إىل مذهب اإلمام الشافعياملدخل

بقلم

فهد عبد اهللا احلبيشي

بسم اهللا الرمحن الرحيم

.احلمد هللا رب العاملني والصالة والسالم على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني وبعد

قلبه، وييسر له سبل طلبه، ويوفقه إىل ذلك، وإنه فإن من نعمة اهللا على املرء أن حيبب العلم الشرعي إيل

لعالمة على إرادة اهللا اخلري للمرء أن جيد نفسه يف حلقات العلم حاضرا بروحه وجسده مستمعا ومنصتا

بقلبه ووجدانه ملسألة شرعية أو استنباط فقهي، سائال عما مل يفهمه، وأن جيد نفسه بني طلبة للعلم

من يرد اهللا به خريا (: "اكرون حوهلا ويسهم كل بدلوه، وقد ثبت يف السنة قولهيتبادلون املعلومات ويتف

".يفقهه يف الدين

هذا وإن ومن مظاهرة عظمة هذا الدين أن جعل اهللا له أئمة يبينون للناس أمور دينهم ويستنبطون هلم

ر، أو نزلت به نازلة األحكام املتعلقة بشؤون دنياهم فكانوا مشاعل هداية، يرجع إليهم كل من حزبه أم

وأهل الذكر " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون: "أو حريته مشكلة، وهم من أمر اهللا بسؤاهلم فقال

.هم أهل العلم

وقد متيزت األمة املسلمة بثراء فقهي ال يوجد له نظري يف سائر الديانات واملعتقدات واتمعات، ونبغ

- جهال أو عصبية-ىت إنه ليتضاءل أمامهم من يوصفون بعباقرة العامل فيه نوابغ قل أن يوجد هلم نظري ح

، ذلك ألم مل يقولوا يوما رب اغفر يل خطيئيت يوم الدين فتاه كثري منهم يف معمعات كالمية وفلسفية

.لو قيل بعضها اليوم لطفل يف السادسة ملا صدقها أو استساغها

أبو حنيفة ومالك والشافعي : م يف اال الفقهي أربعةإن األئمة الذين نفاخر م كثر ولكن اشهره

.وأمحد

لقد شكل هؤالء األئمة أربع مدارس فقهية، مسيت باملذاهب،واستقرت من أيام أصحاا إىل يوم الناس

.هذا

واملذاهب الفقهية هي اجتهادات يف فهم النصوص الشرعية قد تصيب وقد ختطيء، وهلذا فاحلق ليس

ال خيرج عنه بل احلق موزع عليها مجيعا بل وعلى بقية األئمة ممن كان هلم أتباع مث حمصورا يف أحدها

انقرضوا كاإلسحاقية أتباع أسحق بن راهوية والظاهرية أتباع داود، وغريهم أو ممن ليس هلم أتباع

.يتبنون أفكارهم ويدافعون عنها كفقهاء املدينة السبعة وغريهم

بقبول واسع لدى املسلمني وجاء فترات لألمة ال تكاد جتد فيها أحدا هذا وقد حظيت املذاهب األربعة

إال وهو ينتسب ملذهب منها، بل استحوذ كل مذاهب يف غالب األحيان على مناطق ومواضع شاسعة،

فيقال مثال بالد كذا مجيعها شافعية أو حنفية، وذلك له عدة عوامل لسنا بصدد التطرق هلا، لكن يكفي

من أهم هذه العوامل نبوغ مجاعات من العلماء الذين تبنوا نشر هذه املذاهب والتأصيل أن نذكر هنا أن

هلا واإلفتاء مبوجبها، واالستنباط تبعا لقواعدها، وبسبب كثرة العلماء يف املدرسة الواحدة وتتابع السنني

املذهب وهو املعرب وتباعد األقطار، نشأت جمموعة بعض القضايا اليت من خالهلا ميكن أن مييز الراجح يف

عنه باملعتمد من غريه، وبني مراتب العلماء، واصطالحام، ووضع منهج دراسي يسري عليه الطالب كي

.يتمكن من معرفة املذهب وغريها

وتلبية لطلب بعض األخوة األفاضل الذين طلبوا من الفقري إليه سبحانه أن يكتب هلم أوراقا تبني بعض

منها يف حيام العلمية، فيما يتعلق باملذهب الشافعي نظرا ألن أهل منطقته هذه اجلوانب كي يستفيدوا

يتبعون هذا املذهب، فلبيت هذه الرغبة مستعينا باهللا فكتبت هذه األوراق رغم كثرة األشغال وضيق

الوقت فأسأله سبحانه التوفيق والسداد، وأرجو ممن استفاد من هذه الرسالة أن يدعو يل بظهر الغيب

. املستعانواهللا

.حملات من حياة اإلمام الشافعي: املبحث األول

من املعلوم أن إمام املذهب الشافعي ومؤسسه هو حممد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع

.وشافع بن السائب هو الذي ينسب إليه الشافعي( الشافعي وينتهي نسبه إىل عبد مناف جد النيب

هـ وهي السنة اليت تويف فيها اإلمام أبو ١٥٠ىن وقيل باليمن سنة ولد بغزة وقيل بعسقالن وقيل مب

.حنيفة النعمان بن ثابت، وقيل يف اليوم الذي مات فيه

محل إىل مكة وهو ابن سنتني ونشأ ا وحفظ القرآن وهو بن مسع سنني واملوطأ وهو ابن عشر، وتتلمذ

ي وأجازه باإلفتاء وعمره مخسة عشر عاما، مث على مجاعة من أهل العلم منهم مسلم بن خالد الزجني املك

هـ فأقام ا سنتني واجتمع عليه ١٩٥رحل إىل اإلمام مالك باملدينة والزمه مدة مث قدم بغداد سنة

علماؤها، ورجع كثريون منهم عن مذاهب كانوا عليها إىل مذهبه،وصنف ا كتبه القدمية مث عاد إىل

هـ فأقام ا شهرا مث خرج إىل مصر فلم يزل ا ناشرا ١٩٨د سنة مكة فأقام ا مدة مث عاد إىل بغدا

للعلم مالزما لالشتغال جبامعها العتيق إىل أن أصابته ضربة شديدة فمرض بسببها أياما وقيل مات بسبب

هـ ودفن بالقرافة بعد العصر ٢٠٤البواسري مث انتقل إىل رمحة اهللا تعاىل يوم اجلمعة آخر رجب من عام

.من يومه

هذا وقد متيزت شخصية اإلمام بعدة مميزات وحتلى مبجموعة من املواهب والذكاء الفطري مما ساهم يف

:تأهيله للمرتبة اليت وصل إليها، وأشري هنا إىل شذرات من جوانب شخصيته الفذة

:قامع البدعة - أ

رائص أهل البدع لقد اشتهر الشافعي بفقهه وذكائه الوقاد ونصرته للكتاب والسنة ولذلك ارتعدت ف

منه، وتذكر لنا كتب التاريخ والتراجم بعضا من مناظراته واليت مل يسبق إليها مع بعض املبتدعة منذ أن

: قد حج بشر املريسي فرجع، فقال ألصحابه"كان يافعا يطلب العلم مبكة، ومما تذكره كتب التراجم أنه

ناظر إبراهيم بن عليه والذي كان من كبار و" رأيت شابا من قريش مبكة، ما أخاف على مذهيب إال منه

، فقد )٢(، وحفص الفرد يف مسألة خلق القرآن وزيادة اإلميان ونقصانه)١(اجلهمية كما يقول الذهيب

.كان رضي اهللا عنه مناظرا من الطراز األول، ويظهر هذا يف كتبه خاصة كتاب الرسالة

: " ير من البدع واألهواء،ومن عباراته الشهريةشديد التحذ -كغريه من األئمة-كما كان رضي اهللا عنه

).٣"(ألن يلقى اهللا املرء بكل ذنب ما خال الشرك باهللا خري له من أن يلقاه بشيء من األهواء

ما : "وألن علم الكالم كان سببا رئيسيا وطريقا سهلة للبدعة وأهلها حذر منه أشد التحذير فكان يقول

، ألنه نصر )٥(وهلذا لقب اإلمام حينما قدم بغداد بناصر السنة) ٤"(شيء أبغض إيل من الكالم وأهله

السنة يف معركتها ضد البدعة والذي شهد عصره انتشارا واسعا هلا يف بعض األقاليم خاصة العراق

واليت كانت تعج بالكثري الكثري من األهواء والبدع املفارقة لإلسالم وهدية، كما أنه نصر السنة يف

ناقض والرافض للسنة أو لبعضها والذي جعل لنفسه منهجا جانب الصواب يف بعض مواجهة الرأي امل

قواعده ومفرداته يف تعامله مع السنة، إذ إن بعض فقهاء العراق رد بعض السنة حبجة خمالفتها إما للقرآن

لكون أو ملا اجتمع لديه من أصول، أو لسنة أخرى رأى تقدميها، أو لكوا مما ينبغي أن تنقل تواترا

مضموا مما تعم به البلوى أو غريه من وجهات النظر اليت مل ترض احملدثني فشنوا محلة على أصحاب

الرأي إال أن غالبهم مل يكن لديه من احلجج القوية اليت يستطيع من خالهلا دحض هذا االجتاه حىت جاء

ريق وجهة نظره كما أنه الشافعي فأصلح بني الفريقني حبيث أنه هدأ سورة غضب اجلميع ووضح لكل ف

بني احلق ونصر السنة على الرأي الذي خيالفها ويناقضها، فرجع كثريون عن مذاهبهم املخالفة للسنة

.واملبنية على تقدمي الرأي إىل مذهب الشافعي والذي كان مرتكزه تقدمي السنة على كافة أشكال الرأي

بن خزمية والدراقطين واملزي والذهيب وابن حجر وهلذا ال عجب أن جند الكثري من احملدثني الشافعية كا

.وغريهم

:الشخصية اجلذابة -ب

لقد متتع الشافعي بشخصية جذابة، فاستطاع أن يؤثر يف قطاعات واسعة ومتنوعة من الفقهاء واحملدثني

ثور وطلبة العلم والعامة، فاستطاع أن جيذب إىل حلقته مجاعة من جهابذة عصره أمثال اإلمام أمحد وأيب

وغريمها، وقد تأثر التالميذ بشخصيته تأثرا بالغا فأحبوه شيخهم حبا عظيما ومحلوا له يف نفوسهم كل

: أيهما أفقه الشافعي أو حممد بن احلسن؟ فأجاب: التقدير واالحترام،وكنموذج هلذا أن أبا ثور سئل

وعلقمة ) شيخ محاد(اهيم وإبر) شيخ أيب حنيفة(الشافعي أفقه من حممد وأيب يوسف وأيب حنيفة ومحاد

رغم أن أبا ثور كان على مذهب أهل الرأي قبل قدوم الشافعي ) شيخ علقمة(واألسود ) شيخ إبراهيم(

العراق وهذا يرينا مقدار تأثري الشافعي يف نفوس الناس وخاصة طالبه الذين انبهروا به انبهارا عظيما،

وأناس مل يقدروه قدره، فهذا ابن معني يعتب على ومع هذا مل خيل احلال من معارضني إلمامة الشافعي،

إن أراد التفقه فاليأت : اإلمام أمحد كيف أن الشافعي راكب وهو آخذ بركابه، فيجيب أمحد قائال

.وليمسك بركابه من اجلانب األخر

: ابهوهلذا كان األمام أمحد كثريا ما يدعو للشافعي مما دفع ابنه عبداهللا لسؤاله عن سبب دعائه له، فأج

.لقد كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن فانظر هل هلذين من خلف

لقد رزق اهللا سبحانه اإلمام قبوال واسعا قل نظريه، وهلذا عندما ذهب إىل العراق مث مصر استطاع أن

اعهم يكون له أتباعا واستطاع أن جيذب الكثريين، مما أغضب بعض املتعصبة ألم رأوا أن كثريا من أتب

يتركوم شيئا فشيئا ملتحقني حبلقة الشافعي ودروسه، فنقم عليه بعض املتعصبة وحاولوا الكيد له فلم

يفلحوا، وكان بعض املالكية يدعو على اإلمام يف سجوده باملوت من شدة غيظه وكرهه له، ال لشيء إال

اللهم أمت : يف سجودهخمالفة املذهب، فيحكى أن أشهب وهو من أئمة املالكية يف مصر كان يدو

:الشافعي وإال ذهب علم مالك، فبلغ ذلك الشافعي فأنشد متمثال

تى رجال أن أموت وإن أممتن ...حدفيها بأو فتلك سبيل لست

تزود ألخرى غريها فكأن قد... فقل للذي يبغي خالف الذي مضى

تركته عبدا مث مات أشهب فاشتريت أنا فمات الشافعي فاشترى أشهب من: قال حممد بن عبد احلكم

ذلك العبد من تركة أشهب وكانت وفاة أشهب يف شهر رجب سنة أربع ومائتني بعد الشافعي بثمانية

)٦(بشهر واحد : عشر يوما وقيل

.بل حيكى أن اإلمام الشافعي دفع حياته مثنا النتشار مذهبه وقبول الناس له

:التصنيف -ج

د بدأت بوادر التصنيف والتأليف وخاصة يف جمال احلديث، أما الفقه فقد كان أتى عهد الشافعي وق

التصنيف فيه قليال، واملصنفات الفقهية السابقة على الشافعي كانت تعد باألصابع، بله أصول الفقه

.الذي مل يصنف فيه أحد حىت جاء الشافعي وصنف الرسالة وغريها

حديثي، وأبو يوسف ألف جمموعة من الكتب فقد الكثري فاإلمام مالك صنف املوطأ وهو كتاب فقهي

منها، واإلمام أمحد صنف جمموعة من الكتب حىت جاء اإلمام الشافعي ووضع كتابه احلجة يف مذهبه

القدمي، ولكنه أبدع يف كتبه اجلديدة وخاصة األم والذي ألفه وهو مبصر، وقد اشتمل على معظم أبواب

م هو أول كتاب يصنف يف الفقه، ومل يقتصر األمر على هذا بل كان الفقه، وهلذا قيل إن كتاب األ

.كتاب املسابقة واملناضلة: لإلمام السبق يف تأليف وتبويب كتب مل تعرف قبله مثل

كما أن اإلمام جاء والعلماء يتجادلون ويتناظرون ومل تكن هناك قواعد أو قوانني مدونة يتحاكمون إليها

جيعلوها قواعد وضوابط يقيسون ا استنباطام واجتهادام فصنف اإلمام ويدرسوا لتالميذهم كي

كتاب الرسالة يف علم أصول الفقه، فكان أول واضع هلذا العلم ومرتب ومبوب وخمرج له إىل النور،

ما كنا ندري ما العام وال : "فلم يسبق ألحد أن كتب يف هذا العلم قبل الشافعي، فاإلمام أمحد يقول

"ال الناسخ من املنسوخ حىت جاء الشافعياخلاص و

أقول هذا ألن بعض األحناف زعم أن أبا يوسف قد سبق غريه وصنف كتابا يف أصول الفقه، فإذا ما

مل يكن أمحد : طولبوا به أجابوا بضياعه، واحلق ما قدمناه، ألنه لو كان كما قيل الشتهر األمر أوال، وثانيا

.أن يقول مقالته السابقة

عترب كتاب الرسالة خطوة جبارة يف جمال التأليف عامة يف العصر اإلسالمي، ويف جمال علم أصول هذا وي

الفقه خاصة، إذ من املعلوم أن التأليف يف احلديث ال يستدعي سوى استحضار احلديث بسنده، أضف

، ومل جتمع فيها إىل أنه مر مبراحل حىت انتهى إىل ما انتهى إليه، لكن الرسالة مل تنب على كتابات سابقة

.املادة كيفما اتفق

وأصل كتاب الرسالة أن عبد الرمحن بن مهدي كتب إىل الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاين

القرآن وجيمع فنون األخبار فيه وحجة اإلمجاع وبيان الناسخ واملنسوخ من القران والسنة فوضع له

".أصلي صالة إال وانا أدعو للشافعي فيهاما : "كتاب الرسالة قال عبد الرمحن بن مهدي

ونفهم من هذه القصة أن كتاب الرسالة من كتب الشافعي القدمية وأنه كتاب واحد استمر يف تنقيحه

وذيبه طوال مسريته العلمية، فليس للشافعي رسالتان قدمية وجديدة كما ظن البعض، بدليل أن القدمية

يعين بقائها استقالهلا بل نقول أن ما نقل منها وهو غري موجود مفقودة، وكون بعضهم نقل مجال منها ال

.يف اجلديدة مما تراجع عنه الشافعي وغري رأيه فيه

:الشافعي واللغة -د

لقد كان الختالط الشافعي باهلذليني وحفظه لقصائدهم ودواوينهم أثر فعال يف منو ملكة ومعرفة

ا، وكان عاملا بلهجات العرب وتصاريف كالمها، وهلذا مل الشافعي اللغوية، فأمل بلغة العرب حنوا وصرف

يعثر له على خطأ حنوي أو لغوي كما عثر لغريه، وما كان يظن أنه خطأ فهو من قلة معرفة الناقد أو

.حتامله

الشافعي : -صاحب السرية-وبدهي أن يكون الشافعي إماما وحجة يف اللغة كما قال أمحد وابن هشام

ألن من شروط اتهد املطلق أن يكون كذلك،وإن خالف يف هذا بعض األصوليني ) ٧"(حجة يف اللغة

كالشاطيب وغريه،بيد أن هذا الشرط قد حتقق يف الشافعي، وهلذا فاعتراض بعضهم على بعض أقوال

وتفسريات الشافعي غري صحيحة،ونضر مثالني على ذلك

الشافعي إىل أنه يفيد التبعيض، فشنع عليه مسألة حرف اجلر هل يفيد التبعيض أو ال، فنقل عن : األول

إن هذا املعىن مما ال تعرفه العرب يف حرف الباء بدليل أن علماء : بعض األحناف واملالكية وغريهم وقالوا

اللغة مل يذكروه من معانيه، بل ادعوا إمجاع النحاة على ذلك، وهذا ما أخذ به ابن مالك يف األلفية كما

. ألفيته هذا املعىنيظهر منها إذ مل يعد يف

واجلواب على ذلك أن يقال إن كون النحاة مل يثبتوا هذا املعىن للباء مقابل بإثبات الشافعي له وهو حجة

يف اللغة، واملثبت مقدم على النايف كما هو معلوم، وكون الشافعي إماما يف الفقه ال يعىن جهله باللغة،

ج بقول الفقيه النحوي مقدم على قول النحوي فقط، بل معرفة اللغة من شروط االجتهاد، فاالحتجا

ألن للفقهاء تدقيقات ال يدركها النحاة، وهذه لفتة مهمة ينبغي التنبه هلا، وهلذا جند تقسيمات وتدقيقات

من األصوليني يف مسائل حنوية مل يذكرها النحاة والسبب كما قال الزركشي يف مقدمة كتابه املاتع البحر

، صوليني دققوا النظر يف فهم أشياء من كالم العرب مل تصل إليها النحاة وال اللغويون فإن األ: " احمليط

فكتب اللغة تضبط األلفاظ ومعانيها الظاهرة دون املعاين ، والنظر فيه متشعب ، فإن كالم العرب متسع

).٨"(الدقيقة اليت حتتاج إىل نظر األصويل باستقراء زائد على استقراء اللغوي

نا إىل نقطة مهمة وهي أن كون الرجل يشتهر بعلم ما ال يعين هذا بالضرورة جهله ببقية العلوم، وأنبه ه

-فضال من اهللا- بل قد يكون إماما فيها أيضا مساويا أو متفوقا على األئمة املتخصصني فيها، ولكنه

لشهرته يف علم أشد معرفة وعمقا يف بعضها،فال يعين هذا أن نلغي معرفته وإمامته يف جوانب وعلوم

معني، فإن هذا ملن الغمط البني، وكمثال آخر هلذا أن اإلمام أمحد اشتهر عند القاصي والداين أنه حمدث

اخل فظن البعض جهله بالفقه واالستنباط،وهذه جناية على اإلمام أمحد ...إمام يف احلديث وعلله ورجاله

ريه، وهذه كتبه وفتاواه تشهد بغزارة علمه وكونه كان إماما يف احلديث ال يعين أن يكون جاهال يف غ

.وفقهه

.وهكذا بدال من أن يصبح التبحر يف علم ما منقبة أصبع على يد هؤالء مذمة ولو بوجه من الوجوه

نعود ونقول إن الزعم بأن الباء ال تأيت للتبعيض لغة بإمجاع النحاة فمنقوض بإثبات األصمعي وحناة

).٩(الكوفة له

٣النساء}ذلك أدنى أال تعولوا }: فسر الشافعي العول يف قوله تعاىل: املثال الثاين

، فجاء ابن )١٠(بكثرة العيال، هكذا فسره اإلمام الشافعي املتفق على إمامته واجتهادا اجتهادا مطلقا

يت إال ال تأ" عال"العريب املقلد ملذهب مالك وشنع على الشافعي وكم به وبكبار أتباعه،واحتج بأن

، والصحيح أن )١١(لسبعة معان فقط وليس منها ما قاله الشافعي، وأنه مل يقل أحد بقول الشافعي

حصره للمعاين السبعة غري سديد بل ذكر العلماء هلا معاين أخر، وكون الشافعي مل يسبق ذا التفسري

ثبت مقدم على النايف فيجاب بأن الشافعي إمام يف اللغة وعدم الذكر ال يدل على عدم الوجود، وامل

قد سبق الشافعي إىل القول به زيد بن أسلم وجابر بن زيد ومها إمامان من أئمة املسلمني "إضافة إىل أنه

ال يفسران القرآن مها واإلمام الشافعي مبا ال وجه له يف العربية وقد أخرج ذلك عنهما الدارقطين يف

كان الشافعي : دوري وابن األعرايب وقال أبو حامت سننه وقد حكاه القرطيب عن الكسائي وأيب عمر ال

سألت أبا عمر : قال أستاذنا أبو القاسم بن حبيب : أعلم بلغة العرب منا ولعله لغة وقال الثعليب

، ولست أدري ملاذا يتعجل )١٢"(هي لغة محري: الدوري عن هذا وكان إماما يف اللغة غري مدافع فقال

لعلم ممن هم أعلى منه عصرا ورتبة دون أن يتروى ويتأمل فيما يقوله البعض يف اإلنكار على أويل ا

ويبحث يف املسألة من جوانبها، ويرجع إىل أهل االختصاص، فالتعجل قد يودي بصاحبه خاصة إذا كان

من عامل، مث أين حفظ أقدار علماء األمة وجمتهديها؟ إنه إذا مل يتبدى هذا يف احترام أقواهلم وإن كان

غريها من وجهة نظر الناقد لكن ال يعين هذا التشنيع على اإلمام وإطالق العبارات املومهة الصواب يف

.واليت تفهم أامه له باجلهل وحنوه

مث إن ابن العريب وأمثاله بالنسبة للشافعي مبثابة طلبة علم يل ال يرتقون ملرتبة تالميذه، وطالب العلم ليس

هم أو يبحث يف املسألة بنفسه حىت يترجح له شيئ مع حفظ مقام له إال أن يستفيت أويل العلم ويقلد

اتهدين وكونه رجح قوال ما ال يعين هذا بلوغه مرتبة االجتهاد، فال يظنن أحد بنفسه ذلك إال إن بلغها

.حقا وتوفرت شروطها

ذي حيمله، فحري بأهل إننا عندما نطالب العامي باحترام العامل وتوقريه ال نقصد العامل لذاته وإمنا للعلم ال

.العلم أن يتمثلوا هذا األدب قبل غريهم

لقد كان لربوز الشافعي يف اللغة واختالطه بالعرب األقحاح أن تفتقت قرحيته الشعرية فأثر عنه بعض

األبيات، واليت متيزت باحلكمة والوعظ، والزهد، فكانت أشعار عامل يريد أن يوجه مهم الناس ملا هو

يف دينه ودنياهم، ومل يعر باله موضوعات الشعر األخرى، أضف إىل أنه مل يكن يعتين أرقى وأنفع هلم

بسبك الشعر على منوال الشعراء الذين يهتمون بوجوه البالغة وهذا وإن كان طيبا إال أن الشافعي

تها بصفته فقيها مل يكن يويل هذا جانبا كبريا يف شعره بل كان أكثر ما يهمه هو إيصال الفكرة وجتلي

بأوضح عبارة حبيث ال حتتاج إىل تأمل فيصعب فهمها على من ليس له اهتمام شعري وهذا ما عليه

غالب العامة، وهلذا سارت بعض أبياته مسار األمثال اليت حيفظها الكثريون، وكانت كلماته الشعرية

شعر الشافعي اجلامعات مثار إعجاب وتأثري يف نفوس الناس، رغم أن من القصائد العربية ما تفوق

.صناعة مبفاوز ولكنها مل حتظ مبا حظيت به أبيات هذا اإلمام

:وهذه مناذج من شعره

فإن النفس ما طمعت ون** أمت مطامعي فأرحت نفسي

ففي إحيائها عرضي مصون** وأحييت القنوع وكان ميتا

)١٣(علته مهانة وعاله هون** إذا طمع حيل بقلب عبد

:وقال

سأنبيك عن تفصيلها ببيان** لم إال بستة أخي لن تنال الع

)١٤(وصحبة أستاذ وطول زمان** ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة

:ومن حكمة الشعرية

م إذا اهتديت إىل عيونه** ال خري يف حشو الكال

من منطق يف غري حينه** والصمت أمجل بالفىت

سنة تلوح على جبينه** وعلى الفىت لطباعه

ثر من قول الشعر بل هي أبيات قليلة يقوهلا يف مناسبة ما أو موقف ما، وقد قال عن ومل يكن الشافعي يك

:نفسه وإقالله منه

ولوال الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد

وال يعين هذا كراهة الشعر مطلقا وأنه يزري بالعلماء مطلقا فهذا ال يقوله مثل الشافعي خاصة وأنه قد

وقد قال ( ، وهو يعلم أن الشعر ديوان العرب،وبه كان حسان يدافع عن رسول اهللاقال الشعر وأنشده

من صرف مهته إىل الشعر حبيث صار -كما قال العلماء-وإمنا يريد ) ١٥"(إن من الشعر حلكمة(: "

خري من أن ميأله - أي يصيب رئته-ألن ميأل أحدكم جوفه قيحا يريه ( "شأنه وديدنه وهو املعين بقوله

أي أراد صرف مهته إليه حىت ميأل جوفه منه فاملراد أن يكون الشعر غالبا عليه مستوليا حبيث )١٦"(اشعر

).١٧(يشغله عن القرآن والعلوم الشرعية وذكر اهللا

ولكون الشافعي كان مقال من الشعر فقد كان كثريا ما يتمثل بقول غريه، وهذا ما أوقع البعض يف الظن

.ا آلخرينبأا من قصائده يف حني أ

:جدول الشافعي اليومي

متيز كل إمام بطريقة معينة يف التدريس فكان أبو حنيفة يلقي األسئلة الفقهية على تالميذه ويناقشهم،

وكان مالك حيب أسلوب العرض ويفضله على غريه فكان تالميذه يقرؤون عليه املوطأ، كما غلب على

.ثأيب حنيفة تدريس الفقه وغلب على مالك احلدي

أما اإلمام الشافعي فكان إماما موسوعيا، ورجاال يف رجل، وكان جدوله اليومي أن يصلي الفجر يف

املسجد مث يبدأ حلقته بأهل القرآن تفسريا وبيانا حىت تطلع الشمس مث جييئه احملدثون مث أهل العربية حىت

.ينصرف النهار مث ينصرف

فتاء فرمبا يقف يف الطريق وجييب املستفتني حىت ينزل وقد كان رضي اهللا عنه صبورا على التعليم واإل

.الدم على ساقيه بسبب البواسري الذي أصابه

وإضافة لعلوم الشرع اليت أمل ا كن آية يف علوم ومعارف أخرى كمعرفته بأيام الناس أي تاريخ العرب

عرف على علم الطب يف اجلاهلية من حروب ومالحم وغريها، كما أخذ من علم األنساب حبظ وافر، وت

.عن كثب واعتىن به وحض على تعلمه

مميزات املذهب الشافعي: املبحث الثاين

:لقد متيز املذهب الشافعي جبملة مميزات فارق ا كثريا من املذاهب اليت سبقته أمهها ما يلي

المي،مها كانت هناك مدرستان رئيسيتان غلبتا على أقطار العامل اإلس: اجلمع بني الفقه واحلديث -١

مدرسة الرأي واليت متركزت يف العراق، ومدرسة احلديث واليت متركزت يف احلجاز، وكان يدور بينهما

اجلدال والنقاش الدائم، ورمبا املفاصلة واهلجر،ومل ختل كل مدرسة من متعصبني هلا يتبع ويقلد اجتهاداا

اهلا يف الرأي والقياس واالفتراضات دون ويذم خمالفيها هذا ومسيت مدرسة العراق باإلرتيائة نظرا إليغ

االعتماد الكامل على السنة، وهم ذا خيالفون مدرسة احلجاز اليت تعتمد على األثر مطلقا، وهلذا

احنرف عنهم احلجازيون وذموهم، ووصفوهم بأم يتبعون اهلوى، فجاء اإلمام الشافعي فتلقى علومه

-حممد بن احلسن- وعلى علماء العراق -وابن عيينة مالك، ومسلم بن خالد،-على يد احلجازيني

فاجتمع له علم أهل األثر وعلم أهل الرأي، فرأى أن يف كال املدرستني حقا وخطأ فحاول تنقيح تلك

العلوم وسربها حىت أخرج مذهبه اجلديد والذي يعترب خالصة لعلم املدرستني، إضافة إىل اطالعه

على الساحة واليت كان هلا أتباع كمذهيب األوزاعي والليث ونتيجة ومعرفته باملذاهب األخرى املوجودة

.ملسرية طويلة من النظر والتأمل

يتميز املذهب الشافعي بقوة اخلدمة، إذ توارد علماء املذهب على االعتناء به نقال وحتريرا وضبطا -٢

شافعي فضل على كل شافعي لل: "وتبويبا، وكان للبيهقي اليد الطوىل يف ذلك، حىت قال اإلمام اجلويين

".إال البيهقي فإن له فضال على الشافعي

ومن مظاهر هذا التميز أن جتد كتب الشافعية سهلة الترتيب واضحة التبويب تسطيع احلصول على

املعلومة يف مظاا بسهولة ويسر، مع وضوح العبارة، وبيان املعتمد، وهذا مما الجنده يف املذاهب

الباحث أحيانا أن جيد املسألة يف مظاا بل جيدها بعد البحث الطويل يف أبواب األخرى، إذ يصعب على

ال عالقة هلا مبا يريده، وقد يصعب هذا وجود أبواب غري معروفة املعامل وغري واضحة احملتوى مثل باب

يف احلظر واإلباحة يف كتب األحناف، ولذا كان هذا الغموض وتداخل املسائل ووضعها يف غري مظاا

.كتب فقه احلنفية من أهم وأكرب األسباب الداعية لوضع جملة األحكام العدلية

وذات الشيء يقال يف كتب املالكية ويضاف عليه بأن الضعف يف عنونة وتبويب املسائل وضبط املعتمد،

ل يظهر هذا جبالء يف كتب مثل الرسالة حيث جيمع أبوابا عدة يف باب واحد، ويذكر دقاق املسائل ويغف

أمهها، وكذا خمتصر خليل حيث يصعب على الباحث التعرف على األبواب أو الفصول الفرعية، إضافة

إىل تعقيد العبارة مما يضطرك إىل مراجعة الشروح، وهذا كله مما الجنده يف كتب الشافعية إال على سبيل

ة اليت أضرت بالعلم من الوضعي_ كاحلجوي يف الفكر السامي-الندور، وهلذا شكى بعض املالكية أيضا

.واملذهب

كثرة اتهدين الذين خرجوا من رحم املذهب الشافعي سواء املستقلني كابن املنذر وابن جرير، أو -٣

املنتسبني كما كان املزين يف فترة أخري من حياته، بل كثر هؤالء يف طبقة أصحاب الوجوه كما سيأيت

.وإمنا وافقه قوله قولهبياا، وحيكى عن بعضهم أنه مل يقلد الشافعي

.وأكتفي ذه الكلمات يف بيان شيء من ميزات املذهب رغم كثرة ما ميكن طرحه يف هذا املضمار

أدوار املذهب الشافعي: املبحث الثالث

مر املذهب الشافعي بعدة أدوار حىت انتهى إىل ما انتهى إليه، وملعرفة هذه األدوار ال بد من معرفة

.هب إذ من خالهلا سيتميز لنا تبعا األطوار اليت مر ا حىت وصل إىل الضبططبقات علماء املذ

:مراتب علماء املذهب الشافعي

:قسم العلماء على عدة مراتب وهي

.جمتهد مستقل: األوىل

.جمتهد منتسب: الثانية

.أصحاب الوجوه: الثالثة

.جمتهد الفتوى:الرابعة

.شيخان النووي والرافعينظار يف ترجيح ما اختلف فيه ال: اخلامسة

.محلة فقه ومراتبهم خمتلفة: السادسة

-هذا وقد تنوعت تقسيمات الباحثني لتطور املذهب الشافعي، فمن مكثر ومن مقل والذي أراه

.أن املذهب الشافعي مر بأربعة أدوار -مسترشدا بالتقسيم السابق لطبقات العلماء

:تأسيس املذهب: الدور األول

املنهجية والتأصيلية واالستنباطية األوىل : ب الشافعي بأن مؤسسه قد وضع لبناته األساسيةلقد متيز املذه

يف كتبه اليت تنوعت على هذا ااالت، فنجد يف األصول كتاب الرسالة، وإبطال االستحسان وغريمها،

.يلى وغريهويف الفروع كتاب األم كما وضع كتبا يف اخلالف مثل كتاب اختالف أيب حنيفة وابن أيب ل

وهذا خبالف املذاهب الفقهية األخرى، فأبو حنيفة مل يترك كتبا تبني منهجه االستنباطي بشكل واضح

وهلذا اختلف أصحابه يف كثري من القضايا التأصيلية وضوابط االستدالل عنده وجند هذا جليا يف مسائل

لفة احلديث لألصول، بل إن مثل ختصيص القرآن بالسنة اآلحادية، والعمل باحلديث الضعيف، وخما

االستحسان والذي يعترب من أدلة الفقه عنده مل خيل من إشكاالت عند فقهاء احلنفية، مما جعل بعضهم

يرد على بعض، ومل يظهر هلم تعريف سوي هلذا الدليل إال بعد عدة قرون وبعد جهود مظنية من التأمل

مام أبا حنيفة مل يدون أصوله االستنباطية وفروعه والتناظر واجلدل وغريها، والسبب يف هذا كله أن اإل

الفقهية حىت ترسم الطريق واضحة ملن خلفه، بل كان جيمع تالميذه ويضع عليهم األسئلة ويتناقش هو

وإياهم فيها، وهو أسلوب ماتع للتدريس وال شك، ورغم وجود بعض العيوب فيه فقد تفقه على هذه

د بن احلسن، وهذا األسلوب مل يعتمده الشافعي يف تدريسه بل الطريقة فقهاء كبار كأيب يوسف وحمم

كان يقرأ عليه تالميذه كتبه الفقهية واألصولية متاما كما يفعل املشايخ وطلبة العلم بعد ذلك على اليوم،

وهلذا عاىن األحناف معاناة شديدة يف تبني ومعرفة بعض أصول وقواعد اإلمام أيب حنيفة، وكان هذا هو

ابتكار الطريقة احلنفية يف األصول وهي االنطالق من الفروع إىل األصول خمالفني ذا طريقة السبب يف

.املتكلمني أو الشافعية كما هو معروف

كما أن اإلمام الشافعي بفضل من اهللا كان اإلمام الوحيد الذي أسس ملدرسة فقهية، وهذا ماال جنده عند

ئمة منهم من يكتفي بأن يفيت الناس يف املسائل احلادثة أو أن غريه من األئمة، ففي حني كان غريه من األ

يفترض املسائل مث يناقشها مع تالميذه، ومنهم من اكتفى بالتصنيف يف السنة، بل كان بعضهم ينهى

أصحابه عن تدوين أقواله وآرائه، أما اإلمام الشافعي فلم يكن كذلك بل كتب يف األصول واليت متثل

ي حيدد مسار وكيفية والتعامل مع املنبع الصايف قرآنا وسنة وكيفية تنزيله واالستدالل املنهج العلمي الذ

به، مث كتب يف الفروع ليطبق نظراته ومنهجه األصويل، فكانت مصنفاته غاية يف اإلبداع شهد له بذلك

.املوالف واملخالف

ق االستدالل، ورأى جهال رمبا كان سبب هذا التأصيل أنه وجد شيئا من الفوضى عند البعض يف طر

واضحا يف هذا اال عند كثريين من احملدثني الذين اقتصروا على اجلانب احلديثي فقط، ومل يعريوا

جانب الفقه اهتماما كافيا، واكتفوا بالعمل مبا يصل إليهم من أحاديث فيعملون ا دون نظر ملعناها أو

العديد من القصص اليت حدثت لبعض احملدثني، واليت ملخالفة بعضها بعضا ظاهريا، وهذا ما تظهره

كشفت عن جهل مطبق بالغوص يف معاين النص واستلهام فقهه ومقاصده، وعدم املعرفة يف كيفية

.التعامل معه عند تعارضه واختالفه

يف األصول كان بسبب رسالة من اإلمام عبد ) الرسالة(ويوضح هذا أن سبب تأليف اإلمام لكتابه

.بن مهدي احملدث الشهري والذي طلب من اإلمام بيان بعض الضوابط والقواعد لفهم النصوص الرمحن

-مسع وتلقى أراء هلا تعلق بكيفية االستدالل وشروطه وطرقه، فكان وال بد ( كما أن اإلمام الشافعي

وتفسريه، ولغته، أن يكون له رأي فيما مسعه مستندا ملعرفته الواسعة بالقرآن -وهو الفقيه اللغوي احملنك

.واختالف الناس علما وعادة

لقد رأى اإلمام ومسع تلكم املناقشات واادالت بني مدرسة املدينة ومدرسة العراق، بل وتلقى وجهات

مالك بن أنس وحممد بن احلسن الشيباين، ووجد أن مع كل فريق حقا جيب أخذه، : نظرهم من أقطاا

قا وسطا، واستطاع أن يؤثر على قطاعات واسعة من الناس، بل على وخطأ جيب تركه، فشق لنفسه طري

كل مسألة ليس عندي فيها دليل فأنا أقول : "كبار فقهائهم وحمدثيهم كاإلمام أمحد بن حنبل والذي قال

يتفقه بالرأي ويذهب إىل قول أهل العراق حىت قدم "وأيب ثور والذي كان ) ١٨"(فيها بقول الشافعي

).١٩"(فاختلف إليه ورجع عن الرأي إىل احلديث الشافعي بغداد

كما أن اإلمام رأى وناظر بعض كبار املبتدعة، والذي وجد آراءهم واستنباطام واستدالالم ال تتفق

.وقواعد املنهج السوي الذي يستند إىل القرآن والسنة واللغة

صنف ويؤسس ملدرسة فقهية يف نظري أن هذه األسباب وغريها هي ما جعل الشافعي يؤصل ويقعد وي

.رائدة مألت مسع الدنيا وبصرها من ذلك الوقت إىل يوم الناس هذا

-:مبرحلتني -بعد أن صار إماما-يف مسريته العلمية ( لقد مر اإلمام الشافعي

فبعد خروجه من املدينة وذهابه إىل العراق نشر أراءه وأقواله وفتاواه، واليت : املرحلة العراقية: األوىل

عرفت فيما بعد باملذهب القدمي، ويف هذه املرحلة غالبا ما كانت فتاواه موافقة ملذهب أهل املدينة؛ إذ

.كان يعد نفسه من أصحاب مالك، وكان جيله أكثر من غريه

- :فمما روته لنا كتب الطبقات والتراجم مناظرة بني اإلمامني اإلمام الشافعي واإلمام حممد بن احلسن

يعين أبا حنيفة -أيهما أعلم صاحبكم أو صاحبنا : ي رمحه اهللا تعاىل قال يل حممد بن احلسنقال الشافع"

؟-ومالكا رضي اهللا عنهما

.على اإلنصاف : قلت: قال

فأنشدك اهللا من أعلم بالقرآن صاحبنا أو صاحبكم ؟: نعم، قلت: قال

صاحبكم؟فأنشدك اهللا من أعلم بالسنة صاحبنا أو : اللهم صاحبكم، قلت: قال

اللهم صاحبكم، قلت فأنشدك اهللا من أعلم بأقاويل أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : قال

املتقدمني صاحبنا أو صاحبكم؟

فلم يبق إال القياس والقياس ال يكون إال على هذه : اللهم صاحبكم، قال الشافعي رضي اهللا عنه: قال

".األشياء فعلى أي شيء تقيس

ة باملذهب القدمي، واليت كان اإلمام ما زال متأثرا فيها مبذهب مالك ولكنه مل يكن تأثر تعرف هذه املرحل

الذوبان فقد كان خيالفه أحيانا، وقد رويت عنه أقوال خمتلفة يف بعض املسائل تظهر اجتهاده وعدم

كان كثريا ما تقليده لغريه، ومما ساعد على موافقة الشافعي ملالك استفادته من حممد بن احلسن والذي

).٢٠(يوافق مالكا أيضا ألنه من تالميذ مالك أيضا وقد أقام عنده ثالث سنني

-:وهي املرحلة املصرية: املرحلة الثانية

ويف هذه املرحلة اعتصرت ومتحصت يف ذهن اإلمام الكثري من القضايا، فراجع أصوله األوىل، فرجع عن

واه وأقواله فتراجع عن معظمها، وضرب عليها، وشدد بعضها كاالحتجاج بعمل الصحايب، وراجع فتا

.على من روى عنه فتاواه األوىل، وهذه املرحلة هي ما تعرف باملذهب اجلديد لإلمام الشافعي

وهنا يعزو بعض الكتبة سبب تغري اجتهاد اإلمام الشافعي، وتوزع مذهبه على مذهبني قدمي وجديد إىل

م، واختالف أساليب الري يف البلدين مصر والعراق اليت تفضي إىل تغري عوائد الناس، واختالف تعامال

).٢١(اختالف يف اخلراج وما إيل ذلك

-:وظين أن هذا غري صحيح ملا يلي

لو كان األمر كذلك ملا شطب اإلمام كتاباته األوىل، وملا أنكر على من يروي آراءه القدمية، بل كان . ١

.ن معطياا وأسسها خمتلفة سيبني سبب تغري فتواه يف البلدين بأ

يؤيد هذا أن اإلمام أبقى على مواضع من الصداق، ولو كان كما قيل ملا أبقاه أيضا، أو كان رفضه . ٢

.لفتاوى متفرقة من كتب خمتلفة، ال أن يشطب مجيعها عدا مواضع

بعد ذلك كحجية يدعم هذا أيضا أن مذهب اإلمام القدمي كان مبنيا على أصول مل يرتضها الشافعي . ٣

.مذهب الصحايب

ليست مسافة العادات، والناس، واملكان، والزمان كبريا بني مصر والعراق حبيث يؤدي هذا إىل . ٤

.التراجع الكبري عن مسائل القدمي

.أن اإلمام كان يرد بعض األقوال باألدلة ومنها ما كان رأيه قدميا. ٥

مذهبه مل يذكروا هذا السبب، وعندما اختار بعضهم شيئا أن الشافعية والذين هم أدرى بإمامهم و. ٦

من آرائه القدمية ذكروا عدم نسبة هذه اآلراء ملذهب اإلمام، وأن األصحاب إمنا اختاروها لرجحاا

.باألدلة من وجهة نظرهم

.تهداتصرح األصحاب بأنه ال جيوز تقليد القدمي إال إذا قال به إمام من أئمة املذهب أو قلد فيه جم. ٧

فالذي يظهر أن اإلمام غير آراءه واجتهاداته ملا ترجح لديه من ضعفها وصوابية آرائه اجلديدة ال لشيء

.آخر

وإن مما أخذه بعضهم على اإلمام أن له يف كثري من املسائل قولني أو أكثر، بيد أن املطالع لكتب األئمة

.جيد هذا جليا عندهم أيضا من لدن الصحابة فمن بعدهم

فقد ذكر العلماء أن هذا بسبب تكافؤ نظريه، وأنه دليل ) ٢٢(ومثل هذا صدور قولني يف وقت واحد

على سعة العلم ودقة الورع، وأن فيه حذرا من ورطة اهلجوم على ترجيح من غري اتضاح دليل، وهذا

).٢٣(أيضا واقع من لدن الصحابة فمن بعدهم

ور فعال يف ثباته وانضباطه ووضوحه ويسر الطري ملن بعده لقد كان لتأسيس املذهب على يدي إمامه د

ليس ألتباعه فقط بل لكل من يريد االستنباط والنظر، بيد أن أصحابه كانوا أكثر استفادة إذ مل يعانوا

كثريا يف تبني أصول اإلمام وقواعده وضوابط استنباطه، وهذه مرحلة ليست باهلينة إذ إا أخذت م

.األخرى قرونا يف حني أا مل تأخذ ذلك مع الشافعيةبعض أتباع املذاهب

تالميذ جنباء، سواء يف قوله القدمي أم اجلديد، رووا عنه آراءه وأقواله ( ولقد رزق اإلمام الشافعي

-:أربعة رووا عنه املذهب القدمي وهم: وفتاواه وكتبه، وكان منهم عشرة اشتهروا بنقل مذهبه وأقواله

: احلسن بن حممد أبو علي البغدادي الزعفراين، قال ابن حبان يف الثقات: وهو احلسن الزعفراين، -١

كان راويا للشافعي، وكان حيضر أمحد وأبو ثور عند الشافعي وهو الذي يتوىل القراءة عليه، وقال

) .٢٤(هو أثبت رواة القدمي تويف، يف رمضان سنة ستني ومائتني : املاوردي

أبو عبد اهللا أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل الشيباين رضي اهللا عنه، : واإلمام أمحد بن حنبل وه -٢

ولد سنة أربع وستني ومائة، ومات يف رجب يوم اجلمعة سنة إحدى وأربعني ومائتني، قال قتيبة بن

لو أدرك أمحد بن حنبل عصر مالك والثوري، واألوزاعي، والليث بن سعد لكان هو املقدم، فقيل : سعيد

إىل كبار التابعني وقال أبو ثور أمحد بن حنبل أعلم وافقه من : ضم أمحد إىل التابعني؟ فقالت: لقتيبة

) .٢٥(الثوري

كنيته أبو عبد اهللا، الفقيه : إبراهيم بن خالد بن أيب اليمان، أبو ثور، وقيل: وأبو ثور الكليب وهو -٣

اعرفه : لت أمحد بن حنبل عنه، فقالسأ: العالمة، أخذ الفقه عن الشافعي وغريه، قال أبو بكر األعني

كان أحد الثقات : بالسنة منذ مخسني سنة، وهو عندي يف مسالخ سفيان الثوري، قال اخلطيب البغدادي

: املأمونني ومن األئمة األعالم يف الدين، وله كتب مصنفة يف األحكام مجع فيها بني احلديث والفقه، قال

ل أهل العراق، حىت قدم الشافعي بغداد فاختلف إليه ورجع عن وكان أوال يتفقه بالرأي ويذهب إىل قو

الرأي إىل احلديث، تويف سنة أربعني ومائتني وهو أحد رواة القدمي وقال الرافعي يف باب الغضب أبو ثور

) .٢٦(وإن كان معدودا وداخال يف طبقة أصحاب الشافعي فله مذهب مستقل وال يعد تفرده وجها

احلسني بن علي بن يزيد أبو علي البغدادي الكرابيسي، أخذ الفقه عن : سي، وهووأبو علي الكرابي -٤

وله كتب مصنفة ذكر فيها اختالف الناس : الشافعي، وكان أوال على مذهب أهل الرأي، قال ابن عدي

مل يتخرج على يدي الشافعي : يف املسائل، وكان حافظا له، وذكر يف كتبه أخبارا كثرية، قال العبادي

وكتاب القدمي الذي رواه الكرابيسي عن الشافعي جملد ضخم، : العراق مثل احلسني، قال اإلسنويب

) .٢٧(تويف سنة مخس وأربعني ومائتني

- :وستة رووا عنه املذهب اجلديد وهم

يوسف بن حيىي القرشي أبو يعقوب البويطي املصري الفقيه، أحد األعالم : أبو يعقوب البويطي وهو. ١

وكان له من الشافعي منزلة، وكان الرجل رمبا يسأله : الشافعي وأئمة اإلسالم، قال الربيعمن أصحاب

هو كما قال، ورمبا جاء إىل الشافعي رسول : سل أبا يعقوب فإذا أجاب اخربه فيقول: عن املسألة فيقول

ته بعده، صاحب الشرطة فيوجه الشافعي أبا يعقوب البويطي ويقول هذا لساين، وخلف الشافعي يف حلق

ليس أحد أحق مبجلسي من أيب يعقوب، وليس أحد من أصحايب أعلم منه، وقال النووي : قال الشافعي

إن أبا يعقوب البويطي أجل من املزين والربيع املرادي، مات ببغداد يف السجن : يف مقدمة شرح اموع

) .٢٨(والقيد يف احملنة يف رجب سنة إحدى وثالثني ومائتني

حرملة بن حيىي بن عبد اهللا بن حرملة بن عمران التجييب أبو حفص املصري، أحد :وهووحرملة . ٢

كان حافظا : احلفاظ املشاهري من أصحاب الشافعي وكبار رواة مذهبه اجلديد، قال الشيخ أبو إسحاق

كان أعلم الناس حبديث ابن وهب، ونظر إليه : للحديث، وصنف املبسوط واملختصر، وقال ابن يونس

هذا خري أهل املسجد ولد سنة ست وستني ومائة، ومات يف شوال سنة ثالث وقيل أربع : فقال أشهب

).٢٩(وأربعني ومائتني

الربيع بن سليمان بن داود اجليزي أبو حممد األزدي موالهم املصري األعرج، : والربيع اجليزي وهو. ٣

) .٣٠( ومائتني أحد أصحاب الشافعي والرواة عنه، مات يف ذي احلجة سنة ست ومخسني

إمساعيل بن حيىي بن إمساعيل بن عمرو بن إسحاق أبو إبراهيم املزين املصري الفقيه اإلمام : واملزين. ٤

أنا خلق من أخالق الشافعي، ذكره الشيخ أبو : صاحب التصانيف، أخذ عن الشافعي وكان يقول

ا حمجاجا غواصا على املعاين الدقيقة، كان زاهدا عاملا جمتهدا مناظر: إسحاق أول أصحاب الشافعي وقال

املزين ناصر مذهيب، ولد سنة مخس وسبعني ومائة، وتويف يف رمضان، : صنف كتبا كثرية، قال الشافعي

) .٣١(وقيل يف ربيع األول سنة أربع وستني ومائتني،وكان جماب الدعوة

فص بن حيان الصديف أبو يونس بن عبد األعلى بن ميسرة بن ح: ويونس بن عبد األعلى وهو. ٥

موسى املصري، أحد أصحاب الشافعي وأئمة احلديث روى عنه مسلم يف صحيحه والنسائي وابن

وانتهت إليه رئاسة : كان ذا عقل، روى عن الشافعي أقواال غريبة، قال الذهيب: ماجه، قال الطحاوي

ناس، مولده يف ذي احلجة سنة العلم بديار مصر لعلمه وفضله وورعه ونسكه ومعرفته بالفقه وأيام ال

) .٣٢(سبعني ومائة، ومات يف ربيع اآلخر سنة أربع وستني ومائتني السنة اليت مات فيها املزين

الربيع بن سليمان بن عبد اجلبار بن كامل املرادي موالهم أبو حممد املصري : والربيع املرادي وهو. ٦

وهو الذي يروي كتب : ة، قال الشيخ أبو إسحاقاملؤذن، صاحب الشافعي وخادمه وراوية كتبه اجلديد

كان الربيع أعرف من املزين باحلديث وكان املزين : الربيع راوييت، قال الذهيب: الشافعي، قال الشافعي

أعرف بالفقه منه بكثري حىت كأن هذا ال يعرف إال احلديث وهذا ال يعرف إال الفقه، ولد سنة ثالث أو

).٣٣( شوال سنة سبعة ومائتني وقد قال الشافعي فيه أنه أحفظ أصحايب أربع وسبعني ومائة، وتويف يف

وقد نصر هؤالء التالميذ مذهب الشافعي خاصة املصاروة منهم، وعنهم نقل مذهب الشافعي اجلديد

.فقد نشروه وحافظوا عليه، وألفوا فيه الكتب

ا اختلف األصحاب يف اختياراته يف بيد أن املزين كان كثريا ما خيرج على املذهب وجيتهد لنفسه، وهلذ

عدها وجها يف املذهب أم ال، قوالن، وفصل بعضهم بأن قال إن كان قول املزين خمرجا أومبنيا على

قواعد املذهب فإن قوله واحلالة هذه يعد وجها يف املذهب، وإن كان غري ذلك فال يعد بل يكون مذهبا

.له، وهذا هو الذي يظهر رجحانه

خمالفات املزين الكثرية للمذهب تعود لقراءات ته املتكررة لكتب األحناف كما حكى هذا وأحسب أن

الطحاوي مما انعكس على األخري أن ينتقل إىل املذهب احلنفي بعد شافعيته، وهلذا ال يبعد أن املزين تأثر

فيه ميل لطريقة كثريا بآراء األحناف مما جعله خيرج أحيانا على املذهب، وأحسب أيضا أن املزين كان

أهل الرأي يف اجلملة، وإن كان ال يذهب مذهبهم ويعتمد قواعدهم، وعلى كل لقد انتهى األمر باملزين

.أن يكون جمتهدا وهذا الظن به وع هذا ظل وفيا لشيخه ومذهبه حىت وفاته

أن ميلئوا هذا لقد كانت فترة التالميذ فترة حرجة فوفاة اإلمام تركت فراغا كبريا، وكان على تالميذه

الفراغ، كما أن اإلمام قد بدأ مشوارا قطع فيه شوطا واسعا وكان عليهم أيضا أن يواصلوا هذا

.املشوار، وقد كانوا كذلك

)أصحاب الوجوه(نشوء املذهب وانتشاره : الدور الثاين

ا أم ظهر بعد ذلك ما اصطلح على تسميتهم بأصحاب الوجوه، وهم اآلخذون عنه بالوساطة، كم

.خيرجون على املذهب ما مل ينص عليه اإلمام

استنباطها من كالم اإلمام، كأن يقيس ما سكت عنه على ما نص عليه لوجود : ومعىن ختريج الوجوه

.معىن ما نص عليه فيما سكت عنه، سواء نص إمامه على ذلك املعىن أو استنبطه من كالمه

عموم ذكره، أو قاعدة قررها كذا يف اآليات البينات أو يستخرج حكم املسكوت عنه بعد دخوله بعد

.البن قاسم

وقد تكون األوجه باجتهاد من األصحاب أن يستنبطوا األحكام من نصوص الشارع، لكن يتقيدون يف

استنباطهم منها باجلري على طريقة إمامهم يف االستدالل ومراعاة قواعده وشروطه فيه، وذا يفارقون

.فإنه ال يتقيد بطريق غريه، وال مبراعاة قواعده وشروطه اتهد املطلق،

والوجهان قد يكونان لشخصني أو لشخص، فإن كان لواحد فالراجح منهما ما عليه املعظم ترجيحا، أو

).٣٤(ما اتضح دليله، أو من أكثر فبترجيح جمتهد آخر اجتهادا نسبيا

ويف االصطالح : "ون،ففي فتاوى ابن حجر ما لفظهوأصحاب الوجوه هم املراد بقوهلم األصحاب املتقدم

أن املراد باألصحاب املتقدمون وهم أصحاب األوجه غالبا، وضبطوه بالزمن، وهم من األربعمائة، ومن

.عداهم ال يسمون باملتقدمني وال باملتأخرين

بأم ( لسانه ويوجه هذا اإلصطالح بأن بقية هذا القرن الثالث من مجلتهم السلف املشهود هلم على

خري القرون أي ممن بعدهم، فما قربوا من عصر اتهدين خصوا متييزا هلم على من بعدهم باسم

).٣٦)(٣٥(اهـ" املتقدمني

وأصحاب الوجوه كثريون ال حيصون، لكن اشتهر منهم مجاعة يف استنباط األحكام من نصوصه،

-:وتوجيهها والتفريع عليها، ويسمون بأصحاب الوجوه منهم

:الطبقة الثانية

)٣٧(أمحد بن يسار. ١

أمحد بن سيار بن أيوب أبو احلسن املروزي احلافظ الفقيه أحد األعالم، تويف يف ربيع اآلخر سنة : هو

مثان وستني ومائتني عن سبعني سنة

وحممد بن نصر املروزي. ٢

اب الشافعي مبصر وعلى حممد بن نصر اإلمام أبو عبد املروزي، أحد األئمة األعالم، تفقه على أصح

كان من أعلم الناس باختالف الصحابة ومن بعدهم، ولد ببغداد سنة : إسحاق بن راهويه، قال اخلطيب

اثنتني ومائتني، ونشأ بنيسابور، وسكن مسرقند وغريها، تويف يف احملرم سنة أربع وتسعني ومائتني

حاديث كثرية وأحكام يسرية جملد كتاب تعظيم قدر الصالة، مشتمل على أ: بسمرقند، ومن تصانيفه

)٣٨(ضخم، وكتاب قيام الليل جملدين ضخمني، وكتاب رفع اليدين

- :الطبقة الثالثة ومنهم

أبو الطيب بن سلمة. ١

حممد بن املفضل بن سلمة بن عاصم أبو الطيب بن سلمة الضيب البغدادي، تفقه على ابن سريج، وكان

كان من كبار : ذهب، وقد صنف كتبا عديدة، قال اخلطيبموصوفا بفرط الذكاء، وله وجه يف امل

كان عاملا جليال، مات : إنه درس على ابن سريج، وقال الشيخ أبو إسحاق: الفقهاء ومتقدميهم، ويقال

) .٣٩(وهو شاب يف احملرم سنة مثان وثالمثائة

وأبو عبد اهللا الزبريي. ٢

بن املنذر بن الزبري بن العوام األسدي، أبو عبد اهللا الزبري بن أمحد بن سليمان بن عبد اهللا بن عاصم

الكايف وقال : الزبريي البصري أحد أئمة الشافعية، وكان أعمى، وله مصنفات كثرية مليحة منها

مات قبل العشرين وثالمثائة، وورخ : كان شيخ أصحابنا يف آالف، قال الشيخ أبو إسحاق: املارودي

.)٤٠(الذهيب وفاته سنة سبع عشرة

وابن حربويه. ٣

علي بن احلسني بن حرب بن عيسى البغدادي القاضي أبو عبيد بن حربويه، قاضي مصر، أحد أصحاب

الوجوه املشهورين، ويل قضاء واسط، مث ويل قضاء مصر من سنة ثالث وتسعني إىل أن استعفى سنة

أيب ثور، تويف يف سنة تسع إحدى عشرة ورجع إىل أحكامه مبصر باختياراته، وكان أوال يذهب إىل قول

) .٤١(عشرة وثالمثائة وصلى عليه اإلصطخري

وأبو حفص البابشامي. ٤

عمر بن عبد اهللا بن موسى أبو حفص ابن الوكيل الباب شامي، مات بعد العشر وثالمثائة، وهذه النسبة

) .٤٢(إىل باب الشام، وهي إحدى احملال املشهورة من اجلانب الغريب من بغداد

وأبو علي بن خريان. ٥

احلسني بن صاحل بن خريان أبوعلي البغدادي، أحد أئمة املذهب، كان من أفاضل الشيوخ وأماثل

الفقهاء مع حسن املذهب وقوة الورع، وأراد السلطان أن يوليه القضاء فامتنع واستتر ومسر بابه

) .٤٣(المتناعه، مات يف ذي احلجة سنة عشرين وثالمثائة

النيسابوريوأبو بكر . ٦

أمحد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد أبو بكر النيسابوري املعروف بالصبغي، أحد أئمة الشافعية رحل

كتاب املبسوط، وكتاب األمساء، والصفات، وكتاب اإلميان والقدر : ومسع الكثري، له الكتب املطولة مثل

ت يف شعبان سنة اثنتني وأربعني وكتاب فضائل اخللفاء األربعة، مولده سنة مثان ومخسني، ومائتني وما

) .٤٤(وثالمثائة

وأبو سعيد األصطخري. ٧

احلسن بن أمحد بن يزيد بن عيسى أبو سعيد اإلصطخري، شيخ الشافعية ببغداد وحمتسبها، ومن أكابر

أصحاب الوجوه يف املذهب، وكان ورعا زاهدا، له مصنفات مفيدة، تويف يف ربيع اآلخر وقيل يف مجادى

) .٤٥(ة سنة مثان وعشرين وثالمثائة، وقد جاوز الثمانني اآلخر

وأبو بكر الصرييف. ٨

حممد بن عبد اهللا أبو بكر الصرييف الفقيه األصويل، أحد أصحاب الوجوه يف الفروع واملقاالت يف

كان أعلم الناس باألصول بعد الشافعي، تويف سنة : األصول، تفقه على ابن سريج، قال القفال الشاشي

) .٤٦(ثني وثالمثائة ثال

وابن القاص. ٩

أمحد بن أيب أمحد الطربي أبو العباس ابن القاص، أحد أئمة املذهب، أخذ الفقه عن ابن سريج، وتفقه

كان من أئمة أصحابنا، صنف التصانيف الكثرية، تويف : عليه أهل طربستان، قال الشيخ أبو إسحاق

) .٤٧(بطرسوس سنة مخس وثالثني وثالمثائة

وأبو اسحق املروزي. ١٠

إبراهيم بن أمحد أبو إسحاق املروزي، أحد أئمة املذهب، أخذ الفقه عن عبدان املروزي مث عن ابن سريج

واإلصطخري وانتهت إليه رئاسة املذهب يف زمانه، وصنف كتبا كثرية، وأقام ببغداد مدة طويلة يفيت

وأيب زيد املروزي، وأيب حامد املروزي، شرح ويدرس وانتفع به أهلها، وصاروا أئمة كابن أيب هريرة،

املختصر، وصنف األصول، وأخذ عنه األئمة وانتشر الفقه عن أصحابه يف البالد، وخرج إىل مصر

) .٤٨(ومات ا يف رجب سنة أربعني وثالمثائة

وأبو بكر الصبغي. ١١

اد ، كان واسع العلم إماما أبو بكر أمحد بن إسحاق بن أيوب النيسابوري املعروف بالصبغي بكسر الص

يف الفقه واحلديث واألصول، ذا تصانيف، ولد يف رجب سنة مثان ومخسني ومائتني، وتويف يف شعبان سنة

) .٤٩(ست وأربعني وثالمثائة

وأبو علي بن أيب هريرة. ١٢

وجوه، احلسن بن احلسني القاضي أبو علي بن أيب هريرة البغدادي، أحد أئمة الشافعية من أصحاب ال

تفقه على ابن سريج وأيب إسحاق املروزي، ودرس ببغداد ومات ا يف رجب سنة مخس وأربعني

) .٥٠(وثالمثائة وصنف التعليق الكبري على خمتصر املزين

وابن احلداد. ١٣

حممد بن أمحد بن حممد بن جعفر أبو بكر ابن احلداد الكناين املصري، شيخ الشافعية بالديار املصرية ولد

) ٥١(وم موت املزين يف رمضان سنة أربع وستني، تويف يف احملرم سنة أربع وقيل مخس وأربعني وثالمثائة ي

.

وأبو علي الطربي. ١٤

أخذ عن -بضم الزاي وختفيف اجليم- احلسن بن حممد بن العباس القاضي أبو علي الطربي الزجاجي

) .٥٢(ابن القاص

وأبو بكر احملمودي. ١٥

) ٥٣(أبو بكر احملمودي املروزي، أخذ هو وابن خزمية وأبو إسحاق املروزي عن عبدان حممد بن حممود

.

وأبو احلسن الصابوين. ١٦

ومن غرائبه ما : أمحد بن حممد أبو احلسن الصابوين، من أصحابنا أصحاب الوجوه، قال النووي يف ذيبه

وهذا شاذ مردود والصواب املشهور حكيته عنه يف الروضة أن أم الزوجة ال حترم إال بالدخول كعكسه،

) .٥٤(حترميها بنفس العقد

وابن القطان. ١٧

أمحد بن حممد بن أمحد أبو احلسني ابن القطان البغدادي، آخر أصحاب ابن سريج وفاة على ما قاله

هو من كرباء : ودرس ببغداد وأخذ عنه العلماء، وقال اخلطيب البغدادي: الشيخ أبو إسحاق، قال

ني، وله مصنفات يف أصول الفقه وفروعه، مات يف مجادى األوىل سنة تسع ومخسني وثالمثائة، الشافعي

) .٥٥(قال الذهيب عمر وشاخ وكتابه الفروع جملد متوسط فيه غرائب كثرية

والقفال الشاشي. ١٨

مولده حممد بن علي بن إمساعيل أبو بكر الشاشي القفال الكبري، أحد أعالم املذهب وأئمة املسلمني،

سنة إحدى وتسعني ومائتني، ومسع من أيب بكر ابن خزمية وحممد بن جرير وأيب القاسم البغوي وغريهم،

وكان إماما، وله مصنفات كثرية ليس ألحد مثلها، وهو أول من صنف اجلدل احلسن من الفقهاء، وله

وراء النهر، وقال كتاب حسن يف أصول الفقه، وله شرح الرسالة، وعنه انتشر فقه الشافعي يف ما

كان أعلم أهل ما وراء النهر يعين يف آالف باألصول وأكثرهم رحلة يف طلب احلديث، وقال : احلاكم

إذا ذكر القفال : كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من علماء آالف، قال النووي يف ذيبه: احلليمي

إن الشاشي يتكرر ذكره يف التفسري الشاشي فاملراد هذا، وإذا ورد القفال املروزي فهو الصغري، مث

دالئل النبوة، : واحلديث واألصول والكالم، واملروزي يتكرر ذكره يف الفقيهات ومن تصانيف الشاشي

وحماسن الشريعة، وأدب القضاء جزء كبري، وتفسري كبري، مات يف ذي احلجة سنة مخس وستني وثالمثائة

)٥٦. (

وابن العفريس. ١٩

مد الزوزين أبو سهل، ويعرف بابن العفريس بالعني، صاحب مجع اجلوامع ذكره أبو أمحد بن حممد بن حم

) .٥٧(عاصم العبادي يف طبقة القفال الشاشي وأيب زيد وحنومها

وابن سهل الصعلوكي. ٢٠

سهل بن حممد بن سليمان بن حممد اإلمام مشس اإلسالم أبو الطيب، ابن اإلمام أيب سهل العجلي احلنفي

وهو أنظر من : النيسابوري، أحد أئمة الشافعية ومفيت نيسابور، تفقه على أبيه، قال احلاكم الصعلوكي

كان فقيها أديبا، مجع رئاسة : رأيناه كان يف جملسه أكثر من مخسمائة حمربة، وقال الشيخ أبو إسحاق

).٥٨(الدين والدنيا وأخذ عنه فقهاء نيسابور، تويف سنة أربع وأربعمائة

د املروزيوابوزي. ٢١

املروزي، ولد - بفاء وشني معجمة ونون-حممد بن أمحد بن عبد اهللا الشيخ لصاحب أبو زيد الفاشاين

كان أحد أئمة : سنة إحدى وثالمثائة، أخذ عن أيب إسحاق املروزي، وجاور مبكة سبع سنني، قال احلاكم

لدنيا، تويف يف رجب سنة املسلمني ومن أحفظ الناس ملذهب الشافعي وأحسنهم نظرا وأزهدهم يف ا

) .٥٩(إحدى وسبعني وثالمثائة

وأبو أمحد اجلرجاين. ٢٢

الصباغ الفقيه : حممد بن أمحد بن إبراهيم أبو أمحد اجلرجاين، قال محزة السهمي يف تأريخ جرجان

البغدادي، ويكىن أبا الطيب، : صاحب أيب إسحاق املروزي، درس ببغداد، ومات ا، وقال غريه فيه

) .٦٠(من أعلم الناس مبذهب الشافعي، مات سنة ثالث وسبعني وثالمثائة عن نيف وسبعني سنة وكان

واملاسرجسي. ٢٣

حممد بن علي بن سهل بن مصلح الفقيه أبو احلسن املاسرجسي النيسابوري، شيخ الشافعية يف آالف

يف مجادى اآلخرة كان أعرف األصحاب باملذهب وترتيبه، تويف: وأحد أصحاب الوجوه، قال احلاكم

) .٦١(سنة أربع ومثانني وثالمثائة وهو ابن ست وسبعني سنة

وأبو القاسم الصيمري. ٢٤

عبد الواحد بن احلسني أبو القاسم الصيمري البصري، أحد أئمة الشافعية وأصحاب الوجوه، كان

ية وهو خمتصر اإليضاح يف حنو مخس جملدات والكفا: حافظا للمذهب، حسن التصانيف، ومن تصانيفه

) .٦٢(واإلرشاد شرح الكفاية وكانت وفاته بعد سنة ست ومثانني وثالمثائة

وزاهر السرخسي. ٢٥

زاهر بن أمحد بن حممد بن عيسى أبو علي السرخسي، أخذ الفقه عن أيب إسحاق املروزي، تويف يف ربيع

) .٦٣(اآلخر سنة تسع ومثانني وثالمثائة وله ست وتسعون سنة

الل وابن. ٢٦

أبو بكر امحد بن علي بن أمحد ابن الل اهلمداين، ولد سنة سبع وثالمثائة، ومات سنة مثان وتسعني

وثالمثائة، أخذ الفقه عن أيب إسحاق، وأيب علي بن أيب هريرة، وكان فقيها متعبدا أخذ الفقه مذان

)٦٤. (

واخلضري. ٢٧

و وأبو زيد شيخي عصرمها مبرو، وكثريا ما يقول حممد بن أمحد أبو عبد اهللا اخلضري املروزي، كان ه

سألت أبا زيد واخلضري، أقام مبرو ناشرا لفقه الشافعي رضي اهللا عنه مرغبا فيه، وكان يضرب : القفال

) .٦٥(به املثل يف قوة احلفظ وقلة النسيان، تويف يف عشر الثمانني وثالمثائة

وأبو احلسن اجلوري. ٢٨

كان من أجالء الشافعية، لقي أبا بكر : أبو احلسني اجلوري، قال ابن الصالح علي بن احلسني القاضي

النيسابوري، وروى عنه وصنف املرشد يف عشرة أجزاء، واملوجز على ترتيب املختصر، ومل يؤرخوا

) .٦٦(وفاته

وأبو عبد اهللا احلناطي. ٢٩

ناطي، أخذ الفقه فيما أظن عن أبيه عن احلسني بن حممد بن احلسني أبو عبد اهللا بن أيب جعفر الطربي احل

ابن القاص وأيب إسحاق املروزي، كان حافظا لكتب الشافعي وكتب أيب العباس، ذكره الشيخ أبو

).٦٧(من أئمة طربستان ومل تؤرخ وفاته : إسحاق وقال

الطبقة الرابعة

-:ومنهم

أبو طاهر الزيادي. ١

بن - لة ساكنة بعدها ميم مكسورة مث شني معجمةمبيم مفتوحة وحاء مهم-حممد بن حممد بن حممش

علي بن داود بن أيوب األستاذ أبو طاهر الزيادي، كان إمام أصحاب احلديث وفقيههم ومفتيهم

بنيسابور بال مدافعة وكان إماما يف علم الشروط، وصنف فيه كتابا، وله معرفة جيدة قوية بالعربية،

، ولد سنة سبع عشرة وقيل سنة ثالث عشرة ومات يف شعبان روى عنه احلاكم وأثىن عليه ومات قبله

) .٦٨(سنة عشر وأربعمائة

وأبو إسحق اإلسفراييين. ٢

إبراهيم بن حممد بن إبراهيم بن مهران اإلمام ركن الدين أبو إسحاق اإلسفراييين املتكلم األصويل الفقيه

جامع احللى يف أصول : ت الكثرية منهاإنه بلغ رتبة االجتهاد، وله املصنفا: شيخ أهل خراسان، يقال

الدين والرد على امللحدين يف مخس جملدات، وتعليقه يف أصول الفقه، تويف يوم عاشوراء سنة مثان عشرة

) .٦٩(وأربعمائة بنيسابور

وأبو بكر الربقاين. ٣

ع ببالد شىت، أمحد بن حممد بن أمحد بن غالب أبو بكر الربقاين اخلوارزمي نزيل بغداد، رحل وطوف ومس

كان ثقة ثبتا مل نر يف شيوخنا أثبت منه، عارفا بالفقه، له حظ يف علم العربية : أخذ عنه اخلطيب وقال

صنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه صحيحا البخاري ومسلم، ومل يترك التصنيف حىت مات، وقال

ديث فصار فيه إماما، ولد سنة تفقه يف حداثته وصنف يف الفقه مث اشتغل بعلم احل: الشيخ أبو إسحاق

) .٧٠(ست وثالثني وثالمثائة وتويف يف رجب سنة مخس وعشرين وأربعمائة

وأبو حامت القزويين. ٤

حممود بن احلسن بن حممد بن يوسف بن احلسني بن حممد بن عكرمة األنصاري أبو حامت القزويين أصله

اإلسفراييين، مث رجع إىل وطنه وصار شيخ من آمل طربستان، قدم بغداد وأخذ عن الشيخ أيب حامد

تلك البالد يف العلم والفقه، كان حافظا للمذهب واخلالف، وصنف كتبا كثرية يف املذهب واخلالف

) .٧١(واألصول واجلدل، تويف سنة أربعني وأربعمائة

والشريف ناصر العمري. ٥

روزي، من ولد عمر بن اخلطاب رضي ناصر بن احلسني بن حممد بن علي القرشي العمري أبو الفتح امل

اهللا تعاىل عنه، تفقه به خلق كثري منهم احلافظ أبو بكر البيهقي، وصار عليه مدار الفتوى والتدريس

كان من أفراد : واملناظرة وصنف كتبا كثرية، وكان فقريا قانعا باليسري، متواضعا خريا، قال الذهيب

) .٧٢(يسابور يف ذي القعدة سنة أربع وأربعني وأربعمائة األئمة، وقد أملى مدة سنتني تويف بن

وأبو عبد اهللا القطان. ٦

) .٧٣(من أصحابنا أصحاب الوجوه : احلسني بن حممد أبو عبد اهللا القطان، قال النووي

وأبو عبدالرمحن القزازي. ٧

) .٧٤(السمرقندي -بقاف وزايني معجمتني-أبو عبد الرمحن القزاز

العبادي وأبو عاصم. ٨

حممد بن أمحد بن حممد بن حممد بن عبد اهللا بن عباد القاضي أبو عاصم العبادي اهلروي، أحد أعيان

األصحاب، أخذ الفقه عن القاضي أيب منصور األزدي راة، وعن القاضي أيب عمر البسطامي واألستاذ

اما دقيق النظر تنقل يف النواحي أيب إسحاق االسفراييين واألستاذ أيب طاهر الزيادي بنيسابور مث صار إم

وصنف كتاب املبسوط، وكتاب اهلادي ،وكتاب املياه، وكتاب األطعمة، وكتاب الزيادات، وزيادات

الزيادات، وكتاب طبقات الفقهاء، مات يف شوال سنة مثان ومخسني وأربعمائة عن ثالث ومثانني سنة

)٧٥. (

والشالوسي. ٩

كان : بو بكر، وقيل أبو عبد اهللا الطربي الشالوسي، قال ابن السمعاينعبد الكرمي بن امحد بن احلسني أ

فقيه آالف بآمل، ومدرسها ومفتيها، وكان واعظا زاهدا من بيت الزهد والعلم، ومسع بالعراق واحلجاز

ومصر وغريها، تويف سنة مخس وستني وأربعمائة، والشالوسي نسبة إىل شالوس شينها األوىل معجمة

) .٧٦(هملة قرية بنواحي آمل طربستان، كذا ضبطها ابن السمعاين يف األنساب والثانية م

وأبو خلف الطربي. ١٠

حممد بن عبد امللك بن خلف أبو خلف السلمي الطربي،أخذ عن القفال واألستاذ أيب منصور البغدادي

د أفرد النوع وشرح املفتاح البن القاص يف جملدة،وكتاب املعني له، يشتمل على الفقه واألصول،وق

الفقهي منه، وكتاب سلوة العارفني وأنس املشتاقني يف التصوف وهو كتاب جليل يف بابه، تويف يف حدود

)٧٧(سنة سبعني وأربعمائة

الشيخ أبو حامد وطريقة العراقيني

.مث جاء بعدهم بقية أصحاب الوجوه طبقة بعد طبقة

، الذي انتهت إليه الرئاسة يف فقه )٧٨(سفراييينحىت جاء الشيخ أبو حامد أمحد الفقيه، املعروف باإل

-:الشافعي ببغداد، قيل كان حيضر درسه سبعمائة فقيه، وتبعه مجاعة ال حيصون عددا أخصهم به

) .٧٩(القاضي أبو احلسن املاوردي، صاحب احلاوي البصري، املتوىف سنة أربعمائة ومخسني للهجرة. ١

الكتاب املسمى بالتعليقة يف حنو عشر جملدات، كثري والقاضي أبو الطيب الطربي، صاحب. ٢

).٨٠(االستدالل واألقيسة، املتوىف سنة أربعمائه ومخسني للهجرة

) .٨١(والقاضي أبو علي البندنيجي. ٣

).٨٢(وأبو احلسن أمحد بن حممد احملاملي، املتوىف سنة اربعمائة ومخس، صاحب كتاب املقنع . ٤

) .٨٣(وسليم الرازي. ٥

.كوا طريقه يف تدوين الفروع، واشتهرت طريقتهم يف ذلك بطريقة العراقيني وسل

الشيخ القفال وطريقة اخلراسانيني

-:وسلك طريقه أيضا يف تدوين الفروع، وتبعه مجاعة أخصهم ) ٨٤(وجاء القفال املروزي

ربعمائة ومثانية الشيخ أبو حممد عبد اهللا بن يوسف النيسابوري املعروف باجلويين، املتوىف سنة أ. ١

) .٨٥(وثالثني

وصاحب كتاب اإلبانة أبو القاسم عبد الرمحن بن حممد الفوراين املروزي املتوىف سنة أربعمائة . ٢

) .٨٦(وإحدى وستني

، وله كتاب مساه التعليقة )٨٧(والقاضي حسني بن حممد املروزي، املتوىف سنة اربعمائة واثنني وستني. ٣

.أيضا يف الفروع

) .٨٨(بو علي السنجيوأ. ٤

) .٨٩(واملسعودي. ٥

املراوزة أيضا؛ ألن شيخهم ومعظم : واشتهرت طريقة هؤالء ومن تبعهم بطريقة اخلراسانيني، ويقال هلم

قال املراوزة كذا، فهما عبارتان عن : قال اخلراسانيون، وتارة يقولون: أتباعهم مراوزة، فتارة يقولون

.معرب واحد

ناقلوا الطريقني

-:من بعد أصحاب الطريقني مجاعة من أصحاب الشافعي ينقلون الطريقني مث

) .٩٠(كأيب عبداهللا احلليمي. ١

املتوىف سنة مخسمائة - والروياين صاحب البحر، وامسه عبد الواحد بن امساعيل بن أمحد الروياين . ٢

.-)٩١(واثنني

) .٩٢(-مائة ومخساملتوىف سنة مخس- والقاضي أيب املعايل جملي صاحب الذخائر . ٣

املتوىف سنة اربعمائة وستة -والشيخ أيب إسحاق إبراهيم الشريازي صاحب املهذب والتنبيه . ٤

) .٩٣(-وسبعني

صاحب اية -املتوىف سنة أربعمائة ومثانية وسبعني-وإمام احلرمني عبد امللك بن عبد اهللا اجلويين . ٥

) .٩٤(املطلب يف رواية املذهب

-)٩٥(املتوىف سنة أربعمائة ومثانية وسبعني-بن املأمون، املعروف باملتويل النيسابوري وعبد الرمحن . ٦

.صاحب تتمة اإلبانة

) .٩٦(واإلمام حجة اإلسالم الغزايل وغريهم. ٧

) .٩٧(ورمبا يعتمد كل ما ظهر له وإن خالف من نقل عنه يف بعض الفروع

تثبيت دعائم املذهب الشافعي فانتشر املذهب يف بالد وقد كان هلؤالء األفذاذ الدور الكبري يف نشر و

الشام، وقضى على املذهب األوزاعي الذي كان معروفا فيه، مث امتد وتوسع حىت نافس املذهب احلنفي

.يف بلده العراق، واستمر توسعه حىت وصل إىل اهلند

يمن والقى قبوال واسعا، رغم جند واحلجاز وال: وانتشر املذهب يف بالد اجلزيرة العربية فشمل أقاليمها

أنه جاء متأخرا وبعد أن تقامست املنطقة مذاهب أخرى فاليمن مثال كان قد انتشرت فيه عدة مذاهب

وهي املالكي واحلنفي ومذهب سفيان وإسحاق وغريها، ومل يدخل املذهب الشافعي إىل اليمن إال يف

بكاملها، ومل -كما هو اليوم-حبيث غطى اليمن القرن الرابع، ومع هذا فقد كتب له االنتشار السريع

يبق إال املذهب احلنفي يف منطقة صغرية من امة، واملذهب الزيدي يف مناطق قليلة وحمدودة يف حني

.اندثرت املذاهب األخرى

-:ويف ظين أن سبب االنتشار السريع والواسع للمذهب الشافعي يعود إىل أمور هامة منها

افعي األسس والقواعد ملذهبه بالتأليف والتدريس مما جعل مذهبه ينافس من أول وضع اإلمام الش -١

.وهلة دون انتظار لطور التالميذ

ما متتع به الشافعي من شخصية فذة مجعت حوله كبار العلماء واحملدثني، وما متتع به من علم واسع -٢

.يف العلوم الشرعية

و احلديث، فقد أخذ من كل ما رآه صائبا وترك ما توفيق املذهب الشافعي بني مدرسيت الرأي -٣

.عداه

لقد رزق املذهب بعلماء أفذاذ كابن سريج وأبو حامد والقفاالن واجلويين واملاوردي وغريهم كثري، -٤

.مما ساهم بشكل جلي يف استقطاب الكثريين إىل املذهب

قعد قواعد جتعل التعامل مع كثري قلة أصول املذهب اليت يستنبط منها األحكام، إضافة إىل كونه -٥

.من الواقعات سهال ميسورا

رمبا كان لنسب اإلمام الشافعي دور يف ذلك، وقد جعل السبكي يف طبقاته نسب اإلمام من أسباب -٦

.تفضيله على غريه من األئمة

:استقرار املذهب: الدور الثالث

ميتهم مبجتهدي الفتوى، وهم تلت فترة أصحاب الوجوه فترة أخرى، وهم ما اصطلح على تس

املتبحرون يف مذهب إمامهم، والقادرون على الترجيح دون االستنباط، وأبرز هؤالء اإلمامان الشهريان

.عبد الكرمي الرافعي وحيىي النووي

:اإلمام الرافعي -١

.هو عبد الكرمي بن حممد القزويين الرافعي، نسبة إىل رافع بن خديج الصحايب، كما وجد خبطه

تويف يف قزوين أواخر سنة ثالث،أو أوائل سنة أربع وعشرين وستمائة،وعمره حنو مخس وستني سنة،

.فعلى هذا يكون مولده يف سنة سبع أو مثان ومخسني ومخسمائة

إماما يف غالب العلوم، شديد االحتراز يف ترجيحها ويف نقلها وعزوها ألهلها إذا شك -رمحه اهللا-كان

علم يف أبيه وجده وجد جده كما يف كتاب األمايل، وكتابه احملرر من أجل كتب يف أصلها، وكان ال

).٩٨(الشافعية وأحكمها كما قال اإلمام النووي رمحه اهللا تعاىل

:شروح احملرر

.وقد اعتىن بشرح احملرر واختصاره جمموعة كبرية من األئمة األعالم

املتوىف سنة مثامنائة ومخس وتسعني يف أربعة ) ٩٩(فشرحه القاضي شهاب الدين أمحد بن يوسف السندي

التزم فيه ذكر اخلالف بني األئمة الثالثة مع تنقية مذهبه، ) كشف الدرر يف شرح احملرر(جملدات مساه

.وبيان خالف الترجيح بني الرافعي والنووي وما عليه الفتوى

).١٠٠(مث شرحه شرف الدين الشريازي رمحه اهللا تعاىل

:خمتصرات احملرر

املتوىف سنة سبع ومثامنائة ) ١٠١(والذي اختصره من العلماء تاج حممود بن حممد األصفهيدين الكرماين

.وهو كثري الفوائد مشتمل على ما حواه احملرر مع زيادات لطيفة، ونكات شريفة) اإلجياز(ومساه

.عمائةاملتوىف سنة أربع عشرة وسب) ١٠٢(واختصره أيضا عالء الدين علي بن حممد الناجي

).١٠٣(واختصره أيضا اإلمام النووي يف املنهاج

:فتح العزيز

ومن مؤلفات الرافعي الرائعة كتاب فتح العزيز شرح فيه الوجيز للغزايل،

.يف أربعة جملدات) الروضة(وفتح العزيز املذكور اختصره اإلمام النووي رمحه اهللا تعاىل ومساه

إىل الروض) ١٠٤(ي الزبيديواختصر الروضة الشيخ امساعيل بن املقر

).١٠٥(واختصر الروض شيخ اإلسالم أمحد بن حجر اهليتمي إىل النعيم

إىل العباب، فشرحه اإلمام ) ١٠٦(مث اختصر الروضة اإلمام العالمة صفي الدين أمحد بن عمر املزجد

.ابن حجر ومسى هذا الشرح باإليعاب

.لرمحن بن أيب بكر السيوطي إىل الغنيةواختصر الروضة أيضا اإلمام العالمة احلجة عبد ا

حواشي الروضة

، وابن )١٠٧(وقد اعتىن اإلمام األذرعي بتحشية الروضة باحلواشي اجلليلة، ومثله اإلمام األسنوي

العماد، والبلقيين، كل منهم اعتىن باحلواشي عليها وأتى بالعجب العجاب، وبكل ما استعذب ألويل

.األلباب

املتوىف سنة أربع -عة املذكورين شيخ اإلسالم بدر الدين حممد بن ادر الزركشي مث مجع حواشي األرب

وهذا اموع أربعة عشر جملدا، كل جملد يضم مخسا وعشرين كراسة ومساه -وتسعني وسبعمائة

).اخلادم للروضة(بـ

ونظمه ابن ) لصغرياحلاوي ا(ومساه ) ١٠٨(وممن اختصر فتح العزيز اإلمام العالمة عبد الغفار القزويين

ومسى ذلك النظم بالبهجة، فشرحها شيخ مشايخ اإلسالم أبو حيىي زكريا األنصاري ) ١٠٩(الوردي

.بشرحني

مث احلاوي الصغري املذكور اختصره اإلمام العالمة إمساعيل بن املقري إىل اإلرشاد، فشرحه ابن حجر

.بشرحني

:اإلمام النووي -٢

بن حسني بن حزام ابن حممد بن مجعة النووي هو حيىي بن شرف بن مرة بن حسن

بعد وفاة اإلمام الرافعي بسبع سنني ألنه ولد يف احملرم سنة إحدى -رمحه اهللا تعاىل-ولد اإلمام النووي

.وثالثني وستمائة وعمره حنو مخس وأربعني سنة

.رينوقد كان غزير التأليف وكتب لكثري من كتبه االنتشار والقبول، وصار عمدة املتأخ

وقد قام هذان اإلمامان بعمل جليل للمذهب، إذ إن املذهب مل يكن قبلهما مضبوطا حبيث يعرف القول

أو الوجه املعتمد من غريه، بل كان األصحاب كثريا ما خيتلفون يف حكاية الراجح أو املعتمد، فجاء

صادرها، ورجح ما رآه اإلمام الرافعي واطلع على كتابات من سبقه من األصحاب، وتتبع أقواهلم وم

راجحا، وضعف ما رآه ضعيفا ليس اجتهادا من عند نفسه، وإمنا كما وجده منقوال عمن سبقه من

- :فقهاء املذهب، معتمدا يف متييز الراجح من غريه على ضوابط للترجيح واليت تتلخص يف التايل

.وضوح الدليل -١

.أن يكون عليه املعظم -٢

.النص على أرجحيته -٣

مث جاء اإلمام النووي فتتبع ترجيحات الرافعي، واطلع على ما مل يطلع عليه وقام باختصار بعض كتب

الرافعي، واستدرك على بعض ترجيحاته وزاد يف املسائل، ومن أبرز خمتصراته كتاب منهاج الطالبني،

.والذي اختصره من كتاب احملرر

ذهب، وأصبح املعتمد للدرس والفتوى، واعتىن به وقد حاز كتاب املنهاج منزلة عالية بني كتب امل

.األصحاب أميا اعتناء، فربت شروحه على ألف شرح بني مطول ومقلل وما أكمل وما مل يكمل

أما بالنسبة للمصطلحات فليس الرافعي والنووي مها أول من أخذ ا لبيان األقوال واألوجه، بل قد

.حممد الفورايناستعملها علماء أقدمون مثل عبد الرمحن بن

وتكمن أمهية املصطلحات يف كوا ختتصر الكثري من اجلمل بالقليل منها ،وجتمع املعاين الكثرية يف ألفاظ

.وجيزة، وهلذا كان استخدامها مفيدا للمصنف والقارئ خاصة يف صناعة املتون وحنوها

:كتب النووي

:هو إنتاجه الفقهي وهولقد كان اإلمام النووي غزير االنتاج ولكن ما يهمنا هنا

.التحقيق شرح التنبيه أليب إسحاق الشريازي. ١

.واموع شرح املهذب لإلمام أيب إسحاق الشريازي أيضا. ٢

.والتنقيح شرح وسيط اإلمام الغزايل رمحه اهللا تعاىل. ٣

.والروضة خمتصر فتح العزيز لإلمام الرافعي رمحه اهللا تعاىل . ٤

.رر لإلمام الرافعي أيضا رمحه اهللا تعاىل واملنهاج خمتصر احمل. ٥

.وفتاواه . ٦

.وشرح مسلم. ٧

.وتصحيح التنبيه. ٨

ونكته أي التنبيه. ٩

لقد كان هلذين اإلمامني دور كبري يف استقرار املذهب الشافعي إذ مل يكن قبل الشيخني منضبطا، إذ إن

لعراقية واخلراسانية، وكان كل حيكي ا: أصحاب الوجوه كثريون، كما وجدت املدرستان الشهريتان

املذهب وكانوا كثريا ما خيتلفون فيحكى يف املسألة الوجهان والثالثة واألربعة وأكثر من ذلك مما يوقع

طالب العلم يف ارتباك فال يدري ما هو املذهب، وإن كان كل شيخ يتبع حكاية أصحابه، ولكن هذا مل

بآخر، كما أنه قد تكثر الكتب املعتمدة لوجه ما فيظن ينف وجود اخلالف، كما أن كل وجه معارض

الظان أا هي املذهب يف حني أا تعود إلمام واحد توارد على متابعته مجاعات من علماء املذهب، وهلذا

كان لزاما على علماء الشافعية تبيني معتمد املذهب وما هو الراجح كي ال يضيع يف خالفات أصحابه،

تعليما وإفتاء وقضاء، كل هذا دعا الرافعي ألن يشمر عن ساعد اجلد فيطالع ولكي ينضبط درسا و

.كتب املتقدمني من املؤسس وتالميذه حىت عصره، فألف كتبه السابقة الذكر وبني فيها معتمد املذهب

ومبا أن جهد اإلنسان يعتريه القصور فقد ووجدت هذه اجلوانب يف عمل الرافعي منها، فوته لبعض

اب واليت مل يتيسر له مطالعتها، كما أنه صحح تبعا هلذا السبب ولغريه خالف املذهب، كتب األصح

فجاء النووي مستدركا على الرافعي مستقرئا كتب األصحاب بيد أن استقراءه كان أكمل، إضافة إىل

معرفة النووي باحلديث أكثر من الرافعي، وجل هذه االستدراكات مذكورة يف خمتصرات النووي لكتب

.لرافعي، كما مل ختل كتبه األخرى كالتحقيق واموع من هذه االستدراكاتا

.ونتيجة هلذه اجلهود استقر مذهب الشافعي، ووصل إىل بر األمان، ودخل يف طور آخر

التحرير الثاين للمذهب: الدور الرابع

ل األعمال بعده لقد استقر املذهب بعد اإلمام النووي حبيث انضبط وعرف املعتمد من غريه، وجاءت ك

دائرة يف فلكه، ولكن كانت هناك مجلة إشكاالت هي

اختالف الترجيح والتصحيح يف مصنفات اإلمام النووي فقد يصحح ملذهب يف بعض الكتب -١

.خالف ما يصححه يف أخرى

أن النووي مثله مثل بقية البشر يرد عليه اخلطأ فقد يصحح ما ليس صحيحا، ويرجح ما ليس -٢

.راجحا

.وجود مسائل خالفية يف املذهب حيكيها النووي أوجها دون أن يصحح فيها شيئا -٣

.وجود مسائل تكلم عليها املتقدمون وليس لإلمامني تصحيح فيها -٤

.ظهور مسائل جديدة مل يتعرض هلا الشيخان ويتحتم معرفة حكمها الشرعي من وجهة نظر املذهب -٥

التصحيح، فقد يصحح اجلواز مثال يف كتاب ويصحح تعارض كتب الشيخني وخاصة النووي يف -٦

.احلرمة يف كتاب آخر

هلذا كله انتدب بعضهم نفسه للرد على ما ظن النووي خالف فيه املذهب وكان من أشهرهم عبد

الرحيم اإلسنوي والذي وضع كتابه املهمات يف الرد على الشيخني، وتعقبه األذرعي، وأفرد ابن شهبة

العتراض على املهمات، وحيكى أن األسنوي كان يفيت مبا يف الروضة وإن ضعفه يف كتابا مستقال يف ا

.مهماته

وأكثر اعتراضات األسنوي من جهة أنه يرى أن ما قاله األكثرون أو نص عليه الشافعي ال عدول عنه،

.واألمر ليس كذلك

كانت مؤلفاما عمدة وهكذا غريه ممن اصطلح على تسميتهم بالنظار، حىت جاء الرملي واهليتمي، ف

املتأخرين وكان عملهما مقتصرا على اجلوانب السابقة، فعملهم مبثابة ردم الفجوات اليت حدثت يف

جدار املذهب، وليس هلما انتقاد الشيخني أو اخلروج عما اجتمعا عليه أو ختطئة النووي حىت جيمع

.املتأخرون على سهوه وهذا مما مل حيدث

همة يف معرفة املذهب فيما يتعلق باملسائل اليت تكلم عليها املتقدون ومل يتعرض وينبه ابن حجر لنقطة م

أن الكتب املتقدمة على الشيخني ال يعتمد شيء منها إال بعد مزيد الفحص : "هلا الشيخان فقال

والتحري حىت يغلب على الظن أنه املذهب وال يغتر بتتابع كتب متعددة على حكم واحد فإن هذه

تنتهي إىل واحد أال ترى أن أصحاب القفال أو الشيخ أيب حامد مع كثرم ال يفرعون الكثرة قد

وإن خالفت سائر األصحاب فتعني سرب كتبهم هذا كله يف حكم مل ، ويؤصلون إال على طريقته غالبا

).١١٠"(يتعرض له الشيخان أو أحدمها

.لتحرير املذهبمما يعين أن األمر كان يتطلب من الشارحني مر،حج جهدا عظيما

مث تلت مؤلفات الشارحني كتب وحواشي أخرى كلها تدور يف فلكهما، وأصبح ما قاله مر و حج هو

إال أن هناك -واليت سأيت ذكرها-معتمد علماء الشافعية إىل يومنا هذا ، فرغم كثرة شروح املنهاج

-:يها الشافعيةأربعة شروح معتمدة هي من آخر شروحه وهي الشروح األربعة اليت يعول عل

للشهاب أمحد بن حممد بن حممد بن علي ابن حجر اهليتمي السعدي، األنصاري ولد ) حتفة احملتاج(-١

وهو فقيه مشارك يف أنواع من العلوم، له ) هـ٩٧٣-هـ٩٠٩(يف حملة أيب اهليتم مبصر وتويف مبكة

وكان له تعصب على شيخ ")١١١(حتفة احملتاج والصواعق، ومبلغ اإلرب: الكثري من املؤلفات منها

).١١٢"(عفا اهللا عنه ما جناه -ابن تيمية شديد : اإلسالم

حملمد بن أمحد بن محزة الرملي األنصاري الشهري بالشافعي الصغري، وذهب مجاعة إىل ) اية احملتاج(-٢

بيان والتاريخ، أنه جمدد القرن العاشر، اشتغل على أبيه يف الفقه والتفسري والنحو والصرف واملعاين وال

).١١٣(اية احملتاج وشرح الزبد : هـ، من مصنفاته١٠٠٤تويف يف مجادى األوىل

فقيه، ) مشس الدين(حملمد بن أمحد الشربيين القاهري الشافعي املعروف باخلطيب ) مغين احملتاج(-٣

شرح ألفية السراج املنري، وفتح اخلالق املالك: هـ من تصانيف٩٧٧مفسر، متكلم، حنوي صريف تويف

).١١٤(ابن مالك واملناسك الكربى

.وشرح جالل الدين احمللي -٤

مث جاء املتأخرون علن الشيخني حج ومر ووضعوا على هذه الشروح وغريها حواشي جليلة بينت مغلق

األلفاظ ومبهمها ومشكل املسائل ومجعت شوارد وفوائد وضوابط شىت وهي على درجات فليست

د، فمن حيث الكم اختلفت كربا وصغرا، ومن حيث املضمون اختلفت فبعضها مجيعها يف مقام واح

:حواشي جامعة وأخرى ليست كذلك وما بينهما ومن هذه احلواشي ما يلي

.حواشي قليويب وعمرية على شرح احمللي -١

.على اية احملتاج) هـ١٠٨٧-هـ٩٩٧(حاشية علي بن علي الشرباملسي -٢

.واين على حتفة احملتاجحاشية عبد احلميد الشر -٣

.على شرح املنهج لزكريا) هـ٩٢٦ت(حاشية سليمان اجلمل -٤

.على شرح منت أيب شجاع البن قاسم) هـ١٢٧٧ت(حاشية إبراهيم البيجوري -٥

.حاشية شطا البكري املسماة فتح املعني على قرة العني للمليباري -٦

ف اليت مر ا املؤلفون الشافعية وهي تشمل غريهم وغريها كثري، ذلك أننا ميكننا تقسيم مراحل التصني

:كذلك إىل مراحل كما يلي

وضع الكتب وتأليفها دون حاجة إىل شروح وحنوها بل لرمبا مل خيطر بباهلم فكرة املنت :املرحلة األوىل

ن واحلاشية، وهذه املرحلة هي اليت كانت سائدة على تأليفات السلف عامة مبا فيهم اإلمام الشافعي وم

.تاله من فقهاء املذهب

.وتقارب األوىل وهي ظهور ما يسمى بالتعليقات وهي ما يكتبه التلميذ عن شيخه: املرحلة الثانية

ظهور فكرة املختصرات فالغزايل خيتصر كتابه البسيط إىل الوسيط مث إىل الوجيز، : املرحلة الثالثة

يف املنهاج وهكذا ولكن كانت اختصارات واالرفعي خيتصر الوجيز يف احملرر والنووي خيتصر احملرر

استمرت -حبمد اهللا- هؤالء متميزة عن غريها إذ كانت واضحة مفهومة ال يعتريها تعقيد وهذه السمة

.يف خمتصرات الشافعية

حتويل املختصرات بل والشروح إىل متون حتتاج إىل شرح وبيان وهذا ما حدث مثال مع : املرحلة الرابعة

للمهذب، مث طغت هذه الطريقة وأصبح الغالب يف التأليف هو وضع املنت مث يأيت آخر النووي يف شرحه

.ليشرحه

املرحلة اخلامسة مرحلة احلواشي إذ كثرت املتون والشروح وتنوعت إضافة إىل استقرار املذهب

ه إذا واعتماد كتب بعينها مما مل يدع جماال واسعا للتأليف املستقل، زد على ذلك ما كان يشاع من أن

ألف أحد كتابا يناهض الكتب املعتمدة ككتاب املنهاج فإنه خيشى على نفسه اهلالك ويضربون مثال

بصاحب املقدمة احلضرمية حيث مات قبل أن يكمل مقدمته واليت لو كملت لنافست املنهاج ورمبا

، هذه )١١٥(قضت عليه ولكن كرامة لإلمام النووي عاجل القدر مبؤلف املقدمة فمات قبل أن يكملها

املقوالت وغريها وطابع العصر الذي أصبح التقليد اجلامد هو السمة الغالبة مل جيعل أمام العلماء أسلوبا

للتأليف إال أسلوب احلواشي واليت كان هلا ما يربرها أحيانا، بيد أا كثرت حىت أن كل من أراد ثوابا

.أو أجرا من أهل العلم ألف حاشية

املراحل ال نستطيع حتديد أزمنتها بدقة إذ هي تتداخل مع بعضها البعض لكنها مجلة وحنن يف تذكرنا هلذا

.مرت مبا سبق

من يفىت بقوله: املبحث الرابع

:النووي والرافعي: املطلب األول

قد حصل االتفاق بني األئمة األعالم من الشافعية على أن املعتمد ما اتفق عليه الشيخان، الووي

.والرافعي

.لفا فاملعتمد ما قاله النووي رمحه اهللا تعاىلفإن اخت

.فإن وجد للرافعي ترجيح دون النووي فهو املعتمد

.وحمل هذا ما مل جيمع املتأخرون على أن ما قااله سهو، وإال فاملعتمد حينئذ ما قاله املتأخرون

شيء منها إال بعد فإن مل يتعرض الشيخان لذلك احلكم فالكتب املتقدمة على الشيخني ال يعتمد على

).١١٦(الفحص والتحري حىت يغلب على الظن أنه املذهب

هذا كله يف حكم مل يتعرض له الشيخان أو أحدمها وإال فالذي أطبق عليه حمققوا : "قال يف التحفة

املتأخرين ومل تزل مشاخينا يوصون به وينقلونه عن مشاخيهم وهم عمن قبلهم وهكذا أن املعتمد ما اتفقا

فإن اختلفا فاملصنف فإن وجد للرافعي ... ي ما مل جيمع متعقبوا كالمهما على أنه سهو وأىن به عليه أ

).١١٧"(ترجيح دونه فهو

املعتمد يف املذهب للحكم والفتوى ما اتفق عليه الشيخان فما جزم به النووي فالرافعي : "ويف فتح املعني

).١١٨" (فما رجحه األكثر فاألعلم واألورع

ب املتقدمة على الشيخني ال يعتمد شيء منها إال بعد مزيد الفحص والتحري حىت يغلب على الكت"أما

الظن أنه املذهب، وال يغتر بتتابع كتب متعددة على حكم واحد فإن هذه الكثرة قد تنتهي إىل واحد،

غالبا أال ترى أن أصحاب القفال أو الشيخ أيب حامد مع كثرم ال يفرعون ويؤصلون إال على طريقته

).١١٩"(وإن خالفت سائر األصحاب، فتعني سرب كتبهم

ال جيوز ملفت على مذهب الشافعي إذا اعتمد النقل أن يكتفي مبصنف ومصنفني وحنومها : " ويف اموع

ألن هذا املفيت املذكور ؛ من كتب املتقدمني وأكثر املتأخرين لكثرة االختالف بينهم يف اجلزم والترجيح

وال حيصل له وثوق بأن ما يف املصنفني املذكورين وحنومها هو مذهب ، هب الشافعي إمنا ينقل مذ

، وهذا مما ال يتشكك فيه من له أدىن أنس باملذهب ، ملا فيهما من االختالف ؛ أو الراجح منه ، الشافعي

ا عليه وخمالف مل، بل قد جيزم حنو عشرة من املصنفني بشيء وهو شاذ بالنسبة إىل الراجح يف املذهب

).١٢٠"(ورمبا خالف نص الشافعي أو نصوصا له، اجلمهور

:مراتب كتب النووي -

سبق أن ذكرنا كتب اإلمام النووي وحنن وإن قلنا بأن قول النووي هو املعتمد إال أنه تواجهنا مشكلة

:هذه الكتب إذا اختلف بعضها عن بعض قدم: تعارض كتبه قال العلماء

.كالم التحقيق. ١

.اموع مث. ٢

.مث التنقيح ، وهذا الثالثة مل يكملها اإلمام النووي. ٣

.مث يليها ما هو خمتصر من كالم غريه كالروضة. ٤

.مث املنهاج. ٥

.مث فتاواه. ٦

.مث شرح مسلم. ٧

.مث تصحيح التنبيه. ٨

).١٢١(مث نكته . ٩

فالتنقيح، مث ما هو خمتصر فيه الغالب تقدمي ما هو متتبع فيه كالتحقيق، فاموع:"قال يف التحفة

كالروضة، فاملنهاج، وحنو فتاواه، فشرح مسلم، فتصحيح التنبيه، ونكته من أوائل تأليفه فهي مؤخرة

).١٢٢" (عما ذكر

وال يظن بأن هذا الترتيب قاعدة كلية فيسعى لتطبيقها دوما يف حكاية املذهب، بل هي قاعدة أغلبية

ه الصورة، بل ال بد من الرجوع إىل كالم معتمدي املتأخرين، قال يف ومع هذا فال يصح اعتمادها ذ

تقريب وإال فالواجب يف احلقيقة عند تعارض هذه الكتب - أي الترتيب السابق-وهذا : "التحفة

).١٢٣" (مراجعة كالم معتمدي املتأخرين واتباع ما رجحوه منها

فإن كتب املصنف نفسه كثرية االختالف فيما احلق أنه ال بد من نوع تفتيش "ويف حاشية اإليضاح حلج

بينها، فال جيوز ألحد أن يعتمد ما يراه يف بعضها حىت ينظر يف بقية كتبه أو أكثرها أو يعلم أن ذلك احملل

قد أقره عليه شارحه أو املتكلم عليه الذي عادته حكاية االختالف بني كتبه وبيان املعتمد من

).١٢٤"(غريه

وما اتفق عليه األكثر من كتبه مقدم على ما اتفق عليه األقل منها غالبا، :"...يضاحوزاد يف حاشية اإل

).١٢٥"(وما كان يف بابه مقدم على ما يف غريه غالبا أيضا

وإن مما ينبغي أن يعلم أن ما سبق إمنا هو للعامل من مثل أصحاب الشروح واحلواشي أما اآلن فاملقدم ما

أخرون على ضعفه، فليس معىن ما سبق أن يقرأ الطالب كتاب التحقيق مث يف املنهاج إال ما نص املت

اموع وهكذا فهذا مما قد جتاوزته السنون؛ إذ قد استقر املذهب على تقدمي املنهاج على سائر كتبه

ويستثىن من هذا ضعاف املسائل مث إذا مل توجد مسألة ما يف املنهاج فينظر كالم املتأخرين من أصحاب

واحلواشي فإذا كان هلم كالم فهو املعتمد حسب ما سنبينه الحقا ألم قد قاموا باستقراء هذه الشروح

.املسائل من كتب النووي وغريه

:اختيارات اإلمام النووي

سبق وأن قلنا بأن النووي يعترب جمتهدا يف الفتوى أي يصحح ما هو املذهب وهو يف تصحيحه ال يذكر

ذهب خالف ما يعتقد رجحانه، والسبب أن املذهب نقل، مبعىن أنه عندما رأيه اخلاص بل قد يرجح للم

.يرجح للمذهب أنه خيرب عن املعتمد فيه وهذا خبالف النظر يف األقوال والترجيح بالدليل

اختيارات اإلمام النووي رمحه اهللا كلها ضعيفة من حيث املذهب وإن كانت قوية من حيث : قال العلماء

إال يف اختياره عدم كراهة ) ١٢٦(ته يف الروضة، فإا مبعىن الصحيح أو الراجحالدليل إال اختيارا

).١٢٧(املشمس يف الروضة، فهو ضعيف من جهة املذهب

:ولإلمام النووي اختيارات كثرية منها

.الوضوء من حلم اجلزور كما هو مذهب أمحد. ١

.وأكثر العلماءوعدم كراهة االستياك يف رمضان مطلقا كما هو مذهب املزين . ٢

: وأن ابتداء مدة مسح اخلف من حني ميسح بعد احلدث وهو رواية عن أمحد وداود قال النووي. ٣

.وهو املختار الراجح دليال

وذهب فيمن خلع خفيه أو انقضت مدته وهو على طهارة املسح أنه ال شيء عليه، ال غسل القدمني . ٤

دث كما لو مل خيلع وهذا املذهب حمكي عن احلسن وال غريه بل طهارته صحيحة يصلي ا ما مل حي

.وهو املختار األقوى: البصري وقتادة وسليمان بن حرب واختاره ابن املنذر قال النووي

.جواز اجلمع بني الصالتني بعذر املرض. ٥

.وحرمة الوطء للحائض فقط دون املباشرة ملا حتت السرة وأعلى من الركبة. ٦

.لعرفية للنية يف الصالة تبعا للغزايلاالكتفاء باملقارن ا. ٧

.جواز تطويل االعتدال بذكر غري ركن. ٨

.وجواز بيع املعاطاة يف كل ما يعده الناس بيعا. ٩

.صحة املساقاة على األشجار املثمرة وهو قدمي قول الشافعي. ١٠

.حرمة النظر لألمرد. ١١

سألة مهمة خيطئ فيها بعض الطلبة وهي أن وغريها من االختيارات بيد أنه ينبغي التنبيه هنا على م

اختيارات بعض علماء املذهب ألقوال خارجة عن املذهب ال يعين بالضرورة خروجهم أو عدم انتسام

-للمذهب بل هم مع اختيارهم لتلك األقوال باقون ضمن إطاره يقلدون أو يرجحون أو خيرجون

خالفوا املذهب يف مسائل فقد اعتمدوا عليه وفق قواعد وأصول املذهب، وهم إذا -كأصحاب الوجوه

يف غريها من األصول والفروع وال شك أن األخرية هي الكثرية الغالبة، فاختيارات القفال الشاشي

والقاضي احلسني والبغوي وابن خزمية والنووي وغريهم ال خترجهم عن املذهب البتة، وتكون اختيارام

ب للتيسري على العامة واملستفتني، خاصة عندما يكون يف املذهب أو من هو دوم سببه قوة دليل أو طل

.تشديد ليس عليه دليل يصح، واملسألة طويلة أكتفي منها ذه اإلملاحة

:ابن حجر والرملي: املطلب الثاين

-:اختلف املتأخرون يف أيهما املعتمد شرح ابن حجر أو الرملي على املنهاج

قاله الشيخ حممد الرملي يف كتبه، خصوصا يف ايته؛ حىت اشتهر فذهب علماء مصر إىل اعتماد ما -

والسبب يف اعتمادها حتري مؤلفها يف ! عنهم أم أخذت عليهم العهود أال يقولوا إال بقول الرملي

النقل، أا قرأت عليه إىل آخرها يف أربعمائة من العلماء، فنقدوها وصححوها، فبلغ صحتها إىل حد

.التواتر

).١٢٨(قد تابع الرملي يف أكثر ما خيالف فيه ابن حجر والده الشهاب الرمليهذا و

حضرموت، والشام، واألكراد، وداغستان، وأكثر اليمن واحلجاز إىل أن املعتمد ما : وذهب علماء -

وإمنا قيدت بأكثر أهل اليمن، ألين وجدت يف كالم :" قاله ابن حجر يف كتبه، قال يف الفوائد املدنية

، بيد أنه ميكن أن يقال بأن هذا ترجيح بسبب )١٢٩"(م ترجيح مقالة الرملي يف مواضع كثرية بعضه

قوة املدرك وهذا ما فعله بعض اليمانني، بل استنكر بعضهم هذا القول من أن أهل اليمن يعتمدون قول

.الرملي، كما انتقد الترتيب اآليت ألصحاب احلواشي وقال العربة بقوة املدرك

وأما أهل احلرمني فكان يف األزمنة السابقة القول عندهم ما قاله ابن حجر، مث :"-أيضا-الفوائد وقال يف

صار السادة املصريون يردون إىل احلرمني يف جماورام ما، ويقررون هلم يف دروسهم معتمد اجلمال

حجر من أهل احلرمني الرملي إىل أن فشا قوله فيهما، حىت صار من له إحاطة بقويل اجلمال الرملي وابن

).١٣٠"(يقرر قوهلما من غري ترجيح بينهما

وقد سبق أن ذكرنا أن كتب النووي قد تتعارض وأنه رغم الترتيب السابق الذكر هلذه الكتب إال أنه

الصح االعتماد على ذلك الترتيب يف حكاية املذهب بل املرجع إىل كالم معتمدي املتأخرين من أمثال

نشأ مشكلة أخرى هي ذاا املشكلة اليت واجهتنا مع كتب النووي ويقال فيها ما الشارحني، ولكن ت

إن اختلفت كتب حج فعلى : يقال هنا، وهي أن كتب ابن حجر تتعارض كذلك، قال املتأخرون

:الترتيب

:وقد اعتمدها املتأخرون ممن سبق ذكرهم جلملة أسباب هي:التحفة: أوال

.ام ما فيها من إحاطة بنصوص اإلم -٥

.تشبع املؤلف فيها -٦

.لقراءة احملققني هلا عليه الذين ال حيصون كثرة -٧

.معرفته باملدرك -٨

.اعتماده ما عليه الشيخان -٩

رأيت يف كتاب الصالة من :" بيد أن مما يؤخذ على التحفة ما ذكره الكردي يف الفوائد املدنية حيث قال

- يعين التحفة-ن حجر بالغ يف اختصار هذا الكتاب الشيخ اب: فتاوى السيد عمر البصري ما نصه

إيثارا للحرص على إفادة الطلبة جبميع الشوارد، وتكثري الفوائد والفرائد إال أنه بلغ من االختصار إىل

حالة حبيث الميكن اخلروج عن عهدة مطالعته إال بعد تقدم اإلحاطة مبنقول املتقدمني ومناقشات

).١٣١"(املتأخرين

الشيخ ابن حجر كثريا ما يرتبك يف عبارته يف األحباث اليت ختتلف : "ضهم بني الشرحني فقالوقارن بع

رشيقة سهلة قريبة -كاإلمداد وفتح اجلواد-فيها أنظار من قبله؛ لقوة نظره، وجتد عبارة النهاية غالبا

) .١٣٢" (التناول

.فتح اجلواد : ثانيا

.اإلمداد : ثالثا

.سمى باإليعاب شرح العباب امل: رابعا

).١٣٣(فتاواه: خامسا

:يف منظومته يف التقليد وما يتعلق به قوله) ١٣٤(وعزا بعضهم لعلي بن عبد الرحيم باكثري

وشاع ترجيح مقال ابن حجر

ويف اختالف كتبه يف الرجح

فأصله فشرحه العبابا

يف مين ويف احلجاز فاشتهر

األخذ بالتحفة مث الفتح

يعاباإذ رام فيه اجلمع واإل

وعزا لعلي بن عبد الرحيم باكثري هذه ) بعضهم(هذا وقد عزا الكردي يف الفوائد هذه األبيات إىل

- :األبيات

وشاع ترجيح مقال ابن حجر

ويف اختالف كتب ابن حجر

فأصله ال شرحه العبابا

وحيث كان الشيخ زكريا

أو اخلطيب قدم الشيخ أبو

حممد الرملي يكايف ابن حجر

يخ إذ اخلطيبوإن يك الش

وال ترجح بابن قاسم أحد

يف قطرنا على سواه فاستقر

األخذ بالتحفة فالفتح حري

لزومه اجلمع به إجيابا

خالف ذا أو خالف الرمليا

حيىي لفضل فيه يوجب

فاختر إذا ختالفا بال حذر

مع واحد فكلهم مصيب

كما سربه أكابر عمد

مد قوله هل يقتصر األمر على الشيخني اهليتمي والرملي واختلف من جاء بعد اهليتمي والرملي فيمن يعت

أم يتعدامها إىل غريمها؟

فذهب البعض إىل عدم جواز الفتوى مبا خيالف ابن حجر والرملي بل مبا خيالف التحفة والنهاية قال يف

جيوز صار شيخنا املرحوم الشيخ سعيد سنبل املكي، ومن حنا حنوه يقررون أنه ال: "... الفوائد املدنية

للمفيت أن يفيت مبا خيالفهما، بل مبا خيالف التحفة والنهاية وإن وافق بقية كتبهما، ويف ظين أين مسعته

إن بعض األئمة من الزمازمة تتبع كالم التحفة والنهاية فوجد ما فيهما عمدة مذهب الشافعي : يقول

".وزبدته

:الترتيب التايل ويف املسائل اليت مل يتعرضا هلا يفىت بكالم غريمها على

بكالم شيخ اإلسالم زكريا*

مث بكالم اخلطيب*

)١٣٥(مث بكالم حاشية الزيادي*

)١٣٦(مث بكالم حاشية ابن قاسم*

)١٣٧(مث بكالم عمرية*

)١٣٨(مث بكالم الشرباملسي*

)١٣٩(مث بكالم حاشية احلليب*

)١٤٠(مث بكالم حاشية الشوبري*

)١٤١(مث بكالم حاشية العناين*

لو نقلت صخرة من أرض عرفات إىل غريها صح : هذا ما مل خيالفوا أصل املذهب، كقول بعضهم

)١٤٣)(١٤٢(الوقوف عليها

فإن قلت ما الذي يفيت به من الكتب وما املقدم منها، ومن : جاء يف فتاوى الشيخ أمحد الدمياطي ما نصه

اخلطيب وابن قاسم واحمللى والزيادي الشراح واحلواشي ككتب ابن حجر والرمليني وشيخ اإلسالم و

والشرباملسي وابن زياد اليمين وغريهم، فهل كتبهم معتمدة أو ال؟ وهل جيوز األخذ بقول كل من

املذكورين إذا اختلفوا أو ال؟ وإذا اختلفت كتب ابن حجر فما الذي يقدم منها؟

والعمدة عليه كل هذه الكتب اجلواب كما يؤخذ من أجوبة العالمة الشيخ سعيد بن حممد سنبل املكي

معتمدة ومعول عليها لكن مع مراعاة تقدمي بعضها على بعض، واألخذ يف العمل للنفس جيوز بالكل،

وأما اإلفتاء فيقدم منها عند االختالف التحفة والنهاية، فإن اختلفا فيخري املفيت بينهما إن مل يكن أهال

مث بعد ذلك شيخ اإلسالم يف شرحه الصغري على البهجة، مث للترجيح، فإن كان أهال له ففىت بالراجح،

.شرح املنهج له، لكن فيه مسائل ضعاف

فإن اختلفت كتب ابن حجر مع بعضها فاملقدم أوال التحفة، مث فتح اجلواد، مث اإلمداد، مث الفتاوي

.وشرح العباب سواء لكن يقدم عليهما شرح بافضل

لرملي فالفتوى ا معتربة، فإن خالفت التحفة والنهاية فال يعول عليها وحواشي املتأخرين غالبا موافقة ل

الزيادي مث ابن قاسم مث عمرية مث بقيتهم، لكن ال يؤخذ مبا خالفوا فيه أصول : وأعمد أهل احلواشي

ولو نقلت صخرة من أرض عرفات إىل غريها صح الوقوف عليها وليس كما : املذهب كقول بعضهم

).١٤٤" (قال

.ا قرره العلماء املتقدمون هذا م

والذي يتعني اعتماده أن هؤالء األئمة املذكورين من أرباب الشروح واحلواشي، كلهم : وقال املتأخرون

إمام يف املذهب يستمد بعضهم من بعض، فيجوز العمل واإلفتاء والقضاء بقول كل منهم وإن خالف من

الضعف سواه، ما مل يكن سهوا، أو غلطا، أو ضعيفا ظاهر

واحلاصل أن ما تقرر من التخيري ال حميد عنه يف عصرنا هذا بالنسبة إىل : "قال السيد عمر يف فتاويه

أمثالنا القاصرين عن رتبة الترجيح؛ ألنا إذا حبثنا عن األعلم بني احليني لعسر علينا الوقوف فكيف بني

".املشهود هلم بأم خري القرونامليتني فهذا هو األحوط األورع الذي درج عليه السلف الصاحلون

ورفع للعالمة السيد عمر البصري سؤال من اإلحساء فيما : ويف املسلك العدل حاشية شرح بافضل

خيتلف فيه ابن حجر واجلمال الرملي فما املعول عليه من الترجيحني؟

كما هو الغالب -وإن مل يكن كذلك : إن كان املفيت من أهل الترجيح أفىت مبا ترجح عنده، قال: فأجاب

فهو راو ال غري، فيتخري يف رواية أيهما شاء أو مجيعا أو بأيها من ترجيحات - يف هذه األعصار املتأخرة

).١٤٥" (أجالء املتأخرين

واعلم أن صاحب النهاية يف الربع األول من النهاية مياشي الشيخ اخلطيب الشربيين ويوشح من التحفة

، ولذا )١٤٦(-خمالفات م ر حلج بسبب متابعته لوالده الشهاب الرملي وهلذا فأكثر-ومن فوائد والده

جتد توافق عبارات املغين والنهاية والتحفة، وليس ذلك من باب وضع احلافر على احلافر كما قد يتوهم،

.ويف الثالثة األرباع مياشي التحفة ويوشح من غريها

فهو جمموع من شروح املنهاج مع توشيحه من ) جمغين احملتا(وأما شرح اخلطيب على املنهاج املسمى بـ

فوائد من تصانيف شيخ اإلسالم زكريا، ويستمد كثريا من كالم شيخه الشهاب الرملي ومن شرح ابن

.شهبة الكبري على املنهاج

واخلطيب الشربيين ال يكاد خيرج عن كالم شيخه شيخ اإلسالم والشهاب :"قال يف الفوائد املدنية

رمحه اهللا - وقد رزق اخلطيب : "وقال" فقته للشهاب أكثر من موافقته لشيخ اإلسالمالرملي لكن موا

).١٤٧" (يف كتبه احلالوة يف التعبري وإيضاح العبارة كما هو مشاهد حمسوس يف كالمه يف كتبه-تعاىل

.واخلطيب متقدم على ابن حجر فهو يف مرتبة مشاخيه ألنه أقدم منه طبقة

كثريا يف التحفة من حاشية شيخه ابن عبد احلق على شرح املنهج للجالل واإلمام ابن حجر يستمد

).١٤٨(احمللي

وقد شرع حج يف شرحه ثاين عشر حمرم سنة مثان ومخسني وتسعمائة، ونقل عنه أنه فرغ من تسويد

.التحفة عشية مخيس ليلة السابع والعشرين من ذي القعدة سنة مثان ومخسني وتسعمائة

لشربيين إنه شرع يف شرح املنهاج عام تسعمائة وتسعة ومخسني، ونقل عنه أنه فرغ منه وقال اخلطيب ا

.سابع عشر مجادى اآلخرة عام ثالثة وستني وتسعمائة

وقال اجلمال الرملي إنه شرع يف شرح املنهاج يف شهر ذي القعدة سنة ثالث وستني وتسعمائة، ونقل

.دى اآلخرة سنة ثالث وسبعني وتسعمائةعنه أنه فرغ منه ليلة اجلمعة تاسع عشر مجا

وعلم من ذلك أن تأليف النهاية متأخر عن تأليف التحفة واملغين كما نص عليه ع ش وأن تأليف املغين

).١٤٩(متأخر عن تأليف التحفة

وعلم أيضا أن فترة تصنيف التحفة كانت أقل الفترات إذ كتبت فيما يزيد على العشرة أشهر، ويليها

استمر تأليفة ألزيد من أربع سنوات، مث النهاية واليت كانت فترة تأليفها طويلة وصلت إىل املغين إذ

.حوايل عشر سنوات

:ومن هنا ندرك أمرين

سببا آخر العتماد املصريني على النهاية كوا ألفت يف فترة طويلة مكنت مؤلفها من التأين : األول

ذا عشر سنوات، يف حني جند أن التحفة مل تأخذ من والتروي يف التأليف ومراجعة ما يكتب إذ دام ه

.مؤلفها سوى عشرة أشهر

نعلم سببا آخر من أسباب تعقيد ألفاظ التحفة إذ كتبها حج بسيالن ذهنه الفقهي، دون مراعاة : والثاين

كبرية ملن بعده، إضافة إىل وقوعه يف بعض األوهام واألخطاء، واعتماده لبعض املسائل اليت حقها

يف، سواءا مما يف املنهاج أم خارجه، كما نبه على بعضها الكردي يف الفوائد، إضافة إىل أنه بسبب التضع

وإن ذكروا قراءة احملققني عليه، وإن مراجعة -سرعة التصنيف يبدوا أنه مل يراجعه مراجعة دقيقة

ع ألتبس فيها مما أربك القارئ مبن فيهم أصحاب احلواشي يف مواض -حلواشي التحفة تظهر ذلك جبالء

عود الضمائر، ومعىن بعض اجلمل اليت اختل التركيب فيها نوعا ما، ومع هذا كله يبقى للتحفة قيمتها

.وقدرها

منهج التفقه على مذهب اإلمام الشافعي: املبحث اخلامس

من املالحظ أن كثريا ممن يريدون طلب العلم والتفقه على مذهب اإلمام الشافعي أم جيهلون منهجية

وسلم التعلم الذي يوصلهم إىل مبتغاهم فيجهلون مباذا وكيف يبدؤون، فتضيع األوقات على كثريين

وهم بعد ملا يشموا رائحة الفقه، ومن العجائب أين رأيت كتيبا ألحدهم يضع فيه منهجا لطلب العلم

مث حاشية ! ويذكر يف املذهب الشافعي أن يبدأ الطالب بقراءة منت أيب شجاع، مث شرح احلصين عليه

!!!مث مغين احملتاج!! البيجوري

إن هذا الكاتب بفعلته هذه جيين على العلم وأهله جناية عظمى إذا ما محل ما قاله هذا املسكني حممل

اجلد، كما ال يدري هذا الكاتب أنه أعرب عن جهله وإن تعجب فعجب أن يلقب أصحابه بالشيخ،

.ولكن إذا مل تستح فاصنع ما شئت

املنهج الذي ينبغي السري وااللتزام به ملريد التفقه على مذهب -بعون اهللا-يت لزاما أن أبني وهلذا رأ

:اإلمام الشافعي، وأشدد على ضرورة املضي وفقه وعدم جتاوزه وهو كما يلي

:الفقه - أ

.منت سفينة النجا -١

.منت أيب شجاع واملسمى مبنت الغاية والتقريب -٢

.أيب شجاع شرح ابن قاسم على منت -٣

.حترير تنقيح اللباب لزكريا األنصاري -٤

.حتفة الطالب شرح تنقيح اللباب لزكريا األنصاري -٥

.عمدة السالك وعدة الناسك -٦

.منهاج الطالبني -٧

شروح املنهاج، ويبدأ بأحد الشرحني النهاية أو التحفة، بيد أين أفضل النهاية لسهولة عبارته مقارنة -٨

يثين بالتحفة، مث املغين، مث ليطالع حواشي املتأخرين فإن فيها علما مجا، وأشهر هذه مع التحفة، مث

:احلواشي وأروعها

.حاشية البيجوري على ابن قاسم*

.حاشية الشرقاوي على التحفة لزكريا*

.حاشية حتفة احلبيب للبجريمي على اإلقناع*

.حاشية البجريمي على شرح املنهج*

.ى شرح املنهجحاشية اجلمل عل*

:األصول -ب

.الورقات بشرح احمللي -٢

لب األصول لزكريا -٣

.غاية الوصول شرح لب األصول لزكريا -٤

.منت مجع اجلوامع -٥

.شرح احمللي على مجع اجلوامع -٦

:قواعد فقهية -ج

القواعد الفقهية لعبداهللا بن سعيد -١

شرح منظومة القواعد الفقهية للجرهزي -٢

املنظومة ذاا لألهدلشرح -٣

.األشباه والنظائر للسيوطي -٤

أحدمها للزجناين، واآلخر لألسنوي والذي مساه : مث ليطالع كتب ختريج الفروع على األصول ومها كتابان

).١٥٠(التمهيد

وأذكر هنا بأن هذه الكتب قد اختارها وسار عليها فقهاء الشافعية وجعلوها منهجا مقررا لطالب العلم،

طالع هلا جيدها واضحة سهلة الترتيب والتبويب واحلفظ، بل إن بعضها مما ال نظري له يف كتب املذهب وامل

.بل وال خارجه كمتين أيب شجاع والتحرير

ولو تعرضت مليزات كل كتاب لطال املقام وهلذا أكتفي بالكالم على كتاب املنهاج والذي أفردت له

.املبحث التايل

:على أمور ولكن أريد أن أنبه هنا

هناك بعض الكتب اليت ميكن أن تزاد يف املنهج السابق إن اتسع وقت املتفقه وكان يف فسحة من : األول

:الزمن وهي

.كفاية األخيار، والزبد بشرح مواهب الصمد، وميكن أن يدرسا بعد شرح التحرير

.فتح الوهاب ويدرس بعد املنهاج وقبل الشروح

يف الكتب السابقة هو املعتمد يف املذهب، وأسارع بالقول بأن هذا ظن يظن البعض أن كل ما : الثاين

خمطئ؛ ألنه ما من كتاب إال وحيتوي على مسائل ضعيفة مبا يف ذلك املنهاج واليت سيأيت الكالم عليه،

.وكذلك شروحه كالتحفة والنهاية، وهلذا جيب التنبه إىل ما يقوله املشايخ والشراح واحملشون

ن أن من قرأ هذه الكتب أنه قد تبحر يف املذهب وبلغ رتبة اإلمامة فيه، وكل من ظن يف ال يظ: الثالث

.نفسه ذلك علمنا أنه مل يعرف بعد الدراسة املذهبية وأخطأ يف دعواه نبه على هذا النووي وغريه

املنهاج وشروحه: املبحث السادس

ار التدريس والفتوى، وتكمن أمهية الكتاب يعترب املنهاج أهم كتب الشافعي يف العصور املتأخرة فعليه مد

:مما يلي

.أن مؤلفه هو اإلمام النووي -١

.أنه اختصار جلهود فقهاء الشافعية طول ستة قرون -٢

.ملا حواه من كثرة املسائل إذ بلغت حوايل سبعني ألف مسألة منطوقا -٣

املتأخرين بل إنه من اجلالء حبيث يستطيع العامل سهولة عبارته ووضوحها فهو مل يعقد كتابه تعقيد -٤

.قراءته وفهمه دون شروح

.لكونه حوى املعتمد يف املذهب -٥

.ورغم أنه خمتصر يف املذهب الشافعي إال أنه من الكتب اليت ال ينبغي أن ختلو مكتبة طالب علم منه

:قال أحدهم

حوى يف الشرح منهاج النواوي

كتاب ال يعادله كتاب

بعني ألفا باختصارروى س

فحسبك درسه يف كل حني

بتصحيح الشريعة والفتاوي

يزيد على رواية كل راوي

)١٥١(وكم من كامنات يف الفحاوي

)١٥٢(فهو يكفيك عن حبر وحاوي

هذا وقد اعتىن ذا املختصر املاتع مجع من علماء الشافعية، فشرحه تقي الدين علي بن عبد الكايف

تويف سنة ست ومخسني وسبعمائه، ) االبتهاج(ه، بل وصل إىل الطالق، ومساه ومل يكمل) ١٥٣(السبكي

) .١٥٤(وكمله ابنه اء الدين امحد، املتوىف سنة ثالث وسبعني وسبعمائة

.وشرحه حممد بن علي العلياين، املتوىف سنة مخسني وسبعمائة

.ستني ومثامنائة ، املتوىف سنة أربعة و)١٥٥(والشيخ مجال الدين حممد بن أمحد احمللي

القوت، وقد اختصره مشس الدين حممد بن : أحدمها: وشهاب الدين أمحد بن محدان األذرعي شرحني

).١٥٦(حممد بن حممد الغزي، املتوىف سنة مثامنائة ومثانية

.ومل يطوله -)١٥٧(املتوىف سنة أربعني وسبعمائة-وشرحه جمد الدين أبو بكر بن امساعيل الزنكلوين

شرحه ومساه -)١٥٨(املتوىف سنة أربع ومثامنائة-لدين عمر بن علي بن امللقن الشافعي وسراج ا

حنو ثالثني جملدا ) جامع اجلوامع(على أبوابه يف جزء، وله ) البلغة(و) حتفة املنهاج(وله ) اإلشارات(

لغاته يف جملد، يف جملد، وله ) العجالة(يف حنو ثالث جملدات، وكذلك ) عمدة احملتاج(احترق غالبه، وله

.وتصحيحه يف جملد أيضا، كذا يف ضوء السخاوي ) اإلشارات(وهو املسمى بـ

زوائد -)١٥٩(املتوىف سنة سبعة ومثانني ومثامنائة-وأفرد الشيخ سراج الدين عمر بن حممد اليمين

قن على تقريب احملتاج إىل زوائد شرح ابن املل(، ومسي األول )١٦٠(العمدة، والعجالة البن امللقن

) .الصفادة يف فوائد العجالة(والثاين ) املنهاج

.له عليه عدة شروح، بعضها مل يكمل -وقد مر تاريخ وفاته- وأمحد بن العماد األفقهسي

) .زيادات على املنهاج(وصنف ) الفروق(وشرحه مجال الدين األسنوي، بلغ فيه إىل املساقاة مساه

-)١٦١(املتوىف سنة أربعة وسبعني وسبعمائة- هللا الزركشي وأكمل الشيخ بدر الدين حممد بن عبد ا

.ذلك الشرح

أكمل من الربع األخري، ) تصحيح املنهاج(، ومساه )١٦٢(وشرحه سراج الدين عمر بن رسالن البلقيين

.ووصل إىل ربع النكاح وتويف سنة مخس ومثامنائة

و عشر جملدات، ومتوسطا، وصغريا وشرحه الشيخ شرف الدين بن عثمان املقري شرحا مبسوطا يف حن

.، وتويف سنة سبعمائة وتسعة وتسعني )١٦٣(يف حنو جملدين

أحدمها مساه : ، شرحني)١٦٤(والشيخ بدر الدين حممد بن حممد، املعروف بابن رضي الدين الغزي

) .ابتهاج احملتاج(

لتاج يف إعراب مشكل درة ا(وشرحه الشيخ جالل الدين عبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي، ومساه

) .االبتهاج(وتوىف سنة إحدى عشرة وتسعمائه، ونظمه أيضا ومساه ) املنهاج

.وشرحه الشيخ زكريا األنصاري

.وشرحه تقي الدين أبو بكر بن حممد احلصين، املتوىف سنة تسعة ومثانني ومثامنائه

) .١٦٥(وشرحه الشيخ إبراهيم املأموين املكي، وهو من املتأخرين

النجم (مساه -)١٦٦(املتوىف سنة مثان ومثامنائة-ن شرحه الشيخ كمال الدين بن موسى الدمريي ومم

).١٦٧(خلصه من شرح السبكي واألسنوي وغريمها) الوهاج

ولكاتب هذه الرسالة شرح خمتصر على املنهاج بني فيه معانيه بشكل عصري مع بيان الضوابط

رية، والتنبيه على املسائل الضعيفة، إضافة إىل ذكر بعض والقواعد والقيود والشروط املهمة والضرو

.النوازل العصرية وتنزيلها على قواعد املذهب وخترجيها على فروعه يسر اهللا إمتامه

.هي معتمد املتأخرين) احمللي-املغين-النهاية-التحفة(والشروح األربعة السابق ذكرها

:أمهات املنهاج

املنهاج من كتاب احملرر للرافعي، مث اختلف علماء الشافعية يف احملرر هل لقد اختصر النووي كتابه املاتع

هو كتاب برأسه أم خمتصر من غريه فذهب البعض كابن حجر يف التحفة إىل أنه كتاب مستقل حيث

) .١٦٨"(خمتصرا لقلة لفظه، ال لكونه ملخصا من كتاب بعينه - أي احملرر-وتسميته :"قال ما لفظه

.على املنهاج) ١٦٩(البكريومثله يف شرح

: يف حني ذهب آخرون كالبجريمي إىل أنه خمتصر من غريه حيث قال يف حاشيته املاتعة على شرح املنهج

.وهو كتاب للغزايل مطبوع) ١٧٠"(إن احملرر خمتصر من الوجيز"

ة ومساقا مما وهذا الرأي هو الصحيح ألنك لو قارنت بينهما لوجدا متشاني بدرجة كبرية ترتيبا وعبار

.جيعلك تقطع بان الوجيز أصل للمنهاج

مث إن احملرر خمتصر من الوسيط، املختصر من البسيط املختصر من اية املطلب إلمام احلرمني، وكل من

).١٧١(الوجيز والوسيط والبسيط للغزايل

مصطلحات النووي يف كتبه

املنهاج فهي كاصطالحاته اليت سنذكرها يف وأما اصطالحاته يف هذه الكتب يف الرموز اليت رمز ا يف

.رموز املنهاج

فذكر يف املنهاج عبارات يعلم منها أن اخلالف أقوال للشافعي، أو أوجه ألصحابه، أو مركب منهما،

.وهي سبعة عشر

فاألظهر، واملشهور، والقدمي، واجلديد، ويف قول، ويف قول قدمي، ويف قول كذا، والقوالن، واألقوال،

.عرب ا عن أقوال اإلمام الشافعي رضي اهللا تعاىل عنههذه ي

واألصح، والصحيح، وقيل، ويف وجه، والوجهان، واألوجه، ألوجه األصحاب والنص للمركب منهما

.يقينا

واملذهب حني يعرب به حمتمل ألن يكون من أقوال الشافعي أو من أوجه األصحاب أو من املركب منهما،

.ل باملنصوص ويف بعضها بفي قول أو وجه، وقد يعرب ملا فيه خالف بقوله وكذاوقد يعرب يف بعض املسائ

التعبري باألظهر

-:يستفاد منه أربع مسائل) األظهر(إذا عرفت هذا فاعلم أن تعبريه بـ

.اخلالفية، يعين أن املسألة ذات خالف: األوىل

جوحا، والراجح هو املذكور، واملرجوح هو األرجحية، يعين أن يف املسالة قوال راجحا وقوال مر: والثانية

.املقابل

أو من أقواله ال من األوجه اليت ذكرها ( كون اخلالف فيه قوليا، أي من قول اإلمام الشافعي : والثالثة

.أصحابه

.ظهور املقابل، يعين أن املقابل ظاهر يف نفسه وإن كان املعتمد يف الفتوى واحلكم على األظهر: والرابعة

:ة ما يف املنهاج من التعبري باألظهر أربعمائة إال مخسةومجل

.أحدمها يف الرهن، واآلخر يف الوصايا: التعبري بأظهرها يف موضعني: منها

.التعبري بأظهرمها يف كتاب العتق يف فصل أعتق يف مرض موته : ومنها

التعبري باملشهور

-:يستفاد منه أربع مسائل ) املشهور(وتعبريه بـ

.اخلالفية وقد مر معىن ذلك :األوىل

.األرجحية وقد مر معىن ذلك أيضا: الثانية

.غرابة املقابل، أي كونه خفيا غري مشهور، فهو ضعيف : والثالثة

أو من أقواله ال من األوجه اليت ألصحابه ( كون اخلالف قوليا، أي من قويل اإلمام الشافعي : والرابعة

.رضي اهللا عنهم

نهاج من التعبري باملشهور ثالث وعشرون عبارة، منها التعبري باألشهر يف الشهادات يف ومجلة ما يف امل

.اخل...فصل ال حيكم

التعبري باألصح

.اخلالفية، واألرجحية، وقد مر معنامها: يستفاد منه أربع مسائل) األصح(وتعبريه بـ

.والثالثة صحة املقابل، لقوة اخلالف بقوة دليل املقابل

ن اخلالف وجها ألصحاب اإلمام الشافعي، يستخرجونه من قواعده ونصوصه، وجيتهدون والرابعة كو

.يف بعضها، فاخلالف ألصحابه يف املسألة

أي خيرجون عن قواعد الشافعي ونصوصه وجيتهدون يف مسألة من غري أخذ منهما بل على " وقد يشذون

).١٧٣(ها يف املذهبعنها كاملزين وأبو ثور، فال تعد أقواهلم وجو)١٧٢" (خالفهما

:ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باألصح ألف ومثانية وثالثون عبارة تقريبا

).١٧٤(يف الضمان) صحح(منها ما لفظة

ويف وجوب أجرة املثل مدة النقل أوجه أصحها : " يف قوله: يف أربعة مواضع) أصحها(ومنها تعبريه بـ

ويف استحباب الصدقة مبا فضل عن حاجة أوجه أصحها إن " : وقوله" جتب أن نقل بعد القبض ال قبله

).١٧٧(، ويف العدد)١٧٦(، ويف اجلراح)١٧٥"(عليه الصرب استحب وإال فال

) .١٧٨(ومنها أصحهما الثاين يف الصلح

.ومنها واحد ضعيف يف باب زكاة الفطر

التعبري بالصحيح

.واألرجحية، وقد مر معنامها اخلالفية، : يستفاد منه أربع مسائل) الصحيح(وتعبريه بـ

.فساد املقابل، أي كونه ضعيفا ال يعمل به، والعمل بالصحيح: والثالثة

كون اخلالف وجها لألصحاب، يستخرجونه من كالم اإلمام الشافعي فإن قوي اخلالف لقوة : والرابعة

.يح دليل املقابل عرب باألصح املشعر بذلك، وإن مل يقو اخلالف بأن ضعف عرب بالصح

طريق علمنا بالراجح من أقوال اإلمام

واملراد بقوة اخلالف علمنا بالدليل الذي استند إليه اإلمام الشافعي رمحه اهللا تعاىل، وقد ال نعلمه لكن

:نعلم الراجح، وطريق علمنا به حيصل بأمور

.إما بالنص على أرجحيته . ١

.وإما بالعلم بتأخريه. ٢

.وإما بالتفريع عليه. ٣

.وإما بالنص على فساد مقابله . ٤

) .١٧٩(وإما مبوافقته ملذهب جمتهد. ٥

.فإن مل يظهر مرجح فللمقلد أن يعمل بأي القولني شاء

حكم العمل باملرجوح

.وجيوز العمل باملرجوح يف حق نفسه

سعيد مما وجدته خبط صحيح عن الشيخ : قال العالمة حممد بن أمحد عبد الباري األهدل رمحه اهللا تعاىل

أنه جيوز تقليد مقابل األظهر واألصح، دون مقابل : هالل مفيت مكة املكرمة يف الكالم على املنهاج

جيوز تقليد غري األربعة يف عمل النفس دون القضاء : وال يناقضه قوهلم: املشهور والصحيح اهـ مث قال

:واإلفتاء كما قالوا

وجاز تقليد لغري األربعة

كرال يف قضاء مع إفتاء ذ

يف حق نفسه ففي هذا سعة

هذا عن السبكي اإلمام املشتهر

يف العمل خبالف املذاهب األربعة، أي مما علمت نسبته ملن جيوز -أي السبكي-وتبعوه : "قال يف التحفة

ال جيوز تقليد غري األئمة األربعة أي يف : تقليده ومجيع شروطه عنده، ومحل على ذلك قول ابن الصالح

، وحمل ذلك وغريه من سائر صور التقليد ما مل يتتبع الرخص حبيث تنحل ربقة التكليف قضاء أو إفتاء

).١٨٠"(من عنقه وإال أمث به، بل قيل فسق وهو وجيه

وأما : "ونقل صاحب فتح املعني عن الشيخ أمحد الدمياطي نقله عن الشيخ سنبل يف هذه املسألة ما لفظه

النفس ال يف حق الغري ما مل يشتد ضعفها، وال جيوز اإلفتاء وال األقوال الضعيفة فيجوز العمل ا يف حق

احلكم ا، والقول الضعيف شامل خلالف األصح وخالف املعتمد وخالف األوجه وخالف املتجه، وأما

)١٨١"(خالف الصحيح فالغالب أنه يكون فاسدا ال جيوز األخذ به

.وسبعون ومجلة ما يف املنهاج من التعبري بالصحيح مائة وستة

التعبري باجلديد

وهو ما قاله بعد دخوله مصر، فإذا عرب اإلمام ( يعين من قول اإلمام الشافعي ) اجلديد(وتعبريه بـ. ١

:النووي باجلديد فيستفاد منه أربع مسائل

.اخلالفية، واملعىن أن قوله يف اجلديد حبكم يف مسألة خيالف قوله القدمي فيها: األوىل

وهو : وهو القول اجلديد، وقوال مرجوحا: قوال راحجا: ية، واملعىن أن يف املسألة قولنياألرجح: والثانية

.القدمي، واملراد القول اجلديد الذي عرب به

.كون اخلالف من قول اإلمام الشافعي : والثالثة

.كون املقابل قدميا، أي قوال قدميا للشافعي: والرابعة

. باجلديد مخس وسبعون عبارة تقريبا ومجلة ما يف املنهاج من التعبري

التعبري بالقدمي

وهو ما قاله قبل دخوله مصر يستفاد منه أربع ( أي من قويل اإلمام الشافعي -) القدمي(وتعبريه بـ. ١

:مسائل

.اخلالفية، وهي أن قوله يف اجلديد يف مسألة خيالف قوله القدمي منها: األوىل

.لقدمي مرجوحا، واجلديد راجحااملرجوحية، وهي كون ا: والثانية

.كون اخلالف قوليا: والثالثة

كون املقابل هو اجلديد، والعمل عليه، ومجلة ما يف املنهاج من التعبري بالقدمي مثانية وعشرون : والرابعة

.لفظة

املذهب القدمي ليس مذهبا للشافعي

فكما أن احلادث من ( تهد مع الرسول املذهب القدمي ليس مذهبا للشافعي؛ ألن املقلد مع اتهد كا

) .١٨٢(أدلة الشرع ناسخ للمتقدم منها إمجاعا حىت جيب على اتهد األخذ به كذلك املقلد مع اتهد

املسائل املفىت ا على القدمي

ح هلم وأما املسائل اليت عدوها وجعلوها مما يفىت به على القدمي فسببه أن مجاعة من اتهدين يف مذهبه ال

يف بعض املسائل أن القدمي أظهر دليال، فأفتوا به غري ناسبني ذلك إىل الشافعي، فمن بلغ رتبة الترجيح

والح له الدليل أفىت ا وإال فال وجه لعلمه وفتواه، على أن املسائل اليت عدوها أكثرها فيه قول جديد

-:فتكون الفتوى به وهي مثانية عشرة مسئلة

وب التباعد عن النجاسة يف املاء الكثري بقدر القلتنيعدم وج: األوىل

فرع إذا وقع يف املاء الكثري الراكد جناسة جامدة فقوالن أظهرمها وهو القدمي أنه جيوز : "قال يف الروضة

االغتراف من أي موضع شاء وال جيب التباعد ألنه طاهر كله والثاين اجلديد جيب أن يبعد عن النجاسة

).١٨٣" (بقدر قلتني

وحكى ابن الصالح عن أيب على السنجي أن القول بعدم التباعد قاله الشافعي يف اختالف احلديث وهو

).١٨٤. (من الكتب اجلديدة

).١٨٥(عدم تنجس املاء اجلاري إال بالتغري: الثانية

).١٨٦(عدم النقض بلمس احملرم: الثالثة

).١٨٧(حترمي أكل اجللد املدبوغ: الرابعة

حباب التثويب يف أذان الصبحاست: اخلامسة

هو سنة على املذهب الذي قطع به األكثرون، وقيل قوالن القدمي الذي يفىت به أنه " قال يف الروضة

ونقل التثويب عن نص الشافعي يف البويطي فيكون منصوصا يف القدمي واجلديد " سنة، واجلديد ليس سنة

) .١٨٨.(

شفق األمحرمقدار وقت املغرب إىل مغيب ال: السادسة

أصحهما جيوز مدها إىل مغيب الشفق والثاين منعه كغريها، مث : يف املغرب وجهان: " قال يف الروضة

األظهر من القولني اجلديد، واختار طائفة من األصحاب القدمي ورجحوه وعندهم املسألة مما يفىت فيه

ل بعضها متعذر فهو على القدمي، قلت األحاديث الصحيحة مصرحة مبا قاله يف القدمي وتأوي

فإذا عرفت األحاديث الصحيحة تعني القول به جزما ألن الشافعي : " قال يف اموع ) ١٨٩"(الصواب

على ثبوت احلديث، وقد " اإلمالء"نص عليه يف القدمي كما نقله أبو ثور وعلق الشافعي القول به يف

كون منصوصا عليه يف القدمي ثبت احلديث بل أحاديث، اإلمالء من كتب الشافعي اجلديدة، في

).١٩٠". (واجلديد

استحباب تعجيل العشاء: السابعة

وأما العشاء ففيها قوالن قال يف القدمي واإلمالء تقدميها أفضل، وهو األصح كما يف سائر الصالة وقال

).١٩١(يف اجلديد تأخريها أفضل واإلمالء من الكتب اجلديدة

األخريتنيعدم ندب قراءة السورة يف: الثامنة

وهل تسن السورة يف الركعة الثالثة والرابعة قوالن القدمي وبه أفىت األكثرون ال : " قال يف الروضة

)١٩٢"(تسن، واجلديد تسن لكنها تكون أقصر

وصححت طائفة عدم االستحباب وهو األصح، وبه أفىت األكثرون وجعلوا املسألة : "وقال يف اموع

).١٩٣"(وليس هو قدميا فقط، بل معه نصان يف اجلديد: ها على القدمي، قلتمن املسائل اليت يفىت في

اجلهر بالتأمني للمأموم يف اجلهرية: التاسعة

ال جيهر، " اجلديد"وأما املأموم فقد قال املصنف ومجهور األصحاب قال الشافعي يف : "قال يف اموع

صنف بال شك، ألن الشافعي قال يف املختصر جيهر، وهذا أيضا غلط من حممود أو من امل" القدمي"ويف

يرفع اإلمام ا : يرفع اإلمام صوته بالتأمني ويسمع من خلفه أنفسهم، وقال يف األم: وهو من اجلديد

مث ... صوته فإذا قاهلا قالوها وأمسعوا أنفسهم، وال أحب أن جيهروا، فإن فعلوا فال شيء عليهم،

رها واليت قاهلا اجلمهور أن املسألة على قولني أحدمها جيهر لألصحاب يف املسألة طرق أصحها وأشه

).١٩٥. (واملذهب أنه جيهر وقيل قوالن: قال يف الروضة) ١٩٤" (والثاين يسر

).١٩٦(ندب اخلط عند عدم الشاخص: العاشرة

) .١٩٧(جواز اقتداء املنفرد يف أثناء صالته: احلادية عشرة

).١٩٨(يتكراهة تقليم أظافر امل: الثانية عشرة

).١٩٩(عدم اعتبار احلول يف الركاز: الثالثة عشرة

صيام الويل عن امليت الذي عليه صوم: الرابعة عشرة

من مات وعليه صيام فعلى القدمي يصوم عنه وليه وهو الصحيح لألحاديث : "قال ابن الصالح يف فتاويه

)٢٠٠" (وال تأويل له يفرح بهالصحاح يف كتاب مسلم وغريه أن من مات وعليه صيام صام عنه وليه

احلال الثاين أن يتمكن من قضائه سواء فاته بعذر أم بغريه، وال يقضيه حىت ميوت، : "وقال يف اموع

ففيه قوالن مشهوران أشهرمها وأصحهما عند املصنف واجلمهور وهو املنصوص يف اجلديد أنه جيب يف

هذا هو املنصوص : ، قال القاضي أبو الطيبتركه لكل يوم مد من طعام، وال يصح صيام وليه عنه

وهو الصحيح عند مجاعة من حمققي -للشافعي يف كتبه اجلديدة، وأكثر القدمية والثاين وهو القدمي

" أنه جيوز لوليه أن يصوم عنه، ويصح ذلك وجيزئه عن اإلطعام وتربأ به ذمة امليت -أصحابنا وهو املختار

)٢٠١.(

التحلل من احلج باملرض جواز اشتراط: اخلامسة عشرة

وشرط التحلل يف احلج عند املرض وحنوه والقدمي أنه جيوز الشرط ويتحلل : "قال ابن الصالح يف فتاويه

).٢٠٢" (به

قال اجلمهور يصح الشرط يف القدمي، ويف : فإن شرط أنه إذا مرض حتلل فطريقان: " وقال يف الروضة

نع، والطريق الثاين قاله الشيخ أبو حامد وغريه القطع بالصحة أظهرمها الصحة، والثاين امل: اجلديد قوالن

).٢٠٣". (لصحة احلديث فيه

إجبار الشريك على العمارة: السادسة عشرة

ولو ادم اجلدار بنفسه أو هدماه معا الستهدامه أو غريه وامتنع، القدمي إجباره عليها " قال يف الروضة

ن التعطيل، واجلديد ال إجبار كما ال جيرب على زرع األرض دفعا للضرر وصيانة لألمالك املشتركة ع

مل يبني اإلمام الرافعي األظهر من القولني : قلت... املشتركة، وألن املمتنع يتضرر أيضا بتكليفه العمارة

وهو من املهمات، واألظهر عند مجهور األصحاب هو اجلديد، ممن صرح بتصحيحه احملاملي واجلرجاين

: وغريهم، وصحح صاحب الشامل القدمي وأفىت به الشاشي، وقال الغزايل يف الفتاوىوصاحب التنبيه

واالختيار إن ظهر للقاضي أن امتناعه مضارة أجربه، وإن كان إلعسار أو غرض : األقيس أن جيرب، وقال

ار صحيح أو شك فيه مل جيرب، وهذا التفصيل الذي قاله وإن كان أرجح من إطالق القول باإلجبار فاملخت

)٢٠٤" (اجلاري على القواعد أن ال إجبار مطلقا واهللا أعلم

).٢٠٥"(وليس ذلك مبسلم له بل اجلاري على القواعد عدم األجبار: "قال صاحب الفرائد

السابعة عشرة جعل الصداق يف يد الزوج مضمونا

ء على اختلف األصحاب يف الصداق إذا تلف يف يد الزوج هل يضمنه ضمان عقد أو ضمان يد بنا

وهو املعتمد أنه مضون ضمان )٢٠٧(والروضة)٢٠٦(اختالف قول اإلمام الشافعي واملصحح يف املنهاج

والفرق بني ضماين العقد واليد يف الصداق أنه على األول يضمن مبهر املثل وعلى الثاين بالبدل "عقد

)٢٠٨" (الشرعي وهو املثل إن كان مثليا والقيمة إن كان متقوما

وجوب احلد بوطء اململوكة احملرم يف دبرها، ذكره يف حواشي شرح الروض: رةالثامنة عش

وإذا ملك حمرما من نسب أو رضاع ووطئها مع العلم بتحرميها القدمي أنه : " قال ابن الصالح يف فتاويه

).٢١١(والروضة)٢١٠(وهو املصحح يف املنهاج) ٢٠٩"(ال يلزمه احلد

-:نظم بعضهم هذه املسائل فقال

ل الفتوى بقول األقدممسائ

ال ينجس اجلاري ومنع تباعد

واستجمرن مبجاوز عن خمرج

والوقت مد إىل مغيب املغرب

ال تاتني يف األخريني بسورة

واجلهر بالتأمني سن ملقتد

والظفر يكره أخذه من ميت

ويصح عن ميت صيام وليه

وجيوز إجبار الشريك على البنا

والزوج إن يكن الصداق بيده

بعد الدبغ حيرم أكله واجللد

هي لإلمام الشافعي األعظم

والطهر مل ينقض بلمس احملرم

للصفحتني ولو تلوث بالدم

ثوب بصبح والعشاء فقدم

واالقتداء جيوز بعد حترم

واخلط بني يدي مصل علم

وكذا الركاز نصابه مل يلزم

وجيوز شرط حتلل للمحرم

وعلى عمارة كل ما ال يقسم

ملغرمفضمان يد حكمه يف ا

واحلد يف وطىء الرقيق احملرم

-:هذا وقد زاد بعضهم مسائل أخر وهي

.عدم االكتفاء باحلجر إذا انتشر البول -١

.قبول شهادة فرعني على كل من األصلني -٢

.غرامة شهود املال إذا رجعوا -٣

.تساقط البينتني عند التعارض -٤

.ميني يرجح الشاهدان على القدميإذا كانت إحدى البينتني شاهدين وعارضها شاهد و -٥

.عدم حتليف الداخل مع بينته إذا عارضها بينة اخلارج -٦

.إذا تعارضت البينتان وأرخت أحدامها قدمت على القدمي -٧

إذا علقت األمة من وطء شبهة مث ملكها الواطئ صارت أم ولد على أحد القولني يف القدمي، -٨

.واختلف يف الصحيح

.ولد فيها قوالن واختلف يف الصحيحتزويج أم ال -٩

هذا وملريد التوسع فالرياجع مقدمة اموع، والفرائد للسلمي، واألشباه للسيوطي، وحواشي البجريمي

على اإلقناع ، والفوائد املدنية والذي بني كالسلمي أن ما عد من القدمي هو يف حقيقته منصوص عليه يف

كر أن املسائل اليت قيل بأن العمل فيها على القدمي تزيد على اجلديد وأن األخذ به أخذ باجلديد، وذ

.الثالثني مسألة

التعبري باملذهب

-:يستفاد منه أربع مسائل) املذهب(وتعبريه بـ

.يعين أن يف املسألة خالفا: األوىل اخلالفية

.األرجحية، يعين أن ما عرب فيه باملذهب هوالراجح: والثانية

ني األصحاب أي يف حكاية املذهب، فبعضهم حيكي اخلالف يف املذهب، كون اخلالف ب: والثالثة

وبعضهم حيكي عدمه، وبعضهم حيكي القطع باملذكور وبعضهم حيكي اخلالف أقواال، وبعضهم حيكي

.وجوها، وغري ذلك، فيعرب النووي عن ذلك باملذهب

.مرجوحية املقابل، أي أن مقابل املذهب مرجوح ال يعمل به : والرابعة

.ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باملذهب مائة وسبعة ومثانون عبارة

التعبري بقيل

:يستفاد منه أربع مسائل ) قيل(وتعبريه بـ

.اخلالفية، يعين أن يف املسألة خالفا بني األصحاب : األوىل

.كون اخلالف وجها من أوجه األصحاب ال قوال من أقوال الشافعي رمحه اهللا: والثانية

.ضعف املذكور بقيل: والثالثة

كون مقابله االصح أو الصحيح الذين يعرب ما يف أوجه األصحاب ال أن مقابله األظهر أو : والرابعة

املشهور؛ ألنه إمنا يعرب ما عن أقوال الشافعي ال غري ومجلة ما يف املنهاج من التعبري بقيل اربعمائة وتسعة

.وثالثون عبارة

لالتعبري بفي قو

:يستفاد منه أربع مسائل) يف قول كذا(وتعبريه بـ

.اخلالفية يف املسالة: األوىل

( .كون اخلالف أقواال للشافعي : والثانية

.ضعف القول املذكور : والثالثة

.كون مقابله األظهر أو املشهور، والعمل به: والرابعة

ارة فهي مع مجلة التعبري بقيل ستمائة وواحدة ومجلة ما يف املنهاج من التعبري بفي قول كذا اثنتا ومائة عب

وأربعون قوال كلها ضعيفة ما عدا مخسة عشر موضعا رجح املتأخرون اعتمادها، اثنا عشر منها التعبري

.ويف قول : قيل، و ثالثة التعبري فيها بقوله:فيها بـ

القيالت املعتمده

-:وإليك مواضع القيالت املعتمدة اإلثىن عشر

أي فيقوم مبا شاء من األغبط " وقيل يتخري املالك: "فصل شرط زكاة التجارة احلول، وهي يف: أحدها

وهو الذي صححه الرافعي يف فتح العزيز عن العراقيني والروياين، : "للفقراء أوال، قال اجلالل احمللي

) .٢١٢"(وعرب عنه يف احملرر بأوىل الوجهني

كوالده تبعا حملمد بن أمحد -عافاه اهللا-واعتمده شيخنا ، )٢١٤"(وهو املعتمد): "٢١٣(وقال القليويب

.عبدالباري األهدل

قيل أو يتملكه : "وهو" لكل منهما رد العارية: "يف كتاب العارية بعد الفصل الثاين يف فصل: ثانيها

اعتمده شيخنا عافاه اهللا كشيخ اإلسالم السيد حممد بن أمحد عبدالباري األهدل تبعا ) ٢١٥"(بقيمته

).٢١٦(للقليويب

اعتمده شيخنا عافاه اهللا كشيخ اإلسالم ) ٢١٧"(وقيل يكفي بأوله: "يف كتاب الطالق، وهو قوله: ثالثها

ورجحه كثريون واعتمده : "السيد حممد بن أمحد عبد الباري األهدل رمحه اهللا تعاىل، وقال يف التحفة

) .٢١٨"(األسنوي وغريه

-اعتمده شيخنا ) ٢١٩"(وقيل املنوي: "أول الفصل الرابع وهو يف -أيضا-يف كتاب الطالق : رابعها

كشيخ اإلسالم السيد حممد بن أمحد عبد الباري األهدل، وصححه الرافعي يف فتح -عافاه اهللا تعاىل

).٢٢٠"(وهو املعتمد: "العزيز تبعا للبغوي، وغريه وعرب عنه يف احملرر برجح قال القليويب

وهو الذي يف ) "٢٢١"(ال يدخل: وقيل: "اص، يف أول الفصل الثاين، وهويف باب كيفية القص: خامسها

).٢٢٢"(الروضة وأصلها، وعليه األكثرون، ونص عليه

)٢٢٤(ومثله القليويب ) ٢٢٣"(فهو املعتمد:" قال ابن حجر

: إىل أن قال" إمنا يثبت موجب القصاص بإقرار"يف كتاب دعوى الدم والقسامة، يف فصل : سادسها

) .٢٢٥"(وهو املعتمد: قال يف التحفة" يكفي فأوضح رأسه :وقيل"

وقيد القليويب عن قول شيخه اعتماده يف العامي الذي ال يعرف مدلول اإليضاح الشرعي وإال

).٢٢٦(فال

اعتمده شيخ : -عافاه اهللا-قال شيخنا ) ٢٢٧"(جيب التفصيل: وقيل: "يف كتاب الردة، وهو: سابعها

وهو القياس، وأطال كثريون يف االنتصار له نقال ومعىن، : "ل يف التحفة، قا)٢٢٨(اإلسالم زكريا

) .٢٢٩"(وجرى عليه الرافعي والقاضي يف الدعاوى

).٢٣٠(واعتمد القليويب عدم التفصيل

هو : -عافاه اهللا-قال شيخنا ) ٢٣١"(قيمتها: وقيل: "يف آخر كتاب السري قبيل اجلزية، وهو: ثامنها

) .٢٣٢"(وهو املعتمد: "ة، وقال القليويبأحد القيالت املعتمد

وهو املعتمد، أخذا : "قال القليويب) ٢٣٣"(حيرم العضو: قيل: "يف كتاب الصيد والذبائح، وهو: تاسعها

).٢٣٤"(من تصحيحه يف الروضة كأصلها

: ويبقال القلي) ٢٣٥"(بالسوية: وقيل: "يف كتاب املسابقة واملناضلة قبيل كتاب األميان، وهو: عاشرها

) .٢٣٦"(وهو املعتمد كما ذكره يف الروضة"

إن ادعى مباشرة سببه : وقيل: "يف كتاب الدعوى والبينات آخر الفصل الثاين، وهو: حادي عشرها

) .٢٣٨"(هذا هو املعتمد: "قال يف التحفة) ٢٣٧"(حلف

) .٢٣٩(وسكت القليويب عن اعتماده

من رأس : وقيل: "إىل أن قال" ل تربع أصلهإذا ملك أه"يف كتاب العتق يف فصل : ثاين عشرها

).٢٤١"(هو املعتمد: "-كالتحفة-قال القليويب ) ٢٤٠"(املال

:وقد نظم الشيخ عبد اهللا بن سعيد اللحجي هذه القيالت فقال

احلمدهللا العظيم اهلادي

مث الصالة والسالم الدائم

حممد من نطقه الفصيح

سواه يف أقواله السخيف

هوآله وصحبه وعترت

وبعد ذا فعن يل أن أنظما

يف سفرنا املعروف باملنهاج

قصدي ا تيسريها حلفظها

ورمبا ضاق جمال النظم

وها أنا أشرع يف املراد

فأول منه حواه فصل

قيال: "وهاك نصه بلفظ

والثاين يف الفصل الذي يف العارية

أو: قيل"ولفظه الصريح فيه

ويف كتاب اخللع ثالث يلي

يف قول يقعو: "مشهور لفظه

ويف الطالق أحلقوا برابع

أوله وقبل قلت منطوي

كذاك يف كيفية القصاص جا

ال: وقيل"خامسها ونصه

:ذا الفصل فيه سادس ولفظه

وفيه أيضا سابع تراه يف

وثامن قد جاء يف القسامة

يكفي: وقيل"إليك نصه

وتاسع جاء قبيل اجلزية

قيال"مسألة العلج وهاك

الذبائحويف كتاب الصيد و

حيرم: وقيل: "صريح لفظه

ويف املسابقات واملناضله

قبيل أميان بغري مرية

والثاين بعد العشر يامن قد حوى

بفصله الثاين أتاك آخره

لفمث لقطه" سببه ح

يف العتق قد جاءك يف الفصل الذي

:وقيال: "وهاكه بلفظه

وصاحب املنهج زاد آخرا

جيب: وقيل: "صريح لفضه

ما قصدت نظمههذا ومت

مث الصالة على النيب وآله

إىل بيان مهيع الرشاد

على نيب شأنه املراحم

وقوله املقبول والصحيح

والشاذ والصحيح والضعيف

وتابع لنهجه من أمته

معتمد القيالت نظما حمكما

من أشرقت بنوره الدياجي

وقد حتريت صريح لفظها

فجئت باملمكن يف ذا القسم

عبادبعون ريب راحم ال

شرط الزكاة يف التجار احلول

يا نبيال" ختري املالك

بعد الكتاب يا أخي كن دارية

كذا رووا" ميلكه بقيمة

بثلثني قبل فصل أول

صاح مشر ترتفع" مبهر مثل

حمله منه بفصل رابع

"وقيل املنوي"إليك لفظه

بفصله الثاين أتى مندرجا

فافهم واحذر التغافال" يدخل

مهم حفظه" فيف قول السي"

فحاذر خيتفي" قول كفعله"

يف الفصل بعده أيا من رامه

فخذ ما تلفي" أوضح رأسه

لفصله قد جاء آخر مجلة

فادر تكن نبيال" قيمتها

يف نصفه العاشر جا بواضح

إن ذا ألمر مربم" العضو

حادي عشر جاء بال جمادلة

"وقيل بالسوية"ولفظه

للعلم خذه بكتاب الدعوى

إن ادعى مباشرة: وقيل"وهو

وثالث العشر أتاك بعده

بعد الكتاب فادر هذا واحتذي

مت ما قد قيال" من رأس املال

وهي به تكون أربع عشرا

فاحفظ ما ذكرت تنجب" التفصيل

محدا ملن يسر على ختمه

وصحبه ومن على منواله

-:والثالثة املعرب عنها بـ يف قول

-اعتمده شيخنا ) ٢٤٢"(ويف قول يقع مبهر مثل: "ول، وهويف كتاب اخللع قبل الفصل اال: أحدها

).٢٤٣(كوالده، تبعا حملمد بن أمحد عبدالباري األهدل، واعتمده القليويب -عافاه اهللا

اعتمده شيخنا ) ٢٤٤"(ويف قول السيف: "ثانيها، يف باب كيفية القصاص يف الفصل الثاين، وهو قوله

).٢٤٥(مد بن أمحد عبدالباري األهدل، واعتمده القليويبكوالده تبعا لشيخ اإلسالم السيد حم

والسيد حممد -عافاه اهللا-اعتمده شيخنا) ٢٤٦"(ويف قول كفعله: "يف هذا الفصل أيضا، وهو: ثالثها

.رمحهما اهللا تعاىل) ٢٤٧(بن أمحد عبد الباري والقليويب

التعبري بالقولني

اخلالفية يف املسألة، وكون اخلالف أقواال للشافعي أكثر : يستفاد منه ثالث مسائل) القولني(وتعبريه بـ

من اثنني، وأرجحية أحدمها بترجيح األصحاب له، أو بالنص ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باألقوال ستة

-:عشر عبارة

.من تلزمه الزكاة: يف باب: أحدها

.اخل...شرط املرهون به : يف فصل: ثانيها، وثالثها

.ختالف املتبايعنيورابعها يف ا

اخل..إذا ظننا: يف كتاب الوصايا يف فصل: وخامسها

.يصح عقد اإلجارة: يف كتاب اإلجارة، يف فصل: وسادسها

.يف كتاب اجلراح: سابعها

.يف كتاب الكفارة: ثامنها

.يف كتاب العدد: تاسعها

.أعسر بنفقتها: يف كتاب النفقات، يف فصل: وعاشرها، وحادي عشرها

.يف كتاب الردة: رها، وثالث عشرها، ورابع عشرهاثاين عش

.يف كتاب العتق: وخامس عشرها

.يف فصل الكتابة الفاسدة: وسادس عشرها

التعبري بالنص واملنصوص

خيتلف مقصودة بكل منهما، فإنه تارة يعرب بالنص، ويعين به نص ) النص، واملنصوص(وتعبريه بـ

.الشافعي فقط

.ويعين به الراجح عنده من نص الشافعيوتارة يعرب باملنصوص،

- :أو وجه لإلصحاب، فيستفاد من تعبريه بالنص أربع مسائل: وقوله

.األوىل، اخلالفية، مبعىن أن مقابل النص خيالفه

.األرجحية، يعين أن ما عرب فيه بالنص هو الراجح يف املذهب : الثانية

.كون النص من أقوال الشافعي فقط: والثالثة

.أن مقابله ضعيف ال يعمل به: عةوالراب

-:ويستفاد من تعبريه باملنصوص أربع مسائل

.اخلالفية، يعين أن يف املسالة خالفا مذكورا : األوىل

.األرجحية، مبعىن أن ما عرب فيه باملنصوص هو الراجح: والثانية

.بكون املنصوص عليه هو إما قول الشافعي، أو نص له، أو وجه لألصحا: والثالثة

.كون مقابله ضعيفا ال يعمل به: والرابعة

-:ومجلة ما يف املنهاج من ذكر النص ستة عشر

.يف كتاب الطهارة : األول

.يف باب أسباب احلدث : والثاين

.يف باب صفة الصالة : والثالث

.يف باب سجود السهو : والرابع، واخلامس، والسادس

.والسابع يف الكسوفني

.ة اجلماعة يف باب صال: والثامن

.يف كتاب اجلنائز : والتاسع، والعاشر

.يف الفصل بعد كتاب اإلقرار : واحلادي عشر

.يف فصل جتب سكىن : والثاين عشر

.والثالث عشر يف كتاب الزنا

.يف كتاب السرقة : والرابع عشر

.يف فصل حلف ال يأكل هذه التمرة : واخلامس عشر

.كتاب التدبري يف الفصل الثاين بعد: والسادس عشر

-:ومجلة ما عرب فيه بلفظ املنصوص ثالثة عشر

.يف التيمم : األول

.يف باب صفة الصالة : والثاين، والثالث

.يف باب صالة اجلماعة : والرابع، واخلامس

.يف كتاب اجلنائز : والسادس

.يف الفصل الثالث من اجلنائز : والسابع

.يف كتاب الوقف : والتاسع.يف باب زكاة الفطر : والثامن

.يف باب قسم الصدقات : والعاشر

.يف باب النكاح : واحلادي عشر

.يف كتاب االضحية : والثاين عشر

.يف فصل من عتق عليه: والثالث عشر

)يف وجه كذا(التعبري بـ

-:يستفاد منه أربع مسائل) يف وجه كذا(وتعبريه بـ

.اخلالفية يف املسألة بني األصحاب

.اخلالف أوجها ثالثة فأكثر لألصحاب كون: والثانية

.ضعف الوجه املذكور : والثالثة

.كون مقابله هو األصح أو الصحيح، والعمل باملقابل : والرابعة

.وقد يصف الوجه بالشذوذ، فيفيد قوة ضعفه، أو يصفه بواه، واملراد ضعيف جدا

وضعا منها وجه موصوف بالشذوذ يف سبعة وعشرون م) يف وجه كذا(ومجلة ما يف املنهاج من الرمز بـ

.الفصل الثالث بعد كتاب اإلقرار، ومنها وجه موصوف بواه يف كتاب الغصب

التعبري بالوجهني

يستفاد منه اخلالفية واحنصارها يف وجهني، وكون اخلالف لألصحاب، وكون ) الوجهني(وتعبريه بـ

.مقابل الضعيف منهما األصح أو الصحيح

-:اج من ذكر الوجهني سبعة مواضعومجلة ما يف املنه

.يف كتاب صالة اجلماعة، وفيه التعبري بالطريقني، وال ثاين له : األول

.يف الوكالة : والثاين

.يف باب الصلح : والثالث

.يف فصل الطريق النافذ : والرابع

.يف الفصل الثالث بعد كتاب الطالق : واخلامس

.يلزمه : يف النفقات يف فصل: والسادس

-:يف باب صفة الصالة، وكلها مرجحة إال يف موضعني: السابعو

.يف كتاب صالة اجلماعة : أحدمها

.يف كتاب النفقات فتركهما اإلمام النووي بال ترجيح فرجحهما األئمة األعالم رضي اهللا عنهم: والثاين

التعبري باألوجه

-:يستفاد منه أربع مسائل) األوجه(وتعبريه بـ

.رها يف أكثر من وجهني اخلالفية، واحنصا

.وكون اخلالف لألصحاب

.وكون مقابل الضعيف منها األصح والصحيح

-:ثالث مسائل) يف قول أو وجه(ومجلة ما يف املنهاج من املسائل املذكورة بـ

.يف قسم الصدقات : إحداها

.عاشرها كزوج : يف فصل: وثانيها

.قتل مسلما: يف كتاب اجلراح، يف فصل: وثالثها

)يف قول أو وجه(لتعبري بـا

-:يستفاد منه) يف قول أو وجه(وتعبريه بـ

.اخلالفية، والتردد يف كوا من أقوال الشافعي أو من أوجه األصحاب

.وكون الوجه أو القول ضعيفا

.األصح أو الصحيح: األظهر أو املشهور، ويف الوجه: وكون مقابله يف القول

-:ثالث) يف قول أو وجه(ل املذكورة بـومجلة ما يف املنهاج من املسائ

.يف كتاب اخللع، يف الفصل الثاين : إحداها

.عاشرها كزوج : يف العدد، يف فصل: وثانيها

.يف كتاب الرضاع: وثالثها

)كذا أو وكذا(التعبري بـ

- :اخلالفية فيما بعدها، فإن عرب بعدها بـ: يستفاد منه) كذا أو وكذا(وتعبريه بـ

.الصحيح األصح فمقابله

.أو بالصحيح فمقابله الضعيف

.أو باألظهر فمقابله الظاهر

.أو باملشهور فمقابله اخلفي، وقد علمت االصطالح فيها مما مر

.ثالمثائة وثالثة وتسعون ) كذا(ومجلة ما يف املنهاج من التعبري بـ

.منه فذكره ولعله ظن صدور ذلك) وكذا يف قول قدمي: (هذا ومل يقع للمصنف التعبري بقوله

ال ينافيه عدم وقوع هذه يف كالمه؛ ألنه مل يذكر أنه قاهلا، بل إن صدرت فهي : "قال يف التحفة

).٢٤٨). (كسابقها

زيادات النووي على احملرر

: مجلة ما زاده النووي على ما يف احملرر مائة واثنتان ومثانون مسألة مميزة عن قول احملرر بقوله يف أوهلا

منها حنو مخسني رد منه على صاحب احملرر، ألن صاحب احملرر ذكرها " واهللا اعلم"ها ويف آخر" قلت"

.على خالف املختار يف املذهب

كقوله يف ) قلت(مائة واثنتان وثالثون مسألة زيادة منه، وقد يزيد لفظة أو لفظتني بدون ذكر : والثاين

، )٢٥٠"(يف عضو ظاهر: "يف التيمميف قوله ) كثري(و) ظاهر(، وكـ)٢٤٩"(وال يتكلم: "فصل اخلالء

).٢٥٣(وهي جزء كلمة) ٢٥٢"(أحق ما قال العبد: "وكاهلمزة يف) ٢٥١"(وجبرحه دم كثري"

:مجلة كتب وأبواب وفصول وفروع املنهاج

.أربعة وستون كتابا: مجلة كتب املنهاج) فائدة(

.اثنان ومخسون بابا: وأبوابه

.مائتا فصل وأحد عشر فصال: وفصوله

.أحد عشر فرعا: فروعهو

)يف قول(و) قيل(املسائل الضعيفة يف املنهاج بدون صيغة

-):٢٥٤(سبع عشرة مسالة) يف قول(و) قيل(ومجلة املسائل الضعيفة يف املنهاج بدون صيغة

.يعين النية، واألصح أن االستدامة غري واجبة" واستدامتها: "يف التيمم، وهي قوله: أوهلا

.واملعتمد أنه يشترط القرب، وهي ثالمثائة ذراع" أصحهما"ماعة، وهي يف اجل: وثانيهما

.واملعتمد أنه مثان " اثنا عشر يف الضحى"يف النفل، وهي : وثالثها

.واملعتمد القضاء" وال قضاء يف األظهر: "يف باب صالة اخلوف، وهي قوله: ورابعها

.واملعتمد احلرمة " كره املعصفروي: "وهي قوله) أقل القرب(يف اجلنائز، يف فصل : وخامسها

.واملعتمد خالفه " قلت األصح املنصوص ال يلزم احلرة: "يف باب زكاة الفطر، وهي قوله: وسادسها

فهو مكروه عند " وكذا ثوبه يف األصح: "وهي قوله) ينوي ويليب(يف كتاب احلج، يف فصل : وسابعها

.ابن حجر، ومباح عند الرملي

واملعتمد عند األكثرين أن الدم يف ترك املأمورات " دم ترتيب"ت اإلحرام، وهي يف باب حمرما: وثامنها

.دم ختيري وتعديل، كما يف دم احللق

.ألن اهلبة بثواب يف معىن البيع" وكذا ذات الثواب: "يف باب اخليار، وهي قوله: وتاسعها

واملعتمد أنه يصح؛ " عليه باطلوبيع الدين لغري من : "يف باب حكم املبيع قبل قبضه وهي قوله: وعاشرها

.الستقراره، كبيعه ممن هو عليه، وهو االستبدال

ضعفه ابن حجر واعتمد القليويب واملغين " ولغريه باطله: "يف كتاب اهلبة، وهي قوله: احلادية عشرة

.بطالن هبة الدين فلم يضعفا كالم املنهاج

وال تدخل قرابة أم يف وصية العرب يف : "يف الوصايا يف الفصل الثالث، وهي قوله: والثانية عشرة

.واملعتمد أا تدخل كالعجم " األصح

واملعتمد عدم " قلت وكذا بغريها على األصح املنصوص: "يف كتاب النكاح وهي قوله: والثالثة عشرة

.احلرمة هنا، قاله القليويب

".إن قلنا إنه جيرب: "يف كتاب الصداق، وهي قوله: والرابعة عشرة

واملعتمد " "وزوجته احلربية على املذهب: "يف كتاب السري يف الفصل الثاين، وهي قوله: سة عشرةواخلام

.كما يف التحفة" فيها اجلواز، كزوجة حريب أسلم

واألصح " أو خمتلف فيه مل جيب: "يف كتاب الشهادات آخر الفصل الثاين، وهي قوله: والسادسة عشرة

؛ ألن للشاهد أن يتحمل شهادة على ما خيالف معتقده ويوءدي عند هو املعتمد: "الوجوب، قال القليويب

".حاكم يراها

" عتق وسرى وعلى سيده قيمة باقيه: "يف كتاب العتق آخر الفصل األول، وهي قوله: السابعة عشرة

).٢٥٥(وهو مرجوح، واملعتمد عدم السراية، كما يف القليويب

القوة والضعيف من املصطلحات

ن األظهر من جهة أن املشهور قريب من املقطوع به، ألنه يقابله اخلفي، وهو ال جيوز املشهور أقوى م

.العمل به

وأما من جهة التصحيح، فتصحيح األظهر أقوى من تصحيح املشهور، ألنه يقابله الظاهر، وهو جيوز

الف املشهور العمل به كما عرفت مما مر، ألن قوة مقابله تشعر بصرف العناية للتصحيح صرفا كليا خب

) .٢٥٦(بضعف مقابله املغين عن متام صرف العناية للتصحيح، وكذا يقال يف األصح والصحيح

اختالف عبارات النووي التصحيحية

يف حكم واحد، وهذا منشأ ) الصحيح(ويف املنهاج بـ) األصح(وقد يوجد منه التعبري يف الروضة بـ

.رجع إىل تأمل املدرك اختالف االجتهاد يف األرجحية، فعند التعارض ي

، فإن عرف أن )األصح(، ويف بعضها التعبري عن ذلك بـ)األظهر(ويوجد له يف بعض كتبه التعبري بـ

اخلالف أقوال أو أوجه فواضح، واألرجح الدال على أنه أقوال؛ ألن مع قائله زيادة علم بنقله عن

).٢٥٧(الشافعي رضي اهللا تعاىل عنه خبالف نافيه عنه

اصطالحات يف الفقه الشافعي: لسابعاملبحث ا

يريدون ) اإلمام:(اتفاق طائفة خمصوصة على أمر خمصوص بينهم فحيث قالوا: اعلم أن االصطالح هو

.به إمام احلرمني أبو املعايل عبد امللك بن حممد اجلويين

).٢٥٨(عند اإلطالق يريدون به القاضي حسني) القاضي(و

).٢٦٠(واملاوردي) ٢٥٩(اينيريدون ما الروي) القاضيان(أو

.يريدون به اجلالل احمللي، شارح املنهاج) الشارح احملقق(أو ) الشارح(أو

.يريدون به واحدا من الشراح ألي كتاب كان) شارح(أو

.فهو أعم من شارح ) قال بعضهم(أو

.يريدون ما الرافعي والنووي) الشيخان(أو

.ووي والسبكييريدون م الرافعي والن) الشيوخ(أو

فرييد به شيخ اإلسالم زكريا األنصاري وكذلك اخلطيب، وهو مراد ) شيخنا: (وحيث قال يف التحفة

).الشيخ:(صاحب النهاية بقوله

أفىت به : (، وهو مراد اجلمال بقوله)٢٦١(فرييد به الشهاب أمحد الرملي) شيخي(وإن قال اخلطيب

.فهو احتمال) ال يبعد كذا(أو )الوالد

.فهو إشارة إىل التربي منه، أو أنه مشكل) على ما مشله كالمهم(أو

.فهو عدم ارتضائه) وإن صح هذا فكذا)(كذا قاله فالن(فهو ترب، أو مشكل ومثله ) كذا قالوه(أو

.فهو املعتمد) كما أو لكن(أو

قاعدة كما ولكن يف التحفة

أن املعتمد ما بعد لكن حمله إذا مل يسبقه أن ما بعد كما معتمد يف التحفة، وأن ما اشتهر من "واعلم

لكن املعتمد كذا واألوجه كذا، فهو حينئذ : إال إن قال) ٢٦٢"(كما، وإال فهو حينئذ املعتمد عنده

) .٢٦٣(املعتمد

.يعين به األظهر من القولني أو األقوال للشافعي) على املعتمد: (وقول ابن حجر

.من الوجهني أو األوجه لألصحاباألصح : يعين به) على األوجه: (وقوله

) هذا كالم فالن(أو ) على(بذكر ) على ما قاله فالن: (فصيغة بتر كقوهلم) على ما اقتضاه كالمهم(أو

.كله بتر، واملعتمد مقابله

ما يفهم فهما واضحا من الكالم العام لألصحاب املنقول عن صاحب : حبث، وهو) والذي يظهر(

.املذهب بنقل عام

.يريدون نقال خاصا) نر فيه نقالمل(أو

فإن ضبطوه بفتح امليم الثانية فهو راجح، أو بالكسر فاملعىن ذو احتمال مرجوح، فإن مل ) هو حمتمل(أو

يضبطوه بشيء يلزم مراجعة كتب املتأخرين، فإن وقع بعد أسباب التوجيه فهو بالفتح راجح، أو بعد

.أسباب التضعيف فهو بالكسر مرجوح

إن كان لغري النووي فهو خارج عن صاحب املذهب، فال يعول عليه، وإن وقع ) على املختار(أو

للنووي يف الروضة فهو مبعىن األصح يف املذهب ال مبعناه املصطلح عليه إال يف اختياره عدم كراهة

.املشمس فهو مبعىن الضعيف

.فهو ضعيف إال أن يلحقوه بترجيح فيكون راجحا) وقع لفالن كذا(أو

.فاملراد عبارة النووي يف الروضة اليت خلصها واختصرها من لفظ العزيز) يف أصل الروضة(أو

.فاملراد الزائد فيها عن لفظ العزيز) يف زوائد الروضة(أو

.فاملعىن واحد) حكاه فالن عن فالن(أو ) نقله فالن عن فالن(أو

.أي ارتضاه) سكت عليه(أو

).٢٦٤(به فهو كاجلازم) أقره فالن(أو

.معناه أنه معلوم من كالم األصحاب، وإمنا لألذرعي التنبيه عليه ال غري) نبه عليه األذرعي(أو

.فاملراد أن ذلك من عند نفسه) كما ذكره األذرعي(أو

.فهو من حبث القائل) الظاهر كذا(أو

.هو ما فهم من األحكام بطريق القطع) الفحوى(و

.احلكم بالشيء ال على وجه الصراحةهو ) القضية(و ) املقتضى(و

.فهو مبعىن قال إال أنه أكثر ما يقال فيما شك فيه) زعم فالن(أو

: ومن اصطالحهم أم إذا نقلوا عن اإلمام احلي فال يصرحون بامسه ألنه رمبا رجع عن قوله وإمنا يقال

.فإن مات صرحوا بامسه ) قال بعض العلماء(

تعني عليه سوق العبارة املنقولة بلفظها ومل جيز له تغيري شيء منها وإال ) ارتهوعب(واملقرر الناقل مىت قال

.كان كاذبا

كان باخليار بني أن يسوق عبارته بلفظها أو مبعناها من غري نقلها، لكن ال جيوز له ) قال فالن: (ومىت قال

.تغيري شيء من معاين ألفاظها

.مبا هو املقصود فاملراد أن يأيت من ألفاظه) ملخصا: (وقوهلم

.املراد به التعبري عن لفظه مبا هو املفهوم منه) املعىن كذا: (وقوهلم

.وما اشتق من الورود يقال ملا ال يندفع بزعم املعترض ) فريد عليه كذا: (وقوهلم

.وما اشتق منه أعم منه من غريه) ويتوجه: (وقوهلم

.اقد يقال ملا فيه ضعف شديد أيض)مع ضعف فيه: (وقوهلم

.ملا فيه ضعف ضعيف) ولقائل: (وقوهلم

.وحنوه ملا فيه قوة سواء حتقق اجلواب أم ال) وفيه حبث(أو

.صيغ متريض تدل على ضعف مدلوهلا حبثا كان أو جوابا) ميكن(و) ال يبعد(و) يقال(و) قيل(و

أو حنو ذلك ) تنقيحه( وأ) حتريره(أو ) حمصله(أو ) حاصله(ملا هو خاص بالقائل أو ) قلت(أو ) أقول(أو

.فإشارة إىل قصور يف األصل أو اشتماله على حشو

.إشارة إىل دقة املقام مرة، وإىل خدش فيه أخرى، فهو إشارة إىل اجلواب القوي) تأمل(

.بالفاء إشارة إىل الضعيف) فتأمل(

.إشارة إىل األضعف) فليتأمل(

.يستعمل يف لزوم الفساد) وفيه نظر(

.كان بسؤال قوي فجوابه أقول أو نقول بإعانة سائر العلماءإذا ) ولقائل(

.إذا كان السؤال ضعيفا فجوابه أجيب ويقال ) فإن قيل(

.ملا كان أضعف وجوابه ألنا نقول ) ال يقال(

.للسؤال إذا كان قويا وجوابه قلنا أو قلت) فإن قلت(

.يقال ملا فيه اختالف وضعف ما قالوه) قيل(

.ال لإلمجال بعد التفصيليق)حمصل الكالم(

.يقال للتفصيل بعد اإلمجال) وحاصل الكالم(

.ارتكاب ما ال جيوز عند احملققني وقد يطلق على ارتكاب ما ال ضرورة فيه) والتعسف(

.يستعمل يف كالم ال خطأ فيه) وفيه تساهل(

.هو استعمال اللفظ يف غري موضعه األصلي كااز) التسامح(

.ل الفكرهو إعما) التأمل(

.تصرف القلب بالنظر يف الدالئل) التدبر(

.للسؤال يف املقام) تدبر(

.مبعىن التقرير والتحقيق ملا بعده) فتدبر(

.يستعمل يف اجلزئي واإلمجايل) ويف اجلملة(

.يف الكليات والتفصيل) وباجلملة(

.ا للمقيد املذكور قبلهاقد جييء حشوا أو بعد عموم حثا للسامع، وتنبيه) اللهم إال أن يكون كذا(

.صيغ فرق) ميكن الفرق(و) إال أن يفرق(و) وقد يفرق(

.كلها جواب من قائله) لك أن جتيب(و) إال أن جياب(و) وقد جياب(

.صيغ رد) ميكن رده(و) ولك رده(

.صيغة ترجيح) لو قيل كذا(

).بأو أقر(ومثله ) لكان قريبا(ومثله ) ليس ببعيد(ومثله ) مل يبعد(ومثله

وإذا اختلف املصنف والفتوى فالعمدة ما يف املصنف، وإن وجدنا كالما يف الباب وكالما يف غري الباب

.فالعمدة ما يف الباب

فهو إشارة إىل اخلالف، فإن مل يوجد خالف فإن مل يوجد خالف فهو لتعميم ) ولو(أو ) وإن: (وإن قالوا

.ال يرد املنقول واملفهوم ال يرد الصريح احلكم، وأن البحث واإلشكال واالستحسان والنظر

تعارض الترجيح من حيث دليل املذهب والترجيح من حيث العمل ) األشهر كذا والعمل على خالفه(

.فساغ العمل مبا عليه العمل

.صيغة ترجيح) وعليه العمل(وقول الشيخني

.املذهب الغري يقال فيما يتعلق بأهل) هذا الخالف فيه(و) هذا ازوم به(و) اتفقوا(

.يقال فيما اجتمعت عليه األئمة) هذا جممع عليه(

.دليل على أم مل يرو فيه نقال) ويف صحته نظر(

األغلب استعماهلا يف املندوب تارة والوجوب أخرى، وحيمل على أحدمها بالقرينة وقد يستعمل ) ينبغي(

.للجواب والترجيح

.ةقد تكون للتحرمي أو الكراه) ال ينبغي(

.ادعاه لنفسه وهو لغريه) وانتحله(

.تأكيد للضعيف) وليس بشيء(

.صيغة رد) ويف النفس منه شيء(

.صيغة توجيه) وزعم كذا ممنوع(

).٢٦٥(صيغة استغراب) مل أعثر عليه(

عالقة املذهب الشافعي بالتصوف: املبحث الثامن

فعي والتصوف مما دفعهم للتساؤل عن يظن الكثريون أن هناك ارتباطا والتصاقا قويا بني املذهب الشا

.السبب الكامن وراء ذلك

واحلقيقة أن هذه نظرة قاصرة فالتصوف وإن كان منتشرا بني كثري من الشافعية إال أنه ال يعىن أقتصار

التصوف على أتباع هذا املذهب، إذ من املعلوم أن التصوف مل يعرف بالصورة اليت هو عليها اآلن إال

ام الشافعي وتالميذه وردحا من عصر أصحاب الوجوه، ويف هذه املرحلة مل يكن أحد متأخرا عن اإلم

يتبع هذا املنهج بل على العكس كان كثريون من فقهاء املذهب يشنعون على من حيكى عنه شيئ من

هذا خماريق الصوفية واليت كانت ما زالت يف بداياا، ومل يكن الفقهاء يلقون هلم باال البتة، إال أنه بدأ

الفكر يدب يف صدور بعض املتفقهه يف أواخر القرن اخلامس إال أنه كان ضعيفا مل يتبوء بعد مكانا يف

الفكر الفقهي والعلمي ومل يصبح ظاهرة تعم كثريين، لكنه أنه زاد مع الزمن زاد انتشارا وزاد مؤيدوه

فقهاء وزادوا يف الغلو أشياء، وأسهم بعض املتفقهة بشكل كبري وفعال يف انتشار التصوف بني طائفة ال

احلنفية، واملالكية والشافعية وحىت احلنبلية : فانتشر التصوف بكافة أشكاله يف املذاهب الفقهية مجيعا

.كذلك إال أنه فيهم أقل من غريهم

بل ميكن أن نقول إن الفرق الصوفية املنتسبة للحنفية واملالكية كان يكثر فيها البدع الكفرية نظرا

عن مركز العامل اإلسالمي، إذ إن األحناف غلبوا على بالد العجم يف املشرق واملالكية كذلك يف لبعدها

املغرب مما أفسح اال لنمو اخلرافات والبدع الكفرية واليت يكاد يصبح بسببها بعض الطرق الصوفية

.أديانا قائمة بذاا

امل اإلسالمي إىل ما قبل قرون قليلة حيث وهذا خبالف الشافعية والذين كان أكثر حضورهم يف قلب الع

.انتشر يف املشرق أيضا يف ماليزيا وأندونيسيا وغريمها

: كما أنه اشتهر بني فقهاء الشافعية املتاخرين حماربة خرافات الصوفية وخاصة أصحاب ابن عريب، منهم

بن احلسني وعبد الرحيم) ٨٠٥ت(والعالمة عمر بن رسالن البلقيين ) ٨٨٥ت(إبراهيم البقاعي

.وغريهم كثري) القول املنيب عن ترمجة ابن عريب(واحلافظ ابن حجر له كتاب ) ٨٠٦ت(العراقي

ويف اليمن ض الكثري من الفقهاء بالرد على هذا التوجه البدعي فيؤلف الفقيه حممد بن موسى الذوايل

يف أمور العبادة، وكان وهو يف الرد على الصوفية وبيان تكلفهم) نصيحة املتكلفني(كتاب ) ٧٩٠ت(

هذا الكتاب فاحتة ردود عديدة وضعها بعده جمموعة من العلماء الشافعية، فجاء بعده العالمة أمحد بن

، مث تاله أبو بكر بن )بيان فساد مذهب ابن عريب(فكتب كتابا بعنوان ) هـ٨١٥ت(أيب بكر الناشري

صوفية فأقامهم وأقعدهم، مث جاء الفقيه وقد اشتهر كتابه يف الرد على ال) هـ٨١١ت(حممد اخلياط

كشف الظلمة عن هذه (وله يف الرد عليهم كتاب ) هـ٨٢٥ت(حممد بن علي نور الدين املوزعي

وقد آذوه اشد املؤاذة، مث كان ظهور ابن املقري واشتهار أمره يف مقالته بتكفري الصوفية من أتباع ) األمة

لى شخصية ابن املقري الفقيه األديب فال أحد يذكر ابن بن عريب، حىت كادت هذه الناحية أن تطغى ع

الرد على الطائفة (املقري إال برده على الصوفية ومع أنه ترك يف نقد الصوفية مؤلفا مستقال بعنوان

إال أن هذا الكتاب ال يكاد يعرف جبانب قصائده السارة يف تكفري الصوفية اليت حفل ) الصوفية الغوية

يف كتابه روض الطالب وهو اختصار للروضة ويعترب من أروع كتب الفقه ا ديوانه، كما صرح

.اإلسالمي عامة والشافعي خاصة صرح يف كتاب الردة منه بتكفري طائفة ابن عريب

منتقدا الصوفية بعد أن درس ) كشف الغطا(كما ألف العالمة احلسني بن عبد الرمحن األهدل كتاب

ل يف شبيبيت وشيبيت أتصفح مذهبهم من كتبهم وكتب أهل السنة مل أز: "أقواهلم وأحواهلم حيث قال

ويعين ذا مذهب ابن ) ٢٦٦"(حىت أطلعين اهللا على حقيقة مذهبهم وأنه أخبث النحل وأكفر امللل

.عريب

املذهبية: املبحث التاسع

بضرورة مغالني فيها وجعلها الوسيلة الوحيدة للتفقه والقول: انقسم الناس يف املذهبية على قسمني

ووجوب التقليد وتبع هذا احلط من مقام علماء كبار دعوا إىل العودة إىل القرآن والسنة وملزهم بشىت

أنواع اللمز واالزدراء وحتس من كالم بعض املقلدة املتعصبني أنه يتكلم عن حيوان أو ميتة جربة ال

أهل العلم، ويكفي أن أضرب ميكن مسها، بل أدى األمر ببعضهم إىل الثناء على املبتدعة على حساب

مثاال على ذلك مبا يف مقاالت حممد زاهد واليت أطرى فيها رجال شيعيا مبتدعا ونقل عنه تكفرية لإلمام

الشوكاين على الرغم من أن هذا الرجل حكم عليه بالقتل ردة متهما بتعاطيه السحر، وأما الشوكاين

.عليه املتعصبة فمقامه معلوم لكن عندما دعا إىل نبذ التعصب شغب

والقسم الثاين مغالني يف اجلهة االخرى حيث رفضوا املذاهب وعدوها بدعة الجيوز اتباع آرائها وأن

الواجب هو العودة إىل القرآن والسنة، ويبدوا أن هذا التوجه كان ردة فعل لغلو املقلدة يف تقليد اإلئمة

.والتعصب هلم ولو كان على حساب القرآن والسنة

:الذي ال يصح سواه هو أن األمر وسط بني هؤالء وهؤالء، فيقال والصواب

إن املذاهب الفقهية هي حصيلة نظرات واجتهادات العلماء من لدن الصحابة إىل اآلن وفيها من : أوال

.العلم اجلم ما بفوق الوصف فشطبها جبرة قلم أو كلمة عابرة خطأ فادح ال ميكن التجرؤ عليه

لدراسة املذهبية على أي مذهب كان هي أفضل وسيلة للتفقه والتمرس يف جمال وجهة نظري أن ا: ثانيا

العلم الشرعي الفقهي واألصويل، إذ إن الطالب يتمكن من مدرسة فقهية قد كفي خدمتها إذ ضبطت

أقوال إمام املذهب وفقه وفروع املذهب، ويتناسق هذا مع منهجها األصويل والتقعيدي فيستطيع الطالب

.ملسائل وخترجيها على األدلة والفروع اليت ذكرها الفقهاءمن قياس ا

ولكن ال يعين هذا البته أن الدراسة غري املذهبية ال جتدي نفعا بل هي وسيلة سديدة أيضا للتفقه، ولكنها

من وجهة نظري تبقى قاصرة عن سابقتها وهذا ما رأيته جليا يف كثري من طالب العلم ممن مل يدرسوا

.الفقه املذهيب

مع أن دراسة كتب الشوكاين مثال كالدراري والنيل وغريمها هو يف احلقيقة دراسة مذهبية لفقه هذا

.اإلمام

أننا عندما حنبذ دراسة الفقه املذهيب حنبذ أن يدرس طالب العلم املذهب املنتشر يف بلده، لكي : ثالثا

إىل إفتاء علماء املذهب، يف حني أن من يعرف اخللفية الفقهية ألعمال وعوائد الناس ألا كثريا ما تستند

.مل يتعلم ذلك قد يسارع إىل اإلنكار واالستغراب

أنه ينبغي أن يستقر يف ذهن الطالب وهو يدرس الفقه املذهيب أنه إمنا يدرسه من أجل التفقه : رابعا

ننا نشدد على والتمرس فيه ومعرفة طرق استدالل واستنباط الفقهاء، وكوننا حنبذ الدراسة املذهبية فإ

احلذر مما قد يعتري الطالب يف بداية طلبه من عيوب علمية قاتلة مثل التعصب املذهيب، ونقول إياك إياك

إياك يا طالب العلم من هذا الداء العضال الذي أودى باألمة املسلمة دينيا وثقافيا واجتماعيا وكان من

ترات املسلمني وانتشار للبدع هو فترة األسباب العظمى يف ختلف املسلمني، وأنت تالحظ أن شر ف

التعصب املذهيب وهلذا حاول بعض العلماء أن يكسروا هذا الطوق ملا رأوا فيه من اجلناية العظمى على

.الدين والتدين

ويكفي أنه من مساوئ هذا املرض أنه امتد إىل الصالة يف املسجد وتفريق كلمة املسلمني يف أطهر البقاع

رأسها املسجد احلرام، فقبل فترة وجيزة من الزمن كانت تقام أربع مجاعات يف آن وهي املساجد وعلى

واحد للمذاهب األربعة هكذا ودون حياء من اهللا أن يقابلوة ذا التشرذم والتفرق والبدعة، إن

الدراسة املذهبية اليت توصل إىل هذه املآسي ال نعنيها وال تعنينا يف شيء بل جيب حماربتها ونبذها

.التحذير منهاو

كما أن من مظاهر هذا التعصب أن تزيد كل أتباع مذهب على غريه، وأخذت هذه املزايدات أمرا

عجبا، فبعض األحناف يقولون إن املهدي سيحكم مبذهب أيب حنيفة، وبعضهم يقول مىت كان احلكم يف

ملغرب، ومذهب أيب الشام ومصر واحلجاز لغري شافعي خربت، ونفس الكالم يقال يف مذهب مالك يف ا

حنيفة يف بالد ما وراء النهر، وكأن هذه األراضي صارت أوقافا للمذاهب األربعة، وهذا كالم خاطئ

بال شك، إذ فيه تأيل على اهللا، كما أنه من أخربهم أن املهدي حيكم مبذهب أيب حنيفة وأن ديارا بعينها

هو إال نتيجة للصراع املذهيب الذي دارت ستخرب إن وافقت أئمة آخرين، إنه كالم ال دليل عليه وما

.رحاه يف فترة من فترات األمة األمة اليت غفلت فيها عن هدي را

ما نريده هو أن يدرس الطالب مذهبا وأن يصاحب هذا قراءة كتب السنة مبتدءا بالصحيحني مث السنن

يل األوطار، وهو يف كل فإن مل يتيسر فليقرأ يف كتب أحاديث األحكام وشروحها واليت من أروعها ن

هذا غري متقيد باملذهب إذا ما خالف النص الصحيح الصريح، ألن اهللا تعبدنا بشرعه ال بشرع غريه،

إذا :"وإن مما اتفق عليه فقهاء اإلسالم مقولة شهرية يقرأها الكثريون وخاصة املتعصبون وال يطبقوا وهي

" كل يؤخذ من قوله ويترك إال صاحب هذا القرب: "وقدميا قال مالك بن أنس" صح احلديث فهو مذهيب

.ومقوالت األئمة كثرية يف احلث على اتباع السنة وترك االجتهادات املخالفة هلا

كما أن على طالب العلم أن يتنبه ملرض خطري كثريا ما يصيب املبتدئني إذ قد جترهم الدارسة املذهبية

يتنقص منه، فال جيوز له أن يفضل أحدا من األئمة للتعصب إلمام على آخر مما قد جيعله يقدح فيه او

حلوم العلماء مسمومة وعادة اهللا من منتقصهم : "تفضيال يؤدي إىل تنقيص غريه، وقدميا قال ابن عساكر

".معلومة

وليس من التنقيص املذموم اعتراض بعض العلماء على بعض وتغليطهم يف بعض مقاالم فإن ذلك أمر

ار الصواب فال يدل على تنقيص وال ازدراء وال غض من منصب املعترض ممدوح يف الشرع إلظه

).٢٦٧(عليه

وليعلم طالب العلم أن احلق غري حمصور يف مذهب دون مذهب، فال يستطيع أحد أن يقول بان مذهب

الشافعي أو أبا حنيفة أو غريمها قد حازا احلق وأنه ال خيرج عنهما كما يزعمه بعض املتعصبة، واملتيقن

الذي يدركه كل من شم العلم أنه ما من مذهب إال وله وعليه، وأن ما من مذهب إال وجتد فيها من و

.غريب املسائل والفتاوى واألقضية ما ينفر منها ويستغرا أهل العلم

قد يقال بأن حيازة مذهب ما للحق غري ممكن ولكن ميكن أن يقال إنه باإلمكان حتديد أقرب املذاهب

ا كالم ال غبار عليه ولكن ترد عليه إشكالية تعيني اجلهة املخول هلا هذا التحديد، ذلك إىل احلق، وهذ

أن كل متأثر مبذهب أو منهج فقهي معني سينظر إىل املذاهب الفقهية األخرى من وجهة نظره وقواعده

.مما يفضي األمر به يف النهاية إىل ترجيح ما رسخ وثبت يف ذهنه

عامي أن يسأل العامل ويعمل مبا أفتاه به، وعلى العامل أن يتحرى الدليل يف وعلى كل نقول األصل يف ال

.فتواه وليتق اهللا ما استطاع

اخلامتة

عندما يقرأ اإلنسان يف تراجم العلماء السابقني وكيف حان طلبهم للعلم ومثابترهم وحرصهم عليه

وصاروا علماء حبق يتسائل اإلنسان وكيف أم بذلوا كامل جهدهم يف حتصيله حىت بلغوا املراتب العليا

هل باإلمكان أن يبلغ درجتهم خاصة أننا نعيش يف عصر قل فيه أهل العلم وأهله، وكثر فيه الصحفيون

واملتفيهقون واملستهزؤون؟

إننا نغفل عن حقيقة مهمة وهي أن هذا الدين حمفوظ حبفظ اهللا وأن أهل الذكر سيبقون إىل ما شاء اهللا

واسع وليس حمجورا على أحد، واألمر لن حيتاج إال اإلخالص مث اجلد واالجتهاد يف السري وأن فضل اهللا

.على هذه الطريق مسترشدا دي اهللا القرآن والسنة متبعا علماء األمة وجتارم الغنية

يذكر البعض ما يسمى باستنساخ النجاح والذي يعين أن لكل ناجح طريقة ما أدت به إىل جناحه وأنه لو

يء بآخرين ومشوا على نفس منهاج هذا الناجح لنجحوا مثله، وأننا ميكن أن نستنسخ الكثري من ج

.الناجحني وحنقق نفس النتائج الناجحة إذا اتبعنا نفس الطرق اليت يتبعها الناجحون

من يريد أن يبلغ درجات العلماء األوائل فليفعل مثل ما : وهذا كالم صحيح إىل حد كبري، وعليه نقول

.علوا، وأن ميضي يف منهاج طلب العلم مثلما رمسوا حينها بإذن اهللا سيصل إىل مثل ما وصلواف

الفهرس

املقدمة

..............................املبحث األول حملات من حياة اإلمام الشافعي

..................................مميزات املذهب الشافعي: املبحث الثاين

....................................أدوار املذهب الشافعي:املبحث الثالث

...........................................تأسيس املذهب: الدور األول

......................................نشوء وانتشار املذهب: الدور الثاين

..................................التحرير األول للمذهب: الدور الثالث

.....................................الدور الرابع التحرير الثاين للمذهب

..........................................من يفىت بقوله: املبحث الرابع

........................................النووي والرافعي: املطلب األول

....................................ابن حجر والرملي: املطلب الثاين

..................منهج التفقه على مذهب اإلمام الشافعي: املبحث اخلامس

.....................................املنهاج وشروحه: املبحث السادس

...................................اصطالحات يف املذهب: املبحث السابع

..........................عالقة املذهب الشافعي بالتصوف: املبحث الثامن

.................................................املذهبية: املبحث التاسع

.................................................................اخلامتة

١/٢٠٨٣تاريخ اإلسالم)) ١

١/١٥٦٧املرجع السابق )) ٢

رجع السابقامل)) ٣

املرجع السابق)) ٤

١٠/٢٥٣البداية والنهاية )) ٥

١/١٢٦٣تاريخ بغداد ) ٦(

١/٢٧٦٢الوايف يف الوفيات ) ٧(

١/٢٣البحر احمليط ) ٨(

٣/١٦٠البحر احمليط) ٩(

١/٢٦١أحكام القرآن للشافعي ) ١٠(

١/٤١١أحكام القرآن البن العريب ) ١١(

١/٦٣١فتح القدير ) ١٢(

مثالجممع األ) ١٣(

لقد مجع الشافعي يف البيت الثاين الركائز املهمة والواجب توفرها يف طالب العلم، فال بد أن ) ١٤(

يكون ذكيا، حريصا على الطلب جمتهدا فيه ال يضيع جزءا من وقته يف ما ال حيقق له مأربه، وقصص

لصفات واليت أرى السلف حافلة بنماذج من االهتمام بالوقت واحلرص عليه، ولكن األهم من هذه ا

قلتها أو انعدامها هو تلقي العلم على أهله وأشدد على قويل أهله، ملا عانينا وال زلنا نعاين ممن تزبب وهو

حصرم، واكتفي بتلقيه على من ليس من أهله فزاغ وأزاغ وضل وأضل، أو يكتفي بقراءة عابرة أو

، وهذا لن يصل إىل مقصوده ولو قرا كتب قراءات متفرقة هنا وهناك ال جيمعها جامع وال يربطها رابط

ال تأخذوا العلم من صحفي، أي من يقرأ يف الكتب دون التتلمذ : العامل أمجع وقدميا قال علماونا

والطلب على أيدي املشايخ، ومثل هذا طول الزمان فقراءة سنوات معدودات بله بضعة أشهر ال يعين

زمن يكفي يف مثله ملثله أن يفقه شرع اهللا وامتالك ناصية أن يكون املرء عاملا مفتيا بل ال بد من مرور

.انظر كتاب املنهج املتكامل لطالب العلم الكامل للمؤلف. علوم اآللة اليت ا يكون الترجيح والنظر

٢/١٢٥٢سنن ابن ماجه ) ١٥(

٤/١٧٦٩ومسلم ٥/٢٢٧٩البخاري) ١٦(

٥/٢٧٤وشرح السيوطي على مسلم ١٠/٥٤٩انظر فتح الباري ) ١٧(

)١/٥٦(طبقات الشافعية البن قاضي شهبة ) ١٨(

.املصدر السابق) ١٩(

رمبا يوافق حممد بن حسن مالك بن أنس : "وعبارته) ١/١٥٤(انظر العرف الشذي للكشمريي ) ٢٠(

".فإنه تلميذه وأقام عنده ثالث سنني ومسع حممد مخسمائة حديث من مالك وهذا من خصوصية حممد

)٢/٢٢١(م انظر ضحى اإلسال) ٢١(

وأما بالنسبة ملسالة ) ١/٤٦حتفة احملتاج (يف مثانية عشر موضعا ( قال اإلمام وقع ذلك للشافعي ) ٢٢(

وإن كان يف املسألة قوالن جديدان فالعمل بآخرمها، فإن مل ) "١/٢٢(املعمول به منهما ففي مغين احملتاج

بأحدمها كان إبطاال لآلخر عند املزين، وقال يعلم فيما رجحه الشافعي فإن قاهلما يف وقت واحد مث عمل

ال يكون إبطاال بل ترجيحا، وهذا أوىل، واتفق ذلك للشافعي يف حنو ست عشرة مسألة، وإن مل : غريه

".يعلم هل قاهلما معا أو مرتبا لزم البحث عن أرجحهما بشرط األهلية فإن أشكل توقف فيه

)١/٤٦(انظر حتفة احملتاج ) ٢٣(

)١١٢وطبقات الفقهاء٢/٦٢ر طبقات الشافعيةانظ) (٢٤(

)١٠١طبقات الفقهاء) (٢٥(

)٢/٥٥طبقات الشافعية) (٢٦(

)٦٣سابق) (٢٧(

)٢/٧٠طبقات الشافعية) ( ٢٨(

)٢/٦١سابق)(٢٩(

)٢/٦٤سابق ) (٣٠(

)٢/٥٨سابق ) (٣١(

)٢/٧٢سابق ) (٣٢(

)٢/٦٥سابق ) (٣٣(

.واالبتهاج) ١/٥٠(انظر التحفة ) ٣٤(

)٤/٦٣(تاوى الفقهية الكربى الف) ٣٥(

وقليال ما يراد م ) ١٤٥انظر الفوائد املكية(أما اآلن وقبله فرياد باملتأخرين من بعد الشيخني ) ٣٦(

)١/٤٣انظر حواشي الشرواين(النووي والرافعي

)٢/٧٥طبقات الشافعية البن قاضي شهبة ) (٣٧(

)٢/٨٥طبقات الشافعية البن قاضي شهبة ) (٣٨(

)٢/١٠٢الطبقات ) (٣٩(

)٢/٩٤الطبقات ) (٤٠(

)٢/٩٧الطبقات ) (٤١(

)٢/٩٨سابق ) (٤٢(

)٢/٩٣الطبقات ) (٤٣(

)٢/١٢٢الطبقات ) (٤٤(

)٢/١٠٩الطبقات ) (٤٥(

)٢/١١٦الطبقات) (٤٦(

)٢/١٠٦الطبقات) (٤٧(

)٢/١٠٥املرجع السابق ) (٤٨(

)٢٠٤طبقات الفقهاء ) (٤٩(

)٢/١٢٦الطبقات ) (٥٠(

)٢/١٣٠بقات الط) (٥١(

)٢/١٤٠سابق ) (٥٢(

)٢/١١٩سابق) (٥٣(

)٢/٩١سابق) (٥٤(

)٢/١٢٤سابق) (٥٥(

)٢/١٤٨سابق) (٥٦(

)٢/١٣٩سابق) (٥٧(

)٢/١٨١سابق) (٥٨(

)٢/١٤٤سابق) (٥٩(

)٣/١٤٣سابق) (٦٠(

)٢/١٦٦سابق) (٦١(

)٢/١٨٤سابق) (٦٢(

)٢/١٥٧سابق) (٦٣(

)١٢٦طبقات الفقهاء) (٦٤(

)٢/١٤٦سابق) (٦٥(

)٢/١٢٩سابق) (٦٦(

)٢/١٧٩سابق) (٦٧(

)٢/١٩٦(سابق) (٦٨(

)٢/١٧٠سابق) (٦٩(

)٢/٢٠٤سابق) (٧٠(

)٢/٢١٨سابق) (٧١(

)٢/٢٣٦سابق) (٧٢(

)٢/٢٢٥سابق) (٧٣(

)٢/٢١٩سابق) (٧٤(

)٢/٢٣٢سابق) (٧٥(

)٢/٢٥٣سابق) (٧٦(

)٢/٢٥٨سابق) (٧٧(

أيب طاهر اإلسفراييين، شيخ الشافعية بالعراق، أمحد بن حممد بن أمحد الشيخ اإلمام أبو حامد بن) ٧٨(

وكان حيرس يف درب، وكان يطالع الدرس : ولد سنة أربع وأربعني وثالمثائة، واشتغل بالعلم، قال سليم

على زيت احلرس، وأفىت وهو ابن سبع عشرة سنة، وقدم ببغداد سنة أربع وستني فتفقه على ابن

لدارقطين، وأيب بكر اإلمساعيلي، وأيب أمحد بن عدي ومجاعة، املرزبان والداركي، وروى احلديث عن ا

وأخذ عنه الفقهاء واألئمة ببغداد، وشرح املختصر يف تعليقه اليت هي يف مخسني جملدا ذكر فيها خالف

العلماء وأقواهلم ومآخذهم ومناظرام حىت كان يقال له الشافعي الثاين، وله كتاب يف أصول الفقه، قال

انتهت إليه رئاسة الدين والدنيا ببغداد، وعلق عنه تعاليق يف شرح خمتصر املزين، : إسحاقالشيخ أبو

وطبق األرض باألصحاب، ومجع جملسه ثالمثائة متفقه، واتفق املوافق واملخالف على تفضيله وتقدميه يف

د رأيته أبو بكر حدثونا عنه، وكان ثقة وق: جودة الفقه وحسن النظر ونظافة العلم، وقال اخلطيب

وحضرت تدريسه ومسعت من مذكراته، كان حيضر درسه سبعمائة فقيه، وكان الناس يقولون لو رآه

)٢/١٧٢سابق(الشافعي لفرح به، تويف يف شوال سنة ست وأربعمائة

علي بن حممد بن حبيب القاضي أبو احلسن املاوردي البصري، أحد أئمة أصحاب الوجوه، قال ) ٧٩(

جوه الفقهاء الشافعني، وله تصانيف عدة يف أصول الفقه وفروعه، تويف يف ربيع اخلطيب كان ثقة من و

)٢/٢٣٠سابق(األول سنة مخسني وأربعمائة

طاهر بن عبد اهللا بن طاهر بن عمر القاضي العالمة أبو الطيب الطربي من آمل طربستان، أحد ) ٨٠(

األول سنة مخسني وأربعمائة، ودفن بباب أئمة املذهب وشيوخه واملشاهري الكبار، تويف ببغداد يف ربيع

)٢/٢٢٦سابق(التعليق حنو عشر جملدات : حرب ومن تصانيفه

احلسن بن عبيد اهللا مصغر بن حيىي الشيخ أبو علي البندنيجي، أحد األئمة من أصحاب الوجوه ) ٨١(

صاحلا ورعا، وعاد درس الفقه ببغداد على الشيخ أيب حامد األسفراييين، وعلق عنه التعليق، وكان دينا

التعليقة املسماة : إىل بلده البندنيجني وتويف به سنة مخس وعشرين وأربعمائة يف مجادى األوىل، وله

)٢/٢٠٦سابق(باجلامع يف أربع جملدات، وكتاب الذخرية وهو دون التعليقة، وكتابه اجلامع

احملاملي البغدادي، أحد أئمة امحد بن حممد بن أمحد بن القاسم بن إمساعيل الضيب أبو احلسن) ٨٢(

الشافعية ولد سنة مثان وستني وثالمثائة، درس الفقه على الشيخ أيب حامد اإلسفراييين، وكان غاية يف

الذكاء والفهم وبرع يف املذهب، له مصنفات كثرية يف اخلالف واملذهب، تويف يف ربيع اآلخر سنة مخس

من حجم الروضة، يشتمل على نصوص كثرية، وكتاب اموع قريب: عشرة وأربعمائة، ومن تصانيفه

)٢/١٤٧(املقنع جملد وكتاب رؤوس املسائل وهو جملدان

سليم بن أيوب بن سليم الفقيه أبو الفتح الرازي األديب املفسر، تفقه وهو كبري، ألنه كان ) ٨٣(

وعلق عنه التعليق، وملا اشتغل يف صدر عمره باللغة والنحو والتفسري واملعاين، مث الزم الشيخ أبا حامد

تويف الشيخ أبو حامد جلس مكانه، مث إنه سافر إىل الشام وأقام بثغر صور مرابطا ينشر العلم، وكان

إنه كان : ورعا زاهدا حياسب نفسه على األوقات ال يدع وقتا ميضي بغري فائدة، قال الشيخ أبو إسحاق

لغين أن سليما تفقه بعد أن جاوز األربعني، غرق يف حبر ب: فقيها أصوليا، وقال أبو القاسم ابن عساكر

: القلزم عند ساحل جدة بعد احلج يف سنة سبع وأربعني وأربعمائة، وقد نيف على الثمانني، ومن تصانيفه

)٢/٢٢٥سابق (كتاب التفسري مساه ضياء القلوب وارد أربع جملدات

ام اجلليل أبو بكر القفال الصغري، شيخ طريقة خراسان عبد اهللا بن أمحد بن عبد اهللا املروزي اإلم) ٨٤(

وإمنا قيل له القفال ألنه كان يعمل األقفال يف ابتداء أمره، وبرع يف صناعتها حىت صنع قفال بآالته

ومفتاحه وزن أربع حبات، فلما كان ابن ثالثني سنة أحس من نفسه ذكاء فأقبل على الفقه فاشتغل به،

أبو بكر القفال وحيد زمانه فقها وحفظا وورعا وزهدا، وله يف : لسمعاين يف أماليهقال احلافظ أبو بكر ا

املذهب من اآلثار ما ليس لغريه من أهل آالف، وطريقته املهذبة يف مذهب الشافعي اليت محلها عنه

يف مجادى أصحابه أمنت طريقة وأكثرها حتقيقا، رحل إليه الفقهاء من البالد وخترج به أئمة، تويف مبرو

شرح التلخيص وهو جملدان، : اآلخرة سنة سبع عشرة وأربعمائة وعمره تسعون سنة، ومن تصانيفه

)٢/١٨٢سابق(وشرح الفروع يف جملدة، وكتاب الفتاوى له يف جملدة ضخمة كثرية الفائدة

لقب عبد اهللا بن يوسف بن عبد اهللا بن يوسف بن حممد بن حيويه أبو حممد اجلويين، وكان ي) ٨٥(

بركن اإلسالم، أصله من قبيلة من العرب، قرأ األدب بناحية جوين على والده، والفقه على أيب يعقوب

األبيوردي مث خرج إىل نيسابور فالزم أبا الطيب الصعلوكي، مث رحل إىل مرو لقصد القفال، فالزمه حىت

لتدريس والفتوى، وكان إماما يف برع عليه مذهبا وخالفا، وعاد إىل نيسابور سنة سبع وأربعمائة وقعد ل

التفسري والفقه واألدب جمتهدا يف العبادة ورعا مهيبا صاحب جد ووقار، تويف بنيسابور يف ذي القعدة

)٢/٢٠٩(سنة مثان وثالثني وأربعمائة

الفوراين أبو القاسم املروزي، أحد -بضم الفاء-عبد الرمحن بن حممد بن أمحد بن حممد بن فوران ) ٨٦(

األعيان من أصحاب القفال، له املصنفات الكثرية يف املذهب، واألصول، واجلدل، وامللل، والنحل،

وطبق األرض بالتالمذة، وله وجوه جيدة يف املذهب، وكان مقدم الشافعية مبرو، صنف اإلبانة يف جملدين

ه، وهو من أقدم املبتدئني والعمد دون اإلبانة، وذكر يف خطبة اإلبانة أنه يبني األصح من األقوال والوجو

)٢/٢٤٨(ذا األمر تويف يف شهر رمضان سنة إحدى وستني وأربعمائة، عن ثالث وسبعني سنة

احلسني بن حممد بن أمحد القاضي أبو علي املروذي، صاحب التعليقة املشهورة يف املذهب، تويف ) ٨٧(

)٢/٢٤٥(يف احملرم سنة اثنتني وستني وأربعمائة

ن شعيب بن حممد بن احلسني أبو علي السنجي املروزي، عامل تلك البالد يف زمانه، تفقه احلسني ب) ٨٨(

بأيب القفال وبالشيخ أيب حامد اإلسفراييين ببغداد، وله تعليقة مجع فيها مذهيب العراقيني واخلراسانيني،

ين وشرح املختصر شرحا مطوال، تويف سنة سبع وعشر: وهو أول من فعل ذلك، قال اإلسنوي

)٢/٢٠٧(وأربعمائة

حممد بن عبد امللك بن مسعود بن أمحد اإلمام أبو عبد اهللا املسعودي املروزي صاحب أيب بكر ) ٨٩(

كان إماما مربزا عاملا زاهدا ورعا حسن : القفال املروزي، أحد أصحاب الوجوه، قال ابن السمعاين

)٢/٢١٦(شرين وأربعمائة مبرو السرية، شرح خمتصر املزين فأحسن فيه، تويف سنة نيف وع

أوحد : احلسني بن احلسن بن حممد بن حليم القاضي أبو عبد اهللا احلليمي البخاري، قال احلاكم) ٩٠(

الشافعيني مبا وراء النهر وأنظرهم وآدم، ولد سنة مثان وثالثني وثالمثائة، ومات يف مجادى وقيل يف

شعب اإلميان كتاب جليل يف حنو ثالث جملدات، : ربيع األول سنة ثالث وأربعمائة، ومن تصانيفه

)٢/١٧٨(يشتمل على مسائل فقهية وغريها تتعلق بأصول اإلميان وآيات الساعة وأحوال القيامة

عبد الواحد بن إمساعيل بن أمحد بن حممد بن أمحد قاضي القضاة فخر اإلسالم أبو احملاسن الروياين ) ٩١(

ه الوجاهة والرئاسة والقبول التام، برع يف املذهب حىت كان الطربي صاحب البحر وغريه، كانت ل

يقول لو احترقت كتب الشافعي ألمليتها من حفظي، وهلذا كان يقال له شافعي زمانه، وويل قضاء

طربستان وبىن مدرسة بآمل، وكان فيه إيثار للقاصدين إليه، ولد يف ذي احلجة سنة مخس عشرة

ند ارتفاع النهار بعد فراغه من اإلمالء يوم اجلمعة حادي عشر احملرم وأربعمائة، واستشهد جبامع آمل ع

البحر وهو حبر : سنة اثنتني، وقيل سنة أحدى ومخسمائة قتله الباطنية لعنهم اهللا تعاىل، ومن تصانيفه

كامسه، والكايف شرح خمتصر على املختصر، واحللية جملد متوسط فيه اختيارات كثرية وكثري منها يوافق

مالك وكتاب املبتدي بكسر الدال وهو دون احللية بقليل وكتاب القولني والوجهني جملدان مذهب

)٢/٢٨٧(

بن جنا بالنون واجليم القاضي أبو املعايل املخزومي األرسويف األصل -بضم اجليم-جملى بن مجيع ) ٩٢(

ه العمدة، ومصنف يف أدب القضاء مسا: املصري، تويف يف ذي القعدة سنة مخسني ومخسمائة، من تصانيفه

اجلهر بالبسملة، وله مصنف يف املسألة السرجيية اختار فيه عدم الوقوع، وله مصنف يف جواز اقتداء

)٢/٣٢١(بعض املخالفني يف الفروع ببعض

إبراهيم بن علي بن يوسف بن عبد اهللا الشيخ إسحاق الشريازي، شيخ اإلسالم علما وعمال ) ٩٣(

واشتغاال وتالمذة، تويف يف مجادى اآلخرة، وقيل األوىل سنة ست وسبعني وورعا وزهدا وتصنيفا

)٢/٢٤٠(وأربعمائة

عبد امللك بن عبد اهللا بن يوسف بن عبد اهللا بن يوسف بن حممد العالمة إمام احلرمني ضياء الدبن ) ٩٤(

رم سنة عشرة وأربعمائة أبو املعايل بن الشيخ أيب حممد اجلويين، رئيس الشافعية بنيسابور، مولده يف احمل

تويف يف ربيع اآلخر سنة مثان وسبعني وأربعمائة، ودفن بداره مث نقل بعد سنني فدفن إىل جانب والده

النهاية مجعها مبكة وحررها بنيسابور وخمتصرها له، وكتاب األساليب يف اخلالف، وكتاب : ومن تصانيفه

السلطانية، والرسالة النظامية، وكتاب غياث الغياثي جملد متوسط يسلك به غالب مسالك األحكام

)٢/٢٥٥(اخللق يف اتباع احلق حيث فيه على األخذ مبذهب الشافعي دون غريه وغريها

عبد الرمحن بن مأمون بن علي بن إبراهيم النيسابوري الشيخ أبو سعد املتويل، وكان فقيها حمققا ) ٩٥(

وه يف املذهب، وصنف التتمة ومل يكمله، وصنف كتابا أحد أصحاب الوج: وحربا مدققا، قال ابن كثري

يف أصول الدين، وكتابا يف اخلالف، وخمتصرا يف الفرائض، ودرس بالنظامية مث عزل بابن الصباغ، مث

)٢/٢٤٨(أعيد إليها تويف يف شوال سنة مثان وسبعني وأربعمائة ببغداد

الدين أبو حامد الطوسي الغزايل، ولد بطوس حممد بن حممد بن حممد اإلمام حجة اإلسالم زين ) ٩٦(

سنة مخسني وأربعمائة، أخذ عن اإلمام والزمه حىت صار أنظر أهل زمانه، وجلس لإلقراء يف حياة إمامه

البسيط وهو كاملختصر للنهاية : وصنف تويف يف مجادى اآلخرة سنة مخس ومخسمائة، ومن تصانيفه

بانة للفوراين ومنها أخذ هذا الترتيب احلسن الواقع يف كتبه والوسيط ملخص منه وزاد فيه أمورا من اإل

وتعليق القاضي احلسني واملهذب واستمداده منه كثري كما نبه عليه يف املطلب ومن تصانيفه أيضا الوجيز

)٢/٢٩٣(

.االبتهاج البن مسيط) ٩٧(

).٢٦٤(وطبقات الفقهاء ) ٢/٧٧(انظر طبقات الشافعية ) ٩٨(

احلصكفي السندي احلليب الشافعي، عامل مشارك يف بعض العلوم، توىل القضاء، أمحد بن يوسف) ٩٩(

) .١/٣٢٨معجم املؤلفني(كشف الدرر يف شرح احملرر، وشرح طوالع األنوار للبيضاوي : من مصنفاته

)٢/١٦١٢(كشف الظنون ) ١٠٠(

سكن حبلب، تاج بن حممود األصفهيدي، نزيل حلب قدم من بالد العجم حاجا، مث رجع ف)١٠١(

وتصدى لالشتغال ا، وأقام باملدرسة الرواحية، وأقرأ العربية وغريها، وتكاثر عليه الطلبة، مات يف شهر

طبقات (شرح احملرر يف الفقه وشرح على ألفية ابن مالك : من آثاره) هـ٨٠٧(ربيع األول سنة

)٤/٢٢الشافعية

ام العالمة عالء الدين أبو احلسن الباجي علي بن حممد بن عبد الرمحن بن خطاب، الشيخ اإلم)١٠٢(

املصري اإلمام املشهور، ولد سنة إحدى وثالثني وستمائة سنة مولد النووي، وتفقه بالشام على ابن عبد

السالم، وكان أعلم أهل األرض مبذهب األشعري، وكان هو بالقاهرة والصفي اهلندي بالشام القائمني

)٢/٢٢٣طبقات الشافعية(العيد كثري التعظيم له بنصرة مذهب األشعري، وكان ابن دقيق

)٢/١٦١٢(كشف الظنون ) ١٠٣(

اليماين، درس يف تعز ) نسبة إىل قبيلة شاور(إمساعيل بن أيب بكر بن عبد اهللا الشرجي الشاوري ) ١٠٤(

عنوان الشرف : هـ، توىل إمرة بعض البالد يف دولة األشرف، من مصنفاته٨٣٧وزبيد وا تويف سنة

).١/١٨٨األعالم (ايف، واإلرشاد وغريمها الو

).٩(ولكنه ضاع عليه، انظر الفوائد املدنية ) ١٠٥(

أمحد بن عمر املزجد السيفي املرادي املذحجي الزبيدي، من فقهاء الشافعية الكبار، مولده ) ١٠٦(

وجتريد العباب احمليط : ويل قضاء عدن مث قضاء بلده، من مصنفاته) هـ٩٣٠-هـ٨٤٧(ووفاته بزبيد

.وكتاب العباب مطبوع) ١٣٧النور السافر(الزوائد

عبد الرحيم بن احلسن بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم، اإلمام العالمة، منقح األلفاظ، حمقق )١٠٧(

املعاين ذو التصانيف املشهورة املفيدة، مجال الدين أبو حممد القرشي األموي اإلسنوي املصري، ولد بإسنا

ربع وسبعمائة، وقدم القاهرة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، ومسع احلديث، واشتغل يف يف رجب سنة أ

)٣/٩٨طبقات الشافعية(التمهيد واملهمات وغريها : أنواع من العلوم من تصانيفه

عبد الغفار بن عبد الكرمي بن عبد الغفار القرويين الشيخ جنم الدين صاحب احلاوي الصغري، )١٠٨(

كان أحد األئمة األعالم له اليد الطوىل يف الفقه واحلساب وحسن االختصار واللباب والعجاب، و

)٢/١٣٧سابق(

عمر بن املظفر بن عمر بن حممد بن أيب الفوارس بن علي اإلمام، العالمة، األديب، املؤرخ، زين )١٠٩(

شرف الدين أبو حفص املعري الشهري بابن الوردي، فقيه حلب ومؤرخها وأديبها، تفقه على الشيخ

البهجة نظم احلاوي الصغري يف مخسة آالف : الدين البارزي، له مصنفات جليلة نظما ونثرا من ذلك

بيت، ومقدمة يف النحو اختصر فيها امللحة مساها النفحة، وشرحها، وله تأريخ حسن مفيد، وأرجوزة يف

تسع وأربعني وسبعمائة تعبري املنامات، وديوان شعر لطيف، ومقامات مستظرفة، تويف حبلب يف آخر سنة

)٣/٤٥سابق(

١/٣٨التحفة ) ١١٠(

)١/٢٩٣معجم املؤلفني) (١١١(

٣/١٦٤أجبد العلوم) ١١٢(

)٣/٣٤٢خالصة األثر ) ١١٣(

).٣/٦٩معجم املؤلفني) ١١٤(

.أخرج بعضهم تكملة للمقدمة ذكر أا للمؤلف ويف املسألة غرابة) ١١٥(

سلم املتعلم) ١١٦(

)١/٣٩(التحفة ) ١١٧(

)١/١٩(فتح املعني ) ١١٨(

)١/٣٩(التحفة ) ١١٩(

٨١اموع ) ١٢٠(

سلم املتعلم) ١٢١(

)١/٣٩(التحفة ) ١٢٢(

)١/٣٩(التحفة ) ١٢٣(

٣٤الفوائد املدنية ) ١٢٤(

)٣٤(الفوائد املدنية ) ١٢٥(

.مرة )٨١(وقد وردت كلمة املختار يف الروضة ) ١٢٦(

.سلم املتعلم) ١٢٧(

٤٠نية الفوائد املد)) ١٢٨

)٣٧(انظر الفوائد املدنية للكردي ) ١٢٩(

)٤١(املرجع السابق ) ١٣٠(

٣٨الفوائد املدنية ) ١٣١(

).١/١٧٧عمدة املفيت واملستفيت للجمال األهدل ) (١٣٢(

)٣٨(انظر الفوائد املدنية ) ١٣٣(

رئاسة الفقه يف علي بن عبد الرحيم بن حممد الكندي باكثري، كان أديبا وفقيها، وانتهت إليه)١٣٤(

األعالم (هـ ١١٤٥حاشية على حتفة احملتاج، والدليل القومي وغريمها تويف سنة: حضرموت من مصنفاته

٥/١١٣. (

علي بن حيىي الزيادي نور الدين املصري الشافعي، رئيس العلماء مبصر من أجل مشاخيه : هو) ١٣٥(

).٣/١٩٥خالصة األثر (هـ ١٠٢٤:الشهاب الرملي وولده الشمس، له حاشية على شرح املنهج، ت

شهاب الدين أمحد بن قاسم الصباغ العبادي مث املصري الشافعي األزهري، أخذ عن ابن : هو) ١٣٦(

).١/١٩٨األعالم(هـ ٩٩٤:حجر واجلمال الرملي، ت

شهاب الدين أمحد الربلسي املصري، له حاشية على مجع اجلوامع، وحاشية على شرح : هو) ١٣٧(

).٨/٣١٦انظر شذرات الذهب (هـ٩٨٧:املنهج، ت

فقيه أصويل مؤرخ ) هـ١٠٨٧- هـ٩٩٧(علي بن علي الشرباملسي الشافعي القاهري ) ١٣٨(

حاشية على اية : مشارك يف بعض العلوم تعلم باجلامع األزهر، كان دقيق النظر جيد الفهم، من تصانيفه

)٣/١٧٤ية البشرحل(احملتاج وحاشية على شرح الشمائل حلج، وحاشية على املواهب

صاحب ) هـ١٠٤٤-هـ٩٧٥(علي بن إبراهيم بن أمحد بن علي احلليب القاهري الشافعي ) ١٣٩(

حاشية على شرح املنهج حاشية على : السرية النبوية الزم الشمس الرملي سنني عديدة، من مصنفاته

)٣/١٢٢خالصة األثر( (شرح الورقات للمحلي وإنسان العيون يف سرية األمني املأمون

كان يلقب بشافعي ) هـ١٠٦٩-هـ٩٧٧(حممد بن أمحد اخلطيب الشوبري الشافعي : هو) ١٤٠(

حاشية على املواهب اللدنية، وحاشية على شرح : الزمان حضر الشمس الرملي مثان سنني، من مصنفاته

)٣/٣٨٥خالصة األثر (األربعني النووية، وحاشية على حترير اللباب وغريها

العناين القاهري، نزل اجلنبالطية بالقاهرة، وأخذ عن علي احلليب صاحب السرية حممد بن داود) ١٤١(

معجم (حاشية على عمدة الرابح يف معرفة الطريق الواضح وشرح الربدة :وآخرين من آثاره

) .٣/٢٨٥املؤلفني

انظر حاشية البجريمي على فتح (نقل هذا عن الزيادي وابن شرف ونقله قليويب عن شيخه ) ١٤٢(

).٥(وإمثد العينني ) ٢/١٣٠(وهابال

)٤٤(انظر الفوائد املدنية )١٤٣(

) .١/١٩(فتح املعني )١٤٤(

).٢١٨(واملدنية) ١٢٠(الفوائد املكية)١٤٥(

).٤٠انظر املدنية) (١٤٦(

)٢٢١(الفوائد املدنية ) ١٤٧(

)٢٢٢،٢٢١(انظر الفوائد املدنية ) ١٤٨(

١/٢الشرواين على التحفة ) ١٤٩(

املنهج املتكامل لطالب العلم (د املزيد حول املنهجية الصحيحة لطلب العلم فلرياجع كتاب ملري) ١٥٠(

.للمؤلف) الكامل

.املقصود بالكامنات املسائل املفهومة من املنت)١٥١(

.للماوردي وفوائد وفتاوى والده) احلاوي(كتاب للروياين مجع فيه ) البحر)(١٥٢(

متام بن يوسف بن موسى بن متام األنصاري اخلزرجي الشيخ علي بن عبد الكايف بن علي بن) ١٥٣(

اإلمام الفقيه احملدث، احلافظ، املفسر، املقرىء، األصويل، املتكلم، النحوي، اللغوي، األديب، احلكيم،

املنطقي اجلديل اخلاليف النظار شيخ اإلسالم قاضي القضاة تقي الدين أبو احلسن بن القاضي زين الدين

بكي، ولد بسبك من أعمال الشرقية يف مستهل سنة ثالث ومثانني وستمائة، تويف يف مجادى أيب حممد الس

الدر النظيم يف تفسري القرآن : األخرة سنة ست ومخسني وسبعمائة ودفن مبقابر الصوفية، ومن تصانيفه

جزاء تكملة العظيم يف ثالث جملدات مل يكمل االبتهاج يف شرح املنهاج وصل فيه إىل الطالق يف مثانية أ

)٣/٣٧(شرح اموع كتب من ذلك أبوابا يف ثالث جملدات وغريها

أمحد بن علي بن عبد الكايف بن علي بن متام بن يوسف بن موسى بن متام اإلمام العالمة قاضي ) ١٥٤(

القضاة اء الدين أبو حامد بن الشيخ اإلمام شيخ اإلسالم تقي الدين أيب احلسن السبكي املصري، ولد

مجادى اآلخرة سنة تسع عشرة وسبعمائة، تويف مبكة جماورا يف شهر رجب سنة ثالث وسبعني يف

)٣/٧٨(وسبعمائة

كان عاملا يف الفقه واألصول والتفسري ) هـ٨٨٤- هـ٧٩١(جالل الدين حممد بن أمحد احمللي ) ١٥٥(

شرح املنهاج، وشرح مجع : وغريه لقبه بعضهم بتفتازاين العرب، كان مهيبا صداعا باحلق، من مصنفاته

).٥/٣٣٣األعالم (اجلوامع شرح الورقات

أمحد بن محدان بن أمحد بن عبد الواحد بن عبد الغين بن حممد بن أمحد بن سامل بن داود بن )١٥٦(

يوسف بن جابر، اإلمام العالمة املطلع صاحب التصانيف املشهورة، شهاب الدين أبو العباس األذرعي

ية، وفقيه تلك الناحية ومفتيها، واملشار إليه بالعلم فيها، مولده يف إحدى اجلماديني شيخ البالد الشام

طبقات الشافعية البن قاضي (سنة مثان تويف يف مجادي األخرة سنة ثالث ومثانني وسبعمائة حبلب

)٣/١٤٣شهبة

مي املصري، أبو بكر بن إمساعيل بن عبد العزيز الشيخ العالمة الصاحل جمد الدين السنكلو) ١٥٧(

مولده سنة سبع وسبعني وستمائة، تفقه على مشايخ آالف، تويف يف ربيع األول سنة أربعني وسبعمائة،

ودفن بالقرافة وزنكلون قرية من بالد الشرقية من أعمال الديار املصرية، وأصلها سنكلوم بالسني

زنكلوين، وكذلك كان الشيخ يكتب املهملة يف أوهلا وامليم يف أخرها إال أن الناس ال ينطقون به إال ال

شرح التنبيه، واملنتخب خمتصر الكفاية، وشرح املنهاج حنو شرح التنبيه، : خبطه غالبا، ومن تصانيفه

)٢/٢٤٦طبقات الشافعية (وشرح التعجيز، وخمتصر التربيزي ومزج التنبيه بالتصحيح ومساه التحبري

الشيخ اإلمام العامل العالمة عمدة املصنفني سراج عمر بن علي بن أمحد بن حممد بن عبد اهللا) ١٥٨(

الدين أبو حفص األنصاري األندلسي األصل املصري املعروف بابن امللقن، كان أبوه حنويا معروفا، اعتىن

بالتصنيف فشرح كثريا من الكتب املشهورة كاملنهاج، والتنبيه، واحلاوي، فله على كل واحد منها عدة

اب شرحا كبريا ووسطا وصغريا، ويفرد لغاته وأدلته وتصحيحه وحنو ذلك، ومن تصانيف يشرح الكت

شرح احلاوي، وشرح البخاري يف عشرين جملدة، وعمله يف نصفه األول أقوى من : حماسن تصانيفه

عمله يف نصف اآلخر، وقد ذكر أن بينهما مدة عشرين سنة، مث شرح زوائد مسلم، مث زوائد أيب داود،

الترمذي، مث زوائد النسائي، مث زوائد ابن ماجة، كذا رأيت خبطه، ولكن مل يوجد ذلك بعده، مث زوائد

ألن كتبه احترقت قبل موته بقليل وزاح فيها من الكتب النفيسة املوقوفة وغري املوقوفة شيء كثري،

باه وصنف يف كل فن فشرح األلفية يف العربية ومنهاج البيضاوي وخمتصر ابن احلاجب وعمل األش

والنظائر، ومجع يف الفقه كتابا مساه الكايف أكثر فيه من النقول الغربية، واشتهر امسه وطار صيته ورغب

الناس يف تصانيفه؛ لكثرة فوائدها وبسطها وجودة ترتيبها وكانت كتابته أكثر من استحضاره فلما دخل

ال أجاب عن شيء منه، فقالوا الشام فاحتوه يف كثري من مشكالت تصانيفه، فلم يكن له بذلك شعور و

يف حقه ناسخ كثري الغلط، وقد تغري قبل موته فحجبه ولده إىل أن مات، قال بعضهم بلغت مصنفاته حنو

)٤/٤٣طبقات الشافعية (ثالمثائة مصنف

ونشأ ا ) هـ٨٠١(عمر بن حممد بن عبيد األشعري الزبيدي اليمين املعروف بالفىت ولد بزبيد ) ١٥٩(

كشف (خمتصر مهمات املهمات تلخيص جواهر القمويل : من آثاره) هـ٨٨٧(صفروتويف يف

)٢/٦٧٥الظنون

عمر بن علي بن أمحد بن حممد األنصاري فقيه، أصويل، حمدث، مؤرخ، مشارك يف بعض ) ١٦٠(

عجالة احملتاج إىل توجيه املنهاج، : من مصنفاته) هـ٨٠٤(وتويف ا ) هـ٧٢٣(العلوم، ولد بالقاهرة

) .٢/٥٦٦معجم املؤلفني (منهاج الوصول شرح عمدة األحكام وغريها كثري وشرح

حممد بن ادر بن عبد اهللا العامل العالمة املصنف احملرر بدر الدين أبو عبد اهللا املصري الزركشي ) ١٦١(

إىل مولده سنة مخس وأربعني، كان فقيها أصوليا أديبا فاضال يف مجيع ذلك، ودرس وأفىت، كان منقطعا

االشتغال بالعلم ال يشتغل عنه بشيء، وله أقارب يكفونه أمر دنياه، تويف يف رجب سنة أربع وتسعني

تكملة شرح املنهاج اإلسنوي، واعتمد فيه على : وسبعمائة، ودفن بالقرافة الصغرى، ومن تصانيفه

ق بكالم املنهاج حسنة، النكت البن النقيب، وأخذ من كالم األذرعي والبلقيين وفيه فوائد وأحباث تتعل

لكنه يهم يف النقل والبحث كثريا مث أكمله لنفسه، ولكن الربع األول منه عدم وهو مسودة، وخادم

الشرح والروضة وهو كتاب كبري فيه فوائد جليلة كتبه على أسلوب التوسط لألذرعي، والنكت على

ا مل يسبق إليه، وشرح مجع اجلوامع البخاري، والبحر يف األصول يف ثالثة أجزاء مجع فيه مجعا كثري

للسبكي يف جملدين، وختريج أحاديث الرافعي وله مصنفات أخر منها مصنف يف األدب مساه ربيع

)٣/١٦٧طبقات الشافعية (الغزالن خطه ضعيف جدا قل من حيسن استخراجه

يخ الفقيه احملدث عمر بن رسالن بن نصري بن صاحل بن شهاب بن عبد اخلالق بن عبد احلق، الش) ١٦٢(

احلافظ املفسر األصويل املتكلم النحوي اللغوي املنطقي اجلديل اخلاليف النظار شيخ اإلسالم سراج الدين

أبو حفص الكناين العسقالين األصل البلقيين املولد املصري، مولده يف شعبان سنة أربع وعشرين

تتم يصنف قطعا مث يتركها، وقلمه ال يشبه وسبعمائة ببلقينة من قرى مصر الغربية، له تصانيف كثرية مل

كتاب حماسن االصطالح، وتضمني كتاب : لسانه، تويف يف ذي القعدة سنة مخس ومثامنائة، من تصانيفه

ابن الصالح يف علوم احلديث، وكتاب تصحيح املنهاج أكمل منه الربع األخري يف مخسة أجزاء وكتب

ى الكشاف وصل فيه إىل اثناء سورة البقرة يف ثالث من ربع النكاح تقدير جزء ونصف الكشاف عل

جملدات ضخمة، وشرح البخاري كتب منه حنو مخسني كراسا على أحاديث يسرية إىل أثناء اإلميان

)٤/٣٦طبقات الشافعية (ومواضع مفرقة مساه بالفيض الباري على صحيح البخاري

)٢/١٨٧٤الظنون كشف" (ذكر فيه فوائد غريبة من كتاب األنوار"وقد ) ١٦٣(

حممد بن حممد بن حممد الغزي العامري القرشي الشافعي فقيه أصويل مفسر مقرئ حمدث أديب ) ١٦٤(

ورحل على القاهرة وأخذ عن القاضي زكريا ) هـ٩٠٤(ناظم ناثر مشارك يف عدة علوم ولد بدمشق

هاج الكبري يف ست شرح املن: من مصنفاته) هـ٩٨٤(وغريه وانتفع به خلق ورحل إليه، تويف بدمشق

معجم ( وشرح مجع اجلوامع ( جملدات، وشرح املنهاج الصغري يف جملدين وخصائص النيب

)٣/٦٧٥املؤلفني

له شرح للمنهاج، ) هـ١٠٧٩(إبراهيم بن حممد املأموين املكي عامل مشارك كان حيا سنة ) ١٦٥(

) .١/٦٩معجم املؤلفني(وحاشية على شرح الكافية يف النحو

مد بن موسى بن عيسى الدمريي املصري كمال الدين، ولد يف حدود اخلمسني، وتكسب حم) ١٦٦(

باخلياطة مث خدم الشيخ اء الدين السبكي، وأخذ عنه وعن الشيخ مجال الدين اإلسنوي، كان ذا حظ

ة يف العبادة والتالوة ال يفتر لسانه غالبا عنهما، وله شرح املنهاج يف أربع جملدات ضمنه فوائد كثري

خارجة عن الفقه، والديباجة يف شرح سنن ابن ماجة يف أربع جملدات، ومجع كتابا مساه حياة احليوان

أجاد فيه، ذكر فيه مجال من الفوائد الطبية، واخلواص واألدبية، واحلديثية وغري ذلك، وله خطب مدونة

)٤/٦١طبقات الشافعية (مجعية وعظية

.لم املتعلم، وس٢/١٨٧٥انظر كشف الظنون ) ١٦٧(

.مع حواشي الشرواين وابن قاسم) ١/٣٥(حتفة احملتاج ) ١٦٨(

علي بن جالل الدين حممد بن عبد الرمحن بن أمحد البكري الصديقي، أبو احلسن املصري، فقيه ) ١٦٩(

شرح العباب، وحاشية على شرح احمللي : هـ، من تصانيفه٩٥٢ناظم مشارك يف بعض العلوم، توىف

).٢/٥١٠ؤلفني معجم امل(وغريها

)٤/١٣٣حاشية بج على فتح الوهاب ) (١٧٠(

املرجع السابق) ١٧١(

) .١/٤٨حواشي الشرواين) (١٧٢(

).١/٤٨(انظر التحفة ) ١٧٣(

".وصحح القدمي ضمان ما سيجب: " مع السراج، وعبارته) ٢٤١(انظر املنهاج) ١٧٤(

)٩٥(،)٥٠(ص )١٧٥(

)١٢٢٣) (١٧٦(

عان يف الصفحتنيوبقي عليه موض) ١١٦) (١٧٧(

)٦١) (١٧٨(

)١/٤٥(انظر التحفة ) ١٧٩(

).٨(وانظر بغية املسترشدين ) ١/٤٧(التحفة )١٨٠(

).١/١٩(فتح املعني )١٨١(

.انظر يف هذا املوضوع مقدمة اموع، وفرائد الفوائد، والفوائد املدنية) ١٨٢(

)١/٢٣)(١٨٣(

)١٣٤(فرائد الفوائد )١٨٤(

)١/٦٦(انظر اموع ) ١٨٥(

.وعزي إىل رواية حرملة) ١/٢٧(انظر املصدر السابق ) ١٨٦(

)١/٢٣٠(انظر املصدر السابق )١٨٧(

)١/٣١٠)(١٨٨(

)١/٢٩١)(١٨٩(

)٣/٢٩)(١٩٠(

)٣/٥٩انظر اموع) (١٩١(

)١/٣٥٣(الروضة ) ١٩٢(

)٣/٣٨٧(اموع ) ١٩٣(

)٣/٣٧١(اموع ) ١٩٤(

)١/٣٥٢(الروضة ) ١٩٥(

)١٩٦ (موع قال يف ا)فإن مل جيد شيئا شاخصا فهل يستحب أن خيط بني يديه؟ نص ): "٣/٢١٨

وبه -أحدها : الشافعي يف القدمي وسنن حرملة أنه يستحب، ويف البويطي ال يستحب، ولألصحاب طرق

يستحب قوال واحدا، ونقل يف البيان اتفاق األصحاب عليه، ونقله الرافعي -قطع أبو حامد واألكثرون

"ور، والطريق الثاين ال يستحب، وبه قطع إمام احلرمني والغزايل وغريمها والثالث فيه قوالنعن اجلمه

)١٣٧(انظر فرائد الفوائد ) ١٩٧(

)٥/١٧٩(واموع ) ١/٦٢١(انظر الروضة ) ١٩٨(

والفرائد ) ١/٦٧(املسألة اليت يذكروها ليس اشتراط احلول بل النصاب، انظر اموع ) ١٩٩(

)١/٦٦(ة البجريمي على اإلقناع ، وحاشي)١٤١(

)١/٢٢٧)(٢٠٠(

)٦/٣٨٦)(٢٠١(

)١/٢٢٦)(٢٠٢(

)٢/٤٤٥)(٢٠٣(

)٣/٤٥٠)(٢٠٤(

)١٤٥)(٢٠٥(

مع املغين) ٣/٢٢١)(٢٠٦(

)٥/٥٦٧)(٢٠٧(

)٣/٢٢١مغين احملتاج ) (٢٠٨(

)١/٢٢٦)(٢٠٩(

)مع املغين ٤/١٤٤)(٢١٠(

)٧/٣١١)(٢١١(

)٢/٣١(شرح احمللي على املنهاج )٢١٢(

أمحد بن أمحد بن سالمة املصري الشافعي، اإلمام العامل الفقيه احملدث، أخذ الفقه واحلديث عن )٢١٣(

هـ، من ١٠٩٩الشمس الرملي، والزمه ثالث سنني، والزم غريه من الشيوخ، تويف أواخر شوال

خالصة (حاشية على شرح املنهاج للمحلي، وحاشية على شرح التحرير لزكريا األنصاري : مصنفاته

)١/١٧٥األثر

)٣/١٠٦(والنهاية ) ٣/٣٠٢(وانظر التحفة ) ٢/٣١(حاشية قليويب على احمللي )٢١٤(

وإذا أعار للبناء أو للغراس ومل يذكر مدة مث رجع إن كان شرط : "املسألة يف املنهاج كما يلي) ٢١٥(

ألصح قلت األصح يلزمه القلع جمانا لزمه وإال فإن اختار املستعري القلع قلع وال تلزمه تسوية األرض يف ا

، واهللا أعلم وإن مل خيتر مل يقلع جمانا بل للمعري اخليار بني أن يبقيه بأجرة أو يقلع ويضمن أرش النقص

" .قيل أو يتملكه بقيمته

والنهاية ) ٥/٤٣١(وانظر التحفة " هو املعتمد كما يف املنهج وغريه): "٣/٢٣(قال القليويب)٢١٦(

).٣/٣٢٧(واملغين ) ٥/١٣٨(

" .وقيل يكفي بأوله، وشرط نية الكناية اقتراا بكل اللفظ : "قال يف املنهاج)٢١٧(

وذكر الرملي ) ٣/٣٦٢(وانظر مغين احملتاج ) ٦/٤٣٥(ومثله يف النهاية ) ٨/١٨(حتفة احملتاج )٢١٨(

لفظ سواء واخلطيب أن املعتمد تبعا البن املقري وهو املرجح يف أصل الروضة االكتفاء باقتراا ببعض ال

.كان أوله أم وسطه أم آخره، يف حني اعتمد حج ما يف املنت

".وقيل املنوي، أنت طالق واحدة ونوى عددا فواحدة : ولو قال : "قال يف املنهاج)٢١٩(

)٤/٤٧٩(واملغين ) ٦/٤٥٧(والنهاية ) ٨/٤٩(وانظر التحفة ) ٣/٣٣٧(حاشية قليويب )٢٢٠(

".لى مستوف وإال فقرعة يدخلها العاجز ويستنيب وقيل ال يدخلوليتفقوا ع: "قال يف املنهاج) ٢٢١(

)٧/٣٠٠(وحنوه يف النهاية ) ٨/٤٣٥(التحفة )٢٢٢(

)٧/٣٠٠(ومثله يف النهاية ) ٨/٤٣٥(سابق ) ٢٢٣(

)٤/١٢٣(حاشية قليويب )٢٢٤(

)٩/٦١) (٢٢٥(

يضاح الشرعي وإال هو املعتمد يف عامي ال يعرف مدلول اإل: "وعبارته) ٤/١٦٩(حاشية قليويب )٢٢٦(

ويتجه تقييده مبا إذا مل يكن عاميا حبيث ال يعرف مدلول : "والذي يف النهاية" فال كذا قاله شيخنا الرملي

مث رد قول بعضهم أن اإليضاح يشمل إيضاح العظم واللحم فال ننزل كالم غري " حنو اإليضاح شرعا

بألفاظ معينة كما يف ألفاظ الطالق، فكأن الفقيه على اصطالحات الفقهاء بأن الشارع أناط األحكام

أوضح : عامي غري فقيه وال يعلم املدلول الشرعي فال يكتفى بقوله: الرملي جعل الشهود هنا ثالثة أنواع

رأسه، وعامي غري فقيه ويعرف املدلول الشرعي أو كان عرفه كاالصطالح الشرعي، فيقبل قوله

)٧/٣٩٩(انظر النهاية . كالفقيه

ج يف التحفة يف الشاهد العامي الذي ال يعرف مدلول اإليضاح شرعا أنه ال بد من واستوجه ح

)٩/٦١(انظر التحفة . االستفصال فإن تعذر وقف األمر إيل البيان أو الصلح

".وقيل جيب التفصيل، وتقبل الشهادة بالردة مطلقا : "قال يف املنهاج) ٢٢٧(

وجيب تفصيل شهادة ): "(مع اجلمل ٥/١٢٥(قال يف منهج الطالب وشرحه فتح الوهاب ) ٢٢٨(

)٤/١٦٩(انظر املغين . وتبعه اخلطيب"الختالف الناس فيما يوجبها) بردة

)٩/٩٤) (٢٢٩(

أما ابن حجر ) ٧/٤١٨(كما اعتمده الرملي ) ٤/١٧٧(أي اعتمد ما يف املنهاج انظر حاشيته ) ٢٣٠(

ألن األلفاظ واألفعال "يقول به مطلقا فذكر تعني التفصيل يف اخلارجي، والذي يظهر من كالمه أنه

اللفظ املسموع قابل "، وذكر أن "املكفرة كثر االختالف فيها ال سيما بني أهل املذهب الواحد

).٩/٩٤(انظر التحفة " لالختالف فيه فيجب بيانه مطلقا

حت بداللته ولو عاقد اإلمام علجا يدل على قلعة وله منها جارية جاز فإن فت: "قال يف املنهاج) ٢٣١(

وقيل إن مل يعلق اجلعل بالفتح فله أجرة ، فإن مل تفتح فال شيء له ، أو بغريها فال يف األصح ، أعطيها

أو ، أو بعد الظفر قبل التسليم وجب بدل ، فإن مل يكن فيها جارية أو ماتت قبل العقد فال شيء ، مثل

" .وقيل قيمتها، هو أجرة مثل و، وإن أسلمت فاملذهب وجوب بدل ، قبل ظفر فال يف األظهر

واخلطيب ) ٨/٨٥(والرملي ) ٩/٢٧٤(واعتمده ابن حجر ) ٤/٢٢٧(حاشية قليويب )٢٣٢(

)٤/٣٠٢.(

ولو أبان منه عضوا جبرح مذفف حل العضو ، ولو رماه فقده نصفني حال : "قال يف املنهاج)٢٣٣(

فإن مل يتمكن من ، ضو وحل الباقي أو بغري مذفف مث ذحبه أو جرحه جرحا آخر مذففا حرم الع، والبدن

".وقيل حيرم العضو، ذحبه ومات باجلرح حل اجلميع

).٨/١١٦(والنهاية ) ٩/٣٢١(وانظر التحفة ) ٤/٢٤٢(حاشية قليويب )٢٣٤(

".وقيل بالسوية، وإذا نضل حزب قسم املال حبسب اإلصابة : "قال يف املنهاج) ٢٣٥(

) ٨/١٧٢(والنهاية ) ٩/٤٠٨(خالفا للتحفة ) ٥/٢٨٦وانظر املنهج مع شرحه) ٤/٢٦٩) (٢٣٦(

).٤/٤٠٢(واملغين

( على شخص ) ولو ادعى ويل صيب دينا له ): "( ٤/٣٤٤(جاء يف املنهاج مع شرح احمللي ) ٢٣٧(

ألنه ) وقيل حيلف ( ألن إثبات احلق لغري احلالف بعيد ؛ ) مل حيلف الويل ( عن احللف ) فأنكر ونكل

".وإال فال حيلف) ادعى مباشرة سببه حلف وقيل إن ( املستويف

)٥/٤٢٦(واملنهج ) ٤/٦٠٧(واملغين ) ٨/٣٦٠(خالفا للنهاية ) ١٠/٣٢٥) (٢٣٨(

)٤/٣٤٣) (٢٣٩(

".وقيل من رأس املال، ولو ملك يف مرض موته قريبه بال عوض عتق من ثلثه : "قال يف املنهاج) ٢٤٠(

للنهاية ) مع اجلمل٥/٤٤٦(وفاقا للمنهج )١٠/٣٦٨(والتحفة ) ٤/٣٥٤(حاشية قليويب ) ٢٤١(

)٤/٦٣٤(واملغين ) ١٠/٣٨٩(

، وإن أطلق مل ينقص عن مهر مثل ، فلو قال لوكيله خالعها مبائة مل ينقص منها : "قال يف املنهاج) ٢٤٢(

".ويف قول يقع مبهر مثل، فإن نقص فيهما مل تطلق

)٣/٣٣٧(واملغين ) ٦/٤٠٢(والنهاية ) ٧/٤٧٣(وفاقا للتحفة ) ٣/٣١٠) (٢٤٣(

".ويف قول السيف، ولو جوع كتجويعه فلم ميت زيد : "قال يف املنهاج) ٢٤٤(

)٤/٥٦(واملغين ) ٧/٣٠٦(وفاقا للنهاية ) ٤/١٢٤) (٢٤٥(

".ويف قول كفعله، ولو مات جبائفة أو كسر عضد فاحلز : "قال يف املنهاج) ٢٤٦(

)٨/٤٤٢(خالفا للتحفة ) ٤/٥٧(واخلطيب ) ٧/٣٠٦(واعتمده الرملي ) ٤/١٢٥) (٢٤٧(

)١/٥٤)(٢٤٨(

)٤(املنهاج )٢٤٩(

)٧(سابق )٢٥٠(

.سابق)٢٥١(

).١١(سابق )٢٥٢(

وسلم املتعلم) ١/٥٦(والتحفة) ١/٢٤(انظر املغين ) ٢٥٣(

ليست املسائل اآلتية ضعيفة باتفاق علماء املذهب خاصة املتأخرين منهم كابن حجر والرملي، ) ٢٥٤(

ل ما هو معتمد عند بعضهم ضعيف عند آخرين، هذا وقد أفردت رسالة مستقلة لبيان بل من هذه املسائ

.وشرح هذه املسائل مسيتها بالضوء الوهاج يف بيان املسائل الضعيفة يف املنهاج

سلم املتعلم)٢٥٥(

السابق) ٢٥٦(

السابق) ٢٥٧(

املشهورة يف املذهب، تويف احلسني بن حممد بن أمحد القاضي أبو علي املروذي، صاحب التعليقة )٢٥٨(

)٢/٢٤٥طبقات الشافعية(يف احملرم سنة اثنتني وستني وأربعمائة

عبد الواحد بن إمساعيل بن أمحد بن حممد بن أمحد، قاضي القضاة، فخر اإلسالم، أبو احملاسن )٢٥٩(

ملذهب حىت الروياين الطربي صاحب البحر وغريه، كانت له الوجاهة والرئاسة والقبول التام، برع يف ا

شافعي زمانه، وويل : لو احترقت كتب الشافعي ألمليتها من حفظي، وهلذا كان يقال له: كان يقول

قضاء طربستان وبىن مدرسة بآمل، وكان فيه إيثار للقاصدين إليه، ولد يف ذي احلجة سنة مخس عشرة

وم اجلمعة حادي عشر احملرم وأربعمائة، واستشهد جبامع آمل عند ارتفاع النهار، بعد فراغه من اإلمالء ي

البحر وهو حبر : سنة اثنتني، وقيل سنة أحدى ومخسمائة، قتله الباطنية لعنهم اهللا تعاىل، ومن تصانيفه

كامسه، والكايف شرح خمتصر على املختصر، واحللية جملد متوسط فيه اختيارات كثرية وكثري منها يوافق

احللية بقليل وكتاب القولني والوجهني جملدان مذهب مالك وكتاب املبتدي بكسر الدال وهو دون

)٢/٢٨٧سابق(

علي بن حممد بن حبيب القاضي أبو احلسن املاوردي البصري، أحد أئمة أصحاب الوجوه، قال )٢٦٠(

يف أصول الفقه وفروعه، تويف يف ربيع : كان ثقة من وجوه الفقهاء الشافعني، وله تصانيف عدة: اخلطيب

)٢/٢٣٠سابق(مائة األول سنة مخسني وأربع

أمحد بن أمحد بن محزة الرملي األنصاري الشافعي، تتلمذ على القاضي زكريا تويف ) ٢٦١(

معجم (شرح منظومة البيضاوي يف النكاح، ورسالة يف شروط اإلمامة : من مصنفاته) هـ٩٧١(سنة

)١/٩٤املؤلفني

الفوائد املكية (وبري هذا منقول الشيخ سعيد سنبل عن شيخه عبد املصري عن شيخه الش) ٢٦٢(

١٣٣(

وعندي أن ذلك ال : "نقال عن املسلك العدل للكردي) ١٣٣(جاء بعد هذا يف الفوائد املكية ) ٢٦٣(

إن كان تقييدا )لكن(يتقيد اتني الصورتني بل سائر صيغ الترجيح كهما ورأيت عن الشارح أن ما فيه

لكن ...فما بعد لكن هو املعتمد ) كما(يكن لفظ هو املعتمد وإن ل ) لكن(فما قبل )كما(ملسألة بلفظ

) كما(يف التحفة هو املعتمد سواء كان قبلها ) لكن(رأيت نقال عن تقرير البشبيشي يف درسه أن ما بعد

".أو غريه

نقال عن ) ١٣٨الفوائد املكية " (ألن نقله منه وسكوته عليه مع عدم التربي منه ظاهر يف تقريره)"٢٦٤(

.للعالمة الكردي كشف اللثام

.سلم املتعلم، ومطلب اإليقاظ) ٢٦٥(

١٠٠انظر الصوفية والفقهاء يف اليمن ) ٢٦٦(

١٢انظر الفوائد املدنية ) ٢٦٧(

-١٥ -