لربيع: كتاب ا وصف لبديع يف الي : املؤلف وليد اإلشبي بو ال أ

املقدمة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

قال أبو الوليد إمساعيل بن حممد بن عامر رمحة اهللا . صلى اهللا على سيدنا وموالنا حممد وآله وصحبه وسلمم على خامت رسله وناهج سبله، أما بعد محد اهللا على فضله املتناهي، والصالة والسال: تعاىل ورضوانه عليه

فإن أحق األشياء بالتأليف، وأوالها بالتصنيف ما غفل عنه املؤلفون، ومل يعن به املصنفون مما تأنس النفوس وفصل الربيع آرج وأهبج، وآنس وأنفس، وأبدع وأرفع من أن أحد حسن ذاته . إليه، وتلقاه باحلرص عليه

لكل منها، وخيرب به اجلميع عنها، شهيدا ملا نقلته، دليال على ما قلته، وحسيب مبا يعلم ا. أو أعد بديع صفاتهوهو مع هذه الصفات الرائقة، والسمات الشائقة، واآلالت الفائقة، مل يعن بتأليفه أحد، وال انفرد لتصنيفه

.منفردباب، ولست أودعه فلما رأيت ذلك مجعت هذا الكتاب مضمنا ذلك ال: قال مؤلفه أبو الوليد رمحة اهللا عليه

إال ما أذكره ألهل األندلس خاصة يف هذا املعىن، إذ أوصافهم مل تتكرر على األمساع، وال كثر امتزاجها بالطباع، فتردها شيقة، وترودها تيقة، وإمنا ذلك لتضييع أهل بلدهم ألكثرها، وغفلتهم عن جلها إنكارا

ما كانوا تعسفوا، وحينئذ ال جيدون إال قليال يغيب يف لفضلها مدة بقاء أهلها، فإذا انقرضوا تأسفوا بقدر كثريها، ومثادا يفيض عند حبورها، ولعمري إن هذه العلة مما صححت استغراهبا، وأكدت استحساهنا

.واستعذاهباوأما أشعار املشرق، فقد كثر الوقوف عليها، والنظر إليها، حىت ما متيل حنوها النفوس، وال يروقها منها

النفيس، مع أين أستغين عنها وال أحوج إىل ذكرها مبا أذكره لألندلسيني من النثر املبتدع، والنظم العلق .املخترع، وأكثر ذلك ألهل عصري إذ مل تغب نوادرهم عن ذكري

وأما من بعد عصره، وكم فيهم من جليل قدره، فقلما أوردت هلم شيئا للعلة اليت تقدم ذكري هلا من إمهاهلا .وتضييعها

وألهل املشرق يف تأليف أشعار شعرائهم، وتدوين أخبار علمائهم، الفضل علينا والسبق لنا، حىت لقد ولو جرى أهل . جيمعون خشينها مع حسنها، ويضيفون حلنها إىل حلنها، ال قلة ميز هبا بل حترجا عن تركها

لكن أهل املشرق . اجتلبتاألندلس على تلك الطريقة ألوردت على احلقيقة أمثال ما أوردت وأضعاف ما على تأليفهم ألشعارهم، وتثقيفهم ألخبارهم مذ تكلمت العرب بكالمها، وشغلت بنثرها ونظامها إىل هلم

،ال جيدون ألنفسهم من التشبيهات يف هذه املوصوفات ما وجدته ألهل بلدي على كثرة ما سقط منها ..جراا، وعلى قرب عهد األندلس مبنتحلي اإلسالم، فكيف عن يدي بالغفلة اليت ذكرهتا عنها، وقلة التهمم هب

مبنتحلي الكالم، ولو تأخروا يف إدراك املشرقيني يف كل حنو وغرض، وتقهقروا عن حلاقهم يف كل جوهر

فكيف يرى فضلهم وقد سبقوا يف أحسن املعاين جمتلى، . وعرض، لكانوا أحقاء بالتأخر، أحرياء بالتقهقرالذي تضمنه هذا الكتاب، فلهم فيه من االختراع الفائق، واالبتداع الرائق، وأطيبها جمتىن، وهو الباب

والفضل يف هذا الصنع اجلميل لذي الوزارتني . وحسن التمثيل والتشبيه، ما ال يقوم أولئك مقامهم فيهيل القاضي اجلليل املنقطع املثيل، والبنه احلاجب الشهاب الثاقب نثره عباد، ورمحة اهللا على العباد مو

وأمطرت أرض الفطن مساء . فهما اللذان أقامت مقعد اهلمم يد اهتباهلما. وسيدي أبقامها اهللا سترا علي . أفضاهلما، فدرت الدرر من تلك الفكر اليت يسعيان لتحصني مرادمها وحتسني مرادمها

وأعجب الصفات، وتأمل أيها الناظر يف كتايب تأمل اليقظ املتقد، واملميز املنتقد تر أغرب التشبيهات،وأبرع األبيات، وأبدع الكلمات ملن كان حواليهما من مسند إليهما، معول عليهما، ومتصرف بني أيديهما،

اللها تفتح اللها، وبقدر : وإمنا ذلك لترادف إحساهنما، وتعاقب امتناهنما وقدميا قيل. ومتورك على أياديهماودمها دررا من الكالم، ال تسلك على سلكها غري األيام، ذلك أعملوا الفكر، وأنعموا النظر، فنظموا يف ج

فلله درمها من ملكني نفقا سوق األدب الكاسدة، . وكسوا مجيل فعلهما مجال من اجلمال تبقى بقاء الليايلأطال اهللا بقاءمها وأدام اعتالءمها -وأصلحا حال العلم الفاسدة فكثر املنتحلون هلا واملتحلون هبا، ولوالمها

. ما انفردت هلذا التأليف، وال شغلت فكري هبذا التصنيف، وال منيت نفسي به، وال وثقت هبا يف ترتيبه -لكن بفضلهما اجلزيل، وفعلهما اجلميل، الح السبيل، وعلمت كيف أقول، فجزامها اهللا عما يوليان من

رها، وكشرت النوب األيادي احلسان اليت تداركتنا وقد بلغت القلوب حناجرها، وشحذت اخلطوب خناجعن أنياهبا، وأدالت األيام إعتاهبا بعتاهبا جزاء جيوز رضامها، بل جيوز منامها، وبعد العجز عن استيعاب جزيل إفضاهلما، واستكمال مجيل إقباهلما، فنعود إىل ما وعدنا به، وجنتلب ما بيننا على اجتالبه، وباهللا ذي اجلالل

.واإلكرام العون على البدء والتمام

باب

ما جاء يف الربيع واألنوار من البديع املختار

من الصواب يف الدواوين، واحلذق يف التواليف أن يضاف املثل إىل مثله، : قال أبو الوليد إمساعيل بن عامرويقرن الشكل بشكله، فيقصد الطالب أي معىن شاء فيجد مقصده، ويعتمد القارئ أي فصل أراد فيلفي

.معتمدهري الفصول، غزير الفروع واألصول، على قلة الوصف له، والقول فيه، لكين رددته إىل ثالثة وهذا الباب كث

.فصول، وقصرته عليها، وقيدته هبا .القطع يف الربيع اليت مل يسم فيها نور، وال قصد بوصفها منه نوع: فالفصل األول .ورين أو أنوارالقطع اليت مل تنفرد بوصف نوار، بل اشتملت على وصف ن: والفصل الثاينيف القطع املنفردة كل واحدة منها بنور على حدة، فمن طلب شيئا قرب عليه وجدانه، ومل : والفصل الثالث

.يغرب عنه مكانه : وبعد الرغبة يف التسديد والتوفيق واهلداية إىل سواء الطريق، نبدأ بالفصل األول يف الربيع، ونذكر

الفصل األول

نور القطع اليت مل يسم فيها

وال قصد بوصفها منه نوع

:من املستحسن يف هذا الباب قول أيب عمر أمحد بن عبد ربه: قال أبو الوليد نورا بنور وتزوجيا بتزويج... وروضة عقدت أيدي الربيع هبا

وناتج من غواديها ومنتوج... مبلقح من سواريها وملقحة نسوجمن نورها ورداء غري م... توشحت مبالة غري ملحمة

وجللتها بأمناط الديابيج... فألبست حلل املوشي زهرهتا .اآلتية يف الغداة: وغواديها. سحائبها اآلتية ليال، من السرى، وهو سري الليل: سواريها

:ومن غريب الوصف يف عجيب الرصف قول أيب عمر أمحد بن فرج اجلياين ا رائقالبست هبا األيام وشي... أما الربيع فقد أراك حدائقا

فيها الربوق أزاهرا وشقائقا... فكأمنا جتتر أذيال الصبا حتكي املشوق تارة والشائقا... متقسمات بينها وسم اهلوى

للوجد كاملعشوق فاجا العاشقا... من قاينء خجل وأصفر مظهر غر السحائب لؤلؤا متناسقا... وكأمنا نثرت على أجفاهنا

ذكر الفراق هبا بكى وتعانقا... فإذا الصبا لعبت به يف روضة شبه اضطراب النوار بالرياح وقرب بعضها من بعض، وسقوط الندى منها بذلك االضطراب بالتعانق عند

:وأليب عمر أيضا فيه قطعة غريبة التشبيه وهي. الفراق والبكى من أجله سقي احلمى إن كنت تسعف... يا غيم أكرب حاجيت الصدى فيه الترشفروى ... رشف صداه فطاملا

ع ووشيه بردا مصنف... واخلع عليه من الريب وكأهنا أعشار مصحف... حىت ترى أنواره

يف روضه شكال وأحرف ... وختال مرفض الندى

وكتب عمر بن هشام إىل صديق له يستدعيه يف رأس الربيع من جنة له فأحسن إحسانا يقرب على من تأمله تبت واألرض تستطري باستطارة شوقنا إليك، وهتم أن تستقل بنا حنوك إذ صرنا ك: ويبعد على من رامه

فقد افترشنا ثوب . بروضة استعارت لون السماء خبضرهتا، وزهر جنومها بأنوارها، وبدور متها بأقمارها

السماء، وحوينا زهرة الدنيا، وبيننا متطلعة إليك بأعناق الغزالن ولسمع حسك مصيخة اآلذان، فإن .ت قهقهت طربا، وتبودرت خنبا، وإن أبطأت أظلم يف أعيننا النور، وكادت األرض بنا متور، والسالمعجل

يف آخر هذه الرسالة من وصف الكؤوس، وسرور النفوس مبن خوطب فيها وكوتب هبا ما : قال أبو الوليدء يزداد حسنها مبا مل أعدبه، والقصدت قصد ذكره لكين لو فصلته منها ألخللت هبا، فمن األشياء أشيا

وصلت به، وقرنت معه، ورمبا أن يف كتايب مثل هذا فمن رآه فليعلم أين إمنا أسعى يف استكمال احلديث واستيعاب اخلرب لئال أخل مبا ابتدئ به بالنقص منه، ولست أفعل هذا إال فيما يكون تبعا ملا أقصد إىل مجعه

.وأشغل بتأليفهقطعة نثر، بل نفثة سحر، جاوب هبا أبا عامر بن - اهللا عزه ووصل حرزه أدام - ولذي الوزارتني القاضي

وقت كونه بإشبيلية وقد كتب إليه يسأله إباحة اخلروج له إىل بعض ضياعه للتنزه يف - رمحه اهللا -أيب عامر وفهمت ما تضمنه وهي أوقات التنزه - أكرم به - وقفت على كتابك : والقطعة بعد صدرها. فصل الربيع

أحيان التفرج فقد أشرقت األرض وزهي الروض وأقبل فصل الربيع بكل حسن بديع، وأفصحت الطري وبعد عجمتها، وأبدت النواوير غرائب زهرهتا، وكست الورق شجرها وغطت الزروع مدرها فلست ترى

قال إال خضرة تسطع ومثارا تينع جتلو الصدى من الكبد احلرى وتزيح األسى عن النفوس املرضى، وقد وهذا كله مبا من اهللا به من الغيث املغيث، " روحوا األنفس فإهنا تصدأ كما يصدأ احلديد : " عليه السالم

فله الشكر واصبا واحلمد دائما على آالئه اليت تترى ونعمه اليت ال حتصى وهذا فيض بديهته وعفو سجيته، ومن . رس اهللا حوباءه، وصان ذكاءهولو روى لكان أرفع على أن ال أرفع، وأبدع على أن ال أبدع ح

البديع يف وصف الربيع ما جاء به أبو عمر يوسف بن هارون الرمادي يف قصيد ميدح به الوزير ابن بلشر :فقال بع صدرمنه

وقام بنا فيها الذباب مبسمع... على روضة قامت لنا بدرانك على فضل كأس املسمع املتخلع... إذا ما شربنا كأسنا صب فضلها

فالح شوار األرض يف كل موضع... كأن السحاب اجلون أعرس بالثرى بكت فوقها عني السماء بأربع... رياض يضاحكن الغزالة بعدما

إذا ما بكت الحت لنا يف تصنع... كأن سرور األرض خزن سحاهبا إذا ما بكت الحت لنا يف تصنع... كأن سرور األرض حزن سحاهبا

ومشة أنه للمحب املمتع... ة حبائب ال يسمحن إال بلحظ إىل صكه إال أتانا بأبدع... بدائع ما أبدى الوزير بنانه

شبهخط ممدوحه بالربيع يف حسن منظره، ومجال خمربه، ودخوله إىل املدح يف هذا املوضع مفضل له وقت : الةغابت الغزالة وقال األصمعي الغز: طلعت الغزالة وال يقال: الشمس يقال: مستحسن منه والغزالة

وهو هاهنا األسود والتصنع . طلوع الشمس وليست الشمس واجلون من األضداد يكون األبيض واألسود .التحسن والتزين

ومن حسن ماله يف هذا املعىن قوله يف قصيدة ميدح العارض أمحد بن سعد بعد وصف سحابة ورعد وبرق

:وهو بطنها سداه واألرض تسج... كست األرض بساطا رائقا

رب سر أحرج الصدر خرج... أخرجت أسرارها إذ أحرجت فبدا ما كان يف الصدر اختلج... كمحب ضاق وجدا صدره

فليكن وجه الربيع املبتهج... صاح إن يبهجك وجه حسن أم من خالف يف االسم السمج... أعرس الروض ومن قيناته

فإذا امتدت تغين يف اهلزج... تتغىن أوال يف رجز :إىل املدح كدخوله املتقدم فقالمث دخل

بكر العارض وشي ودبج... وكأن الروض من خط أيب وأليب . ومن خالف يف االسم السمج أراد أم احلسن ألن احلسن ضد السمج. مغنياته، واحدهتن قينة: قيناته

با علي عمر أيضا قطعة حسنة يصف فيها الربيع من قصيد مطول بديع التشبيهات بديع الصفات ميدح به أ :والقطعة بعد صدر من القصيد -رمحه اهللا -البغدادي

تأريخ بني سحائب وحمول... يف إثرها وقعت مالحم جتتلي ال

غاز إىل جيش بشهب خيول... فكأهنا جيش بدهم خيول يف حرهبا وبروقها بنصول... قامت رواعدها يدق طبول ليف قلب كل متيم معذو... ولت جنود احملل مث حتصنت

منها غروسا من دموع ثكول... بكت السحاب على الرياض فحسنت وشي حياك بلؤلؤ مفصول... فكأهنا والطل يشرق فوقها

منها ظهريهتا ثياب أصيل... غلبت على مشس النهار فألبست ليحوزها مثلي بغري نزول... فنزلت يف فرش الرياض ومل يكن

يدا مغلول لطمت سوالفه... سلب العمامة بيننا متعمم يهوى بريق حبيبه املعسول... فوضعت يف فمه فعل الذي

طربا فهجن مشائال بشمول... غىن الطراة من الذباب لنا هبا متعاهد من علم إمساعيل... روض تعاهده السحاب كأنه

قبل فكأهنا جيش بدهم خيول البيت، شبه السحاب يف اسودادها باخليل الدهم، واألرض يف ابيضاضها:قولهسلب : النبات باخليول الشهب، وهذا من أبدع ما أستعري هلذا املوضع ومما حسنه ذكر الغزو بينهما وقوله

. شبه مقبضه يف عنقه بيدي مغلول. العمامة بيننا متعمم البيت أراد ظرف اخلمر الذي تسميه العامة الكوز .وعمامته فدامه وهو من خمترعاته الطريفة، ومبتدعاته الشريفة

يف هذا املعىن قطعة من قصيدة شأي فيها من تقدم ميدح هبا ابن القرشية وهو - رمحه اهللا -ما حسن له وو :عبد العزيز بن املنذر بن عبد الرمحن الناصر لدين اهللا بعد أبيات غريبة يف صفات عجيبة وهي

حياة عيون منت قبل التنعم... تأمل بإثر الغيم من زهرة الثرى بطلعة معشوق إىل عني مغرم... أقبل مهديا كأن الربيع الطلق

فأفشى الذي فيه ومل يتكلم... تعجبت من غوص احليا يف حشا الثرى تنم عليه بالضمري املكتم... كأن الذي يسقي الثرى صرف قهوة

كبشر بدا يف الوجه بعد التجهم... أرى حسنا يف صفحة قد تغريت لعنا منها بوجه مقسمتطا... أال يا مساء األرض أعطيت هبجة يل الفضل يف فخر عليك فسلمي... وإن قالت األرض املنعم أرضها ونوارها فيها ثواقب أجنم... فخضرة ما فيها يفوقك خضرة

مفاخرة جاءت بأسىن وأكرم... وإن جئتها بالشمس والبدر واحليا مجيع املعايل تنتمي حيث ينتمي... بعبد العزيز ابن اخلالئف والذي

خوله يف هذ املوضع إىل املدح ومفاخرته بني السماء واألرض من املعاين اليت سبق فيها واستوىل على ودكأن الذي يسقي الثرى صرف قهوة البيت شبه فيه إفشاء األرض نوارها وخضرهتا باملطر : وقوله. األمد هبا

ينم بكسر النون وضمها والكسر : بإفشاء املرء أسراره املكتومة بالقهوة وقوله ينم مستقبل من النميمة يقالفأذعين هلا وأقر بفضلها : فسلمي أراد: بوجه مقسم أي حمسن من القسام وهو احلسب وقوله: أفصح وقوله

:ولعبد امللك بن النفيل قطعة حمكمة يف هذا املعىن كتب هبا إىل املنصور بن أيب عامر رمحه اهللا بأرمالط عن بشر لوجهك مبشريلقاك ... انظر إىل حسن الزمان كأمنا

منها ثغور عن عقائل جوهر... بكت السماء على الرىب فتبسمت فكسا الثرى من كل لون أزهر... أهدى الربيع إليه سكب مسائه

عن أبيض يقق يروق وأصفر... ضحكت متون األرض عند بكائه يوما بأفصح من غمام ممطر... وكذاك مل تكشف سريرة روضة

متطلق منها بنور أنور... احكا غيث أرانا كل نور ض ثان هلا عطفا وكاسر حمجر... متبختر يف مشيه فكأنه

حسرة لنا عن كل أزهر مقمر... وكأمنا زهر الرياض كواكب تغنيك عن قبس ومسك أذفر... فصل السرور بقهوة مشمولة

باملسك إذأقام مقامها يف شبه بشر الزمان ببشر وجه ممدوحه يف أول بيت وشبه ضياء اخلمر بالقبس ورحيها .أخر بيت

وللكاتب أيب األصبغ عيسى بن عبد امللك بن قزمان من مجلة قصيد مطول قطعة يف هذا املعىن وهي إثر :وصف الربق

والغيث مآلن بنور زاهر... كم ذا أكن ضمريه من روضة حبر تستر فيه نور جواهر... خيفي ويضمره احليا فكأنه

طلعت أوائل نبته املتظاهر... وض الثرى حىت إذا ما عانق الر

حسنا ويف األلوان غري نظائر... متخالفات يف الرىب فنظائر أحلى وأملح من عيون جآذر... ترنو إليك جفوهنا عن أعني

أو خمربا من حسن روض ناضر... ال شيء أحسن منظرا إذا قسته احلاضرأو غبت زادك يف النسيم ... إن جئته أعطاك أمجل منظر

:وقال أبو أيوب بن سليمان بن بطال املتلمس يف هذا املعىن فأحسن علينا ببهجة أثواهبا... تبدت لنا األرض مزهوة

حدهتا أنامل شراهبا... كأن أزاهرها أكؤس تناوهلا بعض أصحاهبا... كأن الغصون هلا أذرع

فيهزج من فرط إعجاهبا... وقد أعجب النور فيها الذباب تعانق خوذ وأتراهبا... نقها يف اجلنوب كأن تعا

بكاها لفرقة أحباهبا... كأن ترقرق أجفاهنا مزهوة مفعولة من الزهو ومعناه متعجبا من حاله متكربا جلماهلا وترقرق األجفان امتالؤها بالدمع واستعارها

.للنور أجفانا :وقال حممد بن مسعود البجاين فأحسن يف الوصف كل اإلحسان

من نسج أيدي السحائب الصوب... ى األرض ألبست حلال أما تر بدائعها من حليها املعجب... كأن أشجارها وقد كسيت

وأصفر كالفريد مل يثقب... من أمحر كالعقيق منظره كماء ورد يف عنرب أشهب... وأبيض فوقه سقيط ندى جامد مر يف اجلو مل يسكب... ومثر يف الغصون حتسبه

فسرنا من مشرق إىل مغرب... بان مطلعها أو أجنم الشرق تسكن حينا وتارة تلعب... خرائد يلتقينا يف عرس

كأنه جسم فضة ذوب... واملاء جير ي خالل ساحتها طيب نسي الصبا فما أطيب... للصبا نفحة تذكرنا

كأهنا يف منابر ختطب... والطري يف أيكها مغردة ا وتارة تسهبتوجز حين... أعجب هبا من نواطق خرس

معىن الكالم املبني املعرب... تفهمين عجمة بألسنها وللوزير أيب عامر بن شهيد رمحه اهللا يف الربيع قطعة عجيبة من قصيدة طويلة مشتملة على أوصاف سواها

:مسغتربة ومعان غريها مستعذبة والقطعة فأساهلا والنور نائم... سهر احليا برياضها

كالغيد باللجج العوائل.. .حىت اغتدت زهراهتا

كشف اخلدود وال املعاصم... من ثيبات مل تبل خجال فعاذت بالكمائم... وصغار أبكار شكت فتضاحكت واجلو واجم... حييت بطوفان احليا درر تذوب بكف ناظم... أصناف زهر طوقت

ك ند وباك وهو باسم... من باسم باك إيل يصفه بوصف أبدع فيه وأغرب وأنبأ عن حذقه وأعرب، أنشدنيه موصوال وقال الوزير أبو عامر بن مسلمة

:وهو - أدام اهللا عزه ووصل حرزه -بوصف احلاجب وثغره البسام عند الطلوع... أهال وسهال بوفود الربيع

من وشي صنعاء السري الرفيع... كأمنا أنواره حلة يعدعا إىل اللهو فكنت السم... أحبب به من زائر زاهر

فكل ما تبصر منها بديع... بث على األرض درانيكه م إحسان إمساعيل موىل اجلميع... كأمنا احلاجب ذو املن وال فنحن منها دهرها يف ربيع... أهدى إليه طيب بأخالقه

قمرية يف فنن ذي فروع... ال زال يبقى ساملا ما دعت :ة وتشبيهات رفيعة وبدأ بذكر السحابةقال أبو بكر عبادة بن ماء السماء يصفه بأوصاف بديع

فهي تأتيه على طول البعد... ولعوب عشقت روض الثرى أرج العرف من الطيب اجلسد... فريى الروض إذا ما وصلت

يف سرابيل من احلسن جدد... عطرا ملتبسا ملتحفا فتحلى للقاه واستعد... كمحب زار حمبوب له ول العاشق الصب الكمديف حن... وإذا ما ودعت أبصرهتا مثل جفن حائر فيه رمد... تلحظ النور بلحظ فاتر

كجفون الصب من فقد اجللد... وجفون النور هتمي بالبكاء كمحبني أحسا بالبعد... فهما يف حرية عند النوى

:وأليب بكر أيضا قطعة بديهية وهي كأنه آيب من غيبة قدما... أما ترى باكرا النور الذي جنما سقياه فعلة داعي الشرب بالندما... والقطر ساق له والربق يعجله بكى فلما دنا حمبوبه ابتسما... كأنه سلك در حل أو كلف

أعاده يف أنيق الروض منتظما... كأنه مبدئه يف األفق منتثرا فإن دين اهلوى راض مبا حكما... فال ترد على الساقي حكومته

ر بيت وأحسن منها جمتلى وأطيب جمتىن يف هذا املعىن ما أنشدنيه لنفسه الفقيه أشار إىل حسن الساقي يف آخ :وهو -أعزمها اهللا -أبو احلسن علي ممتزجا ميدح الوزير أبو بكر عبد اهللا ذي الوزارتني القاضي

نوعان تربي وفضي... قد قلت للروض ونواره صنفان مخري ومسكي... وعرفه خمتلف طيبه

وهو من البهجة دري... قد الح يل ووجه عبد اهللا أبصرته غرس مساوي... شم غرسك األرضي إن الذي

وحسن عبد اهللا نوري... حسنك نوري بال مرية نيال كبري الشأن علوي... أضحى صغري وهو يف قدره

ها قوله شم أمر من شام يشيم إذا سل وأغمد من األضداد وهو ها هنا األغماد ومعنة القطعة أنيق ومغز :ومن الصفات املطبوعة يف الكلمات املصنوعة قطعة أليب احلسن أنشدنيها وهي. دقيق

وللدجن ظل كظل الغبش... وقفت على الروض يف يوم طش وأذهب ما فوقه من منش... وقد صقل الطل نواره

وال شجر يتشكى عطش... فما غصن يشتكي عطلة نفرشفمن مستقل ومن م... ترى النبت صنفني من هبجة

ومن مترد موشي احلنش... ومن البس ثوب طاووسة وثان لطبع املىن قد نقش... وفص من النور مل ينتقش

ويكسبه من شرور دهش... مجال حيري لب الفىت :ومن النهاية يف احلسن واإلحسان قول أيب عبد اهللا بن حممد بن سليمان املعروف بابن احلناط يف قصيد أوله

وطفاء تكسر اجلنوح جناحا... الراحة راحت تذكر بالنسيم :يعين السحاب مث خرج من وصفها بعد أبيات إىل وصف الروض فقال

حلال أقام هلا الربيع وشاحا... جادت على التلعات فاكتست الربا لبكا الغوادي ضاحكا مرتاحا... فانظر إىل الروض األريض وقد غدا

هلا ساقي الندى أقداحاأهدى ... والنور يبسط حنو دمييتها يدا بذكيه فإذا سقاه فاحا... وختاله حيي احليا من فوحه

كان يف داري بقرطبة حائر صنع فيه مرج بديع وظلل باليامسني : وأخربين الفقيه أبو احلسن بن علي قالينبغي أن تسمي هذا املرج السندسة وصنع على : فنزهت إليه أبا حفص التدمري يف زمن الربيع فقال

:ديهة أبياتا تشاكل هذا الباب وتطابق غرض الكتاب وهيالب وربع سرورك ما آنسه... هنار نعيمك ما أنفسه

وقيت ملم اخلطو ب فعل الربيع وما أسسه... تأمل دنانري قد قارنت أفلسه... حبائر قصرك من صوغه

وسطر على الغمر قد طلسه... وأسطار نور قد استوثقت

بصفرة أصباغه ورسه ...ونبت له مدرع أخضر أجل بدائعه السندسه... فأبدع ما صاغ لكنه

أعاد النعيم هلا ملبسه... مدارعها خضرة غضة أواخر ليل على مغلسه... كأن الظالل علينا هبا جنوم تطلعن يف حندسه... كأن النواوير يف أفقها فعيين بقرهتا معرسه... ومهما تأملت حتسينها إله ثراه وقد قدسه... حمل لعمرك قد طيب ال

ولصاحب الشرطة أيب بكر القوطية يف هذا املعىن الذي غرضت . املغلسه مجع مغلس وهو الداخل يف الغلسيف كتايب وقصدته بتأليفي نوادر مبتدعة ومعاين خمترعة وقطعة من السحر مقتطعة ستقع يف أبواهبا وتوضع مع

:أشكاهلا فمن بديع ما أنشدنيه قوله واخضر شاربه وطر عذاره... وبدا لك استبشاره ضحك الثرى

وتفطرت أنواره ومثاره... وربت حدائقه وآزر نبته ملا آتى متطلعا آزاره... واهتز ذابل نبت كل قرارة وترمنت من عجمة أطياره... وتعممت صلع الربا بنباهتا

متلونات غضة ألوانه... وكأمنا الروض األنيق وقد بدت مل ينأ درمهه وال ديناره... قعات صائغ بيض وصفرا فا

ملا غدت مشس الظهرية ناره... سبك اخلميلة عسجدا ووذيلة وشي الذي من غري صنع داره... فتوسد الديباجة وافترشنا له ال

فت العبري بأرضها عطاره... وتصوغت ريح الرياض كأمنا ارهوإذا استوى بالليل هن... فاشرب إذا اعتدل الزمان ووزنه

الصفيحة : مسترق الرمل والوذيلة: شبه الروض بالصائغ وأبيض نوره وأصفره بدرامهه ودنانريه واخلميلة :من الفضة ومجعها على فعائل وأبدع من هذا وأطبع ما أنشدنيه لنفسه

ع الطلق قد نشر عرف الكىب... ملا رآى العام زمان الريب

كبا فكلما رام حلاقا... أجرى إىل غايته جمهدا إن شئت أو مذهبا... والنور قد بث دنانريه مفضضا

ومل جيد عن قصده مذهبا... إستعمل احليلة ملا وىن :ر فأجابته رياض الربا... أسلفين يوما بشه : فقال

منزل قد حرم فعل الربا... هذا الربا واهللا يف وحيه ال :ومما يوازي هذه القطعة دقة ويشاكلها رقة قوله

واغرورقت مقلة السماء... ألفق يف البكاء قد أخذ ا

أرسل عينيه بالبكاء... فاألرض إن أظهرت جفاء يشكو هواه إىل اهلواء... كأنه عاشق مشوق ما أظهرته من اجلفاء... مرجيا أن يلني منها

صدت بوجه من احلياء... حىت إذا راضها سفريا والتحفت عنه يف رداء... وانتقبت بالنبات عنه

وللوزير الكاتب أيب حفص بن برد يف هذا املعىن قطعة نثر مقطعة من السحر يف رسالة كتب هبا عند صدره من دانية إىل الوزير الكاتب أيب إسحاق بن محام وقد خرجا متنزهني يف ما يقرب من مدينة قرطبة يف زمن

كيف شاهدت أهنارها : ربعد صد -أعين القطعة -الربيع يصف حسن مشائلها ويورد شرف فضائلها وهي وقد درت عليها أخالف األنوار فأتأفتها؟ وأنوارها وقد سرت إليها خياالت األنداء فأرقتها؟ وكيف تأملت الربيع وقد صاغ ملفارقها تيجانا؟ وفتق ملعاصيمها أردانا؟ فكأمنا راسلت األرض زهر النجوم مع كدر الغيوم

يف عاينت انشقاق تلك األباطح عن هنرها السابح؟ كأنه فضة وك. أن تبديها عند جالئها؟ يف هيئة مسائها .حتتها نار، فليس هلا أبدا قرار، يلبس للريح ألمه، ويسل على الشمس صمصامه

وبعد هذا وقبله من املعاين الطريفة، والنوادر . مألهتا: وأتأأقتها. أخالف األنواء من حسن االستعارة: قولهل السماع، وجيري على األفواه جمرى األمواه، ولكنها ليست مما قصدت إىل الظريفة، ما حيل من األمساع حم

.مجعه، وال عنيت بذكرهفجاوبه الوزير الكاتب أبو إسحاق بن محام عن تلك املعاين بشكلها براعة وبزاعة، وعلى : قال أبو الوليد

تشبيهات ألنواع تلك الفصول مبثلها صياغة وصناعة، ويف آخر جوابه أوصاف يف أصناف النواوي، وقد نسجت هلا من زهر الربيع حلال، : األزاهري تعجب متأمليها، وتعجز متتبعيها، وهي إثر ذكر األنواء

وسقتها من جمجتها عذبا غلال، وأطلعت فيها آثار الغيوم أشباه النجوم، فازدانت بأهبج لبوس، وبرزت أمكنها كالمك فتوشحته، فمن قاينء صبغ للناظرين يف حلي العروس، كأمنا اختلست لفظك فلبسته، أو

اهلواء غالئله، وغذت السماء مخائله، ال يشتكي من نداها بشرق، وال يبيت من ظمأ على فرق حىت بدا يف كأهنا . حيمل من طله فرائد. لون شفق، فكأمنا شرب رحيقا،أو لبس عقيقا أو كأمنا خاف عدال فامحر خجال

ا، ويريك من لونه سحرا، يلقاك من حسنه يف أمجل منظر، وخيتال من أو فاقع جينيك ترب. أدمع خرائد. ترنو إليك مبقل حسان ال تنطبق منها األجفان. جالبيبه يف معصفر، كأمنا خافت هجرا، واستشعرت ذعرا

تروقك . فكأمنا تشكو سهرا، أضعف منها نظرا إىل حتاسني قد لبست ثوب هبائها وضحكت عند بكاء مسائها .فمن بصري وأكمه، وكحيل وأمره. حسنها فنون، وترنو حنوك منها عيونمن املاء الظاهر اجلاري، : الغلل: أبو عبيدة. املاء اجلاري بني األشجار عن األصمعي: عذبا غلال، الغلل: قوله

يقق :ويف األبيض. حالك وحانك: ويقال يف األسود. األصفر: والفاقع. األمحر: وهو الغيل أيضا والقاينء .الذي ال يكتحل: واألمره. املولود أعمى: واألكمه

ومن السين البديع، والسري الرفيع، يف فصل الربيع ما أنشدنيه أبو جعفر بن األبار موصوال مبدح احلاجب :وهو

وافتر عن عتباه بعد عتابه... لبس الربيع الطلق برد شبابه وهضابه متربجا لوهاده... ملك الفصول حبا الثرى بثرائه

وأراك باألشجار خضر قبابه... فأراك باألنوار وشي بروده وغدا يفضضها بدمع جنابه... أمسى يذهبها بشمس أصيله

وثىن العيون جنائبا جبنابه... عقل العقول فما تكيف حسنه فرحا وأنطق جهرنا بصوابه... باحلاجب املأمول أضحك ثغره تبادر األمالك لثم ركابهت... بعماد هذا الدين وامللك الذي وعال اجلياد فأصبحت تزهى به... هز الصعاد فأرعدت من خوفه

. موقوفة النظر عليه: جنائبا. املرتفعة: وجناده. املواضع املنخفضة. ووهاده. سخطه: وعتابه. رضاه: عتباهوله أيضا يف هذا . ميوهي القناة النابتة مستقيمة ال حتتاج إىل ثقلف وتقو: مجع صعدة: هز الصعاد: وقوله

:وهي -وقاه اهللا يب - املعىن قطعة بديعة الغرض موصولة مبدح أيب فراق منه الرواء واملخرب... استيشر الدهر بعد ما استبصر

واكتست األرض ثوهبا األخضر... وجرد اجلو ثوب دكنته ملا بكى الغيث قبل واستعرب... وأضحكت عن بديع زهرهتا

إال انتحى الروض نظم ما ينثر... م منتثرا ما در در الغما إال دم احملل بينها يهدر... وال انتضى الربق فيه أنصله

مل يكن الروض يثمر اجلوهر... لوال عقيق الربوق حني سرى هتجع طورا وتارة تسهر... حدائق بل كأهنا حدق

لألنف مسكا من ردعها أذفر... إذا صبت حنوها الصبا فتقت بكل جنم من زهرها أزهر... اهي السماء مشرقة أرض تب

بالغر والصيد من بين محري... وقبل ما فاخرت كواكبها وكل ليث إذا القنا كسر... بكل غيث إذا السماء صحت وكل شهم إذا عال منرب... وكل سهم إذا انتحى غرضا

حسبت ذا اجملد بينها الكوثر... حبار جود تفيض من كرم .الذكي القلب: الشهم. موكل شه: قوله

وقال صاحب الشرطة أبو بكر بن القوطية يصف الربيع وميدح ذا الوزارتني أبا عمرو أمحد بن إمساعيل بن :عباد

ينظم در السما مليا... أما ترى الروض جوهريا مىت غدا النبت صريفيا... والنور من فضة وترب

حييي هلا نورها البهيا... حتىكأن الربيع ملك

حمض وآزار قسطريا... ترى نواويره كترب ينتقد احملض والرديا... قد مد نطعا على رباها رو جنل عباد السريا... مثل انتقاد العال أبا عم واحلول القلب الكميا... الراجح الواضح احمليا

واملنبه املدره الذكيا... واملنجب املعجب افتنانا - أطال اهللا بقاءه وحرس حوباءه - ذا املعىن قطعة موصولة مبدح احلاجب ومما قلته يف ه: قال أبو الوليد

:وهي وأتاك ينشر ما طوى من نشره... أبشر فقد سفر الثرى عن بشره

عقل العيون على رعاية زهره... متحصنا من حسنه يف معقل ما كان من سرائه يف سره... فض الربيع ختامه فبدا لنا

فيه ودر عليه أنفس دره... يوله من بعد ما سحب السحاب ذ لوال انرباء مجاله مل تربه... فأحل جفونك فيه جتل صدا هبا

من حسن منظره النظري وخربه... واشكر آلذار بدائع ما ترى ألقى عليه مسحة من بشره... شهر كأن احلاجب ابن حممد

جعلت له غفر النجوم كعفره... ملك متلك رقنا مبكارم فلقد رأيت به هواي بأسره... مانه يف أسره ال زال خطب ز

يقال غفر وغفر فكأنه لعلو منزلته ومسو درجته قد استويا يف بعدمها منه . التراب: والغفر. جنم: الغفريف ملكه وحتت حكمه من األسر املعروف وبأسره يف القافية مبعىن كله : وتباينهما عنه وأسره يف شطر البيت

:ويل أيضا يف مثل ذلك. ء بأسره أي مجيعهأخذت الشي: يقال. ومجيعه مبدامع نظمت عليه جوهرا... بكت السماء فأضحكت سن الثرى

وكأنه مستغنم أن ينثرا... فكأهنا خرقاء تنثر عقدها ومجانه فردا لذاك مشمرا... عكفت يداه على نظام فريده

وأعده أذكى ألنف خمربا... فأعاده أهبى لطرف منظرا لوال الربيع ملا جتلت لورى... نا للربيع تربجت فانظر حماس

ومن املستحسن املستغرب واملستطاب املستعذب يف هذ املعىن قطعة أليب بكر بن نصر كتب هبا إيل يف زمن :الربيع يسألين اخلروج إىل حيث يبدو كماله ويظهر مجاله والقطعة

لك عن أسرته السرية يسفر... انظر نسيم الروض رق فوجهه للعني وهو من النضارة منظر... ل بريعان الربيع وقد غدا خض

بالوشي فهو مطرز ومطرر... قد طرزت منه الربود وطررت ملبوسهن معصفر ومزعفر... وكأمنا تلك الرياض عرائس

فلهن من وشي اللباس تبختر... أو كالقيان لبسن موشي احللى

بري تعربتلعات فهي عن الع... أرض مدجبة الروايب غضة الت وبه الزمان وحسنه يتعطر... يتعطل العطر املسك الذكي لعرفها

حرباهتا تبدو إليك وتظهر... مصفوفة أمناطها ممدودة ورمت مطارفها الطريفة عبقر... فكأمنا صنعاء أهدت وشيها

ذا احلسن إال يف الربيع يقدر... حسن يقدر يف الربيع وال ترى ورقا ترقرق باحلباب فتقطر. ..أنوار أشجاء غدت أوراقها

معهم فإن عيونك هبا تنظر... فامسع لصحبك أن تروض رياضها غراء تزهى بالسماح وتفخر... مهد هلم حنو البطاح نزاهة

فلما وصلت هذه القطعة إيل، ووردت علي، أثارت مين كامنا، وحركت ساكنا، يف ما ندب إليه وحض برسالة فيها بعض أصناف هذه األوصاف أسأله إباحة اخلروج فبلغين - وقاه اهللا يب -عليه، فخاطبت أيب

ملا خلق الربيع من أخالقك الغر وسرق زهره من شيمك الزهر حسن لكل : والرسالة بعد صدرها. أمليعني منظره وطاب يف كل مسع خربه وتاقت النفوس إىل الراحة فيه ومالت إىل اإلشراف على بعض ما حتتويه

ي كسا األرض حلال ال يرى الناظر يف أثنائها خلال فكأهنا جنوم نثرت على الثرا وقد ملئت من النور الذ :مسكا وعنربا إن تنسمتها فأرجة أو تومستها فبهجة تروق العيون أجناسها وحتي النفوس أنفاسها

تزري إذا قستها بالوشي واحلرب... فاألرض يف بردة من يانع الزهر وطرزهتا مبا هتمي من الدرر... وأكفه قد أحكمتها أكف املزن

وفتنة بعد طول الستر واخلفر... تربجت فسبت منا العيون هوى فأوجدين مبعانيك سبيال إىل أعمال بصري فيها ألجلو بصرييت مبحاسن نواحيها فالفصل على أن يكمل أوانه

نه فعهدي مبثل ما سألته بعيد وينصرم وقته وزمانه فال ختلين من بعض التشفي منه ألصدر نفسي متيقظة عوشوقي إليه شديد والنفوس تصدأ كما يصدأ احلديد ومن أمجها فهو السديد الرشيد واكفه يف الشعر هاطلة

.غزيرة :ومن املصنوع املطبوع يف وصف الربيع ما أنشدنيه لنفسه أبو القاسم البلمي وهو

غناء ما زالت تراح ومتطر... انظر ونزه ناظريك بروضة مبطارف من تستر ال تستر... ريك من صنعاء صنعة وشيها لت

يقصى العبري به وينسى العنرب... ألواهنا شىت وطيب نسيمها .تراح من الريح مثل متطر من املطر

وخرجت متنزها يف زمن الربيع إىل بعض ضياعي فكتبت منها إىل صاحب الشرطة أيب الوليد : قال أبو الوليدقد علم سيدي أن مبرآه يكمل : ر حتتمل أن تدخل يف هذا الباب وهي بعض صدرهاابن العثماين قطعة نث

جذيل ويدنو أملي وقد حللت حمال عين اجلو بتحسينه وانفرد الربيع بتحصينه فكساه حلال من األنوار هبا تناه ينجلي صدأ البصائر واألبصار فمن مكموم يعبق مسكه وال مينعه مسكه ومن باد يروق جمتاله ويفوق جم

يف مرآه ورياه فتفضل باخلفوف حنوي وتعجيل اللحاق يب لنجدد لألنس مغاين قد درست ونفك من السرور .معاين قد أشكلت ونشكر للربيع ما أرانا من البديع إن شاء اهللا

.جلده أعين الكمامة: هو الذي يف كمامته مل يبد ومسكه: املكموم

الفصل الثاين

القطع اليت مل تنفرد بنوار

وإهنا اشتملت على نورين أو أنوار

يصف النرجس - رضي اهللا عنهم -قال أمحد بن هشام بن عبد العزيز بن سعيد اخلري بن اإلمام احلكم :والورد من مجلة قصيد مطول أمحره ضاحك وأصفره... انظر إىل الروض يف جوانبه

هبفوها مسكه وعنربه... إذا هفت فوقه الرياح سرى حىت كأن احلبيب يهجره... رته نرجسه تستجد صف

تطويه أكمامه وتنشره... والورد خيتال يف منابته :قال أبو عمر أمحد بن حممد بن عبد ربه

بني نظم الربيع واملنثور... باكر الروض يف رياض السرور أثر العض يف بياض الصدور... يف رياض من البنفسج حيكي تا على كافورذهبا ناب... وترى السوسن املنعم حيكي

الربيع ويصف ما عنده من النواوير بوصف . وكتب عمر بن هشام بن قلبيل إىل صديق له يستدعيه يف زمنعلى بسط الرياحني ودرانك الورد واليامسني ووشي رياض مونقه، حاكتها -أكرمك اهللا - حنن : بديع

اجر وأجفان، وتبسم عن نور تالحظنا عن أعني النرجس والسوسان، بأحلى حم. أيدي الربيع املغدقةاألقحوان مبثل الدر واملرجان، فهي متضوعة عن لطائم املسك، متنفسة بأرج الورد، جذلة هبجة، فائحة

. أرجة، فإن تقارن حسنها حبسن وجهك فهي حالية مشرقة، وإن عطلت من ضياء غرتك فهي باكية مطرقة

:قاح وهيولعبد الزكي بن عثمان األصم قطعة حسنة يف الورد واأل د حكى الصبح انفجارا... وغضيض من جىن الور

ي خيالسن حذارا... وأكاليل أقاح س بأحداق حيارا... مشرئبات إىل الشم

ر تضاحكن جهارا... إن سقاه الطل يف السر وفيه أوصاف -رمحه اهللا - وأليب مروان عبد امللك بن سعيد املرادي قصيد سري ميدح به الناصر لدين اهللا

:لنواوير وتشبيهات يف أزاهري فمنها قوله

جىن سوسن مستطرف اللون أزهر... كأن جين الورد أحد حوله عوارضها مبيضة مل ختفر... خدود العذارى املخجالت حتفها

على كل فرع كالزمرد أخضر... وأعني عقيان بأجفان لؤلؤ هذا املعىن أبيات بارعة، فيها تشبيهات يف -رمحه اهللا - وللحاجب أيب احلسن جعفر بن عثمان املصحفي

:رائعة وهي كالوشي منق أحسن التنميق... انظر إىل الروض األريض ختاله لعبت يداه جبيبه املشقوق... وكأمنا السوسان صب مدنف

جزعا عليه أميا متزيق... يوم الوداع ومزقت أثوابه يقتعبت من التسهيد والتأر... والنرجس الغض الذكي حماجر

وإذا تنسم نكهة املعشوق... حيكي لنا لون احملب بلونه جاد الغمام هلا برشف الريق... وكأن دائرة احلديقة عندما

فيه كواكب جوهر وعقيق... فلك من الياقوت يسطع نوره شبه أوراق السوسن يف افتراقها جبيب مشقوق، وهو معىن دقيق أنيق، وقد تداوله مجاعة وأظنه من اختراعه

.تشبيهه األخري يف احلديقة من التشبيهات العقم على احلقيقةووأليب القاسم بن هانئ األندلسي قطعة بديهية سرية كلها سنية يصف فيها الورد واليامسني والنرجس صنعها

:يف جملس جعفر بن األندلسية وقيل يف جملس جعفر بن فالح وهي أريبإال ملثلك واألديب ... وثالثة مل جتتمع يف جملس واليامسني وكل ذلك عجيب... الورد يف مشامة من فضة

لون احملب إذا جفاه حبيب... والنرجس الغض الذكي ولونه فبدت دالئل كلهن غريب... فامحر ذا وابيض ذا واصفر ذا

ك معشق وكأن ذاك رقيب... فكأن هذا عاشق وكأن ذا بن مروان بن عبد الرمحن الناصر لدين اهللا يصف وقال أبو عبد امللك الطليق وهو مروان بن عبد الرمحن

الورد والبهار يف قصيد مشهور له مل يصنع بعده وال قبله على عروضه وقافيته ما يوازيه مجاال وال يضاهيه :كماال والوصف بعد صدر يف سواه

وجنة املعشوق تندى عرقا... وكأن الورد يعلوه الندى الورد يطوي ومقاخلته ب... يتفقا على انبهار فاقع

خجال هذا وهذا فرقا... كاحملبني الوصولني غدا قد ترقت من رباها أفقا... يا هلا من أجنم يف روضة

حدق للنور تصيب احلدقا... ودنت منها إىل مشس الضحى تشبيه الورد بوجنة املعشوق كثري إال أنه أعرب بزيادة الندى ومقابلته بالعرق وقوله بتفقأ أراد ينشق

حنن عترة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : -رضي اهللا عنه -وينجاب ومنه حديث أبو بكر الصديق

وقال أبو عمرو يوسف بن . أراد انشقت واجنابت ودل على البهارة بني الورد. وبيضته اليت تفقأت عنه :هارون الرمادي يصف الورد واألقاحي

األحباب للمتشوق سرقنا من... ويف الورد غضا واألقاحي حماسن وأفواه حور لو مسحنا مبنطق... خدود عذارى لو تقصى حياؤها

.هذان التشبيهان معروفان ال سيما قلبهما ولكن لو فهما حسنتهما معا وأبدعت فيهما بدعا :وللمتوكل بن أيب احلسني قطعة بديعة يصف فيها نواوير وهي

مظهر من أيكها قببا... يف رياض بسطها زهر حنو ورد طاملا انتقبا... س يرنو بلحظته نرج

وترى ذا عاشقا نصبا... فترى ذا سافرا خجال مثل لص كان أن يثبا... وترى اخلريية مكتتما

أظهر الفتكة واستلبا... فإذا ما الليل ستره :وأليب بكر بن هذيل قطعة رفيعة الصفات بديعة التشبيهات يف نواوير عدة وهي

وتثىن عيون الناظرين هبا حسرى... النفس هبجة حديقة نفس متأل عشيقان ملا استجمعا أظهرا خفرا... كأن جين اجللنار ووردها

كؤوس من البلور قد حشيت تربا... كأن جىن سوساهنا يف سنا الضحى عيون تداري الدمع خيفة أن يدرى... كأن عيون النرجس الغض بالندى

نسيم حبيب زار عاشقة سرا ...كأن جىن اخلريي يف غبش الدجا تفور وقد أذكت هلن احلصى مجرا... كأن ينابيع املياه مراجل

- رمحه اهللا - وللوزير أبو عامر بن شهيد . شبه املياه يف آخر البيت باملراجل وهي قدور واحدها مرجل :جيبة يف نواوير عدةيف فصل النريوز وفيه قطعة ع - نضر اهللا وجهه - قصيد ميدح هبا سليمان املستعني باهللا

وتطلع للزور غب تطلع... وأتاك بالنريوز شوق حافز وأتاك يف زهر كرمي ممتع... وفاك يف زمن عجيب مونق

عن ثوب نور للربيع جمزع... فانظر إىل حسن الربيع وقد جلت زهر النجوم تقاربت يف مطلع... فكأن نرجسها وقد حشدت به باللحظ حتت ختوف وتوقع. ..أو أعني األحباب حني تراسلت وقنولون يف سواد مشبع... وهبا البنفسج قد حكى خبضوعه فشكا إليك بأنة وتوجع... خد احلبيب وقد عضضت حبنة

بني األزاهر قام كاملتطلع... وكأمنا خرييها حتت الدجا كلفا فبات مراقبها مل يهجع... يرجو زيارة من حيب لوعده مسلمة وبني يديه ورد وسوسان ونيلوفر إىل صاحب الشرطة أبو بكر بن القوطية وكتب الوزير أبو عامر بن

:يسأله وصفها وشرط يف رغبته أن يكون أول الشعر نبهن مين مهة مل تنعس... وثالثة ملا اجتمعن مبجلس

:فأضاف أبو بكر إليه بديهة أبياتا سرية تعجز من رامها روية وبعث هبا إليه وهي نبهن مين مهة مل تنعس... عنا مبجلس وثالثة ملا اجتم

بدعائهن إىل لقاء األكؤس... ودعون حي على الصبوح فشقنين غض بسوسي الغالئل مكتس... ورد كمثل دم الوريد وسوسن

ورق جرى من فوق أخضر أملس... ويزينه نيلوفر أوراقه بلطيف رياها عليل األنفس... فإذا سرت أنفاسها لك أبرأت

أرج املشم حمرك وموسوسي... سان والنيلوفر ال الورد والسو فيها من النوار أعمر جملسي... فاقت حبسن روائها وأرجيها

وأنشدين أيضا لنفسه صاحب الشرطة أبو بكر بن القوطية أبياتا يصف فيها الورد والسوسان قصر على :مجيع تشبيهاهتا وبديع صفاهتا احلسن واإلحسان وهي

وباكر السوسن الغض الذي جنما... ورد الذي فغما قم فاسقنيها على ال فأرضعت لبنا هذا وذاك دما... كأمنا ارتضعا خلفي مسائهما

عق العقيق امحرارا وما احتشما... جسمان قد كفر الكافور ذاك وقد وذاك خد غداة البني قد لطما... كأن ذا طلية نصت ملعترض

لغضى حركته النار فاضطرمامجر ا... أوال فذاك أنابيب اللجني وذا : الذي جنم أي الذي طلع والطلية: وقوله. على الورد الذي فغما أي الذي سدت رحيه اخلياشيم: قوله

وأنشدين لنفسه الوزير أبو . رفعت: ونصت. طاله: ولغة ثانية يف الطلية. سفحة العنق، وهي واحدة الطلى :اف غريبة، ويشبهها بتشبيهات عجيبةعامر بن مسلمة قطعة يصف فيها البهاروالبنفسج بأوص

ن عليهما بني الرياض الغضة... قدم البهار مع البنفسج فاشرب مثل احلزين دموعه مرفضة... هذا كمعشوق وعاشقه وذا

صفراء حتملها أكف بضه... وترى البهار كأنه ياقوتة مبطارف خضر وأبدت فضة... قد سترت حذر الرقيب معاصما

كمثال معشوق تشكا مرضة... ا فحسن خلقها وجرى النضار هب عند العيان لنا بقايا عضة... وكأن ذاك خبدها وبنحرها

.كن ذاك أشار إىل البنفسج إذا بعد ذكره الشتغاله بوصف البهار: قولهوللوزير أيب عامر بن مسلمة أيضا قطعة يف مجلة من النواوير وعدة من األزاهري أبدع من املتقدمة على أال

بدع وأرفع منها على أال أرفع تضمن من التشبيهات غريبها ومن الصفات عجيبها أنشدنيها موصولة مبدح أ :وهي - وصل اهللا حرمته وأدام عزته - ذي الوزارتني القاضي

بكل نور جمتىن... وروضة مشرقة

ونرجس يشكو الضىن... فيها هبار باهر ونوره تلونا... ويامسني أرضه كن بالنجوم زينا... ول كالليل خمضرا

وسوسنا ملسنا... فاجتين وردا واردا فتنة ران إن رنا... وحوله نيلوفر من املها تروقنا... ختاله مضاربا

بنوره قد حسنا... واألس أس كامسه من غري حبر تقتىن... تنويره جواهر

أو سندس قد لونا... وحبه من سبج

دي العض اجلنسج الن... وقد بدا فيها البنف خضر أتتنا باملن... وأرضه مطارف

فاق سناء وسنا... طابت بطيب ماجد دي وسراجي يف الدنا... ذاك ابن عباد عما عدل وحييي السننا... فهو يثري احلق وال ت حسنه يفتننا... ونوره مسك فيت طابت لنا أزمننا... قاض بنشر عدله

نناقمري أيك ف... ال زال يبقى ما عال خريي وبنفسج : وللوزير أيب عامر بن مسلمة أيضا قطعة بديهية سرية كلها سنية قاهلا وبني يديه ثالثة أنوار

:وهبار وأنشد أقررنا عني تنزهي وتأنسي... وثالثة ملا اجتمعن مبجلسي

وبنفسج أضحى حبيب األنفس... منام طيب يف هبار باهر ر الروض مل يتحسسيأيت ونو... فالسبق منها للبهار ألنه

راقت مالحته فاصبح مؤنسي... مث البنفسج فهو يتلوه لنا يف أرض عنربة كلون السندس... حيكي لنا املسك الفتيت بلونه

خيفي النسيم هناره باجمللس... واخلري يف اخلريي إال أنه وبصنعه هذا صديق احلندس... ويذيعه بالليل فهو بفعله فغدت هلا مثل النجوم الكنس... ا فاقت نواوير الرياض تلون

:وقال يونس بن مسعود الرصايف يصف الورد واخلريي كاخلوامت زاهنا التفصيص... يتطلعن أجنما بعيون

ن عذارى جتنهن خصوص... يف راض كأمنا الورد فيه

م هنارا كما هتب اللصوص... هب خرييها بليل وقد نا :ته وله أيضاأظن البيت األول يف البهار إذ هي صف

حتوي خلوقا بالعبري مطيبا... وكأن سوسنه مداهن فضة قضب الزمرد حني قام مركبا... وختال نرجسه هبا تربا على قد أبصرت يوم الندى مترقبا... وكأن أعينه عيون حيائب

كادت من التوريد أن تتلهبا... والورد حتسبه خدود كواعب حلبيب صبابة وحتبباحلظ ا... وكأمنا اخلريي خد عضة

وصنع الفقيه أبو احلسن بن علي قصيدة يصف فيها نواوير الربيع بوصف حسن بديع وميدح هبا ذا وهي بعد صدر . وأنا أذكر منها قطعة تشاكل هذا الباب -أدام اهللا عزه ووصل حرزه - الوزارتني القاضي

:من القصيد وشت يد املزن أرضه... كأمنا الروض ملا

وكل بيضاء بضه... صرف بكل محراء من الزبرجد حمضه... كواكب يف مساء

مدامع مرفضه... كأن طل األقاحي من املها مبيضه... أو لؤلؤ فوق أرض أبقى به اللثم عضه... كأمنا الورد صدر

جلته حال ممضه... أو خد أغيد قد أخ جال الصياقل عرضه... كأمنا النهر نصل

املروج الغضه ء يف... كأمنا غدر املا أو أكؤس من فضه... إذا التقني مراء

و حني يقطع عرضه... كأمنا الشمس يف اجلو ب حني تأمل قرضه... وجه ابن عباد الند طول الثناء وعرضه... حوى بطول يديه

.وهو تشبيه قوي سري جدا. املرائي، مجع مرآة مثل مكواة ومكاويت قصيدا علىذلك النحو وأنا ذاكر أيضا منه قطعة تليق هبذا الباب فلما بلغين ذلك صنع: قال أبو الوليد :وهي من أوله

حلسن مرآه وأرضه... انظر إىل النهر واعجب من النواوير غضه... قد حل بني رياض

بدا فزين أرضه... فيها هبار هبي يلوح يف طوق فضه... كأنه جيد ترب

مهجور فارق غمضه... ونرجس مثل لون ال

بروده مبيضه... قحوان أنيق وأ عني الندى املرفضه... قد طرزهتا بترب

بنوره احلسن حمضه... وباقالء قد آبدى خبد بيضاء بضه... كأمنا هو خال

ماء عانق أرضه... كأمنا النهر أفق الس من األزاهر خمضه... وقد كسا عدوتيه ب قد كسا الصون عرضه... كما ابن عباد الند

دأبا جيدد فضه... ملال فظ مسح على ا على التواضع عضه... له من اجلاه حظ

سر سرور متشيع يف غذي إنعامه، وريب أيامه، وأمرين باستحضار صاحب - أبقاه اهللا -فلما أشدته القاضي ال زال ماضي -الشرطة أيب بكر بن القوطية، واألديبني أيب جعفر بن األبار وأيب بكر بن نصر وأمرهم عنه

بالعمل يف ذلك املعىن على العروض والقافية، فلم أقدم شيئا على استحضارهم، وإيراد ما أمرين به - مر األفصنعوا يف ذلك من ليلتهم أشعارا رائعة السمات، فائقة الصفات، فمن ذلك شعر أيب بكر بن . عليهم

:القوطية وهو من أوله كسا الدرانك أرضه... بشاطيء الواد هنر

وبعضها مبيضه... ا ومحرا خضرا وصفر من النواوير غضه... منارق وزراب

بيضاء غراء بضه... فالورد وجنة خود أبقى به اهلشم عضه... كما البنفسج خد

حازت من احلسن حمضه... واليامسني جنوم جتل به الطرف ترضه... روض بديع مىت ما فليس يسطيع هنضه... تقيد اللحظ حسنا

د الكرمي وعرضه... ن عبا حكى سجايا اب راض به لو أمضه... قاض على احلق ماض

أن حيسن الدهر خفضه... اسم ابتداء تعاىل ومن شعر أيب جعفر بن األبار وهو . أراد أنه رفيع القدر، مل تقدر خفضه نوب الدهر، وهو معىن كالسحر

:من أوله واملح من النور غضه... ال ترض للحظ غضه

فصل بلحظك عضه... خد الربيع تبدى رواؤها واقتضه... شقائق شق قليب

خريدة مفتضه... كأمنا األرض منها كأمنا احلزن مضه... ونرجس متغاض

كمن حياول عمضه... يرنو بطرف كحيل فكالوذائل بضه... وسوسن إن تشمه

أو الطلى املبيضه... أو ألسن الدر صيغت ليست ترى منقضه... واألقحوان جنوم

منه كمائم غضه... انت ختاما عليه ك بفضة الطل فضه... فحاول اجلو فضا

دموعه املرفضه... مل يضحك الروض إال من كل ود حمضه... ما زال يوىل فيويل

وعارض املسك عرضه... حىت إذا الورد حىي إزارها منفضه... أبدى عالئل محرا حياول األفق عرضه... كأمنا املزن جيش

:إىل املدح من هنا دخوال مستحسنا فقال خماطبا ملمدوحه مث دخل على اجتدائك حضه... كأمنا الربق فيه

بكم يهدد ومضه... كأمنا الرعد قصفا لبعض شأوك هنضه... كأمنا الريح تبغي إليك قد شد غرضه... كأمنا البحر عاف لكي تعجل قرضه... ومد بالنهر كفا

عارض : هو املعروف يسدى إليه، وقوله: يتعاهد بالويل وهو مطر الربيع ويويل الثاين ما زال يوىل أراد: قولهوادي : والعرض أيضا. فالن طيب العرض، ومننت العرض أي الريح: اليح يقال: املسك عرضه، العرض

حزام : قد شد غرضه الغرض: وقوله. ما ذم به اإلنسان أو مدح: والعرض أيضا. اليمامة، وكل واد عرض :ومن شعر أيب بكر بن نصر، وهو من أوله أيضا. الفرس، ومنه الغرضة

ء باألزاهر غضه... أما ترى األرض خضرا من الزبرجد حمضه... كأهنا يف مالة

يعانق البعض بعضه... وفوق ذلك نور دموعها مرفضه... من نرجس ذي جفون

به غرام أمضه... مصفر لون كصب ا الترب عضهعلى صف... حلظ جلني ولكن

محى عن الذم عرضه... والسوسن الغض نور عوارض مبيضه... كأنه ضاحك عن

تلبست بالفضه... مفلجات طوال والورد أخر عرضه... وللنوائر عرض

مل ينصف الدهر غضه... غض وبض ولكن والورد أسرع مرضه... اآلس أدوم برءا

:ومن املدح خفضهمن طيب العيش ... جاور نداء تصادف من بات يضمر بغضه... ما أضمر الكفر إال

فما يين أن يفضه... وإن عصاه مناو برأس رضوى لرضه... ولو حتصن منه

مث إن الوزير الكاتب أبا األصبغ بن عبد العزيز عرف ذلك فصنع شعرا على هيئتها يف املعىن والغرض، :ومنه

به النواوير غضه... يا من تأمل روضا قد زين البعض بعضه... سن منها وعاين احل

كأنه مسط فضه... فاألقحوان بياض يف صفرة منه حمضه... والنرجس الغض ترب

ساال على وجه بضه... والورد ماء ونار قد ألفا بعد بغضه... ضدان يف صحن خد

جرى فزين أرضه... والنهر سبك جلني :ومن املدح

غمضهعدا ويهجر ... قاض يكافح عنا ال فأمجل اهللا قرضه... أسدى وأوىل مجيال

صفا ملن رام خوضه... أيامه الغر ماء والدهر فيها كغمضه... فالعمر فيها قصري

وهذا البيت غاية، ووصف الورد هناية، وإن كان معروفا يف وصف اخلدود فقلبه إىل وصف الورد مما أحسن .فيه، وأغرب به

والدي عبده الناصح له دأبه احلسن فيه - أعزه اهللا - د هذا الشعر أمر القاضي وملا أكمل أبو األصبغ إنشا :ظاهره وغيبه باجللوس بني يديه مث أمل بديهة عليه

مقالة لتمضه... أبلغ شقيقي عين ي الذي وصفته مل آرضه... بأن وصف األقاح

بأكؤس من فضه... هال وصفت األقاحي

ار وحمضهصرف النض... قيعاهنا ملبسات ت يف خوامت فضه... أو ال فصفر اليواقي ن يف املها املبيضه... أو النجوم تساقط باخلمر يف كف بضه... أو ال فجام مهاة

من فضلها فيه بعضه... قد باكرته وأبقت رائقة، واهللا ما أكمل إمالء األبيات بتلك التشبيهات ال: مسعت أيب وأبا األصبغ يقوالن: قال أبو الوليد

والصفات الرائعة إال وحنن قد هبتنا من سرعة بديهته، وقدرة فكره على هتذيب قوافيها، وتذهيب معانيها يف أسرع من ال يف اللفظ، وأعجل من رجع اللحظ، واملعين فيها، واملردرد عليه هبا هو الوزير أبو األصبغ يف

:وصفه املتقدم لألقاحي حني قال ه مسط فضهكأن... فاألقحوان بياضا

بتشبيهات كلها - أعزه اهللا وأحسن ذكراه -ألنه وصف بياضه ومل يصف صفرته، فجمعها القاضي ولو وقع تشبيه من تلك التشبيهات ملوسوم هبذه الصناعة، . مستول على غاية الكمال، مستوف هناية اجلمال

مستغربا، فكيف باجتماعها على متخذ هلا كالبضاعة، بعد إعمال فكره فيه وإشغال ذهنه له، لكنه مستندرابديهة مع كثرة اشتغاله بالفرائض عن هذه النوافل اليت ال يتحلى هبا، - أعزه اهللا - حسنها وانطباعها له .وال يتجلبب جبلباهبا

لكين لو . وهذه القطعة كان جيب أن تكون باب القطع املنفردة ألهنا يف األقاحي على حدة: قال أبو الوليدالشعر الذي اتصلت به، واملعىن الذي وقعت فيه لكنت مفرقا بني الطرف وحوره، واخلد فصلتها من

وقال أبو احلسن . وخفره، ففيها من التشريف ملن خوطب هبا، وعين فيها ما يبقى يف نسله وينيبء عن فضلهوأبقى علي -مره أطال اهللا يف ع - علي بن أيب غالب يف املعىن األول والقافية والعروض موصوال مبدح أيب

: - ستره ض واهجرن كل غمضه... نبه جفونك للرو

جفن الذي كان غضه... قد نبه الطل منه ال حبيب حاولت عضه... من بني ورد كخد ال سوالف الغيد بضه... وسوسن قد حكى يل

د جفنه أن يغضه... ونرجس منع السه قلى احلبيب وبغضه... كلون صب تشكى

مجامجا منه غضه... يديل ومن هبار حمدث مل يرضه... كأنه معرض عن ر يف مداهن فضه... كأنه نقر التب

:يعين الروض: وبعد أبيات دخل إىل املدح، فقال معتق املسك حمضه... كأمنا ضمنت من

ن عامر الندب بعضه... فأشبهت من طباع اب :رشيق، ومغزامها دقيق، يف اخلريي والنيلوفر، ومهاوأنشدين بنفسه أيضا أبو احلسن بيتني مرمامها

نيلوفر الغض عليه رقيب... كأمنا اخلريي حب غدا الن بالليل القاك بنشر وطيب... فهو إذا طبق أجفانه

:وأنشدين أيضا لنفسه وصفا يف السوسن والباقالء حسن التشبيه أبدع وأغرب فيه وهو جلني مل تشن بنبال كؤوس... ومن سوسن غض النبات كأنه سوالف غيد قلدت بآلل... إذا ما بدا فيها احلباب حسبتها

شنوف جلني ضمخت بغوال... ونور نبات الباقالء كأنه وأليب بكر بن نصر وصف أكثر نواوير الربيع يف قصيد بديع حسن التشبيهات غريب الصفات مدح به أيب

:فقال خياطبه بعد أبيات -أبقاه اهللا يل - أنوار حتصل عندك األنوار... أساللة من عامر سلين عن ال

قد كان قبل بدا به آذار... هللا نيسان ففيه مت ما بشموس نور بينها أقمار... أما البقاع فإهنا جادت لنا

يف الوصف ما فيه اللبيب حيار... كاألقحوان بديهة فامسع له

ودمعها مدرار عني السماء... هو ضاحك األسنان ملا أن بكت تبدو إليك لثاهتن نضار... فتراه يبسم عن ثنايا فضة

يف محرة فلها بذا إيثار... وشقائق النعمان قمص أشبعت قضبان آس يف ذراها نار... وكأهنا وسط البقاع وقد علت

أيقنت أن املسك منه معار... وإذا تأملت البهار تأمال النضار خملصا نوار وهلا... قضب الزمرد مورقات فضة

حاظا مراضا ما هلا أشفار... والنرجس الغض األنيق يغض أل بدرت دموع للمحب غزار... مترقرق حبباب طل مثلما

هو بني أنوار الرياض خيار... واعجب خلري الرياض فإمنا لينال ردع نسيمه السمار... بالليل للسمار ينشر نشره ومتزقت من دونه األوطار... ره فإذا أضاء الصبح أخفى نش

غض تكاد تذيبه األبصار... والسوسن الفينان صفة فإنه منه شعار الصق ودثار... وكأمنا صرف اللجني بروده فله به من ردعه آثار... وإذا دنا لألنف من مستنشق للنور أمجع يف الرياض منار... وإذا ذكرت الورد فاعلم أنه

تنجاب دون جيوبه األزرار... احللى متدثر بغالئل محر

للعني إال أنه غرار... طيب ألنفاس النفوس ومنظر :أما وصفه البهار فهو كوصف أيب عمر القسطلي له، وميكن أن يأخذه أو يوافقه، وقول أيب عمر فيه

لنا فضة نورت بالذهب... غصون الزمرد قد أورقت دين أبو بكر بن نصر وصفا مستحسنا يف نواوير عدة وأزاهري مجلة وأنش. وسيأيت يف بابه مع أشكاله وأمثاله

:وهو من مجلة قصيد مطول -أيد اهللا يده وحصد من حسده -موصوال مبدح ذي الوزارتني القاضي وقان وأحوى حالك اللون أسود... وقد راقين من يانع النور فاقع

هوقمصان نسرين يروق توقد... غالئل خري وأقباء سوسن متر به ريح الصبا فتجعده... وكم سبط للنور يسطع نوره

تبدى من الورد النضري تورده... إذا األقحوان الغض أبدى تبسما إذا فاقع احلوذان جاد تولده... ويزهى الشقيق العصفري بلونه

من احلسن طرف جال يف اجلفن إمثده... وما اخلرم الكحلي إال كأنه وياقوته السامي به وزبرجده... قك دره ومن نرجس نضر يرو

تنتجه أيدي احليا وتولده... وكم للربيع الطلق نورا منورا سليل ابن عباد اجلواد حممده... كما ولد اإلفضال يف محص والندى

فذلك حبر طامح املوج مزبده... ليعتمد الوراد حبر ميينه : دالة، وياقوتة السامي لو أمكنه أن يذكر لونه فيقولومن نرجس يعين البهار، وصفته على ذلك : قوله

ومن . وهذا للشعراء كثري. املصفر أو حنوه لكان أمت إذ ألوان اليواقيت كثرية لكنه اكتفى بشهرة املوصوفاللباب يف هذا الباب رسالة كتب به الوزير أبو حفص أمحد بن حممد بن برد إىل الوزير أيب الوليد بن جهور

اوير مخسة، وغرضه تفضيل الورد بينها وتقدميه عليها بصفات كلها حر األلفاظ، وتشبيهات وصف فيها نوأما بعد يا سيدي ومن أفديه بنفسي، فإنه ذكر بعض أهل األدب املتقدمني : مجيعها حور األحلاظ، والرسالة

لبساتني مجعها يف بعض فيه، وذوي الظرف املعتنني مبلح معانيه، أن صنوفا من الرياحني وأجناسا من أنوار ااألزمنة خاطر بنفوسها، وهاجس هجس يف ضمائرها، مل يكن هلا بد من التفاوض فيه والتحاور، والتحاكم من أجله والتناصف، وأمجعت على أن ما ثبت يف ذلك من العهد، ونفذ من احللف، ماض على من غاب

صبها جبعة، وأظلها شجرا، وأغضرها زهرا شخصه، ومل يأت منها وقته فتخريت من البالد أطيبها بقعة، وأخ :مث أخذت جمالسها وانربت على مراتبها وقام قائمها فقال. وأعطرها نفس ريح، وأرقها دمع ندى

يا معشر الشجر وعامة الزهر، إن اللطيف اخلبري الذي خلق املخلوقات، وذرأ الربيات باين بني أشكاهلا فضل على بعض بعضا حىت . جعل عبدا وملكا وخلق قبيحا وحسناوصفاهتا، وباعد بني منحها وأعطياهتا، ف

اعتدل بعدله الكل، واتسق على لطيف قدرته اجلميع، وأن لكل واحد منا مجاال يف صورته، ورقة يف حماسنه، واعتداال يف قده، وعبقا يف نسيمه، ومائية يف ديباجته قد عطفت علينا األعني، وثنت إلينا األنفس وأصبت

نا األكف، وأزهت مبحضرنا اجملالس حىت سفرنا بني األحبة، ووصلنا أسباب القلوب، وحتملنا لطائف ب

الرسائل، وحيينا اللهو، واحتضنا السرور، وأخذنا جعالة البشرى، وأكرمنا بنزل الرفادة، وأسنيت لنا صلة وازدهانا الكرب، ومحلنا الزيادة، وصيغ فينا القريض، وركبت على حماسننا األعاريض، فطمح بنا العجب،

تفضيل من فضلنا، وإيثار من آثرنا على أن نسينا الفكرة يف أمرنا، والتمهيد لعواقبنا، والتطيب ألخبارنا، وادعينا الفضل بأسره، والكمال بأمجعه، ومل نعلم أن فينا من له املزية علينا، ومن هو أوىل بالرياسة منا، ومن

باملبايعة، وإعطاء جمهود احملبة، وبذل ذات النفس، وهو الورد الذي إن بذلنا جيب له علينا التحرج ومد اليد اإلنصاف من أنفسنا، ومل نرتكض يف حبر عمانا، ومل منل مع نزع هوانا، دنا له، ودعونا إليه، واعترفنا

مامة، ومن مل بفضله، وقلنا برياسته، واعتقدنا إمرته، وأصفينا حمبته، فمن لقيه منا حياه بامللك ووفاه حق اإلفهو األكرم . يدرك زمن سلطانه، ومل يأت على عدان دولته، اعتقد ما عقد عليه، ولىب إىل ما دعي إليه

حسبا واألشرف زمنا، واألمت خصاال، والذي إن فقدت عينه مل يفقد أثره، وغاب شخصه مل يغب عرفه، ة لون الدم، والدم صديق الروح، وصيغة والطيب إليه كله حمتاج، وهو عن كيفه مستغن، وهو أمحر واحلمر

.احلياة، وهو كالياقوت املنضد يف أطباق الزبرجد عليها فرائد العسجدوأما األشعار فبمحاسنه حسنت، وباعتدال مجاله وزنت، وإننا ما نعتقد إهلامنا إىل هذه احملمدة، واستنظافا من

وكان ممن حضر هذا اجمللس، وشهد . ي املتصلة بنادنس تلك املذمة إال من أجل النعم املقسومة لنا واألياد .هذا املشهد من مشاهري األزهار، ورؤساء األنوار النرجس األصفر، والبنفسج والبهار واخلريي النمام

والذي مهد يل حجر الثرى، وأرضعين ثدي احليا، لقد جئت هبا أوضح من لبة : فقال النرجس األصفرولقد كنت أسر من التعبد له، والشغف به، واألسف على تعاقب الصباح، وأسطع من لسان املصباح،

املوت، والرجعة دون لقائه ما أحنل جسمي، ومكن سقمي، وإذ قد أمكن البوح بالشكوى فقد خف ثقل على اخلبري سقطت أنا واهللا املتعبد له، الداعي إليه، املشغوف به كلفا، : مث قام البنفسج فقال. البلوى

ي عنه أسفا، وكفى ما بوجهي من ندب وجبسمي من عدم هنوض، ولكن يف التأسي بك املغضوض بيد النأ :مث قام البهار فقال. أنس، ويف االستواء معك وجدان سلو

عدد النجم واحلصى والتراب... هبرا : حتبها؟ قلت: مث قالواليه، وعينا شاخصة ال تنظرن إىل غضارة منبيت، ونضارة ورقي، وانظر إيل وقد صرت حدقة باهتة تشري إ

:تندى بكاء عليه على إخواهنم لقتلت نفسي... ولوال كثرة الباكني حويل والذي أعطاه الفضل دوين، ومد له بالبيعة مييين، ما اجترأت قط إجالال له، : مث قام اخلريي النمام فقال

جعلت الليل سترا، واختذت فلذلك . على أن أتنفس هنارا، أو أساعد يف لذة صديقا أو جارا. واستحياء منهإن لنا : فلما رأت استواء آرائها على التفضيل له، واعتدال مذاهبها يف الدعاء إليه قالت. جواحنه كنا

أصحابا، وأشكاال وأترابا، ال نلتقي هبا يف زمن، وال جناورها يف وطن، فهلم فلنكتب بذلك كتابا، ولنعقد به .ل يف األقاصي واألداين عليهحلفا، ولنضع من شهادتنا ما حيتم

نسخة كتاب

بسم اهللا الرمحن الرحيم

هذا ما حتالفت عليه أصناف الشجر، وضروب الزهر، ومسيها وشتويها، وربيعها وقيظيها، حيث ما جنمت من تلعة أو ربوة، وتفتحت من قرارة أو حديقة، عندما راجعت من بصائرها، وأهلمت من رشادها،

فواهتا، وأعطت للورد قيادها، وملكته أمرها، وأخلصت له حمبتها، وعرفت أنه واعترفت مبا سلف من هأمريها املقدم خبصاله فيها، واملؤمر بسوابقه عليها، واعتقدت له السمع والطاعة والتزمت له الرق

والعبودية، وبرئت من كل نور نازعته نفسه املباهاة له، واالنتزاء عليه يف كل وطن، ومع كل زمن، فأية زهرة قص عليها لسان األيام هذا احللف، فلتعرف أن رشادها فيه، وقوام أمرها به، ولتحمد اهللا كثريا على

شهادة . ما هداها إليه، واستنقذها من الضالل بتبصرته، ولتشهده على اعتقادها، واهللا شاهد على اجلميع :النرجس

صحة النيات منها واملرض... شهد النرجس واهللا يرى أكدت عقدا فما إن تنتقض... رد عليه بيعة أن للو

:شهادة البنفسج للورد عبد متلك ... شهد البنفسج أنه

يف حبه مستهلك... يسعى بقلب ناصح :شهادة البهار

بصحيح ما يبدي وما خيفيه... شهد البهار ذو اجلاللة عامل للورد ال يؤتى له بشبيه... أن اإلمارة يف األزاهر كلها

:دة اخلريي النمامشها قوله أبعد عنها الدرك... شهادة اخلريي برا صادقا

أعبد والورد فيها ملك... أن أزهار الثرى أمجعها هذا يا سيدي ما انتهى يف املعىن إيل، ففضلك يف تصفحه، والتجاوز عما وقع من زلل يف نقله، فأنت السابق

لمي مبوقع هذه امللح منك مل أجشمك مؤونة النظر فيما كتبت الذي جنري يف غباره، وهنتدي مبناره، ولوال ع .منها لك إن شاء اهللا

ويل رسالة أردفتها على هذه مشتملة على وصف سبعة أنوار : إمساعيل بن حممد بن عامر: قال أبو الوليدرتني على ما انتهت إليه غاية اختياري وغرضي يف الرد بتفضيل البهار على الورد خاطبت هبا ذا الوزا

يا موالي الذي رقه يل : وهي -كبت اهللا أعداءه، وأدام عليهم إعداءه -القاضي سيف احلق املاضي كان اجتماع بعض . شرف، وجوده علي سرف، ومن أبقاه اهللا لرفع شأن ودود، ووضع شأن حسود

الفة منها ما قد وقفت النواوير واتفاق طائفة من األزاهري على تقدمي الورد عليها، وتفضيله بينها، وختريه للخ. عليه ونظرت إليه مما عين جبمعه وانفرد لذكره أبو حفص بن برد الوزير الكاتب، وسراج األدب الثاقب

البنفسج واخلريي النمام والبهار، والنرجس األصفر، : وكانت النواوير املتفقة عليه، والداعية حينئذ إليه

تأمرها بالوقوف عند ما وقفت، واالتفاق على ما وكتبت كتابا إىل صنوف األنوار وضروب األزهار .اتفقت

فأول من رأى الكتاب، وعاين اخلطاب، نواوير فصل الربيع اليت هي جرية الورد يف الوطن، وصحابته يف الزمن، فلما قرأته أكربت ما فيه، وبنت على هدم مبانيه، وبعض معانيه، وعرفت الورد مبا عليه فيما نسب

من مدح أمرأ مبا ليس فيه فقد بالغ يف : ما ال يستحقه واستئهاله ما ال يستأهله، وقالت لهإليه من استحقاقه هجائه وبينت ذلك له بيانا رأى الرشد فيه عيانا، ومجعت على جماوبة مكاتبيها، ومراجعة خماطبيها مبا بدا هلا

ىن نفسه تلك الدنية، تدبري من سوء تدبريها، وضعف رأيها مث رأت أن خماطبة من أخطأ تلك اخلطية، وأدفكتبت إىل األقحوان واخلريي األصفر إذ مها حياوران تلك يف أوطاهنا . دبري، والتخلي عنه رأي غري مرضي

.ويصاحباهنا يف أزماهنا

ونسخة الكتاب

من نواوير فصل الربيع األزهر

:إىل األقحوان واخلريي األصفر

بسم اهللا الرمحن الرحيم

خسر الدنيا واآلخرة، ذلك هو اخلسران املبني " ترى هبا من سعى فيها، وفغر عن فيها، وصلت إلينا بيعة اشولو استحق الورد إمامة، أو استوجب خالفة، لبادر هبا آباؤنا، ولعقدها أوائلنا اليت مل تزل جتاوره يف "

. مكانه، وجتيء معه يف أوانه

قط صورة وال تال من ذمه سورة، فإذا قد جهلت وأما من عقد تلك البيعة، وكتب تلك الصحيفة فلم ير له قدره، ومل تعلم أمره هال شاورت مصاحبيه واستخربت خمتربيه حىت تقف على حقيقة خربه، وتعلم جلية

خريه، فبأي شيء أوجبت تقدميه، ورأت تأهيله ملا غريه أشكل له، وأحق به، وهو نور البهار البادي فضله علماء الشعراء، وحكماء البلغاء مشبها بالعيون اليت ال حيول نظرها، وال بدو النهار، والذي مل يزل عند

حيور حورها، وأفضل تشبيه للورد اخلد عند من تشيع فيه، وعين به، وأشرف احلواس العني، إذ هي على :كل منول عون، وليس اخلد حاسة، فكيف تبلغه رياسة؟

س الفاسد؟ورياسة لوال القيا... أين اخلدود من العيون نفاسة لقد وافق ووفق وشبه . وأصح تشبيه للورد وأقربه من احلق قول احلكيم ابن الرومي يف شعره الطائي

بالنواوير املخاطبة لنا، املسخنة ألعيننا، واعرضا عليها - وفقكما اهللا وال أخالكما من هداه - وحقق، فقفا يمه ويقعده، ويقصده فيقصده، على مشاركته على نفسه مطلبنا، وبينا هلا مذهبنا، وأنبا البهار مفردا تأنيبا يق

وسعايته يف إبطال حقه، فلوال استجابته هلا، وكونه معها، ما حتصن لتلك مراد، وال حتسن هلا مراد، وحياه

عنا بالسالم األثري بعد املالم الكثري، و واهللا العظيم حقه الواسع رزقه، لو جاورناه يف وطن، أو صحبناه يف يعناه منذ مدة مبايعة لعبيد، ونفديه لفضله علينا بالطريف والتليد، وراجعانا بعد هذا باملذهب اليت زمن، لبا

تبين عليه، وجتري إليه فإن وافقت مل يشذ علينا من النواوير إال من مل تشهر عينه، وال يعد فينا صيته وأينه ت مل تستضر خمالفتها ومل نضطر إىل مع أن مجاعتنا تعلم فضل ما صنعناه، وتوايل من وليناه، وإن خالف

.حمالفتها، فنحن جل النواوير، وعمدة األزاهري، نعقد للبهار ونقدمه على مجيع األنوارفوصل كتاهبا إليهما، وورد خطاهبا عليهما وعندمها البنفسج واخلريي النمام، والنرجس مشاورة هلما،

وقبيح اخلرب من تقدمي . ا اكتسبت به سوء األثرومستمدة بآرائهما يف اخلروج عما دخلت فيه، والتخلص ممواخلريي األصفر واألقحوان يكثران تأنيبها، ويسفهان أراءها، . الورد على البهار على أنه ملك األنوار

.وجيددان الشكر هللا على استنقاذمها مما ورطها فيه، وتأخريها عما أحلقها بهتلك اخلطيئة وقع منها مواقع املاء من ذي الغلة فلما وصل كتاب النواوير الربيعية وهي متصلة من

وأعاد اخلريي األصفر واألقحوان التأنيب هلا والتعديد . اآلن يصقل من أذهاننا الصادي: الصادي، وقالتال تكثروا لومنا، وال تطيال تأنيبنا، فلو مل تكن لنا سقطة، وال نسبت إلينا غلطة، خلرجنا عن : عليها فقالتاللبيب من عدت : واحلد املعروف، فال بد للكل من تدبري دبري ورأي غري مرضي، وقد قيلاألمر املعلوم

إذ قد استيقظا من نومة اجلهل، فأغمد عنا سيف العذل، وواهللا إننا . سقطاته، واألريب من حصلت هفواتهمل نعان عويص ألحقاء بالتأنيب، أحرياء بالتثريب، إذ عجلنا عظيمة مل تنعم النظر فيها، وأنفذنا كبرية

:رب عجلة هتب ريثا ورحم اهللا القائل: ومن أمثاهلم. معانيها، وقدميا محد التأين وذمت العجلة وقد يكون مع املستعجل الزلل

فسر اخلريي واألقحوان مبا بدا . لكننا نصفع قفا احلوبة بيد التوبة، وجنلو دجا االقتراف بصبح االعترافذار من خطاياها وبنت معا على جماوبة األنوار الربيعية بإنقاذ ما رغبته وإكمال منها من إقرار بذنوهبا، واالعت

مث خرجت بأسرها إىل البهار معتذرة إليه متنصلة مما جنته عليه، وسألته العفو عن ذنوهبا، . ما ابتدأتهوأطلبها يف طلبتها، فأجاهبا إىل رغبتها . واإلمساك عن تأنيبها، والطاعة هلا بالتقدم عليها، والتملك جلميعها

:وأنشدها قول بن املعتز دية الذنب عندنا االعتذار

مث قرأ عليه األقحوان واخلريي األصفر كتاب النواوير الربيعية إليهما، فلما وصال إىل الفصل الذي سألومها ه إال حياء واهللا ما دخلت معهم فيما أحدثوه، وال تابعتهم على ما صنعو: فيه التعديد عليه والتأنيب له قال

من تعريفهم مبا ال جيهله اجلاهلون، وال يغلط فيه الغالطون، وليس من ترك حقه ملوما، إمنا امللوم من تسور على غري حقه، وادعى سوى واجبه، ولوال بدو ذلك جلميعكم، وظهوره إىل رفيعكم ووضيعكم، ورغبيت يف

ت فيما رغبتموه، وال صربت ملا أردمتوه، وال استنقاذكم من رق الضاللة، وفككم من ربق اجلهالة، ما أطلعمثلك انقاد : فقالت. عرفتكم من فضلي مبا سكت أوال عليه، وال ندبتكم من حقي إىل ما مل أندبكم قبل إليه

إىل رغبة مؤمليه، وأيد سالف أياديه، وغفر ذنوب عشريته، وصفح عن حريته، وجرى على أخالق امللوك يف

األقحوان واخلريي األصفر نواوير الربيع األزهر، مبا نفذ من حسن القدر وجاوب. الصفح عن اململوك :ونسخة كتاهبما

بسم اهللا الرمحن الرحيم

وصل إلينا كتابكم، وورد علينا خطابكم تبينون فيه ضعف ميز مقدمي الورد ومبايعيه، وسوء رأي موليه عفها إىل من توىل، وتبني سخفها ملن ومؤمليه، وتلك قصة غابت عنا، وبعدت بفضل اهللا منا، وقد ظهر ض

وىل، وإذ وقفتموها فوافقتموها فهي النعمة اجلزيلة، واملنة اجلليلة، وحنن على مبايعة البهار، والكتاب إىل فلما نفذ هذا الكتاب إىل النواوير الربيعية بتمام القضية املرضية . وسيصل إليكم ويرد عليكم. مجيع األنواركرمك، وكمال نعمك إباحة العقد لك باالتفاق عليك، وإنقاذه إىل صنوف األنوار من متام: قالت للبهار

: فأباح هلا ذلك وكتبت بني يديه هنالك. وضروب األزهار

بسم اهللا الرمحن الرحيم

فإنا : أما بعد. هذا كتاب مبكري األنوار، وسابقي األزهار إىل من غاب عنها بشخصه، ومل حيضرها بنفسه الذي ال إله إال هو مستنقذنا من الفعلة القبيحة والدنية الصرحية اليت نفذ هبا كتابنا إليكم، حنمد إليكم اهللا

وورد بإكماهلا خطابنا عليكم، وتلك غلطة ظهرت لكم، وسقطة مل تغب عنكم، ولعمر احلق الذي إليه ، بعد إنقاذه وإكماله، نرجع، وبه يف أمرنا نقطع، لقد ظهر إلينا فساد ما خصصنا عليه، وقبح ما ندبنا إليه

والتدبري جلميع أحواله، ومل نسقط إال بتعجيل التدبري، وال خري يف الرأي الفطري، وإذ قد اجتمع الرأي من سراتكم ومنا، وصدر االتفاق عن كربائكم وعنا، فهي النعمة اليت هبا تنتظم أمورنا، ويراعى أمرينا، وقد

له على ما رضيتم به، ورغبتم فيه، وقد وضعنا شهاداتنا على صدق بايعنا البهار الباهر مجاله، والظاهر كما . ابدأ شهادتك: فقيل له: وكان كاتب الصحيفة البنفسج. من نياتنا

شهادة البنفسج

واهللا ما أضعف أملي، وضاعف عللي، وأوهن مين السوق، وقللين يف كل سوق، إال الدخول يف تلك : النثروالصراط املستقيم، يف تأخري هذا امللك العظيم، الذي بتقدميه اآلن أرجو الوحول والبعد عن اخللق الكرمي،

:والنظم له: أن دائي قد الن متذمم مما جىن متنصل... أما البنفسج فهو يشهد أنه مل يرب منها داؤه املتأصل... متربئ من بيعة الورد اليت

أن البهار هو املليك األفضل ... متبني فضل البهار وعامل

شهادة النرجس

تبا لتلك الفعلة الدميمة، والقضية الدميمة اليت جلبتين جلباب السقم، وسربلتين سربال اهلرم، ولوال : النثر :والنظم له. بداري إىل نسخها وحتيلي يف فسخها، لذهب نفسي األرج الذي به أبتهج

أن بدر الورد يف امللك حمق... أشهد النرجس إشهاد حمق يف مساء احلسن بامللك أحق... ار اجملتلى ورأى أن البه

قيل يف قولته هذي صدق ... فمىت كذب قول أبدا

شهادة اخلريي

واهللا ما أرق بصري، وأرق بشري، وأغاض هنارا ماء بشري، وأغمد فيع سيف نشري، إال معصية : النثروالنظم . ل احلالة املوبقة يل ال حمالةاحلق يف تلك القضية، وطاعة اهلوى يف تلك اخلطية، فاحلمد هللا الذي أحا

:له أيضا نقض ما أخطأ فيه أوال... أشهد اخلريي أن اخلري يف هبر األمالك حاال وحلى... موقنا أن البهار املرتضى

من سنات سنها فيها البلى ... فهو املوقظ أنوار الربا

شهادة األقحوان

ناهي يف استنقاذه يل من تلك القبيحة، والدنية الصرحية مل أؤد إن رمت أداء شكر اهللا على فضله املت: النثرالفرض، وال استطعت القرض، فاإلقرار بالعجز هناية، واالعتراف بالقصور غاية، فاستئنائي هناك، وسكوين

:نظمه. إذ ذاك أنبتا ورقي ورقا، وجعال فلقي فلقا كافر بالذي سواه جناه... أشهد األقحوان أن جناه

من هوى من قضى عليه هواه... ل من تربأ قدما قائل قو للبهار البهي يقضي واله... إن نور الربا عبيد وكل

شهادة اخلريي األصفر

احلمد هللا الذي عصمين من تلك الدنية، ومل خييبين عن هذه النية، وهبا بقيت غضاريت، وتأكدت : الثر :والنظم له. س نفسانضاريت، ووهب يل الذهب اإلبريز ملبسا، واملسك النفي

أن عقد الورد قد رد... أصفر اخلريي يشهد منتقى أعلى وأجمد... ويرى أن البهار ال

وصنوف النور هجد... ملك يقظان يأيت هذا يا موالي ما استطعت عليه، وانتهت مقدريت إليه، فإن وافقك فبفضلك املشهور، أو كانت األخرى

أبقاك اهللا ألحوالنا تصلحها وآلمالنا تنجحها، . الوجهني، والطور يف احلالتنيولك املن على . فبالباع املنزور

.وصنع لك، وبلغك أملكوأليب جعفر بن األبار يف عدة من األنوار أوصاف ساطعة األنوار يف رسالة كتب هبا إىل صاحب الشرطة أيب

رف على منظره البديع، وكان أبو الوليد بن العثماين، وكان سببها أين خرجت متنزها يف فصل الربيع ألشفلما . جعفر بن األبار يف مجلة من صحبين، وخاصة من تبعين، وختلف أبو الوليد لعذر حلقه أوجب ختلفه

انصرفنا سأل أبا جعفر وصف نزاهتنا، وذكر راحتنا وإيراد ما اطلعنا عليه، ونظرنا إليه مما تأسف على البعد وصل اهللا -ه الرسالة وفيها فنون الرقة واجلزالة، ووصلها مبدح احلاجب فكتب إليه هبذ. منه، واالنتزاح عنهكيف كان - ال خاب سائلك وال حرم آملك -كتبت تسألين : وهي بعد صدرها -حرمته وأدام عزته

التنزه إىل بعض - أبقاه اهللا ووقاه - أراد . تنزهنا وتوجهنا مع أيب الوليد شاكر خلتك، وحامد صحبتكل الربيع عندما أشفق من انصرامه وضياعه، وكنت يف مجلة من اصطحب ال يف صفوة من ضياعه يف فص

فأمكنت من السري غرته، والصبح قد شدخت غرته، وجبني اجلو طلق وغالئل السماء رزق، . انتخبوحاجب الشمس متطلع، وجيد األنس متتلع، وريق العيش خصر، وبرد األرض خضر، قد فوف من

الزهر، والرياض راضية من احليا متربجة بعد احلياء، أهدت هلا املزن دررها، فأبدت الزهر، مبثل األجنمإن حيتك بالشقائق فكاللدات . يواقتها ودررها، وخشيت بالكتم عقوقها، فاستنفدت زمردها وعقيقها

أو بالنرجس والورد فكالعيون النواظر إىل اخلدود . الشقائق، مغلفات العصائب، منشرات الذوائبواضر، بل ذاك صبح مشتمل على مشس أصيل وهذا خجل مستول على خد أسيل، أو سفرت عن الن

البنفسج األنيق، فكالبس ثوب املسك الفتيق، وكأمنا كسته لعستها الشفاه، فإذا تنسمه أو تومسه احملزون ن شفاه، شرقت بالطل مقلها، وضمخت باملسك حللها، فما زلنا يف أحسن مراد، وأقرب غاية مراد، م

ال ختطئكم هبا القائلة، فأرحنا : التماح يانع ذلك الزهر، حىت احتللنا قرية بشاطئ النهر، ولسان اهلجري قائلةاجلياد من البهر، ومننا هبا إىل صالة الظهر، مث قضينا الفرض، وشددنا الغرض، نؤم جانب الشرف متيامنني،

جاره ظالهلا، فما زلنا نستعرض قراه إىل أن دعانا ونقصد مسته متبادرين، حىت أرتنا غرته مجاهلا، وكستنا أشإىل قراه بواسطة منه ومقلة الشمس غضيضة، وحشاشتها مريضة، فأجبناه إىل رغبته وحللنا بعقوته، وبتنا نتفدى بالنفوس، ونتعاطى خنب الكؤوس، من مدام اآلداب، ال من مدام األعناب، يتضوع عنها خلوق

م، ورمبا مزجناها مباء املزاح من غري لغو وال جناح، فما زلنا نأخذها الشيم، ويضحك عليها حباب الكرباآلذان ونشرهبا باألذهان، حىت تبسم الليل عن صبحه وقص جناح جنحه، فاشتملنا برد االئتالف، واتفقت

طئ آراؤنا على االنصراف إىل حضرة اجملد العليا، مقر عماد الدين والدنيا إمساعيل بن حممد بن عباد خري واللصعيد ومرور للصعاد، من خبل نداه وقيد الربق مداه، وضمخ اآلفاق ثناؤه، وهبر العيون سناؤه، ورجح

. باجلبال حلمه، وأحاط بالليل علمه أدام اهللا له العز، ووصل له التأييد واحلرز

ا وبعد احلياء، من احلي: وقوله. تلع جيد الظيب إذا أشرف: متتلع متفعل، من التلع وهو اإلشراف يقال: قولهافتعلنا من : واتدعنا. الكلل: من البهر البهر: األول منهما مقصور والثاين ممدود وهو االستحياء وقوله

.وهي القناة النابتة مستقيمة: مرو للصعاد الصعاد، مجع صعدة: الدعة، قوله

وتغليب أو جرى بينها من ومما يصلح أن يكون يف هذا الباب ما وقع يف النواوير من تفضيل : قال أبو الوليدفإن تلك القطع تشتمل على مدح نور، وذم آخر فهما موصوفان، ومل تتفرد القطعة بنور . تفاضل وتفاخر

وإمنا اشتملت على نورين، وتضمنت وصف شيئني، وأكثر ما وقع هذا قدميا يف الورد والبهار وأنا ذاكر ما فما وقع إيل يف الرد على . قليل، وكله يقع هنا إن شاء اهللاوقع إيل يف ذلك املختار، وقد وقع إيل يف غريمها

ابن الرومي يف تفضيله البهار على الورد قول أيب عثمان سعيد بن فرج اجلياين وقول ابن الرومي يف ذلك :كثري ومذهبه مشهور، وقصيد أيب عثمان رد على قصيد ابن الرومي الذي أوله

توردها عليه شاهد خجال،... خجلت خدود الورد من تفضيله :وهو من أوله إىل آخره أعين قصيد أيب عثمان

إال الذي أدى العيان الشاهد... عين إليك فما القياس الفاسد خجل وناحله الفضيلة عاند... أزعمت أن الورد من تفضيله فحياؤه فيه مجال زائد... إن كان يستحيي لفضل مجاله أن حيول عليه لون واحد من... والنرجس املصفر أعظم ريبة

صفة كما وصف احلزين الفاقد... لبس البياض لصفرة يف وجهه قطعت فليس حييد عنها حائد... واآلن فامسع للرباهني اليت

تار الفخار متوج أو ساجد... الورد تيجان الربيع فأميا اخ موعود عنه أو الندمي الواعد... وملن يكون الفضل يف حكم العال ال

كال وال ذا بالتأخر طارد... مهال فما هو بالتقدم قائد أطيار فهو لشجوهن مساعد... وانظر إذا اعتدل الزمان وغنت ال

يف منرب بني احلدائق قاعد... موف على الغصن النضري كأنه ذال إىل عفر الثرى أو ساجد... والنرجس املنحط إما راكع مهال فما هذا سبيل قاصد. ..وجعلت لألمساء حظا زائدا

وخرمت أوله فرجس راكد... اسم الذي فضلت إن فتشته ود تود به ورد عائد... والورد كيف خرمته وخبنته

إال وأفضلها يكون البائد... ودع البقاء فما ترى من مجلة شيء سوى إبليس فيها خالد... يفىن خيار اخللق يف الدنيا وما

ينهي الندمي بلحظه ويساعد... ك إنه والضد كل الضد قول والسمل طرف لألحبة راصد... فأعرته عني الرقيب فللعمى

يرقاهنا باد فأصلك فاسد... وإذا فخرت على اخلدود مبقلة رىب الرياض كما يريب الوالد... ولو آن فعال للكواكب يف الثرى

ا املاجدما كان غري الورد فيه... وتنازع النوار شبه صفاهتا والنجم ناري مضيء واقد... الورد وقاد التوقد ناضر

:وملن يكون الفضل يف حكم العال البيت رد على قول ابن الرومي: قوله بتسلب الدنيا وهذا واعد... شتان بني اثنني هذا موعد

ليه مقنع ألن املوعود به فجعل الورد لتأخره موعدا بانقضاء الربيع والبهار لتبكريه واعدا به، ورد اجلياين ع :البيت، رد على قوله.. يفىن خيار الناس: وقوله: أجل من النذير الواعد عنه

ببقائه لو أن حيا خالد... وإذا احتفظت به فأمتع صاحب رد على ابن .. وجعلت لألمساء حظا زائدا: وقول اجلياين. ألن البهار يبقى بنضرته أياما، والورد أسرع ذبوال

:ومي يف قولهالر أبدا فإنك ال حمالة واجد... اطلب بعيشك يف املالح مسيه

ولو آن : وقوله. وذلك ال حجة له وال عليه. جعل من حماسنه التسمي به عندهم، فنرجس يف أمسائهم كثري :لألبيات، رد على بييت ابن الرومي ومها... فعال للكواكب يف الثرى

حبيا السحاب كما يريب الوالد... هذي النجوم هي اليت ربتهما شبها بوالده فذاك املاجد... فانظر إىل األخوين من أدنامها

ولصاحب الشرطة أيب بكر بن القوطية يف املعىن والقافية، قصيد مستول على غاية . شبه البهار بالنجوموهو من أوله إىل . لالكمال، مستوف هناية اجلمال موصول مبدح ذي الوزارتني القاضي األجل، الرفيع احمل

:آخره

حسد، وقد يذوي العدو احلاسد... كسفت خدود النرجس املصفر من ملا رأى الورد الذي هو وارد... واصفر حىت كاد أن يقضي أسى

وإن ادعى التكذيب فيه معاند... هيهات للورد الفضائل كلها فصل الربيع، وكل نور بائد... فصل القضية أن هذا ممتع

وكذا الرئيس من املشابه واحد... ونوار الثرى متزحزح يأيت فيما غذته به وهذا جاحد... هذا مقر للسماء بفضلها

باللون والنشر الذي هو شاهد... وترى تباين ذاك يف وجهيهما إفضال سيده، وهذا حامد... هذا كافر : كم بني مصطنعني

اسد ناهدعذراء يف محر اجمل... هذا له خلق العجوز وهذه غضا ومبتذال وهذا كاسد... وكفى افتخارا أن هذا نافق

يفىن ويبقى ماؤه املتعاهد... لو مل يكن للورد إال أنه ومرافق مشكورة وفوائد... وله منافع ال جتمل كثرة

ميتا وال يف الروض إذ هو وافد... والنرجس املصفر ليس بنافع أبدا وعقب الورد باق خالد ...هذا عقيم ال يشاد بذكره شبها وبينهما إخاء تالد... أخوان مقرونان مل يتنازعا

ذر باملمات إذ أتاه العائد... هذا يبشر باحلياة وذاك ين ورياسة لوال القياس الفاسد... أين احلياة من املمات نفاسة

:ومن هنا دخل إىل مدح ذي الوزارتني القاضي اجلليل فقال والسيد الندب الشريف املاجد... القاضي املصفى جوهرا يا أيها

أوصى هلا جد إليك ووالد... احكم فإن العدل شيمتك اليت حكم الذي أعىي الربية ماهد... فغدوت طفال يف املهاد وأنت للم

:أين احلياة من املمات البيت هو البن الرومي وأتقن الرد عليه فيه، وبيت ابن الرومي: قوله ورياسة لوال القياس الفاسد... أين العيون من اخلدود نفاسة

وأنشد لنفسه الشيخ أبو عبد اهللا بن مسعود قطعة بديعة تضمنت أوصافا مطبوعة يصف البهار، ويفضل :الورد عليه وهي

من حسد قد اكتأب... والبس ثوب الضىن أقداح ترب منتخب... كأمنا أحداقه

ل مشروب شربأج... من احليا مترعة بال أدى وال نصب... يسعى هبا حمتسبا

تزهى مبخضر قصب... ساق على ساق له تكاد لينا ينقضب... زبرجد مبتهج

وماس عن ثقل احلبب... إذا الصبا غنت له فيلتقي ويصطحب... صبا لبعض بعضه

بر حبيب يقترب... أنا : يقول للورد يا من مل يصبأخطأت ... لقد : قال له الورد

وأنصفوا بيت خرب... أنت إذا ما صحفوا ما قلته ومل أحب... أنا الذي مل أختلق د الزهر ريعت من كثب... أشبه شيء باخلدو يف مثل دهر قد كلب... وأنت عني دهرها خوفا بدمع منسرب... فانشعبت أسرابه

يفعل خمصوم غلب... واصفر من هم كما أىب علي وحرب... إن الفضل للورد و

ومنظر ينفي الكرب... طيب وطب وشذا رغم الغيب املضطرب... سلطان اآلنوار علي

إسالم سلطان العرب... كما ابن عباد محى ال وإن أىب علي هو ابن الرومي ملا . بر حبيب هو تصحيف نرجس، وبيت خرب تصحيفه مقلوبا أيضا: قوله

طيب وطب وشذا، : ليث حمرب أي مغضب وقوله: ب مثل غضب، ومنه قيلوحر. فضل البهار على الورد :وقال بعض األندلسيني يرد على ابن الرومي بيتيه الطائيني وأحدمها. العرف والريح الطيبة: الشذا

من قبح ما فيه ومن عمطه: فقلت... وقائل مل هجوت الورد معتمدا؟ :يه لألندلسيويقبح ذكر البيت الثاين وهو مشهور، والرد عل

قد فلت هجرا فتب يف القول من غلطه... لعائب الورد قل ما أنت من منطه فيغتدي أثر األسنان يف وسطه... الورد خد حبيب حني تلثمه

وأليب جعفر بن األبار يف إقرار البهار بفضل الورد قطعة حسنة السرد موصولة مبدح ذي الوزارتني القاضي :سيف احلق املاضي وهي

قد برحت يب: قائال للورد... لع النرجس يف أكفافه ط مبكيا عيين بدمع احلبب... مل تزل تورث جسمي سقما سيد األنوار يا للعجب... كيف خلطت وغلبت على توقعوين حتت ريب الريب... إمنا امسي حتت شكواي فال

ما أقلتين حينا قضيب... أنا لوال طمعي أن نلتقي قاسم القاضي قريع العرب... عباد أيب ال فضله فضل ابن

حسيب حسيب: قال للعامل... ملك لو مل ميجد بالثنا وله أيضا يف تصحيفه مفضال . إمنا امسي حتت شكواي يعين برحت يب ألن برحت يب تصحيف نرجس: قوله

:للورد بيتان استوىل فيهما على غاية اإلحسان ومها ظ عنييروى به حل... الورد أحسن ورد

صحفته برح بني... ونرجس الروض مهما وكتب الوزير الكتب أبو مروان عبد امللك بن . هذا ما انتهى إليه ذكري يف التفاضل بني البهار والورد

عن بنفسج العامرية يوم األضحى سنة ثالث ومثانني -رمحه اهللا - إدريس اجلزيري إىل املنصور بن أيب عامر لة بشعر، مجاهلا باهر، وكماهلا ظاهر احتج له فيهما احتجاجا طريفا، عضده به وثالث مئة، رسالة موصو

.عضدا ظريفا، وآثره على النرجس والبهار بإشارات جليلة املقدار

والرسالة

منح اهللا موالي صدق النظر، وعرفه جلية اخلرب، وأطال مدت،ه ووصل سالمته وعزته إذا تدافعت اخلصوم يف مذاهبها، وتنافرت يف مفاخرها، فإليك مفزعها وأنت املقنع يف فصل القضية -موالي أيد اهللا املنصور -

بينها الستيالئك على املفاخر بأسرها، وعلمك بسرها وجهرها، وقد ذهب البهار والنرجس يف وصف وما منهما إال ذو فضيلة، غري أن فضلي عليهما أوضح من . حماسنهما، والفخر مبشاهبهما كل مذهب

- س اليت تعلونا، وأعرف من الغمام الذي يسقينا، فإن كانا قد تشبها يف شعريهما املرتفعني إىل موالي الشم

ببعض ما يف األرض من جواهر األرض، ومصابيح السماء، وهي من املوات الصامت، -أبقاه اهللا وأيده ين أتشبه بأحسن ما زين اهللا به اإلنسان، وهو احليوان الناطق من أدوات خلقه، وأنفس ما ركب فيه من فإ

مواد حياته، مع أين أعطر منهما عطرا، وأمحد خربا، وأكرم إمتاعا شاهدا وغائبا، ويانعا وذابال وكالمها ال األنوف مشه وتستدفع األكف ضمه فأين هذه ميتعك إال ريثما يبدو للعيون، ويسلم من الذبول، مث تستكره

احلال من االستمتاع يب رطبا، وادخاري يف خزائن امللوك جافا وتفضيلي على ألسنة احلكماء، وتصريفي يف منافع األعضاء، وإن فخرا باستقالهلما على ساق هي أقوى من ساقي فال غرو أن الوشي ضعيف، واهلوى

:لطيف واملسك خفيف درك بالصراعوليس اجملد ي

قوايف الشعر من وصف مشاهبي ما أودعاه من -أيد اهللا املنصور - كما قال حكيم الشعراء، وقد أودعت فقدميا فضلوا احلاضر وإن كان مفضوال وهلذا . وصف مشاهبهما وحضرت بنفسي لئال أغيب من حضرهتما

أن يعدل باختياره - أيده اهللا - والي ومل. ألذ الطعام ما حضر لوقته وأشعر الناس من أنت يف شعره: قالوا :والشعر. الصحيح، ويفصل حبكمه العدل إن شاء اهللا

من لونه األحوى ومن إيناعه... شهدت لنوار البنفسج ألسن قمر اجلبني الصلت نور شعاعه... مبشابه الشعر األثيث أعاره

بصوارم املنصور يوم قراعه... ولرمبا مجد النجيع من الطلى ال يف روائحه وطيب طباعه... اه غري خمالف يف لونه فحك

حىت وضحن بنهجه وشراعه... ملك جهلنا قبله سبل العال يف صوبه مل أعن يف إقالعه... أما نداه فهو صنو للحيا

وكمال ساعده وفسحة باعه... يف سيفه قصر لطول جناده العزيز وصاحب الشرطة أيب بكر بن القوطية قطعتان، ووقع بني الوزير أيب األصبغ بن عبد : قال أبو الوليد

-يفضل أبو األصبغ اخلريي، وأبو بكر البنفسج وقطعة أيب األصبغ موصولة مبدح ذي الوزارتني القاضي :وهي - حرس اهللا حوباءه وأطال بقاءه

متحامال ويعد ذاك مجيال... ما للبنفسج يدعي التفضيال حكم التناصف واترك التخييال.. .هيهات قد برح اخلفاء فعد إىل

جهلوا وملا حيسنوا التأويال... الفضل للخريي إال أهنم يف الشم باملسك الذكي دليال... قهر البنفسج منظرا ويفوقه

ظرفا فعطل صبحه تعطيال... ورأى التستر بالنسيم لصبحه أبدى له للزائرين قبوال... وإذا أتى الليل البهيم بنشره

خال ويدين باملساء خليال... خالق يهجر بالضحى كمهذب األ فإذا أتى الليل أساغ مشوال... أو شارب ترك الصبوح حتفظا

وتراه يطلب بالنهار مخوال ... هو فاتك األفعال يدرع السرى

هو فاضل فاستأهل التفضيال... واخلري يف اخلريي يف امسه ن بغرة حمجوالأضحى الزما... يا أيها القاضي الذي من عدله عدل وحسبك شاهدا مقبوال... أنت الشهيد له وعلمك حاكم

واعقد مبا تقضي له تسجيال... فاحكم على من قد تعاطى ظلمه والعلم فيك وحتكم التأويال... الرأي منك مهذب مستحكم

فكفاه فخرا أن يكون سليال... من كان إمساعيل والده الرضى قد كان عطل قبلكم تعطيال ...أنتم حلي للزمان حمسن

:وهو - أطال اهللا عمره وأبقى علينا ستره - وقصيد أيب بكر بن القوطية يف الرد عليه ممتزج مبدح احلاجب وكذا البنفسج لن يزال نبيال... نبل البنفسج فاحتوى التفضيال

وحوى من الشرف الصريح أثيال... ملا شأى نور الربيع بطيبه قصب السباق ومل يكن مفضوال... مجيعه فضل النوار فحاز دون

أعلى عماد الدين إمساعيال... متشبها يف سبقه باحلاجب ال ن أبا وجدا يف العال وقبيال... ملك عال غر امللوك املعتلي

عرضا إىل اجملد التليد وطوال... كم طاولوه يف الفخار ففاهتم والتمثياللو أحسنوا التشبيه ... متشبهني مبا ميثله هلم

ليحوز من تلك اخلصال فتيال... كتشبه اخلريي باملزري به وإليه ينسب كي يعز قليال... وإذا اعتزى فإىل البنفسج يعتزي

فضل الرئيس املعتلي ختييال... ما للكر نيب اخلليفة يبتغي فوق األكف جاللة حمموال... أو ما درى أن البنفسج مل يزل

مسح الكرمي ولن يزال خبيال... قة ال من أين للخريي اللئيم طال كي ال يرى لنسيمه مسؤوال... متستر طول النهار بعرفه

إذ ال يرى إال القليل سؤوال... حىت إذا طرق الظالم سخا به شيئا قليال أو أحس ذبوال... زهم املشم إذا تقادم قطفه

حكماء أصبح بينها جمهوال... وإذا قرأت منافع النوار لل هو للبنفسج كله حمصوال... لنفع غضا إن تشأ أو يابسا وا

ن وال إذا استنشقته معموال... ال يستحيل نسيمه يف احلاليت خيلون منه جمنسا مفصوال... وذخريه اخللفاء واألمالك ال ولريجع اخلريي عنه ذليال... فليحظ بالقدح املعلى فاخرا

:مطبوعة أشار فيها إىل تفضيل البهار على النرجس وهي وللوزير أيب عامر بن مسلمة قطعة بديعة مبقلة ليس تطرف... ونرجس هب يرنو

ن يف رداء مفوف... مثل النجوم تساقط

هبارنا منه أصلف... حيكي البهار ولكن لغريه ليس تعرف... له فضيلة سبق

نفوس واشرب لتظرف... فعج عليه فدتك الن :ي قطعة سرية يفضل فيها اخلريي األصفر على النمام وهيوللفقيه أيب احلسن بن عل

تباريح مكلوم الفؤاد سقيمه... أرى أصفر اخلريي يبدي من الضنا وقضب به تندى مباء نعيمه... ويكذبه سحر بأعني نوره

وال يبلغ الكافور طيب مشيمه... وعرف ذكي يقصر املسك دونه حسنا بصفر جنومه وأجنمها... يساجل آفاق السماء بروضة وحارسه قد بذه بنسيمه... وذي هفوة قد ظن أن شقيقه

بصري بتجرب النظام عليمه... اتئد يف الظن وامسع ملنصف : فقلت وذو كرم يف اجملد مثل لئيمه... أيف القدر خمدوم لديك وخادم

وليس خصوص اخلري مثل عمومه... وسيان طيبا ليله وهناره وال حلق يف الفخر مثل صميمه... مه مثل عاطر وما تفل يف يو

وللحق نور الئح يف أدميه... حبق قلت وهي مقاليت : ففالأدام - وللوزير أيب عامر بن مسلمة أبيات حمكمة يف تفضيله أنشدنيها موصولة مبدح ذي الوزارتني القاضي

:وهي -اهللا علوه وكبت عدوه راأرفع اخلريي قد... أصفر اخلريي عندي

وهو ال حيميك عطرا... فهو ال مينع عرفا لص لكن فاق نشرا... مثل لون الذهب اخلا ت إذا ما كن صفرا... وغدا حيكي اليواقي أبدا شكرا وسكرا... مثله استوجب مين

عدل من ذا اخللق شكرا... مثلما استوجب قاضي ال ه على األمساع تترى... ملك غر أيادي ين تقريبا وبرا... ملك ما زال يويل ه مطيال منه عمرا... قارض اهللا أيادي

:وأليب جعفر بن األبار أبيات جليلة املقدار أشار فيها إىل تفضيله وهي فغدا الضنا من زيه... أصباه حب مسيه

فاصفر غض جنيه... وهوى اهلوى بفؤاده كشقيقه ومسيه... مثن على املللوين ال باخلري من خرييه... حسب الزمان تفاؤال

تلق الغليل بريه... فاحثث كؤوس مدامة ج لشرهبا حبليه... صفراء قلدها املزا

. ويف هذا البيت فضل األصفر. ال كشقيقه ومسيه يعين اخلريي النام. على املللوين يعين الليل والنهار: قوله :ية وهيولصاحب الشرطة أيب بكر بن القوطية يف تفضيله أبيات بديهية سر

مربإ من صنوف النقص والذام... وأصفر نرجسي اللون منام به امسه فعل ذي لب وإهلام... زها اعتالء على النمام جيمعه

ليلي أمن ويف صبحي وإظالمي... يل الفضل إين يف النهار ويف : فقال تدىن اطراحا إىل خيشوم مشام... وأنت يا مدعي امسي طول يومك ال

ين يف مالحته ضرب من السامي... ن لون النحاس ولو وإن لونك مملا كثر الكالم يف تفضيل اخلريي األصفر، صنعت قطعة رمبا كان فيها بعض الرد على من : قال أبو الوليد

:فضله، وخبس النمام أكثر حقه، ومل يرع حسن خلقه وخلقه وهي وحيطه عن خطة اإلكرام... يا من يذم خالئق النمام

فجماله زار على اللوام... ئد عن لومة جهال به قدك ات من بينه بتحية وسالم... هو أشهر اخلريي حسنا فاحبه

إال إذا اكتحل الورى مبنام... متنزه عن أن يرى مستهترا يف خلقه مستحسن اإلملام... مستطرف يف خلقه مستظرف

ظالموبه يبوح إليك يف اإل... مل يرض إال املسك مسكا جسمه يف الفضل أن يعزى إىل النمام... واملتمين أبدا إليه نضاره

ملا شآه حبسنه البسام... اصفر من حسد له وكآبة مل تلق باإلجالل واإلعظام... لو كانت الشمس املنرية سرمدا

اجللد، والغرض تشبيه لونه بلون املسك: إال املسك مسكا املسك: قويل

الفصل الثالث

املفردة كل قطعة منها بنور على حدةالقطع

ولكن ما . جيب أن نبدأ بأول األنوار، وأبكر األزهار وهو من النواوير الربيعية، نور البهار: قال أبو الوليدكان من النواوير باقيا يف كل وقت، وثاويا مع كل فصل، هو أول على احلقيقة، وصدر يف هذه الطريقة

فقد فضل قدميا على ضروب األنوار وصنوف األزهار، وصيغت يف ذلك كاآلس واليامسني، فأما اآلس حسان األشعار، إذ شجره يقوم مقام النوار مث يزيده نواره مجاال ثانيا، ويضيف إليه كماال زائدا وأما اليامسني

. فنبدأ هبما مث نذكر النواوير على أزمنتها. فإن نوره ال ينقطع أبدا كله وال يذهب مجيعه

ساآل

:من حسن ما قيل فيه ما أنشدنيه لنفسه الشيخ أبو عبد اهللا بن مسعود وهو: قال أبو الوليد كل فؤاد مكتئب... اآلس آس ألسى

وما سواه منقلب... يف كل فصل زاهر يف آخر الليل وهب... إذا سرى منه الشذا

أرواح روح وطرب... أهدى ألرواح به مث اقتضبخلد منا ... كأنه يف جنة ال عدل صحيح املعتقب... لو نافر النور إىل جاء نبيا فغلب... وصحفت نصبته

جاء نبيا : مجع روح وقوله: واألرواح األول. الراحة: أرواح روح األرواح هنا مجع ريح، والروح: قولهيف قطعة تضمنت ومما فيه من حسن التشبيه قول أيب عمر الرمادي . يعين أن هذا اللفظ تصحيف آس مقلوبا

:وصف غريه وهو وإن حسنت يف حلظنا ملم شعث... خلوف من الرحيان راقت كأهنا

:بيت أيب احلسن بن علي أيب غالب -وإن كانت فيه زيادة - ومما يقرب من هذا كما أخلست هام هلا شعر جثل... فما شئت من آس تفتح نوره

فائق، والرائع الرائق يف وصفه قطعة خاطبين هبا الوزير أبو ومن الفائت ال. أخلس الرأس إذا بدا شيبه: يقال :عامر ابن مسلمة وبعث معها مطيبا وهي

وابن الكرام السادة النجباء... يا واحد األدباء والشعراء من روض داري دارك الغناء... إين بعثت مطيبا منقته

وتبيد ما يعدو من األعداء... من آسه الزلت تأسو عاطرا خلقا خليقا منك باإلطراء ... حيكي بطيب عرفه وحبسنه

الحت عليها أجنم اجلوزاء... هو كالسماء إذا بدت خمضرة أال تزال أخا عال وعالء... فاقبله من صب حببك وده

يوافق مبا ميكن أن يدخل يف هذا الباب و. فجاوبته عن هذه األلفاظ البديعة، واملعاين الرفيعة: قال أبو الوليد :بعض غرض هذا الكتاب وهو

وهي الفداء له من األسواء... يا من حبوت بوده حوباء أهداه مكتئبا من اإلهداء... وصل املطيب معربا عن طيب من

مبدامة فيها دواء الداء... أظميته من بعد ما أرويته متسترا بالقطعة الغراء... ما كان أشهر طيبه لو مل يكن

فاحنط بعد الرتبة العلياء... نظمك احللو احللى أرىب عليه

نورا بدا يف ليلة ظلماء... إن كان نور اآلس يف ورقاته كالبدر ينظم أجنم اجلوزاء... فجمال خلقك حني ينظم عقده

ومن املستحسن املستغرب، واملستطاب املستعذب، ما أنشدنيه لنفسه فيه صاحب الشرطة أبو بكر بن :القوطية وهو

تلتف جتعيدا وال تنبسط... أما ترى الرحيان أوراقه كأنه أسود جعد قطط... دقيقة اللمات يف رؤوسها

ففي املوامي والربا يلتقط... وقد غدا تنويره جوهرا يف عوده املشرق فيه سقط... حىت إذا ما مل من مكثه

كأنه من نفض حرب نقط... منكشفا عن مثر أسود . والربا مجع ربوة وهو ما ارتفع من األرض. بوباة فيها أيضا: مي مجع موماة وهي القفر، ويقالملوا: قوله

:ومن املشرق مجاله، املونق كماله، املعدوم مثاله ما أنشدنيه لنفسه أبو جعفر ابن األبار وهو تتيه به حلى الزمن القشيب... وآس كامسه للهم آس

ومن بكل طيب هبا قطط... ترسل كالغدائر مرسالت مدحرجة هلا عرف احلبيب... وكتم نوره فبدت آلل

فغادر فيه أزرار اجليوب... كأن الصبح شق به جيوبا فعود سود حبات القلوب... ونافسه الورى شغفا وحبا

وله أيضا فيه وصف يوازي هذا . هذا الوصف مستوعب جلميع أحوال اآلس ألن نوره أوال مبيض مث يسود :اهيه، وهوويض

فهو الويف وكل النور غدار... ال أيأس اآلس هامي السكب مدرار إذا بدا مثر منه ونوار... تكاد تثمر نفس الصب من جذل

هلا من املسك والكافور أزرار... كأمنا ألبسته املزن خضر حلى .هذا ما وقع إيل يف اآلس، وحني أكملته أبدأ مبا ورد علي يف اليامسني

نياليامس

-أبدع ما قيل فيه، وأبزع ما شبه به، وأرفع ما أمل علي لنفسه فيه ذو الوزارتني القاضي : قال أبو الوليد :وهو - حرس اهللا حوباءه وصان ذكاءه

يفوق يف املرأى ويف املخرب... ويامسني حسن املنظر دراهم يف مطرف أخضر... كأنه من فوق أغصانه

-أبقاه اهللا -ومما يوازيه دقة، ويضاهيه رقة قوله أمله علي . معدوم التشبيه هذا التشبيه: قال أبو الوليد :وهو

كأنه يف قضبه الضافيه... ويامسني حسن اجملتلى

مداهن من فضة صافيه... زمرد رصع ما بينه :علي فيه له قطعة قوية الوصف، سرية الرصف وهي -أعزه اهللا، وأحسن ذكراه - وأمل

خلقا بديعا للنهى والعيون... ذا اليامسني سبحان من أنشأ والورق املخضوضر املستبني... كأمنا األغصان من حتته وهو على أعاله در مصون... زمرد نضد فوق الربا

ليس ملن أبدعها من قرين... آيات صدق شاهدات بأن كذلك مل تشبه خضرته وأكثر وهذه التشبيهات كلها، والصفات بأسرها هي فيه وهو يف شجره، ولو مل يكن

ما وصف يف هذه احلال، ومل يقع يف نواره مفردا إال قول أيب عمر الرمادي وهو من الصفات املطبوعة :والتشبيهات البديعة

مل يرد الورد وهو وارد... انظر إىل روض يامسني أكف حور بال سواعد... كأنه عدة ولونا

:ه ويقرض وفاءهقال أبو عمر أمحد بن فرج يصف بقاء هو باق والنور أمجع ماض... ليس كاليامسني نور الرياض

ر تكن إن حكمت أعدل قاض... فاقض بالفضل للوفاء على الغد وقد دخل - أعزه اهللا - ومن السحر احلالل، املستويف هناية الكمال، قول ذي الوزارتني أيب عمرو عباد

:غ نعمه، فرأى يامسينا فيه فقال بديهةبستانا يل اكتسبته من نوافل كرمه وسواب كواكب يف السماء تبيض ... كأمنا يامسيننا الغض

كخد عذراء ناله عض... والطرق احلمر يف جوانبه شبه النور بالكواكب، وخضرة ورقه خبضرة السماء، ومل أمسع ألحد قبله وصف محرته وهي تكثر عند قلة

.كثرتهاليامسني يف زمن الشتاء وتقل عند أعزه اهللا - وللوزير أيب عامر بن مسلمة فيه وصف رائق، وتشبيه رائع، وصله مبدح ذي الوزارتني املذكور

:وهو -وأسبغ عليه نعمه نا على كرسي ملكه... وذكي العرف القا نوره فيه كفلكه... أرضه اخلضراء حبر وارنا طوعا مللكه... يامسني قد غدت أن دا وقد أومى لسلكه... ا طوع حر الشعر عب أدب الغض مللكه... ماجد ينقاد منه ال

ومناويه هبلكه... مالكه يوقن منه :ومن املعاين الدقيقة يف األلفاظ األنيقة ما أنشدنيه لنفسه فيه الوزير الكاتب أبو األصبغ بن عبد العزيز وهو

عرفه العرف قبل أن يعرف... ويامسني بعرشه أشرف

فهو من الفضل فوق أن يوصف... لطيب واجلمال به تكامل ا تزاحم النور قبل أن يقطف... كأمنا خلقه البديع إذا

خضراء والقطن فوقها يندف... سرير ملك عليه مشملة :ومن التشبيه السري والتمثيل السين، قول الفقيه أيب احلسن بن علي وشبه جملس األنس باحلرب وهو

أصيغ على يد الشجر الذمار... ا وشرب أدجلوا لألنس مل ركاب ال خياف هلا عثار... سرت هبم إىل ثغر التصايب فكان هلم من الشجر انتصار... فخلوا آمنني على األماين وخضرة أرضه هلم قرار... عريش اليامسني هلم مساء

مفضضة وأرماح صغار... به حجف من النوار بيض ليلهم بأجنمه هنارو... فوجه هنارهم بالظل ليل

عليك بشمس كفرها العقار... فإن أوحشت من مشس تبدت جراح املقصدين هبا جبار... وما شهد الكرام وغى كحرب

يعين : وأرماح صغار. به حجف، احلجف صغار الترسة: جبار أي ال دية فيها وال مطالبة هبا وقوله: قوله .النواوير املتعلقة منه أول ما تبدو

:فات السرية وصف صاحب الشرطة أيب بكر بن القرطيةومن الص تطلع فوق خمضر هبيم... وأبيض ناصع صايف األدمي

ذكي العرف مسكي النسيم... نزيه النفس مهته املعايل وإال عند خاصيت كرمي... فلست تراه إال عند ملك

عليه كهيئة امللك العظيم... شأى النوار فارتفع اعتراشا مساء قد حتلت بالنجوم... ه اجملين منها كأن مثار

:وأنشدين لنفسه فيه أبو علي إدريس بن اليمان قطعة حسنة التشبيه وهي ولست أطيق عصيان األمري... أمري النور يأمرين بشرب

على ود األمري على السرير... فخذ كأس السرور فاسقنيها مساء زبرجد خضل نضري... جنوم من جلني جتتليها

كما زاد الكبري على الصغري... تزيد على األقاحي يف ابتسام كما اخنفض الصغري على الكبري... وينخفض الشذا املسكي عنها

هذا ما وقع إيل يف اليامسني البستاين وعثرت على قطع يف اليامسني الربي وهو الظيان، وليس : قال أبو الوليدته على الربيعية لتسميه باسم املتقدم، وانتسابه إليه، واشتباهه به، يبقى مدة العام، إمنا هو ربيعي، ولكن قدم

وما قيل فيه مع أن وصفه مل يكثر، وذكره مل يتكرر فليس حيتمل إفرادا وإمنا جيب أن . فوصلت ذكره بذكرهفمن أطبع ما قيل فيه وأبدعه . يكون تبعا هلذا، وخلق شجره ونوره كخلق البستاين إال أن نوره أصغر

:على ما شبه به وأرفعه أبيات لذي الوزارتني القاضي اجلليل املنقطع املثيل أملها علي وهيوأ

إذا هو من ماء السحائب يغتذي... ترى ناضر الظيان فوق غصونه وقد قد بعض مثل بعض وقد حذي... وحفت به أوراقه يف رياضه

منضدة من فوق قضب الزمرذ... كصفر من الياقوت يلمعن بالضحى :يف صفرته خاصة تشبيه بديع، ومتثيل رفيع أمله علي، وهو -أعلى اهللا ذكره وأيد أمره - وله

نواره أصفرا على ورقه... كأن لون الظيان حني بدا فاصفر من سقمه ومن أرقه... لون حمب جفاه ذو ملل

:تضمنت أوصافا مغربة، وهيوأنشدين فيه لنفسه الوزير الكاتب أبو األصبغ بن عبد العزيز أبياتا معجبة تروق يف املنظر واخلرب... فضائل الظيان معروفة

منزه يأوي إىل الرب... فاق النواوير معا أنه

على سبيل امللك والقسر... وأنه يأنف أن يقتىن يف ليله باألجنم الزهر... فآثر الصحراء مستأنسا عطر ما شئت من طيب ومن... مىت تزره تلق من عرفه

خمصوصة باللنب الصفر... أبراده خضر ولكنها وللفقيه أيب احلسن بن علي فيه وصف رائع وتشبيه بارع يف قطعة موصولة مبدح ذي الوزارتني القاضي

:وهي وراح بثوب من دجا الري قد حذي... إذا نور الظيان يف خضر قضبه مردله طالعات يف مساء ز... أفادك من صفر اليواقيت أجنما حبسن ابن عباد ورياه حمتذي... كأن سناه يف الرياض وحسنه

وحني أوردت ما وقع إيل يف اآلس واليامسني من بديع الشعر املوزون نذكر األنوار على : قال أبو الوليد .أزمنتها ونبدأ باألول منها وهو نور البهار

البهار

شرقيني امسه فيها النرجس وأما األندلسيون ويسمى البهار النرجس، وأكثر أشعار امل: وقال أبو الوليد .فاستعملوا االمسني، وذكروا اللغتني

فمن أبدع تشبيه وقع إيل فيه قول أمحد بن هشام بن عبد العزيز بن سعيد اخلري ابن اإلمام احلكم، وقد بعث :به إىل اإلمام عبد الرمحن الناصر لدين اهللا وهو

جل أن حيدد وصفاوالذي ... يا مليكا من امللوك مصفى نرجسا كالعبري نشرا وعرفا... عبدك الشاكر املؤمل أهدى

يف دجا الليل عاطر زار إلفا... إلف : كلما فاح نشره قلت ظ خليع قد مال سكرا فأغفى... أحلا : وإذا ما حلظته قلت

ن ومنه مثل اجلمان املصفى... منه مثل اإلبريز يف صفرة اللو صرييف أضحى حياول صرفا... فكأين مبا أقلب منه

:وقول إمساعيل بن بدر وهو حالل من السحر قد ضل يف وصفه من قليب الناس... أهدي إليك من النوار أحسنه

فيها من الذهب اإلبريز أكواس... كأهنا نقر من فضة وضعت يف كل نوارة مفتوحة كاس... على الزمرد قامت عند منبتها

جعفر بن عثمان املصحفي يصفه بألفاظ رطبة، ومعان عذبة، وأشار يف أول بيت وقال احلاجب أبو احلسن :إىل ممدوح مل يسمه، وهي

بأخالق معشوق العال يتخلق... بنفسي وأهلي طالع خلت أنه ولكنه بالنفس ألطى وأعلق... حكى الفضة البيضاء والترب منظرا

من قبل ينطق وما خلت أن النور... فصيح إذا استنطقته عن زمانه ألذكى من املسك الذكي وأعبق... يبثك أنفاس احلبيب وإهنا

بعهد يروق الناظرين ويونق... أتانا على عهد الشتاء مبشرا :يصفه -أخوه عبد اهللا : وقيل -وقال أبو عمر امحد بن فرج

كمقلة قد دب فيها الوسن... ونرجس تطرف أجفانه للبني ثياب احلزنيلبس ... كأنه من صفرة عاشق

جرى يف ثياب احلزن على مذهب أهل األندلس، إذ ثياب حزهنم بيض وهو تشبيه بديع، : قال أبو الوليد .ومتثيل رفيع، ومعىن مطبوع

ومن التشبيهات العقم اليت تدل على يقظة الفهم، قول ابن القرشية عبد العزيز ابن املنذر بن عبد الرمحن :وهو - عنهم رضي اهللا -الناصر لدين اهللا

بأكواس راح راحهن الكواعب... كأن الثرى ستر متد خالله بأكمامهن اخلضر عمن يراقب... يسترن من فرط احلياء معاصما

وأنشدين الفقية . جعل قضبه اخلضر معاصم مستورة بأكمام خضر، وجعل أكفها مبيضة وكؤوسها مصفرةأخرجه إليه أحد بين خبت وسأله وصفه، فقال على أبو احلسن بن علي األشجعي النحوي يصف هبارا

:البديهة إذ صار أول خمصوص بتبكري... ما للبهار نظري يف النواوير

يف لونه بني تبييض وتصفري... أما ترى الصب واملعشوق قد مجعا فعجل النور من بني النواوير... كأمنا رق للعشاق منظره

السرور وإمتام التباشريعن ... أحبب به فلقد أنبا بطلعته وكتب الوزير أبو مروان بن اجلزيري إىل املنصور أيب عامر بن أيب عامر وهو بأرمالط، عن هبار العامرية يف

: كانون األول الكائن يف سنة ثالث ومثانني وثالث مئة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

أيد اهللا املنصور موالي - نعمه عنده، إين أطال اهللا بقاء املنصور موالي، وأدام عزه، وهنأه سروره، وسوغهملا استقلت زهرهتا مائلة قضيب، وتنبهت من سنتها نائمة جفوين، ومنت بعطرها ساطعة روائحي، -

وافترشت ديباج حديقة بكر ومسيها، وتتابع وليها فالتقى ثرياها، وأخذت األرض زخرفها وازينت وطاب سحيق الكافور، عن يل زهو حبسين وارتياح حلايل، وإعجاب صعيدها حىت كأن تراهبا فتيت املسك، أو

مبكاين، وشاركت ذلك دواعي هزة الشوق إليك، وشواجي لوعة البعد عنك حني فارقت حملي، وآثرت فأجابين منه ما ضمنته غرائب . بالزيارة غريي فحركن مين ساكنا، وبعثن يل على مناجاة الشعر خاطرا

حماسن شخصي الذي هو غرس مهته وابن نعمته لعل فعلي أن يوافق منه وصفي وأهديته إىل موالي مع :والشعر. قبوال، ويقسم يل من حسن تذكره نصيبا بواسع تفضله وسابغ تطوله، وكرمي حتاوره

وتضل يف صفة النهى وحتار... حدق احلسان تقر يل وتغار مثل العيون حتفها األشفار... طلعت على قضيب عيون كمائمي

درر تنطبق سلكها دينار... خص شيء يب إذا شبهتين وأ وحباه أنفس عطره العطار ... أهدت له قضب الزمرد ساقه هبار: ببديع تركييب فقيل... أنا نرجس حقا هبرت عقوهلم

قطع الرياض وتلقح األمطار... إين ملن زمن الربيع تربين وه األبصارهبجا هتافت حن... فأكون عطرا لألنوف ومنظرا

خنب الكؤوس وتنطبق األوتار... وحتية بني الندام حتت يل ألف حكت حدقي وتلك نضار... وأقل جود العامري حممد عشر يصرفها وهن حبار... عشر تعد من املئني ألمنل

من وال حيتاج إىل ذكر أكثر . ألف حكت إمنا أنث األلف لصرفها إىل الدراهم، وأما األلف فمذكر: قولهومن احلسن السري قول . هذا املدح، كما ال حيتاج إىل إطراء النظم والنثر بأكثر من أهنما حالل يف السحر

:أيب عمر القسطلي يصفه يف قطعة موصولة مبدح املظفر بن أيب عامر وهي وطاب لك الدهر فاشرب وطب... دعيت فأصغ لداعي الطرب

د قربيبشرنا أنه ق... وهذا بشري الربيع اجلديد وصنع بديع وخلق عجب... هبار يروق مبسك ذكي

لنا فضة نورت بالذهب... غصون الزمرد قد أورقت وقامت أمامك مثل اللعب... إذا مجعت يف حبال احلرير

وقد نفقت سوقهم بالنخب... فمن حقها أن ترى الشاربني لعبد املليك مليك العرب... وأن يسألوا اهللا طوال البقاء

ولوال مشائله مل تطب... لوال جمالسه مل ترق ف

:وأنشدين الفقيه أبو احلسن بن علي للفقيه أيب عثمان بن الرب قريبه ولني مباء املزن يف املزج مسها... أال فاسقين روح النفوس وأنسها

وأجر علينا باملسرة كأسها... وشعشع لنا مشس الشمول ببدرها خالف السماويات جاوزن مشسها. ..فأنت ترى أقمار نرجس روضنا إذا بذ سحبان الربايا وقسها... حماسن لو دانت أخا العي باقال

:وأنشدين لنفسه فيه الوزير أبو عامر بن مسلمة قطعة غريبة التشبيهات عجيبة الصفات، وهي مبنظر رائق بديع... قد جاءنا رائد الربيع عوجل يف حسنه الرفي... هو البهار الذي تعلى

إىل احليا قلة اهلجوع... كأنه مقلة تشكى بكأس ترب إىل الربيع... أكف كافورة قد أومت جسد من ثوبه النصوع... أو شعلة النار وسط ماء

:وبعث معها هبارا مبكرا - وقاه اهللا يب - وله فيه قطعة توازي هذه مجاال، وتضاهيها كماال كتب هبا إىل أيب يلوح كما الح ضوء النهار... جوده أيا ماجدا مل يزل

مساحا أخل بصوب القطار... ويا من أحل بأمواله حكى فضة حول حمض النضار... بعثت إليك بنور البهار يواقيت فاقعة اإلصفرار... هو الدر نظم من بينه إذا ما تأملته ضوء نار... أو املاء صري من فوقه

اك باسم البهارفعوض من ذ... هنار ولكنه باهر فألبست البدر ثوب السرار... كما هبرت منك سيما العال فإنك يف كل أمر مداري... بقيت ووقيت صرف الردى

:ومما يستحسن فيه وتستغرب معانيه قول صاحب الشرطة أيب بكر بن القوطية وهو فراح كالراحة البيضاء منفطرا... زمرد أورقت أغصانه دررا

كأهنا الترب من فوق اللجني جرى... اء فاقعة يقل ياقوتة صفر مكيدة حتته النوار إذ وغرا... هو النهار ولكن رد نقطته وقد حوى قصبات السبق إذ هبرا... مثت دعاه هبارا كي يهجنه

فرنقت غري أن مل تدر طعم كرى... كمقلة دب يف أجفاهنا وسن الوزير أيب عامر بن مسلمة وكتب معه أبياتا رائقة وأهدى صاحب الشرطة أبو بكر املذكور مطيب هبار إىل

:السمات، فائقة الصفات وهي والكرمي النجار وابن األكارم... قل لرحيانة العال واملكارم

بالدنانري فوق حمض الدراهم... قد بعثنا إليك يا خري ناش

ط وال ضرب تلك راحة قاسم... مل يسس طبع هذه جعفر قط وحكى عرفك الذكي لناسم... الك حسنا ببهار حيكي مج

ي فإن مل تروه كنت ظامل... يتشكى الظما ويف يدك الري روز إلفا من احلوادث سامل... دمت للمهرجان والعيد والين

:فجاوبه الوزير أبو عامر بن مسلمة بديهة بأبيات تشاكلها براعة وتشاهبها بزاعة وهي للنريين يرى يف طالع الزهر... يف النرجس الغض شبه ال خفاء به وقد مبيضه من صفحة القمر... فصفرة الشمس قد ردته صفرهتا

يف غصنه حوله ست من الدرر... كأن ياقوتة صفراء قد طبعت سبحانه مبدع األخالق والصور... حسن يدل على إتقان صانعه

:وهي -اهللا عمره كما أطاب ذكره أطال - وله أيضا فيه قطعة موصولة مبدح ذي الوزارتني القاضي عيون الورى مشغوفة بالتماحه... أرى يف البهار النرجسي تأللؤا

بشكلني من ماء الغمام وراحه... كأن الرياض اخلضر صغن لباسه رداءين من إسفاره وصباحه... أو الدهر رداه سرورا بشخصه

وفضية أثناء عقد وشاحه... فحلته يف لوهنا ذهبية ومنه كسا ال شك نور أقاحه... مجال به حل الربيع قراره

جبود ابن عباد وفضل مساحه... كما قد حتلى الدهر من بعد عطلة وبوشر برد األمن حتت جناحه... به نيلت اآلمال يف كل بغية

:ومن البديع املختار فيه ما أنشدين لنفسه أبو جعفر بن األبار وهو للنرجس الغض فيه حلظ مبهوت... يا فبدا أما ترى الروض راضاه احل

لكن أناسيها صفر اليواقيت... مثل العيون رنت أشفارها درر .مجع إنسان وهو ناظر العني وحدقتها: األناسي

البنفسج

:وقال أبو قاسم بن هانئ األندلسي. وأنشدين فيه لنفسه أبو علي إدريس بن اليمان بيتني سابقني كحال تشرب دمعا يوم تشتيت... ت بنفسج مجعت أنواره فحك

وسط الرياض على زرق اليواقيت... أو الزوردية أربت بزرقتها أوائل النار يف أطراف كربيت... كأن قضبانه والريح حتملها

وللوزير الكاتب أيب األصبغ بن عبد العزيز فيه قطعة أغيت يف اجلمال فأعيت أهل الكمال، موصولة مبدح :وهي - اهللا عن النوائب حجبه -احلاجب

وأفادنا عطرا بال عطار... وبنفسج أرىب على النوار وبساطة يف خضرة األشجار... فكأن أعاله يف فريوزج

وقد احنىن للوحي باألسرار... وافاك يف وقت الزيارة قائما يف لوهنا من صنعة اجلبار... هو مسكة خلقت هلا أوراقها

يف يوم صحو فتنة النظار... السما أو رقعة زرقاء من كبد للزعفران مواضع اآلثار... أو ملة احلسناء حتسب وسطها

فتكسرت لينا على مقدار... أو جلة كحالء هزهتا الصبا وقد انربى للفتك بالكفار... أو درع حاجبنا أتته صقلية

وبوجهه قمر من األقمار... ملك قلوب األسد بني ضلوعه وإذا عفا فالليل يف إسفار... فالصبح داج مظلم فإذا سطا

ومن املعاين اجلزلة يف الكلمات العذبة ما أنشدين لنفسه فيه أبو عامر بن مسلمة وكتب به إىل ذي الوزارتني :يف زمن البنفسج وهو - أبقاه اهللا -أيب أيوب بن عباد

ر والسناء يتوج... يا من حتلى به الفخ اب الغىن غري مرتجب... ومن جبود يديه نار العال تتأجج... ومن بطيب ثناه

على رياض البنفسج... إذا انتشيت فعرج يف ثوب أرض مدبج... جتد به روض حسن مدامة تتوهج... فثم فاعكف وباكر

منه اليواقيت تنتج ... ترى زمرد أرض

ر غاص فيها ملجج... كأنه جلة البح ها مل يعرجبغري... فأخرج الزرق لكن وب املتضرج... حكى حسام أيب أي

جد الكرمي املتوج... أعين ابن عباد املا وأنشدين لنفسه فيه الفقيه أبو احلسن بن علي أحسن ابتداع وأغرب اختراع موصوال مبدح ذي الوزارتني

:وهو -أدام اهللا عزته ووصل حرمته -أيب عمرو بن عباد وأحبب مبرآة البديع وأهبج... فسج أال حبذا احملبوب نور البن

ومنظره أنس املتيم والشجي... حياة وروح لعليل نسيمه ملختلس سهو الرقيب ومدجل... ونواره كالعقد يف صدر غيد

تألفتا يف لونه املضرج... ومحر اليواقيت الوضاء وصفرها جواهره يف كل قرط ودملج... فلو نظمته احلاليات ألشرقت

وألالؤه من وجهه املبتلج... ن حسن عباد الرضا حماسنه م :وله أيضا بيتان استوليا على أمد اإلحسان ومها

جواهرها يف الروض نثرا بال سلك... إذا ما نواوير البنفسج أطلعت عليها جنوم طالعات من املسك... رأيت مساء وشحت درع خضرة

ال أعد منا اهللا جاهه - ة السبك موصولة مبدح احلاجب وأليب جعفر بن األبار فيه قطعة جيدة احلبك حسن :وهي -كما أعدمنا أشباهه

مبدامة مل تعد مولد عاد... صاد الزمان ورو غلة صاد لك عن مراد مونق ومراد... أو ما ترى ثغر الثرى مبتسما يف حسنه لعس عليه باد... وبنفسج الروض األغر كأنه نسقا وقد خضبت من الفرصاد... ال بل كأجنحة الفراش تألفت

كعبادة العليا بين عباد... روض يظل اللحظ يعبد حسنه أسىن عميد للورى وعماد... يزهي احملافل واجلحافل منهم

بندى جواد يف الرهان جواد... احلاجب احملجوب طاهر عرضه وقناه تكسو الشرك ثوب حداد... صلتان ما زالت حداد سيوفه

العطش : وصاد الثاين اسم الفعل من الصدى وهو. اد أول القطعة أمر من صاديته إذا درايتهص: قولهقاطعة : معناه سابق وجواد قبله مبعىن كرمي وحداد سيوفه معناه. يف الرهان جواد: التوت وقوله: والفرصاد

يعة الوصف، بديعة وأليب علي إدريس بن اليمان فيه قطعة رف. لبسة احلزن وهيئته: ماضية، وحداد الثاين :الرصف وهي

دعج النواظر واخلدود عجائب... فتق الثرى من نوره بكواكب يف دولة النجم الرفيع الثاقب... فأدر علي الكأس بيضختية طبع الشبيبة فوق ثدي الكاعب... طبع الربيع على بشاشته به

. منسوبة إىل بيضخت قرية بعينها: وبيضختية. شبه لونه بلون أطراف الثدي وهو من االختراع السري :وأنشدين لنفسه أيضا فيه بيتني أنيقي التشبيه ومها

وسقى بريق الغانيات برودها... وأريضة حاك الغمام برودها نثرت به خضر احلمام عقودها... ضحك البنفسج فوقها فكأمنا

قال . ل مفضل له مستحسن منهشبهه بلون أطواق القماري، وهي موضع العقود ممن يستعملها، وهذا التمثيهذا ما عثرت عليه يف البنفسج، وحني أوردته أبدأ باخلريي النمام إذ يقرب من حسنه ويشاركه : أبو الوليد .يف لونه

اخلريي النمام

:أطبع ما جاء فيه، وأبزع ما شبه به قول أيب مروان املرادي وهو تستروخيفى لدى اإلصباح كامل... ينم مع اإلظالم طيب نسيمه

وكامتة صبحا نسيم التعطر... كعاطرة ليال لوعد حمبها

وأليب عمر يوسف بن هارون الرمادي فيه تشبيه . هذا املعىن ابتذله الشعراء بعده، وهو اختراع حسن له :حسن من قصيدة بديهي وهو عند الظالم وعند الصبح تستتر... انظر غرائب للخريي ظاهرة

ظلماء فهو بنم الريح مشتهر... يف الظ كأنه سارق طبيبا تفرق -رمحه اهللا - وقال أبو عمر أمحد بن دراج القسطلي يصفه يف قطعة سرية موصولة مبدح املظفر بن أيب عامر

:وهي يساعدنا طربا وارتياحا... غدا غري مسعدنا مث راحا

وجل فليس يرى االصطباحا... وخري فاختار شرب الغبوق وإن آنس الليل من وفاحا... ام وشح فإن آنس الصبح ن

فاختار يف راحتيه السماحا... كما خري اهللا عبد املليك ومن أدوات الرجال السالحا... ويف صهوات اخليول الرجال

وروى السيوف دما والرماحا ... فعم القريب ندى والبعيد

- مبدح املنصور لن أيب عامر وأليب القاسم بن شرباق فيه وصف بديع وتشبيه مطبوع يف قطعة موصولة :وهي -رمحه اهللا

عند الشروق ويف الظالم ينم به... وبنفسجي اللون يكتم طيبه سترا وأمسك مصبحا عن مذهبه... فكأنه ذو مذهب ألفى الدجا

غربت جلاجا نفسه بتطلبه... أو مستسر عن غرمي فاقه عن مطلبه لك يستسر تلوذا... والصبح من غرمائه وألجل ذا لو مل ينم عليه مطلع كوكبه... قد كان يأخذه الصباح بغفلة

منصور وهو بإثرها يف موكبه... ككتائب الرعب اليت تتقدم ال علما بأن النصر أمر خص به... فتفر قبل حلوله عند العدا

أبقى اهللا -لة مبدح أيب ومن الباهر مجاله، الظاهر كماله، قطعة لصاحب الشرطة أيب بكر بن القوطية موصو :وهي -علي ستره ورزقين بره

فكأمنا اشتقت حاله من الغلس... ومضرج األثواب مسكي النفس من لونه فكأنه منه اختلس... شرك البنفسج يف األدمي فلونه ويظل يكمن بالنهار كذي دلس... يسري إذا طرق الظالم نسيمه

ه بالليل فهو من احلرسسلطان... متنكرا حىت املساء وإمنا ري والتلبس والتوحش واألنس... جنس خيالف كل جنس يف التعر

من عرفه ومع الدياجي ملتبس... فتراه طول هناره متجردا فإذا دنا وقت الظالم له أنس... وتراه طول هناره متوحشا

عمرت بدولته منازهلا الدرس... أنس املعايل بابن عامر الذي بعد اخلرس... صح لكنها... رياسة بالسياسة فهو مف أحىي ال

جد له نكس وال جد تعس... وعال فلم يرث العال واجملد عن ما كان أشكل قبل ذلك والتبس... نور توقد فاستبان بلمحه

:إنه لعبادة بن ماء السماء وهو: ولبعض األندلسيني فيه مغزى دقيق ومعىن رقيق، وقيل ب فقيه مغرى بطول رياء... ه الطي وكأن اخلريي يف كتم

فاتكا ليله مع الظرفاء... يظهر الزهد بالنهار وميسي :وقال الوزير أبو عامر بن مسلمة يصفه بأبدع وأغرب وهو

بكل حسن مقترح... وروضة حمفوفة عن كل نور منتزح... خرييها خبلقه

فإن أتى الليل يبح... يكتم أسرار اهلوى يف دينه أن يصطبح... رى مغتبق ليس ي

:ومن التشبيه العلي قول الفقيه أيب احلسن بن علي وهو يسهر إذ نور الربا ناعس... ما أكرم اخلريي يف فعله فهو له يف ليله حارس... كأمنا خاف عليه العدا

:قال أبو علي إدريس بن اليمان يصفه بوصف متقدم اإلحسان وهو نه قد قبلته الشمسكأ... مراشف اخلريي حو لعس

الطيب يف الليل عليه حبس... أو نفست للمسك فيه نفس كأمنا الضوء عليه حبس... وماله حتت النهار حس

وله أيضا فيه . يعين أن لونه كلون من أثرت فيه الشمس، وإىل هذا أشار وإياه أراد: قبلته الشمس: قوله :تشبيه عجيب أنشدنيه وهو

أضحى هواه مضربا بضرائب... رب أهال بسار طيب ال سا ثغر جليب الدجن فوقك جائب... يا ناجم اخلريي جادك كل ذي وخلقت من خيالن ثوب الكاتب... أعطيت أنفاس احلبيب معطرا

:ومما كثر شغف أهل امليز به، واستحسان ذوي الفهم له قول أيب جعفر األبار وهو ستتارا فهو عني الصوابطيب ا... ال تعذلوا اخلريي يف كتمه ال فعافه والليل شبه الشباب... الصبح شبه الشيب يف لونه

:وأنشدين لنفسه فيه أبو بكر بن نصر أبياتا مطبوعة تضمنت أوصافا بديعة وهي نقي احللى مما يدنس طاهرا... أحب من اإلخوان ندبا مبادرا

ائراوينفض عين حني يصبح س... يلم بليل للمدام منادما ختريته بني النواوير ناضرا... ورحياننا اخلريي حمضا فإنين

هنارا وميسي مدة الليل عاطرا... ملا أنه يضحي مع العرف عاطال مشاهدة اللذات إال مساهرا... كأن له لب األريب فما يرى

كتب معه قطعة نثر وبعث إيل صاحب الشرطة أبو الوليد بن العثماين مطيب خريي مبكر، و: قال أبو الوليد :مقتطعة من السحر، وهي بعد صدرها

بعثت خبربي جاز حد التبكري بأنسه، فحاز قصب السبق يف أبناء جنسه، منظره أرىب على املسك بنضرته، وخمربه قصر عن شيمك على بسطته، فأقبله حبق اجملد عليك، ووسائل احلمد إليك، هبجا منظره، أرجا خمربه،

.ام األنام إال من استدعى عرفه، واستجدى عرفهإذا دنا الظالم ونفلما تعاهدت خرييك عهاد شيمك، ودامت عليه دمي كرمك، بكر متنعما : فجاوبته واجلواب بعد صدره

منها متنفسا عنها، وال ند له إال الند وال مسك له إال املسك، وقد قبضته مشغوفا به مستلذا بقربه، متعجبا وقد صنعت فيه أبياتا . اره باستهتاره حتت جناح الظالم ليسلم من اجلناح واملالممن حسن اختياره الستت

:وهي. بديهية متأخرة، فأغض على ما فيها حمسنا إىل مهديها كذلك الليل هنار األديب... هنار خرييك يف ليله

تصاونا عن كل أمر معيب... ينم فيه وينام الضحى ذا حل اكتسى كل طيبفهو إ... كأمنا الليل حبيب له

فريعوي عند طلوع الرقيب... كأمنا الصبح رقيب له قال أبو الوليد أكثر ما وصف من اخلريي هذا النمام، وقلما ما . اجللد: واملسك. الطيب: والند. املثل: الند

:وصف األصفر وأنا ذاكر ما وقع إيل فيه

اخلريي األصفر

:من ذلك قول أيب عمر القسطلي تفضال وازداد من طيبه... رجس من لونه أعاره الن

إىل امسه األدىن وتركيبه... وناسب النمام ملا انتهى إال كبا يف حني تقريبه... وما جيري واحدا منهما

:وأحسن من هذا قول الفقيه أيب احلسن بن علي وهو باحلب قد أحنله العشق... كأمنا اخلريي مستهتر

رب حال دوهنا النطقو... صفرته تنطق عن حاله وصفرة املتشح الربق... أعاره املزن رداء الندى إذا تبدى وجهه الطلق... ما أوجه اللذات حمجوبة

. وحني أحضرنا ما يف اخلريي األزهر، نبدأ بالنرجس األصفر

النرجس األصفر

سن وأغرب أنشدنيه له يصفه فأبدع وأعجب وأح - رمحه اهللا - قال الوزير أبو مروان عبد امللك بن جهور :حفيده عبد اهللا، وهو

وطاب حىت كأن املسك ينثره... واصفر حىت كأن اإللف يهجره فراق منظره الباهي وخمربه... واخضر أسفله من حتت أصفره

ريح تذكرين شوقي فأذكره... يا نرجسا ظل قدامي تنم له معني نابه منه وحمجره... زمرد مائل من فوقه ذهب

ذكرتين بالذي ما زلت أؤثره... جت يل شجنا قد كان فارقين هيعن نرجس العامرية يف - رمحهما اهللا -وكتب الوزير الكاتب أبو مروان بن اجلزيري إىل املنصور أيب عامر

:أول يوم من كانون اآلخر سنة ثالث ومثانني وثالث مئة فأبدع واخترع وهو حتيتها عيون النرجس أزكى... حيتك يا قمر العال واجمللس زهر النجوم اجلاريات الكنس... زهرا تريك بشكلها وبلوهنا من سوقها كسيت برود السندس... طلعت مطالعها على خمضرة

وتنفست طيبا ألذ تنفس... فتزينت حسنا أمت تزين دارت مبجلسهم مدار األكؤس... وملكن أفئدة الندامى كلما

للمكرمات وللنهى واألنفس... مد ملك اهلمام العامري حم وفعاله املشكور أكرم ملبس... لبس الزمان وأهله من عهده

بني األنام على عاله واحبس... فإذا ذهبت إىل الثناء فقفه من :وأليب عمر القسطلي فيه قطعة بديعة تضمنت أوصافا رفيعة، موصولة مبدح املظفر بن أيب عامر وهي

يتنازعان الشبه وسط اجمللس... نرجس شكالن من راح وروضة متباريني تنفسا بتنفس... متباهيني تلونا بتلون

وكأنه من طيب خلقك يكتسي... فكأهنا من حد سيفك تلتظي حىت غدا وسط النجوم اخلنس... يا من عال من رتبة يف رتبة أدب امللوك وأسوة للمؤنسي... وابن الذين هداهم وهناهم

ما ملح به يف النرجس قطعة للوزير الكاتب أيب األصبغ بن عبد العزيز وكان يلبس ثوبا رفيع ومن أنفس :القدر، نرجسي اللون، وهي

يف حشوه اجلود معا والكرم... رأيت عبادا له ملبس أودع ذا الثوب رفيع اهلمم... فقلت سبحان العزيز الذي

دي الشممأبيض مثل البدر با... أروع يف سؤدده سابقا وطيبها نرجسه إذ تشم ... كأمنا صفرة أثوابه

تبخس من حقك ما قد علم... قد كنت يا نرجس من قبل ذا على النواوير وحاشاك ذم... فاآلن فافخر يف مجيع الورى

وفضل من ال فارقته النعم... بعز من قد حزت تشريفه س الكبري الذي تسميه العامة القادوسي تشبيها بالقادوس وأنشدين لنفسه الفقيه أبو احلسن بن علي يف النرج

على لغتهم، وصوابه القدس أبياتا رقاقا تضمنت معاين دقاقا موصوله مبدح احلاجب سراج الدين الثاقب :وهي

حسن يفوق به تربيه يف النسب... يف النرجس القدسي النور والقصب د أبداه للعجبموسع العلو ق... له من الترب كأس قاعه حلج

وظرف أنس إذا ما شئت للنخب... مشم طيب إذا استنشيت زهرته حكى ثىن الثمل املشغوف باللعب... ومائل اجليد من سكر النعيم به للشرب يف كفها كأس من الذهب... كغادة ثوهبا من سندس طلعت

من كان يلحظ هذا احلسن من كثب... فكيف يعقل حظ النفس من طرب :خل إىل املدح فقالمث د

باحلرب وانتقشت بالترب يف القضب... يا حاجبا رقمت يف الكتب سريته ذا لأليادي وذا للبيض واليلب... ويا عمادا له يوما ندى ووغى

وأعرب السعد باإلقبال للعرب... إن دمت للعجم مل يعجم هلا خرب وف، والنرجس املسمى بالبهار وقوله قاعه حلج حسن يفوق به تربيه يعين النرجس األصفر املعر: قوله

وكان .. الضيق، ومل أر ألحد قبله يف هذا الصنف من النرجس وصفا، وهو معدوم عندنا بإشبيلية: اللحج :كتب إيل مع هذه القطعة بيتني ومها

تسأل خبريا مبعىن الظرف واألدب... اسأل أبا عامر عنه ابن مسلمة طواهم خبطا التقريب واخلبب... مهل إن صار قوم إىل قصف على

:وقال صاحب الشرطة أبو بكر بن القوطية يصفه يف أبيات وهي خملص مل تذبه نار... زبرجد فوقه نضار

وسنان أو شفه انكسار... كأمنا هب من كراه للمسك من بينه انتشار... وطاب عند املشم حىت

صفراروافاه من صبحه ا... قد شارك الدهر فهو ليل ومنتهى خلقه هنار... فأول اخللق منه ليل

له على اخللقة اقتدار... أبدعه يف الرياض منش ويقرب من معىن هذا القطعة ما . شبه خضرة سوقه بسواد الليل، واخلضرة والسواد عند العرب مبنزلة

:أنشدنيه لنفسه فيه الفقيه أبو احلسن بن علي وهو ويقصر عن أوضافه النظم والنثر... الفكر أرى النرجس التربي يعنو له

وألقى عليه حسن صفرته الفجر... كأن الدجا قد صاغ خضرة ثوبه ثياهبم خضر وتيجاهنم صفر... ختال به يف الروض أقيال معشر

ويلقاك منه قبل رؤيته النشر... حيييك بالتأنيس رونق حسنه -وصل اهللا حرمته وأطال مدته - دح ذي الوزارتني عباد ويل قطعة يف النرجس موصولة مب: قال أبو الوليد

:وهي يروح عليه من سحاب ويغتدي... وروض أريض مل يزل يغتذي مبا بلون كلون املستهام املسهد... بدا النرجس املصفر فيه مباهيا كلمة ترب فوق جيد زبرجد... ترى كل نور منه فوق قضيبه سرى عنه جلباب اجلوى املتوقد ...إذا ما سرى منه نسيم لواله

جنيب أيب عمرو سليل حممد... حكى منظرا نصرا وخربا خالئق الن وفضل ندى يغين به كل جمتد... فداه عداه كم له من فضيلة

هذا ما مجعته يف النرجس، وجيب أن نبدأ بذكر الورد، ونورد ما وقع إلينا فيه من متثيل : قال أبو الوليد .حسن وتشبيه

الورد

مل يوجب تأخري أمره، وال ولد إرجاء ذكره تأخر منزله، وال احنطاط رتبته، وإمنا بنينا أن نقدم من تقدم به .زمانه، ونبدأ مبن بكر به أوانه، وقد مضت مشاهري األنوار املبكرة اليت كثر القول فيها، وتردد الوصف هلا

ن عثمان املصحفي وقد أهدى إليه الوزير زياد بن فمن املستندر يف الورد قول احلاجب أيب احلسن جعفر ب : - أعين قول املصحفي -أفلح وردا سيق إليه من ريه يف شهر كانون اآلخر وهو

حتيل هبا جمرى الزمان عن احلد... لعمرك ما يف فطرة الروض قدرة بربعك يف كانون نائمة الورد... ولكنما أخالقك الغر نبهت

وأجريت يف أغصاهنا كرم العهد ... ة اجملد كأنك قد أمطرهتا دمي

فلما وصل هذا النظم املستملح إىل زياد بن أفلح بعث إليه بوردة كان احتبسها لنفسه فكتب إليه ثانية بيتني :ومها

فزادين وجدا إىل وجد... فاجأين كانون بالورد يا حبذا الورد من الورد... ورد العال أهدى لنا وردة

:لسين قول الوزير الكاتب أيب مروان اجلزيري رمحه اهللاومن السري ا زمن الربيع الطلق باكر ورده... أهدى إليك حتية من عنده

يف طيب نفحته ومحرة خده... حيكي احلبيب سرى لوعد حمبه وكتب أيضا أبو مروان إىل الوزير أيب مروان عبد امللك بن شهيد يف أخريات أيام الورد بأبيات أنيقة

:لصفات وهيا فسر لنا شرح معىن سال سائله... قل للوزير الذي جلت فضائله أوىل وأجدر أن ترعى وسائله... وأي وصليه موجودا ومفتقدا خضرا مقانعه محرا غالئله... وقد أتاك لتوديع على عجل

من الوداع فقد شدت رواحله... فامنحه منك قبوال واقض هنمته إذا انقضى عامه وافاك قابله... وا زيارته ال زلت دهرك حمب

وأنشدين الوزير أبو عامر بن مسلمة . وبلغين أن الوزير ابن شهيد جاوبه بأبيات مل تقع إىل وال وردت عليأبياتا مطبوعة كتب هبا إىل الوزير عيسى بن سعيد يستدعيه إىل الفصد، -رمحه اهللا عليه - للوزير أبيه

:لورد وهيتضمنت وصفا حسنا ل ممحص خملص شقيق شفيق... ما يطيب التفجري دون صديق

كمحياك مستنري الشروق... وقد اخترته هنارا هبيا نني لون املها ولون العقيق... عندنا الورد قد تألف من لو

فوق ديباجها األنيق الدقيق... كخدود تربقعت حبياء صديقأنت يف نفسه أجل ... فتفضل وخف حنو صديق

ونزل أبو عمر يوسف بن هارون الرمادي على بين أرقم بوداي آش فقدم إليه فيما أكرم به طبق ورد، :وكان يف فصل الشتاء فاستغربه، مث أخذ منه وردة واحدة وقال بديهية

قد علتها محرة مكتسبه... يا خدود احلور يف إخجاهلا وأنا مغترب من قرطبه... اغتربنا أنت من جبانة

بالندى أمواهلم منتهبه... واجتمعنا عند إخوان صفا فإىل أرقمها منتسبه... عصبة إن سئلت عن نسبة

ليس فيه فعلة مستغربه... إن لثمي لك قدامهم قبل املغترب املغتربه... الجتماع يف اغتراب بيننا

ي، موصولة مبدح املظفر بن أيب ومما يستحسن فيه، وتستملح معانيه، قطعة أليب عمر أمحد بن دراج القسطل :وهي - رمحه اهللا - عامر

أو ما رأيت الورد يف شجراته؟... ضحك الزمان لنا فهاك وهاته وخبجلة املعشوق من وجناته... قد جاء بالتأريخ من أغصانه يوما يسربله دماء عداته... وكساه موالنا غالئل سيفه

وعرف املسك من نفحاته فيه... من بعد ما نفخ احليا من روحه فلقد تقاصر عن بديع صفاته... إن كان أبدع واصف يف وصفه

أعيا فأغيا يف مدى غاياته... كمديح سيف الدولة األعلى الذي واليمن واإلميان يف عزماته... ملك ينم اجلود يف حلظاته

ملن ارجتاه غري طول حياته... وحياته إن كان أبقى حاجة :سم بن شرباق يف وردة مل تفتح وصف حسن مستملحوأليب القا

خجال يف امحرارها يستبني... خجلت إذ تأملتها العيون لليت خدها هبا مقرون... وردة وردت دموعي شوقا ر هلا يف رياضها والغصون... بنت غصن يقر بالكرم الده وعرا عرفها الذكي سكون... واستسرت عن العيون حياء

تقبلنا من الفتون فنون... ا بربقعها واس سترت وجهه ال يرى وجهها اجلميل املصون... كالفتاة احليية انتقبت كي

يف زمن - أعزه اهللا وأحسن ذكراه -وكتب الوزير أبو عامر بن مسلمة إىل ذي الوزارتني أيب عمرو عباد :الورد يصفه فأحسن الوصف وأبدع التشبيه أنشدنيه وهو

ومن به تزهى املدح... ورى عباد يا خري ال عال مساء ورجح... يا قمر األرض ومن رنا بطرف وملح... أما ترى الورد وقد

على طلى بيض وضح... كأنه دم جرى حلظ حمب فاجنرح... أو خد غض عضه

عن خلق منك نفح... كأمنا نسيمه

- أعزه اهللا وأذل عداه - ارتني القاضي وبعث الفقيه أبو احلسن بن علي بورد مبكر يف سباط إىل ذي الوز :وكتب معه

وأهدى امللوك لقصد الصراط... ليهنك يا واحد املكرمات إليك تودده يف سباط... جين من الورد قد حثه

وال وقت تنضيده يف البساط... وما ذاك أيام إقباله وغفرا لسائره فهو خاط... أصاب بإسراعه فاحبه

ه أبو احلسن يصفه يف قطعة رائقة متضمنة لصفات فائقة موصولة مبدح ذي الوزارتني وقال أيضا الفقي : - أيد اهللا يده وحصد من حسده -القاضي

باملنظر السامي وطيب املخرب... للورد فضل السبق عند املفخر شذر من الذهب السبيك األصفر... ورق من الياقوت نظم فوقه عبق العبري وال دخان العنرب ...ونسيم فوح ليس يبلغ طيبه

وكذا النفيس القدر غري معمر... نقص الزمان ضنانة من عمره دون السباطة ذابال من مقصر... والنور غري الورد ليس لشخصه

رفع األكف طروف مسك أذفر... والورد يرفع غضه ويبيسه

جود ابن عباد فريد األعصر... عمت منافعه كما عم الورى :يضا فيه بيتان استوليا على غاية اإلحسان ومهاوله أ

تبصر مجاال يصوغه الدهر... نظر إىل الروض غري متئد قوت عليها مغالق صفر... كأمنا الورد فيه أطباق يا

ولصاحب الشرطة أيب بكر بن القوطية فيه قطعة سرية موصولة مبدح ذي الوزارتني أيب أيوب بن عباد أبقاه :يه نعماه وهياهللا وأسبغ عل

بذا قضى قبل آذار ونيسان... نور الربا خول والورد سلطان لفضله إذ له السلطان والشان... سر طوته فصول العام حاسدة بدا وقد ضاق عن مثواه كتمان... حىت إذا ما الربيع الطلق من به

كما يعاجل فتح العني وسنان... معاجلا فتح أوراق تطبقه كما تفتح بعد النوم أجفان... أكمام بردته حىت تفتح من

واللون حسنا به األلوان تزدان... أما النسيم فطيب ال أكيفه وال كمثل أيب أيوب سلطان... فما سوى الورد يف النوار من ملك

حلم رسا منه فوق األرض ثهالن... ملك يريك اهتزاز الروض يتبعه :أبيات بديعة ورفيعة التشبيه وهي وللوزير الكاتب أيب حفص بن برد فيه

فانظر بعيشك كيف تصحبه... هذا الربيع وكنت ترقبه فبدا مفضضه ومذهبه... قد نشرت حلل النبات به

جتلوه واألبصار ختطبه... والورد قد مست الغصون به يف صبغه فذكاء تلهبه... والشمس قد ضرب الضحاء هبا

رياه مطيبهوكأن ... فكأن من يهواه خمجله وكتب أبو جعفر بن األبار إىل الوزير أيب عامر بن مسلمة يف زمن الربيع يصف الورد وحيضه على إيثار

األنس، وجالء صدأ النفس، فأحسن إحسانا يقرب على متأمليه، ويبعد على متناوليه، ووصف الورد بعد :صدر متقدم من الشعر

ه الوكيدة واحفظفاذكر أذمت... الورد ورد للعيون من الظما فامنحه باإلنصاف طرفك واحلظ... يف لبسة التقوى يروقك منظرا وإذا السرور دنا فأحسن موقظ... وإذا اهلجوع نأى فخري منوم

وحمافظي بوداده ال حمفظي... يا ممطري بفعاله ومقاله وإذا تواهن جفنه فاستيقظ... افطن إذا أبدى الزمان تباهلا

وافظظ برقتها عليه وأغلظ... تقد من صرفه وبكل صرف فاس واحلزن يطفأ عن سناها امللتظي... فاهلم يفرق من آليلء فرقها

تتخطف األبصار مهما يلحظ... صفراء صفر الكأس من جثماهنا

معطي األمان من اخلطوب البهظ... ال زلت تسلم يا بن مسلمة الرضا : وقوله. احلياء: ، قيل" وريشا ولباس التقوى : " قول اهللا تعاىل يف لبسة التقوى يعين احلياء، ومن: قوله

يرتاع، : فاهلم يفرق: وقوله. من اإلحفاظ وهو اإلغضاب: وحمفظي. هو من احلفظ واملراعاة. حمافظي: اخليالة، واجلثمان: الصفر: صفر الكأس من جثماهنا: وقوله. والفرق لغة يف املفرق من الرأس. ويفزع

فجاوبه الوزير أبو عامر بن مسلمة بأبيات بديعة الصفات بزيعة . لغتان جثمان وجسمان اجلسم، وفيه :الكلمات وهي

ومن اغتدى يف الفهم نارا تلتظي... يا واحد األدباء غري مدافع فأزاح عين كل أمر حمفظ... وافاين الشعر البديع نظامه

ملتيقظببدائع من ذهنك ا... فخرا لورد الروض إذ حاز املدى ورياسة مهما يقس أو يلحظ... الورد عندي يف اخلدود نفاسة

كم آخر قد حاز مفخر من حظي... هو آخر وله التقدم أوال يف نظمك الزاري بلفظ اللفظ... وقد اعتمدت على الذي حربته

حدق العيون الرانيات اللحظ... وفضضتها صفراء يعشي ضوؤها صاحب الشرطة أبو بكر بن القوطية ثالث وردات ليلة املهرجان، وكتب إيل وأهدى إيل: قال أبو الوليد

:معها أبياتا أنيقة املعىن دقيقة املغزى وهي وأعجبها ملخترب وخمرب... بعثت بأغرب األشياء طرا

يروقك نامسا طورا ومبصر... بورد ناعم غض نضري املؤخربكري غرابة وهو ... أتى يف املهرجان فكان فوق ال

جييء به كإغراب املبكر... وإغراب املؤخر عن أوان بروض فيك من مدحي منور... وملا أن غشيت الروض منه

سجايا منتقى من سر محري... استمع حللى كرمي الس : وقلت له من النفحات ما قد كان أضمر... تفتح من كمائمه وأبدى عليا تفطرومن أخالقك ال... فماء ثناؤك العايل سقاه

مكينا ما جرى جنم وغور... فأوسعه القبول ودم عزيزا وكتبت إليه معها أربعة أبيات - وقاه اهللا يب -فلما وردت الورد الثالث علي، ووصلت إيل، بعثت إىل أيب

:بديهية وي باجملد والفضل الرفيع الفائق... يا من تأزر باملكارم وارتدى يف وجه هذا املهرجان الرائق... انظر إىل خد الربيع مركبا

يف احلسن واإلحسان أول سابق... ورد تقدم إذ تأخر واغتدى خجال ألن حياك آخر الحق... وافاك مشتمال بثوب حيائه

:وهي - أبقى اهللا علي ظله وقدمين إىل املنون قبله -ويل أيضا فيه قطعة موصولة مبدح أيب كأجل امللوك يف هيئاته. ..إمنا الورد يف ذرى شجراته

يف حاله اليت حلت وصفاته... راشق منظرا وخربا وفذ خجل اخلد من سنا خجالته... نفحة املسك من شذا نفحاته ر فجاءت به على حسب ذاته... مزجت محرة اليواقيت بالدر

خلق احلمريي سم عداته... مثلما جاء من مساح وبأس فرضه يف صالته كصالته... إن يعد فالوفاء حتم عليه

بعثت خبدود : ويل قطعة نثر كتبت هبا إىل صاحب الشرطة أيب الوليد بن العثمان وبعثت معها وردا مبكرااملعشوقني قد أدمتها أحلاظ العاشقني، وأدمنت عليها ناظرة فتساقطت هكذا ناضرة فاحكم على العيون

.للخدود على أال تعود إىل الصدود والسالموحني استوفيت ما حصل عندي من الوصف للورد أبدأ بذكر ما عثرت عليه من املستحسن : ل أبو الوليدقا

.يف وصف السوسن فهو صاحب الورد يف زمانه، ومشاركه يف أوانه

السوسن

. سوسن وسوسان باأللف ودوهنا، وقد تكررت يف الشعر اللغتان، وترددت التسميتان: يقال: قال أبو الوليد :ما جاء فيه، وشبه به، قول أيب عمر أمحد بن فرج اجلياين وهو فمن مليح

ينم كجونة العطر... بعثت بسوسن نضر نفايا شهلة اخلمر... كأكؤس فضة فيها

إىل وجنايت الصفر... أو الوجنتان منك دنت :وللوزير الكاتب أيب مروان بن اجلزيري فيه وصف مفضل له، مستحسن منه وهو

يزهى بأصفر من جناه فاقع... أبيض ناصع وملسن الطاقات ست سوى عدد الرقيب السابع... أعداد زهرته إذا حصلتها

كاألم تكلف بالصغري الراضع... سكنت قرارة حجره كلفا به خبلوق أرؤسها الذكي املائع... صايف األدمي إذا ختلق صدره

رائعوبديع منظره األنيق ال... أهدى الصبابة واهلوى بنسيمه يف ما خال ساسان غري مدافع... مسوه بالسوسان ظلما وامسه أمالكه فدعته باسم شائع... ملا استذاع بفارس كلفت به

أراد هبذا التمليح التنويه به، والترفيع من . اسم ملك فارسي: هو القائم يف وسط السوسنة وساسان: الرقيب :ل أيب عمر الرمادي وهوومن املستندر املستحسن يف وصف السوسن، قو. قدره

حملب متيم من حبيب... سوسن كالسوالف البيض الحت

وأعارت أنوفنا كل طيب... قد أعارت عيوننا كل حسن حملب والبعض للمحبوب ... بعضها عاشق لبعض فبعض

ر سواه اصفرار صب كئيب... فاحلبيب املبيض منها إذا اصفر هوامها كاخلطيبقام حيكي ... هلما ثالث أناف كواش

كحبيب وعاشق ورقيب... فهما وهو يف مجيع املعاين :وأليب بكر حيىي بن هذيل فيه تشبيه أنيق، ومتثيل دقيق وهو

وماهلا غري نشر املسك منشوق... ورب سوسنة قبلتها كلفا كأهنا عاشق يف حجر معشوق... مصفرة الوسط مبيض جوانبها :فتح وصف استحسن واستملح وهووأليب بكر هذا فيه قبل أن يت خملصة بيضاء أتقنها السبك... فأول ما يبدو فخلق سبيكة

فالحت كمثل الدر ضمنه السلك... بنت نفسها فوق الزمرد واقفا ملا زين األفواه ثغر وال ضحك... جىن سوسن لوال سنا بشراته

وبني يديه ثالث سوسنات - ه اهللا رمح - ولبعض شعراء األندلس وقد دخل على املنصور بن أيب عامر :إحداها لن تفتح، فسأله وصفها فقال بعد أبيات مل أحتج إىل ذكرها

وما تشكى من اإلعياء والكسل... تبدو ثالث من السوسان قائمة والبعض منغلق عنهن يف شغل... فبعض نواره باحلسن منفتح ضلممدودة ملئت من جودك اخل... كأهنا راحة ضمت أناملها

ترجو نداك كما عودهتا فصل... وأختها بسطت منها أناملها :قال أبو عمر أمحد بن دراج القسطلي يصفه فأحسن وأبدع، وأغرب واخترع

فالسوسن اجملتلى ثناياه... إن كان وجه الريب مبتسما بطيب ريا احلبيب رياه... يا حسنه سن ضاحك عبق من ضده فسماهفاشتق ... خاف عليه احلسود عاشقه

خلى على األنف منه سيماه... وهو إذا مغرم تنسمه يف عارضي إلفه لذكراه... كما خيلي احلبيب غالية

البيت، يعين أنه مساه سوءا وهو حسن خوف العني واحلسد، وهو متليح . خاف عليه احلسود: قوله .مستحسن

ل صح عندي أن عبادة بن ماء السماء كان وأليب عمر أيضا فيه وصف ثان معدوم املثال موسوم باجلمامل خيترع باألندلس يف معىن من املعاين كاختراع القسطلي يف السوسان وهو يف قطعة مطولة كتب هبا : يقول

:إىل املظفر ابن أيب عامر أنا ذاكر منها ما تشبث بذكر السوسان من املستحسن وهو يساعد وانتدبواندب إليها من ... جهز لنا يف الروض غزوة حمتسب

واسلل سيوفا من معتقة العنب... واهزز رماحا من تباشري املىن أحجارهن من الرواطم والنخب... وانصب جمانيقا من النيم اليت أيدي الربيع بناءها فوق القضب... ملعاقل من سوسن قد شيدت

حول األمري هلم سيوف من ذهب... شرفاهتا من فضة ومحاهتا خلل البناء ومد صفحة مرتقب... ألمره وقد ارتقى مترقبني

عبد املليك إليه يف جيش جلب... كأمري لونة قد تطلع إذ دنا فهنا بيوت املسك فاغنم وانتهب... فلئن غنمت هناك أمثال الدمى

عوضا من الورد الذي أهدى رجب... حتفا لشعبان جال لك وجهه إذا دنا رمضان فاسجد واقتربف... واستوف هبجتها وطيب نسيمها

واألمري القائم وسط السوسنة هو من . النواوير املصفرة يف أسفلها: أوراق السوسن، والسيوف: الشرفات .االختراعات الشريفة، واالبتداعات البديعة

:وأليب بكر عبادة بن ماء السماء إىل صديق له يستهديه سوسنا أبيات وصفه فيها وصفا مستحسنا إن أنت أنعمت بسوسان... إنعام وإحسان دمت ب

ما كان إال نفس إنسان... لو كان نفسا حيوانية ختضب يديها خوف غريان... كأنه أمنل حسناء مل

:وأنشدين لنفسه فيه الوزير أبو عامر بن مسلمة أبياتا مطبوعة حمكمة وهي وجل يف أعني النظار منظره... وسوسن راق مرآه وخمربه

مسدسات تعاىل اهللا مظهره... أكؤس البلور قد صنعت كأنه من بينها قائم بامللك تؤثره... وبينها ألسن قد طرفت ذهبا

مداده ذوب عقيان يصفره... كأنه خلق ميم يف تعقفه :قال صاحب الشرطة أبو بكر بن القوطية يصفه بأوصاف سرية وهي

بيا حنا إقليدسه... أما ترى الروض حسا دائرة مسدسه... السوسن من فصور

بتربها ملبسه... مدهنة من فضة صاحبها مدلسه... واضحة فاضحة

ومشها انظر معطسه... إن رام كتم لثمها بأنفه حمتبسه... جتد بقايا طيبه

منها هلا حمترسه... وفوقها رقيبة سائفة مترسه... نابلة راحمة

كن قرئت منكسه... كان امسها نسوس ال

ذات نبل، جعل اليت حتدق بالرقيبة يف أسفلها نبال : نابلة. فوقها رقيبة يعين القائمة وسط السوسنة: هقولحيتمل أن جيعل الوشائع الصفر اليت حول الرقيبة سيوفا : راحمة وسائفة: وجعل أيضا منها رماحا يف قوله

: وقوله. نه من األوراق البيضوال شك أ. ذات ترس: ومترسة. وحيتمل أن تكون السيوف األوراق البيضوللفقيه أيب احلسن بن علي فيه أوصاف . نسوس أراد مستقبل فعل الساسة، وهو مليح فيه معىن التنويه به

:حسنة وتشبيهات جيدة فمنها قوله كصفو مدام يف إناء مفضض... أرى صفرة السوسان فوق بياضه ل معرضبأكرم ملبوس وأمج... بدا مثل حق العاج يف فرع غصنه

نواويره عن حلي حسن له نضي... وملا دنا وقت النثار تشققت كفات له من خاتل متعرض... كذاك حقاق احللي صون ملا حوت

. أي سترا" أمل جنعل األرض كفاتا : " قال اهللا عز وجل. أي ستر: كفات له. جرد: نضي مبعىن: قوله .مبعىن خادع: وخاتل

حرس اهللا نفسه، كما - تشبيه موصوال مبدح ذي الوزارتني أيب عمرو عباد وأنشدين أيضا لنفسه أحسن :وهو -قدس غرسه

متجد اهللا جمري الترب يف غربه... كأمنا السوسن الدري ألسنة حباك من طيبه حظا ومن ذهبه... أندى النواوير إن قبلت صفحته

ن أدبهيف احلسن والفوح واملأثور م... وما أرى غري عباد له شبها :ومن املستندر املختار أبيات كبت هبا أبو جعفر بن األبار وهي

وتباهلت عنك اخلطوب لتفطنا... أنعم فقد حسن الزمان وأحسنا يصيب العيون مبجتلى ومبجتىن... أو ما ترى برد الربيع مفوفا

من ناصع الكافور صور ألسنا... والسوسن العبق اجليوب ختاله منه أقلتها قصريات القنا... جمردا حفت قراضات النضار

بيض سللن لقتل جان قد جىن... فكأمنا أوراقه وكأنه هي النواوير الصفر يف أسفلها وكأنه يف آخر بيت كناية : والقراضات. هو القائم وسط السوسنة: اجملرد

.راجعة إىل اجملرد، وهو تشبيه قوي ومتثيل سري :بيه وهووأليب جعفر بن األبار أيضا أبدع تش

ض منظرا حني يلحظ... كأمنا السوسن الغض مشطب قد تعظعظ... فهر هباؤون در

وأليب علي إدريس بن اليمان فيه . مال وعدل: سائرها وتعظعظ: القائم وسط السوسنة، واهلاؤون: الفهر :أوصاف مستطرفة، وتشبيهات مستظرفة منها قوله

ء من الذنوبله وجه الربي... ممهى احلسن مشقوق اجليوب تفرج لوعة الدنف الكئيب... تفرج عن مناكبه قميص

فقام بال خطاب كاخلطيب... وقد علت عمامته بورس تضمن بطنه ينبوع طيب... على أنبوب كافور يراع

وبىن القطعة كلها على وصف القائم وسط . إذا أرهفته وجلوته: أمهيت السيف أمهيه: يقال: املرقق: املمهى .ةالسوسن

:وأليب علي إدريس بن اليمان أيضا قطعة بديعة التشبيه موافقة الوصف لكل ما فيه وهي عن فلج يف روق... وضاحك كالفلق مذهب مندلق... على جفاين مرود وخارج من نفق... كمنتج من غرق على ابيضاض يقق... بني اصفرار فاقع

يف راحة أو طبق... كأمنا كالمها يف ورق من ورق... هب برادة من ذ

. اجلانبان وعىن باملرود القائم وسط السوسنة: واحلفافان. طوهلا: الفرجة بني األسنان، والروق: الفلج .النايتء املندفع: واملندلق

- حجبه اهللا يب عن النوائب -ويل فيه قطعة فيها اختراع تشبيه وصلتها مبدح احلاجب : قال أبو الوليد :وهي

لألنس بالراحتني... وسوسن يتهادى يعد بنأي وبني... نعم املواصل لو مل ذ خسة من جلني... كأمنا خلقه الفذ تركبت يف يدين... أو أمنل بضة ما

ينام طرفة عني... وبينها حارس ال على مجال وزين... عال وأشرف منها

تقى على الشعريني... كما عال احلاجب املن طوب وبيينبني اخل... ملك به حال دهري

.ووقعت إيل يف السوسن األزرق وهو اخلرم صفات حمكمة وتشبيهات متقدمة: قال أبو الوليد

اخلرم

: فمن بديعها ورفيعها قول الوزير أيب عامر بن مسلمة وهو

ويا حبذا حسنه املونق... أال حبذا السوسن األزرق جرى وسطه ذهب مشرق... حكى لونه لون فريوزج

:احلسن بن علي فيه أبدع اختراع وأغرب تشبيه وهووللفقيه أيب

عني تدبيجه العجيب وورده... الح يل خرم الصحارى فراق ال بعد أن طال باألحبة عهده... جاء كالزائر املوايف لوعد زان ذا رقمه وذا الزورده... أطلعت حلتاه وشيا وتربا

هم جلانيه ماؤه وفرند... أي نصل يفري احلوادث لو دا :وهي -وقاه اهللا يب - وله أيضا فيه قطعة موصوة مبدح أيب

زهر الروض خرم الصحراء... بز ثوب البهاء والألالء وتردى حبلة زرقاء... عاف ثوب البياض لون أخيه

كي سنا نورها أدمي السماء... لتراه العيون يف حلة يح اهلواءك مهنا مبلك طري ... لو حواها الطاووس أصبح ال شك

قد أناف به على العلياء... عزة يف طباعه وعلو يف اقتناء العال وكسب الثناء... كحبيب بن عامر فهو فذ

:ومن التشبيه السين فيه والوصف السري له قول صاحب الشرطة أيب بكر بن القوطية وهو فريوزجي بصنع اهللا مغروس... ومغرب اللون يف مسالخ طاووس

من الغمائم أو فضل احلناديس... طعا غالئله كأمنا اختلست ق أتاك يرفل يف ثوب له سوسي... شخت املآزر الذي الظهائر قد

أو الزورد أو أذناب الطواويس... كأنه كسف أفق ماله حبك نضح ميد على آثار تدنيس... كأن رشح سقيط الظل أوسطه

وال كيسي وال توخى امسه مشلي... ال زال يف جملسي آنا هبيئته .إمنا عمى يف البيت اآلخر اخلرم امسه، دعا أال يتوخى اخلرم مشله وال كيسه

:ويل فيه تشبيه طابقه وهو: قال أبو الوليد يبدو لعيين من ملح... وخرم حلو احللى

كأنه قوس قزح... تلونا ومنظرا ر املشاهري اليت كثر القول فيها والوصف ومن النواوي. مل يقع إيل يف السوسنني غري ما أوردته: قال أبو الوليد

.هلا نور النيلوفر، وأنا مودع بابه ما حصل عندي فيه من املستندر

النيلوفر

:من السابق يف ميدان التفضيل الفائق عند أهل التحصيل قول ذي الوزارتني القاضي اجلليل أمله علي وهو ح واألرجوطيب خمربه يف الفو... يا حسن هبجة ذا النيلوفر األرج

قد أحكموا وسطه فصا من السبج... كأنه جام در يف تألفه :يصفه بوصفني غريبني، ويشبهه بتشبيهني، عجيبني يف قطعة واحدة وهي -أعزه اهللا وأذل عداه - وله

مستحسن الغض البهج... كأمنا النيلوفر ال

سحرا وغنجا ودعج... مقلة خود ملئت من السبجوفصه ... أو خامت من فضة

شبه يف البيت الثاين بالعني السواد الذي بني بياضه وهو أوىل هبذا التشبيه، وأحق أن يصاغ فيه من كل ما ومثل هذا التشبيه . شبه بالعني من البهار وغريه الذي ال سواد فيه يؤيد حقيقة تشبيهه وينصر صحة متثيله

غل بصناعة الشعر، عاكف على صناعة النظم جمهد نفسه املعدوم التشبيه، والتمثيل املنقطع املثيل لو وقع ملشت. فكيف ترى فضله وتعاين نبله. فيها معان ملعانيها الستغرب غاية االستغراب، واستعجب هناية االستعجاب

صان اهللا لنا حذقه كما أوجب علينا -وهو ال يعاين هذا وال يتفرغ له، وإمنا هو عفو سجيته ويف بديهته . -حقه

:عمر يوسف بن هارون الرمادي يصفه فأبدع بدعا يف قطعة مجعت اجلزالة الرقة معا وهيوقال أبو فخص بالسقي كل نيلوفر... إذا سقى اهللا روضة مطرا

ليال وعند النهار ال تستر... تستر أوراقه زمرده عليه ليال من خوف أن يظهر... خافت عليه اللصوص فاشتملت

مل تتحفظ فبينها تقرب... ه إذا الزنابري من مغالق أهواه ال تستطيع أن تسهر... كأن أجفانه جفون الذي

قيعاهنا بالزمرد األخضر... كأهنا كؤوس فضة فرشت فأنت يف منظر ويف خمرب... تنعم يف حسنه ونكهته

ن غريها ألن مجع زنبور، وهي النحل، وإمنا عىن بالبيت انغالق أوراقه ليال، وقصد النحل دو: الزنابريالنيلوفر يسمى قاتل النحل لطلبها أبدا أكل ما داخل أوراقه فرمبا فعلت ذلك وقت انغالقه فامتنعت من

. اخلروج

ومل أر لكل من صنع فيه، وعين بوصفه ذكر أمر الزنابري إال للفقيه أيب احلسن ابن علي يف قطعة عجيبة :أنشدنيها وهي

النور هاجعا يف ظالمه ن مع... ما لنيلوفر احلدائق يقظا ه ووقيت سهاده ومنامه... أشبه اإلنس يف تصرف حايل

ق نواويره وضم كمامه... وتوقيه يف الدياجي بإغال أبصروا النحل مقصدا لسهامه... لقبوه بقاتل النحل ملا

سارق بالنهار شهد ختامه... مل جير يف القصاص إذ ذلك لص :غ بن عبد العزيز يف انغالقه تشبيه دقيق، ومتثيل أنيق وهووللوزير الكاتب أيب األصب

صنوف النواوير من شكله... ونيلوفر فاق يف فضله كما قصر الكل عن نيله... وفاهتم بالذي حازه حميا يرغب يف وصله... يبيح هنارا لزواره

ليأخذ باحلزم يف فعله... ومينع بالليل من وجهه ضياء النهار إىل ليله.. .كبائع عطر حبانوته

إىل سده وإىل قفله... فإن جاءه الليل أفضى به -وأنشدين لنفسه فيه الوزير أبو عامر بن مسلمة أبياتا رائقة تضمنت أوصافا رائعة موصولة مبدح احلاجب

: - ال أعد منا اهللا جاهه كما أعدمنا أشباهه لناصعوجمتاله الناضر ا... يا حبذا النيلوفر الطالع

يف وسطها زمرد ساطع... كأنه خمزنة من مها من فضة أتقنها صانع... وحوله ألسنة ستة

والطرف منه أصفر فاقع... كل لسان أبيض ناصع فكل إبريق له راكع... قام على خضراء من سوقه نداه دان واحليا شاسع... ركوع أمالك الورى للذي حلاجب املرتفع الرافعا... ذاك ابن عباد سليل العال تبقى ويبقى احلاسد اخلاضع... دام دوام الدهر يف عزة

:وللفقيه أيب احلسن بن علي تشبيه لونيه وصف متناه ليس له مواز وال مضاه وهو قطعا من الليل قد حف الصباح به... كأمنا زهرة النيلوفر اختلست

حكم غيهبهوالليل ممتنع من ... فالنور منقطع عن جزم عنصره ماذا تألف من مشل اجلمال به... فعل أشتهما من أصل طبعهما

:ولصاحب الشرطة أيب بكر بن القوطية يف مجيع أحواله وصف أغرب عن كماله وهو وذات جسم كاللجني املنسبك مبيضة األثواب من نسج الربك خضر سراويالهتا حصر التكك

كأمنا العنرب فيها قد فرك ا قد امتسكواملسك يف قيعاه

ناسكة هنارها مع النسك حىت إذا الليل تداىن واشترك وآن أن يأيت احملب املنتهك

هيت لك: غلقت الباب وقالتومن السحر املنتحل، والكالم املنتخل يف حاالته كلها، وصفاته بأسرها، ما أنشدنيه لنفسه أبو جعفر بن

:وهو - أيامه وأسبغ علينا إنعامه أدام اهللا -األبار موصوال مبدح ذي الوزارتني القاضي جفونه بالعشاء منطبقه... وناصع اللون أسود احلدقه فنام والنور واصل أرقه... كذي دالل مل يستطع أرقا

فصد عن ذا وخص ذامقه... هام به الليل والنهار معا تلك سويداء قلب من علقه... ال متتروا يف الذي تضمنه

ال حيتوي خلقه وال خلقه... ه نيلوفر أحكمت بدائع من عرض قاضي القضاة قد خلقه... طاهر ثوب كأن خالقه

منه وجوه السحائب الغدقه... سليل عباد الذي حشمت واحلق حق حوى به طبقه... اجملد أفق غدا له قمرا

أعز -أيب عمرو عباد أيضا فيه موصوال مبدح ذي الوزارتني : ومما يشاكل هذا براعة، ويشبهه بزاعة قوله :وهو -اهللا وأحسن ذكراه

لنيلوفر الروض ال يعبد... إذا النور خص مبدح فما توسطها احلجر األسود... وأوراقه كعبة من جلني

لظى الضرب واحلرب إذ توقد... توسط عباد املرجتى متون الظىب والقنا ترعد... مهام إذا هم أضحت له

وجدت وشرواه ال يوجد... إذا شئت وجدان أفضاله :وأنشدين أيضا لنفسه يف تشبيه خلقه وخلقه بيتني سريني ومها. املثل: شرواه الشروى: قوله

ما الليل أدجى أوهم أن يدجي... كأن نيلوفر الرياض إذا تضم طفال هلا من الزنج... رومية بضة منعمة

:البلمي وهو تشبيه مفضل له، مستحسن منه، وهو ومما يشبه أيضا فيه أسوده بالزجني قول أيب القاسم

ين إليه نفاسة وغرابه... ونيلوفر غدا خيجل الرا ضاء يرنو الدجا فيغلق بابه... كمليك األحبوش يف قبة يب قد من صفحة الضحى جلبابه... جنح ليل ملا جتسم شخصا

:طابق، ومتثيل عساه وافق، وهو ويل يف لونه وصف رمبا: وقال أبو الوليد. لغة يف احلبش: األحبوش صوب احليا املستمر... وروضة رضيت عن

فر منري أغر... فأظهرت نور نيلو فيه بقية حرب... كمحرب من جلني قد أكملت من النواوير ما وقع إيل فيه الوصف الكثري، وبقيت نواوير وقعت إيل فيها : قال أبو الوليد

أذكرها على عالهتا، وأورد منها ما حسنت تشبيهاهتا، وجادت صفاهتا، أوصاف يسريه وقطع قليلة، ولكين .فمنها نور اللوز

نور اللوز

كاد أن يكون أبكر النواوير، وأول األزاهري، ومل أعامله بالتأخري إال لقلة الوصف له والقول، وذلك كل ما فمن املستحسن يف نور اللوز قطعة فائقة .يأيت مما يبكر، وإمنا له التأخري من أجل قلة القول فيه، والتشبيه له

الوصف، رائقة الرصف أنشدنيها لنفسه صاحب الشرطة أبو بكر بن القوطية موصولة مبدح ذي الوزارتني :أيب عمرو عباد أعزه اهللا

عليه من نسج كانونني أبراد... وأبيض اللون ذفلي غالئله ن أفرادكيف استقلت هبذا احلس... سبحان فاطره : يقول مبصره

وال تقدمه للزور ميعاد... يزور والنور مل تفتح كمائمه أو قائد وصنوف النور أجناد... كأنه رائد أو طالع جندا

يا قوم حىت من األشجار حساد... تشبه اخلوخ يف حسن النوار به كما حوى قضبات السبق عباد... نور حوى قصب املضمار منفردا

والسيف منقصف والرمح منآد... القنا قصد الطاعن اخليل قدما و جف املزاد وخف الرحل والزاد... واملوقد النار جودا للضيوف وقد

:وللوزير أيب عامر بن مسلمة فيه أبيات حسنة السبك جيدة احلبك وهي إحسان واحلسن فأنت البديع... يا زهر اللوز لقد فقت يف ال

ربا حسنا فأنت الرفيعوير ال... قد حزت حسنني وحازت نوا أصبحت خمصوصا حبب الربيع... تعلو هبار الروض حسنا فقد غريك باخلد وجار اجلميع... قد أمك الوصاف إذ شبهوا

من يره أصبح ال يستطيع... فلونك املشرب يف محرة مجالك النورين عند الطلوع... دفعا ملا قلت إذا عاينوا يف زهرها غري مسيع مطيع... فقت النواوير اعتالء فما

. ووقع إيل يف نور األقحوان قطع تستويل على ميدان اإلحسان أنا ذاكر مجلتها ومورد مجيعها: قال أبو الوليد

األقحوان

أنشدين لنفسه فيه الوزير أبو عامر بن مسلمة بيتني بديعني يف التمثيل رفيعني يف التشبيه : قال أبو الوليد :ومها

إذ ظل يرنو بعيون حسان... ين نوره وأقحوان راق حمكمة يف وسطها زعفران... كأنه مدهنة من مها

-وللفقيه أيب احلسن بن علي فيه قطعة معجبة تضمنت أوصافا مغربة موصولة مبدح ذي الوزارتني القاضي :وهي -أطال اهللا بقاءه وأدام يف درج العز ارتقاءه

األقاح الغض منها ثغورها فنور... إذا ميزت أنوار كل مخيلة ونكهة طيب بالصبا تستثريها... تألفن درا فوق أغصان سندس

وجاءت إىل غدراهنا تستجريها... شكت قضفا بني النواوير فاتقت ومن وجهه السامي تألف نورها... بنور ابن عباد أضاءت وأشرقت

لذل مناويها وعز نصريها... ولو أملته واستجارت بقربه ومن . الرقة، وهو متليح مليح يف صحبتها الغدر، ورمبا كانت يف غريها: شكت قضفا القضف :قوله

:املستطرف املستظرف قوله در تضمن عسجد... كأن نور األقاحي

من اليواقيت نضد... أو لؤلؤ حول صفر خمضرة كالزبرجد... وقد بدا يف غصون

مع األصائل والند... هتدي لك املسك فوحا والعني نورا جمدد... زيده اللحظ حسنا ي

:ومن السابغ برد كماله، السائغ ورد مجاله، قول أيب جعفر بن األبار يف بركة على جوانبها أقحوان وهو ختال ريح الصبا هبا صبه... وبركة باألقاح حمدقة

إذا جرت للصبا هبا هبه... حيل فيها احلباب حبوته فت من الدر حوهلا لبه ح... كأهنا راحة هبا غصن

التشنج والتكسر وشبه ابيضاض األقحوان : وهي الكف فيها غضن، والغضن: شبه تكسر املاء براحة .العقد العايل، مسي مبوضعه من الصدر: واللبة. واتصاله وإحداقه بالربكة بلبة در

:وأليب القاسم البلمي فيه تشبيه حسن أنشدنيه وهو بنفيس اللجني والعقيان. ..راق عيين منظر األقحوان

بعد عود األراك بالزعفران... كفه باحلبيب سوك فاه :ويل يف بركة عليها أقحوان تشبيه تضمنه بيتان ومها: قال أبو الوليد

نطوع من الالزورد البديع... كأن الثرى صرييف له ن درهم من ضرب كف الربيع... يقلب فيه من األقحوا هيت باجتهادي إليه يف نور األقحوان من التشبيهات احلسان وحني أكملته أورد ما هذا ما عثرت عليه وانت

.وقع إيل من املستندر يف الشقر

الشقر

فمن جيد التشبيه فيه . ويسمى شقائق النعمان، وسأذكر ما رأيت من التشبيه يف هذا الباب إن شاء اهللاكبت اهللا أعدءه - دح ذي الوزارتني القاضي وحسن التمثيل له قول الفقيه أيب احلسن بن علي موصوال مب

:وهو - وأدام عليهم إعداءه تقت ومسودها من حالك اللمم... إن الشقائق من محر اخلدود قد اش

محر قد اصطلمحت من قاينء األدم... كأهنا يف املروج اخلضر أبنية فلم تزل يف محى منه ويف حرم... يا بن الذي قد محاها يف منابتها

حمفوظة املنتهى مرعية الذمم... عروفة بامسه يف كل مطلع م وصل هلا حمدث اإلكرام بالقدم... جدد هلا من وكيد العهد حرمتها

ألنه ابن النعمان امللك الذي نسبت - أعزه اهللا - يا بن الذي قد محاها خياطب ذا الوزارتني القاضي : قولهمان يوما فمشى حىت انتهى إىل الظهر وقد اعتم بنبته من أمحر خرج النع: إليه الشقائق وجاء يف اخلرب قال

فسميت شقائق النعمان بذلك . فحموها. امحوها: وأصفر وإذا فيه من هذه الشقائق شيء مل ير مثله، فقالوله أيضا فيه أبيات عجيبة . حكى هذا أبو حنيفة ورفعه إىل أعشى بكر وذكر أنه كان حاضر النعمان يومئذ

:املعىن وهي ضمنها هذا جلناة الورى بكل طريق... أصبحت طلع الشقائق هنبا غري وان هلا مضاع احلقوق... لو أعيد النعمان حيا لراعى

بسطت يف مداهن من عقيق... وكأن السواد فيها غوال صب بالعمد يف كؤوس الرحيق... أو نثري من طيب املسك حمض

:يب عامر بن مسلمة وهوومن الصفات املستحسنة قول الوزير أ وعلى العود فاقترح... يا ندميي قم اصطبح

ع وبالناي والقدح... إمنا العيش بالسما ئق تنشط إىل املدح... وتأمل حسن الشق

قاعه املسك يلتمح... مثل كأس العقيق يف :ومن الصفات السنية احملكمة فيه قول صاحب الشرطة أيب بكر بن القوطية وهي

اللون كلون املسك وحالك كأمنا أحداقه من سك

مدرع ثوبا دقيق السلك كأمنا صباغه باللك

أزرى بلون الورد لوما حيكي نسيمه كان بغري شك

ما بني أنوار الربا كامللك :ويل فيه بيتان رمبا أنفرد بتشبيهه ومها: قال أبو الوليد

ن منظر نضرفتسفر للنظار ع... رياض حيييها احليا بانسكابه شعور العذارى حلن يف اخلمر احلمر... إذا ما بدت فيها الشقائق خلتها

ووقعت إيل يف نور . مل أعثر يف الشقائق على غري ما أوردت، وال وجدت يف وصفها سوى ما ذكرت . الباقالء صفات جيدة وتشبيهات حسنة أذكرها بأسرها وأورد مجيعها

نور الباقالء

:يه، ورفيع ما شبه به قول صاحب الشرطة أيب بكر بن القوطية وهوفمن بديع ما قيل ف كعيون تفتحت من رقاد... وبنات للباقالء تبدت

وسواد منها مكان سواد... فبياض منها مكان بياض فاستكمل - أطال اهللا يل عمره، ورزقين بره -وقال أبو جعفر بن األبار يصفه يف قطعة موصولة مبدح أيب

:بدع تشبيهات وأرفع متثيالت والقطعةالصفات بأ يعجب حسنا من رمق... وباقالء باقل إذ راق خلقا وخلق... كأمنا نوراه

ملبصر ومنتشق... أذقان بيض غلفت إىل مآقيها احلدق... أو أعني حور جرت

يف ورق من الورق... وهدهبا مستبطن منه بقايا يف فلق... أو جنح ليل بقيت

أو ثنن هبا بلق... ر أو سبج يف در مشقا بنيات طرق ... كأن للمسك هبا

بأنه فيه فتق... وعرفه معرف من خلقه طيبا خلق... كأن جنل عامر

حلما وإن سيل اندفق... ملك إذا صال عفا أو عنف الدهر رفق... إن خبل الغيث سخا

دقة العني هو يف ناحية من النور، جرت إىل مآقيها احلدق بديع غريب ألن السواد الذي جعله ح: قوله.. وهدهبا مستبطن. وليس متوسطا له، فكأن احلدقة قد جرت إىل املأق وهو طرف العني مما يلي األنف

البيت وهو مما أكمل به الوصف ومتم التشبيه، ألن يف الورقة اليت ظاهرها الصفة املتقدمة خطوطا سودا :بقولهجعلها هدبا لتلك العيون وهي اليت عىن

مشقا بنيات طرق... كأن للمسك هبا ويل فيه تشبيه : قال أبو الوليد. أو ثنن هبا بلق مجع ثنة وهي الشعر الذي يكون على مؤخر الرسغ: وقوله

:رمبا يوافق ومتثيل كأنه يطابق وهو برود مساء من سحائبها غذي... أرى الباقالء الباقل اللون البسا

كبلق جياد يف جالل زمرذ... ه ترى نوره يلتاح يف ورقاتودخلت بستانا يل مع الفقيه أيب احلسن بن علي وكان به باقالء قد نور، فأخذ من نوره وصنع مصراعا

:وسألين إجازته، ففعلت وزدت بيتا آخر ومصراعه ... ............سبج يف كأس در

أو كسوف وسط بدر:......... ... وزياديت أو غشاء بني فجر ...أو غوال يف آلل

ووقعت إيل أيضا يف الباقالء بعينه قطع مستطرفة وأوصاف مستظرفة تشبهت بالنور فرأيت ذكرها فمنها :يف قطعة بديعة بزيعة مطبوعة مصنوعة وهي -رمحه اهللا -وصف الوزير أيب عامر بن شهيد

فاختذت من زمرد صدفا... إن آلليك أحدثت صلفا تسكن للحسن روضة أنفا... ي تسكن ضراهتا البحور وذ

من سندس يف جناهنا حلفا... هامت بلحف اجلنان فاختذت حسبك منا برب من لطفا... تثقبها بالثغور من لطف

والفول يهواه كل من ظرفا... أكل ظريف وطعم ذي أدب وصفها رأيت يف يد صديق حبة باقالء شديدة سواد القشر وكلفين: وقال يل الفقيه أبو احلسن بن علي

:فقلت بديهة ممتزج باجلمال مزدوج... فص من العاج حقه سبج

كأنه مقلة هبا دعج... فيه سواد يزين غرته ويستيب النفس فوحة األرج... يؤثر رطبا ويابسا أبدا

ولين طالعت بستانا يل بغريب قرطبة، وكان فيه باقالء فجعل بعض الغلمان ينقي منه وينا: وأخربين أيضا قال :فقلت

يسل سيف اهلوى ويغمده... رمي سىب مقليت تورده وظل من قشره جيرده... جار على جرجر فخربه منها حبتين حببها يده... وكلما ابتز ثوب واحدة وزاد يف نبله تعمده... فقلت مستطرفا لفعلته

ينشق عن لؤلؤ زبرجده... كالكما ال عدمت حسنكما وحبه ساقط يبدده... لى خجل فارتاب يب وانثىن ع

ينشق عن لؤلؤ زبرجده فاللؤلؤان من هذا وهذا احلب : جار على جرجر اجلرجر لغة يف الباقالء وقوله: قولهويف القطعة من جيد الصناعة وحسن الصياغة ما . القشر والشارب األخضران: والزبرجدان منهما. والثغر

.يعجب الناظر ويعجز اخلاطر .ويف بزر الكتان أوصاف موسومة باإلحسان أنا أذكرها إن شاء اهللا تعاىل: قال أبو الوليد

نور الكتان

:قال أبو جعفر بن األبار يصفه بوصف نادر خمتار وهو بكل وهد وجند... وبزر كتان أوىف مداهن الالزورد... كأنه حني يبدو

ذا من فرندي: تقول... إذا السماء رأته .ه قطعة أخرىويل في: قال أبو الوليد

وقد جال حسنه صدا األنفس... كأن نور الكتان حني بدا قد سترهتن خضرة امللبس... أكف فريوزج معاصمها

على بساط يروق من سندس... أو ال فزرق الياقوت قد وضعت . ووقع إيل يف نور الغالبة وصف حسن الذكر أذكره لئال أدع مستحسنا أجده

نور الغالبة

:الكاتب أبو القاسم بن اخلراز يصفه فأحسن وأغرب وأبدع وأعجب وهو قال الوزير خضر حكى يامسينا يف تفتحه... ورختجي سحايب قوائمه

مشي النزيف هتادى يف ترحنه... متيس قضبانه والريح تعطفها من الزمرد أسناه وأملحه... كأن أوراقه يف حسن خضرهتا

فار بالعرف يف معىن تبطحهف... ختري الشط يف األهنار منبته فحسبه غالبا كايف مرشحه ... وغالب النور حىت قيل غالبة

ووقع إيل يف نور الرمان قطعتان حسنتان ومل يتأخر عن غريه إال بتأخر وقته وإبطائه عن أوان : قال أبو الوليد .نظرائه

نور الرمان

:سي يف كمامة نوارة سقطت منه وهوفمن التشبيهات العقم فيه قول أيب القاسم بن هانئ األندل وبنت أيك كالشباب النضر كأهنا بني الغصون اخلضر جنان باز أو جنان صقر قد خلفته لقوة بوكر كأمنا جمت دما من حنر

أو سقيت جبدول من مخر أو نبتت يف تربة من مجر

لو كف عنها الدهر صرف الدهر جاءت مبثل النهد فوق الصدر

ل اللثات احلمرتفتر عن مث يف مثل طعم الوصل بعد اهلجر

:ومن التشبيهات األنيقة، والتمثيالت الدقيقة قول أيب جعفر بن األبار يف كمائم هذا النوار وهو نواره احملتوي مدى السبق... أعجب بأيك الرمان حني بدا

أو كبنان احلمائم الورق... مثل أكف الدمى حمنأة غالئل وسطها من الربق ... أو كحقاق تفتحت فبدت

اجللنار

:وللوزير أيب عامر بن مسلمة يف وصف اجللنار أبيات بديعة رفيعة املقدار وهي أوراقه فتنة ملن أبصر... وجلنار بنوره يزهر

وقارب اللون حلة العصفر... قد شبه الورد يف تضاعفه لكنه منظر بال خمرب... مثل مثار الرمان زاهرة

:ويل فيه قطعة رمبا وافقت صفته وطابقت هيئته وهي: الوليدقال أبو خيتال يف جل نار... وجلنار تبدى

أنوار واألزهار... أحلى حلى من مجيع ال قد شربت بامحرار... حكى خدود العذارى

أحلاظ واألبصار... ومخشت بأكف ال . بيه وجتنيسجل نار يف القافية مفصول، وإمنا هو جل من نار واتفق فيه تش

اخلامتة

هذا ما عثرت عليه، وانتهيت بكثرة البحث إليه، وإن وقع إيل بعد وصف : إمساعيل بن عامر: قال أبو الوليدرائق أو معىن فائق أحلقته يف هذا الكتاب ووضعته يف موضعه من كل باب، والبشر غري معصوم، ومن بذل

ئب األندلسيني ونوادرهم، وأوردت من فضائلهم وحسيب أين قد مجعت من غرا. جهد نفسه فليس مبذمومومآثرهم ما ميكن أن يتغمد به، ويصفح من أجله عما عرض من زلل، أو وقع من خطل، فرمبا أدخلت ألهل

عصري ما يقرب من البديع، وال يبعد عن الربيع، فمن نقد ذلك فليعلم أين مل أجهله، وإمنا حتفظت من وليس ذلك إال يف أبيات يسرية، وصفات غري كثرية، واهللا املستعان على ناظميه، وأغضيت هلم على ما فيه، .التوفيق واهلادي إىل سواء الطريق

مت كتاب البديع يف وصف الربيع حبمد اهللا وعونه، وصلى اهللا على حممد خريته من خلقه وعلى أهله وسلم . تسليما

ISLAM ICBOOK.WS ين| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا جمي