطلب فيها، ويتمرغون

ويضربها النار في به يتمرغ وجعل فلبسه الرقة، من النهاية في

. بالقميص، إلي وجاء وخمدت النار، تلك طفئت حتى بأكمامه

. . لي حصلت ولما منه عجبي فطال البتة n شيئا فيه تؤثر لم والنار

مدينة إلى وعدت به، الله نفع الرفاعي العباس أبي الشيخ زيارة

في فلحقتها رحلت، قد فيها كنت التي الرفقة فوجدت واسط،

وليس الكراع بوادي رحلنا ثم بالهضيب، يعرف ماء ونزلنا الطريق

. منه رحلنا ثم بالمشيرب يعرف n موضعا ونزلنا رحلنا ثم ماء، به

إلى النهار ضحوة فدخلنا رحلنا ثم البصرة، من بالقرب ونزلنا

. البصرة مدينة

البصرة مدينة

عليها   قدومي عند رأيت وكنت دينار، بن مالك رباط بها فنزلنا

فقيل عنه، فسألت الحصن، مثل n عاليا بناء منها ميلين نحو على

. البصرة: وكانت عنه الله رضي طالب أبي بن علي مسجد هو لي

في المسجد هذا كان بحيث الساحة وانفساح الخطة اتساع من

األول. السور وبين بينه وكذلك ، ميالن وبينها اآلن وبينه وسطها

. إحدى البصرة ومدينة بينهما متوسط فهو ذلك، نحو بها المحيط

األرجاء الفسيحة اآلفاق في الذكر الشهيرة العراق أمهات

توفر األثيرة، والفواكه الكثيرة البساتين ذات األفناء، المونقة

: األجاج البحرين مجمع كانت لما والخصب، النضارة من قسمها

سوقها في التمر فيباع منها، n نخال أكثر الدنيا في وليس والعذب،

. النقرة ثلث ودرهمهم بدرهم، عراقية n رطال عشر أربعة بحساب

الرجل يحملها تمر، بقوصرة الدين حجة قاضيها إلى بعث ولقد

منها الحمال أخذ دراهم، بتسعة فبيعت بيعها، فأردت تكلف، على

. التمر من بها ويصنع السوق إلى المنزل من حملها أجرة عن ثلثها

. الجالب كأنه طيب وهو السيالن، يسمى عسل

: الفاضل الشيخ وكبيرها هذيل، محلة احداها محالت ثالثة والبصرة

إلي وبعث أضافني الفضالء، الكرماء من األثير، بن الدين عالء

السيد كبيرها حرام، بني محلة الثانية والمحلة ودراهم، بثياب

وفواضل، مكارم ذو الحسنى، موسى الدين مجد الشريف

الثالثة والمحلة والدراهم، والسيالن التمر إلي وبعث أضافني

. لهم البصرة وأهل اللوكي ابن الدين جمال كبيرها العجم، محلة

فيما يستوحش فال بحقه، وقيام للغريب وإيناس أخالق مكارم

. علي المؤمنين أمير مسجد في الجمعة يصلون وهم غريب بينهم

. الجمعة في إال يأتونه فال يسد ثم ذكرته، الذي عنه الله رضي

االنفساح متناهي وصحنه المساجد، أحسن من المسجد وهذا

وفيه السباع، وادي من بها يؤتى التي الحمراء بالحصباء مفروش

لما فيه يقرأ عنه الله رضي عثمان كان الذي الكريم المصحف

" : تعالى قوله فيها التي الورقة في الدم تغييره وأثر قتل،

العليم " . السميع وهو الله فسيكفيكهم

اعتبار حكاية

إلى الخطيب قام فلما الجمعة، صالة المسجد بهذا مرة شهدت

أمره، من فعجبت ،n جليا n كثيرا n لحنا فيها لحن وسردها، الخطبة

: . يبق لم البلد هذا إن لي فقال الدين حجة للقاضي ذلك وذكرت

. . فيها تفكر لمن عبرة وهذه النحو علم من n شيئا يعرف من به

. أهلها إلى التي البصرة هذه األمور ومقلب األشياء مغير سبحان

ال الذي إمامه أهلها ومن وفرعه، أصله وفيها النحو، رياسة انتهت

. ولهذا عليها دؤوبه على الجمعة خطبة خطيبها يقيم ال سبقه، ينكر

عند بزعمهم، تتحرك التي الصومعة إحداها صوامع، سبع الجامع

. أعلى من إليها صعدت عنه الله رضي طالب أبي بن علي ذكر

من ركن في فوجدت البصرة، أهل بعض ومعي الجامع، سطح

. البناء مملسة مقبض كأنه فيها، n مسمرا خشب مقبض أركانها

: بحق وقال المقبض، ذلك في يده معي كان الذي الرجل فجعل

المقبض، وهز تحركي، عنه، الله رضي علي المؤمنين أمير رأس

وانا له، وقلت المقبض في يدي أنا فجعلت الصومعة، فتحركت

وسلم: عليه الله صلى الله رسول خليفة بكر أبي رأس بحق أقول

. ذلك من فعجبوا الصومعة فتحركت المقبض وهززت تحركي،

يفعل من يخاف وال والجماعة، السنة مذهب على البصرة وأهل

بالحلة، أو الحسين، بمشهد هذا مثل جرى ولو عندهم، فعلي مثل

لهلك طوس، أو آوة، أو ساوة، أو قاشان، أو قم، أو بالبحرين، أو

: . بمدينة عاينت قد جزي ابن قال غالية رافضة ألنهم فاعله،

صومعة الله حاطها األندلس بالد من المنصورة وادي من برشانة

صومعة وفي سواهم، أو الخلفاء من أحد لها يذكر أن غير من تهتز

. أنت ما كأحسن وهي بالقديم ليس وبناؤها بها، األعظم الجامع

وال فيها ميل ال ،n وارتفاعا n واعتداال منظر حسن الصوامع، من راء

من. بعض فأخذ الناس، من جماعة ومعي مرة، إليها صعدت زيغ

إليهم أشرت حتى فاهتزت، وهزوها جامورها بجوانب معي كان

. هزها عن فكفوا يكفوا أن

بالبصرة المباركة المشاهدة ذكر

عنهم،   الله رضي العشرة أحد الله عبد بن طلحة مشهد فمنها

للوارد الطعام فيها وزاوية وجامع قبة وعليه المدينة بداخل وهو

ومنها. له، وحق n شديدا n تعظيما يعظمونه البصرة وأهل والصادر

وسلم عليه الله صلى الله رسول حواري العوام بن الزبير مشهد

عليه، قبة وال البصرة، بخارج وهو عنهما، الله رضي عمته وابن

. حليمة قبر ومنها السبيل ألبناء الطعام فيها وزاوية مسجد وله

رضي الرضاعة من وسلم عليه الله صلى الله رسول أم السعدية

عليه الله صلى الله رسول رضيع ابنها قبر جانبها وإلى عنها، الله

عليه الله صلى الله رسول صاحب بكر أبي قبر ومنها وسلم،

قبر. السباع وادي بقرب منها أميال ستة وعلى قبة، وعليه وسلم

سبيل وال وسلم، عليه الله صلى الله رسول خادم مالك بن أنس

قبر ومنها العمران، وعدم السباع لكثرة كثيف جمع في إال لزيارته

عنه، الله رضي التابعين سيد البصري الحسن أبي ابن الحسن

الله رضي دينار ابن مالك وقبر عنه، الله رضي الغالم عتبة وقبر

الله عبد بن سهل وقبر عنه، الله رضي العجمي حبيب وقبر عنه،

. اسم فيها مكتوب قبة منها قبر كل وعلى عنه الله رضي التستري

. . اليوم وهي القديم السور داخل كله وذلك ووفاته القبر صاحب

. الغفير الجم قبور ذلك سوى وبها أميال ثالثة نحو البلد وبين بينها

. أمير وكان الجمل يوم والمستشهدين والتابعين الصحابة من

التوريزي، العجمي الدين بركن يسمى عليها ورودي حتى البصرة

. وبها والدجلة، الفرات ساحل على والبصرة إلي فأحسن أضافني

وسواه، المغرب، بالد من سال، بوادي هو ما كمثل والجزر، المد

. منها أميال عشرة على فارس بحر من الخارج المالح والخليج

غلب الجزر كان وإذا العذب، على المالح الماء غلب المد كان فإذا

غير nماء البصرة أهل فيستسقي المالح، الماء على الحلو الماء

. : . جزي، ابن قال زعاق ماءهم إن يقال ولذلك لدورهم جيد

مصفرة أهلها وألوان جيد، غير البصرة هواء كان ذلك وبسبب

. أحضرت وقد الشعراء بعض وقال المثل بهم ضرب حتى كاسفة،

: أترجة الصاحب يدي بين

غـدا أتـرج للـهبـينـنـا

ذي حال عن n معبراعبـره

ثياب الله كسى لماالضـنـا

وساكني الهوى أهل البصره

. وبين وبينها األبلة إلى الصغير القارب وهو صنبوق، في البصرة ساحل من ركبت ثم

. والبياعة واليسار اليمين عن مظلة ونخيل متصلة بساتين في أميال، عشرة البصرة

. البصرة بين وفيما والفواكه واللبن والتمر والسمك الخبز يبيعون األشجار ظالل في

. يشربون تراهم بالسفن الناس حاذاه فإذا التستري الله عبد بن سهل متعبد واألبلة

. عنه الله رضي الولي بهذا n تبركا ذلك عند ويدعون الوادي، من يحاذيه مما الماء

. تجار يقصدها عظيمة مدينة األبلة وكانت قيام وهم البالد، هذا في يحرفون والنواتية

: . ثم عظمها على دالة وغيرها، قصور آثار بها قرية اآلن وهي فخربت وفارس الهند

يسمى األبلة أهل من لرجل صغير مركب في فارس بحر من الخارج الخليج في ركبنا

ال سبخة، في كبيرة قرية وهي عبادان، فصبحنا المغرب، بعد فيما وذلك بمغامس،

. الساحل وبين وبينها للصالحين ورباطات ومتعبدات كثيرة مساجد وفيها بها، عمارة

: . وإنما بها، زرع ال مجدبة وهي تقدم، فيما n بلدا كانت عبادان جزي ابن قال أميال ثالثة

: . الشعراء بعض فيها قال وقد قليل بها n أيضا والماء إليها، يجلب

n أنـدلـسـا مبلغ منأنـنـي

أقصى عبادان حللتالثـرى

أبصرت ما أوحشلكـنـنـيي

في ذكرها فيها قصدت الورى

فـيهـا الخبـزيتـهـادونـه

بها الماء وشربةتـشـتـرى

 

الخضر إلى بالنسبة تعرف رابطة، منها البحر ساحل وعلى

. الفقراء من أربعة يسكنها زاوية وبإزائها السالم عليهما وإلياس

فتوحات من ويتعيشون والزاوية، الرابطة يخدمون بأوالدهم

. هذه أهل لي وذكر عليهم يتصدق بهم يمر من وكل الناس

البحر هذا يأتي له، أنيس وال القدر كبير n عابدا بعبادان أن الزاوية،

بعد إال اليرى ثم ،n شهرا يقوته ما فيه فيصطاد الشهر، في مرة

. . يكن لم عبادان وصلنا فلما أعوام منذ ذلك على وهو شهر تمام

المساجد في بالصالة معي كان من فاشتغل طلبه، إال شأن لي

. فوجدته n خربا n مسجدا فجئت له n طالبا وانطلقت والمتعبدات،

. أخذ سلم ولما صالته في فأوجز جانبه، في فجلست فيه، يصلي

: بلغت فقد واآلخرة، الدنيا في مرادك الله بلغك لي وقال بيدي

من وبلغت االرض، في السياحة وهو الدنيا، في مرادي الله بحمد

. قوي والرجاء األخرى وبقيت أعلمه، فيما غيري يبلغه لم ما ذلك

. أتيت ولما الجنة دخول من المراد وبلوغ وتجاوزه الله رحمة في

فلم إليه فذهبوا بموضعه، وأعلمتهم الرجل خبر أخبرتهم أصحابي

. بالعشي وعدنا شأنه، من فعجبوا خبر على له وقعوا وال يجدوه،

صالة بعد األربعة الفقراء أحد علينا ودخل بها، فبتنا الزاوية إلى

. ليلة كل عبادان يأتي أن الفقير ذلك عادة ومن اآلخرة العشاء

. إلى وصل فلما زاويته إلى يعود ثم بمساجدها، السرج فيسرج

: أوصل له وقال طرية سمكة فأعطاه العابد الرجل وجد عبادان

. دخوله عند الفقير لنا فقال اليوم قدم الذي الضيف إلى هذه

: . : ? فقال: رأيته أنا له فقلت اليوم الشيخ منكم رأى من علينا

. الفقير لنا وطبخ ذلك، على الله فشكرت ضيافتك هذه لك يقول

أطيب n سمكا قط أكلت وما أجمعون، منها فأكلنا السمكة، تلك

ذلك. خدمة في العمر بقية اإلقامة خاطري في وهجس منها

عند البحر ركبنا ثم ذلك، عن اللجوج النفس صرفتني ثم الشيخ،

. على أعود ال أن سفري في عادتي ومن ماجول بلدة بقصد الصبح

. العراق، بغداد قصد أحب وكنت ذلك أمكنني ما سلكتها طريق

إلى ثم اللور، أرض إلى بالسفر البصرة أهل بعض علي فأشار

. إشارته، بمقتضى فعملت العرب عراق إلى ثم العجم، عراق

وجيمها فاعول وزن على ماجول، بلدة إلى ايام أربعة بعد ووصلنا

يخرج أنه ذكرنا الذي الخليج ساحل على صغيرة وهي معقودة،

سوق ولها نبات، وال فيها شجر ال سبخة وأرضها فارس، بحر من

. دابة اكتريت ثم ،n واحدا n يوما بها وأقمت األسواق أكبر من عظيمة

وسرنا ماجول، إلى رامز من الحبوب يجلبون الذين من لركوبي

: . إن ويقال الشعر بيوت في األكراد يسكنها صحراء في n ثالثا

راء " حروفها وأول رامز، مدينة إلى وصلنا ثم العرب، من اصلهم

" فواكه ذات حسنة مدينة وهي ، مكسورة وميمها زاي وآخرها

عنده ولقيت محمود، الدين حسام القاضي عند بها نزلنا وأنهار

بهاء يدعى أألصل، هندي والورع، والدين العلم أهل من n رجال

أبي الدين بهاء الشيخ أوالد من وهو إسماعيل، ويسمى الدين،

. بمدينة وأقمت وغيرها توريز مشايخ على وقرأ الملتاني، زكريا

يسكنها قرى فيه بسيط في n ثالثا منها رحلنا ثم واحدة، ليلة رامز

واللحم. الخبز للوارد فيها زاوية منها مرحلة كل وفي االكراد

. والسمن بالدقيق مخلوط العنب رب من وحلواؤهم والحلواء،

والعبيد للفقراء والخادم والمؤذنون واإلمام الشيخ زاوية كل وفي

. من البسيط آخر وهي تستر، مدينة وصلت ثم الطعام يطبخون

البساتين وبها نضرة، رائقة كبيرة مدينة الجبال وأول أتابك، بالد

واألسواق البارعة المحاسن ولها المنيفة، والرياض الشريفة

. هذه ووالي الوليد بن خالد افتتحها البناء قديمة وهي الجامعة،

المعروف النهر بها ويحيط الله عبد بن سهل إلى ينسب المدينة

أيام في البرودة شديد الصفاء من نهاية في عجيب وهو باألزرق،

. للمسافرين واحد باب ولها بلخشان نهر إال كزرقته أر ولم الحر،

. غير أبواب ولها الباب عندهم والدراوزة دسبول، دراوزة يسمى

. . والنهر والدواليب البساتين النهر جانبي وعلى النهر إلى شارعة

كجسر القوارب على جسر منه المسافرين باب وعلى عميق،

: : . بعضهم يقول النهر هذا وفي جزي ابن قال واحلة بغداد

تستر لشاذروان أنظرواعجب

لري nماء جمعه منبـالده

جمعت قوم� ككميأمـوالـه

علـى يفرقه فغداأجـنـاده

 

في ألسواقها مثل وال متيسرة، والخيرات كثيرة، بتستر والفواكه

للزيارة، األقطار تلك أهل يقصدها معظمة تربة وبخارجها الحسن

. . وهم الفقراء من جماعة بها زاوية ولها النذور لها وينذرون

أبي بن علي بن الحسين بن علي العابدين زين تربة أنها يزعمون

اإلمام الشيخ مدرسة في تستر مدينة في نزولي وكان طالب،

اإلمام الصالح الشيخ ابن موسى الدين شرف المتفنن الصالح

. وهذا الله عبد بن سهل ذرية من وهو سليمان، الدين صدر العالم

والصالح والدين العلم بين جامع وفضائل، مكارم ذو الشيخ

: سنبل أوالد أربعة له فتيان، وخدامها وزاوية، مدرسة وله واإليثار،

والثاني الزاوية، بأوقاف موكل أحدهم وسرور وجوهر وكافور

خديم والثالث يوم، كل في النفقات من إليه يحتاج فيما متصرف

موكل والرابع لهم، الطعام ومرتب الواردين أيدي بين السماط

. ،n يوما عشر ستة عنده فأقمت والفراشين والسقائين بالطباخين

. يدي بين يقدم طعامه من أرغد وال ترتيبه، من أعجب أر فلم

السمن في المطبوخ المفلفل األرز من األربعة يكفي ما الرجل

. أحسن من الشيخ وهذا والحلواء واللحم والخبز المقلي والدجاج

الجمعة صالة بعد الناس يعظ وهو سيرة، وأقومهم صورة الناس

. لدي صغر الواعظ في مجالسه شاهدت ولما الجامع بالمسجد

لقيته فيمن ألق ولم ومصر، والشام بالحجاز قبله رأيته واعظ كل

مثله.

اجتمع وقد النهر، شاطئ على له ببستان عنده n يوما حضرت

فأطعم ناحية، كل من الفقهاء وأتى وكبراؤها، المدينة فقهاء

أن بعد ،n وواعظا n خطيبا وقام الظهر، صالة بهم صلى ثم الجميع،

المهيجة، المحركة والنغامت المبكية بالتالحين أمامه القراء قرأ

تفسير من العلم فنون في وتصرف ووقار، بسكينة خطبة وخطب

ثم معانيه، على والتكلم الله رسول حديث وإيراد الله كتاب

. يكتبوا أن األعاجم عادة ومن ناحية كل من الرقاع عليه ترامت

. فلما عنها فيجيب الواعظ، إلى بها ويرموا رقاع، في المسائل

بعد واحدة عنها يجيب وأخذ يده، في جمعها الرقاع بتلك إليه رمي

. فصلى العصر صالة وقت وحان وأحسنه جواب بأبدع واحدة

. وتبادر وبركة ووعظ علم مجلس مجلسه وكان وانصرفوا بالقوم

عشر خمسة وكانوا نواصيهم، وجز العهد عليهم فأخذ التائبون

من رجال وعشرة ذلك، برسم البصرة من قدموا الطلبة من n رجال

. تستر عوام

البالد وهذه الحمى، مرض أصابني المدينة هذه دخلت لما حكاية

من وسواها دمشق في يعرض كما الحر، زمان في داخلها يحم

. . فمات n أيضا أصحابي الحمى وأصابت والفواكه المياه كثيرة البالد

كل من بتجهيزه الشيخ وقام الخراساني، يحيى اسمه شيخ منهم

. بهاء يدعي n صاحبا بها وتركت عليه وصلى الميت، إليه يحتاج ما

. أشتهي ال مرضي حين وكنت سفري بعد فمات الخشني، الدين

الدين شمس الفقيه لي فذكر بمدرسته، لي تصنع التي األطعمة

لي وطبخ دراهم له ودفعت فاشتهيته، n طعاما طلبتها من السندي

. الشيخ ذلك وبلغ منه فأكلت إلي به وأتى بالسوق الطعام ذلك

: الطعام وتطبخ هذا تفعل كيف لي وقال إلي وأتى عليه، فشق

. ? ثم تشتهيه ما لك يصنعوا أن الخدم أمرت وهال السوق في

: الطعام أنواع من منكم يطلب ما جميع لهم وقال جميعهم أحضر

. في عليهم وأكد يشاء ما له واطبخوا به، فأتوه وغيره والسكر

. n خيرا الله جزاه التأكيد، أشد ذلك

. منزل وبكل شامخة جبال في n ثالثا تستر مدينة من سافرنا ثم

" . اسمها وضبط إيذج مدينة إلى ووصلنا ذلك ذكر تقدم كما زاوية،

" n أيضا وتسمى ، وجيم مفتوح معجم وذال مد وياء الهمزة بكسر

. إليها وصولي وعند أتابك السلطان حضرة وهي األمير، مال

النظر وله الكرماني، الدين نور الورع العالم شيوخ بشيخ اجتمعت

. يعظمه والسلطان المدرسة يسمونها وهي الزوايا، كل في

يزورونه الحضرة، وكبراء الدولة أرباب وكذلك زيارته، وبقصد

باسم تعرف زاوية وأنزلني وأضافني فأكرمني ،n وعشيا n غدوا

وكنا القيظ، أيام في وصولي وكان ،n أياما بها وأقمت الدينوري،

الزاوية إلى ننزل ثم سطحها، بأعلى ننام ثم الليل، صالة نصلي

وقارئان. إمام منهم ،n فقيرا عشر اثنا صحبتي في وكان ضحوة

. ترتيب أحسن على ونحن وخادم، مجيدان

وتستر إيذج ملك ذكر

 

بن افراسياب أتابك السلطان إليها دخولي عهد في إيذج وملك

تلك يلي من لجميع سمة عندهم وأتابك أحمد أتابك السلطان

. . بعد السلطان هذا وولي اللور بالد تسمى وهي ملك من البالد

احمد وكان أحمد، أبيه بعد يوسف وولي يوسف، أتابك أخيه

أربعمائة عمر أنه ببالده الثقات من سمعت ،n صالحا n ملكا المذكور

وقسم وأربعون، أربع إيذج بحضرة منها ببالده، زاوية وستين

: لمراتب وثلث والمدارس، الزوايا لنفقة ثلث n أثالثا الخراج

منه ويبعث وخدامه، وعبيده عياله ونفقة لنفقته وثلث العسكر،

بنفسه، عليه وفد وربما سنة، كل في العراق لملك هدية

شامخة، جبال في أكثرها أن ببالده الصالحة أثاره من وشاهدت

تصعدها بحيث ووسعت، وسويت الصخور، في الطرق نحتت وقد

. في عشر سبعة مسيرة الجبال هذه وطول بأحمالها الدواب

األنهار، تشقها ببعض، بعضها متصل شاهقة وهي عشرة، عرض

منزل كل وفي الخبز، دقيقه من يصنعون وهم البلوط، وشجرها

إلى المسافر وصل فإذا المدرسة، يسمونها زاوية منازلها من

طلب سواء لدابته والعلف الطعام من يكفيه بما أتي منها مدرسة

من فيعد المدرسة خادم يأتي أن عادتهم فإن يطلبه لم أو ذلك

الخبز من قرصين منهم واحد كل ويعطي الناس، من بها نزل

. وكان عليها السلطان أوقاف من وجميعم وحلواء، n ولحما

ثيابه تحت يلبس ذكرناه، كما n صالحا n زاهدا أحمد أتابك السلطان

. شعر ثوب جسده يلي مما

حكاية

سعيد، أبي العراق ملك على مرة أحمد أتابك السلطان قدم

الدرع، وعليه عليك يدخل أحمد أتابك إن خواصه بعض له فقال

على ذلك بإختبار فأمره ،n درعا ثيابه تحت الذي الشعر ثوب وظن

إليه فقام n يوما عليه فدخل حقيقته، ليعرف االنبساط من جهه

ديار أمير سويته واألمير العراق، األمراء عظيم الجوبان األمير

وأمسوكوا العراق، سلطان اآلن هو الذي حسن والشيخ بكر،

ورآه الشعر، ثوب ثيابه تحت فوجدوا يمازحونه، كأنهم بثيابه

وقال جواره إلى وأجلسه وعانقه إليه وقام سعيد أبو السلطان

هديته: عن وعوضه أبي، أنت ومعناه بالتركية، أطا سن له

بعدها بهدية يطالبه ال أن الظهير، وهو اليرليغ، له وكتب بأضعافها،

يوسف أتابك ابنه وولي توفي السنة تلك وفي أوالده وال هو

. إيذج مدينة دخلت ولما افراسياب أخوه ولي ثم أعوام، عشرة

ال أنه بسبب ذلك، لي يتأت فلم المذكور افراسياب رؤية أردت

ولي هو ابن له وكان الخمر على إلدمانه الجمعة يوم إلى يخرج

الليالي إحدى وفي األيام، تلك في فمرض سواه له وليس عهده،

بعد جاء ثم وذهب، فعرفته، حالي عن وسألني خدامه، أحد أتاني

: واآلخر بالطعام أحدهما كبيران طيفوران ومعه المغرب، صالة

: وقال بآالتهم، السماع أهل ومعهم دراهم، فيها وخريطة بالفاكهة،

فقلت السلطان البن ويدعون الفقراء، يهزج حتى السماع اعملوا

للسلطان: ودعونا بالرقص، وال بالسماع يدرون ال اصحابي إن له

. الليل نصف كان ولما الفقراء على الدراهم وقسمت ولولده

علي دخل الغد وفي المذكور المريض مات وقد الصراخ، سمعنا

: القضاة من المدينة كبراء إن وقالوا البلد وأهل الزاوية شيخ

للعزاء، السلطان دار إلى ذهبوا قد واألمراء واألشراف والفقهاء

يكن فلم علي، فعزموا فأبيت، جملتهم في تذهب أن لك فينبغي

السلطان دار مشوار فوجدت معهم، وسرت المسير، من بد لي

والوزراء الملوك وأبناء المماليك، من n وصبيانا n رجاال n ممتلئا

رؤوسهم فوق وجعلوا الدواب، وجالل التالبيس، لبسوا قد واألجناد

فرقة فرقتين وانقسموا ناصيته جز قد وبعضهم والتبن، التراب

األخرى، إلى فرقة كل وتزحف بأسفله وفرقة المشور، بأعلى

ومعنا كارما، خوند قائلين صدورهم على بأيديهم ضاربون وهم

. مثله أعهد لم n فظيعا n ومنظرا n هائال n أمرا ذلك من فرأيت أنا، موالي

حكاية?

القضاة فرأيت دخلت أني يومئذ لي اتفق ما غريب ومن

غاص وهو المشور، حيطان إلى استندوا قد والشرفاء، والخطباء

لبسوا وقد ومطرق، ومتباك� باك� بين وهم جهاته، جميع من بهم

الخياطة محكمة غير القطن غليظ من خامة n ثيابا ثيابهم فوق

كل رأس وعلى أجسادهم، يلي مما ووجوهها أعلى إلى بطائنها

تمام إلى فعلهم يكون وهكذا أسود، مئزر أو خرقة منهم واحد

السلطان يبعث وبعدها عندهم، الحزن نهاية وهي n يوما أربعين

. كاملة كسوة ذلك فعل من لكل

 

،n وشماال n يمينا نظرت بالناس غاصة المشور جهات رأيت فلما

األرض من مرتفعة سقيفة هنالك فرأيت لجلوسي n موضعا أرتاد

قاعد، الناس عن منفرد رجل زواياها إحدى وفي شبر، بمقدار

أيام الناس ضعفاء البالد بتلك يلبسه اللبد مثل صوف ثوب عليه

أصحابي عني وانقطع منه، فتقدمت األسفار، وفي والثلج المطر

من بشيء لي علم ال وأنا مني وعجبوا نحوه، إقدامي رأوا لما

السالم، علي فرد الرجل، على وسلمت السقيفة فصعدت حاله

نصف ذلك يسمون وهم القيام، يريد كأنه األرض عن وارتفع

وقد الناس، إلى نظرت ثم له، المقابل الركن في وقعدت القيام

والمشايخ الفقهاء ورأيت منهم، فعجبت n جميعا بأبصارهم رموني

أحد إلي وأشار السقيفة، تحت الحائط إلى مستندين وأألشراف

أنه استشعرت وحينئذ أفعل، فلم جانبه إلى أنحط أن القضاة

الدين نور المشايخ شيخ أتى ساعة بعد كان فلما السلطان

على وسلم السقيفة إلى فصعد قبل، ذكرناه الذي الكرماني

أنه علمت فحيئذ وبينه، بيني فيما وجلس إليه فقام الرجل

السلطان.

مألوا وقد والليمون األترج أشجار بين وهي بالجنازة، جيء ثم

في تمشي الجنازة فأكان الرجال بأيدي وهي بثمارها، أغصانها

كذلك، والشمع يديها، بين طوال رماح في والمشاعل بستان،

بموضع وهو الملوك، مدفن إلى معها الناس وذهب عليها، فصلى

: مدرسة وهنالك المدينة، من أميال اربعة على فيجان، هال له يقال

وبخارجها الجمعة فيه تقام مسجد وبداخلها نهر، يشقها عظيمة

ولم والصادر، للوارد الطعام وبها عظيم بستان بها ويحف حمام،

إلى فعدت الموضع لبعد المدفن إلى معهم أذهب أن أستطع

المدرسة.

بالضيافة أتاني الذي رسوله السلطان إلي بعث ايام بعد كان فلما

وصعدنا السر، بباب يعرف باب إلى معه فذهبت إليه، يدعوني n اوال

هم ما ألجل به، فرش ال موضع إلى انتهينا أن إلى كثيرة درج في

آنيتان يديه وبين مخدة، فوق جالس والسلطان الحزن، من فيه

وكانت الفضة، من وأألخرى الذهب من إحداهما غطيتا، قد

وقعدت منه، بالقرب لي ففرشت خضراء، سجادة بالمجلس

أعرف ال له ونديم محمود، الفقيه حاجبه إال بالمجلس وليس عليها

وبالد الناصر، الملك عن وسألني وبالدي، حالي عن فسألني اسمه

تلك فقهاء رئيس وهو كبير، فقيه جاء ثم ذلك، عن فأجبته الحجاز،

ببالد والفقيه فضيل، موالنا هذا السلطان، لي فقال البالد،

وسواه، السلطان يدعوه وبذلك بموالنا يخاطب إنما كلها األعاجم

غالب السكر أن لي وظهر المذكور، الفقيه على الثناء في أخذ ثم

باللسان لي قال ثم الخمر، على إدمانه عرفت قد وكنت عليه،

: أقول مني تسمع كنت إن له فقلت تكلم يحسنه وكان العربي،

والصالح،: بالزهد المشهور احمد أتابك السلطان أوالد من أنت لك

اآلنيتين إلى وأشرت هذا، غير سلطنتك في يقدح ما فيك وليس

بالجلوس، فأمرني األنصراف، وأردت وسكت، كالمي من فخجل

: النوم، ويريد يتمايل رأيته ثم رحمة، أمثالك مع االجتماع لي وقال

الفقيه فنزل أجده، فلم بالباب نعلي تركت وكنت فانصرفت

المجلس، داخل في يطلبه فضل الفقيه وصعد طلبه، في محمود

إليه، واعتذرت بره فأخجلني به فأتى هنالك طاق في فوجده

: الذي هذا فيك الله بارك لي وقال رأسه على ووضعه نعلي فقبل

أن ألرجو أني والله غيرك، له يقوله أن أحد يقدر ال لسلطاننا قلته

. فيه ذلك يؤثر

بمدرسة فنزلت ايام، بعد إيذج حضرة من رحيلي كان ثم

السلطان إلي وبعث ،n أياما بها وأقمت قبورهم، بها التي السالطين

هذا بالد في وسافرنا ألصحابي بمثلها وبعث دنانير، بجملة

تنزل ليلة كل وفي شامخة، جبال في ايام عشرة السلطان

عمارة ال ما ومنها العمارة، في هو ما فمنها الطعام، فيها بمدرسة

. العاشر اليوم وفي إليه تحتاج ما جميع إليها يجلب ولكن حوله

الملك بالد آخر وهي الرخ، كريو بمدرسة تعرف بمدرسة نزلنا

مدينة عمالة من المياه كثير األرض من بسيط في منها وسافرنا

أصفهان.

 

وإسكان " الهمزة بضم اسمها وضبط أشتركان بلدة إلى وصلنا ثم

" نون وآخره الراء وإسكان المعلوة التاء وضم المعجم الشين

يشقه بديع مسجد ولها والبساتين، المياه كثيرة حسنة بلدة وهي

: تثنية. كأنه واسمها فيروزان، مدينة إلى منها رحلنا ثم النهر

وصلناها وبساتين وأشجار أنهار ذات صغيرة مدينة وهي فيروز،

أوقدوا وقد جنازة، لتشييع خرجوا قد أهلها فرأينا العصر صالة بعد

بأنواع والمغنين بالمزامير وأتبعوها المشاعل، وأمامها خلفها

. بالغد ومررنا ليلة بها وبتنا شأنهم، من فعجبنا المطربة، أألغاني

جانبه وإلى عظيم، نهر على كبيرة وهي نبالن، لها يقال بقرية

وتحفه درج، في إليه تصعد الحسن، من النهاية على مسجد

الحسان. والقرى والمياه البساتين بين فيما يومنا وسرنا البساتين

عراق من أصفهان مدينة إلى العصر بعد ووصلنا الحمام، وأبراج

" المعقودة بالفاء ويقال الخالصة بالفاء بقال واسمها العجم

اآلن " أنها إال وحسانها المدن كبار من أصفهان ومدينة ، المفخمة

والروافض، السنة أهل بين الي الفتنة بسبب أكثرها خرب قد

الفواكه وبها قتال في يزالون فال اآلن، حتى بينهم متصلة وهي

الدين، بقمر يسمونه له، نظير ال الذي المشمش ومنها الكثيرة،

ومنها حلو، لوز عن ينكسر ونواه ويدخرونه، ييبسونه وهم

الجرم، وعظم المطعم طيب في له المثيل الذي السفرجل

في له مثيل ال الذي الشأن العجيب والبطيخ الطيبة، واألعناب

أخضر، وقشره وخوارزم، بخارى بطيخ من كان ما إال الدنيا

حالوة وله بالمغرب، الشريحة تدخر كما ويدخر أحمر وداخله

أتفق وكذلك يسهله أمره أول فإنه أكله ألف يكن لم ومن شديدة

بيض وألوانهم الصور حسان أصفهان وأهل بأصفهان أكلته ما لي

وفيهم والنجدة، الشجاعة عليهم والغالب بالحمرة مشوبة زاهرة،

أخبار فيه عنهم تؤثر األطعمة في بينهم فيما عظيم وتنافس كرم

: نان لنأكل معي اذهب له فيقول صاحبه أحدهم دعا وربما غريبة،

معه ذهب فإذا اللبن والماس الخبز بلسانهم والنان وماس،

صناعة كل وأهل بذلك له n مباهيا العجيب الطعام أنواع أطعمه

كبار وكذلك الكلو يسمونه منهم n كبيرا أنفسهم على يقدمون

الشبان من الجماعة وتكون الصناعات أهل غير من المدينة

مظهرين n بعضا بعضهم ويضيف الجماعات، تلك وتفاخر األعزاب،

وسواها األطعمة في محتفلين اإلمكان، من عليه قدروا لما

أخرى، أضافت منهم طائفة أن لي ذكر ولقد العظيم، االحتفال

طعامهم فطبخوا األخرى أضافتها ثم الشمع بنار طعامهم فطبخوا

بن. علي للشيخ تنسب زاوية في بأصفهان نزولي وكان بالحرير

اآلفاق، تلك أهل بقصدها معظمة وهي الجنيد، تلميذ سهل

عجيب حمام وبها والصادر للوارد الطعام وفيها بزيارتها ويتبركون

ال السبيل في موقوف وهو بالقاشاني وحيطانه بالرخام مفروش

العابد الصالح الزاوية هذه وشيخ شيء دخوله في n أحدا يلزم

شمس الله ولي الصالح الشيخ ابن حسين الدين قطب الورع

العالم وأخوه بالرجاء، المعروف علي ابن محمود بن محمد الدين

بهذه الدين قطب الشيخ عند أقمت أحمد الدين شهاب المفتي

في وحبه العبادة في اجتهاده من فرأيت ،n يوما عشر أربعة الزاوية

في وبالغ العجب منه قضيت ما لهم وتواضعه والمساكين الفقراء

وصولي وساعة حسنة كسوة وكساني ضيافتي وأحسن إكرامي

الذي البطيخ من بطيخات وبثالث بالطعام إلي بعث الزاوية

. أكلته وال قبل رأيته أكن ولم ،n آنفا وصفناه

  : الزاوية، من نزولي بموضع n يوما علي دخل الشيخ لهذا كرامة

قد ثيابه وكانت للشيخ، بستان على يشرف الموضع ذلك وكان

جملتها في ورأيت البستان، في ونشرت اليوم، ذلك في غسلت

في وقلت فأعجبتني، هزرميخي، عندهم تدعى مبطنة، بيضاء جبة

ناحية: في نظر الشيخ علي دخل فلما أريد كنت هذه مثل نفسي

فأتوا الهزرميخي، الثوب بذلك ائتني خدامه، لبعض وقال البستان،

أن منه وطلبت أقبلهما، قدميه إلى فأهويت إياه فكساني به

عن والده أجازه بما ذلك في ويجيزني رأسه من طاقية يلبسني

سبع سنة األخيرة لجمادى عشر الرابع في إياه فألبسني شيوخه،

والده من لبس كما المذكورة، بزاويته وسبعمائة، وعشرين

ولبس محمود، الدين تاج أبيه من والده ولبس الدين، شمس

اإلمام من علي ولبس علىالرجاء، الدين شهاب أبيه من محمود

السهروردي، الله عبد بن محمد بن عمر حفص أبي الدين شهاب

النجيب أبي الدين ضياء الكبير الشيخ من عمر ولبس

عمر، الدين وحيد اإلمام عمه من النجيب أبو ولبس السهروردي،

بعمويه، المعروف الله عبد ابن محمد والده من عمر ولبس

من فرج أخو ولبس الزنجاني، فرج أخي الشيخ من محمد ولبس

الدينوري، ممشاد اإلمام من أحمد ولبس الدينوري، أحمد الشيخ

ولبس الصوفي، سهل بن علي المحقق الشيخ من ممشاد ولبس

السقطي، سري من الجنيد ولبس الجنيد، القاسم أبي بن علي

الحسن من داود ولبس الطائي، داود من السقطي سري ولبس

البصري الحسن أبي ابن الحسن ولبس البصري، الحسن أبي ابن

: . أورد هكذا جزي ابن قال طالب أبي بن علي المؤمنين أمير من

السقطي n سريا أن فيه والمعروف السند، هذا الله عبد أبو الشيخ

وكذلك الطائي، داود معروف وصحب الكرخي، n معروفا صحب

فرج وأخوه العجمي، حبيب الحسن وبين بينه الطائي داود

وصحب النهاوندي، العباس أبا صحب أنه المعروف إنما الزنجاني

محمد أبا خفيف ابن وصحب خفيف، بن الله عبد أبا النهاوندي

الله عبد بن محمد وأما الجنيد القاسم أبا روبم صحب وربما

وليس األسود، الدينوري أحمد الشيخ صحب الذي فهو عمويه

الله عبد هو الزنجاني فرج أخا صحب والذي أعلم والله أحد بينهما

. النجيب أبي والد الله عبد بن محمد ابن بن

 

بشيراز الدين مجد الشيخ زيارة بقصد أصفهان من سافرنا ثم

" وضبطها كليل، بلدة إلى فوصلنا ايام عشرة مسيرة وبينهما

" مسيرة أصفهان وبين وبينها مد وياء الالم وكسر الكاف بفتح

التفاح ورأيت وفواكه، وبساتين أنهار ذات صغيرة بلدة وهي ثالثة

ثلث ودرهمهم بدرهم، n عراقيا n رطال عشر خمسة سوقها في يباع

المعروف البلدة هذه كبير عمرها بزاوية منها ونزلنا النقرة

في إنفاقه على الله اعانه قد عريض مال وله كافي، بخواجه

ألبناء الطعام وإطعام الزوايا وعمارة الصدقة من الخيرات سبيل

تعرف كبيرة قرية إلى ووصلنا يومين كليل من سرنا ثم السبيل

خواجة عمرها والصادر للوارد الطعام فيها زاوبة وبها بصوماء،

بفتح " اسمها وضبط يزدخاص إلى منها سرنا ثم المذكور، كافي

معجم وخاء المهمل الدال وضم الزاي واسكان الحروف آخر الياء

: " السوق حسنة العمارة متقنة صغيرة بلدة ، مهمل وصاد والف

والبلدة بها مسقف بالحجارة مبني عجيب بها الجامع والمسجد

به ينزل رباط وبخارجها ومياهها، بساتينها فيه خندق صفة على

الحصانة من النهاية في وهو حديد، باب عليه المسافرون،

. المسافرون يحتاجه ما كل فيها يباع حوانيت وبداخله والمنعة،

أبي السلطان والد ينجو، شاه محمد األمير عمره الرباط وهذا

وال خاصي، اليزد الجبن يصنع يزدخاص وفي شيراز، ملك إسحاق

سرنا ثم أربع، إلى أوقيتين من منه الجبنة وزن طيبه في له نظير

. ثم األتراك يسكنها صحراء وهي الروم، دشت طريق على منها

مكسورة " " أوالهما مسفولتين بياءين واسمها مايين إلى سافرنا

وأكثر األسواق، حسنة والبساتين األنهار كثيرة صغيرة بلدة وهي

. مدينة وهي شيراز، مدينة إلى منها سافرنا ثم الجوز أشجارها

لها القدر، منيفة الذكر شهيرة األرجاء فسيحة البناء أصلية

والشوارع البديعة واألسواق المتدفقة واألنهار المونقة البساتين

وأهل الترتيب عجيبة المباني متقنة العمارة كثيرة وهي الرفيعة

نظاف الصور حسان غيرهم يخالطهم ال سوقها في صناعة كل

حسن في دمشق مدينة تداني بلدة المشرق في وليس المالبس

وهي شيراز، اال ساكنيها صور وحسن وأنهارها وبساتينها أسواقها

الجهات، جميع من البساتين فيها تحف األرض من بسيط في

عذب وهو آباد بركن المعروف النهر أحدها أنهار، خمسة وتشقها

من فينبعث الشتاء في سخن الصيف، في البرودة شديد الماء

األعظم ومسجدها القليعة يسمى هنالك جبل سفح في عين

بناء، وأحسنها ساحة المساجد أكبر وهو العتيق، بالمسجد يسمى

ليلة كل الحر أوان في ويغسل بالمرمر، مفروش متسع وصحنه

المغرب به ويصلون عشية كل المدينة أهل كبار فيه ويجتمع

سوق إلى يفضي حسن، بباب يعرف باب وبشماله والعشاء

باب على بتفضيلها أقول وأنا األسواق، أبداع من وهي الفاكهة

. وعفاف، ودين صالح أهل شيراز وأهل دمشق من البريد

ملتحفات ويخرجن الخفاف، يلبسن وهن نساؤها وخصوصا

ومن واإليثار، الصدقات ولهن شيء منهم يظهر فال متبرقعات

اثنين يوم كل في الواعظ لسماع يجتمعن أنهن حالهن غريب

األلف منهن اجتمع فربما األعظم، بالجامع وجمعة وخميس

شدة من أنفسهن على بها يروحن المراوح، بأيديهن واأللفان

. البالد. من بلدة في عددهن مثل في النساء اجتماع أر ولم الحر

الشيخ قصد اال هم لي يكن لم شيراز مدينة إلى دخولي وعند

الظاهرة الكرامات ذي الدهر فريد األولياء قطب اإلمام القاضي

الله عطية خداد ومعنى خداد، بن محمد بن اسماعيل الدين مجد

وهي سكناه، وبها إليه المنسوبة المجدية المدرسة إلى فوصلت

الفقهاء ووجدت أصحابي، من أربعة رابع إليه فدخلت عمارته، من

ومعه العصر صالة إلى فخرج انتظاره في المدينة أهل وكبار

عن أحدهما الدين روح شقيقه أخي ابنا الدين وعالء الدين محب

بصره لضعف القضاء في نائباه وهما شماله عن واآلخر يمينه

إلى وصل أن إلى بيدي وأخذ وعانقني عليه فسلمت سنه وكبر

وصلى ففعلت جانبه إلى أصلي أن إلي وأومأ يدي فأرسل مصاله،

األنوار وشوارق المصابيح كتاب من يديه بين قرئ ثم العصر

كبار وتقدم القضايا، من لديهما جرى بما نائباه وطالعه للصاغاني،

سألني ثم ومساء n صباحا معه عادتهم وكذلك عليه، للسالم المدينة

والشام ومصر المغرب عن وسألني قدومي، وكيفية حالي عن

صغيرة بدويرة فأنزلوني خدامه وأمر بذلك فأخبرته والحجاز

العراق ملك رسول إليه وصل اليوم ذلك غد وفي بالمدرسة

األمراء، كبار من الدرقندي الدين ناصر وهو سعيد أبي السلطان

. األصل خراساني

الكال،   يسمونها وهم رأسه، عن شاشيته نزع إليه وصوله فعند

بيده، نفسه أذن n ممسكا يديه، بين وقعد القاضي، رجل وقبل

. في قدم قد األمير هذا وكان ملوكهم عند التتر أمراء فعل وهكذا

خارج ونزل وأصحابه وخدامه مماليكه من فارس خمسمائة نحو

وحده مجلسه ودخل نفر، خمسة في القاضي إلى ودخل المدينة،

. وهم رأسه، عن شاشيته نزع إليه وصوله فعند n متأدبا n منفردا

أذن n ممسكا يديه، بين وقعد القاضي، رجل وقبل الكال، يسمونها

. األمير هذا وكان ملوكهم عند التتر أمراء فعل وهكذا بيده، نفسه

وأصحابه وخدامه مماليكه من فارس خمسمائة نحو في قدم قد

ودخل نفر، خمسة في القاضي إلى ودخل المدينة، خارج ونزل

. n متأدبا n منفردا وحده مجلسه

الكرامات من وهي الشيخ هذا تعظيم في السبب هي حكاية

الباهرة

حال في صحبه قد خدابنده محمد السلطان العراق ملك كان

. مطهر بن الدين جمال يسمى اإلمامية الروافض من فقيه كفره

في زاد التتر، بإسالمه وأسلمت المذكور السلطان أسلم فلما

. . غيره في وفضله الروافض مذهب له فزين الفقيه هذا تعظيم

كانا وعمر بكر أبا أن لديه وقرر والخالفة، الصحابة حال له وشرح

وارث فهو وصهره، عمه ابن n عليا وأن الله، لرسول وزيرين

الذي الملك أن من عنده مألوف هو بما ذلك له ومثل الخالفة،

السلطان عهد حداثة مع وأقاربه أجداده عن إرث هو إنما بيده

. الناس بحمل السلطان فأمر الدين بقواعد معرفته وعدم بالكفر،

وأذربيجان وفارس العراقين إلى بذلك وكتب الرفض، على

أول فكان البالد، إلى الرسل وبعث وخراسان، وكرمان وأصفهان

. فامتنع بغداد أهل فأما وأصفهان وشيراز بغداد إليها وصل بالد

االمام مذهب على وأكثرهم السنة أهل وهم منهم األزج باب أهل

. الجامع المسجد وأتوا طاعة وال سمع ال وقالوا حنبل، بن أحمد

صعد فلما السلطان، رسول وبه السالح ومعهم الجمعة يوم في

وهم سالحهم، من n ألفا عشر اثنا وهم إليه قاموا المنبر الخطيب

. الخطبة غير إن أنه له فحلفوا فيها إليهم والمشار بغداد حماة

رسول وقاتلو قاتلوه، فإنهم منها، نقص أو فيها زاد إن المعتادة،

. أمر السلطان وكان الله شاءه لما ذلك بعد ومستسلمون الملك

يذكر وال الخطبة، من الصحابة وسائر الخلفاء أسماء تسقط بأن

. الخطيب فخاف عنهم الله رضي كعمار تبعه ومن علي اسم إال

. وأصفهان شيراز أهل وفعل المعتادة الخطبة وخطب القتل، من

. جرى بما فأخبروه الملك إلى الرسل فرجعت بغداد أهل كفعل

. به أتي من أول فكان الثالث المدن بقضاة يؤتى أن فأمر ذلك في

في ذاك إذ والسلطان شيراز قاضي الدين مجد القاضي منهم

. أمر القاضي وصل فلما مصيفه موضع وهو بقراباغ، يعرف موضع

أعناقها في ضخام كالب وهي عنده، التي الكالب إلى به يرمي أن

. الكالب عليه يسلط بمن أوتي فإذا آدم بني ألكل معدة السالسل

عليه الكتاب تلك بعثت ثم مقيد، غير n مطلقا كبيرة رحبة في جعل

. فلما لحمه وتأكل فتمزقه، فتدركه له، مفر وال أمامها فيفر

بصبصت إليه، ووصلت الدين مجد القاضي على الكالب أرسلت

ذلك فبلغ بشيء، عليه تهجم ولم يديه، بين أذنابها وحركت إليه

رجل على فأكب القدمين حافي داره من فخرج السلطان،

من عليه كان ما جميع عليه وخلع بيده وأخذ يقبلهما، القاضي

ثيابه خلع وإذا عندهم، السلطان كرامات أعظم وهي الثياب،

دامت ما يتوارثونه، وأعقابه ولبنيه له n شرفا كانت أحد، على كذلك

. خلع ولما السراويل ذلك في وأعظمها منها، شيء أو الثياب تلك

داره إلى وأدخله بيده أخذ الدين مجد القاضي على ثيابه السلطان

. مذهب عن السلطان ورجع به والتبرك بتعظيمه نساءه وأمر

السنة أهل مذهب على الناس يقر ان بالده إلى وكتب الرفض،

n مكرما بالده إلى وصرفه للقاضي العطاء وأجزل والجماعة،

جمكان، قرى من قرية مائة عطاياه جملة في وأعطاه ،n معظما

نهر يشقه ،n فرسخا وعشرون أربعة طوله جبلين بين خندق وهو

. ومن. بشيراز موضع أحس وهو بجانبيه، منتظمة القرى عظيم

للقاضي وهي ، ميمن قرية المدن تضاهي التي العظيمة قراه

نصفه. أن بجمكان المعروف الموضع هذا عجائب ومن المذكور

البرد شديد n فرسخا عشر اثني مسافة وذلك شيراز يلي مما

بالد يلي مما اآلخر والجزء الجوز، شجره وأكثر الثلج فيه وينزل

شجر وفيه الحر شديد هرمز طريق في الالر وبالد وبال هنج

النخيل.

من   خروجي حين ثانية الدين مجد القاضي لقاء لي تكرر وقد

. وأربعين. ثمان سنة وذلك بلقائه، n متبركا هرمز من قصدته الهند

. وهو عليه فدخلت n يوما وثالثين خمسة مسيرة وشيراز هرمز وبين

فعانقني إلي وقام فعرفني عليه فسلمت الحركة، عن ضعف قد

. بينهما لحم ال بالعظم الصق وجلده مرفقه، على يدي ووقعت

. فوجدت n يوما وزرته مرة أول أنزلني حيث بالمدرسة وأنزلني

يديه، بين n قاعدا ذكره، وسيقع إسحاق، أبا السلطان شيراز ملك

الناس ويفعله عندهم، األدب غاية هو وذلك نفسه، بإذن n ممسكا

. المدرسة، إلى أخرى مرة وأتيت الملك يدي بين قعدوا إذا

. أم أن فأخبرت ذلك سبب عن فسألت n مسدودا بابها فوجدت

إلى فصرفهما ميراث، في خصومة بينهما نشأت وأخته السلطان

. . عنده وتحاكمتا المدرسة، إلى إليه فوصلتا الدين مجد القاضي

. بالقاضي، يدعونه ال شيراز وأهل الشرع بواجب بينهما وفصل

. التسجيالت في يكتبون وكذلك أعظم موالنا له يقولون وإنما

. في به عهدي آخر وكان فيها اسمه ذكر إلى تفتقر التي والعقود

. علي والحت وسبعمائة وأربعين ثمانية عام من الثاني ربيع شهر

. وبأمثاله به الله نفع بركاته لي وظهرت أنواره

شيراز سلطان ذكر

أبو الفاضل الملك عليها قدومي عهد في شيراز وسلطان

إسحاق أبي الشيخ باسم أبوه سماه ينجو شاه محمد بن إسحاق

. الصورة حسن السالطين، خيار من وهو به الله نفع الكازروني

صاحب متواضع، األخالق جميل النفس كريم والهيئة، والسيرة

. الترك من n ألفا خمسين على ينيف وعسكره كبير وملك قوة

. أهل يأتمن ال وهو أصفهان أهل إليه االدنون وبطانته واألعاجم،

منهم ألحد يبيح وال يقربهم وال يستخدمهم وال نفسه، على شيراز

. الملوك على وجرأة شديد وبأس نجدة أهل ألنهم السالح، حمل

. تجره مرة n رجال شاهدت ولقد عوقب منهم السالح بيده وجد ومن

. عنقه في ربطوه وقد الحاكم، إلى الشرط وهم الجنادرة،

. بالليل قوس يده في وجدت أنه فأخبرت شأنه، عن فسألت

وتفضيل شيراز أهل قهر إلى المذكور السلطان فذهب

. محمد أبوه وكان نفسه على يخافهم ألنه عليهم، األصفهانيين

حسن وكان العراق، ملك قبل من شيراز على n واليا ينجو شاه

. سعيد أبو السلطان ولى توفي فلما أهلها إلى n محببا السيرة

وسيأتي األمراء، أمير الجويان ابن وهو ،n حسينا الشيخ مكانه

وملكها شيراز إلى فوصل الكثيرة، العساكر معه وبعث ذكره،

. . مجبى الله بالد أعظم من وهي مجابيها وضبط

 

أنه بها، المجبى والي وهو الطمغجي، الدين قوام الحاج لي ذكر

. ذهب من وصرفها يوم كل في دراهم دينار آالف بعشرة ضمنها

. مدة حسين األمير بها وأقام n ذهبا دينار وخمسمائة ألفان المغرب

بن إسحاق أبي على فقبض العراق، ملك على القدوم أراد ثم

وعلى بك ومسعود الدين ركن أخويه وعلى ينجو، شاه محمد

بأموال ليطالبوا العراق إلى حملهم وأراد خاتون، طاش والدته

وجهها خاتون طاش كشفت بشيراز السوق توسطوا فلما أبيهم

. نساء عادة فإن الحال تلك في ترى ان حياء متبرقعة وكانت

: وقالت شيراز، بأهل واستغاثت وجوههن، يغطين ال أن األتراك

فقام ? فالن زوجة فالنة وأنا بينكم من أخرج شيراز أهل يا أهكذا

حين بالسوق رأيته قد محمود، بهلوان يسمى النجارين من رجل

: نرضى وال بلدنا، من تخرج نتركها ال فقال شيراز على قدومي

السالح. في ودخلوا عامتهم وثارت قوله على الناس فتابعه بذلك

. وأوالدها المرأة وخلصوا األموال وأخذوا العسكر من n كثيرا وقتلوا

سعيد أبي السلطان على وقدم معه ومن حسين األمير وفر

شيراز إلى بالعودة وأمره الكثيفة العساكر فأعطاه ،n مهزوما

. ال أنهم علموا ذلك، أهلها بلغ فلما شاء بما أهلها في والتحكم

يحقن أن منه وطلبوا الدين، مجد القاضي فقصدوا به لهم طاقة

. له فترجل حسين األمير إلى فخرج الصلح، ويوقع الفريقين دماء

. حسين األمير ونزل الصلح ووقع عليه وسلم فرسه عن األمير

. في للقائه أهلها برز الغد من كان فلما المدينة خارج اليوم ذلك

االمير ودخل الكثير، الشمع وأوقدوا البلد وزينوا ترتيب أجمل

. فلما سيرة بأحسن فيهم وسار عظيم وحفل أبهة في حسين

ما على أمير كل وتغلب عقبه، وانقرض سعيد أبو السلطان مات

وتغلب عنهم، وخرج نفسه على حسين األمير خافهم بيده،

وذلك فارس، وبالد أصفهان وعلى عليها اسحاق أبو السلطان

. إلى همته وطمحت شوكته واشتدت شهر ونصف شهر مسيرة

مدينة بزد، مدينة وهي منها باألقرب فبدأ البالد، من يليه ما تملك

نضيرة وأشجار مطردة أنهار ذات األسواق عجيبة نظيفة حسنة

وتحصن عليها وتغلب فحاصرها المذهب؛ شافعية تجار وأهلها

على بقلعة مظفر بن شاه محمد األمير ابن شاه مظفر األمير

. من فظهر بها فحاصره الرمال بها تحدق منيعة، منها أميال ستة

. بمثله يسمع ولم المعتاد، خرق ما الشجاعة من مظفر األمير

ما ويقتل ،n ليال إسحاق أبي السلطان عسكر على يضرب فكان

يقدر فال قلعته إلى ويعود والفساطيط، المضارب ويخرق شاء،

. هنالك وقتل السلطان دوار على ليلة وضرب منه النيل على

. فأمر قلعته إلى وعاد عشرة خيله عتاق من وأخذ جماعة

له ويصنعون فارس آالف خمسة ليلة كل في تركب أن السلطان

يصب. ولم قلعته إلى وخلص فقاتلهم، العساكر وتالحقت الكمائن

عليه فخلع إسحاق أبي السلطان إلى به أتى n واحدا إال أصحابه من

. وقعت ثم ذلك فأبى إليه لينزل لمظفر n أمانا معه وبعث وأطلقه

إسحاق أبي السلطان قلب في محبة له ووقعت المراسلة بينهما

: . انصرفت رأيته فإذا أراه، أن أريد فقال شجاعته من رأى لما

وسلم. ببابها، هو ووقف القلعة خارج في السلطان فوقف عنه

: . : إني مظفر له فقال األمان على إنزل السلطان له فقال عليه

أنزل وحينئذ قلعتي أنت تدخل حتى إليك أنزل ال أن الله عاهدت

. من عشرة في السلطان إليه فدخل ذلك أفعل له فقال إليك،

. الخواص أصحاب

يديه بين ومشى ركابه وقبل مظفر ترجل القلعة باب وصل فلما

المحلة إلى معه ونزل طعامه من وأكل داره فأدخله ،n مترجال

n ماال وأعطاه ثيابه عليه وخلع جانبه، إلى السلطان فأجلسه ،n راكبا

أبي السلطان باسم الخطبة تكون ان بينهما االتفاق ووقع ،n عظيما

. . بالده إلى السلطان وعاد وأبيه لمظفر البالد وتكون إسحاق،

كإيوان إيوان بناء إلى مرة ذات طمح إسحاق أبو السلطان وكان

. . ذلك في فأخذوا أساسه حفر يتولوا أن شيراز أهل وأمر كسرى

إلى المباهاة في فانتهوا عداهم، من يباهون صناعة كل أهل وكان

الحرير ثياب وكسوها الجلد، من التراب لنقل القفاف صنعوا ان

وصنع وإخراجها، الدواب، براذع في ذلك نحو وفعلوا المزركش،

. حين وكانوا الكثير الشمع وأوقدوا الفضة، من الفؤوس بعضهم

الحريرعلى فوط ويربطون مالبسهم، أجمل يلبسون الحفر

. وقد. له منظرة من أفعالهم يشاهد والسلطان أوساطهم

. ولما أذرع ثالثة نحو األرض عن ارتفع وقد المبنى هذا شاهدت

القعلة وصارت فيه، التخديم المدينة أهل عن رفع أساسه بني

. والي وسمعت منهم آالف لذلك ويحشر باألجرة، فيه تخدم

. كان وقد البناء ذلك في ينفق مجباها معظم إن يقول المدينة

من وهو التوريزي، الفلكي بن الدين جالل األمير به الموكل

علي. المسمى سعيد أبي السطان وزير عن n نائبا أبوه كان الكبار

. هبة اسمه فاضل أخ الفلكي الدين جالل األمير ولهذا جيالن شاه

عليه، وفودي حين الهند ملك على وفد الملك، بهاء ويلقب lه، الل

،n جميعا علينا الهند ملك فخلع يخت، أمير الملك شرف معنا ووفد

واإلحسان، المرتب لنا وعين به، يليق شغل في واحد كل وقدم

. الهند بملك التشبه يريد إسحاق أبو السلطان وهذا ذلك وسنذكر

. . الثرى من الثريا أين ولكن العطايا وإجزال اإليثار في المذكور

زاده الشيخ اعطى أنه إسحاق أبي أعطيات من ماتعارفنا وأظم

. وأما دينار ألف سبعين هراة ملك nعن رسوال أتاه الذي الخراساني

من كثرة يحصى ال لمن ذلك أضعاف يعطي يزل فلم الهند ملك

. وغيرهم خراسان أهل

حكاية

رجل عليه قدم أنه الخراسانيين مع الهند ملك فعل عجيب ومن

يسمى خوارزم، سكان من المولد، هروي خراسان فقهاء من

مور قطلود األمير زوج ترابك الخاتون بعثته الله، عبد باألمير

عنها وكافأ فقبلها المذكور، الهند ملك إلى بهدية خوارزم صاحب

عنده اإلقامة المذكور رسولها واختار إليها، ذلك وبعث بأضعافها

: الخزانة إلى ادخل له قال يوم ذات كان فلما ندمائه في فصيره

. داره إلى فرجع الذهب من تحمله أن تستطيع ما قدر منها فارفع

وسعته ما قدر خريطة كل في وجعل خريطة، عشرة بثالث فأتى

بها، وقام قوة صاحب وكان أعضائه، من بعضو خريطة كل وربط

. السلطان فأمر النهوض يستطع ولم وقع الخزانة من خرج فلما

والمن دهلي، بمنان n منا عشر ثالثة جملته فكان به خرج ما بوزن

. جميع يأخذ أن فأمره n مصريا n رطال وعشرون خمسة منها الواحد

. فأخذه ذلك

تناسبها حكاية

وهو الخراساني، الدين بشرف الملقب يخت أمير مرة اشتكى

. ولما n عائدا الملك فأتاه الهند، ملك بحضرة n آنفا ذكره تقدم الذي

: والكت كته عن ينزل ال أن الملك له فحلف القيام، أراد عليه دخل

. ثم. عليها فقعد المورة، يسمونها متكأة للسلطان ووضع السرير

. إحدى في يقعد أن المريض وأمر فأحضرا والميزان بالذهب دعا

هذا تفعل أنك علمت لو عالم خوند يا فقال الميزان، كفتي

. من عندك ما جميع اآلن البس له فقال كثيرة n ثيابا علي للبست

في. وقعد بالقطن، المحشوة للبرد المعدة ثيابه فلبس الثياب

الذهب، رجحه حتى اآلخرى الكفة في الذهب ووضع الميزان، كفة

. : عنه وخرج رأسك على به فتصدق هذا خذ له وقال

تناسبها حكاية

الحديث علم قرأ قد وكان األردويلي، العزيز عبد الفقير عليه وفد

. اليوم، في دراهم دينار مائة مرتبه فجعل فيه فتفقه بدمشق،

. ،n يوما مجلسه وحضر n ذهبا n دينارا وعشرون خمسة ذلك وصرف

ذلك في كثيرة أحاديث له فسرد حديث، عن السلطان فسأله

مجلسه من يزول ال أنه برأسه له وحلف حفظه، فأعجبه المعنى،

قدميه فقبل مجلسه، عن الملك نزل ثم يراه، ما معه يفعل حاى

وأمر الصغير، الطيفور مثل وهي ذهب، من صينية بإحضار وأمر

فصبها بيده، السلطان وأخذها الذهب، من دينار ألف فيها يؤتى أن

. : خراساني رجل مرة عليه ووفد الصينية مع لك هي وقال عليه،

نزل أبوه وكان األسفراييني، الرحمن عبد الشيخ بابن يعرف

،n وخلعا n وعبيدا وخيال دراهم دينار ألف خمسين فأعطاه بغداد،

. ذكرنا وإنما الهند بالد ذكر عند الملك هذا أخبار من n كثيرا وسنذكر

في به التشبه يريد إسحاق أبا السلطان أن من قدمناه لما هذا

في. الهند ملك بطبقة يلحق فال n فاضال n كريما كان وإن وهو العطايا

. والسخاء الكرم

بشيراز المشاهد بعض ذكر

بن   موسى بن الرضا علي أخي موسى بن أحمد مشهد فمنها

رضي طالب أبي بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر

به، يتبركون شيراز أهل عند معظم مشهد وهو عنهم، تعالى الله

. أم خاتون طاش عليه وبنت بفضله تعالى الله إلى ويتوسلون

للوارد الطعام فيها وزاوية كبيرة مدرسة إسحاق أبي السلطان

. عادة. ومن n دائما التربة على القرآن يقرأون والقراء والصادر

. في ويجتمع اثنين ليلة كل في المشهد هذا إلى تأتي أنها الخاتون

. الله بالد أكثر من وشيراز والشرفاء والفقهاء القضاة الليلة تلك

من. المرتبات بها لهم الذين أن الثقات من سمعت شرفاء

عضد ونقيبهم وكبير، صغير بين ونيف وأربعمائة ألف الشرفاء

. القرآن ختموا المذكور بالمشهد القوم حضر فإذا الحسيني الدين

وأتي الحسنة، باألصوات القراء وقرأ المصاحف، في قراءة

. . ويكون الواعظ وعظ القوم، أكل فإذا والحلواء والفواكه بالطعام

مطلة غرفة في والخاتون العشي إلى الظهر صالة بعد كله ذلك

. على والبوقات واألنفار الطبول ضرب ثم شباك لها المسجد على

. مشهد بها المشاهد ومن الملوك أبواب عند يفعل كما التربة، باب

عندهم المعروف خفيف ابن الله عبد أبي الولي القطب اإلمام

يأتون. عندهم، معظم ومشهد كلها، فارس بالد قدوة وهو بالشيخ

. الدين مجد القاضي رأيت وقد به فيتمسحون ،n وعشيا بكره إليهم

. ليلة كل في المسجد هذا إلى الخاتون وتأتي واستلمته n زائرا أتاه

ويفعلون والفقهاء القضاة به ويجتمع ومدرسة زاوية وعليه جمعة،

الموضعين حضرت وقد موسى بن أحمد مشهد في كفعلهم به

إسحاق. أبي السلطان والد ينجو شاه محمد األمير وتربة n جميعا

. في القدر كبير خفيف بن الله عبد أبو والشيخ التربة بهذه متصلة

سرنديب جبل طريق أظهر الذي وهو الذكر، شهير األولياء

. الهند أرض من سيالن بجزيرة

  : نحو ومعه سرنديب جبل مرة قصد أنه يحكى الشيخ لهذا كرامة

حيث الجيل طريق في مجاعة فأصابتهم الفقراء، من ثالثين

في لهم يأذن ان الشيخ من وطلبوا الطريق عن وتاهوا العمارة،

،n جدا كثيرة المحل ذلك في وهي الصغار، الفيلة بعض على القبض

. . فغلب ذلك عن الشيخ فنهاهم الهند ملك حضرة إلى تحمل ومنه

منها صغير فيل على وقبضوا الشيخ، قول فتعدوا الجوع، عليهم

الليلة تلك ناموا فلما أكله، عن الشيخ وامتنع لحمه، وأكلوا وذكوه

. الرجل تشم فكانت إليهم وأتت ناحية كل من الفيلة اجتمعت

. تتعرض ولم الشيخ وشمت جميعهم على أتت حتى وتقتله، منهم

ظهره،. على به ورمى خرطومه، عليه ولف منها، فيل وأخذه له

الناحية تلك أهل رآه فلما العمارة فيه الذي الموضع به وأتى

. أمسكه منهم قرب فلما أمره ليتعرفوا واستقبلوه منه عجبوا

. يرونه بحيث األرض إلى ظهره عن ووضعه بخرطومه الفيل

كفار، وهم خبره فعرفوه ملكهم، إلى به وتمسكوا إليه فجاءوا

. خور يسمى خور على الموضع وذلك n أياما عندهم وأقام

. . ويذكر الجوهر مغاص الموضع وبذلك النهر هو والخور الخيزران،

ضم وقد وخرج ملكهم بمحضر األيام بعض في غاص الشيخ أن

. : في ما فاختار إحداهما في مالك اختر للملك وقال ،n معا يديه

ال الياقوت من أحجار ثالثة وكانت فيها، بما إليه فرمى اليمنى

. دخلت وقد يتوارثونها التاج في ملوكهم عند وهي لها، مثيل

يعظمون أنهم إال الكفر، على مقيمون وهم هذه، سيالن جزيرة

الطعام، ويطعمونهم دورهم، إلى ويؤونهم المسلمين، فقراء

كفار لسائر n خالفا وأوالدهم، أهليهم وبين بيوتهم في ويكونون

وال آنيتهم، في يطعمونهم وال المسلمين، يقربون ال فإنهم الهند

. . نضطر كنا ولقد يهجونهم وال يؤذونهم ال أنهم مع فيها يسقونهم

ويقعدون قدورهم، في به فيأتون اللحم، بعض لنا يطبخ أن إلى

وهو األرز عليها فيجعلون الموز بأوراق ويأتون منا، بعد على

. منه فنأكل ويذهبون اإلدام، وهو الكوشال عليه ويصبون طعامهم،

. الصغير الولد منه أكل وإن والطير الكالب تأكله علينا فضل وما

ذلك يطهر الذي وهو البقر، روث وأطعموه ضربوه يعقل ال الذي

. القطب الصالح الشيخ مشهد بها المشاهد ومن زعمهم في

يخطب جامع مسجد في وقبره األولياء، كبار من القبلي روزجهان

ذكره تقدم الذي الدين مجد القاضي يصلي الجامع وبذلك فيه،

. أبي اإلمام مسند كتاب عليه سمعت الجامع وبهذا عنه الله رضي

: . بنت وزيرة به أخبرتنا قال الشافعي إدريس بن محمد الله عبد

: بن بكر أبي بن الحسين الله عبد أبو أخبرنا قالت المنجا، بن عمر

: طاهر بن محمد بن طاهر زرعة أخبرنا قال الزبيدي، المبارك

: بن منصور بن محمد بن المكي الحسن أبو أخبرنا قال المقدسي،

: الحسن بن أحمد بكر أبو القاضي أخبرنا قال العرضي، عالن

سليمان بن الربيح عن أألصم يعقوب بن عباس أبي عن الحرشي

. عن n أيضا وسمعت الشافعي الله عبد أبي اإلمام عن المرادي

األنوار مشارق كتاب المذكور الجامع بهذا الدين مجد القاضي

الحسن بن محمد بن الحسن الفضائل أبي الله رضي لإلمام

هاشم أبي الدين جالل الشيخ من له سماعه بحق الصاغاني

اإلمام عن بروايته الكوفي الهاشمي أحمد بن محمد بن محمد

. المشاهد ومن المصنف عن الهراوي عمر بن محمود الدين نظام

. الطعام إلطعام زاوية وعليه زركوب، الصالح الشيخ مشهد بها

أهلها، قبور معظم وكذلك المدينة، بداخل كلها المشاهد وهذه

بعض من تربة له فيتخذ زوجته، أو ولده يموت منهم الرجل فإن

ويجعل والبسط، بالحصر البيت ويفرش هناك، ويدفنه داره، بيوت

ناحية إلى n بابا للبيت ويصنع ورجليه الميت رأس عند الكثير الشمع

باألصوات يقرأون القراء منه فيدخل حديد، وشباك الزقاق

أهل. من بالقرآن n أصواتا أحسن األرض معمور في وليس الحسان

. بها. السرج ويوقدون ويفرشونها بالتربة الدار أهل ويقوم شيراز

. نصيب يوم كل في يطبخون أنهم لي وذكر يبرح لم الميت فكأن

. عنه به ويتصدقون الطعام من الميت

حكاية

  n مسجدا بها فرأيت شيراز، مدينة أسواق ببعض n يوما مررت

خرائط في موضوعة مصاحف وفيه الفرش، جميل البناء متقن

المسجد من الشمالية الجهة وفي كرسي، فوق موضوعة حرير

الهيئة جميل شيخ وهنالك السوق جهة إلى مفتح شباك فيها زاوية

إليه وجلست عليه فسلمت فيه يقرأ مصحف يديه وبين والباس،

المسجد هذا شأن عن وسألته فأخبرته، مقدمي عن فسألني

للقراء كثيرة n أوقافا عليه ووقف عمره الذي هو أنه فأخبرني

قبره موضع هي فيها إليه جلست ألتي الزاوية تلك وأن وسواهم،

والقبر تحته، كان n بسطا رفع ثم المدينة، بتلك موته الله قضى إن

: في فقال بإزائه، كان n صندوقا وأراني خشب، ألواح عليه مغطى

نفسي بها استأجرت كنت ودراهم وحنوطي كفني الصندوق هذا

لتكون فتركتها الدراهم، هذه لي فدفع صالح لرجل بئر حفر في

وأردت شأنه من فعجبت بها يتصدق منها فضل وما مواراتي نفقة

. المشاهد ومن الموضع بذلك وأضافني علي فحلف االنصراف

أشعر وكان السعدي المعروف الصالح الشيخ قبر شيراز بخارج

وله بالعربي كالمه في ألمع وربما الفارسي، باللسان زمانه أهل

مليح بستان بداخلها حسنة، الموضع بذلك عمرها قد كان زاوية

صنع وقد أباد بركن المعروف الكبير النهر رأس بقرب وهي

فيخرج الثياب لغسل المرمر من n صغارا n أحواضا هنالك الشيخ

ثيابهم ويغسلون سماطه من ويأكلون لزيارته المدينة من الناس

. . وبمقربة الله رحمه عنده فعلت وكذلك وينصرفون النهر، بذلك

قبر على مبنية مدرسة بها تتصل أخرى زاوية الزاوية هذه من

هنالك ودفن الفقهاء، األمراء من وكان السماني، الدين شمس

. بذلك منه بوصية

الكرم في وأمره الدين مجد الشريف الفقهاء من شيراز وبمدينة

ويلبس عليه، كانت التي وبالثياب عنده ما بكل جاد وربما عجيب،

الحال تلك على فيجدونه المدينة كبراء عليه فيدخل مرقعة

.n دينارا خمسون السلطان من يوم كل في ومرتبه فيكسونه

الصالح. الشيخ قبر زيارة برسم شيراز من خروجي كان ثم دراهم

من يومين مسيرة على وهي بكازرون، الكازروني إسحاق أبي

األعاجم من طائفة وهم الشول، ببالد يوم أول فنزلنا شيراز،

. الصالحون وفيهم البرية يسكنون

 

: قعدت وقد بشيراز، المساجد ببعض n يوما كنت لبعضهم كرامة

لو أنه بخاطري فخطر الظهر، صالة إثر وجل عز الله كتاب أتلو

شاب ذلك أثناء في علي فدخل فيه، لتلوت كريم مصحف لي كان

: حجري في فألقى إليه رأسي فرفعت خذ قوي بكالم لي وقال

. وانتظرته قراءة اليوم ذلك فختمته عني وذهب n كريما n مصحفا

: بهلول ذلك لي فقيل عنه فسألت إلي، يعد فلم له، ألرده

. كازرون، إلى الثاني اليوم عشي ووصلنا بعد أره ولم الشولي،

الليلة تلك بها وبتنا به، الله نفع إسحاق أبي الشيخ زاوية فقصدنا

الهريسة من كان من n كائنا الوارد يطعموا أن عادتهم ومن

الوارد يتركون وال بالرقاق وتؤكل والسمن اللحم من المصنوعة

الشيخ على ويعرض ثالثة، الضيافة في يقيم حتى للسفر عليهم

للزاوية، المالزمين للفقراء الشيخ ويذكرها حوائجه، بالزاوية الذي

األعزاب ومنهم المتزوجون منهم مائة، على يزيدون وهم

عند له ويدعون الذكر ويذكرون القرآن فيختمون المتجردون،

أبو الشيخ وهذا الله بإذن حاجته فتقضى إسحاق أبي الشيخ ضريح

بحر في الركاب عادة ومن والصين الهند أهل عند معظم إسحاق

ألبي نذروا اللصوص، وخافوا الهواء، عليهم تغير إذا أنهم الصين

بر وصلوا فإذا نذره ما نفسه على منهم كل وكتب ،n نذرا إسحاق

وقبضوا الزمام، وأخذوا المركب، إلى الزاوية خادم صعد السالمة،

وفيه إال الهند أو الصين من يأتي مركب من وما نذره ناذر كل من

فيقبضون الزاوية خادم جهة من الوكالء فيأتي الدنانير من آالف

أمر. له فيكتب الشيوخ، صدقة n طالبا يأتي ومن الفقراء، ومن ذلك

فيضعون الفضة، من قالب في منقوشة الشيخ عالمة وفيه بها،

فيه الطابع أثر فيبقى باألمر، ويلصقونه أحمر صبغ في القالب

منه فليعط إسحاق أبي للشيخ نذر عنده من أن مضمنه ويكون

على ودونه ذلك بين وما والمائة باأللف األمر فيكون كذا لفالن

له كتب منه قبض النذر من شيء عنه من وجد فإذا الفقير، قدر

. للشيخ مرة الهند ملك نذر ولقد قبضه بما األمر ظهر في n رسما

الزاوية، فقراء إلى خبرها فبلغ دينار، آالف بعشرة إسحاق أبي

ثم الزاوية، إلى بها وانصرف وقبضها الهند إلى أحدهم فأتى

فيها ألن بذلك وسميت الزيدين، مدينة إلى كازرون من سافرن

الله رسول صاحبي األنصاريين أرقم بن زيد وقبر ثابت بن زيد قبر

مدينة وهي عنهما الله ورضي ،n تسليما وسلم عليه الله صلى

المساجد، عجيبة األسواق مليحة والمياه، البساتين كثيرة حسنة

الدين نور القاضي أهلها ومن وديانة، وأمانة صالح وألهلها

بذيبة منها القضاء فولي الهند أهل على ورد وكان الزيداني،

الدين صالح بن الدين جالل ملكها كثيرة جزائر وهي المهل،

بنته وذكر ذكره وسيأتي الملك هذا بأخت وتزوجت الصالح،

القاضي توفي وبها الجزائر، بهذه بعده الملك تولت التي خديجة

. وهي بالزاي، الحويزاء إلى منها سافرنا ثم المذكور الدين نور

أربع، مسيرة البصرة وبين بينها العجم، يسكنها صغيرة مدينة

العابد الصالح الشيخ أهلها ومن خمس، مسيرة الكوفة وبين وبينها

ثم بالقاهرة السعداء سعيد خانقاه شيخ الحويزاني الدين جمال

موضع في إال بها ماء ال برية في الكوفة قاصدين منها سافرنا

ثم سفرنا، من الثالث اليوم في وردناه الطرفاوي، يسمى واحد

. الكوفة مدينة إلى عليه ورودنا من الثاني اليوم بعد وصلنا

الكوفة مدينة

المزية   بفضل فيها المتميزة العراقية البالد أمهات إحدى وهي

وحضرة والصالحين، العلماء ومنزل والتابعين الصحابة، مثوى

استولى قد الخراب أن إال المؤمنين أمير طالب أبي بن علي

عرب من وفسادها إليها، امتدت التي العدوان أيدي بسبب عليها

عليها، سور وال طريقها يقطعون فإنهم لها، المجاورين خفاجة

والسمك التمر فيها يباع ما وأكثر حسان وأسواقها باآلجر، وبناؤها

على قائمة سبع بالطاته شريف، كبير جامع األعظم وجامعها

بعضها ووضع ،n قطعا صنعت قد منحوته، ضخمة حجارة سواري

وبهذا الطول، مفرطة وهي بالرصاص وأفرغت بعض، على

مستقبل يمين عن المحراب إزاء بيت فمنها كريمة، آثار المسجد

بذلك مصلى له كان عليه الله صلوات الخليل إن يقال القبلة

الساج بأعواد عليه محلق محراب منه مقربة وعلى الموضع

وهنالك عنه، الله رضي طالب أبي بن علي محراب وهو مرتفع،

الزاوية وفي به الصالة يقصدون والناس ملجم ابن الشقي ضربه

يذكر الساج، بأعواد n أيضا عليه محلق صغير مسجد البالط هذا من

السالم، عليه نوح طوفان حين التنور منه فار الذي الموضع أنه

عليه نوح بيت أنه يزعمون بيت المسجد خارج ظهره وفي

السالم، عليه إدريس متعبد أنه يزعمون بيت وإزاءه السالم،

: إنه يقال للمسجد، القبلي بالجدار ويتصل فضاء، بذلك ويتصل

. دار الفضاء هذا آخر وفي السالم عليه نوح سفينة إنشاء موضع

ويتصل فيه غسل الذي والبيت عنه، الله رضي طالب أبي بن علي

بصحة أعلم والله السالم، عليه نوح بيت إنه ،n أيضا يقال بيت به

. إليه، يصعد مرتفع، بيت الجامع من الشرقية الجهة وفي كله ذلك

منه وبمقربة عنه الله رضي طالب أبي بن عقيل بن مسلم قبر

. وأما السالم عليه الحسين بنتي وسكينة عاتكة قبر المسجد خارج

عنه الله رضي وقاص أبي بن سعد بناه الذي بالكوفة اإلمارة قصر

نصف مسافة على الكوفة من والفرات أساسه، إال يبق فلم

النخل بحدائق منتظم وهو منها، الشرقي الجانب في فرسخ

n موضعا الكوفة جبانة بغربي ورأيت بعض، بعضها المتصل الملتفة

الشقي قبر أنه فأخبرت أبيض، بسيط في السواد شديد n مسودا

الكثير بالحطب سنة كل يأتون الكوفة أهل وأن ملجم، ابن

قبة منه قرب وعلى أيام سبعة قبره موضع على النار فيوقدون

. عبيد أبي بن المختار قبر على أنها أخبرت

نخل،   حدائق بين حسنة بلدة وهي مالحة، بئر ونزلنا رحلنا ثم

منها ورحلنا روافض أهلها ألن لها، دخولي وكرهت بخارجها ونزلت

الفرات مع مستطيلة كبيرة مدينة وهي الحلة مدينة فنزلنا الصبح

والصناعات للمرافق جامعة حسنة أسواق ولها بشرقيها، وهو

،n وخارجا n داخال بها منتظمة النخل وحدائق العمارة، كثيرة وهي

متصلة مراكب على معقود عظيم جسر ولها الحدائق بين ودورها

حديد من سالسل جانبيها من بها تحف الشطين، بين فيما منتظمة

. بالساحل مثبتة عظيمة خشبة إلى الشطين كال في مربوطة

: إحداهما طائفتان وهم عشرية اثنا إمامية كلها المدينة هذا وأهل

بينهم والفتنة الجامعين بأهل تعرف واألخرى باألكراد تعرف

. المدينة بهذه األعظم السوق من بمقربة قائم والقتال متصلة،

صاحب مشهد يسمونه وهم مسدول، حرير ستر بابه على مسجد

أهل من رجل مائة ليلة كل في يخرج أن عاداتهم ومن الزمان،

. أمير فيأتون مشهورة سيوف وبأيديهم السالم، عليهم المدينة

بغلة أو n ملجما n مسرجا n فرسا منه يأخذون العصر صالة بعد المدينة

الدابة، تلك أمام والبوقات واألنفار الطبول ويضربون كذلك،

يمينها عن آخرون ويمشي مثلهم ويتبعها منهم خمسون ويتقدمها

بالباب، فيقفون الزمان، صاحب مشهد ويأتون وشمالها،

ظهر: قد اخرج الله باسم الزمان صاحب يا الله باسم ويقولون

الحق بين بك الله فيفرق خروجك أوان وهذا الظلم، وكثر الفساد،

واألنفار واألطبال األبواق يضربون وهم كذلك يزالون وال والباطل،

: العسكري الحسن بن محمد إن يقولون وهم المغرب، صالة إلى

المنتظر اإلمام وهو سيخرج وأنه فيه، وغاب المسجد ذلك دخل

أبي السلطان موت بعد الحلة مدينة على غلب كان وقد عندهم

وحكمها مكة، أمير نمي أبي بن رميثة بن محمد األمير سعيد

غلب أن إلى العراق، أهل يحمده السيرة حسن وكان ،n أعواما

األموال وأخذ وقتله فعذبه العراق سلطان حسن الشيخ عليه

. كربالء مدينة إلى منها سافرنا ثم عنده كانت التي والذخائر

تحفها صغيرة مدينة وهي السالم عليهما علي بن الحسين مشهد

داخلها، المقدسة والروضة الفرات ماء ويسيقها النخل حدائق

والصادر للوارد الطعام فيها كريمة وزاوية عظيمة، مدرسة وعليها

إذنهم، عن إال أحد يدخل ال والقومة، الحجاب الروضة باب وعلى

المقدس الضريح وعلى الفضة من وهي الشريفة العتبة فيقبل

هذه وأهل الحرير أستار األبواب وعلى والفضة الذهب قناديل

وهم n أبدا القتال وبينهما فائز، وأوالد رخيك أوالد طائفتان، المدينة

هذه تخربت فتنهم وألجل واحد، أب إلى يرجعون إمامية n جميعا

. بغداد. إلى منها سافرنا ثم المدينة

بغداد مدينة

مثوى المنيف، والفضل الشريف، القدر ذات اإلسالم، وحضرة السالم، دار مدينة

: المدينة وهذه عنه الله رضي جبير بن الحسن أبو وقال العلماء، ومقر الخلفاء،

فقد القرشية، اإلمامية الدعوة ومثابة العباسية، الخالفة حضرة تزل لم وإن العتيقة

. . إنحاء قبل عليه كانت ما إلى باإلضافة وهي اسمها إال يبق ولم رسمها ذهب

الخيال تمثال أو الدارس، كالطلل إليها النوائب أعين والتفات عليها الحوادث

والنظر، الغفلة المستوفز من ويستدعي البصر، يستوقف فيها حسن فال الشاخص،

العقد أو صفحتين، بين المجلوة كالمرآة وغربيها شرقيها بين هي التي دجلتها إال

. تصدأ، ال صقيلة مرآة في منها ونتطلع تظمأ وال تردها فهي لبتين بين المنتظم

: . بن حبيب تمام أبا وكان جزي ابن قال ينشأ ومائها هوائها بين الحريمي والحسن

: فيها قال حين أمرها إليه آل ما على اطلع أوس

بغـداد على أقام لقدنـاعـيهـا

الدهر لخراب فليبكيهاباكـيهـا

والحرب مائها على كانتموقـدة�

في n حسنا تطفأ والنارنواحـيهـا

الدهر في عودة� لها اليأس ترجى منها أضمر فاآلن

راجيهـاصالحة�ولت التي العجوز مثل

شبيبتـهـاكان جمال عنها وبان

يحظـيهـاسعة ذا القول امكان ووجدوا فأطنبوا محاسنها وذكر مدحها في الناس نظم وقد

نصر بن علي بن الوهاب عبد محمد أبو القاضي اإلمام قال وفيها وأطابوا، فأطالوا

: مرات الله رحمه والدي وأنشدنيه البغدادي، المالكي

ببغداد� الهواء طيبيشـوقـنـي

عاقت وإن إليها n قربامـقـادير

إذ اليوم عنها أرحل وكيفجمعت

ممدود الهواءين طيبومقصور

: عنه ورضي تعالى الله رحمه n أيضا يقول   وفيهاكل في بغداد على سالم

موطـن�السالم مني لها وحق

المضاعفعن فارقتها ما فوالله

لـهـا nقلىجانبيها بشطي وإني

لـعـارفعلي ضاقت ولكنها

برحـبـهـافيها األقدار تكن ولم

تساعـفأهـوى كنت كخل� وكانت

دنـوهبه تنأى وأخالقه

وتـخـالـف

ما غير الله رحمه والدي وأنشدنيه لها n مغاضبا n أيضا يقول وفيها

مرة:

المـال ألهل دار� بغدادواسـعة�

الضنك دار وللصعاليك والضيق

n مضافا أمشي ظللتأزقتهـا في

بيت في مصحف كأننيزنديق

: قصيدة من النبيه بن علي الحسن أبو

n بـدرا بالعـراق آنستn مـنـيرا

وخاضت غيبها فطوتهجـيرا

نـسـائم ريا واستطابتبـغـداد

أن البرى لوال فكادتتـطـيرا

الكرخ مسارح من ذكرتn روضا

ومـاء n ناضرا يزل لمنـمـيرا

المحول ربى من واجتنتنـورا

التاج مطالع من واجتلتنـورا

: ذكرها في بغداد نساء ولبعض

بغدادهـا على n آهاوعـراقـهـا

في والسحر وظبائهاأحداقـهـا

الفـرات عند ومجالهابـأوجـه�

علـى أهلتها تبدوأطـواقـهـا

النعـيم في متبخترات�كـأنـمـا

من العذري الهوى خلقأخالقها

فأي لها الفداء نفسي

مـحـاسـن�سنا من تشرق الدهر في

إشراقها

ذكرناها التي الصفة نحو على معقودان اثنان جسران ولبغداد

ونساء n رجاال ،n ونهارا n ليال يعبرونهما والناس الحلة، مدينة جسر في

يخطب التي المساجد من ببغداد متصلة نزهة في ذلك في فهم

الغربي بالجانب منها ،n مسجدا عشر أحد الجمعة فيها وتقام فيها،

،n جدا كثيرة سواها والمساجد ثالثة الشرقي وبالجانب ثمانية،

. من وهي كثيرة بغداد وحمامات خربت أنها إال المدارس وكذلك

لرائيه فيخيل به، مسطحة بالقار مطلية وأكثرها الحمامات، أبدع

والبصرة الكوفة بين عين من يجلب القار وهذا أسود، رخام أنه

ويجلب منها، فيجرف كالصلصال، جوانبها في ويصير به، n أبدا تنبع

. منها خلوة كل كثيرة خلوات منها حمام كل وفي بغداد إلى

والنصف به، األرض يلي مما حائطها نصف مطلي بالقار مفروشة

مجتمعان، بها فالضدان الناصع، األبيض بالجص مطلي األعلى

فيه الرخام من حوض خلوة كل داخل وفي حسنهما متقابل

فيدخل البارد بالماء واآلخر الحار بالماء يجري أحدهما أنبوبان

وفي ذلك أراد إن إال أحد يشاركه ال n منفردا منها الخلوة اإلنسان

أنبوبان n أيضا فيه لالغتسال آخر حوض n أيضا خلوة كل زاوية

إحداهما الفوط من n ثالثا يعطى داخل وكل والبارد بالحار يجريان

ينشف واألخرى خروجه، عند بها يتزر واألخرى دخوله عند بها يتزر

بغداد، سوى مدينة في كله اإلتقان هذا أر ولم جسده عن الماء بها

. ذلك في تقاربها البالد وبعض

بغداد من الغربي الجانب ذكر

أكثره خراب اآلن وهو ،n أوال عمر الذي هو منها الغربي الجانب

مدينة كأنها محلة كل محلة، عشرة ثالث منه بقي فقد ذلك وعلى

هذه ومن الجامعة المساجد منها ثمان� وفي والثالثة الحمامان بها

المنصور جعفر أبي الخليفة جامع وبها البصرة باب محلة المحالت

ومحلة البصرة باب محلة بين فيما والمارستان، الله، رحمه

وفي اآلثار منه بقيت خرب كبير قصر وهو الدجلة، على الشارع

الله رضي الكرخي معروف قبر المشاهد من الغربي الجانب هذا

مشهد البصرة باب وبطريق البصرة، باب محلة في وهو عنه،

: قبر هذا مكتوب عليه السنام، متسع قبر داخله في البناء حافل

موسى قبر الجانب هذا وفي طالب، أبي بن علي أوالد من عون

جانبه وإلى الرضا، موسى بن علي والد الصادق جعفر بن الكاظم

بالخشب ملبسة دكانة عليهما الروضة داخل والقبران الجواد قبر

. الفضة ألواح عليه

منها الشرقي الجانب ذكر

الترتيب،   عظيمة األسواق حافلة بغداد من الشرقية الجهة وهذه

على فيها صناعة كل الثالثاء، بسوق يعرف سوق أسواقها وأعظم

التي العجيبة النظامية المدرسة السوق هذا وسط وفي حدة

المستنصرية المدرسة آخره وفي بحسنها تضرب األمثال صارت

أمير ابن جعفر أبي بالله المستنصر المؤمنين أمير إلى ونسبتها

األربعة المذاهب وبها الناصر المؤمنين أمير ابن الظاهر المؤمنين

وجلوس التدريس، وموضع المسجد، فيه ايوان مذهب لكل

البسط، عليه كرسي، على صغيرة خشب من قبة في المدرس

السواد ثياب n البسا والوقار، السكينة وعليه المدرس، ويقعد

هكذا يمليه، ما كل يعيدان معيدان ويساره يمينه وعلى ،n معتما

هذه داخل وفي األربعة المجالس هذه من مجلس كل ترتيب

من الشرقية الجهة وبهذه الوضوء ودار للطلبة الحمام المدرسة

: وهو الخليفة، جامع أحدها ثالثة الجمعة فيها تقام التي المساجد

سقايات في كبير جامع وهو ودورهم، الخلفاء بقصور المتصل

الشيخ المسجد بهذا ولقيت وللغسل، للوضوء مثيرة ومطاهر

بن عمر حفص أبا الدين سراج العراق مسند الصالح العالم اإلمام

محمد أبي مسند جميع فيه عليه وسمعت القزويني، عمر بن علي

في وذلك الدارمي، بهرام بن الفضل بن الرحمن عبد بن الله عبد

: به أخبرتنا قال وسبعمائة وعشرين سبعة عام الفرد رجب شهر

تاج العدل بنت فاطمة الملوك بنت المسندة الصالحة الشيخة

: الشيخ أخبرنا قالت البدر أبي بن علي بن علي الحسن أبي الدين

: قال المارستاني الطبيب بهروز، بن مسعود بن محمد بكر أبو

: قال الصوفي السنجري شعيب بن األول عبد الوقت أبو أخبرنا

: قال الداودي، المظفر بن الرحمن عبد الحسن أبو اإلمام أخبرنا

أبي عن السرخسي حمويه بن أحمد بن الله عبد محمد أبو أخبرنا

محمد أبي عن السمرقندي العباس بن عمر ابن عيسى عمران

. الثاني والجامع الدارمي الفضل بن الرحمن عبد بن الله عبد

تنسب قصور به وتتصل البلد خارج وهو السلطان، جامع

جامع وبين وبينه الرصافة جامع الثالث والجامع للسلطان،

. الميل نحو السلطان

ببغداد الخلفاء قبور ذكر

بها والصالحين العلماء بعض وقبور

. كل وعلى بالرصافة عنهم الله رضي العباسيين الخلفاء وقبور

: وقبر األمين وقبر الهادي وقبر المهدي قبر صاحبه اسم منها قبر

وقبر المنتصر وقبر المتوكل وقبر الواثق وقبر المعتصم

المعتضد وقبر المعتمد وقبر المهتدي وقبر المعتز وقبر المستعين

وقبر الراضي وقبر القاهر وقبر المقتذر وقبر المكتفي وقبر

القائم وقبر الطائع وقبر لله المطيع وقبر المستكفي وقبر المتقي

وقبر الراشد وقبر المسترشد وقبر المستظهر وقبر القادر وقبر

وقبر الناصر وقبر المستضيء وقبر المستنجد وقبر المقتفي

دخل وعليه آخرهم، وهو المستعصم وقبر المستنصر وقبر الظاهر

من وانقطع دخولهم، من أيام بعد وذبحوه بالسيف ببغداد التتر

وخمسين أربع سنة في وذلك العباسية، الخالفة اسم بغداد

عنه،. الله رضي حنيفة أبي اإلمام قبر الرصافة وبقرب وستمائة

. وليس والصادر للوارد الطعام فيها وزاوية عظيمة قبة وعليه

. الزاوية هذه عدا ما فيها الطعام يطعم زاوية اليوم بغداد بمدينة

. عبد أبي اإلمام قبر منها وبالقرب ومغيرها األشياء مبيد فسبحان

. بنيت أنها ويذكر عليه قبة وال عنه الله رضي حنبل بن أحمد الله

. بغداد أهل عند وقبره تعالى الله بقدرة فتهدمت n مرارا قبره على

. الشبلي بكر أبي قبر منه وبالقرب مذهبه على وأكثرهم معظم،

بشر وقبر السقطي سري وقبر الله، رحمه المتصوفة أئمة من

الله رضي الجنيد، القاسم أبي وقبر الطائي داود وقبر الحافي

. من شيخ لزيارة جمعة كل في يوم لهم بغداد وأهل أجمعين عنهم

. األسبوع آخر إلى هكذا يليه، آخر لشيخ ويوم المشايخ، هؤالء

. وهذه عنهم الله رضي والعلماء الصالحين قبور من كثير وببغداد

من إليها تجلب وإنما فواكه، بها ليس بغداد من الشرقية الجهة

إلى وصولي ووافق والحدائق البساتين فيها ألن الغربية الجهة

. هنا ها فلنذكره بها، العراق ملك كون بغداد

وخراسان العراقين سلطان ذكر

وبهادر "   الملك عندهم وخان بهادرخان، سعيد أبو الجليل السلطان وهوالسلطان " ابن ، راء وآخره المهمل الدال وضم الموحدة الباء بفتح

اسمه - وضبط التتر ملوك من أسلم الذي وهو خذابنده، محمد الجليلمضمومة " معجمة بخاء خذابنده اسمه إن قال من فمنهم فيه، مختلف

مفتوحة " " موحدة بباء وهو فيه يختلف لم وبنده مفتوح معجم وذالهذا " على وتفسيره ، استراحة وهاء مفتوح مهمل ودال مسكنة ونون

عبد أو غالم وبنده وجل عز الله اسم بالفارسية خذا ألن الله، عبد القول " : . وضم المعجم الخاء بفتح خربنده هو إنما وقيل معناهما في ما أو

غالم " هذا على فمعناه الحمار بالفارسية خر وتفسير ، المهمل الراءهو. األخير هذا أن على الخالف من القولين بين ما فشد الحمار : . تسميته سبب إن وقيل تعصب من إليه غيره األول وكأن المشهور،

عند البيت على داخل أول باسم المولود يسمون التتر أن هو األخير بهذايسمونه. وهم الزمال، داخل أول كان السلطان هذا ولد فلما والدته

: . للناس فيه يقول الذي قازغان هو خربنده وأخو به فسمي خربندة : . الجارية دخلت لما ولد ألنه بذلك سمي وقيل القدر هو وقازغان قازان، . أن أراد وكيف قصته وقدمنا أسلم، الذي هو وخذابنده القدر ومعهامعه، الدين مجد القاضي وقصة الرفض، على أسلم لما الناس يحمل

n كريما n فاضال n ملكا وكان بهادرخان، سعيد أبو ولده الملك ولي مات ولماصورة، الله خلق أجمل شامل وهو ببغداد، ورأيته السن، صغير وهو ملك

خواجه بن محمد الدين غياث األمير ذاك إذ ووزيره بعارضيه نبات المحمد السلطان واستوزره اليهود، مهاجرة من أبوه وكان رشيد،

. عندهم وتسمى الدجلة، في بحراقة n يوما رأيته سعيد أبي والد خذابندهجوبان األمير ابن خواجه دمشق يديه وبين سلورة، شبه وهي الشبارة،

أهل فيهما شبارتان وشماله يمينه وعن سعيد، أبي على المتغلب . جماعة له تعرض أنه اليوم ذلك في مكارمه من ورأيت والغناء الطربوغالم بكسوة منهم واحد لكل فأمر حالهم، ضعف فشكوا العميان من

كما صغير وهو سعيد أبو السلطان ولي ولما عليه، تجري ونفقة يقودهعليه وحجر الجوبان، األمراء أمير أمره على استولى ذكرناه،

. في احتاج أنه ويذكر االسم إال الملك من بيده يكن لم حتى التصرفات،أحد إلى فبعث إليها، سبيل له يكن فلم ينفقها، نفقة إلى األعياد بعضعليه دخلت أن إلى كذلك يزل ولم أحب، ما المال من فأعطاه التجار

: تركنا ما الرجال نحن كنا لو له فقالت خاتون دنيا أبيه زوجة n يوماالكالم بهذا مرادها عن فاستفهمها عليه هما ما على وولده الجوبان : بحرم يفتك أن الجوبان بن خواجه دمشق أمر انتهى لقد له فقالت

: . الليلة لي قال إلي بعث وقد خاتون طغى عند البارحة بات وأنه أبيك، . إلى صعد فإذا والعساكر، األمراء تجمع أن إال الرأي وما عندك أبيت

. الله يكفي وأبوه عليه القبض أمكنك المبيت، برسم n مختفيا القلعةيدبر. وبات الغيرة فغلبته بخراسان، n غائبا ذاك إذا الجوبان وكان أمرهأن والعساكر األمراء أمر بالقلعة خواجه دمشق أن علم فلما أمره،

جندي ومعه دمشق وخرج بالغد، كان فلما ناحية، كل من بها يطيفواوعليها القلعة باب على معرضة سلسلة فوجد المصري، بالحاج يعرف . بسيفه السلسلة المصري الحاج فضرب n راكبا الخروج يمكنه لم قفل

األمراء من أمير ولحق العساكر، بهما فأحاطت ،n معا وخرجا فقطعهاوأتيا فقتاله، دمشق بلؤلؤ يعرف وفتى خواجه، بمصر يعرف الخاصكية . يفعلوا أن عادتهم وتلك فرسه يدي بين به فرموا برأسه سعيد أبا الملك

. من قاتل من وقتل داره بنهب السلطان وأمر أعدائهم كبار برأس . ومعه بخراسان، وهو الجوبان بأبيه الخبر واتصل ومماليكه خدامه

ابن وهو أصغرهم وهو وجلوخان وطالش األكبر وهو حسن مير أوالدهخذابنده، السلطان بنت بك ساطي أمه من سعيد أبي السلطان اخت

. سعيد أبي السلطان قتال على فاتفقوا وحاميها التتر عساكر ومعه . وأفردوا سلطانهم إلى التتر هرب الجمعان التقى فلما إليه وزحفواسجستان،. صحراء إلى وفر عقبيه، على نكص ذلك رأى فلما الجوبان

به n مستجيرا الدين غياث هراة بملك اللحاق على وأجمع فيها، وأوغل . حسن ولداه يوافقه فلم سابقة أياد� عليه له وكانت بمدينته n ومتحصنا

: بعد بفيروزشاه غدر وقد بالعهد، يفي ال إنه له وقاال ذلك، على وطالش . وتوجه ولداه ففارقه به يلحق أن إال الجوبان فأبى وقتله إليه لجأ ان

الدين غياث فخرج جلوخان، الصغير ابنه له   ومعه وترجل الستقبالهولده، وقتل وقتله أيام، بعد به غدر ثم األمان، على المدينة وأدخله

. فإنهما وطالش الحسن وأما سعيد أبي السلطان إلى برأسيهما وبعث

مثواهما فأكرم أوزبك، محمد السلطان إلى وتوجها خوارزم قصدا . للجوبان وكان فقتلهما قتلهما أوجب ما منهما صدر أن إلى وأنزلهما،

الناصر الملك فأكرمه مصر، ديار إلى فهرب الدمرطاش اسمه رابع ولد : أبا ألقاتل العساكر أريد إنما وقال قبولها من فأبى اإلسكندرية، وأعطاه

للذي. هو أعطى بكسوة الناصر الملك إليه بعث متى وكان سعيدأوجبت n أمورا وأظهر الناصر، الملك على إزراء منها أحسن إليه يوصلها

وقصة قصته ذكرنا وقد سعيد أبي إلى برأسه وبعث فقتله، قتله . فوقف ميتين، وبولده به جيء الجوبان قتل ولما تقدم فيما قراسنقور

اتخذها التي التربة في ليدفنا المدينة إلى وحمال عرافات، على بهمامن فمنع وسلم، عليه الله صلى الله رسول مسجد من بالقرب الجوبان

. الله شرفها مكة إلى الماء جلب الذي هو والجوبان بالبقيع ودفن ذلكبعد. به غدر ثم األمان، على المدينة وأدخله له وترجل الستقباله تعالى . وأما سعيد أبي السلطان إلى برأسيهما وبعث ولده، وقتل وقتله أيام،

محمد السلطان إلى وتوجها خوارزم قصدا فإنهما وطالش الحسنقتلهما أوجب ما منهما صدر أن إلى وأنزلهما، مثواهما فأكرم أوزبك،ديار. إلى فهرب الدمرطاش اسمه رابع ولد للجوبان وكان فقتلهما

: وقال قبولها من فأبى اإلسكندرية، وأعطاه الناصر الملك فأكرمه مصر، . الناصر الملك إليه بعث متى وكان سعيد أبا ألقاتل العساكر أريد إنما

الملك على إزراء منها أحسن إليه يوصلها للذي هو أعطى بكسوةسعيد أبي إلى برأسه وبعث فقتله، قتله أوجبت n أمورا وأظهر الناصر،

. به جيء الجوبان قتل ولما تقدم فيما قراسنقور وقصة قصته ذكرنا وقدفي ليدفنا المدينة إلى وحمال عرافات، على بهما فوقف ميتين، وبولده

الله صلى الله رسول مسجد من بالقرب الجوبان اتخذها التي التربة . الماء جلب الذي هو والجوبان بالبقيع ودفن ذلك من فمنع وسلم، عليه

. تعالى الله شرفها مكة إلىالجوبان، بنت يتزوج أن أراد بالملك سعيد أبو السلطان استقل ولما

الشيخ تحت وكانت النساء، أجمل من وهي خاتون، بغداد تسمى وكانتعمته، ابن وهو الملك، على سعيد أبي موت بعد تغلب الذي حسن

. لديه النساء أحظى وكانت سعيد، أبو وتزوجها عنها فنزل فأمره . يقولون n أمرا كتبوا إذا وهم عظيم حظ لهن والتتر األتراك لدى والنساء

والواليات البالد من كثير خاتون ولكل والخواتين السلطان امر عن فيهعلى محلة في تكون السلطان مع سافرت وإذا العظيمة، والمجابي

وأقامت. سواها، على وفضلها سعيد، أبي على الخاتون هذه وغلبت حدة . n حبا فأحبها بدلشاد تسمى امرأة تزوج ثم أيام مدة الحال هذه على

به مسحته منديل في وسمته لذلك، فغارت خاتون، بغداد وهجر ،n شديداكما الجهات على أمراؤه وغلبت عقبه وانقرض فمات الجماع بعد

سنذكره.قتلها على أجمعوا سمته التي هي خاتون بغداد أن األمراء عرف ولما

. وقدمائهم، األمراء كبار من وهو لؤلؤ، خواجة الرومي الفتى لذلك وبدر . n أياما هنالك وطرحت وقتلها بدبوسه فضربها الحمام في وهي فأتاها

عراق بملك حسن الشيخ واستقل تليس، بقطعة العورة مستورةسعيد أبو كان ما كمثل سعيد، أبي السلطان امرأة دلشاد وتزوج العرب،

. امرأته تزوج من فعلهسعيد أبي السلطان موت بعد الملك على المتغلبين الشيخ   ذكر فمنهم

،n جميعا العرب عراق على تغلب ،n آنفا ذكرناه الذي عمته ابن حسنبكر، وديار الموصل على تغلب سنيته، األمير ابن شاه إبراهيم ومنهمالروم، ببالد n أيضا المعروفة التركمان بالد على تغلب أرتنا، األمير ومنهم

تبريز على تغلب الجوبان، بن الدمرطاش بن خواجة حسن ومنهموالكرج، وفرغان ورامين والري وقاشان وقم وهمذان والسلطانية

األمير ومنهم خراسان، بالد بعض على تغلب طغيتمور األمير ومنهمخراسان، بالد ومعظم هراة على تغلب الدين غياث األمير ابن حسن

شاه محمد ومنهم كبج، وبالد مكران بالد على تغلب دينار ملك ومنهمالدين قطب الملك ومنهم وورقو، وكرمان يزد على تغلب مظفر ابن

ومنهم وقلهات، والبحرين والقطيف وكيش هرمز على تغلب تمهتنوأصفهان شيراز على تغلب ذكره تقدم الذي إسحاق أبو السلطان

أفراسياب السلطان ومنهم وأربعين، خمس مسيرة وذلك فارس، وملك " . ما إلى ولنعد ذكره تقدم وقد البالد من وغيرها إيذج على تغلب أتابك

سعيد، " أبي السلطان محلة في بغداد من خرجت ثم بسبيله كناتنقله وكيفية ونزوله رحيله في العراق ملك ترتيب أشاهد أن وغرضي

الضحى. عند وينزلون الفجر، طلوع عند يرحلون أنهم وعادتهم وسفرهفيقف وأعالمه وطبوله بعسكره األمراء من أمير كل يأتي أنه وترتيبهم

توافوا فإذا الميسرة، أو الميمنة في إما له، عين قد يتعداه ال موضع فيوبوقاته الرحيل طبول وضربت الملك ركب صفوفهم، وتكاملت n جميعا

ثم موقفه، إلى وعاد الملك على فسلم منهم أمير كل وأتى وأنفاره،نحو وهم الطرب، أهل يليهم ثم والنقباء، الحجاب الملك أمام يتقدم

أهل وأمام السلطان، مراكب وتحتهم الحسنة الثياب عليهم رجل مائةمن وخمسة الطبول، من عشرة تقلدوا قد الفرسان من عشرة الطرب

بالغيطات، عندنا تسمى وهي صرنايات، خمس لديهم الفرسان . آخرون عشرة وغنى أمسكوا ثم والصرنايات األطبال تلك فيضربون

ويكون النزول، يكون ذلك فعند نوبات، عشر تتم أن إلى هكذا، نوبتهمخمسين، نحو وهم األمراء، كبار سيره حين وشماله السلطان يمين عن

مماليك ثم والبوقات، واألنفار واألطبال األعالم أصحاب ورائه ومن

. وبوقات وطبول أعالم له أمير وكل مراتبهم، على األمراء ثم السلطانتخلف من وعقوبة كبيرة جماعة وله جند أمير كله ذلك ترتيب ويتولى

ويمشي عنقه، في ويعلق ،n رمال فيمأل تماقه يؤخذ أن وجماعته فوجه عناألرض على فيبطح األمير، إلى به فيؤتى المنزل، يبلغ حتى قدميه على

أو n رفيعا كان سواء ظهره، على مقرعة وعشرين n خمسا ويضرب . ومماليكه السلطان ينزل نزلوا وإذا n أحدا ذلك من يحاشون ال ،n وضيعا

حدة، على محلة في خواتينه من خاتون كل وتنزل حدة، على محلة فيالوزراء وينزل والسواق، والقراء والمؤذن اإلمام منهن واحدة ولكلويأتون حدة� على أمير كل وينزل حدة، على األشغال وأهل والكتاباألخيرة، العشاء بعد انصرافهم ويكون العصر، بعد الخدمة إلى n جميعا

. أيديهم بين والمشاعلالكبرى الخاتون طبل يضرب ثم الكبير، الطبل ضرب الرحيل كان فإذاأطبال ثم الوزير، طبل ثم الخواتين، سائر أطبال ثم الملكة، هي التييتبعه ثم عسكره، في المقدمة أمير يركب ثم واحدة، دفعة الوزراء

في أميرتان ثم الخواتين وأثقال وزاملته، السلطان أثقال ثم الخواتين،سائر ثم والخواتين، األثقال بين فيما الدخول من الناس يمنع له، عسكر

الدين. عالء األمير صحبة أيام عشرة المحلة هذه في وسافرت الناسبعد فوصلنا الفضالء، الكبار األمراء من وكان تبريز، بلدة إلى محمد�

. بالشام يعرف موضع في بخارجها ونزلنا تبريز، مدينة إلى أيام عشرةفيها وزاوية حسنة مدرسة وعليه العراق، ملك قازان قبر وهنالك

بالسمن المطبوخ واألرز واللحم الخبز من والصادر للوارد الطعاموأشجار. متدفقة أنهار بين ما وهي الزاوية بتلك األمير وأنزلني والحلواء

مورقة. بغداد، بباب يعرف باب على المدينة دخلت اليوم ذلك غد وفي

أسواق أحسن من قازان، بسوق تعرف عظيمة سوق إلى ووصلنا

واجتزت أخرى تخالطها ال حدة على فيها صناعة كل الدنيا بالد

وهي الجواهر، أنواع من رأيته مما بصري فحار الجوهريين، بسوق

وأوساطهم الفاخرة الثياب عليهم الصور، حسان مماليك بأيدي

الجواهر يعرضون التجار أيدي بين وهم الحرير، بمناديل مشدودة

. من فرأيت فيه ويتنافسن ،n كثيرا يشترينه وهن األتراك، نساء على

. والمسك العنبر سوق ودخلنا منها الله يستعاذ فتنة كله ذلك

الذي الجامع المسجد إلى وصلنا ثم وأعظم، ذلك مثل فرأينا

يمين عن وبخارجه بجيالن، المعروف شاه علي الوزير عمره

. مفروش وصحنه زاوية يساره وعن مدرسة، القبلة مستقبل

ماء، نهر ويشقه الزليج، شبه وهو بالقاشاني، وحيطانه بالمرمر

. عاداتهم ومن ياسمين وشجر العنب ودوالي األشجار أنواع وبه

بعد عم وسورة الفتح وسورة يس سورة يوم كل به يقرأون أنهم

. وبتنا المدينة أهل لذلك ويجتمع الجامع، صحن في العصر صالة

األمير إلى سعيد أبي السلطان أمر بالغد وصل ثم بتبريز، ليلة

. من n أحدا بتبريز ألق ولم معه فعدت إليه يصل بأن الدين عالء

العلماء.

المذكور األمير فأعلمه السلطان، محلة وصلنا أن إلى سافرنا ثم

وأركبني، وكساني بالدي عن فسألني عليه، وأدخلني بمكاني

لي فأمر الشريف الحجاز إلى السفر أريد أني األمير وأعلمه

أمير إلى بذلك لي وكتب المحمل، مع السبيل في والركوب بالزاد

به لي أمر ما واستوفيت بغداد، إلى فعدت معروف، خواجه بغداد

شهرين، من أزيد الركب سفر ألوان بقي قد وكان السلطان،

البالد، تلك ألشاهد بكر، وديار الموصل إلى أسافر أن لي فظهر

الحجاز إلى فأتوجه الركب، سفر حين في بغداد إلى وأعود

وهو. دجيل، نهر على منزل إلى بغداد من فخرجت الشريف

. بقرية يومين بعد نزلنا ثم كثيرة قرى فيسقي دجلة، عن متفرع

. على n موضعا فنزلنا رحلنا ثم فسيحة مخصبة بحربة، تعرف كبيرة

على مبني وهو المعشوق، يسمى حصن من بالقرب دجلة شط

رأى. من سر مدينة الحصن هذا من الشرقية الجهة وفي الدجلة

. بالفارسية ومعناه راه، سام لها ويقال سامرا n أيضا وتسمى

هذه على الخراب استولى وقد الطريق هو وراه سام طريق

الحسن رائعة الهواء معتدلة وهي القليل إال منها يبق فلم المدينة،

كما الزمان صاحب مشهد n أيضا وفيها معالمها، ودروس بالئها على

وهي تكريت، مدينة إلى ووصلنا مرحلة منها سرنا ثم بالحلة،

وأهلها الجوامع كثير األسواق مليحة األرجاء فسيحة كبيرة مدينة

ولها منها الشمالية الجهة من والدجلة األخالق بحسن موصوفون

سور عليها البناء عتيقة والمدينة الدجلة شط على حصينة قلعة

على بالعقر تعرف قرية ووصلنا مرحلتين منها رحلنا ثم بها يطيف

الخان وبأسفلها حصن بها كان ربوة وبأعالها الدجلة شط

والعمارة والقرى حافل وبناؤه أبراج له الحديد بخان المعروف

. يعرف n موضعا ونزلنا رحلنا ثم الموصل إلى هنالك من متصلة

تنبع عيون فيها سوداء أرض وهنالك دجلة من بمقربة بالقيارة

على الصلصال شبه فتراه فيها ويجتمع أحواض له ويصنع بالقار

تلك وحول طيبة رائحة وله n رطبا n صقيال اللون حالك األرض وجه

فتقذفه الرقيق الطحلب شبه يعلوها سوداء كبيرة بركة العيون

. كبيرة عين الموضع هذا من وبمقربة n قارا n أيضا فيصير جوانبها إلى

ما النار فتنشف النار عليها أوقدوا منها القار نقل أرادوا فإذا

. ذكر لنا تقدم وقد وينقلونه n قطعا يقطعونه ثم مائية رطوبة هنالك

من سافرنا ثم النحو هذا على والبصرة الكوفة بين التي العين

. الموصل إلى بعدهما ووصلنا مرحلتين العيون هذه

الموصل مدينة

  بالحدباء المعروفة وقلعتها الخصب كثيرة عتيقة مدينة وهي

مشيد البناء محكم سور عليها االمتناع شهيرة الشأن عظيمة

شارع البلد وبين بينها فصل وقد السلطان دور بها وتتصل البروج

سوران البلد وعلى أسفله إلى البلد أعلى من مستطيل متسع

بيوت السور باطن وفي متقاربة كثيرة أبراجهما وثيقان اثنان

لسعته فيه فتحها تمكن قد بجداره مستديرة بعض على بعضها

دهلي مدينة على الذي السور إال مثله البالد أسوار في أر ولم

. والحمامات الجوامع فيه كبير ربض وللموصل الهند ملك حضرة

به تدور الدجلة شط على جامع مسجد وبه واألسواق والفنادق

النهاية في دجلة على تشرف مساطب به وتتصل حديد شبابيك

جامعان المدينة وبداخل مارستان وامامه واإلتقان الحسن من

في قبة منهما الحديث صحن وفي حديث واآلخر قديم أحدهما

منها يخرج رخام سارية على مرتفعة مثمنة رخام خصة داخلها

له فيكون ينعكس ثم القامة مقدار فيرتفع وانزعاج بقوة الماء

. بها ويدور حديد أبواب لها مليحة الموصل وقيسارية حسن مرأى

. المدينة وبهذه البناء متقنة بعض فوق بعضها وبيوت دكاكين

زاوية في والقبر مسجد وعليه السالم عليه النبي جرجيس مشهد

وباب الجديد الجامع بين فيما وهو إليه الداخل يمين عن منه

تعالى لله والحمد بمسجده والصالة زيارته لنا حصلت وقد الجسر

العين منه ميل نحو وعلى السالم عليه يونس تل وهنالك

التل صعدوا ثم فيها بالتطهر قومه أمر انه يقال إليه المنسوبة

كبيرة قرية منه وبمقربة العذاب عنهم الله فكشف ودعوا ودعا

مدينة بنينوى المعروفة المدينة موضع أنه يقال خراب منها يقرب

ومواضع ظاهر بها المحيط السور وأثر السالم عليه يونس

. بيوت فيه ورباط عظيم بناء التل وفي متبينة هي التي األبواب

وفي واحد، باب الجميع يضم وسقايات ومطاهر ومقاصر كثيرة

انه يقال مرصع باب وله حرير ستر عليه بيت الرباط وسط

المسجد ومحراب السالم عليه يونس موقف به الذي الموضع

. وأهل السالم عليه متعبده بيت كان انه يقال الرباط بهذا الذي

. فيه يتعبدون الرباط هذا إلى جمعة ليلة كل في يخرجون الموصل

في ومحبة وفضيلة كالم ولين أخالق مكارم لهم الموصل وأهل

السيد عليها قدومي حين أميرها وكان عليه وإقبال الغريب

الملقب محمد الدين شمس بن علي الدين عالء الفاضل الشريف

االنفاق علي وأجرى بداره أنزلني الفضالء الكرماء من وهو بحيدر

. المعروف واإليثار الصدقات وله عنده مقامي مدة

وما المدينة هذه أمر إليه وفوض يعظمه سعيد أبو السلطان وكان

أهل ووجوه وأجناده مماليكه من عظيم موكب في ويركب يليها

شجاعة وله n وعشيا n غدوا عليه للسالم يأتون وكبراؤها المدينة

الغرباء مستقر فاس حضرة في هذا كتب حين في وولده ومهابة

موالنا أيام بسعادة الله زادها الوفود رحال ومحط الفرق ومأوى

. ونواحيها أرجاءها وحرس n وإشراقا بهجة المؤمنين أمير

على وهي الرصد بعين تعرف قرية ونزلنا الموصل من رحلنا ثم

. تعرف قرية ونزلنا رحلنا ثم كبير خان وبها مبني جسر عليه نهر

كبيرة مدينة وهي عمر ابن جزيرة ونزلنا منها رحلنا ثم بالمويلحة

ولها خراب وأكثرها جزيرة سميت ولذلك الوادي بها محيط حسنة

وسورها العمل محكم بالحجارة مبني عتيق ومسجد حسنة سوق

ويوم الغرباء في محبة لهم فضالء وأهلها n أيضا بالحجارة مبني

الذي وجل عز الله كتاب في المذكور الجودي جبل رأينا بها نزلنا

. مستطيل عال جبل وهو السالم عليه نوح سفينة عليه استوت

عظيمة مدينة وهي نصيبين مدينة إلى ووصلنا مرحلتين رحلنا ثم

فيه فسيح أفيح بسيط في وهي أكثرها خرب قد متوسطة عتيقة

والفواكه المنتظمة واالشجار الملتفة والبساتين الجارية المياه

والطيب العطارة في له نظير ال الذي الورد ماء يصنع وبها الكثيرة

في عيون من منبعه السوار انعطاف عليها ينعطف نهر بها ويدور

نهر منه ويدخل بساتينها فيتخلل n انقساما وينقسم منها قريب جبل

مسجدها صحن ويخترق ودورها شوارعها في فيجري المدينة إلى

واآلخر الصحن وسط في أحدهما صهريجيهن في وينصب األعظم

وأهلها ومدرستان مارستان المدينة وبهذه الشرقي الباب عند

: قوله في نواس أبو صدق ولقد وأمانة وصدق ودين صالح أهل

n يوما لي نصيبين طابتلها وطبت

الدنيا من حظي ليت يانصيبـين

: بعض يقول وفيها والوخامة، الماء بفساد نصيبين مدينة يصفون والناس جزي ابن قال   الشعراء:

عجبت قد إلى لنصيبين داع� لي دارها

في العالتومافي n أحمرا الورد يعدم

ذراهامن حتى لسقام

الوجنـات

الفواكه كثيرة كبيرة مدينة وهي سنجار، مدينة إلى رحلنا ثم

تشبه جبل، سفح في مبنية واألنهار، المطردة والعيون واألشجار

مشهور الجامع ومسجدها وبساتينها، أنهارها كثرة في بدمشق

. ويشقه ماء نهر به ويدور مستجاب، به الدعاء ان يذكر البركة،

الشيخ بها لقيته وممن وكرم، شجاعة ولهم أكراد، سنجار وأهل

صاحب الكبار المشايخ أحد الكردي الله عبد الزاهد العابد الصالح

إفطاره ويكون n يوما أربعين بعد إال يفطر ال أنه عنه يذكر كرامات

سنجار جبل بأعلى برابطة لقيته الشعير، من قرص نصف على

كفار سلبني ان إلى عندي تزل لم بدراهم، وزودني لي ودعا

بيضاء. كبيرة عتيقة وهي دارا، مدينة إلى سافرنا ثم الهنود

وفي بها عمارة ال خراب اآلن وهي مشرفة، قلعة لها المنظر،

إلى فوصلنا منها رحلنا ثم نزولنا، كان بها معمورة، قرية خارجها

مدن أحسن من جبل سطح في عظيمة وهي ماردين، مدينة

الثياب تصنع وبها n أسواقا وأحسنها وأتقنها وأبدعها اإلسالم

شماء قلعة ولها بالمرعز المعروف الصوف من إليها المنسوبة

: . ماردين قلعة جزي ابن قال جبلها قنة في القالع مشاهير من

عبد الدين صفي العراق شاعر عنى وإياها الشهباء تسمى هذه

: مسمطته في بقوله الحلي سراي بن العزيز

الحـلة ربوع فدعالـفـيحـاء

عن بالعيس وازورالـزوراء

بالموصل تقف والالـحـدبـاء

القلعة شهاب إنالشـهـبـاء

صروف شيطان محرق الدهر

بها مدح بديعة المسمطة وهذه n أيضا الشهباء تسمى حلب وقلعة

ولي الصيت شهير n كريما وكان ماردين، سلطان المنصور الملك

وصاهر التتر، ملك قازان أيام وأدرك سنة، خمسين نحو بها الملك

. خاتون دنيا بابنته خدابنده السلطان

إليها دخولي عهد في ماردين سلطان ذكر

ورث ،n آنفا ذكرناه الذي المنصور الملك ابن الصالح الملك وهو

. العراق بأرض وليس الشهيرة المكارم وله أبيه عن الملك

لهم فيجزل والفقراء الشعراء يقصده منه أكرم ومصر والشام

جابر ابن محمد الله عبيد أبو قصده أبيه سنن على n جريا العطايا،

. درهم ألف عشرين فأعطاه ،n مادحا الكفيف المروي األندلسي

كبير وزير وله الطعام، إلطعام والزوايا والمدارس الصدقات وله

الدين جمال العصر وفريد الدهر وحيد العالم اإلمام وهو القدر،

وقاضي الكبار، العلماء وأدرك تبريز، بمدينة وقرأ السنجاوي،

إلى ينتسب وهو الموصلي، الدين برهان الكامل االمام قضاته

والورع الدين أهل من القاضي وهذا الموصلي، فتح الولي الشيخ

قيمته تبلغ ال الذي الصوف ثياب من الخشن يلبس والفضل،

بصحن لألحكام يجلس ما n وكثيرا ذلك، بنحو ويعتم دراهم، عشرة

ظنه يعرفه ال من رآه فإذا فيه يتعبد كان المدرسة، خارج مسجد

. وأعوانه القاضي خدام بعض

حكاية

: تكن ولم المسجد، من خارج وهو القاضي، هذا أتت امرأة أن لي ذكر : ? : تريدين وما لها فقال القاضي يجلس أين شيخ، يا له فقالت تعرفه،

: في ? بيننا يعدل ال وهو ثانية، زوجة وله ضربني، زوجي إن فقالت منهأعطيه ما عندي ليس فقيرة وأنا فأبى القاضي إلى دعوته وقد القسم

? : زوجك منزل وأين لها فقال بمجلسه، يحضرونه حتى القاضي لرجال : إليه: معك أذهب أنا لها فقال المدينة خارج المالحين بقرية فقالت

: ثم: ،n شيئا منك آخذ ال لها فقال إياه أعطيك شيء عندي ما والله فقالت . : فذهبت أثرك على فإني خارجها، وانتظريني القرية إلى اذهبي لها قال

ال أن عادته وكانت أحد، معه وليس إليها فوصل وانتظرته، أمرها كما : الشيخ هذا ما قال رآه فلما زوجها منزل إلى به فجاءت يتبعه n أحدا يدع

. : زوجتك ? أرض ولكن كذلك، أنا والله نعم له فقال معك الذي النحسذلك وخاف عليه وسلموا القاضي فعرفوا الناس جاء الكالم، طال فلما

: زوجتك وبين بينك ما أصلح عليك ال القاضي له فقال وخجل الرجل. وانصرف اليوم ذلك نفقة القاضي وأعطاهما نفسه من الرجل فأرضاها

فوصلت بغداد إلى n عائدا رحلت ثم بداره وأضافني القاضي هذا لقيتإلى متوجهين بخارجها ركبها فوجدت ذكرناها، التي الموصل مدينة إلىذرية من وهي زاهدة، بالست تسمى عابدة صالحة امرأة وفيهم بغداد،

في وكنت عليها، سلمت الصوم مالزمة وهي ،n مرارا حجت الخلفاء،توفيت الوجهة هذه وفي يخدمونها، الفقراء من جملة ومعها جوارها،

إلى وصلنا ثم هنالك، ودفنت بزرود، وفاتها وكانت عليها الله رحمةمعروف أميرها فقصدت الرحيل، أهبة في الحاج فوجدت بغداد، مدينة

. وزاد محارة شقة لي فعين السلطان به لي أمر ما منه فطلبت خواجةالركب أمير إلى ووجه بذلك لي وكتب وماءهم، الرجال من أربعة

. متقدمة، وبينه بيني المعرفة وكانت بي فأوصاه الحويح محمد البهلوانأمر ما على ويزيدني إلي يحسن وهو جواره في أزل ولم ،n تأكيدا فزادها

أعلى من ينزلونني فكانوا إسهال الكوفة من خروجنا عند وأصابني به،ولم بي ويوصي حالي يتفقد واألمير اليوم، في كثيرة مرات المحمل

،n وتعظيما n شرفا الله زادها تعالى، الله حرم مكة وصلت حتى n مريضا أزل n ضعيفا وكنت القدوم، طواف تعالى الله كرمه الحرام بالبيت وطفت

n راكبا والمروة الصفا بين وسعيت فطفت n قاعدا المكتوبة أؤدي بحيثفلما اإلثنين يوم السنة تلك ووقفنا المذكور، الحويح األمير فرس علىالحاج انقضى ولما مرضي، من واالستقالل الراحة في أخذت منى نزلنا

. هالل بن الدين عالء األمير بها وكان السنة تلك بمكة n مجاورا أقمتمن " " العطارين بظاهر الوضوء دار لعمارة n مقيما الدواوين مشد مشيد

كبرائهم من جماعة المصريين من السنة تلك في وجاور شيبة ابن باباألصيل بن الدين وزين القاضي الدين ونور الكويك بن الدين تاج منهم

. بالمدرسة السنة تلك وسكنت األسيوطي الدين وناصر الخليلي وابنوتفرغت عيش، أنعم في فكنت مرضي، من الله وعافاني المظفرية،الصعيد، حجاج السنة تلك أثناء في وأتى واالعتمار، والعبادة للطوافحجة أول وهي ، األصفهوني الدين نجم الصالح الشيخ معهم وقدم

الصالح القاضي ابنا عمر الدين وسراج علي الدين عالء واألخوان حجها،ذي منتصف في غيرهم، وجماعة مصر، قاضي البالسي الدين نجم

في ووصل الفضالء، من وهو يلملك، الدين سيف األمير وصل القعدةعبد أبو الفقيه منهم الله، حرسها بلدي طنجة أهل من جماعة صحبته

عبد أبو والفقيه الحضري الله عبيد محمد أبو والفقيه الله عطاء بن اللهابن محمد وأبو البلنسي علي أبي الفقيه ابن العباس وأبو المرسي، الله

أيوب الصبر وأبو نافوت بن العباس وأبو البياري الحسن وأبو القابلةعبد زيد أبو الفقيه المجاز القصر أهل ومن حكامه بن وأحمد الفخار

الكبير القصر أهل ومن خلوف بن العباس أبي القاضي ابن الرحمن . ووصل وولده يحيى بن إبراهيم إسحاق وأبو مسلم ابن محمد أبو الفقيه

واألمير الخاصكية من تقزدمور الدين سيف األمير السنة تلك فيالمماليك وكاتب الجيش ناظر الدين فخر والقاضي قرمان بن موسى . لهم وكانت الناصر الملك مربية حدق والست إسحاق أبو والتاج

الدين، فخر القاضي صدقة وأكثرهم الشريف، بالحرم عميمة صدقاتوعشرين، ثمان سنة من الجمعة يوم في السنة تلك في وقفتنا وكانت

وعشرين، تسع سنة الله حرسها بمكة n مجاورا أقمت الحج انقضى ولماعطيفة األمير ابن ومبارك رميثة األمير بن أحمد وصل السنة هذه وفي

والشيخ الحرباوي زاده والشيخ الحويح محمد األمير صحبة العراق منالسلطان قبل من مكة وأهل للمجاورين عظيمة بصدقات وأتوا دانيال،

ذكر بعد الخطبة في اسمه ذكر السنة تلك وفي العراق، ملك سعيد أبياليمن سلطان بعده وذكروا زمزم، قبة بأعلى له ودعوا الناصر، الملك

وبعث ذلك، على عطيفة األمير يوافق ولم الدين نور المجاهد الملكفبعثه فرد، برده رميثة فأمر بذلك الناصر الملك ليعلم n منصورا شقيقهالسنة، تلك ووقفنا بذلك الناصر الملك أعلم حتى جدة طريق على ثانية

n مجاورا أقمت الحج انقضى ولما الثالثاء، يوم وعشرين تسع سنة وهي . مكة أمير بين الفتنة وقعت موسمها وفي ثالثين سنة الله حرسها بمكةأهل من n تجارا أن ذلك وسبب الناصري جندار أمير أيدمور وبين عطيفة

ابن لمبارك أيدمور فقال بذلك، أيدمور إلى فتشكوا سرقوا، اليمن : : بهم، نأتي فكيف أعرفهم ال فقال السراق، بهؤالء إئت عطيفة األميرمصر ألهل سرق إن عليهم، لك حكم وال حكمنا تحت اليمن فأهل وبعد

: له وقال أيدمور فشتمه به فاطلبني شيء  والشامووقعت فسقط، صدره على وضربه هكذا، لي تقول قواد يا

عسكره، يريد أيدمور وركب عبيدة له وغضب رأسه عن عمامته

. بالحرم، الفتنة ووقعت ولده وقتلوا فقتلوه وعبيدة مبارك فلحقه

الترك ورمى الناصر، الملك عم ابن أحمد األمير به وكان

: على مكة أهل تحرض كانت إنها قيل امرأة فقتلوا بالنشاب،

فخرج ترك، خاص وأميرهم األتراك، من ركب من وركب القتال،

المصاحف، رؤوسهم وفوق والمجاورين واألئمة القاضي إليهم

وانصرفوا بها لهم ما فأخذوا مكة الحجاج ودخل الصلح، وحاولوا

وبعث عليه، فشق الناصر الملك إلى الخبر وبلغ مصر، إلى

أخوه وخرج مبارك، وابنه عطيفة األمير ففر مكة إلى العساكر

بعث مكة إلى العسكر وصل فلما نخلة، وادي إلى وأوالده رميثة

وأتى فأمنوا ولولده، األمان، له يطلب أوالده أحد رميثة األمير

مكة، إليه وسلمت عليه، فخلع األمير، إلى يده في وكفنه رميثة

n حليما الله رحمه الناصر الملك وكان مصر إلى العسكر وعاد

إلى فوصلت اليمن بالد n قاصدا مكة من األيام تلك فخرجت n فاضال

" " مكة بين الطريق نصف وهي المفتوح المهمل بالحاء حده،

قديمة " " بلدة وهي جدة، إلى وصلت ثم المضموم بالجيم وجدة

: مصانع وبخارجها الفرس، عمارة من انها يقال البحر ساحل على

بعضها يتصل الصلد، الحجر في منقورة للماء جباب وبها قديمة،

المطر، قليلة السنة هذه وكانت كثرة، االحصاء تفوت ببعض،

الحجاج وكان يوم مسيرة على جدة إلى يجلب الماء وكان

. وضربه هكذا، لي تقول قواد ا البيوت أصحاب من الماء يسألون

عبيدة له وغضب رأسه عن عمامته ووقعت فسقط، صدره على

وقتلوا فقتلوه وعبيدة مبارك فلحقه عسكره، يريد أيدمور وركب

الملك. عم ابن أحمد األمير به وكان بالحرم، الفتنة ووقعت ولده

: كانت إنها قيل امرأة فقتلوا بالنشاب، الترك ورمى الناصر،

األتراك، من ركب من وركب القتال، على مكة أهل تحرض

والمجاورين واألئمة القاضي إليهم فخرج ترك، خاص وأميرهم

مكة الحجاج ودخل الصلح، وحاولوا المصاحف، رؤوسهم وفوق

الملك إلى الخبر وبلغ مصر، إلى وانصرفوا بها لهم ما فأخذوا

عطيفة األمير ففر مكة إلى العساكر وبعث عليه، فشق الناصر

فلما نخلة، وادي إلى وأوالده رميثة أخوه وخرج مبارك، وابنه

له يطلب أوالده أحد رميثة األمير بعث مكة إلى العسكر وصل

األمير، إلى يده في وكفنه رميثة وأتى فأمنوا ولولده، األمان،

وكان مصر إلى العسكر وعاد مكة، إليه وسلمت عليه، فخلع

مكة من األيام تلك فخرجت n فاضال n حليما الله رحمه الناصر الملك

" " المفتوح المهمل بالحاء حده، إلى فوصلت اليمن بالد n قاصدا

" " ثم المضموم بالجيم وجدة مكة بين الطريق نصف وهي

: انها يقال البحر ساحل على قديمة بلدة وهي جدة، إلى وصلت

للماء جباب وبها قديمة، مصانع وبخارجها الفرس، عمارة من

االحصاء تفوت ببعض، بعضها يتصل الصلد، الحجر في منقورة

جدة إلى يجلب الماء وكان المطر، قليلة السنة هذه وكانت كثرة،

. البيوت أصحاب من الماء يسألون الحجاج وكان يوم مسيرة على

حكاية

أعمى سائل بابي على وقف أنه بجدة لي اتفق ما غريب ومن

بيدي، وأخذ باسمي وسماني علي فسلم غالم، يقوده الماء يطلب

أمسك ثم شأنه من فعجبت عرفني وال قط، عرفته أكن ولم

? : خروجي حين وكنت الخاتم وهي الفتخة أين وقال بيده أصبعي

ذلك في عندي يكن ولم وسألني، الفقراء بعض لقيني مكة من

. قلت األعمى هذا عنه سألني فلما خاتمي له فدفعت شيء الحين

: . مكتوبة: أسماء فيه فإن طلبه في ارجع فقال لفقير أعطيته له

والله بذلك، معرفته ومن منه تعجبي فطال األسرار من سر فيها

البركة معروف اآلبنوس، بجامع يعرف جامع وبجدة بحاله، أعلم

الرزاق، عبد بن يعقوب أبا بها األمير وكان الدعاء، به يستجاب

المذهب، شافعي مكة أهل من الله عبد الفقيه وخطيبها وقاضيها

أهل وعد المؤذن، أتى للصالة الناس واجتمع الجمعة يوم كان وإذا

الجمعة، بهم وصلى خطب أربعين أكملوا فإن بها المقيمين جدة

ليس من يعتبر وال ،n أربعا n ظهرا صلى أربعين عددهم يبلغ لم وإن

. مركب في جدة من البحر ركبنا ثم n كثيرا n عددا كانوا وإن أهلها من

األصل، الحبشي اليمني األلفي الدين لرشيد وكان الجلبة يسمونه

مني ورغب أخرى، جلبة في نمي أبي ابن منصور الشريف وركب

فخفت الجمال جلبته في معه كان لكونه أفعل، فلم معه أكون أن

أهل من جملة هنالك وكان قبلها البحر ركبت أكن ولم ذلك، من

متأهبون وهم الجلب في وأمتعتهم زوادهم جعلوا قد اليمن

للسفر.

حكاية

بعديلة يأتيه أن غلمانه أحد منصور الشريف أمر البحر ركبنا ولما

أهل جلب من يأخذهما سمن، وبطة حمل نصف وهي دقيق،

إلى. وذكروا باكين، التجار فأتاني إليه، بهما وأتى فأخذهما اليمن

مني ورغبوا نقرة، درهم آالف عشرة العديلة تلك جوف في أن

وقلت ذلك في وكلمته فأتيته سواها، يأخذ وأن ردها، في أكلمه أن

: :n سكرا كان إن فقال ،n شيئا العديلة هذه جوف في للتجار إن له

ووجدوا ففتحوها لهم، فهو ذلك سوى كان وإن إليهم، أرده فال

: وعجالن ردها ما عجالن كان لو لي وقال عليهم فردها الدراهم،

أهل من تاجر دار األيام تلك في دخل قد وكان رميثة، أخيه ابن هو

هو وعجالن فيها، كان ما بمعظم فذهب لليمن، n قاصدا دمشق

. والفضل العدل وأظهر حاله، صلح وقد العهد، هذا على مكة أمير

بعد الريح وتغيرت يومين، الطيبة بالريح البحر هذا في سافرنا ثم

معنا البحر أمواج ودخلت قصدناها، التي السبيل عن وصدتنا ذلك

حتى أهوال في نزل ولم ، بالناس الميد واشتد المركب، في

وسواكن عيذاب بين فيما دوائر، برأس يعرف مرسى في خرجنا

وبه مسجد، هيئة على قصب عريش بساحله ووجدنا به، فنزلنا

وطبخنا منه، فشربنا ماء مملوءة النعام بيض قشور من كثير

من يخرج الوادي مثل خور وهو ،n عجبا المرسى ذلك في ورأيت

ويخرجون بأطرافه ويمسكون الثوب يأخذون الناس فكان البحر،

ويعرفونه الذراع، قدر منها سمكة كل ،n سمكا امتأل وقد به،

من طائفة إلينا وقصدت واشتروا n كثيرا الناس منه فطبخ بالبوري

المالحف لباسهم األلوان، سود األرض تلك سكان وهم البجاة،

األصبع، عرض ،n حمرا عصائب رؤوسهم على ويشدون الصفر،

ولهم والسيوف، الرماح وسالحهم وشجاعة، نجدة أهل وهم

الجمال، منهم فاكترينا بالسروج يركبونها الصهب، يسمونها جمال

وهي يأكلونها ال والبجاة الغزالن، كثيرة برية في معهم وسافرنا

. إلى وصلنا مسيرنا من يومين وبعد منه تنفر وال باآلدمي تأنس

عارفين بالبجاة، مختلطين كاهل، بأوالد يعرفون العرب من حي

على وهي سواكن، جزيرة إلى وصلنا اليوم ذلك وفي بلسانهم،

والماء شجر، وال زرع وال بها ماء وال البر، من أميال ستة نحو

المطر، ماء بها يجتمع صهاريج وفيها القوارب، في إليها يجلب

الوحش، وحمر والغزالن النعام لحوم وبها كبيرة، جزيرة وهي

مكة إلى يجلب ومنها والسمن واأللبان كثير عندهم والمعزى

n أيضا منها يجلب الحب كبير الذرة من نوع وهو الجرجور، وحبوبهم

. مكة إلى

سلطانها ذكر

بن زيد الشريف إليها وصولي حين سواكن جزيرة سلطان وكان

عطيفة وهما بعده، أميراها وأخواه مكة، أمير وأبوه نمي، أبي

فإنهم البجاة، قبل من إليه وصارت ذكرهما تقدم اللذان ورميثة

وركبنا جهينة وعرب كاهل وأوالده البجاة، من عسكر ومعه أخواله

يسافر ال البحر وهذا اليمن، أرض نريد سواكن جزيرة من البحر

الشمس طلوع من فيه يسافرون وإنما أحجاره، لكثرة بالليل فيه

صعدوا الصباح كان فإذا البر إلى وينزلون ويرسون غروبها إلى

في n أبدا يزال وال الربان المركب رئيس يسمون وهم المركب إلى

يسمونها وهم ، األحجار على السكان صاحب ينبه المركب، مقدم

إلى. وصلنا سواكن جزيرة عن خروجنا من أيام ستة وبعد النبات

" الالم وكسر المهمل الحاء بفتح اسمها وضبط حلي مدينة

" اليمن سالطين من وكان يعقوب ابن باسم وتعرف ، وتخفيفها

من طائفتان يسكنها العمارة، حسنة كبيرة وهي n قديما بها n ساكنا

أحسن من المدينة هذه وجامع كنانة وبنو حرام بنو وهم العرب،

منهم العبادة إلى المنقطعين الفقراء من جماعة وفيه الجوامع،

الصالحين كبار من الهندي، قبولة الزاهد العابد الصالح الشيخ

فرشها بالمسجد، متصلة خلوة وله لبد، وقلنسوة مرقعة لباسه

إال n شيئا له لقائي حين بها أر ولم بساط، وال بها حصير ال الرمل،

يابسة، شعير كسر فيها النخيل خوص من وسفرة الوضوء، إبريق

ذلك، يديه بين قدم أحد جاءه فإذا وسعتر ملح فيها وصحيفة

تكلف غير من حضر بما منهم واحد كل فيأتي أصحابه، به ويسمع

صالة إلى الشيخ يدي بين للذكر اجتمعوا العصر صلوا وإذا شيء

فال للتنفل، موقفه منهم واحد كل أخذ المغرب صلوا وإذا المغرب

اآلخرة العشاء صلوا فإذا اآلخرة، العشاء صالة إلى كذلك يزالون

أول في ويعودون انصرفوا ثم الليل ثلث إلى الذكر على أقاموا

إلى يذكرون ثم الصبح، إلى فيتهجدون المسجد إلى الثالث الثلث

يقيم من ومنهم صالتها بعد فينصرفون اإلشراق، صالة تحين أن

كنت ولقد ،n أبدا دأبهم، وهذا بالمسجد الضحى صالة يصلي أن إلى

تعالى والله لذلك أوفق ولم عمري، باقي معهم اإلقامة أردت

. وتوفيقه بلطفه يتداركنا

حلي سلطان ذكر

األدباء الفضالء من وهو كنانة، بنى من ذؤيب بن عامر وسلطانها . ولما. ثالثين سنة في حج قد وكان جدة، إلى مكة من صحبته الشعراء . البحر وركبت n أياما ضيافته في وأقمت وأكرمني، أنزلني مدينته قدمت

السين " بفتح اسمها وضبط السرجة بلدة إلى فوصلت له مركب فيمن " جماعة يسكنها صغيرة بلدة ، الجيم وفتح الراء وإسكان المهمل

ولهم بصنعاء ساكنون أكثرهم اليمن، تجار من طائفة وهم الهلبي، أوالدفي ويركبونهم الحجاج، ويعينون السبيل، ألبناء وإطعام وكرم فضل

. . وكثر به واشتهروا بذلك عرفوا وقد أموالهم من ويزودونهم مراكبهم، . وليس الخير فعل على وأعانهم فضله، من وزادهم أموالهم، الله

ببلدة الساكن النقاش الدين بدر الشيخ إال ذلك في يماثلهم من باألرض . واحدة ليلة بالسرجة وأقمنا واإليثار المآثر من ذلك مثل فله القحمة،

ثم به، ننزل ولم الحادث مرسى إلى رحلنا ثم المذكورين، ضيافة فيوبين بينها باليمن عظيمة مدينة زبيد، مدينة إلى ثم األبواب، مرسى إلى

من أغنى وال منها، أكبر صنعاء بعد باليمن وليس ،n فرسخا أربعون صنعاء . وهي وغيره الموز من والفواكه المياه كثيرة البساتين واسعة أهلها،الباء " وكسر الزاي بفتح وهي اليمن بالد قواعد إحدى شطية ال برية

والمياه، " والبساتين النخل بها العمارة، كثيرة كبيرة مدينة الموحدةوجمال األخالق وحسن الشمائل لطافة وألهلها وأجملها، اليمن بالد أملح

يذكر الذي الخصيب وادي وهي الفائت، الفائق الحسن ولنسائها الصور،في لمعاذ قال وسلم عليه الله صلى الله رسول أن اآلثار بعض في

المدينة: " " هذه وألهل فهرول الخصيب وادي جئت إذا معاذ يا وصيتهوالرطب البسر أيام في يخرجون ألنهم وذلك المشهورة، النخل سبوت

من وال اهلها من أحد بالمدينة يبقى وال النخل، حدائق إلى سبت كل فيوالحالوات، الفواكه لبيع األسواق أهل الطرب أهل ويخرج الغرباء،

من ذكرناه ما مع ولهن المحامل، في الجمال ممتطيات النساء وتخرج . وال مزية، عندهن وللغريب والمكارم الحسنة األخالق الفائق، الجمال

. معه خرجت السفر أراد فإذا بالدنا نساء يفعله كما تزوجه من يمتعنيرجع ان إلى له يجب بما وتقوم تكفله فهي ولد بينهما كان وإن وودعته،

. كان وإذا سواها وال كسوة وال بنفقة الغيبة أيام في تطالبه وال أبوه، . بلدهن عن يخرجن ال لكنهن والكسوة النفقة بقليل منه تقنع فهي n مقيما

بلدها من تخرج أن على تعطاه أن عسى ما إحداهن أعطيت ولو ،n أبدا . ومكارم وأمانة ودين صالح أهل وفقهاؤها البالد تلك وعلماء تفعل لم

. محمد أبا الصالح العالم الشيخ زبيد بمدينة لقيت خلق وحسنوالفقيه اإلبياني، العباس أبا المحقق الصوفي والفقيه الصنعاني، . وأضافوني فأكرموني جوارهم في ونزلت الزبيدي علي أبا المحدث

زيد أبي العالم القاضي بالفقيه بعضهم عند واجتمعت حدائقهم، ودخلت . الزاهد العابد ذكر عنده ووقع اليمن فضالء أحد الصوفي الرحمن عبد

. الكرامات وأهل الرجال كبار من وكان اليمني، العجيل بن أحمد الخاشعزيارة: إلى مرة أتوا وكبراءهم الزيدية فقهاء أن ذكروا كرامة

واستقبلهم الزاوية، خارج لهم فجلس العجيل، بن أحمد الشيخ

وصافحهم. عليه، فسلموا موضعه، عن الشيخ يبرح ولم أصحابه

. . يقولون وكانوا القدر مسألة في الكالم بينهم ووقع بهم ورحب

. كان فإن الشيخ لهم فقال أفعاله يخلق المكلف وأن قدر، ال أن

. فلم القيام فأرادوا هذا مكانكم عن فقوموا تقولون ما على األمر

. وأقاموا. الزاوية ودخل حالهم على الشيخ وتركهم يستطيعوا

نزل مما وضجوا الشمس، وهج ولحقهم الحر، بهم واشتد كذلك،

تابوا. قد القوم هؤالء إن له وقالوا إليه الشيخ أصحاب فدخل بهم

فأخذ الشيخ، عليهم فخرج الفاسد، مذهبهم عن ورجعوا الله، إلى

السيء مذهبهم وترك الحق إلى الرجوع على وعاهدهم بأيديهم

. بالدهم إلى وانصرفوا n ثالثا ضيافته في فأقاموا زاويته، وأدخلهم

: لها يقال بقرية وهو الصالح، الرجل هذا قبر لزيارة وخرجت

. إسماعيل، الوليد أبا الصالح ولده ولقيت زبيد خارج غسانة

. n ثالثا معه وأقمت الشيخ، ضريح وزرت عنده، وبت فأضافني

وهو الزيلعي، الحسن أبي الفقيه زيارة إلى صحبته في وسافرت

. للحج توجهوا إذا اليمن حجاج عليه ويقدم الصالحين، كبار من

. جبلة، إلى فوصلنا ويحترمونه يعظمونه وأعرابها البالد تلك وأهل

. سمع فلما وأنهار وفواكه نخل ذات حسنة صغيرة بلدة وهي

استقبله الوليد أبي الشيخ بقدوم الزيلعي الحسن أبو الفقيه

. خير في أيام ثالثة عنده وأقمنا معه عليه وسلمت بزاويته وأنزله

. تعز مدينة إلى فتوجهنا الفقراء، أحد معنا وبعث انصرفنا ثم مقام،

العين " وكسر المعلوة التاء بفتح اسمها وضبط اليمن ملك حضرة

ذوو " وأهلها وأعظمها، اليمن مدن أحسن من وهي ، وزاء المهملة

. يسكنها التي البالد على الغالب وكذلك وفظاظة وتكبر تجبر

: ومماليكه. السلطان يسكنها إحداها محالت ثالث وهي الملوك

يسكنها والثانية أذكره، ال باسم وتسمى دولته وأرباب وحاشيته

وبها الناس عامة يسكنها والثالثة عدينة، وتسمى واألجناد األمراء

. المحالب وتسمى العظمى السوق

اليمن سلطان ذكر

المؤيد السلطان ابن علي الدين نور المجاهد السلطان وهو

بن علي بن يوسف المظفر السلطان ابن داود الدين هزبر

إلى أرسله العباس بني خلفاء أحد ألن برسول جده شهر رسول،

عجيب ترتيب وله بالملك أوالده استقل ثم ،n أميرا بها ليكون اليمن

. الذي الفقير مع المدينة هذه وصلت لما وكنت وركوبه قعوده في

إلى بي قصد صحبتي في الزيلعي الحسن أبو الفقيه الشيخ يعثه

المكي، الطبري الدين صفي المحدث اإلمام القضاة قاضي

. كان فلما n ثالثا ضيافته في بداره وأقمنا بنا ورحب عليه فسلمنا

لعامة السلطان يجلس وفيه الخميس يوم وهو الرابع اليوم

أن عليه السالم وكيفية عليه، فسلمت عليه بي دخل الناس،

: أدام ويقول رأسه، إلى يرفعها ثم بسبابته، األرض اإلنسان يمس

. الملك، يمين عن القاضي فعله ما كمثل ففعلت عزك الله

. أمير موالنا وعن بالدي عن فسألني يديه بين فقعدت وأمرني

ملك وعن عنه، الله رضي سعيد أبي األجواد جواد المسلمين

أحوالهم، من سأل عما فأجبته اللور، وملك العراق وملك مصر

. هذا قعود وترتيب وإنزالي بإكرامي فأمره يديه، بين وزيره وكان

وعن الحرير، بثياب مزينة مفروشة دكانه فوق يجلس أنه الملك

والدرق، السيوف أصحاب منهم ويليه السالح، أهل ويساره يمينه

والميسرة الميمنة في أيديهم وبين القسي، أصحاب ويليهم

رأسه، على جندار وأمير السر وكاتب الدولة وأرباب الحاجب

. قعد فإذا بعد على وقوف الجنادرة من وهم والشاويشية،

. : مثل فعلوا قاموا فإذا الله بسم وحدة صيحة صاحوا السلطان

. فإذا قعوده ووقت قيامه وقت بالمشور من جميع فيعلم ذلك،

حيث ووقف فسلم عليه يسلم أن عادته من كل n قاعدا استوى

يقعد وال موضعه، أحد يتعدى ال الميسرة، أو الميمنة في له رسم

. يقعد، n فالنا مر جندار لألمير السلطان يقول بالقعود أمر من إال

بساط على ويقعد ،n قليال موقفه عن بالقعود المأمور ذلك فيتقدم

بالطعام، يؤتى ثم والميسرة، الميمنة في القائمين أيدي بين هناك

. الخاص الطعام فأما الخاصة وطعام العامة طعام طعامان وهو

ومن الشرفاء من والكبار القضاة وقاضي السلطان منه فيأكل

الشرفاء سائر منه فيأكل العام الطعام وأما والضيوف، الفقهاء

. كل ومجلس األجناد ووجوه واألمراء والمشايخ والقضاة والفقهاء

. وعلى n أحدا منهم أحد يزاحم وال يتعداه ال معين للطعام إنسان

. أعلم فال طعامه في الهند ملك ترتيب هو سواء الترتيب هذا مثل

سالطين أم اليمن سالطين عن ذلك أخذوا الهند سالطين أن

. سلطان ضيافة في وأقمت الهند سالطين عن أخذوه اليمن

مدينة إلى n مسافرا وانصرفت وأركبني، إلي وأحسن ،n أياما اليمن

. حسنة كبيرة مدينة األولى اليمن بالد قاعدة وهي صنعاء،

والزرع، والفواكه األشجار كثيرة والجص، باآلجر بناؤها العمارة،

الهند ببالد المطر أن الغريب ومن الماء طيبة الهواء معتدلة

نزوله يكون ما وأكثر القيظ، أيام في ينزل إنما والحبشة واليمن

. الزوال عند فالمسافرون األوان ذلك في يوم كل من الظهر بعد

ألن منازلهم إلى ينصرفون المدينة وأهل المطر يصيبهم لئال

. المطر نزل فإذا كلها مفروشة والمدينة متدفقة، وابلة أمطارها

. الجوامع، أحسن من صنعاء وجامع وأنقاها أزقتها جميع غسل

. إلى منها سافرت ثم السالم عليهم األنبياء من نبي قبر وفيه

. األعظم البحر ساحل على اليمن، بالد مرسى عدن، مدينة

مدينة وهي واحد؛ جانب من إال إليها مدخل وال بها تحف والجبال

الماء فيها يجتمع صهاريج وبها ماء، وال شجر وال بها زرع وال كبيرة،

. بين وحالوا العرب منعته فربما منها، بعد على والماء المطر أيام

. شديدة وهي والثياب بالمال يصانعونهم حتى وبينه المدينة أهل

. من. العظيمة المراكب إليها تأتي الهند أهل مرسى وهي الحر

ومنجرور والشاليات وفندراينه وقالقوط وكولم وتانه كنبايت

وتجار بها، ساكنون الهند وتجار وغيرها، وسندابور وهنور وفاكنور

. . للسمك وصيادين وحمالين تجار بين ما عدن وأهل n أيضا مصر

العظيم المركب ألحدهم يكون وربما عريضة، أموال منهم وللتجار

األموال، من يديه بين ما لسعة غيره فيه يشاركه ال فيه ما بجميع

. ومباهاة تفاخر ذلك في ولهم

حكاية

آخر وبعث ،n كبشا له ليشتري له n غالما بعث بعضهم أن لي ذكر

في بالسوق يكن لم أنه فاتفق ،n أيضا ذلك برسم له n غالما منهم

. الغالمين، بين فيه المزايدة فوقعت واحد كبش إال اليوم ذلك

: . رأس إن وقال أحدهما فأخذه دينار أربعمائة إلى ثمنه فأنهى

دفعت وإال فحسن، ثمنه موالي أعطاني فإن دينار، أربعمائة مالي

الكبش وذهب صاحبي، وغلبت نفسي ونصرت مالي رأس فيه

إلى اآلخر وعاد دينار، ألف وأعطاه أعتقه بالقضية سيده إلى

. عند عدن في ونزلت عنه ونفاه ماله وأخذ فضربه n خائبا سيدة

. نحو ليلة كل طعامه يحضر فكان الفأري الدين بناصر يعرف تاجر

. . كله هذا مع ذلك من أكثر وخدام غلمان وله التجار من عشرين

إلى يحسنون أخالق، ومكارم وصالح وتواضع دين أهل فهم

ما على الزكاة من الله حق ويعطون الفقير ويؤثرون الغريب

الله عبد بن سالم الصالح قاضيها المدينة بهذه ولقيت يجب،

. بالعلم، ابنه واشتغل الحمالين العبيد من والده وكان الهندي،

. . ضيافته في أقمت وفضالئهم القضاة خيار من وهو وساد فرأس

إلى ووصلت أيام، أربعة البحر في عدن مدينة من وسافرت ،n أياما

شافعية السودان من طائفة وهم البرابرة، مدينة وهي زيلع مدينة

. وآخرها زيلع، أولها شهرين مسيرة صحراء وبالدهم المذهب،

. وأهل. السمن مشهورة أغنام وهي الجمال، ومواشيهم مقدشو

. سوق لها كبيرة مدينة وهي رافضة وأكثرهم األلوان، سود زيلع

. n نتنا وأكثرها وأوحشها المعمور في مدينة أقذر أنها إال عظيمة،

. األزقة في ينحرونها التي اإلبل ودماء سمكها كثرة نتنها وسبب

نبت ولم هوله، شدة على بالبحر المبيت اخترنا إليها وصلنا ولما

. ووصلنا ليلة عشرة خمس البحر في منها سافرنا ثم لقذرها بها

" الدال وفتح القاف وإسكان الميم بفتح اسمها وضبط مقدشو

في " متناهية مدينة وهي ، الواو وإسكان المعجم والشين المهمل

. يوم كل في المئين منها ينحرون كثيرة جمال لهم وأهلها الكبر،

المنسوبة الثياب تصنع وبها أقوياء، تجار وأهلها كثيرة، أغنام ولهم

. . ومن وغيرها مصر ديار إلى تحمل ومنه لها نظير ال التي إليها

تصعد المرسى إلى مركب وصل متى أنه المدينة هذه أهل عادة

. صنبوق كل في ويكون إليه الصغار القوارب وهي الصنابق،

فيه مغطى بطبق منهم واحد كل فيأتي أهلها، شبان من جماعة

. : نزيلي هذا ويقول المركب، تجار من لتاجر فيقدمه الطعام،

. إلى إال المركب من التاجر ينزل وال منهم واحد كل يفعل وكذلك

البلد، إلى التردد كثير كان ما إال الشبان هؤالء من نزيله دار

. نزيله عند نزل فإذا شاء حيث ينزل فإنه أهله، معرفة له وحصلت

منه باع أو ببخس منه اشترى ومن له، واشترى عنده ما له باع

. في منتفعة ولهم عندهم مردود البيع فذلك نزيله، حضور بغير

إلي. جاء فيه كنت الذي المركب إلى الشبان صعد ولما ذلك

. : فصاح فقيه هو وإنما بتاجر، هذا ليس أصحابي له فقال بعضهم

: أصحاب أحد فيها وكان القاضي، نزيل هذا لهم وقال بأصحابه

من جملة في البحر ساحل إلى فأتى بذلك، فعرفه القاضي

. على وسلمت وأصحابي أنا فنزلت أحدهم إلي وبعث الطلبة،

. : الشيخ على للسالم نتوجه الله بسم لي وقال وأصحابه، القاضي

. : ? يقولوا: أن وعادتهم السلطان فقال الشيخ ومن فقلت

: . : . إن لي فقال إليه توجهت نزلت إذا له فقلت الشيخ للسلطان

حتى ينزل ال الصالح الرجل أو الشريف أو الفقيه جاء إذا العادة

. طلبوا كما إليه معهم فذهبت السلطان يرى

مقديشو سلطان ذكر

أبو واسمه الشيخ، له يقولون إنما ذكرناه، كما مقديشو وسلطان

. وكالمه البرابرة، من األصل في وهو عمر الشيخ ابن بكر

. وصل متى أنه عوائده ومن العربي اللسان ويعرف بالمقدشي،

أين من المركب عن فيسأل السلطان، صنبوق إليه يصعد مركب،

فيه قدم ومن وسقه وما الرئيس وهو ربانه ومن صاحبه ومن قدم

. السلطان على ويعرض كله، بذلك فيعرف وغيرهم، التجار من

. القاضي مع وصلت ولما أنزله عنده ينزل أن استحق فمن

دار إلى األصل، المصري البرهان، بابن يعرف وهو المذكور،

: بلغ له فقال القاضي، على فسلم الفتيان بعض خرج السلطان،

أرض. من وصل قد الرجل هذا أن الشيخ موالنا وعرف األمانة

والفوفل،. التنبول أوراق فيه بطبق وأتى عاد ثم فبلغ، الحجاز

للقاضي وأعطى الفوفل، من قليل مع أوراق عشر فأعطاني

الطبق، في بقي ما القاضي ولطلبة ألصحابي وأعطى كذلك،

وعلى علي فسكب الدمشقي، الورد ماء من بقمقم وجاء

: معدة دار وهي الطلبة، بدار ينزل أن أمر موالنا إن وقال القاضي،

. وهي الدار، تلك إلى وجئنا بيدي، القاضي فأخذ الطلبة لضيافة

. . أتي ثم إليه تحتاج بما مرتبة مفروشة الشيخ دار من بمقربة

بالضيوف، الموكل وهو وزرائه، أحد ومعه الشيخ، دار من بالطعام

وضع: ثم مقدم، خير قدمتم لكم ويقول عليكم، يسلم موالنا فقال

. في يجعلونه بالسمن، المطبوخ األرز وطعامهم فأكلنا الطعام،

اإلدام وهو الكوشان، صحاف فوقه ويجعلون كبيرة، خشب صفحة

. نضجه قبل الموز ويطبخون والبقول والحوت واللحم الدجاج من

المروب اللبن ويجعلون صحفة، في ويجعلونه الحليب، اللبن في

الفلفل وعناقيد المصبر الليمون عليه ويجعلون صحفة، في

مثل وهي والعنب، األخضر والزنجبيل والمملوح المخلل المصبر

وتؤكل الحالوة، شديدة نضجت إذا وهي نواة، لها ولكن التفاح

. وهم الخل في يصبرونها كالليمون حامضة نضجها وقبل كالفاكهة،

. والمخلالت الموالح هذه من بعدها أكلوا األرز من لقمة أكلوا إذا

عادة منا الجماعة تأكله ما قدر يأكل مقديشو أهل من والواحد

. طعمنا. لما ثم وسمنها األجسام ضخامة من نهاية وفي لهم

. ثالث بالطعام إلينا يؤتى أيام، ثالثة وأقمنا القاضي عنا انصرف

. عادتهم وتلك اليوم، في مرات

 

والطلبة القاضي جاءني الجمعة، يوم وهو الرابع، اليوم كان فلما

. يشدها خز فوطة وكسوتهم بكسوة وأتوني الشيخ، وزراء وأحد

ودراعة يعرفونها، ال فإنهم السراويل، عوض وسطه في اإلنسان

مبطنة، القدسي من وفرجية معلمة، المصري المقطع من

. . وأتينا تناسبهم بكسى ألصحابي وأتوا معلمة مصرية وعمامة

. باب. من الشيخ خرج فلما المقصورة خلف فصلينا الجامع

مع بلسانهم وتكلم فرحب القاضي مع عليه سلمت المقصورة،

: وشرفت مقدم خير قدمت العربي باللسان قال ثم القاضي،

. والده، قبر على فوقف المسجد صحن إلى وخرج وآنستنا بالدنا

. ووجوه والوزراء األمراء جاء ثم ودعا فقرأ هنالك، مدفون وهو

. . يضع اليمن أهل كعادة السالم في وعادتهم فسلموا األجناد

. : عزك الله أدام ويقول رأسه، على يجعلها ثم األرض في سبابته

أن القاضي وأمر نعليه، فلبس المسجد، باب من الشيخ خرج ثم

بالقرب وهو ،n ماشيا منزله إلى وتوجه أنتعل، أن وأمرني ينتعل،

. أربع رأسه فوق ورفعت حفاة كلهم الناس ومشى المسجد، من

من طائر صورة قبة كل أعلى وعلى الملون، الحرير من قباب

وتحتها. أخضر، قدسي فرجية اليوم ذلك في لباسه وكان ذهب

. . وهو حرير بفوطة متقلد وهو الحسان وطروحاتها مصر ثياب من

. . واألنفار واألبواق الطبول يديه بين وضربت كبيرة بعمامة معتم

. . معه والشرفاء والفقهاء والقاضي وخلف أمامه األجناد وأمراء

. ووجوه واألمراء الوزراء وقعد الهيئة تلك على مشوره إلى ودخل

. معه يجلس ال بساط للقاضي وفرش هنالك سقيفة في األجناد

. صالة إلى كذلك يزالوا ولم معه والشرفاء والفقهاء عليه، غيره

ووقفوا. األجناد، جميع أتى الشيخ، مع العصر صلوا فلما العصر

. واألبواق واألنفار األطبال ضربت ثم مراتبهم قدر على n صفوفا

مقامه، من يتزحزح وال أحد، يتحرك ال ضربها وعند والصرنايات،

فإذا أمام، إلى وال خلف إلى يتحرك فلم وقف، n ماشيا كان ومن

ذكرناه، كما بأصابعهم سلموا الطبلخانة ضرب من فرغ

. يوم. كان وإذا جمعة يوم كل في لهم عادة وتلك وانصرفوا

خارج سقائف في فيقعدون الشيخ باب إلى الناس يأتي السبت

والحجاج والمشايخ والصالحون والفقهاء القاضي ويدخل الدار،

لذلك، معدة خشب دكاكين على فيقعدون الثاني، المشور إلى

تخصهم، دكانه على صنف وكل وحده، دكانه على القاضي ويكون

. إلى ويبعث بمجلسه، الشيخ يجلس ثم سواهم فيها يشاركهم ال

بين كبراؤهم فيقعد الفقهاء يدخل ثم يساره، عن فيجلس القاضي

فيقعد الشرفاء، يدخل ثم وينصرفون، يسلمون وسائرهم يديه،

. n ضيوفا كانوا وإن وينصرفون سائرهم ويسلم يديه، بين كبراؤهم

كبراؤهم فيجلس والحجاج، المشايخ يدخل ثم يمينه، عن جلسوا

. وجوه ثم األمراء ثم الوزراء يدخل ثم وينصرفون سائرهم ويسلم

. ويؤتى وينصرفون فيسلمون أخرى، طائفة بعد طائفة األجناد،

كان ومن والشرفاء القاضي الشيخ يدي بين فيأكل بالطعام،

. من أحد تشريف أراد وإن معهم الشيخ ويأكل بالمجلس، n قاعدا

. بدار الناس سائر ويأكل معهم فأكل إليه بعث أمرائه كبار

. الشيخ على الدخول في ترتيبهم مثل ترتيب على وأكلهم الطعام،

السر وكاتب والوزراء القاضي ويقصد داره، إلى الشيخ يدخل ثم

فما الشكايات، وأهل الناس بين للفصل األمراء كبار من وأربعة

من كان وما القاضي، فيه حكم الشرعية باألحكام n متعلقا كان

. كان وما واألمراء الوزراء وهم الشورى، أهل فيه حكم ذلك سوى

من الجواب لهم فيخرج إليه، كتبوا السلطان مشاورة إلى n مفتقرا

. عادتهم وتلك نظره يقتضيه بما البطاقة ظهر على حينه

  n قاصدا السواحل بالد إلى n متوجها مقديشو مدينة من ركبت ثم

" . وضبط منبسى جزيرة إلى فوصلنا الزنوج بالد من كلوا مدينة

وسين مفتوحة موحدة وباء مسكن ونون مفتوح ميم اسمها

" السواحل أرض وبين بينها كبيرة، وهي ، وياء مفتوح مهمل

: . . والليمون الموز وأشجارها لها بر وال البحر في يومين مسيرة

ولها. الزيتون، شبه وهي الجمون، يسمونها فاكهة ولهم واألترج

. الجزيرة، هذه أهل عند زرع وال الحالوة شديدة أنها إال كنواه، نوى

. . والسمك الموز طعامهم وأكثر السواحل من اليهم يجلب وإنما

من ومساجدهم وصالح، وعفاف دين أهل المذهب شافعية وهم

البئر المساجد أبواب من باب كل وعلى اإلتقان، محكمة الخشب

الماء. منها فيستقون ذراعان، أو ذراع آبارهم وعمق والثنتان

. واألرض الذراع طول في رقيق عود فيه غرز قد خشب، بقدح

غسل المسجد دخول أراد فمن مسطحة، والمسجد البئر حول

. بها يمسح غليظ حصير قطعة بابه على ويكون ودخل رجليه

على. وصب فخذيه بين القدح أمسك الوضوء أراد ومن رجليه

. . بهذه. وبتنا األقدام حفاة يمشون الناس وجميع ويتوضأ يديه

" بضم اسمها وضبط كلوا مدينة إلى البحر وركبنا ليلة، الجزيرة

" ساحلية، عظيمة مدينة وهي ، الواو وفتح الالم واسكان الكاف

. في شرطات ولهم السواد المستحكمو الزنوج أهلها وأكثر

. بعض لي وذكر جنادة من الليميين وجوه في هي كما وجوههم،

كلوا، مدينة من شهر نصف مسيرة على سفالة مدينة أن التجار

يوفي ومن شهر، مسيرة الليميين بالد من ويوفي سفالة بين وأن

. وأتقنها المدن أحسن من كلوا ومدينة سفالة إلى بالتبر يؤتى

. . . كثيرة بها واألمطار الديس بيوتها وسقف بالخشب وكلها عمارة،

. عليهم والغالب الزنوج كفار مع واحد بر في ألنهم جهاد أهل وهم

. المذهب شافعية وهم والصالح، الدين

كلوا سلطان ذكر

. ويكنى حسن المظفر أبو إليها دخولي عهد في سلطانها وكان

. إلى الغزو كثير وكان ومكارمه مواهبه لكثرة المواهب، أبا n أيضا

ويصرفه خمسها فيخرج الغنائم، ويأخذ عليهم يغير الزنوج، أرض

ذوي نصيب ويجعل تعالى، الله كتاب في المعينة مصارفه في

. . وكان إليهم دفعه الشرفاء جاءه فإذا حدة على خزانة في القربى

. من عنده ورأيت وسواها والحجاز العراق من يقصدونه الشرفاء

ابن لبيدة بن ومنصور جماز بن محمد منهم جماعة الحجاز شرفاء

. أتيل بمقديشو ولقيت نمي أبي ابن شميلة بن ومحمد نمي أبي

. له السلطان وهذا عليه القدوم يريد وهو جماز، بن كيش بن

الدين أهل ويعظم معهم، ويأكل الفقراء مع ويجلس شديد، تواضع

والشرف.

مكارمه من حكاية

داره، إلى n قاصدا الصالة من خرج وقد جمعة يوم حضرته

: : فقال المواهب، أبا له فقال اليمنيين الفقراء أحد له فتعرض

. : ? عليك التي الثياب هذه أعطني قال حاجتك ما فقير يا لبيك

. : : . : فرجع الساعة نعم، قال الساعة، قال أعطيكها نعم، له فقال

تلك وخلع سواها، n ثيابا فلبس الخطيب بيت ودخل المسجد إلى

: وربطها وأخذها الفقير فدخل فخذها، أدخل للفقير وقال الثياب،

. الناس شكر فعظم وانصرف رأسه فوق وجعلها منديل في

عهده ولي ابنه وأخذ وكرمه، تواضعه من ظهر ما على للسلطان

. وبلغ العبيد من بعشرة عنها وعوضه الفقير من الكسوة تلك

n أيضا للفقير فأمر ذلك على له الناس شكر من كان ما السلطان

. عطاياهم ومعظم العاج من وحملين الرقيق من رؤوس بعشرة

. الذهب يعطون وقلما العاج، من

ولي عليه، الله رحمة الكريم الفاضل السلطان هذا توفي ولما

: . الذي مات له يقول سائل أتاه إذا الضد، على فكان داود أخوه

. عنده الوفود ويقيم يعطي ما بعده من يترك ولم يعطي، كان

الوافدون انقطع حتى القليل، يعطيهم وحينئذ الكثيرة، الشهود

. بابه عن

" اسمها وضبط الحموض ظفار مدينة إلى كلوا من البحر وركبنا

" وهي ، الكسر على مبنية راء وآخره والفاء المعجم الظاء بفتح

الخيل تحمل ومنها الهندي، البحر ساحل على اليمن بالد آخر

. مع الهند بالد وبين بينها فيما البحر ويقطع الهند إلى العتاق

من قالقوط في مرة قطعته قد كامل، شهر في الريح مساعدة

ينقطع ولم بالريح، n يوما وعشرين ثمانية في ظفار إلى الهند بالد

. شهر مسيرة البر في وعدن ظفار وبين بالنهار وال بالليل جري لنا

. وبين وبينها ،n يوما عشر ستة حضرموت وبين وبينها صحراء في

. n يوما عشرون عمان

خارج   والسوق لها، عمالة وال بها قرية ال صحراء في ظفار ومدين

وأشدها األسواق أقذر من وهي بالحرجاء، يعرف بربض المدينة

. وأكثر والسمك الثمرات من فيها يباع ما لكثرة ،n ذبابا وأكثرها n تنتا

من النهاية في بها وهو بالسردين، المعروف النوع سمكها

السردين. هذا من علفها إنما دوابهم أن العجائب ومن السمن

. . وهن الخدم، باعتها وأكثر سواها في ذلك أر ولم غنمهم وكذلك

. بعيدة آبار من يسقونها وهم الذرة، أهلها وزرع السواد يلبسن

.n حباال لها ويجعلون كبيرة، n دلوا يصنعون أنهم سقيهم وكيفية الماء

عود على الدلو ويجرون خادم، أو عبد حبل بكل ويتحزم كثيرة،

. ولهم منه يسقون صهريج في ويصبونها البئر، عن مرتفع كبير

واألرز السلت، من نوع الحقيقة في وهو العلس يسمونه قمح

. المدينة هذه ودراهم طعامهم أكثر وهو الهند، بالد من إليهم يجلب

. ال تجارة أهل وهم سواها في تنفق وال والقصدير، النحاس من

أو الهند من مركب وصل إذا أنه عاداتهم ومن منها، إال لهم عيش

إلى صنبوق في وصعدوا الساحل، إلى السلطان عبيد خرج غيرها

وكيله، أو المركب لصاحب الكاملة الكسوة ومعهم المركب،

إليهم ويؤتى المركب، كاتب وهو وللكراني الرئيس، وهو وللربان

من واألبواق األطبال أمامهم وتضرب فيركبونها، أفراس بثالثة

وأمير الوزير على فيسلمون السلطان دار إلى البحر ساحل

يأكلون الثالث وبعد ،n ثالثا بالمركب من لكل الضيافة وتبعث الجند،

. السلطان بدار

. تواضع أهل وهم المراكب ألصحاب n استجالبا ذلك يفعلون وهم

وهو القطن، ولباسهم للغرباء، ومحبة وفضيلة أخالق وحسن

. n عوضا أوساطهم في الفوط ويشدون الهند بالد من إليهم يجلب

فوق ويجعل وسطه، في فوطة يشد وأكثرهم السروال، عن

. اليوم في مرات ويغتسلون الحر، شدة من أخرى ظهره

. معدة كثيرة مطاهر مسجد كل في ولهم المساجد ة كثير وهي

حسان. والكتان والقطن الحرير من ثياب بها ويصنع لالغتسال

.n جدا

الفيل، بداء المعروف المرض ونساء n رجاال أهلها على والغالب

. ومن بالله والعياذ باألدر مبتلون رجالهم وأكثر القدمين انتفاخ وهو

والعصر، الصبح صالة إثر المسجد في التصافح الحسنة عوايدم

. يلونهم الذين ويصافحهم القبلة، إلى األول الصف أهل يستند

. ومن أجمعون يتصافحون الجمعة، صالة بعد يفعلون وكذلك

عليه عاد إال بسوء أحد يقصدها ال أنه وعجائبها المدينة هذه خواص

. وبينها بينه وحيل مكروه،

صاحب شاه طوران بن تمتهن الدين قطب السلطان أن لي وذكر

n ريحا عليه سبحانه الله فأرسل والبحر، البر من مرة نازلها هرمز

. وكذلك ملكها وصالح حصارها عن ورجع مراكبه كسرت n عاصفا

بعسكر له عم ابن عين اليمن سلطان المجاهد الملك أن ذكر

خرج فلما عمه، ابن n أيضا وهو ملكها، يد من انتزاعها برسم كبير،

أصحابه من جماعة وعلى حائط عليه سقط داره من األمير ذلك

. . ومن وطلبها حصارها وترك رأيه عن الملك ورجع n جميعا فهلكوا

في المغرب بأهل الناس أشبه المدينة هذه أهل أن الغرائب

بن. عيسى وهو األعظم، بمسجدها الخطيب بدار نزلت شؤونهم

. بأسماء مسميات جوار� له فكان النفس كريم القدر كبير علي،

. ولم المال زاد واألخرى بخيتة اسمها إحداهن المغرب، خدام

. رؤوسهم أهلها وأكثر سواها بلد في األسماء هذه أسمع

. دورهم من دار كل وفي العمائم عليها يجعلون ال مكشوفة،

كما البيت، صاحب عليها يصلي البيت، في معلقة الخوص، سجادة

. . يقوي مما كله التشابه وهذا الذرة وأكلهم المغرب أهل يفعل

. حمير من أصلهم المغرب قبائل من وسواهم صنهاجة بأن القول

العابد الصالح الشيخ زاوية بساتينها بين المدينة هذه من وبقرب

. الزاوية وهذه ظفار أهل من عيسى، بن بكر أبي بن محمد أبي

. فإذا بها ويستجيرون ،n وعيشا n غدوا إليها يأتون عندهم، معظمة

. لي ذكر n شخصا بها رأيت عليه السلطان يقدر لم المستجير دخلها

. السلطان له يتعرض لم n مستجيرا سنين مدة بها له أن

فيها   وأقام السلطان، كاتب بها استجار بها كنت التي األيام وفي

. ضيافة في بها فبت الزاوية، هذه أتيت الصلح بينهما وقع حتى

أبي الشيخ ابني محمد الله عبد وأبي أحمد العباس أبي الشيخين

من أيدينا غسلنا ولما ،n عظيما n فضال لهما وشاهدت المذكور، بكر

فشرب به غسلنا الذي الماء ذلك منهما العباس أبو أخذ الطعام

. وكذلك فشربوه وأوالده أهله إلى بباقيه الخادم وبعث منه،

. وكذلك عليهم الواردين من الخير فيه يتوسمون بمن يفعلون

يتولى وكان الزبيدي، الله عبد هاشم أبو الصالح قاضيها أضافني

. من وبمقربة غيره إلى ذلك يكل وال بنفسه، يدي وغسل خدمتي

معظمة وهي المغيث، الملك السلطان سلف تربة الزاوية هذه

. عادة ومن له فتقضى حاجة، طلب من بها ويستجير عندهم،

التربة، بهذه استجار أرزاقهم، يأخذوا ولم الشهر تم إذا أنه الجند

. أرزاقهم يعطوا أن إلى جوارها في وأقاموا

منازل وهي األحقاف، المدينة هذه من يوم نصف مسيرة وعلى

قرية. وحوله البحر، ساحل على ومسجد زاوية وهنالك عاد

: . بن هود قبر هذا عليه مكتوب قبر الزاوية وفي السمك لصيادي

. دمشق بمسجد أن ذكرت وقد والسالم الصالة أفضل عليه عابر

. : يكون أن واألشبه عابر بن هود قبر هذا عليه مكتوب n موضعا

. فيها بساتين المدينة ولهذه أعلم والله بالده، ألنها باألحقاف قبره

. اثنتي وزنها فكان منه حبة بمحضري وزنت الجرم كبير كثير موز

. . التنبول n أيضا وبها الحالوة شديد المطعم طيب وهو أوقية عشرة

وبمدينة الهند، ببالد إال يكونان وال الهند، بجوز المعروف والنارجيل

زبيد، مدينة في أن إال اللهم منه؛ وقربها بالهند لشبهها هذه، ظفار

. ذكر وقع قد وإذ النارجيل من شجيرات السلطان بستان في

. خصائصهما ولنذكر فلنذكرهما، النارجيل، و التنبول

التنبول ذكر

له ويصنع العنب، دوالي تغرس كما يغرس شجر والتنبول

في يغرس أو العنب، لدوالي تصنع كما القصب، من معرشات

يصعد وكما الدوالي، تصعد كما فيها فيصعد النارجيل، مجاورة

. ورق. يشبه وهو ورقه، منه المقصود وإنما للتنبول ثمر وال الفلفل

. . الهند. وأهل يوم كل في أوراقه وتجنى األصفر وأطيبه العليق

صاحبه دار الرجل أتى وإذا ،n شديدا n تعظيما التنبول يعظمون

سيما ال فيها، وما الدنيا أعطاه فكأنما منه، ورقات خمس فأعطاه

. على وأدل n شأنا أعظم عندهم وإعطاؤه n كبيرا أو n أميرا كان إن

. يؤخذ أن استعماله وكيفية والذهب الفضة إعطاء من الكرامة

n أطرافا يصير حتى فيكسر الطيب، جوز شبه وهو الفوفل، قبله

التنبول، ورق يأخذ ثم ويعلكه، فمه في اإلنسان ويجعله ،n صغارا

. أنه وخاصيته الفوفل مع ويمضغها النورة من n شيئا عليها فيجعل

ضرر ويقطع الطعام، ويهضم الفم، بروائح ويذهب النكهة، طيب

. ويجعله الجماع على ويعين آكله، ويفرح الريق، على الماء شرب

أو زوجته أيقظته أو نومه، من استيقظ فإذا n ليال رأسه عند اإلنسان

. ذكر ولقد كريه رائحة من فمه في بما فيذهب منه، أخذ جاريته

غيره، يأكلن ال الهند ببالد واألمراء السلطان جواري أن لي

. الهند بالد ذكر عند وسنذكره

النارجيل ذكر

وأعجبها   n شأنا األشجار أغرب من الشجر وهذا الهند، جوز وهو

تثمر هذه أن إال بيهما، فرق ال النخل شجر شبه وشجره ،n أمرا

. شبه فيها ألن آدم، ابن رأس يشبه وجوزها n ثمرا تثمر وتلك ،n جوزا

ليف وعليها خضراء، كانت إذا الدماغ شبه وداخلها والفم، العينين

n عوضا المراكب به يخيطون n حباال به يصنعون وهم الشعر، شبه

. والجوزة للمراكب الحبال منه ويصنعون الحديد، مسامير عن

رأس بمقدار تكون المهل، ذيبة بجزائر التي n وخصوصا منها

كان. الزمان غابر في الهند حكماء من n حكيما أن ويزعمون اآلدمي

بينه وزير للملك وكان لديه، n ومعظما الملوك من بملك n متصال

: . الوزير هذا رأس إن للملك الحكيم فقال معاداة الحكيم هذا وبين

على نفعه يعود عظيم، بثمر تثمر نخلة منه تخرج ودفن قطع إذا

: . يظهر لم فإن الملك له فقال الدنيا أهل من وسواهم الهند أهل

: كما برأسي فاصنع يظهر، لم إن قال ذكرته، ما الوزير رأس من

. الحكيم، وأخذه فقطع، الوزير برأس الملك فأمر برأسه صنعت

وأثمرت شجرة، صارت حتى وعالجها دماغه، في تمر نواة وغرس

. لشهرتها ذكرناها ولكن األكاذيب، من الحكاية وهذه الجوز بهذا

السمن. وإسراع البدن تقوية الجوز هذا خواص ومن عندهم

. فيها ففعله الباءة على اإلعانة وأما الوجه حمرة في والزيادة

. قطع. فمن أخضر أمره ابتداء في يكون إنه عجائبه ومن عجيب

في ماء منها شرب الجوزة رأس وفتح قشره من قطعة بالسكين

. . فاذا الباءة على معين حار ومزاجه والبرودة الحالوة من النهاية

وجرد الملعقة شبه وجعلها القشرة قطعة أخذ الماء ذلك شرب

البيضة كطعم طعمه فيكون الطعم، من الجوزة داخل في ما بها

. غذائي كان ومنه به ويتغذى التمام، كل نضجها يتم ولم شربت إذا

. أن وعجائبه عام ونصف عام مدة المهل ذيبة بجزائر إقامتي أيام

. منه العسل صناعة كيفية فأما والعسل والحليب الزيت منه يصنع

النخلة إلى يصعدون الفازانية، ويسمون منه، النخل خدام فإن

وهم العسل، منه يصنعون الذي مائها أخذ أرادوا إذا n وعشيا n غدوا

الثمر، منه يخرج الذي العذق فيقطعون األطواق، يسمونه

فيقطر صغيرة n قدرا عليه ويربطون إصبعين، مقدار منه ويتركون

. إليها صعد غدوة، ربطها فإذا العذق من يسيل الذي الماء فيها

ماء مملوء أحدهما المذكور، الجوز قشر من قدحان ومعه n عشيا

بالماء ويغسله القدحين أحد في العذق ماء من اجتمع ما فيصب

القدر عليه ويربط n قليال العذق من وينجر اآلخر، القدح في الذي

ذلك من الكثير له اجتمع فإذا ،n عشيا كفعله غدوة يفعل ثم ثانية،

n عسال فيصير الرب، منه صنع إذا العنب ماء يطبخ كما طبخه الماء

ويحملونه والصين، واليمن الهند تجار يشتريه ،n طيبا النفع عظيم

. منه الحليب صنع كيفية وأما الحلواء منه ويصنعون بالدهم، إلى

بيدها ويكون المرأة، فوقه تجلس الكرسي، شبه دار بكل فإن

الجوزة في فيفتحون مشرفة، حديدة طرفيها أحد في عصا،

وكل الجوزة، باطن في ما ويجرشون الحديد، تلك تدخل ما مقدار

الجوزة داخل في يبقى ال حتى صحفة، في يجتمع منها ينزل ما

الحليب كلون فيصير بالماء، الجريش ذلك يمرس ثم شيء،

. كيفية وأما الناس به ويأتدم الحليب، كطعم طعمه ويكون ،n بياضا

شجره، عن وسقوطه نضجه بعد الجوز يأخذون فإنهم الزيت صنع

ذبل فإذا الشمس، في ويجعل n قطعا ويقطعونه قشره فيزيلون

. ويضعه يستصبحون وبه زيته، واستخرجوا القدور في طبخوه

. النفع عظيم وهو شعورهم، في الناس

ظفار سلطان ذكر

ملك عم ابن الفائز الملك بن المغيث الملك السلطان وهو

. وله. اليمن صاحب قبل من ظفار على n أميرا أبوه وكان اليمن

. بملكها، المغيث الملك استبد ثم سنة كل في له يبعثها هدية عليه

. على اليمن ملك عزم من وكان الهدية إرسال من وامتنع

. n آنفا ذكرناه ما عليه الحائط ووقوع عمه ابن وتعيين محاربته،

فسيح، عظيم الحصن، يسمى المدينة بداخل قصر وللسلطان

. واألنفار والبوقات الطبول تضرب أن عادته ومن بإزائه والجامع

يوم كل وفي العصر؛ صالة بعد يوم كل بابه على والصرنايات

المشور خارج فيقفون بابه إلى العساكر تأتي وخميس إثنين

يوم في إال أحد يراه وال يخرج ال والسلطان وينصرفون، ساعة

. دخول من أحد يمنع وال داره إلى يعود ثم للصالة فيخرج الجمعة،

صاحب كل ينتهي وإليه بابه، على قاعد جندار وأمير المشور،

. وإذا للحين الجواب ويأتيه السلطان، يطالع وهو شكاية، أو حاجة

وسالحه القصر من مراكبه خرجت الركوب السلطان أراد

مستور محمل عليه بجمل وأتى المدينة، خارج إلى ومماليكه

في ونديمه السلطان فيركب بالذهب، منقوش أبيض بستر

. الفرس ركوب وأحب بستانه إلى خرج وإذا يرى ال بحيث المحمل

. وال طريقه في أحد يعارضه ال أن وعادته الجمل عن ونزل ركبه

أشد ضرب لذلك تعرض ومن لغيرها، وال لشكاية وال لرؤيته يقف

عن. فروا السلطان بخروج سمعوا إذا الناس فتجد الضرب

. العدني، محمد الفقيه السلطان هذا ووزير وتحاموها الطريق

وعاهده والكتابة، القراءة السلطان هذا فعلم صبيان، معلم وكان

. يحسنها، يكن فلم استوزره، ملك فلما ملك إن يستوزره أن على

. نريد البحر ركبنا المدينة هذه ومن لغيره والحكم له االسم فكان

المصيري إدريس بن بعلي يعرف لرجل صغير مركب في عمان

. حاسك بمرسى نزلنا لركوبنا الثاني وفي مصيرة جزيرة أهل من

وعندهم هنالك، ساكنون للسمك، صيادون العرب، من ناس وبه

. قطر منه الورقة شرطت وإذا الورق رقيق وهو الكندر، شجر

. وهو اللبان هو الصمغ وذلك n صمغا عاد ثم اللبن، شبه ماء منها

. صيد من إال المرسى ذلك ألهل معيشة وال هنالك n جدا كثير

شبيه " " وهو ، مفتوح معجم بخاء باللخم يعرف وسمكهم السمك،

. . السمك، عظام من وبيوتهم به ويقتات ويقدد يشرح البحر كلب

. أيام أربعة حاسك مرسى من وسرنا الجمال جلود من وسقفها

" " البحر، وسط في وهو ، الالم بضم لمعان جبل إلى ووصلنا

السمك، عظام من وسقفها بالحجارة مبنية رابطة وبأعاله

. المطر من يجتمع ماء غدير وبخارجها

الجبل بهذا لقيناه ولي ذكر

n شيخا بها فوجدنا الرابطة، هذه إلى صعدناه الجبل هذا تحت أرسينا ولمايكلمنا، فلم فكلمناه السالم برد وأشار فاستيقظ، عليه فسلمنا ،n نائما . . فطلبنا يقبله أن فأبى بطعام، المركب أهل فأتاه رأسه يحرك وكان

وقلنسوة مرقعة وعليه يقول، ما نعلم وال شفتيه يحرك فكان الدعاء منه: . المركب أهل وقال نعل وال عكاز وال إبريق وال ركوة معه وليس لبد،

. وصلينا الجبل، بساحل الليلة تلك وأقمنا الجبل بهذا قط رأوه ما إنهمالعشاء إلى يصلي وأقام فرده، بطعام وجئناه والمغرب، العصر معه

. لها،. n مجيدا بالقراءة الصوت حسن وكان معه وصلينا أذن ثم اآلخرةفودعناه باالنصراف، إلينا أومأ اآلخرة العشاء صالة من فرغ ولما

. انصرفنا، لما إليه الرجوع أردت إني ثم أمره من نعجب ونحن وانصرفناوانصرفت أصحابي إلى ورجعت الخوف، علي غلب منه دنوت فلما

بها وليست الطير، جزيرة إلى يومين بعد ووصلنا البحر، وركبنا معهم،الشقاشق،. تشبه بطيور مآلنة فوجدناها إليها، وصعدنا فأرسينا عمارة

. وأكلوها، فطبخوها الطيور تلك ببيض الناس وجاءت منها أعظم أنها إال . وكان وأكلوها ذكاة دون فطبخوها الطيور تلك من جملة واصطادوا

مسلم، اسمه بظفار ساكن مصيرة جزيرة أهل من تاجر يجالسنيوقال خجله فاشتد عليه، ذلك فأنكرت الطيور، تلك معهم يأكل ورأيته

. ال: فكان الخجل، من ذلك بعد عني وانقطع ذبحوها أنهم ظننت لي . التمر المركب بذلك األيام تلك في طعامي وكان به أدعو حتى يقربني

بالفارسية. يسمى n سمكا والعشي بالغدو يصطادون وكانوا والسمك. السمك وماهي األسد، هو شير ألن السمك، أسد ومعناه ماهي، شير

ويشوونه n قطعا يقطعونه وهم بتارزت، عندنا المسمى الحوت يشبه وهووال أحد على n أحدا يفضلون ال قطعة، المركب في من كل ويعطون

. وكعك خبز عندي وكان بالتمر ويأكلونه سواه، وال المركب صاحبفي السمك ذلك من أقتات كنت نفدا، فلما ظفار، من استصحبتهما

ريح. يومه في علينا وهبت البحر، ظهر على األضحى عيد وعيدنا جملتهم. تغرقنا وكادت الشمس، طلوع إلى ودامت الفجر، طلوع بعد عاصف

ويدعى: بخضر، يسمى الهند أهل من حاج المركب في معنا وكان كرامةلف البحر هول رأى فلما الكتابة، ويحسن القرآن يحفظ ألنه بموالنا،

: موالنا يا له قلت بنا نزل ما الله فرج فلما وتناوم، له كانت بعباءة رأسه : أرى ? هل أنظر، عيني أفتح الهول عند كنت قال رأيت كيف خضر

لو لله الحمد فأقول أراهم، فال جاءوا، األرواح يقبضون الذين المالئكة . كذلك، فأنظر أفتحهما، ثم عيني أغلق ثم األرواح لقبض ألتوا الغرق كان . ولم فغرق، التجار لبعض مركب تقدمنا قد وكان عنا الله فرج أن إلى

. ذلك في وأكلت شديد جهد بعد n عوما خرج واحد رجل إال منه ينجعمان تجار بعض صنعه بعد، وال قبل أذقه لم الطعام من n نوعا المركبعسل وهو السيالن، عليه وصب طحن، غير من طبخها الذرة من وهو

. المركب صاحب منها التي مصيرة جزيرة إلى وصلنا ثم وأكلناه التمر،ال كبيرة، جزيرة التأنيث، تاء وزيادة مصير لفظ على وهي فيه، كنا الذي

. . الساحل عن مرساها لبعد إليها ننزل ولم السمك من إال ألهلها عيش . بها وأقمنا ذكاة غير من الطير يأكلون رأيتهم لما كرهتهم قد وكنتوليلة، n يوما سرنا ثم إلينا، وعاد داره إلى المركب صاحب وتوجه ،n يوماورأينا بصور، تعرف البحر ساحل على كبيرة قرية مرسى إلى ووصلنا

. وصولنا وكان قريبة أنها لنا فخيل جبل، سفح في قلهات، مدينة منها . أحببت المدينة لنا ظهرت فلما قبله أو الزوال وقت المرسى إلى

فسألت المركب، أهل صحبة كرهت قد وكنت بها، والمبيت إليها المشي . البحريين أحد فاكتريت العصر إليها أصل أني فأخبرت طريقها، عن

وتركت ذكره، تقدم الذي الهندي خضر وصحبني طريقها، على ليدلنيوأخذت اليوم، ذلك غد في بي ليلحقوا بالمركب لي كان ما مع أصحابي

يدي في وحملت حملها، مؤونة ليكفيني للدليل فدفعتها لي، كانت n أثواباخليج. إلى بنا فأتى أثوابي، على يستولي أن يحب الدليل ذلك فإذا n رمحا : إنما له فقلت بالثياب، عبوره فأراد والجزر، المد فيه البحر من يخرج

صعدنا وإال جزنا، الجواز قدرنا فإن عندنا، الثياب وتترك وحدك تعبر . قصده كان أنه فتحققنا n عوما جازوه n رجاال رأينا ثم فرجع المجاز نطلب

. بالحزم وأخذت النشاط أظهرت فحينئذ بالثياب ويذهب يغرقنا أنحتى وصعدنا الدليل ذلك فهابني الرمح، أهز وكنت وسطي وشددت

الله فبعث األمر، واشتد بها، ماء ال صحراء إلى خرجنا ثم ،n مجازا وجدناوسقى فسقاني ماء ركوة أحدهم وبيد أصحابه من جماعة في n فارسا لنا

نمشي. خنادق وبينها وبيننا منا، قريبة المدينة نحسب وذهبنا صاحبي . ناحية إلى بنا يميل أن الدليل أراد العشي جاء فلما الكثيرة األميال فيها

. ويذهب فيها ننشب أن فأراد حجارة ساحله ألن له، طريق ال وهو البحر، : وبينها. عليها، نحن التي الطريق هذه على نمشي إنما له فقلت بالثياب . فتعالوا قريبة، المدينة إن لنا، قال الليل أظلم فلما ميل نحو البحر وبين

. في أحد لنا يتعرض أن فخفت الصباح إلى بخارجها نبيت حتى نمشي : نخرج أن الحق إنما له فقلت إليها، بقي، ما مقدار أحقق ولم الطريق،

. رأيت قد وكنت الله شاء إن المدينة أتينا أصبحنا فإذا فننام، الطريق عن ،n لصوصا يكونوا أن فخفت هنالك، جبل سفح في الرجال من جملة

. . ذلك على يوافق فلم صاحبي على العطش وغلب أولى التستر وقلتأعييت وقد غيالن، أم شجر من شجرة وقصدت الطريق، عن فخرجت

. صاحبي وأما الدليل خوف ،n وتجلدا قوة أظهرت لكني الجهد، وأدركني . بين الثياب وجعلت صاحبي، وبين بيني الدليل فجعلت له قوة ال فمريض

الدليل، ورقد صاحبي ورقد بيدي الرمح وأمسكت وجسدي، ثوبي . نزل ولم مستيقظ، أني وأريته كلمته الدليل تحرك فكلما n ساهرا وبقيت

. الصبح حتى كذلكإلى بالمرافق ذاهبين الناس فوجدنا الطريق إلى خرجنا ثم

. بيننا وكان الثياب صاحبي وأخذ بماء، ليأتينا الدليل فبعثت المدينة،

. الحر، أوان وذلك فشربنا، بالماء فأتان وخنادق مهاو� المدينة وبين

واسكان " القاف بفتح اسمها وضبط قلهات مدينة إلى وصلنا ثم

. قد " وكنت عظيم جهد في ونحن فأتيناها ، مثناة تاء وآخره الالم

أظفارها، تحت من يخرج الدم كاد حتى رجلي على نعلي ضاقت

الموكل لنا قال أن المشقة، ختام كان المدينة باب وصلنا فلما

قضيتك،: ليعرف المدينة أمير إلى معي تذهب أن لك بد ال بالباب

. األخالق، حسن n فاضال فرأيته إليه معه فذهبت قدمت أين ومن

لي قدرة ال أيام، ستة عنده وأقمت وأنزلني، حالي عن وسألني

. اآلالم من لحقها لما قدمي على النهوض على فيها

مسجد ولها األسواق، حسنة وهي الساحل، على قلهات ومدينة

. . وهو الزليج شبه وهو بالقاشاني، حيطانه المساجد أحسن من

الصالحة عمارة من وهو والمرسى، البحر، إلى منه ينظر مرتفع،

. n سمكا المدينة بهذه وأكلت الحرة عندهم بيبي ومعنى مريم، بيبي

جميع على أفضله وكنت األقاليم، من إقليم في مثله آكل لم

. ويجعلونه الشجر، ورق على يشوونه وهم سواه آكل فال اللحوم،

. . أهل وهم الهند أرض من إليهم يجلب واألرز ويأكلونه األرز، على

. وصل وإذا الهندي البحر في إليهم يأتي مما ومعيشتهم تجارة،

. مع بالفصيح ليس وكالمهم الفرح أشد به فرحوا مركب إليهم

: . . مثال فيقولون بال يصلونها بها يتكلمون كلمة وكل عرب أنهم

. يقدرون . ال لكنهم خوارج وأكثرهم ال كذا تفعل ال، تمشي ال، تأكل

الدين قطب السلطان طاعة تحت ألنهم مذهبهم، إظهار على

. قرية قلهات من وبمقربة السنة أهل من وهو هرمز، ملك تمتهن

. لنفسه المتكلم أضافه إذ الطيب اسم نحو على واسمها طيبي،

وأشجار جارية أنهار ذات ،n حسنا وأبدعها القرى أجمل من وهي

. . وبها قلهات إلى الفواكه تجلب ومنها كثيرة وبساتين ناضرة

" المروار الجوهري هو بالفارسية بالمرواري المعروف الموز

. " n أيضا وبها وسواها هرمز إلى منها وجلب بها، كثير وهو ، الجوهر

. من الجهات هذه إلى يجلب والتمر صغيرة ورقته لكن التنبول،

ثم. صحراء، في أيام ستة فسرنا عمان، بالد قصدنا ثم عمان

. وأشجار أنهار ذات خصبة وهي السابع اليوم في عمان بالد وصلنا

. ووصلنا األجناس مختلفة كثيرة وفاكهة ونخل وحدائق وبساتين

" بنون اسمها وضبط نزوا مدينة وهي البالد هذه قاعدة إلى

" تحف ، جبل سفح في مدينة ، مفتوح وواو مسكن وزاي مفتوح

. لألكل ويجتمعون عنده، بما إنسان كل يأتي واألنهار البساتين بها

. نجدة ولهم والصادر الوارد معهم ويأكل المسجد، صحن في

. . المذهب. أباضية وهم n أبدا بينهم فيما قائمة والحرب وشجاعة

من أيات اإلمام قرأ منها فرغوا فإذا ،n أربعا n ظهرا الجمعة ويصلون

وعمر، بكر أبي عن فيه يرضى الخطبة شبه n كالما ونثر القرآن،

. عنه الله رضي علي ذكر أرادوا وهم وعلي عثمان عن ويسكت

. : عن ويرضون الرجل قال أو الرجل عن ذكر فقالوا عنه، كنوا

. : الفتنة قامع الصالح العبد فيه ويقولون ملجم، ابن اللعين الشقي

. لذلك إنكار وال عندهم، غيرة وال الفساد، يكثرن ونساؤهم

. بذلك يشهد مما هذا إثر حكاية وسنذكر

عمان سلطان ذكر

محمد بأبي ويعرف الغوث، بن األزد قبيلة من عربي وسلطانها

. كما عمان، يلي سلطان لكل سمة عندهم محمد وأبو نبهان ابن

. في داره باب خارج يجلس أن وعادته اللور ملوك عند أتابك هي

الدخول من n أحدا يمنع وال وزير، وال له حاجب وال هنالك، مجلس

ويعين العرب، عادة على الضيف ويكرم غيره، أو غريب من إليه

. . على ويؤكل حسنة أخالق وله قدره على ويعطيه الضيافة، له

بتحليله، قائلون ألنهم بالسوق، ويباع اإلنسي، الحمار لحم مائدته

. بمحضره يظهرونه وال عليهم، الوارد عن ذلك يخفون ولكنهم

لي، ذكر ما على وهي أدخلها، لم زكي مدينة عمان مدن ومن

وكلها وصحار، وخورفكان وكلبا وشبا القريات منها عظيمة مدينة

عمالة في البالد هذه وأكثر ونخل، وأشجار وحدائق أنهار ذات

هرمز.

حكاية

صغيرة امرأة فأتته نبهان بن محمد أبي السلطان عند n يوما كنت

: يا له وقالت يديه بين فوقفت الوجه، بادية الصورة حسنة السن

: . واطردي اذهبي لها فقال رأسي في الشيطان طغا محمد أبا

. : فقال. محمد أبا يا جوارك في وأنا أستطيع ال له فقالت الشيطان

. هذه: أن عنه انصرفت لما لي فذكر شئت ما فافعلي اذهبي لها

للفساد، وتذهب السلطان، جوار في تكون فعلها مثل فعل ومن

قتلوا قتلوها وإن عليها، يغيروا أن قرابتها ذوو وال أبوها يقدر وال

. بالد إلى عمان بالد من سافرت ثم السلطان جوار في ألنها بها،

موغ n أيضا وتسمى البحر، ساحل على مدينة وهرمز هرمز،

ثالثة البحر في وبينهما الجديدة، هرمز البحر في وتقابلها أستان،

تسمى. مدينتها جزيرة وهي الجديدة، هرمز إلى ووصلنا فراسخ

كبيرة " " حسنة مدينة وهي ، نون وآخرها والراء الجيم بفتح جرون

سلع تحمل ومنها والسند، الهند مرسى وهي حافلة، أسواق لها

. سكنى المدينة وهذه وخراسان وفارس العراقين إلى الهند

سباخ وأكثرها يوم، مسيرة المدينة فيها التي والجزيرة السلطان،

المزينة األواني يصنعون ومنه الداراني، الملح وهو ملح، وجبال

. والتمر السمك وطعامهم عليها السرج يضعون التي والمنارات

: . وما خرما بلسانهم ويقولون وعمان البصرة من إليهم المجلوب

. الملوك طعام والسمك التمر بالعربي معناه بادشاهي، لوت هي

مصنوعة، وصهاريج ماء عيون وبها قيمة، الجزيرة في وللماء

. إليها ويأتون المدينة، من بعد على وهي المطر ماء فيها يجتمع

يوسقونها البحر، إلى ظهورهم على ويرفعونها فيمألونها بالقرب

. باب عند العجائب من ورأيت المدينة إلى بها ويأتون القوارب في

وعيناه رابية كأنه سمكة رأس السوق وبين بينه فيما الجامع

من ويخرجون إحداهما، في يدخلون الناس فترى بابان، كأنهما

الحسن. أبا السائح الصالح الشيخ المدينة بهذه ولقيت األخرى

وألبسني وزارني فأضافني الروم، بالد من وأصله األقطاراني،

الجالس، فيعين به، يحتبي وهو الصحبة، كمر وأعطاني ،n ثوبا

. . ستة وعلى يتقلدونه العجم فقراء وأكثر مستند كأنه فيكون

عليهما والياس الخضر إلى ينسب مزار المدينة هذه من أميال

. وبراهين. بركات له وظهرت فيه، يصليان أنهما يذكر السالم

والصادر، الوارد بها يخدم المشايخ أحد يسكنها زاوية وهنالك

في منقطع صالح رجل زيارة هنالك من وقصدنا ،n يوما عنده وأقمنا

. ودار ومجلس زاوية فيه لسكناه n غارا نحت قد الجزيرة، هذه آخر

. . n وغنما له n بقرا يرعون الغار خارج عبيد وله جارية فيها له صغيرة

وانقطع العالئق وقطع البيت فحج التجار كبار من الرجل هذا وكان

. عنده وبتنا به له يتجر إخوانه من لرجل ماله ودفع للعبادة، هنالك

الخير وسيمة عنه، تعالى الله رضي وأجمل، القرى فأحسن ليلة،

. عليه الئحة والعبادة

هرمز سلطان ذكر

" اسمه وضبط شاه طوران تمتهن الدين قطب السلطان وهو

وآخره مسكنة وهاء مفتوح ميم وبينهما المعلوتين التاءين بفتح

" األخالق، حسن التواضع كثير السالطين، كرماء من وهو ، نون

أو صالح أو فقيه من عليه يقدم من كل لزيارة يأتي أن وعادته

للحرب مهيأ وجدناه جزيرته دخلنا ولما بحقه، ويقوم شريف

. يتيسر ليلة كل في فكان الدين نظام أخيه ابني مع بها n مشغوال

شمس. وزيره إلينا فأتى الجزيرة، على مستول� والغالء للقتال

من وجماعة الشونكاري الدين عماد وقاضيه علي بن محمد الدين

. وأقمنا الحرب مباشرة من عليه هم بما فاعتذروا الفضالء،

. لبعض قلت االنصراف أردنا فلما n يوما عشر ستة عندهم

? على: فجئنا السلطان هذا نرى وال ننصرف كيف األصحاب

إني له، فقلت بها، نزلت التي الزاوية جوار في داره وكانت الوزير

. بي فذهب بيدي وأخذ الله، بسم فقال الملك على السالم أريد

. فإذا عندها مجلسة واألجفان البحر، ساحل على وهي داره، إلى

مشدود وهو عمامة، رأسه وعلى دنسة، ضيقة أقبية عليه شيخ

انه أعرف ولم عليه وسلمت الوزير عليه فسلم بمنديل، الوسط

الدين. جالل ابن شاه علي وهو اخته، ابن جانبه إلى وكان الملك

أعرف ال وأنا أحادثه، فأنشأت معرفة، وبينه بيني وكانت الكيجي،

. على بالحديث إلقبالي منه فخجلت بذلك الوزير فعرفني الملك،

األمراء وتبعه داره، فدخل قام ثم واعتذرت، دونه أخته ابن

. على n قاعدا فوجدناه الوزير، مع ودخلت الدولة وأرباب والوزراء

تر لم جوهر، سبحة يده وفي يبدلها لم عليه وثيابه ملكه سرير

. أحد فجلس حكمه تحت الجوهر مغاصات ألن مثلها العيون

عن وسألني األمير، ذلك جانب إلى وجلست جانبه، إلى األمراء

. وحضر بذلك فأخبرته الملوك من لقيته وعمن ومقدمي حالي

فودعته قام ثم معهم، يأكل ولم الحاضرون فأكل الطعام

ركب. أنه أخيه ابني وبين بينه التي الحرب وسبب وانصرفت

القديمة هرمز في النزهة برسم الجديدة مدينته من مرة البحر

. فخالف قدمناه كما فراسخ ثالثة البحر في وبينهما وبساتينها،

وبايعته الجزيرة أهل وبايعه لنفسه ودعا الدين، نظام أخوه عليه

مدينة إلى البحر وركب نفسه على الدين قطب فخاف العساكر،

n شهورا بها فأقام بالده، جملة من وهي ذكرها، تقدم التي قلهات

. وهزموه أخيه مع أهلها فقاتله الجزيرة، وأتى المراكب وجهز

. أن إال حيلة له تكن فلم n مرارا ذلك وفعل قلهات، إلى وعاد

. الجزيرة إلى هو وأتى ومات فسمته أخيه نساء بعض يراسل

جزيرة إلى والعساكر واألموال بالخزائن أخيه ابنا وفر فدخلها،

من على الطريق يقطعون وصاروا الجوهر، مغاص حيث قيس،

بالده على ويغيرون والسند، الهند أهل من الجزيرة يقصد

. برسم جرون مدينة من سافرنا ثم معظمها تخرب حتى البحرية،

. من دواب اكترينا البحر عدينا فلما بال خنج ببلد صالح رجل لقاء

معهم إال فيها يسافر وال البالد، تلك سكان وهم التركمان،

. يقطع أربع، مسيرة صحراء وفيها بالطرق ومعرفتهم لشجاعتهم

شهري في السموم ريح فيها وتهب األعراب، لصوص الطريق بها

. الرجل أن لي ذكر ولقد قتلته فيها صادفته فمن وحزيران، تموز

عن منه عضو كل ينفصل غسله أصحابه وأراد الريح تلك قتلته إذا

. وكنا الريح، بهذه فيها ماتوا للذين كثيرة قبور وبها األعضاء سائر

األشجار ظالل تحت نزلنا الشمس طلعت فإذا بالليل، فيها نسافر

. هذه وفي الشمس طلوع إلى العصر بعد ونرحل غيالن، أم من

الشهير اللك جمال بها الطريق يقطع كان واالها وما الصحراء

. هنالك االسم

حكاية

بضم " واللك األصل أعجمي سجستان أهل من اللك جمال كان

. . وكانت " حروبه بعض في قطعت يده وكانت األقطع معناه الالم

. الطرق بهم يقطع واألعاجم األعراب فرسان من كثيرة جماعة له

التي األموال من والصادر الوارد ويطعم الزوايا، يبني وكان

: . ال من على إال يسلط ال أن يدعو كان إنه ويقال الناس من يسلبها

. وفرسانه هو يغير وكان n دهرا ذلك على وأقام ماله، يزكي

الماء قرب بها ويدفنون سواهم، يعرفها ال براري ويسلكون

واستخرجوا. الصحراء دخلوا السلطان عسكر تبعهم فإذا ورواياه

. هذه على وأقام الهالك من n خوفا عنهم العسكر ويرجع المياه،

حتى وتعبد تاب ثم غيره، وال العراق ملك عليه يقدر ال مدة الحالة

. إلى وصلنا أن إلى الصحراء هذه وسلكنا ببلده يزار وقبره مات،

وهو " " ، وراء الواو واسكان الكاف بفتح اسمه وضبط كوراستان

. ثالثة منه سرنا ثم الحر شديد وهو والبساتين األنهار فيه صغير بلد

" وآخر الر مدينة إلى ووصلنا تقدمت التي مثل صحراء في أيام

" المطردة والمياه العيون كثيرة كبيرة مدينة ، راء اسمها

العابد. الشيخ بزاوية منها ونزلنا حسان، أسواق ولها والبساتين

. الزاوية وبهذه بال بخنج زيارته قصدنا الذي وهو محمد دلف أبي

. عادتهم ومن الفقراء من جماعة ومعه الرحمن، عبد زيد أبو ولده

يطوفون ثم يوم، كل من العصر صالة بعد بالزاوية يجتمعون أنهم

والرغيفان، الرغيف دار كل من فيعطاهم المدينة دور على

. فهم ذلك ألفوا قد الدور وأهل والصادر الوارد منها فيطعمون

. الطعام إطعام على إعانة لهم ويعدونه قوتهم، جملة في يجعلونه

وصلحاؤها، المدينة فقراء الزاوية بهذه يجتمع جمعة ليلة كل وفي

وينفقونها فيجمعونها الدراهم، من له تيسر بما منهم كل ويأتي

والتالوة، والذكر الصالة من عبادة في ويبيتون الليلة، تلك

. الصبح صالة بعد وينصرفون

الر سلطان ذكر

األصل، تركماني الدين، بجالل يسمى سلطان المدينة وبهذه

. . مدينة إلى سافرنا ثم رأيناه وال به نجتمع ولم بضيافة إلينا بعث

هاء " منه يعوض وقد المعجم الخاء بضم اسمها وضبط بال خنج

سكنى " وبها ، والم وألف معقودة وباء الجيم وضم النون وإسكان

. دخلت ولما نزلنا وبزاويته زيارته، قصدنا الذي دلف أبي الشيخ

صوف جبة وعليه التراب، على منها بناحية n قاعدا رأيته الزاوية،

عليه، فسلمت سوداء، صوف عمامة رأسه وعلى بالية، خضراء

. يبعث وكان وأنزلني وبالدي مقدمي عن وسألني الرد، فأحسن

الخشوع كثير الصالحين، من له ولد مع والفاكهة الطعام إلي

. شأن دلف أبي الشيخ ولهذا الصالة كثير الدهر صائم والتواضع

. وهو عظيمة الزاوية هذه في نفقته فإن غريب، وأمر عجيب

ويحسن الخيل، ويركبهم الناس، ويكسو الجزيل، العطاء يعطي

. إال جهة له يعلم وال مثله، البالد تلك في أر ولم وصادر وارد لكل

أنه الناس من كثير زعم حتى واالصحاب، اإلخوان من يصله ما

. الصالح الولي الشيخ قبر المذكورة زاويته وفي الكون من ينفق

. . كبير الوالية في وشأن شهير البالد بتلك اسم وله دانيال، القطب

بن تمتهن الدين قطب السلطان بناها عظيمة قبة قبره وعلى

. الستعجال ،n واحدا n يوما دلف أبي الشيخ عند وأقمت شاه طوران

. بال خنج بالمدينة أن وسمعت صحبتها في كنت التي الرفقة

إليها فرحت المتعبدين، الصالحين من جملة فيها زاوية المذكورة

قد مباركة جماعة ورأيت وعليهم، شيخهم على وسلمت بالعشي،

البكاء كثيرو الجسوم نحاف األلوان صفر فهم العبادة، فيهم أثرت

: . كبيرهم فقال بالطعام أتوا إليهم وصولي وعند الدموع، غزيرو

. الزاوية نواحي بعض في n معتزال وكان n محمدا ولدي إلي ادعوا

فسلم العبادة، نهكته مما قبر من خرج كأنما وهو الولد، إلينا فجاء

: تنل. األكل في الواردين هؤالء شارك بني، يا أبوه له فقال وقعد

المذهب، شافعية وهم معنا، فأفطر n صائما وكان بركاتهم، من

. منها سافرنا ثم وانصرفنا لنا دعوا الطعام أكل من فرغنا فلما

. بحر ساحل على وهي بسيراف، n أيضا وتسمى قيس مدينة إلى

مدينة فارس كور في وعدادها وفارس، اليمن ببحر المتصل الهند

فيها عجيبة، بساتين دورها في البقعة، طيبة وسعة، انفساح لها

. من منبعثة عيون من أهلها وشرب الناضرة واألشجار الرياحين

عرب من طائفة وفيهم أشراف، الفرس من عجم وهم جبالها،

. الجوهر على يغوصون الذين وهم سفاف، بني

الجوهر مغاص ذكر

مثل   راكد خور في والبحرين سيراف بين فيما الجوهر ومغاص

إليه تأتي مايو وشهر إبريل، شهر كان فإذا العظيم، الوادي

والقطيف والبحرين فارس وتجار الغواصون فيها الكثيرة القوارب

من يكسوه n شيئا يغوص أن أراد مهما وجهه على الغواص ويجعل

n شكال n أيضا العظم هذا من ويصنع السلحفاة وهي الغيلم، عظم

وسطه، في n حبال يربط ثم أنفه، على يشده المقراض، شبه

الساعة يصبر من فمنهم الماء، في الصبر في ويتفاوتون ويغوص،

الصدف يجد البحر قعر إلى وصل فإذا ذلك دون فما والساعتين

. أو بيده، فيقتلعه الرمل، في n مثبتا الصغار األحجار بين فيما هنالك

منوطة جلد مخالة في ويجعلها لذلك، معدة عنده، بحديدة يقطعه

الممسك الرجل به فيحس الحبل حرك نفسه، ضاق فإذا بعنقه،

المخالة، منه فتؤخذ القارب، إلى فيرفعه الساحل، على للحبل

فإذا بحديدة، تقطع اللحم قطع أجوافها في فيوجد الصدف ويفتح

صغير من جميعها فيجمع ، جواهر فصارت جمدت الهواء باشرت

الحاضرون التجار يشتريه والباقي خمسه السلطان فيأخذ وكبير،

فيأخذ الغواصين، على الدين له يكون وأكثرهم القوارب بتلك

إلى سيراف من سافرنا ثم منه، له وجب ما أو دينه في الجوهر

وأشجار بساتين ذات حسنة كبيرة مدينة وهي البحرين، مدينة

وبها فيوجد، باأليدي عليه يحفر المؤونة قريب وماؤها وأنهار،

الحر شديدة وهي القطن بها يزرع واألترج، والرمان النخل حدائق

فيما وكان منازلها بعض على الرمل غلب وربما الرمال كثيرة

يوصل فال وانقطع، الرمال عليه استولت طريق عمان وبين بينها

يسمى عظيمان جبالن منها وبالقرب البحر، في إال إليها عمان من

في وهو يعوير اآلخر ويسمى غربيها، في وهو بكسير، أحدهما

ثم " خير، غير وكل وعوير كسير فقيل المثل ضرب وبهما شرقيها

" " كأنه ، القاف بضم اسمها وضبط القطيف، مدينة إلى سافرنا

يسكنها كثير نخل ذات حسنة كبيرة مدينة وهي قطف، تصغير

ال n جهارا الرفض يظهرون غالة، رافضية وهم العرب، طوائف

: أن أشهد الشهادتين بعد أذانه في مؤذنهم ويقول ،n أحدا يبقون

: ويزيد العمل، خير على حي الحيعلتين بعد ويزيد الله ولي n عليا

فقد خالفهما ومن البشر، خير وعلي محمد األخير التكبير بعد

بفتح. " بالحسا اآلن وتسمى هجر مدينة إلى منها سافرنا ثم كفر

: " فيقال بها، المثل يضرب التي وهي واهمالهما والسين الحاء

ومنه سواها ببلد ليس ما النخيل من وبها هجر، إلى التمر كجالب

بن القيس عبد قبيلة من وأكثرهم عرب، وأهلها دوابهم، يعلفون

" بحجر. n أيضا وتسمى اليمامة مدينة إلى منها سافرنا ثم أفصى

أنهار " ذات خصبة حسنة مدينة الجيم واسكان المهمل الحاء بفتح

حنيفة، بني من وأكثرهم العرب، من طوائف يسكنها وأشجار،

في منها سافرت ثم غانم، بن طفيل وأميرهم ،n قديما بلدهم وهي

وثالثين اثنتين سنة في وذلك الحج برسم األمير هذا صحبة

. الملك السنة تلك في وحج تعالى الله شرفها مكة إلى فوصلت

آخر وهي أمرائه، من وجملة الله رحمه مصر سلطان الناصر

الشريفين الحرمين ألهل اإلحسان وأجزل حجها، حجة

أنه يذكر الذي أحمد أمير الناصر الملك قتل وفيها وللمجاورين

. الساقي بكتمور أمرائه كبير n أيضا وقتل ولده،

حكاية

أراد فلما جارية، الساقي لبكتمور وهب الناصر الملك أن ذكر

: وولدت فاعتزلها الناصر الملك من حامل إني له قالت منها الدنو

واشتهر نجابته فظهرت حجره، في ونشأ أحمد، بأمير سماه n ولدا

الفتك على تعاهد الحجة هذه في كان فلما الناصر، الملك بابن

معه بكتمور وحمل الملك، أحمد أمير يتولى وأن الناصر، بالملك

الملك إلى الخبر فنمي واألموال، والكسوات والطبول العالمات

عليه، فدخل الحر، شديد يوم في أحمد أمير إلى فبعث الناصر،

أمير وناول ،n قدحا الناصر الملك فشرب الشرب، أقداح يديه وبين

الساعة تلك في بالرحيل وأمر فشربه، السم فيه n ثانيا n قدحا أحمد

أمير مات حتى المنزل يبلغوا ولم الناس، فرحل الوقت ليشغل

الطعام من وامتنع أثوابه، وقطع لموته، بكتمور فاكترث أحمد،

والطفه بنفسه فأتاه الناصر الملك إلى خبره وبلغ والشراب

: إال عليك بحياتي له وقال إياه فناوله سم فيه n قدحا وأخذ وساله،

عنده ووجد حينه، من ومات فشربه قلبك، نار فبردت شربت

بالملك الفتك من نسب ما فتحقق واألموال السلطنة الخلع

البحر. ركوب برسم جدة إلى توجهت الحج انقضى ولما الناصر

وأقمت رفيق، لي تأتى وال ذلك، لي يقض فلم والهند اليمن إلى

الله بعبد يعرف لرجل مركب بها وكان n يوما أربعين نحو بجدة

إليه فصعدت قوص عمالة من القصير، إلى السفر يروم التونسي

ذلك وكان فيه بالسفر نفسي طابت وال يرضني، فلم حاله ألنظر

. بموضع غرق البحر توسط فلما سافر، فإنه تعالى الله من n لطفا

: في التجار وبعض صاحبه فخرج محمد، أبي رأس له يقال

بعضهم، وهلك الهالك، على واشرفوا عظيم، جهد بعد العشاري

ركبت ثم الحجاج، من سبعين نحو فيه وكان الناس سائر وغرق

جبل إلى الريح فردتنا عيذاب، برسم صنبوق في ذلك بعد البحر

. ماء ووردنا البجاة مع البر في منه وسافرنا دواير برأس يعرف

وطاعتهم كاهل وبني جهينة عرب فيها والغزالن، النعام كثيرة

. زادنا. ونفذ بالجديد يعرف وماء بمفرور، يعرف ماء ووردنا للبجاة

وتزودنا n أغناما بالفالة وجدناهم البجاة من قوم من فاشترينا

باللسان كلمني العرب من n صبيا الفالة بهذه ورأيت لحومها

يأكل لم عام منذ أنه وزعم أسروه، البجاة أن وأخبرني العربي

الذي. اللحم ذلك بعد منا ونفد اإلبل بلبن يقتات وإنما n طعاما

التمر من حمل نحو عندي وكان زاد لنا يبق ولم اشتريناه،

الرفقة، على ففرقته ألصحابي الهدية برسم والبرني الصيحاني

إلى وصلنا دواير، رأس من أيام تسعة مسيرة وبعد n ثالثا وتزودناه

بالخبز أهلها فتلقانا الرفقة، بعض إليها تقدم قد وكان عيذاب

صحبة وخرجنا الجمال واكترينا n أياما بها وأقمنا والماء والتمر

الخبيب " ولعله بالجنيب يعرف ماء ووردنا دغيم عرب من طائفة

الشاذلي،" الحسن أبي تعالى الله ولي قبر حيث بحميثرا، وحللنا ،

قرية إلى وصلنا ثم جواره في وبتنا ثانية، زيارته لنا وحصلت

الصعيد من إدفو لمدينة مقابلة النيل، ضفة على وهي العطواني،

إلى. ثم أرمنت مدينة إلى ثم أسنا مدينة إلى النيل وأجزنا األعلى

مدينة إلى ثم ثانية األقصري الحجاج أبا الشيخ وزرنا األقصر،

ثم ثانية، القناوي الرحيم عبد الشيخ وزرنا قنا مدينة إلى ثم قوص

إلى ثم أسيوط، مدينة إلى ثم أخميم مدينة إلى ثم هو مدينة إلى

إلى ثم األشمونين، مدينة إلى ثم منلوى، مدينة إلى ثم منفلوط،

بوش مدينة إلى ثم البهنسة مدينة إلى ثم الخصيب بن منية مدينة

. إلى ثم البالد، هذه ذكر لنا تقدم وقد القائد منية مدينة إلى ثم

الشام إلى بلبيس طريق على وسافرت n أياما بها وأقمت مصر

ولم النوزري، الفرحان بن بكر أبي بن الله عبد الحاج ورافقني

فتوفي الهند، بالد من خرجنا أن إلى سنين، صحبتي في يزل

مدينة إلى ثم غزة مدينة إلى فوصلنا ذلك، وسنذكر بسندابور،

ثم المقدس بيت إلى ثم زيارته، لنا وتكررت السالم، عليه الخليل

ثم طرابلس مدينة إلى ثم عكا مدينة إلى ثم الرملة مدينة إلى

ثم ثانية، عنه الله رضي أدهم بن إبراهيم وزرنا جبلة مدينة إلى

الالذقية ومن كلها البالد هذه ذكر لنا تقدم وقد الالذقية، مدينة إلى

بمرتلمين، صاحبها يسمى للجنويين كبيرة قرقورة في البحر ركبنا

الروم إلى نسبت وإنما الروم، ببالد المعروف التركية بر وقصدنا

ثم واليونانية األقدمون الروم ومنها القديم، في بالدهم كانت ألنها

ذمة تحت النصارى من كثير اآلن وبها المسلمون استفتحها

بريح n عشرا البحر في وسرنا التركمان من طيبة،  المسلمين

. إلى وصلنا العاشر وفي n نوال منا يأخذ ولم النصراني وأكرمنا

ببالد المعروف األقليم وهذا الروم بالد أول وهي العاليا، مدينة

من تفرق ما فيه الله جمع وقد الدنيا أقاليم أحسن من الروم

مالبس وأنظفهم n صورا الناس أجمل فأهله البالد في المحاسن

في البركة يقال ولذلك شفقة الله خلق وأكثر مطاعم وأطيبهم

. وكنا البالد هذه أهل به عنى وإنما الروم في والشفقة الشام،

من جيراننا أحوالنا يتفقد ،n دارا أو زاوية البالد بهذه نزلنا متى

كأنهم ودعونا عنهم سافرنا فإذا يحتجبن ال وهن والنساء، الرجال

عادتهم ومن متأسفات لفراقنا باكيات النساء وترى وأهلنا أقاربنا

فيه يعدون الجمعة، من واحد يوم في الخبز يخبزوا أن البالد بتلك

يوم في الحار بالخبز إلينا يأتون رجالهم فكان سائرها يفوتهم ما

: النساء إن لنا ويقولن بذلك، لنا n إطرافا الطيب اإلدام ومعه خبزه،

البالد هذه أهل وجميع الدعاء، منكم يطلبن وهن إليكم هذا بعثن

السنة على مقيمين عنه، الله رضي حنيفة أبي اإلمام مذهب على

وتلك مبتدع وال خارجي وال معتزلي وال رافضي وال فيهم قدري ال

. يعيبون وال الحشيش يأكلون أنهم إال بها تعالى الله خصهم فضيلة

يسكنها. البحر، ساحل على كبيرة ذكرناها التي العاليا ومدينة ذلك

كثيرة وهي والشام وإسكندرية مصر تجار وينزلها التركمان،

إلى منها ويحمل ودمياط، اسكندرية إلى يحمل ومنها الخشب،

السلطان بناها منيعة، عجيبة بأعالها قلعة ولها مصر، بالد سائر

جالل قاضيها المدينة بهذه ولقيت الرومي، الدين عالء المعظم

. بها فصلينا الجمعة يوم القلعة إلى معي وصعد أرزنجاني، الدين

ابن الدين شمس بها n أيضا وأضافني وأكرمني، وأضافني

. السودان بالد من بمالي الدين عالء أبوه توفي الذي الرجيحاني

. إلى وصلنا العاشر وفي n نوال منا يأخذ ولم النصراني وأكرمنا

ببالد المعروف األقليم وهذا الروم بالد أول وهي العاليا، مدينة

من تفرق ما فيه الله جمع وقد الدنيا أقاليم أحسن من الروم

مالبس وأنظفهم n صورا الناس أجمل فأهله البالد في المحاسن

في البركة يقال ولذلك شفقة الله خلق وأكثر مطاعم وأطيبهم

. وكنا البالد هذه أهل به عنى وإنما الروم في والشفقة الشام،

من جيراننا أحوالنا يتفقد ،n دارا أو زاوية البالد بهذه نزلنا متى

كأنهم ودعونا عنهم سافرنا فإذا يحتجبن ال وهن والنساء، الرجال

عادتهم ومن متأسفات لفراقنا باكيات النساء وترى وأهلنا أقاربنا

فيه يعدون الجمعة، من واحد يوم في الخبز يخبزوا أن البالد بتلك

يوم في الحار بالخبز إلينا يأتون رجالهم فكان سائرها يفوتهم ما

: النساء إن لنا ويقولن بذلك، لنا n إطرافا الطيب اإلدام ومعه خبزه،

البالد هذه أهل وجميع الدعاء، منكم يطلبن وهن إليكم هذا بعثن

السنة على مقيمين عنه، الله رضي حنيفة أبي اإلمام مذهب على

وتلك مبتدع وال خارجي وال معتزلي وال رافضي وال فيهم قدري ال

. يعيبون وال الحشيش يأكلون أنهم إال بها تعالى الله خصهم فضيلة

يسكنها. البحر، ساحل على كبيرة ذكرناها التي العاليا ومدينة ذلك

كثيرة وهي والشام وإسكندرية مصر تجار وينزلها التركمان،

إلى منها ويحمل ودمياط، اسكندرية إلى يحمل ومنها الخشب،

السلطان بناها منيعة، عجيبة بأعالها قلعة ولها مصر، بالد سائر

جالل قاضيها المدينة بهذه ولقيت الرومي، الدين عالء المعظم

. بها فصلينا الجمعة يوم القلعة إلى معي وصعد أرزنجاني، الدين

ابن الدين شمس بها n أيضا وأضافني وأكرمني، وأضافني

. السودان بالد من بمالي الدين عالء أبوه توفي الذي الرجيحاني

العاليا سلطان ذكر

إلى وتوجهنا الدين، جالل القاضي معي ركب السبت يوم وفي

" قرمان، ابن الملك بك ومعنى بك يوسف وهو العاليا ملك لقاء

" المدينة من أميال عشرة على ومسكنه والراء القاف بفتح

واألمراء هنالك، رابية فوق وحده الساحل على n قاعدا فوجدناه

مخضوب وهو ويساره، يمينه عن واألجناد منه، أسفل والوزراء

عما فأخبرته مقدمي، عن وسألني عليه، فسلمت بالسواد، الشعر

إلى هنالك من وسافرت ،n إحسانا إلي وبعث عنه وانصرفت سأل،

" وفتح النون واسكان الهمزة بفتح اسمها وضبط أنطاليا مدينة

" التي وأما الحروف آخر وياء مكسور والم والف المهمل الطاء

الالم، عن عوض الكاف أن إال وزنها، على أنطاكية فهي بالشام

والضخامة، الساحة اتساع في متناهية المدن، أحسن من وهي

فرقة وكل ،n ترتيبا وأحسنه عمارة وأكثره البالد من يرى ما أجمل

النصارى فتجار األخرى الفرقة عن بأنفسها منفردة سكانها من

أبوابه تسد سور وعليهم بالميناء، المعروف بالموضع منها ماكثون

. n قديما أهلها كانوا الذين والروم الجمعة صالة وعند n ليال عليهم

. في واليهود سور n أيضا وعليهم به، منفردين آخر بموضع ساكنون

يسكنون ومماليكه دولته وأهل والملك سور، وعليهم آخر، موضع

من ذكرناه ما وبين بينها ويفرق بها، يحيط سور n أيضا عليها ببلدة

العظمى، المدينة يسكنون المسلمين من الناس وسائر الفرق

مرتبة ضخمة وأسواق كثيرة وحمامات ومدرسة جامع مسجد وبها

التي المواضع وبجميع بها يحيط عظيم سور وعليها ترتيب، بأبدع

والمشمش الطيبة والفواكه الكثيرة البساتين وفيها ذكرناها،

وهو حلو لوز نواته وفي الدين بقمر عندهم المسمى العجيب

الماء عيون وفيها مستظرف بها وهو مصر ديار إلى ويحمل ييبس

هذه من نزلنا الصيف أيام في البرودة الشديد العذب الطيب

أن عادتهم ومن الحموي، الدين شهاب وشيخها بمدرستها المدينة

كل من العصر بعد الحسان باألصوات الصبيان من جماعة يقرأ

وسورة الفتح سورة n أيضا المدرسة وفي الجامع، المسجد في يوم

. عم وسورة الملك

الفتيان األخية ذكر

نفسه، إلى المتكلم أضافه إذا األخ لفظ على أخي األخية واحد

وال وقرية ومدينة بلد كل في الرومية التركمانية البالد بجميع وهم

إلى وأسرع الناس، من بالغرباء n احتفاال أشد مثلهم الدنيا في يوجد

وقتل الظلمة أيدي على واألخذ الحوائج، وقضاء الطعام إطعام

. رجل عندهم واألخي الشر أهل من بهم ألحق ومن الشرط،

والمتجردين، األعزاب الشبان من وغيرهم صناعته أهل يجتمع

. زاوية ويبني n أيضا الفتوة هي وتلك أنفسهم، على ويقدمونه

ويخدم اآلالت من إليه يحتاج وما والسرج الفرش فيها ويجعل

بما العصر بعد إليه ويأتون معايشهم طلب في بالنهار أصحابه

ينفق مما ذلك غير إلى والطعام الفواكه به فيشترون لهم، يجتمع

أنزلوه البلد على مسافر اليوم ذلك في ورد فإن الزاوية في

ينصرف حتى عندهم يزال وال لديهم، ضيافته ذلك وكان عندهم،

ورقصوا، وغنوا فأكلوا طعامهم على اجتمعوا وارد، يرد لم وإن

بما مقدمهم إلى العصر بعد وأتوا بالغدو، صناعتهم إلى وانصرفوا

األخي ذكرنا كما مقدمهم ويسمى بالفتيان ويسمون لهم اجتمع

أهل أفعالهم في ويشبههم منهم n أفعاال أجمل الدنيا في أر ولم

وأعظم والصادر، الوارد في أحب هؤالء أن إال وأصفهان شيراز

. هذه إلى وصولنا يوم من الثاني وفي عليه وشفقة له n إكراما

الحموي الدين شهاب الشيخ إلى الفتيان هؤالء أحد أتى المدينة

عليه وكان أفهمه، يومئذ أكن ولم التركي، باللسان معه وتكلم

ما أتعلم الشيخ لي فقال لبد، قلنسوة رأسه وعلى خلقة، أثواب

: : ? يدعوك إنه لي فقال قال ما أعلم ال فقلت الرجل هذا يقول

. : فلما نعم له وقلت منه، فعجبت وأصحابك أنت ضيافته إلى

تضييفنا، على له قدرة وال ضعيف رجل هذا للشيخ قلت انصرف

. الفتيان شيوخ أحد هذا لي وقال الشيخ فضحك نكلفه أن نريد وال

من مائتين نحو وأصحابه نفس كرم وفيه ، الخرازين من هو األخية

وما للضيافة، زاوية وبنوا أنفسهم، على قدموه قد الصناعات أهل

. إلينا عاد المغرب صليت فلما بالليل انفقوه بالنهار لهم يجتمع

حسنة زاوية فوجدناها زاويته، إلى معه وذهبنا الرجل ذلك

الزجاج ثريات من الكثير وبها الحسان، الرومية بالبسط مفروشة

شبه والبيسوس البياسيس، من خمسة المجلس وفي العراقي،

من جالس شبه رأسه وعلى ثالث، أرجل له النحاس من المنارة

المذاب، الشحم من ويمأل للفتيلة أنبوب وسطه وفي النحاس،

إلصالح مقراض وفيها بالشحم، مآلنة نحاس آنية جانبه وإلى

الجراغجي " الجراجي عندهم ويسمى بها، موكل وأحدهم الفتيل،

األقبية" ولباسهم الشبان من جماعة المجلس في اصطف وقد

وسطه على متحزم، منهم واحد وكل األخفاف أرجلهم وفي

من بيض قالنس رؤوسهم وعلى ذراعين، طول في سكين

ذراع، طول في بها موصلة قطعة قلنسوة كل بأعلى الصوف،

منهم واحد كل نزع المجلس بهم استقر فإذا إصبعين وعرض

. من أخرى قلنسوة رأسه على وتبقى يديه بين ووضعها قلنسوة،

شبه مجلسهم وسط وفي المنظر، حسنة وسواه الزردخاني

. أتوا عندهم المجلس بنا استقر ولما للواردين موضوعة مرتبة

والرقص الغناء في أخذوا ثم والحلواء، والفاكهة الكثير بالطعام

وانصرفنا أنفسهم وكرم سماحهم، من عجبنا وطال حالهم، فراقنا

. بزاويتهم وتركناهم الليل، آخر عنهم

انطالية سلطان ذكر

إليها وصولنا عند وجدناه بك، يونس ابن بك خضر وسلطانها

بألطف فكلمنا المرض، فراش في وهو بداره، عليه فدخلنا ،n عليال

. بلدة إلى وسافرنا بإحسان الينا وبعث وودعناه، وأحسنه كالم

" وضم الراء وإسكان الموحدة الباء بضم اسمها وضبط بردور

" البساتين كثيرة صغير بلدة وهي ، وراء وواو المهمل الدال

خطيبها، بدار نزلنا شاهق جبل رأس في قلعة ولها واألنهار،

الخطيب، عليهم فأبى عندهم نزولنا وأرادوا األخية، واجتمعت

من فكان إليها بنا وذهبوا ألحدهم بستان في ضيافة لنا فصنعوا

ال وهم والفرح، واالستبشار بنا، السرور إظهارهم العجائب

. بيننا فيما ترجمان وال لسانهم، نعرف ال ونحن لساننا، يعرفون

بلدة إلى البلدة هذه من سافرنا ثم وانصرفنا n يوما عندهم وأقمنا

" الموحدة والباء المهمل السين بفتح اسمها وضبط سبرنا

" حسنة بلدة وهي والف المعلوة التاء وفتح الراء وإسكان

جبل في قلعة لها واألنهار، البساتين كثيرة واألسواق العمارة

إلى منها وسافرنا قاضيها عند ونزلنا بالعشي، إليها وصلنا شامخ

وكسر " الكاف وسكون الهمزة بفتح اسمها وضبط أكريدور مدينة

عظيمة " مدينة وراء مد وواو مضموم مهمل ودال مد وياء الراء

بحيرة ولها وبساتين، أنهار ذات األسواق حسنة العمارة كثيرة

وبقشهر أقشهر إلى يومين فيها المركب يسافر الماء عذبة

الجامع تقابل بمدرسة منها ونزلنا والقرى، البالد من وغيرهما

الدين مصلح الفاضل المجاور الحاج العام المدرس بها األعظم

. اللسان فصيح وهو بالعراق وسكن والشام المصرية بالديار قرأ

اإلكرام غاية أكرمنا الزمان، طرف من أطروفة البيان، حسن

. قيام أحسن بحقنا وقام

أكريدور سلطان ذكر

تلك سالطين كبار من بك، الدندار ابن بك إسحاق أبو وسلطانها

ومن حسنة، سيرة وله وحج، أبيه أيام مصر ديار سكن البالد،

فإذا الجامع، بالمسجد العصر صالة إلى يوم كل يأتي أنه عادته

يديه بين القراء وقعد القبلة، جدار إلى استند العصر صالة قضيت

وعم والملك الفتح سورة فقرأوا عالية، خشب مصطبة على

وتقشعر القلوب لها تخشع النفوس في فعالة حسان بأصوات

. شهر عنده وأظلنا داره إلى ينصرف ثم العيون، وتدمع الجلود

الصق فراش على منه ليلة يوم كل في يقعد فكان رمضان

الفقيه ويجلس كبيرة، مخدة إلى ويستند سرير، غير من باألرض

أرباب ويلينا الفقيه جانب إلى وأجلس جانبه، إلى الدين مصلح

عليه يفطر ما أول فيكون بالطعام، يؤتى ثم حضرته أمراء دولته

والسكر، بالسمن مسقي العدس عليه صغيرة، قحفة في ثريد

وسلم عليه الله صلى النبي أن ويقولون ،n تبركا الثريد ويقدمون

يؤتى ثم له النبي لتفضيل به نبدأ فنحن الطعام سائر على فضله

. رمضان ليالي جميع في فعلهم وهكذا األطعمة بسائر

بكاء على يزيدوا فلم السلطان، ولد األيام تلك بعض في وتوفي

فعل من قدمناه لما n خالفا والشام، مصر أهل يفعله كما الرحمة،

السلطان أقام دفن فلما سلطانهم ولد مات حين اللور أهل

. يوم وثاني الصبح صالة بعد قبره إلى يخرجون أيام ثالثة والطلبة

فبعث برجلي، n ماشيا السلطان فرآني الناس مع خرجت دفنه من

فرده الفرس بعثت المدرسة وصلت فلما واعتذر، بفرس لي

ودراهم: بكسوة إلي وبعث عارية، ال عطية أعطيته إنما وقال

" الكاف بضم اسمها وضبط حصار قل مدينة إلى فانصرفنا

" راء وآخره مهمل وصاد مكسور مهمل حاء ثم الالم وإسكان

فال القصب، فيها نبت قد جانب، كل من المياه بها صغيرة مدينة

إال يسع ال والمياه، القصب بين مهيأ كالجسر طريق إال لها طريق

يقدر ال منيعة المياه وسط في تل على والمدينة ،n واحدا n فارسا

. بها األخية الفتيان أحد بزاوية ونزلنا عليها

حصار قل سلطان ذكر

وباء " مفتوحين والم معقود بجيم وجلبي جلبي محمد وسلطانها

السلطان " أخو وهو سيدي، الروم بلسان وتفسيره ، وياء موحدة

عنها n غائبا كان مدينته إلى وصلنا ولما أكريدور، ملك إسحاق أبي

على وانصرفنا وزودنا، وأركبنا فأكرمنا قدم ثم n أياما بها فأقمنا

بفتح " " " وأغاج أسود وتفسيره القاف بفتح وقرا أغاج قرا طريق

" وهي الخشب تفسيره جيم وآخره المعجم والغين الهمزة

. n فراسانا السلطان معنا وبعث التركمان يسكنها خضراء صحراء

. الطريق يقطع الصحراء هذه أن بسبب الذق مدينة إلى يبلغوننا

معاوية، بن يزيد ذرية من أنهم يذكر الجرميان لها يقال طائفة فيها

: إلى ووصلنا منهم، الله فعصمنا كوتاهية لها يقال مدينة ولهم

" " وتسمى قاف وبعده المعجم الذال بكسر وهي الذق، مدينة

المدن أبدع من وهي الخنازير، بلد وتفسيره غزله دون n أيضا

البساتين ولها الجمعة، إلقامة المساجد من سبعة وفيها وأضخمها

حسان، وأسواقها المنبعة، والعيون المطردة واألنهار الرائقة

أعمارها تطول لها مثل ال بالذهب معلمة قطن ثياب بها وتصنع

إليها، بالنسبة معروفة الثياب وهذه غزلها وقوة قطنها لصحة

الذمة، تحت كثير الروم من وبها الروم، نساء بها الصناع وأكثر

بها الروم وعالمة وسواها الجزية من للسلطان وظائف وعليهم

. عمائم لهن الروم ونساء والبيض الحمر منها الطوال، القالنس

هذا أهل كذلك بل المنكر، يغيرون ال المدينة هذه وأهل كبار

الحسان الروميات الجواري يشترون وهم كلهم اإلقليم

. له تؤديه لمالكها وظيف عليها واحدة وكل للفساد ويتركونهن

أراد فمن الرجال، مع الحمام يدخلن الجواري أن هنالك وسمعت

. أن لي وذكر عليه منكر غير من بالحمام ذلك فعل الفساد

. المدينة لهذه دخولنا وعند الصورة هذه على جوار� له بها القاضي

وأخذوا السكاكين بعضهم سل حتى حوانيتهم من رجال إلينا تقدم

يقولون، ما نعلم ال ونحن بعض، على آخرون ونازعهم الخيل بأعنة

وأن الطرق، يقطعون الذين الجرميان أنهم وظننا منهم فخفنا

. n رجال لنا الله بعث ثم نهبنا يريدون أنهم وحسبنا مدينتهم، تلك

: إنهم فقال منا مرادهم عن فسألته العربي اللسان يعرف n حاجا

أخي الفتى أصحاب هم n أوال إلينا سبقوا الذين وإن الفتيان، من

ترغب طائفة وكل طومان، أخي الفتى أصحاب واآلخرون سنان

. . بينهم وقع ثم نفوسهم كرم من فعجبنا عندهم نزولكم يكون أن

فوقعت ،n أوال عنده نزلنا قرعته كانت فمن المقارعة، على الصلح

أصحابه من جماعة في إلينا فأتى ذلك، وبلغه سنان أخي قرعة

. بنا ذهب ثم الطعام، بأنواع وأتي له بزاوية ونزلنا علينا فسلموا

أصحابه وتولى بنفسه، خدمتي وتولى معنا، ودخل الحمام إلى

. من خرجنا ثم منهم الواحد واألربعة الثالثة يخدم أصحابي خدمة

. من الفراغ وبعد كثيرة وفاكهة وحلواء عظيم بطعام فأتو الحمام

السماع في أخذوا ثم العزيز، القرآن من آيات القراء قرأ األكل

. في. بعث الغد من كان فلما بخبرنا السلطان وأعلموا والرقص

إلى عدنا ثم نذكره، كما ولده وإلى إليه فتوجنا بالعشي طلبنا

بنا فذهبوا انتظارنا، في وأصحابه طومان األخي فألفينا الزاوية

وزادوا أصحابهم، مثل والحمام الطعام في ففعلوا زاويتهم، إلى

ثم الحمام، من خروجنا بعد n صبا الورد ماء علينا صبوا أن عليه

األطعمة في األحتفال من n أيضا ففعلوا الزاوية، إلى بنا مضوا

السماع ثم األكل من الفراغ بعد القرآن وقراءة والفاكهة والحلواء

. بالزاوية عندهم وأقمنا أحسن أو أصحابهم فعله ما كمثل والرقص

.n أياما

الذق سلطان ذكر

نونين " ثم مفتوحة الحروف آخر بياء واسمه بك يننج السلطان وهوبالد " سالطين كبار من وهو ، وجيم مسكنة والثانية مفتوحة أوالهما

الواعظ. إلينا بعث قدمناه، كما سنان أخي بزاوية نزلنا ولما الرومبعددنا، n خيال معه واصطحب القسطموني، الدين عالء العالم المذكور

. عليه وسلمنا إليه فتوجهنا رمضان، شهر في وذلكوقلة الكالم ولين لواردين التواضع البالد هذه ملوك عادة ومن

عنده. فأفطرنا طعامه وحضر المغرب معه فصلينا العطاء

وكان. بك، مراد ولده إلينا بعث ثم بدراهم، إلينا وبعث وانصرفنا

وبعث الفاكهة، إبان في وذلك المدينة، خارج بستان في n ساكنا

تلك عنده وأقمنا بستانه فأتينا أبوه فعله كما عددنا، على n خيال n أيضا

. وأظلنا. غدوة، انصرفنا ثم وبينه بيننا يترجم فقيه له وكان الليلة

السلطان وخرج المصلى، إلى فخرجنا البلدة، بهذه الفطر عيد

. صناعة كل وألهل باألسلحة كلهم األخية والفتيان عساكره، في

ويباهيه n بعضا يفاخر وبعضهم واألنفار، والطبول والبوقات األعالم

معهم صناعة كل أهل ويخرج الشكة، وكمال الهيئة حسن في

ويتصدقون بالمقابر البهائم فيذبحون الخبز، وأحمال والغنم البقر

.? إلى ومنها المقابر إلى n أوال خروجهم ويكون وبالخبز بها

المصلى.

وحضر منزله، إلى السلطان مع دخلنا العيد، صالة صلينا ولما

حدة،. على سماط والفتيان والمشايخ للفقهاء فجعل الطعام

. في بابه على يرد وال حدة على سماط والمساكين للفقراء وجعل

مخاوف بسبب مدة البلدة بهذه وأقمنا غني، وال فقير اليوم ذلك

ووصلنا. ليلة، وبعض n يوما معهم فسافرنا رفقة تهيأت ثم الطريق

" وآخره الواو وتخفيف الطاء بفتح واسمه طواس حصن إلى

. " الله رسول صاحب n صهيبا أن يذكر كبير حصن وهو ، مهمل سين

. الحصن هذا أهل من عنه، الله ورضي وسلم، عليه الله صلى

. أعلى من أهله فسألنا بابه، إلى بالغد ووصلنا بخارجه مبيتنا وكان

. ميناس الحصن أمير خرج وحينئذ فأخبرناهم مقدمنا عن السور

إغارة من n خوفا والطريق، الحصن نواحي ليختبر عسكره في بك

. مواشيههم، خرجت بجهاته طافوا فلما الماشية على السراق

. رجل زاوية في بربضة الحصن هذا من ونزلنا n أبدا فعلهم وهكذا

مغلة إلى منه وسافرنا وزاد، بضيافة الحصن أمير إلينا وبعث فقير

" "، الالم وفتح المعجم الغين واسكان الميم بضم اسمها وضبط

يكثر والفضالء، الكرماء من وكان بها، المشايخ أحد بزاوية ونزلنا

. حلواء أو فاكهة أو بطعام إال يدخل وال بزاويته، علينا الدخول

ميالس، مدينة سلطان ولد بك إبراهيم البلدة بهذه ولقينا

وضبط " ميالس مدينة إلى سافرنا ثم وكسانا، فأكرمنا وسنذكره،

أحسن " من وهي ، مهمل سين وآخره مد وياء الميم بكسر اسمها

. منها نزلنا والمياه والبساتين الفواكه كثيرة وأضخمها، الروم بالد

الركاء من قبله من فعله ما ففعل األخية، الفتيان أحد بزاوية

وجميل األفعال حميد من ذلك وغير الحمام ودخول والضيافة

بأبي. يسمى n معمرا n صالحا n رجال ميالس بمدينة ولقينا األعمال

وله سنة، وخمسين مائة على يزيد عمره أن وذكروا الششتري،

. . بركته لنا وحصلت لنا دعا جيد وذهنه ثابت وعقله وحركة قوة

ميالس? سلطان ذكر

" المنتشا ابن بك أرخان الدين شجاع المكرم السلطان وهو

نون وآخره معجم وخاء الراء وإسكان الهمزة بضم اسمه وضبط

جلساؤه" والسيرة، الصورة حسن الملوك، خيالي من وهو ،

الفقيه منهم جماعة منهم وببابه لديه، معظمون وهم الفقهاء

. لقائي أيام في السلطان وكان فاضل بالفنون عارف الخوارزمي

. إلى ووصوله أياسلوق مدينة إلى رحلته بسبب عليه n واجدا له

. الملك عند أتكلم أن الفقيه هذا فسألني أهداه ما وقبول سلطانها

السلطان، عند عليه فأثنيت خاطره، في ما يذهب بما شأنه في

كان ما ذهب حتى به أزل ولم وفضله، علمه من علمته ما وذكرت

. . في وسكناه وزودنا وأركبنا السلطان هذا إلينا وأحسن فيه يجده

" وضبط ميالن بينهما ميالس، من قريبة وهي برجين، مدينة

" ، نون وآخره مد وياء وجيم الراء واسكان الموحدة بفتح اسمها

. والمساجد الحسان العمارات بها هنالك، تل على جديدة وهي

. البلدة وبهذه بعد بناؤه يتم لم ،n جامعا n مسجدا بها بنى قد وكان

. ما بعد انصرفنا ثم علي أخي الفتى بزاوية منها ونزلنا لقيناه،

" بضم اسمها وضبط قونيه مدينة إلى قدمناه كما إلينا أحسن

مدينة " ، الحروف آخر ويار مكسور مسكن ونون مد وواو القاف

والفواكة، والبساتين واالنهار المياه كثيرة العمارة حسنة عظيمة

. منه ويحمل ذكره، تقدم وقد الدين بقمر المسمى المشمش وبها

. وأسواقها ،n جدا متسعة وشوارعها والشام مصر ديار إلى n أيضا

: . المدينة هذه إن ويقال حدة على صناعة كل وأهل الترتيب بديعة

قرمان، بن الدين بدر السلطان بالد من وهي اإلسكندر، بناء من

األوقات. بعض في العراق صاحب عليها تغلب وقد وسنذكره

. قاضيها، بزاوية منها نزلنا اإلقليم بهذا التي بالده من لقربها

. الزوايا أعظم من وزاويته الفتيان، من وهو شاه قلم بابن ويعرف

إلى يتصل سند الفتوة في ولهم التالميذ، من كبيرة طائفة وله

. عندهم ولباسها السالم عليه طالب أبي بن علي المؤمنين أمير

. القاضي هذا صنيع وكان الخرقة الصوفية تلبس كما السراويل

. ولده وبعث وأجمل قبله من صنيع أعظم وضيافتنا إكرامنا في

. اإلمام الشيخ تربة المدينة وبهذه معنا الحمام لدخول عنه n عوضا

. القدر كبير وكان بموالنا، المعروف الدين جالل القطب الصالح

لهم فيقال باسمه، ويعرفون ينتمون طائفة الروم وبأرض

بخراسان، والحيدرية بالعراق، األحمدية تعرف كما الجاللية،

. للوارد الطعام فيها عظيمة زاوية تربته وعلى

حكاية?

الطلبة إليه يجتمع ،n مدرسا n فقيها أمره ابتداء في كان أنه يذكر

الحلواء، يبيع رجل المدرسة إلى n يوما فدخل بقونيه، بمدرسته

منها القطعة يبيع ،n قطعا مقطعة وهي منها، طبق رأسه وعلى

. : طبقك. هات الشيخ له قال التدريس مجلس أتى فلما بفلس

.. بيده، الشيخ فأخذها للشيخ وأعطاها منه قطعة الحلواني فأخذ

. فخرج. الشيخ سوى n أحدا يطعم ولم الحلواني، فخرج وأكلها

. طال الطلبة على فأبطأ التدريس، وترك اتباعه، في الشيخ

. إنه ثم n مستقرا له يعرفوا فلم طلبه في فخرجوا إياه، انتظارهم

المتعلق الفارسي بالشعر إال ينطق ال وصار أعوام، بعد إليهم عاد

. ذلك من عنه يصدر ما ويكتبون يتبعونه الطلبة فكان يفهم ال الذي

. يعظمون البالد تلك وأهل المثنوي سموه n كتابا منه وألفوا الشعر،

في بزواياهم ويقرأونه ويعلمونه كالمه، ويعتبرون الكتاب ذلك

. الذي أحمد، الفقيه قبر n أيضا المدينة هذه وفي الجمعات ليالي

. مدينة إلى سافرنا ثم المذكور الدين جالل معلم كان أنه يذكر

" النون واسكان والالم االلف بعد التي الراء بفتح وهي الالرندة،

. والبساتين " المياه كثيرة حسنة مدينة ، المهمل الدال وفتح

الالرندة? سلطان ذكر

 " " ، والراء القاف وبفتح قرمان بن الدين بدر الملك وسلطانها

وعوضه الناصر، للملك عنها فنزل موسى، لشقيقه قبله وكانت

السلطان عليها تغلب ثم ،n وعسكرا n أميرا إليها وبعث بعوض، عنها

. هذا ولقيت بها أمره واستقام مملكته، دار بها وبنى الدين، بدر

عن له فنزلت تصيده، من عائد وهو المدينة، خارج السلطان

. عادة ومن علي، وأقبل عليه وسلمت دابته، عن هو فنزل دابتي،

له، نزلوا دابته عن الوارد لهم نزل إذا أنه البالد هذه ملوك

. ساءهم n راكبا عليهم سلم وإن إكرامه في وزادوا فعله وأعجبهم

. ذلك لي جرى وقد الوارد لحرمان n سببا ويكون يرضهم، ولم ذلك

. سألني وركبت، وركب عليه سلمت وولما وسأذكره بعضهم مع

بإنزالي فأمر المدينة، معه ودخلت مقدمي، وعن حالي عن

في والحلواء والفواكهة الكثير الطعام يبعث وكان نزل، أحسن

مقامنا يطل ولم وأحسن، وأركب وكسا والشمع، الفضة طيافير

وسكون. " الهمزة بفتح وضبطها أقصرا مدينة إلى وانصرفنا عنده

" الروم بالد أحسن من وهي ، والراء المهمل الصاد وفتح القاف

ويشق. ناحية، كل من والبساتين الجارية العيون بها تحف وأتقنها

ودوالي األشجار وفيها بدورها، الماء ويجري أنهار، ثالثة المدينة

اليها المنسوبة البسط بها وتصنع كثيرة، بساتين وداخلها العنب،

إلى تحمل ومنها البالد، من بلد في لها مثل ال الغنم صوف من

. المدينة وهذه األتراك وبالد والصين والهند والعراق ومصر الشام

. النائب حسين الشريف بزاوية منها ونزلنا العراق ملك طاعة في

تغلب فيما العراق، ملك عن النائب هو وأرتنا أرتنا، األمير عن بها

. كثيرة طائفة وله الفتيان من الشريف وهذا الروم بالد من عليه

. تقدمه من أفعال وفعل n متناهيا n إكراما وأكرمنا

" وإسكان النون بفتح اسمها وضبط نكدة مدينة إلى رحلنا ثم

" مدينة العراق، ملك بالد من وهي ، مفتوح مهمل ودال الكاف

المعروف النهر ويشقها بعضها، تخرب قد العمارة، كثيرة كبيرة

: إحداها قناطر ثالث عليه األنهار، كبار من وهو األسود، بالنهر

والخارج، بالداخل النواعير وعليه بخارجها، واثنتان المدينة بداخل

. الفتى بزاوية منها ونزلنا كثيرة والفواكه البساتين، تسقى منها

وأقمنا الفتيان، عادة على فأكرمنا بها، األمير وهو جاروق، أخي

. n ثالثا بها

صاحب بالد من وهي قيسارية، مدينة إلى ذلك بعد منها وسرنا

أهل عسكر بها اإلقليم، بهذا العظام المدن إحدى وهي العراق،

. من وهي المذكور أرتنا الدين عالء األمير خواتين وإحدى العراق

أغا " وتدعى العراق، ملك من نسبة ولها وأفضلهن الخواتين أكرم

" بينه من وكل الكبير، أغا ومعنى ، المعجم والغين الهمزة بفتح

ودخلنا خاتون، طغى واسمها بذلك، يدعى نسبة السلطان وبين

الطعام بإحضار وأمرت والكالم، السالم وأحسنت فقامت إليها

وخلعة ملجم مسرج بفرس إلينا بعثت انصرفنا ولما فأكلنا،

. بزاوية المدينة هذه من ونزلنا واعتذرت غلمانها أحد مع ودراهم

البالد، بهذه األخية كبار من كبير أمير وهو علي أمير األخي الفتى

أحسن من وزاويته وكبرائها، المدينة وجوه من تتبعه طائفة وله

. أصحابه من والكبراء n وإتقانا n كثيرا n وطعاما وقناديل n فرشا الزوايا

الوارد إكرام في ويفعلون عنده، ليلة كل يجتمعون وغيرهم

. منها كان ما أنه البالد هذه عوائد ومن سواهم يفعله ما أضعاف

الوارد يركب وهو به، الحاكم هو فاألخي سلطان، به ليس

وركوبه ونهيه أمره في وترتيبه قدره على إليه ويحسن ويكسوه

. الملوك ترتيب

" السين بكسر اسمها وضبط سيواس مدينة إلى سافرنا ثم

" العراق، بالد من وهي مهمل سين وآخره مد وياء المهمل

. وعماله أمرائه منزل وبها البالد، من اإلقليم بهذا له ما وأعظم

وبها بالناس، غاصة أسواقها الشوارع واسعة العمارة حسنة مدينة

الشرفاء، إال ينزلها ال السيادة، دار تسمى المدرسة مثل دار

. والطعام الفرش مقامهم مدة فيها لهم وتجري بها ساكن ونقيبهم

. انصرفوا إذا فيزودون وغيره والشمع

بجقجي،   الفتى أصحاب لقائنا إلى خرج المدينة هذه قدمنا ولما

منه والجيمان إليه، منسوب وهذا السكين، بالتركية وبحق

منهم جماعة، وكانوا مكسورة وباؤه قاف، بينهما معقودان

. وهو جلبي، أخي الفتى أصحاب بعدهم لقينا ثم والمشاة الركبان

. أن فطلبوا بجقجي، أخي طبقة من أعلى وطبقته األخية كبار من

. المدينة ودخلنا األولين لسبق ذلك لنا يمكن فلم عندهم، ينزل

. أشد فرحوا قد إلينا سبقوا والذي يتفاخرون وهم ،n جميعا معهم

. والحمام الطعام في صنيعهم من كان ثم عندهم بنزولنا الفرح

. أحسن في ثالثة عندهم وأقمنا تقدم من صنيع مثل والمبيت

األمير. خيل ومعهم الطلبة، من وجماعة القاضي أتانا ثم ضيافة

معه، فركبنا الروم، ببالد العراق ملك نائب أرتنا الدين عالء

فصيح وكان ورحب، علينا فسلم داره، دهليز إلى األمير واستقبلنا

. وشيراز وأصبهان العراقين عن وسألني بالعربية اللسان

وسالطين ومصر، الشام وبالد أتابك، السلطان وعن وكرمان،

فلم. البخيل، وأذم منهم الكريم أشكر أن مراده وكان التركمان

. . ثم عليه وشكرني مني بذلك فسر الجميع شكرت بل ذلك، أفعل

. : الفتى له فقال ضيافتي في تكونون وقال وأكلنا، الطعام أحضر

: وضيافتك عندي، فليكونوا بزاويتي، بعد ينزلوا لم إنهم جلبي أخي

. : في. n ستا بها وأقمنا زاويته، إلى فانتقلنا أفعل فقال تصلهم

. ودراهم، وكسوة بفرس األمير بعث ثم األمير ضيافة وفي ضيافته

. إلى وسافرنا ويزودونا ويكرمونا يضيفونا أن بالبالد لنوابه وكتب

" وصاد والف والميم الهمزة بفتح اسمها وضبط أماصية مدينة

" حسنة كبيرة مدينة ، مفتوحة الحروف آخر وياء مكسور مهمل

تسقي النواعير أنهارها وعلى وفواكه، وأشجار وبساتين أنهار ذات

. . صاحب وملكها واألسواق الشوارع فسيحة وهي ودورها جناتها

" السين. بضم اسمها وضبط سونسى بلدة منها ويقرب العراق

" وهي ، مفتوح مهمل وسين مضموم ونون مد وواو المهمل

. أبي تعالى الله ولي أوالد سكنى وبها n أيضا العراق لصاحب

. شيخ اآلن وهو الدين عز الشيخ منهم الرفاعي أحمد العباس

والشيخ علي الشيخ وإخوته الرفاعي، سجادة وصاحب الرواق

الصغير ومعناه كوجك أحمد الشيخ أوالد يحيى والشيخ إبراهيم

. على الفضل لهم ورأينا بزاويتهم ونزلنا الرفاعي الدين تاج ابن

. سواهم من

" وكسر الكاف بضم اسمها وضبط كمش مدينة إلى سافرنا ثم

" كبيرة مدينة العراق، ملك بالد من وهي ، معجم وشين الميم

. وعلى الفضة معادن وبها والشام، العراق من التجار يأتيها عامرة

منها ونزلنا إليها أصل لم وعرة شامخة جبال منها يومين مسيرة

أفعال وفعل ضيافته في n ثالثا بها وأقمنا الدين، مجد األخي بزاوية

. . وزاد بضيافة وبعث أرتنا، األمير نائب إلينا وجاء قبله من

" اسمها وضبط أرزنجان إلى فوصلنا البالد، تلك من وانصرفنا

والف وجيم النون وسكون الزاي وفتح الراء وإسكان الهمزة بفتح

. وأكثر " عامرة، كبيرة مدينة العراق صاحب بالد من وهي ، ونون

. . أسواق ولها التركية بها يتكلمون والمسلمون األرمن سكانها

. . معادن وفيها اليها تنسب حسان ثياب بها ويصنع الترتيب حسنة

وهي ذكرناها، التي والبياسيس األواني منه ويصنعون النحاس،

. وهي الدين، نظام أخي الفتى بزاوية منها ونزلنا عندنا المنار شبه

أضافنا وكبارهم، الفتيان خيار من n أيضا وهو الزوايا، أحسن من

. ملك بالد من وهي الروم، أرز مدينة إلى وانصرفنا ضيافة أحسن

بين وقعت فتنة بسبب أكثرها خرب الساحة، كبيرة العراق،

. . دورها أكثر وفي أنهار ثالثة ويشقها بها التركمان من طائفتين

. أخي الفتى بزاوية منها ونزلنا والدوالي األشجار فيها بساتين

. : سنة وثالثين مائة على أناف إنه يقال السن، كبير وهو طومان،

n مواظبا الذهن، ثابت عصا، على n متوكئا قدميه على ينصرف ورأيته

يستطيع ال أنه إال ،n شيئا نفسه من ينكر لم أوقاتها، في للصالة

الحمام،. في أوالده وخدمنا الطعام في بنفسه وخدمنا الصوم

منه وأبى ذلك، عليه فشق نزولنا، يوم ثاني عنه االنصراف وأردنا

. فأقمنا: ثالث الضيافة أقل وإن حرمتي، نقصتم فعلتم إن وقال

. n ثالثا لديه

  " موحدة بباء اسمها وضبط بركي مدينة إلى انصرفنا ثم

إليها " ووصلنا ، مسكن راء بينهما مكسور معقود وكاف مكسورة

بها األخي زاوية عن فسألناه أهلها، من n رجال فلقينا العصر، بعد

في: نفسه منزله إلى بنا فذهب فاتبعناه عليها، أدلكم أنا فقال

أوان وذلك مظللة، واألشجار بيته، سطح بأعلى فأنزلنا له، بستان

. ضيافته في وأحسن الفاكهة، بأنواع إلينا وأتى الشديد، الحر

. بهذه أن تعرفنا قد وكنا الليلة تلك عنده وبتنا دوابنا، وعلف

الرجل ذلك بنا فأتى الدين، بمحيي يسمى n فاضال n مدرسا المدينة

قد بالمدرس وإذا المدرسة إلى الطلبة من وكان عنده، بتنا الذي

جانبيه، عن وخدامه ومماليكه فارهة، بغلة على n راكبا أقبل

. بالذهب مطرزة حسان مفرجة ثياب وعليه يديه، بين والطلبة

بيدي وأمسك والكالم، السالم وأحسن بنا فرحب عليه، فسلمنا

. ومعنى فرشتي، الدين عز القاضي جاء ثم جانبه إلى وأجلسني

. . يمين عن فقعد وفضله وعفافه لدينه بذلك لقب الملك فرشتي

. فرغ لما ثم والفرعية األصلية العلوم تدريس في وأخذ المدرس،

. وبعث فيها وأنزلني بفرشها، فأمر بالمدرسة دويرة أتى ذلك من

فوجدته إليه، فمضيت المغرب، بعد إلينا وجه ثم حافلة، ضيافة

من الماء اليه ينحدر ماء صهريج وهنالك له، ببستان مجلس في

الطلبة، من جملة يديه وبين القاشاني، بها يدور أبيض رخام خصة

عليها مرتبة على قاعد وهو جانبيه، من وقوف وخدامه ومماليكه

. فقام الملوك من n ملكا شاهدته لما فخلته حسنة، منقوشة أقطاع

وأتى مرتبته، على جانبه إلى وأجلسني بيدي وأخذ واستقبلني إلي

. أن الطلبة بعض لي وذكر المدرسة إلى وانصرفنا فأكلنا بالطعام

فعادتهم المدرس، عند الطلبة من الليلة تلك حضر من جميع

السلطان إلى المدرس هذا وكتب ليلة، كل لطعامه الحضور

فيه يصيف هنالك جبل في والسلطان كتابه، في وأثنى بخبرنا

. . فيه يصيف أن وعادته بارد الجبل وذلك الحر، شدة ألجل

بركي سلطان ذكر

وكرمائهم   السالطين خيار من آيدين بن محمد السلطان وهو

إلي نائبه وجه بخبري، يعلمه المدرس إليه بعث ولما وفضالئهم،

وكان ثانية، إلي يبعث حتى أقيم أن المدرس علي فأشار آلتيه،

الركوب يستطيع ال قرحة، برجله خرجت قد ذاك إذ المدرس

طلبي في بعث السلطان إن ثم المدرسة، عن وانقطع بسببها،

: ومن الركوب، أستطيع ال أنا فقال المدرس على ذلك فشق ثانية،

. إنه ثم لك يجب ما السلطان لدى ألقرر معك، التوجه غرضي

. الركاب في رجله يضع ولم وركب ،n خرقا رجله على ولف تحامل

نحتت قد طريق في الجبل، إلى وصعدنا وأصحابي أنا وركبت

على فنزلنا الزوال، عند السلطان موضع إلى فوصلنا وسويت،

قلق في السلطان وصادفنا الجوز، شجر ظالل تحت ماء نهر

صهره إلى عنه سليمان األصغر ابنه فرار بسبب بال، وشغل

: خضر ولديه إلينا بعث وصولنا خبر بلغه فلما بك، أرخان السلطان

ففعال علي بالسالم وأمرهما الفقيه، على فسلما بك، وعمر بك

. ببيت إلي وبعث وانصرفا ومقدمي حالي عن وسأالني ذلك،

" " تجمع الخشب من عصي وهو ، خركاه الخرقة عندهم يسمى

الضوء لدخول أعاله ويفتح اللبود، عليها وتجعل القبة، شبه

. . بالفرش وأتوا شده إلى احتيج متى ويسد البادهنج مثل والريح،

خارج وأصحابي أصحابه معه وقعدت الفقيه، وقعد ففرشوه،

ومات البرد، شديدة الموضع وذلك الجوز، شجر ظالل تحت البيت

. ركب الغد من كان ولما البرد شدة من فرس الليلة تلك لي

ثم فضائله، اقتضته بما شأني في وتكلم السلطان إلى المدرس

. ،n معا طلبنا في السلطان وجه ساعة وبعد بذلك وأعلمني إلي عاد

عن الفقيه وقعد عليه، فسلمنا ،n قائما ووجدناه منزله إلى فجئنا

. وسألني ومقدمي، حالي عن فسألني الفقيه يلي مما وأنا يمينه

. ثم األعاجم وبالد والعراقين واليمن والشام ومصر الحجاز عن

في والسمن والدقيق األرز وبعث وانصرفنا، فأكلنا الطعام حضر

. ،n أياما الحال تلك على وأقمنا الترك فعل وكذلك األغنام، كروش

الظهر، بعد إلينا n يوما وأتى طعامه، فنحضر يوم، كل إلينا يبعث

السلطان وقعد يساره، عن وأنا المجلس، صدر في الفقيه وقعد

أن مني وطلب الترك، عند الفقهاء لعزة وذلك الفقيه، يمين عن

فكتبتها وسلم عليه الله صلى رسول حديث من أحاديث له أكتب

له يكتب أن فأمره الساعة تلك في عليه الفقيه وعرضها له،

لنا يطبخون الخدام ورأى فخرج، قام ثم التركي، باللسان شرحها

. صاحب بعقاب فأمر خضر وال إدام بغير الجوز ظالل تحت الطعام

. الجبل، بذلك إقامتنا وطالت والسمن باألبزار وبعث خزانته،

. من مل قد n أيضا الفقيه وكان اإلنصراف وأردت الملل فأدركني

. فلما السفر أريد أني يخبره السلطان إلى فبعث هنالك، المقام

بالتركية، المدرس مع فتكلم نائبه، السلطان بعث الغد من كان

. لي فقال وانصرف كالمه عن فأجابه أفهمها، ذاك إذ أكن ولم

: . : ?: إن: قال قال ما أعرف ال قلت قال ماذا أتدري المدرس

: . الذهب عنده له فقلت يعطيك ماذا ليسألني إلي بعث السلطان

. إلى فذهب ذلك من أحب ما فليعطه والعبيد والخيل والفضة

: . هنا تقيما أن يأمر السلطان إن فقال إلينا عاد ثم السلطان

. بعث الغد من كان ولما بالمدينة داره إلى n غدا معه وتنزال اليوم،

. فخرج المدينة إلى معه ونحن ونزل مراكبه، من n جيدا n فرسا

ودخل وسواه، n آنفا المذكور القاضي وفيهم الستقباله، الناس

إلى المدرس مع ذهبت داره بباب نزل فلما معه، ونحن السلطان

. ولما داره إلى معه بالدخول وأمرنا بنا فدعا المدرسة، ناحية

صورهم عشرين، نحو خدامه من وجدنا الدار دهليز إلى وصلنا

وألوانهم مفروقة وشعورهم الحرير ثياب وعليهم الحسن فائقة

: . الصور هذه ما للفقيه فقلت بحمرة مشربة البياض ساطعة

. : ? n درجا السلطان مع وصعدنا روميون فتيان هؤالء قال الحسان

ماء، صهريج وسطه في حسن مجلس إلى انتهينا أن إلى كثيرة

فيه، من ماء يمج نحاس سبع صورة أركانه من ركن كل وعلى

إحداها وفوق مفروشة، متصلة مصاطب المجلس بهذا وتدور

. بيده، مرتبته السلطان نحى إليها انتهينا فلما السلطان مرتبة

مما والقاضي يمينه، عن الفقيه وقعد األقطاع، على معنا وقعد

المصطبة، أسفل القراء وقعد القاضي، يلي مما وأنا الفقيه، يلي

. مجالسه من كان حيث يفارقونه ال والقراء

المحلول،   بالجالب مملوءة والفضة الذهب من بصحاف جاءوا ثم

مقسومة، صغار كعكات فيه وجعل الليمون، ماء فيه عصر قد

مثل فيها صيني بصحاف معها وجاءوا وفضة، ذهب مالعق وفيها

الصيني صحاف استعمل تورع فمن خشب، مالعق وفيها ذلك،

. الفقيه، على وأثنيت السلطان بشكر وتكلمت الخشب ومالعق

. وسره السلطان ذلك فأعجب ذلك في وبالغت

حكاية

لها عمامة رأسه على شيخ أتى السلطان مع قعودنا أثناء وفي

السلطان أمام وقعد والفقيه، القاضي له وقام عليه، فسلم ذؤابة

: . هذا من للفقيه فقلت منه أسفل والقراء المصطبة، فوق

: . يهودي ? هذا لي فقال السؤال، أعدت ثم وسكت فضحك الشيخ

. . له القيام من رأيت ما فعلنا هذا فألجل إليه محتاج وكلنا طبيب،

: . ابن ملعون يا لليهودي فقلت االمتعاض وأبديت حدث ما فأخذني

? وشتمته يهودي وأنت القرآن، قراء فوق تجلس كيف ملعون،

فأخبره كالمي معنى عن وسأل السلطان فعجب صوتي، ورفعت

. . حال أسوأ في المجلس عن فخرج اليهودي وغضب به الفقيه

. : n أحدا إن فيك الله بارك أحسنت الفقيه لي قال انصرفنا ولما

. بنفسه عرفته ولقد بذلك، مخاطبته على يتجاسر ال سواك

آخرى حكاية

n حجرا رأيت هل لي فقال المجلس، هذا في السلطان وسألني

: . : لي ? فقال به سمعت وال ذلك رأيت ما فقلت السماء من نزل

. n رجاال دعا ثم السماء من حجر هذا بلدنا بخارج نزل قد إنه

له الصالبة، شديد أصم أسود بحجر فأتوا بالحجر، يأتوا أن وأمرهم

. بإحضار. السلطان وأمر n قنطارا تبلغ زنته أن قدرت بريق

عليه فضربوا يضربوه، أن فأمرهم منهم أربعة فحضر القطاعين،

فيه يؤثروا فلم الحديد، بمطارق مرات أربع واحد رجل ضربة

. . يوم ثالث وفي كان حيث إلى برده وأمر أمره من فعجبت ،n شيئا

ودعا ،n عظيما n صنيعا صنع السلطان، مع المدينة إلى دخولنا من

فطعموا المدينة، أهل ووجوه العسكر وأعيان والمشايخ الفقراء

منزلنا إلى وعدنا الحسان، باألصوات القرآن القراء وقرأ

كل. في والشمع والحلواء والفاكهة الطعام يوجه وكان بالمدرسة

كاملة. وكسوة درهم وألف n ذهبا مثقال مائة إلي بعث ثم ليلة

أصحابي من لكل وبعث ميخائيل، يسمى n روميا n ومملوكا n وفرسا

. جزاه الدين، محيي المدرس بمشاركة هذا كل ودراهم كسوة

. عنده مقامنا مدة وكانت وانصرفنا وودعنا، ،n خيرا تعالى الله

. من وهي تيرة مدينة قصدنا ثم n يوما عشر أربعة والمدينة بالجبل

" مد وياء المعلوة التاء بكسر اسمها وضبط السلطان، هذا بالد

. " بزاوية منها نزلنا فواكه وبساتين انهار ذات حسنة مدينة وراء

أصحاب وله الدهر، صائم الصالحين، كبار من وهو محمد، الفتى

" . . أياسلوق مدينة إلى وسرنا لنا ودعا فأضافنا طريقته على

مهمل وسين الحروف آخر والياء الهمزة بفتح اسمها وضبط

" معظمة قديمة كبيرة مدينة قاف وآخره مضموم والم مضموم

ويكون الضخمة، بالحجارة مبنية كبيرة كنيسة وفيها الروم، عند

. نحت أبدع منحوتة دونها، فما أذرع عشرة منها الحجر طول

له نظير ال الدنيا، مساجد أبدع من المدينة بهذه الجامع والمسجد

من يقصدونها عندهم معظمة للروم كنيسة وكان الحسن، في

،n جامعا n مسجدا المسلمون جعلها المدينة هذه فتحت فلما البالد،

مسقف وهو األبيض، الرخام وفرشه الملون، الرخام من وحيطانه

قبة كل وسط في منوعة، قبة عشرة إحدى وفيه بالرصاص،

المختلفة األشجار النهر جانبي وعلى يشقه، والنهر ماء، صهريج

. عشر خمسة وله الياسمين ومعرشات العنب ودوالي األجناس

آيدين،. بن محمد السلطان ابن بك خضر المدينة هذه وأمير n بابا

. خارجها المدينة بهذه لقيته ثم ببركي أبيه عند رأيته كنت وقد

حرماني سبب وكان مني، ذلك فكره راكب، وأنا عليه، فسلمت

. ولم. ذلك وأعجبهم نزلوا الوارد لهم نزل إذا عادتهم فإن لديه

بفتح " النخ يسمونه المذهب الحرير من n واحدا n ثوبا إال إلي يبعث

." n بكرا رومية جارية المدينة بهذه واشتريت معجم وخاء النون

" اسمها وضبط يزمير المدينة إلى سرنا ثم ،n ذهبا n دينارا بأربعين

مد وياء مكسورة وميم مسكن وزاي مفتوحة الحروف آخر بياء

. قلعة " ولها خراب معظمها البحر، ساحل على كبيرة مدينة وراء

. األحمدية، من وهو يعقوب، الشيخ بزاوية منها نزلنا بأعالها متصلة

. الرفاعي، أحمد بن الدين عز الشيخ بخارجها ولقينا فاضل صالح

من فقير مائة ومعه المشايخ، كبار من األخالطي زاده ومعه

يعقوب. الشيخ وصنع األخية، األمير لهم ضرب وقد المولهين

. ابن بك عمر المدينة هذه وأمير بهم واجتمعت وحضرتها، ضيافة،

وكان بقلعتها، وسكناه ،n آنفا المذكور آيدين بن محمد السلطان

. بها نزولنا من خمس بعد قدم ثم أبيه، عند عليها قدومنا حين

وبعث واعتذر، علي فسلم بالزاوية إلي أتى أن مكارمه من فكان

اسمه n خماسيا n روميا n مملوكا ذلك بعد وأعطاني عظيمة، ضيافة

وتبريز ببغداد تصنع حرير ثياب وهي الكمخا، من وثوبين نقوله،

يبق لم األمير أن به يؤم الذي الفقيه لي وذكر وبالصين، ونيسابور

رحمه كرمه بسبب أعطاني الذي المملوك ذلك سوى مملوك له

وآنية مجهزة، أفراس ثالثة الدين عز للشيخ n أيضا وأعطى الله،

من n وثيابا دراهم، مملوءة المشربة عندهم تسمى كبيرة فضية

. هذا وكان n وغلمانا وجواري والكمخا والقسي والمرعز الملف

على بها يضرب غزوية أجفان له الجهاد، كثير n صالحا n كريما األمير

n كرما ذلك ويفني ويغنم، فيسبي العظمى القسطنطينية نواحي

وطأته الروم على اشتدت أن إلى الجهاد، إلى يعود ثم ،n وجودا

. بغزوه وإفرانسة جنوة نصارى فأمر البابا إلى أمرهم فرفعوا

من كثير عدد في n ليال مدينته وطرقوا رومية، من n جيشا وجهز

. إليهم ونزل والمدينة المرسى وملكوا من   األجفان، عمر األمير

النصارى واستقر ناسه، من وجماعة هو واستشهد فقاتلهم القلعة

. المدينة هذه من سافرنا ثم لمنعتها القلعة على يقدروا ولم بالبلد،

" معجمة وغين مفتوحة بميم اسمها وضبط مغنيسية مدينة إلى

آخر وياء مكسورة مهملة وسين مد وياء مكسورة ونون نسكنة

" من رجل بزاوية عرفة يوم عشي بها نزلنا مشددة الحروف

كثير وبسيطها جبل، سفح في حسنة، كبيرة مدينة وهي الفتيان،

. فقاتلهم القلعة من عمر أمير والفواكه والبساتين والعيون األنهار

ولم بالبلد، النصارى واستقر ناسه، من وجماعة هو واستشهد

. مدينة إلى المدينة هذه من سافرنا ثم لمنعتها القلعة على يقدروا

ونون " نسكنة معجمة وغين مفتوحة بميم اسمها وضبط مغنيسية

الحروف آخر وياء مكسورة مهملة وسين مد وياء مكسورة

وهي " الفتيان، من رجل بزاوية عرفة يوم عشي بها نزلنا مشددة

والعيون األنهار كثير وبسيطها جبل، سفح في حسنة، كبيرة مدينة

. والفواكه والبساتين

مغنيسية سلطان ذكر

وجدناه البلدة، هذه إلى وصلنا ولما صاروخان، يسمى وسلطانها

ليلة الولد وأم هو فكان أشهر، منذ توفي قد وكان ولده، بتربة

خشب تابوت في وجعل صبر، قد والولد بتربته، وصبيحتها العيد

لتذهب لها سقف ال قبة في وعلق المقزدر، بالحديد مغشى

وجه على n ظاهرا تابوته ويجعل القبة، تسقف وحينئذ رائحته،

. الملوك من n أيضا غيره رأيت وهكذا عليه ثيابه وتجعل األرض،

وعدنا العيد، صالة معه وصلينا الموضع، بذلك عليه وسلمنا فعل،

. غالم مع وتوجه أفراسنا، لي كان الذي الغالم فأخذ الزاوية إلى

. يظهر لم العشي كان لما ثم فأبطأ سقيها، برسم األصحاب لبعض

. مصلح الفاضل المدرس الفقيه المدينة بهذه وكان أثر لهما

. في فبعث بذلك وأعلمناه السلطان إلى معي فركب الدين،

مدينة وقصدا عيدهم في الناس واشتغل يوجدا، فلم طلبهما،

من يوم مسيرة على فوجة تسمى البحر ساحل على للكفار

. كل. في هدية يبعثون وهم حصين بلد في الكفار وهؤالء مغنيسية

. فلما بلدهم لحصانة بها، منهم فيقنع مغنيسية سلطان إلى سنة

أنهما وذكروا وباألفراس، األتراك بعض بهما أتى الظهر بعد كان

حتى عليهما واشتدوا أمرهما فأنكروا النهار، عشية بهم اجتازا

. ليلة وبتنا مغنيسية، من سافرنا ثم الفرار من عليه عزما بما أقرا

عندهم نجد ولم لهم، مرعى في نزلوا قد التركمان من قوم عند

مداولة يحترسون أصحابنا وبات الليلة، تلك دوابنا به نعلف ما

. . التوزري الدين عفيف الفقيه نوبة فأتت السرقة خوف بينهم

: فأعلمني النوم أردت إذا له فقلت البقرة سورة يقرأ فسمعته

. ذهب وقد الصباح إال أيقظني فما نمت، ثم يحرس، من ألنظر

وكان ولجامه، بسرجه الدين عفيف يركبه كان لي بفرس السراق

. إلى فوصلنا الغد من رحلنا ثم بأياسلوق اشتريته الخيل جياد من

" مسكنة وراء مفتوحة موحدة بباء اسمها وضبط برغمة مدينة،

" قلعة لها خربة، مدينة مفتوحة وميم مفتوحة معجمة وغين

: . أهل من الحكيم أفالطون إن ويقال جبل بأعلى منيعة عظيمة

. بزاوية منها ونزلنا اآلن إلى باسمه تشتهر وداره المدينة، هذه

. داره إلى فنقلنا المدينة كبراء أحد جاء ثم األحمدية من فقير

. n كثيرا n إكراما وأكرمنا

برغمة سلطان ذكر

هو عندهم وخان الشين، بكسر خان يخشي يسمى وسلطانها

مكسور " وشين معجم وخاء الحروف آخر بباء ويخشي السلطان

فبعث" بقدومنا فأعلم له، مصيف في صادفناه جيد، ومعناه

وسرنا الطريق، على يدلنا من اكترينا ثم قدسي، وثوب بضيافة

" كسري بلي مدينة إلى وصلنا أن إلى وعرة، شامخة جبال في

وكاف مد وياء مكسورة والم مفتوحة موحدة باء اسمها وضبط

" حسنة مدينة وياء مكسور وراء مسكن مهمل وسين مفتوح

. وأرادوا فيه يجمع لها جامع وال األسواق، مليحة العمارات كثيرة

. n سقفا له يجعلوا ولم حيطانه فبنوا بها، متصل خارجها جامع بناء

هذه من ونزلنا األشجار، ظالل تحت ويجتمعون به يصلون وصاروا

إلينا وأتى أفاضلهم، من وهو سنان أخي الفتى بزاوية المدينة

. موسى الفقيه وخطيبها قاضيها

كسري بلي سلطان ذكر

. المدينة، هذه بنى الذي هو وأبوه فيه خير وال دمورخان، ويسمى

على والناس هذا، ابنه مدة في فيه، خير ال بمن عمارتها وكثرت

. . المدينة بهذه واشتريت حرير ثوب إلي وبعث ورأيته الملك، دين

وضبط " برصا مدينة إلى سرنا ثم غليظة، مر تسمى رومية جارية

" المهمل الصاد وفتح الراء وإسكان الموحدة الباء بضم اسمها

تحفها الشوارع، فسيحة األسواق حسنة عظيمة كبيرة مدينة

. شديد نهر وبخارجها الجارية والعيون جهاتها جميع من البساتين

: أحدهما بيتان عليها بني وقد عظيمة، بركة في يصب الحرارة

ويأتون الحمة، بهذه يستشفون والمرضى للنساء، واآلخر للرجال

. بها ينزلون للواردين زاوية وهنالك البالد أقاصي من إليها

. أحد الزاوية هذه عمlر أيام ثالثة وهي مقامهم مدة ويطعمون

. شمس أخي الفتى بزاوية المدينة هذه في ونزلنا التركمان ملوك

. . n طعاما فصنع عاشوراء يوم عنده ووافقنا الفتيان كبار من الدين

وقرأ عنده، وأفطروا ،n ليال المدينة وأهل العسكر وجوه ودعا ،n كثيرا

الدين مجد الواعظ الفقيه وحضر الحسنة، باألصوات القراء

. والرقص. السماع في أخذوا ثم وأحسن، وذكر ووعظ القونوي

. يصوم الصالحين من الواعظ وهذا الشأن عظيمة ليلة وكانت

. يمينه lكد من إال يأكل وال أيام، ثالثة كل في إال يفطر وال الدهر

ما: إال متاع وال له منزل وال قط، أحد طعام يأكل لم إنه ويقال

. ويذكر المجالس في ويعظ المقبرة في إال ينام وال به، يستتر

. بعد وطلبته الناس من الجماعة مجلس كل في يديه على فيتوب

: . يأتيها إنه ويقال أجده فلم الجبانة وأتيت أجده، فلم الليلة هذه

. الناس هجوع بعد

حكاية

مجد بها وعظ الدين، شمس بزاوية عاشوراء ليلة حضرنا لما

. . منها عليه غشي صيحة الفقراء أحد فصاح الليل آخر الدين

يفق، فلم ذلك عليه فأعادوا يفق، فلم الورد ماء عليه فصبوا

مغشي إنه قائل ومن ميت، إنه قائل فمن فيه، الناس واختلفت

وطلعت. الصبح وصلينا القراء وقرأ كالمه الواعظ وأتم عليه

. الله رحمه الدينا فارق فوجدوه الرجل حال فاختبروا الشمس،

. . ودفنه عليه الصالة حضر فيمن وكنت وتكفينه بغسله فاشتغلوا

. هنالك بغار يتعبد كان أنه وذكروا الصياح يسمى الفقير هذا وكان

. وحضر قصده، يعظ الدين مجد الواعظ أن علم فمتى جبل في

. ويغشى يصيح الدين مجد وعظ فإذا أحد طعام يأكل ولم وعظه،

. صاح الواعظ سمع إذا ثم ركعتين ويصلي فيتوضأ يفيق، ثم عليه

. أعذر وكان ذلك ألجل الصياح وسمي الليلة في n مرارا ذلك يفعل

من تقوته والدة له وكانت الخدمة، على له قدرة ال والرجل، اليد

. المدينة. بهذه ولقيت األرض نبات من اقتات توفيت فلما غزلها

جال الصالحين، من وهو السائح المصري الله عبد الصالح الشيخ

المغرب وال سرنديب جزيرة وال الصين يدخل لم أنه إال األرض،

. األقاليم هذه بدخول عليه زدت وقد السودان، بالد وال األندلس وال

برصا سلطان ذكر

معجم " " وخاء الهمزة بضم وأرخان بك، أرخان الدين اختيار سلطانهاقاف " " وآخره مضموم معقود بجيم وجوق جوق عثمان السلطان ابن

. وأكثر التركمان ملوك أكبر السلطان وهذا الصغير بالتركية وتفسيره . أكثر في وهو حصن مائة يقارب ما الحصون من له ،n وعسكرا n وبالدا n ماال

شؤونه إلصالح n أياما منها حصن بكل ويقيم عليها، يطوف يزال ال أوقاته : . الكفار ويقاتل ببلد، n كامال n شهرا قط يقم لم إنه ويقال حاله وتفقد

وقبره. الروم، أيدي من برصا مدينة استفتح الذي هو وواله ويحاصرهم . مدينة. حاصر أنه ويذكر للنصارى كنيسة مسجدها وكان بمسجدها

الذي هذا ولده فحاصرها فتحها، قبل ومات سنة عشرين نحو برتيك

. . بدراهم إلي وبعث له لقائي كان وبها وافتتحها سنة عشرة اثني ذكرناهآخر. " الياء بفتح اسمها وضبط يزنيك مدينة إلى سافرنا ثم كثيرة

الوصول " قبل وبتنا وكاف مد وياء النون وكسر الزاي وإسكان الحروف . هذه من سرنا ثم األخية من فتى بزاوية كرله، تدعى بقرية ليلة إليها

الحلو الرمان أشجار جوانبها على ماء أنهار في n كامال n يوما القريةمن أميال ثمانية على القصب، تنبت ماء بحيرة إلى وصلنا ثم والحامض،

يسلك. ال الجسر، مثل واحد طريق على إال دخولها يستطاع ال يزنيك . بها محيطة والبحيرة المدينة، هذه امتنعت وبذلك واحد فارس إال عليها

. أناس إال بها يسكن ال عروشها على خاوية وهي الجهات، جميع منالحاكمة وهي خاتون، بيون زوجته وبها السلطان، خدام من قليلون

. سورين كل بين أربعة أسوار المدينة وعلى فاضلة، صالحة امرأة عليهمرفعها أرادوا متى خشب، جسور على إليها ويدخل الماء، وفيه خندق

فلكل. والمزارع، واألرض والدور البساتين المدينة وبداخل رفعوها . من وبها قريبة، آبار من وشربها مجموعة وبستانه ومزرعته داره إنسان

. . الثمن رخيص n جدا كثير عندهم والقسطل والجوز الفواكه أصناف جميع . . العنب وبها بالقاف القوز والجوز بالنون قسطنة القسطل ويسمون

. صافي الجرم وعظيم الحالوة متناهي سواها، في مثله أر لم العذاري . الفقيه المدينة بهذه أنزلنا واحدة نواة منه للحبة القشر، رقيق اللون

الفضالء شيخ وهو السلطانيوكي، الدين عالء المجاور الحاج اإلماموسيرته حسنة وصورته الطعام، أحضر إال لزيارته قط جئت ما الكرماء،

وأضافت. فأكرمت المذكورة، الخاتون إلى معي وتوجه أحسنبك. أرخان السلطان المدينة هذه إلى وصل بأيام قدومنا وبعد وأحسنت

. فرس مرض بسبب n يوما أربعين نحو المدينة بهذه وأقمت ذكرناه الذيأصحابي. من ثالثة ومعي وانصرفت، تركته المكث علي طال فلما لي

. . عنا ويترجم التركي اللسان يحسن من معنا وليس وغالمان وجارية . لها يقال بقرية فبتنا منها خرجنا ثم المدينة بهذه فارقنا ترجمان لنا وكان

. وأضافنا " " أكرمنا فقيه عند بتنا والجيم والكاف الميم بفتح مكجاخديم ومعها فرس على الترك من امرأة وتقدمتنا عنده من وسافرنا

كبير واد� إلى فوصلت أثرها، اتباع في ونحن ينجا، مدينة قاصدة وهي لها،تجوز فذهبت منها، الله أعاذنا سقر، إلى نسب كأنه سقري له يقال

وأراد ظهرها، عن ورمتها بها تغرق الدابة كادت توسطته، فلما الوادي . في وكان n معا بهما الوادي فذهب استخالصها، معها كان الذي الخديم

وبها المرأة فأخرجوا سباحة، أثرها في بأنفسهم رموا قوم الوادي عدوة . أولئك وأخبرنا الله رحمه نحبه قضى قد الرجل ووجدوا رمق، الحياة من

. أربع وهي إليها، توجهنا الموضع ذلك من أسفل المعدية أن الناسوالمتاع، الدواب سروج عليها يجعلون بالحبال، مربوطة خشبات

. الدواب وتجاز الناس عليها ويركب األخرى، العدوة من الرجال ويجذبها . مثال على واسمها كاوية إلى الليلة تلك ووصلنا فعلنا وكذلك سباحة

يفهم فلم بالعربية فكلمناه األخية أحد بزاوية منها نزلنا الكي من فاعلة : يعرف فإنه الفقيه اطلبوا فقال عنه، نفهم فلم بالتركية وكلمنا عنا،

منا. يفهمها فلم بالعربية وكلمناه بالفارسية فكلمنا الفقيه فأتى العربية. نوميدانم: عربي من يندو ميكو ميقوان كهنا عربي ايشان للفتى فقال

جديد، ونو أنا، ومن يقولون، وميقوان قديم، وكهنا هؤالء، معناه وايشان . الفضيحة عن نفسه ستر الكالم بهذا الفقيه أراد وإنما تعرف وميدانم

: . هؤالء لهم فقال يعرفه ال وهو العربي اللسان يعرف أنه ظنوا حينفظن الجديد العربي إال أعرف ال وأنا القديم، العربي بالكالم يتكلمون . إكرامنا في وبالغ عنده ذلك ونفعنا الفقيه قاله ما على األمر أن الفتى

وهو: القديم العربي باللسان يتكلمون ألنهم كرامتهم، تجب هؤالء وقال . كالم نفهم ولم وأصحابه n تسليما وسلم عليه الله صلى النبي لسان

. الفارسي اللسان تعلمت فلما لفظه حفظت لكنني ذاك إذ الفقيه . وضبط ينجا إلى n دليال معنا وبعث بالزاوية، الليلة تلك وبتنا مراده فهمت

. حسنة " " كبيرة بلدة وجيم النون وكسر الحروف آخر الياء بفتح اسمها: له فقلت المولهين، الفقراء أحد بها فوجدنا األخي زاوية عن بها بحثنا

. : يفهم من وجدت إذ ذلك عند فسرت نعم لي فقال األخي، زاوية هذه . اللسان من يعرف ال أنه الغيب أبرز اختبرته فلما العربي اللسان

. . بطعام الطلبة أحد إلينا وجاء بالزاوية ونزلنا خاصة نعم كلمة إال العربييعرف يكن ولم الطالب، بهذا األنس وحصل ،n حاضرا األخي يكن ولم

من n فارسا فأعطاني البلدة نائب مع وتكلم تفضل ولكنه العربي، اللسانوسكون " الكاف بفتح اسمها وضبط كبنوك إلى معنا وتوجه أصحابه،

ذمة " تحت الروم كفار يسكنها صغيرة بلدة وهي النون وضم الباء. عليهم الحكام وهم المسلمين، من واحد بيت غير بها وليس المسلمين،

إبان وذلك كافرة، عجوز بدار فنزلنا بك، أرخان السلطان بالد من وهيشجر ال البلدة وهذه الليلة، تلك عندها وبتنا إليها فأحسنا والشتاء، الثلج

العجوز هذه وأتتنا الزعفران، إال بها يزرع وال العنب دوالي وال بهاركبنا . الصباح كان ولما منها نشتريه تجار أننا وظنت كثير، بزعفران

غيره n فارسا معنا فبعث كاوية، من معنا الفتى بعثه الذي الفارس وأتانا . عن عفى كثير ثلج الليلة تلك في وقع وقد مطرني مدينة إلى ليوصلنا

نصف في وصلنا أن إلى أثره فاتبعنا الفارس ذلك فتقدمنا ، الطريقالفارس ذلك وكلمهم منه، فأكلنا بطعام فأتوا للتركمان، قرية إلى النهار

جوازه لنا تكرر ماء ومجرى n وجباال n أوعارا بنا وسلك أحدهم، معنا فركب: . الفارس ذلك لنا قال ذلك من خلصنا فلما مرة الثالثين من أزيد

: . نعطيك المدينة إلى وصلنا إذا له فقلنا الدراهم من n شيئا أعطوني

. أصحابي لبعض n قوسا فأخذ عنا يفهم لم أو منا، ذلك يرض فلم ونرضيكالدراهم، من n شيئا فأعطيته القوس إلينا فرد رجع ثم بعيد غير ومضى

نتلمح فكنا لنا، طريق وال نقصد أين نعرف ال وتركنا عنا وهرب فأخذهاإلى الشمس غروب عند بلغنا أن إلى ونسلكه، الثلج تحت الطريق أثر

معي ومن علي الهالك فخفت الحجارة، لكثرة به الطريق يظهر جبل . هلكنا، الدواب عن نزلنا فإن هنالك عمارة وال n ليال الثلج نزول وتوقعت . فعملت الجياد من فرس لي وكان نتوجه أين نعرف ال ليلتنا سرينا وإن

: سالمة في أحتال لعلي سلمت إذا نفسي في وقلت الخالص، على . . البالد تلك وأهل وسرت تعالى الله واستودعتهم كذلك فكان أصحابي،

فيجدها عمارة، أنها رائيها يظن الخشب من n بيوتا القبور على يبنون . البيوت. إلى وصلت العشاء بعد كان فلما كثير منها لي فظهر n قبورا

إلى: تعالى الله ووفقني عامرة، فوجدتها عامرة، اجعلها اللهم فقلتوأشار بالتركي، فكلمني بالعربي فكلمته n شيخا عليها فرأيت دار، باب

. لطف من وكان عني، يفهم فلم أصحابي بشأن فأخبرته بالدخول إلي . سمع فلما شيخها بالباب والواقف للفقراء، زاوية الدار تلك أن الله

. بيني وكانت بعضهم خرج الشيخ مع كالمي الزاوية بداخل الذين الفقراءيمضي بأن إليه وأشرت أصحابي خبر وأخبرته علي، فسلم معرفة وبينه

إلى معي وتوجهوا ذلك ففعلوا األصحاب، الستخالص الفقراء معالسالمة، على تعالى الله وحمدنا الزاوية إلى n جميعا وجئنا أصحابي،

. تعالى الله بذكر ليلتهم وقطعوا القرية أهل فاجتمعوا جمعة، ليلة وكانت . عند ورحلنا المشقة وارتفعت الطعام من له تيسر بما منهم كل وأتىبضم " اسمها وضبط الجمعة صالة عند مطرني مدينة فوصلنا الصباح

فنزلنا " ، مد وياء النون وكسر الراء واسكان المكهملة والطاء الميم n مربطا نجد ولم المسافرين، من جماعة وبها األخية، الفتيان أحد بزاوية

وعدم. والبرد الثلج لكثرة قلق في ونحن الجمعة فصلينا للدواباللسان يعرف وكان علينا، فسلم أهلها من الحجاج أحد فلقينا المربط،

للدواب مرابط على يدلنا أن منه وطلبت برؤيته، فسررت العربي : هذه. دور أبواب ألن يتأتى، فال منزل في فهي ربطها أما فقال بالكراء

بالسوق سقيفة على أدلكم ولكنني الدواب، منها تدخل ال صغار، البلدةالسوق، لحضور يأتون والذين دوابهم، المسافرون فيهم  يربط

خال بحانوت األصحاب أحد ونزل دوابنا، بها وربطنا عليها فدلنا

. أحد ونزل دوابنا، بها وربطنا عليها ا الدواب ليحرس إزاءها

. الدواب ليحرس إزاءها خال بحانوت األصحاب

حكاية?

وبعثت للدواب، التبن ليشتري الخدام أحد بعثت أني لنا اتفق ما غريب من وكان

. . فسألناه يضحك وهو شيء، دون واآلخر بالتبن، أحدهما فأتى السمن يشتري أحدهم

: إلينا فأشار السمن، منه فطلبنا بالسوق دكان على وقفنا إنا فقال ضحكه سبب عن

وقلنا. منه، فأخذناه بالتبن وأتى ساعة فأبطأ الدراهم، له فدفعنا والده وكلم بالوقوف

: بلسان: سمن للتبن يقولون أنهم الغيب وأبرز السمن، هذا فقال السمن، نريد إنا له

. اللسان. يعرف الذي الحاج بهذا اجتمعنا ولما رباغ عندهم فيسمى السمن أما الترك

عشرة، البلدة هذه وبين وبينها قصطومنية، إلى معنا يسافر أن منه رغبنا العربي

لركوبه، دابة له وعينت لعياله، تركها نفقه وأعطيته ثيابي، من n مصريا n ثوبا وكسوته

. على ديون وله كثير، مال صاحب أنه حاله من لنا فظهر معنا، وسافر الخير ووعدته

لنفقتنا الدارهم نعطيه وكنا األفعال سيء الطبع خسيس الهمة ساقط أنه غير الناس،

ذلك ثمن ويمسك والملح والخضر األبراز به ويشتري الخبز من يفضل ما فيأخذ

كنا. لما نحتمله وكنا ذلك، دون النفقة دارهم من يسرق كان أنه لي وذكر لنفسه

له نقول وكنا فضحناه، أن إلى حاله وانتهت الترك، بلسان المعرفة عدم من نكابده

: ? منه فنضحك كذا فيقول النفقة من اليوم سرقت كم حاج، يا النهار آخر في

. فتولى المنازل، بعض في فرس لنا مات أنه الخسيسة أفعله ومن بذلك ونرضى

. فجاءت القرى بعض في له أخت عند ليلة نزلنا أنا ومنها وباعه بيده جلده سلخ

الماء في وتجعل ميبسة كلها والخوخ، والمشمش والتفاح األجاص من وفاكهة بطعام

: . ال فقال بذلك فعلم إليها نحسن أن فأردنا ماؤها ويشرب فتؤكل ترطب حتى

بحيث خفية في n إحسانا وأعطيناه له، إرضاء فأعطيناه لي ذلك وأعطوا ،n شيئا تعطوها

" . وكسر مضموة موحدة بياء اسمها وضبط بولي مدينة إلى وصلنا ثم بذلك يعلم لم

" فلما ،n صغيرا العين رأي في يظهر n واديا وجدنا منها قريب إلى انتهينا ولما ، الالم

. جارية وبقيت n جميعا فجاوزه واالنزعاج، الجرية شديد وجدوه أصحابنا بعض دخله

في وأخذت فأردفتها، أفراسهم من n خيرا فرسي وكان تجويزها، في خافوا صغيرة

وبها أصحابي فأخرجها الجارية، ووقعت الفرس بي وقع توسطته فلما الوادي جواز

. أنه عوائدهم ومن األخية، الفتيان أحد زاوية فقصدنا المدينة ودخلنا أنا وخلصت رمق

. أركان من ركن كل في يجعلون n أبدا الشتاء أيام زواياهم في موقودة النار تزال ال

. الزاوية يؤذي وال الدخان، منها يصعد منافس لها ويصنعون النار، موقد الزاوية

: . العزيز عبد الدين صفي أحسن وقد جزي ابن قال بخيري واحدها البخاري ويسمونها

: البخيري بذكر وتذكرته التورية، في قوله في الحلي سرايا بن

مذ البخيري إنغـدا فارقتموه

كانونه على الرماد يحثو الترب

أبـا يمسي أنه شئتم لولـهـب�

حمالة بغالكم جاءتالحطـب

ثيابي: فنزعت موقودة، النار وجدنا للزاوية دخلنا فلما قال

. بالطعام األخي وأتى بالنار واصطليت سواها، n ثيابا ولبست

! . نفوسهم أكرم ما طائفة من درهم فلله ذلك من أكثر والفاكهة

بالوارد وألطفهم الغريب على سفقتهم وأعظم إيثارهم وأشد

. الغريب اإلنسان قدوم فليس بأمره n أحتفاال وأجملهم فيه وأحبهم

. بحال الليلة تلك وبتنا إليه أهله أحب على كقدومه إال عليهم

وضبط " بولي كردي مدينة إلى فوصلنا بالغداة رحلنا ثم مرضية،

الياء وسكون المهمل والدال الراء وفتح معقودة بكاف اسمها

مدينة " وهي ، وياء مكسورة والم مد وواو مضمومة موحدة وباء

وألسواق، الشوارع متسعة حسنة، األرض من بسيط في كبيرة

. تسكنها محلة كل مفترقة، محالت وهي n بردا البالد أشد من

. غيرهم يخالطهم ال طائفة

سلطانها ذكر

البالد، هذه سالطين متوسطي من بك، شاه السلطان وهو

. بهذه صلينا العطاء قليل الخلق جميل والسيرة الصورة، حسن

الفقيه الخطيب بها ولقيت منها، ونزلنا الجمعة صالة المدينة

سنين، من مستوطنيها من وهو الحنبلي، الدمشقي الدين شمس

. الكالم ومسموع وخطيبه، السلطان هذا فقيه وهو أوالد بها وله

قد. السلطان أن فأعلمنا بالزاوية، الفقيه هذا علينا ودخل عنده

. فسلمت السلطان واستقبلت فعله، على فشكرته لزيارتنا جاء

. من لقيته وعمن مقدمي وعن حالي عن فسألني وجلس عليه

. وبعث انصرف، ثم ساعة وأقام كله بذلك فأخبرته السالطين،

" اسمها وضبط برلو مدينة إلى وانصرفنا وكسوة مسرجة بدابة

صغيرة " مدينة وهي ، الالم وضم الراء وإسكان الموحد الباء بضم

. منها نزلنا شاهق بأعلى قلعة ولها خندق، تحتها تل، على

وطلبتها،. مدرستها يعرف معنا سافر الذي الحاج وكان بمدرسة

. . المذهب حنفي الطلبة من عالته على وهو الدرس معهم ويحضر

المكرم السلطان ابن بك علي وهو البلدة هذه أمير ودعانا

إلى إليه فصعدنا وسنذكره، قصطمونية ملك شاه باد سليمان

أسفاري عن وسألني وأكرمنا، بنا فرحب عليه، فسلمنا القلعة،

. قاضيه وحضر جانبه إلى وأجلسني ذلك، عن فأجبته وحالي،

وحضر الكتاب، كبار من وهو محمد الدين عالء الحاج وكاتبه

عجيبة وألحان مبكية بأصوات القراء قرأ ثم فأكلنا الطعام

" اسمها. وضبط قصطمونية مدينة إلى بالغد وسافرنا وانصرفنا

وطاء مسكن مهمل وطاء مسكن مهمل وصاد مفتوح بقاف

آخر وياء مكسور ونون وواو مضمومة وميم مفتوح مهمل

" الخيرات، كثيرة وأحسنها، المدن أعظم من وهي ، الحروف

. لثقل األطروش يعرف شيخ بزاوية منها نزلنا األسعار رخيصة

في. له يكتب كان الطلبة أحد أن وهو ،n عجبا منه ورأيت سمعه

له ويحكي ويجيبه، عنه فيفهم بإصبعه، األرض في وتارة الهواء،

. n يوما أربعين نحو المدينة بهذه وأقمنا فيفهمها الحكايات بذلك،

ونشتري بدرهمين، السمين الغنمي اللحم طابق نشتري فكنا

. حلواء ونشتري عشرة ونحن ليومنا، فيكفينا بدرهمين n خبزا

. n وقشطال بدرهم n جوزا ونشتري أجمعين فتكفينا بدرهمين، العسل

. الحطب حمل ونشتري باقيها ويفضل أجمعون، منها فنأكل بمثله،

مدينة البالد في أر ولم الشديد، البرد أوان وذلك واحد، بدرهم

. المفتي العالم اإلمام الشيخ بها ولقيت منها n أسعارا أرخص

بالعراقين قرأ العلماء، كبار من السلطانيوكي الدين تاج المدرس

. n قديما بالحرمين وجاور بدمشق، وقرأ مدة، واستوطنها وتبريز

أهل من الفنيكي سليمان الدين صدر المدرس العلم بها ولقيت

الخيل، بسوق التي بمدرسته وأضافني الروم، بالد من فنيكة

عليه دخلت علي، أمير دادا الصالح المعمر الشيخ بها ولقيت

ظهره، على ملقى فوجده الخيل، سوق من بمقربة بزاويته

ففتحهما، عينيه عن حاجبيه بعضهم ورفع خدامه، بعض فأجلسه

: عن وسألته مقدم، خير قدمت وقال الفصيح، بالعربي وكلمني

: وتوفي بالله، المستنصر الخليفة أصحاب من كنت فقال عمره

. سنة، وستون وثالث مائة اآلن وعمري سنة ثالثين ابن وأنا

. وانصرف لي فدعا الدعاء منه فطلبت

قصطمونية سلطان ذكر

وألف " معقود بباء واسمه بادشاه سليمان المكرم السلطان وهو

" حسن سنة، سبعين على ينيف السن كبير وهو ، مسكن ودال

الفقهاء يجالسه وهيبة، وقار صاحب اللحية طويل الوجه

عن. وسألني جانبه إلى فأجلسني بمجلسه عليه دخلت والصلحاء

فأجبته، والشام ومصر الشريفين الحرمين وعن ومقدمي حالي

n عتيقا n فرسا اليوم ذلك وأعطاني منه، قرب على بإنزالي وأمر

ذلك بعد لي وأمر ،n وعلفا نفقة لي وعين وكسوة، اللون قرطاسي

مسيرة على المدينة، قرى من قرية في لي نفذ وشعير بقمح

فأعطيته األسعار، لرخص يشتريه، من أجد فلم منها، يوم نصف

. يجلس أن السلطان هذا عادة ومن صحبتنا في كان الذي للحاج

فتفتح بالطعام ويؤتى العصر، صالة بعد بمجلسه، يوم كل

من مسافر أو غريب أو بدوي أو حضري من أحد يمنع وال األبواب،

فيقبل. ابنه ويأتي ،n خاصا n جلوسا النهار أول في ويجلس األكل

عنده فيأكلون الدولة أرباب ويأتي له مجلس إلى وينصرف يديه،

المسجد،. إلى يركب أن الجمعة يوم في عادته ومن وينصرفون

. من طبقات ثالث هو المذكور والمسجد داره عن بعيد وهو

والفقهاء. والقاضي دولته وأرباب السلطان فيصلي الخشب

أخو وهو األفندي، ويصلي السفلى، الطبقة في األجناد ووجوه

الطبقة في المدينة أهل وبعض وأخدامه وأصحابه السلطان

أوالده، أصغر وهو عهده ولي السلطان ابن ويصلي الوسطى،

في الناس وسائر وخدامه ومماليكه وأصحابه الجواد، ويسمى

المحراب، أمام حلقة فيقعدون القراء ويجتمع العليا، الطبقة

. . المحراب بإزاء السلطان ويكون والقاضي الخطيب معهم ويقعد

بترتيب اآليات ويكررون حسان، بأصوات الكهف سورة ويقرأون

ثم. فخطب المنبر الخطيب صعد قراءتها من فرغوا فإذا عجيب

يدي بين القارئ وقرأ تنفلوا الصالة من فرغوا فإذا صلى،

. القارئ يقرأ ثم معه ومن السلطان وانصرف ،n عشرا السلطان

ثم معه، ومن هو انصرف قراءته أتم فإذا السلطان، أخي يدي بين

قام قراءته من فرغ فإذا السلطان، ابن يدي بين القارئ يقرأ

ابنه ويمدح تركي بشعر السلطان فيمدح المذكر، وهو المعرف،

. يقبل أن بعد أبيه دار إلى الملك ابن ويأتي وينصرف لهما ويدعو

السلطان إلى يدخالن ثم انتظاره، في n واقفا طريقه في عمه يد

يده فيقبل ابنه يأتي ثم يديه، بين ويجلس يده ويقبل اخوه فيتقدم

. العصر صالة حانت فإذا ناسه مع به فيقعد مجلسه إلى وينصرف

. يعود فال عنه وانصرف يده، السلطان أخو وقبل n جميعا صلوها

. كما غدوة يوم كل يأتي فإنه الولد وأما األخرى الجمعة في إال إليه

عظيمة. زاوية في ونزلنا المدينة هذه من سافرنا ثم ذكرناه

أمير بناها البالد، تلك في رأيتها زاوية أحسن من القرى بإحدى

فيها النظر وجعل الدين، فخر يسمى تعالى الله إلى تاب كبير

. القرية وفوائد الفقراء من بالزاوية أقام لمن واإلشراف لولده،

. الوارد يدخله للسبيل n حماما الزاوية بإزاء وبنى عليها وقف

على ووقفه بالقرية n سوقا وبنى يلزمه، شيء غير من والصادر

. من يرد فقير لكل الزاوية هذه أوقاف من وعين الجامع المسجد

وخراسان والعراقين ومصر الشام من أو الشريفين الحرمين

درهم وثالثمائة قدومه، يوم درهم ومائة كاملة كسوة وسواهما

. واألرز واللحم الخبز وهي مقامه أيام والنفقه سفره يوم

. عشرة الروم بالد من فقير ولكل والحلواء بالسمن المطبوخ

في بزاوية ثانية ليلة وبتنا انصرفنا ثم أيام، ثالثة وضيافة دراهم

ويعرف األخية، الفتيان بعض عمرها فيه عمارة ال شامخ جبل

خراجها ينفق قرية عليها ووقف قصطمونية، أهل من الدين بنظام

. إلى الزاوية هذه من وسافرنا الزاوية بهذه والصادر الوارد على

" " ، باء وآخره النون وضم الصاد بفتح اسمها وضبط صنوب مدينة

بها يحيط والتحسين، التحصين بين جمعت حافلة مدينة وهي

باب هنالك ولها الشرق، وهي واحدة إال جهاتها جميع من البحر

ابن بك إبراهيم وأميرها أميرها، بإذن إال أحد إليها يدخل ال واحد

. عليه لنا استؤذن ولما ذكرناه الذي بادشاه سليمان السلطان

باب خارج وهي جلبي، أخي الدين عز بزاوية ونزلنا البلد دخلنا

سبتة كميناء البحر، في داخل جبل إلى يصعد هنالك ومن البحر،

وهو والعنب، التين فواكهه والمياه،وأكثر والمزارع البساتين في

. يسكنها قرية عشرة إحدى وفيه إليه الصعود يستطاع ال مانع جبل

. للخضر تنسب رابطة وبأعاله المسلمين ذمة تحت الروم كحفار

. ماء عين وعندها متعبد، عن تخلو ال السالم، عليهما والياس

. هذه وبسفح مستجاب فيها الصالح   والدعاء الوالي قبر الجبر

. والصادر للوارد الطعام فيها زاوية وعليه الحبشي، بالل الصحابي

. بركة وسطه وفي المساجد أحسن من صنوب بمدينة والمسجد

من ساريتان رجل كل ومع أرجل، أربع تثقلها قبة عليها ماء

من وذلك خشب، درج على له يصعد مجلس وفوقها الرخام،

وكان الرومي، الدين عالء السلطان ابن بروانه السلطان عمارة

. فلما جلبي، غازي ابنه بعد وملك القبة تلك بأعلى الجمعة يصلي

. جلبي غازي وكان المذكور سليمان السلطان عليها تغلب مات

الماء تحت الصبر في خاصية الله ووهبه ،n مقداما n شجاعا المذكور

لحرب الحربية األجفان في يسافر وكان السباحة، قوة وفي

تحت غاص بالقتال الناس واشتغل المالقاة كانت فإذا الروم،

حل بما يشعرون فال العدو، أجفان بها يخرق حديد آلة وبيده الماء

. العدو أجفان مرة بلده مرسى وطرقت الغرق يدهمهم حتى بهم

. أنهم إال لها كفاء ال كفاية فيه وكانت فيها كان من وأي فخرقها

. n يوما خرج فإنه مات وبسببه الحشيش أكل يكثر كان أنه يذكرون

وزاد األشجار، بين له ودخلت غزالة فاتبع به، n مولعا وكان للتصيد

. فمات فخدشته رأسه فضربت شجرة فعارضته فرسه ركض في

: . ويقال ابراهيم ابنه به وجعل البلد على سليمان السلطان وتغلب

ينكرون ال كلها الروم بالد أهل أن على صاحبه، يأكل كان n أيضا إنه

وبخارجه. بصنوب، الجامع باب على n يوما مررت ولقد أكلها

وبين األجناد كبار من n نفرا فرأيت عليها، الماس يقعد دكاكين

الحناء، يشبه بشيء مملوءة شكارة بيده لهم خديم أيديهم

في بما أعلم وال إليه أنظر وأنا ويأكل، بملعقة منها يأخذ وأحدهم

. وأضافنا. الحشيش أنه فأخبرني معي كان من فسألت الشكارة

عبد بابن ويعرف ومعلمه بها األمير ونائب قاضيها المدينة بهذه

زاوية. وعليه الحبشي، بالل الصحابي الصالح الوالي قبر ر الرزاق

. أحسن من صنوب بمدينة والمسجد والصادر للوارد الطعام فيها

ومع. أرجل، أربع تثقلها قبة عليها ماء بركة وسطه وفي المساجد

درج على له يصعد مجلس وفوقها الرخام، من ساريتان رجل كل

عالء السلطان ابن بروانه السلطان عمارة من وذلك خشب،

. بعد وملك القبة تلك بأعلى الجمعة يصلي وكان الرومي، الدين

سليمان السلطان عليها تغلب مات فلما جلبي، غازي ابنه

الله. ووهبه ،n مقداما n شجاعا المذكور جلبي غازي وكان المذكور

في يسافر وكان السباحة، قوة وفي الماء تحت الصبر في خاصية

الناس واشتغل المالقاة كانت فإذا الروم، لحرب الحربية األجفان

العدو، أجفان بها يخرق حديد آلة وبيده الماء تحت غاص بالقتال

. مرسى وطرقت الغرق يدهمهم حتى بهم حل بما يشعرون فال

. فيه وكانت فيها كان من وأي فخرقها العدو أجفان مرة بلده

الحشيش أكل يكثر كان أنه يذكرون أنهم إال لها كفاء ال كفاية

. غزالة فاتبع به، n مولعا وكان للتصيد n يوما خرج فإنه مات وبسببه

شجرة فعارضته فرسه ركض في وزاد األشجار، بين له ودخلت

. على سليمان السلطان وتغلب فمات فخدشته رأسه فضربت

: . صاحبه، يأكل كان n أيضا إنه ويقال ابراهيم ابنه به وجعل البلد

. n يوما مررت ولقد أكلها ينكرون ال كلها الروم بالد أهل أن على

عليها، الماس يقعد دكاكين وبخارجه بصنوب، الجامع باب على

شكارة بيده لهم خديم أيديهم وبين األجناد كبار من n نفرا فرأيت

وأنا ويأكل، بملعقة منها يأخذ وأحدهم الحناء، يشبه بشيء مملوءة

. معي كان من فسألت الشكارة في بما أعلم وال إليه أنظر

. األمير ونائب قاضيها المدينة بهذه وأضافنا الحشيش أنه فأخبرني

. الرزاق عبد بابن ويعرف ومعلمه بها

حكاية

 

وهم أيدينا مسبلي نصلي ونحن أهلها رآنا المدينة هذه دخلنا لما

من والمختار صالته، كيفية وال مالك مذهب يعرفون ال حنفية

. بالحجاز الروافض يرى بعضهم وكان اليدين إسبال وهو مذهبه

ذلك عن وسألونا بمذهبهم، فاتهمونا أيديهم، مسبلي والعراق

واستقرت منا بذلك يقنعوا فلم مالك، مذهب على أننا فأخبرناهم

وأوصى بأرنب، السلطان نائب إلينا بعث حتى نفوسهم في التهمة

وطبخناه فذبجناه له، نفعل ما يرى حتى يالزمنا أن خدامه بعض

. عنا زالت فحينئذ بذلك وأعلمه إليه الخديم وانصرف وأكلناه

. . وبعد األرانب يأكلون ال والروافض بالضيافة لنا وبعثوا التهمة،

بها، إبراهيم األمير أم توفيت صنوب إلى وصولنا من أيام أربعة

شعره، n كاشفا قدميه، على ابنها وخرج جنازتها في فخرجت

. والخطيب القاضي وأما مقلوبة وثيابهم والمماليك األمراء وكذلك

عليها. جعلوا بل رؤوسهم يكشفوا ولم ثيابهم قلبوا فإنهم والفقهاء

. يطعمون وأقاموا العمائم عن n عوضا األسود الصوف من مناديل

. بهذه إقامتنا وكانت عندهم العزاء مدة وهي n يوما أربعين الطعام

مدينة إلى البحر في السفر تيسير ننتظر n يوما أربعين نحو المدينة

مساعدة ننتظر n يوما عشر أحد وأقمنا للروم، n مركبا فاكترينا القرم

واشتد علينا هال ثالث، بعد توسطناه فلما البحر، ركبنا ثم الريح،

أهل من رجل ومعي بالطارمة وكنت ،n عيانا الهالك ورأينا األمر بنا

المركب أعلى إلى يصعد أن فأمرته بكر، أبا يسمى المغرب،

: لي فقال بالطارمة وأتاني ذلك ففعل البحر، كيف لينظر

تغيرت ثم مثله، يعهد لم ما الهول من ودهمنا الله، استودعكم

. وأراد منها خرجنا التي صنوب مدينة من مقربة إلى وردتنا الريح

. من المركب صاحب فمنعت مرساها إلى النزول التجار بعض

علينا، هال البحر توسطنا فلما وسافرنا، الريح استقامت ثم إنزاله

. البر، جبال ورأينا الريح، ساعدت ثم األولى المرة مثل لنا وجرى

أناس إلينا فأشار دخوله، فأردنا الكرش، يسمى مرسى وقصدنا

هنالك أن وظننا أنفسنا على فخفنا تدخلوا، ال أن بالجبل كانوا

المركب، لصاحب قلت قربناه فلما البر، مع فرجعنا للعدو، n أجفانا

. . فقصدتها، كنيسة ورأيت بالساحل فأنزلني هنا ها أنزل أن أريد

رجل صورة الكنيسة حيطان أحد في ورأيت ،n راهبا بها فوجدت

يوقد، سراج يديه وبين رمح، وبيده n سيفا متقلد عمامة عليه عربي

علي النبي صورة هذه فقال الصورة هذه ما للراهب فقلت

. فلم n دجاجا وطبخنا بالكنيسة الليلة تلك وبتنا قوله من فأعجبت

البحر ورائحة المركب في استصحبناه مما كانت إذ أكلها نستطع

. فيه كان ما كل على غلبت قد

بدشت المعروفة الصحراء من هو به نزلنا الذي الموضع وهذا

" " الترك بلسان المثناة والتاء المعجم بالشين والدشت قفجق

. وال جبل وال بها شجر ال نضرة خضرة الصحراء وهذه الصحرا هو

التزك، ويسمونها األرواث يوقدون وإنما حطب، وال أبنية وال تل

يسافر وال ثيابهم، أطراف في ويجعلونها يلقطونها كبراءهم فترى

ثالثة أشهر، ستة مسيرة وهي العجل، في إال الصحراء هذه في

. غيره بالد في وثالثة أوزبك محمد السلطان بالد في منها

التجار بعض توجه المرسى، هذا إلى وصولنا من الغد كان ولما

المعروفة الطائفة من الصحراء بهذه من إلى أصحابنا من

. يجرها عجلة منهم فاكترى النصرانية دين على وهم بقفجق،

" وفاء بكاف واسمها الكفا مدينة إلى ووصلنا فركبناها الفرس

" البحر، ضفة على مستطيلة عظيمة مدينة وهي ، مفتوحين

بالدندير، يعرف أمير ولهم الجنويون وأكثرهم النصارى، يسكنها

. المسلمين بمسجد منها ونزلنا

حكاية

أصوات سمعنا ثم ساعة به أقمنا الجامع بهذا نزلنا ولما

ذلك، فهالني قط سمعتها أكن ولم ناحية، كل من النواقيس

ويذكروا القرآن ويقرأوا الصومعة يصعدوا أن أصحابي وأمرت

. الدرع وعليه علينا دخل قد برجل فإذا ذلك ففعلوا ويؤذنوا الله

قاضي أنه فأخبرنا شأنه عن واستفهمناه علينا فسلم والسالح

: عليكم خفت واألذان القراءة سمعت لما وقال هنالك المسلمين

. . الغد كان ولما n خيرا إال رأينا وما عنا انصرف ثم ترون كما فجئت

فرأيناها بالمدينة وطفنا عنده، فأكلنا n طعاما وصنع األمير إلينا جاء

. nمرسى فرأينا المرسى، إلى ونزلنا كفار وكلهم األسواق حسنة

،n وكبيرا n صغيرا وسفري، حربي بين ما مركب مائتي نحو به n عجيبا

إلى وسافرنا عجلة اكترينا ثم الشهيرة، الدنيا مراسي من وهو

حسنة " " كبيرة مدينة الراء وفتح القاف بكسر وهي القرم مدينة

من أمير وعليها خان، أوزبك محمد المعظم السلطان بالد من

" والم مضمومة مثناة بتاء اسمه وضبط تلكتمور اسمه قبله

مضمومة وميم مضمومة كاألولى وتاء مسكن وكاف مضموم

" طريقنا في صحبنا قد األمير هذا خدام أحد وكان ، وراء وواو

. ونزلنا بفرس، الدين سعد إمامه مع إلي فبعث بقدومنا فعرفه

بنا ورحب الشيخ هذا فأكرمنا الخراساني، زاده شيخها بزاوية

. للسالم يأتون الناس ورأيت عندهم معظم وهو إلينا، وأحسن

. زاده الشيخ هذا وأخبرني وسواهم وفقيه وخطيب قاض من عليه

ويكثر به، يتعبد دير في النصارى من n راهبا المدينة هذه بخارج أن

حبة. على يفطر ثم n يوما أربعين يواصل أن إلى انتهى وأنه الصوم

. . إليه. التوجه في أصحبه أن مني ورغب باألمور يكاشف وأنه فول

حقيقة وعرفت رأيته أكن لم أن على ذلك بعد ندمت ثم فأبيت

السائل. الدين شمس األعظم قاضيها المدينة بهذه ولقيت أمره

بخضر، يسمى وهو الشافعية، قاضي بها ولقيت الحنفية، قاضي

بكر، أبا الشافعية وخطيب األصي، الدين عالء المدرس والفقيه

الناصر الملك عمره الذي الجامع بالمسجد يخطب الذي وهو

الدين مظفر الصالح الحكيم والشيخ المدينة، بهذه الله رحمه

العابد الصالح والشيخ إسالمه، وحسن فأسلم الروم من وكان

. تلكتمور األمير وكان المعظمين الفقهاء من وهو الدين مظهر

. إلى التوجه علي وكان إلينا وأحسن فأكرمنا عليه، فدخلنا ،n مريضا

السير في فعملت أوزبك، محمد السلطان حضرة السرا مدينة

. ذلك برسم العجالت واشتريت صحبته، في

البالد بهذه عليها يسافر التي العجالت ذكر

مفتوحات "   موحدة وراء مهملة بعين عربة العجلة يسمون وهم

ما" ومنها كبار، بكرات أربع منهن للواحدة تكون عجالت وهي ،

البقر n أيضا وتجرها ذلك، من أكثر يجره ما ومنها فرسان، يجره

. العربة يخدم والذي خفتها أو ثقلها في العربه حال على والجمال

. يده وفي سرج، عليه ويكون تجرها التي األفراس إحدى يركب

عن عاجت إذا به يصوبها كبير وعود للمشي، يحركها سوط

مربوط خشبة قضبان من قبة شبه العربة على ويجعل القصد،

وتكسى الحمل، خفيفة وهي رقيق، جلد بسيور بعض إلى بعضها

بداخلها الذي ويرى مشبكة، طيقان فيها ويكون بالملف، أو باللبد

. ويكتب ويقرأ ويأكل وينام يحب كما فيها ويتقلب يرونه وال الناس

. وخزائن واألزواد األثقال تحمل والتي سيره حال في وهو

. ذكرنا كما البيت شبه عليها يكون العربات هذه من األطعمة

. باللبد مغشاة لركوبي عربة السفر أردت لما وجهزت قفل وعليها

الدين عفيف لرفيقي صغيرة وعربة لي، جارية بها ومعي

: الجمال، من ثالثة يجرها األصحاب لسائر كبيرة وعجلة التوزري،

وأخيه تلكتمور األمير صحبة في وسرنا العربة، خادم أحدها يركب

هذه في معه n أيضا وسار بك، وصارر مور قطلود وولديه عيسى

شمس والقاضي بكر أبو والخطيب الدين سعد إمامه الوجهة

. وخطة الدين عالء والمعرف موسى، الدين شرف والفقيه الدين

. أتى فإذا مجلسه في األمير يدي بين يكون أن المعرف هذا

: سيدنا الله بسم عال بصوت ويقول المعرف هذا له يقف القاضي

. الله بسم واألحكام، الفتاوى مبين والحكام القضاة قاضي وموالنا

سيدنا الله بسم قال إليه مشار رجل أو معظم فقيه أتى وإذا

لدخول n حاضرا كان من فيتهيأ الله، بسم الدين فالن وموالنا

. أن األتراك وعادة المجلس في له ويفسح إليه ويقوم الداخل

. . الحجاز درب في الحجاج كسير n سيرا الصحراء هذه في يسيروا

الظهر بعد ويرحلون ضحى وينزلون الصبح صالة بعد يرحلون

. العربات، عن والبقر واإلبل الخيل حلوا وإذا n عشيا وينزلون

. . غيره وال السلطان دابة أحد يعلف وال n ونهارا n ليال للرعي سرحوها

للدواب، الشعير مقام يقوم نباتها أن الصحراء هذه وخاصية

. بها الدواب كثرت ولذلك الخاصية، هذه البالد من لغيرها وليس

في أحكامهم لشدة وذلك حراس، وال لها رعاة ال ودوابهم

أن كلف مسروق فرس عنده وجد من أنه فيها وحكمهم السرقة،

ذلك على يقدر لم فإن مثله، تسعة معه ويعطيه صاحبه إلى يرده

. الشاة تذبح كما ذبح أوالد له يكن لم فإن ذلك، في أوالده أخذ

يصنعون وإنما الغليظ، الطعام وال الخبز يأكلون ال األتراك وهؤالء

" مهمل بدال الدوقي يسمونه اآلتلي شبه شيء من n طعاما

" الماء النار على يجعلون ، معقود مكسور وقاف وواو مضموم

لحم عندهم كان وإن الدوقي، من n شيئا عليه صبوا غلى فإذا

. في نصيبه رجل لكل يجعل ثم وطبخوه n صغارا n قطعا قطعوه

عليه ويشربون ويشربونه، الرائب اللبن عليه ويصبون صحفة،

" والزاي والميم القاف بكسر القمز يسمونه وهم الخل، لبن

. " في ويستعملون مزاج وحسن وشدة قوة أهل وهم المشددة

يقطعونه عجين وهو البورخاني، يسمونه n طعاما األوقات بعض

فإذا قدرة، في ويجعلونها أوساطها ويثقبون ،n صغارا قطعيات

. من يصنعونه نبيذ ولهم وشربوها الرائب اللبن عليها صبوا طبخت

. . n عيبا الحلواء أكل يرون وهم ذكره تقدم الذي الدوقي حب

فأحضرت   رمضان، في أوزبك السلطان عند n يوما حضرت ولقد

األغنام ولحوم اللحم من يأكلون ما أكثر وهي الخيل لحوم

الليلة تلك وأتيته باللبن، ويشرب يطبخ األطرية، شبة وهو والرشتا

إصبعه فجعل يديه بين فقدمتها أصحابي بعض صنعها حلواء بطبق

تلكتمور األمير وأخبرني ذلك، على يزد ولم فيه، على وجعله عليها

وأوالد أوالده، من وله السلطان هذا مماليك من الكبار أحد أن

: الحلواء كل n يوما السلطان له قال ،n ولدا أربعين نحو أوالده

. : من خرجنا ولما أكلتها ما قتلتني لو وقال فأبى ،n جميعا وأعتقكم

يعرف موضع في تلكتمور، األمير بزاوية نزلنا القرم مدينة

. . فرس لي وكان إليه فركبت عنده أحضر أن إلي فبعث بسجاف

وأتيت ركبته ركوبه أردت فإذا العربة، خديم يقوده لركوبي معد

أتوا ثم الخبز، فيه n كثيرا n طعاما بها وضع قد األمير فوجدت الزاوية،

. الشيخ وكان منه القوم فشرب صغار صحاف في أبيض بماء

? : هذا ما له فقلت أليه وأنا مجلسه، في األمير يلي الدين مظفر

. . حموضة له فوجدت فذقته قال ما أفهم فلم الدهن ماء هذا فقال

حب. من يصنعونه نبيذ هو فقال عنه سألت خرجت فلما فتركته

هذا ويسمون حالل عندهم والنبيذ المذهب، حنفية وهم الدوقي

مد " وواو الموحدة الباء بضم البوزة الدوقي من المصنوع النبيذ

: ." الدخن ماء الدين مظفر الشيخ لي قال وإنما مفتوح وزاي

. وبعد الدهن ماء يقول أنه فظننت األعجمية اللكنة فيه ولسانه

كثير ماء إلى وصلنا القرم، مدينة من n منزال عشر ثمانية مسيرة

الماء هذا في والعربات الدواب خوض كثر وإذا ،n كامال n يوما نخوضه

. أمامه وقدمني راحلتي إلى األمير فذهب صعوبة وزاد وحله، اشتد

أريد أني يعلمه أزاق األمير إلى n كتابا لي وكتب خدامه، بعض مع

. إلى انتهينا حتى وسرنا إكرامي على ويحضه الملك، على القدوم

. مدينة إلى ووصلنا n ثالثا بعده سرنا ثم يوم نصف نخوضه آخر ماء

" " وهي ، قاف وآخره والزاي الهمزة بفتح اسمها وضبط أزاق

وغيرهم الجنويون يقصدها العمارة، حسنة البحر ساحل على

العظماء،. من وهو بجقجي، أخي الفتيان من وبها بالتجارات

. أمير إلى تلكتمور القاضي كتاب وصل ولما والصادر الوارد يطعم

معه استقبالي، إلى خرج الخوارزمي، خواجة محمد وهو أزاق

. بموضع نزلنا عليه سلمنا فلما الطعام، وأخرج والطلبة، القاضي

رابطة من بمقربة بخارجها ونزلنا المدينة إلى ووصلنا فيه، أكلنا

. أهل من شيخ وخرج السالم عليهما والياس للخضر تنسب هنالك،

فأضافنا بالعراق، قرية إلى نسبة ملكي النهر برجب يسمى أزاق

. األمير قدم قدومنا من يومين وبعد حسنة ضيافة له بزاوية

والطلبة القاضي ومعه للقائه، محمد األمير وخرج تلكتمور،

ببعض، بعضها n متصال قباب ثالث وضربوا الضيافة، له وأعدوا

. وأداروا الكتان من والثنتان عجيبة الملون الحرير من إحداها

وهو الدهليز وخارجها أفراج، عندنا المسماة وهي سراجة عليها

. شقاق يديه بين بسطت األمير نزل ولما عندنا البرج هيئة على

أمامه قدمني أن وفضله مكارمه من فكان عليها، يمشي الحرير

وهي األولى، الخباء إلى وصلنا ثم عنده، منزلتي األمير ذلك ليرى

كبير، لجلوسه الخشب من كرسي صدرها وفي لجلوسه، المعد

الشيخ وقدم أمامه، األمير فقدمني حسنة، مرتبة وعليه مرصع،

على n جميعا ونحن بيننا، فيما فجلس هو وصعد الدين، مظفر

عن وطلبتها المدينة هذه وقاضي وخطيبه قاضيه وجلس المرتبة،

تلكتمور األمير ولدا ووقف فاخرة، فرش على الكرسي يسار

من باألطعمة أتوا ثم الخدمة، في وأوالده محمد واألمير وأخوه

وبعد بالبوزة، أتوا ثم الخيل، بألبان وأتوا وسواها، الخيل لحوم

. منبر نصب ثم الحسان باألصوات القراء قرأ الطعام من الفراغ

ودعا بليغة خطبة وخطب يديه بين القراء وجلس الواعظ وصعده

لهم يفسره ثم بالعربي، ذلك يقول وللحاضرين، ولألمير للسلطان

بترجيع القرآن من آيات القراء يكرر ذلك أثناء وفي بالتركي

ثم القول ويسمونه بالعربي يغنون الغناء في أخذوا ثم عجيب،

ولم آخر، بطعام أتوا ثم الملمع، يسمونه والتركي، بالفارسي

. ثم األمير منعني الخروج أردت وكلما العشي إلى ذلك على يزالوا

الدين مظفر وللشيخ وأخيه لولديه وكساوى لألمير بكسوة جاءوا

. أفراس بستة ولولديه وألخيه لألمير أفراس بعشرة وأتوا ولي،

. البالد بهذه والخيل بفرس ولي بفرس أصحابه من كبير ولكل

ستون أو n درهما خمسون منها الجيد قيمة نزر، وثمنها ،n جدا كثيرة

. . الخيل وهذه نحوه أو دنانيرنا من دينار صرف وذلك دراهمهم من

. ببالدهم وهي معاشهم ومنها باألكاديش بمصر تعرف التي هي

. عادة ومن منها آالف منهم للتركي فيكون أكثر، بل ببالدنا كالغنم

في يضعون أنهم الخيل أصحاب البالد تلك المستوطنين الترك

الشبر، طول في لبد قطعة نساؤهم فيها تركب التي العربات

يجعل العربة، ركن في الذراع، طول في رقيق عود إلى مربوطة

. ومن قطع عشر له يكون من منهم ورأيت قطعة فرس ألف لكل

. الرفقة في فيكون الهند، بالد إلى الخيل هذه وتحمل ذلك دون له

والمائتان المائة تاجر لكل دونها، وما فوقها وما آالف ستة منها

n راعيا منها خمسين لكل التاجر ويستأجر فوقه، وما ذلك دون فما

أحدها ويركب القشي، عندهم ويسمى كالغنم ويرعاها عليها يقوم

منها فرس على يقبض أن أراد فإذا حبل، فيها طويلة عصا وبيده

وجذبه، عنقه في الحبل ورمى راكبه هو الذي بالفرس حاذاه

. السند أرض إلى بها وصلوا وإذا للرعي اآلخر ويترك فيركبه

الشعير، مقام يقوم ال السند أرض نبات ألن العلف أطعموها

السند بأرض عليها ويغرمون ويسرق، الكثير منها لهم ويموت

ويغرمون ششقنار، يقال بموضع الفرس على فضة دنانير سبعة

ما ربع يغرمون تقدم فيما وكانوا السند بالد قاعدة بملتان عليها

يؤخذ أن وأمر ذلك، محمد السلطان إلى الهند ملك فرفع يجلبونه،

ذلك ومع العشر الكفار تجار ومن الزكاة، المسلمين تجار من

الهند ببالد منها الرخيص يبيعون ألنهم كبير، فضل فيها للتجار يبقى

وعشرون خمسة المغربي الذهب من وصرفها دراهم، دينار بمائة

منها والجياد وضعفيه وضعفه ذلك بضعف باعوها وربما ،n دينارا

. يبتاعونها ال الهند وأهل ذلك من وأكثر دينار خمسمائة تساوي

الخيل ويدرعون الدروع الحرب في يلبسون ألنهم والسبق للجري

يبتغونها التي والخيل خطاها واتساع الخيل قوة يبتغون وإنما

منها الفرس ويباع وفارس وعمان اليمن من إليهم تجلب للسبق

هذه عن تلكتمور األمير سافر ولما آالف أربعة إلى دينار بألف

خواجه محمد األمير لي جهز حتى أيام ثالثة بعده أقمت المدينة

. سفري آالت

  " وجيم والف الميم بفتح وهي الماجر، مدينة إلى وسافرت

نهر " على الترك، مدن أحسن من كبرى مدينة وراء معقود مفتوح

الشيخ بزاوية منها نزلنا الكثيرة، والفواكه البساتين وبها كبير،

وكان العراق، بطائح من البطائحي محمد المعمر العابد الصالح

نحو زاويته وفي عنه، الله رضي الرفاعي أحمد الشيخ خليفة

المتزوج منهم والروم، والترك والفرس العرب فقراء من سبعين

. في حسن اعتقاد البالد تلك وألهل الفتوح من وعيشهم والعزب،

والغنم، والبقر بالخيل الزاوية إلى يأتون ليلة كل وفي الفقراء،

ويجزلون به، والتبرك الشيخ لزيارة والخواتين السلطان ويأتي

يكثرن فإنهن النساء n وخصوصا الكثير، العطاء ويعطون اإلحسان،

. صالة الماجر بمدينة وصلينا الخير أفعال ويتحرين الصدقة

وهو المنبر، الدين عز الواعظ صعد الصالة قضيت فلما الجمعة،

والقراء الطلبة من جماعة وله وفضالئها، بخارى فقهاء من

وكبراؤها حاضر المدينة وأمير وذكر، ووعظ يديه، بين يقرأون

: يريد الواعظ الفقيه إن فقال البطائحي محمد الشيخ فقام

: هذه وقال عليه كانت مرعز فرجية خلع ثم زوادة له ونريد السفر

n فرسا أعطي ومن ثوبه خلع من بين الحاضرون فكان إليه مني

بقيسارية ورأيت كله، ذلك من كثير له واجتمع دراهم أعطى ومن

بالده، عن فسألته بالعربي، وكلمني علي سلم n يهوديا المدينة هذه

يسلك ولم البر في منها قدم وأنه األندلس، بالد من أنه فذكر

وبالد الروم وبالد العظمى القسطنطينية طريق على وأتى ،n بحرا

وأخبرني أشهر، أربعة منذ باألندلس عهده أن وذكر الجرجس،

ورأيت مقاله بصحة بذلك المعرفة لهم الذين المسافرون التجار

من n شأنا أعلى وهن عندهم النساء تعظيم من n عجبا البالد بهذه

خروجي. عند لهن رؤيتي أول فكانت األمراء نساء فأما الرجال

وكلها لها، عربة في سلطية األمير زوجة الخاتون رؤية القرم من

وأبوابه، مفتوحة، البيت وطيقان الطيب، األزرق بالملف مجللة

وخلفها اللباس، بديعات الحسن فاتنات جوار�، أربع يديها وبين

األمير منزل من قربت ولما يتبعنها جوار فيها العربات من جملة

الجواري من ثالثين نحو معها ونزل األرض، إلى العربة عن نزلت

وويرفعن بعروة، جارية كل تأخذ ى nعر وألثوابها أذيالها، يرفعن

فلما متبخترة كذلك ومشت جانب، كل من األرض عن األذيال

ودار جانبه، إلى وأجلسها عليها وسلم إليها قام األمير إلى وصلت

وجلست قدح في منه فصبت القمز، بروايا وجاءوا جواريها بها

أخاه سقت ثم فشرب، القدح وناولته األمير، قدام ركبتيها على

كسوة وأعطاها معه فأكلت الطعام وحضر األمير، وسقاها

الملك. نساء وسنذكر األمراء، نساء الترتيب هذا وعلى وانصرفت

. في تكون وإحداهن فرأيتهن، والسوقة الباعة نساء وأما بعد فيما

الجواري، من واألربع الثالث يديها وبين تجرها، والخيل العربة

. مرصع أقروف وهو البغطاق، رأسها وعلى أذيالها يرفعن

البيت طيقان وتكون الطواويس ريش أعاله وفي بالجوهر،

وتأتي يحتجبن ال األتراك نساء ألن الوجه، بادية وهي مفتحة،

من فتبيعه واللبن بالغنم عبيدها ومعها الترتيب هذا على إحداهن

فيظنه زوجها منهن المرأة مع كان وربما العطرية، بالسلع الناس

من فروة إال الثياب من عليه يكون وال خدامها، بعض يراها من

وتجهزنا الكال يسمونها ذلك تناسب قلنسوة رأسه وفي الغنم، جلد

أيام أربعة على وكان السلطان، معسكر نقصد الماجر مدينة من

خمسة عندهم بش ومعنى دغ بش له يقال بموضع الماجر من

" " بفتح" وهو الجبل، دغ ومعنى معجم وشين الباء بكسر وهو

حار " ماء عين الخمسة الجبال وبهذه معجم وغين المهمل الدال

عاهة تصبه لم منها اغتسل من أنه ويزعمون األتراك، منها يغتسل

رمضان، من يوم أول فوصلناه المحلة موضع إلى وارتحلنا مرض،

ألن منه، رحلنا الذي الموضع إلى فعدنا خلت قد المحلة فوجدنا

وركزت هنالك، تلة على بيتي فضربت منه بالقرب تنزل المحلة

وأقبلت ذلك، وراء والعربات الخيل وجعلت البيت، أمام العلم

عظيمة مدينة فرأينا الهمزة، بضم األرد يسمونها وهم المحلة،

في صاعد المطبخ ودخان واألسواق، المساجد فيها بأهلها تسير

الخيل تجرها والعربات رحيلهم، حال في يطبخون وهم الهواء

على وجعلوها العربات، عن البيوت أنزلوا المنزل بلغوا فإذا بهم،

بالمساجد يصنعون وكذلك المحمل، خفيفة وهي األرض،

على. بناسها واحدة كل السلطان، خواتين بنا واجتاز والحوانيت

عيسى األمير بنت وهي منهن الرابعة اجتازت ولما حدة

عالمة  بك وهو أمامه، والعلم التل بأعلى البيت رأت وسنذكرها،

إلي، سالمها وبلغوا علي، فسلموا والجواري الفتيان فبعثت الوارد

ومع أصحابي، بعض مع هدية إليها فبعثت تنتظرهم واقفة وهي

جوارها في أنزل أن وأمرت n تبركا فقبلتها تلكتمور األمير معرف

. سنذكرها، حدة على محلته في فنزل السلطان وأقبل وانصرفت،

فبعثت الوارد عالمة وهو أمامه، والعلم التل بأعلى البيت رأت

واقفة وهي إلي، سالمها وبلغوا علي، فسلموا والجواري الفتيان

األمير معرف ومع أصحابي، بعض مع هدية إليها فبعثت تنتظرهم

وانصرفت، جوارها في أنزل أن وأمرت n تبركا فقبلتها تلكتمور

. حدة على محلته في فنزل السلطان وأقبل

خان أوزبك محمد المعظم السلطان ذكر

موحدة " وباء مسكن وزاي وواو الهمز بضم أوزبك محمد واسمه

. ." عظيم السلطان وهذا السلطان عندهم خان ومعنى مفتوحة

. الله ألعداء قاهر المكان رفيع الشأن كبير القوة شديد المملكة

متسعة وبالده جهادهم، في مجتهد العظمى، قسطنطينية أهل

" وسرداق وأزاق والماجر والقرم التكفار منها عظيمة ومدنه

الذين " السبعة الملوك أحد وهو السرا وحضرته وخوارزم سوداق

في الله ظل المؤمنين أمير موالنا وهم وعظماؤها الدنيا كبراء هم

على ظاهرين يزالون ال الذين المنصورة الطائفة إمام أرضه،

وسلطان ، نصره وأعز أمره الله أيد الساعة، قيام إلى الحق

وسلطان هذا، أوزبك والسلطان العراق، وسلطان والشام، مصر

. الصين وسلطان الهند، وسلطان النهر، وراء وما تركستان بالد

مماليكه معه حدة، على محلة في سافر إذا السلطان هذا ويكون

في حدة على خواتينه من خاتون كل وتكون دولته، وأرباب

يعلمها إليها بعث منهن، واحدة عنده يكون أن أراد وإذا محلتها،

. ترتيب وأموره وسفره قعوده محل في وله له فتتهيأ بذلك،

. قبة في الصالة بعد الجمعة يوم يجلس أن عادته ومن بديع عجيب

مكسوة خشب قضبان من وهي بديعة، مزينة الذهب قبة تسمى

بصفائح مكسوة خشب، من يسرير وسطها الذهب، بصفائح

مرصعة ورؤوسها خالصة، فضة وقوائمه المذهبة، الفضة

الخاتون يمينه وعلى السرير، على السلطان ويقعد بالجواهر،

بيلون، الخاتون يساره وعلى كبك، الخاتون وتليها طيطغلي،

ولد اليمين على السرير أسفل ويقف أردوجا، الخاتون وتليها

بين وتجلس بك جان الثاني ولده الشمال وعن بك، تين السلطان

. وأخذ السلطان، لها قام إحداهن، أتت وإذا كجك إيت ابنته يديه

الملكة وهي طيطغلي، وأما السرير، على تصعد حتى بيدها

ويأخذ عليها فيسلم القبة، باب إلى يستقبلها فإنه عنده، وأحظاهن

السلطان يجلس حينئذ وجلست، السرير على صعدت فإذا بيدها

. احتجاب دون الناس أعين على كله وهذا

 

اليمين عن كراسيهم لهم فتنصب األمراء، كبار ذلك بعد ويأتي

معه يأتي السلطان، مجلس اتى إذا منهم إنسان وكل والشمال

عمه بني من الملوك أبناء السلطان يدي بين ويقف بكرسيه، غالم

األمراء أوالد القبة باب عند مقابلتهم ويقف وأقاربه، وإخوته

ثم شمال، وعن يمين عن العساكر وجوه خلفهم ويقف الكبار،

فيسلمون ثالثة، ثالثة فاألمثل باألمثل للسالم الناس يدخل

العصر صالة بعد كان فإذا بعد، على فيجلسون وينصرفون،

إلى فيتبعها سائرهن، ينصرف ثم الخواتين، من الملكة انصرفت

راكبة محلتها إلى واحدة كل انصرفت اليها دخلت فإذا محلتها

الخيل على راكبات جارية، خمسين نحو واحدة كل ومع عربتها،

على راكبات النساء، قواعد من عشرين نحو العربات وأمام

مملوك مائة نحو الجميع وخلف والعربة، الفتيان بين فيما الخيل،

n ركبانا الكبار، المماليك من مائة نحو الفتيان وأمام الصبيان، من

على مشدودة والسيوف القضبان، بأيديهم مشاة، ومثلهم

خاتون كل ترتيب وهكذا والفتيان، الفرسان بين وهم أوساطهم

. جوار في المحلة من نزولي وكان ومجيئها انصرافها في منهن

يوم من الغد وفي بعد فيما ذكره يقع الذي بك، جان السلطان ولد

المشايخ جمع وقد العصر، صالة بعد السلطان إلى دخلت وصولي

،n كثيرا n طعاما صنع وقد والفقراء، والشرفاء والفقهاء والقضاة

عبد ابن الشرفاء نقيب الشريف السيد وتكلم بمحضره وأفطرنا

على وأشاروا بالخير، شأني في حمزة والقاضي الحميد،

وال الوارد إنزال يعرفون ال األتراك وهؤالء بإكرامي، السلطان

القمز، وروايا للذبح والخيل الغنم له يبعثون وإنما النفقة، إجراء

السلطان، مع العصر صالة صليت بأيام هذا وبعد كرامتهم وتلك

من بالطعام، وجاءوا بالقعود، أمرني االنصراف أردت فلما

من المسلوقة باللحوم ثم الدوقي، من يصنع كما المشروبات

. فجعل حلواء، بطبق السلطان أتيت الليلة تلك وفي والخيل الغنم

. ذلك على يزد ولم فيه، على وجعله عليه إصبعه

وترتيبهن الخواتين ذكر

فيه تكون الذي وللبيت للبيت، عربة في تركب منهن خاتون وكل

وتكون المرصع الخشب من أو بالذهب المموهة الفضة من قبة

وخديم المذهب، الحرير بأثواب مجللة عربتها تجر التي الخيل

والخاتون القشي، يدعي فتى الخيل أحد يركب الذي العربة

أولو تسمى القواعد من امرأة يمينها وعن عربتها، في قاعدة

" " شمالها وعن الوزيرة ذلك ومعنى والالم الهمزة بضم خاتون

والجيم " الكاف بضم خاتون كجك تسمى n أيضا القواعد من امرأة

يقال" الصغار، الجواري من ست يديها وبين الحاجبة، ذلك ومعنى

اثنتان ورائها ومن الكمال، متناهيات الجمال فائقات البنات، لهن

التاج مثل وهو البغطاق، الخاتون رأس وعلى إليهن، تستند منهن،

ثياب وعليها الطواويس، ريش وألعالها بالجواهر، مكلل الصغير

" " يلبسها التي الملوطة المنوت شبه بالجواهر مرصعة حرير

مزركشة حرير مقنعة والحاجبة الوزيرة رأس وعلى الروم

البنات من واحدة كل رأس وعلى والجوهر، بالذهب الحواشي

مرصعة ذهب دائرة أعالها وفي األقروف، شبه وهو الكال،

من ثوب واحدة كل وعلى فوقها من الطواويس وريش بالجوهر،

أو عشرة الخاتون يدي بين ويكون النخ يسمى مذهب الحرير

ثياب لبسوا وقد والهنديين، الروميين الفتيان من عشر خمسة

عمود منهم واحد كل وبيد بالجواهر، المرصعة المذهب، الحرير

الخاتون عربة وخلف بهما ملبس عود من يكون أو فضة، أو ذهب

الكبار الجواري من األربع و الثالث عربة كل في عربة مائة نحو

هذه وخلف الكال رؤوسهن وعلى الحرير، وثيابهن والصغار،

خزائن وتحمل والبقر، الجمال تجرها عربة ثالثمائة نحو العربات

موكل غالم عربة كل ومع وطعامها وأثاثها وثيابها وأموالها الخاتون

أن عندهن العادة فإن ذكرناها التي الجواري من بجارية متزوج بها

وكل زوجة بينهن له كان من إال الغلمان من الجواري بين يدخل ال

. االنفراد على ولنذكرهن الترتيب، هذا على فهي خاتون

الكبرى الخاتون ولدي   ذكر أو الملكة هي الكبرى والخاتون

إيت ابنته أم وليست وسنذكرهما بك، وتين بك جان السلطان

طيطغلي " الخاتون هذه واسم هذه قبل الملكة كانت وأمها كجك

وضم الحروف آخر الياء واسكان األولى المهملة الطاء بفتح

وهي " ، مد وياء الالم وكسر المعجمة الغين وسكان الثانية الطاء

ويعظمها لياليه أكثر يبيت وعندها عنده السلطان هذا نساء أحظى

من وحدثني الخواتين، أبخل فهي وإال لها، تعظيمه بسبب الناس

يحبها السلطان أن الملكة، هذه بأخبار العارفين من أعتمده

. لي وذكر بكر كأنها ليلة كل يجدها أنه وهي فيها، التي للخاصية

سليمان عن زال الملك ان يذكر التي المرأة ساللة من أنها غيره

ال بصحراء توضع أن أمر ملكه إليه عاد ولما بسببها السالم عليه

. شبه الخاتون هذه رحم وان قفجق بصحراء فوضعت فيها عمارة

. أر ولم المذكورة المرأة نسل من هو من كل وكذلك خلقة الحلقة

هذه على امرأة رأى أنه أخبر من غيرها وال قفجق بصحراء

أهل بعض أن إال اللهم الخاتون هذه إال بها سمع وال الصورة

وال الصورة هذه على نسائها من n صنفا بالصين أن أخبرني الصين

بالسلطان اجتماعي غد وفي حقيقة، له عرفت وال ذلك، بيدي يقع

النساء من عشر بين فيما قاعدة وهي الخاتون، هذه إلى دخلت

n صغارا جارية خمسين نحو يديها وبين لها، خديمات كأنهن القواعد

بحب مملوءة والفضة الذهب طيافير أيديهن وبين البنات، يسمون

منه، مملوءة ذهب صينية الخاتون يدي وبين ينقينه، وهن الملوك

. يقرأ قارئ أصحابي جملة في وكان عليها فسلمنا تنقيه، وهي

فقرأ، طيب، وصوت حسنة بطريقة المصريين طبقة على القرآن

خفاف لطاف خشب أقداح في به فأتي بالقمز، يؤتى أن أمرت ثم

ولم عندهم، الكرامة نهاية وتلك إياه وناولتني بيدها القدح فأخذت

خير وال وذقته قبوله اال يمكني لم ولكن قبلها القمز، شربت أكن

سفرنا، حال من كثير عن وسألتني أصحابي ألحد ودفعته فيه،

عند عظمتها ألجل بها ابتداؤنا وكان عنها انصرفنا ثم فأجبناها

الملك.

" الكاف بفتح خاتون كبك واسمها الملكة تلي التي الخاتون ذكر

" بنت وهي النخالة بالتركية ومعناها الموحدة الباء وكسر األولى

مفتوحات " مهملة وطاء معجمة وغين بنون واسمه نغطي األمير

غد " في رأيته وقد النقرس، بعلة مبتلى حي وأبوها ، مسكنة وياء

. مرتبة على فوجدناها الخاتون هذه على دخلنا الملكة على دخولنا

النساء من عشر نحو يديها وبين الكريم، المصحف في تقرأ

عليها، فسلمنا ،n ثيابا يطرزن البنات من عشرين ونحو القواعد،

وأمرت فاستحسنته، قارئنا وقرأ والكالم السالم في وأحسنت

الملكة فعلته ما كمثل بيدها القدح وناولتني فأحضر بالقمز

. عنها وانصرفنا

" الحروف وآخر موحدة بياء بيلون واسمها الثالثة الخاتون ذكر

" ملك بنت وهي ونون مد وواو مضموم والم مفتوح كالهما

هذه على ودخلنا تكفور السلطان العظمى القسطنطينية

يديها وبين فضة قوائمه مرصع، سرير على قاعدة وهي الخاتون،

قائمات منهن ونوبيات، وتركيات روميات جارية مائة نحو

رجال من يديها بين والحجاب رأسها، على والفتيان وقاعدات،

ومسحت وبكت أوطاننا، وبعد ومقدمنا حالنا عن فسألت الروم

بالطعام وأمرت وشفقة منها رقة يديها، بين كان بمنديل وجهها

. االنصراف أردنا ولما إلينا تنظر وهي يديها، بين وأكلنا فأحضر

وأظهرت: بحوائجكم وطالبونا إلينا وترددوا عنا، تنقطعوا ال قالت

وغنم وسمن كثير وخبز بطعام أثرنا في وبعثت األخالق مكارم

سائرها من وعشرة الخيل جياد من وثالثة جيدة وكسوة ودراهم

كما العظمى، القسطنطينية إلى سفري كان الخاتون هذه ومع

. بعد نذكره

" الراء واسكان الهمزة بضم أردجا واسمها الرابعة الخاتون ذكر

وسميت " المحلة بلسانهم وأردو وألف وجيم المهمل الدال وضم

أمير بك عيسى الكبير األمير بنت وهي المحلة، في لوالدتها بذلك

" " ،n حيا وأدركته األمراء أمير ومعناه والالم الهمز بضم األلوس

أفضل من الخاتون وهذه كجك إيت السلطان ببنت متزوج وهو

لما إلي بعثت التي وهي وأشفقهن شمائل وألطفهن الخواتين

عليها، ودخلنا قدمناه، كما المحلة جواز عند التل على بيتي رأت

وأمرت عليه، مزيد ال ما نفسها، وكرم خلقها حسن من فرأينا

وسألت أصحابنا فشرب بالقمز ودعت يديها، بين فأكلنا بالطعام

بن علي األمير زوجة أختها الى n أيضا ودخلنا فأجبناها حالنا عن

أرزق.

أوزبك المعظم السلطان بنت ذكر

وكجك " مثناة وتاء مد وياء الهمزة بكسر وإيت كجك إيت واسمها

إيت " فإن الصغير، الكلب اسمها ومعنى الجيم وضم الكاف بضم

بالفأل، يسمون الترك ان قدمنا ةقد الصغير، هو وكجك الكلب هو

في وهي الملك، بنت الخاتون هذه إلى وتوجهنا العرب، تفعل كما

فأمرت والدها محلة من أميال ستة نحو على منفردة محلة

الحميد عبد ابن الشريف والسيد والقضاة الفقهاء بإحضار

األمير زوجها وحضر والفقهاء والمشايخ الطلبة من وجماعة

واحد فراش على معها فقعد السلطان زوجة بنته الذي عيسى

ركوب وال قدميه، على التصرف يستطيع فال بالنقرس، معتل وهو

السلطان على الدخول أراد وإذا العربة، يركب وإنما الفرس،

الصورة هذه وعلى ،n محموال المجلس إلى وأدخلوه خدامه أنزله

العلة وهذه الثانية الخاتون أبو وهو نغطي، األمير n أيضا رأيت

السلطان بنت الخاتون هذه من ورأينا األتراك هؤالء في فاشية

وأجزلت سواها من نره لم ما األخالق وحسن المكارم من

. n خيرا الله جزاها وأفضلت اإلحسان

السلطان ولدي ذكر

ذكرها، قدمنا التي طيطغلي الملكة n جميعا وأمهما شقيقان، وهما

ونون " مد وياء مكسورة معلوة بتاء بك تين اسمه منهما واألكبر

. أمير " اسمه فكأن الجسد معناه وتين األمير، معناه وبك ، مفتوح

ومعنى " " ، النون وكسر الجيم بفتح بك جان أخيه واسم الجسد،

محلة له منهما واحد وكل الروح، أمير يسمى فكأنه الروح، جان

. أبوه له وعهد صورة الله خلق أجمل من بك تين وكان حدة، على

ذلك،. الله يرد ولم عنده، والتشريف الحظوة له وكانت بالملك

. له جرت قبيحة ألمور قتل ثم ،n يسيرا ولي أبوه مات لما فإنه

. الشريف السيد وكان وأفضل منه خير وهو بك، جان أخوه وولي

. هو علي وأشار بك جان تربية تولى الذي هو الحميد عبد ابن

المقري واإلمام القوامي الدين بدر واإلمام حمزة والقاضي

نزولي يكون أن قدومي حين وسواهم البخاري الدين حسام

. ذلك ففعلت لفضله، المذكور بك جان بمحلة

بلغار مدينة إلى سفري ذكر

عنها ذكر ما ألرى إليها التوجه فأردت بلغار بمدينة سمعت وكنت

ذلك عكس في ،n أيضا النهار وقصر بها الليل قصر انتهاء من

. فطلبت. عشر مسيرة السلطان محلة وبين بينها وكان الفصل

. إليه وردني اليها أوصلني من معي فبعث إليها يوصلني من منه

. بالعشاء وأذن أفطرنا المغرب، صلينا فلما رمضان، في ووصلتها

. وطلع والوتر والشفع التراويح وصلينا فصليناها إفطارنا، أثناء في

. . n أيضا قصره فصل في بها النهار يقصر وكذلك ذلك إثر الفجر

. n ثالثا بها وأقمت

الظلمة أرض ذكر

 

بلغار، من إليها والدخول الظلمة، أرض إلى الدخول أردت وكنت

. وقلة فيه المؤونة لعظم ذلك عن أضربت ثم n يوما أربعون وبينهما

كالب. تجرها صغار عجالت في إال يكون ال إليها والسفر الجدوى

حافر. وال اآلدمي قدم يثبت فال الجليد، فيها المفازة تلك فإن كبار

. . وال الجليد في أقدامها فتثبت األظفار، لها والكالب فيها الدابة

أو عجلة مائة ألحدهم يكون الذين التجار من األقوياء إال يدخلها

. وال فيها شجر ال فإنها وحطبه وشرابه بطعامه موقرة نحوها،

. فيها سار قد الذي الكلب هو األرض بتلك والدليل مدر وال حجر

العربة وتربط ونحوها، دينار ألف إلى قيمته وتنتهي كثيرة، n مرارا

. تتبعه المقدم، هو ويكون الكالب من ثالثة معه ويقرن عنقه، إلى

. . يضربه ال الكلب وهذا وقفت وقف فإذا بالعربات الكالب سائر

بني قبل n أوال الكالب أطعم الطعام حضر وإذا ينهره، وال صاحبه

. كملت فإذا للتلف صاحبه وترك وفر الكلب غضب وإال آدم،

وترك الظلمة، عند نزلوا مرحلة، أربعون الفالة بهذه للمسافرين

منزلهم إلى وعادوا هنالك، المتاع من به جاء ما منهم واحد كل

من. بإزائه فيجدون متاعهم، لتفقد عادوا الغد من كان فإذا المعتاد

وجده ما المتاع صاحب أرضى فإن والقاقم، والسنجاب السمور

رفعوا وربما فيزيدونه، تركه، يرضه لم وإن أخذه، متاعه إزاء

. بيعهم وهكذا التجار متاع وتركوا الظلمة، أهل أعني متاعهم،

يبايعهم. من هنالك إلى يتوجهون الذين يعلم وال وشراؤهم

. . هو والقاقم n أحدا يرون وال اإلنس أم هو الجن أمن ويشاريهم،

. دينار، ألف الهند ببالد منه الفروة وتساوي الفراء أنواع أحسن

. جلد من البياض، شديدة وهي وخمسون مائتان ذهبنا من وصرفها

الفروة في يتركونه طويل وذنبه الشبر، طول في صغير حيوان

. . دينار أربعمائة منه الفروة تساوي ذلك دون والسمور حاله على

. . وأمراء القمل يدخلها ال أنه الجلود هذه خاصية ومن دونها فما

عند بفرواتهم } متصال الواحد الجلد منه يجعلون وكبارها الصين

. مع. بلغار مدينة من وعدت والعراقين فارس تجار وكذلك العنق

السلطان محلة فوجدت صحبتي، في السلطان بعثه الذي األمير

من والعشرين الثامن في وذلك دغ، ببش المعروف الموضع على

يوم. العيد يوم وصادف العيد، صالة معه وحضرت رمضان

الجمعة.

العيد في ترتيبهم ذكر

العظيمة، عساكره في السلطان ركب العيد يوم صباح كان ولما

السلطان بنت وركبت عساكرها، ومعها عربتها خاتون كل وركبت

من الملك ورثت الحقيقة، على الملكة هي إذ رأسها، على والتاج

. قدم قد وكان عسكره في واحد كل السلطان، أوالد وركب أمها،

جماعة ومعه السايلي، الدين شهاب القضاة قاضي العيد لحضور

. بدر واإلمام حمزة القاضي وركب فركبوا والمشايخ الفقهاء من

. هؤالء ركوب وكان الحميد عبد ابن والشريف القوامي الدين

. واألعالم األطبال ومعهم السلطان، عهد ولي بك تين مع الفقهاء

. وركب خطبة أحسن وخطب الدين شهاب القاضي بهم فصلى

فجلس الكشك، عندهم يسمى خشب برج إلى وانتهى السلطان،

عهده ولي فيه فجلس دونه، ثان برج ونصب خواتينه، ومعه فيه

. وشماله، يمينه عن دونهما برجان ونصب التاج صاحبة وابنته

. وأبناء لألمراء الكراسي ونصبت وأقاربه السلطان أبناء فيهما

كل فجلس وشماله، البرج يمين عن الصندليات، وتسمى الملوك،

. طومان أمير لكل للرمي، طبالت نصبت ثم كرسيه على واحد

عشرة له يركب الذي هو عندهم طومان وأمير به، مختصة طبلة

يقودون. عشر، سبعة طومان أمراء من الحاضرون فكان آالف

. شبه أمير لكل ونصب ذلك من أكثر وعسكره ،n ألفا وسبعون مائة

. ذلك على فكانوا يديه بين يلعبون وأصحابه عليه، فقعد منبر

يلبسها. وعندما خلعة، أمير كل على فخلعت بالخلع، أتي ثم ساعة

األرض يمس أن وخدمته فيخدم، السلطان برج أسفل إلى يأتي

بفرس يؤتى ثم قائمة، واألخرى تحتها، رجله ويمد اليمنى، بركبته

إلى بنفسه ويقوده األمير، فيه ويقبل حافره، فيرفع ملجم، مسرح

. كل. مع الفعل هذا ويفعل عسكره مع ويقف يرتبه وهنالك كرسيه

. وعن الفرس، ويركب البرج على السلطان ينزل ثم منهم أمير

يساره وعن كجك، إيت الملكة بنته وتليه العهد، ولي ابنه يمينه

بأثواب مكسوة عربات في األربع الخواتين يديه وبين الثاني، ابنه

. المذهب بالحرير مجللة تجرها التي والخيل المذهب، الحرير

والوزراء الملوك وأبناء والصغار الكبار األمراء جميع وينزل

على السلطان يدي بين فيمشون الدولة، وأرباب والحجاب

" " هو الواو بكسر والوطاق الوطاق، يصل أن إلى أقدامهم،

عندهم. " " والباركة عظيمة، باركاه باركة هنالك نصبت وقد إفراج

الفضة بصفائح مكسوة الخشب من أعمدة أربعة له عظيم بيت

المذهبة الفضة من جامور عمود كل أعلى وفي بالذهب، المموهة

. ويوضع ثنية كأنها البعد على الباركة هذه وتظهر وشعاع، بريق له

كله ذلك ويفرش والكتان، القطن من سقائف ويسارها يمينها عن

وهم األعظم، السرير الباركة وسط في وينصب الحرير، بفرش

بصفائح مكسوة وأعواده مرصع، خشب من وهو التخت، يسمونه

فرش وفوقه المموهة، الخالصة الفضة من وقوائمه مذهبة، فضة

السلطان يجلس مرتبة األعظم السرير هذا وسط وفي عظيم

كجك إيت ابنته بها جلست مرتبة يمينه وعن الكبرى، والخاتون

الخاتون بها جلست مرتبة يساره وعن أردوجا، الخاتون ومعها

قعد كرسي السرير يمين عن ونصب كبك، الخاتون ومعها بيلون

عليه قعد كرسي شماله عن ونصب السلطان، ولد بك تين عليه

جلس والشمال اليمين عن كراسي ونصبت الثاني، ولده بك جان

هزارة، أمراء مثل الصغار، األمراء ثم الكبار، الملوك أبناء فوقها

. الذهب موائد على بالطعام أتي ثم n ألفا يقودون الذين وهم

. وطعامهم ذلك من وأكثر رجال أربعة يحملها مائدة وكل والفضة،

مائدة، أمير كل يدي بين وتوضع مسلوقة، والغنم الخيل لحوم

ربط وقد حرير، ثياب وعليه اللحم، مقطع وهو الباروجي، ويأتي

. أغمادها في سكاكين جملة حزامه وفي حرير، فوطة عليها

. . أميره يدي بين قعد المائدة قدمت فإذا باروجي أمير لكل ويكون

محلول ملح فيها الفضة أو الذهب من صغيرة بصفحة ويؤتى

صنعة ذلك في ولهم n صغارا n قطعا اللحم البروجي فيقطع بالماء،

أختلط ما إال منه يأكلون ال فإنهم بالعظم، n مختلطا اللحم قطع في

شربهم. وأكثر للشرب، والفضة الذهب بأواني يؤتى ثم بالعظم

. . أراد فإذا النبيذ شرب يحللون المذهب، حنفية وهم العسل نبيذ

ثم برجلها، وخدمت بيدها، القدح ابنته أخذت يشرب، أن السلطان

. الكبرى، للخاتون فتناوله آخر n قدحا تأخذ ثم فشرب القدح ناولته

. ولي ثم ترتيبهن، على الخواتين لسائر تناول ثم منه فتشرب

. أخته، ثم الخواتين ثم فيشرب إياه ويناوله ويخدم القدح، العهد

. أخاه ويسقي القدح فيأخذ الثاني الولد يقوم ثم جميعهن ويخدم

. ولي منهم واحد كل فيسقي الكبار، األمراء يقوم ثم له ويخدم

ذلك أثناء ويغنون الملوك، أبناء يقوم ثم له، ويخدم العهد

للقاضي. المسجد إزاء n أيضا كبيرة قبة نصبت قد وكانت بالموالية

فأوتينا معهم، وأنا والمشايخ الفقهاء وسائر والشريف والخطيب

. األتراك كبار من أربعة واحدة كل يحمل والفضة الذهب بموائد

فيأمرهم الكبار، إال السلطان يدي بين اليوم ذلك في يتصرف وال

. أكل، من الفقهاء من فكان أراد من إلى الموائد من أراد ما برفع

. مد ورأيت والذهب الفضة موائد في األكل عن تورع من ومنهم

. فأمر القمز روايا عليها العربات من والشمال اليمين عن البصر

. فأعطيتها منها، بعربة إلي فأتوا الناس على بتفريقها السلطان

. فأبطأ الجمعة، صالة تنتظر المسجد أتينا ثم األتراك من لجيراني

. : ومن. عليه، غلب قد السكر ألن يأتي ال إنه قائل فمن السلطان

. وهو: أتى الوقت تمكن بعد كان فلما الجمعة يترك ال إنه قائل

يخاطبه وكان له، وتبسم الشريف، السيد على فسلم يتمايل،

. الناس وانصرف الجمعة، صلينا ثم التركية بلسان األب وهو بآطا،

. حاله على فبقى الباركة، إلى السلطان وانصرف منازلهم إلى

. تلك الملك مع وبقي أجمعون الناس انصرف ثم العصر صالة إلى

. وبنته خواتينه الليلة

فوصال   العيد، انقضى لما والمحلة السلطان مع رحيلنا كان ثم

المحرر الموضع عندهم ترخان ومعنى ترخان، الحاج المدينة إلى

" الخاء وبفتح الراء وسكون المثناة بفتح وهو المغارم، من

. " من حاج هو المدينة هذه إليه والمنسوب ، نون وآخره المعجم

. الموضع ذلك السلطان له وحرر بموضعها، نزل تركي الصالحين

. عظيمة المدن أحسن من وهي وتمدنت عظمت قرية فصار

. وهنالك الكبار الدنيا أنهار من وهو أتل، نهر على مبنية األسواق

المياه وتجمد النهر هذا ويجمد البرد يشتد حتى السلطان يقيم

أحمال من باآلالف فيأتون البالد تلك أهل يأمر ثم به، المتصلة

. ال هنالك والتبن النهر فوق المنعقد الجليد على فيجعلونها التبن،

الحشيش أكلها وإنما الهند، ببالد وكذلك يضرها، ألنه الدواب تأكله

. والمياه النهر هذا فوق بالعربات ويسافرون البالد لخصب األخضر

آخر مع فوقه القوافل جازت وربما مراحل، ثالث به المتصلة

. ترخان الحاج مدينة وصلنا ولما ويهلكون فيغرقون الشتاء، فصل

لها يأذن أن السلطان من الروم ملك ابنة بيلون الخاتون رغبت

. منه ورغبت لها فأذن إليه، وتعود عنده حملها لتضع أبيها زيارة في

العظمى القسطنطينية لمشاهدة صحبتها التوجه في لي يأذن أن

: . حرمتك في أدخلها إنما له وقلت فالطفته علي n خوفا فمنعني

. . بألف ووصلني وودعناه لي فأذن أحد من أخاف فال وجوارك،

. خاتون كل وأعطتني كثيرة وأفراس وخلعة دينار وخمسمائة

" " ، المهمل الصاد بفتح بصوم يسمونها وهم الفضة، سبائك منهن

. وأركبتني وكستني منهن، أكثر ابنته وأعطت صومة واحدتها

. جملة والسمور السنجاب وفروات والثياب الخيل من لي واجتمع

القسطنطينية إلى سفري ذكر

وتحت بيلون الخاتون صحبة في شوال من العاشر في وسافرنا

والملكة هو ورجع مرحلة، تشييعها في السلطان ورحل حرمتها،

ثم ثانية مرحلة صحبتها في الخواتين سائر وسافر عهده، وولي

. عسكره من آالف خمسة في بيدره األمير صحبتها وسافر رجعن،

من خدامها منهم فارس، خمسمائة نحو الخاتون عسكر وكان

. من معها وكان الترك من والباقون مائتين، نحو والروم المماليك

. نحو العربات من لها وكان روميات وأكثرهن مائتين، نحو الجواري

ثلثمائة ونحو وللركوب، لجرها فرس ألفي ونحو عربة، أربعمائة

. الفتيان من معها وكان لجرها الجمال من ومائتين البقر، من

. يسمى األكبر وقائدهم مثلهم الهنديين ومن عشرة، الروميين

له ويقول بميخائيل، ويسمى الروميين وقائد الهندي، بسنبل

. جواريها أكثر وتركت الكبار الشجعان من وهو لؤلؤ، األتراك

ووضع الزيارة برسم توجهت قد كانت إذ السلطان بمحلة وأثقالها

الحمل.

" " . األولى الكاف وفتح الهمزة بضم وهي أكك مدينة إلى وتوجهنا

. وبينهما البرد شديد الخيرات كثير العمارة حسنة متوسطة مدينة

يوم مسيرة وعلى عشر؛ مسيرة السلطان حضرة السرا وبين

زرق الشعور شقر نصارى وهم الروس، جبال المدينة هذه من

. بالدهم ومن الفضة معادن وعندهم غدر، أهل الصور قباح العيون

هذه في ويشتري يباع التي الفضة سبائك وهي بالصوم، يؤتى

. أوقي خمس منها الصومة ووزن البالد،

  " وضبط سردق مدينة إلى المدينة هذه من عشر بعد وصلنا ثم

المهمل الدال وفتح الراء وسكون المهمل السين بضم اسمها

." البحر، ساحل على قفجق دشت مدن من وهي قاف وآخره

البساتين وبخارجها وأحسنها، المراسي أعظم من ومرساها

. أهل. وهم ذمتهم، تحت الروم من وطائفة الترك وينزلها والمياه

. . فخرب. كبيرة المدينة هذه وكانت خشب بيوتها وأكثر الصنائع

. الغلبة وكانت والترك الروم بين وقعت فتنة بسبب معظمها

ونفوا. قتلة، شر الروم وقتلوا أصحابهم، للترك فانتصر للروم

. تحمل الضيافة وكانت اآلن إلى الذمة تحت بعضهم وبقي أكثرهم،

والبقر والغنم الخيل من البالد تلك من منزل كل في الخاتون إلى

. البالد هذه في والسفر والغنم البقر وألبان والقمز والدوقي

. بعساكره الخاتون يصحب البالد بتلك أمير وكل ومعشي مضحي

. آمنة البالد تلك ألن عليها، n خوفا ال لها، n تعظيما بالده، حد آخر إلى

عندهم وبابا سلطوق، بابا باسم المعروفة البلدة إلى وصلنا ثم

" بفتح وسلطوق الباء يفخمون أنهم إال سواء، البربر عند بمعناه

" ، قاف وآخره المهمل الطاء وضم الالم واسكان المهمل السين

أشياء عنه يذكر لكن ،n مكاشفا كان هذا سلطوق أن ويذكرون

. عمالة أول وبين بينها األتراك، بالد آخر البالد وهذه الشرع ينكرها

ال أيام ثمانية منها معمورة، غير برية في n يوما عشر ثمانية الروم

العربات، على والقرب الروايا في ويحمل الماء، لها يتزود بها ماء

. الماء من كثير إلى نحتج فلم البرد، أيام في إليها دخولنا وكان

بالدوقي ويخلطونها القرب، في األلبان يرفعون واألتراك

. في البلدة هذه من وأخذنا يعطشون فال ويشربونها المطبوخ

الخاتون، فأتيت أفراس، زيادة إلى واحتجت للبرية، االستعداد

. أتتها ومتى ومساء n صباحا عليها أسلم وكنت بذلك فأعلمتها

. الخيل أترك فكنت وبالغنم والثالثة بالفرسين إلي تبعث ضيافة

أصحابنا. مع يأكلون والخدم الغلمان، من معي من وكان ألذبحها

. الخاتون لي وأمرت n فرسا خمسين نحو لي فاجتمع األتراك،

يختارها أن الرومي ساروجة وكيلها وأمرت ،n فرسا عشر بخمسة

: . غيرها إلى احتجت فإن تخف، ال وقالت المطبخ خيل من n سمانا

. يوم. من سيرنا فكان القعدة ذي منتصف في البرية ودخلنا زدناك

. خمسة وإقامتنا n يوما عشر تسعة البرية أول إلى السلطان فارقنا

وما ومعشى، مضحى n يوما عشر ثمانية البرية هذه من ورحلنا

. لله والحمد n خيرا إال رأينا

" الروم عمالة أول وهو مهتولي، حصن إلى ذلك بعد وصلنا ثم

وواو المعلوة التاء وضم الهاء وسكون الميم بفتح اسمه وضبط

" هذه بقدوم سمعت قد الروم وكانت وياء مكسور والم مد

كفالي فاستقبلنا الحصن هذا إلى فوصلنا بالدها، على الخاتون

. وجاءت عظيمة وضيافة عظيم عسكر في الرومي، نقوله

. مهتولي وبين القسطنطينية ملك أبيها دار من والدايات الخواتين

n يوما عشر ستة منها ،n يوما وعشرين اثنين مسيرة والقسطنطينية

. هذا من يسافر وال القسطنطينية إلى منه وستة الخليج، إلى

الوعر ألجل به، العربات وتترك والبغال، بالخيل إال الحصن

الخاتون. إلي وبعثت كثيرة، ببغال المذكور كفالي وجاء والجبال

أصحابي من تركته بمن الحصن ذلك أمير وأوصت منها، بستة

. بيدرة األمير ورجع بدار لهم فأمر واألثقال، العربات مع وغلماني

بهذا مسجدها وتركت ناسها، إال الخاتون مع يسافر لم بعساكره،

. الضيافة في بالخمور إليها يؤتى وكان األذان حكم وارتفع الحصن،

. يبق ولم أكلتها أنها خواصها بعض وأخبرني وبالخنازير، فتشربها

. وتغيرت معنا يصلي كان األتراك بعض إال يصلي من معها

األمير أوصت الخاتون ولكن الكفر، بالد في لدخولنا البواطن

. من ضحك لما مماليكه بعض مرة ضرب ولقد بإكرامي كفالي

جبل. بسفح وهم الملك، عبد بن مسلمة حصن وصلنا ثم صالتنا

: إال الحصن هذا من يبق ولم اصطقيلي، له يقال زخار، نهر على

. الخليج، إلى ووصلنا يومين، سرنا ثم كبيرة قرية وبخارجه آثاره،

كان حتى فأقمنا المد، فيه فوجدنا كبيرة قرية ساحله وعلى

. في أميال أربعة ومشينا ميلين نحو وعرضه وخضناه، الجزر،

أميال، ثالثة نحو وعرضه فخضناه، الثاني، الخليج ووصلنا رمال،

الثالث، الخليج ووصلنا ورمل، حجارة في ميلين نحو مشينا ثم

. كله الخليج فعرض واحد ميل وعرضه فيه، فتبعنا المد، ابتدأ وقد

فال المطر، أيام في كلها ماء وتصير ،n ميال عشر اثنا ويابسه مائيه

. القوارب في إال تخاض

 

" بفاء واسمها الفنيكة مدينة الثالث الخليج هذا ساحل وعلى

حسنة " لكنها صغيرة، وهي ، مفتوح وكاف مد وياء ونون مفتوحة

تحفها، والبساتين تخرقها واألنهار حسان، وديارها وكنائسها مانعة،

إلى السنة من والسفرجل والتفاح واإلجاص العنب بها ويدخر

. هنالك،. ألبيها قصر في والخاتون n ثالثا المدينة بهذه وأقمنا األخرى

آالف خمسة في قراس كفالي اسمه شقيقها أخوها قدم ثم

أخوها ركب الخاتون لقاء أرادوا ولما السالح، شاكي فارس

n مظلال رأسه على وجعل بيضاء، n ثيابا ولبس أشهب، n فرسا المذكور

وعن الملوك، أبناء من خمسة يمينه عن وجعل بالجواهر، n مكلال

مزركشة مظلالت وعليهم ،n أيضا البياض البسين مثلهم، يساره

قد فارس، ومائة المشائين من مائة يديه بين وجعل بالذهب،

n فرسا يقود منهم واحد وكل وخيلهم، أنفسهم على الدروع أسبغوا

والدروع المجوهرة البيضة من فارس شكة عليه ،n مدرعا n مسرجا

. راية رأسه طرف في رمح وبيده والسيف، والقوس والتركش

. الخيل وتلك والفضة الذهب بصفائح مكسوة الرماح تلك وأكثر

. أفواج، على فرسانه وقسم السلطان ابن مراكب هي المقودة

من عشر أمامه قدم قد أمير لهم فارس، مائتا فيه فوج كل

وخلفه ،n فرسا يقود منهم واحد وكل السالح، في شاكين الفرسان

وعشرة الفرسان، من عشرة بأيدي ملونة العالمات من عشرة

األبواق يضربون ستة ومعهم الفرسان، من عشرة يتقلدها أطبال

. في الخاتون وركبت الغيطات وهي والصرنايات، واألنفار

عليهم خمسمائة، نحو وهم وخدامها، وفتيانها وجواريها مماليكها

حلة الخاتون وعلى المرصعة، بالذهب المزركشة الحرير ثياب

: : وعلى بالجوهر، مرصعة النسيج، n أيضا لها ويقال النخ، لها يقال

وفي بالذهب، مزركش حرير مجلل وفرسها مرصع، تاج رأسها

. وعظم مرصعة قالئد عنقه وفي الذهب، خالخل ورجليه يده

. من بسيط في التقاؤهما وكان n جوهرا مكلل ،n ذهبا مكسو السرج

. n سنا أصغر ألنه أخوها لها وترجل البلد من ميل نحو على األرض

. الملوك، وأوالد األمراء وترجل رأسه وقبلت ركابها، وقبل منها،

. اليوم ذلك غد وفي أخيها مع وانصرفت ركابها، n جميعا وقبلوا

اسمها، اآلن نثبت ال البحر، ساحل على كبيرة مدينة إلى وصلنا

. العهد ولي الخاتون أخو ووصل بخارجها نزلنا وأشجار، أنهار ذات

وعلى مدرع، آالف عشرة من ضخم وعسكر عظيم ترتيب في

يساره وعن الملوك، أبناء من عشرين نحو يمينه وعن تاج، رأسه

الحفل أن إال سواء، أخيه ترتيب على فرسانه رتب وقد مثلهم،

. وترجال األول، زيها مثل في أخته معه وتالقت أكثر والجمع أعظم،

. ونزلنا. سالمها، كيفية أعلم فال فيه فدخال حرير بخباء وأتي n جميعا

. أهلها خرج بالغد كان فلما القسطنطينية من أميال عشرة على

زي أحسن في ومشاة n ركبانا وصبيان، ونساء رجال من رجال من

واالنفار، ق واالبوا األطبال الصبح عند وضربت لباس، وأجمل

الخاتون هذه أم وزوجته السلطان وخرج العساكر، وركبت

جملة يحمله رواق الملك رأس وعلى والخواص، الدولة وأرباب

عصا كل أعلى في طوال، عصي بأيديهم ورجال الفرسان، من

مثل الرواق وسط وفي الرواق، بها يرفعون جلد من كرة شبه

. اختلطت السلطان أقبل ولما بالعصي الفرسان يرفعها القبة

فلزمت بينهم، فيما الدخول على أقدر ولم العجاج، وكثر العساكر

. لما أنها لي وذكر نفسي على n خوفا وأصحابها، الخاتون أثقال

قبلت ثم أيديهما، بين األرض وقبلت ترجلت أبويها من قربت

. . وكان ذلك في فعلها مثل أصحابها كبار وفعل فرسيهما حافري

وقد العظمى، القسطنطينية إلى بعده أو الزوال عند دخولنا

. وصلنا ولما أصواتها الختالط اآلفاق ارتجت حتى نواقيسهم ضربوا

قائد معهم رجل، مائة به وجدنا الملك قصر أبواب من األول الباب

: . ومعناه سراكنوا، سراكنوا يقولون وسمعتهم دكانه فوق لهم

: . إنهم. الخاتون أصحاب لهم فقال الدخول من ومنعونا المسلمون

. : . بعض وذهب بالباب، فأقمنا بإذن إال يدخلون ال فقالوا جهتنا من

والدها، يدي بين وهي بذلك، أعلمها من فبعث الخاتون، أصحاب

. دار من بمقربة n دارا لنا وعين بدخولنا فأمر شأننا له فذكرت

المدينة، من نذهب حيث نعترض ال بأن n أمرا لنا وكتب الخاتون،

. الضيافة إلينا فبعث ،n ثالثا بالدار وأقمنا األسواق في بذلك ونودي

والحوت والفاكهة والسمن والدجاج والغنم والخبز الدقيق من

. . السلطان على دخلنا الرابع اليوم وفي والفرش والدراهم

القسطنطينية سلطان ذكر

  " الفاء وضم الكاف وسكون المثناة التاء بفتح تكفور واسمه

. بقيد " جرجيس السلطان وأبوه جرجيس السلطان ابن وراء وواو

وترك الكنائس، في للعبادة وانقطع وترهب تزهد لكنه الحياة،

. إلى وصولنا من الرابع اليوم وفي وسنذكره لولده الملك

بيدي فأخذ الهندي، سنبل الفتى الخاتون إلي بعثت القسطنطينية

بها سقائف باب كل في أبواب، أربعة فجزنا القصر، إلى وأدخلني

. إلى وصلنا فلما مفروشة دكانة على وقائدهم وأسلحتهم رجال

من أربعة ومعه أتى ثم ودخل، سنبل الفتى تركني الخامس الباب

لي وقال سكين، معي يكون لئال ففتشوني الروميين، الفتيان

الملك: على يدخل من كل تفتيش من بد ال لهم، عادة تلك القائد

. ثم الهند بأرض الفعل وكذلك بلدي، أو غريب عام، أو خاص من

وأحاط الباب وفتح بيدي فأخذ بالباب، الموكل قام فتشوني لما

ورائي من واثنان بكمي، اثنان أمسك الرجال من أربعة بي

فيها نقش قد بالفسيفساء حيطانه كبير، مشور إلى بي فدخلوا

ماء، ساقيه وسطه وفي والجماد، الحيوانات من المخلوقات صور

يتكلم ال n سكوتا n ويسارا n يمينا واقفون والناس األشجار جهتها ومن

. أولئك أسلمني وقوف رجال ثالثة المشور وسط وفي منهم، أحد

إليهم وأشار اآلخرون، فعل كما بثيابي فأمسكوا إليهم األربعة

: تخف، ال بالعربي لي فقال n يهوديا أحدهم وكان بي، فتقدموا رجل

بالد من وأصلي الترجماني، وأنا بالوارد، يفعلوا أن عادتهم فهكذا

. : . وصلت. ثم عليكم السالم قل فقال أسلم كيف فسألته الشام

الخاتون هذا أم وزوجته سريره، على والسلطان عظيمة، قبة إلى

ستة يمينه وعن وإخوتها، الخاتون السرير وأسفل يديه، بين

. السالم قبل إلي فأشار بالسالح وكلهم اربعة، يساره وعن رجال،

ثم ذلك، ففعلت روعي، ليسكن هنيهة، بالجلوس إليه والوصول

. أفعل فلم أجلس أن إلى وأشار عليه، فسلمت إليه وصلت

وعن المقدسة، الصخرة وعن المقدس، بيت عن وسألني

الخليل مدينة وعن لحم، بيت وعن عيسى، مهد وعن القمامة،

فأجبته الروم، وبالد والعراق ومصر دمشق عن ثم السالم، عليه

. وقال كالمي فأعجبه وبينه بيني يترجم واليهودي كله، ذلك عن

. لي: وأمر خلعة، علي خلع ثم وأمنوه الرجل هذا أكرموا ألوالده

رأسه، فوق الملك يجعلها التي من ومظلة ملجم، مسرج بفرس

. بالمدينة معي يركب من يعين أن منه وطلبت األمان عالمة وهي

. بالدي في وأذكرها وغرائبها، عجائبها أشاهد حتى يوم، كل في

. الملك خلعة يلبس الذي ان عندهم العوائد ومن ذلك لي فعين

واألنفار باألبواق المدينة أسواق في به يطاف فرسه ويركب

يأتون الذين باألتراك ذلك يفعل ما وأكثر الناس ليراه واألطبال

. األسواق في بي فطافوا يؤذوا لئال أوزبك السلطان بالد من

المدينة ذكر

المد عظيم نهر بينهما بقسمين منقسمة الكبر، في متناهية وهي

. فيما عليه وكانت المغرب بالد من سال وادي شكل على والجزر،

. . واسم القوارب في يعبر اآلن وهو فخربت مبنية قنطرة تقدم

" وضم الموحدة الباء واسكان الهمزة بفتح أبسمي النهر هذا

المدينة ". من القسمين وأحد مد وياء الميم وكسر المهمل السين

" الطاء وفتح الصاد واسكان الهمزة بفتح أصطنبول يسمى

وهو " ، والم مد وواو الموحدة الباء وضم النون وسكون المهملتين

دولته وأرباب السلطان سكنى وفيه النهر، من الشرقية بالعدوة

. . متسعة بالصفاح مفروشه وشوارعه وأسواقه الناس وسائر

سوق كل وعلى شواهم، يشاركهم ال حدة على صناعة كل وأهل

. والمدينة النساء به والباعة الصناع وأكثر بالليل عليه تسد أبواب

مثل وعرضه أميال، تسعة نحو البحر في داخل جبل سفح في

. والسور السلطان وقصر صغيرة قلعة أعاله وفي أكثر، أو ذلك

. وفيه البحر جهة من إليه ألحد سبيل ال مانع وهو الجبل، بهذا يحيط

وسط في هي العظمى والكنيسة عامرة قرية عشرة ثالث نحو

" . الغلطة فيسمى منها الثاني القسم وأما المدينة من القسم هذا

من " الغربية بالعدوة وهو مفتوحات مهمل وطا والم معجمة بغين

. خاص القسم وهذا النهر من قربه في الفتح برباط شبيه النهر،

. والبنادقة الجنويون فمنهم أصناف، وهم يسكنونه اإلفرنج بنصارى

. القسطنطينية، ملك إلى وحكمهم إفرانسة وأهل رومية وأهل

وظيفة وعليهم القمص، ويسمونه يرتضونه من منهم عليهم يقدم

. فيحاربهم عليه، استعصوا وربما القسطنطينية لملك عام كل في

. أعظم من ومرساهم تجارة، أهل وجميعها البابا بينهم يصلح حتى

الكبار، من وسواها القراقر من جفن مائة نحو به رأيت المراسي،

. أن إال حسنة، القسم هذا وأسواق كثرة تحصى فال الصغار وأما

ال وكنائسهم نجس، قذر صغير نهر ويشقها عليها، غالبة األقذار

. فيها خير

العظمى الكنيسة ذكر

. عندهم تسمى وهي أشاهده فلم داخلها وأما خارجها، نذكر وإنماوواو " مضموم وصاد والف الحروف آخر والياء الهمزة بفتح أياصوفيابن ". آصف بناء من أنها ويذكر والف كاألولى وياء مكسورة وفاء مد

. كنائس أعظم من وهي السالم عليه سليمان خالة ابن وهو بريخاء، . ولها ،n بابا عشر ثالثة وأبوابها مدينة فكأنها به يطيف سور وعليها الروم،

. مع دخلته وقد دخوله من أحد يمنع وال كبير، باب عليه ميل، نحو هو حرموتشقه بالرخام مسطح مشور شبه وهو ذكره، يقع الذي الملك والد

مصنوعان ذراع، نحو مرتفعان حائطان لها الكنيسة، من تخرج ساقيةجهتي عن منتظمة واألشجار صنعة، بأحسن المنقوش المجزع بالرخام

الخشب. من معرش المشور هذا باب إلى الكنيسة باب ومن الساقيةوخارج والرياحين، الياسمين أسفله وفي العنب، دوالي عليه مرتفع،عليها يجلس خشب، طبالت فيها كبيرة خشب قبة المشور هذا باب

. من أكثرها وحوانيت مساطب القبة يمين وعن الباب ذلك خدام . الحوانيت تلك وسط وفي دواوينهم وكتاب قضاتهم بها يجلس الخشب،

مطبق كبير كرسي وفيها خشب، درج على إليها يصعد خشب قبةعلى التي القبة يسار وعن وسنذكره، قاضيهم فوقه يجلس بالملف،

. تنقسم ذكرناها التي والساقية العطارين سوق المشور هذا بابالقضاة حيث بالسوق يمر واآلخر العطارين، بسوق يمر أحدهما قسمين

يقمون الذين خدامها بها يجلس سقائف الكنيسة باب وعلى والكتاب،حتى بداخلها n أحدا يدعون وال أبوابها، ويغلقون سرجها ويوقدون طرقها

التي الخشبة من بقية أنه يزعمون الذي عندهم األعظم للصليب يسجدمجعول الكنيسة، باب على وهو السالم، عليه عيسى شبيه عليها صلب

ذهب جعبة عليها عرضوا وقد أذرع، عشرة نحو طولها ذهب جعبة في . والذهب، الفضة بصفائح مصفح الباب وهذا n صليبا صارت حتى مثلها،

. من الكنيسة بهذه من عدد أن لي وذكر الخالص الذهب من وحلقتاه. الحواريين ذرية من بعضهم وأن آالف، إلى ينتهي والقسيسين الرهبان

للعبادة المنقطعات األبكار من فيها بالنساء مختصة كنيسة بداخلها وأن . . عادة ومن كله ذلك من فأكثر النساء من القواعد وأما ألف من أزيد

هذه زيارة إلى n صباحا يوم كل يأتوا أن الناس وسائر دولته وأرباب الملكأربع مسيرة على كان وإذا السنة، في مرة البابا إليها ويأتي الكنيسة، . يمشي المدينة دخول وعند له ويترجل لقائه إلى الملك يخرج البلد، من

مقامه طوال للسالم ومساء n صباحا ويأتيه قدميه، على يديه بين. ينصرف حتى بالقسطنطينية

بقسطنطينية المانستارات ذكر

وراءه متقدمة نونه أن إال المارستان لفظ مثل على والمانستار

وهذه المسلمين، عند الزاوية شبه عندهم وهو متأخرة،

وااد جرجيس الملك عمره مانستار فمنها كثيرة بها المانستارات

مقابل اصطنبول بخارج وهو وسنذكره، القسطنطينية ملك

يمين. عن العظمى الكنيسة خارج مانستاران ومنها الغلطة

. وأحدهما ماء نهر يشقهما بستان داخل في وهما إليها، الداخل

. بهما ويدور كنيسة، منهما واحد كل وفي للنساء واآلخر للرجال

منهما واحد كل على حبس وقد والمتعبدات، للمتعبدين البيوت

. ومنها الملوك أحد بناهما ونفقتهم، المتعبدين لكسوة أحباس

مثل على العظمى الكنيسة إلى الداخل يسار عن مانستاران

. العميان، يسكنه وأحدهما بيوت بها ويطيف اآلخرين، هذين

بلغ ممن الخدمة، يستطيعون ال الذين الشيوخ يسكنه والثاني

. أوقاف من ونفقته كسوته منهم واحد ولكل نحوها أو الستين

. الذي الملك لتعبد دويرة منها مانستار كل داخل وفي لذلك معينة

.n مانستارا بنى السبعين أو الستين بلغ إذا الملوك هؤالء وأكثر بناه

واشتغل الملك، ولده وقلد الشعر، ثياب وهي المسوح، لبس أو

. المانستارات، هذه بناء في يحتفلون وهم يموت حتى بالعبادة

ودخلت المدينة بهذه كثيرة وهي والفسيفساء، بالرخام ويعملونها

يشقه مانستار إلى معي للركوب الملك عينه الذي الرومي مع

المسوح عليهن بكر، خمسمائة نحو فيها كنيسة وفيه نهر،

وعليهن فائق، جمال ولهن اللبد، قالنيس فيها محلوقة ورؤوسهن

. لم بصوت اإلنجيل لهن يقرأ منبر على صبي قعد وقد العبادة أثر

منابر، على الصبيان من ثمانية وحوله منه، أحسن قط أسمع

. . لي وقال آخر صبي قرأ الصبي هذا قرأ فلما قسيسهم ومعهم

لخدمة: أنفسهن وهبن الملوك، بنات من البنات هؤالء إن الرومي

خارج أخرى كنيسة ولهم القراء، الصبيان وكذلك الكنيسة، هذه

. نحو بها فوجدنا بستان في كنيسة إلى n أيضا ودخلت الكنيسة تلك

صبيان وجماعة منبر، على لهن يقرأ n وصبيا أزيد أو بكر خمسمائة

: بنات هؤالء الرومي لي فقال األولين، مثل منابر على معه

. فيها كنائس إلى ودخلت الكنيسة بهذه يتعبدن واألمراء الوزراء

من والقواعد العجائز فيها كنائس وإلى البلد، أهل وجوه من أبكار

مائة منه الكنيسة في يكون الرهبان، فيها كنائس وإلى النساء،

ومتعبدون رهبان المدينة هذه وأكثر أقل، أو أكثر أو رجل

. جندي. من المدينة وأهل كثرة تحصى ال وكنائسها وقسيسون

شتاء الكبار المظالت رؤوسهم على يجعلون وكبير صغير وغيره

. كبار عمائم لهن والنساء ،n وصيفا

جرجيس المترهب الملك ذكر

كما n مانستارا وبنى للعبادة، وانقطع البنه، الملك ولى الملك وهذا

. المعين الرومي مع n يوما وكنت ساحلها على المدينة خارج ذكرناه

المسوح وعليه قدميه، على ماش� الملك بهذا فإذا معي للركوب

حسن ووجهه طويلة بيضاء لحية وله لبد، قلنسوة رأسه وعلى

عكاز، وبيده الرهبان، من جماعة وأمامه وخلفه العبادة، أثر عليه

: . فهذا انزل لي وقال نزل الرومي رآه فلما سبحة عنقه وعلى

. وبعث وقف ثم عني، سأله الرومي عليه سلم فلما الملك والد

يعرف وكان الرومي، لذلك وقال بيدي فأخذ إليه فجئت لي

: اليد أصافح أنا المسلم يعني السراكنوا، لهذا قل العربي اللسان

الصخرة داخل مشت التي والرجل المقدس، بيت دخلت التي

على يده وجعل لحم، وبيت قمامة تسمى التي العظمى والكنيسة

تلك دخل فيمن اعتقادهم من فعجبت وجهه، بها ومسح قدمي

عن فسألني معه ومشيت بيدي أخذ ثم ملتهم، غير من المواضع

ودخلت السؤال، وأطال النصارى، من فيه ومن المقدس بيت

. الباب قارب ولما n آنفا وصفناه الذي الكنيسة حرم إلى معه

عليه، للسالم والرهبان القسيسين من جماعة خرجت األعظم

: . له فقلت يدي أرسل رآهم ولما الرهبانية في كبارهم من وهو

: : . البد له قل للترجمان فقال الكنيسة إلى معك الدخول أريد

األوائل، سنته مما هذا فإن األعظم، للصليب السجود من لداخلها

. بعد أره ولم وحده، ودخل فتركته، خالفه، يمكن وال

القسطنطينية قاضي ذكر

الكتاب، سوق دخلت المذكور المترهب الملك فارقت ولما

معي، الذي الرومي فسأل أعوانه، أحد إلي فبعث القاضي فرآني

. : بعث بذلك وأخبره إليه عاد فلما المسلمين طلبة من إنه له فقال

: لي فقال كفالي، النجشي القاضي يسمون وهم أعوانه، أحد إلي

تقدم التي القبة إلى إليه، فصعدت يدعوك، كفالي النجشي

وهو الرهبان لباس عليه واللمة، الوجه حسن n شيخا فرأيت ذكرها،

. فقام يكتبون الكتاب من عشرة نحو يديه وبين األسود، الملف

. : إكرامك علينا ويجب الملك، ضيف أنت وقال أصحابه، وقام إلي

وكثر الكالم وأطال ومصر والشام المقدس بيت عن وسألني

. : فأضيفك داري إلى تأتي أن لك البد لي وقال االزدحام، عليه

. بعد ألقه ولم عنه، فانصرفت

القسطنطينية عن االنصراف ذكر

أبيها دين على أنها األتراك من الخاتون صحبة في كان لمن ظهر ولمافأذنت بالدهم، إلى العودة في اإلذن منها طلبوا معه، المقام في وراغبة

n أميرا بالدهم إلى يوصلهم من معهم وبعثت ،n جزيال عطاء وأعطتهم لهم،فأعطتني عني وبحثت فارس، خمسمائة في الصغير ساروجة يسمى

درهم وألفي بالطيب، وليس البربرة يسمونه ذهبهم من دينار ثالثمائةأثواب وعشرة أنواعه، أجود وهو البنات، عمل من ملف وشقة بندقية

بي وأوصت أبيها، عطاء من وذلك وفرسين، وصوف، وكتان حرير من . وستة n شهرا عندهم مقامي مدة وكانت وانصرفت وودعتها ساروجةآخر. إلى وصلنا حتى يكرمني، فكان ساروجة، صحبة وسافرنا أيام

البرية، ودخلنا العربات فركبنا وعرباتنا، أصحابنا تركنا حيث بالدهم،في n ثالثا بها وأقام سلطوق، بابا مدينة إلى معنا ساروجة ووصل

ثالث ألبس وكنت البرد، اشتداد في وذلك بالده، إلى وانصرف الضيافة،وفوقه صوف، من خف رجلي وفي مبطن، أحدهما وسروالين فروات

الفرس جلد وهو البرغالي من خف وفوقه كتان، بثوب مبطن خفتقطر فما النار، من بمقربة الحار بالماء أتوضأ وكنت ذئب، بجلد مبطن . لحيتي إلى بالماء وجهي غسلت وإذا لحينها جمدت إال قطرة الماء مناألنف من ينزل الذي والماء الثلج، شبه منها فيسقط فأحركها فيجمد

الثياب من علي ما لكثرة الركوب أستطيع ال وكنت الشارب، على يجمد. أصحابي يركبني حتى

أوزبك، السلطان فارقنا حيث ترخان الحاج مدينة إلى وصلت ثميليه وما أتل نهر على فسافرنا ملكه؛ بحضرة واستقر رحل قد فوجدناه

. الجليد من n قطعا قطعنا الماء احتجنا إذا وكنا جامدة وهي n ثالثا المياه من . إلى ووصلنا به ونطبخ منه فنشرب ماء، يصير حتى القدرة في وجعلناه

وتعرف " " ، والف مفتوحة وراء مهمل بسين اسمها وضبط السرا مدينة . فسألنا السلطان على ودخلنا أوزبك السلطان حضرة وهي بركة، بسرا

. بإجراء وأمر فأعلمناه ومدينته، الروم ملك وعن سفرنا، كيفية عن. وأنزلنا علينا، النفقة

األرض، من بسيط في الكبر، متناهية المدن، أحسن من السرا، ومدينة. الشوارع متسعة األسواق، حسنة كثرة، بأهلها تغص

مقدارها، ومعرفة عليها التطوف وغرضنا كبرائها، بعض مع n يوما وركبنا . بعد إال آلخرها وصلنا فما غدوة منه فركبنا منها، طرف في منزلنا وكان

. عند إال المنزل إلى وصلنا فما طعامنا وأكلنا الظهر، فصلينا الزوال،وذلك يوم، نصف في راجعين ذاهبين عرضها في n يوما ومشينا المغرب

. عشر ثالثة وفيها بساتين وال فيها خراب ال الدور متصلة عمارة في

ذلك سوى المساجد وأما للشافعية، أحدها الجمعة إلقامة n مسجدا . . البالد أهل وهم المغل، منهم الناس من طوائف وفيها n جدا فكثيرة

ومنهم مسلمون، وهم اآلص، ومنهم مسلمون، وبعضهم والسالطين،تسكن طائفة وكل نصارى؛ وهم والروم، والروس والجركس القفجق

ومصر العراقين أهل من والغرباء والتجار أسواقها فيها، حدة على محلةأموال على n احتياطا سور، عليها بمحلة ساكنون وغيرها، والشام

التجارة.الهمزة " بفتح وألطون طاش، ألطون يسمى بها السلطان وقصرالذهب " ومعناه ونون مد وواو المهمل الطاء وضم الالم وسكون

هذه " " وقاضي حجر ومعناه معجم وشين المهمل الطاء بفتح وطاش. القضاة خيار من األعرج الدين بدر الحضرة

سليمان   الدين صدر الفاضل اإلمام الفقيه الشافعية مدرسي من وبهاوهو المصري، الدين شمس المالكية من وبها الفضالء، أحد اللكزي،

. بها أضافنا الدين، نظام الحاج الصالح زاوية وبها ديانته في يطعن ممنرأيته الخوارزمي، الدين نعمان العالم اإلمام الفقيه زاوية وبها وأكرمنا،

التواضع شديد النفع كريم األخالق حسن المشايخ، فضالء من وهو بها،كل في n زائرا أوزبك السلطان إليه يأتي الدنيا، أهل على السطوة شديد

ويكلمه يديه بين السلطان ويقعد إليه، يقوم وال يستقبله فال جمعة . الفقراء مع وفعله ذلك بضد والشيخ له، ويتواضع كالم ألطف

لهم يتواضع فإنه السلطان، مع فعله خالف والواردين والمساكينإلي وبعث ،n خيرا الله جزاه وأكرمني ويكرمهم، كالم بألطف ويكلمهم

. بركة له وشاهدت تركي، بغالم : ذلك، عن فنهاني خوارزم، إلى السرا من السفر أردت كنت له كرامة

: كبيرة رفقة ووجدت النفس، فنازعتني نسافر وحينئذ n أياما أقم لي وقال . في السفر على معهم فاتفقت أعرفهم، تجار فيهم السفر في آخذة . : على فعزمت اإلقامة من لك بد ال لي فقال ذلك له وذكرت صحبتهم،. . الظاهرة الكرامات وهذه بسببه وأقمت الغالم، لي فأبق السفر

بمدينة اآلبق الغالم ذلك أصحابي بعض وجد ثالث بعد كان ولما

وبينها خوارزم إلى سافرت فحينئذ إلي به فجاء ترخان، الحاج

فيها تسافر ال ،n يوما أربعين مسيرة صحراء السرا حضرة وبين

السرا من فسرنا الجمال، بها العربات تجر وإنما الكأل، لقلة الخيل

" الجيم بضم وجوق سراجوق مدينة إلى فوصلنا أيام عشرة

: . " سرا قالوا فكأنهم صغير جوق ومعنى ، وقاف وواو المعقود

" : ألوصو له يقال زخار، كبير نهر شاطئ على وهي الصغيرة،

الماء " ومعناه ، وواو المهمل الصاد وضم وواو والالم الهمز بضم

. المدينة هذه وإلى بغداد كجسر قوارب من جسر وعليه الكبير،

أربعة بحساب وبعناها العربات، تجر التي بالخيل سفرنا انتهى

بهذه ورخصها ضعفها ألجل ذلك من وأقل للفرس دراهم دنانير

. لرجل زاوية المدينة وبهذه العربات لجر الجمال واكترينا المدينة،

المهمل " والطاء الهمز بفتح أطا له يقال الترك من معمر صالح

. وال" قاضيها، n أيضا وأضافنا لنا ودعا بها أضافنا الوالد، ومعناه ،

. إال ننزل ال n جادا n سيرا n يوما ثالثين منها سرنا ثم اسمه أعرف

. وتكون: المغرب عند واآلخرى الضحى، عند إحداهما ساعتين

غلية من يطبخ وهو ويشربونه، الدوقي يطبخون ما قدر اإلقامة

ويصبون عليه، يجعلونه اللحم، من الخليع معهم ويكون واحدة،

. . السير حال عربته في يأكل أو ينام إنما إنسان وكل اللبن عليه

. المسافرين عادة ومن الجواري من ثالث عربتي في لي وكان

. تقطعها التي والجمال أعشابها لقلة اإلسراع، البرية هذه في

بعد أخرى، سنة في إال به ينتفع ال منها يبقى وما معظمها، يهلك

. اليومين بعد معلومة مناهل في البرية هذه في والماء يسمن أن

. البرية هذه سلكنا لما ثم والحسيان المطر ماء وهو والثالثة،

األتراك مدن أكبر وهي خوارزم، إلى وصلنا ذكرناه، كما وقطعناها

والشوارع المليحة األسواق لها وأضخمها، وأجملها وأعظمها

. بسكانها ترتج وهي األثيرة والمحاسن الكثيرة والعمارة الفسيحة

. ودخلت n يوما بها ركبت ولقد البحر موج بهم وتموج لكثرتهم،

له يقال موضع في الزحام منتهى وبلغت توسطته فلما السوق،

" " أن أستطع لم ، الواو وإسكان المعجم الشين بفتح الشهور

أمكنني فما الرجوع وأردت االزدحام، لكثرة الموضع ذلك أجوز

. لي وذكر رجعت شديد جهد وبعد ،n متحيرا فبقيت الناس لكثرة

. وتوجهت الجمعة يوم زحامها يخف السوق تلك ان الناس بعض

. إمرة تحت المدينة وهذه والمدرسة الجامع المسجد إلى

. الذي وهو قطلودمور، يدعى كبير أمير فيها وله أوزبك السلطان

. الجامع وأما المضافة المواضع من معها وما المدرسة هذه عمر

وفتح " المعلوة التاء بضم ترابك الصالحة الخاتون زوجته فعمرته

مارستان " " " وبخوارزم ، والكاف الموحدة الباء بفتح وبك والف

بالد من صهيون إلى نسبة بالصهيوني، يعرف شامي طبيب له

وال. خوارزم، أهل من n أخالقا أحسن الدنيا بالد في أر ولم الشام

. الصالة في جميلة عادة ولهم الغرباء في أحب وال ،n نفوسا أكرم

. واحد كل يطوف بمساجدها المؤذنين أن وهي لغيرهم أرها لم

لم فمن الصالة، بحضور لهم n معلما مسجده جيران دور على منهم

. كل وفي الجماعة بمحضر اإلمام ضربه الجماعة مع الصالة يحضر

في تنفق دنانير خمسة ويغرم ذلك، برسم معلقة درة جامع

. هذه أن ويذكرون والمساكين للفقراء تطعم أو الجامع، مصالح

. نهر خوارزم وبخارج الزمان قديم على مستمرة عندهم العادة

أوان في يجمد وهو الجنة من التي األربعة األنهار أحد جيحون

. جموده مدة وتبقى عليه، الناس ويسلك أتل نهر يجمد كما البرد

. . فهلكوا الذوبان في أخذه عند عليه سلكوا وربما أشهر خمسة

القمح منها ويجلبون ترمذ، إلى بالمراكب الصيف أيام فيه ويسافر

. زاوية خوارزم وبخارج للمنحدر عشر مسيرة وهي والشعير،

كبار من وكان الكبري، الدين نجم الشيخ تربة على مبنية

سيف. المدرس وشيخهم والصادر، للوارد الطعام وفيها الصالحين

شيخها زاوية n أيضا وبها خوارزم، أهل كبار من عضبة، بن الدين

الصالحين، كبار من السمرقندي، الدين جالب المجاور الصالح

. بن محمود القاسم أبي العالمة اإلمام قبر وبخارجها بها أضافنا

. أربعة مسافة على قرية وزمخشر قبة وعليه الزمخشري، عمر

. وتوجه بخارجها، نزلت المدينة بهذه أتيت ولما خوارزم من أميال

فبعث البكري، عمر حفص أبي الصدر القاضي إلى أصحابي بعض

. في القاضي أتى ثم إليه عاد ثم علي، فسلم اإلسالم نور نائبه إلي

وله الفعال، كبير السن، فتي وهو علي، فسلم أصحابه من جماعة

. الكرماني: الدين نور واآلخر المذكور اإلسالم نور أحدهما نائبان

الله ذات في القوي أحكامه، في الشديد وهو الفقهاء، كبار من

تعالى.

: كثيرة المدينة هذه إن لي قال بالقاضي االجتماع حصل ولما

اإلسالم نور إليكم وسيأتي يتأتى، ال n نهارا ودخولكم الزحام،

. جديدة بمدرسة ونزلنا ذلك ففعلنا الليل، آخر في معه لتدخلوا

. القاضي إلينا أتى الصبح صالة بعد كان ولما أحد بها ليس

الدين، همام موالنا منهم، جماعة المدينة كبار من ومعه المذكور،

وموالنا يحيى، الدين رضي وموالنا المقدسي، الدين زين وموالنا

شمس وموالنا العمادي، الدين جالب وموالنا الرضوي، الله فضل

. والغالب وفضائل، مكارم أهل وهم أميرها إمام السنجري الدين

أوزبك السلطان ألن يظهرونه، ال لكنهم االعتزال، مذهبهم على

. أيام وكنت السنة أهل من قطلودمور المدينة هذه على وأميره

المذكور عمر حفص أبي القاضي مع الجمعة أصلي بها إقامتي

من قريبة وهي داره، إلى معه ذهبت الصالة فرغت فإذا بمسجده،

فيه المجالس أبدع من وهو مجلسه، إلى معه فأدخل المسجد،

كثيرة، طيقان وفيه بالملف، مكسوة وحيطانه الحافلة، الفرش

واألواني بالذهب، المموهة الفضة أواني منها طاق كل وفي

ثم. بيوتهم، في يصنعوا أن البالد تلك أهل عادة وكذلك العراقية

. والرباع الكثير والمال الرفاهية أهل من وهو الكثير، بالطعام يأتي

جيجا واسمها امرأته، بأخت متزوج قطلودمور، األمير سلف وهو

موالنا. أكبرهم والمذكرين، الوعاظ من جماعة المدينة وبهذه أغا

المشاطي الدين حسام موالنا والخطيب المقدسي، الدين زين

الدنيا في اسمع لم الذين االربعة الخطباء أحد المصقع الخطيب

. منهم أحسن

خوارزم أمير

" القاف بضم وقطلو قطلودمور، الكبير األمير هو

الدال " " بضم ودمور ، االم وضم المهمل الطاء وسكون

" الحديد اسمه ومعنى ، وراء مد وواو والميم المهمل

. وهذا. الحديد هو ودمور المبارك هو قطلو ألن المبارك

وأكبر أوزبك، محمد المعظم السلطان خالة ابن األمير

. بك هارون وولده خراسان على واليه وهو أمرائه،

الملكة أمها التي المذكور السلطان بابنة متزوج

ترابك الخاتون وامرأته ذكرها، المتقدم طيطغلي

. الشهيرة المكارم صاحبة

: إن لي قال ذكرته، كما علي مسلما[ القاضي أتاني ولما

من يمنعه مرض بقية وبه بقدومك، علم قد األمير

. داره، وأتينا زيارته إلى القاضي مع فركبت إليك اإلتيان

] مشورا دخلنا ثم خشب، بيوته أكثر كبيرا[ مشورا[ فدخلنا

حيطانها كسيت قد مزخرفة، خشب قبة فيه صغيرا[

واألمير المذهب، بالحرير وسقفها الملون، بالملف

بهما لما رجليه غطى وقد الحرير، من له فرش على

فسلمت الترك، في فاشية علة وهي النقرس، من

. والفقهاء القاضي وقعد جانبه، إلى وأجلسني عليه،

الخاتون وعن أوزبك، محمد الملك سلطانه عن وسألني

فأعلمته القسطنطينية، مدينة وعن أبيها، وعن بيلون،

. الدجاج من الطعام فيها بالموائد أتي ثم كله بذلك

معجون وخبز الحمام وأفراخ والكراكي المشوي

أتي ثم والحلوى، والكعك الكليجا يسمونه بالسمن

في المحبب الرمان من الفواكه فيها أخرى بموائد

. في وبعضه الذهب مالعق ومعه والفضة، الذهب أواني

ومن الخشب، مالعق ومعه العراقي الزجاج أواني

. يأتي أن األمير هذا عوائد ومن العجيب والبطيخ العنب

معد بمجلس فيجلس مشوره، إلى يوم كل في القاضي

أحد مقابلة في ويجلس وكتابه، الفقهاء ومعه له

الترك أمراء كبراء من ثمانية ومعه الكبار، األمراء

" " ويتحاكم ، بارغوجي األرغجية يسمون وشيوخهم،

. فيها حكم الشرعية القضايا من كان فما إليهم الناس

. األمراء أولئك فيها حكم سواها من كان وما القاضي،

. وال بميل يتهمون ال ألنهم عادلة مضبوطة وأحكامهم

مع الجلوس بعد المدرسة إلى عدنا ولما رشوة، يقبلون

واألبزار والسمن وزالدقيق األرز إلينا بعث األمير

. الفحم، بها يعرف ال كلها البالد وتلك الحطب وأحمال

. الصين وأما العجم وبالد وخراسان الهند وكذلك

تشتعل كما النار فيها تشتعل حجارة فيها فيوقدون

وجففوه بالماء عجنوه رمادا[ صارت إذا ثم الفحم، في

. يتالشى حتى كذلك ثانية بها وطبخوا حكاية بالشمس

واألمير القاضي لهذا ومكرمة

حفص، أبي بمسجد عادتي على الجمع أيام بعض في صليت

: لك يصنع أن وأمر درهم، بخمسمائة لك أمر االمير إن لي فقال

. المشايخ يحضرها أخرى درهم خمسمائة فيها ينفق دعوة

: . دعوة تصنع األمير أيها له قلت بذلك أمر فلما والوجوه والفقهاء

كان المال جميع له جعلت لو لقمتين، أو لقمة حضرها من يأكل

. : . ثم كاملة، باأللف لك أمر وقد ذلك أفعل فقال للنفع له أحسن

خريطة في السنجري الدين شمس إمامه صحبة األمير بعثها

. زوكنت دينار ثالثمائة المغربي الذهب من وصرفها غالمه، يحملها

n دينارا وثالثين بخمسة اللون أدهم n فرسا اليوم ذلك اشتريت قد

من إال ثمنه اعطيت فما المسجد، الى ذهابي في وركبته دراهم،

. ال عدد إلى انتهت حتى ذلك، بعد الخيل عندي وتكاثرت األلف تلك

حتى الزيادة في حالي تزل ولم به، يكذب مكذب خيفة أذكره

. أفضل كنت لكني كثيرة،، خيل عندي وكانت الهند أرض دخلت

. انقضاء إلى عندي وبقي الخيل امام وأربطه وأوثره الفرس هذا

. أغا جيجا الخاتون إلي وبعثت حالي، تغيرت هلك ولما سنين ثالث

. زوجة ترابك أختها لي وصنعت دراهم دينار مائة القاضي امرأة

بنتها، التي بزاويتها المدينة ووجوه الفقهاء لها جمعت دعوة األمير

وفرس سمور بفروة إلي وبعثت والصادر، للوارد الطعام وفيها

. n خيرا الله جزاها وأكرمهن وأصلحهن النساء أفضل من وهي جيد،

حكاية

وخرجت الخاتون هذه لي صنعت التي الدعوة من انفصلت ولما

وعلى دنسة، ثياب عليها امرأة بالباب لي تعرضت الزاوية، عن

. فرددت علي، فسلمت عددهن أذكر ال نسوة ومعها مقنعة، رأسها

. أدركني خرجت فلما إليها التفت وال معها أقف ولم السالم، عليها

. : الخاتون هي عليك سلمت التي المرأة إن لي وقال الناس بعض

. انصرفت قد فوجدتها إليها الرجوع وأردت ذلك، عند فخجلت

مني كان عما واعتذرت خدامها بعض مع السالم إليها فأبلغت

. بها معرفتي لعدم

خوارزم بطيخ ذكر

ما إال ،n غربا وال n شرقا الدنيا بالد في له نظير ال خوارزم وبطيخ

أخضر، وقشره أصفهان، بطيخ ويليه بخارى، بطيخ من كان

. . أنه العجائب ومن صالبة وفيه الحالوة، صادق وهو أحمر وباطنه

. عندنا يصنع كما القواصر، في ويجعل الشمس في وييبس يقدد

. بالد أقصى إلى خوارزم من ويحمل المالقي وبالتين بالشريحة

. . وكنت منه أطيب اليابسة الفواكه جميع في وليس والصين الهند

من بعثت المسافرون قدم متى الهند بالد من بدهلي إقامتي أيام

. بشيء اليه أتي إذا الهند ملك وكان البطيخ قديد منهم لي يشتري

. يطرف أن عادته ومن فيه محبتي من يعلم لما به إلي بعث منه

. : بذلك ويتفقدهم بالدهم، بفواكه الغرباء

حكاية

أهل   من شريف خوارزم إلى السرا مدينة من صحبني قد كان

أن أكلفه فكنت التجار، من وكان منصور، بن علي يسمى كربالء

. دنانير بعشرة الثوب لي يشتري فكان وسواها، الثياب لي يشتري

من: الدينارين ويدفع بالثمانية، ويحاسبني بثمانية، اشتريته ويقول

ألسنة على ذلك تعرفت أن إلى بفعله، لي علم ال وأنا ماله،

. إحسان إلي وصل فلما دنانير أسلفني قد ذلك مع وكان الناس،

إليه بعده أحسن أن وأردت أسلفنيه، ما اليه رددت خوارزم أمير

. أن وأردت أفعل ال أن وحلف ذلك، فأبى الحسنة ألفعاله مكأفاة

وكان أفعل، ال أن فحلف كافور، اسمه له كان فتى إلى أحسن

. بالد إلى معي السفر على وعزم العراقيين من لقيته من أكرم

برسم. خوارزم إلى وصلوا بلده أهل من جماعة إن ثم الهند

. . ذلك في له فقلت معهم السفر في فأخذ الصين، إلى السفر

أني: ويذكرون وأقاربي، أهلي إلى يعودون بلدي، أهل هؤالء فقال

ذلك، أفعل ال علي، سبة فيكون الكدية، برسم الهند إلى سافرت

بلغ لما أنه الهند بأرض وأنا بعد، فبلغني الصين إلى معهم وسافر

النهر وراء ما عمالة من التي البالد آخر وهي المالق، مدينة إلى

من عنده كان بما له فتى وبعث بها، أقام الصين، بالد وأول

. بعض بلده من وصل ذلك أثناء وفي عليه الفتى فأبطأ المتاع،

. يسلفه أن الشريف منه فطلب واحد فندق في معه ونزل التجار،

عدم في صنع ما قبح أكد ثم يفعل، فلم فتاه، يصل ما بخالل n شيئا

الذي المسكن في عليه الزيادة أراد بأن الشريف على التوسعة

إلى ودخل منه، فاغتم الشريف، ذلك فبلغ الفندق، في له كان

. بقتله له كان n غالما واتهموا رمق، وبه فأدرك نفسه، فذبح بيته،

. الله: غفر يومه من ومات ذلك فعلت أنا فإني تظلموه، ال فقال

له.

دمشق تجار بعض من مرة أخذ أنه نفسه عن لي حكى قد وكان

أرض من حماة بمدينة التاجر ذلك فلقيه ، n قراضا درهم آالف ستة

المتاع من به اشترى ما باع قد وكان بالمال، فطلبه الشام،

عمامته وربط بيته، إلى ودخل المال، صاحب من فاستحيا بالدين،

. فتذكر تأخير، أجله في وكان نفسه يخنق أن وأراد البيت، بسقف

n ماال فسلفه القضية، له وذكر فقصده، الصيارفة من له n صاحبا

. n جماال اكتريت خوارزم من السفر أردت ولما للتاجر دفعه

وركب التوزري، الدين عفيف بها عديلي وكان محارة، واشتريت

التي البرية ودخلنا البرد، ألجل باقيها وجللنا الخيل، بعض الخدام

ال رمال في n يوما عشر ثمانية مسيرة وهي وبخارى، خوارزم بين

. علي وخلع قطلودمور، األمير فودعت واحدة بلدة إال بها عمارة

. لوداعي الفقهاء مع وخرج أخرى، القاضي على وخلع خلعة،

الطريق بهذه وليس ألكات، مدينة إلى ووصلنا أيام أربعة وسرنا

" وفتح الالم وسكون الهمزة بفتح اسمها وضبط سواها، عمارة

. على " خارجها نزلنا حسنة صغيرة وهي ، مثناة تاء وآخره الكاف

. فوقها، يلعبون الصبيان فكان البرد من جمدت قد ماء بركة

. صدر ويسمى ألكات، قاضي بقدومي وسمع عليها ويزلقون

. n مسلما إلي فجاء خوارزم قاضي بدار لقيته قد وكنت الشريعة،

. ثم الخيوفي محمود العابد الصالح المدينة وشيخ الطلبة مع

. له فقال المدينة تلك أمير إلى الوصول القاضي على عرض

: نذهب همة لنا كانت وإن يزار، أن له ينبغي القادم محمود الشيخ

. في ساعة بعد األمير وأتى ذلك ففعلوا به، ونأتي المدينة أمير إلى

. السفر، تعجيل غرضنا وكان عليه فسلمنا وخدامه أصحابه،

العساكر ووجوه الفقهاء لها جمع دعوة، وصنع اإلقامة منا فطلب

. ،n جيدا n وفرسا كسوة وأعطاني يمدحونه الشعراء ووقف وسواهم،

. الصحراء تلك وفي بسيباية المعروفة الطريق على وسرنا

. ماء دون ست مسيرة

" الواو بفتح اسمها وضبط وبكنة بلدة إلى ذلك بعد ووصلنا

" يوم مسيرة على وهي ، ونون وكاف الموحدة الباء وإسكان

. يدخرون وهم وبساتين أنهار ذات حسنة بلدة بخارى من واحد

اآللو " " العلو يسمونها فاكهة وعندهم سنة، إلى سنة من العنب

الهند إلى الناس ويجلبه فييبسونه، الالم وتشديد المهملة بالعين

. أخضر كونه أيام وهو ماؤه ويشرب الماء، عليه ويجعل والصين،

. أر ولم كثيرة ولحميته حموضة، يسير فيه صار يبس فإذا حلو،

. بالشام وال بالمغرب وال باألندلس مثله

  ،n كامال n يوما وعمارة وأشجار وأنهار متصلة بساتين في سرنا ثم

عبد أبو المحدثين إمام إليها ينسب التي بخارى مدينة إلى ووصلنا

. ما قاعدة كانت المدينة وهذه البخاري إسماعيل بن محمد الله

ملوك جد التتري، تنكيز اللعين وخربها البالد، من جيحون نهر وراء

القليل،. إال خربة وأسواقها ومدارسها اآلن فمساجدها العراق

الشتهارهم وغيرها، بخوارزم تقبل ال وشهادتهم أذالء، وأهلها

. الناس من اليوم بها وليس الحق وإنكار الباطل ودعوى بالتعصب

. به عناية له من وال العلم من n شيئا يعلم من

وسواها بخارى وتخريبهم التتر أولية ذكر

وقوة نفس كرم له وكان الخطا، بأرض n حدادا خان تنكيز كان

. له صارت ثم ويطعمهم الناس يجمع وكان الجسم، في وبسطة

واشتدت وقوي بلده على وغلب أنفسهم، على فقدموه جماعة

ملك على ثم الخطا، ملك على فغلب أمره، واستفحل شوكته

وكاشغر. الختن بالد على وتغلب جيوشه، وعظمت الصين

خوارزم ملك شاه خوارزم بن سنجر الدين جالل وكان والمالق،

تنكيز فهابه وشوكة، عظيمة قوة له النهر، وراء وما وخراسان

. بأمتعة n تجارا تنكيز بعث أن فاتفق له يتعرض ولم عنه وأحجم

" أطرار بلدة إلى وسواها الحريرية الثياب من والخطا الصين

. " عامله إليه فبعث الدين جالل عمالة آخر وهي ، الهمزة بضم

إليه فكتب أمرهم، في يفعل ما واستأذنه بذلك، n معلما عليها،

إلى ويردهم أعضائهم ويقطع بهم ويمثل موالهم يأخذ أن يأمره

ومحنتهم المشرق بالد أهل شقاء من تعالى الله أراد لما بالدهم،

. بنفسه تنكيز تجهز ذلك، فعل فلما n مشئوما n سيئا n وتدبيرا n فائال n رأيا

. سمع فلما اإلسالم بالد غزو برسم كثرة تحصى ال عساكر في

أن فذكر بخبره، ليأتوه الجواسيس بعث بحركته أطرار عامل

يجد فلم سائل، صورة في تنكيز أمراء بعض محلة دخل أحدهم

. وال ،n زادا عنده ير فلم منهم رجل جانب إلى ونزل يطعمه من

. بالماء، فبلها عنده، يابسة n مطرانا أخرج أمسى فلما n شيئا أطعمه

. طعامه فكانت بالنار، وشواها وعقدها بدمه ومألها فرسه وفصد

ألحد طاقة ال أن وأعلمه بأمرهم، عاملها فأخبر أطرار، إلى فعاد

على. زيادة n ألفا بستين فأمده الدين، جالل مليكه فاستمد بقتالهم

. ودخل تنكيز، هزمهم القتال وقع فلما العساكر من عنده كان من

جالل وأتى الذراري، وسبى الرجال فقتل بالسيف، أطرار مدينة

االسالم في يعلم ال وقائع بينهم فكانت لمحاربته، بنفسه الدين

بخارى. وخرب النهر، وراء ما تنكيز تملك أن إلى األمر وآل مثلها

بلخ مدينة إلى جيحون، نهر وهو النهر، وعبر وترمذ، وسمرقند

" " بالد في وأوغل فتملكها، الباميان الياميان إلى ثم فتملكها،

. ما وفي بلخ، في المسلمون عليه فثار العجم وعراق خراسان

. على خاوية وتركها بالسيف، بلخ ودخل عليهم، فكر النهر وراء

عروشها.

بنيت لكن بعد، تعمر ولم فخربت، ترمذ، في ذلك مثل فعل ثم

. أهل وقتل ترمذ اليوم تسمى التي هي منها ميلين على مدينة

عن " " وعفا جامعها، صومعة إال بأسرها وهدمها الباميان الياميان

. أمر وانتهى العراق إلى ذلك بعد عاد ثم وسمرقند، بخارى أهل

بالسيف، بغداد الخالفة ودار االسالم حضرة دخلوا حتى التتر

. الله رحمه العباسي بالله المستعصم الخليفة وذبحوا

: الحاج ابن البركات أبو القضاة قاضي شيخنا أخبرنا جزي ابن قال

: : يقول رشيد ابن الله عبد أبا الخطيب سمعت قال الله أعزه

أخ ابن ومعه العراق، علماء من الزجاج بن الدين نور بمكة لقيت

: أربعة بالعراق التتر فتنة في هلك لي فقال الحديث، فتفاوضنا له،

وغير غيري منهم يبق ولم العلم، أهل من رجل ألف وعشرون

. أخيه ابن إلى وأشار ذلك،

قبر حيث أباد بفتح المعروف بربضها بخارى من ونزلنا قال،

كبار من وكان الباخرزي، الدين سيف الزاهد العابد العالم الشيخ

عظيمة،. نزلنا حيث الشيخ لهذا المنسوبة الزاوية وهذه األولياء

ذريته، من وشيخها والصادر، الوارد منها يطعم ضخمة أوقاف لها

. بداره، الشيخ هذا وأضافني الباخرزي يحيى السياح الحاج وهو

ووعظ الحسان، باألصوات القراء وقرأ المدينة أهل وجوه وجمع

. لنا ومرت حسنة طريقة على والفارسي بالتركي وغنوا الواعظ،

العالم الفقيه بها ولقيت الليالي، أعجب من بديعة ليلة هنالك

الصلحاء من وهو هراة، من قدم قد وكان صدرالشريعة، الفاضل

البخاري. الله عبد أبي العالم اإلمام قبر ببخارى وزرت الفضالء

وعليه عنه، الله رضي المسلمين شيخ الصحيح، الجامع مصنف

من: صنف وقد البخاري، إسماعيل بن محمد قبر هذا مكتوب

. وأسماء أسماؤهم بخارى علماء قبور على n وأيضا وكذا كذا الكتب

ما. جملة في مني وضاع ،n كثيرا ذلك من قيدت وكنت تصانيفهم

. البحر في الهند كفار سلبني لما لي، ضاع

المعظم الصالح السلطان معسكر قاصدين بخارى من سافرنا ثم

. البلدة نخشب، على فمررنا وسنذكره طرمشيرين، الدين عالء

. تحف صغيرة، وهي النخشبي تراب أبو الشيخ إليها ينسب التي

. جارية وعندي ألميرها، بدار بخارجها، فنزلنا والمياه البساتين بها

. بها لتلد سمرقند إلى حملها أردت وكنت الوالدة، قاربت قد

الجمل، على المحمل فوضع المحمل، في كانت أنها فاتفق

. أسبابي من وغيره والزاد معهم وهي الليل، من أصحابنا وسافر

. ،n طريقا فسلكوا معي من بعض مع n نهارا أرتحل حتى أنا وأقمت

. السلطان محلة إلى النهار عشية فوصلنا سواها n طريقا وسلكت

بعض واشترى السوق، من بعد على فنزلنا جعنا، وقد المذكور،

. . الليلة تلك به بتنا خباء التجار بعض وأعارنا جوعتنا سد ما أصحابنا

األصحاب، وباقي الجمال عن البحث في الغد من أصحابنا ومضى

. المحلة عن n غائبا السلطان وكان بهم وجاءوا ،n عشيا فوجدوهم

مسجده، بقرب فأنزلني تقبغا، األمير بنائبه فاجتمعت الصيد، في

" " صفتها ذكرنا وقد الخباء، شبه وهي خركاه خرقة وأعطاني

الليلة تلك فولدت الخرقة، تلك في الجارية فجعلت تقدم، فيما

. بعد كان فلما كذلك، يكن ولم ذكر ولد أنه وأخبروني ،n مولودا

. فاستحضرت بنت المولد أن األصحاب بعض أخبرني العقيقة،

. في مولودة البنت هذه وكانت بذلك فأخبروني فسألتهن الجواري

. وتوفيت ولدت منذ ويرضيني يسرني ما كل فرأيت سعد، طالع

. بهذه واجتمعت ذلك وسيذكر بشهرين، الهند إلى وصولي بعد

" بالياء الياغي الدين حسام موالنا العابد الفقيه بالشيخ المحلة

. " من وهو الثائر بالتركية ومعناه ، المعجمة والغين الحروف آخر

. السلطان صهر وبالشيخ أطرار، أهل

النهر وراء ما سلطان ذكر

" اسمه وضبط طرمشيرين الدين عالء المعظم السلطان وهو

الشين وكسر الراء وفتح الراء وسكون المهمل الطاء بفتح

" عظيم وهو ، ونون ثانية مد وياء مكسور وراء مد وياء المعجم

عادل القوة شديد المملكة ضخم والعساكر الجيوش كثير المقدار

وهم الكبار، الدنيا ملوك من أربعة بين متوسطه وبالده الحكم،

. وكلهم أوزبك والملك العراق وملك الهند وملك الصين ملك

" . الجكطي أخيه بعد الملك وولي ويكرمونه ويعظمونه يهابونه،

المهمل والطاء الكاف له المعقودة الجيم بفتح اسمه وضبط

." األكبر أخيه بعد وولي ،n كافرا هذا الجكطي وكان الياء وسكون

n منصفا الحكم عادل كان لكنه ،n أيضا كافر هذا كبك وكان كبك،

. ويعظمهم المسلمين يكرم للمظلومين،

حكاية

المذكر الواعظ الفقيه مع n يوما تكلم كان كبك الملك هذا أن يذكر

: : في شيء كل ذكر الله إن تقول أنت له فقال الميداني الدين بدر

? : . : . قوله في هو فقال فيه اسمي أين فقال نعم قال العزيز كتابه

: . يخشي، " " وقال ذلك فأعجبه ركبك شاء ما صورة� أي في تعالى

. تعظيم في وزاد ،n كثيرا n إكراما فأكرمه جيد بالتركية ومعناه

المسلمين.

حكاية

وذكرت األمراء، بأحد له شكت امرأة أن ذكر ما كبك أحكام ومن

ذلك فاغتصبه بثمنه، تقوتهم لبن لها وكان أوالد ذات فقيرة أنها

. : . جوفه من اللبن خرج فإن أوسطه أنا لها فقال وشربه األمير

: . وال حللته قد المرأة فقالت بعده وسطتك وإال لسبيله، مضى

. . لذكر ولنعد بطنه من اللبن فخرج فوسط به فأمر بشيء أطلبه

األردوا يسمونها وهم بالمحلة، أقمت ولما طرمشيرين، السلطان

صليت فلما عادتي، على بالمسجد الصبح لصالة n يوما ذهبت ،n أياما

. الصالة عن قام فلما بالمسجد السلطان أن الناس بعض لي ذكر

الدين حسام والفقيه حسن، الشيخ وقام عليه، للسالم تقدمت

: . خش بالتركية لي فقال أيام منذ وقدومي بحالي وأعلمه الياغي،

عافية في ميسن خش ومعنى يوسن، قطلو ميسن يخشي ميسن

مبارك يوسن قطلو ومعنى أنت، جيد ميسن يخشي ومعنى أنت،

وعلى. أخضر، قدسي قباء الحين ذلك في عليه وكان قدومك

. والناس ،n راجال مجلسه إلى انصرف ثم مثله شاشية رأسه

n كبيرا أو n صغيرا منهم مشتك� لكل فيقف بالشكايات، له يتعرضون

. والناس خرقة، في وهو إليه فوصلت عني بحث ثم انثى او n ذكرا

وأصحابهم الكراسي، على منهم واألمراء وميسرة، ميمنة خارجها

جلسوا قد الجند وسائر أيديهم، وبين رؤوسهم، على وقوف

. يقعدون النوبة أهل وهم سالحه منهم واحد كل وأمام ،n صفوفا

. وقد الليل آخر إلى فيقعدون آخرون ويأتي العصر، إلى هنالك

. دخلت ولما بها يكونون القطن ثياب من سقائف هنالك صنعت

المنبر، شبه كرسي على n جالسا وجدته الخرقة، بداخل الملك إلى

بثياب ملبس الخرقة وداخل بالذهب، المزركش بالحرير مكسو�

فوق معلق واليواقيت بالجوهر المرصع والتاج المذهب، الحرير

. على الكبار واألمراء ذراع قدر رأسه وبين بينه السلطان، رأس

بين المذاب بأيديهم الملوك وأوالد ويساره، يمينه عن الكراسي

. العالمة وصاحب والحاجب والوزير النائب الخرقة باب وعند يديه،

" " األحمر معناه الهمزة بفتح وآل طمغى آل يسمون وهم

" المعجم والغين الميم وسكون المهمل الطاء بفتح وطمغى

. ودخلوا " دخولي حين أربعتهم إلي وقام العالمة ومعناه المفتوح

وبينه، بيني يترجم العالمة وصاحب وسألني، عليه فسلمت معي،

عليه الخليل مدينة وعن الله، شرفها والقدس والمدينة مكة عن

العراقين وعن الناصر، والملك ومصر دمشق وعن السالم،

. . وكنا فانصرفنا بالظهر المؤذن أذن ثم األعاجم وبالد وملكهما،

. ال فكان المهلك الشديد البرد أيام وذلك الصلوات، معه نحضر

بالتركية للذكر ويقعد الجماعة، في والعشاء الصبح صالة يترك

. في من كل إليه ويأتي الشمس طلوع إلى الصبح صالة بعد

. صالة في يفعلون وكذلك يده على بيده ويشد فيصافحه المسجد

عزيز. والتمر تمر، أو زبيب من بهدية أوتي إذا وكان العصر

. المسجد في من لكل بيده منها يعطي به، يتبركون وهم عندهم،

حكاية

يحضر ولم ،n يوما العصر صالة حضرت أنه الملك هذا فضائل ومن

حيث. المحراب قبالة ووضعها بسجادة فتيانه أحد فجاء السلطان

: موالنا إن الياغي الدين حسام لإلمام وقال يصلي، أن عادته جرت

. المذكورة اإلمام فقام يتوضأ ريثما n قليال بالصالة تنتظره أن يريد

أي: طرمشيرين، براي او حد براي الصالة، ومعناها نماز، وقال

. . وقد الصالة بإقامة المؤذن أمر ثم لطرمشيرين أو لله الصالة

األخريين الركعتين فصلى ركعتين، منها صلي وقد السلطان، جاء

أنعلة فيه تكون الذي الموضع في وذلك القيام، به انتهى حيث

اإلمام إلى وقام فاته، ما وقضى المسجد، باب عند الناس

إلى اإلمام والشيخ المحراب، قبالة وجلس يضحك، وهو ليصافحه

: . بالدك، إلى مشيت إذا لي فقال اإلمام جانب إلى وأنا جانبه،

. الترك سلطان مع هكذا يفعل االعاجم فقراء من n فقيرا أن فحدث

السلطان ويأمر جمعة، كل في الناس يعظ الشيخ هذا وكان

القول، عليه ويغلظ الظلم، وعن المنكر عن وينهاه بالمعروف،

. عطاء من يقبل ال وكان ويبكي لكالمه ينصت والسلطان

. ثيابه من لبس وال طعامه، من قط يأكل ولم ،n شيئا السلطان

. عليه أرى ما n كثيرا وكنت الصالحين الله عباد من الشيخ هذا وكان

وعلى وتمزق، بلي وقد به، n محشوا بالقطن مبطن قطن قباء

. له فقلت عليه عمامة وال ،n قيراطا مثلها يساوي لبد قلنسوة رأسه

? : إنه البسه أنت الذي القباء هذا ما سيدي، يا األيام بعض في

: . البنتي، هو وإنما لي، القباء هذا ليس ولدي يا لي فقال بجيد ليس

: منذ الله عاهدت لي فقال ثيابي، بعض ياخذ أن منه فرغبت

أحد من اقبل كنت ولو ،n شيئا أحد من أقبل ال أن سنة خمسين

. منك لقبلت

أربعة السلطان هذا عند مقامي بعد السفر على عزمت ولما

وفروة دراهم، دينار سبعمائة السلطان أعطاني ،n يوما وخمسين

. له ذكرتها ولما البرد ألجل منه طلبتها دينار، مائة تساوي سمور

خلق، وحسن n وفضال منه n تواضعا بيده يقبلها وجعل أكمامي أخذ

. أثناء في أدركته وداعه اردت ولما وجملين فرسين وأعطاني

. . ما الله فو n جدا البرد شديد اليوم وكان متصيده إلى طريقه

وضحك، ذلك ففهم البرد، لشدة بكلمة أنطق أن على قدرت

. الهند أرض إلى وصولي من سنتين وبعد وانصرفت يده وأعطاني

بالده بأقصى اجتمعوا وأمرائه قومه من المأل بأن الخبر بلغنا

له عم ابن وبايعوا عساكره، معظم وهنالك للصين، المجاورة

يسمونه فهم الملوك أبناء من كان من وكل أغلي بوزن اسمه

وبوزن " " الالم وكسر المعجمة الغين وسكون الهمزة بضم أغلي

" فاسد" أنه إال n مسلما وكان ، الزاي وضم الموحدة الباء بضم

. أن لطرمشيرين وخلعهم له بيعتهم وسبب السيرة سيء الدين

بالد خرب الذي اللعين تنكيز جدهم أحكام خالف طرمشيرين

. يسمى أحكامه في n كتابا ألف تنكيز وكان ذكره تقدم وقد اإلسالم،

وآخره " المهمل والسين الحروف آخر الياء بفتح اليساق عندهم

. " واجب فخلعه الكتاب هذا أحكام خالف من أنه وعندهم ، قاف

الطوى يسمونه السنة في n يوما يجتمعون أنهم أحكامه جملة ومن

البالد، أطراف من واألمراء تنكيز أوالد ويأتي الضيافة يوم ومعناه

n شيئا غير قد سلطانهم كان وإن األجناد، وكبار الخواتين ويحضر

: كذا غيرت له فيقولون كبراؤهم إليه يقوم األحكام تلك من

. ويقيمونه بيده ويأخذون خلعك وجب وقد كذا، وفعلت كذا وغيرت

أحد كان وإن تنكيز، أبناء من غيره ويقعدون الملك، سرير عن

. وكان يستحقه بما عليه حكموا بالده في n ذنبا أذنب الكبار األمراء

رسمه، ومحا اليوم، هذا حكم أبطل قد طرمشيرين السلطان

أربع أقام كونه n أيضا عليه وأنكروا اإلنكار، أشد عليه فأنكروه

التي الجهة إلى يصل ولم بالده، من خراسان يلي فيما سنين

. سنة، كل في الجهة تلك يقصد الملك أن والعادة الصين توالي

. الملك ودار منها ملكهم أصل ألن بها، الجند وحال أحوالها فيختبر

. وخاف عظيم، عسكر في أتى بوزن بايعوا فلما المالق مدينة هي

في فركب يأمنهم، ولم أمرائه، من نفسه على طرمشيرين

كبير وواليها عمالته، من وهي غزنة، بالد يريد ،n فارسا عشر خمسة

اإلسالم في محب األمير وهذا برنطيه؛ سره وصاحب أمرائه،

الطعام فيها زاوية، أربعين نحو عمالته في عمر قد والمسلمين،

. فيمن قط أر ولم العظيمة، العساكر يده وتحت والصادر للوارد

. نهر عبر فلما منه خلقه أعظم الدنيا بالد بجميع اآلدميين من رأيته

ابن ينقي أصحاب من األتراك بعض رآه بلخ، طريق وقصد جيحون

. كبك أخاه قتل المذكور طرمشيرين السلطان وكان كبك أخيه

: . ما قال بخبره التركي أعلمه فلما ببلخ ينقي ابنه وبقي المذكور،

. . وسجنه عليه وقبض أصحابه في فركب عليه حدث ألمر إال فر

ينقي وجاءه الناس، فبايعه وبخارى سمرقند إلى بوزن ووصل

سمرقند، بخارج نسف، إلى وصل لما أنه فيذكر بطرمشيرين،

كردن الدين شمس الشيخ تربته وخدم بها، ودفن هنالك قتل

" . : معقودة. بكاف وكردن سنذكره كما يقتل، لم إنه وقيل بريدا

" " وبريدا العنق، ومعناه ونون مفتوح مهمل ودال مسكن وراء

" معناه مهمل ودال مد وياء الراء وكسر الموحدة الباء بضم

بأرض. رأيته وقد عنقه، في كانت لضربة بذلك ويسمى المقطوع

. السلطان ابن هرب بوزن ملك ولما بعد فيما ذكره ويقع الهند،

إلى " " فيروز وزوجها وأخته ، أغلي أغل بشاي وهو طرمشيرين،

وبين بينه كان ما بسبب عليه منزلة وأنزلهم فعظمهم الهند، ملك

. ثم باألخ يخاطبه وكان والمهاداة، والمكاتبة الود من طرمشيرين

طرمشيرين، هو أنه وادعى السند، أرض من رجل أتى ذلك بعد

. ملك غالم سرتيز الملك عماد بذلك فسمع فيه الناس واختلف

. تعرض الذي وهو عرض ملك ويسمى السند، بالد ووالي الهند،

. السند قاعدة بملتان ومقره أمرها، وإليه الهند، عساكر يديه بين

هو أنه وأخبروه إليه فعادوا به، العارفين األتراك بعض إليه فبعث

. . خارج فضرب أفراج وهي بالسراجة، له فأمر n حقا طرمشيرين

له وترجل الستقباله، وخرج لمثله، يرتب ما له ورتب المدينة،

كعادة n راكبا فدخلها السراجة، إلى خدمته في وأتى عليه، وسلم

. فبعث. يخبره، الهند ملك إلى وبعث هو أنه أحد يشك ولم الملوك

. الهند ملك خدمة في وكان بالضيافات يستقبلونه األمراء إليه

. بالهند الحكماء كبير وهو تقدم، فيما طرمشيرين خدم ممن حكيم

: كنت فإني أمره، حقيقة وأعرف إليه، أتوجه أنا للملك فقال

. أعرفه وبه أثره، وبقي ركبته تحت n دمال له عالجت

والزمه عليه ودخل األمراء، مع واستقبله الحكيم، ذلك إليه فأتى

. وقال فشتمه األثر عن وكشف رجليه، يغمز وأخذ عنده، لسابقته

. أثره: ? وأراه ذا هو ها عالجته الذي الدمل إلى تنظر أن تريد له

. الوزير إن ثم بذلك فأعلمه الهند ملك إلى وعاد هو، أنه فتحقق

معلم قطلوخان األمراء وكبير إياس بن أحمد جهان خواجه

: عالم، خوند يا له وقاال الهند، ملك على دخال صغره أيام السلطان

. . من هنا وها هو أنه وصح وصل قد طرمشيرين السلطان هذا

. ما عليه اجتمعوا إن أرأيت وصهره وولده n ألفا أربعين نحو قومه

. ? أن وأمر عظيم منه بموقع الكالم هذا فوقع العمل من يكون

. كسائر بالخدمة أمر عليه دخل فلما n معجال بطرمشيرين يؤتى

: . شتمة وهي كاني، بامادر السلطان له وقال يعظم ولم الواردين،

? : قد وطرمشيرين طرمشيرين إنك وتقول تكذب كيف قبيحة،

. . ولكن. لقتلتك المعرة لوال والله عندنا تربته خادم وهذا قتل

. وأخته أغلي بشاي دار إلى به واذهبوا دينار آالف خمسة أعطوه

. : والدكم أنه يزعم الكاذب هذا إن لهم وقولوا طرمشيرين، ولدي

. وأخرج يحرسونه والحراس عندهم وبات فعرفوه عليهم فدخل

. فأنكروه. بسببه يهلكوا أن وخافوا بالغد

. وأهل ومكران، كبج طريق فسلك والسند الهند بالد عن ونفي

فأكرمه شيراز، إلى ووصل ويهادونه، ويضيفونه يكرمونه البالد

. وصولي عند دخلت ولما كفايته له وأجرى إسحاق، أبو سلطانها

. . ولم لقاءه، وأردت بها باق أنه لي ذكر شيراز مدينة إلى الهند من

السلطان من بإذن إال أحد إليه يدخل ال دار في كان ألنه أفعل،

. عدم على ندمت ثم ذلك، بسبب يتوقع مما فخفت إسحق أبي

: على. ضيق ملك، لما أنه وذلك بوزن إلى الحديث رجع لقائه

عمارة واليهود للنصارى وأباح الرعية، وظلم المسلمين،

واتصل الدوائر، به وتربصوا ذلك من االمسلمون فضج كنائسهم،

فقصد خراسان، على المهزوم اليسور السلطان ابن بخليل خبره

الدين غياث السلطان ابن حسن السلطان وهو هراة، ملك

بالعساكر اإلعانة منه وسأل نفسه، في كان بما فأعلمه الغوري،

. الملك معه فبعث استقام إذا الملك يشاطره أن على والمال

. . سمع فلما أيام تسعة وترمذ هراة وبين n عظيما n عسكرا حسين

في والرغبة والطاعة بالسمع تلقوه خليل بقدوم السلطان أمراء

. صاحب زاده خداوند الملك عالء عليه قادم أول وكان العدو جهاد

. آالف أربعة في فأتاه النسب حسيني شريف كبير أمير وهو ترمذ،

من وكان أمره، إليه وفوض وزارته، وواله به فسر المسلمين، من

والتقى. خليل على واجتمعوا ناحية كل من األمراء وجاء األبطال

. به وأتوا بوزن وأسلموا خليل، إلى العساكر فمالت بوزن مع

. يقتلون. ال أنهم لهم عادة وتلك القسي وبأوتار n خنقا فقتله n أسيرا

. وعرض لخليل، الملك واستقام n خنقا إال الملوك أبناء من كان من

خيلهم وعلى عليهم ،n ألفا ثمانين فكانوا بسمرقند، عساكره

بالد. وقصد هراة، من به جاء الذي العسكر فصرف الدروع

مسيرة. على ولقوه منهم، n واحدا أنفسهم على التتر فقدم المالق

." " القتال، وحمي طراز أطراز من وبمقربة المالق، من ثالث

. n ألفا عشرين في وزيره زاده خداوند األمير فحمل الفريقان وصبر

فيهم واشتد فانهزموا التتر، لها يثبت لم حملة المسلمين من

. من. بقي من استئصال إلى وخرج n ثالثا بالمالق خليل وأقام القتل

. وفتح والصين، الخطا تخوم إلى وجاز بالطاعة له فأذعنوا التتر،

. الخطا سلطان إليه وبعث بالغ بش ومدينة قراقرم مدينة

. . الملوك وهابته خليل، أمر وعظم الصلح بينهما وقع ثم بالعساكر،

خداوند وزيره بها وترك بالمالق، العساكر ورتب العدل، وأظهر

. الفتنة،. أرادوا الترك إن ثم وبخارى سمرقند إلى وانصرف زاده

الثورة، يريد أنه وزعموا المذكور، بوزيره خليل إلى فسعوا

وسلم عليه الله صلى النبي من لقرابته بالملك، أحق إنه ويقول،

. أن وأمره عنه، n عوضا المالق إلى n واليا فبعث وشجاعته وكرمه

. وصوله عند قتله عليه فدم فلما أصحابه من يسير نفر عليه يقدم

. . لما خليل، وكان ملكه خراب شبب ذلك فكان تثبت غير من

وجهزه الملك أورثه الذي هراة صاحب على بغى أمره، عظم

. ويضرب باسمه، بالد في يخطب أن إليه فكتب والمال بالعساكر

منه وأنف ،n حسينا الملك ذلك فغاظ سكته، على والدراهم الدنانير

. عساكر توافقه فلم لقتاله، خليل فتجهز جواب بأقبح وأجابه

. فجهز حسين الملك إلى خبره وبلغ عليه n باغيا ورأوه اإلسالم

. خليل فانهزم الجمعان والتقى رونا، ملك عمه ابن مع العساكر

في وجعله بالبقاء، عليه فمن ،n أسيرا حسين الملك إلى به وأتى

. تركته الحال هذا وعلى النفقة عليه وأجرى جارية، وأعطاه دار،

. الهند من خروجي عند وأربعين سبع سنة أواخر وفي عنده،

  : سافرت طرمشيرين، السلطان عاد لما بسبيله كنا ما إلى ولنعد

. . n جماال وأتمها وأحسنها المدن أكبر من وهي سمرقند مدينة إلى

النواعير عليه القصارين، بوادي يعرف واد� شاطئ على مبنية

. للنزهة العصر صالة بعد البلد أهل يجتمع وعنده البساتين تسقى

ودكاكين. عليها، يقعدون ومجالس مساطب عليه ولهم والتفرج

. قصور شاطئه على وكانت المأكوالت وسائر الفاكهة بها تباع

. . وكذلك ذلك أكثر فدثر أهلها همم علو عن تنبئ وعمارة عظيمة،

. داخلها وفي عليها أبواب وال لها سور وال منها، كثير خرب المدينة

. الغريب. في ومحبة وأخالق مكارم لهم سمرقند وأهل البساتين

. . العباس بن قثم قبر سمرقند وبخارج بخارى أهل من خير وهم

وهو ابنه، وعن العباس عن الله رضي المطلب، عبد بن

. وجمعة اثنين ليلة كل سمرقند أهل ويخرج فتحها حين المستشهد

. العظيمة، النذور له وينذرون لزيارته، يأتون والتتر زيارته إلى

في ذلك فيصرف والدنانير، والدراهم والغنم بالبقر إليه ويأتون

. . المبارك والقبر الزاوية ولخدام والصادر الوارد على النفقة

من ساريتان رجل كل ومع أرجل، أربع على قائمة قبة وعليه

. القبة وحيطان والحمر والبيض والسود الخضر منه الرخام،

. بالرصاص مصنوع وسقفها بالذهب، المنقوش المجزع بالرخام

. بالفضة األركان مكسو المرصع، األبنوس خشب القبر وعلى

. . والقطن بالصوف القبة وفرش الفضة قناديل من ثالثة وفوقه

األشجار حافتيه على هنالك، التي الزاوية يشق كبير نهر وخارجها

. الوارد يسكنها مساكن وبالزاوية والياسمين العنب ودوالي

الموضع. هذا حال من n شيئا كفرهم أيام التتر يغير ولم والصادر

. الناظر. وكان اآليات من له يرون لما به، يتبركون كانوا المبارك

به نزولنا حين يليه وما المبارك الضريح هذا من حال كل في

يوسف بن العزيز عبد ابن القادر عبد بن محمد الدين غياث األمير

السلطان لذلك قدمه العباسي، بالله المستنصر الخليفة ابن

الهند، ملك عند اآلن وهو العراق، من عليه قدم لما طرمشيرين

. صدر عندهم المسمى قاضيها بسمرقند ولقيت ذكره وسيأتي

. بعد الهند بالد إلى وسافر المكارم ذوي الفضالء من وهو الجهان،

. السند بالد قاعدة ملتان بمدينة منيته فأدركته إليها سفري

حكاية

 

ملك إلى بأمره الخبر صاحب كتب بملتان القاضي هذا مات لما

إلى الخبر بلغ فلما ذلك دون فاخترم بابه، برسم قدم وأنه الهند،

أذكره ال الدنانير، آالف من عدد أوالده إلى يبعث أن أمر الملك،

معه وصلوا لو لهم يعطى كان ما ألصحابه يعطى أن وأمر اآلن،

. الخبر صاحب بالده، من بلد كل في الهند ولملك الحياة بقيد وهو

عليه يرد وممن األمور، من البلد ذلك في يجري ما بكل له يكتب

. اسمه وكتبوا ورد، البالد أي من كتبوا الوارد أتى وإذا الواردين من

والمأكل، الجلوس من وهيئته وخدامه وخيله وأصحابه وثيابه ونعته

فال ضدها، أو فضيلة من منه يظهر وما وتصرفاته شؤونه وجميع

كرامته فتكون حاله، بجميع عارف وهو إال الملك إلى الوارد يصل

. ببلدة فاجتزنا سمرقند من وسافرنا يستحقه ما مقدار على

كتاب. مؤلف النسفي، عمر حفص أبو ينسب وإليها نسف

الله رضي األربعة الفقهاء بين الخالفية المسائل في المنظومة

أبو اإلمام إليها ينسب التي ترمذ مدينة إلى وصلنا ثم عنهم،

الكبير الجامع مؤلف الترمذي سورة بن عيسى بن محمد عيسى

. تخترقها واألسواق العمارة حسنة كبيرة مدينة وهي السنن في

متناهي. بها والسفرجل والعنب، الكثيرة البساتين وبها األنهار

. يغسلون وأهلها األلبان وكذلك كثيرة، بها واللحوم الطيب،

. كل عند ويكون الطفل عن n عوضا باللبن الحمام في رؤوسهم

. الحمام الرجل دخل فإذا n لبنا مملوءة كبار أوعية حمام صاحب

. ويصقله الشعر يرطب وهو رأسه، فغسل صغير إناء في منها أخذ

ويسمونه السمسم، زيت رؤوسهم في يجعلون الهند وأهل

ويصقل الجسم، فينعم بالطفل، بعده الشعر ويغسلون الشيرج،

. . معهم سكن ومن الهند أهل لحى طالت وبذلك ويطيله الشعر

خربها فلما جيحون، شاطئ على مبنية القديمة ترمذ مدينة وكانت

. بها نزولنا وكان النهر من ميلين على الحديثة هذه بنيت تنكيز،

كثير وكرمائهم، المشايخ كبار من عزيزان، الصالح الشيخ بزاوية

. ماله من والصادر الوارد على ينفق والبساتين، والرباع المال

الملك عالء بصاحبها المدينة هذه إلى وصولي قبل واجتمعت

. أيام إلينا تحمل فكانت بالضيافة، إليها لي وكتب زاده خداوند

. وهو الدين، قوام قاضيها n أيضا ولقيت يوم كل في بها مقامنا

السفر في له لإلذن وطالب طرمشيرين، السلطان لرؤية متوجه

. ضياء وألخويه ذلك بعد له لقائي ذكر وسيأتي الهند، بالد إلى

أخويه وذكر الهند، إلى n جميعا وسفرنا بملتان، الدين وبرهان الدين

ملك بحضرة لهما ولقائي الدين، وسيف الدين عماد اآلخرين

أبيهما، قتل بعد الهند ملك على وقدومهما ولديه وذكر الهند،

إن كله ذلك في جرى وما جهان، خواجه الوزير ابنتي وتزويجهما

. . بعد وسرنا خراسان بالد إلى جيحون نهر جزنا ثم تعالى الله شاء

صحراء في يوم ونصف n يوما الوادي وإجازة ترمذ من انصرافنا

غير عروشها على خاوية وهي بلخ، مدينة إلى بها عمارة ال ورمال

. فسيحة. ضخمة وكانت بنائها إلتقان عامرة ظنها رآها ومن عامرة

مبانيها ونقوش اآلن، حتى الرسوم باقية ومدارسها ومساجدها

. خراسان، إلى الالزورد ينسبون والناس الالزورد بأصبغة مدخلة

الياقوت إليها ينسب التي بدخشان جبال من يجلب وإنما

: الله شاء إن ذكرها وسأتي البلخش، يقولون والعامة البدخشي،

نحو. مسجدها من وهدم اللعين، تنكيز المدينة هذه وخرب تعالى

. من وهو سواريه من سارية تحت أنه له ذكر كنز بسبب الثلث،

. بالمغرب الفتح رباط ومسجد وأفسحها الدنيا مساجد أحسن

. . ذلك سوى في منه أجمل بلخ ومسجد سواريه عظم في يشبهه

حكاية

زوجها كان امرأة بنته بلخ مسجد أن التاريخ، أهل بعض لي ذكر

. الخليفة أن فاتفق علي بن داود يسمى العباس، لبني ببلخ n أميرا

. يغرمهم من إليهم فبعث أحدثوه لحادث بلخ أهل على مرة غضب

. تلك إلى وصبيانها نساؤها أتى بلخ إلى بلغ فلما n فادحا n مغرما

وما حالهم وشكوا أميرهم، زوج وهي المسجد، بنت التي المرأة

. برسم قدم الذي األمير إلى فبعثت المغرم هذا من لحقهم

بتغريمه، أمر مما أكثر قيمته بالجوهر مرصع لها بثوب تغريمهم

: عن صدقة أعطيته فقد الخليفة، إلى الثوب بهذا اذهب له فقالت

. بين الثوب وألقى الخليفة إلى به فذهب حالهم لضعف بلخ أهل

: أكرم المراة أتكون وقال الخليفة فخجل القصة، عليه وقص يديه

للمرأة ? ليرد إليها وبالعودة بلخ، أهل عن المغرم برفع وأمره منا

. وأتى بلخ، إلى األمير فعاد سنة خراج بلخ أهل عن وأسقط ثوبها،

. فقالت الثوب عليها ورد الخليفة مقالة عليها وقص المرأة منزل

: . : ألبس: ? ال قالت نعم قال الثوب هذا على الخليفة بصر أوقع له

. منه فبني ببيعه وأمرت مني، محرم ذي غير بصر عليه وقع n ثوبا

عامر وهو ، بالكذان مبني مقابلته في ورباط والزاوية المسجد

. . أمرت أنها فذكر ثلثه مقدار الثوب ثمن من وفضل اآلن حتى

احتيج إن n متيسرا هنالك ليكون المسجد، سواري بعض تحت بدفنه

المسجد،. سواري بهدم فأمر الحكاية، بهذه تنكيز فأخبر خرج إليه

. حاله على الباقي فترك ،n شيئا يجد ولم الثلث، نحو منها فهدم

صاحب األسدي محصن بن عكاشة قبر أنه يذكر قبر بلخ وبخارج

بال الجنة يدخل الذي ،n تسليما وسلم عليه الله صلى الله رسول

ماء. بركة وبخارجها نزولنا، كان بها معظمة زاوية وعليه حساب

. الصيف في الواردون ينزل عظيمة جوز شجرة عليها عجيبة،

. الصغير وهو خرد، بالحاج يعرف الزاوية هذه وشيخ ظاللها تحت

. قبر منها المدينة هذه مزارات وأرانا معنا وركب الفضالء، من

. n أيضا بها وزرنا حسنة قبة وعليه السالم، عليه النبي حزوقيل

. دار على ووقفنا اآلن أذكرها ال الصالحين، قبور من كثيرة n قبورا

بالصخر مبنية ضخمة دار وهي عنه، الله رضي أدهم بن إبراهيم

. وقد بها، n مقترنا الزاوية زرع وكان الكذان يشبه الذي األبيض

. ثم الجامع المسجد من بمقربة وهي ندخلها، فلم عليه سدت

" " قهستان قوةاستان جبال في فسرنا بلخ، مدينة من سافرنا

. واألشجار الجارية المياه بها عامرة كثيرة قرى وهي أيام سبعة

الصالحون فيها كثيرة زوايا وبها التين، شجر وأكثرها المورقة

. مدينة إلى وصولنا كان ذلك وبعد تعالى الله إلى المنقطعون

. خراسان ومدن بخراسان العامرة المدن أكبر وهي هراة،

: واثنتان ونيسابور، هراة وهما عامرتان اثنتان أربع العظيمة

. العمارة، كثيرة عظيمة كبيرة هراة ومدينة ومرو بلخ وهما خربتان

. حنيفة أبي اإلمام مذهب على وهم وديانة وعفاف صالح وألهلها

. الفساد من طاهر وبلدهم عنه، الله رضي

هراة سلطان ذكر

الدين غياث السلطان ابن حسين المعظم السلطان وهو

. له ظهر والشجاعة والتأييد المأثورة الشجاعة صاحب الغوري،

منه يقضي ما اثنين موطنين في وتأييده تعالى الله إنجاد من

بغى الذي خليل للسلطان جيشه مالقاة عند أحدهما العجب،

الثاني والموطن يديه، في n أسيرا حصوله أمره منتهى وكان عليه،

. أمره منتهى وكان الرافضة سلطان لمسعود، بنفسه مالقاته عند

. بعد الملك حسين السلطان وولي ملكه وذهاب وفراره تبديده

. الدين غياث أبيه بعد أخوه وولي بالحافظ، المعروف أخيه

الرافضة حكاية

: يسمى واآلخر بمسعود يسمى أحدهما رجالن بخراسان كان

الفتاك،. من وهم األصحاب، من خمسة لهما وكان بمحمد

" بسرابداران بخراسان ويعرفون بالشطار، بالعراق ويعرفون

. " على سبعتهم فاتفق بالصقور بالعراق ويعرفون ، سربداران

n جبال وسكنوا خبرهم، وشاع األموال، وسلب الطرق وقطع الفساد

" سيزار مدينة n أيضا وتسمى بيهق، مدينة من بمقربة n منيعا

. ." والعشي، بالليل ويخرجون بالنهار يكمنون فكانوا سيزوار

. األموال ويأخذون الطرق، وبقطعون القرى، على فيضربون

عددهم فكثر والفساد، الشر أهل من أشباههم عليهم وانثال

بيهق مدينة على وضربوا الناس، وهابهم شوكتهم واشتدت

وجندوا األموال واكتسبوا المدن، من سواها ملكوا ثم فملكوها،

. العبيد وصار بالسلطان مسعود وتسمى الخيل، وركبوا الجنود

. الفرس يعطيه منهم فر عبد فكل إليه مواليهم عن يفرون

جيشه. فعظم جماعة، على أمره شجاعة له ظهرت وإن والمال

إلى وطمحوا الرفض، بمذهب جميعهم وتمذهب أمره واستفحل

واحدة كلمة يجعلوها وأن بخراسان، السنة أهل استئطال

بحسن،. يسمى الرافضة من شيخ طوس بمشهد وكان رافضية

بالخليفة وسموه ذلك، على فوافقهم الصلحاء، من عندهم وهو

. تسقط والدنانير الدراهم كانت حتى فأظهروه بالعدل وأمرهم

. وغلبوا فيأخذها ربها يأتي حتى أحد يلتقطها فال معسكرهم في

فهزموه، بالعساكر طغيتمور السلطان إليهم وبعث نيسابور، على

ثم عليه، ومنوا وأسروه فهزموه شاه أرغون نائبه إليهم بعث ثم

فهزموه، التتر من n ألفا خمسين في بنفسه طغيتمور غزاهم

من وهي وطوس، والزاوه سرخس على وتغلبوا البالد، وملكوا

. موسى بن علي بمشهد خليفتهم وجعلوا خراسان بالد أعظم

قاصدون وهم بخارجها ونزلوا الجام، مدينة على وتغلبوا الرضا،

. الملك ذلك بلغ فلما ست مسيرة وبينهم وبينها هراة، مدينة

هل واستشارهم، المدينة وأهل والعساكر األمراء جمع n حسينا

. فوقع فيناجزوهم إليهم يمضوا أو القوم يأتي حتى يقيمون

. الغورية يسمون واحدة قبيلة وهم إليهم، الخروج على إجماعهم

. فتجهزوا: منه أصلهم وإن الشام، غور على ينسبون إنهم ويقال

بالقرى، ساكنون وهم البالد، أطراف من واجتمعوا أجمعون،

عشبها " " يزال ال أربع، مسيرة وهي ، بدغيس مرغيس وبصحراء

. ومنها. الفستق، شجرها وأكثر وخيلهم ماشيتهم منه ترعى أخضر

. ونفروا سمنان، مدينة أهل وعضدهم العراق أرض إلى يحمل

رجاله بين ما n ألفا وعشرون مائة وهم الرافضة، إلى n جميعا

. مائة في الرافضة واجتمعت حسين الملك يقودهم وفرسان،

. . بوشنج بصحراء المالقاة وكانت الفرسان من n ألفا وخمسين

. وفر الرافضة، على الدائرة كانت ثم n معا الفريقان وصبر

حتى n ألفا عشرين في حسن خليفتهم وثبت مسعود، سلطانهم

. بعض لي وذكر آالف أربعة نحو منهم وأسر أكثرهم، وقتل قتل،

الضحى، وقت في كان القتال ابتداء أن الوقعة هذه حضر من

. الظهر بعد حسين الملك ونزل الزوال عند الهزيمة وكانت

وسائرهم يأكلون، أصحابه وكبراء هو فكان بالطعام، وأتي فصلى،

. العظيم، الفتح هذا بعد حضرته إلى وعاد األسرى أعناق يضربون

. هذه وكانت الفتنة نار وأطفأ يديه، على السنة الله نصر وقد

. بهراة ونشأ وأربعين ثمانية عام الهند من خروجي بعد الوقعة

موالنا، الدين نظام واسمه الفضالء والصلحاء الزهاد من رجل

. يعظهم وكان قوله إلى ويرجعون يحبونه، هراة أهل وكان

على معهم وتعاقد المنكر، تغيير على معه وتوافقوا ويذكرهم،

الملك عم ابن وهو ورنا، بملك المعروف المدينة خطيب ذلك

صورة الناس أحسن من وهي والده، بزوجة ومتزوج حسين،

. متى. وكانوا خبره وسنذكر نفسه، على يخافه والملك وسيرة

. غيروه الملك عند كان ولو بمنكر، علموا

حكاية

فاجتمعوا ،n منكرا حسين الملك بدار أن n يوما تعرفوا انهم لي ذكر

. ستة في الباب على فاجتمعوا داره بداخل منهم وتحصن لتغييره،

. . قد وكان البلد، وكبار الفقيه فاستحضر منهم فخاف رجل آالف

. عنه وانصرفوا قصره، بداخل الحد عليه فأقاموا الخمر شرب

المذكور الدين نظام الفقيه قتل سبب هي حكاية

بالصحراء، الساكنون هراة لمدينة المجاورون األتراك كانت

. يخافهم ،n ألفا خمسين نحو وهم ذكره مر الذي غيتمور وملكهم

. وذلك ويداريهم سنة، كل في الهدايا لهم ويهدي حسين، الملك

. . عليهم تغلب للرافضة هزيمته بعد وأما للرافضة هزيمته قبل

بها شربوا وربما هراة، مدينة إلى التردد األتراك هؤالء عادة ومن

. من يحد الدين نظام فكان سكران وهو بعضهم وأتاها الخمر،

. يزالون وال وبأس، نجدة أهل األتراك وهؤالء سكران منهم وجد

بعض سبوا وربما ويقتلون، فيسبون الهند، بالد على يضربون

بهن خرجوا فإذا الكفار، بين ما الهند بأرض يكن الالتي المسلمات

. الترك أيدي من المسلمات الدين نظام يطلق خراسان إلى

. األذن ثقب ترك الهند بأرض المسلمات النسوة وعالمة

. الترك أمراء من n أميرا أن مرة فاتفق مثقوبات آذانهن والكافرات

أنها فذكرت ،n شديدا بها وكلف امرأة، سبى ألطي تمور يسمى

. n مبلغا التركي من ذلك فبلغ يده من الفقيه فانتزعها مسلمة،

وهي هراة، خيل على وأغار أصحابه، من آالف في وركب ،n عظيما

. يتركوا " " فلم واحتملوها ، بدغيس مرغيس بصحراء مرعاها في

هنالك جبل إلى بها وصعدوا يحلبون، ما وال يركبون ما هراة ألهل

. بها، يتبعونهم n خيال جنده وال السلطان يجد ولم فيه عليهم يقدر ال

والخيل، الماشية من أخذوه ما رد منهم يطلب n رسوال إليهم فبعث

. حتى ذلك يردون ال بأنهم فأجابوا بينهم الذي العهد ويذكرهم

. : . هذا إلى سبيل ال السلطان فقال الدين نظام الفقيه من يمكنوا

له الجستي مودود الشيخ حفيد الجستي أحمد أبو الشيخ وكان

جماعة في فركب لديهم، معتبر وقوله عظيم، شأن بخراسان

: . الدين نظام الفقيه أحمل أنا فقال ومماليكه أصحابه من خيل

. إلى مالوا الناس فكأن أرده ثم بذلك ليرضوا الترك إلى معي

. مع. فركب ذلك على اتفاقهم الدين نظام الفقيه ورأى قوله

. ألطي تمور األمير إليه فقام الترك الى ووصل أحمد أبي الشيخ

: دماغه، فكسر بدبوسه وضربه مني، امرأتي أخذت أنت له وقال

. هنالك من وانصرف أحمد، أبي الشيخ أيدي في فسقط n ميتا فخر

. وبعد والماشية الخيل من أخذوه كانوا ما الترك ورد بلده، إلى

فلقيه هراة، مدينة على الفقيه قتل الذي التركي ذلك قدم مدة

عليه، مسلمون كأنهم إليه فتقدموا الفقيه، أصحاب من جماعة

. . هذا، بعد كان ولما أصحابه وفر فقتلوه السيوف ثيابهم وتحت

الفقيه رفيق كان الذي ورنا ملك عمه ابن حسين الملك بعث

. فلما سجستان ملك إلى n رسوال المنكر تغيير في الدين نظام

. الهند بالد فقصد إليه يعود وال هنالك يقيم أن إليه بعث بها حصل

أحد وهو السند، من سيوستان بمدينة منها خارج وانا ولقيته

والخيل. والبراز والصيد الرياسة حب طبعه وفي الفضالء

على كان ومن الفاخر، الملوكي واللباس واألصحاب والمماليك

. أن أمره من فكان الهند بأرض حاله يصلح ال فإنه الترتيب هذا

. المقيمين هراة أهل بعض به وقتله n صغيرا n بلدا واله الهند ملك

: . قتله من عليه دس الهند ملك إن وقيل جارية بسبب بالهند

ملك حسين الملك خدم وألجله ذلك، في حسين الملك بسعي

وأعطاه الهند، ملك وهاداه المذكور، ورنا ملك موت بعد الهند

. الذهب دنانير من n ألفا خمسون ومجباها السند بالد من بكار مدينة

" " . من سافرنا فنقول بسبيله كان ما إلى ولنعد سنة كل في

بساتين ذات حسنة، متوسطة وهي الجام، مدينة إلى هراة

. . كثير بها والحرير التوت وأكثرها وأنهار، كثيرة وعيون وأشجار

الجامي، أحمد الدين شهاب الزاهد العابد الولي إلى تنسب وهي

قتله الذي بزاده المعروف أحمد الشيخ وحفيده حكايته، وسنذكر

. . السلطان قبل من محررة وهي ألوالده، اآلن والمدينة الهند ملك

. سعيد أبا السلطان أن به اثق من لي وذكر وثروة نعمة بها ولهم

زاوية وبها المدينة هذه على ونزل مرة خراسان قدم العراق ملك

رأس بمحلته خباء لكل وأعطى عظيمة، ضيافة فأضافه الشيخ،

فرس من بالمحلة دابة ولكل غنم، رأس رجال أربعة ولكل غنم،

وصلته إال حيوان المحلة في يبق فلم ليلة، علف وحمار وبغل

ضيافته.

الدين شهاب الشيخ حكاية

الجام مدينة إليه تنسب الذي

من له وكان الشراب، من n مكثرا راحة صاحب كان أنه يذكر

منزل في n يوما يجتمعوا أن عادة لهم وكانت ستين، نحو الندماء

على وبقوا شهرين، بعد أحدهم على النوبة فتدور منهم، واحد كل

. الدين، شهاب الشيخ إلى n يوما وصلت النوبة إن ثم مدة ذلك

في وقال ربه، مع حاله إصالح على وعزم النوبة، ليلة التوبة فعقد

ظنوا: عندي، اجتماعهم قبل تبت قد إني ألصحابي قلت إن نفسه

. من n قبال مثله يحضر كان ما فأحضر مؤونتهم عن n عجزا ذلك

. فلما أصحابه وحضر الزقاق، في الخمر وجعل ومشرب، مأكوالت

n ثانيا فتح ثم n حلوا فوجده أحدهم فذاقه ،n زقا فتحوا الشرب أرادوا

. ذلك، في الشيخ فكلموا كذلك فوجده n ثالثا ثم كذلك فوجده

بتوبته، وعرفهم فكره، سر وصدقهم أمره حقيقة عن لهم فخرج

: فيما تشربونه كنتم الذي الشراب إال هذا ما والله لهم وقال

وانقطعوا. الزاوية، تلك وبنوا تعالى، الله إلى n جميعا فتابوا تقدم

. الكرامات من كثير الشيخ لهذا وظهر تعالى الله لعبادة بها

أكبر وهي طوس، مدينة إلى الجام من سافرنا ثم والمكاشفات،

الغزالي حامد بأبي الشهير اإلمام بلد وأعظمها خراسان، بالد

. الرضا، مشهد مدينة إلى منها ورحلنا قبره وبها عنه الله رضي

الباقر محمد بن الصادق جعفر بن الكاظم موسى بن علي وهو

علي المؤمنين أمير ابن الشهيد الحسين بن العابدين زين علي بن

. ضخمة كبيرة مدينة n أيضا وهي عنهم الله رضي طالب أبي بن

. محمد الطاهر بها وكان الطاحنة واألرجاء والمياه الفواكه كثيرة

والشام مصر أهل عند النقيب بمعنى عندهم والطاهر شاه،

. وكان األجل السيد يقول وتركستان والسند الهند وأهل والعراق،

بأرض لقيته الدين، جالل الشريف القاضي المشهد بهذا n أيضا

من وصحبوني شاه، ودولة هندو أمير وولداه علي والشريف الهند

. عليه المكرم والمشهد الفضالء، من وكانوا الهند بالد إلى ترمذ

. وجميعها ومسجد مدرسة تجاورها زاوية، داخل في عظيمة قبة

. خشب دكانة القبر وعلى بالقاشاني الحيطان مصنوع البناء مليح

باب وعتبة معلقة، فضة قناديل وعليه الفضة، بصفائح ملبسة

. . بأنواع مبسوطة وهي مذهب حرير ستر بابها وعلى فضة القبة

رضي. المؤمنين أمير الرشيد هارون قبر القبر هذا وإزاء البسط

أهل يعرفها التي الشمعدانات عليها يضعون دكانة وعليه عنه، الله

. قبر ضرب للزيارة الرافضي دخل وإذا والمنائر بالحسك المغرب

. سرخس، مدينة إلى سافرنا ثم الرضا على وسلم برجله، الرشيد

. ثم عنه الله رضي السرخسي لقمان الصالح الشيخ ينسب وإليها

قطب الصالح الشيخ مدينة وهي زاوة، مدينة إلى منها سافرنا

الذين وهم الفقراء، من الحيدرية طائفة تنسب وإليه حيدر، الدين

n أيضا ويجعلون وآذانهم، وأعناقهم أيديهم في الحديد حلق يجعلون

. إلى فوصلنا منها رحلنا ثم النكاح لهم يتأتى ال حتى ذكورهم في

قواعد هي التي األربع المدن إحدى وهي نيسابور، مدينة

: وبساتينها. فواكهها لكثرة الصغيرة، دمشق لها ويقال خراسان

. . حسنة وأسواقها األنهار من أربعة وتخترقها وحسنها ومياهها

من أربع ويليه السوق، وسط في وهو بديع، ومسجدها متسعة،

كثير، خلق الطلبة من وفيها الغزير، الماء بها يجري المدارس

. البالد، تلك مدارس حسان من وهي والفقه القرآن يقرأون

. بلغت وإن ومصر وبغداد ودمشق والعراقين خراسان ومدارس

التي المدرسة عن تقصر فكلها والحسن، اإلتقان من الغاية

سبيل في المجاهد الله على المتوكل المؤمنين أمير موالنا عمرها

وصل عنان، أبو العادلين الخلفاء عقد واسطة الملوك عالم الله

فاس حضرة من القصبة عند التي وهي جنده، ونصر سعده الله

الجص ونقش n وارتفاعا سعة لها نظير ال فإنها تعالى، الله حرسها

. من الحرير ثياب بنيسابور ويصنع عليه المشرق ألهل قدرة ال بها

. . المدينة هذه وفي الهند إلى منها وتحمل وغيرها والكمخاء النخ

النيسابوري الدين قطب العابد القطب العالم اإلمام الشيخ زاوية

: وأكرم، القرى فأحسن عنده نزلت الصالحين العلماء الوعاظ أحد

. العجيبة والكرامات البراهين له ورأيت

  : معي فرآه ،n تركيا n غالما بنيسابور اشتريت قد كنت له كرامة

: . : وبعت نعم، له فقلت فبعه لك، يصلح ال الغالم هذا لي فقال

. الشيخ وودعت التجار بعض واشتراه اليوم، ذلك غد في الغالم

من. أصحابي بعض إلي كتب بسطام بمدينة حللت فلما وانصرفت

. به وقتل األتراك أوالد بعض قتل المذكور الغالم أن وذكر نيسابور،

. من وسافرت عنه الله رضي الشيخ لهذا واضحة كرامة وهذه

أبو العارف الشيخ إليها ينسب التي بسطام مدينة الى نيسابور

. قبره، المدينة وبهذه عنه الله رضي الشهير، البسطامي يزيد

. عنه الله رضي الصادق جعفر أوالد أحد واحدة قبة في ومعه

. الخرقاني الحسن أبي الولي الصالح الشيخ قبر n أيضا وببسطام

البسطامي يزيد أبي الشيخ بزاوية المدينة هذه من نزولي وكان

. هندخير طريق على المدينة هذه من سافرت ثم عنه الله رضي

. وبها وصالحون، مشايخ فيها قرى وهي وبغالن قندوس إلى

. ألحد زاوية به ماء نهر على بقندوس فنزلنا واألنهار البساتين

ذلك ومعنى سياه، بشير يسمى مصر، أهل من الفقراء شيوخ

أهل من وهي األرض تلك والي بها وأضافنا األسود، األسد

. هنلك عظيم ببستان الموصل

والخيل، الجمال لرعي n يوما أربعين نحو القرية هذه بخارج وأقمنا

شدة بسبب شامل بها واألمن كثيرة، وأعشاب طيبة مراع� وبها

. سرق من في الترك أحكام أن قدمنا وقد برنطية األمير أحكام

فيها أخذ ذلك يجد لم فإن مثله، تسعة معه يعطي أن n فرسا

. الشاة ذبح ذبح أوالد له يكن لم فإن أوالده،

واحد كل يسم أن بعدو راع، دون مهملة دوابهم يتركون والناس

. . تفقدنا أن واتفق البالد هذه في فعلنا وكذلك أفخاذها في دوابه

. أفراس ثالثة منها ففقدنا بها نزولنا من عشر بعد خيلنا

من n خوفا منزلنا، إلى بها التتر جاءنا شهر نصف بعد كان ولما

. فرسين، أخبيتنا إزاء ليلة كل في نربط وكنا األحكام من أنفسهم

. من وسافرنا ليلة، ذات الفرسين ففقدنا بالليل يقع أن عسى لما

. طريقنا. أثناء في إلينا بهما جاءوا ليلة وعشرين اثنتين وبعد هنالك

. n جبال الطريق بأثناء فإن الثلج خوف إقامتنا أسباب من n أيضا وكان

. والجواري العبيد ألن الهنود قاتل ومعناه كوش، هندو له يقال

لشدة منهم الكثير هنالك يموت الهند بالد من بهم يؤتى الذين

. من تمكنا حتى وأقمنا كامل يوم مسيرة وهو الثلج وكثرة البرد

جميع به وسلكنا الليل، آخر من الجبل ذلك وقطعنا الحر، دخول

. عليها، تطأ الجمال أيدي بين اللبود نضع وكنا الغروب إلى نهارنا

. . وكانت بأندر يعرف موضع إلى سافرنا ثم الثلج في تغرق لئال

. فيها عظيمة بقرية ونزلنا رسمها عفي مدينة تقدم فيما هنالك

عنده ونزلنا المهروي، بمحمد ويسمى الفضالء ألحد زاوية

الذي. الماء يشرب الطعام من أيدينا غسلنا متى وكان وأكرمنا

. صعدنا أن إلى معنا وسافر وفضله اعتقاده لحسن به غسلناها

. المذكور كوش هندو جبل

فتقشرت   وجوهنا منها فغسلنا حارة ماء عين الجبل بهذا ووجدنا

خمسة بنج ومعنى هير، ببنج يعرف بموضع نزلنا ثم لذلك، وتألمنا

حسنة مدينة هنالك وكانت جبال، خمسة فمعناه الجبل، هو وهير

جبال من ينزل بحر كأنه أزرق، عظيم نهر على العمارة كثيرة

الناس. يعرفه الذي الياقوت يوجد الجبال وبهذه بدخشان

. بعده تعمر فلم التتر، ملك تنكيز البالد هذه وخرب بالبلخش،

عندهم، معظم وهو المكي، سعيد الشيخ مزار المدينة وبهذه

" والشين المعقودة الباء بفتح وضبطه بشاي جبل إلى ووصلنا

" أولياء أطا الصالح الشيخ زاوية وبه ، ساكنة وياء والف المعجم

" " باللسان وأولياء االب بالتركية معناه ، الهمزة بفتح وأطا

وسيصد " صاله، سيصد n أيضا ويسمى األولياء، أبو فمعناه العربي،

" ، مهمل ودال مفتوح مهمل وصاد مد وياء مكسور مهمل بسين

" " والالم المهمل الصاد بفتح وصاله ثالثمائة، بالفارسية ومعناه

. . ولهم n عاما وخمسون ثالثمائة عمره أن يذكرون وهم عام معناه

. ويقصده والقرى البالد من لزيارته ويأتون حسن اعتقاد فيه

. عند نهر على ونزلنا وأضافنا، وأكرمنا والخواتين السالطين

أر لم رطب وجسمه وعانقني، عليه، فسلمت إليه ودخلنا زاويته،

. في أنه لي وذكر سنة خمسون عمره أن رائيه ويظن منه، ألين

الذي أباهم رأى وأنه واألسنان، الشعر، له ينبت سنة مائة كل

. فأخبرني حديث رواية عن وسألته السند من بملتان قبره

. إلى سافرنا ثم بصدقه أعلم والله حاله، في وشككت بحكايات،

" الواو وفتح الراء وسكون المعقودة الباء بفتح وضبطها برون

" " بضم اسمها وضبط برنطية األمير لقيت وفيها ، نون وآخرها

آخر وياء المهمل الطاء وفتح النون وسكون الراء وضم الباء

" نوابه إلى وكتب وأكرمني، إلي وأحسن ، وهاء مسكن الحروف

من أعطي ما وذكر ذكره، تقدم وقد إكرامي، في غزنة بمدينة

والفقراء المشايخ من جماعة عنده وكان الجسم، في البسطة

" . بفتح اسمها وضبط الجرخ قرية إلى سافرنا ثم الزوايا أهل

" لها كبيرة، وهي ، معجم وخاء الراء وإسكان المعقود الجيم

. ووجدنا الصيف أيام في قدمناها طيبة وفواكهها كثيرة، بساتين

. وأضافنا الجمعة بها وصلينا والطلبة، الفقراء من جماعة بها

. إلى سافرنا ثم بالهند ذلك بعد ولقيته الجرخي، محمد أميرها

سبكتكين بن محمود المجاهد السلطان بلد وهي غزنة، مدينة

وكان الدولة بيمين يلقب السالطين كبار من وكان االسم، الشهير

. بهذه وقبره والحصون المدائن بها وفتح الهند، بالد إلى الغزو كثير

. إال منها يبق ولم البلدة هذه معظم خرب وقد زاوية عليه المدينة

. يخرجون بها والساكنون البرد، شديدة وهي كبيرة وكانت يسير،

ولم مخصبة، كبيرة وهي القندهار، مدينة إلى البرد أيام عنها

. هنالك قرية في غزنة بخارج ونزلنا ثالث مسيرة وبينهما أدخلها،

" " ومرذك أغا مرذك أميرها وأكرمنا قلعتها، تحت ماء نهر على

" الصغير، ومعناه ، المعجم الذال وفتح الراء وسكون الميم بفتح

" " ثم األصل، الكبير ومعناه المعجم والغين الهمزة بفتح وأغا

اآلن وبها عظيمة، مدينة سلف فيما وكانت كابل، إلى سافرنا

. جبال ولهم األفغان لهم يقال األعاجم من طائفة يسكنها قرية

الكبير وجبلهم الطريق، قطاع وأكثرهم قوية، وشوكة وشعاب

. صعد السالم عليه سليمان الله نبي أن يذكر سليمان كوه يسمى

يدخلها، ولم فرجع مظلمة وهي الهند أرض إلى فنظر الجبل، ذلك

. . الشيخ زاوية وبكابل األفغان ملك يسكن وفيه به الجبل فسمي

. ومنها األولياء كبار من عباس الشيخ تلميذ األفغاني إسماعيل

. . وكنا األفغان به تقطع جبلين بين حصن وهي كرماش إلى رحلنا

بالنشاب ونرميهم الجبل بسفح وهم نقاتلهم عليه جوازنا حين

فرس،. آالف أربعة نحو ومعهم مخفة رفقتنا وكانت فيفرون

جماعة ومعي ألجلها، القافلة عن انقطعت جمال لي وكانت

الجمال أحمال وتركنا الزاد، بعض وطرحنا األفغان، من بعضهم

ووصلنا فاحتملتها، بالغد خيلنا إليها وعادت بالطريق، أعيت التي

آخر وهي ششنغار، بمنزل فبتنا اآلخرة، العشاء بعد القافلة إلى

. وهي الكبرى، البرية دخلنا هنا ومن الترك بالد يلي مما العمارة

نزول بعد وهو واحد فصل في إال تدخل ال عشرة، خمس مسيرة

. في وتهب يوليه شهر أوائل في وذلك والهند، السند بأرض المطر

. أن حتى الجسوم تعفن التي القاتلة السموم ريح البرية هذه

. تهب الريح هذه أن ذكرنا وقد أعضاؤه تتفسخ مات إذا الرجل

. رفقة أمامنا تقدمت وكانت وشيراز هرمز بين البرية في n أيضا

وخيل جمال لهم فمات ترمذ، قاضي زاده خداوند فيها كبيرة

وهو. آب بنج إلى تعالى الله بحمد سالمة رفقتنا ووصلت كثيرة

" " والجيم النون وسكون الموحدة الباء بفتح وبنج السند، ماء

" " موحدة وباء ممدودة مفتوحة بهمزة وآب خمسة ومعناه

النهر في تصب وهي الخمسة، األودية ذلك فمعنى الماء، ومعناه

. تعالى الله شاء إن وسنذكرها النواحي، تلك وتسقي األعظم،

. الليلة تلك علينا واستهل الحجة ذي سلخ النهر لهذا وصولنا وكان

. كتب هنالك ومن وسبعمائة وثالثين أربعة عام من المحرم هالل

. أحوالنا بكيفية ملكها وعرفوا الهند، أرض إلى بخبرنا المخبرون

. . ا العالمين رب لله والحمد السفر هذا في الكالم بنا ينتهي هنا وها

وخيل جمال لهم فمات ترمذ، قاضي زاده خداوند فيها كبيرة رفقة

وهو. آب بنج إلى تعالى الله بحمد سالمة رفقتنا ووصلت كثيرة

" " والجيم النون وسكون الموحدة الباء بفتح وبنج السند، ماء

" " موحدة وباء ممدودة مفتوحة بهمزة وآب خمسة ومعناه

النهر في تصب وهي الخمسة، األودية ذلك فمعنى الماء، ومعناه

. تعالى الله شاء إن وسنذكرها النواحي، تلك وتسقي األعظم،

. الليلة تلك علينا واستهل الحجة ذي سلخ النهر لهذا وصولنا وكان

. كتب هنالك ومن وسبعمائة وثالثين أربعة عام من المحرم هالل

. أحوالنا بكيفية ملكها وعرفوا الهند، أرض إلى بخبرنا المخبرون

. . العالمين رب لله والحمد السفر هذا في الكالم بنا ينتهي هنا وها

الثاني الفصل في يتبع

المطابع حديث منتدىالساخر موقع

www.alsakher.com