ىلوألا ةعبطاليننسلحا ينمامإلا عممج كيرح ةراح نانبل 1435L ه2014م

:فتاه01/557000 01/544402* * * :يويلخ03/565074

* * *info@tawasolonline.netinfo@fadlullahlibrary.comنيوتركلإلا ديبرالفياقثال يمالسإلا زكرلما ةينوتركلإلا عقاولما

www.sayedfadlullah.orgwww.tawasolonline.netwww.fadlullahlibrary.comyoutube/tawasolonlineFacebook:SayyedFadlullah

لعال ةبتكما ةماعال للها لضف ديسال عجرلما ةمنيال نوأ لصاوت

Rتنزيه زوجات األنبياء عن الفاحشة

الشيخ حسين أحمد الخشن5

تصدير

تصديرإن العقل الشيعي اإلسالمي، عقل يستند في رؤاه ومناهجه وعقيدته إلىالقرآن الكريم، وما ورد صحيحا عن السنة النبوية الشريفة وروايات أئمة

Rأهل البيت . وفي زمن ضارب في التاريخ حاول البعض أن يلصق بهذا العقل ما ليس

فيه، وألنه عقل يستند إلى القواعد التي ذكرت آنفا بقي عصيا على كل

المحاوالت التي رمت إلى إدخال الخرافة واألسطورة والغلو إلى مسار حركته..

ه عقل وألن الحق سبيال للعلم والمعرفة.. بالحق، وال يرى إال قرآني فهو ال يقبل إال

وقد أتى هذا الكتاب الذي أجاد فيه سماحة العالمة الشيخ حسين الخشن ليثبت صحة ما نرمي إليه.. حيث تناول مفردة من أخطر المفردات على

مستوىPحياة رسول الله .

فقد حاول البعض ومن منطلقات قلقة ودوافع عصبية ضيقة أن ينال من

في كرامته وعزته من خالل النيل من إحدى زوجاته وذلك Pالرسول باتهامها

بالفاحشة والعياذ بالله .جاء هذا الكتاب ليدحض أفكارا تعمل على تمزيق المسلمين وبث روح

6تصدير

أوال، والنيل مما Pالفرقة في صفوفهم من خالل النيل من رسول الله يرونها

مقدسات بالنسبة إليهم..كتاب علمي بامتياز، روح التحليل والمنطق والحجة والبرهان هي الحاكمة

في كل فصوله..نا نرى أن هذا الكتاب يخفف من وطأة الخالفات بين المسلمين إن

ويدفعهمإلى مزيد من التعاون في مواجهة كل أعداء األمة.

نبارك Lونحن في المركز اإلسالمي الثقافي مجمع اإلمامين الحسنين لسماحة الشيخ الخشن جهوده الرامية لتأصيل الفكر اإلسالمي وإبرازه

معالمهه خريج مدرسة السيد فضل الحضارية واإلنسانية، وذاك ليس غريبا عنه ألن

الله التي أقامت لإلسالم منارات فكرية تتمثل روح القرآن ونهج الحبيبونسأل Rواألئمة المعصومين األطهار من أهل البيت Pالمصطفى

المولى أن يحفظ جميع الدعاة إلى الله ويحقق للمسلمين وحدتهموعزتهم..

إنه سميع مجيب.مدير المركز اإلسالمي الثقافي

شفيق محمد الموسوي ه1435رجب

م2014حزيران

مسؤولية الكلمة7

المقدمةمسؤولية الكلمة

لماذا يحمل اإلنسان القلم ويكتب؟وإذا هم أن يكتب فماذا يفترض به أن يكتب؟

ولمن يكتب؟؟ وكيف يكتب

كل هذه األسئلة راودت ذهني وتزاحمت في مخيلتي وأنا أحمل القلملكتابة

هذه المقدمة، وساءلت نفسي أيضا، أنه وفي ظل ما نراه من فوضىالكتابة وعبثية

بعض الكتاب وتفلت الكلمات من عقالها، أليس للكلمة من ضوابط؟أليس

للكتاب من مواصفات؟ أليس للكتابة من حدود؟ وال أتحدث عن الضوابط التي يضعها الرقيب القانوني والحكومي على

الكتابة والكتاب والتي قد تفضي كما عودتنا التجارب إلى القمع والحجر على

الفكر، وخنق روح اإلبداع لدى اإلنسان، فحرية الكتابة والتعبير عن الرأي من

المفترض أن تكون مكفولة ومصانة لإلنسان باعتبارها حقا من حقوقه، وإنما أتحدث

عن الضوابط التي تمليها الرقابة الداخلية (رقابة الضمير) والمسؤولية األخالقية

والرسالية للكاتب. إن الكلمة قد تكون أخطر من قنبلة وأفتك من السالح الكيميائي،

فالسالح قد يسمم األجساد، ولكن الكلمة قد تسمم العقول، السالح قد يقتل اإلنسان،

لكن الكلمة قد تقتل إنسانية اإلنسان، أليست كل أعمال العنف هي حصيلة

كلمة؟ أو قل: إنها حصيلة عقل ولسان وقلم، قبل أن تكون حصيلة يد تمتد لتقوم

باعتداءالمقدمة

8 مادي وجسدي، فالعقل يخطط ويفكر، واللسان يحرض ويعبئ، والقلم

يكتبوينشر، وبعد ذلك سيكون التنفيذ عمال ميسورا.

ألم تعلمنا تجارب الحياة أن بإمكان الكلمة أن تثير فتنة بين الناس، أوتوقد

نارا للحرب يصعب إطفاؤها، أو توغر صدور األحباب، فتفرق شملهم؟ وإذا كان يحق لك في منطق العقل والدين أن تناقش اآلخر في فكره

ومعتقداته،

ولست ملزما بأن تقبلها تسليما، لكن ال يحق لك أن تكتب أو تتكلم عنهبطريقة تحمل

اتها أو في ألفاظها وتعبيراتها اإلساءة الفظة والنافرة في مضمونها وطيإلى مقدساته

ورموزه، مع ما قد تجره هذه الكتابة أو تلك الكلمة من إحن وفتن وأحقاد. ألم يعلمنا القرآن الكريم أن نتجنب سب آلهة الكافرين، حذرا من أن

يتعاملواےبز ھ ھ معنا بالمثل، فيسبوا الله عدوا بغير علم؟ فقال عز من قائل:

ۅ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ٷ ۓ ۓ ےۉ ې ې ې بر ۉ ].108[األنعام ۅ

ثم ما هي جدوى السب والشتم وإهانة رموز اآلخر؟ أفهل يثبت ذلكحقانية

رأيك ويبطل رأي اآلخر ويدحض حجته؟! أم أنه يظهر من يلجأ إلى هذااألسلوب

بأنه ضعيف المنطق، واهي الحجة، بعيد عن األخذ بمكارم األخالق ومحامدالصفات؟!

مسؤولية الكتابة وأخالقية الكاتبQإن الكتابة مسؤولية، وقد قال سيد الخطباء والمتكلمين أمير المؤمنين :

الكالم في وثاقك ما لم تتكلم به، فإذا تكلمت صرت في»وثاقه، فاخزن لسانك

كما تخزن ذهبك وورقك، فرب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة، وعندما(((«

.91 ص 4(( ( نهج البالغة ج مسؤولية الكلمة

9 يتكلم اإلنسان باسم الدين أو باسم خط ديني معين، فإن المسؤولية

تتضاعف، ألن اإلساءة هنا سوف تنعكس على الدين، أو الخط الديني الذي ينتمي

إليه، أويحسب عليه.

والمسؤولية تستدعي من الكاتب أن يكون رساليا، والرسالية تحتم عليه أديبا

كان أم خطيبا أم مؤرخا أم فقيها أم باحثا أن يسعى لتكون كتابته هادفة،وليست

رة وليست منفرة. عابثة، بناءة وليست هدامة، مبش

إن الكاتب إن لم يكن مسؤوال، فإنه ال يؤتمن على الكتابة، إذ قد يندفعفي

ذروة غرور أو زهو للكتابة لمجرد الكتابة، أو للكتابة فيما ال يكتب فيه،ولن يعنيه

كثيرا ما قد يترتب على كالمه أو كتابته من سلبيات أو ردود فعل، ولن يقلقه كثيرا

أن يشوش عقل القارىء، أو يزور الحقائق، فكل همه أن يكتب ليشبعفضوله، أو

يكتب ليعتاش بكتابته، كما يفعل أصحاب األقالم المأجورة، أو يكتبليرضي

هواه وينتصر لعصبياته وغرائزه المذهبية الضيقة، وال شك أن أسوأ مايمكن أن

تفعله العصبيات واألهواء التي تتحكم بالكاتب ليس مجافاته للحقيقةوابتعاده

عنها فحسب، بل انحداره األخالقي إلى الحد الذي يستحل معه المحرماتويثير

الغرائز ويحرك الفتن. أما الكاتب المسؤول فهو الذي يفكر بعواقب ما يكتبه قبل أن يحمل

القلم ببنانه، وهو الذي يستوثق من جدوى كتابته وهدفها قبل أن ينطلق فيها،

وهو الذي يخطط لكتابته بوعي واتقان، ولذا فإنه يحترم نفسه وعقله، فال يكتب عبثا

وال لغوا، وال ينطلق من عقدة نقص، أو نزوة نفس، وبذلك يحترم أمانة القلم

باحترامه فقد عبر عن هذا Qلعقول قرائه، وسالم الله على أمير المؤمنين علي

الرابط إذا تم عقل المرء نقصالوثيق بين عقل المرء وكالمه، فقال: »

«))).كالمه .16 ص 4(( ( نهج البالغة ج

المقدمة10

الوجه اآلخر للتكفير وفي ضوء ذلك فإنك ستصاب بالذهول والصدمة عندما ترى بعض

السفهاء

ممن ينتسبون إلى اإلسالم يقدمون من حيث يشعرون أو ال يشعرونعلى هتك

، وذلك بنسبة بعض الممارسات والسلوكياتPحرمة نبيهم الكريم محمد إليه، مما ال يتالءم مع نزاهته وعفته وطهارته المعهودة حتى قبل البعثة،

فضال عما بعدها، أو إضافة بعض األمور المسيئة إلى جنابه، سواء كانت تتصل به

بشكل مباشر، أو غير مباشر، ومن ذلك بعض التهم الشنيعة المتصلة ببعض

زوجاته، حيث تطلق بعض األصوات النشاز التهم جزافا وتلقي الكلمات على

عواهنهادون تثبت أو تورع، ودون االستناد إلى دليل مقنع، أو حجة واضحة، أو بينة

دامغة. إن هؤالء الجهلة الذين يتفوهون بهذه الكلمات المسيئة هم من الذين

يغذوننزعات التطرف في األمة، وال نبتعد عن الحقيقة وال نجافيها إذا قلنا: إنهم

يشكلون الوجه اآلخر للتكفير أو قل: إنهم يمثلون رافدا من روافدالتكفير، وإن

ئون كل قطرة دم تراق وتسفك من إنسان بريء يقتله المتطرفون والمعبباألحقاد

كردة فعل على هذه الكلمات الالمسؤولة سيكون ألصحاب هذهالكلمات

سهم فيها، وسوف يقدم إليهم نصيبهم من هذا الدم البريء يوم القيامة،يوم يقوم

الناس لرب العالمين، طبقا لما جاء في الحديث المروي عن اإلمام الباقر:Q

»يحشر العبد يوم القيامة وما ندى دما فيدفع إليه شبهالمحجمة، أو فوق ذلك

فيقال له: هذا سهمك من دم فالن، فيقول: يا رب إنك لتعلمأنك قبضتني وما

سفكت دما، فيقول: بلى، سمعت من فالن رواية كذا وكذافرويتها عليه حتى

.صارت إلى فالن الجبار، فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه (((»

.371 ص 2((( الكافي ج

مسؤولية الكلمة11

الحقد المقدس!وال شك عندي أن تلك األصوات الشاذة والمستهجنة ليست بريئة، بل إنها

أصوات مشبوهة بكل تأكيد، أو إن أصحابها من الجهلة المعقدينوالمرضى،

ولكن أجواء العصبيات المذهبية التي تسود في واقعنا تسمح لهذهاألصوات

الشاذة باالنتشار أو أن تجد لها آذانا صاغية، ومعلوم أن الخصام المذهبييعمي

ويصم الكثير من الناس فيغفلون عن أن بعض مواقفهم وآرائهم هذهسوف

في الدرجة األولى، وتسقطه من Pتصيب بسهامها نبيهم األكرم محمدا أعين

غير المؤمنين به، وتبرر لهم اإلساءة إليه من خالل إعالمهم وأقالمهم،ولذا فإن

أجواء الشحن والتوتر الطائفي توفران حاضنة مالئمة لهذه األصوت.أال ترى أن االتهام المتبادل بين الطوائف اإلسالمية حول تحريف القرآن

الكريم، حيث نجد أن كل طائفة تتهم األخرى، إما بأنها تعتقد بتحريفالقرآن، أو

أن لديها نصوصا تؤكد التحريف، هو حديث ال ينطلق أصحابه من دافعالحرص

على القرآن الكريم ورعاية حرمته، بمقدار ما ينطلقون من دوافع ضيقةفي تسجيل

نقطة على الطرف اآلخر، إشباعا لمذهبياتهم وإرضاء لعصبياتهم المقيتة،وهو ما

يؤثر سلبا على صورة القرآن وصدقيته في نظر اآلخر (الطرفالثالث) الذي ال

ما ومؤدبا في عدم Qيؤمن بالقرآن وقداسته! يقول اإلمام علي معلاالنجرار

»فال يكن أفضل ماإلى اتخاذ المواقف من موقع التشفي أو التلهي : نلت في

نفسك من دنياك بلوغ لذة أو شفاء غيظ، ولكن إطفاء باطل«))).أو إحياء حق..

ال سمح الله بالفاحشة الموصوفة Pوهكذا الحال في اتهام زوجة النبي

(الزنا)، فإن جرأة البعض على التفوه بهذا الكالم الخطير في سياقالجدل

المذهبي ال يرمي في األعم األغلب إلى بلوغ الحقيقة، بقدر ما يرميإلى

.127 ص 3(( ( نهج البالغة ج المقدمة

12 تسجيل نقطة سلبية على اآلخر. إن مثل هذا االتهام أو السلوك قد جرأ

اآلخرين من Pمن أعداء اإلسالم وخصومه، أو كل من ال يؤمن بنبوة محمد

مستشرقين بطريقتهم الخاصة Pأو غيرهم أن يكتبوا عن المرأة في حياة الرسول

المغرقة في التحليل والتصورات الخيالية البعيدة كل البعد عن الواقع، ولهذا قد ال

يكون من المنطقي أن نطلب من اآلخرين أن يكفوا عن النيل من حرمة رسولنا

Pاألكرم قبل أن نعمل نحن على ذلك.

باختصار: إن ما ندعو إليه هو ضرورة أن يتنبه الكاتب السني الذي يريد تسجيل نقطة على الشيعة، والكاتب الشيعي الذي يريد تسجيل نقطة

على السنة إلى أن كالمه الالمسؤول قد يصيب بسهامه اإلسالم نفسه قبل أن يصيب

خصمه قبل أن يخدش صورة المذهب Pالمذهبي، وأنه يخدش صورة النبي

اآلخر، وأنه ينال من قدسية القرآن قبل أن يطال اآلخر، ولهذا دعونا نقدم

إسالمنا وقرآنناعلى مذهبياتنا الضيقة وعصبياتنا المقيتة. Pونبينا

وآمل أن يلمس القارئ فيما يأتي من صفحات أني ال أنطلق في بحثيهذا

من موقع الدفاع عن الشيعة بطريقة عصبية في مقابل تهمة يوجههاإليهم بعض

الجهلة، بقدر ما انطلق من موقع الدفاع عن اإلسالم وعن صورة رسولPالله

همة، فيما يتعلق بنزاهة التي أرى أنها الضحية في وسط هذا التقاذف بالتنساء

، بما يلهج به بعض أتباع المذهبين في رمي ذلك على المذهبPالنبي اآلخر!

إن هذا ال يعني أن نعتم على تاريخنا وأحداثه ومجرياته، وإنما يعني أنعلينا

أن نعمل على تنقية تراثنا وغربلته ودراسته وتمحيصه بطريقة موضوعيةعلمية،

عوضا عن أن ندين اآلخرين الذين يدرسونه على طريقتهم وانطالقا منأغراضهمالخاصة.مسؤولية الكلمة

13عامل الناس بما تحب أن يعاملوك

وإذا كان اإلنسان صاحب العقيدة ال يقبل بوجه أن ينتهك أحد حرماتهوينال

من مقدساته بطريقة شتائمية استفزازية، فكيف يقبل لنفسه أن ينال منمقدسات

يا Q:» اآلخر بهذا األسلوب، وقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين بني

اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ماتحب لنفسك واكره

«))).له ما تكره لها، وال تظلم كما ال تحب أن تظلم هل تقبل أيها المسلم الشيعي أن ينال أحد من سيدة الطهر والعفة

الصديقة، والتي ال يقاس بها أحد، بما يخدش من حيائهاPفاطمة بنت رسول الله

وطهارتها ونزاهتها، ولو من طرف خفي؟بالطبع إنك وأنا وكل الغيارى على الحق والدين معك في ذلك لن تقبل

ذلك، بل يأباه ضميرك وتأنف منه حميتك، وال تحتمل التفكير فيه أصال،وعليه

ها. وكونك ال تراها كما فلماذا تقبل أن تنال من امرأة يقدسها اآلخر أو يجليراها

اآلخر ال يبرر لك أن تنال من كرامتها وشرفها؟ لماذا ال تعامل اآلخرين بماتحب

أن يعاملوك به؟ أجل إن أحدا ال يطلب منك أن تقدس مقدسات اآلخر،وال يحق

له في منطق العقل أن يمنعك من إبداء رأي مغاير لما يتبناه، رافضا ومناقشا

بكل موضوعية. وأنا على يقين أن اإلنسان الغيور لو أخطأت زوجته على سبيل اليقين

وليس الظن واالحتمال، وأزلها الشيطان فوقعت في المعصية وارتكبت الفاحشة

المعلومة ال سمح الله فإن غيرته تأبى عليه أن يفضحها أو يهتك سترها على رؤوس

األشهاد، فضال عن أن يسمح لآلخرين أن ينالوا منها، حتى لو طلقها أو فارقها أو

نفاها، وذلك احتراما منه للعشرة والصحبة التي جمعتهما حينا من الدهر، هذا فضال

عما إذا لم .46 ص 3(( ( نهج البالغة ج

المقدمة14

تثبت خيانتها لله ولزوجها في إقامة عالقة مع غيره، والسؤال: كيف يهونعلى بعض

وال يرعون له حرمة وال ذمة، بل يتفكهون بعرضه Pالمسلمين أمر نبيهم دون وازن

علينا نحن أتباعه Pمن دين! أفليس من أبسط حقوق هذا النبي الكريم أن نتعامل

معه في أمر زوجاته بما نتعامل به على أقل تقدير في أمر زوجاتنا،توقيرا له، ورعاية

، وتعبيرا عن احترامه؟!Pلحقه شرف الكتابة من شرف الموضوع

وقد سألني مستغربا صديق غيور ووفي عندما عرف بنيتي وعزمي علىالكتابة

في هذا الموضوع: لماذا تكتب في هذا الموضوع؟ فأنت قالها لي قداتجهت في

كتاباتك إلى معالجة قضايا إشكالية ومعاصرة، كتبت في فقه البيئة، وفيفقه السالمة

الصحية، وكتبت عن العنف ومنابعه، وعن الخالص واحتكار الجنة، وكتبتعن

حقوق اإلنسان.. فما شأنك والكتابة في الرد على بعض الكتبة الذينيسيئون إلى

حرمة وال يرعون له ذمة، Pأنفسهم عندما ال يحفظون لرسول الله فدعهم وأعرض

عنهم، فإن كالمهم التافه سيذهب أدراج الرياح، وال تنحدر إلى هذاالمستوى؟

: ال شك أن الكثير من الكتابات التي نراها اليوم ويتمفبادرته قائالإنتاجها هي

كتابات تتجه في كثير من األحيان إلى دراسة قضايا تجريدية وافتراضية التمت إلى

واقع اإلنسان المعاصر أو همومه الواقعية وقضاياه االبتالئية بصلة، هذاناهيك عن

البحوث التكرارية، والتي تعمل على استرجاع فكر الماضين والمتقدمينوإعادة

إنتاجه وبطريقة مشوهة أحيانا، وال تسأل عن السرقات العلمية في هذا(((المجال

وصدقني يا أخي أن كل ما قلته قد جال في خاطري وهممت أكثر منمرة أن

ن من عقلي وقلبي أمزق أوراقي أو ألقيها جانبا، لكن وفي مكان معيومشاعري

((( وقد تعرض المؤلف لنوع من ذلك في بعض ما كتبه، وال يرغب في تسمية األشياء، ولكنه يكل األمر إلىالقارىء

الحصيف، ليكتشف ذلك بنفسه.مسؤولية الكلمة

15 كنت أجد ما يشدني إلى إكمال الكتابة في هذا الموضوع، فأعاود إقناع

نفسي بأن الكتابة في هذه القضية مهمة، وتكتسب أهميتها وشرفها من شرف

الموضوع وانتصارا لكرامته Pالمكتوب فيه، أفلست أكتب دفاعا عن رسول الله

ورعاية لحرمته؟ وهل ثمة موضوع أشرف من هذا ليكتب عنه وفيه؟! فإن لم

أكتب عن

فعمن أكتب؟ وإن لم يتبرك قلمي ومحبرتي وأوراقي باسم Pرسول الله رسول

وذكره فبمن يتبرك؟ وإن لم أتشرف بالحديث عنه ونشر رسالته Pالله وقيمها

فال كنت وال كانت الكتابة وال المحابر وال األوراق. ، فإني كنت أحدث نفسي قائال: أليس من الممكن أنومن جهة أخرى

يقع هذا الكتاب في يد إنسان مضلل قد أوهم أن طائفة من المسلمين

يسيئون إلى، فامتأل قلبه حقدا وحنقا عليهم، وربما دفعه الشنآن إلىPعرض رسول

الخوض في دمائهم واستباحة أعراضهم وأموالهم، فيكون هذا الكتاب إن صدق حدسي قد ساعد في رفع الغشاوة عن عيني إنسان مخدوع

فأوصله إلى الحقيقة، أو ساهم في حقن دم إنسان بريء، فأنقذه من سيف الذبح

والتكفير، إن احتمال ذلك كاف ألن يلزمني بالكتابة، ال أن يشجعني عليها فحسب،

فإن إحياء النفوس بدرء خطر القتل عنها هو من أعظم أعمال الخير والبر،

قال تعالى: ]، كما أن هداية32[المائدة بزٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤڤ بر

إنسان ضال أو مضلل إلى طريق الحق وكشف الغشاوة عن بصره هونوع إحياء

له، ألن الضالل هو موت لإلنسان، ومن هنا ورد في الحديث عن اإلمامجعفر

من أخرجها من ضاللفي تفسير اآلية المتقدمة قال: » Qالصادق إلى هدى

.فكأنما أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضالل فقد قتلها (((»

وأذكر أن بعض العلماء المعروفين من إخواننا أهل السنة، وهو من دعاة الوحدة والتقريب قد اتصل بي ذات مرة متسائال عن موقف علماء

الشيعة من هذه .210 ص 2((( الكافي ج

المقدمة16

القضية بالتحديد، ألنه قد أصيب بدهشة عندما استمع لشخص معمميتكلم عن

، بطريقة مسفة وبكلمات سوقية ال يليقPالسيدة عائشة زوجة النبي صدورها

من شخص عادي فضال عن معمم؟! قد طهر فأجبته حينها بأن عقيدة الشيعة في هذا األمر تقول: إن الله

نعل من النجاسة فكيف ال يطهر عرضه من ارتكاب الفاحشة؟! وذكرت Pنبيه

لهاآلتي فيما يتصل بالسيدة عائشة، فارتاح لذلك كثيرا، Qكالم اإلمام علي

لكنه قال لي: لماذا ال ينشر هذا الكالم وينقل من بطون الكتب ويطرحعلى المأل،

دفعا للتهمة ودرأ للفتنة؟! ، فإن تجاهل هذه الكتابات المسيئة والكلمات المشينةومن جهة ثالثة

قد يعطي انطباعا مخادعا بشأن مصداقيتها، وهو األمر الذي سيؤسس للبناء عليها

وتلقفها من قبل اآلخرين، وال سيما من قبل أعداء األمة الذين يكيدون لها شرا

ويتربصون بها وبرموزها الدوائر، فيتعاملون مع هذه القضايا باعتبارها من جملة

الحقائق والثوابت أو المشهورات، وقد يدفعهم ذلك إلى االستشهاد بها وتبنيها

والترويج لها، على قاعدة أن بعض المسلمين يتبناها، ويشهد بوقوعها، وكأن لسان

حالهميقول: »وشهد شاهد من أهلها .«

تعتمد Pأليست كتابات معظم المستشرقين المسيئة إلى رسول الله على

مصادرنا التاريخية وتراثنا الحديثي؟!والغريب في أمرنا أننا في الوقت الذي نحتج فيه على ما تقوم به بعضوسائل اإلعالم الغربي من توجيه اإلساءات إلى مقدساتنا ورموزنا وتثور

ثائرتنا بحق عندما تنشر بعض صحفهم ووسائلهم اإلعالمية رسومامسيئة

وعن أسرته وزوجاته كتابات P، وال نقبل منهم أن يكتبوا عنه Pللنبي تنطلق

من خلفيات غير بريئة، فتنقص من قدره وتناله بالسوء، فإن البعض منسفهاء

مسؤولية الكلمة17

هذه األمة يقدم لهؤالء خدمات مجانية بكتاباته المشينة بحق بيت النبوةوزوجات

، وقد يندفع إلى التفوه بما لم يقله وما لم يتفوه به أولئك، فيPالنبي جرأة غير

مسبوقة! فلماذا ترانا نلوم هؤالء وال نلوم أنفسنا، وخصوصا بعضالسفهاء ممن

ينتسبون إلى اإلسالم؟! وكلمة حق ال بد أن تقال على هذا الصعيد، وهي أن مكمن الضعف لدينا

نحن المسلمين هو في بعض كتب السيرة التي تفتقر إلى الدقة العلمية

والوثاقة التاريخية، فهي التي تشكل حقال خصبا للقصص المثيرة واألحداث المستغربة

والممارسات الملتبسة، األمر الذي يشكل مدخال يتسلل منه اآلخرون لطرح التشكيكات

وبث وسيرته العطرة يفرض علينا Pالسموم، ولذا فإن اإلخالص لرسول الله

أن نتصدىنحن لنقد تاريخنا على طريقتنا، قبل أن ينقده اآلخرون على طريقتهم.

المرأة .. العنف وخالصة القول: إن المتأمل في أهم الشبهات واإلشكاالت التي تثار في

وجه اإلسالم، ويتشبث بها بعض المستشرقين أو الباحثين العرب أو غيرهم

بهدف والطعن في قداسته والتشكيك في نبوته... Pالنيل من نزاهة رسول الله

إن هذاالمتأمل سيجد أنها تدور في فلكين:

ما يتصل بمسألة العنف، ومحاولة ربط اإلسالم وانتشار الدعوةاألول: اإلسالمية بالعنف، حيث تطرح بعض الممارسات العنفية المنسوبة إلى

Pالنبي

فيما يتصل بتعامله مع بعض خصومه، وكيف أن االسالم انتشر بالسيف،أو تذكر

وهي تدعو إلى القتل والكراهية! Pبعض الكلمات المنسوبة إليه Pما يتصل بموضوع المرأة، وخصوصا المرأة في بيت النبي الثاني:

وفي حياته الشخصية وعالقاته الخاصة بها، وتثار هنا مجموعة من االعتراضات،

من، أو زواجه من قاصر، إلى غير ذلك من القضايا.Pقبيل: تعدد زوجاته

المقدمة18

وإني ألشكر الله تعالى على أن وفقني بمنه وتسديده ولطفه للكتابةفي

المجالين المذكورين معا، ففي المجال األول صدر لي كتابان هما: كتاب »اإلسالم والعنف « قراءة في ظاهرة التكفير، وكتاب »العقل التكفيري

« قراءة في المنهج اإلقصائي (وهو تطوير للكتاب األول)، وآمل عما قريب أن

يبصرالنور كتابي حول الردة في اإلسالم والذي يعالج إشكالية قتل المرتد.

وأما في المجال الثاني، فقد صدر لي أيضا كتابان، وهما كتاب »إليك ياابنتي

رسالة أبوية حول الحجاب « والذي يتضمن ردا على الشبهات المتصلةبحجاب

، وقد تناولت فيه Pالمرأة المسلمة، وكتاب »تنزيها لرسول الله «بالدراسة النقدية

مع المرأة، وهي: قضية تعدد Pثالث قضايا إشكالية تتصل بعالقة النبي زوجاته،

أسبابها وظروفها، والقضية الثانية، هي قضية زواجه من زينب بنتجحش، والتي

كانت زوجة لربيبه السابق زيد بن حارثة، وما أثير حولها من أوهاموتخرصات،

والقضية الثالثة، هي قضية زواجه من السيدة عائشة، وهي في التاسعةمن عمرها، وقد

كان جل االهتمام في ذاك الكتاب منصبا على تفنيد هذه القضية المدعاة،وتوصلت

دخل بها في التاسعة من Pفيه إلى رأي مخالف لما هو مشهور من أنه عمرها، بينما

آنذاك داخال في العقد السادس من عمره، وقد استقربت أنها Pكان كانت حين

ال تقل عن الثامنة عشرة من عمرها. Pزفت إلى بيته وهذا الكتاب الذي بين أيديكم هو الثالث في هذا المجال، أعني في مجال

وعفته وطهارة بيته من كل ما يخدش أو يشين Pالدفاع عن نزاهة النبي فيما

يتصل بقضايا الشرف والعفة.عذرا سيدي يا رسول الله!

، ألخاطبه منPومع ذلك كله فال أرى مفرا من أن أتوجه إلى رسول الله أعماق القلب: عذرا سيدي يا رسول الله، عذرا وألف عذر أن أضطر

للكتابةمسؤولية الكلمة

19 في موضوع هو من أخص خصوصياتك التي ال ينبغي ألحد أن يتعرض لها

إال بخير، وال يليق بالمسلم أن يخوض فيها إال بالكالم الطيب، لكن بعض

الناس من مدعي االنتساب إليك والدفاع عنك، قد انحدرت بهم األخالق إلى حد

أنهم يتناولون عرضك بكل سهولة، دون رادع من أخالق، وال حافز من غيرة،

ودونأن يراعوا لك حرمة وال ذمة، وال يقدروا لك مقاما، وال يوقروا لك جنابا.

وحقك علينا وجاهك عند الله، إن العين لتدمع، وإن Pسيدي يا رسول الله القلب ليعتصر ألما وينزف دما عبيطا وتمأله الحسرة ويثقله الغم والهم

لما آل إليه حالنا نحن أمتك، فلم يعد لنا من قضايا ننشغل بها، أو أولويات نبحث

فيها أو نتناظر حولها، إال أن نبحث في خصوصياتك، ونتناول عرضك بالكالم

الجارح،فعذرا وألف عذر نرفعه إلى مقامك السامي.

سيدي يا رسول الله، لقد بلغت بنا الجرأة إلى تجاوز كل حدود اللياقةواالحترام الواجب لك علينا.

ولطالما أثار استغرابي ودهشتي أن أقرأ كالما لبعض العلماء يصر فيهعلى

جمع الشواهد التي تنفي ما يحكى أو يروى عن جمال بعض زوجاتك،وكنت

أتساءل حينها وبصرف النظر عن مدى صحة هذا الكالم : ما لنا وللحديثعن خصوصيات زوجاتك بما ال نرضى ألحد أن يتحدث فيه عن زوجاتنا؟!

أو عدم جمالها؟! أم أنها العصبية Pوما الثمرة من إثبات قبح زوجة النبي تعمي وتصم وربما تدفع بصاحبها أن يرى حسنات اآلخر سيئات، والحال

أنۓبز ڭ ڭ ڭ ڭ ۇالله تعالى يحذرنا من ذلك، إذ يقول:

ۋ ۋ ې ې ې بر ۉۇۆ ۆ ۈ ۈ ۉ ۅۅ ٷ].8[المائدة

المقدمة20

سيدي يا رسول الله..ال أبغي من هذا الحديث وهذا الكتاب إال االنتصار لكرامتك والغيرة على

عرضك وشرفك، وذاك أضعف اإليمان وأقل الوفاء، وما قدر أعمالنا إلىجانب

عملك وجهادك وتفانيك في ذات الله؟ أليس كل ما لدينا من شرف فأنتمنبعه،

وكل ما نملكه من كرامة فأنت مصدره، وكل ما لدينا من حضور فأنتأصله

وفرعه! ورجائي كبير وأملي أكبر في أنك لن تبخل علينا يوم المحشر بنظرة

رؤوفة حانية تتلطف بها على هذا العبد المؤمن بك وبرسالتك، والمحب لك

ولدينك، والموقر لجنابك والمعتز بكرامتك، وال أجد هنا خطابا أخاطبك به أفضل

مما، إذ قال في وداعهQخاطبك به تلميذك األوفى سيدنا أمير المؤمنين علي

اذكرنا عند ربك واجعلنا منيا رسول الله »بأبي أنت وأمي لك: «))).بالك

هذه حال أمتك!إن األمة التي أنت قائدها ومنقذها وملهمها وقد Pسيدي يا رسول الله

أفنيت عمرك الشريف في إعدادها وتأهيلها، وأردتها كما أرادها ربك أنتكون

بز ٺ ٺ ٺ ٺخير أمة أخرجت ال لنفسها فحسب، بل للناس جميعا [آل عمرانٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹڤ بر

]، وأردتها كما أرادها ربك أن تكون األمة القائدة والرائدة والشاهدة110على

بزڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄاألمم ]، إن هذه األمة في حالة يرثى لها، فكيف أصف143[ البقرة ڄ ڄڃ بر

لك حالها اليوم؟ يعز علي أن أخبرك وأنت المطلع علينا وعليها من عليائك إنها قد انحدرت وتقهقرت ولم تعد كما كانت في عهدك، بل لم

تعد .228 ص 2(( ( نهج البالغة ج

مسؤولية الكلمة21

تحمل الكثير من تعاليم رسالتك! لقد دب الوهن فيها وأصبحت علىهامش

األمم! لقد تفرقت شيعا وتمزقت مزقا، وانبعثت فيها مجددا حميةالجاهلية

البغيضة واستشرى في جسمها داء العصبية، وهكذا استسهل المسلم ذبحأخيه

المسلم وانتهاك عرضه وكرامته وماله، وكل يرفع اسمك ويمجد ذكرك!إلى الله المشتكى

وأمام هذا الواقع الذي يدمي القلب ال يسعني إال أن أقول: ال حول وال قوة إال

بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وإني إذ أتوجه بكلمات االستغاثة هذه إلى الله سبحانه فال أنطلق من حالة

يأس أو استسالم لألمر الواقع، وإنما لكي نستمد من الله العزم والعون على

المضي في رسالة اإلصالح الديني، تطلعا نحو المستقبل المشرق، وتمهيدا لألمل

القادم وهو حامل راية اإلصالح العالمي، والذي سيعمل| والمهدي الموعود

جاهدا إلعالء راية العدل والهدى، وحينها يعود لإلسالم صفاؤه وبهاؤه وتعود األمة

إلى

القيام بدورها الريادي، وتمتلئ األرض قسطا وعدال بعد ما ملئت ظلماوجورا.

اللهم إنك تعلم أني أكتب ما أكتب تقربا إليك ورجاء عفوك ورضوانك،، وغيرة على دينك، فأسألكRوآله الطاهرين Pوحبا بنبيك المصطفى

أن تجعل هذا العمل في صحيفة أعمالي يوم الورود عليك، يوم ال ينفعمال وال

بنون إال من أتى الله بقلب سليم، وأسألك يا رب أن ال تحرمني يومالوفود

Rوشفاعته وشفاعة أهل بيته األطهار . Pعليك رؤية حبيبك محمد حسين أحمد الخشن

م2013 11 15في بين يدي البحث

23بين يدي البحث

من المنطقي والضروري في آن قبل الدخول في صلب الموضوعوالبرهنة

من ارتكاب الفاحشة، أن نشير إلى بعض Rعلى نزاهة زوجات األنبياء المقدمات األساسية والمهمة من الناحية المنهجية:

أ أدوات البحث عن ارتكاب ما ينافي العفة Rإن البحث حول نزاهة نساء األنبياء

والحشمة تتداخل فيه عدة أبعاد، فهناك: البعد العقدي، والبعد التاريخي، والبعد

الشرعي،ولهذا يكون من الضروري اعتماد منهج بحثي يتالءم واألبعاد المشار إليها

ويراعيها، وتوضيح ذلك: أما البعد العقدي في المسألة، فيتمثل بأن القضية المبحوث عنها1

تتصل، وتؤثر على دعوته، وهذه المسألةPبشكل أو بآخر بعصمة النبي

من أمهات القضايا العقدية، أي إن معيار المسألة العقدية ينطبق عليها،Pوالمعيار هو ما يتصل بفعل الله تعالى، وال شك أن عصمة النبي

وتنزيهه عما يؤثر سلبا على دعوته، كارتكاب زوجته للفاحشة هو ممايتكفل الله تعالى به.

وأما البعد التاريخي في المسألة فواضح، باعتبار أن التحري والتثبت2من

بين يدي البحث24

أو غيره، في Qوقوع امرأة في الزمن الغابر، سواء كانت زوجة نبي الفاحشة، أو عدم وقوعها في ذلك، هو موضوع تاريخي، ويكون المرجع

وزوجته. Qفيه هو مالحظة المصادر التاريخية التي تحكي سيرة النبي أو أية Q وأما البعد الفقهي في المسألة، فباعتبار أن رمي زوجة النبي 3

امرأة أخرى بالفاحشة يترتب عليه مستلزمات شرعية، لجهة األحكامالتي

تنظم أو تعالج أحكام القذف والعقوبة التي تواجه القاذف بدون بينة، كماسوف نالحظ في المحور السادس اآلتي.

وغير خفي أن كل واحد من هذه األبعاد يحتم اعتماد وسائل إثباتية مالئمةومناسبة لذلك البعد، وال يصح الخلط بين هذه األبعاد في وسائل إثباتها. فالبعد العقدي يفرض استخدام أدلة في معالجة المسألة تكون متناسبة

مع طبيعة المسألة العقدية، واألدلة اإلثباتية المناسبة لذلك هي األدلة المفيدة

لليقين،فال يعول فيها على أخبار اآلحاد وغيرها من الوجوه الظنية.

وأما البعد التاريخي فإنه يفرض اعتماد روايات ومصادر تاريخية تحوز على درجة من االعتبار التاريخي، وال يصح االعتماد في ذلك على بعض

المصادرالمشكوك فيها أو الروايات التي يعرف أصحابها بالوضع والدس أو رواية

اإلسرائيليات.هذا ولكن يمكن القول: بأنه يصعب التفكيك في هذه المسألة بين البعد التاريخي والبعد العقدي، فإن المعطى التاريخي لو دل على وقوع بعض

زوجاتفي ارتكاب الفاحشة فإنه ال يمكن التعويل على األخبار الواردة Rاألنبياء

بذلك ما لم تكن مفيدة لليقين، ألنها أخبار تتصل بقضية عقدية، وقضايااالعتقاد

ال تبنى على األخبار والمرويات التاريخية وغيرها إن لم تبلغ درجة التواتر.وأما البعد الفقهي فهو اآلخر يفرض اعتماد مصادر خاصة من اآليات أو

بين يدي البحث25

الروايات التي تحوز على شروط االعتبار الفقهي، وال يمكننا االستناد إلىأخبار

ضعيفة السند، فإن المورد ليس من موارد المستحبات والمسنوناتليمكن

التغاضي عن مالحظة األسانيد والتدقيق في وثاقة الرواة، وال مجاللالعتماد

على قاعد التسامح في أدلة السنن، ألن المورد ليس من مواردها، هذابصرف

النظر عن عدم تمامية القاعدة في نفسها حتى في المستحبات، كما هوثابت

.(((ومحقق في علم األصولب في منهجية البحث

وفي الوقفة الثانية يهمني أن أسجل بعض المالحظات التي أراها مهمةحول

منهجية البحث في هذه القضية وفي نظائرها، وهي مالحظات وردت على الخاطر من وحي هذه الدراسة، فوجدت أن من الضروي التنبيه إليها، مع

اإلشارة إلى أن الحديث عن المنهج اإلسالمي في البحث العلمي هو أمر يحتاج

إلىدراسة مستقلة، معمقة ومستوعبة:

التجرد من العاطفة والهوى1من البديهي أن مصداقية البحث العلمي الهادف تفرض أن يتحلى الباحث

باألمانة والموضوعية، وهما األمانة والموضوعية تحتمان عليه أن يضع عواطفه وأهواءه جانبا، وكذلك مسبقاته الفكرية وميوله، وأن ال ينطلق

من خلفية مذهبية عصبية ضيقة تنظر إلى اآلخر نظرة سوداوية قاتمة، فإن

الباحث إذا ما تحكمت به نظرة كهذه، فإنها تدفعه عن وعي أو غير وعي إلى

التنكرألية فضيلة لدى اآلخر، فيسعى لتضخيم أخطاء اآلخر وغض الطرف عن

حسناته وفضائله، والحال أن الله تعالى أمرنا في كتابه أن نكون من أهلالعدل

بعد أن يبحث في دليل القاعدة المذكورة: »فتحصل M((( يقول المحقق والفقيه الكبير السيد الخوئي أن قاعدة

.320 ص 2التسامح في أدلة السنن مما ال أساس لها «. أنظر: مصباح األصول ج بين يدي البحث

26ۓبز ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇۆواإلنصاف، قال سبحانه:

ۋ بر ]، كما أنه تعالى نهانا عن أن نكون من8[المائدة ٷۆ ۈ ۈ بز ڭ ۇ ۇ ۆ ۆفقال سبحانه: ، المطففين في مكاييلنا وموازيننا

ۉۈ ۈ ۋ ۋ ې ې بر ۉ ۅ ۅ 1[المطففين ٷ3 ]، وال شك أن التطففيف في تقييم األشخاص والجماعات هو أشد خطرا

من التطفيف في الميزان والمكيال، حيث إن الشنآن يعمي اإلنسان ويصمه

وال سيماالشنآن المذهبي، فيدفعه إلى غمط اآلخرين حقوقهم.

إن هذا األمر على بداهته، أجد من الضروري هنا أن أشير إليه وأنبه على خطورته وأذكر نفسي وغيري بضرورة اجتنابه، ألنه غدا عملة رائجة في

اآلونة األخيرة، وقد اعتمده بعض الناس الذين يصنفون أنفسهم في دائرة

الباحثين أو »المحققين الموضوعيين «، أو »المفكرين «، فتراهم وهم يزعمون أنهم

يسعون إلى الحقيقة وال هدف لهم سواها يضعون على أعينهم نظارة سوداء

يتطلعون إلى اآلخر من خاللها، ولذا فإن من الطبيعي أن يروه أسود قاتما وليس

علىشيء.

ومن نتائج هذا المنهج وآثاره السلبية أن أصحاب هذه الذهنية ينظرون إلىة تشكك التاريخ اإلسالمي النظرة عينها، ويتعاملون معه بطريقة تخويني

في كلشيء، وربما ترفض كل شيء، وهذا أمر مرفوض وغير مبرر.

صحيح أننا ندعو إلى ضرورة التعامل بحذر مع النقوالت التاريخية وأن ال نأخذها أخذ المسلمات حتى لو كانت متداولة ومشهورة، وندعو إلى

فتحسجالت تاريخنا في األغلب على مصراعيها، ووضعها تحت مجهر البحث

العلمي، باعتبار أن تاريخنا قد كتبته أقالم معينة أبعدته عن كونه تأريخالألمة أو

الشعوب، وجعلت منه تأريخا للسلطة ومن يدور في فلكها، األمر الذييجعله

ه من سمينه، محتاجا إلى إعادة القراءة والغربلة والتمحيص، بغية تمييز غثوصفوه

بين يدي البحث27

من كدره، ولكن هذا شيء، ومحاولة إقحام المشاعر العاطفية أوالعصبيات

المذهبية، أو األهواء الشخصية في قراءة التاريخ شيء آخر. االبتعاد عن االنتقائية2

والموضوعية المشار إليها تملي على الباحث والمحقق االبتعاد كل البعد عن التعامل االنتقائي مع النصوص ذات الصلة بموضوع بحثه، هذه

االنتقائية التي تجعله يستبعد نصوصا ويغفلها بشكل كامل وكأنها غير موجودة،

ويعتمد نصوصا أخرى ويأخذ بها، مع أن األمانة العلمية تفرض عليه أن يستعرض

كل النصوص على اختالفها وتضاربها، ومن ثم يقوم بعملية تمحيص وتدقيق

سندي وداللي في مختلف هذه النصوص، ويعقب ذلك بإجراء موازنة بين

النصوص التي تمت تصفيتها، ليخلص بعدها إلى مرحلة االستنتاج. وإذا كنا ندين

االنتقائية التي وقع فيها بعض األوائل من المؤرخين كالطبري أو غيره، حيث أهملوا

بعض النصوص التي ال تالئم أهواءهم أو آراءهم الخاصة، أو التي ال يتقبلها

الجمهور؟!(((، فكيف نرضى ألنفسنا أن نمارس العمل نفسه(((العام

ولكن األمر المحزن حقا أن الطابع العام لمعظم الكتابات المتصلةبالقضايا

الخالفية هو طابع تغلب عليه االنتقائية، ومن ذلك ما يتصل ببحثنا هذا حيثعمد

بعض األشخاص إلى حشد ما توهم أنه يمثل دالئل على إمكان ارتكابزوجاتلما ينافي العفة أو وقوعهن فعال في ذلك، وأغفل ذكر الشواهد Rاألنبياء

واألدلة المعارضة لهواه! ((( يقول الطبري في بعض الموراد معتذرا ومبررا امتناعه عن ذكر بعض المكاتبات التي جرت بين محمد

بن أبي ،557 ص 3بكر وبين معاوية: »كرهت ذكرها، فإنها مما ال يحتمل سماعها العامة «، تاريخ الطبري ج

ونحوه ما .274 ص 3جاء في الكامل البن األثير ج

أنها مارست هذا| ((( لقد الحظت في العديد من الكتابات التي تناولت عالمات ظهور اإلمام المهدي األسلوب

االنتقائي في التعامل مع الروايات ذات الصلة، حيث يعمد الكاتب إلى انتقاء الروايات التي تسمح لهبإسقاط

العالمة على الراهن من األحداث، متجاهال سائر الروايات التي ال تساعده على مسعاه اإلسقاطي هذا،انظر

وما بعدها.37للمؤلف : عالمات الظهور: حلم االنتظار ووهم التطبيق ص بين يدي البحث

28 اإلفهام أو اإلفحام3

والموضوعية تحتم علينا أيضا االبتعاد عن أسلوب المغالطات الكالمية، وكذلك أسلوب تسجيل النقاط على اآلخر، فإنه أسلوب يبغي صاحبه

إفحام الخصم وتسجيل نقطة سلبية عليه، بدل أن يسعى إلى إفهامه وإقناعه

من خالل اإلشارة إلى نقاط الخلل فيما يتبناه أو يرتأيه. إن رفضنا لهذا األسلوب

الذي غدا نهجا متبعا في معظم البحوث والدراسات الكالمية والتاريخية والفقهية ال

ينطلق من افتقاده للروح الرسالية التي يفترض أن تحكم الباحث المسلم

فحسب، بلألنه نهج يدفع صاحبه إلى استخدام أساليب غير علمية من قبيل:

أ تحميل المذهب اآلخر وزر اآلراء الشاذة ونسبتها إليه مع أنها آراء قد ال.(((يتبناها معظم أتباع المذهب اآلخر، بل ربما يرميها هو بالشذوذ

ب تحميله وزر آراء منحرفة وأفكار مغلوطة ال يتبناها أحد من علماء ذلكالمذهب، وإنما قد يلهج بها بعض الجهلة المحسوبين على ذلك المذهب.

ج التركيز على الثغرات واألخطاء لدى اآلخر فال يرى أصحاب هذا المنهجشيئا إيجابيا لدى اآلخر! بل إنه يندفع إلى تضخيم أخطاء اآلخر والتعامي

عن حسناته. د تحميل اآلخر لوازم رأي معين يتبناه ومحاكمته على أساس هذه

اللوازم، معأن اآلخر قد ال يكون ملتفتا إلى هذه اللوازم الفاسدة، وعلى فرض التفاتهإليها فهو قد يرفضها لقيام دليل آخر عنده على رفضها وبطالنها، أجل إن

لك أن تبطل رأي اآلخر وتدحض حجته ببيان اللوازم الفاسدة المترتبةعلى

هذا الرأي، وهذا أسلوب علمي مقبول، ولكن أن تذكر اللوازم وكأنها رأي (( ( كما في اتهام الشيعة بتحريف القرآن مثال، مع أنه رأي شاذ عندهم، أو اتهام السنة جميعا بالتجسيم

والتشبيه مع

أنه رأي نقده الكثيرون منهم ورفضوه.بين يدي البحث

29يتبناه اآلخر فعال، فهذا مجاف للعلمية والحقيقة، ألن اآلخر قد ال يكون

ملتفتا إلى هذه اللوازم الباطلة، وربما لو التفت إليها لغير رأيه. ولو أردت أن أذكر مثاال لذلك فلن أجد أفضل مما نحن فيه، من اتهام

اآلخرأو أمهاتهم ال مانع أن Rالمسلم بأنه يؤمن ويعتقد بأن زوجات األنبياء

يكن منحرفات والعياذ بالله، وذلك انطالقا من أنه ينكر حسن األشياءوقبحها

، وسيأتي توضيح ذلك الحقا.(((العقليين االختالف في الحادثة ال يسقطها

وفي هذا السياق نشير إلى مالحظة منهجية رابعة، وهي أن بعض الباحثين والمحققين يعتبر أن اشتمال الروايات التاريخية على بعض المبالغات، أو

بعض المفارقات والتناقضات الجانبية فيما يتصل ببعض تفاصيل الحادثة هو

سبب كاف إلنكار وقوع الحادثة التاريخية من أصلها، أو للتشكيك في حدوثها، وربما

بلغ به الحال إلى رمي بعض الجهات أو األشخاص بوضع هذه الحادثة

واختراعها،وهذا ما سوف نلحظه في تعامل بعض العلماء مع حادثة اإلفك اآلتية. ولكننا نرسم عالمة استفهام كبيرة إزاء هذا المنهج، ألن ذلك وإن كان

صحيحافي بعض الموارد، ولكنه ليس قاعدة كلية، بل يمكن القول: إن الحوادث

التاريخية المهمة والمشهورة غالبا ما تكثر حولها األوهام ويحاول الكثيرونأن

يحشروا أنفسهم فيها، وأن يجدوا لهم دورا في صناعتها، أو أن يلمعواصورتهم،

أو صورة بعض الرموز التي ينتمون إليها، في عملية انتصار مذهبي، ونحننعلم

أن معظم الحقائق التاريخية لم تخل من وجود اختالف ما في بعضتفاصيلها أو

، فال يتسنى لنا والحال هذه أن ننكر هذه الحقائق، أو نعتبرها (((جوانبها .189 ص 4(( ( أنظر »دالئل الصدق لنهج الحق « ج

؟ ومعP((( فهل هناك حقيقة تاريخية هي مورد اهتمام المسلمين وعنايتهم أكثر من ذكرى وفاة رسول الله ذلك

نجد أنها وقعت محال لالختالف في تحديد يوم الوفاة وشهر الوفاة وسنة الوفاة، فبلحاظ شهر الوفاة اختلفأنها

بين يدي البحث30

بجرة قلم حوادث مكذوبة وموضوعة، لمجرد حصول شيء من االختالففيما

يتصل ببعض جوانبها وتفاصيلها.ج موضوع البحث

وفي الوقفة الثالثة ال بد لنا أن نشير إلى أن بحثنا لهذا الموضوع سيتمعبر

المحاور التالية:بشكل عام، R: في بيان الموقف من زوجات األنبياء المحور األول

بشكل خاص. Pوزوجات نبينا األكرم : في دراسة المسألة (أعني إمكانية صدور الفاحشةالمحور الثاني

الخاصة) على ضوء حكم العقل، وبعيدا عن النصوص الخاصة،Qمن زوجة النبي

ويدور البحث هنا حول ما يطرح في علم الكالم من أن الله تعالى بلطفهعن وقوع زوجته فيما ينافي العفة Qوحكمته ال مناص من أن يعصم نبيه

والشرف، وهذا البحث إنما يطرح بناء على مسلك القائلين بالحسنوالقبح

العقليين دون من ينكر ذلك، كما سيأتي توضيح ذلك. دراسة المسألة على ضوء القرآن الكريم، وسوفالمحور الثالث:

نالحظ أنبالزنا، Rاآليات القرآنية، يستدل تارة ببعضها لنفي وقوع زوجات األنبياء

وأخرى يستدل ببعضها على إمكانية الوقوع. دراسة المسألة على ضوء الروايات الواردة في هذاالمحور الرابع:

المجال، باإلضافة إلى المعطيات التاريخية، والحقيقة أن الروايات هي منشأ الوهم

الذي كانت في صفر أو ربيع األول، والقائلون بوفاته في شهر ربيع األول اختلفوا، فهناك من قال: إنه توفي في

الثانيمنه، ومنهم من قال توفي في الثاني عشر منه ومنهم من قال توفي في الثاني والعشرين منه.

وأما بلحاظ سنة الوفاة، فمنهم من قال: توفي في سنة عشر من الهجرة، ومنهم من قال توفي في سنةإحدى عشرة

.50 49واآلل، للشيخ التستري ص Pمن الهجرة.. أنظر حول هذه االختالفات: تواريخ النبي بين يدي البحث

31

ما ينافي العفة Qوقع فيه البعض حول إمكانية ارتكاب نساء النبي والشرف.

: ويتضمن استعراض كلمات علماء المسلمين الشيعةالمحور الخامس وفقهائهم ومفسريهم ومتكلميهم من القدامى والمتأخرين والذين أكدوا

بأجمعهم من الوقوع في الزنا، والوجه في تخصيصنا Pعلى نزاهة نساء الرسول

هذاالمحور الستعراض كلمات علماء الشيعة دون غيرهم من علماء المذاهب

اإلسالمية األخرى، هو دفع التهمة اآلثمة والباطلة التي يلصقها البعضبالشيعة

وعلمائهم، والتي تحاول أن تحملهم وزر بعض السفهاء المشبوهين الذينطعنوا

، وسيتضح في هذا المحور أن القولPفي عرض أشرف خلق الله محمد بنزاهة

عن فاحشة الزنا هو القول المعروف والمشهور، بل والمجمع Pأزواجه عليه

لدى علمائنا، األموات منهم واألحياء. في بيان الموقف الشرعي من الذين يتناولون عرضالمحور السادس:

نبي من، ويتهمون زوجاته بالزنا، دونP، وال سيما عرض نبينا محمد Rاألنبياء

أن يتقوا الله في نبيهم، أو يراعوا له حرمة أو ذمة. ونتعرض فيه إلى حادثة مشهورة تعرضت فيها إحدىالمحور السابع:

زوجاتإلى اتهام ظالم، حيث نالتها بعض األلسنة ورموها بارتكاب Pالنبي األكرم

الفاحشة، األمر الذي أثار لغطا واسعا في أوساط المجتمع اإلسالمي فيالمدينة

Pالمنورة، ولم ينته هذا اللغط إال بنزول الوحي منزها ومبرءا زوجة النبي تلك

مما اتهمت به. ، أو طهارةQونبحث فيه مسألة نزاهة نسب النبي المحور الثامن:

مولدهمن جهة األب واألم، وهو بحث نستكمل فيه الحديث حول نزاهة أزواج

، ألن المسألتين تندرجان في باب واحد وتشتركان في الدليلRاألنبياء العقلي عينه.

Pالموقف العام من زوجات النبي 33

المحور األولRالموقف العام من زوجات األنبياء

نا Rما هو الموقف من زوجات األنبياء بشكل عام، وزوجات نبي بشكل خاص؟ وهذا الموقف سوف نوضحه من خالل النقاط Pمحمد التالية:

االحترام ال العصمة.1 االحترام ال يمنع من النقد الموضوعي.2 النقد ال يعني التجريح والشتم.3ال تسري إلى زوجاته P عصمة النبي 1

بشكل خاص ونزاهتهم Pبشكل عام ونبينا محمد Rإن عصمة األنبياء عن الذنوب والمعاصي وعن كل ما يشين هي من القضايا العقدية المتفق

عليهامنزه عن كل عيب، ومبرأ من كل Qبين علماء المسلمين قاطبة، فالنبي

ه في عقله وقلبه وسلوكه وخلقه، فعقله ال ينبض إال دنس، فهو الطهر كلبالحق،

وقلبه ال يخفق إال بالطهر، وسلوكه ال يتحرك إال بما تقتضيه مكارم األخالق ومحاسن الصفات، أجل قد تختلف اآلراء في بعض تفاصيل العصمة، من

قبيل قضية العصمة عن الذنوب قبل البعثة، حيث تذهب بعض الفرق اإلسالمية

إلىيجوز عليهم ارتكاب الذنوب الصغيرة قبل البعثة وبعدها، Rأن األنبياء

وتذهب فرق أخرى (ومنهم الشيعة اإلمامية) إلى أن العصمة ال تتجزأ، فاليجوز

المحور األول34

فعل قبيح وارتكاب ذنب صغير أو كبير، قبل النبوة Rعلى األنبياء .(((وبعدها

، حيثQومن موارد الخالف في موضوع العصمة ما يتصل بنسب النبي وأجداده وصوال إلى Pوقع الكالم بينهم أنه هل يلزم أن يكون آباء النبي

موحدين أم ال؟ Qآدم من الشرك، فإن بعض Rفبينما ذهب الكثيرون إلى ضرورة طهارتهم

األعالم

قد شكك في ضرورة ذلك لعدم الدليل بنظره على ذلك، بيد أن ثمةنقطة إجماعية

في هذا المقام، أو قدرا متيقنا وموضع إجماع لدى كافة العلماء، وهيضرورة طهارة

من الزنا، كما سيأتي توضيحه في المحور الثامن. Pآباء النبي ، فهلRونسبه، وأما زوجات األنبياء Pهذا ما يتصل بشخصية النبي

وعصمته الزوجية Pيمكن أن يرتكبن الفاحشة سواء كن في حبال النبي أم لم

وهن باقيات على عصمة الزوجية Pيكن كذلك، كما لو توفي عنهن النبي إلى

حين وفاته؟ وهذا ما نخصص له هذه الدراسة. أجل فيما عدا مسألة نزاهتهن عن الزنا فإن ثمة إجماعا إسالميا على أن

نساء لسنا معصومات عن الذنب، فمن الممكن أن يصدر عنهن ما Pالنبي يصدر

عن غيرهن من النساء أو الرجال من تجاوزات شرعية، فقد يعصين اللهورسوله

ويتجاوزن التعاليم الشرعية، وهذا الرأي ال ينطلق من أنه ال دليل علىعصمتهن

فحسب، بل ألن الدليل القاطع على عدم عصمتهن موجود، والدليل هواآليات

بزک کالقرآنية التالية الواردة في شأن زوجتي نوح ولوط، قال تعالى: ک

گ گ گ گ ڳ ڳڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ںہں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀØ ۀØ ھ بر ہ ہ ہ

]، على أن الواقع التاريخي هو خير دليل على ذلك.10[التحريم .338(( ( أنظر: الذخيرة في علم الكالم للسيد المرتضى ص

Pالموقف العام من زوجات النبي 35

ر في استثناء الزنا عن سائرويبقى في المقام سؤال وهو: ما السالمعاصي؟

أن ترتكب المعاصي األخرى والتي قد Qفإذا كان باإلمكان لزوجة النبي ، بل والكفر برسالته، كماQتصل إلى حد التمرد والعصيان وعداوة النبي

هو

، فما الذي يمنع من ارتكابهن لفاحشةLالحال في زوجتي نوح ولوط الزنا،

وهي ليست أشد قبحا من الكفر؟الفاحشة Q: إن المفروض أو المدعى أن ارتكاب زوجة النبي والجواب

وتأثير سلبي على دعوته، مما قد ال Pفيه مس كبير بزوجها وهو النبي تستوجبه

سائر الذنوب، األمر الذي يفرض تحصين زوجته من هاتيك المعصية، تحصيناالتي ال تكتمل Pنفسه، باعتبار أن ذلك مما تقتضيه عصمة النبي Qللنبي

Qإال بذلك، فامتناع الزنا عليهن مرده إلى أن ذلك يؤدي إلى المس بالنبي نفسه، فهل يتم دليل ذلك؟ هذا ما يتكفل البحث اآلتي ببيانه.

بين اإلمكان والوقوعوتجدر اإلشارة إلى أن البحث في هذه المسألة يقع على صعيدين: وهما

اإلمكان والوقوع.صعيد اإلمكان، فهل يمكن صدور هذه المعصية من زوجة النبي ،األول:

Qنفسه؟ Qأو أن ذلك مستحيل، كاستحالة صدور المعصية من النبي

واالستحالة هنا تعني أن الله تعالى بلطفه وحكمته يتدخل لمنع وقوعزوجاتوحماية لدورهم Rفي هذا الفعل الشنيع، تحصينا ألنبيائه Rاألنبياء

الرسالي.أم ال؟ Rصعيد الوقوع، فهل وقع ذلك من بعض زوجات األنبياء الثاني:

ومن الواضح أن البحث على الصعيد الثاني مرتبط ارتباطا وثيقا بالبحثعلى

الصعيد األول، والنتيجة في أحدهما تؤثر على النتيجة في اآلخر، فلو ثبتبالدليلالمحور األول

36ال سمح الله بهذا العمل القبيح فهو Rالقاطع وقوع إحدى زوجات األنبياء

بنفسه سوف يشكل دليال حاسما على اإلمكان وعدم االستحالة، باعتبارأن خير

دليل على اإلمكان هو الوقوع. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن البحث على المستوى األول قد ال

ينتهي لكن ذلك ال يعني Qإلى االستحالة استحالة صدور الزنا من زوجة النبي

، ألن الوقوع يحتاجQبطبيعة الحال إقرارا بصدور ذلك من زوجة النبي إلى

دليل، والدليل مفقود، كما سنالحظ.ولهذا فإننا حتى لو لم نجد دليال عقليا على استحالة صدور الزنا من زوجة

، ولم نجد دليال نقليا أو نحوه على نفي وقوع ذلك، فإنه يكفيناQالنبي عدم

وجود دليل موثوق به على الوقوع، فعدم الدليل على الوقوع كاف لمنعاتهام

بذلك العمل القبيح، ويحتم الكف عن Qأية امرأة وال سيما زوجة النبي Qالخوض فيه، فأعراض الناس جميعا لها حرمتها، فكيف بعرض النبي !

ال تمنح Qإن دخول المرأة في عالقة زوجية مع النبي خالصة القول: هذه المرأة عصمة وال عدالة، وال تحصنها من المساءلة والمؤاخذة يوم

القيامة،ين من أنبياء الله يصرح القرآن الكريم بانحرافهما Rفهاتان زوجتان لنبي

عنين ، وبدخولهما النار مع الداخلين، ولكن ذلك أعنيLخط ذينك النبي

قد يكون كفيال في تحصينها من ارتكاب الفاحشة، ال Qزوجيتها للنبي لخصوصية في ذات المرأة، بل لخصوصية النبوة التي يربطها بها رباط

الزوجية.Pزوجات النبي

فإنه يجري عليهن ما Pواألمر عينه ينطبق على زوجات رسول الله محمد ، وال دليل في نظرنا على عصمتهنRجرى على سائر زوجات األنبياء

وال على ضرورة عدالتهن، وهذا ما يؤكده القرآن الكريم، ونصت عليهكتب

Pالموقف العام من زوجات النبي 37

في Pالسيرة واألحاديث المختلفة، إن لجهة ما فعلنه مع رسول الله حياته،

،Pمن خالل ما صدر من بعضهن من تصرفات أدت إلى إيذاء رسول الله حتى

أنه اعتزلهن وحرم بعضهن عليه، وقد عكست لنا سورة التحريم فصالجليا عما

، مما أوجب توجيه تهديد إلهي لهن بأنهما إن لم(((صدر من اثنتين منهنيتوبا

بز ڦ ڦ ڄخيرا منهن، قال تعالى: Pإلى الله تعالى فإن الله سيبدله

ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇڍ ڍڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ

Øڳڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻڻ ڻ ۀۓۀØ ھ ھ ھ ھ ڭ ڭ ۓ ے ے ہ ہ ہ ہ

]، أو لجهة ما صدر5 3[التحريم ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ بر من قيادة الجيش في وجه Pمن إحداهن وهي عائشة بعد وفاة النبي

الخليفةفي معركة طاحنة ذهب ضحيتها آالف المسلمين، Qالشرعي اإلمام علي

كما هو معروف ومشهور. ومن هنا فإنه حتى لو قيل بتوبتهن بعد ذلك فليس ثمة ما يمنع من قراءة

هذه األحداث وتوصيف ما جرى فيها وبيان الموقف منها، بل إن هذه القراءة

قد تكون ضرورية ومهمة الستخالص الدروس والعبر منها، طبقا للمنهج القرآني

القائل: ].111[يوسف بز ئا ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇئۆ بر

وجوب التعظيم واالحترام2ال يمنحها عصمة أو حصانة من Qإن ما قلناه من أن زواج امرأة من النبي

ارتكاب األخطاء أو المخالفات الشرعية، إن ذلك ال ينافي إطالقا لزومالتعامل

((( وهما عائشة وحفصة، كما ورد في أسباب النزول وذكره المؤرخون والمحدثون، أنظر: جامع البيانللطبري ج

، وغيرها من المصادر.148 ص 6 ، وج 104 ص 3 ، وصحيح البخاري ج 206 ص 28المحور األول

38 بكل احترام وتقدير، وذلك احتراما لصلتهن برسول الله Pمع نساء النبي

P، وهذا أمر فضال عن كونهPوإكراما لجنابه ورعاية لحقه وحفظا لحرمته

عقالئيا يدل عليه عدة وجوه أهمها:ۅبز ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ قوله تعالى: أوال: بر..ٷ

].6[األحزاب يقول السيد المرتضى: »وفسر ذلك بتفسيرين:

أنه تعالى أراد أنهن يحرمن علينا كتحريم األمهات.أحدهما: أنه يجب علينا في تعظيمهن وتوقيرهن مثلما يجب علينا فيواآلخر:

أمهاتنا،«)))ويجوز أن يراد األمران معا فال تنافي بينهما .

: »والمعنىۅبز ۋ ۋ برويقول الشيخ الطوسي في تفسير قوله تعالى: «)))أنهن كاألمهات في الحرمة وتحريم العقد عليهن .

وقال العالمة الحلي: »وليست األمومة هنا حقيقية، بل المراد تحريمنكاحهن

«)))ووجوب احترامهن، ال أنه يحل النظر إليهن وال الخلوة بهن.. . ولك أن تتساءل باستغراب: أين احترام األم عندما يتهمها ابنها بارتكاب

الفاحشة؟!بز ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈقال تعالى: ثانيا:

]، وإذا53[األحزاب ی ی ی ی ئج بر ىئ ىئىئئې ئې ئې بعد وفاته يؤذيه فما بالك بالحديث Pكان الحديث عن الزواج بنساء النبي

عنارتكابهن أو بعضهن للفاحشة !

.65 ص 4(( ( رسائل الشريف المرتضى ج .318 ص 8(( ( التبيان ج

ص12 ، والعبارة نفسها نجدها عند المحقق الكركي في جامع المقاصد ج 568ص 2(( ( تذكرة الفقهاء ج 64،

.105 ص 23 ، والحدائق الناضرة ج 81 ص 7ونظيره ما جاء في مسالك األفهام ج Pالموقف العام من زوجات النبي

39Qسيرة اإلمام علي

Pوتعامله مع زوجات رسول الله Qولنا في سيرة أمير المؤمنين علي خير

،Pشاهد ودليل على ضرورة احترامهن ورعاية مكانتهن من رسول الله وإن ما

مع أم المؤمنين عائشة بالخصوص بعد انتهائه من Qفعله أمير المؤمنين معركة

الجمل يكشف عن سلوك أخالقي رفيع، فهو قد عض على الجراح،وتغاضى

عن اآلالم، وتعامل معها بغاية االحترام والتقدير، رعاية منه لحق رسولPالله ،

فبالرغم من فداحة الخطب وهول الكارثة وعظيم الجرأة في الخروجعليه وانتهاك

حرمته وهو الحاكم الشرعي العادل الذي بايعه عامة المهاجرين واألنصاروعلى

رأسهم قادة الحرب في الجمل، وبالرغم مما ترتب على تلك الحربالضروس من

ومشروعه اإلسالمي، وما وقع من شرخ كبير في جسم Qإرباك حركته األمة،

لم يفقد توازنه، ولم يدفعه كل ذلك ليتصرف Qفإن أمير المؤمنين بطريقة انتقامية

تعتمد أسلوب التشفي واالنتقام أو الشماتة مع خصومه وأهل حربه، كالوحاشا!

وال شيمه، ولهذا فقد تجاوز وصفح وتصرف Qفهذه ليست أخالق علي بنبل ال

دا أخالق اإلسالم الحنيف، وسن في أهل الجمل سنة غدت نظير له، مجس مصدرا

للشرعية لدى فقهاء المسلمين قاطبة في حالة االقتتال الداخلي بينفريقين مسلمين،

هذا ما فعله مع عامة أهل الجمل.مع السيدة عائشة بالخصوص، وهي التي أضفت Qوأما ما فعله

بخروجها إلى تلك الحرب الضروس ووقوفها طرفا فيها نوعا من»المشروعية «

وقلب كل غيور Qعليها وساهمت في تعبئة النفوس بما أدمى قلب علي على األمة وحريص على عزتها وتماسكها، ألنه لم يكن هناك مبرر لهذه

الحربمعها هو أنه: Qالتي حصدت أرواح آالف المسلمين، إن ما فعله

: أعادها إلى المدينة المنورة معززة محترمة، فقد »أنفذ معها أربعينأوالامرأة

ألبسهن العمائم والقالنس وقلدهن السيوف وأمرهن أن يحفظنها ويكنعن

المحور األول40

يمينها وشمالها ومن ورائها، فجعلت عائشة تقول في الطريق: اللهمافعل بعلي

بن أبي طالب ما فعل بي، بعث معي الرجال ولم يحفظ بي حرمة رسولPالله !

فلما قدمن المدينة معها ألقين العمائم والسيوف ودخلن معها، فلمارأتهن

وسبه! وقالت: جزى الله ابن Qندمت على ما فرطت بذم أمير المؤمنين أبي

P«)))طالب خيرا فقد حفظ في حرمة رسول الله .

فانظر إلى هذا السلوك األخالقي الرفيع والذي يكشف لك وينبئك عنغاية

وهو المنتصر في حرب Qالنبل والسمو والشهامة لدى صاحبه، فعلي الجمل لم تأخذه نشوة النصر، فيمارس االنتقام مع خصومه وأهل حربه،

وقد إلى بيتها مهانة ذليلة، وإنما أمر Pأبت عليه غيرته أن يعيد زوجة النبي

بإعادتها على هذه الكيفية التي ملؤها االحترام والتوقير، ولم يرض بأن يرسل

معها أحدا ، غيرة منه عليها، بل أرسل(((من الرجال باستثناء أخيها محمد بن أبي بكر

معها النسوة المقنعات وأمرهن بأن يحفظنها ويحطن بها من كل الجوانب

رعايةلسترها وحجابها!

رفض رفضا قاطعا أن تمس بسوء، ولما طلب بعض جنوده منه أنثانيا: يقسم

وأيكم يأخذ أمكمعليهم غنائم معسكر أهل الجمل قال زاجرا لهم: »عائشة في

«))).وأنا أستغفر الله قالوا: نستغفر الله، فقال: سهمه؟! وأما فالنة فأدركها رأي النساءفي حقها كلمة ذات داللة: » Qوقال

وضغن غال في صدرها.. ولها بعد حرمتها األولى والحساب«))).على الله

وقال منددا بما فعله طلحة والزبير من إخراجها (عائشة) إلى الحرب: ..» .415 من مصنفات الشيخ المفيد ص 1((( أنظر: كتاب الجمل للشيخ المفيد، ج

.274 ص 7((( أنظر: البداية والنهاية البن األثير ج .301 ، وأنظر: تنزيه األنبياء للسيد المرتضى ص 98 ص 1(( ( اإلمامة والسياسة البن قتيبة ج

.84 ص 2(( ( نهج البالغة ج Pالموقف العام من زوجات النبي

41 دريئة يقاتالن بها، فأي خطيئة أعظم مما(أي عائشة) فاتخذاها

أتيا! أخرجا وكشفا عنها حجابا ستره الله جل Pأمهما زوجة رسول الله

اسمه عليها ، فالحظ كيف((( P!..«وصانا حالئلهما، ما أنصفا الله وال رسوله

يعتبر أميرإخراجهما ألم المؤمنين في هذه الحرب هتكا لحجابها وخيانة Qالمؤمنين

، وهذا كالم ال يفوه به إال الحريص على عرض رسول اللهPلله ولرسوله هو عرض كل مسلم أبي، Pوالغيور على كرامته، ألن عرض رسول الله

وكرامته هي عنوان كرامة األمة بأجمعها.أدب بعض صحابته ممن Qوتنقل بعض المصادر التاريخية أنه ثالثا:

تعرضوا لها بالسوء وأغلظوا لها بالقول، وذلك عقيب االنتهاء من معركةالبصرة،

أمر بجلدهم. Qوكانت عقوبتهما هي أنه يقول ابن كثير في »البداية والنهاية » :« ثم جاء علي إلى الدار التي فيها

أم المؤمنين عائشة، فاستأذن ودخل، فسلم عليها ورحبت به، وإذا النساء

في دار بني خلف يبكين على من قتل منهم: عبد الله وعثمان ابنا خلف، فعبد الله

قتل مع عائشة، وعثمان قتل مع علي، فلما دخل علي قالت له صفية امرأة

عبد الله، أمطلحة الطلحات: أيتم الله منك أوالدك كما أيتمت أوالدي!

فلم يرد عليها علي شيئا، فلما خرج أعادت عليه المقالة أيضا فسكت! فقال له رجل: يا أمير المؤمنين أتسكت عن هذه المرأة وهي تقول ما

تسمع؟! ويحك! إنا أمرنا أن نكف عن النساء وهن مشركات، أفالفقال:

نكف عنهن؟!وهن مسلمات

فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إن على الباب رجلين يناالن من عائشة، .210 ص 2 ونحوه ما في تفسير القمي ج 419(( ( المسترشد محمد بن جرير الطبري اإلمامي ص

المحور األول42

بن عمرو أن يجلد كل واحد منهما مائة وأن يخرجهما((( فأمر علي القعقاعمن

«)))ثيابهما! .وثمة رواية أخرى لهذه الحادثة تختلف عنها في بعض التفاصيل، ونحن نذكرها ألهميتها، والشتمالها على بعض المضامين العالية والجميلة في

كيفية مع السيدة عائشة وسائر النساء وهي ما Qتعامل اإلمام أمير المؤمنين

رواهالطبري في تاريخه قال:

ثم دخل البصرة فأتاه الناس، ثم راح إلى عائشة على بغلته، فلما انتهىإلى دار عبد

الله بن خلف، وهي أعظم دار بالبصرة وجد النساء يبكين على عبد اللهوعثمان ابني

مختمرة تبكي، فلما رأته قالت: يا((( خلف مع عائشة، وصفية ابنة الحارثعلي يا

يا مفرق الجمع أيتم الله بنيك منك كما أيتمت ولد عبد الله((( قاتل األحبةمنه!

فلم يرد عليها شيئا، ولم يزل على حاله حتى دخل على عائشة، فسلمعليها

وقعد عندها، وقال لها: جبهتنا صفية، أما إني لم أرها منذ كانت جاريةحتى اليوم.

فلما خرج علي أقبلت عليه، فأعادت عليه الكالم، فكف بغلته، وقال: أما لهممت وأشار إلى األبواب من الدار أن أفتح هذا الباب وأقتل من فيه،

ثم هذا فأقتل من فيه، ثم هذا فأقتل من فيه، وكان أناس من الجرحى قد لجأوا

إلى عائشة،فأخبر علي بمكانهم عندها فتغافل عنهم، فسكتت، فخرج علي.

، وقال:Qفقال رجل من األزد: والله ال تفلتنا هذه المرأة، فغضب علي وله أثر عظيم في قتال الفرس في P» ))) هو القعقاع بن عمرو التميمي، قيل: إنه شهد وفاة رسول الله

القادسية Qوغيرها، يقال: إن أبا بكر قال: صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل، وشهد الجمل مع علي

وكان .662 ص 3الرسول في الصلح يومئذ بين الفريقين وسكن الكوفة «، تاريخ اإلسالم للذهبي ج

.274 273 ص 7((( البداية والنهاية ج .98 ص 2(( ( هي زوجة عبد الله بن خلف الخزاعي، أنظر: مناقب آل أبي طالب البن شهر آشوب ج

بذلك قال لها: إني ال ألومك أن تبغضيني يا صفية وقد قتلت جدك Q((( وقد روي أنها لما خاطبت اإلمام يوم

.98 ص 2بدر وعمك يوم أحد وزوجك اآلن.. أنظر: مناقب آل أبي طالب ج Pالموقف العام من زوجات النبي

43 صه ال تهتكن سترا، وال تدخلن دارا، وال تهيجن امرأة بأذى، وإن شتمن

أعراضكم وسفهن أمراءكم وصلحاءكم، فإنهن ضعاف، ولقد كنا نؤمر بالكف عنهن

وإنهن لمشركات، وإن الرجل ليكافئ المرأة ويتناولها بالضرب فيعير بها عقبه

من بعده،فال يبلغني عن أحد عرض المرأة، فأنكل به شرار الناس.

ومضى علي، فلحق به رجل فقال: يا أمير المؤمنين قام رجالن ممنلقيت

على الباب فتناوال من هو أمض لك شتيمة من صفية. قال: ويحك لعلها عائشة، قال: نعم، قام رجالن منهم على باب الدار

فقالأحدهما: جزيت عنا أمنا عقوقا، وقال اآلخر: يا أمنا توبي فقد خطئت.

فبعث القعقاع بن عمرو إلى الباب، فأقبل بمن كان عليه، فأحالوا علىرجلين،

فقال: أضرب أعناقهما، ثم قال: ألنهكنهما عقوبة، فضربهما مائة مائةوأخرجهما

«)))من ثيابهما .المشار إليه وسلوكه Qوينبغي أن يكون واضحا أن موقف أمير المؤمنين

الرفيع هذا ما كان ليتغير قيد أنملة لو كانت الخارجة عليه زوجة أخرىمن زوجاتواحدة ال تتغير وال تتجزأ. P، فإن غيرته على رسول الله Pرسول الله

ويستوقفنا في المقام أمر، وهو أن ما قاله الرجالن في مواجهة عائشة ال يستوجب الحد ليجلد كل واحد منهما مائة جلدة، والجلد تعزيرا وتأديبا

يفترضأن ال يبلغ مقدار الحد كما هو معروف لدى الفقهاء!

ولذا قد ال نجد تفسيرا لذلك سوى أن ثمة خصوصية في المقام استوجبت ذلك، وهي أن التي تناوالها بالكالم الجارح وغير المؤدب هي زوجة النبي

P Pما استدعى بلوغ العقوبة مستوى الحد، رعاية لرسول الله واحتراما

لعرضهوكرامته.

.544 543 ص 3(( ( تاريخ الطبري، ج المحور األول

44 االحترام ال يلغي النقد3

إنما يمنع من توجيه أية إهانة أو إساءة لهن، أو Pواحترام زوجات النبي أي

تعرض أو انتهاك لكرامتهن، لكنه ال يمنع من دراسة مواقفهن التاريخيةدراسة نقدية

موضوعية، تهدف إلى التعرف على حقائق التاريخ ومجرياته ومحطاتهالمختلفة،

ومن الطبيعي أن علينا أن نفرق بين النقد والتجريح، فإن النقد ال يعنيإطالقا انتهاك

حرمة اآلخر والتعرض له بالسب والطعن أو النيل من كرامته، وإذا لمنعمل على

التفكيك بين األمرين واعتبرنا أن كل نقد هو تجريح، فإن ذلك سيعنيتجميد عملية

أو Pوسيرتهن معه Pالبحث التاريخي، ليس فيما يتصل بزوجات النبي مع غيره

فحسب، بل وفيما يتصل بعموم سيرة أصحابه أيضا، وهذا األمر غيرمقبول وال يستند

إلى منطق أو حجة، وله تداعيات سلبية كثيرة: هو سوف يضيع علينا الكثير من حقائق التاريخ ومجرياته، مع ماأوال:

تتضمنه من دروس وعبر لنا، فطي صفحات التاريخ وإهمال أحداثه هو أمر يرفضه

العقل السليم، كما يأباه المنطق القرآني الذي أكثر من الحديث عن األمم

الماضيةوشؤونها وشجونها، وإخفاقاتها ونجاحاتها، ودعانا الكتشاف السنن الحاكمة

على حركة التاريخ، ووجهنا إلى قراءته قراءة من ال يرمي إلى السكونفيه، بل

بز ئا ئە ئە ئوقراءة من يريد استلهام العبر والدروس منه، قال تعالى: ].111[يوسف ئو ئۇ ئۇئۆ بر

إن إسباغ هالة من القداسة على األشخاص غير المعصومين، أوثانيا: على

مرحلة زمنية معينة من تاريخنا هو أمر غير مفهوم وال مبرر له علىاإلطالق،

واألمر المخيف أن ذهنية التقديس هذه انسحبت على العصور اإلسالميةاألولى

عامة، وربما امتدت إلى ما هو أبعد من تلك المرحلة أيضا، فغدونا نقدسغير

المقدس ونمنح العصمة لغير أهلها، األمر الذي شكل عائقا جديا أمامإعادة

قراءة تلك المرحلة المهمة من تاريخنا اإلسالمي.Pالموقف العام من زوجات النبي

45

معوقات القراءة النقدية لتاريخنا وقد حاول البعض إعطاء ذلك التقديس بعدا شرعيا دينيا من خالل

التمسك ببعض خير الناس قرني، ثم Pاألحاديث والروايات، من قبيل ما روي عنه » :

الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه

«)))شهادته . ولكن هذا الحديث إنما يشير إلى حالة التردي التي ستصيب األمة شيئا

فشيئا، وهذا ال يعني أنه بصدد إعطاء نوع من العصمة لقرنه أو ألهل قرنه، بحيث

يمنع ذلك من دراسة هذا العصر وأحداثه ومجرياته وتقييم األدوار التي قام بها

رموزه ، فهي خيرية لتلك(((وشخصياته، ألن الخيرية للقرون األولى إن ثبتت

المرحلة على نحو اإلجمال، باعتبار أنها كانت أقرب إلى الخير، وليس معنى ذلك

إضفاء شرعية على كل ما جرى في ذلك الزمان، أو إعطاء عصمة لكل أفراد

ذلك المجتمع، أو تفضيلهم فردا فردا على غيرهم، فهذا ما ال داللة للحديث

عليه، والالواقع الخارجي يصدقه.

ولهذا فإني أعتقد أن ثمة موانع مصطنعة تحول دون قراءة تاريخنااإلسالمي

قراءة موضوعية تتحرى الحقائق وتستهدي السنن وتأخذ الدروس والعبر،وأهم

هذا الموانع هو نظرية »تقديس العصر األول « بكل شخصياته ورموزه، استنادا

إلى نظرية »خير القرون « الواردة في الحديث المشار إليه، أو استناداإلى نظرية

ولو مرة، أو P»عدالة الصحابة « والتي تمنح كل صحابي رأى رسول الله جالسه

ولو سويعة من الزمن نوعا من القداسة، والحال أنها نظرية ال تدعمهاحجة وال

، ولهذا فنحن ال نوافق على إسدال ستار من التعتيم(((ينهض بإثباتها الدليلعلى

.151 ص 3((( صحيح البخاري ج ((( وإنما أقول لو ثبتت، ألن لدي قراءة نقدية لذلك، أعني لنظرية التقهقر الحضاري، راجع: كتاب عالمات

الظهور .14حلم االنتظار ووهم التطبيق ص

(( ( أنظر لمزيد من التعرف على عدم صحة هاتين النظريتين كتاب: نقض الوشيعة للسيد محسن األمين ،66 59ص

وغيره.المحور األول

46 مجريات العصر اإلسالمي األول وأحداثه بأمثال هذه الحجج الواهية، بل

إن من الضروري دراسة تلك المرحلة من تاريخنا بحلوها ومرها، بظاهرها

وباطنها، بمالها وما عليها، وذلك بهدف:

أ استخالص الدروس والعبر من أحداثه التاريخ ومجرياته، واستلهامرموزه وعطاءاته، وهذا ال يمكن أن يحصل إال في ظل قراءة نقدية

موضوعية محايدة ال تتخذ موقفا مسبقا من األحداث والرموز، وال ترميإلى التجمد في الماضي، وال التنازع باسم التاريخ ورجاالته، وال تنطلق

من خلفية انتقامية معبأة بالعواطف واألحقاد ضد هذا التاريخ أو صانعيهعلى خلفية ما فعلوه من جرائم وجنايات، وبغير هذه القراءة فإني أعتقد

أنه لن يتسنى لنا أخذ صورة صحيحة قريبة من الواقع عن هذا التاريخ، وبالتالي لن يتسنى لنا اإلفادة من فتح صفحاته وإعادة قراءته، بل

سيتحولهذا التاريخ إلى مشكلة إضافية نتصارع عليها، وتضاف إلى مشاكلنا

ومشاغلنا الكثيرة.ب التعرف على ديننا، فقها وعقيدة، فإنه أي الدين إنما يؤخذ عن هؤالء

، ومن المعلوم أن دراسةPالصحابة والتابعين فيما رووه عن رسول الله أحوال هؤالء الصحابة ومعرفة الكاذب منهم من الصادق والثقة الضابط

من غيره سوف ينعكس على التعامل مع روايات هؤالء. فلدراسة تلك المرحلة الحساسة من تاريخنا اإلسالمي أكثر من فائدة

مرجوة، فباإلضافة إلى التعرف على السنن الحاكمة على التاريخ، هناك فائدة

فقهية،وأخرى عقدية .

Pالموقف العام من زوجات النبي 47

رفض المجامالت وأعتقد أن علينا أن نبتعد عن المجاملة في هذه القضايا، ألنه ال مجاملة

في قضايا الدين واالعتقاد، ومن هنا ففي الوقت الذي ندين فيه اإلساءة إلى

عفة بأجمعهن ونرفض إلقاء التهم جزافا، أو اللجوء إلى Pزوجات النبي

أساليبالسب والشتم، فإننا نرفض إقفال البحث في هذه القضايا تحت أي ذريعة

أو حجة، وندعو إلى قراءة هذا التاريخ بعين البصيرة سعيا للتعرف علىحقائقه.

وفي ضوء ذلك، فإننا وفيما يتصل بالموقف من السيدة عائشة ال نستطيع أن نغض الطرف عما جرى في معركة الجمل، فيوم البصرة لم يكن يوما

عاديا في تاريخ اإلسالم، أو قضية عابرة، أو حادثة بسيطة، فما جرى طبقا

للموازين الشرعية المتسالم عليها عند كافة المسلمين هو خروج جلي وموصوف

على اإلمام الشرعي والخليفة العادل، وما كان لعائشة أن تقع فريسة ذلك،

وتقود أو يقاد باسمها حربا ضروسا ذهب ضحيتها آالف المسلمين من

الطرفين،بز ڃ ڃ ڃ ڃ چمع أنها مأمورة بنص الكتاب أن تقر في بيتها،

]، كما أنها كغيرها من المسلمين33[األحزاب بر ..چ چ چڇ Qوالمسلمات ملزمة باتباع الخليفة الشرعي وهو اإلمام أمير المؤمنين

والذي بايعته جماهير األمة وأهل الحل والعقد منهم، وال يجوز ألحدالخروج

على الحاكم العادل أيا كان أو نقض بيعته، ما دام سائرا على هديالكتاب

Qوالسنة، فكيف إذا كان هذا الخليفة هو اإلمام علي بن أبي طالب المعروف

بعدالته ونزاهته وسابقته في اإلسالم والجهاد والتضحية واإليثار.وال يكاد يخفى على أحد أن يوم الجمل كان يوما ثقيال ومرا في تاريخ

المسلمين، وقد حفر جرحا عميقا وبليغا في وجدان األمة وفي جسمها، مؤسسا

لما بعده من أحداث أليمة وحاالت تمرد وانشقاق على الخليفة الشرعياإلمام

المحور األول48

، ومن أبرزها ما حدث في يوم صفين وما تاله من فتنة الخوارجQعلي في

النهروان، إلى غير ذلك من األحداث األليمة. إن موقف السيدة عائشة في كل هذه األحداث وسواها ليس فوق النقد،

تماماأو صحابته. Pكما هو الحال في مواقف غيرها من زوجات النبي

المسألة في ميزان العقل

49المحور الثاني

المسألة في ميزان العقلوالسؤال الجوهري الذي يطرح نفسه في المقام وقد طرحه علماء الكالم

ما ينافي العفة والشرف، Rقديما: هل يمكن أن ترتكب زوجات األنبياء أي

الفاحشة الموصوفة؟ أي نبي Qيظهر من مشهور العلماء أن صدور الفاحشة من زوجة النبي

كان هو أمر مستقبح عقال، وأن الله تعالى بمقتضى حكمته ولطفه يحولدون

وحفظا لدوره في تبليغ الرسالة، فإن ارتكاب Qوقوع ذلك، حماية لنبيه Qلما ينافي العفة سيكون سببا لنفور الناس من النبي Qزوجة النبي

وابتعادهم عنه وعدم اإلصغاء إليه، وكيف ينقادون لرجل ترتكب زوجته أعماال

تنافي الشرف والعفة؟! ه) في تفسير خيانة460يقول الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (ت:

زوجتيبز ک ک ک گ گالواردة في قوله تعالى: Lنوح ولوط

گ گ ڳ ڳڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻہڻ ڻ ڻ ۀØ ۀØ ھ بر ہ ہ ]:10[ التحريم ہ

كافرة تقول للناس: إنه مجنون، Q»قال ابن عباس: كانت امرأة نوح وكانت

تدل على أضيافه، فكان ذلك خيانتهما لهما، وما زنت امرأة Qامرأة لوط

وإلحاق الوصمة به، Qنبي قط، لما في ذلك من التنفير عن رسول الله فمن

المحور الثاني50

إلى الزنا فقد أخطأ خطأ عظيما، وليس Qنسب أحدا من زوجات النبي ذلك

«)))قوال لمحصل . ه) في تفسير اآلية774وقال الحافظ الكبير ابن كثير الدمشقي (ت:

المذكورة: »أي خانتاهما في الدين فلم يتبعاهما فيه، وليس المراد أنهماكانتا

على فاحشة حاشا وكال ولما، فإن الله ال يقدر على نبي أن تبغي امرأته،كما قال

ابن عباس وغيره من أئمة السلف والخلف: »ما بغت امرأة نبي قط «،ومن قال

«)))خالف هذا فقد أخطأ خطأ كبيرا .رات تحصين النبي من المنف

والسؤال: هل أن العقل يحكم فعال كما يقول هؤالء األعالم بأن اللهتعالى

Rال يمكن من حصول هذا األمر بالنسبة لزوجات األنبياء ؟ والجواب: إن العقل يدرك مسألة أساسية، وهي أن الله تعالى بمقتضى

لطفهمن كل مثلبة أو منقصة في شخصه Qوحكمته ال بد أن يحصن رسوله

أو فعله أو نسبه أو فيما يخصه من غير ذلك، إذا كانت هذه المثلبة تؤثربشكل

وتقف حجر عثرة أمام انتشارها وتحول Qسلبي كبير على دعوة النبي دون

وإقبالهم عليه وانقيادهم له، شريطة أن ال Qاستماع الناس إلى النبي يكون

نفورهم منه منطلقا من دوافع شخصية، أو فئوية عنصرية، أو من دوافعفرضتها

أجواء التقليد أو العناد والتمرد، أو ألنه يهدد مصالح طبقة معينة وما ألفوهمن

عادات وممارسات، بل لكون تلك المثلبة أو المنقصة تعد عيبا حقيقيا أو عرفيا

واجتماعيا، بحيث توجب اشمئزاز الناس عنه وانفضاضهم من حولهونفورهم

عنه، فإن إرسال نبي كهذا هو خالف الحكمة، وهذا ما ذكره علماء الكالم. .597 ص 3 ، وراجع: جوامع الجامع للطبرسي ج 52 ص 10(( ( التبيان ج

.269 ص 1 ، وانظر كتابه اآلخر قصص األنبياء ج 210 ص 1((( البداية والنهاية ج المسألة في ميزان العقل

51699يقول العالمة ابن ميثم البحراني (ت: ها ه): »ينبغي أن يكون منز

عن كل أمر ينفر عن قبوله، إما في خلقه كالرذائل النفسانية من الحقدوالبخل

والحسد والحرص ونحوها، أو في خلقه كالجذام والبرص، أو في نسبهكالزنا

ودناءة اآلباء، ألن جميع هذه األمور صارف عن قبول قوله والنظر فيمعجزته،

فكانت طهارته عنها من األلطاف التي فيها تقريب الخلق إلى طاعتهواستمالة

«)))قلوبهم إليه .منزه عن جميع المنفرات: Qوالمستفاد من هذا الكالم وغيره أن النبي

أ سواء كانت في شخصه الكريم.ب أو كانت في بعض الدوائر المقربة منه، مما ينعكس عليه ويعاب به.

، أعني ما كان من المنفرات في شخصه:واألول أ تارة تكون في خلقه كالرذائل النفسانية من الحقد والبخل والحسد

والحرصونحوها.

ب وأخرى تكون في جسده، كاألمراض المنفرة، من قبيل الجذاموالبرص.

أعني ما يكون منها في أهله والمقربين منه:والثاني، أ إما أن يكون في نسبه.ب أو يكون في زوجته.

عن كل المنفرات هي من مقتضيات اللطف اإللهي في Qونزاهة النبي تقريب الناس نحو الكمال، ويشهد لهذا الحكم العقلي بعض النصوص:

بز ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑک کقوله تعالى: أوال: ]، حيث يستفاد من هذه اآلية الشريفة أن48[العنكبوت ک ک بر

.127(( ( قواعد المرام في علم الكالم ص المحور الثاني

52مبرؤون من كل ما يوجب ارتياب المبطلين في نبوتهم، وال شك Rاألنبياء

فسيكون سببا الرتياب Qأن االنحراف األخالقي إذا وصل إلى بيت النبي المبطلين.

إن أيوب مع جميع Qما ورد في الحديث عن اإلمام الصادق » :ثانيا: ما

ابتلي به لم ينتن له رائحة، وال قبحت له صورة، وال خرجتمنه مدة من دم وال

قيح، وال استقذره أحد رآه، وال استوحش منه أحد شاهده، واليدود شيء من

جسده، وهكذا يفعل الله تعالى بجميع من يبتليه من أنبيائهوأوليائه المكرمين

عليه، وإنما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمرهلجهلهم بما له عند ربه من

«))).. .التأييد والفرج مثال من امرأة خاطئة ترتكب Qومع اتضاح ذلك نقول: إن زواج النبي

فاحشة الزنا مع كونها في حباله هو أمر قبيح ومستهجن، ولذا فإن اللهتعالى يمنع

،Qمن حصوله، لما تقدم من أنه يوجب نفور الناس عن النبي واشمئزازهم

مهمة Qمنه، كما يوجب ارتياب المبطلين في أمره، وال سيما أن للنبي إصالحية وتغييرية، وذلك سيؤثر سلبا على دعوته، فأنى له أن يؤثر في

إصالحالناس وبيته فاسد! فاألولى به أن يصلح بيته قبل إصالح اآلخرين.

النبي ال يختار الخاطئةبحسب كماالته الروحية ال يختار امرأة زانية أو مشركة Pعلى أن النبي

بز ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇللزواج بها، كما يشير إليه قوله تعالى: ].3[النور ڇ ڍ ڍ ڌ ڌڎ ڎ ڈ ڈ ژ بر

ٷبز ۈ ۈ ۋۋوهكذا قوله سبحانه وتعالى: .400((( الخصال للشيخ الصدوق ص

المسألة في ميزان العقل53

ې ې ې ې ىى ئا ئا ئە ۉ ۉ ۅ ۅ ]، وسيأتي البحث في داللة هاتين اآليتين الحقا.26[النور ئە بر

Rولكن حيث عرفت أنه ليس من الضروري أن تكون زوجات األنبياء ذنبا مما ال يشين ارتكابه زوجها، Qمعصومات، لذا فقد ترتكب زوجة النبي

وهذا ليس بمستحيل عقال، فمن الممكن أن تسرق أو تغتاب أو تقتل أوتكذب.. ومن

إن كان مبسوط اليد أن Qالطبيعي أنها لو فعلت ذلك فإن على النبي يؤدبها بما

تستحق، كما يؤدب غيرها من الناس، ألنه ليس هناك أحد فوق القانون.من ارتكاب Rهذا هو الدليل العقلي على ضرورة تنزيه زوجات األنبياء

الفاحشة.ولكن هذا الدليل قد تواجهه العديد من المالحظات:

المؤاخذة على ما ليس باالختيار!ونزاهته عن الخصال السيئة أو Q: إن عصمة النبي المالحظة األولى

ارتكاب األفعال القبيحة التي تدخل تحت اختياره هو أمر مفهوم ووجيه،وهو

موضع اتفاق في الجملة بين المسلمين، وأما تنزيهه عما هو خارج عنإرادته

مما يتصل بلونه أو نسبه أو ذريته أو ما تفعله زوجاته أو أبناؤه فهذا قد اليبدو

مفهوما في بادىء النظر، ألن ذلك بحكم خروجه عن إرادته فهو ليس ممايدخل

بز بج بح بختحت مسؤوليته وال يالم عليه، ألن قانون العدل اإللهي يقول: بم

[األنعام: یی بر ىئ ىئ ىئبز ئې ]، ويقول أيضا: 38[المدثر: بى بر ]، وعليه فال معنى الشتراط ذلك في النبوة.164

أو عدمها، ليقال: إن Qإن الكالم ليس في معذورية النبي والجواب: ما هو خارج عن اختياره ال يالم عليه وال يتصل بمسؤوليته، وإنما الكالم هو

في ضرورة إزالة المنفرات العامة عن طريق الدعوة والمعوقاتالعقالئية التي

المحور الثاني54

تؤثر سلبا في قبول الناس بها، وربما تعذر أو احتج بها أهل اللجاج والعنادأو

غيرهم للتشويش على الرسالة، فتكون إزالتها تتميما للحجة على الناس،كما قال ]، ولذلك فإن الله تعالى165[النساء بز ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ بر تعالى:

من كل ما يوجب الشين أو Pبمقتضى حكمته ال بد أن يحصن الرسول المعرة

ونفور الناس عنه، فإن ذلك سوف يشكل عائقا عن انقياد الناس له دونفرق

بين أن يكون ذلك عيبا في خلقه أو نسبه أو شخصه أو زوجاته أو بناتهوأوالده،

Rفهل ترى أن الناس تنقاد لنبي من األنبياء وهي ترى أن بناته مثاليقمن

بأعمال تخل بالشرف وهن في عهدته وبيته؟! أو أن زوجته تمارس الزنا،وربما

Qتلد له ولدا من الزنا وينسب الولد ظاهرا إلى النبي !؟ إن هذه األفعال وإن كانت ممكنة الصدور من كل إنسان باستثناء

المعصوم نفسه، بيد أن الله تعالى وحماية للدور الرسالي الذي يضطلع به

المعصوم، فإنه يحمي أسرته من أمثال هذه المنكرات والفواحش التي توجب االنفضاض

عنه.Pارتكاب الفاحشة بعد موت النبي .

إن هذا الدليل لو سلمنا به إنما ينفع في تنزيهالمالحظة الثانية: زوجة Qالنبي عن ارتكاب الفاحشة الموصوفة ما دام زوجها (وهو النبي) حيا

قائما بالدعوة وهي في وثاق الزوجية، أما أن تفعل ذلك بعد موته وانتشاردعوته

وال يثير Qوثبوت صدقه وظهور حجته فال يضر ذلك في مصداقية النبي مشكلة ذات أهمية.

إنه ال فرق بين حدوث ذلك في حياته أو بعد موته،ويمكن أن يجاب: فإن قبح

ذلك واستهجان العقل السوي له موجود في الحالتين، كما أن تأثيرهالسلبي على

وصدقية رسالته هو أمر قد يحصل ولو كان ذلك بعد Qشخصية النبي موته

وانتقاله إلى العالم اآلخر، ألن حصول ذلك مع زوجته الباقية على زوجيتهقد

المسألة في ميزان العقل55

يثير الريبة لدى المبطلين ويبعث على الشك في النفوس، بأنه لو كان نبياحقا لما

انحرفت زوجته وما حدث ذلك مع أهله وأقرب الناس إليه خصوصا إذاكانت

حيث يطلب عدم Pرسالته ممتدة مع الزمن كما في رسالة نبينا محمد التنفيرعنها.

ثم Qهل يمكن أن ترتكب الفاحشة قبل الزواج من النبي وقد تسأل: Qتتوب إلى الله توبة نصوحا فيتزوجها النبي ؟

ليس واضح التحقق في المقام، ولذا Qإنه التنفير من النبي والجواب: قد يقال: إنه ال مانع من الزواج منها، وهكذا قد يقال: إنه ال محذور في

ارتكابهابطالق أو نحوه، ولم تعد في عهدته وال تحت Qلذلك إذا فارقها النبي

مسؤوليته الزوجية المباشرة.باستحالة ذلك؟ Pلماذا لم يخبر النبي

: ما ذكره العالمة الخاجوئي من أنه »لو لم يجز ذلكالمالحظة الثالثةأعني

حين P لكان على رسول الله Qصدور فاحشة الزنا من زوجة النبي قذفت زوجته (يقصد بذلك ما حصل في قصة اإلفك اآلتية) أن يخبر بأنه ال

يجوز عليها، ولكنه بقي أياما والناس يخوضون فيه إلى أن نزل الوحي ببراءتها،

وكيفبر..بز ئا ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ ال يجوز وقد قال الله تعالى:

«))) ]، ولذلك لم يشترط أحد من العلماء عصمتهن عنه .30[األحزاب لبيان استحالة وقوع زوجته P: بأن عدم تصدي النبي ويالحظ عليه

بالزنا قد ال يكون سببه هو عدم إدراك العقل الستحالة ذلك، وإنما كان ذلك

انتظارا منه للوحي، ليثبت لكل الناس وال سيما المشككين والمنافقين، من خالل

هذاالطريق الواضح والغيبي نزاهة زوجته وبراءتها مما قذفت به.

.38((( جامع الشتات ص المحور الثاني

56وأما فيما يتصل باستشهاده باآلية المذكورة، فسوف يأتي التعليق عليه

والمناقشة فيه الحقا.

هذا وتجدر اإلشارة إلى أن العالمة الخاجوئي هو من القائلين بأنه لم تقعأية

بالفاحشة، وأن الالئق بمنصب النبوة نزاهتهن Rواحدة من زوجات األنبياء عنه وسالمتهن منه، وسنذكر نص كالمه الحقا، فهو في كالمه المتقدم إنما

يناقش في دعوى وجوب نزاهتهن عقال عن ارتكاب ما ينافي العفة، ولكنه يؤمن

بالنزاهةويعتقد بها لدليل آخر.

كيف تكون كافرة وال تكون فاجرة؟! كافرة، كامرأتي Q»كيف جاز أن تكون امرأة النبي المالحظة الرابعة:

نوحولوط ولم يجز أن تكون فاجرة؟! «

وقد أجيب على ذلك: بأن ثمة فارقا بين الكفر والزنا، فالكفر ليس منالمنفرات كما هو الحال في الزنا، وذلك ألن »األنبياء مبعوثون إلى الكفار

ليدعوهم ويستعطفوهم، فيجب أن ال يكون معهم (أي األنبياء) ماينفرهم (أي

الكفار) عنهم، ولم يكن الكفر عندهم أي عند الكفار مما ينفر، وكوناإلنسان

«)))بحيث تكون زوجته مسافحة من أعظم المنفرات .النبوة وتغيير العادات

إن المنفرات التي ال تألفها الطباع قد تكونالمالحظة الخامسة: ناشئة من

أو زوجاتهم عنها، Rاأللفة ومن التربية الخاطئة فال ضرورة لتنزه األنبياء بل

.(((إن الرسالة قد تأتي بتغيير هذه العادات في كثير من الحاالت 23 ، والتفسير الكبير للفخر الرازي ج 55 ص 3((( أنظر: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل ج

.173ص .37 ص 3((( وقد أشار إلى هذا المعنى الشيخ آصف محسني في صراط الحق ج

المسألة في ميزان العقل57

: أن هذا الكالم إنما يكون وجيها في المنفرات التيولكن يالحظ عليهتنشأ

من العادات االجتماعية دون المنفرات التي يأنفها اإلنسان بطبعه وفطرتهأو تدرك

العقول قبحها أو يأباها الذوق السليم، كما في ارتكاب الفواحشالمعروفة، ومن

للزنا هو من القبائح والمنكرات الموجبة Pالواضح أن ارتكاب زوجة النبي في نظر العقالء ونفورهم عنه، وهذا ما تؤكده Qلسقوط هيبة النبي

اآلياتالقرآنية الواردة في قصة اإلفك اآلتية.

الحسن والقبح عقليان أم شرعيان؟ Rإن القول باستحالة وقوع زوجات األنبياء المالحظة السادسة:

بارتكاب ما ينافي العفة، أقصد ارتكاب الفاحشة الموصوفة ليس مجمعا عليه عند

كافة المذاهب اإلسالمية، وإنما يتم عند القائلين بالحسن والقبح العقليين دون

منينكرون ذلك.

وقبل اإلجابة على هذه المالحظة يفترض بنا أن نقدم مقدمة صغيرة نبينفيها

المقصود بهذه المسألة، أعني كون الحسن والقبع عقليين، والمقدمةهي:

إن هناك اتجاهين مطروحين في علم الكالم في مسألة حسن األشياء أوقبحها:

فهناك االتجاه الذي تبناه العدلية وهم الشيعة والمعتزلة، وهو يرى أنحسن

ين، فالعدل مثال حسن في ذاته، ال األشياء وقبحها عقليان، وليسا شرعيألن

الشرع أمر به، بل إن حسن العدل الذاتي هو ما دفع المشرع لألمر به،والظلم قبيح

في نفسه ال ألن الشارع نهى عنه، بل إن قبحه الذاتي هو الذي دفعع للنهي المشر

عنه. ، وهو يرى أن(((وفي المقابل، هناك االتجاه اآلخر الذي تبناه األشاعرة

حسن األشياء وقبحها شرعيان، وليسا عقليين، فالعدل حسن ومطلوب ألن

الشرع أمر189 ص 8 ، وشرح المواقف ج 275 ص 3((( أنظر: المواقف لإليجي ج

المحور الثاني58

به، والظلم قبيح ومرفوض ألن المشرع نهى عنه، ولوال أمر الشارعبالعدل لما

كان حسنا، ولوال نهي الشارع عن الظلم لما كان قبيحا، بل لو أن الشرعنهى عن

العدل لصار قبيحا، ولو أنه أمر بالظلم لغدا حسنا! واستنادا إلى االتجاه الثاني فليس مستنكرا في حكم العقل أن تكون

زوجةامرأة زانية، وعليه فال يمكننا أن ندخل الرافضين للحسن والقبح Qالنبي

للفاحشة، ألن Qالعقليين في دائرة من يقول بقبح ارتكاب زوجة النبي العقل

وبغض النظر عن الشرع ال يقبح ذلك بنظرهم.وتعليقا على ذلك أقول: إن هذه المالحظة صحيحة من حيث المبدأ، فال

يمكن لمن ال يؤمن بأن حسن األشياء وقبحها عقليان أن ينكر إمكانيةصدور

. لكن وبناء على(((أو أن تكون أمه غير عفيفة Qالفاحشة من زوجة النبي ما

أشرنا إليه فيما سبق فإن ذلك ال يعني التزام هؤالء بإمكانية صدورالفاحشة من

، فضال عن صدورها بالفعل، فربما نهض لديهم دليل آخرRزوجات األنبياء للفاحشة، وهذا ما هو Qمن الشرع على عدم إمكان ارتكاب زوجة النبي

حاصل فعال، فقد نص بعض من ينكر حسن األشياء وقبحها العقليين علىعدم

، ولهذا وجدنا أن ابن كثير قد نصRصدور الفاحشة من زوجات األنبياء في

كالمه المتقدم على أن الله تعالى ال يقدر على ذلك، وهكذا غيره مناألعالم.

: إن العقل السليم يدرك أن الله تعالى إتماما للحجةوخالصة القولالمتمثلة

من كل عيب مشين يوجب Qبإرسال الرسل ال بد أن يحصن ساحة نبيه نفور

الناس عنه ويشكل عائقا حقيقيا أمام إقامة الحجة، حتى لو كان هذاالعيب ليس

وال يعد مسؤوال عنه بشكل مباشر. Qفي شخص النبي وما بعدها، وكتاب اإللهيات للشيخ السبحاني ج417(( ( أنظر: كشف المراد في شرح تجريد االعتقاد ص

1

، وما بعدها.231ص المسألة في ميزان العقل

59 وهذا الكالم على مستوى القاعدة العامة أو الكبرى، كما يعبر المناطقة،

ال غبار عليه، لكن على صعيد الصغرى وهي المفردة التي توجب نفور الناس

عنه، فإنها تبقى محل جدل وتأمل، وهي تخضع لثقافة الناس ورؤيتهم حول هذه

األمور،Qأو اإلمام Pفرب أمر كان فيما مضى موجبا النفضاض الناس عن النبي

أو القائد الرسالي باعتباره مصداقا للعيب االجتماعي المشين، لم يعدكذلك في

الزمن الحاضر، سواء كانت هذه الصفة في شخصه أو في نسبه أوزوجته، ما يعني

أن القضية متحركة ومتغيرة، وقد كان علماء الكالم يذكرون في عدادالمنفرات

. والظاهر أن النظرة إلى هذه الحرف(((أن ال يكون النبي حائكا وال حجاماأو

المهن في زماننا لم تعد تحمل هذا المعنى السلبي الكبير الذي يستوجبعدها

عنها. Rضمن المنفرات، التي ال بد أن يتنزه األنبياء

.305((( أنظر: إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين للعالمة الحلي ص دراسة المسألة على ضوء الكتاب

61المحور الثالث

دراسة المسألة على ضوء الكتاب قرآنيا تواجهنا مجموعة من اآليات الشريفة التي ترتبط بمقامنا، أو يدعى

أنهاناظرة إلى ما نحن فيه، وهي على نوعين:

عن ارتكاب ما Rما قد يستدل به على نزاهة نساء األنبياء النوع األول: ينافي

ال يختار زوجة له من بين النساء غير العفيفات، أو Qالعفة، ألن النبي يستدل به

مما اتهمت به من ارتكاب Pعلى تبرئة الله تعالى لبعض نساء نبينا محمد الفاحشة.

ما قد يستدل به على إمكانية أو فعلية صدورالنوع الثاني: الفاحشة (الزنا) من

Rبعض زوجات األنبياء . النوع األول: آيات البراءة1

أما النوع األول فيندرج فيه عدة آيات كريمة:الزاني ال ينكح إال زانيةبز ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇاآلية األولى: قوله تعالى:

].3[النور ڍ ڍ ڌ ڌڎ ڎ ڈ ڈ ژ بر وتقريب االستدالل بهذه اآلية المباركة يتصل اتصاال وثيقا بمعرفة نقطة

أساسية في مضمونها، وهي أن اآلية هل هي بصدد بيان حكم شرعي، أوأنها

بصدد اإلخبار عن سجية إنسانية معينة فحسب؟المحور الثالث

62:(((وال يخفى أن في اإلجابة على هذا السؤال اتجاهين لدى المفسرين

: وهو االتجاه الذي يرى أصحابه أن اآلية المباركة بصدداالتجاه األولإنشاء

بز ڃ ڃ چ، فجملة (((حكم شرعي، وهو تحريم الزواج بالزانية أو الزانيوإن كانت جملة خبرية،چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌڎ بر

ولكنها بصدد تشريع حكم مولوي، وهو حرمة الزواج بالزانية، واستعمالالخبر

وإرادة اإلنشاء (التحريم) شائع في االستعماالت، بل ربما قيل: إنه أبلغداللة

.(((على التحريم من اإلنشاء نفسهبزڎومما يؤكد هذا االتجاه ويؤيده ما جاء في آخر اآلية، أعني قوله تعالى:

، بناء على كون مرجع اسم اإلشارة إلى النكاح بالزانية وليسڈ ڈ ژبرإلى الزنا، كما يرى بعض المفسرين.

ويرى أصحاب هذا االتجاه أن المستفاد من اآلية: »أن الزاني إذا اشتهرمنه الزنا

وأقيم عليه الحد ولم تتبين منه التوبة يحرم عليه نكاح غير الزانيةوالمشركة، والزانية

إذا اشتهر منها الزنا وأقيم عليها الحد ولم تتبين منها التوبة يحرم أنينكحها إال زان أو

«)))مشرك، فاآلية محكمة باقية على إحكامها من غير نسخ وال تأويل.. .وهذا التفسير هو المستفاد من بعض األحاديث، ففي الحديث الصحيح عن

، واألمثل في تفسير كتاب الله المنزل229 227 ص 16((( أنظر: من وحي القرآن للسيد فضل الله ج الشيخ

.14 ص 11مكارم الشيرازي ج ((( تبنى هذا الرأي جمع من المفسرين، فقد جاء في تفسير علي بن إبراهيم القمي: »وهو رد على من

يستحل التمتع بالزواني والتزويج بهن وهن المشهورات المعروفات في الدنيا ال يقدر الرجال على تحصينهن، ونزلت هذه

اآلية فحرم الله Pفي نساء مكة كن مستعلنات بالزنا: سارة وحنتمة والرباب، كن يغنين بهجاء رسول الله

نكاحهن، ، وقال الطبرسي: »والمراد96 ص 2وجرت بعدهن في النساء في أمثالهن «، أنظر: تفسير القمي ج

باآلية النهي .220 ص 7وإن كان ظاهره الخبر «، أنظر: مجمع البيان ج

مثال Qأو اإلمام P ، وعلى سبيل المثال: إذا سئل النبي 71(( ( الحظ وراجع كتاب كفاية األصول ص عن حكم رجل أفطر في نهار شهر رمضان ؟ فقال: أعاد الصوم، فإن جملة »أعاد « أبلغ في الداللة على

مطلوبية اإلعادة من جملة »أعد «، ألن الجملة األولى المشتملة على الفعل الماضي تفرض اإلعادة مفروغا عنها

ومتحققةوواقعة، وليست فقط مطلوبة.

.80 ص 15(( ( تفسير الميزان ج دراسة المسألة على ضوء الكتاب

63بز ڃ ڃ چ چ چ: : عن قول الله Qزرارة قال: سألت أبا عبد الله

هن نساء مشهورات بالزنا ورجال مشهورون؟ قال: چ ڇ بربالزنا شهروا

وعرفوا به، والناس اليوم بذلك المنزل، فمن أقيم عليه حدالزنا أو متهم بالزنا لم

«))).ينبغ ألحد مناكحته حتى يعرف منه التوبة إن اآلية تتحدث عن سجية أو ظاهرة إنسانية عامةاالتجاه الثاني:

يساهم في تكريسها جملة من العوامل االجتماعية والتربوية والنفسية، وهي ظاهرة

السنخية والتماثل في العالقات االجتماعية، فإن اإلنسان يميل بطبعه إلى من

يماثله ويشاكله في األخالق والصفات واألعمال، ألنه كما يقول المثل الشائع:

»إنالطيور على أشكالها تقع «، أو كما قال الشاعر:

ف�ل يأل �ا ترى الفي �ف أم �كله أل �كل لش �كل ش (((الفيال

فيكون المعنى أن الزاني بحسب تربيته وسجيته وطبيعته المكتسبة التيجعلته

مأنوسا بأجواء االنحراف وغير مهتم برعاية العفاف والطهارة يميل إلىمن كانت

من النساء على شاكلته، وهي الزانية أو المشركة، وال يميل وال يرغببالمرأة

العفيفة الملتزمة برعاية مقتضيات األخالق والعفة، وهكذا الحال فيالزانية فإنها

بمقتضى تربيتها تألف الزاني أو المشرك وتميل إليه، وال ترغب بالمؤمنالعفيف

الملتزم بالشرع الحنيف المراعي لقواعد األخالق ومقتضياتها. ، ونحوها رواية أخرى ألبي الصباح الكناني، المصدر نفسه، الحديث1 ، الحديث 354 ص 5(( ( الكافي ج

2،.3وأنظر: الحديث

((( قال أبو زيد النحوي: سألت الخليل بن أحمد العروضي فقلت: لم هجر الناس عليا وقرباه من رسولPالله

قرباه، وموضعه من المسلمين موضعه، وعناؤه في اإلسالم عناؤه ؟! فقال: بهر والله نوره أنوارهم،وغلبهم على

صفو كل منهل، والناس إلى أشكالها أميل، أما سمعت األول حيث يقول: ف���ه أل ���ل ���ك ���ش ���ل ل ���ك ���ل ش ������وك ي��ف ��ف ال ���أل ���ل ي ��ي ��ف ��رى ال ����ا ت ����أم �ال

قال: وأنشدنا الرياشي في معناه عن العباس بن األحنف: ا؟ ف��م ��رت ��اج ��ه ��ف ت ���ي ���ل: ك ����ائ ����وق

اف���ص ���ه إن ���ي ���وال ف ������ت: ق ���ل ���ق ��� ه وال��رت ��اج ��ه ��ي ف ��ل ��ك ��ن ش ���ك م ���م ي ���ل

ال وآالف.����ك ����اس أش �����ن ����� .145 ص 1 ، وعلل الشرائع ج 300أنظر: األمالي للشيخ الصدوق ص

المحور الثالث64

وقد يؤيد هذا االتجاه ببعض المؤيدات ومنها: أن اآلية لو كانت بصددالتشريع

لدلت على جواز أن تتزوج المسلمة الزانية بالمشرك، استنادا إلى فقرةبز ڇ

، وهذا لم يلتزم به أحد من الفقهاء، بل ثبت حرمةڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ بر زواج المسلمة من المشرك حتى لو كانت المسلمة زانية، بينما لو حملنا

اآلية على بيان مبدأ التناسب فيكون األمر مفهوما، ألن الزانية المنحطة ال تجد

غضاغةمن الزواج بالمشرك.

اتجاه ثالث

ويمكن أن يطرح في المقام رأي ثالث في المسألة، وهو جامع بينالرأيين

السابقين، وخالصته أن اآلية تتضمن اإلخبار واإلنشاء معا:بز ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇففي المقطع األول منها، وهو قوله:

اشتملت على جملة خبرية ناظرة إلى بيان السجيةڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌڎبر المشار إليها، وهي ميل اإلنسان إلى ما يناظره في األخالق والمواصفات.

ولكن المقطع الثاني من اآلية ناظر إلى بيان حكم تشريعي، وهو حرمةالزواج

بز ڎ ڈمن الزانية أو الزاني، ألن الظاهر أن مرجع اسم اإلشارة في قوله: إلى الزواج بالزانية وليس إلى الزنا، أي إن هذا المقطع من اآليةڈ ژ بر

ناظر إلى تحريم زواج المؤمنة بالزاني أو المشرك، وتحريم زواج المؤمنبالزانية

أو المشركة، وليست بصدد تحريم الزنا نفسه.وال يخفى لطافة تأخير الحكم التشريعي وهو الحرمة عن الجملة الخبرية المتضمنة للسجية المشار إليها، فإن ذلك يوحي بأن التحريم منطلق من

تلك السجية المذكورة، وهو األمر الذي يمكن في ضوئه تأكيد نظرية أن

التشريع في األعم األغلب ينطلق من اعتبارات عقالئية ذات جذور تكوينية وال ينطلق

منفراغ أو لمجرد االمتحان أو التعبد المحض.

دراسة المسألة على ضوء الكتاب65

أولى بالمعروف Pالنبي هو المصداق األبرز لآلية المذكورة Qوفي ضوء ما تقدم نقول: إن النبي

سواء قلنا بداللتها على التشريع أو اإلخبار أو األمرين معا. أما بناء على داللتها على اإلخبار، فألن السجية المذكورة التي تخبر اآلية

عنها إن كانت موجودة في المؤمن العادي فال يميل إلى غير العفيفة من

النساء، فمن بصورتها األكمل، فال Qالطبيعي أن تكون موجودة وحاضرة عند النبي

يميل وال يرغب باالرتباط بامرأة غير عفيفة وال نظيفة، ولو فعل ذلك إنسان

عادي لكان

؟! نعم من الممكن والمفهومQمثار استهجان واستغراب فكيف بالنبي أن

على استنقاذ المرأة الخاطئة من مستنقع االنحطاط Qيعمل النبي والرذيلة،

ومن ثم يرتبط بها بعقد زواج بعد طهارتها وتوبتها إلى الله تعالى. وأما بناء على داللة اآلية ونظرها إلى الحكم اإلنشائي، وهو تحريم

االرتباط بالزانية، فإن المكلف العادي إذا كان يحرم عليه االرتباط بالزانية المعلنة

بالزنامخاطبا بهذا الخطاب، ألنه مشمول لكل Qفمن البديهي أن يكون النبي

خطابات الشريعة، إال ما ثبت بالدليل الخاص أنه من مختصاته. أجل، يبقى هناك جملة من األسئلة المهمة المتصلة بفقه هذه اآلية

الشريفة، من قبيل: أنه هل يحكم بحرمة أو فساد الزواج من الزانية ولو كانت غير

معلنةبالزنا؟ وهل تساعد اآلية على ذلك؟

الظاهر أنه لم يلتزم بذلك فقهاء المسلمين، وإنما التزم بعضهم بحرمةالزواج

من المشهورة بالزنا. ثم كيف نجيب على إشكال أن اآلية الشريفة توحي بمشروعية زواج

الزانية من المشرك، كما زواج الزاني المسلم من المشركة وهو األمر الذي لم

يلتزم بهأحد أيضا؟

المحور الثالث66

إلى غير ذلك من األسئلة التي نوكل اإلجابة التفصيلية عليها إلى البحثالفقهي والتفسيري.

الخبيثات للخبيثينٷبز ۈ ۈ ۋۋاآلية الثانية: قوله سبحانه وتعالى:

ې ې ې ې ىى ئا ئا ئە ۉ ۉ ۅ ۅ ].26[النور ئە بر

واالستدالل بهذه اآلية ال يبتعد كثيرا عن االستدالل باآلية األولى، ويمكنناأن

نوضح ذلك ضمن النقطتين التاليتين:

: إن الخبيثين والخبيثات هما بحسب الظاهر وصفانالنقطة األولىلصنف

من الناس وهم الرجال والنساء المنحطون أخالقيا، وهكذا الحال فيوصفي

الطيبات والطيبين، وليس المراد بهذه األوصاف اإلشارة إلى الكلمات،كما

نقل عن ابن عباس، ليكون المعنى أن الخبيثات من الكلمات هيلألشخاص

(((الخبيثين، أي إنها صادرة عنهم، والطيبات من الكلم صادرة عن الطيبينكما

أنه ال يراد بهذه األوصاف اإلشارة إلى األعمال، ليكون المقصود»الخبيثات «

أي األعمال السيئة » للخبيثين « أي صادرة عن الخبيثين، وهكذا»الطيبات « أي

.(((األعمال الصالحة والحسنة »للطيبين « أي صادرة عنهموالقرينة على استظهار الوجه األول، بحيث يكون الحديث عن شخص

اإلنسان، وليس عن الكلمات وال األعمال هي سياق اآليات، ألن هذه اآلية جاءت عقيب آيات اإلفك والتي يدور فيها الحديث عن أشخاص خبثاء

افتروا كذبا وبهتانا كبيرين، فيكون النظر في هذه اآلية كما Pعلى زوجة النبي

في .424 ص 7 ، والتبيان للطوسي ج 148 ص 18((( جامع البيان للطبري ج

((( وهذا الوجه منقول عن ابن عباس أيضا، أنظر: المصدرين السابقين.دراسة المسألة على ضوء الكتاب

67سابقاتها إلى أصناف من الناس، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، فإن آخر اآلية يشهد بذلك أيضا، فإن اسم اإلشارة فيقوله

، ناظر إلى الناس الطاهرين من الدنس.بر..بز ې ې ې ىى ئا تعالى: Lوأضف إلى ذلك أن الحديث المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله

أن هذه اآلية: »هي مثل قوله Lيؤكد صحة هذا االتجاه، فقد روي عنهما ، إن أناسا هموا أن يتزوجوا منهنبز ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ برتعالى:

«)))فنهاهن الله عن ذلك وكره ذلك لهم . : ونطرح فيها السؤال عينه الذي طرحناه في اآليةالنقطة الثانية

األولى، وهو

هل أنها بصدد بيان حكم تشريعي، أو جارية مجرى التناسب الطبيعي بينالناس

الذي يدفع كل صنف إلى من يشاكله ويناسبه؟ والجواب: إن األقرب هنا كونها ناظرة إلى بيان التناسب المشار إليه،

بمعنى أن كل صنف ينجذب إلى جنسه، ويميل إلى صنوه، ويأنس بنظيره في

األخالقوالسلوك والصفات.

ومما يبعد نظر اآلية إلى الجانب التشريعي أنه لم يثبت حرمة أو بطالنزواج

، والكفاءة(((الطيب من الخبيثة، أو زواج الطيبة من الخبيث بشكل مطلقالتي

يتحدث عنها في الزواج بين الرجل والمرأة لم يثبت اعتبار غير كفاءةاإلسالم

فيها، كشرط في صحة العقد. وفي ضوء ما تقدم يتضح وجه االستدالل باآلية المباركة على نزاهة النبي

Q واجتنابه الزواج من المرأة المنحطة خلقيا والتي ال تتصف بالعفة

والنزاهة، ألن الطيب العفيف الطاهر ال يميل بحسب سجيته إلى اختيار زوجة خبيثة أو

فاجرة .237 ص 7((( مجمع البيان ج

.279 ص 16(( ( أنظر: من وحي القرآن ج المحور الثالث

68 ومعروفة بقذارة األخالق ودناسة المعدن، ومما يؤكد نظر اآلية إلى هذا

المعنى أنها من تتمة آيات اإلفك اآلتية ومتصلة بها ومشاركة لها في سياقها، كما

يقولM))) العالمة الطباطبائي .

القانون واالستثناء وتبقى مالحظة أساسية تربط بهذه اآلية واآلية السابقة، وهي أن السجية

المذكورة كسائر السنن االجتماعية والقوانين الطبيعية خاضعة لالستثناء، فقد

يحصل أن

اإلنسان المؤمن يميل إلى امرأة ليست من معدنه الطيب الطاهر،فيتعلق بها ويتزوجها،

فضال عن أن يتزوج امرأة معتقدا صالحها فيتبين له فسادها بعد ذلك، كمالعله حصل

، حيث ابتليا بزوجتين معاندتين لهما وكافرتين بدعوتهما،Lمع نوح ولوط وسيأتي الحديث عن ذلك الحقا، وقد يحصل العكس أيضا، فيميل الفاسق

والمنحرف إلى امرأة طاهرة عفيفة، وتقبل هي بالزواج به، لظروف خاصة ضاغطة،

كما حصل مع فرعون وزواجه من الطاهرة المؤمنة آسية بنت مزاحم، قال تعالى:

بز ھ ھٷ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۓ ۓ ے ے

ۉۋ ې بر ۉ ۅ ].11[التحريم: ۅ أجل، إن ثمة نوعا من االنحرافات غير مشمول لهذا االستثناء وال داخل

فيه،، وهذا النوع هو ما يتصل باالنحراف عنRوذلك في خصوص األنبياء

كما أسلفنا وسيأتي مزيد تأكيد وتدليل Qمقتضيات العفة، فإن النبي عليه

ال يختار امرأة غير عفيفة وترتكب الفاحشة ليتزوج بها.آية اإلفك

اآلية الثالثة: هي آية اإلفك، وإليك اآلية في سياقها القرآني الذي يضيءعلى

ٱبز ٻ ٻ ٻ ٻالكثير من اللطائف المهمة في مقامنا، قال تعالى: .96 ص 15(( ( تفسير الميزان ج

دراسة المسألة على ضوء الكتاب69

پپ پ پ ڀ ڀڀ ڀ ٺ ٺ ٺٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹٹ ڤڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ

ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍڌ ڌ ڎ ڎ ڈڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ

Øۀ Øڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀۓ ھ ھ ھ ھ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ ے ے ہ ہ ہ ہ

ۉۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ې ې ې ۉ ۅ ۅ ٷې ى ى ئا ئا ئە ئەئو ئو ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ

ی ی ی ی ئج ئحئم ئى ئي بجىئ ىئ ىئئې ئې ئې

ٻبح بخ بم بى بي تج تح تخ تم تى تي ثج ثم ٻ ٻ ٻ پ پ پپ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ

ٺٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄڄ ].21 11[النور ڄ ڄ ڃ ڃ بر

ونحن سوف نخصص لهذه اآليات محورا مستقال (وهو المحور الخامس)، نتعرض فيه لما دار حولها من كالم بخصوص تعيين المرأة المستهدفة

باإلفك، لما لذلك من ارتباط وثيق ببحثنا، إال أن ما يهمنا هنا في هذا المحور هو

استجالء بعض النقاط التي تضمنتها تلك اآليات الكريمة مما يدل على خطورة

اتهام بارتكاب الفاحشة، وأهم هذه النقاط التي يهمني التركيز Pزوجة النبي

عليهاهي اثنتان:

Pإن المتأمل في آيات اإلفك التي برأت زوجة النبي النقطة األولى: أيا

كان اسمها أو شخصها مما رميت به، يلفته تلك العناية الخاصة والتشددالبين

واالهتمام الكبير إزاء الخوض في األعراض والحرمات، وال سيما عرضالنبي

، حيث نجد أن هذه اآليات قد تحدثت عن اإلفك بشكل مفصل،Pاألكرم المحور الثالث

70فهددت وتوعدت وحذرت ونددت بشكل الفت بكل تلك األصوات التي أفاضت في حديث اإلفك، أو يمكن أن تخوض في نظائره مما يتصل

بتناولأعراض الناس وحرماتهم، جهرا أو همسا، سرا أو عالنية.

وفيما يلي إطاللة سريعة على أهم اللطائف البالغية والمضمونية التيتضمنتها تلك اآليات في التحذير من مغبة التورط في انتهاك األعراض أو

استسهال الحديث في حرمات الناس، مما يعكس حرصا جليا على حمايةاألمن

األخالقي للمجتمع: ) استخدمت اآليات في الحديث عن رمي المرأة المحصنة بالفاحشة1

تعبيرفي داللة على عظيم االتهام،، ٱبز ٻ ٻ ٻ ٻ پپ براإلفك،

ألن اإلفك ليس مجرد الكذب، وإنما هو الكذب الذي يبغي مطلقوه.(((ويعملون على صرف األمر عن وجهه

) وأطلقت اآليات وصفا آخر على االتهام المذكور، وهو وصف البهتان،2وذلك بعد أن دعت المؤمنين أن ال يخوضوا في الموضوع وال يتكلموا

ۓبز ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈفيه، قال تعالى: ۓ ]، ومعلوم أن البهتان هو ذكر اآلخر بعيب16[النور: ٷۈ ۋ بر

ليس موجودا فيه، بخالف الغيبة التي هي ذكره بعيب موجود فيه، مايجعل

البهتان أعظم إثما من الغيبة. ) اعتبرت أن رمي اآلخر بارتكاب الفاحشة إن لم يكن مترافقا مع3

إحضاربز ڇ ڇ ڇ ڍ ڍڌ ڌالشهود العدول فإن صاحبه يعد كاذبا،

، هذا مع العلم أنه قد الڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑبر يكون الشخص كاذبا في واقع األمر، إال أنه قد عد كاذبا أو بمنزلته، سدا

.19(( ( مفردات الراغب األصفهاني ص دراسة المسألة على ضوء الكتاب

71لباب االتهام بغير بينة ومنعا للتجرؤ على أعراض المؤمنين بغير دليل.

) أكدت اآليات أيضا على أن كل من خاض في اإلفك هو آثم بحسب4دوره

، فهؤالءبز ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹٹ برفي ترويج الفاحشة، الذين لم يتورعوا عن الخوض في أعراض المسلمين ولم يرعوا لرسول

حرمة وال ذمة وأشاعوا الفاحشة بين الناس آثمون وسيحاسبون Pالله يوم القيامة، ولكل واحد منهم نصيبه من اإلثم.

) حذرت من استسهال هذا االتهام، أو حسبانه أمرا عاديا أو بسيطا،5ےبز ھ ھ ھ ھ بر ، فالخوض في األعراض دون تثبتہ

أو تورع هو أمر قبيح غاية القبح في حد ذاته، كما أنه أمر عظيم ومبغوضفي موازين المولى سبحانه وتعالى.

) نصحت ووعظت بلسان التحذير كل أولئك األشخاص الذين وقعوا في6هذه المعصية بعدم العودة إلى مثل هذا العمل القبيح، إن كانوا فعال من

ۉبز ې ې ې ې ىبرالمؤمنين، ۉ ۅ .ۅ) وختمت تلك اآليات الشريفة بتوجيه تحذير ووعيد بالعذاب األليم لكل7

بز ئۆ ئۈ ئۈ ئې، الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا،بر.. ی ی ی ی ئج ئحئم ىئ ىئ ىئئې ئې

فبمجرد أن تحب إشاعة الفاحشة ولو لم تشارك في إشاعتها فعال تكون

آثما ومستوجبا للحساب األليم في الدنيا واآلخرة.) وأسست هذه اآليات المباركة لقاعدة إسالمية ذات أهمية خاصة على8

صعيد حماية األمن األخالقي للمجتمع، وهي قاعدة: حمل المسلمبز ڄ ڄ ڄ ڄ ڃعلى األحسن، واالبتعاد عن سوء الظن به،

.ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ برالمحور الثالث

72 ومبدأ حسن الظن بالمؤمنين هو مبدأ إسالمي عام وال يختص بمسألة

النزاهة عن الفاحشة، بيد أن لمقامنا ميزة إضافية تتصل بطريقة التعامل مع

مطلقي اإلشاعة، فإن الله تعالى لم يكتف بتحريض المؤمنين على أن يظنوا بأنفسهم خيرا

إذا سمعوا حديثا يتناول مسلما أو مسلمة باإلفك، بل أعقب ذلك بدعوتهم إلى

تكذيب الفاحشة والخائضين فيها، كما أسلفنا، األمر الذي ينبغي أن يدفع المسلم إذا سمع

اتهاما لمؤمن أو مؤمنة أن ال ينساق مع الظنون يمينا وشماال، بل يحسن الظن

بالمؤمنين، ألن سرعة التصديق باإلشاعة والترويج لها ال يقل سوءا وقبحا عن قذف

المؤمنين أو المؤمنات بارتكاب الفاحشة، وال سيما إذا كان المتهم بالفاحشة زوجة

نبي أو إمام،وهذا يشكل خروجا عن التعاليم اإلسالمية، والضوابط األخالقية.

ال يكاد يخفى على البصير المتدبر في داللة هذه اآلياتالنقطة الثانية: المباركة

ولسانها المتشدد بكل ألوان التعبير المشار إليها والمتضمنة ألبلغ أساليبالتنديد

، باعتبار أنPوالتحذير أن ثمة خصوصية في المقام التهام زوجة النبي اتهامها

نفسه ولو بطريقة غير مباشرة، Pبارتكاب ما ينافي األخالق يمس النبي فيكون

الهدف من التشدد والتنديد بمطلقي اإلشاعة، والدعوة إلى تكذيبالخائضين

وإظهار علو منزلته، والتنبيه على نزاهة بيته ونسائه Pفيها هو إعالء شأنه من

ارتكاب ما يخل بالشرف، ويخدش الكرامة والعرض، دون أن يمنع ذلكمن

استفادة مبادىء عامة من اآلية فيما يتصل بأعراض المؤمنين قاطبة .ويمكنني القول : إننا نتلمس في لحن اآليات المباركة غضبا إلهيا

وانتصارا، وهوP، مرده إلى أن القضية تمس عرضه وكرامته Pلحرمة رسول الله

،Pاألمر الذي يؤثر على حركة الرسالة والدعوة، ويزلزل الثقة بالرسول فقوله

ےبز ھ ھ ھ ھ بر تعالى: يوحي بأن المسألة ليست قضيةہ عابرة وال عادية، بل إن ما جرى هو مسألة خطيرة واستثنائية، وهو بكل

تأكيدوسمعته ودعوته بالضرر البالغ. Pيمس النبي

دراسة المسألة على ضوء الكتاب73

ہبز ھ ھ ھ ھوقوله: Mيقول العالمة الطباطبائي » :أي تظنون التلقي بألسنتكم والقول بأفواهكم من غير علم سهال وهوےبر

وشيوع Pعند الله عظيم، ألنه بهتان وافتراء، على أن األمر مرتبط بالنبي أفك

«)))هذا شأنه بين الناس يفضحه عندهم ويفسد أمر الدعوة الدينية .فيما جرى من اتهام زوجته واضحة لدى المفسرين Pوخصوصية النبي

قاطبة، فإن اتهام زوجة الرجل هو انتهاك لحرمته، يقول الشيخ الطوسي تعليقا

: »فاآلية دالة على كذب من قذف عائشةبز چ چ چ چ برعلى قوله: وأفك عليها، فأما في غيرها إذا رماها اإلنسان، فإنا ال نقطع على كذبه

عند الله، وإن أقمنا عليه الحد وقلنا هو كاذب في الظاهر، ألنه يجوز أن يكون

صادقا عند«)))الله وهو قول الجبائي .

النوع الثاني: توهم الفاحشة2 والنوع الثاني هو بعض اآليات التي توهم إمكانية صدور الفاحشة

المخصوصةأو فعلية صدورها، وهي عدة آيات: Rمن نساء األنبياء »فخانتاهما !«

بز ک ک کاآلية األولى: قوله تعالى في شأن زوجتي نوح ولوط: گ گ گ گ ڳ ڳڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں

ہں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀØ ۀØ ھ ہ ہ بر.. ہ ].10[التحريم:

فربما يتخيل البعض أن خيانة هاتين المرأتين لزوجيهما هي الخيانة في .92 ص 15(( ( تفسير الميزان ج

.416 ص 7(( ( التبيان ج المحور الثالث

74 المعاشرة الجنسية مع اآلخرين، وال سيما أن اآلية فرعت الخيانة على

قوله، ومعه ال يكون ثمة استبعادبزڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں برتعالى:

بهذا الفعل الشنيع، Pبما في ذلك زوجات نبينا Rلوقوع زوجات األنبياء Rفما وقعت فيه زوجتا نوح ولوط يمكن أن تقع فيه سائر زوجات األنبياء .

ولكن هذا التخيل غير مقبول وذلك: ألنه تفسير بعيد عن ظاهر اآلية الشريفة، فإن األقرب بحسبأوال:

القرائن السياقية أن يراد بالخيانة في اآلية خيانة الرسالة المتمثلة بالتمرد على

Qالنبي وعدم اتباع خطه.

والقرينة على ذلك أن الله تعالى قد أورد فعل هاتين المرأتين (زوجتينوح ولوط) باعتباره مثال للذين كفروا، وليس مثال لخصوص النساء الالتي

يخن في عالقاتهن الزوجية ويرتكبن ما ينافي العفة، فلو كانت الخيانةالمقصودة

في اآلية هي خصوص الزنا لم يكن موجب العتبار ذلك مثال للكافرين، والهذا من، بز گ گبرتعميم المثل للذكور واإلناث كما يقتضيه قوله:

جهة. ومن جهة أخرى فإن اآليات الشريفة قد ذكرت مثال ثانيا مقابال لمثل

امرأتي نوح ولوط، والمثل المقابل هو امرأة فرعون، وقد ذكره الله تعالى

باعتباره مثال للمرأة المؤمنة، وليس لخصوص المرأة العفيفة البعيدة عن الفاحشة،

ولذا نرى أن اآلية المباركة قدمت امرأة فرعون مثال للمؤمنين جميعا، ذكورا

وإناثا،ےبز ھ ھ ولم تقدمها باعتبارها مثال لخصوص النساء، قال تعالى:

ٷ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۓ ۓ ےۉۋ ې بر ۉ ۅ ].10[التحريم: ۅ

إنه وبصرف النظر عن السياق، فإن الخيانة في مفهومها العرفيثانيا: واللغوي

دراسة المسألة على ضوء الكتاب75

تستعمل بما يقابل األمانة، وال موجب لحمل الخيانة على خصوص الزنا،وإن

كانت ال تأبى ذلك، والظاهر أن استخدام الخيانة بمعنى الخيانة الزوجية حصرا

هو مصطلح حادث وجديد، وهو قد يكون استخداما صحيحا في بعضالحاالت

وقد ال يكون صحيحا في حاالت أخرى، وتوضيح ذلك: إنه عندما يقال ويتردد في بعض األوساط وال سيما على لسان النساء :

»إن هذا الزوج قد خان زوجته «، وذلك فيما إذا أقام عالقة جنسية مع امرأة

أخرى، فهنا قد ال يكون إطالق الخيانة على فعل هذ الزوج صحيحا، فيما لو كانت

عالقته معالمرأة الثانية شرعية.

وأما عندما يقال: »إن الزوجة الفالنية خانت زوجها «، فيما لو أقامتعالقة

جنسية مع غيره، فإطالق الخيانة على فعلها هذا صحيح، لجهة أن المرأةعندما

ترتبط بعالقة شرعية مع رجل معين فقد دخلت في ميثاق الزوجية الذييعني

حكما أنه ال يحق لها أن تقيم عالقة جنسية مع غيره، ما دامت في عهدالزوجية،

فعالقتها بغيره ال تخلو من خيانة لزوجها، ولكن الخيانة الحقيقية التيارتكبتها

هذه المرأة أو ارتكبها الرجل الذي أقام عالقة غير مشروعة معها هيخيانة الله

تعالى المتمثلة بتجاوز أوامره ونواهيه، وإنه حقا لتوهين في أمر الزنااعتباره

مجرد خيانة لشريك الحياة الزوجية، فإن هذا قد يعطي انطباعا بأنه فيحال انتفاء

العالقة الزوجية مثال فال يغدو فعل الزنا خيانة وال قبيحا، والنظرة إلى الزنابهذا

المنظار هي من المفاهيم التي تم إسقاطها على مجتمعاتنا اإلسالمية،من خالل

الثقافة الغربية والالدينية التي ال ترى في الزنا محذورا سوى أنه يمثلخيانة

للشريك اآلخر وإساءة إلى مشاعره.يؤكد على استهجان تفسير Qإن الحديث الوارد عن اإلمام الباقر ثالثا:

الخيانة في اآلية بمعنى ارتكاب الفاحشة الموصوفة، وسيأتي نقل الحديثفي

البحث الروائي إن شاء الله تعالى.المحور الثالث

76 وما ذكرناه من استظهار أن المراد بالخيانة في اآلية الشريفة هي خيانة

الرسالة هو ما عليه عامة المفسرين من الفريقين، فقد أكدوا قاطبة على أن

خيانتهما(زوجتي نوح ولوط) كانت خيانة في غير الزنا، وسنذكر بعض كلماتهم في

المحور الخامس بعون الله تعالى.»من يأتي منكن بفاحشة «

بز ئا ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ ئۆاآلية الثانية: قال تعالى: ].30[األحزاب: برىئ ىئ ىئئۆ ئۈ ئۈئې ئې ئې

والسؤال: إنه ما المراد بالفاحشة المبينة في هذه اآلية الكريمة ؟ فهلهي

خصوص الزنا ونحوه من العالقات الجنسية المحرمة أو أنها ال تختصبذلك؟

الظاهر أنه ال مبرر بحسب الفهم العرفي والمدلول اللغوي للكلمةلتفسير

الفاحشة بخصوص الزنا أو االنحراف الجنسي، فاللفظة بحسب الظاهريراد بها

، وهذا ما استظهره عامة المفسرين وعلى(((مطلق »المعصية القبيحة «رأسهم

مفسرو الشيعة، يقول العالمة الطباطبائي »الفاحشة: الفعلة البالغة فيالشناعة

واالفتراء والغيبة وغير ذلك، والمبينة Pوالقبح وهي الكبيرة، كإيذاء النبي هي

«)))الظاهرة .في تفسير هذه Qوقد ورد في بعض الروايات عن اإلمام الصادق

، والرواية إذا صحت فهي من(((«»يعني الخروج بالسيف اآلية قال: التفسير

بالمصداق، ألن الخروج بالسيف هو من أظهر مصاديق الفاحشة المبينة،وفي

((( يقول الراغب األصفهاني : »الفحش والفاحشة والفحشاء ما عظم قبحه من األفعال واألقوال «، أنظر:المفردات

.374في غريب القرآن ص ، ويقول الفيض الكاشاني:152 ص 8 ، وانظر أيضا: مجمع البيان ج 307 ص 16((( تفسير الميزان ج

»ظاهر قبحها « .186 ص 4 ، وكذا الصافي ج 99 ص 2األصفى ج

.193 ص 2((( تفسير القمي ج دراسة المسألة على ضوء الكتاب

77 الوقت عينه فهي أي الرواية شاهد على عدم انحصار مفهوم الفاحشة

بالزنا. إنه قد ورد في القرآن الكريم استعمال لفظة الفاحشة بمعنىقد يقال:

الزنا أو غيرهٱبز ٻ ٻ ٻمن العالقات الجنسية المحرمة، كما في قوله تعالى:

ٻ پ پ پ پڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ].15[النساء: ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ بر

ٷبز ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ وهكذا في قوله تعالى: ۅۋ ۋ بر ، فإن الفاحشة في اآلية األولى ناظرة((( ]80[األعراف ۅ

إلى الزنا، وفي الثانية ناظرة إلى اللواط.ونعلق على ذلك:

إن هذا االستعمال ال يشكل ظهورا قرآنيا في إرادة الزنا من لفظةأوال: الفاحشة

حيثما وردت في القرآن الكريم، ليراد بها في اآلية المذكورة أعالهخصوص

ذلك، ويشهد لذلك أن لفظ الفاحشة في القرآن قد استعمل في غيرالزنا، أو في

بز ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژاألعم منه، قال تعالى:

].33[األعراف: بر .. ڑ ڑ ۓبز ھ ھ ھ ڭ ڭ ڭڭ ۇ ۇوقال تعالى: ۓ ے ے

].28[األعراف: بر .. ٷۆ ۆ ۈ ۈ بز ژ ژ ڑڑ ک ک ک کوال يبتعد عن ذلك قوله تعالى:

]، فإنه ظاهر في كون الزنا مصداقا للفاحشة، ال أنه32[اإلسراء گ بر ينحصر

بها. یىئ ىئ ىئبز ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئې ئې وأما قوله تعالى:

.54(( ( وانظر أيضا سورة النمل اآلية المحور الثالث

78 ] فهو حتى19[النور ی ی ی ئج ئحئم ئى ئي بج بح بخ بر

بهذه اآلية Rلو جاء في سياق آيات اإلفك لكنه عام، ولذا استشهد األئمة Qللتدليل على حرمة إذاعة عيوب المؤمنين، فعن أبي عبد الله :

» من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من:الذين قال الله

.((( ی ی ی برىئ ىئ ىئبزئۆ ئۈ ئۈ ئې ئې ئې يا محمد كذب سمعك وبصرك عن أخيك Q:» وفي حديث آخر عنه

فإن شهد عندك خمسون شاهدا وقال لك قوال فصدقه وكذبهم،

وال تذيعن عليه شيئا تشينه به وتهدم به مرؤته فتكون من الذين قال الله في

بز ئۆ ئۈ ئۈ ئېكتابه: .((( ی ی ی بر ىئ ىئ ىئئې ئې

: إن هذه المناقشة ال وجه لها، ألن اآلية المذكورة الويمكنك القولتتحدث

ليقال: إن هذه Pعن صدور فاحشة بالفعل من بعض نساء النبي الفاحشة ال

يتعين تفسيرها بخصوص الزنا، إذ ربما كانت معصية أخرى، بل اآليةالشريفة

تحدثت بلسان التوعد وبطريقة افتراضية، مفادها: أن أية واحدة من نساءقد ترتكب فاحشة أية فاحشة فإن عقابها سيكون مضاعفا، في Pالنبي

لسن فوق القانون، وعليه فحتى لو لم Pتأكيد واضح على أن نساء النبي يكن

المراد بالفاحشة خصوص الزنا والعالقات الجنسية المحرمة، فإنها أعنيلفظة

الفاحشة شاملة لذلك بإطالقها، وهذا يكفي إلثبات إمكانية صدورالفاحشة من

Rزوجات األنبياء . : إنه إذا ما تم إثبات عدم انحصار مفهوم الفاحشةولكننا نقول

بخصوص العالقات الجنسية المحرمة فسيكون لذلك فائدة مهمة، وهي أنه في حال

قيام من الزنا، وأن الله Pالدليل العقلي أو النقلي على طهارة نساء النبي

تعالى ال .357 ص 2((( الكافي ج

.14 ص 8((( م.ن ج دراسة المسألة على ضوء الكتاب

79 يمكن من صدور هذا الفعل منهن، فإن هذا الدليل سيكون مقيدا إلطالق

الفاحشة في اآلية ويشكل قرينة على عدم شمولها للزنا رأسا، فتحمل على

المصاديقاألخرى للفاحشة.

وعلى فرض إرادة خصوص الزنا من الفاحشة، فاآلية ال تدل علىثانيا: وقوع

في شيء من ذلك وهذا واضح، وال تدل أيضا على إمكانية Pنساء النبي صدور

الفاحشة منهن، وذلك ألن لسان اآلية هو لسان تهديد ووعيد، لإليحاء بأنهليس

بز ۇ ۇهناك أحد فوق القانون، كما يستفاد ذلك المعنى من قوله تعالى: »والله لو سرقت فيما روي عنه : P ]، أو من قوله 65[الزمر ۆ ۆ بر

، وعليه فال تكون اآلية منافية لحكم العقل(((فاطمة لقطعت يدها «باستحالة

صدور الفاحشة منهن، أو لما دل على عدم صدور ذلك منهن، ألن قوله:بز ئە

ليس ظاهرا في صدور ذلك منهن أو في إمكان صدوره،ئو ئو ئۇ بر ألن مفاد اآلية هو جملة شرطية، فكأنها قالت: »إن صدرت الفاحشة من

زوجة

فإنها سوف تعاقب عقابا مضاعفا «، ومن المعلوم أن الجملة Pالنبي الشرطية

تصدق حتى مع عدم صدق طرفيها، أي إن هذا الجملة يصح أن يتكلمالعاقل بها

حتى لو لم يكن صدور الفاحشة من المرأة ممكنا، تماما كما هو الحالفي قولهحتما. Pمع أن الشرك ال يقع منه بز ۇ ۇ ۆ بر تعالى:

» إنه ليس من أهلك «بز ٻ ٻفي شأن ابنه: Qاآلية الثالثة: قوله تعالى مخاطبا نبيه نوحا

ٻ پپ پ پ ڀ ڀڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ].46[هود ڤ بر

»أنه لم يكن ابنهبز ٻ ٻ ٻ پپ بر فقد ذكر بعضهم أن المراد بقوله: .74 ص 8(( ( سنن النسائي ج

المحور الثالث80

، قال السيد المرتضى:(((على الحقيقة وإنما ولد على فراشه « » في هذه اآلية وجوه .. ثالثها: إنه لم يكن ابنه على الحقيقة وإنما ولد

على: إنه ابني، على ظاهر األمر، فأعلمه الله أن األمر بخالفQفراشه، فقال

الظاهر، ونبهه على خيانة امرأته.. .« ولكن هذا القول مرفوض لعدة وجوه، وقد أشار المرتضى وغيره من

األعالمرحمهم الله إلى الوجهين األولين التاليين:

وهو وجه يعتمد على قرينة السياق، يقول المرتضى مستبعدا الوجهأوال: فأطلق«، بز ڻ ڻ ڻ بر المذكور: »إذ فيه منافاة للقرآن، ألنه تعالى قال:

بز ڇ ڇعليه اسم البنوة، وألنه تعالى استثناه من جملة أهله بقوله تعالى: «))).ڇ ڇ ڍ ڍ بر

ويمكنك أن تضيف إلى ذلك بأن سياق اآليات يوحي بأن مشكلة ابن نوحہبز ھ ھ ھليست في نسبه بل في عمله، فقوله تعالى: ہ ہ

ظاهر في أن ابن نوح هو نفسه الذي تمرد وتمنع من الركوب معھ بر أبيه،

من إركابه في Qوما ذلك إال لكفره، ال أن الله تعالى هو الذي منع نوحا ظاهر برىئ ىئ ىئئې .. بزالسفينة بسبب نسبه، كما أن قوله بعد ذلك:

في أن إهالك قوم نوح هو بسبب ظلمهم ال بسبب أنسابهم.

هوا عن مثل هذه الحال، ألنها تعير وتشين،ثانيا: إن »األنبياء يجب أن ينزوقد

نزه الله أنبياءه عما دون ذلك توقيرا وتعظيما عما ينفر من القبول منهم،وروي عن

ابن عباس أنه قال: »ما زنت امرأة نبي قط «، وكانت الخيانة من امرأةنوح أنها كانت

، وتنزيه145 ص 2((( نقل هذا الرأي عن مجاهد والحسن وابن جريج، أنظر األمالي للسيد المرتضى ج األنبياء له .36أيضا ص

.285 ص 5 ، مجمع البيان ج 495 ص 5 ، والتبيان ج 36((( تنزيه األنبياء ص دراسة المسألة على ضوء الكتاب

81 تنسبه إلى الجنون، والخيانة من امرأة لوط أنها كانت تدل على

«)))أضيافه.. . ____________إن العيب المفترض في ابن نوح والذي حال دونثالثا:

أن يكون مع أبيه في السفينة لو كان عيبا في نسبه وليس في خلقه وأفعاله لكان معنى ذلك

أنه أي ابن نوح يعاقب على ما ليس باالختيار، فما ذنبه هو إذا كانت أمه ال سمح

الله قد زنت وأنجبته بهذه الطريقة؟! أيعاقب اإلنسان على ما ليس باالختيار؟! أو

يؤاخذ ]؟!164[األنعام یی بر ىئ ىئ ىئبز ئې بجريرة غيره؟ والله تعالى يقول:

وعليه فال بد من افتراض أن العيب كان في سلوك ابن نوح وسوءاختياره، لجهة

انحرافه عن خط أبيه، وهذا هو الذي يجعله مستحقا للعقوبة في الدنياباإلغراق

وفي اآلخرة بالهالك واإلحراق بالنار.يكذب هذا الرأي، ففي علل Qإن الحديث الوارد عن اإلمام الرضا رابعا:

:Qالشرائع بسند صحيح عن الحسن بن علي الوشاء عن اإلمام الرضا قال:

بز: إن الله تعالى قال لنوح: Q: قال أبو عبد الله Q»قال أبي ٻ ٻ

، ألنه كان مخالفا له، وجعل من اتبعه من أهله.ٻ پپ بركيف تقرأون هذه اآلية في ابن نوح؟قال: وسألني:

فقلت: تقرأها الناس على وجهين: إنه »عمل غير صالح «، وإنه »عملغير صالح .«

كذبوا هو ابنه، ولكن الله تعالى نفاه عنه حين خالفهفقال: «)))في دينه .

.36 ، تنزيه األنبياء ص 495 ص، 5 ، وراجع: التبيان ج 285 ص 5((( مجمع البيان ج ، وربما يقال في توضيح الرواية: إن82 ص 1ج Q ، وعيون أخبار الرضا 37 ص 1(( ( علل الشرائع ج

كذب القراءة األولى وهي المشهورة والتي تأتي فيها كلمة »عمل « بصيغة المصدر وكلمة »غير « Qاإلمام تكون وصفا، والمعنى المستفاد من ذلك أنه ليس ابنه على الحقيقة، واإلمام يكذب ذلك، بخالف القراءة

الثانية التي تأتي فيها كلمة »عمل « فعال ماضيا وكلمة »غير « نعتا لمصدر محذوف وهو »عمال « وهي منصوبة

لكونها مفعوال به، فيكون المعنى أن ابن نوح قام بعمل غير صالح، وبهذا نفاه الله عن والده، ألنه لم يسر على

منهاجه،والقراءة التي جاءت في الرواية هي على خالف الرسم القرآني المتداول والمشهور.

ال يرمي إلى تكذيب القراءة األولى وترجيح القراءة الثانية عليها بقدر ما يرمي Qولكن يبدو لي أن اإلمام المحور الثالث

82 ه) من774ومن الغريب ما جاء في تفسير ابن كثير الدمشقي (ت:

نسبة ، فإن هذا القول ال مستند له(((Qالقول بنفي كونه ابنه إلى اإلمام الباقر

ولم، وهذاQوهم أدرى برأي باقر العلم Rينقل ذلك عن أئمة أهل البيت

يعتبر الرأي المذكور كذبا وافتراء. Qحفيده اإلمام الرضا

إلى تكذيب تفسير القراءة األولى بما يكون مفاده أن ابن نوح منفي عن والده حقيقة، وما ذكرناه مستفادمن رواية

رواها الصدوق في التوحيد وقد سأل اإلمام Qأخرى يرويها الحسن بن موسى الوشاء عن اإلمام الرضا ؟ فقلت:ٱبز ٻ ٻ ٻ ٻ پپ پ پ ڀ ڀڀ برالحس قائال: ».. يا حسن كيف تقرأون هذه اآلية

نفاه عن أبيه « وهنابز پ پ ڀ ڀڀ بر من الناس من يقرأ .. « وذكر القراءتين ثم أردف قائال: » فمن قرأ أجابه

أنظر: التوحيد صنفاه الله عن أبيه.. « »كال لقد كان ابنه ولكن لما عصى الله قائال: Qاإلمام ، ومما106

يؤكد ما قلناه: إن القراءة األولى ال ينحصر تفسيرها بما ذكر لها من تفسير يجعلها مرادفة لنفي الولد عننوح

نفيا حقيقيا، فإنه حتى مع أخذ هذه القراءة بنظر االعتبار فإن تفسيرها لن يختلف عن مفاد القراءة الثانية،وذلك

ألن توصيف ابن نوح بأنه »عمل غير صالح « يمكن توجيهه إما باعتبار أن في ذلك نوع مبالغة، كما فيتوصيفك

د لشخص بأنه عدل، بدل أن تقول : إنه عادل، وكأنك تريد القول هو ليس مجرد عادل بل إن العدل مجسفيه، وفي

د في ابن نوح،فهو نفسه عمل غير صالح وذلك لشدة عصيانه اآلية يراد القول: إن العمل القبيح مجسوتمرده، وإما

على تقدير محذوف وهو »ذو «، أي إنه ذو عمل غير صالح، كما في قول الخنساء: »فإنما هي إقبال وإدبار«، تقصد

.37ذات أقبال وإدبار. أنظر: تنزيه األنبياء للمرتضى ص .464 ص 2((( أنظر: تفسير ابن كثير ج

الروايات83

المحور الرابعالروايات

والروايات الواردة في الموضوع يمكن تصنيفها إلى صنفين:Q: الروايات النافية لصدور الزنا من زوجة النبي .أحدهما: الروايات التي يمكن اعتبارها مثبتة لذلك.الثاني

فال بد من مالحظة هذين الصنفين، لنرى مدى داللتهما على المدعى.على الله تعالى Pالصنف األول: كرامة الرسول

في هذا الصنف من األخبار واآلثار نستعرض الشواهد الروائية التي يمكن، وال سيماRاالستشهاد بها على نفي صدور الفاحشة من زوجات األنبياء

Pزوجة النبي الخاتم : ورد في بعض كتب التاريخ خبرا يتصل بقضية اإلفك،الرواية األولى:

وينصPفاستشاره ، Pدخل على النبي » Qهذا الخبر على أن اإلمام عليا

فقال علي كرم الله وجهه: أخذت براءة عائشة من شيء، هو أنا صليناخلفك

وأنت تصلي بنعليك، ثم إنك خلعت إحدى نعليك، فقلنا: ليكون ذلك سنةلنا،

أخبرني أن في تلك النعل نجاسة، فإذا كان ال Qفقلت: ال، إن جبرائيل تكون

«)))بذلك . Pالنجاسة بنعليك فكيف تكون بأهلك؟ فسر .624 ص 2(( ( السيرة الحلبية ج

المحور الرابع84

وهذه الرواية وإن لم يتسن لنا التثبت من صحتها، ولكن حيث إنه ليسثمة ما

يمنع من صحتها فإنها تصلح لتأييد ما تقدم وما سيأتي. ما اشتهر لدى علماء الفريقين وتداولته مصادرهماالرواية الثانية:

مرويا«)))ومنقوال عن ابن عباس، أنه قال : »ما زنت زوجة نبي قط .

وإن ابن عباس وإن كانت له آراء خاصة في التفسير أو غيره، لكننا نرجحأن

Qال يكون ما قاله هنا مجرد رأي خاص له، وإنما هو رواية عن المعصوم ، قاطبة قد Rوذلك ألن نفيه القاطع أن تكون أية امرأة من زوجات األنبياء

زنت

من المستبعد صدوره من شخص غير متصل بالوحي، ألن ابن عباسمادام غير

، فأنى له أن ينفيP، وهو نبينا محمد Rمعاصر إال لنبي واحد من األنبياء ذلك عن جميع األنبياء؟! فال بد أن يكون قد أخذ ذلك، إما عن رسول

Pالله ،، وإال كان كالمه رجما بالغيب.(((Qأو عن أمير المؤمنين علي

وخالصة القول: إن رأي ابن عباس وإن لم يكن في نفسه حجة، ولكنمن غير

المستبعد أن يكون قد استند في رأيه هذا على ما سمعه، إما من رسولأو من Pالله

Qأمير المؤمنين ، وذلك ألن التعبير الوارد عنه ال يوحي بأنه يبدي رأيا شخصيا

له، أو أنه يمثل قناعة خاصة به تعتمد على إيمانه عقال باستحالة أنيصدر الزنا

، فإن هذا المعنى لو كان مرادا البن عباس لما عبر عنهQعن زوجة النبي بهذا

األسلوب الحاكي عن الماضي، وأنه »ما زنت زوجة نبي من األنبياء قط«، فهذا لسان

ص5 ، ومجمع البيان للطبرسي ج 52 ص 10 وج 495 ص 5((( أنظر: تفسير البيان للشيخ الطوسي ج 10 وج 2854 ، ورواه الزيلعي في تخريج األحاديث واآلثار ج 342 ص 1 ، وراجع الصراط المستقيم للعاملي ج 64ص ، قال: رواه عبد الرزاق في تفسير سورة هود، أخبرنا سفيان القروي.. عن ابن عباس قال: »ما66ص

بغت امرأة ، وتفسير130 ، تفسير الثوري لسفيان الثوري ص 131 ص 4نبي قط «، والكشاف للزمخشري ج

2الصنعاني ج ص3 ) ج 338 ، ومعاني القرآن للنحاس (ت: 68 و 67 ص 12 وراجع جامع البيان للطبري ج 31ص

351، إلى غير ذلك من مصادر269 ص 1 وقصص األنبياء له أيضا ج 210 ص 1والبداية والنهاية البن كثير ج

الفريقين.وقد أخذ تفسير القرآن عنه، أنظر: البرهان في علوم القرآن Q(( ( المعروف أن ابن عباس هو تلميذ علي

.157 ص 2للزركشي ج الروايات

85 إنما يستخدمه من يمتلك علما بأحوال الماضين، وهذا العلم ليس متوافرا،

وال سيما ، ما يعني أنRبلحاظ أدوات ذاك الزمن ووسائله المعرفية، إال عند األنبياء

ابنQأو من باب مدينة العلم اإلمام علي . Pعباس أخذ ذلك من رسول الله

ومما يؤيد ما رجحناه في أن يكون ابن عباس استقى مضمون الرواية عن

مصدر الوحي أن حديث ابن عباس هذا نقل في بعض المصادر مرسالإلى

قال: »إنه ما زنت امرأة نبي P، فعن بعضهم أن النبي P((( رسول الله قط ،«

قال القاضي أبو محمد: »وهذا الحديث ليس بالمعروف، وإنما هو منكالم ابن

عباس رضي الله عنه، ويعضده شرف النبوة « وهكذا رواه في الدرالمنثور عن

P))) بعضهم عن رسول الله . ما ورد في قصة مارية القبطية، فقد أثير لغط حولالرواية الثالثة:

عفتها وشرفها، ونالتها األلسن واتهمتها بابن عمها جريج القبطي الذي كان يزورها ويتردد

عليها،بمالحقة جريج، وبعد Qأمير المؤمنين عليا Pوقد كلف رسول الله

له ومالحقته هرب جريج وصعد إلى نخلة، ثم ما لبث أن Qتعقب اإلمام عليه فإذا هو أمسح، Qسقط عنها وانكشفت عورته، فوقع نظر اإلمام

فقفلالحمد لله الذي P:» بذلك، فقال النبي Pراجعا وأخبر النبي Qاإلمام

«))).يصرف عنا السوء أهل البيت.. »الحمد لله الذي نزهنا أهل البيتقال: Pوفي رواية أخرى أنه

عما يرمينا«))).به أشرار الناس من السوء

.177 ص 3((( أنظر: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز البن عطية األندلسي ج .245 ص 6(( ( أنظر: الدر المنثور ج

ص5 ، والبداية والنهاية البن كثير ج 564 ، والخصال للصدوق ص 55(( ( األمالي للسيد المرتضى ص 325،

.، وتشير بعض الروايات إلى أن السيدة عائشة كانت12 و 10 الحديث 155 154 ص 22وبحار األنوار ج ممن

اتهم مارية بذلك وسيأتي ذلك الحقا. ..17 من مصنفات الشيخ المفيد ص 3((( أنظر: خبر مارية، ج

المحور الرابع86

وخبر مارية هذا معروف ومشهور، وقد تناقلته كتب األخبار والتواريخ، وقد تثار حوله بعض األسئلة أو عالمات االستفهام كما سيأتي في المحور

السابع،.(((إلى تأليف رسالة خاصة في ذلك، فراجع Mوهو ما دفع الشيخ المفيد

قد استخدم طبقا لبعض الروايات فعل المضارع Pوالالفت أن النبي

وهو»الحمد لله الذي يصرف عنا السوء «، وليس الماضي، فقال: دال على

Pاستمرار هذا اللطف اإللهي بنبيه . .. قد اشتكى رسول Qما روي عن أبي عبد الله » :الرواية الرابعة:

Pالله من أنا أكرم على الله يوما فقالت عائشة: بك ذات الجنب، فقال:

أن يبتليني«))).بذات الجنب..

قال القرطبي: »وذات الجنب هو الوجع الذي يكون في الجانب المسمى بالشوصة، وقال الترمذي: هي السل، وفيه بعد، واألول هو المعروف،

وقال ابن األثير: ذات الجنب هي الدبيلة والدمل الكبيرة التي تظهر في باطن

الجنب،«)))فتنفجر إلى داخل، وقلما يسلم صاحبها . أكرم ___________عند الله Pوالشاهد في هذا الخبر أنه إذا كان النبي

تعالى من أن يبتليه بمرض معين، كمرض ذات الجنب، فهو أولى بأن ال يبتليه تعالى بخيانة

بعضزوجاته وارتكابهن الفاحشة.

ما رواه الكليني في الكافي بإسناده إلى زرارة، فيالرواية الخامسة: رواية تنقل

بشأن حكم الزواج من Qلنا حوارا جرى بين زرارة وبين أبي جعفر الباقر أو ال يعرفنهم، فقد كان زرارة Rالنساء الالتي ال يتولين خط أهل البيت

.3((( أنظر: رسالة حول خبر مارية ضمن موسوعة الشيخ المفيد ج .194 ص 8((( الكافي ج

.253 ص 12((( شرح أصول الكافي للمازندراني ج الروايات

87 متشددا في رفض هذا األمر، ولذا فقد أخر زواجه، ألنه لم يجد المرأة

العارفة موسعا في األمر ويرى ورأيه الحق Qالموالية، بينما كان اإلمام الباقر

أن الزواج هو على الشهادتين فقط، وقد قال له اإلمام في هذا الحوار كما

يحدثنا تزوج، وقد كان من امرأة Pقد كان رسول الله زرارة نفسه: »

نوح وامرأة لوط

ما قد كان، إنهما قد كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين،فقلت: إن رسول

ليس في ذلك بمنزلتي إنما هي تحته وهي مقرة بحكمه، مقرة Pالله بدينه، قال:بز ںبر ما ترى في الخيانة في قول الله تعالى فقال لي: إال

الفاحشة؟!«))).. .فالنا Pوقد زوج رسول الله

بناء على صحة الرواية لزرارة: »ما ترى في الخيانة Qفإن قول اإلمام إال الفاحشة! «، وارد على سبيل اإلنكار علىبز ںبر : في قول الله تعالى

يريد القول له: إذا كان المبرر للزواج بنظرك يا زرارة Qزرارة، فهو هو انسجام الزوجة مع معتقد زوجها أو أن تكون مقرة بدينه ومنقادة

لحكمه، فكيف تفسر بقاء العالقة الزوجية بين نوح ولوط وبين زوجتيهما، والحال

أنهاتين المرأتين كانتا متمردتين على زوجيهما وغير منقادتين لهما، وهذا هو

ر يا زرارة الخيانة معنى الخيانة التي نص عليها القرآن، إال أن تفسبالفاحشة

المعلومة، وهي الزنا وهذا تفسير مستنكر ومرفوض!هذا هو المستفاد من الرواية، ال ما توهمه بعض من ال بصيرة له وال قدرة له على التدبر في األحاديث الشريفة وفهم مراميها واإلحاطة بمضامينها،

وما استظهرناه من الرواية هو ما يفهمه كل من يمتلك سليقة سليمة وذائقة

عربيةمستقيمة، كما نالحظ لدى شراح الحديث من كبار األعالم:

ما Q:» يقول الفيض الكاشاني في تعليقه على الرواية : »وقوله 1ترى

.204 ص 2((( الكافي ج المحور الرابع

88 استفهامإال الفاحشة! « بز ںبر في الخيانة في قول الله تعالى:

إنكار،يعني أنك زعمت أن المراد بالخيانة هو الزنا، وليس ذلك كذلك، بل المراد

«)))الخروج عن الدين وطاعة الرسول . ويقول العالمة المازندراني في شرح الحديث: »وخيانة المرأتين2

ليست

هي الفجور، وإنما هي نفاقهما وإبطانهما الكفر .. وليس المراد بالخيانةالبغي، إذ

ما ترى في Qما زنت امرأة نبي قط، وذلك هو المراد بقوله » :الخيانة في قول

«، وهي كل ما يشتد قبحه منإال الفاحشة! بز ں بر الله تعالى الذنوب

والمعاصي، والمراد بها النفاق والمخالفة والكفر، وفيه رد لقول زرارة:»وهي

«)))مقرة بحكمه مقرة بدينه «، إذ عالقة الزوجية ال تستلزم ذلك .. . ما يعني بذلك إال الفاحشة Q:» ويقول العالمة المجلسي: »قوله 3

»،يحتمل وجهين:

: أن يكون استفهاما إنكاريا، فالمراد بالفاحشة الزنا، كما هو الشايعاألولفي

استعمالها. : أن يكون نفيا، ويكون المراد بالفاحشة الذنب العظيم، وهووالثاني

الشركۓبز ھ ھ ھ والكفر، كما قال المفسرون في قوله تعالى: ے ے

وهو أظهر، وهو رد لقول زرارة: »وهي مقرة بحكمه، ۓ ڭ ڭ ڭڭ بر«)))ودينه: إذ عالقة الزوجية ال تستلزم ذلك لظهور الفاحشة منهما .

وفي ضوء ما تقدم يتضح لك أن ما فعله بعض المشبوهين المنتحلينلصفة

من التصرف في الحديث المتقدم Rالعلم والدفاع عن خط أهل البيت عن

يقول: إن المقصود بالخيانة في Qوتفسيره وكأن اإلمام Qاإلمام الباقر .207 ص 4(( ( الوافي ج

.107 ص 10((( شرح أصول الكافي للمازندراني ج .194 ص 11((( مرآة العقول ج

الروايات89

هي الفاحشة، إن ما فعله هذا البعض هو الخيانة بعينها،بز ںبر قوله: باتهام زوجته بارتكاب الزنا Pخيانة الله سبحانه وخيانة رسوله األكرم

وخيانةبالتالعب بأحاديثهم وعدم نقلها كما وردت عنهم. Rاألئمة

في حق السيدة Q: ما ورد عن أمير المؤمنين الرواية السادسةعائشة، فإنه

أما فالنة فقد أدركها رأيوبعد انتهاء معركة الجمل تحدث قائال: »النساء وضغن

«))).غال في صدرها .. وهي بعد على حرمتها األولى من أن Pفإنه لو كان األمر كما يزعمه الجاهل المفتري على رسول الله

زوجته Qارتكبت الفاحشة في طريق البصرة، فكيف تبقى بنظر اإلمام علي

على ؟!Pحرمتها األولى، وهي حرمتها التي اكتسبتها من زوجيتها لرسول الله

وأيحرمة تبقى لها بعدما فعلت ما فعلت؟!

إن خروج السيدة عائشة للقتال في حرب الجمل، مع أنها مأمورة بنصالكتاب

في أن تقر في بيتها لم يكن على خطورته وما جره على األمة منويالت فيPموجبا لسقوط حرمتها المنطلقة من زوجيتها لرسول الله ، Qنظر علي

لكن ارتكابها ال سمح الله لما ينافي العفة والشرف موجب بكل تأكيدلسقوط

حرمتها تلك، ألن فعلها هذا على فرض حدوثه يمثل خيانة لله ولرسولهولعهد

في قوله Pالزوجية، وألمومة المؤمنين التي جعلها القرآن لنساء النبي عز من].6[األحزاب ۅبز ۋ ۋ بر قائل:

ما رواه الشيخ الصدوق في علل الشرائع وعيونالرواية السابعة: أخبار

Qبسند صحيح عن الحسن بن علي الوشاء عن اإلمام الرضا : Qالرضا قال:

بز: إن الله تعالى قال لنوح: Q: قال أبو عبد الله Q»قال أبي ٻ ٻ

.48 ص 2(( ( نهج البالغة ج المحور الرابع

90، ألنه كان مخالفا له، وجعل من اتبعه من أهله.ٻ پپ بر

كيف تقرأون هذه اآلية في ابن نوح؟قال: وسألني: فقلت: تقرأها الناس على وجهين: إنه »عمل غير صالح «، وإنه »عمل

غير

صالح .« كذبوا هو ابنه، ولكن الله تعالى نفاه عنه حين خالفهفقال:

«))).في دينه وقد تقدمت هذه الرواية سابقا في البحث القرآني، وغرضنا من إعادة

ذكرهاعندما صدر منه تكذيب القراءة األخرى لآلية، Qهنا اإلشارة إلى أن اإلمام

فليس هدفه هو مجرد بيان خطأ القراءة، وإنما محط نظره أنها قراءةتفتح باب

االحتمال على أن تكون زوجة نوح قد ارتكبت الفاحشة وأنجبت ولدا علىفراشه

Q، كما يدل عليه تفسيره وبيانه Qوهو أجنبي عنه! فهذا ما يكذبه اإلمام كذبوا، هو ابنه ولكن الله تعالى نفاهلوجه الكذب، حيث قال: »

عنه حين خالفه في فالمسألة إذن ليست في مجرد حصول خطأ في القراءة، وإنمادينه «،

فيما يترتب. وهذا األمرQعلى ذلك من عدم نظافة بيت نبي من األنبياء وهو نوح

Qوال يختص بنوح . R بطبيعة الحال يجري في سائر األنبياء للقول بنفي الولد حقيقية عن Qوبعبارة أخرى: إن تكذيب اإلمام

، وليس لخصوصية فيQليس إال لخصوصية النبوة في نوح Qنوح Qشخص نوح .

الشاهد األقوى وثمة شاهد آخر يمكن االستناد إليه لنفي هذه التهمة الباطلة عن عرض

رسول، وهذا الشاهد يعتمد على مبدأ عقالئي، وهو أن األحداث الحساسةPالله

.30 ، وعلل الشرائع ص 82 ص 2ج Q(( ( عيون أخبار الرضا الروايات

91 المتصلة بالشخصيات المشهورة ال بد أن تنعكس في وسائل اإلعالم

ويتداولها الرواة والمحدثون بشكل يتناسب وحجم الحدث وخطورته، ومن الواضح

أن لما ينافي العفة والشرف ليس Pعمال كهذا أعني ارتكاب زوجة النبي

حدثاعاديا وال بسيطا، وإنما هو حدث خطير ال بد أن يهتز له المجتمع اإلسالمي

برمته، فلو حصل شيء من ذلك لالكته األلسن وتناقلته الرواة وسجلتهصفحات

التاريخ، مع أن شيئا من ذلك لم يحصل؟!Pكيف ونحن نعلم أن حادثة األفك المشهورة التي رميت به زوجة النبي

في غزوة بني المصطلق قد هزت المدينة المنورة بأجمعها وشغلت الرأيالعام،

ولم يتوقف اللغط في الموضوع حتى نزل الوحي من السماء ساطعا ومعلنا

براءتها، فخرست األلسن وسكنت الهمهمات، وعليه فكيف تمر حادثةمماثلة لها

وهي حادثة ارتكاب الزوجة نفسها على المشهور للفاحشة مع أحدصحابته

المعروفين في طريق البصرة مرور الكرام دون أن تثير لغطا وال تحركساكنا؟!

Qثم أين موقف اإلمام علي من هذه القضية؟ هل يعقل أن يظل ساكتا وصامتا على أمر كهذا وهو الذي كان له موقف معروف في حادثة األفك

األولىأن يقيم حد الله على Qإن من واجب اإلمام ((( على ما تذكر الروايات؟!

العصاة أيا كانوا، فإن ثبت عنده بالبينة الشرعية وقوعها ال سمح اللهفي الحرام

فعليه أن يقيم عليها حد الزنا، وإن لم يثبت ذلك عنده فعليه أن يقيم حدالقذف على

كما هو معروف Qمن اتهمها ورماها بذلك، وكل ذلك لم يحصل، وعلي عنه لم يكن يمالئ وال يداهن في تطبيق شريعة الله، حتى مع األقربين،

وهو األمرالذي أفقده الكثير من الناس الذين انفضوا من حوله ولم يطيقوا عدله!!ثم أين موقف سائر الصحابة والتابعين؟! ولماذا لم يتم توظيف هذا األمر

أن يسأل جاريتها بريرة Pأشار على الرسول Q(( ( ينقل الشيخ المفيد في كتاب الجمل أن أمير المؤمنين عما

.412 ص 1.. أنظر: مصنفات الشيخ المفيد ج Qمن علي أن يسألها عن ذلك ففعل Pجرى، فطلب النبي المحور الرابع

92 من قبل الخط المقابل والمناوئ لقادة حرب الجمل، بهدف التأثير على

نتائجالمعركة، أو بهدف االنتصار لمواقفهم وخطهم؟!

وأين ألسنة المنافقين والفاسدين لم نجدها تشهر بهذا األمر وتستغلالحدث

Pللتشكيك في رسول الله !؟وصحابته لم يكونوا على دراية باألمر ولم Q: إن اإلمام عليا وإذا قلت

إلى تطبيق الحد الشرعي على Qيطلعوا عليه، ولذا لم يعمد اإلمام طرفي

المعصية، كما أن اآلخرين بمن فيهم أعداء اإلسالم والمنافقون لم يتناولواهذا

األمر، لعدم معرفتهم به، ألن عمال كهذا إنما يحصل في سرية تامة. : إنه وتماشيا مع هذا القول فإذا كان المعاصرون للحدث غيرقلت

عارفين به وال مطلعين عليه، فما الذي أدرى بعض المتأخرين بذلك، وال سيما بعد

مضي مئات السنين على القضية المزعومة، أفهل كشف لهم الغطاء وامتلكوا

مفاتح الغيب، واطلعوا على ما لم يطلع عليه المعنيون بالحادثة والمعاصرون

لها؟!وغيره من الصحابة كانوا عالمين ومطلعين على ما Q: إن عليا وإن قيل

ورعاية لحقه، أو Pجرى ولكنهم سكتوا عن األمر، احتراما لرسول الله خشية

إشاعة الفاحشة بين المؤمنين.بوجه Qإن هذا الكالم لعجيب للغاية، ألنه إذا ثبت لدى اإلمام فالجواب:

شرعي ارتكابها للفاحشة فال يجوز له التغاضي عن تطبيق حد الله؛والسكوت

وليس العمل Pعن تطبيق حد الله هو األمر الذي يسيء إلى رسول الله بسنته،

كما أن تطبيق الحد ال يشيع الفاحشة بل هو يساهم في محاصرتها؛ لما لهمن

قوة ردع يتركها في النفوس، وأما إذا لم يثبت لديه ذلك فيكون سكوتهوالحال

بز ڇ ڇ ڇ ڍ ڍڌ ڌ ڎ ڎهذه تطبيقا لحكم الله تعالى القائل: ]، وعليه فاألحرى بنا إذا13[النور: ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ بر

الروايات93

، وأن نلتزم شرع اللهQهو قدوتنا أن نسكت كما سكت Qكان علي

كما حفظ. Pكما التزم، وأن نحفظ حرمة رسول الله وخالصة القول: إن حدثا بهذه الخطورة واألهمية ال يمكن أن يخفى أو يتم

التستر عليه بسهولة، أو تتناساه الذاكرة الشعبية، وبالتالي ال يمكناالستناد في

إثبات ذلك إلى خبر يرويه بعض األشخاص مهما كان جليال، فإن طبيعةالحدث

تفرض أن ينقل إلينا لو كان ثابتا على نحو التواتر أو االستفاضة، ال أنيتفرد

بنقله بعض األشخاص المجهولين.الصنف الثاني: تبديد الوهم

لما ينافي العفة والشرف، فهو Pوأما مستند التوهم بارتكاب زوجة النبي بعض الروايات:

األولى: رواية تفسير القميبز ک ک ک گ گقال علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى:

،گ گ ڳ ڳڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں برإال الفاحشة، وليقيمن الحد علىبز ں بر فقال: »والله ما عنى بقوله:

فالنة فيما أتت في طريق البصرة، وكان فالن يحبها، فلما أرادت أن تخرجإلى

البصرة قال لها: ال يحل لك أن تخرجي من غير محرم، فزوجت نفسهامن

«)))فالن .وهذه الرواية هي العمدة فيما يراد إلصاقه بالشيعة اإلمامية كذبا وزورا

، وتردد ذكر الحديث في التفاسير240 ص 12 ، وعن بحار األنوار ج 277 ص 2((( تفسير القمي ج الروائية، من قبيل

، وتفسير342 ص 13 ، وكنز الدقائق ج 431 ص 5البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني ج نور الثقلين

، وكلهم أخذ164 ص 5 ، وعقود المرجان في تفسير القرآن للسيد نعمة الله الجزائري ج 375 ص 5ج الرواية عن

تفسير القمي.المحور الرابع

94بأنهم يتهمون زوجة النبي بارتكاب الفاحشة الموصوفة يوم البصرة.

وربما تؤيد تلك الرواية بما جاء في بعض األخبار من أن الشخص المشار بأنه يرغب بالزواج من عائشة Pإليه فيها كان قد صرح في حياة النبي

بعد وفاةۉبز ۋ ، فقد روي أنه بعد نزول قوله تعالى: Pالنبي ۅ ۅ

قال رجل من الصحابة: ما بالنا نمنع من53[األحزاب: » [بر .. ۉ ې ېې

الدخول على بنات عمنا! والله لئن حدث أمر ألتزوجن عائشة! . « يقول السمعاني في تفسيره بعد ذكر ذلك: »واألكثرون على أن القائل

لهذائە ئە ئو ئو.. بزطلحة بن عبيد الله «، وإثر هذا القول نزل قوله تعالى:

.((( ]53[األحزاب بر ىئىئئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئې ئې ولكن هذا الحديث المروي في تفسير القمي ضعيف للغاية، وهو مردود

ومرفوض رفضا تاما وقاطعا وال يصح االعتماد عليه، وذلك لالعتباراتالتالية: أو Rإنه حديث مقطوع لم ينته إلى واحد من أئمة أهل البيت أوال: صحابة

، بل إنه ينتهي إلى علي بن إبراهيم القمي، صاحب التفسيرPرسول الله المعروف بتفسير القمي، وهو من أعالم الشيعة في القرنين الثالث

والرابع الهجريين، ومن المعلوم والبديهي أن رأي علي بن إبراهيم لو سلمنا أن

ذلك هو رأيه ليس حجة على أحد، فهو ليس معصوما، كما أنه لم ينسب

الحديث إلى إمام، وقوله ليس حجة على أحد وال يلزم الشيعة بشيء، وال تصح نسبة

رأي شاذ إلى طائفة بأجمعها، خصوصا إذا نص أعالم هذه الطائفة على بطالن هذا

الرأي،كما سيأتي عند استعراض كلماتهم.

إن »تفسير القمي « ال يوثق بكل رواياته وال يعتمد عليها، لما هوثانيا: معلوم

، وتخريج األحاديث214 ص 5 ، وراجع الدر المنثور للسيوطي ج 302 ص 4(( ( تفسير السمعاني ج واآلثار

.128 3للزيلعي ج الروايات

95 من حصول الزيادة فيه مما ليس منه، فالتفسير الموجود باسم »تفسير

القمي « ليس بأجمعه صادرا عن القمي، بل هو ملفق من تفسير علي بن إبراهيم

القمي وتفسير أبي الجارود، زياد بن المنذر، وهو رجل مذموم وغير معتمد عليه، وعليه فإن

»االعتماد

على هذا التفسير بعد هذا االختالط مشكل جدا، خصوصا مع ما فيه منالشذوذ في

، وال سيما أنه ال يمكننا الوثوق بكون كل ما في التفسير هو(((المتون «من رأي علي

بن إبراهيم القمي، فربما كان من الزيادات التي أضيفت على هذاالتفسير.

إن القائلين باعتبار تفسير القمي ال يأخذون بكل رواياته، وإنماثالثا: يالحظون

كل رواية على حدة فيأخذون بها إن استجمعت شرائط الحجية،ويرفضون ما

ال تتوفر فيه شروط االعتبار، ومن ذلك هذه الرواية التي هي محل الكالم،فقد

،(((صرح العالمة المجلسي بأنها رواية »شاذة مخالفة لبعض األصول «وبشهادة

السيد نعمة الله الجزائري فإن كثيرا من أصحابنا استنكفوا حتى عناالستماع إلى

.(((هذا الخبر وأعرضوا عن قبوله إن الخبر وبصرف النظر عن كونه ضعيفا متهالكا كما أسلفنا الرابعا: ينسب

عائشة أنها فعلت الفاحشة الموصوفة، وإنما يشير إلى Pإلى زوجة النبي أنها

أوهمت من قبل البعض بأنه ال يجوز لها الخروج من دون محرم، فزوجتنفسها

من أحدهم، ليتسنى لها الخروج دون الوقوع في مشكلة شرعية، فماجرى هو

عقد زواج عليها، وليس عالقة سفاح ال قدر الله. وهذا المضمون الذي اشتملت عليه الرواية رغم بطالنه، لما هو معلوم

من كما نص عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: Pحرمة الزواج بنساء النبي

بز ئۆ ، وانظر »التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب « للعالمة الشيخ316((( كليات في علم الرجال ص

2معرفة ج لتتبين مزيدا من الوهن في هذا التفسير.326 325ص

.107 ص 32(( ( بحار األنوار ج .165 ص 5(( ( عقود المرجان في تفسير القرآن ج

المحور الرابع96

] لكنه أقل شناعة وبشاعة من53[األحزاب بر ىئىئئۈ ئۈ ئې ئې ئې بارتكاب الزنا. Pاتهام زوجته

إن المضمون المشار إليه سابقا ولو كان أقل شناعة منخامسا: اتهامها بالزنا

لكن هناك أكثر من عالمة استفهام تعترضه وتستبعد حصوله، ألنه يعالجالمشكلة

بطريقة واضحة البطالن، وال حاجة إليها، األمر الذي سيقود إلى االستنتاجأن

الرواية المذكورة موضوعة وال أساس لها من الصحة، وتوضيح ذلك: أنه لو كانت المعضلة في خروج عائشة إلى حرب الجمل، هي في إيجاد

مخرج »شرعي « لمشكلة سفر المرأة بدون محرم، كما يبدو من الرواية، لهان

الخطب على من يسعى أو يرغب بإخراجها إلى تلك المعركة، إذ ال معضلة في البين،

ألن المحرم الذي يمكنها أن تصطحبه معها متوفر، وهو عبد الله بن الزبير ابن أختها

أسماء بنت أبي بكر، فقد كان موجودا وحاضرا في تلك المعركة، بل لعب دورا في

إقناع السيدة ، إال أن السؤال الذي يفرض نفسه في المقام(((عائشة في الخروج إليها

معترضا أولئك الذين يفكرون بالمخارج والتبريرات »الشرعية « هو أنه لو أمكنكم

إيجاد حل »شرعي « لمشكلة خروج المرأة بدون محرم بتزويجها من أحد الرجال،

فكيف لكم أن تجدوا مخرجا شرعيا للمعضلة األكبر واألكثر وضوحا وبداهة، وهي

بطالن العقد بعد نص القرآن الكريم على حرمة نكاحهن؟! قال Pعلى زوجات النبي

تعالى:ىئ ىئىئئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئې ئې .. بز

].53[األحزاب: ی ی ی ی ئج بر وكيف لهؤالء أن يجدوا حال شرعيا لمعضلة أخرى تعترضهم، وهي معضلة

من بيوتهن وقيادتهن للجيوش والحروب أو نحو Pخروج زوجات النبي ذلك،

، ومواقف عبد الله بن243 ص 1 ، واالحتجاج للطبرسي ج 67 ص 4((( أنظر: رسائل السيد المرتضى ج الزبير

في معركة الجمل معروفة، وقد حاول ثني والده الزبير عندما صمم على االنسحاب من المعركة بعد أنذكره

3وهو له ظالم، أنظر: تاريخ الطبري ج Qفي شأن قتاله لعلي Pبكالم لرسول الله Qأمير المؤمنين .519ص

الروايات97

مع أن األمر اإللهي الوارد في القرآن الكريم يخاطبهن بشكل واضح اللبس فيه

بز ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹٹ ٹبأن يجلسن في بيوتهن، قال تعالى: ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ

]، وهذه33 32[األحزاب: بر ..ڃ ڃ چ چ چ چڇ المعضلة ال تقل عن سابقتها في وضوحها وحاجتها إلى تبرير؟!

فأيا كان الشخص الذي يسعى إلخراج عائشة إلى المعركة، فإن منالطبيعي

ى له أن يتوجه إلى تقديم تبرير مقنع لهاتين المعضلتين المذكورتين، ليتسنإقناع

الرأي العام اإلسالمي بأن خروجها كان شرعيا، أما أن يلجأ إلى تبريرمسألة حاجة

المرأة إلى المحرم في السفر، وذلك بتزويجها من أحد الرجال، فهو تبريرسخيف

وواه للغاية وال يقنع أحدا، وال يمكن أن يغطي على المعضلتينالمذكورتين، إذ

ال حاجة بها للزواج لتتمكن من الخروج، ألن المحرم موجود كما قلنا. وبتقريب آخر: إننا نتساءل عن هذا »المخرج الشرعي « لمن يراد

تقديمه؟ أومن الذي يراد إقناعه به؟

هناك طرفان يحتمل أن يكونا مستهدفين بهذا المخرج: : هو الرأي العام اإلسالمي، فالمخرج إنما يراد تقديمهالطرف األول

لعامة المسلمين، ولكن هذا أشبه بمن يخدع الصبي عن لبن أمه، ألنه إذا تم

التذاكي على الرأي العام والتغلب على مشكلة سفر المرأة بدون محرم بالعذر

المذكور، فبأي تخريج شرعي يتم إقناع هذا الرأي العام إزاء المشكلة األكثر وضوحا

وحضورا،

من بعده؟ وكذلك المعضلة Pوهي معضلة حرمة الزواج بنساء النبي األخرى

وهي معضلة خروجهن من بيوتهن؟! على أن المخرج الشرعي لمشكلة السفر بدون محرم موجود، بوجود

المحرم فعال، وهو عبد الله بن الزبير، وهو ممن خطط ونظم للخروج إلى حرب

البصرة،المحور الرابع

98 فهل يمكن التذاكي على الرأي العام اإلسالمي بمثل هذه األوهام

الخاوية؟!ثم لو أن هذا العذر أريد فعال تقديمه للرأي العام وإقناعه به، فهذا يفرض

أن يطرح هذا التبرير أمام الجمهور، ولو حصل ذلك لشاع وذاع وأصبح منالمشهورات ولم يتفرد بنقله شخص واحد، ولم يرد في رواية واحدة!

هو عائشة فقط، فالمخرج »الشرعي « المذكور يرادالطرف الثاني: تقديمه

لعائشة وإقناعها به أو التذاكي عليها وإيهامها بأن الزواج بها سوف يبررلها

، ويكون هدف ذاك الشخص المتهم هو الوصولQالخروج لحرب علي إلى غايته الشخصية والدنيئة، وهنا لنا أن نسأل: هل أن السيدة عائشة

كانت موافقةله على هواه أم كانت رافضة؟

أ إن كانت عائشة ال سمح الله وال نظن ذلك بها ولكنه مجرد افتراضيراد

تفنيده موافقة للرجل المشار إليه، فهذا يعني أن المسألة ال تحتاج إلى أعذار واهية وغير مقنعة ال لها وال لغيرها، ألنها في قرارة نفسها على

يقينبأن ما تفعله بناء على التسليم بهذا االفتراض ال يمكن تبريره بوجه من

الوجوه. ، بل نقطع به،Pب وإن كانت غير موافقة وهذا ما نظنه بزوجة النبي

ألن أكرم على الله تعالى من أن يعرضه لهذا الشين الكبير في Pالنبي عرضه

وزوجته فهذا يثبت براءتها من التهمة ونزاهتها من الفاحشة.ثم وعلى التقديرين أعني كونها موافقة أو غير موافقة فإن افتراض

الغاية الدنيئة يحتم كون هذا األمر قد تم في سرية تامة وبعيدا عن األسماع واألنظار، فمن أين اطلع عليه راوي هذه القصة وكيف؟ ومن هو

هذا الذي أطلعه عليه وأخبره بمجريات هذه القصة؟ أهو رجل فاسق أم هو

رجلمؤمن عادل؟

الروايات99

فإن كان المخبر فاسقا، فكيف لنا أن نقبل شهادة الفاسق ونصدق قولهوال

سيما في هذه القضايا؟!وإن كان مؤمنا عادال فحيث إن مضمون كالمه هو قذف صريح لزوجة

وألحد الصحابة بارتكاب الفاحشة فعليه إقامة البينة أمام الحاكم Pالنبي الشرعي، وإال جلد حد القذف، وال يسمح له مادام ال يملك البينة أن

يتفوه بهذا الكالم ويتداول به، ألنه من إشاعة الفاحشة، ومن الطبيعي أن ال

يرضىبز ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئې ئېالمؤمن بنشر الفاحشة ؟! وقد قال تعالى:

ی ی ی ی ئج ئحئم ئى ئي بج بح بخبرىئ ىئ ىئ ؟! وقدP ] وأي مؤمن يرضى بأن يتفكه بعرض النبي األكرم 19[النور

قالبزڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑتعالى:

].57[األحزاب کبر مع التنزل والتسليم فرضا (وفرض المحال ليس محاال) بأنسادسا:

الحديثفمع ذلك ال يمكن االعتماد Rالمذكور مروي عن أحد األئمة من أهل البيت

عليه أو الوثوق به، وذلك لالعتبارين التاليين: : أنه معارض بما هو أقوى منه وأكثر اعتبارا، عنيت بذلكاالعتبار األول

ما تقدم من Rمن أدلة ووجوه عقلية ونقلية دلت على براءة زوجات األنبياء

ارتكاب فاحشة الزنا، وأن الله تعالى بلطفه وحكمته ال يسمح بوقوع ذلك األمر

حماية وحفظا لدوره الرسالي من كل ما يلوث سمعته ويوجب نفور Pللنبي

الناس من

Pحوله، وقد ذكرت بعض الروايات المتقدمة المروية عن رسول الله » :الحمد

«.لله الذي يصرف عنا السوء أهل البيت : أن القضية المبحوث فيها ولو كانت في جانب معيناالعتبار الثاني

ذاتودوره الرسالي وتؤثر عليه Pبعد تاريخي هي قضية عقدية تمس النبي

المحور الرابع100

بشكل سلبي، ومن المعلوم أن القضايا العقدية ال يمكن إثباتها بأخباراآلحاد

الظنية حتى لو كانت صحيحة، فضال عما إذا كانت ضعيفة ومرسلة، وإنماتحتاج

قضايا االعتقاد إلى أدلة قطعية عقلية كانت أو نقلية أو في الحد األدنىإلى

أدلة تورث االطمئنان وتبعث على الوثوق باألمر بناء على بعض اآلراء فيالمسألة. إذا صح ما نقل عن طلحة وأنه قال بعد نزول آية الحجاب: »لئنسابعا:

مات ألتزوجن عائشة «، فهذا ال يثبت حصول شيء من ذلك P يقصد النبي

في يوم الجمل، وال يمكن أن يبنى على األوهام والتخرصات في تناول عرض

Pالنبي ورمي زوجته بتهمة ارتكاب عمل قبيح ومشين، وال سيما بعد مرور ما

يزيد على عشرين عاما على كلمته تلك، ألن المفروض أن تلك الكلمة إنما قالها

طلحة فيPحياة رسول الله .

تذكر على سبيل Rإن الرواية الواردة عن األئمة من أهل البيت ثامنا: في Pممن فارقهما النبي Pاإلنكار واالحتجاج أن اثنتين من أزواج النبي

حياته قد تزوجتا بعد وفاته، وهو األمر الذي تعتبره الرواية عصيانا ألمرالله تعالى

بز ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئې ئېبروتجاوزا لنهيه، في إشارة إلى قوله تعالى: ].53[األحزاب:

وفيما يلي ننقل الرواية ثم نالحظ محل الشاهد فيها، والرواية هي ما رواه

الكليني بسنده إلى عمر بن أذينة، قال حدثني سعد بن أبي عروة، عنقتادة عن

تزوج امرأة من بني عامر بن صعصعة Pالحسن البصري: أن رسول الله يقال

لها: سنى وكانت أجمل أهل زمانها، فلما نظرت إليها عائشة وحفصةقالتا: لتغلبنا

بجمالها فقالتا لها: Pهذه على رسول تناولها Pحرصا، فلما دخلت على رسول الله Pال يرى منك رسول الله

الروايات101

عنها فطلقها P، فانقبضت يد رسول الله (((بيدها فقالت: أعوذ باللهوألحقها

بأهلها .« امرأة من كندة بنت أبي الجون Pوتضيف الرواية: »وتزوج رسول الله

فلما ابن مارية القبطية قالت: لو كان نبيا ما Pمات إبراهيم بن رسول الله

مات ابنه،Pبأهلها قبل أن يدخل بها، فلما قبض رسول الله Pفألحقها رسول الله

وولي الناس أبو بكر أتته العامرية والكندية وقد خطبتا! فاجتمع أبو بكروعمر،

فقاال لهما: اختارا إن شئتما الحجاب، وإن شئتما الباه فاختارتا الباه،فتزوجتا

فجذم أحد الرجلين وجن اآلخر.قال عمر بن أذينة: فحدثت بهذا الحديث زرارة والفضيل فرويا عن أبي

عن شيء إال وقد عصي فيه! حتى لقد أنه قال: ما نهى الله Qجعفر من بعده! وذكر هاتين: العامرية والكندية، ثم قال أبو Pنكحوا أزواج النبي

: لو سألتهم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها أتحلQجعفر «)))أعظم حرمة من آبائهم . Pالبنه لقالوا: ال، فرسول الله

والشاهد في الرواية:يعترض ويندد بزواج العامرية والكندية بعد وفاة Qإذا كان اإلمام أوال:

فارقهما في حياته، فلم لم يحتج على زواج امرأة Pرسول الله مع أنه توفي

(( ( وبسبب مقالتها هذه عرفت هذه المرأة بالمستعيذة، وقيل: إن كلتا المرأتين اللتين فارقهما رسول اللهP قد استعاذتا

، وما تضمنته الرواية المذكورة أعاله حول قيام بعض نساء19 ص 8بالله، أنظر: اإلصابة البن حجر ج Pالنبي

بخديعتها لتقول ما قالت وارد في العديد من المصادر اإلسالمية، أنظر المصدر عينه، وتجدر اإلشارة إلىوجود

، وقد كانت المستعيذة تقول273 ص 8اختالف بين المؤرخين في اسم هاتين المرأتين، أنظر: اإلصابة ج بعد ذلك:

:»أنا الشقية «، وقيل: إن التي قالت ذلك هي التي اختارت نفسها بعد نزول آية التخيير، وهي قوله تعالىبز ھ ھ

ۓھ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆبر ۓ ے ]، أنظر:28[األحزاب: ے ، والكالم في ذلك له مجال آخر.139 ص 1مناقب آل أبي طالب البن شهر آشوب ج

، والرواية في المقطع األول منها المنقول عن الحسن البصري ال تصح سندا،421 ص 5((( الكافي ج وأما المقطع

، فهي معتبرة، بناء على وثاقة ابن أذينة.Qالثاني الذي نقله ابن أذينة عن زرارة والفضيل عن اإلمام الباقر المحور الرابع

102 وهي ال تزال في رباط الزوجية عنيت بذلك عائشة! مع Pعنها رسول الله

أن الثاني أولى باالحتجاج، كما ال يخفى، فإن تحريم العقد على زوجات النبي

P الالتي فارقهن في حياته ليس موضع إجماع إسالمي، كما هو الحال في

حرمة وهن في عهدته، فإن حرمة الزواج Pالعقد على الالتي مات رسول الله

بمن.(((في حياته هي محل خالف بين المسلمين Pفارقها رسول الله

ما نقل عن الحسن البصري من ابتالء أحد الرجلين اللذين((( إذا صحثانيا: تزوجا بالمرأتين المذكورتين بالجذام واآلخر بالجنون، النتهاكهما حرمة

رسول على غيره، فإذا مات عن مدخول بها لم تحل P((( تعليقا على قول صاحب الشرائع: »تحرم زوجاته

إجماعا « قالالشهيد الثاني في المسالك:

بز ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ: تحريم أزواجه من بعده على غيره، لقوله تعالى: P» من جملة خواصه ]، وهي متناولة بعمومها لمن مات عنها من أزواجه،53[األحزاب: بر ىئىئئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئې ئې

عن زوجة في عصمته إال مدخوال بها، ونقل Pسواء كان مدخوال بها أم ال، لصدق الزوجية عليها ولم يمت المصنف اإلجماع على تحريم المدخول بها والخالف في غيرها ليس بجيد، لعدم الخالف أوال، وعدم الفرض

الثاني ثانيا. وإنما الخالف فيمن فارقها في حياته بفسخ أو طالق، كالتي وجد بكشحها بياضا، والمستعيذة،فإن

فيه أوجها:بعد الفراق في الجملة، فتدخل في عموم اآلية. Pأصحها عندنا: تحريمها مطلقا، لصدق نسبه زوجيتها إليه

عنها، وانقطاع Pوالثاني: أنها ال تحرم مطلقا، ألنه يصدق في حياته أن يقال: ليست زوجته اآلن، وإلعراضه اعتنائه بها.

والثالث: إن كانت مدخوال بها حرمت وإال فال، لما روي أن األشعث بن القيس نكح المستعيذة في زمنعمر،

فارقها قبل أن يمسها فخالها، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة... « إلى أن Pفهم برجمها، فأخبر أن النبي يقول:

لما ذكرناه من النهي المؤكد عنه في القرآن، ال لتسميتهن أمهات P» إذا تقرر ذلك فنقول: تحريم أزواجه والدا، ألن ذلك وقع على وجه المجاز ال P، وال لتسميته ۅبز ۋ ۋ برالمؤمنين في قوله تعالى:

الحقيقة، كناية عن تحريم نكاحهن ووجوب احترامهن، ومن ثم لم يجز النظر إليهن، وال الخلوة بهن، واليقال

Qفاطمة بعلي ، Pلبناتهن: أخوات المؤمنين، ألنهن ال يحرمن على المؤمنين، »فقد زوج رسول الله وأختيها رقية وأم كلثوم بعثمان، وكذا ال يقال آلبائهن وأمهاتهن: أجداد المؤمنين وجداتهم، وال إلخوانهن

وأخواتهن: أخوال المؤمنين وخاالتهم. وللشافعية وجه ضعيف في إطالق ذلك كله، وهو في غاية البعد «.أنظر:

.82 79 ص 7مسالك األفهام للشهيد الثاني: ج ((( إنما قلت: إذا صح، ألن الرواية كما ذكرنا في هامش سابق ال تصح في المقطع األول المتضمن لما

جرىعلى تلك المرأتين، على أن ثبوت القضايا اإلعجازية بأخبار اآلحاد بعيد، إذ إن تفرد شخص أو شخصين بنقل قضية إعجازية من النوع الذي يفترض أن يعرفه ويطلع عليه عامة الناس كالذي تتضمنه الرواية هو أمر يثير

الريبةوالشك.

الروايات103

فلماذا لم يبتل طلحة المدعى أنه تزوج عائشة بابتالء مماثل، فهل Pالله لم تعد

Pمن حرمة عند الله !؟ Pلرسول الله الثانية: رواية الشيطان ونساء سليمان

وثمة رواية أخرى قد تذكر لتأكيد أن زوجات األنبياء لسن محصنات ضد من أن الشيطان Qالفاحشة، وهي ما ورد في قصة أزواج سليمان النبي

الذي جلس على عرش سليمان وتشبه به واستطاع أن يجامع نساءه في حالة

الحيض.(((وكان ال يغتسل من جنابة، كما أخبر آصف لما سألهن

ولكن هذا الكالم مرفوض ومردود من جهتين: أو ينطق على Qإن من غير الممكن أن يتشبه الشيطان بالنبي األولى:

لسانه ، وإال لو أمكنه فعل ذلك لم يبق هناك وثوقQويوهم الناس أنه النبي

بقول وفعله ولم يعد حجة على العباد، الحتمال كون الفعل أو القول Qالنبي ليس

بل عن الشيطان. Qصادرا عن النبي قال الفخر الرازي: »إن الشيطان لو قدر على أن يتشبه بالصورة

والخلقة فحينئذ ال يبقى اعتماد على شيء من الشرائع، فلعل هؤالء Rباألنبياء

الذينما كانوا أولئك، بل كانوا Rرآهم الناس في صورة محمد وعيسى وموسى

شياطين تشبهوا بهم في الصورة، ألجل اإلغواء واإلضالل، ومعلوم أن ذلك

«)))يبطل الدين بالكلية! .ال Qإن الكالم المذكور حول ما جرى مع زوجات سليمان الثانية:

قيمة له وال يمكن التعويل عليه، ألنه كالم ينسب إلى بعض التابعين،وليس

، ومن غير المستبعد أن يكونRأو أحد األئمة من أهل بيته Pإلى النبي .187 ص 23((( أنظر: هذه المقولة المنسوبة إلى مجاهد في جامع البيان للطبري ج

.208 ص 26(( ( أنظر الفخر الرازي ج المحور الرابع

104 هذا الرأي من تأثيرات أو تسريبات الفكر اإلسرائيلي، التي امتدت إلى

الثقافة.(((اإلسالمية على يد بعض األحبار أو من عرفوا بمسلمة أهل الكتاب

الثالثة: رواية الخصيبي والبرسي وقد الحظت أن بعض المواقع االلكترونية تتداول رواية باعتبارها شاهدا

ويتهمون إحداهن بارتكاب Pعلى أن الشيعة يطعنون في نساء النبي الفاحشة،

ولوال خشية انخداع بعض الناس بهذه األقاويل لما تعرضت لهذه الروايةأصال،

لوضوح بطالنها وضعفها سندا ومضمونا وداللة ومصدرا. والرواية هي التي رواها الخصيبي في كتابه »الهداية الكبرى «، وأوردها

الحافظ رجب البرسي في كتابه »مشارق أنوار اليقين « وهي تتحدث عن دخول

نساءQيعزينه باستشهاد أمير المؤمنين ، Qعلى اإلمام الحسن Pالنبي

ومن جملة المعزيات كانت السيدة عائشة، وقد قالت له: »يا أبا محمد مامثل فقد

Qجدك إال يوم فقد أبوك، فقال لها الحسن : نسيت نبشك في بيتك ليالبغير

قبس بحديدة حتى ضربت الحديدة كفك فصارت جرحا إلى اآلنفأخرجت

جرارا خضرا فيها ما جمعت من خيانة حتى أخذت منه أربعين دينارا عدداال

من تيم وعدي، وقد تشفيت Qتعملين لها وزنا ففرقتها في مبغضي علي «)))بقتله! فقالت: قد كان ذلك .

ويالحظ على ذلك:

: إن الرواية ال عبرة بها وال قيمة لها على اإلطالق من جهة السند،أوالوبيانذلك:

والمشهور عن مجاهد وغيره من أئمة السلف192 ص » :3((( قال الزيلعي في تخريج األحاديث واآلثار ج إن ذلك

الجني لم يسلط على نساء سليمان بل عصمهن الله منه تشريفا لنبيه، قال: وقد رويت هذه القصة عنسعيد بن

المسيب وزيد بن أسلم وجماعة من السلف وكلها متلقاة عن قصص أهل الكتاب «، وذكر نحوه ابن كثيرفي

.40 ص 4تفسيره ج .129 ومشارق أنوار اليقين ص 197(( ( الهداية الكبرى ص

الروايات105

أ أما بالنسبة لكتاب »الهداية الكبرى « فهو كتاب ال يعول عليه عندعلماء

ه أو358الشيعة، ألن مؤلفه وهو الحسين بن حمدان الخصيبي (ت: ه) هو رجل »فاسد المذهب « كما صرح بذلك شيخ الرجاليين343

، وإلى فساد المذهب أضاف((( ه)450الشيعة أبو العباس النجاشي (ت: رجالي آخر وهو ابن الغضائري (من علماء القرن الخامس الهجري) قائال

، وبصرف النظر عن(((في وصفه: »صاحب مقالة ملعونة ال يلتفت إليه «فساد المذهب فإن أحدا من علماء الرجال لم يوثق الخصيبي، ولم يهتممشهور علمائنا من المحدثين والمتكلمين بكتابه هذا وبسائر كتبه، ثم لوصرفنا النظر عن مؤلف الكتاب، فإن سند الرواية يشتمل على الضعفاء

.(((الذين ال يمكن التعويل على رواياتهم وفقا لموازين علم الرجال ب وأما المصدر الثاني للرواية وهو كتاب »مشارق أنوار اليقين «

للحافظ ه)، فهو أيضا ال يصح التعويل عليه، ولم يعتد813رجب البرسي (ت:

، على(((بكتابه هذا حتى أخبارية الشيعة، فضال عن أصولييهم المحققين .67((( رجال النجاشي ص

.54(( ( رجال ابن الغضائري ص (( ( ففي السند مجاهيل، ويكفينا أن الرواي ما قبل األخير للرواية هو يونس بن ظبيان، وهو رجل ضعيف

ومتهم بالغلو والكذب، بل عده الفضل بن شاذان من جملة الكذابين المشهورين، وفي بعض األحاديث الصحيحة

أن . .205 ص 25لعنه، أنظر معجم رجال الحديث ج Qاإلمام الرضا

((( قال الحر العاملي تعليقا على كتاب »مشارق أنوار اليقين » :« وفي كتابه إفراط وربما نسب إلى الغلو« أنظر: أمل

.2اآلمل ج وقال العالمة المجلسي في تعداد مصادر كتابه »بحار األنوار » :« وكتاب مشارق األنوار وكتاب األلفين

للحافظ رجب البرسي وال أعتمد على ما يتفرد بنقله الشتمال كتابيه على الخبط والخلط واالرتفاع، وإنما أخرجنا

منهما

.10 ص 1ما يوافق األخبار المأخوذة من األصول المعتبرة «، بحار األنوار ج وقال العالمة عبد الله األفندي في وصف البرسي: »وكان ماهرا في أكثر العلوم، وله يد طولى في علم

أسرارPالحروف واألعداد ونحوها كما يظهر من تتبع مصنفاته، وقد أبدع في كتبه حيث استخرج أسامي النبي

من اآليات ونحو ذلك ... ولم أجد له إلى اآلن مشايخ معروفة من أصحابنا، ولم أعلم أنه عند Rواألئمة وزيارة ألمير Rوآله Pمن قرأ ؟! «، وذكر العالمة األفندي أن البرسي أنشأ صلوات خاصة على النبي

، وخلص في تقييمه له إلى القول:إن »التأمل والفحص والبحث في كلماته يورث ما أفادهQالمؤمنين المحور الرابع

106أن من المرجح أن البرسي قد أخذ الرواية من الخصيبي وليس له سند

آخر، فيجري عليه ما جرى على سابقه، الذي عرفت وهنه. لو سلمنا جدال بصحة الرواية، فهي ال ترتبط بمسألة الخيانةثانيا:

الزوجية، ال من قريب وال من بعيد، فإن الخيانة كما أسلفنا في المحور السابق

هي عدم األمانة، وعليه فجمع المال من الخيانة ال داللة له على جمعه من خالل

ارتكابالفاحشة، والعياذ بالله.

على أن مضمون الرواية يبعث على التأمل، وذلك ألنه ليس منثالثا: خلق

أن يواجه امرأة دخلت عليه للتعزية بوفاة والده والتهنئة Qاإلمام الحسن له

بتعيينه خليفة للمسلمين بمثل هذا الكالم الجارح في اتهامها بالخيانة حتىلو

Pكانت امرأة مشركة، فكيف وهي زوجة جده المصطفى !؟

األستاذ أيده الله ( يقصد المجلسي) والشيخ المعاصر (يقصد الحر العاملي) من الغلو واالرتفاع، ولكن البمرتبة

.307 304 ص 2األلوهية ونحوها «. أنظر: رياض العلماء ج وقال السيد محسن األمين في ترجمة البرسي: »كان مولعا بالتسجيع، وفي طبعه شذوذ وفي مؤلفاته

خبط وخلط وشيء من المغاالة ال موجب له وال داعي إليه، وفيه شيء من الضرر، وإن أمكن أن يكون له محمل

صحيح ،« ويضيف السيد األمين تعليقا على ما ذكره األفندي من معرفته بعلم الحروف واألعداد: »وعلم األعداد

وأسرار الحروف لم يعرف له أثر ممن يدعيه وال يخرج عن األوهام والظنون، بل المخرقة والتمويه ... وإن مؤلفاته

ليس .466 ص 6فيها كثير نفع وفي بعضها ضرر «، أنظر: أعيان الشيعة ج

كلمات علماء الشيعة في المسألة107

المحور الخامسكلمات علماء الشيعة في المسألة

عن الوقوع Rال يخفى أن هناك إجماعا إسالميا على نزاهة نساء األنبياء فيما ينافي العفة من ارتكاب الفاحشة، ولم يخرقه سوى ثالثة من

المفسرين، حيث ذهبوا على ما نسب(((وابن جريج((( ومجاهد((( القدامى وهم الحسن

بز ٻ ٻ ٻ پپ بر: Qإليهم في تفسير قوله تعالى مخاطبا نبيه نوح إلى أنه لم يكن ابنه على الحقيقة، وإنما ولد على فراشه من غيره، وأن

نوحا عندمافإنما قال ذلك على ظاهر األمر، فأعلمه اللهبز ئم ئى ئي بج بر : Qقال

تعالى أن األمر بخالف الظاهر، »وليس في ذلك تكذيب لخبره، ألنه إنماخبر

عن ظنه وعما يقتضيه الحكم الشرعي، فأخبره الله تعالى بالغيب الذي اليعلمه

ه) تابعي، قيل:إنه ولد لسنتين بقيتا من والية عمر، وكان فقيها عارفا،وجمع110(( ( الحسن البصري (ت: القرآن

وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ونسبة القول إليه بأن ابن نوح لم يكن ولده حقيقة معروفة، أنظر: جامع البيانللطبري

.66 ص 12ج ه) قيل فيه: اإلمام شيخ القراء والمفسرين أبو الحجاج المكي األسود مولى104(( ( مجاهد بن جبير (ت:

قيس ابن السائب، روى عن علي ابن أبي طالب وابن عباس وأكثر عنه وأخذ عنه القرآن والتفسير والفقه وعن أبي

هريرة 12وعائشة وسعد ابن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وغيرهم، نسب إليه القول المذكور في جامع البيان ج

ص ص12 ، ولكن بعضهم نقل عن مجاهد أنه كان يؤكد على أنه ابن نوح، أنظر: جامع البيان للطبري ج 6669،

، فالنقل عن مجاهد مختلف.153 ص 2وتفسير السمرقندي ج ه) رومي األصل مولى األمويين، قيل فيه: تابعي150((( هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ت:

حافظ، شيخ الحرم من قراء القرآن ورواة الحديث، حدث عن عطاء فأكثر وحدث أيضا عن نافع مولى عمر، وأخذ

عنبز ڻ ڻمجاهد، وحدث عنه األوزاعي وثور بن زيد وسفيان الثوري وغيرهم، قال في تفسير قوله تعالى:

.66 ص 12: ناداه وهو يحسبه أنه ابنه وكان ولد على فراشه «، أنظر: جامع البيان للطبري ج ڻ برالمحور الخامس

108 ، وأما فيما عدا هؤالء الثالثة فلم نجد قوال ألحد من علماء(((غيره «

المسلمينفي الزنا. Rبوقوع زوجات األنبياء

ولكن القول المذكور ظل قوال شاذا ومرفوضا لدى علماء أهل السنة،وقد رده

(((معظم أهل العلم، من المفسرين وغيرهم . ولم نجد في المسألة قوال مخالفا

. وقد تقدم سابقا أن اآلية المذكورة ال تدل(((Qفي غير قضية ابن نوح على

هذا القول وال عالقة لها به من قريب أو بعيد.وأما علماء الشيعة من أهل الكالم والفقهاء والمفسرين وغيرهم فهم

وال سيما زوجات نبينا األكرم Rعلى تنزيه نساء األنبياء ((( مجمعونعن ارتكاب عالقة غير مشروعة، ونص الكثيرون منهم على كون Pمحمد

، ولذلك يكون وقوعه مستحيال، واللهQذلك من مستلزمات عصمة النبي ، ولدوره الرسالي.Pتعالى ال يسمح بوقوعه، حماية لنبيه

وقد ألف بعض علمائنا القدامى، وهو الشيخ نصير الدين عبد الجليل بنأبي

ه) رسالة خاصة تحت عنوان »تنزيه556الحسن القزويني (كان حيا سنة عائشة

«)))من الفواحش العظيمة .بارتكاب Pوعليه، فأي كالم ينسب إلى الشيعة أنهم يتهمون زوجة النبي

.36((( تنزيه األنبياء ص ، وتفسير ابن كثير46 ص 9 وما بعدها، وتفسير القرطبي ج 3 ص 18(( ( أنظر: تفسير الفخر الرازي ج

ص2ج .464

ه) قوال يصرح فيه1427(( ( نسب بعضهم إلى شيخ السلفيين في حلب محمد ناصر الترمانيني (ت: بإمكانية

، أنظر: كتاب »نوال المنى في إثبات عصمة أمهات وأزواج األنبياء منRصدور الزنا من زوجات األنبياء .69الزنا « ص

بارتكاب P((( وأما ما كتبه بعض األشخاص المنتسبين إلى الشيعة متهما إحدى زوجات النبي األكرم الفاحشة

فهو كاتب مشبوه وال يعد صاحبه من أهل العلم والتحقيق. ، واسم الرسالة بحسب500 ص 1 ، هدية العارفين ج 143 ص 2(( ( أنظر: أمل اآلمل للحر العاملي ج

المصدر األول هو »تنزيه عائشة «، وبحسب المصدر الثاني هو »تنزيه عائشة من الفواحش العظيمة «، ومما

يؤسف له أنهذه الرسالة لم نعثر عليها.

كلمات علماء الشيعة في المسألة109

الفاحشة هو افتراء وإفك عظيم، فهذه كتبهم تصرح بنزاهتهن من شائبةالفاحشة،

وها هم علماؤهم مجمعون دون أي مخالف منهم على تبرئة زوجاتاألنبياء

من ارتكاب كل ما ينافي Pقاطبة وخصوصا زوجات نبينا الخاتم محمد الشرف والعفة، وال يرضى أحد منهم بأن تتهم بذلك ال السيدة عائشة وال

غيرها، أو يغمز من قناة إحداهن بشيء من ذلك، بل إنهم بشهادةPمن أزواجه

السيد نعمة الله الجزائري المتقدمة يستنكفون عن االستماع ألي خبر أوأثر

ويخدش من حياء أزواجه . Pينال من عرض النبي وفيما يلي سوف نستعرض بعض كلمات علمائنا التي تنص على نزاهة

زوجات خصوصا عن الوقوع في ذاك Pعموما وزوجات نبينا األكرم Rاألنبياء العمل

الشنيع: بز ٻ ٻ ه)، قال في تفسير قوله تعالى: 436 السيد المرتضى (ت: 1ٻ

: »في هذه اآلية وجوه... والوجه الثالث: إنه لم يكن ابنه علىپپ برعلى ظاهربز ئم ئى بر : Qالحقيقة، وإنما ولد على فراشه. فقال

األمر. فأعلمه الله تعالى أن األمر بخالف الظاهر، ونبهه على خيانةامرأته،

وليس في ذلك تكذيب خبره، ألنه إنما خبر عن ظنه وعما يقتضيه الحكمالشرعي، فأخبره الله تعالى بالغيب الذي ال يعلمه غيره. وقد روي هذا

الوجه عن الحسن ومجاهد وابن جريح. وفي هذا الوجه بعد، إذ فيه منافاة ] فأطلق عليه اسم42[هود بز ڻ ڻ ڻ بر للقرآن، ألنه تعالى قال:

بز ڇ ڇالبنوة، وألنه تعالى أيضا استثناه من جملة أهله بقوله تعالى: [منهم]. وألن األنبياء يجب أن ينزهوا عن هذه الحالڇ ڇ ڍ ڍبر

ألنها تعيير وتشيين وتنقيص من القدر، وقد جنبهم الله تعالى ما دون ذلك.(((تعظيما لهم وتوقيرا ونفيا لكل ما ينفر عن القبول منهم

.36(( ( تنزيه األنبياء واألئمة، ص المحور الخامس

110 ه) قال في تفسير قوله تعالى في شأن460 الشيخ الطوسي (ت: 2

امرأتي: »قال ابن عباس: كانت امرأة نوح كافرةبز ںبرنوح ولوط:

تقول للناس إنه مجنون، وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه، فكان ذلك خيانتهما لهما، وما زنت امرأة نبي قط، لما في ذلك من التنفير عن

رسولإلى Qالله وإلحاق الوصمة به، فمن نسب أحدا من زوجات النبي

«)))الزنا فقد أخطأ خطأ عظيما وليس ذلك قوال لمحصل .، بز ٻ ٻ ٻ پپ بروفي تفسير قوله تعالى: رد الشيخ الطوسي وجها

نسب إلى بعض المفسرين (الحسن ومجاهد) في أن يكون المقصود أنهليس ابنه

على الحقيقة وإنما ولد على فراشه، فقال: »وهذا الوجه ضعيف، ألن فيذلك

«)))طعنا على نبي وإضافة ما ال يليق به إليه . ابن ادريس الحلي (القرن السادس الهجري)، قال: »كانت امرأة نوح3

كافرة.(((تقول للناس .. «، وذكر كالم الشيخ الطوسي المتقدم بعينه

قال:بز ںبر ه): »في تفسير قوله تعالى: 548 الشيخ الطبرسي( 4 »قال ابن عباس: كانت امرأة نوح كافرة، تقول للناس إنه مجنون، وإذا

آمنبنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به، وكانت امرأة لوط تدل على

«)))أضيافه، فكان ذلك خيانتهما في الدين ... وبعد فإن كل منفر M ه)، يقول » :588 الشيخ ابن شهر آشوب( ت 5

مثل: كفر الوالدين وفسق األزواج، Rال يجوز على األنبياء واألئمة ألنهما يتعديان إليهم، وما ال يكون منفرا جاز فيهم، مثل: كفر أوالدهم أو

.52 ص 10(( ( التبيان ج .459 ص 5(( ( التبيان ج

.341 ص 2((( أنظر: المنتخب من تفسير القرآن ج .64 ص 10((( مجمع البيان ج

كلمات علماء الشيعة في المسألة111

أي أن((( فسقهم، إال أن الفاحشة ال تجوز على أزواجهم فإنها الزمة لهم «،، بمعنى أنه تطالهم بشينهاRالفاحشة الزمة ألزواجهم وهم األنبياء

وعارها. ه) قال في شأن984 الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي (ت: 6

الصحابةعموما: »ليس في مذهبنا وجوب القدح في أحد منهم، وإنما قد يقع ذلك

«)))من عوام الناس المتعصبين، وأما علماؤنا فلم يقل أحد منهم بذلك . ه) يقول في تفسيره الفارسي988 المال فتح الله الكاشاني (ت: 7

آلياتبجميع األحوال، ومنها طهارة ذيلبز ئو ئۇ بر اإلفك ما ترجمته: »

Pفي تدبير أمور العباد .. وقد حفظ أذيال أزواجه بز ئۇبر ، عائشة. وفي تفسيره العربي »زبدة التفاسير « وفي بيان(((من لوث الفجور «

بز ئا ئە ئەالمراد من »الفاحشة المبينة « والواردة في قوله تعالى: يقول: ».. ومن قال: الزنا فقد أخطأ، ألنهئو ئو ئۇ ئۇبر

«)))من ذلك . Pسبحانه عاصم رسوله ۓبز ڭ ڭ ڭوفي تفسير قوله تعالى الوارد في قضية اإلفك: ۓ

16[النور: ٷڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ بر ] يقول شارحا معنى »سبحانك » :« تنزيه لله من أن تكون حرمة نبيه فاجرة، فإن

فجورها ينفرالناس عنه، وهذا مخل بالبعثة والتبليغ، بخالف كفرها، فإن األنبياء بعثوا

ه) طبع588 ، ابن شهر آشوب المازندراني، محمد بن علي (ت 205 ص 1((( متشابه القرآن ومختلفه ج إيران

ه.1328 .62 ص 6((( أعيان الشيعة ج

، وهو ليس من240 ص 22 ، ونظير ذلك جاء في حاشية بحار األنوار ج 464 ص 6((( منهج الصادقين ج كالم

، أجل إن المجلسي علق على188 ص 1العالمة المجلسي كما توهم بعضهم، أنظر : مختصر مفيد ج الخبر

اآلتي في متن البحار قائال: »وفي هذا الخبر غرائب ال نعلم حقيقتها فطوينا على غرها والله يعلم وحججه .240 ص 22صلوات الله عليهم جهة صدورها « بحار األنوار ج

.368 ص 5((( زبدة التفاسير ج المحور الخامس

112 ليدعوهم.. فيجب أن ال يكون معهم ما ينفرهم عنهم، ولم يكن الكفر

عندهم مما«))) والعياذ بالله فمن أعظم المنفرات .((( ينفرهم، وأما الكشخنة

ه) قال: »وخيانة المرأتين1081 المولى محمد صالح المازندراني(ت: 8ليست هي الفجور، وإنما هي نفاقهما وإبطانهما الكفر وتظاهرهما على

الرسولين، فامرأة نوح قالت لقومه: إنه مجنون، وامرأة لوط دلت قومهعلى

ضيفانه، وليس المراد بالخيانة البغي والزنا، إذ ما زنت امرأة نبي قط .(((» ه)، قال: »وال يجوز أن يراد1085 الشيخ فخر الدين الطريحي (ت: 9

بالخيانة الفجور، قال ابن عباس: »ما زنت امرأة نبي قط «، لما في ذلكمن

«)))التنفير عن الرسول وإلحاق الوصمة به .تعليقا على M ه) يقول 1111 الشيخ محمد باقر المجلسي (ت: 10

رواية القمي المتقدمة: »لكن وقوع أمثال ذلك صدور الفاحشة من زوجة«))) بعيد عقال ونقال وعرفا وعادة، وترك التعرض ألمثاله أولى . Pالنبي

ه)، يقول في شأن زوجتي1112 السيد نعمة الله الجزائري (ت: 11نوح

ولوط: »وأما خيانتهما فهو نفاقهما وإبطانهما الكفر وتظاهرهما علىالرسولين، فامرأة لوط دلت على أضيافه، وامرأة نوح قالت لقومه: إنه

مجنون، وال يجوز أن يراد بالخيانة الفجور، ألنه سمج في الطباع، نقيصة«)))عند كل أحد، بخالف الكفر، فإن الكفار يسمونه حقا .

وقال في رد ما ذكره البعض من أن ابن نوح لم يكن ابنه على الحقيقة:»وهذا

((( الكشخنة: الدياثة، والكشخان: الذي امرأته فاجرة. .486 ص 4((( زبدة التفاسير ج

.107 ص 10((( شرح أصول الكافي ج .715 ص 1(( ( مجمع البحرين ج

.107 ص 22(( ( بحار األنوار ج .165 ص 5(( ( عقود المرجان في تفسير القرآن ج

كلمات علماء الشيعة في المسألة113

هوا عن مثل هذه الحال، ألنها تعيير الوجه بعيد .. وألن األنبياء يجب أن ينز«)))وتشيين وقد نزه الله أنبياءه عما دون ذلك .

ه)، قال: »ولكن الالئق1173 العالمة الخاجوئي المازندراني (ت: 12«)))بمنصب النبوة نزاهتهن عنه .

: منبز ٻ ٻ ٻ پپ بروتعليقا على ما قيل في تفسير قوله تعالى: فهو فاسد Mأنه ليس ابنه على الحقيقة وإنما ولد على فراشه، قال » :

يأباه ]، مع أن األنبياء يجب أن ينزهوا عن مثل هذه42[هود بزڻ ڻ ڻ بر

الحال، ألنها تنفر وتشين، وقد نزه الله أنبياءه عما دون ذلك، توقيراوتعظيما مما

ينفر من القبول، وخاصة على مذاهب أهل الحق، فالمراد أنه ليس علىدينك،

«)))فكأن كفره أخرجه أن يكون له أحكام أهله . ه)، قال تلميذه السيد عبد1323 الشيخ محمد طه نجف (ت: 13

الحسين شرف الدين: »صرح فقيه الطائفة أستاذنا المقدس الشيخ محمد طه

النجفيأعلى الله مقامه وهو على منبر الدرس بوجوب عصمتها يقصد عائشة

من مضمون اإلفك، عمال بما يستقل بحكمه العقل من وجوب نزاهة«)))عن أقل عائبة ولزوم طهارة أعراضهم عن أدنى وصمة . Rاألنبياء

ه)، يقول1331 السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي الحائري (ت: 14في

منظومته الشهيرة:(((رم ألجل عين ألف عين تكرم�بك مح �را س �ا حمي �في

.82(( ( قصص األنبياء ص .38((( جامع الشتات ص

.38(( ( المصدر نفسه ص .156(( ( الفصول المهمة في تأليف األمة ص

، والحظ: أعيان382 ص 42(( ( وهذا البيت جزء من منظومة طويلة في اإلمامة، أنظر: مجلة تراثنا ج 1الشيعة ج

.121ص المحور الخامس

114 ه)، يقول ردا على صاحب1371 السيد محسن األمين (ت: 15

الوشيعة:»إن احترام أمهات المؤمنين عموما وأمي المؤمنين خصوصا علينا الزم،

فلو جاء في كتاب ما ينافي ذلك ال نقول به، لما ذكرناه Pاحتراما لنبينا غير مرة من أن جميع ما في الكتب ال يمكن ألحد االعتقاد بصحته،

وعقيدة الشيعة في األزواج عموما وفي عائشة وحفصة خصوصا هو مانزل به القرآن الكريم وجاءت به اآلثار الصحيحة، ال يمكن أن يحيدواعنه، وهو أنهن جميعا أمهات المؤمنين في لزوم االحترام والتكريم،

«)))وحرمة نكاحهن.. . Pاحتراما للنبي عن جميع العيوب Rيعتقد الشيعة وجوب تنزيه األنبياء Mويقول » :

والنقائص سواء كان ذلك في أفعالهم، كاألكل على الطريق ومجالسةاألراذل،

أو صناعتهم، ككونه حجاما أو زباال، أو أخالقهم كالحقد والحسد والجبنوالبخل، أو في أجسامهم كالبرص والجذام، أو عقولهم كالجنون والبله، أو في الخارج عنهم كدناءة اآلباء وعهر األمهات أو األزواج، فتحصل من ذلك

أنيجوز أن تكون كافرة، كما في امرأتي نوح ولوط، وال يجوز Qزوجة النبي

، فتوجب سقوطQأن تكون زانية، ألن ذلك من النقائص التي تلحق النبي محله من القلوب وعدم االنقياد ألقواله وأفعاله، وذلك ينافي الغرض

المقصوديرادبز ںبر من إرساله، وحينئذ فقوله تعالى في حق امرأتي نوح ولوط:

منه الخيانة بغير ذلك، وال عموم في لفظ الخيانة.فهو ما نطق به القرآن الكريم Pأما اعتقادهم في خصوص أزواج النبي

واتفق على نقله أهل اآلثار واألخبار دون ما انفرد به بعضهم ولم يقمبرهان على

صحته، وما روي ألمور سياسية في عصر الملك العضوض، أو انفرد بهشذاذ ال

، ص3 م، ط 1977((( نقض الوشيعة، أو الشيعة بين الحقائق واألوهام، مؤسسة األعلمي، بيروت لبنان، 59.

كلمات علماء الشيعة في المسألة115

عبرة بهم، هذا هو اعتقادهم (أي الشيعة)، ومن نسب إليهم سوى ذلكفقد أخطأ،

فأزواج النبي أمهات المؤمنين في لزوم االحترام والتكريم احتراما للنبيP

ۅبز ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ بر، وحرمة نكاحهن من بعده ٷبز ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئې ] 6[األحزاب: ال ترفع عقاب المعصية، بل تضاعفه كما P، وإن الزوجية للنبي ئې ئې بر

بز ئا ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ ئۆتضاعف ثواب الطاعة، ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ ی ىئ ىئ ىئئۆ ئۈ ئۈئې ئې ئې

پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺٿ ٿ ٿ ٿ ٹٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ

32«[)))[األحزاب: .ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ بر في محل آخر ردا على من اتهم »غالة الشيعة « بالنيل من Mويقول

نزاهة عائشة في قضية اإلفك: »ليس من غالة الشيعة وال معتدليهم من ينسب

ذلك إلى عائشة، كبرت كلمة تخرج من أفواه هؤالء المفترين، وإن كانوا

صادقين فيما يقولون فليأتونا باسم من يقول ذلك وفي أي موضع وجدوه أم في أي

كتاب رأوه، كال إنهم لكاذبون مفترون ظالمون مفسدون ال حجة لهم على ما قالوا وال

برهان، وما حملهم على ذلك إال العداوة والعصبية بالباطل ورقة الدين، وهكذا ما

حكاه دحالن عن الحسن ابن زيد الداعي كذب وبهتان، ألنا نعلم علما يقينا أنه

ليس في الشيعة من ينسب أم المؤمنين عائشة إلى القبيح، وإن من عقيدتهم

أن زوجة يجوز أن تكون كافرة كامرأتي نوح ولوط وال يجوز أن تكون زانية Pالنبي

ألن ذلك يخل بمقام النبوة. وإنما يقولون وال يتحاشون بأنها أخطأت بخروجها

على«)))اإلمام العادل وحربها له ومخالفتها أمر القرآن لها أن تقر في بيتها .

.121 ص 1((( أعيان الشيعة ج .393 ص 1((( أعيان الشيعة ج

المحور الخامس116ردا على M ه)، يقول 1377 السيد عبد الحسين شرف الدين (ت: 16

من يتهم الشيعة بأنهم يطيلون ألسنتهم على السيدة عائشة ويتكلمونفي

حقها من أمر اإلفك والعياذ بالله: »إنها يقصد السيدة عائشة عنداإلمامية

أنقى جيبا وأطهر ثوبا وأعلى نفسا وأغلى عرضا وأمنع صونا وأرفع جنابا وأعز خدرا وأسمى مقاما من أن يجوز عليها غير النزاهة أو يمكن في

حقهاغير العفة والصيانة، وكتب اإلمامية قديمها وحديثها شاهد عدل بما أقول،

على أن أصولهم في عصمة األنبياء تحيل ما بهتها به أهل اإلفك بتاتا،وقواعدهم تمنع وقوعه عقال «، ثم ينقل كالم أستاذه (الشيخ محمد طهنجف) اآلنف، ويضيف قائال: »فنحن والله ال نحتاج في براءتها إلى دليل،

كل ما Rوال نجوز عليها وعلى غيرها من أزواج األنبياء واألوصياء «)))كان من هذا القبيل .

ه): يقول: ».. نعم ال كالم1393 الميرزا أبو الحسن الشعراني (ت: 17في

براءتها مما رميت به في مسألة القذف، ألن رميها به هتك لحرمة رسول«)))، وكذلك كل زوجة بالنسبة إلى بعلها .Pالله ه) يقول: »وحسن1400 السيد حسن الحسيني اللواساني (ت: 18

مكارمالشيعة االثني عشرية وإكرامهم للنبي األعظم واحترامهم له يقتضي

السكوت عن عرضه وحرمه، وترى الكل يلهجون:«)))رم ألجل عين ألف عين تكرم �بك مح �را س �ا حمي �في ه)، يقول: »إن الشيعة اإلمامية1400 الشيخ محمد جواد مغنية (ت: 19

يعتقدون ويؤمنون أن نساء األنبياء جميعهن عفيفات طاهرات وأن النبي، .156(( ( الفصول المهمة، مصدر سابق ص .159 ص 6((( شرح أصول الكافي للمازندراني ج

.64 ص 2(( ( أنظر كتابه: نور األفهام في علم الكالم ج كلمات علماء الشيعة في المسألة

117 أي نبي، ال يضع ماءه إال في أرحام مطهرة، وأن زوجته قد تكون كافرة

ولن«)))تكون بغيا، ألن الرسول أكرم على ربه وأعز من أن يجعل تحته بغيا .

في مورد آخر: »وقد ضرب سبحانه مثال لذلك بامرأة نوح Mويقول وامرأة لوط، فقد كانت األولى تؤذي زوجها وتقول: إنه مجنون، وتفشي

أسراره بين المشركين، وكانت الثانية تعين الطغاة على زوجها وتدلهمعلى

أضيافه.. ومن أجل هذا وصفها الله سبحانه بالخيانة التي هي ضد األمانة«)))ال بمعنى الزنا، فإن المسلمين يعتقدون أنه ما زنت امرأة نبي قط .

إن M ه)، يقول » :1412 السيد محمد حسين الطباطبائي (ت: 20 تسرب الفحشاء إلى بيت النبي ينفر الناس عنه، فمن الواجب أن يطهر

اللهعن لوث الزنا والفحشاء، وإال لغت Rسبحانه ساحة أزواج األنبياء

«)))الدعوة، وتثبت بهذه الحجة العقلية عفتهن واقعا ال ظاهرا فحسب .تعليقا على قول من قال بأن الله تعالى إنما نفى ابن نوح عنه Mويقول

ألنه لم يكن ابنه على الحقيقة: »وفيه: أنه على ما فيه من نسبة العاروالشين إلى

، والذوق المكتسب من قوله تعالى يدفع ذلك عن ساحتهمRساحة األنبياء وينزه جانبهم عن أمثال هذه األباطيل ليس مما يدل عليه اللفظ بصراحة

والوليس بظاهربز ٻ ٻ ٻ پپ بر ظهور، فليس في القصة إال قوله تعالى:

بز گ گ ڳ ڳڳفيما تجرأوا عليه، وقوله في امرأة نوح [ولوط]: 10[التحريم ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں بر ] ليس إال

ظاهرا في أنهما كانتا كافرتين تواليان أعداء زوجيهما وتسران إليهمابأسرارهما

«)))وتستنجدانهم عليهما . .403 ص 5((( التفسير الكاشف ج .368 ص 7((( المصدر السابق ج .112 ص 15(( ( تفسير الميزان ج .235 ص 10((( المصدر السابق ج

المحور الخامس118، قال في تفسير قوله تعالى:M السيد محمد حسين فضل الله 21

: »فكانتا زوجتين لنبيين من أنبياء الله هما نوحبر..بزک ک ک في موقفهما المضاد للرسالة، حيث اتبعتا قومهمابز ںبر ولوط،

في الكفر، ولم تنسجما مع طبيعة موقعهما الزوجي الذي يفرض عليهما أن تكونا من أوائل المؤمنين بالرسالة، ألنهما تعرفان من استقامة

زوجيهماوأمانتهما وصدقهما وجديتهما ما ال يعرفه اآلخرون، فال يبقى لهما أيعذر في االنحراف عن خط الرسالة والرسول، ولكن المشكلة أنهما

غير جادتين في مسألة االنتماء اإليماني وااللتزام العملي، فلم تنظرا إلى

المسألة نظرة مسؤولة، بل عاشتا الجو العصبي الذي يربطهما بتقاليدقومهما، فكانتا تفشيان أسرار النبيين ما قد يسيء إلى مصلحة الرسالة

والرسول، وكانتا تبتعدان في سلوكهما عن منطق القيم الروحية اإليمانيةلتبقيا مع منطق الوثنية، مما يجعل البيت الزوجي النبوي يتحرك في دائرة

الجاهلية إلى جانب دائرة اإليمان، ولعل ضالل ابن نوح كان خاضعا لتأثيروالدته، ويقال: إن امرأة لوط كانت تخبر قومها بالضيوف الذين يزورون

«)))زوجها، ليقوموا باالعتداء عليهم، فكانت خيانتهما للموقف وللموقع . الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، يقول حفظه الله: »والخيانة هنا ال22

تعنياالنحراف عن جادة العفة والنجابة، ألنهما زوجتا نبيين وال يمكن أن

ما بغت P» تخون زوجة نبي بهذا المعنى للخيانة، فقد جاء عن الرسول «))).امرأة نبي قط

السيد القائد علي الخامنئي، يقول حفظه الله ردا على استفتاء23موجه إليه:

بما P»يحرم النيل من رموز إخواننا السنة، فضال عن اتهام زوج النبي .329 328 ص 22(( ( من وحي القرآن ج

.425 ص 18((( األمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج كلمات علماء الشيعة في المسألة

119Rيخل بشرفها، بل هذا األمر ممتنع على نساء األنبياء ، وخصوصا

P«)))سيدهم الرسول األعظم . الشيخ جعفر السبحاني، يقول في بيان موقف الشيعة اإلمامية من24

حديثوأمهات المؤمنين، لها Pاإلفك: »إن السيدة عائشة من زوجات النبي

غير خديجة رضي الله عنها، فقد Pمن الشرف والكرامة ما لسائر نسائه رأت النور في بيته وعاشت معه فترة طويلة، ولم يشك أحد من

المسلمينالقدامى والجدد في براءتها من اإلفك الذي صنعته يد النفاق ونشره عميد

، وحدثPالمنافقين وأذنابه »عبد الله بن أبي سلول « في عصر النبي ٱبز ٻ ٻ ٻ ٻ پپ پعنه القرآن في آيات، يقول سبحانه:

پ ڀ ڀڀ ڀ ٺ ٺ ٺٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹٹ ڤۓبز ڭ ڭ ڭ ]، 11[النور: ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ بر ۓ

]، وكفى في16[النور: ٷڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ بر براءتها أنه سبحانه سمى النسبة إفكا وبهتانا عظيما وأوعد من تولى كبره

«)))بعذاب أليم .

ويقول الشيخ السبحاني أيضا في شأن امرأتي نوح ولوط: »لم تكنخيانتهما

خيانة فجور، لما ورد: »ما زنت امرأة نبي قط «، وإنما كانت خيانتهما في«)))الدين .

هذه كلمات جمع من أعالم الشيعة اإلمامية وهي كافية للتدليل علىالموقف

من ارتكاب الفاحشة وفي دحض Rالشيعي العام في تنزيه نساء األنبياء أية

في هذا المجال، وهذا الموقف Rتهمة يراد إلصاقها بمذهب أهل البيت هو من الوضوح بمكان، ما دفع الشيخ اآللوسي إلى تكذيب نسبة هذه

التهمة(( ( الفتوى معروفة وقد نشرتها العديد من الصحف العربية واإلسالمية والمواقع اإللكترونية .

، قم إيران.Q ، مؤسسة اإلمام الصادق 222(( ( السبحاني الشيخ جعفر، رسائل ومقاالت ص .271((( األمثال في القرآن الكريم ص

المحور الخامس120

إلى الشيعة، حيث قال: »فالحق عندي أن عهر الزوجات كعهر األمهاتمن

، وما ينسبRالمنفرات التي قال السعد: إن الحق منعها في حق األنبياء كذب عليهم فال تعول عليه Pللشيعة مما يخالف ذلك في حق سيد األنبياء

«)))وإن كان شائعا .

.162 ص 28(( ( تفسير اآللوسي ج حكم القذف والقاذف

121المحور السادس

حكم القذف والقاذفRما هو الموقف الشرعي تجاه الشخص الذي يتهم زوجة نبي من األنبياء

بارتكاب ما ينافي العفة والشرف (الزنا)؟ هل له عقوبة مقررة ؟ أم يتركأمره إلى

الحاكم الشرعي ليؤدبه ويعزره حسبما يراه من المصلحة؟واإلجابة عن هذه األسئلة نبينها ضمن النقاط التالية:

حكم قذف المحصنات1 ال يخفى أن التشريع اإلسالمي اهتم اهتماما بالغا بحفظ أعراض الناس

وحرماتهم، وال سيما عرض المرأة، ودعا إلى صونه من كل ما يشين، وحذر من

تناول اآلخرين

بالهمز والطعن، أو إساءة الظن بهم، أو التفكه بأعراضهم، معتبرا ذلكمن كبائر

المعاصي والذنوب، ومشددا النكير عليه، وأقر عقوبة بدنية دنيوية قاسيةعلى من

يقذف المرأة المحصنة العفيفة أو الرجل المحصن بالزنا، ما لم يحضرالقاذف أربعة

شهود عدول تثبت دعواه، على أن يشهدوا برؤيتهم بالعين المجردةلتمام العملية

الجنسية، وهذه عقوبتهم الدنيوية، وتبقى العقوبة األخروية موكولة إلىالله تعالى.

بز ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳقال تعالى: Øۀ Øہڳ ڳ ڳ ڱ ڱڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ہ ہ

].5 4[النور: ہ ھ ھ ھ بر المحور السادس

122 فقد أقرت هاتان اآليتان المباركتان عدة أنواع من العقوبة على كل من

يتجرأعلى رمي النساء المحصنات ويقذفهن بالزنا دون بينة والعقوبات هي:

العقوبة البدنية، وهي الجلد ثمانون جلدة.1 إسقاط األهلية القانونية عن القاذف، ويتمثل ذلك بعدم قبول شهادته2

أبدا. الحكم عليه بالفسق، وهذا نوع من العقوبة المعنوية، حيث تالحقه3

وصمة الفسق أنى سار أو تحرك. وهذا دليل على أن قذف المحصنة بالزنا هو

منكبائر الذنوب.

هذا ناهيك عن العقوبة األخروية الموكولة إلى الله تعالى.أجل إن الحكم عليه بالفسق وكذا الحكم بعدم قبول توبته تبقى فاعليتهما مستمرة، ما لم يتب إلى الله تعالى، ويصلح، والتوبة معروفة، فهي الندم

على ما صدر منه والتصميم على عدم العود؛ وأما اإلصالح فيراد به أن يعمل

القاذف على ترميم صورة المقذوف في الوسط االجتماعي بعد أن خدشها

بالتهمة التيرماه بها.

بز ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱوفي آية أخرى يقول تعالى: ]، ونالحظ هذا التشديد23[النور ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ بر

في أمر القذف حيث جعل الله القاذفين ملعونين في الدنيا واآلخرةوتوعدهم

بالعذاب العظيم. وفي آية ثالثة نالحظ أن الله سبحانه تعالى قد اعتبر أن من اتهم أحدا

بالفاحشةبز ڇ ڇ ڇإن لم يحضر الشهود األربعة، فإنه يعد من الكاذبين، قال تعالى:

]،13[النور ڍ ڍڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ بر وهذا يدل على االهتمام البالغ والحرص الشديد بحفظ أعراض الناس .

حكم القذف والقاذف123 الحرمات ال تتجزأ2

والنقطة الثانية التي تجدر اإلشارة إليها هي أن الحرمات في اإلسالم التقبل

ق فيها بين مسلم أو غيره، فلكل إنسان حرمته التي ال بد التجزئة، وال يفرمن رعايتها،

عن قذف غير المسلم، ففي Rومن هنا نهى األئمة من أهل البيت صحيحة عبد

أنه نهى عن قذف من ليس Qالله بن سنان عن أبي عبد الله » :على اإلسالم إال أن

يطلع على ذلك منهم، وقال: أيسر ما يكون أن يكون قد كذب.(((»

وفي حديث آخر رواه الكليني أيضا بإسناده عن عمرو بن نعمان الجعفيقال:

صديق ال يكاد يفارقه إذا ذهب مكانا، فبينما هو Q»كان ألبي عبد الله يمشي

في الحذائين ومعه غالم له سندي يمشي خلفهما إذ التفت الرجل يريدغالمه ثالث

مرات فلم يره، فلما نظر في الرابعة قال: يا ابن الفاعلة أين كنت؟!قال: فرفع أبو عبد

سبحان الله تقذف أمه!يده فصك بها جبهة نفسه، ثم قال: Qالله قد كنت أرى

، فقال: جعلت فداك إن أمه سنديةلك ورعا فإذا ليس لك ورع»أما علمتمشركة قال:

قال: فما رأيته يمشي معه حتى فرقأن لكل أمة نكاحا، تنح عني «، «)))الموت بينهما .

«))).إن لكل أمة نكاحا يحتجزون به عن الزنا وفي رواية ثالثة: عن الرجل يقذف بعض جاهلية العرب؟ Qوفي الحديث عن أبي جعفر » :

P«))).يضرب الحد، إن ذلك يدخل على رسول الله قال: هو أن من يقذف العرب فهو قد Pوالمقصود بدخوله على رسول الله

أو يشمله بذلك، ألن آباءه وأجداده من Pيصيب باتهامه رسول الله العرب،

وقد عاشوا في تلك الجاهلية. من أبواب حد القذف.1 ب 1 ح 173 ص 28(( ( وسائل الشيعة ج

.324 ص 2((( الكافي ج .324 ص 2((( م.ن ج

من أبواب حد القذف.18، الباب 7 ، الحديث 201 ص 28(( ( وسائل الشيعة ج المحور السادس

124Pالجرأة على رسول الله !

هذا هو موقف اإلسالم وحرصه على حماية األعراض وحفظ الحرمات والكرامات بشكل عام، وفي ضوء ذلك نقول: إذا كان رمي المرأة

المسلمة واتهامها بالزنا هو من كبائر المعاصي ويستوجب غضب الله، فكيف إذا

كانتPوال سيما خاتمهم سيدنا محمد ! Rهذه المرأة زوجة نبي من األنبياء

أن يعمد بعض السفهاء إلى Pإنها بالتأكيد لجرأة كبيرة على رسول الله تناول عرضه وشرفه وناموسه بهذه الخفة والوقاحة التي إن دلت على

شيء فإنما تدل على عدم توقيرهم وال احترامهم لهذا النبي الكريم! ألن »الغالب أن

قذف«)))امرأة يكون سبا وهتكا لزوجها .

أعظم من إيذائه باتهام زوجه بممارسة Pوهل هناك إيذاء لرسول الله ئە ئە..بزالفاحشة ؟! وقد نهى الله تعالى عن إيذائه، فقال عز من قائل:

یىئ ىئىئئو ئو ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئې ئې ].53[األحزاب ی ی ی ئج بر بز ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژوقال سبحانه:

].57[األحزاب: ڑ ڑ ک بر أن Pوقد نقل الطبري في جامع البيان بإسناده إلى زيد: »ربما بلغ النبي

الرجل

توفي تزوجت فالنة من بعده! قال: فكان ذلك يؤذي Pيقول: لو أن النبي Pالنبي

«))).بر .. بز ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ ئۆ فنزل القرآن: سوف نتزوج Pفإذا كان حديث بعض الصحابة بأنه إذا توفي رسول الله

ويؤلمه، فما بالك بالحديث عن ارتكاب Pمن بعض نسائه يؤذي النبي بعض

من Pنسائه لفاحشة الزنا، إنه بكل تأكيد أكثر إيالما وإيذاء لرسول الله مجرد

.260 ص 2في الدر المنضود في أحكام الحدود ج M((( كما يقول السيد الكلبيكاني .174 ص 8 ، وأنظر: مجمع البيان ج 50 ص 22(( ( جامع البيان ج

حكم القذف والقاذف125

الحديث العابر عن نية البعض الزواج بهن! وإذا كان اإلسالم يتشدد في أمر القذف إلى الحد الذي يحرم معه قذف

المرأة المشركة أو المرأة الجاهلية كما تقدم، فما بالك بالمرأة المسلمة؟!

وكيف إذاPكانت هذه المرأة هي زوجة الرسول األكرم !؟

Qوقد قدمنا سابقا أن بعض المصادر التاريخية نصت على أن اإلمام عليا وبعد الفراغ من معركة البصرة أمر بجلد اثنين من أصحابه ال لشيء

سوى أنهما ناال من أم المؤمنين عائشة بغير القذف، فكيف إذا كان التعرض لها هو

باتهامهابارتكاب الفاحشة !

عقوبة القاذف3والنقطة الثالثة في هذا المحور هي أن حرمة قذف المحصنات هي من

بز ڳ ڳ ڳ ڳ ڱبديهيات الشريعة اإلسالمية، قال تعالى: ]، أما عقوبة23[النور: ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ بر

الشخص القاذف الذي يتجرأ على رمي المرأة المحصنة بالزنا إن لم يقمعلى

دعواه أربعة شهود عدول يشهدون بالمعاينة ورؤية العملية الجنسيةالكاملة فهي

أي العقوبة الجلد ثمانون جلدة، كما نصت على ذلك اآلية السابقة، وهيقوله

بز ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳتعالى:

].4[النور ڳ ڱ ڱڱ ڱ ں ں بر ودلت بعض الروايات المتقدمة على حرمة تناول نساء الجاهلية وتدعو

إلى قال: »قلت له: ما Qمعاقبة القاذف، وإقامة الحد عليه، فعن أبي جعفر

تقول يضرب الحد، إن ذلكفي الرجل يقذف بعض جاهلية العرب؟ قال:

يدخل علىP«))).رسول الله

من أبواب حد القذف.17 ب 7 ح 201 ص 28(( ( وسائل الشيعة ج المحور السادس

126وحرمة القذف، وكذا عقوبة القاذف وهي الجلد ثمانون جلدة ال تختصان بقذف األشخاص األحياء، بل إن الحرمة تتضاعف في قذف الميت رجال

كان أو امرأة ألن الميت ال لسان له ليدافع عن نفسه ويكذب الشهود، فإذا

كان قذفما فقذف الميت سيكون أشد حرمة. الحي محر

ومما يوجب تضاعف عقوبة القذف، وتأكد حرمته أن تكون المقذوفةزوجةP، فإن قذفها سوف يطال بشظاياه زوجها وهو النبي Qأو إمام Qنبي

Qأو اإلمام .Pهل يقتل من قذف زوجة النبي ؟

وثمة رأي فقهي مطروح في المقام يذهب ليس إلى جلد من سب أوقذف

فحسب بل إلى قتله، كما يحكم أيضا بقتل من قذف أم Pزوجة النبي Pالنبي

أو ابنته، والوجه في قتله هو أحد أمرين:.(((هو ارتداده بذلكاألمر األول:

وقد سجل الفقيه النجفي (الشيخ محمد حسن) مالحظة على هذا الوجه مفادها: أنه يصعب إقامة الدليل عليه »خصوصا بعد عدم الحكم باالرتداد

بماP«)))وقع من قذف عائشة وهي زوجة النبي .

لم يحكم بقتل من قذف عائشة، وإنما أمر بجلدهم Pومقصوده أن النبي .(((كما هو معروف

لهم بأنهم »تكلموا بذلك قبل أن Pوأما تبرير ابن تيمية لعدم قتل النبي يعلم

،410 ص 5أو ابنته: تحرير األحكام للعالمة الحلي ج P(( ( أنظر حول الحكم بقتل من قذف أم النبي وقواعد

، وحول الحكم بقتل من قذف عائشة230 ص 10 ، والمغني البن قدامة ج 549 ص 3األحكام له ج أنظر: الفتاوى

.183 ص 3الكبرى البن تيمية ج .438 ص 41((( جواهر الكالم ج

.162 ص 8((( أنظر: صحيح البخاري ج حكم القذف والقاذف

127 ببراءتها وأنها من أمهات المؤمنين الالتي لم يفارقهن عليه، إذ كان يمكن

أن يطلقها ، فهو غير(((فتخرج بذلك عن هذه األمومة في أظهر قولي العلماء «

صحيح، ألنه يتوقف على Pمبني على أن الحكم بقتل الشخص القاذف لزوجة النبي

ثبوتمجموع أمرين:

العلم ببراءتها مما رميت به، وهذا لم يكن ثابتا بزعمه حينأحدهما: القذف،

إلى أن نزل الوحي بعد ذلك ببراءتها. إحراز أنها من أمهات المؤمنين، وهذا لم يكن متحققا ذلكثانيهما: الوقت، إذ

عائشة فتخرج عن أمومة المؤمنين. Pمن الممكن أن يطلق النبي ولكن نالحظ على كالمه:

أنه حتى مع ثبوت األمرين المذكورين والتسليم بهما فال دليل على قتل، ألن قذف من أحرزت أمومتها للمؤمنين وأحرزتPالقاذف لزوجة النبي

براءتها مما اتهمت به ليس من موجبات القتل وال يستوجب الحكمباالرتداد

Pعلى من اتهمها، إال إذا كان اتهامها مستلزما لتكذيب القرآن أو النبي مع

التفات المتهم لهذه المالزمة وتبنيه لها، أي إن الحكم في المقام هوالحكم

أو القرآن Pفي منكر الضروري بعينه، فإن رجع إنكاره إلى تكذيب النبي الكريم ومع ذلك أصر المنكر على إنكاره فيحكم بكفره، وأما إن لم يكن

ملتفتا

إلى الزم إنكاره فال يحكم بكفره، كما هو محقق في محله في مسألةإنكار

.(((الضروري Pوربما يذكر وجه آخر للحكم بقتل من قذف زوجة النبي األمر الثاني:

أياقها فتخرج بذلك عن هذه183 ص 3(( ( الفتاوى الكبرى البن تيمية ج . وقوله: »إذ كان يمكن أن يطل

األمومة « هو Pأنها من أمهات المؤمنين، فإن من شرط أمومة المؤمنين بنظره أن يموت النبي Pتعليل لعدم علمه

وهيفي عهدته الزوجية.

.30(( ( أنظر: كتابنا العقل التكفيري قراءة في المنهج اإلقصائي ص المحور السادس

128 كانت هذه الزوجة، وهو أن قذفها هو سب لها، وسب المرأة في الغالب

سبلزوجها وهتك لحرمته.

من أنه: »فرق بين ما إذا ذكرت Mويالحظ عليه بما ذكره بعض الفقهاء المرأة بقصد سب الرجل وشتمه، وبين ما إذا كان المقصود هو الزوجة

دون النظر إلى الزوج ليعيره أو يشتمه، وربما يكون حين سبها غافال عن

زوجها، فال يرجع سبها إلى سبه مع عدم كونه ملتفتا إلى الزوج، بل ومع كونه ملتفتا

إذا كان«)))المقصود هو ذم الزوجة فقط.. .

لمن الوالية على إقامة الحد؟4ويبقى السؤال: من الذي يملك الحق في المطالبة بإقامة الحد؟

والجواب: إن المقذوف إذا كان حيا فهو الذي يطالب السلطة القضائية بتحصيل حقه وحماية كرامته المنتهكة من قبل القاذف، وأما إذا كان

المقذوفميتا رجال كان أو امرأة فإن الحق بمقاضاة القاذف وإقامة الحد عليه هو

في Qلورثته، ففي الحديث عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله » :رجل قال

إن كانت أمه حية شاهدة ثملرجل يا ابن الفاعلة يعني الزنا، فقال: جاءت تطلب

حقها ضرب ثمانين جلدة، وإن كانت غائبة انتظر بها حتىتقدم فتطلب حقها،

وإن كانت قد ماتت ولم يعلم منها إال خيرا ضرب المفتريعليها الحد ثمانين

«))).جلدة وإنقال: ».. Qوفي صحيحة محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر

قال البنه يا ابن الزانية وأمه ميتة ولم يكن لها من يأخذ بحقها منه

إال ولدها منه، فإنه ال (والولد ال يحديقام عليه الحد، ألن حق الحد قد صار لولده منها

وإن كانأباه)، .260 ص 2((( الدر المنضود في أحكام الحدود ج

من أبواب حد القذف.6 ب 1 ح 187 ص 28(( ( وسائل الشيعة ج حكم القذف والقاذف

129 لها ولد من غيره فهو وليها ويجلد له، وإن لم يكن لها ولد من

غيره وكان له قرابة«))).يقومون بأخذ الحد جلد لهم

الميتة وال ولي لها، فمن Pولكن ماذا لو كانت المقذوفة هي زوجة النبي الذي يطالب بإقامة حد القذف على من اتهمها بالزنا؟

في ذلك وجهان:بز ۋإن المطالب بذلك هم عامة المؤمنين، لقوله تعالى: أحدهما:

].6[األحزاب ۅۋ بر إن المطالب بذلك هو الحاكم الشرعي، باعتباره ولي من الوثانيها:

ولي له.بالزنا Pوفي ضوء ما تقدم، يتضح أن كل من يتجرأ على رمي زوجة النبي

دون بينة شرعية فإنه يكون شخصا فاسقا بنص القرآن الكريم، وال بد أنيجلد

حد القذف، وأن تغلظ عليه العقوبة تعزيرا، النتهاكه حرمة الرسول األكرم.P

إن القاذف في المقام جازم بصدور الفاحشة من زوجةوربما يقال: Pالنبي ،

والقاطع ال يؤاخذ على قطعه وال يعاقب عليه، لما ذكره علماء األصول(((والكالم

من أن القطع معذر لصاحبه كما هو منجز للتكليف عليه.ولكن هذا الكالم مردود ومرفوض:

ألن القطع المزعوم ال مبرر له من الناحية العقالئية والمنطقية،أوال: وإنما هو

مجرد أوهام وتخرصات ورجم بالغيب وسوء ظن بالعباد، وليس في كل مااستند

إليه أصحاب الزعم المذكور إلثبات مزاعمهم سوى الوهم واإلفك المبين،ومن

الطبيعي أن العاقل ال يستند في بناء أفكاره ومعتقداته وال في أحكامهعلى األوهام

والظنون، فذاك كمن يبني بنيانه على جرف هار. من أبواب حد القذف.14 الباب 1 ، ح 196 ص 28(( ( وسائل الشيعة ج

.33 ص 1((( أنظر: دروس في علم األصول للشهيد الصدر الحلقة الثالثة ج المحور السادس

130 لو سلمنا جدال بأن تلك األوهام أوجبت يقينا لبعض الناس، فيقينهثانيا:

هذا إنما يصلح معذرا له في محكمة العدل اإللهي ولكنه ال يسقط الحد عنه

في دار الدنيا، بإجماع الفقهاء وعليه جرت سيرة العقالء والمقننين الوضعيين،

أرأيت لو أن شخصا اعتقد اعتقادا جازما أن فالنا هو قاتل أبيه مثال، فقتله دون

أن يكون لديه دليل على كونه القاتل سوى أنه رأى في المنام مثال من يخبره بأن

فالنا قاتل أبيك أو قامت لديه بينة ناقصة على ذلك، فهنا حتى لو فرضنا أن

القاتل كان صادقا في اعتقاده وكان الرجل قاتل أبيه حقا دون وجود أدلة حسية تثبت

الجريمة فعال، فإن ذلك ال يبرر له قتله، ولو قتله فال تسقط العقوبة الدنيوية عنه،

فيحق لولي المقتول االقتصاص منه، أجل إن قطعه هذا ربما نفعه عند الله

تعالى، ألنالقاطع بحلية عمل مع كونه محرما عليه ال يعاقب على ارتكابه.

وهكذا الحال في المقام، فلو أن شخصا جزم بأن امرأته ترتكب الزنا مثالفال

يحق له اإلقدام بنفسه على معاقبتها أو معاقبة الفاعل، ولو أخذته الغيرةفقتلها

دون أن يحضر الشهود العدول الذي عاينوا ارتكابها الفاحشة، فيحقألوليائها أن

يطالبوا بالقصاص، مع أنه قد يكون معذورا عند الله تعالى، وهذا ما نصتعليه

، وهذا حكم منطقي يهدف إلى حمايةRاألئمة من أهل البيت ((( روايات المرأة من التعديات والظلم التي قد تتعرض له، فقد يقتلها زوجها ويزعم

أنه رآها في وضع مشين مع رجل أجنبي عنها يمارسان الدعارة، على أن

جعل هذه القضايا التي هي من شأن السلطة القضائية بيد أفراد الناس يلزم منه

اإلخاللبالنظام والهرج والمرج.

قالوا لسعد بن Pيقول: إن أصحاب النبي Q((( ففي صحيحة داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبد الله عبادة: أرأيت

Pلو وجدت على بطن امرأتك رجال ما كنت صانعا به؟ قال: كنت أضربه بالسيف، قال: فخرج رسول الله فقال:

؟ قال سعد: قالوا لو وجدت على بطن امرأتك رجال ما كنت تصنع به؟ فقلت أضربه بالسيف،ماذا يا سعديا سعدفقال:

إي والله بعد؟ فقال: يا رسول الله بعد رأي عيني وعلم الله أنه قد فعل؟ قال: وكيف باألربعة شهودرأي عينك وعلم

ا «.قد جعل لكل شيء حدا وجعل لمن تعدى ذلك الحد حد الله أنه قد فعل، ألن الله .176 ص 7الكافي ج

حكم القذف والقاذف131

والحكم عينه جار في حق من قذف امرأة معينة بالزنا سواء كانت زوجة أو أية امرأة أخرى، ميتة كانت أو حية، دون أن يحضر الشهود Pالنبي األربعة

على ارتكابها للفاحشة، فإنه يستحق العقوبة على إساءته المعنوية إليها،فيجلد

حد القذف حتى لو كان قاطعا بذلك من خالل بعض المعطيات لديه التيال

تنهض إلى مستوى الحجية القضائية، أجل لو أنه لم يظهر قطعه للناسولم يجاهر

بز ڇ ڇ ڇ ڍبه فليس عليه سبيل، وأمره إلى الله تعالى. قال تعالى: ]13[النور: ڍڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ بر

وباإلضافة إلى ذلك فإن ثمة سببا آخر يوجب في المقام تحريم التفوهباالتهام

غير المقرون بالشهود وهو أن ذلك من أجلى مصاديق إشاعة الفاحشة،والله

ىئبز ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئې ئې تعالى قد نهى عنه، قال عز من قائل:

ی ی ی ی ئج ئحئم ئى ئي بج بح بخبرىئ ىئ ]19[النور:

اإلفك القديم

133المحور السابعاإلفك القديم

دون أن نعرج Rوال يسعنا أن ننهي البحث حول نزاهة زوجات األنبياء بشكل

موجز على دراسة مسألة تتصل ببحثنا هذا اتصاال وثيقا، وهي مسألةحديث اإلفك،

همت فيها إحدى زوجات نبينا األكرم بارتكاب الفاحشة، وأثار Pوالتي اتذلك

لغطا في المجتمع اإلسالمي في المدينة المنورة، ما استوجب نزول آياتئ قرآنية تبر

مما رميت به، وتخلد هذه الحادثة لكل األجيال، Pساحة زوجة النبي واآليات

التي نزلت في ذلك هي في سورة النور، وقد أسلفنا الحديث عنها بشكلموجز في

المحور الثالث، ويهمنا هنا بيان سبب نزول هذه اآليات ومالبسات ذلك.وال يخفى أن في بيان سبب نزولها رأيين:

عائشة هي المستهدفة باإلفك1 : وهو المشهور بين المفسرين والمؤرخين، أنها نزلت فيالرأي األول

السيدة في بعض غزواته، وفي طريق Pعائشة، عندما كانت مع رسول الله

العودة وبعد استراحة للموكب وهو على مقربة من المدينة تحرك الركب، دون أن

يشعروا ليست في هودجها، وأنها قد تأخرت بسبب ذهابها Pبأن زوجة النبي

لقضاء ولم يشعروا بغياب عائشة، فظلت في Pحاجتها، وسار موكب النبي

مكانها إلى أن جاء بعض من كان متأخرا عن الجيش، فرآها وعرفها واصطحبها

معه،

ومع وصول الجيش إلى المدينة اكتشفوا أن السيدة عائشة ليست معالموكب،

المحور السابع134

ثم جاءت مع ذاك الصحابي، وهنا بدأت الوشوشات والهمهمات تتحركمن

بالفاحشة، إلى آخر الرواية Pخالل بعض المنافقين، متهمة زوجة النبي التي

، وإليك نص الرواية كما أوردها البخاري(((تحدثنا بها السيدة عائشة نفسهافي

صحيحه تحت عنوان »باب حديث اإلفك «، وذلك بإسناده عن عائشة،قالت:

إذا أراد سفرا أقرع بين أزواجه فأيهن خرج سهمها Pكان رسول الله خرج بها

معه. Pرسول الله غزاها فخرج فيها سهمي، فخرجت((( قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة

مع بعد ما أنزل الحجاب، فكنت أحمل في هودجي وأنزل فيه، Pرسول الله

فسرنا من غزوته تلك وقفل، دنونا من المدينة Pحتى إذا فرغ رسول الله

قافلين، آذن ليلة بالرحيل فقمت، حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش،

فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع

(((ظفار.(((قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه

، فاحتملوا هودجي فرحلوه(((الذين كانوا يرحلوني((( قالت: وأقبل الرهط على بعيري الذي كنت أركب عليه وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ

ذاك من الطعام،((( اللحم، إنما يأكلن العلقة((( ولم يغشهن((( خفافا لم يهبلن

فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه، وكنت جارية حديثة

السن، فبعثوا ص8، وصحيح مسلم ج 6 ص 6 ، وج 57 ص 5 ، صحيح البخاري ج 195 ص 6(( ( أنظر: مسند أحمد ج

114، ..297 ص 5والسنن الكبرى للنسائي ج

(( ( غزوة المريسيع، وهي المعروفة بغزوة بني المصطلق.((( الجزع هو خرز يماني، وظفار مدينة في اليمن.

((( ابتغاؤه أي طلبه.((( الرهط من ثالثة إلى عشرة.

(( ( يرحلون أي يشدون الرحل على البعير.(( ( يهبلن يعني يثقلن.

((( يغشهن أي لم يكثر عليهن.((( العلقة أي القليل.

اإلفك القديم135

الجمل فساروا، ووجدت عقدي بعدما استمر الجيش، فجئت منازلهموليس بها

منزلي الذي كنت به، وظننت أنهم((( منهم داع وال مجيب، فتيممتسيفقدوني

فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت. وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأصبح

عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل

،(((الحجاب وجهي بجلبابي، ووالله((( حين عرفني، فخمرت((( فاستيقظت باسترجاعه

ماتكلمنا بكلمة وال سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته

، فقمت إليها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى(((فوطئ على يدهاأتينا

في نحر الظهيرة وهم نزول.((( الجيش، موغرينقالت: فهلك من هلك وكان الذي تولى كبر اإلفك عبد الله بن أبي ابن

(((سلول أضافت عائشة: فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس

يفيضون في وجعي((( في قول أصحاب اإلفك ال أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني

أنياللطف الذي كنت أرى منه حين اشتكي، إنما Pال أعرف من رسول الله

؟ ثم ينصرف،(((فيسلم، ثم يقول: كيف تيكم Pيدخل علي رسول الله فذلك

((( في رواية أخرى فأممت منزلي أي قصدت وتوجهت.ۉبز ۋ ې ېې بر(( ( أي قبل نزول آية الحجاب، وهي قوله تعالى: ۉ ۅ .ۅ(( ( باسترجاعه أي قوله: إنا لله وإنا إليه راجعون.

((( فخمرت أي غطيت.(( ( فوطئ على يدها، أي يد الناقة ليسهل عملية ركوب عائشة.

((( موغرين، أي متحركين في وقت الوغرة، وهي شدة الحر عندما تكون الشمس في كبد السماء، ومنهأخذ وغر

الصدر، وهو توقده من الغيظ والحقد. ]،11[النور ، ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ بر..بز(( ( كبر اإلفك: إشارة إلى ما في اآلية الشريفة:

والكبر معظم الشيء.(( ( يريبني، من الريب.

(( ( تيكم: اسم إشارة للمؤنث، وذاكم للمذكر، وهي كلمة تشعر بنوع جفاء.المحور السابع

136 ، فخرجت مع أم مسطح(((يريبني وال أشعر بالشر حتى خرجت حين نقهت

قبلوكنا ال نخرج إال ليال إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ((( وكان متبرزنا((( المناصع

األول في البرية قبل((( قريبا من بيوتنا، قالت: وأمرنا أمر العرب((( الكنفالغائط،

وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا. قالت: فانطلقت أنا وأم مسطح، وهي ابنة أبي رهم بن المطلب بن عبد

مناف وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبى بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن

عباد بن المطلب، فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا، فعثرت

أم مسطحمسطح!((( ، فقالت: تعس(((في مرطها

فقلت لها: بئس ما قلت أتسبين رجال شهد بدرا!ولم تسمعي ما قال؟((( فقالت: أي هنتاه

قالت: وقلت: ما قال؟ فأخبرتني بقول أهل اإلفك. قالت: فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي دخل علي

رسول، فسلم، ثم قال: كيف تيكم؟Pالله

فقلت له: أتأذن لي أن آتي أبواي؟ قالت: وأريد أن أستيقن الخبر منقبلهما.

Pقالت: فأذن لي رسول الله .(( ( نقهت بمعنى تماثلت للشفاء، والناقه هو الذي أفاق من مرضه ولم تتكامل صحته.

((( قبل المناصع، أي اتجاه المناصع، وهي صعيد خارج المدينة.((( مكان قضاء الحاجة.

((( الكنف جمع كنيف، وهو الستر والساتر ويطلق على المكان المعد لقضاء الحاجة، ألنه يستر. ((( تريد أنهم ال زالوا على سيرة العرب في قضاء الحوائج في البراري، فإن الكنف على ما قيل هي من

فعل األعاجم.(( ( عثرت أي وقعت، في مرطها، أي في كسائها.

((( تعس أي هلك، تدعو عليه بالهالك والشر.((( أي: حرف نداء للبعيد، وهنتاه: بمعنى هذه، وقيل: بلهاء، وكأنها نسبتها إلى قلة المعرفة بمكائد الناس.

اإلفك القديم

137فقلت ألمي: يا أمتاه ماذا يتحدث الناس؟

عند رجل((( قالت: يا بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئةيحبها

إال كثرن عليها.((( لها ضرائر قالت: فقلت: سبحان الله أولقد تحدث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك

الليلةبنوم، ثم أصبحت أبكي.((( لي دمع وال أكتحل((( حتى أصبحت ال يرقأ

علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأسامة بن Pقالت: ودعا رسول الله زيد حينالوحي يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله.((( استلبث

بالذي يعلم من براءة أهله، Pقالت: فأما أسامة فأشار على رسول الله وبالذي

يعلم لهم في نفسه فقال أسامة: أهلك وال نعلم إال خيرا. وأما علي فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير،

وسلتصدقك.((( الجارية

بريرة، فقال: أي بريرة هل رأيت من شيء Pقالت: فدعا رسول الله يريبك؟

غير((( قالت له بريرة: والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرا قط أغمصهأنها

فتأتي الداجن فتأكله.((( جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها من عبد الله بن أبي وهو((( من يومه فاستعذر Pقالت: فقام رسول الله

على(( ( وضيئة أي حسنة جميلة.

(( ( ضرائر جمع ضرة، ويقال للزوجات ضرائر ألن كل واحدة يحصل لها الضرر من األخرى، بسبب الغيرة.(( ( ال يرقأ أي ال ينقطع.

(( (ال اكتحل بنوم، استعارة عبرت بها عن سهرها وعدم نومها.نزول الوحي.P(( ( استلبث أي استبطأ النبي ((( وهي بريرة خادمة عائشة.

(( ( أغمصه أي أعيبه.((( تريد اإلشارة إلى غفلتها وأنها إذا أمرت أن تحفظ العجين فتغفل عنه فتأتي الشاة فتأكله.

((( أي طلب من يعذره منه، بمعنى ينصفه، ألن عبد الله بن أبي هو رأس الفتنة، وقيل: معنى »يعذرني «ينصرني،

وقيل: من ينتقم لي منه.المحور السابع

138 المنبر، فقال: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني عنه

أذاه في أهلي،

(((والله ما علمت على أهلي إال خيرا، ولقد ذكروا رجال ، ما علمت عليه إالخيرا وما

يدخل على أهلي إال معي. فقام سعد بن معاذ أخو بني عبد األشهل فقال: أنا يا رسول الله أعذرك

فإن كان من األوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا

أمرك. قالت: فقام رجل من الخزرج وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه وهو

سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، قالت: وكان قبل ذلك رجال صالحا ولكن

احتملته ، فقال لسعد: كذبت لعمر الله ال تقتله وال تقدر على قتله ولو(((الحمية

كان من رهطك ما أحببت أن يقتل، فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد، فقال

لسعد بنعبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين.

Pقالت: فثار الحيان األوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله يخفضهم حتى سكتوا Pقائم على المنبر، قالت: فلم يزل رسول الله

وسكت،قالت: فبكيت يومي ذلك كله ال يرقأ لي دمع وال أكتحل بنوم.

قالت: وأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما ال يرقأ لي دمع والأكتحل

بنوم حتى أني ألظن أن البكاء فالق كبدي، فبينا أبواي جالسان عندي وأناأبكي،

فاستأذنت علي امرأة من األنصار فأذنت لها، فجلست تبكي معي. علينا، فسلم، ثم جلس Pقالت: فبينا نحن على ذلك دخل رسول الله

قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا ال يوحى إليه في

شأنيبشيء.

حين جلس، ثم قال: أما بعد يا عائشة إنه Pقالت: فتشهد رسول الله بلغني

((( أي اتهموا رجال وهو صفوان بن المعطل.((( أي دفعته الحمية إلى ما فعل.

اإلفك القديم139

بذنب((( عنك كذا وكذا. فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممتفاستغفري

الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه. دمعي حتى ما أحس منه((( مقالته قلص Pقالت: فلما قضى رسول الله

قطرة. عني فيما قال، فقال أبي: والله ما أدرى Pفقلت ألبي: أجب رسول الله

ماPأقول لرسول الله .

فيما قال، قالت أمي: والله ما أدرى ما Pفقلت ألمي: أجيبي رسول الله Pأقول لرسول الله ؟

فقلت وأنا جارية حديثة السن ال أقرأ من القرآن كثيرا: إني والله لقدعلمت،

لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلتلكم:

إني بريئة ال تصدقوني، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئةلتصدقني،

بز ژ ژڑ ڑ کفوالله ال أجد لي ولكم مثال إال أبا يوسف حين قال: ]، ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، والله18[يوسف: ک ک ک بر

يعلم أني حينئذ بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله

تعالى منزل في شأني وحيا يتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم

الله في بأمر، في النوم رؤيا يبرئني الله بها، Pولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله

فوالله ما مجلسه وال خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه Pرسول الله ((( رام

فأخذه وهو((( حتى أنه ليتحدر منه العرق مثل الجمان((( ما كان يأخذه من البرحاء

فييوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه.

((( أي وقع منك.(( ( أي انقطع واستمسك بسبب الغضب.

((( رام أي فارق، ومصدره الريم، بخالف رام بمعنى طلب، فإن مصدره الروم، ويفترقان في المضارع،فمضارع

األول يريم ومضارع الثاني يروم.(( ( البرحاء، شدة الحمى أو الكرب أو الحر.

((( الجمان يعني حبيبات صغيرة من فضة أمثال اللؤلؤ.المحور السابع

140وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها Pعن رسول الله ((( قالت: فسرى

أن قال: يا عائشة أما الله فقد برأك. قالت: فقالت لي أمي: قومي إليه، فقلت: ال والله ال أقوم إليه، فإني ال

أحمدإال الله !

اآلياتبر ..ٱبز ٻ ٻ ٻ ٻ پپ قالت: وأنزل الله تعالى: العشر، ثم أنزل الله تعالى هذا في براءتي..

سأل زينب بنت جحش عن أمري فقال Pقالت عائشة: وكان رسول الله لزينب: ماذا علمت أو رأيت؟ سمعي وبصرى والله ما علمت إال خيرا،((( فقالت: يا رسول الله أحمي

قالت فعصمها الله Pمن أزواج النبي ((( عائشة: وهي التي كانت تساميني

بالورع.«)))فهلكت فيمن هلك .((( أختها حمنة تحارب لها((( قالت: وطفقت

الرواية تحت المجهروقد وقعت هذه الرواية موقع البحث والدرس، وأثير حولها العديد من

اإلشكاالت، وعالمات االستفهام من قبل جمع من األعالم والباحثينوالمحققين، وفيما يلي نسجل أهم المالحظات التي أوردت عليها:

(( ( فسرى أي كشف.((( أحمي من الحماية، أي أحفظ وأجنب سمعي وبصري فال أنسب إليها ما لم أسمع ولم أبصر.

P((( تساميني أي تعاليني، بمعنى أنها تصل إلى مرتبتي من الرفعة والحظوة عند الرسول .(( ( طفقت أي شرعت وجعلت.

((( تحارب لها، أي تجادل ألختها وتتعصب، وتحكي ما قاله أهل اإلفك لترفع منزلة أختها زينب وتخفضمنزلة

346عائشة، أنظر حول شرح وبيان هذه المفردات التي أوردناها تعليقا على هذه الرواية: فتح الباري ص إلى .367ص

.60 55 ص 5((( صحيح البخاري، ج اإلفك القديم

141الظن بزوجته؟! Pكيف يسيء النبي كان Pإن المستفاد من سياق الرواية أن النبي المالحظة األولى:

مستريبا في أمر زوجته، ومأخوذا باإلشاعة التي أثيرت حول عفتها، وبدا ذلك واضحا من

إعراضه

عنها وتغير معاملته معها واستشارته في أمرها، وظل كذلك إلى أن نزلالوحي

، وال ينسجم مع عصمته، كيفPببراءتها، وهذا أمر يجل عنه رسول الله والله

بز ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃسبحانه يخاطب المؤمنين قائال: ]، فإذا كان الله تعالى يوبخ المؤمنين والمؤمنات12[النور: چ چ چ چ بر

وعدم ردهم على ما سمعوه من Pعلى إساءتهم الظن بزوجة نبيهم اإلفك في حقها،

هو أولى وأحق من يلتزم بتعاليم اإلسالم، Pفمن الطبيعي أن يكون النبي فيتحرز

عن سوء الظن بالمؤمنين وال سيما زوجته، ويواجه المجتمع اإلسالميباألحكام

الشرعية واألخالقية التي تعالج مثل هذه المسائل، ولهذا يمكن اعتبارالرواية من هذه

P.((( الجهة مسيئة إلى شخصية النبي األكرم حد القذف؟ Pلماذا لم يطبق

إن الذي تدل عليه الرواية المذكورة هو أنالمالحظة الثانية: المسلمين خاضوا

بما يخل بشرفها وعفتها لمدة Pفي حديث اإلفك واتهموا زوجة النبي تزيد على

شهر من الزمن، ومع أن حكم القذف وعقوبة القاذف بدون دليل كانواضحا، وقد

نزل في آيات سابقة قبل حديث اإلفك هذا، والحكم كما هو معلوم هوجلد القاذف

لم يحرك ساكنا ولم Pوتبرئة المقذوف، لكن مع ذلك نجد أن النبي يستدع أحدا

من هؤالء ليقيم عليه الحد، وترك األمر هذه المدة الطويلة نسبيا بماسمح بانتشار

.(((الشائعة أكثر فأكثر، وهذا أمر غير مفهوم على اإلطالق؟! ،253 252 ص 16 ، ومن وحي القرآن ج 103 101 ص 15((( تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، ج

واألمثل .36 ص 11في تفسير كتاب الله المنزل ج

.36 ص 11 . وتفسير األمثل ج 103 101 ص 15((( تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، ج المحور السابع

142في أمر زوجته؟ Pهل يستشير النبي

Qاستشار عليا Pإن الرواية نصت على أن النبي المالحظة الثالثة: وأسامة بن زيد في أمر زوجته المتهمة بعمل ينافي العفة! وهل يحتاج

Pالنبي إلى أن يستشير في أمر زوجته أو غيرها وهو المتصل بوحي السماء؟!

وإذا من Pكنا نحن ندرك بعقولنا أن الله تعالى بلطفه وحكمته يحمي بيت نبيه

كلوهو سيد Pما يخل بالشرف والعفة، فكيف ال يدرك ذلك رسول الله

العقالء. في األمور العامة، Pقد يكون من المعقول والمفهوم أن يستشير النبي

من قبيل قضايا الحرب أو السلم، لغايات عدة وأهمها أن يدرب أمته على

األخذ بالشورى في أمورهم، ويشركهم في األمر، وال سيما أن الحرب تقوم

على الخدعة، وهذا ما حصل فعال وحدثتنا به كتب السيرة، لكن أن يستشير

Pالنبي في أمر زوجته وعفتها فهذا أقل ما يقال فيه: إنه مستبعد جدا ومستهجن

للغاية!!في Pيشك في أمرها، »وكيف يشك النبي Pألن ذلك يختزن إقرارا بأنه

«)))زوجته وهو يعلم أنه أكرم على الله من أن يجعل تحته بغيا؟! .إلى غير ذلك من المالحظات والتأمالت التي كفانا بعض العلماء مؤونة

.(((تسجيلها مارية هي المستهدفة2

، وخالصة هذا الرأي(((وهو الرأي الذي تبناه بعض العلماءالرأي الثاني: أن

آيات اإلفك نزلت في مارية القبطية، وذلك على خلفية ما أقدمت عليهالسيدة

.404 ص 5((( تفسير الكاشف للشيخ محمد جواد مغنية ج 76 ، وحديث اإلفك، وهامش بحار األنوار ج 393 ص 1((( أنظر: أعيان الشيعة للسيد محسن األمين ج

.103ص ((( أنظر كتاب: حديث اإلفك.

اإلفك القديم143

عائشة كما يرجح أصحاب هذا الرأي من نفي شبه إبراهيم بأبيه رسولPالله

Pما كان يفسر ضمنا نفي كونه ابنا لرسول الله وبالتالي فهذا يعني حكماصدور

خيانة من مارية القبطية، وارتكابها للفاحشة، والمتهم بذلك هو ابن عمهاجريج.

وقد استند القائل بهذا الرأي على ركيزتين أساسيتين: : إن الرواية المشهورة ال يمكن التصديق بها، لكثرة ما يرد عليهااألولى

منمالحظات وإشكاالت ال يجد الباحث المنصف جوابا مقنعا عليها.

ما ذكره علي بن إبراهيم القمي في تفسيره، من أن اآلياتالثانية: نزلت في

مارية القبطية، ونسب ذلك إلى الشيعة.ويجدر بنا في بادئ األمر أن ننقل كالم القمي ثم نعلق عليه.

ٱبز ٻ ٻ ٻ ٻ پپ پقال علي بن إبراهيم القمي: »وأما قوله: ]، فإن العامة روت أنها نزلت في11[النور پ ڀ ڀڀ ڀ ٺ ٺ ٺٺ بر

عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة، وأما الخاصةفإنهم رووا

«)))أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة .يقول فيها: »لما مات Qثم ينقل القمي رواية بإسناده إلى اإلمام الباقر

حزن عليه حزنا شديدا فقالت عائشة: ما الذي Pإبراهيم ابن رسول الله يحزنك

عليا وأمره بقتله، Pعليه فما هو إال ابن جريح[جريج]، فبعث رسول فذهبومعه السيف، وكان جريح القبطي في حائط (بستان)، وضرب Qعلي Qباب البستان، فأقبل إليه جريح ليفتح الباب، فلما رأى عليا Qعلي

على Qعرف في وجهه الغضب، فأدبر راجعا ولم يفتح الباب، فوثب علي الحائط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريح مدبرا، فلما خشي أن

يرهقه صعد في أثره، فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق Qفي نخلة وصعد علي

النخلة، .100 ص 2((( تفسير القمي ج

المحور السابع144

إلى Qفبدت عورته، فإذا ليس له ما للرجال وال ما للنساء، فانصرف علي Pالنبي .

إذا بعثتني في األمر أكون فيه كالمسمار المحمي Pفقال: يا رسول الله في

الوتر أم أثبت؟قال: فقال: ال أثبت.

فقال: والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال وال ما للنساء. الحمد لله الذي يصرف عنا السوء أهل Pفقال رسول الله » :

«))).البيت رواية القمي تحت المجهر أيضا

وهذه الرواية هي كسابقتها مورد لإلشكال واالعتراض، وقد سجل بعض ، وإليك بعض هذه المالحظات التي أوردت(((العلماء عدة مالحظات عليها

أويمكن إيرادها عليها:

عدم انسجام الرواية مع ظاهر اآلية1إن ما جاء في الرواية المذكورة أعاله في بيان سبب نزول آيات اإلفك ال

ينسجم مع ما هو ظاهر اآليات، حيث إن المستفاد من رواية القمي أنالذي

وجه التهمة إلى مارية هو شخص واحد وهو عائشة وذلك في حديث خاص ، بينما سياق آيات اإلفك يدل على أنPجرى بينها وبين الرسول األكرم

هناك جماعة أو »عصبة « على حد تعبير اآلية قد خاضوا في االتهام، وأشاعوا

ذلك في أوساط المجتمع اإلسالمي في المدينة المنورة، ولهذا رأينا ضمائر

الجمع،ٱبز ٻ ٻ ٻ ٻ پپ برتتردد في التعبير عما جرى، كما في قوله:

.99 ص 2((( تفسير القمي ج 11 ، وتفسير األمثل ج 256 255 ص 16 ، ومن وحي القرآن ج 105 ص 15((( أنظر: تفسير الميزان ج

.36ص اإلفك القديم

145بز ڻ، وقوله: بزڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ بروقوله:

ہڻ ڻ ڻ ۀØ ۀØ بر ہ .(((ہ ولكن قد يقال: إن اللغط حول اتهام مارية لم ينحصر في دائرة الحديث

الذي وزوجته عائشة، بل المستفاد من نصوص روائية أخرى Pجرى بين النبي

أن

وزوجته، Pاالتهام قد انتشر وخرج عن دائرة الحديث الخاص بين النبي وإثر

ذلك نزلت آيات اإلفك.P لماذا سكت النبي ؟2

إلى إقامة الحد على زوجته عائشة بعد ظهور Pلماذا لم يبادر رسول الله براءة

وعلى أضعف التقادير ومع افتراض أن حد القذف لم يكن قد((( مارية؟!نزل

إلى تأنيبها ومعاتبتها، أو نهيها عما صدر عنها في Pبعد فلماذا لم يبادر محضره

من تلميح أو تصريح باتهام مارية؟! ومن المعلوم أنه ال يمكن أن يستثنيPالرسول

أحدا من العقوبة أو التأنيب أو التأديب حتى لو كان زوجته أو أعز الناسعليه، وهو

»وأيم الله لو أن فاطمة ابنة محمد سرقت لقطعتالقائل: «))).يدها

في طهارة زوجه؟ P كيف يشك النبي 3 إن المالحظة الثالثة المتقدمة على سبب النزول األول ترد بعينها هنا، إذ

كيف أن يصدق اتهاما خطيرا موجها إلى حليلته مارية القبطية وهو Pللنبي اتهامها

على األقل Pبالزنا وأنها أنجبت على فراشه ولدا غير شرعي، أو يبدو شاكا في

خلف جريج، والحال أنه ينبغي أن يكون Qذلك كما يظهر من إرساله عليا أنه أكرم على الله من أن يبتليه بمثل هذا االبتالء؟! Pواضحا وجليا لديه

هذا لولم نقل إن ذلك يستحيل وقوعه، طبقا لما سبق في البرهان العقلي.

ص11 ، وتفسير األمثل ج 256 ص 16 ، ومن وحي القرآن ج 105 ص 15((( أنظر: تفسير الميزان ج 36.

ص11 ، وتفسير األمثل ج 256 ص 16 ، ومن وحي القرآن ج 105 ص 15((( أنظر: تفسير الميزان ج 36.

.151 ص 4((( صحيح البخاري ج المحور السابع

146 لماذا إغفال عقوبة مارية ؟!4

Pإن عقوبة الزاني هي الجلد ال القتل فكيف يأمر النبي عليا___________Q بقتل

جريج، مع أن المفروض هو جلده إن لم يكن محصنا؟!كما أن الحكم الشرعي يحتم إجراء الحد على مارية أيضا فقد ارتكبت ما

يستوجب الحد، حتى لو كانت أمة، والرواية لم تشر إلى ذلك ال من قريبوال

بقتل من ال يستحق القتل، وال يأمره Qعليا Pمن بعيد، فلماذا يأمر النبي ؟!(((بجلد من تستحق الجلد

Pوالغريب في الرواية أنها تظهر لنا النبي وحاشا أن يكون كذلك رجال انفعاليا، وقد أخذته الغيرة، فسارع إلى اتخاذ قرار بقتل الرجل المتهم

بإقامة عالقة تحتم أن P((( محرمة مع زوجته! مع أن ما نعرفه عن غيرة رسول الله

يتخذ موقفا صارما وغاضبا من مارية المشاركة ل »جريج « في ارتكاب الفاحشة

المفترضة، بل لوال رضاها وموافقتها لما وقع جريج فيما وقع فيه؟! فلماذا لم يرسل

عليا Pخلفها هي أو يأمره بمعاقبتها، وفي الحد األدنى لماذا لم يرسل النبي

خلفهالسؤالها ومعاتبتها؟!

إن ذلك يدفعنا إلى عدم التصديق بالرواية، هذا إذا لم نجد جوابا مقنعاعلى

هذه األسئلة، فلنترقب ما سيأتي من توجيهات لذلك. ((( المعروف بالمجمع عليه أن المملوك يجلد خمسين جلدة إذا زنى، ذكرا كان أو أنثى، محصنا كان أو غير

محصن،ۓبز ھ ڭ ڭڭ بر استنادا إلى قوله تعالى: ۓ ے ]، وفي صحيحة محمد25[النساء: ےفي العبيد واإلماء إذا زنى أحدهم يجلد خمسين Qقال: »قضى أمير المؤمنين Qبن قيس عن أبي جعفر

، ولم نجد خالفا ألحد238 ص 7جلدة إذا كان مسلما أو كافرا أو نصرانيا وال يرجم وال ينفى «، الكافي ج من

، ولمP ، ومارية القبطية كانت جارية أهديت إليه 329 ص 41الفقهاء في ذلك، أنظر: جواهر الكالم ج يثبت .420أعتقها، أنظر: الخصال للصدوق ص Pأنه

((( وهو القائل فيما روي عنه: »أتعجبون من غيرة سعد ألنا أغير منه، والله أغير منه «، أظر: صحيح6البخاري ج

.156ص اإلفك القديم

147 تجاوز قواعد القضاء!5

أن يبادر إلى إصدار حكم بقتل المتهم وهو جريج، لمجرد Pكيف للنبي تلميح أو اتهام وجه إليه بارتكاب الفاحشة، ودون تثبت أو استماع إلى

المتهم، أو

.(((مطالبة بالشهود ؟! إن هذا أمر غير مفهوم على اإلطالقدفاعات وتوجيهات

وقد طرحت عدة دفاعات أو أجوبة على المالحظة األخيرة، وهي دفاعات إن تمت وكانت مقنعة، فقد تكون أو بعضها صالحة لدفع معظم

المالحظاتالسابقة:

: ما طرحه الشيخ المفيد في رسالة له حول خبر مارية،الجواب األولوخالصة

وإن أطلق األمر بقتل القبطي دون أن يشير إلى Pما ذكره، أن النبي القيد

وهو ضرورة التثبت قبل القتل، إال أن القيد أو الشرط الضمني، (وهوضرورة

التثبت باعتبار أن الشاهد يرى ما ال يرى الغائب) موجود ومفروغ منه،ويعرفه

، وإنماQالمأمور الفطن حق المعرفة، وهو في المقام اإلمام علي أطلقيعلم ذلك وال يخفى عليه، أو لعلمه بأنه Qاألمر، لعلمه بأن عليا Pالنبي

حول ذلك، ولذا لو كان المكلف بأداء المهمة هو Pسوف يستفهم منه شخص

على الشرط وجعله ظاهرا، وبذلك يكون Pلنص النبي Qآخر غير علي تنبئ عن عميق Qفيه إظهار فضيلة لعلي Pترك التقييد من قبل النبي

فهمه.(((وفطنته وقدرته على استنباط بواطن األمور

ما ذكره المفيد أيضا من »أنه كان جائزا من الله تعالىالجواب الثاني: أن يأمر

بغير إذن له Pبقتل القبطي على جميع األحوال، لدخوله بيت النبي Pنبيه .36 ص 11 ، واألمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج 256 ص 16(( (من وحي القرآن ج

.21((( رسالة حول خبر مارية ص المحور السابع

148 لهذه الحال، فأخبره بما عرفه الحكم Qورأي، فاستفهمه أمير المؤمنين

فيه،«)))وأنه غير مباح دمه على كل حال .

توجيها قريبا من ذلك فقال: »إن القبطي جاز أن Mوذكر السيد المرتضى يكون من أهل العهد الذين أخذ عليهم أن تجري عليهم أحكام المسلمين

وأن

تقدم إليه باالنتهاء عن الدخول إلى مارية فخالف Pيكون الرسول عليه وأقام

على ذلك، وهذا نقض للعهد، وناقض العهد من أهل الكفر مؤذن بالمحاربة بل الشاهد يرى ما ال يرىوالمؤذن بها مستحق للقتل.. فأما قوله: »

،«الغائب فإنما عني به رؤية العلم ال رؤية البصر، ألنه ال معنى في هذا الموضع

لرؤية البصر، فكأنه عليه الصالة والسالم قال: بل الشاهد يعلم ويصح له من

وجه الرأي والتدبير ما ال يصح للغائب، ولو لم يقل ذلك لوجب قتل الرجل على

كل حال، وإنما جاز منه عليه الصالة والسالم أن يخير بين قتله والكف عنه

ويفوضمن حيث لم يكن قتله من الحدود والحقوق التي ال Qإلى أمير المؤمنين

يجوز العفو عنها وال يسع إال إقامتها، ألن ناقض العهد ممن إلى اإلمامالقائم بأمر

.(((المسلمين إذا قدر عليه قبل التوبة أن يقتله وأن يمن عليه.. : ما جاء في رواية عبد الله بن بكير، قال: »قلت ألبيالجواب الثالث

عبدأمر بقتل القبطي، وقد علم أنها P: جعلت فداك، كان رسول الله Qالله

Qكذبت عليه؟ أو لم يعلم؟ وقد دفع الله عن القبطي القتل بتثبت علي ؟ما انصرف Pفقال: بل كان والله يعلم، ولو كان عزيمة من رسول الله

لترجع عن ذنبها، فما Pحتى يقتله، ولكن إنما فعل رسول الله Qعلي «)))رجعت، وال اشتد عليها قتل رجل مسلم .

.22((( رسالة حول خبر مارية ص .55 ص 1(( ( األمالي السيد المرتضى ج

.319 ص 2((( تفسير القمي ج اإلفك القديم

149عالم Pوما تضمنته هذه الرواية أن األمر بالقتل لم يكن أمرا جديا، والنبي

بأن القتل لن يتحقق، وأن الله تعالى سيؤيده بإظهار الحق، وإنما أرادبتوجيه أمير

إلى قتل القبطي على مسمع ومرأى من عائشة تخويفها علها Qالمؤمنين ترجع في اتهامها لمارية.

قول أم رواية؟6والواردة في Qإنه ليس في الرواية المذكورة المروية عن اإلمام الباقر

تفسير القمي بشأن مارية ما يشير إلى أن آيات اإلفك قد نزلت في هذاالشأن، أي

فيما اتهمت به مارية، فما يبدو من بعض الكلمات أن نزول آيات اإلفك قدورد

هو كالم غير دقيق. Qفي الرواية عن اإلمام الباقر أجل، إن كالم علي بن إبراهيم السابق على الرواية واضح في ذلك، فهو

ينسب نزول اآلية في قضية مارية إلى ما رواه الخاصة، لكننا لم نجد عيناوال

أثرا لما أشار إليه القمي في روايات الخاصة، والمقصود بهم الشيعة، فالكتب

الحديث وال كتب التفسير وال كتب التاريخ الشيعية فيما تسنى لنا االطالععليها

قد ذكرت رواية من هذا القبيل، أعني رواية تنص على أن آيات اإلفكنزلت في

مارية القبطية، بل إن الموجود في مصادر التفسير الشيعية هو الروايةالمشهورة

.(((والتي تنص على نزول آيات اإلفك في عائشةالمتقدمة باآلية، وافتراض أنها Qوربما يكون ربط رواية اإلمام الباقر

ناظرة إلى نزول اآلية، هو اجتهاد من علي بن إبراهيم، مع أن القمي لميصرح

بذلك الربط. ، ومجمع البيان له609 ص 2 ، وجوامع الجامع للطبرسي ج 414 ص 7(( ( أنظر : التبيان للطوسي ج

ص7أيضا ج ، ومنهج الصادقين ..وغيرها من105 ص 14 ، وروض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن ج 277

أمهاتالتفاسير الشيعية.

المحور السابع150

المتقدمة والخالية من أية إشارة تربط Qولو تجاوزنا رواية اإلمام الباقر بين قضية مارية ونزول آيات اإلفك، فإننا لم نجد رواية أخرى تؤكد على

الربط المذكور، بل إننا وجدنا روايات واردة من طرق الشيعة تصلح لتأكيد الرأي

اآلخر المشهور في المسألة، وهو الرأي القائل بنزول اآليات في قضية عائشة

وما جرى معها في طريق العودة من غزوة المريسيع، وسنذكر هذه الروايات عما

قليل.

إن كالم علي بن إبراهيم القمي صريح فيوربما تتساءل وتقول: نسبة نزول

آيات اإلفك في قضية مارية إلى روايات الشيعة، فإن لم نجد نحن ولمنعثر على

هذه الروايات، فهذا ال يعني عدم وجودها، إذ من الممكن أن يكون قدوصل إليه

شيء منها، وضاع بعد ذلك فيما ضاع من رواياتنا وتراثنا. فيما يبدو أن علي بن إبراهيم قد فهم من الرواية التي أوردهاوالجواب:

عقيب كالمه السابق (والذي تضمن صراحة نسبة نزول اآلية في مارية إلى

روايات الشيعة)، أن هذه الرواية هي شاهد نزول اآلية في قضية اإلفك، بالرغم

من عدم وجود تصريح أو تلميح في الرواية بذلك، والذي يؤكد صحة استنتاجنا هذا

أنه لو لم يكن األمر اجتهادا من علي بن إبراهيم لكان من المفترض أن يتردد

صدى هذه الرواية، إن لم يكن في كتاب القمي نفسه، باعتبار أن هذا هو محلها

المناسب، وال موجب ألن يذكر رواية ال داللة فيها على الربط المذكور، ففي كتب

غيره من محدثي الشيعة ومؤرخيهم ومفسريهم، مع أننا نجد كتب هؤالء األعالم

خالية من أية إشارة إلى رواية كهذه، والملفت أن علماء الشيعة القدامى لم ينقلوا

ما ذكره القمي وكأنهم لم يعبأوا به، فهذا الطبرسي مع أن من دأبه أن ينقل رأي

القمي ومالكنه في المقام لم يشر إلى رأيه هذا!((( أورده من روايات في تفسيره

على أنا قد قدمنا في المحور الرابع أن االعتماد على كتاب تفسير القميمشكل

ص3 ، وج 101 ص 2((( أنظر: مجمع البيان، مؤسسة األعلمي بيروت، تقديم: السيد محسن األمين: ج 4، وج 8

.359 ، 241 ص 7 ، وج 422 ، و 418 ص 5 ، وج 461 ، و 355 ، و 120ص اإلفك القديم

151جدا لعلمنا بأنه تفسير ملفق وقد أضيف عليه من تفسير أبي الجارود.

: إن المالحظات المذكورة التي تواجه الرأيين المذكورينخالصة القولفي

أسباب نزول آيات اإلفك تبعث على التشكيك في صحتهما، وهذا ما دفعبعض

إلى التوقف في األمر واالبتعاد عن تبني إحدى الروايتين((( العلماءالمذكورتين.

ترجيح الرأي المشهور لكن ثمة مجال أمام الباحث أن يقدم رأيا في المسألة ال يحتم عليه أن

يدخل في االصطفاف القائم الذي يفرض عليه األخذ برواية وتكذيب األخرى،

وهو رأي ال أخاله مستجدا بل هو متبنى بحسب الظاهر من قبل الكثير من

العلماء، وعلى رأسهم الشيخ المفيد، فهو قد ألف رسالة في قضية مارية القبطية

مؤكداعلى صحة الحادثة وموجها بعض التباساتها، ومع ذلك فقد ذهب بشكل واضح وجلي إلى صحة حديث اإلفك ونزول اآليات في عائشة، وهكذا

غيرهمن األعالم.

ويمكن توضيح هذا الرأي من خالل النقطتين التاليتين:أوال: نزول اآليات في اتهام عائشة

وفي هذه النقطة نرجح أن يكون سبب نزول آيات اإلفك هو الحادثةالمعروفة

والمشهورة والتي تنص على أن المعني بالحادثة والمستهدف باإلفك هوالسيدة

ال ألن سبب النزول الثاني لآليات ال يمتلك، عائشة دون مارية القبطية مستندا

روائيا مقنعا فحسب، بل ألن السبب األول أكثر وجاهة واعتبارا، وهو يملكبعض المرجحات التي ال تتوفر في السبب الثاني، ومن هذه المرجحات:

يستفاد منها Rإن بعض الروايات المروية عن األئمة من أهل البيت أوال: .253 ص 16 ، وتفسير من وحي القرآن ج 103 ص 15(( ( تفسير الميزان ج

المحور السابع152

أن آيات اإلفك نازلة في قضية عائشة وما جرى في غزوة بني المصطلق،ففي

»أمر عائشةأن اآلية نازلة في Qتفسير النعماني عن أمير المؤمنين وما رماها

سلول وحسان بن ثابت ومسطح بنأبي بن أبي به عبد الله بن أثاثة، فأنزل الله

«))).. .ٱبز ٻ ٻ ٻ بر تعالى: بما عائشة ولما رميت Qوفي رواية أخرى عن أمير المؤمنين » :

رميت«))).. .فاستشارني في أمرها Pبه اشتد ذلك على النبي

وقد روى الشيخ المفيد رواية أخرى عن الجعابي عن ابن عقدة عن ابنفضال

»بإسناده في كتابه المعروف بالمنبئ وهو أشهر من أن يدل عليهالعلماء عن

أبان بن عثمان عن األجلح عن أبي صالح عن عبد الله بن العباس قال:لما رمى

فيها، فقال: يا رسول الله Qعليا Pأهل اإلفك عائشة استشار رسول الله «)))النساء كثير وسل الخادمة.. .

وبعد أن ينقل المفيد الرواية المذكورة يعلق عليها قائال: »وهذا حديثصحيح

«)))اإلسناد واضح الطريق.. . والمرجح اآلخر الذي يشهد لصحة الرواية األولى وتضعيف الروايةثانيا: الثانية،

هو الشهرة الواسعة التي تالمس حد التسالم بين المؤرخين والمحدثينوالمفسرين

من علماء الفريقين على نزول آيات اإلفك في عائشة بعد الرجوع منغزوة بني

المصطلق، بينما الرواية األخرى هي رواية غير مشهورة وال معروفة ولم يتبنها إال

الذين اعتمدوا على رواية علي((( القليل من العلماء األخباريين المتأخرينبن إبراهيم

.316 ص 20(( ( أنظر: بحار األنوار ج .220 من مصنفات الشيخ المفيد ص 1(( ( الجمل للمفيد، ج .426 ص 1(( ( المصدر نفسه ج

((( المصدر نفسه. ، وفي تفسير الصافي52 ص 4 والبرهان في تفسير القرآن ج 581 ص 3((( أنظر: تفسير نور الثقلين ج

423 ص 3ج أورد سببي النزول دون أن يتبنى أحدهما.

اإلفك القديم

153.(((المتقدمة، وتبعهم بعض الفقهاء والباحثين في تبني هذا الرأي

، وهي تفسر(((فهذا الشيخ المفيد ينقل رواية ينسبها إلى »كافة العلماء «أن

على Qمردها إلى ما أشار به Qسبب خصومة عائشة ألمير المؤمنين من طالقها بعد حادثة اإلفك، دون أن يشكك في صحتها. Pرسول

أجل، لقد سجلنا سابقا مالحظة على ما تضمنه هذا الخبر من استشارة المتصل بالوحي ال يمكن Pفي أمر زوجته، فقد ذكرنا أن النبي Pالنبي

أنيكون حائرا في أمر زوجته ليستشير في كيفية التعامل معها.

وقد سئل عن قصة اإلفك واآليات النازلة في Mويقول العالمة الحلي براءة المقذوفة: هل ذلك عند أصحابنا في عائشة أم نقلوا أن ذلك كان

في غيرها؟ فأجاب:Pمن زوجات سيدنا رسول الله

«)))»ما عرفت ألحد خالفا في أن المراد بها عائشة . وهكذا فإن المتتبع لكلمات سائر علمائنا من مفسرين وفقهاء ومؤرخين

يجد أن المشهور لديهم هو تبني الرواية المعروفة في كون المعنية باإلفك هي

السيدة.(((عائشة

ونحن وإن كنا ال نرى أن الشهرة في حد ذاتها مرجحة لرأي على آخر، أوأنها حجة

.463 ص 1، أنظر: صراط النجاة ج M(( ( ومنهم السيد الخوئي .81(( ( الجمل للمفيد ص

.121(( ( أنظر: أجوبة المسائل المهنائية ص ، والطبرسي في مجمع البيان415 ص 7(( ( فقد تبني هذا الرأي كل من الشيخ الطوسي في التبيان ج

،227 ص 7ج ، ويظهر من486 ص 4 ، والمال فتح الله الكاشاني في زبدة التفاسير ج 609 ص 2وجوامع الجامع ج

السيد ابن ، وهكذا الشيخ محمد حسين النجفي،79طاووس تبني هذا الرأي، أنظر: كشف المحجة لثمرة المهجة ص

مع أنه قد ناقش M ، وقد تبناه أيضا السيد محسن األمين العاملي 438 ص 41أنظر: جواهر الكالم ج في رواية

عائشة المشهورة وسجل عليها بعض المالحظات دون ينفي أصل القضية ونزول اآليات فيها، أنظر: أعيانالشيعة

اتفق المفسرون والرواة من جميع الطوائف M ، ويقول الشيخ محمد جواد مغنية » :393 ص 1ج والمذاهب

اإلسالمية إال من شذ، اتفقوا على أن هذه اآليات يقصد آيات اإلفك نزلت براءة عائشة من تهمة الزنا «،أنظر:

، إلى غير ذلك من األعالم الذين تبنوا هذا الرأي.404 ص 5التفسير الكاشف ج

المحور السابع154

شرعا، فرب مشهور ال أصل له، وال سيما في المجال التاريخي حيثعمل كتبة التاريخ

على تلميع صورة أشخاص وتشويه صورة آخرين، بيد أن للمقامخصوصية، وهو أن

هذه الحادثة هي بطبيعتها من الحوادث الحساسة والهامة جدا، فنحن النتكلم عن

قضية هامشية، وإنما نتحدث عن مسألة خطيرة للغاية طاولت بيت النبيP ونزاهة

زوجته وأحدثت زلزال في المجتمع اإلسالمي نزل على إثره ما يقرب منعشر آيات

قرآنية أو يزيد سجلت للتاريخ أن »عصبة « من المسلمين قد وجهوااتهاما كاذبا لزوجة

، وقد وصفت اآليات هذا االتهام ب »اإلفك المبين «،Pرسول الله وتوعدت الذين

جاؤؤا بهذا األفك بالعذاب األليم وحذرتهم من العودة إلى ذلك مجددا.وهكذا فقد سجل ديوان الشعر العربي هذه القصة في صفحاته من خالل

.(((األشعار التي تنسب إلى حسان بن ثابت : هل يمكن بهذه السهولة والبساطة تكذيب القصة ورميهاوالسؤالباالختالق؟

وهل يمكن إخفاء الحقيقة على نحو كامل في قضية بهذه الحساسيةواألهمية؟!

وإذا كان ذلك ممكنا فهل يبقى وثوق بتاريخنا؟! وإذا كان األفك قد طاول السيدة مارية القبطية حقيقة وأما قضية السيدة

عائشة وأنها هي المستهدفة باإلفك فهو محض افتراء، فكيف أمكن فبركة هذا

األمروتغيير الحقيقة فيه دون ضجيج أو استنكار واسع يناسب حجم التزوير؟!على أن الراوي لحديث اإلفك ال ينحصر بعائشة، بل رواه آخرون، وعلى

وهو وإن كان((( رأسهم ابن عباس وهو الذي ال يتهم باالنحياز إلى عائشة صغيرا

عند وقوع الحادثة إال أن ذلك غاية ما يستدعي أنه سمع الحادثة من غيرهمن

Pصحابة رسول الله .

،41 ص 16 ، وصحيح ابن حبان ج 164 ص 7 ، وصحيح مسلم ج 61 ص 5(( ( أنظر: صحيح البخاري ج ومسند

ص7 ، وتفسير التبيان للشيخ الطوسي ج 239 ص 10 ، والسنن الكبرى للبيهقي ج 276 ص 1أحمد ج 416.

، والدر المنثور123 ص 23 ، والمعجم الكبير للطبراني ج 239 ص 9((( أنظر: مجمع الزوائد للهيثمي ج للسيوطي

.28 ص 5ج اإلفك القديم

155 وال ينكر بعض الباحثين المصرين على رفض نزول اآليات في قضية

عائشة وما اتهمت به بأن حديث اإلفك قد روي عن ثمانية من الصحابة، ومنهم

ابن.(((عباس، ولكنه ناقش في أسانيد تلك الروايات

ولكني ال اعتقد أن النقاش في أسانيد الروايات كاف في إثبات كذب هذه القضية ونظائرها، فإنه حتى لو لم تثبت لنا وثاقة الرواة فإن ذلك ال ينفي

أن القضية كانت مطروحة ومتداولة منذ العصر اإلسالمي األول، بحيث يرويها

عدد من الصحابة بأسانيد ال تتصل بعائشة ويرويها عن عائشة جمع من

الصحابة أيضا وهم: عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبد

الله بن ، وإذا ثبت لنا أن القضية أعني نزول اآليات في اتهام(((عبد الله ابن عتبة

عائشة كانت مطروحة ومنتشرة في األوساط اإلسالمية في صدر اإلسالم، فهنا

نعيد طرح التساؤل مجددا: لو لم يكن هذا األمر الذي تتحدث به عائشة وهؤالء

الصحابة والتابعون صحيحا في الجملة فأين الموقف المعارض والمكذب لذلك،

فإن مثل هذه القضية ال يسكت عنها عادة، ولو وجد موقف مكذب ومعارض

لوصلإلينا لتوفر دواعي النقل، بسبب حساسية القضية وخطورتها.

وعليه فكيف يمكن لعائشة وهي الراوية األبرز لحديث اإلفك وتنتهيمعظم

طرقه وأسانيده إليها وقد يكون ذلك مفهوما باعتبار أنها »بطلة القصة «والمعنية

بها ومن الطبيعي أن يتوجه السؤال إليها عما جرى، ألن الكثير منتفاصيل القضية

هي أدرى بها من غيرها أن تكذب في هذا األمر وتدعي نزول اآلياتفيها؟!

وهل هذا األمر مما يمكن الكذب فيه؟!من الرجال والنساء والذين هم على Pوسائر صحابة النبي Qفأين علي

دراية تامة بما جرى؟ فلماذا لم يكذبوا رواية عائشة هذه لو كانت غيرصحيحة

.50(( ( حديث اإلفك ص .154 ص 3((( صحيح البخاري ج

المحور السابع156

ويفضحوا التزوير ويبينوا للناس أن التي تعرضت لإلفك ونزل فيها قرآن كريم هي مارية القبطية وليست عائشة؟ فلم لم نجد موقفا معارضا أو

مكذبا؟! واحتمال أن الموقف المعارض والمكذب لتلك الرواية كان موجودا وإن

لم يبلغنا أو يصل إلينا هو احتمال ضعيف للغاية، ألن طبيعة القضية

وحساسيتها تقتضي شهرتها، فلو كان مثل هذا الموقف المعرض موجودا لبان واشتهر

ونقلته إلينا كتب التاريخ والسيرة أو كتب الحديث، مع أننا لم نجد شيئا من ذلك

في مصادر الفريقين، باستثناء ما نسبه علي بن إبراهيم القمي إلى روايات

الخاصة،دون أن نجد شيئا من ذلك في رواياتهم.

: إن طبيعة الحادثة وحساسيتها قد تكون عصية علىوخالصة القولالتزوير

بهذه السهولة، وهذا األمر مما ال يكذب فيه، ألنه عندما زعمت عائشة أنها المستهدفة باإلفك فأين كان آالف الصحابة ليردوا عليها، ويكذبوا

مقالتها؟! إنناومع التتبع لم نجد أن أحدا كذب ذلك أو نفاه أو شكك فيه.

ثانيا: وحادثة مارية معروفةال نريد بما قلناه ورجحناه أن ننكر حصول الحادثة الثانية جملة وتفصيال،

أعني تعرض مارية القبطية التهام ظالم، فهذا أيضا أمر مشهور ومعروف،وقد

، وتناقلته اآلثار وسجله(((وردت به األخبار من طرق الفريقين،(((المؤرخون

وإنما محط نظرنا هو إلى مناقشة القول: إن نزول آيات اإلفك، كان فيأعقاب

هذه الحادثة، وذلك لفقد الدليل على ذلك. كما أننا ال نريد بطبيعة الحال أن نتبنى الحادثة األولى جملة وتفصيال،

كيف(((وقد سجلنا عليها عدة مالحظات، وأشرنا إلى وجود مالحظات أخرى ، إال

أن .40 ص 4 ، ومستدرك الحاكم ج 119 ص 8 ، وصحيح مسلم ج 100 ص 2((( أنظر: تفسير القمي ج

.6(( ( أنظر: رسالة الشيخ المفيد حول هذا الموضوع في مصنفات المفيد ج ، وحديث اإلفك.103 ص 76(( ( أنظر: بحار األنوار ج

اإلفك القديم157

تلك المالحظات إنما تثبت عدم صحة الرواية المتضمنة لتلك المالحظاتوهي

الرواية المنقولة والمروية عن عائشة، ولكنها ال تثبت أن الحادثة موضوعةمن

أصلها، ألن الوضع في األخبار وال سيما في األخبار التاريخية وإن كانشائعا،

إال أنك عرفت أن الكذب في مثل قضيتنا بحيث تكون مخترعة منأساسها وقد

نسجها الخيال المحض هو أمر مستبعد للغاية، ألن هذه القضية بهذهالشهرة

واألهمية والحساسية مما يصعب الكذب فيها، وإال لو كانت مكذوبة لماحصل

مثل هذا التسالم على وقوعها، ولكان صدر موقف مكذب لها منذانتشارها، مع

أن ذلك لم يحدث فيما نعلم.كيف تقبلون أصل الحادثة مع تسجيلكم أو تبنيكم للعديد منإن قلت:

المالحظات التي ترد على الرواية الناقلة لها؟!إن دليل الحادثة كما عرفت ال ينحصر بتلك الرواية، على أنوالجواب:

العودة إلى ما قلناه سابقا توضح السبب في قبولنا ألصل الحادثة معتسجيلنا

للعديد من المالحظات على تفاصيلها. وال بد أن نعاود التذكير هنا بما أشرنا إليه في بداية هذا البحث (تحت

عنوان: بين يدي البحث) من أن المناقشة في بعض التفاصيل أو وجود قدر من

التناقض في بعض الجوانب الجزئية ال يعني إطالقا تكذيب الخبر وال يسوغ الحكم

بوضعه واختراعه، فإن هذا إنما يكون له وجه في أخبار اآلحاد ذات المضامين

العادية، أما في الحوادث المتواترة أو المشهورة واألخبار المستفيضة وذات

المضامين الحساسة، التي يصعب تمرير وضعها واختراعها فال يتسنى لنا بسهولة أن

نجزم.(((أو نطمئن بوضع القضية واختراعها من أصلها

((( وهذا ما دفعنا إلى استبعاد أن تكون شخصية عبد الله بن سبأ شخصية مختلقة من أصلها، خالفا للسيدالمحقق

مرتضى العسكري، أجل إننا وإن لم نوافقه على أسطورية الشخص ولكننا نوافقه الرأي في أسطوريةالدور الذي

أعطي لشخصية عبد الله بن سبأ.المحور السابع

158أجل، إن هذا ال يمنع ذوي المصالح واألغراض من محاوالت التسلل إلى التفاصيل لإلضافة عليها أو طمس بعض جوانبها والتعتيم على دور بعض

الشخصيات في مقابل تضخيم أو تلميع أدوار شخصيات أخرى، على طريقة دس

السم بالعسل، إن هذا ممكن بل وواقع، األمر الذي يستدعي التوقف في هذه الجزئيات

ومتابعةالبحث فيها للتعرف على الحقائق المخفية.

عائشة والغيرة ما الذي يدفع السيدة عائشة إلى هذه الجرأة في نفي شبهوقد تسأل:

إبراهيم، وتشبيهه ب »جريج ؟«Pبأبيه رسول الله

إنه لو صحت الرواية وهي غير بعيدة عن الصحة، فإن تفسيروالجواب: موقف

Pعائشة وجرأتها على نفي شبه إبراهيم بأبيه رسول الله سيكون سهاللمن

يعرف السيدة عائشة وقرأ سيرتها، فهي المرأة التي عرفت بغيرتهاالشديدة، فلقد

كانت تغار من السيدة خديجة والحال أنها ميتة ولم تدرك أيامها!وال نحتاج في تفسير موقفها من مارية وأنه نابع من الغيرة إلى اجتهاد أو تحليل، فهي عائشة كفتنا مؤنة التحليل، وبينت لنا بشكل ال لبس فيه أن

الغيرة من مارية كانت تتملكها، تقول فيما روي عنها: ».. ما غرت على امرأة إال

دون ما .. Pغرت على مارية! وذلك أنها جميلة جعدة، وأعجب بها رسول الله

إلى إلى العالية؛ فكان Pأن قالت: وفرغنا لها فجزعت، فحولها رسول الله

يختلف«)))إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا، ثم رزقه الله الولد وحرمناه! .

بشيء من التفصيل عن هذه الغيرة التي((( وقد تحدثنا في بعض المؤلفات كانت تسيطر على السيدة عائشة وأوقعتها في الكثير من المآزق

والمشاكل معPضرائرها، ومع رسول الله .

.212 ص 8(( ( طبقات ابن سعد ج قراءة نقدية في مقولة زواج النبي من السيدة عائشة في التاسعة من P((( أنظر: تنزيها لرسول الله

.90عمرها ص Pنزاهة آباء النبي

159المحور الثامن

Pنزاهة آباء النبي ال بد أن يتم اختيارهم من البيوتات Rيرى مشهور علماء الكالم أن األنبياء

العفيفة الطاهرة، فهم طاهرو المولد غير مدنسين بأي شائبة فيأنسابهم، إن لجهةاآلباء أو األمهات.

يقول العالمة الحلي: »ويجب أن يكونوا منزهين عن دناءة اآلباء وعهر«)))األمهات ليحصل االنقياد لهم .

ويمكن االستدالل لذلك بعدة وجوه: لو لم Q: ما ذكره العالمة الحلي من عدم االنقياد للنبي الوجه األول

يكن طاهر المولد، وهذا استدالل عقلي يرتكز على ما ذكرناه سابقا من أن

الحكمةصفة قبيحة أو مستهجنة تمنع الناس من Qتقتضي أن ال يكون في النبي

االنقياد إليه، وهذا ينطبق على عدم نزاهة اآلباء وعفة األمهات، ألن ذلكيعني

ليس طاهر المولد، وهذا مدعاة لعدم انقياد الناس إليه Q حكما أن النبي ونفورهم منه.

وقد أوردنا سابقا جملة من المالحظات التي سجلت أو يمكن أن تسجلعلى

هذا النمط من االستدالل، فالحظ. : ما ورد في الروايات المتعددة التي تؤكد على ضرورة أنالوجه الثاني

يتوفر .28((( مناهج اليقين ص

المحور الثامن160

، وفيما يلي نستعرض بعضا من هذه الرواياتRهذا الشرط في األنبياء الواردة من طرق الفريقين:

ما افترق الناس فرقتين إال جعلني الله P:» عن رسول الله 1في خيرهما؛

فأخرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية،وخرجت من

نكاح، ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبيوأمي، فأنا

«))).خيركم نسبا وخيركم أبا ولدت من نكاح ولم أخرج Pقال: قال رسول الله » : Q عن علي 2

من وأمي ولم يصبني منأبي سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني

سفاح الجاهلية«))).شيء

ولم يلتق أبواي قط P عن ابن عباس عن رسول الله » :3على سفاح ولم

يزل الله تعالى ينقلني من األصالب الطيبة إلى األرحامالطاهرة مصفى

«))).مهذبا، ال تتشعب شعبتان إال وكنت في خيرهما »ما ولدني من نكاح الجاهلية شيء، ما عن ابن عباس: 4

ولدني إال نكاح«))).كنكاح اإلسالم

إنما خرجت Pقال رسول الله » : عن جعفر عن أبيه قال: 5من نكاح لم

«))).أخرج من سفاح من لدن آدم، لم يصبني سفاح الجاهلية في نهج البالغة متحدثا في وصف Q عن أمير المؤمنين 6

رسول كلما نسخ الله الخلق فرقتين جعله في خيرهما لم P:» الله

يسهم فيه .294 ص 3 ، الدر المنثور للسيوطي ج 314 ص 2((( أنظر: البداية والنهاية البن كثير ج

.402 ص 11((( كنز العمال ج .427 ص 12((( م.ن ج

.214 ص 8(( ( مجمع الزوائد للهيثمي ج .409 ص 7(( ( المصنف البن أبي شيبة ج

Pنزاهة آباء النبي 161

«))).عاهر وال ضرب فيه فاجر قال: سألت أبا جعفر Q عن أبي الجارود عن اإلمام الباقر 7Q عن

: »يرى ]؟ قال219[الشعراء بز ڱ ڱ ں بر : قول الله تعالى تقلبه في أصالب النبيين من نبي إلى نبي حتى أخرجه من

صلب أبيه من«))).نكاح غير سفاح من لدن آدم

لم يزل ينقلني من P ما أرسله الشيخ المفيد عن النبي » :8أصالب الطاهرين

«))).إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا إن هذه األخبار المستفيضة تجمع على أمر واحد وهو طهارة

Pآباء النبي ،وأمهاته، وهي كافية للداللة على هذا المعنى وإثباته.

قد استدل بالرواية األخيرة على أمر Mولكن الشيخ المفيد آخر أيضا وهو

دين غير مشركين، ابتداء Pضرورة أن يكون آباء النبي موحمن أبيه عبد الله

Qوصوال إلى جده آدم . وقد اعترض عليه بأنه ال ظهور لها فيما ادعاه، وأن غاية ما

تدل عليه هي طهارةالمولد من الزنا، ال من الشرك.

Qوقد يذكر دليل ثالث لضرورة اتصاف النبي الوجه الثالث: بطهارة

المولد، وهو أن الفقه اإلسالمي قد اشترط في الشاهد وإمامالجماعة ومرجع

أن يكونوا طاهري المولد، فباألحرى أن ال يختار الله((( التقليدتعالى نبيه ورسوله

إلى الناس ممن ال تتوفر فيه طهارة المولد. .195 ص 2(( ( نهج البالغة ج

.3 ص 15(( ( أنظر: بحار األنوار ج .46(( ( أوائل المقاالت ص

((( الحظ كتب الفقه االستداللي والرسائل العملية تجدها نصت على ذلك، أنظر: منهاجالصالحين للسيد

.24، 6 ، وتكملة المنهاج له أيضا ص 218، وص 5 ص 1ج Mالخوئي المحور الثامن

162 ولكن قد يالحظ على ذلك بأن اشتراط ذلك هو موضع تأمل

وإشكال. وربما يذكر وجه رابع في المقام، وحاصله أنالوجه الرابع:

النبوة اصطفاء إلهي، وال يصل إلى مرتبة االصطفاء هذه إال ذو حظ عظيم ممن

يملك مؤهالت استثنائية ٱبز تمكنه من تلقي الوحي وبلوغ مرتبة االصطفاء واالختيار،

ٻ ٻ ٻ ]، ومن الصعب جدا أن يصل الشخص الذي ليس13[طه: ٻبر

طاهر المولد إلى تلك المرتبة، ال لحرمانه من قبل الحق تعالى عن الوصول إلى

مراتب الكمال، فالله تعالى ال يحجب أحدا من خلقه عن بلوغ موطن العظمة

ومعدن العز والكمال، وإنما لضعف استعداده الذاتي الناشئ من كون نطفته متكونة من

ماء حرام، ومعلوم في علم الوراثة أن النطفة تتأثر بحال اإلنسان صاحب النطفة

وخصائصه الوراثية، وكذلك بحال صاحبة البويضة وخصائصها الوارثية، وبديهي أن الزاني

أو الزانية يكونان أثناء ارتكاب الفاحشة في األغلب في حالة نفسية وروحية غير

مستقرة، فهما يشعران بالقلق ويسيطر عليهما خوف الفضيحة، وقد يعتريهما شعور

بالخزي والعار حتى

أثناء الممارسة المحرمة، ومن الطبيعي أن هذه الحالة تنعكسعلى الجنين.

ال نريد بذلك القول: إن الولد غير الشرعي مدان، وكيف يدانعلى ما لم

بز ئېتقترفه يداه؟ فهذا هو الظلم بعينه، والله تعالى يقول: یی برىئ ىئ ىئ

]، وال ندعي أيضا أنه ال قابلية له لتلقي الهداية164[األنعام واالستقامة، وإال لو

كان األمر كذلك الستحال تكليفه، ألن تكليف العاجز قبيحعقال، وإنما نقول:

إن ثمة قدرا ال ينافي االختيار من نقص في االستعداد لديهبحكم عدم طهارة

المولد، األمر الذي قد يحول دون بلوغه إلى رتبة االصطفاءواالختيار اإللهي

.(((التي يتطلبها مقام النبوة أو االمامة (( ( لقد عالجت موضوع »الولد غير الشرعي « من عدة زوايا في عدة من كتبي: ففي

كتاب »من حقوق اإلنسان في اإلسالم « تناولت ظاهرة األوالد غير الشرعيين من زاوية حقوقية، وفي كتاب: هل الجنة

للمسلمين وحدهم؟ ص وما بعدها تناولت الموضوع من زاوية الحساب األخروي، وفي كتاب حقوق الطفل256

176في اإلسالم ص وما بعدها تناولت القضية من زاوية حقه في النسب والرعاية وما إلى ذلك.

مصادر ومراجع163

مصادر ومراجع القرآن الكريم.1 األمين، السيد محسن، أعيان الشيعة، دار المعارف2

للمطبوعات بيروت، م.1983

األصفهاني، الحسين بن محمد، المعروف ب »الراغب3األصفهاني « (ت:

ه)، المفردات في غريب القرآن، دفتر نشر الكتاب،502 ه.1404إيران،

ه)، المحرر الوجيز في546 األندلسي، ابن عطية (ت: 4تفسير الكتاب العزيز،

تحقيق: عبد السالم عبد الشافي محمد، دار الكتب العلمية،بيروت لبنان،

م.1993الطبعة األولى، اإليجي، عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد، المواقف،5

تحقيق: عبد الرحمن م.1997عميرة، دار الجيل، بيروت لبنان، الطبعة األولى،

ه)، تفسير1270 اآللوسي، محمود بن شكري (ت: 6اآللوسي.

ابن أبي شيبة، إبراهيم بن عثمان الكوفي العبسي (ت:7 ه)، المصنف،235

تعليق وتحقيق: سعيد اللحام، دار الفكر للطباعة والنشروالتوزيع، الطبعة

م.1989األولى، ابن األثير، (بن أبي الكرم)، محمد بن محمد بن عبد الكريم8

بن عبد الواحد ه)، الكامل في التاريخ، دار360المعروف بالشيباني (ت:

صادر للطباعة م.1966 ه/ 1386والنشر بيروت،

مصادر ومراجع164

ابن تيمية، الفتاوى الكبرى، تحقيق وتعليق وتقديم: محمد9عبد القادر عطا

ومصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت،الطبعة األولى،

م.1987 ه/ 1408 ه)، اإلصابة852 ابن حجر، أحمد بن علي العسقالني (ت: 10

في تمييز الصحابة، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي

محمد ه.1415معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة األولى،

ه)، مسند أحمد، دار241 ابن حنبل، اإلمام أحمد، (ت: 11صادر، بيروت.

ه)، الطبقات الكبرى،230 ابن سعد، محمد بن سعد، (ت: 12دار صادر

بيروت. 588 ابن شهر آشوب، محمد بن علي المازندراني (ت: 13

ه)، مناقب آل أبي

طالب، تحقيق: السيد هاشم الرسولي المحالتي، انتشاراتعالمة، قم

إيران. ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت:14

ه)، اإلمامة276 والسياسة، تحقيق: الدكتور طه محمد الزيني، مؤسسة

الحلبي وشركاه،مصر.

ه)،630 ابن قدامة، عبد الله بن أحمد بن محمود (ت: 15المغني، دار الكتاب

العربي للنشر والتوزيع، بيروت لبنان. ه)،774 ابن كثير، إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت: 16

البداية والنهاية، تحقيق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي بيروت، الطبعة األولى،

م.1988 ابن كثير، نفسه، قصص األنبياء، تحقيق: مصطفى عبد17

الواحد، دار الكتب م.1968الحديثة مصر، الطبعة األولى،

ابن كثير، نفسه، تفسير ابن كثير، تقديم: الدكتور يوسف18عبد الرحمن

المرعشلي، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت م.1992لبنان،

مصادر ومراجع165 ه)، قواعد699 636 البحراني، ميثم بن علي بن ميثم ( 19

المرام في علم الكالم، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، منشورات: مكتبة آية

الله العظمى ه.1406المرعشي النجفي، الطبعة الثانية،

ه) الحدائق1186 البحراني، يوسف بن أحمد الدرازي (ت: 20الناضرة في

ه.1363فقه العترة الطاهرة، مؤسسة النشر اإلسالمي قم، ش. ه)، البرهان في1107 البحراني، السيد هاشم (ت: 21

تفسير القرآن، تحقيق:

مؤسسة البعثة، قم إيران. ه)، صحيح256 البخاري، محمد بن إسماعيل (ت: 22

البخاري، دار الفكر م.1981 بيروت، الطبعة الثامنة،

ه)، تحقيق: السيد علي813 البرسي، الحافظ رجب (ت: 23عاشور، مؤسسة

م.1999 ه/ 1419األعلمي، بيروت لبنان، الطبعة األولى، البهسودي، السيد محمد سرور الواعظ الحسيني، مصباح24

األصول (تقريرا ألبحاث السيد الخوئي)، الناشر: مكتبة الداوري، قم إيران،

الطبعة ه.1417الخامسة،

ه)، السنن458 البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي (ت: 25الكبرى، دار

الفكر بيروت. ،R التستري، الشيخ محمد تقي، تواريخ النبي واآلل 26

تحقيق: الشيخ محمود الشريفي واألستاذ علي الشكرجي، الناشر: محمود

الشريفي، دار ش.1375 ه/ 416الشرافة، قم إيران، الطبعة األولى،

ه)، تفسير الثوري، تحقيق:161 الثوري، سفيان (ت: 27لجنة من العلماء،

ه.1403دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، الطبعة األولى، الجرجاني، علي بن محمد المعروف بالسيد الشريف،28

شرح المواقف، م.1907مطبعة السعادة، مصر، الطبعة األولى،

مصادر ومراجع166 ه)، عقود المرجان1112 الجزائري، السيد نعمة الله (ت: 29

في تفسير القرآن، تحقيق: مؤسسة شمس الضحى الثقافية، قم إيران،

الطبعة األولى، ه. ش.1388

الجهرمي، الشيخ علي الكريمي، الدر المنضود في أحكام30 الحدود، تقريرا

، دار القرآن الكريم، قم إيران،Mلدروس السيد الكلبيكاني الطبعة

ه.1414األولى، ه)، أمل اآلمل1104 الحر العاملي، محمد بن الحسن (ت: 31

في علماء جبل عامل، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، مكتبة األندلس

بغداد، الطبعةاألولى.

الحر العاملي، نفسه، تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل32مسائل الشريعة

المعروف اختصارا ب »وسائل الشيعة «، مؤسسة آل البيتإلحياء التراث

ه.1414قم، الطبعة الثانية، ه)، السيرة1044 الحلبي، علي بن برهان الدين (ت: 33

الحلبية، دار المعرفة بيروت.

ه)،726 الحلي، الحسن بن يوسف بن المطهر (ت: 34تذكرة الفقهاء،

ه.1412مؤسسة آل البيت إلحياء التراث قم، الحلي، نفسه، األجوبة المهنائية، قم إيران، الطبعة35

ه.1401األولى، الحلي، نفسه، مناهج اليقين في أصول الدين، تحقيق:36

قسم الكالم في ه.1430 مشهد إيران 2مجمع البحوث اإلسالمية، ط

الحلي، نفسه، تحرير األحكام، تحقيق: الشيخ إبراهيم37البهادري، مؤسسة

ه.1422، قم إيران، الطبعة األولى، Qاإلمام الصادق الحلي، نفسه، قواعد األحكام، مؤسسة النشر اإلسالمي،38

قم إيران، الطبعة ه.1419األولى، مصادر ومراجع

167 الحلي، محمد بن أحمد بن إدريس (القرن السادس39

الهجري)، المنتخب

في تفسير القرآن، تحقيق: مهدي الرجائي، مكتبة آية اللهالعظمى المرعشي

ه.1409النجفي قم، الطبعة األولى، الحلي، جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري (ت:40

ه)، إرشاد826 الطالبين إلى نهج المسترشدين، تحقيق: السيد مهدي

الرجائي، منشورات 1405مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم إيران،

ه. 1112 الحويزي، الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي (ت: 41

ه)، نور الثقلين، تصحيح وتعليق: السيد هاشم الرسولي المحالتي، مؤسسة

إسماعيليان 1412للطباعة والنشر والتوزيع، قم إيران، الطبعة الرابعة،

ه. الخشن، الشيخ حسين أحمد، حقوق الطفل في اإلسالم،42

دار المالك، م.2009 ه 1430بيروت لبنان، الطبعة األولى،

الخشن، حسين أحمد، هل الجنة للمسلمين وحدهم؟43قراءة في

مفهوم الخالص األخروي، المركز اإلسالمي الثقافي مجمعاإلمامين

م.2004، بيروت، الطبعة األولى، Lالحسنين الخشن، نفسه، عالمات الظهور، حلم االنتظار ووهم44

التطبيق، المركزاإلسالمي الثقافي، لبنان حارة حريك.

الخشن، نفسه، العقل التكفيري قراءة في المنهج45اإلقصائي، المركز

م.2014اإلسالمي الثقافي، بيروت لبنان، الطبعة األولى، الخشن، نفسه، الردة، مخطوط.46 الخشن، نفسه، تنزيها لرسول الله قراءة نقدية في47

مقولة زواج النبي من السيدة عائشة في التاسعة من عمرها ، إصدار المركز

اإلسالمي الثقافي

2012 ه/ 1433، الطبعة األولى، L مجمع اإلمامين الحسنين م. الخشن، نفسه، من حقوق اإلنسان في اإلسالم، دار48

المحجة البيضاء،مصادر ومراجع

168 م.2007 ه/ 1428بيروت لبنان، الطبعة األولى،

ه)،334 ه وقيل 358 الخصيبي، الحسين بن حمدان (ت: 49الهداية

1991الكبرى، مؤسسة البالغ، بيروت لبنان، الطبعة الرابعة، م. ه)، منهاج1413 الخوئي، السيد أبو القاسم (ت: 50

الصالحين، مدينة العلم، ه.1410قم إيران، الطبعة الثامنة والعشرون،

الخاجوئي، محمد إسماعيل بن الحسين المازندراني (ت:51 ه)،1173

جامع الشتات، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، قم إيران،الطبعة األولى،

ه.1418 ه)، تاريخ748 الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان (ت: 52

اإلسالم، تحقيق: الدكتور عمر السالم تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت

لبنان، الطبعة م.1987األولى،

606 الرازي، محمد بن عمر المعروف بالفخر الرازي (ت: 53ه) التفسير

الكبير، دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان، الطبعة الثالثة،ال. ت.

الرازي، الشيخ أبو الفتوح (توفي أوائل القرن السادس)،54روض الجنان

وروح الجنان في تفسير القرآن (فارسي)، تصحيح: د. محمدجعفر باحقي

ه.1371ومحمد مهدي ناصح، الناشر: آستان قدس رضوي، ه)، نوال المنى1413 الرفاعي، الشيخ محمد نسيب (ت: 55

في إثبات عصمة

أمهات وأزواج األنبياء من الزنى، دار الميزان، الطبعة األولى، ه/1425 م.2004

ه)، البرهان في794 الزركشي، محمد بن عبد الله (ت: 56علوم القرآن،

تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية،عيسى البابي

م.1957 ه/ 1376الحلبي وشركاؤه، مصر، الطبعة األولى، الزمخشري، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر57

الزمخشري الخوارزميمصادر ومراجع

169 ه)، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل،538 467(

الناشر: شركة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده بمصر، عباس

ومحمد ه/1385محمود الحلبي وشركائهم خلفاء، الطبعة األخيرة،

م.1966 ه)، تخريج762 الزيلعي، الحافظ جمال الدين (ت: 58

األحاديث واآلثار، تحقيق: عبد الله بن عبد الرحمن السعد، دار ابن خزيمة

الرياض، الطبعة ه.1414األولى،

السبحاني، الشيخ جعفر، األمثال في القرآن الكريم،59الناشر: مؤسسة اإلمام

ه.1420، قم إيران، الطبعة األولى، Qالصادق السبحاني، نفسه، كليات في علم الرجال، مؤسسة60

النشر اإلسالمي، قم ه.1414إيران، الطبعة الثالثة،

السبحاني، نفسه، اإللهيات، منشورات المركز العالمي61للدراسات، قم، ه.1411الطبعة األولى،

،Q السبحاني، نفسه، رسائل ومقاالت، مؤسسة الصادق 62قم إيران.

ه)،383 السمرقندي، نصر بن محمد بن إبراهيم (ت: 63تفسير السمرقندي،

تحقيق: الدكتور محمود مطرجي، دار الفكر، بيروت لبنان. ه)،489 السمعاني، منصور بن محمد السمعاني (ت: 64

تفسير السمعاني، تحقيق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم، دار

الوطن العربي، م.1997 ه/ 1418السعودية الرياض، الطبعة األولى،

ه)، الدر911 السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (ت: 65المنثور في التفسير

بالمأثور، دار المعرفة، بيروت لبنان. ه)، نهج406 الشريف الرضي، محمد بن الحسين (ت: 66

البالغة، تعليق وشرح: الشيخ محمد عبده، دار الذخائر، قم إيران، الطبعة

األولى، ه.1410

مصادر ومراجع170 ه)، الفصول1377 شرف الدين، السيد عبد الحسين (ت: 67

المهمة فيتأليف األمة، مؤسسة البعثة، طهران إيران، الطبعة األولى.

ه)، مسالك965 الشهيد الثاني، زين الدين الجبعي (ت: 68اإلفهام إلى

تنقيح شرائع اإلسالم، مؤسسة المعارف اإلسالمية قم،الطبعة األولى،

ه.1413 الشهيد الصدر، دروس في علم األصول.69 الشيرازي، الشيخ ناصر مكارم، األمثل في تفسير كتاب70

الله المنزل. الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه71

ه)،381القمي (ت: الخصال، تحقيق: علي أكبر الغفاري، جماعة المدرسين قم،

ه.1403 ، مؤسسة األعلميQ الصدوق، نفسه، عيون أخبار الرضا 72

بيروت،

ه.1404 الصدوق، نفسه، علل الشرائع، المكتبة الحيدرية النجف73

األشرف، م.1966

الصدوق، نفسه، التوحيد، تحقيق: السيد هاشم الحسيني74الطهراني، مؤسسة

ه.ش.1387النشر اإلسالمي، قم إيران، ه)، المعجم الكبير،360 الطبراني، سليمان بن أحمد (ت: 75

تحقيق: حمدي عبد المجيد، دار إحياء التراث العربي، مكتبة ابن تيمية

القاهرة. ه)، االحتجاج، تحقيق:560 الطبرسي، أحمد بن علي(ت: 76

محمد باقر م.1966الخرسان، دار النعمان النجف،

ه)، مجمع البيان548 الطبرسي، الفضل بن الحسن (ت: 77في تفسير القرآن،

مؤسسة األعلمي للمطبوعات، بيروت لبنان، الطبعة األولى، ه/1415 م.2008

ه)، جامع البيان310 الطبري، محمد بن جرير(ت: 78المعروف بتفسير

مصادر ومراجع171

م.1995 ه/ 1415الطبري، دار الفكر، بيروت لبنان، الطبري، نفسه، تاريخ األمم والملوك المعروف ب »تاريخ79

الطبري «، تحقيق: 1403نخبة من العلماء األجالء، مؤسسة األعلمي للمطبوعات،

ه/ م.1983

الطبري، محمد بن جرير (اإلمامي) من علماء القرن80الرابع، المسترشد،

تحقيق: الشيخ أحمد المحمودي، مؤسسة الثقافة اإلسالمية،قم إيران،

ه.1415الطبعة األولى،

ه)،1412 الطبطبائي، محمد حسين الطبطبائي (ت: 81تفسير الميزان،

مؤسسة النشر اإلسالمي قم إيران. ه)، مجمع البحرين،1087 الطريحي، فخر الدين (ت: 82

ترتيب: محمود عادل، الناشر: مكتب نشر الثقافة اإلسالمية إيران، الطبعة

الثانية، ه.1408

ه)، التبيان في460 385 الطوسي، محمد بن الحسن ( 83تفسير القرآن،

تحقيق: أحمد حبيب قصير العاملي، الناشر: مكتب اإلعالماإلسالمي،

ه.1409الطبعة األولى، الصنعاني، اإلمام عبد الرزاق بن همام، تفسير الصنعاني،84

مكتبة الرشد للنشر 1989 ه/ 1410والتوزيع، السعودية الرياض، الطبعة األولى،

م. ه)، الصراط877 العاملي، علي بن يونس النباطي (ت: 85

المستقيم إلى مستحقي التقديم، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، الناشر:

المكتبة ه.1384المرتضوية إلحياء اآلثار الجعفرية، الطبعة األولى،

ه)،852 العسقالني، أحمد بن علي بن محمد بن حجر(ت: 86فتح الباري

في شرح صحيح البخاري، دار المعرفة للطباعة والنشر،بيروت لبنان،

الطبعة الثانية.مصادر ومراجع

172 الغضائري، أحمد بن الحسين (القرن الخامس)، رجال ابن87

الغضائري، تحقيق: السيد محمد رضا الجاللي، دار الحديث، قم إيران،

الطبعة ه.1422األولى،

ه)، تفسير671 القرطبي، محمد بن أحمد األنصاري (ت: 88القرطبي الجامع

ألحكام القرآن، تحقيق: أحمد عبد العليم البردوني، دار إحياءالتراث

ه.1405العربي، بيروت، القمي، علي بن إبراهيم القمي، تفسير القمي، تصحيح:89

السيد طيب الجزائري، مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر، الطبعة

ه.1404الثالثة، ه)، جامع940 الكركي، الشيخ علي بن عبد العال (ت: 90

المقاصد في إلحياء Rشرح القواعد، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت

التراث قم، ه.1408الطبعة األولى،

الكاشاني، محمد محسن المعروف بالفيض الكاشاني(ت:91 ه)،1091

ه.1406إيران أصفهان، Qالوافي، مكتبة أمير المؤمنين الكاشاني، نفسه، التفسير الصافي، تصحيح وتعليق:92

حسين األعلمي، مكتبة ه.1416الصدر، طهران، الطبعة الثانية،

الكاشاني، نفسه، األصفى في تفسير القرآن، تحقيق:93مركز األبحاث

والدراسات اإلسالمية، مركز النشر التابع لمكتب اإلعالماإلسالمي،

ه.1418الطبعة األولى، ه)، زبدة التفاسير،988 الكاشاني، المال فتح الله (ت: 94

تحقيق: مؤسسة ه.1423المعارف اإلسالمية، الطبعة األولى،

الكاشاني، نفسه، تفسير كبير منهج الصادقين، مطبعة95محمد حسن علي،

ه.1333طهران، ه)، الكافي، تحقيق:329 الكليني، محمد بن يعقوب (ت: 96

علي أكبر ه.1388الغفاري، دار الكتب اإلسالمية،

مصادر ومراجع

173 ه)، شرح1081 المازندراني، المولى محمد صالح(ت: 9 7

أصول الكافي، تعليق: الميرزا أبو الحسن الشعراني، ضبط وتصحيح: علي

عاشور، دار ه.1421إحياء التراث العربي بيروت، الطبعة األولى،

المتقي الهندي، عالء الدين علي المتقي بن حسام الدين98888الهندي، (

ه)، كنز العمال في سنن األقوال واألفعال، تحقيق:975 بكري حياني

وصفوة السقا، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الخامسة، م/1985 ه.1405

ه)، بحار األنوار، مؤسسة111 المجلسي، محمد باقر(ت: 99الوفاء بيروت، م.1983الطبعة الثانية،

المجلسي، نفسه، مرآة العقول، دار الكتب اإلسالمية100طهران.

المحسني، محمد آصف، صراط الحق في المعارف101اإلسالمية واألصول

االعتقادية ، الناشر: ذوي القربى، قم إيران، الطبعة األولى، ه.1328

المرتضى، علي بن الحسين الموسوي المعروف102بالشريف الرضي

ه)، رسائل الشريف المرتضى، إعداد السيد مهدي436(ت: الرجائي،

ه.1409دار القرآن الكريم، قم، الطبعة األولى، المرتضى، نفسه، تنزيه األنبياء، دار األضواء، بيروت،103

الطبعة الثانية، ه.1409 م/ 1989

المرتضى، نفسه، األمالي، تصحيح وتعليق: السيد محمد104بدر الدين

النعساني الحلبي، الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشيالنجفي، الطبعة

ه. ق.1403األولى،

ه)، الذخيرة في علم الكالم،436 المرتضى، نفسه (ت: 105تحقيق: السيد

أحمد الحسيني، مؤسسة النشر اإلسالمي، قم إيران، الطبعةاألولى، ه.1411

مصادر ومراجع174

مرتضى، السيد جعفر، حديث اإلفك، دار التعارف106للمطبوعات، بيروت

م.1980 ه/ 1400 لبنان، المشهدي، محمد بن محمد رضا (القرن الثاني عشر)،107

تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب، تحقيق: حسين دركاهي، وزارة الثقافة

واإلرشاد إيران، م.1991الطبعة األولى،

ه)، دالئل1375 1301 المظفر، الشيخ محمد حسن ( 108الصدق لنهج

إلحياء التراث، قم، Rالحق، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت إيران،

ه.1423الطبعة األولى، معرفة، الشيخ هادي، »التفسير والمفسرون في ثوبه109

القشيب « المدرج ضمن موسوعة »التمهيد في علوم القرآن «، دار التعارف

للمطبوعات، م .«2011 ه، 1432

ه)، التفسير1400 مغنية، الشيخ محمد جواد (ت: 110الكاشف، دار العلم

م.1978للماليين، بيروت لبنان، الطبعة الثانية، المفيد، الشيخ محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ت:111 ه)، رسالة413

حول خبر مارية، تحقيق: الشيخ مهدي الصباحي، دار المفيدللطباعة

ه.1414والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، المفيد، نفسه، الجمل، مدرج ضمن مجموعة مصنفات112

الشيخ المفيد،

المؤتمر العالمي أللفية الشيخ المفيد، قم إيران، الطبعة ه.1413األولى،

المفيد، نفسه، أوائل المقاالت، تحقيق: الشيخ إبراهيم113األنصاري، دار

المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت لبنان، الطبعة م.1993الثانية،

ه)، السنن، دار303 النسائي، أحمد بن شعيب (ت: 114الفكر بيروت،

م.1930الطبعة األولى، 450 النجاشي، أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (ت: 115

ه)، رجالمصادر ومراجع

175 النجاشي، مؤسسة النشر اإلسالمي التابعة لجماعة المدرسين

بقم المشرقة، ه.1416الطبعة الخامسة،

ه)، جواهر الكالم1266 النجفي، الشيخ محمد حسن(ت: 116في شرائع

اإلسالم، تحقيق وتعليق وتصحيح: محمود القوجاني، دارالكتب

ه. ش.1363اإلسالمية طهران إيران، ه)، معاني القرآن الكريم،338 النحاس، أبو جعفر (ت: 117

تحقيق: الشيخ محمد علي الصابوني، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث

اإلسالمي، م.1988 ه/ 1408مكة المكرمة، الطبعة األولى،

ه)، صحيح261 النيسابوري، مسلم بن الحجاج، (ت: 118مسلم، دار الفكر

بيروت. 807 الهيثمي، الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر، (ت: 119

ه)، مجمع م.1988الزوائد، دار الكتب العلمية بيروت،

ه.1416، السنة الحادية عشر، 2 مجلة تراثنا، العدد 120

محتويات الكتاب

177محتويات الكتاب

تصدير ......................................................................... ...5

المقدمة ...................................................................... .....7

مسؤولية7الكلمة ...................................................................

مسؤولية الكتابة وأخالقية8الكاتب ...............................................

الوجه اآلخر للتكفير ..........................................................10

الحقد11المقدس!...............................................................

عامل الناس بما تحب أن13يعاملوك .............................................

شرف الكتابة من شرف14الموضوع .............................................

المرأة ..17العنف................................................................

عذرا سيدي يا رسول18الله!.....................................................

سيدي يا رسول20الله.. .........................................................

هذه حال20أمتك ! ..............................................................

إلى الله21المشتكى..............................................................

بين يدي23البحث .................................................................

أدوات البحث ............................................................123 في منهجية2

25البحث ........................................................ موضوع البحث ...........................................................3

30محتويات الكتاب

178 المحور األول: الموقف العام من زوجات األنبياء

33.........................R ال تسري إلى P عصمة النبي 1

33زوجاته..................................... وجوب التعظيم2

37واالحترام................................................. االحترام ال يلغي3

44النقد..................................................... المحور الثاني: المسألة في ميزان

49العقل .......................................... تحصين النبي من

رات.................................................... 50المنف النبي ال يختار

52الخاطئة......................................................... المؤاخذة على ما ليس

53باالختيار!.............................................. ارتكاب الفاحشة بعد موت النبي

54..........................................P باستحالة Pلماذا لم يخبر النبي

55ذلك؟....................................... كيف تكون كافرة وال تكون

56فاجرة؟............................................ النبوة وتغيير

56العادات.......................................................... الحسن والقبح عقليان أم

57شرعيان؟............................................ المحور الثالث: دراسة المسألة على ضوء

61الكتاب ............................... النوع األول: آيات1

61البراءة .................................................. أولى Pالنبي

65بالمعروف..................................................... النوع الثاني: توهم2

73الفاحشة................................................ المحور الرابع:

83الروايات.........................................................

على الله Pكرامة الرسول الصنف األول: 83تعالى .............................

الشاهد90األقوى ................................................................

تبديدالصنف الثاني: 93الوهم ...................................................

المحور الخامس: كلمات علماء الشيعة في107المسألة............................

محتويات الكتاب179

المحور السادس: حكم القذف121والقاذف .......................................

حكم قذف المحصنات..................................................1121

الحرمات ال تتجزأ.......................................................2123

عقوبة القاذف ...........................................................3125

لمن الوالية على إقامة4128الحد؟............................................

المحور السابع: اإلفك133القديم..................................................

عائشة هي المستهدفة1133باإلفك............................................

مارية هي2142المستهدفة.....................................................

رواية القمي تحت المجهر144أيضا .............................................

ترجيح الرأي151المشهور ......................................................

المحور الثامن: نزاهة آباء النبي159.............................................P

مصادر163ومراجع................................................................

__