89 د العد2013-10-27 امعة�ستنزف ا الهجرة ت ذهنية العجز! ً أي�ساجرة اأمي مها ا ؟ّ هناك جي�ش حر هل بقي �سوريااهدو لمعار�سة ول �سجونهاً أي�سا ا دروي�ش �صدن التي اأن اأغلب احظة اإ ا ت�ص، تواجه�صيطرة عليهار�صة من العاكنت ا ياة وتنظيم ارة �صوؤنها اإدا �صاكل جمة مدنية فيها. اأ��دن تبدارير اأغلب ا فبعد اأن يتم�صاكل ، وتبداأ اً جياها تدريلعودة اإليياة با اهو ال�صيءة من جديد، ول�صكان بالعود ا بصة ت�صكيلعار� ق�وى ا يفر�ش على ال��ذيعات النزاكن من حلتم ق�صائية ت هيئاتصة وفر�شا�مة والعات امتلكاية ا وحماش �صابق:هو قا�مد و يقول اأبوون.لقان ادينة، تبداج قوات الأ�صد من ابعد خرو" �صاكلت�ع�ود ا�اة ت��دب م�ن ج�دي�د، و�ي اتمع تظهر مثل اأيلنا�ش ل اعتادة ب ا دينة�صطي ا قبل نا جهود من اآخر، وبعدة ق�صائية كان مطلوبفر وهيئ ت�صكيل، وفر�شدني اعات ب النزا منها حل."ونلقان �صلطة ا خا�صت"رةحرا" دنقيقة اأغلب ا ا ت بذلك،أغلبها ف�صل التجربة، بينماذه ا ه بهيئةلق�صائية الهيئة ا ا�صتبدال حيث م��ا ت�ك�ون ت�اب�ع�ة لإح��دىً صرعية غ�ال�ب�اطرة. يقول ابو�صيت الع�صكرية ا الت�صكيلق�صائية، الهيئة اعندما �صكلنا" مد: �ص�ح�اب اأ�ً ��ى: اأولع��ت��م��اد ع��ل ال ح�اول�ن�اق، وعلىقو كلية اجيصا�ش من خري الخت�راء بع�شصه مع اج��صتور ال�صوري نف� الد�ً �صطدم لحقا اأن ذلك ايه. اإلت عل التعديت الع�صكريةفظة لدى الت�صكيحايول ا با الهيئة ح��ل ��دي��ن��ة، وع��ل��ى ه���ذا ا ." الهيئة ال�صرعيةصائية وت�صكيل الق�ن خم�صة مً وماألف الهيئة ال�صرعية عمتا تء دي�ن اأو اأئمة علماش، غالبا ه�مصخا� اأ�ختيارهم على قاعدة، يتم امع �صابق جوارجعية الجتماعية، بينماالقوة الء و الوميةصريعة ال�صعتمدة فهي ال�نونية القا ا كما يزعمون.دينة،صم بولي�ش افر ي� لهيئة يتبع للنظام،كتيبة حفظ اعى عادة بهو ما يد ول�صجناءو�صع فيه اد �صجن يخفر يوج ا وت الأر�ش. غالبا يكون و..2 .. التتمة �صفحة

جريدة شرارة آذار العدد 89

  • Upload
    -

  • View
    230

  • Download
    3

Embed Size (px)

DESCRIPTION

صدر العدد 89 من جريدتكم شرارة آذار

Citation preview

Page 1: جريدة شرارة آذار العدد 89

27-10-2013العدد 89

الهجرة ت�ستنزف اجلامعة

ذهنية العجزاأمي مهاجرة اأي�سًا!

هل بقي هناك جي�ش حّر؟

جماهدو �سوريا

وللمعار�سة اأي�سًا �سجونها

�صرب دروي�ش

التي املدن اأغلب اأن اإىل املالحظة ت�صري متكنت املعار�صة من ال�صيطرة عليها، تواجه م�صاكل جمة يف اإدارة �صوؤنها وتنظيم احلياة

املدنية فيها. تبداأ امل��دن اأغلب حترير يتم اأن فبعد احلياة بالعودة اإليها تدريجيًا، وتبداأ امل�صاكل بني ال�صكان بالعودة من جديد، وهو ال�صيء ت�صكيل املعار�صة ق��وى على يفر�ش ال��ذي النزاعات حل من تتمكن ق�صائية هيئات العامة واخلا�صة وفر�ش املمتلكات وحماية القانون. يقول اأبو حممد وهو قا�ش �صابق: تبدا املدينة، من الأ�صد قوات خروج "بعد امل�صاكل م��ن ج��دي��د، وت��ع��ود ت��دب احل��ي��اة جمتمع اأي مثل لتظهر النا�ش بني املعتادة اآخر، وبعد جهود من قبل نا�صطي املدينة مت مطلوب كان ق�صائية وهيئة خمفر ت�صكيل وفر�ش املدنيني، بني النزاعات حل منها

�صلطة القانون". يف احلقيقة اأغلب املدن "املحررة" خا�صت بذلك، ف�صلت اأغلبها بينما التجربة، هذه الق�صائية بهيئة الهيئة ا�صتبدال حيث مت لإح���دى ت��اب��ع��ة ت��ك��ون م��ا غ��ال��ب��ًا �صرعية ابو يقول امل�صيطرة. الع�صكرية الت�صكيالت الق�صائية، الهيئة �صكلنا "عندما حممد: اأ���ص��ح��اب اأوًل ع��ل��ى: الع��ت��م��اد ح��اول��ن��ا الخت�صا�ش من خريجي كلية احلقوق، وعلى بع�ش اج��راء مع نف�صه ال�صوري الد�صتور التعديالت عليه. اإل اأن ذلك ا�صطدم لحقًا بامليول املحافظة لدى الت�صكيالت الع�صكرية الهيئة ح��ل مت ه���ذا وع��ل��ى امل��دي��ن��ة، يف

الق�صائية وت�صكيل الهيئة ال�صرعية".تتاألف الهيئة ال�صرعية عمومًا من خم�صة اأئمة اأو دي��ن علماء ه��م غالبا اأ�صخا�ش، قاعدة على اختيارهم يتم �صابقني، جوامع الولء والقوة الجتماعية، بينما املرجعية القانونية املعتمدة فهي ال�صريعة ال�صالمية

كما يزعمون. املدينة، للهيئة خمفر ي�صم بولي�ش يتبع النظام، حفظ بكتيبة عادة يدعى ما وهو ويف املخفر يوجد �صجن يو�صع فيه ال�صجناء

وغالبا يكون حتت الأر�ش. التتمة �صفحة.. 2..

Page 2: جريدة شرارة آذار العدد 89

27-10-2013العدد 89

على والهدم ال�صتنزاف حالة اأطبقت فت�صارعت ال�����ص��وري��ة. احل��ي��اة تفا�صيل ك��ل الراحلني يح�صب الرحيل، و�صار عّداد وترية ب���الٍد مثقلة م��ن ال��ه��رب ���ص��ار ب��امل��الي��ني، كما لل�صوريني كافة. الغايات اأبنائها غاية بدماء واأ�صاتذة، هجروا من هوؤلء، طالب جامعيون جامعة دم�صق، قا�صدين علمًا اأو عماًل، كانا قد

رحال كذلك مع الراحلني. الر�صمي التعليم احتل طويلة، لعقود ال�صوري. التعليمي النظام يف الأب��رز املكانة يف اخلا�صة اجلامعات من العديد افتتاح ومع مطلع الألفية اجلديدة، تراجع الإقبال على حافظ لكنه ال�صيء، بع�ش الر�صمي التعليم التعليم اأق�صاط ارتفاع ال�صدارة، يف ظل على اخلا�ش ب�صورة ل طاقة ملعظم ال�صوريني على

احتمالها. وتعد جامعة دم�صق، التي اأن�صئت يف مطلع الأ�صخم والأعرق يف املا�صي، اجلامعة القرن التعليم وزارة بيانات بح�صب وت�صم �صوريا. يف طالب األف 140 نحو ،2010 للعام العايل لطاملا اإذ بهم. تكاد تختنق النظامي، التعليم ظل يف املتعاقبة ال�صورية احلكومات اأهملت حكم البعث الإنفاق على التعليم، مبا يت�صمنه واخلدمات، التحتية للبنى تطوير من ذلك واجلي�ش الأم��ن على �صخي اإن��ف��اق مقابل يف

وخمتلف اأجهزة التحكم وال�صيطرة. هذا يثري اأن ج���دًا الطبيعي م��ن وك���ان لدى تنتهي ل خم��اوف الب�صري، "اخلزان" �صهدت ال�صورية، الثورة اندلع فمع النظام. ذلك م�صاعفًا، امنيًا ت�صّددًا دم�صق جامعة ال��ث��ورة، وليد يكن مل الأم��ن��ي الت�صديد اأن مفا�صل على البعث حزب �صيطرة رافق واإمنا احلكم. فقام بحظر ن�صاط الأحزاب املن�صوية يف "اجلبهة الوطنية التقدمية" يف اجلامعات،

وح�صر الن�صاط بحزب البعث.وحتى قبل الثورة، ُوجد حاجز اأمني على حيث دم�صق، جلامعة تابعة كلية كل مدخل الطالب م�صلحان اأمنيان عن�صران ي�صتقبل

كما اجلامعي، احل��رم يف العلم على املقبلني وكبرية �صغرية بكل اجلامعة" "اأمن يتدخل

خم�صعًا احلياة اجلامعية للهيمنة الأمنية.ليمنع الأم��ن��ي، ال�ّصعار يكن مل حني ويف لتطور كان التعليمية، العملية �صري اإنتظام ال�����ص��راع يف ���ص��وري��ا، وت���دم���ري ال���ص��ت��ق��رار الجتماعي دور كبري يف حتطيم اأ�ص�ش احلياة اإىل والأ���ص��ات��ذة الطالب دف��ع ما اجلامعية.

مغادرة البالد والهرب من احلرب .يقدر م�صدر يف جامعة دم�صق اأن "ما يقارب اأ�صاتذة جامعة دم�صق غادروا 10 يف املئة من البلد مف�صلني العرو�ش املمتازة التي جاءتهم �صحيفة وبح�صب عربية". ج��ام��ع��ات م��ن حكومية اأي�صًا توؤكد م�صادر اأن "�صلطنة عمان تعد الأكرث طلبًا لأ�صاتذة اجلامعات ال�صورية، يف مثيالتها تعادل روات��ب تقدم وجامعاتها

�صورية اإل اأنها بالدولر".كلية يف ط���ال���ب وه����و ����ص���ام���ح، ي���وؤك���د اأ�صاتذة هجرة دم�صق، جامعة يف الت�صالت 20 اأ�صل "من ل�"املدن": ويقول اجلامعات، ويعترب اأربعة"، هاجر ق�صمي، يف اأ���ص��ت��اذًا بكون تنح�صر "ل ال�صفر اأ�صباب اأن �صامح اأخرى، جامعات من ومرغوبًا متميزًا الأ�صتاذ اأ�صا�صًا املعي�صي، واإمنا تعود اأو برتاجع الو�صع لأ�صباب �صيا�صية، كاخلوف من النظام، وحديثًا

اخلوف من اجلي�ش احلر".جامعة يف الطالب اأع��داد تراجعت كما اإذ �صامح يوؤكده ما وهو كبرية، ب�صورة دم�صق يف 70 بنحو لدينا الدوام ن�صبة "انخف�صت لمتحانات التقدم ن�صبة انخف�صت كما املئة، يف 50-40 بحدود الدرا�صي الف�صل نهاية

املئة".كلية يف ط��ال��ب��ة وه���ي ���ص��ل��م��ى، ت�����ص��رح ترك اأ�صباب ل�"املدن" الزراعية، الهند�صة عائلتها. مع لبنان اإىل والنتقال جامعتها تزايد احلايل، العام مطلع "مع �صلمى: تقول واأ�صيب الكلية، ح��رم يف القذائف �صقوط ما اآخ����رون، وا�صت�صهد ال��ط��الب م��ن العديد

يقرر اأن قبل اأوًل، الدوام اإيقاف اإىل دفعني تبدي لبنان". اإىل جميعًا ننتقل اأن وال��دي احل��ايل، و�صعها م��ن ك��ب��ريًا ا���ص��ت��ي��اًء �صلمى وتقول: "ا�صعر بفراغ كبري هنا. لقد بقي عام لهروبي بالندم ا�صعر تخرجي، على واح��د الدرا�صي العام اأكمل اأن علي كان �صوريا، من

الأخري يل باأي ثمن".ب��اإرادت��ه، اجلامعة ي��رتك مل من هنالك خوفًا على حياته، لتتكفل اأجهزة الأمن باإنهاء من كبري ع��دد تعر�ش اإذ اجلامعية. حياته وذلك التع�صفي، للف�صل دم�صق جامعة طالب التي ال�صلمية التظاهرات يف انخراطهم بعد الثورة من الأول العام يف اجلامعة �صهدتها الطالب اح��د رام���ي، ي�صرح خ��ا���ش. ب�صكل الذين تعر�صوا للف�صل جتربته قبل اأن ينتقل احلكاية "بداأت ل�"املدن": قائاًل م�صر، اإىل ممن الطالب من كبرية جمموعة با�صتدعاء داخل الثورة مل�صلحة �صيا�صيًا ن�صاطًا مار�صوا منا، ك��ل م��ع اأم��ن��ي وب��ع��د حتقيق اجل��ام��ع��ة، اأجربونا على التوقيع على تعهد بعدم ممار�صة

اأي ن�صاط �صيا�صي، واخربونا اأن امللف قد اأغلق اأ�صدرت ذلك، على اأيام "بعد ويتابع: هنا". ع��ددًا طالت عقوبات دم�صق جامعة رئا�صة كبريَا من اأولئك الطالب ترتاوح بني احلرمان

لف�صل درا�صي اأو لف�صلني، والف�صل النهائي". منذ اجلامعة ت��رك ال��ذي رام��ي وي�صري التحق حيث م�صر اإىل وانتقل احل��ني، ذل��ك باإحدى اجلامعات، اإىل اأن "اأعدادًا كبرية من الطالب مطلوبون اأمنيًا، ول ي�صتطيعون دخول

اجلامعة، برغم وجودهم يف �صوريا".جامعة يف ال�صوري النظام راأى ه��ك��ذا، واعية �صبابية طاقة تختزن التي دم�صق، داهمًا خطرًا به، و�صغوفة التغيري ل�صرورات خرابًا بها فعاث ا�صتقراره، و ب��ق��اءه يهدد امل�صري ان��ه ذل��ك، يف ا�صتثناء ول وتفتيتًا. اآمال راودتها فئة بكل النظام اأحلقه ال��ذي التغيري، وعرفت اأن النظام احلايل الذي جثم على حياتها لأربعة عقود، لي�ش حتميًا، واإمنا

بامل�صتطاع تغيريه.

الهجرة ت�ستنزف جامعة دم�سق �صالم ال�صعدي

تفتقد هذه املوؤ�ص�صات امل�صكلة حديثًا اإىل اخلربة، والأهم من ذلك اإحدى اإىل دخولنا قبل الن�صان. وحقوق القانون ثقافة اإىل تفتقد هل املخفر: رئي�ش اإىل ال�صوؤال وجهنا ال�صرقية، الغوطة يف ال�صجون ال�صجناء يتمكن وهل ال�صجن؟ داخل الن�صان حقوق معايري تعتمدون من الت�صال بعوائلهم واحل�صول على زيارات منهم؟ هل يخ�صع ال�صجناء اأنه اإل ال�صجن، اآمر على وا�صحًا الرباك بدى احلقيقة يف للتعذيب؟ "نعم نعتمد معايري حقوق الن�صان، ول نتعر�ش للم�صاجني رد بالقول:

بال�صرب اأو غريه، كما اأننا نعالج املر�صى ونوفر لهم الطعام املقبول".بيد اأن داخل ال�صجن عامل اآخر، وللم�صاجني وجهة نظر خمتلفة. حممود �صجني منذ حوايل ال�صهرين، يقول: "عندما األقت كتيبة حفظ النظام القب�ش علّي، انهالوا علّي بال�صرب املربح، وبعدها اقتادوين اإىل املخفر، وهناك اأثناء التحقيق تعر�صت لل�صرب والهانة، حتى اأن اأنفي مك�صور الآن واآثار التعذيب ماتزال على ج�صدي". فعاًل كان حممود قد اأرانا اآثار التعذيب على ج�صده، وهو م�صر على عدم وجود دليل وا�صح يدينه، واأن �صبب التعذيب كان للح�صول على اعرتاف منه، وهو ما حدث يف ال�صد نظام مبمار�صات املمار�صات هذه تذكرنا احلقيقة يف فعاًل. التعامل مع ال�صجناء واملتهمني. فبالن�صبة لعنا�صر كتيبة حفظ النظام، فهم غالبًا �صبان يف مقتبل العمر واأغلبهم مل يتلقى اأي نوع من التعليم،

بينما جميعهم مل يخ�صع لدورات تعليمية حول القانون وكيفية احرتام حقوق الن�صان، وهو ما جعل ممار�صاتهم وعلى قاعدة �صعورهم بال�صلطة

التي ميتلكونها اأ�صبه مبمار�صات نظام الأ�صد الذي خرجوا لإ�صقاطه. عليه القب�ش اإلقاء مت الأربعينيات، بداية يف رجل ال�صالم عبد بتهمة التعامل مع نظام الأ�صد، يقول: "انا كنت اأعمل يف الهيئة العامة لالإذاعة والتلفزيون، وحا�صل على �صهادة معهد متو�صط، عندما قررت القب�ش باإلقاء تفاجاأت مدينتي اإىل والعودة النظام لدى عملي ترك علّي، وتوجيه تهمة العمالة للنظام من دون اأي دليل" ويتابع بالقول: الغاية اأ�صابع يدي، وكانت اإحدى لل�صرب والتعذيب وك�صرة "تعر�صت اأن اعرتف اأنني متعاون مع النظام، وب�صبب �صدة التعذيب اعرتفت على

ما يريدون". يف احلقيقة اأغلب ال�صجناء الذين التقيناهم، عربوا عن ا�صتيائهم املعتمدة الطرق �صوء عن فعدا ال�صرعية، الهيئة عمل طريقة جتاه مينعوا طويلة، لأ�صهر غالبًا املحاكمات متتد ال�صجناء مع التحقيق يف ل كما واأ�صدقائهم، كاأ�صرهم اخلارجي العامل مع التوا�صل من خاللها ال�صجن اآمر يراها �صلبيات وهي عنهم، يدافع من بتوكيل لهم ي�صمح واأما امل�صاكل. هذه كل �صتحل الوقت من مزيد مع واأن��ه ظرفية، اأنها املعادلة هو الوا�صح يف هذه اأن اأحد يعلم. بيد كيف �صيكون ذلك؟ فال

اختالل العدل ب�صبب اختالل حامله، فالهيئات ال�صرعية ج�صم غريب خربات على هنا نقع فلن وبذلك ثقافته، وعلى ال�صوري املجتمع على ال�صالمية، ال�صريعة فر�ش يف حتى متمر�صني اأ�صخا�ش اأو مرتاكمة �صخ�صية مبعايري حمكومة "الهوى" عن تنتج الأحكام تبداأ هنا ومن املجال ويف�صح املحك على العدل مفهوم ي�صع �صيء وهو قانونية، ل

للفو�صى، فالفو�صى بديل العدل.اإل قامتًا، يبدو دم�صق العا�صمة حميط يف هنا امل�صهد كان واإذا وجبهة "داع�ش" عليها ت�صيطر التي امل��دن تلك من اأف�صل يبقى اأن��ه ال�صجني كان فاإذا ال�صوء، يف غاية امل�صهد يبدو حيث هناك الن�صرة، العا�صمة للتعذيب وبع�ش النتهاكات حلقوقه يف مدن حميط يتعر�ش ت�صيطر التي ال�صوري ال�صمال م��دن يف للقتل يتعر�ش فهو دم�صق، من اأكرث عن احلديث يجري حيث التطرف، �صديدة الت�صكيالت عليها اأي تتعلق بالراأي، بينما وثقت ع�صرات 1500 معتقل لأ�صباب �صيا�صية

العدامات امليدانية بحق النا�صطني. "كل ّ البا�صا: عا�صم املعار�ش ال�صوري النحات يقول كما حقًا �صيعة، بلدة اأو مدينة تقام فيها هيئة �صرعية ل ميكن اعتبارها حمّررة على الإطالق". فاأ�صا�ش "احلرية" هو العدل، واإذا غاب العدل حّل حمله الف�صاد والظلم، وهو بال�صبط ما �صعى ال�صعب ال�صوري اإىل الثورة عليه.

تتمة: وللمعار�سة اأي�سًا �سجونها �صرب دروي�ش

Page 3: جريدة شرارة آذار العدد 89

27-10-2013العدد 89

نقا�ش �سوري: اأمان الدجاج يف القف�ش!اإىل الزمن، وحتتاج مع تتكل�ش ثمة مفاهيم األحظ ما واأكرث �صيانة. اإىل اأو تعريف، اإع��ادة هذه الأيام كرثة حديث النا�ش واختالفهم – الذي حول – والتخوين القطيعة »ح��د اأحيانًا ي�صل »كنا الأكرث تداوًل«: العبارة الأمان. كلمة معنى مل »ل حمتجًا: ي�صرخ والبع�ش باأمان«. عاي�صني

نكن عاي�صني باأمان«.اأجدين بني الفريقني اأحاول اإيجاد تقاطعات م�صرتكة، لكنني اأف�صل يف ردم ال�صرخ املتعاظم بني – قبل �صورية زمان يف اأي��ام لأم��ان �صريحة حتن �صريحة وبني – الإع�صار اأو احل��راك اأو الثورة يجن جنونها حني ي�صف هوؤلء العي�ش اإياه اأمانًا«. لها ر�صيد ل اخلاطر، مك�صورة اأم��ان كلمة تبدو حمملة تبدو اإخ��وة، بني و�صقاق �صراع ومو�صع واأج���دين م�صطرة م��ا ع��دا الأم���ان. امل��ع��اين بكل ل�صتنها�ش ذكريات ل تزال طازجة يف عقلي ويف عقول معظم ال�صوريني حول عي�صنا ما قبل الثورة ال�صورية وما بعدها. اأقول اإن هوؤلء الذين يحنون ذاتهم يف ينح�صر تفكريهم اأن زم��ان اأي��ام لأم��ان مطمئنني يكونوا اأن ال�صغرية، اأ�صرتهم ويف فقط اإىل اأنهم يركنون �صياراتهم يف ال�صارع و�صيجدونها اأولده���م واأن ال��ت��ايل، ال��ي��وم �صباح مكانها يف اآمنني البيت اإىل ويعودون املدر�صة اإىل يذهبون »اأو مطعمًا يق�صدون لآخر حني من واأنهم �صاملني، يح�صرون حفلة، واحلياة اآمنة وهادئة. هوؤلء ل اآلف الراأي، �صجناء الإطالق على ببالهم يخطر �صبابهم زه��رة من �صنوات �صاعت الذين ال�صبان بطريقة ي��ف��ك��رون اأن��ه��م مل��ج��رد الق�صبان وراء ح�صنوا اأو اأ�صاًل«، بهم ي�صمعوا مل رمبا خمتلفة، ُيخد�ش ل كي املعتقلني ق�ص�ش �صماع من اأنف�صهم ع�صر �ُصجن اأ�صدقائي اأحد بالأمان. اإح�صا�صهم الإن�صان، حقوق عن املدافعني من ك��ان �صنوات، ذلك من والأهم اأ�صبوع، عمره البكر وابنه �صجن اإخفاء اأخا �صديقي �ُصجن ثالث �صنوات بتهمة اأن كيف اهلل، يرعاكم تخيلوا، اأخيه! عن معلومات ميكن اأخًا اأن يكون خُمربًا عن اأخيه؟ وكيف عليه بحق �صكوى ليقدم الأم��ن اأجهزة اإىل يذهب اأن حق وعن الإن�صان، حقوق عن يدافع الذي اأخيه املعتقلني يف حماكمة نزيهة وعادلة، الكثري الكثري

يف طويلة �صنوات اختفوا اجلامعة يف زمالئي من ال�صجون لأنهم يفكرون بطريقة خمتلفة وينتمون اأفكر وع���دوة. خطرية ُتعد �صيا�صية لأح���زاب ع�صرة التا�صعة يف �صاب ميلكه خطري تفكري اأي هوؤلء عامًا! ع�صر خم�صة ي�صجن كي عمره من ول يعرتفون ل الأمان على املتح�صرون الندابون يريدون التفكري باأنه على بعد خطوات من قف�صهم الآمن هناك اآلف ال�صبان واملفكرين �صجناء فكرة. اأولدهم على مفاهيم قمة يف الذل هوؤلء يربون التي واليد ال�صرتة. رب ويا احليط احليط مثل: بالقطع. عليها وادُع قّبلها قطعها على تقدر ل ن�صميه اأمنا يتزوج وم��ن رب. يا نف�صي واأ�صاألك التي الرتبوية والطرق املفاهيم من عمنا… اإلخ رجال الأط��ف��ال نفو�ش يف وال��ذل اخلنوع تر�صخ

امل�صتقبل.ظلوا زم��ان اأي��ام اأم��ان يبكون الذين ه��وؤلء �صامتني �صمت الذل واخلزي وهم يتفرجون بعيون على اخلوف �صمغ ببع�صها األ�صقها و�صفاه خر�صاء والنتهاكات والعهر الفح�ش من رهيبة مظاهر من حفنة بها تقوم ال�صم�ش و�صح ويف العلنية يف اأوغ��ل��وا الذين الأنيقني الل�صو�ش املُتنفذين الرثاء واإذلل النا�ش وبقوا من دون حُما�صبة ومل يدخل اأحدهم ال�صجن قط، ومل مُينعوا من ال�صفر

يومًا »واحدًا« ومل ي�صاألهم اأحد من اأين لك هذا؟!مل ي��ع��رت���ش اأح���د ه����وؤلء ال��ذي��ن ي��ذرف��ون �صاهدوا حني الأم��ان لفتقادهم »حارقة دموعًا الفارهة املر�صيد�ش من اإي��اه ال�صيد يرتجل كيف وي�صهر ُي���رى، ول ي��رى ك��ي ال�����ص��وداء بنوافذها الرجال كل وياأمر عاليًا«، يقهقه وه��و م�صد�صه الطاولت حتت ينبطحوا اأن املقهى يف الكهول وب�صرعة، ويطلق ب�صع ر�صا�صات يف الهواء ُمنت�صيًا »بهوى ال�صلطة. جنون ال�صلطة املوؤكد. ول يخطر ت�صيب قد الطائ�صة ر�صا�صاته اإح��دى اأن بباله اأحد املارة اأو اإحدى ال�صبايا التي تراقب مذهولة هوؤلء ببال يخطر مل الأم��ان. بلد يف يحدث ما اأين يت�صاءلوا اأن الأم��ان اأي��ام على الدمع ن��ازيف وملدة الالذقية يف ريا�صيات اأ�صتاذ اأ�صهر اختفى اأمام من النهار و�صح يف اختطفه من كامل، عام عاد وح��ني ع��ام! من لأك��رث قبو يف وغّيبه بيته

اأحد يجروؤ مل اأ�صرته اإىل فجاأة القدير الأ�صتاذ على اأن ي�صاأله اأين كنت؟ وملاذا خطفوك؟ واأحدهم قال يل اإن زوجته مل تعرف اأين كان. فقد ُروع اإىل درجة اأنه خر�ش متامًا »ومل يتفوه بكلمة عن تلك اآمنة يف النا�ش ا�صتمرت حياة ال�صنة من حياته. املقهى يف والكهول اآمنة وا�صتمرت الأ�صتاذ غياب لأوامر تنفيذًا« الطاولت حتت اأر�صًا ينبطحون وهو ال��ق��وان��ني ف��وق ويجل�ش بال�صلطة مهوو�ش اآمنة احلياة وا�صتمرت بقدميه، الهواء يالعب حرية جرمية ب�صبب ال�صجون يف ال�صبان واآلف اأم��ان اأم���ان القبور، ه��و ال���راأي. ه��ذا الأم���ان ه��و ُتف�صل التي النعامة اأمان هو قف�ش، يف دجاجات اأن تدفن راأ�صها يف الرتاب على مواجهة احلقيقة. على القائم احلقيقي الأمان بني �صا�صع فرق ثمة واإن�صانيته، وحريته بكرامته الإن�صان اإح�صا�ش مبعنى الرتويع. على القائم الزائف الأمان وبني والعرتا�ش، احلر والتفكري ال�صيا�صة عن ابتعد واقبل باأمان الدجاجات يف القف�ش. جمرد عي�ش، ع�صل ول حرية نكهة ب��ال زمني ت��راك��م جم��رد احلرية الذي يذوب يف فمنا لي�صعرنا باأن هذا هو اأن طعم احلياة احلقة، وباأن ثمه فرقًا كبريًا بني بليغ جرح اأي اأعرف حياة. نت�صول اأن وبني نحيا

من مذهولة يوم كل واأق��ف �صورية �صارته ن��ازف هول الإجرام وذبح الأطفال، واملقابر اجلماعية، و�صياطني م��وت، وجت��ارة �صالح �صوق �صار ووط��ن ي�صتعريون ا�صم اهلل ليقتلوا ويذبحوا وهم يهللون يخون والكل ال�صريعة، يطبقون باأنهم فرحني اأن يدعي والكل الكل، على يكذب والكل الكل، والكل الإج����رام، ه��ول يتحمل يعد مل �صمريه �صعر يعطينا والكل ال�صوري، ال�صعب بدم يتاجر ب�صعر مقارنة �صباح كل الأمريكي ال��دولر �صرف الدم ال�صوري اأرخ�ش �صلعة يف العامل وُتقدم عليه عرو�ش ُمغرية، من نوع – اقتل مئة نعطيك جائزة هذا كل – تر�صية كجائزة �صوريني ع�صرة لقتل الأمل والدمار والنهيار يف البالد والعباد ل مينعني واأن الأم���ان، مفهوم تقومي واإع���ادة التوقف من اأطلب من هوؤلء الذين يحنون لأمان اأيام زمان اأن ينظروا اأبعد من اأنوفهم قلياًل »واأن يفتحوا قلياًل« يحدقوا واأن اخلوف �صمغ األ�صقها التي �صفاههم التي الفظيعة النتهاكات بكل اخلر�صاء بعيونهم

ح�صلت فيما هم يف غيبوبة اأمانهم الزائف.

منذ بداية الثورة راهن كثريون من املعار�صني وال�صيا�صيني ال�صوريني على حلول �صيا�صية؛ كاأن يتنحى ب�صار حتت الت�صييق عليه وحتت الق�صر يحدث اأن اأو عنه، طائفته تخلي بعد حربه عن ويرتاجع والإج��ب��ار، اغتيال له بالتن�صيق بني من حوله وا�صتخبارات خارجّية..اأو يهرب خوفا وجبنا ..اأو... اأو....و�صاع يف الأفواه والعقول مقولت كثرية عن ا�صتحالة التغيري من دون دعم خارجي؛ فقد تر�صخ بذهنية العجز ال�صاذجة التي لديهم ان ال�صعب والثورة �صعيفان عاجزان عن اإ�صقاط نظام ب�صار..وكل ذلك كان تنظريا �صاذجا وذا طابع انهزامي ، اأو انتهازي لدى اخلائفني من

مد �صعبي ثوري لالأغلبّية.يف النعزالّية الفوقّية ال�صلبّية ال��روح هذه نح�صد جندنا والآن اإقامة هزائم املعار�صة الكثرية، ويف خ�صائرها الفادحة بعد عجزها عن منطقي بديل واق��رتاح ، ب�صار نظام اإ�صقاط اإىل ي��وؤدي �صيا�صي م�صروع مقبول متفق عليه يتعاونون كلهم على حتقيقه بعيدا عن اأجندات فئوّية

وتبعية غري وطنّية.الإ�صكالية احلقيقية ل تكمن يف �صعف الثورة، ولي�ش يف تاآمر العامل اخلارجي على م�صاريع التحرر العربية النه�صوية، بل يف العقلية ال�صيا�صية وال�صيا�صي؛ الوطني امل�صروع وحمل الثورة متثيل ت ت�صدر التي كلها عليه، وتكذب تنافقه وكانت �صعبها، بطاقة تثق وماكانت متعالية، فهي حقه. تبخ�صه بل وعدل، وحمبة بقوة تدعمه ل و م�صاعدته، وتدعي

وعلى النقي�ش من ذلك، كانت متار�ش �صيا�صة فرق ت�صد وتنفذ برامج غري وطنّبة وفق خمططات اأنظمة الدول الغربية وال�صرفية و�صيا�صاتها التي ال�صعوب املقهورة ودعم اإليها حتت عنوان ن�صرة كانت وثقت بها وهرعت فجرت والطغاة؛ ال�صتبداد اإره��اب مواجهة يف الإن�صان حقوق �صرعة وترتك والعون، امل�صاعدة ت�صتجدي كثرية، �صيا�صية م�صاريع يف وراءه��ا متعامية عن ، النظام اإ�صقاط الثوري وهو امل�صروع العمل اجلوهري على الهدف الأ�صا�صي وهو ن�صرة ال�صعب املقهور الذي يواجه وحيدًا، اأو بذخرية والت�صريد والتعذيب والعتقال والقتل البط�ش وفا�صدة م�صروطة والنزوح واجلوع الإهانة وانتهاك الكرامة حتت ق�صبان نظام �صفاح، على اأمل حت�صيل دعم �صيا�صي اأو ع�صكري اأو ت�صوية �صيا�صية حتقق طموحاتها يف ال�صلطة واحلكم واملك�صب والنفوذ. حتى �صار لدينا األف خطة لعدالة انتقالية، واألف م�صروع ل�صلم اأهلي، وجملدات �صخمة عن التمكني ال�صيا�صي للمراأة وال�صباب وعن م�صتقبل امل�صاركة ال�صيا�صية، ومنابر منت�صرة لتب�صري العلمانية... املدنية الدميقراطية دولة واإقامة الدميقراطية مبباديء

وم�صاريع وا�صعة لتعليم الت�صامح وغريه...ويف هام�ش ذلك كّله، ظل نظام الإجرام يتفرج على الفو�صى ويفجرها وع�صفه، اإرهابه يف را�صخا املكائدي، ومكره الأمني جنونه من مبزيد طقو�ش ميار�صون املعار�صون �صوريا...وا�صتمر �صعب ويبيد ويبط�ش يقتل 2 جنيف اإىل و�صول والنقيق والنجومية والغباء الرثثرة من اليومية

ال�صتار لرفع والت�صفيق ال�صيا�صي، انك�صارهم اإم�صاء التفاو�ش على حيث تلة على ونظامه املجرم بقاء تر�صيخ وهو ، الأخري ال�صيا�صي امل�صهد عن اإجرامه وا�صتمرار حكمه لعقد جديد ورمبا لقرن، وتن�صيب بع�ش الوجوه الوطنية اجلبهة معار�صة من او بائدة، قدمية معار�صات من التقليدية النتهازية ال�صاقطة منذ عقود يف منا�صب حكومية ووزاريةّ، و�صبغ الواقع القائم بهالة من ال�صرعية وامل�صروعية برعاية من اأ�صدقاء �صوريا. وكاأن ال�صعب ال�صوري بقدم كل هذه الت�صحيات العظيمة من اأجل تيجان هوؤلء الأ�صود �صاللة وا�صتمرار الأ�صرار �صلطة بقاء ت�صريع اأجل ومن ال�صفلة،

النتنة. كاأن الثورة �صفقة يف من�صب ورقم يف حكومة �صكلية.الثورة م�صروع يف ال�صري يتابع اأن اإل ال�صعب اأم��ام حل ل بب�صاطة الأم��ام اإىل ت�صري الثورة لأن وعي�صه؛ دمه من دفع مهما حقه لنتزاع مبا وتتعرث ال�صائعني لتلتقط للوراء تنظر ول التاريخي، القدر باأوامر جدا خا�صرون وتخاذل وجهال وجبنا خوفا منها الهاربني وكل م�صى. املعار�صة تعطيها التي ال�صروط حزمة اأم��ا جن��اة. ب�صراب وواهمون ،اأ�صد انزلق من مزيد فهي النظام؛ �صركاء يفر�صها الإم��الءات وحزمة اإل ال�صطفاف مع الوقت. ل حل والهزائم وهدر البالء والنحطاط يف الثورة و�صد ال�صفوف الثورّية، والعمل بجدّية والتزام وتنازل عن املكا�صب الفردية والتيجان النخبوّية من اجل حترير الأر�ش من نظام ب�صار كّله

ومن منظومة ال�صتبداد كاملة.

ذهنية العجز... وح�ساد ال�سراب

هيفاء بيطار

جمانة فرحات

Page 4: جريدة شرارة آذار العدد 89

27-10-2013العدد 89

ا�صمًا احل���ر« »اجلي�ش يكن مل ال��ب��داي��ة منذ كان متجان�ش، ع�صكري لكيان وحم���ددًا وا���ص��ح��ًا اختالف على املقاتلني ك��ل ي�صم ف�صفا�صًا ا�صمًا م�صاربهم ودوافعهم للقتال �صد النظام، مل يكن فيه يف يتحرك ومل وا�صحة، ع�صكرية تراتبية اأب��دًا تلبي الأحيان وفق خطط ع�صكرية طموحة اأغلب حتركاته كانت ما بقدر و�صاملة، وا�صعة اأه��داف��ا واأفعاله عبارة عن تكتيكات حملية لتحقيق اأهداف ج��راءة( )وبكل اأو ع�صكري ه��دف دون مرحلية، �صيا�صي وا�صح. اليوم وبعد ت�صكيل »جي�ش الإ�صالم«، ووجود األوية وكتائب �صخمة، معظمها يحمل هوية اإىل جهادية ا�صالمية )ترتاوح بني �صلفية جهادية

مرحلية بدون ارتباط بفكر �صلفي عميق(، فاإنه من رمبا بل عليها، احلر« »اجلي�ش ا�صم اإطالق ال�صعب هي نف�صها مل تعد ت�صمي نف�صها جي�صًا حرًا، بل �صارت القتالية من قوتها التقليل ننوي اأخرى. ل جيو�صًا اأح�صن يف )وهي الوطنية باأجندتها الت�صكيك ول الأحوال مبهمة وغري وا�صحة( فهذا يحتاج درا�صة معمقة و�صاملة اأكرث. لكن يهدف املقال ملحاولة فهم

مقارباتها الع�صكرية واإىل ماذا تهدف يف النهاية.ما ب�صكل النهاية هي اأن احلروب يف املعلوم من دليل لف�صل احلل ال�صيا�صي، واأن كل هذه احلروب اإمنا تهدف بالنهاية لفر�ش احلل ال�صيا�صي الذي تريده هذه الدولة اأو تلك من جراء احلرب، بحيث يتكون

هل بقي هناك جي�ش حر؟

مل اأكن اأت�صّور، عندما كتبُت قبل �صنوات رواية » َتْفريغ الكائن«، اأن الأمور �صت�صل اإىل هذا احلد. اإىل حد التفريغ املرعب للكائنات من جوهرها الإن�صاين. �صحيح اأنني كنت اأرى، واأح�ش، واأرتعد َهَلعًا من انت�صار من لالإن�صان د املتعَمّ التفريغ اآف��ة »الآف����ة«: تلك عنده، احلياة« »طاقة وَتْخميد العميقة، اأحا�صي�صه وعقله الرف�ش، روحه ُتْلِهم اأن �صاأنها من التي تلك اأت�صّور اأك��ن مل لكنني ال��ع��ّزة. واأح�صا�صه التمّرد،

اأنها)اآفة التفريغ( متلك كل هذه الُقدرة الَهّدامة.الرئي�ش خطاب اإىل ا�صتمعت عندما البارحة اأُِ�صْبُت بال�صدمة. لكاأنه ل يحيا يف التاريخ، ول حتى �صلطوية قوقعة يف »حمبو�ش« هو بل هام�صه، على لي�ش من لكاأنه منها. مْهَرب فيها، ول منَفَذ كتيمة ل اأهل هذا الكوكب. ومل ي�صمع ب�صيء ا�صمه: احلرية، يعرف امل�صاواة. ول اأو العدالة، اأو الدميقراطية، اأو ما معنى الأحزاب امل�صتقلة عن ال�صلطة، ول النقابات ة« املطالبة احلرة، ول الإ�صرابات العفوية »الالُم�َصرَيّالكونية عندما بحقوقها الإن�صانية، ول الإنتفا�صات »يطفح الَكْيل«. لكاأنه ل يتكلم اللغة التي تكلمت بها اإن�صايّن هدف واإّياهم وليجمعه املتظاهرين. جموع

واحد: احلق يف حياة حرة كرمية.قني له، امل�صفقني ما اأذهلني، اأي�صًا، هو جمهور امل�صِفّقون لأنف�صهم. هم لي�صوا ممثلني بحما�ش وكاأنهم ي�صِفّ . ال�صتغالل يف للرئي�ش �ُصَركاء واإمنا اإذن، لل�صعب،

»ال�صعب يريد اإ�صقاط النظام«. وهم يريدون »اإ�صعاد الرئي�ش«، ولو كذبًا. لكن حركة التاريخ التي ل تعود اإىل الوراء، ول تهداأ قبل اأن تبلغ مبتغاها، لن تعباأ مبا »تفريغ ت�صفيقًا. هم اأُكُفّ اهرتاأت ولو حتى يريدون، حمدودة. ول »ب�صيطة«، عملية لي�ش اإذن، الكائن«، اإنها نوع من الإ�صتيالء على عقله، وعواطفه، وحْب�صهما ز ِدعائّي مغلق. وبدًل من منطق نقدي منفتح، يف حِيّب�»لمنطق« يعتمد على تزييف غ املفَرّ الكائن ُيْح�صى الواقع، وجتاهل حركة التاريخ، والإحتفاء بالتفاهة بالتما�صك. زائًفا �صعورًا يعطيه ما وهو والإبتذال. ويجعله ل ميلك يف حواره مع َمْن يناق�صه اإل الإنحياز نه. حتى ليبدو مثل الكلب الدوغمائي الأعمى ملا َتَلَقّالبولي�صي املدَرّب ل يعرف اإل �صيده، منتظرًا منه، كلما

�َصة اأو مَلْ�َصة. ت عنه، حَلْ ل يف دفاعه املَتَزِمّ اأْوَغَكائن ال��ي��وم، نعرف �صرنا كما غ، امل��ف��َرّ والكائن لرغبته تخ�صع مبحيطه عالقته بامتياز. تربيرّي عن ودف��اع��ه عليه. املطلقة بال�صيطرة العميقة »مواقفه« يقوم على التزييف والإتهام. والإتهام، يف هذه احلال، هو اإزاحة لالآخر من الوجود. اإنه »كائن حتى راأ�صه، يف لأح��د مكان ل بذاته، ُمْكتٍف ُكّلّي«،

لآلف املتظاهرين اأمام عينيه.ل مرجعًا له، واإمنا مرجعه ُت�صٍكّ وقائع التاريخ ل »كائن اإىل تدريجيًا َلْته، وَحَوّ َغْته، فَرّ التي ال�صلطة اأن ن�صف قرن �صكويّن. حتى اأو كائن ميت تاريخيًا«،

واأح��داث عوا�صف من فيه م��َرّ ما برغم الزمن، من لأنه ل �صيئًا. اإليه بالن�صبة ي�صاوي وا�صطرابات، ل املليء املجتمع ف�صاء العام: الف�صاء َحماأَة يف يعي�ش يف يجري وما اجلليلة. والأح��داث والتغرُيْ بالعنف العامل الذي يقع خارج »عامله املزَيّف«، املَُغَلّف بغ�صاء يحدث ما كل يجعل الكتيم، ال�صلطة بال�صتيك من

حوله ي�صيل فوق عقله الأمل�ش دون اأن ُيخِلّف اأثرًا.من ال��ك��ائ��ن« اأن»ت���ف���ري���غ اأت���وّق���ع اأك����ن مل ل! واأن �صيء، وكل اأحد، كل �صي�صيب الإن�صاين جوهره عملية»التفريغ« املرعبة هذه �صت�صل اإىل هذا احلد:

اإىل َحّد »تفريغ حتى الرئي�ش« من حمتواه.اأن غني للمَفَرّ ميكن ل الأم��ر، يكن مهما واليوم، عوا ُيَرِقّ ي�ُصّدوا منافذ احلرية بعدما انفتَحْت، ول اأن ثوا عبري الربيع براقع النظام التي اهرتاأْت، ول اأن ُيَلِوّ

باأنفا�صهم اجلائفة: »ربيع الثورة العربية الكربى«.فيه اجتمعوا الذي املغلق جمل�صهم يف قوا ِفّ فلُي�صَفت�صفيقهم والف�صاد. القمع اأجل من الرئي�ش باإرادة البائ�ش لي�ش اأكرث من َف�ْصَوة يف طاحون ال�صلطة التي

تطحن الريح.اأجل من العراء يف في�صرخون املتظاهرون اأم��ا

احلق واحلرية والكرامة، ُمرددين بت�صميم:ل�صنا هنا باإرادة الرئي�ش.

نحن هنا باإرادة ال�صعب.ة احلراب ولن نَتَزْحَزح عن مواقفنا حتى على اأَ�ِصَنّ

ع�صكري حل %90-80( ق�صمني من النهائي احلل ال�10-20 هذه لكن �صيا�صي(، حل %10-20 مقابل هي اأهم من ال�80-90 )من احلل الع�صكري(، بل اإن اأي اإجناز ع�صكري على الأر�ش ل ي�صتطيع اأن يفر�ش حاًل �صيا�صيًا، ل ميكن العتداد به يف نهاية املطاف. لذلك ترى يف الدول املتقدمة اأن الع�صكر يتحركون باإمرة ال�صا�صة، واأن اجلي�ش يف النهاية مهمته تغيري واقع ما لفر�ش حل �صيا�صي حمدد، �صواء عرب حرب �صريعة اأو طويلة، بل اإن الكثري من مفاو�صات اإنهاء احلروب متت، يف حني ما تزال املدافع تعمل لتقدم

اأوراقًا بيد املفاو�صني.لرَن الآن حال هذه الألوية واجليو�ش يف الو�صع اإ�صقاط هو املعلن هدفها اأن الوا�صح من ال�صوري. الثورة، يوؤيد من كل مطلب وهذا حرفيًا، النظام، �صيا�صيًا الهدف ل تطرح طريقًا لكنها لتحقيق هذا الأر���ش، على انت�صاراتها ثمار قطف من ميّكنها ال�صورية ال�صيا�صية املعار�صة حتاول حني وحتى للنجاحات ث��م��ارًا حت�صد اأن عالتها( ك��ل )على الع�صكرية، ُتكال لها التهامات باأنها ت�صرق اإجنازات اأي�صًا دم ال�صهداء، ومن وتعب املقاتلني، بل وت�صرق باملعار�صة الع�صكرية الألوية هذه تعرتف ل هنا املعار�صة وت��ق��ع اإ���ص��ق��اط��ه��ا، وتبحث ال�صيا�صية احلديث تتجّنب عندما الفخ ذات يف ال�صيا�صية ت�صوراتها تطرح اأن وحت��اول الكتائب هذه لقادة

بعيدًا عن الو�صع امليداين.اأن الكتائب هذه قادة على يجب احلقيقة يف للنظام العامل ل يريد اأن وا�صحًا، هو اأمرًا يفهموا هذه يف هو وال��ذي البديل، من خ�صية ي�صقط، اأن �صوى عنها اأحد يعرف ل والتي جيو�صهم، احلالة تزيد اليوتيوب، على بيانات اأو مقابالت ب�صعة هذه ف��اإن عليه، بناء ُتزيله. اأن ب��دل الغمو�ش

من لها، �صيا�صي ج�صم لت�صكيل م��دع��ّوة اجليو�ش غري لكنهم بهم، ويثقون هم يختارونهم اأ�صخا�ش مقاتلني ولي�ش بال�صرورة اأن يكونوا اأ�صماًء معروفة من املعار�صة. مهمة هذه التيارات ال�صيا�صية قطف والعامل النا�ش مع والتعامل الع�صكري، العمل ثمار مبنطق ال�صيا�صة ل منطق البندقية. هوؤلء ميكنهم اأن ي�صافروا اإىل دول العامل ويتحدثوا مع امل�صوؤولني م�صاريعهم وحتى نظرهم وج��ه��ات وينقلوا فيها النظام. اإ�صقاط ح��ال ال��ب��الد لإدارة وخططهم على الع�صكري العمل يخ�صع اأن ذل��ك من الأه��م ال�صيا�صة �صت�صري كما ال�صيا�صة، حل�صابات الأر���ش غاية يف اأمر هذا الع�صكري. العمل لتطورات وفقًا ول التحرير حروب يف بدعًا لي�ش وهو الأهمية، طبعًا الأهلية. النزاعات يف حتى ول الثورات يف هو اأي�صًا، يتم اأن يجب ال��ذي الآخ��ر، املهّم الأم��ر توحيد هذه الف�صائل والكتائب واجليو�ش، وجعلها جميعًا تعمل يف اإطار عام واحد، يهدف اإىل حترير وف�صل م��ع��زول��ة. مناطق م��ن ب���دًل امل��ن��اط��ق، ك��ل ف�صل ي�صبه التوحد هذا حتقيق يف الكتائب هذه قوي واح��د كيان ت�صكيل يف ال�صيا�صية املعار�صة اإطار واحد ووا�صح، وبالتايل فال يجب يت�صرف يف اأن ُتنعت هذه املعار�صة ال�صيا�صية بالت�صرذم وحده،

دون املعار�صة الع�صكرية.�صيبقى ال�صيا�صية، الأج�صام هذه مثل ب��دون ال�صك حائمًا فوق اأي بيان اأو مقابلة يقوم بها قادة وغري غام�صة اأهدافهم و�صتبقى اجليو�ش، ه��ذه مطمئنة، والأخطر اأنه بدون هذه الكيانات �صتبقى ول مك�صوفة الأر���ش على ع�صكرية اإجن���ازات اأي معنى لها، والأهم اأن دماء ال�صهداء الذين حققوها اأكرث وم��ا لل�صرقة، كبري ب�صكل معّر�صة �صتكون

الل�صو�ش يف هذه الثورة.

اأحمد قط�صه

تفـريـغ الـرئيـ�ش خليل النعيمي

Page 5: جريدة شرارة آذار العدد 89

27-10-2013العدد 89

ال�صرق يف نائية ملحافظة تابعة �صغرية قرية امل�صطفاوية الت�صحيحية" احلركة ب�"اإجنازات �صمي ما ي�صله مل الذي ال�صوري،

التي تغنى بها الكثريون دون معرفتها. مل تهتم هذه القرية بالثورة. لطاملا عا�صت حالة تاأييد عمياء اأعمال من اأكرث اإليها بالن�صبة لي�ش ال�صارع يف يح�صل وما للنظام. اإرهابية �صتزول بعد فرتة ق�صرية، لول اأن الأمر �صار فيه خوف على

الأبناء يف اخلدمة الع�صكرية.خملف احل�صون، كغريه من اأبناء قريته ذهب للخدمة الع�صكرية. عن وابتعد الأوام���ر واأط��ع تعرت�ش ول �صيء يف تفكر ل له قالوا اأمر حتى ينتهي العامان والن�صف وتتزوج، وهذا ج�صر احلديث باأي

عرب عليه اجلميع. ح�صن وهو ابن عم خملف، معار�ش مل يعلن عن موقفه ال�صيا�صي، لئال يلفظه اجلميع. يروي لنا وهو يبت�صم وبعينيه بريق يوحي باأمر “ق�صت عمتي اأم خملف �صهورًا عدة، عميق، بع�صًا مما عا�صه. يقول: انتظارًا لبنها الغائب وهي تتابع بقلق ما تن�صره القنوات الف�صائية. ثم ما تلبث اأن تكذبها وتلجاأ لقناة الدنيا ال�صورية التي بّردت قلوب النا�ش وجمدت عقولهم اأي�صًا يف حيز قرى تخاف اإن �صقط النظام اأن ملكًا وكانت الأه��ايل، على الدولة وزعتها التي الأرا�صي منها ت�صلب

لالإقطاع ال�صوري". وي�صيف "يف يوم �صتائي ماطر �صرخت "اأم خملف" و�صقت ثوبها، على واأحلت اإرهابية ع�صابات يد على ابنها مقتل خرب و�صلها حني "اأبي خملف" اأن يذهب جللب جثته بعد امت�صا�صها لهول ال�صدمة”. ابنه، وحاول مرارًا وتكرارًا، ا�صتعادة جثمان �صعى الأب كثريًا لأجل ويف كل مرة كان يعود وهو يجرجر اأذيال اخليبة. ومل يكن هناك ما ميكن اأن يطفئ حرقة قلب "اأم خملف" حتى ترى جثمان ولدها، وكلما

هداأت قلياًل كان ت�صر على اإر�صال زوجها للمحاولة اأكرث من مرة.تلقيا ودفنه، املقتول ابنهما جثمان عودة يف اأملهما انقطع حني ات�صاًل من جمهولني، طلبوا من "اأبي خملف" اأن ياأتي ومعه مبلغ مايل،

مقابل م�صاعيهم للح�صول على جثمان ولده. املخزنة القمح اأكيا�ش وب�صعة القليلة �صياهه ببيع الأب قام حمروقة ممزقة اأ�صالًء باجلثة واأتى ال�صحيح، الأر�ش وبذار للخبز وهو ي�صهق: اأ�صبح احل�صول على جثة الولد فرحة كبرية، اأي قدر هذّا. يك�صفوا اأن يف الريف اأبناء عادة منظرها وح�صة من وخالف دفنها اجلثة لالأم والبنات ليبكني عليها ويقبلن وجه امليت. اأقام خيمة العزاء الوطن �صبيل يف �صهيد باأنه والدع��اءات الدعوات من تخل مل التي

والدليل ح�صور اأمني �صعبة احلزب وبع�ش وجهاء املنطقة وو�صع �صورة الرئي�ش يف �صدر جمل�ش العزاء وعلم البعث كذلك.

و�صارت حياة العائلة بعد ذلك ب�صكل اعتيادي، ما عدا زفرات الأم وح�صراتها على ولدها خملف وح�صرجات �صوتها وهي تتحدث حل�صن عن �صوقها لبنها ودمعاتها التي ماتنفك تهطل كل حني. ثوبها الأ�صود الأ�صرة، طعام لطهي احلطب جمع من ت�صققتا اللتان يداها املرقع، تفرق ابنها مقتل خرب ا�صتقبلت حني وجهها خم�صت التي اأظافرها وهي لها الناظر يثقل هائاًل �صمتًا تخرتق التي �صبحتها خرزات بني

ت�صتغفر وتدعو لبنها بالرحمة. الأم اأبو خملف واغماءة ما دوت �صرخة عالية يف بيت ليلة يف عندما فاجاأها زائر للمنزل ماهو اإل ابنها خملف. ت�صهدت وكربت من عودة ابنها. مل تت�صاءل اأحلم هو اأم حقيقة، لكنها غابت عن الوعي ثم ا�صتيقظت واأجه�صت بالبكاء معانقة اإياه، غري م�صدقة اأنه حي يرزق. بداأت وفود القرية بزيارة البيت مهنئة عودته بال�صالمة، حيث بج�صده امل��وت. من خوفًا النظامي، اجلي�ش عن ان�صقاقه ق�صة روى الهزيل ووجهه الأ�صمر بلحيتة الطويلة، قال:"مل اأطلق النار وا�صتجبت عمل اأي من قادتي بخوف بعدما�صعرت املهاجمة املجموعات لدعوة املقدمة. فتقدمت نحوهم )املجموعات قتايل، حيث و�صعونا نحن يف للحياة اح��ت��م��ال ه��ن��اك ول��ك��ن باحلالتني مقتول نف�صي يف وق��ل��ت

واأبقوين "وفعاًل قدموا يل كل �صيء واأ�صاف اإن تركوين". املهاجنة( عندهم حتى وجدوا يل طريقًا لإي�صايل لأهلي وو�صلت بخري، حيث

فوجئت بالأخبار التي و�صلت لأهلي عن مقتلي".

جديد، من ولد ابني تقول التي الأم وجه على غامرة الفرحة اجلديد لبني فداء ح�صل ما كل يقول ديونه اأتعبته الذي والأب النظام اأن ير�صل اأدعه يعود للجي�ش وعلينا ان نخبئه خوفًا من ولن بطلبه اأو تاأتي �صبيحة النظام من حزب العمال اأو اجلي�ش الوطني من ولكن املحرر الريف من القرية اأن علمًا لت�صلمه تاأخذه اأن الع�صائر،

اخلوف ل يزال مزروعًا يف النفو�ش.خملف حتدث مطرقًا : "�صعرت اأين جنوت من موت حمتم، ولكن اأتعامل ف�صرت موتي. حيال مب�صاعرهم �صعرت لأهلي و�صلت عندما مع احلياة وكاأين مت ثم بعثت من جديد و�صارت لدي رغبة باحلياة كقادم من املوت اأو خارج من القرب وقد ذهبت البارحة ونظرت لقربي

وقراأت الفاحتة منت�صيًا بحياتي واأين ل�صت هو".انتهت زيارتنا له ومل يخطر يف بال اأحد ال�صوؤال: اإن كان �صاحب

ذاك القرب، من اجلي�ش اأم من الثوار؟رافق ذلك من حزن القرب وما العائلة والقرية من ا�صتياء رغم

عميق، لكنه حتول اإىل رمز ل�صفحة حزن م�صت بال عودة.

ميت يزور قربه

مالذ الزعبي

غابت لطاملا بداية. القلق ي�صاورين مل انتقالها فمنذ والدتي، جّوال عن التغطية اإىل بيت جديد يف الإ�صكندرية والت�صالت اإىل ت�صرب ال�صك من قليل متقطعة. بيننا اأخ��ي هاتف ع��ن التغطية لغياب اأف��ك��اري بعد قلقًا ال�صك ا�صتحال اأي�����ص��ًا، املحمول اأخي، بزوجة لالت�صال الفا�صلة حماولتي كان اإذًا ل بد من الت�صال باأبي، اأمر حاولت الكذب اإىل اأ���ص��ط��ر ل ك��ي ف��ا���ص��اًل جتنبه و�صيامي �صالتي عن ا�صتف�صاراته على ردًا

وقيامي وغ�ش ب�صري وحفظ ل�صاين. - مرحبا بابا

- وعليكم ال�صالم ورحمة اهلل، اأهاًل بابا - بابا حاولت ات�صل باأمي وبعبد الر...اأمك واأخ��وك ومرته وبنته بالبحر - ومنها اإيطاليا على بطريقهم ي��وم��ني، م��ن

عال�صويد.ال�صكني، كن�صل ح��ادًا اأب��ي ج��واب ك��ان وباردًا وكاأنه يحدثني عن زيارة اأمي املعتادة ل ك��ان عندما اأن�ش" "اأم جارتنا بيت اإىل

يزال هناك بيت وج��ريان وحي وزي��ارات يف درعا، روايته غري املكرتثة بدت اأ�صبه ب�صعود عدة درجات من طابق اإىل طابق اأو يف اأ�صواأ الأحوال و�صف مقت�صب مل�صوار تب�صع طويل

وجمهد، ل عن رحلة قد تكون الأخرية.ن�صرة م��ذي��ع ب��ح��ي��اد وال����دي ���ص��رح يل اإخ��ب��اري ك��ي ل اأن��ه��م ف�صلوا ع��دم اأخ��ب��ار، اأعرت�ش، �صبق لهم اأن طرحوا الفكرة، وثقب حينها، الهاتف �صماعة الغا�صب �صراخي الذاهبني، مع ال�صويد اإىل الذهاب اختاروا "رحلة م�صمونة وكل �صيء موؤمن"، �صي�صلون ينتقلون ومنها اأيام، غ�صون يف اإيطاليا اإىل برًا اإىل اأملانيا عرب النم�صا ومن ثم الدمنارك

قبل بلوغ هدفهم.. اجلنة ال�صويدية.م�صتمر، قلق يف الالحقة الأي��ام تتاىل مل ال��ت��ي اأخ���ي واب��ن��ة ال�صتينية وال��دت��ي الأكرب اجل��زء ا�صتهلكا الأول، عامها تكمل ق��ادران �صابان وزوجته "اأخي اأفكاري، من يف اأق���ول القا�صية"، الرحلة حتمل على نف�صي، ثم اأقراأ خربًا عاجاًل عن قارب غرق

�صوريون ركابه الإيطالية ال�صواطئ قبالة حم���اوًل اخل���رب، اأجت��اه��ل وفل�صطينيون، اأو تتبع اإدلب، الرتكيز على جمزرة يف ريف م�صار �صاروخ �صكود انطلق من القلمون باجتاه ال�صمال ال�صوري، ي�صبح اخلرب العاجل قدميًا معظمهم الغارقون اأكرث: تفا�صيله وتت�صح من اآٍت وهو �صوريون، بينهم ولي�ش اأفارقة اأتنف�ش امل�صرية، ولي�ش الليبية ال�صواحل ال�صعداء موؤقتًا، واأحاول ملء وقتي باأخبار املجازر ال�صورية التي تطبعت معها منذ زمن.

ليلة اليوم اخلام�ش ياأتي خرب جديد من ينقذ الإيطايل ال�صواحل خفر اآكي، وكالة زورقًا يحمل مهاجرين غري �صرعيني �صوريني الغرق، بعد جنوحه بالقرب من جزيرة من �صباح "ال�صعيد" اخل��رب ياأتي ثم �صقلية، الناجني �صمن كانت عائلتي التايل، اليوم لأخي والف�صل حتديدًا، ال��زورق هذا على جواًل يحمل كان الذي الوحيد "البطل"، ا�صتطاعت جواله وبف�صل القارب، منت على القارب موقع حتديد الإيطالية ال�صلطات

.GPS -"عن طريق "نظام حتديد املوقع"اأخو اأنني ال�صعور يعاودين اأخرى مرة البطل"، ميزة خربتها جيدًا يف ال�صهر الثاين للثورة بعد اعتقاله من قبل الأمن يف درعا، دور للعب ا�صتطعت ما بذلك تاجرت حينها فالعتقال الفتيات، من والتقرب ال�صحية ومل موؤ�صطرًا ك��ان اأق��ي��م، حيث دم�صق يف اأنني اأفكر بعد. معتادة م�صاألة اإىل يتحول ل اأ�صتطيع ا�صتغالل ذلك الآن، ولن يكون يف اإمكاين اإن�صاء �صفحة يف "فاي�صبوك" تطالب �صفحة اأن�صاأت مثلما اللجوء عائلتي مبنح

للمطالبة بحرية اأخي.اأي��ام، بعد ال�صويد اإىل عائلتي و�صلت "هامل�صتاد" مدينة قرب قرية يف ا�صتقرت بيننا الت�صالت الأوراق، اإكمال انتظار يف �صحايف لتحقيق بالإعداد �صاأبداأ متقطعة، من لل�صوريني ال�صرعية غ��ري الهجرة ع��ن م�صر اإىل ال�صويد عرب البحر املتو�صط، ولدي

�صاهدة عيان م�صتعدة للكالم.. اأّمي.

اأمي مهاجرة غري �سرعية!

اأحمد ال�صمام

Page 6: جريدة شرارة آذار العدد 89

15-9-2013العدد 2783-10-2013العدد 89

ت�صكيالت يف خا�صة م��ّن��زل��ة للجي�ش الدولة ال�صورية، على اعتبار اأن البلد مهّدد منزلة العدو، لكيان جواره بحكم وُمقاوم، بداأت من التبجيل يف الن�صيد الوطني »حماة النفو�ش ُتذل اأن اأبت �صالم، عليكم الديار الإلزامية، اخلدمة اإىل وانتقلت الكرام« املفتوحة الأمد، واملفرو�صة على كل مواطن ذكر. وتو�صعت لتطال طالب املرحلة الثانوية عليهم، امل��وّح��د الع�صكري ال���زّي بفر�ش ال�صيفية ال�صبيبة ودورات الفتوة، وم��ادة للع�ّصكرة. الأول��ي��ة امل��ب��ادئ على للتدريب بها تتمتع التي الكبرية بالمتيازات مرورا الرتب العليا من ال�صباط وما فوقهم، انتهاء خبز من اقُتطعت التي الهائلة بامليزانيات املاليني، لتغطية نفقات تدريب هذا اجلي�ش وت�صليحه وبناء تر�صانته احلربية، مبا فيها من واحدا غدا حتى الكيماوية، الأ�صلحة

اأقوى جيو�ش املنطقة العربية.جي�ش كان يعتز به جميع ال�صوريني، قبل بداية ر�صا�صه على �صدروهم يف ي�صّوب اأن وت�صتوطن ،2011 ال�صّلمية التظاهرات �صباب ي��رون وه��م الغدر، طّعنة وجدانهم و�صابات �صوريا ي�صقطون قتلى يف ال�صوارع، ل لذنب �صوى اأنهم طالبوا بالكرامة واحلرية، ب�صعار ُت��رج��م��ت ال��ت��ي العميقة الطعنة خ��اي��ن«، �صعبه بيقتل »ال��ل��ي املتظاهرين حيف«، »ي��ا الرائعة �صقري �صميح واأغنية ي�صّدقها اأن من اأّعتى الفاجعة كانت يومها اجلي�ش عنا�صر من بالعديد دفعت عقل،

اأنف�صهم للتمرد على الأوامر »فكيف يقتلون وك��ان « ح��م��اي��ت��ه��م...؟! على اأق�صموا م��ن من اإل الفورية، الت�صفية املتمردين عقاب ا�صتطاع منهم اأن يلوذ بالفرار خارج احلدود اأو داخلها، ذلك قبل اأن تت�صكل نواة اجلي�ش احلر، وي�صبح الر�صا�ش مزحة اأمام طائرات �صواريخه، وراج��م��ات ومدفعيته النظام روؤو�ش املدن، وفوق نريانها على التي فتحت العباد، وغدت عنوان الرعب والذهول الذي عمر من الثانية ال�صنة يف املواطنني اأ�صاب اإ�صافة ف�صل مع ال�صورية، ول تزال الثورة الأ�صلحة الكيماوية بدخول ال�صنة الثالثة.يعرفها ب��ات التي املقدمة ه��ذه اأ���ص��وق التي ال�صدمة حجم اإىل لالإ�صارة اجلميع، زج جراء من والع�صكريني، املدنيني اعرتت القّوات امل�صّلحة يف قمع املتظاهرين ال�صّلميني، و�صرية الدراماتيكية، اخللفية ل ت�صّكّ لأنها فيلم منها ينطلق التي ال��ب��داي��ة، قبل م��ا اخل��ال��د«، »الرقيب الوثائقي كلثوم زي��اد الذي افُتتحت اأول عرو�صه يف �صينما اأبراج دم�صق يف احلياة ير�صد فالفيلم ببريوت. ي��وؤدي رقيب عيون خ��الل من ،2012 ع��ام املخرج نف�صه هو الإلزامية، العلم خدمة عن ان�صقاقه املطاف نهاية يف يعلن ال��ذي التحاقه وعدم النظامي، ال�صوري اجلي�ش بكتائب اجلي�ش احلر، موؤكدا اأن الكامريا هي �صالحه، واملفارقة اأن العر�ش تزامن مع بدء تر�صانة بتفكيك الدوليني املفت�صني بعثة

الأ�صلحة الكيماوية يف �صوريا.

»الرقيب اخلالد« لزياد كلثوم

تهامة اجلندي

لغرفة م��ائ��ل ب���ك���ادر ال��ف��ي��ل��م ي���ب���داأ خليوي، جهاز عد�صة تلتقطها متوا�صعة، بحذاء، قدمني وتتابع ال�صورة، ت�صتوي م�صافات تقطعان ال�صارع، اإىل تخرجان �صعارات عليه ُكتبت �صور، يحّدها ج��رداء، يتحّول ا�صرتاكية، حرية، وحدة، البعث: احلذاء اإىل بوط ع�صكري، يخبط الأر�ش، القدمان ت�صل النفجارات، دوّي وي�صمع على ال��ع��د���ص��ة ع��ني جت���ول ال��ُث��ك��ن��ة، اإىل ب�صور مليئة لكنها متداعية، اجل���دران، واأخيه، والإب���ن الأب احلاكمة: الأ���ص��رة ومن خارج الكادر يقول �صوت: »اأنا الرقيب جندي على امل�صهد وُيغلق ك��ل��ث��وم«، زي��اد الفوهة، من القذيفة املّدفع، وتنطلق يلّقم التي املجازفة حجم نتخّيل اأن وباإمكاننا قام بها املخرج اأثناء الت�صوير داخل الُثكنة البات املنع ظل يف النّقال، هاتفه بعد�صة

ل�صتخدام اأي من اأجهزة الت�صال.ون�صمع الرقيب، جّوال يرن ال�صارع يف �صوت رجل ي�صاأله، اإن كان باإمكانه اللتحاق اأن��ه الرقيب ويجيبه الت�صوير، بفريق كنة، الثُّ يف دوام���ه ينهي اأن بعد �صياأتي مل�ش، حممد امل��خ��رج اإىل امل�صهد ينتقل ومنذ فيلمه، ت�صوير لبدء ي�صتعد وه��و تر�صيماته الفيلم ي�صع �صوف اللحظة تلك متوازية حم���اور اأرب��ع��ة على الأ�صا�صية ومتداخلة، هي: اخلدمة الإلزامية، طاقم وعلى الإعالم، وحمور احلوارات الت�صوير، الذي الكبري ال�صخ�صيات عدد من الرغم ومن املعروفة النخبة من الكامريا، تتابعه اأو ا�صم اأي ال�صا�صة على نقراأ فلن العامة، معظمها يتقدم �صوف منها، لأي تعريف و�صوف عليه، ُي��ن��ادى حني الأول، با�صمه ما خالل من ال�صخ�صية مهنة على نتعّرف تقوم اأو تديل به داخل الكادر، وهي عالمة الفيلم الأوىل: �صخ�صيات بال اأ�صماء كاملة، الإن�صانية، بكينونتها تكتفي األ��ق��اب، اأو موا�صلة يجمعها، الذي امل�صرتك وبالقا�صم تقطع ماأهولة، عا�صمة اأق��دم يف العي�ش اأو�صالها متاري�ش الأجهزة الأمنية، وتغطي

�صمائها الطائرات.يقت�صر الإل��زام��ي��ة، اخلدمة حم��ور يف العد�صة الداخلية، امل�صاهد على الت�صوير الإه��م��ال ومظاهر امل��ك��ان، فو�صى تر�صد والبوؤ�ش والطغيان، الأر�صية مت�صخة، وعلى الطعام وامللفات، الأوراق من ركام الطاولة بي�ش، وامل�صروب متة، الأ�صالك الكهربائية تتدىل خارج العلب، اجلدران مغطاة ب�صور الإع��الم و�صوت وال�صعارات، الأب��د ق��ادة التي الكونية امل��وؤام��رة ي�صكو ال�����ص��وري،

تقّو�ش عزمية ال�صعب.يف املحور الثاين لن نعرف عنوان الفيلم الذي يقوم باإخراجه مل�ش، لن نتعّرف على الذي امل�صري ول ال�صخ�صيات، ول الق�صة، امل�صاهد بع�ش فقط نتابع �صوف اإليه، اآل املقت�صبة واملتفرقة التي يجري ت�صويرها، احلني: ذاك ال�صوريني حال مع وتتقاطع غ�صان وي�صرخ، ال�صلم اأعلى ي�صعد �صاب جباعي ميّثل دور �صخ�ش تعتقله املخابرات، وتقول: النافذة، نحو ت�صري م�صّنة ام��راأة ير�صد �صوف املقابل ويف ماتت، الطبيبة ت��واج��ه فريق التي امل��ع��ّوق��ات امل��ح��ور ه��ذا اإىل الو�صول �صعوبة من ي��وم، كل العمل الأمنية احلواجز ب�صبب الت�صوير اأماكن الت�صوير يف الفريق من اإىل منع والق�صف،

بع�ش املناطق، ومن ثمة اإيقاف عمله ب�صبب اأحد اعتقال ومن املتدّهور، الأمني الو�صع اإىل الفندق، الطاقم من غرفته يف اأع�صاء ي�صّو�ش ال��ذي والقذائف احل��ّوام��ات �صوت الأمر فيغدو واأدائهم، املمثلني اأ�صوات على رحلة حت��اك��ي م�صتحيلة، مبهمة اأ���ص��ب��ه العذاب اليومية التي يكابدها كل �صوري يف الطريق اإىل مكان عمله، اأو ق�صاء حاجاته.املحور الثالث التقطته عد�صة زياد كلوم ي�صاأل �صوته مل�ش، حممد مع عمله اأثناء من خارج الكادر، وال�صخ�صيات تلتفت نحوه عّينات اللقطة. �صيد والرجت��ال وجتيب، من وتقنيون ممثلون الب�صر، من خمتلفة �صمن الطاقم الفني ومل�ش نف�صه، اأ�صخا�ش الت�صوير، جم��ري��ات ي��ت��اب��ع��ون ع���ادي���ون املكان... اإىل امل�صادفة �صاقتهم واآخ��رون لكن ال�صوؤال، ن�صمع ل الأحيان من كثري يف �صديد وبقدر ذاهال، الكالم يبداأ معظمهم من التحّفظ، ويف حلظة يك�صر خوفه، يبوح ورمبا ينتحب، كروان ُقتل ابنه يف املعركة، ويدمي قلبه اأن يهلك اجلي�ش ال�صوري نف�صه اأولده��ا �صّيعت النازحة احلاّجة بنف�صه، املعتقل... يف والده فقد ال�صاب حم�ش، يف �صجن كبري واجلنازات ل تنتهي، وتقول جود ت�صري: وهي تتبعها التي للعد�صة كرثواين وحدها غدا«... حترتق قد دم�صق، »وّثقي عن ووعيد، بتحد تتحدث ال�صابط زوجة اإبادة الإرهابيني، وعن بطولت �صريكها يف العامل ق��ادة اأف�صل بانت�صار التامة ثقتها عن وتدافع املدنيني، قتل ت��رّبر عليهم...

القاتل.وبني يوميات الرقيب يف الُثّكنة واأثناء الت�صوير، كانت الأخبار املتّلفزة على قناتي القتلى ع��دد تر�صد واجل��زي��رة، العربية الف�صائية ك��ان��ت بينما ال��دم��ار، وح��ج��م وتدعو البا�صل، اجلي�ش متّجد ال�صورية لينتهي ���ص��ف��وف��ه، يف ل��الل��ت��ح��اق ال�����ص��ب��اب الفريقني من اجلثث مب�صهد الرابع املحور الفيلم ويختم واحلر، النظامي املتحاربني، كال م��ن ال����رباءة �صك ب��اإع��الن تفا�صيله وحق ال��ث��ورة، ل�صّلمية منت�صرا الطرفني،

ال�صوريني يف احلياة.حياة ع��ن ح���ارة وثيقة الفيلم ق���ّدم املوت، يف واأنا�ش يقاومون عا�صمة حّتت�صر، الذي العنف عن بعيدة تلقائية، م�صاهد ال��ذي الأمل م��ن قريبة الأرواح، يح�صد املخرج مُيار�ش مل م�صاهد القلوب، ي�صكن باأ�صرطة يّقحمها ومل عليها، �صلطته بقدر يجري، ما هول عن امل�صّربة الفيديو ما �صّب جهده، الالفت لالنتباه، على توليف اللقطات الوثائقية، ور�صفها يف �صياق درامي ال�صوري ال��واق��ع درام��ا ي��وازي ت�صاعدي، بحذاقة ذل��ك فعل املختلفة، بتجلياته تكت�صي جمل يف امل��ف��ردات ي�صّف ك��ات��ب على املفتوح باملجاز وتفي�ش بالكنايات،

الأ�صئلة والتداعيات.

انحياز ل�صلمية الثورة وحق ال�صوريني يف احلياةعر�ش خا�ش لفيلم »الرقيب اخلالد« يف �صينما اأبراج

ببريوت.

Page 7: جريدة شرارة آذار العدد 89

27-10-2013العدد 89

يخّيم الهدوء على احلياة هنا، يف هذه الأيام. بعد ُينَجز مل ال��ذي ذاك القريب، املا�صي ك��اأن احلما�صة، وهّد الأع�صاب اأره��ق ما�صيًا، لُي�صّمى مرحلة يف جل��م��ه��ا، ال�����ص��ي��ط��رة، حت��ت اأع���اده���ا ينبثق جديد واق��ٍع نحو خطاها حتّث انتقالية اأي��ام على الهدوء فخّيم �صبقه. ال��ذي ذاك من فيها الهدوء، لهذا كتج�صيٍد عطلته جاءت عيٍد على امل��رء يقوى تف�صيلية �صوؤون نحو ان�صراٌف اأحدًا لن التاأثري فيها، بعدما تاأكد من جديد باأن

يرتّدد يف اإراقة دمه عند خروجه عن ذلك.الراأي باأن ال�صام بالد يف �صعرنا قليل، منذ هو م�صاهمة يف �صناعة القرار، اأي قرار. وقد كان اأفولنا ذلك منذ قليٍل فقط. �صيئًا ف�صيئًا، واجهنا و�صعود الوجوه املزمنة ذاتها باقرتاحات احللول. �صيئًا ف�صيئًا، انقلبت ال�صورة لكن باملعطيات ذاتها، اإل ق�صة نكتبها بال�صرب، ول جديد حتت �صم�صنا الأهلية احلرب م�صهد بالظلم. نتلقاها وق�ص�ش اللبنانية يكرر ختامه، يوم اجتمع مهّدمي الدولة على اتفاٍق يف ما بينهم ينّظم وقف النار. اأن يعيد

املدّمر بناء ما دّمره، مرة تلو الأخرى، هي ق�صة اأجنبت الكثري من الدمار، و�صتنجب املزيد منه ما

ا�صتمّرت. فتلك و�صيلتها للبقاء.تراكم ولي�ش مفاجاأة

بذلك. ي�صعر وجميعنا الأم�����ش، غري اليوم لكنه يوٌم ابن ذاك الأم�ش، حتى ولو بدا غري ذلك. اأبرز ثم للتغيري، حما�صتنا �صهد ال��ذي والأم�ش التغيري، اأو يف التاأثري اإن على حمدودية قدرتنا، ال�صدفة وليد ه��و ول ذات���ه، اب��ن ب���دوره لي�ش الفلكية. اأم�ش التمّرد هو ابن يوم �صبقه، وقد طال الظلم حتى تعّنت حّرًا معتّدًا بقدرته. فيه عمر اأو فكرة، كل ُرمي فيه كل �صاحب فكر ابن عقوٍد عن تنفيه �صجوٍن يف ق���درة، اأو ت��اأث��ري �صاحب اجلماعة لتعّري منه، جمتمعه جتّرد جمتمعه، الغد بدوره ال�صلطة املطلقة. والغد، حتت رحمة ف�صول عن و�صيخربنا الرتاكم. هذا ابن �صيكون تراكمت، واأملنا اأن نتطور خارجها ملّرة، هذه املرة.يف و�صّر، خرٍي بني �صراعًا عاد ال�صياق لكن وغابت ا�صت�صرت حتى الن�صبية حكمتها معادلة

اأيام احلداد الهادئة

�صحر مندور

يف مرحلة ما رمبا قبل ا�صهر اأو ا�صابيع، وبدون اأن يعري العامل جديد منعطف يف ال�صورية” “الثورة دخلت وا�صحا انتباها اإىل احلرية” اأج��ل من �صعبية “ثورة من حولها خطري وم�صار وتنظيمات جهات عدة فيها وطائفية” تداخلت اأهلية “حرب درجات اأدنى نحو ال�صريع والنحدار املطلقة الفو�صى حد اإىل

الأخالق الإن�صانية.ارتكاب ي�صتمر يف انه ال�صوري. النظام �صيء على يتغري مل اجلرائم وح�صار مواطنيه وق�صفهم بالطائرات ومعاقبتهم ب�صكل اجلهة يعد مل ولكنه و�صيا�صيا، طائفيا وا�صتهدافهم جماعي اللقب ه��ذا على التناف�ش لأن ال�صاحة يف الوحيدة املجرمة اأ�صبح مفتوحا و�صر�صا الآن بعد التنامي اخلطري لقوة التنظيمات الإ�صالمية املتطرفة واأهمها الدولة الإ�صالمية يف العراق وال�صام ا�صتهداف يف ب��داأت والتي وغريها الن�صرة وجبهة )داع�����ش(

اجلي�ش احلر واملعار�صة ذات الطابع ال�صيا�صي غري املوؤدلج.لقد زادت حدة وب�صاعة اجلرائم اجلماعية والفردية التي

بلغت والتي �صوريا يف املتطرفة اجلهادية التنظيمات ترتكبها قتيل 200 حوايل فيها �صقط التي الالذقية مذبحة يف ذروتها م�صلحة تنظيمات عدة �صنته هجوم يف العلوية الطائفة من على القرى الواقعة يف املحافظة ووثقتها منظمة العفو الدولية ا�صحاب من واملواطنني للمثقفني املتكرر ال�صتهداف ايام. قبل ت�صيطر التي املناطق يف م�صتمرا اأمرا بات املختلفة التوجهات التنظيمات والتي تدخل الآن يف مواجهة �صارية مع عليها هذه القوى اأخرى جعلت من م�صاألة توحيد نطاق تنظيمات معار�صة

املناه�صة للنظام ال�صوري اأمرا �صبه م�صتحيل.ل تقدم التنظيمات املتطرفة لل�صعب ال�صوري �صوى الكوابي�ش الهائلة الت�صحيات اأن املوؤ�صف حقا العارمة، وبات من والفو�صى اأ�صبحت النظام لبط�ش ال�صوري يف مقاومته ال�صعب التي قدمها �صيطرتها لإحكام املتطرفة التنظيمات ا�صتخدمته وقودا الآن على بع�ش املناطق وفر�ش توجهاتها على النا�ش وحتويل حياتهم

اإىل جحيم ل يختلف عما فعله النظام ال�صوري من قبل.

من الوهم ال�صتمرار يف العتقاد اأن ما يحدث يف �صوريا حاليا هو معركة بني دولة غا�صمة وثورة �صعبية بالرغم من اأن هذا هو بالوكالة حربا اأ�صبح احلايل الو�صع لل�صراع. الرئي�صي ال�صبب تخو�صها عدة دول وقوى يف املنطقة والعامل با�صتخدام ال�صوريني والعقائدية الطائفية التوجهات و�صحن الأجانب واملقاتلني والتي من �صاأنها اإ�صاعة وا�صتمرار الفو�صى مما يحقق يف النهاية

م�صلحة النظام الذي يك�صب ا�صرتاتيجيا من هذا ال�صراع.حقوقهم اأج��ل من قا�صية معركة ال�صوريون خا�ش لقد الأقل على اأو بالنظام والإطاحة الكرمي والعي�ش احلرية يف جلميع ومدنية وطنية دميقراطية دول��ة لتاأ�صي�ش اإ�صالحه اأو الرياح اأدراج تذهب قد الكربى ت�صحياتهم ولكن ال�صوريني، ت�صبح اأداة يف تنامي نفوذ وقوة التنظيمات الإ�صالمية املتطرفة. لقد ثار ال�صعب ال�صوري لأهداف نبيلة ولكن من يك�صب الثمار هي ارتكبه ما كل عن ب�صاعة تقل ل ماأ�صاة اإنها واأخواتها. داع�ش

النظام ال�صوري من جرائم بحق �صعبه.

باتر حممدعلي وردم هل �سقط مئة األف �سحية من اأجل »داع�ش«؟

مالحمها الأ�صلية. العدو بات جمرمًا بعقيدٍة دينية تنّظم مطالب بال ع�صوائيًا، قتاًل الأر���ش يف يعيث عاملية، موؤامرٍة جت�ّصد اأ�صحى تف�ّصرها. اأو حركته م�صاحة ل واأه��داف، دوٍل �صد باأهداف دوٌل متّولها ل�صوت النا�ش فيها اإل عند ال�صتغاثة. بذلك، ي�صبح املفاجئة الفو�صى من التخّل�ش على قائمًا »اخلري« التي خلقتها، و»الطموح« ي�صّد نحو العودة اإىل �صابق احلال. لكن العودة بالزمن م�صتحيلة، �صيكون واقعًا جديدًا ل مفّر، ي�صنعه املنت�صر يف حرب بني طرفني، للثاين يتيح مبا املجّرد ال�صّر زّي ُيلَب�ش واحدهما

امتالك املوقع املقابل، خري ال�صورة.خ��ريًا، لي�ش اخل��ري اأن يعرفون النا�ش وبينما اجلديد ال�صّر من حق وجه عن يتوج�صون تراهم تلو دول���ٍة م����رارًا، يف �صوئه ف��داح��ة ب��ره��ن ال���ذي لكنهم خ���ريًا، لي�ش اخل��ري اأن ي��ع��رف��ون الأخ����رى. يعرفون اأي�صًا اأن هذا »ال�صّر« مارٌق هنا. ويعرفون اأن املعادلة لتجعل تطّورت الدولية« »املوؤامرة ف�صول اأو متفرجون اإم��ا موقعني: للنا�ش فُتبقي كذلك، �صحايا. متفرجون ل بد اأنهم يرتقبون هدوء احلال، املعادلة نحو للحّث اأرقامهم على ُي�صتند �صحايا اأو اأو الهدوء، نحو بالنا�ش ي�صّد �صيء كل اجلديدة. يف امل��وت لتتفادى تخمد اأن اأدق. مبعنى اخلمود على �صيء كل �صاهدوا النا�ش خ�صارة. كلها معادلة �صاهدوا املفربكة. ال�صور و�صاهدوا مبا�صرًة، الهواء التظاهرة، �صنعوا اخل��ط��ب��اء. و���ص��اه��دوا امل��وت��ى، التي املعلومات تلك تطّورها. اإمكانيات وع��رف��وا التي �صترتاكم الق�ص�ش تلقوها بكلفة عالية، وتلك نحو بق�صتهم �صتنمو �صلوكهم، �صتبّدل بيوتهم، يف اخلطابة، تكّثفت مهما يعرفون، فهم اأخرى. تتمة ال�صّر لي�صوا اأنهم يعرفون اجلرمية. من موقعهم جدار على �صتعّلق التي ال�صورة واأن اخلري، ولي�صوا طرفني بني بالتفاو�ش ُعّلقت اإمن��ا التالية الأي��ام

قاتلني، ولي�ش معهم.ال�صيئ والأ�صواأ.. وال�صعب

ت�صّور هنا. اإىل بديهيًا اأو�صلنا الأي��ام تراكم لكن ال��زم��ن، وق��ف على ق��درة للثورات اأن البع�ش ات�صح لبن زمنه اأنها لي�صت كذلك. هي انفجاٌر طويل احلجارة اإعمار اإع��ادة تكفي لن اأ�صبابه، تراكمت زالت ما بعد، تت�صّكل مل والندوب ندوبه. لإخفاء جراحًا يفّر منها الدم. ومع اأن الوقت مبكر جدًا على املبادرة نحو تاأجيل الأمل، لكن وقته �صيحني عاجاًل اأم اآجاًل. تاأجيل الأمل اإىل بعد غٍد، ترتاكم فيه هذه الأيام، بوقائعها وذكرياتها، لت�صّق للموتى �صياقًا يف

حياة بلدهم.

الأي��ام عن جمزرة امل��رء خ��الل ه��ذه لقد �صمع عنها ُي�صمع مل ما الثمانينيات يف وقعت التي حماه اأهل عن الكتمان طي بقيت حينها، حدوثها. منذ اإىل حتّولها حني اإىل اإخرا�صها مت الواحد، البلد �صواهم اإىل نقلوا البلد اأه��ل لكن �صحيقة. ذك��رى الآن، وقعت كاأنها املجزرة اإليهم نقلوا ذل��ك. غري �صياقًا اليوم جم��ازر يف لتجد معتقلها من حت��ّررت يت�صع لتفا�صيلها، حمطة را�صخة يف الذاكرة، ما زالوا النتف بجمع الكاملة، �صورتها بناء على يتعاونون من ذاكرة �صخ�صية واأخرى، من بيت واآخر، والآذان

كلها ح�صرية، الآذان كلها حاجة اإىل ال�صمع.اأنه بد ول يتقّدم. لكنه بطيء، التاريخ �صياق بيوتها من خرجت التي ال�صعوب نحن بنا، �صيتقّدم فوائده.. وندرت مداه الظلم وطال ا�صتفحل بعدما هذه ال�صعوب، التي ُيطلب منها اليوم الحتفال ب�صابق الأ�صواأ اإث��ره، املمكن الأ���ص��واأ خ��ربت بعدما احل��ال الذي مل ياأت من فراٍغ واإمنا من تراكم حكم العقود املا�صية. ت�صمعهم يحكون عن �صرورة الختيار اليوم بني �صيئ واأ�صواأ، وكاأن الكيانني، ال�صيئ والأ�صواأ، غري مرتابطني واإمنا ُم�صقطان بقّفة من ال�صماء. يحكون للواقف متاحًا لي�ش واخليار الختيار، �صرورة عن هذا تقاتل اأن اإم��ا املواطنية: امل�صوؤولية موقع يف وذاك ومتوت، اأو تنكفئ مل�صلحة هذا اأو ذاك ومتوت على املجتمع انتظم بطيء موت بني فاخليار اأي�صًا. ال��ذروة حلظة يف ح��ّل همجي م��وت وب��ني اإيقاعه، والأ�صواأ ال�صيئ حميطه. يف تواجد من بكل واأطاح املجتمع يبدو القدر ول�صخرية املرحلة، �صعار هما التدّخل م�صوؤولية فاقد بينهما، ال���ربيء وك��اأن��ه بينهما، الدماء التي ل يختلف خطيبان على �صرورة الطرفني من ب��ريء هو كذلك، فعاًل وه��و حقنها. املتفاو�صني على املتحاورين حوله، املت�صلطني عليه، مطالبًا يومًا بيته من خرج قد لكنه واأيامه. رزقه بالقليل، ول بد اأنه �صيخرج لحقًا مطالبًا بكل �صيء اآخر. �صيخرج، مت�صّلحًا بخربٍة يف التن�صيق اجلماعي، اللحظة لكن احلاكم.. مفاو�صة جدوى من وياأ�ٍش واإمنا تراكم. على الرهان ول الأمل، حلظة لي�صت هي ا�صتمرار يف تلقي امل�صائب، والإنهاك يف حماولة املوت، حلظة اإىل اأق��رب حلظة هي معها. التعامل �صيتاح للحداد اأن يحّل اإثرها، على عك�ش ما عا�صته حماه. ومن بعده، من بعد احلداد، يبنى على ال�صيء

مقت�صاه.

Page 8: جريدة شرارة آذار العدد 89

27-10-2013العدد 89

مباذا يفكر من يفّجر ج�صده باأ�صخا�ش يعتربهم هي وما عينيه، اأم��ام الأخ��ري امل�صهد هو ما اأع��داء؟ اآخر فكرة طراأت على عقله وما طبيعة الإح�صا�ش يف املقتول ي�صاأل اأ�صئلة كثرية والإجابات قليلة. قلبه؟ ملاذا »اأنا« ال�صحية؟ وُي�صاأل القاتل لأي هدف ي�صحي باأغلى واأثمن ما ميلك، اأ�صالء روحه و�صظايا ج�صده.. واأ�صوليون، واإرهابيون ومتطرفون مت�صّددون هم اإن�صان يحمل راية نعوت كثرية �صارت تطلق على كل ر ثوبه وي�صرخ مكرّبًا �صوداء، اأو يرخي حليته ويق�صّخطرة، مبرحلة متر املنطقة ال��وغ��ى. �صاحات يف رقعة وات�صعت النتحارية، العمليات فيها انت�صرت لعبة هي »القاعدة«. تنظيم نفوذ وتعاظم الفو�صى اأ�صبح املوت فيها اأ�صهل الطرق اإىل الغاية بو�صائل كلُّ

يراها منا�صبة.املجموعة اأعلمت دم�صق، ريف اإىل و�صلت حني بع�ش اأك��ت��ب اأن اأري���د �صحايف اأين معها كنت التي ا�صطحبني ع�صرًا ال�صورية. املعار�صة عن التقارير كرث اأ�صخا�ش هناك ك��ان امل��ن��ازل، اأح��د اإىل �صابان اأح��د غرف امل��ن��زل ك��ان ه��ذا يدخلون وي��خ��رج��ون. ب��وج��ودي، اأح��د يكرتث مل يل. ب��دا كما العمليات كثيف رجل كان �صاعة، ون�صف �صاعة نحو جل�صت املقاتلني، على املهمات يوزع ممتلئ، ج�صده اللحية، الوقت بني بي يرحب وك��ان و�صلت، حني بي رح��ب �صيئًا... ي�صاألني ول الفر�صة، له تتاح حني والآخر بعدها ذهبت اإىل املكان الذي كان مقررًا اأن اأبيت فيه.الرجل، اأتى هذا ال�صاعة اخلام�صة فجرًا، عند �صرت ملاذا �صاألني الطريق، يف ا�صطحابه. مني طلب امل�صافات ال�صا�صعة واأتيت اإىل هنا، قلت له اأنا �صحايف، واأ�صعى اإىل تعريف النا�ش مبا يجري. كان حذرًا، قال اإن ال�صحافيني غالبًا ما يكونون على عالقة باأجهزة كذلك؟ ل�صت اأنك يل يثبت الذي فما ا�صتخباراتية، قلت له اإما اأن تثق بي، واإما اأن اأعود من حيث اأتيت، كما اأين وللمرة الأوىل اآتي اإىل هذه الديار ول اأعرف �صيئًا عن جغرافيتها، كما اأنكم ت�صتطيعون اأن ت�صعوا ل اأن��ا احتياطاتكم، وت��اأخ��ذوا عينّي على ع�صابة معرفة اأري��د الع�صكرية، اأ�صراركم اأع��رف اأن اأري��د ملاذا اأفهم اأن اأريد لل�صراع، وروؤيتكم تفكريكم اأ�صرار ل�صورية؟ امل�صتقبلية نظرتكم ه��ي وم��ا تقاتلون؟ اأخربته اأين دار�ش لل�صريعة الإ�صالمية وعلى اطالع ال�صريعة، علوم يف الأ�صئلة بع�ش �صاألني بعلومها، ب�صاتني يف املع�صكرات اأح��د اإىل و�صلنا فاأجبته. ريف دم�صق. اأدركت حينها اأين و�صط اإحدى الكتائب اإحدى مع اأكون اأن ببايل يخطر مل لكن الإ�صالمية، عن العامل يتحدث التي الن�صرة« »جبهة جمموعات

�صرية عاملها ووح�صيته.اأبو مالك يف بالد ال�شام

اأم���راء جبهة اأح��د اأن��ه اأب��و مالك اع��رتف يل اإىل بالتعرف �صغوفًا كنت ال�صام. بالد يف الن�صرة، كان نف�صه الوقت يف لكن كثب، عن النا�ش ه��وؤلء م�صورة مقابلة منه طلبت ره��ي��ب. قلق ي�صاورين على نظهر ل نحن ق��ال اأم��ن��ي��ة، لأ���ص��ب��اب فرف�ش اأن اأري��د اإذن، نتحاور ب��اأ���ش، ل فقلت، الإع����الم... وا�صح ب�صكل اأناق�صك اأن اأري��د تفكرون، كيف اأفهم �صوى اأنا فما الأم��ان تعطيني اأن يجب لكن و�صريح،

رجل اأعزل بينكم... ف�صحك اأبو مالك وقال لك هذا يومًا اأن�صر قد له قلت بينهم، ما يف اأذلة فامل�صلمون هذه احلوارات، قال ل باأ�ش، واأمتنى اأن تنقلها باأمانة اأ�صبوع، اقرتب اأبا مالك على مدار و�صدق... ناق�صت احل�صا�صة املوا�صيع م��ن كثرية اأح��ي��ان يف احل��دي��ث حماور اأبرز وهذه احلمر... اخلطوط يتجاوز وكاد

النقا�شعامل »القاعدة

اإىل مكّفر لكل مغاير ومن كيف يتحّول العن�صر اأبرز اخلالفات بني ثم اإىل قاتل با�صم اهلل؟. ما هي

القاعدة والتيارات الإ�صالمية؟اأب��رز وم��ا اأجنحة اأم واح��د فكر القاعدة هل

اخلالفات بني ف�صائلها؟يدركون ل اأمم بلعبة ه���وؤلء ي��ت��ورط وكيف

اأبعادها؟كما القاعدة اأو اجلهادية ال�صلفية فكر عماد يقول اأبو مالك هو فكرة احلاكمية التي نادى بها �صيد امل�صلم الإن�صان هدف امل��ودودي. الأعلى واأب��و قطب امل�صتعمرين من امل�صلمني بالد حترير اإىل ي�صعى اأن تعاىل: قال الأر���ش. يف واإر�صائه اهلل �صرع واإقامة ت�صريع هو اآخ��ر ت�صريع ف��اأي هلل«، اإل احلكم »اإن فهو الأر���ش يف اهلل �صرع لإقامة ال�صبيل اأما باطل، �صلفية �صميت وقد والقتال اجلهاد مالك اأبو ب��راأي من فكل للتغيري، و�صيلة اجلهاد تتبنى لأنها جهادية

يوؤمن بهذه الفكرة ي�صبح اأخًا لنا يف الدين.اأما الركن الثاين فهو الولء والرباء حيث يعترب اأخ هو الفكر هدا يعتنق من كل اأن القاعدة عنا�صر يخالف من وكل ون�صرته، موالته من بد ول م�صلم هذه العتقادات فهو كافر ومرتد، ويجب الرباء منه.�صاألته، عفوًا اأبا مالك، لكن كيف دخلت اأنت اإىل ا�صطحبه له �صديقًا اأن اأخ��ربين »القاعدة«؟ عامل الأردن، يف حممد اأب��ا يدعى �صيخ اإىل ع��دة م��رات الإن�صان وج��ود غاية ب��اأن باأقواله اقتنع وبعدها ال�صماوية الر�صالة ه��ذه تطبيق هي الأر����ش على يف اهلل �صرع لإقامة الإخ��وة هوؤلء اإىل والن�صمام

الأر�ش.ما هي الأهداف التي ت�صعون اإليها؟

قال اأبو مالك، اإن الهدف الأ�صا�صي هو اإقامة �صرع اهلل يف الأر�ش، لكن الأولويات تختلف من مكان اإىل اآخر قبل الو�صول اإىل هذا الهدف. فقد يكون الهدف طرد امل�صتعمر كما بداأ يف الثمانينات يف اأفغان�صتان مع امل�صالح ا�صتهداف الهدف العرب، وقد يكون املقاتلني الت�صعينات اإب��ان اليمن يف الأم��ر بداأ كما الأجنبية ناقلة وتفجري 2000 عام كول للمدمرة تفجري من �صياح ا�صتهداف اإىل اإ�صافة 2002 ع��ام فرن�صية وقد ،1998 ع��ام اأب��ني يف واأ�صرتاليني بريطانيني يكون الهدف هو ال�صيطرة على بع�ش املناطق، لإيجاد قاعدة لالنطالق واأماكن للتدريب والتجنيد، كما هي

احلال يف اأفغان�صتان مع طالبان والقاعديني العرب.اجلميع كّفار؟

والي�صاريون وال��ب��وذي��ون وال��ن�����ص��ارى ال��ي��ه��ود اأب��ي ب���راأي ك��اف��رون ه��م وال��ق��وم��ي��ون والعلمانيون الطوائف اإىل بالن�صبة اأما نقا�ش يف ذلك. مالك ول الإ�صالمية فال�صيعة كفرة وكذا الدروز، ويف ما يتعلق

بال�صنة، فاإن كل من ي�صارك يف العملية الدميوقراطية نواب ينتخب كافر، وكل من املدنية هو والت�صريعات الأمة هو كافر، وكل من ل يكّفر من ينتخب هو كافر، ودليله على ذلك: قول اهلل تعاىل: ومن مل يحكم مبا

اأنزل اهلل فاأولئك هم الكافرون.فقلت له يا اأبا مالك، اأمام هذه النظرية، فاإن كل من هو خمالف لفكركم هو كافر. ول يبقى اأحد موؤمنًا عليه اهلل �صلى والر�صول �صواكم الأر���ش ظهر على القيامة، يوم الأمم باأمته �صيكاثر اأنه حدثنا و�صلم فقال اأبو مالك: �صياأتي يوم يعود فيه كل النا�ش اإىل

الإ�صالم ال�صحيح، حني تعود اخلالفة اإىل الأر�ش.�صوابط حول معه قلياًل النقا�ش يف ا�صتطردت داخلي اإىل يت�صلل القلق بداأ وب�صراحة التكفري... نهاية يف بالتكفري ح��ك��م ع��ل��ي ي�����ص��در اأن خ�صية كالمه... مع كالمي يتوافق لن فبالطبع املطاف... يف�صح »اأن ب� مالك اأبي من ميثاقًا واأخذت عدت هنا �صدره يل، حتى لو وقعت يف الكفر، فما اأنا �صوى طالب ديني«. حقائق عن املزيد معرفة اإىل اأ�صعى علم ال�صحايف، اأيها حت��زن ل وق��ال مالك، اأب��و ف�صحك اأح�صن... هي بالتي اهلل اإىل النا�ش يدعو فديننا القتل �صور عن تقول فماذا اأح�صن! هي بالتي فقلت ال�صنيعة التي ت�صج بها مواقع التوا�صل الجتماعي، م��ن ق��ط��ع ل��ل��روؤو���ش واأك����ل ل��ل��ق��ل��وب... ف��ق��ال ه��ذا �صاذة ول يتفق عليها كل تيارات ا�صتثناء وت�صرفات »القاعدة«، و�صاأف�صل لك احلديث يف ما بعد. قلت له اأنتهي اأن بعد لكن بالتف�صيل النقطة هده �صنناق�ش من مو�صوع التكفري، لأنه مو�صوع خطري، وعليه تبنى

الكثري من الأحكام وال�صلوكات الغريبة.قلت له لن�صع اأوًل بع�ش ال�صوابط قبل اخلو�ش موؤمنا كّفر م��ن ال��ر���ص��ول)���ش(: ق��ال امل��و���ص��وع، يف تكفري قبل للرتّيث كبري حتذير هذا ويف كفر. فقد ا�صتقيتها التي املعلومات اإن له وقلت اإن�صان. اأي تقول الأزه��ر يف الإ�صالمية لل�صريعة درا�صتي من

والأح��ادي��ث ال��ق��راآن يف وردت التي الكفر كلمة اإن بل امل��ل��ة، م��ن اخل���روج مبعظمها تعني ل ال�صريفة ل الر�صول)�ش(: قال كفر...فقد دون كفر هناك يزين الزاين حني يزين وهو موؤمن... فالزنا بالطبع مع�صية ه��و ب��ل ال��دي��ن م��ن لالإن�صان خم��رج��ًا لي�ش الإمي���ان... مكتمل لي�ش اأي مبوؤمن لي�ش فاملق�صود وقال الر�صول)�ش(: العهد بيننا وبينكم ال�صالة فمن تركها فقد كفر، وقال من حلف بغري اهلل فقد اأ�صرك، كفر الكبار ال�صريعة علماء يقول كما كله فهذا اأحد عنون فالبخاري امللة. من يخرج ول كفر دون وهذا كفر. دون كفر باب ال�صحيح: كتاب مباحث ول العقيدة كفر ولي�ش املع�صية كفر ي�صمى الكفر يخرج من امللة، بل �صمي كفرًا لرتهيب الإن�صان املوؤمن وتخويفه حتى ل يتجاوز ويقع يف كفر العقيدة، لأن هذه املعا�صي اإن مل يتنبه اإليها الإن�صان فقد ت�صل به

اإىل الكفر الأكرب.قلت له: اإن علماء التف�صري قالوا اإن الكفر الذي فاأولئك اأنزل اهلل »ومن مل يحكم مبا الآية: ورد يف هم الكافرون«، هو كفر دون كفر ولي�ش كفرًا خمرجًا اهلل اأن��زل مبا يحكم مل ومن قال اهلل لأن امللة. من وقال مالك، اأب��و فقاطعني الفا�صقون. هم فاأولئك يل، لكن اإن كان يعتقد اأن ال�صرع املدين هو اأف�صل من �صرع اهلل فهذا كفر �صريح، قلت له �صاأ�صلم لك بهذا، ولكن كيف تعرف حقيقة اعتقاده، طاملا اأن العتقاد �صتك�صف والقلب، كيف العقل هو قناعة موجودة يف عن قلبه. وقلت له حتى لو كان الأمر كما تقول فهو مو�صوع خاليف، ول يجوز اأن تكفر اإن�صانًا اإل اإذا خالف ذلك، اإىل اإ�صافة وال��دلل��ة. الثبوت قطعي اأم���رًا فالر�صول يقول »من قال ل اإله اإل اهلل دخل اجلنة« األ تكفي كلمة التوحيد للع�صمة من الكفر، خ�صو�صًا فكر على مطلعني ولي�صوا عوام النا�ش من الكثري اأن

ال�صريعة وتفا�صيلها.. يتبع

جماهدو �سورية.. اأحالم الو�سول اإىل ال�سلطةدرا�سة على حلقات

عمر كايدحوار مع " قاعدي" مقال مهم حول تفكري ال�صلفية اجلهادية وحول دور

القاعدة يف �صورية والفرق بني دولة ال�صالم يف العراق وال�صام وجبهة الن�صرة .