لا تحزن إن الله معنا للشيخ أبي محمد عاصم المقدسي

ال حتزن إن اهللا معنا

للشيخ حممد عاصم املقدسي أيب

منرب التوحيد واجلهاد* * *

http://www.tawhed.ws http://www.almaqdese.net http://www.alsunnah.info http://www.abu-qatada.com

http://www.mtj.tw

)1( منرب التوحيد واجلهاد


بسم اهللا الرمحن الرحيم

والصالة والسالم على خامت األنبياء واملرسلني، وبعد فاعلم ،احلمد هللا رب العاملنيوفقك اهللا لكل خري انه قد طلبنا أولياء الطاغوت يف أواخر شهر رجب من هذه السنة حنن

وحدين فمنهم من اعتقلوه، ومنهم من مل يظفروا به فتركوا له أمراً عند وبعض إخواننا املأهله يتضمن جميئه إليهم، وانه قد حصل خالفاً يسرياً بني هؤالء االخوة املطلوبني، يف

.حكم االستجابة لطلب هؤالء الكفار

.من رأى االستجابة لطلب هؤالء الكفار ؛فمنهم

الء انقسموا إىل طائفتني طائفة قالت ال من رأى عدم االستجابة، وهؤ ؛ومنهمنذهب إليهم بأنفسنا وال نستجيب لطلبهم وأمرهم إال أن نتبني أن األمر ليس فيه فتنة أو

.نعتقل كرهاً

ال نستجيب لطلبهم أبدا، ولو دامهونا دفعنا عن أنفسنا وقاتلناهم ؛وطائفة قالت .حىت ننجوا أو نقتل

ن أحرر هذه املسالة بالدليل الشرعي ليظهر يل أ - حرصاً على إخواين - فأحببت .وإلخواين احلق فيه

...فأقول سائالً املوىل التوفيق والسداد



والأ يف بيان مشروعية وجواز الفرار من الكفار

حال االستضعاف واالختفاء منهم ،"من الدين الفرار من الفنت: باب"روى البخاري يف صحيحه يف كتاب اإلميان

يوشك أن يكون (: قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: يب سعيد اخلدري أنه قالعن أ .)خري مال املسلم غنم يتبع ا شعف اجلبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفنت

عن أىب ،"تكون فتنة القاعد فيها خري من القائم: باب"وروى أيضاً يف كتاب الفنت ستكون فنت القاعد فيها خري من القائم، (: عليه وسلمقال رسول اهللا صلى اهللا: هريرة قال

والقائم فيها خري من املاشي واملاشي فيها خري من الساعي، من تشرف هلا تستشرفه، فمن ).وجد منها ملجأ أو معاذا فليعذ به

ففي هذه األحاديث فائدة جليلة عظيمة وهي مشروعية الفرار من الفتنة وعدم .املشي أو السعي إليها

وفيها أن ذلك من الدين واإلميان، وليس من اجلنب واخلور كما يظن كثري من وكيف يكون الفرار من الفنت أو االستخفاء منها من اجلنب واخلور وهو ديدن . الناس

.األنبياء والصاحلني يف زمن االستضعاف

من فهذا خامت األنبياء، واملرسلني بعد أن أعلن وصدع بدعوته وأظهر كفره وبراءتهيستخفي حيناً هو وطائفة من أصحابه، بعد أن تسلط الكفار ،الكفار وآهلتهم الباطلة

.عليهم وآذوا بعضهم

ويف البخاري قصة إسالم أيب ذر وخربه مع علي وطريقة توصيله أبا ذر إىل النيب .صلى اهللا عليه وسلم وما يدل على هذا

مسنده وغريمها عن جابر يف ]339 – 3/322[ومن ذلك ما رواه اإلمام أمحد حىت مل يبق دار من دور األنصار إال وفيها رهط من املسلمني (يف أمر بيعة العقبة وفيه قوله

حىت مىت نترك رسول اهللا صلى اهللا عليه (: مث ائتمروا مجيعاً، فقلنا ؛)يظهرون اإلسالم املوسم فرحل إليه منا سبعون رجل قدموا عليه يف) ؟وسلم يطرد يف جبال مكة وخياف



إىل آخر ...فواعدناه يف شعب العقبة، فاجتمعنا عليه من رجل ورجلني حىت توافينا .)احلديث

بينما حنن مع النيب صلى اهللا عليه وسلم (ويف البخاري عن عبد اهللا بن مسعود قال فإنه ليتلوها وإين ألتلقاها من فيه، وأن فاه لرطب }واملرسالت{يف غار، إذ نزلت عليه

فابتدرناها فذهبت، "اقتلوها": ذ وثبت علينا حية، فقال النيب صلى اهللا عليه وسلما، إ )."وقيت شركم كما وقيتم شرها": فقال النيب صلى اهللا عليه وسلم

.وأمثال هذا كثري

إال تنصروه فقد نصره اهللا إذ أخرجه الذين كفروا ثاين {: تعاىلوقد قال اهللا تبارك وإذ يقول لصاحبه ال حتزن إن اهللا معنا فأنزل اهللا سكينته عليه وأيده اثنني إذ مها يف الغار

جبنود مل تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة اهللا هي العليا واهللا عزيز .}حكيم

.ويف خرب اهلجرة عربة يف ذلك

: تعاىلوهذا نيب اهللا موسى عليه وعلى نبينا الصالة والسالم يقول اهللا تبارك ورجل من أقصا املدينة يسعى قال يا موسى إن املأل يأمترون بك ليقتلوك فاخرج إين وجاء {

.}فخرج منها خائفاً يترقب قال رب جنين من القوم الظاملني* لك من الناصحني

؟كان ذلك قبل نبوته: فإن قيل

فلم ينكره موسى عليه السالم بعد نبوته، بل صححه وصوبه كما أخرب اهللا : قلنا. }ففرت منكم ملا خفتكم فوهب يل ريب حكما وجعلين من املرسلني{: قولهيف تعاىل عنه

وأوحينا إىل موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما مبصر بيوتاً {وقد قال تعاىل عنه بعد ذلك .}واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصالة وبشر املؤمنني

ية كالماً ففي ذلك استخفاءهم وصالم يف بيوم، ولسيد قطب حول هذه اآل .]1816ص " [ظاللال"طيباً يراجع يف

والفتية أصحاب الكهف بعد أن صدعوا بتوحيدهم وهددهم قومهم وتوعدوهم وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون إال اهللا فأوا إىل الكهف {: أووا إىل الكهف، كما اخرب تعاىل

.}ينشر لكم ربكم من رمحته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا



قالوا ربكم أعلم مبا لبثتم فابعثوا أحدكم بروقكم هذه {وتعاىل عنهم وقال سبحانه * إىل املدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف وال يشعرن بكم أحدا

.}إم إن يظهروا عليكم يرمجوكم او يعيدوكم يف ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا

فلو تتبعت أخبار التابعني من سلف وهكذا غريهم من الصاحلني حال استضعافهم، .هذه األمة لو جدت من ذلك أمثلة كثرية

مناقب اإلمام أمحد "وأكتفي بالتمثيل بثالثة قال فيهم ابن اجلوزي يف مقدمة كتابه - العلم والعمل - غري أين تبحثت عن نائلي مرتبة الكمال يف األمرين أعين(: "بن حنبل

من مت له األمران على الغاية اليت ال خيدش وجه كماهلا من التابعني ومن بعدهم فلم أجد ) احلسن البصري، وسفيان الثوري، وأمحد بن حنبل: سوى ثالثة أشخاص ،نوع نقص

.]5ص[أهـ

مع من خرجوا على احلجاج زمن -وقيل أُخرج - أما احلسن البصري فقد خرج طائفة من القراء حيث خرج ابن األشعث وخرج معه ،)1(فتنة عبد الرمحن بن األشعث

وبعد هزمية ابن األشعث بقي احلسن البصري ،والفقهاء ثورة على جور وعسف احلجاجفأناب ابن ،متوارياً من احلجاج لدرجة أن ابنة له ماتت فلم يقدر على اخلروج عليها

.)2(سرين بذلك

، أما سفيان الثوري فخرج هارباً إىل البصرة ملا عرض عليه اخلليفة املهدي منصباًليس أخاف إهانتهم، إمنا أخاف كرامتهم، فال أرى سيئتهم سيئة، مل (: وهو الذي يقول

أرى للسلطان مثالً إال مثالً ضرب على لسان الثعلب، قال، عرفت للكلب نيفاً وسبعني .)4()ليس منها دستان خريا من أن ال أرى الكلب وال يراين )3(دستاناً

الواثق وذلك بعد أن صدع بعقيدته يف القرآن فقد اختفى أيام ؛ما اإلمام امحدأوابتلي يف ذلك بالء عظيماً، فاختفى بقية حياة الواثق فما زال يتنقل يف األماكن مث عاد إىل

.منزله بعد أشهر فاختفى فيه إىل ان مات الواثق

.)583/4(أنظر سري أعالم النبالء للذهيب )1( .)610/4(املرجع السابق )2( .كلمة فارسية معناها املكر واخلديعة: الدستان )3( .)7/262(السري )4(



اختفى عندي أمحد بن حنبل ثالثة أيام، مث قال أطلب يل (: وقال إبراهيم بن هاينفإذا فعلت !إفعل: فقال. ال آمن عليك يا أبا عبد اهللا: قلت. أحتول إليهموضعاً حىت

اختفى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف : أفدتك، وطلبت له موضعاً فلما خرج قال يلالغار ثالثة أيام مث حتول، ليس ينبغي أن يتبع الرسول صلى اهللا عليه وسلم يف الرخاء ويترك

.)5(أهـ) يف الشدة

فلم يزل أبو عبد (: قال ،رواية حنبل يف شأن اختفاء اإلمام أمحد يف حياة الواثقويف اهللا خمتفياً يف القرب، مث عاد إىل منزله بعد أشهر أو سنة ملا طُفئ خربه ومل يزل يف البيت

.)خمتفياً ال خيرج إىل الصالة وال غريها حىت هلك الواثق

ء فتربأ من الشرك واملشركني، مث طلبوه فإذا ما صدع املرء بدعوته على هدي األنبياحال استضعافه وقلة حيلته وأنصاره فال يعيبه أن يفر منهم أو يستخفي، ألن هذا من حال

. األنبياء والصاحلني وطريقتهم حال االستضعاف كما رأيت

349اإلمام امحد إلبن اجلوزي ص مناقب )5(



انياًث يف حكم الفرار من الكفار حال االستضعاف

م ماذا؟هل هو على الوجوب أم االستحباب أإذا تقرر ما سبق وعرفت مشروعية الفرار من الكفار حال االستضعاف بقي أن

: تعرف حكمه، فنقول وباهللا التوفيق

.إن ذلك يرجع إىل حال الطالب واملطلوب

فإذا كان املطلوب ذا جاه أو عشرية أو منعة ويعرف أو يترجح لديه أنه لن يذل أو بل رمبا استحب إذا كان قادراً على أن يظهر دينه بني يفنت بذهابه إليهم، جاز له ذلك،

ظهرانيهم ويسمعهم ما يكرهون من التوحيد وعيب آهلتهم ومعبودام والرباءة من باطلهم . وشركيام

اما إن كان املطلوب ضعيفاً وترجح له أم سيذلونه أو يفتنونه أو يسمعونه من رده بل رمبا أظهر إقراره له ورضاه به تقية الكفر البواح والشرك الصراح ما ال يقدر على

بعد أن ذهب إليهم برجليه خمتاراً، فمثل هذا ال حيل له الذهاب إليهم خمتاراً بغري اعتقال .أبداً

ألنه مشي وسعي بالرجلني إىل الفتنة وقد تقدم النهي عن ذلك يف األحاديث اء والصاحلني وأتباعهم من املتقدمة، وللمطلوب يف هذه احلالة أسوة حسنة يف األنبي

.الصاحلني الذين كانوا يفرون بدينهم من الكفار

.ويف هجرة املهاجرين األولني إىل احلبشة عربة هلذا

ألنه قد هاجر إليها من خاف وخشي أذى املشركني وفتنتهم أما أشراف الناس .كأيب بكر وعمر وحنوهم فإم مل يهاجروا حىت أمروا باهلجرة إىل املدينة

وال يقال أن املطلوب يف هذه احلالة يكون مكرهاً فيجوز له االستجابة هلم كما قد حصل مع كثري ممن ذهبوا إىل أولياء ، التقية عندهموالذهاب ومن مث يستعمل

لو نعلم أن دروس ": الطاغوت باختيارهم ملا سئلوا عنا وعن دروسنا حيث قال بعضهم



، فهذا إظهار للمواالة "و هذا لكنا أول من يبلغ عنهأيب حممد ختل بأمن النظام أو شيئاً حن .هلم، وملعاداة من خيل بأمن النظام الكافر، من غري ضرورة وال إكراه

؟قد كنا حني قلنا ذاك بني أيديهم ويف سلطام ؛فإن قيل

لكنكم قد ذهبتم ودخلتم أنتم بأنفسكم بني أيديهم ويف سلطام بادئ األمر : قيل .قلني وال مكرهنيخمتارين غري معت

أعين من أظهر مشايعة الكفار والرضى الظاهر عن - ولذلك ما أشبه حال هؤالء كفرهم وشركهم مث تعذر بالتقية واإلكراه مع أنه كان قادراً قبل ذلك على اهلجرة

أقول ما أشبههم حبال من أسلم مبكة ومل يهاجر ويلحق بالنيب صلى اهللا عليه ،الفراروة مشحة باملسكن أو الزوجة أو الوطن، حىت إذا كان يوم الفرقان يوم التقى وسلم إىل املدين

اجلمعان أخرجهم املشركون كرهاً وجعلوهم يف مقدمة الصفوف، فكان املسلمون إذا ما : قولهتعاىل و فانزل اهللا تبارك ،رمى بعضهم بالسهم وقع يف أحدهم فيقولون قتلنا إخواننا

ملي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفني يف األرض إن الذين توفاهم املالئكة ظا{، }قالوا أمل تكن ارض اهللا واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصريا

فلماذا مل يعذر اهللا عز وجل هؤالء مع أم تعذروا باالستضعاف وأخرجوا يف صفوف جلسوا بني ظهرانيهم بادي ألم مل يكونوا مكرهني حني: اجلواب! ؟الكفار مكرهني،

األمر، بل كانوا قادرين على الفرار واهلجرة أول مرة، فلما قصروا يف ذلك مل يعذروا بتسلط املشركني عليهم واستضعافهم بعد ذلك، ألم كانوا سبباً يف ذلك االستضعاف

.والتسلط

مواالة حكم "يقول الشيخ سليمان بن عبد اهللا بن حممد بن عبد الوهاب يف رسالة ألنه ذكر فيها أكثر من عشرين دليالً ،"الدالئل"ـ املعروفة عند أهل جند ب "أهل اإلشراك

هل كان اإلكراه : فإن قال قائل(: على كفر من توىل أهل الشرك، قال عن اآلية السابقةقيل ال يكون عذراً ألم أول األمر مل يكونوا ؟على اخلروج عذراً للذين قتلوا يوم بدر

ين إذ أقاموا مع الكفار، فال يعذرون بعد ذلك باإلكراه، ألم السبب يف ذلك، معذور .أهـ) حيث أقاموا معهم وتركوا اهلجرة

فليتأمل العاقل هذا وليفهمه وليعلم أنه إن عرف من نفسه ضعفاً وأنه لن يقدر على إظهار دينه بني يدي الكفار، بل على العكس سوف يظهر توليهم ورضاه عن كفرهم وشركهم وباطلهم، فال حيل له يف هذه احلالة أن يذهب إليهم حني يطلبوه خمتاراً أبداً، إال أن يقهروه فيعتقلوه هم فإن أكرهوه بعد ذلك على شيء من الكفر اإلكراه الشرعي



أما أن يسعى وميشي إىل ،)7(علم حبده وشرطه، فذلك هو املعذوراملعروف عند أهل الإىل الدخول فيها فيدخلها خمتاراً مث يتعذر باإلكراه، وليس مث إكراه، الفتنة برجليه مث يدعى

فليحذر مثل هذا من غضب اهللا، إذ قد قال اهللا تبارك تعاىل بعد أن ى عن مواالة وحيذركم {: الكافرين مث استثىن من يقع حتت اإلكراه فيتقي منهم تقاة،قال تبارك وتعاىل

.}اهللا نفسه وإىل اهللا املصري

.لغرض الذي طلب من أجله املوحد اعتبار يف هذا أيضاًمث ل

فال يعقل إذا ما طلب املوحد ألمر عابر ليس فيه إذالل وال فتنة وال مساع لكفر أن يفر أو يقاتل أو حنو ذلك، وكذا لو طلب ألداء شهادة حق ترفع فيها مظلمة أو يرد ا

وجب عليه ذلك يف بعض هذه حق لصاحبه وليس مث ذل وال وقوع يف الكفر، فإنه قد يتليس مث شاهد سواه أو حنو ذلك فال بد من التفصيل و األحوال إن كان األمر متعلقاً به

.واعتبار هذه املسائل

وكذا حال الطالب فإنه معترب أيضاً، وإن كان كالمنا يف الكفار وأوليائهم، فإن من شي وهو على نصرانية الكفار من قد يعرف بأنه يكره الظلم، كما جاء يف وصف النجا

وذلك قبل أن يسلم، وهذا ما دعى الصحابة ملا كانوا يف أرضه وجاء مبعوثا قريش عبد اهللا بن أيب ربيعة بن مغرية وعمرو بن العاص لردهم إىل مكة، فطلبهم النجاشي لينظر يف

إن مما دعى الصحابة أن : حاهلم وهل يسلمهم إىل قريش أو يبقيهم يف أرضه، أقولوا لطلبه ويأتوه خمتارين مع أن هناك سعة وجماالً للفرار كوم قد ترجح يف ظنهم يستجيب

أنه ال يظلمهم، وراجع يف خربهم وقصتهم اليت روا أم سلمة زوج النيب صلى اهللا عليه وفيها قول جعفر رضي اهللا ]5/290، 1/201[م وأخرجها اإلمام أمحد بسند جيد وسل

ظلمونا وشقوا علينا، وحالوا بيننا وبني ديننا، خرجنا إىل فلما قهرونا و(: عنه عن قريشبلدك، وإخترناك على من سواك، ورغبنا يف جوارك ورجونا أن ال نظلم عندك أيها

.)امللك

ولو كان فعلهم هذا خطأ أو منكراً ملا سكت عليه النيب صلى اهللا عليه وسلم وملا يأمرهم باملعروف وينهاهم { ؛وسلم أنه أقره بل ألنكره، فقد جاء يف وصفه صلى اهللا عليه .}عن املنكر وحيل هلم الطيبات وحيرم عليهم اخلبائث

50ص) ملة إبراهيم(انظر رسالة )7(



إذا تقرر هذا فإذا غلب على ظن املطلوب أن الكافر الذي طلبه لن يظلمه أو يفتنه جاز له أن يستجيب ويذهب إليه خوفاً أو حذراً من تصعيد األمور أو تضخيمها، ومثل

الدول اليت تتمسح باحلرية وحقوق اإلنسان والدميوقراطية وحنوها هذا موجود يف كثري منمن مناهج الكفر املعاصرة، وليس هذا تأيداً أو حتاكماً هلذه املناهج واألنظمة واألفكار، لكن هو االستفادة أو االنتفاع من أجوائها املفروضة واملوجودة جرباً، وهو كاالستفادة

ة إذا ما فزع أهلها لنجدة موحد من قبيلتهم والقبيلة على من العصبية القبلية أو العشائريأي كون العصبية القبلية اجلاهلية تنصر أخاها وهي ال تؤيد عقيدته ال ؛الكفر، فمثل هذا

بدليل ان اهللا ! !أو يعترب تأييداً للجاهلية أو حتاكماً هلا ؛يضر املوحد وال خيدش يف توحيدهاهللا عليه وسلم بإيوائه إىل عمه الكافر ونصرة عمه له تبارك وتعاىل إمنت على النيب صلى

أي آواك إىل عمك الكافر، ومثله رهط ،}أمل جيدك يتيماً فآوى{: فقال سبحانه وتعاىلولوال {: شعيب الذين كانوا مانعاً دونه والكفار قال تبارك وتعاىل خمرباً عن أعداء نبيه

اهللا صاحل عليه السالم الذي كان وقد كانوا كفاراً، وكذلك ويل نيب} رهطك لرمجناكقالوا تقامسوا باهللا لنبيتنه وأهله مث لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله {: الكفار حياذرونه

.}وإنا لصادقون

فكون املرء يعلم أو يغلب على ظنه أن الكافر الذي يطلبه عليه من املوانع القانونية من ظلمه أو فتنته فهذا مسوغ للذهاب إليه إن أو العرفية أو العصبية أو اجلاهلية ما مينعه

واهللا تعاىل أعلم، وتبقى االستشارة واالستخارة يف ،خاف فتنة أكرب أو تصعيداً لألمور ...هذه األبواب حممودة ممدوحة

خبالف ما لو غلب على ظن املوحد أن الكافر قاتله إن ذهب إليه أو آسره فساجنه : وقد قال تبارك تعاىل ،رم ألنه إلقاء بالنفس إىل التهلكةسجناً طويالً أو مؤبداً فهذا حم

.)8(}وال تلقوا بأيديكم إىل التهلكة{

.نهي على املشي والسعي إىل الفتنةفقد تقدم ال ،أو غلب على ظنه أنه فاتنه

.وكذا إذا علم انه ظامله فال يذهب إىل ظامله، إال ان خياف ظلماً ومنكرا أكرب

وال يقال أن اآلية نزلت يف التحذير من ترك اجلهاد واإلنفاق يف سبيل اهللا وأا خاصة )8(

يف ذلك، فالعربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب وحنن مل حنتج ا على ترك اجلهاد، لكن على عدم الذهاب خمتارا إىل الكافر مع غلبة الظن بالقتل أو السجن املؤبد وحنوه، فهو من

، فهذا شيء، }وال تقتلوا انفسكم إن اهللا كان بكم رحيما{: ارك وتعاىلقبيل قوله تب .والقتال واجلهاد شيء آخر



ه الكفر والشرك والباطل وأن املطلوب لن يقدر على وكذا إذا عرف أنه مسمعالدفع والرد أو إظهار الدين، فقد حرم اهللا تبارك وتعاىل القعود يف هذا حاله، فكيف جيوز

وقد نزل عليكم يف الكتاب أن {: تعاىلو أن ميشي إليه ويسعى برجليه خمتاراً، قال سبحانه تقعدوا معهم حىت خيوضوا يف حديث غريه إذا مسعتم آيات اهللا يكفر ا ويستهزأ ا فال

.}إنكم إذا مثلهم إن اهللا جامع املنافقني والكافرين يف جهنم مجيعاً

فال يذهب خمتاراً ليقعد يف جملس هذا حاله وقد علم من نفسه أنه ال يستطيع خبالف ما لو علم من نفسه انه قادر على اإلنكار وإظهار ، اإلنكار ساعتها وال املفارقة

.نه ومعتقده وأمن الفتنة والقتل وحنوهدي

هذا عن الذهاب إىل الكافر، أما إن أحاط به الكفار من كل جانب وال جمال للفرار، وال يعرف املوحد ما هم فاعلون به، فله ان جيتهد على حسب غلبة ظنه، إما ان

ه أم يستأسر إن ظن انه قد ينجو، أو يقاتل حىت ينجو أو يقتل، إن ظن أو ترجح يف ظن باب"غادرون به، ويدل على مشروعيته هذا وذاك يف مثل هذه احلالة، ما رواه البخاري

من حديث أيب هريرة يف قضية العشرة ،]6/165" [ومن مل يستأسر ؟هل يستأسر الرجلالذين بعثهم الرسول صلى اهللا عليه وسلم يوم الرجيع فأحاط م مائيت رجل كلهم رام مث

ال يقتلوا منهم أحد، فمن الصحابة من مل يرض النزول يف ذمة كافر أعطوهم العهد ان خمافة الغدر فقتلوه، ومنهم من استأسر فغدروا به بعد ذلك ومن هؤالء خبيب رضي اهللا عنه ويف اخلرب قصته، ومع هذا مل يرو عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه خطأ أحداً منهم يف

م وليس من جمال للفرار أو الغلبةاجتهاده، ألن املقام مقام إحاطة.

واهللا تعاىل أعلم



ثالثاً بيان أن عدم ذهاب املوحد إىل الكافر

وعدم استجابته لطلبهم على كل حال ال يعين املواجهة املسلحة

فالكالم على املوحد حال استضعافه وقلة حيلته، وهذه حال ال يلزم فيها القتال ن هناك نصوص عامة تدل على مشروعية قتال أو جهاد واملواجهة، نعم حنن نعتقد بأ

،الواحد لوحده أو مع بعض إخوانه للكفار، وذلك جائر عندنا ومشروع ولو عدم اإلماملكن ميزان املفاسد واملصاحل الشرعية ،"نزع احلسام"وهو أمر فصلناه وبيناه يف رسالتنا

.معترب يف هذا الباب

.نكر أعظم فإنه غري مشروعوالعمل إذا ترتب عليه مفسدة أو م

واملواجهة اليت حتقق مصلحة عظيمة وحقيقية لإلسالم واملسلمني حتتاج إىل إعداد جاد وال تكون ردة فعل جيرنا إليها الكفار وهم الذين حيددون ساعتها، إذ ينبغي على املسلم الفطن الكيس أن يعمل من خالل خطته وإعداده، ال أن يستدرج ويدفع للعمل من

ل خطة العدو وترتيبه، هذا إن كان املوحد ممن يروم نصراً حقيقياً كبرياً لإلسالم ويعد خالملعركة حامسة مع الطاغوت، وكذلك إن كان ممن يرى اجلهاد والقتال كعمليات اغتيال لرؤوس الكفر وأوليائه، فإن مثل هذا ينبغي أن يضرب ضربات مركزة وخمططاً هلا إن كان

وعلى هذا فهو أيضاً ال ينبغي أن جير للمواجهة ،اية يف أعداء اهللاقصده إنزال اكرب نك .العشوائية من خالل استفزازات العدو

ومن استدل بقصة أيب بصري وقتاله للكفار هو وعصابة قليلة من املؤمنني فينبغي أن يراعي الصورة اليت استدل ا حق املراعاة إن ؛املستضعفني الفارين من قريش

، فإن أبا بصري وقتاله وإغارته على قوافل قريش مل تكن تنسب إىل النيب كان طالب حقصلى اهللا عليه وسلم وال كان يتحمل مسؤوليتها وال تبعاا، ألن القوم مل يكونوا حمسوبني عند الكفار يف والية اجلماعة املسلمة، فكانت أعماهلم ال تؤثر سلباً أو جتر مفسدة أو

أو قل على الدعوة إن شئت، فإن كان املستدل ا يراعي هذا ضررا على اجلماعة املسلمةيف املفاسد واملصاحل، فاستدالله صحيح وعمله مشروع، ولذلك ملا قتل أبو بصري الرجل العامري وهو أحد الرجلني الذين أرجعه الرسول صلى اهللا عليه وسلم معهما إىل قريش،



يه وسلم وال أنكرت عليه ذلك أو أثر يف مل تطالب قريش بديته من رسول اهللا صلى اهللا علالعهد شيئاً، ألن أبا بصري مل يكن آنذاك حتسب أعماله أو تنسب إىل اجلماعة املسلمة ألنه مل يكن بعد قد دخل حتت واليتهم وحكمها، ولذلك مل يلزمه العهد املربم بينها وبني

بدليل شرعي تؤدي إىل فإن األعمال العشوائية الغري مرتبطة ،قريش، فلتفقه هذا جيداً .اهلالك

؟)يشرع دفع الصائل وهذا من جنسه(: فإن قيل

،نعم إن حتقق أن صائالً يريد قتلك أو فتنتك أو اإلضرار بك ضرراً مربحاً: قلناع عن النفس حسب الطاقة فعند ذلك ال جمال لالختيار والترجيح إال الفرار أو الدف

.واإلمكان

يس كل طلب من الكفار أو أوليائهم يكون حاله حال كن ينبغي التنبه إىل أنه للالصائل الذي يريد قتلك أو فتنتك، فاألصل وضع األحوال بأحجامها احلقيقية ووزا بامليزان الشرعي، وعدم االجنرار واالنسياق وراء احلماس والعاطفة الغري مضبوطة مبيزان

لطف وليشاور إخوانه وليستخري الشرع واملرء أعلم بأحواله وأحوال دعوته وإخوانه، فليت .اب من استشار وال ندم من استخارربه، فما خ

: وأخرياً

: فال تعارض بني هذا الذي قررناه ها هنا وبني قول اهللا تعاىل يف سورة األحزابفقد عرفت ،}إذا ال متتعون إال قليالو قل لن ينفعكم الفرار إن فررمت من املوت أو القتل{

إن طلبه ،املؤمن من الكفار أو استخفائه حال ضعفه وعدم إعدادهأن كالمنا عن فرار الطاغوت أو أولياءه، أما اآلية فتتكلم عن القتال حني يتعني اجلهاد ويفرض القتال فتلتقي الصفوف، فإن الفرار ساعتها من الزحف من كبائر الذنوب، وقد نزلت اآلية يف املنافقني

صالة والسالم يف ترك القتال بغزوة األحزاب ساعة الذين كانوا يستأذنون النيب عليه اليقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن {إحاطة األحزاب باملدينة والتقاء الصفني،

.}...يريدون إال فرارا



امتةخ }فال ختافوهم وخافون إن كنتم مؤمنني{

يف الترغيب بالثبات على احلق واحلث على الصدع ياء الطاغوتوعدم اخلوف من أول به

أن الثبات على قول كلمة احلق يف وجه أولياء الطاغوت وإمساعهم ما ؛اعلمهو ؛يكرهون من التوحيد وعيب آهلتهم والرباءة منها ومن عبيدها وأولياءها وأنصارها

األوىل ملن أحب أن يكون من أنصار دين اهللا تعاىل ومن الطائفة القائمة بدين اهللا تعاىل من خالفهم وال من خذهلم حىت يأيت أمر اهللا تعاىل وهم كذلك، والكالم الذين ال يضرهم

ها هنا على الدعوة والتوحيد، وليس يف االعتراف بالتفاصيل واألمساء واألمور اليت تضر .بإخوانك املسلمني

أن موقف التحقيق ليس مقاماً لبيان كلمة احلق والصدع ا، فإن أولياء ؛وقد يقالالطاغوت ال يريدون معرفة احلق وطلبه يف هذا املقام بقدر ما يريدون معرفة توجهاتك

.وعقيدتك حملاسبتك وحماكمتك عليها

نعم هذا حق، ومع هذا فال مانع من أن تقع كلمة احلق يف نفس أحدهم : فنقولناً وزه هزاً عنيفاً فتنفذ إىل قلبه، وعلى كل حال فاملوقف يف هذا املقام قد موقعاً حس

.خيتلف باختالف األشخاص واألحوال

أنه لن يقدر على تبعات هذا فإن كان الشخص املأسور يرى من نفسه ضعفاً وفله أن يكتم معتقده ويتقهم، بشرط أن ال يصرح هلم بكلمة كفر بال إكراه ،الصدع

ن كثري من الناس يتوسع يف الرخصة هنا، ويتفوه حبجة االستضعاف بكلمات حقيقي ألكفر ما اكرهوه وال ضربوه وال آذوه على قوهلا، مع أن يف املعاريض واإلجابة بصيغة السؤال أو ادعاء عدم العلم أو التذرع باخلوف من الفتوى والتورع عن القول يف دين اهللا

مندوحة عن التصريح بالباطل والكفر، وتلبيس احلق به بغري علم، أقول إن يف أمثال ذلك: أو إظهار الرضى عن كفريام وآهلتهم الباطلة من غري ما إكراه، وقد جاء يف احلديث

.)من كان يؤمن باهللا واليوم اآلخر فليقل خرياً أو ليصمت(

ففي كثري من البالد ال يهمهم ما تعتقده أو تقوله وتوجهه ؛على كل حالني، بقدر ما يهمهم ما الذي قلته يف الشارع أو املسجد وحبضرة الناس ومسعهم للمحقق



وبصرهم من سب الطاغوت والتحريض عليه، ويف بعضها ال يضرك ما تقوله يف حضرة احملققني حىت توقع عليه يف أوراق التحقيق، فباإلمكان قول كلمة احلق والصدع ا، وعدم

ن األخ املوحد أن جييب بالعموم دون ختصيص وبإمكا، التوقيع على تلكم األوراق .ولكل مقام مقال ولكل بلد حال، واملوحد يقدر ذلك بقدره ،طاغوت بامسه

لكن األوىل لألخ املوحد خصوصاً إن كان ممن يتصدرون لدعوة الناس وقول كلمة احلق، أن يثبت عليه يف وجه الطاغوت ولو ضرب أو أوذي ومسع منهم ما مسع، إذ هو

ول من سلك هذه الطريق العظيمة وال آخرهم، وقد سبقه عليها النبيون والصديقون ليس أوالشهداء، فكم أوذي الرسل حىت قتل بعضهم وكذلك الصاحلون من اتباعهم محلوا على

وقد ثبت عن رسول اهللا ،)9(األلواح ونشروا باملناشري فما زادهم ذلك إال إمياناً وتسليماسيد الشهداء محزة ورجل قام إىل إمام جائر فأمره فنهاه (: قالعليه الصالة والسالم أنه

لكن أسخط الناس يف رضى اهللا متلك قلوم ،، فإياك وإرضاء الناس بسخط اهللا)فقتله .وتقهرهم، ويقذف اهللا مهابتك يف صدورهم

وقد جرب ذلك كثري من إخواننا املوحدين يف أحلك الظروف فما زادهم ذلك إال اراً وإجالالً ورهبةً يف قلوب أعداء اهللا، وقد روى اإلمام امحد وغريه عن أيب احتراماً وإكب

أال ال مينعن أحدكم رهبة الناس (: سعيد اخلدري أن رسول اهللا عليه الصالة والسالم قالأن يقول حبق إذا رآه أو شهده فإنه ال يقرب من أجل وال يباعد من رزق أن يقول حبق أو

.)يذكر بعظيم

أن هذه املواقف يشهدها املأل األعلى ويسمعها ويراها اهللا ؛س أخي املوحدمث ال تنتبارك وتعاىل وتكتب، فلتسجل لنفسك موقفاً يباعدك عن أعداء اهللا ويقربك من سيدك

.وموالك، وتباهي به يوم ال ينفع مال وال بنون إال من أتى اهللا بقلب سليم

قرع بعدها سنة نادمليسلم ي وتلك حروب من يغب عن غمارها

من كيد عدو اهللا (: "إغاثة اللهفان"يقول اإلمام ابن القيم رمحه اهللا تعاىل يف كتابه فال جياهدوم وال يأمروم باملعروف، وال : أنه خيوف املؤمنني من جنده وأوليائه: تعاىل

نه وتعاىل عنه وهذا من أعظم كيده بأهل اإلميان، وقد أخربنا اهللا سبحا ،ينهوم عن املنكر، }إمنا ذلكم الشيطان خيوف اوليائه فال ختافوهم وخافون إن كنتم مؤمنني{: ذا فقال

فقد ذكر هناك سلفاً من اهل 343، 342وانظر مناقب اإلمام امحد البن اجلوزي ص )9(

.واالمثلة كثرية ...العلم ألمحد ممن ضربوا وأوذوا يف سبيل الثبات على كلمة احلق



وهلذا ،"يعظمهم يف صدوركم": قال قتادة ،خيوفكم بأوليائه: املعىن عند مجيع املفسرينوكلما قوي إميان العبد زال } فال ختافوهم وخافون إن كنتم مؤمنني{: قال تبارك وتعاىل

.أهـ) قلبه خوف أولياء الشيطان، وكلما ضعف إميانه قوي خوفه منهممن

نعم فإن خوف اهللا تعاىل إذا مأل قلب العبد مل يعد يف هذا القلب مكاناً خلوف غريه سبحانه، وإذا استشعر العبد عظمة اهللا تعاىل وأنه سبحانه ذو القوة املتني، املهيمن العزيز

لعباد كلهم واستحضر معيته، حتاقرت وصغرت وتضاءلت اجلبار املتكرب، اآلخذ بنواصي ايف نفسه مجيع قوى األرض ومل يعبأ ا، وإذا استحكم التوكل واليقني يف صدره وعلم أن ما أخطأءه ما كان ليصيبه وما أصابه ما كان ليخطئه، وأن لو اجتمع اجلن اإلنس على أن

اهللا وربط على قلبه، فلو اجتمعت ثبته ؛يضروه، مل يضروه إال بشيء قد كتبه اهللا عليهقوى األرض مجيعها عند ذلك ما زعزعته عن طريقه وال ردته عن عقيدته احلقة وملا زاده

الذين يبلغون رساالت اهللا وخيشونه وال خيشون أحدا إال اهللا {، ذلك إال إمياناً وتسليماً .}وكفى باهللا حسيبا

املؤمنني أسلوب التخويف إن من أساليب الطغاة وأعداء اهللا يف حرم معوالترهيب هذا الذي تلقوه من إمامهم األول إبليس، فكما أنه لعنه اهللا حياول دوماً تعظيم أوليائه يف نفس املؤمن وختويفه منهم لتخذيله ورده عن احلق املبني، فكذلك يفعلون، فهم

بهم وأجهزة حياولون إظهار قوم واالفتخار جبموعهم وجيوشهم وأسلحتهم ووسائل تعذيأمنهم وخمابرام، ويكثرون من مدحها وتعظيمها والثناء عليها، وأا حتيط وتعلم بكل

: صغرية وكبرية يف البلد، وأا، وأا، كما أخرب اهللا تعاىل عنهم يف كتابه فقال .}وخيوفونك بالذين من دونه ومن يضلل اهللا فما له من هاد{

ضعفاء اإلميان الذين مل تستحكم خشية اهللا ومثل هذه األساليب ال تؤثر إال يف وتعظيمه من قلوم، فهم خيشون الناس أشد من خشية اهللا تبارك تعاىل، وخطر أمثال هؤالء عظيم على املؤمنني ألم عامل ختذيل وتثبيط وإرجاف يف الصف املسلم، فينبغي

م أو اعتبارهم واالغترارم عند تقييم الصفوف، استبعادهم من مواقع التأثري وعدم حسالو خرجوا فيكم ما زادوكم إال خباالً وألوضعوا خاللكم يبغونكم {: قال تعاىل يف أمثاهلم

.}الفتنة وفيكم مساعون هلم

فاإلرجاف يف مثل هذه الظروف احلرجة أثره على النفوس عظيم، ألن النفوس ا بتذكريها مبواقف حتتاج يف مثل هذه املواقف ملن حيثها على الثبات ويربط على قلو

املؤمنني ااهدين والعلماء الربانيني العاملني، ولذا ذم اهللا تبارك وتعاىل اإلرجاف يف مثل وإذا جاءهم أمر من األمن أو اخلوف أذاعوا به ولو {: فقال سبحانه وتعاىل ،هذه املواطن



وال فضل اهللا ردوه إىل الرسول وإىل أويل األمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ول .}عليكم ورمحته التبعتم الشيطان إال قليالً

وإا ملواطن ومواقف عظيمة يبتلي اهللا ا عباده ليمحص صفوفهم فيميز اخلبيث ...إمنا ذلكم الشيطان خيوف أولياءه فال ختافوهم{: من الطيب، فقد قال تعاىل بعد قوله

هللا ليذر املؤمنني على ما انتم عليه حىت ما كان ا{: قال تبارك وتعاىل بعدها بقليل ،}اآلية .}مييز اخلبيث من الطيب

فاملؤمنون الذين صدقوا ما عاهدوا اهللا عليه ال تضريهم مثل هذه األساليب الذين قال { ،وال تزيدهم إال أمياناً وثباتاً الطاغوتية وال تؤثر على مواقفهم أو تزعزعهم،

فزادهم إمياناً وقالوا حسبنا اهللا ونعم الوكيل هلم الناس إن الناس قد مجعوا لكم فاخشوهم* فانقلبوا بنعمة من اهللا وفضل مل ميسسهم سوء واتبعوا رضوان اهللا واهللا ذو فضل عظيم *

.}إمنا ذلكم الشيطان خيوف أولياءه فال ختافوهم وخافون إن كنتم مؤمنني

ختويف املؤمنني وكان سبحانه قد ذكر قبل هذه اآليات مواقف املنافقني يف ختذيل والذين قالوا إلخوام وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤا عن {: ورد عليهم يف ذلك

.}انفسكم املوت إن كنتم صادقني

مث ذكر سبحانه منازل الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا اهللا عليه ليدل املؤمنني على حتسنب الذين قتلوا يف سبيل اهللا وال {: تعاىلطريقهم وحيببهم ويرغبهم ا، فقال تبارك و

الذين قال هلم {: تعاىلإىل أن قال سبحانه و ،}اآليات ...أموتا بل أحياء عند رم يرزقونالناس إن الناس قد مجعوا لكم فاخشوهم فزادهم إمياناً وقالوا حسبنا اهللا ونعم الوكيل،

.}اآليات

الم أن يقول فأمره بعدما قال وكذلك أرشد اهللا تبارك وتعاىل نبيه عليه الصالة والسقل {: قال سبحانه وتعاىل بعد ذلك بقليل ،}وخيوفونك بالذين من دونه{: تبارك وتعاىل

.}حسيب اهللا عليه يتوكل املتوكلون

فإذا كان كل أحد يف هذا الوجود هو دون اهللا الذي يتوكل عليه املتوكلون، ذا كان كل أولئك دون اهللا عز ويدخل يف ذلك كله ما خيوف به املشركون املؤمنني، إ

وجل، فأنا وكيف خيافهم املؤمن املتوكل على اهللا العزيز اجلبار حق توكله، وإن لنا يف التاريخ لعربة، وأعظم تاريخ هو تاريخ األنبياء مع أقوامهم، ارجع إليه، وتأمل مواقفهم

م ويتوعدوم اخلالدة مع أقوامهم املستكربين، وكيف كانوا خيوفوم بآهلتهم ويهددو



بعددهم وقوم، وانظر يف املقابل، إىل مواقف األنبياء وصالبتها، ارتو منها، وأل من !وأي زاد ...معينها الصايف، فإن فيها واهللا الزاد

إىل نيب اهللا نوح يف عمق الزمان، واستمع إليه وهو خياطب ؛أنظر على سبيل املثالة اهللا الذي يتوكل عليه ويستشعر عظمته سبحانه، قومه وحيداً فريداً لكنه يستحضر معي

إن كان كرب عليكم مقامي وتذكريي {فيخاطبهم وال خيشى سلطام او طغيام فيقول بآيات اهللا فعلى اهللا توكلت فأمجعوا أمركم وشركاءكم مث ال يكن أمركم عليكم غمة مث

.}اقضوا إيل وال تنظرون

لديكم من سلطان وجربوت انتم أمجعوا أمركم وما عندكم من قوة وما وشركاءكم الذين تعتزون م، مث افعلوا ما بدا لكم دون أن متهلونين أو تنظرونين، وال يقول ذلك وراً ومحاساً وعاطفة جوفاء أسرع ما تزول وختبوا، وإمنا يقوله وهو يعلم ان

طيعون أن ميسوه معه القوة اليت ال تغلب، وهو يعلم ان معه اهللا تبارك وتعاىل، وال يستإال أن يشاء اهللا، فإن شاء سبحانه فليس ،بسوء ما دام متوكال عليه معتصما حببله املتني

.ذلك خذالناً لعبده ولكنه اختباراً وامتحاناً ومتحيصاً

كيف يقف بني قومه وحيداً فريداً وهم أعىت أهل ؛وانظر إىل هود عليه السالم: شركائهم وآهلتهم الزائفة اليت يعظموا فيقولوناألرض قوة وأشرسهم بطشاً، خيوفونه ب

، فيقف أمامهم متوكال على اهللا بثبات كثبات }إن نقول إال اعتراك بعض آهلتنا بسوء{إين أشهد اهللا واشهدوا {: ويقول قولة املؤمن الذي ال خيشى أحداً إال اهللا. اجلبال أو أشد

إين توكلت على اهللا ريب * ال تنظرون من دونه فكيدوين مجيعاً مث* أين بريء مما تشركون .}وربكم ما من دابة إال هو آخذ بناصيتها إن ريب على صراط مستقيم

وهو يناظر قومه ويواجههم فيعلمهم أنه ال ؛وتأمل موقف إبراهيم خليل الرمحنار يبايل م وال بآهلتهم الزائفة اليت خيوفونه ا، فاألمن واإلطمئنان والثبات إمنا هو ألنص

اهللا الذين وحدوه حق التوحيد فلم يشركوا به شيئاً، أما املشركون فأنا ينالون األمن واإلطمئنان وقد أشركوا باهللا ما مل ينزل به سلطاناً، بل أولئك ليس هلم إال اخلوف والقلق

وحاجه قومه قال أحتاجوين باهللا وقد هداين وال اخاف ما تشركون به إال ان {واخلذالن، وكيف أخاف ما أشركتم؟ وال * شيئا وسع ريب كل شيء علما أفال تتذكرون يشاء ريب

ختافون أنكم أشركتم باهللا ما مل ينزل به سلطانا؟ فأي الفريقني أحق باألمن إن كنتم .}تعلمون؟



الذين آمنوا ومل {: ويأيت اجلواب حامساً واضحاً جلياً يقرع أمساعهم كالصاعقة .}م األمن وهم مهتدونيلبسوا إميام بظلم أولئك هل

يف أشد اللحظات ابتالًء ومتحيصاً، وقد حلق به فرعون ؛وانظر إىل موسى كليم اهللاوجنوده بقوم وعتادهم، وهم يومها املأل وأهل القوة والسلطان، وموسى عليه السالم يف قلة مستضعفني ليس معهم من عدة وال عتاد،وقد فروا بدينهم من الطاغوت، فصدهم

: فال سبيل وال طريق، فقال أصحابه ملا بصروا بفرعون مقبالً بقوته ومجعه وسلطانه البحر .}إنا ملدركون{

ولكن موسى عليه السالم ويف أشد املواقف وأحلك الظروف وأحسمها، جييب إن معي ريب !كال{: بكل توكل ويقني وثبات تعجز عن مثله الراسيات الصم الصالب

.}سيهدين

استحضار معية اهللا تبارك وتعاىل هذه، وذلك الثبات وذاك فماذا كانت نتيجةفأوحينا إىل موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود {التوكل، إن * مث أغرقنا اآلخرين * وأجنينا موسى ومن معه أمجعني * وأزلفنا مث اآلخرين * العظيم

.}العزيز الرحيم وإن ربك هلو* يف ذلك آلية وما كان أكثرهم مؤمنني

بعدما استحكم اإلميان يف قلوم، كيف ال ؛وانظر كذلك إىل سحرة فرعونقال ءامنتم له {: إذ يقول ،يعبؤون بتهديد الطاغوت وختويفه ووعيده هلم بالعذاب األليم

قبل أن آذن لكم إنه لكبريكم الذي علمكم السحر فألقطعن أيديكم وأرجلكم من خالف .}النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى وألصلبنكم يف جذوع

استمع إليهم كيف يردون عليه بكل قوة وثبات وبتوكل عظيم على اهللا الواحد القهار، ال ترهبهم قوته اليت يهددهم ا، وال خييفهم عذابه الذي يتوعدهم به، وال تقلقهم

أن اهللا هو ذو القوة سطوته أو سلطانه الذي ينتفش به، فقد استقر يف قلوم بعد إميام املتني وأن عذابه هو العذاب األليم املقيم، وأنه تعاىل صاحب السلطان القدمي، فأين قوة اخلالق من قوة املخلوق وأين عذاب السيد من عذاب العبيد، وأين سلطان القوي املتني من

مره، سلطان الضعفاء املهازيل، وقد كانوا من قبل يهتفون بعزة الطاغوت ويأمترون بأولكنه اإلميان باهللا تبارك وتعاىل الذي يصنع املعجزات حيث وقفوا شاخمني يردون على

قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات {: الطاغوت بكل وضوح ودون خوف أو وجلإنا آمنا بربنا ليغفر لنا * والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إمنا تقضي هذه احلياة الدنيا

.}تنا عليه من السحر واهللا خري وأبقىخطايانا وما أكره



...واألمثلة كثري وكثري

ولقد كان خامت األنبياء واملرسلني مثل أعلى يف هذا الباب، تأمل إليه يف حديث عمرو بن العاص الذي يرويه اإلمام أمحد وغريه بإسناد صحيح، تأمل موقفه وهو واقف

اف وأخذ رجل منهم مبجمع ردائه بني مجع الكفار يف مكة وقد أحاطوا به زمن االستضعملا كان يبلغهم عنه من عيب ،)؟أنت الذي تقول كذا وكذا(: وهم يسألونه ويقولون

آهلتهم ودينهم، فيجيبهم صلوات اهللا وسالمه عليه بكل صراحة ووضوح ودون خوف أو تسمعون يا معشر قريش أما (: ويقول قبل ذلك ،)نعم، أنا الذي أقول ذلك(: وجل

، فتأخذ القوم كلمته حىت ما منهم رجل إال )س حممد بيده لقد جئتكم بالذبحوالذي نفذلك لريفؤه بأحسن ما جيد من كأمنا على رأسه طائر واقع، حىت أن أشدهم يف وصاةً قبل

.)10(قول

وكان يثبت أصحابه بقرآن ربه الذي يتنزل عليه ويذكرهم مبواقف أهل الثبات يف ن من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له يف األرض فيجعل فيها، قد كا(: األمم السابقة فيقول

مث يؤتى باملنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفني ويشمط بأمشاط احلديد ما دون حلمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، واهللا ليتمن اهللا تعاىل هذا األمر حىت يسري الراكب من

) ولكنكم قوم تستعجلون ،هصنعاء إىل حضرموت فال خياف إال اهللا والذئب على غنم .]رواه البخاري وغريه[

وبعد هذا كله، فإن هنالك حقيقة جيب أن ال يغفل عنها املؤمنون وأن ال تغيب عن أعينهم وأذهام وهي؛ أن الباطل هزيل ضعيف مهما انتفش ببهرجه او انتفخ

ار السموات بزخارفه، ومهما تظاهر بالقوة واملنعة واحلصانة فإنه واهللا أحقر عند جب : واألرضني من الذباب ورحم اهللا ابن القيم إذ يقول يف نونيته

؟وذبابه، أختاف من ذبان ال ختش كثرم فهم مهج الورى

وإن يسلبهم الذباب شيئا ال { ،نعم واهللا إم كالذباب، بل أحقر من ذباب .}يستنقذوه منه ضعف الطالب واملطلوب

وقد انكشفت ، ، فإن للحق جوالت وصوالتوإن كان ألهل الباطل جولة وصولةحقائقهم وظهر زيف قوم على مر التاريخ، ولكن على أيدي رجال صدقوا ما عاهدوا

.)7036(ديث بطوله يف مسند أمحد بتحقيق أمحد شاكر رقم أنظر احل )10(



اهللا عليه فمنهم من قضى حنبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديال، وما ينتفش الباطل وأهله، كم ...ولئك الرجال، آهوما يزهو ويفتخر بقوته الزائفة إال حني خيلو امليدان من أمثال أ

؟حنن حباجة إىل أمثال أولئك الرجال

:وأخرياً

فإن القرآن يلفت أنظارنا إىل مصري أولئك املعاندين من األقوام الغابرين، الذين أمل {، طغوا يف البالد فأكثروا فيها الفساد، والذين كانوا أشد قوة وبطشاً وآثاراً يف األرض

ومثود الذين * ذات العماد اليت مل خيلق مثلها يف البالد إرم* ترى كيف فعل ربك بعاد * جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي األوتاد الذين طغوا يف البالد فأكثروا فيها الفساد

أمل تر كيف فعل ربك بأصحاب {، }فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لباملرصاد .}...الفيل أمل جيعل كيدهم يف تضليل

نا ومسامعنا إىل ايتهم ومصارعهم، وهاهي آثارهم وبيوم يلفت القرآن أبصارخاوية على عروشها أهلكهم اهللا عز وجل ونصر جنده املوحدين، فما أغنت عنهم قوم اليت كانوا ا يفاخرون، وال عددهم وعتادهم ومجوعهم اليت كانوا ا يزهون وينتفشون،

لك بأن اهللا موىل الذين آمنوا وأن أهلكهم سبحانه وما كان هلم من ويل وال نصري، ذأفلم يسريوا يف األرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم {، الكافرين ال موىل هلم

فلما * كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثاراً يف األرض فما اغىن عنهم ما كانوا يكسبون فلما * ا يستهزئون جاءم رسلهم بالبينات فرحوا مبا عندهم من العلم وحاق م ما كانو

فلم يك ينفعهم إميام ملا * رأوا بأسنا قالوا آمنا باهللا وحده وكفرنا مبا كنا به مشركني وبعد، فهذه حقائق ، }رأوا بأسنا سنة اهللا اليت قد خلت يف عباده وخسر هنالك الكافرون

لذين كفروا وال حيسنب ا{، جديرة بالتدبري والنظر العميق منا، من أعدائنا، لعلهم يرجعون .}سبقوا إم ال يعجزون

: يقول العالمة أبن القيم يف نونيته

سري الربيد وليس بالذمالن يا قاعدا سارت به أنفاسه وفد احملبة مع أيل اإلحسان حىت مىت هذا الرقاد وقد سرى يف اهللا واخشاه تفز يف أمان اصدع بأمر اهللا ال ختش الورى

جاءت عن املبعوث بالقرآن صر كتاب اهللا والسنن اليتوان ضرب ااهد فوق كل بنان واضرب بسيف اهللا كل معطل

خملص متجرد هللا غري جبان وامحل بعزم الصدق محلة



فإذا أصبت ففي رضى الرمحن واثبت بصربك حتت ألوية اهلدى بتت سالحك مث صح جبنانث واجعل كتاب اهللا والسنن اليت

أو من يسابق يبد يف امليدان من ذا يبارز فليقدم نفسه من قلة األنصار واالعوان واصدع مبا قال الرسول وال ختف

واهللا كاف عبده بأمان فاهللا ناصر دينه وكتابه ذب والبهتانفقتاهلم بالك ال ختش من كيد العدو ومكرهم

وجنودهم فعساكر الشيطان فجنود أتباع الرسول مالئك متحرياً فلينظر الفئتان شتان بني العسكرين فمن يكن

واصرب فنصر اهللا ربك دان واثبت وقاتل حتت رايات اهلدى ورسوله بالعلم والسلطان فاهللا ناصر دينه وكتابه

أحد ولو مجعت له الثقالن يقوم هلده واحلق ركن ال فاثبت فصيحتهم كمثل دخان وإذا تكاثرت اخلصوم وصيحوا

يهوي إىل قعر احلضيض الداين يرقى إىل األوج الرفيع وبعده وذبابه أختاف من ذبان ال ختش كثرم فهم مهج الورى

رؤساؤها من مجلة الثريان ال ترتض برياسة البقر اليت فزعاً حلملتهم وال جببان وإذا مهو محلوا عليك فال تكن هذا مبحمود لدى الشجعان واثبت وال حتمل بال جند فما

ال بكتائب الشجعان هذا وإن قتال حزب اهللا باألعمال نا وأعداهم بال حسبانأ واهللا ما فتحوا البالد بكثرة

وافت عساكرها مع السلطان فإذا رأيت عصابة اإلسالم قد بالعاجز الواين وال الفزعان فهناك فاخترق الصفوف وال تكن

تعجب فهذه سنة الرمحن واحلق منصور وممتحن فال وألجل ذاك الناس طائفتان وبذاك يظهر حزبه من حربه

والكفار مذ قام الورى سجالن ذاك احلرب بني الرسل وألجل فاتت هنا كانت لدى الديان لكنما العقىب ألهل احلق إن

متت حبمد اهللا

أبو حممد املقدسي؛ وكتب

1414الثاين عشر من شعبان سنة من هجرة املصطفى عليه الصالة والسالم

منرب التوحيد واجلهادwww.tawhed.ws

www.almaqdese.net www.alsunnah.info www.abu-qatada.com



الفهرس

.ال حتزن إن اهللا معنا: مقدمة .ان مشروعية فرار املوحد من الكفار واستخفائه حال االستضعافيف بي: أوالً .م االستحبابيف حكم الفرار من الكفار هل هو على الوجوب ا :ثانياً .بيان ان الفرار وعدم االستجابة لطلب الكافر ال يلزم منه املواجهة :ثالثاً

ف من به وعدم اخلويف الترغيب بالثبات على احلق واحلث على الصدع : خامتة .أولياء الطاغوت

.أبيات إلبن القيم

نرب التوحيد واجلهادم* * *

http://www.tawhed.ws http://www.almaqdese.net http://www.alsunnah.info http://www.abu-qatada.com http://www.mtj.tw

Documents

لا تحزن إن الله معنا للشيخ أبي محمد عاصم المقدسي