Aneen Alsawarmohamedrabeea.net/library/pdf/b49397aa-6b4f-440e-96ef-2...ﻲﻜﻟﺎﻤﻟﺍ ﻲﻤﻭﺭ ﻲﻟﺎﻏ ﻡﺴﺎﺠ .ﺩ 2008 ﺔﻨﺴﻟ (4-3)ﺩﺩﻌﻟﺍ (36)

الاثر الدلالي للاصوات الانفجارية

2008لسنة ) 4-3(العدد) 36(مجلة الخليج العربي مجلد

91

ABSTRACT

Explosive Sounds have clear influence in creating vocal coherence between prorunciation and literary text, particularly poetic text. The repetition of these sounds in the poem is considered as adistinctive phenomenon in it . This research endeavors to study the vocal formation of explosive sounds especially his collection (Aneen Alswari) which is chosen as a sample for our study. The research falls mainly into an introduction and two sections .First section discusses explosive sounds, their nature , definition and phonetican`s openions regarding these sounds . While second section is devoted to the analysis of (Aneen Alsawari) poems , and the influence of explosive sounds in these poems. The study follows an analytic procedure based on tracing the semantic indications of explosive sounds in these poems.

Semantic Impact of Explosive Sounds in Ali Abdulla Khalifa`s

Collection "Aneen Alsawari"

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com


جاسم غالي رومي المالكي. د


92

:الملخصتتكون الاصوات الانفجارية من وجهة نظر المحدثين عندما ينحبس مجرى الهواء الخارج مـن

تاما في موضع من المواضع ، وينتج من ذلك الحبس أو الوقوف أن يضغط الهـواء ثـم الرئتين حبسا وات لها لاثر فـي زيـادة محدثا انفجارا ، وهذه الأصيطلق سراح المجرى الهوائي فجأة ، فيندفع الهواء

بصفة خاصة ، مما يخلق وحدة أو تناسقا صوتيا واضح التناسق بين الألفاظ في النص الادبي والشعري .الاثر فيما يعد تكرار هذه الأصوات في الأسلوب أو القصيدة ظاهرة مميزة لها في نضمها

الانفجاريـة فـي قـصائد شـعر ولهذا أثرنا دراسة هذا النمط من التشكيل الصوتي للأصوات لتكن أنموذجا على هذا التطبيـق ) أنين الصواري ( وبخاصة في ديوانه ) علي عبداالله خليفة ( شاعرنا

.ولنتعرف على مدى تأثير هذه الأصوات في شعره معنويا ودلاليا بذة مختصرة عـن تناولنا في المقدمة ن وعنوانين ، من أجل هذا أرتأينا تقسيم البحث الى مقدمة

انها تلك الأصوات التي قد ينحبس الهواء فـي ) التعريف بهذه الأصوات ( الموضوع أما العنوان الأول ، والفـرق بـين الأصـوات مكان ما لحظة سريعة جدا بعد ذلك ينطلق بقوة نلحظ له انفجـارا ودويـا

لصوتية فيها ، وكـذلك تعريـف الانفجارية والأصوات الأخرى ، هو سرعة الانفجار وتذبذب الاوتار ا .الصوت وآراء العلماء في ظاهرة الأصوات الانفجارية ونسب التباين فيما بينها

الأصوات الأنفجارية وأثرها في قـصائد ديـوان أنـين ( وقد جاء العنوان الثاني تحت تسمية . اعر علي عبداالله خليفـة للشوقد أثرنا دراستها وتطبيقها على قصائد ديوان أنين الصواري ) الصواري

وذلك لمعرفة الأثر الدلالي في أبيات هذه القصائد ومدى فعالية الصوت في بيان المعنى الخاص والعـام . ه من السياق عفضلا عما تتمتع به هذه الأصوات من دلالات معنوية كلا حسب موق . في هذه القصائد

. الدلالي للأصوات الانفجارية في هذه القصائد جا تحليليلا قائما على بيان الوقع وقد جاء منه

في الاثر الدلالي للأصوات الانفجارية ) الصواري أنين(قصائد ديوان ليفةعبداالله خ للشاعر علي






93

: المقدمةتكون الأصوات الانفجارية من وجهة نظر المحدثين عندما يحبس مجرى الهواء الخارج

يغـضط من الرئتين حبسا تاما في موضع من المواضع، وينتج من ذلك الحبس أو الوقـوف أن الهواء ثم يطلق سراح المجرى الهوائي فجأة، فيندفع الهـواء محـدثا صـوتا انفجاريـا، وهـذه الاصوات لها الأثر في زيادة التناسق الصوت بين الفاظ النص الادبي والشعري بصفة خاصـة،

و مما يخلق وحدة أو تناسقا صوتيا واضح الاثر فيما يعد تكرار هذه الاصوات فـي الاسـلوب ا القصيدة ظاهرة مميزة لها في نظمها، ويتم ذلك عن طريق تكرار هـذا الـصوت أو مجموعـة الأصوات أي الانفجارية في الألفاظ والعبارات في النسق العام للمقطوعة الشعرية ينم عنه تناسق جمالي في الأبيات المكونة لها، مما يؤدي الى ابراز معنى النص الشعري دلاليا مـساعدا علـى

.زيادة تقبله من المتلقيولهذا أثرنا دراسة هذا النمط من التشكيل الصوتي للاصوات الانفجارية من قصائد شعر لتكن انموذجـا علـى هـذا التطبيـق ) أنين الصواري (في ديوانه ) علي عبداالله خليفة (شاعرنا

.ولنتعرف على مدى تأثير هذه الأصوات في شعره معنويا ودلالياك أرتأينا تقسيم البحث الى مقدمة وعنوانين، تناولنـا فـي المقدمـة نبـذة ومن اجل ذل

بانها تلك الأصوات التـي ) التعريف بهذه الاصوات (أما العنوان الأول . مختصرة عن الموضوع قد يحبس الهواء في مكان مالحظة سريعة جدا بعد ذلك ينطلق بقوة وهنا نلحظ له انفجارا ودويا،

وكذلك تعريف الـصوت المفـرد وأراء . ات الانفجارية والاصوات الاخرى والفرق بين الأصو .العلماء في ظاهرة الاصوات الانفجارية ونسب التباين فيما بينها

الاصوات الانفجارية واثرها في قصائد ديوان أنين (وقد جاء العنوان الثاني تحت تسمية للشاعر علي عبداالله ) أنين الصواري (وقد أثرنا دراستها وتطبيقها على قصائد ديوان ). الصواري

خليفة، وذلك لمعرفة أثرها الدلالي في أبيات هذه القصائد ومدى فعالية الصوت في بيان المعنـى

في الاثر الدلالي للأصوات الانفجارية )الصواري أنين(قصائد ديوان عبداالله خليفة للشاعر علي






94

فضلا عما تتمع به هذه الاصوات من دلالات معنويـة . الخاص والعام في هذه القصائد لى بيان الوقع الـدلالي للـصوت وقد جاء منهجنا تحليليلا قائما ع . كلا حسب موقعه من السياق .الانفجاري في هذه القصائد

:التعريف بهذه الاصوات

قبل البدء بتعريف الاصوات الانفجارية يجب علينا ان نعرف الصوت المفرد بمعناه العام الاثر السمعي الذي به ذبذبة مستمرة مطردة حتى ولو لـم يكـن : ((اللغوي وغير اللغوي، إذ هو

فما نسمعه من الألأت الموسيقية النفخية أو الوترية أصوات وكـذلك . صوتيا حيا مصدره جهازا ويتوقف فهم الصوت بهذا المعنى العام على اصطلاحات ثلاثـة يجـب . الحس الانساني صوت

-:)2(وهذه الاصطلاحات هي. )1())التفريق بينها ايضا .Pitchدرجة الصوت ) 1 .Loudnessعلو الصوت ) 2

.Quality or timbreقيمة الصوت ) 3

فدرجة الصوت سمكه أو دقته، ويتوقف علو الصوت على المدى الذي يصل إليـه مـصدر وأما قيمة الصوت فهي أثره الـسار . الذبذبة في التراوح بين نقطتي غاية ابتعاده من نقطة الصفر

وهذه العوامل مجتمعة تدخل ضمن مقياس الصوت الانفجاري أو الأصوات . أو المنفر في الأذن إذن مـا هـي . الانفجارية التي سوف نعرفها بعد ان تعرفنا على الصوت بشكله أو بمعناه العام

الأصوات الانفجارية في نظر المحدثين؟في مكان ((يمكن تعريف الأصوات الانفجارية، هي تلك الاصوات التي قد ينحبس الهواء

ودويا، وهكذا تتكون ثلاثـة أنـواع ما لحظة سريعة جدا بعدها ينطلق بقوة وهنا نلحظ له انفجارا من الأصوات، تلك التي يضيق معها مجرى النفس، والتي يتسع لها المجرى، وأخيرا تلك التـي

.)3())يحدث النفس معها انفجارا أو ما يشبه الانفجارونلحظ ألية تكون الصوت الانفجارية في الشفتين ووضعهما في الالتقاء والانفتـاح فـي

فجين تلتقي الشفتان التقاءا محكما فينحبس : ((في الصوت الانفجاري إذ يكون كالأتي حالة النطق عندهما مجرى النفس المندفع من الرئتين لحظة من الزمن بعدها تنفصل الشفتان انفصالا فجائيا،

.59): تمام حسان. د(مناهج البحث في اللغة )1( .60 – 59: المصدر نفسه )2( .23): إبراهيم أنيس. د(الاصوات اللغوية )3(






95

ن فهذا النوع م . يحدث النفس المنحبس صوتا انفجاريا، وهو ما ترمز إليه في الكتابة بحرف الباء الاصوات هو ما أصطلح القدماء علـى تـسميته بالـصوت الـشديد ومـا يـسميه المحـدثون

.)1())انفجارياويمكن ان نبين حدوث الصوت الانفجاري ليس في موضع الشفتين وانما فـي مواضـع

ليس ضروريا ان يكون انحباس النفس بالتقاء الـشفتين، بـل قـد : ((أخرى من جهاز النطق، إذ في مخارج عدة، كأن يلتقي طرف اللسان بأصول الثنايا التقاءا محكما فلا يـسمح ينحبس النفس

بمرور الهواء لحظة قصيرة من الزمن، بعدها ينفصل العضوان فيندفع الهواء المحبـوس فجـأة ويحدث صوتا هو الذي نرمز اليه بالدال أوالتاء، وكذلك قد ينحبس الهواء بالتقاء أقصى اللـسان

لأعلى ثم ينفصلان فجأة فيحدث الهواء المندفع صوتا انفجاريا نرمز إليه بالكـاف بأقصى الحنك ا .)2())أو الجيم القاهرية

ففي : ((في حين يرى فندريس ان لأنتاج الصوت الانفجاري ثلاث مراحل متتابعة، فيقول ـ ون كل صامت انفجاري إذن ثلاث خطوات متميزة، الاغلاق أو الحبس، والإمساك الذي قـد يك

عند إصدار صامت بسيط مثل التاء، فإن الانفجـار . طويل المدى أو قصيرة، والفتح أو الانفجار يتبع الحبس مباشرة، والامساك يضؤل الى مدى لا يكاد يحس، وعلى العكس من ذلـك، تظهـر

.)3())الخطوات الثلاث بوضوح، فيما يسمى بالصوامت المضعفة وهي ليست إلا صوامت طويلة من كلام فتدريس هذا ان الصوت الانفجاري أو الشديد هو الـذي يحـدث عنـد نستنتج

وفي هذا يضع الدكتور رمضان عبدالتواب شرطا أخر قد لا يكون في . وجود العائق وعند زواله وإذا كان الشرط في إنتاج الأصوات الشديدة الانفجاريـة هـو : ((بقاء العائق او زواله، إذ يرى

أننا نجد بين أصوات العربية، صوتا لا يزول فيه العائق بـسرعة، بـل ان سرعة زوال، العائق ف العضوين المتصلين، لا ينفصلان انفصالا سريعا، وانمـا انفـصالهما انفـصال بطـيء، وفـي الانفصال البطيء مرحلة بين الانسداد المطلق والانفتاح المطلق، شبيهة الى حد مـا، بالتـضييق

الاصوات الاحتكاكية، وهـذه المرحلـة تـسمح للهـواء ان يحتـك الذي عرفنا أنه من مميزات بالعضوين المتباعدين ببطء احتكاكا شبيها بما يصاحب الاصوات الرخوة، ولذا فإن هذا الـصوت يجمع بين الشدة والرخاوة، بمعنى انه يبدأ شديدا انفجاريا وينتهي رخوا احتكاكيا، ولهـذا نـسميه

.23): ابراهيم أنيس. د(الاصوات اللغوية )1( .25): رمضان عبدالتواب. د(المدخل الى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي : ، وينظر23: الاصوات اللغوية )2( . 49 – 48): فندرس(اللغة )3(






96

وهو في . ميه أخرون بالصوت المزجي أو الصوت المركب بالصوت المزدوج، كما يس .)1())اللغة العربية صوت الجيم في الفصحى

ويوجد لصوت الجيم المزدوج او الانفجاري الاحتكاكي نظائر في اللغات الاخرى، ففـي ويسمى الصوت المزدوج فـي ). بف) (pf(وكذلك ) تش) (z(وفي اللغة الالمانية ) ch(الانكليزية .)affricata()2(وبالانجليزية ) affriquee(وفي اللغة الفرنسية ) Affricata(اللاتينية الباء والـدال والتـاء والكـاف او الجـيم (اما الدكتور ابراهيم أنيس فيرى ان أصوات هي أصوات شديدة أو انفجارية، وهناك صفة تجمع بينهما هي انحباس الهـواء معهـا ) القاهرية

ا يكون انحباسا لا يسمح بمرور الهواء حتى ينفصل العضوان المنطبقان فجأة عند مخرج كل منه .)3(ويحدث النفس صوتا انفجاريا

وقد عد الاصوات الانفجارية حسب التجارب العلمية أو المختبرية الحديثة علـى النحـو صـوتها ب ت د ط ض ك ق والجيم القاهرية، أما الجيم العربية الفـصيحة فيخـتلط : ((الاتي

4())الانفجاري بنوع من الحفيف يقلل من شدتها وهو ما يسميه الفدماء بتعطيش الجيم(. لا ينحبس الهواء انحباسا محكما، وانما يكتفـي : ((اما الاصوات الرخوة فعند النطق بها

بأن يكون مجراه عند المخرج ضيقا جدا ويترتب على ضيق المجرى أن النفس في أثناء مـروره . ج الصوت يحدث نوعا من الصفيرأو الحفيف تختلف نسبته تبعا لنـسبة ضـيق المجـرى بمخر

فمثلا حين يتصل أول اللسان بأصول الثنايا بحيث يكون بينهما فراغ صغير جـدا ولكنـه كـاف وكل صوت يصدربهذه الوسـيلة . لمرور الهواء نسمع ذلك الصفيرالذي نعبرعنه بالسين او الزاي

وهذه الاصوات يـسميها المحـدثون بالاصـوات . لى تسميته بالصوت الرخو اصطلح القدماء ع .)1())وعلى قدر نسبة الصفير في الصوت تكون رخاوته) Pricaires(الاحتكاكية

أما فيما يخص الهمزة فقد عدها المحدثون من أشد الاصوات الانفجارية فـي العربيـة، وكذلك الجيم . )2(ة الى التخلص منها او تسهيلها لذلك مالت اللهجات العربية في العصور الاسلامي

يعدونها صوتا غير خالصة الشدة بل مـشوبة بـشيء ) المعطشة(الفصيحة والتي يسمونها بالجيم

.34: للغويالمدخل الى علم اللغة ومناهج البحث ا )1( .84): ماريوباي(اسس علم اللغة : ، وينظر23: المصدر نفسه: ينظر )2( .23: الاصوات اللغوية: ينظر )3( .24- 23: الاصوات اللغوية )4( .97: مناهج البحث في اللغة: ، وينظر24: الاصوات اللغوية )1( .90: غويةوالاصوات الل. 158 – 157: علم اللغة مقدمة للقارئ العربي: ينظر )2(






97

ويعدون الجيم القاهرية صوتا شديدا وهي التي بين القاف والكاف، . )3(من الحفيف يقلل من شدتها كما انهـم يـضيفون ). القاف الثقيلة (يطلق عليها ايضا في الانكليزية و ) g(والتي تناظر الصوت

.)4(الى الاصوات الشديدة صوت الضادمستدلا بـصوت . احتكاكي –وقد وصف الدكتور تمام حسان الجيم بأنه صوت انفجاري

الجيم الشامية، وذلك لأن حبس الهواء كما يرى لا ينفرج فجأة كما في بقية الاصوات الانفجارية .)5(د اللسان عن الحنك ببطء يسمح للهواء بالاحتكاكوانما يبتعلذي جعل الجيم اوللدكتور حسام سعيد النعيمي رأي في هذه المسألة، إذ يقول، ويبدو أن

احتكاكية لم يـصف الجـيم الفـصيحة، كمـا –مع الحروف الاحتكاكية، والذي جعلها انفجارية كان يصف الجيم السورية المشربة صوت الـشين وصفها القدامى وكما ننطقها في العراق، وانما

ويـضيف . )6(بصورة مشبعة أو مختلفة وهي في الحالتين تختلف عن وصف العلماء العرب لها واما الضاد فليس في العرب اليوم من ينطق بها كما كان العرب يفعلون وكما وصفوا لنـا : أيضا

.)7(في كتبهم، كالكـاف مـثلا، لا )الانفجارية المهموسة (وقد لاحظ المحدثون انه في حالة الاصوات

يسمع شيء البتة في اللحظة التي يتوقف فيها المجرى الهـوائي، أي قبيـل حـدوث الانفجـار ، كما هو الحال فـي مقـداره بـاختلاف )الانفجارية المجهورة(الصوتي، اما في حالة الاصوات

مكن بواسطتهما التفريق او تحديـد وهناك عاملان ي . )1(الاحوال في اثناء وقف المجرى الهوائي الصوت الانفجاري عن الصوت الاحتكاكي في اللغة العربية، هو ان الذي يحدد طبيعة الـصوت

-:الانفجاري هو اختلافه مع الصوت الاحتكاكي في نقطتين هماالموضع الذي يقف فيه الهواء، فالهواء يقف عند الشفتين في حالة النطق بالبـاء مـثلا، : الاولى

ويقف عند اقصى الحنك عند النطق بالكاف والجيم القاهرية، وعند ادنى الحلق كما فـي القـاف، .)2(وعند الحنجرة كما في همزة القطع

.25 -24: الاصوات اللغوية: ينظر )3( .156 – 155: ، وعلم اللغة مقدمة للقارئ العربي25 – 24: الاصوات اللغوية: ينظر )4( .104 – 103: مناهج البحث في اللغة: ينظر )5( .317 – 316): حسام سعيد النعيمي. د(الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني : ينظر )6( .317 – 316: المصدر نفسه: ظرين )7( .158 – 157: علم اللغة مقدمة للقارئ العربي: ينظر )1( .101 – 100): الاصوات(وعلم اللغة العام . 158: المصدر نفسه: ينظر )2(






98

اء، وخاصة علماء القراءات قد وضعوا الاصوات ــان اللغويين العرب القدم : الثانية سة أصوات جمعوها فـي وهي خم ) حروف القلقلة (الانفجارية المجهورة في طبقة واحدة سموها

ومن الحروف حروف مـشربة : ((قال ابن جني في وصف ذلك . )3()جد بطق (عبارة واحدة هي ضغطت من مواضعها، فاذا وقف عليها خرج معها من الفم صويت نبأ اللسان عـن مواضـعه

وتسمى هـذه . القاف والجيم والطاء والدال والباء ) جد بطق : (وهي خمسة أحرف، يجمعها قولك .)4())وف حروف القلقلة، لأنه إذا وقف عليها لم يستطع ان يوقف دون الصويتالحر

وضغط هذه الاصوات او غيرها في نظر المحدثين هو لتخفيف الجهد الذي يتطلبه نطقها في حالة سكونها، وهذه صفة ملازمة للاصوات الانفجارية المجهورة الشديدة ، ويتضح اشـراب

وقد اطلق المحدثون على هـذه . )1(ما يتضح في القراءات القرآنية الصوت لاصوات القلقة اكثر .)2()الاصوات الانفجارية الشديدة(الاصوات تسمية

-: الاصوات الانفجارية واثرها في قصائد ديوان أنين الصواري-

تعد الأصوات الانفجارية من الاصوات المهمة في اللغة العربية، وذلك لما تتمتع به مـن وانفجار عنيف يحدث للصوت في مخرجه اثناء حدوثه وتكونه، لذا فان هذه الأصوات قوة وشدة

أي ان . تعتمد على عنصر تيار الهواء المار باعضاء النطق وحدوث الاعاقة في اثنـاء مـروره يعوق تيار الهواء الخارج من الرئتين، عائق يمنعه من المـرور، عنـد أي مخـرج مـن هـذه

ويـسمى : ((ا العائق بسرعة، وبهذا بالمرور مع الاحتكاك بمكان التضييق المخارج، ثم يزول هذ صوتا شديدا أو انفجاريـا، وفـي الحالـة ) حالة وجود عائق (الصوت الخارج في الحالة الاولى

. )3())ويسمى الصوت الخارج صوتا رخوا أو احتكاكيـا ). حالة تضييق نقطة في المجرى (الثانية الباء والتاء والدال والطـاء والـضاد والكـاف (ننا في حديثنا المتقدم هي وهذه الاصوات كما بي

).الانفجارية ، والهمزة، والقاف أو الجيم القاهرية

.1/223: سر صناعة الاعراب: ينظر )3( .1/235: سر صناعة الاعراب )4(، رسالة ماجستير، )اسماعيل خليل السامرائي(ورها التاريخية التغييرات الصوتية في لهجة بغداد وجذ: ينظر )1(

.96: 1976جامعة بغداد، محمد (، ودراسات في فقه اللغة 34: ، وعلم اللغة مقدمة للقارئ العربي149: مناهج البحث في اللغة: ينظر )2(

.193): الانطاكي .33: المدخل الى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي )3(






99

للـشاعر علـي ) أنين الـصواري (وقد اثرنا دراستها وتطبيقها على ثنايا قصائد ديوان ومدى فعالية الصوت في بيـان عبداالله خليفة، وذلك لمعرفة اثرها الدلالي في ابيات هذه القصائد،

ناهيك عما تتمتع به هذه الاصوات من دلالات معنويـة . المعنى الخاص والعام في هذه القصائد الـشديدة، فـي ) البـاء (كلا حسب موقعة من السياق، فمثال ما جاء من هذه الأصوات، صوت

-:)4(، إذ يقول من مقطع منها)صدى الاشواق(قصيدة

مجنون الرغائب ؟بان قولي... ما الذي ألبس يا مرأتي الرعناء )الطويل؟*)نشلي المزدان بالنجمات والكم أم ترى ذلك أنسب؟ الوردي المقصب؟) نشلي( ...يا حبيبي سوف القاك بتهليلي، وانغام الطبول ...سوف يلقاك ابتهالي :وسؤالي كيف طوفت بأعماق البحار؟ كيف حال البحر في صمت الليالي؟ كيف أنتم في عيون الشمس

في ذاك النهار؟ ..... كيف كنتم واللآلي؟ نيا وخبرني وارفعالد خبر في الاجواء باللحن الموقع*)النهام(أهة

بضم الشفتين، وإقفال مـا بـين صوت شفوي شديد مجهور مرقق، ينطبق : ((فالباء هنا

الحلق والتجويف الانفي برفع الطبق، على حين توجد الذبذبة في الاوتار الصوتية، ولقد حـرص

.52 – 51 – 50): علي عبداالله خليفة(نين الصواري ديوان أ )4( .زي من الازياء الشعبية الجميلة التي كانت ترتديها المرأة في الخليج: النشل * .مغني البحر: النهام *






100

القراء والنحاة على جهر صوت الباء هذا في كل موضع، أي سواء كان موقعهـا فـي ـ اء سـاكنة أول الكلام، أو في وسطه، أو في أخره، ولذا قرأوا القرآن باضافة صوت علة بعد ي

مظهرة، وسموا هذه الظاهرة، ظاهرة القلقة، اما في اللهجات الحديثة فإن صوت الباء قـد يـأتي مهموسا في وسط الكلام اذا تلاه صوت مهموس، وفي أخر الكلام، إذا سبقه صوت مهموس، أو

.)1())صوت علة طويل

عة من القصيدة قـد حيث نجد هنا ان النسق الصوتي لصوت الباء في ابيات هذه المقطو ) البس، بالنجمات، انسب، المقـصب، يـاحبيبي (جنح الى الهدوء، في أول الأمر كما في الالفاظ

التي تدل على الهدوء والراحة، والحب والعاطفة، ثم بعد ذلك انتقل الى الشدة والقـوة كمـا فـي نتيجة لتكرار صوت البـاء ).بتهليلي، والطبول، ابتهالي، باعماق، البحار، خبر، باللحن (الالفاظ

كالتـاء والـواو (الشديد، فضلا عن مجاورتها لبعض الاصوات التي تحمل صفة الشدة نفـسها ، مما ساعد على اظهار المعنى الدلالي المتمثل في اشواق حبيبته الـشاعر )والعين والراء واللام

الرحلة بالتهليـل وانغـام لحبيبها العائد من رحلة الغوص، حيث تستقبل النساء العائدين من هذه الطبول فرحا برجوعهم، وتبتهل الى االله سبحانه وتعالى شكرا له على سلامته، لأنه كان يغوص

وتسأله عن رحلته وجنيه اللؤلؤ في عمق البحـر، وكيـف . في عمق البحار طلبا للرزق والمال .عا لهولاء البحارةكانت الرحلة على ظهر قارب الصيد وصوت النهام الذي يعتليه تشجي

ونلمح لصوت الباء تكرارا في قصائد هذا الديوان، بوصفه صوتا شديدا مجهـورا، كمـا

-:)1(، قائلا) زغب الطيور الجارحة(في هذا المقطع من قصيدة ما الذي يبكيك يا طفلي الحبيب؟ ،بوالحزن المري ما لها عيناك

يبوانكفاء القلق المبهم في يوم عص !وهموم الشمس في يوم شتأتي كئيب؟

مالها عيناك يا طفلي الحبيب مع في صمت غريبتذرفان الد مثل صمت الخائبين الخاسرين

.91: مناهج البحث اللغوي )1( .60 – 59: ديوان أنين الصواري )1(






101

!مثل صمت في صلاة للمغيب؟وما هذا النداء ،ما لعينيك

!مهوم الرجاء؟... راعش النبرة

باء للابيات الشعرية في هـذه المقطوعـة مـن حيث نجد هنا ان النسق الصوتي لصوت ال القصيدة قد جنح الى طابع الكأبة والحزن الشديدين، فضلا عن الضبابية في جـو هـذا المـشهد الكئيب الذي يعبر عن لوعة الشاعر وجل اعماقه الحزينة متألما من واقعه المزري، وكمـا فـي

وكلها الفـاظ ) الخائبين، المغيب، النيرة يبكيك، المريب، المبهم، عصيب، كئيب، غريب، (الالفاظ على الشدة والغربة والقرية والخيبة والغيبة، وفي ذلك ساعد صوت الباء الشديد فـي بيـان تدل

الذي كـرره دلالـة ) حبيب(معانيها، ولكنه في الفاظ اخرى نجد فيها الحب والجمال كما في لفظ فضلا عـن مجاورتهـا لـصوت ) الباء(وهذا ساعد على ابراز قيمة صوت . على الحب والالفة

، )مريب، عصيب، كئيب، غريـب، المغيـب (الذي يحمل صفة الشدة خاصة في الالفاظ ) الياء(حيث اضفى صوت الباء ابراز النواحي التركيبة والدلالية لهذه القصائد عبر مكونـات ألفاظهـا

.المتناسقة

دة للشاعر علي عبداالله خليفة بعنوان ونلمح ايضا وقعا دلاليا لصوت الباء الشديد في قصي :)1(، يقول فيها) أنين الصواري(

كم بكى قلبي من الخوف غريرا ت البحردصغيرا*)تيابا(حين ر شيعتني الام بالدمع وأوصتني كثيرا ...وأبي يرجو من االله بأن أغدو كبيرا القمار أحمل العب وأرتاد البحار)* طواويش(ؤ يغري باحثا عن لؤل *)بدانة(أو لعل الحظ يأتيني

.74 – 73: ديوان أنين الصواري )1(تاجر يجوب البحر في مركب خاص بحثا عن سفن الغوص ليشتري منها : الطواش *. حرصبي الب: التباب *

.اللالي في عرض البحر تجنبا لمنافسة تجار أخرين

ء






102

...لم ير الغواص حسنا مثلها المحار أو حوى قلب ..لي منها نظرة العابد أولاها الأخيرة ثم تمتد اليد الناعمة اللمس الأجيرة تزرع الحسرة في نفسي الكسيرة

سق الصوتي للابيات الشعرية في هذه المقطوعة من القصيدة قد مـال الـى حيث نجد هنا ان الن وكمـا . طابع الحزن والخوف من شيء مجهول وهو البحر، لأن هذا الصبي لم يألفه لصغر سنه

، حيث يصور لنا المشهد الحزن والخـوف )بكى، قلبي، بالدمع، العب، باحث، البحار (في الالفاظ أبـي، كبيـرا (، ولكن في أبيات أخرى نلحظ وخاصة في الكلمات من هذا المجهول الذي ينتظره

ميل النسق الدلالي الى الهدوء وخاصة في الدعاء الذي كان من الأب ولعـل هـذا ) بدانة، العابد الطفل يأتي بدانة أو لؤلؤة كبيرة تفرح قلبه الحزين المهموم وتغير من وضع أسرته المعاشي، لذا

بيات هذه المقطوعة من القصيدة قد مال الى القوة تارة والـى الهـدوء نجد ان الايقاع الصوتي لا والسكينة تارة اخرى كما في الدعاء والرجاء من االله سبحانه وتعالى في عملية ظفر ابـنهم بمـا

.يرجوه من المال والرزقأنـين (ومثال ما تكرر أيضا من الاصوات الشديدة او الانفجارية في ثنايا قصائد ديوان المجهورة التي تدل على القوة والشدة كما في قولـه مـن قـصيدة ) التاء(هو صوت ) الصواري

-:)1(، إذ يقول) حدثيني( قد حوانا الليل، والاشواق في الأحداق توحي حدثيني يا مها نجد، بأشعار التروح وأسكبي عذب حديث النفس في قلبي وروحي همسك المغناج،أسمعيني يا هيفاء يوحي

.اللؤلؤة الجيدة الكبيرة الحجم: الدانة * .190 – 189 – 188: ديوان أنين الصواري )1(

ء






103

لا تلومي قلبي الصادي إذا لج وغالى في اشتياق يرتجي همس تناجينا وصالا أنا لا أطلب إلا أن أرى البدر اكتمالا هو في العلياء يزهو كيفما شاء اختيالا وأنا في الأرض يكفي أن أراه يتــلالا

صوت شديد مهموس لا فرق بينه وبين الدال سوى ان التاء مهموسـة والـدال : (( ان التاء هنا نظيرها المجهور، ففي تكون التاء لا يتحرك الوتران الصوتيان، بل يتخذ الهواء مجراه في الحلق

سمع ذلك والفم حتى ينحبس بالتقاء طرف اللسان بأصول الثنايا العليا فإذا انفصلا انفصالا فجائيا .)1())الصوت الانفجاري

حيث نجد ان السياق الصوتي للمقطوعة مال الى الهدوء والسكينة كما في مقدمتها، وذلك توحي، (لتكرار صوت التاء الشديد المهموس ذات التردد السمعي المنخفض نسبيا كما في الالفاظ

نتظم على اظهار دلالة هذه الالفاظ التـي كما ساعد التشكيل الصوتي الم ) تناجينا، اكتمالا، اختيالا توحي بالسماحة وحب الخير والاحجيات المتجددة والافق الرحب، وهذا كله نـاتج مـن تنـاغم

ذات التردد الـسمعي الوسـط ) الواو والنون والميم والياء(صوت التاء مع الاصوات الاخى مثل وقد تمثل ذلك في الالفـاظ . حيانوقد يميل صوت التاء الى الشدة والعنف في بعض الا . والعالي

التي تدل على قوة الحدث والضجيج العالي، وهذه حالة غير ). تلومي، الاشتياق، يرتجي، يتلالأ ( .مستديمة في صوت التاء حيث تأتي عندما تكون التاء بمجاورة الاصوات الشديدة ايضا

التـي يقـول ) لـن اهـوى (ومن القصائد التي تكرر فيها صوت التاء الانفجاري ايضا قصيدة -:)2(فيها

ولن أهوى... لأن الحب يفجعني ويترفني الى القاع

.61: الاصوات اللغوية )1( .194 – 193: ديوان انين الصواري )2(






104

تي بحرمحب لأن قهفمنذا يرتقي بحرا يغر... لكي يهنا بإمتاع وأمعن في مغالاتي... ولن أهوى لأني أرتمي كلي على قلبي وأعصر كل طاقاتي في د يوأبحربنى ح بلا ريح تعوقني، ولا حبل بمرساة وأدفق كل تحناني على ابواب مالكتي ...وقد انسى كتاباتي وقد تبقى معذبتي وشاغل فكري الثاني

هنا الشاعر يبين حبه لحبيبته بانه البحر بعظمته ويصف هذا البحر بأنه من العمق بحيث

لبحر حتى يغرقه، وقد ورد ذلك في السياق الصوت لهذه القصيدة الذي يجمع لا يرتقى احدا لهذا ا مجيئي، يرتقي، بإمتنـاع، حبـي، تحنـاني، مـالكتي، (بين الشدة والهدوء، وخاصة في الالفاظ

وكلها الفاظ تدل على المحبة والحنان والعطف ودوام اللقاء في حـين نجـد ان الجـزء ) كتاباتيمغـالاتي، ارتمـي، (مال نسقها الصوتي الى العنف والقوة كما في الالفاظ الثاني من القصيدة قد

فهذه الالفاظ كلها تعتمد القوة والشدة في وقعها الدلالي، وممـا سـاعد ) طاقاتي، تعوقني، معذبتي الممدودة ) الياء(وساعد كذلك مجاورة صوت التاء لصوت . على ذلك شدة حرف التاء الانفجاري

.سطة بين الشدة والرخاوة وهي الميم والعين ذات الترنم الصوتي العاليوبعض الاصوات المتو

الانفجاري الشديد، كمـا فـي ) الدال(وقد ورد في قصائد ديوان أنين الصواري صوت -:)1(التي يقول فيها) خذيني(قصيدة

!!يمر العام تلو العام، لا أدري

.197 – 196: ديوان أنين الصواري )1(






105

ولا شيء يذكرني ..بانك هاهنا قربي على قيد من الخطوات، تسعفني !!مراشف وردك العذب أنا يا باقة الازهار، منطرح ..خذي عني صقيع الليل ضميني وحبي الخصب ميلادا على الجدب يكخذيني بين زند.... ورويني خذيني، دمعة تغفو على هدبي يوأحزاني كبحر مائج يسب أريد حديثك دهرا يواسيني صوت أسناني لثوي شديد مجهور مرقق، ينطق يإلـصاق طـرف اللـسان بـداخل : ((الدال هنا

الاسنان العليا، ومقدمة باللثة، في نفس الوقت الذي يلتصق فيه مؤخر الطبـق بالجـدار الخلقـي مقابل المرقق للـضاد التـي وهو بهذا الوضع يعتبر ال. للحلق، وتحدث ذبذبة في الاوتار الصوتية

في صفته العامة، إلا انه قـد ومع ان هذا الصوت مجهور .. تنطق في اللهجات المصرية الحديثة .)1())يهمس في بعض المواقع في الكلام العامي

نجد هنا ان الوقع الصوتي لنسق القصيدة يتكون من جزئين، جزء يدل على الحب النقـي ). أدري، وردك، ميلادا، زنديك، أريـد ( يتضح من خلال الالفاظ الصافي من كل الشوائب والذي

كلها الفاظ تدل على الهدوء والسكينة والوئام والحب النقي الذي يحلم به الشاعر في ترديده هـذه أما الجزء الثاني من القصيدة فهو المعنى الدلالي لابيات هذه القصيدة، . الالفاظ في ابيات قصيدته

نجـد ان ). قيد، الجدب، دمعة، دهـرا ( الشدة والقوة المفرطين والذي تمثل بالالفاظ فانه يدل على فـي ) الدال(كل هذه الالفاظ تدل على الحزن والقحط والفراق، لذا يتغير النسق الصوتي لصوت

وهي من صفات هذا الصوت ومن خـلال نطقـه مـن . هذه الالفاظ ويأخذ طابع الشدة والعنف .مخرجه

.93: مناهج البحث في اللغة )1(






106

، إذ )عنـدما يـأتي (دال في قصيدة اخرى من قصائد هذا الديوان وهي ويرد صوت ال -:)1(يقول فيها أنا يا منبع الأعطار، لا أقوى على بوح الذي في القلب من وجد فاشقى حاملا ألمى، وحرماني دمن ح بولا عندي لهذا الح هخافقي عمدا، وأخرس أعذب لدمكابرة، بهذا الصمت والج وأدري أنه يشقيك ان نبقى كما نحن من الأشواق والبعد وأدري أن هذا القلب لن يرضى بهذا الحال في قلق وفي سهد براكين الهوى تغلي به شتى لحظة التفجير والمد ستدرك الذي في القلب ألجمه سيهتاج سدسيهدم صمته سدا على فهو هنا يصور حبه لحبيبته ويبين لوعته وشقاه حاملا آلامه وحرمانه، واصفا حبه لحبيبته

بانه بلا حدود تسعه، ويصف جلد قلبه في تقبله ذلك الحـب الموصـوف بالحرمـان والمكـابرة و وهذا يولد الاشواق واللهفة وعـيش القلـق المـزمن ا . والصمت المريب القوي والشقاء في ذلك

وكلها الفاظ تدل علـى ). وجد، وعندي، وادري، وسندرك، وزهد (وتمثل ذلك في الالفاظ . المسهدالقـصيدة وهـو جانـب ب، على العكس من الجانب الاخر في ذاب في الح عـوق والاست ـــالش

.الفراق واللوعة والعذاب والحرمان، وكذلك سـاعد )وسيهدم، سهدا عمدا، والجلد، والبعد، والسهد، سندرك، ولمد، (وكما في الالفاظ

صوت السين الصفيري المهموس في دعم النسق الصوتي لصوت الدال في معناه الدلالي، حيـث وقد كرره في أبيات هذه القـصيدة . اكد الشاعر على السين التي تفيد استقبال الشيء في المستقبل

ت الدال وقعا دلاليا جميلا دلالـة اعط) سدا( لفظة –وكذلك تكرار . مما زادها نسقا صوتيا جميلا .على الشدة والرصانة والقوة

.204-203: ديوان أنين الصواري )1(






107

، وكما فـي ) الطاء(ومن الاصوات التي وردت في قصائد ديوان انين الصواري صوت -:)1(، إذ يقول فيها)الجرح الكبير(قصيدة أنا في سخط ثاكلة تعد جنارة الاحزان في امل ..أماني سورة الملل إذ تمشى ألقى... طموح شبابنا عليهم ظل منخذل وتحت بيارق الطوفان، أستدعي ومطعون... ومسلول... كمجدور يحس بوطـة العل كل الجمع.. أنا من قلب هذا الجمع مسفوك ومهدور على مهل !!يضيع الجهد لا معنى! سواعدهم له أمنا– من خوف –وان تصطاد ويعات الأسى تطوي لياليناس تشوي أمانينا... وتسحق عمرنا

فهي كما ينطق بها اليوم، تقابل التاء في الترفيق والتفخيم، أي أنها صـوت : ((أما الطاء

شديد مهموس مفخم ولا فرق بينهما الا في ان مؤخرة اللسان، ترتفع نحو الطبـق عنـد نطقـه .)2())الطاء، ولا ترتفع نحوه في نطق التاء

نلمح هنا ان السياق الصوتي لابيات هذه المقطوعة قد جنح الى الشدة والقوة ومال الـى

وقد ذهب طموحه الذي كن يريده، . السخط والحزن والملل من الواقع المرير الذي يعيشه الشاعر ويصف وضعه هذا بالطوفان الذي يسيل بكل قوة يجرف كل شـيء امامـه وهـو كالمجـدور

. مطعون لا يقوى على فعل شيء يذكر لانه لا يحس بوطأة هذه العلل التي تـصيبه والمسلول وال

.14-13: ديوان انين الصواري )1( .47-46: المدخل الى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي )2(






108

وانها أي هذه الامور قد تصطادله أمنا من هذا الخوف الرهيب، ولو حتى في سويعات وجاء ذلك كله في قوة وشدة صوت الطاء الـشديد المهمـوس . قليلة تنجيه من هذا الواقع المؤلم

، وكلها الفاظ تدل علـى )فان، ومطعون، ويوطأه، وتصطاد، وتطوي سخط، طو (وكما في الالفاظ .الضغط والقوة والعنف، التي تؤذي الشاعر في تعبيره عن واقعه المرير

، )من أول الشط احكي (شديدا أو قويا قصيدة ) الطاء(ومن القصائد التي ورد فيها صوت :)1(التي يقول فيها

طويلبعد ليل من لهاث الفقر والحمى عشته أطوي حيالي

مستعدا للرحيل قفال(بعد* (حزين

وأهدي طارقات الهم في صدري الثقيلزم الخيش في جزء حصيرح بعد

جاءني إبني الصغير ...نلحل الجسم هزيل

بابتسامة رفرفت في القلب حينا كالهديل

حمامه) *ميدان(ثم حطت خلف س بوجهعاري الرأ

في شط قريب الشمس حتهلو فاعترف وجه الطفولة

يصف الشاعر رحلته في الغوص المتعبة وليله ولهانة من اجل ابعاد الفقـر والحاجـة مـن عائلته، الذي يطول وهو في رحلته، ويصور انقضاء هذه الرحلة بجمع شباك الـصيد اسـتعدادا

اليها في التعريف السابق استعدادا للراحة بعد التعب، حيـث أي لفترة القفال التي اشرنا (للرحيل ليصبر بذلك عن نفسه وهمه في قلبه، حيث يصور ومتع ابنه الجائع النحيل الجـسم، إذ يـستقبل ابنه بابتسامة تبعد عنه هذا التعب الطويل، بانها كهديل الحمامة التي تحط في هذا الـصندوق أو

.82-81: ديوان أنين الصواري )1( .سم الغوص، يقضيها البحارة في قليل من الراحة استعدادا للرحلة القادمةفترة ما بعد الانتهاء من مو: القفال * .صندوق خشب بسيط، يهيؤه الاهالي ليضع فيه الحمام عشه: ميدان *






109

وتجسد ذلـك . الشط حين عودة ابنه من رحلة الغوص المتعبة الميدان عاري الرأس على ضفاف طويل، واطوي، وطارقات، وحطـت، (الايقاع كله بشدة صوت الطاء المهموس وكما في الالفاظ

حطـت، (وكلها تدل على القوة والشدة، وعلى بعض الهدوء والراحة كمـا فـي ) وشط، وطفولة ).وطفولة

، )الـضاد (ي قصائد ديوان انين الصواري ، صـوت ومن الاصوات الشديدة التي وردت ف -:)1(، إذ يقول فيها)من أول الشط أحكي(وكما في قصيدة

محنتي رزقي وأرضي وخسيس يمتطي بؤسي جوادا ليعري زوجتي شرعا، ويمضي هاتكا تحت جبين الشمس عرضي وأنا المطعون في أعماق سجني ورخلف قضبان الشه... يد القيد أمواج بلا شطوحد

صوت شديد مجهور يتحرك معه الوتران الصوتيان، ثم ينحبس الهواء عند التقـاء : ((الضاد هنا

طرف اللسان بأصول الثنايا العليا، فاذا انفصل اللسان عن أصول الثنايا سمعنا صـوتا انفجاريـا .)2())هو الضاد

أرضه ورزقه، ويصور هذا البؤس والـشقاء حيث نجد ان الشاعر هنا يصف محنته في

. كجوادا يمتطيه خسيس أو نذل متسلط، ليعري زوجته وعائلته بالشرع او القوة كما يرى الشاعر ويذهب الى سبيل حاله، هاتكا هذه العائلة من الغطاء تحت اشعة الشمس المحرقة، ويضفي علـى

نفسه زنزانة سجن وقضبان شهورا او نفسه وعائلته الطعن في الاعماق أي من الحاكم، ويصور هذا وسـاعد صـوت الـضاد . سنوات، ويرى الحديد كأنه الامواج التي تكون بلا شاطئ بوقعها

فهذه الالفـاظ ). أرضي، يمضي، عرضي، قضبان (الشديد المجهور على ابرازه وكما في الالفاظ مجاورتها في بعض ومما اضفى على صوت الضاد شدة هو . صورت واقع حال الشاعر المرير .في نسقها الصوتي) كالياء والباء(الاحيان لبعض الاصوات الشديدة

.85: ديوان أنين الصواري )1( .48: الاصوات اللغوي )2(






110

وقد ورد صوت الضاد في مقطوعة اخرى من القصيدة ذاتها شديدا مجهـورا، إذ يقـول

-:)1(فيها يا ألهي، مات كل الحب في قلبي، ريروالقاني ض يرألم، حملني الشوك وأبقاني ضر من على الأسياف أبكي ضرير) *نهام(مثل من على الأسياف أبكي عيرالس الوقت وأضناه هامض )*نهامة(بعد أن جف من الحلق

مكانـا فيـه، حيـث وضـعه يصور الشاعر في دعائه ان الحب مات في قلبه ولم يعد لهالم فيه الألم كالشوك وابقاوه ضـريرا ايـضا، أي مثـل مـردد ضريرا لا يقدر على الرؤيا، و

الهوسات اثناء الغوص لجني المحار او اللؤلؤ ويصف هذا النهام بأنه ضرير ايـضا لا يـستطيع وقد وقع عليه الضيم والحوف جراء ذلك الألم والحب الذي يتوقد في صدره، واصـبح لا . الرؤيا

ض نفسه، وساعد على اظهار ذلك كله وجود صـوت الـضاد يستطيع تريده هذه المواويل للغر التي كررها على سبيل التأكيد خاصة كانت تنتاب الشاعر في عملـه ) ضرير(وبخاصة في لفظة

التي تدل على الحيف والفقد وعلى فقـدان الـشيء ) ضامه، واضناه (وكذلك في الالفاظ . ورحلتهاد اكثر شـدة وقـوة هـو مجاورتـه ومن الأمور الاخرى التي ساعدت على جعل صوت الض

الذي ينتج من تكرار ضـربات اللـسان علـى الحنـك ) الراء التكراري(للاصوات الشديدة مثل .الاعلى، وكذلك الالف والنون ذات التردد السمعي العالي والمتوسط

الانفجاريـة ) الكاف(ومن الاصوات التي وردت في قصائد ديوان انين الصواري صوت ، إذ يقـول فـي مقطوعـة )على ابواب الرحلة الاولى (سة المرققة كما في قصيدة الشديدة الهمو

-:)1(منها

.87-86: ديوان أنين الصواري )1(

.المقطوعة الشعرية التي يغنيها النهام: امةنه. * الشخص الذي يغني مواويل الغوص: النهام * .39، 33: ديوان انين الصواري )1(






111

كفكف الدمع ولا ترض بحال أن تكون أمرأة بين الرجال يا بني الموت حق، والزوال نازل بالكل إن شاء الاله كالحديد جلودا لا تخف، كن كن بارج عنيدالذي تقصد عندما تهوي المجاذيف على الامواج في عنف طليق

صوت شديد مهموس مرقق، يتم نطقه برفع مؤخرة اللسان في اتجاه الطبـق : ((فالكاف هنا والصاقه به، والصاق الطبق بالحائط الخلفي للحلق، ليسد المجرى الانفي، مـع اهمـال الاوتـار

ث نجد ان النسق الصوتي لابيات هذه المقطوعةقد جـنح الـى حي. )2())الصوتية وعدم اهتزازها ، التي تدل على الهـدوء والراحـة، )كفكف، تكون، بالكل (الهدوء في أول الأمر كما في الالفاظ

وترك الحزن والتحلي بالأمل والصبر لأن الموت هو حق على العباد ولا مناص منـه، وعليـك ثم يعد ذلك انتقل الى الشدة والقوة والبائس فـي . ليوميةبالهمة والقوة وعدم التقاعس في حياتك ا

نتيجـة لتكـرار الكـاف الـشديدة ) كن جلودا، كن كالحديـد (نهاية المقطوعة وكما في الالفاظ ) كـالنون (المهموسة، فضلا عن مجاورتها لبعض الاصوات التي تحمل صـفة الـشدة نفـسها

ر التنغيم الصوتي العالي مما ساعد على اظها المتوسطة بين الشدة والرخاوة ذات الايقاع أو حرمانه الذي يعيشه في عالمه المليء بالفقر والجـوع والألـم المعنى المتمثل في لوعة الشاعر و

.والاحلام المفقودة، هذا مما جعل الشاعر يشد أو ينصح ولده بالقوة والجلد المتمثلة بالحديد القوي علـى أبـواب (قطوعة أخرى من القصيدة نفسها أي ونلمح لصوت الكاف تكرارا في م

-:)1(، إذ يقول)الرحلة الأولى

بعد أرز قدره قدر الكفاف في النفس مقبول صداه ينكل هذا ه أبوك ما اشتكى منه.. لا ولا كلت يداه

.53: المدخل الى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي )2( .46: ديوان انين الصواري )1(






112

وكذا أهلوك دهرا حدثوا عن تفانيهم، وعن عزم الرجال في مد العناء.. ي الضقفي مهاو كي ينالوا العيش والكسب الحلال ولكي يبقى العفاف يوت الفقراءمطمئنا في ب

هنا يعبر الشاعر عن جوعه وفقره وقلة زاده، بالقدر القليل من الأرز، ويصف ذلـك بأنـه

يس مكلول اليدين، وهـذا الـشيء مقبول عنده، راضية به نفسه، ولا يحمل الشكوى ابدأ، وانه ل نفسه عاشه أهله واجداده، ولم يمنعهم من العمل والغوص المضنيين، ويصف ذلك انـه بالكـسب الحلال والرزق الطيب لكي يبتعدون عن مهاوي الرشا والسرقة والمال الحرام، وهـذه مـسالك

صـوت الكـاف الـشديد وجاء مدعما لبيان هذا المعنى لهذا السياق وجـود . الفقراء من أمثاله الكفاف، كل، ما أشتكى، أبـوك، ولا حكـت، وكـذا، كـي، (المهموس المرقق وكما في الالفاظ

.وكلها الفاظا تدل على الشدة حينا والرقة حينا والأمل أخر) والكسبأو الجـيم ) القـاف (ومما جاء في قصائد هذا الديوان من قصائد تحمل لمسات صـوت

-:)1(، إذ يقول)على رصيف المحطة(قصيدة القاهرية، كما في قطار الحب يا قلبي، تراه فات أم طول؟ أم الساعات خانتنا، فما عادت كما الأول؟ هل الاحزان عرتنا، فجن الشوق ملهوفا ولم يكمل؟ أم القضبان قد حملت قطارا مر من زمن، فلم نرحل؟ ؟متى نرحل فهذي الوقفة الخرساء قد ضاقت بايأمي ..وهذي الوحشة الصماء ترهقني وتزرع في الحشا المسلول وخز الشوك في المقتل

.156: ديوان أنين الصواري )1(






113

صوت لهوي شديد مهموس له بعض القيمة التفخيمية، ولكنه لا يوصف بأنه : ((فالقاف هنا تصق بالجدار الخلفي للحلق، ورفع مؤخر اللـسان، ويتم نطقه برفع مؤخر الطبق، حتى يل . مفخم

حتى يتصل باللهاة، وهي الزائدة التي في النهاية الحلقية للطبق، وحتى يتـصل كـذلك بالجـدار الخلفي للحلق، في الوقت الذي تتفتح فيه الاوتار الصوتية فـي وضـع تـنفس، لا فـي وضـع

.)2())جهر

يصف مرور السنين بالقطار الذي سـماه، هنا الشاعر يصف قصة حبه وشوقه لحبيبته، و قطار الحب، وهل هذا الحب طرقه قلبه الحزين الممتلئ بالالم والتعب، ويصف سـاعات ايامـه

قطار، وقلـب، (وقد تمثل ذلك بالالفاظ . بانها خانقة ليست فيها حياة ليس فيها أمل في حب متجدد نتيجة لوجود صوت القاف الشديد المهمـوس وتحمل هذه الكلمات تناسقا صوتيا متبايتا ). واشواق

ويصور في الابيات الاخرى من هذه القصيدة أو المقطوعة الحب . والدال على بعث نبض الحياة . المقيد بقضبان العادات والتقاليد وان هذه السنوات قد مررت بسرعة كأنها القطار فـي مـساره

تفصح عن شيء ، وانه قـد ضـاق ويصف صحوته بأنها وقفة الزمن الصامتة الخرساء التي لا وانها تزرع في حشاه او قلبه الشوك الـذي يـسبب . بهذا الواقع الموحش الذي يزعجه او يرهقه

وكلهـا تـدل ). القضبان، قطارا، الوقفة، ضاقت، ترهقني، والمقتل(مقتله، فجاء ذلك كله بالالفاظ لذي ابان عن هذه المعـاني فـي ومما ساعد وجود هذا صوت القاف الشديد، ا . على القوة والشدة

.هذه المقطوعة من القصيدةجـدول علـى (ونلمح لصوت القاف وجودا في قصائد هذا الديوان، وكما فـي قـصيدة

-:)1(، التي يقول فيها)الطرف الاخر بان الجمال وكل الجلال يخب على وقعها في خجل وأصداء صوت رخيم الدلال لذ كدكوقع الندى... فق الشعاعي على زهرة بالشذى مائسة فقالت، وفي كل لفظ دليل الحذر

.96: مناهج البحث في اللغة )2( .168 – 167: ديوان انين الصواري )1(






114

؟.. .. ..أأنت !؟.. .. ..نعم إنني ونوفي ضحكة كانطلاق اللح ف المنتشي بالوترمن المعز: *أما زلت ترقب عند الرصيف وترقب فجر المنى والأمل؟ قا تعيش خلي الفؤاد؟أح أحقا تعاني اصفرار الخريف، ووحشة أيامك الحابسه؟

يصف الشاعر هنا جمال حبيبته وصفا هادئا بعيدا عن كل الوان الوصف الاخرى، فهـو

يصفها بأنها جميلة خجلة ومدلالة، وفيها لذة كدفق الشعاع وكوقع الندى على الزهور أو الاشجار وقعها، دفق، وقع، فقالـت، (وكما جاء في الالفاظ . الفواحة، ويصفها بأنها مائسة طرية بروائحهاوقد ولد ذلك أو زاده وجـود صـوت القـاف الـشديد . وكلها تدل على الشدة والقوة ) كانطلاق

التـي ) رصيف المحطة (المهموس، ويشير في ابيات المقطوعة الأخيرة من القصيدة الى قصيدة صفحات البحث، وهي ترقب مجيء الحبيب في ذلـك القطـار، حيـث يكـرر اشرنا في بعض

دلالة على وضعه ويسأل بهذه اللفظـة ) أحقا(دلالة على ذلك، ويكرر لفظة ) ترقب(الشاعر لفظة .عن عينها وسنين عمرها المتتالية

ومن الاصوات الانفجارية المهموسة التي وردت في قصائد ديـوان أنـين الـصواري -:)1(، إذ يقول فيها)أمام جدار الصمت(همزة وكما في قصيدة صوت ال

...حبيبتي أحاذر؟.. أقولها؟ أأرقب اليمين والشمال، أم أخاطره؟ جبان غامرفإنني م

).على رصيف المحطة(شارة الى معاني قصيدة أ: الرصف * .176 -175: ديوان أنين الصواري )1(






115

يخيفة الظلام إن أتى وإن بكت على الجدار نخلة الأمان ..وإنني مكبل على مشارف المصير حلقة قوية كبؤس يومنا الفقيربألف فكيف أصدم الجدار عنوة، وكيف أن أطير؟

صوت حنجري شديد مهموس مرقق، يتم نطقه بإقفال الاوتـار الـصوتية : ((فالهمزة هنا

إقفالا تاما، وحبس الهواء خلفها، ثم إطلاقة بفتحها فجأة، ويطلـق علـى هـذا الـصوت عـادة وتأتي صفة الهمس في هذا الصوت مـن اقفـال . Glottel stop)) يةوقفة حنجر((الاصطلاح

.)1())الاوتار الصوتية معه ولا يسمح بوجود الجهر في النطق

فالشاعر هنا يخاطب حبيبته بالقول الحذر وانه يرقب يمينه ويساره ملتفتا هنـا وهنـاك، وهنا يخاف عتمـة الليـل، ويصف نفسه بانه مغامر جبان خائف من أهلها ومن أي أحد يرقبه،

وحتى لو كان الامان موجود فانه خائف، ويصف نفسه كالمكبل الـذي مـصيره الـسجن أو أي عقاب أخر، كالفقر والبؤس والشقاء وفي جميع ايامه، ونلحظ انه لا حول له ولا قوة فـي امـور

على الحرية فـي حبـه حبه وانه مقيد لا يستطيع الحركة إذ يسبغ على نفسه صفة الطيران دلالة ). أقولها، أحاذر، أرقب، أم، فإنني، أنى، وإن، بـألف، أصـدم، أصـر (وكما في الالفاظ . المقيد

وكلها تدل على القوة والشدة والخوف والاذى والفقر والحرمان، ومما ساعد في قوة هذه الالفـاظ طوعة من القـصيدة ممـا وجود الهمزة الشديدة وتكرارها بصورة كثيرة في ثنايا إبيات هذه المق

ساعد على اتزان أو شدة نسقها الصوتي مما ساعد على ابراز دلالة هذه الالفاظ ونسق المقطوعة .بصفة عامة

ونلمح في قصيدة اخرى من هذا الديوان ورود الهمزة كصوت شديد مهموس، إذ يقـول -:)2()لن أهوى(في قصيدة

ولن أهوى.........

): سلمان العاني. د(التشكيل الصوتي في اللغة العربية فونولوجيا العربية : ، وينظر97: مناهج البحث في اللغة )1(95.

.194 – 193: ديوان انين الصواري )2(






116

ويترفتي الى القاعلأن الحب يفجعني، بتي بحرمح لأن

..فمنذا يرتضي بحرا يغرقه لكي يهنا بإمتاع وأمعن في مغالاتي.... ولن أهوى لأني أرتمي كلي على قلبي واعصر كل طاقاتي وأبحر في دنى حبي للاريح تعوقني، ولا جدل بمرساة وأدفق كل تحياتي مالكتيعلى أبواب وقد أنسى كتاباتي وأشعاري

الحـب أو الهـوى يفجعـه مع الحب والهوى فيقول انه لن يهوى لأن فالشاعر هنا يصور حالهوينزله الى القاع، وذلك لانه يشبه هذا الحب بأنه كالبحر، لذا يقول انه لا يبحر في هـذا البحـر

لمطاولة والصبر، ويصر على ذلـك انـه لا يـشعق أو العميق لانه يغرقه ولا يستطيع البقاء وا يهوى، واصر على ذلك الشيء خوفا من المصير المجهول، ويصف بأنه كالضغط علـى قلبـه،

ومما سـاعد علـى . ونفاذ لطاقاته، ويبين حالة أخرى انه قد يبحر مع حبه هذا ولكنه يحذر كبير أهـوى، لأن، وأمعـن، (ة في الفـاظ وهـي ابراز هذه المعاني من القصيدة وجود حدوث الهمز

أهـوى، (، فبعض هذه الالفاظ مال الى الهدوء مثـل )أرتمي، واعصر، وابحر، وأدفق، وأبواب ولكن يأتي هذه الالفاظ كلها تدل على القوة والشدة في وقعها، ومما سـاعد علـى ابـراز ) لأن ،

.المعنى الدلالي لباقي الفاظ ابيات هذه القصيدة

:البحثنتائج من خلال دراستنا للاصوات الانفجارية واثرها الدلالي في قصائد ديوان أنين الصواري للشاعر

-:علي عبداالله خليفة وتأثيرها في نسق هذه القصائد، توصلنا الى النتائج الاتية






117

تتكون الاصوات الانفجارية من وجهة نظر المحدثين والقدماء، عندما يحـبس مجـرى الهـواء -1 من الرئتين حبسا تاما في موضع من المواضع، وينتج عن ذلك الحـبس أو الوقـف ان الخارج

يضغط الهواء، ثم يطلق سراح المجرى الهوائي فجأة، فيندفع الهـواء الخـارج محـدثا صـوتا ولكنهـا باعتبـار ) بالوقفـات (فهذه الاصوات باعتبار الحبس او الوقف يمكن تسميتها . انفجاريا

الباء والتاء والدال والضاد والحـاء : (مى الاصوات الانفجارية، وهي ثمانية أصوات الانفجار تس ).والكاف والقاف والهمزة

بـين .لم يعد المحدثون صوت الجيم من الاصوات الانفجارية، وانما صـوت مركـب يجمـع -2

.في حين ذكر القدماء الجيم ضمن الاصوات الشديدة. الانفجار والاحتكاك

فـي . قد حكموا على صوت الضاد بأنها انفجارية، وذلك بحسب النطق الحالي لها اما المحدثون ف -3 .حين ذكرها القدماء ضمن الاصوات الرخوة

عد المحدثون الهمزة من أشد الأصوات في العربية، لذلك مالت اللجات العربية في العصور -4

.الاسلامية الى التخلص منها وتسهيلها، كما ذكرنا في بداية بحثنا

، كالكاف مـثلا، لا يـسمح ) الانفجارية المهموسة (وقد لاحظ المحدثون أنه في حالة الاصوات -5أمـا . شيء البتة في اللحظة التي يتوقف فيها المجرى الهوائي، أي قبيل حدوث الانفجار الصوتي

يـسمع ، كما هو الحال في النطق بالدال مثلا، فانـه ) الانفجارية المجهورة (في حالة الاصوات شيء من الجهر متمثلا بذبذبة الأوتار الصوتية يختلف مقداره باختلاف الأحوال في أثناء وقـف

.المجرى الهوائي يعد ضغط مخارج هذه الاصوات او غيرها في نظر المحدثين هو لتخفيـف الجهـد الـذي -6

ويتـضح يتطلبه نطقها في حالة سكونها ، وهذه صفة ملازمة للأصوات المجهـورة الـشديدة ، .اشراب الصويت لأصوات القلقلة اكثر ما يتضح في القراءات القرآنية

من الغربيين ممن ليسوا بعـرب، إذ يعد صوت الضاد صوتا صعب النطق على غير العرب -7

).لغة الضاد(يبدله اكثرهم زايا، ولذلك سموا العربية

لالات معنويـة وذلـك حـسب يتمتع صوت الباء الشديد في قصائد ديوان أنين الصواري بد -8حيث ان النسق الـصوتي لـصوت البـاء فـي أبيـات هـذه . موقعه في سياق أبيات القصيدة






118

واخرى الى الشدة وذلك لتكـراره، . المقطوعات من القصائد قد يجنح الى الهدوء تارة ويحدث ذلك نتيجة مجاورته لبعض الاصوات التي يحمل صفة الشدة نفسها كالتاء والواو والعين

. كافةوبأنواعها المعاني الدلالية للالفاظ التي يقع فيها اظهار اللام والراء، مما يساعد علىو

ونلمح ايضا تكرارا لصوت التاء الانفجاري الشديد المجهور التي تدل على القـوة والـشدة، -9فيكون ذات تردد سمعي منخفض إذا صاحبها الاهماس وكما ورد في ثنايا أبيات قصائد ديـوان

. وكذلك ساعد تشكيلها الصوتي المنتظم في هذه قصائد المذكورة في متن البحث. ن الصواريأني

الانفجـاري ) الدال(ومن الاصوات التي وردت في قصائد ديوان انين الصواري صوت -10الشديد، لذلك نجد ان الوقع الصوتي لنسق القصائد التي وقع فيها يتكون من جزأين في أغلب

على الهدوء والسكينة غالبا وجزء يدل على الشدة والعنف وكما جاء فـي جزء يدل . الاحيان .القصائد الانفة الذكر في البحث

الـشديد المهمـوس ) الطاء(وهناك صوتا أخر ورد في قصائد هذا الديوان وهو صوت -11حيث ان النسق الصوتي في سياق أبيات القصائد التي ورد فيها قد يجنح الـى . المفخم غالبا

لشدة والقوة ويرد في الالفاظ التي تدل على الضغط والقوة والعنف وكمـا القـصائد الانفـة ا .الذكر في متن البحث

الـشديد ) الضاد(ومن الاصوات الشديد التي وردت في قصائد ديوان أنين الصواري صوت وقد ساعد صوت الضاد على ابراز دلالة الالفاظ بصورة متسقة في ثنايـا أبيـات . المجهور

وايضا من الأمور التي ساعدت في ابراز صوت الضاد وبيانه مجاورته . قصائد هذا الديوان .في نسقه الصوتي) والباء كالياء(لبعض الاصوات الشديد

) الكـاف (كذلك من الأصوات الشديدة التي جاءت في قـصائد هـذا الـديوان صـوت -12نجد ان النسق الصوتي لابيات هـذه الانفجارية الشديدة المهموسة المرفقة وبشكل كثير، حيث

. القصائد قد يجنح الى الهدوء في أول الامر ثم بعد ذلك ينتقل الى الـشدة والقـوة والبـائس فضلا عن مجاورتها لبعض الاصوات التي تحمل ). الكاف الشديدة المهموسة (نتيجة التكرار

قاع أو التنغـيم الـصوتي المتوسطة بين الشدة والرخاوة ذات الاي ) كالنون(صفة الشدة نفسها .العالي

او الجيم القاهرية اللهوي ) القاف(ومما جاء في قصائد هذا الديوان يحمل لمسات صوت -13حيث جاءت الدلالات التي ورد فيها تحمل نسقا صوتيا . الشديد المهموس ذو القيمة التفخيمية

القوة والشدة، مما سـاعد متباينا نتيجة لوجود صوت القاف الشديد المهموس الذي يدل على .على ابانة هذه المعاني للكلمات في هذه المقطوعات الشعرية






119

ومن الاصوات الانفجارية الشديدة المهموسة التي وردت فـي قـصائد ديـوان أنـين -14ومما ساعد في قوة الفاظ هذه القـصائد أو المقطوعـات . الصواري صوت الهمزة الحنجرية

.ك ابراز دلالات هذه الالفاظ التي وردت فيها بصفة خاصةالشعرية ونسقها الصوت وكذل

:فهرس المصادراحمد مختار عمر، منشورات جامعة طـرابلس . ، ترجمة د )ماريورياي(اسس علم اللغة -

.م1973 كلية التربية، –

.م1975، 5، مكتبة الانجلو المصرية، ط)ابراهيم انيس. د(الاصوات اللغوية -: ، ترجمـة )سلمان حسن العاني . د(ة العربية فونولوجيا العربية التشكيل الصوتي في اللغ -

.م1983، )المملكة العربية السعودية(ياسر الملاح، جدة . د

، )أسـماعيل خليـل الـسامرائي (التغيرات الصوتية في لهجة بغداد وجذورها التاريخية - .م1976رسالة ماجستير، جامعة بغداد،

، 1، بغـداد، ط )حـسام سـعيد النعيمـي . د( جني الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن - .م1983

حسن هنـداوي، . د: ، تح )هـ392أبو الفتح عثمان، ت (سر صناعة الاعراب، ابن جني - .م1980دار العلم، دمشق،

.ت. بيروت، ط ع، د–، دار الشرق العربي )محمد الانطاكي(دراسات في فقه اللغة -

. جميع الحقوق محفوظة للمؤلف،)علي عبداالله خليفة(ديوان أنين الصواري -

محمود السعران، دار النهـضة العربيـة للطباعـة . علم اللغة مقدمة للقارئ العربي، د - .والنشر، بيروت

.م1979، 5كمال محمد بشر، دار المعارف بمصر، ط. ، د)الاصوات(علم اللغة العام -

لانجلـو عبدالحميد الـدواخلي، ومحمـد القـصاص، مكتبـة ا : اللغة، فندريس، تعريب - .م1950المصرية، القاهرة،

، مطبعة المـدني، )رمضان عبدالتواب . د(المدخل الى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي - .ت. د

.م1979تمام حسان، مطبعة النجاح، الدار البيضاء، . مناهج البحث في اللغة، د -




Documents

Aneen Alsawarmohamedrabeea.net/library/pdf/b49397aa-6b4f-440e-96ef-2...ﻲﻜﻟﺎﻤﻟﺍ ﻲﻤﻭﺭ ﻲﻟﺎﻏ ﻡﺴﺎﺠ .ﺩ 2008 ﺔﻨﺴﻟ (4-3)ﺩﺩﻌﻟﺍ (36)