1

2

مختصر

أسرار الكنيسة السبعة

.م.ل.األب إغناطيوس داغر ر إعداد

٢٠٠٦

أذن بطبعه سيادة المطران بولس إميل سعاده السامي االحترام

www.jounoudmariam.com

www.saintamaria.com www.facebook.com/jounoud.mariam

www.facebook.com/groups/jounoudmariam www.facebook.com/groups/kalbmariam

"جنود مريم"تعنى بطبعه ونشره جمعية أد/١٦٧علم وخبر

ناوزع مجاي

3

مقدمـة الحوار حول الخالص، : اإليمان المسيحيت من أهم صفا

وقد اعتلن سر . واللقاء بين اللـه الخالق واإلنسان المخلوق :اللـه للبشرية في ثالث مراحل

. في الكون والمخلوقات .١

.والعهد في الوحي الكتابي .٢

.وفي يسوع المسيح اإلله المتجسد .٣

اللـه تجلى بالتجسد اإللهي سر اللـه وحقيقته، حب

وحكمته، وتحقق لقاء اللـه وحواره المباشر والكامل مع . الناس

. بالتجسد دخل اللـه في الطبيعة البشرية والتاريخ والمادة

أتم .حقق الخالص والحياة بأقواله وأعماله، بموته وقيامتهوبعد غيابه . وتجديد العالم وإعادة الخلق أسرار الخالص

وآما أرسله اآلب، . سل الروح القدسبالجسد وقيامته أرأرسل آنيسته وسلمها الرسالة، لتكون سره أي عالمة

أعماله المنظورة، وسر اللقاء وحضوره واستمرار حياته .وبدأنا نلتقي القائم من الموت. الشخصي به

4

فما هي الكنيسة ؟. في الكنيسة: أوال في المنظور، والمشارآة المسيح امتداد جسد هي

في إنجازات العقل . وظائفه، النبوية، الكهنوتية والملكيةوسيطرة اإلنسان على العالم، في حياتها وأعمالها وشهادة المشارآة والرحمة، شهادة المحبة والخدمة، في العمل والتبشير، بعالقة اإليمان والحب والتوبة والصالة، تحاور الناس

وتوزع عليهم لعالم، وفي آل اوب دمشق وعماوس رعلى د من مهامها أن تستقبل الملكوت. آلمة اللـه وآلمة األخوة

أن تعلم . وتنشره وتعمل على إنمائه والشهادة له بيسوعإنها تواصل حضور . وتعيش معه، وتعمل أعماله في األمم

المسيح في ممارسة اإلحتفال باألسرار، تحتفل بالمسيح ستسلم لعمله في تو. االحاضر بين الناس شخصيا وجسدي

بشر بها ، في اإلصالح األخوي تفي الكلمة التي . اهحياتوالمصالحة، في سر األخ حيث يدعونا المسيح ذاته، في

والذي والمريض والسجين جسده الجائع والعطشان والعريان . ال بيت له

األسرار في: ثانيا السر، حسب اإلصطالح الكنسي وتعريب آلمة

(Sacrement) تعني، بحصر المعنى، أحد أسرار الكنيسةالسبعة، أي عمل مقدس ينال به المؤمن نعمة إلهية، تمنح

وحدث موهبة في ظهور تاريخي يواصل حياة . الخالص والتبريروحضوره ،السيد المسيح القائم من الموت وأعماله الخالصية

5

وصور ورموز بشكل عالمات وحرآات يستمر المنظور بيننا، .تأوينها .حسية تجعلها حاضرة في اآلن

:تتضمن األسرار قوة رباعية الداللة فالعالمة تبين النعمة المبررة والعبادة : مدى اإلظهار .١

.الباطنيةبقبول العالمة يلتزم المؤمن مضمونها : مدى اإللتزام .٢

.ومتطلباتها، يعيش بالقداسة ويعبد اللـه بالروحتشير العالمة وتذآر بأعمال الفداء : ارمدى التذآ .٣

.الخالصية .هي عربون المجد األبدي: مدى المعادية .٤

وآل هذه اإلمتدادات، تتضمنها آل األسرار في وحدة ال

وآما أن األسرار تحتاج إلى العالمات والحرآات والمادة. تتجزأإلى آذلك تحتاج الماء والزيت والميرون والخبز والخمر،: مثل

. ، لتتم وتمنح الخالصوالكلمة بيسوع المسيح اإليمان أجل إن مادة األسرار، صارت الخليقة التي اتحدت باهللا في "

تجسد المسيح، فقد قامت معه بقيامته، وامتألت من حياته وبما أن المادة قد امتألت من الحقيقة . بصعوده إلى السماء

خبز أن تصير إفخارستيا وقربانا صار بوسع قطعة من ال, اإللهيةمقدسا، تحمل اإلله الحي وتوزعه على الجياع، وفي وسع

ونقطة . بعض من الماء أن يصير، بالمعمودية قناة لحياة اهللامن الزيت، في الميرون أن تمنح الروح القدس، وأيقونة أن

."تكون سر المسيح وحاملة الروح

6

سر المعمودية -١ :الكلمةمعنى أما . الغوص واالغتسال: المعمودية آلمة سريانية تعني

.د في الماء وتغطيسه عند العمادالغوص، فالختفاء المعتم .وأما االغتسال فألنها تغسل اإلنسان من الخطايا أن الخالص الشامل هو في يسوع المسيح، المائت والقائم

ز الكون منذ آدم حتى مرآ: الربإذ بقيامته صار . من الموت .انتهاء العالم

إن معنى العماد األساسي هو أن البشرية قد غطست في في قد اشترآت. حدث الخالص الذي هو يسوع المسيح

. بشريته التي ماتت وقامت من الموت :ماهية السر سر المعمودية هو الميالد الثاني بالماء والروح، بعد الوالدة

.ة، ثمرة الحب واالتحاد والمشارآة، المكرس بالزواجالطبيعي بنا هللا اآلب وأخا ليسوع المسيح وصديقاابه يصير المعتمد

للروح القدس، وعضوا في العائلة المسيحية الكبرى، وهيكال .الكنيسة

هو عالمة اشتراك المؤمن بحياة يسوع وموته وقيامته يعتبر سر المعمودية . واإلنسان والختم للعهد القائم بين اللـه

المدخل إلى الكنيسة وباقي األسرار والشرط لدخول الملكوت .به نتغير ونصير خليقة جديدة بالروح القدس. والخالص

7

:المعمودية وضرورتها للخالص تأسيس اذهبوا إلى «: وقال لهم( ١٦-١٦/١٥مر : المراجع الكتابية

آل . ارة إلى الناس أجمعينالعالم آله، وأعلنوا البش »من يؤمن ويعتمد يخلص، ومن ال يؤمن يهلك

أني أوليت آل سلطان في «: ٢٨/١٨متى و :٨-٣/٣يو السماء واألرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع األمم،

» وعمدوهم باسم اآلب واالبن والروح القدس :مفاعيل المعمودية . ١١- ٦/٣رومه . حاالتحاد بالمسي. ٨-٣/٣يو . التجديد

.١٦/١٦مر . الخالص :أصالة السر وممارسته في الكنيسة سلم السيد المسيح السلطان للتالميذ وخلفائهم من

وبرهان سلطان العماد يظهر . بعدهم، ليواصلوا توزيع األسرار .١٩-٢٨/١٨، متى ٢٣-٢٠/٢١يو : في النصوص التالية

: لم ابتداء من الرسلأما الكنيسة فقد حققت وصية المع .٤٨-١٠/٤٤ رسل -٣٨-٨/٢٦رسل -٤١-٢/٣٨ رسل

المسيح الذي عاش مرة على أرضنا نعيش حياته وموته آل يوم من خالل األسرار وخاصة سر وقيامته بالروح القدس

.المعمودية

8

في آل فينا عايشنا حقبة من تاريخنا وهو حاضر اآلن الذي يحقق فينا أعمال المسيح، لحظات حياتنا بالروح القدس وبالعماد يدخلنا .تهيحولنا إلى صور. يقوم ويجدد ويغفر الخطايا

.اللـه ومع إخوتنا برباط المحبة مع في وحدة حياة :أنواع المعمودية فأنتم جسد واحد، «: ٥-٤/٤أف . إن المعمودية واحدة

وإيمان ولكم رب . مثلما دعاآم اللـه إلى رجاء واحد .»واحد ومعمودية واحدة

:ولكن لها ثالثة أشكال أنها المعمودية الطقسية الرسمية في : معمودية الماء -١

والتعبير اإلعتيادي عن اإليمان بالمسيح طابعها الجماعي .وسلطانه

إنها المعمودية األقرب إلى : معمودية الدم أو االستشهاد -٢ أنها مثال المعمودية . ١٢/٥٠و ل. عيش المسيح في آالمه

والشهادة لإليمان وشراء الحياة المسيحية ألنها ذروة الحبهي المعمودية المسيحية التي عاشها السيد . بالدم والحياة

.»علي أن أقبل معمودية اآلالم«المسيح في آالمه هي معمودية الذين يتشوقون بصدق : معمودية الشوق -٣

فة اللـه الحق والتزام مضمون اإليمان به دون معرفة إلى معرهي معمودية الروح الذي يهب .واضحة للمسيح والكنيسة

حيث يشاء، وفي آل ضمير ال يرفض أنواره وتدخالته .وتحرآاته

9

:مادة المعمودية إن لم يولد «: الماء الطبيعي، وذلك استنادا إلى قول الرب

والروح فال يقدر أن يدخل ملكوت اإلنسان من الماء ، وألن الماء )٢٨/٢٩متى (» اللـه، أي أن يحيا حياة اللـه

مادة التطهير والحياة، ترمز إلى الماء الذي جرى من جنب فأروى البشرية العطشى إلى الخالص ،المخلص الفادي

فما يفعله الماء في الجسم، . وفاضت الحياة وغفران الخطايا .وبة في النفستفعله الت

:صورة المعمودية أنا أعمدك يا فالن حمال في رعية المسيح، باسم «

في )راجع الرتبة الحالية( .»اآلب واالبن والروح القدسالعماد يطهر المسيح آنيسته بالكلمة، هي آلمة منظورة

.في السر بفعل حمام الماء رتبة رموز العماد ومدلوالته بحسب ترتيبها في ال

:المارونية :التقسيمات - هي صيغ تتضمن استدعاءات السم الخالق ومعجزاته

تعبر عن وضع اإلنسان الخاضع لعبودية . وللمسيح المخلصآما تعني تحرير اإلنسان من . الشر، والمشخص بالشيطان

سلطة الشر بقوة اللـه الذي جعل من الزمن تاريخ خالص .وغلبة على قوى الشر

10

:االتجاه نحو الغرب - صورة الخطيئة والشيطان . الغرب مقر الظلمة المرئية

وبما أن الذي نكفر به هو ظلمة، ). ٢٤/١٣يو ١(والهالك فلذلك نتجه نحو الغرب من قبل الرمز ونكفر بإمام العتمة

.والظلمة :الكفر بالشيطان - إنما . فيها هو الطاغية المحتالة وفاعل الشرور والمشارك

قوته قد تحطمت بالمسيح الذي غلب الموت بموته وحرر الكفر بالشيطان هو تعبير عن نقض آل . اإلنسان من العبودية

.عهد مع الشرير وآسر آل المعاهدات القديمة مع جهنم :االتجاه نحو الشرق - يعني جواب طالب العماد على نداء اللـه وموافقته على

أنه االنتقال من أرض العبودية إلى أرض الحرية . يهعمله ف الحياة" نعم"نقول .واإليمان باللـه، عبورا بمياه الخالصالمعمودية عن " نعم. " بالنيابة عن الطفل القادم إلى العالم

هو .نعم الرسالة في التثبيت . الطفل ليلتزمها في زمن البلوغطيئة إلى حياة النعمة تحول نحو الرب، من حياة الموت والخ

. وصداقة اللـه :المسحة بالزيت المقدس - المسح بالزيت المقدس، بعد فعل اإليمان بالمسيح، يرمز

إلى الختم والوسم الخفي الذي يقتبله طالب العماد بالروح .القدس، وهو الدرع بالجهاد والمناعة ضد سهام العدو

11

:النـزول إلى حوض العماد - إذ يحل . تكفين اإلنسان العتيق وبعث اإلنسان الجديديعني

.الروح القدس روح التجديد :الميرون - هو مزيج من عطور وزيت، يرمز إلى أن المعتمد نتيجة

اشتراآه بسر المسيح الممجد، صار يحمل في آيانه عالمة المسيح، رائحة المسيح الطيبة التي تغلبت على نتن الموت

والفساد، وصار عليه أن يفوح برائحة المسيح والخطيئة وهي تعني المسحة .الذآية بشهادة الحياة والكلمة واألعمال

.والتكريس بالروح القدس :اللباس األبيض .االتشاح بلباس أبيض يوحي بالبراءة والفرح والنور والحياة آلكم أبناء اللـه باإليمان بالمسيح «) ٢٧-٣/٢٦ غال(

نكم تعمدتم جميعا في المسيح فلبستم يسوع، أل .»المسيح

بالعماد يلبس المؤمن المسيح ويصير هيكال للروح القدس، يصير شريكا للمسيح في حالة المجد والحياة بالطبيعة، ويعبر

.عن هذا الواقع باللباس األبيض

12

:فوائد العماد الروحية .الوالدة الروحية بالماء والروح - .خطاياغفران ال - .البنوة لآلب واألخوة لالبن بالروح القدس -االلتزام بسر المسيح وبشارته واالشتراك بحياته وموته -

.وقيامتهاالنتماء إلى جسد المسيح السري أي االنضمام إلى -

.الكنيسة :حتميات العماد والتزاماته

شهوة , شهوة العين(والعالم الكفر بالشيطان والخطيئة - ).خر الحياةوف, الجسد

يلتزم طالب العماد بمعمودية حياة، بحياة موت عن -الخطيئة وبصراع دائم ضد قوى الشر، أي بحياة أمانة هللا

.برفقة المسيح المخلصيلتزم المؤمن أن يكون أداة خالص في العالم يواصل -

رسالة المسيح وأعماله ويبشر بخالصه، ألنه صار عالمة .ح بين الناساستمرارية حضور المسي

:العرابان ودورهما تعليمية، فهما ،للعرابين دور طقسي آنسي ومهمة تربوية

آانا . يمثالن الكنيسة والجماعة المسيحية وليس األهل .قديما يشترآان في دهن المعمد بالزيت وتغطيسه بالماء

13

من هنا تظهر مسؤوليتهما . ويجيبان عنه عن الطفل ينوبان ي تهيئة طالبي العماد وتأهيبهم وتعليمهم وتعهدهم ف

,والسهر على سلوآهم وتحمل مسؤولية تربيتهم المسيحيةفهل . وتعلمهم القيم األخالقية بشرح العقائد اإليمانية لهمللعرابين ودورهما؟ أم تفرغ الحالي هذا هو المفهوم الشعبي

ارابين على مرآزهممن معناه لينصب االهتمام في اختيار الع المادية ؟ ااالجتماعي وإمكانيتهم

:الخاتمـــة العماد ليس عمال آليا، بل هو عالمة اإليمان واالحتفال به،

والجماعة المسيحية والعرابين مما يوجب على الوالدين تأمين تربية األوالد على اإليمان وعيشه معهم بالكلمة

ألنه الدخول في الكنيسة . والصالةوشهادة الحياة واألعمال .والقبول في جماعة تعيش في اإليمان واإلفخارستيا

14

سر التثبيت أو الميرون -٢ ماهية السر العماد، التثبيت : هو أحد أسرار التنشئة المسيحية الثالثة

وهي تؤلف وحدة متكاملة وتعتبر المدخل إلى . واالفخارستيا .يحيةالحياة المس

، مسحة الميرونيدعى هذا السر في التقليد الشرقي .سر التثبيتوفي التقليد الغربي

سر الميرون في الكتاب المقدس :في العهد القديم آانوا يمسحون المرضى ويكرسون الكهنة والملوك ورؤوس

لقد أنبأ األنبياء أن روح الرب يحل على . الضيوف الكرامأفيض روحي «. ا المرتقب لتحقيق رسالته الخالصيةالماسي

)٦١/١أش .(»على آل أنسان :في العهد الجديد لقد رأى آباء الكنيسة رموز هذا السر في العهد القديم،

وآمال تحقيق تلك الرموز في السيد المسيح الذي مسحه .الروح القدس بعد المعمودية

لحب وراح يمر في آل مكان يصنع أخذ يسوع الروح أي قوة ا : وعد يسوع الرسل بالروح القدس. الخير ويشفي الجميع

.»ستنالون قوة، هي الروح القدس«

15

الكنيسة ، وولدت . ومسحهم الروح القدس يوم العنصرة أعطاها المسيح سر التثبيت لكي تصنع ذآرى العنصرة

.وتجعله حاضرا وأرسلها في العالم وألجل ثبت الروح القدس الكنيسة

تقدس الناس وتغير الكون، حتى يصير اللـه « :العالم ).١/٨ رسل(» آال في الكل

إن قيامة الرب هي معمودية الرسل وعبورهم من الشك

إلى اإليمان، من اليأس إلى الرجاء، ومن الموت إلى الحياة . الجديدة

امتألوا آلهم من ولما حل عليهم الروح القدس « الروح القدس وطفقوا يتكلمون بلغات أخرى آما آتاهم

: ١ رسل.(»الروح أن ينطقوا، وراحوا يبشرون بالقيامة٤/٨ ( توبوا وليعتمد آل منكم باسم يسوع « يقول مار بطرس

» المسيح لتغفر خطاياآم وينعم عليكم بالروح القدس .وهنا يميز بين العماد والتثبيت

إن مسحة الميرون مرتبطة بالعماد ومندمجة في رتبة

واحدة، ترمز إلى اشتراك المعمد في وظائف المسيح الثالث ورسالته النبوية والكهنوتية والملكية وتجعل من المسيحي

.مسيحا آخر

16

مفاعيل سر الميرون س، إن سر الميرون يكمل نعمة المعمودية ويهب الروح القد

يرسخنا في البنوة اإللهية ويدمجنا في جسد المسيح ويمتن ارتباطنا بالكنيسة، ويشرآنا أآثر في رسالتها ويساعدنا في

.أداء شهادة اإليمان المسيحي بالقول والعملبالمعمودية يشترك المسيحي في قيامة المسيح، بالتثبيت

.أعماله شهادة إليمانه يختم بموهبة الروح القدس، فتصيرفي العماد ندخل في عائلة اللـه ونعبر من الموت إلى

بالعماد . الحياة، وبالتثبيت نصير صانعي حياة وننقل الحياةنصير تالميذ المسيح، وبالتثبيت نصير أنبياء نبشر بالمسيح

.ونكرز به مادة سر التثبيت زيت الزيتون الممزوج ، أيالميرونإن مادة سر التثبيت هي

٧٥نوعا في التقليد الماروني و ١٢حوالى بعطورات متنوعةوهذا الميرون يبارآه السيد . نوعا في التقليد البيزنطي

. ع على الرعاياالبطريرك أو األسقف يوم خميس األسرار، ويوزوفي ذلك إشارة إلى وحدة الكنيسة ووحدة اإليمان

.والشهادة

17

المسحة صورة بميرون المسيح اإلله، رائحة اإليمان الحق الطيبة، «

…طابع وملء نعمة الروح القدس، يطبع عبد اللـه .»باسم اآلب واالبن والروح القدس للحياة األبدية

رمزية الزيت وهو عالمة . يرمز الزيت إلى الشفاء والنور والتنقية والمرونة

ة المسيح واالمتالء من الروح التكريس واالشتراك في رسال .القدس بوضع اليد

وضع اليد شفى . إن وضع اليد هو عمل آتابي يعني البرآة والتكريس

. يسوع المرضى وبارك األطفال، بوضع يده تمر قوته اإللهية» الشيوخ«شفى الرسل المرضى بوضع اليد وآرسوا العمل هذا. والشمامسة ومنحوا الجماعات الروح القدس

يعني منح الروح القدس أي القوة الروحية وصالحية الخدمة .والرسالة

18

خـالصــة إن سر المسحة آباقي األسرار، هو حدث طقسي آنسي

وعالمة للعالم، له مفاعيله الخالصية في حياة المؤمن .والتزامه الرسولي

توثيق االتحاد لذلك وجب اإلعداد له وتعليم األطفال والعيال ل بالمسيح واإللفة مع الروح القدس وعمله ومواهبه والتجاوب

وجب التأمل والتفكير في معنى السر ووعي دور . مع نداءاتهالروح القدس ورسالة الكنيسة وآيفية التزام اإليمان

.واالحتفال به هوالشهادة له قبل اقتبالالمسيحي إلى إنطالقا من سر الميرون يقود الروح القدس

فيقدم ذاته مع السيد المسيح في سر : سائر األسراراإلفخارستيا، ويتحمل مسؤولية ذنوبه ويتوب في سر التوبة، ويقوى على العذاب في سر مسحة المرضى، ويلتزم الحب

.في سر الزواج، ويتكرس لخدمة اللـه في سر الكهنوت ليأت إلي ويشرب، فمن آان عطشانا ف« :يسوع قال

يو (» يخرج من جوفه أنهار ماء الحياة …ومن آمن بي ٣٨ -٣٧/ ٧.(

19

سر اإلفخارستيا -٣ معنى الكلمة وليمة الشكر والعرفان، وليمة اإلقرار : الكلمة يونانية معناها

.بالجميل ماهية السر هو سر األسرار، حكاية الحب المجنون، سر حضور اللـه

يجعلنا أصدقاء اللـه ويعطينا . المتجسد وامتداده في التاريخ .ويبني الكنيسة هويوحدنا مع يهويحولنا إل إياهحياة المسيحية وقمتها، سر حضور اللـه في الإنه ينبوع

.الجماعة المؤمنة وسر حضور الجماعة المؤمنة في المسيحب ويعلن تجسد السيد المسيح ليعطينا ذاته هدية ح

لإلنسان سر الخالص، وأعلن هذا السر بتجسده وأقواله، .بأعماله وبتواضع حياته، بموته وقيامته

بالتجسد تحقق لقاء اإلنسانية باللـه بطريقة محسوسة، وقبل الوداع وعودته إلى اآلب آان . ملموسة، تاريخية .اإلختراع، األعجوبة

لم يترك لنا أثمن ما لديه، بل لم يعطنا اللـه أشياءه تذآارا، أعطانا ذاته، وهبنا عهدا بدمه داللة على الحب والحضور

.وعلى أن الحب أقوى من الموت ، ألنه أقوى من الحياةوعى السيد المسيح أن الفراق سيكون مرا وسيزرع الذعر

عالمات : لهم األسرار" فاخترع"والحزن في حياة التالميذ .ي ليعوض ويعبر عن وجوده الحسي بينهمحضوره الشخص

20

وداعي تذآاري، وأعطانا ،جمع تالميذه في عشاء عائلي بعد أن أخذ خبزا وبارك وآسر وأعطى « ذاته والوصية خذوا آلوا هذا هو جسدي، ثم أخذ آأسا : تالميذه قال

اشربوا منها آلكم، هذا هو دمي، : وشكر وناولهم وقالديد لمغفرة الخطايا وإشباع جوع دم العهد الج

. »اصنعوا هذا لذآري حتى مجيئي: وأمرهم.الناس .هكذا أسس سر الكهنوت

ليست » هذا هو جسدي، هذا هو دمي«: آلمات يسوع . آلمات إنسانية، هي آلمات إله يخلق ويصنع العجائب

وعندما قال هذه الكلمات لم يعد الخبز خبزا وال الخمر خمرا ل الخبز إلى جسده والخمر إلى دمه وصارت هذه بل تحو

.الوليمة تتضمن الماضي والحاضر والمستقبلإنها سر الماضي بوصفها ذبيحة المسيح الوحيدة على

هي سر الحاضر بكونها وليمة الكلمة . الصليب لفداء العالم .والقربان والنعمة، وليمة الشراآة واالتحاد

سبق تذوق لطعم السماء وهي سر المستقبل ألنها من أآل جسدي «. والنصر على الموت وعربون الحياة األبدية

.»وشرب دمي فله الحياة األبدية القداس ذبيحة هو ذبيحة روحية تجدد تقدمة السيد المسيح ذاته على

.الصليب وتأونها على المذابح

21

ة وفدية مثلما قرب السيد المسيح ذاته، على الصليب آفار عن خطايانا، آذلك يقرب ذاته، على المذابح، ذبيحة روحية،

.غير دموية، لفداء العالم، آل يومومع المسيح يقدم الكاهن والجماعة المؤمنة ذواتهم قرابين

حب وتكريس في العيلة والرسالة، قرابين تضحيات وعطاء قربان وبقدر ما يتناول المؤمن ال. وخدمة، قرابين شكر وصالة

المقدس يتحد بالسيد المسيح المائت والقائم من الموت تتحول عواطفه وافكاره .ويشارآه في تقدمة ذاته لفداء العالم

والليتورجية هي دخول الكنيسة .ومعطياته إلى قربان حيفي زمن الخليقة الجديدة نتذآر، أي نعي ونعترف بما تم

لعالم وخالصه بالمسيح، ملكوت خلق ا: نتذآر معطياتنا. ألجلنااهللا اآلتي في المجد، نتذآر الماضي والمستقبل، آأمور

.أعطيت لنا وتحولت إلى حياتنا، لتصيرها حياة في اهللا القداس وليمة القداس وليمة آلمة، وليمة قربان، وليمة أخوة ولقاء

ية وضيافة، وليمة مقاسمة واتحاد باللـه والقريب، وليمة الوص، بالتواضع »أحبوا بعضكم بعضا آما أنا أحببتكم« .دوالعه

.والخدمة، حتى بذل الذات والموت والفداءالوليمة في المفهوم الشرقي ليست ظاهرة أآل وشرب

فقط، إنها فرصة لقاء ومناخ إلفة وحوار وتبادل وتفاعل، احتفال . عهودفرح ومصالحة وصداقة، تتضمن المشارآة وااللتزام بال

الخبز يرمز إلى الغذاء اليومي والخمر إلى العيد واألمل .واالنتصار على اليأس

22

السيد المسيح استعمل آل رموز الوليمة البشرية وجعلها الطاولة، الخبز والخمر، الجماعة، : عالمة لوليمته القربانية

الدعوة إلى األآل والشرب، خذوا آلوا، خذوا اشربوا، هو خبز المجبول بخبز األرض، و ثمر األرض وتعب الناس يتحول السماء

.إلى قربانالقداس هو الكون واإلنسان يتحوالن إلى جسد المسيح

.السريالمطر، الهواء، النور، الحرارة، : الكون بكل عناصره المادية

األشعة، واإلنسان في عمله ونشاطه ونتاجه الفكري الخبز والخمر هما آل . ، التقنيةوالروحي والجسدي، الصناعة

الناس وأتعابهم، الفالحون والبيادر، الكرامون والمعاصر، العمال .والعمل، هو نحن نتحول بالمحبة إلى جسد اللـه

حياتنا، همومنا، مهامنا، أفراحنا، أحزاننا، صراعنا، عراآنا ومسؤولياتنا تتحول، بالقداس، إلى جسد المسيح شهيد

العيال هي قرابين الكنيسة على «. الذي يحولنا إليه الحب .»مذابح المجتمع

الخبز والخمر هما البشرية مجتمعة والكون بعناصره حاضر على طاولة اإلفخارستيا ليقدمها السيد المسيح ألبيه ومعه

.ذبيحة سالمنا ومصالحتنايمة فالول: ومن هنا حتمية االشتراك في القداس والمناولة . ومقاسمة واحتفال ، هي مشارآةفقط سمعحضر وال تال ت

وعلينا أن نتوب ونستعد باألعمال الصالحة ونقاوة القلب والضمير، فيسكن اللـه فينا قوة في الجهاد ومناعة ضد قوى الشر، ووحدة أخوية في اإليمان والخدمة والرسالة، في

م وتحديات الحياة الصراع الجماعي ضد الكذب والحرب واإلجرا

23

والجوع والظلم، يساعدنا ويقوينا على المقاومة والدفاع في .صراع الخطيئة والموت والفساد

القداس هو سر الوحدة والحب، سر اتحادنا باللـه وبعضنا آيف؟. ببعض

عندما نجتمع حول المذبح الواحد، نعلن إيماننا الواحد، واحد، نتقاسم آلمة اللـه ونتقاسم خبز الحياة والخالص ال

الواحدة، نتخطى انقسامنا العنصري والثقافي والطبقي، توحدنا المحبة، يجمعنا اإليمان ويقودنا الرجاء، فتجتمع البشرية في ضميرنا المصلي ويتراحب لقاؤنا حتى المصالحة بين جميع أبناء اللـه، فيصير فينا من األفكار واألعمال واألقوال

ألن وتسقط الغربة واالنقسام .الق ما في الرب يسوعواألخ .اتحادنا باهللا يجب أن يقودنا إلى االتحاد بإخوتنا

الجماعة المصلية، باجتماعها الطقسي، تستعمل آل الكلمة، : عالمات اإلتصال ووسائل التعبير والتخاطب، أي

وتنعم . الحرآة، الموسيقى، الفن، الغناء، الرمز، القصة والسرالجماعة الكنسية الليتورجية هي . بحضور اللـه والحوار معه

مثال آل جماعة ألن هدفها اإلجتماع للصالة والعبادة والعمل والخدمة وشراآة الحياة واألسرار وشهادة الحياة واإليمان

.بيسوع المسيح الواحدعندما نتناول القربان نتحول إلى جسد السيد المسيح و

فعندما نتناول الطعام . اني، ويتجدد فينا جسد المسيحالقربيتحول إلينا، وعندما نتناول القربان يحولنا إليه ونصير بدورنا

.قرابين سر الرب القائم من الموت، نتصالح ونتحرر ونتآخى

24

ضرورة القداس في الحياة المسيحية وأهميته يعيش . حياإلنسان آائن ابعاد، جسدي، فكري ورو

اإلنسان بيولوجيا من األآل والشرب، ويعيش إنسانيا من .األآل والشرب مع اآلخرين، في المشارآة العائلية واألخوية

ويعيش روحيا وإلهيا من األسرار، من آلمة اللـه ونعمته، الحاجات، -وآل حرمان من هذه الحقوق. من جسده ودمه

.وتيعرض الحياة للمرض والمإن العالم يمكنه أن يستمر حتى بدون «: يقول األب بيو

.»شمس، لكنه لن يدوم بدون اإلفخارستياالغرابة والعجب أن ال نعطش وال نجوع إلى خبز الحياة

. والخالص وال نشعر بالفراغ والحاجة إلى هذا الغذاء الروحيوال نتحول وال نتغير خمروالغرابة أن نحتفل بالقداس مع خبز و

في أقوالنا وأفعالنا ومسؤولياتنا ومسلكياتنا وفرحنا وسالمنا، ال تمتلئ حياتنا بالنعم والعطايا والمواهب، ومرد ذلك قلة

الغريب المستغرب أن ال تتحول قلوبنا وجماعاتنا . اإليمان .ورعايانا فنصير أشخاصا وجماعات جسد المسيح

شروط االشتراك في المناولة أشرك يسوع في وليمته الوداعية آل الحاضرين ما عدا

يوضاس، لقد طلب منه ترك الجماعة قبل المناولة ألن وآل إنسان "المناولة تتطلب أن يكون المشترك فيها نقيا،

أآل خبز الرب وشرب دمه وهو على خالف االستحقاق فقد .)٢٩-١١/١٧آو ١" (أآل وشرب دينونة لنفسه

25

ويتخلى " أن ينسى اهللا " اإلنسان الكبرى هي وخطيئة .عنه مكتفيا بذاته

العالم جائع إلى خبز الحب والحياة ،اليوم، آكل يوم من . والخالص، وحده يسوع القادر أن يشبع جوع العالم

والمطلوب أن يستعيد المذبح . معجنه نأخذ الزاد لطريق الحياةمكانته المميزة في المسيحي هالته وقداسته، جاذبيته و

من الجماعة المسيحية، فنتصالح مع األسرار وتتحرر الكنائسنشاف الشرائع والواجب، من الضجر والفتور والتمنين ويتهافت المؤمنون إلى االشتراك في القداس، بلهفة وحماس، آما العطاش إلى مجاري المياه؛ فيصير آل فرد من أفراد الجماعة

ليس مقبوال أن . فل والمعني والمسؤولالمصلية هو المحتنأتي إلى الكنيسة يذبح اللـه ذاته ألجلنا ونحن نمنن اللـه أن

.لنأآله ونغتذي

26

:غاية المشارآة في القداس

".اصنعوا هذا لذآري" وتذآر خالصه , اللقاء باهللا وتمجيده .١

التجسد،: التأمل في حياة السيد المسيح وأسراره .٢ .الميالد، اآلالم، الموت، القيامة والصعود

التأمل في حياة القديسين واستلهام فضائلهم، وخصوصا .٣

.السيدة العذراء

.تغذية نفوسنا بكلمة اهللا ونعمه، بجسده ودمه .٤

لقاؤنا في الجماعة المؤمنة واالشتراك بإعالن إيماننا .٥لنتوحد الجماعي، تناول القربان الواحد والصالة الواحدة،

تعظم نفسي الرب :"نصرخ معا. معه وبه بعضنا مع بعض ".ليتقدس اسمك

عهد قربانتنا األولى، لتجديدآل قداس هو الفرصة الذهبية مناسبة تناول إن و. وترجع اللـهفة والشوق لتناول القربان

اإلطار والمناخ الدافع تشكلالقربانة األولى، في حياة أوالدنا، معهم هذه اللحظات البكر ونتذوق من جديد طعم لنعيش

.القربانة األولى

27

والمصالحة سر التوبة -٤ ماهية سر التوبة هو سر المصالحة مع اللـه والذات واآلخرين، سر االرتداد

. سر تغيير الحياة والمسلكية والعالقات وتجديدها. واالهتداءهذا السر ومضمونه في نتلمس جوهر .تجديد النذور والعهود

مثل االبن الشاطر، فهو لوحة فاتنة الجمال تعبر عن موقف االنسان الخاطئ واختبار الضعف والغرور، وهو يتوهم أن حريته وآرامته، ذاتيته وسعادته تكمن في البعد عن اللـه وألفة

. فإذا الشقاء والفقر والذل. بيته، واالستقالل واالنفصال عنهحنان االب وانتظاره عودة الخطأة وارتدادهم إليه؛ حقيقة هو

.ب ومحبتههو سر غفران اآللقد اعتبر سر التوبة في الكنيسة، آتجديد لسر المعمودية

ولكي تتضح لنا ماهية . المقدسة وإعادة لحالة البرارة األولى .السر، ال بد من لمحة تاريخية تضعنا في جوه األصيل

:بة في العهد القديمطقوس التو يوجد في العهد القديم رتب طقسية لمغفرة الخطايا وللتوبة،

يشترك فيها الكاهن والجماعة وتقدم فيها ذبائح تكفيرية ويتم .)٣١-١٥/٢٢سفر العدد .(إقرار بالخطايا وأعمال توبة

28

:طقوس التوبة في العهد الجديد الجديد، فالتوبة ترتبط تطور وتحول مفهوم التوبة في العهد

.» توبوا فقد اقترب ملكوت اللـه«بالملكوت وهي دخول فيه، .هي طرح جديد ومنطق جديد إلنسان جديد

. أشار السيد المسيح إلى أن االب هو الذي يغفر الخطايا وشدد أيضا على أن ابن البشر له السلطان على االرض بأن

السلطان االلهي وقد منح ). ٩/٦متى(يغفر الخطايا سأعطيك مفاتيح ملكوت «. والمسيحاني لبطرس وللرسل

السماوات، فكل ما تربطه على االرض يكون مربوطا في السماوات، وآل ما تحله على االرض يكون محلوال في

. )١٩-١٦/١٨متى (» السماوات خذوا الروح : نفخ فيهم وقال لهم« وأيضا بعد القيامة

فرتم خطاياهم غفرت لهم، ومن أمسكتم القدس، فمن غ .)٢٤-٢٠/٢١يوحنا (» خطاياهم أمسكت

وهكذا أسس السيد المسيح سر التوبة ومنح آنيسته سلطان مغفرة الخطايا، دون تحديد الطريقة والكيفية لمنح

.الغفران :الكنيسة وسلطان الحل االولى، تعتمد آانت التوبة، في االجيال المسيحية الستة

االعتراف العلني، أي القيام بأعمال التوبة العلنية، آالصوم والصالة والصدقة، ولمرة واحدة في الحياة، وذلك لشعور الكنيسة بقداستها وضرورة قداسة أعضائها وحفظ حرارة

.االيمان وقداسة المعمودية في قلوب المهتدين

29

: الكبائر الثالث الخطايا أما التوبة فكانت تفترض إحدى .الزنى -القتل -الجحود

معه وتأليه عالقة المحبةيعني إنكار اللـه وآسر : الجحود - .األصنام واألوثان

، يشمل، القتل الجسدي، والروحي والمعنوي: القتل - .قتل محبة القريب في القلب

.خيانة العهود مع اللـه والناس: الزنى -االنسان ليكون سعيدا في تخبرنا قصة الخلق أن اللـه خلق

عالقته باللـه واالخرين والكون، فرفض االنسان هذه الدعوة .وحطم آل شيء

هذا الموقف سبب االنفصال عن اللـه وآسر عالقة اإلبن .باآلب

سبب االنفصال في العائلة الزوجية وبدأت الغربة واالتهام .بين المرأة والرجل

وية، وانقض قايين على أخيه وقتله االنفصال في العائلة األخ .فانكسرت األخوة بين الناس

قضي على العائلة االجتماعية فتصاعد الثأر واالنتقام وبدأت .مأساة الدم والتعدي

قضى االنفصال على العائلة البشرية، فانتفضت االمم ضد

وبدأت بلبلة . »هيا نبني برجا يطال رأسه السماوات«اللـه ات والمقاصد والمصالح تتآآل، في غوغائية وفوضى، بابل، اللغ

إنها الجريمة التي قتلت اللـه في : وانعزالية وانغالق صادومومن هنا حتمية ".إنها خطيئة العالم". يسوع المسيح

.المصالحة وعودة الوحدة واللقاء

30

:تبعات الخطيئة على الخاطئ أحدث ضررا بها، ألنه االنفصال عن الجماعة المؤمنة النه -

عضو مريض في ذاته ودوره، تعطلت مهامه في خدمة .الجماعة وأعاق حياتها ونشاطها

فقدان مرتبته في الكنيسة وحرمانه من االشتراك في - .حياتها األسرارية والصلوات الجمهورية

أما دور الجماعة، نحو الخطأة، وهي صاحبة العالقة، -على االرتداد وعلى مساعدة الخطأة: فيكمن في

القداسة بالصالة والمثل، والبكاء والتضرع الجلهم، والتكفير عنهم بالصوم والتقشف، ليعودوا إلى جسمها

.السري :مراحل التوبة

.طلب التوبة .١وفي جو الصالة الجمهورية يفرض : قبال على التوبةاإل .٢

سقف على التائب أعمال التوبة التكفيرية المالئمة األ .حالتهليتعهد التائب بما يفرض عليه : القيام بأعمال التوبة .٣

.ويقبله آوسيلة تكفير ودواء روحيفي نهاية المرحلة التكفيرية تتم : المصالحة والحلة .٤

والجماعة المسيحية، حول . رتبة الغفران والمصالحةالتائبين، ترتل المزامير معهم وتصلي الجلهم وتقرأ

تشجع على التوبة وعلى الثقة أمثلة من االنجيل .باللـه

سقف يده على رؤوس التائبين، ويصالحهم مع ثم يضع األ .اللـه ويعيدهم إلى الجماعة مع الحقوق الروحية السابقة

31

انتقال الكنيسة من ممارسة التوبة العلنية الشاقة :إلى التوبة السرية الفردية

مع حاجة النفوس، إن هذه الطريقة القاسية وتجاوبا

وتصحيحا الوضاع رعوية شاذة، حملت الكنيسة على تغيير االطر الخارجية لسر التوبة، مع حرصها الشديد على تعاليم

:المخلص، ولألسباب التاليةامتناع البعض من االقبال على التوبة او تأجيلها -١

إلى ما قبل الموت خوفا من الوقوع مرة ثانية وهم قلق الضمير الدائم وهاجس الموت يعيشون في

.المفاجئ، فلجأت إلى إمكانية تكرار التوبةالخطر من التقدم من المناولة في حالة -٢

.الخطيئةاالنتظام في سلك الحياة الرهبانية ومن دون -٣

دعوة حقيقية، وذلك بدافع اإلعفاء من أعمال التوبة مشقة العلنية الن حياتهم الرهبانية القشفة توازيها

.واستشهاداوهكذا انتقلت التوبة من صفتها العلنية وصارت خاصة، قابلة

.للتكرار؛ وتعممت في آل مكان منذ القرن السادس :االعتراف آما نمارسه اليوم لم يتبدل السر بتبدل طقوسه مراعاة للظروف الرعائية، غير

مة الن المؤمنين يمر بأز .أنه يمر بأزمة في مفهومه وحقيقتهوقد نتجت هذه االزمة من ضعف االيمان في ه،يتهربون من

32

وعدم وجود المفهوم الصحيح لماهية الخطيئة والتوبة ،الضمائر .وتربية الضمير

:مفهوم الخطيئة ومعناها المسيحي هذا : ال تفهم الخطيئة في المسيحية إال من خالل الوحي

و الشريعة، وهذا العهد تجسد الوحي دعي قديما العهد او أوتكمل بيسوع المسيح اإلله المتأنس، وآل جرح أو رفض

الخطيئة ليست انتهاآا لمحظور، .خيانة له هو خطيئةيستوجب غضب اللـه، بل هي تضييق الحياة، عائق للفرح

.وتقليص للكائن وآسر للحبلعالقة الخطيئة هي خيانة للعهد مع اهللا ورفض االنسان

.المحبة مع اهللا وجرح لآلخرينالخطيئة هي رفض اللـه والقطيعة والعداوة معه والتنكر

الخطيئة . لعالقة الصداقة والحب الشخصي الذي يربطنا به .المميتة هي التي تميت محبة اهللا في قلبنا ومحبة القريب

هي محاولة اغتصاب االلوهة لالنسان، وجعل ذاته مطلقا هو الذي يقرر ويحدد ما هو الخير وما هو . رجعية لذاتهوم

المعرفة : ال تتم الخطيئة إال إذا توفرت فيها ثالثة أمور. الشر .إنها موقف قناعة تحدد مسؤولية الخاطئ. واإلرادة والحرية

:تجسدات الخطيئة في حياتنا

ها شياء أآثر من قيمتها او أقل ونستعملأن نعطي األ -١ونتعامل معها لغير المهمة التي وجدت من أجلها، أن

.نستعمل االنسان ونحب الشيء

33

وثان وتأليه المال والجنس والسلطة، العقل عبادة األ -٢والغرائز على حساب اللـه، وتفشيل تدبير الخالص في

.البشرية والكونالخطيئة، في بعدها االيجابي، هي أنه لم يعد يكفيني أنا لمسيحي، أن ال أبغض بل صار مطلوبا مني أن أحب وأعطي ا

وأضحي؛ أن أفتش آم قصرت بواجباتي ومسؤولياتي وعالقاتي؟ آم سعيت لتحقيق مشروع الخالص في ذاتي

آم جاهدت بصدق لتحقيق ملكوت المحبة . وعيلتي ومحيطيوانطالقا من قداستي ،والخالص في البشرية والكون

: لتزاماتي الخالصية، صار مطلوب مني ضميرياالشخصية واالتحرك باتجاه القضاء على الشر والظلم والجوع والجريمة

.محبة باهللا والحربأتحرك باتجاه تحقيق مجتمع خير يخدم إنسانية االنسان

.وسعادته وآرامته وخالصه وانطالقا من عائلتي وبيئتي :مفهوم التوبة ارتدادا إلى أحكام الشريعة وال ي المسيحية التوبة فليست

.إلى أصالة الذات، بل هي ارتداد إلى محبة اهللا الحي .هي االتجاه المعاآس للخطيئة -١ فإذا آانت الخطيئة هي الغربة واالستقالل عن اللـه ورفض

االرتداد إليه : حبه ودعوته بيسوع المسيح، تصير التوبةتفترض .االمانة لعهده والمصالحة معهوالعودة إلى أبوته و

جوهريا التغيير الباطني الجذري بالحياة والمواقف والمسلكية هي النظر إلى .والعالقات مع اللـه والذات واالخرين

34

المستقبل لنعي متطلبات دعوتنا اإلنسانية والمسيحية، :بةمن حتميات التو .فنلتزمها وننمو بالمعرفة والحرية والمحبة

المصالحة مع اللـه والعودة إليه، إنها ال تتحقق إال من خالل .»اغفر لنا آما نحن نغفر لمن أخطأ إلينا«. القريب

إنها تفترض وجود فريق آخر، يمثل اللـه والكنيسة، يأخذ -٣هو : التائب على عاتقه، يصلي ألجله ويداوي أمراضه

الكفارة والحل؛ الكاهن، بدونه ال تتم المصالحة وال تعطىبدونه ال يمكن االشتراك في الحياة االلهية وحياة الكنيسة من جديد، وهنا يظهر البعد الجماعي للسر ومهمة الكاهن

.الحتمية، فهكذا أراده المسيح وهكذا مارسته الكنيسة :خــــالصــــة :إن تشويه سر التوبة وترددنا في ممارسته يعود إلى .نهوم التوبة والخطيئة وضعف االيماغموض مف -١وآأننا في : النظرة إلى السر من زاوية منطق المحاآمة -٢

مناخ المحكمة والقاضي والمستنطق واالقرار والحكم االهتداء واالرتداد والمصالحة مع اللـه عوضوفرض العقوبة،

واالحتفال بمحبة اهللا التي تشفي المرضى والقريب، .وتحي الموتى

دور الجماعة المصلية المرافقة الضارعة من أجل غياب -٣الخطأة، وآأن الجماعة لم تعد مسؤولة عن قداسة

. أعضائها وارتدادهمعدم شعورنا بأن خطيئتنا الفردية تجرم إلى الكنيسة آلها، -٤

وهي جسد المسيح السري ونحن أعضاء فيه، فما يصيب .العضو في الجسم يتأثر به الجسد آله

35

"األب الروحي" أآثر منه ،النظرة إلى الكاهن وآأنه قاض-٥مما يحصر دور التائب في التفتيش عن عدد الخطايا وسردها، أآثر منه في تحقيق اهتداء إلى اللـه وعودة إلى الجماعة

.المقدسة وتجديد للحياة والعهودآل هذا يوجب العودة إلى أصالة السر وطبيعته العفوية، اللـه غافر الخطايا، : ى جوه الطقسي الكنسي، حيث يظهرإل

الكاهن ناقل المغفرة، والكنيسة الوسيطة الضارعة من أجل .أبنائها الخطأة

.هكذا يستعيد السر جاذبيته الخالصية ونستفيد من عطاياه سر التوبة، هو سر رحمة اللـه، الراعي الصالح الذي يبحث

يده إلى أحضان الحنان والحرية ويشرآه عن خروفه الضال، ليع .في حياته وسعادته

هو سر ضعف اللـه أمام االنسان الذي يحبه، فاللـه محبة وأبوة وحنان، يكفيه أن نعود لينسى آل شيء ويعيد إلينا آل

سنظر إلى جهادنا .هو صديق الخطأة وعدو الخطيئة. شيء .اءناويبارك انتصاراتنا أآثر ما يحصي أخط

في مثل االبن الضال، لجأ األخ األآبر إلى منطق العقل حاول أن يحتكر األبوة النه حفظ الشريعة، ونسي . والعقاب

أراد أن يتنكر األب ألبوته آما . منطق الحب األبوي واألخويمنطق الغفران والحب : فكان جواب األب. تنكر هو لألخوة

هاة التي تحتضن الجميع، في بيتوالرحمة، منطق األبودعوتنا الدائمة أن نقتدي في .الوالدي ويبدأ عيد اللقاء والوليمة

. هذا الوالد المحب !الحب ونبقى فريسة الموت والضاللوال نرفض

36

سر الزواج -٥ مقدمــة وحكاية الخلق . موضوع الزواج والعيلة هو قصة الحياة والحب

حيث تولد وتتعاقب فصول الحياة البشرية وتتسع لتشمل عمر الزواج في التاريخ من . العيلة البيتية والمجتمع والكنيسة

يتضمن الزواج أبعاد اإلنسان في محاور وجوده . عمر اإلنسانسعادته وخالصه وطقوسه؛ في تربيته وآرامته، في . وتكامله

اختلفت حوله المفاهيم والنظريات، باختالف األديان .والحضارات على مدى التاريخ

لهزات العادات الالأخالقية ،تعرضت الحياة الزوجية، وال زالت مشاعية الزواج، والطالق الكيفي، وعبادة : والعشوائية ومنها

.الشهوة الجسدية وغرائز اإلمتاع .الزواج بالمفهوم المسيحي وطرحه: يعنينا من الحديثما :ينطلق مفهوم الزواج بالمسيحية من ثالثة نداءات

.آينونة اإلنسان الطبيعية -١ .إرادة اللـه وتصميمه في ترآيبة اإلنسان وهويته ومهامه -٢األسرة حيث يحقق اإلنسان آينونته ومهامه، ويجيب -٣

.ايات الزواجعلى نداء األبوة واألمومة وغعرفنا الوحي اإللهي على اللـه ثالوثا متساويا، هو في ذاته

محبة، حوار، خلق، شراآة، جماعة أشخاص وعالقة؛ على مثاله خلق اإلنسان عائلة مؤلفة من أب وأم وولد، في جدلية

صمم اللـه اإلنسان على . وجود بين األنا واألنت في النحنصمم اإلنسان على . واالنجذاب نحو اآلخرالحب واالنشداد

إنها : الوحدة والديمومة وأعلن هذه الحقيقة في قصة الخلقفي الكتاب اآليات الخمس الواردة شرعة الزواج في

37

ال يحسن أن يكون اإلنسان وحده، فأصنع «، المقدسأنموا واآثروا وامألوا األرض » «له عونا بـإزائه

يصيران » «...أباه وأمه يترك الرجل » «وأخضعوها .»ما جمعه اللـه ال يفرقه إنسان» «جسدا واحدا

تكاملوا، الواحد باآلخر وازدهروا وتفتحوا بالحب : يعنيهذا . توالدوا وتكاثروا واشترآوا في الخلق معي. والحياة والوحدة

.آملوا بناء الخليقة وتطويرها، نظموها وأنسنوهامتساوية، وأن طبيعة اإلنسان ثنائية نستخلص مما تقدم

. عالئقية في الطبيعة، منفتحة بقصد اللـه على الحب والحياةواألبوة واألمومة . والحب والحياة يهدفان إلى األبوة واألمومة

إن وجود اإلنسان هو نداء إلى آخر وعبور . مصوبان على الولدبتعليمه وأعماله، السيد المسيح برمج. من األنا إلى األنت

دورة الحياة في األبوة واألمومة على حبة القمح المأسوية، لكي تقوم وتتكاثر ،التي يجب أن تموت عن البخل واألنانية

ومن ،برمج الحياة على اآلخر، لوهب الحياة وخدمتها .للحصاد .هنا حتمية الزواج والعيلة

الزواج في المفهوم المسيحي وطرحه أوال، لقد أسس الخالق شرآة الزواج في الحب والحياة ووضع لها

وتقدم الشخص البشري الشرائع والنواميس، الستمرار النوع .ونموه وبناء المجتمع

لذلك ينطلق مفهوم الزواج المسيحي من المعتقد الالهوتي واختالف . والوحي، فهو مؤسسة إلهية وإنسانية معا

.حياة في المجتمع القائم على الحبالجنسين هو أصل ال

38

وجاء الزواج عيد المشارآة واللقاء بين إرادة اللـه وإرادة البشر، عرس الوصال والجواب على نداء الكينونة وتصميم

لقد اختبر آدم .إنها إرادة اللـه تتجلى في قصة الخلق. اللـهقاء؛ العزلة والحرمان من الطفولة والوالدين والعيلة واألصد

وطلب العون على الوحشة والعزلة وتحمل مسؤوليات الحياة جاءت حواء فهتف لها هتاف . ، الصديقة والرفيقةهاودعوات

هوذا لحم من لحمي وعظم من «الغبطة والفرح ) ١:٤تك(» عظامي

قد رزقت رجال من عند «هتفت له نشيد الحب والسعادة سان والهدية، فاإلنسان هو عطية اللـه لإلن. »الرب

وباتحادهما معا يكتشفان إزدهارهما، وتكاملهما، ويشترآان في وظيفة اللـه الخالق، في مسؤولية األبوة واألمومة،

.وإعطاء الحياة وخدمتها، احتضانها وتربيتهااإلنسان، في آينونته، يختبر ذاته، حالة انشداد وتوق

اآتماله ويلتصق فالضلع يتوق إلى. وانجذاب وانتساب إلى آخرهي التعبير عن الشراآة .الواحد باآلخر ويصيران جسدا واحدا

.والقرابة :بالعيلة يلج اإلنسان إلى الوجود وتكمن عناصر المهمة وهذا ما . »انموا واآثروا وامألوا األرض وأخضعوها«

آمرجعية ونموذج لمسيرة اإليمان اقتضى الزواج، وبناء العائلة :نهاوالحياة، أل

.بيئة التنشئة على الحب والحياة، بيئة الحياة والحب -١ مدرسة الصالة ، جماعة العيد : الكنيسة البيتية -٢

والمشارآة والحوار، جماعة عيش اإليمان والرجاء والمحبة

39

إنها . والتربية عليها والشهادة لها، والتلمذة على آلمة اللـه .ان ومصدر آل الفضائلسر األخ وجماعة األخوة والغفر

إنها عبور من قطب األنا الالمتناهي إلى قطب الالمتناهي من هنا . األسرة، الكنيسة، الوطن واإلنسانية: اإلنساني

إلى العيال بالقول يوحنا بولس الثاني توجه قداسة البابااجعلوا من اإلنجيل قاعدة لحياتكم العائلية ومن «

.»يلحياتكم فصال من اإلنجإنجيل السالم والفرح، وشهادة القيامة والرجاء وأيقونة -٣

.الثالوثإعادة لحالة الفردوس، حالة الوفاق بين الرجل والمرأة، -٤

.واالنسجام والسالم، حالة الخلق والحبهيكل لقاء األجيال وشبكة العالقات اإلنسانية المتكاملة -٥

الحب والربيع القادم بال وخميرة الرجاء، شهادة والمتفاعلة .خريف

مميزات الزواج المسيحيثانيا، . للزواج، في المسيحية، مضمون ومصطلحات حصرية

أما في .فالزواج، في آل األديان والحضارات، يعتبر عقداالمسيحية فالزواج وعد وعقد، عهد وسر، نعمة وخدمة

.ودعوةية بالتجسد، وألجلها ترك لقد تزوج السيد المسيح البشر

أباه، تبنى البشرية وتعهدها وعاهدها على الخالص والحب . والشراآة في حياته، لكي يكون معها شخصا واحدا

الزوجي، هو عالمة هذا الحب والعهد واألمانة وصورة لوحدة

40

الثالوث، وتعبير عن ترقية الحب الشاهد لوحدة الجنسين .اإلنسانية

. الزواج سر ألن غايته مشارآة اللـه في الخلق -ب هو . فاإلنسان يعطي الحياة الطبيعية واللـه ينفحها بالروح

.عطية األبوة واألمومة والحياة، وعهد مع اللـه مصدر آل أبوة :هو السر -ما يميز الزواج المسيحي -ج

حب أن اللـه يحب بقلوب البشر، وبقدر ما يؤنسن األزواج - .اللـه، يدخل حب اللـه في تاريخ الناس، ويتجلى ويعلن

بالزواج، يدخل األزواج في سر اللـه ويشارآونه في -هم معاونو اللـه الخالق .الخلق بالتكليف والزمالة

.والمخلص في عطية المحبة والحياةبالزواج يتجلى حضور اللـه الواحد والثالوث الذي يواصل -

.الحب والحياة مع العروسين عهدبالزواج يشهد األزواج ألبوة اللـه وأمومته بأبوتهم -

وأمومتهم، ويصيران رمزا لعالقة المسيح بالكنيسة وعهد حبه المختوم بدمه معها، وتعبيرا عن أمانته لها واتحاده

.به ومفاعيلها" النعم"آلمة آه اللـه بواسطة الكاهن يتم السر، ويبار» النعم«بكلمة

ويتحول العروسان في وحدة حياة وحب وتطلع ووحدة يتجسد الوعد والسر والعهد . مسؤولية وعمل إلى االبد

.هي عملية التحول الباطني .وتصير الكلمة سرا وحياة ونعمة

41

أن نعمة السر تكمل هكذا الحب البشري القائم بين خ وحدتهما، وتقدسهما في طريق الحياة الزوجين، وترس

.األبدية :تتجسد نعم سر الزواج في المساعدة على الحب والطهارة والصفاء، فيصير على مثال

حب المسيح للكنيسة، وتتحول األسرة إلى آنيسة بيتية وإعالن لحقيقة حضور اللـه في العالم وامتداد حضوره الذي

وآل ما فيه إلى أيقونة هللا، وآما حول السيد يحول الكون المسيح الماء خمرا في عرس قانا، يحول حب األزواج إلى نفحة طيبة، إلى حب ناضج ونبيل، يحمل لهم السعادة ضمن

.تقلبات الزمن واألزماتإنها الضمانة لمصلحة األزواج وخيرهم، خير الطفل وديمومة

.السر واألمانةلذلك، رأى آباء الكنيسة، بلسان يوحنا الذهبي الفم، عندما يتحد الرجل والمرأة في الزواج ال يبدوان بعد «

أي . »آشيء أرضي، بل هما صورة اللـه نفسه. يعكسان طبيعة اللـه عن طريق الحب والصبر، األمانة والصفح

اثنين، بل إن للحب ميزة خاصة بحيث ال يعود الحبيبان آائنين إنهما ليسا فقط متحدين، بل هما واحد ... يصيران آائنا واحدا

.الحب يغير جوهر األشياء... إنني لعاجز عن وصف السعادة في «: وبفم ترتليانوس

زواج تبنيه الكنيسة، وتثبته الذبيحة، وتختمه البرآة، .»وتبشر به المالئكة، ويصادق عليه اآلب السماوي

42

ثالثا، غـايـات الزواج الوحدة واألمانة، : تتمحور غايات الزواج وتختصر بما يلي

:الخصب وعدم االنحالل ويعبر عنها فيوتقديسه وتكريسه ،تحقيق الحب البشري الطبيعي .١

فالحب يجعل من الزوجين آائنا واحدا، . بإرادة اللـه ونعمته .وشهادة حية لحب المسيحبحضور اللـه وبرآته ورضاه

. بين الرجل والمرأة ،التكامل اإلنساني الشخصاني. ٢ مبرمج رجال وأنثى معا؛ . فاإلنسان آائن ثنائي، عالئقي طبعا

وهما آكل نصفين، يكمل الواحد اآلخر، فال يعيش الواحد إال لكي يعطي آخر، يرتبط بآخر، يشارك آخر، لكي يصير اآلخر

بكليته إلى آخر، يصير له القوت يغذيه، الفكر لعقله ويتحوللقلبه، يتقبل اآلخر بكليته، حتى ال يبقى شيء غريب حبوال

عنه، يصير نصف آيانه في آل حاالت الحياة، فيترك أباه وأمه .ويلزم شريكه في عيلة

هي إرادة :»انموا واآثروا«، إنجاب البنين وتربيتهم. ٣ إرادة اإلنسان والحياة، ليتكاثر الجنس ويستمر اللـه تلتحم مع

توفير العطف : من مهام الوالدين. نفعل الخلق في الكو .واألمان، العناية والحماية، التربية والثقافة

إن تقبل األوالد وتربيتهم هما من أهداف االسرة الرئيسية، ينطلقان من منطق العطاء المتبادل المفتوح على اإلنجاب

.جسدوالتيأتي الطفل تعبير الحب واالتحاد، زهرة الحب والثمر، وإآليل

هو عطاء الخالق للمخلوق، دعوته أن يكون . األزواج المتبادلومن حقه اإلحاطة . شخصا على مقدار الموهبة الممنوحة

والعناية ، وهو حالة عدم االآتمال، حالة االآتساب والصيرورة،

43

.تيوغ، هو ربيع الحياة واستباق اآلينـزع إلى النمو والبلبالطفل تبلغ حياة األهل واألسرة معناها اإلنساني وتتحقق

.األبوة واألمومة وتثمردعوا « .وال غرابة أن يجعله السيد المسيح، قبلة الملكوت

ومن هنا واجب . »إن لم ترجعوا«، »األطفال يأتون إليربيته وتثقيفه لينمو االهتمام به واإلصغاء إلى حاجاته وتفأمم األرض تنجب . بالقامة والنعمة والحكمة عند اللـه والناس

.لمدينة األرض، والكنيسة تربي لمدينة األرض والملكوت معايحتاج الطفل إلى الحب واألمانة والمشارآة بين الزوجين ليتكون ويولد، ويبقى يحتاج إلى هذه العناصر لينمو ويتربى

.وينضجشاء األم تؤمن للجنين المسكن والملبس والغذاء، وعلى أح

أحشاء العيلة متابعة مشروع الحياة، ليتدرج الطفل في بلوغ ملكوت الحق : نضجه الشخصي والدخول في سر الملكوت

والحياة، ملكوت القداسة والنعمة، ملكوت العدالة والمحبة، ئم وهدف ملكوت السالم واألخوة، هو شوق البشرية الدا

.الخليقة مهم أن ننجب األوالد للحياة، واألهم أن نؤمن لهم حقوق

واالنتماء إلى العيلة ،التربية والثقافة على الحب: الحياةنؤمن لهم الحاجات الجسدية والفكرية . والوطن والكنيسة

من واجب الوالدين االلتزام في تكوين شخصية . والروحيةوتوفير المناخ لنضوجهم وسعادتهم أوالدهم ومفاهيمهم

.وخالصهم

44

ال يحسن أن يبقى اإلنسان « ،المساعدة المتبادلة. ٤ ؛ خلق له »وحده، قال اللـه بل اجعل له عونا وشبيها به

الرفيقة، الحبيبة والزوجة، الصديقة والشريكة، هي : المعينالعون على الوحشة والعزلة وتحمل مسؤوليات الحياة

لمهام واحتمال صعوبات الحياة وضغوطاتها، قساوة والهموم وا .المرض وعجز الشيخوخة

. إنها رفيقة الجهاد، وأخت السالح وشريكة الحياة والحليفة إنها نصف آيانه، يصير معها شخصا واحدا في لقاء الجسد

في شراآة الحب والحقوق والحظوظ، يؤمن . واألفكار والقلوبتكون ذاتها وتمضي في تحقيق ذاتها لها ما تحتاج ويلزمها ل

. حتى النهاية، معا يحققان دعوة صورة اللـه وأهداف الحياةفالحب والحياة شراآة، السعادة والمسؤولية شراآة مع آخر

وليس لسلطة . وانتماء وانتساب إلى آخر، حوار ولقاء مع آخرتتجسد هذه .في األرض إلغاء قرار اللـه وتجاوز إرادته

ساعدة والمعونة في وحدة الحياة والمصير، في السعة الم .والضيق

إن مادة سر الزواج هي الزوجان :مادة سر الزواج ** .الراضيان بتولية آل منهما لآلخر على جسده

هي الكلمة التي تحقق السر :صورة سر الزواج**

ه، وآلمة اللـه وتكرس وتقدس وتبارك الحب، وتعانق آلمة اللـهي نعم الرضى السرية الفعالة، آلمة الحب .قفعل خال

المعلن باللفظ الصريح أو العالمة، تتضمن معنى سر عهد المسيح مع البشرية، بها يتحول الزوجان إلى عالمة للوحدة

.والحب بين اللـه والنوع البشري، بين المسيح والكنيسة

45

خادم السر هو عبارة عن مباشرة عمل :خادم السر** السر باسم المسيح، أي إنه قائم مقامه؛ فالزواج هو السر . الوحيد الذي ال يمنحه الكاهن، بل العروسان الواحد لآلخر

.الكاهن هو شاهد من قبل الكنيسة :رابعا، مقومات سر الزواج الجوهرية ورآائزه ومة الزواج، وحدة الزواج، ، األمانة، ديمالرضى، الحب

.العفة في الزواج خامسا، أزمات العائلة في العالم المعاصر ومخاطرها

تتعرض العائلة المعاصرة لكثير من االفات والتحديات والمحن :وأهمها

وهو جحود وآفر برفيق العمر وشريك الحياة :الطالق. ١ من الويالت وإعالن إفالس العهود والعالقات على ما تخلف

.والتبعات على الزوجين والمجتمع واألوالديجعل الطالق األوالد يتامى واالهل على قيد الحياة، إنه

جرح العيال، والحب هو الدواء مع الصالة والنعمة واستئصال والعار أن ال يعرف اإلنسان قيمة اآلخر إال بعد . األنانية والبخل

.فقدهاآلخر واالنفصال والغربة عن الذات هي تشيئ :الخيانة. ٢

هي محاولة تغييب اآلخر وتهميشه، وتسجيل .واآلخرالمكاسب للذات على حسابه، نتاجها الهزيمة والفشل في

.األرض والسماءهي طعن بقدس أقداس الشخص الذي نستبدله وآأنه

هي سحق األنت وتدميره وتهشيمه، وتحسيسه أنه . انتهى .نكون له، فنقطع العالقة واالرتباطلم يعد يستحق أن

46

وإذا آانت التكاليف بهذا الحجم والفعل جريمة، فما هي الفوائد والمحاصيل؟

هو نحر لكرامة اإلنسان وقيمته :تعدد الزوجات. ٣ .وقداسته واغتصاب حقوقه

هو مشاعية اإلنسان وفوضى :الحب المدعو حرا. ٤ . غي اآلخر وتستعمله وتستغلهالغرائز وسيادة األنا، التي تل

.فالشهوة قوة عمياء يقودها الجنونوهي مؤامرة على :رحام والتعقيم المفتعلتجارة األ. ٥

.الحياة في قدس أقداسهاهي ثأر :اعتماد الوسائل االصطناعية لمنع الوالدة. ٦

أما الحل فهو التوفيق بين الحب والتناسل . البخل من الحياة .الواعي

هو االستقواء على عجز الطفولة التي :اإلجهاض . ٧ وعدوانية مجرمة على الحياة والرحمة في . حالفها اللـه

.االرحام وتعد على اللـه في صورته إنها تهديد مباشر للحياة في االشخاص والحضارة جمعاء،

لقد صور العلماء الجنين وهو . وترويج وتسويق لحضارة الموتبطن أمه، وضبطوا ردات فعله الجنونية وهو يهرب يتحرك في

وهذا ما . من المقص الذي يالحقه بقصد تمزيقه والقضاء عليه .إجراء عمليات اإلجهاض حدا ببعض األطباء إلى التوقف عن

واللواط والسحاق وسفاح االنحرافات الجنسية. ٨ إنها : عةوالدعارة والخال) عالقة جنسية بين األقارب( القربى

نحر الحب وتعقيمه وتخريب الطبيعة البشرية ونواميسها في .الذات والمهمة

47

حيث :انتشار حضارة النفعية واإلنتاج واإلمتاع. ٩ يستخدم األشخاص آما األشياء على حساب الحرية في

.عطاء الذات لآلخرينزواج آخر :صرعات زواج الرفقة وزواج االختبار-١٠

:…وتجارة األجساد في أسواق العرض والطلب األسبوععلى وجوابها ،المرأة ما تبتغيههذا هل ويبقى السؤال العنيد

وهي . التحدي والتهميش واالستغالل واإلغراء المشبوه المطالبة بالحقوق والكرامة؟

هما من المخاطر التي تؤزم الحياة :البطالة والعوز. ١١ فضال عن تزايد الجبهات على . نهاالزوجية وترهقها وتشغل ع

.اإليمان وااللتزام بالقيم في المطارح والقطاعات : إن هذه اآلفات الهاجمة على اإلنسان وإنسانيته سببها

ومن . ابتعاد العائلة عن المسيح مصدر حياتها وحبها واالساسهنا وجوب العودة إليه لتصحيح النظرة إلى اآلخر، وسر

ه إلى مستوى القيم االخالقية والحفاظ على الشخص، للتنب .التوافق بين إرادة اللـه ورغبات الطبيعة البشرية وتطلعاتها

تعاش . ففي أحضان العائلة يتجلى الحب وتخدم الحياة القيم والفضائل وتتجسد مجانية العطاء بالضيافة واللقاء

م العالقات والحوار، بالخدمة والتضامن، باألخوة والسالم وتتسباالحترام والعدالة، ويبنى مجتمع أآثر إنسانية، وينمو أنسان

.ووظائفه أآثر إتزانا وتوازنا في أبعاده االختبارات على األجنة واالستنساخ وتحديد. ١٢

وعلى . إنها مؤامرة على الحياة وتعد عليها وتحد لها :النسل . فهاالعيلة الدفاع عنها والعناية بها وإنصا

48

سادسا، مالحظات حول مسببات الفشل في الحياة الزوجية وتعزيز النجاح

محورة الحياة على األنا وعدم العبور من األنا إلى األنت -١ .ومن األنا واألنت إلى النحن

عدم العبور من حالة العذوبية والمراهقة إلى حالة النضج -٢ ارآة وحس اآلخر واألبوة واألمومة بالمسؤولية والمش .واالهتمام به واإلصغاء إليه والتعاطف معه

تشييئ اآلخر واستعماله آوسيلة للذة الذاتية على -٣ حساب آرامته وحريته آشخص آامل الحقوق والصفات،

.وعدم العبور من الغريزة إلى الحب .البخل باألشياء وبالذات -٤ ر العيلة والخصوصيات، السماح بالتدخالت الخارجية في س -٥

.واإلصغاء إليها والمهادنة في قرار العيلة الداخلياإلهمال والكسل في المسؤوليات وعدم االهتمام في -٦

.تأمين المهام داخل البيت وخارجه .اإلهمال بالشكل والنظافة في الذات والثياب والبيت -٧ ار،ما يعزز األلفة العائلية وحمايتها من األخط وجوب تجديد العهود في ذآرى الزواج بخلوة صالة وتقييم -أ

وتحديد مكامن النجاح والفشل وأخذ المقاصد والمقررات .المطلوبة

ممارسة األسرار بانتظام والصالة العائلية اليومية ولو -ب .للحظات وتعيين مرشد صديق يرجع إليه عند الحاجة

ي األزواج والحوار والتشاور تكريس وتخصيص وقت يومي لتالق-ج .وتبادل اآلراء واإلصغاء معا لتساؤالت األوالد والعيش معهم

49

سابعا، طقوس الزواج لقد تبنى الزواج المسيحي آل الطقوس والمراسيم والرموز

التي واآبت احتفال اإلآليل، في الحضارات القديمة، وضمنها :بعادا روحية مسيحية جديدةأ

.نقاب أو الطرحةال - ضم اليدين على اإلنجيل المقدس، يرمز إلى التضامن -

.والتعاون .تكليل العروسين - .تبادل الخواتم أو المحابس - .الخميرة - .الشرب من آأس الخمر المشترآة - .توقيع السجل - .القبلة المتبادلة - .ارآينصالة المش - .رعاية اإلشبينين - وآلها تشير إلى الرضى المتبادل والعهد القائم واالتحاد

.السري :وللمزيد من اإليضاح، نرآز على ما يلي ترمز الخواتم بشكلها المستدير إلى الكمال :الخواتم .١

ويدل استعمالها في اإلصبع على العالقة واالرتباط، على مسؤولية أو بشخص من نتماء إلى حالة معينة أو االلتزام باال

ترمز إلى العطاء التام نفسا وجسدا مدى .قبل العهد أو النذر .الحياة، وعالمة الحب واألمانة والقداسة

آانت االآاليل تصنع من زهور المواسم أو :األآاليل . ٢

أغصان الشجر والمعادن وتوضع على الرأس، إشارة إلى سمو وقد صار مرادفا . ل على األنتصارالشخص أو للتكريس أو التدلي

.للملكية

50

مع المسيحية صارت االآاليل رمزا النتصار العروسين بعد إنه تكليل وتتويج لكل من العروسين ملكا على قلب . انتظار

آما أنه تذآير .اآلخر ومملكة العيلة الجديد بالمجد والكرامة، »رضأخضعوا األ«بتسليط اللـه لإلنسان على الخليقة

ورمز إلى المكافأة على صيانة النفس بالعفة والمسؤولية عن .العيلة

هو قطعة قماش شفاف تحجب :النقاب أو الطرحة .٣

وجه المرأة المتزوجة، عالمة لتحررها وآونها لم تعد برسم وصارت، في ما بعد، عنصر زينة من عناصر بدلة . الزواج

.العروس اة للكنة عند دخولها إلى البيت، تحملها الحم :الخميرة .٤

وهي رمز اندماج العروس في البيت . فتلصقها على العتبةفالخميرة تحول .الجديد آاندماج واتحاد الخميرة في العجين

العجين إليها وتتحول إليه، آما تعبر في التقاليد والعادات .المشرقية عن الرغبة في الخصب وإنجاب البنين

هما الذاآرة الحية، تسجل حدث العهد :اإلشبينان .٥

والزواج وترعاه، هما يمثالن الجماعة بحضورهما ويشهدان . رسميا على االرتباط وآلمة النعم الجوهرية إآليـــل مبـــارك

.بالسعد والبنين

51

سر الكهنوت -٦ :مقدمة وآلها الكهنوت هو السر الذي يكفل استمرار الرسالة التي

السيد المسيح إلى تالميذه، ناشطة في الكنيسة حتى : هو سر الخدمة الرسولية ويتضمن ثالث رتب. منتهى األزمنة

.األسقفية، الكهنوت والشماسيةلقد أنشأ السيد المسيح بحياته وموته آهنوت العهد

. الجديد الدعوة الكهنوتية من حيث المهمة والرسالةوترآزت

على التبشير بالمسيح والكرازة بإنجيله اإللهي، على .التعليم والقيادة والتقديس

.على الرعاية واإلرشاد. على توزيع االسرار والخدمةترآزت .على تقدمة الذات والشهادة

آهنوت المؤمنين وآهنوت الخدمة وجميع . اتسمت الكنيسة آلها بطابع الخدمة الكهنوتية

: اهللا هم آهنة، يشترآون في رسالة المسيح أعضاء شعبإنه آهنوت المؤمنين المشترك، . المعلم والكاهن والملك

غير أن بعضا منهم توآل . بالمعمودية ومسحة الروح القدسفما هي . إليهم مهمة خاصة في هذا الجسد الشامل

المهمة الخاصة؟شعب اهللا إنها الخدمة الكهنوتية التي تضمن استمرار

هذه الخدمة تتم في ثالثة . وتعمل على بناء جسد المسيح .الكلمة، األسرار، الرعاية: ميادين

52

اذهبوا في العالم آله، :"خدمة الكلمة تحقق أمر المسيح - ).١٥/ ١٦مر" (وبشروا باإلنجيل الخليقة آلها

تكون جماعة مسيحية تحيا في الحياة : خدمة األسرار - .ة الواحدةاإللهي

أما خدمة القيادة فتقوم على تجسيد عمل المسيح - الراعي الذي يجمع آل المسيحين في جماعة شعب اهللا

ولذلك يؤآد المجمع الفاتيكاني الثاني على ضرورة . الواحدتنشئة وإعداد الكهنة إعدادا آامال فيتهيأوا لخدمة الكلمة

).٢١ -٤رقم .(عي وخدمة الصالة واألسرار وخدمة الراوضع اليد والصالة : تتكون رتبة سر الخدمة الكهنوتية من

.االبتهالية لمنح الروح القدس : الكهنوت والرسالة هو شخصية شخص له . لالرسول هو مبعوث يمثل المرس

.مهمة خاصةأطلق هذا االسم على تالميذ يسوع االثني عشر الذين

هدوا حوادث حياته على األرض وينتظرونه اختارهم حتى يشاوصار هذا . بعد القيامة ويشهدوا له أمام العالم بعد العنصرة

االسم يطلق على آل معمد اشترك بحياة المسيح وموته .وقيامته

علمهم . لم يكن الرسل من العلماء، بل آانوا من األتقياء ه، ألنه المعلم يسوع تعليما روحيا بحياته معهم، بمثله وأعمال

.وهم التالميذ

53

السيد المسيح هو رسول اآلب إلى العالم، هو رسالة الحب ب ب، حقيقة اآلب، حب اآلاآلوالحقيقة والخالص ألنه وحي

.بهنا، آلمة اآلوالحياة . هو الطريق إلى اآلب بمثله والحقيقة بتعليمه

جئت لتحيا قد «هو الراعي الصالح والباب إلى اآلب، .بنعمته .والحياة مختصر آل الخيرات» الخراف

اذهبوا ) ٢٠/٢١يو( آما أرسلني اآلب أرسلكم أنا « وعلموهم ... إلى العالم وتلمذوا جميع االمم وعمدوهم

من سمع إليكم سمع . أن يحفظوا آل ما أوصيتكم بهإلي ومن أعرض عنكم أعرض عني ومن أعرض عني

يبشروا . ختارهم ليكونوا معها .»أعرض عن الذي أرسلنيأعطاهم . باإلنجيل، يطردوا الشياطين، يشفوا المرضى .سلطانه ليشهدوا لقيامته وينشروا حضوره وآالمه

هكذا أسس السيد المسيح الكنيسة التي هي شرآة وأعطاها . الحياة االلهية بين البشر واللـه وبين البشر ذاتهم

الكهنوت المسيحي الشامل بنية اجتماعية منظورة قوامهاالموضوع تحت رعاية الخدمة الرسولية المتوجة بالخدمة

والكنيسة، في حقيقتها، . فالرسالة عمل ووظيفة. البطرسيةوفي امتدادها هي . هي المسيح الحاضر، الفاعل في العالم

في غايتها هي مكان الخالص، ومهمتها . آل الشعوب واألممالعالم وتصيره متجسدا دائما، حاضرا، أن تقدم المسيح إلى

رسالتها أن تعد البشر إلى قبول . فاعال وحيا فيها إلى األبدالمسيح وتشهد له وتكمل إنجيله، تحقق خالصه وتقود الكون

. إلى معاده

54

والرسل .هو سر اآلب. رسالتهو السيد المسيح رسول اآلب والرسل هم سر رسالة المسيح إلى الكنيسة والكنيسة

المسيح في العالم، يعني أنهم عالمة حضوره وعمله وخالصه؛ مهمتهم أن يوصلوا المسيح إلى العالم ويشهدوا له

. ألنه رسالة الكنيسة إلى العالمحاولت الكنيسة أن تكون سر المسيح إلى العالم، من

:خالل ثالث مميزاتلكتب على نور المواظبة على تعليم الرسل وتفسير ا -١

.القيامة .المشارآة واقتسام الخيرات واالختبارات المواظبة على -٢ .المواظبة على آسر الخبز والصلوات -٣ لبعد العملي ا بعد هذا العرض حول الكهنوت، سنتوقف عند :االختباريو إذا آان الدين هو أقدم تقليد في التاريخ واألآثر تأثيرا :أوال

ن ألنه يتناول آل االنسان وقطاعات حياته وعالقته باالنسارجل الدين هو االآثر تأثيرا وخصوصا بذهنية فإنواختباراته،

شعبنا الشرقي ونظرته إلى الكاهن؛ دوره تقريري في تربية .إيمان الشعب وتوجيه مسار حياته ومصيره

قاته فضل في عالمنبر الكاهن هو المنبر االآبر واأل: ثانيا

ومعامالته ألن شعبنا ما زال يربط ويجمع بين وجه الكاهن فإما يحب اللـه ويرتاح إليه أو يعاديه . ووجه يسوع المسيح

وألنه هكذا فرضت على الكاهن . ويرفضه من خالل الكاهنمسؤولية خطيرة أن يكون وجه يسوع المسيح في عالقته مع

55

مقبوال من الرعية من شروط نجاح الكاهن أن يكون و. الناسمنـزلقات يرفضها ةولكي يكون مقبوال يجب أن يتجنب ثالث

:ته ومنهاالناس في شخصي ، بغية الربح التجارة بالكهنوتوالتكالب على المال -١

.المادي) الخفةو ،الموعة ،الدلعة ،الهرقة(المغامرات العاطفية -٢

عمال .معينينيت لب وأألشخاص وتكرارها وتخصيص الزيارات ".ولكل مكان لباسه, لكل مقام إلزام" بالقول المأثور

الدخول في السياسة المحلية، مع فريق ضد آخر، -٣ .ةمهمالتفشل و عليه قسم الرعيةنوت .يصير الكاهن فريقاف

جوهرية أما نجاح آاهن الرعية في مجتمعنا فله ثالثة شروط :منها

ويربيها بالمحبة والصدق وأن . ته مثل عيلتهأن يحب رعي -١ يتعرف عليها ويزورها ألن الراعي الصالح يعرف رعيته والرعية

.تعرف راعيهاال يتردد بأن يكون المحرقة ف: التضحية في سبيلها -٢

وأن يكون اختياره خط النار للدفاع عنها .والفدية على مذبحهال نفسه في سبيل خرافه ألنه الراعي الصالح الذي يبذومن واجباته . وحمايتهم همويواجه العدو ويضحي بذاته إلنقاذ

.والمحنة سيما في أوقات الخطروال اها ويتضامن معها أن يتبنحضوره الدائم فيها ومشارآتها مناسبات الحياة -٣

يشارآها بالفرح والحزن والصعوبات بالبساطة . واالختبارات .ةواألبو والعفوية

56

يتمكن وهكذا .وليس متعديا على المهام بها معني وألنه إشراك الرعية بكل المشاريع والنشاطات والهموم من

.والمهامولكي يكون المرجع المطاع، يطلب منه التحلي بالصفات

:التاليةأن يكون مهذبا ويحترم أبناء رعيته ويستقبلهم بالبشاشة

.رسوال يطالب بما ال يماألن الكاهن هو مرجع الرعية تعرض و .أن يكون نظيفا والئقا

عليه مشاآل العائالت ويعرف أسرارها، فيصير لزاما عليه أن يحفظ السر ويقود حملة المصالحات ويحاول أن يحل مشاآل

وال يمكن سواه أن يقوم . ألنه حافظ السر ودوره فريد .الرعية .به :ية الناجحمن صفات آاهن الرع اليقظة، حتى يراقب ما يدخل إلى الرعية وماذا يحصل فيها

ويواجه الصرعات والشعوذات والتيارات الفكرية والعقائدية واألخالقية التي تؤثر سلبا على سالمة الفكر والعقيدة

.واألخالقالفكرية زمنه اراتأن يكون ملما بتي يطلب منهمن هنا

.ة وصرعات البيئة االجتماعية وإفرازاتهاوالعقائديالكاهن المعاصر أن يكون رسول المعرفة والحقيقة، على

.ق الكتابينكب على األبحاث والعمل الفكري وال يطلال يساوم على الحقيقة فقرار، الموقف وال بجرأة يتحلىأن

من مسؤلياته تنقية التقاليد .والرسالة والمصلحة العامة .حيح المفاهيم بالتعاون والتضامن مع الرعيةوتص

57

إذا آانت عالقة الكاهن بالرعية عالقة ضميرية وتوزيع أسرار .أن يقتدي بمواقف المسيح ،عليهلزاما ريصفي، أن يكون أخا وطبيبا وعالما نفسيا يستقبل الخاطئ بحنان

.ورجاء، ويتحمل معه ألمه ويبحث عن حلول لمشاآلهال ف وليس له معاون،, ن الرعية، وخصوصا إذا آان وحيداآاه

يسمح له أن يتعب وال يمكنه أن يستقيل من خدمته وال يقدر وفيات، أعياد، :، فهناك حتميات تفرض عليهأن يمرض

راحته في التعب وسعادته أن .مشاآل، عمادات، أآاليل .ألجل الرعية يعيش ويقدس ذاته. يخدم

هو القداس بذاته، هو إتقان األسرار، لكاهنا في النهاية، فهو القادر أن يجعل من .جماعي ونجاحه جماعي هألن فشل

آما أنه . رعيته برج بابل جديدا أو رعية وثنية معادية للكنيسةقدر أن يجعل منها علية صهيون جديدة تعيش دائما مناخات ي

وروحانية ، صالةعلية محبة وإلفة: العنصرة وهبوب الروح .والمشارآة. ووحدة الحال مشعة تتقن لغة الحب

آاهن الرعية أن يتمرس بالفشل وينتظره وال يسمح على لذاته بالحرد والخصام وبردات الفعل االنفعالية بحيث يخسر

.الكنيسة أوالدهايذبح ذاته على مذبح الرعية ومع هذا أنيمكن للكاهن

من :مسعورة والمهاترات تمارس ضده وعليهتبقى الحمالت ال المحافل، المافيات والمنظمات المعادية، ،األجهزة المشبوهة .وعليه أن يتوقع ذلك

يتعلم الكاهن الناجح من رعيته اإليمان، وفيها يجد شخصيته الكهنوتية ويعيش إيمانه؛ يمتلئ عاطفيا وهو يربي

58

ة حياة الرعية االجتماعية صغارها ويحبهم وينجح في قياد .والفكرية والروحية وهكذا تصير الرعية عيلته الكبيرة

لكاهن الضعف الالمعذور الذي يشوه ويشكك ا ممنوع على ويبلبل حياة الرعية، ألنه ضعف مجرم إلى جسد السيد

.وخصوصا ألنه جماعي. المسيحيجمع آل يوم أنالكاهن، باسم سلطانه ومسؤولياته، على

أحالمهم ،نشاطهم وأوجاعهم ,أتعاب الناس وجهادهميكرس فوأمراضهم وقضاياهم ويرفعها ويكرسها مع القرابين؛

ويقدس البشرية والكون بأسره خليقة جديدة مخلصة بدم .يقدم ذاته قربانا وذبيحة مع الحمل الذبيحو .الحمل اإللهي

رجل الصالة والخدمة، ،فقيرن الزاهد الئالكاعليه أن يبقى .الحاضر الغائب

:معاني أواني التقديس والمالبس الكهنوتية

يرمز ويشخص جبل الجلجلة حيث صلب : المذبح -١ .المسيح

يرمز إلى القبر حيث وضع جسد السيد : الطبليت -٢

.المسيح

.أغطية المذبح ترمز إلى أغطية القبر -٣

.فيهترمز إلى الكفن الذي لف : الصمدة -٤

59

ترمز إلى اإلسفنجة التي سقاه بها الصالبون : اإلسفنجة -٥ .الخل والمر

.ترمز إلى اللفائف التي لف بها : النوافير -٦

.ترمز إلى الصليب الذي ذبح عليه : الصينية -٧

.ترمز إلى اآلالم التي شربها وآأس العهد الجديد: الكأس -٨

.ا الجندترمز إلى القميس الذي اقترع عليه: لكتونة -٩

ترمز إلى الحبال التي ربطوه : لزنار والبطرشيل والزنود -١٠ .بها على العمود

.ترمز إلى المنديل الذي غطوا به رأسه : المنصفة -١١

.ترمز إلى البرفير الذي ألبسوه إياه، استهزاء به: البدلة -١٢

يرمز إلى الطيب الذي تطيب به جسده : البخور -١٣ .منين المتصاعدة إلى السماء الطاهر، وإلى صالة المؤ

.يرمز إلى المسيح نور العالم: الشمع -١٤

60

سر مسحة المرضى -٧ :ماهية السر وتسميته أسرار الشريعة الجديدة السبعة، شرعه السيد أحد هو

المسيح لمنح المريض الحاصل في خطر الموت خالص سطة النفس وشفاء الجسد أيضا، بدهنه بالزيت المبارك وبوا

.صالة الكهنة وتشفع الكنيسةسر الذين يكونون في خطر » مسحة المرضى«ليست

الموت الشديد فقط، وعليه فإن الزمن الموافق القتبالها يكون وال شك قد حان، عندما يبدأ المؤمن يدخل في خطر الموت،

). ٧٣عدد . دستور في الليتو( .بسبب المرض أو الشيخوخةن عم استعمال هذه المسحة في آخر رمق منذ الجيل الثام

المسحة «من الحياة لذلك أطلق عليها، وقتئذ، اسم عماد، :، ألنها آخر مسحة على الئحة المسحات»األخيرة

.تثبيت، آهنوت، وال تعني مسحة آخر الحياة، فتتجاوب أآثر مع تاريخ »مسحة المرضى«أما تسميتها

فمسحة . ية والروحيةاستعمالها ومع فاعليتها الجسدالمرضى ليست طقس تكريس، بل هي عمل يشفي روحيا

.وجسديا تحمل الشفاء والغفران معا :في العهد الجديد

اشفوا المرضى، أقيموا « :أرسل يسوع الرسل للبشارة ).٨-١٠/٧متى (» الموتى، طهروا البرص، اطردوا الشياطين

61

:ا السرالبرهان الكتابي على أصالة هذ :إنجيل مرقس إن القديس مرقس اإلنجيلي تفرد بذآر المسح بالزيت في

آانوا يطردون شياطين آثيرة ويدهنون «: أيام يسوع حيث قال ).٦/١٣مر(» .مرضى آثيرين بالزيت فيشفون

المسح بالزيت آان معروفا : ١٣-١٢/ ٦: يخبر مرقس أخذ يسوع هذه الطريقة آوسيلة شفاء لدى اليهود والوثنيين،

فشفاء المرضى، باإلضافة إلى آونه . وأعطاها قوة روحيةهو في الوقت ذاته ظاهرة مسيحانية، ترتكز ،عمال جسديا

.على قوة المسيح ضد الشر في سبيل الحياة :رسالة القديس يعقوب ، عدة ١٥-١٤يعطي القديس يعقوب في الفصل الخامس

لظروف وصعوبات بعض أفراد الجماعة نصائح بالنسبة ل :المسيحية، من هذه النصائح المرتبطة بتاريخ الخالص

هل فيكم مريض فليدع آهنة الكنيسة، وليصلوا عليه « ويمسحوه بالزيت باسم الرب، فإن صالة اإليمان تخلص المريض، والرب ينهضه، وإن آان قد ارتكب خطايا تغفر له، إنها

إيمان وصالة الكنيسة والكهنة والحاضرين مع المريض فاعلية «. يقصد القديس يعقوب هنا مريضا طريح الفراش، لذلك يدعى

الكهنة الذين أعطوا قوة خاصة على الشفاء بفضل صلوات اإليمان التي ترافق المسحة بالزيت باسم الرب أي بأمره

جديدة وقوته، وبهذا يخلص المريض ويعطى نعمة حياة .جسدية وروحية

62

طوعي بآالم السيد يمكن استثمار المرض آاشتراك المسيح وموته وتضامن مع آالم المعذبين في األرض وآفارة

» أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا« السيد المسيح . عن الخطاياليشفوا المرضى ،، وسلم تالميذه، انتدبهم)١٧:٨متى(

. ألجساد، مخلص األشخاصهو طبيب األرواح وا. باسمهبشفائه المرضى أخذ على عاتقه شر البشرية الجسدي

عاشت الكنيسة مسحة المرضى ومارستها لذلك والروحي، .منذ أوائل المسيحية

. فالمسحة هي سر المرضى، والقربان سر المنازعين .والمسحة والمصالحة والمناولة تؤلف األسرار األخيرة

:خادم السر إن خادم سر المسحة هو الكاهن الذي يسمه األسقف

ويتضح هذا من قول يعقوب الرسول . بسمة الكهنوت وليس إالهل من مريض فيكم فليدع آهنة الكنيسة « ٥/١٤

.»ليصلوا عليه ويمسحوه بالزيتإن خدمة هذا السر، من « :والمجمع اللبناني يحدد بقوله

. »غيرهم بالكهنة واألساقفة دون حيث الصحة، تناطفإن الصالة مع اإليمان تخلص المريض والرب «

.»ينهضه :صورة سر المسحة أيها اآلب القدوس، الطبيب السماوي للنفوس «

واألجساد، يا من أرسلت ابنك يسوع المسيح يشفي آل مرض ويولي النجاة من الموت، اشف، بهذه

63

هذا من آل مرض في المسحة المقدسة، عبدكالنفس والجسد، بنعمة مسيحك الذي يليق بك المجد

.»معه ومع الروح القدس ، اآلن وآل آن وإلى األبد من يمكنه قبول السر ؟ لقبول هذا السر إنما هو الخاطىء المصاب بمرض المؤهل

خطر وأن يكون خطر الموت متأتيا عن مرض باطني آالجرح وذلك لصحة إعطاء ،التسمم ،ة والوالدة المتعسرةوالشيخوخ

.السروعليه فال يعطى إلى النافرين إلى ساحة القتال

والمسافرين وال المتعرضين إلى غير ذلك من األخطار، وال بالموت، وال األطفال، وذلك النتفاء نالمجرمين المحكومي

ا السر من اقتراف األطفال خطيئة فعلية، ويحرم إعطاء هذآانوا معتوهين منذ الوالدة وآل عمرهم، النتفاء اقترافهم خطيئة مميتة، وغير التائبين والمحرومين وغير المعمدين،

.وعند الريب، يمسح المريض بصورة شرطية

64

:فوائد هذا السر وثماره :يمنح سر المسحة

والتعزية النعمة المبررة والنعم الحالية المختصة به -١والسالم واإلغاثة التي تخول المريض فرجا وتقوية على مواجهة تجارب إبليس ومقاومتها وعلى عبور الجسر

.إلى الحياة بثقة ورجاءغفران الخطايا التي لم تكن بعد غفرت وإن آانت -٢

.»وإن آان قد ارتكب خطيئة ما تغفر له «.مميتةوعواقبها في النفس، التنقية من فضالت الخطايا وآثارها -٣

.تعطي صحة النفس نظرا لتوبة المنازع وإيمانهمالئما لخالص ذلك المريض إلى الصحة إن آانعودة -٤

خلق جو التسليم للعناية والمساعدة في ،النفس .اإللهية والمرافقة الروحية واألخوية والصالة

:خــــالصــــة الحياة والرجاء بالقيامة وهكذا يبدو سر المسحة سر األمل ب

والسعادة األبدية واالتحاد بآالم المسيح، ويبدو خادم السر .رسول المريض يمثل موقف اآلب الحنون وطبيب آخر لحظة

فهل يجوز بعد الخوف من اقتبال هذا السر ورفض حضور الكاهن ساعة الضرورة، والحرمان من هذا المدد اإللهي ؟؟؟

65

المحتوى

٢ ............................... مقدمـة

٦ ................... المعمودية سر -١ ١٤ ....... الميرون أو التثبيت سر -٢ ١٩ ................ اإلفخارستيا سر -٣ ٢٧ ......... والمصالحة التوبة سر -٤ ٣٦ ....................... الزواج سر -٥ ٥١ ................... الكهنوت سر -٦ ٦٠ .......... المرضى مسحة سر -٧

٦٥ ........................... المحتوى

66