الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥١٨

زواج املسلم بغري املسلمة واآلثار املرتتبة عليه ( درا )

إادا ا ريد. ا

أستاذ الفقه املشارك بقسم الدراسات اإلسالمية يف كلية اآلداب بجامعة األم�ة نورة بنت عبد الرحمن

موجز عن البحث

، وغاياتــه النبيلــة، واألســرة هــي نــواة األمــة إن الزواج يف اإلسالم عقد له مقاصده العظيمــة

وأساسها، وقد اعتنى هبا اإلسالم عناية فائقة تحفظ كياهنا. ويف واقعنا المعاصر اليوم يقيم عــدد

كبير من المسلمين خارج الوطن اإلسالمي ألسباب مختلفــة، وقــد يضــطرون إلــى الــزواج مــن

ات المسلمة. ونظرا ألهمية البحث يف فقــه غير المسلمات، وهو أمر يقع كثيرا يف مجتمع األقلي

زواج المســلم بغيــر المســلمة واآلثــار "األقليات اإلسالمية، فقد وقــع اختيــاري علــى موضــوع

. ومنهجي يف هذا البحث سيكون وفق المنهج الفقهي االستقرائي "المرتتبة عليه، دراسة فقهية

يف دراسة المسائل الفقهية.

إليها الدراسة: أن مســائل الــزواج بــين المســلمين وغيــرهم ومن أبرز النتائج التي توصلت

تحــريم نكــاح المســلم للمشــركة تشــكل أهــم مســائل األحــوال الشخصــية لألقليــات اإلســالمية.

مطلق� سواء كانت من مشركات العرب، أو من مشركات غيــر العــرب، ممــا ينســجم تمــام االنســجام

كمــا أن ره وفــق المــنهج الربــاين الصــحيح.مع الحــرص علــى تحقيــق مقاصــد الــزواج ودوام اســتمرا

وقوع الخلل يف الظروف والضوابط المحيطة بنكاح المسلم من غيــر المســلمة بشــكل يخرجــه

عن إطاره الشرعي، يلزم القول بمنعه، أو توقيفه علــى األقــل، ســدا للذريعــة ونظــرا لمــا يرتتــب

عليه من مفاسد كثيرة.

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥١٩

Abstract Muslim Marriage and non-Muslim its Implications "Fiqh Study" Marriage in Islam has its great purposes, its noble goals, and the family is the

nucleus of the nation and its basis, and has taken care of the care of Islam and

the preservation of its entity. In our contemporary reality, a large number of

Muslims reside outside the Islamic homeland for various reasons and may be

compelled to marry non-Muslims, which is very common in the Muslim minority

community. In view of the importance of research in the jurisprudence of Muslim

minorities, I have chosen the subject of "Muslim marriage and non-Muslim

consequences, a study of jurisprudence." My method in this research will be

according to the method of jurisprudential inductive study of jurisprudential

issues.

One of the most prominent findings of the study: that the issues of marriage

between Muslims and others are the most important issues of personal status of

Muslim minorities. The prohibition of a Muslim marriage to a partner at all,

whether Arab or non-Arab, which is in harmony with the keenness to achieve the

purposes of marriage and the continuation of the continuation according to the

correct Lord's approach. And the failure of the conditions and controls

surrounding the Muslim Muslim non-Muslim in a way to get rid of its legal

framework, it is necessary to say preventing or arresting at least a dam for the

pretext and due to the consequences of many evils.

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٢٠

مقدمة الحمد هللا رب العالمين، حمدا كثيرا طيب� مبارك� فيه، كمــا ينبغــي لجــالل وجهــه وعظــيم

سلطانه، والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعــين، أمــا بعــد: فــإن الــزواج

يف اإلســالم عقــد لــه مقاصــده العظيمــة، وغاياتــه النبيلــة، فهــو ســبيل العفــة، وطريــق التناســل،

األسرة هي نواة األمة وأساسها، وقد اعتنى هبــا اإلســالم عنايــة فائقــة تحفــظ كياهنــا، وتجعلهــا و

متماسكة متجانسة، قوية األركان محكمة البناء. ويف واقعنا المعاصر اليوم يقــيم عــدد كبيــر مــن

المســلمين خــارج الــوطن اإلســالمي ألســباب مختلفــة، وقــد يضــطرون إلــى الــزواج مــن غيــر

و أمر يقــع كثيــرا يف مجتمــع األقليــات المســلمة. ونظــرا ألهميــة البحــث يف فقــه المسلمات، وه

زواج المســلم بغيــر المســلمة واآلثــار "األقليات اإلسالمية، فقد وقــع اختيــاري علــى موضــوع

، راجية من اهللا التوفيق والسداد."المرتتبة عليه، دراسة فقهية

الســتقرائي يف دراســة المســائل ومنهجــي يف هــذا البحــث ســيكون وفــق المــنهج الفقهــي ا

الفقهية، عن طريق تأصيل المسائل المدروسة فقهي� بالرجوع إلى المصادر األصيلة والحديثــة

يف دراسة المسألة وتوثيقها، وجمع اآلراء المتقاربة على شكل أقــوال والرتجــيح بينهــا، مراعيــة

عــنهم. مــع االهتمــام يف ذلــك مقاصــد التشــريع ورعايتــه لتحقيــق مصــالح العبــاد ورفــع الحــرج

بأساســيات البحــث العلمــي مــن مبــادئ التوثيــق وعــزو اآليــات الكريمــة، وتخــريج األحاديــث

الشريفة، ونسبة األقوال الفقهية ألصحاهبا من فقهاء المذاهب الفقهية. وتذييل البحث بفهرس

للمصادر والمراجع وآخر للموضوعات.

مطالب وخاتمة: وقد قسمت هذا البحث إلى مقدمة وتمهيد وثالثة

يف أهمية الموضوع ومنهج البحث. المقدمة: -

يف تعريف الزواج وبيان مقوماته. التمهيد: -

: يف زواج المسلم بالكتابية، وفيه مسألتان:المطلب األول -

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٢١

: حكم زواج المسلم بالكتابية.المسألة األولى -

ية.: شروط زواج المسلم بالكتابالمسألة الثانية -

زواج المسلم بغير الكتابية (المشركة)، وفيه مسألتان: المطلب الثاين: -

حكم زواج المسلم بالمرأة المشركة. المسألة األولى: -

الحكمة من تحريم نكاح المشركات. المسألة الثانية: -

اآلثار المرتتبة على زواج المسلم بغير المسلمة. المطلب الثالث: -

وفيها أهم النتائج والتوصيات. تمة:الخا -

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٢٢

التمھید تعریف الزواج وبیان مقوماتھ

أوال: تعريف الزواج:

الزواج كلمة مشــتقة مــن زوج، والــزوج خــالف الفــرد ، ويقــال: زوجنــاهم أي الزواج لغة:

. وزوج المرأة بعلهــا، وزوج الرجــل امرأتــه، )١(قرناهم، وزوج الشيء بالشيء وزوجه إليه: قرنه

. ويــرتبط تعريــف الــزواج لغــة )٢(الزوج المرأة، والــزوج المــرء قــد تناســبا بعقــد النكــاح وكذلك

بلفــظ النكــاح: يقــال: نكــح فــالن امــرأة ينكحهــا نكاحــ� إذا تزوجهــا، ويســمى عقــد التــزويج:

أصل النكاح يف كالم العرب الوطء، وقيل للتزوج نكاح ألنه سبب للــوطء ". ويقال: )٣("النكاح

ان لهذا الوجه من االرتباط بين النكاح والوطء لغة أثر يف تعريف عقد الــزواج يف . وك)٤("المباح

اصطالح الفقهاء.

ــة، والــزواج اصــطالح�: ــد الحنفي تعــددت تعريفــات الفقهــاء للنكــاح يف االصــطالح: فعن

، والمالكيــة يعرفــون النكــاح اصــطالح�: بأنــه )٥(عقد يرد على تملك المتعة قصدا "النكاح هو:

. أما الشــافعية فيعرفــون النكــاح شــرع� بأنــه: )٦(على الحقيقة، أما الوطء فهو على المجازالعقد

. وقريب منــه تعريــف الحنابلــة للنكــاح بأنــه )٧("عقد يتضمن إباحة وطء بلفظ إنكاح أو تزويج"

عقد التزويج، استنادا إلى المعنى اللغوي، حيث قيل يف اللغة للتزوج نكاح ألنه ســبب للــوطء

.٢٩٣-٢/٢٩١ان العرب لس) ١(

.١١٧، مختار الصحاح، ص ٢٩٣-٢/٢٩١نفس المرجع ) ٢(

.٢/٦٢٥نفس المرجع ) ٣(

.٢/٦٢٦المرجع ) نفس ٤(

.٩٥-٢/٩٤تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ) ٥(

.٢/٤٨كفاية الطالب ) ٦(

.٣/١٢٣مغني المحتاج ) ٧(

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٢٣

.)١(حالمبا

ــه: ــه بعــض العلمــاء المعاصــرين بأن ــين الرجــل والمــرأة "وعرف ــل العشــرة ب ــد ح عقــد يفي

. وعرفه الــبعض اآلخــر بأنــه: )٢("وتعاوهنما ويحدد ما لكليهما من حقوق وما عليه من واجبات

. وعرفه الشــيخ )٣("عقد بين رجل وامرأة تحل له شرع�، غايته إنشاء للحياة المشرتكة والنسل"

تعاقــد بــين رجــل وامــرأة يقصــد بــه اســتمتاع كــل منهمــا "بأنــه: -رحمــه اهللا -يمــين محمــد العث

بــاآلخر وتكــوين أســرة صــالحة ومجتمــع مســلم، لكــن قــد يغلــب أحــد القصــدين علــى اآلخــر

.)٤("العتبارات معينة ، بحسب أحوال الشخص

ج يف ومن خالل التعريفات السابقة لعقد الزواج ، يمكن التوصل إلى تعريــف جــامع للــزوا

االصطالح بأنه: ارتباط أحد المتعاقدين باآلخر علــى وجــه يفيــد اقــرتان رجــل بــامرأة تحــل لــه

شرع�، ويقصد به استمتاع كل منهمــا بــاآلخر وتكــوين أســرة صــالحة، ضــمن اإلطــار الشــرعي

للحياة الزوجية، والذي يبين ما لكليهما من حقوق وما عليهما من واجبات.

ــزوا ــار أن عقــد ال ــيح لالســتمتاعوعلــى اعتب ــم )٥(ج الســبب الشــرعي المب ، إال أن الفقهــاء ل

ثــم يتعلــق ": -رحمه اهللا-يحصروا مقصود الزواج وغاياته يف هذا األمر فقط ،يقول السرخسي

هبذا العقد أنواع من المصالح الدينية والدنيوية من ذلك حفظ النساء، والقيام واإلنفاق عليهن،

وأمة الرســول، وتحقيــق -تعالى–من ذلك تكثير عباد اهللا ومن ذلك صيانة النفس عن الزنى، و

-تعــالى–هبم... وليس المقصود ما يبيناه من أســباب المصــلحة، ولكــن اهللا مباهاة الرسول

.٣، ٨/٤اإلنصاف ) ١(

.١٩األحوال الشخصية، أبو زهرة، ص ) ٢(

.١/٣٣شرح قانون األحوال الشخصية، السباعي،) ٣(

الزواج، للشيخ محمد العثيمين على الشبكة العنكبوتية.) ٤(

.٣/٥٠، أحكام القرآن، الجصاص ،٤/١٩٢المبسوط )٥(

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٢٤

علق به قضاء الشهوة أيض� ليرغب فيه المطيع والعاصــي، المطيــع للمعــاين الدينيــة، والعاصــي

.)١("لى الناكح بل تتعداه إلى غيرهلقضاء الشهوة... ومنفعة النكاح ال تقتصر ع

ثانيا: مقومات الزواج:

يقوم عقد الزواج الشرعي على عدد من األركان والشروط ، بيانها كاآلتي:

(أ) أركان الزواج:

، )٢(وهي ما يعرب عنها باإليجاب والقبول، فتعترب ركــن عقــد الــزواج كســائر العقــود الصيغة: -١

رة على ما هو األصــل يف كــل العقــود مــن إرادة المتعاقــدين لداللة اإليجاب والقبول الظاه

.)٣(ورضاهما لما يقدمان عليه من التعاقد

، )٤(: ويقصــد هبمــا مــن يتــولى اإليجــاب والقبــول يف العقــد أصــالة ونيابــة أو واليــةالعاقــدان -٢

، فالموجــب مــن يصــدر عنــه أوال اللفــظ )٥(ويعرب عنها يف كتــب الفقهــاء بالموجــب والقابــل

ال على رضاه بالعقد وعادة يكون الــولي أو مــن يقــوم مقامــه، والقابــل: مــن يصــدر عنــه الد

ثانيــ� اللفــظ الــدال علــى موافقتــه علــى رغبــة الموجــب وعــادة يكــون الــزوج أو مــن يقــوم

ويبحــث يف الفقــه يف تــوافر الصــفات التــي تؤهــل العاقــدين شــرع� لمباشــرة عقــد .)٦(مقامــه

د مــن جهــة، وكعقــد زواج لــه خصوصــيته مــن جهــة الــزواج كعقــد صــحيح كســائر العقــو

.١٩٤-٤/١٩٢نفس المرجع )١(

، مغنــي ٢/٢٢٠، حاشــية الدســوقي ٣/٤١٩، مواهــب الجليــل ٢/٢٢٩، بــدائع الصــنائع ٣/٨٣البحــر الرائــق ) ٢(

.٣/٦٧، الروض المربع٥/٣٧، كشاف القناع ٧/٣٦، روضة الطالبين وعمدة المفتين ٣/١٣٩المحتاج

.١/٧٣شرح قانون األحوال الشخصية ) ٣(

.١/٧٣، شرح قانون األحوال الشخصية ٣/١٣٩، مغني المحتاج ٢/٢٢٠حاشية الدسوقي ) ٤(

.٧/٥٠روضة الطالبين )٥(

.٥/٣٧القناع ، كشاف٧/٥٠نفس المرجع ) ٦(

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٢٥

.)١(أخرى

: ويشمل الزوج والزوجة، أو ما يعرب عنه يف كتــب الفقهــاء بــالزوجين الخــاليين محل العقد -٣

.)٢(من الموانع

فمحل استمتاع كل من الزوجين باآلخر هو الحكم المرتتــب علــى عقــد الــزواج، وبالتــالي

، كأن تكون الزوجة )٣(يمنع حل استمتاع كل منهما باآلخر يشرتط فيه أن ال يقوم به مانع شرعي

من المحرمــات حرمــة مؤبــدة أو مؤقتــة، أو يكــون الرجــل غيــر مســلم، فهــذا لــيس محــال لعقــد

.)٥(، وكالمشركة التي ليست محال لعقد الزواج من رجل مسلم)٤(الزواج من امرأة مسلمة

ثالث�: شروط عقد الزواج:

ا إلى عدة أقسام:وتصنف تصنيف� اجتهادي

وهي التي تتوقف عليها صحة العقد ووجــوده وجــودا تثبــت بــه األحكــام المرتتبــة شروط صحة: - ١

على عقد الزواج.

وهي التي يلزم من عدم توفرهــا بقــاء العقــد موقوفــ� غيــر نافــذ األحكــام علــى شروط نفاذ: -٢

هلية المتعاقدين.العاقدين، حتى تتم إجازته، ومما يبحث تحت مسمى هذه الشروط: أ

بــاالعرتاض وفســخ العقــد، فــال -عند عــدم تحققهــا-: وهي التي تعطي حق� شروط لزوم -٣

يكون العقد الزم� لكال الطرفين إال هبا، ومما يبحث تحت مسمى هذه الشــروط: الكفــاءة

.١/٧٣، شرح قانون األحوال الشخصية ١/٤٢٥المدخل الفقهي العام )١(

.٥/٣٧، كشاف القناع ٧/٤٣، روضة الطالبين ٣/١٣٩، مغني المحتاج ٣/٤١٩مواهب الجليل ) ٢(

.٥٥، شرح قانون األحوال الشخصية، السرطاوي، ص١/٧٣شرح قانون األحوال الشخصية) ٣(

.٥/٣٧كشاف القناع )٤(

.٧/٤٣روضة الطالبين )٥(

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٢٦

.)١(، ومهر المثل

حتــى يعتــرب هبــا : وهي التي تبحث ما يشرتط تحققه عند مباشر عقد الزواجشروط االنعقاد -٤

.)٢(صحة العقد وانعقاده

والحكم على عقد الزواج بالصحة من عدمها يتوقف علــى اســتيفاء عقــد الــزواج لألركــان

والشروط الشرعية أو عدم استيفائه.

، شـــرح قـــانون األحـــوال ١/٤، شـــرح قـــانون األحـــوال الشخصـــية، الســـباعي، ٥٢) األحـــوال الشخصـــية، ص١(

.١٢٣، ص٦٧الشخصية، السرطاوي، ص

.٨٩ -٣/٨٣البحر الرائق )٢(

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٢٧

المطلب األول زواج المسلم بالكتابیة

وفيه مسألتان:

ية)حكم زواج المسلم بالكتابية (اليهودية والنصران: المسألة األولى

قــد تكــون ذميــة مقيمــة يف بــالد اإلســالم، أو هــي مــن أهلهــا، وقــد تكــون معاهــدة الكتابيــة

مستأمنة من أهل دار الحرب، أو حربية. وقد اتفق الفقهاء يف الجملة على جــواز نكــاح الكتابيــة

بدار الحرب إذا خشي العنت وغلبت عليه شهوته، ألن التحرز عن الزنا فرض وال يتوصل إليه

فــاظفر ": . واتفقــوا أيضــ� علــى أولويــة المســلمة يف النكــاح باإلجمــاع، لقولــه )١(نكاحإال بال

.)٢("بذات الدين تربت يداك

واختلفوا يف حكم نكاح الحرة الحربية يف دار الحرب، كما اختلفوا يف حكم نكــاح الذميــة،

وفيما يلي أذكر األقوال وقائليها يف كل مسألة على النحو اآليت:

م نكاح الكتابية الحربية يف دار الحرب:أوال: حك

: يحرم نكاح الكتابية الحربية يف دار الحرب، وهو روايــة عنــد الحنفيــة، وقــول القول األول

، وقــول ابــن عبــاس وعمــر وابنــه والنخعــي )٣(عنــد المالكيــة، وإحــدى الــروايتين عنــد الحنابلــة

. واســتدل )٥(لمعاصــرين، وذهــب إليــه بعــض ا)٤(والثــوري ومجاهــد والحكــم، وأيــده القاســمي

.٥/٧، مطالب أولى النهى٧/٣٢٢، تحفة المحتاج ٥/١٠١شرح السير الكبير )١(

)، ومسـلم، كتـاب الرضـاع، بـاب اسـتحباب نكـاح ذات ٥٠٩٠النكاح، باب األكفاء يف الـدين (البخاري، كتاب )٢(

).١٤٦٦الدين (

ــدين) ٣( ــن عاب ــية اب ــرازي٤/١٣٤حاش ــرآن لل ــي٣/٣٢٦، أحكــام الق ــاف ٣/٦٩، تفســير القرطب ، ٨/١٣٥، اإلنص

.٢/٢١المحرر لمجد الدين ابن تيمية

.٦/١٨٧٢محاسن التأويل ) ٤(

، الحـــالل والحـــرام يف ميـــزان اإلســـالم، ١٠٠-٩٩ات اإلســـالمية، د. يوســـف القرضـــاوي، صيف فقـــه األقليـــ) ٥(

.٣/٣٠٩، آثار ابن باديس١٥٣ص

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٢٨

أصحاب هذا القول بالقرآن، وآثار الصحابة، والمعقول:

:أوال: القرآن الكريم

م اهللا قوله تعالى: ﴿ - ١ مــون مــا حــر قاتلوا الــذين ال يؤمنــون بــاهللا وال بــاليوم اآلخــر وال يحر

ق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يــد وهــم ورسوله وال يدينون دين الح

]. أمر اهللا تعالى بقتال الكفار من أهل الكتــاب الحــربيين الــذين ٢٩﴾[التوبة: صاغرون

ال يؤدون الجزية، واألمر بقتالهم يوجــب عــدم محبــتهم ومــودهتم، فعلــى هــذا ال يحــل

.)١(الحربيات، ألن الزواج مودة ومحبةالتزوج من نسائهم

اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكــم وطعــامكم قوله تعالى: ﴿ - ٢

ــ ــاب م ــوا الكت ــذين أوت ــن ال ــات والمحصــنات م ــن المؤمن ــم والمحصــنات م ن حــل له

]. أباح اهللا تعالى نكــاح أهــل الكتــاب للمســلمين، والمــراد هبــن يف ٥﴾[المائدة: قبلكم

هذه اآلية الذميات دون الحربيات، ألهنن يلتــزمن بأحكــام اإلســالم، ويــدفعن الجزيــة،

.)٢(ويتمكن المسلمون من الركون إليهن، وتطمئن النفوس إلى نكاحهن يف الجملة

﴾ قوما يؤمنون بــاهللا واليــوم اآلخــر يــوادون مــن حــاد اهللا ورســوله ال تجد قوله تعــالى: ﴿ - ٣

]. نفى اهللا تعالى عن المؤمنين باهللا حق� محبــة ومــودة أعــداء اهللا الــذين ٢٢[المجادلة:

فات عصوا رهبم، ونصبوا أشد العداوة والبغضاء لعباده المســلمين، وبمــا أن هــذه الصــ

ــاده ــة الحربيــة تكــون مندرجــة تحــت مــا نفــاه اهللا عــن عب المــذكورة متحققــة يف الكتابي

المؤمنين، من محبة ومودة أعدائه، فبهذا ال يحــل التــزوج بالحربيــة، ألن الــزواج مــودة

.٣/٣٢٦أحكام القرآن، الجصاص ) ١(

.٣/٣٢٦نفس المرجع، ) ٢(

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٢٩

.)١(ومحبة

تعــالى يف هــذه ]. بــين ٢٦﴾[النــور: الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات ﴿ :قوله تعالى - ٤

اآلية أن الخبيثة للخبيث، والعكس، والكتابية الحربية خبيثــة، فــال تكــون للمســلم الطيــب،

.)٢(ألن الطيبين للطيبات

:ثاني�: آثار الصحابة

أنه سئل عن نكاح الكتابيــة الحربيــة، فقــال: مــن نســاء أهــل الكتــاب مــن عن ابن عباس

اتلوا الــذين ال يؤمنــون بــاهللا وال بــاليوم اآلخــر وال قــيحل لنا، ومنهم من ال يحل لنــا، ثــم قــرأ: ﴿

م اهللا ورسوله وال يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطــو مون ما حر ا الجزيــة يحر

]. قال: فمن أعطــى الجزيــة حــل لنــا نســاؤه، ومــن لــم يعــط ٢٩﴾[التوبة: عن يد وهم صاغرون

. حرم ابن عبــاس الــزواج بالكتابيــة يف دار الحــرب، مســتندا يف ذلــك )٣(الجزية لم يحل لنا نساؤه

إلى كتاب اهللا، فالتي تدفع الجزية هي التي تحل، وهي الذمية، أما الحربية التي ال تدفع الجزيــة

.)٤("الستدالل دقيق جدا فليتأملوهذا ا"فال تحل. قال القاسمي:

ثالث�: المعقول:

أن المسلم الذي يتزوج الكتابية الحربية، يكون مقيم� معها يف دار الحــرب ،مــع أنــه مــأمور

ــنة رســوله ــاب اهللا وبس ــالى: ﴿ بكت ــال تع ــالهجرة، ق ــاجروا ب ــعة فته ــن أرض اهللا واس ــم تك أل

ـــا بـــريء مـــن كـــل مســـلم يقـــيم بـــين أظهـــر "يقـــول: ســـول ]. والر٩٧﴾[النســـاء: فيهـــا أن

.٦/٦٦، روح المعاين، األلوسي، ٣/٣٢٦نفس المرجع، ) ١(

.٦/١٨٧٣محاسن التأويل، القاسمي) ٢(

، البحـر ٦/١٨٧٢، محاسـن التأويـل، القاسـمي، ٣/٦٩، تفسـير القرطبـي٣/٣٢٦ن، الجصـاص، أحكام القـرآ )٣(

.٨/١٤٦لم أقف على تخريجه، وذكره ابن جرير الطربي يف تفسيره والحديث .٣/٤٤٨المحيط، أبي حيان،

.٦/١٨٧٢محاسن التأويل، القاسمي، )٤(

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٣٠

، والرباءة ال تكــون إال علــى فعــل محــرم فــالتزوج بالكتابيــة الحربيــة محــرم، ألنــه )١("المشركين

بــالهجرة منهــا، يفضي إلى اإلقامة معها يف دار الحــرب، ويف هــذا مخالفــة ألمــر اهللا ورســوله

.)٢(نوتكثير لسواد الكفار، وتقليل لعدد المسلمي

يكره نكاح الكتابية الحربية يف دار الحرب، وهــو مــذهب الحنفيــة والمالكيــة، القول الثاين:

، والشــافعية )٤(وعطاء والحسن وطائفة من السلف ، وقول علي )٣(والقول الثاين عند الحنابلة

رجــو أن ي والثانية:: إذا خشي المسلم على نفسه العنت ولم يجد مسلمة. األولىإال يف حالتين:

. واستدل أصحاب القول الثاين بالقرآن والمعقول:)٥(إسالمها فيسن

:أوال: القرآن الكريم

]. اآليــة عامــة ٥﴾[المائدة: والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم قوله تعالى: ﴿

هبا يف دار اإلسالم، أو يف يف إباحة نساء أهل الكتاب للمسلمين، ولم تفرق بين أن يكون الزواج

وظاهر اآلية يقتضــي جــواز "دار الحرب، فاختالف الدار ال أثر له يف إباحة الزواج أو تحر يمه.

. واستدل بعموم اآلية من جوز نكــاح )٦("نكاح جميع الذميات والحربيات، لشمول االسم لهن

.)٧(الحربيات الكتابيات

)، والرتمــذي، كتــاب الجهــاد ٢٦٤٥اعتصــم بالســجود (أخرجــه أبــو داود، كتــاب الجهــاد، بــاب: النهــي عــن قتــل مــن ) ١(

لصــحيح ")، وقــال: ســمعت محمــدا يقــول: ا١٦٠٤والســير، بــاب مــا جــاء يف كراهيــة المقــام بــين أظهــر المشــركين (

."مرسل حديث قيس عن النبي

.٣/٢٢٩فتح القدير، ابن الهمام،) ٢(

.١٣/١٤٩، المغني٤/٢٤٣، حاشية الخرشي ٥/٥٠المبسوط ) ٣(

.١٦/٢٣٢كملة المجموع ت) ٤(

.٣/٢٥٠حاشية قليوبي على شرح المنهاج ) ٥(

.٢/٣٢٦أحكام القرآن، الجصاص، ) ٦(

.٦/١٨٧٢محاسن التأويل، القاسمي، )٧(

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٣١

ثاني�: المعقول:

مة يف دار الحرب، يفضي إلى أمور تستوجب كراهة زواجه منها: أن أن نكاح الكتابية المقي

التزوج بالكتابية الحربية يفضــي إلــى اإلقامــة معهــا يف دار الحــرب، ويف هــذا مخالفــة ألمــر اهللا،

بالهجرة منها، وتكثير لسواد الكفار، وتقليل لعدد المسلمين، وهــذا ممــا يقــوي وأمر رسوله

يرها عليه، فتفتنه عن دينه، والزوج ليس لــه منــع المــرأة الكتابيــة سلطتها على زوجها، وشدة تأث

من أكل لحم الخنزير وال من شرب الخمر وال من الذهاب إلى الكنيسة، وهذا يؤدي إلى تربية

الولد على دينها، إضافة لما قد يتعرض له الزوج من الفتنة عن دينــه بزوجتــه الكتابيــة وحرصــه

ــل دي ــواالة أه ــا وم ــى مواالهت ــين عل ــرب ب ــبت الح ــإذا نش ــرتقاق، ف ــد لالس ــريض الول ــا، وتع نه

المسلمين والكفار وأسرت األم وهي حامــل ترتــب علــى ذلــك أن يولــد الولــد رقيقــ� مملوكــ�

لمن وقعت األم يف أسره. فلهذه المفاســد وغيرهــا كثيــر ،كــان النكــاح بالكتابيــة يف دار الحــرب

.)١(أشد كراهة منه يف دار اإلسالم

الترجيح:

د عرض األقوال وأدلتها، يظهر أن الراجح هو القــول األول وهــو تحــريم نكــاح الكتابيــة بع

الحربية، مع التسليم بأن من خشي على نفسه الوقوع يف الزنا جاز لــه أن يتــزوج مــن الكتابيــة يف

دار الحرب مع توقي اإلنجاب قدر اإلمكان حفظ� للذرية، وحماية لهــا مــن الكفــر ومخــاطره،

واهللا أعلم.

ثاني�: حكم نكاح الكتابية الذمية:

اختلف العلماء يف حكم نكاح الكتابية الذمية على ثالثة أقوال:

يجوز نكاح الكتابية الذمية مع الكراهة، وهو مذهب الجمهــور مــن الحنفيــة، القول األول:

ــين الحقــائق ٥/٥٠، المبســوط ٣/٢٢٩فــتح القــدير، ابــن الهمــام، ) ١( ــة الكــربى ٢/١٠٩، تبي -٢/٢١٨، المدون

ــدواين ٢١٩ ــه ال ــير ا٢/١٩، الفواك ــي ، تفس ــاج٢/٤٤، المهــذب٣/٦٩لقرطب ــي المحت ــية ٣/١٨٧، مغن ، حاش

.٥/١٧٣، شرح منتهى اإلرادات ٥/٨٤، كشاف القناع ٣/٢٥٠قليوبي

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٣٢

تدل . واســ)١(والمالكية، والشافعية، وهو رأي الحنابلــة إال أهنــم عــربوا عنــه بأنــه خــالف األولــى

أصحاب هذا القول بالقرآن وآثار الصحابة، والمعقول:

القرآن الكريم: -١

اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل قوله تعالى: ﴿

﴾[المائــدة: من الذين أوتــوا الكتــاب مــن قــبلكم لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات

ــنات مــن أهــل الكتــاب، والمــراد هبــن ٥ ــاح المحص ــل نك ــة علــى ح ــت اآليــة الكريم ]. نص

.)٢(العفيفات

آثار الصحابه: -٢

تزوجنــاهن زمــان الفــتح "وسئل عن نكاح المسلم اليهودية والنصرانية، قال: عن جابر

بي وقاص، ونحن ال نكاد نجد المسلمات كثيرا، فلمــا رجعنــا طلقنــاهن، بالكوفة مع سعد بن أ

. وفيــه جــواز )٣("وقال: ال يرثن مسلم� وال يرثوهنن، ونساؤهم لنــا حــل، ونســاؤنا حــرام علــيهم

ارتكاب المكروه للحاجة إليه وهو نكاح الكتابيات حال عدم وجدان المسلمات، ولهذا حــين

.)٤(ن فأفاد هذا الكراهةرجعوا طلقوهن، مع نصهم على حله

:المعقول -٣

استدلوا على كراهة نكاح الكتابيات من المعقول بما يلي:

.)٥(ربما كانت سبب� يف فتنته عن دينه، وتحوله عن ملته -أ

، مختصـر خليـل مـع مواهـب الجليـل ٢/٢١٩، المدونـة ١٣٤-٤/١٢٥الدر المختار مـع حاشـية ابـن عابـدين )١(

.٧١-٧/٧٠، المبدع ٧/١٣٥، روضة الطالبين ٥/١٣٣

.٢/٧٩٤، أحكام أهل الذمة، ابن القيم،٣/٣٢٤ن، الجصاص، أحكام القرآ) ٢(

، بسـند ٧/١٧٢أخرجه البيهقي، كتاب النكاح، باب ما جاء يف تحـريم حرائـر أهـل الشـرك دون أهـل الكتـاب...) ٣(

حسن.

.٧/١٧٢السنن الكربى للبيهقي) ٤(

.٩/٥٤٦المغني ) ٥(

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٣٣

.)١(ربما تفسد دين أوالده، وتغذيهم بدينها، وتطعمهم الحرام، وتسقيهم الخمر -ب

. واســتدلوا )٢(وهو مذهب بعــض المالكيــة، والظاهريــة: الجواز من غير كراهة، القول الثاين

والمحصنات من الــذين أوتــوا الكتــاب قوله تعالى: ﴿ فمن الكتاببالكتاب، وبعمل الصحابة:

وأمــا . )٣(]. وظاهر اآلية يدل على جواز نكاح الكتابيات من غيــر كراهــة٥﴾[المائدة: من قبلكم

نائلــة بنــت الفرافصــة الكلبيــة علــى نســائه، وهــي زوج عثمان بن عفان : فقد تعمل الصحابة

.)٤(نصرانية فأسلمت عنده

: ال يجوز نكاح الحــرة الكتابيــة مطلقــ� ذميــة كانــت أو حربيــة، وهــو رأي ابــن القول الثالث

. )٥("الكتابية مشــركة"ال يجوز ذلك، ويقول: ولم ينقل عن غيره ، فقد كان ابن عمر عمر

.)٦(اجي: وال أعلم أحدا منعه غير عبد اهللا بن عمرقال الب

:بالكتاب، ومنه واستدل ابن عمر

]. هنى اهللا تعــالى عــن ٢٢١﴾[البقرة: وال تنكحوا المشركات حتى يؤمن قوله تعالى: ﴿ - ١

.)٧(نكاح المشركات، والكتابية مشركة، ألهنا تقول: عيسى رهبا

]. دلــت اآليــة علــى حرمــة ١٠﴾[الممتحنــة: مسكوا بعصم الكوافر وال ت قوله تعالى: ﴿ - ٢

.٢/٢١٩المدونة )١(

.٩/٤٤٥ن حزم، ، المحلى، اب٤/٢٤٢حاشية الخرشي )٢(

.٤/٢١٠المبسوط ) ٣(

)، ويف إسـناده ٧٣٩٥٤، (٧/١٧٢أخرجه البيهقي، كتاب النكاح، باب ما جاء يف تحـريم حرائـر أهـل الشـرك... ) ٤(

."ضعيف كثير اإلرسال"عمر مولى غفرة، قال عنه الحافظ يف التقريب:

...)، (أخرجه البخاري، كتاب الطالق، باب قول اهللا تعالى: (وال تن) ٥( ن ).٥٢٨٥كحوا المشركات حتى يؤم

.٥/١٣٠المنتقى شرح الموطأ )٦(

.٣/٣٢٦أحكام القرآن، الجصاص، )٧(

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٣٤

إبقاء الكافرة يف عصمة المسلم، وهــذا يقتضــي حرمــة االبتــداء، والكتابيــة كــافرة، فــدل

بطــالق يهوديــة تزوجهــا، وكتــب إليــه أن على حرمة نكاحها. وقد أمــر عمــر حذيفــة

.)١(يفارقها

الترجيح:

حنابلــة مــن القــول بحــل نكــاح الكتابيــات، ولكنــه خــالف األولــى، الراجح ما ذهب إليــه ال

]، دلت ٥﴾[المائدة: والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب وذلك لما يلي: أن اآلية الكريمة: ﴿

على حل نكاحهن، ولفظ الحل هنا ال يدل على الكراهــة، ولــو كــان لبينــه اهللا تعــالى أو رســوله

األصل هو الجواز. ولكن يقال بأن نكــاح الكتابيــة خــالف األولــى، لمــا ذكــره ، وإذا لم يرد ف

الفقهاء من الخشية علــى ديــن األوالد، بــل ديــن الــزوج المســلم. فكــان يف نكــاح المســلم إياهــا

حكمة وهي رجاء إسالمها، واهللا أعلم.

المسألة الثانية: شروط زواج المسلم بالكتابية:

لى بأن األصــل يف حــل نكــاح المســلم للمــرأة الكتابيــة هــو قولــه سبق البيان يف المسألة األو

اليوم أحل لكم الطيبات وطعــام الــذين أوتــوا الكتــاب حــل لكــم وطعــامكم حــل لهــم تعالى: ﴿

ا الكتــاب مــن قــبلكم إذا آتيتمــوهن والمحصنات من المؤمنــات والمحصــنات مــن الــذين أوتــو

يمان فقد حبط عملــه وهــو أجورهن محصنين غير مسافحين وال متخذي أخدان ومن يكفر باإل

يــة الكريمــة، وضــع العلمــاء ]. وانطالق� من دالالت اآل٥﴾[المائدة: في اآلخرة من الخاسرين

عدة شروط لهذه اإلباحة، من أهمها ما يأيت:

].٥[المائدة: ﴾والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم يقول تعالى: ﴿ اإلحصان: - ١

)، قـال الحـافظ يف ١٢٩٤٣، (٧/١٧٢أخرجه البيهقي، كتاب النكاح، باب ما جاء يف تحريم حرائر أهل الشـرك )١(

."سند ال بأس به"): ٣/٣٥٧التلخيص الحبير (

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٣٥

: اإلحصــان بمعنــى الحريــة، ونســب األولوالعلماء يف المراد باإلحصــان علــى قــولين:

. وهـــو المصـــرح بـــه عنـــد المالكيـــة، والشـــافعية، )١(ألئمـــة األربعـــةهـــذا القـــول إلـــى ا

: اإلحصان بمعنى العفة، أي العفائف عــن الثاين. )٣(، ورجحه اإلمام الطربي)٢(والحنابلة

، وقال علماء الحنفية أنه بيان للندب ال أن العفة فيهن شرط ، فــالمراد مــن ذكــره )٤(الزنا

.)٥(حث اإلنسان على التخير لنطفته

أن سياق اآلية وظاهرها يرجح القول بأن المــراد بالمحصــنة العفيفــة عــن الزنــا، ألن اهللا إال

محصــنين تعالى قد ذكر اإلحصان يف جانب الرجل كما ذكره يف جانب المــرأة بقولــه تعــالى: ﴿

الى: (غيــر ]، وهو إحصان عفة بداللــة قولــه تعــ٥﴾[المائدة: غير مسافحين وال متخذي أخدان

ـــية وال ذوي ـــن معص ـــدعون ع ـــاة أو ال يرت ـــوا بزن ـــدان) أي: ليس ـــذي أخ ـــافحين وال متخ مس

.)٦(عشيقات

كما أن اهللا تعالى قد ذكر حل الطيبات يف بداية اآلية الكريمة، فأحل لنــا الطيبــات مــن المطــاعم

لقــرآن الكــريم، وقــد حــرم اهللا تعــالى والطيبات من المناكح، والزانية أي غيــر العفيفــة خبيثــة بــنص ا

م علــيهم الخبائــث على عباده الخبائث بقولــه: ﴿ ]. ١٥٧﴾[األعــراف: ويحــل لهــم الطيبــات ويحــر

وهذا يرجح القول بأن المراد بالمحصنة هنا العفيفة.

.٣/٢٣٠شرح فتح القدير) ١(

، المهـذب ١٣٨-١/١٣٧، اإلقنـاع ٢/١٩، الفواكـه الـدواين٢/٢٦٧، حاشـية الدسـوقي٢/٢٦٧الشرح الكبيـر )٢(

٢/٤٤.

.١٠٧-٦/١٠٦تفسير الطربي ) ٣(

.١٠٧-٦/١٠٦نفس المرجع ) ٤(

.٣/٢٢٩، شرح فتح القدير٣/١١٠البحر الرائق )٥(

.٢/٢٢تفسير ابن كثير ) ٦(

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٣٦

مــن ﴿مــن كوهنــا فاآليــة الكريمــة نصــت علــى هــذا الوصــفأن تكون من أهل الكتاب: - ٢

فــال بــد أن . )١(] وأهل الكتاب هم اليهود والنصــارى١٠١﴾[البقرة: الذين أوتوا الكتاب

تكون هذه المرأة إما على الديانة اليهوديــة أو علــى الديانــة النصــرانية حتــى يحــل الــزواج

ى منها وفق ما اشرتطته اآلية الكريمة، وبالنظر إلى واقع األديان الموجودة يف الغرب ،نــر

أن أتباع هذين الدينين قد خرجوا عن أصول دينهم وعقيــدهتم. ومــن البــديهي أن خــروج

المرأة عن أصول دينها وعقيدهتا يخرجها عن كوهنا من أهل هذه الملــة، وكــذلك الحــال

. فال بد من التوثق من كوهنا كتابية تؤمن بأصول دينها سواء اليهوديــة أم )٢(بالنسبة للكتابية

دة هبا اعتقادا ال تشوبه األفكار اإللحاديــة والشــيوعية والعلمانيــة وغيرهــا النصرانية ،معتق

التــي تســود المجتمعــات الغربيــة. فإنمــا كــان حــل الــزواج منهــا إليماهنــا بنبيهــا المرســل

وكتاهبا المنــزل، ال لمجــرد انتمائهــا لمجتمعــات تــدعي يف الظــاهر رفــع شــعار المســيحية

.)٣(لفتها ألصولهاوفيها ما فيها من بعدها عنها ومخا

أن يــتم عقــد زواج المســلم بالكتابيــة وفــق اإلطــار الشــرعي المتضــمن لمقومــات عقــد - ٣

. وهذا ما أكدته اآلية الكريمــة بلفــت النظــر إلــى إعطــائهن حقهــن يف )٤(الزواج الصحيح

المهر مع توفر النوايا الطيبة إلقامة العالقة اإلنسانية المعروفة يف الزواج وتكــوين أســرة

إذا ة، والبعــد عــن كــون هــذه العالقــة مــن بــاب النــزوات الطارئــة. قــال تعــالى: ﴿مستقر

] فهــو ٥﴾[المائــدة: آتيتموهن أجورهن محصــنين غيــر مســافحين وال متخــذي أخــدان

.٤/١٩٨قرآن، الجصاص، أحكام ال) ١(

.٣/٣٧٥حاشية البجيرمي )٢(

.٧/١٣٧، روضة الطالبين ٣٤٥-٢/٣٤٤إعانة الطالبين ) ٣(

تقدم يف التمهيد بيان هذه المقومات.) ٤(

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٣٧

.)١(نكاح شرعي وليس بسفاح أو مخادنة

يمــان فقــد حــبط عملــه وهــو فــي ومــن وجاء ختم اآليــة الكريمــة بقولــه تعــالى: ﴿ يكفــر باإل

] بمثابة إنذار قوي إلى أن التفريط بما ينبغي أن تكون عليــه ٥﴾[المائدة: اآلخرة من الخاسرين

.)٢(هذه العالقة محبط للعمل يف الدنيا ويف اآلخرة

، من ذلــك مــا روى ير حربيةذهب بعض العلماء إلى اشتراط كون هذه المرأة الكتابية غ - ٤

ال تحل نساء أهل الكتاب إذا كانوا حربــ�، وتــال قولــه تعــالى: "قال: عن ابن عباس

م اهللا ورســوله ﴿ مــون مــا حــر وال قاتلوا الذين ال يؤمنون بــاهللا وال بــاليوم اآلخــر وال يحر

مــن الــذين أوتــوا الكتــاب حتــى يعطــوا الجزيــة عــن يــد وهــم يــدينون ديــن الحــق

.)٣(]٢٩﴾[التوبة: صاغرون

.٤٠الزواج بالكتابية، عمارة محمود، ص )١(

.٤٠نفس المرجع، ص) ٢(

سبق تفصيل هذا الشرط.) ٣(

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٣٨

المطلب الثاني زواج المسلم بغیر الكتابیة (المشركة)

وفيه مسألتان:

المسألة األولى: حكم زواج المسلم بالمرأة المشركة:

هذه المسألة فيها قوالن للعلماء:

يحــرم نكــاح المســلم للمشــركات مطلقــ� ،ســواء كــن مــن مشــركات العــرب القــول األول:

عابــدات األوثــان أو كــن ملحــدات عربيــات أو أعجميــات، أو كــن مــن مشــركات غيــر العــرب

كالهندوسيات والبوذيات، والكنفوشــيات، والمجوســيات ومــا شــاهبهن، أو كــن مرتــدات عــن

جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية اإلسالم بعد دخول صحيح فيه، وهذا مذهب

، مستدلين بالقرآن الكريم واإلجماع.)١(والحنابلة

أوال: القرآن الكريم:

]. ذكــر اهللا تعــالى ٢٢١﴾[البقــرة: وال تنكحــوا المشــركات حتــى يــؤمن قولــه تعــالى: ﴿ - ١

اء أهــل الكتــاب فــأحلهن يف تحريم نكاح المشركات يف سورة البقرة، ثم نســخ منهــا نســ

. قال الطربي: وأولى األقوال بالصواب ما قالــه قتــادة مــن أن اهللا تعــالى )٢(سورة المائدة

] من لم تكن من أهــل ٢٢١﴾[البقرة: وال تنكحوا المشركات حتى يؤمن عنى بقوله: ﴿

سخ منها شيء، وأن الكتاب من المشركات، وأن اآلية عام ظاهرها خاص باطنها، لم ين

.)٣(نساء أهل الكتاب غير داخالت فيها

، حاشـية ٢/٥٤٣، الكايف، ابن عبد الـرب، ١/١٣٧، القوانين الفقهية ٤/٢١١، المبسوط ٢/٢٧٠بدائع الصنائع ) ١(

.٩/٥٤٨، المغني ٨/١٣٦، اإلنصاف ٣/١٨٧، مغني المحتاج ٢٥١-٣/٢٥٠قليوبي

.٩/٥٤٨، المغني٣/٦٧تفسير القرطبي) ٢(

.٧١٥-٣/٧١٤تفسير الطربي )٣(

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٣٩

]. أفــادت اآليــة الكريمــة ١٠﴾[الممتحنــة: وال تمســكوا بعصــم الكــوافر قوله تعالى: ﴿ - ٢

حرمة نكاح المشركات عبدة األوثــان، ومــن كانــت لــه امــرأة كــافرة بمكــة فــال يعتــد هبــا

ف الــدارين، وكــان الكفــار يتزوجــون فليست له امــرأة، فقــد انقطعــت عصــمتها الخــتال

المسلمات، والمسلمون يتزوجون المشركات، ثم نسخ ذلك يف هذه اآلية، فطلق عمــر

.)١(حينئذ امرأتين بمكة مشركتين ابن الخطاب

م فــي ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمــاله قوله تعالى: ﴿ - ٣

نيا واآلخرة وأولئك أصحاب النار هــم فيهــا خالــدون ]. دلــت اآليــة ٢١٧﴾[البقــرة: الد

على أن كل من ارتد عن اإلسالم حكــم بكفــره وجــرت عليــه أحكــام الكفــار المرتــدين

وهــي ،سواء اتخذت دين� جميع�، وهــذه اآليــة تشــمل البهائيــة والشــيوعية والقاديانيــة،

يجــوز أن تقــوم حيــاة ٢٦هبــذا تصــير مشــركة وكــافرة وينفســخ نكاحهــا فــور ردهتــا وال

.)٢(زوجية بين مسلم ومرتدة أو بين مرتد ومسلمة ال ابتداء وال بقاء

ثاني�: اإلجماع:

. وقــال ابــن )٣("اتفقوا على أن من عدا اليهود والنصارى من أهل الحرب يسمون مشركين"

. وقــال الكمــال )٤("علم أن سائر الكفار غيــر أهــل الكتــاب تحــرم نســاؤهمأجمع أهل ال"قدامة:

اتفقــوا ". وقــال ابــن رشــد: )٥("وال يجوز تزوج الوثنيات، وهو باإلجمــاع والــنص"ابن الهمام:

.٩/٥٤٨، المغني ١٨/٦٥تفسير القرطبي )١(

، ٣/١٩٠، مغنـي المحتـاج ٢/٤٢٠، الشـرح الصـغير ٢/٣٣٧، مواهب الجليـل ١٣٨-٥/١٣٧بدائع الصنائع ) ٢(

.٩٥-٩٣، يف فقه األقليات المسلمة، القرضاوي، ص٩/٥٤٨المغني

.٢/١٠١١موسوعة اإلجماع، سعدي أبو جيب، ) ٣(

.٩/٥٤٨المغني )٤(

.٣/٢٣١فتح القدير) ٥(

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٤٠

ولقــد اتفــق الفقهــاء علــى أن ". وقــال أبــو زهــرة: )١("على أنه ال يجوز للمسلم أن يــنكح الوثنيــة

. وعليه: فإذا تزوج المسلم بمشركة مــن مشــركات )٢("نكح نساؤهمعبدة األوثان مشركون، ال ت

العرب أو العجم، فالنكاح باطل.

ــاين ــول الث ــيعة الق ــة والش ــور والظاهري ــو ث ــول أب ــو ق ــية، وه ــرة المجوس ــاح الح ــل نك : يح

، مستدلين بالقرآن والسنة وقول الصحابي.)٣(اإلمامية

أوال: القرآن الكريم:

م اهللا ورســوله قاتلوا اقوله تعالى: ﴿ مــون مــا حــر لذين ال يؤمنون باهللا وال بــاليوم اآلخــر وال يحر

﴾[التوبــة: وال يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يــد وهــم صــاغرون

اهللا تعالى أهل الكتاب خاصة بإعفائهم من القتل بغرم الجزية مــع الصــغار مــن جملــة ]. استثنى٢٩

أخذ الجزيــة مــن سائر المشركين الذين ال يحل إعفاؤهم إال أن يسلموا. وقد صح أن رسول اهللا

أمر ربه وإال لبــين لنــا أهنــم غيــر أهــل . ومن الباطل الممتنع أن يخالف رسول اهللا )٤(مجوس هجر

. وإذا ثبت أهنم من أهل الكتاب جــاز نكــاح نســائهم، )٥(كنا ندري حينئذ أنه فعل ذلك بوحيكتاب ف

].٥﴾[المائدة: والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب لقوله تعالى: ﴿

ثاني�: السنة:

ذكــر المجــوس، فقــال: مــا أدري كيــف أصــنع يف أمــرهم؟ فقــال أن عمــر بــن الخطــاب

ــد ــن عب ــرحمن ب ــوف ال ــول اهللا ع ــمعت رس ــهد لس ــول: : أش ــل "يق ــنة أه ــم س ــنوا هب س

.٢/٤٤بداية المجتهد ) ١(

.١١٤رة، صاألحوال الشخصية، أبو زه) ٢(

.٩/٤٤٨، المحلى، ابن حزم، ٧١-٣/٧٠، تفسير القرطبي ٣/٢٣٠، فتح القدير٩/٥٤٧المغني )٣(

).٣١٥٦أخرجه البخاري، كتاب الجزية، باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب ( )٤(

.٩/٤٤٨المحلى، ابن حزم، ) ٥(

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٤١

بمعاملــة المجــوس مثــل أهــل الكتــاب فتحــل منــاكحتهم، كمــا تحــل . فأمر النبي )١("الكتاب

مناكحة اليهود والنصارى.

ثالث�: قول الصحابي:

أنا أعلم الناس بالمجوس كــان لهــم علــم يعلمونــه، وكتــاب يدرســونه، "قال: عن علي

ملكهم سكر فوقع على ابنته، أو أخته، فاطلع عليه بعض أهل مملكته، فلمــا صــحا جــاؤوا وإن

يقيمون عليه الحد، فامتنع منهم، فدعا أهل مملكته، فلما أتوه قال: تعلمون دين� خيرا من ديــن

آدم، وقد كان ينكح بنيه مــن بناتــه، وأنــا علــى ديــن آدم مــا يرغــب بكــم عــن دينــه، قــال: فبــايعوه

ا الــذين خــالفوهم حتــى قتلــوهم، فأصــبحوا وقــد أســري علــى كتــاهبم، فرفــع مــن بــين وقــاتلو

وأبــو بكــر أظهرهم، وذهب العلم الذي يف صدورهم. فهم أهل كتاب، وقد أخــذ رســول اهللا

على أن المجوس لهم كتاب قد رفع ولــم ينكــر عليــه . دل كالم علي )٢("وعمر منهم الجزية

يعاملون معاملة أهل الكتاب، ومن ذلك نكاح نسائهم.أحد من الصحابة، فدل على أهنم

الترجيح:

الــراجح هــو قــول جمهــور العلمــاء وهــو حرمــة نكــاح المجوســيات وعبــاد النــار ومــن يف

حكمهن، لقوة أدلتهم، وضعف أدلة القائلين بالجواز، وصــحة انعقــاد اإلجمــاع علــى الحرمــة،

بين أيــديهم تصــح نســبته لنبــي مــن ودخولهن يف عموم المشركات، وعدم ثبوت كتاب موجود

.)٣(أنبياء اهللا تعالى

)، ١٧١٥٦، (٩/١٨٩المجـوس أهـل كتـاب، أخرجه البيهقي، السنن الكربى، كتاب األشربة والحد فيها، باب) ١(

من حديث محمد بن علي بن الحسين مرسال.

أكثر أهـل العلـم ال يصـححون هـذا "): ٢/١٢٠). قال ابن عبد الرب يف التمهيد (٨١٧اإلمام الشافعي يف مسنده () ٢(

."األثر

.٤١٠-٤٠٧القادر، ص، فقه األقليات المسلمة، خالد عبد ٩٧٥-٩٧٠األحكام الفقهية، يوسف الجرب، ص) ٣(

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٤٢

المسألة الثانية: الحكمة من تحريم نكاح المشركات:

اإلســالم حــريص علــى بقــاء المــودة والرحمــة والتــآلف بــين الــزوجين .فحصــول الســكينة

والمودة والتآلف بينهما من أدعى أســباب اســتمرار عقــد زواجهمــا والمحافظــة علــى حياهتمــا

ــى قــدر مــن التوافــق األســر ــد أن يكــون الزوجــان عل ية المقصــودة بعقــد النكــاح بينهمــا. والب

والتكافؤ تتحقق معه هذه المقاصد المرجوة، ومن أبرز نواحي الكفاءة بــين الــزوجين، التكــافؤ

يف الدين، ألنه يمثل عقيدة اإلنسان وفكره وإيمانــه ومــنهج حياتــه، فلــم نجــد خالفــ� يف أولويــة

ن المسلمة للتوافق اإليماين بينهما، وإلى هذا كان التوجيــه النبــوي الشــريف يف زواج المسلم م

.)١("فاظفر بذات الدين تربت يداك": قوله

ثم كان التشريع الرباين يف حل نكاح الكتابيات، ألهنن يدن بدين ذي أصل سماوي، تلتقــي

لمعتدلــة ممكنــة بينهمــا، فيه مع المسلم يف األصول والمنبت والخلق، مما يجعل دوام العشرة ا

"غيــر الكتابيــة"األمر الذي قد تتحقق معــه مقاصــد الــزواج ،لكــن الحــال مــع المــرأة المشــركة

يختلــف وينقلــب تمامــ� -كالوثنية أو الملحدة أو غيرها ممن تتبــع األفكــار الضــالة المنحرفــة

يف الفكــر أو العقيــدة بشكل تتنافر فيه مع المسلم يف مبادئ األخالق وأساسياهتا، فال تلتقي معه

أو الخلق، أو حتى يف منهج الحياة وهدفها ،مما يقلب الموازين ويفسد جو األلفة والمودة بــين

الرجل وزوجته حتى يخشى على إيمانه وأبنائه من هــذه المــرأة الضــالة المنحرفــة، التــي إن لــم

ممــا يعنــي انعــدام مقاصــد تكن تكفر باألديان السماوية، فهــي تحارهبــا وتنكــر وجودهــا أصــال.

.)٢(الزواج مع هذه المرأة المشركة، وإن فات ما شرع ألجله الزواج، لم يشرع أصال

فلــذلك كانــت قطعيــة حرمــة زواج المســلم مــن هــذه المــرأة منســجمة تمــام االنســجام مــع

الحرص على تحقيق مقاصد الزواج ودوام استمراره وفق المنهج الرباين الصحيح .

، ومسـلم، صـحيح مسـلم، كتـاب النكـاح، ٥/١٩٥٨)، ٤٨٠٢البخاري، كتاب النكاح، باب األكفاء يف الـدين () ١(

.٢/١٠٨٦)، ١٤٦٦باب استحباب نكاح ذات الدين (

، فقـه األقليـات المسـلمة، أمـل القواسـمي، ١٠٠، األحـوال الشخصـية، أبـو زهـرة ، ص٢/١٧٣تبيين الحقـائق )٢(

.٩٢، ٩٣ص

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٤٣

المطلب الثالث اآلثار المترتبة على زواج المسلم بغیر المسلمة

القول بإباحة نكاح الكتابية كما نص عليه القرآن الكريم، مبني على أساس توفر عدة شــروط

من كون المرأة محصنة عفيفة كتابية، وخضوع عقد الزواج لألركــان والشــروط الخاصــة بــه، مــع

ة مــن قوامــة الرجــل ومــدى تــأثيره يف زوجتــه األخذ بعين االعتبار الوضع السليم لألسرة المســلم

وأطفاله، حتى ال يؤدي زواجــه بالكتابيــة إلــى بعــد هــذه األســرة عــن أهــم صــفاهتا المطلوبــة منهــا

بكوهنا أسرة مسلمة، تخضع ألحكام الشريعة اإلسالمية.

بل إن نظر الشريعة اإلسالمية يف إباحة مثل هذا النوع من الزواج ذهب إلى تحقيق مصــالح

وة من إسالم المرأة الكتابية تأثرا بزوجها المسلم وإدراكها لسماحة اإلســالم وعدلــه، بمــا مرج

.)١(فيه دعوة لقومها أيض� يف دخول اإلسالم واالعتقاد به شريعة ومنهج حياة

ــه أن وقــوع الخلــل يف الظــروف والضــوابط ــه ممــا ال خــالف في وبالتــالي يمكــن القــول إن

خرجه عن إطاره الشرعي الذي أعطــي حكــم اإلباحــة بنــاء عليــه، المحيطة هبذا النكاح بشكل ي

. وذلــك لمــا يرتتــب علــى هــذا الــزواج مــن آثــار ســيئة )٢(يلزم القول بمنعه أو توقيفه علــى األقــل

كثيرة، بياهنا كالتالي:

أن واقع األقليات المسلمة التي تعــيش يف الغــرب اليــوم، يظهــر بشــكل واضــح أن أغلــب - ١

الكتابية قد ابتعد كل البعد عن اإلطار الشرعي والضــوابط القرآنيــة أحوال زواج المسلم ب

التي هي األصل يف إباحته، فالزوجة إن سلمنا جدال أهنا معتقدة بدينها فهي يف الغالــب ال

تتحلى بالقيم األخالقية األساسية التي تؤهلها لتكون زوجة وأم� يف أســرة مســلمة وســط

.٢٧٩-٢٧٨الفتاوى، شلتوت، محمود، ص )١(

.٢٨١-٢٨٠نفس المرجع، ص) ٢(

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٤٤

.)١(غربيةانتشار اإلباحية يف المجتمعات ال

انقــالب وضــع الرجــل يف هــذه األســرة لتكــون القوامــة والتــأثير للزوجــة الغربيــة التــي تعــيش - ٢

وسط مجتمعها مؤثرة وفاعلة تحميها قوانين بلدها، وتجعلها ندا للرجل، تربــي أبناءهــا كيــف

.)٢(شاءت وعلى أي ملة تختار

ســلطاهنا تســيره أن يضعف الرجــل المســلم وتســتهويه تلــك المــرأة الغربيــة وتخضــعه ل - ٣

كيف شاءت، مما يعني انخرام الضوابط الشرعية لهــذا النــوع مــن الــزواج بشــكل مــؤثر

على أهم وأوجب الواجبات، أال وهو الحفاظ على مبادئ الدين لهــذا الــزوج المســلم

.)٣(وألطفاله وألسرته

ق الضــرر ما يسببه هذا الزواج اليوم يف واقع األقليات المسلمة بشكل ظاهر للعيــان مــن إلحــا - ٤

بالنساء يف مجتمع األقليات، حيث إن اتجــاه الشــباب المســلم للــزواج مــن المــرأة الكتابيــة يف

المجتمع الغربي قد ترك الكثير من الفتيات المسلمات بدون زواج حتى إن بعضــهن قــد فــتن

.)٤(ودفعن للبحث عن أزواج غير مسلمين

ــدون زوا وقــد خشــي الفــاروق ــرك النســاء المســلمات ب ــه ت ج وذلــك يف قصــة يف حديث

، وهــو )٥("... إين أخشي أن تدعوا المسلمات وتنكحوا المومســات"عندما قال له: لحذيفة

ما يرتتب على ذلك من مفاسد كثيرة. يعلم

.١٥٩الجاليات اإلسالمية يف أوروبا، األصور خالد محمد، ص )١(

.٢٨٠ -٢٧٩الفتاوى، شلتوت، محمود، ص) ٢(

.٧/٩٩، المغني٢٨٠ -٢٧٩نفس المرجع، ص )٣(

.١٠١-١٠٠يف فقه األقليات المسلمة، د. يوسف القرضاوي، ص )٤(

، ٣/٤٧٤)، وابن أبـي شـيبة، مصـنف ابـن أبـي شـيبة ١٣٧٦٢، (٧/١٧٢أخرجه البيهقي، سنن البيهقي الكربى ) ٥(

)١٦١٦٣.(

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٤٥

إعانة المسلم المقيم يف بالد الكفر للكافرين على المسلمين ،لما يبذله من جهد وطاقة - ٥

الجهد بدني� يف المصانع وغيرها، أو عقلي� يف شــتى يف تقويتهم بعمله معهم ،سواء كان

العلوم المهمة، كالطب والهندسة والفلــك وغيرهــا، ويــدخل يف ذلــك تقصــيره يف قتــال

.)١(الكفار المحاربين للمسلمين وهي مفسدة عظيمة ال يجوز إغفالها

أهنــا قــد تنشــئ أوالده علــى الكفــر وعــادات الكفــار وأخالقهــم، وتأخــذهم معهــا إلــى - ٦

لكنيســة والمــراقص والمســارح وأمــاكن اللهــو، وتفســد قلــوهبم، وال يســتطيع هــو أن ا

يف جــواز الــزواج بالكتابيــة -رحمــه اهللا-يحول بينها وبين ذلك، وقد اشرتط ابن جريــر

.)٢("أن تكون بموضع ال يخاف الناكح فيه على ولده، أن يجرب على الكفر"

و أراد أن يطلقها فإن القانون يجربه علــى أن القانون األسري يف مصلحتها يف بالدها، فل - ٧

مغــادرة منزلــه وتركــه لهــا وألوالدهــا، ويحكــم لهــا بــاألوالد مــا دامــوا دون ســن معينــة

كالثامنة عشرة ، فيخسر أوالده وتربيهم هي كما تريد، وهو يشاهد ذلك فال يقــدر علــى

إلى بالده يف أي حمايتهم من ذلك ، بل إن المرأة الكافرة التي يتزوجها المسلم وينقلها

شعب مــن شــعوب المســلمين، إذا كرهتــه تســتطيع أن تــذهب يف غفلــة منــه إلــى ســفارة

بالدها يف ذلك الشــعب بأوالدهــا ، فتصــبح بــذلك كأهنــا يف بــالد الكفــر تحميهــا دولتهــا

.)٣(وقوانينها وتنقلها مع أوالدها إلى بالدها

ه يتكرر أمام ناظريه يف كــل وقــت، إقامة المسلم يف دار الكفر، والرضا بالمنكر الذي يرا - ٨

من شرب الخمر وأكل لحم الخنزير والكفر باإلسالم ووسائل الزنا، بــل والزنــا نفســه،

.١/٣٦٦أحكام القرآن، الجصاص /) ١(

.٦/١٠٨جامع البيان عن تأويل آى القرآن ) ٢(

كبوتية.حكم زواج المسلم من المرأة الكتابية، د.عبد القادر األهدل، على الشبكة العن) ٣(

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٤٦

وقد يقع هو نفسه يف تلك المعاصي، ألن إحساســه بمفاســدها وكوهنــا مــن مســاخط اهللا

.)١(تعالى يضعف يف نفسه لتكرارها وبقائه يف محيط أهلها

ليــه بعاداهتــا وأخالقهــا، أكثــر مــن تــأثيره هــو عليهــا، ألن المحــيط تأثير امرأته الكتابية ع - ٩

الذي يعيش فيه هو محيطها والبيئة بيئتها، وهي تأكل لحم الخنزير وتخــتلط باألجانــب

من الرجال أمامه، محارم وغير محارم وهي كاشف أغلــب جســمها ، وقــد تصــافحهم،

، وقد ينالون منها مــا وراء وقد تراقصهم وهو يرى ذلك كله ويسكت عنه فيألف الدياثة

ذلك كله، وهو يدري أو ال يدري، كما أنه هو قد يختلط بقريباهتا وصديقاهتا اختالطــ�

. وال شــك أن كثيــرا مــن هــذه اآلثــار واقعــة يف دار )٢(فيه مفاسد كثيــرة علــى دينــه وخلقــه

الكفر ممن يتزوجون الكافرات .

هذا الــزواج ،ســواء علــى ديــن الــزوج أم وعلى ضوء هذه المعطيات، والضرر المرتتب على

على أوالده بشكل خاص، أم على مجتمع األقلية المسلمة بشكل عام، يجب القول بتقييد حكــم

اإلباحة بعدم وقوع الضرر، وهــذا هــو األصــل يف كــل المباحــات، إذ لــيس كــل مبــاح يجــوز فعلــه

.)٤("ال ضرر وال ضرار"، ويف الحديث: )٣(بإطالق

منع هذا الزواج سدا للذريعة الستلزامه عدة مفاسد محرمة ،لعــل أشــدها مما يعني القول ب

.)٥(تأثر األبناء بدين أمهم وإتباعهم لملتها، فيسبب ضياعهم وبعدهم عن دينهم وشريعتهم

وهذا القول ينســجم تمامــ� مــع روح الشــريعة وأبــرز مقاصــدها يف الحفــاظ علــى هويــة األســرة ،

نفس المرجع. )١(

.١٧٣-١٧٢اختالف الدارين وأثره يف أحكام المناكحات والمعامالت، فطاين، ص) ٢(

)، وأحمـد بـن حنبـل، مسـند أحمـد ١١١٦٦، ( ٦/٦٩أخرجه البيهقي، سنن البيهقي الكربى، باب ال ضرر وال ضرار، ج )٣(

)، وقـال فيـه األلبـاين: صـحيح (إرواء ٢٣٤١() و٢٣٤٠، (٢/٧٨٤)، وابن ماجـه، سـنن ابـن ماجـه ٢٢٨٣٠، (٥/٣٢٦

).٨٩٦، (٣/٤٠٨الغليل

.٤/١٥٩٦فتاوى اإلمام محمد رشيد رضا ) ٤(

.١٣٠القوانين الفقهية، ص) ٥(

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٤٧

. إال أن القول بإباحة هــذا الــزواج بشــروطه وضــوابطه )١(إلسالميةوخاصة يف وسط ظروف األقليات ا

الشرعية قد يرفع حرج� أو ضيق� يف وضع خاص أو عام يتحرى فيه الزوج المسلم تحقيــق المقاصــد

.)٢(الشرعية المرجوة من مثل هذا الزواج

فتــ� جمــيال، مع بقاء األصل المتفق عليه، والذي جاءت اآلية الكريمة لتلفت االنتباه إليــه ل

فمع أن السياق هو لبيان حل طعام أهــل الكتــاب... وحــل الــزواج مــن الكتابيــات، إال أن اآليــة

الكريمة قد عرضت المحصنات المؤمنات بين يدي الراغبين يف الزواج قبل الحديث عن حــل

الكتابيات، وكان الظن بالسياق تأخير المؤمنات أو طي ذكــرهن، لكــن للفــت النظــر أن الــزواج

. فهــو توجيــه )٣(بالمؤمنة المحصنة هو القاعدة، والزواج بالكتابية استثناء من األصــل والقاعــدة

رباين نحو األفضل واألولى للفرد واألسرة والمجتمع.

.١٣٢-١٣١التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم، هدايات سور رحمن، ص) ١(

.٤١الزواج بالكتابية، محمود عمارة، ص) ٢(

.١٣٢-١٣١المسلمين وغيرهم، هدايات سور رحمن، ص التعايش السلمي بين) ٣(

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٤٨

الخاتمةالحمد هللا الذي تتم بنعمته الصالحات، والصالة والسالم على المبعــوث رحمــة للعــالمين

ما تيسر جمعه يف هذا البحث فإن يكن صــواب� فمــن اهللا وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، فهذا

وإن يكن فيه خطأ فمن نفسي والشيطان، واستغفر اهللا وأتوب إليه، ويف الختــام هــذه جملــة مــن

النتائج والتوصيات التي توصلت إليها ضمن ثنايا هذا البحث.

أوال: النتائج:

اع بــين الــزوجين، ومــع ذلــك ال أن عقد الــزواج يعتــرب الســبب الشــرعي المبــيح لالســتمت -١

ينحصر مقصود الزواج وغاياته يف هذا األمر فقط بل يتعلق به أنواع من المصالح الدينية

والدنيوية.

أن عقد الزواج يقوم على عدد من األركان والشروط، والحكم عليه بالصحة من عــدمها -٢

يتوقف على استيفائه لألركان والشروط أو عدم استيفاءه.

ــية أن -٣ ــوال الشخص ــائل األح ــم مس ــكل أه ــرهم تش ــلمين وغي ــين المس ــزواج ب ــائل ال مس

لألقليات اإلسالمية، حيث يقيم عدد كبير من المسلمين اليوم خارج الــوطن اإلســالمي

ألسباب مختلفة، وقد يضطرون إلى الزواج من غير المسلمات، وهــو أمــر يقــع كثيــرا يف

مجتمع األقليات اإلسالمية.

من زواج الكتابية الحربية، إال لمن خشــي علــى نفســه الوقــوع يف الزنــا، مــع ترجح المنع -٤

توقي اإلنجاب قدر اإلمكان حفظ� للذرية، وحماية لها من الكفر ومخاطره.

ترجح القول بإباحة الزواج من الكتابية الذمية وإن كان خالف األولى، وذلــك مــن أجــل -٥

ــ ــأثرا بزوجه ــالمها ت ــوة مــن إس ــق مصــالح مرج ــ� تحقي ــوة لقومهــا أيض ا المســلم ، ودع

للدخول يف اإلسالم.

أن القول بإباحة نكاح الكتابية كما نص عليه القرآن الكريم، مبني على أساس تــوفر عــدة -٦

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٤٩

شروط من كون المرأة محصنة عفيفة كتابية، وخضوع عقد الــزواج لألركــان والشــروط

رة المسلمة مــن قوامــة الرجــل الخاصة به ، مع األخذ بعين االعتبار الوضع السليم لألس

ومدى تأثيره يف زوجته وأطفاله، حتى ال يؤدي زواجه بالكتابية إلى بعد هذه األسرة عــن

أهم صفاهتا المطلوبة منها بكوهنا أسرة مسلمة، تخضع ألحكام الشريعة اإلسالمية.

ت غيــر تحريم نكاح المسلم للمشركة مطلق� سواء كانت من مشركات العرب، أو مــن مشــركا - ٧

العرب، مما ينسجم تمام االنسجام مع الحرص على تحقيق مقاصــد الــزواج ودوام اســتمراره

وفق المنهج الرباين الصحيح.

أن وقوع الخلل يف الظروف والضوابط المحيطة بنكاح المسلم من غير المســلمة بشــكل -٨

لذريعــة يخرجه عــن إطــاره الشــرعي، يلــزم القــول بمنعــه، أو توقيفــه علــى األقــل، ســدا ل

ونظرا لما يرتتب عليه من مفاســد كثيــرة، مــن أشــدها تــأثر األبنــاء بــدين أمهــم وإتبــاعهم

لملتها، مما يسبب ضياعهم وبعدهم عن ديــنهم وشــريعتهم اإلســالمية، والقــول بــالمنع

ينسجم مع مقاصد الشريعة اإلسالمية يف الحفاظ على هوية األســرة ، وخاصــة يف وســط

ة.ظروف األقليات اإلسالمي

ثانيا: التوصيات:

أوصي بإعطاء مزيد من العناية بأبناء األقليــات المســلمة علــى مســتوى الرتبيــة واإلعــداد -١

ــديني، والــدعم المــادي، يف ســبيل مواجهــة التحــديات التــي ــه االجتمــاعي وال والتوجي

تعرتض حياهتم يف تلك البالد.

تصــة لمســتجدات المســائل ضرورة تفعيــل متابعــة الهيئــات والمؤسســات اإلســالمية المخ - ٢

الفقهية يف مجتمع األقليات اإلســالمية ومحاولــة التنســيق الــدائم مــع الحكومــات الغربيــة

ــاء ــمي ألبن ــل الرس ــرب الممث ــداقية وتعت ــع بالمص ــة تتمت ــة وعلمي ــات ديني ــاد مرجعي العتم

األقليات المسلمة، وأن تؤخذ قراراته وأحكامه بعين االعتبار.

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٥٠

ذي يضــطر للســفر إلــى خــارج الــوطن اإلســالمي ألســباب أوصــي الشــباب المســلم الــ -٣

مختلفة، وخاصة االبتعــاث للدراســة، أو العمــل، بــالزواج مــن بنــات الــوطن اإلســالمي

المحصنات العفيفــات قبــل الســفر، ليجنــب نفســه تبعــات الــزواج بغيــر المســلمات ومــا

يرتتب عليه من مفاسد عظيمة على الفرد والمجتمع.

م والبــاحثين بعمــل المزيــد مــن الدراســات واألبحــاث يف جميــع كمــا أوصــي طلبــة العلــ -٤

المجــاالت المتعلقــة باألقليــات اإلســالمية عامــة، ومجــال األحــوال الشخصــية خاصــة

،نظــرا ألهميتهــا بالنســبة للفــرد والمجتمــع، وذلــك ضــمن إطــار خــاص وبميــزان يحقــق

مقاصد الشريعة من غير حرج أو إضرار بتلك األقليات.

أن الحمد هللا رب العالمين .وآخر دعوانا

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٥١

المراجع القرآن الكريم:

ــق: محمــد الصــادق أحكــام القــرآن -١ ــرازي الجصــاص، تحقي ــى ال ــن عل ــو بكــر أحمــد ب ، أب

م.١٩٩٢-هـ١٤١٢قمحاوي، دار إحياء الرتاث العربي، بيروت،

، أبو عبد اهللا محمد بن أبي بكر بن أيــوب الزرعــي الدمشــقي، ابــن القــيم، أحكام أهل الذمة -٢

هـ.١٤١٨ي: يوسف أحمد البكري، شاكر توفيق العاروري، رمادي للنشر، الدمام، تحق

، محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، القاهرة.األحوال الشخصية -٣

، رســالة دكتــوراه، غيــر مطبوعــة، األحكام الفقهية لما يعرض للمســلم المقــيم يف دار الكفــر -٤

اء، الرياض.د.يوسف بن عبد اللطيف الجرب، المعهد العالي للقض

إســماعيل لطفــي فطــاين، دار اختالف الــدارين وأثــره يف أحكــام المناكحــات والمعــامالت، -٥

السالم، القاهرة، الطبعة الثانية.

ــبيل -٦ ــار الس ــث من ــريج أحادي ــل يف تخ ــب إرواء الغلي ــاين، المكت ــدين األلب ــر ال ــد ناص ، محم

م.١٩٨٥-هـ١٤٠٥اإلسالمي، بيروت، الطبعة الثانية،

، أبو بكر ابن السيد محمد شطا الدمياطي، دار الفكر، بيروت.نإعانة الطالبي -٧

، أبو النجا شرف الدين موسى بــن أحمــد الحجــاوي، تحقيــق: عبــد اإلقناع لطالب االنتفاع -٨

اللطيف محمد موسى السبكي، دار المعرفة، بيروت.

المــرداوي، اإلنصاف يف معرفة الراجح من الخالف علــى مــذهب اإلمــام أحمــد بــن حنبــل، -٩

و الحسن علي بن سليمان، دار إحياء الرتاث، بيروت.أب

جمع ودراسة: د.عمار طالبي، دار الغــرب اإلســالمي، بيــروت، ابن باديس حياته وآثاره، -١٠

م.١٩٨٣الطبعة الثانية،

، زين الدين ابن نجيم الحنفي، دار المعرفة، بيروت.البحر الرائق شرح كنز الدقائق -١١

ير بأبي حيــات األندلســي، تحقيــق: مجموعــة مــن محمد بن يوسف الشه البحر المحيط، -١٢

م.١٩٩٣-هـ١٤١٣الباحثين، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة األولى،

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٥٢

، عــالء الــدين الكاســاين، دار الكتــاب العربــي، بيــروت، بدائع الصنائع يف ترتيب الشــرائع -١٣

م.١٩٨٢

طبــي ، دار ، أبــو الوليــد محمــد بــن أحمــد بــن رشــد القربدايــة المجتهــد ونهايــة المقتصــد -١٤

الفكر، بيروت.

، فخــر الــدين عثمــان بــن علــي الزيلعــي الحنفــي، دار تبيــين الحقــائق شــرح كنــز الــدقائق -١٥

هـ.١٣١٣الكتاب اإلسالمي، القاهرة،

، هــدايات ســور الــرحمن، التعايش السلمي بين المســلمين وغيــرهم داخــل دولــة واحــدة -١٦

م.٢٠٠١طبعة األولى، ترجمة: محمد عبد الرحمن مندور، دار السالم، القاهرة، ال

أبو الفداء إسماعيل ابن عمر ابن كثيــر، تحقيــق: ســامي بــن محمــد تفسير القرآن العظيم، -١٧

م.١٩٩٩-هـ١٤٢٠السالمة، دار طيبة، الرياض، الطبعة الثانية،

ــي -١٨ ــير القرطب ــد تفس ــن أحم ــد ب ــد اهللا محم ــو عب ــرآن، أب ــام الق ــامع ألحك ــمى بالج ، المس

رتاث العربي، بيروت، الطبعة الثالثة.األنصاري القرطبي، دار إحياء ال

، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطربي، دار الفكــر، بيــروت، تفسير الطبري -١٩

هـ.١٤٠٥

، الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقالين، تحقيق: محمد عوامة، دار تقريب التهذيب -٢٠

م.١٩٩١-هـ١٤١١الرشيد، حلب، الطبعة الثالثة،

، تقي الدين علي بن عبد الكايف السبكي.ح المهذبتكملة المجموع شر -٢١

، أبــو عمــر يوســف بــن عبــد اهللا بــن عبــد الــرب التمهيد لما يف الموطأ من المعاين واألسانيد -٢٢

النمري، تحقيق: مجموعة من المحققين، مؤسسة قرطبة، مصر.

، أبو الفضل أحمد بن علي بــن حجــرالتلخيص الحبير يف تخريج أحاديث الرافعي الكبير -٢٣

ــــافعي ، ــــقالين الش ــــق العس ــــة : تحقي ــــدين ،المدين ــــاين الم ــــم الم ــــداهللا هاش ــــيد عب الس

م.١٩٦٤-هـ١٣٨٤، المنورة

، أبو جعفر محمد بن جرير الطربي، تحقيق: عبد اهللا بن جامع البيان عن تأويل آي القرآن -٢٤

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٥٣

عبد المحسن الرتكي، بالتعــاون مــع مركــز البحــوث والدراســات العربيــة واإلســالمية بــدار

م.٢٠٠١-هـ١٤٢٢دار هجر، القاهرة، الطبعة األولى، هجر،

ــا، - ٢٥ ــات اإلســالمية يف أورب ــور، دار الجالي ــد األص ــد محم ــول، خال ــكالت، الحل ــذ، المش المناف

م.١٩٩٨االعتصام،

هـ.١٤٢١، ابن عابدين، دار الفكر، بيروت، حاشية ابن عابدين -٢٦

إلســالمية، دار بكــر، ، سليمان بن عمر بــن محمــد البجيرمــي، المكتبــة احاشية البجيرمي -٢٧

تركيا.

ــى مختصــر خليــل - ٢٨ ــة حاشــية الخرشــي عل ــد اهللا، المطبعــة األميري ــو عب ، محمــد الخرشــي أب

هـ.١٣١٧الكربى،

، محمد عرفة الدسوقي، تحقيق: محمد عليش، دار الفكر، بيروت.حاشية الدسوقي -٢٩

بكة ، د.عبــد القــادر األهــدل، علــى الشــحكم زواج المسلم المغترب مــن المــرأة الكتابيــة -٣٠

العنكبوتية.

، د.يوسف القرضاوي، على الشبكة العنكبوتية.الحالل والحرام يف ميزان اإلسالم -٣١

هـ.١٣٨٦، ابن عابدين، دار الفكر، بيروت، الدر المختار -٣٢

، محمــود شــكري األلوســي، دار روح المعــاين يف تفســير القــرآن العظــيم والســبع المثــاين -٣٣

إحياء الرتاث العربي، بيروت.

، أبــو زكريــا يحيــى بــن شــرف النــووي، المكتــب اإلســالمي، ن وعمــدة المفتــينروضــة الطــالبي - ٣٤

هـ.١٤٠٥بيروت،

ــع، -٣٥ ــروض المرب ــة، ال ــاض الحديث ــة الري ــويت، مكتب ــس البه ــن إدري ــونس ب ــن ي ــور ب منص

هـ.١٣٩٠الرياض،

الشيخ محمد بن عثيمين، على الشبكة العنكبوتية. الزواج، -٣٦

المي.، عمارة محمود، الوعي اإلسالزواج بالكتابية -٣٧

، محمد بن يزيد أبي عبد اهللا القزوينــي، تحقيــق: محمــد فــؤاد عبــد البــاقي، دار سنن ابن ماجه - ٣٨

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٥٤

الفكر، بيروت.

، تحقيــق: محمــد محيــي الــدين سنن أبي داود ،سليمان بن األشعث أبي داود السجســتاين -٣٩

عبد الحميد، دار الفكر، بيروت.

هقــي، مجلــس دائــرة المعــارف ، أحمــد بــن الحســين أبــي بكــر البيالسنن الكبرى للبيهقي -٤٠

هـ.١٣٤٤النظامية، الهند، حيدر آباد، الطبعة األولى،

محمد بن عيسى بن ســورة الرتمــذي، تحقيــق: أحمــد سنن الترمذي (الجامع الصحيح)، -٤١

محمد شاكر وآخرين، دار إحياء الرتاث العربي، بيروت.

د حســن ، شــمس الــدين محمــد بــن أحمــد السرخســي، تحقيــق: محمــشرح السير الكبير -٤٢

م.١٩٩٧-هـ١٤١٧إسماعيل الشافعي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة األولى،

، أبــو الربكــات أحمــد بــن محمــد الشرح الصغير على أقرب المسالك إلى مذهب اإلمام مالــك - ٤٣

بن أحمد الدردير.

، مصطفى السباعي، المكتب اإلسالمي، بيروت.شرح قانون األحوال الشخصية -٤٤

، محمود علي السرطاوي، دار الفكر، عمان.الشخصيةشرح قانون األحوال -٤٥

، أبو الربكات ســيدي أحمــد الــدردير، تحقيــق: محمــد علــيش، دار الفكــر، الشرح الكبير -٤٦

بيروت.

، منصور بن يونس البهويت، شرح منتهى اإلرادات يف الجمع بين المقنع والتنقيع وزيادات -٤٧

لة، بيــروت، الطبعــة األولــى، تحقيــق: عبــد اهللا بــن عبــد المحســن الرتكــي، مؤسســة الرســا

م.٢٠٠٠-هـ١٤٢١

، أبو عبد اهللا محمد بــن إســماعيل البخــاري ، تــرقيم: محمــد فــؤاد عبــد صحيح البخاري -٤٨

هـ.١٤٠٠الباقي، المطبعة السلفية وكتبتها، القاهرة، الطبعة األولى،

أبو الحسين مســلم بــن الحجــاج النيســابوري، تحقيــق: محمــد فــؤاد عبــد صحيح مسلم، -٤٩

دار إحياء الرتاث العربي، بيروت.الباقي،

، كمــال الــدين محمــد بــن عبــد الواحــد السيواســي ابــن الهمــام، دار الفكــر، فــتح القــدير -٥٠

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٥٥

بيروت.

، شلتوت ومحمود، دار الشروق، القاهرة.الفتاوى -٥١

محمد رشيد رضــا، تحقيــق: د.صــالح الــدين المنجــد ، فتاوى اإلمام محمد رشيد رضا، -٥٢

جديد، بيروت.يوسف ق. خوري، دار الكتاب ال

، أمــل يوســف عمــر القواســمي، دار فقه األقليات المسلمة يف مسائل األحوال الشخصــية -٥٣

م.٢٠١٤-هـ١٤٣٥النفائس، األردن، الطبعة األولى،

ــلمة -٥٤ ــات المس ــه األقلي ــى، فق ــة األول ــرابلس، الطبع ــان، ط ــادر، دار اإليم ــد الق ــد عب ، خال

م.١٩٩٨-هـ١٤١٩

قرضاوي، دار الشروق، القاهرة.، يوسف اليف فقه األقليات اإلسالمية -٥٥

هـ.١٤١٥، أحمد بن غنيم بن سالم المالكي، دار الفكر، بيروت، الفواكه الدواين -٥٦

محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي، تحقيق: محمد موالي. القوانين الفقهية، -٥٧

، أبو عمر يوسف بن عبد اهللا بن عبــد الــرب، تحقيــق: محمــد بــن الكايف يف فقه أهل المدينة -٥٨

-هـــ١٤٠٠محمد أحيــد ولــد ماديــك، مكتبــة الريــاض الحديثــة، الريــاض، الطبعــة الثانيــة،

م.١٩٨٠

، منصور بن يونس البهويت، تحقيــق: هــالل مصــليحي، دار كشاف القناع عن متن اإلقناع -٥٩

هـ.١٤٠٢الفكر، بيروت،

كي، ، علي بن خلف المنويف المــالكفاية الطالب الرباين على رسالة ابن أبي زيد القيرواين -٦٠

م.١٩٨٧-هـ١٤٠٧تحقيق: أحمد حمدي، الطبعة األولى،

أبــــو إســــحاق إبــــراهيم بــــن محمــــد بــــن عبــــد اهللا، المكتــــب اإلســــالمي، المبــــدع، -٦١

هـ.١٤٠٠بيروت،

شمس الدين السرخسي، دار المعرفة، بيروت. المبسوط، -٦٢

، محمد جمــال الــدين القاســمي، تحقيــق: محمــد فــؤاد عبــد البــاقي، دار محاسن التأويل -٦٣

م.١٩٥٧ -هـ١٣٧٦الكتب العربية، القاهرة، الطبعة األولى ،إحياء

الجزء الرابع –العدد الثاني والثالثون

١٥٥٦

، لمجــد الــدين أبــي الربكــات عبــد المحرر يف الفقه على مــذهب اإلمــام أحمــد بــن حنبــل -٦٤

م.١٩٨٤-هـ١٤٠٤السالم ابن تيمية الحراين، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الثانية،

حــزم، حقيــق: لجنــة إحيــاء ، أبو محمد علي بن أحمــد ابــن ســعيد الظــاهري ابــن المحلى -٦٥

الرتاث العربي، دار اآلفاق الجديدة ،بيروت.

، محمــد بــن أبــي بكــر بــن عبــد القــادر الــرازي، تحقيــق: محمــود خــاطر، مختار الصحاح -٦٦

م.١٩٩٢مكتبة لبنان ناشرون، بيروت،

، خليل بن إسحاق بن موســى المــالكي، تحقيــق: أحمــد جــاد ، دار الحــديث، مختصر خليل - ٦٧

ـ.ه١٤٢٦القاهرة،

، مصطفى أحمد الزرقا، دار القلم، دمشق.المدخل الفقهي العام -٦٨

أبو عبد اهللا بن أنس األصبحي، دار صادر، بيروت. المدونة الكبرى، -٦٩

أبو عبد اهللا أحمد بن حنبل الشيباين، مؤسسة قرطبة، مصر. مسند أحمد، -٧٠

بيروت.، أبو عبد اهللا محمد بن إدريس الشافعي، دار الكتب العلمية، مسند الشافعي -٧١

، أبو بكر عبد اهللا بن محمد الكويف، تحقيق: كمال يوسف الحــوت، مصنف ابن أبي شيبة -٧٢

هـ.١٤٠٩مكتبة الرشد، الرياض،

هـ.١٤٠٥، أبو محمد عبد اهللا بن أحمد المقدسي ابن قدامة، دار الفكر، بيروت، المغني -٧٣

بيروت.، الشربيني، دار الفكر، مغني المحتاج إلى معرفة معاين ألفاظ المنهاج -٧٤

أبــو عبــد اهللا محمــد بــن عبــد الــرحمن المغربــي الحطــاب، دار الفكــر، مواهــب الجليــل، -٧٥

هـ.١٣٨٩بيروت،

م.٢٠١١سعدي أبو جيب، دار الفكر المعاصر، موسوعة اإلجماع يف الفقه اإلسالمي، -٧٦

، أبو الوليد سليمان بن خلف القرطبي الباجي، مطبعة الســعادة، مصــر، المنتقى شرح الموطأ - ٧٧

.هـ١٣٣٢

، محمد بن مكرم ابن منظور، دار صادر، بيروت.لسان العرب - ٧٨

زواج المسلم بغير المسلمة واآلثار المترتبة عليه ( دراسة فقهية )

١٥٥٧

فھرس الموضوعات

١٥١٨ .................................................................. موجز عن البحث

١٥٢٠ .............................................................................. مقدمة

١٥٢٢ ............................................... التمهيد تعريف الزواج وبيان مقوماته

١٥٢٢ .............................................................. أوال: تعريف الزواج:

١٥٢٤ ............................................................. ثاني�: مقومات الزواج:

١٥٢٧ .............................................. المطلب األول زواج المسلم بالكتابية

١٥٢٧ ............... المسألة األولى : حكم زواج المسلم بالكتابية (اليهودية والنصرانية)

١٥٣٤ ..................................... المسألة الثانية: شروط زواج المسلم بالكتابية:

١٥٣٨ .............................. المطلب الثاين زواج المسلم بغير الكتابية (المشركة)

١٥٣٨ ............................. المسألة األولى: حكم زواج المسلم بالمرأة المشركة:

١٥٤٢ ...............................المسألة الثانية: الحكمة من تحريم نكاح المشركات:

١٥٤٣ .................... لمطلب الثالث اآلثار المرتتبة على زواج المسلم بغير المسلمةا

١٥٤٨ ............................................................................ الخاتمة

١٥٤٨ ...................................................................... أوال: النتائج:

١٥٤٩ ................................................................... ثانيا: التوصيات:

١٥٥١ ........................................................................... المراجع

١٥٥٧ ............................................................... فهرس الموضوعات