ملدمة يف التطوع

: كتبه

حسام جمدي

محمد الشافعي

نورا جنم

1

مقدمـــة في التـــطــــوع

ملدمة يف التطوع

هداء ا

ىل هؤالء الفتية والفتيات ويف دروب اخلري يسريون ..اذلين أ كبلوا عىل طريق اخلري وادلعوة.. ا

. هندي هذا الكتاب.. ورضا الرمحن يطلبون

2

مقدمـــة في التـــطــــوع

المحتويات

2............................................................................................................ المحتويات

3................................................................................................................ مقدمة

5 ..............................................................................................................اإلخالص

8 ..............................................................................................................االصطفاء

9 ................................................................................................التعامالت واألخالقيات

11 ........................................................................................................... األولويات

12 ..............................................................................................................سمات

13..............................................................................................................تحديات

15 ........................................................................................................آمال وأمنيات

17 ........................................................................................................تذوق النجاح

3

مقدمـــة في التـــطــــوع

مقــــــدمـــة

بسم اهلل الرحمن الرحيم و الحمد هلل رب العالمين و الصالة و السالم على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم

هلل رب العادلت ضلمده ونستهديو ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من حلمدا

. يهده اهلل فال مضل لو ومن يضلل فلن ذبد لو وليا مرشدا

إال أنو منذ شبانية .. بذر مبادري اإلصالح يف القرف العشرين بذور التطوع يف النفوس .. منذ عقود ولت سنوات قاـ مبادري اإلصالح يف ىذا العصر بوضع بذور الدعوة إىل التطوع يف عادلنا العريب ونشرىا واليت مل

تكن موجودة من قبل هبذه الصورة ادلكثفة ، وكانت أقصى صور و أشكاؿ التطوع تأب من اجلمعيات اخلتية . اليت تفتقر للمتطوعت وتقـو على التربعات ادلالية فقط

- وذلذا فلمبادري اإلصالح يف ىذا العصر كثت الفضل يف انتشار العمل التطوعي بالكيفية اليت نراىا اآلف إال أنو ال رلاؿ إلنكار القيمة العظيمة اليت زرعوىا يف رلتمعاتنا –وإف أخذ عليهم من تالىم بعض ادلآخذ

.دببادراهتم تلك، واليت تالىا ظهور العديد من الفرؽ التطوعية العاملة يف الكثت من اجملاالت اخلتية والدعوية

و اليت تتلخص يف اإلرشادات و القيم اليت " التبية التطوعية " ومع ىذا مل يكن ىناؾ وقتها ما قد نسميو بػ و اليت كانت .. تلـز كل من يعمل دبجاؿ التطوع ، و إف نشأت وقتها بعض االجتهادات واآلراء العشوائية

دائما ما تنتج من التفاعالت بت العاملت يف ىذا اجملاؿ لتضع حلوال تصح أحيانا وزبطئ أحيانا أخرى ، لصعوبة زبيل أو معرفة ما جيد يف طريق ، وكلها كانت تقـو على حل ادلشاكل احلادثة يف ادلوقف نفسو

. التطوع ووضع لو آلية تعامل قبل أف حيدث

و قد أصبح من الضروري أف يكوف بت أيدينا منهج علمي يعاجل ادلشكالت وينقي اآلفات من الداخل ليكوف الكياف الذي يشارؾ فيو ادلتطوع صامدا أماـ كل ربدي يعوقو ، فإف كاف ادلتطوع يعمل بشكل فردي

. فتنقية صبيع ىذه التحديات ستقويو وسبنعو من االضلراؼ خارج طريقو بدوف وعي

4

مقدمـــة في التـــطــــوع

و إف كانت تلك ، ويتبلور معظم الكتيب حوؿ األخالقيات الواجب التحلي هبا يف العمل التطوعي فهي مثل .. إال أف أمهيتها يف رلاؿ التطوع أكرب .. األخالقيات شيء عاـ وجب وجوده يف اجملتمع ككل

. . و ىي الفرض قبل النفل للتطوع.. الروح للجسد

. نسأؿ ادلوىل عز وجل أف ينفع هبذا الكتيب كل من يقرأه أو يستخدمو لنفع آخرين

واهلل ويل التوفيق،،،

األربعاء الموافق

. ه1434 رمضان 29

. م2013 أغسطس 7

5

مقدمـــة في التـــطــــوع

اإلخــــالص

! التطوع غاية أـ وسيلة ؟له

علينا أف ال ننسى نيتنا يف التطوع أو أف ننشغل عنو بالوسائل ، فهو يف النهاية وسيلة وليس غاية فهو . وسيلتنا لبلوغ غايتنا و ىي اجلنة

تأخذه آالـ الناس و حاجاهتم فتاه يتحرؾ لسد تلك احلاجات و ، فالبعض حت يتعرض للعمل التطوعي فتاه .. و البعض تستوقفو آىات االستحساف و اإلعجاب و عبارات الشكر دلا يعملو .. كف تلك اآلالـ

و اليت ىي أمسى من كف اآلالـ يف حد ذاهتا أو طلب الشكر و .. مع الوقت يكاد ال يتذكر غايتو الكربى . أال و ىي أف يناؿ رضا الرضبن .. اجلزاء شلن حولو

و يتعجب بعض الذين يظهر عليهم نواقض ، فإف مل تكن ىذه نيتنا فال قيمة دلا نعمل شلن ينصحهم و يذكرىم هبذا على الدواـ - من العاملت يف رلاؿ التطوع - اإلخالص

إال أف .. صحيح أف اإلخالص يف القلب .. و جييبوف بأف اإلخالص يف القلب .. التصرفات اليت تصدر من ىؤالء يف بعض األحياف تعارض قانوف اإلخالص الذي جيب

.. على االنساف أف يضعو يف أوىل ادلراتب

و مىت يعرؼ ادلتطوع أف قلبو مل يعد سللصا هلل عز و جل و انو يف حاجة ! .. فما ىي نواقض اإلخالص ؟! ماسة للمراجعة و ادلكاشفة و إخالص النية ؟

فمن صفات ادلخلصت أهنم ، من نواقض اإلخالص ادلباىاة باألعماؿ والشغف هبا والغطرسة على اآلخرين

من صحة و ماؿ و غتىا من - و يستحضروف دوما نعم اهلل ! " .. ىل تقبلت اهلل ؟: " دوما يف تساؤؿ دائم فيشعروف حبقارة ، نصب أعينهم كما يستحضروف الذنوب و اآلثاـ اليت ارتكبوىا - النعم اليت ال تنتهي

و كم من .. فتاىم مسارعت يف اخلتات مستحقرين ألعماذلم .. أعماذلم بادلقارنة لتلك النعم و تلك اآلثاـ

ي ر و ه " ي را ف ه ف ف " ف ف ف ف و ف ف

184:س ة ر بق ة

6

مقدمـــة في التـــطــــوع

ذلك أف ! .. نشطاء و متطوعت يبالغوف يف ذكر مناقبهم و أعماذلم ونكتشف يف النهاية أهنم كذبوا أو خانوا فغابت التقوى عن قلوهبم و ! .. ىؤالء قد ربولت عندىم الغاية من ابتغاء مرضاة اهلل إىل ابتغاء مرضاة الناس

! .. سقطوا فيما مل حيتسبوا أف يكونوا من أىلو

فادلسألة ليست نشاط مرأي وليست اسم معروؼ وليست أعماؿ كثتة بل حسنة سللصة أثقل يف ادليزاف من . مئات األعماؿ ادلرائى هبا

فعلى كل شخص اجللوس كل فتة ووزف اخالصو .. وردبا ال ينكشف مدى احلياة .. وإلف ىذا األمر حساس . واصالح أي شائبة يراىا فينقيو وينميو وال يدع أي شيء يف الدنيا يستهويو عن ابتغاء مرضاة اهلل وحده

! قد نفاجأ يـو القيامة بأف من كنا ضلسبهم أئمة يف الدعوة و العمل التطوعي ىم أوؿ من تسعر هبم النار . فادلرائت ىم من أوؿ من ستسعر هبم جهنم أعاذنا اهلل وإياكم من رؤيتها ..

و ىي من .. و من نواقض اإلخالص الشعور باحلسد على إخوانك من ادلتطوعت و السعي للقيادة لذاهتا

. األمور اخلفية اليت ربتاج إىل مراقبة مستمرة لكبتها و إزالتها من النفس

و ىو ادلصطلح الذي انتشر " تاجر دين - " مثال - وادلتطوع دائما ما يصادؼ من يتفرغ للطعن فيو بأنو مؤخرا و ألصق يف كثت من األحياف بكل من يكوف التطوع عملو ودواـ وقتو الذي يقضي فيو يومو بالكامل

و صلد من يتهم شخصا بعدـ اإلخالص ألنو ربدث عن أعمالو .. سواء تقاضى عليو أجر التفرغ أـ ال .. .. لسبب زلدد كأف حيوز على ثقة مهمة لعملو أو إليقاؼ خطأ أو بث احلماسة

وعلى ادلرء أف ال يلتفت لالهتامات الباطلة اليت تطالو من الظادلت و غتىم إىل درجة ترؾ العمل التطوعي ! .. بالكلية

7

مقدمـــة في التـــطــــوع

و ليس ىدفنا يف ىذا الفصل البياف .. إذف فاإلخالص خيص الفرد نفسو وعليو أف يراجعو يف كل فتة للوقوؼ على اكتمالو يف النفس إال أف اذلدؼ ىو توضيح أساسياتو .. فاألمر يطوؿ يف ىذا الباب .. التفصيلي حلقيقة اإلخالص و نواقضو و سبل الوقاية منو و العالج

. و نواقضو ادلشهورة يف العمل التطوعي للتمسك بو و الوقاية من كل ما يشوبو

8

مقدمـــة في التـــطــــوع

االصطفاء

و ىدؼ نبيل ال .. و ىو رسالة استخالؼ يف األرض .. فثوابو عظيم .. اصطفاء من اهلل لتطوعا.. يدركو إال النبالء

فاهلل ال يعطي .. فليس كل انساف تكلمو يف التطوع يتحمس لوو اهلل ال يعطي رحابة العطاء أي .. ىذا الفضل ألي شخص ورلرد وجودىا .. فهو نعمة عظيمة .. نفس إال يإرادتو و مشيئتو

ودرجة اإلدياف تؤثر على ..يف حياتنا تستحق الشكر واحلمد هلل وىذا ال .. التطوع فكلما على اإلدياف زادت الطاقة الدافعة

حيدث عادة إال إذا كاف ادلتطوع خايل من آفات كثتة ومتحلي دبستوى معت طبعا صلد أف ادلعظم ال يقل .. بصفات نبيلة

مع وجود درجات يف التطوع سلتلفة ومراتب بقدر عطاء كل ..عنو. انساف

واالنساف العادي تقويو التحديات واالبتالءات وزبلق فيو صمود واصرار، فما بالنا بادلتطوع الذي يشمل . وذلذا لن زبلو حياتو من التحديات واالبتالءات أبدا وردبا زاد عن غته..ىدفو آخرين وليس نفسو فقط

ا " نو قه ه ر آ ف ف كه ر أف ه ي ف اسه أف سبف ر نو حف أف

نه ف ه ي ف " ف ه ي ف

2:س ة ر عنكب ت

ك ا إ ر ق ر ع ل

ر صا ح إ ر با رت ر

ر ر لغة .. سبق بع

ر با ر ب الء

. ر الف ر ا

أ ر دنا رآل ة

رألساسات ر ا ات

. ر ا رت

9

مقدمـــة في التـــطــــوع

التعامالت واألخالقيات

بعض من يعملوف يف التطوع أحيانا أهنم حاذوا على أعلى ادلراتب فال يهتموف خبلق وال معامالت وال حبقوؽ الغت، وىذه اآلفة يظنوىي توىم أف التطوع ىو كل شيء حىت إنو يقدـ على الفريضة وينسى أنو النافلة، سببها غياب التبية االتطوعية فاإلنضماـ ألي عمل

تطوعي يتم بشكل تلقائي وإف كاف مدروس من الناحية العلمية فال يتم إعادة تأىيل للمتطوع خلقيا بطريقة التخلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل، البعض يقـو هبذا بإحلاؽ

نفسو بأماكن للتبية اخللقية مثل دروس العلم وحلقات القرآف، لكن ىذه األماكن نفسها واألماكن التطوعية إف مل يتم االىتماـ فيهم جبانب التبية فهي ال تتم اال بشكل اجتهادي فردي، وأفضل صورىا عندما يهتم القائد ببث ادلفاىيم التبوية بشكل دوري ويعمل على

. التقي دبجموعتو سباما كما يفعل معهم يف التدريب العلمي

واألخالؽ ليست فقط يف األلفاظ بل ىي صفات كثتة جدا ربتاج لدراسة وتنمية يف شخصية اإلنساف، واألخالؽ ال ترتبط دبكاف بل شلكن أف حيوؿ قائد ومريب مكاف العمل إىل فصل تربوي وال يقـو بذلك عامل يلقي دروس شرعية لكنو ال يهتم بتبية طالبو، وعلى

ادلتلقي دور ىاـ وىو التكيز على ىذا اجلانب فإف ورد على مكاف للفائدة ليكوف ىدفو التحلي بأخالقيات من يتعلم منهم قبل التحلي بعلمهم، فاألدب تفوؽ على العلم بل كيف يتطرؽ العلم لقلب وفكر شخص مل يتحلى باألخالقيات السامية، أما العلم بدوف عمل

. فهو األسوأ منزلة

ومن تصدر للعمل التطوعي أصبحت عليو واجبات أخالقية باطنة وظاىرة أكثر من غته وليس يف ىذا رياء بل ىو احتاـ لالصطفاء . وادلكاف الذي ديثلو

لبس ما ال يليق عند حضور دروس العلم والقرآف وغتىا من األماكن الدعوية وحىت اف كاف ىذا : وأمثلة على ما نراه منتشرا يف ادلظاىر. األمر حيدث خارجها لكن التصدر وشرؼ العمل حيتم احتامو يف اجلوىر وادلظهر

ويف البواطن من الكثت ما صلد سلوؾ االتكالية على اآلخر بل والتوىم أف العمل واألجر كمل هبذه الصورة، كما كثتا ما صلد إضاعة الوقت يف ما ديكن اصلازه بسهولة وىذا لغياب الطرؽ العلمية ادلدروسة باإلضافة لغياب السلوؾ الصحيح نفسو من اجملتمع، ىذه األمور

وغتىا تؤدي لكثرة التسرب من العمل التطوعي وبدوف ذكر األسباب يف معظم الوقت شلا يؤدي لعدـ معرفتها وعدـ الصراحة والشفافية . ومها مشكالت رلتمعية يف األصل لكنهما ينعكسوا ىنا على التطوع فال يتطور إلف السبب يظل رلهوؿ

10

مقدمـــة في التـــطــــوع

ومن األسباب الرئيسية اليت تؤدي للتسرب ىي عدـ ربري التوقيتات والوسائل ادلناسبة للتواصل بت العاملت فإذا تركت مفتوحة أو حدث امهاؿ لطلب األطراؼ يف ما يالئمهم صلد إما مشكالت أو انسحاب، خاصة يف ظل كثرة وسائل االتصاالت احلديثة مع عدـ الدراية دبا حييطها من وسائل الئقة لالستخداـ بدوف االضرار باآلخرين، فمن اذلاـ التأكيد على مفاىيم استخدامها السليمة حىت ال حيدث

سوء استخداـ والتأكيد على معت أف ادلتطوع ليس شخص متاح صبيع . الوقت، وىو مفهـو أخالقي رلتمعي يف األساس ألي فرد

أصبح من الضروري أف جعل الفرد بانتقالو جملتمع التطوع أف دير يف دورة تربوية مستمرة تؤىلو ليكوف يف أفضل ىيئة داخلية وخارجية، فمشكالت

السلوكيات تضغط على الكياف التطوعي بأشكاؿ كثتة سواء تثت خالفات أو تؤدي لتسرب أو غتمها وهتدد العمل بالفشل أو باجلودة األقل بسبب قلة

. التحفيز

بل األلفاظ ىي التحلية اخلارجية دلا ب بالداخل من تنقية .. البدء بالقلب واجلوىر ب اخلارج وادلظهر وعدـ اختزاؿ األخالؽ يف األلفاظ. ورقي، فالكلمة الطيبة صدقة ولكننا ال نتعبد األلفاظ نفسها

إ ي » : قال ر صادق ر صد ق

جلساا ف بكه ي ن قي ف أف و ، ف كه إ ب حف أف

كه أف القاا اسنف حف ة ، أف ا ف ف إ و . ف ف ر ق

ف دكه ن عف بي أف و ف كه إ ضف بفغف أف

قه ف د شف ا ه ف ر ه ف ثف قا ة ، ر ثو ي ر ي

ي قه ف ر ه ف ف ا س ل للاو : قا ر « ف

قه ف ، د شف ر ه ف ا ه ف ف ثف ا ر ثف ي نف ل ي دي عف قف

ي قه ف ؟ قال ا ر ه ف » : ف ف

ب ه ف كف : ره ر ذي قال « ر ه ف

. حدث حس

11

مقدمـــة في التـــطــــوع

األولويات

حيصل أحد على كل شيء، والوقت زلدود حىت يف العبادات إف انتقى اإلنساف نوافل قصر يف غتىا، ال، فكل من سيوىب (من ترؾ شيئا هلل عوضو اهلل ختا منو )والتؾ هلل أجره كبت وىو ليس شرطا ترؾ حلراـ،و

جزء من وقتو لنفع الغت ونفسو قبلها سيوجب ذلك عليو امهاؿ جوانب أخرى يف حياتو، لكن ما يهم أف ال هتمل الفرائض واحلقوؽ، ومن سلك طريق التطوع أكثر ما سيعطي منو ىو وقتو فستفوتو أشياء سيبدلو اهلل

. ختا منها

والتطوع يف اللغة من الطاعة وىو يف نطاؽ تكلف االستطاعة وإذا دخلت األولويات يف االختيار بت أمور متساوية يف األجر فتصبح ادلسألة اختيار شخصي وردبا

خيتلف التقييم من شخص آلخر، ولكن على فاعل اخلت أف يعلم أف االختيار النهائي لو ويتحرى أف خيتار ما يرى فيو

األجر األكرب مستندا للقواعد الشرعية والعلمية بقدر ادلستطاع، وإذا اضطرتو ظروؼ ما الختيار ما ال حيبو ردبا وضع اهلل فيو أجر أكرب لو، وليعلم أنو اذا خدع ليتحمل

عمل أحدىم فلن يساوي اهلل تعاىل أبدا بت عامل وسلادع أيا كاف التربير، فعليو أف ال يقبل ىذا إلنو يريب خصاؿ سيئة

. يف الطرفت أما إف حدث سهوا فال حيزف إلنو خدع يف اهلل

كما تؤثر على األولويات طريقة تعاملنا مع الوقت فمن مسات رلتمعاتنا تضييعو كثتا مع ضعف االصلاز وكثرة احلديث ويف أحواؿ كثتة صلد اللقاءات واالجتماعات ربولت لغاية وليست وسيلة كل ىذه السمات اجملتمعية

. تنعكس ىي األخرى على التطوع وتؤثر على كيانو

إ للا عا ى ):قال ر صادق ر صد ق ض رئض ال ضع ا ، حدو حد درا ال ع د ا ، ح أشاء ال

ن ك ا ، سكت ع أشاء ح ةا ك ، حدث .. ( غ نسا ، ال بحث ر عن ا

.حس

12

مقدمـــة في التـــطــــوع

سمات

أف لكل رلاؿ مسات تطلب يف العاملت فيو فإف للمتطوعت مسات ذبمعهم بالتأكيد، وىي ليست كما حنكة من شخص أف ينوي التطوع وينجح، بل ىو اختيار رباين دلن رأى اهلل يف قلبو خصاؿ اخلت، ىو

. اصطفاء من قبل أف نأب للحياة نفسها فهو مقدر

ردبا ال ذبد يف معظمهم مسات العابد الزاىد لكن يف معظمهم مسات حب اخلت والعطاء، وإف وجد الطموح . للخت حىت لو مل يرقى إليو الفرد يف البداية رقاه اهلل وأىلو لو حىت ينتهي بو ادلطاؼ دلا سبت

وليس اجلميع متساووف يف الصفات بل ىناؾ فوارؽ تقوى وحفظ حقوؽ وسلوكيات كثتة، وىذا لكي ال يغت . فليطمح دائما لألفضل..أحد بأف األجر عاـ بل كل انساف سيحاسب فردا

ىناؾ الطيبت زلبوبت لنقاؤىم فردبا أبعدت عنهم كي ال خيتلط عليك اذلدؼ والوسيلة فتفنت هبم فشتاف بت صالح الصحبة وحبها وبت اذلدؼ األمسى حب اهلل والعمل لوجهو ، ومنهم األشرار فال تفنت بأف يبعدوؾ عن ىدفك أو يفقدونك الثقة وليس معت ىذا أف تغيت الوسيلة ىو ضياع للهدؼ بل أينما تواجدت ليكن

. ىدفك ورسالتك معك

ىم من صعبت حياهتم يف بدايتها فأشرقت هنايتها، ومن فقدوا من الدنيا ليفوزوا هببات اآلخرة، ىم من . اصطفوا ومل يكن ذلم فضل، ىم من استماتوا يف البحث عن طرقات احلق واخلت وأقبلوا على اهلل بقلوهبم

13

مقدمـــة في التـــطــــوع

تحديات

ليس دبا يعلمو الناس عنو بل إنو من ادلنتشر أف صلد الشخصية النشيطة اليت ال تنجز شيء المتطوع

على أرض الواقع، أو توىم من حوذلا دبا مل تفعل وىناؾ من . الناس من ىو غت معلـو وأكثر أفعاال وإخالصا

ويكفي أف يعلم اهلل ما تفعلو من أعماؿ وال ذبعل مستوى األفعاؿ مرتبط بعلم الناس أبدا فهناؾ من ديوت وقد ارتفع

ذكره يف السماء ومل يعلم يف األرض بل ردبا يهتم الفرد إلعالـ شخص يهمو فيحجبو اهلل عن ذلك إلبعاده . عن اعتياد ىذا السلوؾ ولو مل تكن لو نية سيئة

وكل ىذا ال يعت أف اإلخبار رياء يف صبيع حاالتو بل أحيانا يكوف واجبا ويكوف قدوة أو مؤثر أو ضروري أو . للحوذ على ثقة

وردبا قبل عمل ورد غته فليس ىناؾ تعميم والذي نراه دوما تصنيف ادلخلص من غته بناءا على كلمة أو موقف يف حت أنو ولو أخطأ انساف يف موقف ردبا أحسن يف غته فالقبوؿ أو عدمو ليست شارة تعلق على

. جباه الناس لنراىا أو نعرفها

ىناؾ من يتهموف أصحاب العمل التطوعي إف ترحبوا منو يف بعض أنواعو بادلتاجرة أو إف خالف وجهات نظرىم يف حت أنو ال عالقة، فالتفرغ للبعض يقتضي الراتب بل وكاف من االىتماـ قدديا بالوالة وأىل العلم

جعلهم يف اكتفاء مادي فهذا طبيعي ولكنو من مساوئ األحكاـ الغت شرعية وال علمية جملتمعاتنا، فمن . الناس من يريد العاملت بالتطوع فقراء وإال فهم متاجرين أو لصوص وىذا أيضا من التصورات اخلاطئة جدا

كل ىذه األمور على ادلتطوع إلقاءىا خلف ظهره والتأكد من مفهومها الصحيح والعمل على إزالتها من . اجملتمع دلن يعقلوف ويرغبوف يف الفهم السليم

ومن التحديات اخلارجية التقصت الشديد يف اإلنفاؽ على اجملاالت اخلتية والدعوية حىت إننا صلد النسبة الثرية اليت تنفق قليلة مقارنة بالفئة ادلتوسطة شلا جيعل ادلضي لألماـ بطيء والتوسع صعب، وىذا الوضع دائما يواجو

ي ف " إ و ف ده ري ف زف و ه ف ف لف ي ه للاه عي ف ي له ري ي ف عف ا ف ي ف ف

بفاب ا أه ي رألف ي ف قه ر و ى ف قي ف رد ر و : س ة ر بق ة" ر زو

197

14

مقدمـــة في التـــطــــوع

! صبيع األماكن التطوعية ، والسؤاؿ ىو كيف ألماكن فتحت لوجو اهلل أف ال تصب عليها النفقة من السماء . إف ىذا لفتنة واختبار دلن لديو القدرة على النفقة ولتمييز الطيب من اخلبيث

15

مقدمـــة في التـــطــــوع

آمال وأمنيات

فبو الكثت من ادلواطن .. العمل التطوعي إذا تعرض العاملت فيو للتخلية والتحلية سيغدو شيئا آخرإناليت ربتاج للعمل على إصالحها شلا يزيد القدرة على العمل اجلماعي بعد معاجلة مشكالتو باإلضافة للربكة

: يف العمل وقبولو، وكأمثلة ذلا

غياب التنسيق ونرى ىذه ادلشكلة بت الكيانات التطوعية وبعضها البعض، وىذا األمر نتيجتو الواضحة ىي غياب الشفافية أو : ضعف إفادة اجملتمع، وأسبابو تكوف

العكس وىو الشعور أف تقدديها يضر لسوء التعامل معها، رغبة بعض الكيانات يف االستحواذ على غتىا، التعصب للكياف وربويل ادلكاف لغاية وىو فقط وسيلة، التقليل من

قيمة اآلخر سواء كاف كياف أو فرد والظن بعلو العمل على غته من األماكن واألفراد وخبس ما يقدموه، ادلزايدات،

كل ىذا شلا يدفع أطراؼ لالستقالؿ يف ..األنانية التطوعية،. غالب الوقت مع عدـ الرغبة يف التنسيق مع الكيانات األخرى

العجب بالعمل وحب الشهرة والتصدر سواء بشكل فردي أو ككياف كامل، اعطاء وعود بالعمل ب عدـ االلتزاـ وعلى اجلانب اآلخر التعامل بسياسة أخذ الوعود بالضغط على األفراد وتقدديها على طلب أعماؿ

. أقل مع االلتزاـ هبا

غياب التبية اإلديانية لدى الكثت من ادلتطوعت وعدـ االىتماـ باجلانب الشرعي الوسطي يف الكثت من . الكيانات التطوعية

أدركت أف اذلدؼ جيب أف يكوف بناء اإلنساف وليس خدمة اإلنساف، لذا

فمن البديهي قبل البدء يف إحداث التغيت .أف طللق ادلناخ الذي يساعد على ذلك

- علي البكري –

16

مقدمـــة في التـــطــــوع

يف األعماؿ اليت تتطلب اختالط بت اجلنست بدوف ايضاح احلدود الشرعية ال بإفراط دينع االختالط سباما . وال بتفريط يسمح بتجاوزات

. عدـ ربمل ادلسئولية وعمل صخب يف العمل أكثر من ادلنتج نفسو

ربوؿ ىدؼ الكيانات بعد فتة عن مسارىا األصلي واختالط الغاية بالوسيلة أو استخداـ وسائل خاطئة . لتحقيق غاية سامية

األنانية التطوعية وىي ليست على مستوى الفرد فقط بل اجلماعات فنجد الكيانات تتحوؿ للتضارب وللمنافسة باألمساء وللرغبة يف االستحواذ والسيطرة وأحيانا كياف أماـ فرد أو العكس ويتىب داخل الطرؼ اآلخر دافع للظهور أماـ من يريد زلوه من على اخلريطة فيضيع اذلدؼ السامي وسط كل ىذا أو يتحوؿ

. األمر دلصاحل

ودلن يصرب على مثل ىذا اف مل يتمكن من اصالحو فإنو حيصل على اجلزاء األمثل فيكوف لو من الفتوحات . ما ال يتوقع وجيد نفسو وسط صفوة أخلصت وصربت

إف ىذا الكياف التطوعي ال يستحق منا أبدا تعتيم احلديث عن آفاتو أو غض الطرؼ عنها حىت تتضخم إلنو ىو الساند والداعم للمجتمع يف فتات مل يكن أصحاب الواجب يقوموف بو على الوجو األكمل فكاف

! أال حيق ذلذا الكياف معاجلتو وتثبيت أساسو..التطوع ىو طوؽ النجاة للمجتمع يف رلاالت كثتة جدا

17

مقدمـــة في التـــطــــوع

تذوق النجاح

ال شك فيو أف التطوع واخلت لو انشراح غريب يف الصدر ال يناظره شيء واف كاف ىذا ىو األجر مماالوحيد لكن كافيا، ولكن اهلل عز وجل يهب ويعطي على قدره، فال يزاؿ الفرد زلاط بالنعم ومزود باذلبات من كل جهة باطنة وظاىرة، فإف كاف زبلى عن شيء من وقتو أو مالو أو حياتو سيجد الربكة يف كل ىذا

. لساعة قضاىا يف العطاء

واحلذر أف يعقب ىذا العطاء من أو تعايل فيحبط العمل، وىذا من الوارد حدوثو من أي طرؼ وحسب ادلراحل فإما متطوع دين دبا جاد بو إما قائد دين دبا علمو إما شخص تقدـ لو مساعدة فيتعاىل ويتيو بأنو لواله

فليحافظ كل طرؼ على ما جاد اهلل بو عليو بأف وضعو يف ىذا ادلكاف أيا كاف ..مل حيصل أحد على األجريقدـ أو يأخذ وحييط ىذه النعم بشكر اهلل ب شكر الناس ب متابعة النفس أف ال تعلو أو تتكرب أو تغت دبعية

. الرضبن، فيكوف بت اخلوؼ والرجاء حىت النهاية

"عليم شاكر اللو فإفو ختا تطووع ومن "

158: سورة البقرة