82
1 ﻛﺘﺎﺏ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ- ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪwww.al-mostafa.com

ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

  • Upload
    others

  • View
    24

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 1

كتاب قواعد العقائد

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد

www.alwww.al-mostafa.com

Page 2: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 2

في ترجمة عقيدة أهل السنة في كلمتي الشهادة التي هي : الفصل األول 

أحد مباني اإلسالم

د أال إله إال اهللاأشه: معنى كلمة الشهادة األولى  ] ]

[ االفتتاح ]

بسم اهللا الرحمن الرحيم

: فنقول وباهللا التوفيق

الحمد هللا المبدئ المعيد الفعال لما يريد

ذي العرش المجيد والبطش الشديد

الهادي صفوة العبيد إلى المنهج الرشيد والمسلك السديد

عن ظلمات التشكيك المنعم عليهم بعد شهادة التوحيد بحراسة عقائدهم 

والترديد

السالك بهم إلى اتباع رسوله المصطفى واقتفاء آثار صحبه األكرمين المكرمين 

Page 3: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 3

بالتأييد والتسديد

المتجلي لهم في ذاته وأفعاله بمحاسن أوصافه التي ال يدركها إال من ألقى 

السمع وهو شهيد

[ الذات ]

هالمعرف إياهم أنه في ذاته واحد ال شريك ل

فرد ال مثيل له صمد ال ضد له

منفرد ال ند له

وأنه واحد قديم ال أول له

أزلي ال بداية له

مستمر الوجود ال آخر له

أبدي ال نهاية له

قيوم ال انقطاع له دائم ال انصرام له

لم يزل وال يزال موصوفا بنعوت الجالل ال يقضى عليه باالنقضاء واالنفصال 

جالبتصرم اآلباد وانقراض اآل

 هو األول واآلخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم{بل  }

Page 4: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 4

: التنزيه

وأنه ليس بجسم مصور وال جوهر محدود مقدر

وأنه ال يماثل واألجسام ال في التقدير وال في قبول االنقسام

وأنه ليس بجوهر وال تحله الجواهر

وال بعرض وال تحله األعراض

يماثله موجودبل ال يماثل موجودا وال 

 وال هو مثل شيء}ليس كمثله شيء  }

وأنه ال يحده المقدار وال تحويه األقطار

وال تحيط به الجهات وال تكتنفه األرضون وال السماوات

وأنه مستو على العرش

على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده

استواء منزها عن المماسة واالستقرار والتمكن والحلول واالنتقال

ال يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في 

قبضته

وهو فوق العرش والسماء وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى

فوقية ال تزيده قربا إلى العرش والسماء

كما ال تزيده بعدا عن األرض والثرى

بل هو رفيع الدرجات عن العرش والسماء

والثرىكما أنه رفيع الدرجات عن األرض 

Page 5: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 5

وهو مع ذلك قريب من كل موجود وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد

{ وهو على كل شيء شهيد }

إذ ال يماثل قربه قرب األجسام كما ال تماثل ذاته ذات األجسام

وأنه ال يحل في شيء وال يحل فيه شيء

تعالى عن أن يحويه مكان كما تقدس عن أن يحده زمان

ان والمكان وهو اآلن على ما عليه كانبل كان قبل أن خلق الزم

وأنه بائن عن خلقه بصفاته ليس في ذاته سواه وال في سواه ذاته

وأنه مقدس عن التغيير واالنتقال

ال تحله الحوادث وال تعتريه العوارض

بل ال يزال في نعوت جالله منزها عن الزوال وفي صفات كماله مستغنيا عن 

زيادة االستكمال

 معلوم الوجود بالعقولوأنه في ذاته

مرئي الذات باألبصار نعمة منه ولطفا باألبرار في دار القرار

وإتماما منه للنعيم بالنظر إلى وجهه الكريم

: الحياة والقدرة

وأنه تعالى حي قادر جبار قاهر

ال يعتريه قصور وال عجز وال تأخذه سنة وال نوم

Page 6: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 6

وال يعارضه فناء وال موت

لك والملكوت والعزة والجبروتوأنه ذو الم

له السلطان والقهر والخلق واألمر

والسماوات مطويات بيمينه والخالئق مقهورون في قبضته

وأنه المنفرد بالخلق واالختراع المتوحد باإليجاد واإلبداع

خلق الخلق وأعمالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم

مورال يشذ عن قبضته مقدور وال يعزب عن قدرته تصاريف األ

ال تحصى مقدوراته وال تتناهى معلوماته

: العلم

وأنه عالم بجميع المعلومات

محيط بما يجري من تخوم األرضين إلى أعلى السماوات

وأنه عالم ال يعزب عن علمه مثقال ذرة في األرض وال في السماء

بل يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء

درك حركة الذر في جو الهواءوي

ويعلم السر وأخفى

ويطلع على هواجس الضمائر وحركات الخواطر وخفيات السرائر

بعلم قديم أزل ي لم يزل موصوفا به في أزل اآلزال

Page 7: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 7

ال بعلم متجدد حاصل في ذاته بالحلول واالنتقال

: اإلرادة

وأنه تعالى مريد للكائنات مدبر للحادثات

في الملك والملكوتفال يجري 

قليل أو كثير صغير أو كبير

خير أو شر نفع أو ضر

إيمان أو كفر عرفان أو نكر

فوز أو خسران زيادة أو نقصان

طاعة أو عصيان

إال بقضائه وقدره وحكمته ومشيئته

فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن

ال يخرج عن مشيئته لفتة ناظر وال فلتة خاطر

الفعال لما يريدبل هو المبدئ المعيد 

ال راد ألمره وال معقب لقضائه

وال مهرب لعبد عن معصيته إال بتوفيقه ورحمته

وال قوة له على طاعته إال بمشيئته وإرادته

فلو اجتمع اإلنس والجن والمالئكة والشياطين

Page 8: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 8

على أن يحركوا في العالم ذرة أو يسكنوها دون إرادته ومشيئته لعجزوا عن 

ذلك

ئمة بذاته في جملة صفاتهوأن إرادته قا

لم يزل كذلك موصوفا بها مريدا في أزله لوجود األشياء في أوقاتها التي قدرها

فوجدت في أوقاتها كما أراده في أزله من غير تقدم وال تأخر

بل وقعت على وفق علمه وإرادته من غير تبدل وال تغير

دبر األمور ال بترتيب األفكار وال تربص زمان

شغله شأن عن شأنفلذلك لم ي

: السمع والبصر

وأنه تعالى سميع بصير يسمع ويرى

وال يعزب عن سمعه مسموع وإن خفي

وال يغيب عن رؤيته مرئي وإن دق

وال يحجب سمعه بعد

وال يدفع رؤيته ظالم

يرى من غير حدقة وأجفان ويسمع من غير أصمخة وآذان

ق بغير آلةكما يعلم بغير قلب ويبطش بغير جارحة ويخل

إذ ال تشبه صفاته صفات الخلق كما ال تشبه ذاته ذوات الخلق

Page 9: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 9

: الكالم

وأنه تعالى متكلم آمر ناه واعد متوعد

بكالم أزلي قديم قائم بذاته ال يشبه كالم الخلق

فليس بصوت يحدث من انسالل هواء أو اصطكاك أجرام

وال بحرف ينقطع بإطباق شفة أو تحريك لسان

القرآن والتوراة واإلنجيل والزبور كتبه المنزلة على رسله عليهم السالموأن 

وأن القرآن مقروء باأللسنة مكتوب في المصاحف محفوظ في القلوب

وأنه مع ذلك قديم قائم بذات اهللا تعالى

ال يقبل االنفصال واالفتراق باالنتقال إلى القلوب واألوراق

م اهللا بغير صوت وال حرفوأن موسى صلى اهللا عليه وسلم سمع كال

كما يرى األبرار ذات اهللا تعالى في اآلخرة من غير جوهر وال عرض

وإذا كانت له هذه الصفات كان حيا عالما قادرا سميعا بصيرا متكلما

بالحياة والقدرة والعلم واإلرادة والسمع والبصر والكالم ال بمجرد الذات

Page 10: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 10

: األفعال

 موجود سواه إال وهو حادث بفعلهوأنه سبحانه وتعالى ال

وفائض من عدله

على أحسن الوجوه وأكملها وأتمها وأعدلها

وأنه حكيم في أفعاله عادل في أقضيته

ال يقاس عدله بعدل العباد

إذ العبد يتصور منه الظلم بتصرفه في ملك غيره

وال يتصور الظلم من اهللا تعالى

فه فيه ظلمافإنه ال يصادف لغيره ملكا حتى يكون تصر

فكل ما سواه

من إنس وجن

وملك وشيطان

وسماء وأرض

وحيوان ونبات وجماد

وجوهر وعرض

ومدرك ومحسوس

حادث اخترعه بقدرته بعد العدم اختراعا

وأنشأه إنشاء بعد أن لم يكن شيئا

إذ كان موجودا وحده ولم يكن معه غيره

فأحدث الخلق بعد ذلك

من إرادتهإظهارا لقدرته وتحقيقا لما سبق 

Page 11: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 11

ولما حق في األزل من كلمته

ال الفتقاره إليه وحاجته

وأنه متفضل بالخلق واالختراع والتكليف ال عن وجوب

ومتطول باإلنعام واإلصالح ال عن لزوم

فله الفضل واإلحسان والنعمة واالمتنان

إذ كان قادرا على أن يصب على عباده أنواع العذاب

ابويبتليهم بضروب اآلالم واألوص

ولو فعل ذلك لكان منه عدال ولم يكن منه قبيحا وال ظلما

وأنه عز وجل يثبت عباده المؤمنين على الطاعات

بحكم الكرم والوعد ال بحكم االستحقاق واللزوم

إذ ال يجب عليه ألحد فعل وال يتصور منه ظلم وال يجب ألحد عليه حق

ة أنبيائه عليهم وأن حقه في الطاعات وجب على الخلق بإيجابه على ألسن

السالم ال بمجرد العقل

ولكنه بعث الرسل وأظهر صدقهم بالمعجزات الظاهرة

فبلغوا أمره ونهيه ووعده ووعيده

فوجب على الخلق تصديقهم فيما جاءوا به

( معنى الكلمة الثانية وهي الشهادة للرسل بالرسالة )

Page 12: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 12

يه وسلم برسالتهوأنه بعث النبي األمي القرشي محمدا صلى اهللا عل

إلى كافة العرب والعجم والجن واإلنس

فنسخ بشريعته الشرائع إال ما قرره منها

وفضله على سائر األنبياء وجعله سيد البشر

ما لم تقترن بها " ال إله إال اهللا " ومنع كمال اإليمان بشهادة التوحيد وهو قول 

محمد رسول اهللا" شهادة الرسول وهو قولك  "

لق تصديقه في جميع ما أخبر عنه من أمور الدنيا واآلخرةوألزم الخ

وأنه ال يقبل إيمان عبد حتى يؤمن بما أخبر به بعد الموت

وأوله سؤال منكر ونكير

وهما شخصان مهيبان هائالن

يعدان العبد في قبره سويا ذا روح وجسد

 ) 1( ك من ربك وما دينك ومن نبي: فيسأالنه عن التوحيد والرسالة ويقوالن له 

؟

3( وسؤالهما أول فتنة بعد الموت  ) 2( وهما فتانا القبر  )

وأنه حق وحكمه عدل على الجسم والروح على  ) 4( وأن يؤمن بعذاب القبر 

ما يشاء

وأن يؤمن بالميزان ذي الكفتين واللسان

وصفته في العظم أنه مثل طبقات السماوات واألرض

توزن األعمال بقدرة اهللا تعالى

صنج يومئذ مثاقيل الذر والخردل تحقيقا لتمام العدلوال

وتوضع صحائف الحسنات في صورة حسنة في كفة النور فيثقل بها الميزان 

على قدر درجاتها عند اهللا بفضل اهللا

وتطرح صحائف السيئات في صورة قبيحة في كفة الظلمة فيخف بها الميزان 

5( بعدل اهللا  )

جسر ممدود على متن جهنم أحد من السيف وأن يؤمن بأن الصراط حق وهو 

Page 13: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 13

وأدق من الشعرة

تزل عليه أقدام الكافرين بحكم اهللا سبحانه فتهوي بهم إلى النار

6( وتثبت عليه أقدام المؤمنين بفضل اهللا فيساقون إلى دار القرار  )

وأن يؤمن بالحوض المورود حوض محمد صلى اهللا عليه وسلم

7( الجنة وبعد جواز الصراط يشرب منه المؤمنون قبل دخول  )

من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا

عرضه مسيرة شهر

وماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل

8( حوله أباريق عددها بعدد نجوم السماء  )

9( فيه ميزابان يصبان فيه من الكوثر  )

وأن يؤمن بالحساب

وتفاوت الناس فيه إلى مناقش في الحساب

 مسامح فيهوإلى

وإلى من يدخل الجنة بغير حساب وهم المقربون

من شاء من األنبياء عن تبليغ الرسالة ) 10( فيسأل اهللا تعالى 

11( ومن شاء من الكفار عن تكذيب المرسلين  )

12( ويسأل المبتدعة عن السنة  )

13( ويسأل المسلمين عن األعمال  )

د االنتقاموأن يؤمن بإخراج الموحدين من النار بع

14( حتى ال يبقى في جهنم موحد بفضل اهللا تعالى فال يخلد في النار موحد 

)

وأن يؤمن بشفاعة األنبياء ثم العلماء ثم الشهداء ثم سائر المؤمنين

كل على حسب جاهه ومنزلته عند اهللا تعالى

ومن بقي من المؤمنين ولم يكن له شفيع أخرج بفضل اهللا عز وجل

لنار مؤمنفال يخلد في ا

Page 14: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 14

15( بل يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من اإليمان  )

وأن يعتقد فضل الصحابة رضي اهللا عنهم وترتيبهم

أبو بكر ثم عمر ثم عثمان : وأن أفضل الناس بعد النبي صلى اهللا عليه وسلم 

16( ثم علي رضي اهللا عنهم  )

ى اهللا عز وجل ورسوله وأن يحسن الظن بجميع الصحابة ويثني عليهم كما أثن

17( صلى اهللا عليه وسلم عليهم أجمعين  )

فكل ذلك مما وردت به األخبار وشهدت به اآلثار

فمن اعتقد جميع ذلك موقنا به

كان من أهل الحق وعصابة السنة وفارق رهط الضالل وحزب البدعة

أرحم فنسأل اهللا كمال اليقين وحسن الثبات لنا ولكافة المسلمين برحمته إنه 

الراحمين

وصلى اهللا على سيدنا محمد وعلى كل عبد مصطفى

_________

سؤال منكر ونكير" حديث  - ( 1 ) "

 أو ­إذا قبر الميت " أخرجه الترمذي وصححه ابن حبان من حديث أبي هريرة 

"  أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال ألحدهما المنكر ولآلخر النكير ­قال أحدكم 

إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه "  حديث أنس وفي الصحيحين من

الحديث. . . أصحابه وأنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه  "

إنهما فتانا القبر" حديث  - ( 2 ) "

أن رسول اهللا صلى اهللا " أخرجه أحمد وابن حبان من حديث عبد اهللا بن عمرو 

الحديث. . . د علينا عقولنا ؟ أتر: عليه وسلم ذكر فتاني القبر فقال عمر  "

إن سؤالهما أول فتنة بعد الموت" حديث  - ( 3 ) "

لعل وجه عبارة اإلمام الغزالي أنهما أول فتنة بعد الموت مما ذكر . [ لم أجده 

دار الحديث. في القرآن والحديث  ]

عذاب القبر" حديث  - ( 4 ) "

Page 15: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 15

" الحديث . . . ون في قبوركم إنكم تفتنون أو تعذب" أخرجاه من حديث عائشة 

استعاذته صلى اهللا عليه وسلم من " ولهما من حديث أبي هريرة وعائشة 

" عذاب القبر

اإليمان بالميزان ذي الكفتين واللسان وصفته بالعظم أنه مثل " حديث  - ( 5 )

" طباق السماوات واألرض

من باهللا اإليمان أن تؤ: قال " أخرجه البيهقي في البعث من حديث عمر 

وأصله عند " الحديث . . . ومالئكته ورسله وتؤمن بالجنة والنار والميزان 

أما في ثالثة " مسلم ليس فيه ذكر الميزان وألن داود من حديث عائشة 

زاد " عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل ؟ : مواضع ال يذكر أحد أحدا 

تى قد علمنا الموازين هي أي ح: قالت عائشة " ابن مردويه في تفسيره 

الكفتان فيوضع في هذا الشيء ويوضع في هذا الشيء فترجع إحداهما 

" واطلبنني عند الميزان " والترمذي وحسنه من حديث أنس " وتخف األخرى 

فتوضع السجالت في كفة " ومن حديث عبد اهللا بن عمر في حديث البطاقة 

هين في كتاب السنة عن ابن وروى ابن شا" الحديث . . . والبطاقة في كفة 

كفة الميزان كأطباق الدنيا كلها" عباس  "

اإليمان بالصراط وهو جسر ممدود على متن جهنم أحد من " حديث  - ( 6 )

" السيف وأدق من الشعر

" ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم " أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة 

قال " زاد مسلم " على جهنم ثم يضرب الجسر " ولهما من حديث أبي سعيد 

ورفعه أحمد من " إن الجسر أدق من الشعر وأحد من السيف : أبو سعيد 

حديث عائشة والبيهقي في الشعب والبعث من حديث أنس وضعفه وفي 

الصراط كحد " البعث من رواية عبد اهللا بن عمير مرسال ومن قول ابن مسعود 

فوعوفي آخر الحديث ما يدل على أنه مر" السيف 

اإليمان بالحوض وأنه يشرب منه المؤمنون" حديث  - ( 7 ) "

هو حوض ] " : إنا أعطيناك الكوثر [ أخرجه مسلم من حديث أنس في نزول 

Page 16: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 16

ولهما من حديث ابن مسعود " ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم 

ومن " أنا فرطكم على الحوض " وعقبة بن عامر وجندب وسهل بن سعد 

كما " وقال الطبراني " أما لكم حوض كما بين جرباء وأدرج " ث ابن عمر حدي

وذكر الحوض في الصحيح من حديث . وهو الصواب " بينكم وبين جرباء وأدرج 

أبي هريرة وأبي سعيد وعبد اهللا بن عمر وحذيفة وأبي ذر وحابس بن سمرة 

وحارثة بن وهب وثوبان وعائشة وأم سلمة وأسماء

من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا عرضه مسيرة شهر " حديث  - ( 8 )

" أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل حوله أباريق عدد نجوم السماء

فيه من األباريق كعدد " من حديث عبد اهللا بن عمرو ولهما من حديث أنس 

أكثر من عدد النجوم" وفي رواية لمسلم " نجوم السماء  "

زابان يصبان فيه من الكوثرفيه مي" حديث  - ( 9 ) "

يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما " أخرجه مسلم من حديث ثوبان 

" من ذهب واآلخر من ورق

اإليمان بالحساب وتفاوت الخلق فيه إلى مناقش في " حديث  - ( 10 )

" الحساب ومسامح فيه وإلى من يدخل الجنة بغير حساب

ما اإليمان ؟ : فقال يا رسول اهللا " يث عمر أخرجه البيهقي في البعث من حد

أن تؤمن باهللا ومالئكته وكتبه ورسله وبالموت والبعث من بعد الموت : قال 

وهو عند مسلم دون ذكر " الحديث . . . والحساب والجنة والنار والقدر كله 

: من نوقش الحساب عذب قالت : " الحساب وللشيخين من حديث عائشة 

" ذلك العرض :  قال } فسوف يحاسب حسابا يسيرا {: الى قلت يقول اهللا تع

ولهما من حديث ابن عباس عرضت علي األمم فقيل هذه أمتك ومعهم 

ولمسلم من حديث أبي " سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب وال عذاب 

" يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب " هريرة وعمران ابن حصين 

وأعطاني مع كل واحد من " بعث من حديث عمرو بن حزم زاد البيهقي في ال

زاد أحمد من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر بعده " السبعين ألفا سبعين ألفا 

Page 17: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 17

فهال استزدته قال قد استزدته فأعطاني مع كل رجل " هذه الزيادة فقال : 

 وفرج ­سبعين ألفا قال عمر فهال استزدته قال قد استزدته فأعطاني هكذا 

الحديث . . . ­الرحمن بن أبي بكر بين يديه عبد  "

سؤال من شاء من األنبياء عن تبليغ الرسالة ومن شاء من " حديث  - ( 11 )

" الكفار عن تكذيب المرسلين

لبيك : يدعى نوح يوم القيامة فيقول " أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد 

يقولون ما أتانا من وسعديك يا رب فيقول هل بلغت فيقول نعم فيقال ألمته ف

" والبن ماجه " الحديث . . . نذير فيقول من يشهد لك فيقول محمد وأمته 

. . . فيقال هل بلغت قومك " وفيه " الحديث . . . يجيء النبي يوم القيامة 

" الحديث

سؤال المبتدعة عن السنة" حديث  - ( 12 ) "

ر سئل عنه يوم من تكلم بشيء من القد" رواه ابن ماجه من حديث عائشة 

ما من داع يدعو إلى شيء إال وقف يوم " ومن حديث أبي هريرة " القيامة 

وإسنادهما ضعيف" القيامة الزما لدعوة ما دعا إليه وإن دعا رجل رجال 

سؤال المسلمين عن األعمال" حديث  - ( 13 ) "

إن أول ما يحاسب به العبد يوم " أخرجه أصحاب السنن من حديث أبي هريرة 

وسيأتي في الصالة" الحديث . . . القيامة من عمل صالته 

إخراج الموحدين من النار حتى ال يبقى فيها موحد بفضل اهللا " حديث  - ( 14 )

" سبحانه

حتى إذا فرغ اهللا " أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة في حديث طويل 

لنار أمر المالئكة من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل ا

أن يخرجوا من النار من كان ال يشرك باهللا شيئا ممن أراد اهللا أن يرحمه ممن 

الحديث. . . يقول ال إله إال اهللا  "

شفاعة األنبياء ثم العلماء ثم الشهداء ثم سائر المؤمنين " حديث  - ( 15 )

د في ومن يبقى من المؤمنين ولم يكن لهم شفيع أخرج بفضل اهللا فال يخل

Page 18: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 18

" النار مؤمن بل يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من اإليمان

: يشفع يوم القيامة ثالثة " أخرجه ابن ماجه من حديث عثمان بن عفان 

وللشيخين من حديث . وقد تقدم في العلم " األنبياء ثم العلماء ثم الشهداء 

 اإليمان من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من" أبي سعيد الخدري 

فيقول اهللا تعالى شفعت المالئكة " وفيه " من خير " وفي رواية " فأخرجوه 

وشفعت النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إال أرحم الراحمين فيقبض قبضة 

الحديث. . . من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط  "

وسلم أبو بكر ثم أفضل الناس بعد رسول اهللا صلى اهللا عليه " حديث  - ( 16 )

" عمر ثم عثمان ثم علي

كنا نخير بين الناس في زمن النبي " أخرجه البخاري من حديث ابن عمر قال 

" صلى اهللا عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان 

كنا نقول ورسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حي أفضل أمة النبي " وألبي داود 

زاد " يه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان رضي اهللا عنهم صلى اهللا عل

ويسمع ذلك النبي صلى اهللا عليه وسلم وال ينكره" الطبراني  "

إحسان الظن بجميع الصحابة والثناء عليهم" حديث  - ( 17 ) "

اهللا اهللا في أصحابي ال " أخرجه الترمذي من حديث عبد اهللا بن مغفل 

ال تسبوا أصحابي " خين من حديث أبي سعيد وللشي" تتخذوهم غرضا بعدي 

إذا ذكر أصحابي فأمسكوا" وللطبراني من حديث ابن مسعود "  "

راجع : الفصل الثاني في وجه التدريج إلى اإلرشاد وترتيب درجات االعتقاد  ]

[ كتاب اإلحياء

Page 19: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 19

جمناها  ترالفصل الثالث من كتاب قواعد العقائد في لوامع األدلة للعقيدة التي

بالقدس فنقول

بسم اهللا الرحمن الرحيم

الحمد هللا الذي ميز عصابة السنة بأنوار اليقين وآثر رهط الحق بالهداية إلى 

دعائم الدين وجنبهم زيغ الزائغين وضالل الملحدين ووفقهم لالقتداء بسيد 

المرسلين وسددهم للتأسي بصحبه األكرمين ويسر لهم اقتفاء آثار السلف 

لحين حتى اعتصموا من مقتضيات العقول بالحبل المتين ومن سير األولين الصا

وعقائدهم بالمنهج المبين فجمعوا بالقول بين نتائج العقول وقضايا الشرع 

ال إله إال اهللا محمد رسول ( المنقول وتحققوا أن النطق بما تعبدوا به من قول 

بما تدور عليه هذه ليس له طائل وال محصول إن لم تتحقق اإلحاطة ) اهللا 

الشهادة من األقطاب واألصول وعرفوا أن كلمتي الشهادة على إيجازها 

تتضمن إثبات ذات اإلله وإثبات صفاته وإثبات أفعاله وإثبات صدق الرسول 

وعلموا أن بناء اإليمان على هذه األركان وهي أربعة ويدور كل ركن منها على 

عشرة أصول

وهي : ت اهللا تعالى ومداره على عشرة أصول في معرفة ذا) الركن األول  )

العلم بوجود اهللا تعالى وقدمه وبقائه وأنه ليس بجوهر وال جسم وال عرض وأنه 

سبحانه ليس مختصا بجهة وال مستقرا على مكان وأنه يرى وأنه واحد

وهو العلم بكونه : في صفاته ويشتمل على عشرة أصول ) الركن الثاني  )

Page 20: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 20

يدا سميعا بصيرا متكلما منزها عن حلول الحوادث وأنه قديم حيا عالما قادرا مر

الكالم والعلم واإلرادة

وهي أن أفعال : في أفعاله تعالى ومداره على عشرة أصول ) الركن الثالث  )

العباد مخلوقة هللا تعالى وأنها مكتسبة للعباد وأنها مرادة هللا تعالى وأنه 

ليف ما ال يطاق وأن له إيالم البريء متفضل بالخلق واالختراع وأن له تعالى تك

وال يجب عليه رعاية األصلح وأنه ال واجب إال بالشرع وأن بعثه األنبياء جائز وأن 

نبوة نبينا محمد صلى اهللا عليه وسلم ثابتة مؤيدة بالعجزة

وهي إثبات الحشر : في السمعيات ومداره على عشرة أصول ) الركن الرابع  )

ير وعذاب القبر والميزان والصراط وخلق الجنة والنار والنشر وسؤال منكر ونك

وأحكام اإلمامة وأن فضل الصحابة على حسب ترتيبهم وشروط اإلمامة

في معرفة ذات اهللا سبحانه وتعالى وأن : فأما الركن األول من أركان اإليمان 

اهللا تعالى واحد ومداره على عشرة أصول

( األصل األول )

Page 21: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 21

وده تعالى وأول ما يستضاء به من األنوار ويسلك من طريق االعتبار معرفة وج

 ألم {: ما أرشد إليه القرآن فليس بعد بيان اهللا سبحانه بيان وقد قال تعالى 

نجعل األرض مهادا والجبال أوتادا وخلقناكم أزواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا 

عا شدادا وجعلنا سراجا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا وبنينا فوقكم سب

 وقال }وهاجا وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا 

 إن في خلق السماوات واألرض واختالف الليل والنهار والفلك التي {: تعالى 

تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل اهللا من السماء من ماء فأحيا به 

 فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين األرض بعد موتها وبث

 ألم تروا كيف خلق اهللا {: وقال تعالى  . }السماء واألرض آليات لقوم يعقلون 

سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا واهللا 

 {: وقال تعالى  . }أنبتكم من األرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا 

 } للمقوين { إلى قوله }فرأيتم ما تمنون ءأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون أ

فليس يخفى على من معه أدنى مسكة من عقل إذا تأمل بأدنى فكرة 

مضمون هذه اآليات وأدار نظره على عجائب خلق اهللا في األرض والسماوات 

 ال وبدائع فطرة الحيوان والنبات أن هذا األمر العجيب والترتيب المحكم

يستغني عن صانع يدبره وفاعل يحكمه ويقدره بل تكاد فطرة النفوس تشهد 

ولذلك قال اهللا تعالى . بكونها مقهورة تحت تسخيره ومصرفة بمقتضى تدبيره 

 ولهذا بعث األنبياء صلوات اهللا } أفي اهللا شك فاطر السماوات واألرض {: 

وما أمروا أن يقولوا "  اهللا ال إله إال" عليهم لدعوة الخلق إلى التوحيد ليقولوا 

فإن ذلك كان مجبوال في فطرة عقولهم من مبدأ نشوهم . لنا إله وللعالم إله 

 ولئن سألتهم من خلق {ولذلك قال عز وجل . وفي عنفوان شبابهم 

 فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة {:  وقال تعالى }السماوات واألرض ليقولن اهللا 

 فإذا في } تبديل لخلق اهللا ذلك الدين القيم اهللا التي فطر الناس عليها ال

ولكنا على سبيل . فطرة اإلنسان وشواهد القرآن ما يغني عن إقامة البرهان 

من بداءة العقول أن الحادث ال : االستظهار واالفتداء بالعلماء النظار نقول 

Page 22: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 22

يستغني في حدوثه عن سبب يحدثه والعالم حادث فإذا ال يستغني في 

" إن الحادث ال يستغني في حدوثه عن سبب " أما قولنا . ب حدوثه عن سب

فجلى فإن كل حادث مختص بوقت يجوز في العقل تقدير تقديمه وتأخيره 

فاختصاصه بوقته دون ما قبله وما بعده يفتقر بالضرورة إلى المخصص وأما قولنا 

هما فبرهانه أن أجسام العالم ال تخلو عن الحركة والسكون و" العالم حادث " 

ففي هذا البرهان ثالث دعاوى . حادثان وما ال يخلو عن الحوادث فهو حادث 

وهذه مدركة " إن األجسام ال تخلو عن الحركة والسكون " قولنا : األولى 

بالبديهة واالضطرار فال يحتاج فيها إلى تأمل وافتكار فإن من عقل جسما ال 

لعقل ناكباساكنا وال متحركا كان لمتن الجهل راكبا وعن نهج ا

ويدل على ذلك تعاقبهما ووجود البعض منهما " إنهما حادثان " قولنا : الثانية 

بعد البعض وذلك مشاهد في جميع األجسام وما شوهد منها وما لم يشاهد 

فما من ساكن إال والعقل قاض بجواز حركته وما من متحرك إال والعقل قاض 

لسابق حادث لعدمه ألنه لوثبت بجواز سكونه فالطارئ منهما حادث لطرءانه وا

 على ما سيأتي بيانه وبرهانه في إثبات بقاء الصانع ­قدمه الستحال عدمه 

تعالى وتقدس

وبرهانه أنه لو لم يكن " ما ال يخلو عن الحوادث فهو حادث " قولنا : الثالثة 

كذلك لكان قبل كل حادث حوادث ال أول لها ولو لم تنقض تلك الحوادث 

نتهي النوبة إلى وجود الحادث الحاضر في الحال وانقضاء ما ال بجملتها ال ت

نهاية له محال وألنه لو كان للفلك دورات ال نهاية لها لكان ال يخلو عددها عن 

أن تكون شفعا أو وترا أو شفعا ووترا جميعا أو ال شفعا وال وترا ومحال أن يكون 

ع بين النفي واإلثبات إذ فإن ذلك جم. شفعا ووترا جميعا أو ال شفعا وال وترا 

ومحال أن يكون . في إثبات أحدهما نفي اآلخر وفي نفي أحدهما إثبات اآلخر 

واحد ؟ : وكيف يعوز ما ال نهاية له . شفعا ألن الشفع يصير وترا بزيادة واحد 

ومحال أن يكون وترا إذ الوتر يصير شفعا بواحد فكيف يعوزها واحد مع أنه ال 

فتحصل من هذا . حال أن يكون ال شفعا وال وترا إذ له نهاية وم. نهاية ألعدادها 

Page 23: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 23

وإذا . أن العالم ال يخلو عن الحوادث وما ال يخلو عن الحوادث فهو إذن حادث 

ثبت حدوثه كان افتقاره إلى المحدث من المدركات بالضرورة

( األصل الثاني )

أول بل هو أول كل شيء العلم بأن اهللا تعالى قديم لم يزل أزلي ليس لوجوده 

وبرهانه أنه لو كان حادثا ولم يكن قديما الفتقر هو أيضا . وقبل كل ميت وحي 

إلى محدث وافتقر محدثه إلى محدث وتسلسل ذلك إلى ما ال نهاية وما 

تسلسل لم يتحصل أو ينتهي إلى محدث قديم هو األول وذلك هو المطلوب 

ومحدثه ومبدعهالذي سميناه صانع العالم ومبدئه وبارئه 

( األصل الثالث )

Page 24: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 24

العلم بأنه تعالى مع كونه أزليا أبديا ليس لوجوده آخر فهو األول واآلخر والظاهر 

والباطن ألن ما ثبت قدمه استحال عدمه وبرهانه أنه لو انعدم لكان ال يخلو إما 

ز أن أن ينعدم بنفسه أو بمعدم يضاده ولو جاز أن ينعدم شيء يتصور دوامه لجا

يوجد شيء يتصور عدمه بنفسه فكما يحتاج طريان الوجود إلى سبب فكذلك 

وباطل أن ينعدم بمعدم يضاده ألن ذلك المعدم . يحتاج طريان العدم إلى سبب 

وقد ظهر باألصلين السابقين وجوده . لو كان قديما لما تصور الوجود معه 

لضد المعدم حادثا وقدمه فكيف كان وجوده في القدم ومعه ضده ؟ فإن كان ا

كان محال إذ ليس الحادث في مضادته للقديم حتى يقطع وجوده بأولى من 

القديم من مضادته للحادث حتى يدفع وجوده بل الدفع أهون من القطع 

والقديم أقوى وأولى من الحادث

( األصل الرابع )

. ة الحيز العالم بأنه تعالى ليس بجوهر يتحيز بل يتعالى ويتقدس عن مناسب

وبرهانه أن كل جوهر متحيز فهو مختص بحيزه وال يخلو من أن يكون ساكنا فيه 

أو متحركا عنه فال يخلو عن الحركة أو السكون وهما حادثان وما ال يخلو عن 

ولو تصور جوهر متحيز قديم لكان يعقل قدم جواهر العالم . الحوادث فهو حادث 

يز كان مخطئا من حيث اللفظ ال من فإن سماه مسم جوهرا ولم يرد به المتح

حيث المعنى

Page 25: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 25

( األصل الخامس )

إذ الجسم عبارة عن المؤلف . العلم بأنه تعالى ليس بجسم مؤلف من جواهر 

من الجواهر وإذا بطل كونه جوهرا مخصوصا يحيز بطل كونه جسما ألن كل 

اق جسم مختص بحيز ومركب من جوهر فالجوهر يستحيل خلوه عن االفتر

ولو جاز . واالجتماع والحركة والسكون والهيئة والمقدار وهذه سمات الحدوث 

أن يعتقد أن صانع العالم جسم لجاز أن يعتقد اإللهية للشمس والقمر أو 

فإن تجاسر متجاسر على تسميته تعالى . لشيء آخر من أقسام األجسام 

سم مع اإلصابة جسما من غير إرادة التأليف من الجواهر كان ذلك غلطا في اال

في نفي معنى الجسم

( األصل السادس )

Page 26: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 26

العلم بأنه تعالى ليس بعرض قائم بجسم أو حال في محل ألن العرض ما يحل 

. في الجسم فكل جسم فهو حادث ال محالة ويكون محدثه موجودا قبله 

فكيف يكون حاال في الجسم وقد كان موجودا في األزل وحده وما معه غيره 

 كما سيأتي ­حدث األجسام واألعراض بعده ؟ وألنه عالم قادر مريد خالق ثم أ

 وهذه األوصاف تستحيل على األعراض بل ال تعقل إال لموجود قائم ­بيانه 

وقد تحصل من هذه األصول أنه موجود قائم بنفسه . بنفسه مستقل بذاته 

سام فإذا وأن العالم كله جواهر وأعراض وأج. ليس بجوهر وال جسم وال عرض 

ال يشبه شيئا وال يشبهه شيء بل هو الحي القيوم الذي كيس كمثله شيء 

واألجسام . وأنى يشبه المخلوق خالقه والمقدور مقدره والمصور مصوره 

واألعراض كلها من خلقه وصنعه فاستحال القضاء عليها بمماثلته ومشابهته

( األصل السابع )

لذات عن االختصاص بالجهات فإن الجهة إما فوق العلم بأن اهللا تعالى منزه ا

وإما أسفل وأما يمين وإما شمال أو قدام أو خلف وهذه الجهات هو الذي 

خلقها وأحدثها بواسطة خلق اإلنسان إذ خلق له طرفين أحدهما يعتمد على 

فحدث اسم الفوق لما . واآلخر يقابله ويسمى رأسا . األرض ويسمى رجال 

م السفل لما يلي جهة الرجل حتى إن النملة التي تدب يلي جهة الرأس واس

Page 27: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 27

منكسة تحت السقف تنقلب جهة الفوق في حقها تحتا وإن كان في حقنا 

وخلق لإلنسان اليدين وإحداهما أقوى من األخرى في الغالب فحدث . فوقا 

اسم اليمين لألقوى واسم الشمال لما يقابله وتسمى الجهة التي تلي 

رى شماال وخلق له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرك إليه اليمين يمينا واألخ

فحدث اسم القدام للجهة التي يتقدم إليها بالحركة واسم الخلف لما يقابلها 

فالجهات حادثة بحدوث اإلنسان ولو لم يخلق اإلنسان بهذه الخلقة بل خلق 

مستديرا كالكرة لم يكن لهذه الجهات وجود ألبته

 بجهة والجهة حادثة ؟ وكيف صار مختصا بجهة بعد فكيف كان في األزل مختصا

أن لم يكن له ؟ أبأن خلق العالم فوقه ويتعالى عن أن يكون له فوق إذ تعالى 

أن يكون له رأس والفوق عبارة عما يكون جهة الرأس أو خلق العالم تحته 

فتعالى عن أن يكون له تحت إذ تعالى عن أن يكون له رجل والتحت عبارة عما 

هة الرجل وكل ذلك مما يستحيل في العقل وألن المعقول من كونه يلي ج

مختصا بجهة أنه مختص بحيز اختصاص الجواهر أو مختص بالجواهر اختصاص 

العرض وقد ظهر استحالة كونه جوهرا أو عرضا فاستحال كونه مختصا بالجهة 

 وإن أريد بالجهة غير هذين المعنيين كان غلطا في االسم مع المساعدة على

المعنى وألنه لو كان فوق العالم لكان محاذيا له وكل محاذ لجسم فإما أن 

يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير محوج بالضرورة إلى مقدر 

ويتعالى عنه الخالق الواحد المدبر فأما رفع األيدي عند السؤال إلى جهة 

ا هو وصف للمدعو من وفيه أيضا إشارة إلى م. السماء فهو ألنها قبلة الدعاء 

الجالل والكبرياء تنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد والعالء فإنه تعالى 

فوق كل موجود بالقهر واالستيالء

Page 28: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 28

( األصل الثامن )

العلم بأنه تعالى مستو على عرشه بالمعنى الذي أراد اهللا تعالى باالستواء 

ق إليه سمات الحدوث والفناء وهو وهو الذي ال ينافي وصف الكبرياء وال يتطر

 ثم استوى إلى {الذي أريد باالستواء إلى السماء حيث قال في القرآن 

 وليس ذلك إال بطريق القهر واالستيالء كما قال الشاعر}السماء وهي دخان 

:

 من غير سيف ودم مهراق...قد استوى بشر على العراق 

ل كما اضطر أهل الباطن إلى واضطر أهل الحق إلى هذا التأويل كما التأوي

 إذ حمل ذلك باالتفاق على } وهو معكم أينما كنتم {: تأويل قوله تعالى 

قلب المؤمن بين أصبعين " اإلحاطة والعلم وحمل قوله صلى اهللا عليه وسلم 

وحمل قوله صلى اهللا عليه  ) 1( على القدرة والقوة " من أصابع الرحمن 

على التشريف واإلكرام ألنه لو "  في أرضه الحجر األسود يمين اهللا" وسلم 

ترك على ظاهره للزم منه المحال فكذا االستواء لو ترك على االستقرار 

والتمكن لزم منه كون المتمكن جسما مماسا للعرش إما مثله أو أكبر منه أو 

أصغر وذلك محال وما يؤدي إلى المحال فهو محال

_________

هو خطأو" والقهوة " في األصل  ( 1 )

Page 29: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 29

( األصل التاسع )

العلم بأنه تعالى مع كونه منزها عن الصورة والمقدار مقدسا عن الجهات 

 وجوه {واألقطار مرئي باألعين واألبصار في الدار اآلخرة دار القرار لقوله تعالى 

 ال { وال يرى في الدنيا تصديقا لقوله عز وجل }يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة 

 ولقوله تعالى في خطاب موسى عليه }بصار وهو يدرك األبصار تدركه األ

 وليت شعري كيف عرف المعتزل من صفات رب األرباب } لن تراني {السالم 

ما جهله موسى عليه السالم ؟ وكيف سأل موسى عليه السالم الرؤية مع 

كونها محاال ؟ ولعل الجهل بذوي البدع واألهواء من الجهلة األغبياء أولى من 

لجهل باألنبياء صلوات اهللا عليهم وأما وجه إجراء آية الرؤية على الظاهر فهو ا

أنه مؤد إلى المحال فإن الرؤية نوع كشف وعلم إال أنه أتم وأوضح من العلم 

فإذا جاز تعلق العلم به وليس في جهة جاز تعلق الرؤية به وليس بجهة وكما 

م جاز أن يراه الخلق من غير يجوز أن يرى اهللا تعالى الخلق وليس في مقابلته

مقابلة وكما جاز أن يعلم من غير كيفية وصورة جاز أن يرى كذلك

( األصل العاشر )

Page 30: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 30

العلم بأن اهللا عز وجل واحد ال شريك له فرد ال ند له انفرد بالخلق واإلبداع 

واستند باإليجاد واالختراع ال مثل له يساهمه ويساويه وال ضد له فينازعه 

 وبيانه أنه } لو كان فيهما آلهة إال اهللا لفسدتا {وبرهانه قوله تعالى : اوبه وين

لو كانا اثنين وأراد أحدهما أمرا فالثاني إن كان مضطرا إلى مساعدته كان هذا 

الثاني مقهورا عاجزا ولم يكن إلها قادرا وإن كان قادرا على مخالفته ومدافعته 

 قاصرا ولم يكن إلها قادراكان الثاني قويا قاهرا واألول ضعيفا

الركن الثاني العلم بصفات اهللا تعالى ومداره على عشرة أصول

( األصل األول )

 } وهو على كل شيء قدير {العلم بأن صانع العلم قادر وأنه تعالى في قوله 

صادق ألن العالم في صنعته مرتب في خلقته ومن رأى ثوبا من ديباج حسن 

ليف متناسب التطريز ثم توهم صدور نسجه عن ميت ال استطاعة النسج والتأ

له أو عن إنسان ال قدرة له كان منخلعا عن غريزة العقل ومنخرطا في سلك 

Page 31: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 31

الغباوة والجهل

( األصل الثاني )

 ال يعزب عن {العلم بأنه تعالى عالم بجميع الموجودات ومحيط بكل المخلوقات 

 وهو بكل { صادق في قوله } وال في السماء علمه مثقال ذرة في األرض

 أال يعلم من خلق وهو { ومرشد إلى صدقه بقوله تعالى }شيء عليم 

 أرشدك إلى االستدالل بالخلق على العلم بأنك ال تستريب }اللطيف الخبير 

في داللة الخلق اللطيف والصنع المزين بالترتيب ولو في الشيء الحقير 

كيفية الترتيب والترصيف فما ذكره اهللا سبحانه الضعيف على علم الصانع ب

وتعالى هو المنتهى في الهداية والتعريف

( األصل الثالث )

Page 32: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 32

العلم بكونه عز وجل حيا فإن من ثبت علمه وقدرته ثبت بالضرورة حياته ولو 

تصور قادر وعالم فاعل مدبر دون أن يكون حيا لجاز أن يشك في حياة 

ها في الحركات والسكنات بل في حياة أرباب الحرف الحيوانات عند تردد

والصناعات وذلك انغماس في غمرة الجهاالت والضالالت

( األصل الرابع )

العلم بكونه تعالى مريدا ألفعاله فال موجود إال وهو مستند إلى مشيئته وصادر 

 وكل فعل عن إرادته فهو المبدئ المعيد والفعال لما يريد وكيف ال يكون مريدا

صدر منه أمكن أن يصدر منه ضده ؟ وما ال ضد له أمكن أن يصدر منه ذلك 

والقدرة تناسب الضدين والوقتين مناسبة واحدة فال بد . بعينه قبله أو بعده 

ولو أغنى العلم عن اإلرادة في . من إرادة صارفة للقدرة إلى أحد المقدورين 

 الذي سبق بوجوده لجاز أن تخصيص المعلوم حتى يقال إنما وجد في الوقت

يغني عن القدرة حتى يقال بغير قدرة ألنه سبق العلم بوجوده فيه

Page 33: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 33

( األصل الخامس )

العلم بأنه تعالى سميع بصير ال يعزب عن رؤيته هواجس الضمير وخفايا الوهم 

والتفكير وال يشذ عن سمعه صوت دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء 

وكيف ال يكون سميعا بصيرا والسمع والبصر كمال ال : ة الصماء على الصخر

محالة وليس بنقص ؟ فكيف يكون المخلوق أكمل من الخالق والمصنوع أسنى 

وأتم من الصانع ؟ وكيف تعتدل القسمة مهما وقع النقص في جهته والكمال 

في خلقه وصنعته أو كيف تستقيم حجة إبراهيم صلى اهللا عليه وسلم على 

 لم تعبد ما ال يسمع وال يبصر {ه إذ كان يعبد األصنام جهال وغيال فقال له أبي

 ولو انقلب ذلك عليه في معبوده ألضحت حجته داحضة }وال يغني عنك شيئا 

 وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على {وداللته ساقطة ولم يصدق قوله تعالى 

ودماغ فليعقل كونه  وكما عقل كونه فاعال بال جارحة وعالما بال قلب }قومه 

بصيرا بال حدقة وسميعا بال أذن إذ ال فرق بينهما

( األصل السادس )

Page 34: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 34

أنه سبحانه وتعالى متكلم بكالم وهو وصف قائم بذاته ليس بصوت وال حرف 

بل ال يشبه كالمه كالم غيره كما ال يشبه وجوده وجود غيره

ت حروفا للدالالت كما يدل والكالم بالحقيقة كالم النفس وإنما األصوات قطع

عليها تارة بالحركات واإلشارات

وكيف التبس هذا على طائفة من األغبياء ولم يلتبس على جهلة الشعراء 

: حيث قال قائلهم

 جعل اللسان على الفؤاد دليال...إن الكالم لفي الفؤاد وإنما 

ما يحدث لساني حادث ولكن : ومن لم يعقله عقله وال نهاه نهاه عن أن يقول 

فيه بقدرتي الحادثة قديم فاقطع عن عقله طمعك وكف عن خطابه لسانك

وأن الباء قبل السين . ومن لم يفهم أن القديم عبارة عما ليس قبله شيء 

في قولك بسم اهللا فال يكون السين المتأخر عن الباء قديما فنزه عن االلتفات 

ومن يضلل اهللا فما له من  {إليه قلبك فلله سبحانه سر في إبعاد بعض العباد 

{ هاد

ومن استبعد أن يسمع موسى عليه السالم في الدنيا كالما ليس بصوت وال 

حرف فليستنكر أن يرى في اآلخرة موجودا ليس بجسم وال لون

وإن عقل أن يرى ما ليس بلون وال جسم وال قدر وال كمية وهو إلى اآلن لم ير 

 حاسة البصرغيره فليعقل في حاسة السمع ما عقله في

وإن عقل أن يكون له علم واحد هو علم بجميع الموجودات فليعقل صفة واحدة 

للذات هو كالم بجميع ما دل عليه من العبارات

وإن عقل كون السماوات السبع وكون الجنة والنار مكتوبة في ورقة صغيرة 

ومحفوظة في مقدار ذرة من القلب وأن كل ذلك مرئي في مقدار عدسة من 

قة من غير أن تحل ذات السماوات واألرض والجنة والنار في الحدقة الحد

والقلب والورقة فليعقل كون الكالم مقروءا باأللسنة محفوظا في القلوب مكتوبا 

في المصاحف من غير حلول ذات الكالم فيها إذ لو حلت بكتاب اهللا ذات الكالم 

لورق وحلت ذات النار ذات اهللا تعالى بكتابة اسمه في ا ) 1( في الورق لحلت 

Page 35: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 35

بكتابة اسمها في الورق والحترق

_________

دار الحديث. وهو خطأ " لحل ذات اهللا : " في األصل  ( 1 )

( األصل السابع )

أن الكالم القائم بنفسه قديم وكذا جميع صفاته إذ يستحيل أن يكون محال 

قدم ما يجب للذات فال للحوادث داخال تحت التغير بل يجب للصفات من نعوت ال

تعتريه التغيرات وال تحله الحادثات بل لم يزل في قدمه موصوفا بمحامد 

الصفات وال يزل في أبده كذلك منزها عن تغير الحاالت ألن ما كان محل 

وإنما ثبت نعت . الحوادث ال يخلو عنها وما ال يخلو عن الحوادث فهو حادث 

 وتقلب األوصاف فكيف يكون خالقها الحدوث لألجسام من حيث تعرضها للتغير

مشاركا لها في قبول التغير ؟ وينبني على هذا أن كالمه قديم قائم بذاته 

وإنما الحادث هي األصوات الدالة عليه وكما عقل قيام طلب التعلم وإرادته 

بذات الوالد للولد قبل أن يخلق ولده حتى إذا خلق ولده وعقل وخلق اهللا له 

ي قلب أبيه من الطلب صار مأمورا بذلك الطلب الذي قام علما متعلقا بما ف

بذات أبيه ودام وجوده إلى وقت معرفة ولده له فليعقل قيام الطلب الذي دل 

 بذات اهللا ومصير موسى عليه السالم } اخلع نعليك {عليه قوله عز وجل 

مخاطبا به بعد وجوده إذ خلقت له معرفة بذلك الطلب وسمع لذلك الكالم 

Page 36: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 36

القديم

( األصل الثامن )

ومهما . أن علمه قديم فلم يزل عالما بذاته وصفاته وما يحدثه من مخلوقاته 

حدثت المخلوقات لم يحدث له علم بها بل حصلت مكشوفة له بالعلم األزلي 

إذ لو خلق لنا علم به بقدوم زيد عند طلوع الشمس ودام ذلك العلم تقديرا 

يد عند طلوع الشمس معلوما لنا بذلك حتى طلعت الشمس لكان قدوم ز

فكهذا ينبغي أن يفهم قدم علم اهللا تعالى. العلم من غير تجدد علم آخر 

( األصل التاسع )

أن إرادته قديمة وهي في القدم تعلقت بإحداث الحوادث في أوقاتها الالئقة 

Page 37: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 37

ث ولو بها على وفق سبق العلم األزلي إذ لو كانت حادثة لصار محل الحواد

حدثت في غير ذاته لم يكن هو مريدا لها كما ال تكون أنت متحركا بحركة 

ليست في ذاتك وكيفما قدرت فيفتقر حدوثها إلى إرادة أخرى وكذلك اإلرادة 

األخرى تفتقر إلى أخرى ويتسلسل األمر إلى غير نهاية ولو جاز أن يحدث 

إرادة بغير إرادة لجاز أن يحدث العالم بغير إرادة

( األصل العاشر )

أن اهللا تعالى عالم بعلم حي بحياة قادر بقدرة ومريد بإرادة ومتكلم بكالم 

وقول . وسميع بسمع وبصير ببصر وله هذه األوصاف من هذه الصفات القديمة 

غني بال مال وعلم بال عالم وعالم بال معلوم : عالم بال علم كقوله : القائل 

لم متالزمة كالقتل والمقتول والقاتل وكما ال يتصور فإن العلم والمعلوم والعا

قاتل بال قتل وال قتيل وال يتصور قتيل بال قاتل وال قتل كذلك ال يتصور عالم بال 

علم وال علم بال معلوم وال معلوم بال عالم بل هذه الثالثة متالزمة في العقل 

فليجوز ال ينفك بعض منها عن البعض فمن جوز انفكاك العالم عن العلم 

انفكاكه عن المعلوم وانفكاك العلم عن العالم إذ ال فرق بين هذه األوصاف

Page 38: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 38

العلم بأفعال اهللا تعالى ومداره على عشرة أصول: الركن الثالث 

( األصل األول )

العلم بأن كل حادث في العالم فهو فعله وخلقه واختراعه ال خالق له سواه وال 

لق الخلق وصنعهم وأوجد قدرتهم وحركتهم فجميع أفعال خ. محدث له إال إياه 

 اهللا خالق كل {عباده مخلوقة له ومتعلقة بقدرته تصديقا له في قوله تعالى 

 { وفي قوله تعالى } واهللا خلقكم وما تعملون { وفي قوله تعالى }شيء 

وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور أال يعلم من خلق وهو 

 أمر العباد بالتحرز في أقوالهم وأفعالهم وإسرارهم وإضمارهم }ف الخبير اللطي

واستدل على العلم بالخلق وكيف ال يكون خالقا لفعل . لعلمه بموارد أفعالهم 

العبد وقدرته تامة ال قصور فيها وهي متعلقة بحركة أبدان العباد والحركات 

علقها عن بعض الحركات دون متماثلة وتعلق القدرة بها لذاتها فما الذي يقصر ت

البعض مع تماثلها ؟ أو كيف يكون الحيوان مستبدا باالختراع ويصدر من 

العنكبوت والنحل وسائر الحيوانات من لطائف الصناعات ما يتحير فيه عقول 

ذوي األلباب فكيف انفردت هي باختراعها دون رب األرباب وهي غير عالمة 

؟ هيهات هيهات ذلت المخلوقات وتفرد بتفصيل ما يصدر منها من االكتساب 

بالملك والملكوت جبار األرض والسماوات

Page 39: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 39

( األصل الثاني )

أن انفراد اهللا سبحانه باختراع حركات العباد ال يخرجها عن كونها مقدورة للعباد 

على سبيل االكتساب بل اهللا تعالى خلق القدرة والمقدور جميعا وخلق 

فأما القدرة فوصف للعبد وخلق للرب سبحانه . عا االختيار والمختار جمي

وأما الحركة فخلق للرب تعالى ووصف للعبد وكسب له . وليست بكسب له 

فإنها خلقت مقدورة بقدرة هي وصفه وكانت للحركة نسبة إلى صفة أخرى 

تسمى قدرة فتسمى باعتبار تلك النسبة كسبا وكيف تكون جبرا محضا وهو 

 بين الحركة المقدورة والرعدة الضرورية ؟ أو كيف يكون بالضرورة يدرك التفرقة

خلقا للعبد وهو ال يحيط علما بتفاصيل أجزاء الحركات المكتسبة وأعدادها وإذا 

يطل الطرفان لم يبق إال االقتصاد في االعتقاد وهو أنها مقدورة بقدرة اهللا 

. االكتساب تعالى اختراعا وبقدرة العبد على وجه آخر من التعليق يعبر عنه ب

وليس من ضرورة تعلق القدرة بالمقدور أن يكون باالختراع فقط إذ قدرة اهللا 

تعالى في األزل قد كانت متعلقة بالعالم ولم يكن االختراع حاصال بها وهي 

عند االختراع متعلقة به نوعا آخر من التعلق فيه يظهر أن تعلق القدرة ليس 

مخصوصا بحصول المقدور بها

Page 40: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 40

 الثالثاألصل ) )

فال . أن فعل العبد وإن كان كسبا للعبد فال يخرج عن كونه مرادا هللا سبحانه 

يجري في الملك والملكوت طرفة عين وال لفتة خاطر وال فلتة ناظر إال بقضاء 

ومنه الشر والخير والنفع والضر واإلسالم والكفر . اهللا وقدرته وبإرادته ومشيئته 

والخسران والغواية والرشد والطاعة والعصيان والشرك والعرفان والنكر والفوز 

 ال {واإليمان ال راد لقضائه وال معقب لحكمه يضل من يشاء ويهدي من يشاء 

ما "  ويدل عليه من النقل قول األمة قاطبة }يسأل عما يفعل وهم يسألون 

 أن لو يشاء اهللا لهدى {وقول اهللا عز وجل " شاء كان وما لم يشأ لم يكن 

 ويدل عليه } ولو شئنا آلتينا كل نفس هداها { وقوله تعالى }اس جميعا الن

من جهة العقل أن المعاصي والجرائم إن كان اهللا يكرهها وال يريدها وإنما هي 

جارية على وفق إرادة العدو إبليس لعنه اهللا مع أنه عدو هللا سبحانه والجاري 

دته تعالى فليت شعري على وفق إرادة العدو أكثر من الجاري على وفق إرا

كيف يستجيز المسلم أن يرد ملك الجبار ذي الجالل واإلكرام إلى رتبة لو ردت 

إليها رياسة زعيم ضيعة الستنكف منها إذ لو كان ما يستمر لعدو الزعيم في 

والمعصية . القرية أكثر مما يستقيم له الستنكف من زعامته وتبرأ عن واليته 

ذلك جار عند المبتدعة على خالف إرادة الحق هي الغالبة على الخلق وكل 

تعالى وهذا غاية الضعف والعجز تعالى رب األرباب عن قول الظالمين علوا كبيرا

ثم مهما ظهر أن أفعال العباد مخلوقة هللا صح أنها مرادة له

. األمر غير اإلرادة : فكيف ينهى عما يريد ويأمر بما ال يريد ؟ قلنا : فإن قيل 

Page 41: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 41

ضرب السيد عبده فعاتبه السلطان عليه فاعتذر بتمرد عبده عليه ولذلك إذا 

 ­ فأراد إظهار حجته بأن يأمر العبد بفعل ويخالفه بين يديه ­فكذبه السلطان 

أسرج هذه الدابة بمشهد من السلطان فهو يأمره بما ال يريد امتثاله : فقال له 

ن مريدا المتثاله لكان ولو لم يكن آمرا لنا كان عذره عند السلطان ممهدا ولو كا

مريدا لهالك نفسه وهو محال

( األصل الرابع )

أن اهللا تعالى متفضل بالخلق واالختراع ومتطول بتكليف العباد ولم يكن الخلق 

وقالت المعتزلة وجب عليه ذلك لما فيه من مصلحة . والتكليف واجبا عليه 

وكيف يتهدف إليجاب أو يتعرض العباد وهو محال إذ هو الموجب واآلمر والناهي 

إما الفعل الذي في تركه ضرر إما : للزوم وخطاب ؟ والمراد بالواجب أحد أمرين 

آجل كما يقال يجب على العبد أن يطيع اهللا حتى ال يعذبه في اآلخرة بالنار أو 

وإما أن . كما يقال يجب على العطشان أن يشرب حتى ال يموت : ضرر عاجل 

 عدمه إلى محال كما يقال وجود المعلوم واجب إذ عدمه يراد به الذي يؤدي

يؤدي إلى محال وهو أن يصير العلم جهال فإن أراد الخصم بأن الخلق واجب 

على اهللا بالمعنى األول فقد عرضه للضرر وإن أراد به المعنى الثاني فهو 

مسلم إذ بعد سبق العلم البد من وجود المعلوم وإن أراد به معنى ثالثا فهو 

كالم فاسد فإنه إذا لم يتضرر بترك " يجب لمصلحة عباده " وقوله . ير مفهوم غ

Page 42: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 42

ثم إن مصلحة العباد في أن . مصلحة العباد لم يكن للوجوب في حقه معنى 

يخلقهم في الجنة فأما أن يخلقهم في دار الباليا ويعرضهم للخطايا ثم 

ند ذوي يهدفهم لخطر العقاب وهول العرض والحساب فما في ذلك غبطة 

األلباب

( األصل الخامس )

 ­ خالفا للمعتزلة ­أنه يجوز على اهللا سبحانه أن يكلف الخلق ما ال يطيقونه 

 ربنا ال تحملنا ما {ولو لم يجز ذلك الستحال سؤال دفعه وقد سألوا ذلك فقالوا 

 ال  وألن اهللا تعالى أخبر نبيه صلى اهللا عليه وسلم بأن أبا جهل}طاقة لنا به 

يصدقه ثم أمره بأن يأمره بأن يصدقه في جميع أقواله وكان من جملة أقواله 

أنه ال يصدقه فكيف يصدقه في أنه ال يصدقه وهل هذا إال محال وجوده ؟

( األصل السادس )

Page 43: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 43

أن هللا عز وجل إيالم الخلق وتعذيبهم من غير جرم سابق ومن غير ثواب الحق 

متصرف في ملكه وال يتصور أن يعدو تصرفه ملكه  ألنه ­ خالفا للمعتزلة ­

والظلم هو عبارة عن التصرف في ملك الغير بغير إذنه وهو محال على اهللا 

ويدل على جواز : تعالى فإنه ال يصادف لغيره ملكا حتى يكون تصرفه فيه ظلما 

ذلك وجوده فإن ذبح البهائم إيالم لها وما صب عليها من أنواع العذاب من جهة 

دميين لم يتقدمها جريمةاآل

إن اهللا تعالى يحشرها ويجازيها على قدر ما قاسته من اآلالم : فإن قيل 

من زعم أنه يجب على اهللا إحياء كل : ويجب ذلك على اهللا سبحانه ؟ فنقول 

نملة وطئت وكل بقة عركت حتى يثيبها على آالمها فقد خرج عن الشرع 

نه واجبا عليه إن كان المراد به أن والعقل إذ يقال وصف الثواب والحشر بكو

يتضرر بتركه فهو محال وإن أريد به غيره فقد سبق أنه غير مفهوم إذ خرج عن 

المعاني المذكورة للواجب

( األصل السابع )

أنه تعالى يفعل بعباده ما يشاء فال يجب عليه رعاية األصلح لعباده لما ذكرناه 

 ال { بل ال يعقل في حقه الوجوب فإنه من أنه ال يجب عليه سبحانه شيء

Page 44: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 44

"  وليت شعري بما يجيب المعتزلي في قوله }يسأل عما يفعل وهم يسألون 

وهو أن يفرض مناظرة في : في مسألة نعرضها عليه " إن األصلح واجب عليه 

اآلخرة بين صبي وبين بالغ ماتا مسلمين فإن اهللا سبحانه يزيد في درجات 

بي ألنه تعب باإليمان والطاعات بعد البلوغ ويجب عليه البالغ ويفضله على الص

: يا رب لم رفعت منزلته علي فيقول :  فلو قال الصبي ­ عند المعتزلي ­ذلك 

أنت أمتني في الصبا فكان يجب : ألنه بلغ واجتهد في الطاعات ويقول الصبي 

فقد عدلت عن العدل في التفضل " عليك أن تديم حياتي حتى أبلغ فأجتهد 

ألني علمت أنك لو : ليه بطول العمر له دوني فلم فضلته ؟ فيقول اهللا تعالى ع

 هذا عذر ­بلغت ألشركت أو عصيت فكان األصلح لك الموت في الصبا 

:  وعند هذا ينادي الكفار من دركات لظى ويقولون ­المعتزلي عن اهللا عز وجل 

با فإنا رضينا بما دون يا رب أما علمت أننا إذا بلغنا أشركنا فهال أمتنا في الص

منزلة الصبي المسلم ؟ فبماذا يجاب عن ذلك وهل يجب عند هذا إال القطع 

بأن األمور اإللهية تتعالى بحكم الجالل عن أن توزن بميزان أهل االعتزال ؟ فإن 

مهما قدر على رعاية األصلح للعباد ثم سلط عليهم أسباب العذاب كان : قيل 

القبح ما ال يوافق الغرض حتى إنه قد يكون :  ؟ قلنا ذلك قبحا ال يليق بالحكمة

الشيء قبيحا عند شخص حسنا عند غيره إذا وافق غرض أحدهما دون اآلخر 

فإن أريد بالقبيح ما . حتى يستقبح قتل الشخص أولياؤه ويستحسنه أعداؤه 

ال يوافق غرض الباري سبحانه فهو محال إذ ال غرض له فال يتصور منه قبح كما 

وإن أريد بالقبيح ما . تصور منه ظلم إذ ال يتصور منه التصرف في ملك الغير ال ي

ال يوافق غرض الغير فلم قلتم إن ذلك عليه محال ؟ وهل هذا إال مجرد تشه 

يشهد بخالفه ما قد فرضناه من مخاصمة أهل النار ؟ ثم الحكيم معناه العالم 

رادته وهذا من أين يوجب بحقائق األشياء القادر على إحكام فعلها على وفق إ

رعاية األصلح ؟ وأما الحكيم منا يراعي األصلح نظرا لنفسه ليستفيد به في 

وكل ذلك محال على . الدنيا ثناء وفي اآلخرة ثوابا أو يدفع به عن نفسه آفة 

اهللا سبحانه وتعالى

Page 45: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 45

( األصل الثامن )

هللا تعالى وشرعه ال أن معرفة اهللا سبحانه وتعالى وطاعته واجبة بإيجاب ا

 ألن العقل وإن أوجب الطاعة فال يخلو إما أن يوجبها ­ خالفا للمعتزلة ­بالعقل 

لغير فائدة وهو محال فإن العقل ال يوجب العبث وإما أن يوجبها لفائدة وغرض 

وذلك ال يخلو إما أن يرجع إلى المعبود وذلك محال في حقه تعالى فإنه 

بل الكفر واإليمان والطاعة والعصيان في حقه يتقدس عن األغراض والفوائد 

تعالى سيان وإما أن يرجع ذلك إلى عرض العبد وهو أيضا محال ألنه ال غرض 

له في الحال بل يتعب به وينصرف عن الشهوات لسببه وليس في المآل إال 

ومن أين يعلم أن اهللا تعالى يثيب على المعصية والطاعة وال . الثواب والعقاب 

يهما مع أن الطاعة والمعصية في حقه يتساويان إذ ليس له إلى يعاقب عل

أحدهما ميل وال به ألحدهما اختصاص وإنما عرف تمييز ذلك بالشرع ولقد زل 

من أخذ هذا من المقارنة بين الخالق والمخلوق حيث يفرق بين الشكر 

والكفران لما له من االرتياح واالهتزاز والتلذذ بأحدهما دون اآلخر

فإذا لم يجب النظر والمعرفة إال بالشرع والشرع ال يستقر ما لم : يل فإن ق

إن العقل ليس يوجب على النظر : ينظر المكلف فيه فإذا قال المكلف للنبي 

والشرع ال يثبت عندي إال بالنظر ولست أقدم على النظر أدى ذلك إلى إفحام 

ل للواقف في هذا يضاهي قول القائ: الرسول صلى اهللا عليه وسلم ؟ قلنا 

Page 46: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 46

موضع من المواضع إن وراءك سبعا ضاريا فإن لم تبرح عن المكان قتلك وإن 

التفت وراءك ونظرت عرفت صدقي فيقول الواقف ال يثبت صدقك ما لم ألتفت 

ورائي وال ألتفت ورائي وال أنظر ما لم يثبت صدقك فيدل هذا على حماقة هذا 

دي المرشد فكذلك النبي صلى القائل وتهدفه للهالك وال ضرر فيه على الها

إن وراءكم الموت ودونه السباع الضارية والنيران " اهللا عليه وسلم يقول 

المحرقة إن لم تأخذوا منها حذركم وتعرفوا لي صدقي بااللتفات إلى معجزتي 

وإال هلكتم فمن التفت عرف واحترز ونجا ومن لم يلتفت وأصر هلك وتردى وال 

فالشرع " م أجمعون وإنما علي البالغ المبين ضرر على إن هلك الناس كله

والعقل يفيد فهم كالمه واإلحاطة . يعرف وجود السباع الضارية بعد الموت 

والطبع يستحث على الحذر من الضرر . بإمكان ما يقوله في المستقبل 

ومعنى كون الشيء واجبا أن في تركه ضررا ومعنى كون الشرع موجبا أنه 

إن العقل ال يهدي إلى التهدف للضرر بعد الموت عند معرف للضرر المتوقع ف

اتباع الشهوات فهذا معنى الشرع والعقل وتأثيرهما في تقدير الواجب ولوال 

خوف العقاب على ترك ما أمر به لم يكن الوجوب ثابتا إذ ال معنى للواجب إال 

ما يرتبط بتركه ضرر في اآلخرة

( األصل التاسع )

:  حيث قالوا ­ خالفا للبراهمة ­ بعثه األنبياء عليهم السالم أنه ليس يستحيل

Page 47: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 47

ال فائدة في بعثتهم إذ في العقل مندوحة عنهم ألن العقل ال يهدي إلى 

األفعال المنجية في اآلخرة كما ال يهدي إلى األدوية المفيدة للصحة فحاجة 

لتجربة الخلق إلى األنبياء كحاجتهم إلى األطباء ولكن يعرف صدق الطبيب با

ويعرف صدق النبي بالمعجزة

( األصل العاشر )

أن اهللا سبحانه قد أرسل محمدا صلى اهللا عليه وسلم خاتما للنبيين وناسخا 

ال قبله من شرائع اليهود والنصارى والصابئين ؟ وأيده بالمعجزات الظاهرة 

(  العجماء وإنطاق ) 2( وتسبيح الحصى  ) 1( واآليات الباهرة كانشقاق القمر 

 ­ومن آياته الظاهرة التي تحدى بها . وما تفجر من بين أصابعه من الماء  ) 3

 القرآن العظيم فإنهم مع تميزهم بالفصاحة والبالغة تهدفوا ­مع كافة العرب 

 عنهم ولم يقدروا على ­ كما أخبر اهللا عز وجل ­لسبه ونهيه وقتله وإخراجه 

 قدرة البشر الجمع بين جزالة القرآن معارضته بمثل القرآن إذ لم يكن في

ونظمه هذا مع ما فيه من أخبار األولين مع كونه أميا غير ممارس للكتب 

 {واإلنباء عن الغيب في أمور تحقق صدقه فيها في االستقبال كقوله تعالى 

 }لتدخلن المسجد الحرام إن شاء اهللا آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين 

في أدنى األرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في  الم غلبت الروم {وكقوله 

 ووجه داللة المعجزة على صدق الرسل أن كل ما عجز عنه }بضع سنين 

Page 48: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 48

فمهما كان مقرونا بتحدي النبي صلى اهللا . البشر لم يكن إال فعال هللا تعالى 

وذلك مثل القائل بين يدي الملك " صدقت " عليه وسلم ينزل منزلة قوله 

 أنه رسول الملك إليهم فإنه مهما قال لذلك إن كنت المدعى على رعيته

 ففعل الملك ذلك ­ على خالف عادتك ­صادقا فقم على سريرك ثالثا واقعد 

صدقت" حصل للحاضرين علم ضروري بأن ذلك نازل منزلة قوله  "

_________

انشقاق القمر" حديث  - ( 1 ) "

متفق عليه من حديث أنس وابن مسعود وابن عباس

تسبيح الحصى" حديث  - ( 2 ) "

وقال صالح بن أبي . أخرجه البيهقي في دالئل النبوة من حديث أبي ذر 

األخضر ليس بالحافظ والمحفوظ رواية رجل من بني سليم لم يسم عن أبي 

ذر

إنطاق العجماء" حديث  - ( 3 ) "

أخرجه أحمد والبيهقي بإسناد صحيح من حديث يعلى بن مرة في البعير 

وقد ورد في كالم الضب . كا إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم أهله الذي ش

والذئب والحمرة أحاديث رواها البيهقي في الدالئل

 الركن الرابع في السمعيات وتصديقه صلى اهللا عليه وسلم فيما أخبر عنه

ومداره على عشرة فصول

Page 49: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 49

( األصل األول )

و حق والتصديق بهما واجب ألنه في الحشر والنشر وقد ورد بهما الشرع وه

العقل ممكن ومعناه اإلعادة بعد اإلفناء وذلك مقدور هللا تعالى كابتداء اإلنشاء 

 قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها {: قال اهللا تعالى 

 ما خلقكم وال {:  فاستدل باالبتداء على اإلعادة وقال عز وجل }أول مرة 

 واإلعادة ابتداء ثان كاالبتداء األول}فس واحدة بعثكم إال كن

_________

الحشر والنشر" حديث  - ( 1 ) "

. . . إنكم لمحشورون إلى اهللا " أخرجه الشيخان من حديث ابن عباس 

. . . يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء " ومن حديث سهل " الحديث 

ومن حديث أبي " مة حفاة ومن حديث عائشة يحشرون يوم القيا" الحديث 

والبن ماجه من حديث " الحديث . . . يحشر الناس على ثالث طرائق " هريرة 

أفتنا في بيت المقدس وأرض " ميمونة موالة النبي صلى اهللا عليه وسلم 

وإسناده جيد" الحديث . . . المحشر والمنشر 

( األصل الثاني )

Page 50: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 50

 األخبار فيجب التصديق به ألنه ممكن إذ وقد وردت به ) 1( سؤال منكر ونكير 

ليس يستدعي إال إعادة الحياة إلى جزء من األجزاء الذي به فهم الخطاب 

وذلك ممكن في نفسه وال يدفع ذلك ما يشاهد من سكون أجزاء الميت وعدم 

سماعنا للسؤال له فإن النائم ساكن بظاهره ويدرك بباطنه من اآلالم واللذات 

ند التنبه وقد كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يسمع ما يحس بتأثيره ع

وال  ) 2( كالم جبريل عليه السالم ويشاهده ومن حوله ال يسمعونه وال يرونه 

يحيطون بشيء من علمه إال بما شاء فإذا لم يخلق لهم السمع والرؤية لم 

يدركوه

_________

منكر ونكير" حديث  - ( 1 ) "

تقدم

 أو ­إذا قبر الميت " صححه ابن حبان من حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي و ]

"  أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال ألحدهما المنكر ولآلخر النكير ­قال أحدكم 

إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه " وفي الصحيحين من حديث أنس 

الحديث. . . أصحابه وأنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه  " . ]

كان يسمع كالم جبريل ويشاهده ومن حوله ال يسمعونه وال " حديث  - ( 2 )

" يرونه

قال رسول اهللا صلى اهللا : " أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة قالت 

عليه وسلم يوما يا عائشة هذا جبريل يقرئك السالم فقلت وعليه السالم 

غلب وإال فقد رأى جبريل قلت وهذا هو األ" ورحمة اهللا وبركاته ترى ما ال أرى 

جماعة من الصحابة منهم عمر وابنه عبد اهللا وكعب بن مالك وغيرهم

Page 51: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 51

( األصل الثالث )

 النار يعرضون عليها غدوا {: عذاب القبر وقد ورد في الشرع به قال اهللا تعالى 

 واشتهر عن رسول }وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب 

 ) 1( لى اهللا عليه وسلم والسلف الصالح االستعاذة من عذاب القبر اهللا ص

وهو ممكن فيجب التصديق به وال يمنع من التصديق به تفرق أجزاء الميت في 

بطون السباع وحواصل الطيور فإن المدرك أللم العذاب من الحيوان أجزاء 

مخصوصة يقدر اهللا تعالى على إعادة اإلدراك إليها

_________

استعاذ من عذاب القبر" حديث  - ( 1 ) "

أخرجاه من حديث أبي هريرة وعائشة وقد تقدم

الحديث . . . إنكم تفتنون أو تعذبون في قبوركم " أخرجاه من حديث عائشة  ]

استعاذته صلى اهللا عليه وسلم من " ولهما من حديث أبي هريرة وعائشة " 

" عذاب القبر  . ]

( األصل الرابع )

Page 52: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 52

 وقال } ونضع الموازين القسط ليوم القيامة {: ميزان وهو حق قال اهللا تعالى ال

 }ومن خفت موازينه .  فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون {: تعالى 

ووجهها أن اهللا تعالى يحدث في صحائف األعمال وزنا بحسب درجات . اآلية 

لومة للعباد حتى يظهر األعمال عند اهللا تعالى فتصير مقادير أعمال العباد مع

لهم العدل في العقاب أو الفضل في العفو وتضعيف الثواب

( األصل الخامس )

الصراط وهو جسر ممدود على متن جهنم أرق من الشعرة وأحد من السيف 

 } فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسؤولون {: قال اهللا تعالى 

لقادر على أن يطير الطير في الهواء قادر وهذا ممكن فيجب التصديق به فإن ا

على أن يسير اإلنسان على الصراط

Page 53: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 53

( األصل السادس )

 وسارعوا إلى مغفرة من ربكم {: أن الجنة والنار مخلوقتان قال اهللا تعالى 

 } أعدت {:  فقوله تعالى }وجنة عرضها السماوات واألرض أعدت للمتقين 

إجراؤه على الظاهر إذ ال استحالة فيه وال يقال دليل على أنها مخلوقة فيجب 

 ال يسأل عما يفعل وهم {ال فائدة في خلقهما قبل يوم الجزاء ألن اهللا تعالى 

{ يسألون

( األصل السابع )

أن اإلمام الحق بعد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان 

سول اهللا صلى اهللا عليه وسلم على ثم علي رضي اهللا عنهم ولم يكن نص ر

إمام أصال إذ لو كان لكان أولى بالظهور من نصبه آحاد الوالة واألمراء على 

الجنود في البالد ولم يخف ذلك فكيف خفي هذا ؟ وإن ظهر فكيف اندرس 

حتى لم ينقل إلينا ؟ فلم يكن أبو بكر إماما إال باالختيار والبيعة وأما تقدير النص 

Page 54: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 54

هو نسبه للصحابة كلهم إلى مخالفة رسول اهللا صلى اهللا عليه على غيره ف

وسلم وخرق اإلجماع وذلك مما ال يستجرئ على اختراعه إال الروافض واعتاد 

أهل السنة تزكية جميع الصحابة والثناء عليهم كما أثنى اهللا سبحانه وتعالى 

عنهما وما جرى بين معاوية وعلي رضي اهللا . ورسوله صلى اهللا عليه وسلم 

كان مبنيا على االجتهاد ال منازعة من معاوية في اإلمامة إذ ظن علي رضي 

اهللا عنه أن تسليم قتلة عثمان مع كثرة عشائرهم واختالطهم بالعسكر يؤدي 

إلى اضطراب أمر اإلمامة في بدايتها فرأى التأخير أصوب وظن معاوية أن تأخير 

وقد . ويعرض الدماء للسفك أمرهم مع عظم جنايتهم يوجب اإلغراء باألئمة 

المصيب واحد ولم : وقال قائلون . كل مجتهد مصيب : قال أفاضل العلماء 

يذهب إلى تخطئة على ذو تحصيل أصال

( األصل الثامن )

أن فضل الصحابة رضي اهللا عنهم على ترتيبهم في الخالفة إذ حقيقة الفضل 

ليه إال رسول اهللا صلى اهللا عليه ما هو فضل عند اهللا عز وجل وذلك ال يطلع ع

وإنما يدرك  ) 1( وقد ورد في الثناء على جميعهم آيات وأخبار كثيرة . وسلم 

دقائق الفضل والترتيب فيه المشاهدون للوحي والتنزيل بقرائن األحوال 

ودقائق التفصيل فلوال فهمهم ذلك لما رتبوا األمر كذلك إذ كانوا ال تأخذهم في 

 وال يصرفهم عن الحق صارفاهللا لومة الئم

Page 55: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 55

_________

الثناء على الصحابة" حديث  - ( 1 ) "

تقدم

إحسان الظن بجميع الصحابة والثناء عليهم" حديث  ] "

اهللا اهللا في أصحابي ال " أخرجه الترمذي من حديث عبد اهللا بن مغفل 

ال تسبوا أصحابي " وللشيخين من حديث أبي سعيد " تتخذوهم غرضا بعدي 

" إذا ذكر أصحابي فأمسكوا " وللطبراني من حديث ابن مسعود "  . ]

( األصل التاسع )

الذكورة والورع والعلم : أن شرائط اإلمامة بعد اإلسالم والتكليف خمسة 

 ) " 1( األئمة من قريش " والكفاية ونسبة قريش لقوله صلى اهللا عليه وسلم 

صفات فاإلمام من انعقدت له البيعة من وإذا اجتمع عدد من الموصوفين بهذه ال

أكثر الخلق والمخالف لألكثر بلغ يجب رده إلى االنقياد إلى الحق

_________

األئمة من قريش" حديث  - ( 1 ) "

أخرجه النسائي من حديث أنس والحاكم من حديث ابن عمر

Page 56: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 56

( األصل العاشر )

إلمامة وكان في صرفه إثارة فتنة أنه لو تعذر وجود الورع والعلم فيمن يتصدى ل

ال تطاق حكمنا بانعقاد إمامته ألنا بين أن نحرك فتنة باالستبدال فما يلقى 

المسلمون فيه من الضرر يزيد على ما يفوتهم من نقصان هذه الشروط التي 

أثبتت لمزية المصلحة فال يهدم أصل المصلحة شغفا بمزاياها كالذي يبني 

ن نحكم بخلو البالد عن اإلمام وبفساد األقضية وذلك قصرا ويهدم مصرا وبين أ

ونحن نقضي بنفوذ قضاء أهل البغي في بالدهم لمسيس حاجتهم . محال 

فكيف ال نقضي بصحة اإلمامة عند الحاجة والضرورة ؟ فهذه األركان األربعة 

الحاوية لألصول األربعين هي قواعد العقائد فمن اعتقدها كان موافقا ألهل 

فاهللا تعالى يسددنا بتوفيقه ويهدينا إلى الحق . باينا لرهط البدعة السنة وم

وتحقيقه بمنه وسعة جوده وفضله وصلى اهللا على سيدنا محمد وعلى آله 

وكل عبد مصطفى

في اإليمان واإلسالم وما بينهما من االتصال وما يتطرق إليه : الفصل الرابع 

فيه وفيه ثالث مسائلمن الزيادة والنقصان ووجه استثناء السلف 

Page 57: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 57

اإليمان واإلسالم) [ مسألة  ) ]

اختلفوا في أن اإلسالم هو اإليمان أو غيره وإن كان غيره فهل هو منفصل عنه 

يوجد دونه أمر أو مرتبط به يالزمه ؟ فقيل إنهما شيء واحد وقيل إنهما شيئان 

ال يتواصالن وقيل إنهما شيئان ولكن يرتبط أحدهما باآلخر

وقد أورد أبو طالب المكي في هذا كالما شديد االضطراب كثير التطويل 

فلنهجم اآلن على التصريح بالحق من غير تعريج على نقل ما ال تحصيل له 

بحث عن موجب اللفظين في اللغة وبحث عن : فنقول في هذا ثالثة مباحث 

لبحث المراد بهما في إطالق الشرع وبحث عن حكمهما في الدنيا واآلخرة وا

األول لغوي والثاني تفسيري والثالث فقهي شرعي

في موجب اللغة: البحث األول 

Page 58: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 58

 وما أنت بمؤمن لنا {والحق فيه أن اإليمان عبارة عن التصديق قال اهللا تعالى 

 أي بمصدق واإلسالم عبارة عن التسليم واالستسالم باإلذعان واالنقياد }

. تصديق محل خاص وهو القلب واللسان ترجمان وترك التمرد واإلباء والعناد ولل

وأما التسليم فإنه عام في القلب واللسان والجوارح فإن كل تصديق بالقلب 

فهو تسليم وترك اإلباء والجحود وكذلك االعتراف باللسان وكذلك الطاعة 

فموجب اللغة إن اإلسالم أعم واإليمان أخص فكان اإليمان . واالنقياد بالجوارح 

ن أشرف أجزاء اإلسالم فإذن كل تصديق تسليم وليس كل تسليم عبارة ع

: تصديقا

عن إطالق الشرع: البحث الثاني 

والحق فيه أن الشرع قد ورد باستعمالها على سبيل الترادف والتوارد وورد 

على سبيل االختالف وورد على سبيل التداخل

فيها من المؤمنين فما وجدنا  فأخرجنا من كان {أما الترادف ففي قوله تعالى  -

 ولم يكن باالتفاق إال بيت واحد}فيها غير بيت من المسلمين 

 يا قوم إن كنتم آمنتم باهللا فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين{وقال تعالى  }

1( بني اإلسالم على خمس " وقال صلى اهللا عليه وسلم  ) "

 فأجاب بهذه الخمس وسئل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مرة عن اإليمان

 )2 )

Page 59: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 59

 قالت األعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا {وأما االختالف فقوله تعالى  -

 ومعناه استسلمنا في الظاهر فأراد باإليمان ههنا التصديق بالقلب }أسلمنا 

فقط وباإلسالم االستسالم ظاهرا باللسان والجوارح

أن تؤمن باهللا " يمان فقال وفي حديث جبرائيل عليه السالم لما سأله عن اإل

ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر وبالبعث بعد الموت وبالحساب وبالقدر 

فعبر  ) 3( فما اإلسالم ؟ فأجاب بذكر الخصال الخمس : فقال " خيره وشره 

باإلسالم عن تسليم الظاهر بالقول والعمل

عطاء ولم يعط أعطى رجال " وفي الحديث عن سعد أنه صلى اهللا عليه وسلم 

: يا رسول اهللا تركت فالنا لم تعطه وهو مؤمن ؟ فقال : اآلخر فقال له سعد 

أو مسلم ؟ فأعاد عليه فأعاد رسول اهللا صلى اهللا : صلى اهللا عليه وسلم 

4( عليه وسلم  )

أي األعمال أفضل ؟: وأما التداخل فما روي أيضا أنه سئل فقيل  -

أي اإلسالم أفضل ؟ فقال صلى : فقال . الم اإلس: قال صلى اهللا عليه وسلم 

5( اإليمان : اهللا عليه وسلم  )

وهذا دليل على االختالف وعلى التداخل وهو أوفق االستعماالت في اللغة 

واإلسالم هو تسليم إما بالقلب . ألن اإليمان عمل من األعمال وهو أفضلها 

 يسمى إيمانا وإما بالجوارح وأفضلها الذي بالقلب وهو التصديق الذي

واالستعمال لها على سبيل االختالف وعلى سبيل التداخل وعلى سبيل 

الترادف كله غير خارج عن طريق التجوز في اللغة

أما االختالف فهو أن يجعل اإليمان عبارة عن التصديق بالقلب فقط وهو موافق 

سليم فإن الت. للغة واإلسالم عبارة عن التسليم ظاهرا وهو أيضا موافق للغة 

ببعض محال التسليم ينطلق عليه اسم التسليم فليس من شرط حصول 

االسم عموم المعنى لكل محل يمكن أن يوجد المعنى فيه فإن من لمس 

غيره ببعض بدنه يسمى المسا وإن لم يستغرق جميع بدنه فإطالق اسم 

اإلسالم على التسليم الظاهر عند عدم تسليم الباطن مطابق للسان وعلى 

Page 60: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 60

 قالت األعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا {وجه جرى قوله تعالى هذا ال

ألنه " أو مسلم "  وقوله صلى اهللا عليه وسلم في حديث سعد }أسلمنا 

فضل أحدهما على اآلخر ويريد باالختالف تفاضل المسميين

وأما التداخل فموافق أيضا للغة في خصوص اإليمان وهو أن يجعل اإلسالم 

سليم بالقلب والقول والعمل جميعا واإليمان عبارة عن بعض ما عبارة عن الت

دخل في اإلسالم وهو التصديق بالقلب وهو الذي عنيناه بالتداخل وهو موافق 

اإليمان " للغة في خصوص اإليمان وعموم اإلسالم للكل وعلى هذا خرج قوله 

ا من ألنه جعل اإليمان خصوص" أي اإلسالم أفضل " في جواب قول السائل " 

اإلسالم فأدخله فيه

وأما استعماله فيه على سبيل الترادف بأن يجعل اإلسالم عبارة عن التسليم 

بالقلب والظاهر جميعا فإن كل تسليم وكذا اإليمان ويكون التصرف في اإليمان 

على الخصوص بتعميمه وإدخال الظاهر في معناه وهو جائز ألن تسليم 

 الباطن ونتيجته وقد يطلق اسم الشجر الظاهر بالقول والعمل ثمرة تصديق

ويراد به الشجر مع ثمره على سبيل التسامح فيصير بهذا القدر من التعميم 

 {مرادفا السم اإلسالم ومطابقا له فال يزيد عليه وال ينقص وعليه خرج قوله 

{ فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين

_________

بني اإلسالم على خمس" حديث  - ( 1 ) "

أخرجاه من حديث ابن عمر

سئل عن اإليمان فأجاب بهذه الخمس" حديث  - ( 2 ) "

أخرجه البيهقي في االعتقاد من حديث ابن عباس في قصة وفد عبد القيس 

شهادة أن ال إله إال اهللا وأن محمدا رسول اهللا وأن تقيموا : تدرون ما اإليمان " 

والحديث في "  البيت الحرام الصالة وتؤتوا الزكاة وتصوموا رمضان وتحجوا

وأن تؤتوا خمسا من المغنم" الصحيحين لكن ليس فيه ذكر الحج وزاد  "

فقال أن تؤمن باهللا ومالئكته " حديث جبريل لما سأله عن اإليمان  - ( 3 )

Page 61: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 61

وكتبه ورسله واليوم اآلخر وبالبعث بعد الموت وبالحساب وبالقدر خيره وشره 

 بذكر الخصال الخمسفما اإلسالم ؟ فأجاب: فقال  "

" الحساب " أخرجاه من حديث أبي هريرة ومسلم من حديث عمر دون ذكر 

فرواه البيهقي في البعث وقد تقدم

أعطى رجال عطاء ولم يعط اآلخر فقال له سعد يا رسول " حديث سعد  - ( 4 )

اهللا تركت فالنا لم تعطه وهو مؤمن فقال صلى اهللا عليه وسلم أو مسلم 

يه فأعاد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلمفأعاد عل "

أخرجاه بنحوه

اإلسالم فقال أي اإلسالم : سئل أي األعمال أفضل ؟ فقال " حديث  - ( 5 )

" أفضل فقال اإليمان

فقال يا " أخرجه أحمد والطبراني من حديث عمرو بن عنبسة بالشطر األخير 

صحيحوإسناده " رسول اهللا أي اإلسالم أفضل قال اإليمان 

عن الحكم الشرعي: البحث الثالث 

واإلسالم واإليمان حكمان أخروي ودنيوي

أما األخروي فهو اإلخراج من النار ومنع التخليد إذ قال رسول اهللا صلى اهللا 

 ) " 1( يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان " عليه وسلم 

ا يترتب ؟ وعبروا عنه بأن اإليمان ماذا وقد اختلفوا في أن هذا الحكم على ماذ

Page 62: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 62

هو ؟ فمن قائل إنه مجرد العقد ومن قائل يقول إنه عقد بالقلب وشهادة 

باللسان ومن قائل فال يزيد ثالثا وهو العمل باألركان ونحن نكشف الغطاء عنه 

: ونقول

من جمع بين هذه الثالثة فال خالف في أن مستقره الجنة وهذه درجة

 وهو القول والعقد وبعض األعمال ­أن يوجد اثنان وبعض الثالث : ية الدرجة الثان

خرج بهذا :  ولكن ارتكب صاحبه كبيرة أو بعض الكبائر فعند هذا قالت المعتزلة ­

عن اإليمان ولم يدخل في الكفر بل اسمه فاسق وهو على منزلة بين 

المنزلتين وهو مخلد في النار وهذا باطل كما سنذكره

أن يوجد التصديق بالقلب والشهادة باللسان دون األعمال : الثة الدرجة الث

العمل بالجوارح من : بالجوارح وقد اختلفوا في حكمه فقال أبو طالب المكي 

اإليمان وال يتم دونه وادعى اإلجماع فيه واستدل بأدلة تشعر بنقيض غرضه 

ن العمل وراء  إذ هذا يدل على أ} الذين آمنوا وعملوا الصالحات {كقوله تعالى 

اإليمان ال من نفس اإليمان وإال فيكون العمل في حكم المعاد ؟ والعجب أنه 

ال " ادعى اإلجماع في هذا وهو مع ذلك ينقل قوله صلى اهللا عليه وسلم 

وينكر على المعتزلة قولهم بالتخليد  ) " 2( يكفر أحد إال بعد جحوده لما أقر به 

ذا قائل بنفس مذهب المعتزلة إذ يقال له في النار بسبب الكبائر والقائل به

من صدق بقلبه وشهد بلسانه ومات في الحال فهل هو في الجنة ؟ فالبد أن 

يقول نعم وفيه حكم بوجود اإليمان دون العمل فنزيد ونقول لو بقي حيا حتى 

دخل عليه وقت صالة واحدة فتركها ثم مات أو زنى ثم مات فهل يخلد في 

 فهو مراد المعتزلة وإن قال ال فهو تصريح بأن العمل ليس النار ؟ فإن قال نعم

ركنا من نفس اإليمان وال شرطا في وجوده وال في استحقاق الجنة به وإن 

قال أردت به أن يعيش مدة طويلة وال يصلى وال يقدم على شيء من األعمال 

الشرعية فنقول فما ضبط تلك المدة وما عدد تلك الطاعات التي بتركها يبطل 

اإليمان وما عدد الكبائر التي بارتكابها يبطل اإليمان ؟ وهذا ال يمكن التحكم 

بتقديره ولم يصر إليه صائر أصال

Page 63: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 63

أن يوجد التصديق بالقلب قبل أن ينطق اللسان أو يشتغل : الدرجة الرابعة 

وهذا مما اختلف : باألعمال ومات فهل نقول مات مؤمنا بينه وبين اهللا تعالى 

القول لتمام اإليمان يقول هذا مات قبل اإليمان وهو فاسد إذ فيه ومن شرط 

يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من " قال صلى اهللا عليه وسلم 

وهذا قلبه طافح باإليمان فكيف يخلد في النار ؟ ولم يشترط في " اإليمان 

وكتبه حديث جبريل عليه السالم لإليمان إال التصديق باهللا تعالى ومالئكته 

واليوم اآلخر كما سبق

أن يصدق بالقلب ويساعده من العمر مهلة النطق بكلمتي : الدرجة الخامسة 

الشهادة وعلم وجوبها ولكنه لم ينطق بها فيحتمل أن يجعل امتناعه عن 

النطق كامتناعه عن الصالة ونقول هو مؤمن غير مخلد في النار واإليمان هو 

اإليمان فالبد أن يكون اإليمان موجودا التصديق المحض واللسان ترجمان 

بتمامه قبل اللسان حتى يترجمه اللسان وهذا هو األظهر إذ ال مستند إال 

. اتباع موجب األلفاظ ووضع اللسان أن اإليمان هو عبارة عن التصديق بالقلب 

وال ينعدم " يخرج من كان في قلبه مثقال ذرة " وقد قال صلى اهللا عليه وسلم 

 القلب بالسكوت عن النطق الواجب كما ال ينعدم بالسكوت عن اإليمان من

القول ركن إذ ليس كلمتا الشهادة إخبارا عن : الفعل الواجب وقال قائلون 

القلب بل هو إنشاء عقد آخر وابتداء شهادة والتزام واألول أظهر وقد غال في 

من وإن عصى هذا طائفة المرجئة فقالوا هذا ال يدخل النار أصال وقالوا إن المؤ

فال يدخل النار وسنبطل ذلك عليهم

ولكن " ال إله إال اهللا محمد رسول اهللا " أن يقول بلسانه : الدرجة السادسة 

لم يصدق بقلبه فال نشك في أن هذا في حكم اآلخرة من الكفار وأنه مخلد 

في النار وال نشك في أنه في حكم الدنيا للذي يتعلق باألئمة والوالة من 

ن ألن قلبه ال يطلع عليه وعلينا أن نظن به أنه ما قاله بلسانه إال وهو المسلمي

منطو عليه في قلبه وإنما نشك في أمر ثالث هو الحكم الدنيوي فيما بينه 

وبين اهللا تعالى وذلك بأن يموت له في الحال قريب مسلم ثم يصدق بعد ذلك 

Page 64: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 64

والميراث اآلن بقلبه ثم يستفتي ويقول كنت غير مصدق بالقلب حالة الموت 

في يدي فهل يحل لي بيني وبين اهللا تعالى ؟ أو نكح مسلمة ثم صدق بقلبه 

هل تلزمه إعادة النكاح ؟ هذا محل نظر فيحتمل أن يقال أحكام الدنيا منوطة 

بالقول الظاهر ظاهرا وباطنا ويحتمل أن يقال تناط بالظاهر في حق غيره ألن 

 في نفسه بينه وبين اهللا تعالى واألظهر باطنه غير ظاهر لغيره وباطنه ظاهر له

والعلم عند اهللا تعالى أنه ال يحل له ذلك الميراث ويلزمه إعادة النكاح ولذلك 

كان حذيفة رضي اهللا عنه ال يحضر جنازة من يموت من المنافقين وعمر رضي 

اهللا عنه كان يراعي ذلك منه فال يحضر إذا لم يحضر حذيفة رضي اهللا عنه 

والتوقي عن الحرام أيضا . ل ظاهر في الدنيا وإن كانت من العبادات والصالة فع

طلب الحالل " من جملة ما يجب هللا كالصالة لقوله صلى اهللا عليه وسلم 

وليس هذا مناقضا لقولنا إن اإلرث حكم اإلسالم وهو " فريضة بعد فريضة 

 وهذه. االستسالم بل االستسالم التام هو ما يشتمل الظاهر والباطن 

مباحث فقهية تبنى على ظواهر األلفاظ والعمومات واألقيسة فال ينبغي أن 

يظن القاصر في العلوم أن المطلوب فيه القطع من حيث جرت العادة بإيراده 

في فن الكالم الذي يطلب فيه القطع فما أفلح من نظر إلى العادات والمراسم 

 حجة بطالن قولهم ؟ فما شبهة المعتزلة والمرجئة وما: في العلوم فإن قلت 

فأقول شبهتهم عمومات القرآن أما المرجئة فقالوا ال يدخل المؤمن النار وإن 

 } فمن يؤمن بربه فال يخاف بخسا وال رهقا {أتى بكل المعاصر لقوله عز وجل 

 اآلية } والذين آمنوا باهللا ورسله أولئك هم الصديقون {ولقوله سبحانه وتعالى 

 فكذبنا وقلنا ­ إلى قوله ­قي فيها فوج سألتهم خزتنها  كلما أل{ولقوله تعالى 

 عام فينبغي أن يكون } كلما ألقي فيها فوج { فقوله }ما نزل اهللا من شيء 

 ال يصالها إال األشقى الذي كذب {من ألقي في النار مكذبا ولقوله تعالى 

 من جاء بالحسنة فله خير { وهذا حصر وإثبات ونفي ولقوله تعالى }وتولى 

 واهللا { فاإليمان رأس الحسنات ولقوله تعالى }منها وهم من فزع يومئذ آمنون 

 وال حجة } إنا ال نضيع أجر من أحسن عمال { وقال تعالى }يحب المحسنين 

Page 65: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 65

لهم في ذلك فإنه حيث ذكر اإليمان في هذه اآليات أريد به اإليمان مع العمل 

و الموافقة بالقلب والقول إذ بينا أن اإليمان قد يطلق ويراد به اإلسالم وه

والعمل ودليل هذا التأويل أخبار كثيرة في معاقبة العاصين ومقادير العقاب 

" يخرج من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان " وقوله صلى اهللا عليه وسلم 

 إن اهللا ال يغفر أن يشرك {فكيف يخرج إذا لم يدخل ؟ ومن القرآن قوله تعالى 

 واالستثناء بالمشيئة يدل على االنقسام }ك لمن يشاء به ويغفر ما دون ذل

 } ومن يعص اهللا ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها {وقوله تعالى 

 وقال } أال إن الظالمين في عذاب مقيم {وتخصيصه بالكفر تحكم وقوله تعالى 

 فهذه العمومات في } ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار {تعالى 

موماتهم وال بد من تسليط التخصص والتأويل على الجانبين ألن معارضة ع

 وإن منكم إال واردها {بل قوله تعالى  ) 3( األخبار مصرحة بأن العصاة يعذبون 

 كالصريح في أن ذلك البد منه للكل إذ ال يخلو مؤمن عن ذنب يرتكبه وقوله }

ن جماعة  أراد به م} ال يصالها إال األشقى الذي كذب وتولى {تعالى 

 كلما ألقي فيها {مخصوصين أو أراد باألشقى شخصا معينا أيضا وقوله تعالى 

ومن هذه .  أي فوج من الكفار وتخصيص العمومات قريب }فوج سألهم خزنتها 

اآلية وقع لألشعري وطائفة من المتكلمين إنكار صيغ العموم وأن هذه األلفاظ 

وأما المعتزلة فشبهتهم قوله . يتوقف فيها إلى ظهور قرينة تدل على معناها 

 { وقوله تعالى } وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى {تعالى 

 وقوله تعالى }والعصر إن اإلنسان لفي خسر إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات 

 ثم ننجي الذين { ثم قال } وإن منكم إال واردها كان على ربك حتما مقضيا {

 وكل آية ذكر } ومن يعص اهللا ورسوله فإن له نار جهنم {لى  وقوله تعا}اتقوا 

 ومن يقتل مؤمنا {اهللا عز وجل العمل الصالح فيها مقرونا باإليمان وقوله تعالى 

 وهذه العمومات أيضا مخصوصة بدليل قوله }متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها 

ئة في  فينبغي أن تبقى له مشي} ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء {تعالى 

مغفرة ما سوى الشرك

Page 66: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 66

يخرج من النار من كان في قلبه مثقال " وكذلك قوله صلى اهللا عليه وسلم 

 وقوله } إنا ال نضيع أجر من أحسن عمال {: وقوله تعالى " ذرة من إيمان 

 فكيف يضيع أجر أصل اإليمان } إن اهللا ال يضيع أجر المحسنين {: تعالى 

 } ومن يقتل مؤمنا متعمدا {: وقوله تعالى وجميع الطاعات بمعصية واحدة ؟ 

فقد مال االختيار إلى : فإن قلت . أي إليمانه وقد ورد على مثل هذا السبب 

اإليمان عقد : وقد اشتهر عن السلف قولهم . أن اإليمان حاصل دون العمل 

ال يبعد أن يعد العمل من اإليمان ألنه مكمل له . وقول وعمل فما معناه ؟ قلنا 

 كما يقال الرأس واليدان من اإلنسان ومعلوم أنه يخرج عن كونه إنسانا ومتمم

بعدم الرأس وال يخرج عنه بكونه مقطوع اليد وكذلك يقال التسبيحات 

والتكبيرات من الصالة وإن كانت ال تبطل بفقدها فالتصديق بالقلب من اإليمان 

طراف بعضها كالرأس من وجود اإلنسان إذ ينعدم بعدمه وبقية الطاعات كاأل

ال يزني الزاني حين يزني " أعلى من بعض وقد قال صلى اهللا عليه وسلم 

والصحابة رضي اهللا عنهم ما اعتقدوا مذهب المعتزلة في  ) " 4( وهو مؤمن 

الخروج عن اإليمان بالزنا ولكن معناه غير مؤمن حقا إيمانا تاما كامال كما يقال 

ن أي ليس له الكمال الذي هو وراء للعاجز المقطوع األطراف هذا ليس إلنسا

حقيقة اإلنسانية

_________

يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من اإليمان" حديث  - ( 1 ) "

اذهبوا فمن " أخرجاه من حديث أبي سعيد الخدري في الشفاعة وفيه 

ولهما من حديث " الحديث . . . وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه 

 من ­ أو خردلة ­فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة " نس أ

يخرج من النار من " وله تعليقا من حديث أنس " منهما " لفظ البخاري " إيمان 

" وهو عندهما متصل بلفظ " قال ال إله إال اهللا وفي قلبه وزن ذرة من إيمان 

إيمان" مكان " خير  "

ا أحدا إال بجحود بما أقر بهال تكفرو" حديث  - ( 2 ) "

Page 67: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 67

لن يخرج أحد من " أخرجه الطبراني في األوسط من حديث أبي سعيد 

وإسناده ضعيف" اإليمان إال بجحود ما دخل فيه 

تعذيب العصاة" حديث  - ( 3 ) "

ليصيبن أقواما سفع من النار بذنوب أصابوها " أخرجه البخاري من حديث أنس 

ذكر الموت عدة أحاديثويأتي في " الحديث . . . 

ال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" حديث  - ( 4 ) "

متفق عليه من حديث أبي هريرة

اإليمان يزيد وينقص) [ مسألة  ) ]

 يزيد بالطاعة ­فقد اتفق السلف على أن اإليمان يزيد وينقص : فإن قلت 

تصور فيه زيادة وال  فإذا كان التصديق هو اإليمان فال ي­وينقص بالمعصية 

السلف هم الشهود العدول وما ألحد عن قولهم عدول فما : نقصان ؟ فأقول 

ذكروه حق وإنما الشأن في فهمه وفيه دليل على أن العمل ليس من أجزاء 

اإليمان وأركان وجوده بل هو مزيد عليه به والزائد موجود والناقص موجود 

اإلنسان يزيد برأسه بل يقال يزيد والشيء ال يزيد بذاته فال يجوز أن يقال 

بلحيته وسمنه وال يجوز أن يقال الصالة تزيد بالركوع والسجود بل تزيد باآلداب 

والسنن فهذا تصريح بأن اإليمان له وجود ثم بعد الوجود يختلف حاله بالزيادة 

فاإلشكال قائم في أن التصديق كيف يزيد وينقض وهو : فإن قلت . والنقصان 

Page 68: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 68

إذا تركنا المداهنة ولم نكترث بتشغيب من تشغب :  ؟ فأقول خصلة واحدة

اإليمان اسم مشترك يطلق من ثالثة : وكشفنا الغطاء ارتفع اإلشكال فنقول 

أنه يطلق للتصديق بالقلب على سبيل االعتقاد والتقليد من غير : أوجه األول 

ص وهذا كشف وانشراح صدر وهو إيمان العوام بل إيمان الخلق كلهم إال الخوا

االعتقاد عقدة عن القلب تارة تشتد وتقوى وتارة تضعف وتسترخي كالعقدة 

وال تستبعد هذا واعتبره باليهودي وصالبته في عقيدته . على الخيط مثال 

التي ال يمكن نزوعه عنها بتخويف وتحذير وال بتخييل ووعظ وال تحقيق وبرهان 

 بأدنى كالم ويمكن وكذلك النصراني والمبتدعة وفيهم من يمكن تشكيكه

استنزاله عن اعتقاده بأدنى استمالة أو تخويف مع أنه غير شاك في عقده 

وهذا موجود في االعتقاد الحق . كاألول ولكنهما متفاوتان في شدة التصميم 

أيضا والعمل يؤثر في نماء هذا التصميم وزيادته كما يؤثر سقي الماء في نماء 

 ليزدادوا إيمانا {:  وقال تعالى }دتهم إيمانا  فزا{: األشجار ولذلك قال تعالى 

" وقال صلى اهللا عليه وسلم فيما يروي في بعض األخبار  . }مع إيمانهم 

وذلك بتأثير الطاعات في القلب وهذا ال يدركه إال  ) " 1( اإليمان يزيد وينقص 

من راقب أحوال نفسه في المواظبة على العبادة والتجرد لها بحضور القلب 

وقات الفتور وإدراك التفاوت في السكون إلى عقائد اإليمان في هذه مع أ

األحوال حتى يزيد عقده استعصاء على من يريد حله بالتشكيك بل من يعتقد 

في اليتيم معنى الرحمة إذا عمل بموجب اعتقاده فمسح رأسه وتلطف به 

واضع وكذلك معتقد الت: أدرك من باطنه تأكيد الرحمة وتضاعفها بسبب العمل 

إذا عمل بموجه عمال مقبال أو ساجدا لغيره أحس من قلبه بالتواضع عند 

وهكذا جميع صفات القلب تصدر منها أعمال الجوارح ثم . إقدامه على الخدمة 

يعود أثر األعمال عليها فيؤكدها ويزيدها وسيأتي هذا في ربع المنجيات 

 بالعقائد والقلوب فإن والمهلكات عند بيان وجه تعلق الباطن بالظاهر واألعمال

ذلك من جنس تعلق الملك بالملكوت وأعني بالملك عالم الشهادة المدرك 

بالحواس وبالملكوت عالم الغيب المدرك بنور البصيرة والقلب من عالم 

Page 69: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 69

ولطف االرتباط ودقته بين . الملكوت واألعضاء وأعمالها من عالم الملك 

أحدهما اآلخر وظن آخرون أنه العالمين انتهى إلى حد ظن بعض الناس اتحد 

ومن أدرك األمرين . ال عالم إال عالم بالشهادة وهو من األجسام المحسوسة 

: وأدرك تعددهما ثم ارتباطهما عبر عنه فقال

 وتشابها فتشاكل األمر...رق الزجاج ورقت الخمر 

 وكأنما قدح وال خمر...فكأنما خمر وال قدح 

لم خارج عن علم المعاملة ولكن بين العلمين ولنرجع إلى المقصود فإن هذا الع

أيضا اتصال وارتباط فلذلك ترى علوم المكاشفة تتسلق كل ساعة على علوم 

المعاملة إلى أن تنكشف عنها بالتكليف فهذا وجه زيادة اإليمان بالطاعة 

إن اإليمان ليبدو لمعة : بموجب هذا اإلطالق ولهذا قال علي كرم اهللا وجهه 

مل العبد الصالحات نمت فزادت حتى يبيض القلب كله وإن النفاق بيضاء فإذا ع

ليبدو نكتة سوداء فإذا انتهك الحرمات نمت وزادت حتى يسود القلب كله 

 } كال بل ران على قلوبهم {: فيطبع عليه فذلك هو الختم وتال قوله تعالى 

 صلى اهللا أن يراد به التصديق والعمل جميعا كما قال: اإلطالق الثاني . اآلية 

" وقال صلى اهللا عليه وسلم  ) " 2( اإليمان بضع وسبعون بابا " عليه وسلم 

وإذا دخل العمل في مقتضى لفظ " ال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن 

اإليمان لم تخف زيادته ونقصانه وهل يؤثر ذلك في زيادة اإليمان الذي هو 

: اإلطالق الثالث . يؤثر فيه مجرد التصديق ؟ هذا فيه نظر وقد أشرنا إلى أنه 

ن يراد به التصديق اليقيني على سبيل الكشف وانشراح الصدر والمشاهدة 

بنور البصيرة وهذا أبعد األقسام عن قبول الزيادة ولكني أقول األمر اليقيني 

الذي ال شك فيه تختلف طمأنينة النفس إليه فليس طمأنينة النفس إلى أن 

مأنينتها إلى أن العالم مصنوع حادث وإن كان ال شك االثنين أكثر من الواحد كط

في واحد منهما فإن اليقينات تختلف في درجات اإليضاح ودرجات طمأنينة 

النفس إليها وقد تعرضنا لهذا في فصل اليقين من كتاب العلم في باب عالمات 

 وقد ظهر في جميع اإلطالقات أن ما قالوه. علماء اآلخرة فال حاجة إلى اإلعادة 

Page 70: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 70

أنه يخرج من النار من كان " من زيادة اإليمان ونقصانه حق وكيف في األخبار 

( مثقال دينار " وفي بعض المواضع في خبر آخر " في قلبه ثقال ذرة من إيمان 

فأي معنى الختالف مقاديره إن كان ما في القلب ال يتفاوت ؟ ) " 3

_________

اإليمان يزيد وينقص" حديث  - ( 1 ) "

 ابن عدي في الكامل وأبو الشيخ في كتاب الثواب من حديث أبي أخرجه

هريرة وقال ابن عدي باطل فيه محمد بن أحمد بن حرب الملحي يتعمد 

الكذب وهو عند ابن ماجه موقوف على أبي هريرة وابن عباس وأبي الدرداء

أدناها " وذكر بعد هذا فزاد فيه " اإليمان بضع وسبعون بابا " حديث  - ( 2 )

" إماطة األذى عن الطريق

زاد " اإليمان بضع وسبعون " أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة 

فذكره ورواه بلفظ " وأفضلها قول ال إله إال اهللا وأدناها " مسلم في رواية 

المصنف الترمذي وصححه

ال يخرج من النار من كان في قلبه مثقال دينار" حديث  - ( 3 ) "

ديث أبي سعيد وسيأتي ذكر الموت وما بعدهمتفق عليه من ح

أنا مؤمن إن شاء اهللا: في قول ) [ مسألة  ) ]

[ المسألة ]

Page 71: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 71

واالستثناء شك " أنا مؤمن إن شاء اهللا " ما وجه قول السلف : فإن قلت 

والشك في اإليمان كفر ؟

وقد كانوا كلهم يمتنعون عن جزم الجواب باإليمان ويحترزون عنه

من قال أنا مؤمن عند اهللا فهو من الكذابين : قال سفيان الثوري رحمه اهللا ف

ومن قال أنا مؤمن حقا فهو بدعة

فكيف يكون كاذبا وهو يعلم أنه مؤمن في نفسه ومن كان مؤمنا في نفسه 

كان مؤمنا عند اهللا ؟

كما أن من كان طويال وسخيا في نفسه وعلم ذلك كان كذلك عند اهللا وكذا 

ن مسرورا أو حزينا أو سميعا أو بصيرامن كا

ولو قيل لإلنسان هل أنت حيوان لم يحسن أن يقول أنا حيوان إن شاء اهللا

ولما قال سفيان ذلك قيل له فماذا نقول ؟

قولوا آمنا باهللا وما أنزل إلينا: قال 

وأي فرق بين أن يقول آمنا باهللا وما أنزل إلينا وبين أن يقول أنا مؤمن ؟

إن شاء اهللا: أمؤمن أنت ؟ فقال : لحسن وقيل ل

لم تستثني يا أبا سعيد في اإليمان ؟: فقيل له 

أخاف أن أقول نعم فيقول اهللا سبحانه كذبت يا حسن فتحق علي : فقال 

الكلمة

ما يؤمنني أن يكون اهللا سبحانه قد اطلع علي في بعض ما يكره : وكان يقول 

أنا أعمل في غير معمل ؟فمقتني وقال اذهب ال قبلت لك عمال ف

ال إله إال اهللا: إذا قيل لك أمؤمن أنت ؟ فقل : وقال إبراهيم بن أدهم 

قل أنا ال أشك في اإليمان وسؤالك إياي بدعة: وقال مرة 

Page 72: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 72

أرجو إن شاء اهللا: أمؤمن أنت ؟ قال : وقيل لعلقمة 

 نحن عند نحن مؤمنون باهللا ومالئكته وكتبه ورسله وما ندري ما: وقال الثوري 

اهللا تعالى

فما معنى هذه االستثناءات ؟

أن هذا االستثناء صحيح وله أربعة أوجه: فالجواب 

وجهان مستندان إلى الشك ال في أصل اإليمان ولكن في خاتمته أو كماله

ووجهان ال يستندان إلى الشك

 الذي ال يستند إلى معارضة الشك­] من الجواب [ الوجه األول  :

حتراز من الجزم خيفة ما فيه من تزكية النفساال

 فال تزكوا أنفسكم{: قال اهللا تعالى  }

 ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم{: وقال  }

 انظر كيف يفترون على اهللا الكذب{: وقال تعالى  }

ثناء المرء على نفسه: ما الصدق القبيح ؟ فقال : وقيل لحكيم 

والجزم تزكية مطلقة وصيغة االستثناء كأنها واإليمان من أعلى صفات المجد 

أنت طبيب أو فقيه أو مفسر ؟ : ثقل من عرف التزكية كما يقال لإلنسان 

نعم إن شاء اهللا ال في معرض التشكيك ولكن إلخراج نفسه عن : فيقول 

تزكية نفسه

Page 73: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 73

فالصيغة صيغة الترديد والتضعيف لنفس الخبر ومعناه التضعيف لالزم من لوازم 

 وهو التزكيةالخبر

وبهذا التأويل لو سئل عن وصف ذم لم يحسن االستثناء

من الجواب الذي ال يستند إلى معارضة الشك [ الوجه الثاني  ] :

التأدب بذكر اهللا تعالى في كل حال وإحالة األمور كلها إلى مشيئة اهللا 

سبحانه

 وال تقولن {: ى فقد أدب اهللا سبحانه نبيه صلى اهللا عليه وسلم فقال تعال

{ لشيء إني فاعل ذلك غدا إال أن يشاء اهللا

 لتدخلن المسجد {: ثم لم يقتصر على ذلك فيما ال يشك فيه بل قال تعالى 

{ الحرام إن شاء اهللا آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين

وكان اهللا سبحانه عالما بأنهم يدخلون ال محالة وأنه شاءه ولكن المقصود 

تعليمه ذلك

ب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم في ما كان يخبر عنه معلوما كان أو فتأد

السالم عليكم : " مشكوكا حتى قال صلى اهللا عليه وسلم لما دخل المقابر 

1( دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء اهللا بكم الحقون  ) "

واللحوق بهم غير مشكوك فيه ولكن مقتضى األدب ذكر اهللا تعالى وربط األمور 

 وهذه الصيغة دالة عليه حتى صار بعرف االستعمال عبارة عن إظهار .به 

Page 74: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 74

الرغبة والتمني فإذا قيل لك إن فالنا يموت سريعا فتقول إن شاء اهللا فيفهم 

منه رغبتك ال تشككك وإذا قيل لك فالن سيزول مرضه ويصح فتقول إن شاء 

اهللا بمعنى الرغبة

ى معنى الرغبة وكذلك فقد صارت الكلمة معدولة عن معنى التشكيك إل

العدول إلى معنى التأدب لذكر اهللا تعالى كيف كان األمر

_________

السالم عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن : لما دخل المقابر قال " حديث  - ( 1 )

" شاء اهللا بكم الحقون

أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة

من الجواب ومسنده الشك [ الوجه الثالث  ] :

مستنده الشك ومعناه أنا مؤمن حقا إن شاء اهللا إذ قال اهللا تعالى لقوم 

 فانقسموا إلى قسمين} أولئك هم المؤمنون حقا {مخصوصين بأعيانهم 

ويرجع هذا إلى الشك في كمال اإليمان ال في أصله وكل إنسان شاك في 

كمال إيمانه وذلك ليس بكفر

والشك في كمال اإليمان حق من وجهين

من حيث إن النفاق يزيل كمال اإليمان وهو خفي ال تتحقق البراءة : ما أحده

منه

Page 75: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 75

أنه يكمل بأعمال الطاعات وال يدري وجودها على الكمال: والثاني 

 إنما المؤمنون الذين آمنوا باهللا ورسوله ثم لم {: أما العمل فقد قال اهللا تعالى 

 }لئك هم الصادقون يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اهللا أو

فيكون الشك في هذا الصدق

 ولكن البر من آمن باهللا واليوم اآلخر والمالئكة {: وكذلك قال اهللا تعالى 

 فشرط عشرين وصفا كالوفاء بالعهد والصبر على الشدائد}والكتاب والنبيين 

 أولئك الذين صدقوا{: ثم قال تعالى  }

وا منكم والذين أوتوا العلم درجات يرفع اهللا الذين آمن{: وقد قال تعالى  }

 اآلية} ال يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل {: وقال تعالى 

 هم درجات عند اهللا{: وقد قال تعالى  }

الحديث ) " 1( اإليمان عريان ولباسه التقوى " وقال صلى اهللا عليه وسلم 

أدناها إماطة األذى عن اإليمان بضع وسبعون بابا " وقال صلى اهللا عليه وسلم 

" الطريق

فهذا ما يدل على ارتباط كمال اإليمان باألعمال

" وأما ارتباطه بالبراءة عن النفاق والشرك الخفي فقوله صلى اهللا عليه وسلم 

من : أربع من كن فيه فهو منافق خالص وإن صام وإن صلى وزعم أنه مؤمن 

وفي  ) " 2( ذا خاصم فجر إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإ

وإذا عاهد غدر" بعض الروايات  "

قلب أجرد وفيه سراج يزهر : القلوب أربعة " وفي حديث أبي سعيد الخدري 

فذلك قلب المؤمن وقلب مصفح فيه إيمان ونفاق فمثل اإليمان فيه كمثل 

د البقلة يمدها الماء العذب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والصدي

غلبت عليه " وفي لفظ آخر  ) " 3( فأي المادتين غلب عليه حكم له بها 

" ذهبت به

4( أكثر منافقي هذه األمة قراؤها " وقال عليه السالم  ) "

5( الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا : " وفي حديث  ) "

Page 76: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 76

سول اهللا كان الرجل يتكلم بالكلمة على عهد ر" وقال حذيفة رضي اهللا عنه 

صلى اهللا عليه وسلم يصير بها منافقا إلى أن يموت وإني ألسمعها من 

6( أحدكم في اليوم عشر مرات  ) "

أقرب الناس من النفاق من يرى أنه برئ من النفاق: وقال بعض العلماء 

المنافقون اليوم أكثر منهم على عهد النبي صلى اهللا عليه : وقال حذيفة 

خفونه وهم اليوم يظهرونهوسلم فكانوا إذ ذاك ي

وهذا النفاق يضاد صدق اإليمان وكماله وهو خفي وأبعد الناس منه من 

يتخوفه وأقربهم منه من يرى أنه بريء منه

يقولون أن ال نفاق اليوم: فقد قيل للحسن البصري 

يا أخي لو هلك المنافقون الستوحشتم في الطريق: فقال 

قين أذناب ما قدرنا أن نطأ على األرض لو نبتت للمناف: وقال هو أو غيره 

بأقدامنا

أرأيت لو كان حاضرا : وسمع ابن عمر رضي اهللا عنه رجال يتعرض للحجاج فقال 

كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول : ال فقال : يسمع أكنت تتكلم فيه ؟ فقال 

7( اهللا صلى اهللا عليه وسلم  )

نين في الدنيا جعله اهللا ذا من كان ذا لسا: " وقال صلى اهللا عليه وسلم 

" لسانين في اآلخرة

شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤالء : " وقال أيضا صلى اهللا عليه وسلم 

" بوجه ويأتي هؤالء بوجه

إن قوما يقولون إنا ال نخاف النفاق: وقيل للحسن 

واهللا ألن أكون أعلم أني بريء من النفاق أحب إلي من قالع األرض : فقال 

باذه

إن من النفاق اختالف اللسان والقلب والسر والعالنية : وقال الحسن 

والمدخل والمخرج

لو كنت : إني أخاف أن أكون منافقا فقال : وقال رجل لحذيفة رضي اهللا عنه 

Page 77: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 77

منافقا ما خفت النفاق إن المنافق قد أمن النفاق

 من ­مائة  وفي رواية خمسين و­أدركت ثالثين ومائة : وقال ابن أبي مليكة 

أصحاب النبي صلى اهللا عليه وسلم كلهم يخافون النفاق

وروي أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كان جالسا في جماعة من أصحابه 

فذكروا رجال وأكثروا الثناء عليه

فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم الرجل ووجهه يقطر ماء من أثر الوضوء وقد علق 

جودنعله بيده وبين عينيه أثر الس

يا رسول اهللا هو هذا الرجل الذي وصفناه: فقالوا 

أرى على وجهه سفعة من الشيطان: فقال صلى اهللا عليه وسلم 

: فجاء الرجل حتى سلم وجلس مع القوم فقال النبي صلى اهللا عليه وسلم 

نشدتك اهللا هل حدثت نفسك حين أشرفت على القوم أنه ليس فيهم خير 

منك ؟

8 (اللهم نعم : فقال  )

اللهم إني أستغفرك لما علمت ولما " فقال صلى اهللا عليه وسلم في دعائه 

" لم أعلم

أتخاف يا رسول اهللا ؟: فقيل له 

وما يؤمنني والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء : فقال 

قيل في  ) 9 ( } وبدا لهم من اهللا ما لم يكونوا يحتسبون {وقد قال سبحانه 

عملوا أعماال ظنوا أنها حسنات فكانت في كفة السيئات: سير التف

لو أن إنسانا دخل بستانا فيه من جميع األشجار عليها : وقال سري السقطي 

. السالم عليك يا ولي اهللا : من جميع الطيور فخاطبه كل طير منها بلغة فقال 

فسكنت نفسه إلى ذلك كان أسيرا في يديها

عرفك خطر األمر بسبب دقائق النفاق والشرك الخفي فهذه األخبار واآلثار ت

وأنه ال يؤمن منه حتى كان عمر بن الخطاب رضي اهللا عنه يسأل حذيفة عن 

نفسه وأنه هل ذكر في المنافقين ؟

Page 78: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 78

سمعت من بعض األمراء شيئا فأردت أن أنكره فخفت : وقال سليمان الداراني 

يعرض لقلبي التزين أن يأمر بقتلى ولم أخف من الموت ولكن خشيت أن 

للخلق عند خروج روحي فكففت

وهذا من النفاق الذي يضاد حقيقة اإليمان وصدقه وكماله وصفاءه ال أصله

: فالنفاق نفاقان

يخرج من الدين ويلحق بالكافرين ويسلك في زمرة المخلدين في : أحدهما 

النار

ن ويحط من يفضي بصاحبه إلى النار مدة أو ينقص من درجات عليي: والثاني 

وأصل هذا . رتبة الصديقين وذلك مشكوك فيه ولذلك حسن االستثناء فيه 

النفاق تفاوت بين السر والعالنية واألمن من مكر اهللا والعجب وأمور أخر ال يخلو 

عنها إال الصديقون

_________

اإليمان عريان" حديث  - ( 1 ) "

تقدم في العلم

 منافق خالص وإن صام وصلى وزعم إنه أربع من كن فيه فهو" حديث  - ( 2 )

من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإذا خاصم فجر: مؤمن  "

متفق عليه من حديث عبد اهللا بن عمرو

قلب أجرد وفيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن : القلوب أربعة " حديث  - ( 3 )

بقلة يمدها الماء وقلب مصفح فيه إيمان ونفاق فمثل اإليمان فيه كمثل ال

العذب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والصديد فأي المادتين غلب 

" حكم له بها

أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد وفيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه

أكثر منافقي هذه األمة قراؤها" حديث  - ( 4 ) "

أخرجه أحمد والطبراني من حديث عقبة بن عامر

الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا" حديث  - ( 5 ) "

Page 79: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 79

أخرجه أبو يعلى وابن عدي وابن حبان في الضعفاء من حديث أبي بكر وألحمد 

والطبراني نحوه من حديث أبي موسى وسيأتي في ذم الجاه والرياء

كان الرجل يتكلم بالكلمة على عهد رسول اهللا صلى " حديث حذيفة  - ( 6 )

وسلم يصير بها منافقا إلى أن يموت وإني ألسمعها من أحدكم في اهللا عليه 

" اليوم عشر مرات

المنافقون اليوم أكثر منهم " أخرجه أحمد بإسناد فيه جهالة وحديث حذيفة 

على عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فكانوا إذ ذاك يخفونه وهم اليوم 

هو خفي وأبعد الناس منه يظهرونه وهذا النفاق يضاد صدق اإليمان وكماله و

" من يتخوفه وأقربهم منه من يرى أنه بريء منه

بدل أكثر" . شر " أخرجه البخاري إال أنه قال 

أرأيت لو كان : سمع ابن عمر رجال يتعرض للحجاج فقال " حديث  - ( 7 )

كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول اهللا : ال قال : حاضرا أكنت تتكلم فيه قال 

 عليه وسلمصلى اهللا "

رواه أحمد والطبراني بنحوه وليس فيه ذكر الحجاج

كان جالسا في جماعة من أصحابه فذكروا رجال فأكثروا من " حديث  - ( 8 )

الثناء عليه فبينما هم كذلك إذ طلع رجل عليهم ووجهه يقطر ماء من أثر 

سول اهللا يا ر: الوضوء وقد علق نعله بين يديه وبين عينيه أثر السجود فقالوا 

أرى على وجهه : هو هذا الرجل الذي وصفناه فقال صلى اهللا عليه وسلم 

سفعة من الشيطان فجاء الرجل حتى سلم وجلس مع القوم فقال النبي 

نشدتك اهللا هل حدثت نفسك حين أشرفت على : صلى اهللا عليه وسلم 

اللهم نعم: القوم أنه ليس فيهم خير منك ؟ فقال  "

ار والدارقطني من حديث أنسأخرجه أحمد والبز

أتخاف : اللهم إني أستغفرك لما علمت ولما لم أعلم فقيل له " حديث  - ( 9 )

وما يؤمنني والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها : يا رسول اهللا فقال 

 وبدا لهم من اهللا ما لم يكونوا يحتسبون{: كيف يشاء وقد قال سبحانه  } "

Page 80: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 80

اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن " يث عائشة أخرجه مسلم من حد

" وألبي بكر بن الضحاك في الشمائل في حديث مرسل " شر ما لم أعمل 

" وشر ما أعلم وشر ما ال أعلم

من الجواب ومسنده الشك [ الوجه الرابع  ] :

وهو أيضا مستند إلى الشك وذلك من خوف الخاتمة فإنه ال يدري أيسلم له 

يمان عند الموت أم ال ؟اإل

فإن ختم له بالكفر حبط عمله السابق ألنه موقوف على سالمة اآلخر

أنا صائم قطعا فلو أفطر : ولو سئل الصائم ضحوة النهار عن صحة صومه فقال 

في أثناء نهاره بعد ذلك لتبين كذبه إذ كانت الصحة موقوفة على التمام إلى 

غروب الشمس من آخر النهار

النهار ميقات تمام الصوم فالعمر ميقات تمام صحة اإليمان ووصفه وكما أن 

بالصحة قبل آخره بناء على االستصحاب وهو مشكوك فيه والعاقبة مخوفة 

وألجلها كان بكاء أكثر الخائفين ألجل أنها ثمرة القضية السابقة والمشيئة 

 البشر األزلية التي ال تظهر إال بظهور المقضى به وال مطلع عليه ألحد من

فخوف الخاتمة كخوف السابقة وربما يظهر في الحال ما سبقت الكلمة 

بنقيضه فمن الذي يدري أنه من الذين سبقت لهم من اهللا الحسنى ؟

 أي بالسابقة } وجاءت سكرة الموت بالحق {وقيل في معنى قوله تعالى 

Page 81: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 81

يعني أظهرتها

إنما يوزن من األعمال خواتيمها: وقال بعض السلف 

أبو الدرداء رضي اهللا عنه يحلف باهللا ما من أحد يأمن أن يسلب إيمانه إال وكان 

سلبه

وقيل هي . من الذنوب ذنوب عقوبتها سوء الخاتمة نعوذ باهللا من ذلك : وقيل 

عقوبات دعوى الوالية والكرامة باالفتراء

لو عرضت علي الشهادة عند باب الدار والموت على : وقال بعض العارفين 

 عند باب الحجرة الخترت الموت على التوحيد عند باب الحجرة ألني ال التوحيد

أي أنه لو كان [ أدري ما يعرض لقلبي من التغيير عن التوحيد إلى باب الدار ؟ 

خارجا فيموت على التوحيد عند باب الحجرة أفضل له من االستمرار إلى باب 

دار الحديث . الدار حيث الشهادة لخوفه مما قد يعرض لقلبه أثناء ذلك ]

لو عرفت واحدا بالتوحيد خمسين سنة ثم حال بيني وبينه : وقال بعضهم 

سارية ومات لم أحكم أنه مات على التوحيد

1( من قال أنا مؤمن فهو كافر ومن قال أنا عالم فهو جاهل " وفي الحديث  ) "

  صدقا لمن مات على} وتمت كلمات ربك صدقا وعدال {وقيل في قوله تعالى 

 وهللا عاقبة األمور{اإليمان وعدال لمن مات على الشرك وقد قال تعالى  }

فمهما كان الشك بهذه المثابة كان االستثناء واجبا ألن اإليمان عبارة عما يفيد 

وما فسد قبل الغروب فيخرج عن . الجنة كما أن الصوم عبارة عما يبرئ الذمة 

كونه صوما

 عن الصوم الماضي الذي ال يشك فيه بعد فكذلك اإليمان بل ال يبعد أن يسأل

نعم إن شاء اهللا تعالى إذ الصوم : الفراغ منه فيقال أصمت باألمس ؟ فيقول 

الحقيقي هو المقبول والمقبول غائب عنه ال يطلع عليه إال اهللا تعالى

فمن هذا حسن االستثناء في جميع أعمال البر ويكون ذلك شكا في القبول 

عد جريان ظاهر شروط الصحة أسباب خفية ال يطلع عليها إذ يمنع من القبول ب

إال رب األرباب جل جالله فيحسن الشك فيه

Page 82: ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ · 2 ﺪﺋﺎﻘﻌﻟﺍ ﺪﻋﺍﻮﻗ ﺏﺎﺘﻛ-ﺪﻣﺎﺣ ﻮﺑﺃ ﻲﻟﺍﺰﻐﻟﺍ ﺪﻤﺤﻣ ﻦﺑ ﺪﻤﺤﻣ

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-كتاب قواعد العقائد 82

" فهذه وجوه حسن االستثناء في الجواب عن اإليمان وهي آخر ما نختم به 

" كتاب قواعد العقائد

تم الكتاب بحمد اهللا تعالى وصلى اهللا وسلم على سيدنا محمد وعلى كل 

عبد مصطفى

_________

من قال أنا مؤمن فهو كافر ومن قال أنا عالم فهو جاهل" حديث  - ( 1 ) "

أخرجه الطبراني في األوسط بالشطر األخير منه من حديث ابن عمر وفيه ليث 

بن أبي سليم تقدم والشطر األول روي من قول يحيى بن أبي كثير رواه 

وسنده " النار من قال أنا في الجنة فهو في " الطبراني في األصغر بلفظ 

ضعيف

www.alwww.al-mostafa.com