26
ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﺪ اﻟﻌﻠﻮم ﺜﺔ واﻟﺘﺮاﺛ ﯿ، 2016 ، 4 ) 1 : ( 64 89 . http://www.jmsh.eu 64 اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدﯾﱠﺔ اﻟﮭﺪاﯾﺎ ﻋﯿﺴﻰ ﻋﺒﺪاﻟﺨﺎﻟﻖ* و ﺷﻌﺒﺎن أﺷﺮفّ اﻟﻮطﻨﯿ ﺠﺎحّ اﻟﻨ ﺟﺎﻣﻌﺔ/ ﻧﺎﺑﻠﺲ/ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ*Corresponding author: [email protected] ﻼﺻﺔُ اﻟﺨٍ ﻷﻏﺮاض اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﮭﺪاﯾﺎ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻋﺎدة ﺷﺎﻋﺖ، ً وﺗﮭﻨﺌ، ً وﺗﻘﺮﺑ، ً ﻛﺮﻣُ اﻟﮭﺪﯾﺔْ َ ﺪﱢﻣُ َ ، ّ ، ﺪاء اﻹھﺎت وأوﻗ، اﻟﮭﺪﯾﱠَ أﺬﻛﺮواﺎدة؛ اﻟﻌﺬه ھﻮل اﻟﻘ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ ھﺬا ﻓﻲُ اﻟﺸﻌﺮاء أﻛﺜﺮ وﻟﺬﻟﻚ ؛ً ورﺷﻮةىَ ﺎدَ ُ اﻟف أوﺻﺎ وذﻛﺮوا،ُ ﺒﮫِ وﯾﺠﺘﻠ م اﻟﺬ ﯾﻮﺟ وﻣﺎ، ُ ﻣﻮﻗﻌﮫُ ﻤﻞ وﯾﺠُ هؤھﺪا إُ ُ ْ َ وﻣﺎ، اﻟﮭﺪﯾ ﻗﯿﺎوﻟﯿﻦ ﻣﺘﻨﺎﻟﺘﮭﺎ و وﻧﻮﻋﮭﺎ، ﺮﻣﺎء ﺑﺎﻟ اﻹﺷﺎدة ذﻟﻚ ﻣﻦﮭﻢﺿ وﻏﺮ، ءﺨﻼ اﻟﺒ ﻣﻦﺮﯾﺔ اﻟﺴ أو. ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﺷﻌﺮي اﻟﺘﮭﺎد ﻓﻲٍ ﺷﻌﺮ ﻣﻦ ﻗﯿ ﻣﺎ أﻏﻠ وﻛﺎن، ﺎﺻﱠ ﺔ اﻟ ھﺪاﯾﺎھﺎٍ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔﻜﻞ أن اﻟﺸﻌﺮاء ﺑﮭﺎ، وﺎس اﻷﺟﻨع ﺘﻨَ ، ﺪﱠدھﺎ وﺗﻌﺪاﯾﺎ اﻟﮭع ﺗﻨﺮرواﺎتﻠﻮﯾ ،واﻟ اﻷطﻌﺬﻛﺮونﺎھﻢ ﻓﺮأﯾﻨ، ﻌﮭﻢ، ﯿ واﻟﺎﻟﮭﺎ،ﺮاواتﺨﻀ واﻟﺎﻛﮭﺔ، واﻟﺸﺮوﺑﺎت، واﻟ، واﻟ، ﻮر واﻟﻌﻄ، ﺎةﯿ اﻟ طﺒﯿﻌ ً َ َ ط ﻟﻨﻮا ﻓﻨﻘﻠﻌﮭﻢ ﻣﺠﺎﺋﺪة اﻟﺴﺎداﺗﮭﻢ وﺑﻌ، اﻟﻌﺼﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲﺘﺮﻓﺔ اﻟ، آﺎورﻤﺤ اﻟ ﻟﻠ اﻟﺪراﺳﺎءت وﻗ اﻟﺬﻛﺮ. Physical gifts in the Abbasid Era Abdel kh. Issa* and Ashraf S.M. Sha'aban An-Najah National University, Nablus, Palestine. *Corresponding author: [email protected] Abstract The habit of giving gifts was popular in the Abbasid Era for various purposes. It was given for generosity, getting close from somebody, congratulating someone, avoiding nasty circumstances and as a bribe. Thus, the poets in this Era said plenty about this habit. They talked about the influence of the gift, the times of presenting, what is good to be given as a gift, and what forces and brings disparagement. They also told the descriptions of those gifts, through that they viewed the value of the gift, its kind and its condition. Their purpose of that was generosity and generous people, or the irony from the stingy ones. The most of what is said of the gifting poetry was poetry of occasions, and for every occasion there was its special gifts, so the gifts became diverse and multi as the diversity of people in the society of Abbasid Era. Therefore, we see that the poets had talked about the sorts of foods and desserts, the different kinds of drinks, the fruit and vegetables, the horses, the books, perfumes in their various kinds….etc. So we can see that they have transferred to us a side of the gracious life in that era, and some of their habits that were prevalent in their society. Thereby, this study has come to view all those aspects mentioned above.

ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

  • Upload
    others

  • View
    10

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

64

الھدایا المادیة في الشعر العباسي

أشرف شعبانو *عبدالخالق عیسى فلسطین/ نابلس / جامعة النجاح الوطنیة

*Corresponding author: [email protected]

الخالصة

مت الھدیة كرم ا ، وتقرب ا ، وتھنئ ة ، شاعت عادة تقدیم الھدایا في العصر العباسي ألغراض ش تى ، فقد

ورشوة ؛ ولذلك أكثر الشعراء في ھذا العصر من الق ول ف ي ھ ذه الع ادة؛ ف ذكروا أث ر الھدی ة ، وأوق ات اإلھ داء ،

م ویجتلبھ، وذكروا أوصاف المتھ ادى ب ھ متن اولین قیم ة الھدی ة ،وما یحسن إھداؤه ویجمل موقعھ ، وما یوجب الذ

. أو السخریة من البخالء ، وغرضھم من ذلك اإلشادة بالكرماء ، ونوعھا وحالتھا

ة ، وكان أغلب ما قیل من شعر في التھادي شعر مناسبات فكشف الشعراء أن لكل مناسبة ھدایاھا الخاص

، ج تمعھم ، فرأین اھم ی ذكرون األطعم ة ،والحلوی اتك رروا تن وع الھ دایا وتع ددھا ، كتن وع األجن اس ف ي مو، بھا

فنقل وا لن ا طرف ا م ن طبیع ة الحی اة ، والعط ور، والكت ب، والمشروبات، والفاكھة، والخضراوات بأشكالھا، والخی ل

وق د ج اءت الدراس ة للكش ف ع ن المح اور آنف ة ،المترفة في ذلك العصر ، وبع ض ع اداتھم الس ائدة ف ي مج تمعھم

.الذكر

Physical gifts in the Abbasid Era

Abdel kh. Issa* and Ashraf S.M. Sha'aban An-Najah National University, Nablus, Palestine. *Corresponding author: [email protected]

Abstract

The habit of giving gifts was popular in the Abbasid Era for various purposes. It was given for generosity, getting close from somebody, congratulating someone, avoiding nasty circumstances and as a bribe. Thus, the poets in this Era said plenty about this habit. They talked about the influence of the gift, the times of presenting, what is good to be given as a gift, and what forces and brings disparagement. They also told the descriptions of those gifts, through that they viewed the value of the gift, its kind and its condition. Their purpose of that was generosity and generous people, or the irony from the stingy ones. The most of what is said of the gifting poetry was poetry of occasions, and for every occasion there was its special gifts, so the gifts became diverse and multi as the diversity of people in the society of Abbasid Era. Therefore, we see that the poets had talked about the sorts of foods and desserts, the different kinds of drinks, the fruit and vegetables, the horses, the books, perfumes in their various kinds….etc. So we can see that they have transferred to us a side of the gracious life in that era, and some of their habits that were prevalent in their society. Thereby, this study has come to view all those aspects mentioned above.

Page 2: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

65

المقدمة

ل عل ى عق ول أص حابھا : " الھدیة رسول یخاطب عن مرسلھ بغیر لس ان ، فق د قی ل الھدی ة ، : ثالث ة ت د

تھ ادوا : " علیھ وسلم على الھدیة ،وذكر فضیلتھا ، فق ال وقد حث الرسول صلى هللا) . 1" (والرسول ، والكتاب

، و قال عز وج ل ف ي قص ة بلق یس م ع س یدنا ) 2" (تحابوا ، فان الھدیة تفتح الباب المصمت وتسل سخیمة القلب

ف دلنا ذل ك عل ى أنھ ا أرادت ) 3(﴾ ب م یرج ع المرس لون وإن ي مرس لة إل یھم بھدی ة فن اظرة ﴿: سلیمان علیھ السالم

. بالھدیة أن تسل السخیمة بھا ، ولیكون جواب الھدیة داللة تتصرف على إثرھا

وللھدیة أھمیتھ ا وأثرھ ا االجتم اعي الكبی ر ، ول وال ش رف تل ك المكان ة لم ا حلل ت للنب ي ص لى هللا علی ھ

تھ ادوا تح ابوا : ؛ فھي وسیلة من الوسائل التي تجلب الود وتنشر المحبة ، ولھذا قیل ) 4(م الصدقة وسلم مع تحری

ب ، وھ ي أیض ا وس یلة م ن وس ائل التواص ل االجتم اعي ب ین الن اس ، تق وي أواص رھم ، وتش د ت رابطھم ، وتق ر

. عر الھدایا ضرب من ضروب شعر االخوانیات المسافة بینھم ، وتفشي المؤانسة ، لذا یمكننا القول إن ش

وألھمیة الھدایا في المجتمع العباسي ،وكثرة حض ورھا ف ي الش عر جعلن ا الدراس ة ف ي ھ ذا الموض وع ،

.متناولین الطیب ، والكتب ، واألقالم ، والخیل ، والكساء ، والطعام ، والفواكھ

:أھداف التھادي

مت الھدی ة كرم ا ، وتقرب ا ، وتھنئ ة ، لقد شاعت عادة تقدیم ال ھدایا في العص ر العباس ي ألغ راض ش تى ، فق د

وتجنبا ، ورشوة ، فتناول الشعراء في ھذا العصر قیمتھا وأشاروا إلى آثارھا ، یق ول أب و العتاھی ة مبین ا أثرھ ا ف ي

) : 5(العالقات بین الناس

عض ھ دایا الن اس بعض ھم ل ب

تول د ف ي قل وبھم الوص اال

وت زرع ف ي القل وب ھ وى وودا

وتكس وھم إذا حض روا جم اال

حر في مالطفة قصدھا : " وعن أثرھا اإلیجابي قیل ) : 7(، وقال البحتري في ذلك ) 6" (أخت الس

ب الفتى على عزمھ إال الھدیة والسحر وقد أجمعوا أن لیس یغتص

) : 8(وقال أیضا

ة الحمدونیـــة ، البـــن حمـــدون ، وورد القـــول منســـوبا إلـــى جعفـــر بـــن یحیـــى فـــي التـــذكر . 2/424محاضـــرات األدبـــاء ، : األصـــبهاني ) 1(5/10 . . 7/190، المعجم األوسط : سلیمان بن أحمد ، الطبراني ) 2( . 35سورة النمل ، آیة ) 3( . 9/343، مجمع الزوائد : الهیثمي )4(ـــة أشـــعاره وأخبـــاره ، ص: فیصـــل ، شـــكري ) 5( ـــات بـــدون نســـبة عنـــد األصـــبهاني ، أبـــو بكـــر . 608أبـــو العتاهی الزهـــرة ، : ووردت األبیبهجـة المجـالس ، : ، والقرطبـي ، ابـن عبـد البـر 215نزهـة األبصـار ، ص: ابي والعن . 244روضة العقالء ، ص: والبستي . 2/7451/282 . . 2/42المثل السائر ، : ابن األثیر ) 6( . 220نزهة األبصار ، ص: ابي العن ) 7( . 350الظرائف واللطائف ، ص: وورد البیتان بدون عزو عند الثعالبي . 5/9التذكرة الحمدونیة ، : ابن حمدون ) 8(

Page 3: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

66

إن الھدی ة حل وة

كالس حر تختل ب القلوب ا

ت دني البعی د م ن الھ وى

حت ى تص یره قریب ا

) : 9(ء ، فیقول ویدعو أبو یوسف القاضي إلى تقدیم الھدایا لألھل واألصدقا

علین ا ب أن نھ دي إل ى م ن نحب ھ

وإن ل م یك ن ف ي وس عنا م ا یش اكلھ

أل م ترن ا نھ دي إل ى هللا مال ھ

وإن ك ان عن ھ ذا غن ى فھ و قابل ھ

درة ، تش اكل الطع ام المطب وخ ب ال دس م ، وف ي والمؤاخاة تحصل بالعیادة والمھاداة ، وھي بال ھدیة مك

-) :10(ذلك یقول ابن مطران

الم ودات م ا خل ت

م ن تھ اد مك درة

كطب یخ خ ال م ن ال ـ

ـ لحم ی دعى م زورة

وفضال عن ھذا فقد حث الرسول صلى هللا علیھ وسلم على اإلھداء ، ودعانا إلى قبول الھدی ة، بص رف

ل و دعی ت " و ) 11" (الھدی ة رزق هللا فم ن أھ دي إلی ھ ش يء فلیقبل ھ : " ن قیمتھا المادیة، ورد في الخبر النظر ع

) . 12"(إلى كراع ألجبت ، ولو أھدي إلي كراع لقبلت

ا ع ن إھدائ ھ ومما ورد في الشعر العباسي من ھذا، قول دعبل الخزاعي حاثا عل ى قب ول الھدی ة، معت ذر

): 13(شیئا طفیفا

ھذي ھدیة عبد أنت ملبسھ ثوب الغنى فاقبل المیسور من خدمك

):14(والھدیة ترجمان المحبة ، وسبیل المؤاخاة ، یقول ابن وكیع حاثا على قبولھا

خ ذ لم ا ق د بعثت ھ بقب ول

ع ن محبت ي ترجم ان إن ھ

ل م أوج ھ بحس ب ق درك عن دي

ب ل بحس ب الوج ود واإلمك ان

إن م ا ذكرن اه م ن ش یوع ظ اھرة التھ ادي ب ین أف راد المجتم ع العباس ي ، دف ع الش عراء إلط الق العن ان

أث ر الھدی ة ، وأوق ات اإلھ داء ، وم ا یحس ن إھ داؤه ویجم ل أللسنتھم ، فأكثروا من الق ول ف ي ھ ذه الع ادة، ف ذكروا

مـع اخـتالف فـي روایـة . 243روضة العقـالء ، ص: والبستي . 125المنتخل ، ص: ، والمیكالي 214األبصار ، ص نزهة: ابي والعن

: دون عزو ، والبیت الثالث هو . 177وورد البیتان مع ثالث في الظرایف واللطایف في المحاسن ، للمقدسي ، ص. األبیات . وتعید معتقد العداوة بعد نفرته حبیبا

. 2/422محاضرات األدباء ، : األصبهاني ، الراغب ) 9( . 96الثعالبي ، نثر النظم وحل العقد ، ص) 10( .5/358، الكامل في ضعفاء الرجال : ابن عدي )11( .5178ص ،صحیح البخاري : محمد بن إسماعیل البخاري ، )12( . 2/422محاضرات األدباء ، : األصبهاني ، الراغب ) 13( . 218نزهة األبصار ، ص: ابي العن )14(

Page 4: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

67

، موقع ھ ، وم ا یوج ب ال ذم ویجتلب ھ ، وذك روا أوص اف المتھ ادى ب ھ ، متن اولین قیم ة الھدی ة ونوعھ ا وحالتھ ا

. أو السخریة واالستھزاء من البخل والبخالء ، وغرضھم من ذلك اإلشادة بالكرم والكرماء

ما تركھ الشعراء من أشعار في التھادي ، حدت بعض المھتمین إل ى ت ألیف كت ب خاص ة بھ ذا وإن كثرة

الموضوع ، ویعد كتاب التحف والھدایا من أھم ما ألف في القرن الرابع الھجري ، فقد قس م الخال دیان كتابھم ا إل ى

ة والخاصة ر ما كان علیھ العام من ص الت ال ود والتق ارب ، وم ا ك ان ب ین األم راء والش عراء أحد عشر بابا تصو

ا یلقي الضوء على طبیعة الحی اة الت ي عاش ھا الن اس ف ي ذل ك والملوك من ھدایا یتبادلونھا ،وأدب یتقارضونھ ، مم

. العصر ، ویكشف اللثام عن بعض العادات والتقالید التي سادت في ذلك الوقت

لى أغلب ما قیل من ش عر ف ي الھ دایا ، وج دنا أن ھ باإلمك ان تقس یمھا إل ى ھ دایا األعی اد وبعد االطالع ع

، وھدایا الحج ، وھدایا الفصد ، وھ دایا التھنئ ة ، وھ دایا االس تھداء ، ) 16(، والنیروز )15(كالفطر ، والمھرجان

ھ دایاھا الخاص ة بھ ا ، فللفص د ھ دایاه؛ فأغل ب م ا قی ل م ن ش عر ف ي التھ ادي ھ و ش عر مناس بات ، ولك ل مناس بة

وللمھرج ان ھ دایاه ، وللح ج ھ دایاه ، وھ و م ا ) 17(كأطباق العقیق والصندل ، وش مامات المس ك والعنب ر الغالی ة

ق ي والتحض ر الت ي وص ل إلیھ ا المجتم ع سنالحظھ ونشیر إلیھ في ھذه الدراسة ، وفي ذلك م ا ی دل عل ى حال ة الر

نتیجة انتشار الثقافة والعلوم بین أبنائھ ، فاالختصاص في الھدایا كان بتأثیر المسحة العلمی ة الت ي طغ ت العباسي ،

ا تعكس ھ م ن حال ة الت رف الم ادي على الفكر العباسي الذي بدأ یھتم بالتصنیف والتبویب واالختصاص ، فضال عم

. والعقلي التي وصل إلیھا

ھا مظھرا من مظاھره المادیة ، فیرجع إلى أس باب ع دة ،ن ذكر أما عن صلة الھدیة ب الكرم ، ومسوغ عد

-:منھا

" ، وم نھم قدام ة ب ن جعف ر ، حی ث أورد لف ظ )18(أن من العلماء واألدباء من سمى الكرم ھدی ة: أوال

) . 19(مما یقال في الكرم أیضا " أھدیت إلى " و " أھدي إلیھ : " ضمن ألفاظ الكرم والعطاء، وعد القول " أھدى

جاد ، وھ ب ، واھ ب مك ان أھ دى ومھ دي ، وھ ذا یؤك د : استخدام األلفاظ الدالة على الكرم، مثل : ثانیا

) : 20(العالقة بین الھدیة والكرم ، كقول ابن الحجاج یصف الفرس الذي أھداه لھ أبو تغلب

بت فیھ القوافي فجاد بالمركوب رك

) :21(وقول الثعالبي وقد أھدى إلیھ األمیر أبو الفضل المیكالي فرسا

الســادس عیــد مــن أعیــاد الفــرس ، یوافــق وقوعــه فــي الســادس والعشــرین مــن تشــرین األول وهــو ســتة أیــام ، یســمى الیــوم : المهرجــان ) 15(

: النــویري ،ینظــر. ل ملــوك الفــرس الساســانیةردشــیر بــن بابــك ، أو أیــوم الــذي عقــد فیــه التــاج علــى رأس ه النــإالمهرجــان األكبــر ، ویقــال . وما بعدها 1/176نهایة األرب ،

بالفارســیة الیــوم الجدیــد ، وهــو أول یــوم مــن أیــام الســنة الشمســیة اإلیرانیــة ، ویوافــق الحــادي والعشــرین مــن شــهر آذار مــن : النیــروز ) 16( . وما بعدها 1/175نهایة األرب ، : ري النوی: ینظر . السنة المیالدیة ، وعید النیروز من أعظم أعیاد الفرس القومیة واجلها

. 247 -244المحاسن واألضداد ، ص: الجاحظ : ینظر ) 17( . 10الكرم والجود والسخاء ، ص: حلبي ، سمیر حسین : ینظر ) 18( . وما بعدها 94جواهر األلفاظ ، ص: قدامة : ینظر ) 19( . 3/112یتیمة الدهر ، : الثعالبي ) 20( . 3من غاب عنه المطرب ، ص: الثعالبي . 28التمثیل والمحاضرة ، ص: البي الثع) 21(

Page 5: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

68

یاح األربع )22( یا واھب الطرف الجواد كأنما قد أنعلوه بالر

م بالخی ل ، ونس وق قص ة واح دة م ن قص ص فلوال ذكر مناسبة األبیات ، العتقدنا أنھا مما قی ل ف ي الك ر

كتب البحتري إلى أب ي محم د ب ن عل ي ) : " 23(عدیدة تؤید ما ذھبنا إلیھ ، فقد أورد األصفھاني في أغانیھ ، قائال

ي یستھدیھ نبیذا، فبعث إلیھ نبیذا مع غالم لھ أم رد ، فجش مھ غض با ش دیدا دل البحت ري ، فغض ب الغ الم ) 24(القم

: البحتري على أنھ سیخبر مواله بما جرى ، فكتب إلیھ

أب ا جعف ر ك ان تجمیش نا

نی ھ غالم ك إح دى الھن ات الد

بعث ت إلین ا بش مس الم دام

تض يء لن ا م ع ش مس البری ھ

س ول فلی ت الھدی ة ك ان الر

س ول إلین ا الھدی ھ ولی ت الر

فبعث إلیھ محمد بن علي الغالم ھدیة ، فانقطع البحتري عنھ بعد ذلك مدة ، خجال مما جرى ، فكتب إلی ھ :محمد بن علي

صال قبل ذا أعقب الھجراھجرت كأن البر أعقب حشمة ولم أر و

لھا ) فتى مذحج عفوا فتى مذحج غفرا: ( فقال فیھ قصیدتھ التي أو

: وقال فیھ أیضا

أمواھ ب ھاتی ك أم أن واء

ھط ل وأخ ذ ذاك أم إعط اء

إن دام ذا أو بع ض ذا م ن فع ل ذا

ذھ ب الس خاء ف ال یع د س خاء

مل ك أغ ر آلل طلح ة مج ده

كف اه بح ر س ماحة وس ماء

ف البحتري ف ي أبیات ھ الس ابقة ع د إھ داء الخم ر، وإھ داء الغ الم م ن مظ اھر ك رم ممدوح ھ ، وك ذا فع ل

مظاھر الكرم التي ذكرھا الشعراء ، وأشادوا فیھا بممدوحیھم ، كالكرم إذ إن معظم ، الشعراء في العصر العباسي

بالطعام والشراب ، والخیل، والمال ، والغلمان ، واإلماء، والجواري ، والكساء ، وجدناھا تتنقل إل ى ش عر الھ دایا

م في المناسبات ، ولیست عطاء یجود بھ المم، دوح عل ى مادح ھ ، وربم ا یع ود ذل ك كم ا وتذكر على أنھا ھدایا تقد

قي الحضاري الذي ب دأ یتمی ز ب ھ العص ر العباس ي ، فض ال ع ن حال ة الت رف الت ي م الفكري ، والر ذكرنا إلى التقد

حت اجین انتشرت ، وكان لھا أثرھا الواضح الجلي في شیوع ھذه العادة ، فانتقلت الھبات الت ي كان ت تم نح لغی ر الم

من باب العطایا إلى باب الھدایا ؛ تقدیرا واحتراما وإعالء لمكانة الفرد في المجتمع ، وبخاصة الشعراء منھم ، في

.خطوة نحو تعبید طریق المدنیة الحدیثة

. الطرف ، الكریم من الخیل ) 22( . 21/46األغاني ، : األصفهاني ) 23( . المغازلة والمالعبة : التجمیش ) 24(

Page 6: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

69

:أنواع الھدایا المادیة

:إھداء الطیب:أوال

عباس ي فق د كث ر إھ داء الطی ب ب ین األص دقاء واإلخ وان ، لت دخل نظرا لحالة الترف الت ي س ادت ف ي العص ر ال

المھاداة في باب اإلخوانیات ، وقد انتشرت ھذه العادة ف ي أوس اط الخلف اء وال وزراء والعلم اء والش عراء أكث ر م ن

رسول صلى وإھداء الطیب لیس من مستحدثات العصر العباسي ، فقد حض ال. غیرھم من فئات المجتمع األخرى

ھن : ثالثة ال ترد : " هللا علیھ وسلم على قبولھ ، فقال یحان ، والد ) . 25" (الطیب ، والر

) : 26(ومن الشعراء العباسیین الذین ذكروا الطیب ، وتناولوا إھداءه الحمدوني ، ومما قالھ

الناس یھدي أشرف الطیب الطیب یھدى وتستھدى طرائفھ وأشرف

ویشیر قول الحمدوني إلى حسن الذائقة في المجتمع العباس ي، وإل ى ارتب اط الھ دایا الطیب ة الثمین ة بعلی ة

القوم ، كالطیب مثال ، كما یشیر إلى أن الطیب ال ذي یھ دى أن واع مختلف ة ، تتف اوت ف ي جودتھ ا ، وأفض ل الن اس

م النوع الرفیع منھ مكانة من . یقد

، والعطر ، ون د المل وك ، )27(ومن أنواع الطیب المتداولة عندھم دھن الحمام ، والبخور ، وماء الورد

ل في أسواقھا ، وتشتم الرائحة الت ي تتض وع م ن دك اكین وعطر العید ، وغیرھا ، وھي تجعلك تحس وكأنك تتجو

) : 28(یسیر إلى أحمد بن یوسف الكاتب قارورة فیھا دھن الحماحم وكتب معھا عطاریھا ، فقد أھدى محمد بن

ھ و دھ ن الحم احم الطی ب النش ـ

) 29(ـ ر ك أرواحكم إذا ك ان ص رفا

إن ظرف ا ھ دیتي ل ك ھ ذا

) 30(وإذا م ا قبلت ھ ازددت ظرف ا

) : 31(بھدلي وقد أھدى عودا وقال أبو الخطاب ال

أج ل ق درك عم ا تحوی ھ ی دي

والب ر أكث ر م ن نی ل وم ن ص فد

)32(

وق د أت ى ع ن رس ول هللا ق دوتنا

ف ي حب ھ الطی ب م ا ل م ی أت ع ن أح د

وھ ذه م ن ذك ي الع ود ت ذكرة

یھ دي قبولكھ ا ب ردا عل ى كب دي

فام دد ی دیك إل ى تحلی ل عق دتھا

ة الع دد وأحس ن الظ ن ب ي ف ي قل

ج ت ع ن فتی ق المس ك ف ي الجس د فإنھ ا إن ھ وت ف ي قع ر مجم رة )33( تأر

. 2/104المثل السائر ، : ابن األثیر )25( . 42المنتحل ، ص: ، الثعالبي 130المنتخل ، ص: المیكالي ) 26( . وما بعدها 243، ص المحاسن األضداد: عند الجاحظینظر قول سعید ین حمید ) 27( . 103، صبن یسیر الریاشي شعر محمد : محمد بن یسیر ،الریاشي )28( . ریحان الملك اج ، وحوك وریحان ، ویقال له أیض نوع من الطیب یقال له بادرو : دهن الحماحم ) 29( . لطافة وكیاسة : ظرف ) 30( . 42المنتحل ، ص: الثعالبي . 216نزهة األبصار ، ص: ابي العن ) 31( . العطاء : الصفد ) 32( .جمع مجامر ، وهي وعاء یوضع فیها الجمر : مجمرة )33(

Page 7: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

70

ولیعل ي م ن قیم ة ، أعظم من قدر ھدیتھ ، لذا لجأ إلى االحتجاج النقلي ؛ لیبرر إھداءه الطی ب فقدر ممدوحھ

سول صلى هللا علیھ وسلم لھ . ھدیتھ ، فاحتج بحب الر

ولم یتوقف الشعراء عند أن واع الطی ب فحس ب، ب ل ن راھم ی ذكرون الوع اء ال ذي یوض ع فی ھ ، ویق دمون ل ھ

فقد أھدى السري الرف اء إل ى ص دیق ل ھ . القارورة ، والمجمرة ، والطبق ، والجونة : تنوعة ، ومن ذلكأوصافا م

) : 34(ماء ورد فارسي في قارورة بیضاء، مزینة بقراطیس مذھبة ، وكتب إلیھ

بعث ت بھ ا ع ذراء حالی ة النح ر

وری ة النج ر مش ھرة الجلب اب ح

مض منة م اء ص فا مث ل ص فوھا

ر فج اء ك ذوب التب ر ف ي جام د ال د

)35(

وللوھلة األولى تذكرنا ھ ذه األبی ات ، ب أقوال أب ي ن واس ف ي خمریات ھ ، ول وال إش ارة الثع البي إل ى أنھ ا

.ر قارورة من ماء الورد ، لحسبناھا قارورة خم

) : 37(، وكتب معھا ) 36(وأھدى أبو محمد الحسن بن أحمد الیروجردي جونة

أھ ال بم ن أھ دى إلین ا الجون ھ

وال ع دمنا أب دا مجون ھ

)38(

فق د أع اد منزل ي خص یبا

وازددت ف ي الخی ر ب ھ نص یبا

ت واألعیاد ؛ كعید الفطر، والنیروز ،والمھرج ان ، حی ث یوظ ف الش عراء ویكثر إھداء الطیب في المناسبا

الطیب للوصول إلى مدح المھ دى إلی ھ ف ي مع رض التھنئ ة ، وھ م ف ي أغل ب أش عارھم یش بھون الطی ب أو العط ر

ن فض ة ، بروح المھدى إلیھ أو أخالقھ ، فقد كتب أبو الحسین الحسني الھمداني قبل العید إلى الصاحب مع طبق م

) : 39(فیھ من ند الملوك

العی د زارك ن ازال برواق ك

یس تنبط اإلش راق م ن إش راقك

فاقب ل م ن الن د ال ذي أھدیت ھ

م ا یس رق العط ار م ن أخالق ك

والظ رف یوج ب أخ ذه م ع ظرف ھ

أطباق ك فأض ف ب ھ طبق ا إل ى

فالھمداني یشیر في البیت األخی ر إل ى بع ض الع ادات االجتماعی ة الس ائدة ف ي اإلھ داء ، فم ن ذل ك تق دیم

. الھدیة في ظرف ، أو على طبق بحسب نوع الھدیة ، والكیاسة تستوجب قبول ھذا الظرف وعدم إرجاعھ

. 2/147یتیمة الدهر ، : الثعالبي . 5/14التذكرة الحمدونیة ، : ابن حمدون )34( .الذهب : التبر )35( .سلة صغیرة مغطاة بالجلد یوضع فیها الطیب وهي المقصودة هنا : والجونة . الخابیة : الجونة )36( . 4/456یتیمة الدهر ، : الثعالبي ) 37( .التظرف والمداعبة : المجون ) 38( . 3/236یتیمة الدهر ، : الصاحب في وأورد الثعالبي األبیات منسوبة إلى . 4/298یتیمة الدهر ، : الثعالبي ) 39(

Page 8: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

71

ل العید رسوال ومع ھ عط ر الفط ر ، ورقع ة وبعث الصاحب إلى القاضي أبي الحسن علي الجرجاني قبی

) : 40(فیھا

ی ا أیھ ا القاض ي ال ذي نفس ي ل ھ

م ع ق رب عھ د لقائ ھ مش تاقھ

أھ دیت عط را مث ل طی ب ثنائ ھ

فكأنم ا أھ دي ل ھ أخالق ھ

تقدیم العطر ھدیة قبل عید الفطر، وھي ع ادة ش اعت ف ي العص ر فیفھم من قول الثعالبي أن من عاداتھم

: " ، وھو ما أكده الجرجاني في قول ھ ) عطر الفطر (إذ یقدم عطر خاص قبیل العید ، یطلق علیھ اسم ، العباسي

العید ، فج اءني انصرفت یوما من دار الصاحب وذلك قبیل : سمعت القاضي أبا الحسن علي بن عبد العزیز یقول

، )42(، وقد أورد الخطیب القزوین ي العب ارة نفس ھا ف ي كتابی ھ التلخ یص واإلیض اح ) 41" (رسولھ بعطر الفطر

فالعادة أن یشبھ الثناء بالعطر، وق د عك س كم ا ت رى ، وذل ك عل ى ادع اء أن ثن اءه : " وعلق على األبیات ، قائال

العط ) . 43"(ر وطیبھ من العطر ، وأنھ قد صار أصال أحق بصفة

فشبھ العطر بھ ، لیوھم أنھ أصل في الطی ب ، ل ذا ع د اب ن ، فقد تخیل الشاعر الثناء شیئا لھ رائحة طیبة

، وھ و ن وع م ن ؛ ألن المشبھ عقلي ، والمشبھ ب ھ محس وس ) 44" (تشبیھا عقلیا " معصوم ھذا النوع من التشبیھ

د إل ى المحس وس، التشبیھ لم یعجب علم اء البالغ ة ، إذ ك ان تش بیھ المعق ول بالمحس وس ، أو االنتق ال م ن المج ر

ف المعنى یتزای د ش رفھ علی ھ عن د التش بیھ ، بم ا : " األثیر والمفضل عندھم ، وھذا ما عبر عنھ القزوین ي ف ي قول ھ

من خفي إلى جلي ، كاالنتقال مما یحصل لھا بالفكرة إلى ما یعل م ب الفطرة ، أو یحصل للنفس من األنس بإخراجھا

ا لم تألفھ إلى ما تألفھ أو مما تعلمھ إلى ما ھي بھ أعلم ، كانتقال من المعقول إلى المحسوس ) . 45" (بإخراجھا مم

:إھداء الكتب ومتعلقات الكتابة: ثانیا

فیھا إلى ذوي السلطة والنفوذ ، فقلما نجد كتابا ذا قیمة لم یقدمھ مؤلف ھ راجت ظاھرة إھداء الكتب من مؤل

ھدیة لخلیفة أو أمیر أو وزیر ، واألمثلة على ذلك كثیرة ، فالجاحظ واألصفھاني والثعالبي وغیرھم من المؤلفین ،

اه إلى إھداء الكت ب المترجم ة ، وإھ داء قدموا بعض مؤلفاتھم ھدایا لغیرھم ، ولم یقتصر األمر على ذلك وإنما تعد

) :46(المصاحف ، فقد كتب أبو الفضل محمد بن العمید إلى صدیق أھدى إلیھ مصحفا

)47(لقد أھدیتھ علقا نفیسا وما یھدي النفیس سوى النفیس

التلخــــیص فــــي علــــوم : زوینــــي الق. 7الوســــاطة ، ص: الجرجــــاني . 5/204أنــــوار الربیــــع ، : ابــــن معصــــوم . 3/236، نفســــه )40(

: ثعـالبيوال. 99المنتخـل ، ص: المیكـالي: وورد البیت الثاني فقـط عنـد . 226واإلیضاح في علوم البالغة ، ص . 246، صالبالغة . 5/21التذكرة الحمدونیة ، : وابن حمدون ، 30المنتحل ، ص

. 7الوساطة ، ص: الجرجاني ) 41( . 226واإلیضاح في علوم البالغة ، ص . 246التلخیص في علوم البالغة، ص: القزویني : ینظر )42( . 246التلخیص في علوم البالغة ، ص: القزویني ) 43( . 5/204ار الربیع ، أنو : ابن معصوم ) 44( . 220-219اإلیضاح في علوم البالغة ، ص: القزویني ) 45( . 305، والمنتحل ، ص 295/ 3یتیمة الدهر ، : ، الثعالبي 99المنتخل ، ص: المیكالي ) 46( . النفیس من كل شيء : العلق ) 47(

Page 9: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

72

) :48(ھا وأھدى العمیري قاضي قزوین إلى الصاحب كتبا مع

العمی ري عب د ك افي الكف اة

وم ن اعت د ف ي وج وه القض اة

)49(

فی ع بكت ب خ دم المجل س الر

مفعم ات م ن حس نھا مترع ات

) : 50(فلما وصلت إلیھ ، أخذ منھا كتابا واحدا ، ورد باقیھا ، وكتب تحت البیت

ن ا م ن الجمی ع كتاب ا ق د قبل

ورددن ا لوقتھ ا الباقی ات

لس ت اس تغنم الكثی ر فطبع ي

ق ول خ ذ ، ل یس م ذھبي ق ول ھ ات

، كم ا یمك ن اإلحس اس بم دى ظراف ة الص احب ، وقدرت ھ ) توقیع ا ( ویمكن أن نسمي ما كتبھ الص احب

في قول ھ ، فق د كت ب بیت ین م وازیین لبیت ي العم ري ، وعل ى القافی ة وال وزن الس ابقین ، الشعریة حین نمعن النظر

ة وبعد نظر ، ففي رده للكتب اختار لفظة ، لی دل عل ى أن ردھ ا ل یس ) الباقی ات ( وانتقى ألفاظا تدل على عقلیة فذ

الحات خی ر عن د رب ك ثواب ا ﴿ : الى بسبب رداءتھا أو عدم مناسبتھا لھ ، ولكن في إشارة إلى قولھ تع والباقیات الص

، فالكتب التي أھدیت لھ لھا قیمتھا الكبی رة، ولكن ھ ین أى بنفس ھ ع ن الطم ع ، وح ب الكس ب م ن ) 51(﴾ وخیر أمال

بعة من فطرتھ ، أما في قولھلتدل على أنھا متأصلة فیھ ونا) الطبع ( یختار كلمة ) خذ( غیره ، ففي قولھ

. ، والمذھب یكتسب اكتسابا ) مذھب ( فیختار كلمة ) ھات (

ویھ دي أب و إس حاق الص ابي إل ى عض د الدول ة م ن حبس ھ ھ دیتین ، األول ى منس جمة وحال ھ المعدم ة ،

وانیین ، ولغن ى والثانی ة تتس اوق وح ال عض د الدول ة ، ص احب المل ك والس لطان ، فلفق ره أھ دى درھم ین خس ر

في دفترین ، لتتناسب الھدیة مع حال كل منھما، " المسالك والممالك " المھدى إلیھ وسلطانھ العریض أھدى كتاب

) :52(یقول . فلكل مقام مقال ، ولكل نوع من أنواع الھدایا رجال

أھ دي إلی ك بحس ب ح ا

ل ي ف ي الخصاص ة درھم ین

حال ك دفتری ـ وبحس ب

ـ ن ھم ا جمی ع الخ افقین

وإذا فتحتھم ا رأی ـ

ـ ت بی ان ذاك بلح ظ ع ین

ونحس بتواضع أبي الفتح البستي ، عندما یشبھ نفسھ أثناء تقدیمھ بعض العلوم التي اكتس بھا م ن المھ دى

ان ، فإن ھ ق د یھ دي لص احب البس تان بع ض م ا ینتج ھ ھ ذا البس تان م ن أج ر إلیھ ، باألجیر القائم على خدم ة البس ت

م بعض العلوم خدمتھ لھ ، وكذا الشاعر ، فإنھ یقد

. 1774البدایة والنهایة ، ص: ابن كثیر ) 48( . الصاحب بن عباد لقب: كافي الكفاة ) 49( . 231/ 3یتیمة الدهر ، : الثعالبي ) 50( . 46آیة ، سورة الكهف )51(ــــدهر ، : الثعــــالبي) 52( : المیكــــالي . 14/ 5التــــذكرة الحمدونیــــة ، : ابــــن حمــــدون . 30الخــــاص ، ص خــــاصو . 332 /2یتیمــــة ال

. 100المنتخل ، ص

Page 10: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

73

) : 53(واآلداب التي اكتسبھا من المھدى إلیھ ، فیقول

ال تنك رن إذا أھ دیت نح وك م ن

علوم ك الغ ر أو آداب ك النتف ا

برس م خدمت ھ م ن باغ ھ التحف ا فقیم الباغ قد یھدي لصاحبھ

)54(

إل ى المل ك األفض ل " غرائ ب التنبیھ ات عل ى عجائ ب التش بیھات "ویھدي علي بن ظافر األزدي كتاب ھ

) : 55(كتاب ، حیث یقول علي بن صالح الدین یوسف بن أیوب ، ذاكرا ذلك في نھایة ال

نج ز الكت اب وج اء یلھ ي م ن رأى

حس نا ویط رب بالمالح ة م ن ق را

إن ك ان نح و الغی ث ی ذھب إن ھ

ق د ج اء روض ا بالمع اني أزھ را

أھ دیت ج وھره إل ى بح ر وذا

ح ر یھ دي الج وھرا عج ب ألن الب

ا فیم ا یخ تص بمتعلق ات الكتاب ة ، فق د ذك ر الش عراء القل م وال دواة والم داد ، فھ ذا أب و تم ام یھ دي إل ى أم

) : 56(الحسن بن وھب قلما ، ویكتب إلیھ مشیدا بكرمھ ، ومعتذرا لھ عن بساطة الھدیة

ق د بعثن ا إلی ك أكرم ك الل ـ

بش يء فك ن ل ھ ذا قب ول ـ ھ

ال تقس ھ إل ى ن دى كف ك الغم ـ

ـ ر وال نیل ك الكثی ر الجزی ل

واغتف ر قل ة الھدی ة من ي

إن جھ د المق ل غی ر قلی ل

بق اءك بش يء ی زل ع ن بعثت إلیك یا سیدي وم والي أط ال هللا : " وقد نثر الثعالبي قول أبي تمام ، فقال

الفكر ، ویقل عن الذكر ، فأحب أن تقبلھ على قلتھ ، وال تقیسھ بما تعطیھ عل ى كثرت ھ ، وتعل م أن ھ جھ د المق ل ، ال

)57" (اختیار المستقل ، وتحفة المالطف المقتصد ، ال ھدیة المكاثر المحتشد ، والسالم

ة شمس المعالي قابوس بن وشمكیر ، الذي أھدى إلى عضد الدولة سبعة أق الم وشبیھ بھدیة أبي تمام ھدی

ھا وتقویمھا ) .58(وشبھھا بألسن الحیات في حد

) : 59(وأھدى ابن لوزة إلى ابن سكره الھاشمي دواة ، فكتب إلیھ

دی ھ من ي كمج رى دم ي ف ي الجس م أف أخ مزج ت بروح ي روح ھ وج رى

ـــ . 98المنتخـــل ، ص: المیكـــالي . 181/ 1، زهـــر اآلداب : الحصـــري )53( وأوردهـــا الثعـــالبي . 215نزهـــة األبصـــار ، ص: ابي العنفــي إهــداء الكتـب ، ینظــر مثــل وقـد أكثــر أبــو الفـتح البســتي مــن القـول . منســوبة إلــى ابـن أبــي طباطبــا 160أحســن مــا سـمعت ، ص: فـي

. 14من غاب عنه المطرب ، صو . 197، ص والظرائف واللطائف . 353/ 4، یتیمة الدهر: عند الثعالبيذلك . كلمة فارسیة ، تعني البستان : الباغ ) 54( . 170غرائب التنبیهات ، ص: زدي ، علي بن ظافر األ) 55(/ 6العقـد الفریـد ، : ابـن عبـد ربـه . 283/ 1بهجة المجالس ، : القرطبي ، ابن عبد البر . 39/ 3عیون األخبار ، : ابن قتیبة ) 56(

، 32ووردت األبیـات منسـوبة إلـى حمیـد بـن سـعید عنـد الثعـالبي فـي المنتحـل ، ص. 748/ 2الزهـرة ، : أبو یكر، األصبهاني. 285 . 215نزهة األبصار ، ص: ابي في ومنسوبة إلى سعید بن حمید عند العن

. بة وقد أورد األبیات بدون نس. 98نثر النظم وحل العقد ، ص: الثعالبي ) 57( . 217نزهة األبصار ، ص: ابي ، العن 288/ 1بهجة المجالس ، : ر القرطبي ، ابن عبد الب ) 58( . 30/ 3ورد البیت الثاني فقط في یتیمة الدهر ، . 167خاص الخاص ، ص: الثعالبي . 220نزهة األبصار ، ص: ابي العن ) 59(

Page 11: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

74

أھ دى إل ي دواة ل و كتب ت بھ ا

دھ را أیادی ھ ل م تنف د أیادی ھ

) :60(وكتب ابن العمید إلى أبي محمد بن ھندو ، وقد أھدى لھ مدادا ارتضاه

ی ا س یدي وعم ادي

ام ددتني بم داد

كمس كنیك جمیع ا

ف ؤادي م ن ن اظري و

أو كاللی الي الل واتي

رمینن ا بالبع اد

. فھو مداد أسود كاللیالي التي باعدت بینھما

وإن كان بعض الشعراء قد أعجب ب األقالم والحب ر وال ورق وب اقي متعلق ات الكتاب ة ، وقب ل بھ ا ھدی ة ،

لھا، فأبو بكر بن شوذبھ الفارسي فإننا نجد من الشعراء أیضا من لم یرض بمثل ھذا النوع من الھدایا ؛ ألنھ ال یفض

یدعو على من یھدي إلیھ األقالم أو الحبر أو الورق ، بعدم االستقرار والشعور بالراحة والطمأنینة والس كینة ، فم ا

) : 61(یعجبھ ویرضیھ البرد ، والكساء المزركش ، یقول

ی ؤوب ھدی ة إذا ل م یك ن مم ن

ف ال لقیت ھ بالس عادة داره

وإن یھ د أقالم ا ونقس ا وكاغ دا

ف ال ق ر یوم ا بالمق ام ق راره

)62(

وإن یھ د ب ردا أو رداء محب را

ف ال زال عن ا ظل ھ وج وده

:ھداء الطعام والشرابإ: ثالثا

أكثر الشعراء من ذكر أنواع األطعمة والحلویات المھداة ، وأشعارھم تكش ف ع ن معرف ة واس عة بتحض یر أن واع

كثی رة منھ ا ، إذ ن راھم یتن اولون أش كالھا ، ومكوناتھ ا، ویش رحون ع ن كیفی ة إع دادھا، ویص فون م ذاقاتھا،

ع ما كان العرب لیعرفوھا لوال التمازج الحض اري ، واطالعھ م عل ى ویصدرون آراء في جودة إتقانھا، وھي أنوا

. ثقافات الشعوب األخرى

واالستقرار السیاسي واالزدھار االقتص ادي ال ذي عاش تھ الدول ة العباس یة ف ي س ني ش بابھا، دف ع أف راد

لفك ري والعقل ي ف ي عق ول مجتمعھا إلى البحث عن المعرفة وطلب العلم ، وب ذلك انتش رت الب ذرة األول ى للتق دم ا

أفراد المجتمع العباسي ، وسرعان ما نمت وأینعت وأثمرت رقیا حضاریا في مجاالت الحیاة جمیعھا ، حت ى لنك اد

نلمس آثار ھذا الرقي في طبیعة مأكولھم ومشروبھم ، إذ تغلغل الترف الحاصل في واقعھم إلى محتویات الطع ام ،

.دیمھ ؛ فرأینا الترف والبذخ وكیفیة إنتاجھ وتق

ولقد تھادى العباسیون األطعمة والحلوى فیما بینھم ، فذكروا لنا من أصنافھا ، جوذبة اإلوز ، والس كباج

، والبورانھ ، فھذا صالح بن عمیرة یھدي إلى سعید ب ن س لم ، جوذاب ة إوزة ، ول م یوج ھ ) 64(، والسكرجة ) 63(

: )65(لھ باالوزه ، فقال سعید

. 205/ 3یتیمة الدهر ، : ، الثعالبي 215/ 5التذكرة الحمدونیة ، : ابن حمدون ) 60( . 487/ 3یتیمة الدهر ، : الثعالبي ) 61( . الورق : الحبر الكاغد : النقس ) 62(

Page 12: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

75

بعثت إلینا بجوذابة فأین التي جاء جوذابھا

) : 66(أجبھ ، فكتب إلیھ : فقال البن أخیھ

ة أصحابھا بعثنا إلیك بجوذابة وحاز اإلوز

) : 67(وأھدي إلى الوأواء الدمشقي مقلي بورانھ ، فقال یصفھا

تان ا بمقل ي بوران ھأ

وش یرازه م ن لب ان الغ نم

وق د ش نج القل ي من ھ الجل ود

كتش نیج أوج ھ س ود الخ دم .فنراه یشبھ وجھھا نتیجة القلي الزائد ، بأوجھ الخدم السود

ط ب وكما تھادى العباسیون األطعمة والحلویات ، تھادوا العدی د من أنواع الفاكھة ، فذكروا الطل ع والر

والتمر ، فابن المعتز الذي شبھ الھالل بزورق من فضة ، نراه ما ی زال مغرم ا بھ ذه الص ورة ، فیش بھ طل ع نخی ل

) :68(أھدي إلیھ بالزورق الذي ربط بسالسل من ذھب ، فیقول

أف دي ال ذي أھ دى لن ا طلع ة

أھ دى إل ى قلب ي المش وق بالب ال

فكأنم ا ھ ي زورق م ن ص ندل

ق د أوس قوه م ن اللج ین سالس ال

إن إلحاح ابن المعت ز عل ى ص ورة ال زورق ، وذك ر ال ذھب والفض ة ، والص ندل والسالس ل، إنم ا یع ود

منغمسا بھا ، وقد عبر ابن الروم ي ع ن ھ ذا ال رأي ف ي خب ر ج اء فی ھ أن الئم ا الم ھ لتأثره بحیاة الترف التي كان

أنش دني ش یئا م ن ش عره أعج ز ع ن مثل ھ ، : لم ال تشبھ تش بیھ اب ن المعت ز وأن ت أش عر من ھ ؟ فق ال ل ھ: " وقال لھ

: فأنشده صفة الھالل

ة قد أثقلتھ حمولة من عنبر فانظر إلیھ كزورق من فض

: فأنشده . زدني : فقال ابن الرومي

ك أن آذریونھ ا

والش مس فی ھ كالی ھ

م داھن م ن ذھ ب

فیھ ا بقای ا غالی ھ

ا یص ف م اعون بیت ھ ؛ ألن ھ اب ن ال یكل ف هللا نفس ا إال وس عھا ، ذل ك إنم ! وآغوث اه : فق ال اب ن الروم ي

رف في الشعر وطلب الرزق بھ ) .69(الخلفاء ، وأنا مشغول بالتص

.، 9الورقة ، ص: ابن الجراح عند: قول الشاعر األصغر القصافي ینظر) 63( . 615/ 2ضرات األدباء ، محا: الراغب، األصبهانيعند : قول التیختي رینظ) 64( . 159البخالء ، ص: البغدادي ، الخطیب ) 65( . 611/ 2محاضرات األدباء ، : األصبهاني ) 66( . 617/ 2نفسه ، ) 67( . 413ابي ، نزهة األبصار ، صالعن ) 68( . 237-236/ 2العمدة ، : ابن رشیق ) 69(

Page 13: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

76

ویھدى إلى عبد الرحیم األنصاري رطبا ، فیتبدى اإلعجاب بتفضیلھ على الل وزینج ؛ لطراوت ھ وس ھولة

ن ھ ورائحت ھ وطعم ھ ، فیش بھ لون ھ بالن د ، ورائحت ھ ب العنبر ، مضغھ ، وفي ذلك إشارة إل ى نض جھ ، ث م یص ف لو

) : 70(وطعمھ بالعسل ، فیقول

أھ دى لن ا رطب ا خ ل أخ و ثق ة

ی ا حب ذا ھ و م ن رزق لن ا زرق ا

ی ذوب م ن قب ل مض غ الماض غین ل ھ

ینج العبق ا أنس ى ب ھ إذ أت ى الل وز

كأن ھ الن د لون ا والعبی ر زك ا

والش ھد طعم ا بم اء ال ورد ق د نقع ا

)71(

وأھدى سلیمان بن وھب ، سالل رطب من ضیعتھ إلى سلیمان بن عبد هللا بن طاھر ، ووص فھا بأبی ات

وس الل ، وق د ذكرھ ا أیض ا بش ار ب ن ) 73(ا ف ي أطب اق وقواص ر ، وفي ذلك إشارة إلى تقدیم الھدای) 72(ظریفة

) . 74(برد في وصفھ لقواصر تمر أھدیت لھ

إن شیوع ظاھرة تبادل الھدایا في العصر العباسي ، دفع الشعراء إلى اإلكثار من القول فیھ ا ، إذ وج دوا

بھا ، أو ھدیة أھدیت إلی ھ ، مس تخدمین ذل ك وس یلة فیھا متنفسا لقول الشعر ، وھم في ذلك بین واصف لھدیة بعث

للمدح أو الھجاء والذم ، فھذا ذفافة بن عبد العزیز یتخذ من طبق تمر أھداه ل ھ الربی ع ب ن عب د هللا الح ارثي وس یلة

) . 76(، ومثلھ فعل أبو تمام عندما ذم نبیذا أھدي إلیھ ) 75(لھجائھ

، ) 81(، والمش مش ) 80(، والخ وخ ) 79(، والتف اح) 78(، والت ین ) 77(ن ب وأكثروا من التھادي بالع

، فق د دخ ل العب اس ب ن األحن ف عل ى قاس م ) 84(، واالترج والن ارنج ) 83(، والبطیخ ) 82(والسفرجل والرمان

) : 85(أجیزي ھذا البیت : جاریة ابن طرخان ، فقال لھا

. 413نزهة األبصار ، ص: ابي العن ) 70( . البخور : د الن ) 71( . 156/ 23األغاني ، : ألصفهانيا، عندینظر قوله ) 72( .وهي وعاء من قصب یرفع فیه التمر من البواري : جمع قوصرة : القواصر ) 73( . 232/ 3، األغاني : ألصفهانيا ،عند ینظر قوله ) 74( . 10/ 23غاني ، األ: األصفهاني . 356/ 2البیان والتبین ، : الجاحظ ) 75( . 21/ 5التذكرة الحمدونیة ، : ابن حمدون ) 76( نزهـة األبصــار ،: ابيلعنـا، عنـد وینظـر مثـل ذلـك قـول األمیــر طـاهر األثـري . 285/ 6العقــد الفریـد ، : ینظـر قـول ابـن عبـد ربـه ) 77(

. 411صــا ،عنــد كشــاجمینظــر قــول ) 78( مــع اخــتالف فــي 623/ 2، محاضــرات األدبــاء : صــبهاني ألاو . 411نزهــة األبصــار ، ص: ابيلعن

.روایة األبیات . 472صدمیة القصر ، : لباخرزيا ،عند ینظر قول یعقوب النیسابوري) 79( . 509/ 4ر ، یتیمة الده: لثعالبيا، عند ینظر قول أبو القاسم الحسین بن أسد العامري ) 80( . 414نزهة األبصار ، ص: ابي لعن ا، د عن ینظر قول عبد الرحیم األنصاري) 81( . 158/ 4، یتیمة الدهر : لثعالبيا، عند لقاسم الدینوريینظر قول أبو ا) 82( . 427، صنزهة األبصار : ابيلعن ا: ینظر ) 83( . 427/ 2، یتیمة الدهر : لثعالبيا ،عند )المفجع البصري ( ینظر قول أبو عبد اهللا الكاتب ) 84(

Page 14: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

77

ة فبكى وأشفق من عیافھ زاجر أھدى لھ أحبابھ أترج : فقالت على البدیھة

متطیرا لما أتتھ ألنھا لونان باطنھا خالف الظاھر ر المجتم ع العباس ي ب الموروث الش عبي ورس وخ معتق د ، فیظھ ر م ن ق ول قاس م جاری ة اب ن طرخ ان م دى ت أث

ة ، وقد أشار إلى ذلك أبو الحسن الطوبي أیضا ، ف ي التفاؤل وال تشاؤم بینھم ، إذ كانوا یتطیرون من إھداء األترج

) :86(قولھ

أترج ة ق د أتت ك تھ دى

ال تقبلنھ ا وإن س ررتا

ال تھ و أترج ة ف إني

رأی ت مقلوبھ ا ھجرت ا

ن معن ى الف راق ) ھجرتا(حین تقلب تصبح فكلمة أترجة ، وھي كلم ة تبع ث عل ى التش اؤم ، ح ین تتض م

. والبعد ، وھو مما یحزن الشخص

) : 87(حیث نقل األصبھاني قول بعض أھل العصر ) السوسنة (ومن الھدایا التي تطیر منھا الشعراء

ل م یكف ك الھج ر فأھ دیت ل ي

الس وء ل ي سوس نھ تطی را ب

لھ ا س وء وب اقي اس مھا أو

تخب ر أن الس وء یبق ى س نھ

وش یوعھ ب ین الخاص ة ، إن ما نستطیع تأكیده ھو رسوخ التف اؤل والتش اؤم ب ین أف راد المجتم ع العباس ي

عاش وا تح ت س طوة تطی رھم ، فغ دا مرض ا قل ب والعامة ، فقد ذكرت لنا كتب الت راث العدی د م ن الش عراء ال ذین

.حیاتھم رأسا على عقب ، وأصابھم باختالل سلوكي كابن الرومي

جوا على الخضراوات كالباذنجان ، والحب وب ) 88(ولم یكتف الشعراء بذكر ما یتھادونھ من الفاكھة ، فعر

كر ) 89(كالقمح ذك روه م ن أش عار یقص دون وص ف ھ ذه الھ دایا بتش بیھھا ، وھم ف ي ك ل م ا) 90(، وذكروا الس

بشتى التشبیھات ، ھادفین إل ى م دح المھ دي ، وش كره، واإلش ادة بكرم ھ ، أو ھجائ ھ ع ن طری ق ذم ھدیت ھ ؛ ألن

بیث ة دل ت الھدیة دلیل وحجة على المھدي ، فإن كانت طیبة فھي عالمة عل ى كرم ھ ، وطی ب نفس ھ ، وإن كان ت خ

) : 91(على لؤمھ وخبث نفسھ ، وقد أشار إلى ذلك أحد شعراء العصر العباسي حین قال

لنا المھدى على الھادي وطیب أھدى لنا طیبا فد

. 448، ص الموشـح : لمرزبـانيا ،عنـد منسوبان إلى العباس بن األحنـف وورد البیتان. 197اإلماء الشواعر ، ص: األصفهاني )85(

ألصـبهاني او . 283/ 1، هجـة المجـالسب: لقرطبـي ، ابـن عبـد البـرا و. 458/ 3، الحیـوان : لجـاحظ ا ،عنـد بینما وردا بدون نسـبه . 751 / 2لزهرة ، ا : ، أبو بكر

. 4/84خریدة القصر وجریدة العصر ، : األصفهاني ، العماد ) 86( . 2/751الزهرة ، : األصبهاني ، أبو بكر ) 87( . 127، صفي محاسن شعراء المائة السابعة الغصون الیانعة: أبي الحسن األندلسي ،عند ینظر قول ابن الساعاتي ) 88( . 103المنتخل ، ص: یكاليلما، عند ینظر قول سعید بن حمید ) 89( . 162أحسن ما سمعت ، ص: ینظر قول الثعالبي في كتابه ) 90( . 427نزهة األبصار ، ص: ابي العن . 5/21التذكرة الحمدونیة ، : ابن حمدون ) 91(

Page 15: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

78

فتھ بس خافة یعرف فضل المرء بفض ل ھدیت ھ ، وس خا: " والھدیة إمارة لفضل صاحبھا ونقصھ ، إذ قیل

ه ) . 92" (بر

). 93"(الھدیة والرسول والكتاب: ثالثة تدل على عقول أصحابھا : " وقال جعفر بن یحیى

إھداء الخیل : رابعا

للخیل مكانتھا الرفیعة في القلب العربي ، جعلت منھا ھدیة ثمینة ، یفخر الكریم بتقدیمھا ، وش عر إھ داء

عباسي شعر یمازج فیھ الشاعر بین المدح والوصف ، فیبدأ بوصف ھذه الخیل بما یلیق بھا ، الخیل في العصر ال

) : 94(ثم یسقط ھذه الصفات أو ینقلھا إلى لممدوح ، ومن ذلك قول البحتري في خیل أھدیت لھ من ممدوحھ

ل قد رحت من من البھیم محج ل وأغر في الز ھ على أغر محج

جل الثاني ھو الفرس الذي أھدي إلیھ جل األول ھو الممدوح ، واألغر المح ویقول البحتري في خیل . فاألغر المح

) : 95(أھدى بھا إلى عبد الرحمن بن خاقان ، في معرض مدحھ لھ

أھدیت ھ لت روح أب یض واض حا

واض ح من ھ عل ى ج ذالن أب یض

ل س نة م أثورة فتك ون أو

أن یقب ل المم دوح رف د الم ادح

ل ھو الممدوح ، واألب یض الواض ح الث اني ھ و الف رس ال ذي أھ داه البحت ري إل ى فاألبیض الواضح األو

ل ممدوح یحصل على الم دح ا ادعاء البحتري بأن ممدوحھ سیكون أو والعط اء مع ا ،أو أن البحت ري ممدوحھ ، أم

أول شاعر یجمع بین المدح واإلعطاء بدال من األخذ ، سیكون عادة یتبعھا الشعراء من بعده ، بعدما تعودوا المدح

فھو قول غیر صحیح ، إذ سبقھ إلى ذلك عمرو بن مسعدة حین أھدى إلى المأمون فرس ا ، ، مقابل عطاء الممدوح

: ) 96( وكتب معھ

ی ا إمام ا ال ی دا

نی ھ إذا ع د إم ام

فض ل الن اس كم ا یف ـ

ـ ضل نقص انا تم ام

ق د بعثن ا بج واد

مثل ھ ل یس ی رام

ف رس یزھ ى ب ھ لل ـ

ـ حسن س رج ولج ام

. 2/424محاضرات األدباء ، : األصبهاني، الراغب ) 92( . 5/10التذكرة الحمدونیة ، : ابن حمدون ) 93( . 2/104المثل السائر ، : ابن األثیر ) 94( . 5/13التذكرة الحمدونیة ، : ابن حمدون . 753/ 2الزهرة ، : األصبهاني ، أبو بكر ) 95(بــدون 217نزهــة األبصــار ، ص: ابي العنــ. 99-98المنتخــل ، ص: المیكــالي . 3/65عصــر المــأمون ، : حمــد فریــد أرفــاعي ، ) 96(

. نسبة

Page 16: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

79

دون ھ الخی ل كم ا مث ـ

األن ام ـ لك ف ي الفض ل

وجھ ھ ص بح ولك ن

س ائر الجس م ظ الم

وال ذي یص لح للم و

ل ى عل ى العب د ح رام

ل في وصفھا ، فھ و ف رس فالشاعر قد جعل من مدح الخلیفة المأمون مقدمة للحدیث عن الھدیة التي فص

لفضل ، فجمیع الخیول دونھ، وفي ھذه الصفة یتقاطع مع الخلیفة ال ذي یفض ل أدھم أغر ، ال مثیل لھ في الحسن وا

عیة ، وھو معنى ردده الش عراء كثی را الناس ، لذلك فھذا الفرس ال یصلح إال لھ، وما یصلح للخلیفة حرام على الر

قاشي حین أھدى إلى یزید بن مزید سیفا في شعر ھدایا الخلفاء، وقد أخذ عمرو ابن مسعدة ھذا المعنى من قول الر

) : 97( ، وكتب معھ

وھو حرام قبل ذا أن یرى للعبد ما یصلح للمولى

والش اعر یم زج ب ین م دح الخلیف ة ووص ف الف رس ال ذي أھ داه بس رجھ ولجام ھ ، وھ ي ظ اھرة یس ھل

. *مالحظتھا في شعر إھداء الخیل

:إھداء الكساء: ا خامس

لم یختلف الشعر الذي قیل في إھداء الكساء عن غیره من الشعر الذي قیل في الھدایا األخ رى ، إذ ن رى

الشعراء یسھبون ف ي وص ف الخلع ة المھ داة ، فی ذكرون م ادة ص ناعتھا ، وجودتھ ا ولونھ ا ، وش كلھا ، ومتانتھ ا،

سوم التي علیھا، فال یترك ون ص فة . حس نة تتص ل بالخلع ة المھ داة ، م ازجین ب ین الوص ف والم دح ویصفون الر

) : 98(روي أن بعض والة الكوفة أھدى إلى السید الحمیري رداء عدنیا ، فكتب إلیھ السید

وق د أتان ا رداء م ن ھ دیتكم

ف ال ع دمتك ط ول ال دھر م ن وال

اك هللا ص الحھ ھ و الجم ال ج ز

ل و أن ھ ك ان موص وال بس ربال

ھ الحسن بن وھب إلى أبي تمام ، وھ و بالموص ل، خلع ا فیھ ا خ ز ووش ي ، فامتدح ھ بقص یدة أولھ ا ووج)99 : (

أبو علي وسمي منتجعھ فاحلل بأعلى وادیھ أو جرعھ : وصف الخلعة فقال ثم

س ول ب الملبس الفخ ـ وق د أت اني الر

ـ م لص یف ام رئ ومرتبع ھ

. 218نزهة األبصار ، ص: ابي عن ال) 97(. 5/22، التذكرة الحمدونیة :عند ابن حمدون : وینظر قول دعبل. 3/65 ، یتیمة الدهر: عند الثعالبي : ینظر قول ابن الحجاج *

85صلوشي المرقوم ، ا :عند ابن األثیر : وینظر قول ابن نباتة . 38، ص المنتحل :عند الثعالبي : يوینظر قول ابن نباتة السعد . 238خاص الخاص ، ص: وینظر قول الثعالبي في كتابه . . 7/21األغاني ، : األصفهاني ) 98( . 23/97األغاني ، : األصفهاني ) 99(

Page 17: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

80

رائ ق خ ز أجی د س ابره

س كب ت دین الص با لمدرع ھ

وس ر وش ي ك أن ش عري أحی ا

ن ا نس یب العی ون م ن بدع ھ

ركتن ي س اھر الجف ون عل ىت

أزل م دھ ر بحس نھا جذع ھ

)100(

) : 101(وأھدى أبو العتاھیة إلى بعض الملوك نعال وكتب معھا

نع ل بعث ت بھ ا لتلبس ھا

تس عى بھ ا ق دم إل ى المج د

كھا ل و ك ان یص لح أن أش ر

عل ت ش راكھا خ ديخ دي ج

أج اد وهللا م ا س بقھ إل ى : " وقد أعجب األمین بقول أبي العتاھیة ، فقال عندما حمل الفضل بن الربیع النع ل ،

ة إعجاب الثعالبي بقول أبي ) . 102" (ھذا المعنى أحد ، ھبوا لھ عشرة آالف درھم ، فأخرجت إلیھ في بدرة ولشد

بعثت إلى موالي أدام هللا تأییده نعال یسعى بھا إلى كل مقام كریم ، ومجد عم یم : " عتاھیة حل شعره نثرا، فقال ال

" ، وشرف عظیم ، ول و قطعتھ ا م ن جل دي ، وش ركتھا م ن خ دي ، ل م أبل غ م ا ف ي النی ة م ن العبودی ة ، والس الم

)103 (

م هللا اإلنس ان ولسنا مع ھذا الذي تھون ه شراكا لنعل ف الن أو غی ره ، فق د ك ر . علیھ نفسھ فیجعل من خد

اج من مك ة ، ویقودنا الحدیث عن النعل إلى الحدیث عن بعض عادات العرب في العصر العباسي عند قفول الحج

عھم ، كتقدیم الھدایا للحاج بعد أوبت ھ م ن الح ج فقد أشار الشعراء في أشعارھم إلى بعض العادات الشائعة في مجتم

مون النع ال ،ومبادلة الحاج في المقاب ل بتق دیم الھ دایا للمھنئ ین ، وذك روا أن واع ھ ذه الھ دایا ، فوج دنا الحج اج یق د

م المھن ئ إل ى الح اج الطع ام ؛ م ن والخواتم والمساویك ، وثمر الدوم ، التي یجلبونھا معھم من مكة ، في ح ین یق د

م ن ع ادات الع رب إھ داء النع ل والخ اتم عن د : " وقد أش ار اآللوس ي إل ى ذل ك ف ي قول ھ . دجاج وجدیان، وفاكھة

) . 104" (م الحاج أھدوا إلیھ الطعام ، وأھداھم ھو النعال والخواتم عند القفول من الحج القفول من الحج ، فإذا قد

. مه جدید هو قدیم سالف ویو : الجدید ، یقول : والجذع . الطویل : األزلم الجذع ، واألزلم : یعني الدهر ، والدهر یقال له ) 100(بهجـــة المجـــالس ، : القرطبـــي ، ابـــن عبـــد البـــر . 3/39عیـــون األخبـــار ، : ابـــن قتیبیـــة . 6/283العقـــد الفریـــد ، : ابـــن عبـــد ربـــه ) 101(. 5/24التــذكرة الحمدونیــة ، : ابــن حمــدون . 4/79األغــاني ، : االصــفهاني . 98نثــر الــنظم وحــل العقــد ، ص: الثعــالبي . 1/283

مع اختالف في راویة البیتین فـي جمیـع المؤلفـات السـابقة ، ولكنهـا تتفـق . 25تحقیق شكري فیصل ، ص: ، أشعاره وأخباره أبو العتاهیة، بـدون نسـبة علـى 161أحسـن مـا سـمعت ، ص: الثعـالبي : جمیعا في أن أبا العتاهیة أهداها إلى الفضل ابـن ربیـع ، وورد البیتـان عنـد

. اء النعل أنهما أحسن ما قیل في إهد . 5/24التذكرة الحمدونیة ، : ابن حمدون ) 102( . 98نثر النظم وحل العقد ، ص: الثعالبي ) 103( . 3/413بلوغ األرب ، : األلوسي ) 104(

Page 18: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

81

أو الھج اء ف ي ش كل مح اورات ، وكل ما ذكره اآللوسي ورد عند الشعراء ؛ سواء في معرض المداعبة

اج والمھنئون في معرض ھ. جائھ بعض الحجاج ، فیق ول ویذكر خلف األحمر بعض الھدایا التي كان یتبادلھا الحج

)105 : (

اجن ا ن وء الثری ا س قى حج

عل ى م ا ك ان م ن من ع وبخ ل

وا النع ال فأحرزوھ ا ھ م ض م

وا دونھ ا باب ا بقف ل وش د

ف إن أھ دیت فاكھ ة وج دیا

نع ل وتحش و دج ائج بعث وا ب

ومس واكین طولھم ا ذراع

وعش را م ن رديء المق ل خش ل

)106(

أن اس ت ائھون لھ م رواء

تغ یم س ماؤھم م ن غی ر وب ل

ول وكتب راشد الكاتب إلى محمد بن عبد الملك في آخر أیام المأمون ، وذل ك بع د عودت ھ م ن الح ج ، یق

)107 : (

إن غب ت عن ا فل م تغ ب كث رة ال ـ

كر ف ال تغفل ن ھدیتی ھ ـ ذ

التم ر والنق ل والمس اویك والقس ـ

ـ ب وخی ر النع ال حس ن ش یھ

ف إن تج اوزت م ا أق ول إل ى العص ـ

لی ھ ـ ب ف ذاك الم أمول من ك

108

-:فأجابھ محمد بن عبدالملك

ی ا ب أبي أن ت م ا نس یتك ف ي

ی وم دع ائي وال ھدیتی ھ

عاء ل ك الل ـ كر وال د ناجی ت بال ذ

ـ ھ ل دى البی ت رافع ا یدی ھ

حت ى إذا م ا ظنن ت بالمل ك الق ـ

اب دعوتی ھ ـ ادر أن ق د أج

قم ت إل ى موض ع النع ال وق د

أقم ت عش رین ص احبا معی ھ

. مـع اخـتالف فـي روایـة األبیـات 1/285بهجـة المجـالس ، : القرطبي ، ابن عبد البـر . 148طبقات الشعراء ، ص: ابن المعتز )105(

. 5/25التــذكرة الحمدونیــة ، : ابــن حمــدون . وردت األبیــات بــدون نســبة وبــاختالف فــي الروایــة . 3/38عیــون األخبــار ، : تیبــة ابــن ق .وردت أربعة أبیات فقط منسوبة لخلف األحمر

.الرديء الیابس : الخشل . ثمر شجرة الدوم : المقل )106( . وما بعدها 23/58األغاني ، : األصفهاني )107( . ضرب من البرود : العصب ) 108(

Page 19: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

82

وقل ت ل ي ص احب أری د ل ھ

نع ال ول و م ن جل ود راحتی ھ

ث م تخی رت بع د ذاك م ن العص ـ

ـ ب الیم اني بفض ل خبرتی ھ

موش یة ل م أزل ببائعھ ا

أرغ ب حت ى زھ ا عل ي بی ھ

وق د أت اك ال ذي أم رت ب ھ

فاع ذر بكث ر اإلنع ام قلتی ھ

نوا إن الش عراء العباس یین ل م یترك وا مج اال م ن مج االت الق ول إال ونظم وا فی ھ األش عار ، فل م یس تث

موضوعا ، ول م یترك وا أس لوبا ، ول م یس تبعدوا لغ ة ، فكم ا نظم وا أش عارھم باألس لوب الج زل الرص ین ، واللغ ة

الفصحى القویة وجدناھم ینظمون أشعارا تتسم بالطابع الشعبي الذي یمیل إلى األسلوب الس ھل ، واس تخدام بع ض

اإلخوانیات، وبخاصة ما قیل في ھدایا الحج ھ و ش عر ش عبي ؛ األلفاظ العامیة ، وشعر الھدایا الذي یدخل في باب

یداعب صدیقا یكنى أب ا نص ر –من حیث الموضوع واألسلوب واللغة، وھو ما یظھر جلیا في قول منصور الفقیھ

): 109(إذ یقول –، ویسمى فتحا ، قدم من الحج

س ألت الحج یج وق د أقبل وا

ص ر م ن أرض الح رم یؤم ون م

: -بع د إیناس ھم –فقل ت لھ م

أف تح بمك ة أم ق د ق دم

ترح ل م ن قبلن ا: فق الوا

لعش ر لی ال توال ت ح رم

بحرم ة م ن زرت م ؟: فقل ت

نع م : وا أحق ا تقول ون ؟ ق ال

فأقبل ت ف ي ص رخة م نھم

وقلب ي مم ا ب ھ یض طرم

د آالءه والجف ون أع د

مع دم مس افیح بال دمع وال د

فص ادفني ص الح عب ده

فق ال ف دیتك ل م تلت دم ؟

م ا أرىوم اذا دع اك إل ى

الح ذار عل ى ذي الك رم : فقل ت

أب ى نص ر البح ر م ن ج وده

یم إذا الم زن ض نت بص وب ال د

أل م ی أت م ن جمع ة : فق ال

ك ذبت ف أین األدم ؟: فقل ت

ود وأی ن القف اف الحس ان الق د

وأق داح جیش ان تل ك الس لم

وأی ن النع ال وأی ن الف راء

وأی ن الب رود وأی ن الب رم

وأی ن القدی د قدی د الظب اء

ز مث ل الع نم وأی ن المل و

وحق ك م ا جاءن ا: فق ال

وى نفس ھ ف اغتنم بش يء س

. وما بعدها 1/285بهجة المجالس ، : القرطبي ، ابن عبد البر ) 109(

Page 20: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

83

:ھدایا متنوعة: سادسا

تنوعت الھ دایا وتع ددت ، كتن وع األجن اس ف ي مجتم ع العص ر العباس ي ، فرأین ا الش عراء ی ذكرون ف ي أش عارھم

، وال دینار وال درھم ) 114(، والعك از ) 113(، والسواك ) 112(والورد ) 111(، والسكین ) 110(إھداء السیف

ص غیر *، واالصطرالب ؛ حیث أھدى أبو إسحق الصابي في یوم مھرجان اص طرالبا ) 116(تم ، والخا) 115(

) : 117(الحجم قدر الدرھم، محكم الصنعة ، إلى عضد الدولة ، وكتب معھ

أھ دى إلی ك بن و الحاج ات واحتش دوا

ف ي مھرج ان عظ یم أن ت تعلی ھ

ب راھیم ح ین رأىلك ن عب دك إ

س مو ق درك ع ن ش يء یس امیھ

ل م ی رض ب األرض یھ دیھا إلی ك ، فق د

أھ دى ل ك الفل ك األعل ى بم ا فی ھ

): 118(وكتب معھ ، وقد أخذ الصنوبري ھذا المعنى ، عندما أھدى اصطرالبا

م ھ الع ب د ق د ح ار ف ي ش يء یقد

نیا ویھدی ھ إلی ك ی ا مل ك ال د

استص غر األرض إلی ك فق د

أھ دى ل ك الفل ك األعل ى بم ا فی ھ

فأھ دى إل ى عض د ، ویظھر لنا أن أبا إسحاق الصابي مغرم بعلم الفلك ، وال نعلم إذا كان قد عاود الكرة

الدولة اصطرالبا آخر، أم أنھ ی ذكر االص طرالب ال ذي أھ داه ف ي مقطوع ة ثانی ة حی ث نق ل لن ا الثع البي قول ھ ف ي

) : 119(اصطرالب من النحاس أھداه إلى عضد الدولة ، یقول فیھ

یع ز عل ي أن أھ دي نحاس ا

إل ى م ن ف یض راحت ھ نض ار

)120(

م ان اجت اح م الي وأن ت علی ھ ل ي إذ ج ار ج ار ولك ن الز

. 218ابي ، صنزهة األبصار ، للعن : ینظر قول الرقاشي في ) 110( . 162أحسن ما سمعت ، للثعالبي ، ص: ینظر قول جحظة في ) 111( . 245للبستي ، صروضة العقالء ، : نور في الس يینظر قول أب) 112(نزهــة : ونســبت األبیــات إلــى البســتي فــي . 4/492یتیمــة الــدهر ، للثعــالبي ، : ینظــر قــول عبــد الــرحمن بــن محمــد بــن دوســت فــي ) 113(

. 216األبصار ، للعنابي ، . 23-5/22التذكرة الحمدونیة ، البن حمدون ، : ینظر قول الحاتمي في ) 114(یتیمـة الـدهر ، : إسـحاق الصـولي فـي يل أبـوینظـر قـو . 1/287بهجـة المجـالس ، للقرطبـي ، : في أسامة الكاتب يینظر قول أب) 115(

. 2/332للثعالبي ، . ، بـدون نسـبة 97ص ووردت األبیـات فـي نثـر الـنظم وحـل العقـد ،. 161أحسن ما سمعت ، ص: ینظر قول بعض الكتاب في ) 116(

. 1/493هر ، للثعالبي ، یتیمة الد: طیم في الحسن الل يوینظر قول أب . منظار النجوم ، وتكتب بالسین أیضا ، اإلسطرالب : االصطرالب * :المیكالي. 370حماسة الظرفاء ، ص: الزوزني . 1/288بهجة المجالس ، : القرطبي . 2/120زهر اآلداب ، : الحصري ) 117(، مـع اخـتالف 2/331وتیمیـة الـدهر ، . 30المنتحـل ، ص: ثعـالبي ال. 5/13التذكرة الحمدونیة ، : ابن حمدون . 99المنتخل ، ص

. في روایة األبیات . 95مغاني المعاني ، ص: الرازي ) 118( . 2/334یتیمة الدهر ، : الثعالبي ) 119( . الذهب : النضار ) 120(

Page 21: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

84

ونذھب إلى ترجیح القول إن أبا إسحق الصابي أھدى إلى عضد الدولة اصطرالبین، وقال في كل منھما

وال نعلم س بب اھتمام ھ الش دید ب ذلك مقطوعة ، وما ذلك إال بسبب إلحاحھ على إھداء متعلقات علم النجوم والفلك،

، أھو بسبب ممارستھ ھذا العلم ودرایتھ بتفاصیلھ ، أم إرضاء لعض د الدول ة ال ذي ربم ا یك ون متعلق ا بھ ذا العل م ،

) : 122(، ویكتب معھ ) 121(مھتما بھ ، إذ نراه یھدیھ زیجا

أھ دیت مح تفال زیج ا جداول ھ

ا العم ر مث ل المكایی ل یس توفى بھ

فق س ب ھ الفل ك ال دوار واج ر كم ا

یج ري ب ال أج ل یخش ى وینتظ ر

) : 123(وبعث المریمي إلى خمارویھ بن أحمد بن طولون في یوم عید مرآة ، وكتب معھا ولم ا أت ى عی د علی ك مب ارك

تقاب ل فی ھ ط الع الس عد ال ال نحس

ول م أرض م دحي وح ده ل ك تحف ة

وإن ك ان وش یا ال ی دنس ب اللبس

بعث ت بأخ ت الب در والش مس والت ي

رأی ت لھ ا فض ال عل ى الب در والش مس

ج بأحس ن م رآة ألحس ن طلع ة

ة للمج د ف ي ص ورة اإلن س غ دت طین

فة ستر العمى عن ذوي العمى ومنطق ة ف ي وص فھا ألس ن الخ رس مكش

بحی رة ن ور موجھ ا مت دافع

ول یس غی ر الت ألق م ن ح س

لھ ا ن ور إفرن د ورون ق ج وھر

س واللم س ی ره أدن ى الت نف ك د

ص فت واس توت بالم اء والن ار واكتس ت

م ن الل ین ثوب ا وھ ي كامن ة الی بس

أتت ك مح الة ت زف كأنھ ا

ع روس ت وافي بعلھ ا لیل ة الع رس

إال ونفس ي تحبھ ا ول م أھ دھا

ولك ن نفس ي آثرت ك عل ى نفس ي

د محاس نھا ؛ فھ ي أخ ت الب در والش مس ، وھ ي فن راه ال یكتف ي بإھ داء المدح ة ، فیبع ث معھ ا م رآة یع د

ف ھ ، ویخ تم الش اعر صافیة حساسة ، مثل العروس الجمیلة المزینة بكامل حلیھا ، وتحمل إلى زوجھ ا ف ي لیل ة زفا

إنھ قد آثر ھذه العروس بالمھ دى إلی ھ عل ى نفس ھ ، فق د زفھ ا إلی ھ عل ى ال رغم م ن حب ھ لھ ا، فینس ب لنفس ھ : بقولھ

. مظھرا من أھم مظاھر الكرم المعنوي ، أال وھو اإلیثار الذي یعد من أعلى درجات السخاء

) : 124(تب علیھ وأھدى الصنوبري إلى محمد الھاشمي شمعا وك

بواطنھ ا وأظھرھ ا ع وارى وص فر م ن نب ات النح ل تكس ى

. یم هو كتاب أو جدول یعرف به المنجمون أحوال حركات الكواكب ، ومنه یؤخذ التقو : الزیج ) 121( . 30وورد البیت األول فقط في المنتحل ، للثعالبي ، ص. 2/331. یتیمة الدهر : الثعالبي . 100المنتخل ، ص: المیكالي ) 122( . 218ابي ، صنزهة األبصار ، للعن : وینظر مثل ذلك في ، وما بعدها 164، ص هنادیو : ابن وكیع )123(ــ) 124( ة الحمدونیــة ، البــن حمــدون ، ووردت بعــض هــذه األبیــات منســوبة إلــى كشــاجم فــي التــذكر ، 219نزهــة األبصــار ، ص: ابي العن5/23.

Page 22: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

85

ع ذارى یفتضض ن م ن األع الي

إذا افتض ت م ن الس فل الج واري

ولیس ت تن تج األض واء حت ى

تلق ح ف ي ذوائبھ ا بن ار

كواك ب لس ن عن دك آف الت

إذا م ا أش رقت ش مس العق ار

بعث ت بھ ا إل ى مل ك ك ریم

ش ریف األص ل محم ود النج ار

فأھ دت الض یاء بھ ا إل ى م ن

محاس نھ تض يء لك ل س ار

یة المقبولة إھ داء الطی ب، والخی ل، والس یف، والم رآة ،والش معة ، ولك ن أن یص ل إن من األمور الطبیع

غھا سوى حالة الترف التي األمر إلى إھداء الغلمان واإلماء والجواري ، فھذا من األمور المستغربة ، التي ال یسو

ف ي بی وتھم ، فالس ري الرف اء یخاط ب أب ا ك ان یعیش ھا أبن اء المجتم ع العباس ي ، وكث رة انتش ار اإلم اء والج واري

) : 125(إسحاق الصابي في قصیدة یقول فیھا

ی ا ھ الل اآلداب ی ا اب ن ھ الل

ص رف هللا عن ك ص رف المح اق

س وف أھ دي إلی ك م ن خ دم المج د

إم اء تع اف ق بح اإلب اق

ة عل ى اس مك ب اد ك ل مطبوع

وس مھا ف ي الجب اه واآلف اق

ویلفت السري نظرنا إلى ظاھرة ال نع رف األس باب الحقیقی ة وراءھ ا، وھ ي ظ اھرة ھ روب اإلم اء م ن

ھا أصحابھا ، فلو لم تكن ھذه الظاھرة منتشرة ، لما جعل الشاعر من مكوثھا ، أمرا ممیزا لھا ، وحسنة من حسنات

وكما جمع الشعراء بین غیر مظھر من مظاھر الكرم في أشعارھم ، وجدناھم یذكرون أنواعا عدیدة م ن

الھدایا التي یقدمھا المھدي ، دالل ة عل ى كرم ھ وس خائھ ، فعط اؤه ال یقتص ر عل ى ش يء واح د ، وإنم ا ھ و عط اء

) :126(ثیابا وطیبا ودنانیر في بعض األعیاد ، فقال متعدد وكذلك ھدایاه ، فقد أھدى ابن یزداد إلى الخبزأرزي

فأعطیتھ ا تحك ي أیادی ك ف ي ال ورى

بیاض ا ، وإن كان ت أیادی ك أنص عا

زواھ ر أوض احا ، لھ ا أریحی ة

إذا خ امرت خم ر القل وب تشعش عا

ا ق د نل ت ص فرا توق دت وم ن بع دھ

ع ا م ن الس بك حت ى ص رن ك الجمر لم

إذا اختلط ا كان ا كن ور وزھ ره

زك ا بھم ا غ رس النج ار فأینع ا

ألت كأنھم ا ب یض الوج وه ت أل

مرص عا ص فاء بتوری د الخ دود

. 2/173الثعالبي ، یتیمة الدهر ، ) 125( . 113ص ، شعر الخبر أرزي في المضان :محمد قاسم ، مصطفى ) 126(

Page 23: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

86

إنھ ا ص ورة تحتش د ب األلوان ، حت ى لتحبس ھا ص ورة الثی اب الملون ة الت ي أھ دیت ل ھ ، وھ و بوص فھ

الدنانیر، كأنما كان یصف حسناء فائقة الجمال ، ذات وجھ أبیض ص اف متألل ئ ، وف ي وس ط ھ ذا البی اض خ دود

.حمر ، فتحس وكأنك أمام مقطع غزلي

الخاتمة

:تكشف الدراسة عن أمور كثیرة ، أھمھا

، ش یوع ظ اھرة التھ ادي ب ین أف راد المجتم ع العباس ي دفع ت الش عراء إل ى االھتم ام بھ ا ، واإلكث ار م ن تناولھ ا -

ف ذكروا أث ر الھدی ة، وأوق ات ، أو الس خریة م ن ال بخالء، وغرض ھم م ن ذل ك اإلش ادة بأص حاب النف وس الطیب ة

متن اولین قیم ة ، موقعھ، وما یوجب الذم ویجتلبھ، وذكروا أوصاف المتھادى ب ھن إھداؤه ویجمل اإلھداء، وما یحس

ا یلقي الضوء على طبیعة الحیاة الت ي ك ان یعیش ھا الن اس ف ي ذل ك العص ر، ویكش ف ، الھدیة، ونوعھا، وحالتھا مم

.اللثام عن بعض العادات والتقالید التي سادت في ذلك الوقت

كأطب اق العقی ق والص ندل، ، وكان لكل مناسبة ھدایاھا الخاصة بھا، فللفص د ھ دایاه ، شعر التھادي شعر مناسبات -

وشمامات المسك والعنبر الغالیة، وللحج ھدایاه، ولكل مناسبة أخرى ما یوافقھا، وفي ذلك ما یشیر إلى رقي الذوق

تشار الثقافة والعلوم بین أبنائھ، فاالختصاص في الھدایا ك ان بت أثیر المس حة الواعي في المجتمع العباسي؛ نتیجة ان

العلمیة التي طغت على الفكر العباسي ، فبدأ یھتم بالتصنیف والتبویب واالختصاص، فضال عم ا تعكس ھ م ن حال ة

ع ن طبیع ة الحی اة المترف ة ف ي ذل ك فالشعراء العباسیون في إھداء الطیب، نقلوا لنا طرف ا. الترف التي وصل إلیھا

العص ر، ف ذكروا ف ي أش عارھم أن واع الطی ب المتداول ة ، ك دھن الحم ام، والبخ ور، وم اء ال ورد، والعط ر، ون د

الملوك، وعطر العید، وغیرھا من العطور، وھي تجعلك تح س معھ ا وكأن ك تتج ول ف ي أس واقھا، وتش تم الرائح ة

.من دكاكین عطاریھا

عم د الش عراء إل ى ذكرھ ا ووص فھا، ، شاعت في العصر العباسي عادة تقدیم الھدایا في ظ روف وأوعی ة خاص ة -

الل، وفي إھداء التمر ذكروا القواصر، ففي إھداء الطیب ذكروا القارورة، والمجمرة، والطبق، والجونة . والس

فوذ، فقلما نجد كتابا ذا قیم ة إال وقدم ھ مؤلف ھ ھدی ة إلى ذوي السلطة والن، راجت ظاھرة إھداء الكتب من مؤلفیھا -

.لخلیفة أو أمیر أو وزیر

، فرأین ا الش عراء ی ذكرون م ن الھ دایا - تنوع ت الھ دایا وتع ددت، كتن وع األجن اس ف ي مجتم ع العص ر العباس ي

، والطع ام، ل درھم، والخ اتم، واالص طرالبوالورد، والسواك، والعك از، وال دینار، وا، السیف، والسكین:( المادیة

... ) والكساء، والخیل، ومتعلقات الكتابة، والشرب

مزج الشاعر العباسي في شعر إھداء الخیل ب ین الم دح والوص ف، فأخ ذ یص ف ھ ذه الخی ول بم ا یلی ق بھ ا، ث م -

.لخیل أسقط ھذه الصفات على ممدوحھ، وھي ظاھرة یسھل مالحظتھا في شعر إھداء ا

إن الشعراء العباسیین لم یترك وا أس لوبا، ول م یس تبعدوا لغ ة، فكم ا نظم وا أش عارھم باألس لوب الج زل الرص ین، -

وجدناھم ینظمون أشعارا تتسم بالطابع الشعبي الذي یمیل إلى األس لوب الس ھل، واس تخدام ، واللغة الفصحى القویة

ش عر ش عبي م ن حی ث الموض وع ، اص ة م ا قی ل ف ي ھ دایا الح ج وش عر الھ دایا ،وبخ. بع ض األلف اظ العامی ة

.واألسلوب واللغة

المصادر

Page 24: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

87

.القران الكریم • : ابن األثیر ، ضیاء الدین .1، القاھرة ، دار 2المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ، تقدیم وتعلیق أحمد الحوفي وبدوي طبانة ، ط .2

) . ت.د(نھضة مصر للطباعة والنشر ، ، بغداد ، مطبعة المجم ع العلم ي العراق ي ، 2الوشي المرقوم في حل المنظوم ، تحقیق جمیل سعید ، ط .3

1988 . تحقی ق محم د زغل ول ، غرائب التنبیھات عل ى عجائ ب التش بیھات : األزدي ، علي بن ظافر المصري .4

) . ت.د(سالم ومصطفى الصاوي الجویني ، القاھرة ، دار المعارف ، محاض رات األدب اء ومح اورات الش عراء والبلغ اء ، : ھاني ، أبو القاسم حسین بن محمد الراغب األصب .5

) . ت.د(بیروت ، دار مكتبة الحیاة ، :أبو الفرج : األصفھاني .6 1984، بیروت ، دار النضال للطباعة والنشر والتوزیع ، 1اإلماء الشواعر ، تحقیق جلیل العطیة ، ط .7

. ، الق اھرة، مطبع ة دار الكت ب 1، ط) 16، 13، 12، 10، 8، 6، 4، 3، 2(األغ اني ، ج .8

، إشراف محمد أبو الفضل إبراھیم ، الق اھرة ، )24، 23، 22، 21، 20، 19، 18( المصریة ، ج . 1993الھیئة المصریة العامة للكتاب ،

ق عمر الس وقي وعل ي عب د العظ یم ، خریدة القصر وجریدة العصر ، تحقی:األصفھاني ، العماد الكاتب .9 ) . ت.د(الفجالة ، دار نھضة مصر للطبع والنشر ،

بلوغ األرب في معرفة أحوال العرب ، ش رح وتص حیح محم د بھج ة : األلوسي ، السید محمود شكري .10 ) . ت.د(األثري ، بیروت ، دار الكتب العلمیة ،

ع ة ف ي محاس ن ش عراء المائ ة الس ابعة ، تحقی ق الغص ون الیاف: األندلسي ، أبو الحسن عل ي ب ن موس ى .11 ) . ت.د(، القاھرة ، دار الفكر العربي ، مطبعة المدني ، 4إبراھیم األبیاري ، ط

دمیة القصر وعصرة أھل العصر ، تحقیق عب د الفت اح محم د : الباخرزي ، أبو الحسن علي بن الحسن .12 ) . ت.د(، الحلو ، القاھرة ، دار الفكر العربي ، مطبعة المدني

. ه 1400، المكتبة السلفیة ، القاھرة ، 1ط، صحیح البخاري : محمد بن إسماعیل ، البخاري .13روض ة العق الء ونزھ ة الفض الء ، تحقی ق محم د محی ي ال دین عب د : البستي ، أبو حاتم محمد بن حبان .14

. 1977 الحمید ومحمد عبد الرزاق ومحمد حامد الفقي ، بیروت ، دار الكتب العلمیة ،، 1ال بخالء ، تحقی ق أحم د مطل وب وخدیج ة الح دیثي وأحم د ن اجي القیس ي ، ط: البغدادي ، الخطی ب .15

1964 . : الثعالبي ، أبو منصور عبد الملك .16 ) . ت.د(التمثیل والمحاضرة ، تحقیق عبد الفتاح محمد الحلو ، طبعة جدیدة ، الدار العربیة للكتاب ، .17، بی روت ، دار الكت ب 1أھ ل العص ر ، ش رح وتحقی ق مفی د محم د قمیح ة ، طیتیمة الدھر في محاس ن .18

. 1983العلمیة ، ) . ت.د(أحسن ما سمعت ، شرح وتحقیق محمد إبراھیم سلیم ، القاھرة ، دار الطالئع ، .19الظرائف واللطائف والیواقیت في بعض المواقیت ، تحقیق ناصر حمدي محمد جاد ، الق اھرة ، مطبع ة .20

) . ت.د(لكتب والوثائق القومیة ، دار ا . 1901المنتحل ، شرح أحمد أبو علي ، اإلسكندریة ، المطبعة التجاریة ، .21 ) . ت.د(خاص الخاص ، قدم لھ حسن األمین ، طبعة جدیدة ومنقحة ، بیروت ، دار مكتبة الحیاة ، .22 . ھـ 1309طبعة األدبیة ، من غاب عنھ المطرب ، شرح وتصحح محمد سلیم اللبابیدي ، بیروت ، الم .23 . ھـ 1300نتر النظم وحل العقد ، دمشق ، مطبعة معارف الوالیة الجلیلة ، .24 : الجاحظ ، عمرو بن بحر .25 . 1998، القاھرة ، مكتبة الخانجي ، 7البیان والتبیین ، تحقیق وشرح عبد السالم محمد ھارون ، ط .26، الق اھرة ، مكتب ة ومطبع ة مص طفى الب ابي 2، طالحیوان ، تحقیق وش رح عب د الس الم محم د ھ ارون .27

. 1965الحلبي ، ) . ت.د(المحاسن واألضداد ، القاھرة ، مكتبة الخانجي ، .28الورقة ، تحقیق عبد الوھاب عزام وعبد الستار أحمد ف راج ، : ابن الجراح ، أبو عبد هللا محمد بن داود .29

) . ت.د(، القاھرة ، دار المعارف ، 2ط

Page 25: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

88

الوس اطة ب ین المتنب ي وخص ومھ ، تحقی ق وش رح محم د : اني ، أبو الحسن علي بن عبد العزیز الجرج .30 . 2006، بیروت ، المكتبة العصریة ، 1أبو الفضل إبراھیم وعلي محمد البعجاوي ، ط

، بیروت ، دار الكت ب 1جواھر األلفاظ ، تحقیق محمد محیي الدین عبد المجید ، ط: ابن جعفر ، قدامة .31 . 1985میة ، العل

زھر اآلداب وثم ر األلب اب ، ض بط وش رح ص الح : الحصري ، أبو اسحق إبراھیم بن علي القیرواني .32 . 2001، بیروت ، المكتبة العصریة ، 1الدین الھواري ، ط

33. ، طنط ا ، مكتب ة الص حابة للنش روالتحقیق ، 1الك رم والج ود والس خاء ، ط: الحلب ي ، س میر حس ین .34

1988 . 1التذكرة الحمدونیة ، تحقیق إحسان عباس وبكر عب اس ، ط: دون ، محمد بن الحسن بن محمد ابن حم .35

. 1996، بیروت ، دار صادر ، ، الق اھرة ، دار الكت ب 2عیون األخبار ، تحقیق لجنة ب در الكت ب المص ریة ، ط: الدینوري ، ابن قتیبة .36

. 1996المصریة ، مغ اني المع اني ، تحقی ق محم د زغل ول س الم، اإلس كندریة ، : بك ر الرازي ، زین الدین محم د ب ن أب و .37

) . ت.د(منشأة دار المعارف ، .1928، القاھرة ، مطبعة دار الكتب المصریة، 3عصر المأمون ، ط: رفاعي ، أحمد فرید .38شعر محمد بن یسیر الریاشي ، جم ع وتحقی ق محم د جب ار المعیب د ومزھ ر : الریاشي ، محمد بن یسیر .39

. 103، ص 2000، 2لسوداني ، مجلة الذخائر ، عا، 1ربیع األب رار ونص وص األخب ار ، تحقی ق عب د األمی ر مھن ا ، ط: الزمخشري ، أبو القاسم جار هللا .40

. 1992بیروت ، مؤسسة األعلمي للمطبوعات ، ح دثین والق دماء ، حماس ة الظرف اء م ن أش عار الم : الزوزني ، أبو محمد عب د هللا ب ن محم د العب دلكاني .41

. 2002، بیروت ، دار الكتب العلمیة ، 1وضع حواشیھ خلیل عمران المنصور ، ط .ه 1415، دار الحرمین ، القاھرة ، 1ط، المعجم األوسط : سلیمان بن أحمد ، الطبراني .42وأحم د ال زبن العقد الفرید ، شرح وضبط أحمد أمین : ابن عبد ربھ ، أبو عمر أحمد بن محمد األندلسي .43

. 1968وإبراھیم األبیاري ، القاھرة ، مطبعة لجنة التألیف والترجمة والنشر ، دار ، 1الكام ل ف ي ض عفاء الرج ال ، ط :اب ن ع دي ، عب دهللا ب ن ع دي ب ن عب دهللا .44

. ه 1418، الكتب العلمیة شعار ، تحقیق مصطفى السنوس ي وعب د اللطی ف نزھة األبصار في محاسن األ: العنابي ، شھاب الدین .45

. 1986، الكویت ، دار القلم للنشر والتوزیع، 1أحمد لطف هللا ، ط . 1965أشعاره وأخباره ، دمشق ، دار المالح للطباعة والنشر ، –أبو العتاھیة : فیصل ، شكري .46وش حذ ال ذاھن والھ اجس ، تحقی ق بھج ة المج الس وأن س المج الس: القرطب ي ، اب ن عب د الب ر النم ري .47

. 1982، بیروت ، دار الكتب العلمیة ، 2محمد مرسي الخولي ، ط :القزویني ، الخطیب .48 ) . ت.د(اإلیضاح في علوم البالغة ، بیروت ، دار الكتب العلمیة ، .49رب ي ، ، القاھرة، دار الفك ر الع 2التلخیص في علوم البالغة ، ضبط وشرح عبد الرحمن البرقوقي ، ط .50

1932 . ، 5العم دة ف ي محاس ن الش عر ، تحقی ق محم د محی ي ال دین عب د الحمی د ، ط: القیروان ي ، اب ن رش یق .51

. 1981بیروت ، دار الجیل ، البدایة والنھایة ، اعتنى بھ حنان عبد المنان ، بیروت ، بی ت : ابن كثیر ، عماد الدین إسماعیل بن عمر .52

. 2004األفكار الدولیة ، الموشح من مآخذ العلماء على األدباء ، تحقیق عل ي محم د البج اوي ، : المرزباني ، أبو عبید هللا محمد .53

. 1965القاھرة ، دار نھضة مصر ، ش عر الخب ر أرزي ف ي المض ان ، مجل ة معھ د : مص طفى ، محم د قاس م ، وس ناء ط اھر محم د .54

) . 169-69(، ص 1996، 2، ع 39المخطوطات العربیة ، ماج ، ط: ب ن المعت ز ، عب د هللا ا .55 ، الق اھرة ، دار 3طبق ات الش عراء ، تحقی ق عب د الس تار أحم د ف ر

. 1976المعارف،

Page 26: ﻲﱢﺳﺎﺒﻌﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﺔﱠﯾدﺎﻤﻟا ….... 89 – 64 : (1) 4 ، 2016 ، ﺔﯿﺛاﺮﺘﻟاو ﺔﺜﯾﺪﺤﻟا مﻮﻠﻌﻟا ﺔﻠﺠﻣ

. 89 – 64) : 1( 4، 2016، ةیوالتراث ثةیالعلوم الحد مجلةhttp://www.jmsh.eu

89

أنوار الربیع في أنواع البدیع ، تحقیق شاكر ھ ادي ش كر : ابن معصوم ، السید علي صدر الدین المدني .56 . 1968، النجف ، مطبعة النعمان ، 1، ط

الظرای ف واللط ایف ، الق اھرة ، دار الكت ب المص ریة ، : حم د ب ن عب د ال رزاق المقدس ي ، أب و نص ر أ .57 ) . ت.د(

، بی روت ، دار ص ادر ، 1لس ان الع رب ، ط: ابن منظور ، أب و الفض ل جم ال ال دین محم د ب ن مك رم .581956 .

، دار الغ رب ، بی روت 1المنتخل ، تحقیق یحیى وھی ب الجب وري ، ط: المیكالي ، أبو الفضل عبید هللا .59 . 2000اإلسالمي ،

، بی روت ، دار الكت ب العلمی ة ، 1نھای ة األرب ف ي فن ون األدب ، ط: الن ویري ، ش ھاب ال دین أحم د .602004 .

.ه 1406، مؤسسة المعارف ، ) ط.د(، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : علي بن أبي بكر، الھیثمي .61، بی روت ، دار 1ال دیوان ، تحقی ق ھ الل ن اجي ، ط: نس ي ابن وكی ع ، أب و محم د الحس ن ب ن عل ي التی .62

. 1991الجیل ،