الديارات: كتاب أبو الفرج األصبهاين : املؤلف

الباب األول

أخبار الديارات

دير أبلق

أخربين أمحد بن حممد بن احلسن األسدي وعمرو . دير باألهواز، مث بكوارا من ناحية أردشري خرة: دير األبلق .نزهأن حارثة بن بدر كان بكوارا يت: حدثنا الرياشي: بن عبد اهللا العتكي قاال

كان حارثة بكوارا من : فقال. وقال العتكي يف خربه عن أيب عبيدة ومل يقله األسدي وال جتاوز الرياشي به :أردشري خرة فقال

أقام بدير أبلق من كوارا... أمل تر أن حارثة بن بدر على أن جتعل يل األمان أنا أجيزه : من أجاز هذا البيت فله حكمة، فقال له رجل منهم: مث قال جلند كانوا معه

.من غضبك، وجتعلين رسولك إىل البصرة، وتطلب يل القفل من األمري :ذلك لك، مث رد عليه نشيد البيت، فقال الرجل: قال

ه استدارا... مقيما يشرب الصهباء صرفا إذا ما قلت تصرع .ررناكلك شرطك، ولو كنت قلت لنا شيئا يسرنا لس: فقال له حارثة

:إنه اصطبح يف دير األبلق يف مجاعة من أصحابه، فلما سكر قال: وحكى املدائين، فقال !ما أنت إلا جنة اخللد... يومي بدير األبلقق الفرد

" أبو اهلندي " جيوز العيس ... به وأمثال له مل يزل

دير األعلى

اليوم بعني الكربيت، قال عنها ياقوت إهنا ظهرت حتت دير األعلى باملوصل كان حتت الدير عني كبرية، تعرف قال األستاذ كوركيس . ، وإن فيها عدة معادن كربيتية ومرقشيثا وقلفطار(م٩١٣)ه ٣٠١الدير األعلى يف سنة

ماء هذه العني بارد يف مجيع فصول السنة، ويقصدها الناس صيفا ليستحموا مبائها الذي ينفع املصابني : عواد .ومنهم من يشرب شيئا من مائها ختفيفا من حرارة معدهم. أمراض اجللدمنهم ببعض

ومن اجتاز باملوصل من الوالة . والشعانني يف هذا الدير حسن، خيرج إليه الناس فيقيمون فيه األيام يشربون - .نزله

.بإىل جانب الدير، مشهد عمرو بن احلمق اخلزاعي، وهو صحايب كان من أصحاب علي بن أيب طال - :قال فيه سعيد اخلالدي -

أنا عبده وهواه يل موىل... قمر بدير املوصل األعلى

قبل احلبيب فمي هبا أوىل... لثم الصليب فقلت من حسد وهو دير كبري عامر، يضرب به املثل يف . دير األعلى هذا الدير باملوصل يف أعالها، يطل على دجلة والعروب

.ويقال إنه ليس للنصارى دير مثله، ملا فيه من أناجيلهم ومتعبداهتم. فرقة اهلواء، وحسن املستشرخرجنا مع املأمون، فنزلنا : حدثين أمحد بن صدقة، قال: أخربين حممد بن مزيد قال حدثنا محاد بن إسحاق قال

لى الدير األعلى باملوصل لطيبه ونزاهته، وجاء عيد الشعانني، فجلس املأمون يف موضع منه حسن مشرف عوخرج . وزين الدير يف ذلك اليوم بأحسن زي. دجلة والصحراء والبساتني، ويشاهد منه من يدخل الدير

فرأى . رهبانه وقسانه إىل املذبح، وحوهلم فتياهنم بأيديهم اجملامر قد تقلدوا الصلبان وتوشحوا باملناديل املنقوشةباهنم، وعطف إىل املأمون من كان معهم من اجلواري مث انصرف القوم إىل قالليهم وقر. املأمون ذلك، فاستحسنه

. والغلمان، بيد كل واحد منهم حتفة من رياحني وقتهم، وبأيدي مجاعة منهم كؤوس فيها أنواع الشرابوهو يف . فأدناهم، وجعل يأخذ من هذا ومن هذه حتية، وقد شغف مبا رآه منهم، وما فينا إال من هذه حاله

مث أمر بإخراج من معه من وصائفه املزنرات، فأخرج إليه عشرون وصيفة . عملخالل ذلك يشرب والغناء ييا أمحد، قد قلت : فقال. كأنهن البدور، عليهن الديباج، ويف أعناقهن صلبان الذهب، بأيديهن اخلوص والزيتون

:يف هؤالء أبياتا، فغنين هبا، وهي مالح يف املقاصري... ظباء كالدنانري علينا يف الزنانري... جالهن الشعانني

كأذناب الزرازير... وقد زرفن أصداغا كأوساط الزنابري... وأقبلن بأوساط

:مث أخرج نعم جاريته، وكانت وصيفة، فغنت ورميت يف كبدي بسهم نافذ... وزعمت أين ظامل فهجرتين

هذا مقام املستجري العائذ... نعم ظلمتك فاصفحي وجتاوزي قرح اجلفون حبسن وجهك الئذ... م فىت أضر به اهلوى هذا مقا

ال شل ريب كف ذاك اآلخذ ... ولقد أخذمت من فؤادي أنسه

نعم يا أمري املؤمنني، : أرأيت أحسن مما حنن فيه؟ قال: وطرب وشرب، واستعاد الصوت دفعات، مث قال لليزيديمث . اهللا عليك، فلقد ذكرت يف موضع الذكرىبارك : قال. أن تشكر من خولك فيزيدك منه، وحيفظه عليك

.أمر بثالثني ألف درهم، فتصدق هبا للوقت

دير األنوار

.قرب عمورية، بالروم: دير األنوارخرجت من األنبار يف بعض أسفاري إىل عمورية من بالد الروم، : حدث أبو بكر حممد بن القاسم األنباري قال

دير األنوار بقرية قريبة من عمورية فخرج إيل صاحب الدير املقدم على فنزلت يف بعض الطريق بدير يقال له الرهبان به، وكان امسه عبد املسيح فأدخلين الدير فوجدت فيه أربعني راهبا فأكرموين تلك الليلة بضيافة حسنة،

ت غرضي من مث رحلت عنهم من الغد، وقد رأيت من كثرة اجتهادهم وعبادهتم ما مل أره قط من غريهم، فقضيفلما كان العام املقبل حججت، فبينما أنا أطوف حول البيت الشريف إذ رأيت . عمورية مث رجعت إىل األنبار

عبد املسيح الراهب يطوف أيضا ومعه مخسة نفر من أصحابه الرهبان، فلما أثبت معرفته تقدمت إليه، وقلت .الراغب يف عفو اهللا بل أنا عبد اهللا،: قال -أنت عبد املسيح الراهب؟ -: له

حبق من هداك، أال أخربتين عن : وقلت له. فجعلت أقبل شيبته وأبكي، مث أخذت بيده، وملت إىل جانب احلرموذلك أن مجاعة من زهاد املسلمني وعبادهم مروا بالقرية اليت فيها ! لقد كان عجبا: سبب إسالمك؟ فقال

السوق جارية نصرانية تبيع اخلبز وهي من أحسن النساء، فأرسلوا شابا منهم يشتري هلم طعاما فرأى يف وأمجلهن صورة، فلما نظر إليها افتنت هبا وسقط لوجهه، مغشيا عليه، فلما أفاق رجع إىل أصحابه وأخربهم مبا

أمضوا لشأنكم، فلست بذاهب معكم فعذلوه ووعظوه، فلم يلتفت إليهم، فانصرفوا -: أصابه وقال هلمقرية، وجلس على باب حانوت تلك املرأة، فسألته عن حاجته فأخربها أنه عاشق هلا، وتركوه، فدخل ال

فأعرضت عنه، فمكث يف موضعه ثالثة أيام مل يطعم طعاما، وهو شاخص إىل وجهها، فلما رأته ال ينصرف رضخوا رأسه، عنها، ذهبت إىل أهلها وجرياهنا فأخربهتم، فأطلقوا عليه الصبيان يرمجونه باحلجارة، فرمجوه حىت

تله فجاءين رجل منهم، . وهشموا وجهه، وأدموا أضالعه، وهو مع ذلك ال ينصرف فعزم أهل القرية على قوأخربين حباله، فخرجت إليه، فرأيته طرحيا، فمسحت الدم عن وجهه، ومحلته إىل الدير، وداويت جراحه، فأقام

ر، وأتى باب حانوت املرأة، وجلس ينظر إليها، فلما عندي أربعة عشر يوما، فلما قدر على املشي خرج من الديمعاذ اهللا أن : واهللا قد رمحتك فهل لك أن تدخل يف ديين حىت أتزوجك؟ فقال -: أبصرته، قامت إليه وقالت له

قم وادخل معي داري، واقض مين أربك، -: أنسلخ من دين التوحيد، وأدخل يف دين الشرك، فقالتانصرف -: فقالت! كنت بالذي أذهب عبادة اثنيت عشرة سنة بشهوة حلظة واحدةما : فقال. وانصرف راشدا

فأعرضت عنه بوجهها، ففطن له الصبيان، فأقبلوا عليه يرمجونه باحلجارة، . ال يطاوعين قليب: قال. عين حينئذلدير إن وليي اهللا الذي نزل الكتاب وهو يتوىل الصاحلني، فخرجت من ا - : فسقط على وجهه وهو يقول

اللهم امجع بيين وبينها يف اجلنة، -: وأتيته فطردت عنه الصبيان، ورفعت رأسه من األرض فسمعته يقولفحملته إىل الدير فمات قبل أن أصل به إليه، فخرجت به عن القرية، وحفرت له قربا، ودفنته، فلما دخل

إليها أهل القرية، وسألوها عن الليل، وذهب نصفه صرخت تلك املرأة يف فراشها صرخة عظيمة، فاجتمع : قصتها فقالت

بينما أنا نائمة إذ دخل علي ذلك الرجل املسلم فأخذ بيدي، وانطلق يب إىل اجلنة، فلما صار يب إىل باهبا منعين -خازهنا من الدخول إليها، وقال إهنا حمرمة على الكافرين فأسلمت على يده، ودخلت معه اجلنة، فرأيت فيها من

هذا القصر يل ولك، وأنا : واألشجار ما ال أحسن وصفه لكم، مث إنه أخذين إىل قصر من اجلوهر وقالالقصور ال أدخله إال بك، وإىل مخس ليال تكونني عندي فيه، إن شاء اهللا تعاىل، مث مد يده إىل شجرة على باب القصر

لرهبان، فأكلت التفاحة، فلم أر كلي هذه الواحدة، وأخيب األخرى حىت يراها ا: فقطف منها تفاحتني وقالأطيب منها، مث إنه أخذ بيدي وأخرجين حىت وصلت إىل داري، مث إهنا أخرجت التفاحة من جيبها، فأشرقت يف ظلمة الليل، كأهنا كوكب دري، فجاءوا باملرأة إلينا إىل الدير ومعها التفاحة فلم نر شيئا مثلها من فواكه اجلنة،

لعل شيطانا : لى عدد أصحايب، فما رأينا ألذ من طعمها، وال أطيب من رحيها، فقلنافأخذت السكني وشققتها عمث إهنا امتنعت من األكل والشرب، فلما كانت الليلة . متثل هلا ليغويها عن دينها، فأخذها أهلها وانصرفوا

يعلم هبا أحد من اخلامسة قامت من فراشها وخرجت من بيتها حىت أتت قربه، فألقت نفسها عليه وماتت، ومل أهلها، فلما كان وقت الصباح أقبل على القرية شيخان مسلمان، عليهما ثياب من الشعر، ومعهما امرأتان

فطلب أهل القرية تلك . إن هللا عندكم ولية من أوليائه قد ماتت مسلمة، وحنن نتوالها دونكم: كذلك، فقاالتنا ماتت على ديننا وحنن نتوالها، واشتد اخلصام والتنازع هذه صاحب -: املرأة فوجدوها على القرب ميتة، فقالوا

وجيذبوهنا عن القرب، فإن " األربعون " إن عالمة إسالمها أن جيمع رهبان الدير : بينهم، فقال أحد الشيخنيجاءت معهم فهي نصرانية، ويتقدم منا واحد وجذهبا، فإن اجنذبت معه فهي مسلمة، فرضي أهل القرية بذلك،

" هبان الدير األربعون وأتيناها لنحملها فلم نقدر على محلها، فربطنا يف وسطها حبال غليظا، وجذهبا فجمعت رأمجعون، فانقطع احلبل، ومل تتحرك، فتقدم أهل القرية، وفعلوا كذلك، فلم تتحرك من " الرهبان األربعون

ت وامحلها، فتقدم إليها وجذهبا بردائه موضعها، فلما عجزنا عن محلها بكل احليل، قلنا ألحد الشيخني تقدم أنبسم اهللا الرمحن الرحيم، على ملة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، مث محلها يف حضنه، وانصرف فيها إىل : وقال

غار هناك، فوضعها فيه، وجاءت املرأتان فغسلتاها وكفنتاها، مث محلها الشيخان وصليا عليها، ودفناها إىل قرب إن احلق أحق أن يتبع، وقد وضح : صرفنا وحنن نشاهد هذا كله، فلما خال بعضنا إىل بعض قلناذلك الزاهد، وان

لنا احلق باملشاهدة والعيان، وال برهان على صحة دين اإلسالم أوضح لنا مما رأيناه، مث أسلمت أنا وأسلم رهبان نستدعي فقيها عاملا يعلمنا شرائع اإلسالم " اجلزيرة" ومجيع أهل القرية، مث إنا بعثنا إىل بلد " األربعون " الدير

وأحكام الدين، فجاءنا رجل فقيه صاحل فعلمنا وجه العبادة وأحكام اإلسالم، وحنن اليوم على خري كثري، فلله .احلمد واملنة على ذلك

دير بولس

.هو بناحية الرملة: دير بولس بالرملة قال أبو الفرجنزلت مع الفضل بن إمساعيل بن صاحل بن علي بن عبد اهللا بن عباس، دير : قالحدثين أيب : أخربين احلليب قال

بولس، وحنن خارجان إىل جهة الرملة، فرأى فيه جارية حسنة، بنتا لقس هناك، فخدمته ثالثة أيام، وسقته شرابا :عتيقا، فلما أراد اإلنصراف أعطاها عشرة دنانري، وقال يف طريقه

مبهجته شوق إليك طويل... دير من فىت عليك سالم اهللا يا عليك يروى من ثراك هطول... وال زال من توء السماكني وابل

سحاب بإحياء الرياض كفيل... يعلك منها برهة بعد برهة به لعيونن الناظرينن مجيل... إذا جاد أرضا دمعه بان منظر

ل... دعته أال رب ليل حالك قد ص وليس معي غري احلسام خليهلن فتيل... ومشمولة أوقدت فيها لصحبيت مصابيح ما خيبو

ل... تعللين بالراح هيفاء غادة خيال عليها للقلوب وكي لواحظها بني القلوب جتول... جتول املنايا بينهن إذا غدت

عليك وجسمي مذ بعدت عليل ...أيا بنت قس الدير قليب مولة : وفيه يقول أبو شأس

حىت ترى ناظرا بالنور يبتسم... يا دير يونس جادت سرحك الدمي ظمأ كما شفى حر قليب ماؤك الشبم... مل يشف يف ناجر ماء على

إال حتلل عنه ذلك السقم... ومل حيلك حمزون به سقم جرى علي به يف ربعك القلم... ذو غنج أستغفر اهللا كم يل فيك

:ويقول أيضا !بأيب، ففيها صحة احلسم... ال تعدلن عن ابنة الكرم !إال التخلص من يد اهلم... لو مل يكن يف شرهبا فرج :ويقول أيضا أبو شأس

وعذلك يف املدامة مستحيل... أعاذل ما على مثلي سبيل ورحل أناملي كأس مشول؟... قوي غالم أليس مطييت ح

وقبلة وجهي الوجه اجلميل... إذا كانت بنات الكرم شريب ا نقل العذول... أمنت بذين عاقبة الليايل !وهان علي م

دير الثعالب

بغداد يقصدونه هذا الدير ببغداد، باجلانب الغريب منها، باملوضع املعروف بباب احلديد وأهل : قال الشابشيت -وله عيد ال يتخلف فيه أحد من النصارى واملسلمني، وباب . ويتنزهون فيه، وال يكاد خيلو من قاصد وطارق

ملا فيه من البساتني والشجر والنخل والرياحني، ولتوسطه البلد وقربه من : احلديد أعمر موضع ببغداد وأنزههفمواطنه أبدا معمورة، وبقاعه . أهل املتطرب واللذاذاتفليس خيلو من أهل البطاالت، وال خيل به . كل أحد

.باملتنزهني مشحونةوذكر البريوين أن عيد دير الثعالب، هو آخر سبت من أيلول، إال أن يكون أول تشرين األول من السنة -

يف أوهلا : اآلتية يوم األحد، فيتأخر العيد إليه وخيرج من أيلول، فتتعرى تلك السنة، ويتكرر يف اآلتية مرتني .وأخرها

دير مشهور، بينه وبني بغداد ميالن أو أقل، يف كورة هنر عيسى، على طريق صرصر، رأيته : وقال ياقوت إنه - .أنا، وبالقرب منه قرية تسمى احلارثية

:وحملمد بن عمر ابن دهقانة اهلامشي، أبيات من الشعر ورد فيها اسم الدير منها - وحمل كل غزالة وغزال.. .دير الثعالب مألف الضالل

ذكر هذا الدير خليفة بن خياط، فلقد ذكره يف حوادث سنة - ه، قبل إنشاء مدينة بغداد، ١٢٧ومن أقدم من وأقبل الضحاك بن قيس من املدائن يريد الكوفة، فنزل دير الثعالب يف ثالثة آالف، واملكثر : قال يف خرب طويل

.يف آربعة آالف: يقول

يف هذه السنة زادت دجلة -: ه٦٨٣ذكر هلذا الدير، قال يف حوادث سنة " حلوادث اجلامعة ا" ويف كتاب - .زيادة عظيمة، وغرقت يف اجلانب الغريب من بغداد عدة نواح، ووصل إىل قباب دير الثعالب

ه، هذا الدير يوم عيده، فرأى مشاسا فيه صبيح الوج( ه٥٨٣)وزار سبط ابن التعاويذي، الشاعر املعروف - :فقال فيه ارجتاال يوم دير الثعالب... وغزال علقته

خيطر يف زي راهب... من ظباء الصرمي عقود املذاهب... شد زناره فحل

.وذكر األب أنستاس ماري الكرملي أن بقايا دير الثعالب، تعرف اليوم باسم عني الصنم -ا نظن، إىل بين ثعلبة املتنصرين، قريب من دير الثعالب منسوب، على م" ورجح األب لويس شيخو، أن -

" .بغداد عند احلارثية ، ٢٨٢اجملتمع العراقي يف شعر القرن الرابع للهجرة: انظر. عبد اللطيف الراوي. وأيده يف هذا الترجيح د -

.٢٧٧،٥٧١ - ١مسالك األبصار : وانظر .١٨٢، ١٠٨، ٩٢بغداد يف عهد اخلالفة العباسية - .١٠٤، ١٠٢، ٦٥، ٤٣داد دليل خارطة بغ - .١٢٥ - ١٢٣، ١٢١ - ١٢٠أحوال نصارى بغداد - . ١٥ - ٢٩ديارات بغداد القدمية -

دير الثعالب

.قرب بغداد، يف كورة هنر عيسى، باملوضع املعروف بباب احلديد يوم من سنة خرجت أنا وأبو الفتح أمحد بن إبراهيم بن علي بن عيسى رمحه اهللا، ماضيني إىل دير الثعالب، يف -

مخس ومخسني وثالث مئة للنزهة ومشاهدة اجتماع النصارى هناك، والشرب على هنر يزدجرد الذي جيري على باب هذا الدير فبينا حنن نطوف الدير، ومعنا مجاعة من أوالد الكتاب النصارى وأحداثهم، وإذا بفتاة كأهنا

: فضربت بيدها إىل يد أيب الفتح وقالت. ن يف نسيم مشالالدينار املنقوش كما يقال، تتمايل وتتثنى كغصن رحيافمضينا معها، وبنا من السرور هبا وبظرفها . يا سيدي، تعال اقرأ هذا الشعر املكتوب على حائط بيت الشاهد

فلما دخلنا البيت كشفت عن ذراع كالفضة، وأومأت إىل املوضع، وإذا فيه . ومالحة منطقها ما اهللا به عامل : مكتوب

يف ثياب الرواهب... خرجت يوم عيدها كل جاء وذاهب... فسبت باختياهلا يوم دير الثعالب... لشقائي رأيتها كاعب يف كواعب... تتهادى بنسوة

بدر بني الكواكب... هي فيهم كأهنا ال

.ومل تفارقنا بقية يومناأنت واهللا املقصودة مبعىن هذه األبيات، ومل نشك أهنا كتبت األبيات، : فقلنا هلا :وقلت فيها هذه األبيات، وأنشدهتا إياها ففرحت

ساحرة الناظر فتانه... مرت بنا يف الدير خمصانه تعظم الدير ورهبانه... أبرزها الرهبان من خدرها

كأنما قامتها بانه... مرت بنا ختطر يف مشيها ثنى غصن رحيانهكما ت... هبت هلا ريح فمالت هبا أحزانه قدما وأشجانه... فتيمت قليب وهاجت له

.مث خرج إىل الشام وتويف هبا، وال أعرف هلا خربا بعد ذلك. وحصل بينها وبني أيب الفتح عشرة بعد ذلك

دير اجلاثليق

.لسواد وأرض تكريتدير قدمي يف رأس احلد بني ا: األول - : مها ديران حيمالن نفس االسم - دير اجلاثليق هذا الدير، يقرب من باب احلديد، وهو دير كبري، : كان يف غريب مدينة بغداد، وصفه الشابشيت قائال: الثاين -

وهو يوازي دير الثعالب يف النزهة والطيب وعمارة . حسن، نزه، حتدق به البساتني واألشجار والرياحني .املوضع، ألهنما يف بقعة واحدة

املصادر، أن دير اجلاثليق هذا، كان يقع على هنر الرفيل، من أهنار بغداد القدمية يف أيام العباسيني، ويف بعض - .وكان مأخذه من هنر عيسى، ومصبه يف دجلة عند اجلسر

.إكليل يسوع " وهي لفظة سريانية مبعىن " دير كليليشوع " إن دير اجلاثليق البغدادي، كان يسمى أيضا - " ن النصوص التارخيية، أن دير اجلاثليق دير قدمي يرقى زمن إنشائه إىل ما قبل تأسيس بغداد، بل إىل ويؤخذ م -

.ما قبل ظهور اإلسالميمان : أخبار فطاركة كرسي املشرق من كتاب اجملدل -: أنظر أيضا - ، ٨٣، ٧٧، ٧٥، ٧٤)ملاري بن سل

١١٠.) .٣٢٨ - ٤ابن األثري - .٢١البدور املسفرة - .١٨٢داد يف عهد اخلالفة العباسية بغ - .١٩٩، ١٩٨، ١٩٧ - ١٩٦ - ١ري سامراء يف عهد اخلالفة العباسية - .١٠٨ - ١٠٤دليل خارطة بغداد -

دير اجلاثليق قرب بغداد دير قدمي البناء، رحب الفناء من طسوج مسكن، قرب بغداد يف غرب دجلة يف عرض تكريت، وعنده كانت احلرب بني عبد امللك بن مروان ومصعب حريب، وهو يف رأس احلد بني السواد وأرض

:بن الزبري، وعنده قتل مصعب بن الزبري، فقال عبيد اهللا بن قيس الرقيات يرثيه قتيل بدير اجلاثليق مقيم... لقد أورث املصرين حزنا وذلة م... فما قاتلت يف اهللا بكر بن وائل وال صدقت عند اللقاء متي

كتائب يغلي محيها ويدوم... كان يف قيس تعطف حوله فلو

هبا مضري يوم ذاك كرمي... ولكنه ضاع الزمان ومل يكن وبصريهم إن الكرمي كرمي... جزى اهللا كوفيا بذاك مالمة

عشق كان بكر بن خارجة يت: حدثين عمي عن حممد بن القاسم بن مهرويه، عن علي بن عبد اهللا بن سعد قال -عيسى بن الرباء العبادي الصرييف، وله فيه قصيدة مزدوجة يذكر فيها النصارى :غالما نصرانيا يقال له

.وشرائعهم وأعيادهم، ويسمي دياراهتم، ويفضلهم :وحدثين من شهد دعبال وقد أنشد قوله يف عيسى بن الرباء العبادي: قال

كأنه من كبدي مقدود... زناره يف خصره معقود وقال بكر بن خارجة يف ! ما يعلم اهللا أين حسدت أحدا قط كما حسدت بكرا على هذين البيتني: فقال دعبل

:عيسى بن الرباء العبادي "اجلاثليق " رهابنة بدير ... فباألجنيل تتلوه شيوخ

رثيت لقليب الدنف املشوق... وبالقربان والصلبان إلا وأرشدين إىل هنج الطريق... مي أجرين، مت قبلك من مهو

وأنت املستجار من املضيق... فقد ضاقت علي وجوه أمري وكان بكر بن خارجة كثري املقام هبذا الدير مشتهرا بالشراب فيه، افتتانا هبذا الغالم النصراين، وفيه يقول

:أرجوزة مليحة منها قوله للسانناطق دمع صامت ا... من عاشق ناء هواه دان

معذب بالصد واهلجران... موثق قلب مطلق اجلثمان إال هوى منت به عيناه ... من غري ذنب كسبت يداه

ه من أباله... شوقا إىل رؤية من أشقاه كأمنا عافا بأدمع منهلة ما ترقى... يا وحيه من عاشق ما يلقى

دقيق الفكر فيه دق... ذاب إىل أن كاد خيفي عشقا اوعن بأدمع مثل نظام السلك... مل يبق فيه غري طرف يبكي

خيمد نريان اهلوى ويذكي... كأنه قطر السماء حيكي عذار خديه سىب العذارى... إىل غزال من بين النصارى يف ربقة احلب له أسارى... يترك ألباب الورى حيارى

لمبقلة كحالء ال من كح... رمي بدير الروم رام قتلي وحسن دل وقبيح فعل... وطرة هبا استطار عقلي

والدمع من خدي له أخدود... ها أنا ذا من قده مقدود لو مل يكدر صفوه الصدود... ما ضر من قليب به معمود

فكنت منه أبدا قريبا... يا ليتين كنت له صليبا اال واشيا أخشى وال رقيب... أبصر حسنا وأشم طيبا

ألثم منه الفم والبنانا... أو ليتين كنت له قربانا كيما يرى الطاعة يل إميانا... أو جاثليقا كنت أو مطرانا

يدور يب خصراه حيث دارا... أو ليتين كنت له زنارا صرت له حتت الدجى إزارا... حىت إذا الليل طوى النهارا ربين ملذوذةأو مخرة يش... يا ليتين يف النحر منه عوذة

ليست إذا ما أخلقت مقدودة... أو حلة يلبسين مقدودة ا ألفا... يا ليتين كنت لعمرو مصحفا أو قلما يكتب يب ما كفى... من حسن أشعار له قد صنفا فإن يل من بعض هذا م

وابتز صربي والضىن كساين... يا للذي حبسنه أضناين ل حمل الروح من جثماينح... ظيب على البعاد والتداين

واحزين من ثغره املفلج... واكبدي من خده املضرج أذهب للنسك وللتحرج... ال شيء مثل الطرف منه األدعج

يا من هاليل وجهه ومشسي... إليك أشكو يا غزال األنس ال تقتل النفس بغري النفس... ما يب من الوحشة بعد األنس

سكران من حبك ال أفيق... ى غريق ها أنا يف حبر اهلو يرمحين العدو والصديق... حمترق ما مسين حريق

:ويقول فيها أال مسعت القول من نصيح... يا عمرو ناشدتك باملسيح ليس من احلب مبستريح... يعرب عن قلب له قريح

توالروح روح القدس والناسو... يا عمرو باحلق من الالهوت النطق يف املهد وبالسكوت... ذاك الذي قد خص بالنعوت

من ساجد لربه وراكع... حبق من يف شامخ الصوامع ا من اهللا بدمع هامع... يبكي إذا ما نام كل هاجع خوف

:مث يقسم عليه بكل قسم يعرفه النصارى ويقول !؟حمتسبا يف عظيم األجر... أال نظرت يا أمري أمري

دير اجلماجم

هو دير بظاهر الكوفة، على طريق الرب الذي يسلك إىل البصرة، وفيه : دير اجلماجم بالكوفة قال أبو الفرجوذلك أن ابن األشعث ملا رأى . كانت الوقعة بني احلجاج بن يوسف، وبني عبد الرمحن بن حممد بن األشعث

، خرج يريد الكوفة، ورأى أن أهلها أطوع له من أهل كثرة من معه من اجليش بالبصرة، وقد نازله احلجاج هبافسار إليها، وسايره احلجاج، فنزل . البصرة، لبغضهم احلجاج، وألنه جيد هبا من عشائره ومواليه أنصارا كثرية

ابن األشعث دير اجلماجم، ونزل احلجاج بإزائه بدير قرة، ووقعت احلرب بينهما، ثم اهنزم ابن األشعث، فعاد

.البصرةإىل .وقد ذكرت الشعراء دير اجلماجم كثريا

:قال جرير يهجو الفرزدق وكرات قيس يوم دير اجلماجم... أمل تشهد اجلونني والشعب والصفا

لقومك يوما مثل يوم األراقم... حترض يا بن القني قيسا ليجعلوا ظاملضربت ومل تضرب بسيف ابن ... بسيف أيب رغوان سيف جماشع يداك وقالوا محدث غري صارم... ضربت به عند اإلمام فأرعشت

:ويف هذا الدير يقول الضحاك الريبوعي وإال فمثوانا بدير اجلماجم... وإن يهلك احلجاج فاملصر مصرنا

أبا حازم يف اخليل شعث املقادم... وإن خترجوا سفيان خترج إليكم مصاليت شوسا بالسيف الصوارم ... وإن تربزوا للحرب تربز سراتنا

.هو ابن األبرد الكليب، وكان من فرسان احلجاج: سفيان هذا

دير حزقيال

اجتزت بدير حزقيال، فبينما : قال شريح اخلزاعي قال: حدثين جعفر بن قدامة قال: دير حزقيال قال أبو الفرج :أنا أدور به، إذا بكتابة على إسطوانة فقرأهتا، فإذا هي

شق طوال قطعته بانتحاب... ب ليل أمد نفس العا ر تبدلته ببؤس العتاب... ونعيم كوصل من كنت أهوا

ما بقليب من صبوة واكتئاب... نسبوين إىل اجلنون ليخفوا فهو خري من طول هذا العذاب... ليت يب ما ادعوه من فقد عقلي

وشردت، وفرق بيين وبني الوطن، وحجبت عن اإللف والسكن، هويت فمنعت، وطردت" وحتته مكتوب :وحبست يف هذا الدير ظلما وعدوانا، وصفدت يف احلديد أزمانا

لذو مرة باق على احلدثان... وإين على ما نابين وأصابين وإن أبق مرميا يب الرجوان... فإن تعقب األيام أظفر ببغييت صبور ملا يأيت به امللوان... فكم ميت مها بغيظ وحسرة

رجل هوى ابنة عم له، فحبسه عمه يف هذا الدير، خوفا : فكتبت ما وجدت، وسألت عن صاحبه، فقالوا: قال . أن يفتضح يف ابنته، فتجمع أهله، فجاءوا، فأخرجوه، وزوجوه هبا كرها

األكرياح -دير حنة

.االكرياح، بناحية البليخب: دير حنة :ذكره أبو نواس يف شعره، يعين يف قوله: وقد ذكر دير حنة أبو الفرج األصفهاين وقال

من يصح عنك فإين لست بالصاحي... يا دير حنة من ذات االكرياح من الدهان عليه سحق أمساح... يعتاده كل جمفو مفارقه ا حذروه غري أشباح... فهم يف فتية مل يدع منهم ختو وقوع م إال إغترافا من الغدران بالراح... ال يدلفون إىل ماء بآنية

.بلد نزه كثري البساتني والرياض واملياه: واالكرياح: قالد يقال للواح. واالكرياح قباب صغار يسكنها الرهبان. وباحلرية أيضا موضع يقال له االكرياح فيه دير: قال .الكريح: منها

:فقال. وقد ذكر بكر بن خارجة هذا الدير أيضا واقصد إىل الروض من ذات االكرياح... دع البساتني من آس وتفاح لدى االكرياح من دير ابن وضاح... إىل الدساكر، فالدير املقابلها

لزوم غاد إىل اللذات رواح... منازال مل أزل حينا أالزمها حلرية أيضا موضع يقال له االكرياح، وفيه دير بناه عبد بن حنيف من بين حليان، الذين كانوا مع خلم، وملك وبا

.احلرية منهم ملكان، وأظنه الذي عناه بكر بن خارجة، ألنه كويف يف الشعر املتقدم إنشاده :ويف هذه االكرياح، يقول علي بن حممد العلوي، احلماين

نق ما توازي باملواقف... ر كم وقفة لك باخلو إىل ديارات األساقف... بني الغدير إىل السدير

أطمار خائفة وخائف... فمواقف الرهبان يف يكسني أعالم املطارف... دمن كأن رياضها

فيها عشور يف املصاحف... وكأمنا غدرانها خرها بألوان الرفارف... تلقى أوائلها أوا

برية فيها املصايف... رية شتواهتا حب فورية منها املشارف... درية احلصباء كا

يف رواعدها القواصف... باتت سواريها متخض يف اجلو أسياف املثاقف... وكأن ملع بروقها

كية بأربعة ذوارف... مث انربت سحا كبا هتتز يف الدرج العواصف... فكأمنا أنوارها

هبا إىل طرر الوصائف... لوصائف يلتفنت طرر ا بالقلب البيض، الغطارف... دافعتها عن دجنها

س شرا بني يف يوم املتارف... يعبق يوم اليأ فون يف يوم املتالف... مسح حبر املال وقا ب وما لبسن من الزخارف... واها أليام الشبا

عارفمن املناكر وامل... وزواهلن مبا عرفت

وين الصبا صدر الصحائف... أيام ذكرك يف دوا م النقيات املراشف... واها أليامي وأيا

بانا على كثب الروادف... والغارسات ألبان قض بني احلواجب والسوالف... واجلاعالت البدر ما

ف بغري نيات املخالف ... أيام يظهرن اخلال

وزللت عن تلك املواقف... الصبا وقف النعيم على :وقال أبو نواس

واعدل هديت إىل دير االكرياح... دع البساتني من ورد وتفاح من العبادة، إال نضو أشباح... اعدل إىل نفر، دقت شخوصهم

إىل الزبور بإمساء، وإصباح... يكررون نواقيسا مرجعة فلست تسمع فيه صوت فلاح... صوت تكرهه فعد مسعك عن

ذكر املسيح بابالغ وإفصاح... إال الدراسة لالجنيل من كثب بكل نوع من الطاسات رحراح... يا طيبة، وعتيق الراح حتفتهم

أخو مدارع صوف فوق أمساح... يسقيكها مدمج اخلصرين، ذو هيف كان بالكوفة رجل أديب ضعيف احلال يقبل مهما وقع يف يده من شيء، أيت : الكويف، قال حكى أمحد بن عمر

. يعجبين من الغراب بكوره يف طلب الرزق: به دير حنة فيشرب فيه حىت يسكر، مث ينصرف إىل أهله، ويقول :ورمبا بات به، ويقوله... تطاول ليلك بالزاويه وكان املبيت هبا عافي

وجنبك ملقى على باريه... سك آجرة ومن حتت رأ فتحكم فيك بنو الزانيه... وذلك خري من االنصراف ه... وتصبح إما رهني السجون وإما قتيال على ساقي

:وهو القائل! بعد أيام قتيال على ساقية -واهللا -فوجد : قال واخريهي البكور إىل بعض امل... ما لذة العيش عندي غري واحدة

سهل القياد من الفره املدابري... خلامل الذكر مأمون بوائقه من النصارى يبيع اخلمر مشهور... حىت حيل على دير ابن كافرة

واعتم فوق دجى الظلماء بالنور... كأمنا عقد الزنار فوق نقا :وفيه قال الثرواين

السحاب جتود فيه ومترع غر... يومي هبيكل دير حنة مل يزل بيض السيوف وتارة يتدرع... متجوشن طورا وطورا شاهرا

:وكذلك قال فيه بكر بن خارجة الكويف !ظريف الروض معشوق أنيق... أال سقي اخلورنق من حمل

بسكر يف الصبوح ويف الغبوق... أقمت بدير حنته زمانا وخمتضب السوالف باخللوق... ل زهر ومنا البس إكلي

سحائب ذهبت بسنا الربوق... كأن رياضه حسنا ونورا إذا غسق الظالم، قطار نوق... كأن تقاطر األشجار فيه

هناك ومن يواقيت الشقيق... وماذا شئت من در األقاحي

دير حنة باحلرية

هو دير قدمي بناه حي من تنوخ، يقال هلم بنو ساطع، حتاذيه منارة عالية : لفرجيف احلرية قال أبو ا: دير حنة .كاملرقب، تسمى القائم، لبين أوس بن عمرو، مث لبطن منهم يقال هلم، بنو مربق

:وكان فتيان احلرية يألفونه ويشربون فيه، وإياه عىن الثرواين بقوله من دير ابن براقإىل اخلورنق ... يا دير حنة عند القائم الساقي

من شكلي وأخالقي( من بغييت فيك... وإن أصبحت ممتنعا )ليس السلو قفر وباقيك مثل الوشي من باقي... سقيا لعافيك من عاف معامله

:ذكره أبو نواس: دير حنة من يصح عنك فإين لست بالصاحي... يا دير حنة من ذات االكرياح

حنة، وأنه غري الذي ذكره أبو نواس، وذكر أن " : الديارات " كتاب وذكر أبو الفرج بن األصفهاين يف :الثرواين قال فيه

إىل اخلورنق من دير ابن براق ... يا دير حنة عند القائم الساقي

دير حنظلة الطائي

: اشيحدثين هاشم بن حممد أبو دلف اخلزاعي قال حدثين الري: باجلزيرة قال أبو الفرج: دير حنظلة الطائي .دير حنظلة باجلزيرة: حدثين أبو احمللم

نسب إىل رجل من طيء يقال له حنظلة بن أيب عفراء بن النعمان ابن حية بن سعنة بن احلارث بن احلويرث بن .ربيعة بن مالك بن سفر بن هين بن عمرو بن الغوث بن طيء

من رهطه أبو زبيد الطائي الشاعر، وكان وحنظلة هو عم إياس بن قبيصة بن أيب عفراء الذي كان ملك احلرية و .من شعراء اجلاهلية، وكان قد نسك يف اجلاهلية وتنصر وبىن هذا الدير فعرف به إىل اآلن

:وحنظلة هذا هو القائل أرى قمر الليل املغرب كالفىت... ومهما يكن ريب الزمان فإنين

استوى وصورته، حىت إذا ما هو ... يهل صغريا مث يعظم ضؤوه

وميصح حىت يستسر فال يرى... وقرب خيبو ضوءه وشعاعه يف دهره بعدما مضى: وتكراره... كذلك زيد األمر مث انتقاصه

والدار زينة وتأيت اجلبال من مشارخيها العلى... تصبح أهل الدار وإن قال أخرين وخذ رشوة أىب... فال ذا غىن يرجئن عن فضل ماله

فتنفعه الشكوى إليهن إن شكى... عن فقري يأخترن لفقره والكنت مع عبد اهللا بن حممد : حدثين جعفر بن قدامة قال حدثين محاد بن إسحاق عن أبيه حدثين أبو جناح قال

وكانت له هناك ضياع كثرية حسنة، فاجتزنا بدير حنظلة هذا، وكانت . األمني وقد خرج إىل نواحي اجلزيرة، وكانت حوله من الرياض ما ينسي حلل الوشي، وبسط خضرة وزهر، فنزلنا فيه وبعث إىل مخار أيام الربيع

:بالقرب من الفرات، فشربنا وكان عبد اهللا حسن الصوت، حاذقا بالغناء والطرب، ظريفا كامال فقالا... أال يا دير حنظلة املفدى لقد أودعتين تعبا وكد

وأجعل فوقه الورق املندى... أزف من العقار إليك زقا ومن ينشط هلا فهو املفدى... وابدأ بالصبوح أمام صحيب سحابا محلت برقا ورعدا... أال يا دير جادتك الغوادي

ويكسو الروض حسنا مستجدا... يزيد بناءك النامي مناء ولعبد اهللا يف هذا الشعر حلن من خفيف . فاصطبحنا فيه عشرة أيام، وعبد اهللا ومن معنا من املغنني يغنوننا

.الرمل، مليح :ويف هذا الدير يقول الشاعر

نفسي الفداء لطيفها من طارق... طرقتك سعدى بني شطي بارق هل تستطيع دواء عشق العاشق... يا دير حنظلة املهيج يل اهلوى

دير حنظلة اللخمي

ومن ديارات بين علقمة باحلرية، دير حنظلة بن عبد املسيح بن : جيف احلرية قال أبو الفر: دير حنظلة اللخمي .علقمة بن مالك بن ربى بن منارة بن خلم بن عدي بن احلارث بن مرة بن أدد

بىن هذا اهليكل املقدس، حمبة لوالية احلق واألمانة، : " وجد يف صدر الدير مكتوب بالرصاص يف ساج حمفورمع بقاء الدنيا تقديسه، وكما يذكر أولياؤه بالعصمة، يكون ذكر اخلاطئ حنظلة حنظلة بن عبد املسيح، يكون

. " :وفيه يقول بعض الشعراء عليه أذيال السرور مسبله... بساحة احلرية دير حنظلة

ه... أحييت فيه ليلة مقتبله وكأسنا بني الندامى معملا خوله ...والراح فيها مثل نار مشعله وكلنا مستنفد م

مبادرا قبل يالقي أجله ... فيها يلذ عاصيا من عذله

دير اخلصيان

دخلت على سليمان بن عبد : بغور البلقاء بني دمشق وبيت املقدس حكى أبو زيد األسدي قال: دير اخلصيانج األخضر، يف وسط بستان ملتفة أشجاره، امللك، وهو جالس على دكان مبلط بالرخام األمحر، مفروش بالديبا

قد أينعت مثاره، وبإزاء كل شق من الدكان روض قد أزهر بنبت الربيع ونواره، وعلى رأسه وصائف كل واحدة أحسن من صواحبها، كأهنن اللؤلؤ املنثور، يف أيديهن أباريق بألوان اخلمور، وطاسات البلور، وقد أخذ

ا فرفع رأسه، وقالالسالم علي: منه الشراب، فقلت : ك يا أمري املؤمنني ورمحة اهللا وبركاته، وكان سليمان مطرقيا سيدي، يا أمري املؤمنني أوقامت القيامة؟ قال نعم، على أهل : أبا زيد، أيف مثل هذا اليوم تصاب حيا؟ فقلت

ء يف زجاجة بيضاء قهوة محرا: أبا زيد ما يطيب يف يومنا هذا ؟ فقلت: مث أطرق، ورفع رأسه وقال! اهلوىيمان مليا دعجاء، أشرهبا من كفها وأمسح فمي بفمها، فأطرق سل ة قنواء تناولنيها مقدودة هيفاء، لفاء مصطمر

أبا زيد، حللت واهللا يف يوم فيه انقضاء أجلك، : ودموعه تصدر، فلما رأى الوصائف ذلك منه تنحني عنه، وقالنعم يا أمري : فقلت. عنقك أو ختربين مبا أثار هذه الصفة من قلبك وتصرم مدتك، وفناء عمرك، واهللا الضربن

املؤمنني، كنت جالسا على باب أخيك سعيد بن عبد امللك، وإذا جارية قد خرجت إىل رحبة القصر، عليها قميص سكب، تبني منه بياض ثدييها، وتدوير سرهتا، ونقش تكتها، ويف رجلها نعالن قد أشرق بياض قدميها

رهتا بفرد ذؤابة تضرب احلقو منها، وطرة قد زرفنت على جبينها، وصدغني كأهنما نونان على عارضيها، على مح . وحاجبني قد تقوسا على حماجر عينني مملؤتني سحرا، وأنف كأنه قصبة در

عقل طائر عباد اهللا ما الدواء ملا يشتكى؟ وما العالج مما ال ينسى؟ طال احلجاب، وابطأ الكتاب، فال: وهي تقولواللب غائر، والعني عربى، واألرق دائم، والوجد موجود، والنفس واهلة، والفؤاد خمتلس، والقلب حمتبس،

أيتها اجلارية : رحم اهللا قوما عاشوا جتلدا، وماتوا كمدا، لو كان يف الصرب حيلة، أو إىل العزاء وسيلة، فقلتبين ذكاء عقلك، وأذهلين حسن منطقك، فسترت وجهها إنسية أنت أم جنية؟ ومسائية أم أرضية؟ فقد أعج

.اعذر أيها املتكلم، فما أوحش الوجد بال مساعدة، واملقاساة لصد معاندة، مث انصرفت: بكفها وقالت .ما أكلت طيبا إال غصصت به، وال رأيت حسنا إال مسج يف عيين حلسنها -يا أمري املؤمنني -فواهللا

:ل يستفزين، والصبابة تعاودين، واحللم يعزب عين، تلك الذلفاء اليت يقول فيها الشاعركاد اجله: فقال سليمان أخرجت من كيس دهقان... إمنا الذلفاء ياقوتة

شراؤها على أخي ألف ألف درهم، وهي عاشقة لفىت ابتاعها منه، واهللا ال مات من ميوت إال حبسرهتا، وال فارق .ثقل يده ببدرة: املفاوضة، يا غالم -أبا زيد - سلوة ويف توقع املوت هبتة، فاكتم الدنيا إال بغصتها، ويف الصرب

فلما مات سعيد صارت إىل سليمان، ومل يكن يف عصرها أمجل منها، فملكت قلبه وغلبت عليه دون سائر : قاللزهر، ذات نسائه وجواريه، فخرج يوما بالقرب من دير الرهبان فضرب فسطاطه يف روضة خضراء مونقة ا

حدائق وهبجة، حتفها أنواع الزهر النضر الغض، ما بني أصفر فاقع وأبيض ناصع وأمحر ساطع، فهي مثل الثياب احلضرمية، والربود األجنمية، حتمل منها الريح نسيم املسك األذفر ويتضوع عرفها بريا فتيت العنرب، وكان له

-" سنان " ، وكان " سنان " تمع حلديثه وغنائه، يقال له مغن يأنس به، ويسكن إليه ويكثر اخللوة معه، ويسأحسن الناس وجها، وأظرفهم ظرفا، فأمره فضرب فسطاطه يف روضة خضراء مونقة الزهرات، ذات -هذا

يمان إىل " الذلفاء " حدائق وهبجة، حيفها أنواع الزهر النضر الغض بالقرب منه، وكانت ، قد خرجت مع سل

يزل سليمان يومه عند سنان يف أكمل سرور وأمت حبور، إىل أن أتى الليل، فانصرف سليمان ذلك املتنزه، فلمإىل فسطاطه، وانصرف سنان إىل موضعه، فوجد مجاعة قد أناخوا به، فسلموا عليه، فرد عليهم سالم جذالن

ما : من حاجة؟ قالواهل : بوصوهلم، فرح بنزوهلم، فأحضرهم الطعام فأكلوا، وقدم الشراب فتناولوا منه، وقال .جئناك إال للقرى

.باملنزل الرحب حللتم، وباجلانب اخلصب نزلتم: فقالأما السماع فال سبيل إليه مع غرية أمري : أما الطعام فقد أكلنا، وأما الشراب حضر، وبقي السماع، قال: فقالوا

اجة لنا يف الطعام والشراب عندك ما مل فال ح: املؤمنني وهنيه إياي عن الغناء، إال ما كان يف جملسه، قالوا له :تسمعنا، فلما رآهم غري مغفلني عنه رفع عقريته، وغىن هبذه األبيات

من آخر الليل حىت ملها السهر... حمجوبة مسعت صويت فأرقها فدمعها لطروق الصوت ينحدر... مل حيجب الصوت أحراس وال غلق

ر... تدين على فخذيها من معصفرة واحللي باد على لباهتا خص أوجهها عنده أهبى أم القمر؟... يف ليلة البدر ال يدري مضاجعها تكاد من رقة باملشي تنفطر... لو خليت ملشت حنوي على قدم

، خرجت إىل صحن الفسطاط لتسمع الصوت، وجعلت ال تسمع شيئا" سنان " صوت " الذلفاء " فلما مسعت ا وافق ذلك من وقت الليلة املقمرة، إال رأت ذلك كله يف نفسها ووقتها وهيئتها، فحرك من نفث حسن مع ميمان فلم جيدها يف الفسطاط، فخرج ذلك ساكنا كان يف قلبها، فهملت عيناها بالدموع وعال حنيبها، فانتبه سل

:فقالت يا أمري املؤمنني" ذلفاء" ما هذا يا : إىل صحنه فرآها على تلك احلالة، فقال هلا قبيح احمليا واضع األب واجلد... أال رب صوت رائع من مشوه

إىل أمة يدعى معا وإىل عبد... يروعك منه صوته ولعله الذلفاء " ، فدعت " بسنان " علي : يا غالم. دعيين من هذا، فواهللا لقد خامر قلبك منه ما خامره: قال سليمان

يمان . فحذرته فلك عشرة آالف درهم وأنت حر" سنان " إن سبقت إىل : ادما هلا، وقالتخ" فسبق رسول سل :فقال" سنان " أنا : من أنت؟ قال: فأحضره، فلما وقف بني يديه وسليمان يرعد غرية، قال سليمان

كان هلا رحيانة تشمه... تثكل يف الثكلى سنانا أمه

ه حياته تغمه.. .وخاله يثكله وعمه ذو سف :فقال سنان

إن لساين بالشراب منكسر... استبقين إىل الصباح أعتذر ر... فارسك الكليب يف يوم يكر فإن يكن أذنب ذنبا أو عثر فالسيد العايف أحق من غف

محلين الثمل، وقوم طرقوين، وأنا عبد يا أمري املؤمنني: ، أمل أهنك عن مثل هذا الفعل؟ فقال" سنان " يا : مث قال .أمري املؤمنني، فإن رأى أال يضيع حظه مين فليفعل

، يا : فقال أما علمت أن الرجل إذا تغنى " سنان " أما حظي منك فال أضيعه، ولكن ال تركت للنساء فيك حظا

بعت له الناقة، يا غالم ائتين أصغت له املرأة، وأن الفرس إذا صهل تودقت له احلجر، وأن الفحل إذا هدر ض .دير اخلصيان، وبه يعرف إىل اليوم: حبجام فجبه، فعاش بعد ذلك سنة ومات، فسمي ذلك الدير

قال أخربنا أبو زيد عمر بن - وهذا اخلرب أصح ما روى يف ذلك إسنادا -أخربين أمحد بن عبد العزيز اجلوهري .شبة عن معن ابن عيسى

قال ابن جناح حدثين معن بن : يونس قال حدثين عمر بن شبة قال حدثين أبو غسان قال وأخربنا إمساعيل بنكان سبب ما خصي له املخنثون : عيسى عن عبد الرمحن بن أيب الزناد عن أبيه وعن حممد بن معن الغفاري قاال

جلساؤه، فدعا باملدينة أن سليمان بن عبد امللك كان يف نادية له يسمر ليلة على ظهر سطح، فتفرق عنهبوضوء فجاءت به جارية له، فبينما هي تصب عليه إذ أومأ بيده وأشار هبا مرتني أو ثالثا، فلم تصب عليه،

فأنكر ذلك فرفع رأسه، فإذا هي مصغية بسمعها إىل ناحية العسكر، وإذا صوت رجل يغين، فأنصت له حىت ذكر الغناء فلني فيه حتى ظن القوم أنه يشتهيه ويريده، مسع مجيع ما تغنى به، فلما أصبح أذن للناس، مث أجرى

فأفاضوا فيه بالتسهيل وذكر من كان يسمعه، فقال سليمان فهل بقي أحد يسمع منه الغناء؟ فقال رجل من وأين منزلك؟ فأومأ إىل الناحية اليت كان : عندي يا أمري املؤمنني رجالن من أهل أبله جميدان حمكمان، قال: القوميمان، فقال: غناء منها، قالال : ما امسك؟ قال: فابعث إليهما، ففعل، فوجد الرسول أحدمها، فأدخله على سل

وأين كنت؟ فأشار إىل : الليلة املاضية، قال: مىت عهدك به؟ قال: مسري، فسأله عن الغناء، فاعترف به، فقالأقبل على القوم فما غنيت به؟ فأخربه : الناحية اليت مسع سليمان منها الغناء، قال الشعر الذي مسعه سليمان، ف

هدر اجلمل فضبعت الناقة، ونب التيس فشكرت الشاة وهدر احلمام فزافت احلمامة، وغنى الرجل : فقال. باملدينة يف املخنثني وهم أئمته واحلذاق فيه: وسأل عن الغناء أين أصله؟ فقيل. فطربت املرأة، مث أمر به فخصي

حممد بن عمرو بن حزم األنصاري، وكان عامله عليها، أن اخص من قبلك من املخنثني فكتب إىل أيب بكر بن قرأت كتاب سليمان يف الديوان، : فزعم موسى بن جعفر بن أيب كثري قال أخربين بعض الكتاب قال -املغنني

: قال - إنه صحف القارئ، وكانت احص: ومن ال يعلم يقول: قال. فرأيت على اخلاء نقطة كتمرة العجوةوقال بعضهم حني . الدالل، وطريف، وحبيب نومة الضحى: فتتبعهم ابن حزم فخصى منهم تسعة، فمنهم

قال أخربين . فزعم ابن أيب ثابت األعرج: قال. وهذا كالم يقوله الصيب إذا خنت. سلم اخلاتن واملختون: خصيذي ختنهم، وكان غالمه قد أعانه على أقبلنا من مكة ومعنا بدراقس وهو ال: قال. محاد بن نشيط احلسين

يا بن أخي : من أنت؟ قال: خصائهم، فنزلنا على حبيب نومة الضحى، فاحتفل لنا وأكرمنا، فقال له ثابتأنا حبيب، فاجتنبت : وأيهم أنت؟ قال! واسؤتاه: وأنت ختنتين، قال: أو قال! أجتهلين وأنت وليت ختاينوأما ابن الكليب فإنه ذكر عن . ية الدالل بعد سنة أو سنتني تتناثروجعلت حل: قال. طعامه، وخفت أن يسمين

أيب مسكني ولقيط أن أمين كتب بإحصاء من يف املدينة من املخنثني ليعرفهم، فيوفد عليه من خيتاره للوفادة، فظن .أنه يريد اخلصاء فخصاهم

ونسخت أنا -قال حدثين ابن جعدبة حدثين حممد بن سالم : حدثين أبو أيوب املديين قال: أخربين وكيع قال :عن املديين عن ابن جعدبة واللفظ له -من كتاب أمحد بن احلارث اخلراز

ا على فراشه يف ا صنعه مبن كان باملدينة من املخنثني، أنه كان مستلقي أن الذي هاج سليمان بن عبد امللك على مان، وعليها وشاحان من ذهب، ويف عنقها فصالن من الليل، وجارية له إىل جنبه، وعليها غاللة ورداء معصفر

، ويف عسكره رجل يقال له مسري األبلي يغني، فلم يفكر لؤلؤ وزبرجد وياقوت، وكان سليمان هبا مشغوفاسليمان يف غنائه شغال هبا وإقباال عليها، وهي الهية عنه ال جتيبه مصغية إىل الرجل، حىت طال ذلك عليه، فحول

:مغضبا، مث عاد إىل ما كان مشغوال عن فهمه هبا، فسمع مسريا يغين بأحسن صوت وأطيب نغمةوجهه عنها من آخر الليل حىت شفها السهر... حمجوبة مسعت صويت فأرقها

واحللي منها على لباهتا خصر... تدين على جيدها ثنيي معصفرة القمرأوجهها عنده أهبى أم ... يف ليلة النصف ما يدري مضاجعها

:ويروى أم وجهها القمر... أوجهها ما يرى

تكاد من رقة للمشي تنفطر... لو خليت ملشت حنوي على قدم وأخربين ذكاء وجه الرزة أنه مسع فيه حلنا للدالل من .. الغناء لسمري األبلي رمل مطلق بالبنصر عن حبش -

.الثقيل األولا هتوى مسريا، فوجه من وقته من أحضره وحبسه، ودعا هلا فلم يشكك سليمان أن الذي هبا مما مسعت، وأهن -

أخربيين عما بينك وبني : سلين عما تريد، قال: قالت! واهللا لتصدقين أو ألضربن عنقك: بسيف ونطع، وقالواهللا ما أعرفه وال رأيته قط، وأنا جارية منشئي احلجاز، ومن هناك محلت إليك، وواهللا ما : هذا الرجل؟ قالت

ذه البالد أحدا سواك، فرق هلا وأحضر الرجل فسأله، وتلطف له يف املسألة، فلم جيد بينه وبينها سبيال، أعرف هب .ومل تطب نفسه بتخليته سويا فخصاه، وكتب يف املخنثني مبثل ذلك

.هذه الرواية صحيحة

دير درزجيان

قرأت على : احلسن الواسطي الصويف قرب بغداد، على دجلة، باجلانب الغريب منها قال يل أبو: دير درزجيان :حضر فالن بن فالن الدمشقي وهو يقول: حائط دير بدرزجيان

فقليب ثاو عندكم ومقيم ... لئن كان شحط البني فرق بيننا

دير الرصافة

وأن املتوكل أمر . الفرخ: ، وأن اسم صاحب القصيدة" دير حنينا " ذكر ابن عساكر أن امسه : دير الرصافة .١٤٥ق - ١٩ -خمطوطة الظاهرية -ابن عساكر : الديرهبدم

.٥٨٠ - ٢هو بدمشق : قال البكري .أوضح ياقوت أن هذا الدير يقع يف رصافة هشام وهي تبعد عن دمشق مثانية أيام -

(.دير الرصافة)معجم البلدان

.الروم امللكية.. يستدل من البكري أنه من بناء الروم - .البكري

.ه رأى الدير، وقرر أنه من عجائب الدنيا حسنا وعمارةذكر ياقوت أن - :ويف هذا الدير قال شاعر مشريا إىل جمده، ومعرضا باألمويني - ( دير الرصافة)معجم البلدان

!غداة حتولت عنك اخلالفه... نراك جزعت يا دير الرصافة ! فإن لكل جمتمعني آفه... فال جتزع وتذري الدمع حزنا

ةدير الرصاف

يف رصافة هشام بن عبد امللك

:اجتاز أبو نواس هبذا الدير وقال فيها تشتهي النفوس وهتوى... ليس كالدير بالرصافة دير فيه م

ا... بته ليلة فقضيت أوطا را ويوما مألت قطريه هلوا خرج إىل كنت مع املت: حدثين أبو عبد اهللا بن محدون قال: حدثين جعفر بن قدامة، قال: قال أبو الفرج وكل مل

الشام، فركب يوما من دمشق يتنزه يف رصافة هشام، يزور قصوره وقصور ولده، مث خرج، فدخل ديرا هناك قدميا، من بناء الروم، بني أهنار ومزارع وأشجار، فبينما هو يدور فيه، إذ بصر برقعة ملصقة، فأمر أن تقلع،

:فقلعت، فإذا فيها تالعب فيه مشال ودبور... يا أيا منزال بالدير أصبح خال

ومل يتبختر يف فنائك حور... كأنك مل تسكنك بيض أوانس صغريهم عند األنام كبري... وأبناء أمالك عباشم سادة

وإن لبسوا تيجاهنم فبدور... إذا لبسوا أدراعهم فعنابس ر... على أهنم يوم اللقاء ضراغم وأهنم يوم العطاء حبو

وخيل هلا بعد الصهيل شخري... م وعساكر وحولك رايات هل وفيك ابنه يا دير وهو أمري... ليايل هشام يف الرصافة قاطن وأنت طرير والزمان غرير... إذ العيش غض واخلالفة لدنة وعيش بين مروان فيك نضري ... وروضك مرتاض، ونورك نري

كورعليك هلا بعد الرواح ب... بلى، فسقاك الغيث صوب غمامة بشجو، ومثلي بالبكاء جدير... تذكرت قومي خاليا فبكيتهم

هلا ذكر قومي أنة وزفري... وعزيت نفسي وهي نفس إذا جرى له بالذي هتوى النفوس يدور... لعل زمانا جار يوما عليهم

ويطلق من ضيق الوثاق أسري... فيفرح حمزون، وينعم بائس

!وإن صروف الدائرات تدور... رويدك إن اليوم يتبعه غد من : مث دعا بصاحب الدير، فقال له! فلما قرأها املتوكل ارتاع هلا وتطري وقال أعوذ باهللا من سوء أقداره: قال

وأنا مذ نزل أمري املؤمنني هذا املوضع، ال أملك من أمر هذا الدير : قال. كتب هذه الرقعة؟ فأقسم أنه ال يدريرية وخيرجون، وغاية قدريت أين متوار يف قالييت، فهم بضرب عنقه، وإخراب الدير، شيئا، يدخله اجلند والشاك

فكلمه صحبه إىل أن سكن غضبه، مث بان بعد ذلك أن الذي كتب األبيات رجل من بين روح بن زنباع .اجلذامي، وأمه من موايل هشام بن عبد امللك

دير الرها

.باجلزيرة بني املوصل والشام: دير الرهافدخلتها ألشاهد . اجتزت بكنيسة الرها عند مسريي إىل العراق: قال: ثين أبو حممد محزة بن القاسم الشاميحد

حضر فالن بن فالن : فبينما أنا يف تطوايف، إذ رأيت على ركن من أركاهنا مكتوبا باحلمرة. ما كنت أمسعه عنهاوأشد العذاب تطاول األعمار . ياة، وحضور الوفاةمن إقبال ذي الفطنة، إذا ركبته احملنة انقطاع احل: وهو يقول

:وأنا القائل. يف ظل اإلدبار ونفس تعالت باملكارم والنهى... ويل مهة أدىن منازهلا السها

فبلغت األيام يب بيعة الرها... وقد كنت ذا حال مبرو قريبة ولكنين أصبحت ذا غربة هبا... ولو كنت معروفا هبا مل أقم هبا

وتفريق جمموع وتنغيص مشتهى... األيام إبعاد مصطفى ومن عادة . فاستحسنت النظم والنثر وحفظتهما

دير زرارة

وهو بني الكوفة ومحام أعني، على ميني احلاج من بغداد، نزه، كثري احلانات والشراب، ال خيلو ممن : دير زرارة .يطلب اللهو واللعب، ويؤثر البطالة والقصف

خرج : حدثنا العباس بن ميمون بن طائع قال حدثين ابن خرداذبة قال: اخلزاعي قالأخربين هاشم بن حممد هل لك أن منضي إىل زرارة فنقصف : مطيع بن إياس، وحيىي بن زياد حاجني، فقدما أثقاهلما وقال أحدمها لآلخر

.ليلتنا عنده، مث نلحق أثقالنا؟ فما زال ذلك دأهبم، حىت انصرف الناس من مكة :بعرييهما وحلقا رؤوسهم ودخال مع احلجاج املنصرفني، وقال مطيع يف ذلك فركبا: قال

وكان احلج من خري التجارة... أمل ترين وحيىي قد حججنا فمال بنا الطريق إىل زرارة... خرجنا طاليب خري وبر

وأبنا موقرين من اخلسارة... فعاد الناس قد غنموا وحجوا .وغريهوقد روي هذا اخلرب لبشار بن برد

دير زكى

تل زفر، وهو زفر ابن احلارث الكاليب، وفيه ضيعة يقال هلا : هو دير بالرها بإزائه تل يقال له: دير زكىفيها بستان موصوف باحلسن، وفيه -كذا قال األصبهاين -الصاحلية، اختطها عبد امللك بن صاحل اهلامشي

أخربين احلسن بن علي قال حدثنا عبد اهللا بن . ، وتشوقوهوقد ذكره الشعراء، وذكروا هبجته. سروتان قدميتانبن خلف بن املرزبان قال حدثين أبو العباس . حدثين حممد بن عبد اهللا بن مالك: أيب سعد قال وأخربين به حممد وكان خلفها بالرقة، فلما قدم إىل مدينة السالم اشتاقها، - جاريته - كان الرشيد حيب ماردة : الكاتب قال

:ب إليهافكت حتية صب به مكتئب... سالم على النازح املغترب

إىل دير زكى فقصر اخلشب... غزال مراتعه بالبليخ بتخليفه طائعا من أحب... أيا من أعان على نفسه

والستر من شيميت هوى من أحب مبن ال أحب... سأستر :فأجاب الرشيد عنها هبذه األبيات، فقال - صاحب علية -فلما ورد كتابه عليها أمرت أبا حفص الشطرجني

وفيه العجائب كل العجب... أتاين كتابك يا سيدي وأنك يب مستهام وصب... أتزعم أنك يل عاشق

لتتركين هنزة للكرب... فلو كان هذا كذا مل تكن نبات اللذاذة مع من حتب... وأنت ببغداد ترعى هبا مبا يف الكتبويا من شجاين... فيا من جفاين ومل أجفه وأسعر قليب حبر اللهب ... كتابك قد زادين صبوة

فكيف بكتمان دمع سرب... فهبين نعم قد كتمت اهلوى لوافتك يب الناجيات النجب... ولوال اتقاؤك يا سيدي

مجيعا، فلما قرأ الرشيد كتاهبا أنفذ من وقته خادما على الربيد حىت حدرها إىل بغداد يف الفرات، وأمر املغنني .فغنوا يف شعره

دير سعد

.دير سعد بغريب املوصل قريب من دجلة، منسوب إىل سعيد بن عبد امللك بن مروانأخربنا احلرمي بن أيب العالء قال حدثنا الزبري بن بكار قال حدثين : قال أبو الفرج علي بن احلسني األصبهاين

علفة وجثامة، : خرج عقيل بن علفة وابناه: اك قالحممد بن الضحاك عن أبيه قال وجدت يف كتاب خبط الضحمث إهنم قفلوا هبا حىت كانوا ببعض الطريق، . وابنته اجلرباء حىت أتوا بنتا له ناكحا يف بين مروان بالشام فآمت

:فقال عقيل بن علفة على عرض ناطحنه باجلماجم... قضت وطرا من دير سعد وطاملا

هبا عطشا أعطينهم باخلزائم.. .إذا هبطت أرضا ميوت غراهبا :أنفذ يا علفة، فقال علفة: مث قال

نشاوى من االدالج ميل العمائم... فاصبحن باملوماة حيملن فتية تذارعن باأليدي آلخر طاسم... إذا علم غادرنه بتنوفة

:فقالت. نعم: وأنا آمنة؟ قال: أنفذي يا جرباء، فقالت: مث قال عقارا متشى يف املطا والقوائم... كأن الكرى سقاهم صرخدية

! لوال األمان لضربت بالسيف حتت قرطك، أما وجدت من كالم غري هذا! شربتها ورب الكعبة: فقال عقيلإمنا أجازت، وليس غريي وغريك، فرماه عقيل بسهم فأصاب ساقه وأنفذ السهم ! وهل أساءت: فقال جثامة

: مث قال. تها مث محلها على ناقة جثامة وتركه عقريا مع ناقة اجلرباءساقه والرحل، مث شد على اجلرباء فعقر ناق .لوال أن تسبين بنو مرة ما ذقت احلياة

. لئن أخربت أهلك بشأن جثامة، أو قلت هلم إنه أصابه غري الطاعون ألقتلنك: مث خرج متوجها إىل أهله وقالهل لكم يف جزور انكسرت؟ : فقال هلم. عله جبثامةندم عقيل على ف( وهم بنو القني)فلما قدموا على أهل أبري

قالوا فالزموا أثر هذه الراحلة حىت جتدوا اجلزور، فخرج القوم حىت انتهوا إىل جثامة فوجدوه قد . نعم: قالواأنزفه الدم، فاحتملوه وتقسموا اجلزور، وأنزلوه عليهم، وعاجلوه حىت برأ، وأحلقوه بقومه، فلما كان قريبا منهم

:تغىن وما هن والفتيان إال شقائق... ايعذر الحينا ويلحني يف الصبا

إمنا أفلت من اجلراحة اليت جرحك أبوك آنفا وقد عاودت ما يكرهه فأمسك عن هذا وحنوه إذا : فقال له القوم . إمنا هي خطرة خطرت والراكب إذا سار تغىن: لقيته ال يلحقك منه شر وعر، فقال

عمر سفر يشوع

.أسفل مدينة واسط: شوععمر سفر يكنت أعاشر مجاعة من أهل الظرف وأوالد : حدثين أبو عبد اهللا الواسطي، الشاعر املعروف بابن اآلجري قال

فدعانا فىت منهم إىل العمر الذي يف أسفل مدينة واسط، ويعرف العمر . الرؤساء وجنتمع على الشراب دائمالة والشراب كل شيء ظريف، وأقمنا ثالثة أيام، ومضت لنا به فمضينا ومعنا من الغناء واآل. بعمر سفر يشوع

فلما كان بعد ذلك بشهور . أوقات طيبة، وانصرفنا يف اليوم الرابع وتفرقنا بعد ذلك للمعايش واملتصرفات أال أخربكم حبايل: دعينا إىل العمر، فلما حصلنا يف القالية اليت كنا شربنا فيها يف تلك الدفعة قال لنا الفىت

.بلى: بعدكم؟ قلناإنكم ملا انصرفتم من عندنا جاءين شاب له رواء ومنظر حسن، ومعه غالم نظيف الوجه يف مثل زيه، : قال

فحزن وتبينت . أين الفتيان الذين كانوا عندك جمتمعني؟ فقد غلسوا يف االنصراف: فقال يل. أحسبه حبيبا لهفحدثته فانبسط، واستدعى ما أكل هو . وكم أقمتم مث سألين عن حالكم، وما صنعتم،. الكآبة يف وجهه

فلما كان يف اليوم الرابع . وصاحبه، وأخذا يف الشرب، وطربا، وأقاما على حاهلما ثالثة أيام، ففعل مثل فعلكم .إن عادوا أوقفهم عليه، وانصرف: ودعين وأخذ فحمة وكتب على حائط البيت شعرا، وقال

:فنهضنا إىل البيت فإذا هو قصدت العمر من طرب... إين مسعت بكم إخويت

وكذا الدهر ذا نوب... فوجدت الدهر فرقكم فأجاب القس بالعجب... وسألت القس ما فعلوا

وشربنا من دم العنب... ففعلنا مثل فعلكم منذ عهد الالت والنصب... بنت كرم عتقت زمنا وأكلنا يانع الرطب ... وجنينا احللو من مثر

ا يدعو بوا حريب... ى مضض وتفرقنا عل كلن .فلما عدنا إىل واسط حبثنا عن الرجل، فلم نعرف له خربا، فعلمنا أنه غريب اجتاز بالبلد

دير سليمان

.دير سليمان بالثغر قرب دلوك مطل على مرج العني، وهو غاية يف النزاهةا عنه الثغور اخلزرية، فكان أكثر مقامه ويل إبراهيم بن املدبر بعقب نكبته وزواهل: أخربين جعفر بن قدامة قال

: مبنبج، فخرج يف بعض أيام واليته إىل نواحي دلوك رعبان، وخلف مبنبج جارية كان يتحظاها مغنية يقال هلاغادر، فحدثين بعض كتابه أنه كان معه بدلوك وهو على جبل من جباهلا فيه دير يعرف بدير سليمان، من

:فيه، ودعا بطعام خفيف، فأكل وشرب، مث دعا بدواة وقرطاس فكتب أحسن بالد اهللا وأنزهها، فنزل أديرا الكؤوس فاهنالين وعالين... أيا ساقيينا وسط دير سليمان

وذا ثقيت بني األنام وخلصاين... وخصا بصافيها أبا جعفر أخي أود وعودا بعد ذلك لنعمان... وميال هبا حنو ابن سالم الذي

تنكرت عيشي بعد صحيب وإخواين... صحب إنين وعما هبا الندمان وال لذكرى حبيب قد شجاين وعناين... وال تتركا نفسي متت بسقامها

وأقبل حنوي وهو باك فأبكاين... ترحلت عنه عن صدود وهجرة بلوعة حمزون وغلة حران... وفارقته واهللا جيمع مشلنا

شجاينفهيج يل شوقا وجدد أ... وليلة عني املرج زار خياله بأملح آماق وأنظر إنسان... فأشرفت أعلى الدير أنظر طاحما

تسكن من وجدي وتكشف أحزاين... لعلي أرى أبيات منبج رؤية وفديت من لو كان يدري لفداين... فقصر طريف واستهل بعربة

وناجاه قليب بالضمري وناجاين ... ومثله شوقي إليه مقابلي

دير مسالو

.ة الشماسية ببغداد مما يلي الربداندير مسالو يف رق -خرجت يوما وقد عرض يل ضيق صدر وتقسم فكر إىل املوضع املعروف : حدثين أبو بكر حممد بن عمر قال

فاجتزت بدير مسالو، على هنر الفضل، فجلست يف موضع حتت ظل شجرة يف فناء الدار أترمن بأبيات، . باملالكية

ما بقليب محلين على : يا فىت، وحدك يف مثل هذا املوضع؟ فقال -: فقلت إذ مر يب غالم أمرد كالقمر الطالعركوب الغزر، فباهللا عليك أال ما عرفتين هل مضى بك قوم من األتراك ومعهم مغنية على محار، عليها كساء

ل نعم، هم يف ذلك البستان، ولكن عرفين، تريد الدخول عليهم؟ فارتعد رعدة عظيمة، ومل يز: نارجني؟ فقلتومل أزل أسليه وأشجعه، وعلمت أنه يهوى املغنية، وأهنا قد تركته وخالفته، . لونه يتغري حىت سكن قليال

ا : وخرجت مع األتراك، فلما هدأ من زفرته وأفاق من غشيته، قال لقد من اهللا تعاىل علي بك، وإال فقد كان مم وسألين مساعدته واملشي معه إىل أن يصل بقليب حيملين على دخول البستان وحصويل حتت حال قبيحة، مث قا

.البلدفقمت معه وقويت من نفسه، وأخذت به يف طريق بني البساتني حىت ال . وتبني موضع اخلطأ فجزع جزعا شديدا

:يراه من ميشي على اجلادة، فلما قربنا من البلد، أخذ خرقة فكتب على حائط بستان اجتزنا به والكالم الرقيق حتت املنارة ...أين تلك العهود يا غدارة

واختالقا ونغشة وعيارة... قد علمنا بأنه كان زورا عن هواكم ولو بشق املرارة... فاجهدي اجلهد كله قد سلونا

أي واهللا، وظننتها الكلبة تفي، فاستحلفتها حتت منارة جامع الرصافة : كأنك يف اجلامع عرفتها؟ فقال: فقلت لهفلما عرفت خروجي إىل زيارة املشهد . بال، فحلفت أهنا ال تواصل غريي، وال تريد سوايبأميان ال حتملها اجل

ا فعلت، فلما قدمت سألت عنها فخربت خربها، فخرجت على وجهي حىت بالطفوف اغتنمت غيبيت ففعلت م . يقاأحسن اهللا جزاءك عين، وتوىل مكافأتك، وافترقنا بعد أن عرفت منزله وصار يل صد. لقيتين فرددتين

دير مسعان

دير مسعان اشتهر هذا الدير بوفاة عمر بن عبد العزيز فيه، ولكن االختالف شديد يف موقعه، ويف تعيني املكان .، وقيل إنه تويف خبناصرة ودفن يف دير مسعان" خناصرة " الذي مرض فيه اخلليفة األموي، فقيل إنه تويف يف

.ناصر ودفن بدير مسعان من أرض املعرةذكر صاحب العيون واحلدائق أنه تويف خب - : يف ذكر عمر بن عبد العزيز: قال املسعودي -

ذه الغاية معظم وقربه مشهور يف هذا املوضع إىل ه. وتويف بدير مسعان من أعمال محص مما يلي بالد قنسرين .يغشاه كثري من الناس من احلاضرة والبادية، مل يعرض لنبشه فيما سلف من الزمان

ه، وتوجه ٥٨٤وكانت صحة القرب يف محص مشكوكا فيها يف أيام صالح الدين األيويب، وملا مر حبلب سنة -، مما يدل على أن القرب املنسوب إىل اخلليفة األموي كان منها قاصدا معرة النعمان اجتاز حبمص، ومل يقم هبا

.مشكوكا فيه تلك األياممثة ديارات عديدة حتمل اسم مسعان اشتهر معظمها يف جوار حلب وانطاكية ودمشق ومحص واملعرة، ولذلك -

.مل يوفق املؤرخون يف حتديد قرب عمر يف أحدهاقال ابن طولون أثناء . قاسيونيستدل من وصف أيب الفرج أن دفن عمر بن عبد العزيز كان على جبل -

مشايل هاتني : ه قال٦٣٥ه والثانية سنة ٦٢١كالمه على املدرستني املعظمية والعزيزية، وكان بناء األوىل سنة

وله باب يفتح إىل الشرق وداخله عدة قبور . املدرستني حوش عظيم حبيطان عالية يقال إنه دير مسعان كان .معظمة

دير مسعان

بدمشق

دمشق، بالقرب من الغوطة، على قطعة من اجلبل، يطل عليها، وحوله بساتني وأهنار، وموضعه هو بنواحي .حسن جدا، وهو من كبار الديرة، وعنده دفن عمر بن عبد العزيز، بظاهره

:قال راثيه ال يبعدن قوام العدل والدين... قد قلت إذ ضمنوك الترب وانصرفوا

بدير مسعان قسطاس املوازين. ..قد غيبوا يف ضريح القرب منجدال وال النخيل وال ركض الرباذين... من مل يكن مهه عينا يفجرها

وقد ذكر أبو الفرج أن صاحب دير مسعان دخل على عمر بن عبد العزيز بفاكهة يطرفه هبا يف مرضه، فقبلها إمنا هي من مثر شجرنا، ! مننييا أمري املؤ: منه، وأمر له بدراهم، فأىب أن يأخذها، فما زال حىت أخذها، وقال

إين ميت من مرضي هذا، فحزن ! يا صاحب دير مسعان: مث قال! وإن كان من مثر شجركم( رمحه اهللا)فقال عمر . بعين موضع قربي من أرضك، سنة، فإذا جاء احلول، فانتفع به: مث قال له عمر. وبكى

دير السوسي

.دير السوسي بنواحي سر من رأى باجلانب الشرقيهو دير مرمي بناه رجل من أهل السوسي وسكنه هو ورهبان معه فسمي به، وهو بنواحي سر من : قال البالذري

.رأى باجلانب الغريب :ذكره ابن املعتز يف شعره، فقال

واسقياين دم ابنة العنقود... علالين بصوت ناي وعود وعلى ذاك كان قتل الوليد... أشرب الراح وهي تشرب عقلي

ح وساق حثثته مبزيد... سكر جعلت موعده الصب رب خ ودير السوسي باهللا عودي... يا ليايل باملطرية والكر

ة لكنها بغري خلود... كنت عندي أمنوذجات من اجل نقصدت بسر من رأى رائدا بعض كبارها بشعر مدحته به، فقبلين وأجزل صليت، ووهب : قال أمحد بن أيب طاهر

ا حسن الوجه، فسرت أريد بغداد، فلما سرت حنو فرسخ، أخذتنا السحاب، فعدلت إىل دير يل غالما روميأنت العشية بائت : السوسي لنقيم فيه إىل أن خيف املطر، فاشتد القطر وجاء الليل، فقال الراهب الذي هو فيه

رأيت أصفى منه وال فبت عنده، فأخرج يل شرابا جيدا، ما . هنا، وعندي شراب جيد، فتبيت تقصف مث تبكر :أعطر، وبات الغالم يسقيين، والراهب ندميي، حىت مت سكرا، فلما أصبحت رحلت وقلت

ودير لسوسيها الراهب... سقى سر من رأى وسكاهنا وبدر على غصن صاحيب... فقد بت يف ديره ليلة

ح صفراء كالذهب الذائب... غزال سقاين حىت الصبا ومنت ونام إىل جانيب... سقاين املدامة مستيقظا

! جناها الذي خطه كاتيب... وكانت هناة يل الويل من

دير صليبا

يقع بنواحي دمشق مقابل باب الفراديس، ويعرف بدير خالد أيضا، ألن خالد بن الوليد ملا نزل : دير صليبا .حماصرا لدمشق كان نزوله به

:جرير قال اخلالدي إنه يلي باب الفراديس، والدليل قول - !يا بعد يربين من باب الفراديس... فقلت للركب إذ جد النجاء هبم

:وأنشد فيه قول اآلخر، وهو بالال بقالليه وأشجاره... يا دير باب الفراديس املهيج يل

ملا قضى منك قليب بعض أوطاره... لو عشت تسعني عاما فيك مصطحبا .يعرف هذا الدير أيضا بدير السائمة - . إن دير خالد كان خارج الباب الشرقي مما يلي بيت اآلبار فخرب: قال ابن عساكر -

.قال ابن الكليب إن الدير كان على ميل من الباب الشرقي -قال إنه أقام به شهرا فقال . من الشعراء الذين زاروا هذا الدير أبو الفتح حممد بن علي املعروف بأيب اللقاء - :فيه

ا... يبا جنة لقبت بدير صل مبدعا حسنه كماال وطيبا فظلنا فيه شهرا وكان أمرا عجيبا... جئته للمقام يوم

دير صليبا

أخربنا أبو عبد اهللا حممد بن الفضل : بالقرب من دمشق مطل على الغوطة حدثين أبو بكر حممد بن عمر قالملا شخص إىل الشام، فلما صرنا كنت مع املتوكل: حدثين بعض بين محدون عن شيوخه قال: النحوي، قال

حبمص قال أريد أن أطوف كنائس الرهبان كلها، واملوضع املعروف بالفراديس إذا وصلنا إليها فإين كنت أمسع مث أنزلنا منزال بني كنائس عظيمة وآثار قدمية، ترتاح . بطيب هذا املوضع، فقلت الرأي ما رآه أمري املؤمنني

هل لك يف : فلما استراح من نصب الركوب استدعاين وقال. زهلا أال يرحتل عنهاالنفوس إليها، ويشتهي من ينفأخذ بيدي، فلم يزل يستقري تلك الكنائس والديارات، ويشاهد فيها . كما أمر أمري املؤمنني: التطواف؟ قلت

غصون، من عجائب الصور وفاخر اآللة، ويرى من أحداث الرهبان وبنات القسيسني وجوها كأهنا أقمار يف ر بنا شيء من ذلك يقول يل ترى وحيك ما حنن فيه؟ ما شاهدت : تتثىن يف تلك األروقة والصحون، وكلما م

مث خلونا براهب من قوام الكنيسة، فلم يزل املتوكل يسأله عن حال كل جارية وغالم مير به، ! مثل هذا قطحضر الغريب املشرد : من ذلك فإذا هو وامسه ونسبه، وهو ميشي، إذ ملح كتابة على حائط الكنيسة، فقربنا

شتت مشلي بعد اإللفة، وشقي جسمي بعد الكلفة، ومشيت من العراق إىل هذا الرواق، : احلريب وهو يقول :وارحتلت عنه يف ذي احلجة من سنة إحدى ومائتني، وأنا أقول

وتبدلت كربة بسرور... آل أمري إىل أخس األمور تتبارى يف هتكة املستور ...واعترتين من الزمان خطوب كل شيء يذل للمقدور... نفس صربا حلادثات الليايل

ما أطرف هذا املسكني، وما أحرق هذا األنني وحنن يف ذلك، إذ مرت بنا جارية ما رمقت عيين ! وحيك: فقالت حبسن أدب فأقبل. تعايل يا جارية: فقال هلا املتوكل...هلا شبيها، وعليها جوب ويف يدها دخنة تدخن هبا

فقالت . اسقيين ماء: قال املتوكل. سعانني: وما امسها؟ قال: قال. ابنيت: من هذه؟ فقال: فقال للراهب. وكماليا سيدي، ماؤنا ها هنا من ماء الغدران، ولست أستنظف لك آنية الرهبان، ولو كانت ترويك جلدت هبا : له .لك

فقال . واشتد عجبه هبا وشهوته هلا. أن أشربه، فشربتهمث أسرعت، فجاءت بكوز من فضة فيه ماء، فأومأ إيلأما اآلن فأنا عبدتك، وأما إذا عرفت صحة حبك، : إن هويتك تسعديين؟ فتنفست وقالت! يا سعانني: هلا

:أما مسعت قول الشاعر. وتنكنت من قلبك، فما أخوفين من حدوث الطغيان عند متكن السلطانا. ..كنت يل يف أوائل األمر عبدا مث ملا ملكت صرت عدو صار مين جتنبا ونبوا... أين ذاك السرور عند التالقي

قالت . فهيب يل نفسك اليوم حىت نشرب أنا وأنت، فإين ضيفك: فطرب املتوكل وكاد يشق قميصه، مث قال هلا .بالرحب والسعة: له

ا، مث مضت فجاءت بآدام نظاف مث أصعدت بنا إىل علية مشرفة على تلك الكنائس كلها، فرأينا منظرا حسنفجيء خبروف وسنبوسج، وأشياء . ورقاق، وكأن املتوكل عافها لعزة اخلالفة، فاستأذهنا يف إحضار طعام، فأذنت

فاستظرفت ما جيء به، واستهولت اآللة، ففطنت ألمر املتوكل فقامت قائمة بني . قريبة املأخذ من طعام مثله .يديه ختدمه وتكفر له، فمنعها

ثله قط مث فشرب وشربت معه، واستعفيته من . جاءنا أبوها بشراب من بيت القربان، ذكر املتوكل أنه مل ير مفلما أخذ . وسر هبا وبظرفها، وحالوة منطقها، سرورا تاما. فأعفاين. أجل محى كانت حلقتين يف تلك الليلة

إن فعلت كمل : اد أن يهيم، وقالأغنيك يا سيدي من غنائنا، على ضعف الصنعة؟ فك: الشراب منها قالت :وضربت واندفعت تغين" القيثارة " فقامت فجاءت بشيء ويسمونه . واهللا ظرفك

مسعا ألمر ال عدمتك خاطبا... يا خاطبا مين املودة مرحبا واعدل بكأسك عن خليلك إن أىب... أنا عبدة هلواك فاشرب واسقين ليب يف هواك معذبا وتركت ق... قد والذي رفع السماء ملكتين

فأخذت رطال، . أميت أنت؟ فانتبهت، وعلمت أنين قد أخطأت يف ترك مساعدته! ويلك: فنعر املتوكل وقال يل .ومضى لنا يوم كان يف األيام فردا. فلم أزل أشرب حىت حلقته

.ومل تزل حظية عنده إىل أن قتل وهي يف داره. مث أرغبها املتوكل فأسلمت، وتزوجهافلما . يف بعض النسخ أن شحرورا وقمريا كانا يصيحان على أعايل أشجار بالدير فأصغى إليهما املتوكلورأيت

:حتققت إصغاءه أنشدته سعانني أهلاه طيب الوقت عن تزنريه... وكأمنا الشحرور راهب بيعة

ينعني يف إجنيله وزبوره... جعلت له فلك الغصون صوامعا بأنينه وحنينه وزفريه.. .وكأمنا القمري يندب شجوه

منه ديار أنيسه ومسريه... صب شجته بالبل ملا دنت .فأعجبه ذلك منها وزاد هبا سرورا، وهلا حمبة

دير عبد املسيح

.بناه عبد املسيح بن عمرو بن بقيلة الغساين باحلرية: دير عبد املسيحقال إنه عمر ثالمثائة ومخسني سنة، وهذا أحد املعمرين، ي -عبد املسيح - وكان : وقد ذكره األصبهاين قال

الدير بظاهر احلرية مبوضع يقال له اجلرعة، وعبد املسيح هو الذي لقي خالد بن الوليد، رضي اهللا عنه، ملا غزا احلرية وقاتل الفرس فرموه من حصوهنم الثالثة حصون آل بقيلة باخلزف املدور، وكان خيرج قدام اخليل فتنفر

.منههذا من كيدهم، فبعث خالد رجال يستدعي رجال منهم عاقال، فجاءه عبد املسيح بن : ر بن األزورفقال له ضرا

.عمرو وجرى له معه ما هو مذكور مشهوروبقي عبد املسيح يف ذلك الدير بعدما صاحل املسلمني على مائة ألف، حىت مات وخرب الدير بعد مدة : قال

زا، فإذا فيه سرير رخام عليه رجل ميت وعند رأسه لوح فيه فظهر فيه أزج معقود من حجارة فظنوه كن :أنا عبد املسيح بن عمرو بن بقيلة: مكتوب

ونلت من املىن فوق املزيد... حلبت الدهر أشطره حيايت فلم أخضع ملعضلة كؤود... فكافحت األمور وكافحتين

ولكن ال سبيل إىل اخللود ... وكدت أنال يف الشرف الثريا

سدير عد

: أخربنا املكي عن ابن أيب خالد، عن اهليثم قال: دير عدس بالشام، أخربنا أبو بكر حممد بن احلسن بن دريد قالخرجت مع أناس من : أخربنا أسامة بن زيد، عن زيد بن أسلم عن أبيه، عن عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه قال

اقها إذا ببطريق قد قبض على عنقي، فذهبت أنازعه قريش يف جتارة إىل الشام يف اجلاهلية، فإين يف سوق من أسوفأدخلين كنيسة فإذا تراب عظيم ملقى، فجاءين بزنبيل وجمرفة، فقال . ال تفعل فإنه ال نصف لك منه: فقيل يل

فلما كان يف اهلاجرة جاءين وعليه سبنية أرى سائر . فجلست امثل أمري كيف أصنع. انقل ما ها هنا: يل .جسده منها

ا نقلت شيئا: فقال وا ثكل أمك يا عمر، أبلغت : فقلت. مث مجع يديه وضرب هبما دماغي! إنك على ما أرى ممث وثبت إىل اجملرفة فضربت هبا هامته مث واريته يف التراب، وخرجت على وجهي ال أدري أين أسري، ! ما أرى

يا : ت يف فنائه، فخرج إيل رجل فقالفسرت بقية يومي وليليت، ومن الغد إىل اهلاجرة، فانتهيت إىل دير فاستظلل .أضللت أصحايب: عبد اهللا ما يقعدك ها هنا؟ فقلت

فدخلت فأتاين بطعام . ما أنت على طريق، وإنك لتنظر بعيين خائف، فادخل فأصب من الطعام واسترح: فقالما على األرض أنه -أو الكتب -قد علم أهل الكتاب : وشراب وألطفين، مث صعد إيل النظر وصوبه فقال

.مين، وأين ألجد صفتك الصفة اليت خترجنا من هذا الدير وتغلبنا عليه -أو الكتب - أعلم بالكتاب أنت واهللا : ما امسك؟ فقلت عمر بن اخلطاب، فقال: فقال يل. يا هذا، لقد ذهبت يف غري مذهب: فقلت

.صاحبنا، فاكتب على ديري هذا وما فيه .نعت إيل صنيعة فال تكدرهايا هذا، إنك قد ص: فقلت لها فيه، وأتاين . إمنا هو كتاب يف رق، فإن كنت صاحبنا فذاك، وإال مل يضرك شيء: فقال فكتبت له على ديره وم

سر عليها فإنك ال متر على قوم إال : قال. نعم: أتراها؟ قلت: بثياب ودراهم فدفعها إيل، مث أوكف أتانا وقال يل .ا بلغت مأمنك فاضرب وجهها مدبرة فإهنم يفعلون هبا كذلك حىت ترجع إيلسقوها وعلفوها وأضافوك، فإذ

. فركبتها حىت حلقت أصحايب فانطلقت معهم: قال

: فلما واىف عمر الشام يف خالفته جاءه ذلك الراهب بالكتاب، وهو صاحب دير عدس، فلما رآه عرفه مث قالال مذهب لعمر عنه : ثهم حبديثه، فلما فرغ منه أقبل على الراهب فقالمث أقبل على أصحابه فحد. قد جاء ما

.إن أضفتم املسلمني ومرضتموهم وأرشدمتوهم فعلنا ذلك .فوىف له عمر. نعم يا أمري املؤمنني: قال

دير العذارى

.للراهبات يف املشرق العريب، ديارات عديدة، أشرنا إىل بعضها يف املقدمة: دير العذارىدير " وببغداد أيضا دير يعرف ب : " وجود يف قطيعة النصارى ببغداد يف عصره، قائالنوه الشابشيت بالدير امل -

ومسي بذلك ألن هلم صوم ثالثة أيام قبل الصوم الكبري، يسمى . يف قطيعة النصارى على هنر الدجاج" العذارى " .حسن وهو دير. فإذا انقضى الصوم، اجتمعوا إىل هذا الدير فتعبدوا وتقربوا. صوم العذارى

وشاهدته وبه نسوة عذارى وحانات مخر، وإن دجلة أتت عليه مبدودها فأذهبته حىت مل يبق منه : قال اخلالدي - .ه وهو عامر ٣٢٠أثر، وذكر أنه اجتاز به يف سنة

كان ديرا للرواهب السريانيات يف بغداد، يف قطيعة النصارى، حيث كانت بيعة مار توما : دير العذارى -إن قوما من السوقة حاولوا : ه، ومساه دير األخوات، وقال ١٠٠٢ذكره ابن العربي يف أحداث سنة . للسريان

..هنبه، مث ولوا عنه هاربني لنبأ أتاهم أن خلقا من األوباش هلكوا يف حريق نشب يف البيعة املذكورة بفعلهم

.١٩١ - ١٩٠املشترك وضعا : وانظر - .٥٦٩ - ٢: مراصد اإلطالع - ٨٠بغداد يف عهد اخلالفة العباسية - ٢٠ - ١٩البدور املسفرة - ٢٦١ - ٢٥٨ - ١الك االبصار مس -- ١٨١. .١٨٥، ١٨٤ - ١ري سامراء يف عهد اخلالفة العباسية - .٢٤الديارات النصرانية يف اإلسالم - .٤٢،٨٢دليل خارطة بغداد - . ١١٥ - ١١٣أحوال نصارى بغداد -

دير العذارى

هو بني أرض املوصل وبني أرض باجرمى من أعمال الرقة، وهو دير عظيم قدمي، وبه : الفرج األصبهاين قال أبونساء عذارى قد ترهنب وأقمن به للعبادة فسمي به لذلك، وكان قد بلغ بعض امللوك أن فيه نساء ذوات مجال،

تهن يصلني ويستكفني شره، فطرق فأمر حبملهن إليه ليختار منهن على عينه من يريد، وبلغهن ذلك فقمن ليلذلك امللك طارق فأتلفه من ليلته فأصبحن صياما، فلذلك يصوم النصارى الصوم املعروف بصوم العذارى إىل

.ودير العذارى بسر من رأى إىل اآلن موجود، يسكنه الرواهب. اآلنبو الفرج احلسني بن علي فمنهم أبو احلسن جحظة الربمكي، قال أ. وقد ذكرت هذا الدير الشعراء فأكثرت

:األصبهاين أنشدين لنفسه قوله فيه إىل اخلري من قبل املمات سبيل؟... أال هل إىل دير العذارى ونظرة تعلل نفسي والنسيم عليل؟... وهل يل بسوق القادسية سكرة

أراعي خروج الزق وهو محيل... وهل يل حبانات املطرية وقفة شعارهم عند الصباح مشول... لهم إىل فتية ما شتت العزل مش

ل... وقد نطق الناقوس بعد سكوته ومشعل قسيس والح فتيل... يريد انتصابا للمقام بزعمه ويرعشه اإلدمان فهو ميي

:وليس له فيما يقول عديل... يغين وأسباب الصواب متده "إىل قرقرى قبل املمات سبيل؟ ... أال هل إىل شم اخلزامى ونظرة "

:وأدمعه يف وجنتيه تسيل... وثنى يغين وهو يلمس كأسه "وحيدث بعدي للخليل خليل ... سيعرض عن ذكري وينسى موديت "

هلم ومل ينكر عليه عذول... سقى اهللا عيشا مل يكن فيه علقة وكل اصطبار عن سواه مجيل... لعمرك ما استحملت صربا لفقده

عبد اهللا بن طاهر من بغداد إىل سر من رأى، وكان املعتز استدعاه، نزل هذا الدير، وملا خرج عبيد اهللا بن : قال :فأقام به يومني واستطابه وشرب به، مث قال هذه األبيات

زمن ضاحك وروض نضيد... ما ترى طيب وقتنا يا سعيد

كل يوم هلن صبغ جديد... ورياض كأهنن برود دوكأن البه... وكأن الشقيق فيها عشيق ار صب عمي وكأن النوار فيها عقود... وكأن الغصون ميال قدود

ر ثياب من حتتهن هنود... وكأن الثمار والورق اخلض م وتبدي سرورنا وتعيد... فاسقنيها راحا تريح من اله

ك ناي هلا وحرك عود... واحثث الكأس يا سعيد فقد حث !، فعلها ال تعودر العذارى... وافترع عذرة اللذاذات يف دي

: وذكر ابن قدامة قال

حضرت جنازة شاجي، فلما انصرفنا، دخلت مع عبيد اهللا مساعدا له ومؤنسا، وهو مطرق ودموعه جتري على :مث رفع رأسه وأقبل علينا، فقال. خديه، فلم أر باكيا أحسن منه

ويب نبض عرق للحياة وللنكس... ميينا بأين لو بليت بفقدها ولكنها ماتت وقد ذهبت نفسي... ت قتل النفس عند فراقها ألوشك :مث حضرت معه لزيارة قربها، فلما هم باالنصراف، قال: قال

ر... من زار دار أحبة حلياهتم وملا يؤمل من لقاء يقد كرما وحفظا واللقاء احملشر... فليأت دار أحبة سكنوا البلى

:فزار قربه، مث أنشدومات ابن لعبيد اهللا من شاجي، : قال أراك قريبا والتالقي شاسعا... أيا جممع األحباب بعد تفرق ا... فيا عجبا إين أزورك مكرها وفيك األوىل أهوى وأجفوك طائع

دخلت على عبيد اهللا بن عبد اهللا بن طاهر يوما، فجاءه مشيخة، فأمرهم باجللوس عن ميينه، وجاء : قال جحظة: فسألته عنهم، فقال. وس عن مشاله، ودخل أحداث فوقفوا بني يديه ومل يأمرهم باجللوسكهول فأمرهم باجلل

.هؤالء بين، وأومأ إىل الشيوخ، وهؤالء بنوهم وأومأ إىل الكهول، وهؤالء بنوهم وأومأ إىل األحداث .شاجي: بنوك ألم أو ألمهات شىت؟ قال مجيعهم: قلت

:وأنشد غراس اهلوى فاعتم بالثمر العذب ...زرعت وشاجي بيننا يف شبيبيت

وشاب بنوهم وهي مالكة قليب... فشاب بنو شاجي لظهري وأدركوا .وهي معي مذ سبعون سنة: قال

بلها، فماتت قبله، فقال :وكان بعض املنجمني حكم مبوته ق بأوكد أسباب اهلوى ورعاين... فيا عجبا مين وممن رعيته

أتى وقت احلمام فداينفلما ... وكنت أرجي أن أكون فداءه

دير علقمة

وباجلزيرة دير علقمة، بناه علقمة بن عدي بن الرميك بن ثوب بن أسس بن رىب بن منارة : دير علقمة باجلزيرةبن زيد العبادي يرثيه :بن خلم، الذي يقول فيه عدي

أثويت اليوم أم ترحل... أنعم صباحا علقم بن عدي م بالغيطان مل ينشلواللح... قد رحل الفتيان عريهم

:ويف هذا الدير أيضا يقول عدي، وفيه غناءا... نادمت يف الدير بين علقما عاطيتهم مشمولة عندم إذا مزجناها مباء السما... كأن ريح املسك يف كأسها

فليجعل الراح له سلما... من سره العيش ولذاته ا بالك مل تأتنا أما اشتهيت اليوم أن تنعما... علقم م

. يأكلون عنده، ويشربون: وكان هذا الدير متنزها ألمراء احلرية

دير فطرس ودير بولس

.بظاهر دمشق: دير فطرس ودير بولسهذان الديران بظاهر دمشق بنواحي بين حنيفة يف ناحية الغوطة، واملوضع حسن، عجيب، كثري : قال أبو الفرج

.البساتني واألشجار واملياه :قال جرير صوت الدجاج وضرب بالنواقيس... بالديرين أرقين ملا تذكرت

!يا بعد يربين من باب الفراديس... فقلت للركب إذ جد الرحيل بنا :وفيه يقول أيضا يرثي ابنه

باز يصرصر فوق املرقب العايل... أودى سوادة يبدي مقليت حلم فرب باكية بالرمل معوال... إال تكن لك بالديرين باكية

كيف القرار وقد فارقت أشبايل؟ : ... نصيبك من أجر فقلت هلم: قالوا

دير القائم األقصى

.دير القائم األقصى على شاطئ الفرات من اجلانب الغريب يف طريق الرقة من بغدادوقد رأيته، وإمنا قيل له القائم، ألن عنده مرقبا عاليا كان بني الروم والفرس يرقب عليه على : قال أبو الفرج

. رف احلد بني اململكتني، شبه تل عقرقوف ببغداد، وإصبع خفان بظهر الكوفة، وعنده دير هو اآلن خرابط .دخلته وليس فيه أحد، وال عليه سقف وال باب

خرجنا مع : إسحاق املوصلي: أخربين هاشم بن حممد اخلزاعي، قال أخربين عمي عبد اهللا بن مالك، عن أبيه قالرنا بالقائم األقصى، فاستحسن الرشيد املوضع، وكان الوقت ربيعا، وكانت تلك املروج الرشيد إىل الرقة، فمر

ودخلت الدير فطفته، فإذا فيه ديرانية حني هند . مملؤة بالشقائق، وأصناف الزهر، فشرب على ذلك ثالثة أيام

حلي، فدعوت ثدياها، عليها مسوح، ما رأيت قط أحسن منها وجها وقدا واعتداال، وكأن تلك املس وح عليها :بنبيذ، فشربت على وجهها أقداحا وقلت فيها

غزال شادن أحوى... بدير القائم األقصى وال يدري مبا ألقى ... برى حيب له جسمي

وال واهللا ما يخفى... وأخفي حبه جهدي .نظر إىل وجهها، حتى سكرتمث دعوت العود، وغنيت فيه صوتا حسنا، ومل أزل أكرره وأشرب عليه، وأ

ودعا ! طيب وحيايت: فلما كان الغد دخلت على الرشيد وأنا ميت سكرا، فاستخربين ، فأخربته بقصيت، فقال: قم حىت أتنكر وأدخل معك على صاحبتك، فأراها: بالشراب، فشرب سائر يومه، فلما كان العشي قال

ا صنعت، فأمر فجيء بكأس، ! مليحة واهللا: قالفركب محارا، وتلثم بردائه، فدخلنا، فرآها، و ما ضيعت م: وأحضرت عودي، وغنيته الصوت ثالث مرات، وشرب ثالثة أرطال، وأمر يل بعشرة آالف درهم، فقلت له

يا سيدي، فصاحبة القصة؟ فأمر هلا مبثل ذلك، وأمر أال يؤخذ من مزارع هذا الدير خراج، وأقطعهم إياه، .دنانري يف كل سنة، تؤدى عنه ببغداد، وانصرفناوجعل عليه خراج عشرة خرجنا مع الرشيد يريد الرقة، فلما صرنا باملوضع، الذي : حدثنا محاد عن أبيه قال: أخربين حممد بن مزيد قال

يقال له القائم نزلنا، وخرج يتصيد وخرجنا معه، فأبعد يف طلب الصيد، والح يل دير فقصدته وقد تعبت، فنزل ففتح يل ! إي واهللا، وإين إىل ذلك حملتاج: ه، فقال هل لك يف النزول بنا اليوم؟ فقلتفأشرفت على صاحب

الباب وجلس حيدثين، وكان شيخا كبريا وقد أدرك دولة بين أمية، فجعل حيدثين عمن نزل به من القوم ت، نظيفا طيبا، فأكلت منه، ومواليهم وجيوشهم، وعرض علي الطعام فأجبته، فقدم إيل طعاما من طعام الديارا

وأتاين بشراب ورحيان طري فشربت منه، ووكل يب جارية ختدمين راهبة مل أر أحسن وجها منها وال أشكل، :فشربت حىت سكرت، ومنت وانتبهت عشاء، فقلت يف ذلك

غزال شادن أحوى... بدير القائم األقصى وال يعلم ما ألقى... برى حبي له جسمي

وال واهللا ما يخفى... تم حبه جهدي وأكوركبت فلحقت بالعسكر والرشيد قد جلس للشرب وطلبين فلم أوجد، وأخربت بذلك، فغنيت يف األبيات

فأخربته اخلرب، وغنيته الصوت، فطرب وشرب عليه حىت سكر، ! أين كنت؟ وحيك: ودخلت إليه، فقال يلدير ونزله، فرأى الشيخ واستنطقه، ورأى اجلارية اليت كانت ختدمين وأخر الرحيل يف غد، ومضينا إىل ال

باألمس، فدعا بطعام خفيف فأصاب منه، ودعا بالشراب، وأمر اجلارية اليت كانت باألمس ختدمين أن تتوىل خدمته وسقيه ففعلت، وشرب حىت طابت نفسه، مث أمر للدير بألف دينار، وأمر باحتمال خراجه له سبع سنني،

.لنافرحفلما صرنا بتل عزاز من دابق خرجت أنا وأصحاب يل نتنزه يف قرية من قراها، : فحدثين أيب قال: قال محاد

طلبك أمري : فأقمنا هبا أياما، وطلبين الرشيد فلم جيدين، فلما مسعت أتيت الفضل بن الربيع، فقال يل أين كنت؟ :كثر مما لقيت من الفضل، فقلتاملؤمنني، فأخربته بنزهتنا فغضب، وخفت من الرشيد أ

عند ظيب من الظباء اجلوازي... إن قليب بالتل تل عزاز مع ظرف العراق شكل احلجاز... شادن يسكن الشآم وفيه

منك صفو اهلوى وليست تجازي... يا لقومي لبنت قس أصابت الجنازوليست تهم با... حلفت باملسيح أن تنجز الوعد

طلبتك فلم أجدك، فاعتذرت إليه وأنشدته : وغنيت فيه، مث دخلت على الرشيد وهو مغضب، فقال أين كنت؟ وما زال يشرب عليه ويستعيدنيه ليلته مجعاء حىت ! عذر وأبيك وأي عذر: هذا الشعر وغنيته إياه، فتبسم وقال

أمري املؤمنني قد أتانا يدعونا، فوافيت فدخلت، انصرفنا مع طلوع الفجر، فلما وصلت إىل رحلي إذا برسوليا ابن املوصلي، أتدري ما جاء بنا؟ : وإذا ابن جامع يتمرغ على دكان يف الدار، وهو سكران يتململ، فقال يل

لكين واهللا أدري، دراية صحيحة، جاءت بنا نصرانيتك الزانية، عليك وعليها : ال واهللا ما أدري، فقال: فقلتما يضحكك؟ فأخربته بقول : وخرج اإلذن ، فأذن لنا، فدخلنا، فلما رأيت الرشيد تبسمت، فقال يل! لعنة اهللا

يه، فعودا بنا، فعدنا فيه حىت انقضى جملسنا : ابن جامع، فقال ا كنا ف صدق، ما هو إال أن فقدتكم فاشتقت إىل م .وانصرفنا دير قرةقرة الذي بناه رجل من خلم، بناه يف أيام ملك املنذر بن ماء : ينيقع بإزاء دير اجلماجم قال األصبها: دير قرة

.السماء، وهو مالصق لطف الرب ودير اجلماجم، مما يلي الكوفة

وكان ابن األشعث اختار دير اجلماجم، لتأتيه اإلمداد واملرية، كما كان عزم أن يقطع عن احلجاج وأصحابه .جمرى املاء، فيقتلهم عطشا

ا اسم هذا الدير؟ قيل: ضرورة هو وجيوشه دير قرة، وقال فنزل احلجاج ملكنا البالد، : دير قرة، فقال: متكثر مجاجم أصحابه عنده إن : قال. دير اجلماجم: ما اسم الذي نزله ابن األشعث؟ قيل: وقال. واستقررنا فيها

.شاء اهللا قلاية القس

قالية القس

.لقس الذي تنسب إليه من مالح النصارى، وكان ناسكا، مث صار فاتكا وهي باحلرية، يف موضع حسن، وكان ا :وقد ذكره أبو الفرج، وقال فيه الثرواين

أضيفا حبث الكأس يومي إىل أمسي... خليلي من تيم وعجل هديتما فال تعدوا رحيان قلاية القس... وإن أنتما حييتماين حتية بنسرينكم يف الشرق أو مغرب الشمس... د فارميا وبالسوسن األزاذ فالور

محيدين دوين باخللوق وبالورس... إذا ما به حييتماين، فاخلوا ومل تعذراين يف مطال وال حبس... ال بد من شرب دائر : وإن أنتما قلتما

عتيقة مخس أو تزيد على مخس... فمن قهوة حريية راهبية وختتال منه يف مصبغة العرس ... اج إزارها جتر على قرع املز

دير كعب

.دير كعب بالشامحدثين : حدثين أبو أيوب املديين قال: حدثنا هارون بن حممد بن عبد امللك قال: أخربين احلسن بن علي قال

عب، قد قدمت كنت يوما نازال بدير ك: حدثين أيب عن رجل من أهل الشام قال: أمحد بن إبراهيم الكاتب قالمن سفر، فإذا أنا برجل قد نزل الدير معه ثقل وآلة وعيبة، فكان قريبا من موضعي، فدعا بطعام فأكل، فدعا

الراهب فوهب له دينارين، وإذا بينه وبينه صداقة، فأخرج له شرابا فجلس يشرب وحيدث الراهب، وأنا فجاءين بعض . جملسه، وكان غث احلديث، فأطالأرامها، إذ دخل الدير فجلس معهما، فقطع حديثهما وثقل يف

فلما قام الرجل وخرج كتب مطيع على احلائط . هذا مطيع بن إياس: غلمان الرجل النازل فسألته عنه، فقال :شيئا، وجعل يشرب حىت سكر، فلما كان من غد رحل، فجئت موضعه فإذا فيه مكتوب

من طربيت فيه نحيبكدت أقضي ... طربة ما طربت يف دير كعب ي فهاج البكاء تذكار صحيب... وتذكرت إخويت ونداما

ونأوا بني شرق أرض وغرب... حني غابوا شتى وأصبحت فردا ال أبغي بديال هبم لعمرك حسيب... وهم ما هم، فحسيب خلي ومالك ذاك تريب... طلحة اخلري منهم وأبو املنذر

حني طاب احلديث يل ولصحيب... يل علينا أيها الداخل الثقا من فرسخي دير كعب... خف عنا فأنت أثقل واهللا علين

كرحى البزر ركبت فوق قليب... ومن الناس من خيف ومنهم دير لبى

.ويروى لبين بالنون: ذكره أبو الفرج قال. باجلانب الشرقي منه. دير لبى على جانب الفراتوقد ذكره . وهو دير قدمي على جانب الفرات باجلانب الشرقي منها، وهو من منازل بين تغلب، باجلزيرة :قال

:األخطل فقالر... عفا دير لبى من أميمة، فاحلضر فأقفر، إال أن يلم به سف

فهن إىل هلو، وجاراهتا شزر... قضني من الديرين مها طلبنه .انت وقائع بني بين تغلب وبين شيبان ومغالبة على تلك البالدوهناك ك

:قال ابن مقبلا يبتغينا... كأن اخليل إذ صبحن كلبا يرين وراءهم م فال ينزعن حىت يغتدينا... سخطن، فال يرينهم بواء

ا قرينا... ولو كحلت حواجب آل قيس بتغلب بعد كلب م وال ترجوا البنات وال البنينا... راس قيس فما تسلم لكم أف

وباحلضرين شينب القرونا... أثرن عجاجة يف دير لبى :وقال الراعي

ا... هم تركوا على أكناف لبى نساءهم لنا ملا لقون دير اللج .باحلرية: دير اللج

كه، ومل يكن يف ديارات احلرية أحسن منه بناء، وال أنزه بناه أبو قابوس النعمان بن املنذر أيام مل: قال أبو الفرج :موضعا، وفيه يقول الشاعر

على بعده دير إيل حبيب... سقى اهللا دير اللج غيثا فإنه وكم من بعيد الدار وهو قريب ... قريب إىل قليب، بعيد حمله

ربيبأغن سحور املقلتني ... يهيج ذكراه غزال حيله تذكر حمزون الفؤاد غريب... إذا رجع اإلجنيل واهتز مائدا

بالبل أسقام به ووجيب... وهاج لقليب عند ترجيع صوته وكان النعمان يركب يف كل أحد إليه، ويف كل عيد، ومعه أهل بيته خاصة من آل املنذر، ومن ينادمه من أهل

ذهبة، وعلى رؤوسهم أكاليل الذهب، ويف أوساطهم الزنانري املفصصة باجلوهر، دينه، وعليهم حلل الديباج املوبني أيديهم أعالم فوقها صلبان، وإذا قضوا صالهتم انصرفوا إىل مستشرفة على النجف، فشرب النعمان

.وأصحابه فيه بقية يومه، وخلع ووهب، ومحل ووصل، وكان ذلك أحسن منظر وأمجله :ول إمساعيل بن عمار األسديويف دير اللج يق

باللج شرقيه فوق الدكاكني... ما أنسى سعدة والزرقاء يوم مها منا قلوبا غدت طوع ابن رامني... تغنيانا كنفث السحر نودعه

يمسي اإلصحاء منه كاجملانني... نسقى شرابا كلون النار عتقه ا إليها بال عقل وال دين ...إذا ذكرنا صالة بعدما فرطت قمن كأن أرجلنا يقلعن من طني... منشي إليها بطاء ال حراك بنا مشي اإلوز اليت تأيت من الصني... منشي وأرجلنا عوج مواقعها

سوى العصي إىل دير السعانني... أو مشي عميان دير ال دليل هلم سنها وغناء ذي أفاننيحب... أهوى ربيحة إن اهللا فضلها

"قتلتين يوم دير اللج فاحييين ... " فمن يقول هلا غني ويسعدها

دير مارة مرمي

باحلرية .بنواحي احلرية، مشرف على النجف: دير مارة مرمييب، هذا دير قدمي، من بناء آل املنذر حسن املوضع، بني اخلورنق والسدير، وبني قصر أيب اخلص: قال أبو الفرج

مشرف على النجف، كان فيه قس يقال له حيىي مخارا وله ابن، يقال له يوشع، يألفه الفتيان الظرفاء، ويشربون :وله يقول بكر بن خارجة. عنده على قراءة النصارى، وضرب النواقيس

سقيا ملارة مرمي... بتنا مبارة مرمي بعد نوم النوم... ولقسنا حيىي املهيئم

راء مثل العندم... ع وخلمره احلم وليوش يعصون لوم اللوم... ولفتية حفوا به

لطيف خلق املعصم... يسقيهم ظيب أغن ب كمثل رمي األسهم... يرمي بعينيه القلو

:وقد حدده الثرواين فقال وظل فنائها فقف... مبارة مرمي الكربى

رف املويف على النجف... ش بقصر أيب اخلصيب امل دير مالعب السلف... فأكناف اخلورنق والس

واحلمائم فوقه اهلتف... إىل النخل املكمم كر الصهباء يف لطف... فدع قول العذول وبا :ومن شعر الثرواين فيه

!إذا جادت بندمان وكاس... دع األيام تفعل ما أرادت حديقتان من ورد وآس... والصحن فيه ومارت مرمي

نعاس يف فتور ال نعاس... وظيب يف لواحظ مقلتيه ذكور للمودة غري ناسي... وخل ال حيول عن التصايب

:يغنيين بشعر أيب نواس... وحمتضن لطنبور فصيح صريعا بني باطية وكاسي... وما اللذات إال أن تراين

:بن خارجة وفيه يقول بكر ومر توما ودير اجلاثليق... مبارة مرمي وبدير زكى من القسان يف البيت العتيق... وباإلجنيل يتلوه شيوخ

رثيت لقليب الدنف املشوق... وبالقربان والصلبان إال وأرشدين إىل وجه الطريق... أجرين مت قبلك من مهوم

أنت املستجار من املضيقو... فقد ضاقت علي وجوه أمري عشري بن الرباء الصراف، وله : هذا الشعر يقوله يف غالم امرئ نصراين من أهل احلرية، يقال له: قال أبو الفرج

:وكان دعبل يستحسن قوله. فيه شعر كثري، يذكر فيه أعياد النصارى وبيعهم كأنه من كبدي مقدود... زناده يف خصره معقود

بن قدامة قال! ين يل مبائة بيت من شعريليت هذ: ويقول حدثين ميمون بن هارون قال حدثين : أخربين جعفر ملا خرجت مع الواثق إىل النجف درنا : إسحاق املوصلي قال

باحلرية

: ومررنا بدياراهتا، فرأيت دير مرمي باحلرية، فأعجبين موقعه وحسن بنائه، فقلت

دير ملرمي فوق الظهر معمور... نعم المحل ملن يسعى للذته وقاصرات كأمثال الدمى حور... ظل ظليل وماء غري ذي أسن

ال نصطبح واهللا غدا إال فيه، وأمر بأن يعد فيه ما يصلح من الليل، وباكرناه فاصطبحنا فيه على : فقال الواثق .ائزةهذا الصوت، وأمر مبال ففرق على أهل ذلك الدير، وأمر يل جب

دير مارة مرمي بالشام

.بالشام، دير قدمي من دياراهتا: دير مارة مرمينزلنا مع الرشيد بدير مارة مرمي، يف : حدثنا احلسني بن حيىي، عن محاد بن إسحاق، عن أبيه، قال: قال أبو الفرج

:عىن موضعنا، فغنيتهغنين صوتا يف م: بعض خرجاته إىل الشام، فرأى منه موضعا حسنا، فنشط للشراب، وقال دير ملرمي فوق النهر معمور... نعم احملل ملن يسعى للذته

وقاصرات كأمثال الدمى حور... ظل ظليل وماء غري ذي أسن .فطرب وشرب

ا، فأنا أصنع فيه حلن: قلت! أنت إذن صدى، تؤدي ما مسعت: ال، هو البن حمرز، فقال: أهذا لك؟ قلت: فقال .فصنعته فيه، وغنيته . وحلن ابن حمرز وإسحاق يف هذا الشعر، كالمها من الثقيل األول: وقال أبو الفرج

دير ماسرجبيس

.مبطرية سر من رأى: دير ماسرجبيسكان عبد : حدثين شيبة بن هشام قال: حدثنا أبو عبد اهللا أمحد بن املرزبان بن النريوزان قال: أخربين عمي قال

ن العباس بن الفضل بن الربيع قد علق جارية نصرانية، وقد رآها يف بعض أعياد النصارى، فكان ال يفارق اهللا بالبيع يف أعيادهم شغفا هبا، فخرج يف عيد ماسرجيس، فظفر هبا يف بستان إىل جانب البيعة، وقد كان قبل ذلك

ه إال على الطريق، فلما ظفر هبا التوت عليه، يراسلها ويعرفها حبه هلا، فال تقدر على مواصلته وال على لقائوأبت بعض اإلباء، مث ظهرت له وجلست معه، وأكلوا وشربوا وأقام معها، ومع نسوة كن معها أسبوعا، مث

:انصرفت يف يوم مخيس، فقال عبد اهللا بن العباس يف ذلك وغنى فيه قهوة بابلية خندريس... رب صهباء من شراب اجملوس

قبل ضرب الشماس بالناقوس... قد جتليتها بناي وعود ساحر الطرف سامري عروس... وغزال مكحل ذي دالل

يوم سبت إىل صباح اخلميس... قد خلونا بطيبه جنتليه

وسط بستان دير ماسرجبيس... بني ورد وبني آس جني آبنوس ذي صليب مفضض... يتثنى حبسن جيد غزال

كهالل مكلل بشموس... كم لثمت الصليب يف اجليد منها دير ماسرجس

دير ماسرجس

وهلذا الرجل عدة ديار، منها دير بإزاء البردان، يف ظهر قرية يقال : ، بإزاء البردان قرب بغداد قال أبو الفرجموىل -دخلت أنا وأبو النصر البصري : عي، قالحدث محاد بن إسحاق عن عبد اهللا بن العباس الربي. هلا كاذةبيعة ماسرجس، وقد ركبنا مع املعتصم نتصيد، فوقفت أنظر إىل جارية كنت أهواها، وجعل ينظر - بين مجح

:إىل صورة يف البيعة، فاستحسنها، حىت طال ذلك، مث أنشدين فنت اهللا الذي صورها... فتنتنا صورة يف بيعة

فضل ملح إنه نضرها... يف صورهتا زادها الناقش وكذا هي عند من أبصرها... وجهها ال شك عندي فتنة

ليت غريي عبثا كسرها... أنا للقس عليها حاسد .هذا عبث، وأنت يف جد: فقال يل! أنا أهوى بشرا، وأنت هتوى حجرا: شتان ما حنن: فقلت له: قال

يف هذا الشعر غناء حسنا مسعته منه، ونسب الناس الشعر إليه، لكثرة شعره يف امرأة وغىن عبد اهللا بن العباس . نصرانية كان يهواها

دير املاطرون

.بستان بظاهر دمشق يسمى امليطور - املاطرون -ذكر القفطي أنه - دير املاطرون :كليبيبدو أن مسافة كبرية تفصل بني املاطرون وامليطور بداللة قول عرقلة ال -

ويوم إىل امليطور وهو مطري... وكم ليلة باملطارون قطعتها :اعتربه ابن منري مع داريا يف مجلة متنزهات دمشق، فقال بعد أن أورد طائفة من املتنزهات املعروفة يف عصره -

فآبل فمغاين دير قانون... فاملاطرون فداريا فجارهتا :وذكره ابن الرقيات فقال

طة ذات القرى وذات الظالل... هم الفراديس فالغو أقفرت مناملاطرون فحورا ن قفار بسابس األطالل ... فضمري ف

:وذكره حماسن الشوا احلليب - مخرة جتلب أفراح احلزين... يا ندميي اسقين باملطارون

.الث عشر امليالديويبدو أن املطارون اضمحل يف النصف الثاين من القرن السابع اهلجري الث - :قرأت على حائط بستان باملطارون هذه األبيات: دير املاطرون قرب دمشق قال أبو حممد محزة بن القاسم

لساري النجوم آخر الليل حارس... أرقت بدير املاطرون كأنين معلق قنديل عليها الكنائس... واعرضت الشعرى العبور كأهنا

شهاب حناه وجهة الريح قابس... ين كأنه والح سهيل عن ميي .وهي أبيات قدمية تروى ألرطأة بن سهية

دير مرانوهناك عقبة املران مسيت بذلك ألهنا تنبت شجرا طواال مستوية تشبه املران، ومران : قال البكري -دير مران

.بفتح امليم موضع آخر ولكنه ليس الشام :قال ابن منري

بدير مران أعياد الشعانني... لدار الروم ما شهرت ويطبيين :وقال عرقلة الكليب متشوقا إىل هذا الدير

من الروم يف يوم شعنينها... ويف دير مران مخارة أرق وأعتق من دينها... سقتين على وجهها املشتهى

ظاهر -يف قصره بدير مران - ه ٢٨٢سنة - من أحداث هذا الدير أن مخاروية بن أمحد الطولوين قتل -ا أثبته حبيب زيات من وجود ملحقات وحانات وأبنية جماورة للدير : قلت -دمشق -وهذا تأكيد على م .اجلزء الثاين -اخلزانة الشرقية : انظر

ال يعرف وقت خراب هذا الدير، ولكن يترجح أن كل ما روي فيه من األخبار واألشعار بعد القرنني -والسادس اهلجريني، جيب أن يعزى إىل حملة مران، ويظهر أن آثار الدير بقيت شاخصة إىل ما بعد القرن اخلامس

.احلادي عشر، كما يستفاد من أبيات لعبد الرمحن ابن محزة رواها احمليب

دير مران

قرب دمشقمسه رفيع بن سلمة، عن حدثين السكري واملربد عن دماذ أيب غسان وا: أخربين علي بن سليمان األحفش، قال

أن معاوية وجه جيشا إىل بلد الروم ليغزوا الصائفة، فأصاهبم جدري، فمات أكثر املسلمني، وكان : أيب عبيدة :فبلغه خربهم فقال" أم كلثوم " ابنه يزيد مصطبحا بدير مران مع زوجته

ومبدير مران عندي أم كلث... إذا ارتفقت على االمناط مصطبحا بالفذقذونة من حمى ومن موم... فما أبايل مبا القت جنودهم

أجل واهللا ليلحقن هبم فليصيبنه ما أصاهبم، فخرج حىت حلق هبم وغزا حىت بلغ : فبلغ شعره أباه فقالمن إحدامها القسطنطينية، فنظر إىل قبتني مبنينت، عليهما ثياب الديباج فإذا كانت احلملة للمسلمني ارتفع

: أصوات الدفوف والطبول واملزامري، وإذا كانت احلملة للروم ارتفع من األخرى، فسأل يزيد عنهما فقيل له: هذه بنت ملك الروم، وتلك بنت جبلة بن األيهم وكل واحدة منهما تظهر السرور مبا تفعله عشريهتا، فقال

فأحجرهم يف املدينة، وضرب باب القسطنطينية بعمود أما واهللا ألسرنها، مث صف العسكر ومحل حىت هزم الروم .حديد كان يف يده فهشمه حىت اخنرق، فضرب عليه لوح من ذهب، فهو عليه إىل اليوم

ودير مران هو بناحية من دمشق على تلة مشرفة على مزارع ورياض نزهة، بهجة، : قال أبو الفرج األصبهاينوشرب، وكان مع الرشيد حني نزل به احلسني بن الضحاك اخلليع، فقال نزل به هارون الرشيد، وقصف فيه

يه شعرا: له :فقال فيه أبياتا منها! حبيايت قل ف قد هجت يل شجنا يا دير مرانا... يا دير مران ال عريت من سكن

يا حبذا قاطن بالدير من كانا... سقيا ورعيا ملران وساكنه مما يهيج دواعي الشوق أحيانا... إن الكأس مترعة حث املدام ف

. وأمر الرشيد عمرو بن بانة أن يغني فيه حلنني أحدمها هزج واآلخر رمل

مر الرشيد بدير مران فاستحسنه وأعجبه إشرافه على بساتني حسنة، : وحكى إسحاق املوصلي عن أبيه قالخفيف، فأكل وشرب، ودعا بالندماء واملغنني، وخرج إليه ورياض مونقة هبجة، فنزله وأمر أن يؤتى بطعام

صاحب الدير، وكان شيخا كبريا هرما، فوقف بني يديه ودعا له، واستأذنه أن يأتيه بطعام الدير، فأذن له يف ذلك، فأتاه بأطعمة لطيفة خمتصرة يف آنية نظيفة، فكان ذلك يف هناية احلسن والطيب، فأكل منها كثريا

ا، وأمر الشيخ باجللوس فجلس بني يديه، فأقبل عليه الرشيد بوجهه وسأله فحدثه، واستظرف حديثه، واستطاهبنعم أصلح اهللا موالي أمري املؤمنني، قد نزل يب ها هنا : هل نزل بك يف هذا الدير أحد من بين أمية؟ قال: مث قال

فيه موالي أمري املؤمنني، فقدمت إليهما الوليد ابن يزيد ومعه أخوه الغمر، فجلسا يف هذا املوضع الذي جلس ا أخذ الشراب فيهما، وثب الوليد إىل ذلك احلوض، وكان مملوءا شرابا، طعاما، فأكال وشربا وغنيا وطربا، فلم

فكرع فيه، وفعل مثل ذلك أخوه الغمر، حىت سكرا وناما مكاهنما، فلما أفاق الوليد من سكره أمر باحلوض أىب : فإذا هو ال يقدر أن يشرب مأله، فقال( أعين إىل الكأس)نصرفوا، فنظر إليه الرشيد فملئ يل دراهم، مث ا

بنو أمية إال أن يسبقونا إىل اللذات سبقا ال جياوزهم فيه أحد، مث أمر برفع الشراب وركب من وقته وانصرف، .وأمر للديراين جبائزة سنية

خرجنا مع املعتصم إىل الشام ملا : قال حدثنا عمرو بن بانة قال حدثين الصويل قال حدثنا يزيد بن حممد املهليبفنزل فيه -وهو دير على تلعة مشرفة عالية حتتها مروج ومياه حسنة - غزا، فنزلنا يف طريقنا بدير مران

أين هذا املكان من ظهر : املعتصم فأكل ونشط للشرب ودعا بنا، فلما شربنا أقداحا قال حلسني بن الضحاكصدقت واهللا، : واهللا لبعض الغياض واآلجام هناك أحسن من هنا، قال! ال أين يا أمري املؤمنني: فقال! بغداد

أما أن أقول شيئا يف وصف هذه الناحية خبري فال أحسب لساين : وعلى ذلك فقل أبياتا يغن فيها عمرو، فقالا إىل بغداد، فضحك وقال ا ش: ينطق به، ولكين أقول متشوق :فقال. ئتقل م

هيجت يل سقما يا دير مديانا... يا دير مديان ال عريت من سكن أم كيف يسعف وجه الصرب من بانا... هل عند قسك من علم فيخربنا

مما يهيج دواعي الشوق أحيانا... حث املدام فإن الكأس مترعة اوللجنينة بالرو... سقيا ورعيا لكرخايا وساكنها حاء من كان

.فاستحسنها املعتصم، وأمرين وخمارقا فغنينا فيها، وشرب على ذلك حىت سكر، وأمر للجماعة جبوائز

دير مرماري

دير مرماري بسر من رأى وهو بسر من رأى، عند قنطرة وصيف، حوله كروم وشجر، كان عامرا كثري :باس بن املأمونالرهبان، وألهل اللهو به إملام، وفيه يقول الفضل بن الع

ونلت منها هوى نفسي وحاجايت... انضيت يف سر من را خيل لذايت يف القصف ما بني أهنار وجنات... عمرت فيها بقاع اللهو منغمسا ونعمل الكأس فيه بالعشيات... بدير مرمار إذ حنيي الصبوح به

ونايات وتارة بني عيدان... بني النواقيس والتقديس آونة يصيدنا باللحاظ البابليات... وكم به من غزال أغيد غزل

: حدثين الصويل قال حدثين أمحد بن حممد بن إسحاق اخلراساين قال حدثين الفضل بن العباس بن املأمون قال -يف، وكان هناك كنت مع املعتز يف الصيد، فانقطع عن املوكب وأنا ويونس بن بغا معه، وحنن بقرب قنطرة وصيا أمري : دير فيه ديراين يعرفين وأعرفه، نظيف ظريف، مليح األدب واللفظ، فشكا املعتز العطش، فقلتفجئنا . نعم: املؤمنني، يف هذا الدير ديراين أعرفه خفيف الروح ال خيلو من ماء بارد، أفترى أن منيل إليه؟ قال

بل مفلتان من حور اجلنة، : فتيان من أبناء اجلند، فقال: س فقلتفأخرج لنا ماء باردا، وسألين عن املعتز ويونأتأكلون شيئا؟ قلت : هو اآلن يف ديين، فضحك املعتز، فقال يل الديراين: هذا ليس يف دينك، فقال: فقلت له

: ل يلنعم، فأخرج شطريات وخبزا وأداما نظيفا، فأكلنا أطيب أكل، وجاءنا بأطرف أشنان، فاستظرفه املعتز وقا" كالمها ومترا : " من حتب أن يكون معك من هذين ال يفارقك؟ فقلت له، فقال: قل له فيما بينك وبينه

. فضحك املعتز حىت مال على حائط الدير

! االختيار واهللا يف هذا دمار، وما خلق اهللا عقال مييز بني هذين: فقال. ال بد من أن ختتار: فقلت للديراينال تنقطع عما كنا فيه، فإين ملن مث موىل وملن ها هنا : فقال له املعتز. فارتاع الديراينوحلقهما املوكب، حبيايت

: وما هو؟ قال: قال. واهللا ما أقبلها إال على شرط: فقال. صديق، فمزحنا ساعة، مث أمر له خبمسمائة ألف درهمام للموكب ذلك لك، فاتفقنا ليو: قال. جييب أمري املؤمنني دعويت مع من أراد م جئناه فيه، فلم يبق غاية، وأق

ا احتاج إليه، وجاءنا بأوالد النصارى خيدموننا، ووصله املعتز يومئذ صلة سنية، ومل يزل يعتاده ويقيم كله، م .عنده، ويشرب مدة حياته

دير املزعوق

.دير املزعوق ويقال دير ابن املزعوق، وهو قدمي بظاهر احلرية :حملمد بن عبد الرمحن الثرواين فيه ويف دير فاثيونكره أبو الفرج وأنشد يف ليلة الفصح أول السحر... قلت له والنجوم جاحنة

دير ابن مزعوق غري مقتصر؟... هل لك يف مار فاثيون ويف الشام ودر الندى على الشجر... يفيض هذا النسيم من طرف لربيع واملطروعهدها با... ونسأل األرض عن بشاشتها

كاملسك يأيت بنفحة السحر... يا لك طيبا وشم رائحة

تلهيك بني اللسان والوتر... يف شرب خمر ومسع حمسنة .ودير فاثيون أسفل النجف: قال

.ودير ابن مزعوق حبذاء قصر عبد املسيح بأعلى النجف :وفيه يقول الثرواين

شبيها باملودة والوعيد... تقلب طرف عينك من بعيد ر باجلحود... تقر بطرف عينك يل بوصل وفعلك يل مق

هوى بني التعطف والصدود... تشككين وأعلم أن هذا وال يبلى على مر العهود... هواك هوى جتدده الليايل

:وقال أيضا يصحقد هب يشرهبا والديك مل... كر الشراب على نشوان مصطبح

من النجوم وضوء الصبح مل يلح... والليل يف عسكر جم بوارقه صهباء تقتل هم النفس بالفرح... والعيش ال عيش إال أن تباكرها وال براح به خيتال كاملرح... حتى يظل الذي قد بات يشرهبا

:وتشوق إليه الثرواين من بغداد، فقال بني الغدير وقبة السنيق... دير احلريق وبيعة املزعوق

عند الصباح ومن دجى البطريق... أشهى إيل من الصراة وطيبها سمجا مالمك يل، وأنت صديقي؟... فاجتنب املالم أما ترى ! يا صاح

دير نجران

دير جنران

احلارث بن كعب، ومنه جاء وهو باليمن، وتسميه العرب كعبة جنران، وهو آلل عبد املدان بن الديان من بين .القوم الذين أرادوا مباهلة النيب، صلى اهللا عليه وسلم

.إنه كان آلل عبد املدان، سادة بين احلارث: وقد ذكره أبو الفرج األصبهاين وقالسان آل املنذر باحلرية، وغ: وكان أهل ثالثة بيوت من اليمن نصارى، يتبارون يف البيع وزيها وحسن بنائها: قال

بالشام، وبنو احلارث بن كعب بنجران، فتكون دياراهتم يف املواضع الكثرية الشجر والرياض والغدران، الشاخمة البناء، وجيعلون آالهتا من الذهب والفضة، وستورها من الديباج، وجيعلون يف حيطاهنا الفسافس، ويف سقوفها

.الذهب، وكان بنو احلارث على ذلك، إىل أن جاء اإلسالم :ويف كعبتهم هذه قال األعشى أعشى قيس بن ثعلبة

ك حتى تناخي بأبواهبا... وكعبة جنران حتم علي وقيسا وهم خري أرباهبا... نزور يزيد وعبد املسيح وجروا أسافل هداهبا... إذا احلربات تلوت هبم ين واملسمعات بقصابها... وشاهدنا اجلل والياسم

فأي الثالثة أزرى بها؟... ويربطنا معمل دائب .ويف هذا الشعر غناء حسن، أخذه جحظة عن بنان: قال

دير هند الصغرى

دير هند الصغرى

.باحلرية: وباحلرية دير هند بنت النعمان بن املنذر، ودخل عليها خالد بن الوليد فقال هلا: قال أبو الفرج األصبهاين

أما ديين فمايل عنه رغبة، وال : رجال من املسلمني شريفا أصيال يشبهك يف حسبك، فقالت أسلمي حىت أزوجكأبغي به بدال، وأما التزويج، فلو كانت يف بقية ما تزوجت وال رغبت فيه، فكيف وأنا عجوز، هامة اليوم أو

: فسليين حاجة أقضيكها، قالت -: غد، قال هلا

، فهل (ص)نعم هذا فرض علينا يف ديننا، أوصانا به نبينا : لذين يف ذمتكم، قالأكرب حاجيت هؤالء النصارى ا -أنا يف هذا الدير مالصقة هلذه األعظم البالية من أهل بييت ومليت حىت أحلق هبم، وأمر هلا مبال : غري هذا؟ قالتا يل بشيء مما بذلته حاجة، معي عبدان يزرعان مزرعة أتقوت منها مب: وكسوة فقالت ا ميسك رمقي، وأصرف م

ما بقي يف ضعفاء أهل ديين، وقد اعتددت بقولك فعال، وبعدتك نقدا، ولكن امسع مين دعاء كان يدعو به شكرت لك يد افتقرت بعد غىن، وال وصلتك يد استغنت بعد فقر، وأصاب اهللا مبعروفك مواضعه، : " ألمالكنا

.إليه وال أزال عن كرمي نعمة، إال جعلك سببا لردها " وهذا الدير يقارب بين عبد اهللا بن دارم بالكوفة، مما يلي اخلندق، يف موضع نزه، وقد ذكره عدة من الشعراء،

:منهم معن بن زائدة الشيباين وكان هناك منزله، وفيه يقول لدى دير هند واحلبيب قريب... أال ليت شعري هل أبينت ليلة

ويورق غصن للسرور رطيب.. .فتقصى لبانات وتلقى أحبة :وفيه يقول أيضا

يرى جبنوب الدير وهو قصري... لئن طال يف بغداد ليلي فربما شيخ : ودخل إليها املغرية بن شعبة وقد عميت فحادثها طويال، مث خطبها، فضحكت وقالت: قال أبو الفرج

اء بة يف مال، وال شغفا جبمال، ولكنك أردت أن والصليب ما أردتين طلبا للنسل، وال رغ! أعور، وعجوز عمي :انصرف راشدا، فانصرف وهو يقول! نكحت ابنة النعمان: تقول

هللا درك يا ابنة النعمان... أدركت ما منيت نفسي خاليا إن امللوك ذكية األذهان... فلقد رددت على املغرية ذهنه

ق خري مقالة اإلنسانوالصد... يا هند إنك قد صدقت، فأمسكي والصلب أصدق حلفة الرهبان... إين حللفك بالصليب مصدق

وكان بعد ذلك شباب الكوفة خيرجون إىل هذا الدير متنزهني، يأكلون يف رياضه ويشربون، ويف دير هند هذا :يقول أبو حيان

ئناساومل تكن، كنت يل يا دير م... يا دير هند لقد أصبحت يل أنسا فيه أعاشر قسيسا ومشاسا... سقيا لظلك ظال كنت آلفه

ومن سرور به يا قوم أعراسا... قدما وقد كانت األوقات من طرب وال أرد على الساقي به الكاسا... ال أعدم اللهو يف أرجاء هيكله

دير هند الكربىم عمرو بن هند، وهي هند بنت احلارث بن عمرو بن حجر دير هند الكربى باحلرية هو دير بنته هند الكربى أ

بنت هذه البيعة هند بنت احلارث بن عمرو بن حجر، امللكة : " آكل املرار الكندي، وكان يف صدره مكتوببنت األمالك، وأم امللك عمرو بن املنذر، أمة املسيح، وأم عبده، وأمة عبده، يف زمن ملك األمالك خسرو أنو

زمن أفراييم األسقف، فاإلله الذي بنت له هذا البيت يغفر خطيتها، ويترحم عليها وعلى ولدها، شروان، ويف " .ويقبل هبما ويقومهما إىل إقامة احلق، ويكون اإلله معها ومع ولدها الدهر الداهر

لت مع حيىي دخ: فحدثين جعفر بن قدامة، عن حممد بن عبد اهللا بن مالك اخلزاعي عن أبيه قال: قال أبو الفرجدير هند األول، ملا خرجنا مع الرشيد إىل احلرية، وقد قصدها ليتنزه هبا، ويرى آثار املنذر، فرأى قرب -بن خالد

أبيها النعمان، وقربها إىل جانبه، مث خرج إىل دير هند اآلخر، وهو األكرب، وهو على طف النجف، فرأى يف :ر بعض أصحابه أن يرقى إليها، فإذا هيجانب حائطه كتابة، فأمر بسلم، فأحضر، وأم

حبيث شاد البيعة الراهب... إن بين املنذر عام انقضوا وعنرب يقطبه القاطب... تنفح باملسك ذفاريهم مل جيب الصوف هلم جائب... والقز والكتان أثواهبم وقهوة ناجودها ساكب... والعز وامللك هلم راهن

خريا وال يرهبهم راهب... يرجوهم طالب أضحوا وما سار إىل أين هبا الراكب... كأهنم كانوا هبا لعبة

بعد نعيم هلم راتب... فأصبحوا يف طبقات الثرى قل وذل جده خائب... شر البقايا من بقي منهم

.ف عن وجهه ذلكهذه سبيل الدنيا، وانصر: فبكى حيىي ملا قريء هذا الشعر، وقال: قال

الباب الثاين

أخبار أديرة جمهولة

بلغين أن أبا الطمحان القيين قيل له، وكان : حدثنا إبراهيم بن حممد بن أيوب قال حدثنا عبد اهللا بن مسلم قال .ليلة الدير: فاسقا خاربا، ما أدىن ذنوبك؟ قال

طفيشال بلحم خنزير، وشربت من مخرها، وزنيت هبا، نزلت بديرانية فأكلت عندها: وما ليلة الدير؟ قال: قيل .وسرقت كساءها، مث انصرفت عنها

أن الغريض مسع أصوات رهبان بالليل : حدثين محاد بن إسحاق املوصلي عن أبيه: قال هارون بن حممد الزيات

حلنا، فصاغ مثله يف يا أبا يزيد؛ صغ على مثل هذا الصوت : يف دير هلم فاستحسنها، فقال له بعض من معه :حلنه

ال تصرميين إنين غادي... يا أم بكر حبك البادي وأريد إمتاعا من الزاد... جد الرحيل وحثين صحيب

.الشعر لسعيد بن عبد الرمحن بن حسان بن ثابت األنصاريال حدثين عبيد اهللا بن أمحد بن أخربين احلسن بن علي قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثين عبيد اهللا بن عمار ق -

خرج عبد الوهاب بن إبراهيم اإلمام يوما : احلارث القرشي قال حدثنا العباس بن الوليد قال حدثنا ضمرة قال: هل نزل بك أحد من بين أمية؟ قال: إىل بعض الديارات فنزل فيه، وهو وال على الرملة، فسأل صاحب الدير

سليمان بن عبد امللكنعم، نزل يب الوليد بن يز .يد وحممد بن هلم : شربا يف ذلك املوضع، ولقد رأيتهما شربا يف آنيتهما، مث قال أحدمها لصاحبه: فأي شيء صنعا؟ قال: قال

أفعل، فلم يزاال يتعاطيانه بينهما ويشربان به حىت : قال -وأومأ إىل جرن عظيم من رخام -نشرب هبذا اجلرن .مثال

.هاته: ملوىل له أسود فقال عبد الوهابواهللا لقد رأيتهما يتعاطيانه : وقد رأيته وكان يوصف بالشدة، فذهب حيركه، فلم يقدر فقال الراهب: قال ضمرة

.وكل واحد منهما ميلؤه لصاحبه فريفعه ويشربه غري مكترثنر وعمرو بن بانة مسع إبراهيم بن املهدي أصواتا من غنائي من حممد بن احلارث بن بسخ: قال أبو حشيشة

الطنبور كله باطل، فإن كان شيء منه حقا فهذا، واشتهى أن يسمعين، فهبته : فاستحسنها وأخذها جواريه وقالإن رضيين مل يزدين ذلك، وإن مل يرضين بقيت علي وصمة آخر الدهر، وكان يطلبين من : هيبة عظيمة وقلت

عمرو بن بزيع، فكنت أفر منهما، حىت حضرنا بسر من حممد بن احلارث بن بسخنر خاصة، ومن إسحاق بنبن الرشيد، وحنن يف مضارب، ومل نكن سكنا املنازل بعد، فواىف إىل رأى وأنا يف تلك األيام منقطع إىل أيب أمحد

قد أعيتين احليل يف هذا : يقول لك عمك: أيب أمحد بن الرشيد رسول إبراهيم بن املهدي، فأبلغه السالم وقال .خلبيث، وأنا أحب أن أمسعه وهو يهرب مين، فأحب أن تبعث به إيل وتكون ربرب معه تؤنسها

ال بد أن متضي إىل عمي، فجهدت كل اجلهد أن يعفيين فأىب، فلما رأيت أنه شيء ال بد منه : فقال يل أبو أمحدمعي ربرب، ودعا بالنبيذ لبست ثيايب ومضيت إليه، وهو نازل يف الدير، فرحب وقرب، وبسطين كل البسط، و

ي بكل حيلة أن أغين، فهبته هيبة شديدة، وأمر خدما له كبارا فجلسوا معي وشربوا وسقوين، وعرض علهلن قلن :وحصرت، وشربت رطال، ودعا بثالث جوار، فخرجن وجلسن، فقال

عيل اصطباري وقلت احليل... كيف احتيايل وأنت ال تصل فإن قليب عليك يتكل... ينحله إن كان جسمي هواك

الشعر خلالد الكاتب والغناء أليب حشيشة رمل، وكان يسميه الرهباين، عمله على حلن من أحلان النصارى مسعه يا : فقال. من رهبان يف الليل يردده، فعمله عليه، فقالته إحداهن، فذهب عقلي، ومسعت شيئا مل أمسع مثله قط

:نعم أصلح اهللا األمري، فأخذتين رعدة وقال هلن قلن: خليلي هذا لك؟ فقلتا... رب مايل وللهوى ما هلذا اهلوى وم

حسن قليب وما حوا... حار طريف الذي هوى ال .الشعر خلالد ، والغناء أليب حشيشة رمل

امها من حممد هكذا أخذن: نعم يا سيدي، قال: يا خليلي هذا لك؟ فقلت: فغنته ما هو أعجب من األول، فقالدعاك الرجل يسمعك أو يسمعك، وقويت عزمي وغنيته : مث شرب رطال آخر، فقلت يف نفسي. بن احلارث

:بشعر خلالد الكاتب هو وجل حبيبك يف هجره... لئن جل قلبك يف ذكره

وعز الفؤاد على صربه... لقد أورث العني طول البكا فجسمك ال شك يف إثره... فإن أذهب القلب وجدا به

بطول التذكر مل يربه... وأي حمب جتايف اهلوى ال خترجن يا خليلي إىل غريه، فلم أزل أردده عليه حىت شرب : فجعل يردد البيت األول والبيت األخريوقال

ل، فنظر إيل ثالثا، واسترحت ساعة وشربت رطال وطابت نفسي، مث استعادين فغنيته حلنه به خالف األوا أشك أين قد أوحشت ابين : وضحك ومل يقل شيئا، وشرب رطال رابعا، وجاءت املغرب فقال يل يا خليلي م

حنطة أو شعري؟ : فانصرفت أطري فرحا، فلما وافيت أبا أمحد ونظر إيل من بعد قال. منك، فامض يف حفظ اهللاوحيك، أتراين ال أعرف فضلك؟ ولكين أحببت أن :فقلت بل مسسم وشهد، انج على رغم أنف من رغم، فقال

فقصصت عليه القصة فسره ذلك، ومل يرض حىت دس إليه حممد بن راشد اخلناق . أستعني برأيه على رأيي فيك .ما ظننت أن يكون يف صناعته مثله: فسأله عين فقال

ا أنا بشاب موثق يف صفاد، دخلت يوما بعض الديارات فإذ: قال يل خالد الكاتب: قال أبو احلسن جحظةصاحب املقطعات الرقيقة؟ : فقال. خالد بن يزيد: من أنت؟ قلت: حسن الوجه، فسلمت عليه فرد علي وقال

ا تنشدين من شعرك فافعل، فأنشدته: فقال! نعم: قلت :إن رأيت أن تفرج عين ببعض ما... ترشفت من شفتيها عقارا وقبلت من خدها جلنار

وغصنا رطيبا وبدرا أنارا... انقت منها كثيبا مهيال وع لكل مكان بليل هنارا... وأبصرت من نورها يف الظالم

:أجز يل هذين البيتني: ال يفضض اهللا فاك، مث قال! أحسنت: فقال شق طوال قطعته بانتحاب... رب ليل أمد من نفس العا

امق بدلته بسوء العتاب... الو وحديث ألذ من نظر !فواهللا، لقد أعملت فكري فما قدرت أن أجيزمها

الباب الثالث

أعياد الشعانني

زرت عبد اهللا بن املعتز يف يوم السعانني، فسر بورودي : أخربين علي بن هارون بن املنجم عن زرياب قالت :عي الذي له فيه هزج وهووصنع من وقته حلنا يف شعر عبد اهللا بن العباس الربي

فدع اللوم فإن اللوم لوم... أنا يف قليب من الظيب كلوم نلت فيه من سرور لو يدوم... حبذا يوم السعانني وما

فصنع عبد اهللا بن املعتز يف البيت الثاين، وبعده بيت : قالت -الشعر لعبد اهللا بن العباس، وحلنه فيه هزج - :هوأضافه إليه، هزجا و

م... زارين موالي فيه ساعة ليته واهللا ما عشت يقي .وهذا البيت خفيف رمل، وهو من هنايات األغاين اليت صنعها" حبذا يوم السعانني " وحلن ابن املعتز يف

:ومن صنعته اليت تظارف فيها وملح وافق قليب قلبه فاستويا... زاحم كمي كمه فالتويا

ا... اكتويا وطاملا ذاقا اهلوى ف يا قرة العني ويا مهي وي: ما يقوله الناس يف حكاية الشيء الذي خياطبون به اإلنسان من مجيل أو قبيح، فيقولون" ويا " أراد هنا بقوله

وحلن ابن املعتز . قلت له يا سيدي ويا موالي ويا ويا، وكذلك ضده ليستغين باإلشارة هبذا النداء عن الشرح .يف هذا هزج

كان عبد اهللا بن العباس يهوى : حدثين شيبة بن هشام قال: حدثين أمحد بن املرزبان قال: دثين عمي قالحجارية نصرانية، مل يكن يصل إليها وال يراها إال إذا خرجت إىل البيعة، فخرجنا يوما معه إىل السعانني، فوقف

:حىت جاءت، فرآها مث أنشدنا لنفسه وغنى فيه بعد ذلك وال تلم فاللوم يغريين... ذا طب فداويين إن كنت

من شادن يوم السعانني... يا نظرة أبقت جوى قاتال خرجن يف أحسن تزيني... ونظرة من ربرب عني عواتقا بني البساتني... خرجن ميشني إىل نزهة

والعيش ما حتت اهلمايني... مزنرات هبمايينها باس يف هذا الشعر هزج حلن عبد اهللا بن الع

ISLAMICBOOK.WS مين| ٢٠١٠ المسل لجميع جميع الحقوق متاحة