3جامعة الجزائر

واإلعالم كلية العلوم السياسية

واالتصال اإلعالمقسم

واالتصال اإلعالمماجستير في علوم المذكرة لنيل شهادة

سيميولوجيا االتصال: تخصص

: ألستاذةا إشراف :الطالبة إعداد

فايزة يخلف .دسهيلة أفيدة

2013 – 2012الجامعية لسنة ا

لغة الجسد في السيميائيات المعاصرة

تحليل سيميولوجي لإليماءة في المسرح الجزائري

-مسرحية حمق سليم نموذجا -

« Si, fermé à notre langage, tu n'entends pas nos raisons, à

défaut de la voix, parle-nous en gestes barbares. »

Eschyle, Agamemnon.

لكمة شكرلكمة شكرلكمة شكرلكمة شكر

....شكري وثنايئ اىل املوىل عزوجل عىل نعمتهشكري وثنايئ اىل املوىل عزوجل عىل نعمتهشكري وثنايئ اىل املوىل عزوجل عىل نعمتهشكري وثنايئ اىل املوىل عزوجل عىل نعمته

لقبولها االرشاف عىل هذا لقبولها االرشاف عىل هذا لقبولها االرشاف عىل هذا لقبولها االرشاف عىل هذا شكري وخالص حتيايت اىل االسـتاذة املرشفة فايزة خيلفشكري وخالص حتيايت اىل االسـتاذة املرشفة فايزة خيلفشكري وخالص حتيايت اىل االسـتاذة املرشفة فايزة خيلفشكري وخالص حتيايت اىل االسـتاذة املرشفة فايزة خيلف

العمل ولنصاحئها وتوجهياهتا السديدةالعمل ولنصاحئها وتوجهياهتا السديدةالعمل ولنصاحئها وتوجهياهتا السديدةالعمل ولنصاحئها وتوجهياهتا السديدة

،،،،بحثبحثبحثبحثهذا ال هذا ال هذا ال هذا ال اىل لك اEين ساعدوين عىل اجنازاىل لك اEين ساعدوين عىل اجنازاىل لك اEين ساعدوين عىل اجنازاىل لك اEين ساعدوين عىل اجناز

االسـتاذ الكرمي درLل محمد، وزماليئ نصرية زروطة وكراد ارزيق االسـتاذ الكرمي درLل محمد، وزماليئ نصرية زروطة وكراد ارزيق االسـتاذ الكرمي درLل محمد، وزماليئ نصرية زروطة وكراد ارزيق االسـتاذ الكرمي درLل محمد، وزماليئ نصرية زروطة وكراد ارزيق واخص ELكرواخص ELكرواخص ELكرواخص ELكر

اهداءاهداءاهداءاهداء

............................اىل ايم وايباىل ايم وايباىل ايم وايباىل ايم وايب

....................اخويت واخوايتاخويت واخوايتاخويت واخوايتاخويت واخوايتاىل اىل اىل اىل

............................................صديقايت واصدقايئصديقايت واصدقايئصديقايت واصدقايئصديقايت واصدقايئايل ايل ايل ايل

........................احبيتاحبيتاحبيتاحبيتاىل لك اىل لك اىل لك اىل لك

خطة الدراسة

مقدمة

I. ا�طار المنھجي: I.1 .إشكالية الدراسة

I.2 .أسباب اختيار الموضوع

I.3.ف الدراسةاھدأ

I.4.أھمية الدراسة

I.5. منھج الدراسة I.6.عينة الدراسة

I.7. المصطلحاتالمفاھيم وتحديد

I.8.الدراسات السابقة

I.9.صعوبات الدراسة

II. القسم النظري: II.1. لغة الجسد بين المفھوم الوظيفة II.1.1 .مفھوم وخصائص لغة الجسد II.2.1 .لغة الجسد في التراث ا,نساني II.3.1 .أقسام لغة الجسد ود00تھا الرمزية II.2 .المدارس النظرية في دراسة لغة الجسد II.1.2 .زياءالكيني La kinésique II.2.2 . التموضعيةLa proxémique

II.3.2 .في لغة الجسد ا,جتماعية النظريات II.3 .المسرح سيميائية في لغة الجسد II.1.3 .نشأة وتطور المسرح II.2.3 .المذاھب المسرحية II.3.3 .ائية المسرحمييس II.4.3 .ا9نظمة الع8ماتية في المسرح III.تحليل ا�يماءات في مسرحية حمق سليم: ا�طار التطبيقي III.1 .نشأة وتطور المسرح الجزائري III.2 .بطاقة فنية عن مسرحية حمق سليم III.3 . تحليل نماذج النصوص ا,يمائية III.4 .استنتاجات التحليل

ا0ستنتاجات العامة عامة خاتمة

قائمة المراجع الفھرس الم8حق

1

:قدمةم

ل الجسد لفترة طويلة من الزمن من األمور الهامشية التي لم تحض باالهتمام في ظد تعمق هذا الرأي أكثر مقابل مفهوم الروح كحقيقة مقدسة و التي اعتبرت جوهر اإلنسان و ق

الجسد خدعة " وول سوينكا: الكتب الدينية و القوانين المترتبة عنها فمثال يقول من خاللفظل الجسد بهذا من المواضيع التي ال تستحق المعرفة الالزمة "جغرافية والروح حقيقتنا

.باعتباره مجرد غالف أو قشرة تخفي جوهرنا

،و أصبح الجسد يشكل موضوعا للسؤال و التأمل نه سرعان ما تم تدارك األمرأإال كما كان الشأن في األزمنة القديمة و لكنه اكتسب أبعادا المادي فلم تعد قيمة الجسد في بعده

جديدة من حيث طاقاته الجمالية و من حيث وظائفه الحركية، و من حيث مختلف الحقول . العينان اليدان الرأس الداللية التي تعبر عنها مختلف أعضاءه المكونة الوجه

بييرإن كانت اللغة قاصرة في بعض األحيان فان حركة الجسد جاءت لتعينها يقول أصبحنا نتكلم عن جسدنا و جسدنا يتكلم معنا بطرق متعددة و Pierre Guiraud يروغ

ن جسدنا يتكلم أيضا عبر انفعاالتنا و هي بمعناها الحقيقي حركات إ ،في مستويات مختلفة .)عالقة اإلنسان بجسده(نا ئأعضا

إذا كان الجسد يدرس في مجال العلوم الطبيعية كموضوع في حد ذاته فانه في فمفهوم الجسد كأي مفهوم ثقافي ،مجال العلوم االنسانية يدرس من منظور ثقافي و فلسفي

نجد يخضع الختالفات تعبر عن الخصوصيات الثقافية لكل مرحلة من مراحل التاريخ فمثال .أن مفهوم الجسد في الشرق القديم يختلف عنه في اليونان القديمة

فالثقافات الشرقية نظرت إلى الجسد اإلنساني كعضو يرتبط في سياق كلي مع جسد ومن ثم يتماثل الجسد مع الطبيعة و يتحد معها و فيها ليس فقط في صفته ،كبر وهو الكونأ

2

ة متناغمة مع الطبيعة فحرص اإلنسان على وظائفه فأصبحت هناك عالقو هبل في صفات . خلق عالقة متناغمة مع الطبيعة ليضمن صحة و سالمة جسده

لكن اإلغريق نظروا إلى الجسد ككيان مستقل عن الطبيعة ونتيجة لذلك تمزقت ت مشاعر االغتراب القاتمة على النظرة الثابتة التي تميز أالعالقة بين اإلنسان والكون فنش

وتضع الروح في مكان أعلى لينعكس هذا الوعي على سلوك اإلنسان ،الروحالجسد و .ويتجلى كمظهر من مظاهر الصراع بين الجسد و الروح

بيئة إلى ن عالقة اإلنسان بجسده تتم عبر مفهوم ثقافي اجتماعي يختلف منإولهذا ففي هذا المجال ، وانطالقا من هاته الفكرة بدأت البحوث العلمية أخرى و من عصر إلى آخر

.تظهر وهذا انطالقا من بداية القرن العشرين من خالل البحوث األنثروبولوجية و اللغوية

ثبتت الدور التواصلي المهم الذي تلعبه أالمفاهيم و ساهمت هذه البحوث في تطويرومن المختلفةلغة الجسد، وهو ما فتح المجال أمام البحوث في مجاالت التواصل اإلنساني

البحوث السيميائية التي بدأت تهتم بلغة الجسد في مختلف وأهمها ذه الدراساتبين ه .اإلبداعيةسواء في الحياة اليومية أو في مختلف المجاالت األنساق التواصلية،

يعد المسرح من أهم األنواع الفنية التي تولي أهمية بالغة للغة الجسد على اعتبار أنه المسرح ائية لفظي والثاني بصري، ومنه فقد اهتمت سيمي عمل فني يجمع بين خطابين األول

.بالعالمات اإليمائية وانصبت على دراستها وتصنيفها وتبيان دورها في العرض المسرحي

تطبيق المقاربات عبروسنحاول من خالل هذا البحث أن نتطرق لهذا الموضوع، .د القادر علولةالسيميائية على مسرحية حمق سليم للمسرحي الجزائري الراحل عب

في التعامل مع العرض المسرحي والدرامي أثناء عمليتي ائيةتتطلب المقاربة السيمياالنطالق من مجموعة من المصاحبين لكل عمل سيميائي، التفكيك والتركيب البنيويين

3

النصوص المتداخلة والمتراكبة داخل العرض، والتي يمكن حصرها في نص المؤلف، ونص ومن ثم، يصعب اإلحاطة . لمخرج، ونص السينوغراف، ونص الراصدالممثل، ونص ا

.سيميائيا بكل تلك النصوص الشائكة والمعقدة

وبالتالي فهذا ،"الفنون وأب"كما يعد المسرح في تركيبته البنائية والجمالية فنا شامال عانةاإللمام بمجموعة من العلوم والمعارف والفنون والصور، وذلك لالست الباحثيتطلب من

تقنيات السينما والموسيقى واألدب : ومن أهم هاته المعارف، التحليل والتأويلبها أثناء عملية والتشكيل والرقص والنحت، واإللمام أيضا بتقنيات اإلضاءة والسينوغرافيا ودراسة

.الخ...المنظور، وذلك من لغة الجسد في العرض المسرحيا هذا سوف نركز فقط على مقاربة نحن في عملن

.على العرض المرئي أو الفرجة الركحية البصرية الحية النابضة بالحركة عتمادخالل االالخاصية : ومن المعروف أيضا أن المسرح على مستوى الخطاب يجمع بين خاصيتين

والخاصية غير اللفظية التي تحيلنا على اللفظية التي تحيلنا على لسانيات المنطوق، .السيميائيات البصرية

كما تحضر في المسرح جميع العالمات اإلجرائية المعروفة لدى اللسانيين والسيميائيين من أو بمعنى آخر ومجاز ماءة ومخطط ومجسم واستعارة وعالمة ومجاورةيإشارة ورمز وأيقون وا

.كل األنظمة العالماتية

:أقسام رئيسية 3إرتأينا تقسيم البحث ل منظورال ابحث في هذومن أجل ال

شكالية البحث الجوهرية وكذا القسم األول عبارة عن قسم منهجي تطرقنا من خالله إل التساؤالت المتفرعة عنها، وانطالقا من هذه اإلشكالية قمنا بتحديد الدوافع واألهداف من هذا

. معتمد عليها من أجل بلوغ األهداف المرجوةالبحث، وفي مرحلة الحقة المقاربات ال .ثناء القيام بالبحثأباإلضافة إلى أهم العقبات المنهجية والعملية التي رافقتنا

4

أما القسم الثاني فهو عبارة عن قسم نظري حاولنا من خالله تحديد الترسانة القسم بدوره إلى ، وتفرع هذا )لغة الجسد(المفهوماتية المتعلقة بالتخصص المعرفي المدروس

.محاور فرعية 3

يتعلق الفرع األول بتحديد المفاهيم الرئيسية من خالل الخوض في تعاريف لغة الجسد من منظوراتها المعرفية المختلفة، ثم تحديد التطور التاريخي لبداية الدراسات العلمية المتعلقة بلغة

.تحملها هذه األخيرةأقسام لغة الجسد والدالالت الرمزية التي الجسد، وكذا

أما المحور الثاني فيتعلق بأهم النظريات العلمية التي تناولت لغة الجسد وركزنا اهتمامنا بصورة اساسية على النظريات ذات الطابع السيميائي أي بمعنى النظريات التي قاربت لغة

.الجسد من منظورها التواصلي والتي حددناها في نظريات ثالث

بالمحور الثالث فكان محورا نظريا متعلقا بميدان الدراسة أال وهو المسرح، حيث فيما يتعلق قدمنا خالل هذا المحور أهم المنطلقات النظرية المتعلقة بالمسرح، سواء فيما يخص تعريفات المسرح ونشأته التاريخية أو فيما يخص أهم المذاهب المسرحية، وبما أن مجال الدراسة

بسيميائيات المسرح فقد خصصنا بقية هذا المحور لهذا التخصص متعلق بصورة مباشرة المعرفي أين قمنا بتحديد بدايات الدراسات األولى في سيميولوجيا المسرح وكذا دراسة

وفي األخير تطرقنا للنظام العالماتي المرتبط بصورة مباشرة ،األنظمة العالماتية فيه .بموضوع البحث وهو العالمة اإليمائية

المسرح الجزائري، لقسم الثالث فهو عبارة عن قسم تطبيقي حول لغة الجسد فيأما امن خالل التطرق لنشأة وتطور المسرح الجزائري، وكذا تقديم نبذة عن المسرحية التي تناولناه

ستخدمناها في عملية التحليل، ثم انتقلنا بعد ذلك لتحليل مجموعة من المقاطع اإليمائية وفي إ. بعض النتائج المتعلقة بعملية التحليل وكذا نتائج عامة تتعلق بالبحث ككلاألخير قدمنا

.عبارة عن ملخص عام حول البحث جاءتواختتمنا البحث بخاتمة

5

اإلطار المنهجي

6

I.1.إشكالية الدراسة:

الذي تضافرت على دراسته علوم كثيرة لكي تكشف أسراره _ إن جسم اإلنسان يؤدي _ فنون مختلفة للتعبير عن المشاعر واالنفعاالت المتباينة وتحافظ عليه، وتوسلت به

دورا هاما في تحقيق التفاعل االجتماعي الذي يتمثل في التواصل بين أفراد المجتمع، ألن كال منا ال يتكلم بلسانه وأعضاء النطق األخرى فقط، ولكنه يتكلم بأعضاء جسمه أيضا،

تيه، ويهز منكبيه، ويشير بيديه وأصابعه، بل إننا نجد فيومئ برأسه، ويغمز بعينيه، ويزم بشف .1اإلشارة قد تنوب أحيانا عن الكالم في بعض المواقف

، تتخذ لغة الجسد اإلنساني بالمعنى العام أهمية خاصة في التعامالت الحياتيةو بوصفها األسلوب األمثل لتبادل المعلومات واألفكار بين األشخاص دون استخدام لغة

من حاالت التخاطب والتواصل بين الناس تتم % 60ويعتقد علماء النفس بأن ، اللسانال عن طريق الكالم ، أي عن طريق اإليماءات واإليحاءات والرموز، شفهيةغير بصورة

أقوى بخمس مرات من ، والبعض منهم يرى إن هذه الطريقة ذات تأثير قوي ،أو اللسانإيماءة / كر أن هناك مائتان وخمسون ألف حركةويذ، ذلك التأثير الذي تتركه الكلمات

بل يذكر آخرون رقما آخر يبدو فيه شيئا ، جسدية معروفة الدالالت تصدر بأفعال مرئيةإيماءة تصدر من مختلف / حركة ) سبعمائة وخمسون ألف (من المبالغة وهو وجود

تعد ) ون خلية أربعمائة ملي( مناطق الجسد اإلنساني وأعضائه ومكوناته الحاوية على 2. األساس البيولوجي لإلنسان

كتب ، مصر،دراسة لغوية لظاهرة استعمال أعضاء الجسم في التواصل: اإلشارات الجسميةكريم زكي حسام الدين، - 1 .10، ص 2001، 1عربية، ط

، 2008 ،1ط مكتبة جرير، ،، الرياض، المملكة العربية السعوديةالمرجع األكيد في لغة الجسد أالن و باربرا بيز، - 2 .9ص

7

لغة بدائية سائدة ، هي لغة المجتمعات القديمةف ليست حديثة العهد لغة الجسدوحتى بعد اكتشاف ، ذلك باتفاق عدد كبير من علماء األنثربولوجيا و ،ومهيمنة آنذاك

هذه أنو ،نفسها الكتابة ظلت اإليماءات الجسدية بوصفها أشكاال ناتجة عن ثقافة البيئةمعناها ينحصر بين ، ضمن العائلة أو القبيلة أو المنطقة الواحدة، اإليماءات تكون متوارثة

.أهلها وال يفقه معناها ممن هم خارج الدائرة

نشير، فبصورة مطلقة لكن هذا ال يعني انحصار لغة الجسد داخل المجتمع الواحدو المدارس الخاصة بتعليمها بوصفها أوالمعاهد التي تتكفللغة الصم والبكم إلىأيضا هنا

لغة عالمية موحدة تستند على حركة اليدين ومالمح الوجه حصرا بهدف تقديم معان مثالنا في ذلك الشخص الذي يؤدي لنا نشرة األخبار كاملة في زاوية ، يفهمها الجميع

جسده هي ذات وعلى يديه ووجهه حصرا دون باقي إيمائيةشاشة التلفاز معتمدا حركات ولو قيض ألحدنا متابعة الحركات ، الذي يفهمها جماعة الصم والبكم اإليمائيةالحركات

مع سماعه الكلمات وبشكل مستمر فسوف يصل لمرحلة يفهم فيها تقريبا معنى كل حركة .سماع كلمات النشرة اإلخبارية إلىإيمائية من دون الحاجة

حركات غريزية تعبر عن حاجة : إلىالجسد يمكننا تقسيم حركة ، في ضوء ما تقدم) فنية ( وحركات قصدية ، وحركات تقليدية تعبر عن الحاجة والرغبة في آن واحد ،ما

، وتمثل اإليماءة محور اشتغال هذا النسق باعتبار ) لغة جسد مسرحية( غير تقليدية وبنيته النسق اإليمائي خطاب بصري داللي، يتميز عن غيره من الحقول في تركيبته

.وبالتالي في مقاربات دراسته

لقد تناولت العديد من التخصصات المعرفية لغة الجسد كمجال بحثي مثل علم النفس الذي حاول أن يقدم تفسيرات نفسية للحركات الجسمية التي يقوم بها اإلنسان،

8

الفنون وكذااألدب والدراسات الدينية والثقافية ودراسات األنماط االجتماعية، باإلضافة إلى .كالرقص والمسرح الذي سيكون محور هذه الدراسة

و يعد المسرح من األشكال التعبيرية التي يمكن االستعانة بها لتقديم فرجات درامية مثيرة، ، )بصري(تجذب المشاهدين بطريقة إبداعية ساحرة والمسرح يعتمد على خطاب صامت

.الحوار التواصليباإلضافة إلى

يمكن أن يكون لها صدى يوظف إشارات وايماءات وحركاتومن هذا المنطلق فالمسرح .كبير على الجمهور

حيث أتت بأدوات 20المسرح شهدت تطورا في النصف الثاني من القرن ائياتييمفسمعرفية جديدة لتحليل النص والعرض المسرحيين، وهذا النوع نشأ كرد فعل لطغيان النصي

يعتبر المسرح شكال أدبيا ولذا أعيد االهتمام بالعرض المسرحي كمكون ي هو المنهج الذو .1أساسي للمسرح

المسرح منهج جديد متميز من الدراسات المسرحية كمجموعة أنظمة ائيةوتعد سيمي .ترتيب في المعنىالو ءبناالعادة إل القابلةداللية في تسلسل هرمي للعالمات

ائيةاريخها باتجاهين يتقاطعان عمليا هما سيميالمسرح عبر ت ائيةلقد تطورت سيميالتواصل التي تبحث في ائيةالداللة التي تبحث فيما تمثله العالمة بالنسبة لمستخدميها وسيمي

آلية تشكيل رموز الرسالة من قبل منتج العمل المسرحي وفك هذه الرموز من طرف متلقي مكانة في انتاج المعنى في العمل سواء وفي كال التوجهين تتبوأ اإليماءة .العرض المسرحي

.صري للعرض المسرحيبفي عالقتها بالنص المسرحي أو من خالل دورها في الخطاب ال

.111- 110ص ص ،1992بيروت، المركز الثقافي، ،ئيف كرمر :رت سمياء المسرح والدراما،كير ايالم ، - 1

9

لم يبتعد عن هذه األطر، حيث بقي متمسكا باألنظمة العالماتية مسرح في الجزائر لوا .اجتماعية وثقافية وانسانية التي تجعل من العمل المسرحي عمال يحمل رسالة

:ةالتالي يةيمكن طرح اإلشكال وانطالقا من هذه المعطيات

ما هو موقع اإليماءة في بناء الوقائع الداللية للعرض المسرحي، وكيف تجلى هذا

التوظيف في مسرحية حمق سليم؟

:هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت الفرعية كالتالي وتفرعت عن

لتي تناولت دراسة لغة الجسد؟ما هي أهم المنطلقات النظرية والمعرفية ا )1 لغة الجسد كنسق اتصالي دال؟ ائيةكيف تناولت الدراسات السيمي )2كيف يمكن تحديد الوحدات الدالة الدنيا في مختلف األنساق اإليمائية المستخدمة )3

المسرح؟ فيوكيف تجلت دالالتها في مسرحية ما هي دالالت ومعاني هذه الوحدات الدالة؟ )4

حمق سليم؟الوظائف اللغوية التي تؤديها هذه الوحدات الدالة حسب مخطط رومان ما هي )5

؟ التي سيطرت على العرض المسرحي قيد الدراسة جاكبسون؟ وما هي الوظيفة المهيمنة ما هي أوجه التشابه بين اإليماءات والحركات التي تؤدي نفس الوظيفة؟ )6عمل المسرحي ما هو النسق اإليمائي األكثر سيطرة على لغة الجسد في ال )7

؟المدروس

10

I.2 .أسباب اختيار الموضوع:

تعد خطوة اختيار وتحديد موضوع البحث من أهم مراحل اإلنجاز وتقوم هذه :الخطوة على أساس مجموعة من االعتبارات تتراوح بين الذاتية والموضوعية نذكر منها

:األسباب الذاتية/ أ

نسقا اتصاليا مهما نعتمد عليه في الرغبة في التطرق لموضوع لغة الجسد باعتباره )1 .الحياة اليومية بطريقة مباشرة

.الرغبة في تقديم إضافة علمية من خالل تقديم موضوع بحثي جديد )2 .االهتمام الشخصي باألعمال المسرحية سواء على المستوى الوطني أو الدولي )3

:األسباب الموضوعية/ ب

اصل الغير لفظي سواء على النقص الكبير في البحوث التي تهتم بدراسة التو )1المستوى الوطني أو العربي، وخاصة فيما يتعلق بدراسة استعماالت أعضاء الجسم

.وحركاته في عملية التواصلأهمية الموضوع العلمية باعتباره يتناول نسقا مهما من أنساق االتصال التي تحدد )2

.اح أو بالفشلفي كثير من األحيان مسار العملية االتصالية ومآلها سواء بالنجلقاء الضوء على دور لغة الجسد واإليماءات في ايصال الرسالة التي تحملها إ )3

.األعمال المسرحيةI.3 .أھداف الدراسة:

التأسيس النظري لعلم لغة الجسد بصورة عاملة، وسيميائيات النسق اإليمائي على )1 .وجه التحديد

.المعنىالتعرف على الطريقة التي يشتغل بها الجسد إلنتاج )2 .محاولة تصنيف معاني ودالالت الجسد حسب الوظيفة التي تؤديها )3 .التعرف على النسق اإليمائي األكثر إنتاجا للمعنى في المسرح )4 .التعرف على خصوصيات اللغة اإليمائية التي تخص نفس الوظيفة )5

11

I.4 .أھمية الدراسة:

في البحوث العلمية تعتبر هذه الدراسة دراسة جديدة حيث تتطرق لجانب تم إهماله في الجزائر سواء تعلق األمر بالبحوث المتعلقة باالتصال، أو البحوث التي تهتم بدراسة

.األعمال المسرحية

تعمل هذه الدراسة على جمع أهم الكتابات عن موضوع لغة الجسد، وكذا التطرق )1 .إلى مختلف المنطلقات النظرية في تناول هذه الظاهرة االتصالية

ه الدراسة مقاربات حديثة في تحليل لغة الجسد، حيث تنطلق من اعتبار تستخدم هذ )2 .لغة الجسد لغة مستقلة لها وحداتها ومكوناتها الدالة

I.5.منهج الدراسة: إن عملية اختيار المقترب المنهجي من أهم العوامل المحددة لمدى نجاح الباحث

البحث تقديم زاوية جديدة من خالل في تناوله لموضوع الدراسة لذلك حاولنا من خالل هذا استخدام منطلقات بحثية تساهم في استنطاق لغة الجسد كنظام داللي، وأدرجنا دراستنا

التي سنعتمد فيها على مجموعة من المقاربات التحليلية ائية،ضمن الدراسات السيمي .ائيةالسيمي

غير تقليدية أنها طريقة خاصة "على أنها موريس أنجرسوتعرف المقاربة حسب ."1في استعمال النظرية العلمية

:ما يليكويمكن تحديد المقاربات المستخدمة في دراستنا :مقاربة راي بردويستل )1

أول مرحلة من البحث سوف نقوم من خاللها باستخدام المقاربة التي اقترحها حين قام بنقل المفاهيم اللي تستخدم في تحديد بنية اللغة إلى علم ويستلبرد رايالباحث

مراجعة،سعيد سبعون،كمال بوشرق،بوزيد صخري: تر،تدريبات عملية ،منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية ،موريس أنجرس - 1 . 99، ص 2006للنشر، دار القصبة ، الجزائر مصطفى ماضي،

12

، حيث سنعمل على تقطيع الحركات الجسمية واإليماءات 1يزياءأو الكين التواصل الحركيللعينة المختارة على نفس األسس والمبادئ التي تستخدم في اللغة اللفظية وعلى هذا

النظرية وفق المنطلقاتوحدات حركية دالة األساس سنقوم بتقطيع إيماءات الجسد إلى :التالية والمنهجية

: بناءات أشكال الحركة: المستوى ا9ول -يشكل يعتبر هذا المستوى من لغة الجسد المرحلة التركيبة في هذه اللغة، حيث

من العالمات التي تتداخل فيما بينها لتشكل ةمجموعالنص الجسدي في هذا المستوى وتقوم بعملية إنتاج الدالالت أعضاء .الدالالت المترابطة من حيث المعنىمجموعة من

الجسد المختلفة، حيث يتولى كل عضو في الجسد خلق معنى من خالل عالقته .تقوم اليد بالتعاون مع هز الرأس في خلق معنى الرفض: باألعضاء األخرى مثال

في هذا اإلطار وحدة في المعنى مثلها مثل وتمثل حركات أعضاء الجسد المختلفة .الجملة النحوية اللفظيةالكلمات التي تتركب في

: kinémorpheأشكال الحركة: المستوى الثاني -هذا المستوى أقل تعقيدا حيث يمكن فيه تحديد الوحدات الجسمية الدالة، يعتبر

تم تحديده في وذلك من خالل عزل دور كل عضو في تشكيل البناء الداللي الذي .المستوى األول

تتوالى في ترتيب محدد وممنهج من التي ويقابل هذا المستوى في اللغة اللفظية الكلماتأجل إيصال رسالة ما، وفي هذا اإلطار يمكن تحديد جملة من االختالفات التي تميز دوال

تصدر عن (اللغة اللفظية عن دوال لغة الجسد في كون اللغة اللفظية من ذات الطبيعة

، وذلك على وزن سيمياء الترجمة "la kinésique"تم استخدام مصطلح كينيزياء كمصطلح مرادف للمصطلح الفرنسي - (1) .« la sémiologie »العربية لمصطلح

13

منها في حين أن دوال لغة الجسد تتوالها أعضاء مختلفة وهو ما يجعل ) عضو واحد .متباينة من الناحية الشكلية والداللية

:kinèmeا9حروكة : المستوى الثالث -يعين هذا المستوى الوحدات المركبة الغير دالة وهي المرحلة التركيبية األولى في

أن يعين من بين األحاريك خمسين أو ستين أحروكة تلسويدبر وقد استطاع لغة الجسد، حركتا ميالن : الوجه، ثالث هزات للرأس إلى تعابير افةمتعلقة بالنسق األمريكي ، إض

جانبيين للرأس، واحدة لشنق الرأس، وواحدة لتنكيس الرأس، وحركات الحاجب والجفون و .األنف والفم والذقن والوجنتين

: Kinéالحريكة : المستوى الرابع -يقابل الفونيم ، أي ما )لغة الجسد( أن الوحدة الدنيا للغة الطبيعية بردويستلى ير

.الحاجبين ، كهز)Kiné(، هي الحريكة )اللغة اللفظية( في اللغة الطبيعيةوتعتبر الوحدات الدنيا في لغة الجسد كغيرها من الوحدات الدنيا في اللغات الطبيعية

.1األخرى ال تحمل داللة في ذاتها وانما تستعين بوحدات أخرى لتحقيق هذا الهدف :مقاربة رومان جاكبسون )2

البحث سنقوم بتحديد الوظائف التي تلعبها كل إيماءة وذلك من نيةفي المرحلة الثا :للوظائف اللغوية والتي تتحدد فيما يلي رومان جاكبسونباستخدام مخطط

وترتكز على المرسل وتعبر عن اتجاه المرسل عن محتوى رسالته : الوظيفة التعبيرية -شير إلى مواقف المرسل نحو األشياء التي واألحداث التي يعبر عنها، بعبارة أخرى ت

أي الجانب الذاتي ) أحاسيسه، عواطفه، اتجاهاته وانفعاالته(هو بصدد التحدث عنها .للمرسل

1 - R. L. Birdwhistell, L'analyse kinésique, Michèle Lacoste, In: Langages, 3e année, n°10, 1968. pp. 101-106.

14

تتوجه نحو المستقبل، إذ تحاول الرسالة جلب انتباهه، واحداث فعل : الوظيفة الندائية - .الوظيفة وأثر على المستقبل وتعد األوامر من الخصائص األساسية لهذه

تركز هذه الوظيفة على السياق أو المرجع، وهي تشكل التبرير : الوظيفة المرجعية -األساسي لعملية االتصال، ألن اإلنسان يتصل مع اآلخرين بهدف اإلشارة إلى محتوى معين وعليه ترجع الرسالة دائما إلى الموضوع الذي يعود إليه المرسل ليصف

.خصائصهأما الوظيفة الندائية فتركز " أنا"يفة التعبيرية على الضمير وبصفة عامة تركز الوظ

".هو"أما الوظيفة المرجعية فتركز على الضمير " أنت"على الضمير كل ما يستخدم في الرسالة بغرض إقامة االتصال وتأمين : وظيفة إقامة االتصال -

لها تعابير هل تسمعني نعم، ك alloاستمراره، مثال في االتصال الهاتفي عندما نقول .لجلب انتباه المتلقي أو المتحدث إليه، وتأمين عدم انقطاع المكالمة

وتعتمد هذه الوظيفة على المدونة، وترمي إلعطاء تفسيرات عن : وظيفة تعدي اللغة -المدونة، وكيفية استعمالها، كقولنا، األسد ملك الغابة، أي نقوم بتفسير المدونة

.بالمدونةلصيقة بعنصر الرسالة، وهو كل ما يأتي بالجديد في معنى وهي: الوظيفة الشعرية -

رسالة ما، بفضل إعادة بناء الدالئل، ويصبح شكل الرسالة مستقال عن سياق االتصال .1الذي جاء من أجله،نظرا لطريقة تنظيم الكلمات في الفن واآلداب بصفة عامة

:جاكبسونويمثل الشكل التالي الخطاطة االتصالية التي حددها رومان

، 20العدد الجزائر، ، المجلة الجزائرية لالتصال،المقاربة النظرية لالتصال الشخصي واالقناع ،بلقاسم بن روان - 1 .174- 173، ص ص 2008

15

وفق ستة عوامل في العملية التواصلية ست وظائف (R.Jakobson)يحدد جاكوبسون ويمثلها وفق المخطط التالي: 1مماثلة،

1 -Christian Baylon, Xavier Mignot , La Communication ,Nathan 1991,P75-76

الوظيفة المرجعية

المرجع / السياق

الوظيفة الشعرية

وظيفة اقامة االتصال

الوظيفة الميتارمزية

الرسالة

( الوظيفة التعبيرية)

( الوظيفة االفهامية)

المتلقي الباث القناة

السنن

16

I.6 .عينة الدراسة:

سنحاول من خالل هذه الدراسة أن نقوم بتحليل مجموعة من األنساق اإليمائية من العرض المسرحي لمسرحية من المسرح الوطني الجزائري، ومنه يتمثل مجتمع البحث في هذه الدراسة كل المسرحيات التي قدمها المسرح الوطني الجزائري على خشبته، وسنعتمد

للمسرحي " حمق سليم"قمنا باختيار مسرحية دية حيث في هذه الدراسة على العينة القص .1994الجزائري عبد القادر علولة، التي تم عرضها على الخشبة سنة

وتعود األسباب الرئيسية الختيار هذا العمل المسرحي إلى كون المسرحية عبارة سهل تحديد وبالتالي فإن الممثل فيها يتوجه مباشرة بايماءاته للجمهور مما ي" مونولوج"عن

دور اإليماءات في إيصال المعنى في العرض المسرحي، باإلضاة إلى أن العمل هو ألحد .عمالقة المسرح الجزائري المحترف وهو ما يضفي قيمة علمية للعينة المدروسة

ومن خالل هذه المسرحية سوف نعمد إلى اختيار مجموعة من النصوص اإليمائية من خالل تطبيق المقاربتين عملية التحليل السيميائيلنخضعها ل) المقاطع المسرحية(

.السابقتي الذكر

I.7 .تحديد المفاھيم: :لغة الجسد •

" لغة: " هما كلمتين من مركب مصطلح هو الجسد لغة مصطلح أن الواضح منقوم كل بها يعبر أصوات " :تعني لغة كلمة أن نجد اللغة، معاجم إلى وبالرجوع" الجسد"و

من الجسد لغة مصطلح ألن ونظرا " اإلنسان جسم" على تطلق جسد وكلمة ".أغراضهم عن وفيما .المعاصرين من هم المصطلح هذا عرفوا الذين أن نجد فإننا ،الحديثة المصطلحات

: التعريفات بعض يأتي "الشفھي غير التواصل من نوع" �

17

خ8ل من 0 ، بينھم المنتقلة والمعاني المعنية ا9طراف بين يجري الذي النفسي الحوار" � العيون كنظرات، الصامت لDنسان العامة والم8مح الصمت خ8ل من بل النطق،

".الجسم وحركات الوجه وتعبيرات لك تظهر مختلفة، وظروف مواقف في محددة رساالت ترسل جسدية وايماءات إشارات" �

الشخص عن أفكار أو معلومات خاللها من فتصل للسطح، وتخرجها الدفينة المشاعر "1.ذهنه في تدور التي األفكار إخفاء يستطيع ال بحيث .اآلخر

إلى تؤدي التعريفات جميع أن للباحث يتبين السابقة، التعريفات في النظر خالل من جسد من تنطلق شعورية، ال أو شعورية رسائل هي الجسد لغة أن :مفادها واحدة داللة

.لآلخر معينة رسائل أو مفاهيم إليصال اإلنسان

:اءالسيمي •السمياء أو السيميولوجيا أو السيميوطيقا عبارة عن تسميات لعلم جديد يهتم بدراسة أنساق التواصل اللفظية وغير اللفظية، ويعتبر النموذج اللساني هو النموذج المهيمن في

في الدراسات السيميائية نظرا للتطور الهائل في النظام التواصلي اللغوي والذي ساهم .عملية نقل المفاهيم اللسانية إلى النسق التواصلية األخرى

واذا ما حاولنا البحث في مفهوم السيمياء، فإننا نجد العديد من التعريفات التي قدمها .الباحثون العرب واألجانب لهذا التخصص المعرفي

بأنها أوفى هذه التعريفات وأجودها، إذ يحدد السيميولوجيا مونانويبدو أن تعريف التي بفضلها يتحقق التواصل بين ) أو الرموز(العلم العام الذي يدرس كل أنساق العالمات "

:وانطالقا من هذا التعريف، يمكن أن نستخلص أمورا ثالثة كالتالي. 2"الناس

جامعة ، رسالة لنيل درجة الماجستير، قسم أصول الدين، لغة الجسد في القرآن الكريمأسامة جميل عبد الغني ربايعة، - 1 .11- 10، ص ص 2010النجاح، نابلس،

، 1طدار االختالف للنشر والتوزيع، ،لبنان ،معالم في السيميائيات العامة أسسها ومفاهيمها ،عبد القادر فهيم الشيباني -2 .35، ص 2008

18

إن السيميولوجيا علم من العلوم، يخضع لضوابط ونواميس معينة كما هو الشأن بالنسبة إلى ...). بارث – تودوروف – سوسير(وهذا ما تنص عليه الكثير من التعاريف . األخرىالعلوم

ولكن ثمة تعريفات وآراء أخرى تنظر إلى السيميولوجيا باعتبارها منهجا من المناهج، أو وسيلة "في موضع آخر إلى أن السيميولوجيا مونانبحيث يشير . وسيلة من وسائل البحث

ومن هنا، نقف على . أي منهج من مناهج البحث ،Instrument de travail)" (عملفهو تارة يذكر السيميولوجيا على أنها علم عام يدرس ،مونانشيء من الخلط في كالم

ونجد هذا الخلط بارزا عند بعض . العالمات المختلفة، وتارة يذكرها بوصفها منهجا بحثيا. في اآلن نفسه) أي منهج(أو دراسة الدارسين العرب الذين يعرفون السيميولوجيا بأنها علم

، لدى دارسيها، تعني علم )السيميوطيقا(السيميولوجيا : "يقول صاحبا دليل الناقد األدبي مثال شارلز ساندرس والسيميوطيقا عند . 1"دراسة منظمة منتظمة) اإلشارات(أو دراسة العالمات

إذا، ". نظرية شبه ضرورية أو شكلية للعالمات" Charles Sanders Peirce بيرسرأي يعتبر السيميائيات علما، وثان يجعلها منهاجا، وثالث يتخذها ،فنحن أمام ثالثة آراء

.نظرية عامة

إن السيميولوجيا تدرس العالمات وأنساقها، سواء كانت هذه العالمات لسانية أم غير العلم الذي يبحث في "إن السيميولوجيا هي Luis J. Prieto لويس برييطويقول . لسانية

.2"أنظمة العالمات أيا كان مصدرها لغويا أم سننيا أم مؤشريا

إن للعالمات أهمية كبرى، تتجلى في كونها تحقق التواصل بين الناس في ن من : " Colin Cherry كولن شيرييقول . المجتمع ال يوجد تواصل بدون نسق مكو

.179، ص 2002 ،3ط في العربي،ا، المغرب، المركز الثقدليل الناقد األدبيميجان الرويلي، سعد البازعي، - 1، ص ص 2003دار فرحة للنشر والتوزيع، مصر، القاهرة، ،االتجاه السميولوجي ونقد الشعرخلف عصام كامل، - 2

21-22.

19

) أو العالمات(تبادل الدالئل "إنما هو -في جوهره–التواصل اإلنساني ، ذلك بأن"دالئلفي F. Rossi-Landi الندي-روسيكما يقول السيميائي اإليطالي " بين بني البشر

.Linguistics and Economicsكتابه

:النسق •

ومعناها وضع « stéma » و « sun »تتكون كلمة نسق من كلمتين يونانيتين هما األشياء بعضها مع بعض في شكل منظم ومنسق وتستعمل عدة كلمات للمقابلة بين

systéme:

سلم - نسق - منظومة - نظام - تنظيم - بنية -

:وهناك عدة تعريفات لكلمة نسق

النسق هو مجموعة من األشياء أو الوقائع المترابطة : "warren 1943 وارن تعريف ".المتبادل فيما بينها بالتفاعل أو االعتماد

النسق هو عبارة عن مجموعة من أجزاء وعناصر الكل : "1958 انجلزواتعريف وهناك عالقات وتفاعالت قائمة بين هذه العناصر وهي تعمل لتؤدي وظيفة معينة، ويختلف

وقد يكون أجزاء كبيرة ) من االتساع والضيق(النسق في مستوى تعقيده، ودرجة شموليته ."العدد أو محدودة

النسق هو مجموعة من العناصر لها نظام معين وتدخل في : "1975 ولمانتعريف ".عالقات مع بعضها البعض، لتؤدي وظيفة معينة بالنسبة للفرد

20

النسق هو عبارة عن مجموعة من : "1987 عبد اللطيف محمد خليفةتعريف معين حسب أهميته العناصر المتفاعلة فيما بينها لتؤدي وظيفة معينة، ويسهم كل منها بوزن

".1ودرجة فاعلية ذلك النسق

إذا ما حاولنا استقراء هذه التعاريف انطالقا من مقاربتنا التحليلية نجد أن تضافر بقدر أهميته في العملية تشكيل العالمة الجسدية، ويساهم كل عضو اإليماءات المختلفة في

.اتصاليا مما يجعل من اإليماءات والحركات الجسمية نسقا. التواصيلة

I.8 .الدراسات السابقة:

اعتمدنا في دراستنا على بعض الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع من زوايا مغايرة :ونوجز أهم هذه الدراسات فيما يلي

وهي عبارة عن أسامة جميل عبد الغني ربايعة، لغة الجسد في القرآن الكريم، دراسة .1أصول الدين بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح مذكرة لنيل شهادة الماجستير في قسم

.2010بفلسطين سنة الوطنية في نابلسوالدالالت التي ،ولقد حاولت هذه الدراسة تحديد كل تمظهرات لغة الجسد في القرآن الكريم

.حملتها هذه التمظهرات من خالل النص القرآنيحي التواصلية للغة الجسد في التراث ومنه تعتبر هذه الدراسة عبارة عن تأصيل في المنا

.اإلسالميأحمد بن عبد اهللا بن صقير العريني، مدى توافر مهارات االتصال غير اللفظية دراسة .2

مذكرة وهي أيضا لدى هيئة التدريس في كلية العلوم بجامعة القصيم من وجهة نظر الطلبة،ية، قسم العلوم النفسية والتربوية لنيل شهادة الماجستير في علم النفس، كلية اآلداب والترب

.2011 سنة واالجتماعيةتناولت هذه الدراسة لغة الجسد باعتبارها جزءا من التواصل الغير لفظي، حيث حاول الباحث

وذلك من خالل تحديد األدوار السلبية وااليجابية التي تلعبها لغة الجسد في العملية التعليمية

.19- 18، ص ص 2009، الكويت، عالم الكتب الحديث، النسق الثقافييوسف عليمات، - 1

21

هم حول لغة الجسد لهيئة التدريس ودورها في باستطالع آراء توزيع إستمارة على الطلبة تقوم .عملية التلقي التعليمية

لقد تناولت هذه الدراسات لغة الجسد من خالل التأصيل النظري في النصوص غير أنه نجد غياب تام . ةيالقرآنية، أو من خالل دورها في تدعيم أو إضعاف الرسالة اللفظ

.اتصالي مستقل وهو المجال الذي تهتم به الدراسات السيميائيةلالهتمام بلغة الجسد كنسق I.9 .صعوبات الدراسة:

لقد تعرضنا خالل إنجاز هذه الدراسة لمجموعة من العوائق التي صعبت من مهمتنا :إلنجاز البحث، ويمكن تحديد أهم هذه الصعوبات فيما يلي

.بصورة مباشرة) الجسدلغة (قلة المراجع العلمية المتعلقة بمجال البحث .1

ف أعضاء لالصعوبات التقنية المتعلقة بتحديد الوحدات الدالة الدنيا الصادرة من مخت .2 .والمساهمة في تحديد الجملة الداللية باعتبار الجسد نسقا تواصليا دينامكيا الجسد

22

اإلطار النظري

23

II.1. بين المفھوم والوظيفةلغة الجسد

يرى بعض المشتغلين في الدرس اللغوي أن اللغة ضرب من السلوك اإلنساني، ونعني لمعايير وأعراف متفق بالسلوك هنا الطريقة التي يتصرف أو يتواصل بها أفراد المجتمع طبقا

ونجد أن هذا السلوك يتميز بثالثة جوانب، جانب نفسي يتمثل في التعبير عن الذات .عليهارد يستخدم اللغة للتعبير عن نفسه ككيان مستقل، وجانب اجتماعي يتمثل الفردية أي أن الف

في اكتساب هذا السلوك وتميزه من خالل الجماعة اللغوية، وجانب نظامي يتمثل في خضوع هذا السلوك لقواعد وأشكال محددة، واللغة بهذا المفهوم سلوك لفظي مكتسب يخضع لنظام

.1الل تواصله مع غيره من أفراد المجتمعذي قواعد يحقق به كل فرد ذاته من خ 3"ضربا من السلوك"، أو 2"نظاما من العالمات: "دي سوسيرواذا كانت اللغة حسب ، فإنها ليست النظام أو السلوك الوحيد الذي يستعمله بلوم فيلدكما يقول بعض اللغويين مثل

ية تصاحبها وتدعمها اإلنسان للتواصل مع غيره، فهناك أنظمة أو أنماط سلوكية غير لغو مثل التعبير الجسمي والتعبير الصوتي الذي يتمثل في نغمات الصوت التي تساهم في تحديد دالالت الكلمات، وايقاع النطق وسرعته، ودرجة الصوت في ارتفاعه وانخفاضه، والهيئة

ليها الجسمية التي يكون عليها المتخاطبون، والتحاور أو التقارب وهي المسافة المتعارف عوتكون بين المتكلم والمستمع، والتالمس الذي قد يحدث بين المتخاطبين ودوره في تعزيز

.عملية التواصل

وبالتالي إن اللغة تتركز في جسم اإلنسان الذي ينفعل كله بما يعبر عنه، إن كال منا منا ال يتكلم فقط بلسانه وأعضاء النطق األخرى، ولكنه يتكلم بأعضاء جسمه أيضا، إن كال

يشير ويلوح بيديه واعدا ومتوعدا، ويومئ ويلمع برأسه رافضا وموافقا، ويفتح ويزم شفتيه حزنا

.4مرجع سابق، ص ،ريم زكي حسام الدينك - 1 .36، ص2009، 1ط، الجزائر، دار الخلدونية للنشر والتوزيع، مدخل إلى السيميولوجيا ،نجيب بخوشعبيدة سبطي، - 2 .193، ص 2008، 4، ط ديوان المطبوعات الجامعية لجزائر،، االلسانيات النشأة والتطور ،أحمد مومن - 3

24

وفرحا، ويرمز ويغمز بعينيه حبا وبغضا وتتحرك أسارير وجهه وعضالته للتعبير عن الحب والبغض، واإلعجاب واالحتقار، والرضا والغضب، بل إننا قد نجد كلماتنا تعجز أحيانا عن

دورها في التبليغ فتأتي اإلشارات لجبر هذا النقص، بل نجدها في أحيان أخرى تنوب أداء، "رب إشارة أبلغ من عبارة: "عن الكلمات وتقوم بدورها، بل ربما تكون أبلغ منها، ولهذا قيل

، ألن اإلنسان إذا استطاع أن يكذب أو يخفي مشاعره "رب لحظ أنم من لفظ: "كما قيلوأن يسيطر على كلماته فيوجهها كما يريد، فإن حركات جسمه تأتي ونواياه بالكلمات،

.1لتكشف لنا كذب كلماته

وسنقوم من خالل هذا الفصل بتحديد مفهوم لغة الجسد وخصائصها، كما سنتعرض للغة الجسد في التراث اإلنساني، وفي األخير سنتعرض في األخير لمعاني ودالالت

.د والوظائف التعبيرية والبالغية التي تؤديها هذه األخيرةالحركات واإليماءات في لغة الجس

.9- 5مرجع سابق، ص ص ،كريم زكي حسام الدين - 1

25

II.1.1وخصائصھا مفھوم لغة الجسد

لغة الجسد مفهوم مركب ومعقد تتداخل فيه مجموعة من المعطيات التي تساهم في بنائه على الصورة التي هو عليها، وسنحاول التطرق لمختلف األبعاد التي ينطوي عليها

سنقوم بتحديد الخصائص التي تتميز بها هذه اللغة مقارنة بأنظمة مفهوم لغة الجسد، كما .االتصال األخرى

:مفهوم لغة الجسد: أوال

:المنظور اللغوي/ 1

:تكون من شقينمن الناحية اللغوية تلغة الجسد

:اللغة . أ

، ففي اللسان بالرجوع ألصول المصطلحالداللة المعجمية من حيث حدد معنى اللغة يت .تعني الكالم الغير مفيدأنها مشتقة من اللغن و اللغو و العربي نجد

التي تعنـي linguaمن الالتينية languageفي اللسان الفرنسي نجد كلمة أمامعان متعددة كاللسان و الكالم و الخطاب و logosلكلمة اليونانية ل والكـالم و الخطاب،

.فيهالعقل، و يفهم معناها من خالل السياق الذي وردت

إن هذه التعاريف تبقى محدودة و غير دقيقة، و لهذا البد من الوقوف علـى الـداللة .الفلسفية و العلمية للغة

:إذا عدنا إلى المعجم الفلسفي الالند نجده يحدد معنيين للغة

.هي وظيفة التعبير الكالمي عن الفكر داخليا و خارجيا : المعنى الخاص

26

.من العالمات يمكن من التواصل كل نسق : المعنى العام

هي القدرة على «: أما إذا عدنا إلى معجم اللسانيات الروس فإننا نجده يحدد اللغةـزية و و هي قـدرة تتطلب وظيفة رم "اللسـان"التواصل بواسطة نسق من العـالمات الصوتية

" 1 .امراكز عصبية متخصصة وراثي

:نستخلص مما سبق

ث هي كالم ال يمكن أن تكون إال خاصة باإلنسان، فهو الكائن القادر أن اللغة من حي - 1 .على إنتاج الفكر و التعبير عنه كالميا

.إن اللغة تعتمد العالمات و الرموز اللسانية و ال يمكن أن تمارس إال داخل المجتمع -2

على الكـالم إن اللغة تتطلب مراكز عصبية و هذا يعني أن كل إنسان يكون قادرا مبدئيا -3 .و استعمال العالمات و الرموز اللسانية

.إن مفهوم اللغة يتخذ طابعا إشكاليا من خالل ما يتضمنه من مفارقات و تقابالت

إن اللغة ذاتية و موضوعية فردية و اجتماعية فطرية و مكتسبة، كما أنها أداة إلنتـاج الفكـر .و تبليغه في نفس الوقت

اللغة يعرف إبن جنيالعالم العربي الفكري العربي واإلسالمي، نجدأما في التراث البن منظورأما في لسان العرب ". هي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم: " بقوله

على 2012ماي 15، يوم http://www.madariss.fr/philo/2eme/kalii/philo_1.htm، اللغةالكلعي، - 1 .18:00الساعة

27

نجد أن التعريفين يتشابهان لدرجة كبيرة ، و "كلمات يعبر بها قوم عن أغراضهم"فهي .1على البعد التواصلي للغة ويركزان

وتعتمد معظم أشكال النشاط ،أينما وجد المجتمع البشريتوجد اللغة ومنه نستنتج أن وتمكن اللغة المشتركة الناس من العمل . البشري على تعاون اثنين أو أكثر من األشخاص

وقد يسرت اللغة تشييد حضارة تقنية متطورة، ولوال وجود ،معا بوسائل متنوعة غير محدودة .العلوم والتجارة والحكومة والفن واألدب والفلسفة اللغة لما كانت

:الجسد -ب

جسم اإلنسان وال يقال لغيره من األجسام : " على أنه البن منظوريعرفه لسان العرب .2"المغتذية، وال يقال لغير اإلنسان جسد من خلق األرض

والعرض الطول : فكل األشياء التي تحتل حيزا في المكان، وتتوفر على ثالثة أبعاد، والجسد واحد من عناصره، إال أنه ال ) (catégorieوالعمق، هي أجسام تكون صنفا

. يختلف عنها بكونه صفة تختص باإلنسان، وتمنع عن غيره من العناصر األخرى للصنف .3وعليه، فإن الجسم اسم جنس، في قاموس المناطقة، أما الجسد فهو اسم نوع

". جسم الشيء حقيقته، أما اسمه فليس بحقيقة": إبن منظوروفي نفس اإلطار يضيف .4"جماعة البدن"والجسد

.5- 4، ص ص ، مرجع سابقأحمد مومن - 1 .458، ص ن.س.يوسف خياط، بيروت، دار لسان العرب، د : ، إعداد وتصنيفلسان العرب ،ابن منظور - 2 .05، ص 2004المغرب، منشورات الزمن، ،)نماذج وتصورات(الجسد بين الشرق والغرب ،هشام العلوي - 3 .459مرجع سابق، ص ،ابن منظور - 4

28

ومنه لغة الجسد من الناحية اللغوية، هو مجموع الحركات التي تصدر عن جسم .اإلنسان من أجل إقامة التواصل مع اآلخر

:المنظور الفلسفي/ 2

باعتباره العالمفي عموم داللته يتحدد الجسد كصيغة الحضور المادي لإلنسان في يستحضر واقعة التجسد أي االنتقال من المستوى التصوري المرتبط بوعي اإلنسان

.أي مستوى تجسد الذات في العالم إلى المستوى الواقعي بذاته

:يمكن أن نحدد داللة الجسد انطالقا من سجالت نظرية مختلفة

بؤرة الدنس و الرذيلة، فالسجل يعتبر الجسد موطن الشرور و: السجل الميتافيزيقي* أو التعامل معه كضرب من الحضور الميتافيزيقي يقوم على مبدأ امتهان و احتقار الجسد

، وهو التوجه الذي تبنته الفلسفة اليونانية القديمة، 1المحرج الذي توجب التحكم فيه و إخمادهالجسد بعمق وتفر منه هكذا إذا تزدري نفس الفيلسوف: " في هذا الصدد سقراطحيث يقول

وعلى هذا األساس فالجسد وفق هذا التوجه الفلسفي مستبعد .2"وتحاول أن تنعزل بذاتها عنه .من التعبير فهو ال يتجاوز مستوى الرغبة في القول فقط

للجسد في إطار فهم حيوي لإلنسان يلغي عنه سبينوزايندرج تصور : السجل اإليتيقي *هو سبينوزاوعي هو السمة األكيدة لإلنسان بل إن اإلنسان حسب كل ستاتيكية إذ ليس ال

رغبة ووعي من حيث أن الوعي هو إدراك للرغبة أي إدراك لنزوعات و ميول الجسد فالنفس ليست بالنسبة إليه إال فكرة الجسد مما يجعل اإلنسان جسدا معيشا و مفكرا فيه مما يجعل

سد قوام الوجود و تصبح ماهية الوجود اإلنساني ذاته الفعل سابقا للتأمل و بالتالي يصبح الج

1 Auletta Gennaro - , Sémiotique et problématique corps-esprit chez Leibniz et les occasionnaliste. In : Histoire Épistémologie Langage. Tome 14, fascicule2, 1992, p p 90-91.

.13، ص 2009شر والتوزيع، دار التنوير للطباعة والنبيروت، ، لسفة الجسدف ،سمية بيدوح - 2

29

قوة "التي تتخذ شكلين " قوة االستمرار في الوجود" conatus محددة من خالل الكوناتيسالمتولدة عن قوة " قوة التفكير"و نسميها الجسد و انعكاس هذه القوة أي " الحركة و السكون

.1الحركة و السكون و نسميها النفس

على مراجعة جذرية للميتافيزيقا و لكل مصادراتها نيتشةيقوم تصور : جينيالوجيالسجل ال*كلية " لنيتشةمما يفضى إلى اعتبار الجسد المرجع األصلي لكل القيم فالجسد بالنسبة

متآلفة من قوى فعل تؤدى إلى تمجيد كل ما هو حيوي و غريزي وقوى إرتكاسية "عضوية . 2تفضي إلى استهجان الحياة

لميرلو يستحدث المنظور الفينومينولوجي خصوصا بالنسبة : السجل الفينومينولوجي*وهو تلك التركيبة العضوية : الجسد الموضوع -: ثنائية في مفهوم الجسد بونتيالموضوع هو ذلك الجسد المضبوط بجملة من - تشترك فيها كل األجسام فالجسد التي

أما "جسدي كما هو بالنسبة لآلخرين"الضرورات الفيزيولوجية و الفيزيائية و هو كذلك و هو شرط إدراك العالم الذي شرط تجسد الوعي الخاص فهو ذلك الجسد المدرك -الجسد

. 3"جسدي كما هو بالنسبة إلي"وهو إحساسي المباشر بجسدي أي

قواعد االتصال األصلي القائم بونتيوانطالقا من هاتين الفكرتين الجوهريتين، أرسى .وهو بالتالي الذي يضفي المعنى على األشياء. بين الرائي والمرئي

هذه الحالة من ذلك الغشاء الذي يعوق القدرة على التعبير، ليصبح يتحول الجسد في .4للغة القدرة على التعبير يعطي هو ذاته منبع التعبير األصلي الذي

.110مرجع سابق، ص سمية بيدوح، -1

.84-83المرجع نفسه، ص - 2 .20-17ص ص المرجع نفسه، - 3جوان -جانفي ،20الجزائر، العدد ، المجلة الجزائرية لالتصال،لغة الجسم واشكالية المعنى ،مخلوف بوكروح - 4

.144، ص 2008

30

:المنظور السيكولوجي/ 3

الذي يبحث في االستدالل بهيئة اإلنسان Physionomieلقد لعب علم الفراسة ا مهما في نشأة الدراسات النفسية الحديثة التي تهتم وشكله على أخالقه وفضائله ورذائله، دور

بدراسة أنماط الشخصية وعالقتها بأنماط الجسم، وترى أن ثمة عالقة بين البنية الجسمية والسمات النفسية والخلقية للفرد، وأن الجسم يمكن أن يخبرنا بسلوك صاحبه وسماته

.1الشخصية

أمريكا منذ بداية هذا القرن تؤكد ذلك با و و لقد ظهرت دراسات نفسية عديدة في أور التصور، وقام أصحابها بتجارب علمية لمعرفة مدى االرتباط الوثيق بين شكل الجسم والسمات أو الصفات النفسية للفرد، ومن هذه الدراسات التي قام بها عالم النفس األلماني

:الذي قسم الجسم اإلنساني إلى ثالثة أنماط رئيسية إرنست كريتشمر

مستدير الرأس مكتنز الصدر والكتفين، قصير اليدين : Pyknicالنمط البدين - .والساقين

مستطيل الرأس، ضيق الرأس والكتفين، طويل اليدين : Asthenicالنمط النحيف - .والساقين

مربع الرأس، عريض الصدر والكتفين، متوسط اليدين : Athleticالنمط العضلي - .والساقين

يتميز صاحب النمط البدين بشخصية منبسطة، ويتميز صاحب النمط النحيف بشخصية منقبضة، ويتميز صاحب النمط العضلي بشخصية مقدامة ونجد دور البنية الجسمية والصفة النفسية في تحديد وتميز الحركات واإلشارات الجسمية، فيتميز النمط األول

.175ص كريم زكي حسام الدين، مرجع سابق، - 1

31

رعة الحركة وعصبيتها، ويتميز الثالث بقوة الحركة بثقل الحركة وعفويتها، ويتميز الثاني بس .1واتزانها

وليمويمكن أن نشير أيضا إلى دراسة أخرى قام بها الطبيب وعالم النفس األمريكي :الذي قسم الجسم اإلنساني أيضا إلى ثالثة أنماط رئيسية هيشلدون

.ضخم، مستدير الجسم، مترهل الجلد: Endomorphyالنمط الحشوي - .نحيف، طويل الجسم، بارز العظام: Ectomorphyط الجلدي النم - .قوي، مستطيل الجسم، مشدود العضالت: Mesomorphyالنمط العضلي -

:في مقابل هذه األنماط الثالثة للجسم ثالثة أنماط تمثل الشخصية النفسية شلدونكما حدد

كات الجسمية، التي تتميز بانبساط الهيئة والحر : Viscerotoniaالشخصية المنبسطة - .وتتسم بالمرح والمعاشرة، وتميل إلى الراحة وبطء الحركة

التي تتميز بانقباض الهيئة والحركات : Cerebrotoniaالشخصية المنقبضة - .الجسمية، وتتسم باالكتئاب والوحدة، وتميل إلى القلق وعصبية الحركة

ات الجسمية، التي تتميز بنشاط الهيئة والحرك: Somatotoniaالشخصية النشطة - . 2وتتسم بالتسلط واإلقدام، وتميل إلى الجرأة وقوة الحركة

:المنظور االجتماعي الثقافي/ 4

تكون لغة الجسد واإلشارات الجسمية نظاما عرفيا واتفاقيا، مثل نظام اللغة المنطوقة، ألن كال منهما يتألف من عالمات اصطالحية، يتواضع عليها المتخاطبون في المجتمع

1 -Spratt , Physigque and character, Harcourt, New York,1926, PP 21-32. 2- Linda – Davidoff , Introduction to psychology, New York, 1980, pp 435-442.

32

الواحد، وتأخذ داللتها مثل ألفاظ اللغة من اتفاق المتكلمين عليها، وتكرار استعمالها في .مواقف محددة، واذا افتقدت هذا التواضع أو االتفاق فقدت بالتالي معناها أو داللتها

إننا يمكن أن نرى دور االتفاق أو االصطالح في تحديد وفهم معاني الحركات الجسد من خالل إحدى الحكايات الشعبية المشهورة لدى قبائل من واإليماءات التي تصدر

الفيكنج اإلسكندنافية التي تصور لنا حوارا إشاريا دار بين أحد رجال الدين ومحارب أعور من هذه القبائل، وقد بدأ الحوار برفع رجل الدين إصبع السبابة، فرد عليه المحارب بأن رفع

، فرفع المحارب قبضة يده مجتمعه، واستمر الحوار إصبعين، ثم بسط الرجل ثالثة أصابععلى هذا النحو حتى اعترف رجل الدين بهزيمته في نهاية األمر، وفسر هذا الحوار اإلشاري

إن خصمي كان أبلغ مني، فقد أشرت له بإصبع واحدة وكنت أعني أن اهللا واحد، فرد : قائاللمسيح، وحاولت أن أوقع به حين بجانب الرب األب يوجد يسوع ا: عليا بإصبعين ليقول

األب واالبن والروح القدس، ولكنه تجنب : بسطت له ثالثة أصابع قاصدا أنه هناك ثالثة .الوقيعة بحكمة حين أشار بقبضة يده مجتمعة ليقول إن الرب واحد في ثالثة أقانيم

بدا، إنني لم أفكر في اهللا أ: وعندما سمع المحارب هذا الكالم عبر عن دهشته قائالوكل ما في األمر أنني شعرت أنه قد تجاوز حدود األدب وأهانني حينما أشار بإصبع واحدة

إن لي عينا واحدة، وكيف لمثلي أن يجرؤ على منازلته، فأشرت إليه بإصبعين ألقول : ليقولإن كلينا له ثالث عيون، وهكذا لم : إن واحدا يعدل اثنين وهنا بسط ثالثة أصابع ليقول لي

مامي إال أن ألوح له بقبضتي ليعلم أنه ليست الكلمات وحدها إنما األفعال هي القادرة يكن أ .1على أن تمحو اإلهانة

.224-222 ص صكريم زكي حسام الدين، مرجع سابق، - 1

33

ونستنتج من هذا الحوار أنه بالرغم من أن اإلشارة الجسمية باليد وأصابعها كانت ا مواحدة في شكلها الحركي إال أنها افتقدت للتواضع واالتفاق المشترك ولهذا فهم كل منه

.اإلشارة بمفهوم أو داللة مختلفة

إن المجتمعات اإلنسانية تشترك جميعها في استعمال إشارات جسمية واحدة مثل هز الرأس، والغمز بالعين، ورفع الحاجبين وتحريك الشفتين والتعبير باليد واألصابع، إال أنها

ينا وشماال يشير تختلف في فهم دالالت ومعاني هذه اإلشارات الجسمية، إن هز الرأس يمدائما إلى داللة الرفض، إال أن هذه اإلشارة تعني الموافقة في بلد أوربي مثل بلغاريا أو بلد

.آسيوي مثل الهند أو باكستان

كما نجد أيضا اختالف المجتمعات اإلنسانية في استخدام أعضاء الجسم للتعبير عن ن أو اختالف اإلشارة الدالة على بعض المعاني أو الدالالت، ومثال ذلك ما نجده في تباي

اإلعجاب أو الدهشة، فالرجل الروسي يعبر عن إعجابه بوضع إصبع اإلبهام إلى أعلى، والرجل الفرنسي يصنع بإصبعه السبابة واإلبهام دائرة يضعها على شفتيه مع إصدار صوت

اك شحمة تعبيرا عن االستحسان، أما الرجل في البرازيل فيعبر عن إعجابه ودهشته بإمس .1األذن بين إصبعيه السبابة واإلبهام

ومن هذا القبيل أيضا ما تذكره بعض الدراسات األنثروبولوجية من أن أبناء التبت يخرجون ألسنتهم تحية وتعبيرا عن الود والصداقة، أما الصينيون فيخرجون ألسنتهم تعبيرا عن

ا نجد مجتمعات أخرى تعبر به عن الدهشة، كما يعبرون عن القلق واالنزعاج بالتصفيق، بينمالسرور واإلعجاب، ويعبرون عن سعادتهم بهرش الرأس أو حك األذن أو الخد بينما تعبر

.هذه اإلشارات في بعض اإلشارات في بعض المجتمعات عن الحيرة والدهشة

.160، ص 1972الهيئة المصرية، مصر، شوقي جالل،: تر ،األصوات واإلشارات ،كندراتوف - 1

34

إن استخدام لغة الجسد مثل استخدام كلمات اللغة شيء مكتسب يخضع لثقافة به الفرد، بل هيئة الجسم وحركاته ومشيته ترتبط بالبيئة التي نما فيها المجتمع الذي نشأ

اإلنسان في سنوات تكوينه األولى، وتذكر لنا الدراسات األنثروبولوجية أن طفال وقد ولد ألبوين أمريكيين ولكنه تربى منذ والدته في كنف عائلة صينية، وما كاد الطفل يبلغ أشده

إلى أمريكا وأبدى كل من رآه دهشة تامة لطريقة مشيته وحركات حتى قام بالزيارة األولى ذراعيه ويديه وتعبيرات وجهه التي كانت صينية أكثر منها أمريكية، ولم يعد يربطه بالجنس

.1األبيض إال شعره األشقر وعيناه الزرقاوان

كما نالحظ أيضا اختالف أنماط سلوك التواصل بين المجتمعات اإلنسانية نتيجة تالف األعراف والتقاليد االجتماعية، فهناك مجتمعات ال يجوز فيها إلقاء التحية على كل الخ

من تصادفه في الطريق العام، وهناك مجتمعات أخرى يجب فيها على الفرد أن يلقي السالم على من يعرف أو على من ال يعرف، كما نجد أن السلوك اإلشاري للتحية يخضع كما سبق

فراد المجتمع عليه، فإذا التقى شخصان ومد أحدهما يده لآلخر فهذا يدل أن ذكرنا التفاق أعلى أنه يتوقع منه أن يمد يده بدوره طبقا للسلوك المتفق عليه في تبادل التحية، واذا حدث أن ترك يده ممدودة في الهواء وبدأ معه الحديث لشرود ذهنه أو لرفضه المصافحة متعمدا

أن المصافحة Hudsonهدسون أو شاذا، ويذكر اللغوي فإن هذا يبدو سلوكا مضحكا باأليدي في بريطانيا بدال من التلويح تعد إشارة على إعطاء العالقة بداية جديدة أو إلى تأكيد

. 2العالقة

.165، ص مرجع سابق ،كندراتوف - 1 .227- 226كريم زكي حسام الدين، مرجع سابق، ص ص - 2

35

:المنظور االتصالي/ 5

الحركات، واإلشارات، : لغة غير لفظية تشمل: "لغة الجسد بأنها السالميعرف وهذه اللغة . 1"واإليماءات، والتعابير الصادرة عن أجزاء من جسم اإلنسان، في مواقف مختلفة

تحمل دالالت ومعانيا رمزية، وتساعد على التواصل مع اآلخرين، والتأثير عليهم بطريقة .إيجابية أو سلبية

تلك الحركات واإليماءات، سواء كانت تعبيرات الوجه، : "بأنها مسعوديالكما يعرفها . 2"لهدف معين ،أو حركات اليد، التي تصدر من الشخص ألشخاص آخرين

االتصال غير اللفظي الذي يعتمد على : "فيعرف لغة الجسد كما يلي ألن بيزأما ت والحركات الصادرة من التواصل بين المرسل والمستقبل، باستخدام التلميحات واإلشارا

.3"الجسم

إشارات وحركات إرادية وغير إرادية، : "قدم التعريف التالي أبو النصرفي حين أن إلرسال رسالة انفعالية إلى المحيطين باإلنسان، من ،تصدر من الجسم بأكمله أو بجزء منه

اللمس، والصوت، واألصابع، واليدين، و ، لغات الوجه: خالل فروع ومفردات تتمثل في ...".ووضعية وحركات الجسم، والمظهر، والمسافات

، )3،4(، العددان 33، مجلة اإلدارة، المجلد أهمية لغة الجسد في االتصال مع اآلخرين ،عبد اهللا عبد الكريم السالم - 1

.28ص، 2001القاهرة، لدى هيئة التدريس في كلية العلوم مدى توافر مهارات االتصال غير اللفظية ،أحمد بن عبد اهللا بن صقير العريني - 2

، كلية اآلداب والتربية، قسم العلوم النفسية والتربوية واالجتماعية، األكاديمية العربية بجامعة القصيم من وجهة نظر الطلبة .07ص ،2011بالدانمارك،

بيروت ، الدار العربية سمير شيخاني،: ، تركيف تقرأ أفكار اآلخرين من خالل إيماءاتهم: لغة الجسد، ألن بيز - 3 .85ص ،1،1997للعلوم، ط

36

االتصال الذي يستخدم اإلشارات، والحركات، واإليماءات، : "بأنها أبو عرقوبويعرفها .1"واألصوات، والرموز

كل ما يصدر عن : مما سبق يعرف الباحثون في مجال االتصال لغة الجسد بأنهاو إشارات، أو تعبيرات وجه، أو من خالل المظهر، جسم اإلنسان من حركات، أو إيماءات، أ

فطرية، أو مكتسبة، وتؤثر في ، سواء كانت إرادية، أو غير إرادية، أو الصوت وتغيراته .عملية االتصال بين المرسل والمستقبل

تعتبر لغة الجسد من أقدم طرق االتصال التي عرفها اإلنسان، وهو أمر ال يمكن تحاشيه أو التهرب منه، فعندما يكف اإلنسان عن الكالم فإنه ال يستطيع أن يكف عن

واالتصال غير اللفظي دائما يكمل أو يعزز أو . الحركة وعن التعبير عن ذاته بوسائل أخرى . يفسر االتصال اللفظي

إرادية وأن ٪ من تصرفات البشر تتم بصورة ال75عتقد علماء النفس بأن أكثر من ويوالتصرفات غير اإلرادية غالبا تكون غير لفظية، أي عن طريق . ٪ الباقية تكون إرادية 25

اإليماءات، أو اإليحاءات، أو الرموز، وهي ذات تأثير أقوى بخمس مرات من ذلك التأثير .التي تتركه الكلمات

ولذلك ،ويمكن أن تظهر لغة الجسد األفكار والمشاعر والمقاصد الحقيقية لشخص ما ألنها تخبرنا عن الحالة (يشار في بعض األحيان للسلوكيات غير اللفظية بأنها تصريحات

. 2)العقلية الحقيقية للشخصقل إلى المستقبل، وأن وتبين األبحاث أن لغة الجسد هو الجزء األهم من أي رسالة تنت

الرسالة غير اللفظية المنقولة هي غنية ومعقدة في طبيعتها، وتحتوي على تعابير الوجه، وحركات الجسم، واليدين، والقدمين، ومالبس الشخص المرسل، ونظراته، وتوتره،

:و تجدر اإلشارة إلى أهم مزايا االتصال غير اللفظي. وما إلى ذلك... وانفعاالته

.07اهللا بن صقير العريني، مرجع سابق، ص أحمد بن عبد - 1 .08المرجع نفسه ،ص - 2

37

.يعبر عن معلومات وجدانية، ال يعبر عنها بطريقة لفظية :أوال فهو يمدنا ،االتصال غير اللفظي يعطي معلومات متصلة بمضمون الرسالة اللفظية: ثانيا

إضافة . وهكذا... تعبيرات الوجه، نبرة الصوت: بأدوات لتفسير الكلمات التي نسمعها، مثل . األطراف المشتركة في عملية االتصال إلى أنه يفيد في فهم طبيعة العالقة بين

. ألنه غالبا ال يمكن التحكم بها ،الرسائل غير اللفظية تتميز بصدقها: ثالثا أن نسبة العنصر األساس الشفهي في المحادثة وجها ويستلبرد فسورو وقد وجد البر

. 1٪ من االتصال يتم بشكل غير شفهي65٪ ، وأن أكثر من 35لوجه أقل من :المنظور السيميولوجي/6

إن تشكل الجسد كدال متكامل ومكتف بذاته وقادر على توليد سلسلة ال متناهية من الدالالت انطالقا من تنوع األنماط الصانعة لكينونته، هو الخطوة األولى نحو انفصاله عن

تدركه فالجسد ليس معطى سابقا على العين التي . األشياء والغوص عميقا في الحقل الثقافيالذي يميز الجسد عن " الحجم اإلنساني"إن . وتصفه كجغرافيا ممتدة في الزمنية اإلنسانية

األشياء األخرى، ال يعني أن الجسد روح سابقة في الوجود على مجموع النسخ التي يتحدد فإذا كانت لحظة الفصل بين الفعل الغريزي والفعل المدرك كعنصر ضمن . عبرها هذا الدال

إلى ما -إذا جاز التعبير -يقتضي االنتقال من اإلدراك الغريزي أو اللحظي) أنساق أو(نسق يشكل حالة ممكنة لألشياء، فإن الحديث عن الحجم اإلنساني يقتضي وعي الشيء لذاته

وفي هذه الحالة نكون قد تجاوزنا حدود الشيء الموضوع، ). وفي حالتنا وعي الجسد لنفسه(اإلنسان بصفته محفال متجاوزا لنفسه من خالل إنتاجه : نساني إلى ما يشكل العالم اإل

.لحركاته وتنقله في الفضاءإن هذا التقابل بين عنصرين ينتميان إلى نفس الكون يقودنا إلى الكشف عن تقابل

حركات، وينتج -عبر جسده -فإذا كان اإلنسان ينتج . ثاني يعود هذه المرة إلى الجسد نفسه، فإن هذا )إسم(، واما من خالل حالة )فعل(عبرا عنها إما من خالل إجراء حاالت وجدانية م

.87ص ألن بيز، مرجع سابق، - 1

38

يفترض، من جهة، وجود برامج مسبقة تستوعب داخلها هذه الحركات، ويفترض من جهة ).دالالتها(ثانية وجود سنن يفسر هذه الحركات ويرسم لها داللتها

، تفترض ...)حركة رسم حركة جسم أو حركة نص، أو( فإذا كانت الحركة، أية حركة تفسرها وتشكل نقطة ( وضعية سابقة عليها تشتغل إما كنقطة صفر ألية سيرورة مقبلة

، واما كسند، أي ما يشكل الحزام األمني لفعل يتحدد في الفضاء، فإن المحور )عودتها ، أي مكان التنقل )أو السائلة في حالة السباحة مثال( األفقي يشكل المساحة الصلبة

ورغم أن هذه المفصلة . مجسدة في حالة الوقوف" الطبيعية"الذي يقابل الوضعية " الطبيعي"األرض أفقية واإلنسان عمودي ينظر : ليست مبررة بالشكل الكافي، فإن التمفصل األصلي

" .إليه، عموما، كوضعية بدئية سابقة على الحركةأصلية ) أو ربما هي كذلك فعال ( ومعنى هذا أننا ننطلق من وضعية نقول عنها

وبعبارة أخرى، فإن النص . محددة لما سيأتي وتشتغل كمستوى الصفر بين سيرورتينيتشكل هو -على غرار النص اللساني حيث يتم البناء انطالقا من وجود بياضين -الجسدي

وفي . واما مما يشكل لحظة فعل بين سكونيناآلخر إما مما يفصل بين نقطتي صمت، الحالتين معا، فإن الوضع البدئي ال يدخل ضمن التشكل النصي إال في حدود اشتغاله

ألننا نعتبر الصراخ وكذا مجرد التلفظ بكلمات انزياحا ( كنقطة بداية حيث يتم خرق الصمت سلة من الملفوظات اإليمائية، وانتاج سل) عن الوضع البدئي كما تم تحديده في الفقرة السابقة

واما كنقطة نهاية داخل سيرورة تلفظية حيث إن السكون يلي إنجاز سلسلة من البرامج اإليمائية التي تدرك باعتبارها إرساء لدعائم داللة متولدة عن التأليف بين مجموعة من

انفصال الشيء ونكون في الحالة األولى كما في الحالة الثانية أمام مرحلة تدشن . الحركاتوهكذا عوض أن يمثل . عن الحجم اإلنساني، انفصال العالم الطبيعي عن العالم اإلنساني

هذا العالم أمامنا باعتباره شاشة منسجمة من األشكال، سيظهر بصفته كيانا مصنوعا من انطالقا من هذا، يمكن القول إن الجسد. مجموعة من الدوال المتراكبة والمترابطة فيما بينها

يلغي نفسه كموضوع من موضوعات العالم ليقدم نفسه باعتباره ما يخبر عن هذه وسيكف أيضا عن أن يكون منبعا للغايات العملية والحركات . الموضوعات وما يدركها

39

النفعية الناتجة عنها، ليتحول إلى شاهد تشكل مظاهره البناء الثقافي الذي يؤسس ابستيمي .1مرحلة ما

تداخل العملي والثقافي: يالدال الجسد -1األكل، : مجموع الحركات الدالة على طقس معين(إن عملية التمييز بين البرنامج

المضامين المسننة بشكل سابق والمحتاجة، لكي تفهم، إلى معرفة (وبين السنن ...) الشربان الجسد فإذا ك. يعد في واقع األمر تمييزا بين الحركات العملية والحركات الثقافية) سابقة

يخلق، عبر تنقله في الفضاء، سلسلة من الوحدات اإليمائية، فإن هذه الوحدات تخلق سلسلة :من االنزياحات تقود إلى نوعين من النصوص الجسدية

نها تدرك وفق النص الثقافي العادي، أي ما يعود إلى وهي كذلك أل" طبيعية"إما نصوص - ،)ل، إنه يشرب إنه يمشي، إنه يأك( التجربة المشتركة

. واما نصوص ثقافية تدرك باعتبارها خروجا عن المعيار المحدد للفعل الحركي العملي -وفي هذه الحالة، فإن االنزياح ال يتم انطالقا من الوضع البدئي، بل يتم انطالقا من الفعل

وفق الحركي العملي، ما دامت كل الحركات الثقافية متولدة عن الحركات العملية أو تدرك الجسد، عبر التنوع اإليمائي، ال تفهم إال /فكل الملفوظات المنجزة من طرف الذات. قوانينها

.من خالل تحديد مسبق للسياق الثقافي الذي تنجز داخله هذه الوحدات اإليمائيةالتمفصل المورفولوجي للجسم اإلنساني، رغم كونه يعد " وعلى هذا األساس، فإن

يمائي، ليس معطى مباشرا وبديهيا، شأنه في ذلك شأن كل أساس كل وصف للجهاز االوهذا ما يجعل الحدود ". تقطيع للجسم إلى أعضاء، إنه خاضع للتنويعات األنتروبولوجية

الثقافي حدودا هشة /الفاصلة بين ما ينتمي إلى البعد العملي وما ينتمي إلى البعد األسطوريتشتغل داخل ذاك المستوى انطالقا من قوانين فعناصر هذا المستوى قابلة ألن . وغير منيعة

األمر يتعلق أيضا بتداخل (ولن يحد من فوضى هذا التداخل بين المستويات . وقواعد جديدةسوى استحضار النص الثقافي العام الذي يؤطر ) بين مستويات القراءة ومستويات التدليل

1 - A.J.Greimas, Conditions d’une sémiotique du monde naturel, Langage, volume3, N10, pp.8-10.

40

الرغبة في التخلص من إن األمر يعود في نهاية المطاف إلى . مجموع هذه المستويات. مقتضيات األبعاد الوظيفية والغايات العملية المسبقة لتحقيق فعل الرغبة في أعلى مستوياته

.فكلما تخلص اإلنسان من الغايات العملية المباشرة تفتحت أمامه إمكانات التأويل والقراءةلطابع ومع ذلك، إذا كانت الوظيفية هي أساسا ارتباط العضو بنسق معين، فإن اوعلى . الثقافي ال يؤدي بالضرورة إلى التخلص الكلي والنهائي من إرغامات الغايات العملية

هذا األساس يمكن تناول تداخل هذين المستويين انطالقا من ثالث زوايا، وكل زاوية تجسد األمر . إمكانية توليد سلسلة من النصوص التي تدرك وفق قوانين وقواعد هذه الزاوية أو تلك

تعلق في مرحلة أولى بتداخل الثقافي والعملي ضمن تشكل كينونة العضو الواحد، أي يويتعلق في . الطبيعي/محاولة تحديد نصيب كل عضو من األعضاء من الثقافي والعملي

مرحلة ثانية بامتدادات الجسد خارج نفسه، وتشكل أبعاده العملية والثقافية ضمن بنية الفضاء ويتعلق األمر في المرحلة . عمل على تحديد التشكيل الثقافي للجسدباعتباره نصا ثقافيا ي

الثالثة بالجسد بين حالة السكون وحالة الحركة، وبين الرغبة وسلطة األشكال والبناء .1القصصي

:السلوك الحركي كخطاب بصري .2القيمة االتصالية النظامية Edward Sapirإدوارد سابير الحظ 1927في عام

إننا نستجيب للحركات الجسمية في خفة ويقظة : " التي تتمتع بها الحركة الجسمية قائالبالغة، وفقا لشفرة محكمة الصنعة وسرية، مكتوبة في أي مكان، وال يعرفها أحد، ويفهمها

"الجميعوتية من العالقة بين التكلم واألعضاء الص آبر كرومبيالحظ 1968وفي عام

إننا نتكلم بأعضائنا الصوتية، "ناحية، والتخاطب والحركة الجسمية من ناحية أخرى، يقول، ولكننا نتخاطب بأجسامنا، فالخطاب يتكون من أكثر بكثير من المبادلة البسيطة أللفاظ

.منطوقة

.71-67، ص ص 2003 ،منشورات الزمن، ، الدار البيضاءالسيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، سعيد بنكراد - 1

41

نقطة انطالق سابيركالم Birdwhistellبردويستل استخدم 1970وفي عام وكانت فرضيته الجوهرية هي أن . على فهم السلوك الحركي من خالل السياقأساسية لعمله

هناك مجموعة من السلوكيات الحركية الجسمية الضرورية التي ترتبط بالبنية اللغوية ارتباطا .مباشرا

السبق إلى تطوير منهجية علمية لدراسة مظاهر الحركة الجسمية لبردويستلوكان ني ووصفها عن طريق الوحدات التي توازي الوحدات المستخدمة في السلوك االتصالي اإلنسا

.في التحليل اللغوي، متأثرا في ذلك بعلم اللغة البنيوي–على أن السلوك االتصالي البصري ينتج خواص شكلية مطابقة بردويستللقد برهن

.1لتلك الخواص القابلة للوصف في السلوك السمعي -على األقلالتأكيد على أن ظاهرة لغة الجسد والسلوك الحركي هي ظاهرة وعلى هذا الصعيد يمكن

خطابية، وبالتالي فهي نسق اتصال كامل قابل للتقطيع والتحليل لفهم التركيبة البنيوية التي .تحكم تشكل المعنى فيه

:خصائص لغة الجسد: ثانيابما أن لغة الجسد هي عبارة عن تعبير أو فعل وضع جسمي اصطلحت عليه

عة اللغوية، يصاحب الكالم أو ال يصاحبه ويدل على معنى ويقصده المتكلم أو ال الجما .يقصده ويدركه المستمع والمشاهد

ومن خالل هذا التعريف الذي يحدد ظاهرة اإليماءات واإلشارات الجسمية يجب أن :نذكر العناصر التي تكون مفهوم التعريف كما يلي

تصدر األصوات الكالمية عن أعضاء تصدر لغة الجسد عن أعضاء الجسم كما •النطق مثل الرأس والحاجبين والشفتين والرقبة والكتفين والذراع والكف واألصابع وغير

.ذلك

- 116، ص ص 2007، 2 طالقاهرة، مكتبة اآلداب، ،دراسة في نظرية االتصال: العبارة واإلشارة ،محمد العبد - 1

117.

42

من أعضاء الجسم كما ينتصدر اإلشارات الجسمية عن عضو واحد منفرد، أو عضو •نرى في حاالت العض باألسنان على األصابع إشارة الندم، أو ضرب كف بأخرى

رة التعجب، أو االستنكار للرجل، أو ضرب الصدر أو الخد بالكف إشارة التعجب إشا .أو االستنكار للمرأة

قد تكون اإليماءة أو اإلشارة بعضو جسمي بالتعاون مع شيء آخر مثل اإلمساك • .بالعصا أو العلم أو أي شيء آخر يحمل داللة اصطالحية

به المتكلم عما يريده مثل الدق يعبر sémantiqueقد تكون اإلشارة فعال دالليا •على المنضدة التي يجلس أمامها المتحدث، أو إلقاء أو تمزيق أو كسر ما يمسك به

.من أشياء تعبيرا عن الغضب أو الرفض أو االستنكاريشير إلى داللة اصطالحية postureقد تكون اإليماءة أو اإلشارة وضعا جسميا •

بهة على راحة اليد إشارة لالستغراق في التفكير مثل الجلوس مع اعتماد الخد أو الجأو في حالة الحزن، أو الجلوس كذلك في تنكيس الرأس إلى أسفل، أو المشي بخطى بطيئة متثاقلة مع ارتخاء الذراعين إشارة للحزن أو اإلحباط، أو المشي بخطى سريعة

.مع هز المنكبين والذراعين إشارة للفرح والكبركالم لتوضيحه أو تأكيده أو إكماله، كما أنها يمكن أن تكون بديال مصاحبة اإلشارة لل •

عن الكالم في حاالت معينة يتحرج فيها اإلنسان من الكالم، أو قد ال يقدر عليه .لسبب أو آخر

يتميز الجانب المكتسب من لغة الجسد باالصطالحية حيث تتحدد داللتها من خالل •الواحد الذين يستعملونها بشكل متكرر في مواقف االتفاق المشترك بين أفراد المجتمع

.معينة، ونالحظ أن هذا النوع من اإلشارات يختلف من مجتمع آلخرالفطري أو الغريزي من اإلشارات واإليماءات بالعالمية، ألنها تكون يتميز الجانب •

مفهومة للمتكلمين بلغات مختلفة من مواقف أو حاالت مشتركة مثل االستفهام والموافقة والرفض والتعجب وغير ذلك، ونجد المتكلم يستعمل هذه اإلشارات والطلب

.عندما يخرج من بلد آلخر ال يعرف لغته

43

gesturesتعرف لغة الجسد مثل اللغة ظواهر لغوية مثل المحظور من اإلشارات •taboo التي تعتبر من قبيل المستهجن والقبيح من اإلشارات مثل الكلمات والتعبيرات

.نافية لألدب، كما تعرف اإلشارات السرية الخاصة بجماعات اللصوص واألشقياءالمتختلف اإلشارات والحركات الجسمية باختالف السياق أو الموقف الكالمي الذي •

يتمثل في جنس المتكلم وحالته النفسية ووضعه االجتماعي، فنجد اإلشارة أو الحركة ستنكار، كما تختلف إشارات وحركات تتسم بالسرعة والعنف في حاالت الغضب واال

الرجل، فإذا عبر الرجل عن التعجب ضرب كفا بأخرى أما المرأة فتعبر عن ذلك بضرب صدرها أو وجهها بكفها، كما يتدخل الوضع االجتماعي في اختيار شكل اإلشارة أو الحركة مثل استعمال حركات النفي بهز الرأس أو تحريك السبابة يمينا

حداث طقطقة باللسان أو اختيار شكل المصافحة والتحية باليد فقط أو ويسارا أو بإ .1بالمعانقة أو بالقبلة وموضعها على الخد أو اليد أو الرأس

دور لغة الجسد في التواصل: ثالثا :إن لالتصال غير اللفظي وظائف عديدة نذكر منها

مما يؤدي ،معها وتتكامل شارةاإليماءة أو اإلحيث تتوافق الرسالة اللفظية مع :اإلكمال) أ ومن أمثلة ذلك أن يقوم .ت و تصاحبها اإليماءة أو اإلشارةلتفاعل جيد، حيث تصدر الكلما

.الشخص بالحديث عن مكان معين ويشير بيده نحوهاللفظية، التي ربما ال يمكن االعتماد عليها لرسالةاتكرر الرسالة غير اللفظية : التكرار )ب

.حيث تساعد عملية التكرار في تدعيم المعنى المراد إيصالهبمفردها في بعض األحيان، اوتنظيمه عملية التواصل ضبط ىعل من خالل اإليماءاتحيث يساعد التفاعل :الضبط )ج

العين، تعبيرات الوجه، وذلك عن طريق اإلشارة، اإليماءة، نظرات ،في السياق االتصالي .)تحديد المعنى الدقيق للرسالة( لفظية تساهم في ضبط السلوكالتفاعالت غير الوغيرها من

.216- 213، ص ص كريم زكي حسام الدين، مرجع سابق - 1

44

، كأن يقوم )حركية( يمكن أن تستبدل الرسائل اللفظية برسائل غير لفظية :اإلبدال) د من اللفظية أو تأييد ممارسة سلوك ما عن طريق الرسائل غيربنفي باإلشارة لشخصا

.وايماءات، وحركات، وغيرها من سلوك غير لفظي، إشاراتالرسائل اللفظية، كأن تستعمل التي يصدرها الجسديمكن أن تفسر الرسائل :التفسير )هـ

لتقريب المعاني وايضاح األلفاظ، ،اإلشارات، واإليماءات، والحركات، أو الصور، أو النماذج .1بما يساعد علي نجاح عملية االتصال

ويتم ذلك باستخدام االتصال غير اللفظي لتأكيد الرسائل اللفظية، مثال ذلك :التأكيد) و .تعبيرات الوجه الدالة على تأكيد الرسالة

يمكن لالتصال غير اللفظي أن يقوم بتنظيم وربط التدفق االتصالي بين أطراف :التنظيم) زن إلى مكان آخر، أو إعطاء إشارة مثل حركة الرأس، أو العينين، أو تغيير المكا. االتصال

لغة ضطلع بها توكلها وظائف تنظيمية . أو يتوقف عنه، للشخص المقابل ليكمل الحديث .2الجسد

f17/topic-http://san3.3arabiyate.net/montada-من الموقع االلكتروني ، عبدالرزاق مختار -1

t27.htm 15:25الساعة ، م1220\01\3آخر زيارة للموقع األربعاء. .38، ص 1998، 1ط، دار الشروق ،عمان، صال اإلنسانيالعالقات العامة واالت ،الح خليل أبو اصبعص - 2

45

II.2.1.لغة الجسد في التراث ا�نساني: إن ظاهرة االهتمام بلغة الجسد ظاهرة تضرب بقدمها في عمق التاريخ، فلقد اهتمت

ولم يقتصر هذا االهتمام على حضارة . الحضارات اإلنسانية بهذه اللغة من مناحي متعددةمن أهم هذه الحضارات الحضارة اليونانية و بعينها وانما امتد عبر مختلف الحضارات

.والحضارة العربية اإلسالميةوسنحاول من خالل هذا المبحث أن نقوم بتحديد أهم المساهمات الفكرية التي قدمتها هذه الحضارات في مسار تحديد وفهم ظاهرة لغة الجسد، وسنركز بدرجة أساسية على

.مساهمات العرب القدماء ،من خالل مالمح الوجهلغة الجسد إلى أبو الطب أبقراطأشار م.ق 450ففي عام

وظهور ذلك في ،واعتقد هذا العالم جازما في تأثير العوارض الخارجية على األخالق . المالمح

الحكيم اليوناني في القرن الثاني قبل الميالد بكتابة غالينوس إقلوديوسكما قام ز بدراساتهم الدقيقة ويعتبر الصينيون القدماء أكثر من تمي . اسةر مخطوطة نادرة عن الف

.1))السيانغ ميان((هذا العلم يطلقون على وهم ،لوجه اإلنسانيتعابير ال والوافيةأو ))علم الفراسة((ـ سمى بين خالل ما دراسة لغة الجسد مساهم العرب كثيرا في كما

متأثرين ،ها من اليونانو استمد بالنسبة للثقافة العربية، وهو من العلوم الدخيلة ))علم الطباع((تأليف بهذا الفي وتوسعوا ،وقد اهتم العرب بهذا العلم ،أرسطواليوناني بدراسات الفيلسوف

أول من ذكر الفراسة في رسالة موجزة يصف فيها )م1073/هـ428( ابن سينا عد وي .الباب .حيث وضعها في المرتبة الثالثة بعد الطب وعلم أحكام النجوم ،العلوم العقلية

.الشافعيو ،ابن رشدوكذلك "الفراسة"في كتابه ) هـ606 – 544 ( الرازيجاء ثم في كتابه ،شمس الدين محمد أبي طالب األنصاريمن عالج هذا الموضوع ومن أشهر

.))السياسة في علم الفراسة((

، 1ط ،دار الكتاب العربي، مصر ،كيف تتعرف على شخصية اآلخرين من مالمح الوجه، أبو الحجاجيوسف .1 .8، ص 2007

46

للغة الجسد، ومن األمثلة التي يمكن االستدالل بهاومما يدلل على اهتمام واستخدام العرب ثالثة فأنشد ،م شعرا ليس له قافيةطلبوا منه أن ينظ وبين جلسائه ي نواسأببين أنه في تحد

:فقال ،1أبيات معتمدا فيها على حركات جسمه

ولقد قلت للمليحة قولي

)إشارة قبلة:( من بعيد لمن يحبك

وأشارت بمعصم ثم قالت

)إشارة الال:( من بعيد خالف قولي

فتنفست ساعة ثم إني

)إشارة امش :( للبغل عند ذلكقلت

، ومن لقد تفطن العرب منذ القديم لتصنيف السلوكيات الحركية ضمن قنوات االتصال

العطاءات الفكرية التي حملتها لنا مصادر التراث اللغوي والبالغي، االجتهادات في أهم الجاحظ لكل منوهنا نتوقف عند محاولتين متميزتين في تراثنا العربي . تقصي حقيقة اإلشارة

).ه392ت (ابن جني و) ه255ت ( :اإلشارة ونظرية الجاحظ البيانية .1

أول من فطن من علماء العرب القدماء إلى قناة االتصال غير اللفظية الجاحظيعتبر ).البيان والتبيين(في كتابه المعروف ) باب البيان(في . كوسيط للتفاهم بين الناس

للتواصل غير اللفظي مستمدا من السياق التاريخي الذي كان الجاحظلقد كان مفهوم سائدا آنذاك، حيث كان الجدال المذهبي سائدا آنذاك، وهو ما دفعه إلى اعتبار البيان العربي

.كل ما يحقق اإلقناعأول من قدم تقسيما للدوال في التراث العربي اإلسالمي، حيث يقتضي الجاحظيعد

سبه، تنويع الدالئل التي يتوسل بها المتكلم في العملية اإلبالغية تحقيق التواصل الناجع ح :أنواع هذه الدالئل فيما يلي الجاحظوفصل . وفق ما يقتضيه المقام

رأس العالمات غير اللفظية، كأنها -نفسه الجاحظكما يبين ترتيب -فهي : اإلشارة -يفة االتصالية أو تحتل المركز األول بين العالمات غير اللفظية من حيث الوظ

. 11- 10اهللا بن صقير العريني، مرجع سابق، ص ص أحمد بن عبد - 1

47

الداللة على المعنى، وكأنها بالتالي تحتل المركز الثاني بعد اللفظ بين وسائط :لإلشارة فيما يلي الجاحظاالتصال على االطالق وتتحدد جوانب نظر

اإلشارة عنده اصطالح يتسع لجميع أشكال السلوكيات الحركية، كتعبيرات العين •اإلشارة عنده باليد، وبالرأس . اع البدنية الدالةوالوجه، والحركات الجسمية، واألوض

ولنا أن نستنبط . وبالعين، والحاجب، والمنكب، إذا تباعد الشخصان، وبالثوب والسيفالفاصلة بين ائيةفطنته المبكرة إلى المسافات الفيزي" تباعد الشخصان"من قوله

سلوك الحركي أو المشاركين في االتصال، وما لهذه المسافات من أثر في تعيين ال .اإلشاري المناسب

الوظيفة االتصالية التي تشغلها اإلشارة، وتفاوت هذه الوظيفة الجاحظوقد الحظ •وقد يتهدد رافع السيف والسوط، : "وهذا ما يستنبط من قوله. بتفاوت هيئة اإلشارة

".فيكون ذلك زاجرا، ومانعا رادعا، ويكون وعيدا وتحذيرالى أهم جوانب النظر في السلوكيات الحركية في إفي بحثه اإلشارة الجاحظالتفت •

من ناحية، وفي ) أو المنطوق(العصر الحديث، ونعني وظيفتها في عالقتها باللفظ واإلشارة واللفظ : "الجاحظيقول . من ناحية أخرى) المنطوق(نيابتها عن اللفظ

".ا أكثر ما تنوب عن اللفظوم. شريكان، ونعم العون هي له، ونعم الترجمان هي عنهبما هي قناة –أيضا إلى مزية في اإلشارة يفتقدها المنطوق، فاإلشارة الجاحظ التفت •

تمكن من قصر المشاركة في االتصال على من تريد، بما يكون في اإلشارة -بصريةلن يكون . أما المنطوق، فيمثل قناة سمعية آلتها الصوت. من إمكان الستر والخفاء

وفي اإلشارة بالطرف : " الجاحظهذه القناة إال بظهوره، وفي هذا الصدد يقول ظهور والحاجب وغير ذلك من الجوارح، مرفق كبير ومعونة حاضرة، من أمور يسترها

".بعض الناس عن بعض، ويخفونها من الجليس وغير الجليسأسبقيته على الجاحظفي محاولة للربط بين السلوك الكالمي والسلوك الحركي، برهن •

. إلى فكرة النظر إلى السلوكيات الحركية، باعتبارها من مكمالت الكالم أو متمماته

48

وحسن اإلشارة باليد والرأس، من تمام : "في استخالص يشبه القانون الجاحظيقول .1"حسن البيان باللسان

الكالم المدون المكتوب، وتتنوع الخطوط والكتابات بتنوع الجاحظويقصد به :الخط -الثقافات والشعوب، وتعمل الكتابة على حفظ األفكار وتدوينها وانتقالها من السلف إلى

.الخلفويقصد بالعقد الحساب، وتتعدد أوجه العقد من الحساب، وعلم الفلك، والتنجيم :العقد -

.وغيرهاويقصد بالنصبة حاالت األشياء وهيأتها الطبيعية فيها، وان نقصت عن :النصبة -

ناف األربعة السالفة الذكر في طريقة داللتها، فإنها ناطقة بغير اللفظ لمن بلوغ األص .2استنطقها، ومشيرة بغير يد أو طرف

هو واضع البذرة األولى لنظرية السلوك الجاحظوبناء على ما تقدم، يمكننا القول بأن . االتصالي الحركي في التراث العربي بخاصة والتراث اإلنساني بوجه عام

: ابن جني ومشاهدة األحوال .2بابا بعنوان ) ه392ت (أبو الفتح عثمان بن جني يعقد " الخصائص"في كتاب

).باب في أن العرب قد أرادت من العلل واألغراض ما نسبناه إليها وحملناه عليها(إلى ما نسميه اآلن ابن جنيمن أهم األفكار التي تضمنها هذا الباب، هو التفات

للغوي أو السياق الخارج عن النص أو سياق الموقف، وهو ما يسميه ب بالسياق غير ا .بما يضم من أحوال شاهدة مختلفة صاحبت السلوك الكالمي) الغائب(

فالغائب ما كانت الجماعة من علمائنا تشاهده من : "الغائب بقوله ابن جنيعرف ستخفافها شيئا أو من ا: أحوال العرب ووجوهها، وتطر إلى معرفته من أغراضها وقصودها

.148- 146محمد العبد، مرجع سابق، ص ص - 1، ص 26مجلة عالمات، العدد ،)مالحظات أولية(التواصل غير اللفظي في التراث العربي اإلسالمي ،حسن الهاللي - 2

.74- 73ص

49

استثقاله، وتقبله أو إنكاره، واألنس به أو االستيحاش منه، والرضا به أو التعجب من قائله، .1"وغير ذلك من األحوال الشاهدة بالقصود، بل الحالفة على ما في النفوس

:في معرض كالمه عن الغائب ما يلي ابن جنيومن أهم ما خلص إليه على قناة اتصال واحدة، والجمع -في اإلخبار –القتصار الفرق بين ا ابن جنيإدراك -

سمعية مرئية، فسماع حكاية الحال تجعلك عارفا : بين قناتين اثنين في آن معا .بالمقصد، ولكن مشاهدتها تجعلك بالمقصد أعرف ولحقيقته أبين

إن نقل األحوال الشاهدة باللفظ أفضل في الكشف عن المعنى وتفسيره وثباته بالذهن -كذلك فإن مشاهدة تلك األحوال ذاتها ومعاينتها وحضورها تفيد أكثر مما . ن تركهام

.تفيده بسماعها فحسبإن مشاهدة إنسان عادي األحوال ذاتها، تمكنه من استيضاح المقصد، على نحو ال -

يستطيع اللغوي المتخصص تحصيله، وذلك لما في الواقعة االتصالية من مقابلة وه، ورؤية الحركات واإلشارات الدالة المقترنة بشدة العين، ومشاهدة الوج

.الخ...اإلصغاءفي تبنيه لمصطلح اإلشارة كاسم جامع لإلشارات الجاحظمع ابن جنييشترك -

.2واإليماءات والتلويحات والحركات الجسميةانطلقت من منظور بياني، بؤرته الداللة الجاحظما يمكن استخالصه أن محاولة

انطلقت من منظور ابن جني على المعنى بوسيط من الوسائط المختلفة وابانته، فإن محاولة لغوي أقرب ما يكون إلى نهج السيميائية االجتماعية، بؤرته معرفة أغراض المتكلمين

.ومقاصدهم في ضوء مشاهدة األحواللسلوكيات االتصالية الحركية اي التنبيه إلى أن تاريخ ويتكامل المنظوران السابقان ف

منذ منتصف أي في الفكر اللغوي والسيميائي اإلنساني، ينبغي له أن يبدأ من التراث العربيالقرن الثالث الهجري على وجه التقريب، سواء من حيث وظيفتها كقناة لالتصال، أو من

حيث هي إحدى المحددات الجوهرية حيث هي وسيط للداللة على المعنى بعامة، أو من .للسياق الموقفي

.149محمد العبد، مرجع سابق، - 1 153-150المرجع نفسه،ص ص - 2

50

II.3.1.أقسام لغة الجسد ود11تھا الرمزية: لقد كانت لغة الجسد بصورة عامة، والنسق اإليمائي بصورة خاصة موضوع العديد من التساؤالت العملية، التي حاولت أن توضح الكيفية التي يتشكل فيها المعنى في هذا

هذا االهتمام العلمي العديد من المجاالت المعرفية التي حاولت تفسير هذه النسق، ولقد مس .الخ...األنثروبولوجيا، اللسانيات االجتماعية، التفاعلية الرمزية، اثنولوجيا اللغة: الظاهرة مثل

واجه االهتمام العلمي بلغة الجسد في محاولته لوضع تقسيم أكاديمي للجسد كلغة :عة من الصعوبات تتمثل أساسا فيقائمة بحد ذاتها، مجمو

، وان كان )الفيديو(مشكل تقني يتمثل في ضرورة استخدام وسائل التسجيل البصري -بسيطا، إال أنه مشكل جدي على مستوى البحث من الناحية الظاهرية هذا المشكل

.حيث هناك وضعيات ووقائع بحثية صعبة التسجيلاألولى، ويتمثل في صعوبة تحديد الوحدات المشكل الثاني مشكل نظري بالدرجة -

الدالة في لغة الجسد، وكذا صعوبة تحديد دورها بدقة وعالقتها بالوحدات اللغوية التي .تشاركها في تشكيل الخطاب محل الدراسة

وعلى الرغم من هذه العقبات التقنية والمنهجية، إال أن أغلب المنظرين يتفقون على كدال يختزن في حركاته شحنة داللية رمزية، وهو األمر يتصالتشكل الجسد في الفضاء اال

الذي سيدفعنا في مرحلة أولى للحديث عن الرمزية في لغة الجسد وكيف يمكن التماس حضورها في النسق المدروس، لننتقل بعد ذلك للحديث عن أهم أقسام لغة الجسد والدالالت

.الرمزية التي تحتويها :؟لرمزية في لغة الجسدلماذا الحديث عن ا :أوال

، يعني الحديث عن نظامين من علم المالمح الجسديةإن الحديث عن علم الفراسة و فتأويل الذقن المربع بالشخصية النشيطة، واحمرار الجبين كعالمة . العالمات بالدرجة األولى

ت ومهما كان. ل بها السحب كداللة عن قدوم األمطارؤو للخجل، يتم بنفس الطريقة التي تدرجة الشرعية والصدق التي ترتبط بهذه التأويالت، تبقى هذه األخيرة تخضع للسياق الثقافي

.الذي يرى عالقة سببية مباشرة بين الظاهرة الطبيعية والمدلول الذي تحيل إليه

51

وسنحاول أن نتطرق في األول، لمفهوم الرمز و عالقة هذا المفهوم بالجسد اإلنساني .الجسد لغة انب الرمزية فيمن خالل استعراض الجو

:مفهوم الرمز في السيميولوجيا •فلسفة األشكال "في كتابه أرنست كاسيررلقد حاولت الفلسفة الرمزية التي تزعمها

أن تجد في الرمز مفتاحا لفهم طبيعة اإلنسان من خالل اهتمامها باألشكال اللغوية "الرمزيةرمزيا يواجه به اإلنسان الكون وما حوله، لتضحي هذه والفنية والميثولوجية التي تمثل وسيطا

.األشكال عبر السنين نتاج تفاعل بين عالم اإلنسان وعالم الواقعمبادئ أساسية تبرز اللغة في صورة أوسع من أنها Cassirerكاسيررلقد أورد

تشكل مجرد أداة للتواصل، فاللغة خاصة الشفوية منها، تتقاسم مع سلسلة من األنظمة التيوهذه األنظمة تتمثل في الخرافة والدين والعلم .في مجموعها أجزاء هامة من كون اإلنسان

فبهذه الوحدات استطاع اإلنسان التعبير عن الواقع الطبيعي المادي بلغة الواقع ،والتاريخأن اإلنسان حيوان رمزي في لغاته وأساطيره " كاسيرراالجتماعي البشري ومن ثم صرح

."علومه وفنونهوديانته و تحدث عن تعدد أنظمة التواصل، كما تحدث عن اللغة كاسيررو نالحظ هنا أن

بصيغة الجمع ال المفرد، وهو ما يوحي بأن لإلنسان لغات متعددة على غرار اللغة اللفظية، .الخ...لغة األشياء، ولغة العمارة،باإلضافة إلى لغة الجسد أو اللغة اإليمائية

ولو بشكل عرضي في كتابه de Saussureدي سوسير فيرديناند أشارمحاضرات في اللسانيات العامة إلى مفهوم الرمز في محاولته لتعريف الدليل اللغوي، فتحدث

على سبيل "شجرة"عن العالقة االعتباطية التي تربط الدال بالمدلول، كأن ال يحمل الدال ثم .ه التسمية هو مجرد االصطالحالمثال أي صفة تحيل على مدلولها، وأن ما يبرر هذ

إلى نوع آخر من الدالئل سماها الدالئل الطبيعية، أي تلك التي يحيل مدلولها سوسيرأشار فالمدلول اللغوي هنا يضطلع .على مدلول ثان بشكل طبيعي كداللة الميزان على العدل

بكونه ليس دائما فالرمز يتميز ":على هذه الخاصية قائال سوسيربالوظيفة الرمزية ويؤكد

52

اعتباطيا تماما، فهو ليس خاويا، بل نجد فيه شيئا طفيفا من الربط بين الدال والمدلول، فال "1يمكن أن نعوض رمز العدالة بما اتفق من األشياء األخرى كالدبابة مثال

فقد منح الرمز مدلوال شامال يتضمن كل أشكال المجاز Todorov تودوروفأما بحيث يكون للكلمة مدلول آخر غير معناها المعجمي، فكلمة لهيب مثال إذا وظفت توظيفا

بأن العالقة في صلب الرمز بين الرامز تودوروفستعاريا قد ترمز إلى الحب، ثم يعلل إيوجد أحدهما )المدلوالن لهيب وحب(وز والمرموز ليست ضرورية، إذ أن الرامز وأحيانا المرم

فإن العالقة ال يمكنها إال أن تكون سببية، واال فليس "مستقال عن اآلخر، ولهذا السبب على عدم وجود عالقة مشابهة واضحة بين الرامز تودوروفوقد استدل "2هناك ما يبرر

من جهة أخرى يرى ، و والمرموز أحيانا في دراسة قام بها عن الرمز عند الرومانسيينأن الدراسات عن الرمز، تندرج ضمن إطار واسع يشمل اختصاصات مختلفة تودوروف

إلى درجة أن األدب ميولوجيا، كاألنتروبولوجيا وعلم االجتماع والتحليل النفسي واأللسنية والسيفي حقل الدراسات السيميائية، لم يبق بمعزل عما يجري من نقاش حول الرمزية حتى أن

األدب أصبحت تعتبر الخطابات بمختلف أنواعها كأنظمة رمزية تصوغ عالم يولوجياسيم .الثقافة وتمنحه أشكاله المختلفة

فهو ينفي صفة التعميم عن الرمز ولوجياأحـد رواد علم السيمي Pierceبيـرس أما ، (Indice)والمؤشر (Icône)ويميز العالمة الرمزية عن أنماط العالمات األخرى كاأليقونة

عالمة تشير إلى الموضوع الذي تعبر عنه عبر عرف غالبا ما "الرمز بكونه بيرسويعرف يقترن باألفكار العامة التي تدفع إلى ربط الرمز بموضوعه، فالرمز إذن، نمط أو عرف أي

وهو ليس عاما في ذاته وحسب، وانما الموضوع الذي يشير إليه يتميز ...أنه العالمة العرفية

طرابلس، ليبيا، الدار صالح القرمادي، محمد الشاوش، :ر، تدروس في ا4لسنية العامة ،فرديناند دي سوسير - 1

.113 ، ص1998العربية للكتاب، 2 - OSWALD DUCROT, TZVETAN TODOROV, Dictionnaire Encyclopédique des Sciences du Langage, Edition du Seuil, 1972, P 135.

53

يميز بين ثالثة أنماط وأنواع من العالمات، بيرسوفي نفس الوقت نجد "1ة عامةبطبيعفهناك العالمة األيقونية التي تدل على موضوعها من حيث أنها ترسمه أو تحاكيه بفضل صفات تملكها مثل الصور الفوتوغرافية، وهناك العالمة اإلشارية التي تدل على الشيء الذي

أما العالمة .ذي يشير إلى الحريقتشير إليه بفضل ارتباط سببيتها بمرجعيتها مثل الدخان الالرمزية فهي تحيل إلى الشيء الذي تشير إليه بفضل قانون غالبا ما يعتمد على التداعي

أكثر العالمات تجريدا كون العالقة بين الدال والمدلول بيرسبين أفكار عامة، فهي حسب أليقونة والمؤشر ذلك أن أرقى فنيا من ا بيرسفالعالمة الرمزية عند .غير عرفية وغير معللة

دليل يحيل على الموضوع الذي يعينه بفضل وجود قانون يحدد تأويل الرمز باإلحالة "الرمز فالرمز إذن، دليل وقانون، فكل كلمة وكل دليل تعاقدي عبارة عن ... إلى هذا الموضوع

."2رمزى أنه ، وينطلق في ذلك من تحديده للدليل، علبيرسونجد تحديد آخر للرمز عند

أن الموضوع يتعلق بالرمز في العالقة بيرسيرى وانطالقا من هنا . يتشكل من عالقة ثالثيةفالرمز دليل يحيل على الموضوع الذي يعينه بموجب قانون، وفي "بين الموضوع والمؤول،

إنه هو -العادة بموجب تالزمات أفكار عامة تحدد مؤول الرمز باإلحالة على هذا الموضوعإنه ليس فقط عاما في ذاته، (Légisigne).. مط عام أو قانون أي عالمة قانونذاته ن

. "ولكن الموضوع الذي يحيل عليه هو نفسه من طبيعة عامةفهو يدرج كلمة رمز ضمن سلسلة من المصطلحات R. Barthesروالن بارت أما

، (Allégorie)وري العالمة، القرينة، المجاز الص :المتقاربة والمتغايرة في آن واحد وهيالعنصر الذي تشترك فيه كل هذه المصطلحات، أنها تحيل جميعا :"تروالن بار يقول

بصعوبة إيجاد فروق واضحة بين هذه بارتويقر "3وبالضرورة على عالقة بين طرفين

1996 ،2، الدار البيضاء، المغرب، دار توبقال للنشر ط ،مدخل إلى السميوطيقا ،قاسم، نصر حامد أبو زيد رسيزا - 1

.142 ، ص .56 ص ،1،1987ط ،، الدار البيضاء، المغرب، دار توبقال للنشردروس في السيميائيات ،مبارك حنون - 23 دار قرطبة للطباعة محمد البكري، الدار البيضاء، المغرب، :، ترمبادئ في علم ا4دلة ت،رو0ن بار -

.62- 61ص ، ص1986،والنشر

54

المفاهيم والتصورات نظرا ألنها ال تقتصر على حقل معرفي واحد، وأن كل مصطلح خاضع إلى تقديم مالمح يتم من بارت المعرفي الذي يوظف فيه، ومن ثمة يلجأ إلجراءات الحقل

، وهذه )العالمة، القرينة، الرمز المجاز الصوري(خاللها التمييز بين هذه المصطلحات :هي )غياب/حضور(المالمح المقدمة على شكل بديل

.التمثيل النفسي ألحد المتعالقين – أو ال تتضمن –تتضمن العالقة -1- .مشابهة بين المتعالقين –أو ال تتضمن –تتضمن العالقة -2- .عالقة مباشرة أو غير مباشرة) المثير واالستجابة(العالقة بين المتعالقين -3- .يتطابق المتعالقين تطابقا تاما، أو على النقيض من ذلك، يتجاوز أحدهما اآلخر -4- .ة مع الشخص الذي يستعملهانسبة وجودي –أو ال تتضمن –تتضمن العالقة -5-

بين بعض أشكال R.Galisson et D.Costeكوست .قاليسون ود.رويميز البصرية، –الرموز التي تتباين معانيها من حقل معرفي إلى آخر، ففي الطرق السمعية

يحدث وأن الصورة تتكون من عدة رموز مثل الميزان الذي يرمز للعدالة، قلب وسهم يدالن 1. على الحب

وفي النحو التوليدي فإن الرموز ،ويتعلق األمر بصفة عامة بتعيين كلمات مجردة، ومن ثمة يمكن التمييز بين (Réecriture)كلمات أو أوليات نكتب بها قواعد إعادة الكتابة

التي تتحدد بكونها تمثل (Symboles non terminaux)الرموز الالمنتهية أو المفتوحة ، )أ(مثل الجملة . " b a " " ب أ "ة إعادة الكتابة من النمط العنصر األيسر في قاعد

Les)أما الرموز المنتهية .. .(G.V) ، التركيب الفعلي (G.N)التركيب االسميsymboles terminaux) فهي ال تمثل العنصر األيسر ألي قاعدة إعادة الكتابة، بل ،

)ويرمز لها (Modalité)كيفية :تمثل كلمات من اللغة وبعض العالقات النحوية مثالmod.)أما النوع الثالث من الرموز فهي الرموز اإلجرائية ، Les symboles

opératoires) ( فهي تستعمل في تشكيل قواعد تمثل العمليات التي تتحقق أو تتجسد

1 - R.GALISSON et D.COSTE , Dictionnaire de didactique des langues, HACHETTE, 1976, P 541.

55

في قواعد إعادة الكتابة، يرمز إلى مجموعة العناصر المترابطة والمتسلسلة (+) فرمز ) .(Opération de concaténation نطقيا م

أن الرمز ال يشبه الموضوع الذي يرمز إليه J. Kristeva جوليـــا كريستيفـاوتـــرى وترى كريستيفا بأن 1"لالتصال منفصالن وغير قابلين) الرامز والمرموز(الفضاءين "وأن

فتكمن وظيفته في وظيفة الرمز في بعده العمودي وظيفة حصر، أما في بعده األفقياإلفالت من المفارقة، فالفكر األسطوري الذي يدور في حلقة الرمز يتجلى في الملحمة والحكايات الشعبية، يشتغل في وحدات حصر بالمقارنة مع الكونيات المرموزة كالبطولة

.والشجاعة والنبل والخيانةالف هيلمس فهو يؤسس للرمز انطالقا من منظور Greimas غريماسأما

Hjelmslev السطح سيميوطيقا، وهو جزء منsémiotique monoplane وعليه فإن ،الرمز ليس عالمة ويتميز عنها بكونه يدخل في نظام من المشاكلة ألنه يرتبط عادة بسياق

.وهو عكس العالمة ال يقبل تحليال تصويريا ،اجتماعي ثقافيبأن الرمز يعني بساطة غريماسئية يقر وبالنسبة لالستعماالت غير اللسانية وغير السيميا

.شيء آخر، ولذا يبدو متعدد األقطابومن بين االتجاهات السيميولوجية التي اهتمت بنظرية األشكال الرمزية، نجد مدرسة

، حيث استلهمت هذه المدرسة نظرية J. Molinoجان مولينو إيكس الفرنسية التي تزعمها نظمة الرمزية بدال من لألبدراسة سيميولوجية ولينومبيرس عن العالمة وأنماطها، فقام

وقد حصرت .أنظمة العالمات كما هو الحال في االتجاهات والمدارس السيميولوجية األخرى :هذه المدرسة الحدث الرمزي في النصوص والمأثورات الشفوية ودرستها من مستويات ثالثة

هذه المستويات بمثابة وظائف للرمز، و .المستوى الشعري، المستوى المادي، المستوى الحسيفالمستوى األول يتناول عالقة المنتج بإنتاجه، والمستوى الثاني يتناول اإلنتاج نفسه،

.والمستوى الثالث ينصب على اإلنتاج وعالقته بالقارئ

،1دار توبقال للنشر، ط المغرب،فريد الزاھي، مراجعة عبد الجليل ناظم، :، تر علم النص ،جوليا كريستيفا - 1

.23 ص ، 1991

56

وقد نشأ عن المستوى األول والثالث نظريات التقبل والتلقي خصوصا عند مدرسة كونستانس هانس روبرتو Iser فولنقنغ إيزرالتي تزعمها كل من (Konstancerschule)األلمانية

أن كلمة رمز في مجال البحوث السيميائية أصبحت صالح فضل ويرى Yauss يوصبينما "مستهلكة، ويعلل ذلك بنضوب الوعي الرمزي الذي يعتمد على عالقة التشابه بشكل ما

الشكلية بين اإلشارات نفسها خارجة بذلك عن هذا أخذت النظرة التحليلية تعني بالعالقات ومن ثمة فإن موقع العالمة في " 1الضمير الذي لم يكن يعنيه من الشكل إال ما يدل عليه

.السياق اللغوي هو الذي يحدد قيمتها من الوجهة السيميولوجية .Aشوفالييــه آالن قــربــان وجـون : ويميز صاحبا قامـوس الرموز

GHERBRANT وJ. CHEVALIER تمييزا دقيقا بين بعض المفاهيم التي تقرن بصفة فالشارة (Allégorie)والمجــاز الصـــوري (Emblème)خاطئة مع مفهوم الرمز مثل الشارة

." 2صورة مرئية اصطالحية لتمثيل فكرة أو شخصية معنوية كأن نقول العلم شارة الوطن"رمزية أو إيحائية، والمجاز الصوري من حيث هو حكاية ذات طبيعة"أما المجاز الصوري

يجلي شخوصا ذوي صفات ومالبس وأفعال -سلسلة من األحداث واألفعال -سرد ، في حين أن الرمز ال يتوفر على أي قرينة لفظية تساعد على " 3وحركات لها قيم من األدلة

.التأويلبين الرمز الفني والرمز أن الكثير من النقاد ال يفرقون عز الدين إسماعيلويرى

فحين ينظر إلى الرمز في الشعر بوصفه مقابال (Symbole Emblématique) "الشارة لعقيدة أو ألفكار بعينها يخطئ معنى الرمز الفني، أو رمزية الشعر إجماال وهو عيب يتورط

." 4فيه النقاد أحيانا، حين يقنعون بأن كذا يرمز إلى فكرة أو مذهب أو عقيدة

.452 ، ص1985، 3ط ، بيروت، لبنان، دار اHفاق الجديدة،البنائية في النقد ا4دبينظرية ،ص8ح فضل - 1

2 - J. CHEVALIER, A. GHERBRANT , Dictionnaire des Symboles, P 09. 3 - Ibid, p09.

.201- 200ص ، ص1983، 3دار العودة، ط بيـروت، لبنان، ،الشعر العربي المعاصر ،عز الدين إسماعيل -4

57

:الرمز في لغة الجسد •

فهو يدل باعتباره موضوعا، ويدل . ومن ثم فهو واقعة دالة ،إن الجسد واقعة اجتماعيةإنه عالمة، وككل العالمات ال يدرك اال من . باعتباره حجما إنسانيا، ويدل باعتباره شكال

وكل استعمال يحيل على نسق، وكل نسق يحيل على داللة مثبتة في . خالل استعماالتهإن أي محاولة لفهم هذه الدالالت واالمساك بها . سجل الذات وسجل الجسد وسجل األشياء

.1يمر عبر تحديد مسبق لمجموع النصوص التي يتحرك ضمنها ومعها وضدهافي مقال لهما تحت ب دوبوي -فرانسواز شيني فوجيراس وجوفي هذا الصدد يشير

أن كون جسدنا معطى ثقافيا بفعل الواقع، فهو نص، سواء : " إلى" خطاب الجسد"عنوان (...) أردنا ذلك أم ال، بجسدنا، إشاراتنا، وضعياتنا الجسمية، ألبستنا، حلينا نتيح القراءة

بة بالنس–فلغة الجسد تتيح . فالجسد هو، مهما يكن من أمر، موضوع عمليات حل الشفرات "2.تعيين المجموعة التي ينتمي إليها والوضعية التي يشغلها فيها -إلى كل فرد

وبذلك يتأكد أن الجسد اإلنساني يتميز في ثراءه وتميزه عن بقية األجساد األخرى فلغة الجسد لغة تتجاوز مستوى القراءة الظاهرية فقط، فهو يشكل مجموعة من . بالبعد الثقافي

.تأويلالرموز التي تتطلب ال

وانطالقا من هذا تم استثمار لغة الجسد في العديد من الفنون من بنيها الرقص ن األداء المسرحي يتضمن شبكة متعددة العناصر التي تلتقي عند أ حيث ،واألداء المسرحي

محور الممثل باعتباره مرتكز العرض وبؤرة المشهدية، وبالتالي فهو حامل خطاب العرض، بية تتجلى عبر استخدام تقنيات الجسد وتوظيف الطاقة الكامنة فيه ضمن بما يمتلكه من أسلو

صيغ تعبيرية تختزن الرموز والدالالت، ويبلغ هذا األداء مديات أوسع حينما ينحو باتجاه الشعرية ليعبر عن أدق التفاصيل بإشارات وتلميحات جسدية يمكنها أن تعوض عن اللغة

خالل المفهوم الحداثي للنص بوصفة ال يتحدد بسلسلة المنطوقة إن لم تتفوق عليها، ومن

.51ص سعيد بنكراد، مرجع سابق، - 1سوريا، دار النايا للدراسات والنشر والتوزيع، ،وجوه الجسد: االنثروبولوجيا واألنثروبولوجيا الثقافيةالزهرة ابراهيم، - 2

.65، ص 2009

58

إن "أحد أعضاء جماعة موسكو األدبية إيفانوفالجمل والملفوظات، بل إنه وكما يقول النص ال يكون بالضرورة رسالة تبث باللغة الطبيعية، لكن يجب أن تحمل معنى كامال، فقد

."1يا أو بنايةتكون الرسالة رسما أو عمال فنيا أو مؤلفا موسيق

أن كل نص يقع في مفترق طرق نصوص عدة، فيكون في "فيرى فيليب سوليرأما هذا التعريف ينسجم وما جاء به ،"2آن واحد، إعادة قراءة لها واحتذاء وتكثيفا ونقال وتعمقا

.نقاد ما بعد البنيوية الذين ركزوا في ذلك على مفهوم التناص

: ستانلي فيشفإنهم يحيلون النص إلى القارئ كما يقول ولكن جماعة القراءة والتلقي ."3إن النص ليس شيئا آو موضوعا ولكنه تجربة أو عملية يخلقها القارئ"

وفق هذه المفاهيم يمكننا أن نعتبر الجسد في المسرح نصا كونه يحمل وينقل رسائل ركي بشتى مستوياتها متنوعة ال تقوم على اللغة المنطوقة، بل يستثمر طاقة التعبير الح

منتجا أنواعا من العالمات القابلة للقراءة، وهو ما يقوم به المتلقي ليقوم بتحليلها وتأويلها، .وبذلك يتحقق جوهر النص

لقد ارتبط التعبير باإلنسان منذ إدراكه كيف يتصل بالطبيعة واآلخر لديمومة الحياة، باتريس ظهر التعبير الدرامي الذي يصفه ومع استثمار وسائل االتصال ألغراض غير نفعية

إن التعبير الدرامي مثله كمثل كل تعبير فني وفقا للرؤية "في قاموس المسرح بافيس

.08، ص1985 ،النادي األدبي الثقافي السعودية، ، الخطيئة والتفكير ،محمد عبداهللا الغذامي - 1

دار الشؤون الثقافية، ،بغداد، العراق احمد المديني، :تر ،مفهوم التناص في الخطاب النقدي الجديد ،مارك انجينيو - 2 .105، ص 1987

.19، ص 1988 الدار العربية للكتاب، طرابلس، ليبيا ، ،بحوث في النص األدبي ،محمد الهادي الطرابلسي - 3

59

الكالسيكية، إظهار لمعنى عميق أو إبراز عناصر كانت خافية، وهذا المعنى يتضح على ."1تصالالمسرح من خالل األداء الحركي والجسماني للممثل بوصفه أهم عناصر اال

وخضع مفهوم التعبير إلى تفسيرات متعددة بالنسبة للنص اللغوي فكيف األمر حين يكون التعبير عبر لغة الجسد التي تسعى لتكوين داللة موضوعية عبر مجموعة من

.التكوينات الحركية المتخيلة، وهنا تكمن صعوبة التحليل والفهم والتأويل لنص الجسد

ومع تداول المفهوم الذي تناولته النظريات الفلسفية والعلمية كون التعبير دائما يقترن بالجسد اإلنساني باعتباره الحل األمثل للمشاكل الميتافيزيقية التي عرفها اإلنسان، وأن تطور

وانتشر كليجزو ليبنيتزو ،سبينوزاهذا المفهوم يعود إلى القرن السادس عشر بفضل نظريات خدام المفهوم في أوروبا مرتبطا بنظريات علم النفس العام والفينومينولوجيا الوجودية بعد است

الذي يعد رائدا في دراسات الجسد، فهو ميرلو بونتيوأنطولوجيا الجسد التي أنجزها هوسرل .يرى في الجسد األداة الرئيسة لفهم واكتشاف العالم

الكشف عن أغوار الشخصية المراد لقد عرفته هذه النظريات بوصفه أحد عناصرتحليلها وكظاهرة عاطفية تؤدي إلى التعبير عن المشاعر واألحاسيس وكأحد وسائل االتصال

إن المجتمع " :تاداشي سوزوكيوكما يقول الباحث والمفكر الياباني . باعتباره ظاهرة ثقافيةإلنساني إلى حدودها المثقف هو الذي تستخدم فيه القدرات التعبيرية والمدركة للجسد ا

."2األفكار وتبادلة الصال إلقامة الرئيسة بالوسائل القصوى، ال من يزودنا

المستوى : إن الجسد النص في المسرح يتجلى عبر تعبيراته التي تقع في مستويينالخارجي وهو كل فعل يرتبط بالجسد وحركته ضمن بنية فضاء العرض وما يحيط به أو

كتل وشخصيات وفراغ وجمهور ومنه تنشأ حالة االتصال والعالقات يتواجد فيه من أشياء و .المختلفة بين طرفي البث واالستقبال

.03، ص 1987الجمل، أكاديمية الفنون، القاهرة، مصر، وحدة اإلصدارات، سهير :، ترطاقة الممثل ،اوجينو باربا - 1 .18، ص 2008أكتوبر 24قع الفوانيس المسرحية، علي كامل، مو :، ترالثقافة ھي الجسد ،تاداشي سوزوكي - 2

60

وهناك المستوى الداخلي الذي يركز على المتن التعبيري الذي ينجم من خالل أسلوبية توظيف الطاقة المخزونة في جسد الممثل وفقا للباعث الشعوري واالنفعالي الذي يتحول إلى

ال حركية في اتجاهات وزخم وسرعة ومسافات زمكانية يتحدد في ضوئها المستويان أفع .الداللي والشعري في لغة األداء

إن جسد الممثل يظل قابال للتكيف والخروج عن العادي والمألوف وبما يمكنه من ك إعادة بناء واقع بصري اعتمادا على مجموعة من المعطيات الفكرية والجمالية التي تشتر

إن . فيها نصوص ساندة ألداء الممثل والتي تجعل طاقته التعبيرية أكثر حضورا وتكامال نص األداء يمثل النسق األكبر لكل األنساق الفرعية الكالمية والضوئية والصوتية، من

وبهذا يكون جسد الممثل هو حامل العالمة الكبرى الدال، .. موسيقى ومؤثرات وما إلى ذلكيكون في الموضوع الجمالي الشعري الحاضر في الشعور الجماعي الخاص أما المدلول ف

بالمتلقي الذي يتواصل مع قوة اإليهام المرجعي للعالمات المبثوثة من الجسد المتحول .والمتشظي كونه نصا مفتوحا قابال لقراءات متعددة

:أقسام لغة الجسد ودالالتها الرمزية:ثانيا

انطالقا من تداخل مجموعة من الحركات تصدر عن ينتج المعنى في لغة الجسدأعضاء مختلفة من الجسد، يقوم كل واحد منها بتشكيل نسق داللي يتشابك مع األنساق

.األخرى في تشكيل نص جسدي قابل للقراءة والتأويل :ويمكن تحديد أهم عناصر لغة الجسد الرمزية، وأهم الدالالت التي تحملها هاته العناصر

:التعبيرات الصادرة عن الوجه وحركات العيون • ،يعتبر الوجه أسرع الوسائل التي تنقل المعاني من المرسل إلى المستقبل وبالعكس

ويقوم األفراد بالتواصل من خاللها ،وهي عبارة عن اإلشارات والتغيرات التي تحدث للوجهوالعبوس ،عبير عن الفرحاالبتسامة والضحك للت :مثل ،للتعبير عن أحاسيس ومشاعر معينة

موقف أو بوغيرها من التعبيرات التي تظهر مدى التأثر ... للتعبير عن الحزن والغضب

61

،االبتسامة :مثل ،إما فطرية :ن من التغيراتاوللوجه نوع. ظرف معين يتعرض له الفرد . 1وغيرها ،واشارة القبلة ،الغمز بالعين :مثل ،واما مكتسبة .وغيرها ،والغضب ،والحزن

أن إحدى الدراسات عرضت مجموعة من الوجوه المعبرة عن حاالت أبو النصروذكر من فئات مهنية مختلفة من ست حضارات ،انفعالية معينة على جماهير من الطالب والناس

لب منهم وط ) الواليات المتحدة األمريكية، األرجنتين، شيلي، البرازيل، اليابان(: هي ،مختلفةدت النتائج أن أحكام األفراد في الحضارات وأك . االنفعالية لكل صورة أن يصفوا الحالة

،االشمئزازو ،الغضبو ،الدهشةو ،الخوفو ،السعادة(: المختلفة بالنسبة لستة انفعاالت هي .2كانت متقاربة بدرجة كبيرة )الحزنو

كإطالة ،أما التعبيرات باستخدام حركات العين فهي تشمل جمع سلوكيات العين وتعتبر العيون من أكثر . وتغيرات بؤبؤ العين ،والدموع ،وحركة الرموش ،وتحاشيه ،لنظرا

للتعبير عن طبيعة ،رسال إشارات غير لفظيةإلأعضاء الجسم التي يستخدمها األفراد بين وسائل االتصال واألجدى دق األوهي من . أو نوع العالقة التي تربط بينهم ،الموقف .3نسان إلظهار ما يعتمل في قرارة نفسهبها اإلالتي يتمتع ،الكثيرة

وإذا � :معينة قال تعالى ودالالت ن في آيات تصف مواقفو العيلغة وقد ذكر القرآن الكريم

.30اآلية سورة المطففين .�مروا م يتغامزونومن ذلك ما قاله ،لما لها من تأثير على األفراد ،قد تغنى الشعراء كثيرا بالعيونوكذلك

:4عمرو بن ربيعة أشارت بطرف العين خيفة أهلهـا

إشارة محزون ولـم تتـكلم

فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا

وأهال وسهال بالحبيب المتيم

.46، ص 2007، 1دار الكتب العلمية، ط ، بيروت، لبنان،البيان بال لسانمهدي أسعد عرار، - 1، 1ط مجموعة النيل العربية ، ،، مصر)دراسة في نظرية االتصال غير اللفظي(لغة الجسممدحت محمد أبو النصر، - 2

.92، ص 2006 .159مهدي أسعد عرار، مرجع سابق، ص - 3 .288المرجع نفسه، ص - 4

62

العيون في االتصال غير اللفظي عند الرغبة في الحصول بواسطةوتستخدم مهارة التركيز .1أو معرفة ردود فعل اآلخرين حول موقف أو موضوع معين ،على تغذية راجعة

.التعبيرات الناتجة عن المسافة) 2وبين األفراد واألشياء ،بين األفراد في االتصال المباشر الفاصلةويقصد بها المسافة

المسافة ، المسافة الحميمة: (المسافة أربعة أقسام هيبيز وقد قسم ،التي تحيط بهم .2)المسافة العامة، المسافة االجتماعية، الشخصيةوكذلك باختالف ،المسافة باختالف الثقافاتيجب األخذ بعين االعتبار اختالف و

الناس مع ازدياد الفارق في وتضيق المسافة التفاعلية بين . الوضع أو المركز االجتماعي .العمر

الجنس أي التفاعل بين الرجال والنساء فإن المسافة تتسع في فيما يتعلق بمعيار أماحيث لكل من ، فقط يكون مبدأ الفصل أكثر من التفاعلف ،اإلسالميو المجتمع العربي

. 3الجنسين مجاله الخاص .التعبيرات الناتجة عن اللمس) 4 ،الخوف :مثل ،ر عن العديد من المشاعرتعب مؤثرة،يعتبر اللمس أداة اتصالية

،عدة اعتبارات لمس محكوم بقواعد اجتماعية صارمة، تسنهاوال .، وغيرهاوالحب ،والقلقفي ما هو مسموح به و .والخلفية الثقافية للشخص ،والقرابة ،والعمر ،النوع االجتماعي :مثل

في مجال التعليم فإن األساتذة يمارسون هذا السلوك فمثال. ثقافة ما محظور في ثقافة أخرىويتم ،نهال يمارسو الطالب ، في حين أنالفصول أو القاعات داخلي العالقة مع الطالب ف

.4استخدام هذا االتصال بحذر

، 2010، 1والترجمة، ط مكتبة جرير للنشر والتوزيع السعودية، ،كيف تتواصل بسرعة مع اي شخصليل الونديس، -1 .26ص

.23- 22آلن بيز، مرجع سابق، ص ص - 2 .15، ص 2000، 1دار الساقي، ط ، لبنان،لغة الجسد فؤاد إسحاق الخوري، - 3 .18ص ، مرجع سابق، أحمد بن عبد اهللا بن صقير العريني - 4

63

.التعبيرات باستخدام اإليماءات) 5قد تكون و . يع حركات اليدين والكف والكتفوجم ،ويقصد بها حركات الجسم

فهم في خر اعدة للطرف اآل، أو موضحة له، أو مسدة لالتصال اللفظياإليماءات مؤكأن األبحاث العلمية شحرور وذكرت. ز اآلخرينيحفتأو تكون مشجعة ل ،مضمون الرسالة

لذا فإن اإلشارات ،خر في الجسميفوق أي جزء آأظهرت أن لليدين اتصاال عصبيا بالدماغ خالل اليدين تزودنا بتفاصيل جوهرية منأثناء االتصال والوضعيات التي يقوم بها األفراد

هذه اإلشارات والحركات إما فرد يستخدملذلك فإن ال ،1ةة عن الحالة النفسية واالنفعاليودقيق .2ن يبوح به جهرا أ أو إلخفاء شعور باطني ال يرغب، ، أو إلثارة الشكتأكيد صحة ما يقالل ).الصوت( نظائر اللغة ) 6

، سورة لقمان "واغضض من صوتك إن أنكر األصوات لصوت الحمير واقصد في مشيك": قال تعالى . 19اآلية

،من حيث الشعور ،عن حالة اإلنسان الداخلية تنبئإن التغيرات في الصوت لذلك فإن الصوت له تأثير كبير على اللغة اللفظية في عملية ،وسمات شخصيته ،والتفكيروالتغيير في مقامات الصوت ،نبرة أو نغمة الصوت :من خالليكون ذلك ،االتصال

،ودرجة الخشونة والليونة ،وكذلك الوقفات التي تتخلل بعض العبارات ،باالرتفاع واالنخفاضإن نبرة الصوت هي التي تنقل اإلقناع في ما وراء تركيب .3ة الصوت على نمط واحدورتاب

لصوت أشد وقعا من االنفعال الذي تنقله وان االنفعال الذي تنقله نبرة ا. الخطاب الدفاعي . 4الكلمات نفسها

.42، ص 2007، 1طالدار العربية للعلوم ناشرون، ، لبنان،أسرار لغة الجسدليلى شحرور، - 1 .5، مرجع سابق، صفؤاد إسحاق الخوري - 2، ص 2008، 1دار إبداع للنشر والتوزيع، ط مصر، مركز دافنشي،: ، ترـأسرار لغة الجسدسوزان دنيس وليمز، - 3

78. والترجمة، طسوريا، دار عالء الدين للنشر والتوزيع محمد عبد الكريم،: ، ترلغة الجسد النفسيةجوزيف مسنجر، - 4 .275، ص 3،2009

64

:خالصة الفصل األوللغة الجسد نظام تواصلي شديد التعقيد، تتجاذب تركيبته العديد من المحددات الفيزيولوجية والسيكولوجية والسوسيوثقافية، فلغة الجسد كغيرها من مدونات التواصل تخضع

كونها تخضع لمبدأ اإلعتباطية في عالقة الدال بمدلوله، إال أن خاصية هذه اللغة تتمثل في ).األيقونة(بهة بين الدال والمدلول كثيرا لعالقات المشا

يدخل التواصل عبر لغة الجسد في إطار ما يسمى بالتواصل الرمزي، تكتنز لغة الجسد دالالت رمزية ذات أبعاد انثروبولوجية، أسطورية في بعض األحيان حسب منظور

ضفي طابع ما يم. تحاكي واقعا معينا، وهو واقع متغير في الزمان والمكانالنها تروالن بار .الحركية والديناميكية في الكينونة الداللية لهذه اللغة

الدراسة العلمية للغة الجسد حديثة النشأة، إال أن االهتمام بأهميتها قديم جدا يعود إبنو كالجاحظلليونان القديمة، باإلضافة إلى اإلسهامات المتميزة للباحثين المسلمين

على فكرة أساسية مفادها أن حركة الجسد لغة ذات بعد ياتوتتفق كل هذا التراث.جني .تواصلي

65

II.2. المداخل النظرية في دراسة لغة الجسد: ، ففي عام 19تعود البدايات األولى لالهتمام العلمي بظاهرة لغة الجسد إلى القرن

" التعبير عن العواطف لدى كل من اإلنسان والحيوان"كتابه تشارلز داروين م نشر 1872 . 1والذي أبدى فيه اهتماما كبيرا بلغة الجسد

أما االنطالقة الحقيقية للدراسة العلمية في هذا المجال كانت من خالل االتصال غير اللفظي، هذه الدراسات التي تطورت بعد الحرب العالمية الثانية، ففي خمسينات القرن

كيس و ث نشر كل من حي ،العشرين بدأت تظهر بعض الكتب العلمية عن لغة الجسد .م كتابا عن االتصال غير اللفظي وتضمن مالحظات عن اإلدراك1956عام روشي

م قام 1972وتواصل ظهور الكتب العلمية التي تهتم بدراسة لغة الجسد، ففي عام بنشر كتاب عن االتصال غير اللفظي، وفي سلسلة من التجارب المحكمة مهربيان ألبرت

أن يثبت أن اإلشارات غير اللفظية أبلغ تأثيرا من المثيرات األخرى، وقد مهربياناستطاع . ركز على الوجه باعتباره مصدرا رئيسا للمعلومات غير اللفظية

وبعد ذلك بدأت تظهر كتب تعنى بلغة الجسد، ولكن بشكل تخصصي، فمنها كتب ثم دخلت األبحاث في ...).بتعبيرات الوجه، وأخرى بحركات الجسد، أو لغة العيون (تهتم

لغة الجسد مرحلة متقدمة تمثلت باهتمام العلوم المرتبطة بهذا النوع من االتصال بتقديم كتب لوم، فعلى سبيل المثال من العلوم والمهن المتخصصة التي اهتمت وبحوث تخدم هذه الع

علماء النفس، والطب النفسي، : باالتصال غير اللفظي، واالستفادة منها في مجال التخصصوكذلك علماء اإلدارة، ومن العلوم التي اهتمت به أيضا األنثروبولوجيا، واالجتماع، ومن

.2جتماعيةالتربية الخاصة، والخدمة اال: المهنوقد نتج عن هذا االهتمام العلمي تنوع المدارس التي قاربت موضوع لغة الجسد، ومن

:المدارس التالية وعلم االجتماع أهم التوجهات البحثية في مجال االتصال

.18آالن وبربرا بيز، مرجع سابق، ص - 1 .71-70، مرجع سابق، ص ص مدحت محمد أبو النصر - 2

66

II..21.أو علم التواصل الحركي الكينيزياء:

نشأة وتطور الكينيزياء: أوال

في السلوك اإلنساني والحيواني بمثابة المنطلقات األولى لهذه داروينتعتبر أبحاث حول عالقة الشفرة الحركية بالتواصل شكلت التأسيس الفعلي سابيرن أطروحة أالمنهجية إال

، فجاءت أبحاث أخرى قام بها األنتروبولوجيون والسيكولوجيون والسلوكيون ينيزياءللكوقادت هذه الجهود إلى ضرورة بناء علم جديد له والمحللون النفسانيون لنظام الحركات،

ومن بين األسماء التي تذكرها .منهجيته الخاصة في البحث عن قوانين حركات الجسد جريتر و ،هالو ،ميد مرغريتو،أوزگودو ،بلومفيلدو بردويستل: في هذا الميدان كريستيفا

.ويسطون البارو ،سميثو

يات المتحدة األمريكية مع السلوكية في علم وقد نشطت هذه الحركة العلمية في الوال .1النفس، والتوزيعية في اللسانيات، وأبحاث األنتروبولوجيين

- وتعني حرفيا دراسة الحركات - Le gestuel وتهتم الحركة الجسدية أو الشخصية .2بدراسة اإليماءات والحركات والرقصات

" له كتاب في هذا الصدد فداروين. عميقةاالهتمام بالحركات اهتمام قديم وذو جذور RAY بردويستلراي ، إال أن كتاب )1873"(التعبير عن العواطف عند الحيوان واإلنسان

BIRDWHISTELL)1952 "(زياءمقدمة إلى الكيني"Introduction to kinesics سجل

.283، مرجع سابق، ص كريم زكي حسام الدين - 12 - Julia kristeva, Le geste, pratique ou communication ? in: Langages, 3em année, 1968, p 50.

67

ل علم جديد يتناو " مما سيؤدي إلى ظهور ،السبق الحقيقي لدراسة منظمة للحركات الجسدية .1"بالمعالجة ظواهر الجسد المتحرك وسلوكه المكتسب والمبنين

:تعريف علم التواصل الحركي: ثانيا

هي دراسة الحركات واإليماءات التي تستخدم كعالمات في عملية التواصل، ينيزياءالك .2سواء كانت هذه الحركات واإليماءات منفردة، أو مرفقة بخطاب لغوي منطوق

والتي kinesisمشتق من الكلمة اليونانية « La kinésique » ينيزياءمصطلح الك راي بردويستل، ويعتبر "الحركة بشقيها، حركة الجسد وحركة العواطف"تعني

BIRDWHISTELL أول من أطلق مصطلحKinesics مقاربا في ذلك النموذج .phonetics3 لعلم األصواتاألنجلوساكسوني

تخصص معرفي موازي للتحليل اللغوي يختص : " بأنها ينيزياءالك بردويستليعرف ."4في تحليل الحركات الظاهرة من الجسد

ألقى الضوء على الحركات ليس فقط من خالل بردويستلويعني هذا التعريف أن دورها في الخطاب الكالمي، وانما اعتبر أنها يمكن أن تكون طريقة للتعبير مستقلة وقائمة

.بذاتها

:بأنها أو علم التواصل الحركي La kinésique ينيزياءتعريف الكيمكن كما

1 - J.Consier, Les Gestes du Dialogue, La Communication non Verbale, la revue de Psychologie de la motivation, N21, 1996, p 130. 2 - Piere Guiraud, Le Langage du corps, Presse Universitaire de France,1980,p 71. 3- Ibid, p 71. 4- Delphine Vinchon, Gestualités linguistique et non linguistique :Approches théoriques et méthodologiques, Mémoire de Master 1 recherche , UFR SCIENCES DU LANGAGE, 2010-2011,p 16.

68

التي تدرس مظاهر التواصل في السلوك للمتعلم والمبنين للجسد أو المنهجية الميتودولوجيا " .1"خالل حركة

في أوائل الخمسينيات خالل حلقة دراسية بردويستلوتعتبر الدراسة التي قام بها جورج ن آخرين من المشتغلين بالدراسات األنثرولغوية وهما استمرت ستة أشهر مع باحثي

من أوائل الدراسات التي تناولت موضوع لغة الجسد بتعمق وبصفة سميث هنريو تريجر .متخصصة

بدراسة العالقة " يزياءمقدمة في الكن"في دراسته التي نشرها بعنوان بردويستلاهتم بين الكالم والحركة، ودورهما في التواصل وذلك من خالل اللغة اإلنجليزية التي يتكلمها األمريكيون، ودراسة الحركات الجسمية من جوانبها العضوية والنفسية واالجتماعية، وقد

.a kinésiqueLأطلق على دراسة هذه الظاهرة هذا المصطلح

اسة العالقة بين الحركات الجسمية والتواصل عندما كان بدر بردويستليعود اهتمام يقوم في أواخر األربعينات بدراسات أنثروبولوجية بين الهنود الكوتنيين الذين كانوا يعيشون في شمال أمريكا، وقد الحظ خالل معايشتهم أنهم كانوا يستعملون حركات واشارات أثناء

شارات التي يستخدمونها أثناء حديثهم بلغتهم كالمهم باالنجليزية تختلف عن الحركات واإلاألصلية، وقد توصل من خالل مراقبته للسلوك الجسمي للهنود الكوتنيين إلى عدة نتائج

:منها

إن اإليماءات واإلشارات التي تصدر عن األفراد تخضع للنظام االجتماعي أو العرقي - .للجماعة من ثم فإنها تختلف من مجتمع آلخر

سب اإلشارات والحركات الجسمية من خالل الجماعة التي يولد فيها أن الفرد يكت -بنفس الطريقة التي يكتسب بها اللغة المنطوقة، ومن ثم فإنها يمكن أن تصاحب

.تعلمنا للغات األجنبية أيضا

1- Julia kristeva,op.cit, p 48.

69

.تكتسب كل حركة أو إشارة داللتها مثل الكلمات من السياق الذي تستعمل فيه -ناولها المتكلمون ال تتحدد فقط بالكلمات المنطوقة وانما أن المعاني واألفكار التي يت -

.تساهم اإلشارات والحركات الجسمية في توضيحها وتأكيدهاأن هذه الحركات واإلشارات يمكن أن تخضع للتحليل والدراسة مثل بقية أنواع السلوك -

.1اإلنساني األخرىترك في أداء اإلشارات في دراسته وصفا كامال ألعضاء الجسم التي تش بردويستلقدم

وقد قسم هذه األعضاء . والحركات الجسمية وكيفية أدائها والمعاني والدالالت التي تؤديها .الرأس، الرقبة، الوجه، الذراع، اليد، الجذع، الساق، القدم:إلى ثمانية أجزاء أساسية هي

بجدية كما قدم لنا أيضا أبجدية مدونة تمثل الحركات واإلشارات الجسمية مثل األالصوتية المستعملة في تمثيل أو تصوير أصوات اللغة، وتمثل هذه األبجدية كل الحركات

.واإلشارات التي تصدر عن أعضاء الجسم الثمانية التي حددهاأي :المرتبطة بالتواصل para kinesicsأيضا المصاحبات الجسمية بردويستلدرس

الهيئة التي يكون عليها الجسم مثل تغير لون الوجه، كاالحمرار والشحوب، وتصبب العرق، .وارتعاش ا9طراف وغير ذلك من المظاھر المصاحبة 0نفعال المتكلم أثناء الك8م

من منهج التحليل الصوتي في ليفي ستروسوكما استفاد بعض األنثروبولوجيين مثل من نفس المنهج في تحليل ودراسة نظام بردويستل نظام القرابة، استفاد أيضادراسة

.2الحركات الجسمية، ويظهر ذلك في استعماله لمصطلحات علم اللغة

العالمة الحركية: ثالثا

مقتبسا في تحديده ردويستلب رايخاصيات العالمات الحركية كما حددها فيما يتعلق بتلك هي حالة السمات . لى عالمات تشخيصية مختلفةإننا نقع ع:"النموذج اللساني

. أنا/هو:تقارب/تباعد: التشخيصية الضميرية المتضامنة والضمائر المبنينة بشكل تعارضي

.123- 122، مرجع سابق، ص ص كريم زكي حسام الدين - 12 - - R. L. Birdwhistell, op.cit, p 103.

70

ويمكن للحركة الموسعة ذاتها أن تكثر التشخيصية الضميرية فنحصل ... ذاك إلخ/هو/هوذا ...نحن، هم، الخ: بذلك على سمات تكاثرية

نميز سمات شفوية متضامنة وسمات ضميرية دائمة الحركة، ومن بينها وبإمكاننا أن ...تحت، فوق، خلف، أمام، خالل، الخ :كما يجدر أن نذكر سمات الوجهات ،سمات الزمن

:أبجدية معيارية غير لفظية نستخلص منها مايلي بردويستلولقد وضع

)وحدة 40(ناحية الفم -1

)وحدات 6(ناحية الحواجب -2

)وحدات 10( ناحية األجفان والحواشي -3

)وحدات 5( وجهة النظر -4

)وحدة 14(حركات الرأس -5

)وحدات 9(وحدات الوجهة السلوكية األمامية -6

)وحدة 40( حركات اليدين والسواعد -7

)وحدات 7(حركات الرجلين -8

)وحدات 3(حركات العنق -9

:مقوالت والصنافات التاليةويمكن تجميع هذه الوحدات في ال

ناحية العينين وتشمل الحواجب واألجفان والحواشي -1

ناحية الفم -2

71

حركات الرأس -3

حركات النظر -4

حركات اليدين واألصابع والسواعد -5

حركات الجسم -6

والسيما وتساعد الحركات الجسدية المستقلة عن اللغة المنطوقة في عملية التواصل والتبادل .1في األعمال المسرحية والتواصل البيداغوجي

:Les Postures: هيئات الجسم

نقصد هنا الهيئة التي يكون عليها الجسم في المكان والتي نستفيد منها داخل القسم في Jamesجيمس في جمع معلومات عن ردود الفعل تجاه الرسالة والمرسل، وقد حددها

:أربع هيئات أساسية هي

.حيث تتصلب األعضاء ويميل الجسم والرأس إلى األمام: االنتباه هيئة

.حيث يدور الجسم أو الرأس في االتجاه المعاكس للمخاطب: هيئة الرفض

.وتشير إلى اعتزاز أو تكبر أو ازدراء عن طريق تقلب الجسم وارتفاع الرأس: هيئة االمتداد

.2إرادة التلقي أو االكتئاب واالنهيارحيث ينغلق مؤشرا على الخضوع أو : هيئة االنكماش

1 - A. E. Scheflen, The Significance of Posture in Communication Systems , Psychiatry, n° 27, 1964, pp328-329.

125. ، مرجع سابق، صكريم زكي حسام الدين - 2

72

مساهمات الكنيسية في البحوث حول لغة الجسد: رابعا

تعتبر الكينسية من أقدم مجاالت البحث في مجال سيميولوجيا التواصل الغير لفظي، ولقد كان لبحوثها العديد . ومن أكثر المقاربات صالبة من حيث التأصيل المعرفي والمنهجي

:التي يمكن حصرها فيما يليمن اإلسهامات

توضيح ووصف أنماط متعددة من اإليماءات والحركات التي ترتبط بثقافات ولغات )1 .مختلفة

الشكل، : وضع تقسيمات سيميوطيقية متعددة لإليماءات، وفق معايير متعددة )2 .الوظائف، المعنى والعالقات المختلفة بين الشكل والمعنى

في مختلف الثقافات في إطار قاموس توصيف شكلي وسمنطيقي لإليماءات )3 .لإليماءات

.دراسات مقارنة للوحدات الغير لغوية المتبعة في الثقافات المختلفة )4تعريف مختلف التغيرات الكينسية ودراسة معانيها، وتحديد دورها في عملية التواصل )5

.1الغير لفظي

1 - Grigorij Krejdlin, Le langage du corps et la gestuelle (kinésique) comme champs de

la sémiotique non-verbale : idées et résultats,T/ Françoise Daucé, (RGGU, Moscou),

Cahiers slaves, n° 9, UFR d’Études slaves, Université de Paris-Sorbonne, 2007, p. 1-23.

73

II. 2.2. والتقاربأالتموضعية:

المجال الزمكاني والمسافة بين المرسل والمرسل التموضعية أو التقارب هي دراسة حيث تحتل . والتقارب قناة بصرية ومرئية تحدد حدود التواصل الفضائي. إليه وكيفية تنظيمها

.المسافة التي يتخذها الجسم في الفضاء دورا أساسيا في قراءة دالالت الحركة واإليماءة

لستينيات من القرن الماضي حيث وتجدر اإلشارة أن مفهوم التقارب يعود إلى مطلع اوتعني التقارب Proximicsكلمة E.T.HALL لاإدوارد هابتكر الباحث األمريكي

Proximity أو القربNearness وقد . أحد رواد دراسة حاجات اإلنسان المكانية لاهويعدكل ضى بحثه في هذا المجال إلى مفهوم جديد عن العالقات الحاصلة بين الناس، وشبه فأ

.1منطقة بالبلد المحاط بالحدود الواضحة المعالم المحمي من قبل الجيوش

ال يقتصر استخدام االتصال األلسني على :" في هذا الصدد بيير غيروويقول فالمسافة التي تفصلنا عن ،الحركات فحسب، بل يتعدى ذلك إلى استخدامه الزمان والمكان

فهذا النوع من الكالم . متحدثنا، والزمن الذي يستغرقه استقبالنا له واجابته يشكالن عالمات .2"التقارب" Proxémique" هو المعني بالدراسة تحت عنوان

ويختلف نظام التواصل الموضعي من ثقافة إلى أخرى مما سبب كثيرا من التأويالت المنشور سنة « Silent language » "اللغة الصامتة" لاهر كتاب ويعتب. وسوء التفاهم

وقد حدد الكاتب مجموعة من المسافات الداللية . أول مصدر سيميائي في التقريبية 1959 :3وحصرها في ثمانية

.146مخلوف بوكروح، مرجع سابق، ص - 12 - Piere Guiraud, op.cit, p 102.

.215، ص 2007، 1دار األهلية للنشر والتوزيع، ط لبنان، لميس فؤاد اليحيى،: ، تراللغة الصامتةإدوارد تي هال، - 3

74

سري جدا-همس خفيف سم25إلى 20من متقارب جدا حميم-همس مسموع سم30إلى 20من متقاربفي الداخل صوت منخفض، سم50إلى 30من مجاور

-في الخارج ملء الصوت حميم

صوت خفيض، مدى سم90إلى50من حيادي ضعيف، موضوع شخصي

موضوع غير -ملء الصوت م1.50-م 1.30 حيادي شخصي

ملء الصوت وبفخامة م2.40-م1.60 مسافة عامةمعلومات عامة -خفيفةالحديث على فريق أو -مؤداة

مجموعةصوت عال ليسمعها غير م6-2.40 عبر الغرفة

المتحدث معهتحيات من -صوت عال م30-6 بما يتجاوز الحدود

رحيل الخ -بعيد

و نخطىء إذا ظننا بأن المسافة بين :"معلقا على هذه المسافات غيرويقول لوسكسونيون جفاألن: المتحادثين يحددها علم األصوات، والواقع أن تلك المسافة اصطالحية

إلى اختصارها، ) باو أمريكا وأور ( مسافة معينة بين المتحادثين، بينما يسعى الالتينيون يبقون

75

فينتج عن ذلك أن األوائل يحسون بعدم ارتياح وعدوانية تنبعث من محدثيهم الالتين، بينما .1"يخيل إلى هؤالء أن األنجلوسكسونيين باردون ومتحفظون

تبدو المسافة :" لمسافة دالليا بين الشعوبكذلك إلى هذا الرأي في تقدير ا هالوذهب والواقع أن الناس . بين المتحدثين في أمريكا الالتينية مختصرة أكثر منها في الواليات المتحدة

وبالمقابل فإن هذا التقارب يثير في . ال يحسنون التكلم بارتياح إال عن مسافة قريبة جداوينتج عن ذلك أنهم حين يقتربون منا . يةنفوس األمريكيين الشماليين عواطف جنسية وعدوان

ونحن نتهمهم . مما يجعلهم يستنتجون أننا متشامخون أو باردون وغير صادقين. فإننا نتراجعبدورنا بأنهم ينفخون في وجوهنا ويحصروننا ويرشون من لعابهم على وجوهنا حينما يتحدثون

.2."إلينا

مدة طويلة في أمريكا الالتينية عاش األمريكيون الشماليون:" هالويضيف الباحث دون أن يدركوا معنى هذه المسافات فكانوا يستخدمون خدعا شتى يواجهون بها حديث

–فيكمنون وراء مكاتبهم أو يضعون الكراسي والطاوالت أمامهم ليبقوا األمريكي . الجنوبيين ".الالتيني على مسافة يعتبرونها الئقة

لالتيني يتجاوز كل هذه الحواجز حتى يصل على مسافة ا –وينتج عن ذلك أن األمريكي " .3"قريبة توحي له بالراحة في التحدث

واذا كان للمسافة المكانية دالالت اجتماعية مهمة فإن الزمن كذلك له دالالته فإذا أخذنا على سبيل المثال أنك مدعو إلى مقابلة المدير، فانتظارك . االجتماعية والسيميائية

دل على مرتبتك االجتماعية بالمقارنة بين شخص أتى بعدك ليرى المدير، فإذا وقتا طويال يهذا األخير يخرج من مكتبه ويستقبله استقباال حارا ويدخله في الفور بينما يترجاك أن تنتظره

1 - Piere Guiraud, op.cit, 113. .218إدوارد تي هال، مرجع سابق، ص - 2 148 . ، مرجع سابق، صكريم زكي حسام الدين - 3

76

بعض الوقت أو يرجىء لقاءك إلى وقت آخر، كل هذا دليل على وجود تراتبية اجتماعية ندرك إلى أي مدى يعير " غيروويقول . ئات والطبقات االجتماعيةوتفاوت بين األشخاص والف

الداعي إلى حفلة اهتماما باستقبال الزائرين، حين يصرف أوقاتا متفتاوتة في استقبالهم .بحسب مرتبتهم االجتماعية

ويمكن على سبيل . وهذا الزمن هو اصطالحي محض ويمكن أال يتخذ أبعادا مهمةأن ينتظر مدة تصل إلى ثالثة أشهر قبل أن " موغول الكبير" بلد المثال، لسفير أجنبي في

.يستقبله الملك كما يمكن للنساء أال يقبلن مدائح المعجب بهن إال بعد تمرين دقيق

فالمسافة . وللزمان والمكان دورهما الداللي في االحتفاالت، والمواكب والمآدب الكبرىادثين ويمكن أن تتراوح هذه العالقات بين هي العالمة على العالقة القائمة بين المتح

.1"المتحفظة والحميمة بحسب قرب أو ابتعاد المتحادثين

مجموع المالحظات والنظريات المتعلقة باستعمال " وهكذا تدل التموضعية على .2"اإلنسان للمجال من حيث إنتاج ثقافي خاص

التي تربط المتكلم ويعني كل هذا أن التموضعية هي دراسة للمسافة الزمكانية .بالمستمع، وبتعبير آخر دراسة المسافة الموجودة بين المتواصلين وتموضعهم في المجال

ليست اعتباطية، بل هي غالبا ما هالإن المسافة التي تربط بين المتواصلين حسب تكون خاضعة لمجموعة من المعايير والضوابط والقواعد، فهناك أنواع من المسافات ذات

، فهناك مسافة ودية تسمح بإجراء )كنا قد وضحناها في جدول المسافات(معينة دالالتحديث ودي بين شخصين، وهناك مسافة شخصية تكمن من مالحظة سلوك الشخص المخاطب، ومسافة اجتماعية تستوجب وجوب حاجز أو فاصل بين المتواصلين كمكتب أو

1 - Piere Guiraud, op.cit, p p 117-118. 2 - Paolo Fabbri, Considérations sur la proxémique, In: Langages, 3e année, n°10, 1968. pp. 65-68.

77

مية مقتربة عندما يكون عدد شباك يؤشران على عالقة غير شخصية، وهناك مسافة عمو .المتخاطبين محدودا ومسافة عمومية مبتعدة عندما يكون عدد المخاطبين كبيرا

المدرس ينظم المسافة بينه وبين التالميذ، ففي القسم تكون المسافة عمومية مقتربة إنرك مادام عدد التالميذ محدودا إلى حد ما، حيث ينتقل األستاذ حرا من مكان إلى آخر ويتح

بطالقة، فتارة يجلس في مكتبه أو وراء التالميذ أو متجوال بين الصفوف أو واقفا في مواجهة التالميذ، بينما المخاطبون يتموضعون في مجال ثابت على كراسيهم دون تغيير لتموضعهم

أما في المجال الجامعي، فالمدرجات دليل على المسافة العمومية البعيدة بغض . المكانيالعدد الكبير للطلبة، مما يعطي قيمة لمضمون اإلرسالية اللغوية التي يلقيها النظر عن

المدرس الجامعي مع تقلص السلوك غير اللغوي، أي هيمنة ما هو معرفي على ما هو .وجداني

و ترتبط المسافة بين المتواصلين أساسا بالتموضع داخل المجال والتموقع فيه، أي دالالت عن يا وانما يحمل دالالت سيكواجتماعية،فاختيار األماكن ليس أمرا اعتباط

فاختيار . العالقة الوجدانية بين المتواصلين أي عالقة الفرد بالجماعة على مستوى التواصل :تلميذ لمكان معين داخل الفصل الدراسي يؤشر على الجوانب التالية

.ختفاء أو المنافسةكإحساس التلميذ بالتهميش والرغبة في الظهور أو اال: جانب نفسي -أ

يتعلق بعالقات التلميذ الذي اختار مكانا مع التالميذ أو مع المدرس : جانب وجداني -ب .بناء على عالقات الزمالة أو المصلحة أو المنفعة

يغير التلميذ مكانه من مادة إلى أخرى ، حيث يكون أكثر نشاطا : حوافز المادة وأهدافها -تمناسب في مادة محبوبة لديه على عكس مادة ينفر منها، ويميز و تحفيزا واختيار للمكان ال

78

وجه لوجه مع -ظهر لظهر - جنب لجنب - وجه لوجه: بين التموقعات التالية سكوفتشكي .1وجود فارق

يحدد في كتبه الالحقة فهالوعليه، فالتموضعية هي علم الفضاء اإلنساني، التموضعية كمجموعة من النظريات والمالحظات المتعلقة باستعمال اإلنسان الخاص

في مقاله القيم ) التموضعية( ويوضحها . ستعمال االجتماعي والثقافياالللفضاء، أي دراسة للطريقة التي يبنين بها اإلنسان ال ) " PROXEMICS( 1968المنشور في سنة

سافات المحترمة بين الناس في اتفاقاتهم اليومية، مالحظة الم: شعوريا الفضاء المصغر .2"وتنظيم الفضاء بواسطة اإلنسان في بيته ومدينته

أن " DE LANDSHEERE ET DELCHAMBREدوالندسير ودولشمبرويقول التفاعالت اللفظية أو غيرها تتموقع، في فضاء من شواغله األساسية تقديم إطار أولي

ل بين فردين يتواصالن ليست اعتباطية أو بدون جدوى إنها أن المسافة التي تفص: دالليتشكل من التفاعل الناتج عن مسافة محترمة أو فاصلة، واألخرى تعني التقارب الضروري

. 3"الحاصل عن تقارب العالقة الفيزيائية

كل فرد :"يروقخاصة لهذه اإلشكالية حيث يقول وقد خص علماء العادات أهمية ن حيث ال يمكن تحمل أي تدخل غير قانوني من طرف الجار، كامن الميعطي لنفسه فضاء

المواجهة وتجنب المتشابهات أو المساواة، إن : هذه المسافة الفردية تلخص ازدواجية المحاولةإن هذا النمط من ... الهروب تحدد فضائية الذوات أو مجاليتها/أهمية الناتج عن المواحهة

:تناسب نوعين من التنظيم) أخوذةأن هذه المساحة الم( المسافة

.الخضوع/الهرارشية أو التراتبية االجتماعية، حيث العالقات تتحكم فيها عالقات الهيمنة -

1 - Matthieu Chassang, Le langage silencieux, Université Paris-Dauphine, Master 124 Comptabilité Management, 2007 – 2008, p p 4-5.

.152، مرجع سابق، ص الدين كريم زكي حسام - 23 - Paolo Fabbri, op.cit. p 67.

79

والوطنية حيث الذوات تطالب بملكية وشرعية األرض التي استحوذت عليها أو تشغلها - .1"أو تدافع عنها

أن في وضعية المقابالت تكون sommerسومروقريبا من اهتماماتنا الحالية يرى المسافة بين المتواصلين قائمة وجها لوجه، بينما في وضعية التعاون والمشاركة الجماعية

.2تكون مسافة المتواصلين قائمة على جنب إلى جنب

ما يمكن أن نخلص إليه في هذا اإلطار، هو وجود اختزان داللي في عناصر المكان إن هاته الدالالت تمثل العامل المحدد في عملية لتواصل، والزمان التي يختصرها سياق ا

أو بمعنى آخر أن . تحديد طبيعة العالقات البنيوية التي تربط الدال الفضائي بالدال اللسانيداللة المكان والزمان هي اإلطار المرجعي الذي يتم من خالله تحديد عناصر الداللة في

.الخطاب اللساني

1 - Paolo Fabbri, op.cit, p 69. 2- Ibid, p 72.

80

:خالصة الفصل الثاني

قدمتها التي تعددت التخصصات العلمية التي اهتمت بلغة الجسد، إال أن اإلسهامات طريقة علمية بردويستل من خالله م على غرار توجه الكينيزياء الذي قد مدارس التواصل

لتقطيع حركة الجسد على مستويات دالة وأخرى غير دالة بنفس الطريقة التي يتم من خاللها .اللفظيةتقطيع اللغة

قراءة في دالالت المسافة وتموضع الجسد في ادوارد تي هال وفي نفس السياق قدم باإلضافة إلى استثماره في الزمن وتموقعه بين . عالقته بطبيعة عملية التواصل وحدودها

الصمت باللغة اللفظية من وعالقة . فواصل الصوت في تحديد عالقة األول بالثاني من جهة .جهة ثانية

ارفنج كما ينبغي اإلشارة إلى إسهامات علم االجتماع، وعلى وجه الخصوص أعمال الذي حدد دور المجتمع في تحديد مجال اشتغال اإليماءة في أنساق التفاعل جوفمان

.وهو ما أطلق عليه اسم ترويض الجسد. اإلجتماعي المختلفة

81

II.3.المسرحائية لغة الجسد في سيمي:

II.1.3. المسرحنشأة وتطور:

نفكر في نوع خاص من الترفيه، أو في مبنى معين معد " مسرح"عند ذكر كلمة ويأمل البعض في قضاء وقت ممتع مع الضحك، أو . ومجهز لتقديم هذا النوع من الترفيه

والمسرح، مثله مثل كافة الفنون، ترجع نشأته إلى . قصة شيقة للهروب من مشقة اليوم . أثير على الطبيعة بقوة إرادة اإلنسان، واحالة األفكار إلى أشياءالسحر، أي إلى محاولة الت

التي تعني مكان " "Théatronمأخوذ من الكلمة اليونانية " المسرح"مصطلح وتطلق كلمة مسرح أساسا على المبنى الذي يضم خشبة للتمثيل ومكانا 1.المشاهدة

.للمشاهدين كما يمكن أطلقها على المكان المحدد إلقامة عروض مسرحية

:تعريف المسرح:أوال

ترتبط التعاريف التي تناولت المسرح بصورة أساسية بالسياق التاريخي الذي ظهرت ولكن بالرغم . الفكرية التي تناولت المسرح من ناحية أخرىفيه من جهة، وبتضارب التيارات

من هذا ال يمكن الفصل بتاتا بين ماهية المسرح وأهدافه، ألنه يمثل جزءا كبيرا في عملية .تحديد تعريف هذا األخير

في أرسطوومن أول التعاريف التي قدمت للمسرح، ما جاء به الفيلسوف اليوناني ، وهو ما يفهم منه 2"المسرحية محاكاة لعمل: " عندما قال « Poeticas »" فن الشعر"كتابه

، "التمثيل"الذي يعني " المحاكاة"أن المسرحية هي تمثيل للحياة، وهو ما يشير له مصطلح .وبالتالي فالعمل المسرحي يقوم على تمثيل حادثة حقيقة أو متخيلة

1 - Patris Pavis , Dictionnaire du théâtre, édition Sociale , Paris , 1980 ,P240 . والنشر، للطباعة فرنكلين مؤسسة نيويورك، حطاب، صدقي :تر ،المسرحية فن ، بنتلي إيدس و جيرالد ميليت ب فرد - 2

.13ص ،1966

82

لواسع الذي يتفاعل فيه ماالفضاء ا: " فيعرف المسرح على أنه عبد اهللا الخطيبأما في أسس المجتمع من أفكار مختلفة وما تضطرب من رغائب في النفس البشرية، هذا يمور

"1.في مسرح الرؤية المنطقية للواقعومن خالل هذا التعريف يمكن أن نستنتج أن هذا المنطلق يعتبر المسرح مرآة عاكسة

جمع العمل المسرحي الشقين المنطقي لحقائق وواقع المجتمع، ويحرص في نفس الوقت أن ي .والفني

في تعريفه للمسرحية فهو يقارنها بالقصة والرواية ويميز كل أحمد أمينفي حين قدم واحدة عن األخرى، فالقصة ما كانت قصيرة، والرواية ما كانت طويلة، والمسرحية ما كانت

.رواية تمثيليةوالمسرحية . لرواية ألنها نشأت قبلهاومن الناحية التاريخية كانت المسرحية تسبق ا

ليست أدبا خالصا، بل هي فن مركب يتكون من الفن األدبي واإلخراج المسرحي واألداء . 2التمثيلي

ويركز هذا التعريف على خصائص المسرح فهو يتكون من أدبية نصية من جهة والعرض .المسرحي من جهة ثانية

فيرى أن المسرح وسيلة ومن وسائل النشر الثقافي، ويصفها بأنها الشاذلي القليبيأما قوية جدا وبأنها متصلة أساسا بالجمهور، فبالنسبة له يعتبر الجمهور العمود الفقري للمسرح،

.3فإن لم يوجد الجمهور لما وجد المسرحهذا التعريف يلقي الضوء على جانب آخر من جوانب المسرح، ويتعلق بالوظيفة

.قيفية التي يلعبها المسرح باعتباره وسيلة من وسائل االتصال الجماهيريالتثفقد أكد أن المسرح ليس مجرد مكان لعرض يوجينيو باربراأما المخرج المسرحي

يقدمون " جزيرة الحرية"هو -فرقة أودين –الجماليات والتسلية، فالمسرح بالنسبة له ولفرقته

.83، ص 2001 العامة، الثقافية الشؤون دار بغداد، ،والثورة الدموع وملح الضحك اهللا الخطيب ، عبد - 1 .148، ص 1992 للنشر، موفم الجزائر، األنيس، سلسلة ،األدبي النقد أحمد أمين ، - 2 للنشر، التونسية الدار ،تونس حضاري، رهان الثقافة ، الحقيقية وقضاياه المسرح وظيفة ، القليبي الشاذلي - 3

.132،ص 1978

83

في هذا اإلطار أن المسرح فضاء من الحرية التي يوجينيوويرى . 1من خاللها تكثيفا للواقع .يتفاعل فيها الممثل مع الجمهور

وانطالقا من هذه التعاريف التي يتناول كل منها جزءا، أو باألحرى تخصصا معرفيا ، هذا التفرع يدفعنا للقول أنه من )، الثقافة، التواصلفنون األداءاألدب، ( يرتبط بالمسرح مفهوم دقيق للمسرح يضم في حيثياته مختلف الجوانب المتعلقة بالمسرح كفنالصعب تحديد

.من ناحية أخرى ، وتخصص معرفيمن ناحية

:التطور التاريخي للمسرح:ثانيا

في األزمنة األولى من المسرح كان كل فرد ممثال، وال تفرقة بين الممثل وبقية القبيلة، مؤدين : مكانا مقدسا، وكان الحاضرون نوعينوكانت منصة التمثيل . والدنيا هي المسرح

. ديندومر

ولقد كان لتطور الدراما دور جوهري في تطور المسرح، فبكل تطور ينتقل المسرح من الدراما بوصفها سحرا، والدراما : مستوى لمستوى آخر، ومن المراحل التي مرت بها الدراما

. 2بوصفها أدبا، والدراما بوصفها علما بوصفها دينا، والدراما بوصفها زخرفة، والدراما

فنون لكن هذا التحليل ال يعني أن الدراما هي الفن الوحيد الذي يقوم عليه المسرح، فو المسرح فنون متكاملة ، وليس منها فن يمكن أن يقوم بنفسه، بحيث ال تربطه ببقية الفنون

لفنون، أن يلم إلماما كافيا المسرحية األخرى رابطة ، ومن ثم ال بد لمن يدرس أحد هذه افالممثل يجب أن يتعرف بعمق على تاريخ المسرح، منذ أن . ببقية الفنون المسرحية األخرى

وتاريخ المسرح يشمل نشأة التمثيل، منذ أن كان . نشأ قبل العصور التاريخية حتى اليومإلنشادية الراقصة، رقصا بدائيا، وانشادا دينيا، ثم تطوره بعد ذلك مع تطور األغنية ا

.133ص مرجع سابق، ،الشاذلي القليبي - 1 . 30، ص 1959، مصر ، سلسلة فنون األدب العربي ، دار المعارف ، لفن التمثيليامحمد مندور ، - 2

84

بول لها، حتى ظهرت المسرحية، التي حولت نواة هذه األغنية، ومصاحبة الموسيقى ودق الط . التي كان البدائيون يتعبدون بها، لخالق الكون المحيط بكل شيء

واذا كان الممثل في حاجة إلى تلك المعرفة ببدايات فكرة المسرح ليجيد تمثيله، ألنه المهندس المسرحي األكبر، الذي يرسم كل شيء، ويضع لكل ،فالمخرج أشد حاجة منه

. حركة تقديرها

إن المسرحية أو الدراما، من الرقص البدائي إلى التمثيلية الحديثة، ومن الطقوس ، كل ذلك في "الصور المتحركة"الدينية إلى التمثيل الدنيوي، ومن المأساة اليونانية إلى

لذلك ال ". الدراما"أو " المسرحية"وعن " المسرح"ل تعريفا عن مظاهره المربكة المحيرة يسج . 1يمكن االهتداء إلى تعريف محدد للمسرح الذي هو ملتقى كل الفنون

الرقص أقدم الوسائل التي كان الناس يعبرون بها عن انفعاالتهم، ومن ثم كان يعتبر الحديث بالرغم من النواهي الخطوة األولى نحو الفنون، بل إن اإلنسان المتحضر في الزمن

والمحظورات التي يتلقنها، وروح التحفظ التي يشب عليها، يعبر عن انفعاالته المفرحة بطريقة غريزية، واإلنسان البدائي، بالرغم من فقر وسائله التعبيرية، وقلة محصوله من أوليات

ي الحركة الرتيبة الكلمات المنطوقة، كانت وسيلته الشائعة في التعبير عن أعمق مشاعره هواذا كان القمر والشمس يطلعان ويغربان في نظام ثابت، وكانت ضربات قلبه . الموزونة

دور يعكس بها ما يلضربات إيقاعية، فقد كان طبيعيا لهذا السبب أن يبتكر الحركة اإليقاعية . 2داخله

قص، فإن التأريخ واذا وقفنا على النواة األولى لبدء فكرة المسرحية أو الدراما وهو الر لم يجلب الكثير عن المسارح ذاتها، حيث ال نستطيع االستنتاج إال شيئا قليال، حيث كانت

،1ط ،دار الفارابي توفيق المؤذن ، بيروت ،: رت ، ألف عام وعام على المسرح العربي تمارا الكسانروفا بوتنتسيفا ، - 1 . 43، ص 1981

.32، ص 1970، لفكرامنشورات مكتبة ليبيا، ، قضايا مسرحيةلمجراب ، اعبد الحميد - 2

85

تقام االحتفاالت في الطرقات وفي الدروب، حيث يلتف العامة حول مقدمي تلك العروض وهؤالء العامة من يمكن أن نطلق عليهم الجوقة، والراقصين من يمكن أن نطلق . الراقصة

على أن ثمة عادة من عادات الرقص الظاهرية انتشرت انتشارا ملحوظا . ليهم الممثلينعشيئا هو Anthologicalوهي عادة استعمال األقنعة، إننا ال نجد في المتاحف االثنوجرافية

أكثر استرعاء لألنظار من األقنعة ذات األلوان الصارخة التي كانت تستعمل في الطقوس . 1الدينية

حاول من خالل النقاط التالية تحديد أهم المحطات التاريخية التي مر بها المسرح وسن :في تطوره سواء على المستوى الكرونولوجي الزمني، أو على مستوى المضمون

:2المسرح عند ا,غريق •

ق م، أول كتاب المسرح العظام من المبرزين في معركتي 456 - 525 جوكان ، فلم يكن الرجل منشغال بتوافه األمور، وال "Salamisسالميس "و Marathonماراثون "

راغبا في توفير التسلية للجمهور بل كان لديه من األفكار والتجارب ما يريد إشاعته واشراك والظن أنه كتب تسعين مسرحية . الناس فيه، فكانت مسرحياته بعيدة المدى، عظيمة التأثير

الضارعات، والفرس، وبروميثيوس،و سبعة ضد طيبة، : لم يبق لنا منها غير سبع وهيأجاممنون، وحامالت : واألورستايا هي فى الواقع ثالث مسرحيات. ومصافدا، وأورستايا

. القرابين، وربات اإلحسان المنعمات

ثاني أبرز ( ،الكتاب المسرحيين من أعظم ق م، كان 406 - 496 سوفوكليسأما وكاد يبلغ في حياته الخاصة وفي أعماله مرتبة ،)اإلغريقثالثة من كتاب التراجيديا عند

الكمال، حيث ظلت مهارته الحرفية معيارا للكتاب المسرحيين ومثال أعلى لهم طوال خمسة وعشرين قرنا تقريبا، حيث اتسمت أعماله بالعمق في التفكير والثراء في التعبير والحنكة في

.51، مرجع سابق، ص تمارا الكسانروفا بوتنتسيفا - 1 .1انظر الملحق رقم - 2

86

والموضوع األساسي لمسرحياته يدور حول .الدرامي صناعة التوتر المسرحي واثارة التهكمإنسان قوي في صراع مع القدر يختار دوما نمطا من السلوك ال تقره الجوقة وال الشخصيات

كما حدد سوفوكليس عدد أفراد الجوقة بخمسة عشر واستخدم الخلفيات .الثانوية األخرىأوديب ملكا، والكترا، وأوديب : وكذلك بقيت لنا من أعماله سبع مسرحيات وهي .المرسومة

. في كولون، وأجاكس، وأنتيجون، والتراقيات، وفيلوكيتيس

ويرى الكثيرون أن أوديب ملكا هي أكمل مسرحية كتبت على إطالق المسرح منذ رض له في كتابه نموذجا لكثير مما تع Aristotle أرسطو نشأته حتى اآلن، وقد عدها

، وقد امتدحها، خاصة حبكتها المشتبكة، وأحداثها المنسوجة بترابط، "فن الشعر"النقدي . ووضوح الدوافع

، ويكفي لإلشارة "ق م 406 - 484 يوربيدسأما آخر كتاب التراجيديا الكبار هو بشأنه بعض األقوال الشائعة سوفوكليسو أسخيلوس إلى بعض الفروق األساسية بينه وبين

فيكتب يوربيدسعن األبطال، أما سوفوكليسعن اآللهة، وكتب أسخيلوسكتب "مثل، ". عن البشر

أسخيلوسوال أدل على العالقة بين الكاتب المسرحي وبيئته من اإلشارة إلى ، فقد ولد األول في أسرة غنية وثرية لها قدر ومكانة، وعاش أيام معركة ماراثون، يوربيدسو

فقد كانت حياته نقيضا تماما لما عاشه يوربيدسأما . أثينا شابة مليئة باألملوقتها كانت وقد وصلنا من مسرحه . ، وعكست مسرحياته بوضوح الظروف التي أحاطت بهأسخيلوس

أفيجينيا في "، "هيبوليتس"، "النساء الطرواديات"، "ميديا"، "إلكترا: "ثماني عشرة مسرحة أشهرها . 1"أوليس

: والسمات الرئيسة للتراجيديا اليونانية هي مجموعة من الخصائص اآلتية

. 23، ص 1972منشورات اتحاد الكتاب العرب ، ، ، دمشقمن أين إلى أين ..المسرح العربي سلمان قطاية ، - 1

87

ليس من الالزم أن تنتهي التراجيديا اليونانية دائما بموت الشخصية الرئيسة أو الممثل . أ . دائما، موضوع جدي له قدر وحجم أرسطواألول، أما الموضوع فهو، كما أشار

اليونانية ما يزيد قليال على الساعة، فاألورستايا تستغرق الواحدة من التراجيديات . ببمسرحياتها الثالث تستغرق تقريبا الوقت نفسه الذي يستغرقه تمثيل مسرحيتي

وقد تلقي هذه الحقيقة بعض الضوء على مشكلة ". الملك لير"و" هاملت: "شكسبيرالزمن تستلزم فوحدة . الوحدات الكالسيكية الثالث التي طالما كانت موضوعا للمناقشة

أن تقع األحداث في يوم واحد، ووحدة المكان تستلزم أن تنحصر األحداث في مكان . واحد، ووحدة الفعل تستلزم أال يكون في المسرحية غير حبكة مسرحية واحدة

يتضح مباشرة، لمن يقرأ التراجيديات اليونانية، أن الجوقة تؤدي فيها دورا كبيرا، وهي .جن أجود الشعر في التراجيديات اليونانية، بل سمح لها باالشتراك في تنفرد بالكثير م

. الفعل الدرامي، وتحمل مسؤولية التعبير عن الكثير من األفكار واآلراء

جيديا أن تؤدي لهم دورا خاصا، هو تحقيق تطهير الروح عن اغريق بالتر قصد اإل. د .1يفهم معنى هذا الكالم تماما طريق الشفقة والخوف، وال يستطيع أحد أن يجزم بأنه

أما الكوميديا اإلغريقية فقد كانت لها وظيفتها الخاصة، حيث ارتبطت في أصلها بطقوس الخصب والتناسل البدائية، وهو ما يفسر لنا الكثير مما نجده فيها اآلن ونعده خروجا

.عن حدود األدب والذوق

عياد مرحة كان اليونان أ هيو ،ب والخمرإله العن وتعود الجذور األولى للكوميديا إلى يجتمعون فيها فيأكلون ويشربون ويغنون سائرين في مواكب على رأسها مغن يغني وبقية افراد الموكب يرددون غناءه او يجاوبونه وكان موسم تلك األعياد في الشتاء، حول آخر يناير

نان الخمر التي عصروها وأول فبراير ففي ذلك الحين كان الفالحون يحملون الى آثينا د .ولهذا سميت تلك األعياد باعياد العصير

.85ص ،2001 ،1دار الوفاء ، ط مصر، ،مدخل إلى علوم المسرحأحمد زلط، - 1

88

فأعياد العصير اذن هي االصل الشعبي للكوميديا االغريقية كما ان اعياد العنب كانت التراجيديا بعد الجني حول . االصل الشعبي للتراجيديا فكال الفنين قد نشأ من عبادة باكوس

العنب في الجفاف فيبكون الهه والكوميديا عندما يبيعون شهري نوفمبر وديسمبر عندما يأخذ العصير فيعبثون ويمرحون الى جانب هذين العيدين نشأت اعياد كبيرة في آثينا كانت تقام

وقد بلغت من الشهرة . التراجيديا والكوميديا: في شهر مارس وكثيرا ما كان يجتمع فيه الفنانتى ان الكثيرين من االغريق كانوا يأتون من جميع في بالد اليونان كافة مبلغا عظيما ح

.المدن لحضورها

كانت الكوميديا اذن تمثل في اعياد العصير ولقد اصبحت فنا ادبيا في آثينا في القرن الخامس قبل الميالد وكان ظهورها في هذا المظهر متأخرا عن التراجيديا بنحو ثالثين أو

458هو ان الدولة لم تنظم مسابقات الكوميديا اال قبل سنة أربعين سنة اذ ان الثابت تاريخيا .م بقليل. ق

، فجعل منها أريستوفنسولكن وظيفة الكوميديا قد تبدلت حين وصلت إلى أيدي سوطا قويا لمهاجمة الحماقات االجتماعية والسياسية، و أصبحت ال تختلف كثيرا عن

. العروض الفكاهية الساخرة المعاصرة

ق م، الكوميدي الوحيد في عصره إال أنه 388 - 450 ريستوفنسلم يكن أوان كان، باتفاق الجميع، أعظمهم، وهو كذلك الوحيد الذي بقيت لنا من أعماله عدة مسرحيات

إنه رجل . في نصها الكامل، وكان يمتاز ببراعة مدهشة، وقدرة فائقة على الفكاهة والسخريةومن عجب أن يكون ذلك . ، ويتهكم على كل شيءال يتردد في أن يسخر من كل شخص

. الرجل محافظا يجاهد في سبيل عودة األيام القديمة، وعدوا لكل ما هو تقدمي أو جديدأسماءها مما تمثله الجوقات " السحب"و" الدبابير"و" الضفادع"واستمدت معظم مسرحياته مثل

. 1ة ومرحفيها، وكان لها دور كبير فيما تقدمه المسرحيات من بهج

.78، ص 2001، 1مركز اإلسكندرية ، ط ، مصر،) تاريخ النقد ونظرياته(في النقد المسرحيأحمد صقر، - 1

89

كان المسرح اإلغريقي قد وفق إلى شتى يوربيدسو أسخيلوسفيما بين عهدي اصطالحاته، سواء الخاصة بالجدار الخلفي نفسه أو بمختلف ملحقاته الثانوية، وبدا الطريق

. ممهدا أمام تطور بلغ ذروته في األزمنة الرومانية حيث المسارح المحكمة واإلخراج المتقدم

فضل التقدم األول الحقيقي من حيث المناظر المسرحية أسخيلوسلى وال يرجع إوآليتها فحسب، بل هو أول من أدخل على المسرح الزي المعين لكل ممثل أيضا، أو باألحرى هو الذي قد قرر في وضوح ما كان مستعمال من قبل زيا في عبادات ديونيز،

. ستعار من ديانة ديونيز وشعائرهفالقناع أو الثوب ذو الكمين أو الحذاء العالي م

. وقد تأثر الزي في المسرح اإلغريقي، في طابعه الديني وطابعه غير المألوفوالمسرح، عبر تاريخه، كان مجذوبا نحو الزي الغريب، الذي يساعد بحكم طبيعته الخاصة

ي يغطي وثمة تفسير آخر هو أن الزي الذ. على نقل المتفرج من عالمه إلى عالم أخر مثاليجسم الممثل من أخمص القدمين إلى الرأس، حتى ال يعرفه أحد، كان يجبر الممثل على أن

. 1يتخلى عن شخصيته، في سبيل تمثيله خصائص حياة أرقى

:مسرح القرون الوسطى •

عرفت أوربا في الفترة الممتدة بين القرن العاشر ونهاية القرن السادس عشر ميالدي نشاطا مسرحيا لم تعرفه من قبل، إذ غلب على المسرحيات الجانب الديني حيث عرفت القرون الوسطى سيطرة الكنيسة على الحياة السياسية ومحاولة إبعادها للسلطة السياسية في

ثقافية واألدبية، فمارس القساوسة التمثيل، وكتبوا في الفن المسرحي كل المجاالت وبخاصة ال :ألهداف دينية بحتة، وقد تميز هذا المسرح هو اآلخر بمجموعة من الخصائص منها

اعتماد الكنيسة على المسرح لتنوير عقول المسيحيين، واظهار الجوانب المضيئة • .في الدين

، ص 1988سوريا، منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد القومي، ، أحمد حيدر :تر ،نظرية الدراما الحديثة ،بيقي زوندي - 136.

90

ني التي تصور عالقة اإلنسان بخالقه، االعتماد على المواضيع ذات الطابع الدي • 1.وتروي قصص دينية

كانوا ، 9ن القساوسة Théâtre Poétiqueالجنوح إلى المسرحية الشعرية •

.يعتقدون أن المبادئ الدينية والروحية المثالية 0 يقوى عليھا غير الشعر

عبر ونستطيع القول أن المسرح كغيره من الفنون األخرى، قد عرف تطورا ملحوظا .العصور السابقة، سواء على مستوى الشكل أو الموضوع

:مسرح عصر النھضة •كان التطور الذي عرفه مسرح عصر النهضة تطورا خاصا، خاصة على مستوى بنية

في تصميم المناظر ساريو، أين نجح الفنان Structure de théâtreالمسرح في تطوير دور اإلضاءة في التعبير عن سبايتيالمصاحبة للعروض المسرحية، كما وفق

2.مواقف العرض المسرحي

:إذ عرف هذا المسرح أيضا مجموعة من المميزات أهمها

االهتمام بجانب العرض فيما يخص البناء الشكلي وبالتالي تسليط الضوء على الجانب • .التقني كاإلضاءة والديكور والمالبس

يا والكوميديا مما أدى إلى ظهور ما يسمى محاولة كتاب المسرح المزج بيت التراجيد • .التراجيدوكوميديا

:مسرح العصر الحديث •

Dramaتميز القرن الثامن بظهور مصطلح جديد في المسرح وهو مصطلح الدراماوالعروض األدائية texteالنص (في الخطاب النقدي األنجلوساكسوني للداللة على

.6، ص 2008مؤسسة الحورس الدولية، ، مصر، النص المسرحيشكري عبد الوهاب، - 1 .53أحمد زلط، مرجع سابق، ص - 2

91

Performance(1 حو االزدهار ولم يعد البطل التراجيدي هو ، ومن ثمة ارتقى المسرح نالبطل الذي تنزل عليه الفاجعة من قوى خارجية، بل هو البطل المنتصر الذي يستجيب

2.دائما لنداء العقل

وفي هذا التطور الحاصل للمسرح، ( ، 3المسرح ترتكز على الحوار/ وأصبحت الدراما ).والغناء والموسيقى ظهر ما يسمى بالمسرح الغنائي، ليزاوج بين المسرح

، الذي ناد Didort Denisويرجع الدارسون االنطالقة الحقيقية للدراما الحديثة إلى بأن يكون هدف الكتابة المسرحية هو البساطة والواقعية في نقد النظام االجتماعي ألي

4.مجتمع

ار أساسا في وتخلت الدراما بهذا المفهوم، عما كان سائدا لدى اليونان، إذ لم يعد الحو البناء المسرحي، بل أصبحت المسرحية بالمفهوم السابق قائمة على معالجة المواضيع االجتماعية عن طريق حوار جدلي واقعي، بل وأدى هذا إلى ظهور عدة معايير على الساحة

.المسرحية لتشكيل إطار العرض، وتجسيد هذا الشكل هو السائد اآلن

، 2002مصر، مؤسسة حورس الدولية، ،مدخل إلى مسرح الطفل، محمد السيد حالوة وفاروق جمال الدين عطية - 1 .5ص

.83ص، 2002، 1دار المعرفة، ط ، مصر،تطور البناء الفني في المسرح العربي المعاصرالسعيد الورقي، - 2 .15بيقي زوندي، مرجع سابق، ص - 3 .84مرجع سابق، ص السعيد الورقي، - 4

92

II.2.3.المسرحية مذاھبأنواع ال:

:1المذهب الكالسيكي :أوال

أولس : أولوس أو: إن الذي اخترع هذه الكلمة هو كاتب التيني من أهل جليوس ويدعى

في القرن الثاني الميالدي ولقد كتب هذا الرجل كتابا صاغ فيه aulus gellius جليسوتقنين كتابة: ، أي "كالسيكي " أو " كالسي " scriptor classicus : عبارتين إحداهما

.ثناياها من األدبية القوانين

وكان . الكالسيكية هي فلسفة في الفن والحياة ، تؤكد أهمية الترتيب والتوازن والبساطة األغريق القدماء هم أشهر وأول الكالسيكيين ، وما لبث أن ابتدع الرومان والفرنسيون

مميزاتها الخاصة الفريدة ، واالنجليز حركاتهم الكالسيكية الخاصة بهم والتي كان لكل منها . 2وان كانت جميعا تعكس مثال عامة مشتركة ، للفن واالنسانية والعالم

يعدون روائع األدبين اليوناني والالتيني هي Humanistsهذا وقد كان اإلنسانيون وحدها المؤلفات الجديرة بمثل تلك الدراسة، ومن ثم أصبحوا يطلقون على الروائع اليونانية

. أي الروائع الكالسيكية Classicsومانية كلمة والر

على أن هذا االسم أصبح يطلق اآلن على كل الروائع الحديثة، حتى تلك التي لم . يتقادم عليها الزمن، والتي ال تمت بصلة إلى المذهب الكالسيكي

بال شك أول من قنن المذهب الكالسيكي في المسرحية، وضبط قواعده أرسطويعد ، ذلك الكتاب المضطرب الذي لم يعدو في البداية أن "الشعر"مكتوبة وذلك في كتابه غير ال

عاد أرسطوفي أثناء أحاديثه، إال أن أرسطويكون مذكرات مهوشة وضعها أحد تالميذ

.2أنظر الملحق رقم - 1 .45، ص 1989لمصرية العامة للكتاب، الهيئة ا مصر، من قضايا األدب الحديث،محمد عناني ، - 2

93

يكتب كتابه هذا وبين أرسطووكان ". م.ق 330"ووضع هذا الكتاب في صورته النهائية سنة كما كان بين يديه كذلك . وسوفوكليس ويوربيدس أسخيلوس: يديه مآسي الثالثة الكبار

وغيره من عظماء عصره، وكان هؤالء جميعا قد ماتوا قبل أن يولد أرستوفنسمالهي ، وكان عصر المأساة اليونانية قد انتهي، وعلي هذا فقد عاش أرسطو في فترة من أرسطو

سجون على نهج مآسي الثالثة فترات المسرح اليوناني كان جميع مؤلفي المآسي فيها ين . يتخذ من مآسي هؤالء الكبار قانونه أرسطوالكبار، ولعل هذا هو الذي جعل

: المأساة بأنها أرسطوويعرف

محاكاة األفعال النبيلة الكاملة، وأن لها طوال معلوما، وتؤدى بلغة ذات ألوان من الزينة "ة بواسطة أشخاص يمثلونها وليس بواسطة تختلف باختالف أجزاء المأساة، وتتم هذه المحاكا

تطهير "الحكاية، وهي تثير في نفوس المتفرجين الرعب والرأفة وبهذا تؤدي إلى التطهير . 1"من أدران انفعاالتها" النفوس

باللغة ذات األلوان من الزينة، اللغة المشتملة على اإليقاع واأللحان أرسطوويقصد " أي الشخصيات"واألخالق " أو الخرافة"ويعد من أجزاء المأساة الكالسيكية القصة . واألناشيد

. هي الوسائل التي تتم بها المحاكاة أرسطو والفكرة والمنظر واألناشيد والحوار، وهذه عند

تكون المأساة متوسطة الطول حتى ال تمل، وأن تشتمل على وجوب أن أرسطو ىوير بداية ووسط ونهاية، وأن تتم لها وحدة الفعل، أي وحدة الموضوع، فال تختلط عقدتها األساسية بعقد ثانوية، وال تتألف من أكثر من موضوع واحد حتى ال يتشتت انتباه المتفرج

. ف الموضوع األصليوتنصرف األضواء عن البطل إلى أشخاص آخرين فيضع

أن مدى األحداث التي يتألف منها الموضوع يمكن أن يجري في أرسطوكما يرى . ، وهو يعني بتلك الدورة الشمسية نهارا وليلة أو أكثر قليال "دورة شمسية"الحياة الحقيقية في

.185ص ، 1999مصر، هال للنشر والتوزيع ، ابراهيم حمادة ، :، ترفن الشعر أرسطو، -1

94

ا ، أما األحداث التي وقعت في الماضي، سواء كان ماضيأرسطووهذه هي وحدة الزمان عند . بعيدا أو قريبا فتروى على ألسنة الشخصيات أو تحكيها المجموعات

، أي انتقال من السعادة إلى التعاسة "تحول"تشتمل على أرسطووكل مأساة عند أي انتقال من الجهل إلى المعرفة، مما ينتقل بالشخصية من المحبة " تعرف"والعكس، وعلى

. إلى الكراهية أو العكس

عن المأساة الكالسيكية ألرسطو" الشعر"س يتدارسون ما ورد في كتاب وقد ظل الناقواعد جامدة يحكم أرسطووظلت أقوال . أحقابا طويلة بوصفه من األمهات في هذا الفن

النقاد بمقتضاها حتى القرن الثامن عشر الميالدي بالرغم مما شهدته الدنيا من روائع ن الجبابرة الذين لم يبالوا بتلك الموازين القديمة، وغيرهم م شكسبير وكالدرون ولوب دي فيجا

. فراحوا يبتدعون وينظرون إلى التأليف المسرحي نظرة حرة من تلك القيود المربكة

أوجييهتعد فرنسا المهد الحقيقي للكالسيكية الحديثة، ففيها ظهر الناقد المتحرر تشابالنوالمؤلف (، ) مMoliere 1622-1673وموليير (م، 1670المتوفى عام

، )م1711 - 1636 بوالو(، وكذلك )م1663 -1610 والمينارديير( ،)م1674 - 1595 . 1، وغيرهم ممن أرسوا قواعد هذا المذهبهوراسالذي نظم رسالة

على أن الحركة الكالسيكية بدأت في فرنسا بترجمة روائع المسرحيات اليونانية نفسها، حركة اإلحياء الكالسيكي، وقد انصرف عن الترجمة إلى التأليف، "يلإيتن جود"ثم تزعم

. م1552محتذيا األنماط اليونانية والالتينية، فظهرت مأساته كليوباترا عام

.15، ص 1997مصر، الشركة المصرية العالمية للنشر، ،فن المسرحيةالقط عبد القادر، -1

95

وقد حفزت هذه النهضة الكالسيكية الفرنسية رجال المسرح اإلنجليزي فأخذوا يترجمون أن ريح المذهب الكالسيكي لم تشتد في إال . م1566 -1559الروائع الالتينية بين عامي

. 1إنجلترا اشتدادها في فرنسا

:المذهب الكالسيكي الحديث :ثانيا

لقد كان المذهب الكالسيكي في نشأته مرتبطا باألنظمة المالكة والطبقات األرستوقراطية، المتوفى عام ) فولتير(ألنها كانت في أذواقها تنشد األفضل واألجمل، من هنا كان الفرنسي

، وقد أكد في مؤلفاته )1685- 1661لويس الرابع عشر (م يعلن انتماءه إلى عصر 1778 . أن الحضارة األرستوقراطية ال بد من أن تستتبع نوعا من الكالسيكية بدرجة ما

م من تاريخ األدب الفرنسي، هي العصر 1685 -1660تعد الفترة الواقعة بين عامي . هب الكالسيكي الحديث في فرنسا التي تعد مهد الكالسيكية في أوروبا كلهاالذهبي للمذ

الحياة ةوهي تلك الفترة من حكم الملك لويس الرابع عشر راعي الفنون واآلداب، وموجالفكرية في العالم في عصره، وقد سبقت هذه الفترة حقبة من االستعداد واالضطراب الفكري

. مهدت للعصر الكالسيكي

م في حياة الكالسيكية الحديثة في عهد لويس 1685 -1660ربع القرن المهم أمامقنن بوالوالشاعر، و بوسويه، المسرحيان، ووموليير Racine راسينالرابع عشر فيمثله

شاعر قصص الحيوانات والطيور الفونتينالكالسيكية الحديثة وأشبه رجالها بهوراس، و . 2مة واألمثال الواعيةالخيالية البارعة الممتلئة بالحك

ويمتاز المذهب الكالسيكي الحديث بمحاكاة قدامي اليونان في مسرحياتهم من حيث : الشكل مع تيسيرات أهمها

.63، ص 1997، مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب،التيارات المسرحية المعاصرةنهاد صليحة، - 1 .65المرجع نفسه، ص - 2

96

إباحة وجود عقدة ثانوية أو أكثر بشرط أال يضعف ذلك من العقدة األساسية وأال تشوه . أ . وحدة الموضوع

، بل قد تمتد أرسطوقبول اتساع وحدة الزمان، فال تقف عند دورة شمسية، كما قال . ب . إلى ثالث دورات أي ثالثة أيام

قبول أن يمتد نطاق وحدة المكان بحيث يشمل مدينة بأسرها أو قصرا بأكمله، حتى . جتقع فيه لم يخرج عن حدود المدينة أو حدود القصر الذي " المنظر"إذا تغير المكان

.األحداث

اإلبقاء على عظمة الشخصيات، ولكن ال مانع من اتخاذ الوصيفات واألصدقاء في . د . أدوار ال تعد تافهة

. اإلبقاء على األسلوب األرستقراطي على أن يكون أسلوبا واضحا سليما وشاعرا . هـ

. الكالسيكية الحديثة ال تعرف المجموعات وال األناشيد. و

إحالل الحب وأهواء النفس محل القضاء والقدر عند اليونانيين لتكون محورا تدور . ز . حوله أحداث الرواية، ومن هنا أصبحت الكالسيكية الحديثة ذات نزعة عالمية

وقد كانت الكالسيكية الحديثة شديدة الشبه بالكالسيكية اليونانية من حيث إنها كانت يث إنها كانت تتناول المشكالت النفسية واألزمات تتجه إلى تسلية الخاصة، ومن ح

الروحية، وقد اختصت الملهاة الكالسيكية الحديثة، في معظم أحوالها، بإضحاك المجتمع المشرع وواضع " مولييرعلى سخافاته وأمراضه األخالقية والسلوكية، حتى أطلقوا على

". قوانين السلوك للمجتمع

ة كانت تتجه إلى تسلية الخاصة، فقد نجحت في رفع واذا صح أن الكالسيكية الحديثطبقات الشعب إلى منزلة هذه الخاصة، بما كانت تقدمه إلى تلك الطبقات الشعبية في أزمات الروح والمشكالت النفسية في عالم المأساة، وما كانت تشرح به نفوس الناس وسلوكهم

97

بيير ثل المأساة الكالسيكية الفرنسيةوأعظم من يم. وأخالق النماذج البشرية في عالم الملهاة . 1راسين ونجمها الالمع كورني

:2المذهب الرومانسي:ثالثا

ساد المذهب الكالسـيكي فـي أوروبـا منـذ القـرن السـابع عشـر حتـى أواخـر القـرن الثـامن عشــر، و امتــد فــي بعــض البلــدان األوروبيــة إلــى جــزء مــن القــرن التاســع عشــر، فتمتــع بســيادة

، لــــم يحــــظ بمثلهــــا مــــذهب مــــن المــــذاهب األدبيــــة التــــي خلفتــــه، ثــــم قــــام المــــذهب طويلــــة األمــــدالرومـــانتيكي علـــى أنقاضـــه، ولـــم يـــتم لهـــذا المـــذهب االنتصـــار إال بعـــد أن هوجمـــت حصـــون

3.المذهب الكالسيكي على يد األدباء والفالسفة، من دعاة التجديد طوال القرن الثامن عشر

شـنت علـى هـذا المـذهب باعتبـاره يتنـافى مـع المـذهب ومن المؤكد أن حمالت كثيرة قد وال شـــك أن هـــذه الحمـــالت المناوئـــة للكالســـيكية هـــي التـــي . الرومانســـي فـــي أبـــرز خصائصـــهويبدو أن خصائص الرومانسية قـد اسـتحوذت علـى عقـول 4.مهدت السبيل لظهور الرومانسية

تها الفنيــة، وعلــى أخــص شــعراء هــذا المــذهب حتــى ثــاروا ضــد الكالســيكية ردا عليهــا فــي فلســفإن الكالســـيكية تقـــوم أساســـا علـــى التقليـــد واالتبـــاع، وخاصـــة تقليـــد : " خصائصـــها والتـــي منهـــا

النماذج اليونانية والرومانية، فإن الرومانسية ثارت على هذه الرؤيـة ودعـت ألن يكـون اإلبـداع ون العقل والمنطـق ، وبقدر ما كان الكالسيكيون يحكم"الحرية"نابعا من مبدئها األساسي وهي

فـــي كـــل شـــيء، ويؤمنـــون بالرصـــانة واالعتـــدال فـــي رؤاهـــم ومـــواقفهم، فـــإن الرومانســـيين علـــى 5"عكس من ذلك يؤمنون إيمانا قويا باالنطالق والتحرر حتى ترتاد النفس أفاقا واسعة رحيبة

.211، ص 1998، 1المصرية العامة للكتاب، طالهيئة ، مصر،اتجاهات المسرح المعاصرأحمد زكي، -1 .3أنظر الملحق رقم - 2

11محمد غنيمي هالل، الرومانتيكية ص 3 126بوجمعة بوبعية، موازنة بين شعراء المهجر الشمالي وجماعة أبو لو ص 4 84،85محمد ناصر، الشعر الجزائري الحديث ص 5

98

وفـي تصــفح الخــتالف المـذاهب والمــدارس األدبيــة مــن كالسـيكية وواقعيــة ورمزيــة فــإن لرومانسية تعد أهم حركة أدبية في تاريخ األدب األوروبي بمـا اشـتملت عليـه مـن مبـادئ ولمـا ا

مهــد لهــا مــن اتجاهــات فــي القــرن الثــامن عشــر، قــد يســرت لإلنســان الحصــول علــى حقوقــه إذ 1مهدت للثورات وعاصرتها ثم كانت خطوة في سبيل نشأة المذاهب األدبية المختلفة فيما بعد

:نسيةخصائص الروما

:و خالفتها في كثير من أسسها العامة إن الرومانسية قامت على أنقاض الكالسيكية

فهــم 2إن الرومانســيين يعتبــرون العقــل فــي ميــدان الفــن معارضــا للخيــال واإللهــام الحــربــذلك يجحــدون ســلطان العقــل، ويتوجــون مكانــه العاطفــة والشــعور و تســليم القيــادة إلــى القلــب

ومكـان الضـمير يقـول . ألنـه مـوطن الشـعور. ام، والهـادي الـذي ال يخطـئالذي هو منبـع اإللهـالعقـل منبـع :" ويقـول شـوليو 3"أول مسألة لي هـي أال ألقـي بـاال إلـى العقـل " ألفراد دي موسيه

األخطاء الذي ال يغـيض والسـم الـذي يفسـد مشـاعرنا نحـو الطبيعـة ويقتـل الحقيقـة التـي منبعهـا عجب بك الناس ولكـن قلمـا يحبونـك إذ ال يـؤثر فينـا إال مـا يـوحي بـه العقل، إنما أنت فتنة قد ي

4"القلب

5تعتبــــر الرومانســــية اإلنســــان منبــــع القــــيم جميعــــا، وتجعــــل الفــــرد جــــديرا بعنايــــة األدب،فالرومانســـيون يتغنـــون بجمـــال النفـــوس عظيمـــة كانـــت أم وضـــيعة وتأخـــذهم الرحمـــة بــــالجنس

يا المجتمــع منــادين بإنصــافهم مهــاجمين مــا اســتقر البشــري كلــه فتفــيض عيــونهم بالــدموع لضــحافــي المجتمــع مــن قواعــد ومتمســكين بالحيــاة الوديعــة الجميلــة فــي الطبقــات البســيطة التــي تحــي

.بما ال يحظى به ذووا الجاه من الطبقات األرستقراطية

12محمد غنيمي هالل الرومانتيكية ص 1 85الشعر الجزائري الحديث ص. محمد ناصر - 2 16ص. الرومانتيكية. محمد غنيمي هالل - 3 16ص ،نفسه المرجع- 4 8ص ،نفسهالمرجع - 5

99

:المذهب الطبيعي :رابعا

ضعف المذهب الرومانسي في فرنسا، وفي كثير من دول أوروبا وأمريكا، واشتاق ستندال: الناس أن يحدثهم األدباء عن حياتهم الواقعية، وبالفعل أخذ القصاصون أمثال

Stendhal 1783-1842هنري م، و1731-1660دي فو م، و1850-1799 بلزاكم وقة يم ، في إنجلترا، يكتبون القصص الواقعية الشHenry Fielding 1707-1757 فيلدنج

. التي ينتزعونها من الحياة الواقعية

والمذهب الطبيعي هو الشيء المنسوب للطبيعة، الطبيعة كما خلقها اهللا، الطبيعة التي لم تتأثر بالعوامل الخارجية الطارئة والتي يصنعها المجتمع في الغالب بما يتواضع عليه

قاليد وآداب، وما يسنه من شرائع وقوانين، وما يقيمه من معاهد للعلم أو منشآت للفنون، من توما يبتدعه من أصول الذوق العام، واألدب الطبيعي هو الذي يحدثنا عن هذه الحياة

. الطبيعية الفجة التي لم تتأثر بهذه العوامل المكتسبة

- 1830 جول، وم1896- 1822 إدمون: دي جونكوروال شك أن األخوين م، هما مبتكرا المذهب الطبيعي في األدب الفرنسي، وقد كان نشاط هذين األخوين ال 1870

يقف عند حد، وكانت لهما ميزات أدبية وفنية متنوعة، ويحسب لهما أنهما أدخال مبادئ الفن في كل شيء، في األدب الصرف وفي دي جونكوروقد كتب األخوين . الياباني في فرنسا

ل والمقاالت والقصص، وبالطبع في المسرحيات، وكانت شخصياتهما المسرحية الرسائدراسات صرفة من الحياة العامة كانا يأخذانها عمن يتصل بهم من الناس أخذا طبيعيا، ال

وقد كان غرض الكتاب الطبيعيين أن يوفروا لألجيال التالية أكبر . يزيدان فيه وال ينقصانلتي يعرفون بها أهل الجيل الحاضر معرفة كأنهم يرونهم بها رأي قدر من المستندات الحية ا

. العين

م، من أعالم 1840الذي ولد في باريس عام Emile Zola إميل زوالويعتبر . م1893-1850 جي دي موباسانالمذهب الطبيعي، كذلك المسرحي

100

ناشئ والمذهب الطبيعي أدى بجميع أربابه إلى الدمار الخلقي والصحي، ولعل ذلكمن التزام الصدق في تسجيل مجريات الحياة، بل المبالغة في التزام ذلك، دون أن يعمل

. 1األدباء حسابا للعواطف المكبوتة

: ويلخص النقاد معالم المذهب الطبيعي في التالي

وهذا المذهب الذي تتغلب فيه الحقيقة على كل من العقل والتفكير، والكاتب الطبيعي "وير الحقيقة المجردة، وكشف بواطنها كشفا ال يحفل بالخجل أو الحياء أو يقتصر على تص

". التقاليد، وهو ال يسمح لتفكيره مطلقا بالتدخل في شأن هذا التصوير

وللكاتب الطبيعي طريقته في كتابة مسرحياته، فهو يقلل ما أمكن من عناصر طة، كما يقلل من الحركة، موضوعه، ويجعل عقدته، إن كانت له عقدة، بسيطة غاية البسا

وهو يقتصد في حيل المذهب الرومانسي وزخارفه، كهذه األحاديث الجانبية التي يتمتم بها بعض الممثلين فيما بينهم حتى يسمع الجمهور حوار غيرهم من الممثلين، وهو يقتصد كذلك

فتعلة، وهو في القطع الطويلة التي يلقيها ممثل واحد، والخطب المملة أو المؤثرة أو الم . يستعمل بدال من ذلك كله الحوار الطبيعي الذي يتبادله المتحدثون

أما من حيث الموضوع، فيفضل الكاتب الطبيعي أن يختار موضوع مسرحيته من فيها، بل من أكثر الموضوعات جدة ىأحداث العصر الذي يعيش فيه والبيئة التي يحي

إن الكاتب الطبيعي يختار هذه الموضوعات من ثم. وأقربها إلى أمزجة جمهوره من النظارةحياة الرعاع، بل أسفل طبقة من طبقاتها، وهو يتعمد ذلك إما لطرافة ما يعرضه على المسرح من وسائل عيشهم، واما مجاراة لريح الديمقراطية الزائفة التي تستهوي هذه الطبقات

. بالعطف المصطنع عليها وتكلف الرحمة بها

.84-82نهاد صليحة، مرجع سابق، ص ص - 1

101

ين يعنون أشد العناية بأن يكون أبطال مسرحياتهم أبطاال ضعافا على أن الطبيعيسلبيين، يسهل قيادهم والتأثير عليهم، كما يعنون بعالم الجريمة واألمراض، بوصفها نتيجة للظروف االجتماعية والمرضية وظروف البيئة والوراثة، تلك الظروف التي هي في نظر

ومن ثم كان معظم الكتاب . عند الكالسيكيين القدماء الطبيعيين بمثابة تقابل القضاء والقدرالطبيعيين أقرب إلى التشاؤم والنظرة السوداء إلى الحياة ومستقبل اإلنسانية منهم إلى التفاؤل

. 1واالبتسام للمستقبل

:2المذهب الواقعي :خامسا

الشيء الواقعي هو الذي تحول إليه الشيء الطبيعي بعد أن تأثر بعوامل خارجية . طارئة، والعوامل التي صنعها المجتمع بما تواضع عليه من تقاليد وآداب

لم يكن من المنتظر أن تنحسر تلك الموجة الرومانسية الهائلة التي اجتاحت األدب لتحل محلها موجة عاتية من المذهب ، وبتلك السرعة فكتور هوجوالفرنسي على يدي . وغيرهم فلوبير، وبلزاك، وستندالالواقعي، على أيدي

أول زعماء المذهب ستندالالذي عرف في عالم الكتابة باسم هنري بايلويعد الكاتب الواقعي في فرنسا، وهو الذي حفلت حياته بضروب من الشجاعة والمجد، حيث شهد الكثير

ستندالوكانت قصة . كما حضر نكبة الجيش الفرنسي في موسكومن معارك نابليون، أول محاولة جدية في إحالل المذهب الواقعي محل المذهب " األحمر واألسود"الخالدة

الرومانسي في فرنسا، وقد وصف فيها الحياة المعاصرة وصفا واقعيا بعيدا عن أية مسحة . بشر في قصته هذه بمذهب القوةرومانسية، بل سلك طريقا مضادا للرومانسيين ف

الذي وصفه بلزاك، من كتاب القصة الواقعية الفرنسية، ستندالثم ظهر إلى جانب في أول نشأته بلزاكوقد تأثر ". إنه أعظم رجل أنجبته فرنسا: "فقال سانت بيفالناقد

.117، ص 1998، مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، المفهوم التراجيدي والدراما الحديثةفهمي، فوزي - 1 .4أنظر الملحق رقم - 2

102

من بالمذهب الرومانسي، لكنه أفاق ولم يترك صنفا من الناس إال وصفه، وال جماعة الجماعات إال أعطى منها صورة ال تبرح مخيلة قارئها، ال يبالي إذا كان يصف ملكا أو ملكة أو قائدا أو أديبا أو شاعرا أن يقفز فيصف طباخا أو جنديا أو جزارا أو فالحا عاديا، ويصفهم بالصدق نفسه الجريء الذي ال يبالي وبالحرارة نفسها، ثم هو يثب من الوصف

م إلى الوصف الخاص الدقيق الذي يتغلغل في أعماق المشاعر ودنيا األسرار، ملونا العاصوره الواقعية هذه بلمحات حلوة جذابة من المذهب الرومانسي، لكنه ال يسمح لهذه اللمحات بالطغيان على األصل، وهذا كله موشى بالنظرات الفلسفية، والدراسات والتحليالت الرقيقة،

. المذهب الواقعي ومرسي دعائمهمما جعله زعيم

فحسبه أنه منشئ أروع قصة في األدب الواقعي كله وهي قصة جوستاف فلوبيرأما ، والقصة صورة بارعة للحياة الريفية الفرنسية في منتصف القرن التاسع عشر "مدام بوفاري"

إمام المدرسة إبسنويعد . الطبقة البرجوازية التي نشأ هو منها فلوبيرالميالدي، وصف فيها .الواقعية في المسرح الحديث، ألنه كان أقوي كتاب هذه المدرسة في أوروبا كلها

والكاتب الواقعي في المسرح ال ينقل الحياة الواقعية نقال حرفيا أو نقال فوتوغرافيا كما يفعل الكاتب الطبيعي، بل هو يلخصها ويعطي جوهرها، والمسرحية الواقعية ال يشترط أن

كون مسرحية تعليمية، أي موضوعة لغرض تعليمي أو للتبشير بفكرة معينة، وان كان من تالمستحسن أن تكون كذلك، حتى ال تكون مجرد ترف ذهني أو متعة للتسلية في الفراغ، كما

. 1هو الشأن في أكثر المسرحيات الرمزية والسريالية

كون بوقا من أبواق الدعاية لكن المكروه، بل غير الجدير بالمسرحية الواقعية أن تحرية الفكر، وأجمل حلنظام معين، ألنها بذلك تجافي الفن وتدجل على الذهن وتمس

المسرحيات الواقعية ما كانت صادرة عن فكرة إنسانية تعود بالخير على عقول الناس وقلوبهم س بالجمال وأذواقهم وتزيدهم إنسانية، وترهف فيهم مشاعرهم الفنية، وتضاعف فيهم اإلحسا

.74فوزي فهمي، مرجع سابق، ص - 1

103

وكلما كانت المسرحية الواقعية تطبيقا أو عرضا لمشكلة من مشكالت الحياة . والحق والخيروفي هذا كان . 1العملية، أو نقدا لوضع من األوضاع العامة العالمية كانت مسرحية ناجحة

يتفوق على مقلديه من الواقعيين المحدثين الذين يتناولون في رواياتهم األفكار إبسن . لتجريدية التي تغرق في فلسفتها المشكلة الحيةا

.98نهاد صليحة، مرجع سابق، ص - 1

104

II.3.3.مسرحال يميائية س:

من إن الحديث عن سيميائية المسرح أمر أساسي، إال أن هذا ال يمكن أن يتم إالالعمل المسرحي عن غيره من الفنون اإلبداعية، بها يمتاز خالل التعرف على الثنائية التي

تتمثل في ثنائية النص والعرض، أو بتعبير آخر اشتراك مبدعين اثنين في إنتاج ما والتي .النص المسرحي أي نص المؤلف والعرض أي نص المخرج: مسرحية نسميه

:في المسرح النص والعرض إشكالية:أوال

العالقة بين النص والعرض هي عالقة استكشاف العقل باستكشاف الفعل ألن تحليلي واالستكشاف بالفعل Constantin Stanislavskiكما سماه االستكشاف بالعقل

.تطبيقي أي ممارسة على أرض الواقع

:العرضمقارنة بخصائص النص •

أي يعتبر شاهدا على واقعة ومستمر في الزمن، إن للنص المسرحي وجود تاريخي - .بينما ال يملك العرض مثل هذا الوجود خارج حدود تحققه

كتابية مستقرة، في حين نجد العرض عمل غير تدويني، إنه نظام النص مدونة -ويمكن في هذا اإلطار الحديث عن إمكانية .بانتهاء مدة العرض لمتحرك عابر وزائ

.التدوين التي سمحت بإضفاء البعد التدويني أو التسجيلي على العرضف الفترة يمتاز النص بثبات أبعاده، لكن العرض متغير األبعاد ومختلف باختال -

.الزمانيةالنص مسرحه الخيال، والخيال فضاء مطلق يحتمل الكثير من االفتراض، بينما يكون -

الديكور والممثلين يفرضون على ( مجال االفتراض في العرض محددا بمسرح الواقع .المتلقي صورة معينة عن الواقعة المسرحية

:ومن أهم هؤالء هناك العديد من الباحثين الذين تطرقوا لهذه اإلشكالية

105

- Anne Ubersfeld 1"مسرح فن المفارقةال"فقالت أن، ولكن بطريقة Dominique Maingueneau دومنيك منجينو وتطرق إليها -

عدم اإلستقرارية في الخطاب "أخرى، فهو لم يتحدث عن المفارقة وانما تحدث عن بمعنى التأثير المزدوج الذي يمارسه كل من 2".المسرحي وكذا في طبيعته الكالمية

.النص والعرض في بنية اآلخر وبالتالي في داللتهتأثير ذلك ينعكس على القارئ من جهة مقابلته للمتفرج، إن القارئ يستقبل الخطاب

وقد بطريقة غير تتابعية فنجده يقرأ في زمان وفي أي مكان شاء وفي اللحظة التي يرغب،واحدة أو على دفعات متقاربة أو متباعدة حسب ما يسمح به الوقت، ثم قد يقرأ على دفعة

يضطر إلى العودة إلى ما قبل الفقرة التي قرأها، أو يعيد الفقرة من جديد أو يقارن بين الفقرات، حتى تكتمل الصورة في ذهنه، أما المتفرج فيأتيه الخطاب متسلسال ومتتابعا في

ي نفسها اإلشكالية المطروحة في كل وسائل اإلعالم والتي ه .زمن محدد وعلى دفعة واحدةفي سياق حديثه عن خطورة وسائل اإلعالم السمعية البصرية بيير بورديوتحدث عنها

.وطغيان الصورة على العقل

، فالجزء األكبر من بحضور النص مقارنة بالعرضوما يمكن اإلشارة إليه فيما يتعلق ا الحظ في الظهور على الخشبة، وبالتالي ظلت كفة النص المسرحيات المكتوبة لم يسعفه

3.راجحة على حساب العرض الذي لم يكن يعتبر سوى ترجمة حرفية للنص

العديد من الباحثين محوري في العمل المسرحي، ألنه غير أن النص حسب رأي حجر الزاوية في إقامة العرض المرئي وهو رؤية مكتوبة لألحداث وقعت أو حسبهم يعتبر

تقع، ويقدمها المؤلف في تسلسل منطقي، فيخصص الفصل األول في طرح الموضوع وعرضه ثم يوالي نسج األحداث، مطورا هذا الموضوع في الفصل الثاني وبعض من الثالث،

1- Anne Ubersfeld, lire le théâtre, 2em édition, Sociales, Paris, 1981, p50. 2 - Dominique Maingueneau, pragmatique pour les discours littéraires, Bordas,Paris, 1990, p50.

.47، ص 1992، 1وزارة الثقافة، ط عمان، ،السيمياء في المسرح إلى المدخلجالل زياد، - 3

106

وهذا ما يعني حسب هؤالء أنه ال وجود . 1حتى يصل إلى ذروة التعقيد، ثم يبدأ بالحل .للعرض بدون نص يسبقه

هذا الطرح يؤكد على وجود إشكال بين المنظرين حول أسبقية وأفضلية النص والعرض .في العما المسرحي

اآلراء بهذا الصدد فالقائلون بأولوية النص المسرحي، يرونه مكافئا هناك العديد من هذا إال أن ".التعبير، النبرات الصوتية" المتغير هو دالليا مع نص العرض، وأن الشكل

) المكتوبة(ألن العالمات الخطية يألنه منافي للمنطق االتصال الرأي ال يمكن األخذ بهبمجرد تحولها إلى عالمات سمعية بصرية تحدث على النص مجموعة من المتغيرات من

داللة اإليماءات ونبرات الصوت هذا وفق المفترض الذي يقضي ب .جانب اإلدراك الداللي .التي قد تتوافق مع المرجع الداللي، أو قد تخالفه

إذ يكون فهمنا كقراء للنص مغايرا وليس مخالفا لفهمنا له كمتفرجين وينجر عن ذلك وذلك الختالف التجارب السابقة لدى المتفرجين والتي تشكل تعدد القراءات لنفس الخطاب

جالل زياد، يقول ي الذي يعتمد فيه كل واحد في عملية االستداللفي العادة المرجع األساسوأخيرا يأتي نص العرض، حين تنتقل العالمات اللغوية إلى عالمات ": في هذا الصدد

سمعية، بصرية، وتدخل على نص المسرح متغيرات جديدة مع مساهمة الممثلين مات جديدة ومدلوالت خاصة فتتشكل عال... والدراماتورج، ومصمم الديكور ومصمم اإلضاءة

2".بعناصر العرض

وهناك العديد من اآلراء التي تناولت هذا اإلشكال، وسنحاول أن نوردها مع تبيان :النقد الموجه لكل رأي من هاته اآلراء كالتالي

مصر، ،)دراسة تحليلية ألصول الكتابة المسرحية والتعريف بالمأساة اإلغريقية(النص المسرحيشكري عبد الوهاب، - 1 .74، ص1997المكتب العربي الحديث،

.47ص جالل زياد، مرجع سابق، - 2

107

ومع أن المشاهد ذات تأثير كبير إال : "الذي كان لصالح النص حين قال أرسطورأي عا عن الفن، إذ من الممكن أن نلمس تأثير المأساة بال تمثيل وال أنها أبعد األجزاء جمي

ممثلين، ثم إن جمال المشاهد يعتمد على فن المهندس أكثر من اعتماده على فن اعتمد أرسطو في قراءته هاته على المبدأ األساسي في المذهب الكالسيكي الذي 1".المشاعر

المثالية التي يحكمها العقل الخالص ساسي هو يعد رائده األول، والذي يقول أن المنطلق األ .أي أن النص وحده كاف إلحداث هذا التأثير وأن العرض يختص بتحريك المشاعر

إال أن هذا 2".المسرحية الحقيقية الجديرة بأن توضع في المكتب" :هنري بيكأما كان هنري بيكل التعريف ينفي عن المسرح كونه أبا للفنون، ويقربه من األدب والرواية، ولع .يصف المسرحيات الخالدة التي ال تزال تشغل حيزا هاما من كل المكتبات

إن أهم ما يجب أن يحرص عليه المؤلف المسرحي هو أن تكون : "كورتينويقول وهو األمر الضروري في عملية التواصل، وما تجدر اإلشارة إليه 3".مسرحيته صالحة للقراءة

.ر العرض وانما شدد فقط على أهمية النصأيضا أن كورتين لم ينف دو

المسرحية عمل مكتوب قبل أن : "إلى القول بيير بريسونويذهب الناقد المسرحي يكون منطوقا، فالمسرحيات الكبرى تبرز في مقدمة ما تتضمنه المكتبات، وليس التمثيل

بمعنى أن العرض مكمل فقط للنص وغير ضروري، إال أن 4".بالنسبة إليها إال حدثا عارضاهذا الرأي يتناقض مع الواقع ذلك أن أكثر األعمال المسرحيات شهرة هي التي تم عرضها

.على ركحة المسرح

أن قارئ النص ال تفوته أي عالمة، ألن فهمه يرتبط بفك وما يمكن أن نخلص إليهرموز كل عالمة من العالمات، أما المتفرج يجد نفسه أمام وابل من العالمات السمعية،

.52- 51أرسطو، مرجع سابق، ص ص - 1 .77الدار القومية للطباعة والنشر ، ص،، مصرالمسرحية بين النظرية والتطبيقمحمد عبد الرحيم عنبر، - 2 .78المرجع نفسه، ص - 3 .نفس الصفحةالمرجع نفسه، - 4

108

البصرية، وهذا يجعله يتغاضى عن العديد من العالمات اللغوية، ولعل المخرج المسرحي لغوية ألسباب قد تكون سياسية أو والممثل أحيانا يتواطآن في إخفاء بعض العالمات ال

، لذا نجد العديد من المخرجين يحاولون قدر اإلمكان اإلبقاء على أو حتى جمالية أخالقية .النص األصلي

واذا كان هذا رأي أولوية النص المسرحي، فالطرف المقابل المدافع عن العرض، يرى ، ينظر Constantin Stanislaviskiأن العرض هو كل شيء، ألن المخرج كما يرى

إلى العرض من الفضاء ويدمج فضاء النص بفضاء العرض، فالمخرج ينتشل النص من رفوف المكتبات ليحيله أمام النظارة لوحة فنية مفعمة بالحيوية والحركة، ألن كل شيء صامت بالنسبة للمخرج يجب أن يكون ناطقا من حيث الداللة، وال ساكت عنده إال في

.لعدمحالتي الفناء وا

فالنص ال يبلغ غاية منتهاه إال في إطار العرض، ويتجلى في أبهى حلله إال في خشبة المسرح، ومهما سما النص بأجنحة العبارة فلن يطال سماء العرض المعتمد على لغات متعددة معقدة، تحول سائر العالقات في النص إلى نظام سيميائي طافح بالدالالت

.ا، من خالل الصوت والصورةلجعل المقروء مسموعا ومرئي

إن : "عندما قال Arthur Adamov آرثور أداموف وهذا ما أشار إليه المسرحيالمسرح الذي أريده هو المسرح الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالعرض، إن ما أريده من المسرح وما أحاول أن أقدمه في مسرحياتي هو هذا المضمون الخفي الذي يجب أن يتطابق حرفيا

سديا مع المضمون الواقعي، فالمسرح الحي هو المسرح الذي ينطلق خارج قوانين اللغة وج ".وقوالبها الجاهزة

عندما شدد على أن المسرحية غير Brechtوهو نفس القول أو المعنى الذي أراده .جديرة بهذا االسم وغير قابلة للفهم إال عندما تقدم على خشبة المسرح

109

قفون موقفا وسطا، فيذهبون إلى أن المسرحية القوية وهناك أصحاب رأي آخر ياألصيلة ينبغي أن تكون صالحة للقراءة كما هي صالحة للتمثيل، حتى يمكن أن تكون عمال

.خالدا

من الصعب جدا أن نتصور : "في قولها Anneومن الذين تبنوا هذا الرأي الباحثة ، قامت على Samuel Bechettلـ " فعل بدون كالم"فمسرحية ...عرضا دون نص

شعرية نصية مهمة من خالل اإلشارات الركحية التي كانت قاعة عرض هذه المسرحية 1".وغياب الكالم هو اثر لحضور كالم سابق داخلي

ومعنى هذا كله أن العرض ينطوي على نص ال يمكن مجاوزته، وأن النص بدوره تداخل هذا فقد كل من النص عرض ينتظر حضور الجمهور حتى يتحقق، واذا افتقد شرط ال

.والعرض ما يجعلهما شكلين مسرحيين متميزين

بناءا على هذا كله ال يمكن فصل النص عن العرض والعرض عن النص بل يمكن الحديث عن عالمات مميزة لكل واحد منهما، ألن عالمات النص تجريدية وعالمات العرض

.واقعية

لسيميولوجي في تحليل العمل الدرامي من يحدد المؤلف الطرق التي يكتشفها النقد امنبع النص ومنبع العرض تارك جانبا من االعتبارات األخرى الموازية التي يمكن تناولها

:والخاصة بالوحدات اللغوية كالشخصيات واآلراء، من خالل النقاط اآلتية

تخدم ــ يسمح النص المسرحي بافتراضية العرض، على خالف بقية النصوص األدبية ويسكنقطة انطالق غير محددة وكونها تقود إلى بقية األنظمة االشارية التي يجب معارضتها

.للعرض

1- Anne Ubersfeld, op. cit, p14.

110

ــ هناك سلسلة من اإلشارات الناشئة من النص، تتكامل بشكل تصاعدي حتى تصل في .االستعراض اإلجمالي للعرض المسرحي

.تتخذ شكال متماسكا ــ إن النص األصلي يتضمن معنى محددا ينظم القراءة ليجعلها

ــ إن التعديالت في نطق الكلمات التي تضاف عند قراءة النص يمكنها ان تبرز جانبا أو أبعادا أخرى وذلك اذا تمت القراءة بسرعة أو بنغمة أو بقصد معين مفسرة المعنى المحايد

كافيا حول نص جونيريال بروكالذي يمكن ان تتضمنه الكلمات المكتوبة، ويعتبر مثال .لتأكيد ذلك

ــ تساهم اإليماءات واألوضاع الجسدية كذلك في إبراز أو إخفاء معاني الكلمات وذلك لتأكيد المشهد، مثلما في نص هاملت كلمة الملك، أضيفت اليها إشارات ملكية مثل المشي بخيالء

.وحمل الدرع الملكي وعصا القيادة أو تكرار اإليماءة الملكية في عقد الحاجبين

ــ مما الشك قيه ان الحركات وبالتبعية المسافات بين الممثلين لها قيمة داللية، فالتعاقب .والتباعد هو دراسة العالقات بين الممثلين باالعتماد على قياس المسافة

ــ الهيئة والمالبس والماكياج تمثل مجموعة من العالمات التي يمكن إضافة حالة واقعية أو .يمكن تحقيقها من خالل رمز لشيءرمزية، فالرسالة

ــ يمكن لإلغراض الموجودة على خشبة المسرح ان تخلق جوا بعينه يحمل معنى في حد .ذاته

ــ بالنسبة للضوء والصوت فإلى جانب إنهما يساهمان في خلق جو ما فان لهما وظيفة .هليس غير الحدث الفوري، فالظالم والموسيقى المهيبة تتيح جو يتالءم مع عمل محدد

111

:المسرح كنسق سيميولوجي:ثانيا

، ويشير 1"الرمزية المتبعة لإلشارة لشيء معين"الداللة المسرحية على أنها تعرف إلى أن االتصال المسرحي بين الممثل والمتفرج يقوم على االتصال اللغوي جورج مونان

والرسالة اللغوية تلغي الحواجز بينهما ــــــ وقد ذكرنا هذا القول إلبراز العالقة بين النص إلى دور المتفرج في فك أحجيات العرض كير ايالموالممثل والمتفرج ــــــــ كما يضيف

رته على تجميع الدالالت المسرحية للوصول إلى هدف ومغزى وعالماته ورموزه، وقد . 2المسرحية

المسرحية منهجا نسقيا للتحليل مطبقا في المسرح، فهي تعود لحلقة ائيةر السيميتعتب، )Zich )1931براغ خالل الثالثينات من القرن العشرين، خاصة لألعمال المتالحقة لـ

بها في هتمام، هذه األعمال لم يتم اإل)1934(Mukarofskyو، )Veltrusky)1940والفرنسية واالنجليزية إال في الستينات والسبعينات، لكن ال يجب أن تحجب تلك المراجع

مسرحية وهي الرغبة في تحليل المسرح بوصفه لغة ائيةاألعمال الحجة الحقيقية لميالد سيمي .خشبة المسرحمستقلة استقالال تاما وتحليل أنظمة العالمات ومعرفتها على

المسرحية في المعجم الموسوعي للمسرح ائيةالسيمي بافيس باتريسويعرف المسرحية هي فرع من السيميولوجيا العامة أو علم العالمات، منهج لتحليل ائيةالسيمي"

أو العرض المسرحي حريص على نظامهما الشكلي ودينامية وسيرورة بناء المعنى، /النص 3.واسطة شراكة جامعة بين مطبقي المسرح و المتفرجينهذا المعنى الذي يكون ب

، من الموقع )هل نجيد حرفنتها أم تكفي أن تكون موهبة؟(نورا محمد، السيميولوجيا المسرحية -1. http://Wahajmmnoor.jeeran.com/blog/archive/2008 30: 12على الساعة 12/07/2012يوم.

.مرجع سابق نورا محمد، - 23 - Michel corvin, Dictionnaire encyclopédique du théâtre, larousse .

112

العامة وانصب اهتمامها باإلضافة إلى ائيةالمسرح استقت مبادئها من السيمي ائيةسيميالبحث في موضوع الداللة إلى البحث في عملية تشكيل الرموز وانتاج الشفرات وكيفية

االتصال في المسرح، فالتوجه توظيفها لنجاح العرض المسرحي وبالتالي تحقيق عملية الجديد في الدراسات المسرحية ال يكمن في البحث عن المعنى فقط وانما في كيفية إنتاج هذا

إنتاجه عبر وسيرورة ال تهتم بالكشف عن المعنى بل تهتم بنمط ائياتفالسيمي 1.المعنىنشاط المتفرج العملية المسرحية، وهي العملية التي تمتد من قراءة المخرج للنص إلى

في نفس الوقت، ألن التفكير حول العالمة والمعنى " حداثي"و" عتيق"التأويلي، فهي درس بيرس يقع في صميم كل سؤال فلسفي، على أن الدراسة السيميائية بالمعنى الدقيق تعود إلى

. وسوسير

والمسرح بوصفه حاضنة ومرتع خصب للعالمات الدالة فإن شأنه شأن اللغة يحتوي على عالمات لسانية وعالمات غير لسانية واالثنان تواصليان يقيمان عالقة ذهنية وصورية مع المتلقي لبث شفرات العرض وعالماته على أساس خزين لمعاني عليه هو ـــــ المتلقي ــــــ

رسائل العرض وتحليله وبهذا يدخل المتلقي عبر اللتقاطالتعامل معها وفق ذهنية جاهزة السيميائية إلى الحصول على مجموعة من الشفرات والرموز، وهذا ما يدعو إلى العالمة

.القول أن المسرحية قديما وحديثا ال تخلو من دال ومدلول

: البحث عن العالمة الدنيا •في البحث عن عالمة دنيا واعتبروها ضرورية، وذلك اقتداءا ائيونقد اجتهد السيمي

كل دراسة سيميائية بالمعنى الدقيق للكلمة تقتضي "أن بعلماء اللسان الذين يذهبون إلى ، غير أن هذه 2"تعرف الوحدات وصف سماتها المميزة واكتشاف معايير دقيقة لتمييزها

الطريقة ال يمكن تطبيقها بشكل آلي على المسرح نظرا لتشابك وتداخل عالماته، ولكن

1 - Patris Pavis, Problèmes de sémiologie théâtrale, les presses de l’université du quebec, 1976, p5. 2 -E.Benviste, Problémes de languistique générale, Gallimard, paris,1974, p64.

113

في شيء بالنسبة للمسرح تقطيع تجاوز هذا الموقف وبين أنه ليس من المفيد باتريس بافيسالعرض إلى وحدات زمنية صغرى بناءا على تحول األنساق المختلفة، ألن ذلك من شأنه أن يدمر اإلخراج ويفرط في تالحم المشروع الركحي، وقد يكون من األجدى الكشف عن

أي (مجموعة من العالمات التي تدل بوصفها وحدة كلية، ال عبر الجمع بين عالماتها ، أما عن قضية التمييز بين العالمات الثابتة والعالمات المتحولة )حداتها الدنياو ، فلم تعد واردة في الممارسة المسرحية )عناصر متحركة/ عناصر ثابتة/ ممثل/ديكور(

.المعاصرة

114

II.4.3. المسرحفي ة اتيالع>ما4نظمة:

:تصنيف العالمات في المسرح: أوال

المسرح أن تقدم األدوات والمفاتيح لولوج عالم الدراما والمسرح من ائيةاستطاعت سيميأجل الكشف عن منطقهما الداخلي وأسرارهما، ومعلوم أن عالم المسرح غني بالعالمات المتنوعة لسانية وغير لسانية، لذلك فالدال فيه متنوع وليس من نوع أو من صنف واحد، ومن

واستمر في " زخم من العالمات"بأنه تروالن بار وصفه هنا اعتبر المسرح أبا للفنون، حيثالمتميز؟ ما هي ائيكيف يمكننا أن نحلل الشيء السيمي: طرح سلسلة من التساؤالت

العالقات بين العالمات؟ وكيف يتم خلق المعنى في عرض مسرحي؟ وكيف يشكل الدال يدرس مختلف الدوال المسرحي؟ وماهي نماذجه؟ وألن األمر كذلك يتعين على التحليل أن

صفيه ومدلوالتها وعالقة بعضها ببعض لتشكيل الداللة المسرحية، وهذا هو بالضبط ما تحر المسرح باعتبارها علما لعالمات، وهذا ما يدفعنا لمعرفة كل ما يتعلق بالعالمة ائيةعليه سيمي .في المسرح

ترى أنه من حيث، العالمات في المسرح Anne Ubersfeldأن يوبرسفيلدتقسم وعتاد أو لوازم العرض أو ما ) الممثل(خصائص العالمة المسرحية أنها تجمع بين اإلنسان

.Homo-matrérial (1(سمته

:وأشارت إلى أن العالمة المسرحية تكون على شكلين

.Comme élément d’un jeuوحدة من العرض )1 Comme figuration iconiqueالواقع نتمثيل أيقوني لعناصر أو وحدات م )2

d’un élément du monde. وقدمت مثاال على ذلك أن صورة اإلنسان هي على خشبة المسرح إنسان وصورة كرسي هي كذلك كرسي، لكن صورة الكرسي يمكن أن نغيرها من خالل حركة أوتمثيل من

1 - Anne ubersfeld, lire le théâtre II( l’école de spectateur), Belin, Paris, 1996,p38 .

115

مدلوال ، وتشير إلى أن العالمة المسرحية"تدل على الجلوس على كرسي خيالي"قبل الممثلال يدل على " Voix éraillée مبحوحصوت "وانما داال في حد ذاته، وتعطي مثاال على

Xيدل على شخصية ) عمل الممثل وظهوره بصوت مبحوح(شيء لكنه يمكن أن يصبح داال 1...).التعب،الكبر(بمعنى صوته يصبح داال عليه، بكل مضامينه

Le signe théâtrale est(ة حيث تقولكما تنفي الباحثة المرجع للعالمة المسرحيa lui son propre référant(2. أن العالمة في المسرح اتفاقية اصطالحية انطالقا ذلك

.من النص المسرحي وبالتالي فالدااللة تنطلق من ذاتها لذاتها

للعالمة للتعرف على سوسيرركز على تطبيق تعريف موكاروفسكيفي حين أن ، أو thingحيث يكون العمل نفسه شيء يائيةاعتباره وحدة سيمماهية العمل الفني ب

قل العالمة، حيث يكون المدلول هو نمجموعة من العناصر المادية هي الدال أو وسائل الموضوع الجمالي الكامن في الوعي الجماعي لدى الجمهور، ويصبح نص العرض من هذا

3.شكل معناها من تأثيرها الكلييت macro-signeالمدخل عالمة كبرى أو ماكرو عالمة

ويتميز هذا المدخل بتأكيده على تبعية جميع العناصر المكونة لكل نص متوحد، وكذلك بتأكيده على إعطاء الثقل المناسب للجمهور بوصفه المشكل لداللته الذاتية في نهاية

حدات أصغر األمر، ويتضح لنا من جانب آخر أن هذه العالمة الكبرى ال بد أن تتجزأ إلى و .والتأويل قبل أن تشرع في أي شيء يشبه التحليل

أن المسرح المجال األمثل لأليقونة، فأين يمكن أن نجد أفضل من كير ايالم يعتبر هذا التشابه المباشر بين الدال والمدلول الذي نجده في العالقة بين الممثل والشخصية،

على المسرح ــــــ األيقونية بيرس وموهو أول كاتب طبق مفه Jean kott جون كوت ويتقبل

1 - Anne ubersfeld, lire le théâtre II( l’école de spectateur), op.cit, p 38. 2 - Anne ubersfeld, lire le theater I, socials, paris, 1977, p p28-30.

.79كير إيالم، مرجع سابق، ص - 3

116

في المسرح يكون : "الظاهرية للعالمة المسرحية، ويستخلص عنصر التشابه الرئيسي فيقول 1"جسد الممثل وصوته هما األيقونة األساسية

والمسرح هو الشكل الفني الوحيد الذي يستطيع أن يستغل ما يمكن أن نطلق عليه ذي يشير إلى زي حرير نفيس هو نفسه على خشبة المسرح، بالتطابق األيقوني، فالدال ال

.بدال أن يكون إيهاما تستدعيه األلوان على لوحة أو صورة مطبوعة

إلى أنه نكون مخطئين إذا قصرنا مفهوم التطابق األيقوني على مجال ايالمويشير البصريات فحسب، فال بد أن يمتد هذا المفهوم ليميز أنظمة العالمات السمعية، بل ليميز

لغة الممثل تصبح أيقونة بمجرد أن ينطق بها، أي "أن 'باتريس بافيس'العرض ككل، ويرى .2"شيء يفترض أنه مساو لهما يتلفظ به الممثل يصبح تصوير ال

الصورة، الرسم البياني واإلستعارة، فإذا : األيقونة إلى ثالثة أنواع بيرسوقد قسم دراك العرض على أنه صورة مباشرة إكانت بعض األشكال المسرحية، تشجع المشاهد على

ممثل في يستطيع ال.للعالم الدرامي، فهناك أنواع أخرى تلتقي باالستعارة والتمثيل البياني، ويمكن من جهة أخرى أن يكون )رسم بياني(التمثيل الصامت أن يتقمص شكل معين

التشابه مثبتا بدال من أن يكون ظاهرا كما يحدث لخشبة المسرح الخيالية، التي تصبح ).استعارة(بالنسبة للجمهور ساحة قتال أو قصرا أو زنزانة

در ما هي وظائف مثلها مثل وبالنسبة للمؤشرات ليست لها كيانات مستقلة بقاأليقونات، فقد تعين المالبس المسرحية طراز الزي الذي ترتديه الشخصية المسرحية أيقونيا، ولكنها تكون في الوقت ذاته مؤشرا على مكانتها االجتماعية، وكذلك قد تصور حركات

ة الدرامية الممثل على خشبة المسرح فعال من أفعال الدرامي، كما تشير إلى حالة الشخصي 3.النفسية والى وضعها

.91كير ايالم، مرجع سابق، ص - 1 91المرجع نفسه، ص - 2 .93المرجع نفسه، ص - 3

117

وبالنسبة للرمز، يجب التأكيد على أن العرض المسرحي هو عرض رمزي في جملته، حيث أن العرف وحده هو الذي يجعل الجمهور يتقبل ما يقع على المسرح على أنه يمثل

باني اليا نو أو مسرح أول البانتوميم التمثيل الصامت(شيئا آخر وفي بعض أنماط المسرح تقدم منظومات مختلفة من العالمات خاصة اإليماءات أو الحركات ولكنها محكومة بدقة

.1)بتقاليد داللية مثلها مثل التقاليد اللغوية

وبذلك يمكن القول بتزامن الوظائف العالمية للرمز واأليقونة والمؤشر على المسرح، .ويتعين أن يكون لأليقونات والمؤشرات أساسها العرفي

:م التصنيفات العملية لدوال العرضأھ •

المسرح إلى اقتراح نماذج من ائيةتوصلت الدراسات التطبيقية في مجال سيميي، حيث يتم تطبيقها على ائالتصنيفات العامة تعمل على تسهيل مهمة التحليل السيمي

.العرض المسرحي إلكتشاف كيفية ترابط نظم العالمات الدالة في العرض

: باتريس بافيس )1ة نس باتريس بافيسإن أهم األعمال التطبيقية في تحليل العرض المسرحي ما قام به والمعروفة باسم استبيان باتريس، وهو أداة مؤطرة لتحليل العرض وفق تصنيف ،1985

:متدرج ألنظمة عالمات العرض نصل إلى اإلجابة على تساؤالت ماذا يقول العرض ولماذا

:مناقشة عامة للعرض • .يربط عناصر العرض معاماذا - .العالقة بين نظم اإلخراج - .التماسك والتفكك - .المبادئ الجمالية للعرض - .اللحظات القوية والضعيفة والمملة: ما تجده مربكا في العرض -

.94كير ايالم، مرجع سابق، ص - 1

118

:السينوغرافيا • ..المدنية والمعمارية والمنظرية واإليمائية: األشكال المكانية -

.يلالعالقة بين فضاء الجمهور وفضاء التمث - .نظم األلوان ودالالتها - .مبادئ تنظيم المكان - .العالقة بين ما هو على المسرح وما هو خارجه - .الروابط بين المكان المستقل وخيال النص الدرامي المعروض -

.اإلضاءة نظم • .النوع، الوظيفة، العالقة بالفضاء وبأجساد الممثلين: الملحقات المسرحية • .المالبس • :أداء الممثلين • .التمثيل التقليدي أو الفردي أسلوب - .العالقة بين الممثل والجماعة - .العالقة بين النص والجسد، بين الممثل والدور - .طبيعة اإليماء واألداء الحركي - .طبيعة األصوات - .كيف تطور الحدث - .وظيفة الموسيقى والمؤثرات الصوتية • .إيقاع النص • .اإليقاع الكلي - ...)األزياء، اإليماءاتاإلضاءة، (إيقاع نظم دالة بعينها - .اإليقاع الثابت أو اإلكسسوار - :تفسير خط القصة في األداء • .أي قصة تتم روايتها - .ما هو نوع الخيارات الدراماتولوجية التي يتبناها العرض -

119

.ما هي أوجه الغموض في العرض وما هي نقاط التفسير - .كيف تبنى الحبكة - .واإلخراجكيف تبنى القصة بواسطة الممثلين - .ما هو نوع النص الدرامي - :النص معروضا • .السمات األساسية للترجمة - .ما هو دور المسند إلى النص الدرامي في اإلخراج - .العالقة بين النص واإلخراج في الصورة - :الجمهور • .أين يحدث العرض - .ما هي التوقعات بشان العرض - .كيف كانت استجابة الجمهور - .المعنىدور المتفرج في إنتاج - :لهذا العرض) الفوتوغرافيا والفيلم السينمائي(كيف تقوم بتدوين • .يانكيف تقوم بتدوين العرض تق - .أي صور بقيت في ذاكرتك - :ما هو الذي ال يمكن وضعه في شكل عالمات • .ما لم يكن له معنى في تفسيرك للعرض - ما الذي ال يمكن اختزاله إلى عالمات ومعنى؟ ولماذا؟ - .مشكالت خاصة تحتاج إلى فخصهل هناك - .أية تعليقات إقتراحات لمزيد من الفئات بالنسبة لالستبيان والعرض -

: Tadeusz Kowsanتصنيف تاديوز كاوزن )2بتقديم محاولة لتقديم تصنيف نظام العالمات في المسرح، نشرها تاديوز كاوزنقام

ا التصنيف ثالثة عشر ، يتضمن هذائياتمع طالبه في تطبيقاته على السيمي 1964سنة نسقا تنظيميا، يظهر فيه الممثل نقطة انطالق بث المعلومات السمعية المرتبطة بالنص

120

1...اإلنارة، المنظر، الماكياج الموسيقى إلخ(والعالمات البصرية المرتبطة بالدوال األخرىوكما سيظهر في التصنيف تحتل العالمات البصرية تسعة أنساق من أصل ثالثة عشر

كل ما يقال في (ثالثة أنساق، فيما تشكل الكلمة ) عدا الكالم(تحتل العالمة السمعية و نسبة ضئيلة في نسق األنساق التي تحدثت عنها ...) المسرح، من حوار ومونولوج أو تعليق

. مدرسة براغ في الثالثينات

بأنه يمكن وضع تصنيف أكثر تفصيال ووضع قائمة باللغة تاديوز كاوزنلقد سلم والنغمة وميمياء الوجه اإليماءة والحركة والماكياج وتسريحة الشعر والمالبس واللوازم

وتجدر " التشويش الخارجي"والديكور واإلضاءة والموسيقى والمؤثرات الصوتية بما في ذلك وأنه أغفل ) شكال البناء والمسرح(ل المعيارية لم يضمن قائمته العوام كاوزن اإلشارة إلى أن

الخيارات التقنية العرضية كالفيلم أو العروض الخلفية، ولكنه استطاع أن يعين الفئات النسقية الرئيسية في العروض التقليدية على األقل، ومن ذلك الحين لم يحصل أي تعديل

.يستدعي االنتباه لهذا التصنيف

الحوار -1 الكلمة -2 النغمة -3

النص

المنطوق

الممثل

عالمات

سمعية

عالمات الزمان

)الممثل(سمعية

المحاكاة -4 اإليماء -5 الحركة -6

تعبير

الجسد

عالمات

بصرية

المكان والزمان

عالمات

)الممثل(بصرية الماكياج -7 تصفيف الشعر -8

مظهر

1 - Patris Pavis, problèmes de la sémiologie théâtrale, p p 10-11.

121

الممثل المالبس -9

الخارجي

المكان

األكسسوار -10 المناظر-10

اإلضاءة-11

شكل

خشبة

المسرح

ما هو خارج

الممثل

المكان والزمان

عالمات

)الممثل(بصرية

الموسيقى-12

المؤثرات -13 الصوتية

عالمات اللفظية

سمعية

الزمان

عالمات سمعية

خارج الممثل

يمكن تعديلها ألنه قد يكون من كاوزنعلى أن بعض تقسيمات كير ايالمويالحظ ، مثال أن ذلك أي شيء يمكن 'الديكور'العسير تعيين قائمة بالمواضيع التي تنتمي إلى نسق

.أن يعتبر ديكورا في المسرح

:تصنيف مارتن اسلن )3أن العرض بأكمله أيقونة، والعالمة اإلشارية تشير إلى شيء ما مارتن اسلنيرى

وتستمد معناها من عالقة تجاوز مع الشيء الذي تصوره، ). ماءةإي/حركة ما/الفتات/ أسهم (هي عالمة مؤشرة، أما العالمات الرمزية فتستمد ) أنت، هو(كما أن الضمائر الشخصية

معانيها من التراث فهي صفات متواضع عليها، وهي تشكل معظم حديث البشر، وهي .رهااعتباطية بعضها إيماءات وبعضها تقاليد في األزياء وغي

كما أضاف إلى تصنيف العالمة المسرحية فئات من العالمات ترتبط بالنظم .التأطيرية خارج موضوع الدراما كالمعمار واإلعالن والدعاية

122

أن العالمات المسرحية في مجملها أدوات تستخدم إراديا إلقامة التواصل أسلن ويبرزم وبين الممثل وزميله وبين بين النص المسرحي والمخرج وبين المخرج والممثل والمصم

1.العرض والجمهور

:العالمة اإليمائية في المسرح:ثانيا

ويذهب . اإليماء الوسيلة التواصلية األكثر ثراء بعد اللسان في كل الحضاراتيمثل بعض دارسي اإليماء إلى أنه باإلمكان توليد ما يناهز سبعمائة ألف عالمة باليدين

يستطيع ممثل الدراما الهندية أن ينتج بيديه ما يقارب ثمانمائة وفي المسرح . والذراعينونذكر في . عالمة، أي ما يقارب، كميا، المفردات األساسية لتعلم اللغة الفرنسية أواألنجليزية

كل . البكم في الحياة اليومية وألهداف عملية- هذا السياق اللغة اإليمائية التي يستعملها الصم .إليماء سواء في الحياة اليومية أو في المسرحهذا يشهد على أهمية ا

يطرح عدة -وفي الحياة اليومية أيضا-والواقع أن دراسة اإليماء في المسرح يائيات طبيعة الشروط اإلبستمولوجية التي يمكن أن تسمح بقيام سيمي: صعوبات نذكر منها

ا، مستويات تحليلها، من النموذج اللساني، وحداتها الدني ائياتلإليماء، موقع هذه السمي .المعايير والمبادئ التي يمكن أن نصنف على أساسها اإليماءات

:تصنيف العالمة اإليمائية .1تدخل اإليماءة في المسرح ضمن العالمات األيقونية، وهي تنبني على التشابه مع

ففي معظم الحاالت في المسرح، نجد أن الممثل يحيل بإيماءاته عن طريق . مرجعها. ابهة مع النموذج المحاكى، أي أنه يحاكي بواسطة اإليماء الحركات واالفعال الواقعيةالمش

غير أن هذا النمط من . فعن طريق اإليماء يتعرف المتفرج على الشخصية، ويندمج فيهافاإليماءة يمكن أن تحيل على طريق سنن عرفي مشترك . اإليماء ليس إال حالة من الحاالت

، وفي هذه الحالة، فإن اإليماءة ال تكون محاكاة مباشرة لواقع موجود بين الممثل والجمهور

دراسة تحليلية مسحية لعينة العروض (نظرية التلقيالمسرح الموجه للطفل الجزائري من منظور كريم بلقاسي، - 1 .167ص،2009، رسالة لنيل شهادة الدكتورا في علوم اإلعالم واالتصال، جامعة الجزائر، سنة )المسرحية بقاعة الموقار

123

نموذج مجرد يسمح باالنتقال إلى المرجع المقصود كما سلفا، وانما تكون عبارة عن بناء أوهو الشأن بالنسبة لبعض أشكال المسرح الشرقي، حيث تكون معرفة السنن اإليمائي ضرورية

ويوظف المسرح نوعا آخر من ). الكاطاكالي مثال المسرح الهندي( إلدراك العرض إنها من .اإليماءات، هي إيماءت ال تحيل إال على ذاتها، إذ يستحيل التعرف على مدلولها

.1نوع اإليماءات المستعملة في الرقصويمكن أن نقيم تصنيفا آخر للعالمات اإليمائية انطالقا من عالقتها بالكالم أثناء

، إذ ميز بين ثالثة أنواع من P.Larthomas الرتموسذا المعيار وقد تبنى ه. التواصلثم ) remplacement(، إيماءات التعويض )prolongement( إيماءات التمديد : إاليماء

ففي الحالة األولى تكمل اإليماءة ملفوظا ). d'accompagnement(االيماءات المصاحبة الثالثة لتترك المجال لإليماءة وحدها، وفي الحالةلغويا، وفي الحالة الثانية تغيب اللغة نهائيا

.2تحضران معا جنبا إلى جنباألول للتواصل المباشر والثاني : فإنه يميز بين ضربين من اإليماء سريماغأما

وينقسم األول، الذي يتميز بالترابط بين الدال والمدلول، حسب قدرته . transpositionللنقل ، وايماء )attributive(إيماء إسنادي /أوتحوير الملفوظات، إلى التركيبية على إنشاء

أما النوع الثاني، الذي ال يصبح تواصليا إال بواسطة نقل الدوال فينقسم بدوره، . صوغي .إلى إيماء محاكي و إيماء لعبي) عالمات أو ملفوظات(استنادا إلي حجم الوحدات المنقولة

) مدلول(عن محتوى ) دال(لى الجسد اإلنساني كتعبيريمكن النظرا . اإليماء اإلسنادي -أوما دام كذلك، فيمكن اعتبار حركته كشيء مسؤول ). مختلف االنفعاالت والمشاعر(داخلي

تتناسب مع انزياحات علي مستوى المحتوى ) positionnelle(عن خلق انزياحات وضعية لسميائي للعالمة اإليمائية و اليد على الطابع ا سريماغهكذا يضع ). أي أننا إزاء داللة(

ذلك بالربط بين مقولة تنتمي إلى مستوى التعبير ومقولة معنمية من مستوى المضمون، فليس هناك ما يفرض . والعالقة بينهما تخضع لمبدأي االعتباطية والتعليل في اآلن نفسه

.91، مرجع سابق، ص كريم زكي حسام الدين - 12 - A.J.Greimas, op.cit, p 54.

124

العالقة قد إال أن هذه . البراءة/ مغلقتين وبين المكر/وجود عالقة بين عينين مفتوحتين أن هذا النوع من سريماغويالحظ . تصبح ضرورية ومبررة في سياق ثقافي معين

الملفوظات اإليمائية ال يمكن أن يخبرنا إال عن الذات المتلفظة، أي أنه ال يتناول إال جانب ولهذا أطلق عليه إسم اإليماء اإلسنادي، ويدخل . الكينونة وال يمكن أن يتجاوزها إلى الفعل

.اإليماء اإلشاري ضمنهوهو ذلك اإليماء الذي يبرمج التواصل ويأخذ شكل ملفوظات صوغية :اإليماء الصوغي -ب ...)القبول، الرفض، الشك، اليقين(اإليمائي للمضمون نوعا معينا من التمظهر سريماغويعني به :اإليماء المحاكي -ج

هذا التعريف بالمالحظات سماريغويتمم . المرسل اليه/بهدف إرسال تواصلي إلى المتفرج :التالية

إن المحتويات، موضوع التواصل، متسارية من حيث الحجم مع الوحدات المعجمية، - ).رش(أو أفعال ) مسدس(ويمكن أن تكون عبارة عن أسماء

إن التسنين اإليمائي للمحتويات يتكفل به مستوي التعبير، فالنقل ال يشمل العالمة بأكملها - .ها فقطوانما دال

كانت إن النقل اإليمائي يفترض وجود سيميائيات سابقة عنه، سواء أكانت طبيعية أو - .تنتمي إلى ممارسة إيمائية غير تواصلية

. إن النقل يرمي إلى التعرف على العالمة انطالقا من مدلولها بواسطة الجسد اإلنساني -الملفوظات اإلسنادية، وال يستطيع الذي يشكل ذات التلفظ ال يمكن أن ينتج سوى هذا األخير

وهذا، . أن يركب هذه الملفوظات، ألنه ال يمكن أن يكون العالمة والتركيب في نفس اآلن غياب استقالل اإليماء المحاكي الذي ال نجده إال مصاحبا >، هو ما يفسرسريماغفي نظر

بان الصامتين، أو سنن الره(للغة، أو مدمجا في أسنن تواصلية اصطناعية بطريقة متقطعة ).سنن البانتوميم

إذا كانت األنواع السالفة من اإليماء ال تتعدى وحدات من مستوى :اإليماء اللعبي -دالسمات المميزة، أومن مستوى الفونيمات أوالوحدات المعجمية، فإن هذا النوع يرقى إلى

125

: تاليةبالمقولة ال سريماغوللكشف عن مختلف أنماطه يستعين . مستوى الخطابالطقوس األسطورية وال (إيماء ذو طابع مقدس -:ويخرج بتصنيف ثالثي. جمالي/لعبي/مقدس

الرقص الفولكلوري، وقد يهدف إلى التواصل وقد ال (إيماء لعبي -، )تهدف إلى التواصل ). يهدف

ومن بين المشاكل التي يطرحها هذا النوع األخير هو خلو ملفوظاته في األغلب من فالباليه مثال، وان كان يتضمن بعض المقاطع اإليمائية، فإننا ال يمكن أن ننسب . المعنى

إن هذا النموذج العام الذي يقدمه گريماص، وان كان يتحدث عن .معنى محددا لكل وحداتهاإليماءة بصفة عامة ومجردة، فإنه مع ذلك قد أسعف الدارس في التعرف على أنواع

.1اإليماءات المستعملة في المسرح :حول تقطيع المتواصل اإليمائي في المسرح .2

فهي ترد في العرض . طابعها الحركي الديناميكي إن ما يميز العالمة اإليمائية هو، ولعل هذا ما دفع بعض الدارسين إلى تصنيفها ضمن )continum(عبارة عن متواصل ف صعوبات خطيرة، والواقع أن تقطيع هذا المتواصل اإليمائي يصاد .العالمات المتحركة

فهو يتخذ كمبدأ للتقطيع مستوى المدلول، في حين أن . ونتائجه ليست مرضية و مقنعة تماما .التقطيع، إذا أراد لنفسه أن يستجيب للشروط العلمية، يجب أن يتم علي مستوى الدال

إن تحديد المقاطع اإليمائية ال يمكن أن يسمح، علي األقل في الفترة الراهنة، ف علي وحدات إيمائية محدودة العدد، ويمكن أن تدخل في تكوين كل العالمات بالتعر

لهذا فإن النظريات التي . الممكنة، كما هو األمر بالنسبة للفونيمات في اللغة الطبيعيةانصرفت إلى تحديد الوحدات الدنيا لإليماء، وابراز قواعد تركيبها داخل اإليماءة، قد انتهت

لغة الصم (كان ذلك ممكنا في بعض الممارسات اإليمائية المسننة وحتى إذا. إلى الفشلممكن بالنسبة للمسرح الذي تتسم فيه ، فإنه غير)البكم، أو بعض أشكال الدراما الشرقية

1 - A.J.Greimas, op.cit, p 58.

126

اإليماءات واألوضاع الجسدية، شأنها في ذلك شأن الحياة اليومية، بالتنوع والتعدد . واالختالف

التي " الجملة اإليمائية"تصرفنا عن البحث في هذه غير أن هذه الصعوبة يجب أالتمتد طوال العرض، عن محاولة تفكيكها وتعيين وحداتها، ألن ذلك سيساعد على إدراك

.كيفية اشتغال وتركيب اإليماءات داخل الفرجةإن دراسة اإليماءة في المسرح تواجه نفس المسألة التي واجهت كوكلين في دراسة

يبدو للوهلة األولى أن دال ما ندعوه عادة باإليماءة يقدم جانبا تركيبيا، و : اإليماءة، يقولتكمن المشكلة في معرفة كيف يتفكك هذا المركب الواقع في زمان وفي مكان، هل يتعلق

المعقدة، ولكنها لملفوظ معين؟ أم بمركب من العناصر" الدالة"األمر بمركب من العناصر .المسرحي يواجه نفس التساؤالتإن العرض . مجردة من المعنى

ال يمكن أن يحقق لوحده ) kinésique( إن االعتماد على علم التواصل الحركي و أولية، ذلك أن تطبيق معطيات هذا العلم في المسرح يبدو صعبا، وذلك إال نتائج محدودة

فراد داخل لعدة أسباب لعل أهمها هو أن التواصل الحركي يدرس التفاعالت اإلنسانية بين األسياق اجتماعي حقيقي، في حين أن المسرح يقدم شخصيات متخيلة تتواصل في سياق

على أن هذا ال يعني استحالة االستفادة من . متخيل ومحكوم بخطاب سابق هو اإلخراجفبإمكانه أن يقدم للدارس مساعدات مهمة، يمكن إجمال .العلم ابعض تحديدات ونتائج هذ

:بعضها فيما يلي .ن هذا العلم قد اثبت إمكانية عزل اإليماءات كما تعزل الكلمات المكونة لجملة مثالإ -عدم الفصل ، في التواصل، بين الكالم، الذي يعد دعامة المعنى، والسلوكات غير -

.اللفظية التي تؤثر علي المعنى اللغوي غة الطبيعية، إن علم التواصل الحركي ينطلق من المماثلة بين اللغة اإليمائية والل

فـ . ، بين عدة مستويات)اإليماء( وبذلك فإنه يميز، داخل الموضوع الذي يشتغل عليه Birdwintell مثال يري أن الوحدة الدنيا للغة الطبيعية، أي ما يقابل الفونيم في اللغة

فإذا ما تكررت هذه الحريكة مرتين . الحاجبين مثال ، كهز)Kiné(الطبيعية، هي الحريكة

127

أن يعين من بين ردويستلب، وقد استطاع kinème" األحروكة"قلنا إلى مستوى أعلى هو انتإلى األحاريك خمسين أو ستين أحروكة متعلقة بالنسق األمريكي ، بما في ذلك، إضافة

حركتا ميالن جانبيين للرأس، واحدة لشنق الرأس، وواحدة : الوجه، ثالث هزات للرأس تعابيرفإذا ما ائتلفت . لتنكيس الرأس، وحركات الحاجب والجفون و األنف والفم والذقن والوجنتين

أشكال "هذه األحروكات فيما بينها انتقلنا إلى وحدات أكثر تعقيدا من مستوي أعلى هي التي تتراكب بدورها لتسفر عن مركب أشكال الحركة الذي، ) kinémorphe" ( الحركة

واذا ما ارتقينا إلى مستوى أعلى وجدنا . يمكن في النهاية، أن تكون له عالقة بالكلمات .1التي تملك الكثير من خصائص الجملة النحوية اللفظية" بناءات أشكال الحركة"

داخلها على عالمات منفصلة، غير إن هذا التصور يسمح بتفكيك اإليماءة، والتعرف .أنه، بالمقابل، يؤدي إلى تدمير وهدم هذه اإليماءة ذاتها والتفريط في بعديها الجمالي والفني

:حول داللة اإليماءات في العرض المسرحي .3ولعل هذا هو ما . يقع اإليماء في المسرح في ملتقى الطرق بين التخييل واإلنجاز

.عبير عنه يتحكم في نوعية اإليماء الذي سيلجأ إليه الممثليجعل الشيء المراد التفهو يلجأ إلي إبراز مالمح الشخصية ككائن متفرد جسديا أو سيكولوجيا، فيميل بذلك إلى -

إن هذا النوع من اإليماء مرتبط . انتقاء بعض األوضاع الجسدية، وتكرار إيماءات معينةوبذلك فإنه يتسم بالثبات واالستمرار -گريماص اإليماء اإلسنادي حسب-"بكينونة الشخصية"

.طيلة العرضوهو هنا يوظف إيماءات . قد ينصرف الممثل إلى إبراز الوجه االجتماعي للشخصية -

ويرتبط هذا النوع من اإليماء، على ... الوظيفة االجتماعية محاكية تحيل على العمل أوويجسد التحوالت الركحية . ية والحركة، ولذلك فإنه يتسم بالدينام"الفعل"خالف األول بـ

. والوظيفية

.111-110ص ص مرجع سابق، كير إيالم، - 1

128

الفرح، الحزن، (الشخصية بإمكان الممثل أن يوظف اإليماء إلبراز انفعاالت وعواطف - ).اليأس

الزمكاني الذي اإلطار(إن الوظيفة األساسية لاليماء هي إبراز المقام التلفظي للخطاب -، وعلى الرغم من أن ...)قة بين المتلفظينيدور فيه التخييل في المسرحية، طبيعة العال

الذي يجذره في المقام، إال أنه ) أنا، اآلن، هنا( الخطاب يتوفر على جهازه اإلشاري الخاص .ال يستطيع االستغناء عن وظيفة اإليماء اإلشارية

، )أي األساس األيقوني(إن هذا النوع من العالمات يقوم على أساس المحاكاة على أن المسرح يوظف . ال العالمة ومدلولها هي المشابهة في أغلب األحيانفالعالقة بين د

صنفا آخر من العالمات اإليمائية، وهي عالمات غامضة ال يمكن أت نتفق على داللة .signe opaque )((1"المعتمة"إسم العالمات وبرسفيلديآن محددة لها، وتطلق عليها

.142-128مرجع سابق، ص ص كير إيالم، - 1

129

:خالصة الفصل الثالث

نظرا لدرجة . إيجاد تحديد دقيق للمسرح كنوع فني، أو كنسق سيميائيمن الصعب عمل المسرحي على الخشبة يظهر من خالل تظافر العديد فال .التعقيد العالية التي يتميز بها

.الخ...من التخصصات والفنون، كفن الكتابة، األداء، اإلخراجمرتع عالماتي مركب، سيميائية المسرح فرع خصب للدراسة، ذلك أن العمل المسرحي

وتحتل اإليماءة موقعا متميزا فيه من خالل الدور الهام الذي تقوم فيه على مستوى العرض .بر محاكاة الحالة النفسية للشخصية وهو ما يجعل المتفرج يندمج في العرض المسرحيع

فالمسارح . من نوع مسرحي آلخر، ومن بلد آلخرإن الدور المنوط باإليماءة يختلف .شرقية معروفة بتوظيفها المكثف لإليماءة في المسرحال

وما يمكن التأكيد عليه في هذا اإلطار، أن النظام اإليمائي في المسرح نظام أساسي في العرض من خالل الوظائف التي يقوم بها سواء من خالل التمديد، أو التعويض أو

.المصاحبة

130

اإلطار التطبيقي

131

III.1 .نشأة وتطور المسرح الجزائري:

هناك اختالف قائم بين الباحثين حول تحديد بداية المسرح الجزائري، لكنهم يتفقون على أن المسرح عرف عدة مراحل في تطوره، ولم تكن المراحل متشابهة فقد تميزت كل مرحلة عن أخرى شكال ومضمونا، وسنحاول أن نستعرض ونتبع هذه المراحل من بداية

:المسرح الجزائري إلى اآلن

):1962- 1926(مرحلة النشأة : أوال

هي أول مسرحية عاللوالتي ألفها "جحا"يجمع جميع الدارسين على أن مسرحية أعلنت بداية المسرح الجزائري كفن ثقافي له طابعه الخاص، وعرضت هذه المسرحية سنة

وكان موضوع المسرحية فكاهي اقتبس ، 1بقاعة الكورسال بباب الواد الجزائر العاصمة 1926العربية إال أن المؤلف أعاد تقديمها على شكل جديد اقترب به إلى حد جحامن حكايات

وهي ،"بوعقلين"كبير من ذوق الجمهور الجزائري، وكما قدمت وفي نفس السنة مسرحية عروض األخرى مسرحية كوميدية مستوحاة من الواقع االجتماعي الجزائري، وتعددت ال

.1927المسرحية الجزائرية سنة

فقد كان الحضور مكثفا لبعض المسرحيات الكوميدية مثل 1928أما في سنة كما شهد المسرح الجزائري عروض مسرحية عالجت قضايا الزواج مثل ،"الصياد والعفريت"

حياة التي تعالج قضية أخالقية تتمثل في تأثير ظاهرة الخمر على ال "زواج بوبرمة"مسرحية .األسرية

فقد عرضت )1940 –1930(كما اتسع النشاط المسرحي في الفترة الممتدة ، 1931سنة "الخليفة والصياد"، 1930سنة " عنترة الحشايشي"مسرحيات مختلفة أهمها

وغيرها من المسرحيات، بل إن المرحلة قد شهدت أيضا باإلضافة إلى تعدد العروض، ظهور

.87، ص2005الجزائر، دار الهدى، ،1972المسرح الجزائري النشأة والرواد والنصوص سنةصالح لمباركية، - 1

132

تأسيس مسرح جزائري وبروز شخصيات جزائرية مسرحية أنتجت جيل جديد قاد على عاتقه ).عاللو، محي الدين بشطارزي، رشيد القسنطيني(الكثير من المسرحيات مثل

أما أشهر رجال المسرح في هذه الفترة فهم (بوعالم رمضاني وفي هذا يقول الباحث والى جانب الذي تعلق به الجمهور حتى قيل عنه شابلين الجزائر رشيد القسنطيني

1.محي الدين بشطارزيوهناك شخصية أخرى تتمثل في عاللوكان هناك القسنطيني

، فإننا نلمس أن المسرح الجزائري عرف )1953– 1941(أما خالل الفترة الممتدة نوعا من الركود من حيث العروض المسرحية أو من حيث النصوص المسرحية المكتوبة،

ركود إلى فقدانه بعض الشخصيات، وهذا ما أكده الباحث ويرجع الدارسون أسباب هذا الالمسرح الجزائري قد شهد في هذه المرحلة فقدان العديد من رجاالته األوائل " أحمد بيوض

سعد اهللا الذين كان لهم الفضل في إرساء أسسه األولى وتمكينه من االستمرار، فقد توفي ، كما 1942بلعب األدوار النسائية عام الذي أشتهر بـ إبراهيم دحمونالمعروف إبراهيم

، أعقبه بعد ذلك قطب المسرح الكبير وأحد ركائزه 1943عام ابن شوبانتوفي أيضا 2".1944عام رشيد القسنطينيالمعروف بـ رشيد بلخضراألساسية

ولعل المتتبع لمسار المسرحيات المقدمة خالل هذه الفترة التي سبق وأشرنا إليها، يجد .مضامين المسرحيات قد تنوعت بين مسرحيات اجتماعية وتاريخية وأخرى دينيةأن

):1962 – 1954( المسرح الجزائري وثورة التحرير •

مما يجدر اإلشارة إليه أن المسرح الجزائري واكب فترة اندالع الثورة التحريرية في ه الجديد في تغيير ، ألنها مرحلة مهمة في تاريخ الجزائر وقد أسهم هذا التوج1954سنة

طريقة عرض وتقديم المواضيع حيث كان العزوف عن الموضوعات االجتماعية الهزلية منها

الشعبية المؤسسة الوطنية للكتاب، ، الجزائر، المكتبة المسرح الجزائري بين الماضي والحاضربوعالم رمضاني، - 1 .14ص

.59، ص1998، الجزائر، منشورات الجاحظية، 1926/1989المسرح الجزائري نشأته وتطوره أحمد بيوض، - 2

133

، 1والجادة واضحا وأصبحت الثورة المحور األساسي الذي التفت حوله كل الكتاب المسرحيينعلى وكان هذا التوجه في ظل القمع المتزايد للسلطات الفرنسية التي ما فتئت تفرض رقابة

جميع األعمال، إذ عملت على إصدار العديد من القوانين الردعية، بهدف احتواء الوضع األمني، ومن أهم هذه اإلجراءات فرض ترخيص قانوني على كل عرض مسرحي تقوم به الفرق المسرحية، باإلضافة إلى إرسال جواسيس أثناء العروض المسرحية لمراقبة ما يعرض،

للمؤلف والمخرج "عنتر وعبلة"عديد من العروض المسرحية أهمها ولقد سجل الدارسون ال 2،عبد الحليم رايسلـ "أبناء القصبة" التوري، محمدلـ "زعيط ومعيط ونقاز الحيط" قدور قتال،

.وغيرها من المسرحيات الهامة التي عرضت في هذه المرحلة

تحول هامة يجد أنها نقطة) 1962–1954(إن الدارس لهذه الحقبة الممتدة من لمسار الحركة المسرحية في الجزائر، فقد وجد معظم كتاب المسرح كغيرهم من أفراد المجتمع الجزائري استجابة لما استجد عليهم من ظروف، كان لها أكبر األثر في توجيه المسرح نحو التعبير عن القضايا الوطنية أكثر من تعبيره عن القضايا األخرى، من ذلك طبعا اندالع

لثورة التحريرية التي أثرت بشكل واضح على النتاج المسرحي، فأضحى قليال مقارنة مع االمراحل األخرى، إال أننا لن نغفل لإلشارة إلى بعض المسرحيات ذات المواضيع الثورية التي

.حاولت أن تروج لمبادئ الثورة الجزائرية وتدعو الشعب لاللتفات حولها

، أبو القاسم سعداهللا، كما قال عنها أبولعيد دودوها لصاحب" التراب"فهناك مسرحية ).خلدت لثورة التحرير(

كما عرف المسرح الجزائري في هذه الفترة توجها آخر نحو النشاط خارج الوطن، أسهمت فيه الضغوط التي فرضتها اإلدارة الفرنسية على المسرح الجزائري مما أدى إلى غلق

مر الذي أدى بالمسرحيين الجزائريين إلى اللجوء إلى بعض المسارح في الجزائر، وهو األ

.37صالح مباركية، مرجع سابق، ص - 1 .30، ص2006الجزائر، شركة باتنيت، ،2000المسار المسرحي الجزائري إلى سنة نور الدين عمرون، - 2

134

1955(الخارج إلتمام الرسالة النضالية، حيث ظهرت إبداعات جزائرية في فرنسا منذ بداية .إلى غاية اإلستقالل 1958وابداعات أخرى بتونس من سنة ) 1958 –

):1979 – 1963(مرحلة التأصيل : ثانيا

ح الجزائري، بعد استرجاع الجزائر سيادتها، وذلك تم في هذه المرحلة تأميم المسر جانفي 07المؤرخ بتاريخ 10/83بجعل المسرح مؤسسة عمومية وتم ذلك بمقتضى المرسوم

:، الذي هدف إلى تحقيق جملة من األهداف أهمها19631

تنشيط النشاط المسرحي في الجزائر وتأسيس فرقة المسرح الوطني الجزائري التي تضم كل .اإلطارات المسرحية دون إقصاء

ومن ثمة كان ال بد من البحث عن مسرحيات جديدة أكثر انسجاما مع مرحلة ما بعد ولد االستقالل، عن طريق المزاوجة بين التأليف المحلي الذي كان يعتمد أساسا على تأليف

ة المسرح أحيانا أو اإلستعانة بخزان وعبد القادر علولة وكاتب ياسين عبد الرحمان كاكيالعالمي واالقتباس منه، ذلك أن اإلنتاج الوطني لم يكن كافيا ليغذي الحركة المسرحية في

2.الجزائر بمفرده

) رمضاني أحمد بيوض وبوعالم(وسجل بعض الدارسين في المسرح الجزائري أمثال أن هذه الفترة مرت بمرحلتين متناقضتين، األولى إيجابية في مسار الحركة المسرحية

وقد تميزت .الجزائرية والثانية سلبية أسهمت في تعطيل وتيرة النشاط المسرحي الجزائريعرضا مسرحيا 119المرحلة األولى بتزايد وتيرة العروض المسرحية حيث سجل الباحثون

.1963سنة

أما بالنسبة للمرحلة الثانية فنالحظ أن جل الدارسين قد اتفقوا على المسرح قد ساده حيث التأليف وخاصة إذا قارنا هذه المرحلة مع المرحلة السابقة، ولكن مع ذلك ال الركود من

.97، ص مرجع سابقأحمد بيوض، - 1 .38، ص2005، 7، مجلة الثقافة، العددمسارات ومدارات مسرح الهواة في الجزائرحفناوي بعلي، - 2

135

ونذكر على ) 1979 – 1967(يمكن أن نقلل من تلك المسرحيات التي ترجع إلى تلك الفترة التي تشرح ظاهرة التسول وتصور حياة المساكين والفقراء ،"البوابون"مسرحية : سبيل المثال

1.اة لكسب قوتهم وقوت عيالهمالذين يصارعون الحي

):1982 – 1972(مرحلة الركود : ثالثا

تميزت هذه المرحلة بالعقم المسرحي كما يؤكد جميع الدارسين، فقد قل اإلنتاج :المسرحي نصا وعرضا، ويعود ذلك إلى العديد من العوامل أهمها

يد تنظيم ، الذي على إثره أع 1970جوان 12المؤرخ في 37/80تطبيق األمر رقم المسرح وهيكلة المسرح الوطني، حيث أصبح مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري الشيء الذي لم يساعد المسرح الجزائري الذي كان يعمل باعتباره مؤسسة عمومية ثقافية

حوالي 1972وطنية، األمر الذي عجل ميالد أزمة مالية أين بلغت مديونية المسرح سنة 2.مليار سنتيم

والمتضمن القانون األساسي العام للمسرح الجهوي، 70-39 ذلك األمر رقم وتالحيث تبين المادة األولى من الفصل األول طريقة إحداث المسارح الجهوية والغائها بواسطة مرسوم يتخذ بناء على اقتراح من وزير األنباء وأشارت المادة الثانية إلى أن المسارح الجهوية

ات طابع صناعي وتجاري، تتمتع بالشخصية المدنية واالستقالل هي مؤسسات عمومية ذ .المالي وتوضع تحت اشراف وزارة األنباء

وعقب هذا القرار أنشأت على التوالي أربع مؤسسات مسرحية تابعة للدولة وكذلك من .مسارح جهوية بوهران، قسنطينة، عنابة وسيدي بلعباس 1976إلى 1972

:ساسية التاليةولكن تم إغفال المسائل األ

.إستراتيجية التطور، والتنظيم الداخلي للعمل •

.105صالح مباركية، مرجع سابق، ص - 1 .109أحمد بيوض، مرجع سابق، ص - 2

136

.تكوين الممثلين المحترفين والمتخرجين •

فالممثل هو الذي يقوم بكتابة النص (النص المسرحي الجديد ذو البعد الدرامي • 1).المسرحي وتمثيله على الخشبة في الوقت نفسه، وهذا شيء غير معقول

مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري األمر (الدعم المالي بحيث أصبح المسرح • ). الذي عجل بميالد أزمة مالية

كانت لهذه العوائق انعكاسات خطرة على النشاط المسرحي، وأمام استحالة معالجة .الوضعية انطفأت عدة طاقات

لى العامل ومن خالل ما سبق نستنتج أن الركود المسرحي في هذه الفترة مرده إالسياسي، فإذا سلمنا أن هذا القرار يتماشى وسياسة الجزائر في مجال محو الفوارق الجهوية في كافة الميادين االقتصادية، االجتماعية، الزراعية والثقافية، فإنه في قطاع المسرح لم

.يحقق الفائدة المرجوة لعدم مراعاة إمكانيات الجزائر في المجالين المادي والبشري

إذ ال يمكن إحداث مسارح جهوية دون تهيئة الظروف واإلمكانيات واإلطارات القادرة .على تحمل هذه المسؤولية الكبرى

): 1982( مرحلة االزدهار :رابعا

بدأت بوادر االنتعاش للمسرح الجزائري تظهر في بداية الثمانينات وبداية التسعينات الكبير في مسيرة المسرح، فكان من المستحيل ولعل النبثاق موجة التعددية الحزبية األثر

ترك الظاهرة المسرحية في وضعها الذي كانت عليه، لذلك كان هناك تطورا ملحوظا على النصوص المسرحية وتأسيس المسارح، المهرجانات المسرحية واحداث (جميع األصعدة

).معهد الفنون المسرحية ونشاطات أخرى

.41، صمرجع سابقحفناوي بعلي، - 1

137

إنعقاد "نتعاش المسرح الجزائري في هذه الفترة ومن العوامل التي ساعدت على اأفريل 7و 4بقصر األمم في الجزائر العاصمة في ما بين " الملتقى الوطني للفنون واآلداب

والذي تناول فيه المشاركون من مسؤولين ومثقفين بالدراسة والتحليل الوضعية الثقافية 1981القطاع الثقافي منها، لجنة للكتاب السائدة في الجزائر وقد شكلت عدة لجان للنهوض ب

البصرية وثالثة للمسرح، وخامسة للفنون التشكيلية وأخيرا -والكاتب وأخرى للفنون السمعية 1.لجنة للموسيقى

التي طرحت 1983ديسمبر 5و 3فيما بين "أيام المسرح"باإلضافة إلى انعقاد ندوة من أجل تطوير المسرح (أول مرة منذ استقالل البالد فكرة النهوض بالمسرح وتحت شعار

النص المسرحي لغة ومضمونا وشكال : وقد عالجت هذه الندوة محاور عديدة منها) الجزائرية وأخيرا التكوين ثم اإلخراج والتمثيل المسرحي باإلضافة إلى تنظيم الهياكل المسرحي

2".المسرحي بالجزائر

.142مرجع سابق، ص أحمد بيوض، - 1 .142ص المرجع نفسه، - 2

138

III.2 .بطاقة فنية عن مسرحية حمق سليم:

التطبيق إليقاف تسمى التي العوامل إحدى يمثل البيروقراطي سلوك ألن نظرا لكون نظرا الفردية األنانية إنجاح وراء سعيا االشتراكية طريق في عراقيل إقامة و االشتراكي الموضوعية الشروط تخلق و اإلنسان و اإلنسان بين العالقات جذري بشكل تنظم االشتراكية :ككل والمجتمع الفرد لمصالح

نيكوال الروسي للكاتب )أحمق مذكرات ( نم علولة القادر عبد انطلق ذلك على بناء

.البيروقراطي السلوك أشكال بعض إظهار أجل من مسرحيا هافاقتبس قوقول

بعض تقديم في أساسا عمله يتمثل ،"سليم" بسيط موظف يوميات تروي المسرحية .عليها للتوقيع للمدير األوراق

139

عن وبعيدة حالمة وتفكيرها، تصرفاتها في ثورية مثالية شخصية هي سليم شخصية العاطفي الجانب علولة استغل ولقد المدير، إبنة حب في الوقوع إلى ذلك ودفعه الواقع،

.الطبقتين بين الشاسع الفرق لتوضيح

عن المتولد الضحك أي السوداء، الكوميديا من نوع هي "سليم حمق" مسرحية إن في يمزج فهو .ذاته مع سليم صراع في يكمن المسرحية جوهر إن واأللم، النازف الجرح التناقضات عن تعبير هو فالضحك لذا .والعقل الجنون وبين والحقيقة، الوهم بين أعماقه

.ومرارة ألم األصل في هي فالمهزلة "المجتمع في المعارضة" إلى منحاز لموقف االجتماعية

:سيرة عبد القادر علولة • :مولده ونشأته /1

في مدينة الغزوات، تابع دراسته 1939يوليو 8في عبد القادر علولةولد الفقيد االبتدائية في مدينة عين البرد الصغيرة غرب وهران، ثم واصل دراسته الثانوية في مدينة

وبدأ يمارس المسرح كهاو 1956في سيدي بلعباس، وبعد ذلك بوهران، توقف عن الدراسة، شارك في عدة 1960وحتى سنة بوهران دائما، في إطار هذه الفرقة " فرقة الشباب"مع

وفي محمد كرشاي، التي كتبها " خضر اليدين"دورات تكوينية، ومثل في مسرحية للمؤلف " األسرى"في إطار فرقة المجموعة المسرحية الوهرانية مسرحية أخرج 1962

.و عند إنشاء المسرح الوطني الجزائري وظف الفقيد كممثلبلوت، الروماني :حياته الفنية/2

من خالل تتبعنا لسيرة عبد القادر علولة يمكن تقسيمها لثالث مراحل أساسية تتمثل .الممثل الهاوي، ثم المخرج، فالمؤلف علولة: فيما يلي

:علولة الممثل .1

في " الشباب المسرحي"مع فرقة -كما سبق وذكرنا–الممثل علولةوكانت بداية الذي ساعده للولوج إلى عالم الفن المسرحي الخمسينيات، وكانت هذه البداية بمثابة الباب

.المتميز عن باقي الفنون األخرى

140

، فانطلق يتدرب على أصول التمثيل ومبادئه، لعلولةلقد أصبح المسرح الشغل الوحيد مغرمين "مثل في مجموعة من المسرحيات من بينها 1960إلى غاية 1956فمن سنة

.كرشايلمحمد " خضر اليدين"و" خيمة شريفة"، و"رجوع السعادة"، ولمحمد تواتي" بالمالإلى قلب الفن عبد القادر علولةهذه المسرحيات بمثابة الخطوات األولى لولوج كانت

الراقي، حيث أنها لم ترقى إلى مستوى العمل المسرحي المتكامل إال أنها كانت اجتهادات علولة فكانت هذه البدايات المحرك الرئيسي الذي فجر طاقات . أولية لهواة عشقوا المسرح

.التمثيلية، والتي كشفت فيما بعد عن حس فني متميز تطور إلى التأليف واإلخراج: الفقيد عند إنشاء المسرح الوطني كممثل، حيث مثل في عدة مسرحية منهاعين

لعبد الحليم رايس ومصطفى كاتب" أوالد القصبة"، و1964سنة لعالل المحب" ورود حمراء" .1963سنة وفي إطار التوجه الجديد للمسرح الجزائري بعد االستقالل، ونظرا لألهمية البالغة التي

ورفقاؤه ضمن علولة، اندمج وسيلة تعبئة جديدة للجماهير الجزائرية أحيطت به باعتبارهاإلطار الجديد للمسرح أال وهو اإلطار االشتراكي، حيث أصبحت األعمال المسرحية تبنى على النظرية االشتراكية، فاتسمت المسرحيات بالطابع االجتماعي، وعالجت مواضيع عدة

.رج لتوه من براثن االستعمارلشعب ختصوير الواقع االجتماعي : أهمها

:علولة المخرج .2

بالمسرح عند حدود التمثيل لكنها تطورت إلى التأليف علولةلم تتوقف عالقة واإلخراج، حيث أن الخطوات األولى في مجال المسرح مجسدة في التمثيل، لم تكن سوى بابا

.للولوج إلى أعماق العالم المسرحي من خالل تجربة اإلخراج المسرحيسرحي، بل ممارسة اإلخراج المسرحي تتطلب إلماما واسعا بقواعد الفن المإن عملية "

".أساليبه ووسائله وطرقه الفنية والتمثيلية والتقنيةالمسرح ذاته ومعرفة دقيقة ب" الغولة"، عندما قام بإخراج مسرحية 1964مع اإلخراج سنة علولةوكانت بدايات

.رويشدالتي كتب نصها

141

بيرين، العديد من العروض المسرحية التي نالت شهرة واقباال ك علولةكما أخرج :انعكست إيجابا على ثقته بنفسه نذكر منها

.1964الغولة لرويشد سنة "* .1965السلطان الحائر لتوفيق الحكيم سنة * . نقود من ذهب اقتباس * :علولة المؤلف. 3

كان أي أنه " النص المعروض" في تأليفه للنصوص المسرحية طريقة علولة نهج .الخشبةيؤلف ويفكر في العرض على

للتأليف انطالقا من الرؤية المسبقة للعرض، فقد كتب ألعمالة علولة وبانتهاج .المسرحية النجاح، والقت تجاوبا واقباال لدى الجماهير

والتي عدت باكورة إبداعه 1969سنة " العلق"ولقد كانت البداية مع مسرحية المسرح الجزائري، يعتمد على توظيف المسرحي، حيث أنها أعلنت عن ميالد شكل جديد في

وهي الشخصية األكثر حضورا في المخيال " المداح"التراث وذلك من أجل إدخال عنصر .الشعبي

في التأليف، ليؤلف لعلولةثاني محاولة فردية 1970سنة " الخبزة"وتعد مسرحية .1972سنة " حمق سليم"بعدها مسرحية

بتأليف الثالثية المشهورة علولةالفردي واإلقتباس، قام وبعد مسيرة معتبرة من التأليف عن علولةالتي كانت بداية ألعمال مميزة ومنفردة بحث من خاللها " األقوال واألجواد واللثام"

.الجديد واألصيل في آن واحد

142

III.3 .التحليل السميائي للمقاطع ا�يمائية: عمال فنيا زاخرا القادر علولةعبد للمسرحي الراحلتعتبر مسرحية حمق سليم

، وهو ما يشكل 1بالنصوص اإليمائية حسب المختصين في الميدان المسرحي في الجزائر .المنطلق األساسي الذي تم على أساسه اختيار هذا العمل بالتحديد

، يعد من أكبر أعمدة المسرح الجزائري المحترف من جهة، عبد القادر علولةذلك أن من جهة ثانية، وهو العمل الذي يشحذ فيه الممثل " المونوج"لعمل في إطار كما يدخل هذا ا

. كل قواه اإلبداعية، سواء على مستوى نبرات الصوت أو اإليماءات من أجل تحقيق التأثيرفالمونولوج يركز كل جمالية العمل في شخص الممثل، ومن هنا فإن الدور الجوهري لإليماءة

.يظهر من خالل هاته األعمالمنا الكتشاف الزخم العالماتي الموجود في العرض المسرحي والرسائل ةوفي محاول

نصوص إيمائية من العرض 6ختيار ا إلىعمدنا . التي ساهمت لغة الجسد في توصيلها .عالقته بالحبكة المسرحي، تتعلق هذه األخيرة بحدث معين في مجريات وتطورات النص في

ي عرض الفكرة التحليالت أن نتوصل إلى دور اإليماءة فوسنحاول من خالل هذه .إلى الدور الذي تلعبة هذه اإليماءة مقارنة بالنص المسرحي المطروحة، باإلضافة

:الخطوات التالية وسنعتمد في عملية التحليل على

.تحديد النص الجسدي وتحديد سياقه من خالل النص المسرحي .1

.تقطيع لغة الجسد و تحديد دالالتها السيميائية تطبيق مقاربة الكينيزياء من خالل .2

تحديد الوظائف اللغوية التي تؤديها اإليماءات في العرض المسرحي وفق مقاربة رومان .3 .جاكبسون

جوان 6أستاذ األداء في المعهد الوطني للفنون الدرامية والمسرح ببرج الكيفان يوم األربعاء محمد دربالمقابلة مع السيد - 1 .14:00على الساعة 2012

143

)00:48-00:00(الجزء األول سليم على رأس المملكة البيروقراطية: المقطع األول

:سياق النص الجسدي •

بداية العرض المسرحي، أين تبدأ حكاية سليم الذي يقع النص الجسدي المختار في يتولى عرش المملكة البيروقراطية، ويقوم من خالل هذا المقطع من العرض بتوصيف مراسم

.اعتالئه العرش عن طريق مجموعة من النصوص اللغوية واإليمائية :تطبيق المقاربة الكينيزيائية •

مستويات تحليلية تتوالى بنسق يتمفصل النص الجسدي محل الدراسة إلى أربع :متكامل وعالقات بنائية في عملية إنتاج المعنى وهذه المراحل هي

: بناءات أشكال الحركة: المستوى ا9ول -لغة من خالل استخدام في النص محل الدراسةهذا المستوى من لغة الجسد يتجسد

األفكار اإليمائية التي وتتمثل أهم ،بصورة مباشرة وحركات اليدين اليدين ولغة العيون :تضمنها النص فيما يلي

.خياطة برنوس الملك سليم األول - .فزع األم على مستقبل ابنها بعد توليه عرش المملكة البيروقراطية -

144

البصرية التي شكلت الخطاب فيمن العالمات ةفي هذا المستوى مجموع نجد ا أهم المصطلحات أو الكلمات شكله النهائي، وتشكل حركة اليدين وحركة العيون وتركيزه

.في توصيل المعنى المراد عبد القادر علولةالتي اعتمد عليها الجسدية وتترابط مكونات هذا الخطاب البصري من خالل التوصيف اللغوي المرافق له،

وما تجدر اإلشارة له في هذا السياق هو تعدد األشكال والترددات المكونة لإليماءة المبنينة .في الخطاب

: kinémorpheأشكال الحركة: المستوى الثاني -حيث تتحدد فيه وى من حركات جسدية أقل تعقيدا من سابقتها، ستيتشكل هذا الم

:ذا المنحى يمكن أن نستنتج ما يليوانطالقا من ه. ما يحاكي الكلمة في اللغة اللفظية

أشكال الحركة

دالالتها العرض خاللتمظهراتها في لغة الجسد السيميائية

التطريز

لعبت لغة الجسد في هذا اإلطار دورا رئيسيا حيث قام علولة بواسطة

حركات اليد المحاكية لعملية الخياطة بشرح

الطريقة التي تحول بها البرنوس القديم إلى برنوس ملكي

وهو يفيد .فخممصاحبة لوظيفة ا

وفق نموذج الرتموس

145

التنين

لعبت لغة الجسد في هذا اإلطار دور

إشاري حيث عوضت لغة الجسد

" هذا"اسم اإلشارة من خالل استدارة

علولة للجمهور من أجل رؤية التنين

على ظهر البرنوس الخوف

استخدم علولة من أجل خلق معنى

كلمة الخوف لدى لغة العيون المتفرج

حيث قدمت اللغة اللفظية هنا وصفا واقعيا عقالنيا، أما حركة العيون فقد

قامت بنقل المصاحبة 1رالمشاع

لرؤية التنين

.159مهدي أسعد عرار، مرجع سابق، ص - 1

146

القلق

تضافرت في هذا المستوى مجموعة من األعضاء التي تداخلت في عملية

.إنتاج الداللةاستخدم علولة حيث

اشارة اليدين الممدودة لالمام

كداللة للتوقف مع حركة الراس المائلة لليمين واليسار في

رةداللة على الحسخالل وصفه لموقف

والدته من لبسه . لبرنوس الملك

وتضافر الداللتين في هذا السياق يقدم

داللة جديدة هي .داللة القلق

التردد

استخدم علولة للتعبير عن تردده

في تنفيذ طلب والدته بعدم ارتداء برنوس

الملك من خالل حركة الكتفين

والرجلين صعودا ونزوال مما يوحي

.بالتردد

147

:kinèmeا9حروكة : المستوى الثالث -يتحدد في هذا المستوى الوحدات المركبة الغير دالة والتي تشابه عملية تركيب

، أما في )صواتأمجرد تراكب (من غير خلق معنى واضح عضالحروف مع بعضها الب .يمائي صادر عن نفس العضو أو عن أعضاء متباينةإلغة الجسد فهي تركيب

:ى في النص الجسدي محل الدراسة فيما يليو المستويتجلى هذا البنية التركيبية تمظهراتها األحروكة

بسط الذراع من أجل بسط - الذراع والكف أحروكتي .البرنوس

حركة كف اليد المتتالية -لخلق محاكاة عملية

.الخياطة

البنية التركيبية بين القائمين بعملية حروكتيناأل

خلق شكل الحركة السابق الذكر أال وهو التطريز هي عالقة تركيبية تكاملية حيث

على قامت كف اليد بتركيب تكوين مفهوم لحركة الذراع

.بصري دالحركة الكتف النصف - أحروكتي الرأس والكتف

.دائرية .حركة الرأس لألعلى -

العالقة التركيبية بين دعم األحروكتين هي عالقة

ومساندة، حيث جاءت حركة رفع الرأس كعملية مساعدة على إظهار جدوى عملية إدارة الكتف المقاربة من الناحية

. الداللية لألسماء الإلشارية التحديق في النظر - العينكتي و حر أ

رفع النظر إلى األعلى -العالقة التركيبية بين هاتين األحروكتين هي عالقة تكاملية حيث قدم اتجاه حركة

قيمة العين إلى األعلى مضافة في شكل الحركة الناتج عن األحروكتين من خالل توصيف الداللة الدقيقة

148

.على األحروكة األولىبسط اليدين باتجاه األمام - أحروكتي الرأس والكفين

.في إشارة للتوقفريك الرأس شماال حت -

ويمينا للداللة على الحسرة

العالقة التركيبية بين االحروكتين هي عالقة تبادل

وم كل ايماءة قداللي، حيث تبتحديد المجال الداللي

.لإليماءة الثانية هز الكتفين - الكتفين والرجلينروكتي حأ

هز الركبتين - تمثل العالقة التركيبية بين

مماثلة األحروكتين عالقة حيث تماثل حركة الركبتين حركة الكتفين من أجل تحديد القيمة الداللية المتعلقة بالحالة النفسية لشخصية سليم إزاء الموقف الكالمي الذي

.يواجهه

: Kinéالحريكة : المستوى الرابع -تعتبر الوحدات الدنيا في لغة الجسد كغيرها من الوحدات كما سبق وأن ذكرنا

ال تحمل داللة في ذاتها وانما تستعين بوحدات أخرى ،الطبيعية األخرىالدنيا في اللغات وهو ما نجده في الوحدات المشكلة لألحروكة األيمائية والتي تتمثل .لتحقيق هذا الهدف

:كاآلتي تمظهراتها في العرض المسرحي الحريكة

األول في النص ) الكلمة(يحتوي شكل الحركة حريكات 6 التطريزأال وهو الجسدي محل الدراسة

الحريكة االولى تتعلق ببسط ذراع سليم، أما الخمس حريكات األخرى تتعلق بحركة السبابة والإلبهام المتضامين الدائرية المحاكية لعملية

.الخياطة 4على ) التنين (يحتوي شكل الحركة الثاني حريكات

الحريكة األولى تتعلق ببسط الذراع تمهيدا لثنيه وهو ما يعد الحريكة الثانية، أما الحريكة الثالثة فهي رفع طأطأة الرأس تمهيدا لرفعه وهو ما يعد

149

.الحريكة الرابعة 3على ) الخوف(يحتوي شكل الحركة الثالث

حريكاتتتمثل الحريكة االولى في توسيع حدقة العين، في

الحريكة الثانية في رفع الرأس، أما حين تتمثل الحريكة الثالثة فتتمثل في رفع النظر إلى

.األعلىتتمثل الحريكات االربعة االولى في حركة اليدين حريكات 6على ) القلق(يحتوي شكل الحركة الرابع

الى األمام والخلف، أما الحركات الخامسة .والسادسة فتتعلق بتحريك الرأس يمينا وشماال

20على ) التردد(يحتوي شكل الحركة الخامس حريكة متماثلة

ل الرجل اتتمثل هذه الحريكات كلها في عملية انز ا وهو ما يشكل االحروكة موالكتف واعادة رفعه ).ثني الكتفين والركبتين(التي حددناها سابقا

:تطبيق مقاربة رومان جاكبسون •لغة الجسد قابلة للتقطيع ومنتجة لحقول انطالقا من التحليل السابق، توضح لنا أن

داللية متنوعة، ولهذا سوف لن نكتفي فقط بتحديد وحدات هذه اللغة وانما سنتجاوز هذا المستوى الشكلي الداللي إلى مستوى سيمنطيقي يخوض في الوظائف التي تنوط بها الحقول

.الداللية التي ينتجها الجسد خالل العرضيمكن ، 1جاكبسون من خالل المخطط الذي تم تقديمه سابقا وبتطبيق مقاربة رومان

:تحديد أهم الوظائف فيما يلي :لوظيفة التعبيريةا -

تتجلى الوظيفة التعبيرية في لغة الجسد ضمن النص المدروس من خالل شكل الحركة المتعلق بالخوف، أين قامت شخصية سليم بإستخدام لغة العيون للتعبير عن موقفها

.من شكل التنين التي قامت بتوصيفه للجمهورالداخلي وتجدر الإلشارة هنا إلى أن الوظيفة التعبيرية في هذا السياق جاءت مستقلة بذاتها

مرجعية في النص المسرحيحيث جاءت الوظيفة التي حددها النص المسرحي،عن الوظيفة

.15أنظر اإلطار المنهجي ص - 1

150

وظيفة مغايرة حيث حددت أوصاف الشيء محل الحديث، في حين جاءت لغة الجسد لتقدم .تحدد موقف الشخصية الداخلي من المرجع

في شكل الحركة األخير أال وهو التردد حيث قامت وأيضا نجد الوظيفة التعبيرية شخصية سليم بالقيام بحركة ثني االكتاف والركبتين للتعبير عن القلق والضغط الداخلي إزاء

ن الوظيفة أنقدم نفس المالحظة حيث النص المسرحي الذي تقوم بإلقاءه، وهو ما يجعلنا .التي قدمها النص المسرحي هي وظيفة مرجعية، في حين قدمت لغة الجسد وظيفة تعبيرية

:الوظيفة المرجعية -، )التطريز(تتمثل الوظيفة المرجعية في النص الجسدي من خالل شكل الحركة األول

تطريز برنوس الملك الذي إرتداه الذي قدم من خالل حركة الذراع والكفين توصيفا لعملية .سليموتجدر اإلشارة هنا إلى الوظيفة التي أدتها لغة الجسد هي ذاتها الوظيفة التي قدمها

.النص المسرحيشكل الحركة الثاني، حيث كانت لغة الجسد وأيضا نستشف الوظيفة المرجعية في

بحركة إدارة الكتف " هذا"ة مماثلة أو مناوبة عن النظام اللغوي من خالل استبدال كلم . لتوضيح المرجع محل الحديث

كما نجد الوظيفة المرجعية في شكل الحركة الرابع الذي يصف الحالة النفسية والوضع اإليمائي التي كانت عليه والدة سليم أثناء مشاهدتها البنها وهو يرتدي برنوس

ت نقل وظيفتين من خالل شكل الملك، ولكن نالحظ في هذا السياق أن لغة الجسد استطاع .للمرجع محل الحديث) الوظيفة التعبيرية(حركة واحد حيث نقلت الوضع التعبيري

151

)2:02-1:00(الجزء األول حوار سليم مع جاره : المقطع الثاني

:سياق النص الجسدي •

يقع النص الجسدي مباشرة بعد تقلد سليم لعرش المملكة البيروقراطية أين بدأ سليم في البحث عن الرعية التي تريد مقابلته، وتمثل المقطع المختار في حوار قام بين سليم وجاره، حين قام سليم بسؤال الجار عن األشخاص الذين قدموا من أجل مقابلة الملك سليم

.ر بعدم معرفة الجار بأحد سأل عن سليم وقام بإغالق الباب في وجههلينتهي الحوا. األول :تطبيق مقاربة الكينيزياء •

في تتمثل المستويات األربعة للتحليل الكينيزيائي في النص الجسدي محل الدراسة :مقاطع ايمائية متراكبة، وتتمثل أهم هذه المقاطع اإليمائية فيما يلي

: ل الحركةبناءات أشكا: المستوى ا9ول -تتمثل أهم بناءات األشكال في الحركة من خالل النص الجسدي المدروس في

:استخدام لغة العيون وحركات اليدين لعرض األفكار التالية سؤال سليم للجار حول إذا ماكان هناك أشخاص يبحثون عنه - غضب الجار واغالقه الباب في وجه سليم -

152

الحركية المقدمة في هذا النص الجسدي في الهوية، المفاهيم و تتمثل أهم المصطلحات ومثلت لغة الجسد في هذا . والذات والبحث عن المفقود، باإلضافة إلى الغضب والعدائية

.النص دور الناقل للمشاعر واألحساسيس التي تضمنها النص المسرحيراسة، وتعتبر لغة العيون وحركة اليدين اللغة الطاغية على النص الجسدي محل الد

حيث مثل سليم جسديا نفسه وجاره ) مونولوج(تركز الحوار بين سليم وجاره الغير مرئي حيث .في آن واحد

: kinémorpheأشكال الحركة: المستوى الثاني -لمجموعة من أشكال الحركات ) األفكار(يمكن في هذا المستوى تفكيك النص بها اإليماءات من أجل انتاج حقل ، كما سنقوم بتحديد الطريقة التي تضافرت)الكلمات(

:داللي واضح المعالم وتتحدد أهم هذه األشكالأشكال الحركة

دالالتها السيميائية تمظهراتها في لغة الجسد خالل العرض

الطرق

الداللة تتمثللشكل السيميائية

الحركة في توصيف المشهد في ظل غياب الشخصية الثانية في

الحوار، حيث قام من خالل حركة سليم

اليد المحاكية لعملية طرق الباب

153

خروج الجار

استخدم سليم من أجل وصف خروج الجار لمالقاته حركة اليد، حيث قدم هنا سليم

ايماءة محاكية للوضع الطبيعي في الحياة

الواقعية لعملية الباب من خروجال

يبحثون عني

تمثلت الداللة السيميائية لشكل

الحركة من خالل حركة اليدين التي

لعبت دور أداة اإلشارة التي

استخدمها سليم للداللة عن ذاته من خالل

ع اليد بصاأاستخدام .لى نفسهإشارة لإل

القوة

تعتبر الداللة السيميائية لشكل الحركة في القوة

والعظمة من خالل استعمال قبضتي

ف يأثناء التعر اليدين عن نفسه على أنه

صاحب السمو والجاللة الملك سليم

ستعار إاألول حيث

154

قبضة اليد التي تعبر عن القوة الجسدية من أجل التعبير عن قوة

.نفوذه ومنصبه

الخيبة

استخدم سليم للتعبير عن خيبته من عدم معرفة الجار بأنه

ةالملك سليم األول لغالعيون حيث استخدم نظرة متجهة لألسفل

ك الشفاه يمع تحر وتوسيعها من أجل

عن تقديم انطباع .ضحكة مصطنعة

الغضب

عبر سليم عن غضب قفاله الباب في ا جاره و

وجهه من خالل لغة الجسد عبر استخدام كف اليد لتوصيف

الطريقة السريعة والعنيفة التي تحرك

بها الباب أثناء .نغالقهإ

:kinèmeا9حروكة : المستوى الثالث -شكال الحركة السابقة الذكر إلى مجموعات فرعية من الحركات األقل تعقيدا أتتمفصل

ولكنها غير داله في مجملها، وسنحاول في هذا المستوى من التحليل تحديد طبيعة العالقات :هذه األحروكات فيما يليكسبها طابعا دالليا، وتتمثل تدالة و الالتي تربط هذه الوحدات غير

155

البنية التركيبية تمظهراتها األحروكة

جعل أصابع اليد في شكل - أحروكتي الكف والذراع قبضة

تحريك الذراع لألمام والخلف -

تتمثل العالقة التركيبية التي تربط بين األحروكتين عالقة بنائية ألن كل منهما مساهم بنفس القدر في

وهو محاكاة تحقيق المعنى .المشهد الواقعي

فتح أصابع كف اليد - أحروكتي الكف والذراعتحريك الذراع في اتجاه حركة -

خروج الجار

استطاع سليم من خالل الجمع بين حركة اليد المبسوطة التي تعبر عادة عن اإلتجاهات وحركة ذراعه التي وجهها نحو نفسه أن

وم هيمثل بخطاب بصري مفحادثة غير موجودة وال يستطيع الجمهور مشاهدتها ومنه نجد أن

مشهدا تخيليا األحروكتين قدمتا في تركيب تكاملي حيث وهذا

جاءت الثانية لتكملة النقص .المرتبط باألولىالداللي

صابع اليد في أاستخدام - صابع والذراع أحروكتي األ وضعية اإلشارة

صابع إلى نفسه توجيه األ - خدام حركة الذراعباست

العالقة التركيبة في هاتين األحروكتين ذات طابع مختلف عن بقية األحروكات فكلتا األحروكتين قابلتين للتأويل في هذه الحالة وانما العالقة بينهما هي عالقة ضبط وتحديد حيث جاء اتجاه الذراع لتحديد الشخص

.المقصود من األحروكة األولى

جمع األصابع في شكل قبضة - والذراعأحروكتي الكف تحرك الذراع للقبضة بقوة -

العالقة التركيبية بين األحروكتين بنائية ألن كال األحروكتين غير

156

.دال إال باجتماعهما معا وعنف

توجيه النظر لألسفل - والشفتينأحروكتي العينين توسيع الشفاه من خالل -

ابتسامة مصطنعة

عالقة العالقة التركيبية هنا هي بنائية حيث يشكالن بنية داللية

.واحدة

بسط كف اليد - أحروكتي الكفين والذراعينتحريك الذراع في اتجاه حركة -

الباب

العالقة التركيبية بين هاتين األحروكتين هي عالقة بنائية إال أنه تجدر اإلشارة أن اتجاه الحركة كان معاكسا التجاه

شكل الحركة المحاكي الحركة في لخروج الجار ومن هنا نستنتج انه يمكن التعبير بنفس الحركة عن

.داللتين مختلفتين

: Kinéالحريكة : المستوى الرابع -

يتمثل في هذا المستوى الوحدات الصغرى في النص الجسدي وسنحاول استخراجها فيما شكال الحركة المدروسة، وتتمثل هذه الحريكات أو الوحدات أمن خالل كل شكل من

:يلي تمظهراتها في العرض المسرحي الحريكة

ولى تتمثل في حركة األصابع في شكل الحريكة األ حريكات 3) الطرق(يحتوي شكل الحركة األول قبضة، في حين أن الحريكة الثانية و الحريكة الثالثة تتمثل في تحريك الذراع للقبضة مرتين في

.حركة الطرق على الباب

على ) خروج الجار(يحتوي شكل الحركة الثاني حريكتين

تتمثل الحريكة األولى في بسط الذراع في حين حركة ذراع سليم في من خالل تمثل الحريكة الثانية

.اتجاه نفسه

على ) يبحثون عني(يحتوي شكل الحركة الثالث حريكة 12

تنقسم الحريكات المعبر عنها في شكل الحركة إلى بحركة ) 6(قسمين متماثلين يتعلق الجزء األول

157

األصابع المبسوطة في حين تتعلق المجموعة ولى في حركة الذراع الثانية المرافقة للمجموعة األ

.صابع نحو ذات سليمالموجهة لأل

القسم تنقسم الحريكات في هذا اإلطار إلى قسمين حريكات 8 على) القوة(يحتوي شكل الحركة الرابع مرات ترافقها 4األول هو حركة قبضة اليد بتردد

.أيضا 4حركة الذراع القوية بتردد على ) الخيبة(يحتوي شكل الحركة الخامس

حريكتينحركة العين لألسفل في في األولى حريكةتتمثل ال

الثانية في حركة الشفاه حريكةحين تتمثل ال .لموسعةا

على ) الغضب(يحتوي شكل الحركة السادس حريكتين

األولى في عملية بسط الذراع أما حريكةتتمثل الالثانية فتتمثل في إعادة ثنيها بسرعة حريكةال

.للتعبير عن قوة إرتطام الباب في وجه سليم

:تطبيق مقاربة رومان جاكبسون • :الجسد في العرض المسرحي فيما يلييمكن تحديد أهم الوظائف التي حققتها لغة :وظيفة اقامة االتصال -

تتمثل هذه الوظيفة في شكل الحركة األول أين استخدم سليم حركة اليد المحاكية لعملية طرق الباب، من أجل لفت انتباه الجمهور لبداية عملية االتصال بينه وبين

.شخصية الجار :الوظيفة المرجعية -

المرجعية في النص الجسدي من خالل شكل الحركة الثاني يمكن استنباط الوظيفة أين قدم سليم من خالل استخدامه لحركة اليد وصفا واقعيا لحركة واتجاه الجار أثناء خروجه من بيته لمالقاة سليم ومن هنا نستنتج أن يد سليم كانت بمثابة بديل حركي

.للشخصية الغير موجودة من الناحية الماديةا الوظيفة المرجعية من خالل شكل الحركة األخير أين مثل سليم بحركة كما نجد أيض

اليد مشهد اقفال الجار باب بيته في وجه سليم بعنف، وهو ما يجعل أن يد شخصية سليم .مثلت المعبر الداللي عن المرجع محل الحديث أال وهو الباب

158

:الوظيفة التعبيرية -

الثالث المتعلق بتعبير سليم الجسدي عن تتمثل الوظيفة التعبيرية في شكل الحركة ذاته، حيث استخدم سليم إشارة اليد للتعبير عن ذاته أثناء تعريفه عن نفسه بأنه الملك

.سليم األول

نجد أيضا الوظيفة التعبيرية في شكل الحركة الخامس أين قام سليم وفي نفس السياق العيون والشفاه، إذ أوصل من خالل عن حالته النفسية الداخلية من خالل لغة بالتعبير

.هذه اإليماءات شعوره بالخيبة من عدم معرفة جاره ألي شخص جاء للبحث عنه

:الوظيفة الشعرية -تتمثل الوظيفة الشعرية في شكل الحركة الرابع أين استخدم سليم حركة جسدية تتمثل

، والعزم إلى داللة في قبضة اليد التي تعني في سياقها الداللي الواسع القوة الجسديةرمزية أخرى تتمثل في قوة النفوذ والسلطة حينما عرف عن نفسه على أنه الملك مرافقا

شكل الحركة من وظيفتها وهو حسبنا ما نقل . هذا التعريف بالشكل اإليمائي المذكور .1التعبيرية اإلخبارية إلى وظيفة أعمق هي الوظيفة الشعرية من خالل اإلستعارة اإليمائية

1 - Jaque Durant, Rhétorique et image publicitaire, in communications, N°15, Paris, Le seuil, 1970, p 35.

159

)02:43 -02:25(الجزء األولسليم والحراس في القصر الملكي : المقطع الثالث

:سياق النص الجسدي •

وصف سليم لجلسته في القصر الملكي، حين قدوم يتمثل سياق النص الجسدي في حارسين الصطحابه من اجل الذهاب لرحلة وهو طبعا ما هو موجود في خيال سليم

الحقيقة الحراس لم يكونوا إال ممرضي المصحة العقلية الذين قدموا لنقله المجنون، وفي .للعالج

:تطبيق المقاربة الكينيزيائية •سوف نحاول في هذا اإلطار تقطيع النص الجسدي إلى وحدات دنيا دالة ووحدات

:دنيا غير دالة، ويمكن تحديد أهم هذه الوحدات ودالالتها في النص السابق في : بناءات أشكال الحركة: المستوى ا9ول -

مزيجا من التي تصف يعتبر هذا النص الجسدي عبارة عن مجموعة من األفكاراألحاسيس والمواقف، وهو ما يفسر التنوع الكبير في األنواع اإليمائية الصادرة عن أعضاء

.مختلفةعبرت عنها األنساق ويمكن في هذا اإلطار تحديد أهم البناءات الشكلية الحركية التي

:اإليمائية المتضمنة في النص فيما يلي

160

.الراحة التي وجدها الملك سليم األول في قصره الملكي - دخول الحراس للقصر الملكي ووصف سليم لهيئيتهم الجسدية - .وصف سليم لمعالم شخصية الحراس -

بالبناءات البناءات مركبة تركيبا بسيطا مقاربةوما يمكن استنتاجه مما سبق أن هاته السابقة نظرا لكون النص الجسدي حامل لتوصيفات شكلية أكثر منه حامال لتوصيفات

.موضوعاتية أو فكريةالتعبير فيما يخص األنواع الحركية المكونة للنص الجسدي، نجد أن سليم استخدم في

ون حركة الذراعين، حركة كف اليد، حركة االصابع، باإلضافة للغة العي بالنص الجسدي لتي تحملها، وسنحاول من خالل التحليل الالحق أن نحدد أهم االشكال الحركية والدالالت ا

.كما سنعمد إلى البحث في طبيعة العالقات التي بينها : kinémorpheأشكال الحركة: المستوى الثاني -

تتمفصل البناءات الحركية في النص الجسدي محل الدراسة إلى مجموعة من :والتي يتمثل أهمها فيما يليأشكال الحركة

أشكال الحركة

دالالتها السيميائية تمظهراتها في العرض المسرحي

الراحة

عبر سليم عن راحته خالل جلوسه في

القصر الملكي من طريقة الجلوس خالل

وحركة اليدين حيث اعتمد سليم في

جلوسه على ثني الرجلين على بعضهما

البعض، وشدد على هذه الراحة من خالل

161

تحريك الذراعين فقية وهي أبطريقة

وضعية النوم التي تفيد الراحة، وهو ما

يؤول على أنه صورة .بالغية استعارية

دخول الحراس

استخدم سليم في تعبيره عن دخول

الحراس حركة صابع حيث قدم األ

للجمهور عدد الحراس الداخلين من خالل

االصابع للعدد شارة إ2.

النظافة

عبر سليم عن شكل هندام الحراس من خالل حركة اليدين

أين استخدم فتح األصابع على واغالق

قبضة اليد، وجاء يضيف شكل الحركة ل

داللة جديدة على .النص المسرحي

162

الضخامة

اعتمد علولة على استخدام حركة

الذراعين ولغة العيون من أجل توضيح

البنية الجسدية التي يتمتع بها الحراس،

ضخمة و حيث كانتجاء النص الجسدي

في هذا اإلطار مستقال بشكل كامل

عن النص المسرحي إذ قدم معلومات

جديدة عن الحراس لم يتم ذكرها في النص

المسرحي فهو بالتالي جسدي قائم نص .بذاته

القوة

عبر سليم عن القوة الجسدية للحراس من خالل توصيفه لكثرة

التدريبات التي يخضعون باستخدام حركة لها

الذراعين المحاكية للتدريب الواقعي وهو ما

يجعل النص الجسدي في هذا اإلطار محاكيا بنسبة

.كاملة للنص المسرحي

163

الشخصية

قدم سليم وصفا للشخصية التي يتمتع بها الحراس من خالل توصيفهم بالشخصيات قليلة الكالم، واستخدم

ة حركلهذا الهدف التي الذراعين والكفين

تنفي بالكفين اتجاه حركتي الذراعين

المحاكيتين لمسار خروج الكالم من الفم

وهو ما يجعل هذا الشكل الحركي مركبا في اتجاه تحديد الحقلالداللي المقصود من

خالل التدفق .اإليمائي

:kinèmeا9حروكة : المستوى الثالث -

ع له تتمثل األحروكات في النص الجسدي من خالل التمفصل المزدوج الذي تحضأشكال الحركة السابقة الذكر، وعلى هذا األساس سوف نعمد إلى تقطيع األشكال إلى

نها في تحديد الداللة السيميائية، ربطت بي أحروكات من أجل الخوض في العالقات التي :ويمكن تحديد أهم األحروكات فيما يلي

البنية التركيبة تمظهراتها األحروكةأحروكات اليدين ووضعية

الجسم وحركة الذراعينالجلوس في وضعية ثني -

الرجلين على بعضھما بعض

تتمثل العالقة التركيبية بين األحروكات في التكامل، وما

164

حركة الكفين للتعبير عن - مكان التواجد

حركة الذراعين للتعبير -عن ا0ستلقاء عند الحديث

عن الراحة

تجدر اإلشارة إليه في هذا الصدد أن األحروكات في هذا المجال دالة إال أنها تحدد في

الداللي تتابعها المنطقي التدفق ضيق يحدد أالواسع إلى تدفق

.الداللة الدقيقةرفع السبابة والوسطى - والذراع أحروكتي الكف

.2للتعبير عن العدد تحريك الذراع لNمام -

.لتعريف الجمھور بالعدد

تتمثل الع8قة بين ا9حروكتين في ع8قة التوجيه، إذ قامت الذراع بتوجيه المعلومة للجمھور حيث قدم الذراع

.مھمة ناقل الرسالة تحريك الكفين - صابعأحروكتي الكفين واأل

صابع الكفينأفتح وإغ8ق -العالقة بين هاتين األحروكتين عالقة تكامل إذ قدمت حركة الكف السياق الداللي لحركة األصابع، ألن اغالق األصابع قد يؤول بالقبضة التي تحمل أكثر من داللة لكن حركة الكفين المتكررة قدمت ما يسمى في العرف اإلجتماعي

كما . الجزائري عالمة النظافةتجدر اإلشارة في هذا السياق أن الجسد قدم معلومة إضافية

.مقارنة بالنص المسرحي فتح العينين - أحروكتي العينين و الذراعين

رفع الذراعين إلى أعلى -العالقة التركيبية بين األحروكتين هي عالقة التأكيد إذ قدمت حركة العيون تأكيدا عاطفيا على حركة اليدين

مقاييس دقيقة تقديم (المنطقية )حول حجم الحراس

165

la(وضعية الجسد أحروكتي posture (و الكفين.

ا0ستلقاء على الظھر - حركة الكفين -

العالقة التركيبية بين هاتين األحروكتين هي عالقة

قدمت حركة حجاجية حيث اليدين حجة عن وضعية

لقد عبرت . الجسد المختارةوضعية الجسد عن االستسالم

عبرت حركة اليدينفي حين المؤديالسبب الرئيسي عن

.إلى حالة االستسالم

: Kinéالحريكة : المستوى الرابع -

تختلف مستويات التمفصل الذي تخضع له األحروكات من أحروكة ألخرى وسوف :نحاول توضيح هذه االختالفات من خالل النقاط التالية

تمظهراتها في العرض المسرحي الحريكة 4على ) الراحة(يحتوي شكل الحركة األول

حريكات ولى برفع الكفين والثانية تتعلق الحريكة األ

، أما الثالثة )إشارة هنا(بإنزالهما للتعريف بالمكان فقيا ناحية اليمين، أفتتعلق بتحريك الكفين

والرابعة تحريك الكفين في االتجاه المعاكس من . ستلقاءأجل التعبير عن الراحة بوضعية اال

) دخول الحراس(يحتوي شكل الحركة الثاني حريكات 3على

ولى هي رفع السبابة والوسطى، أما الحريكة األصابع في غلق بقية األ تتمثل الحريكة الثانية

، 2حروكة الرقم األوبتضافر الحريكتين تتشكل الثالثة فهي تمديد الذراع من أجل حريكةأما ال

.تبليغ الرسالة للجمهورالحريكات تنقسم إلى قسمين متماثلين، القسم 8على ) النظافة(يحتوي شكل الحركة الثالث

166

حريكات لحركة األصابع 4األول يتمثل في حريكاتحريكات األخرى فتتعلق بحركة 4بفتحها، أما ال .الكف إلغالقها

3على ) الضخامة(يحتوي شكل الحركة الرابع حريكات

األولى بتوسيع النظر، أما الثانية حريكةتتعلق التتعلق برفع النظر إلى األعلى في محاكاة نظرة ف

كة ياالستغراب لشيء مرتفع في الطول، أما الحر الثالثة فتتعلق برفع الذراعين للتعبير عن ضخامة

.بنيه الحراس 6على ) القوة( يحتوي شكل الحركة الخامس

حريكاتبه شالحركة الحريكات األولى في 3تتعلق ال

حريكات األخرى فتتعلق 3دائرية للكفين، أما ال بحركة الذراعين الشبه دائرية أيضا في محاكاة

.عملية التدريب الرياضيعلى ) الشخصية(يحتوي شكل الحركة السادس

حريكات 7تتعلق الحريكات الثالث األولى في حركة الكفين

الفم، الدائرية التي توافق اتجاه خروج الكالم منخرى فتتعلق بحركة الذراع حريكات األ 3أما الفي اتجاه الجمهور، أما الحريكة ةالممدود

السادسة فهي ارجاع سليم لكتفيه للوراء كداللة سيميائية عن االستسالم للحراس كونهم ال

.يتكلمون وانما يفعلون فقط

:تطبيق مقاربة رومان جاكبسون •لغة الجسد خالل العرض المسرحي من خالل تتجلى الوظائف التي تؤديها

الدالالت السيميائية التي تعبر عنها، ويمكن تحديد أهم الوظائف في هذا النص الجسدي :من خالل

:الوظيفة التعبيرية -بوصف سليم عن طريق تتمثل الوظيفة التعبيرية في شكل الحركة األول المتعلق

تواجده في القصر الملكي وهو ما يمثل اإليماءات الراحة التي كان يحس بها اثناء .تعبيرا عن الذات ترجم تواجد هذه الوظيفة في النص الجسدي

167

يضا التعبيرية في شكل الحركة السادس الذي يصف شخصية الحراس واستسالم أونجد .ثناء البناء الشكلي في النص الجسديأسليم لهم من خالل وضعية الجسد التي تبناها

:الوظيفة المرجعية -تمثل هذه الوظيفة النوع الراجح في هذا النص الجسدي نظرا لكونه يتحدث عن

كال الحركية معبرة عن وظيفة مرجع شواقعة تتعلق بالحراس، وهو ما جعل معظم األ :شكال الحركة التاليةأالحديث وتتمثل هذه الوظيفة في

ور، وشكل الحركة هشكل الحركة الثاني الذي يتعلق بالتعريف بعدد الحراس للجم ما شكل الحركة الرابع الذي يتعلق أالثالث الذي يتعلق بوصف نظافة هندام الحراس،

بوصف الضخامة الجسدية للحراس وأيضا شكل الحركة الخامس الذي يصف القوة جمع بين وظيفتين الوظيفة يالجسدية للحراس، في حين نجد شكل الحركة السادس

.والوظيفة المرجعية التي تصف شخصية الحراس ن ذكرناأالتعبيرية كما سبق و

168

)2:15 -1:35(الرعية الجزء الثاني فيخطاب الملك سليم األول : النموذج الرابع

:سياق النص الجسدي •

في بداية الجزء الثاني من المسرحية، يحكي هذا النص يقع هذا النص الجسدي األول على الحاشية، وزاوج أثناء إلقاءه الجسدي واقعة الخطاب الذي ألقاه الملك سليم

الخطاب بين الخطاب اللفظي والخطاب البصري ، وسنتعرض لهذا النص في إطار تحليل .الخطاب البصري، أو ما يسمى بالنص الجسدي

:تطبيق المقاربة الكينيزيائية •سد سنقوم خالل هذه المرحلة يتحديد أهم المحاور واألفكار التي عبرت عنها لغة الج

كما سنحاول أن نخضع هذه األفكار للتقطيع والتحليل والتأويل السيميائي وفق الخطوات :المنهجية التالية

: بناءات أشكال الحركة: المستوى ا9ول -لقد جاء النص الجسدي في خضم خطاب لفطي ملئ باالنفعاالت التي تميز عادة

ا باألشكال الحركية المختلفة من الخطابات السياسية، وهو ما جعل هذا النص الجسدي غنيحيث الشكل والمعنى والوظيفة، ويمكن تحديد أهم األفكار التي جاء بها هذا النص الجسدي

:فيما يلي

169

.التقديم للخطاب على طريقة رجال السياسة - للتوفير) الحبر(بالمداد ةقرار منع الكتاب - .ضرورة المحافظة على األقالم من الضياع بحزمها على الرأس -

ما يمكن تحديده من خالل هذه األفكار أن النص الجسدي جاء مخاطبا للجمهور مباشرة عكس النصوص الجسدية السابقة التي كانت غالبا ما تكون في إطار اتصال وهمي مع شخصيات خيالية، وفي نفس السياق استعمل سليم في الخطاب أنماط تعبير جسدية

اليدين، وضعيات الجسد، حركات اإلشارة واألماكن لغة العيون، حركة: مختلفة نذكر منها .الخ ...وهو ما يدل على أن هذا النص غني من الناحية الداللية وسنحاول في مرحلة الحقة

.شكال التعبيرية ، وكذا تحديد دالالتها السيميائيةقسام هذه األأن نحدد أهم أ : kinémorpheأشكال الحركة: المستوى الثاني -

ي هذا المستوى مفصلة األفكار التي جاء بها النص الجسدي، والتي سبق سنحاول ف :لنا وأن تطرقنا لها، ويمكن تحديد أهم األشكال الحركية التي جاء بها هذا النص كما يلي

دالالتها السيميائية ظهراتها في لغة الجسد خالل العرضمت أشكال الحركة

لقاء التحيةإ

انتقوم الداللة السميائية هللغة الجسد أثناء إلقاء التحية في تغير مالمح

شخصية سليم للشدة والقسوة في تعبير عن

طبيعة مالمح المسؤولين طابات أثناء إلقاء الخلى إما يحيل السياسية وهو

اإلضافة الداللية التي قدمتها لغة الجسد في السياق العام للعرض

.المسرحي

170

المنع

جاءت الداللة التي قدمتها لغة الجسد في هذا السياق،

في مقابل مضمون الخطاب اللغوي مدعمة

ومكملة، كون لغة الجسد قدمت توصيفا لطبيعة

القرار حيث جاءت حركة الوعيد باإلصبع ونظرة العينين لتحيل الجمهور إلى خطورة عواقب كل تصرف مغاير للقرارات

عدم استعمال (المتخذة ).الحبر

التوفير

عن التوفير في عبر سليماستعماله لحركة اليدين

القبضة والكف الممدودة في حركة محاكية لعملية

محي القلم من على الورق، وهذا أثناء وصفه لعملية التوفير، كما استعمل في

سياق متصل نفس الحركة للتعبير عن عدد األوراق التي يمكن توفيرها خالل

.هذه العملية

171

اسمعوني

سليم جاءت لغة جسد مغايرة تماما لخطابه

، حيث كان سليم اللسانيفي خطابه يتحدث عن

القلم في حين كانت ايماءاته الجسدية تتجه

نحو الجمهور فيما يقارب خطابا جديدا ال وجود له

في الخطاب اللفظي، وهو طلب االنتباه من خالل

حركة اليد مما يجعل الخطاب الجسدي في هذا

المقطع مستقال استقالال .تاما عن الخطاب اللفظي

الربط

هنا شكل الحركةجاء مناقضا تماما للنص

اللغوي في صورة استعارية من خالل تاكيد سليم على ضرورة االحتفاظ باألقالم

مخافة على الرأس الضياع، في حين أن

إيماءته كانت تتجه نحو القدم وهو ما يحيل على داللة سيميولوجية عميقة تفيد بأن للبعض أدمغة

.سفل القدمأمتمركزة في

172

:kinèmeا9حروكة : المستوى الثالث -

التركيب الداللي بين مختلف بتتشكل األحروكات في النص الجسدي المدروس .من أعضاء متباينة في إطار عالقات بنائية متفاوتة التعقيداإليماءات الصادرة

وفي هذا اإلطار سوف نحاول تحديد األحروكات المتضمنة في النص، والطريقة :التي تطورت بها من أجل تكوين الحقل الداللي كاآلتي

البنية التركيبة تمظهراتها األحروكةوتحريكھا تجميع ا9صابع - و لغة العيوناليدين يتأحروك

بطريقة دائريةتقبيض الحاجبين وتضييق -

مجال دائرة العيون

تتمثل العالقة التركيبية بين عالقة هاتين األحروكتين

بنائية حيث قدمت األولى ايماءة محاكية لحجم الجموع الموجودة في الخطاب كطريقة لتوزيع السالم الذي حمله الخطاب اللفظي، في حين

وبالتحديد قدمت تقاسيم الوجه لغة العيون داللة القسوة والشدة التي حملها سليم لشخصية

.السياسيصابع اليد و أأحروكتي

الحاجبينصبع في إشارة رفع ا, -

التھديد رفع الحاجبين لNعلى -

العالقة بين هاتين األحروكتين عالقة تأكيدية حيث جاءت

فكرة (الثانية لتأكيد األولى .)التهديد

فتح الكف بطريقة ممدودة - أحروكتي الكفين الثانيةإقفال الكف -

العالقة التركيبية بين األحروكتين هي عالقة بنائية، حيث قامت حركة قبضة اليد

173

المتكررة على الكف والمفتوحة عالمة والممدودة بمحاكاة

المحي التي استخدمها سليم من أجل التعبير عن الهدف من مشروع إلغاء استخدام

.الحبر أثناء الكتابة شارة بالسبابة لNماما, - الكف والذراعأحروكتي

بسط الذراع باتجاه - الجمھور

العالقة التركيبية بين التوجيه األحروكتين هي عالقة

حيث قامت األحروكة الثانية كة الذراع و حر أأال وهي

بالتعريف بالجمهور المخاطب من األحروكة األولى وهي

.بالسبابةاإلشارة ثني الرجل لNعلى - أحروكتي الكف والرجل

بسط الكف على الرجل - .المرفوعة

العالقة التركيبية هنا هي عالقة تكامل داللي، مثلها مثل عالقة المبتدأ بالخبر في اللغة اللفظية، حيث جاءت لغة الجسد بتحديد مكان االحتفاظ بالقلم من خالل تزاوج حركتي الكف والرجل

عبرت الرجل عن المبتدأ حيث في حين كانت اليد عبارة عن

.خبر

: Kinéالحريكة : المستوى الرابع -

دالة في هذا النص السنحاول خالل هذا المستوى تحديد الوحدات الدنيا غير الجسدي وهذا عن طريق تحليل وتصنيف الوحدات المكونة لكل شكل من أشكال الحركة،

:وتتمثل هذه الحريكات ما يلي

174

تمظهراتها في العرض المسرحي الحريكة 7على ) إلقاء التحية(يحتوي شكل الحركة األول

حريكات تتعلق أول حريكتين بحركة الكفين الدائريتين في اتجاهين متعاكسين من أجل التعبير عن حجم

4الجمهور المتابع للخطاب، أما الحريكات صابع وتحريكها للتعبير تتعلق بحركة ضم األ

عن الشدة والقوة وهو ما تحيل إليه أيضا األحروكة السابعة التي تتعلق برفع الحاجبين إلى

. األعلى 5على )المنع(يحتوي شكل الحركة الثاني

حريكاتللوعيد والتهديد، ولى هي رفع السبابةالحريكة األ

أما الحريكات الثالث المتتالية فهي عبارة عن ة السبابة بعنف للتأكيد على التهديد وجاءت كيحر

كة الخامسة لتؤكد نفس المعنى من خالل يالحر .رفع الحاجبين كعالمة تخويف

7على ) توفيرال(يحتوي شكل الحركة الثالث حريكات

الحريكة األولى تتعلق بفتح الكف، أما الثانية فتتعلق بحركة الكف األخرى التي في شكل

مرتين وهو ما يجعلهما وكان لها ترددقبضة كات تحاكي عملية يأحروكتين والثالث حر

.استعمال الممحاة

مرات 4أما الجزء الثاني فيتعلق بحركة القبضة على كف اليد، للداللة على إمكانية استعمال

.الورقة أكثر من مرة 3على ) سمعونيا(يحتوي شكل الحركة الرابع

حريكات السبابة في اتجاه ببسط األولى حريكةتتعلق ال

الجمهور للتعريف بالطرف الثاني في العملية كة يوالثالثة فتتمثل في حر ، أما الثانية االتصالية

.الذراع ذهابا وايابا للفت االنتباه لحركة اليد 5على ) الربط( يحتوي شكل الحركة الخامس

حريكاتبإشارة األصبع للرأس تتعلق الحريكة األولى

قع األصلي لوضع القلم، أما للداللة على المو الحريكات األربعة المتتالية فتتعلق بالداللة على

175

ة وهو أسفل يالموقع المستعار من الناحية الداللالتأكيد فيالقدم والتردد الكبير هنا يؤول بالرغبة

.على الرسالة :تطبيق مقاربة رومان جاكبسون •

الوظائف الخطابية، وتتحدد أهم هذه لقد تولى النص الجسدي المدروس العديد من :الوظائف فيما يلي

:وظيفة إقامة االتصال-األول الخاص بإلقاء التحية حيث قامت حركة تتجلى هذه الوظيفة في شكل الحركة

اليدين المحددة لحجم الجمهور بعملية إقامة اإلتصال وهذا من خالل التعريف بأن كل هذه .جاء بها النص المسرحي الجماهير معنية بالتحية التي

نجد أيضا وظيفة إقامة االتصال في شكل الحركة الرابع الذي اختلف فيه النص ، أما )القلم(وظيفة مرجعية الجسدي عن النص المسرحي، حيث كانت وظيفة اللغة اللفظية وهو ما يحمل داللة ) أنتم(لغة الجسد فكانت إشارة األصبع نحو الجمهور أي إسم إشارة

.مة االتصالإقا :الوظيفة الندائية -بالطرف الثاني في عملية التواصل، كما سبق وأن ذكرنا تتعلق الوظيفة الندائية

الجسدي لمخاطبة هوتتجلى هذه الوظيفة في شكل الحركة الثاني أين توجه سليم في خطاب .الجمهور من خالل استخدام إشارة المنع ورفع الحاجبين للداللة على التحذير

: الوظيفة المرجعية -الثالث أين كانت لغة الجسد معبرة عن تتجلى الوظيفة المرجعية في شكل الحركة

عملية االستفادة من حالمرجع الكالمي، أي عن الورق وطريقة التوفير فيه، وكذا توضياالستعمال المتكرر لنفس الورقة من خالل حركة الكفين سواء المحاكية لعملية استعمال

.ة أو المحاكية إلعادة االستغاللالممحا :الوظيفة الشعرية -ربط القلم أين قدمت لغة بتتجسد الوظيفة الشعرية في شكل الحركة الرابع الذي يتعلق

الجسد صورة شعرية من خالل اإلستعارة، حيث كان النص الجسدي مخالفا للنص المسرحي

176

الذي يتحدث عن ضرورة ربط القلم بالرأس، في حين أن اإليماءة توجهت نحو القدم فيما يدل .قدامهمأعلى أن مسئولي المملكة البيروقراطية تتموقع أدمغتهم في

177

)00:53 -00: 08(الحوار مع رجاء الجزء الثالث : النموذج الخامس

:سياق النص الجسدي •

الجزء الثالث، ويتعلق النص الجسدي بحوار بين في بداية يقع النص الجسدي شخصية سليم ورجاء، وعن السعادة التي تنتظرهما في حياتهما، وعن رغبة األعداء في

.تحطيمهماشكال حركية أفكار كثيرة إال أنه يحمل أبالرغم من كون النص الجسدي ال يتضمن

.متنوعة من حيث الشكل والداللة :الكينيزيائيةتطبيق المقاربة •

يعتبر النص الجسدي الذي بين أيدينا نصا مركبا شديد التعقيد، ذلك ألنه يراكب بين شخصيات متعددة في موققين مختلفين وبعرضين مختلفين، وسنحاول هنا أن نقدم أهم

:األنماط الشكلية والداللية في هذا النص وفق المراحل التالية : ركةبناءات أشكال الح: المستوى ا9ول -

ن ذكرنا حوارا بين شخصيتين األولى حقيقية وهي أتضمن النص الجسدي كما سبق و خصية خيالية وهي شخصية رجاء، لقد تضمن النص الجسدي شخصية سليم والثانية ش

:مجموعة من األفكار نذكر منها .دخول سليم على رجاء أثناء تسريحها شعرها -

178

.رؤية رجاء لسليم - .عادة التي تنتظرهمطمأنة سليم برجاء بالس -

نالحظ أنه من الناحية الداللية من خالل مالحظة النص الجسدي الذي بين أيدينا صية فكار المتضمنة فيه، يحوي هذا النص خطابات جسدية متعددة، بمعنى أن لكل شخلأل

في هذا النص خطاب جسدي مستقل، والتركيب الداللي بين مختلف الخطابات الجسدية هو .النسق الداللي العامالذي يشكل

لكل خطاب كونةوسنحاول في المستوى الثاني من هذه المقاربة تحديد األشكال الم .بشخصيات الحوارجسدي خاص

: kinémorpheأشكال الحركة: المستوى الثاني -ركية في النص الجسدي محل الدراسة، في العروض الحركية األشكال الحتتمثل أهم

األدوار بين شخصيتي سليم ورجاء، في العرض الجسدي الذي قدمه التي صاحبت تمازج :سليم وهي كاآلتي

دالالتها السيميائية ظهراتها في لغة الجسد خالل العرضمت أشكال الحركة

الدخول

تتمثل الداللة السيميولوجية التي

يحملها شكل الحركة في اإلسناد الحركي الذي تمثله اإليماءة، حيث

اإليماءة اسنادا قدمت دالليا للخطاب اللفظي

حيث جاءت الداللتان في هذا السياق متوافقتان

.ومتكاملتان

179

المشط

تعبر الداللة السيميائية لشكل الحركة عن

المحاكاة أو ما يسمى . باإليماءات المحاكية

حيث حاكى شكل الحركة عملية تمشيط الشعر

.الذي تقوم به رجاءالصدد اإليماءة في هذا

متقمصة لشخصية غير وتجدر . شخصية سليم

اإلشارة أيضا إلى أن اإليماءة قدمت داللة

جديدة لم يقدمها النص المسرحي وهو طول

شعر رجاء الذي حاكته .الحركة ولم تقدمه الكلمة

المفاجأة

لقد جاءت الداللة ئية التي قدمها السيميا

شكل الحركة ايماءة ت ءمحاكية، حيث جا

الحركة واصفة للحالة عرضتالداخلية التي ت

لها رجاء اثناء انتباهها .لمراقبة سليم لها

وتجدر اإلشارة إلى أن اإليماءة جاءت مترافقة

دخل ت ةصوتي عالمةمع .في اإلطار الشبه لغوي

180

النفي

الداللة السيميائية التي قدمها شكل الحركة تتمثل

في المحاكاة، حيث قدمت حركة اليدين شكال

حركيا محاكيا لعملية النص النفي التي قدمها

.المسرحيوقد شاركت في عملية

إنتاج الداللة حركة اليدين وكذا حركة العينين التي عبرت عن داللة الحزم

.واإلصرار

الصراع

قدم شكل الحركة محل الدراسة شكال استعاريا من خالل التعبير عن األعداء بشكل حركي

. يعبر عن الصراعإن حركة اليدين

المتعاكستين التي رافقت النص المسرحي المتعلق

برغبة األعداء في التفريق بين سليم ورجاء

كشفت عن وجود و صراع بين طرفين مثل

كل ذراع من الحركة أحد .الطرفينهاذين

181

:kinèmeا9حروكة : المستوى الثالث -شاركت في عملية البناء الداللي لألحروكات التي شكلت أشكال الحركة المدروسة

الذراع، والكفين، وكذا لغة :في النص الجسدي مجموعة من األعضاء المتباينة منها .العيون

:فيما يلي هذه األحروكات، والعالقات التي تربط بينهمايمكن تحديد أهم

البنية التركيبة تمظهراتها األحروكةكفين ووضعية ال يتأحروك الجسد

فتح الكفين - إنزال الكتفين في اتجاه -

.دخوله

تتمثل العالقة التركيبية بين حركة الكفين وحركة الكتفين

حيث وجهت ،في التوجيهالكتفين اتجاه دخول ةحرك

الكفين حيث عبر الكفين عن شخصية سليم، في حين عبرت حركة الكتفين عن اتجاه

.شخصية سليمبسط الكف ا9ول بشكل - الكفينأحروكتي

أفقيرفع وإنزال الكف الثاني -

أفقيا

العالقة البنائية بين الكفين عالقة تكاملية، مثلما العالقة

.بين المبتدأ والخبرعبرت الكف األولى عن حيث

حجم الشعر، في حين عبرت الكف الثانية عن عملية التمشيط من خالل المحاكاة

.الحركية

ات وضعية الجسد، أحروك حركة الكفين ولغة العيون

الوقوف - فتح الكفين في اتجاه -

الجمھور رفع الحاجبين -

بين العالقة التركيبية بين تكاملية األحروكات هي عالقة

تفيد كل من األحروكات الثالث بمعنى االستغراب والمفاجأة، حيث قدمت كل

182

أحروكة دعما دالليا لألحروكة .التي سبقتها

يمكن أيضا الحديث عن نوع من توزيع المهام، حيث عبرت نقلت وضعية الجسم وحركة اليد الموقف الجسدي الظاهر، في حين نقلت حركة العيون

. الشعور الداخليالكفين وحركة أحروكتي

العيونبسط الكفين في اتجاھين -

متعاكسين رفع الحاجبين -

العالقة التركيبية بين األحروكات هي العالقة الوصفية حيث جاءت حركة رفع الحاجبين للتعبير ووصف حالة اليقين من الرفض التي

.عبرت عنه حركة اليدين

ثناء أدائه أأي بمعنى أن سليم أضاف عليه لحركة النفي

صفة القطعية من خالل حركة .العينين

وضع الذراعين في شكل - ين والذراعينأحروكتي الكف

)x(ع8مة تحريك أصابع الكف في -

اتجاه وجه سليم

ال توجد عالقة بنائية تركيبية بين األحروكتين، إذ أن األحروكة األولى تعبر عن

واألحروكة ) الغير(الصراع ).األنا(ت الثانية تعبر عن الذا

من الناحية البنائية ال توجد عالقة بين األحروكتين، بينما من الناحية الداللية تحمل داللة الصراع في مقابل تحقيق

183

الذات

: Kinéالحريكة : المستوى الرابع -

:تتحدد الوحدات الدنيا المكونة ألشكال الحركة في النص الجسدي المحلل، فيما يلي

العرض المسرحيتمظهراتها في الحريكةعلى ) الدخول(يحتوي شكل الحركة األول

حريكات 3األولى بفتح الكفين، في حين حريكةتتعلق ال

أما الحريكة . تتعلق الحريكة الثانية بإنزال الكتفينالثالثة تتعلق باتجاه الكتفين نحو األمام لتحديد

.اتجاه عملية التواصل 4على )المشط(يحتوي شكل الحركة الثاني

حريكاتفقيا أالحريكة األولى تتعلق بوضع الكف ممدودة

والتي تعبر عن حجم الشعر، في حين أن الثالث حريكات األخرى كانت تعبر عن رفع وانزال

.الكف في محاكاة عملية التمشيط 6على ) المفاجأة (يحتوي شكل الحركة الثالث

حريكاتالحريكة األولى هي حريكة االستعداد للوقوف

ني الركبتين، أما الحريكة الثانية فهي تمديد بث .الرجلين للوقوف

كة فتح الكفين في يالحريكة الثالثة هي حر وضعية ممدودة، أما الحريكة الخامسة فهي

.حريكة رفع الذراعين بالكفين

.هي حريكة فتح الفم الحريكة السادسة 4على ) النفي(يحتوي شكل الحركة الرابع

حريكات األولى هي حريكة مد الكفين في الحريكة

الثانية فهي حريكةاتجاهين متعاكسين، أما الإرجاع الكفين في وضعهما الطبيعي، في حريكة

تمديد الكفين حريكةالثالثة هي حريكةحين أن ال حريكاتوالثالث . في اتجاهين متعاكسين .مجتمعة تشكل عالمة النفي

184

الحريكة الرابعة هي حريكة رفع الحاجبين .إلضفاء داللة اليقين على العالمة األولى

4على ) الصراع( يحتوي شكل الحركة الخامس حريكات

كة الذراع األول نحو يتتعلق الحريكة األولى بحر كة الثانية فهي حريكة يوسط الجسم، أما الحر .الذراع الثاني نحو الوسط

الحريكة الثالثة هي وضع الذراعين متصالبين،أما الرابعة فهي حريكة أصابع الكف نحو الحريكة

.الوجه :تطبيق مقاربة رومان جاكبسون •

لقد تولى النص الجسدي المدروس العديد من الوظائف الخطابية، وتتحدد أهم هذه :الوظائف فيما يلي

:وظيفة إقامة االتصال-الدخول، حيث قامت هذه الحركة تتجلى هذه الوظيفة في شكل الحركة األول الخاص ب

هناك نص جسدي جديد باإليذان ببداية نص جسدي مختلف عن النص الذي سبقه، وأن .سيتم التطرق له، وسمحت هذه الوظيفة بلفت انتباه الجمهور للرسائل الجديدة

: الوظيفة المرجعية -ني ، أين قدم سليم وصفا حركيا لوضع تتجلى الوظيفة المرجعية في شكل الحركة الثا

يتعلقرجاء أثناء تمشيطها لشعرها، فالشكل الحركي هنا لم يكن يتعلق بالمرسل، وانما .شخصية متخيلة أو غائبة ويتم تصوير موقعها وحركاتهاب

:الوظيفة التعبيرية -ل تتضح الوظيفة التعبيرية في شكل الحركة الثالث، أين قامت شخصية سليم من خال

الشكل الحركي الموافق لعملية النفي من التعبير عن موقفها وتوجهها من موضوع النص، وتعتبر الوظيفة هنا وظيفة تعبيرية ألنها تتعلق بموقف سليم أوال، وألنها قدمت رؤية عن

.مشاعره من الموقف في مرحلة ثانية

185

:الوظيفة الشعرية -أين قدم سليم صورة بالغية من ألخيرتتجسد الوظيفة الشعرية في شكل الحركة ا

خالل حركة اليدين المتعاكستين المعبرتين عن الصراع الذي لم يتم تناوله في النص يضا من خالل حركة اليدين التي تعبر عن وجود الذات والرغبة في إثباتها أالمسرحي، و

.بالرغم من رغبة األعداء في تحطيمها حوتحقيق األحالم والطمو

186

)07:00 -30: 05(انهيار المملكة البيروقراطية الجزء الثاني : السادس النموذج

:سياق النص الجسدي •

يقع النص الجسدي في نهاية العمل المسرحي، أين أيقن سليم بانهيار مشروع المملكة وهو ما يتسبب في . وتأكده أن حتى أكثر أحالمه جنونا غير قابلة للتحقيق .البيروقراطية

نهاية العمل إلى االنهيار التام لشخصية سليم وتخليه عن حكم المملكة البيروقراطية مقابل .الراحة

من الناحية الشكلية يركز هذا النص الجسدي على وضعيات الجسد في بناء الداللة :ا يلي التعرف على أهم األشكال الحركية ودالالتهافي العرض، وسنحاول فيم

:تطبيق المقاربة الكينيزيائية •: وحدات أساسية وهي 3من الناحية البنيوية، يتركب النص الجسدي من تضافر

.اليدينوضعيات الجسد، إيماءات الوجه وحركات الطريقة التي سنقوم من خالل تطبيق هذه المقاربة، بتحديد دالالت هذه اإليماءات، و

.تركبت فيها هذه الوحدات

187

: بناءات أشكال الحركة: لمستوى ا9ولا -وصفا شامال للحالة النفسية والجسدية التي كانت عليها تضمن النص الجسدي

لواقع فشل المملكة البيروقراطية التي كان يحكمها، وقد تضمن هشخصية سليم أثناء مواجهت :النص الجسدي األفكار التالية

.استنجاد سليم بوالدته - .اإلعالن عن انهيار المملكة البيروقراطية - .تخلي سليم عن حكم المملكة البيروقراطية -

، وهو ما النص الجسدي محل الدراسة يتميز بكونه جاء للتعبير عن حالة نفسية بحتة ) اإليماءات، والوضعيات الجسدية(جعله يركز على االستخدام المكثف لكل أنماط لغة الجسد

.وهذا نظرا أن النص مشحون بالدوال التي تحتاج ألكثر من مركب من أجل تركيبها : kinémorpheأشكال الحركة: المستوى الثاني -

:اسة فيما يليكية في النص الجسدي محل الدر تتمثل أهم األشكال الحر دالالتها السيميائية ظهراتها في لغة الجسد خالل العرضمت أشكال الحركة

العذاب

تتمثل الداللة السيميولوجية التي

من يحملها شكل الحركة خالل توضيح معالم

المعاناة والعذاب النفسي عن . على شخصية سليم

طريق استحضار أشكال العذاب المادي التي

ناحية الداللة تمثلها من جحوظ العينين وانحناء

.الجسدوالداللة السيميائية للجسد جاءت في إطار وظيفة

.التمديد للداللة اللفظية

188

الجنون

جاءت الداللة السيميائية لشكل الحركة لتعبر عن وصف واعتراف بالذات أين أقر سليم ألول مرة

بالجنون، عندما عبر من خالل إيماءاته عن

الخلل في جسده مكمن من خالل اليدين

. ووضعها على الدماغفي حين أن داللة لغة الجسد في هذا اإلطار

جاءت مستقلة تماما عن .داللة النص المسرحي

االنهيار

لقد جاءت الداللة السيميائية التي قدمها شكل الحركة ايماءة

حيث رافقت محاكية، شكل حركة انهيار سليم

حديثه عن انهيارقراطية في و المملكة البير

داللة واضحة أن المملكة البيروقراطية لدى سليم . تمثل صورته عن ذاتهليغيب سليم تماما عن

الرؤية والتمظهر .الجسدي بغياب المملكة

189

االنسحاب

الداللة السيميائية التي قدمها شكل الحركة تتمثل في المحاكاة،

حيث قدم شكل الحركة طريق داللة جسدية عن

عالمة النفي عن رغبة سليم في التخلي عن

حكم المملكة . البيروقراطية

اشتغل شكل الحركة في هذا اإلطار بتناغم داللي مع النص المسرحي من

خالل صياغة النص س فد بنسالداللي للج

الوحدات مع النص الداللي في النص

التضرع

قدم شكل الحركة محل الدراسة شكال استعاريا

التعبير عن من خالل داللة االنصياع التي جاءت مستقلة تماما

حيث أن النص المسرحي كان يتحدث

عن المعاناة التي يحس بها سليم، إال أن النص الجسدي عكس سيميائيا

الترجي والتضرع من .أجل التخلي عن الحكم

190

:kinèmeا9حروكة : المستوى الثالث -إن الحديث عن األحروكات في هذا اإلطار يستلزم الوصول إلى شق تركيبي أدق،

.من خالل عملية التفصيل ألشكال الحركة السابقة :يمكن تحديد أهم هذه األحروكات، والعالقات التي تربط بينهما فيما يلي

البنية التركيبة تمظهراتها األحروكةكفين ووضعية ال يتأحروك الجسد

فتح الكفين - النزول بالجسد لدرجتين -

تتمثل العالقة التركيبية بين وضعية الجسد حركة الكفين و

السيميائي البناءفي عالقة الشق الكفينمثلت حركة حيث

األول من خالل التدليل على المعاناة، في حين مثل الشق الثاني التدليل على آثار المعاناة على الجسد أو على

.شخصية سليم بسط الكفين على الدماغ - الكفين والشفتينأحروكتي

زم الشفتين -من خالل شكل ما تم تقديمه

الحركة يندرج ضمن إطار العالقات التكميلية فعالمة وضع الكفين على الرأس تدل على االعتراف بالجنون وهذا بالطبع بالنظر إلى السياق الذي جاء به النص

.المسرحيبزم إال أن األحروكة المتعلقة

الشفتين فجاءت لتؤدي وظيفة الوصف للحالة النفسية لسليم بعد تأكده من إصابته

.بالجنون

191

أحروكات الركبتين والكتفين والقدمين

ثني الركبتين - النزول بالكتفين - التقدم لNمام -

العالقة التركيبية بين األحروكات هي عالقة تكاملية تفيد كل من األحروكات

.اإلنهيار التاممعنى الثالث

قدمت األحروكة األولى مهمة توصيف انهيار الجسد، في حين أن الكتفين قدمت توصيفا لالنهيار المعنوي، لتقدم في األخير حركة القدمين المتثاقلة والمتأرجحة داللة عدم الثبات

.النفسي

وضع الكف ا9يسر خلف - تي اليدين والرأسأحروك

الرأسد0لة إشارة الكف ا9يمن -

النفي ثني الرأس إلى الوراء -وضع الكف ا9يمن خلف -

الرأس

العالقة التركيبية بين األحروكات هي العالقة

، أي أن كل أحروكة البنائيةجاءت لتكمل داللة األحروكة

.التي سبقتها

وضع الكف خلف الرأس داللة عن التعب واأللم، ليتم مبناه الداللي األحروكة التي ثنى

رأسه للوراء فيها سليم .للتوصيف عن اإلرهاق

قدمت األحروكة الدالة على النفي رغبة سليم في التخلي

حكم المملكة البيروقراطية عنلتقدم في األخير األحروكة

192

التي قام فيها سليم بثني اليد الثانية خلف الرأس للتعبير على أن هذا الحكم هو سبب حالة التعب والضياع التي

.يعاني منها سليم

بسط الذراع - أحروكتي الذراع والكفين

اتجاه تحريك أصابع الكف - .ا9على

العالقة التركيبية بين األحروكتين عالقة بنائية حيث أن أحروكة الذراع جاءت

.حاملة ألحروكة أصابع الكف

وجود داللة من الناحية البنيوية األحروكة الثانية متوقف على

.وجود األحروكة التي سبقتها

: Kinéالحريكة : المستوى الرابع -

:تتحدد الوحدات الدنيا المكونة ألشكال الحركة في النص الجسدي المحلل، فيما يلي

تمظهراتها في العرض المسرحي الحريكةعلى ) عذابال(يحتوي شكل الحركة األول

حريكات 6كة األولى بفتح الكفين، في حين يتتعلق الحر

. الكفين خلف الرأسبوضع تتعلق الحريكة الثانية بثني الركبتين للنزول أما الحريكة الثالثة تتعلق

تتمثل في رفع الركبتين مجددا رابعةالحريكة الوهو نفس األمر بالنسبة للحريكتين الخامسة

.والسادسة 3على ) الجنون(يحتوي شكل الحركة الثاني

.حريكات ينممدود ينالحريكة األولى تتعلق بوضع الكف

أما الحريكة الثانية تتعلق بوضع الكفين خلف الرأس في حين تتمثل الحريكة الثالثة في ضم

193

الشفتين على بعضهما البعض 4على) نهياراال(يحتوي شكل الحركة الثالث

.حريكاتفتح الكفين ، أما الحريكة الحريكة األولى هي

شد (الثانية فهي حريكة قفل الكفين على الشعر )الشعر

ثني القدمين، في حين الحريكة الثالثة هي حركة أن الحريكة الرابعة هي حريكة الوقوع أي اطالق

.الجسد ككل في الهواءعلى ) نسحاباال(يحتوي شكل الحركة الرابع

حريكات 8تتمثل الحريكة األولى في بسط الكف، والحريكة

.الثانية تتمثل في وضع الكف خلف الرأس

تتمثل في رفع الذراع الثانية، أما الحريكة الثالثة الحريكة الرابعة والخامسة فتتمثل في عالمة

.النفي مرتين

حريكة ارجاع الذراع هي سادسةالحريكة اللوضعها الطبيعي، أما الحريكة السابعة فهي

.ارجاع الرأس للوراء

.الحريكة الثامنة هي وضع الكف خلف الرأس 4على ) تضرعال( يحتوي شكل الحركة الخامس

حريكاتلألعلى، أما الذراع برفعتتعلق الحريكة األولى

الحريكة الثانية فهي تحريك األصابع لشخص نداء سليم (سليم مرتين متتاليتين لتوصيف النداء

).لوالدته :تطبيق مقاربة رومان جاكبسون •

هذه لقد تولى النص الجسدي المدروس العديد من الوظائف الخطابية، وتتحدد أهم :الوظائف فيما يلي

:الوظيفة التعبيرية -شغلت الوظيفة التعبيرية حيزا هاما من الوظائف التي قامت بها لغة الجسد في هذا النص، حيث نجد الوظيفة التعبيرية في شكل الحركة األول، الذي يتحدث عن العذاب الذي يعانيه

194

الجسدي عن المعاناة من خالل سليم في حكم المملكة البيروقراطية، حيث أن هذا الوصف .وضع الجسد المتدني وشد الرأس يعبر عن حالة داخلية لشخص سليم

، أين أعلن سليم عن )اإلنسحاب(الرابع كما نجد أيضا الوظيفة التعبيرية في شكل الحركة .قراره بالتخلي عن حكم المملكة البيروقراطية عن طريق عالمة النفي باليد

، وظيفة تعبيرية لما عبر سليم عن )التضرع(كل الحركة الخامس وفي نفس السياق قدم ش .رغبته في رؤية والدته ومناجاتها بحركة اليد

:الوظيفة الشعرية -، وظيفة شعرية من خالل محاكاته بحركة اليدين لعملية )الجنون(يقدم شكل الحركة الثاني

الصدمة من هذا اكتشاف المرض الذي هو الجنون، في حين قامت حركة الشفاه بوصف .اإلكتشاف

صورة بالغية من خالل استعارة الجسد لعملية ) االنهيار(كما يقدم شكل الحركة الثالث فجسد الملك سليم والمملكة البيروقراطية . اإلنهيار التي تتعرض لها المملكة البيروقراطية

.وحدة واحدة تنهار الواحدة منها بانهيار الثانية :الوظيفة المرجعية -

تتمثل الوظيفة المرجعية في شكل الحركة الثالث الذي تحدث عن انهيار المملكة البيروقراطية .، في حين تولى الجسد التعبير عن االنهيار)موضوع الحديث(

كما نجد الوظيفة المرجعية في شكل الحركة الرابع، أي االنسحاب أين انسحب سليم عن حكم . المملكة البيروقراطية

جد هذه الوظيفة أيضا في شكل الحركة األخير حيث عبرت حركة الذراع وفي األخير ن .الممدودة لألعلى عن مناجاة سليم لوالدته وكأنها مالك في السماء

195

III.4.استنتاجات التحليل:

بعد أن قمنا بتحليل المقاطع اإليمائية وفق المقاربة الكينيزيائية من أجل تحديد في العرض لمسرحية حمق سليم، ثم تحديد الوظائف التي الوحدات الداللية في لغة الجسد

.تولتها هذه اللغة في عملية التدفق الداللي من الممثل للجمهور

وانطالقا من هذه المنطلق البحثي ، توصلنا لمجموعة من النتائج سواء من حيث :ا يليطبيعة بنية لغة الجسد، أو من خالل الوظائف التي تقوم بها ومن أهم هذه النتائج م

:حول طبيعة بنية لغة الجسد: أوال

لغة الجسد في مسرحية حمق سليم لغة قابلة للتمفصل لعدة مستويات، فهي خطاب .1وفي بعض لفظيبصري دال استطاع أن يحمل في طياته دالالت أضافت معنى للخطاب ال

.األحيان غيرت من داللته بصورة كاملة

نالحظ ) الحريكة و األحروكة(دالة الخالل تمفصل لغة الجسد في مستوياتها الدنيا غير .2للغة اللفظية، حيث نياأن هناك اختالفا جوهريا بين الوحدات الدنيا للغة الجسد والوحدات الد

أن الوحدات الدنيا في اللغة الطبيعية غير دالة على اإلطالق، في حين أن الوحدات الدنيا الجسد قد تكون دالة في سياق معين إال أن ترابطها بالوحدات الدنيا األخرى هو ما في لغة

.في النسق اإليمائي النهائي يحدد السياق الداللي

تتركب الوحدات الدنيا في لغة الجسد فيما بينها من خالل عالقات مختلفة، وقد أحصينا .3ية التي ال تستغني فيها األحروكة عن عددا من العالقات التركيبية، تتراوح بين العالقات البنائ

كما توصلنا لبعض . األخرى حيث يشتركان معا وبنفس القدر في عملية إنتاج الداللةالعالقات التكاملية أين قدمت كل أحروكة قيمة داللية مضافة على األحروكات األخرى

األحروكات المتضمنة في شكل الحركة المدروس بمعنى أن األحروكة في ذاتها دالة وانما . األخرى هي التي تساعد في بناء الصورة الذهنية للمعنى الذي يعبر عنه شكل الحركة

196

باإلضافة إلى نوع آخر وهو عالقات التضاذ أين تقوم األحروكة بنفي األحروكة التي سبقتها المجازات واألوجه (داخل الشكل الحركي وهذا من أجل توجيه الداللة في إتجاه محدد

).البالغية

:حول وظائف لغة الجسد: ثانيا

تتعدد الوظائف التي قامت بها لغة الجسد في العرض المسرحي، حيث أحصينا تقريبا .1كل الوظائف التي تقوم بها اللغة اللفظية، غير أنه تجدر اإلشارة إلى أن شكل الحركة الواحد

احد وهذا رجع قادر على أن يؤدي وظيفتين في آن و ) ما يقابل الكلمة في اللغة اللفظية(حسبنا إلى طبيعة الخطاب الجسدي الذي يدخل في إطار ما يسمى بالخطابات البصرية التي

.تستطيع أن تنقل وظائف متعددة في آن واحد

في سياق متصل نالحظ غياب تام لوظيفة تعدي اللغة، أي الوظيفة التي تعنى بتفسير .2سد في العرض المسرحي كانت عاجزة المدونة بالمدونة وهو ما يؤدي بنا للقول أن لغة الج

عن تفسير ذاتها بذاتها واحتاجت دائما للخطاب اللغوي المتضمن في النص المسرحي في اإلطار النظري، أين تحدثنا على أن العالمة هوهو ما يحيلنا لما تم التعرض ل .للتأويل

.ر عنهاالمسرحية هي مرجع ذاتها وبالتالي فهي ال تحتاج إلى مدونات أخرى للتعبي

تتحدد درجة التعقيد البنائي في شكل حركة لغة الجسد في العرض المسرحي على .3حسب الوظائف التي تؤديها، فحسب النتائج المتوصل لها الحظنا أن أشكال الحركة التي تعبر عن االتجاهات والمراجع تتميز بدرجة تعقيد أقل في تركيبها مقارنة بأشكال الحركة

ويرجع هذا لكون اإلنسان يحتاج واألفكار، المواقف االنفعالية الداخلية الناتجة للتعبير عناستخدام موسع ( الستعمال مساحة أكبر من جسده أثناء التعبير عن العواطف واألحاسيس

)للفضاء المكاني والزماني

197

استخدمت شخصية سليم للتعبير عن الغير والمحيط حركات اليدين بدرجة أولى، في .4ة العيون للتعبير عن المشاعر والعواطف، وهو ما يؤدي بنا لالستنتاج أن حين استخدم لغ

.الوظيفة المراد التعبير عنها تتحكم في طبيعة العضو القادر على تأدية هذه الوظيفة

نالحظ أيضا من خالل النتائج المتحصل عليها طغيان الوظيفة التعبيرية والندائية في .5البعد التواصلي للغة الجسد، وفي نفس الوقت ال ينفي العرض المسرحي وهو ما يؤكد حقيقة

.قدرة هذا النسق على توصيل معلومات مختلفة وتأدية وظائف متنوعة: أدوار رئيسية 3عالقة لغة الجسد في العرض المسرحي بالنص جاءت من خالل .6

سدي عن وظيفة التمديد للتأكيد وتكملة الداللة، التعويض من خالل االستقالل التام للنص الجالنص المسرحي، وأخيرا وظيفة المصاحبة من خالل محاكاة النص الجسدي للنص

.المسرحي

198

:االستنتاجات العامة

:استنتاجات القسم النظري: أوال

مفهوم لغة الجسد مفهوم متشعب تتجاذبه تخصصات معرفية متعددة على اعتبار أنه .1ساسي للبحوث في العلوم اإلنسانية إال مرتبط بصورة مباشرة باإلنسان الذي يشكل المحور األ

أن كل هذه التوجهات والتخصصات المعرفية تشترك في نقطة جوهرية مفادها أن لغة الجسد لغة كائنة وتلعب دورا هاما في عالقة اإلنسان بمحيطه، ولها دور مهم في الحياة

.االجتماعية

د البدايات األولى االهتمام بظاهرة لغة الجسد ليس وليد العصر الحديث حيث تعو .2للكتابات للعهد اليوناني، كما نجد له تواجدا أيضا في التراث العربي اإلسالمي خاصة فيما

.يخص علم الفراسة

تلعب لغة الجسد العديد من الوظائف سواء رافقت اللغة اللفظية أو كانت مستقلة عنها، .3طيع اللغة اللفظية في كثير ال تست) الداللة الرمزية(و هذا عن طريق قدرتها على نقل رموز ومن أهم الوظائف المهيمنة على النسق اإليمائي . من األحيان التعبير عنها بطريقة مباشرة

في لغة الجسد هي الوظيفة التعبيرية، حيث يؤكد أغلب المختصين في مجال علم لغة الجسد تعبيرية هي على أن هذه اللغة تختص بنقل المشاعر واألحاسيس وهو ما يجعل الوظيفة ال

.الوظيفة المهيمنةلغة الجسد نسق سيميائي قابل للدراسة، باعتبار توفر عنصر مهم في هذه اللغة وهو .4

األقسام العالماتية تباين قابل للتأويل والتفسير بغض النظر عن نظامالداللة حيث أنه .التي يتضمنها أو مستويات التأويل

تعتبر الكينيزيائية من أهم المدارس النظرية التي شددت على أن لغة الجسد لغة قائمة .5بحد ذاتها، وقابلة للتمفصل شأنها في ذلك شأن اللغة اللفظية، غير أن لهذه اللغة

199

من حيث الوحدات الدالة رائد المدرسة الكينيزيائية راي بردويستلخصوصياتها حسب .يات التقطيع التي تخضع لهافيها، وأيضا من ناحية مستو

خرـ فالنتائج التي آلتختلف طبيعة تمفصل لغة الجسد، والدالالت التي تحملها من مجتمع .6في المجتمع األمريكي تختلف كثيرا عن النتائج التي توصل لها راي بردويستلتوصل لها

.في مجتمعات الهنود الحمري مقاما دالليا أيضا، حيث تشير تعتبر المسافة أي موقع الجسد في الفضاء التواصل .7

الدراسات في هذا المجال أن المسافة التي تفصل بين المتحادثين دالة على طبيعة العالقة ، وهي الدراسات التي تفصلت فيها سيميوطيقا الفضاء والتي يشغل فيها مالتي تربط بينه

.الجسد حيزا مهما من مجال الدراسةلغة الجسد ليست لغة فطرية، ذلك أن الجسد ليس تشير الدراسات في علم االجتماع أن .8

معطى بيولوجي وانما هو نتاج اجتماعي يخضع لتأثير المجتمع وسيطرته أثناء تواجده في . الفضاء االجتماعي

هذه المعطيات االجتماعية تجعل من لغة الجسد خاضعة للمنظومة القيمية في المجتمع، .9اللغة، كما قد يضعها في صفة ذهه الذي قد يضفي صفة الشرعية على معطيات

.الالشرعية وصورة الطابوهات االجتماعيةعلوم : لغة الجسد لغة لها استخداماتها في ميادين عملية وفنية متعددة نذكر منها .10

.التسويق، وفنون الرقص التعبيري، وكذا الدراما التلفزيونية والمسرحيةالجسد، باعتباره شكال فنيا يعتمد يعتبر المسرح من أهم الفنون التي تعتمد على لغة .11

اصل المباشر بين الجمهور والممثل، وما يدل على هذا وجود أنماط مسرحية على التو تختص في التعبير عن طريق لغة الجسد فقط مثل المسرح الصامت أو ما يعرف

.بالبانتوميم

200

ل لقد ساهمت سيرورة التطور التاريخي الذي عرفه المسرح عبر األزمنة في تشكي .12المفهوم الداللي والوظيفة التي تحتلها العالمات األيقونية كلغة الجسد و الديكور واألزياء

فقديما . في العرض المسرحي في مقابل العالمات اللسانية التي ينقلها النص المسرحييعتبر شكال أدبيا فقط ال مكان فيه إال للنص المسرحي، إال أن هذه النظرة المسرح كان

يا لتحتل العالمات األيقونية األخرى موقعها في العرض الدرامي في تطورت تدريج .المسرح

نظرا لألهمية التواصلية التي يحتلها المسرح، فقد اهتمت السيميائيات بهذا النوع الفني .13 .من خالل فرعين أساسيين سيميائية النص المسرحي و سيميائية العرض المسرحي

قد ومتشعب، إذ يخضع لعدة تقسيمات نظرا النظام العالماتي في المسرح نظام مع .14 .للتنوع الكبير والزخم العالماتي الذي يتمتع به المسرح

تدخل اإليماءة ولغة الجسد في إطار العالمات األيقونية البصرية، وتتولى اإليماءة .15 ...هنا العديد من األدوار سواء كان ذلك من خالل المحاكاة أو اإلسناد أو غيرها

:ات القسم التطبيقياستنتاج:ثانيا

مجال المسرح تجربة فتية، وتواجه العديد من العقبات التجربة الجزائرية في تعتبر .1حيث أن عدد العروض المسرحية هزيل، باإلضافة إلى عدم اإلقبال من طرف

التي صاحبت تطور المسرح في المتفرجين وهذا راجع للعديد من العوامل التاريخية .التي عرفهاالجزائر ومراحل الركود

تواجه الدراسة العلمية للغة الجسد في المسرح مجموعة من اإلشكاليات اإلبستمولوجية .2العلمية، حيث أن تطبيق النظام اللساني على لغة الجسد يواجه عقبات عديدة نذكر

:منهااالختالفات الموجودة بين الوحدات الدالة الدنيا في اللغة اللفظية وبين الوحدات •

لغة الجسد، حيث أن الوحدات الدنيا في اللغة اللفظية غير دالة في حين الدنيا في

201

إال أن هذا . قيام الوحدة الدنيا في لغة الجسد بإنتاج دالليلإمكانية هناك أن .طلوب والمقصوداإلنتاج الداللي مختلف عن السياق الداللي الم

الدنيا في لغة الجسد، ففي اللغة اللفظية تختلف العالقات التي تربط بين الوحدات •العالقات التي تربط بين الوحدات بنائية بالضرورة، في حين أن العالقات التي تربط بين الوحدات الدنيا في لغة الجسد قد تكون بنائية، وقد تكون تكميلية فقط

.الداللي المبنىكما قد تكون مناقضة تماما للوحدة السابقة من اجل تحديد شكال أتويات الداللة في لغة الجسد متباينة، فقد نصل للداللة في مستوى مس •

، في حين أنه في لغة الجسد )الكلمة(لما هو الحال في اللغة اللفظية ثالحركة مجل أنجد وحدات دالة دنيا لكنها تختلف عن الداللة الرئيسية ووجودها كائن من

.الكبرى النهائية تحديد الداللةوى التقطيع يتم على مست(ديد الداللة في لغة الجسد إنطالقا من المدلول تقوم عملية تح .3

وهو األمر الذي يعتبر من الناحية السيميائية غير مجدي، ) المدلول وليس على مستوى الدال .ألنه يحد من المجال الداللي للحركات

فية عزل تواجه الدراسة العلمية للغة الجسد أيضا إشكاليات منهجية وتقنية تتعلق بكي .4يتم الوحدات الدنيا في كل األعضاء المشاركة في الشكل الحركي في نفس الوقت، حتى

.تحديد البنية التركيبة للشكل الحركي بدقةالعالقة الوطيدة التي تربط بين الخطاب الجسدي أو اإليمائي والخطاب اللفظي في .5

في العرض المسرحي العرض المسرحي، يفرض تساؤالت حول إمكانية إعتبار لغة الجسد .لغة قائمة بذاتها

ال يمكن حيث ، معقدة عالقتها بالداللة اللفظيةو إن مسألة الداللة في لغة الجسد .6الحديث عن ترابط تام في العمل المسرحي بين اللغتين، إال أنه تجدر اإلشارة إلى دور اللغة

.الجسد ةاللفظية في تحديد داللة لغ

202

لغة الجسد لها دور أساسي في العرض بالرغم من هذه العراقيل تجدر اإلشارة إلى أن .7بالدالالت ) النص المسرحي(المسرحي من حيث قدرتها سواء على تدعيم الخطاب اللفظي

عن طريق نقل االنفعاالت والمشاعر التي تعجز الكلمات عن ترجمتها، أو من خالل ير مسار الداللة وخلق أوجه استعارية و صور إبداعية من أجل تغي يمناقضة الخطاب اللفظ .في العرض المسرحي

203

عامة خاتمة

إن لغة الجسد نسق اتصالي له دور مهم وأساسي في عملية التواصل سواء تعلق األمر بالتواصل الشخصي أو التواصل الجماعي، ونظرا لهذه األهمية أصبح هذا التخصص

حوث العلمية في مجاالت معرفية متعددة بل يمكن القول أنه المعرفي يشغل حيزا كبيرا من الب .أصبح موضوع دراسة في كل العلوم التي تجعل من اإلنسان مجاال الهتماماتها البحثية

وانتقل هذا االهتمام بطبيعة الحال للسيميائيات، وبالتحديد سيميائيات التواصل التي بعد التواصلي، كاإلشهار والسينما تختص في دراسة كل أنظمة العالمات الدالة ذات ال

.الخ...والمسرح والفنون الجميلة

لقد أثبتت الدراسات السيميائية أن لغة الجسد لغة تخضع كغيرها من اللغات الطبيعية لمبدأ أساسي هو مبدأ التسنين، الذي يعني ضرورة وجود توافق مشترك بين المرسل

وهذا من أجل الوصول إلى عملية . ل والمدلولوالمستقبل حول العالقة التي تربط بين الدا .تواصلية ناجحة، من خالل التأويل المشترك بين الطرفين

تطرح لغة الجسد إشكاليات متعددة تتعلق في التفريق بين البعدين العملي والثقافي الذي تستطيع لغة الجسد أداءهما، حيث أن عملية التفريق بين هاذين الوجهين لنفس الشكل

إال أنه يمكن أن يكون هذا ممكنا إذا ما وضعنا الخطاب . عملية غاية في الصعوبة الحركياللفظي نصب أعيننا وهو األمر الذي يطرح عدة تساؤالت حول قدرة هذه اللغة على أن تكون

.نسقا اتصاليا قائما بذاته

ولقد تناولنا في هذا البحث دور ووظيفة لغة الجسد في العرض المسرحي لمسرحية ، ولقد توصلنا من خالل هذه الدراسة إلى أن لغة عبد القادر علولةمن مسرحيات الراحل

الجسد واألشكال اإليمائية التي تضمنها العمل المسرحي قدمت دعما وقوة داللية أكبر للنص

204

لك استطاعت لغة الجسد في هذا السياق أن تنقل رسائل خفية كان المسرحي، بل وأكثر من ذ .من غير الممكن أن يتم نقلها للجمهور عبر النص المسرحي

لقد أدت شخصية سليم من خالل إيماءاتها وحركاتها شخصيات متعددة، نقل عبرها . وانفعاالته مثلما نقل مشاعر وانفعاالت شخصيات أخرى همشاعر

ما يمكن استنتاجه من خالل ما سبق أن لغة الجسد تلعب دورا مهما في العرض المسرحي، فهي عالمة حركية قادرة على نقل كل ما ال يستطيع النص المسرحي من

التفاعل مع العرض، كما تسمح للممثل المسرحي بأحاسيس ومشاعر التي تسمح للجمهور .لمسرحي للشخصيةفي نفس الوقت في الدخول مما يسمى بالتقمص ا

205

:قائمة المراجع

:الكتب )1 :باللغة العربية ) أ

، سوريا، دار وجوه الجسد: االنثروبولوجيا واألنثروبولوجيا الثقافيةإبراهيم الزهرة ، .1

.2009النايا للدراسات والنشر والتوزيع، ، 1ط، دار الشروق،عمان، الع>قات العامة وا1تصال ا�نسانيأبو اصبع صالح خليل ، .2

1998. دار مصر،،كيف تتعرف على شخصية اآلخرين من مالمح الوجهأبو الحجاج يوسف ، .3

.2007، 1الكتاب العربي ، ط ، )دراسة في نظرية االتصال غير اللفظي(لغة الجسمأبو النصر مدحت محمد ، .4

.2006، 1مجموعة النيل العربية، ط مصر، .2000مصر، هال للنشر والتوزيع، ،1، جالمسرحية العالميةاألراديس نيكول ، .5 .1999ابراهيم حمادة ، مصر، هال للنشر والتوزيع ، :، ترفن الشعر أرسطو، .6، بيـروت، لبنان، دار العودة،ط الشعر العربي المعاصر ،إسماعيل عز الدين .7

3،1983. .1992للنشر، موفم الجزائر، األنيس، سلسلة ،األدبي النقد أمين أحمد ، .8بوزيد : تر،تدريبات عملية ،منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانيةأنجرس موريس، .9

الجزائر، دار القصبة مراجعة مصطفى ماضي،،سعيد سبعون،كمال بوشرق،صخري .2006،للنشر احمد المديني، :، ترمفهوم التناص في الخطاب النقدي الجديد ،انجينيو مارك .10

.1987 دار الشؤون الثقافية، ،بغداد، العراق .1992المركز الثقافي، ،بيروت ،رئيف كرم:رت سمياء المسرح والدراما،ايالم كير ، .11

206

القاهرة، مصر، أكاديمية الفنون، الجمل، سهير :، ترطاقة الممثل ، باربا اوجينو .12 .1987وحدة اإلصدارات،

الدار البيضاء، المغرب، محمد البكري، :، ترمبادئ في علم ا4دلة ، بارث رو0ن .13

.1986والنشر، دار قرطبة للطباعة ، 7، مجلة الثقافة، العددمسارات ومدارات مسرح الهواة في الجزائربعلي حفناوي ، .14

2005. ، الدار البيضاء، منشورات الزمن، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتهابنكراد سعيد ، .15

2003. توفيق : رت ، ألف عام وعام على المسرح العربي بوتنتسيفا تمارا الكسانروفا ، .16

.1،1981ط ،المؤذن ، بيروت ، دار الفارابي .2009بيروت، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، ،فلسفة الجسدبيدوح سمية ، .17، الرياض، المملكة العربية المرجع األكيد في لغة الجسد بيز أالن و باربرا ، .18

.2008، 1طمكتبة جرير، ،السعوديةسمير : ، تركيف تقرأ أفكار اآلخرين من خالل إيماءاتهم: لغة الجسدبيز ألن ، .19

.1997 ،1شيخاني،بيروت ، الدار العربية للعلوم، ط، الجزائر، منشورات 1926/1989المسرح الجزائري نشأته وتطوره بيوض أحمد ، .20

.1998الجاحظية، مصر، ،مدخل إلى مسرح الطفلحالوة محمد السيد و عطية فاروق جمال الدين ، .21

.2002مؤسسة حورس الدولية، دار توبقال ، الدار البيضاء، المغرب،دروس في السيميائيات ،حنون مبارك .22

.1987، 1للنشر،ط العامة، الثقافية الشؤون دار بغداد، ،والثورة الدموع وملح الضحك اهللا ، الخطيب عبد .23

2001. .2000، 1دار الساقي، ط ، لبنان،لغة الجسد الخوري فؤاد إسحاق ، .24صالح القرمادي، محمد :ر، تدروس في ا4لسنية العامة ،دي سوسير فرديناند .25

.1998الشاوش، طرابلس، ليبيا، الدار العربية للكتاب،

207

الشعبية المكتبة ،الجزائر ،المسرح الجزائري بين الماضي والحاضررمضاني بوعالم، .26 .ن.س.المؤسسة الوطنية للكتاب، د

المركز الثقتفي العربي، ، المغرب،دليل الناقد األدبيالرويلي ميجان ، البازعي سعد ، .27 .2002، 3ط

مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ،اتجاهات المسرح المعاصرزكي أحمد، .28 .1،1998ط

دراسة لغوية لظاهرة استعمال أعضاء :اإلشارات الجسميةزكي حسام الدين كريم، .29 .1،2001عربية، طكتب مصر، ،الجسم في التواصل

.1،2001دار الوفاء ، ط مصر، ،مدخل إلى علوم المسرحزلط أحمد ، .30سوريا، منشورات وزارة الثقافة ، أحمد حيدر :تر ،نظرية الدراما الحديثة،زوندي بيقي .31

.1988واإلرشاد القومي، . 1992، 1وزارة الثقافة، ط ، عمان،المدخل إلى السيمياء في المسرحزياد جالل ، .32الجزائر، دار الخلدونية ،مدخل إلى السيميولوجياسبطي عبيدة ، بخوش نجيب، .33

.2009، 1طللنشر والتوزيع، علي كامل، موقع الفوانيس المسرحية، :، ترالثقافة ھي الجسد ،سوزوكي تاداشي .34 .2008أكتوبر 24، 1الدار العربية للعلوم ناشرون، ط لبنان، ،أسرار لغة الجسدلى ، شحرور لي .35

2007. ،معالم في السيميائيات العامة أسسها ومفاهيمهاالشيباني عبد القادر فهيم ، .36

.1،2008طلتوزيع، دار االختالف للنشر وا بيروت، لبنان، اإلسكندري، ، مصر، مركز ) تاريخ النقد ونظرياته(في النقد المسرحيصقر أحمد ، .37 .1،2001ط

، مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، التيارات المسرحية المعاصرةصليحة نهاد ، .381997.

الدار العربية ،طرابلس، ليبيا ،بحوث في النص األدبي ،الطرابلسي محمد الهادي .39 .1988للكتاب،

208

.1997، مصر، الشركة المصرية العالمية للنشر، فن المسرحيةعبد القادر القط ، .40دراسة تحليلية ألصول الكتابة المسرحية (النص المسرحيعبد الوهاب شكري ، .41

.1997مصر، المكتب العربي الحديث، ،)والتعريف بالمأساة اإلغريقية .2008، مصر، مؤسسة الحورس الدولية، النص المسرحيعبد الوهاب شكري ، .42القاهرة، مكتبة اآلداب، ،دراسة في نظرية االتصال: العبارة واإلشارةالعبد محمد ، .43 .2007، 2ط ، 1دار الكتب العلمية، ط ، بيروت، لبنان،البيان بال لسانعرار مهدي أسعد، .44

2007. منشورات ،المغرب ،)نماذج وتصورات(الجسد بين الشرق والغرب العلوي هشام، .45

.2004الزمن، .2009، الكويت، عالم الكتب الحديث، النسق الثقافيعليمات يوسف، .46الجزائر، شركة ،2000المسار المسرحي الجزائري إلى سنة عمرون نور الدين، .47

.2006باتنيت، مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، من قضايا األدب الحديث،عناني محمد، .48

1989. الدار القومية مصر،، المسرحية بين النظرية والتطبيقعنبر محمد عبد الرحيم، .49

.ن.س.دللطباعة والنشر، النادي األدبي الثقافي، السعودية، ،الخطيئة والتفكير ،الغذامي محمد عبداهللا .50

1985. ، بيروت، لبنان، دار اHفاق الجديدة، نظرية البنائية في النقد ا4دبي ،فضل ص8ح .51

.3،1985ط مصر، الهيئة المصرية العامة ،المفهوم التراجيدي والدراما الحديثةفهمي فوزي، .52

.1998للكتاب، الدار البيضاء، ،1، ج مدخل إلى السميوطيقا ،، نصر حامد أبو زيدرقاسم سيزا .53

.1996، 1طالمغرب، دار توبقال للنشر،

209

منشورات اتحاد الكتاب ، ، دمشقمن أين إلى أين ..المسرح العربي قطاية سلمان ، .54 .1972العرب ،

حضاري، رهان الثقافة ، الحقيقية وقضاياه المسرح وظيفة ، القليبي الشاذلي .55 .1978 للنشر، التونسية الدار ،تونس، القاهرة، مصر، دار فرحة االتجاه السميولوجي ونقد الشعركامل خلف عصام ، .56

.2003للنشر والتوزيع، المغرب، فريد الزاھي، مراجعة عبد الجليل ناظم، :، ترعلم النص ،كريستيفا جوليا .57

.1،1991دار توبقال للنشر، ط .1972شوقي جالل، الهيئة المصرية، : تر األصوات واإلشارات،كندراتوف، .58مكتبة جرير للنشر ، السعودية،كيف تتواصل بسرعة مع اي شخصالونديس ليل ، .59

.2010، 1والتوزيع والترجمة، طالجزائر، ،1972المسرح الجزائري النشأة والرواد والنصوص سنةلمباركية صالح ، .60

.2005دار الهدى، .1970، لفكرامنشورات مكتبة ليبيا، ، قضايا مسرحيةلمجراب عبد الحميد ، ا .61دار عالء سوريا، محمد عبد الكريم،: ، ترلغة الجسد النفسيةمسنجر جوزيف ، .62

.2009، 3الدين للنشر والتوزيع والترجمة، ط، ، سلسلة فنون األدب العربي ، مصر ، دار المعارف لفن التمثيلياحمد ، م مندور .63

1959 . طالجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، ،اللسانيات النشأة والتطور مومن أحمد ، .644 ،2008.

نيويورك، حطاب، صدقي :تر ،المسرحية فن ، إيدس بنتلي جيرالد و ب فرد ميليت .65 .1966 والنشر، للطباعة فرنكلين مؤسسة

دار األهلية للنشر لبنان، لميس فؤاد اليحيى،: ، تراللغة الصامتةهال إدوارد تي ، .66 .2007، 1والتوزيع، ط

210

دار مصر، ،تطور البناء الفني في المسرح العربي المعاصرالورقي السعيد ، .67 .2002، 1المعرفة، ط

دار إبداع مصر، مركز دافنشي،: ، ترـأسرار لغة الجسدوليمز سوزان دنيس ، .68 .2008، 1للنشر والتوزيع، ط

باللغة األجنبية ) ب

1. Bartky Sandra, Foucault, Femininity and the Modernization of Patriarchal Power, in Feminism and Foucault: Paths of Resistance. Ed. lee Quinby and Irene Diamond, Northeastern Univ. Press, 1988.

2. Baylon Christian Xavier Mignot, La communication, Nathan, 1991.

3. Beck Ulrich, Risk Society, sage publications, Frankfurt, 1992. 4. Benviste .E, Problémes de languistique générale, Gallimard,

paris,1974. 5. Burns Tom, Erving Goffman, Routledge, London, 1992. 6. Davidoff Linda , Introduction to psychology, New York,

1980. 7. Dews Peter , Poststructuralism; Frankfurt school of

sociology; Philosophy, French; 20th century,Routeldge, London, 1987.

8. Douglas Mary, Natural Symbols, 2nd E, Routledge, london, 1996.

9. Faucault Michel, Discipline and Punish : the birth of the prison , T/ Alan Sheridan, Penguin books, 1977.

211

10. Featherstone Mike, Hepworth Mike, Bryan S. Turner, The Body: social process and cultural theory, Sage,U.S.A,1991. 11. Fuss Diana, Essensially Speaking : Feminism, Nature and Differences, Routeldge Editions, London, 1990. 12. Goffman Erving, Stigma: notes on the management of spoiled identity, Simon & Schuster,Canada, 1963. 13. Guiraud Pierre, Le Langage du corps, Presse Universitaire de France,1980. 14. Honneth Axel, Joas Hans, Social Action and Human Nature, Cambridge University Presse, 1988. 15. Maingueneau Dominique, pragmatique pour les discours littéraires, Bordas,Paris, 1990. 16. Pavis Patris, Problèmes de sémiologie théâtrale, les presses de l’université du quebec, 1976. 17. Sheridan Alan, Michel Faucault The will To Truth, Tavistok publications, London, 1980. 18. Spratt , Physigque and character, Harcourt, New York,1926. 19. Turner Bryan. S, Régulating Badies, Routledge, New

York, 1992. 20. Ubersfeld Anne, lire le theater I, socials, paris, 1977. 21. Ubersfeld Anne, lire le théâtre II( l’école de spectateur), Belin, Paris, 1996. 22. Ubersfeld Anne, lire le théâtre, 2em édition, Sociales,

Paris, 1981.

212

:المعاجم والقواميس)2

:عربيةباللغة ال) أيوسف خياط، دار لسان العرب، بيروت، : ، إعداد وتصنيفلسان العربابن منظور، . 1 .ن.س.د :باللغة األجنبية) ب

1. Ducrot Oswald, Todorov Tzvetan, Dictionnaire Encyclopédique des Sciences du Langage, Edition du Seuil, 1972. 2. Galisson R. et Coste. D , Dictionnaire de didactique des langues, HACHETTE, 1976.

3. Chevalier .J, Gherbrant .A , Dictionnaire des Symboles. 4. Pavis Patris , Dictionnaire du théâtre, édition Sociale , Paris , 1980.

5. Corvin Michel, Dictionnaire encyclopédique du théâtre, larousse

:المجالت)3

:باللغة العربية) أ

المجلة الجزائرية ،الشخصي واالقناع المقاربة النظرية لالتصالبن روان بلقاسم ، .1 .2008 الجزائر، ، 20لالتصال، العدد

، المجلة الجزائرية لالتصال، لغة الجسم واشكالية المعنىمخلوف ، بوكروح .2 الجزائر،،20تصدر عن كلية العلوم السياسية واإلعالم، جامعة الجزائر، العدد

2008. ، مجلة الجسد في االتصال مع اآلخرينأهمية لغة السالم عبد اهللا عبد الكريم ، .3

.2001، القاهرة، )3،4(، العددان 33اإلدارة، المجلد

213

مالحظات (التواصل غير اللفظي في التراث العربي اإلسالمي الهاللي حسن ، .4 .26مجلة عالمات، العدد ،)أولية

:المجالت باللغة األجنبية ) ب

1. Birdwhistell R. L, L'analyse kinésique, Michèle Lacoste, In: Langages, 3e année, n°10, 1968.

2. Consier .J, Les Gestes du Dialogue, La Communication non Verbale, la revue de Psychologie de la motivation, N21, 1996.

3. Durant Jaque, Rhétorique et image publicitaire, in communications, N°15, Paris, Le seuil, 1970.

4. Fabbri Paolo, Considérations sur la proxémique, In: Langages, 3e année, n°10, 1968.

5. Gennaro Aullita, Sémiotique et problématique corps-esprit chez Leibniz et les occasionnaliste. In : Histoire Épistémologie Langage. Tome 14, fascicule2, 1992.

6. Greimas .A.J, Conditions d’une sémiotique du monde naturel, Langage, volume3, N10.

7. Krejdlin Grigorij, Le langage du corps et la gestuelle (kinésique) comme champs de la sémiotique non-verbale : idées et résultats,T/ Françoise Daucé, (RGGU, Moscou), Cahiers slaves, n° 9, UFR d’Études slaves, Université de Paris-Sorbonne, 2007.

8. kristeva Julia, Le geste, pratique ou communication ? in: Langages, 3em année, 1968.

214

9. Scheflen. A. E , The Significance of Posture in Communication Systems , Psychiatry, n° 27, 1964.

:الرسائل الجامعية) 4 :عربيةباللغة ال) أ

دراسة (المسرح الموجه للطفل الجزائري من منظور نظرية التلقي كريم ، بلقاسمي .1، رسالة لنيل شهادة )تحليلية مسحية لعينة العروض المسرحية بقاعة الموقار

.2009في علوم اإلعالم واالتصال، جامعة الجزائر، سنة ةالدكتورا، رسالة لنيل درجة لغة الجسد في القرآن الكريمأسامة جميل عبد الغني ، ربايعة .2

.2010الماجستير، قسم أصول الدين، جامعة النجاح، نابلس، مدى توافر مهارات االتصال غير اللفظية لدى العريني أحمد بن عبد اهللا بن صقير ، .3

، كلية اآلداب ةهيئة التدريس في كلية العلوم بجامعة القصيم من وجهة نظر الطلبوالتربية، قسم العلوم النفسية والتربوية واالجتماعية، األكاديمية العربية بالدانمارك،

2011. :باللغة األجنبية) ب

1. Chassang Matthieu, Le langage silencieux, Université Paris-Dauphine, Master 124 Comptabilité Management, 2007 – 2008.

2. Vinchon Delphine, Gestualités linguistique et non linguistique :Approches théoriques et méthodologiques, Mémoire de Master 1 recherche , UFR SCIENCES DU LANGAGE, 2010-2011.

215

: المقابالت) 5امية والمسرح أستاذ األداء في المعهد الوطني للفنون الدر محمد دربالمقابلة مع السيد . 1

.14:00على الساعة 2012جوان 6ببرج الكيفان يوم األربعاء

:المواقع االلكترونية) 6

، يوم http://www.madariss.fr/philo/2eme/kalii/philo_1.htm، اللغةالكلعي، . 1 .18:00الساعة على 2012ماي 15http://san3.3arabiyate.net/montada-مختار عبد الرزاق، من الموقع اإللكتروني . 2

t27.htm-f17/topic 15:25الساعة ، م2012\01\3آخر زيارة للموقع األربعاء. ، من )هل نجيد حرفنتها أم تكفي أن تكون موهبة؟(محمد نورا ، السيميولوجيا المسرحية. 3

يوم http://Wahajmmnoor.jeeran.com/blog/archive/2008 .الموقع .30: 12على الساعة 12/07/2012

216

الفهرس الصفحة .......................................................................مقدمة 15 I. ا,طار المنھجي................................................................. 6 I. 1 .إشكالية الدراسة..............................................................

10 I. 2 .اختيار الموضوع أسباب.................................................... 10 I. 3 .أھداف الدراسة.............................................................. 11 I. 4 .أھمية الدراسة............................................................... 11 I. 5 .منھج الدراسة................................................................ 17 I. 6 .عينة الدراسة................................................................

16 I. 7 .تحديد المفاھيم والمصطلحات...............................................

20 I. 8 .الدراسات السابقة............................................................

21 I. 9 .صعوبات الدراسة...........................................................

22 II. ا,طار النظري..................................................................

23 II. 1 . والوظيفةلغة الجسد بين المفھوم...........................................

25 II. 1.1 .مفھوم وخصائص لغة الجسد............................................

45 II. 2.1 .لغة الجسد في التراث ا,نساني..........................................

50 II. 3.1 .أقسام لغة الجسد ود00تھا الرمزية......................................

65 II. 2 .المدارس النظرية في دراسة لغة الجسد....................................

66 II. 1.2 .الكينيزياء La kinésique .....................................

73 II. 2.2 .التموضعية La proxémique..................................

80 II. 3.2.النظريات ا0جتماعية في لغة الجسد......................................

103 II. 3 .المسرح سيميائية لغة الجسد في............................................

103 II. 1.3 .نشأة وتطور المسرح.....................................................

115 II. 2.3 .المذاھب المسرحية.......................................................

127 II. 3.3 .سيميائية المسرح.........................................................

217

137 II. 4.3 .ا9نظمة الع8ماتية في المسرح...........................................

153 III. التطبيقيا,طار.................................................................

154 III. 1 .نشأة وتطور المسرح الجزائري............................................

161 III. 2 .بطاقة فنية عن مسرحية حمق سليم.........................................

165 III. 3 . النصوص ا,يمائيةتحليل نماذج...........................................

218 III. 4 .استنتاجات التحليل...........................................................

..........................................................االستنتاجات العامة 221 .................................................................عامة خاتمة 226 ..............................................................قائمة المراجع 228 ....................................................................الفهرس 239

المالحق

المالحق

المسرح اإلغريقي: 1الملحق رقم

المسرح الك>سيكي: 2الملحق رقم

المسرح الرومانسي: 3الملحق رقم

الواقعيالمسرح : 4الملحق رقم