112
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳊﺎﺝ ﳋﻀﺮ- ﺑﺎﺗﻨﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺪﳝﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﻴﺰﺍﺑﻴﲔ ﺍﳌﻘﻴﻤﲔ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳌ ﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﲣﺼﺺ ﺩﻳﲏ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ: ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ: ﻣﺮﺍﺩ ﺯﻋﻴﻤﻲ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻨﺎﺑﺔ ﻘﺮﺭﺍ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ: ﻛﻤﺎﻝ ﺑﻮﻗﺮﺓ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﳏﺎﺿﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ: ﳐﺘﺎﺭ ﺑﺸﺘﻠﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﳏﺎﺿﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﺇﻋـﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ: ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ: ﻣﺮﺍﺩ ﺯﻋﻴﻤﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ: 2009 / 2010 .

ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

  • Upload
    others

  • View
    38

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

البحث العلميوزارة التعليم العايل و

باتنة -جامعة احلاج خلضر

كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلسالمية

قسم علم االجتماع والدميغرافيا

التنمية االجتماعيةدور القيم الدينية يف مبدينة باتنة حول امليزابيني املقيمنيدراسة ميدانية

يف علم االجتماع اجستريمذكرة مكملة لنيل درجة امل

ديينختصص

أعضاء جلنة املناقشة

رئيسا جامعة باتنة أستاذ التعليم العايل مولود سعادة: األستاذ الدكتور

قررام عنابة جامعة أستاذ التعليم العايل مراد زعيمي: األستاذ الدكتور

مناقشا جامعة باتنة أستاذ حماضر كمال بوقرة: الدكتور

مناقشا جامعة باتنة أستاذ حماضر خمتار بشتلة : الدكتور

إشراف األستاذ : إعـداد الطالب

مراد زعيمي : الدكتور بن منصور اليمني

.2009/2010:السنة اجلامعية

Page 2: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ
Page 3: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

- 1 -

فهرس املوضوعات

1ص.....................................................................فهرس املوضوعات

5ص................................................................................مقدمة

إشكالية الدراسة: الفصل األول

9ص................................................................ة الدراسةمشكل حتديد1.

11ص....................................................أمهية الدراسة وأسباب اختيارها .2

11ص..................................................................أهداف الدراسة .3

11ص.....................................................................دراسةض الفر.4

11ص...................................................................جماالت الدراسة. 5

11ص....................................................................اال املكاين.1.5

12ص...................................................................اال البشري.2.5

12ص....................................................................اال الزمين.3.5

12ص.............................................................................العينة.6

12ص........................................................دوات مجع البياناتاملنهج وأ.7

12ص.........................................................................املنهج .1.7

13ص.............................................................أدوات مجع البيانات.2.7

13ص.............................................................................الستمارة.1.2.7

.القيم : الفصل الثاين

11ص..............................................................القيم يف اللغة العربية. 1

12ص.....................................................املقاربة النظرية يف دراسة القيم. 2

13ص................................................................املنظور الفلسفي. 1.2

15ص................................................................نفسياملنظور ال. 2.2

16ص.............................................................جتماعياملنظور اال .3.2

19ص...................................................................خصائص القيم. 3

Page 4: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

- 2 -

21ص.....................................................................تصنيف القيم. 4

23ص.....................................................................مالدين والقي. 5

24ص.........................................................مصطلحات مرتبطة بالقيم. 6

25ص.....................................................................اتمع والقيم.7

26ص..........................................................مالقيو النظام االجتماعي. 8

27ص....................................................................العقيدة والقيم. 9

.التنمية االجتماعية: الفصل الثالث

30ص.....................................................................مفهوم التنمية.1

32ص..........................................................مفهوم التنمية االجتماعية. 2

34ص..................................................االجتاهات النظرية يف دراسة التنمية.3

38ص..........................................................مبادئ التنمية االجتماعية .4

42ص.........................................................جماالت التنمية االجتماعية .5

43ص........................................................أهداف التنمية االجتماعية .6

45ص........................................................معوقات التنمية االجتماعية .7

46ص..................................................................اإلنسان والتنمية .8

47 ص........................ة يف ظل مقاصد الشريعة اإلسالميةمكونات التنمية االجتماعي .9

.القيم اإلسالمية: الفصل الرابع

53ص............................................................اإلسالميةالقيم تعريف .1

54ص...........................................................منظومة القيم اإلسالمية. 2

56 ص.........................................................خصائص القيم اإلسالمية. 3

57ص...........................................................القيم اإلسالمية تصنيف. 4

61ص...........................................................مناذج من القيم اإلسالمية.5

61ص........................................................................:العـفة.1.5

63ص....................................................................:صلة الرحم.2.5

64ص..........................................................................اإليثار.3.5

Page 5: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

- 3 -

66 ص........................................................................األخوة.4.5

66ص............................................................................الرب.5.5

66ص.................................................األمر باملعروف والنهي عن املنكر.6.5

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها: الفصل اخلامس

70ص.............................................................دانيةاملي البيانات عرض.1

88ص.................................................................النتائج استخالص.2

94ص.............................................................................املراجع

:املالحق

109ص............................................................االستمارة :1لحق رقمامل

113ص........................................................فهرس اجلداول :2امللحق رقم

Page 6: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ
Page 7: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

����ــــــــــــــ�

- 5 -

من احلديث، العصر يف واالجتماعية احلضارية احلياة يف وسريع كبري تطور حدث لقد

احلركة من العالية، والتقنية والصناعة املخترعات، وتفاصيل والعلوم واآلداب الفنون مناهج حيث

تسخريها وكيفية الوجود، يف املودعة املادية القوانني عن كشفت اليت املستمرة، احلديثة العلمية

حضارية تنمية التطور ذلك مظاهر عن انبثقت ولقد احلياة، جماالت شىت يف اإلنسان سعادة حقيقلت

اإلنسان عالقة حيث من كبريا تأثريا اتمع ونظام اإلنسان سلوك على أثرت هائلة، واجتماعية

على قضاءوال الرفاهية من ملزيد احلياة قوانني التنمية، تلك طارإ يف سخر عندما اخلارجي، بالعامل

فيها حدثت اليت اتمعات يف باهرة نتائج على اإلنسان حصل حبيث واملرض، واجلوع اجلهل آثار

. الكبري املادي التقدم ذلك ظل يف التنمية

وبقيت كلها، اجلوهرية اإلنسان دوافع تشبع مل النتائج تلك أن أثبتت التجارب أن غري

هي بل فحسب، مادية ليست اإلنسانية احلاجات ألن خميفا، فراغا فارغة منها مهمة مساحات

أخص متثل واليت الروحية، ومنها املادية اهمن املتنوعة، اإلنسان دوافع مشول شاملة حاجات

.خصائصه

نفسية أزمات له سببت اإلنسان خدمت ما بقدر احلديثة احلضارية التنمية فإن ولذلك

املادية املناهج على استندت اليت التنمية أن أي اخلطورة، غاية يف وأخالقية واجتماعية وروحية

أن شك وال حقيقية، معرفة تعرفه أن حتاول مل إا بل وموجدها، صاحبها أبدا حتترم مل وحدها

يقف الذي احلضاري النظام إىل يرجع اإلنسان، إسعاد يف احلديثة التنمية إلخفاق احلقيقي السبب

بنظرية بذلك متأثرا احليوانات، كسائر حيوانا اإلنسان دوع البحتة، املادية يعتمد والذي وراءها،

. عليها تفرعت اليت االجتماعية والنظريات التطور

احلياة على التركيز وحاولت حبتا، ماديا اجتاها اجتهت الغرب يف التنمية بأن تأكد وإذا

لتوجيه والتخطيط الضمري وتربية احلق، الدين مببادئ االهتمام اإلمهال أشد مهملة وحدها املادية

مصائر على االحتكارية بالسيطرة الرأمسايل العامل فيف اإلنسان، يف واالجتماعي األخالقي اجلانب

االقتصادية، احلياة على الدولة هيمنة بتثبيت الشيوعي العامل ويف الناس، من الساحقة األكثرية

يف الغربية التنموية النماذج استرياد ليةعم فإن الفردية، الفطرية املبادرة وإنكار األفراد ملكية وحترمي

Page 8: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

����ــــــــــــــ�

- 6 -

ومنظومتها التارخيي تطورها يف ختتلف جمتمعات يف تطبق ألا كبريا، خطأ يعد اإلسالمي العامل

. احلضارية

افأل ،املنشودة التنميةإحداث يف اإلسالمية القيم أمهية على التأكيد من البد كان وإذا

احلضارة حياة إىل والتمزق البداوة حياة من هاتنقل اوأل ا،حيا ومنهج األمة عقيدةتنبثق من

العامل خدمة يف العظيم دورها أدت ة،حضار أرقى إىل بفضلها حتولتو والوحدة، واحلركة

دراسة إعادة من البد للتنمية، اإلسالمية النظرة هلذه وحتقيقا مجعاء، واإلنسانية كله اإلسالمي

. املعاصر االجتماعي الواقع ضوء يف ،الوحي ا جاء اليت والتعاليم املبادئ

، من خالل املدخل القيميجلزائرييف الواقع االجتماعي ا وملعاجلة قضية التنمية االجتماعية

، املتمثل يف الفصل التمهيديمت تقسيم البحث إىل مخسة فصول، يتناول الفصل األول اإلسالمي

وجماالت الدراسة امليدانية، وأهدافها، هاسباب اختياروأالدراسة إشكالية الدراسة وفروضها وأمهية

أما وكذلك املنهج املتبع وأدوات مجع البيانات املتمثلة يف استمارة استبار والعينة املستخدمة،

من خالل إيراد الفصل الثاين فتناول املتغري األول من الدراسة املتمثل يف القيم بصورة عامة،

غة العربية، مث بعض املقاربات النظرية اليت حاولت اإلحاطة مبوضوع التعريف اللغوي للقيم يف الل

مع مع ذكر أهم خصائص القيم وأنواعها، ،االجتماعيةو والنفسية القيم يف الدراسات الفلسفية

وعالقة القيم ببعض اليت يراها البحث متداخلة يف مفهومها مع القيم، املصطلحاتتناول بعض

، مبا خيدم حماولة اإلحاطة ذا املتغري اتمع والنظام االجتماعي والعقيدةو املواضيع األخرى كالدين

.األول للبحث

، من خالل أما الفصل الثالث فتناول املتغري الثاين للبحث واملتمثل يف التنمية االجتماعية

عنصرلحماولة حتديد مفهوم التنمية بصورة عامة والتنمية االجتماعية بصورة خاصة، مع التطرق

الوظيفي ممثال مباكس فيرب ودراسته املقاربات النظرية يف دراسة التنمية يف الفكر املاركسي والفكر

مع التطرق ونقده باملنظور اإلسالمي للتنمية، املعروفة حول األخالق الربوتستانتية وروح الرأمسالية،

، وحماولة إبراز كذلك ألحد أهم عناصر هذا الفصل واملتمثل يف جماالت التنمية االجتماعية

مكونات التنمية يف ظل مقاصد الشريعة اإلسالمية، كمحاولة تأصيلية يف توجيه البحث حنو أهم

.املتطلبات اليت جيب أن تسعى خمططات التنمية االجتماعية حنو حتقيقها

Page 9: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

����ــــــــــــــ�

- 7 -

من منطلق أن القيم عبارة أما الفصل الرابع من البحث فحاول التطرق إىل القيم اإلسالمية

يم اإلسالمية مفهوم الق إىل قاد، ومصدرها هي العقيدة الصحيحة، وعليه مت التطرقعن اعت

بعض النماذج من القيم اإلسالمية اليت هلا دور يف االهتمام حنو ركيزتو وخصائصها وأنواعها،

.حتقيق التنمية االجتماعية

.استخالص النتائج، وإىل عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريهاالفصل اخلامس تطرقو

Page 10: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

إشكالية الدراسة: الفصل األول

لدراسة حتديد مشكلة ا1.

اختيارها أمهية الدراسة وأسباب.2

أهداف الدراسة .3

ض الدراسةفر .4

جماالت الدراسة.5

اال املكاين.1.5

اال البشري.2.5

اال الزمين.3.5

العينة.6

املنهج وأدوات مجع البيانات.7

املنهج .1.7

أدوات مجع البيانات.2.7

Page 11: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ
Page 12: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

إ����� ا�را��..............................................................................ا��� ا�ول

:الدراسة ةحتديد مشكل .1

من املسلمات املعروفة أن اتمع البشري ال بد أن يستند يف تنظيمه وتسيريه على نظرية حضارية، أو قاعدة حضارية مستخلصة من تاريخ األمة وتطورها، نابعة من حاجاا، متفقة مع

ائها، وتدفعهم إىل أعرافها وخصائصها، مستفيدة من جتارب اإلنسانية كلها، كي توحد بني أبنالزالت واتمعات اإلسالمية عربية وغري عربية ،التفاهم املشترك والتعاون يف بناء احلياة والعمران

.باتمعات الغربية مقارنة يف مجيع امليادينعاين ختلفا تغربية، تنمويةمناذج وتطبيق إىل تبين حتررها من االستعمارمنذ هذه اتمعات سعت لقد

نقل التكنولوجيا والتصنيع إىل بذلك وسعت ،مبختلف مفاهيمهامبثابة النماذج القدوة اعدو إىل نتائج مؤسفة ماديا ومعنويا، انتهت عقود ستةبعد أكثر من و غري أنهأساليب احلياة، حىت و

تمعات اوتبني أاإلسالميةغري متوافقة مع السياق التارخيي واحلضاري لواقع هذه ا ،حتمل اكو .يف مضموا مفهوما أيديولوجيا

،عن مشروع حضاري ورؤية متعددة اجلوانبحديث هوإن احلديث عن التنمية وبالتايل ف كيف ميكن حتقيق الرؤية اإلسالمية للتنمية والتطورهو ،يف هذا اإلطارنطرحه وأول ما ينبغي أن هذه الذي تعانيه التخلفأزق م ، للخروج منوخاصة يف اجلزائر اإلسالميةيف واقع اتمعات

عيشها اليوم،تارية السريعة اليت وسط هذه التغريات االجتماعية واإلفرازات احلض ،اتمعاتتمكن سوى أن مل ت اليت املدنية املغالية يف ماديتها اليت تنشدها كل السياسات التنموية املعاصرة،و

.اصوهلا ومبادئهعن أ اأبعدا احلضاري ويف رصيده اإلسالميةهذه اتمعات شككتأن تكون نابعة من أي، للمجتمع االجتماعي مع الواقعالبد أن تتفاعل التنمية إن فاظ على اخلصائص احلضارية ، ألن هدف التنمية هو احلاتمع هلذااحلضارية اخللفيات

ال مل أي تلك اليت ها،العقدي الذي يعد أخص خصائص بباجلان خصوصا املتعلقةو، للمجتماتاالهتمام مببادئ الدين احلق وتربية الضمري والتخطيط لتوجيه اجلانب األخالقي واالجتماعي يف

.اإلنسانحنو الوحدة العقيدية هاتمع اإلسالمي ال بد أن حتكمه شريعة اإلسالم اليت توجهإن

إىل جمتمع التمزق من أن يتحول عليهواالجتماعية، وترسم له اخلصائص األخالقية اليت حتافظ والصراع، واإلحلاد واإلباحية، أو ينتهي به التطور غري املوجه إىل جمتمع الغاب، الذي يفقد فيه

Page 13: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

إ����� ا�را��..............................................................................ا��� ا�ول

صدق ، وةباملساواو واالجتماعي والدعم األسرياألخوة الشعور بالعدل وواإلنسان األمن سالمية للتنمية البد من ولتحقيق هذه النظرة اإل، ومسات آدميته املكرمة عند اهللا تعاىل العالقات،

عادة دراسة املبادئ والتعاليم اليت أتى ا القرآن الكرمي والسنة النبوية الشريفة يف ضوء الواقع إمن خالهلا توظيف قدرة العقيدة اإلسالمية وشريعتها وقيمها يف ميكن إذ ،االجتماعي املعاصر

، وقدإلسالمية ليست مثالياتا القيمو املبادئ هذهف، إحداث التنمية االجتماعية واالقتصاديةوتقدمت ا أشواطا بعيدة يف ميادين العلم واحلضارة، عاشتها الشعوب اإلسالمية لقرون طويلة،

من مصادر الشريعة انطالقايف جمال التنمية، ن هذه القيم واملبادئ اإلسالمية ع الكشفيتطلب إمنا وبراز احملتوى االجتماعي للدين، واالستفادة منه يف والتفسري، ويف إ حليللعرض والتيف ااإلسالمية

.جهته الصحيحة وتقدمه بأسرع السبلتوجيه حركة اتمع وومن منطلق أن الدين اإلسالمي إطار منظم حلياة الناس والنظم وفقا هلذه املعطيات

، واليت ائراجلز يف ونظرا لقصور السياسات التنموية اليت انتهجت إىل حد اآلن االجتماعية كلها،واملتمثلة يف املتطلبات الضرورية لكل ،واجهة املشكالت احلقيقية للتنميةعدم فعاليتها يف م أثبتت

عن جمتمعات ختتلف استوردت من ببساطة ألايف ظل مقاصد الشرع اإلسالمي، فرد يف اتمع .اإلسالمية احلضارية اتمع اجلزائري يف تطوره التارخيي ومنظومته

اليت تستند إىل العقل الغربية هذا الوضع وجب التخلي عن هذه السياسات الوضعية إزاء واعتماد منهج تنموي متكامل متصل بعقيدة وحضارة بشري مستقال عن أي توجيه مساوي،ال

،رقى باإلنسان روحيا ومادياي ذيال احلضاري التطورو التنمية ، وتنبثق عنه مظاهراجلزائرياتمع يكفل حتقيق اإلسالمي التنموي ، فالنظاما اإلنساين الشامل والكامل يف املظهر والعمقتأخذ مداهو

.حياة متطورة مبفهومها الصحيح تليب الرغبات وتوصل إىل الغايات أهدافبلوغ يف اإلسالميةالقيم نسقحنو استجالء دور الدراسة من هذا املنطلق، تسعىو تيسري احلياة و والتربية الروحية، التعليم والعملتوفري ثلة أساسا يفاملتمو ،احلقيقية االجتماعية التنمية

.املسلملمجتمع ل االجتماعية

Page 14: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

إ����� ا�را��..............................................................................ا��� ا�ول

:اختيارهاأمهية الدراسة وأسباب .2 ف التنميةأهدا حتقيقيف اإلسالميةللقيم البالغة مهيةاألتربز أمهية هذه الدراسة من ، ب الضرورية لكل فرد يف اتمع الروحية واملاديةحتقيق املطال يف أساسا املتمثلة ،االجتماعية

إطار الضرورية يف تطلباتبامل املسلمني واليت عرب عنها الفقهاء حسب الرؤية اإلسالمية للتنمية، .الكليات اخلمسمقاصد الشرع املتمثلة أساسا يف

: أهداف الدراسة .3

:دف هذه الدراسة إىل حتقيق األهداف التالية .ية واملاديةحالرو حتقيق متطلباتهيف لمجتمعل تشكل قناعة دينيةاليت ،القيم اإلسالمية دور إبراز. أ

اليت يتوجب السعي حنو حتقيقها، من خالل لتنمية االجتماعيةاحلقيقة ل هدافاألإبراز . بعية لكل للحياة االجتما حتقيق املطالب الضروريةيف أساسا املتمثلةو ،اجلزائرالسياسات التنموية يف

.كما حددها الشرع اإلسالمي ،فرد يف اتمع

يف تنظيم احلياة ،أمهية النظام االجتماعي القائم على مبادئ وقيم الدين اإلسالمي إبراز.ج .وتوجيهها حنو األهداف احلقيقية للتنمية ،االجتماعية للمجتمع

:ض الدراسة فر .4

يف القناعة الدينية بالقيم اإلسالميةدور الكشف عن حماولة وفقا لألهداف املتوخاة من :فرض رئيسي مفاده متت صياغة ،التنمية االجتماعيةحتقيق متطلبات

. القيم الدينية إىل حتقيق تنمية اجتماعيةتؤدي -

:الدراسة،وهي جماالت حتديد العلمي البحث يف املنهجية املتطلبات بني من: الدراسة جماالت.5

جياورها كل من والية للجزائر، الية باتنة إحدى واليات الشمال الشرقيد وتع :املكاين اال.1.5إىل الشرق ، ووالية بسكرة إىل اجلنوب ، وواليـة املسيلة خنشلة أم البواقي إىل الشمال ، والية

. إىل الغرب ووالية سطيف إىل الشمال الغريب

باقي جهات الوطن الطريق كلم ، يربطها ب 439: تبعد والية باتنة عن اجلزائر العاصمة بـ 28سطيف ، والطريق الوطين رقم 75قسنطينة وبسكرة الطريق الوطين رقم 03الوطين رقم

1201121:تتربع والية باتنة على مساحة تقدر بـ.خنشلة 88املسيلة والطريـق الوطين رقم

Page 15: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

إ����� ا�را��..............................................................................ا��� ا�ول

: حر بـبلدية ويبلغ إرتفاع باتنة على سطح الب 61دائرة تضـم 21، وهي مقسمة إىل كلم . م2321: وتأيت بعدها قمة الشلعلع بـ (م2328شيليا تبلغ ( م وأعلى قمة فيها 1050

نسمة ، وتقدر نسبة فئة الشباب 990.141: باتنة والية سكان يبلغ عدد :البشري اال.2.5ة ، ويقدر عدد امليزابيني املقيمني مبدين 30%: سنة بـ 30سنة إىل 15اليت تتراوح أعمارهم من

الدكتور حممد بن قاسم ناصر بوحجام الذي شخص، 500حوايل شيخ اجلماعة باتنة حسب .1عن امليزابيني املقيمني مبدينة باتنة ةاملشرفيترأس جملس اجلماعة

استغرقت إجراءات ملء ، جمتمع البحث من قبل نظرا للتفهم الكبري :الزمين اال.3.5، 02/05/2010غاية إىل 25/04/2010ابتداء من تاريخ ،عمع املبحوثني مدة أسبو اتالستمارا

من تاريخ ابتداءواستغرقت إجراءات تفريغ البيانات وتبويبها واستخالص النتائج مدة أسبوعني، .17/05/2010إىل غاية 03/05/2010

س حسب شيخ جمل فرديتكون اتمع امليزايب املقيم مبدينة باتنة من حوايل مخسمائة : العينة.6فقد مت موضوع البحث، لطبيعة اجلماعة اليت تتوىل شؤون اتمع امليزايب املقيم مبدينة باتنة، ونظرا

. ما يعادل مخسون فردا من جمتمع البحث %10اعتماد العينة العرضية، بنسبة

:البيانات مجع وأدوات املنهج.7

يف اتمع امليزايب يستند عليه الذي التعرف على مقومات النظام االجتماعيدف : املنهج .1.7بقصد تقدمي منوذج تنموي مبين على القيم اإلسالمية، ملعاجلة مشكلة و، تنظيم وتسيري شؤونه

ألنه أقرب املناهج لتناول مثل هذا التنمية القائم يف اجلزائر، اعتمد البحث منهج املسح بالعينة .املوضوع

:البيانات مجع أدوات.2.7

خصصت منها سبعة أسئلةثالثة وثالثون سؤاال،قسمت االستمارة إىل :االستمارة.1.2.7املتمثلني يف القيم و ،متغريي الدراسة مؤشرات عن تفتناولاألسئلة املتبقية أما ،لبيانات األوليةل

سؤالكل املتغري األول املتمثل يف القيم الدينية اإلسالمية، تناول فالتنمية االجتماعية، و اإلسالمية

.10احلاج سعيد يوسف، املرجع السابق، ص .1

Page 16: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

إ����� ا�را��..............................................................................ا��� ا�ول

الرب، اليت تناوهلا البحث يف اجلانب النظري، واملتمثلة يف قيمةالقيم اإلسالمية قيمة من ت حولبيانااألخرى من االستمارة األسئلة أما وقيمة العفة، وقيمة األخوة، وقيمة صلة الرحم، وقيمة اإليثار،

مؤشراا الواردة يف من خالل فتناولت املتغري الثاين من الدراسة واملتمثل يف التنمية االجتماعية،جاءت معظم كما ، اجلانب النظري، واملتمثلة يف بعض املطالب الضرورية من الكليات اخلمس

.عدة احتماالت عن كل سؤالقدمت ومباشرة، مغلقة وأسئلة يف شكلاالستمارة أسئلة

Page 17: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

القيم: الفصل الثاين

القيم يف اللغة العربية. 1

املقاربة النظرية يف دراسة القيم. 2

املنظور الفلسفي. 1.2

النفسينظور امل. 2.2

االجتماعياملنظور . 3.2

خصائص القيم. 3

تصنيف القيم. 4

مالدين والقي. 5

مصطلحات مرتبطة بالقيم. 6

مع والقياتم. 7

النظام االجتماعي والقيم. 8

العقيدة والقيم. 9

Page 18: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

: العربية يف اللغة القيم .1

وكما يقول علماء الصرف لفظ القيم مجع لكلمة قيمة وهي مشتقة من الفعل الثالثي قوم،

القيمة اسم هيئة من قام يقوم وأصله قومة بالواو، سكنت الواو وكسر ما قبلها فقلبت ياء ملناسبة

:ع البحثوهو يأيت على معان متعددة نذكر منها ما يتعلق مبوضو ،1الكسرة

والقيمة مثن الشيء بالتقومي، ومسي الثمن قيمة ألنه يقوم مقام الشـيء، : يقول ابن منظور

وقيمة املتاع مثنه ،قدره: قيمته، وقيمة الشيء تعدل واستوى وتبينت: وقومته عدلته، وتقوم الشيء

باألقـام عـن ، ولذا يعـرب ويقال ماله قيمة إذا مل يدم على الشيء ومل يثبت ،ومن اإلنسان طوله

" إن املتقني يف مقام أمني"وقوله ) 45سورة الشورى، اآلية" (عذاب مقيم" قوله تعاىل حنو ،2الدوام

يرتبط بالدوام علـى الشـيء عليه قامتهم فيه، وإ، أي يف مكان تدوم )51سورة الدخان، اآلية (

ليسو سـوآء "ىل كل من ثبت على شيء ومتسك به فهو قائم عليه، قال تعاإن ، حيثالثبات عليه

املواظبـة ، إمنا هو من )113سورة آل عمران، اآلية " (اهللا آياتمن أهل الكتاب أمة قآئمة يتلون

، ومعناه دينا مستقيما ال )161 اآليةاألنعام، " (دينا قيما"، والقيم االستقامة على الدين والقيام به

، ويف قولـه عـز شهم ومعـادهم أي ثابتا مقوما ألمور معا" دينا قيما:" عوج فيه، قال الراغب

دين امللة القائمـة : ، فقال ابن كثري يف تفسري هذه اآلية)5 اآليةالبينة، "(وذلك دين القيمة:"وجل

العادلة أو األمة املستقيمة املعتدلة، وقيل املراد دين الكتب القيمة، أما وصف الكتب بأا قيمة كما

لقرآن بذكرها وثبت فيه صـدقها، أو فـروض اهللا كتب اهللا املستقيمة اليت جاء ا: قال املاوردي

.3املكنونة العادلة

ولعل أقرب االستعماالت اللغوية إىل القيم مبعناها السائد اآلن هو مـا ذكـره صـاحب

القيمـة : إذا مل يدم على شيء، وقول صاحب أساس البالغة: فالن ماله قيمة: القاموس من قوهلم

لك إىل أن القيمة ترد مبعىن األمر الثابت الذي حيافظ عليـه ثبات الشيء ودوامه، ومها يشريان بذ

.اإلسالمية، وهو ما أكده كثري من الباحثني املهتمني بالقيم 4اإلنسان ويستمر يف مراعاته

مطبعـة : الربـاط ( دوريه أزمة القيم ودور األسرة يف تطور اتمـع املعاصـر ، "نظرات يف لغة املصطلح ويف مضمونه "ناصر الدين األسد ، . 1

.51، ص) 2000املعارف اجلديدة ، .26، ص )1994دار العاصمة،:عودية الس( زيةالقيم يف املسلسالت التلفا ،احمليا مساعد بن عبد اهللا . 2موسوعة نظرة النعيم يف مكارم أخالق الرسول صلى اهللا عليه صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، . 3

. 76، ص )1998دار الوسيلة للنشر والتوزيع، : جدة( 1،طوسلم .78، ص السابقاملرجع ،بد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوحصاحل بن عبد اهللا بن محيد، ع . 4

Page 19: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

باملعىن الذي يعنيه اآلن ليس من املصـطلحات الـيت كانـت مصطلح القيم ونشري أن

اللغة العربية عن طريق الترمجة، فاستخدمه عـدد إىلمستخدمة لدى العرب منذ القدم، وإمنا دخل

.همن الباحثني واملفكرين مع اختالف يف حتديد مفهوم

:املقاربة النظرية يف دراسة القيم .2

،لعل قيام الفالسفة والعلماء بدراسة موضوع القيم يعكس االهتمام الكبري بتحليل طبيعتها

لألفراد واجلماعات، وأا تلعب والعقلية النفسيةو عيةاالجتماذلك ألا تتصل بكل جماالت احلياة

، ومن هذا املنطلق كانت دراسة القيم وما وتوجيهه دورا بارزا يف حتديد جوانب السلوك اإلنساين

زالت حمور خالف أساسي بني االجتاهات الفكرية، مما أدى بالقول بأنه يف ميدان القيم جند جذبا

، لذلك وانطالقا من هذا التباين اجلوهري، 1يف النظريات املتضاربة يف النظريات املتناسقة، وخصبا

يف حتديد مدلول القيمة ليس مثة تصنيف موحد ملواقف الفالسفة والعلماء من نظرية القيمة، األمر

الذي حظيت معه هذه املسألة باهتمامات متعددة قصد حماولة حبث طبيعة القيم وتفسري مـدلوهلا،

، فقـد ودينيـة واقتصادية انب متعددة أخالقية وسيكولوجية وسوسيولوجيةوذلك الرتباطها جبو

لتكـوين لجندها تتمثل إما يف مدار تأمالت الفيلسوف املثايل، وإما يف جمال الدارس السيكولوجي

للفرد، أويف إطار مشاهـدات البــاحث السوسيولوجي وافتراضاته، ويف هذا الصـدد يالنفس

لعل املرء ال يعجب من تشتيت املؤلفات اليت تبحث موضوع القيمة ": R.Rwyeيقول رميون رويه

حبثا قاصدا، إذا فطن إىل أن نظرية القيم مل تنبثق عن جهد فيلسوف واحد وإمنا تضافرت يف صنعها

، وقد تعـددت وتضـاربت اآلراء "2طائفة من العقول املمتازة، اليت عملت بصورة متفرقة مبعثرة

ترض أن قيمة الشيء كامنة يف ذاتـه، حيث جند نظريات تفمصدرها، حول تفسري طبيعة القيم و

، وهي بذلك مستقلة عن ذات اإلنسان، يف حـني تفسـر بعـض النظريـات وتعرب عن طبيعته

ومهمـا ،األخــرى، قيم األشياء بأا تقدير ذايت يشتق من ذات الشخص املتفاعلة مع خرباته

القيم فإنه ميكن التمييز بني الباحثني من حيث املنظور يكن من أمر هذا اخلالف والتعدد بني باحثي

الذي يعتمده الواحد منهم يف دراسة القيم وحتليل طبيعتها، لذا جيدر بنا يف هذه الدراسة تيسـريا

.القيم ومصدر منظورات رئيسية يف تفسري طبيعة ثالثةللفهم أن منيز بني

.29، ص املرجع السابق ،احمليا مساعد بن عبد اهللا. 1 .95، ص)1986بريوت ، فيقري ( 04العدد ، جملة دراسات عربية، "القيم والعادات والتقاليد يف العائلة اللبنانية " هال حممد إبراهيم ، .2

Page 20: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

:املنظور الفلسفي. 1.2

ـ اإلنسان أمرها إذا كانت األشياء ما يعين ديهي أن ، وضع هلا قيمة أو قـدرها ومـن الب

ها ا، ولكن بعض األشياء قيمتاألشياء إن مل تكن معظمها ال تقوم إال من حيث أا وسيلة لغاية م

قيم من هـذا النوع األخيـر باملثـل يف ذاا، ألا غايات يف نفسها ال وسائل لغريها، وتسمى ال

اجلمـال، اخلـري :جرى العرف باعتبارها ثالثة ث الفيلسوف، وقد العليا، وهي وحدها موضع حب

حمل خالف حد كبري إىل اليت الزالت، و2لفلسفةلالقيم إحدى املباحث األساسية تعد ، و1واحلـق

حول موضوع القيم تتفاوت اآلراءإن " بني املدارس واملذاهب الفلسفية، حيث يقول جون ديوي

ليس يف الواقع سوى إشـارات انفعاليـة أو تعـبريات يسمى قيما من ناحية بأن ما االعتقادبني

يف الطرف املقابل بأن املعايري القبلية العقلية ضرورية، ويقوم على أساسـها االعتقادصوتية، وبني

."3كل من الفن والعلم واألخالق

ضـبط والقيم يف املنظور الفلسفي تنقسم إىل ثالثة أقسام تنضوي حتتها شىت املعاين الـيت ت

يف حياته وهي احلق واخلري واجلمال ، ويف مقابل ذلك تأيت هذه األوجه الثالثـة اإلنسانمسالك

يفتـرض فاإلدراكاإلدراك والسلوك والوجدان، : الواعية وهي اإلنساناليت حتلل من خالهلا حياة

رته ينشد بفط فاإلنسانيكون السلوك سليما وهنا تبدوا قيمة احلق، صحيحا حىت إدراكاأن يكون

ليس له عنها غىن حـىت صوابه مبقياس اخلري الذي هو قيمة عنده اإلنساناحلق، أما السلوك فيقيس

فهـي حلقـة وهو يقترف اآلثام ويفعل الشر، هاتان قيمتان متليهما عليه فطرته، أما القيمة الثالثة

عليـه احلالـة يطلقون من ناحية وبني السلوك من ناحية أخرى وهو ما اإلدراكوسطى تقع بني

أن حيس هذه احلالة مبا يشبع فيه الطمأنينة والرضا، وعلى أسـاس اإلنسانالوجدانية، وهي رغبة

.4اخل...هذه القيمة خيتار ثيابه، ومسكنه، وأثاثه ومركوبه

إىل مانقسـامه الدارس إلسهامات أصحاب املنظور الفلسفي يف حتليلهم للقيم يالحـظ و

حتدد مبعزل عن خربة الناس ا يف احلياة الواقعية، أم أن قيمـة شياءاألما إذا كانت قيم ،قسمان

أو العقلية املثاليةاجتاه الفلسفة : األشياء يف حياة الناس تشتق من خربام ا، وهذان القسمان مها

.52صاملرجع السابق، األسد ، ناصر الدين. 1 .30، ص )1395الدار العربية للكتاب، : ليبيا (2، ط مقدمة يف الفلسفة اإلسالميةعمر حممد التومي الشيباين ، . 2 .31مساعد بن عبد اهللا احمليا ، املرجع السابق ، ص. 3 .32، ص السابقاملرجع ،مساعد بن عبد اهللا احمليا. 4

Page 21: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

جتاه الفلسفة العقلية فهي تقول باستقالل القيم وانعزاهلا عـن اخلـربة أما ا ،بيعيةواجتاه الفلسفة الط

خارجا عن احلياة واخلربة اإلنسانيةعلى سبيل املثال جتعل مصدر القيم فلسفة أفالطونف، اإلنسانية

فريى أن مصدر كانطوأن مصدرها عامل املثل وهو عامل ثابت ومطلق، وكذلك الواقعية لإلنسان

ا كل من احلق واجلمال واألخالق هو العقل، ذلك ألنه هو الذي يعطي للخربات احلسية شـكله

اخلاص الذي ندركه، حيث إن التركيب الداخلي للعقل حيتوي على مفاهيم هي مقوالت الفكـر

ثاليني للعقل وال شك أن تقديس املوهي موجودة يف العقل وجودا مستقال عن اخلربة وسابقة هلا،

املصدر الوحيد للقيم، جعلهم يضعون قانونا صوريا مقطوع الصـلة بـالواقع باعتباره يف نظرهم

التجربة يف أمره، كما أن نظـرم هـذه يتصف بالثبات واملطلقية، وال تستفىوربة احلسية، واخل

لإلنسان من حيث وضع مبادئ عامة لسلوكه اإلنساين أمر يفنده الواقع، ذلك أن طبائع األفـراد

ظروفهم يف كل زمان ومكان، وأن أحكامهم القيمية تتبـاين بتبـاين الوسـط باختالفختتلف

والثقايف، ولذلك تكون طبيعة القيم من حيث عموميتها كـما يـراها بريتراند راسل االجتماعي

.املوضوعية من حيث هي ملتقى الناس مجيعااته مـن حيث هي صادرة عن الـذات ذ

حتديد مصدر وطبيعة حنو يف نظرمكما جند مغاالة أيضا لدى أصحاب الرتعة الوجودية،

اإلنسـان نتمسك ا أو نتطلع إليها هي نتاج عادات فكرية يكوا القيم اليت فيعتربون أن ، لقيما

ألن اإلنسانيةومن هذه الزاوية يلتقي مفهوم القيم مع مفهوم اخلربة حول املوضوعات أو األشياء،

ية واجلمالية، مما يعين أن جمال القـيم لـدى هـؤالء قجتمع اجلوانب املعرفية واخلل اإلنسانيةاخلربة

الـيت ، فالقيم إذن ليست مستقلة عن املوضوعاتاإلنساينكافة جوانب النشاط الفالسفة يشمل

مفاهيم الناس، أي أن هذه املوضوعات ميكن احلكم عليها يف ضوء معايري تتضمن احلـق ترتبط ا

واخلري واجلمال، فاحلق هو اجلانب املعريف واخلري وهو اجلانب اخللقي واجلمـال وهـو اجلانـب

.التذوقي

املنظور الفلسفي مبا ينطوي عليه من نظريات قد أبرزوا دور القـيم كأحـد إن أصحاب

احملددات الرئيسية يف توجيه السلوك اإلنساين، غري أنه يبدو من الصعوبة مبكان دراسة القيم اعتمادا

على هذا املنظور، لكون القيم ال تنشأ يف فراغ بل هي جزء ال يتجزأ من اخلربة اإلنسانية الواقعيـة

ذلك فقد كان لتلك اإلسهامات إثراء للتراث العلمي معرفيا ومنهجيا، وبلورة لبعض جوانب ومع

.موضوع القيم

Page 22: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

:النفسياملنظور .2.2

هي جمموعة من التصديقات السيكولوجية املتولدة عن االعتقاد :"يرى ماكس فيرب أن القيم

تعرف كما، "1الذي يلتزم به الفـردالديين، واملمارسة الدينية اليت تعطي توجيها للسلوك العملي

تنظيمات ألحكام عقلية انفعالية مصممة حنو األشخاص واألشياء واملعاين اليت توجـه " : على أا

رغباتنا واجتاهاتنا حنوها، والقيمة مفهوم جمرد ضمين، غالبــا ما يعرب عن الفضـل أو االمتيـاز

حاالت إدراكية واقعيـة " :بأا، أو "2و املعاينودرجة التفضيل اليت ترتبط باألشخاص أو األشياء أ

توجه مجيع أفعال الفرد يف خمتلف املواقف الفردية أو اجلماعية، وأهم ما مييزها هو اتصاهلا بثقافـة

."3اتمع وحضارته مباشرة

إسهامات نظرية وامربيقية معتربة يف جمال معاجلة القيم، ومـن أن يقدماملنظور حاول هذا

أن القـيم : الكشف عن حقيقة مهمة مفادهـا خالل حماولة رة بعض جوانب طبيعتها، منمث بلو

والتأثري يف اجتاهاته املختلفة، وذلك بالنظر إليها كمحدد دورا بارزا يف تكوين شخصية الفردتلعب

التقومي عملية نفسية باطنيـة فإن ملنظور السيكولوجيهلذا اوفقا ومن حمددات السلوك اإلنساين،

اليت تعد مصدرا لقيمة األشياء ،لع القيم عن األفعال واألشياء اخلارجية مبقتضى الرغبة واالهتمامخت

واملوضوعات، غري أن هذا املنظور أدى بأصحابه إىل الوقوع يف احلتمية السيكولوجية، تلك احلتمية

هنـا تنتفـي اليت تسوق الفرد حبسب ما يضطرب به باطنه من رغبة موقوتة يندفع إىل إشباعها، و

، األمر الذي يؤول باملثل العليـا 4خاصية االلتزام، فال معيار إال مبا يبعث عليه وجدان اللذة واألمل

إىل االحتجاب بفعل تذبذب الرغبات وامليول، وبالتايل فقدان مقياس أحكام القيمة، ولذلك نقول

ـ راه السـيكولوجيني، أن اإلنسان ليس عقال خالصا كما يصوره املثاليون وال حسا حمضا كما ي

ولكن وحدة عقلية وحسية من حيث أنه يتميز عن باقي احليوانـات بالتفكري واإلرادة، وال يكتفي

االحتكام العقلي، مسترشدا إىل مبا متليه عليه رغباته فقط، فعندما يواجه موقفا ما فإنه يلجأ أيضا

ني البدائل مـا يـراه مي إليها فيختار من ببالقيم واملعايري اليت تدين هلا اجلماعة بالوالء، واليت ينت

.يتحاشى ما هو مرغوب عنهمرغوبا فيه و

.196، ص) 1999املكتب اجلامعي احلديث، : األزاريطية ( القيم الدينية للشباب من منظور اخلدمة االجتماعيةسي، نورهان منري مر .1 .188ص،)1999املكتب اجلامعي احلديث، : االزاريطية( منوذج املشاركة يف إطار ثقافة اتمع: تنمية اتمعات احمللية، مصطفى خاطر أمحد . 2املنـهج : التوجيه اإلسالمي للخدمة االجتماعية: سلسلة إسالمية املعرفة، "املنظور اإلسالمي للرعاية االجتماعية"، بن الدباغإبراهيم بنت عفاف. 3

. 76ص، )1996مكتبة املعهد، : القاهرة( 1، طوااالت

4. مراد زعيمي ، "النظرية العلم اجتماعية:رؤية إسالمية"، رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتورة (جامعة قسنطينة ، 1997)، ص 223.

Page 23: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

:االجتماعياملنظور . 3.2

احلكم الذي يصدره اإلنسان على شيء ما، ذلك واملنظور ه هذا من خالل القيمةمفهوم

املرغوب فيه مهتديا مبجموعة من املبادئ واملعايري اليت وضعها اتمع الذي يعيش فيه، والذي حيدد

يف من الثبات على مر الزمن نوعوالقيمة تتضمن قانونا أو مقياسا له ،واملرغوب عنه من السلوك

-حسب كالكون–نظم نسق األفعال والسلوك، فالقيمة ي، أو بعبارة أعم تتضمن دستورا اتمع

ئل وأهـداف من عدة بدائل لطرق ووسا امفهوم جتريدي للمرغوب فيه الذي يؤثر على اختياراتن

واملبادئ اليت أصـبحت ذات معـىن تشتمل القيم كل املوضوعات والظروفبالتايل ، و1السلوك

، 2واجلمـاعي خالل جتربة اإلنسان الطويلة، إا باختصار شديد اإلطار املرجعي للسلوك الفردي

.3على أا معتقدات حتدد كيف جيب أن نتصرف وأمهية أهدافنا كذلك كما ينظر إىل القيم

يم فالق ،وأا تعبريا عن الواقع ،أن القيم من صنع اتمع الغربيني االجتماعيرى علماء و

حياول عامل و وتعترب عنصرا مشتركا يف تركيب البناء االجتماعي، ،حقائق واقعية توجد يف اتمع

القـيم يف تـأثري االجتماع عند دراسته للقيم أن حيللها ويفسرها ويقارن بني اجلماعات املختلفة و

بدراستها انشغللذلك فقد طرحت قضية سوسيولوجية القيم كأحد احملاور الرئيسية اليت ،4السلوك

بالرغم مـن و ،هم، حبيث جتسد ذلك يف كتابات الكثريين منالسوسيولوجينيالعديد من الباحثني

أسباب طبيعتها و م خيتلفون يف تفسريوحدة املنظور لدى هؤالء الباحثني يف معاجلتهم للقيم إال أ

اجتاهات فرعية تنطوي حتت لواء املنظور االجتماعيلذلك ظهرت على مسرح الفكر تغيــرها،

.ومصدرهاالقيم طبيعة حماولة تفسري االجتماعي

املختلفة لوجدنا ظهور مفهوم القيمة ضمنا أو صراحة يف االجتماعولو حللنا مدارس علم

، الذي حدد مكونات الظاهرة رنسية وخاصة عند امييل دوركاميارس بداية من املدرسة الفكافة املد

االجتماعيـة نظم اجتماعية هلا صفة الضغط واإللزام كما أا تتكون من الرموز "بأا االجتماعية

.52، ص)1980دار النهضة العربية ، : بريوت( القيم والعادات االجتماعيةفوزية دياب ، . 1 .196ص ،) 1999املكتب اجلامعي احلديث ، :األزاريطية( مدخل إسالمي: دراسات يف التنمية االجتماعيةعبد اهلادي اجلوهري وآخرون، .2

3. cooper-t-the responsible administor an approach to Eunice for the administrative role, London : national univ. public-1982 p5-

4. حممد سعيد فرح ، البناء االجتماعي والشخصية (اإلسكندرية: املطبعة املصرية للكتاب، 1980)، ص ص 380، 381.

Page 24: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

أما ،"1تأكيده على مفهوم الضمري اجلمعي يف حتديد الضبط داخل اتمعوالقيم واألفكار واملثل و

وما طرأ على النظرية العضوية من تغريات أدت إىل على رأسها هربرت سبنسر، سة اإلجنليزية املدر

، ولو تناولنا هـذا بتعديل نسق التوقعات بني الوحداتظهور نظرية التطور اليت تؤمن يف أساسها

أن تكون القيم السائدة يف اتمع هـي مـن ضمن التوقعات البد واملفهوم بالتحليل لوجدنا أن

كان املدرسة األملانية وعلى رأسها ماكس فيرب، أما، 2ساسية يف حتديد هذه التوقعاتاأل االعتبارات

والسياسـية، أمـا واالقتصاديةاالجتماعية هلا اهتمام بتأثري القيم وتدخلها يف حتديد مسار احلياة

،املثال ال احلصر كل من سوروكني وتـالكوت بارسـونز على سبيل املدرسة األمريكية ولنأخذ

خالل االجتماعي والثقايف من حاول الوصول إىل تعميمات عن التغري جند أن األول منهمفسوف

ثقافيـة اجتماعيـة تاريخ اإلنسانية كمؤشر حمدد للقيم ويعرب عن التفاعل على أساس أنه ظاهرة

:تتكون من ثالثة عناصر

الشخصية كفاعل -

.اموع الكلي للمتفاعلني باعتبارهاتمع -

.هي اموع الكلي للمعاين والقيم واملعايري الناشئة عن الشخصيات املتفاعلةفة والثقا -

، أما تالكوت بارسونز فنجد يف نظريتـه م من خالل تتبع األشكال الثقافيةبالتايل نبحث عن القيو

ة هي إحدى أركـان الفعـل يتأكيده على أن املوجهات الدافعية أو القيم االجتماعيعن الفعل

. 3هو ما يتضمنه اإلطار املرجعي للفعلو مواقف،، ومن مث حتقيق قيم يف أدوار واالجتماعي

حتديد أبعادهـا للقيم و سريهيف تف االجتماعييكشف العرض التحليلي إلسهامات املنظور

املتفقـة مـن حيـث تباينة من حيث طريقة التحليل، وأنه ينطوي على جمموعة من االجتاهات امل

لفرد يستمد قيمه من نظـم جمتمعـه أي أن ا الذي حيدد القيم، االجتماعيطار تأكيدها على اإل

فالقيم ليست إال تعبريا عن رغبات األفراد يف إرضاء اتمع الذي ،من ثقافته أي، وعاداته وتقاليده

حـىت تمـع غري أنه يالحظ يف هذا التصور نوع من املبالغة يف جتسيد شخصـية ا ،ينتمون إليه

لكن الواقع أحيانا يشـهد وبذلك فقد الفرد حريته وفعاليته، و ، جانبها شخصية األفرادتوارت إىل

لقيام بثورة على العرف اهلزيـل، بأن مواصفات اتمع كثريا ما تكون بالية مما يدفع األفراد إىل ا

ص ،)1990املكتب اجلامعي احلديث، : اإلسكندرية( رؤية نظرية وواقعية :تنمية اتمع الريفياخلدمة االجتماعية وأمحد مصطفى خاطر، . 1

.112،111ص

.112،115،ص ص السابقاملرجع ، أمحد مصطفى خاطر . 2

Page 25: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

ومـع ريها بقيم سليمة جديدة تصدر عن الفرد، يالتحرر من القيم املتخلفة للمجتمع تطلعا إىل تغو

اتمع نظرة استقاللية كما لو كان كل منـهما منعـزال عـن لك ال ينبغي أن تنظر إىل الفرد وذ

.اجتماعيةأن احلياة األخالقية هي حياة ، ذلك اآلخر

إذن مضطرون إىل دراسة القيم كما تبدو يف جمتمع بشري االجتماعيإن أصحاب املنظور

وبالتايل فإن القيم تتطور بتطور اتمـع ،ف بعينهايرتبط مبكان معني وزمان حمدد، وخيضع لظرو

أن أحكام القيمة تقبل احلكم عليها بالصدق والكذب على أساس من األدلـة والذي توجد فيه،

وبالتايل حاول الكثري من علماء االجتماع اإلعراب عن األصول االجتماعية والثقافيـة .1التجريبية

ه الفالسفة وبعض أصحاب املنظور السيكولوجي الذين وقفوا للقيم مضيفني إليها عنصر طاملا جتاهل

عند حدود املصادر الفردية وحدها، يتمثل يف أمهية اتمع وبنيته يف نشأة القيم وتأثريهـا علـى

.السلوك

كـائن فاده أن اإلنسـان منطلق مشترك م لقد كان ملختلف املنظورات السابقة العرض،

،يعيش مع غريه من األفراد ويتفاعل معهم يف جمتمع مـنظم له أن ، أي البد اجتماعي وأخالقي

االختيـار، إذ ينفـرد بالتبصـر حرية أمل العقلي وبالتذلك أنه يتميز دون سائر الكائنات احلية

فضل، فهو تطلع بعقله إىل مستقبل أالاالستعالء فوق حيوانيته وجيعله يرتع بإرادته إىل مما ،واإلدراك

يف ظل قيم عليا توجـه ونوازعه ه التحكم يف أهواءا بالوالء ويعمل على نشد مثال عليا يدين هلي

.بغريه من األفراد االجتماعيةحتكم عالقته سلوكه و

بذاا وال ختلق نفسـها وملا كانت قدرات اإلنسان قاصرة وحمدودة، وأن األشياء ال تقوم

مصدر القيم يرد إىل قـوة فإن، خالقها ومقومها، فهو الذي يعطي قيمة األشياء واألفعالبل اهللا

.اتهخارجة عن اإلنسان واتمع، فالقيم تعلو فوق اإلنسان وقدر

مطلقة وكلية، حبيث تنطبق على مجيع النـاس دون القيم البد أن تكون عامة وثابتة، إن

إذا وال ختضع إلرادم وأهواءهم الفردية واجلماعية على السواء، وهذا ال ميكن أن يتم إال ،استثناء

إن أي جمتمع بشـري : "يقول جاك ماريتان ،يعود إىل اهللا سبحانه وتعاىلسلمنا بأن مصدر القيم

حيتاج إىل جمموعة من القيم ذات املصدر اإلهلي الذي يعلو على اإلنسان، أي أن مصدر القـيم ال

هللا الصـادق فا ،"2جيوز أن يرجع إىل اإلنسان نفسه وإال فإنه سيكون طرفا وقاضيا يف نفس الوقت

1. صالح قنصوة ، نظرية القيمة يف الفكر املعاصر (القاهرة: دار الثقافة للطباعة والنشر، 1981)، ص ص 66،65..226ص، املرجع السابق ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" مي ،يد زعمرا. 1

Page 26: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

كما يقول ديكارت هو الذي مينح للحقيقة معناها، وجيعل البحث عنها مشروعا فإننا على الرغم

مما نتكبده فيه من متاعب، ألنه مشروع يقربنا منه ويغنينا ويثري وجودنا، وهلذا فإننا إدا أنكرنـا

ويشري الربيع ميمـوين ، "1وجوده ومتلكنا اليأس صار يظهر لنا أن التوهم يسود ميادين احلياة كلها

ويظهر لنا أيضا أن اعتبار القيمة مطلقة نسبية يبعـد عنـها :"يف دراسة لنظرية القيم حيث يقول

النسبية اخلالصة واليت جتعلها تبعة لغريها وال سلطان هلا، كما يبعد عنها املطلقية املطلقـة الـيت ال

مح لنا بتقديرها حق قدرها، وجيعل ميكن أن تكون صفة هلا، ويضعها يف مكاا الصحيح الذي يس

".2منها دليال لنا تدي على بينة من األمر ومرقاة إىل من بيده األمر كله

:التسليم بأن اهللا هو مصدر القيم يعينووفق هذه اآلراء فإن

هذه القيم أمرا نابعا من ذات اإلنسان عن احتراممما جيعل ،أن تتميز هذه القيم بالقداسة واهليبة .أ

.اعة اختيارية ونية صادقة لكسب رضاهط

.للمسؤولية معىنأن يصبح االلتزام األخالقي و .ب

.أن يتوفر للقيم سند حقيقي. ج

.ته يف اختيار القيم اليت يرتضيهاإراداإلنسان واإلبقاء على حرية .د

.الثبات يف اتمعاالستقرار وتوفر شروط .ه

.يف ذات الوقت الستقامةاء ذلك احلافز متجدد على العمل وابق .و

.األفعالتوفر امليزان الثابت والعادل للحكم على األشياء و. ي

: خصائص القيم .3

حاولت الباحثة فوزية دياب يف مؤلفها حتت عنوان القيم والعـادات االجتماعيـة إبـراز

أنه جيمـع خصائص القيم من التعريف الوارد يف قاموس علم االجتماع والعلوم املرتبطة به، معتربة

االعتقاد بأن شيئا ما ذا قدرة على إشباع رغبة : "كثريا من خصائصها، الذي يعرف القيم على أا

على وجه التحديد : "، وتعترب أن القيمة"3إنسانية، وهي صفة الشيء الذي ذا أمهية لفرد أو مجاعة

صل إليها العلمـاء حقيقية سيكولوجية وليست قابلة للقياس بأي وسيلة من وسائل القياس اليت تو

حىت اآلن، والبد من متييز القيمة متييزا دقيقا عن املنفعة ألن حقيقتها تكمن يف العقل البشري، ال يف

.226، ص املرجع السابق ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" مي ،يمراد زع. 1 .226، ص املرجع السابق ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" مي ،يمراد زع .2 .108، ص بقالسااملرجع ،فوزية دياب. 3

Page 27: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

الشيء اخلارجي نفسه، والقيمة بالتحديد مسألة اعتقاد فالشيء ذو املنفعة الزائفة تكون له القيمـة

من أوىل خصائص القـيم الـواردة ، و"1نفسها كما لو كان حقيقيا إىل أن يكتشف هذا اخلداع

للتعريف السابق عنصر االعتقاد الذي تتوقف عليه القيم، فاألشياء ليست يف ذاا خرية أو شريرة،

صحيحة أو خاطئة، قبيحة أو مجيلة، وإمنا هذه األحكام اليت نصدرها عليها وننسبها إليها منبثقـة

شخصية ألا تنبع من الشخص ومن رغباته ال من واقع اهتمامنا ا واعتقادنا فيها، والقيم مسألة

وأا ليست شيء جمردا مستقال يف ذاته عن سلوك الشخص بل هي متغلغلة من األشياء اخلارجية،

فيه، فالبد إذن أن تكون نسبية، مبعىن أا ختتلف عند الشخص بالنسبة حلاجته ورغباتـه وتربيتـه

، وملا كانت القيم تقتضي االختيـار الـذي وظروفه ومن شخص إىل شخص ومن ثقافة إىل ثقافة

يقوم على التفضيل كان البد من وجود سلم للقيم الذي ينتج عنه وضـع األشـياء يف مراتـب

ودرجات حيث أن هذه املراتب ال تتصف بالثبات، وإمنا تتغري تبعا لظـروف الفـرد وأحوالـه

ق خلصائص القيم أا مل حتـدد ورغباته واهتماماته، غري أن اإلشكال املطروح حول العرض الساب

حقيقة هذا االعتقاد صحيح أو فاسد ألنه ليست لكل العقائد القدرة نفسها على حتقيق النجاحات

، والقيم ال ميكن أن تكون نسبية بل هي عامـة وثابتـة 2املطلوبة يف إسعاد اتمعات اليت تتبناها

واهللا هو الذي يعطي قيمـة األشـياء ومطلقة وكلية، ألن مصدرها يعلوا فوق اإلنسان وقدراته،

، وال شك أن هذه اخلصائص األخرية تنطبق فقط على القيم اإلسالمية، أمـا بالنسـبة 3واألفعال

لقياس القيم فقد لقيت هذه املسألة اعتراضات شديدة من بعض الباحثني االجتمـاعيني أمثـال

بارها مسألة شخصـية تتصـل أوجربن ونيمكوف اللذان يؤكدان على استحالة قياس القيم باعت

، وال ميكن 4بالذات العميقة لإلنسان، وأن أي حماولة لقياس القيم سوف يؤدي إىل تشويه طبيعتها

أبدا أن تعطي أي نتيجة يف حال تطبيق األساليب اإلحصائية عليها، وملا كان العلم يرفض مثل هذه

واملتمثلة لصدد منها حماولة كالكهوناوالت يف هذا االصور التقريرية النهائية، فلقد ظهرت عدة حم

يف حتديد جمموعة أساسية من املشكالت اإلنسانية العامة اليت حتاول كافة اتمعات حلها، واختـاذ

.موقف قيمي إزاءها، مثل عالقة اإلنسان بالطبيعة واتمع والزمن

.26، ص السابقاملرجع ،فوزية دياب . 1 .246املرجع السابق ، ص ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" مراد زعيمي ،. 2 .225، ص املرجع السابق ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" مراد زعيمي ،. 3 .122ص ،)1980دار املعرفة اجلامعية، : إلسكندريةا( التغري االجتماعي والتخطيط، غيثعاطف حممد . 4

Page 28: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

: تصنيف القيم. 4

ـ هاثري أمهية تصنيفيالبحث يف موضوع القيم الشك أن م التعقيـدات املتضـمنة يف رغ

حماولـة علـى تفسري طبيعتـها يف حتديد مفهوم القيم و القائم الختالفاانعكس لقد ، ومفهومها

من املستحيل أن تكون هناك :"Surlyويف هـذا املعىن يقول سوريل ،توضيح خمتلف أمناط القيم

يف تغلنيشالكثري من املذلك فلقد اهتم ورغم ، "1قاعدة ميكن على أساسها حتديد كل أنوع القيم

ـدر من احملـاوالت يف ذه املسألة وقد أصبح تراث هذه العلوم يتوفر على قلعلوم االجتماعية ا

االختالف يف وجهـات النظـر إن هذا التنوع يف يعود بالدرجة األوىل إىل و ،تصنيف القيمجمال

فإننا يف هـذه هما يكن من أمروم حتليل موضوع القيم، اليت حتاول التباين يف املداخل الفكريةو

:املختلفة فيما يلي تصنيف القيم الدراسة سنلقي الضوء على بعض مناذج

ليتليخصائصـها كتصـنيف جـو نيفا للقيم مسـتندا إىل هناك من العلماء من قدم تصف

Golightliy وريس حني صـنف تصنيف كريت لالذي ميز بني القيم األساسية والقيم الفرعية، و

ري إىل وجود قيم عامة يف اتمع ككل أما كالكهون فقدم تصنيف يش ،طارئةوهرية والقيم إىل ج

وهذا التصنيف يستند إىل معيار درجة انتشـار القـيم يف ،وقيم خاصة جبماعات اجتماعية معينة

اجتاهها املرتبط بالنمط البنائي للمجتمع كما فعل روبرت ردفيلد إىلكما مت تصنيف القيم ،اتمع

اتمع الذي تسوده القيم التقليدية احملافظة وميز القيم على أساس نوع اتمع الشعيب القدمي عندما

احلضري الذي تسوده القيم العقلية العلمانية، كما يوجد هناك من العلماء من صنف القيم بنـاء

غريه و ، كما فعل امييل دوركاميعلى وظائفها االجتماعية أي ربط كل قيمة بنظام اجتماعي معني

أيضـا حدد املهتمون بدراسة القـيم كما، 2االجتاه البنائي الوظيفي يف علم االجتماع أنصارمن

جر ينسرب كما هو الشأن عندها تقدمي تصنيفات معينة هلا، ئجمموعة من األبعاد ميكن أن يتم يف ضو

، القيم النظريـة القيم الدينية، :3حيث تكلم عن أمناط ستة من القيم هي ،يف كتابه أمناط الرجال

:السياسيةالقيم ،االجتماعيةالقيم ،اجلماليةالقيم ،االقتصادية القيم

.73فوزية دياب، املرجع السابق، ص . 1 ، ص ص )1974دار الكتب اجلامعية، :اإلسكندرية( القياساملنهج و: البحث االجتماعيعبد الباسط حممد عبد املعطي، غريب سيد أمحد ، . 2

175،177 .

.74فوزية دياب، املرجع السابق ، ص. 3

Page 29: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

اها معرفيا ا يف ذلك اجتذوتتمثل يف اهتمام الفرد وميله للكشف عن احلقائق متخ : القيم النظرية -

وانني اليت نه يسعى وراء القأكما ،ماهيتها ساسأحيث يوازن بني األشياء على ،يف العامل احمليط به

.الصورة اجلمالية هلا إىلحتكم هذه األشياء بعيدا عن قيمتها العملية أو

،معرفة ما وراء العـامل الظـاهري إىلوتتمثل يف توجيه الفرد اهتمامه وميله : القيم الـدينية -

.وهو حياول ربط نفسه ذه القيمة ،تسيطر على العامل الذي يعيش فيه هناك قوة أنحيث يعتقد

من العامل احمليط بـه ذيتخو ،إىل ما هو نافعتتمثل يف ميل الفرد واهتمامه و: القيم االقتصادية -

.استهالك البضائعاإلنتاج واستثمار األموال ووسيلة للحصول على الثروة عن طريق

يطـه تايل التفاعل مع حمبالإىل غريه من الناس وميله يقصد ا اهتمام الفرد و : القيم االجتماعية -

نظر إلـيهم علـى ومن مث ال ،مساعدماهتمام األفراد حنو خدمة غريه و لذلك يتوجه ،االجتماعي

.أخرى أساس أم غايات وليسوا وسائل لغايات

ومن مث فإن الفرد يهـدف ،للحصول على القوةميله تتمثل يف اهتمام الفرد وو :القيم السياسية -

.توجيه مصائر غريه من الناسشياء والتحكم يف األشخاص أو األالسيطرة و إىل

كذلك ينظر الفرد و ،تمثل مبا هو مجيل من ناحية الشكلوهي تلك القيم اليت ت :القيم اجلمالية -

.التوافق الشكلي ر من ناحية التكوين والتنسيق والعامل احمليط به نظرة تقدي إىل

تمع يتوزعون تبعـا هلـذه اأن أفراد إن هذا التصنيف الذي أورده سرباجنر للقيم ال يعين

بل توجد جمتمعة يف كل فرد، غري أا تتباين يف تدرجها مـن األنواع الستة من القيم توزيعا مفردا

بل ينبغي اإلشـارة فرد إىل آخر حبسب قوا ووضعها داخل نفسية الفرد واحمليط الذي يعيش فيه

أن توجه جمرى الفعل وتغريه بالنسـبة اليت ميكنو هذه القيم تعد مبادئ أساسية يف نظره، أن إىل

دد ممارسام يف خمتلف قات األفراد وحتمن القيم تتحكم يف عال األنواعوهذه ،اتمعاتلألفراد و

خاصة من حيث الشمول والتأثري ه مل حيدد العالقة بني هذه القيمغري أن األنشطة وميادين احلياة، ،

كما أن هذا التصور للقيم الدينية على ،القيم الدينيةو يماليت أوردها للقاخلمسة بني هذه األصناف

أا ترتبط فقط مبحاولة معرفة ماوراء العامل الظاهري وأا منفصلة عن احلياة الواقعية لإلنسان هو

تصور وجود قيم دينية لدى الفـرد أو اتمـع ميكن نوع من القصور لتصور احلياة الدينية، فال

تنبع من تصوره للكـون واحليـاة اإلسالمي، فالقيم الدينية يف التصور ىمنفصلة عن القيم األخر

Page 30: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

منفصلة ومفردة أو جمردة إمنا هي قـيم وال ميكن تصورها ا ، وهي من العقيدة وترتبط واإلنسان

.جموعهامب اإلمياندون إحداهاب اإلميانمتكاملة، وال ميكن

من جانب االستفادة من حماولـة بلـورة أمهيتهلقيم له ية لنيفتصالذج االنم عرض هذه إن

اإلنساين، هو حتقيق غاية الوجود كقناعة دينية ألن اهلدف من القيم ،بعض جوانب موضوع القيم

أداء كل إنسان لوظيفته يف األرض والقيام بدوره مدى هو لدى الفرد أو اتمع القيمأمهية وميزان

ودورها يف حياة اتمعات، طبيعتها وخصائصهاحتديد يف أن يساهممن شأنه وهو ما ، يف احلياة

للقيم سيوجه حماولة اإلحاطة مبضمون القيم ودورها يف احلياة االجتماعية التصوريوذج هذا النم

جمموعة من القضايا املرتبطة أساسا علىعلى اعتبار أن القيم تسند اليت هي يف احلقيقة حياة دينية،

:بأهداف الدراسة منها

وا قيمـا نية صادقة كعن طاعة اختيارية و اإلنسان، أمر نابع من ذات اإلسالمية القيمب اإلميان -

.مقدسة مستمدة من الدين

عرب مؤسسـاته االجتماعيـة ،يوفر هلم منظومة قيميةاتمع هو الذي يغرس القيم يف األفراد، و -

ورة توفر ، وذه الصكاملةحبيث يشكل وحدة مترابطة مت ،، لالحتفاظ خبصائصه اإلسالميةتلفةاملخ

.النمو للمجتمعالقيم شروط االستقرار و

:والقيــم الـدين .5

أنه ما من جمتمع خيلو من دين، ومل يكن الدين أبدا منفصال عن احليـاة قررة من األمور امل

اختراقأو من وضع البشر جند اإلهليمن قبيل الوحي كانت كل الديانات سواءفي ، فاالجتماعية

، مـع تفـاوت يف واآلدابيؤثر يف القيم واألخالق والعادات والتقاليد ،للنظم االجتماعيةديين

ويبقى الدين حىت يف صورته البشرية األسطورية مطلبا فطريا وضرورة اجتماعية، ،الشمول والعمق

ن كذلك ميثل أكرب عامل ضبط اجتماعي يضـم وألنهالفطرية لالعتقاد، اإلنسانيليب حاجة ألنه

ك اتمع واستقرار نظامه، واإلسالم وحده من بني كل الديانات اليت عرفتها البشرية ميلـك متاس

من بني ما ميلك من اخلصائص واملميزات خاصية التوحيد اخلالص، اليت جتعل منه الـدين احلـق

فهو دون فصل بينها، حيتوي العقيدة والشريعة والعبادة اإلسالموملا جاء املناسب للفطرة البشرية،

بذلك ميثل منهاجا كامال متكامال للحياة، وقد أقام يف الوقت ذاته منظومـة أخالقيـة وقيميـة

تستجيب ملطالب الفطرة البشرية، فاألخالق اإلسالمية ترتفع باإلنسان إىل مستوى التكرمي اإلهلي،

Page 31: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

قيـق وتعمل على تناسق مصاحل الفرد وتكاملها مع مصاحل اتمع وهيئاته ومؤسساته، ـدف حت

جتعل منه إنسانا كامال الذي تصـري األمن والسعادة للفرد واتمع على السواء، والقيم اإلسالمية

. 1حياته روحانية موقوفة على خدمة املطلق واجلهاد يف سبيله

، 2حقيقة واقعيـة إمنا هو أمال فلسفيا، ارتباط القيم بالدين ليس رغبة ذاتية أو إنبالتايل ف

نا الدين اإلسالمي كمثال توضيحي عن العالقة بـني الـدين ذوإذا أخ ،3صدر القيمفالدين هو م

الـنظم كبريا علـى دورا اإلسالمية القيم تؤدينه ميكننا القول بأنه يف النظام اإلسالمي إوالقيم ف

له جزاء ديـين احلريبالنظام و ،اإلسالميةأن تؤسس على القيم فالنظم األخالقية جيب ، االجتماعية

النظام األسري حمكــوم ، واإلسالميةعترب واجبا دينيا، والنظم التعليمية جيب أن تعكس القيم وي

ن كل أنشطة اإلنسان املسلم سواء على مستوى الشخصي إوبناءا على ذلك ف، اإلسالمية بالقيـم

ففي اإلسالم نسق قيمي موحد حيكم كـل تعكس القيم اإلسالمية، أنأو االجتماعي من املتوقع

بني الواقـع االجتمـاعي، أن هناك عالقة وثيقة بني القيم واالعتقاد وو ،نب احلياة االجتماعيةجوا

وتوجيه اتمع اإلسالمي حنو هذا االجتاه هـي لقيم اإلسالمية يعكس ا أنفاتمع اإلسالمي جيب

.النهي عن املنكركل مسلم مطالب باألمر باملعروف ومسؤولية

:القيم بمصطلحات مرتبطة .6

:األخالق. أ

مهما كانـت هـذه القيمـة ،فأعماله حتمل قيمة أخالقية اإلنسان كائن أخالقي بفطرته،

اسخة عنها تصدر األفعال بسـهولة فاخللق عبارة عن هيئة يف النفس ر:"يقول الغزايل ،األخالقية

حملمودة األفعال اجلميلة ان كانت اهليئة حبيث تصدر عنها إ، فويسر من غري حاجة إىل فكر وروية

ن كانت الصادرة عنها األفعال القبيحة مسيت اهليئة قا حسنا، وإمسيت تلك اهليئة خل ،عقال وشرعا

بأا وزن خلق معني مبقياس أخالقي معني، وإن اخللقية وبالتايل ميكننا حتديد القيمة ،"4خلقا سيئا

ة، أو الشر والضرر، ومقدار اختلفت املقاييس األخالقية إال أن مجيعها يدور يف حقلي اخلري واملنفع

اجيابية أو خلقية قيم ،القيم األخالقية نوعانو، هذا النفع أو الضرر هو القيمة الفعلية للخلق املقوم

.233، 232املرجع السابق ، ص ص ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" مراد زعيمي ، . 1

.227املرجع السابق ، ص ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" مراد زعمي ، . 2

3. حممد أمحد بيومي ، علم اجتماع القيم (مصر: دار املعرفة اجلامعية، 2002)، ص182.

.216، ص املرجع السابق ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" ،مي يمراد زع. 4

Page 32: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

خالقيـة فـالقيم األ سلبية أو سفلى ألا تقوم اخللق املتضمن هاتني الناحيتني، خلقية وقيم ،عليا

مثال القيم املاديةترتبط يف حني الذي حيملها، بالشخص ترتبط ألا ،ختتلف عما سواها من القيم

ك سلوكا أخالقيا عندما يريـد يقدر أن يسل من هو وحدهصفاا، وبالتايل فالشخص باألشياء و

هلذا فـاألخالق اإلسـالمية و، األخالقية يشعر بالقيمينوي وحيقق وو ،ويعمل ويستهدف غايات

ل على تناسق مصاحل الفرد وتكاملها مع مصاحل وتعم ،إلنسان إىل مستوى التكرمي اإلهليترتفع با

.سعادة للفرد واتمع على السواءدف حتقيق األمن وال ،اتمع وهيئاته ومؤسساته

: املثل. ب

قواعـد الهي ما حيتذيه الفرد من السلوك واملبادئ و فاملثل ،ثلختتلف القيم األخالقية عن امل

عليها أم مكتسبا هلا من احلياةوالعليا سواء أكان مطبوعا جمبدودها الحب ،املنظمة لألفعال اإلنسانية

أكثـر بـذلك األخالقية فالقيم، "1القدوة من األفعال اإلنسانية اليت يعتز ا"هي ، واالجتماعية

مثال، أخالقية ليست كل قيمةو أخالقية عموما من املثل وبينهما عموم وخصوص فكل مثل قيمة

قيضه البخل ال ميكن عده من املثل وإمنا يندرج حتت القيممثاال لكن نفالكرم يعد قيمة أخالقية و

وهو السلوك االجيـايب ،جانبا واحدا من السلوك اإلنساين متثل إال عليه فإن املثل ال، واألخالقية

.فحسب

:القيــمو اتمـع .7

ؤسسـات إن اتمع هو الذي يعمل على انتقاء وغرس القيم يف األفراد وذلك من خالل م

وهلا عالقة وطيدة حبيـاة أن القيم من خصائص النوع البشري ذلك ،التنشئة االجتماعية املختلفة

ألا تعطي لوجودهم اإلنساين معانيه اليت متيزه عن الناس يتمسكون بالقيم و ،واجلماعات األفراد

يتـرك يم ويعيش بدون ق أنفاإلنسان مهما كان مستواه ال يستطيع " ،وجود الكائنات األخرى

البحث عما هو أمسى يف نظره من القيم احلاصلة له ألن القيمة يف النهاية هي كل شيء بالنسـبة

أا إال ،متيزها عن سائر الكائنات احلية ولذلك أدركت اتمعات اخلصائص اإلنسانية اليت، "2له

ويف هذا الصدد ،ناهاتتعلق أساسا بالقيم اليت تتبجوهرية فيما بينهما مع ذلك تعيش فروقا هامة و

حبثت يف جوهر أي شخص أو مجـاعة أو أي مرحلة تارخيية أو أسرة أو أمة إذاإنين " يقول شيلر

،مكتبة لبنان ناشرون: بريوت( 1، طتطورها الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآنمعجم ألفاظ القيم األخالقية و نوال كرمي زرزور، . 1

.18، ص)2001

.222املرجع السابق، ص ،"ميةرؤية إسال:النظرية العلم اجتماعية" مراد زعيمي،. 2

Page 33: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

درك نسـقها اخلـاص فهمها جيدا عنـدما أ مجاعة تارخيية، فإنين سأعرفها وأ أو شـعب أو أي

هذا النسق هو مـا ألن ،الذي يتمثله هذا النسق نظامة المفاضالا أيا كانت طبيعلتحديد القيم و

والنسق القيمي عبارة عن منوذج مـنظم ومتكامـل مـن ،"1املوضوع الذي أدرسهأمسيه روح

التصورات واملفاهيم الدينامية الصرحية والضمنية حيدد ما هو مرغوب فيه اجتماعيـا ويـؤثر يف

يعكس ال واختيار األهداف والطرق واألساليب والوسائل اخلاصة بالفعل يف مجاعة أو جمتمع ما،

متكاملة معا ومكونة جمموعة قيم ولكنه عبارة عن إطار جتميعي يضم النسق القيمي قيم فرد بعينه،

املرجعـي للسـلوك اإلطـار هذا النسق القيمي الذي يكون جزءا هاما من ، 2لنسق قيمي واحد

املؤدية يباألسالاف اليت جيب العمل على حتقيقها وكذا الوسائل ويؤثر يف اختيار األهد اإلنساين

كم على سلوك األفراد خالله احل من يتم وهو من جهة أخرى ميثل نسقا من املقاييس الذي ،إليها

.3حتديد اجلزاءات املناسبة على ذلك السلوكواجلماعات و

:القيمالنظام االجتماعي و .8

مشـكلة النظـام استقراره هي حبثه عن سعادته وأمنه ويف اإلنسانإن أعظم مشكلة تواجه

،4خـالق الوجـــود ويضبط عالقاته مع عناصر الوجود و ،الذي حيكم سلوكه ويوجه أعماله

انبثاقا البـد أن ينبثق منهو ،انية رهني بذلك التفسري الشاملفنوع النظام الذي حيكم احلياة اإلنس"

هـي بقاء والفترة اليت يقدر له فيها ال قريب اجلذور سريع الذبول،ال إذا كان نظاما مفتع إال ،ذاتيا

اإلنسـان حاجات فترة صدام بني هذا النظام وبني الفطرة البشرية و أاكما ،اإلنسانفترة شقاء

خباصـة يف و -اسـتثناء بال -احلقيقية، األمر الذي ينطبق اليوم على مجيع األنظمة يف األرض كلها

أو اقتصـادية مل تفرضه ظروفا أو أحـواال اإلنساينكما أن التجمع ، "5األمم اليت تسمى متقدمة

وإمنا أوجده اهللا سبحانه وتعاىل م اجتماعي،انظإقامة إىلون مضطرين سياسية جعلت األفراد يلجأ

أرسل إليـه طاقات لتحقيق مصاحلة ومنافعه، وللهدم و آلياتمثل أي خملوق مزود بآليات للبناء و

، تتناسب مع فطرته السويةاليت تالزما وثيقا بني آليات البناء وااللتزام ديةوجعل اهلدى والنور

1. السيدعبد العاطي السيد ، علم اجتماع املعرفة (األزارلطية: دار املعرفة اجلامعية، 2003)، ص154.

.44، ص)1985دار املعارف،: القاهرة(1ط ، االجتاهات املعاصرة يف دراسة القيم والتنميةكمال التابعي ، . 2

.222املرجع السابق، ص ،"رؤية إسالمية:اجتماعيةالنظرية العلم " مراد زعيمي ،. 3

.286ص ،املرجع السابق ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" ، مراد زعيمي. 4

5. سيد قطب ، خصائص التصور اإلسالمي ( بريوت: دار الشروق،دون سنة نشر)، ص 12.

Page 34: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

ام االجتماعي النظ نية تضعف هذااآلراء اإلنساأما التخلي عن ذلك واللجوء إىل القانون الوضعي و

حبيث ،ماوإيديولوجيات متنافرة تؤدي إىل اهلدم وإلغاء لشخصية هذه النظ ،حمل صراعاتوجتعله

ومـا هـو هو أصيل وما هو مسـتورد ايهتز نسق القيم فال يستطيع األفراد أن مييزوا بدقة بني م

،1نسـق القـيم يف اإلسالم هو النظام االجتماعيبالتايل فاحملدد األول لقوة خاطئ، و صحيح وما

حتكمها هي عالقات يف إطار نظام اجتماعي معني وعليه فإن مجيع العالقات اليت تنشأ بني األفراد

فأمـا ، العالقات ضالة أو عالقـات مهتديـة تكون هذه أنفإما ،طبيعة القيم السائدة يف اتمع

ويف إطار نظام اجتماعي يساير الفطـرة العالقات املهتدية فمصدرها ومبعثها القيم اإلهلية اخلالصة

والتعاطف والتسـامح التراحم و دميكن هلا أن تكون أساسا للتوادهي اليت هذه القيم و ،ةاإلنساني

يف إطـار كون اليت تأما العالقات ،حضرمتمتقدم وتمع بناء جم يؤدي إىل ، مباالتكافلالتعاون وو

تسـوده ،2جمتمعا مفككـا ممزقـا تنشئفال ميكن إال أن نظام اجتماعي خيالف الفطرة اإلنسانية

إن كانوا مفطورين على امليل لتكوين فالناس و ،عالقات الصراع واستغالل اإلنسان ألخيه اإلنسان

م قادرين علـى أم مع ذلك ميلكون حرية االختيار مما جيعلهإال ،العالقات االجتماعية فيما بينهم

اإلنسان فالعالقة الروحية بني ،فهي عالقات ال ختضع للحتمية اآللية ،تنويع هذه العالقات وتغيريها

.3وخالقه هي اليت تلد العالقة االجتماعية اليت تربط بني اإلنسان وأخيه اإلنسان

: القيمالعقيدة و. 9

تكون يف مرتبة اليقنياألمور اليت تصدق ا النفوس، وتطمئن إليها القلوب و":هي العقائد

دة هي اليت حتدد حقيقة اتمع ومتيـزه العقي، و"4ميازجها ريب أو خيالطها شك ال ،عند أصحاا

يم اليت على أساسها تبىن الثقافة وتوضع املوازين وهي اليت متد اتمعات بالقعن غريه من اتمعات

يقا بـني طبيعـة هناك تالزما وث أنويعين ذلك ،وتصاغ النظم وحتدد الضوابطوحتدد االجتاهات

ع عن التفسري الشامل هلذا هو فر االجتماعيفالنظام ،طبيعة النظام االجتماعيالتصور االعتقادي و

قيـدة حتتل الع": ، يقول حممد شلتوتوغاية وجوده اإلنساينالوجود وملركز اإلنسان فيه ووظيفته

ىت تلـك الـيت ال تعتـرف ولدى كل اتمعات ح -مكانة كربى لدى كل إنسان حىت امللحد

1. حممد علوان ، مفهوم إسالمي جديد لعلم االجتماع : اجلماعة ، ط1(جدة: دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة ، 1983)، ص31.

.37املرجع السابق ، ص ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" مراد زعيمي ،. 2

3. مالك بن نيب ، ميالد جمتمع : شبكة العالقات االجتماعية ، ترمجة عبد الصبور شاهني، ط2 (بريوت: دار الفكر، 1974) ، ص52. .245، ص املرجع السابق ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" مراد زعيمي،. 4

Page 35: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا�� �...........................................................................................ا��� ا����

تتـرجم حيث تتحول إىل موجهات قيمية ،تعد العقيدة الوجه األساسي لسلوك الفردو -باألديان

ليت حتدد ة هي اوهذه األخري وتصيغ وحتدد القيم فاملعتقدات هي اليت حتكــم ،إىل واقع سلوكي

كلمـا فرد وسـلوكه و العقيدة عامل ضبط يف الو، "1توجههحتكمه والسلوك وتضبطه و مسارات

ازداد يقني الفرد بعقيدة معينة زاد التزامه فكريا وسلوكيا مبقتضياا، وإذا كانت العقيدة تسهم يف

وحتقيـق التكامـل م كذالك يف حتقيق متاسك اجلماعـة صياغة الشخصية املتماسكة فإا تسه

القوة بـني ط والتقارب واأللفة وملا حتققه من الشعور بالتراب على مستوى اتمع كلهاالجتماعي

وليست كل العقائد هلا القدرة نفسها ، وحدة اهلدفلق وأبناء العقيدة الواحدة نتيجة لوحدة املنط

:2على إسعاد اتمعات اليت تتبناها لذلك تتميز العقيدة الصحيحة بـ

.اجلماعيولكل النشاط اإلنساين الفردي و ياة اإلنسانية،مشوهلا جلميع جوانب احل -

.مسايرا للفطرة البشرية -

.قدرا على جماة القضايا املستجدة يف حياة الناس بال تناقض -

اليت تتوفر على كـل و ،لصحيحة الوحيدة هي عقيدة اإلسالمالعقيدة افعلى هذا األساس

جتنب اإلنسان واتمع و لالعتقادتليب احلاجات الفطرية خصائص ومميزات العقيدة الصحيحة اليت

القاصرة، تنبثق عنها منظومة قيمية توجه أفراد اتالفاسدة والفلسفذهبيات ضالالت املاوئ ومس

.اتمع حنو حتقيق غاية الوجود اإلنساين وهو االستخالف يف األرض

.247، ص املرجع السابق ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" مراد زعيمي، . 1 .246املرجع السابق، ص ،"رؤية إسالمية:النظرية العلم اجتماعية" مراد زعيمي، . 2

Page 36: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

التنمية االجتماعية: الفصل الثالث

مفهوم التنمية.1

مفهوم التنمية االجتماعية . 2

االجتاهات النظرية يف دراسة التنمية.3

مبادئ التنمية االجتماعية .4

جماالت التنمية االجتماعية .5

اف التنمية االجتماعيةأهد . 6

معوقات التنمية االجتماعية . 7

اإلنسان والتنمية .8

مكونات التنمية االجتماعية يف ظل مقاصد الشريعة اإلسالمية.9

Page 37: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

:مفهوم التنمية . 1

االستهالك،و اإلنتاج زيادةب بعيد حد إىل رتبطاو املادي اجلانب علىمفهوم التنمية قتصرا

الغذائية للمواد السنوي استهالكه ومدى الفرد، دخل مبستوى تقاس األمم حضارات أصبحتو

الدور ألداء وإعداده ،اإلنسانية ومزاياه خصائصه تنميةاالهتمام ب عن بعيدا اخل،... والسكنية

لعملية املادية النظرة هذهوقد سيطرت أجلها، من خلق اليت األهداف تحقيقل احلياة، يف به املنوط

الغربية اهليمنة نتيجة تفكريهم، على وسيطرت اإلسالمي العامل بلدان معظم عقول يف التنمية

إذا حبيث هلا مقياسا واالستهالك تاجاإلن من جيعل الذي للتنمية املفهوم هذا لكن ،ثقافتها وسيطرة

يف التنمية مفهوم من ضيق قد انتفت، انتفى وإذاتنمية هناك كانت اإلنتاج يف وزيادة منو توفر يف املتمثلة املادية الطاقة هي واحدة طاقة يف املتنوعة اإلنسان طاقات حصرو اإلنسانية اتمعات هذا ألن ،الغربية البيئة يف باهرا جناحا حقق قد املقياس اهذوإن كان أنتج، ملا واالستهالك اإلنتاج

، واحلياة واإلنسان للكون الغربية النظرة مع ومنسجما متماشيا كان التنموية العملية يف التوجه، فالتنمية عملية تشمل اجلوانب املادية كما تشمل أيضا اجلوانب ذلك خبالف يشهد الواقعف

نا بلدان وأمامالن، تنم عن النظرة الشمولية للحياة اإلنسانية ومتطلباا، الروحية ومها جانبان متكا البشرية املوارد يف لضعف ال بالفشل، باء وتطور منو حصول رجاء للتنمية هذا املفهوم تبنت اليت

خيتلف كثريا عن املنظومة تنميةلل املادي التصور هذا ألن ولكن، الطبيعية املوارد يف لقلة أو .ة والثقافية لبلداننا، وهو ما يربر فشل السياسة التنموية اليت انتهجت حلد اآلناحلضاري

وإىل عهد قريب اعترب مفهوم التنمية لدى العديد من الباحثني أنه مفهوم اقتصادي هناك ألن ،، غري أن الواقع أثبت قصور هذا املفهوم)اخل...اإلنتاج، واالستهالك، مستوى الدخل(

التنمية مفهوم ظهر ذلك على وبناءومتطلباته املختلفة، باإلنسان ترتبط مية،تنلل أخرى جوانب

.أو جماالت التنمية، واليت من بينها التنمية االجتماعية الشاملة

علماء من بعضا فإن االجتماعية، التنمية حنو التوجه من النوع هذا ظهور من الرغم وعلى

األوىل تستثمر حبيث االقتصادية التنمية خلدمة اعيةاالجتم التنمية تسخيـر حاولوا االقتصاد

استثمار عمليةي يعدها الذ هيجنـز عند جنده االجتماعية للتنمية التصور وهذا ،الثانية حلساب

،واإلسكان ،العامة والصحة ،التعليم مثل البشر حياة متس اليت القطاعات أو ااالت يف تتم إنساين يف يبذل الذي االقتصادي النشاط إىل العملية تلك عائد يوجه يثحب اخل،…،االجتماعية والرعاية بقصد تبذل اليت العملية أا ويرون للتنمية املفهوم هذا خيطـئون االجتماع علماء لكن اتمع،

Page 38: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

جمتمعات يف كانوا سواء وبيئام، للناس واقتصادي اجتماعي تطور إلحداث عامة سياسة ووفق

يكتسب أن على املنسقة، واألهلية احلكومية اهودات على باالعتماد ومية،ق أو إقليمية أو حملية

، على هذا األساس العمليات هلذه نتيجة اتمع مشكالت مواجهة على أكثر قدرة منهما كلأن التنمية ليست ظاهرة اقتصادية حبتة وإمنا هي جمموعة من الظواهر من نوع "اعترب جابريال لوبرا .1"و سيكولوجية ةعة سوسيولوجيخمتلف ذات طبي

، وموجهة يف إطار )متصلة وواعية(عملية تغري ثقايف دينامية " أا أيضاالتنمية يقصد بو، وترتبط عملية التنمية بازدياد أعداد )بصرف النظر عن حجم هذا اتمع(اجتماعي معني

، "2فاع بنتائجه ومثراتهاملشاركني من أبناء اجلماعة يف دفع التغري وتوجيهه، وكذلك يف االنتهي شكل من أشكال التغري االجتماعي والثقايف، كما من خالل هذا التعريف وبالتايل فالتنمية

التحريك العلمي املخطط موعة من العمليات االجتماعية واالقتصادية " :تعرف كذلك على أاالة غري مرغوب فيها إىل حالة لتحقيق التغري املستهدف بغية االنتقال من ح ،من خالل عقيدة معينة

من الناحية العملية الفصل بني التنمية االجتماعية والتنمية وبالتايل ال ميكن، "3مرغوب فيهاتتفاعل ضمنه جمموعة ا ال تتم إال داخل إطار اجتماعيعملية التنمية االقتصادية ذااالقتصادية، ف

.4ي املتميزمن النظم واملتغريات املتكاملة ذات البناء التارخي

جمموعة من اجلهود املتنوعة واملنسقة " :أما مفهوم التنمية لدى بعض الباحثني املسلمني فهي، فالرفاهية والصحة وفرص العمل "5اليت تؤهل اتمع للقيام بواجبات االستخالف يف األرض

كفاءته والتعليم والتقدم التقين كل ذلك يهدف إىل شيء واحد وهو تأهيل الفرد املسلم ورفعاملتمثل يف االستخالف يف ويئة املناخ البيئي واالجتماعي الذي يساعده على القيام بأمر اهللا تعاىل

املادية التنمية انيبد على إقامة التوازن بني ج، وهذا التصور ملفهوم التنمية يف اإلسالم يساعاألرض أي ذلك التغيري احلضاري املقصود على البنية العميقة لعقيدة املسلم وثقافته، استناد، والروحية

.اإلنسان املسلم حياةواملخطط الذي يتناول كل جوانب

.115دي اجلوهري وآخرون ، مرجع سابق ، صعبد اهلا. 1 .101كمال التابعي ، مرجع سابق ، ص . 2 .10، ص)2001دمشق ، (2، ط رؤية إسالمية:مدخل إىل التنمية املتكاملة عبد الكرمي بكار ، . 3 .35، ص)2003وزيع،للنشر والت دار الفجر: القاهرة (2، طتنمية اتمع من التحديث إىل العوملةعلي غريب وآخرون ، . 4 .41، ص)2003املكتب اجلامعي احلديث ، : األزاريطية ( دراسات يف علم االجتماع التنميةعبد الرحيم متام أبو كريشة ، . 5

Page 39: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

:مفهوم التنمية االجتماعية .2

يعد مفهوم التنمية االجتماعية من املفاهيم الفضفاضة، ولذلك كثرت تعريفاا واختلطت نظر إىل ثالثة مفاهيم يف بعض األحيان مع مفاهيم سوسيولوجية أخرى، فنجد مثال بوسكوف ي

التنمية االجتماعية والتطور االجتماعي والتقدم االجتماعي على أا تتضمن : سوسيولوجية هيتفسريا خاصا للتغري االجتماعي، وإشارة إىل اجتاه مسار التغري الناجح وحكما بالرغبة يف حتديد

االجتماعي، ويعتربها تكيفا يهدف ، ومييز العامل روب بني التنمية االجتماعية والتغري1اجتاه التغريلتغري الظروف أو التكيف اهلادف مع الظروف، فالتنمية االجتماعية من وجهة نظره تعترب تغريا يف مواقف غري مرغوب فيها إىل مواقف أخرى مرغوب فيها، كما تعين استخدام الطاقة البشرية

وبة، وهي بذلك مرتبطة باألهداف إلعطاء التغري اجتاها منطقيا من أجل حتقيق األهداف املطلاإلنسانية يف انصهارها مع القيم االجتماعية، مبا تتطلبه من عناصر حتمل معىن التماسك االجتماعي بني أفراد يعيشون معا يف عالقات اجتماعية مستقرة، ويتقامسون ظروفا معيشية واحدة ويسعون من

.أجل حتقيق الرفاهية االجتماعيةيف الدراسات االجتماعية واملفسرة ملضمون املعاصرة جتاهات النظريةكما انقسمت اال

:التنمية االجتماعية، إىل ثالثة اجتاهات نظرية أساسية أمههااجتاه يقول أصحابه بأن اصطالح التنمية االجتماعية مرادف الصطالح الرعاية االجتماعية باملعىن . أ

با واحدا من اخلدمات االجتماعية اليت تقدمها الدولة الضيق ملفهوم الرعاية، واليت ال متثل إال جانملواطنيها، وهي يف مضموا اجلهود املنتظمة اليت دف إىل تنمية املوارد البشرية، أما خدمات الرعاية االجتماعية فيقصد ا اخلدمات اليت تقدم للجماعات اليت ال تستطيع أن تستفيد فائدة

. قائمة مثل التعليم والصحة وغريهاكاملة من اخلدمات االجتماعية الاجتاه يطلق أصحابه اصطالح التنمية االجتماعية على اخلدمات اليت تقدم يف جماالت التعليم . ب

والصحة واإلسكان والتدريب املهين وتنمية اتمعات احمللية، وهي ذا دف إىل توفري اخلدمات وم من أكثر مفاهيم التنمية االجتماعية شيوعا اليت حتقق أقصى استثمار متاح، ويعترب هذا املفه

واستخداما، وإن كان يشري يف مضمونه إىل ضرورة إدخال التغريات الالزمة يف البناء االجتماعي . للمجتمع

.31، ص )1985املكتب اجلامعي احلديث، : اإلسكندرية( ا مفاهيم وقضاي: التنمية االجتماعية، علي الكاشف. 1

Page 40: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

اجتاه يشري إىل أن التنمية االجتماعية هي عبارة عن تغري اجتماعي يلحق بالبناء االجتماعي .ج .الجتماعية لألفرادووظائفه بغرض إشباع احلاجات ا

ولقد أصبح من األمور املتفق عليها يف إطار النظرية السوسيولوجية املعاصرة للتنمية أن يتضمن التخطيط للتنمية اجلوانب االقتصادية واالجتماعية يف إطار تكاملي حبيث تواكب

لتنمية اإلجراءات االقتصادية إجراءات أخرى اجتماعية، ومن دالئل هذا االهتمام املعاصر لاالجتماعية النظرة للمجتمعات اإلنسانية من حيث بناؤها االجتماعي ومستواها احلضاري، ولذلك حاول الباحثون االعتماد على مقاييس مركبة تضم عدة مؤشرات اجتماعية وحضارية كمستوى الصحة والتعليم، وظروف العمل واإلسكان، والتأمني االجتماعي، والترويح ودرجة التجانس

عملية : "أاالتنمية االجتماعية بالتايل اعتربت وم التجانس بني سكان اتمع الواحد، وعدبواسطتها تنمو عالقات التعاون بني أفراد اتمع من خالل دعم التفاعل فيما بينهم، وزيادة الشعور باملسؤولية وإدراك احتياجات اآلخرين، وذلك يف إطار اجتماعي يسمح بتحقيق العدالة

".1جتماعيةااللتنمية االجتماعية، عكست لالعديد من الباحثني االجتماعيني صياغة تعاريف ولقد حاول

االختالفات الواضحة بينهم يف حتديد مدلول التنمية االجتماعية، فنجد املفكرين الرأمساليني يعرفون التشريعات ووضع إشباع احلاجات االجتماعية لإلنسان عن طريق إصدار "التنمية االجتماعية بأا

، أما النظرة االشتراكية فتعترب "2الربامج االجتماعية اليت تقوم بتنفيذها اهليئات احلكومية واألهليةالتنمية االجتماعية ليست جمرد برامج الرعاية االجتماعية تتحقق عن طريق التشريعات احلكومية،

حداث تغري جذري يف مكونات البناء وإمنا تعتربها على أا عملية تغري اجتماعي موجه دف إىل إاالجتماعي يف البالد املتخلفة، وأن هذا التغري يتم عن طريق ثورة حتمية تقضي على البناء االجتماعي القدمي، وتقيم بناء جديدا تنبثق عنه عالقات اجتماعية جديدة وقيم مستحدثة،

لية االستعمار واالستغالل والتخلف من خالل هذا الفكر املاركسي ما هو إال نتاج طبيعي لعمالرأمسايل والتبعية األجنبية، وأن حتقيق التقدم والتنمية رهن بتغري البناء االجتماعي القدمي، وإقامة جمتمع حيضى فيه كل فرد حبد أدىن ملستوى املعيشة ال ينبغي أن يرتل عنه باعتباره حقا لكل مواطن

.3تلتزم به الدولة قبل األفراد

.27ابق صرجع ساملعلي الكاشف ، . 1 .59رجع سابق ، ص املكمال التابعي ، . 2 .95، ص ) 1988مكتبة وهبة، : القاهرة ( 2، ط التنمية االجتماعيةعبد الباسط حممد حسن ، . 3

Page 41: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

هي حتقيق املتطلبات الضرورية املتمثلة البحث فيعترب أن التنمية االجتماعية أما وجهة نظر .اإلسالمييف الكليات اخلمس لكل فرد يف اتمع يف إطار مقاصد الشرع

:االجتاهات النظرية يف دراسة التنمية.3

نظري، إال أن تعددت املداخل النظرية اليت حتاول معاجلة قضية التنمية، واليت تشكل تراثها الجعل خمتلف الدوائر العلمية تستخدمه يف سياقات متباينة، االجتماعيحداثة استخدامه يف التراث

، ميكننا التعرض التراث االجتماعيوبدون الدخول يف املناقشات اليت دارت حول هذا املفهوم يف ك مدى قصورها أو ملختلف االجتاهات النظرية املطروحة يف علم االجتماع حىت يتسىن لنا إدرا

قدرا على استيعاب تعقيدات الواقع االجتماعي، ومن املستحيل حسم هذه القضية حسما نظريا، ألا تنطوي على مشكالت بالغة التعقيد، لذلك يبدوا أن البحث اإلمربيقي وحده كفيل باختبار

واقع البلدان مدى كفاءة النظريات السوسيولوجية اليت تطورت يف جمتمعات غربية يف دراسة النامية، وما يلفت النظر يف هذا السياق هو ذلك البحث املستمر عن نظرية للتنمية تأخذ بعني

ء النظري يف معاجلة قضية االعتبار مسألة اخلصوصية التارخيية، ويف إطار هذه املراجعة النقدية للبنااإلشارة إىل أن هذه الدراسة ال وجتدر ،نميةتعددت احملاوالت اليت بذلت ملعاجلة قضية الت ،التنمية

تم بالتصنيفات النظرية املتعددة املتداولة يف احلقل السوسيولوجي كوا جتد جذورها العميقة يف ، ولغرض منهجي نعتمد التصنيف الذي 1مصدر فكري واحد بطابعه اإلحلادي وأسلوبه العلماين

ناول قضية التنمية على غرار النظرية يكاد يكون حوله إمجاع لتيار البحث يف علم االجتماع يف تالسوسيولوجية أحدمها مادي واآلخر مثايل وكفروض واسعة النطاق ونقدمها بالبديل الفكري اإلسالمي، رغم ما حيتاجه من املزيد من التنقيح والبلورة من خالل حمكية واقعية ذات خصوصيات

.2)عريف واخلصوصيات التارخيية التكامل امل(لكنها غري منعزلة عن السياق املعريف العام فنعاجله ،ويرى أن التغري إمنا خيضع لعوامل موضوعية ،يتبع الفكر باملادةالذي فاالجتاه األول

ويف ،يف دراسته لألوضاع االقتصادية واالجتماعية يف غرب أوربا من خالل آراء كارل ماركسر اتمعات اإلنسانية يكون فيه تصورا عن تطو من خالهلا قدمالذي مناطق أخرى من العامل، و

األساس االقتصادي احملدد األساسي واملباشر لطبيعة اتمع، أي أن أسلوب اإلنتاج هو الذي حيدد الشكل العام للعمليات االجتماعية والسياسية والروحية يف احلياة، وتؤكد أغلب الدراسات

جتاه املادي، وعلى هذا النحو أرسى دعائم اال (1883-1818)السوسيولوجية أن كارل ماركس

.21، ص)1996دار املعرفة ، : قسنطينة ( من التغريب إىل التأصيلمراد زعيمي ، . 1 .71سابق ، صالرجع املعلي غريب وآخرون ، . 2

Page 42: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

تعتمد قاعدة هذا النمط للتنمية على احلتمية االقتصادية اليت تعترب أن العامل االقتصادي الذي يتكون من الوسائل التكنولوجية لإلنتاج هو العامل األساسي احملدد لبناء اتمع و تطوره، وكذا يف

بيعة العالقات اإلنسانية تنمو مستقلة عن اإلرادة حتديد التنظيم االجتماعي لإلنتاج الذي يعين أن طاإلنسانية، وينظر ماركس إىل مكانيزمات التغري يف ضوء اإلطار اجلديل هليجل بتطبيقه ليس على

، حيث استخدم ماركس هذا اإلطار اجلديل يف حتليل 1الروح كما فعل هيجل وإمنا على املادةالربجوازية (صناعية والذي يتجلى يف وجود طبقتني اتمع الرأمسايل الذي واكب الثورة ال

، حيث يرى أن الصراع بينهما حتمي وسوف يؤدي هذا الصراع من خالل الوعي )والربوليتاريةالطبقي إىل تدمري النظام املوجود لريثه النظام االشتراكي الذي يتميز بامللكية اجلماعية لوسائل

.ال طبقاتاإلنتاج، حيث سلم يف النهاية مبجتمع ب

إن أهم املفاهيم السوسيولوجية اليت عاجل من خالهلا ماركس قضية التنمية، هي العوامل ية والفلسفية، وكذا اليت حتدد بدورها النظم القانونية والسياسية والدين )الظروف املادية(االقتصادية

تارخيية مراحل حتمية ، الذي يعده ماركس مبثابة ثورة دافعة للتقدم وأن املراحل المفهوم الصراعبفعل التطور اجلديل للمجتمع، وبالتايل فالتنمية عملية ثورية تستهدف إحداث تغريات جذرية يف

، كما تضمنت املعاجلة املاركسية للتنمية إشارة إىل التأثريات التبادلية بني التنمية 2البناء االجتماعيما هو ) يدولوجيا، القانون، املعايري، القيماال(االقتصادية والقيم، حيث ذهب إىل أن البناء الفوقي

اإلنتاج، وسائل اإلنتاج، (إال انعكاس للبناء االقتصادي األساسي، وأن أي تغري يف البناء التحيت يصاحبه تغري يف البناء الفوقي، أي أن التنمية االقتصادية تؤدي إىل تغري النسق )عالقات اإلنتاج

فوقي قد يؤخر عملية التطور أو يعجل ا، وهذا يعين أن القيم القيمي وتشكله، كما أن البناء الباعتبارها مكونا من مكونات البناء الفوقي قد يكون هلا تأثري سليب يف التنمية فتعوق وتؤخر عملية

أكدت وبالتايلالتنمية، كما أا من ناحية أخرى هلا تأثريات اجيابية على التنمية فتعجل ا، ة توافق القيم مع أسلوب اإلنتاج ملا للنسق القيمي من تأثري بالغ علىاملاركسية على ضرور

التنمية، ولذا ال ينبغي إسقاط النسق القيمي عند وضع اخلطط مكونات البناء االجتماعي وعملية .3والربامج اإلمنائية

وعي أما االجتاه الثاين فيتبع املادة بالفكر ويرى أن األفكار علة التغري االجتماعي، أي أن

.58سابق ، صالرجع املعبد الرحيم متام أبو كريشة ، . 1 .105سابق ، ص الرجع املكمال التابعي ، . 2 .107، ص سابقالرجع املكمال التابعي ، . 3

Page 43: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

،والتوازن من خالله ظواهر التفكك والصراع فسردد وجودهم االجتماعي وتالناس هو الذي حي .يف ضوء متغريات سوسيولوجية وسيكولوجية ،والتخلف والتنمية

وعلى هذا األساس اهتم ماكس فيرب بالكشف عن القيم واالجتاهات السيكولوجية اليت ، تلك األنساق القادرة يف ع إىل األنساق الفكرية والقيميةبالرجو ،أدت إىل منو النظام الرأمسايل

على حتقيق التكامل واالستقرار والتوازن والنظام، يف مؤلفه بعنوان األخالق الربوتستانتية نظرهإننا لسنا مهتمني بتأكيد ما كان يدرس نظريا ورمسيا ":، حيث يقول1904وروح الرأمسالية سنة

، ولكننا مهتمني بشيء خمتلف كلية وهو تأثري التصديقات ......مانيف جمال األخالق يف ذلك الزالسيكولوجية املتولدة عن االعتقاد الديين واملمارسة الدينية واليت تعطي توجيها للسلوك العملي

:، وقد انطلق يف دراسته من السؤال اآليت"1يلتزم به الفرد

يف السلوك االقتصادي لكافة اتمعات؟ إىل أي مدى تؤثر التصورات الدينية عن العامل والوجودموضحا أن القيم الدينية هي مفتاح فهم التطور االقتصادي وليس أسلوب اإلنتاج، وبذلك حاول

:2التأكيد على قضيتني أساسيتني مها

أن سلوك األفراد يف خمتلف اتمعات ال يفهم إال يف سياق تصورهم العام للوجود، وأن .أة وتفسرياا تعترب إحدى التصورات للعامل، واليت تؤثر يف سلوك األفراد واجلماعات املعتقدات الديني

.مبا يف ذلك السلوك االقتصادي

إحدى حمددات السلوك االقتصادي، ومن مثة فهي تعد -هي بالفعل -أن التصورات الدينية .ب .السلوكمن بني أسباب تغري أمناط هذا

،كارل ماركس هتم بدراسة نفس الظاهرة اليت اهتم اجتدر اإلشارة إىل أن ماكس فيرب ارغم االختالف يف تفسري نشأة النظام الرأمسايل، فوفق ،وهي نشأة الرأمسالية كأسلوب للتنمية

املنظور املاركسي نشأ نتيجة لتطور أسلوب اإلنتاج وعالقات اإلنتاج وتناقضها، ومن منظور وأن هناك تأثريات تبادلية بني الل العقيدة الربوتستانتية،ة من خماكس فيرب نشأت الرأمسالية احلديث

الظواهر الدينية والظواهر االقتصادية، وانتهى إىل أن العقيدة الربوتستانتية هي القوة اليت أنتجت وأدت يف النهاية ،منطا جديدا للشخصية وبثت روحا جديدة يف مواقف العمال وأصحاب العمل

، غري أن أهم ما يعنينا وحنن بصدد الكشف عن تأثري القيم الدينية يف التنمية إىل منو الرأمسالية احلديثةهو أن ماكس فيرب حاول الكشف عن التأثريات التبادلية بني الظواهر الدينية والظواهر االقتصادية،

.273، 272، ص ص )2003دار املعرفة اجلامعية ، : األزاريطية ( علم االجتماع الديين ومشكالت العامل االسالميحممد أمحد بيومي ، . 1 .110، ص)1981مكتبة غريب ، ( علم االجتماع الديينزيدان عبد الباقي ، . 2

Page 44: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

ام وتتمثل يف أن القيم الدينية الربوتستانتية متثل قوة معجلة للتنمية وسندا ودعامة أقيم عليها النظ .الرأمسايل احلديث، هذا باإلضافة إىل أن الظواهر الدينية تتأثر بالظواهر االقتصادية

صلة الوثيقة بني ويف تفسري ال التنميةعن العالقة بني الدين وهذين االجتاهني أما تصور يف األغلب اقتصادية، مما ...إن غايات الدين "، الدين والسلوك هو تصور اقتصادي مادي حبت

سبب عجز الورع الديين عن أن مينع فالحا أوروبيا جنوبيا من أن يبصق على متثال قديس يفسر فإن هذه االجتاهات ومن على منطها ال بالتايل، و"1عندما مل حيقق له مطالب كان تقدم ا إليه

التصور سالمية، ومبناقشة كل منهما باملقارنة مععملية التنمية يف اتمعات اإل لتفسريتصلح إلسالمي جند أن الفكر املاركسي أسند عوامل التقدم والتطور إىل املادية وحدها والشيء غريها ا

على -وأن دوافع السلوك مادية حبتة بغري وازع ديين وهذا ما ينكره اإلسالم، ويف جمال املقارنة : ميكن أن نربز النقاط التالية -سبيل املثال ال احلصر

واإلسالم يف جمال األخالق، ففي اإلسالم أخالقه قائمة على الرمحة أن الفكر املاركسي يتعارض - .اخل، أما الشيوعية فإا تقوم على إثارة العداوة واحلقد بني الطبقات...والعدل واإلنصاف

اإلسالم حيترم الفرد وحيفظ له حقوقه وكرامته يف حدود مبادئ الوحي، أما الشيوعية فإا ال - .تضع للفرد أي تقدير

الفكر املاركسي يدعو إىل الصراع واحلرب بني الطبقات االجتماعية، أما اإلسالم فيدعو إىل -التعاون واملشاركة بني مجيع الناس مهما اختلفت منازهلم ومراكزهم االجتماعية، والفصل بينهم

.على أساس التقوى والعمل الصاحل

فقد تبني أنه معيب يف جوهره، مبعىن أما االجتاه الثاين والذي خيتلف متاما عن االجتاه األولأنه حىت بالنسبة للمجتمعات الغربية مل يقدم له التنمية املتكاملة، فلقد انصهرت األمناط الثقافية لبلدان الغرب يف ثقافة واحدة تقريبا تقوم على االستهالكية والتسلح، وإن كان قد جنح يف توفري

نتج ،ع أثارا مدمرة يف ااالت البيئية واالجتماعية والثقافيةالرفاه املادي تمعه، إال أن ذلك استتبوارتفعت معدالت االنتحار ،عنه أمراض مستعصية وحولت اإلنسان إىل أداة إنتاج تابعة لآللة، واحلقيقة أن أعمال فيرب اخل...والعزوف عن اإلجناب وشيوع الشذوذ اجلنسي واالحنالل اخللقي

علماء االجتماع واالقتصاد ولقيت حماوالت نقد وتقييم مستفيضة حظيت باهتمام كبري من قبل لوقوف على مدى الصدق اإلمربيقي والكفاءة ة اامتألت ا صفحات الكتب املتخصصة، ويف حماول

.288، ص ) 2001مركز الوحدة العربية ، : بريوت( 7، طحبث استطالعي اجتماعي: اتمع العريب املعاصر حليم بركات ، . 1

Page 45: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

من خالل التطرق إىل أبرز النقاط اليت -مقارنة بالفكر املاركسي–النظرية ألفكار فيرب التحديثية مبعىن التركيز على اجلوانب اليت أغفلها فيرب يف ) تارخيية وواقعية(قعية وا-تكتسي مصداقية تارخيو

: 1نسقه النظري التحديثي، ومن بني أهم هذه النقاط ما يليتشري الكثري من الشواهد التارخيية أن هناك ديانات، ختتلف عن املسيحية وعقيدا الربوتستانتية .أ

.م حتث على العلم والتفاين يف العمل كاإلسال

دور االستعمار يف ختلف الكثري من البالد النامية وذلك حىت -قصدا-أغفل فيرب يف دراسته .ب .يتسىن له املزيد من النهب للخريات والثروات والنهوض باقتصاده

يف تقدميه للنموذج الغريب على أنه األمثل جيب االقتداء به كان متحيزا إىل الثقافة الغربية وكأا .ج .لعاملية والنموذجية، وهذا إجحاف يف حق الثقافات األخرى الثقافة ا

أن معاجلة ماكس فيرب لقضية العالقة بني القيم الدينية "وباختصار كما يرى التابعي والتنمية االقتصادية ونشأة النظام الرأمسايل، قد انطلقت من الرتعة البنائية التارخيية، وتضمنت أفكارا

، إن هذا االجتاه قد أفاد .....ورويب والغريب، ذلك الواقع الذي حتيز له وقضايا ارتبطت بالواقع األيف إلقاء الضوء على الدور الذي تلعبه القيم الروحية يف التنمية، والتأكيد على أن القيم متثل مطلبا

. "2 أساسيا من متطلبات التنمية، ينبغي عدم إغفاله

جتاهات السوسيولوجية عجزت عن فهم من خالل هذا التحليل ميكن التأكيد أن هذه االوتفسري مقوالت وقضايا التنمية بشكل عام، وعليه فإن معاجلة قضية التنمية يف جمتمعاتنا اإلسالمية

ومما حتتويه من عناصر أصيلة، منبثقة من -العقيدة اإلسالمية-ال بد أن تنطلق من مقوماا الدينيةها هي التنمية يف إطارها اإلسالمي، أي املبنية على النموذج واقع ثقافتها ودينها، فالتنمية اليت ننشد

القيمي املتجسد على القرآن والسنة، فقد نظم اإلسالم شؤون احلياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والروحية، مبا انطوى عليه من مبادئ وأفكار ونظم وأساليب التفكري وقواعد

دون نبط هذه القيم والتخلص من جمرد تكرار األمناط التنموية الغربيةاألخالق، وجيدر بنا أن نست .اإلسالميجدوى، وبناء النموذج التنموي

:مبادئ التنمية االجتماعية .4

م املبادئ العاملية العامة املوجهة 1988اقترحت األمم املتحدة يف الدليل الذي أصدرته عام لك على أساس أن األهداف االجتماعية تعترب عاملية أي لسياسات وبرامج التنمية االجتماعية، وذ

.90، 89سابق ، صالرجع املعلي غريب وآخرون ، . 1 .92، 91سابق ، ص ص الرجع املن ، علي غريب وآخرو . 2

Page 46: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

واحدة يف كل اتمعات، حيث إا تقابل االحتياجات األساسية وتطلعات الناس يف كل مكان، مع األخذ يف االعتبار تنوع واختالف املداخل بالنسبة لعديد من الدول حسب تنوع النظم

:1منها، وفيما يلي نص تلك املبادئاالجتماعية واختالف مستويات التنمية لدى كل

االجتماعية يف اإلطار األمشل ألهداف وأغراض ميثاق التقدم التنميةينبغي النظر إىل برامج -أإن مجيع الناس لديهم احلق يف العيش يف :االجتماعي ، حيث يقر املبدأ الرئيسي للميثاق ما يليسياسة القمعية للتفرقة العنصرية، كما أن حرية وكرامة، بدون أي شكل من أشكال التميز مثل ال

هلم احلق يف املشاركة الكاملة يف عمليات التنمية االجتماعية واالستمتاع بثمار التقدم االجتماعي، .أن يسامهوا فيها جبهودهم -من جانبهم-كما أن عليهم

قتصادية ميكن إن التحديات اليت تواجهنا يف التكيف مع التغريات يف الظروف االجتماعية واال -ب-التغلب عليها بفاعلية من خالل سياسات متكاملة للتنمية االجتماعية وأنساق التدعيم االجتماعي

إلعادة التوجيه لتكون هلا مسامهة أكثر إجيابية تدعم التنمية الشاملة، وذلك من -ذات العالقة االضروري التأكيد على خالل منظور طويل األمد مع االستمرارية يف أهداف تلك السياسات، ومن

أن الربامج االجتماعية ال متثل عبئا على املوارد املتاحة، بل إا أيضا أحد أشكال االستثمار اليت ال .ختتلف عن االستثمار يف البنية االقتصادية األساسية

إن هناك حاجة لتصميم برامج مدعومة دوليا لتحقيق التوافق االقتصادي يف ظل إطار طويل -جيسمح هلذا التوافق أن يتحقق ضمن النمو، دون إحداث اختالالت اجتماعية، ومن خالل املدى

تلك الربامج البد من اختاذ إجراءات حلماية الفئات الضعيفة يف اتمع، وتدعيم قدرة الناس على .املسامهة يف جهود التنمية، مع إعطاء هذه اإلجراءات اهتماما أكرب

ساوية للمرأة والرجل يف األحوال األسرية، وإعطاء أمهية لتحقيق التأكيد على احلقوق املت -دمشاركة متساوية وفوائد متساوية للمرأة والرجل يف مجيع جماالت التنمية االجتماعية، وذلك يف

.شى مع االستراتيجيات املتفق عليها يف مؤمتر نريويباإطار القوانني القومية ومبا يتم

وضاع املتغرية يف ظل زيادة التضامن والكرامة اإلنسانية، واحترام يسهل حتقيق التوافق مع األ -هاحلقوق اإلنسانية، واملساواة بني الرجل واملرأة، والعدالة االجتماعية، وممارسة الدميقراطية وحق التجمع يف منظمات مبا يف ذلك احلرية الدينية، وحرية التعبري، وحرية االنتقال لألشخاص، مع

.عادل وذي استقاللوجود نظام قضائي

1 . United Nation Guiding Principales For Development Social Welfare Policies and Programmes in the Near

Future (New York :United Nation 1988) PP17 18.

Page 47: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

االجتماعية اجلديدة سيكون االستخدام التنميةإن أحد االهتمامات الرئيسية يف تصميم برامج -و .الكامل للموارد البشرية، وعدم التركيز على تشجيع املبادرة واالعتماد على الذات لدى األفراد

ة على البقاء والنماء يف إطار من احلاجة إىل إعطاء اهتمام أكرب حنو زيادة قدرة اتمع واألسر -ياملساواة بني الرجل واملرأة، ودعم الفئات الضعيفة واحملرومة يف جهودهم اليت يبذلوا لتلبية

.احتياجام

احلاجة إىل تقوية دور املنظمات التطوعية وغري احلكومية واهليئات اخلاصة ومسامهام، -كعيم اخلدمات االجتماعية والتنمية، وذلك يف إطار وتشجيع جهود الناس أنفسهم للمسامهة يف تد

.من القوانني القومية

ميكن تقوية التماسك االجتماعي عن طريق ضمان حد أدىن من الدعم واحلماية االجتماعية على -ناملستوى القومي، على وجه يتالءم مع الظروف السائدة ومستوى املوارد املتاحة، وذلك دف

ن ما حصلوا عليه، كثمرة للعمل املنتج، مع محاية الفئات الضعيفة واحملرومة، محاية األفراد من فقدا .ويوضح هذا احلد األدىن من خالل رؤية طويلة األمد مع االلتزام بزيادته وتطويره بالتدرج

االجتماعية تنميةهناك إدراك متزايد للحاجة إىل تشجيع الوصول إىل فهم أفضل ملفاهيم ال -ص .دول املختلفة، وكذا لدور الرعاية االجتماعية يف إطار التنمية االجتماعية الشاملةوممارستها يف ال

ميكن تقوية اجلهود القومية لتشجيع التقدم االجتماعي وحتسني الرعاية االجتماعية عن طريق - حوبني املنظمات احلكومية وغري احلكومية، واجلماعات إلقليمي، والتعاون بني األقاليم، التعاون ا

.ت االهتمامات االجتماعيةذا

احملافظة على ظروف السالم وحتسني كل أشكال التعاون واحلوار الدويل، ميكن أيضا أن يساعد -ز .الدول األعضاء يف األمم املتحدة للتركيز بشكل أفضل على القضايا املهمة للسياسة االجتماعية

ى مالءمتها الحتياجات بتفحص املبادئ اليت أخذت ا هيئة األمم املتحدة ملعرفة مدويف ضوء القيم املبادئ اإلسالمية ميكن مالحظة -يف هذه احلقبة من الزمن–اتمعات اإلسالمية

:1مايلي

االجتماعية يف تنميةاحلرية والعدالة واملساواة، هي قيم أساسية ومبادئ جيب تطبيقها يف جمال ال -فرق بني املنظورين يكمن يف اختالف املنطلق الذي املنظور اإلسالمي، والكل من املنظور الغريب و

نه يف اإلسالم تنطلق تلك القيم من العقيدة اإلسالمية اليت أساسها أتنطلق منه تلك القيم، فنجد

.84،83عفاف بنت إبراهيم بن الدباغ، املرجع السابق، ص ص. 1

Page 48: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

،والصراعات االجتماعية والسياسية التوحيد، بينما تنطلق يف احلضارة الغربية من الظروف التارخييةالثورة الفرنسية اليت كان من أهم نتائجها على العامل إعالن حقوق مثل انتهاء عهد اإلقطاع وظهور

.اإلنسان يف صورة امليثاق العاملي حلقوق اإلنسان

تؤكد مبادئ األمم املتحدة على أمهية التكامل االقتصادي واالجتماعي فقط، بينما جند يف - .وانب االقتصادية واالجتماعيةاإلسالم أمهية التكامل بني اجلوانب اإلعتقادية أو اإلميانية واجل

االجتماعية، واليت غالبا ما التنميةتشري مبادئ األمم املتحدة إىل احلاجة إىل الدعم الدويل لربامج -متول من املساعدات الدولية اليت حتكمها املصلحة قصرية النظر لتلك الدول، والرغبة يف حتقيق

كقيم يؤمن ا اتمع األخوة والتكافل االجتماعيأغراضها السياسية، أما اإلسالم جند أن مفهوم ، حيتم التعاون والتكامل يف سد االحتياجات ومتويل الربامج االجتماعية بني القطاعات اإلسالمي

املختلفة يف اتمع الواحد، وبني اتمعات اإلسالمية فيما بينها ،استجابة ألوامر اهللا اليت حتقق .املصلحة يف الدنيا واآلخرة

االجتماعية وتقدمي التنميةيف جهود -أو ما يسمى باملشاركة-إن التطوع ومسامهة الناس مجيعا -اخلدمات االجتماعية، الذي تنادي به مبادئ األمم املتحدة والذي اعتربته كثري من الدول الصناعية

حث عليه، بل ربطه االجتماعية ،جند أن اإلسالم قد تنميةاملتقدمة املخرج الوحيد ألزمة التمويل لل .باإلميان باهللا وجعله جزءا ال يتجزأ منه

هو ،ضمان حد أدىن من الدعم واحلماية االجتماعية على مستوى الدولة ومحاية الفئات الضعيفة -من املسؤوليات الشرعية للدولة يف اإلسالم ،لذلك فال خالف عليه، كما أن احلد األدىن ليس هو

عن طريق مسؤولية -كما سبق اإلشارة–،ويتحقق بصورة رئيسية الكفاف ولكنه حد الكفاية .الدولة يف حتصيل الزكاة وتوزيعها على الفئات املستحقة

يتميز اإلسالم بالنظرة إىل اإلنسان كمستخلف، ولذلك فإن مفهوم االستخالف جيب أن يكون -هة، والتركيز على تنمية له دور يف ترشيد السياسات االجتماعية لتحقيق إرادة اهللا وشرعه من ج

املوارد البشرية واستخدامها كامال من جهة أخرى ،ومبادئ األمم املتحدة إن كانت تطالب بتنمية .املوارد البشرية، إال أن ذلك ليس دف حتقيق اإلرادة اإلهلية

لشارع أما عن االهتمام باألسرة واملطالبة باملساواة بني الرجل واملرأة، فمعروف مدى اهتمام ا -بتنظيم أوضاع األسرة وسنه للتشريعات اليت حتمي كياا وتدعم قدراا، أما املساواة بني الرجل واملرأة يف األحوال األسرية فإن لإلسالم نظرته اخلاصة يف ذلك، فلتحقيق املساواة العادلة بينهما

وخصائص كل جنده أعطى كال منهما ما يناسبه من حقوق وطالبهما بالواجبات اليت تتالءم

Page 49: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

منهما، فاإلسالم له نسقه للتكامل يف تنظيم الروابط واحلقوق والواجبات، وهو أكثر حتقيقا للمساواة احلقيقية من جمرد املقارنات السطحية اليت يقيمها الكثريون بني بعض جوانب تلك

.احلقوق والواجبات يف غيبة النظر إىل بعضها اآلخر :جماالت التنمية االجتماعية .5

تعىن التنمية االجتماعية مبختلف احتياجات اإلنسان، وعلى هذا األساس تعددت تصنيفات :1جماالت التنمية االجتماعية منها

ويشتمل هذا النوع على خدمات، تتعلق بالتعليم والصحة واإلسكان :من حيث نوعية اخلدمات - .عيةاالجتما اتواألمن، والعدالة والتربية الدينية واخلدم والترويح

ويشتمل على خدمات تتعلق بتنمية اتمعات، احلضرية والريفية :من حيث اال اجلغرايف - .والصحراوية

.ويشتمل على خدمات تتعلق، بالطفولة والشباب واملرأة والشيوخ :من حيث الفئات العمرية -

جماالت ويتضح من كتابات العلماء املسلمني كالشاطيب والغزايل وابن خلدون وغريهم أنالضروريات واحلاجيات : التنمية االجتماعية يف ظل اتمع املسلم هلا ثالثة جماالت هي

، أي أن رفاه اتمع املسلم واستقراره وسعادة أفراده يتطلب توجيه موارده 2والتحسينياتمقاصد من للحفاظ على هذه ااالت الثالثة، ويعرف اال األول من جماالت التنمية االجتماعية

الدين، : ، واليت تتكون من مخس ضروريات أساسية هياإلسالمية بالكليات اخلمس الشريعةالنفس، النسل، العقل، واملال، ومسيت بالضروريات ألن عدم حفظ واحدة منها أو أكثر يؤدي

إسعاد الفرد "املقصد العام كما يذكره آخرون هو إىل اإلخالل بأمن واستقرار وازدهار اتمع، وواجلماعة وحفظ نظام التعايش فيها وعمارة األرض واستمرار صالحها بصالح املستخلفني فيها، وقيامهم مبا كلفوا به من عدل واستقامة ومن صالح يف العقل والعمل وإصالح يف األرض

،ولذلك فإنه ميكن القول أن اهلدف العام للتنمية "3واستنباطها خلرياا وتدبري ملنافع اجلميعاعية ينبثق من أهداف مقاصد الشريعة ،مع مالحظة مايلي بالنسبة خلصائص املصلحة االجتم

: 4الشرعية

.235خاطر، املرجع السابق، صأمحد مصطفى . 1دورية دولة ،"نظام جمتمع التكافل الذي أوجده اإلسالم والذي حياول منافسة دولة الرفاهية ضمن إمكانات حمدودة"يوسف خليفة اليوسف، . 2

. 555،ص) 2006مركز دراسات الوحدة العربية، : بريوت (1،ط الرفاهية االجتماعية .41ص ،) 1979 ، مطبعة الرسالة :الرباط( عة اإلسالمية ومكارمهامقاصد الشري الل الفاسي،ع. 3 .80ص ،املرجع السابق ،عفاف بنت إبراهيم بن الدباغ .4

Page 50: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

.أن مصدرها هدي الشرع، وليس هوى النفس أو العقل ارد .أيف الشريعة اإلسالمية ليست حمدودة بالدنيا وحدها، بل باعتبار الدنيا ن املصلحة واملفسدةأ. ب

.مثار األعمال واآلخرة مكانا وزمانا جلين، وإمنا األخالق ال تنحصر املصلحة الشرعية يف اللذة املادية، كما هو شأن املصلحة عند علماء. ج

.تتعدى حدود اللذة والسعادة الروحية اليت هي من متام اإلميان

إن مصلحة الدين أساس للمصاحل األخرى ومقدمة عليها، وجيب التضحية مبا سواها يف سبيل . دعليها وإلغاء ما يعارضها من املصاحل األخرى، وهذا خبالف ما يراها علماء األخالق احملافظة

.والقانون واالجتماع

وحياول البحث قياس مدى حتقق هذه املقاصد لكل فرد من أفراد اتمع املسلم من خالل مه إىل الشرع كم يف تنظييف إطار نظام اجتماعي حيت اتمعكقناعات دينية يف اإلسالمية يمقال

. اإلسالمي

:أهداف التنمية االجتماعية . 6

إن اهلدف الرئيسي للتنمية االجتماعية، هو حتسني نوعية احلياة واحلفاظ على كرامة اإلنسان، مبا ميكنه من أداء واجبه جتاه خالقه، كمخلوق استخلفه اهللا يف األرض، وهو يسعى إىل

ت احلياتية، تتيح له أداء هذا الواجب، وهذه احلاجات ذلك جيب أن تتوفر له جمموعة من احلاجا اليت تلزم الفرد واتمع، الروحية والعقلية والنفسية واجلسمية خمتلف احلاجاتمتمثلة أساسا يف ، اخل...الغذاء، واملسكن، والكساء، والعمل، واإلنتاج، والتبادلتتمثل يف فاحلاجات املادية، واحلاجات اخل...شعور باألمان، والطمأنينة، والراحة النفسيةالتتمثل يف واحلاجات النفسية

التوافق مع اتمع، واحلاجات الدينية املتمثلة يف أداء الواجبات الدينية على أكمل مثل االجتماعية .وجه

أو اليت يقع فيها الفرد لمشكالتا لتفسريويف هذا الصدد يقدم لنا التصور اإلسالمي مدى صلة اإلنسان بربه والذي يصدق عند من خالل ع احلاجات املختلفة، يف غاية إشبا عتما

كل مستويات إشباع الفرد للحاجات، وتفسري ذلك أن انقطاع الصلة باهللا أو ضعفها يؤدي إىل افتقاد إشباع احلاجات، أي افتقار الروح إىل االرتباط باهللا، فاإلنسان إذا افتقد اليقني باهللا سبحانه

على غري هدى من )املادية والنفسية واالجتماعية(يتخبط يف إشباع حاجاته الدنيويةوتعاىل فإنه اهللا، فيبالغ يف اجلزع من أي نقص يف إشباع تلك احلاجات، وعلى اجلانب اآلخر فإن توفرت له املوارد الكثرية إلشباع حاجاته املادية مييل إىل الطغيان والتجاوز، ومن ذلك نستنتج أن نقص

Page 51: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

أم مل واليقني والثقة باهللا تعاىل يؤدي إىل وقوع املشكالت سواء أشبعت احلاجة املادية املعرفة إن حسن الصلة باهللا سبحانه وتعاىل جيعل املشكالت اليت يواجهها الفرد أقل حدة وبالتايل ف، تشبع

ال جيوز بكثري، وبالتايل يتوقف األمر بالدرجة األوىل على نوع صلة اإلنسان باهللا تعاىل، كما أنه ، وإن كان إشباعها ينبغي أن يكون )املادية والنفسية واالجتماعية(إغفال إشباع احلاجات الدنيوية

إشباعا متوازنا ال جيعل منها أبدا هدفا يف ذاا حبيث ال تكون أكرب هم العبد وال تكون مبلغ ليت أسرف املنظور علمه، فاملنظور اإلسالمي يستوعب االهتمامات واحلاجات الدنيوية لإلنسان ا

الغريب يف التركيز عليها، ويضعها يف موضعها الصحيح من حاجات اإلنسان يف الدنيا ومن األساس الفلسفي هذا الصدد يرى خورشيد أمحد أن ويف ،حاجاته املتصلة باحلياة األخرى

:1يتمثل فيمايلي االجتماعية للمدخل اإلسالمي للتنمية .ساسية لعالقة اإلنسان بربه وعالقته باآلخرينوهو يضع القواعد األ :التوحيد

ويقصد ا هنا الترتيبات اإلهلية اليت متد اإلنسان والكائنات احلية بالغذاء واألسباب اليت :الربوبيةتبقي على حيام، وتوجيه األشياء لتحقيق كماهلا، وهذا هو القانون األساسي للكون، والذي

لتنمية املفيدة للمصادر واإلمدادات املتبادلة هلا، وإنه من خالل يلقي الضوء على النموذج اإلهلي ل .هذه الترتيبات اإلهلية يأخذ اجلهد البشري مكانه

األرض وإقامة شرع اهللا فيها، وهذا وهي دور اإلنسان كخليفة هللا يعمل على إعمار :اخلالفةمية كمستأمنة على حيدد دور اإلنسان ومكانته ومسؤوليته كمسلم، ومسؤولية األمة اإلسال

اخلالفة، ويترتب عليه املفاهيم املميزة لكل من األمانة امللقاة على اإلنسان، واألخالق والسياسة .واالقتصاد ومبادئ التنظيم االجتماعي

مبعىن التطهري والنمو، ولقد كانت مهمة كل أنبياء اهللا هي القيام بتزكية اإلنسان فيما : التزكية .وعالقته بأخيه اإلنسان ومبجتمعه، وبالدولة وبالبيئة الطبيعية من حولهيتعلق بعالقته بربه

ولقد حاول املفكرون الغربيون رسم أبعاد ومقاييس للرفاهية والسعادة البشرية، ومن تلك - البعد املادي : 2احملاوالت ما قام به ولنكسون لتحديد أبعاد اخلري، حيث حدد هلا ثالثة أبعاد هي

والبعد االجتماعي البيئي، وأوضح أن أي تطور وتقدم -اإلنساين-د البشري والبع -االقتصاديموجب فيها، إمنا ميثل تنمية، وبالتايل يعبد الطريق إىل بلوغ جمتمع الرفاهية، أما اديلمان

املؤشرات : وكريستينان موريس فأشارتا إىل مؤشرات ثالثة لبلوغ اخلري االجتماعي وهي

.81عفاف بنت إبراهيم بن الدباغ ، املرجع السابق، ص . 1 .85، ص عفاف بنت إبراهيم بن الدباغ ، املرجع السابق .2

Page 52: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

املؤشرات السياسية، واملؤشرات االقتصادية، بينما حددت هيئة محاية ، و-الثقافية-االجتماعية : وهي -من منظور بيئي-البيئة بالواليات املتحدة األمريكية أبعادا أربعة لبلوغ احلياة اجليدة املرادة

.جودة البيئة الطبيعية، وجودة البيئة االقتصادية، وجودة البيئة االجتماعية، وجودة البيئة السياسيةواملتأمل لألبعاد واملؤشرات السابقة اليت حتدد التنمية االجتماعية، يالحظ أا مجيعا قد

أغفلت البعد الروحي املتعلق بنوع صلة الناس برم، بينما ميثل يف املنظور اإلسالمي البعد املهيمن هية االجتماعية احلياة اجليدة أو الرفا"على مجيع األبعاد األخرى، فالنموذج اإلسالمي للتنمية يرى

املبتغاة، متمثلة يف حتسني األبنية الدينية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية مبا تشمل عليه مجيعا من أبعاد فرعية، كما أنه ينظر إىل البناء الديين أو البعد العقائدي كأساس حيتوي

".1على األبعاد واألبنية األخرى للتنمية ويؤثر فيها :قات التنمية االجتماعية عوم. 7

إن النظرة املدققة يف تراث التنمية تكشف عن وجود اهتمام واضح باملؤشرات الكمية الدول اليت كانت مستعمرة أو شبه (والكيفية للتنمية، وحتاول اختزال تنمية الدول النامية

، أو )اخل...،التعليم مستوى الثروة ،التحضر(والتعبري عنها يف صورة مؤشرات كمية )مستعمرةالدافعية حنو االجناز ،القيم والدوافع اليت ترفع معدل التنمية، مصادر االجناز العالية (مؤشرات كيفية

، وهي حماوالت لتقدمي تصور لتفسري ظاهرة التخلف والتنمية وفق متغريات منط حمددة، )اخل...نيف اتمعات إىل ثنائيات تعكس وهو ميثل امتداد للتقليد السوسيولوجي الذي مييل إىل تص

التحديث، ويؤكد بعض الباحثني على نقطة أساسية، هي أن املستوى العايل من -ازدواجية التقليدشاركة اجلماعية اإلبداع واخللق شرط أساسي إلحداث التنمية أي التجديد يف اتمع، والوعي بامل

تعترضها عدة معيقات حتول دون متثل هذه ، غري أن عملية التنمية يف بلداننا يف عملية التغيريالتجديدات، هذه املعيقات ترتبط بالدرجة األوىل باعتقاد البلدان النامية بأن التغيري االجتماعي

املعرفة العلمية ،رأس املال ،القيم (يتوقف على حجم مقومات التقدم املنقولة من البلدان املتقدمة االجتماعي الذي فرضه االستعمار على البلدان املتخلفة، وهي ، وإغفال طبيعة البناء )اخل...الغربية

وجتاهل اخلصوصيات التارخيية) تطبيق الليربالية(دعوة إىل تكرار نفس جتربة البلدان املتقدمة ، ويف نفس السياق تعترب احملاوالت الفكرية اليت تسعى إىل حتليل أسباب ختلف لبلداننا واحلضارية

ليت تقف عقبة أمام عملية التنمية ترتبط بالعادات املتخلفة والقيم السائدة يف بلداننا أن املعيقات ا

.86، ص السابق عفاف بنت إبراهيم بن الدباغ ، املرجع .1

Page 53: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

اتمع واليت متثل مصدرا للفساد والتخلف جيب التخلي عنها، واعتربت التنمية عملية اكتساب أو فقدان خصائص أو مسات يعتقد أا خصائص التنمية أو التخلف، ينطوي على كثري من الغموض

شخصية غري خالقة، شخصية تسلطية، (لتخلف ال يرتبط خبصائص هذه اتمعات واملغالطة فا، وإمنا يرتبط بالظروف التارخيية اليت عاشتها هذه الشعوب وبطبيعة )اخل...األسرة املمتدة والقبيلة

النظام الدويل احف، ويف سياق البحث عن نظرية تتالءم مع واقع البلدان النامية، وانطالقا من مة املعرفية القائلة أن أي ضرب من ضروب التنظري أو التفكري ما هو إال انعكاس لواقع معني املسل

، أصبحت اخلصوصية التارخيية لدى بعض الباحثني 1مبا يغلفه هذا الواقع من تيارات أيديولوجيةليت تتالءم جا وطريقا للتنظري للواقع االجتماعي الذي يتخذ من هذا الواقع أساسا النتقاء املفاهيم ا

معه، من منطلق أن الدول النامية تعيش تكوينا اجتماعيا متعدد األمناط باعتباره سببا ونتيجة ).التخلف، التبعية، التجزئة( لظواهر تطبع جمتمعات هذه الدول

:والتنميةاإلنسان .8

ر من األخطاء الكربى أن ننظر إىل التنمية على أا عامل الكميات واألرقام، ومل دو اإلنسان فيها، فالتعمق يف احلقائق االقتصادية جيعلنا ندرك أمهية اإلنسان فيها فلو نظرنا إىل مقومات

، فإنه سيتبني لنا أن هذه العوامل ...واإلطارات الفنية ، ورؤوس األموال ،كوسائل اإلنتاج االقتصادلية، بل إن فعالية العوامل كلها وكلما كانت درجة تعقدها هي يف مرحلة أوىل نتيجة اإلنسانية األو

.االقتصادية مرتبطة مبدى فعالية اإلنسان ووسطه االجتماعي

ولتأكيد هذه احلقيقة سيتعرض مالك بن نيب بالتحليل واملوازنة لتجربتني كانت إحدامها بأملانيا واألخرى بأندونيسيا فقد جنحت التجربة األملانية يف البناء بعدما فقدته من كل مقوماا

قتصادية وبنيتها التحتية خالل احلرب العاملية الثانية، بينما فشلت التجربة االندونيسية رغم ما االأتيح هلا من خربة فنية وما وفر هلا من وسائل مادية وإمكانات بشرية، وثروات طبيعية أي كل

وسائل ضمانات النجاح، هنا خيلص مالك بن نيب إىل أن التجربة األملانية جنحت ألا تصرفت يفإن من أعاد بناء أملانيا هو "وقيم إنسانية تتسم بالفعالية واحلركية اليت امتصها من وسطها الثقايف،

الروح األملانية روح الراعي والفالح، والعامل واحلمال، واملوظف والصيديل والفنان واألستاذ، إن اإلنسان " ،"2ارك الثاينوبكلمة واحدة أن الثقافة األملانية هي اليت أعادت بناء بلد غوته وبسم

معادلة اجتماعية صاغها التاريخ وأودع فيها خالصة جتارب سابقة وعادات ثابتة حتدد موقف الفرد

.93، ص )1987دار املعرفة اجلامعية، : االسكندرية( التنمية بني النظرية وواقع العامل الثالثمرمي أمحد مصطفى عبد ايد، . 1 .25، ص ) 1991دار الفكر، : اجلزائر(2، طتأمالتمالك بن نيب، . 2

Page 54: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

أمام املشكالت مبا يكون هذا املوقف من القوة أو الوهن من االهتمام أو التهاون من الضبط أو فان ....من حقول ثقافية أخرى ، فاملسألة إذن ليست تكديس قيم أو نقل معايري "1عدم الضبط

".2ال ميكن أن تبيعنا روحها وأفكارها وثرواا الذاتية،...احلضارة اليت نستورد منها هذه األشياء

هو حمور التنمية وهدفها فإن كل اجلهود للفكاك من التخلف ينبغي أن يتأسس اإلنسان إن .مع ضرورات التحضرعلى هذا الفهم، أن تبث فيه قيم الفعالية واحلرية لينسجم

:يف ظل مقاصد الشريعة مكونات التنمية االجتماعية.9

نظرية املقاصد عند : "كتب طه جابر العلواين يف تقدميه لكتاب إمساعيل احلسين حتت عنوانالدراسات املقاصدية مداها املنهجي وتصبح جزء أنه لكي تأخذ ":"راإلمام حممد الطاهر بن عاشو

ال بد من التركيز على ،واملعرفية، وتؤدي دورها يف معاجلة األزمة الفكرية من احملددات املنهجيةاملقاصد الكلية للرسالة اخلامتة والشريعة اليت جاءت ا، حيث أن املقاصد اجلزئية ستبقي الفكر اإلسالمي املقاصدي حبيس الدائرة الفقهية التقنينية اليت مهما اتسعت فستبقى ضيقة، ومهما

خاصة بتلك الدائرة، وبالتايل فإن النظر اجلزئي لن يتأثر كثريا ولن يتخلى عن عممت فستبقىمواقعه يف الفكر اإلسالمي كله، ال الفقه اإلسالمي وحده، إال إذا حصل الوعي على املقاصد الكلية وأمكن التعامل معها باعتبارها حمددات منهجية تضبط مع بقية حلقات املنهج احلركة

ية اإلسالمية، وتتحول إىل جزء من نظام منطقي إسالمي يضبط حركة الفكر الفكرية واملعرف، ويف نفس "3اإلسالمي كله ال الفقه اإلسالمي وحده ويعصمها من الوقوع يف اخلطأ أو االحنراف

فائدة املقاصد ال :"هذا املوضوع يف قوله"الفكر املقاصدي"السياق بسط الريسوين يف كتابه ا أو تزود بنصيب منها، تنحصر يف االجتهاد وا تهدين، بل ميكن حتصيلها لكل من تشبع

وتكون فائدته بقدر علمه وفهمه ملقاصد الشريعة، وبقدر اعتماده هلا واعتماده عليها يف فكره ، فاملقاصد بأسسها ومراميها، وبكلياا مع جزئياا، وبأقسامها ومراتبها، ومبسالكها "4ونظره

.متميزا للفكر والنظر، والتحليل والتقومي، واالستنتاج والتركيبووسائلها، تشكل منهجا وأول ما يستفيده الفكر واملفكرون من منهج املقاصد هو أن يكون فكرا قاصدا، وهذا يقودنا إىل ما توفره الثقافة املقاصدية من عقلية ترتيبية أولوية للمصاحل واملفاسد ولكافة الشؤون،

.25، ص )1998دار الفكر، : دمشق ( ، ترمجة بسام بركة، عمر مسقاويمن أجل التغيريمالك بن نيب، . 1 .252، 251، ص ص )2006دار اهلادي للطباعة والنشر والتوزيع، : بريوت( 1، طالتخلف والتنمية يف فكر مالك بن نيبالطاهر سعود، . 2 .274، ص)2004دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، : اجلزائر ( حنو تفعيل مقاصد الشريعةمجال الدين عطية ، . 3 .275، ص السابقرجع مجال الدين عطية ، امل. 4

Page 55: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

نظرين واملفكرين، مما ورث الكثري من اخللل والتخلف والعجز، وهو ما يفتقده كثري من امل .واالبتعاد عن حتديد األهداف وغياب ذهنية املراجعة والنقد والتقومي

واملقصد العام للشريعة اإلسالمية كما قرره عالل الفاسي غري بعيد عما نص عليه ابن ستمرار صالحها بصالح هو عمارة األرض، وحفظ نظام التعايش فيها، وا"عاشور وغريه،

املستخلفني فيها، وقيامهم مبا كلفوا من عدل واستقامة، ومن صالح يف العقل ويف العمل، " .1وإصالح يف األرض، واستنباط خلرياا، وتدبري ملنافع اجلميع

ويف ظل هذه العقلية املقاصدية ومن خالل كتابات العلماء املسلمني كالشاطيب والغزايل الضروريات : مكونات هي ريهم أن التنمية االجتماعية يف اتمع املسلم هلا ثالثوابن خلدون وغ

ومقصود الشرع من اخللق مخسة وهو أن حيفظ عليهم دينهم ونفسهم "واحلاجيات والتحسينيات،وعقلهم ونسلهم وماهلم، فكل ما يتضمن حفظ هذه األصول اخلمسة فهو مصلحة وكل ما يفوت

، ويشمل املكون األول من مكونات التنمية االجتماعية مخس كليات "2هذه األصول فهو مفسدةهي ما ال بد منها :"الدين والنفس والعقل والنسل واملال، وميكن تعريف هذه الكليات بأا: هي

حلفظ نظام املكلفني يف حايل االنفراد واالجتماع، ويتحقق حفظ هذا النظام حبفظ أركانه اخلمسة ومسيت بالكليات ألن عدم حفظ واحدة منها يؤدي إىل اإلخالل بأمن ،"3اليت هي قوام ماهيته

واستقرار وازدهار اتمع، أي أن احلديث عن تنمية اتمع املسلم واستقراره وسعادة أفراده يتطلب توجيه موارده للحفاظ على هذه املكونات الثالثة، مع إعطاء األولوية للحفاظ على

، أما مفهوم التنمية االجتماعية يف الفكر املعاصر فيعرب 4التحسينياتالضروريات مث احلاجيات مث عنه بتلك النشاطات االقتصادية اليت تقوم ا الدولة يف جماالت اخلدمات االجتماعية كتقدمي اإلعانات النقدية، وتوفري الرعاية الصحية ونشر التعليم، وتقدمي الغذاء واملأوى وغريمها من

اليت دف إىل حتقيق الكفاءة يف توجيه املوارد والعدالة يف توزيعها، مع توافر اخلدمات االجتماعية .5اإلمكانات اإلدارية لتحقيق ذلك

.19، ص)1995الدار العاملية للكتب اإلسالمي،:الرياض( 4طتقدمي طه جابر العلواين، ، نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيبأمحد الريسوين، . 1 .287، ص )1997ريوت مؤسسة الرسالة، ب( 1، تقدمي حممد سليمان األشقر، طاملستصفى من علم األصول، أبوحامد الغزايل. 2، ص )1996قسنطينة، جامعة األمري عبد القادر، ( رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري ".مقاصد الشريعة عند ابن عاشور"خملوف سوابعة ، .3

148. .555، ص املرجع السابقيوسف خليفة اليوسف، 4 .548، ص السابقاملرجع ،يوسف خليفة اليوسف. 5

Page 56: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

وملا كانت حقيقة التكليف ال تتصور إال بوجود املكلف وهو اإلنسان املكلف العاقل، :1م مبايليووصول الدعوة إليه، فإن نظام العامل الذي جاءت الشريعة حلفظه وإصالحه يتقو

.وجود اإلنسان ويعرب عنه بالنفس - .وأن يكون بالغا عاقال، وإمنا البلوغ عالمة العقل- .ووصول الدعوة إليه، ويعرب عن هذا الركن بالدين-واستمرار الذات إىل األجل احملتوم لكل فرد، ويتم ذلك بتناول ما حيفظ حياته من موجودات هذا -

. ويعرب عنها باملال ،العامل . واستمرار النوع، وقد نيط ذلك بسنة التوالد املودعة يف فطرة اإلنسان، ويعرب عنها بالنسل-

ولو فقد بعضها فضال عن مجيعها الختل نظام العامل قطعا، فانقطاع التكليف مع استمرار احلياة، يكون يف حال فقد الدين أو العقل، وانقطاع احلياة نفسها ويتصور ذلك يف حال فقد نوع

.نسان سواء بانقطاع حياته رأسا، أو بانقطاع النسل أو املالاإلالكليات اخلمسة، جتدر اإلشارة أن املصاحل الضرورية و املصاحل الضرورية لتجنب اخللط بني و

ليست مخسا، وليس من التحقيق تقييدها بعدد أصال، ألن بعض أحوال العامل املقصود باحلفظ . وترتفع عنه أخرى متغرية، وبالتايل تعرض له ضرورات

:2وميكن التمثيل للمصاحل الضرورية مبايلي، االجتهاد يف طلب مراد الشارع األمر باملعروف والنهي عن املنكراإلميان، : من ضروريات الدين -

.من قبل العلماء املؤهلني له، املنع من الردة .، حترمي القتلالشراب، العملتناول الطعام و: من ضروريات النفس -حترمي العلم بكل تكليف تعلق بذمة املكلف، االجتهاد يف طلب العلم،: من ضروريات العقل -

.املسكرات واملخدرات .مشروعية النكاح، حفظ النسب : من ضروريات النسل - .والغصب مشروعية املعامالت املالية املختلفة بني الناس، حترمي السرقة: من ضروريات املال -من و ،3الدعايات اهلادمة، واالحنالل الديينتكون حبماية العقائد من لدينواحملافظة على ا

وتعليم ،)هدم الدين(تتمثل يف تعدد االعتقادات بصورة عامة وهذه املفاسد البدع واخلرافات،

.145السابق، ص املرجع سوابعة ، خملوف . 12 .149املرجع السابق، ص خملوف سوابعة ، . .60، ص )1965دار الفكر العريب، : القاهرة( تنظيم اإلسالم للمجتمعحممد أبو زهرة، . 3

Page 57: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

وتيسري، مبا ميكنهم من الوصول إىل اإلميان الصادق وما فرضه اهللا عليهم، الدين تكاليف األفرادوالدعوة إىل ما يرضي اهللا ، عية وتوثيقها بني أفراد اتمعات، وتقوية الروابط االجتماالعباد أداء

.نهي عما متيل إليه النفس والشهوةتعاىل من أقوال العبد وأفعاله، والمنذ ظ عليها اواحلف ،واحملافظة على النفس هي احملافظة على حياا مبنع االعتداء على النفس

ومن احملافظة على النسل بتربية ، 1، ورضاعة وحضانةة أحكام الزواج من نفقةمبراعا، بدء تكوينهاحبيث تكون هذه األجيال قوية دينيا على التآلف االجتماعي، ومراعاة حق الغري، األجيال

وحرية اختيار حرية العمل أيضا ومن احملافظة على النفسوجسميا وعقليا نفسيا واجتماعيا، .2العمل

وكل ما من كاملسكرات واملخدرات، حبمايته من أن يعرض لآلفات لى العقلعواحملافظة فباإلضافة إىل أا تفسد العقول يف اتمع فهي تقطع حبال ،شأنه أن يؤثر على العقل تأثريها

الذي من شأنه أن ،االستزادة يف طلب العلمعلى ومعاونة طالب العلم وتشجيعهم ، 3املودة فيهفاطر، اآلية (، "إمنا خيشى اهللا من عباده العلماء: " ويزيد من خشيته، لقوله تعاىليقوي اإلميان باهللا

28(. سواء بارتكاب فاحشة الزنا أم كان مبنع االعتداء على األعراض واحملافظة على النسل

ومبنع كل ما من شأنه إضعاف التماسك األسري واالجتماعي، واالعتداء على بالزنا، بالقذفاحلث على الزواج حترمي حتديد النسل، وجواز تنظيمه، واحملافظة على النسل منو احملارم، .، ليكون منه التوالد الذي مينع فناء اجلنس البشري4وتيسريه

واحملافظة على املال مبنع االعتداء عليه بالسرقة أو الغصب، وأكل أموال الناس بالباطل، ومن عدي على امللكية اليت تشيع الفوضى بني الناس،ومنع الت ،5واالحتيالومنع الرشوة والنصب

احملافظة على اإلنتاج مبا يثمر ويزيد يف ثروة اجلماعة واألفراد مبا ب محايته وتنميته، احملافظة على املال .يتوافق مع الشرع

التنمية وهذه املصاحل اعتربها اإلسالم غاية من غايات االجتماع اإلنساين الفاضل، ن اختالل وإ فقا هلذا التصور هي حفظ مصاحل العباد يف حايل االنفراد واالجتماع،االجتماعية و

1 .93، ص عفاف بنت إبراهيم بن الدباغ ، املرجع السابق. 2 .57، ص السابقاملرجع ،حممد أبو زهرة. 3 .58، ص السابقاملرجع ،حممد أبو زهرة . 4 .94، ص عفاف بنت إبراهيم بن الدباغ ، املرجع السابق . 5 .60، ص السابقاملرجع ،حممد أبو زهرة .

Page 58: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

ا������ ا����� ��..............................................................ا��� ا�����

وتفشي ملظاهر اجلشع املادي حتقيق هذه املصاحل الضرورية جيعل احلياة االجتماعية حمل صراعواستغالل اإلنسان ألخيه اإلنسان، وهو ما تعرفه احلياة االجتماعية املعاصرة، نتيجة اخنرام نظام

ولست أعين باختالل نظام األمة هالكها "يف وأصبحت حياا شبيهة حبياة األنعام، التكلواضمحالهلا، ألن هذا قد سلمت منه أعرق األمم يف الوثنية واهلمجية، ولكين أعين به أن تصري

".1أحوال األمة شبيهة حبياة األنعام، حبيث ال تكون على احلالة اليت أرادها الشارع منها

1 .149السابق، ص املرجع سوابعة ، خملوف .

Page 59: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

القيم اإلسالمية : الفصل الرابع

القيم اإلسالمية تعريف. 1

منظومة القيم اإلسالمية . 2

خصائص القيم اإلسالمية . 3

القيم اإلسالمية تصنيف. 4

مناذج من القيم اإلسالمية.5

العفة.1.5

صلة الرحم.2.5

إليثارا.3.5

األخوة.4.5

الرب.5.5

األمر باملعروف والنهي عن املنكر.6.5

Page 60: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

من وجهات نظر حول موضوع القـيم سـواء يف الدراسـات عرضه من خالل ما تقدم

ورغم اختالف جماالت اهتمامها إال أا جتمع فلسفية أو النفسية أو االجتماعية يف الفكر الغريب،ال

أو من منطلق االعتقاد أن مصدر املعرفة هـو الكـون ، على أن مصدر القيم هي اخلربة اإلنسانية

الطبيعة أو املـادة أو من مفاهيم متداولة يف الفكر الغريب، كمفهوم خالل ما يعرب عنه، من املادة

حول موضوع القـيم )املادي(الغريب هذا التصور اخل، لذلك فاالختالف بني ...احلس والتجربة

.ومصدر املعرفة والتصور اإلسالمي هو اختالف جوهري، ألنه تباين من حيث منطلق التفكري

راء البـاحثني يف حماولـة اإلحاطـة مبوضـوع القـيم اإلسـالمية بـني متيزت آكما

أما مـن حيـث ،اليت قدموها حول هذا املفهوم اتتعريفال ك يفذل يتجسد، والعمقو السطحية

.اهللاهو الوحيد اإلسالميةكل هذه اآلراء جتمع على أن مصدر القيم صدر فإن امل

:القيم اإلسالمية تعريف 1.

مكون نفسي معريف عقلي ووجداين وأدائي يوجه السلوك ويدفعـه، "عبارة عن القيم اإلسالمية -

".1ولكنه إهلي املصدر، ويهدف إىل إرضاء اهللا تعاىل

هي حكم يصدره اإلنسان على شيء ما مهتديا مبجموعة من املبادئ واملعايري الـيت اقتضـاها " -

."2الشرع، حمددا املرغوب فيه واملرغوب عنه من السلوك

موعة من املثل العليا والغايات واملعتقدات والتشريعات والوسائل والضوابط واملعايري لسلوك جم" -

الفرد واجلماعة مصدرها اهللا عز وجل، وهذه القيم هي اليت حتدد عالقة اإلنسان وتوجهه إمجـاال

".3وتفصيال مع اهللا تعاىل ومع نفسه، ومع البشر ومع الكون، وتتضمن هذه القيم غايات ووسائل

ك اإلنسان ومرجعيـات اليت تعمل كمنطلقات وموجهات لسلو جمموعة من املبادئ والقواعد" -

يتم من خالهلا احلكم على األفكار واألشخاص واألشياء والتصرفات، مستمدة مـن كتـاب اهللا

وسنة رسوله، منها ما هو قطعي يف داللته، ومنها ما هو ظين ختتلف األفهام حوله، وميكن قياسها

."4عرف عليها من خالل األداء والسلوكوالت

دار املسرية للنشر والتوزيع :عمان( 2،ط اتيجيات تدريس القيمتصور نظري وتطبيقي لطرائق واستر: تعلم القيم وتعليمها ماجد زكي اجلالد ، . 1

. 55ص ،)2007والطباعة، .55ماجد زكي اجلالد، املرجع السابق، ص. 2 .55ماجد زكي اجلالد، املرجع السابق ، ص. 3 .68ص ،)2006 مكتب التربية العريب لدول اخلليج،: الرياض(2ط ،القيم السلوكيةحممود عطا حسني عقل ، .4

Page 61: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

إا املعتقدات واألحكام اليت مصدرها القرآن والسنة يتمثلها ويلتزم ا اإلنسان املسلم، ومن " -

مث يتحدد يف ضوئها عالقته بربه، واجتاهه حنو حياته يف اآلخرة، كما يتحدد موقفـه مـن بيئتـه

لتزم ا اتمع املسلم وأعضاؤه من األفراد املسلمني وهي اإلنسانية واملادية، وهي معايري يتقبلها وي

".1تشكل وجدام وتوجه سلوكهم مدى حيام

، يتمثـل األول يف البعـد على بعدين اإلسالمية إن هذه التعاريف أسست مفهومها للقيم

سلوك من حيث كونه حسنا والبعد الثاين يتمثل يف احلكم الشرعي الذي حيكم هذا ال السلوكي،

حتديد إطار القيم حولاختالف الباحثني كذلك كما يتضح من خالل هذه التعاريف أو قبيحا،

اإلسالمية، بني من حيصرها يف جمال األخالق اإلسالمية، وبني من يعتربها مرادفة ملفهوم اإلسـالم

ن، والكـو جمتمعهيتعلق بعالقات اإلنسان اجتاه خالقه و ذاته، وبالتايل مشل موضوع القيم كل ما

مـدى هـو يف النفوس اإلسالميةالقيم عمق يعرب عن وما ،مبعىن أا شاملة لكل مناحي احلياة

كل ما يصدر عن اإلنسان الذي يؤمن ا من تصرفات تربطه باهللا عزوجل والكـون، حتكمها يف

ويؤمن هي جمموعة من املبادئ والقواعد واملثل اليت نزل ا الوحي،:"وهو ما يتناوله التعريف اآليت

ا اإلنسان ويتحدد سلوكه يف ضوئها، وتكون مرجع حكمه يف كل ما يصدر عنه مـن أفعـال

".2وأقوال وتصرفات تربطه باهللا عز وجل والكون

: يةاإلسالم منظومة القيم .2

يكمـن اإلسالمية مرتبطة بالعقيدة اإلسالمية، ودوافع االلتزام بالقيم اإلسالمية أمـر القيم

اإلسالمية الـيت العقيدة منتنبثق اإلسالمية قيمفال ولذلك، سيف النف يدة اإلسالميةالعق عمق مبدى

توحيـد بالتوحيـد واملقصود هنـا ،ونزلت به الكتبالذي دعت إليه الرسل ،لتوحيدأساسها ا

بينما املقصود من توحيـد ،املتضمن توحيد الربوبية، وهو عبادة اهللا وحده ال شريك له األلوهية

كما جـاء يف ،ء وهو ما أقره املشركون من العرباإلقرار بأن اهللا وحده خالق كل شيالربوبية

،25اآليـة سورة لقمان " واألرض ليقولن اهللا ولئن سألتهم من خلق السماوات:"القرآن الكرمي

فلقد كانوا مقرين بالصـانع ،من املشركني الذين كذبوا بالرسل السالفة األمموكذلك كان حال

كمـا ،)اجلن ،املالئكة ،الكوكب، األصنام(هلم شفعاء مثل لعامل صانعان ولكن اختذواوأنه ليس ل

سورة " ربونا إىل اهللا زلفىوالذين اختذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إال ليق:"أخرب عنهم تعاىل بقوله

.68سابق، صالرجع املنورهان منري مرسي، . 1 .68سابق، صالرجع املنورهان منري مرسي، . 2

Page 62: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

البناء إعادة"يظهره إمساعيل راجي الفاروقي يف كتابه وهناك جانب قيمي للتوحيد، 3اآلية الزمر

هللا هـو نعين أن اإلميان با ،عند تأكيدنا أنه ال إله إال اهللاإنه ":بقوله "اإلسالمي والسلطة السياسية

س ن كل شيء آخر يعترب أداة تتوقف قيمتها على اهللا سـبحانه، ويقـا أو ،القيمة املفردة والنهائية

وأن كل مـا هـو ،جلميع املطالبو الغاية النهائية عين أن اهللا هيو ،بتحقيقها اخلري اإلهلي النهائي

ومبقتضى هذا فإن اإلنسان يعد مبثابة العبـد ،ثل نفسه مع إرادة اهللاموجود يف الكون جيب أن ميا

إن التوحيد يعـرب ،ن اهللا أو حتقيق اإلرادة اإلهليةالذي جيب أن جيند كل أعماله وقدراته خلدمة دي

أن اخلليقة هي الشيء املادي الذي جيب يتحقق :ألولاملعىن ا ،ن ثالثة معان على املستوى القيميع

،بالصـالح ولذلك فإن كل عنصر من عناصر اخلليقة يتسم ،كمال املتمثل يف اإلرادة اإلهليةفيه ال

بل إنه خال من النقائص ويتسم بالكمال، ونتيجة ،لكون مل خيلق على أفضل صورة فحسبوأن ا

يعترب ذنبا، فاحلياة اليت تتمثل فيها مجيع القيم تعتـرب لذلك فإن التمتع بقيمه اجلوهرية أو النفعية ال

ا وتدعيمها على أفعال اإلنسـان املتمثلـة يف التسـبيح هللا أثرا من آثار اهللا، ويتوقف االحتفاظ

وعبادته، وتغرس القيم الكونية السامية يف كل فرد باعتبارها أداة للتوصل إىل احلقيقـة املطلقـة،

بأا تتكـون ملسيحية قد انتقصت من قدر احلياة الدنيا بتصويرها إياها وعلى عكس ذلك جند أن ا

وأن كل البشرية تعد جمموعة هائلة من اآلثام وأنه لن يأيت أبـدا الزمـان من جمرد كائنات حية،

فهو أن اإلنسان ال يقـع يف مـأزق إال : أما املعىن الثاينواملكان عندما تتوصل للحقيقة املطلقة،

رج نفسه منه، فاعتبارات مثل كون طريق اإلنسان مليئا بالعقبات، وأن اإلنسـان ويستطيع أن خي

اليت تؤدي إىل حتقيـق املتعـة والشـعور مييل إىل االنقياد التام ألنانيته، أو أن يتخذ أسهل الطرق

بالنشاط، تعد مجيعها حقائق، ولكنها ليست بأكثر واقعية من نقائضها، ولذلك فإن اإلنسان ليس

ىل منقذ، أو مسيح أو خالص، ولكنه يف حاجة إىل أن يكرس نفسه ألداء واجبه يف احلياة، حباجة إ

-باختالفه عن املسـيحية -ولذلك فإن اإلسالم وأن يقيس كفاءته بصورة مباشرة مبقدار منجزاته،

يدعوا الناس للسعادة العظيمة بدال من اخلالص، ويعدهم باألجر يف احلياة الـدنيا واآلخـرة مبـا

، أما املعىن الثالث للتوحيد على املستوى القيمي فهو أنه نظرا ألن اخلري الذي سب مع أعماهلميتنا

تعترب -مبقتضى كوا إرادة اخلالق- جيب حتقيقه يتمثل يف اإلرادة اإلهلية، ونظرا ألن اإلرادة اإلهلية

ن املمكن أن تكـون واحدة بالنسبة جلميع املخلوقات وجيب عليهم مجيعا االلتزام ا، فإنه ليس م

فاإلسالم دين القـيم ".1هناك تفرقة بني األماكن واألشخاص باعتبارهم القائمني بالفعل األخالقي

.79،80ص ص ،راهيم بن الدباغ، املرجع السابقعفاف بنت إب .1

Page 63: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

العليا واملثل السامية، ورسالته رسالة القيم اإلنسانية، اليت تتسم بالربانية والشمول والثبات والتوازن

يتمثل هذه القيم كالتوحيد، التكافل، العمل والعاملية، وتعاليمه ما جاءت إال لتكون اإلنسان الذي

وغريها من سلسلة القيم اليت ال ميكن حصرها فالقيم اإلسالمية ، ...، العلمالصاحل، العدالة، العمران

لـه حتقق آمن ا واحتكم إليهاإذا اتمعو ،املادية والروحيةجاءت شاملة لكل جوانب احلياة

.السعادة واألمن والرخاء

من ، وهو أمر ينبع املسلم لدى اإلنسان اإلسالمية عمق القيم عن مدى القوميسلوك الويعرب

،1خالل تفعيل القناعات الدينية الصحيحة يف توجيه السلوك اإلنساين، وإحياء الشعور بالواجب

.واستشعار الرقابة اإلهلية ومسؤولية اجلزاء األخروي

:خصائص القيم اإلسالمية .3

متيزها عن غريها من جمموعة من اخلصائصاملصدر فإن هلا إهليةسالمية القيم اإل وملا كانت

:2ييلفيما ميكن حصرهاحيث ،القيم

.ملصاحل واألهواء الشخصية لألفرادترتبط با ال ليست نسبية فهي القيم اإلسالمية :الثبات -أ

يـع عالقـات تـنظم مج القيم اإلسالمية شاملة جلميع شؤون احلياة اإلنسانية، و: الشمولية -ب

.الكونو باهللا عزوجل ،اإلنسان

يف جمموعها توازنا بني مطالب ققحتتستجيب القيم اإلسالمية للفطرة اإلنسانية، و: الواقعية -ج

وابتغ فيما أتاك "املادة والروح، وبني مطالب الفرد واتمع وبني مطالب الدنيا واآلخرة، قال تعاىل

، 77اآلية القصـص، ".الدنيا وأحسن كما أحسن اهللا إليك اهللا الدار اآلخرة وال تنس نصيبك من

ويؤكد حممد عبد اهللا دراز مسألة واقعية القيم اإلسالمية عندما يشري إىل أا جـاءت يف القـرآن

:3الكرمي مشروطة بأمرين

.أن النشاط الذي تستهدفه القيم جيب أن يكون خاضعا إلرادة اإلنسان -

.واقع احلياة احملسوسة، أي ميكن ممارستهأن يكون هذا النشاط متاحا يف -

إن للقيم اإلسالمية خاصية هامة واليت من خالهلا تتأكد مدى متيز املنظومة القيمية :تساقاإل -د

عن غريها من املنظومات القيمية يف اتمعات غري اإلسالمية، وهو أا ترتبط ببعضـها يةاإلسالم

املنهج :التوجيه اإلسالمي للخدمة االجتماعية "،دورية حنو سياسة اجتماعية متكاملة من منظور إسالميماهر أبو املعاطي علي ، . 1

.160، ص )1997املعهد العاملي للفكر اإلسالمي ، : القاهرة "(وااالت . 69،70حممود عطا حسني عقل، املرجع السابق، ص ص . 2 .87 ، ص)1982مؤسسة الرسالة ، : الكويت( دستور األخالق يف القرآنعبد اهللا حممد دراز ، . 3

Page 64: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

، فاإلميان باهللا يستلزم طلب العلم النافع، وقـيم صل بينها ميكن الفالوالبعض وتتفاعل فيما بينها

تستلزم العمل الصاحل، وبالتايل تتساند مجيع القيم ة اإلميان باهللاقيمالنافع تعزز اإلميان باهللا، و العلم

، فهـي القيم يف املنظومة القيمية اإلسالمية ملزمة لبعضها الـبعض فداخل إطار العقيدة الواحدة،

.يأخذ بعضها برقاب بعض اسكةمترابطة متم

قيم عليا وليسـت أا اخلصائص السابقة من خالل وجتدر اإلشارة إىل أن القيم اإلسالمية

، اإلسالميةال ميكن اعتبار مبدأ االستهجان أو االستحسان هو ميزان القيم فقط قيم إجيابية، كما

د افـر تقـده أو يـؤمن بـه األ كل ما يع كما أنه ليس، اإلسالمية القيم ه ال ميكن استهجانألن

نابعـة عـن كن قيم، ما مل تال مرتبة رقى إىلت تعد قيما أي من مثل ومبادئ وقواعد اتاتمعو

.العقيدة الصحيحة اليت أساسها التوحيد اخلالص

:القيم اإلسالمية تصنيف. 4

م من خالل التعاريف السابقة للقيم اإلسالمية ميكن حتديد جمموعة من التصـنيفات للقـي

مفهوم القـيم عتربي فمحمد عبد اهللا دراز ،، حسب تصور كل باحث للقيم اإلسالميةاإلسالمية

من أن يقع ضمن إحدى ال خيرج سلوك اإلنسان املكلف أنو ،مرادف ملفهوم السلوك اإلسالمية

،)الفرض، املندوب، املبـاح، احلـرام، املكـروه (انطالقا من أقسامه اخلمسة ،الشرعيةاألحكام

:1املراتب اآلتية إىل من خالل ذلك بدورها تنقسم اإلسالمية القيمتايل فبالو

، )القيم املفروضـة (ا مع عدم التقصري فيها االلتزاماليت جيب ): قيم مرغوب فيها(قيم مندوبة . أ

.وقيم اجيابية من غري إلزام

زم االبتعاد عنـها، اليت يل) قيم حمرمة(عنها منهيوهي قيم ): قيم مرغوب عنها(قيم مكروهة . ب

.وقيم حث الشرع على االبتعاد عنها من غري إلزام

.ر مفتوحا للفرد بني الفعل والتركحيث يترك فيها اخليا: قيم مباحة. ج

يف كما هو الشأن القيم اإلسالمية بأا ثابتة ومطلقة، يعتربتصنيف فاروق الدسوقي الذي

ليت تضبط مسالك أقسام تنضوي حتتها شىت املعاين اتنقسم إىل ثالثة من أن القيم املنظور الفلسفي

:2وحيددها يف ثالث قيم ،اإلنسان يف حياته

.17ص سابق ،الرجع عبد اهللا حممد دراز ، امل. 1 .25ص ،)1986املكتب اإلسالمي ، :بريوت( 2ط ،مقومات اتمع املسلم فاروق الدسوقي ،. 2

Page 65: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

هو القيمة العليا اليت تنبثق من عقيدة اإلسالم باعتبارها التعبري اإلهلي عن الواقع الكوين، :احلق -

.اإلسالم على احلق يف واحلق اسم من أمساء اهللا عزوجل،ومن مث ال تعلو قيمة

باعتبـاره هو القيمة العملية املنبثقة من شريعة اإلسالم، ولكن مفهوم اخلري خيضع للحق :خلريا -

.القيمة األعلى واألثبت

قيمة ثابتة أيضا يف احلياة اإلسالمية تنبثق من احلق واخلري، ويتبع هذا سائر القيم اخللقية : العدل -

إىل اخلري وحتققه وتقوم علـى دف من أمانة وصدق ووفاء ورمحة ومودة وإحسان وبر، فكلها

.احلق

كما هو احلال عند كل من ،عدة جماالت إىل اإلسالمية يصنف القيمف حممود عطا حسني عقلأما

:1كمايلياهلامشي وفاروق عبد السالم

ويشمل القيم اإلميانية وقيم العبادات واملعامالت يدين ا الفرد وحيـرص علـى : ال العقيدةجم. أ

.أدائها

وتشمل قيم التعامل مع اآلخرين من صدق القول والعمـل : جمال عالقة الفرد بغريه من البشر .ب

.والعفة وصلة الرحم واإليثار وغريها

وتشمل القيم العلمية من التفكري والتدبري والتخطيط، والعمـل : جمال عالقة اإلنسان بالكون. ج

.يف وحدة عضوية لبعضبعضها اب مرتبطة الثالث هذه ااالت حيث تعد .وغريها

: اإلسالمية لقيمصنيف اهلامشي وفاروق عبد السالم لت

.قيم متصلة بعالقة اإلنسان مع ربه -

.قيم متصلة بعالقة اإلنسان مع نفسه -

.قيم متصلة بعالقة اإلنسان مع اآلخرين -

:كمايلي من القيم اإلسالمية ويرى املغريب أن هناك نوعني

راسخة ال تتغري نشأت على أساس التعاليم الدينية اليت مصدرها القرآن وهي قيم : قيم أساسية -

والسنة، والعبث فيها يؤدي بالضرورة إىل نسخ أحكام دينية، وهي قيم حاكمة وتتمثل يف قـيم

.الة واألمانة واملساواة والعدالةالتوحيد والقيم املتعلقة بالص

وم منها يف اتمع أو بيئة العمل، وباإلمكان وهي قيم من صنع اإلنسان سواء ما يق: قيم ثانوية -

القـيم املؤكد أن مصـدر غري أنه من ن صنع الواقع االجتماعي والثقايف،حتويلها وتغيريها ألا م

.75ص السابق ، حممود عطا حسني عقل، املرجع. 1

Page 66: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

ما مل يكن واقعـا اجتماعيـا اقيمأن ينتج لواقع االجتماعي لوال ميكن ،اإلسالمية هو الوحي

.إسالميا حبتا

:1إىل اإلسالمية القيم أما أبو العينني فقد صنف

.اجلهاد يف سبيلهقيم اإلميان باهللا وقيم قيم روحية وعقدية ك -

.الصدققيم األمانة وقيم العدل وقيم قيم خلقية ك -

.التخطيطقيم التفكري وقيم قيم عقلية تتعلق بقيم املعرفة مثل -

.احلبقيم ضبط النفس وقيم قيم وجدانية مثل -

.اإلحسان للجريانقيم بر الوالدين و مقي قيم اجتماعية مثل -

.االعتناء باجلسمقيم ترشيد االستهالك وقيم قيم مادية مثل -

.النظامقيم النظافة ووقيم قيم مجالية مثل قيم اجلمال -

:أما الفرحان فرأى أن هناك منظومة مخاسية للقيم اإلسالمية تتكون من

اإلسالم، ويتشعب منها القيم املتعلقة بالعقائد والعبادات وهي القيمة العليا يف : قيم اإلميان باهللا .أ

.واملعامالت، وتأيت هذه القيم على رأس هذه املنظومة

وتتمثل يف استخدام العقل يف التفكري والتدبري واستخدام املنهج العلمـي يف : قيم العلم النافع. ب

لنافع، وأن األخري يعزز اإلميان كشف احلقيقة والكون، ويرى أن اإلميان باهللا يستلزم طلب العلم ا

.باهللا

.مثرة من مثرات اإلميان هوو،فيه واالجتهاديف إتقان العمل وتتمثل : قيم العمل الصاحل. ج

وتتمثل يف حسن التعامل مع اآلخرين، واإليثار واملصلحة العامـة، وحـب : قيم اخللق احلسن. د

اخل، فمكارم األخالق قيم ...على الشدائداآلخرين وقيم التسامح وبر الوالدين واإلحسان والصرب

عليا مرتبطة مباشرة بقيم اإلميان الصادق، كما أن اخللق الكرمي ينمي روح التعـاون والتكافـل

.والتراحم بني الناس

وى ودرء املصائب، والوقوف قوتتمثل يف التعاون بني الناس على الرب والت: قيم التعاون اجلماعي. ه

.اخل...ؤسسي املشترك الذي يساعد على إطالق الطاقات وحتريرهامع اآلخرين، والعمل امل

قيم إنسانية وقيم مادية جاهلية، : بصفة عامة إىل قسمني هي سيد قطب القيموقد صنف

من خالل تصنيفه للمجتمعات البشرية، فمجتمع يطبق فيه اإلسالم عقيدة وعبادة وشريعة ونظاما

.77، 76صص ،السابق حممود عطا حسني عقل، املرجع. 1

Page 67: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

ه عقيدة اإلسالم وتصوراا وقيمها وموازينها وشرائعها وخلقا وسلوكا، وجمتمع جاهلي ال حتكم

،وأخالقها وسلوكياا، وبالتايل تكون إنسانية اإلنسان يف اتمع اإلسالمي هي القيمـة العليـا

فيه ذي تكونهي موضع التكرمي واالعتبار، أما اتمع اجلاهلي فهو ال اإلنسانيةوتكون اخلصائص

.1املادة هي القيمة العليا

حتت مسميات خمتلفة مثـل املبـادئ أو األسـس أو اإلسالمية عن القيمهذا وقد كتب

أن أهـم يرى مصطفى عبد الواحـد فعلى سبيل املثال املقومات اليت يقوم عليها اتمع املسلم،

د شلتوتوكرها حمماليت ذ ،األخوة العامة ،املساواة ، احلرية ، التكافل :2مبادئ اتمع املسلم هي

السابقة، حيـث اآلراءبينما خيتلف رأي حممد تقي املدرسي عن ،3ضافة إىل الشورى والعدلباإل

ويرى أا حمور اتمع اإلسالمي والركيزة األساسية له، وأن أخذ بقيمة واحدة فقط هي التقوى،

مع أما سيد قطب فقد متيز بتركيزه على ما يفرق ات ،4ة ما هي إال إحدى إفرازات التقوىالعدال

املسلم عن اتمعات األخرى، وهو إميانه بأن احلاكمية هللا وحده، فهو الذي يشرع وحده، أمـا

وقد حدد األسس الـيت تقـوم عليهـا العدالـة اتمعات األخرى فإن اإلنسان يشرع لنفسه،

ويؤكد أبواالعلى املودودي يف ،5،واملساواة والتكافل االجتماعياالجتماعية يف التحرر الوجداين

هذا الصدد على القول بأن اإلسالم فيه عدالة اجتماعية قول فيه نقـص كـبري، والصـحيح أن

.6هو العدل بعينه، فتطبيق اإلسالم وإقامة العدل شيء واحد اإلسالم

فمـثال ومن املالحظ أن هناك تداخال كبريا بني املعاين اليت حتملها مسميات تلك القـيم،

مـن األخـوة، التكافل فيمكن النظر إىل التكافل كجـزء األخوة والتكافل، فاألخوة تستوجب

وكذلك بالنسبة للعدل، فهناك ترابطا كبريا بني العدل واملساواة، كما أنه ميكن إضـافة بعـض

مثل الرمحة والرب، فالرمحة تستوجب التعاضد واألخوة بالتكافلاملبادئ األخرى ذات الصلة الوثيقة

جاءت ا سلمني، وكذلك الرب فإنه يتسع ليشمل كل املعاين اليتوالتكافل والتعاون والرأفة بني امل

ليس الرب أن تولوا وجوهكم قبل املشرق واملغرب ولكن الرب من آمن باهللا واليـوم "اآلية الكرمية،

اآلخر واملالئكة والكتاب والنبيني وآتى املال على حبه ذوي القرىب واليتامى واملسـاكني وابـن

.112ص ، )دار الشروق، دون سنة نشر: القاهرة ( معامل يف الطريقسيد قطب ، . 1 .139، ص ) 1974دار اجليل ،: بريوت( 2، ط اتمع املسلممصطفى عبد الواحد ، . 2 .333ص ،)1987دار الشروق، : اهرةالق(14، ط اإلسالم عقيدة وشريعة حممود شلتوت ،. 3 .66، ص ) 1982دار اجليل ،:بريوت( وأهدافه همنطلقا ت: اتمع اإلسالمي حممد تقي املدرسي ،. 4 .35ص ،) 1964البايب احلليب وشركائه ، مطبعة عيسى: القاهرة(6، ط العدالة االجتماعية يف اإلسالمطب ، سيد ق. 5 .173ص ،)1985الدار السعودية للنشر ،: ةجد( مفاهيم إسالمية حول الدين والدولة أبو األعلى املودودي ،. 6

Page 68: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

الرقاب وأقام الصالة وآتى الزكاة واملوفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين السبيل والسائلني ويف

اآليـة ،سورة البقرة(" يف البأساء والضراء وحني البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم املتقون

تتمكن مل ، جند أاحول تصنيف القيم اإلسالميةمن حماوالت ما تقدم عرضه من خاللو ،)177

عن غريها -باعتبارها مصدر هلا وتتميز ا-القيم اليت ختتص ا العقيدة اإلسالمية بدقة د يحتد من

. لعقائدا

: اإلسالميةالقيم مناذج من.5

إن مرجعية القيم اإلسالمية هو كتاب اهللا عزوجل وسنة رسوله صلى اهللا عليه وسلم ألا

ا ويف الوقت نفسه وسائل لغريهاومنصوص عليهما نصا واضحا، فهي غايات لذا مذكورة فيهما

كما أن القيم اإلسـالمية يف ،1وهذه الغاية هي حياة صاحلة للناس مجيعا دف إىل حتقيق غاية،

آيـة واحـدة أو يف آيـات ، ويذكر عدد من هذه القيم معا يفالقرآن والسنة مترابطة متماسكة

حماولة الفصل بني القيم أن و ،سالميةبني القيم اإلال ميكن الفصل متتابعة، وعلى هذا األساس فإنه

قيمة األخوة، وقيمة اإليثار، وقيمة الرب، وقيمة العفة، وقيمة فاإلسالمية هو لغرض منهجي حبت،

،مع بعضها الـبعض سالمية متداخلةإقيم صلة الرحم، وقيمة األمر باملعروف والنهي عن املنكر

ترتبط بالعقيدة اإلسـالمية القيم اإلسالمية نألو ،يات القرآنية واألحاديث النبويةكما تؤكده اآل

الفرد لدىسواء ، فإن دوافع االلتزام بالقيم اإلسالمية أمر كامن يف مدى عمق اإلميان وختتص ا

ما ييسره اهللا تعاىل للعبد من اهلدى والنعمة واخلريات، وأن اآلخرة أو اتمع بأن احلياة الدنيا هي

أن من أيقن من دينه أن البعث حق، وأن الدار اآلخـرة هـي و، اجلنة هو الفوز بالنعيم الدائم يف

املصري، وأن هذه الدار الدانية قنطرة إىل األخرى، وباب إىل السوأى أو احلسىن عمل هلا، وقدم ما

، وذه 2جيده فيها، فإن شك فيها، أو تكاسل عنها، وآثر عليها، واستعد آلماله، وغفل عن مآله

ا يربر اختصاص العقيدة اإلسالمية بالقيم اإلسالمية اليت يلي ذكرها دون غريهـا القناعة الدينية م

.من العقائد

، يقال عف عن احلرام، أي كف، واالستعفاف طلـب الكف عن القبيح :لغةالعفة :فةـالع.1.5

الكف عما ال حيل وجيمل، والعفة أيضا الرتاهة، والسؤال من الناس، : العفة، وقال ابن منظور العفة

النـور، (، "وليستعفف الذين ال جيدون نكاحا"طلب العفاف، وهذا معىن قوله تعاىل: واالستعفاف

. 11، ص )1989اهليئة املصرية العامة للكتاب، : مصر( القيم الضرورية ومقاصد التشريع اإلسالميفهمي حممد علوان، . 1 1صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، موسوعة نظرة النعيم يف مكارم أخالق الرسول الكرمي، ط. 2

.2197، ص )1998دار الوسيلة للنشر والتوزيع، : جدة(

Page 69: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

اهة، وقيل هي عفة الفرج، ورجل عفيف معناه عف عن الصرب والرت: ، واالستعفاف أيضا)33اآلية

.1املسألة واحلرص، والعفيفة من النساء السيدة اخلرية

العفة حصول حالة للنفس متتنع ا عن غلبة الشهوة، وقال : قال الراغب: والعفة اصطالحا

وهو مجود هو الشره وتفريطالعفة هي ضبط املالذ احليوانية، وهي حالة متوسطة من إفراط : أيضا

هي ضبط النفس عن الشهوات وقصرها على االكتفاء مبا يقيم أود اجلسد : ، وقال اجلاحظالشهوة

وحيفظ صحته فقط، واجتناب السرف يف مجيع امللذات وقصد االعتدال، وأن يكون ما يقتصر عليه

نها، وعلى من الشهوات على الوجه املستحب املتفق على ارتضائه ويف أوقات احلاجة اليت ال غىن ع

.2القدر الذي ال حيتاج إىل أكثر منه، وال حيرس النفس والقوة أقل منه، وهذه احلال هي غاية العفة

: العفة والرتاهة والصيانة من شروط املروءة، والعفة نوعان: قال املاوردي ،العفة أنواعومن

أحـدمها ضـبط : ارم، فنوعانأحدمها العفة عن احملارم، والثاين العفة عن املآمث، فأما العفة عن احمل

: أحـدمها : الفرج عن احلرام، والثاين كف اللسان عن األعراض، وأما العفة عن املآمث فنوعان أيضا

.3زجر النفس عن اإلسرار خبيانة: الكف عن ااهرة بالظلم، والثاين

لقد امتدح املوىل عزوجل احلافظني فروجهم واحلافظات، وجعل ذلك من مسات الفـالح

قد أفلح املؤمنون الذين هم يف صالم خاشـعون : "مات الفوز يف الدار اآلخرة، فقال تعاىلوعال

والذين هم عن الذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هـم لفـروجهم

أولئك هم الوارثـون : "، وقد وعد اهللا هؤالء املفلحني بقوله)5-1املؤمنون، اآليات (، "حافظون

كان ذلك هو اجلزاء ، وإذا)11-10 املؤمنون، اآليتني(، "يرثون الفردوس هم فيها خالدونالذين

وما يستلزمها من غض البصـر -املتمثلة يف حفظ الفرج اإلسالمية يف اآلخرة، فإن أثر هذه القيمة

يـؤدي إىل متاسـك بنيـان يف احلياة االجتماعية سواء على الفرد أو اتمع -والعفة عن احملارم

اتمع، وسالمته من األمراض االجتماعية الفتاكة، كاختالط األنساب، واألمراض الصحية املهلكة

املاجنة، بصورة تؤدي إىل اخلراب والـدمار يف كمرض اإليدز الذي انتشر يف اتمعات الفاجرة

ـ ، أما على املستوىبصورة عامة ةاحلياة االجتماعي الت الفردي فإن حفظ الفرج جينب صاحبه وي

قد أوضح جبالء الطرق الكفيلة حبماية الفرد واتمع من هـذه اآلفـة اإلسالمالزنا، وال ريب أن

املهلكة واملتمثلة يف الزنا، فحث على العفة والطهارة، وأمر بغض البصر وى عن التربج وغلـظ

.2872ص املرجع السابق، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، صاحل بن عبد اهللا بن محيد،. 1 .2873صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق، ص . 2 .390ص ،)1978بريوت، (مصطفى السقا : حتقيق ،أدب الدنيا والدينملاوردي ، ا أيب احلسن علي بن حممد بن حبيب البصري. 3

Page 70: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

ووقاية مـن ، ، وحفاظا على اتمعللفرجعقوبة الزنا، وحث على الزواج ملن يقدر عليه حتصينا

لشـهوة فإن منها التزوج لكسـر ا فطريقة النيب صلى اهللا عليه وسلم احلنيفية السمحةاالحنراف،

، ومن مقاصد الزواج ذكر اإلمام الغزايل تكثري النسل وإبقاءه على 1وإعفاف النفس وتكثري النسل

.2أنه املقصد األول للزواج، وجعل حفظ الفرج وكسر الشهوة املقصد الثاين

الرتاهة هي عبارة عن اكتساب مال من غري مهانة وال ظلم : قيمة الرتاهة فقال اجلرجاين أما

: اإلنفاق يف املصارف احلميـدة، فقـال : قيدا آخر يف تعريف الرتاهة هو وأضاف املناوي ،3للغري

.4يف املصارف احلميدة وإنفاقهالرتاهة هي اكتساب املال من غري مهانة وال ظلم،

، أو ال يوافقه ألنه عفة أن ال يكون التعفف عن الشيء انتظارا ألكثر منه أوومن شروط ال

خوف من عاقبته، أو ألنه ممنوع من تناوله، أو ألنه غري عارف بـه الستشعارجلمود شهوته، أو

لقصوره، فإن ذلك كله ليس بعفة بل هو إما اصطياد، أو تطبب أو مرض أو خـرم أو عجـز أو

.5ن الشهوة أذم من تركها عن الغصبجهل، وترك ضبط النفس ع

ومن متام العفة أن يكون اإلنسان عفيف اليد واللسان والسمع والبصر، فمـن عـدمها يف

مد : باأللقاب، ومن عدمها يف البصر زاللسان السخرية، والتجسس والغيبة واهلمز والنميمة والتناب

اإلصـغاء إىل : لرديئة، ومن عدمها يف السمعالعني إىل احملارم وزينة احلياة الدنيا املولدة للشهوات ا

املسموعات القبيحة، وعماد عفة اجلوارح كلها أن ال يطلقها صاحبها يف شيء مما خيتص بكـل

.واحد منها إال فيما يسوغه العقل والشرع دون الشهوة واهلوى

اهللا تعاىل العطف والرمحة، أما صلة ): صلة الرحم(حقيقة الصلة يف هذه القيمة :صلة الرحم.2.5

فهي عبارة لطفه م ورمحته إياهم وعطفه عليهم بإحسانه ونعمه، أو صلتهم بأهل ملن وصل رمحه

اختلفوا يف حد الرحم : أما الرحم فقال النووي، وملكوته األعلى وشرح صدورهم ملعرفته وطاعته

املـرياث يف هو عام يف كل رحم من ذي األرحام: كل رحم حمرم، وقيل: اليت جيب وصلها، فقيل

وصلة الرحم هي اإلحسان إىل األقارب على حسـب حـال الواصـل ،يستوي فيه احملرم وغريه

وتارة بالزيارة والسالم وغري ذلك، كما أن الصلة بر واملوصول، فتارة تكون باملال وتارة باخلدمة،

.9ص ،صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق. 1 .24ص ،)دار الشعب، دون سنة نشر: القاهرة( إحياء علوم الدينالغزايل ، أبو حامد حممد بن حممد . 2 .260ص ،)1980دار الكتب العلمية، : بريوت( تكتاب التعريفا علي بن حممد الشريف اجلرجاين، . 3 .314، ص الرمحان بن ملوح، املرجع السابق صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد. 4 .2874، ص الرمحان بن ملوح، املرجع السابق صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد. 5

Page 71: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

ـ ام وإحسان، ويكون حسن العشرة والصحبة لألهل والولد باملداراة، وسعة اخللق والـنفس، ومت

يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم : "النفقة، وتعليم األدب والسنة، ومحلهم على الطاعة، لقوله تعاىل

والصفح عن عثرام والغض مساوئهم ،)6التحرمي، اآلية (، "وأهليكم نارا وقودها الناس واحلجارة

جلملة وقطيعتـها ال خالف أن صلة الرحم واجبة يف ا: "قال القاضي عياض، يف غري إمث أو معصية

رفع من بعض، وأدناها ترك أتشهد هلذا، ولكن الصلة درجات بعضها واألحاديثمعصية كبرية،

املهاجرة بالكالم ولو بالسالم، وخيتلف ذلك باختالف القدرة واحلاجة فمنها واجـب، ومنـها

مستحب، ولو وصل بعض الصلة ومل يصل غايتها ال يسمى قاطعا، ولو قصر عما يقـدر عليـه

". 1وينبغي له ال يسمى واصال

والرب بالوالدين اإلحسان إليهما والتعطف عليهما والرفق ما والرعاية ألحواهلما وعـدم

.2اإلساءة إليهما، وإكرام صديقهما من بعدمها، هو باب من أبواب صلة الرحم

قـال صـطالحا وا، 3، وهو كذلك االختيار والتفضلتقدمي الشيءلغة مبعىن اإليثار :اإليثار.3.5

، وذلك ينشأ عن هو تقدمي الغري على النفس يف حظوظها الدنيوية رغبة يف احلظوظ الدينية: القرطيب

علـى اإليثار: قال ابن القيمف ، أما درجات اإليثار4قوة اليقني وتوكيد احملبة، والصرب على املشقة

ال يقطع عليك طريقا، وال أن تؤثر اخللق على نفسك فيما ال خيرم عليك دينا، و: األوىل: درجات

يفسد عليك وقتا، يعين أن تقدمهم على نفسك يف مصاحلهم، مثل أن تطعمهم وجتوع، وتكسوهم

وكل صالح وتظمأ، حبيث ال يؤدي ذلك إىل ارتكاب إتالف ال جيوز يف الدين،وتعرى، وتسقيهم

إيثار رضا اهللا على : لثانيةوايعود على اإلنسان بصالح قلبه ووقته وحاله مع اهللا فال يؤثر به أحدا،

رضا غريه وإن عظمت فيه احملن وثقلت فيه املؤن وضعف عنه الطول والبدن، وإيثار رضا اهللا عـز

هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته، ولو أغضب اخللق وهـي درجـة األنبيـاء، : وجل على غريه

وأعالها لنبينا صلى اهللا عليه وأعالها للرسل عليهم صلوات اهللا وسالمه، وأعالها ألويل العزم منهم

، والسخاء أعلـى مراتـب العطـاء تنسب إيثارك إىل اهللا دون نفسك والثالثة أنوسلم وعليهم،

.2615، 2614 بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق، ص ص صاحل بن عبد اهللا. 1 .727بن ملوح، املرجع السابق، ص صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان. 2 .26 ص ،)1956دار صادر، : بريوت( لسان العربابن منظور، أبو الفضل مجال الدين . 3 .629صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق، ص . 4

Page 72: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

والبذل، وهو الذي ال يصعب عليه العطاء، واجلواد أن يعطي األكثر، ويبقى له شـيئا، أو مثلمـا

.1أعطى، واإليثار هو أن يؤثر غريه بالشيء مع حاجته إليه

: 2اليت تعني على اإليثار األسباب ومن

.تعظيم احلقوق، فإذا عظمت احلقوق عنده، قام بواجبها ورعاها حق رعايتها واستعظم إضاعتها-

.اإليثارفإن مقت الشح وبغضه يلزم : مقت الشح-

.فاإليثار أفضل درجات مكارم األخالق: الرغبة يف مكارم األخالق-

بأا العطية يبتغي ا املثوبة من : "عرفها اجلرجاين ثحي، اإليثار باب من أبواب الصدقةو

ما خيرجه اإلنسان من ماله على وجه القربة كالزكاة، لكـن : "، وعرفها الراغب بأا"3اهللا تعاىل

وبالتايل فالصدقة ما يعطـى يف ذات اهللا ". 4الصدقة يف األصل تقال للمتطوع به، والزكاة للواجب

وقـال ،5والزكاة صدقة، يفترق االسم ويتفق املسـمى ،لصدقة زكاةيعترب املاوردي او، للفقراء

إمنا مسيت الزكاة صدقة، ألنه مأخوذ من الصدق يف مسـاواة الفعـل : القاضى أبو بكر بن العريب

الصدقة عطية يراد ا املثوبة ال التكرمة، ألن ا يظهر الصـدق : وقال التهاوين ،6للقول واالعتقاد

الزكـاة النمـو : قال الفريوز آبادي ،7من الزكاة، وقد تطلق عليها أيضا يف العبودية، وهي أعم

: احلاصل عن بركة اهللا تعاىل، ويرى الراغب كذلك أن النمو فيها ناتج من بركة اهللا تعاىل فيقـول

أصل الزكاة النمو احلاصل عن بركة اهللا تعاىل، ويعترب ذلك من األمور الدنيوية واألخروية، يقال "

، ومنه الزكاة ملا خيرج اإلنسان من حق اهللا تعاىل إىل ...يزكو إذا حصل منه منو وبركةزكا الزرع

الفقراء، وتسميته بذلك ملا يكون فيه من رجاء الربكة، أو لتزكية النفس أي تنميتـها بـاخلريات

، "افلينظر أيها أزكى طعام: "وقوله تعاىل ،8، أو هلما مجيعا، فإن اخلريين موجودان فيهماوالربكات

، هذه املادة عامة يف زكاة األموال واألبدان، وزكاة النفس وطهارا )19الكهف، اآلية (، "اطعام

.9إشارة إىل ما يكون حالال ال يستوضح عقباه

.303ص ،)1988دار الكتب العلمية، : بريوت( 2ط،مدارج السالكنيابن القيم اجلوزية، . 1 .304املرجع السابق، ص ابن القيم اجلوزية، . 2 .286، ص ، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق صاحل بن عبد اهللا بن محيد . 3 .287صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق ، ص . 4 .40ص ،)1990مؤسسة الرسالة، : بريوت( فقه الزكاةالقرضاوي ، يوسف . 5 .41ص رجع السابق، املالقرضاوي ، يوسف. 6 .2518صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق، ص . 7 .218ص ،)1992دار القلم، : دمشق( 1صفوان عدنان داوي، ط: ، حتقيقمفردات ألفاظ القرآن ،الراغب األصفهاين. 8 .2197محان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق، ص صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الر . 9

Page 73: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

واألخ من النسـب ، قال بعض النحويني مسي األخ أخا ألن قصده قصد أخيه لغة، :خوةاأل.4.5

: قال اهللا عز وجل الصديق والصاحب،معروف وهو من مجعك وإياه صلب أو بطن، وقد يكون

هي مشاركة شـخص آلخـر يف : واصطالحا قيل ،)10احلجرات، اآلية (، "إمنا املؤمنون إخوة"

الوالدة من الطرفني أو من أحدمها أو من الرضاع، ويستعار لكل مشارك لغريه يف القبيلـة أو يف

املناسبات، قال ابن حجر يف قولـه الدين أو يف صنعة أو يف معاملة أو يف مودة أو يف غري ذلك من

. 1يعين يف التوادد ومشول الدعوة" إمنا املؤمنون إخوة: "تعاىل

مـن األب األخ، أحـدمها 2أن األخ يف القرآن ورد على مخسة أوجهالتفسري أهلوذكر

، "السـدس فألمـه فإن كان له إخـوة "واألم أو من أحدمها، ومنه قوله تعاىل يف سورة النساء

، )65األعراف، اآليـة (، "وإىل عاد أخاهم هودا: "، والثاين من القبيلة، ومنه قوله تعاىل)11اآلية(

، )103اآلية(، "فأصبحتم بنعمته إخوانا"والثالث يف الدين واملتابعة، ومنه قوله تعاىل يف آل عمران

احلجـر، اآليـة (، "ونزعنا ما يف قلوم من غل إخوانا: "والرابع يف املودة واحملبة، ومنه قوله تعاىل

، "إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجـة "، واخلامس الصاحب، ومنه قوله تعاىل يف سورة ص )47

، وأيا كانت املعاين، فإن من طبيعة اإلنسان أن يكون آلفا مألوفا ، ذلك أنه يستعني من )23اآلية(

خالف، واملؤاخاة من أهم خالل األلفة على أداء الرسالة املنوطة به يف الدنيا لتحقيق أهداف االست

وإذا كان الدين هو أكرب باعث يف املؤاخاة والتآخي، فإنه بذلك أسباب حدوث األلفة بني الناس،

اليت من األمورومن يعزز األلفة والتجمع على تعاليم الدين من أجل صالح الدنيا واحلياة واتمع،

صح، والغض عـن اهلفـوات، ووجـوب شأا إشاعة األلفة والتآلف بني اإلخوان، النصح والتنا

زيارم ومودم، وذلك كله دف حتقيق التماسك االجتماعي املطلوب مبا يعني علـى حتقيـق

.مقاصد الشرع اإلسالمي

والصالح والصـلة والصدقة يدل على معان عديدة ومن هذه املعاين الصدق يف اللغة :الرب.5.5

الـرب خـري الـدنيا : واصطالحا قال ابن منظور ،اسم جامع للخري، فهو وحسن اخللق والطاعة

وخري اآلخرة الفـوز واآلخرة، فخري الدنيا ما ييسره اهللا تعاىل للعبد من اهلدي والنعمة واخلريات،

، وقد فسر الرب باإلميان وفسر بـالتقوى، ، مجع اهللا لنا بينهما بكرمه ورمحتهبالنعيم الدائم يف اجلنة

.3، واجلميع حقوفسر بالعمل الذي يقرب إىل اهللا

.317صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق، ص . 1 .175ص أيب احلسن علي بن حممد بن حبيب البصري املاوردي، املرجع السابق، . 2 .751، ص د، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابقصاحل بن عبد اهللا بن محي . 3

Page 74: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

فهي التربع ببذل املال يف اجلهات احملدودة لغـري : والرب نوعان صلة ومعروف، فأما الصلة

عوض مطلوب، وهذا يبعث عليه مساحة النفس وسخاؤها، ومينع منه شحها وإباؤهـا، قـال اهللا

ثاين من الـرب لنوع ال، وأما ا)9، اآلية احلشر(، "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم املفلحون: "تعاىل

قوال وعمال، فأما القول فهو طيب الكالم وحسن البشر، والتودد : وهو أيضا نوعني: فهو املعروف

فهو بذل اجلاه واملسـاعدة : جبميل القول، وهذا يبعث عليه حسن اخللق، ورقة الطبع، وأما العمل

، وكمـا قـال ح هلمبالنفس واملعونة يف النائبة، وهذا يبعث عليه حب اخلري للناس وإيثار الصال

إن الرب من أسباب األلفة، ألنه يوصل إىل القلوب ألطافا يثنيها حمبة وانعطافـا، : املاوردي رمحه اهللا

وتعاونوا على الرب : "ولذلك ندب اهللا تعاىل إىل التعاون به، وقرنه بالتقوى له، فقال سبحانه تعاىل

اهللا تعاىل، ويف الرب رضا الناس، ومن مجع بني ، ألن له يف التقوى رضا )2املائدة، اآلية (، "والتقوى

.1رضا اهللا تعاىل ورضا الناس، فقد متت سعادته وعمت نعمته

: 2أما عن وجوه استعمال الرب يف القرآن الكرمي، فقد ورد على أوجه منها

،البقـرة (، "ولكن الرب مـن آمـن بـاهللا : "، يف قوله تعاىلالباراألول مبعىن : أربعةكسر الرب بال-

، آل عمران(، "لن تنالوا الرب حىت تنفقوا مما حتبون: "، يف قوله تعاىلمبعىن اخلري، والثاين )177اآلية

، )44البقرة، اآلية(، "أتأمرون الناس بالرب: "مبعىن الطاعة واخلري، يف قوله تعاىل ، والثالث)92اآلية

، "ضة ألميانكم أن تـربوا وتتقـوا وال جتعلوا اهللا عر: "والرابع مبعىن تصديق اليمني، يف قوله تعاىل

) .224البقرة، اآلية (

ال ينهاكم اهللا عن الذين مل يقاتلوكم يف : "، يف قوله تعاىلمعىن صلة الرحموقد جاء الرب أيضا يف -

.أن تصلوا أرحامكم، أي )8املمتحنة، اآلية(، "الدين ومل خيرجوكم من دياركم أن تربوهم

املعروف لغة هو ما تعرفه النفس من اخلري وتطمئن إليه، :املنكراألمر باملعروف والنهي عن .6.5

املعروف هنـا مـا : ، قال الزجاج)5لقمان، اآلية (، "وصاحبهما يف الدنيا معروفا: "وقوله تعاىل

يستحسن من األفعال، واملنكر من األمر خالف املعروف، وهو ما قبحه الشرع وحرمه وكرهـه،

جامع لكل ما عرف من طاعة اهللا والتقرب إليه، واإلحسان إىل أما املعروف اصطالحا، فهو اسم

، وى عنه من احملسنات واملقبحات، واملنكر اصطالحا، كل مـا الناس، وكل ما ندب إليه الشرع

األمر باملعروففأما األمر باملعروف والنهي عن املنكر اصطالحا، ،3وحرمه وى عنه عقبحه الشر

.184ص املرجع السابق،املاوردي، أيب احلسن علي بن حممد بن حبيب البصري . 1 .753صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق، ص . 2 .233، ص املرجع السابقابن منظور ، الدين أبو الفضل مجال . 3

Page 75: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

� ا���� ا�� ��..... ........................................................................ا��� ا��ا��

ومن صور األمر باملعروف التعـاون ، 1نهي عن املنكر هو املنع عن الشرالداللة على اخلري، وال هو

الذي يعين أن يظاهر املسلم أخاه ويعينه يف فعل اخلريات، وعلى طاعة اهللا عـز على الرب والتقوى،

. وجل، وجتنب معصيته

.525، ص صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق. 1

Page 76: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

.عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها: الفصل اخلامس

امليدانية البيانات ضعر .1

استخالص النتائج .2

Page 77: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

:امليدانية البيانات عرض.1

:يبني توزيع أفراد العينة حسب السن 01جدول رقم

السن التكرار النسبة املئوية%64 32 20 -40

%34 17 40 -60

فمافوق 60 01 %02 اموع 50 %100

20أن أغلبية املبحوثني تتراوح أعمارهم بني 01النسب الواردة يف اجلدول رقم تشري

وهي فترة اليت تعين أن اتمع امليزايب املقيم مبدينة باتنة جمتمع فيت، فترة الشبابوهي سنة، 40و

واحملافظة على نظامه االجتماعي، من تتيح هلم املشاركة يف تسيري شؤون اتمع امليزايبلكافية

خالل العضوية يف إحدى اهليئات واملؤسسات الدينية واالجتماعية اليت يتكون منها النظام

جتماعي امليزايب، بعدما يكون قد مر على خمتلف مراحل التكوين الديين، يف خمتلف املدارس اال

من العينة فإن %34أما نسبة يون يف كل املدن اليت يقيمون ا، واملعاهد الدينية اليت أنشأها امليزاب

.سنة 60و 40أعمارهم تتراوح بني

من أعيان يت يتجاوز عمرها الستني عاما، فهومن العينة وال %02والنسبة املتبقية واليت متثل

السن املتقدمة، اليت مل حتول ميارسون هذه املهمة رغم هذه وأعضاء جملس اجلماعة، وال يزال البلد

ؤون من خربة طويلة ورصيد كبري يف تسيري ش مهامه على أكمل وجه، ملا ميلك وبني أداء بينه

.والقضايا يف اليت تطرأ يف جمتمعهخمتلف املستجدات من التعامل مع اتمع امليزايب، مبا مكنه

Page 78: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

:يبني توزيع أفراد العينة حسب املستوى التعليمي 02جدول رقم

املستوى التعليمي التكرار النسبة املئوية ثانوي 10 %20 جامعي 40 %80

اموع 50 %100

لبحث لديهم مستوى تعليمي أن أغلبية عينة ا 02النسب الواردة يف اجلدول رقم تشري

، وهو ما يؤكد مدى اهتمام اتمع )ماجستري، دكتوراه(بدرجات علمية عالية بعضهم جامعي و

امليزايب بالتعليم، ويفسر الوعي الديين لدى اتمع امليزايب، واستمرار نظامه االجتماعي على مر

ة من العينة فمستواها التعليمي ، أما النسبة املتبقي1الدهور، خصوصا وأن سلطته روحية معنوية

.ال يقل عن الثالثة ثانوي مقبول جدا

:يبني الوظيفة اليت يشغلها أفراد العينة 03جدول رقم

الوظيفة التكرار النسبة املئوية موظف 17 %34 أعمال حرة 33 %66

اموع 50 %100

من اجلدول %66نسبة وهو ما تشري إليه يشغلون وظائف حرة كالتجارةأغلبية املبحوثني

موظفني يف من نفس اجلدول، فهم % 34 أما النسبة املتبقية من العينة واملتمثلة يف ،03رقم

يف األطوار التعليمية املختلفة، أساتذة أساتذة( خمتلف قطاعات الدولة سواء يف ميدان التعليم

أن ألغلبية هذه ، كما )اخل...، مهندس يف اإلعالم اآليلحماسبة(، أو يف ميدان اإلدارة )جامعيون

عد ت، اليت التجارةباإلضافة إىل هذه الوظائف وظيفة أخرى ميارسوا تتمثل يف ) % 34(النسبة

. املقيم مبدينة باتنة اتمع امليزايب فرادأل األكثر استقطابا النشاط االقتصادي

رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري، "سلة عند االباضية بني النظرية والتطبيق من خالل اجتهادات املتأخريناملصلحة املر"أتبري مصطفى داود، . 1

.160، ص )1996جامعة األمري عبد القادر، : قسنطينة(

Page 79: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

:يبني احلالة العائلية ألفراد العينة 04جدول رقم

ويةالنسبة املئ احلالة العائلية التكرار متزوج 50 %100 اموع 50 %100

أن مجيع املبحوثني متزوجون، رغم فتوة أعمارهم 04النسب الواردة يف اجلدول رقم تؤكد

، مما يشري إىل أن اتمع امليزايب يويل أمهية بالغة هلذا املطلب، بتوفري 01كما يشري إليه اجلدول رقم

امليزايب للزواج، انطالقا من دفع الوالدين لألبناء للزواج، إىل التكفل بتكاليف كل الشروط للشباب

الزواج للشباب الفقري من قبل األهل واألقارب األغنياء، أو جملس العشرية أو اجلماعة بأموال

.الزكاة

:يبني عدد الزوجات لدى أفراد العينة 05جدول رقم

عدد الزوجات التكرار النسبة املئوية واحدة 50 %100 اموع 50 %100

إن تعدد الزوجات وفق ما نص عليه الشرع يف اآلية الصرحية، تشترط العدل بني

الزوجات، وهو ما برر به املبحوثني اكتفاءهم بزوجة واحدة، خاصة من جانب القدرة على تأمني

اخل، وهو ما ...،ورعاية أبوية كاملة، مسكنحياة كرمية جلميع أفراد األسرة، من تعليم وعالج

كذلك عدم تعدد يعودو يف جمال األسرة وأحكام الزواج،يفسر الوعي الديين للمجتمع املزايب

الزوجات يف اتمع امليزايب إىل انتشار الزواج، نتيجة ما يوليه اتمع امليزايب من أمهية بالغة

.تأخر سن الزواجوسة وفظ املرأة امليزابية من العنساهم يف حلتحقيق هذا املطلب، والذي

:يبني عدد األوالد ألفراد العينة 06جدول رقم

عدد األوالد التكرار النسبة املئوية اثنني 11 %22 ثالثة 17 %34 أربعة 12 %24 أكثر 10 %20 اموع 50 100%

Page 80: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

يتجاوز عدد األبناء لديهمال أن أغلب املبحوثني 06رقم تشري النسب الواردة يف اجلدول

فيتجاوز عدد األبناء لديهم %20أما النسبة املتبقية واليت متثل ،نتيجة فتوة أعمارهم ،أربعة

الذين يعدون النسل الكثري مبثابة قوة يف سنة، 40والذين هم من الفئة العمرية األكثر من ،اخلمسة

تمع امليزايب ئجها مبا فضل اهللا بعضهم على بعض، وعموما فاأيدي األسر والعشائر يف قضاء حوا

لنسل نتيجة مكوث املرأة يف البيت، فاملرأة امليزابية ال يتجاوز مستواها التعليمي الثالثة ثانوي، يكثر ا

والذي يعد أحد الضوابط االجتماعية يف اتمع امليزايب، وال متارس أي نشاط خارج البيت،

. ما أكده شيخ اجلماعةحسب

اتمع امليزايباليت تشرف على 1جلس اجلماعةراد العينة مبالعالقة اليت تربط أف 07جدول رقم

:املقيم مبدينة باتنة

العالقة التكرار النسبة املئوية)الضمان(اجلماعة جلسعضو مب 35 %70 )امصوردان( و هيئة الشبابضع 15 %30

اموع 50 %100

ع امليزايب املقيم من عينة البحث من جملس اجلماعة اليت تشرف على شؤون اتم 70%

مبدينة باتنة، ويعزى ذلك للدور الذي تقوم به، وملختلف اهليئات اليت تشكل هذه الس، وجملس

اجلماعة، أو هيئة األعيان أو العرش أو جملس العوام، ويعرفون بالضمان، هيئة استشارية، تشكل من

البلد، وهي وثيقة الصلة حبلقة رؤساء العشائر، ورؤساء احملاضر، من جمموعهم تنبثق جمموعة أعيان

العزابة، منها تتلقى التوجيهات، وتتوىل تنفيذ القرارات، وال تصدر العزابة قرارا اليت متس اجلوانب

االجتماعية إال باستشارا، وينحصر دور جملس اجلماعة يف رعاية الشؤون الداخلية اخلاصة باملدينة

فهي متثل هيئة الشباب اليت تتشكل %30ية واملتمثلة يف أما النسبة املتبق. اليت تشرف عليها فقط

. 2من العوام الذين يشتغلون باخلدمات العامة

الب من أهل الرأي والتدبري يتكون من جمموع رؤساء العشائر، وهم ميثلون اهليئة التنفيذية، ويكونون يف الغ): جملس األعيان( جملس اجلماعة . 1

تنسيق والتجربة واحلكمة، يتم من خالل هذا الس التنسيق مع حلقة العزابة يف تسيري شؤون البلدة وضبط األمور وفرض النظام، من مظاهر هذ ال

. أن جيد حواجز متنعه ع ذلك وضع لوائح تنظيمية لألعراس، تتحكم يف شؤون الزواج، وتساعد الفقراء ممن يرغب يف الزواج وإحصان نفسه، دون . 159. 158أتبري مصطفى داود، املرجع السابق، ص .2

Page 81: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

:يبني كيف يعني أفراد العينة على فعل اخلري 08جدول رقم

العبارة التكرار النسبة املئوية التربع باملال من غري عوض مطلوب 30 %25.64لطيب الكالم وحسن القو 50 %42.73 بذل اجلاه واملساعدة بالنفس 12 %10.25 املعونة يف النائبة 25 %21.36

اموع 117 % 100

يعينون على فعل اخلري حبسن من خالل النسب الواردة يف اجلدول أن مجيع أفراد العينة

القول وطيب الكالم، وهو أدىن واجب يقومون به اجتاه إخوام حسب تصرحيات أفراد العينة،

بالتربع باملال كلما مسحت هلم الفرصة من غري من إجابات املبحوثني % 25.64تشري نسبة كما

عوض، بتقدميها إىل أصحاا مباشرة أو إىل جملس اجلماعة الذي يتوىل بدوره توزيعها على

إجابات من % 21.36، أما نسبة )اخل...زواج، تعليم، نائبة،(مستحقيها يف خمتلف املناسبات

ون أم ال يتوانون يف فعل اخلري إذا ما تعلق األمر مبصيبة أ ونائبة حلت بأحد من فيؤكد املبحوثني

وهم من جابات املبحوثني،إمن % 10.25إخوام بكل ما يستطيعون دون أدىن شرط، أما نسبة

أعضاء اجلماعة اليت تشرف على شؤون اتمع امليزايب املقيم مبدينة باتنة، فيؤكدون أم

مون مكانتهم االجتماعية يف تقدمي املساعدة لكل أفراد اتمع امليزايب دون استثناء، يستخد

. ويعتربون ذلك من واجبام األخالقية اجتاه جمتمعهم الذي يشرفون عليه

Page 82: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

:يبني كيف حيرص أفراد العينة على عفتهم 09جدول رقم

العبارة التكرار النسبة املئويةاللسان عن األعراض كف 50 %10.52 ضبط الفرج عن احلرام 50 %10.52 الزواج 50 %09.47 غض البصر 30 %06.31

الصوم 00 %00 النهي عن التربج 50 %10.52 عدم السخرية من الناس 50 %10.52باأللقاب زعدم التجسس والتناب 50 %10.52 عدم السماع إىل املسموعات القبيحة 50 %10.52 اكتساب املال من غري ظلم وال مهانة 50 %10.52 اإلنفاق يف املصارف احلميدة 50 %10.52

اموع 480 100%

حيرصون على عفتهم، حبفظ مجيع املبحوثنيتشري النسب الواردة يف اجلدول أن مجيع

جوارحهم من الوقوع يف اآلثام واحملرمات، فعفة السمع من خالل عدم السماع للمسموعات

،باأللقاب زعدم التجسس والتنابو ،عدم السخرية من الناس لقبيحة، وعفة اللسان من خالل ا

وكف اللسان عن األعراض، عفة الفرج بضبط الفرج عن احلرام مثل الزنا وغريها، ومن العفة

كذلك الزواج حتصينا للفرج، وإعفاف للنفس، وكسر الشهوة، الذي يؤكده مجيع املبحوثني،

من وال للغري ال من غري ظلمامل اكتساباملبحوثني كذلك على عفتهم من خالل يعكما يؤكد مج

يدة، كما ممارسة أعمال وأنشطة حيرمها الشرع اإلسالمي، ومن خالل إنفاقه يف املصارف احلم

والذي هو رفضهم للتربج ومنعه على نسائهم، وفرض احلجاب عليهن، يؤكد مجيع املبحوثني

.حسب تصرحيات املبحوثني )احلائك(ليدي للمرأة امليزابية عبارة عن اللباس التق

من % 06.31قيمة العفة فأكدت نسبة مؤشر من مؤشراتأما بالنسبة لغض البصر ك

إجابات املبحوثني أم حياولون غض بصرهم قدر املستطاع، نتيجة الواقع االجتماعي للمرأة غري

.املزابية يف مدينة باتنة

Page 83: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

ق الصوم كوجاء ملن مل يستطع الزواج، فأكدت مجيع عينة البحث أم أما العفة عن طري

ال يلجؤون هلذا األسلوب بتاتا، ال جلهل أو رفض وإمنا لكوم ال يواجهون أية صعوبات يف

.الزواج، نتيجة تكفل اتمع امليزايب بتحقيق هذا املطلب الفطري والشرعي

:لى األخوة بينهميبني كيف حيافظ أفراد العينة ع 10جدول رقم

العبارة التكرار النسبة املئوية

الغض عن هفوام 50 33.33% زيارم ومودم 50 %33.33 النصح هلم والتناصح 50 %33.33

اموع 150 %100

يؤكد مجيع أفراد العينة أم حيافظون على األخوة اليت تربطهم بإخوام سواء عن طريق

وتقبلها منهم، وهذا ما رم ومودم، أو عن طريق إسداء النصيحةالغض عن هفوام، أو زيا

واملؤاخاة من يؤكد مدى متاسك اتمع امليزايب نتيجة إميام ذه القيمة املتمثلة يف قيمة األخوة،

أهم أسباب حدوث األلفة بني الناس، وإذا كان الدين هو أكرب باعث يف املؤاخاة والتآخي، فإنه

لفة والتجمع على تعاليم الدين من أجل صالح الدنيا واحلياة واتمع، ومن األمور بذلك يعزز األ

اليت من شأا إشاعة األلفة والتآلف بني اإلخوان، النصح والتناصح، والغض عن اهلفوات،

ووجوب زيارم ومودم، وذلك كله دف حتقيق التماسك االجتماعي املطلوب مبا يعني على

.شرع اإلسالميحتقيق مقاصد ال

:يبني كيف يصل أفراد العينة رمحهم 11جدول رقم

العبارة التكرار النسبة املئوية الزيارة والسالم 50 %37.03 البذل باملال 20 %14.81 اخلدمة 15 %11.11 الرعاية والرفق 50 %37.03

موعا 135 %100

، سواء بالزيارة والسالم، أو ؤكد مجيع املبحوثني أم يصلون رمحهم باإلحسان إليهم ي

بالرعاية والرفق م، والتعطف عليهم، وعدم اإلساءة إليهما خاصة اجتاه الوالدين، وهذا ما تؤكده

Page 84: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

إما باملال لكن حسب حاهلم ومقدرم على ذلـك، أو من إجابات املبحوثني، % 37.03نسبة

ـ ة البحـث، وذلـك باخلدمة يف حال تعذر الصلة باملال، حسـب تصـرحيات مفـردات عين

وصلة الرحم هي اإلحسان ،من إجابات املبحوثني على التوايل % 11.11ونسبة %14.81بنسبة

إىل األقارب على حسب حال الواصل واملوصول، فتارة تكون باملال وتارة باخلدمة، وتارة بالزيارة

والتعطف عليهما والرب بالوالدين اإلحسان إليهما والسالم وغري ذلك، كما أن الصلة بر وإحسان،

والرفق ما والرعاية ألحواهلما وعدم اإلساءة إليهما، وإكرام صديقهما من بعدمها، هو باب مـن

. 1أبواب صلة الرحم

:يبني كيف يؤثر أفراد العينة غريهم على أنفسهم 12جدول رقم

العبارة التكرار النسبة املئوية أن تعطي أكثر مما يبقى لك 35 %44.87 أن تعطي الشيء مع حاجتك إليه 35 %44.87 أن تبذل كل ما عندك 08 %10.25

اموع 78 %100

من إجابات املبحوثني أم يؤثرون غريهم على أنفسهم، بأن % 44.87تؤكد نسبة

يعطوا أكثر مما يبقى هلم، أو إعطاء شيء مع احلاجة إليه، خاصة إذا ما تعلق األمر مبصيبة أو نائبة

من إجابات % 10.25، فال يترددون يف البذل والعطاء، أما نسبة مإخواحلت بأحد من

املبحوثني وهم من أعضاء جملس اجلماعة اليت تشرف على شؤون اتمع امليزايب، فإم يؤكدون

حسب تصرحيام أم يف بعض األحيان يبذلون كل ما عندهم إميانا منهم بقيمة اإليثار والبذل يف

فاظ على قوة متاسك اتمع امليزايب، بتفريج الكربات اليت حتل ببعض أفرادها مبا سبيل اهللا، وللح

اإليثار هو تقدمي الغري على النفس يف حظوظها الدنيوية رغبة يف احلظوظ " ميلكون من مال أو جاه،

".2الدينية، وذلك ينشأ عن قوة اليقني وتوكيد احملبة، والصرب على املشقة

..727صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق، ص . 1 .629ع السابق، ص صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرج. 2

Page 85: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

:ملاذا يتصدق أفراد العينة على الفقراءيبني 13جدول رقم

العبارة التكرار النسبة املئوية رجاء الربكة 50 %50 تطهري املال 25 %25 تزكية النفس 10 %10 أخرى 15 %15

اموع 100 %100

إجابات املبحوثني أم يتصدقون على الفقراء رجاء الربكة يف من %50 تؤكد نسبة

من %25أنفسهم املصائب، وطمعا يف رضا اهللا تعاىل ومثوبته، أما نسبةممتلكام، ودفعا عن

إجابات املبحوثني فيؤكدون حسب تصرحيام أم يتصدقون على الفقراء تطهريا ألمواهلم، اليت

إجابات املبحوثنيمن %10هي حق الفقراء على األغنياء، اليت هي أموال فريضة الزكاة، أما نسبة

وتطهريها، ورغبة يف مكارم األخالق، ون على الفقراء ألجل تزكية النفسأم يتصدق فيصرحون

ويويل اتمع امليزايب أمهية بالغة هلذه القيمة ملا هلا من أثر ورعاية حلقوق إخوام الفقراء عليهم،

ويف جمال البذل والعطاء والتربع، فبمجرد أن تلقى " واضح يف احلفاظ على نظامهم االجتماعي،

الصدقة عطية يراد ا ، ألن"1املسجد حتثهم على ذلك جتدهم يتزامحون ليدفعوا األموال كلمة يف

.2وقد تطلق عليها أيضا وهي أعم من الزكاة، املثوبة ال التكرمة، وا يظهر الصدق يف العبودية،

:يبني كيف حيافظ أفراد العينة على دينهم 14جدول رقم

العبارة التكرار النسبة املئوية تعلم تكاليف دينك وما فرضه اهللا عليك 50 %24.39 الدعوة إىل ما يرضي اهللا تعاىل من أقوال وأفعال 50 %24.39 االبتعاد عن البدع واخلرافات 25 %12.19 تقوية الروابط االجتماعية 30 %14.63 االبتعاد عما متيل إليه النفس والشهوة 50 %24.39

اموع 205 %100

1 .64، ص)1990مكتبة أيب الشعثاء، : عمان(2، طاتمع املسجديإبراهيم بن عمر بيوص، . .2518صاحل بن عبد اهللا بن محيد، عبد الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان بن ملوح، املرجع السابق، ص . 2

Page 86: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

تعلم تكاليف دينهم وما فرضه اهللا عليهم بيع املبحوثني أم حيافظون على دينهم يؤكد مج

عما وبالدعوة إىل ما يرضي اهللا تعاىل من أقوال وأفعال، وباالبتعاد على أدائها،واملداومة احملافظة بو

أما نسبة ،14الواردة يف اجلدول رقم حسب ما تشري إليه النسب، متيل إليه النفس والشهوة

إجابات املبحوثني فصرحوا أم حيافظون على دينهم بتقوية الروابط االجتماعية اليت من 14.63%

تربطهم بإخوام، اليت من شأا أن حتميهم من الضعف خاصة يف احملافظة على أداء العبادات، أما

د عن البدع النسبة املتبقية من إجابات املبحوثني فتؤكد أن احملافظة على الدين يكون باالبتعا

واخلرافات، ملا انتشر يف أوساط اتمع الكثري من البدع اليت ينسبها أصحاا إىل روح الدين

اخل، حسب تصرحيات ...اإلسالمي، كالرقية والتطرف الديين يف السلوك واملظهر، واإلفتاء

.املبحوثني

:يبني أين تلقى أفراد العينة التربية الدينية 15جدول رقم

ويةالنسبة املئ العبارة التكرار املسجديف 50 %43.47

نعم

هل تلقيت تربية دينية

الكتاتيبيف 50 %43.47 أخرى 15 %13.04

ال 00 %00 اموع 115 %100

سواء تربية دينية اتلقو مجيعا أم 15رقم الواردة يف اجلدولتؤكد مجيع إجابات املبحوثني

اليت تتشكل "باحملاضر، أو بعد ذلك من خالل االنضمام حللقة إيروان؛ يف فترة الطفولة بااللتحاق

من الطلبة املستظهرين كتاب اهللا، كما يشترط فيهم عالوة على حفظ القرآن أن يكونوا

مدى وهو ما يؤكد ،"1مسجديني، يتحلون بالتقوى والورع، وجمانبة قرناء السوء ومواطن الشبه

، من )أطفال، شباب، شيوخ، نساء(التربية الدينية لكل فئاته حرص اتمع امليزايب على حتقيق

خالل ما يقام على مدار السنة من دروس الوعظ واإلرشاد يف املساجد، وكذلك من خالل نظام

للناشئة وتعليمهم الوضوء والصالة وتعويدهم اليت تتوىل مهمة حتفيظ القرآن) الكتاتيب(احملاضر

دة جبوار املسجد، فاالهتمام ذا املطلب من شأنه أن يهيئ األفراد ارتياد املساجد لكوا تقام عا

للمحافظة على هذا النظام االجتماعي والديين واالستمرار على هذا النهج، املستمد من الدين

1 .118، ص )1933بية ، املطبعة العر: اجلزائر( كتاب اجلزائراملدين أمحد توفيق ، .

Page 87: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

لعل أكرب جهد قامت به حلقات العزابة وكان هلا :"ويف هذا اال يقول إبراهيم طالي اإلسالمي،

مع هو تنشئة الناشئة على التربية الدينية وتعليمها وتلقينها القرآن الكرمي، فلكل أقوى األثر يف ات

مسجد يف ميزاب حمضرتان أو ثالث حماضر تتلقى أطفال القرية تعلمهم مبادئ الكتابة واللغة

: فهذا النظام الذي ابتدعه العزابة قد أسهم كما يقول عوض حممد خلفيات ،"1وحتفظهم القرآن

التعليم الديين أمام أتباع املذهب اإلباضي، وأتاح هذا النظام الفرصة ألبناء الفقراء يف فتح فرص"

من أتباع املذهب لاللتحاق مبدارس العزابة ، وتلقي العلم واملأوى واألكل دون أجر، وبذلك

."2حققوا جمانية التعليم يف مناطقهم منذ أمد بعيد يعود إىل القرن اخلامس اهلجري، ورمبا قبل ذلك

وتتوىل كذلك الفرق الرياضية وجلان الفنون التابعة للمسجد تلقني التربية الدينية لألفراد

من إجابات املبحوثني %13.04الذين ينتمون إليها، حسبما تشري إليه نسبة

:كيف حتصل أفراد العينة على العمل يبني 16جدول رقم

العبارة التكرار النسبة املئوية البحث الشخصي 05 %10 تدخل األهل واألقارب 38 %76 أخرى 07 %14

اموع 50 %100

الذي يزاولونه أو تشري النسب الواردة يف اجلدول أن أغلبية املبحوثني حتصلوا على العمل

الوظيفة اليت يشغلوا، عن طريق تدخل األهل واألقارب سواء بالعمل يف التجارة اليت متلكها

إجابات من %10ويف احلصول على بعض الوظائف، أما نسبة األسرة أو لدى بعض األقارب،

أم حتصلوا على الوظيفة اليت يشغلوا عن طريق البحث الشخصي، أما النسبة تأكدف املبحوثني

حتصلوا على العمل عن طريق تدخل جملس اجلماعة اليت فإم صرحوا أم %14املتبقية واملتمثلة يف

.زايب املقيم يف مدينة باتنةتشرف على شؤون اتمع املي

وقد يتدخل العزايب يف البحث عن عمل شريف حملتاج أو يتيم أو عاطل عن العمل، كما

يسعى حلفظ كرامة ذوي العاهات واألرامل واملرضى واحملتاجني إىل مساعدة إخوام امليسورين

مع فيها بعض التجار ، وجند يف كل مدينة كبرية أو صغرية اجت3دون أن يشعروا بالذلة واهلوان

.33، 32، ص ص )2007مجعية التراث، : القرارة (1، طالبعد الروحي لنظام حلقة العزابةحممد بن قاسم ناصر بوحجام، . 12 .34ص املرجع السابق، البعد الروحي لنظام حلقة العزابة، حممد بن قاسم ناصر بوحجام، . 3 .39املرجع السابق، ص لنظام حلقة العزابة البعد الروحي حممد بن قاسم ناصر بوحجام،.

Page 88: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

وتكونت فيها بعض املتاجر، يتخذون مسجدا للصالة ودارا يسموا دار العرش ملن يأيت من

أبنائهم يبحث عن العمل، أو لعابر سبيل جيدون دار العرش للرتول فيها جمهزة مبيضأة ووسائل

إذا كان يطلب الراحة ومكان للصالة ، وإذا قدم شاب جديد ينادونه ويسألونه عن سبب قدومه،

العمل ووجد عندهم من حيتاج إىل أجري يوظفونه، وإذا مل جيدوا له عمال يوجهونه، ويدفعون له

أجرة النقل إىل املكان املقصود، هذا هو نظامهم وهذه هي طريقتهم ال يغفلون عن شاب بطال ال

.1عمل له، ألنه رمبا يكون سببا يف إفساد غريه ورمبا يتعدى، فال يترك أبدا

:يبني الصعوبات اليت يواجهها أفراد العينة يف احلصول على التعليم 17جدول رقم

العبارة التكرار النسبة املئوية الفقر 00 %00

نعم

وجدت صعوبة يف احلصول

على التعليم

عدم االهتمام من قبل اآلباء 00 %00 بعد املدرسة عن املرتل 00 %00

ال 50 %100 وعام 50 %100

أية صعوبات أن مجيع املبحوثني مل يواجهوا 17الواردة يف اجلدول رقم %100تشري نسبة

يف احلصول على التعليم، لكون اتمع امليزايب يويل أمهية بالغة لتوفري التعليم جلميع أفراده، من

ة وجملس خالل تربعات وهبات احملسنني واملتربعني اليت ال يتوقف مددها، ومن خالل دور العشري

. اجلماعة بالتكفل ماديا ومعنويا مبساعدة الراغبني يف التعليم ومواصلة تعليمهم إىل درجات عليا

:يبني اجلهة اليت قدمت املساعدة ألفراد العينة للحصول على التعليم 18جدول رقم

العبارة التكرار النسبة املئوية األقارب 10 %20

نعم

تلقيت مساعدة للحصول

تعليمعلى ال

اجلريان 00 %00 املسجد 00 %00 أخرى 05 %10ال 35 %70

اموع 50 %100

.8، صاملرجع السابقإبراهيم بن عمر بيوص، . 1

Page 89: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

من عينة البحث مل تقدم هلا أية مساعدات %70تؤكد النسبة الواردة يف اجلدول أن

للحصول على التعليم، ألن أسرهم تكفلت بتعليمهم، أما النسبة املتبقية فأكدوا حسب تصرحيام

لقوا مساعدات للحصول على التعليم سواء من األقارب أو من العشرية اليت تشرف عليهم، أم ت

العشرية أوالدها، فتنظر احملتاج فيهم، تعطيه ما يقيه احلر والربد، واللباس يف هذا اتمع جتمع"

ائز الالئق بالدخول املدرسي، وبعد انتهاء السنة الدراسية جتمع كذلك أبناءها، وتوزع عليهم جو

" .1تشجيعا هلم، وهذا قل ما يوجد يف اتمعات، وال نريد أن نترك هذا، بل نزيد فيه

يبني كيف يساهم أفراد العينة يف حفظ حميطهم االجتماعي من املسكرات 19جدول رقم

:واملخدرات وأمثاهلا

العبارة التكرار النسبة املئوية التبليغ عن مدمنيها 00 %00

نعم

حميطك تساهم يف حفظ

االجتماعي من املسكرات

واملخدرات وأمثاهلا

النصح واإلرشاد 50 %45.45 الدعاء هلم 10 %09.09 تطبيق مبدأ الرباءة 50 %45.45

ال 00 %00 اموع 110 %100

تشري النسب الواردة يف اجلدول أن مجيع املبحوثني يسامهون يف حفظ حميطهم االجتماعي

كما يقاطعون املخدرات وأمثاهلا، وذلك بنصحهم وإرشادهم، والدعاء هلم،من املسكرات و

ة منهم، إىل أن يندموا ءاألفراد الذين يقعون يف هذه اآلفات االجتماعية، من خالل مبدأ الربا

ويرجعوا، بإعالن توبتهم العلنية يف املسجد، صونا للمجتمع من االحنرافات، حيث تتوىل هذه

مبا أن العزابة هم املسؤولون عن محاية اتمع مما ميسه يف جوهره، ويناله يف "املهمة هيئة العزابة،

والذين يقترفون املوبقات، والذين سلوكه، فإن من مهامهم معاقبة املنحرفني عن سواء السبيل،

جياهرون باملعاصي، فيقومون بتنبيه العاصي وإرشاده، وحماولة إعادته إىل جادة الطريق، وفق ما

تدعوا إليه الشريعة وترشد إليه، فإن أصر قاموا بتأديبه، وقد يصل األمر إىل إعالن الرباءة منه على

". 2لذي أتاه، لريتدع ويكون عربة لغريهاملأل يف املسجد، جزاء وفاقا للجرم الكبري ا

1 .88إبراهيم بن عمر بيوص، املرجع السابق، ص .2 .18، صاملرجع السابق، البعد الروحي لنظام حلقة العزابةحممد بن قاسم ناصر بوحجام، .

Page 90: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

: يبني مدى انتشار الزواج يف اتمع امليزايب 20جدول رقم

العبارة التكرار النسبة املئوية تيسري شروط الزواج 50 %50

نعم

هناك إقبال على الزواج يف

امليزايباتمع

تكفل األغنياء بتكاليف 50 %50

زواج الشباب الفقري غالء املهور 00 %00

ال

ضعف الوازع الديين لدى 00 %00

الشباب اموع 100 %100

يؤكد مجيع املبحوثني أن هناك إقبال على الزواج يف اتمع امليزايب، سواء كان فقريا أو

شرط الزواج غنيا، فقد وضع اتمع امليزايب آليات لتيسري الزواج واملتمثلة أساسا يف حتديد وتقييد

حىت على األسر امليسورة، والتكفل به يف حالة عدم االستطاعة للراغبني يف ذلك والذين حتول

بينهم وبني هذه الرغبة عدم قدرم على توفري شرط الزواج وتكاليفه، وهو ما يؤكد سعي اتمع

أسرة، وحرصه على امليزايب للتكفل ذا املطلب الفطري والشرعي واملتمثل يف الزواج وتكوين

حفظ اتمع مما يترتب عن عدم حتقيق هذا املطلب الضروري وفوات هذه املصلحة من آثار تفتك

جيتمع أعيان العشرية، "، 20باتمع كالزنا مثال، وهو ما تؤكده النسبة الواردة يف اجلدول رقم

تربعات من زكاة وصدقات للنظر يف أمر هذا الشاب الذي مل يتزوج، فيقال إنه فقري، فيجمعون له

وحنن نفيت دائما بإعطاء الزكاة يف هذا السبيل، جتهز بنت فقرية، وحتصن مبال الزكاة، ...فيتزوج،

ولو من زكاة -شابا كان أو فتاة–يعان احملتاج إىل الزواج ...حتصن دينها هي وحتصن زوجها،

".1املال

:ق التماسك االجتماعييبني كيف يساهم اتمع امليزايب يف حتقي 21سؤال رقم

أن سر متاسك اتمع امليزايب، هو متكنهم من توظيف إجابات املبحوثنيمجيع تؤكد

إن املسجد مكان التكوين الديين، "املسجد أحسن توظيف، وجعله منطلق نشاطهم ودعوم،

ع بني والترابط والوحدة والتماسك، وتربية الناس على اجلم...وجمال مهم لنشر الوعي الديين،

1 . 89.88، ص ص)1990مكتبة أيب الشعثاء، : عمان(2، طاتمع املسجديإبراهيم بن عمر بيوص، .

Page 91: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

، ومن "1وبه يتحصنون من االحنراف... الدين والعلم، وبني الدين والدنيا، بني الروح واملادة،

اآلليات اليت وضعها اتمع امليزايب، اليت من شأا أن تساهم يف حتقيق التماسك االجتماعي،

ة الشكلية، إشراف جملس اجلماعة على سري خمتلف التظاهرات االجتماعية، وال يكتفون باملشارك

إمنا يقومون بدور كبري يف وضع األنظمة واللوائح اليت تنظم وتوجه سري هذه املناسبات طبقا

للشريعة اإلسالمية، لصهر اتمع يف بوتقة املنظومة الدينية، فهي وحدها الكفيلة حبفظ متاسك

على احملافظة على وتكون هذه املناسبات ذات الطابع االجتماعي فرصة للعزابة للتأكيد "اتمع،

الوحدة والتضامن والتعاون بني أفراد اتمع، فال تنقضي هذه املناسبات أكال وشربا، أو جتمعا

وانفضاضا، وإمنا تغتنم يف األغلب األعم للتذكري بالقيم اإلسالمية األصيلة، واحلث على التشبث

".2ا، ومقاومة كل مظاهر االحنالل والتهتك واالحنراف

د التماسك االجتماعي من خالل الدور الذي تقوم به جمالس العشائر، من كما يتجس

خالل مجع الزكاة من األغنياء، وتوزيعها توزيعا عادال على مستحقيها بطريقة تكفل هلم احلياة

، وذه الطريقة يتكون بني أفراد العشرية الواحدة تعارف وتعاون وتضامن 3االجتماعية املتوازنة

.4التآلف والوحدة وتآزر، يؤدي إىل

كما ساهم البعد الديين هلذه املؤسسات واهليئات اليت تؤطر اتمع امليزايب يف حتقيق

هذا النظام استطاع أن يستقطب كل التنظيمات االجتماعية، ويطبعها "التماسك االجتماعي،

ين احلنيف من بالطابع الديين الصحيح، ويغرس يف نفوس األفراد الوالء هللا ورسوله فيما شرعه الد

آداب اجلوار، والتكافل االجتماعي والتعاون على الرب والتقوى، ويتعهد هذا النظام يقظة الضمري

،ومن مظاهر "5الديين واحلس املدين لدى الفرد واجلماعة باألمر باملعروف والنهي عن املنكر

ر على شؤون األيتام التماسك االجتماعي يف اتمع امليزايب حسب املبحوثني، هو االعتناء والسه

واألرامل والفقراء واحملتاجني، ومحاية الضعفاء ممن ال يقوى على شؤونه، والفصل يف اخلصومات،

إمنا اتمعات أصل تكوينها ينبين على تآلف األرواح "وإزالة أسباب التوتر بني األفراد واجلماعات،

.48، املرجع السابق، صالبعد الروحي لنظام حلقة العزابةحممد بن قاسم ناصر بوحجام، . 1 .291، ص)1999املطبعة العربية، : غرداية( 2، طمنهج الدعوة عند االباضيةحممد بن قاسم ناصر بوحجام ، . 2 .28، ص )1989مجعية التراث، : اجلزائر( حلقة العزابة ودورها يف بناء اتمع املسجديام ، حممد بن قاسم ناصر بوحج. 3 .45، املرجع السابق، صالبعد الروحي لنظام حلقة العزابةحممد بن قاسم ناصر بوحجام، . 45 .47، املرجع السابق، صالبعد الروحي لنظام حلقة العزابةحممد بن قاسم ناصر بوحجام، .

Page 92: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

متشبعة بروح التعاون، ساعدت على فإذا كانت مليئة باإلميان متشبعة بروح اإلحسان، والقلوب،

".1تكوين اتمع الصاحل

:عفته علىيبني األعمال اليت يقوم ا اتمع امليزايب يف احملافظة 22سؤال رقم

من بني األعمال اليت يقوم ا اتمع امليزايب للحفاظ على عفته، هو أكد مجيع املبحوثني أن

من الفواحش واملنكرات كالزنا، ومنع التربج يف اتمع ، لفرجتيسري شروط الزواج صونا لعفة ا

امليزايب صونا لعفة البصر اليت هي مبعث الوقوع يف احلرام، ومراقبة البيع والشراء يف األسواق،

وحماربة صور الغش واخلداع والتحايل واالحتكار، وفض الرتاعات بني املتعاملني والشركاء، حىت

. تتحقق العفة يف الكسب

يف القضاء على البطالة يف أوساط يبني الدور الذي يقوم به جملس اجلماعة 23ؤال رقمس

:الشباب من اتمع امليزايب

للقضاء على البطالة يف اتمع امليزايب، من خالل تدخله مع يسعي جملس اجلماعة باستمرار

مشروعات اقتصادية األولياء وجملس العشرية والعالقات األسرية ، ومن خالل السعي لتكوين

يني إلقامة مشروعات دعم أرباب العمل امليزاب كذلك خاللمن صغرية يشترك فيها ذوي القرىب، و

حسب تصرحيات هو توفري أسباب الرزق ألكرب عدد من األسر، كله ، واهلدف من ذلكاقتصادية

.املبحوثني

:تمع امليزايبيبني كيف يساهم جملس اجلماعة يف حماربة اجلهل يف ا 24جدول رقم

العبــــــارة التكرار النسبة املئويةتساهم مجاعتكم يف حماربة نعم 50 %100

ال 00 00% اجلهل اموع 50 %100

، أن مجيع املبحوثني يؤكدون أن جملس 23الواردة يف اجلدول رقم %100تؤكد نسبة

على التعليم وخاصة التعليم اجلماعة يساهم يف حماربة اجلهل، من خالل السعي لتسهيل احلصول

الديين، ملختلف فئات اتمع امليزايب، من خالل احملاضر واملساجد وخمتلف املدارس واملعاهد احلرة

اليت يقيمها اتمع امليزايب يف مجيع املدن اليت يقيم فيها، واليت تقدم فيها خمتلف الدروس يف جمال

و املرأة يف البيت يصل إليها دروس الوعظ . ارس الرمسيةالدين، ويف جمال العلوم األخرى تساير املد

1 .8، صاملرجع السابقإبراهيم بن عمر بيوص، .

Page 93: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

واإلرشاد، من خالل اللقاءات مع النساء الواعظات يف التجمعات النسوية للعشائر، رغم أنه غري

. كاف بالنسبة للمرأة حسب بعض املبحوثني

:عيةيبني الدور الذي يقوم به جملس اجلماعة يف حماربة اآلفات االجتما 25سؤال رقم

االجتماعية املختلفة، بالسعي لتوفري اآلفاتأكد مجيع املبحوثني أن اتمع امليزايب حيارب

العمل للشباب البطال حىت حيفظ كرامته، من خالل تدخل جملس اجلماعة لتوفري هذا املطلب

ن يقترفون للشباب البطال، وكذا سعيه لتزويج الشباب الفقري، وتطبيق مبدأ الرباءة على األفراد الذي

. اآلثام وجياهرون باملعاصي مبمارسة هذه اآلفات االجتماعية

:يبني مدى امتثال امليزابيني لقرارات جملس اجلماعة 26جدول رقم

العبــــــارة التكرار النسبة املئويةميتثل امليزابيون يف باتنة دائما 50 %100

ةماعاجل جملس لقرارات أحيانا 00 %00

ثلونميت ال 00 %00 اموع 50 %100

لقرارات جملس اجلماعة دائما يؤكد مجيع املبحوثني أن مجيع أفراد اتمع امليزايب ميتثلون

، والسبب يف ذلك حسب ما صرح به من عينة البحث % 100وذلك ما تشري إليه نسبة

ن قرارات هذا الس املبحوثني يعود إىل البعد الروحي للنظام االجتماعي الذي حيكم املزابيني، وأل

تصب يف مصلحة اجلماعة والفرد، ونتيجة كذلك للوعي الديين الذي تشبع به مجيع أفراد اتمع

. امليزايب، نتيجة تدرجهم مبختلف مؤسسات التكوين الديين

Page 94: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

: استخالص النتائج.2

ة االجتماعية، من عاجل موضوع البحث الدور الذي تؤديه القيم اإلسالمية يف حتقيق التنمي

االعتقادية، ما جيعلها جمموعة من القواعد واملبادئ اإلسالميةهي منطلق أن القيم اإلسالمية

تتحكم يف توجيه السلوك الفردي واجلماعي، وأن التنمية االجتماعية مفهوم مرادف ملفهوم

فإن حتقيق أهداف املطالب الضرورية حسب منظور املقاصد الشرعية اليت حددها اإلسالم، وبالتايل

يف إطار مقاصد الشرع التنمية االجتماعية يعين حتقيق هذه املتطلبات الضرورية لكل فرد يف اتمع،

، واليت تعد من خالل البحث )الدين والنفس والعقل واملال والنسل(خلمس الكليات ا املتمثلة يف

قيمة اإليثار وقيمة الرب وقيمة قيمة األخوة و البحث تمد، واعإحدى مكونات التنمية االجتماعية

هي اليت خالصة إسالمية العفة وقيمة صلة الرحم وقيمة األمر باملعروف والنهي عن املنكر، كقيم

هذه لتحقيق همبأن تدفع يف جمموعها كفيلةوال ،اتمع مبثابة اعتقاد وقناعات دينية لدى أفراد

هو ما تشري إليه جممل النتائج اليت توصل إليها املصلحة اجلماعية، و متثلاليت الضرورية، املتطلبات

:البحث واملتمثلة فيمايلي

بالنسبة للمتغري األول للدراسة واملتمثل يف القيم الدينية اإلسالمية، اليت مصدرها الوحي،

عقيدة اتمع وقناعاته، وجتسد تصرفات أفراده تشكل فهي وليس اتمع أو العقل اإلنساين،

مق القناعة الدينية بالقيم اإلسالمية، وبالتايل مدى عمق العقيدة اإلسالمية يف وسلوكام مدى ع

والقيم ،"1واإلنسان احلق هو الذي تشكل القيم الروحية أفكاره، وعواطفه وسلوكه"أنفسهم،

. فيما بينها يف إطار العقيدة اإلسالمية اإلسالمية ملزمة لبعضها البعض، وتتفاعل وتتساند

:ة الدينية لدى اتمع امليزايب بالقيم اإلسالمية، كمنظومة قيمية ، من خاللوجتسدت القناع

إن حب اخلري للناس قوال وعمال، وإيثار الصالح هلم من أسباب األلفة بينهم، وتظهر : قيمة الرب-

يدانية هذه القيمة يف اتمع امليزايب ، مبختلف أعمال اخلري اليت يفعلوا، وهذا ما تؤكده البيانات امل

يبني أن مجيع املبحوثني أي بنسبة 08من خالل النسب املئوية الواردة يف اجلداول، فاجلدول رقم

بطيب الكالم وحسن القول، وبالتربع -ولو بأضعف اإلميان-يعينون على فعل اخلري ، 100%

من %25.64باملال من غري عوض مطلوب، حسب مقدرة كل فرد، كما تشري إليه نسبة

.املبحوثني إجابات

.54الربيع ميمون، املرجع السابق ، ص . 1

Page 95: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

فإن أثر هذه العفة من مسات الفالح وعالمات الفوز يف الدار اآلخرة، تإذا كان: قيمة العفة-

القيمة اإلسالمية يف احلياة االجتماعية، سواء على الفرد أو اتمع يؤدي إىل متاسك بنيان اتمع،

عليهم أو دعوم فعفة اللسان وكفه عن أعراض الناس، وعدم السخرية منهم، وعدم التجسس

وعفة الفرج حبفظه عن احلرام احملارمفيها سخرية، وعفة البصر بغضه عن قبيحة أو بألقاب

بالزواج، وعفة املال باكتسابه من أوجه احلالل، أي باألعمال وبالطرق املشروعة والشريفة،

وإخوام، أو وإنفاقه يف املصارف احلميدة سواء على أسرهم، أو التصدق على أهلهم وأقربائهم

إنفاقه يف خمتلف املشاريع اخلريية اليت تعود عليهم باخلري يف الدنيا واآلخرة، وهي كلها سلوكات

.اجتماعية موجودة يف اتمع امليزايب، وتدفعهم مجيعا إىل حتقيق غاية هي حياة صاحلة هلم مجيعا

ا على أداء الرسالة املنوطة من مقاصد األخوة واأللفة يف اتمع، االستعانة : قيمة األخوة-

دينهم باإلنسان كمستخلف يف األرض، والتآلف والتجمع على تعاليم الدين احلق من أجل صالح

، ومن السلوكات اليت تشيع هذه القيمة يف اتمع امليزايب، الغض عن هفوات إخوام، دنياهم

يانات الواردة يف اجلدول رقم وزيارم ومودم، والنصح والتناصح بينهم، وهذا ما تؤكده الب

10.

إن اإلحسان إىل األقربني والعطف عليهم، والرفق م، والرعاية ألحواهلم، : قيمة صلة الرحم-

وأدناها ترك املهاجرة بالكالم ولو بالسالم، من ذوي النسب واألصهار وغريهم واجبة يف اجلملة،

ذوي مع امليزايب من خالل اإلحسان إىلوقطيعتها معصية كبرية، وتتجسد هذه القيمة يف ات

الرحم، باملال حسب املقدرة واالستطاعة، وإن تعذر بالزيارة والسالم، وبالرعاية والرفق، وغريها

من األعمال اليت حتافظ على هذه الصلة املتينة وتقويها، واليت هي من أخص خصائص اتمعات

متاسك النظام االجتماعي امليزايب وتضمن اليت حتفظ هي من القيم االسالميةاإلسالمية، و

. 11استمراره، كما تشري إليه بيانات اجلدول رقم

إن تقدمي املرء لغريه على نفسه يف احلظوظ الدنيوية رغبة يف احلظوظ الدينية، : قيمة اإليثار-

خوانه على يصدر عن قوة اليقني، والصرب على املشقة، وتوكيد احملبة اجتاه إخوانه، وتقدمي مصاحل إ

ذه القيمة، وجيسدها أفراده يؤمناخل، فاتمع امليزايب ...نفسه،كالكسوة واملأكل واملشرب

بإعطاء أكثر مما مبختلف سبل العطاء حسب مقدرة كل فرد وقوة يقينه وقناعته ذه القيمة، سواء

و نائبة حلت بأحد من يبقى هلم، أو إعطاء شيء مع احلاجة إليه، خاصة إذا ما تعلق األمر مبصيبة أ

فال يترددون يف البذل والعطاء، أو يبذلون كل ما عندهم إميانا منهم بقيمة اإليثار والبذل مإخوا ،

Page 96: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

اليت حتل ببعض أخوام مبا تيف سبيل اهللا، وحفاظ على قوة متاسك اتمع امليزايب، بتفريج الكربا

أو تطهري أمواهلم بإخراج ء رجاء الربكة،وبالصدقة على إخوام الفقرا ميلكون من مال أو جاه،

الزكاة، أو تزكية أنفسهم وتطهريها، وهي قيمة دينية راسخة يف اتمع امليزايب، والعمود الذي

.يستند عليه النظام االجتماعي للمزابيني

نع إن الداللة على اخلري مبا يوافق الكتاب والسنة، وامل: قيمة األمر باملعروف والنهي عن املنكر-

والنهي عن النفس، هو من صور األمر باملعروف إليهوعما متيل عن الشر، بالنهي عن الشهوة

، وتتجسد هذه القيمة يف اتمع امليزايب، من خالل التعاون على فعل اخلري وطاعة اهللا عز املنكر

ذل ، وخمتلف صور التربع باملال والب)08اجلدول رقم (وجل، ومن خالل خمتلف أعمال اخلري

، )09اجلدول رقم (، وجتنب معصيته مبختلف صور العفة )13و 12اجلدولني،(والعطاء واجلود

).14اجلدول رقم(وطرق احملافظة على الدين

أما املتغري الثاين للدراسة واملتمثل يف التنمية االجتماعية، اليت تعين حتقيق املطالب الضرورية

الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ املال وحفظ جلميع األفراد، املتمثلة يف متطلبات حفظ

:النسل، فتحققت هذه املتطلبات كمايلي

ميقدإن استمرار احلياة وصالحها مرتبط بقيام املستخلفني فيها مبا كلفوا به، مع ت: حفظ الدين-

ظة ، وجيب التضحية مبا سواها يف سبيل احملاف هاأساس على املصاحل األخرى اليت هي مصلحة الدين

تعلم تكاليفه وما ب دينه اتمع امليزايب على وحيفظ عليها وإلغاء ما يعارضها من املصاحل األخرى،

، والدعوة إىل ما يرضي اهللا تعاىل من أقوال وأفعال، واالبتعاد عما متيل إليه النفس فرضه اهللا عليه

خلرافات، من خالل القناعة والشهوة، وبتقوية الروابط االجتماعية بينهم، وباالبتعاد عن البدع وا

الدينية اجلماعية باملنظومة القيمية اإلسالمية، وبتوجيه هذه القناعة ليس فقط حنو السعادة الدنيوية

وجين مثارها املادية، وإمنا حنو السعادة الروحية واللذة اإلميانية باالمتثال للقواعد الربانية، رغبة يف

ة هي أساس كل بناء أو عمل، وكل ما خيلو من ذلك فهو السعادة األخروية، ألن العقيدة الصحيح

. باطل

من صالح النفس واحملافظة عليها ومنع االعتداء عليها توفري العمل، ألن ضياع إن :حفظ النفس-

آليات لتحقيق العمل فاتمع امليزايب وضع هذه املصلحة فيه فوت حياة، وفساد حلالة اتمع،

وساط الشباب امليزايب، واملتمثلة يف تدخل األهل واألقارب أو العشرية يف إجياد وحماربة البطالة يف أ

Page 97: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

العمل للشباب البطال لتلك العشرية دون أي متييز، من خالل إقامة مشروعات اقتصادية صغرية

.يشترك فيها ذوي القرىب

، أو ى اتمعمن أن تناله آفة جتعل صاحبه عبئا علصونه احملافظة على العقلومن : حفظ العقل-

مصدر شر أو أذى، وحماربة اجلهل بتوفري التعليم وتسهيل احلصول عليه جلميع أفراد اتمع، حبيث

يكون كل عضو من أعضاء اتمع سليما يساهم يف مد اتمع باخلري والنفع، ومن أجل ذلك وفر

رغبتهم يف التعليم ومواصلته اتمع امليزايب التعليم خاصة للفئات الفقرية اليت حتول بينهم وبني

بتقدمي مساعدات للحصول على التعليم، سواء عن طريق األقارب أو جملس العشرية اليت تشرف

يقع يف اآلفات عليهم أو جملس اجلماعة، كما يقاطع اتمع امليزايب كل فرد من جمتمعهم

وبتهم العلنية يف املسجد، ة منه، إىل أن يندم ويرجع، بإعالن تءاالجتماعية، من خالل مبدأ الربا

. كل ما من شأنه أن يؤثر على عقوهلمو صونا للمجتمع من االحنرافات،

احملافظة على النسل وتكثريه، ليكون منه التوالد الذي ن املقصد األول للزواج هو إ: حفظ النسل-

تمع من الزنا واختالط األنساب، اليتز التماسك مينع فناء اجلنس البشري، ومحاية أعراض ا

األسري واالجتماعي، ولتحقيق هذا املطلب وضع اتمع امليزايب آليات لتييسري الزواج، بتكفل

الشباب الفقري، كما أن حماربة اتمع امليزايب للبطالة أغنياء اتمع امليزايب بنفقات وتكاليف زواج

.حتقيق مطلب الزواج للشبابيف أوساط الشباب امليزايب وتوفري العمل، يعد أسلوبا من أساليب

، إىل األجل احملتوم هااستمراروالذات اإلنسانية لقد ربط الفقهاء حفظ املال حبفظ : حفظ املال-

بتناول ما حيفظ حياا من موجودات هذا العامل، وانقطاع احلياة نفسها يتصور بانقطاع املال،

ملكية الغري كلها صورة من صور والنصب واالحتيال، والتعدي على ةفالسرقة والغصب و الرشو

التعدي على األموال، من خالل مؤسساته انقطاع املال، واتمع امليزايب حارب هذه األشكال من

االجتماعية وجمالسه الدينية، مبراقبة األسواق وعمليات البيع والشراء، إذ يكون هلا انعكاسات

وهم ميارسون أعماهلم التجارية، ويقضون اجيابية على حياة الناس، فيشعرون باألمن والطمأنينة

.حاجام املعاشية

إن اتمع الذي تشكل هذه املنظومة القيمية املتكاملة اليت مصدرها اهللا عز وجل قناعاته

الدينية، واليت جيسدها يف الواقع جبميع تصرفاته وسلوكاته، وبعالقاته االجتماعية املبنية على هذه

عي يستند على قواعد الشرع اإلسالمي وهديه يف تنظيم شؤونه القيم من خالل نظام اجتما

االجتماعية، ويتخذ من املسجد املؤسسة االجتماعية والروحية اليت تسهر على استمرار هذا النظام

Page 98: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

عرض البيانات امليدانية وحتليلها وتفسريها......................................الفصل اخلامس

االجتماعي، فهو ذا النظام االجتماعي والروحي وفر السبل الكفيلة بتحقيق متطلبات مجيع أفراده

ما حقق تنمية اجتماعية وفق منظور الشرع اإلسالمي، وبالتايل فاتمع املادية والروحية، وهو

.حتققت فيه التنمية االجتماعية امليزايب جمتمع

ن القيم الدينية اإلسالمية تؤدي إىل حتقيق التنمية االجتماعية، مما فإمن خالل هذه النتائج

. البحث فرضيةصدق يؤكد

Page 99: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ
Page 100: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

املراجع

:الكتب .أ

:باللغةالعربية

.1956دار صادر، : بريوت .لسان العرب .أبو الفضل مجال الدين ،ابن منظور .1

بريوت مؤسسة .تقدمي حممد سليمان األشقر .املستصفى من علم األصول .الغزايل ،أبوحامد .2

.1997الرسالة،

املكتب اجلامعي : األزاريطية .لتنميةدراسات يف علم االجتماع ا .عبد الرحيم متام ،كريشةأبو. 3

.2003، احلديث

دار القلم، : دمشق .صفوان عدنان داوي: حتقيق .مفردات ألفاظ القرآن .الراغب ،األصفهاين .4

1992.

مركز الوحدة : بريوت. 7ط .حبث استطالعي اجتماعي: اتمع العريب املعاصر .حليم ،بركات .5

.2001، العربية

.2001،دمشق .2ط.رؤية إسالمية :مدخل إىل التنمية املتكاملة .رميعبد الك ،بكار .6

موسوعة نظرة .الرمحان بن حممد بن عبد الرمحان عبدبن ملوح، .صاحل بن عبد اهللابن محيد، .7

دار الوسيلة للنشر والتوزيع،: جدة .النعيم يف مكارم أخالق الرسول صلى اهللا عليه وسلم

1998.

. 2ط .ترمجة عبد الصبور شاهني .شبكة العالقات االجتماعية: الد جمتمعمي.مالك ،بن نيب .8

.1974دار الفكر، : بريوت

.1991دار الفكر،: اجلزائر. 2ط .تأمالت.مالك ، بن نيب. 9

دار الفكر، : دمشق .عمر مسقاويو ترمجة بسام بركة .من أجل التغيري .مالك، بن نيب. 10

1998.

مجعية التراث، : القرارة .البعد الروحي لنظام حلقة العزابة .صر، حممد بن قاسم نابوحجام .11

2007.

املطبعة العربية، : غرداية. 2ط .منهج الدعوة عند االباضية .بن قاسم ناصر حممد ،بوحجام. 12

1999.

Page 101: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

: اجلزائر .حلقة العزابة ودورها يف بناء اتمع املسجدي .، حممد بن قاسم ناصربوحجام .13

.1989 مجعية التراث،

.2002دار املعرفة اجلامعية، : مصر. علم اجتماع القيم، ، حممد أمحدبيومي. 14

دار : األزاريطية. علم االجتماع الديين ومشكالت العامل االسالمي .حممد أمحد ،بيومي .15

.2003، املعرفة اجلامعية

.1990ء، مكتبة أيب الشعثا: عمان .2ط. اتمع املسجدي .إبراهيم بن عمر ض،بيو. 16

.1947، املطبعة العربية :اجلزائر .كتاب اجلزائر .، املدين أمحدتوفيق. 17

.1985 دار املعارف،: القاهرة .االجتاهات املعاصرة يف دراسة القيم والتنمية .الكم،التابعي .18

دار الكتب العلمية، : بريوت .2ط .كتاب التعريفات .علي بن حممد الشريف ،اجلرجاين .19

1980.

.1988دار الكتب العلمية، : بريوت .مدارج السالكني. بن القيماجلوزية، ا .20

.مدخل إسالمي: دراسات يف التنمية االجتماعية .عبد اهلادي وآخرون ،اجلوهري .21

.1999، املكتب اجلامعي احلديث: زاريطيةاأل

مكتبة ضة : القاهرة .ةالتضامن اإلسالمي يف جمال التنمية االجتماعي .عبد اهلادي ،اجلوهري .22

.1971، الشرق

تصور نظري وتطبيقي لطرائق واستراتيجيات : تعلم القيم وتعليمها .ماجد زكي ،اجلالد .23

.2007دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة، :عمان .2ط.تدريس القيم

. 1988مكتبة وهبة، : القاهرة . 2ط . التنمية االجتماعية .عبد الباسط حممد ،حسن.24

.2005 دار وائل للنشر والتوزيع،: األردن .علم االجتماع الديين. حسن، إحسان حممد.25

. منوذج املشاركة يف إطار ثقافة اتمع: تنمية اتمعات احمللية .أمحد مصطفى، خاطر .26

.1999املكتب اجلامعي احلديث، : االزاريطية

. رؤية نظرية وواقعية: ية اتمع الريفياخلدمة االجتماعية وتنم. ، أمحد مصطفىخاطر .27

.1990املكتب اجلامعي احلديث، :اإلسكندرية

.1982، مؤسسة الرسالة: عمان. اتمع املتكافل يف اإلسالم. ، عبد العزيزاخلياط. 28

.1982، سالةمؤسسة الر: الكويت. دستور األخالق يف القرآن .، عبد اهللا حممددراز .29

.1980دار النهضة العربية، : بريوت. القيم والعادات االجتماعية .دياب، فوزية. 30

Page 102: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

.1986 ،املكتب اإلسالمي: بريوت .2ط .مقومات اتمع املسلم .فاروق ،الدسوقي .31

:الرياض .4ط. تقدمي طه جابر العلواين .نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب .أمحد ،الريسوين .32

.1995 ،يالدار العاملية للكتب اإلسالم

معجم ألفاظ القيم األخالقية وتطورها الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي .، نوال كرميزرزور .33

.2001مكتبة لبنان ناشرون، :بريوت. ولغة القرآن

املكتب اجلامعي احلديث، : اإلسكندرية. مفاهيم وقضايا: التنمية االجتماعية .علي ،الكاشف. 34

1985.

: األزاريطية. القيم الدينية للشباب من منظور اخلدمة االجتماعية .نورهان منري، مرسي .35

.1999املكتب اجلامعي احلديث،

مصطفى السقا، : حتقيق .أدب الدنيا والدين .أبو احلسن علي بن حممد بن حبيب ،املاوردي. 36

.1978بريوت،

.1994 دار العاصمة، :يةالسعود .القيم يف املسلسالت التلفازية .مساعد بن عبد اهللا ،احمليا. 37

.1982 ،دار اجليل:بريوت .وأهدافه هتمنطلقا: اتمع اإلسالمي .حممد تقي ،املدرسي .38

،الدار السعودية للنشر: جدة .مفاهيم إسالمية حول الدين والدولة .أبو األعلى ،املودودي .39

1985.

.1981، مكتبة غريب. علم االجتماع الديين .زيدان ،عبد الباقي .40

. املنهج والقياس: البحث االجتماعي .، غريبسيد أمحدوعبد الباسط حممد ،عبد املعطي .41

.1974دار الكتب اجلامعية، : اإلسكندرية

دار : االسكندرية. التنمية بني النظرية وواقع العامل الثالث .مرمي أمحد مصطفى ،عبد ايد.42

.1987املعرفة اجلامعية،

.1974 ،دار اجليل: بريوت. 2ط .اتمع املسلم. مصطفى ،عبد الواحد. 43

دار التنوير للطباعة والنشر : اجلزائر .حنو تفعيل مقاصد الشريعة .مجال الدين ،عطية .44

.2004والتوزيع،

الشروق للنشر دار: جدة .اجلماعة: مفهوم إسالمي جديد لعلم االجتماع .، حممدعلوان .45

.1983، والتوزيع والطباعة

Page 103: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

دار السالم للطباعة :حلب .4ط. التكافل االجتماعي يف اإلسالم .عبد اهللا ناصح ،علوان .46

. 1982 والنشر والتوزيع،

اهليئة املصرية العامة : مصر. القيم الضرورية ومقاصد التشريع اإلسالمي. علوان، فهمي حممد. 47

.1989للكتاب،

مكتب التربية العريب لدول اخلليج،: الرياض . 2ط.القيم السلوكية .، حممود عطا حسنيعقل .48

2006.

للنشر دار الفجر: القاهرة. 2ط .تنمية اتمع من التحديث إىل العوملة .علي وآخرون ،غريب .49

.2003 والتوزيع،

.1996 ،دار املعرفة: قسنطينة. من التغريب إىل التأصيل . غريب علي وآخرون .50

.1980دار املعرفة اجلامعية، : اإلسكندرية. الجتماعي والتخطيطالتغري ا .حممد عاطف، غيث.51

دراسات يف التنمية االجتماعية والتخطيط . علي حممد ،حممدوحممد عاطف ،غيث.52

.2002، دار املعرفة اجلامعية: األزاريطية. االجتماعي

ة للكتاب، املطبعة املصري: اإلسكندرية. البناء االجتماعي والشخصية، ، حممد سعيدفرح .53

1980.

.1979، مطبعة الرسالة: الرباط .مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها .عالل ،الفاسي .54

طبعة عيسى البايب احلليب م: القاهرة. 6ط. العدالة االجتماعية يف اإلسالم .سيد ،قطب.55

.1964، وشركائه

.ة نشردون سن .دار الشروق: بريوت. خصائص التصور اإلسالمي .سيد ،قطب .56

.دار الشروق، دون سنة نشر: القاهرة. معامل يف الطريق. قطب، سيد. 57

.1981دار الثقافة للطباعة والنشر، : القاهرة .نظرية القيمة يف الفكر املعاصر. صالح قنصوة،.58

ديوان املطبوعات اجلامعية، : اجلزائر. يف سوسيولوجيا التنمية .علي، غريبوإمساعيل ،قرية .59200 .1990 ،مؤسسة الرسالة: بريوت. فقه الزكاة. يوسف ،القرضاوي .60

دار اهلادي للطباعة والنشر : بريوت .التخلف والتنمية يف فكر مالك بن نيب .الطاهر ،سعود.61

.2006والتوزيع،

.2003دار املعرفة اجلامعية، : طيةياألزار .علم اجتماع املعرفة .العاطي عبد لسيد، االسيد .62

Page 104: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

.1987دار الشروق، : القاهرة. 14ط. اإلسالم عقيدة وشريعة .، حممودتوتشل. 63

الدار العربية للكتاب، : ليبيا .2ط .مقدمة يف الفلسفة اإلسالمية. عمر حممد التومي ،الشيباين. 64

1995.

.1986املطبعة العربية، : غرداية .اإلباضية يف اجلزائر. حيي، معمر علي. 65

.1992املطبعة العربية، : غرداية .تاريخ بين ميزاب .احلاج سعيد ،يوسف .66

:األجنبيةباللغة

67. cooper-t-the responsible administor an approach to Eunice for the administrative role, London : national univ. public-1982 68 United Nation Guiding Principales For Development Social Welfare Policies and Programmes in the Near Future .New York :United Nation 1988.

: والدوريات االت.ب

.جملة دراسات عربية ."القيم والعادات والتقاليد يف العائلة اللبنانية " .هال حممد ،إبراهيم .69

.1986ري ف، فيبريوت. 04العدد

دوريه أزمة القيم ودور األسرة ." لغة املصطلح ويف مضمونهنظرات يف" .ناصر الدين ،األسد .70

.2000، املعارف اجلديدة مطبعة: الرباط .يف تطور اتمع املعاصر

: سلسلة إسالمية املعرفة ."املنظور اإلسالمي للرعاية االجتماعية" .عفاف بنت إبراهيم ،الدباغ .71

.1996مكتبة املعهد، : القاهرة .االتاملنهج وا: التوجيه اإلسالمي للخدمة االجتماعية

نظام جمتمع التكافل الذي أوجده اإلسالم والذي حياول منافسة " .يوسف خليفة ،اليوسف .72

مركز دراسات : بريوت .دورية دولة الرفاهية االجتماعية ."دولة الرفاهية ضمن إمكانات حمدودة

.2006الوحدة العربية،

وجيه الت"دورية ،و سياسة اجتماعية متكاملة من منظور إسالميحن .ماهر أبو املعاطي ،علي .73

، لعاملي للفكر اإلسالمياملعهد ا: القاهرة ."املنهج وااالت: اإلسالمي للخدمة االجتماعية

1997.

Page 105: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

:الرسائل. ج

".دراسة تقيمية لوضعية السياحة والصناعة التقليدية بوالية غرداية". عبد العزيز ،خواجة. 74

.1998، سة مقدمة لنيل درجة مفتش رئيس السياحةدرا

املصلحة املرسلة عند االباضية بني النظرية والتطبيـق مـن خـالل " .أتبري مصطفى، داود. 75

جامعة األمري عبد القـادر، : قسنطينة. رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري ."اجتهادات املتأخرين

1996.

. رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتورة ."رؤية إسالمية :تماعيةالنظرية العلم اج" .مراد ،مييزع . 76

.1997جامعة قسنطينة،

. شهادة املاجستري رسالة مقدمة لنيل ".مقاصد الشريعة عند ابن عاشور". خملوف ،سوابعة .77

.1996جامعة األمري عبد القادر، .قسنطينة

Page 106: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ
Page 107: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

- 104 -

1ملحق رقم

البحث العلميوزارة التعليم العايل و

باتنة -جامعة احلاج خلضر

كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلسالمية

قسم علم االجتماع والدميغرافيا

استمارة

دور القيم الدينية يف التنمية االجتماعية

دراسة ميدانية حول امليزابيني املقيمني مبدينة باتنة

ة لنيل شهادة املاجستري يف علم االجتماعمذكرة مكمل

إشراف األستاذ : إعـداد الطالب

زعيمي مراد : بن منصور اليمني الدكتور

.2009/2010:السنة اجلامعية

Page 108: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

- 105 -

:............السن-1

:..................املستوى التعليمي-2

:....................الوظيفة-3

( ) .أرمل ( ) مطلق ( ) أعزب ( )متزوج : احلالة العائلية-4

( ).أربعة ( ) ثالثة ( ) اثنني ( ) واحدة : عدد الزوجات حاليا-5

:.........عدد األوالد -6

:.............جلس اجلماعةمبعالقتك -7

كيف تعني على فعل اخلري؟-8

( )باملعونة يف النائبة - ( )بالتربع باملال من غري عوض مطلوب -

( ) ببذل اجلاه واملساعدة بالنفس - ( )بطيب الكالم وحسن القول-

كيف حترص على عفتك؟ -9

( )بغض البصر - ( ) الزواجب- ( ) كف اللسان عن األعراضب-

( )بالنهي عن التربج -( ) بالصوم- ( ) ضبط الفرج عن احلرامب-

( )باأللقاب زبعدم التجسس والتناب- ( ) عدم السخرية من الناسب-

( )لم وال مهانةبإكتساب املال من غري ظ- ( )عدم السماع إىل املسموعات القبيحةب-

)( باإلنفاق يف املصارف احلميدة-

كيف حتافظ على األخوة اليت تربطك بإخوانك؟ - 10

( )بالنصح هلم والتناصح -( ) بزيارم ومودم- ( )بالغض عن هفوام-

كيف تصل رمحك؟- 11

( )عاية والرفق بالر-( ) باخلدمة -( ) بالبذل باملال - ( ) بالزيارة والسالم-

على نفسك؟ تؤثر غريك كيف- 12

( ) بأن تعطي أكثر مما يبقى لك-

( ) بأن تعطي الشيء مع حاجتك إليه-

( ) بأن تبذل كل ما عندك-

Page 109: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

- 106 -

:هل تتصدق على الفقراء- 13

( )تزكية النفس- ( ) تطهري املال- ( ) رجاء الربكة-

:طريقدينك عن لىهل حتافظ ع - 14

( ) تعلم تكاليف دينك وما فرضه اهللا عليك-

( ) الدعوة إىل ما يرضي اهللا تعاىل من أقوال وأفعال -

( ) تقوية روابطك االجتماعية-

( ) فاتااالبتعاد عن البدع واخلر-

( ) االبتعاد عما متيل إليه النفس والشهوة -

) (ال ( ) هل تلقيت تربية دينية ؟ نعم - 15

:إذا كان نعم هل تلقيتها يف- 16

.................أخرى ) (الكتاتيب ) (املسجد

:هل حتصلت على العمل عن طريق- 17

( )تدخل األهل واألقارب - ( )البحث الشخصي -

...................... أخرى-

) (ال ) (عم ن صعوبة يف احلصول على التعليم؟هل وجدت - 18

:نعم بسبب نإذا كا- 19

( ) بعد املدرسة عن املرتل - ( ) عدم االهتمام من قبل اآلباء - ( ) الفقر -

...............أخرى-

) ( ال ) (نعم هل تلقيت مساعدة للحصول على التعليم؟- 20

:من قبلهل تلقيتها :نعم نإذا كا- 21

( )املسجد- ( )اجلريان- ( )األقارب -

.......................أخرى-

) (ال) (ملسكرات واملخدرات وأمثاهلا؟ نعمتساهم يف حفظ حميطك االجتماعي من اهل - 22

:هل تقوم بذلك عن طريق: نعم نإذا كا- 23

تطبيق مبدأ الرباءة-( ) الدعاء هلم - ) (النصح واإلرشاد - ( ) مدمنيها التبليغ عن-

) (ال ) (؟ نعم امليزايبيف اتمع الزواج هناك إقبال على هل- 24

Page 110: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

- 107 -

:إذا كان نعم بسبب- 25

( ) شروط الزواج تيسري-

( ) تكفل األغنياء بتكاليف زواج الشباب الفقري -

: ال بسبب نإذا كا- 26

( )غالء املهور - ( ) ضعف الوازع الديين لدى الشباب-

؟امليزايبيف اتمع االجتماعييف حتقيق التماسك ماعةجملس اجلساهم يكيف - 27

…………………………………………………………………………

………………………………………………………………………….

.....................................................................................................

؟امليزايبمون ا من أجل احلفاظ على العفة يف اتمع وما هي األعمال اليت تق - 28

…………………………………………………………………………

…………………………………………………………………………

يف القضاء على البطالة يف وسط الشباب؟جملس اجلماعة ماهو دور - 29

…………………………………………………………………

…………………………………………………………………

..........................................................................................

( )ال( ) يف حماربة اجلهل؟ نعم جملس اجلماعةساهم يهل - 30

ذلك؟يتم كيف : إذا كان نعم - 31

…………………………………………………………………

…………………………………………………………………

؟)…سرقة، مخر(يف حماربة اآلفات االجتماعية لس اجلماعة جمماهو دور - 32

..........................................................................................

..........................................................................................

؟جملس اجلماعةيف باتنة لقرارات نمليزابيوهل ميتثل ا - 33

( )ال ميتثلون( ) أحيانا( ) دائما

Page 111: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

- 108 -

2ملحق رقم

فهرس اجلداول

74ص.............:......................يبني توزيع أفراد العينة حسب السن 01جدول رقم

75ص...................:.....يبني توزيع أفراد العينة حسب املستوى التعليمي 02جدول رقم

75ص....................:..............اليت يشغلها أفراد العينة وظائفيبني ال 03جدول رقم

76ص.........................................يبني احلالة العائلية ألفراد العينة 04جدول رقم

76ص.........................:...لدى أفراد العينة احلالية يبني عدد الزوجات :05جدول رقم

77ص..................:...................يبني عدد األوالد لدى أفراد العينة 06جدول رقم

يبني العالقة اليت تربط أفراد العينة مبجلس اجلماعة اليت تشرف على اتمع امليزايب 07جدول رقم

77ص.............................................:.......................املقيم مبدينة باتنة

78ص........................:....يبني كيف يعني أفراد العينة على فعل اخلري 08جدول رقم

79ص.....................:..........يبني كيف حيرص أفراد العينة على عفتهم 09جدول رقم

80ص.....................:....على األخوة بينهم يبني كيف حيافظ أفراد العينة 10جدول رقم

81ص.................................:....يبني كيف يصل أفراد العينة رمحهم 11جدول رقم

81ص.......................:..يبني كيف يؤثر أفراد العينة غريهم على أنفسهم 12جدول رقم

82ص..........................:.....على الفقراءيبني ملاذا يتصدق أفراد العينة 13جدول رقم

83ص.............................:...يبني كيف حيافظ أفراد العينة على دينهم 14جدول رقم

83ص............................:.....يبني أين تلقى أفراد العينة التربية الدينية 15جدول رقم

84ص............................:....عينة على العملكيف حتصل أفراد ال يبني 16جدول رقم

85ص......:....يبني الصعوبات اليت يواجهها أفراد العينة يف احلصول على التعليم 17جدول رقم

86ص.........:يبني اجلهة اليت قدمت املساعدة ألفراد العينة للحصول على التعليم 18جدول رقم

فظ حميطهم االجتماعي من املسكرات العينة يف ح يبني كيف يساهم أفراد 19جدول رقم

87ص...........................................:.......................واملخدرات وأمثاهلا

88ص........................: ......يبني مدى انتشار الزواج يف اتمع امليزايب 20جدول رقم

Page 112: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﰲ …- 5 - ﻦﻣ ،ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍﻭ ﺔﻳﺭﺎﻀﳊﺍ ﺓﺎﻴﳊﺍ ﰲ

- 109 -

88ص.........:..امليزايب يف حتقيق التماسك االجتماعييبني كيف يساهم اتمع 21سؤال رقم

90ص.........:...عفته علىيبني األعمال اليت يقوم ا اتمع امليزايب يف احملافظة 22سؤال رقم

يبني الدور الذي يقوم به جملس اجلماعة يف القضاء على البطالة يف أوساط الشباب 23سؤال رقم

90ص..............................................................:.....من اتمع امليزايب

90ص.....:...يبني كيف يساهم جملس اجلماعة يف حماربة اجلهل يف اتمع امليزايب 24جدول رقم

91ص......:.يبني الدور الذي يقوم به جملس اجلماعة يف حماربة اآلفات االجتماعية 25سؤال رقم

91ص................:.......مدى امتثال امليزابيني لقرارات جملس اجلماعةيبني 26جدول رقم