0

الخلیل جامعة العلیا الدراسات كلیة الشرعي القضاء قسم

شهادة النساء

دراسة فقهية قانونية مقارنة

:ةالطالب إعداد أحالم محمد إغباریة

20519002: الرقم الجامعي

إشراف أیمن عبد الحمید البدارین الدكتور

ماجستیر رسالة

القضاء في جستیرالما درجة لمتطلبات استكماال الرسالة ھذه قدمت الخلیل جامعة في العلمي والبحث العلیا الدراسات بكلیة الشرعي

م2010 -ھـ 1431

1

أ

اإلهداء

. rإىل احلبيب املصطفى ، يف ظل الظلم والتضليل، إىل من هداين خري السبيل، وجعل يل احلق دليال

¤ ]: فــيهمIإىل مــن قــال اهللا £¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥Z . روح والدي، وروح والديتإىل] 24 :اإلسراء[

أخي . يحتذى به، بتيسريمها يل إمكانية السفر إىل جامعة اخلليل جسدا معىن األخوة يف اهللا واقعا إىل من

. أمحد صاحل، وزوجه ليلى

ـ أهلت، للت أو ملل والعمل الدؤوب إذا ك ،ستقي منهم حب العطاء من أ إىل شريفة بلدي احلبيـب م

. خاصةعامة، ونسائها

. يستنار به يف ظلمة اجلهل والطغيان نرباساrإىل كل امرأة اختذت كتاب اهللا وسنة نبيه

. إىل كل من أغدقين بدعاء يف السحر والبكر، وشد من أزري، حىت انتهى عملي

. عن أرض اإلسراء واملعراجإىل كل قلب ينبض حبا ودفاعا

.ايت وعموم أقربائي مجيعاويت وأخوإىل إخ

.إىل كل هؤالء أهدي هذا اجلهد

.ينتفع به كل طالب علم، بول عملي هذا صدقة جارية أسأل قIفاهللا

.واهللا اهلادي إىل سواء السبيل

ب

شكر وعرفان

بسم اهللا الرحمن الرحيم

¤ ]: Uانطالقا من قول اهللا £ ¢ ¡ � ~ } | { z y x w ¥

ª © ¨ § ¦Z ]19: النمل[.

بداية محدا ميأل U، فال يسعين إال أن أمحد اهللا )1("الناس يشكر ال من اهللا يشكر ال: " rومن قول النيب

.األرض والسماوات، على نعمائه الوافرة، اليت ال حيصيها عاد، وال يكتبها مداد

رح العلمي الذي احتضنين إلمتام دراسيت العليا، ممـثال وأن أتقدم بالشكر اجلزيل جلامعة اخلليل ذاك الص

برئيس وأعضاء جملس األمناء، ورئيس اجلامعة والعمداء واملدرسني عامة، وعمادة كلية الدراسات العليـا،

وكلية الشريعة خاصة، ممثلة بعميدها أستاذي ومعلمي الكرمي، حضرة األستاذ الدكتور حـسني مطـاوع

أدامه اهللا ذخرا لطلبـة _ وعاء يتدفق علما، معطاء بال حدود، وخملصا بال قيود، الذي عهدته _ الترتوري

._العلم

على هذه الرسالة، هراف؛ إلشبدارينالوأن أتقدم جبزيل شكري وامتناين إىل حضرة الدكتور أمين عبد احلميد

.والعمل حىت انتهاء هذا اجلهد

شورة علميـة، وإبـداء رأي يف مبالذي ما خبل علي) اهللاأبو عبد (إىل عمي الدكتور موسى وأقدم شكري

.كتابيت

أمحد حممد شاكر وآخرون، دار إحياء التراث : ، حتقيق 4/339، سنن الترمذي الترمذي، حممد بن عيسى بن سورة أبو عيسى، أخرجه -1

ـ ، دار 6/182، السنن الكربى، أمحد بن احلسني بن علي أبو بكر البيهقي، و . العريب، بريوت قـال عنـه . ة األوىلاملعرفة، بريوت، الطبع . ، مكتبة املعارف، الرياض1/776، السلسلة الصحيحةاأللباين، حممد ناصر الدين، . صحيح: وقال األلباين.حديث حسن صحيح: الترمذي

ت

. األستاذ زياد عسلية، على ما قدمه يل من استشارة قانونية لدعم رساليتاحملامي الشرعيإىل حضرة و

لكترونية، أو بإعارة كتاب، إإىل كل من قدم يد العون خلدمة هذه الرسالة، سواء كان بفائدة علمية، أو و

:بالذكروأخص

.48مكتبة كلية الدعوة والعلوم اإلسالمية يف مدينة أم الفحم يف فلسطني احملتلة عام -1

.48مكتبة أكادميية القامسي يف مدينة باقة الغربية يف فلسطني احملتلة عام -2

. 48مكتبة جامعة حيفا، يف فلسطني احملتلة عام -3

. جد األقصى املبارك يف القدس الشريفة الواقعة حتت املسينتاملكتبة اخل -4

.يف العاصمة عمان مكتبة اجلامعة األردنية -5

.مكتبة جامعة اخلليل يف فلسطني احلبيبة القابعة حتت نري االحتالل -6

. مكتبة بلدية اخلليل يف فلسطني املنتصرة بإذن اهللا -7

[CB A @Z] 7 : إبراهيم[

.وما توفيقي إال باهللا

ث

اهللا الرحمن الرحيمبسم

ر هذا يلو غ: مه إال قال يف غدهه يف يو كتابكتب إنسانين رأيت أنه ال يإ"......

هذا لكان كر ولو ت،م هذا لكان أفضلد ولو ق،نستحس ولو زيد لكان ي،لكان أحسن

.)1("لة البشر وهو دليل على استيالء النقص على مج،رب وهذا من أعظم الع،أمجل

عبد الرحيم البيسان

، موقع احملدث ااين، املكتبة 1/14، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنونحاجي خليفة، مصطفى بن عبد اهللا، -1

.الشاملة

1

املقدمة

NM L K J I H G FZ] : القائــل يف كتابــه العزيــزاحلمــد هللاوالصالة والسالم على رسول اهللا وعلى آله وصحبه ومن وااله، ومن اهتـدى ، ]148:األنعام[

:بھداه، وسار على خطاه إلى یوم الدین، وبعد

، أقدمھا "، دراسة فقھیة قانونیة مقارنةة النساءشھاد"ـھذه خطة رسالتي المعنونة ب

. ملتطلبات درجة املاجستري يف القضاء الشرعي حضرتكم استكماالبین یدي

: فوائد التأليف

:)1(وهي: فوائد مخس منتأليفه خيلو ال أن مؤلف لكل ينبغي

.معضال كان شيء استنباط -1

2- كان إن همجع فماقر.

3- غام كان إن هشرحاض.

4- حوتأليف نظم سن.

.وتطويل حشو وإسقاط -5 . ، أو يف شيء مختلط يرتبهجيمعه قتفرم شيءيف أو، مهمتي ناقص شيء وأن يكون تأليفه يف

:تكمن أمهية املوضوع يف :أمهية املوضوع

، تتعلق ا قرار بعد اإل بيان مكانة الشهادة، باعتبارها أهم وسيلة من وسائل اإلثبات الشرعية-1

ةحقوق هللا وحقوق للعباد، وتترتب عليها مصاحل مج .

. املثىن، بريوت، مكتبة1/35، كشف الظنون حاجي خليفة،-1

2

الشهادة ال يتوقف علـى قبول وبيان أن الشروط الواجب توفرها يف الشهادة، البحث يف -2

.اختالف اجلنس بقدر ما يتوقف على حتقيق هذه الشروط، وبالذات الصدق والعدالة

القول الـراجح وبيان تاب والسنة واإلمجاع واملعقول، بالك" شهادة النساء "ة يمشروع بيان -3

.يف كل ذلكاخلالف بعد حترير حمل . لعلماء يف املسألة ومناقشتهامن خالل عرض آراء اها في

والـوالدة، الرضـاع ما ال يطلع عليه الرجال، ك قبل في وحدهن ت إثبات أن شهادة النساء -4

.والعيوب حتت الثياب، وانقضاء العدة

. ومعاجلتهاوقوف على احلاالت اليت تثبت ا شهادة النساء مع الرجال ال-5

الذي على إثره أصـبحت ، بني الرجل واملرأة يان التفاوت الوظيفي والبيولوجي والنفسي ب -6

. وأن هذا التفاوت حقيقة علمية ثابتة بالقرآن والسنة. شهادة املرأة نصف شهادة الرجل

يت حيكت ضد املرأة بوصفها ناقصة عقل ودين من خالل بيان ال املزعومة الشبهاتدحض -7

h i j l ] : املعىن احلقيقي للـضالل يف قـول اهللا تعـاىل kmZ ]. 282:البقرة[

ما رأيت من ناقصات وعقـل "rالوارد يف حديث النيب والدين لنقصان العقل املعىن احلقيقي و

لودين أذهب ل1(" الرجل احلازم من إحداكنب(.

.بيان أن األحكام القطعية ال تتغري بتغري األحوال واألزمان -8

:ت هذه الدراسة لتجيب عن األسئلة التاليةدعأ: أسئلة املوضوع

؟ الشهادة يف اللغة واالصطالح والقانون كيف تعرف-1

.84 سيأيت نصه كامال وخترجيه عند احلديث عن مشروعية شهادة النساء منفردات ص-1

3

وما هي فقط، أم هناك أركان أخرى تقوم عليها الشهادة؟ "أشهد" هل ركن الشهادة لفظ -2

روط الشرعية للشهادة؟الش

وما احلكمة من هذا التشريع؟ هل ثبتت مشروعية الشهادة يف الكتاب والسنة؟-3

ما موقف القانون الوضعي من الشهادة عامة وشهادة النساء خاصة؟-4

األثر املترتب على الشهادة يف الفقه والقانون؟ ما -5

ر إليه عند الضرورة؟ يصا يعتمد عليه أم بدل هل شهادة النساء أصل-6

ما أقسام شهادة النساء، ومشروعية هذه األقسام؟-7

8- ة ذلك؟ وما أدلوحدهن؟دة النساء يف الشريعة اإلسالمية قبل شهاهل ت

وما نصاب شهادن يف هذه املواضيع؟؟ وحدهن يف أي املواضيع يتم القضاء بشهادة النساء-9

أم ال؟اخلنثىبل شهادة هل تق-10

ومـا شهادة الرجل دون املرأة؟ قبولت إىل د ما الفروق الطبيعية بني الرجل واملرأة اليت أ -11

مدى تأثري هذه الفروق يف شهادة املرأة؟

وكيف يرد على هذه الشبهات؟اليت تحاك حول شهادة املرأة؟املزعومة الشبهات ما -12

إلسالمية فيما خيص شهادة املرأة، وما هي؟ هل هناك اجتهادات معاصرة خالفت الشريعة ا-13

14- ـر األعـراف شهادة املرأة؟قبول يف تغيري حكم هل للعامل العلمي أثريغوبناء عليه هل ت

يلزم تغير األحكام؟واألزمان

هل انتقص اإلسالم حق املرأة باعتبار شهادا على النصف من شهادة الرجل؟ أم أكرمها -15

لإلدعاءات الباطلة ضدها؟الع جمادشأا ومل يورفع من

:دف هذه الدراسة إىل ما يلي: أهداف املوضوع

4

. بيان التعريف العام للشهادة، مشروعيتها وشروطها، واآلثار املترتبة عليها-1

. بيان أن أركان الشهادة مخسة، وليس ركن أشهد فقط-2

. شهادة بيان احلكم العديدة من وراء تشريع ال-3

. بيان مكانة الشهادة يف القانون الوضعي-4

. بيان اآلثار املترتبة على الشهادة يف الفقه والقانون-5

. بيان نصاب شهادة النساء-6

. املشكلاخلنثى شهادة قبول بيان -7

.ا وقانوناعتربة شرعاملشهادة النساء بيان أقسام -8

التأكيـد علـى مـع اع فيها نـزوحترير حمل ال ء، تسليط الضوء على أقسام شهادة النسا -9

.ببيان آراء العلماء وأدلتهم يف ذلكمشروعيتها

ات وذلك يف شـهاد كما تقبل شهادة الرجل، اة شرع قبولوحدها م بيان أن شهادة املرأة -10

.اللعان

لوجية، والفـسيو ل واملرأة من الناحيـة البيولوجيـة بيان االختالفات الطبيعية بني الرج -11

.دماغي املؤثر على شهادة كل منهماواالختالف يف التركيب ال

. بيان مدى تأثري الفروق الطبيعية على شهادة املرأة-12

.بيان االجتهادات الشاذة يف شهادة املرأة املخالفة للشريعة اإلسالمية -13

. اليت حيكت حول شهادة املرأة املزعومةالشبهاتدحض -14

.لعامل العلمي ال يؤثر يف تغيري حكم شهادة املرأة بيان أن ا-15

16-بيان أن ت ر األحكام القطعيةواألزمان ر األعراف غييغلزم تال ي.

5

قبولكرمها ب بيان أن اإلسالم مل ينتقص املرأة باعتبار شهادا نصف شهادة الرجل، بل أ -17

. والوالدة وعيوب النساءالرضاع، كال أبديها شهادة الرجشهادا يف مواضع ال تقبل ف

: الدراسات السابقة

ولكن كثريا " شهادة النساء " موضوع مل أعثر خالل حبثي على دراسة منفردة مستقلة يف

. من خالل البحث العام يف موضوع الـشهادة ا إىل هذا املوضوع قدميا وحديث قتطر من العلماء

الـدكتوراه ورسائل لنيل درجة املاجستري،لنيل درجة ن الدراسات املعاصرة هنالك رسائل مف

منها. احتدثت عن شهادة النساء ضمن:

للدكتور حممد الزحيلي، حصل ا الكاتب على ": وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية "-1

ت من كلية الشريعة والقانون جبامعة األزهر، حبث فيها احلجج والبينا) الدكتوراه(الشهادة العاملية

ال، فقد عرض هلا فـص "الشهادة" احملاكم، منها واألدلة، وطرق القضاء اليت يقدمها اخلصوم أمام

فيه تعريف الشهادة، أركاا، مشروعيتها، حكمتها، شـروطها ا به رسالته، باحث ا مصدر الكام

. ونصاا، يف مائة وثالثني صفحة

علمي املوضوعي املقارن، فقـد قـام سلك الدكتور الزحيلي يف رسالته منهج البحث ال

ملـالكي، املـذهب ثمانية، املذهب احلنفي، املذهب ابعرض أقوال الفقهاء من املذاهب الفقهية ال

املذهب الزيدي، املـذهب اإلمـامي واملـذهب املذهب الظاهري، الشافعي، املذهب احلنبلي،

مجـاع والقيـاس لـسنة واإل دالل عليها من الكتاب وا اإلباضي، ومقارنتها فيما بينها، واالست

. إياها بالرأي الراجح يف كل مسألةاواملعقول، خامت

6

فيها على النقاط اهلامة، واملواضع البارزة مع االسـتعانة اكما وقام مبقارنة فقهية قانونية، مقتصر

.ببعض املصطلحات القانونية

ب إىل شـهادة بإسـها الدكتور الزحيلي قتطرأما ما خيتص جبانب شهادة النساء فقد

النساء منفردات، وشهادن مع الرجال، ونصاب هذه الشهادة ومشروعيتها، واحلاالت اليت جيوز

. ومناقشتها، وذلك يف اثنتني وأربعني صفحةمع ذكر األدلة، القضاء فيها بشهادة النساء

رجل واملرأة ومع سعة رسالة الدكتور الزحيلي إال أنه مل يبحث يف رسالته الفروق الطبيعية بني ال

. شهادة الرجل واملرأةقبول يف ا أساسيااملوضوع الذي يشكل حمور. املؤثرة يف شهادة املرأة

ج إىل موضوع الفوارق من خالل ترجيح رأي الفقهاء، ومن خالل بيان حكمة إال أنه كان يعر

ساء يف نطـاق فيذكر أن سبب تقييد شهادة الن -ا خاص ا ومل يفرد له مبحث -النصوص الشرعية

معي ن، وجلع بلت عليه من تكوين اخلها نصف شهادة الرجل، ما ج ة لقة، وإعداد األجهزة اخلاص

ا، وللمكانة اإلجتماعية اليت خص ا، وقلة ممارستها ألعمال التجـارة، والـشؤون ها اإلسالم

.العامة

لالجتـهادات قتطرة املرأة، ومل ي اليت حيكت حول شهاد الشبهات ومل يعاجل الدكتور الزحيلي

د عليهـا املعاصرة اليت تطالب مبساواة املرأة للرجل يف الشهادة، فإن معاجلة مثل هذه األمور والر

. ه التطاول عليهكل من تسول له نفس ماهه يذودون عن حفيه داللة أن لإلسالم أهل

سليم علي الرجوب، حاز ا على اللقب الثاينل": الشاهد املختلف يف شهادته بني الفقهاء "-2

. من كلية الشريعة جبامعة اخلليليف الشريعة اإلسالمية) املاجستري(

ج الباحث يف رسالته منهج البحث العلمي الوصفي مـستعينباملنـهج االسـتقرائي ا

ستعرواالستنباطي، فقد قام بعرض آراء الفقهاء من كل مذهب، مفريق، وذكر معها أدلة كلاض

7

من ضمن هذه األدلة مشروعية شهادة النساء، ومل يخاص هلا مبحث ص وهذا ما سأحبثه يف ا خاص ،

. ألمهية هذا املوضوع؛رساليت يف مبحث مستقل

ـ ا خاص ال كام العرض الباحث فص نبيا بشهادة النساء، فيما يقارب مخسني صفحة، م

الرجال، واألمور اليت جتوز فيها شهادة النـساء منفـردات، فيها شهادة النساء فيما يطلع عليه

واالستهالل فقط، فسأحبث يف رسـاليت الرضاعونصاب هذه الشهادة، من األمور اليت عاجلها

.اللعان اتإضافة هلاتني احلالتني، عيوب النساء، وشهاد

قبـول حدد قاطع الذي ي مة اليت مل يبحثها سليم الرجوب، واليت مبثابة السيف ال من األمور امله

.واملرأة املؤثرة على شهادة كل منهماواملرأة، الفروق الطبيعية بني الرجل شهادة الرجل

. واالجتهادات املعاصرة الشاذة اليت تدور يف فلك شهادة النساءالشبهاتكما مل يبحث يف

.ان رأي الشرع يف ذلكلذا أردت تسليط الضوء على هذه اجلوانب، ورد االدعاءات الباطلة ببي

حصل ـا ،- رمحه اهللا - محد عبد الفتاح اهلوارين أل": اإلثبات بالشهادة يف جرمية القتل "-3

. لقب املاجستري يف القضاء الشرعي من كلية الشريعة جبامعة اخلليلعلى

اتب باملنـهج االسـتقرائي اع الباحث يف رسالته منهج البحث العلمي الوصفي مـستعين

يف بيان آراء العلماء يف املسائل املختلف فيها، مع ذكـر الـدليل، اعمل جاهد و. تنباطيواالس

.والرأي الراجح يف املسألة

إىل الشهادة يف جرمية القتل، قتطربيان أمهية اإلثبات بصفة عامة، وبصفة خاصة ودأب على

. ومشروعيتهاشروطهاتعريفها، موانعها، أركاا،

8

حكمة تشريعها، ومل يبحـث يف أي و دلة مشروعية الشهادة كاملة يذكر الباحث أ مل

، فكان من األمهية مبكان لو أورد رأي الشرع فيما يتعلق بـشهادة ألة تتعلق بشهادة النساء مس

. قبول، ولو مل يكتب هلا الالنساء يف جرمية القتل

احلدود والقصاص، أستدرك وهذه من املسائل اليت أحبثها يف رساليت، يف مبحث شهادة النساء يف

. فيها ذاك النقص الذي فات الباحث

احلائز ا عبد احلميد اهلنيين، ل ":مكانة املرأة يف اإلسالم وحكم توليها املناصب السيادية "-4

. من كلية الشريعة جبامعة اخلليلعلى لقب املاجستري يف القضاء الشرعي

ستاتبع الباحث يف رسالته املنهج الوصفي مباملنهج االستقرائي واالستنباطي اعين .اعارض

حتدث فيـه عـن يف الفوارق بني الرجل واملرأة من حيث التكاليف الشرعية، ا خاص ا مبحث فيها

أثر هذا االختالف على شـهادة الرجـل يبيناالختالفات الفسيولوجية بني اجلنسني، لكنه مل

. يف رساليتا خاصا له مبحثتدفرواملرأة، وهذا ما أ

يف مخس صفحات، أورد فيها أقـوال " شهادة املرأة نصف شهادة الرجل "شبهةوعاجل الباحث

.الطاعنني بالشريعة اإلسالمية والرد عليها

املذكورة باالجتهادات املعاصرة اليت تطالب مبساواة الشبهةأرى أن الباحث اهلنيين دمج

تها كل علـى ومعاجل،ا قمت ببحثه يف رساليت مبباحث مستقلةاملرأة للرجل يف الشهادة، وهذا م

. حدى

عدم مساواة املـرأة " من الفروق بني الرجل واملرأة، حيث أطلق عليها الشبهةهذه الباحث عدو

ق إىل أسباب عدم املساواة، وهذه من األمـور الـيت تطر لكنه مل ي ."رجل يف نصاب الشهادة لل

. رساليتعاجلتها يف

9

:د دراسيتجدي

اب معاجلة بعض املسائل الفقهية والعلمية يف رسائلهم، ت الك وأساتذيت لقد فات إخويت

م معاجلته ليس تقصريا منهم، فاستدركت ما فاي يف أن يكون حبثي واسعق فيه ابل رغبة منأغل ،

:راسات السابقة، بأاعن الدمتتاز دراسيت أنت بال دراسة، فأرى الثغرات اليت بقيأسد نات وبالل

. ذا املوضوعد ومل يسبق ألي باحث أن تفر،"شهادة النساء"دراسة منفردة مستقلة يف -1

وأدلتهم يف كل آراء الفقهاء- قدر استطاعيت- تاستقرأ .دراسة فقهية قانونية علمية مقارنة -2

.مسألة، وبيان الراجح يف املسألة

وقارنت بقـوانني اليها القانون،قتطر املسائل اليت معظمون يف قمت مبقارنة الفقه مع القان -3

وضعية متعددة كالقانون الوضعي اللبناين والقانون املصري والسوداين واألردين واالسرائيلي، فقد

.اقتبست منها املواد القانونية املالئمة ملسائل رساليت

4- تجمبتجارب وأحباث علمية حديثة رساليتد .

10

ا يف البحث والتفصيل واالستقراء، أدرجت املسائل التاليةمزيد:

؟ عملت على بيان آراء العلماء للضرورة ل يعتمد عليه أم بدل يصار إليه شهادة املرأة أص -1

. فيها القول األسلمحةرجميف هذه املسألة،

بب اختالف الفقهاء يف رساليت سبينت :منشأ اخلالف بني الفقهاء يف املسائل املختلف فيها -2

ا، ومنشأ اخلالف يف اشتراط العدد يف قبوهل وعدم الرضاع شهادة النساء يف االستهالل و قبوليف

. شهادة النساء منفردات وعدم اشتراطه

الشافعية حيث عد : األثر املترتب على اخلالف بني احلنفية والشافعية يف أركان الشهادة -3

ما اقتصر احلنفية على لفظ أشهد فقط مخسة للشهادة، بيناأركان.

.ةمن شهادة النساء خاصالقدمية الوضعيةواننيموقف الق -4

، كالفروق الفسيولوجية الفروق الطبيعية بني الرجل واملرأة، ومدى تأثريها يف شهادة املرأة -5

. أمهية بالغةوالبيولوجية والنفسية بني الرجل واملرأة، مستفيضة يف هذه اجلوانب؛ ملا حتمله من

يف رساليت من خالل قول هذا تحبث: لرجل يف نصاب الشهادة لأسباب عدم مساواة املرأة -6

m]: اهللا تعاىل l k j i h Z ]يل أن مـن ظهرحيث ].282:البقرة

. املرأة الذي هو أحد معاىن الضاللنسيانأسباب عدم املساواة هو كثرة

، وأنه من األمور اليت ساوى الشرع احلكيم فيه شهادة اللعانعريف تتبين: اللعان اتشهاد -7

.املرأة مع شهادة الرجل

بـني توضيحية تؤكد مدى التفاوت الفسيولوجي ةإثباتات وجتارب علمية حديثة وصور -8

.الرجل واملرأة

11

لة، مل يسبق ألي أحد من أصحاب الدراسات السابقة البحث يف هذه املسأ : اخلنثىشهادة -9

.اخلنثى احلكم الشرعي يف شهادة أبينفأردت أن

املرأة تساوي نـصف " القائلة الشبهة ت حيث عاجل : حول شهادة املرأة مزعومة شبهات -10

اام احملرضني، اإلسالم أنه اعترب املرأة ضالة من غري هدى من خـالل قـول اهللا شبهةو" الرجل

i ] : تعاىل h m l k jZ و ،قـد نقصان عقل ودين املرأة، ف بهةش

ضد املرأة والشريعة االدعاءات الباطلة تحضد، و الشبهاتاجلانب من الضوء على هذا تسلط

على الرجل بسبب التنصيف يف أن املرأة امتازت تنبياإلسالمية، ببيان رأي الشرع يف ذلك، و

.الشهادة

تطالـب ظهرت يف اآلونة األخرية اجتهادات :اجتهادات معاصرة شاذة يف شهادة املرأة -11

ولة النصوص القرآنية مع مستجدات الواقع، وهـذا مـن لرجل يف الشهادة، مؤ ل مبساواة املرأة

.أحدث املسائل الواقعية اليت تعاجلها رساليت، ومل يبحثها أحد من أصحاب الرسائل السابقة

فال بد من يـأيت لة مكتملة،ومع كل هذه االستدراكات ال يعين أن تكون رساليت كام

عالجه نسيان أمر قد قدر، والسبيل ل فالنقص من طبيعة البشر، والزلل وال يستدرك على رساليت، و

.بإذن الواحد املقتدر

: نهج البحثم

)1(، مـستفيدة مـن املنـهجني االسـتقرائي )1(املنهج الوصـفي هذا يف حبثي تتبعا

:يةوفق اخلطوات التال، )2(واالستنباطي

قواعد أساسية يف صيين، سعيد إمساعيل، . هو املنهج القائم على وصف األشياء املادية واملعنوية، أو أي شيء له آثار ظاهرة -1

. م1994 -هـ 1415، مؤسسة الرسالة، بريوت، الطبعة األوىل، 63، صلميالبحث الع

12

1- ع راإلسالمية الثمانية، من مصادرها املعتمدة يف كـل مـذهب، املذاهب فقهاء أقوال ض

هظمة الرأي الراجح فيهار.

2-استقراء أدلة كل مذهب وحتليلها ومناقشتها م بنة وجه الداللة فيهاي.

. االعتماد على كتب علمية حديثة فيما يتعلق باجلوانب العلمية-3

، بالرجوع إىل معاجم اللغة العربية والقواميس افقهيو ايوغل، يف باملصطلحات الغامضة التعر -4

.الفقهية

عزو اآليات القرآنية الواردة يف البحث إىل مواردها مع بيان أرقامها وأمساء السور الـواردة -5

.فيها

باالعتماد على أقوال كم عليها إذا كانت يف غري الصحيحني، واحل ، ختريج األحاديث النبوية -6

.العلماء يف ذلك

وإن . - إن وجد عند أهل العلم - ختريج آثار الصحابة الكرام من املصنفات، واحلكم عليها -7

يف احلكم عليها، عن طريق البحث يف اجلرح والتعديل لسلـسلة رواة جهدي مل يوجد، بذلت

. األثر، بالرجوع اىل كتب التراجم املختصة يف هذا األمر

. الوارد ذكرهم يف البحثالتعريف باألعالم غري املشهورين -8

الـيت - واقتباس املواد املعتمدة فيهماوقانون األحوال الشخصية، الفلسطيين دراسة القانون -9

. جملة األحكام العدلية املستنبطة من املذهب احلنفي واليت تستند على -ز عليها خالل حبثي أرتك

. خالل زياريت هلا الشرعية الفلسطينية يف مدينة اخلليلهذا ما أكدته يل احملكمة

1- ضـوابط امليداين، عبد الرمحن حسن حبنكـي، . ا هو تتبع اجلزئيات كلها أو بعضها، للوصول إىل حكم عام يشملها مجيع

. م1993 -هـ 1414، دار القلم، دمشق، الطبعة الرابعة، 188، صاملعرفة وأصول االستدالل واملناظرة املتفـق عليهـا، ذات القـوة - اليت توصلنا إليها باالستقراء- هو املنهج الذي ينطلق من احلقائق العامة أو القواعد العامة -2

. 71، صقواعد أساسية يف البحث العلميصيين، . التشريعية للوصول إىل املسائل الواقعية الفرعية

13

كالقـانون تعريفات الـشهادة لـديها، نظرا للشهادة وبيان و دراسة القوانني الوضعية -10

مقارنتها و الوضعي اللبناين والقانون املصري والقانون العراقي والسوداين واألردين واالسرائيلي،

. للشهادة التعريفات الفقهيةمع

قد يالحظ القارئ لرساليت، وجود ذكر للقانون الوضعي تارة، وغيابه تـارة أخـرى،

ها، فكنت أجد مـادة ت إىل مجيع املسائل اليت عاجل قتطروالسبب يعود إىل هذه القوانني اليت مل ت

قانونية مالئمة ملسألة من املسائل يف القانون الوضعي اللبناين على سبيل املثال، وال أجـدها يف

ال تتطرق وأحيانا . ذه احلالة وأترك املصري، وهكذاالقانون املصري، فأعتمد القانون اللبناين يف ه

.د الرأي الفقهي دون القانونمت، فأعلمسألة كامل القوانني الوضعيةل

وختملدراسة بعرض نتائج البحث ا ت وأعد ،دفهارس لآليات واألحاديث واآلثار واألعـالم ت

.ادروفهرس للمص

فس ثالث طبعات لنااستعمال طبعتني لكتاب واحد، وأحيان لرساليت حظ القارئ يالقد

األفكار الدولية ودار الكتاب العريب، وهاتان الطبعتان استعملتا )بنت(املغين، طبعة : الكتاب، مثل

وقد دونت جبانب كل كتـاب يف الفصل األول، وطبعة دار الفكر استعملت يف الفصل الثاين،

كرر الطبعات اسم دار النشر املستعملة تسهيال للقارئ ولئال خيتلط األمر عليه، وسبب تعـدد مت

ج يف كل مكتبة، فكنت أنتهز وجودي يف مكتبة من املكتبات، وأخـر الختالفها يعود الطبعات

ر املستعملة بداية، فأضط الطبعة املادة املطلوبة، وبعد مدة من الزمن أزور مكتبة أخرى، وال أجد

لالستعانة بطبعة جديدة، وال أنتظر العودة للمكتبة األوىل، وهكذا، مما أدى لتعدد الطبعـات يف

. حىت نتعرف على دور النشر املختلفة الكرميوللقارئ يل - برأيي-رساليت، وهذه فائدة

:خطة البحث

14

وأربعة فصول يتخللها مباحث ومطالب ومـسائل، ومتهيد يشمل البحث على مقدمة

:لنحو التايلعلى ا

: أما املقدمة، فتشمل ما يلي

. فوائد التأليف-أ

.أمهية املوضوع -ب

.أسئلة املوضوع -ت

.أهداف املوضوع -ث

.الدراسات السابقة -ج

.جديد دراسيت -ح

. منهج البحث -خ

.خطة البحث -د

:فيه مبحثانأما التمهيد، ف

.ة يف القضاء اإلسالميأمهية الشهاد: املبحث األول

.التفريق بني شهادة املرأة وشهادة الرجل: املبحث الثاين

: فأربعةوأما الفصول،

: ويتناول أربعة مباحث،"الشهادة يف الفقه اإلسالمي" يف وهو فصل متهيدي: الفصل األول

: مطالب وفيه أربعةماهية الشهادة،: املبحث األول

.الشهادة يف اللغة: املطلب األول

.الشهادة يف االصطالح الفقهي، والقانوين: املطلب الثاين

15

. مقارنة بني التعريفات الفقهية والقانونية: املطلب الثالث

.أركان الشهادة: املطلب الرابع

:مشروعية الشهادة، وفيه أربعة مطالب: املبحث الثاين

.مشروعية الشهادة يف الكتاب: املطلب األول

. الشهادة يف السنةمشروعية: املطلب الثاين

.إمجاع الفقهاء على مشروعية الشهادة: املطلب الثالث

. حكمة تشريع الشهادة: املطلب الرابع

:الشروط الشرعية للشهادة، وفيه ثالثة مطالب: املبحث الثالث

.شروط متعلقة بذات الشهادة: املطلب األول

.ل شهادتهقبشروط من ت: املطلب الثاين

. روط تتعلق باملشهود بهش: املطلب الثالث

:باين والقانون الوضعي، وفيه أربعة مطالبالشهادة بني التشريع الر: املبحث الرابع

.القيام بالشهادة: املطلب األول

.مكانة الشهادة يف القانون الوضعي: املطلب الثاين

.األثر املترتب على الشهادة: املطلب الثالث

ه أم بدل يصار إليه عند الضرورة؟ يعتمد عليشهادة املرأة أصل: املطلب الرابع

: وفيه متهيد يف أقسام شهادة النساء، ومخسة مباحثالقضاء بشهادة النساء،: صل الثاينالف

:شهادة النساء منفردات، وفيه ثالثة مطالب: املبحث األول

.مشروعية شهادة النساء منفردات: املطلب األول

16

: مسائلشهادة النساء منفردات، وفيه أربعةز القضاء فيها باحلاالت اليت جيو: املطلب الثاين

.ا ال يطلع عليه الرجالعيوب النساء مم: املسألة األوىل

.الرضاع: املسألة الثانية

.االستهالل: املسألة الثالثة

.اللعانشهادات : املسألة الرابعة

. نصاب شهادة النساء منفردات: املطلب الثالث

: املرأتني مع الرجل، وفيه مطلبانهادةش: املبحث الثاين

.مشروعية شهادة املرأتني مع الرجل: املطلب األول

: احلاالت اليت جيوز إثباا بشهادة املرأتني والرجل، وفيه مسألتان: املطلب الثاين

.شهادة املرأتني والرجل يف األموال: املسألة األوىل

.أحكام األبدانشهادة املرأتني والرجل يف : املسألة الثانية

.شهادة النساء يف احلدود والقصاص: املبحث الثالث

.شهادة املرأتني واليمني: املبحث الرابع

.اخلنثىشهادة : املبحث اخلامس

أربعـة و ، متهيدالفروق الطبيعية بني الرجل واملرأة املؤثرة بالشهادة، ويتناول : الفصل الثالث

:مباحث

: وفيه ثالثة مطالبرأة،وجي بني الرجل واملاالختالف البيول: املبحث األول

.احليض عند النساء: املطلب األول

.الرضاعلوالدة وااحلمل و: املطلب الثاين

17

.االختالف يف تكوين املخ: املطلب الثالث

: بني الرجل واملرأة، وفيه مطلبان)الفسيولوجي (االختالف الوظيفي: املبحث الثاين

.مية تؤكد مدى االختالف العقلي بني الرجل واملرأةإثباتات عل: املطلب األول

.دماغ الذكر ودماغ األنثى: املطلب الثاين

:االختالفات النفسية بني الرجل واملرأة، وفيه مخسة مطالب: املبحث الثالث

.عاطفة املرأة أقوى من عاطفة الرجل: املطلب األول

.بارشهادة الرجل وشهادة املرأة حتت االخت: املطلب الثاين

.الضعف يف اخلصومة: املطلب الثالث

.شد من حياء الرجلحياء املرأة أ: املطلب الرابع

.االختالف يف اإلدراك احلسي: املطلب اخلامس

:أثر االختالف يف الفروق الطبيعية يف شهادة املرأة، وفيه ثالثة مطالب: املبحث الرابع

.املرأةأثر االختالف البيولوجي على شهادة : املطلب األول

.جي على شهادة املرأةأثر االختالف الفسيولو: املطلب الثاين

. على أداء الشهادةتأثري احلالة النفسية للمرأة: املطلب الثالث

: واملمارسة، وفيه مبحثانشهادة النساء بني النص: الفصل الرابع

: حول شهادة املرأة، وفيه ثالثة مطالبشبهات: املبحث األول

:املرأة تساوي نصف الرجل، وفيه مسألتان: األوىلالشبهة: لاملطلب األو

.اإلسالم مل يفرض أن املرأة نصف الرجل: املسألة األوىل

. امتياز هلا املرأة، بل من إنسانيةاالتفاوت يف الشهادة ليس انتقاص: املسألة الثانية

18

j ] : اهللا تعـاىل الطعن يف الضالل الوارد يف قول : الثانية الشبهة: املطلب الثاين i h

m l kZ ]وفيه مسألتان]282: البقرة ،:

.الضالل يعين النسيان: املسألة األوىل

.الضالل يعين اخلطأ: املسألة الثانية

وفيه قصان العقل والدين، إهانة للمرأة، النساء بن rوصف النيب : الثالثة الشبهة: املطلب الثالث

: مسألتان

.يقة نقصان العقلحق: املسألة األوىل

.حقيقة نقصان الدين: املسألة الثانية

: اجتهادات معاصرة شاذة يف شهادة املرأة، وفيه مطلبان: املبحث الثاين

.لرجل يف الشهادةمساواة املرأة ل: االجتهاد األول: املطلب األول

.رأة الواحدة املتعلمة شهادة املقبول: االجتهاد الثاين: املطلب الثاين

.ة يف نتائج البحثخامت

تمهيدال

:وفيه مبحثان

.أمهية الشهادة يف القضاء اإلسالمي: املبحث األول

.رأة وشهادة الرجلالتفريق بني شهادة امل: الثايناملبحث

19

األولاملبحث

أمهية الشهادة يف القضاء اإلسالمي

بلغت درجتها يف احلضارة ا مهم ،ممإن القضاء من األمور املعروفة املقدسة عند مجيع األ

يقوما كانت أا أو احنطاطار ،البشرية، فلو ة لتترك أمورها فوضى، إذ اخلصومة من لوازم الطبيعة م

يشري إىل ذلك . وضى الضعيف الختل النظام وعمت الف أكل حق للقوي عن مل يكن هناك رادع

¤ ]: Iقــول اهللا £ ¢¡ « ª © ¨ § ¦ ¥

¯ ® ¬Z ]8]. ]251: لبقرةا < ; : 9 = A @ ? >

H G F E D C BIZ ]ـ كانفال غرابة إذا . ]40: احلج ا القضاء مم

. )1( الشريعة اإلسالمية من أول نشأا إىل اآلناهتمت به

أن اختذ القضاء اإلسالمي الشهادة لتحقيـق هـذا اهلـدف، فكان لضبط النظام العام

بني وسائل اإلثبات الشرعي، تترجح على كثري من الوسائل مهمة خطرية فعالة وواعتبارها وسيلة

: األخرى، وذلك ألسباب منها

4 ] : العلم من عباده، إذ قال اهللا تعـاىل ها إىل نفسه ومالئكته وأويلدنس أ أن اهللا تعاىل -أ

6 5? > = < ; : 9 8 7 @F E D C B A Z ]آل

Uه اهللا نرئها، إذ ق ة بتحمله الشهادة وأدا يل فجعل بذلك الشاهد يصل إىل مرتبة ع .]18:عمران

.)2(مع نفسه ومالئكته

.، املطبعة املصرية األهلية10صإلسالم، تاريخ القضاء يف ا عرنوس، حممود بن حممد، -1الرزقي، حممد طاهر، مكتبة الرشد، الرياض، : ، حتقيق 107، ص متطلبات الشهادة على املشهود عليه عظوم، أبو القاسم، -2

.م1998 -هـ 1419الطبعة األوىل،

20

، وإسقاط ما ]2:الطالق [Z_[ ^\ ] : على اعتبارها، بقوله نصI ألن اهللا -ب

ن ـثار حوهلا مي

.)1(عمل به، فهي من هذه الناحية أمر تعبدي حمض جيب التزامه والشبهات

إلحقاق احلق، ا متينا، وسندا قويال واألداء، كانت دليالتحمل وألا إذا توفرت شروطها يف -ت

. )2(والوصول إىل حتقيق العدالة

اادة يف الرتبة األوىل نظـر ـة األوىل كانت تضع الشه ـعات الوضعي ـن التشري حىت إ

وكثـر ، وعدم انتشار القراءة والكتابة، مث دار الزمن ة،ـادت يف القرون املاضي ـة اليت س لألمي

ـ متوى حماربة األ ـهم به على مس ـوما أس المي،ـاإلس نـالتعليم، بفضل الدي ة ونـشر ـي

ت قيـمة الشهـادة كدليـل التعليـم وخاصإثبات، فأصـبحت ة القراءة والكتابة، فقد تدن

.)3(وىلة والكتابة يف األـادة يف املرتبة الثانيـالشه

نوهذا .)4( يف العمل اورغم ذيوع استعمال الكتابة فال زالت الشهادة من أكثر األدلة شيوعبيي

أن الشهادة مر ت مبراحل متباينة على مرالعصور، تأثرت منها وتد ريف تطور زمـين خالهلاتج

. ملحوظ

مي، فما كانت أحكـام واحتلت شهادة النساء مكانة عظيمة ومعتربة يف الفقه اإلسال

الدين اإلسالمي لتهم ل، وما ورجـاهلم حلقوقهم، فالناس لشؤون العباد ومحاية عت إال صيانة ض

، دار الكتب العلمية، حميي هالل ،نسرحاال: ، حتقيق 73، ص أدب الشهود ،أبو احلسن ابن سراقة العامري، حممد بن حيىي -1

.م2005 -هـ 1426، األوىلالطبعة .73، صأدب الشهود ابن سراقة، -2، دار السالم، 3/1021، املقارنات التشريعية بني القوانني الوضعية املدنية والتشريع اإلسالمي حسني، سيد عبد اهللا علي، -3، الطبعـة األوىل، 227 ص سلطات القاضي وضماناته يف فلسطني، د، ، أمح املبيض. م2001 -هـ 1421لطبعة األوىل، ا

.م1996 -هـ 1417 .م1970، دار النهضة العربية، بريوت، الطبعة األوىل، 51، صقانون القضاء املدين اللبناين وايل، فتحي، -4

21

يق بينهما التفر: منها يف بعض األحكام أن هناك فروقا بينهم ، إال ونساؤهم سواء يف أصل العبادة

\[ ]: يف كتابـه العزيـز U، يقول اهللا يف الشهادة [ Z Y ` _ ^

nm l k j i h g f e d c b aZ ].282:البقرة[

الثايناملبحث

ق بني شهادة الرجل وشهادة املرأةالتفري

إن مسألة التفريق بني الرجل واملرأة يف الشهادة، ما كانت كذلك إال حلكمة اقتـضتها

دعاءات الباطلة من قبل لالا حمورالشريعة الربانية حتفظ ا مصاحل الناس وأمور معايشهم، وليست

شهادا على النـصف مـن ؛ ألن عون أن اإلسالم انتقص املرأة سالم الذين يد املشنعني على اإل

شهادة الرجل، ومل يظهر هلؤالء أن اإلسالم أخذ بعني االعتبار شهادة النساء وحـدهن، كمـا

¡ ¢ ]: القائلآين بالنص القر اللعان اتساوى بينهن وبني الرجال يف شهاد � ~ }

° ¯ ® ¬« ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £Z [ ¶ µ ´ ³ ²

» º ¹ ¸Z [ È Ç Æ ÅÄ Ã Â Á À ¿ ¾ ½Z [ Ê

Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì ËZ ]6-9: النور.[

22

الفصل األول

الشهادة يف الفقه اإلسالمي

:احثويتناول أربعة مب

.ماهية الشهادة: املبحث األول

.مشروعية الشهادة: املبحث الثاين

.الشروط الشرعية للشهادة: املبحث الثالث

.لقانون الوضعيباين واالشهادة بني التشريع الر: املبحث الرابع

املبحث األول

ماهية الشهادة

ما ل؛افحواها اعتناء تام الفقهاء واللغويون والقانونيون بالشهادة من حيث مبناها و اعتىن

منهم وجهـات نظـر قاطبة، فكان لكل اإلثباتوسائل أهم كإحدى ة مرموقة مكان نحتتله م

. ة للشهادة وتعريفات خاص،خمتلفة

:بناء عليه مت تقسيم هذا املبحث اىل أربعة مطالب، على النحو التايل

. اللغةالشهادة يف: املطلب األول

. شهادة يف االصطالح الفقهيلا:املطلب الثاين

. مقارنة بني التعريفات الفقهية والقانونية: املطلب الثالث

.أركان الشهادة: املطلب الرابع

23

ألولاملطلب ا

اللغةالشهادة يف

:منها شهادة يف معان عدة،استعمل أهل اللغة ال

ـ )1(احلضور - 1 U [ x w: حـضره، ومنـه قـول اهللا :أي: نا، شهد املك v u t

yzZ ]من :أي ]185:البقرة م اكان حاضر والشاهد ،)2(سافر يف الشهر فليصمه غري م اقيم

}] :تعاىلوقوله . احلاضر: والشهيد z yZ ]حيـضره أهـل حمضور: أي ]103:هود

حيـضر بعـضهم :القـوم، أي م املوضع الذي يشاهد فيه القـو : واملشهد، )3(السماء واألرض

4(ابعض(.­

علـى U منها قول اهللا. )6( الشهادة أهلأي أصبح من: شاهدا أخرب مب:)5(قاطعالرب اخل - 2

d ] :يوسـف لسان أخوة c b a ` _ ^ ] \ [ Z Y X

h g f eZ ]كانت منا شهادة يف عمرنا على شيء إال مبـا ما: أي ]81:يوسف

.)7(ناشئ عن علمخرب علمنا، وليست هذه شهادة منا إمنا هو

. هارون، دار اجليل، بريوتعبد السالم : ، حتقيق3/221، معجم مقاييس اللغة ابن فارس، أمحد بن زكريا أبو احلسني، -1، مكتبة لبنان، الطبعة األوىل، 149، صاملغرب يف ترتيب املعرب املطرزي، ناصر الدين بن عبد السيد أبو املكارم، -2

. م1999 .، دار صادر، بريوت، الطبعة األوىل3/238، لسان العرب ابن منظور، حممد بن مكرم بن علي بن أمحد، -3باب الدال والشني، مؤسسة احلليب، القاهرة، ) د، ش، هـ (2/270، مجهرة اللغة، حممد بن احلسن أبو بكر، ابن دريد-4

.هـ1345الطبعة األوىل، ندمي وأسامة مرعشلي، دار احلضارة : ، إعداد وتصنيف1/690، الصحاح يف اللغة والعلوم اجلوهري، إمساعيل بن محاد، -5

.العربية، بريوت .م1959 –هـ 1378، مكتبة احلياة، بريوت، 3/385، معجم منت اللغة أمحد رضا، -6: ، حتقيق4/266، )بتفسري البغوي( املعروف ،معامل التنـزيل يف التفسري والتأويل البغوي، حسني بن مسعود أبو حممد، -7

. م1997 -هـ 1417 النمر، سليمان مسلم احلرش، دار طيبة، الطبعة الرابعة، حممد عبد اهللا

24

a ` ] : الكالم عن املنافقني قال اهللا تعاىل يف سياق . )1(أي أحلف : أشهد بكذا : فلاحل - 3

e d c b hg fZ ]اهللا مث قال . ]1:املنافقونU: [ w v u t s

y xz ~ } | { �Z ]م]2:املنافقونى اهللا فسYم أيشهاد 2(امان(.

)حتج وا رأق(الئكة، ومبعىن يف حق امل ) رأق(يف حق اهللا، ومبعىن ) نبي(مبعىن : شهد :بيان احلق - 4

¬ ] : ومنه قول اهللا تعـاىل .)3(يف حق أويل العلم من الثقلني «° ¯ ®Z .)4(اأي مبين ]8:الفتح[

أمـام جهـة )5(أي أدى ما عنده من الشهادة، فهو شاهد : شهد لزيد بكذا شهادة : األداء - 5

.)6(، هكذا يعبر عنها يف القضاءقضائية

.)7(ادة إشارة إىل أا مأخوذة من املشاهدة املتيقنة؛ ألن الشاهد خيرب عما شاهدهوتسميتها بالشه

احلضور : ( وهي ، فقط ثالثة أصول إىل ترجع بأكملها أا إال ،ومع تعدد معاين الشهادة

كثرية ، إطالقات ب زمنية متتابعة قوقد تولدت عن هذه األصول خالل ح . )8() واإلعالم والعلم

لك على شيء فإمنا ذ وإن دل من األلفاظ، وغريها كالقسم واإلدراك تملها الشهادة، ممكن أن حت

.ة للشهاديدل على التطور الزمين

. م1967يب، بريوت، الطبعة األوىل، ، دار الكتاب العر349، صخمتار الصحاح، الرازي، حممد بن أيب بكر -1 .149، ص املغرب يف ترتيب املعرب املطرزي،-2، مؤسـسة 527، معجم يف املصطلحات والفروق اللغويـة، ص الكليات ،أبو البقاء الكفوي، أيوب بن موسى احلسيين -3

.م1998 –هـ 1419بعة الثانية، الرسالة، الط، فصل الشني من 2/392 )شرح القاموس ( املسمى ،تاج العروس من جواهر القاموس الزبيدي، حممد مرتضى احلسيين، -4

. باب الدال، دار مكتبة احلياة، بريوتالـدال، دار اجليـل، ، فصل السني والشني، باب 1/316، القاموس احمليط ، جمد الدين الفريوز آبادي، حممد بن يعقوب -5

. بريوت .، الطبعة الثانية1/497، املعجم الوسيط، أنيس، إبراهيم وجمموعة من األدباء-6 .، وزارة األوقاف الكويتية، الكويت26/216، املوسوعة الفقهية وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية،-7 . 3/221، معجم مقاييس اللغة ابن فارس، -8

25

املطلب الثاين

الشهادة يف االصطالح الفقهي

م الفقهية الخت ؛ف الفقهاء الشهادة بتعريفات خمتلفة عرومع الف أنظارهم واجتهادا ،

يف هذا ميكن تصنيفهم : اليت حتدد ماهية الشهادة، وبناء عليه ظتيار األلفا يف اخ هذا فقد تقاربوا

: ثالثةاجتاهاتإىل املقام

.)إخبار( فوا الشهادة بأا الذين عر، املذاهبفقهاءوهم غالبية : األول اهاالجت

، التعريفـات ه مذهب أشهر هذ اخترت من كل بعد استقراء جلملة تعريفات املذاهب،

: ، وذلك على النحو التايل الشهادة حملتوياتالمشو، و كتب الفقه يفالتداوها ركثوأ

:تعريفات خمتلفة، أشهرها ب الشهادة فقهاء احلنفيةفعر :تعريف احلنفية -1

دإخبار ص 1(شهادة يف جملس القضاء بلفظ الق إلثبات حق(.

ا فقد استنبط واضعوها تعريف ،)2(لعدلية عما اختارته جملة األحكام ا ابعيدليس وهذا التعريف

اخاص م من تعريف احلنفية املذكور، فعر لـة مـن )1684( يف املادة فوا الشهادةـا ابأ :

: وعرفها بعض احلنفية بأا. ، دار الفكر، بريوت7/364، شرح فتح القديرالدين حممد بن عبد الواحد، ابن اهلمام، كمال -1

نومثة تعريفـان آخـرا . وليس اصطالحيا واعترض عليه بأنه تعريف لغوي . إخبار عن مشاهدة وعيان، ال عن ختمني وحسبان ، دار 4/207 الدقائق، نـزتبيني احلقائق شرح ك، فخر الدين عليالزيلعي، عثمان بن: نظرا. للحنفية قرينان للتعريف املختار

، 2/470، كشاف اصطالحات الفنونالتهانوي، حممد علي بن علي، . هـ1313الكتاب اإلسالمي، القاهرة، الطبعة الثانية، . م1998-هـ 1418دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل،

شرعية املقننة، اليت يكثر وقوعها وتداوهلا بني الناس، املنتقاة من قسم املعامالت من فقـه عبارة عن جمموعة من األحكام ال -2ـ م، أثناء حكم الدولة العثمانية، على يد جلة من العلمـاء وم 1869 -هـ 1286املذهب احلنفي، واليت جمعت عام بزي ر

اب، واألبواب إىل فصول، أوهلا كتاب البيوع وآخرها كتاب منقسمة إىل أبواومواضيعها ستة عشر كتاب. الفقهاء يف ذلك العصر: ، تعريب 1/3،11،17، درر احلكام شرح جملة األحكام ، علي ،حيدر. مادة) 1851(ووصل عدد املواد فيها إىل . القضاء

.م1991 -هـ 1411فهمي احلسيين، دار اجليل، بريوت، الطبعة األوىل،

26

الذي هو يف ذمة اآلخر يف حـضور حق أحدأشهد بإثبات : اإلخبار بلفظ الشهادة، يعين بقول "

.)1("القاضي ومواجهة اخلصمني

. يعتمد عليهاواعتربه تعريف ،)2( هذا جملة األحكامن الفلسطيين تعريفوقد تبىن القانو

.)3(شرح حمترزات التعريف

كان يف ، وسواء ا أم كاذب اكان اخلرب صادق واء ، س يشمل مجيع أنواع اخلرب ،جنس" رإخبا": قوله

. أم يف نقل رواية حقكان يف إثبات، وسواء جملس القضاء أم يف غريه

ألن الـزور إخبـار ؛رالكاذبة، فتخرج شهادة الزو ج به األخبارخر ي ،قيد أول " قدص: "قولهو

.مطابقته للواقع: ق اخلربد وص،بكذب

.خرج به األخبار على سبيل الروايةي ،قيد ثان" قإلثبات ح: "قولهو

وال ، فال جيزئ التعـبري بـالعلم "بلفظ أشهد "ر يقيد اإلخبا ،قيد ثالث " بلفظ الشهادة : "قولهو

. الشهادة فيتعني لفظ،باليقني

.يف غري جملسه القاضي خرج به إخبارقيد رابع، ي" يف جملس القاضي": قولهو

:)4(أن تكونالشهادة ب العدلية واضعو جملة األحكاموقيد

إخبـار : اإلقرار؛ ألن اإلقرار هو ذا القيد يخرجف "إلثبات حق أحد الذي هو يف ذمة اآلخر "

وخترج بذلك الدعوى؛ ألن الدعوى إخبار أحد عـن حقـه يف . عليه لآلخر اإلنسان عن حق

.حضور القاضي، وخيرج بذلك اإلخبار عن أمر حادث للقاضي يف جملس احملاكمة

. 4/345، امدرر احلكام شرح جملة األحك حيدر، -1 .227، صسلطات القاضي وضماناته يف فلسطني، املبيض-2-13/78، حاشية قرة عيون األخبار تكملة رد احملتار على الدر املختـار ، بن حممد أمني ابن عابدين، حممد عالء الدين -3

. 4/346، ح جملة األحكامدرر احلكام شر حيدر، .م1994 -هـ 1415، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، 77 .، مكتبة املؤيد، الرياض، مكتبة دار البيان، دمشق1/101، وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالميةالزحيلي، حممد،

.4/346، درر احلكام شرح جملة األحكام حيدر، -4

27

فهم من هذا القيد أنه يشترط حني الدعوى والشهادة واحلكم، حضور ي ":خلصمني ا يف مواجهة "

مانع؛ ألنه مل يظهر فيه ملن احلق املثبت، فتدخل أنه غري :ويؤخذ على تعريف احلنفية . اخلصمني

:فيه الدعوى اليت هي

. إثبات حق للغري على النفس: ويدخل فيه اإلقرار الذي هو. إثبات حق للنفس على الغري

:تعريفات خمتلفة، أشهرها ب الشهادة فقهاء املالكيةفعر :تعريف املالكية -2

.)1( مبقتضاهيإخبار حاكم عن علم ليقض

:شرح حمترزات التعريف

.، فيخرج به إخبار أحد من الناسد أول يؤكد أن اإلخبار للحاكم فحسب قي:"حاكم"قوله

.)2(ال عن ظن أو شك ويقني علمقيد ثان يؤكد أن اإلخبار ناشئ عن : "عن علم"قوله و

.خيرج عما سواه وليس له أن قيد للحاكم بأن حيكم باخلرب الذي أبلغه": ليقضي مبقتضاه"وقوله

فلم يظهر يف التعريف ما يفيد خرب الـصدق .ومانعأنه غري جامع : ما يؤخذ على هذا التعريف

أستطيع إخبار احلـاكم : عليهبناء ، ومل يقيد الشهادة يف جملس احلكم،ومينع دخول خرب الكذب

د، فيمكن شهادة وهو خارج جملس القضاء، كما أن هذا التعريف مل يشترط للشهادة لفظ أشه

.، ومل مينع دخول الدعوى واإلقرار فيه كسابقهتأديتها بأي لفظ كان

: أشهرها،تعريفات خمتلفة ب الشهادة فقهاء الشافعيةفرع: تعريف الشافعية -3

إخبار مبا : ا بعض املالكية بأا وعرفه. ، دار الفكر، بريوت 4/164، الشرح الكبري أبو الربكات، بن حممد الدردير، أمحد -1، بن علي برهان الدينابن فرحون، إبراهيم : نظرا. إا إخبار يتعلق مبعني: وقيل.حصل به الترافع، وقصد به القضاء، وبت احلكم

–هــ 1416، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعـة األوىل، 1/175، تبصرة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام ، دار الفكـر، بـريوت، 4/165، حاشية الدسوقي على الشرح الكـبري ، مشس الدين الدسوقي، حممد بن عرفة . م1995 . م2005 –هـ 1426هـ، 1425

.4/165، حاشية الدسوقي على الشرح الكبري الدسوقي، -2

28

.)1(إخبار حبق للغري على الغري بلفظ أشهد

: بأا الشهادة فقهاء احلنابلةفعر: تعريف احلنابلة -4

.)2(أو شهدتأشهد لفظ بلمه ا عمباإلخبار

قال اتفقت مفردات تعريف الشافعية واحلنابلة مع مفردات تعريف احلنفية، فما قيل يف شرحها ي

.يف شرحهما

أن الشهادة :ا بتعريفهم كال الطرفني حصري، فلم عدم اجلمع واملنع ، نيتعريفال هذين ويؤخذ على

. شهادةن إخبار شخص ماإلخبار، وعليه يكوإخبار للقاضي، بل أطلقوا ا

.)3(ا تاما صحيحاإخبار خيرب حبق لزيد عليه إنساناكل من مسع :الظاهريةتعريف -5

أي ، وعلى لتحاكم إىل احلاكم بأي لفظ اإلخبار مبا يعلمه الشاهد عند ا : )4(تعريف الزيدية -6

.)1(صفة وقع

املعـروف منهج الطـالب فتوحات الوهاب بتوضيح شرح ، )باجلمل( العجيلي، سليمان بن عمر بن منصور، املعروف -1ن للشافعية، ومثة تعريفان آخرا. م1996 –هـ 1417، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، 8/428، )حباشية اجلمل(

املليباري، : نظرا. ر الشخص حبق على غريه بلفظ خاص إخبا: وبعضهم بأا . إخبار عن شيء بلفظ خاص : عرفها بعضهم بأا الرملي، حممد بـن أيب . دار الفكر، بريوت ، 4/273، مبهمات الدين فتح املعني بشرح قرة العني لعزيز، زين الدين بن عبد ا

، دار الفكر، الطبعـة األخـرية، ،8/292اية احملتاج إىل شرح املنهاج العباس أمحد بن محزة مشس الدين بن شهاب الدين، ، دار الكتـب 5/375 حتفة احلبيب على شرح اخلطيـب، البجيرمي، سليمان بن حممد بن عمر، .م1984 –هـ 1404

. م1996 –هـ 1417العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، . هـ1390رياض احلديثة، ، مكتبة ال3/415، الروض املربع شرح زاد املستنقع البهويت، منصور بن يونس بن إدريس، -2

هـ 1420، دار النفائس، الطبعة الثانية، 1/470، رح دليل الطالبنيل املآرب بشالشيباين، عبد القادر بن عمر بن أيب تغلب، .ومل يرد للحنابلة تعريف آخر البتة. م 1999 – . ، دار التراث، القاهرة9/434، احمللى،أبو حممد ابن حزم، علي بن أمحد بن سعيد-3زوا ثبوت وجومل يt مامة يف أوالد فاطمة فرقة شيعية من أتباع زيد بن علي بن احلسني بن علي بن أيب طالب، ساقوا اإل -4

الشيعيةجد معظم الشيعة الزيدية يف بالد اليمن وهم أقرب الفرق وت و ، كثرية ااإلمامة يف غريهم، واختلفت الزيدية فيما بينها فرق ، دار 1/154، والنحـل ، املللأبو الفتحالشهرستاين، حممد بن عبد الكرمي بن أيب بكر . ال، وأكثرها اعتدا إىل مذهب اجلمهور

يف : ، الفصل السابع والعشرونمقدمة ابن خلدونابن خلدون، عبد الرمحن بن حممد، . م1986-هـ1406صعب، بريوت،

29

. )3( من غري حاكمإخبار جازم، عن حق الزم لغريه واقع: )2(تعريف اإلمامية -7

.)5(خرب قاطع، يوجب على احلاكم مساعه واحلكم مبقتضاه: )4(تعريف اإلباضية -8

إال أنه -وإن التقت مع مثيالا يف بعض األلفاظ - املتأخرة ة الثالث هذه التعريفات إن

فالظاهرية الشهادة كاملة، ومل متنع دخول ألفاظ غريبة للتعريف، يؤخذ عليها أا مل حتو متطلبات

. واإلمامية مل يشترطوا للشهادة لفظ أشهد، وأطلقت الزيدية اللفظ

). إخبار( غالبية الفقهاء باعتبار الشهادة اجتاه املديناح القانون شر املعاصرين منبعضاجته

6(الشهادة إخبار اإلنسان يف جملس احلكم حبق على غريه لغريه: بقولهفها القانون العراقيعر( .

-هـ 1416لطبعة الثانية، بريوت، ا ، املكتبة العصرية، درويش ،اجلويدي: ، حتقيق 187مذاهب الشيعة يف حكم اإلمامة، ص

، دار الفكـر 1/50، تاريخ املذاهب اإلسالمية أبو زهرة، حممد، . 61، ص اء يف اإلسالم تاريخ القض عرنوس، . م 1996 .العريب

ية، بـريوت، الطبعـة ، دار الكتب العلم 4/191، السيل اجلرار املتدفق على حدائق األزهار الشوكاين، حممد بن علي، -1 . م1985-هـ 1405األوىل،

بعد tالقائلة بإمامة علي و من سادات أهل البيت وعلمائهم، اهللا جعفر الصادق وه فرقة شيعية، تنسب إىل اإلمام أيب عبد -2وما كان يف الدين واإلسالم أمر أهم من تعيني اإلمام، وتعرف : ، وتنتقل منه إىل من بعده، قالواا صادقا وتعيينا ظاهرا نصrالنيب

تاريخ ابـن خلدون، عبد الرمحن بن حممد، ابن . 1/162، لل والنحلاملالشهرستاين، . اإلمامية بكثرة االختالفات فيما بينها ، )العرب وديوان املبتدأ واخلرب يف أيام العرب والعجم والرببر ومن عاصرهم من ذوي الـسلطان األكـرب (، املسمى خلدون

.62، ص اإلسالمتاريخ القضاء يفعرنوس، . م1992 –هـ 1413، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، 1/208، دار إحياء التراث العريب، بريوت، الطبعة السابعة، 41/7، جواهر الكالم يف شرح شرائع اإلسالم النجفي، حممد حسن، -3

، دار العلوم، بريوت، الطبعة 86/10ستداللية يف الفقه اإلسالمي، ، موسوعة االفقهالسيد، الشريازي، حممد احلسيين. م1981 . م1988 –هـ 1409الثانية،

فرقة من اخلوارج، ترأسهم عبد اهللا بن حيىي بن إباض، وانتشر مذهبه باملغرب، ومذهبه أن أفعالنا خملوقة لنا، وقال إن خمالفينا -4 الوهم يعدون من أكثر اخلوارج اعتدا. وموارثتهمممن أهل القبلة كفار غري مشركني، وأجاز شهادم على أوليائهم ومناكحته

، دار املعرفـة، 103، ص الفرق بني الفـرق البغدادي، عبد القاهر بن طاهر بن حممد، . ا اجلماعة اإلسالمية تفكري وأقرم إىل أبو مشس الدين حممد بن أمحد ،الذهيب .1/134،امللل والنحلالشهرستاين، . م1994 –هـ 1415بريوت، الطبعة األوىل،

جمـدي ،السيد: ، حتقيق 25/21، أربع وثالثون وثالمثائة : أحداث سنة ،ألعالمووفيات املشاهري وا تاريخ اإلسالم ، عبد اهللا .1/91، تاريخ املذاهب اإلسالميةأبو زهرة، . املكتبة التوفيقية، القاهرة فتحي، مصطفى شتات، وآخرون،

الثالثـة، ، مكتبة اإلرشاد، جـدة، الطبعـة 13/234، شرح النيل وشفاء العليل أطفيش، حممد بن يوسف بن عيسى، -5 اوذكرت اإلباضية تعريف . ويالحظ أن تعريف اإلباضية هذا مستمد من تعريف ابن عرفة من املالكية . م1985 –هـ 1405

.13/563، شرح النيل،أطفيش: نظرا. اشهادة أهل اجلملة ثالثة فصاعد: آخر للشهادة، وهو .م1986 –هـ 1406عة الثانية، ، بغداد، الطب190، صشرح قانون اإلثبات النداوي، آدم وهيب، -6

30

افها القانون اللبناين وعرباإلخبار يف جملس القضاء ،قيام شخص من غري أطراف اخلصومة : بأ ،

. )1( لإلثباتال حول حقيقة وقائع تصلح حماخصيمبا يعرفه ش

يوجـب ، هو حبيث ،قول: الشهادة: فقال، )قول( اعترب الشهادة بأا وهناك من : الثاين االجتاه

ه أو واحلكم مب،هعلى احلاكم مساعدل قائله مع تعددقتضاه إن عفلحهب طال .

بع الفقهاء يف اختيـارهم ومل يت) القو( ولعله أختار، )2(من املالكية ابن عرفةسار يف هذا االجتاه،

ألن ؛ )إخبار(

، )3(ا خـرب ت قول وليـس فهيداء الشهادة قبل األ يف التعريف نه أدخل وألالقول أعم من اخلرب،

أال : " فيـه حيث جاء r عن النيب t الذي رواه أنس يف احلديث الشريف )قول( لفظ ولورود

اخلـرب يف علـى غلـب ا هذا على أن القول شـرع ل، فد )4("أال وشهادة الزور وقول الزور،

.)5(الشهادة

:)6(شرح مفردات التعريف

.50، صقانون القضاء املدين اللبناين وايل، فتحي، -1إمام تونس وعاملها ، قرية بإفريقية) ورغمة( إىل ة، نسبا الورغمي نسب،ا املالكي مذهب،أبو عبد اهللا حممد بن حممد بن عرفةهو -2

أ نشوولد .هـ773 وللفتوى سنة هـ،772 قدم خلطابته سنة، وهـ750 سنة األعظمجلامع ا إمامة ىولت، وخطيبها يف عصرهيف ) املختـصر الـشامل (يف فقه املالكية، ) املختصر الكبري (من كتبه . م1400 -1316هـ، 803 - 716، بتونس يفتوو

ذيل و الطيب، احلسين الفاسي، حممد بن أمحد بن علي تقي الدين أب .يف التعاريف الفقهية) احلدود (،)خمتصر الفرائض(التوحيد، لبنان، الطبعة األوىل، -احلوت، كمال يوسف، دار الكتب العلمية، بريوت: ، حتقيق1/236، التقييد يف رواة السنن واألسانيد

، دار 9/240، الضوء الالمع ألهل القرن التاسـع مشس الدين حممد بن عبد الرمحن، السخاوي، . م1990 -هـ 1410 .م1989، دار العلم للماليني، الطبعة الثامنة، 7/43،األعالمخري الدين، ، الزركلي .مكتبة احلياة، بريوت

يعترب جمرد أدائه أمام قاضقبلما أبصره الشاهد أو مسعه من حوادث عامة يعد حتمال للشهادة، فإن حتدث به بني الناس -3 . خربا يعتد به وتبىن عليه أحكام شرعية، بينما بعد األداء يصبح ال يترتب عليه حكم شرعيأقاويل متدوالة من حديث الناس

.42 سيأيت خترجيه عند احلديث عن لفظ أشهد، ص-4الفواكـه النفراوي، أمحد بن غنيم بن سامل، . ، املكتبة العلمية445، صشرح حدود ابن عرفة الرصاع، حممد بن قاسم، -5

منح عليش، حممد بن أمحد بن حممد، .هـ1415، بريوت، ، دار الفكر 2/219، الدواين على رسالة ابن أيب زيد القريواين . م1989 –هـ 1409، دار الفكر، بريوت، 8/386، اجلليل شرح خمتصر خليل

.1/102، وسائل اإلثباتالزحيلي، : املصادر السابقة، باإلضافة إىل-6

31

. وغريهالرواياتجنس يشمل ما يوجب احلكم وما ال يوجبه كاألقوال العامة وا :"قول ":قوله

مـا ( ليدخل فيه الشهادة قبل األداء ؛ر باحليثية وعب . صفة للقول امسيةمجلة : "هو حبيث ": وقوله

.ة وليدخل الشهادة غري التام؛)كان من كالم النفس على سبيل القول ال اخلرب

ة ملقتضى الشهادة، املخالفواألقاويل رج به الرواية،خي ،قيد :"يوجب على احلاكم مساعه": وقوله

دون )باحلـاكم (روعب .جيب على احلاكم مساعهاكشهادة الفاسق، وشهادة املرأة يف احلدود، فال

. لوجوده يف التحكيم واألمري؛؛ ألن احلاكم أعم من القاضي)القاضي(

. م احلكم بشهادة العدول دون شهادة الفساقلزم احلاك ي،قيد": احلكم مبقتضاه: "وقوله

؛ ألن العدالـة ببينة أو بعلمه إن ثبتت عدالة الشاهد عند احلاكم :أي": ل قائله دإن ع : "لهوقو

. شرط يف إجياب احلكم، فيخرج ذا القيد جمهول احلال

مـع عدد الشهود، وأن حيلف طالب احلـق شترط ت ي :أي ":ه طالب فل أو ح مع تعدده : "وقوله

ـ - مبا ثبت عنده من عدالة الشاهد -ار احلاكم فيخرج ذا القيد، إخب . الشاهد الواحد ا حاكم

. لعدم توفر شرط التعدد أو احللفليه احلكم مبقتضى ما كتب به إليه؛ آخر، فإنه يوجب ع

ا فعرفها ،)قول(ابن عرفة باعتباره الشهادة د القانون املصري وقد أيـا : بأ األقوال اليت يديل

. )1(تعلقا بالواقعة اليت يراد إثباا خبصوص ما شاهده م،شخص أو أشخاص

، )بيـان (: ، ومال إىل كون الشهادة "والقول اإلخبار" عن اوهناك من ابتعد كلي : االجتاه الثالث

: ف الشهادة بقوله ، فقد عر )2(ساينلم الت إلمامهذا تعريف آخر من تعريفات املذهب املالكي ل و

دروس يف املدخل لدراسة القـانون د، سالمة، أمح : عن ال، نق 242، ص سلطات القاضي وضماناته يف فلسطني ، املبيض -1

. م1975، دار التعاون، القاهرة، 65، صاملدينصول عبد اهللا، املعروف باحلفيد، عامل بالفقه واألوأبمشس الدين بن مرزوق العجيسي التلمساين، محد بن حممدأ حممد بن هو -2

هـ، وتـويف يف 766/األولربيع 13، ولد يف بتلمسان وتويف ولد والتفسري، انتفع ابن عرفة املالكي بفقهه، دبواحلديث واأل املفاتيح املرزوقية حلل (:له كتب وشروح كثرية، منها. ، وحج قدميا مرافقا ابن عرفةرحل إىل احلجاز واملشرقهـ، 842/شعبان

32

أو ما يقوم مقامه، عن ثبوت حق على معـني أو بيان مستند علم أو غالب ظن بلفظ : الشهادة

. )1( أو آيل إليهما عنهسقوطه

:)2(شرح مفردات التعريف

.جنس يشمل البيان باخلرب وغريه، والبيان الفعلي والقويل": بيان": قوله

.قيد، أخرج به الروايات الظنية، وما كان من كالم النفس": غالب ظنأومستند علم ": وقوله

.شهدلفظ أ، ومل يقيده بلفظ خاص، كالقويل التصرف بهأطلق: "بلفظ: "وقوله

رة عـن املعب واإلشارة به التصرفات الغري قولية، كخط الشاهد، أدخل": أو قائم مقامه : "وقوله

.شهادة األخرس

؛ r عن الـنيب ةقيد، خيرج به بعض األخبار الوارد ": أو سقوطه ثبوت حق على معني : "وقوله

.م كل املكلفني، إال ما ورد به التخصيصعيr عنهألن ما ورد

، كالشهادة على تزكية أي صائر اىل ثبوت احلق على معني او سقوطه عنه":آيل إليهما ":قوله و

. الشاهد أو جترحيه

تفسري ( ،)اء اهللا املتقني نور اليقني يف شرح أولي ( ،)أنواع الذراري يف مكررات البخاري ( ، )قفال واستخراج خبايا اخلزرجية األ

الضوء الالمع ألهل القـرن السخاوي، ). عرابمساه االستيعاب ملا فيها من البيان واإل، رح قصيدة الربدةش(، )خالصسورة اإل مكتبة املثىن، دار إحياء التراث ، 8/317، ، معجم املؤلفنيكحالة، عمر رضا. 5/331، األعالم الزركلي، . 7/50، التاسع .ريوتالعريب، ب

.446، صشرح حدود ابن عرفة الرصاع، -1 . املصدر السابق-2

33

34

املطلب الثالث

مقارنة بني التعريفات الفقهية والقانونية

:هماأوجه االتفاق بينأبرز

: بتعريفهم الشهادةالفقهاء والقانونيني وهم عامة االجتاه األول اباتفق أصح -1

. وا تعريفهم من الفقه، ويدل هذا على أن أهل القانون استمد"إخبار"أا

2- افاتفقت التعريفات الفقهية والقانونية على اعتبار الشهادة تصرا له شروط خاصة قولي .

:أوجه االفتراق بينهماأبرز

1- عارض شذا مذهب املالكية،اح القانونر الفقهاء يف اشتراط لفظ أشهد، فوافقوا .

اعترب بعض القانونيني حمل اإلثبات يف الشهادة واقعة، بينما يعترب حمل اإلثبات يف الفقه حق -2

.يثبت للغري

ا تنصا فالشهادة دليل مباشر، كواعتبـار أن وهي دليل شفهي، على . ب على الواقعة حبد ذا

ا شفهي وموضوعها واقعة هلا أمهية أقواله، أمام املرجع القضائي الذي يستمع إىل االشاهد يديل

لذا ال جيوز أن يعطيهـا الـشاهد ؛ الواقعة قانونية تستمدها من حيث داللتها على حصول هذه

.)1(بشكل رأي أو تقييم

:مناقشة التعريفات

عن فهم للشهادة إىل اجتاهات خمتلفة، فمنهم من مل خيرج تعرييبدو أن الفقهاء اجتهوا يف

وهذا ما يتفق ومجهور الفقهاء، أصحاب االجتاه ،)إخبار (بأافها فعر،ا قولياتصرفكون الشهادة

لشهادة مبا هو أعم من اخلـرب اف فعر، من حيث العموم واخلصوص نظر إليها ومنهم من . األول

. م2005، منشورات زين احلقوقية، بريوت، 3/3، نظرية اإلثبات يف أصول احملاكمات املدنية واجلزائية أبو عيد، إلياس، -1

35

ومنهم من ذهب إىل . تفق ومذهب ابن عرفة، صاحب االجتاه الثاين ، وهذا ما ي )القول( وهو أال

بـل ، فحسب القويل التصرف الشهادة نظرة مشولية، ومل يقصرها على إىل، فنظر عم من ذلك أ

التـصرف بو البيان باخلرب وبالقول، دخل فيه فأ) بيان( الشهادة : فقال أيضا، ا فعلي اجعلها تصرف

. التلمساين صاحب االجتاه الثالثإليه وهذا ما ذهب ،خرساأل وإشارة كخط الشاهد ،الفعلي

، يف مبناهـا فات يف االجتاهات الثالثة، ختتلف من خالل هذا العرض أن التعري ويظهر

ق املقـصود يحتق يف تتفق فهي اختالف عصر وزمان ال اختالف حجة وبرهان، ومع هذا ولكنه

.من ماهية الشهادة

له قويلفالشهادة تصر على أن عريفات، فقهية كانت أم قانونية، الت ا تكون قد اتفقت جل ذو

ة مىت توفرت جعلها الشارع حمل اعتبارشروط خاص .

.عن التعريفات اللغوية ،من حيث املبىنبعيدة ليست االصطالحية التعريفات أن بعضويالحظ

: التعريف املنتقى

رى من األفضل اختيار تعريـف جملـة بعد عرض وبيان ألهم التعريفات ومناقشتها، أ

: وهوللشهادة، العدلية األحكام

أشهد بإثبات حق أحد الذي هو يف ذمة اآلخر يف حـضور : اإلخبار بلفظ الشهادة، يعين بقول "

: ملا يليوذلك .)1("القاضي ومواجهة اخلصمني

ـ فقد حوى يف طياته متطلبات الشهاد، جامع لبيان حقيقة الشهادة ألنه -1 دها أن ة كاملة، فقي

.تكون يف مواجهة اخلصمني، األمر الذي مل حيوه أي تعريف آخر

.مانع لدخول أي لفظ ال حتتمله الشهادة وألنه -2

.4/345، درر احلكام شرح جملة األحكام حيدر، -1

36

. أدىن ترددقع االختيار عليه دون لذلك و

: بني الشهادة والبينةالصلة

وضوح احلق وظهوره ل ؛)1( لفظ الشهادة والشهود على البينة أطلق أئمة املذاهب األربعة

.)3( ولوقوع البيان بقول الشهود وارتفاع اإلشكال بشهادم؛))2ا

ةوسائل إثبات كثرية غري الـشهاد " الدعاوى والبينات "من جهة أخرى جندهم يبحثون يف باب

.ويقولون البينات خمتلفة

لكل ما مساا :ينة فاعتربوا الب ،)4(ابن فرحون وابن القيم و ةابن تيمي :وسلك هذا املسلك

ن البينة ال تتوقف على طريق إ: يف إعالم املوقعني ما موجزه يقول ابن القيم .)1(هيبينيظهر احلق و

امليس، خليل حميي الـدين، دار الفكـر، : ، حتقيق16/99، املبسوط، أبو بكر مشس الدين السرخسي، حممد بن أيب سهل -1

البكري الدمياطي، عثمان بن حممد . 4/164، حاشية الدسوقي الدسوقي، . م2000 -هـ 1421بريوت، الطبعة األوىل، . ، املكتبة التوفيقية، القاهرة4/499، الدين حاشية إعانة الطالبني على حل ألفاظ فتح املعني لشرح قرة العني مبهمات، أبو بكر

رائد بن صربي بن أيب علفة، بنت األفكار : ، اعتىن به وخرج أحاديثه2/2552، املغينبن أمحد،ابن قدامة، موفق الدين عبد اهللا . الدولية

، دار اجليل، 3/424، الروض النضري شرح جمموع الفقه الكبري، الدينشرف السياغي احليمي الصنعاين، حسني بن أمحد -2 . بريوت

، مطبعـة 68، ص فيما يتردد بني اخلصمني من األحكام معني احلكام ، أبو احلسن عالء الدين خليلعلي بن الطرابلسي، -3 . م1973 – هـ 1393مصطفى البايب احلليب، الطبعة الثانية،

يف ومـات ونـشأ ولد اث،حب عامل ،الكيةامل شيوخ من ،اليعمري الدين برهان ،فرحون بن حممد، بن علي بن إبراهيم هو -4 القضاء وتوىلهـ، 792 سنة والشام والقدس مصر إىل رحل. عدنان من مالك بن يعمر إىل نسبته صل،األ مغريب وهو، املدينة عنم 1397 -هـ 799عام يف العاشر من ذي احلجة، هتلعب فمات يسر،األ شقه يف بالفاجل أصيب مثهـ، 793 سنة باملدينة ومنـاهج االقضية أصول يف احلكام تبصرة (و )املالكي املذهب أعيان تراجم يف املذهب الديباج(من الكتب، له .عاما 70 حنو، الدرر الكامنة يف أعيان حجر العسقالين، أمحد بن علي بن حممد ابن .غريهاو) اخلواص حماضرة يف الغواص درة (و )حكاماأل

-هــ 1292 اهلنـد، –ن، حممد عبد املعني، جملس دائرة املعارف العثمانية، حيدر آبـاد ضا: ، حتقيق 1/52املائة الثامنة، .1/52 األعالم، الزركلي، .م1972

37

ال بذلك أعراض الناس، قائ امعني، فلو كان ذلك، لتمادى الظامل بظلمه مستبيح: " ال يقوم علي

من مقصود الشارع، بينما وليس هذا.حقوق كثرية هللا ولعباده، فاحلاصل ضياع "بذلك شاهدان

. )2(املقصد ظهور احلق مبا ميكن ظهوره به من البينات اليت هي أدلة عليه وشواهد له

ـ ) بينة( ملذاهب باعتبارهم الشهادة أئمة ا د أهل القانون وأي هادة مبعناها اخلاص وهو ش

كتابـة أو ، كـان اييضا مبعناها العام وهو الدليل أ أ، ويستعملواغريها من األدلة الشهود دون

.)3( أو قرائنشهادة

ألننا لـو احلق ويظهره؛ يبيننة تشمل كل ما القائل بأن البي هو الرأي : والرأي الذي أميل إليه

. وليس هذا من مقصود الشارعادة لضاعت احلقوق املثبتة بغري لفظ أشهدقصرناها على الشه

الطرق احلكميـة يف ، مشس الدين أبو عبد اهللا بن أيب بكر ة، حممد ابن قيم اجلوزي .1/172، تبصرة احلكام ابن فرحون، -1

. م2002 –هـ 1423 عمران، دار احلديث، القاهرة، الطبعة األوىل، سيد: ، حتقيق16، صالسياسة الشرعية .، دار احلديث1/76، إعالم املوقعني عن رب العاملني،مشس الدين أبو عبد اهللا بن أيب بكرحممد ، اجلوزيةقيم ابن -2 . م1956رية، ، دار النشر للجامعات املص2/310، الوسيط يف شرح القانون املدين، عبد الرزاق، السنهوري-3

38

املطلب الرابع

ةلشهاداأركان

:نتعريف الرك

.)1(اجلانب األقوى: الركن يف اللغة

م، إذ قوام الشيء بركنه، ال من القيـام وما يقوم به ذلك الشيء من التق :يف االصطالح الركن

كالقيـام بـه إال الشيء لذلك وجود الإذ هما يتم به وهو داخل في : ركن الشيء : وقيل. بذاته

مـن يلـزم وال العدم عدمها يلزم من م: الشرط فهو خبالف . )2( للصالة والسجود والركوع

.)4(وال مؤثرا فيه عن ماهيتهاما يتوقف عليه وجود الشيء، ويكون خارج أي .)3(وجود وجوده

لذلك ال ي ا، فإذا وـ جعتد بالشهادة إال بوجود أركا الـشهادة تدت األركان، اعتل

امركز القضاءتكز عليه ير ا هام ،فب ها تقضى احلقوق وتوبتركها تعـم الفوضـى ر األحكامقر ،،

ا العلماء فما هي أركاا اليت حدده، فإن كان مدار احلكم على الشهادة. والعدوانويسود الظلم

.؟وينشأ على إثرها احلكم

.، فصل الراء، باب النون4/231، القاموس احمليط الفريوز آبادي، -1 اهللا عبد : حتقيق ،3/501، البزدوي اإلسالم فخر أصول عن األسرار كشف ،أمحد بن العزيز عبد الدين عالءالبخاري، -2

ي بن حممد بن علي السيد الـزين أبـو اجلرجاين، عل .م1997- هـ1418، بريوت، العلمية الكتب دار ،عمر حممد حممود .م1997 -ـ ه1418، دار الفكر، الطبعة األوىل، 82، ص التعريفاتاحلسن احلسيين،

دار الكتـب ، 1/105، الفروقأنوار الربوق يف أنواءشهاب الدين أبو العباس، أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن القرايف، -3 .م1998 -هـ 1418العلمية، بريوت،

:قيـق ، حت 1/307 ،األصول علم حتقيق إىل الفحول إرشاد، علي بن حممد الشوكاين،. 91، التعريفات، ص جاين اجلر -4 .1992 - 1412، بريوت،الفكر دار، البدري سعيد حممد

39

: فقهاء رأيان يف هذه املسألةلل

ـ وقـد عل . ركن الشهادة هو لفظ أشهد ال غري، هذا ما ذهب إليه احلنفيـة -الرأي األول وا ل

: يقـول الشاهد م وإخبار للحال فكأن سلتضمنه معىن مشاهدة وق اقتصارهم على لفظ أشهد؛

قول الشاهد أشهد ) ركن الشهادة (أي : وهو. )1(خرب به لقد اطلعت على ذلك وأنا أ قسم باهللا أ

.)2(كما جاء يف البدائع. بكذا وكذا

:مخسة، وهيأركان الشهادة -الرأي الثاين

. شاهد-1

. مشهود له-2

. مشهود عليه-3

. مشهود به-4

.)3( صيغة-5

.)5( )4(وهذا ما ذهب إليه الشافعية

الدر املختار شـرح بن عبد الرمحن، صكفي، حممد بن علي احل .4/207 الدقائق، نـزتبيني احلقائق شرح ك الزيلعي، -1ـ ه1423، منشورات حممد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، 483، صوير األبصار وجامع البحارتن . م2002 - ، بـريوت، ، دار الكتاب العـريب 6/267، بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائعأبو بكر بن مسعود، الكاساين، عالء الدين -2

. م1982شرح (تاج العروس من جواهر القاموس، املسمى الزبيدي، . هيئته اليت بين عليها: صيغة األمر: يقال.اهليئة: الصيغة يف اللغة-3

. ، دار الفكر6/23، )القاموس، منشورات حممد 4/401، حتفة احملتاج بشرح املنهاج ابن حجر اهليتمي، أمحد بن حممد بن علي شهاب الدين أبو العباس، -4

.8/428 حاشية اجلمل، العجيلي،. م2001 -هـ 1421، بريوت، الطبعة األوىل، مية الكتب العلعلي بيضون، دار .مل يبحثوا يف كتبهم ما يتعلق بأركان الشهادة أما بقية املذاهب -5

40

، للرجال كانـت أم مبثابة األسس، والقواعد اليت تقوم عليها الشهادة األركان إن هذه

. على إثرهدتر وغياب ركن من هذه األركان، يوقع الشهادة يف خلل للنساء،

:الف بني احلنفية والشافعيةاخلب على املترت ألثرا

األركان بقية لامه وإ ، الشهادة كركن من أركان لفظ أشهد فحسب ىاالقتصار عل إن

فيختل جوهرها؛ ألن عليها الشهادة، إىل هدم أوتاد أساسية بنيت، قد يؤدياليت حددها الشافعية

أن االقتصار علـى كما . وصلب متنها ملا اشتد عودها، األركانفلوال هذه قوام الشيء بركنه،

هم وخـص ، وشأن الشاهد ، اليت رفع الشرع احلكيم شأا ، يقلل من قيمة الشهادة لفظ أشهد؛

واألركان عامة من األعمـدة بعد هذا التخصيص ال نعترب الشاهد فكيف ة،بآيات وأحاديث مج

روط املطلوبة لكل ركن مـن تساهل يف الش فإذا كان األمر كذلك، قد ي ! األساسية يف الشهادة

، وتهدر ، ويقضى مبال غري متقوماألركان، وعدم التقيد ا، وبالتايل تقبل شهادة من ال شهادة له

.بعض حقوق املشهود له وعليه

فقد جعلوها واملشهود عليه واملشهود به أركانا،إال أن احلنفية وإن مل جيعلوا الشاهد واملشهود له

ا،اهلا شروط وجعلوا للشهادة ماتمقو وا من هذه الـشروط ال تقوم الشهادة إاللفـظ "وعد

ان اخلمسة احلنفية مل يهملوا األرك أن يبين، فهذا الوحيد للشهادة نـاعتربوه الرك الذي" أشهد

. لكن من طريق آخرللشهادة بينما أعملوها،

، ومل يقتـصر أركان الشهادةد الثاين الذي عد فإنين أميل إىل الرأي بناء على ما تقدم،

. على لفظ أشهد، وهو رأي الشافعية

41

:الشهادة باملعىن

، ألضـواء الوحيد يف الشهادة، تسلطت عليه ا الذي اعتربه احلنفية الركن لفظ أشهد إن

بلفظ أشهد هل يشترط فيها أن تكون ،شهادة الشهودفيما لو مسع القاضي واختلفت فيه اآلراء،

.ئ غري ذلك من األلفاظ اليت تفيد معىن الشهادة؟، أم جيزفقط

: قوالن يف هذه املسألةعلماء لل

أنا أخرب :د، وال يكفي قول الشاه باملعىن، فال بد من لفظ أشهد ة ال جتوز الشهاد -القول األول

، فـإذا أم امـرأة السواء كان الشاهد رج . أو أنا أعلم أو أتيقن، فلو قال ذلك ال تقبل شهادته

أن يذكرن يف شـهادن فال بد ،هدت النساء يف املواضع اليت ال ميكن للرجال االطالع عليها ش

قبل صـيغة كأشهد، وال ت شهادة بصيغة املضارع فقط أن يكون لفظ ال شترط وي .لفظ الشهادة

. مثل، شهدتاملاضي

ـ ،)1(ةـمن املالكي )1(وأخذ به القرايف ،هذا ما رجحه احلنفية والشافعية واحلنابلة يف املعتمد ا كم

.)2(وهو قول لإلباضيةاألحكام العدلية، والزيدية جملةوأخذت به

من علمـاء األصل، البهنسي، املشهور بالقرايف، أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن، أبو العباس، شهاب الدين الصنهاجي هو -1

وهو مصري املولد .بالقاهرة) الشافعياإلماماحمللة ااورة لقرب (وإىل القرافة ) من برابرة املغرب( نسبته إىل قبيلة صنهاجة املالكيةـ 684 عام بالقرب من مصر القدمية، ودفن بالقرافة )بدير الطني (تويف يف آخر يوم من مجادى اآلخرة . واملنشأ والوفاة - هـ

حكام حكام يف متييز الفتاوي عن األ اإل(، )أنوار الربوق يف أنواء الفروق (صول، منها واأل الفقه له مصنفات جليلة يف ، م1285، صـول يف األ ) شرح تنقيح الفـصول (،)اليواقيت يف أحكام املواقيت ( يف فقه املالكية، ) الذخرية (،)مام القاضي واإل اتوتصرف

وكان مع تبحره يف عدة فنون من البـارعني يف ، ) الفاجرة األسئلةلى جوبة الفاخرة يف الرد ع األ( يف قواعد العربية، ) اخلصائص(: ، حتقيق6/146، الوايف بالوفياتالصفدي، صالح الدين خليل بن أيبك، . عمل التماثيل املتحركة يف اآلالت الفلكية وغريها

. 1/94، األعـالم الزركلـي، . م2000 -هـ 1420األرناؤوط، أمحد، وتركي، مصطفى، دار إحياء التراث، بريوت، .1/158، معجم املؤلفنيكحالة،

42

ـ .املاضي كشهدت ب فأجازوا أن تكون الشهادة ،يف صيغة الشهادة بينما خالف البعض ا هذا م

.)3(باضية ذلكإليه احلنابلة واختارت اإلذهب

ـ ،معلومةأداء الشهادة صيغة ط يف رشتال ي جتوز الشهادة باملعىن ف -القول الثاين ى بل املدار عل

، عرفـت يت وكيت أو مسعت أو علمت أو رأيت ك الشاهد مبا شهد به، فمىت قال علمحصول

.أشهديف صحتها لفظ ط رشت فال ي،هفكل ذلك شهادة من

ه ، واختارأمحد ظاهر كالم املالكية، وجعله البعضو )4( من احلنفيةالعراقيون: ذهب إىل هذا القول

. )5( لإلباضية آخروهو قول، وهو الظاهر من كالم ابن حزم، وتلميذه ابن القيم،ابن تيمية

إن نصوص املذهب املالكي خمالفة ملا أخذ به القـرايف، : "علق ابن فرحون يف تبصرته على اشتراط القرايف للفظ أشهد بقوله -1

حيث نقله من األحكام ما ينقل عنهم، كما فعل يف باب السياسة من كتاب الذخرية،افلعله نقل هذا من عبارات الشافعية، فكثري .1/223، تبصرة احلكامابن فرحون، : انظر". السلطانية للماوردي الشافعي

، 2/152، املختـار االختيار لتعليل املوصلي، عبد اهللا بن حممود بن مودود، . 16/125،114 املبسوط السرخسي، -2تبـيني الزيلعي، .م2005 -هـ 1426ة الثالثة، الطبععبد اللطيف حممد عبد الرمحن، دار الكتب العلمية، بريوت، : حتقيقجممع األر يف شرح ، )بداماد أفندي (شيخي زادة، عبد الرمحن بن حممد بن سليمان الكليبويل، املعروف .4/210، احلقائق

، ن عمر بابن عابدين، حممد أمني. م1998 –هـ 1419، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، 3/263، ملتقى األحبربن عابدين، عالء ا .م2000 -هـ 1421، دار الفكر، بريوت، 5/462 ،)حاشية ابن عابدين( رد احملتار على الدر املختار

حتفة ابن حجر اهليتمي، . 4/130، )سابع والعشرون واملائتان الفرق ال (الفروق القرايف، . 11/99، تكملة رد احملتار الدين، حاشية قليويب على شرح جالل الدين احمللي ، شهاب الدين أمحد بن سالمةأمحد بن قليويب، .4/401، احملتاج بشرح املنهاجالعجيلي، . م1998 -هـ 1419ريوت، مكتب البحوث والدراسات، دار الفكر، ب: ، حتقيق4/319، على منهاج الطالبني

، دار الكتاب 9/7، الكبري على منت املقنعالشرح ، مشس الدين أبو الفرج ابن قدامة، حممد بن أمحد . 8/429، حاشية اجلمل ، ، املكتب اإلسالمي، بريوت35، صدليل الطالب لنيل املطالبمرعي بن يوسف، . م1972 –هـ 1392العريب، بريوت،

البحر ابن املرتضى، أمحد بن حيىي، . )1689: (ادة رقم ، م 374/ 4، درر احلكام شرح جملة األحكام حيدر، . هـ1389، شرح النيـل وشـفاء العليـل أطفيش، . ، دار الكتاب اإلسالمي، القاهرة 6/18 امع ملذاهب علماء األمصار، الزخار اجل

13/195 . .13/195، شرح النيلأطفيش، . 35، ص دليل الطالب لنيل املطالب مرعي بن يوسف،-3 . هم فقهاء العراق من احلنفية، كالقدوري واجلصاص والطحاوي والكرخي-4، حاشـية الـصعيدي العدوي، علي بن أمحد .5/465 ،)حاشية ابن عابدين (رد احملتار على الدر املختار ، دين ابن عاب -5

، للخرشي، حممد بن عبد اهللا بن علـي، ضـبطه 8/4، حاشية اخلرشي على خمتصر خليل، املطبوعة مع العدوي على اخلرشي الطرق احلكمية، ابن القيم. م1997 -هـ 1417طبعة األوىل، زكريا عمريات، دار الكتب العلمية، بريوت، ال: ج آياتهوخر ، يف كتابه الطـرق -ونسب ابن القيم هذا القول . 13/195، شرح النيل أطفيش، . 9/434، احمللىابن حزم، . 171ص

-رمحـه اهللا - فة ومل أعثر خالل حبثي يف كتب احلنفية على أي قول لإلمام أيب حني - رمحه اهللا - لإلمام أيب حنيفة - احلكمية

43

، ويظهـر ضي أن تكون بلفظ أشهد فلم تشترط يف أداء الشهادة أمام القا أما القوانني الوضعية

، سوى قـانون البينـات حيث مل يظهر فيها ما يفيد ذلك ؛دةذلك من خالل تعريفام للشها

. )1( إذ اشترطت ألداء الشهادة لفظ أشهد، الذي تبنى تعريف الة للشهادة،ينالفلسطي

:األدلة

أداء الشهادة، بالكتاب والـسنة شهد عند لفظ أ ن بوجوب القائلو استدل أصحاب القول األول

: واللغة

:صوص الوارد ذكر لفظ الشهادة فيها، منهافجميع الن: الكتاب من-1

I: [ ! 65 4 3 2 قول اهللا -أ 1 0 / . -, + * )( ' &% $ # "

K J I H G F E D C BA @ ? >= < ; : 9 8 7Z .]19:األنعام[

األلفاظ جيـزئ يف ورد هذا النص القرآين بلفظ أشهد ال غري، ولو كان غريه من : وجه الداللة

. صار على لفظ أشهد لذلك وجب االقتاملعىن لورد به؛

[ Q ] :تعـاىل وقوله -ب \ [ Z Y X W V U T S R

o n m lk j i h g f e d c b a ` _

}| { z y x w v u t s r q p £ ¢ ¡ � ~ ¥ ¤

¦Z ]106:املائدة[.

من ا أساسيايف أداء الشهادة، ويعتربون ذلك ركن" أشهد"بل مدار البحث عندهم على اشتراط لفظ . يوافق ما نسبه ابن القيم له قال : "، فقال اشترط لفظ أشهد يف أداء الشهادة- رمحه اهللا-أن أبا حنيفة قل ابن حزم يف احمللى ما يؤكد بل ون. أركان الشهادة

، احمللى ابن حزم، . مبعىن أنه ال جيزئ يف أداء الشهادة إال لفظ أشهد ". علينا اشهد: حىت يقال له ) الشاهد( ال يشهد : نيفةأبو ح 9/435 . . 23ع تعريف الة للشهادة ص راج-1

44

القيام بالشهادة بصيغتها فقط، ومل يرد به ما يـدل علـى هذا النص على حث: وجه الداللة

لذلك وجب االقتصار على به؛ استعمال ألفاظ أخرى مبعىن الشهادة، ولو جاز ذلك لورد النص

.لفظ أشهد

رسول اهللاقال: قالt )1( عمران بن حصني البخاري من حديثأخرجهما : السنة ومن-2

r :" م ، قرين أميتخريم ، مث الذين يلور بعد قرنـه كذأدري أفال : قال عمران . مث الذين يلو

وال رون نذ وي، وخيونون وال يؤمتنون،شهدونستشهدون وال ي يا بعدكم قومإنمث ، اقرنني أو ثالث

ظهر فيهم السي و،فوني2("نم( .

. )3( نوع تعبدبغريه من األلفاظ ولو كانت أبلغ؛ ألن فيه " أشهد"ستعاض لفظ ال ي : ةداللوجه ال

لوردت به قبوال األلفاظ م، فلو كان غريها من أشهد ا على الشهادة بصيغة ثاح فقد جاء احلديث

.النصوص

يف ألفاظ ثرية يندر وجودها فقد حوى معان ك :"أشهد"للفظ غويةأما من حيث القيمة الل -3

، وأنا اآلن أخرب به،قسم باهللا أ:ال، فكأن الشاهد قشاهدة والقسم واإلخبار يف احلال، كاملأخرى

انت معـه وكهـ، 7أسلم عام خيرب سنة . من علماء الصحابة وفضالئهم، عمران بن حصني بن عبيد أبو جنيد اخلزاعي هو -1

روى عنه مجاعة من تابعي . يف خالفة معاويةم 672 -هـ 52البصرة، ومات ا سنة عمران سكن .راية خزاعة يوم فتح مكة العمري، أكرم ضياء، دار طيبة، : ، حتقيق1/106، الطبقاتابن خياط، خليفة بن خياط أبو عمر الليثي، . أهل البصرة والكوفة

مشاهري علماء األمصار وأعالم فقهـاء ، حممد بن أمحد أبو حامت، ابن حبان . م1982 -هـ 1402الرياض، الطبعة الثانية، الزركلـي، . م1991 -هــ 1411مرزوق، علي إبراهيم، دار الوفاء، املنصورة، الطبعة األوىل، : ، حتقيق 1/66، األقطار .5/70، األعالم

، البن حجر العسقالين، أمحد بن عليوع مع شرحه فتح الباريصحيح البخاري املطب أخرجه البخاري، حممد بن إمساعيل، -2 . ، املكتبة السلفية7/3، بن حممد

. 4/551، حاشية إعانة الطالبني الدمياطي، -3

45

تباعـا وا ا لذلك اقتصر عليه احتياط ؛شدفلكونه من ألفاظ اليمني كان االمتناع عن الكذب به أ

. )1(رللمأثو

:أدلة الفريق الثاين

يف حمضر القاضي أداء الشهادة بعدم وجوب لفظ أشهد يف ون القائل استدل أصحاب القول الثاين

: بالقياس واللغة

: القياسأما -1

ال إلـه ": الداخل فيه فلو قال،شهد يف الدخول لإلسالموا ذلك على عدم اشتراط لفظ أ قاس -أ

. )2(اكان مسلم، "إال اهللا حممد رسول اهللا

، ما يؤكد عدم اشتراط لفظ rعن النيب t )3(ويف احلديث الصحيح الذي رواه أنس بن مالك

وصـلوا ، فإذا قالوهـا ، ال اله إال اهللا يقولوا ىتأمرت أن أقاتل الناس ح ":rأشهد، قال النيب

، إال حبقهـا ،مت علينا دمـاؤهم وأمـواهلم ر فقد ح ، وذحبوا ذبيحتنا ،اقبلتن واستقبلوا ،صالتنا

املصباح املـنري يف ، أبو العباس الفيومي، أمحد بن حممد املقري . 3/263، جممع األر شرح ملتقى األحبر شيخي زادة، -1

. ، مطبعة مصطفى البايب احلليب، مصر)الشني مع اهلاء وما يثلثهما(، 1/348،ريغريب الشرح الكببينما لإلمام الشافعي وابن عرفة من املالكية رأي خمالف ملا قاله ابن القيم يف الطرق . 171، ص الطرق احلكمية ابن القيم، -2

فال بد عند اإلمام الـشافعي وابـن ". أن ال اله إال اهللاأشهد"ال تفتقر صحة اإلسالم إىل أن يقول الداخل فيه : "احلكمية من أنه واآليب من من الشافعية، من لفظ أشهد يف صحة اإلسالم، وخالفهما يف ذلك بعض علماء املذهبني كابن حجر والنووي ،عرفة

: انظر. صح منه ذلك" شهدأ"دون " ال إله إال اهللا"فمجرد قول الداخل فيه للدخول لإلسالم، " أشهد"ترطوا قول املالكية، فلم يش على حتفـة احملتـاج بـشرح حواشي الشرواين، عبد احلميد، الشرواين . 1/14، حاشية البجريمي على اخلطيب البجريمي، . دار الفكر، بريوت، 2/139، إعانة الطالبنيحاشية الدمياطي، . ، دار الفكر، بريوت1/471، املنهاج

روى عن ، وصاحبهr خادم رسول اهللا،، ويقال أبو مثامةاألنصارينجاري اخلزرجي بن النضر بن ضمضم الأنس بن مالك -3حذيفة بن اليمان وأيب ذر ومعاذ بن جبل وعبادة بـن الـصامت وأيب و بكر وعمر وعثمان وعبد اهللا بن مسعود وأيب r النيب

. 1/91، الطبقات ابن خياط،. م712 -هـ 93تويف يف البصرة عام أم سليم بنت ملحان األنصارية، : أمه ،الدرداء وغريهم لبنـان، الطبعـة –علي شريي، دار الفكر، بريوت : ، حتقيق9/332، تاريخ دمشق، أبو القاسم ابن عساكر، علي بن احلسن

.2/24، األعالم الزركلي، . م1998 -هـ 1419األوىل،

46

، حصلت هلم العـصمة، وإن مل يـأتوا "ال إله إال اهللا " فإذا تكلموا بقول .)1("اهللاوحسام على

. )2("أشهد"بلفظ

:ل، فلو استبدل بلفظ من ألفاظ اليمني فقا اللعانشهد يف دم اشتراط لفظ أ على ع ا وقياس -ب

. )3( ألنه أتى باملعىن؛عتد به ي.أقسم أو أحلف

عدم يؤكد مما ، فقد أطلق الشارع على الشهادة معان أخر :غويأما من حيث الترادف الل -2

:من ذلك. شهداالقتصار على لفظ أ

¼] :U قول اهللا -أ »Á À ¿ ¾ ½ Z ]4(]30:احلج(.

فهذا يدل علـى " قول"كلمة : ويا لكلمة الشهادة، وهو لغ ا ورد ذا النص مرادف :وجه الداللة

بلفظ أشـهد ا جلاء النص مقيد ا بغري لفظ أشهد يف الشهادة، ولو كان ذلك حمظور ظجواز التلف

.فقط

والكبـائر أ r ذكر رسول اهللا : قالtك مال فيما رواه عنه أنس بن rوصح عن النيب -ب

سبـأكرب أنبئكم أال :فقال . وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ،الشرك باهللا ": فقال، الكبائر عن لئ

قول الزور :قال ر؟الكبائ

.)5(" قال شهادة الزورأو

ابن : وممن استدل ذا احلديث. م1981 -هـ 1401، دار الفكر، بريوت، 1/10، صحيح البخاري البخاري، أخرجه -1

.171، صالطرق احلكميةالقيم، .171، صالطرق احلكمية ابن القيم، -2، الشرح الكـبري ابن قدامة، مشس الدين، . اللعان وهذا أحد الوجهني عند احلنابلة، فاملعتمد عندهم اشتراط لفظ أشهد يف -39/7. .171، صحلكميةالطرق ا ابن القيم، : وممن استدل باآلية-4اج أبو ومسلم، بن احلج . 10/405، البن حجر العسقالين، صحيح البخاري مع شرح فتح الباري البخاري، أخرجه -5

الـسنن ، أبو بكر والبيهقي، أمحد بن احلسني بن علي . ، دار الفكر 2/82 صحيح مسلم بشرح النووي، ، احلسني القشريي

47

. )1(شهد، وإن مل يكن معه لفظ أشهادةال على قول الزورrأطلق النيب : وجه الداللة

ومن معه من الفقهاء عنـد )3( ابن وهب لقد حضرت : قال أنه )2( أصبغ نوي يف األثر ع ور -ج

القاضي العمث ، فكان كاتب القاضي يقرأ على القاضي شهادة الشاهد مبحضر الـشاهد ،)4(يرم

فجعل أداء الـشهادة لفظـة نعـم . ذلك منهلب ق،؟ فإذا قال نعم هذه شهادتك :لشاهديقول ل

. )5(فحسب

من الشاهد اإلجابـة القاضي أشهد لطلب لو كانت الشهادة ال تؤدى إال بصيغة : وجه الداللة

.دون صيغة الشهادة "نعم"، وملا قبل منه قول بصيغة أشهد فقط

:مناقشة األدلة

ابن القيم، : احلديثوممن استدل ب. م1999 -هـ 1420، دار الكتب العلمية، عبد القادر عطا: ، حتقيق10/313، الكربى

.172، صالطرق احلكمية . 172، صالطرق احلكمية ابن القيم، -1 هو أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع، فقيه من كبار املالكية، تصدر رتبة اإلفتاء مبصر، كان كاتبا البن وهب، قال عنه ابن -2

تـويف عـام . كتاب األصول، وتفسري غريب املوطـأ، وآداب الـصيام : من تصانيفه. ا أخرجت مصر مثل أصبغ م: املاجشون، د، دائرة املعارف العثمانية، حيدر آبـا 8/133، ابن حبان ثقات ، حممد بن أمحد أبو حامت، ابن حبان . م840 -هـ 225

. 2/302، معجم املؤلفنيكحالة، . 1/333، األعالمالزركلي، . م1973 -هـ 1393الطبعة األوىل، م، 743 -هـ 125 هو عبد اهللا بن وهب بن مسلم الفهري، بالوالء، أبو حممد، من أصحاب اإلمام مالك، ولد مبصر، عام -3

روى عنه شيخه . نـزله، عرض عليه القضاء، فخبأ نفسه، ولزم م ا، ثقة، جمتهد اكان حافظ . مجع بني الفقه، واحلديث، والعبادة اجلامع يف احلديث، واملوطـأ يف : له كتب، منها .ليث وابن مهدي وأصبغ بن الفرج وحرملة وأمحد بن صاحل وآخرون ثقات ال

الكالباذي، أمحد بن حممد بن احلسني، أبـو . 8/346 الثقات،، ابن حبان . م813 -هـ 197تويف مبصر، عام . ثاحلديالليثـي، عبـد اهللا، دار املعرفـة، الطبعـة األوىل، : ، حتقيق 1/432 اد،اهلداية واإلرشاد يف معرفة أهل الثقة والسد نصر،

الزركلي، . ، دار إحياء التراث العريب 1/304 تذكرة احلفاظ، الذهيب، حممد بن أمحد مشس الدين أبو عبد اهللا، .هـ1407 . 4/144، األعالم

ـ إىل مصر قاضيا من ق مدق. يدهو عبد الرمحن بن عبد اهللا العمري، قاضي مصر، يف أيام هارون الرش -4 ل الرشـيد سـنة بوسجنه القاضي الذي .وفرح الناس بعزلههـ، 194ي اخلالفة سنة لا و ملاألمنيوعزله . ، واستمر تسع سنني وشهرين هـ185

جاء بعده، فهرب من السجن ومل يقال عنه االمام أمحد .كدر : تـويف بعـد . اليس حديثه بشيء، أحاديثه مناكري وكان كذاب. ، دار الكتب العلميـة، بـريوت 10/232، تاريخ بغداد اخلطيب البغدادي، أمحد بن علي أبو بكر، . م810 -هـ 194

قلعجي، عبد املعطي أمني، دار الكتب العلمية، بريوت : ، حتقيق2/338 الضعفاء، أبو جعفر، حممد بن عمرو بن موسىالعقيلي، . 3/312، األعالمالزركلي، . م1998 - هـ1418 لبنان، الطبعة الثانية، – . 1/223، تبصرة احلكام ابن فرحون، -5

48

يمن وجوه- عند أداء الشهادة لفظ أشهداملشترطني - أصحاب القول األولرض علىعت :

وااللتزام به دون غـريه يف الشهادة، على اشتراط لفظ أشهد أدلةوها اختذ النصوص اليت إن -1

تدل حبـال الف ، أشهد أنا: قبل حىت يقول نه ال ي أ :م ا، فإا ال تعين لو سلم معه من األلفاظ،

فقـد م ـا، فيسقط استدالهل ، فقط وأداؤها الشهادة هو إقامة ،يهتدل عل وغاية ما على ذلك،

I : [ 2 1 رد شهادة الفاسق قول اهللا وجعلتم معتمدكم يفجعلنا معتمدنا 0 / 3

4 ? > = < ; : 9 8 7 6 5Z ]فص ].6:احلجراتكـل أن ح

.)1( وكل ذلك حكاية، وكالمها قول، وكالمها خرب، وكل نبأ شهادة،شهادة نبأ

أي وي معان عدة، ال تنضوي حتـت م أن الشهادة حت منا معه وي، فلو سل غم الل أما استدالهل -2

د مجيع معانيه قصراد أحد معانيه، وال ي ، فإا من املشترك اللفظي، واملشترك اللفظي ي لفظ آخر

. )2(يف آن واحد، واستعمال واحد

طريق الشهادة، وعليه فكل من أخرب بشيء فقـد آخر غري اليس طريق شهادة و ن اإلخبار إ -3

ظاهر للعيان االزدواجية يف كالمهم، فمن جهة لذلك .)3()أشهد(بلفظ شهد به، وإن مل يتلفظ

.على الشهادة، ومن جهة أخرى ال يقبلون هذا اللفظ يف أداء الشهادة) اإلخبار(يطلقون

ال قول أحد من و، r له يف كتاب اهللا، وال سنة رسوله إن اشتراط لفظ الشهادة، ال أصل -4

خربك أو أنا أقول أنا أ : ضيفإن قال الشاهد للقا ، وال معقول ،ياسقب استدل عليه حابة، وال الص

.)4( فكل ذلك سواء وكل ذلك شهادة تامة،مل يقل أنا أشهدو، كملعأ لك أو أنا

: عدم اشتراط لفظ أشهد يف الشهادةالقائلني بيجاب على

. 9/435، احمللى ابن حزم،-1 .1/110، وسائل اإلثبات الزحيلي، -2 .172، صالطرق احلكمية ابن القيم، -3 . 9/435، احمللىابن حزم،. 172، صالطرق احلكمية ابن القيم، -4

49

اللفظ ال غري، فلو كـان ؛ لورود النصوص ذا ، هو امتثال وتعبد بلفظ أشهد كسمالت إن -1

، فما دام األمر غري ذلـك، وجـب التـسليم )1(لوردت به النصوص جيزئ، غريها من األلفاظ

.يف القضاء بهحجة اللفظ واختاذواإلتباع،

وال نقبل هذا اللفظ يف أداء الشهادة، فهذا ال اإلخبار نطلق الشهادة على أننام أما اعتراضه -2

ـ بلفظ أشهد أو شهدت اإلخباردنا ولكننا قي يف هذا، م وإياه ق، ونتف جدال فيه ـذا ي ، سقط

. م، باالزدواجيةادعاؤه

3- ليس حبوز م أدلة قطعية تاإلخبارن وقوع بي بغري لفظ الشهادة، ب م استعملوا يالشهادة د أ

هادة الـزور ال ألن ش لشهادة الزور، ال حجة فيه؛ ارادففإطالق لفظ الزور م يف معانيها اازية،

2(اتسمى شهادة إال جماز( .

ـ ال ألنه ليس دلي اإلتباع؛ ح أن يكون حجة واجب صلم باألثر، فهذا ال ي أما استدالهل -4 ا قوي

من املالحظ أم ال ميلكون أدلـة ف. كذبوهضعفه أهل احلديث و العمري والقاضي .يعتمد عليه

.كافية لالستدالل على رأيهم

:املسألةالراجح يف

املشترط لفـظ القول األول عد عرض ومناقشة أدلة كل من الطرفني، أميل إىل ترجيح ب

: ، وذلك للمسوغات التاليةشهد يف أداء الشهادة أمام القاضيأ

أي لفظ يف أداء الشهادة يـؤدي إىل قبول الباب على مصراعيه يف القضاء الشرعي ب أن فتح •

" أشهد"فاستبدال ، قول الصدق وعدم الكذباحلث على ك .االتسيب يف أمور احتاط الشارع هل

.قريبة إىل الكذب منها إىل الصدقبه تكون شهادة الشاهد " أعلمب"

.، دار الفكر4/551، الطالبنيحاشية إعانة الدمياطي، -1 .1/110، وسائل اإلثبات الزحيلي، -2

50

والسنة النبوية من عليه الكتاب الكرمي شهد لناقض ذلك ما نصغري لفظ ألت الشهادة ببلو ق •

حيث حيوي هـذا .ة خاص شهدلفظ أ ة اإلميانية الكامنة يف ت القيم دقولفاستعمال لفظ أشهد،

و يعلم إذا وه باهللا أن يقول احلق، مسكأنه أق " أشهد"، فعندما يقول الشاهد " باهللا القسم"اللفظ

" أشـهد " لفظ إمث؛ لكذبه واستخفافه بلفظ اجلاللة، لذلك يكون قوله مل يقل احلق ترتب على

قـد ، عندها "أعلم"أو "رخبأ"لفظ ب إذا كانت الشهادة خبالف ما . للشاهد عن الكذب ازاجر

م س ذا اللفظ ال يقع عليه إمث لعدم احتوائه على القهألنه يعلم أن ؛ الشاهد ويكذب أحيانايتساهل

. باهللا

51

املبحث الثاين

مشروعية الشهادة

، واملعقول على مشروعية الشهادة واإلمجاع والسنة من الكتاب بإحكام األدلة جمعت

. وصيانتها من اجلحود والضياع العبادحقوقاء جمتمع مسلم حريص على إثبات لبنوضرورا

: أربعة مطالب إىل هذا املبحثلذلك مت تقسيم

.مشروعية الشهادة يف الكتاب: املطلب األول

.مشروعية الشهادة يف السنة: املطلب الثاين

.إمجاع الفقهاء على مشروعية الشهادة: املطلب الثالث

.حكمة تشريع الشهادة: بعاملطلب الرا

52

املطلب األول

مشروعية الشهادة يف الكتاب

:)1(اأذكر منه ،أمر بإثبات احلقوق بشىت أنواعها عن طريق الشهادةوردت آيات كثرية ت

\[ ] : يف آية املداينـة I اهللا لقول ؛اإلشهاد على البيوع -الأو [ Z Y

g f e d c b a ` _ ^ l k j i h

nmZ ¹ نفس اآليةيف مث قال اهللا تعاىل[½¼ » º Z ]282:البقرة.[

مـن اإلشهادما يف ل ؛ن تبايع ي، والد ني يف هذه اآلية اإلشهاد على الدU أمر اهللا : وجه الداللة

ارع احلكـيم ما أمـر الـش مشروعة ل فلو مل تكن الشهادة ،)2( باجلحود أو النسيان منع التظامل

. على البيعاإلشهادب

I: [ V لقـول اهللا ؛ علـى الرجعـة اإلشهاد -ثانيا U T S R Q P

[ Z Y X WZ ]2:الطالق .[

ألن الشهادة سبب قطـع املظـامل ؛ على الطالق والرجعة باإلشهاد Uأمر اهللا :وجه الداللة

.أمر اهللا ا يف هذا السياقا دة مشروعة مل تكن الشها، فلو مل)3(حلقوقوتثبيت ا

عبد السالم : ، ضبط نصه وخرج آياته2/610، أحكام القرآن، أبو بكراجلصاص، أمحد بن علي : ممن استدل ذه اآليات -1

، دار 3/88، األمدريـس، الشافعي، حممد بن إ. حممد علي شاهني، منشورات حممد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بريوت ، املطبوع يف الد الرابع من كتاب خمتصر املزيناملزين، إمساعيل بن حيىي أبو إبراهيم، . م1973 –هـ 1393املعرفة، بريوت،

البيهقي، أمحد بن احلسني بن علي، دار : ، جمعه 469، 475، ص أحكام القرآن الشافعي، حممد بن إدريس، . 303األم، ص ، أحكـام القـرآن ، أبو بكـر ابن العريب، حممد بن عبد اهللا .م1990 –هـ 1410وم، بريوت، الطبعة األوىل، إحياء العل

ابن . 2/169، يل يف التفسري والتأويل نـزمعامل الت البغوي، .، دار املعرفة، بريوت علي حممد ،البجاوي: ، حتقيق 4/1836 .م1999 –هـ 1420، دار طيبة، 2/218، يم، تفسري القرآن العظأبو الفداء إمساعيل بن عمر، كثري

.303 صخمتصر املزين،املزين، . 3/88، األم الشافعي،-2 .469، 475، ص أحكام القرآن الشافعي،-3

53

¾ ] :I على تسليم مال اليتيم لقول اهللا اإلشهاد -اثالث ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶

à  Á À ¿Z مث قال اهللا تعاىل يف نفس اآلية: [Äà ß Þ ÝÜ Û Z ].6:النساء[

موا إلـيهم لم وس لا بلغوا احل دوا على األيتام إذ هذا أمر اهللا تعاىل لألولياء أن يشه :وجه الداللة

ولتـزول عنـه الويل؛ذمة ولتربأ مه؛ملا قبضه وتسلأمواهلم؛ لئال يقع من بعضهم جحود وإنكار

. اهللا األولياء اأمر، فلو مل تكن الشهادة وسيلة إثبات مشروعة ملا )1(التهمة وتنقطع اخلصومة

[ ] :ىلاحلقوق عامة لقول اهللا تعا اإلشهاد على -اابعر \_Z ]2:الطالق.[

ا، وإن كان مـذكور ام على احلقوق كلها دات عند احلك بإقامة الشها يف اآلية أمر :وجه الداللة

بعد األمر بإشهاد ذو؛ عمال اللفظ على عمومـه ذكرها بعده ال مينع است ف ،على الرجعة عدل ي

توا ـا علـى روها وأ يغعوا الشهادة وال ت يض فال ت ألن العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب،

. ففيه داللة قاطعة على مشروعيتها،أمر بإقامة الشهادة U فبما أن اهللا .)2(وجهها

.2/218، ، تفسري القرآن العظيمابن كثري. 2/169، يل يف التفسري والتأويلنـزمعامل الت البغوي، -1 .4/1836، أحكام القرآن، ابن العريب. 2/610، ام القرآنأحك، أبو بكر اجلصاص، أمحد بن علي -2

54

املطلب الثاين

مشروعية الشهادة يف السةن

عن طريق يف قضايا كثرية قام بفصل اخلصومات بني الناس أنه rثبت عن رسول اهللا

:من هذه القضاياالشهادة،

ت ورجـل ومرضجاء رجل من ح": قال)2( عن أبيه )1( عن علقمة بن وائل لم ما رواه مس -الأو

نديب ة إىل النمن كrإن هذا قد غلبين على أرض يل كانت أليب، يا رسول اهللا: فقال احلضرمي .

: للحـضرمي r، فقال رسول اهللا س له فيها حق ضي يف يدي أزرعها لي هي أر : ل الكندي فقا

إن الرجل فاجر ال يبايل على ما حلـف : قال يا رسول اهللا .فلك ميينه : قال. ال: بينة؟ قال ألك

rلف، فقال رسول اهللا فانطلق ليح .ليس لك منه إال ذلك : فقال وليس يتورع من شيء ،عليه

.)3(" اهللا وهو عنه معرضلقنيي لا ظلمأما لئن حلف على ماله ليأكله: ملا أدبر

وعنه أخوه عبد اجلبار وابن أخيه سعيد ، روى عن أبيه واملغرية بن شعبة، احلضرمي الكندي الكويف علقمة بن وائل بن حجر -1

أمحد بن علي بن عسقالين،ابن حجر ال . كان ثقة قليل احلديث : عنه ابن سعد قال . وغريهم بن عبد اجلبار وعبد امللك بن عمري .م1984 -هـ 1404، دار الفكر، الطبعة األوىل، ،7/247ذيب التهذيب حممد،

وفد علـى . كىن أبا هنيدة من أقيال حضرموت، وكان أبوه من ملوكهم ي ،وائل بن حجر الكندي احلضرمي القحطاين هو -2له ، سكن الكوفةو. شارك يف الفتوح. "يف وائل وولده لهم باركال": وقال، وبسط له رداءه فأجلسه معه عليه، فرحب بهr النيب

بن عثمان " املعروف خبلدون"وانتقل أحد أحفاده خالد ، روى عنه ابناه علقمة وعبد اجلبار، و أحاديثr عن النيبىصحبة ورو -هــ 50 تويف وائل حنو .بإشبيلية، ومنهم املؤرخ الفيلسوف عبد الرمحن بن حممد " بنو خلدون " فكان من ولده األندلسإىل

.8/106، األعالمالزركلي، . 62/387، تاريخ دمشقابن عساكر، . م670، سـنن أيب داود ، ليمان بن األشعث السجستاين وأبو داود، س . 2/159، صحيح مسلم بشرح النووي مسلم، أخرجه -3، سنن الترمذي ، أبو عيسى سورة والترمذي، حممد بن عيسى بن . م1988 -هـ 1408، دار احلديث، القاهرة، 3/218وقال عنـه . م1999 -هـ 1419، دار احلديث، القاهرة، الطبعة األوىل، مصطفى حممد حسني ،الذهيب: ، حتقيق 3/403

، دار الكتب العلمية، 3/484، السنن الكربى ، أبو عبد الرمحن والنسائي، أمحد بن شعيب . حديث حسن صحيح : الترمذيعالء ، عليبن بلبانصحيح ابن حبان بترتيب ، أبو حامت بن أمحد ، حممد ابن حبان و. م1991 –ـ ه1411الطبعة األوىل،

شعيب، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، ،األرناؤؤط: ، حققه1/464، )ابن حباناإلحسان يف تقريب صحيح (، املسمى الدين

55

أنواع البينة، فلو نوع من ديث على طلب البينة إلثبات احلق، والشهادة احل ثحي :وجه الداللة

. من املدعيrعة ملا طلبها النيب مل تكن الشهادة مشرو

يف كانت بيين وبني رجل خـصومة ": قال t )1( رواه البخاري عن األشعث بن قيس ما -انيثا

إنه إذا حيلف وال : قلت. شاهداك أو ميينه:r ال رسول اهللا فق،r فاختصمنا إىل رسول اهللا ر،بئ

هـو لقي اهللا و ، وهو فيها فاجر ال من حلف على ميني يستحق ا ما :rفقال رسول اهللا . يبايل

À]ك ل اهللا تصديق ذل نـزفأ. "عليه غضبان ¿ È Ç Æ Å Ä Ã Â Á

× Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É Ù Ø

Z ] 2 (]77:آل عمران(.

الـشهادة فلو مل تكـن ،شهادة كحجة شرعية احلديث صريح الداللة يف طلب ال : جه الداللة و

. حقهإلثباتاملدعي إحضار الشهود r مشروعة ملا طالب النيب

. م1996 –هـ 1416، بريوت، الطبعة األوىل، ، دار الفكر15/396، السنن الكربىوالبيهقي، . م1997 -هـ 1418

.، بنت األفكار الدولية2/2552، املغينابن قدامة، : وممن استدل ذا احلديث يف حضرموت، ووفد على واإلسالم، أقام أمري كندة يف اجلاهلية ، بن قيس بن معدي كرب الكندي، أبو حممد هو األشعث -1

هـ40 سنة ىل الكوفة فتويف فيهاإوورد املدائن، مث عاد . الوقائع وأبلى البالء احلسن، فأسلم، وشهداإلسالم بعد ظهور rالنيب تـاريخ ابن عـساكر، .روى له البخاري ومسلم تسعة أحاديث . باهليبة ا، موصوف واإلقدامكان من ذوي الرأي .م661 -

.1/332، األعالمالزركلي، . 9/120، دمشقصحيح مسلم بشرح ؟، "ألك بينة "ومسلم بلفظ . 5/145، ع شرح فتح الباري صحيح البخاري م البخاري، أخرجه -2

وممن استدل ذا .، دار الفكر15/394، السنن الكربىوالبيهقي، . 3/485، السنن الكربىوالنسائي، . 2/158، النووي، دار الكتب العلميـة، 2/384، فتح الوهاب بشرح منهج الطالباألنصاري، زكريا بن حممد بن أمحد بن زكريا، : احلديث

.هـ1418بريوت،

56

املطلب الثالث

إمجاع الفقهاء على مشروعية الشهادة

احلـاكم ملـز يمظهرة حلقوق العباد، ة، أن الشهادة حجة شرعي على أمجع فقهاء األمة

I : [ Ê قال اهللا.و مأمور بالقضاء بالعدلهف ، بنص الكتاب والسنةاحلكم مبقتضاها، É

Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë ÒZ ]ذا شهدوا فاحلكم فقوا أن الشهود إ اتو .]26:ص

.)1(خمالف يعلم لذلك ومل، وثبت ما يترتب عليها من أحكام، بشهادم قد وجب

، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، فؤاد عبد املنعم: ، حتقيق30ص، اإلمجاع ،حممد بن إبراهيم أبو بكر ، ابن املنذر -1

. ، دار الكتب العلمية، بريوت 1/54، مراتب اإلمجاع علي بن أمحد بن سعيد أبو حممد، ابن حزم، . م1985 -هـ 1405مغين احملتاج إىل معرفة معـاين ألفـاظ حممد بن حممد مشس الدين، ، اخلطيب الشر بيين .6/282، بدائع الصنائع الكاساين، دقائق (، املسمى شرح منتهى اإلراداتالبهويت، . 2/184، إعالم املوقعنيابن القيم، . ، دار الفكر، بريوت4/426، املنهاج

.1/470، نيل املآرب بشرح دليل الطالبالشيباين، . م1996، عامل الكتب، بريوت، 3/575) أويل النهى لشرح املنتهى

57

املطلب الرابع

حكمة تشريع الشهادة

، وتنظم الزوال وحتفظ حقوقهم من ، كثرية تدير مصاحل العباداأحكام الشرع احلكيم رأق

وملا حتقق العدل بني بـين آدم، حيـث عايشهم، فلوالها لتخبطت البشرية خبط عشواء، م أمور

العالقـات يقوم ال بد من تشريع فكان وأكل أموال الناس بالباطل، ،بالغنبهم يتصف كثري من

حقـق األهـداف لت؛ لعباده الشهادةU شرع اهللا االجتماعية واملعامالت يف شىت ميادينها؛ لذا

:ة، وهي واحلكم املرجو،شودةنامل

للعلـم يف كـل ، عند تعذر إقامة احلجة املوجبـة بني الناس فصل اخلصومات واملنازعات -1

.)1("...البينة على املدعي "r لقول النيب ؛خصومة

،اإلمـام فالشهود حجة وانتهاك األعراض، ،ود إراقة الدماء يدفع اهللا عن الناس ا وبالشه -2

¥ ] :I لقول اهللا ، وم قوام العامل يف الدنيا؛نفذ األحكامبقوهلم تو ¤ £ ¢ ¡

¯ ® ¬ « ª © § ¦Z ]2(]251:البقرة(.

ن يخالد ما عليه من د ى ، وأد كما لو كان لزيد على خالد دين .)3(بعد املوت الذمم براءة -3

ن الذي له على ي خالد، وجاء زيد يطالب ورثته بالدن تويفي على ذلك، بعد أداء الددهشلزيد، وأ

موي ، حينهاثهمراشهد الشهود بأن خالدأد ى دينه لزيد، فتربأ ذمة خالد من الدني.

هذا حديث يف إسناده مقـال، : عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وقال عنه حممد بن عبيد اهللا أخرجه الترمذي، عن -1

، سـنن الترمـذي . يء ال يكتب حديثهليس بش: وحممد بن عبيد اهللا يضعف يف احلديث من قبل حفظه، قال عنه حيىي بن معني ، السنن الكـربى والبيهقي،. ، عامل الكتب، بريوت 4/157 سنن الدارقطين، الدارقطين، علي بن عمر، : وانظر. 3/403

.16/98، ، املبسوطالسرخسي: وممن استدل ذا احلديث. عن ابن عباس. ، دار الكتب العلمية10/447 .1/184، تبصرة احلكام ابن فرحون، -2 .303، ص خمتصر املزين املزين،-3

58

وتبدو أمهيـة ، إليها ، فوجب الرجوع بني الناس حلصول التظامل ؛عتبارهااحلاجة داعية إىل ا -4

القضاء مجـر فنحـه عنـك : ")2(شريحقال . )1( يف الدعاوى عند اإلنكار من املدعى عليه ذلك

.)3("بعودين، يعين الشاهدين، وإمنا اخلصم داء، والشهود شفاء، فأفرغ الشفاء على الداء

ف ا ، ورفعها ونسبها اهللا تعاىل إىل نفسه، وشر الشهادة نطق القرآن العظيم بفضل دوق

U: [ hg اهللا فقال ،مالئكته ورسله وأفاضل خلقه f ed c b a ` _

n m l kj iZ ]وقـال .]166:النساء I :[ [ Z Y X W

b a ` _ ^ ] \Z ]41:النساء[ . على أافجعل كل نيب شهيد ته؛ لكونه م

شـهادته، قبول، أن اهللا تعاىل خفض الفاسق عن اويكفي بالشهادة شرف . أفضل خلقه يف عصره

U [ /6ا منــه، فقــال اهللا قبوهلــورفــع العــدل ب 5 4 3 2 1 0Z .)4(]6:احلجرات[

املقارنات التشريعية بني القوانني الوضعية املدنية والتشريع حسني، . بنت األفكار الدولية ،2/2552، املغين ابن قدامة، -1

.3/1022، اإلسالميي لو، أصله من اليمناإلسالم، در من أشهر القضاة الفقهاء يف ص، بن احلارث بن قيس بن اجلهم الكندي، أبو أميةشريح هو -2

وكان ثقـة يف احلـديث، هـ، 77واستعفى يف أيام احلجاج، فأعفاه سنة ، قضاء الكوفة، يف زمن عمر وعثمان وعلي ومعاوية ، الطبقـات ابن خيـاط، . م697 - هـ78 طويال، ومات بالكوفة سنة رموع، والشعراألدبمأمونا يف القضاء، له باع يف

البستوي، عبد العليم عبد العظيم، مكتبـة : ، حتقيق1/451 معرفة الثقات، العجلي، أمحد بن عبد اهللا أبو احلسن، . 1/145 .3/161، األعالمالزركلي، . م1985 -هـ 1405الدار، املدينة املنورة، الطبعة األوىل،

حدثين عبد اهللا : "بلفظ آخر. ، بريوت، عامل الكتب288، 2/289، أخبار القضاةه وكيع، حممد بن خلف بن حيان، ذكر-3إمنا القضاء مجر فادفع اجلمـر : " قال شريحثنا مسعر عن أيب حصني عن : ثنا وكيع، قال : ثين أيب، قال : بن أمحد بن حنبل قال

) أيب شيبة مبصنف ابن : (، املعروف املصنف يف األحاديث واآلثار وابن أيب شيبة، عبد اهللا بن حممد، . يعين الشاهدين ". بعودين: وممن استدل ذا األثر . م1989 -هـ 1409، دار الفكر، بريوت، الطبعة األوىل، سعيد حممد ،اللحام: ، حتقيق 5/357

واألثر صحيح لوروده من قبل رواة ثقات، منهم أبو حصني، قال عنه ابن . ، بنت األفكار الدولية 2/2552، املغينابن قدامة، : ، حتقيق1/660 تقريب التهذيب،ابن حجر العسقالين، أمحد بن علي بن حممد، . "دلس ورمبا سين ثبت ثقة: "حجر العسقالين

ومسعر بن كدام، قال عنه ابن . م1995 -هـ 1415عطا، مصطفى عبد القادر، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة الثانية، .1/267، ألقطار اوأعالم فقهاءمشاهري علماء األمصار ابن حبان، ". كان متقنا: "حبان

.1/184، تبصرة احلكام ابن فرحون، -4

59

احتاط الـشارع هلـا ،أحكام من رهاأثولكي تطمئن النفوس البشرية للشهادة ويترتب عليها

. كما سيظهر يف املبحث التايل،)1(ادو ال تتحقق الشهادةاواشترط يف الشاهد شروط

املبحث الثالث

الشرعية للشهادة)2(الشروط

شهادة من يتحلى قبول، وألزم القاضي وافرة ا شروط يف الشهادة ط الشارع احلكيم شر

لنفـسه U نسبها اهللا ميز به الشهادة من خصائص إميانية، حيث ملا تت ذه الشروط دون غريه،

< ?]: بقوله = < ; : 9 8 7 6 5 4@ Z ] فحازت ، ]18:آل عمران

، ، وبيانه للحقوق املندرسة ومرتبة جليلة، يسمو ا الشاهد؛ لتحقيقه العدالة ا عظيم ابذلك شرف

منها ما يرجع إىل الشهادة، ومنـها مـا ل العلم، فكان على اهتمام أه هذه الشروط فاستولت

.ع إىل املشهود به، ومنها ما يرجيرجع إىل الشاهد

:هذا ما ستبينه الدراسة من خالل املطالب التالية

.شروط متعلقة بذات الشهادة: املطلب األول

.شروط من تقبل شهادته رجال كان أو امرأة: املطلب الثاين

.ط تتعلق باملشهود بهشرو: املطلب الثالث

.3/1025، املقارنات التشريعية، حسني-1 .35 سبق تعريف الشرط ص-2

60

املطلب األول

الشهادةذات متعلقة بشروط

ألن النصوص ناطقة ؛لفظة الشهادة يشترط يف شهادة النساء وعموم الشهادات لصحة أدائها -1

ألفـاظ مـن "شهدأ" :، فإن قوله وحيد وألن فيها زيادة ت ؛ فيها ذه اللفظة األمرباشتراطها إذ

األحكاموأكدت جملة ، فكان االمتناع عن الكذب ذه اللفظة أشد .شهد باهللا أ : كقوله ،اليمني

إذا مل يقل الشاهد أشهد بل قـال أعـرف : (منها) 1689(وهلا يف املادة العدلية على ذلك بق

.)1()...ال يكون قد أدى الشهادةاخلصوص الفالين هكذا أو أخرب بذا

ك بسبب معـني، مث لكما لو ادعى امل ،)3( فإن خالفتها مل تقبل ،)2(موافقة الشهادة للدعوى -2

يف يد رجل أنه ورثها من أبيه، مث أقام البينة على اخر، بأن ادعى دارأقام البينة على امللك بسب آ

ه؛ ألن نتبيأو ادعى الشراء مث أقام البينة على اإلرث، ال تقبل . امللك أنه اشتراها من صاحب اليد

ادعى إذاكما .)4(لقبفت التوفيق عند إمكان هما ق املدعي بين فإال إذا و . الشهادة خالفت الدعوى

سأل ن، ي يقر باستيفائه الد أن الدائن قد أ وشهدت الشهود ب ،ني من الد أبرأه الدائن قد أناملدين

اهلداية شرح بدايـة ، برهان الدين أبو احلسن املرغيناين، علي بن أيب بكر . 273، 6/268، بدائع الصنائع الكاساين، -1

الدرر ( أو ، أدب القضاء شهاب الدين ابن أيب الدم، إبراهيم بن عبد اهللا . املكتبة اإلسالمية، الطبعة األخرية ، 3/118، املبتدي، دار الكتب العلمية، بـريوت، الطبعـة األوىل، حممد عبد القادر ،عطا: ، حتقيق 283ص) املنظومات يف األقضية واحلكومات

، درر احلكام شرح جملة األحكـام حيدر، . 1/490 يل الطالب، نيل املآرب بشرح دل الشيباين، . م1987 -هـ 1407الشهادة وعدم اشتراطه، ومت ترجيح الرأي املـشترط ف العلماء يف اشتراط لفظ أشهد عند أداء لقد سبق بيان اختال .4/375

.فما بعد 37ص: انظر. للفظ أشهد دون غريه من األلفاظالروضة العاملي، زين الدين اجلبعي والعاملي، حممد بن مجال الدين مكي، . 2/156، لتعليل املختار االختيار املوصلي، -2

. ، دار العامل اإلسالمي، بريوت3/125، البهية يف شرح اللمعة الدمشقية .5/462 ،حاشية رد احملتار ابن عابدين، -3، لسان احلكام يف معرفـة األحكـام ، أبو الوليد أيب اليمن إبراهيم بن،ابن الشحنة. 6/273، بدائع الصنائع الكاساين، -4 .م1973 –هـ 1393، مطبعة مصطفى البايب احلليب، الطبعة الثانية، 246ص

61

، استيفاءإبراء أبرأه بأنه: قالفإذا استيفاء؟ إبراء أم إسقاط إبراءن ي من الدأبرأههل الدائن : املدين

إذقبل تلك الشهادة، ت بأنـه قال إذا أماق املخالفة الواقعة بني الدعوى والشهادة، ف يكون قد و

الـشرط فقـد ذا األحكام جملةوأخذت .)1(قبل الشهادة سكت فال ت أو، إسقاط إبراء أبرأه

ـ ، ولكن ال ا لشهادة إن وافقت الدعوى وإال فال تقبل ا : (منها) 1706(أكدت يف املادة ار عتب

إذا كان املدعى به وديعة، وشهدت الشهود على إقـرار : مثال ذلك . للفظ وتكفي املوافقة معىن

وشهدت الشهود على إقرار املدعى عليه بالغصب، تقبـل ااملدعى عليه باإليداع، أو كان غصب

ن وشهدت الشهود على أن الدائن أبرأ املـدين يكذلك إذا ادعى املدين بأنه أدى الد . شهادم

مت2()قبل شهاد(.

ـ مل ت بألفني واآلخر بألفحدمها فلو شهد أ ، الشاهدين يف اللفظ واملعىن شهادة اتفاق -3 لقب ،

فإن سبقت إحدامها ،تادرولو شهدا بقتل زيد يوم النحر مبكة وآخران بقتله يوم النحر بالكوفة

يف إذا اختلف الشهود : ( أنه منها) 1712(ة يف املادة ذكرت ال .)3(األخرى بطلت ،وقضى ا

ماملشهود به ال ت4()قبل شهاد(.

.4/411، درر احلكام حيدر، -1 .4/408، درر احلكام حيدر، -2ابن عابدين، . 1/285، األحبرجممع األر يف شرح ملتقى شيخي زادة، . 2/156، االختيار لتعليل املختار املوصلي، -3

حاشية العدوي علـى الصعيدي، بن أمحد العدوي، علي . 247، ص لسان احلكام ابن الشحنة، .7/64، حاشية رد احملتار علـى حاشية اخلرشي ، حممد بن عبد اهللا بن علي اخلرشي، . هـ1412، دار الفكر، 2/453، شرح كفاية الطالب الرباين

، مطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهىالرحيباين، مصطفى السيوطي، . ، دار الفكر، بريوت 7/197، خمتصر سيدي خليل .م1961، املكتب اإلسالمي، دمشق، 6/603 .4/422، درر احلكام حيدر، -4

62

فالتزوير ، ألن اشتراط العدد حيمل معىن التوكيد؛)1(ما يطلع عليه الرجالفي الشهادة لعدد يفا -4

والتلبيس يف اخلصومات ي وال ،)2( الشهادات صيانة للحقـوق املعـصومة شترط العدد يف كثر في

عند بعض العلماء، ، نساء فيما ال يطلع عليه الرجال الشترط ذلك يف شهادة ي كتفى بقـول بل ي

، يطلع عليه الرجال حجة يف الـشرع ألن قوهلما فيما ال ؛)3(أحوط، والثنتان واحدة عدل امرأة

العدد للـشهادة بـل ،املدين اللبناين احلديث ومل يشترط القانون .)4(النسبكشهادة القابلة يف

الواحـد الـشاهد ، خبالف القانون القدمي حيث كانت شهادة لثبوااكتفى بقول شاهد واحد

احبه، فتصفو الشهادة هللا إىل قول ص اون كل واحد مضاف فشرط العدد يف الشهادة ليك .)5(باطلة

Yإن كان وألنه ؛ مطبوع على السهو والغفلة اإلنسان ألن ؛ خياف عليه السهو والنسيان ا فرد ،

ذفشرط العدد يف الشهادة لي كر البعض هذا على ن دل فإ .)6( عند اعتراض السهو والغفلة البعض

على جانب النساء بل يشمل معاشر الرجال ا الغفلة والنسيان ليس مقتصرأن يدل على فإمناشيء

اأيض، ر وإال ملا اشت العدلية مـا األحكام من جملة )1685( جاء يف املادة .مط العدد يف شهاد

، ني حاشية قليويب على شرح جالل الدين احمللي على منهاج الطـالب قليويب، . 5/462، ، حاشية رد احملتار ابن عابدين -1إال أن . 9/395، احمللـى ابن حزم، . م1972 –هـ 1392، دار الكتاب العريب، 12/93، املغين ابن قدامة، . 4/325

وأجاز احلنفية شهادة املرأة الواحـدة . 7/48، األم الشافعي،:انظر. اإلمام الشافعي أجاز شهادة الواحد يف رؤية هالل رمضان ابـن .1/137 االختيار لتعليل املختـار، املوصلي، : انظر.نع الرؤيا من غيم أو غباريف هالل رمضان إذا كان بالسماء مما مي

.2/385، احملتار حاشية ردعابدين، .16/99، املبسوط السرخسي،-2" تنصاب شهادة النساء منفردا"تالف العلماء يف املسألة يف مبحث ل اخصفذهب إليه احلنفية واحلنابلة يف رواية، وسأ هذا ما -3 .106ص . 5/279، بدائع الصنائع الكاساين، -4، قانون القضاء املدين اللبنـاين وايل،. ، دار إحياء التراث العريب 2/323، الوسيط يف شرح القانون املدين السنهوري، -5 .51ص .6/277، بدائع الصنائع الكاساين، -6

63

نلكن تقبل شـهادة النـساء ،وامرأتانهادة يف حقوق العباد رجالن أو رجل نصاب الش : (هص

.)1()ليت ال ميكن اطالع الرجال عليهاوحدهن يف حق املال فقط يف املواضع ا

خـارج جملـس فال تعترب الـشهادة الـيت تقـع (.)2(أن تكون الشهادة يف جملس القضاء -5

.)3()احملاكمة

6- ا اأن تكون الشهادة مقطوع ، فال تصح شهادة الشاهد بشيء إال إذا كان يعلمه ويقطـع

.)4(ا يغلب على الظن معرفته بالقرائنمبعرفته ال مب

.4/351، درر احلكامحيدر، -1أمحد نشأت، . 6/593، مطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهىالرحيباين، . 5/462، حاشية رد احملتار ابن عابدين، -2

، املطبعة 975، صشرح القانون املدين يف االلتزاماتمرقس، سليمان، . م1972، دار الفكر العريب، 1/558،رسالة اإلثبات .م1964العاملية، القاهرة،

).1687: (، مادة رقم4/363، درر احلكام حيدر، -3هـ 1420، دار الكتب العلمية، بريوت، 1/123، شرح ميارة، )مبيارة(ميارة، حممد بن أمحد بن حممد أبو عبد اهللا الشهري -4، شرح القانون املـدين يف االلتزامـات مرقس، . 4/172، حاشية الدسوقي على الشرح الكبري الدسوقي، . م2000 – .975ص

64

ب الثاين املطل

امرأة كان أو ال، رجقبل شهادتهشروط من ت

فهو : الشهادةلمحت أما. واألداءالتحمل: تتأدى الشهادة من الشاهد على وجهني، مها

مبعىن آخر . )1( املعلومات املتعلقة باملشهود بههود بالواقعة واستحصال الشهود علىحلوق علم الش

، وأن يعلـم اليت شـاهدها بنفـسه جيب أن يكون الشاهد على دراية كبرية مبالبسات الواقعة

أمام القاضي، فالشاهد حيمـل عند أداء الشهادة يث ال يلتبس عليه األمر حبتفاصيلها بدقة تامة،

. يف ذهنه وقلبه عن ضبط ويقنياملشهود به

إدالء أي .)2(ته مبا حيصل له العلم مبا شـهد بـه إعالم الشاهد احلاكم بشهاد وفه: األداء وأما

.الشاهد العدل مبا اطلع عليه، يف جملس القضاء

وهناك شروط للتح3(لعلمـاء من هذه الشروط ما هو حمل اتفاق ال وشروط لألداء، م(،

وليس هـذا إال مـن بـاب -، وقد استطرد العلماء يف هذا الباب ختالفهمومنها ما هو حمل ا

لذا ال يسع املقام لذكر مجيع الشروط – ها وقدسيتها لعلو مرتبت ةألمر الشهاد االحتياط الشديد

.4/337، درر احلكام حيدر، -1، 1/157، البهجة يف شرح التحفة، أبو احلسن التسويل، علي بن عبد السالم. 459، صبن عرفةشرح حدود الرصاع، ا-2

. م1998 -هـ 1418حممد عبد القادر شاهني، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، : حتقيق -هــ 1404ر، دمشق، الطبعة الثانيـة، ، دار الفك1/548، موسوعة اإلمجاع يف الفقه اإلسالمي أبو جيب، سعدي، -3

، حـرين معـروفني، . شاهدين مسلمني، عدلني، فاضلني يف دينهما ومعتقـدمها قبول على اتفقوا": حيث جاء فيها . م1984 كل وأا حمل اتفاق، فليس األمر كذلك؛ ألن احلنابلة أجازوا شهادة العبد واألمة يف " حرين"وإين ألعجب من قوله . اخل..بالغني

. ة نقلها أبو اخلطاب تشترط ذلكإال رواي. شيء إال يف احلدود والقصاص، ومل يشترطوا احلرية لصحة أداء الشهادة وال لتحملها هــ، 1418 حازم القاضي، دار الكتب العلمية، ،أبو الزهراء : ، حتقيق 6/498، الفروعابن مفلح، حممد بن عبد اهللا، : نظرا

، حممد حامد ،الفقي: ، حتقيق12/60 اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف،يمان أبو احلسن، املرداوي، علي بن سل. بريوت . دار إحياء التراث العريب، بريوت

65

،األداءشروط و التحملشروط مبينة ،ها أمه بيان فسأوجز العبارة وأختصر املقالة على ، التفصي

. ذكر وأنثىدون متييز بني

شروط تحل الشهادةم :

؛ ألن انون ال مييز وال يضبط وهو غري )1(العقل الكامل، فال تصح من جمنون وصيب ال يعقل -1

منه ) 248(ه القانون املدين يف املادة دوهو ما أي . )3(وهو قول جممع عليه بني الفقهاء . )2(مكلف

شهادة لعدم سالمة إدراكه حبيث يكون غري قـادر لل ال يكون الشخص أهال (: حيث جاء فيها

اعلى التمييز، كما لو كان جمنون4() أو يف حالة سكر ال يعي ما يقولا أو معتوه(.

)6( )5(البصر؛ للحاجة إىل التمييز بني املدعي واملدعى عليه، اشترط ذلك أبو حنيفة وحممـد -2

ـ )1(يةوقالت به الزيد ) األعمىقبل شهادة ال ت (بناء عليه يف ستثىن مـن ذلـك، شـهادته ، وي

، دار 7/56، الدقائق نـز البحر الرائق شرح ك ابن جنيم، زين الدين بن إبراهيم، . 6/267، بدائع الصنائع الكاساين، -1

حممد بن حممد ،اخلطيب الشربيين . 8/4، حاشية اخلرشي على خمتصر سيدي خليل اخلرشي، .املعرفة، بريوت، الطبعة الثانية راسـات، دار الفكـر، بـريوت، مكتـب البحـوث والد : ، حتقيق2/632، اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع، مشس الدين

. 3/420، الروض املربع شرح زاد املستنقعالبهويت، . هـ1415 . 13/114، فاء العليلشرح النيل وش أطفيش، -2 . 30، صاإلمجاع ابن املنذر، -3 . 764، صقانون القضاء املدين اللبناين وايل، -4 بعد حنيفة أيب علم نشر الذي وهو ،واألصول بالفقه إمام ،اهللا عبد أبو شيبان، بين موايل من فرقد، بن احلسن بن حممد هو -5

مث بالرقة القضاء الرشيد هفوال بغداد، إىل وانتقل بالكوفة، ونشأ، بواسط ولد دمشق، غوطة يف حرستة قرية من أصله .أن مسع منه ؛لقلـت احلسن، بن حممد بلغة القرآن لنـز أقول أن أشاء لو" :الشافعي قال. م804 -هـ 189 سنة يالر يف مات .عزله

واآلثـار ، الصغري اجلامع، الكبري اجلامع ،داتالزيا الفقه، فروع يف املبسوط: منها ،واألصول الفقه يف كثرية كتب له ."لفصاحته .6/80، األعالمالزركلي، . 2/247 الوايف بالوفيات،الصفدي، . 2/172، تاريخ بغداداخلطيب البغدادي، . وغريها

. 7/364، شرح فتح القديرابن اهلمام، . 6/268، بدائع الصنائع الكاساين، -6

66

ومجهور العلماء من املالكيـة والـشافعية )2(، أجازها أبو يوسف ومبا رآه قبل عماه املسموعات

.)3(طلق ابن حزم اجلوازبينما أ واحلنابلة واإلمامية واإلباضية،

:شروط أداء الشهادة

وهو قول عامة ،شهادة الكافر على املسلم ، فال تقبل ا إذا كان املشهود عليه مسلم ،اإلسالم -1

املسلم ة للكافر على ـ وال والي ،ةـ ألن الشهادة فيها معىن الوالي ؛)4(وأخذت به الزيدية الفقهاء

عنـد ،السفر يف الوصيةشهادة الذمي على املسلم يف :ستثىن من هذا وي ،)5(هـفال شهادة له علي

وهو مـذهب -رمحهم اهللا - ة لألئمة الثالث اخالف، فقد أجازها اإلمام أمحد ،عدم وجود املسلم

، شرح التجريد يف فقه الزيدية اهلاروين احلسين، أمحد بن احلسني، ). 1686: (، مادة رقم 4/356، درر احلكام حيدر، -1هـ 1427، مركز التراث والبحوث اليمين، صنعاء، الطبعة األوىل،محيد جابر ،عبيدو حممد حيىي سامل ،انعز: حتقيق. 6/228 . م2006 - نشر من وتلميذه، وأول حنيفة أيب اإلمام صاحب ،يوسف أبو البغدادي، الكويف األنصاري حبيب بن إبراهيم بن يعقوب هو -2

ولـد ، العـرب وأيام واملغازي بالتفسري العلم واسع ، وشيخا متقنا، ثقة يف النقل، احلديث حفاظ من مةعال افقيه كان .مذهبه. م798 -هـ 182 سنة اءالقض على وهو ببغداد، خالفته يف مات .والرشيد واهلادي املهدي أيام ببغداد القضاء وويل بالكوفة،

واآلثـار اخلـراج :كتبه من .حنيفة أيب مذهب على الفقه، أصول يف الكتب وضع من وأول" القضاة قاضي"دعي من أول وهو. 14/244، تاريخ بغداداخلطيب البغدادي، . 7/645، الثقاتابن حبان، . وغريهاالفقه يف مايلواأل القاضي وأدب والنوادر

. 8/193، األعالمالزركلي، كشاف البهويت، . 7/46، األمالشافعي، . 4/167، حاشية الدسوقيالدسوقي، . 6/268، بدائع الصنائع الكاساين، -3

، مكتبة األسـد، 287، صاملختصر النافع يف فقه اإلمامية، أبو القاسم جنم الدين جعفر بن احلسن احللي،. 6/426، القناع . 9/433، احمللىابن حزم، . 13/115، شرح النيلأطفيش، . طهران

صـالح ،النـاهي : ، حتقيق1/202، روضة القضاة وطريق النجاة ، أبو القاسم السمناين، علي بن حممد بن أمحد الرحيب -4، حاشية رد احملتار ابن عابدين، . م1984 –هـ 1404، مؤسسة الرسالة، بريوت، دار الفرقان، عمان، الطبعة الثانية، الدين

ابن قدامة،. 4/427، مغين احملتاجاخلطيب الشربيين،. 8/4، حاشية اخلرشي على خمتصر سيدي خليلرشي، اخل. 5/462 .6/216، شرح التجريد يف فقه الزيدية، اهلاروين احلسين. 9/405، احمللىابن حزم،. ، دار الكتاب العريب12/27، املغين

. 6/280، بدائع الصنائع الكاساين، -5

67

، وأيب موسـى ، وحكاه أمحـد عـن ابـن عبـاس )1(، وقول سعيد بن املسيب شريحالقاضي

.)3(اإلماميةوالظاهرية وهو مذهب ،)2(األشعري

ذلك املصري واللبناين واشترط القانون . ألنه غري مكلف ؛صيبال فال تقبل شهادة ،)4(البلوغ -2

شـهادة الـصبيان أنإال ،)5()ادة من مل تبلغ سنه مخس عشرة سنة للشه الال يكون أه ( :بقوله

، هذا مـا ، فإذا تفرقوا مل جتزمل يتفرقوابعض فيما يقع بينهم من اجلراح ما البعضهم على جائزة

ومنعها . اإلباضيةو اإلمامية و الزيدية قالت وبه ، أمحد اإلمام عن وروي ذلك أجازه اإلمام مالك،

وتقبل شهادة الصيب ابن عشر سنوات، وهذه رواية ثالثة عن اإلمام . لشافعية واحلنفية وابن عباسا

.)6(أمحد

] ] :Iلقول اهللا ،العدالة -3 Z Y X Z ]العدالة هي املعينة كون ول ؛]2:الطالق

ات ، لذا ال جيوز أن يقبل يف شيء من الـشهاد ن من يتعاطى غري الكذب قد يتعاطاه أل ؛للصدق

.86رمجته ص ستأيت ت-1 الوالة الشجعان من صحايب، ،قحطان من ،األشعر بين من موسى، أبو حرب، بن حضار بن سليم بن قيس بن اهللا عبد هو -2

،اإلسالم ظهور عند مكة وقدم ،باليمن زبيد يف ولد .صفني حرب بعد ومعاوية علي ما رضي اللذين احلكمني وأحد الفاحتني، تويف يف الكوفة .حديثا 355 له .قصريا اجلسم، خفيف التالوة، يف صوتا الصحابة أحسن كان .احلبشة أرض إىل وهاجر فأسلم،

. 3/222 الثقات،ابن حبان، . 1/68 الطبقات،ابن خياط، . م، وهو ابن نيف وستني سنة665 -هـ50:وقيلهـ 44سنة .4/114، األعالمالزركلي،

، الدار 3/360، زبدة الكايفالبهبودي، حممد باقر، . 9/405، احمللى،ابن حزم. 154، صالطرق احلكمية ابن القيم، -3النهاية يف جمرد الفقه ، أبو جعفر الطوسي، حممد بن احلسن بن علي. م1981 -هـ 1401اإلسالمية، بريوت، الطبعة األوىل،

.م1970 -هـ 1390، دار الكتاب العريب، بريوت، الطبعة األوىل، والفتاوى، مغـين احملتـاج اخلطيب الشربيين، . 1/184، تبصرة احلكام ابن فرحون، . 7/364، شرح فتح القدير مام، ابن اهل -4 .، دار الكتاب العريب12/27 ، املغينابن قدامة،. 4/427، مركز حسين 2/225، موسوعة مصر للتشريع والقضاء حسين، عبد املنعم، . 1/563، رسالة اإلثبات أمحد نشأت، -5

وكان القانون الفرنسي يعتمد السن . 1/239، القانون القضائي اخلاصاحلجار، . م1986القانونية، الطبعة األوىل، للدراسات . ا رفع هذه السن إىل الثمانية عشر عام1975ذاا، ولكن قانون أصول احملاكمات املدنية الفرنسي اجلديد الصادر عام

، دار 13/163 برواية سحنون بن سـعيد التنـوخي، املدونةك بن أنس، مال. 7/400، شرح فتح القدير ابن اهلمام، -6 اهلاروين احلسين،. ، دار الكتاب العريب12/27 املغين، ابن قدامة،. 4/427، مغين احملتاجاخلطيب الشربيين، . صادر، بريوت

، شـرح النيـل أطفـيش، . 286، صاملختصر النافع يف فقه اإلماميـة ، احللي. 6/262، شرح التجريد يف فقه الزيدية 13/112 .

68

اخترت ،اختلفت عبارات الفقهاء يف تعريف العدالة وقد .)1(من الرجال والنساء إال عدل رضا

ائر والكذب، ناب الكب احملافظة الدينية على اجت هي: لبعض علماء املالكية حيث قالوا افيعرمنها ت

.)2( الصغائر اإلصرار علىوعدم

وتعتـرب املـروءة مـن .)3(والواألم للنفوس اضروري صون فاشتراطها يف الشهادة أما

املغـين ادة شهل فال تقب ، ويشينه وجتنب ما يدنسه ، ما جيمله ويزينه وهي فعل ،العدالةمقومات

ومن يلعـب بـالنرد أو ا وهو قادر على الكسب، ، ومن يسأل الناس إحلاف شعوذوالرقاص وامل

وغريهـا خبطـاب أو خياطب زوجته ، أو يتحدث مبباضعة أهله ،السوق أو يأكل يف ،الشطرنج

املكثـر مـن احلكايـات ،ونائحة يف املآمت، وال شهادة كثري اللغ كما ال تقبل شهادة ال فاحش،

فهذا من قبح األفعال واألقوال، فمن ال يستقبح القبح ال يستقبح ،املضحكة خاصة يف أمور الدين

،الكون الشاهد عادشترط أن يي: (من الة ) 1705( جاء يف املادة .)4(الكذب، فال يوثق بقوله

ختـل ال من اعتاد أعما ال تقبل شهادة : بناء عليه ،والعادل من تكون حسناته غالبة على سيئاته

.)5()وال تقبل شهادة املعروفني بالكذب كالرقاص واملسخرة ،ملروءةبا

ابن . 4/320، حاشية قليويبقليويب، . 13/188، املدونة مالك بن أنس، . 3/118، اهلداية شرح البداية املرغيناين، -1

. 9/393، احمللىابن حزم، . ، دار الكتاب العريب12/28، املغينقدامة، . 8/391، منح اجلليل عليش، -2 . م1994حممد حجي، دار الغرب، بريوت، الطبعة األوىل، : ، حتقيق1/128، الذخرية القرايف، -3، دار الفكر، بـريوت، الطبعـة األوىل، 12/33، املغينابن قدامة، . 1/240، روضة القضاة وطريق النجاة السمناين، -4

، دار إحياء التراث العريب، 101/317، حبار األنوار اجلامعة لدرر أخبار األئمة األطهار املجلسي، حممد باقر، . هـ1405 . م1983 -هـ 1403بريوت، الطبعة الثالثة،

والرقاص ازين واختلت املعايري، فاملغين أين موقعنا من هذه املروءة اليوم فقد انقلبت املو ولكن.4/406، درر احلكام حيدر، -5استوقفتين كلمـات . رثى هلا ة يف حالة ي مسفل، واأل أصبحوا من ذوي املقامات العليا، وأصحاب الورع والتقى يف احلضيض األ

: أحدهم إذ يقول عالم تنتحب الفتاة : مررت على املروءة وهي تبكي قلت

. . . . . . . . دون خلق اهللا ماتوا اكيف ال أبكي وأهلي مجيع: فقالت

69

عه قبل ومبا مس ،يف املرئيات قبل تو ،)1( عند أيب حنيفة امطلق قبل شهادة األصم فال ت ،السمع -4

صم2(ه عند احلنابلة واإلباضيةم(.

كشهادة ،ا أو يدفع ا ضرر، شهادة من جير إىل نفسه ا نفعاقبلال ت، فاالنفكاك عن التهمة -5

ه مبـا كيوالوكيل ملوكله أو الشريك لشر، والغرماء للمفلس باملال بشرط احلجر ،الوصي للميت

، وهو حد الزوجني لصاحبه أ وشهادة،بنه وعكسه الاألب، وكذا شهادة هو وكيل أو شريك فيه

األردينمن القانون املدين ) 80(، جاء يف املادة ، وأخذ به القانون املدين )3(مذهب مجهور الفقهاء

ما نهناك بعـض إال أن ،)4()كل شهادة تضمنت جر مغنم للشاهد أو دفع مغرم عنه ترد : (هص

جيزت شهادة أحد الزوجني لآلخر، هـذا مـا أ د، فق هذا الشرط جزئياتاملخالفات يف بعض

كل عدل هو م جواز شهادة األقرباء لبعضهم البعض، ف وهناك من عم ، الشافعي اإلمامذهب إليه

والـزوج لألبـوين، واالبنـة واالبن وألبيهما، البنيهما واألم كاألب ، لكل أحد وعليه قبولم

إذا ألخيهوالوالد لولده واألخ الولد لوالده شهادةزت جيوأ ، هذا ما ذهب إليه الظاهرية، المرأته

، وهذا من أهل العدالة والزوج لزوجته واملرأة لزوجها إذا كان معها غريها ،رينخي العدوكانوا

. 7/364، ح فتح القديرشر ابن اهلمام، -1هالل مصيلحي، مصطفى هـالل، دار الفكـر، بـريوت، : ، حتقيق 6/426، كشاف القناع عن منت اإلقناع البهويت، -2

. 13/115، شرح النيلأطفيش، . هـ1402روضة ، أبو زكريا النووي، حيىي بن شرف. 13/155 املدونة،مالك بن أنس، . 5/462، حاشية رد احملتار ابن عابدين، -3

،ابن بلبان. 3/427، الروض املربعالبهويت، . هـ1405، املكتب اإلسالمي، بريوت، 11/234، الطالبني وعمدة املفتني حبـار الـسي، . هـ1416، دار البشائر اإلسالمية، بريوت، 1/267، أخصر املختصرات يف الفقه حممد بن بدر الدين،

. 101/315، األنوارالقانون القضائي ر، احلجا. م1971ية، الطبعة األوىل، ، الدار املصر 621، ص أصول احملاكمات املدنية أبو الوفا، أمحد، -4

.، مكتبة دار الثقافة، عمان39، صالقانون املدين األردينأبو بكر، حممد، . 1/240، اخلاص

70

ـ ( من الـة )1700( جاء يف املادة ،)1(واإلمامية إليه الزيدية ما ذهب شترط أال يكـون يف ي

.)2(....)ة لدفع املضرة وجلب املنفعة يكون داعيالشهادة دفع مغرم أو جر مغنم يعين أال

، فقد للشاهد يف اختيارهم الفقهاء والقضاة ر مدى حتفظ ظههي الشروط اليت ت وكثرية

ح القاضي رديرش قـال )3(عن حيىي بن وثاب . املبدأ هلذا اضوء تطبيق شهادة رجل ال حيسن الو :

عـم، ن: تتوضى؟ قال نسحأت: شريح له ، فقال الكمني شاهد، وعليه قباء خمروط شريحاء إىل ج

قم فال شهادة : شريح فلم يستطع أن خيرج يده، فقال ، فذهب حيسر أحسر عن ذراعيك : لفقا

صـفاا املعترب إمنا أو أنثى امما يدلل على أن املعترب يف الشهادة ليس كون الشاهد ذكر . )4(لك

شرط إذا اختل ، و ت شهادته لب كان جنسه، ق االنوع أي الشروط يف توفرت هذه فمىت ، وشروطها

منها رت شهادتهد.

العاملي، . 6/226، يد يف فقه الزيديةشرح التجراهلاروين احلسين، . 9/415، احمللىابن حزم، . 7/46، األم الشافعي، -1

. ، دار إحياء التراث العريب، بريوت9/1/269: ، الدوسائل الشيعة إىل حتصيل مسائل الشريعةحممد بن احلسن احلر، . 4/393، درر احلكام حيدر، -2ث حد . من أكابر القراء ،ليل احلديث ق، تابعي ثقة . إمام أهل الكوفة يف القرآن ،سدي بالوالء، الكويف اب األ هو حيىي بن وث -3

الذهيب،. م721 -هـ 103تويف عام . وغريهم وأيب هريرة وابن مسعود عن ابن عباس وابن عمر، وروى مرسال عن عائشة األرناؤوط، شعيب، مؤسسة الرسالة، بـريوت، : ، حتقيق 4/380، سري أعالم النبالء حممد بن أمحد مشس الدين أبو عبد اهللا،

. 8/176 ،األعالم الزركلي،. م1993 -هـ 1413تاسعة، الطبعة ال . 2/300، أخبار القضاة وكيع، -4

71

املطلب الثالث

شروط تتعلق باملشهود به

ه ري أن يكون التعامل به مما تقأ .)1(إذا كان املشهود به ماال فشرطه أن يكون متقوما شرعا -1

تقام دعوى أن و،اعنـزحق أن يكون حمل فإن كان مما حيظره الشرع، فال يست الشريعة وجتيزه،

استعماله ير، فهذا مما ال يصلح نـز، أو حلم خايصح أن يكون املشهود به مخر ال : وعليهبصدده،

اشرع.

حىت لو ظن ال حتل لـه ،ا قطعي ا علم للشاهد عند أداء الشهادة ا معلوم املشهود به أن يكون -2

أيب وعنـد . حنيفةأيبهذا عند ، مبا يتذكر بنفسه لناسوأخربه ا مه ت خطه وخ رأى وإن ،الشهادة

؛ اله تفصيركوذ فال بد من معاينة املشهود به )2( خطه وختمه له أن يشهد رأىيوسف وحممد إن

ألن الشاهد يتعاىلقال اهللا . مفصالم القاضي حقيقة احلال وال يتحقق ذلك منه إذا مل يعلم به عل:

[ À ¿ ¾ ½ ¼ »Z ]األحكاممن جملة ) 1688( جاء يف املادة .)3(]86:الزخرف

د قد عاينوا بالذات املشهود به وأن يشهدوا على ذلك الوجه، وال جيوز أن يكون الشهوأنيلزم (

.)4( )يشهد بالسماع

شرط ألن علم القاضي باملشهود به ؛، فإن كانت مبجهول مل تقبل مبعلوم تكون الشهادة أن -3

لشهود صـفة ن ا يعأن ي ال بد :ال، ففي املرياث مث ما مل يعلمه ال ميكنه القضاء به ف ،صحة قضائه

. 70، صأدب الشهود ابن سراقة العامري، -1، أدب الشهود ابن سراقة العامري، . 5/462، 6/277، بدائع الصنائع الكاساين، . 17/163، املبسوط السرخسي، -2 .70صحاشـية الدمياطي، . 7/49، الذخريةالقرايف، . 483، صالدر املختاراحلصكفي، .17/163، املبسوط السرخسي، -3

.، دار الفكر4/251، إعانة الطالبني . 4/363، درر احلكام حيدر، -4

72

يف ال فيقولون مث ، أو يثبتون أنه ال وارث له سواه ،ن كان له ورثة سواه الوارث ومن يرث معه إ

أخوه ، وإن مات وال وارث له سواه هذا هو ابن امليت فالن وارثه ان فالن نشهد أ : بن الوحيد اال

وارث اإن فالن : غريه، أما لو شهدوا فقالوا اه وأمه ال يعلمون له وارث هو أخ امليت ألبي :يقولون

صـفة ؛ لعـدم تعـيني ألم شهدوا مبجهول ؛ فال تقبل شهادم ،هذا امليت ال وارث له غريه

. )1(الوارث

4- )فالدعوى مبا وج ،شترط أن يكون املدعى به حمتمل الثبوت ي أو عـادة ال ال عق الحادوه م

بأنـه ابنـه ال ،و من نسب معروف أا ادعى واحد على من كان أكرب منه سنإذا، ومن مث تصح

. )2()تصح

، دار 1/414، )أدلة اإلثبات يف الفقه اإلسـالمي (علم القضاء، احلصري، أمحد، . 6/277، بدائع الصنائع الكاساين، -1 . م1986 -هـ 1406، بريوت، الطبعة األوىل، الكتاب العريب

، أصول احملاكمات املدنية والتنظيم القضائي القضاة، مفلح عواد، ). 1629: (، مادة رقم 4/208، درر احلكام حيدر، -2 . م1998، مكتبة دار الثقافة، عمان، الطبعة الثالثة، 166ص

73

املبحث الرابع

اين والقانون الوضعيبتشريع الرالشهادة بني ال

الكتابية األدلةم على قدحيث كانت ت ، األدلةفيما مضى من أقوى الشهادة تربعتا

به على مـستوى أسهم وما اإلسالميوبفضل الدين ، ية اليت سادت يف القرون املاضية م لأل انظر

كـدليل اليـوم د تدنت قيمة الشهادة ، فق نشر التعليم، وخاصة القراءة والكتابة و األميةحماربة

، أو للنسياناعرضإثبات، إضافة ملا حتمله من العيوب، واليت تتعلق بأمانة الشاهد، والذي يكون م

.)1(ن قناعة القاضيوك اليت تلوقائعملا يشوا من نقص الدقة يف سرد ا

يف ذروة لو أعاد املشرع القانوين النظر بدقة إىل التـشريع الـسماوي لوجـده ولكن

خلصت الشهادة مما مىتف. يقبل أي شهادة يشوا نقص أو شك ، وال الشاهد االحتياط لشهادة

قوية، يستطيع إثبات تصبح وسيلة ،لقضيةمن نقص أو نسيان الشاهد لبعض مالبسات ا يعتريها

على كل مـن بعد حتملها ولكن هل من الواجب تأدية الشهادة . احلاكم بكل ثقة أن حيكم ا

:ة، وهي على النحو التايللب التالياظهر لنا يف املطوأمور أخرى ستا ؟ هذتوفرت به شروطها

.يام بالشهادةالق: املطلب األول

.مكانة الشهادة يف القانون الوضعي: املطلب الثاين

.األثر املترتب على الشهادة: املطلب الثالث

.227، صسلطات القاضي وضماناته يف فلسطني، املبيض -1

74

شهادة املرأة أصل يعتمد عليه أم بدل يصار إليه عند الضرورة؟: املطلب الرابع

األولاملطلب

القيام بالشهادة

: قيام بالشهادة يكون على وجهنيال

. ق بوضوح ودقة تامةى لرؤية ومعاينة الواقعة أو احلدع أي ي .لتحمل الشهادة عىد ي أن -أحدمها

.، أو أداء دين إىل صاحبهكمن دعي ليشهد صفقة جتارية بني عاقدين

ل املدعي أو املدعى عليه ليشهد له ه إليه دعوى من قب ج أي تو .دعى ألداء الشهادة أن ي -ثانيهما

. عندما دعي للتحمله وعاينهعما رآأمام القاضي

فإن ذلك واجب كفائي، حيمله بعض الناس ، الشهادة لمحتدعى ل ي أن وهو -األولأما الوجه

إذا كـان فيما ، ا عيني ا فرض الواجب الكفائي يصبحقد و ، وإن ترك الكل ذلك أمثوا .عن بعض

ىل حتمل شهادة يف نكاح إ حينهافإن دعي ،ذلكن حيمل عنه م معه ليس وحده يف موضع الرجل

أو دأو غريها من وسائل تنع فهو عاص جيرب بالضرب والسجن فإن ام ،اإلجابةن أو غريه لزمته ي ،

أمـر Uاهللا بـأن قوهلم هذا وا وقد علل . وهو قول جممع عليه بني علماء املذاهب عامة .الزجر

, -# "] :Y بالقيام بالشهادة فقال + * ) ( ' & % $

75

0/ .Z ]وقال ].135:النساء U : [ ] \_^Z ] ـ . ]2:الطـالق م افإذا ق

.)1( إذ ال معىن لقيام من قام ا بعد ذلك وسقط الفرض،األمرا فقد امتثل أحد

، فمن كانـت عنـده عليه ، فإن ذلك واجب عيين دعى ألداء الشهادة وهو أن ي -الوجه الثاين

: يماوذلك ف، يكتمها أنشهادة فال حيل له

ن الشهادة أمانة املشهود له يف أل؛ فإذا امتنع بعد الطلب يأمث ، منه أداءها إذا طلب املشهود له

4 5 6] :قال اهللا تعاىل .ذمة الشاهد 3 2 1 0Z ]ولكـن إذا .]283:البقرة

وهـذا .غريه يلزمه أن يضر نفسه لينتفع ألنه ال فال جتب عليه؛ ترتب على شهادته ضرر لنفسه

ويستدل على حترمي الكتمـان بعـد . )2( حمل اتفاق الفقهاء عامة ومل خيالف فيه أحد الوجه هو

:I بقول اهللا الطلب

r ] -أ q p out sZ ]ففي اآلية .]282:البقرةعن االمتنـاع عـن أداء لشاهدل ي

ـ ت فريضة وليس للشهادةتلبية الدعوة ألن ؛)3(الشهادة عند احتياج صاحب احلق إليها اتطوع،

، عن طواعية ودالشه واهللا هو الذي يفرضها كي يلبيها ،وسيلة إلقامة العدل وإحقاق احلق فهي

املقدمات املمهـدات أبو الوليد، حممد بن أمحد،)اجلد(ابن رشد . 7/57 الدقائق،نـز البحر الرائق شرح ك ابن جنيم، -1

، 2/281، احملكمات ألمهات مـسائلها املـشكالت لبيان ما اقتضته رسوم املدونة من األحكام الشرعيات والتحصيالت حاشية العدوي علـى العدوي، . م1988 -هـ 1408 الطبعة األوىل، ، دار الغرب اإلسالمي، عيد أمحد س ،أعراب: حتقيق

اخلطيـب . 263، ص أدب القـضاء ابن أيب الدم، . 69ص ،أدب الشهود ابن سراقة، . 2/445، شرح كفاية الطالب ـ ابن بلبان، . ، بنت األفكار الدولية 2/2552، املغينابن قدامة، . 4/450، مغين احملتاج الشربيين، صرات يف أخصر املخت

، احمللى ابن حزم، . 4/342، درر احلكام حيدر، . 1/470، نيل املآرب بشرح دليل الطالب الشيباين، . 1/266، الفقه، دار احلكمة اليمانية، صنعاء، الطبعـة األوىل، 5/16، البحر الزخار اجلامع ملذاهب علماء األمصارابن املرتضى، . 9/429

أطفيش، . 225 /9/1، وسائل الشيعة العاملي، . 3/353، زبدة الكايف باقر، البهبودي، حممد . م1947 -هـ 1366 . 13/82، شرح النيل

حبـار الـسي، . 1/546، موسوعة اإلمجاع يف الفقه اإلسـالمي ، أبو جيب . 6/282، بدائع الصنائع الكاساين، -2 ). إىل املصادر املذكورة يف الصفحة السابقةافة إض(، 328، صالنهاية يف جمرد الفقه والفتاوىالطوسي، . 101/309،األنوار

. 1/725، تفسري القرآن العظيم ابن كثري، -3

76

ـ ن أو على أحدمها على املتعاقدي ل دون تفض و ؤ، تلك وتضرر أ دون تلبية وجدانية، ت ، إذا كان

.)1(الدعوة من كليهما أو من أحدمها

>8 ] -ب ;: 9@ ? > = Z ]هذه اآلية يف ألمرا .]283:البقرة

مه على حقه عند احلاكم جيبوا من شهدمت له إذا دعاكم إلقامة شهادتكم على خص للشهود بأن أ

يف كتمان شهادته، وإبائه من أدائها والقيام ا عند حاجة مث توعد الشاهد ، له حبقه الذي يأخذ

=] :املستشهد إىل قيامه ا عند حاكم أو ذي سلطان، فقال < Z ومن يكـتم : يعين

@] شهادته ? > Z بكتمانه إياها معصية اهللا: عين، ي قلبه، مكتسب 2(فاجر( .

: ن ففيه وجهاداء الشهادة،ع ألد إن مل يوأما

. آلدميا أن يكون املشهود به حق-األولالوجه

اهد إن مل يعلم بشهادته ذو احلق وخاف الـش إال إذا مل ، فال جتب عليه الشهادة يف هذه احلالة

منه فإن طلب ،علمي فيجب عليه حينئذ إعالم املدعي مبا ،)املشهود له ( يشهد ضاع حق املدعي

عن زيد بن خالد : rوعليه قول النيب .حتمل أنه ترك حقه إذ ي ، الفوإال عليه توجبالشهادة

. )2( )1("لذي يأيت بشهادته قبل أن يسأهلاأال أخربكم خبري الشهداء ا" )3(ينهاجل

. م1971-هـ 1391، دار املعرفة، بريوت، الطبعة األوىل، 1/494، يف ظالل القرآن قطب، سيد، -1 -هـ 1420لة، الطبعة األوىل، ، مؤسسة الرسا6/99، جامع البيان يف تأويل القرآن، أبو جعفر الطربي، حممد بن جرير -2

. م2000له ، الفتح وكان معه لواء جهينة يوم ، شهد احلديبية ، أبو عبد الرمحن، من مشاهري الصحابة ، زيد بن خالد اجلهين املدين هو -3

وعن عثمان بن عفان وأيب طلحة وعائشة r روى عن النيب . سنة 85عن م 697 -هـ 78 عام تويف يف املدينة . حديثا 81tان، .، روى عنه بشر بن سعيد وابنه خالد بن زيد وسعيد بن املسيب وآخرونمشاهري علماء األمصار وأعالم فقهاء ابن حب

بشار عـواد : حتقيق ، ،10/63ذيب الكمال يف أمساء الرجال ، مجال الدين أبو احلجاج املزي، يوسف . 1/36، األقطار .3/58، األعالمالزركلي، . م1985 -هـ 1406معروف، مؤسسة الرسالة، الطبعة الرابعة،

77

: ففيه نوعان،من حقوق اهللا تعاىل أن يكون املشهود به حقا -الوجه الثاين

ـ . دود يتعلق باحل فيماهللا تعاىل حق -النوع األول الـستر ر بـني فالشاهد يف هذه احلالـة خمي

للذي r لقول النيب؛ن اهلتك، والستر أفضل قي ع ، والتو بني حسبتني، إقامة احلد ألنه ؛واإلظهار

:شهد عنده

"4()3(" لكالو سترته بثوبك لكان خري( .

. )5(" عبدا يف الدنيا اال ستره اهللا يوم القيامةال يستر عبد: " يف فضل السترrوقوله

غريهـا وإيالء و وإعتاق عبد تعاىل فيما سوى احلدود، كالطالق والرجعة حق هللا -النوع الثاين

من غري طلب من أحـد اإلقامةة هللا تعاىل عند احلاجة إىل تلزمه إقامة الشهادة حسب،من احلقوق

.)1(" يسأهلاأن بشهادته قبل يأيت خبري الشهداء الذي أخربكمأال ":t لقول النيب ؛)6(من العباد

-هــ 1349، الدار الثقافية العربية، بريوت، الطبعـة األوىل، 12/16، صحيح مسلم بشرح النووي مسلم، أخرجه -1

، للسيوطي، جالل الدين عبد الرمحن، تنوير احلوالك شرح على موطأ مالك ومالك يف املوطأ، املطبوع مع شرحه . م1930: ، حتقيـق 4/42، سنن ابن ماجة،أبو عبد اهللا وابن ماجة، حممد بن يزيد القزويين. املشهد احلسيين، القاهرة ، مطبعة 2/198

. 3/303، سـنن أيب داود وأبـو داود، . م1998 -هـ 1418بشار عواد معروف، دار اجليل، بريوت، الطبعة األوىل، ، دار الكتـب 10/268، السنن الكربىوالبيهقي، . نهذا حديث حس: ، قال الترمذي 4/278، سنن الترمذي والترمذي،

.العلمية .2/281، املقدمات املمهداتابن رشد، . 7/63، حاشية رد احملتارابن عابدين، -2بلغين : ، عن حيىي بن سعيد عن سعيد بن املسيب أنه قال2/39، تنوير احلوالك مالك يف املوطأ، املطبوع مع شرحه أخرجه -3

فحـدثت ـذا : قال حيىي بن سعيد ". لك الو سترته بردائك لكان خري : " قال لرجل من أسلم يقال له هزال rأن رسول اهللا سـنن أيب وأبـو داود، ". هزال جدي وهذا احلديث حق : "احلديث يف جملس فيه يزيد بن نعيم بن هزال االسلمي، فقال يزيد

فأقر عنده أربع مرات، فأمر برمجه وقـال r أتى النيب اأن ماعز ، عن زيد بن أسلم عن يزيد بن نعيم عن أبيه 4/131، داود، من طريق شعبة عن حيىي بن سعيد عن حممد بن 4/306، السنن الكربىوالنسائي، ". لكالو سترته بثوبك كان خري: "هلزال

قال . ، دار الكتاب العريب4/363، على الصحيحني املستدركواحلاكم النيسابوري، . امسه هزال، عن أبيه بهال أن رج،املنكدر ".صحيح اإلسناد ومل خيرجاه: "عنه احلاكم

نصب الراية ختريج أحاديـث الزيلعي، عبد اهللا بن يوسف مجال الدين بن حممد، . 6/282، بدائع الصنائع الكاساين، -4 .2/282، مات املمهداتاملقدابن رشد، . م1996 -هـ 1416، دار الكتب العلمية، الطبعة األوىل، 4/159، اهلداية

". ومن ستر مسلما ستره اهللا يوم القيامة" ويف رواية البخاري، .، دار اجليل، بريوت8/21، مسلمصحيح أخرجه مسلم، - 5 . م1987 -هـ 1407البغا، مصطفى ديب، دار ابن كثري، بريوت، الطبعة الثالثة، : ، حتقيق2/862، صحيح البخاري

. 6/282، بدائع الصنائع الكاساين، -6

78

: يف القانونالشهادة أداء

أن، إذ اوهو أمر معترف به عاملي. اجب تنص عليه التشريعات املختلفةإن أداء الشهادة و

، وأن حيافظ اجلميع شريعة السالم األرض وأن تسود أمانعضو يف اتمع يهمه أن حيىي يف كل

، بل النداءيلب ي أن الشهادة ألداءطلب لذا جيب على من ي . النظام ومنع اجلرمية وردع ارم على

يف أداء يدة عليه من تلقاء نفسه أن يتقدم ليضيء الطريق ويرشد العدالة بتوصيل املعلومات املف إن

وليس هذا من مقـصود الـشرع - اتمع من أمن وأمان إليهرسالتها حىت تصل إىل ما يصبو

يف ظل القـوانني نه ال يتعرض ، فإ وكتم معلوماته ما يعلم أداء تقاعس الشاهد عن فإذا. -ببعيد

ـ استدعي وامتن فإذا، للشهادة ا قانون عدستما دام مل ي ، عقابإىل الوضعية نـه ضور فإع عن احل

.)2(لإلدالءخيضع لعقوبة قانونية يرتبها القانون سواء متثل ذلك يف رفض للحضور أو رفض

.69 سبق خترجيه ص-1 . م2002، اهليئة املصرية العامة، 335، صالشهادة كدليل إثبات يف املواد اجلنائية الغماز، إبراهيم إبراهيم، -2

79

املطلب الثاين

مكانة الشهادة يف القانون الوضعي

مل تعط الشهادة املكانة اليت كانت تتمتع ا يف الـسابق وكـان إن القوانني الوضعية

1( على املسوغات التاليةاموقفها مبني(:

املنصوص عليها قد كثرت، والـشهود بـشر ينـسون إن املعامالت قد تعقدت والشروط -أ

ـ إليه إال فيما دعت لإلثبات، فال تصلح أقواهلم إذا طال الزمان اوخيطئون، وخصوص ضرورة ال

.كاجلرائم واملبالغ الصغرية

جيعل من شـهادة رىوأخ واملصطلحات بني فينة األمساء التطور يف وسائل احلياة وجتدد إن -ب

.أهلهاالشهود عدمية اجلدوى لتعرضها للخطأ الذي يضيع احلقوق على

، والتوثيق بالكتابة جيعلها جاهزة يف هذه العصور لكثرة املتعلمني الكتابة سهلة وميسورة إن -ت

ادائم بينما قد ميوت الشاهد أو ي أون ج فال شغل فكره وذهنه ن ي أو، بلد آخر إىل ا ينتقل مهاجر

. ن املراد منه شيئايستجمع م

أو جيامل أو قد حيايب ألنه ؛ جتعل الشهادة غري مأمونة اإلنسان املتقلبة يف األهواء وجود إن -ث

. ينتقمأويرتشي

:اإلسالميةالشريعة مقارنة ب، ةقبول غري مأاذه املسوغات إال ومع وجاهة ه

ـ مرنةعية شربسالسل بل قيدته اليت مل تطلق العنان للشاهد ، ـا إال للـشهادة ال ال يصبح أه

القانون يف أمر أمامها كل ريب وشك يالزم حتققت انتفى فإذا . بني الشهود العدالة اوخصوص

. الشهود

هـ 1416، دار اجليل، بريوت، الطبعة األوىل، 39، ص عدالة الشاهد يف القضاء اإلسالمي شويش، هزاع علي احملاميد، -1 .م1995 -

80

، الشهادة قيمتها فقدالذي ي والذي تكلم عنه القانون ، يف مصطلحات احلياة التطور أما

-الشرعية ومنها، فاملصطلحات لكل زمان ومكاناليت منها الصالحخبصائص الشريعة يزول فإنه

وال تتبدل مع مـستجدات احليـاة، بـل ، مع مرور الزمناإلميانية ال تفقد قيمتها -لفظ أشهد

وجودها أبدي س رمدشـهد ال لفظ أ؛ لورودها يف نصوص القرآن والسنة، واحلث على استعم ي

.الكذبو أيف الشهادة حيث يقل معه احتمال التعرض للخطأ

ت العـدد يف الـشريعة اشـترط أن، فالرد عليـه شاهد قد ينسى أو خيتلط عليه األمر كون ال و

. ابعضلتذكري الشهود بعضهم )1(الشهادة

: )2(من شهادة النساء خاصة موقف القانون

فكانت هناك قوانني قدميـة يف بعـض . على شهادة النساء ، كثرية بثقتها ضنت قوانني

نع النساء من دخول ساحة احملكمة، وتكتفي بأن توقفهن على عتبة اجللسة ألداء مقاطعات اهلند مت

. للشهادةالومنها من مل تقبل النساء أص. الشهادة

فقد كان يكتفي بشهادة رجل واحد ويفضلها على أي )manou()3(أما قانون مانو

. دد كان من النساء مهما كن فاضالتشهادة ألي ع

، وسوت بني الرجل واملرأة يف قدمية هذه التقاليد ال ا جانب حلديثةبينما طرحت القوانني ا

. هاد وردة الشهاقبول للقاضي حرية قيمة الشهادة كمبدأ عام تاركة

. وما بعد55صظر شروط الشهادة ن ا-1 . 133، صالقواعد العلمية لفحص وحتليل شهادة الشهود يف علم النفس والقانون املقارن تادرس، ميخائيل تادرس، -2 هو العقيدة الدينية للهنود القدماء، وضع يف القرن الثالث عشر قبل امليالد، إلرشاد فئة الربامهة يف السلوك اإلنـساين، مـن -3م حيا2685(وهو عبارة عن أبيات شعرية بلغت . م إىل مما (مل يهـدف إىل . ، تتعلق بأمور الدين واألخالق واالقتصاد ابيت

. وطبقة احملاربني وطبقة الزراع والتجار وطبقة العمـال ) الكهنة( حتقيق املساواة، بل قسم اتمع إىل أربع طبقات، طبقة الربامهة .http://ar.jurispedia.org\index.php موسوعة القانون املشارك، قانون مانو، جوريسبيديا،

81

فقد جاء يف الفصل الثاين من املبادئ األساسية حلكومة إسرائيل اليت صـادقت عليهـا

: )1( ما يلي11/3/1949الكنيست بتاريخ

). الكاملة للمرأة، املساواة يف احلقوق، والواجبات يف مرافق الدولة، ويف اتمعوجوب املساواة(

انطالقا من هذا املبدأ بدأت احلكومة اإلسرائيلية والكنيست تشريع القوانني اليت تتعلق

: يفاوقد ظهر تطبيق ذلك جلي، مبساواة املرأة مع الرجل

حيث كانت احملاكم الـشرعية يف بني املرأة والرجل، إلغاء األحكام الدينية اليت تتعلق بالتفريق

احلكم الديين، أي مبدأ الشخصية من األحوالإسرائيل، قبل تشريع هذا القانون تنظر يف مسائل

وعند سريان مفعـول . الشخصيةاألحوال الشرعية يف األحكام احملاكم الشرعية كانت تطبق أن

. أحكامهةهذا القانون أمرت احملاكم الدينية مبراعا

أنلقد كان هذا القانون مبثابة ثورة على األحكام الدينية اليت تتعلق باملرأة، وميكن القول

ومـساواا مـع املرأة لتشريعات وقوانني كثرية تتعلق مبكانة األوىلهذا القانون كان االنطالقة

:الرجل مثل

ء يف كل القضايا، أي أن حكم شهادة النسا قبول، و قانون اعتبار شهادة النساء كشهادة الرجال

Z ] ] وذلك خبالف اآليـة الكرميـة ،املرأة يف أداء الشهادة كحكم الرجل Y

c b a ` _ ^ ]\Z ]2(]282: البقرة(.

فاملرأة تستطيع أن تشهد يف احملكمة الشرعية منفردة، وشهادا تعدل شـهادة رجـل،

مـن جملـة )1700(خبالف املادة ،)1(طالق وال الزوجات وتشهد ضد زوجها يف قضايا تعدد

، 122-125، ص )رسالة ماجستري( أثر القوانني اإلسرائيلية يف القضاء الشرعي يف إسرائيل عسلية، زياد توفيق حممود، -1

. م2003 -هـ 1424 .248، ص82: جمموعة القوانني اإلسرائيلية، كتاب القانون، رقماقتبسها عسلية من -2

82

شترط أال يكون يف الشهادة دفع مغرم أو جر مغنم يعين ي: (، اليت تنص على أنه األحكام العدلية

يف هـذه والزوجة بشهادا ضد زوجهـا . )2(....)أال يكون داعية لدفع املضرة وجلب املنفعة

. عن نفسها وجتلب هلا منفعةاتدفع مغرماحلاالت

ملطلب الثالثا

األثر املترتب على الشهادة

، هل من الواجب علـى ومتطلبااهاشرائطم القاضي مستوفية بالشهادة أما اإلدالءبعد

؟ا؟ وهل حيق له دحضهاالقاضي القضاء.

وجب على القاضـي وق العباد، قمظهرة حل الشهادة حجة ملزمة أنالفقهاء على اتفق

، ووجب ثبوت مـا يترتـب عليهـا مـن لقاضي مأمور بالقضاء باحلق ا ن؛ أل احلكم مبقتضاها

من جملة األحكام على ذلـك )1828(ت املادة نص. احلكم عنها تأخريوال جيوز له .)3(أحكام

ألسباب إال) احلكم وشروطه بتمامها أسباب حضرت إذا احلكم تأخريال جيوز للقاضي (: بقوهلا

: )4(ةثالث

. القاضي حصول الصلح بينهماملفيأ ألقرباءاون الدعوى بني أن تك -1

.226، ص864: ، كتاب القانون، رقم183: جمموعة القوانني اإلسرائيلية، قانون العقوبات، املادة-1 . 4/393، درر احلكام حيدر، -2ابن جنيم، . 7/364،شرح فتح القدير ابن اهلمام، . 6/282، بدائع الصنائع الكاساين، . 30، ص اإلمجاع ابن املنذر، -3

، احمللـى ابن حـزم، . 6/404، كشاف القناع البهويت، . 4/189، حاشية الدسوقي الدسوقي، . 7/57، البحر الرائق 9/434 . . 342، 4/663، درر احلكام حيدر، -4

83

.اإلمهال للدعوى ويطلب ا دفع لديهأن يدعي املدعى عليه أن -2

. لشهود يف اشبهةأن يكون لدى القاضي ريب و -3

: ترتب على الشهادة يف القانون املاألثر

قبـل ما يثبت ـا ي أنأي ،ة مقنعة، أي غري ملزمة للقاضي، وغري قاطع الشهادة حجة

.)1(اإلثبات طريق آخر من طرق بأي أو ،الدحض بشهادة أخرى

فليس ، لتقدير القاضي بصورة مطلقة ا، يبقى متروك تقدير قيمة الشهادة، بعد مساعها إن

وتستقل .لقاضي وشعوره اجتاه شهادة الشهود، بل األمر منوط بوجدان اثباتية ذاتيةللشهادة قوة إ

مـة بتعليـل لزن م تكوأند وتقييمها فتقتنع ا أو تردها دون احملكمة يف تقدير شهادات الشهو

تأخذللمحكمة أن ( اإلثباتمن قانون ) 84( دةاملا تويف هذا الصدد نص . )2(اقتناعها أو عدمه

أو ترد شهادة شاهد أن هلا أن، كما اقتنعت بصحتها إذابشهادة شخص واحد مع ميني املدعي

جمموعة املبادئ القانونية على أن من ) 70( ت املادة ونص. )3()ة مل تقتنع بصحة الشهاد إذا أكثر

.)4() مرده وجدان القاضي وشعورهإليها شهادة الشهود أو عدم االطمئنان إىلاالطمئنان (

:مقارنة فقهية قانونية

من نواح خالف الشريعةالحظ أن القانوني:

.190، صشرح قانون اإلثبات النداوي، -1، القـضائي اخلـاص القانون ر، احلجا. ، دار إحياء التراث العريب2/322، الوسيط يف شرح القانون املدين السنهوري، -2 . 1/551، رسالة اإلثباتأمحد نشأت، . 245، صسلطات القاضي وضماناته يف فلسطني، املبيض. 248ص . 210، صشرح قانون اإلثبات النداوي، -3يب، دار الكاتب العر،46 ص،جمموعة املبادئ القانونية اليت قررا حمكمة النقض يف مخس سنوات أبو شادي، أمحد، مسري -4

. م1966 -م 1961مصر،

84

دون أن .كما يشاء ها د الشهادة أو ر ولقب، ومنحه حرية مة للقاضي غري ملز ةعترب الشهاد ا -1

يكون ملزمبقتضى شـهادة . ببيان سبب الرد ام بينما ألزمت الشريعة اإلسالمية القاضي احلكم

.شهود مىت استوفت متطلبااال

أدى إىل التساهل بل ألقى احلبل على الغارب، مما ، يضع القانون ضوابط يقيد ا الشهادة مل -2

الشريعة شـروط بينما وضعت ا .، وعدم التمييز بني الغث والسمني من الشهود يف أمر الشهادة

. والشاهدالشهادةضبطت ا

ة ذات قيمـة رفيعـة عتربستمد قوا وتصبح م القانون ال تعترب بذاا، إمنا ت إن الشهادة يف -3

حتمل تلك القيمـة ا ال وترك العمل ا، فإ وإذا مل يرض ا القاضي أمهلت باعتبار القاضي هلا،

بالوحي اإلهلي، تلزم ذات قوة، حيث تتصف بأا يف الشرع اليت تتميز ا الشهادة اإلهليةالقدسية

. القاضي القضاء ا، وال يعود األمر إىل وجدان القاضي كما يف القانون

85

املطلب الرابع

؟ة عند الضرورإليهعتمد عليه أم بدل يصار شهادة املرأة أصل ي

Y ] : النص القرآين القائلتأويليف الفقهية االجتهادية واملذاهب تباينت اآلراء

[ Z i h g f e d c b a ` _ ^ ]\

nm l k jZ ]ومما ال شك منهاألحكام وطريقة استنباطهم ].282:البقرة ،

واآلراء ختل تلك التوجهات ، لذا ملره وأعرافه يف اجتهاداته وفتاويهعص أن كل جمتهد يواكب فيه

عتمـد هي ي أصلفكانت اجلدلية حول شهادة النساء، ،ر العريف املالزم لبيئة كل جمتهد من التأث

.؟حال الضرورة فقط تقوم مقام غريها من الشهادات أم بدلعليه

: للفقهاء رأيان يف هذه املسألة

املشاهدة : تىن عليه أهلية الشهادة وهوتبما ؛ لوجود قبول الشهادة النساءاألصل يف :الرأي األول

مع لقيامها مقام شهادة الرجال ؛قيقيةاحل ال الشكلية البدليةشبهة ولكن تعتريهاوالضبط واألداء،

ـ األصل مع القدرة على إليهصار ن البدل احلقيقي ال ي وأل العمل بشهادم؛ إمكان فلـو ،ا غالب

وليس األمر كما زعم علماء املالكية، .)1( وجود الرجال كانت حقيقية لكان العمل ا عند عدم

]: اآليةأن ظاهر ` _c b aZ يقتضي أن ال جتوز شهادة النساء إال عند

أمر يف النص و .)2(وجودهمعدم الرجال و وجود يتناول حالة ، بل إن النص عدم شهادة الرجال

لعيين، حممود بن أمحد ا.4/208 ، الدقائقنـزتبيني احلقائق شرح كالزيلعي، . 7/370، شرح فتح القدير ابن اهلمام، -1

، ، دار الفكـر، الطبعـة األوىل 8/125، البناية يف شـرح اهلدايـة ، )بناصر اإلسالم الرامفوري( أبو حممد الشهري بدر الدين . م1990 -هـ 1411

، دار3/109، تفـسري التحريـر والتنـوير ابن عاشور، حممد الطاهر، .252، 1/253، أحكام القرآن ابن العريب، -2 . سحنون، تونس

86

شدهم إىل أقوى الطـرق، فـإن مل فهو سبحانه أر .ألصحاب احلقوق مبا حيفظون به حقوقهم

يقدروا على أقواها انتقلوا إىل ما دوا، فإن شهادة الرجل الواحد أقوى من شهادة املرأتني؛ ألن

وحفظهن وضبطهن دون حفظ الرجال وضبطهم ، حضورهن جمالس احلكام االنساء يتعذر غالب.

فـاملرأة العـدل لعدالة والضبط، لرجل، بل ملعىن فيهما وهو ا يكن ملعىن يف ا شهادما مل قبولف

.)1( وهذا ما ذهب إليه احلنفية واحلنابلة.الديانةكالرجل يف الصدق واألمانة و

هي بـدل ف ، شهادة ضرورة ال أصل وشهادن منفردات مع الرجال شهادة النساء :الرأي الثاين

،يف احلـدود هادن قبل شلذا ال ت؛ قبولفاألصل فيها عدم ال تقوم مقام شهادة الرجل للضرورة؛

- كما قيـل - النساء ؛ ألن لعموم البلوى فيها فحسب وتوابعها للضرورة األموال قبلت يف وإمنا

ألداء الشهادة ذات املرتبـة صلحن ، فال ي عقل وقصور الوالية واختالل الضبط بنقصان ال يتصفن

الرفيعة واملكانة العل2(ت به الزيديةوهذا ما ذهب إليه الشافعية واملالكية وأخذ. ةي( .

شـهادة قبـول ، فقد نص على عن هذا املسلك ببعيد لسوداين ا اإلثبات قانون وليس

أال وهـو فيما حظره الـشرع وذلك . مع الرجال أو وحدهنن، سواء كالضرورةالنساء عند

نا تثبت جرمية الز: "أنه) 1983(ممن القانون املزعوم الصادر عا) 77(فقد جاء يف املادة . احلدود

.)3()يعين شهادة النساء"( رجال عدول، ويؤخذ عند الضرورة شهادة غريهمأربعةبشهادة

: يةقانون مقارنة فقهية

. 128، 136، 137، صالطرق احلكمية ابن القيم، -1حممد أديب الـصاحل، : ، حتقيق266، صختريج الفروع على األصول ، أبو املناقب شهاب الدين الزجناين، حممود بن أمحد -2

رغيناين احلنفـي صـاحب ونقل كالم الشافعي املذكور، امل .م1982 -هـ 1402مؤسسة الرسالة، بريوت، الطبعة الرابعة، تبصرة ابن فرحون، . 4/424، الفروقالقرايف،. وباقي شروح اهلداية . 8/127، البناية شرح اهلداية العيين، : ظران. اهلداية .6/262، شرح التجريد يف فقه الزيديةاروين احلسين، اهل. 1/250، احلكام

اليب، القاهرة، ، مكتبة الكام 139، ص تعارض البينات القضائية يف الفقه اإلسالمي شريف، عبد الرمحن حممد عبد الرمحن، -3 .م1986 -هـ 1406

87

األمـر ه شهادة النساء يف احلدود، قبول، ب التشريع اإلسالمي قد خالف القانون إن هذا

.تالشبها واحلدود تدرأ ب، يف شهادة النساءالشبهة لوجود ؛الذي حظره الشرع

قبل شـهادة دة النساء كما ت شها قبول األصل :هو الرأي األول القائل : الرأي الذي أميل إليه

فلم يبق ،ا لنقصان العقل واختالل الضبط، ينجرب بضم األخرى إليهاقبوهل والتعليل بعدم .الرجال

حىت ال شبهةوليست األموال موضع ، الشبهات فلهذا ال تقبل فيما يندرئ ب الشبهةبعد ذلك إال

ـ ،الجنعل شهادة النساء فيها أص ى ولكن ملا اقتضى سياق اآلية الكرمية تقدمي شهادة الرجال عل

سـواء ال ضرورة ومن مث اعتبار شهادة النساء أصال ،الشهادة النساء وجب التقيد بالنص امتثا

جود الرجال أو عان،ألن األمر باإلشهاد ؛موادأما املعىن املستنبط من قول و الرجل واملرأة فيه سي

c ] : اهللا تعاىل b a ` _ ^Z ما رجلني فليـشهدإن مل يشهدا حال كو

، العربة للعدالة ومع هذا ف . رجل وامرأتان، ولوال هذا التأويل ملا اعترب شهادن مع وجود الرجال

.)1( بالشهادةاألوىل توافرت فيه متطلبات العدالة كان فأيهم

.4/208، تبيني احلقائق الزيلعي، -1

88

الفصل الثاين

لقضاء بشهادة النساءا

:متهيد

إجيـاد جل لقضاء من أ ا إىلرفع دعاوى خبصوصها تقع خصومات كثرية بني الناس، وت

عى عليـه عي ومـد هذه الدعاوى من توفر مـد قبولاع فيها، فال بد ل نـز وفض ال ،حلول هلا

شـهادة ، أم جتزيء فقط يكونوا من الرجال أنشترط يف الشهود ومشهود عليه وشهود، فهل ي

د وجشترط و ، أم ي يف أمورهن اخلاصة وعيون وحدهن شهادن جيزت، هل جتوز ؟ وإن أ النساء

جـزيء ت أم ،شترط العددوهل ي ،وحدهنقبول شهادن ويف أي احلاالت ممكن ، معهن رجالال

. بني العلماءالفمن حترير حمل اخلال بد ، عن هذه التساؤالتلإلجابة ؟ذلكامرأة واحدة يف

. شهادة النساء منفردات يف اجلملةقبولاتفق العلماء على

.ملرأتني مع الرجل، يف األموال وما يؤول إىل مال شهادة اقبولواتفق العلماء على

.اختلف العلماء يف علة جواز شهادة النساء منفردات

صاص حلدود والق قبل فيها شهادة النساء منفردات، كا يف احلاالت اليت ميكن أن ت اختلف العلماء

. واالستهاللالرضاع ك)1(واألموال، وبعض من أحكام األبدان

. يف حتديد املقصود من عيوب النساء وما ال يطلع عليه الرجالواختلف العلماء

.اختلف العلماء يف نصاب شهادة النساء منفرداتو

. يف جواز القضاء باملرأتني واليمنيكما واختلفوا

كالنكاح والطالق والنسب والرجعة والعدة . وال يؤول إىل مال الا ليس ما هو كل حكم يتعلق بالبدن، مم : أحكام األبدان -1

.1/168، وسائل اإلثباتالزحيلي، : انظر. والوالدة وعيوب النساءالرضاعواجلراح و

89

الت اليت مت احلا س، بناء عليه، ق ومسائل مباحث ومطالب ها هذا الفصل يف هذه األمور سيعاجل

:لتايل ا على النحو وهي، على شكل مباحث إىل أربعة أقسام، النساءجيوز القضاء فيها بشهادة

.شهادة النساء منفردات: املبحث األول

.شهادة املرأتني مع الرجل: املبحث الثاين

.ء يف احلدود والقصاصشهادة النسا: املبحث الثالث

.شهادة املرأتني واليمني: املبحث الرابع

90

األولاملبحث

شهادة النساء منفردات

. وهي أن يؤدي الشهادة يف حمضر القاضي عدد من النساء ليس معهن رجل

جـال، كـاحليض فيما ال يطلع عليه الر ، ثبوت الدعوى أمام القضاء على اتفق الفقهاء

بـشهادة النـساء ،عيـوب النـساء خفى على الرجال من وما ي ،البكارة والثيوبة و والوالدة

.)1(وحدهن

النساء منفردات دون رجل قبولال جيوز ": ، فقالفقهاءال من احلنفية خالف اتفاق )2(زفر إال أن

.)3(" ال يف والدة وال يف رضاع وال يف عيوب النساء وال يف غري ذلك،الأص شيءيف

شهادة النساء مفردات فيما ال قبولاتفقوا على : "موسوعتهفقد ذكر أبو جيب يف . 1/548، موسوعة اإلمجاع ، أبو جيب 1-وهذا عجيب؛ ألن االستهالل ليس حمل اتفاق، فـإن أبـا ". واالستهالل، وعيوب النساء والوالدة طلع عليه الرجال، كاحليض ي

حنيفة مل جيز شهادة النساء منفردات يف االستهالل يف حق اإلرث، بل أجازها يف حق الصالة، فكان األوىل أن يفرق أبو جيب االختيار لتعليل املوصلي، .16/124، ، املبسوط السرخسي:انظر. تفاق وأيهما حمل خالف أيهما حمل ايبينبني االستهاللني و

، دار الفكـر، 2/381، بداية اتهد واية املقتصد، بن حممد بن أمحد حممد بن أمحد،)احلفيد(ابن رشد . 2/151، املختارالرمحن بن حممد بن عسكر شهاب الـدين، البغدادي، عبد .1/250،تبصرة احلكام ابن فرحون، . م1995 -هـ 1415

العبدري، حممد بن يوسف بن . ، الشركة اإلفريقية للطباعة 203، ص إىل أشرف املسالك يف فقه اإلمام مالك إرشاد السالك . 7/48، األمالـشافعي، . م1398، دار الفكر، بريوت، 6/182، خليل التاج واإلكليل ملختصر ، أبو عبد اهللا أيب القاسم

، مكتبة الرسالة احلديثة، 8/278، حلية العلماء يف معرفة مذاهب الفقهاء، سيف الدين أبو بكر ل الشاشي، حممد بن أمحدالقفاابـن . ، دار الفكر 12/16، املغينابن قدامة، . 4/242، مغين احملتاج اخلطيب الشربيين، . م1988عمان، الطبعة األوىل،

. 6/231، شرح التجريد يف فقه الزيديـة اهلاروين احلسين، . 9/396، احمللى ابن حزم،. 130، صالطرق احلكميةالقيم، احللـي، . م1967، املكتبـة املرتـضوية، 311، صاملبسوط يف فقه اإلمامية ، أبو جعفر حممد بن احلسن بن علي ،الطوسي

. 333، ص الفقه والفتـاوى النهاية يف جمرد الطوسي، . 9/1/259، وسائل الشيعة العاملي، . 288، ص املختصر النافع . 13/119، شرح النيلأطفيش،

بن اهلذيل بن قيس العنربي، أبو اهلذيل، من متيم، فقيه كبري، من أصحاب اإلمام أيب حنيفة، أصله من أصبهان، أقام زفر هو -2حنن ال : الرأي، وكان يقول وكان من أصحاب احلديث، فغلب عليه مجع بني العلم والعبادة، .بالبصرة وويل قضاءها وتويف فيها

. يروي عن حيىي بن سعيد األنصاري، روى عنه شداد بن حكيم البلخـي .نأخذ بالرأي ما دام أثر، وإذا جاء األثر تركنا الرأي ابن خلكان، أمحد بن حممد مشس . 6/339 الثقات، ابن حبان، . م775 -هـ 158 تويف عام .كان متقنا حافظا قليل اخلطأ

، األعالمالزركلي، . احسان عباس، دار صادر، بريوت: ، حتقيق2/317، وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمانلعباس، الدين أبو ا . 4/181، معجم املؤلفنيكحالة، . 3/45

. يف كتب احلنفية ومل أعثر عليهزفرواجتهدت يف البحث عن رأي . 9/396، احمللىابن حزم، 3-

91

: فيما ال يطلع عليه الرجال مبا يلية النساء منفرداتشهاد قبول ل الفقهاءوقد عل

مو ،ة بالنساء يف الغالبأن الرجال ال يباشرون األمور اخلاصهذا إىل ذهب .هاعلي يطلعون ال أل

.)1(القول احلنفية

فعية الـشا إليـه هـذا مـا ذهـب . بالنساءةاألمور اخلاصالرجال ملثل هذه عدم حضور -2

. )2(واملالكية

يقـوم ـا ا ميكن أن مم ألن هذه األعمال؛ واملالكية هو رأي الشافعية :والرأي الذي أميل إليه

الـشارع للطبيـب أباحه عورات النساء مما إىلوالنظر ، كحاالت التوليد الرجال يف الغالب،

.جال ملثل هذه األمورضرورة، فتبقى العلة عدم حضور الرلل

: ينالرأي القانو

ت أن القوانني القدمي سبق أن ذكر بينما . يف الشهادة على اإلطالق اة مل تعط النساء حق

ومل تبتعد عن منـهج سارت القوانني احلديثة على مبدأ مساواة املرأة بالرجل يف أصل الشهادة،

حكـام على جملـة األ ا شهادة النساء منفردات فيما ال يطلع عليه الرجال، اعتماد قبولالفقهاء ب

حيث جاء يف قـرار حمكمـة االسـتئناف الـشرعية متبنية ما صدر فيها من قرارات، العدلية،

: من الـة ) 1685(جاء يف املادة ": 7/7/1958: الصادر بتاريخ 9924: رقم الفلسطينية

، ")فقط يف املواضع اليت ال ميكن اطالع الرجال عليها تقبل شهادة النساء وحدهن يف حق املال (

مـن ) 1685(صرحت املـادة " ،26/2/1962: الصادر بتاريخ 11977: يف القرار وجاء

. ، دار الفكر، بريوت17/19 احلاوي الكبري،املاوردي، أبو احلسن، : انظر .16/125، املبسوط السرخسي، -1 . احلنابلة هلذا األمرتطرقومل ي. 1/250، تبصرة احلكامابن فرحون، . 17/19، احلاوي الكبري املاوردي، -2

92

وجاء يف . "بأنه تقبل شهادة النساء منفردات يف املواضع اليت ال ميكن اطالع الرجال عليها : الة

، شهادته تقبل، امرأة ما والدةأنه إذا شهد رجل واحد على : ةشرح علي حيدر للمادة املذكور

، ا متعمدانظر إليهن الشاهد أنه ومن غري قصد، أما إذا بيا أنه قد رأى الوالدة تصادفنيبيعلى أن

تقبل ما دام الشاهد :وقيل. وال تقبل شهادته ،افاسق عدفيحمرم وممنوع فيكون قد نظر إىل شيء

س األوىلقياب ا شهادة الرجل منفرد تلبقإمنا و ،)1(؛ ألنه يوجد ضرورة للنظر إلحياء احلقوق العد

احلنفية وأمحـد يف إليه املرأة الواحدة فيما ال يطلع عليه الرجال، هذا ما ذهب شهادة قبولعلى

. )2(رواية

ح القاضيمن أقضية روىويير3(أنه أجاز شهادة رجل واحد يف مصحف: ش(.

:طالب التاليةوشهادة النساء منفردات وما يدور يف فلكها ستبني يف هذا املبحث حسب امل

.مشروعية شهادة النساء منفردات: ملطلب األولا

.احلاالت اليت جيوز القضاء فيها بشهادة النساء منفردات: املطلب الثاين

.نصاب شهادة النساء منفردات: املطلب الثالث

. م2004ر األول، ة، عمـان، اإلصـدا ، مكتبة دار الثقاف 2/491، أصول احملاكمات الشرعية داود، أمحد حممد علي، -1

.6/278، بدائع الصنائعالكاساين، : وانظر. 355، 4/351، درر احلكامحيدر، ، خمتصر اخلرقي من مسائل اإلمام أمحد بن حنبل، أبو القاسم اخلرقي، عمر بن احلسني . 16/126، املبسوط السرخسي، -2ابـن . ، دار الفكر 12/17، املغين بن قدامة، ا. هـ1403، املكتب اإلسالمي، بريوت، زهري ،الشاويش: ، حتقيق 148ص

. 76 صالطرق احلكمية،القيم، .2/294، أخبار القضاة وكيع، -3

93

املطلب األول

شهادة النساء منفرداتمشروعية

: يةلدات بأدلة نقلية وعقة شهادة النساء منفراستدل الفقهاء على مشروعي

:األدلة النقلية -1

على املصلى فمر إىل فطر أو يف أضحى rخرج رسول اهللا ": قال )1( عن أىب سعيد اخلدرى -أ

ومب يا رسـول اهللا؟ : أكثر أهل النار، فقلن ريتكن ين أ تصدقن فإ :يا معشر النساء : النساء فقال

الرجل احلازم ب لل ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب ن العشري، رفكن اللعن، وت رثكت: قال

أليس شهادة املرأة مثل نـصف : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول اهللا؟ قال : نلق. من إحداكن

ومل أليس إذا حاضت مل تـصل : فذلك من نقصان عقلها، قال : بلى، قال : شهادة الرجل؟ قلن

ت2("دينها فذلك من نقصان: بلى، قال: م؟ قلنص(.

يف هذا احلديث، بأن شهادة امرأتني تعدل شـهادة رجـل، rقطع رسول اهللا : وجه الداللة

.)3( شهادة امرأتني ضرورة حيث ال يوجد رجلقبولفوجب

، فجاءت أمـة سـوداء )2(تزوجت أم حيىي بنت أيب إهاب : " قال )1(عن عقبة بن احلارث -ب

فتنحيت، فذكرت ذلك له، : فأعرض عين، قال r للنيب قد أرضعتكما، فذكرت ذلك : فقالت

.)3("فنهاه عنها! وكيف وقد زعمت أا قد أرضعتكما: قال

روى عنه أحاديث ،r صحايب، كان من مالزمي النيب، اخلزرجي، أبو سعيداألنصاري سعد بن مالك بن سنان اخلدري هو-1

، تـاريخ دمـشق ابن عـساكر، .م693 -هـ 74 عام املدينة تويف يف . حديثا 1170غزا اثنيت عشرة غزوة، وله ، كثرية .3/87، األعالمالزركلي، . 20/373

، 2/65 صحيح مسلم بشرح النووي، ومسلم، . 5/266، صحيح البخاري مع شرح فتح الباري البخاري، أخرجه -2 .دار الفكر

. 9/402، احمللى ابن حزم،-3

94

فلو مل تكـن شـهادا ، الرضاعوحدها يف قبول شهادة املرأة على يدل احلديث :وجه الداللة

.ا بشهادة امرأة واحدة وهي أمة أيضبني الزوجني rمقبولة ملا فرق النيب

. )4("شهادة النساء جائزة فيما ال يستطيع الرجال النظر إليه: "rقال النيب -ت

،لـى بـاأللف والـالم شهادة النساء منفردات، واجلمع احمل جبوازاحلديث صرح :وجه الداللة

املخصوص هنا جنس النساء ال ف إذا دخال على اجلمع يراد به اجلنس، ألن األلف والالم للجنس؛

وحـدهن ال الداللة على جواز شهادة النـساء ، فبقيت يدخل معهن أحد من الرجال ، فال غري

.)5(يشاركهن يف هذا املوضع أحد

مضت السنة أن جتوز شهادة النساء فيما ال يطلع عليـه ": قال أنه )6( الزهري عن روي ما -ث

.)7(" النساء وعيونات من والدغريهن،

،عداده يف أهل مكة ، كان أبوه أحد املطعمني يوم بدر مع املشركني ، عبد مناف عقبة بن احلارث بن عامر بن نوفل بن هو -1

.3/279، الثقات، ابن حبان. كنيته أبو سروعة القرشيعلي بن هبة اهللا أبو ابن ماكوال، . دارم بن اهللا عبد بن زيد بن ربيعة بن سويد بن قيس بن عزيز بن إهاب أيب بنت غنيةهي -2

، 6/119، )بإكمال الكمال ( املسمى ،واألنساب والكىن األمساء يف واملختلف املؤتلف عن االرتياب عرف يف اإلكمالنصر، .دار الكتاب اإلسالمي، القاهرة

والترمذي، .3/305سنن أيب داود، وأبو داود، . 5/267، شرح فتح الباري صحيح البخاري مع البخاري، أخرجه -3 .5/34، األمالشافعي، : وممن استدل ذا احلديث. 3/493، ن الكربىالسنوالنسائي، . 3/298، سنن الترمذي

ومل يذكره أحد من .ومل يثبت للحديث سند يذكر. حديث غريب: وقال عنه. ، دار احلديث5/78، نصب الراية الزيلعي، -4 .املنت بعد هذه الروايةأصحاب السنن واملصنفات، وعند ابن أيب شيبة وعبد الرزاق ما هو شبيه ذه الرواية، وذكرت يف

.8/130، البناية يف شرح اهلداية العيين، -5، أبو بكر، أول من دون احلديث، وأحد أكابر ، من بىن زهرة بن كالب الزهري هو حممد بن مسلم بن عبد اهللا بن شهاب -6

وكتب عمر . ل الشام واستقر ا نـز. كان حيفظ ألفني ومئىت حديث، نصفها مسند . تابعي، من أهل املدينة . احلفاظ والفقهاء روى عنه صاحل بن كيسان وحيىي بن . أعلم بالسنة املاضية منهاعليكم بابن شهاب فإنكم ال جتدون أحد: بن عبد العزيز إىل عماله

وأول حد فلسطني عام تويف بشغب، آخر حد احلجاز .سعيد وعكرمة بن خالد وصدقة بن يسار، قيل حفظ القرآن يف مثانني ليلة دائرة املعارف ،1/220، التاريخ الكبري، أبو عبد اهللا البخاري، حممد بن إمساعيل. عن اثنني وسبعني سنةم742 -هـ 124

احسان عباس، دار الرائد العريب، : ، حتقيق1/63 طبقات الفقهاء، الشريازي، إبراهيم بن علي بن يوسف، .العثمانية، حيدر آباد .12/21، معجم املؤلفنيكحالة، . 7/97،األعالمالزركلي، . م1970، لبنان، الطبعة األوىل–بريوت

، مـصنف عبـد الـرزاق ،أبو بكر اق بن مهام عبد الرزاق الصنعاين، عبد الرز : وانظر. 5/82، املصنف ابن أيب شيبة، -7. احلديث، ومل حيكم عليه دار ،3/544، نصب الرايةوالزيلعي يف . حبيب الرمحن، الس العلمي،األعظمي: ، حتقيق8/333

95

على جـواز شـهادة ج الصحابة الكرام ه ونr، ة أن سنة النيب تؤكد هذه الرواي :وجه الداللة

، واالقتصار على ذكر الوالدة ال يدل على عدم جواز فيما ال يطلع عليه الرجال النساء منفردات

أن هنـاك بيـد قاس باملذكورات غريهن من أمور النساء، شهادة النساء يف أمور أخرى، بل ي

تكون شهادة النساء منفردات فيها على اجلوازأخرى، خمتلفة تضمنت مواضعاروايات وآثار .

ال جتوز شهادة النساء وحدهن، إال فيما ال يطلـع عليـه : " أنه قال t ورد عن ابن عمر -ج

. )1("غريهن من عورات النساء ومحلهن وحيضهن

نظـر إىل وحـدهن، فمـا دام مل ي شهادة النساء قبولح الداللة يف احلديث واض : وجه الداللة

عورات النساء إال هنقبول، وجب نوقد روي هذا األثر من طريـق، . للحقوقا، حفظ شهاد

، مما يعضد التمسك مبثل هذه الرواية، وإن )3(، وعبيد اهللا بن عبد اهللا بن عتبة )2(سعيد بن املسيب

، 4/362، أسىن املطالب يف شـرح روض الطالـب ، بن حممد بن أمحد بن زكريا األنصاري، زكريا : وممن استدل ذا األثر

ويظهر يل أن إسناده قوي لوروده .م2000 -هـ 1422حممد حممد تامر، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، : حتقيقـذيب ابن حجـر العـسقالين، : انظر. األوزاعي والزهري وعيسى بن يونس بن أيب إسحق السبيعي من قبل رواة ثقات، ك

. 8/213، 6/217، التهذيباملتقي اهلندي، علي بن . دار احلديث، ومل حيكم عليه، 5/79، نصب الرايةوالزيلعي يف . 8/333، املصنف عبد الرزاق، -1

. م1979 -هـ 1399، مؤسسة الرسالة، بريوت، 7/23، سنن األقوال واألفعال العمال يف نـزك، عالء الدين حسام الدين وإسناده فيه ضعف لوروده من قبل أيب بكر بن أيب سربة، قال عنه ابـن .130، صالطرق احلكميةابن القيم، : وممن استدل به

عبـد دريـس إ بن حممد الرازي، ".ثاحلدي ضعكان ابن أيب سربة ي: " وقال صاحل بن أمحد عن أبيه " بشئ حديثه ليس: "معنيروى و. م1952 -هـ 1271، دار إحياء التراث العريب، بريوت، الطبعة األوىل، 7/306 اجلرح والتعديل، ، حممد وبأ الرمحن

والقعقاع بن حكيم، قال عنه ". احلديث كثري ثبتا ثقة كان" :سعد ابن عنه قال عقبة، ثقات، منهم، موسى بن عنابن أيب سربة . ،10/322 ،8/343ذيب التهذيبابن حجر العسقالين، ". ثقة: "ابن معني

مجع . سيد التابعني، وأحد الفقهاء السبعة باملدينة، سعيد بن املسيب بن حزن بن أيب وهب املخزومي القرشي، أبو حممد هو -2بـن عمـر ألحكامحفظ الناس وكان أ .وكان يعيش من التجارة بالزيت، ال يأخذ عطاء بني احلديث والفقه والزهد والورع،

. كان أعرب الناس للرؤيا، ما نودي بالصالة أربعني سنة إال وسعيد يف املسجد ينتظرهـا .راوية عمر اخلطاب وأقضيته، حىت مسي ، األعـالم الزركلي،. 4/274، الثقاتابن حبان، . 1/244، الطبقات ابن خياط، .م713 -هـ 94 عام تويف باملدينة

3/102. ، عد من الفقهاء الـسبعة من سادات التابعني وكان ي ، أبو عبد اهللا األعمى،د اهللا بن عبد اهللا بن عتبة بن مسعود اهلذىل عبي -3 .5/63، ابن حبانثقات ، ابن حبان. مات سنة مثان وتسعني،روى عنه الزهريو ،بن عباس وأيب هريرة ومجاعةا عن ىرو

96

، تعددة من طرق م يضيق املقام لبسطها، وقد وردت ا يف هذا كثرية جد واآلثار .)1(كانت موقوفة

.)2( شهادة النساء منفرداتقبولمما يدعم

:عقليةالدلة األ -2

، فكان يف العادة وال يطلعون عليها ،ا بالنساء ال حيضرها الرجال غالب إن األمور اخلاصة

ال حتـصي ادة النساء على اإلنفراد؛ للـضرورة شه قبولال بد من ثبوت هذه األحكام، فوجب

النـساء يف شهادة قبل مل ت فلو ،ثبات احلقوق مشروعة حبسب اإلمكان ة إل جألن احل ؛ للمصلحة

أن نظر اجلنس إىل جنسه ، وكما )3(ت عند التجاحد لط، وب كثري من احلقوق لضاع ه األحوال هذ

.)4( منهم إىل عورات النساءسقطت الذكورة يف هذه ااالت؛ ليخف النظرف أخف،

فيما ال يطلع عليـه منفرداتإذا قبلت شهادة النساء أنه :العلم يف هذا ا ي أنوينبغي

شهاد امـرأتني واست. )5(والرجل واملرأتني أوىل ، الرجلني شهادة الرجل أو شهادة قبول، ف غريهن

ت، وهذا إمنا يكون فيما يكون فيه الضالل إحدامها األخرى إذا ضل هو لتذكري مكان رجل إمنا

تكن فيه على نصف رجل، ضالل يف العادة، ملخاف فيه ال فما كان من الشهادات ال ييف العادة،

ن منفردات، إمنا هي وما تا تسمعها أو تلمسها بيدها، أو تراها بعينها، أشياءقبل فيه شهادبأذ

.1/209، وسائل اإلثبات الزحيلي، .يث، دار احلد5/79، نصب الراية الزيلعي، -1 .9/396 احمللى،ابن حزم، . 130، صالطرق احلكميةابن القيم، : نظرا: للمزيد-2. 1/250، تبصرة احلكامابن فرحون، . 2/151، االختيار لتعليل املختاراملوصلي، . 16/125، املبسوط السرخسي،-3

.1/82 إعالم املوقعني،ابن القيم، . ، دار الفكر20/256، اموع، أبو زكريا النووي، حيىي بن شرف . 7/75، حاشية رد احملتار ابن عابدين، -4، املغينابن قدامة،. 4/362، ، أسىن املطالباألنصاري. 5/34، األمالشافعي،. 16/126، املبسوط السرخسي،-5

.، دار الفكر12/17

97

ال ن مثل هـذا فإ ،واحليض وغريها ، كالوالدة واالستهالل واالرتضاع من غري توقف على عقل

1(وحدهنلذلك تقبل شهادة النساء عقل؛إعمال إىلته وال حتتاج معرف،نسى يف العادةي( .

بعـدم ،األحوال شهادة النساء منفردات يف أي حال من قبولعدم ى عل زفر احتج :زفردليل

،ذكر القرآن الكرمي، لشهادة النساء منفردات، فلم يذكرها إال مع الرجال، فوجـب الوقـوف

.)2(وصوعدم جماوزة النص

:مناقشة األدلة

على مـشروعية شـهادة النـساء وعقلية ، الذين استدلوا بأدلة نقلية أدلة الفقهاء إن

عـدا - إىل درجة الصحة من حيث قوـا مجيعها ال تصل األدلة النقلية وإن كانت منفردات،

آثـار طرق خمتلفة مـن من عم بروايات دلكنها ت ،- وحديث عقبة أيب سعيد اخلدري ديثح

. شهادة النساء منفرداتقبولت بث اليت تالصحابة الكرام

شهادة النساء منفردات، إال بعـض اآلثـار قبولليس هناك أدلة تنفي من جهة أخرى

تة جلـواز شـهادة النـساء ألدلة املثب ال تعلو يف درجتها على ا الواردة عن بعض الصحابة، اليت

لضاع ،ها مل نقبل أننافلو . شهادة النساء منفردات قبوليد كل هذه األمور جمتمعة تؤ منفردات،

. قوقكثري من احل

ن هناك إ: عارض بالقول من عدم األخذ بشهادة النساء منفردات ي زفرأما ما سار عليه

الكتاب والسنة، فما مل يرد بالكتاب من أحكـام، : للتشريع اإلسالمي، مها مصدرين أساسيني

ه، فوجب العمل ا لصدورها من املشرع هلذه األمة، الذي قوله حق بينت و rذكرته سنة اهلادي

.129 صالطرق احلكمية، ابن القيم، -1 . 9/400، احمللىزم، ابن ح-2

98

.]: واجب اإلتباع بنص القرآن الكرمي، يقـول اهللا تعـاىل - , +Z [ 3 2 1 0

4Z ]ألمر اهللا تعاىل ال وامتثا ]3،4:النجم : [ow v u t s r q p x Z ]. 7:احلشر[

: ة فقهية قانونيةمقارن

املذاهب يف جـواز شـهادة أئمة الفلسطيين السابق الذكر، القانوين التشريع مل خيالف

.ةنقن العدلية املاألحكام معتمدا على ما صدر من جملة الرأيالنساء منفردات، بل وافقهم

ة اء يف جـواز شـهاد يظهر يل من خالل عرض األدلة ومناقشتها، ترجيح قول الفقه :الترجيح

ـ ؛ لورود النصوص بذلك؛ وألن العقل يقتضي زفرالنساء منفردات على قول ، وملـا يف اقبوهل

.شهادن من حتقيق للمصلحة

الثايناملطلب

احلاالت اليت جيوز القضاء فيها بشهادة النساء منفردات

:يف املسائل التاليةالدراسة هذه احلاالت ستبحثها و

.ا ال يطلع عليه الرجالساء ممعيوب الن: املسألة األوىل

99

.الرضاع: املسألة الثانية

.االستهالل: املسألة الثالثة

.اللعانشهادات : املسألة الرابعة

:ا ال يطلع عليه الرجالعيوب النساء مم: األوىلاملسألة

، )1(نفردات فيما ال يطلع عليه الرجال شهادة النساء مقبولسبق ذكر اتفاق العلماء على

بناء .عيوب النساء : ندرج حتت مسمى ولكن اختلفوا يف حتديد املواضع اليت ت عيوب النساء، من

:عيون إىل ثالثة أضربب ما يتعلقشهادة النساء في، تنقسم عليه

ة ر سواء كانوا حمارم أم أجانب، وهو ما بني الـس ا مطلق ال النظر إليه ا ال جيوز للرج عيوب -1

وهذا القسم متفق على جواز شهادة النـساء فيـه والوالدة، لبكارةكعيوب الفرج وا ، والركبة

.)2(منفردات

، وهو الوجه والكفان، وهذا أجانب أم سواء كانوا حمارم اما جيوز للرجال النظر إليه مطلق -2

.)3(وز فيه شهادة النساء منفرداتال جت

3- وهو ما حتت الرك األجنيب دون إليهحرم النظر ما جيوز للم ، مـن الـصدر رةبة وفوق الس ،

ال الـذي األول القسم ر والرجلني، فالفقهاء خمتلفون فيه، فمنهم من أدرجه حتت والرأس والظه

. مطلقا إليهومنهم من اعتربه من القسم الثاين الذي جيوز للرجال النظر ، ا الرجال غالب يطلع عليه

. ، لذا سأخصهما بشيء من التفصيل)4(ق به االستهاللحلأ والرضاعويتمثل هذا االختالف يف

.81 انظر ص-1 .81وقد سبق توضيح ذلك وتوثيقه ص -2 .2/637، اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاعاخلطيب الشربيين، . 318، صأدب القضاء ابن أيب الدم، -3، ، الطبعـة األوىل 129، صشهادة أهل اخلـربة وأحكامهـا حتمل، أمين حممود، . 1/225، وسائل اإلثبات الزحيلي، -4

. م2008

100

: الرضاع: املسألة الثانية

بأـا على فعـل نفـسها، شهدت امرأة إذا، فيما الرضاع يف وحدهن شهادة النساء هل جتوز

، فشهدت مع املرضعة على ذلـك الرضاع أو حضرت حمضر ، أو أحدمها ازوجني مع أرضعت

فر؟ ال أوهلما، أو بقو،ق بينهما بقوهلاهل ي العدد من أجل ذلك؟شترط وهل ي.

: ذلك، على مذهبنياختلف الفقهاء يف جواز

ق بـني الـزوجني فـر فال ي . غري جائزةالرضاع أن شهادة النساء منفردات يف :األول املذهب

شهد على ذلك رجالن ويسعه املقام معها حىت ي،م أحد الزوجني أ و أجنبية كانت أ امرأة شهادةب

. يف هذه احلال التفريق بينهمااألفضلوإن كان .لو رجل وامرأتان عدوأ

.)1(واإلمامية احلنفية إليهوهذا ما ذهب

إثـر جائزة، وتقع الفرقة بني الزوجني على الرضاعء منفردات يف النسا شهادة :املذهب الثاين

. باإلرضاعشهادة النساء

.)2(إلماميـة قول لهو ووأيدته الزيدية ،نابلة والظاهرية والشافعية واحل املالكية: هذا ما ذهب إليه

ضاعشترط أن يكون أمر وي1( قد فشا الر( ف قبل ا ر وع كلنكاح، ويهذا مـا مرأتنيبا فيه فىت ،

، الـدقائق نــز تبيني احلقائق شرح ك الزيلعي، . 4/14، بدائع الصنائع الكاساين، . 5/124، املبسوط السرخسي، -1 . 311، صاملبسوط يف فقه اإلماميةالطوسي، . 2/187رة تبـص ابـن فرحـون، . 2/381، بداية اتهـد وايـة املقتـصد ابن رشد، . 5/411، املدونة مالك بن أنس، -2

املـاوردي، . 2/637، اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شـجاع ،اخلطيب الشر بيين . 5/34، األم الشافعي،. 1/252،احلكامابن القيم، . 9/222، الشرح الكبريابن قدامة، مشس الدين، . ، دار الفكر9/223، املغينابن قدامة،. 11/909، احلاوي

الطوسي، . 6/233، شرح التجريد يف فقه الزيديةاهلاروين احلسين، . 9/396، احمللىابن حزم، . 72، ص الطرق احلكمية . 287، صاملختصر النافعاحللي، . 311، صاملبسوط يف فقه اإلمامية

101

الرضـاع وهناك من مل يكتف بامرأتني يف نصاب شهادة النـساء يف . )2(اشترطه اإلمام مالك

.)3(هذا ما ذهب إليه اإلمـام الـشافعي ، حرائر عدول ات اشترط أربع نساء بالغ منفردات، بل

واألجـود إن كـن عندهم واألفضل، إذا كانت ثقة الرضاعشهادة الواحدة يف ومنهم من قبل

قبل ال ت ،وعن اإلمام أمحد رواية أخرى ،اإلمام أمحد وابن حزم ما ذهب إليه هذا ،ااثنتني أو ثالث

ف مـع حلستة وتقبولعنه رواية ثالثة أن شهادة املرأة الواحدة م و .الرضاعإال شهادة امرأتني يف

.)5()4(شهادا

أـم إال الرضـاع وبالرغم من اختالف العلماء يف نصاب شهادة النساء منفردات يف

بـشهادة بطلبهما بعد أن ثبتت حرمة العالقة الزوجية بينهما ق بني الزوجني فري هناتفقوا على أ

ـ ، فتقع الفرقة قت بقوهلا دثقة وص املرأة إذا كانت ، وهذا الرضاعبامرأة واحدة واتقـاء ا تورع

، حيث شهدت امرأة واحدة بن احلارث الشافعي لذلك حبديث عقبة اإلمامواستدل ،شبهاتلل

التـاج العبـدري، . وال يشترط مع الفشو عدالة املـرأتني .1/122، لسان العرب ابن منظور، . انتشر بني الناس : فشا -1

قبل النكاح، أرى أن هذا األمر إذا فشا بني الناس فـال يقـدم الرضاعواشتراط اإلمام مالك لفشو أمر .4/181، واإلكليل . الرضاعاخلاطب على خطبة فتاة علم بالسماع أا أخته ب

تبصرة ابن فرحون، . 2/381، بداية اتهد واية املقتصدابن رشد، . 5/411، املدونةمالك بن أنس، - 2 .1/252،احلكام

.11/909، احلاوياملاوردي،. 2/637، اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع،اخلطيب الشر بيين. 5/34، األمالشافعي، -3، الطرق احلكميةابن القيم، . 9/222، الشرح الكبريابن قدامة، مشس الدين، . ، دار الفكر 9/223، املغين ابن قدامة، -4 .9/396، احمللىابن حزم، . 72ص5- أمر الشرع احلكيم باإلشهاد على الدشهد اإلنسان على فعـل نفـسه، ين، وباإلشهاد على عقد النكاح، فاألصل إذا أن ي

هذا الفعل أحكام شرعية أو مصاحل عامة، لذلك كان من الضرورة مبكان أن تشهد املرأة على فعـل وبالذات إذا ترتب من وراء أو نفيه الرضاع أبنائها، أي أن تستدعي من يتحمل الشهادة على اإلرضاع، وال يبىن أمر إثبات نفسها عند مباشرة اإلرضاع لغري

صدفة، أو مسع به ليشهد على ذلك؛ ألنه من احملتمل أن تكون املرأة يف موضع ال يراها فيه أحد من الرضاععلى من حضر حمضر اوىل أن يضع العلماء شروط، لذلك كان األاالناس، فتبادر بإرضاع أحد األطفال سرمن غري أبنائها ا تلزم املرضع بأال ترضع أحد

محلتهن الصدفة على احلضور أو مل الرضاعفيكون أهون من اشتراط أربع نساء يف . إال باستدعاء من تشهد معها على هذا الفعل .حتملهن

102

بقوهلـا، النكـاح االستمرار بعقد لعقبة r، فكره النيب )1(الرضاعأن عقبة وزوجته أخوين يف

اوذلك ورعجتب على ويستنبط من احلديث أنه،-رمحه اهللا- كما قال اإلمام الشافعي،ا ال حكم

.)3 ()2(الرجل املفارقة وال جيب على احلاكم القضاء بذلك

:ألمرينوذلك ،واإللزام احلكم بطريق ال الفتيا بطريق لعقبةr أمره يكونف

مـن ف يث غلبة الظن، ال جمرد الظن، ، والظاهر يف احلد الظن يفيد الواحد خرب نأل: األولاألمر

فـإن ،ال أم احلكم إىل يفضي الطريق ذلك كان ،الطرق من بطريق شيء حترمي ظنه على غلب

غلب أو .األكل عليه حرم ،رمضان يف الفجر طلوع ظنه على غلب منك.عليه حيرم الشيء ذلك

.)4(أكله عليه حرم جنس الطعام أنعلى ظنه

لـو كما مرة أول من بالتفريق ألمره احلجة كمال يف كفت لو الواحدة املرأة أن :الثاين األمر

،الفروج استباحة يف سيما ال الفور على واجب احلجة كمال عند التنفيذ ألن اثنان؛ عدالن شهد

الفرقة الواردة يف احلديث للتـورع أن على بل ،احلكم يف كافية الواحدة أن على ذلك يدل فال

.)5(الرضاع الظن يف إثبات وعلى سبيل الفتيا؛ لغلبة

:منشأ اخلالف

.84سبق خترجيه ص -1، إدارة أبو الوفا ،األفغاين: ، حتقيق 3/104 ،)باملبسوط( املعروف األصل ،هللاأبو عبد الشيباين، حممد بن احلسن بن فرقد -2

، ، سبل السالم شـرح بلـوغ املـرام )باألمري( الصنعاين، حممد بن إمساعيل، املعروف . القرآن والعلوم اإلسالمية، كراتشي . ملصادر السابقة الذكر أعاله اإضافة إىل. م1960 -هـ 1379لطبعة الرابعة، ، دار إحياء التراث العريب، ا3/218وهـذا ". وشبهه ال جتوز باإلمجـاع الرضاعأن شهادة املرأة وحدها يف " ، 1/549، موسوعة اإلمجاع ذكر أبو جيب يف -3

كل موضع قبلت فيه شهادة النساء منفردات، قبلـت ": الرضاع، حيث قال الواحدة يف قبول أمحد من خمالف ملا ورد عن اإلمام ، املغـين ابـن قدامـة، : نظـر ا. ة يف الرضاع تنـزها شهادة الواحدقبولعدا أن الفقهاء أمجع اتفقوا على . "رأة الواحدة فيه امل .، دار الفكر12/17

.4/226، الفروق القرايف، -4 .4/226، الفروق القرايف، -5

103

شهادة النساء منفـردات يف قبولمنشأ اخلالف بني احلنفية واجلمهور يف يظهر يل أن

ال كذلك فإن كان ف أم ال؟ موضع ضرورة الرضاعر اعتبااختالفهم يف : هو اقبوهل وعدم الرضاع

ليس موضع ضرورة بل مما يطلع عليه وإن ، قبل فيه شهادة النساء منفردات فت، يطلع عليه الرجال

. فال تقبل فيه شهادة النساء منفردات،الرجال

. هذا ما ذهب إليه احلنفية. ليس موضع ضرورةالرضاعأن : القول األول

. هذا ما ذهب إليه اجلمهور. موضع ضرورةالرضاعأن : القول الثاين

: وبيان ذلك يف األدلة التالية

: األدلة

: مبا يلي منفرداتالرضاعن بعدم جواز شهادة النساء يف القائلواألولأصحاب املذهب استدل

. )1(" أقل مـن شـاهدين الرضاعال يقبل على : " أنه قال tما ورد عن عمر بن اخلطاب -1

2(اوكان ذلك مبحضر من الصحابة ومل ينكر عليه أحد، فيكون إمجاع( .

ترتب عليها زوال ملك النكاح، وإبطال امللك ال يثبت إال ،اعالرض ب تتبألن احلرمة مىت ث -2

.)3(، فانتفت شهادة النساء يف هذه احلالبشهادة الرجال

شـهادة قبـول مما جيوز أن يطلع عليه الرجال من ذوي األرحام، فال ضرورة ل الرضاعأن -3

رع للضرورة، وهي عـدم ول الش شهادن بانفرادهن يف أص قبولألن النساء فيه على االنفراد؛

.)1( تتحقق الضرورة عليه من قبل الرجال، ملعالرجال على املشهود به، فإذا جاز اإلطالاطالع

وقد . ومل تذكره كتب املصنفات. 4/14، عبدائع الصنائالكاساين، . 3/112، األصلالشيباين، : وممن استدل ذا األثر -1

ابن أيب ومثله ."رضاع يف امرأة بشهادة يأخذ مل اخلطاب بن عمر أن" : ما هو قريب منه ،8/332، همصنف يف ذكر عبد الرزاق ."الرضاع يف امرأة شهادة رد عمر أن" .3/324، املصنف يفشيبة

. 4/14، بدائع الصنائع الكاساين، -2 . 2/151الختيار لتعليل املختار، ا املوصلي، -3

104

: مناقشة األدلة

ضـاع جواز شهادة النـساء منفـردات يف املعترضني علىالسادة احلنفية أدلة عترض على يالر ،

:بالقول

شـهادة النـساء قبـول لالحتجاج به على عدم ال يصلح tم حبديث عمر استدالهلإن -1

، إمنا يستدل به على عدد النساء الواجب توفره يف شهادة النساء منفردات الرضاعمنفردات يف

يف واحـدة امـرأة شهادة يقبل مل أنه" ما يدعم هذا القول tفقد ورد عن عمر ،الرضاعيف

.هد يطلق يف اللغة، ويراد به الرجل واملرأةنه يقبل شاهدين، والشامما يدل على أ )2("الرضاع

هناك حاالت استثنائية أن إالم أن زوال امللك ال يثبت إال بشهادة الرجال، ولو سلمنا معه -2

ضرورية تقبل فيها شهادة النساء، فال ضري لو اعتربنا زوال ملك النكـاح بـشهادة النـساء أو

.ال يطلع عليها الرجال ضرورةقبلت بال خالف يف املواضع اليت ضرورة، كما

لـيس أنه كما قالواوليس ، من عورات النساء اليت ال يطلع عليها الرجال دعي الرضاعأن و -3

قولون مـن ذوي ن الرجال كما ي وإن كا موضع ضرورة حىت تقبل فيه شهادة النساء منفردات،

نع اختالط الرجال بالنساء، فـال ومي ،نإال ه فالعرف اجلاري أن ال حيضر جمالس النساء ،احملارم

يف جملس ال وال اجتماعان اخلاصة، فرمبا أرضعت امرأة ما طف ،الحيضر الرجال أعراس النساء مث

. للضرورة منفردات شهادة النساءقبول يف هذه احلالة األمر فاقتضى النساء فال يراها الرجال،

. 2/151، االختيار لتعليل املختاراملوصلي، . 4/14، بدائع الصنائع الكاساين، -1، 11/271 ،معرفة السنن واآلثـار أمحد بن احلسني بن علي أبو بكر، البيهقي، :انظر. قاله اإلمام أمحد . حديث مرسل -2

دراسات اإلسالمية، كراتشي، دار الوعي، حلب، دار قتيبة، دمـشق، دار الوفـاء، قلعجي، عبد املعطي أمني، جامعة ال : حتقيق . م1991 -هـ 1411القاهرة، الطبعة األوىل،

105

:أدلة الفريق الثاين

: منفردات مبا يليالرضاع جبواز شهادة النساء يف القائلونب الثايناستدل أصحاب املذه

: تزوجت أم حيىي بنت أيب إهاب، فجاءت أمة سوداء فقالت : "ورد عن عقبة بن احلارث أنه قال

: فتنحيت، فذكرت ذلك لـه، قـال : فأعرض عين، قالrقد أرضعتكما، فذكرت ذلك للنيب

.)1("فنهاه عنها! وكيف وقد زعمت أا قد أرضعتكما

r، من خالل ي النيب الرضاعوحدها يف قبول شهادة املرأة على : يدل احلديث : وجه الداللة

ة، وذلك بشهادة امرأة واحدة الرضاععقبة بن احلارث عن زوجته بعد أن تبني أما أخوان من

ة حرة منفـردة علـى شهادة امرأة مسلم قبولأمة، دون أن يكون معها رجل، فمن باب أوىل

.)2(الرضاع

.)1("الرضـاع ونسائهم بشهادة امـرأة يف رجال ق عثمان بني أربعة فر" :)3(قال األوزاعي -2

.)3("الرضاعقون بني الرجل واملرأة بشهادة امرأة واحدة يف يفرةضا القتكان" :)2(وقال الشعيب

. 5/34، األمالشافعي،: وممن استدل به. 84 سبق خترجيه ص-1شهادة حتمل، . 3/218، سبل السالم شرح بلوغ املرام الصنعاين، . 9/222، ، الشرح الكبري ابن قدامة، مشس الدين -2

. 144، ص وأحكامهاأهل اخلربة أقام بدمشق، مث حتول إىل بريوت ، بعلبك يفلدأبو عمرو، و، وزاعوزاعي، من قبيلة األعبد الرمحن بن عمرو بن حيمد األ هو -3

، ني ألف مسألة أجاب عليها كلها ويقدر ما سئل عنه بسبع،إمام الديار الشامية يف الفقه والزهد .ا إىل أن تويف ا فسكنها مرابط تويف . وزاعي عظيم الشأن بالشام، وكان أمره فيهم أعز من أمر السلطان كان األ : قال صاحل بن حيىي .ض عليه القضاء فامتنع رع

. 35/147 ،تـاريخ دمـشق ابن عـساكر، .كتاب السنن يف الفقه، واملسائل يف الفقه: من آثاره. م774 -هـ 157عام .3/320 ،عالمألاالزركلي،

106

فيـه علـى ن، فك ة ن ن من أمور النساء اخلاص مما ال يطلع عليه الرجال، وكا الرضاعأن -3

.)4(استتار وصيانة، فجاز أن يشهدن به منفردات كالوالدة

:مناقشة األدلة

ضاع يفاستدالل مجهور الفقهاء على جواز شهادة النساء منفرداتعترض على يبالقولالر :

مـن الرضاعلنساء منفردات يف شهادة اقبولن حديث عقبة ال يصلح لالحتجاج به على أ -1

:)5(وجوه

بقوهلا يف هذا احلديث، فلو التكليفي يثبت احلكم إن الشاهدة يف احلديث امرأة واحدة، ومل -أ

ق رسول اهللا ثبت التحرمي لفرr ،ولكنه أحب أن بينهما يترك عقبة زوجته تنـز واستحبابا اه

وحترقيلرواية كيف وقد ويف ،عمتز كيف وقد : بقولهان االشتباه، عن مظاز .

اإلنـسان شهادة قبول بعدم لألصل على فعل نفسها، خالفا شهادة ،وألن شهادة املرضعة -ب

. ، فال تصلح للقضاء اعلى فعل نفسه للتهمة

وممن استدل ذا . عن الزهري وليس عن األوزاعي. 3/324، املصنفوابن أيب شيبة، . 7/484،املصنفعبد الرزاق، -1

بالصحة أو ومل يحكم عليه. 9/222 ،الشرح الكبريمشس الدين، ابن قدامة، .، دار الفكر9/232، املغينابن قدامة،: األثر . وظاهر للعيان أن إسناده قوي لوروده من قبل رواة ثقات، كالزهري، واألوزاعي. الضعف من أي جهة تذكر

ولد ونـشأ . راوية من التابعني، يضرب املثل حبفظه ،ي، أبو عمرو رمي بن شراحيل بن عبد ذي كبار، الشعيب احل هو عامر -2نسبته .استقضاه عمر بن عبد العزيز ث الثقات،وهو من رجال احلدي .وكان ضئيال حنيفا، ولد لسبعة أشهر .ومات فجأة بالكوفة

م 721 -هـ 103م تويف عا .كان كثري العلم، عظيم القدر واحللم : قال عنه احلسن البصري .وهو بطن من مهدان إىل شعب ، عـالم األالزركلي، . 25/343، تاريخ دمشق ابن عساكر، . 1/81، طبقات الفقهاء الشريازي، .عن اثنتني ومثانني سنة

3/251. ، 9/232، املغين ابن قدامة، : وممن استدل ذا األثر . 3/324، املصنفوابن أيب شيبة، . 7/484،املصنف عبد الرزاق، -3

وظاهر . بالصحة أو الضعف من أي جهة تذكرومل يحكم عليه. 9/222، الشرح الكبريمشس الدين، ابن قدامة، .دار الفكر . ل راوية ثقة، كالشعيبللعيان أن إسناده قوي لوروده من قب

.9/222، الشرح الكبري مشس الدين،ابن قدامة،. 11/909، احلاوي املاوردي، -4. 5/34، األمالشافعي، . 10/257، الذخريةالقرايف، . 16/94، املبسوط السرخسي،. 3/107، األصل الشيباين، -5

عبد الـرمحن حممـد : ، حتقيق 10/12، شرح سنن أيب داود عون املعبود أبو الطيب، حممد مشس الدين احلق العظيم آبادي، . م1979 -هـ 1399عثمان، دار الفكر، الطبعة الثالثة،

107

ه يشبه أن r أعرض عن عقبة كما ورد يف احلديث، فإعراضه rمن جهة أخرى فإن النيب -ت

لعقبـة r، ولو لزمته ألمره بالتفريق، فاحلديث يدل أن أمر الـنيب ةادة تلزم عقب مل ير هذا شه

.والقضاء ال بطريق اإللزام،بطريق الفتيا

: ، وقـال )1(الرضاع شهادة الواحدة يف بأنه ردt مبا ورد عن عمر أما اآلثار فهي معارضة -2

"لو فتحنا هذا الباب للناس مل تشأ امرأة أن ت2("علتق بني اثنني إال ففر(.

فهذا ما ، ما فعله القضاة من التفريق بني الزوجني بشهادة امرأة واحدة ال يصلح لالحتجاج به و

لـه r ودليله حديث عقبة، وما ورد فيه من أمر النيب القضاة، وهو قاضي rمل يقض به النيب

. ا ملزما ال حكماهنـز ت،رقةبالف

على شهادن يف الوالدة فهو قياس مع الفـارق؛ ألن اعالرض وأما قياس شهادة النساء يف -3

الوالدة مما يشارك فيها الرجال يف إجراء عمليات التوليد، وإن مل يشاركوا ا فالغالب وجودهم

أثناء الوالدة واستهالل املولود والقدرة على مساع بكائه، فانتفت شهادة النساء منفردات يف هذه

.احلالة

خالف الظاهر هذاف ،هنـز على االستحباب والت حممول احلديثن إ:مقوهل: عتراضالرد على اال

للنيب عقبة ما وقد تكرر سؤال سي r ويف بعـض ، كيف وقد قيـل : وأجابه بقوله ، أربع مرات

وإسناده قوي لوروده من قبل رواة ثقات، كزيد . 7/484 املصنف،عبد الرزاق، : وانظر. 3/324، املصنف ابن أيب شيبة، -1

ابن حجر العـسقالين، ". ثقة" :والنسائي زرعة وأبو معني بنا قال عنه بن أسلم، وابن أيب ليلى، وعكرمة بن خالد بن العاص، .7/231ذيب التهذيب،

. 9/400، احمللىابن حزم، . 74، صالطرق احلكميةابن القيم، : وممن استدل به. مل يذكره أحد من أصحاب املصنفات -2

108

إين قـد : تزوجت امرأة، فجاءت امرأة فقالـت : "، حيث قال عقبة بن احلارث )1( دعها ألفاظه

.)2("وكيف وقد قيل؟ دعها عنك، أو حنوه: ل فقاrأرضعتكما، فأتيت النيب

،ذكر الطالق نه يف مجيع الروايات مل ي أع م ، بالطالق ألمرهكان من باب االحتياط ولو

3( من عموم الشهادة املعترب فيها العددافيكون هذا احلكم خمصوص(. املـردودة م بذلك، فالشهادة لو سلمنا معه أا شهادة على فعل النفس، أما وقد قالوا

، فعل ال حيصل هلا به نفع مقـصود ألنهعلى فعل النفس هي اليت تلحق ا التهمة وال مة هنا؛

. )4(ت شهادا كفعل غريهالبفق ،وال يدفع عنها به ضررا

ألن ؛ وذلك ، منفردات الرضاعء يف جبواز شهادة النسا مجهور الفقهاء القائلني رأي هو :الراجح

ينها اسـتدعاء ب حصع من املسائل اخلاصة بالنساء اليت ال يطلع عليها الرجال، في الرضاعمسألة

إىل وإذا اشترطنا ذلك نكون قد أحبنا للرجال النظر الرجل للشهادة يف مسألة غري مطلع عليها،

أمرهم أم ال حيضرون جمـالس الغالب من ف ، كان الرجال من احملارم لو عورات النساء، وحىت

أمـام اإلرضاع عدم إىلدفعها فحياء املرأة ي ،و حضروا بىن على الغالب، ول ألحكام ت وا النساء،

.الرجال

وذلـك ملـا الرأي املكتفي بشهادة الواحدة، ، فأميل إىل الرضاعلنسبة لعدد النساء يف أما با

:)5(يلي

.10/12، عون املعبود أبو الطيب، -1 .5/268، اري مع شرح فتح الباريصحيح البخ البخاري، أخرجه-2 .10/12، عون املعبود أبو الطيب، -3 . 9/223، الشرح الكبري مشس الدين، ابن قدامة،.، دار الفكر9/223، املغين ابن قدامة، -4وىل، ، دار احلكمة، الطبعة األ خالد عبد الرمحن ،العك: ، اختصره 3/470، خمتصر نيل األوطار الشوكاين، حممد بن علي، -5

هـ 1413، مؤسسة الرسالة، الطبعة األوىل، 6/269، املفصل يف أحكام املرأةزيدان، عبد الكرمي، . م1988 -هـ 1409 . م1993 -

109

.اهنـز التفريق بني الزوجني بشهادة الواحدة تإىلن العلماء مالوا أل -1

.األدلةصحة حديث عقبة وختصيصه لعمومات لو -2

3- ولعدم التهمة، فال تا، على فعل نفسها نفعا املرضعجرعنها أو تدفع، بشهاد ا ضرر.

ىل من وريق األا بطقبوهل يستدعي -كما ورد يف حديث عقبة-ة م الشهادة من األ قبولألن و -4

.امرأة واحدة مسلمة عدلة

حىت يؤخـذ وصدقهااملرأة، التيقن التام من عدالة و بحث املستفيض هذا ال بد من ال مع

.أم غريها من النساء سواء كانت هي املرضع بقوهلا،

:الرأي القانوين

جملة على الرضاع يف قضائها فيما خيص الفلسطينية اعتمدت حمكمة االستئناف الشرعية

رقـم االسـتئنايف فقد جاء يف القـرار املذهب احلنفي، ها من أحكام األحكام العدلية املستمدة

بشهادة رجلني أو رجل وامرأتني على الرضاعت ثبي": 29/3/1954 الصادر بتاريخ 8370

: أن ة على اصالن) 1685(وجاء يف شرح املادة .)1("وال تكفي به شهادة النساء وحدهن األقل،

فهم من ذكر حقـوق العبـاد ي.." .وامرأتاننصاب الشهادة يف حقوق العباد رجالن أو رجل "

، كلـها ال، أو من توابعه، أو مل تكن مـا البصورة مطلقة، أن احلقوق املذكورة سواء كانت ما

وغريهـا مـن الرضاع، النكاح، الطالق، التندرج حتت مسمى احلقوق، ومثال ما مل يكن ما

إذا مل يكن بينهن احلقوق يف هذه شهادة النساءقبول عدم :من هذه املادة فهموي. األبدانأحكام

. )2(دي أو أزا أربعنرجل ولو ك

.2/492، أصول احملاكمات الشرعيةداود، -1 .4/351، درر احلكام حيدر، -2

110

والفتوى ، أختار منها هذه الواقعةا كثرية جدالرضاع الشرعي بشأنواملسائل املرفوعة لإلفتاء

:الصادرة بشأا

، مث تبني أا كانت قد رضعت من أمه أطفال، وأجنب منها ثالثة بسيدة تزوج شخص : املسألة

أكثر من مخس رضعات، وقـد امتكرر مشبعا الرضاع وكان ،ى أخواته اليت تصغر عنه ع إحد م

. يف هذا الزواج؟ فما حكم الشرع، الزوجةموأ الزوج مأ الرضاعخرب ذا أ

الرضـاع زوجها يف مدة مأكر، وكان رضاع هذه الزوجة من ذ إذا كان الواقع هو ما : اجلواب

، وصار مجيـع الرضاعمن الزوجة هلذه ا الزوج أم مح املفىت به صارت أ األصوهي سنتان على

وحكـم ،ا شرع زواجهما فاسدا ناملذكور، فيكو ، ومنهم زوجها الرضاع هلا من إخوة أوالدها

ن دخل ـا ق القاضي بينهما، وإ ركها الزوج فر ن مل يت النكاح الفاسد أنه جتب فيه املتاركة، فإ

من الـزوج األوالدت به نسب ثبأو التفريق، وي فيه العدة من وقت املتاركة با جت حقيقيدخوال

ألنه ؛ عليهوأصر ا رضاع أخيت هي :ن قال كأ الرضاع الزوج ب قرإذا أ وهذا . الولد إلحياء ااحتياط

ـ ، وال حيل له فيصدق فيه على نفسه ،للحالإبطاله ما ميلك ن ببطال قرأ اوطؤها واالستمتاع،

ن احلرمة ثابتة أل ؛ سواء صدقته الزوجة أم كذبته ق بينهما فرفي ، النكاح فائدة إبقاءفال يكون يف

، ولو مع تصديق الزوجة ،به الزوج فقط كذ أو ،رب الزوجان ذلك املخب ذ ك إذاوأما . يف زعمه

احلرمـة إثبات ن الشارع مل جيعل للزوجة أل ؛، وال جتب عليهما املتاركة فال يظهر فساد النكاح

حوط لكن األ و، عليهاإلصرار به عند تكذيب الزوج مع إقرارها، فال يعترب تصديقها وال الرضاعب

- U وبـني اهللا اإلنسان أي فيما بني -وهذا كله حكم الديانة . بينهما يف هذه احلالة املتاركة

أو عـدل بشهادة عـدلني إال يف مذهب احلنفية اإلنكارند ع الرضاعت ثب يف القضاء فال ي وأما

111

حكم بفساد فال ي ، وال شهادة النساء بانفرادهن ،قل من ذلك أ الرضاعوعدلتني، وال يقبل على

.)1( كما يف هذه احلادثةالرضاع امرأتني فقط بإخبار ومنه ، خبرب الواحدالرضاعبسبب النكاح

، بشهادة هاتني املرأتني وحدمها نكاراإل عند يف هذه احلادثة قضاء الرضاعنه ال يثبت أ: اخلالصة

تكذيب ت مع ثب، وال ي ال أوقت الزوجة د سواء ص هاإلصرار علي بتصديق الزوج مع ويثبت ديانة

ويثبـت نـسب ال، ويف حالة الفساد جيـب االفتـراق املخرب أو الزوج سواء كذبت الزوجة

.)2(األوالد

:مقارنة فقهية قانونية

كعادتـه الرضاع شهادة النساء منفردات يف قبول احلنفية يف عدم تبني أن القانون وافق

األخذ باملذهب احلنفي، وخالف مجهور الفقهاء يف ذلكادوم .

، مع اهتنـز الرضاعيف شهادة الواحدة قبولل إىل م أن القانون مل ي ومن امللفت للنظر

ن باب الورع والتوقي التفريق بني الزوجني حيث من األوىل وم ل عند احلنفية، فضأن هذا هو امل

. فيكون القانون قد خالف احلنفية ذه اجلزئية،الرضاعبشهادة الواحدة إذا ثبت أمر

:االستهالل :املسألة الثالثة

. )3(أي رفع صوته وصاح عند الوالدة: ل الصيب بالبكاءاسته :يقال

ه ـ وحركت هـ كصوت هـ عند والدت لولدعلم به حياة ا هو الشيء الذي ي الل ـفاالسته

ـ ات، فهل ي ـل مث م ـ وأنه استه اـلد حي الولد و أن شهدت امرأة إذافعليه و، وأمثاهلما ز جه

بـدائع الكاسـاين، : وانظـر . القاهرة، دار االعتصام، 2/118، فتاوى شرعية وحبوث إسالمية خملوف، حسنني حممد، -1

.5/34، األمالشافعي، . 5/411، املدونةمالك، . 4/14، الصنائع . املصادر السابقة-2 .11/701، لسان العرب ابن منظور، -3

112

ون فكذلك الولد وييإذا، وفيما )1(عليه ىلصولدها أن : الوضعأثناءعت املرأة اليت مات ولدها اد

وض فطلبت حصة ه بكى، أنا حىت ع حيا من حصته املوروثة عن أبيه املتوىف، هل تعطى بـشهاد

: على قولنيهذه املسألة اختلف العلماء يف ،)2(شترط أن تأيت بشهود من الرجال أم يمنفردة،

قبل يف ذلـك ي فال يف حق اإلرث،ادة النساء منفردات يف االستهالل ال جتوز شه :األولالقول

. يف استهالل الصيب يف حق الصالة منفرداتقبل شهادنوت ،أقل من رجلني أو رجل وامرأتني

.)3( حنيفةأبو اإلمام :القول هذا إىلذهب

. جتوز شهادة النساء منفردات يف االستهالل: القول الثاين

من )5( ورجحه الكمال بن اهلمام،)4( والصاحبان املالكية والشافعية واحلنابلة: هذا القولإىلذهب

. )6(الزيدية واإلماميةرية والظاه هو قول و،احلنفية

:منشأ اخلالف

شـهادة النـساء قبـول يف منشأ اخلالف بني أيب حنيفة ومجهور الفقهاء يظهر يل أن

كون االستهالل من األمور اخلاصة بالنساء اختالفهم يف : هواقبوهل يف االستهالل وعدم منفردات

. وهذا ما يسمى باستهالل الصالة، فإا جائزة باالتفاق-1 .4/352،354، درر احلكامحيدر، . وهذا ما يسمى باستهالل اإلرث-2، البنايـة يف شـرح اهلدايـة العيين، . 2/151، االختيار لتعليل املختار املوصلي، . 16/126 املبسوط، السرخسي، -3 . 5/464، حاشية رد احملتارابن عابدين، .8/133 .59، سبقت ترمجتهما ص- اهللا رمحهم- مها اإلمامان حممد بن احلسن وأبو يوسف صاحبا أيب حنيفة -4 مـن إمام، ،اهلمام بابن املعروف الدين، كمال سيواس، من السيواسي مسعود، بن احلميد عبد بن الواحد عبد بن حممدهو -5

سـنة باالسكندرية ولد .واملنطق واملوسيقى واللغة واحلساب والفقه والفرائض والتفسري الديانات بأصول عارف .احلنفية علماء . وصف بالذكاء املفرط والعقل التام والسكون.م1457 -هـ 861 سنة ا تويفو القاهرة يف ونبغ .مدة حبلب أقامهـ، 790

.6/255، األعالمالزركلي، . 8/127 الضوء الالمع ألهل القرن التاسع،السخاوي، اخلطيـب . 11/909، احلـاوي املـاوردي، . 1/252، تبصرة احلكام ابن فرحون، . 10/248، الذخرية القرايف، -6

، الطرق احلكمية ابن القيم، .، دار الفكر 12/16، املغينابن قدامة، . 2/637، قناع يف حل ألفاظ أيب شجاع اإلالشربيين، اهلاروين . 9/396، احمللى ابن حزم، . 7/374، شرح فتح القدير ابن اهلمام، . 16/126، املبسوطالسرخسي، . 73ص

احللي، . 1/9/268، وسائل الشيعة إىل حتصيل مسائل الشريعةالعاملي، . 6/233، شرح التجريد يف فقه الزيديةاحلسين، . 333، صالنهاية يف جمرد الفقه والفتاوىالطوسي، . 288، صاملختصر النافع

113

هو مما يطلع عليه الرجال، فال امنفردات، وبني قبل فيها شهادة النساء م فال حيضرها الرجال، فت

.تقبل شهادة النساء منفردات يف مثل هذه املواضع

.هذا ما ذهب إليه أبو حنيفة. إن االستهالل مما يطلع عليه الرجال: القول األول

هذا ما ذهـب . إن االستهالل من األمور اخلاصة بالنساء، فال يطلع عليها الرجال : القول الثاين

.يه اجلمهورإل

.يف األدلة التاليةفريق استدل لقوله، وبيانه وكل

:األدلة

وجوازها يف اإلرث حق االستهالل يف لعدم جواز شهادة النساء منفردات يف حنيفة أبول استد ،

:حق الصالة

د فال يثبت بشهادة النساء يف موضع يكون املشهو ، املرياث من حقوق العباد نإ: فقال باملعقول،

رجال يـشاركون ويف السماع ،صوت مسموع أن االستهالل ، حيث به مما يطلع عليه الرجال

، وإن وقع ذلك يف حالـة ال حيـضرها الرجـال ،ةة تام جن شهادة النساء فيه ح ال تك ف النساء

ألا مـن ؛الصالةجواز االستهالل يف حق أما . كالشهادة على جراحات النساء يف احلمامات

.)1(ة يف ذلكة تامج وخرب املرأة الواحدة ح،أمور الدين

:أدلة الفريق الثاين

:منفردات يف االستهالل جبواز شهادة النساء نو القائل القول الثاينأصحاباستدل

.7/374، شرح فتح القديرابن اهلمام، . 16/126، املبسوط السرخسي، -1

114

.)1( أنه أجاز شهادة القابلة يف االستهاللt علي مبا ورد عن -1

يف االستهالل، وهي امرأة واحـدة ومل يتضح من قول علي أنه قبل شهادة القابلة :جه الداللة و

. شهادة النساء يف االستهالل على إطالقهقبوليقيد االستهالل بالصالة أو اإلرث، مما يدل على

االسـتهالل يف حـق شهادة النساء يف قبول حممول على tن حديث علي إ: "أبو حنيفة قال

.)2("الصالة

ويف ، وتلك حالة ال يطلع عليها الرجال ،لوالدةن استهالل الصيب يكون عند ا إ: وباملعقول -2

وشهادة النساء فيما ال يطلع ،الضعف ما ال يسمعه إال من شهد تلك احلالة صوته عند ذلك من

يف هـذه شـهادن قبولعليه الرجل كشهادة الرجال فيما يطلعون عليه فدعت الضرورة إىل

. د على دليل أيب حنيفةر وذا ي.)3(ذلك يرث فك، بشهادة النساءى املولود علىصلوهلذا ي ،احلال

منفردات يف االستهالل على إطالقـه؛ هو قول اجلمهور ايز شهادة النساء أرجحهما : الراجح

.ة اليت ال يطلع عليها الرجال ملحق بالوالدة، والوالدة من أمور النساء اخلاصألنه

:الرأي القانوين

حممد بـن اإلمامني ة بالذكر صصخم مجهور الفقهاء بقول العدلية األحكامأخذت جملة

ن صوت أل اإلرث؛ شهادة النساء منفردات يف االستهالل يف حق قبول يف ، يوسف وأيباحلسن

يف شـهادة النـساء قبول تضت الضرورة فاق ، وعندها ال حتضر الرجال ،الصيب يقع عند الوالدة

سنده ضـعيف؛ : قال عنه الزيلعي .دار احلديث ، 5/79، نصب الراية الزيلعي، . 4/233، سنن الدارقطين الدارقطين، -1

الطـرق ابن القيم، .، دار الفكر 12/16، املغينابن قدامة، : وممن استدل به . لوروده من قبل اجلعفي وابن حيىي ففيهما مقال .73، صاحلكمية

وبـني الرضاعة أدلة ال فرق بني مناقش.2/151، االختيار لتعليل املختار املوصلي، . 16/126، املبسوط السرخسي، -2وبالنسبة لنصاب شهادة النساء يف االستهالل سيأيت احلديث عنه . يقال يف االستهاللالرضاعمناقشة أدلة االستهالل، فما قيل يف

.106ص" منفرداتنصاب شهادة النساء "يف مبحث .73، صالطرق احلكمية ابن القيم، .، دار الفكر12/16، املغين ابن قدامة، -3

115

ب الشهادة يف حقوق العباد رجـالن أو رجـل نصا: (ما نصه ) 1685(جاء يف املادة .ذلك

قبل شهادة النساء وحدهن يف حق املال فقط يف املواضع اليت ال ميكن اطـالع لكن ت ،وامرأتان

احلقـوق أن مطلقـة، بـصورة فهم من ذكر حقوق العباد ي: وقيل يف شرحها ). الرجال عليها

: اليت تندرج حتت املـال األمور ومن . تكن ماال ملأو من توابعه، أو، الء كانت ما املذكورة سوا

. )1(لإلرثاستهالل الصيب

.2/151، االختيار لتعليل املختاراملوصلي، : وانظر. 351، 352، 4/355، درر احلكام حيدر، -1

116

:)1(اللعانشهادات : ةالرابعسألة امل

.)2(افصاعد اثنني بني اللعن :واملالعنة اللعان، واخلري من والطرد اإلبعاد : يف اللغةعنالل

بالزنـا وال الرجل زوجه هو ما شرعه القرآن بني الزوجني حينما يقذف : يف االصطالح اللعانو

واخلامسة أن لعنة اهللا عليه إن كـان ،نه صادق يف قذفه هلاإ فيقسم أربع مرات باهللا ،شهود لديه

أقسمت أربع مرات باهللا أنه د وترد عنها التهمة واحل ،وإذا أرادت أن تربئ نفسها .من الكاذبني

.)3( اهللا عليها إن كان من الصادقنيغضب واخلامسة أن ،كاذب

، وهو شهادات مؤكدات ةبصفة خمصوص و ري بني الزوجني بسبب خمصوص اللعان جي ف

دلحل ا موجباللعان كما نطق به الكتاب، وقد كان،باللعن والغضب من اهللا تعاىل باألميان موثقة

، فهـي اللعان شهادة املرأة منفردة يف قبول القرآن الكرمي على وعليه فقد نص . القذف بسبب

§ ] : كالرجل فيه سواء بسواء، يقول اهللا تعاىل ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ }

° ® ¬« ª © ¨Z [ ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² » ºZ [

È Ç Æ ÅÄ Ã Â Á À ¿ ¾ ½Z [ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê

Ò ÑZ ]استمطار لعنة اهللا عليه إن كـان أربع شهادات من الرجل، يعقبها . ]6-9 :النور

من الكاذبني، ويقابلها ويبطل عملها أربع شهادات من املرأة، يعقبها استمطار غضب اهللا عليها

إن كان من الصادقني، فيقتضي سياق اآلية أن يكون لعان الزوج بعد القذف، فيقع لعان املـرأة

هلا، وهو درء احل ابعد لعانه؛ ألن لعان الزوج أوجب حق واحل اللعان عن نفسها ب د ،ال جيـب د

أنه شهادات مؤكدة باألميان، وهذا ما ذهب إليه : األول: ، هل هو ميني أم شهادات؟ على مذهبني اللعان اختلف العلماء يف -1وأنا يف هذا الـصدد . ب اجلمهور من املالكية والشافعية واحلنابلة وهذا مذه . شهادةأنه ميني وليس : واملذهب الثاين .أبو حنيفة

.، دار الفكر9/5، املغينابن قدامة،. 3/242، بدائع الصنائعالكاساين، : نظرا. شهادةاللعانأن : أختار رأي أيب حنيفة .13/387، لسان العرب ابن منظور، -2 .3/425، املصنف ابن أيب شيبة،-3

117

حىت يلتعن الرجل، وصاحب احلق إذا طالب من عليه احلق بإيفاء حقه ال جيوز له التأخري، كمن

اللعانألن على املرأة؛ اللعانله أن يعيد عليه دين، فإن أخطأ احلاكم فبدأ باملرأة مث بالرجل ينبغي

. )1( فال يصح قبل وجود شهادته، شهادة الزوجواملرأة بشهادا تقدح يفشهادة،

زنـت، فقـال يا رسول اهللا إن امرأيت ": فقال r أتى رسول اهللا الي أن رج ورفقد

كذب يا رسول اهللا، فأقبـل : ما يقول هذا؟ قالت : ي ا قال تائتوين ا، فلما أ : r رسول اهللا

جنلدك وتتوب إىل اهللا تعاىل يتـوب ،لتزع عما قـ وان، اتق اهللا:يا فالن :، فقال rرسول اهللا

فأقبل على املرأة ،r عليه رسول اهللا ددها أربع مرات ر .ال والذي بعثك باحلق : قال ،اهللا عليك

ال والذي : ي بذنبك نرمجك وتتويب إىل اهللا ويتوب اهللا عليك، قالت رقيا فالنة اتق اهللا وأ : فقال

£ { ] ل القـرآن نـزرات ف بعثك باحلق لقد كذب، قالت ذلك أربع م ¢ ¡ � ~

° ¯ ® ¬« ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ Z ]فـدعاه ، اآليات كلها ]6:النور

شهد اهللا أين أ: تقول: أقول ماذا يا رسول اهللا، قال: يا فالن قم فاشهد، قال: فقال rرسول اهللا

يا رسول اهللا : فقال ،سومخ: مث قال ،عبث ور وثل ثن: كلما قاهلا قال ،ملن الصادقني أربع مرات

ـ أ: مث دعا املـرأة فقـال ، إن كنت من الكاذبني قل لعنة اهللا علي : ماذا أقول؟ قال شهدين أو ت

قـويل : يا رسول اهللا ماذا أقول؟ قال: قالتيل،قو: قال ،يا رسول اهللا بل أشهد : قالت ،نرمجك

: قـال ؟ قالت يا رسول اهللا ماذا أقول ،سيمخ: قالمث ، نه ملن الكاذبني أربع مرات إأشهد باهللا

: ، حتقيـق 2/352، املدونة مالك، .3/182، االختيار لتعليل املختار املوصلي، . 3/237، ائع الصنائع بد الكاساين، -1

شـلتوت، . ، دار الفكـر 9/38، املغينابن قدامة، . 5/289، األمالشافعي،. زكريا عمريات، دار الكتب العلمية، بريوت القرضاوي، . م1997 -هـ 1417الطبعة السابعة عشرة، ، دار الشروق، القاهرة، 241، ص، اإلسالم عقيدة وشريعةحممود

ابن حـزم، . م1996 -هـ 1416، مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة األوىل، 22، صمركز املرأة يف احلياة اإلسالميةيوسف، ، )مـة األطهـار منت األزهار يف فقه األئ(، التاج املذهب ألحكام املذهب شرح العنسي، أمحد بن قاسم . 10/143، احمللى

. 197، صاملبسوط يف فقه اإلمامية الطوسي، .م1993 -هـ 1414، دار احلكمة اليمانية، صنعاء، 2/186

118

فقال رسول اهللا ، إن كان من الصادقني، ففعلت قويل غضب اهللا علي r :وما فقـد فرقـت ق

.)1("يعين املرأة، والولد لك، ووجبت النار ألحدكما،بينكما

ملطلب الثالثا

رداتنصاب شهادة النساء منف

.هو العدد املطلوب توفره، الكتمال الشهادة به: والنصاب

: هذه البينة، على أقوال يف نصابفلاخت لت شهادة النساء منفردات،بفحيث ق

إذا كانت حرة، مسلمة، فيما تقبل فيه النساء منفردات، واحدة قبل شهادة امرأة ت: األولالقول

.عدلة

أن شهادة اثنتني أحـوط، وأضـاف ومالوا إىل ،أمحد يف رواية و احلنفية،: هذا القول إىلذهب

عن ابن عباس، وروي القول وصحاحلنفية أن الثالث أحب إىل اهللا، وباألربع خيرج من اخلالف،

رمى امرأته الأن رج : " بلفظ آخر tعن ابن عمر . 8/451، فتح الباري مع شرح صحيح البخاري البخاري، أخرجه -1

د للمـرأة وفـرق بـني فتالعنا كما قال اهللا، مث قضى بالول rول اهللا ، فأمر ما رس rفانتفى من ولدها يف زمان رسول اهللا ، املدونـة مالك، : وممن استدل باحلديث بلفظه املذكور يف املنت . 2/90، املوطأ مع شرح تنوير احلوالك ومالك، ". املتالعنني

.5/290، األمالشافعي،: واللفظ املذكور يف احلاشية. 2/352

119

وهـو قـول ، وقالت بـه الزيديـة والزهري )1(عن عثمان وعلي وابن عمر واحلسن البصري

.)2(لإلباضية

.أتني فيما ال يطلع عليه إال النساء امر يكفي شهادة:القول الثاين

ـ ـواحلك )3(لىـي لي ـ وابن أب الكـ م امـاإلمذا القول ـ ه إىلب ـذه )4(بةـم بـن عتي

)5(دـ عبيوـوأب

. )1( لإلباضية آخروقول ،محدهو رواية عن اإلمام أو ،)6(والثوري

يف ، وشـبt يف خالفة عمر 21 سنة ولد باملدينة . يف زمنه األمةحرب تابعي، ،ي، أبو سعيد احلسن بن يسار البصر هو -1

كان احلسن البصري : قال الغزايل م وينهاهم،عظمت هيبته يف القلوب فكان يدخل على الوالة فيأمره كنف علي بن أيب طالب، األنبياء بكالم اأشبه الناس كالمم هديكان رأسا يف العلم واحلديث، إماما : وقيل.ة من فيهمكصبب احلتت، الصحابة من ا، وأقر

جمتهدا كثري االطالع رأسا يف القرآن وتفسريه ويف الوعظ والتذكري، رأسا يف احللم والعبادة، ويف الزهد والصدق، رأسا يف األيد له كلمات سائرة وكتاب يف فضائل ".االمام احلجة مدلس: " قال عنه العسقالين.ج بن يوسف مواقف وله مع احلجا .والشجاعة

ابن حجر العسقالين، أمحد بن علي بن . 12/190 الوايف بالوفيات،الصفدي، . م728 -هـ 110 عام تويف بالبصرة. مكة -هـ 1406 اهلند، مؤسسة األعلمي، بريوت، الطبعة الثالثة، -دائرة املعارف النظامية : ، حتقيق7/197، لسان امليزان حممد،

.2/226، األعالمالزركلي، . م1986. 7/75، حاشية رد احملتارابن عابدين، . 2/151، االختيار لتعليل املختاراملوصلي، . 16/125 املبسوط، السرخسي، -2

العنسي، . 6/436 كشاف القناع،البهويت، . 133، صالطرق احلكميةابن القيم، . ، دار الفكر12/16، املغينابن قدامة، شرح النيـل، أطفيش، . 6/231 شرح التجريد يف فقه الزيدية،اهلاروين احلسين، . 4/66ألحكام املذهب، التاج املذهب

13/120. ولد سـنة نيـف . وقاضيها مفيت الكوفة األنصاري الكويف، العالمة، هو حممد بن عبد الرمحن بن أيب ليلى يسار بن بالل -3

،الـرأي كان من أصحاب ،عن الشعيبل أخذ عن أخيه عيسى عن أبيه، و ب. شيئا ه صيب، ومل يأخذ عن ومات أبوه وه .وسبعنيالزركلـي، . 6/311، النبالء سري أعالم الذهيب، . م765 -هـ 148مات بالكوفة سنة . أيب حنيفة يف الفقه لإلمام انظري

.6/189 األعالم،: نبلقال أمحد بن ح مام الكبري عامل أهل الكوفة، اإل. أبو عبد اهللا : أبو عمرو، ويقال : الكويف، ويقال هو أبو حممد الكندي، -4

. 5/208، سري أعالم النبالءالذهيب، . هـ115 وتويف سنة هـ،46 ولد حنو سنة .هو من أقران إبراهيم النخعي بواألد من كبار العلماء باحلـديث ،بالوالء، اخلراساين البغدادي، أبو عبيد اخلزاعي األزديم اهلروي القاسم بن سال هو -5

وحـج، ، 213إىل مصر سنة و .القضاء بطرسوس مثاين عشرة سنة رحل إىل بغداد فويل ، ولد وتعلم ا ، من أهل هراة .والفقه، يف غريب احلديث، ألفه يف حنو أربعني سنة، وهو أول من "الغريب املصنف " :من كتبه . م838 -هـ 224 سنة فتويف مبكة

،األعـالم الزركلـي، . 10/490، سري أعالم النـبالء الذهيب، . من املؤلفات وغريها ،كتاب األموالصنف يف هذا الفن، و 5/176. كـان . أمري املؤمنني يف احلديث،سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، من بين ثور بن عبد مناة، من مضر، أبو عبد اهللا هو -6

وانتقل إىل .فسكن مكة واملدينةهـ 144سنة ةوخرج من الكوف، ولد ونشأ يف الكوفة .سيد أهل زمانه يف علوم الدين والتقوى

120

.أقل من ذلكال يقبل فيما يقبل فيه النساء منفردات إال ثالث نسوة، ال : القول الثالث

. )3() 2(عثمان البتيو بن مالك أنسذهب إىل هذا القول

.ال جيوز يف شهادة النساء منفردات أقل من أربع نسوة :القول الرابع

، والشعيب )6( وابن شربمة)5( وعطاء،)4(وهو مذهب الشافعية والظاهرية، ومروي عن قتادة

يف رواية )7(والنخعي

كالمها يف احلـديث، ) اجلامع الصغري (و ) اجلامع الكبري (له من الكتب . م778 -هـ 161 عام االبصرة فمات فيها مستخفي

ـ : قال عنه ابن حبان .فنسيته ما حفظت شيئا : من كالمه . وكان آية يف احلفظ ، الفرائض وكتاب يف نني كان من احلفـاظ املتقمشاهري ابن حبان، . 4/93 التاريخ الكبري،البخاري، . والفقهاء يف الدين ممن لزم احلديث والفقه وواظب على الورع والعبادة

.3/104 ، األعالمالزركلي،. 1/268، علماء األمصار وأعالم فقهاء األقطارابن جزي، . 10/256، الذخريةالقرايف، . 2/381 بداية اتهد واية املقتصد، ابن رشد، . 4/22، املدونة مالك، -1

، 12/17، املغينابن قدامة،. 1/180، البهجة يف شرح التحفةالتسويل، . 204، ص القوانني الفقهيةحممد بن أمحد الكليب، . 13/120، شرح النيلأطفيش، . 132 صالطرق احلكمية، ابن القيم، .دار الفكر

:وعنه، ث عن أنس بن مالك والشعيب وعبد احلميد بن سلمة حد،أصله من الكوفة أبو عمرو،فقيه البصرة، هو عثمان البتي -2 .6/148، سري أعالم النبالء الذهيب، .د والدارقطين وابن سعد وابن معنيوثقه أمح .وعيسى بن يونس شعبة وسفيان وهشيم

ابن . 132، صالطرق احلكمية ابن القيم، . لفكر، دار ا12/17، املغينابن قدامة، . 17/21، احلاوي الكبري املاوردي، -3 . 9/399، احمللىحزم،

شهد املشاهد .كان من الرماة املشهورين . صحايب بدرياألوسي، الظفري األنصاريقتادة بن النعمان بن زيد بن عامر هو -4لبيـد وابنـه عمـر حممود بن و روى عنه أخوه ألمه أبو سعيد اخلدريو ، أحاديثr روى عن النيب . r كلها مع رسول اهللا

، األعالمالزركلي،. 49/269، تاريخ دمشقابن عساكر، . سنة65وهو ابن م، 644 -هـ 23عام تويف باملدينة وغريهم،5/189 . اعبـد كـان احلرم، مفيت الفقهاء، أجالء من تابعي، ،املكي القرشي حممد أبو ،صفوان بن أسلم بن رباح أيب بن عطاءهو -5

هـ27 عام عثمان خالفة أثناء يف باليمن جند يف ولد. العلم اء يف وع .اأسود، عبـاس، وابـن سـلمة وأم عائشة عن ثحد .5/78، سـري أعـالم النـبالء الذهيب، . 40/366، تاريخ دمشق ابن عساكر، . هـ114كة عام مب تويفنشأو. وغريهم

.4/235، األعالمالزركلي، جند بتاريخ ملم ،باألدب املعرفة غزير فقيه، ،التميمي الوهييب شربمة بنا مانع بن اهللا عبد بن دحمم بن العزيز عبد بن حممد هو -6

يف واسـتقر فبغداد،، فالبصرة ،بريدة إىل العلم طلب يف رحلهـ، 1300، عام بنجد القصيم من عنيزة يف ونشأ ولد .احلديثهـ، 1385عام ا فتويف مستشفيا بريوت إىل وسافر مرض أن إىل قطر يف أقامو. عبده حممد الشيخ دروس فالزم ،مبصر األزهر

.6/209، األعالم الزركلي، .جند تاريخ يف اد عنوان خمتصر: منها خمتصرة، كتب له روايـة وصـدق صالحا التابعني أكابر من، مذحج من ، الكويف النخعي عمران أبو ،األسود بن قيس بن يزيد بن إبراهيم -7

موته الشعيب بلغ وملا .مذهب له جمتهدا إماما كان العراق، فقيه: الصفدي الصالح فيه قال. هـ50مولده سنة .للحديث وحفظامشاهري علماء األمصار وأعـالم فقهـاء األقطـار، ابن حبان، .م815 -هـ 96، تويف عام مثله بعده ترك ما واهللا: قال .1/80، األعالمالزركلي، . 1/82 طبقات الفقهاء،الشريازي، . 1/163

121

.)1(هو قول ثالث لإلباضيةو وقالت به اإلمامية، عنهما،

: على نصاب شهادة النساء منفرداتاألدلة

ء النـسا امرأة واحدة فيما تقبل فيـه شهادة قبولن جبواز القائلو األول القول أصحاب استدل

: واملعقول والقياس باملنقولمنفردات،

:من املنقول -1

.)2(" شهادة امرأة واحدةرضاعال يف ءزيجي: " قالr النيب عن t روي عن ابن عمر-أ

، فلو كان ذلـك ال الرضاعشهادة املرأة الواحدة يف إن احلديث نص على إجزاء : وجه الداللة

ح به النيب جيزئ، ملا صرrوألوجب العدد ، .

عبـد الـرمحن أيب، عن )1( يف سننه عن حممد بن عبد امللك الواسطي )3(أخرج الدارقطين -ب

أجاز شـهادة rأن رسول اهللا t )5(حذيفة عن، )4(عن أيب وائل ، )3(عمشعن األ )2(املدائين

.)6(بلةالقا

ابن القيم، . 4/442، مغين احملتاج اخلطيب الشربيين، . 316، ص أدب القضاء ابن أيب الدم، . 7/48، األم الشافعي، -1

شـرح أطفـيش، . 311 ص املبسوط يف فقه اإلمامية، الطوسي، . 9/399، احمللىابن حزم، . 132، ص الطرق احلكمية .13/120، النيل

ـ : كور مل خيرجه أحد من أصحاب السنن، إال أن اإلمام أمحد ذكر ما هو قريب منه يف مسنده احلديث بلفظه املذ -2 الأن رج ،أبو عبد اهللا الشيباين، أمحد بن حنبل. رجل أو امرأة r من الشهود، فقال النيب الرضاعما الذي جيوز يف : فقال rسأل النيب

، جممع واهليثمي. 8/378، املصنفعبد الرزاق، : وذكره. ة، القاهرةشعيب األرناؤوط، مؤسسة قرطب: ، ختريج2/35، املسندإسناده ضعيف ال تقوم : وقال عنه البيهقي. ، دار املعرفة7/464، السنن الكربى والبيهقي، .4/201 الزوائد ومنبع الفوائد،

. 6/436، لقناعكشاف ا البهويت، .، دار الفكر12/17، املغينابن قدامة،: وممن استدل به.مبثله احلجةمـن أحيـاء (، إمام عصره يف احلديث، ولد بدار قطن الشافعيهدي، أبو احلسن الدارقطينعلي بن عمر بن أمحد بن م هو -3

، األعـالم الزركلي، . 43/93، تاريخ دمشق ابن عساكر، .م995 -هـ 385عام بغداد ب تويف ورحل إىل مصر، ) بغداد4/314.

122

الـوالدة شهادة القابلة، وهي اليت تباشر أعمـال قبول احلديث واضح الداللة يف :وجه الداللة

فلو مل قاس عليه غريه،وحدها، فتكون الشاهدة الوحيدة على ما خيص النساء يف هذا اجلانب، وي

. rة ملا أجازها النيب قبولادا متكن شه

ـ )1(أبو عوانة ثنا )7(البيهقي يف سننه عن سعيد بن منصور أخرج -ت وه عـن جـابر )2(ميش

،نه كان جييز شهادة القابلة، زاد أبـو عوانـة أ t ي عن عل )4(يجن عن عبد اهللا بن )3(عفياجل

. )5("وحدها"

ـ ".سدل م:حممد بن عبد امللك الواسطي الكبري"راجم، إال هذه الكلمات، مل يرد له خرب يف كتب الت -1 يف ابـن حبـان ا قاهل

، األوىلحيىي شفيق، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة : ، حتقيق 1/51، املدلسني ألمساءالتبيني ابن العجمي، سبط، . الثقات .ومل أعثر له على خرب ابن حبان واجتهدت يف البحث عنه يف ثقات .م1986 -هـ1406

. مل يذكره أحد من أصحاب التراجم؛ ألنه جمهول ال يعرف-2 بالقرآن كان عاملا .أصله من بالد الري . تابعي، مشهورباألعمش،سدي بالوالء، أبو حممد، امللقب سليمان بن مهران األهو -3

الرجل مع إمامته كان و. النافع والعمل الصاحل العلم يف كان رأسا : حديث، قال الذهيب 1300واحلديث والفرائض، يروي حنو ملد3/135 ،األعالمالزركلي، . 6/226، سري أعالم النبالء، الذهيب. م765 -هـ 148 عام يف الكوفةيفتو وأ نش،اس. ث حد .، وما رآهr أدرك النيب، خمضرم،يسد شيخ الكوفة، أبو وائل األ ، الكبري من أئمة الدين اإلمام ،شقيق بن سلمة هو -4

سـري الذهيب، . وغريهم ،واألعمش يب ثابت، واحلكم بن عتيبة، حبيب بن أ : حدث عنه و. وغريهم وحذيفة، وعائشة، عن عمر، .4/161 ،أعالم النبالء

كان ، من الوالة الشجعان الفاحتني صحايب،،حسل بن جابر العبسي، أبو عبد اهللا، واليمان لقب حسل بن اليمان حذيفةهو -5 وهـب، وزر بن حبيش، وزيد بـن ،أبو وائل: عنه، روى حديثا225له يف كتب احلديث . يف املنافقني rصاحب سر النيب

.2/171 ، األعالمالزركلي،. 2/361، سري أعالم النبالءالذهيب، . م656 -هـ 36تويف باملدائن عام .وغريهم، املعجم األوسط سليمان بن أمحد بن أيوب أبو القاسم اللخمي، الطرباين،: انظرو. 4/233، سنن الدارقطين الدارقطين، -6، 10/151، السنن الكربىوالبيهقي، . م1985 -هـ 1405حممود، مكتبة املعارف، الرياض، طحان، ال: ، حتقيق1/354

حديث باطـل ال : قيح وجاء فيه، قال يف التن .، دار احلديث 5/80، نصب الراية الزيلعي، . ، الطبعة األوىل دار املعرفة، بريوت ، دار الكتاب العريب، بريوت، الطبعـة 4/201، جممع الزوائد ومنبع الفوائد، الديننور واهليثمي، علي بن أيب بكر . أصل له العيين، .2/151، االختيار لتعليل املختار املوصلي، .16/125 املبسوط،السرخسي، : وممن استدل به . م1967الثانية،

البـهويت، . 73، صالطرق احلكمية ابن القيم، .، دار الفكر12/17، املغينابن قدامة، . 8/131، هلدايةا البناية يف شرح . 6/436، كشاف القناع

مث البلخي، مث الطالقاين،: ويقال املروزي، اخلراساين عثمان أبو احلرم، شيخ ،اإلمام احلافظ شعبة، بنر منصو بن سعيد هو -7 حممـد وأبـو الكليب ثور وأبو حنبل بن أمحد: عنه روى .العلم أوعية من اصادق ثقة كان".السنن" كتاب مؤلف ااور املكي

رمـضان شهر يف مبكة تويف ومسع من أيب عوانة وهشيم وغريهم، ومسلم، داود وأبو األثرم بكر وأبو شبيب بن وسلمة الدارمي .10/586، سري أعالم النبالءالذهيب، . هـ227 سنة

123

.rاقتداء بفعل النيب ،ز شهادة القابلة وحدها أجاt صريح يف أن عليا األثر: وجه الداللة

:من القياس -2

- كما قـالوا -جبامع عدم اشتراط العدد، فشهادة النساء قاسوا الشهادة على الرواية

.)6( وأخبار الدياناتة، كالروايشترط فيه العددت بقول النساء منفردات فال يب ثمعىن

:املعقول -3

الشهادة يف املواضع اليت ال يطلع عليها الرجال؛ ليخف النظر الذكورة يف سقطتألقد

وعند الضرورة ، فال حيل إال عند حتقق الضرورة ،ألن النظر إىل الفرج حرام ؛ إىل عورات النساء

قطت صفة الذكورة هلذا وملا س إىل اجلنس اآلخر، أهون من نظر الذكور إىل جنسه نظر اجلنس

ومن . خف من نظر اجلماعة أ إىل عورة غريها ألن نظر الواحدة ؛ سقط أيضا اعتبار العدد ،املعىن

مع كان .جرجان سيب من .الثقات احلديث حفاظ من، البزاز الواسطي بالوالء، اليشكري خالد بن الوضاح نةعوا أبو هو -1

حدث عن قتادة واحلكم بن عتيبة ومساك وآخرون، وحدث عنه سـعيد بـن .له يكتب مبن ويستعني يقرأ ي،أم شبه علمه سعة، تذكرة احلفاظالذهيب، . 1/223 الطبقات،خياط، ابن .م792 -هـ 176سنة بالبصرة مات. منصور ومسدد وآخرون

.8/116، األعالمالزركلي، . 1/236ولد .احملدثني ثقات من مفسر، بغداد يلنـز الواسطي، معاوية، أبو السلمي، دينار بن قاسم خازم أيب بن بشري بن هشيم هو -2

ألف عشرون عنده كان: الدورقي قال .سنني أربع حنبل ابن اإلمام ولزمه .بغداد حمدث كان .خبارى من أصله ،قيلهـ، 104 ابن حبان،. 8/242، التاريخ الكبري البخاري، . م799 -هـ 183 تويف سنة . كثرت عنايته باآلثار ومجعه لألخبار.حديث

.8/89، األعالمالزركلي، . 1/280 مشاهري علماء األمصار، وامه احلديث، رجال بعض عليه أثىن .الشيعة فقهاء من تابعي، ،اهللا بدع أبو ، الكويف اجلعفي احلارث بن يزيد بن جابرهو -3

. حديثه كتبي وال بثقة ليس ،احلديث متروك :النسائي عنه قال .بالدين العلم غزير الرواية واسع وكان .بالرجعة بالقول آخرون .2/105، األعالملزركلي، ا. ،2/42ذيب التهذيب ابن حجر العسقالين، .م745 -هـ 128 سنة بالكوفة مات

، التاريخ الكبريالبخاري، . فيه نظر: عنه البخاري، قالصدوق ،لقمان أبو ،الكويف احلضرمي سلمة بن جني بن اهللا عبدهو -4 .1/541، تقريب التهذيب ابن حجر العسقالين،.5/214، نصب الرايةالزيلعي، . 4/233، نن الدارقطينسالدارقطين، : انظر و. ، دار املعرفة10/151، السنن الكربى البيهقي، -5السرخـسي، : وممن اسـتدل بـه . سنده ضعيف، فإن اجلعفي وابن حيىي فيهما مقال : وقال عنه الزيلعي .، دار احلديث 5/79

. 73، ص، الطرق احلكميةابن القيم .16/126 املبسوط، .، دار الفكر12/17، ملغين ا ابن قدامة،.2/151، االختيار لتعليل املختار املوصلي، -6

124

شـهادا وحـدها قبول احتشام النساء يف مثل هذه احلاالت، إال القابلة، فجاز ارف ع املعروف

.)1(للضرورة

:األدلةمناقشة

ال، ليه الرج شهادة امرأة واحدة فيما ال يطلع عقبول القائل باألول الفريق أدلةبعد بيان

م قبوهلعلى الرغم من ف ،من جهة أخرى هم برأيهم كمسعدم ت و قوة أدلتهم من جهة، ميظهر عد

فسها، ألا ضعيفة يف ن ؛ة شهادة النساء يف هذا الباب حجونعتربي ال فإم،شهادة املرأة الواحدة

، كاحلمل الظاهر ل،استصحاب احلا : ال جيوز فصل احلكم به، واملؤيد والضعيف ما مل يتأيد مبؤيد

ها القاضي ير يف بكارا، في أو قبله القبضعد ف ب ل بكر، فاخت أاوكبكارة جارية إذا بيعت على

األصـل أن وهـو ، مبؤيد دتتأين شهادن أل ؛ املشتري م شهدن على أا بكر لز ننساء، فإ ال

ت اخلصومة بث لكن ت،أيد مبؤيد مل تتاأل ؛ت حق الفسخ بشهادن بث ثيب مل ي :وإن قلن ،البكارة

.)2(وهي بكر البائع فيحلف باهللا لقد سلمتها ليتوجه اليمني على

:من املنقول أو القياس أو املعقولوتظهر مجلة من االعتراضات على أدلتهم سواء كانت

، ومل يرد rفهذا احلديث مل يصح عن النيب : استدالهلم حبديث ابن عمر -أ :من املنقول -1

من أصحاب كتب ختريج األحاديث، فهذا يدل أنه ال أصل له، إال أنه يفهم اللفظ عند أي ذا

بـن ا عن حممد بن عبـد الـرمحن )3(يمثث حممد بن ع حد، حيث rباملعىن مما ورد عن النيب

البناية يف شرح اهلداية، العيين، . 4/209، الدقائق نـزشرح ك تبيني احلقائق الزيلعي، . 6/41، املبسوط السرخسي، -1 .17/21، احلاوياملاوردي،. 7/75، حاشية رد احملتارابن عابدين، . 8/131 . 5/465، تارحاشية رد احملابن عابدين، . 6/40 املبسوط، السرخسي، -2وغريه، البيلماىن بنا عن روى .ذر أبو ،وكنيته عثمان، أبيه واسم .متروك: وغريه النسائي قال احلضرمي، عثيم بن حممد هو -3 .حديثه يكتب ضعفه مع: عدى ابن وقال .ضعيف: الدارقطين وقال .كذاب هو: معني ابن وقال .حديثه يكتب ال: حامت أبو قال

125

؟ من الـشهود الرضاعما جيوز يف " :r سئل نىب اهللا : عن أىب عبيد قال )2(أبيهعن )1(البيلماىن

رمى حممد بن عثيم ي .قوم مبثله احلجة ت ال ، ضعيف إسناده" :قال البيهقي ". رجل أو امرأة : الفق

، رجل وامـرأة : وقيل ،هكذا: ف عليه يف متنه فقيل ل وقد اخت ، وابن البيلماىن ضعيف ،بالكذب

.)3(" رجل وامرأتان:وقيل

:ه من جهتنيديث حذيفة الذي أخرجه الدارقطين فيعترض علياستدالهلم حبأما -ب

مل يرو هذا احلـديث عـن : قال الطرباين . ال يصلح لالحتجاج به؛ لضعف سنده ن احلديث أ

األعمـش، حممد بن عبد امللك مل يسمعه من :قال الدارقطين و .األعمش إال حممد بن عبد امللك

.)4(وفيه من مل أعرفه: وقال اهليثمي. أبو عبد الرمحن املدائين رجل جمهولو

نه أل ؛ شهادة القابلة وحدها قبولعلى داللة فيه بصحة سند احلديث، فال ال جد منان سل إو -2

ا؛ فرمبا شهد معها الوالدة غريها من النساء، وهـذا وارد جـد ا وحدها قبوهلومل ينفرد ب ، هالبق

ذلك منع الوالدة، فال يأحوالن باشرت إ وأاتكون فائدة احلديث، ملساعدا يف أمور الوالدة، ف

.)5( شهاداقبولمن

: ، حتقيـق 3/644، د الرجالميزان االعتدال يف نق حممد بن أمحد مشس الدين أبو عبد اهللا، الذهيب، .وغريه معتمر عنه حدث

. علي حممد، دار املعرفة، بريوت،البجاوي سعيد عنه وروى .هيسم ومل أبيه خال وعن أبيه عن روى .عمر آل موىل النحوي الكوىف البيلماين بن الرمحن عبد بن حممد -1 عنهقال .وغريهم إمساعيل بن موسى سلمة وأبو العبدي كثري بن وحممد احلارثي الربيع بن العباس بن اهللا وعبيد ريالنجا بشري بن

حممد بن أمحـد أبـو ،ابن حبان .احلديث منكر :والنسائي حامت وأبو البخاري وقال .بشئ ليس :معني ابن عن الدارمي عثمانابـن حجـر . حممود إبراهيم زايد، دار الكتب املصرية : ، حتقيق 2/264، تروكنياروحني من احملدثني والضعفاء وامل حامت،

. ،9/261ذيب التهذيبالعسقالين، بـن ومسـاك أسلم ابن عنه روى ،عمر ابن عن حدث ،عمر موايل من وكان ،اليمن أهل من البيلماين بن الرمحن عبدهو -2

.68/21، تاريخ دمشق، ابن عساكر.الرمحن عبد بن حممد وابنه ،القاضي اليماين الفضل .، دار املعرفة7/464السنن الكربى، البيهقي، -3 .4/201 جممع الزوائد،اهليثمي، . 4/233، سنن الدارقطينالدارقطين، . 1/354، املعجم األوسط الطرباين، -4 . 17/22، ، احلاوي الكبري املاوردي-5

126

: عن علي يف إجازة شهادة القابلة هقيـل الذي أخرجه البي ـ كما ويعترض على الدلي -ت

. فيه نظر )وقيل بن حيىي (جني جابر اجلعفي متروك وعبد اهللا بن ؛ ألن صحـ ال ي ثـبأن احلدي

بـن أىب عـن عطـاء )2( عن غيالن بن جامع ، وهو ضعيف ،)1(د بن عبد العزيز ـورواه سوي

ت شهادة القابلـة لو صح" :)5( احلنظلي إسحاققال . فذكره t ان علي أ ،)4( عن أبيه )3(مروان

ـ " :- رمحه اهللا - قال الشافعي ". خلل إسناده ولكن يف ، لقلنا به t يعن عل ي لو ثبت عن عل

t 6(" ولكنه ال يثبت عندكم وال عندنا عنه- شاء اهللا إن- صرنا إليه(.

أن هذا قياس مع الفارق، فثمة : هلم بقياس الشهادة على الرواية فيعترض عليه أما استدال -2

:فروق كثرية بني الشهادة والرواية متنع هذا القياس، منها

يشترط لشهادة النساء منفردات لفظ أشهد، واعتبار احلرية فيها شرط، وال تقبل فيهـا

، وبأي لفظ كان، كما ويقبـل رمن العبد واحل الرواية اليت تقبل شهادة املرأة على املرأة، خبالف

.هـ167 سنة وتويفهـ، 90 سنة ولد منكرة، أحاديث يروي كان حممد، أبا كىني سليم، بين موىلسويد بن عبد العزيز -1الطبقـات ، أبـو عبـد اهللا ابن سعد، حممد بن منيع .بثقة ليس، ضعيف: النسائي قالو .احلديث متروك: عنه اإلمام أمحد قال

ذيب الكمـال يف أمسـاء ، املزي. م1968، الطبعة األوىل، إحسان عباس، دار صادر، بريوت : ، حتقيق 7/470، الكربى .12/258، الرجال

وعنه. غريهمو السبيعي اسحاق أيب و وائل أيب عن روى .قاضيها الكويف اهللا عبد أبو احملاريب أشعث بن جامع بن يالنغهو -2 وأبـو ةشيب بن ويعقوب املديين وابن معني ابنعنه الق .وآخرون والثوري وشعبة قيس أيب بن وعمرو احملاريب احلارث بن يعلى . ،8/226ذيب التهذيب ابن حجر العسقالين، .هـ132 سنة ،العراق على هبرية بن يزيد والية يف مات ليق. ثقة :داود

وغيالن عقبة بن موسى عنه روى ،واملدنيني أبيه عن يروى مصعب أبو كنيته ،املدينة أهل من، سلمياأل مروان أىب بن عطاء -3 .7/253، ثقاتالابن حبان، . السفاح العباس أىب والية يف مات .والثوري جامع بن :وعنه، األحبار وكعب سلميةاأل املطاع وأم ذر وأيب علي عن روى، مصعب بن اهللا عبد وقيل مغيث وقيل سعيد امسه يلق -4 . ،12/206ذيب التهذيبابن حجر العسقالين، . ثقة تابعي مدين :العجلي عنه قال .مهران بن الرمحن وعبد عطاء ابنه ،مرو سكان من، عصره يف خراسان عامل، راهويه بن يعقوب أبو املروزي، التميمي احلنظلي خملد بن إبراهيم بن إسحاق هو -5

ابـن (تلقيبـه سبب يف وقيل .وغريهم والنسائي والترمذي ومسلم والبخاري أمحد اإلمام عنه وأخذ احلديث جلمع البالد طافمجع بني احلديث والفقه احلديث، يف ثقة كان .الطريق يف ولد أي! راهويه ،مرو أهل الـفق ةمك طريق يف ولد أباه نأ) راهويه عـام نيـسابور ب تـويف ،"إسحق عندنا إمام من أئمة املسلمني، وما عرب اجلسر أفقه من إسحق ": اإلمام أمحد فيه قال. والورع. 1/199، ت األعيان وأنباء أبناء الزمـان وفياابن خلكان، . 8/124، تاريخ دمشق ابن عساكر، .م853 -هـ 238

.1/292، األعالمالزركلي، .، دار املعرفة10/151، السنن الكربى البيهقي، -6

127

كمثبت حاخرب املرأة على املرأة، عدا أن الرواية تيف األمصار واألعصار، فليـست مظنـة ا عام

كمثبت حقبل الواحدة فيها، والشهادة تشترط فيها العدد، فتـ االعداوة حىت ي لـشخص ا خاص

العدد، وال تقبل الواحدة فيها، فكيف تقاس الشهادة علـى فيشترط فيها الشبهةمعني، وحتتمل

.)1(؟الرواية مع هذه الفوارق

: استدالهلم باملعقولأماو -3

ىل مـن و بواحـدة أ هققحتو ،وال معىن لقول من يقول إباحة النظر ألجل الضرورة فال وجه له،

.وأحب قولون املثىن أحوطي أخرى ومن جهة ، بالواحدةىكتف ي:الوا قمأل؛ ه باجلماعةقحتق

ذلك ال املثىن أحوط، لكن صحيح قولنا أن : بقوله الذي يقول أن املثىن أحوط وقد رد

2( كان أحوط مع نظر األوىل ولكن إن اتفق ذلك، نظر الثانيةليوجب ح(.

باجتماع النساء عنـد ياراجلالعرف ب فمردودستدالل باحتشام من عدا القابلة أما اال و

، وهـذا ال قبل شهادة غري القابلة يقتضي أن ال ت االحتشام بدعوى األخذن وأ. الوالدة للتعاون

ي3(اقبل أبد(.

ما جيتمعن يف هذه احلالة للمساعدة، غري أن سرعان ا، فإن النساء غالب الوهذا واقع فع

ا يف آالمهـا ما يتوافدن مبجرد مساع أن فالنة على وشك الوالدة؛ للتخفيف عنـها ومواسـا

وبالذات أم الزوج وأم الزوجة واألخوات، ناهيك عن الشوق الذي ميأل القلوب لرؤية املولـود

، وهذا من دواعي حضورهن واجتماعهن أثناء الوالدة،ابكره، وبالذات إذا كان املولود والتهنئة ب

. ا القابلة من عداحتشام دعوى فتنتفي مع هذامما يزيد من احتمال رؤية عملية الوالدة

.4/214، الفروقالقرايف،. 10/257، الذخريةالقرايف، . 17/22، احلاوي املاوردي،-1 . 6/87، املبسوط السرخسي،-2 .17/22، احلاوي املاوردي، -3

128

: أدلة القول الثاين

: مبا يلي،ن نصاب شهادة النساء منفردات اثنتانن بأأصحاب القول الثاين القائلواستدل

منهم يكف واحد ، ومل من شهادة النساء أقوى، فمع أن شهادة الرجال شهادة الرجال قوة -1

.)1(فوهي متثل اجلانب الضعي ،، فالنساء أوىل أال تكفي واحدةيف الشهادة

وجب أن يقمـن يف مقام الرجال قبول انفرادهن بال ا قمن يف فلم، النساء مقام الرجال قيام -2

فاقتضى أن يكون أكثر عدد النـساء ، وأكثر عدد الرجال اثنان، قبولاليف العدد مقام الرجال

.)2(اثنتني

قط اعتبار صـفة قد س و -نيكما ورد يف آية الد - ،إن املعترب يف الشهادة العدد والذكورة -3

.)3( وهو اثنني فيبقى العدد على ظاهره،يف شهادة النساء منفرداتالذكورة

: األدلة مناقشة

: لثاين، يتضح أا معارضة من وجوهق ابعد بيان أدلة الفري

أن حديث حذيفة : واجلواب عليه . وهي واحدة شهادة القابلة ايز حذيفةيعارضها حديث -1

.)4( لالحتجاج بهضعيف ال يصلح

.4/213، القرايف، الفروق. 10/256، الذخرية، القرايف-1 .17/21، احلاوياملاوردي، . 6/182، التاج واإلكليل العبدري، -2 .6/86، املبسوط السرخسي،-3 . 1/216، وسائل اإلثبات الزحيلي، -4

129

وقـد تقتـضي ، قبولالنساء منفردات مقام الرجال للضرورة فقط وليس مطلق ال قبول إن -2

، فانتفى وجـوب شهادة امرأة واحدة وال تقبل شهادة الواحد من الرجال قبول الضرورة أحيانا

.قيام النساء مقام الرجال يف العدد

العـدد فأما من يـشترط ، عورات النساء ظر إىل الن لتخفيف يف الشهادة؛ إن سقوط العدد -3

الذكورة يف شـهادة النـساء فكما أسقطوا .)1(الواحدة أهون نظربينما ،يوجب نظر اجلماعة ف

.منفردات وجب إسقاط العدد، فال ينبغي إسقاط جهة وإبقاء أخرى حيث أما متالزمان

: القول الثالثأدلة

:نسوةن نصاب شهادة النساء منفردات ثالث ن بأ القول الثالث القائلوأصحاباستدل

ـ أن فوجـب ال ينفردن فيه، شهادة املرأتني للرجل يف املوضع الذي ن اهللا تعاىل ضم بأ ستبدل ي

.)2(ان ثالث فيصر،الرجل بامرأة يف املوضع الذي ينفردن فيه

: االستداللمناقشة

ظر القول الثاين أو الرابـع، ن مؤداه يؤيد وجهة ن على التناقض، وأ هذا االستدالل يقوم

واستبدل بالرجل الثاين امـرأة ، يف املال الوارد امرأتني بالنص األولنه استبدل بالرجل ك أ وذل

يستبدل بالرجل امرأتني كما اسـتبدهلن اهللا تعـاىل يف أن وىلاألفكان دة فيما ينفردن فيه، واح

اين امرأة واحـدة، بالث واحدة و امرأة األول يستبدل بالرجل أن أو فيصرن أربع نساء، ،األموال

.)3(ص، وال اجتهاد يف مورد النص، فال رجحان هلذا القول للنافيكون ذلك خالف

. 6/87، املبسوط السرخسي، -1 .لفكر، دار ا12/17، املغينابن قدامة، . 17/21، احلاوي املاوردي،-2 . 1/216 وسائل اإلثبات، الزحيلي، -3

130

ـ ، وشهادة الرجال للجانب القوي للجانب الضعيف، متيل ناهيك أن شهادة النساء ستبدل فال ي

.قوي بضعيف

: أدلة القول الرابع

: يليا، مب نسوةأربعن نصاب شهادة النساء منفردات بأن القول الرابع القائلوأصحاباستدل

1- على حكم اهللا اقياس I مقـام رجـل، وجعـل جعل اثنتني تقومان مع رجل ، فقد فيهن

Y]: تعاىل، بقول اهللا وامرأتني اأو شاهد شاهدين :الشهادة \ [ Z] ^

c b a ` _Z فتقوم ،ن الرجالن انفردت النساء ع إعلى هذا احلكم افقياس

.)1( نسوةأربعمقام شاهدين

أن النساء ال يقبلن يف مواضع تقبل فيها شهادة الرجال، ويقبل الرجال يف املواضع اليت تقبل -2

ال تقبل شهادة أن فاألوىلفيها شهادة النساء، فلما مل تقبل شهادة الواحدة مع الرجل مع قوته،

. )2(الواحدة من النساء مع ضعفها

شهادة كباقي الشهادات، يلتزم املشهود عليه باحلكم الـصادر ن شهادة النساء منفردات أل -3

قبل فيها الواحدة كـسائر شترط من احلرية والعدالة والعدد، فلم ي شترط هلا ما ي ، وي إثرهاعلى

.)3(الشهادات

. 9/399، احمللىابن حزم،. 17/22، احلاوياملاوردي، . 7/48، األم الشافعي، -1 .17/22، احلاوي املاوردي،-2 . 17/22، احلاوي املاوردي،-3

131

: األدلةمناقشة

ال املـرأتني تراض، فـشهادة بعد بيان أدلة الفريق الرابع، يظهر أا عرضة للنقد واالع

املوضع الـذي ، ويف اما يطلع عليه الرجال غالب بإطالق، بل هي مقيدة في تساوي شهادة الرجل

.ا ال يطلعون عليه من عيوب النساءتشهد فيه مع الرجل، وخيرج م

كما أن وسائل اإلثبات ليست مقصورة على الشاهدين، أو الشاهد واملرأتني، فقد ثبت

نة بالـس ، وميني املدعى عليه، وشـهادة النـساء منفـردات ،يمني والقرائن اهد وال القضاء بالش

.)1(الشريفة

واألبدان األموال يف الشهادة مع الرجل ثبت بالنص يف األوىلأما اشتراط املرأة الثانية مع

عليها إال ، أما شهادة النساء منفردات فهي يف احلاالت اليت ال يطلع االيت يطلع عليها الرجال غالب

وإمنا النساء فثبت الفرق بينهما، وأن شهادة املرأة فيما تطلع عليه من شؤون النساء ليست ضعيفة

هي شهادة قوية، فإذا اقترنت ا أخرى حتقق النـصاب ووجـب القـضاء واحلكـم وقطـع

. )2(اعنـزال

النساء منفـردات، على نصاب شهادة الل استقراء أدلة الفقهاء يبدو يل من خ :لرأي الراجح ا

: التاليةمسوغاتترجيح الرأي الثاين املشترط امرأتني يف شهادة النساء منفردات، وذلك لل

1- لعدد يف الشهادة، فـإذا ت على ا مجيع النصوص الشرعية الواردة يف موضوع الشهادة، نص

الرجال، فمن يف الشهادة األصلية، وهي شهادة الرجلني، وشهادة النساء مع امشروطكان العدد

.1/217، وسائل اإلثبات الزحيلي، -1 . املصدر السابق-2

132

ملقاصـد شهادة الواحـدة منـاف قبولالنساء منفردات، و األوىل أن يشترط العدد يف شهادة

. )1(الشريعة

2- اشتراط أكثر من اثنتني يف شهادة النساء منفردات يوق اع حرج ومشقة بالغـة إن مل ا شديد

. ل النصاب إىل أربعن انتظرنا حىت يكتم إجد هذا العدد، مع ضياع كثري من احلقوقيو

، لـذا يكتفـى اشتراط أكثر من اثنتني، يفتح اال للنظر إىل عورات النساء، والستر أوىل -3

. اثنتني ثقاتبشهادة

الشرع احلكيم مل يقبل شهادة الرجل الواحد، مع أا متثل اجلانب األقوى بالنسبة لـشهادة -4

. وهي متثل اجلانب الضعيفاملرأة، فمن باب أوىل عدم االكتفاء بالواحدة

: الرأي القانوين

نصاب شـهادة النـساء ص فيما يخ - الشرعية الفلسطينية طبقت حمكمة االستئناف

نصاب الشهادة يف حقوق العباد : "القائل) 1685( نص مادة جملة األحكام العدلية -منفردات

األحوط أن تكون النساء يف :جاء يف شرح هذه املادة لعلي حيدر ..." رجالن أو رجل وامرأتان

نظر فيها إىل النصاب، قتن معىن اإللزام، إال أنه ال يقبل هذه احلالة اثنتني أو أكثر؛ ألن يف شهاد

شهادة امرأة واحدة؛ ألن سقوط الذكورة يف مثل هذه الشهادات هو ألجل ختفيف النظر بسبب

.)2(أن نظر اجلنس إىل جنسه أخف، وهلذا السبب سقط العدد

ح أن رجلني اختصما إىل روىوييرعيا شهادة امرأة، ورضيا بقوهلا، فأرسل إليها شواد

.)3(قضى بينهما بقوهلاوجيء ا، فسأهلا، و

. 1/219، وسائل اإلثبات الزحيلي، -1، البناية يف شـرح اهلدايـة العيين، : انظر. 2/492، أصول احملاكمات الشرعيةداود، .4/355، درر احلكام حيدر، -28/131. .2/359، أخبار القضاة وكيع، -3

133

134

املبحث الثاين

شهادة املرأتني مع الرجل

فيها استـشهاد األصلكما أن ، يف حمضر القاضي األصل يف الشهادة استشهاد رجلني

.)1( الوارد يف هذا اخلصوصص القرآينن بالالاق العلماء على ذلك عم، باتفلامرأتني مع الرج

:عليه يتضمن هذا املبحث مطلبنيو

.مشروعية شهادة املرأتني مع الرجل: املطلب األول

.احلاالت اليت جيوز إثباا بشهادة املرأتني والرجل: املطلب الثاين

األولاملطلب

الرجلمشروعية شهادة املرأتني مع

مةوبإمجاع األ ص القرآينبالن على مشروعية شهادة املرأتني مع الرجل الفقهاءاستدل

.)2(وباملعقول

\] : أما النص فقول اهللا تعـاىل -1 [ Z Y] b a ` _ ^

m l k j i h g f e d cn Z ]282: البقرة .[

.31، صاإلمجاع ابن املنذر، -1 . 2/151، لتعليل املختار االختياراملوصلي، .1/210، روضة القضاة السمناين، .16/100، املبسوط السرخسي، -2

مكتبـة الريـاض، ،أحيد، حممد حممد: ، حتقيق2/902، الكايف يف فقه أهل املدينةأبو عمر، ابن عبد الرب، يوسف بن عبد اهللا ، مواهب اجلليل لشرح خمتـصر خليـل ، أبو عبد اهللا احلطاب، حممد بن عبد الرمحن. م1980 -هـ 1400الطبعة الثانية،

ابن قدامة،. 4/441، مغين احملتاج الشربيين، اخلطيب . 7/47، األم الشافعي، .هـ1398كر، بريوت، ، دار الف 6/181شـرح اهلاروين احلسين، . 9/396، احمللىابن حزم، . 130، ص الطرق احلكمية ابن القيم، .، دار الفكر 12/10، املغين

. 333، صالنهاية يف جمرد الفقه والفتاوىالطوسي، . 288ص، املختصر النافعاحللي، .6/234، التجريد يف فقه الزيدية

135

إن مل يكـن : فـاملعىن ،ادة املرأتني مع الرجل صـراحة شه قبولت اآلية على دل :وجه الداللة

.)1( املرأتني مع وجود الرجلنيقبولفهم من التخيري وي ، فرجل وامرأتان،ن رجلنياهداالش

وإن ة املرأتني إذا اجتمعتا مع الرجـل بشهاد جواز احلكم انعقد اإلمجاع على : اإلمجاعأما -2

.)2( رجلنية، كشهاد أصل يف احلكم فالرجل واملرأتان،أمكن أن يؤتى برجلني

ع الشارع املعامالت املالية كثرية، وهي مما تعم به البلوى، فوس و املداينات ألن: أما املعقول -3

من ع شهادة املرأتني مع الرجل ر، فش للحرج عن الناس، والتسهيل عليهم ا، رفع اإثباطرق يف

.)3(أجل ذلك

على مر العصور واألزمان، فالشريعة دمة مصاحل العباد ، خ وهذا مقصود أحكام الشريعة

ة على توثيق احلقوق بوسائل خمتلفة، ذا تفتح السبيل أمام املـرأة مصاحل كلها عدل كلها، قائم

التقتحم جماالت املعامالت املالية، وإن كان بعيد ا ما عن اختصاصها، إال أنه ال بـد مـن نوع

. ة، وإلدارة شؤوا اخلاصة من جهة ثانيةخوضه ملواكبة تطورات العصر من جه

.4/441، مغين احملتاج الشربيين، اخلطيب .16/100، املبسوط السرخسي،-1 الـشربيين، اخلطيب .10/256، الذخريةالقرايف، . 6/279، بدائع الصنائع الكاساين، . 31، ص اإلمجاع ابن املنذر، -2

.137، صالطرق احلكمية ابن القيم، .، دار الفكر12/10، املغينقدامة، ابن . 4/441، مغين احملتاجدار الكاتـب ،3/391، اجلامع ألحكام القرآن ، أبو عبد اهللا القرطيب، حممد بن أمحد . ،8/311اية احملتاج الرملي، -3

. م1967 -هـ 1387 ،العريب، الطبعة الثالثة

136

املطلب الثاين

إثباا بشهادة املرأتني والرجل جيوزيتاحلاالت ال

هادة املرأتني مع الرجل، ولكن هذا االتفاق ليس على إطالقه، ش قبولاتفق الفقهاء على

اختلفوا فيها، هـل تثبـت فهناك حاالت اتفقوا على إثباا بشهادة املرأتني والرجل، وحاالت

:؟ وبيان ذلك يف املسائل التاليةبالرجل واملرأتني أم ال

.شهادة املرأتني والرجل يف األموال: املسألة األوىل

.شهادة املرأتني والرجل يف أحكام األبدان: املسألة الثانية

: األموالشهادة املرأتني والرجل يف : األوىلاملسألة

وما كاملداينات، ،القضاء بشهادة املرأتني مع الرجل يف األموال اتفق الفقهاء على جواز

وغريها مما ساقاة واملضاربة والشركة كالبيع والوقف واإلجارة واهلبة والصلح وامل ، مال إىليؤول

ييف قولـه تعـاىل ودليلهم أن شهادة املرأتني مع الرجل وردت يف آية املداينة، د به املال قص : [

% $ # " !* ) ( ' & +. - , /0 1

28 7 6 5 4 39 C B A @ ? > = < ; :

E DFW V U T S R Q P O N M L K J I H G X

\ [ Z Y]c b a ` _ ^ Z ]حيــث ]282: البقــرة

137

قاس عليها املال ومـا يقـصد منـه ، وي لرجل بشهادة املرأتني وا الديون على إثبات تؤكد اآلية

.)1(املال

:الرأي القانوين

نصاب الشهادة يف حقـوق ( منها أن ) 1685( جاء يف جملة األحكام العدلية يف املادة

أن احلقوق تتـضمن املـال : وجاء يف شرح املادة املذكورة ...)العباد رجالن أو رجل وامرأتان

.)2(والقتل اخلطأ وقطع العضو وما ماثل ذلكواهلبة وتوابع املال، كالوصية

: شهادة املرأتني والرجل يف أحكام األبدان: املسألة الثانية

. )3( ما سوى الرأس والشوى جسده، والبدن من اجلسد:اإلنساندن ب: واألبدان لغة

كالنكاح يؤول إىل مال والالهو كل حكم يتعلق بالبدن، مما ليس ما: اأحكام األبدان اصطالح ،

. )4( والوالدة وعيوب النساءالرضاعوالنسب والعدة واجلراح ووالرجعة والطالق

هل جتـزئ فيهـا مال، إىلمما ليس مبال وال يؤول يف أحكام األبدان، اختلف الفقهاء

:على قولنين مع رجل أم ال بد من رجلني فقط، اامرأت

.ل يف أحكام األبدانجتوز شهادة املرأتني مع الرج: األولالقول

. 2/151، االختيار لتعليل املختار ملوصلي، ا. 1/210، روضة القضاة ،السمناين. 16/100، املبسوط السرخسي، -1

، األمالشافعي،. 6/181، مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل، احلطاب .2/906، الكايف يف فقه أهل املدينةابن عبد الرب، ، املـوقعني إعـالم ابن القيم،. ، دار الفكر12/10، املغين ابن قدامة، . 4/441، مغين احملتاج الشربيين، اخلطيب . 7/47، شرح التجريد يف فقه الزيديةاهلاروين احلسين، . 9/396، احمللىابن حزم، . 130، صالطرق احلكميةابن القيم، . 1/77 . 333، صالنهاية يف جمرد الفقه والفتاوىالطوسي، . 288، صاملختصر النافعاحللي، . 6/234 .4/351، درر احلكام حيدر، -2، العنيالفراهيدي، خليل بن أمحد، . أطراف اجلسد من األيدي واألرجل : والشوى. 13/47، لسان العرب ابن منظور، -3 .هـ1409مهدي املخزومي، إبراهيم السامرائي، مؤسسة دار اهلجرة، إيران، الطبعة الثانية، : ، حتقيق8/373 .1/168، وسائل اإلثبات الزحيلي، -4

138

وروي ، ماميـة إلوالزيدية لوهو قول ، والظاهرية، ورواية عن أمحد، احلنفية هذا القول إىلذهب

أجاز ابـن حـزم ، وإسحاق والشعيب والثوري و)2( معاويةبنإياس و، )1(ذلك عن جابر بن زيد

.)3(احلقوقيف سائر شهادة النساء

، وال يثبت ذلك إال بـشهادة يف أحكام األبدان ع الرجل ال جتوز شهادة املرأتني م : الثاينالقول

.رجلني فقط

، واإلمامية يف قـول ،ل عليه يف مذهب احلنابلة وع هذا القول املالكية والشافعية وهو امل إىلذهب

.)5( )4( النخعي والزهري وسعيد بن املسيب واحلسن وربيعةوهو قول

:منشأ اخلالف

يف من الفقهاء، وبني مجهور العلمـاء حلنفية ومن معهم يبدو يل أن منشأ اخلالف بني ا

داللة النـصوص يفاختالفهم : ا هو قبوهل وعدم األبدان شهادة الرجل واملرأتني يف أحكام قبول

ـ داللته داللة مشولية ، هل الوارد فيها لفظ الشاهد الشرعية من الكتاب والسنة ة فتـشمل مطلق

قتصر على املذكر فقط؟ فتةداملذكر واملؤنث؟ أم هي داللة مقي.

الزبري وابن عمر وابن عباس ابن عن روى. فقيه، من األئمة ، تابعي البصري الشعثاء أبو اليحمدي األزدي زيد بن جابرهو -1

:زرعة وأبو معني ابن عنه قال. اهللا بكتاب الناس أعلم من كان .ومجاعة مسلم بن ويعلى دينار بن وعمرو قتادة: وعنه .وغريهم . 2/104، األعالمالزركلي، . 2/34، ذيب التهذيب ابن حجر العسقالين،. م712 -هـ 93 مات سنة .ثقة أبيه، عن يروي.والذكاء الفطنة يف الدهر أعاجيب وأحد البصرة، قاضي ،واثلة أبوالعالمة املزين، قرة بن معاوية بن إياس هو -2

سنة ال كهبواسط تويف. معني ابن وثقه .وغريهم سلمة بن ومحاد شعبةو احلذاء خالد :وعنه .جبري بن وسعيد املسيب وابن وأنس . 2/33، األعالمالزركلي، . 5/155، سري أعالم النبالء الذهيب، .م740 -هـ 122

.، دار الفكر 12/7، املغين ابن قدامة، . 2/151، االختيار لتعليل املختار املوصلي، . 16/100 املبسوط، السرخسي، -3 .6/234، الزيدية شرح التجريد يف فقه اهلاروين احلسين، . 9/396، احمللىابن حزم، . 1/77، إعالم املوقعني ابن القيم،

. 101/321، حبار األنوارالسي، صاحب ،)الرأي ربيعةب( فلقب، بالرأي ابصري جمتهد، فقيه حافظ إمام، عثمان أبو املدين، بالوالء، التيمي فروخ بن ربيعة هو -4

.3/17، األعالم الزركلي، .م753 -هـ 136 سنة نباراأل أرض من باهلامشية تويف .مالك اإلمام قهتف عندهو باملدينة الفتوى، وسائل الشيعة العاملي، .، دار الفكر12/7، املغينابن قدامة، . 7/85، األمالشافعي، . 2/906، الكايف ابن عبد الرب، -5 . 332، صالنهاية يف جمرد الفقه والفتاوىالطوسي، . 1/9/258

139

هذا مـا . فيشمل املذكر واملؤنث ، معني عن التقييد جلنس مطلق لفظ الشاهد أن: القول األول

.ذهب إليه احلنفية

. هذا ما ذهب إليه مجهور العلماء.الرجالال يشمل إال ، ف مقيدأن لفظ الشاهد: القول الثاين

مطلـق ، هل هو يف النصوص الشرعية لواردا" الشهادة"لفظ يف : يظهرأن منشأ اخلالف كما

.يف موضع معني كما يقتضيه سياق النص؟قيد فيشمل مجيع املواضع، أم م

.وبيان كل ذلك يف األدلة التالية

: األدلة

ن جبواز شهادة املرأتني مع الرجـل يف و القائل األول القول أصحاباستدل : األولأدلة القول

: واملعقولقياس والواإلمجاع بالكتاب والسنةاألبدانأحكام

\] :تعاىل اهللا فقول :الكتاب أما -1 [ Z Y ] b a ` _

cZ.

: من وجهني :الداللة وجه

وجود عند عدم ، ال أقام املرأتني والرجل مقام الرجلني يف ذلك مطلقا I أن اهللا :الوجه األول

عدم وجود الرجلني جلـواز ىعلالنص لمحال يصح ف ،ا بل مع وجودمها أيض ،الشاهدين فقط

، مع وجود الـشاهدين إمجاعـا ن شهادة املرأتني مع الرجل جائزة أل ؛شهادة املرأتني مع الرجل

140

فتعبالتسمية اهللا تعاىل شرع شهادة الرجلني واملرأة ن أن ي ، فيكونان م رادلـذا تقبـل ؛ بالنصني

.)1( يف أحكام األبدانشهادما

c] : قوله تعاىل :الوجه الثاين b Z أي يف مجيع املعامالت املاليـة، من وجه، عام

ـ أي يف نوع معني من احلقوق، وهي احلقوق املالية، من وجه آخر، خاص و وما خص ا موضـع

فيفاقتضى أن يكون للرجل واملرأتني شهادة يف سائر األحكام، إال ما قمع ،2(د بدليلي(.

.)3("لأليس شهادا بنصف شهادة الرج ": املرأة يفrيب قول النف - أ: أما السنة-2

د مبوضع معني، فتدخل فيه شـهادة قي ومل ي ،اإلطالقأن لفظ الشهادة ورد على : وجه الداللة

.)4(ص ذلكخصما مل يرد دليل ي املرأتني مع الرجل يف أحكام األبدان،

.)5("شاهداك أو ميينه ":، قوله"هذا غصبين أرضي": للمدعي ملا قالrوقوله -ب

أنم لم له، فع ك وامرأتني ح الرجحضر املدعي أن لفظ شاهداك جاء مطلقا، ولو أ : الداللةوجه

.)6(هذا يقوم مقام الشاهدين

وشاهدي ال نكاح إال بويل : "r النيبقول t وعمران بن حصني t ما روي عن عائشة-ت

. )7("عدل

.4/227، الفروق القرايف، -1 .4/226، الفروقالقرايف، . 6/279، بدائع الصنائع الكاساين، -2 .1/79، إعالم املوقعنيابن القيم، : وممن استدل به. 84 ص سبق خترجيه-3 .1/79، إعالم املوقعني ابن القيم، -4 . 1/79، إعالم املوقعنيابن القيم، : وممن استدل به. 50 ص سبق خترجيه-5 .1/79، إعالم املوقعني ابن القيم، -6، صنفامل، وعبد الرزاق . 10/135 املعجم األوسط، والطرباين، . ، دار املعرفة7/125، السنن الكربى أخرجه البيهقي، -7، 259 ،6/261، إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل ، األلباين. اهدهاحلديث صحيح لشو : قال األلباين . 6/196

.م1985 -هـ 1405املكتب اإلسالمي، بريوت، الطبعة الثانية،

141

ديث اإلشهاد على عقد النكاح، والنكاح من أحكام األبدان، يف احلrطلب النيب : وجه الداللة

شهادة قبولفيشمل املذكر واملؤنث، فاقتضى األمر ،اجاء مطلق يف احلديث الشاهدوذكر لفظ

.املرأتني مع الرجل يف النكاح، ويقاس عليه باقي أحكام األبدان

تدل على جواز شـهادة لتابعني وا الصحابة من عهد فقد وردت آثار كثرية : وأما اإلمجاع -3

يف الرجـل مـع النـساء شـهادة أجازأنه " t: عن عمر ما روي : مع الرجل، منها املرأتني

كما . )2( منهم على اجلواز ا فكان إمجاع ،ومل ينقل أنه أنكر عليه منكر من الصحابة ،)1("النكاح

وحدهن، فمـن يف الطالق ا أجيزت شهادة النساء فإذ. )3( شهادة النساء يف الطالق وأجاز عمر

: ؟ قال "أجتوز شهادة الرجل واملرأتني يف الطالق : "وسئل الشعيب . باب أوىل أن تقبل مع الرجال

.)4("نعم"

قبل ت ف،الشبهات بامع عدم سقوطها جب،األموال على األبدان أحكام وااسقفقد : أما القياسو -4

.)5( كاألموال،فيها النساء

: فيستدل به من عدة وجوهوأما املعقول -5

، احلجاج بن أرطأة ا إسناد هذه الرواية منقطع، وفيه :البيهقيقال . ، دار املعرفة 7/126 ،السنن الكربى أخرجه البيهقي، -1

مثل هذه ، 4/234، هسننيف ارقطين وقد ذكر الد. 6/280، بدائع الصنائعالكاساين، : وممن استدل ذا األثر. ال يحتج بهوهو ". شهادة رجل وامرأتني يف النكاحrأجاز رسول اهللا ": الرواية مرفوعة، روي عن عمر أنه قال

. 6/280، بدائع الصنائع الكاساين، -2ده من واألثر صحيح لورو.131، صالطرق احلكميةابن القيم، : وممن استدل ذا األثر. 5/322، صنفاملابن أيب شيبة، -3

ابـن ". من احلفاظ املتقنني، وأهل الورع والدين : "الزبري بن اخلريت، وجرير بن حازم، قال عنه ابن حبان : رجال ثقات، منهم . ،3/271ذيب التهذيبالعسقالين، : وانظر. 1/250، االقطار فقهاء عالمأو مشاهري علماء األمصارحبان،

واألثر صحيح لوروده من .131، صالطرق احلكميةابن القيم، : تدل ذا األثر وممن اس.5/322، صنفاملابن أيب شيبة، -4وكـان ". إمساعيل أعلم الناس بالشعيب وأثبتهم عنه : "رجال ثقات، منهم إمساعيل بن أيب خالد، واملغرية بن سعيد، قال الثوري

. 4/19، الثقاتابن حبان، . شيخا صاحلا .، دار الفكر12/7، املغينابن قدامة، . 4/227، الفروقلقرايف، ا. 16/100، املبسوط السرخسي،-5

142

لرجحان جانب الـصدق ؛شهادة رجل وامرأتني يف إظهار املشهود به مثل شهادة رجلني إن -أ

.)1(فيها على جانب الكذب بالعدالة

.)2(الوالية لوجود ما يبىن عليه أهلية الشهادة وهي قبولاألصل يف شهادة املرأة ال -ب

، هلذا لوجود املشاهدة واحلفظ واألداء كالرجل ؛قبل شهادا ألن املرأة من أهل الشهادة فت -ت

. )3(مة لألمةلز ألحاديث األحكام امللت رواية النساءبق

فتقبل شهادما مـن أجـل ،سياق آية املداينة وألن شهادة املرأتني والرجل مذكورة يف -ث

.)4(ذلك

:دلةمناقشة األ

جبواز شهادة الرجل واملرأتني يف أحكـام ني األول القائل بعد عرض أدلة أصحاب القول

: من وجوه عدة- إن احتاج األمر-األبدان، ال بد من مناقشتها واالعتراض عليها

أن معىن اآلية أما يقومان مقام : إن وجه االستدالل األول بآية املداينة معارض بالقول -أ -1

ال، وليس معناها ما ذكرمت، وإال لقال فرج نيحلكم، بدليل الرفع يف لفظ رجل وامرأت الرجل يف ا

ـ مل وامرأتني بالنصب؛ ألنه خرب كان، ويكون التقدير فإن ال يكن الشاهدان رجلني، يكونا رج

ان تقديره فرجل وامرأتان يقومان مقام الشاهدين حبـذف ، ك وامرأتني، فلما رفع على االبتداء

.)5(اخلرب

.6/280، بدائع الصنائعالكاساين، -1 .4/209، تبيني احلقائقالزيلعي، -2 .2/151، االختيار لتعليل املختاراملوصلي، .7/371، شرح فتح القدير ابن اهلمام، -3 .2/151، االختيار لتعليل املختار املوصلي، -4 .4/227، الفروق القرايف، -5

143

خاصة بـاألموال، وال يـصح وأما وجه االستدالل الثاين بآية املداينة فمردود؛ ألن اآلية -ب

' ) ( ] : وأوهلـا استعمال العموم فيها، فآخر اآلية مـرتبط بأوهلـا، & % $

*Z+ مث قال اهللا تعاىل :[¼ » º½Z ا لو سلمنا العموم، خصصناه ، على أن

ن منفردات؛ وألن احلدود أعالهـا الزنـا وأدناهـا قبوهل جبامع عدم بالقياس على جراح القود،

السرقة، ومل يقبل يف أحدمها ما يقبل يف اآلخر، فكذلك األبدان أعلى من األموال فال يقبل فيها

. )1(ما يقبل يف األموال

يـشمل املـذكر لفظ الـشاهد أن، فاألحاديث كلها ال تدل على أما االستدالل بالسنة -2

بناء على هـذه -ملؤنث، بل يقتصر اللفظ على املذكر فقط، ألنه جاء ذه الصيغة، فال تقبل وا

. شهادة املرأتني والرجل يف أحكام األبدان-األدلة

قبولمعارضة بآثار أخرى تدل على عدم ، فإا وأما االستدالل باإلمجاع وبآثار الصحابة -3

ال جتوز شـهادة : " أما قاال tد ورد عن عمر وعلي شهادة النساء مع الرجال يف األبدان، فق

ال جتوز شهادة :"الزهري أنه قال وعن. )2("النساء يف الطالق وال النكاح وال الدماء وال احلدود

3(" وال نكاح وال طالقالنساء يف حد(.

يـرد ، ممـا )4(منقطعة عمر يف إجازة شهادة املرأتني مع الرجل أن رواية وقد ورد عند البيهقي

.دعوى اإلمجاع

.17/9، احلاوياملاوردي، . 4/227، الفروق القرايف، -1 .131، صالطرق احلكمية ابن القيم، :روممن استدل ذا األث. 8/330، املصنف عبد الرزاق، -2مغـين ربيين، الـش اخلطيب .4/25، املدونةمالك، : وممن استدل ذا األثر . 8/329، 7/332،صنفاملعبد الرزاق، -3

وهذه آثار صحيحة لورودها من رجال ثقات، منهم الزهري وابن .131، ص الطرق احلكمية ابن القيم، .4/442، احملتاج .املسيب واحلكم بن عتيبة

.، دار املعرفة7/126، السنن الكربى البيهقي، -4

144

قياس مع الفارق، حيث أن أحكام األبـدان م به؛ ألنه لفال يس : وأما االستدالل بالقياس -4

أعظم رتبة من األموال؛ ألن الطالق وحنوه ال يقبلن فيه منفردات، فال يقـبلن فيـه مطلقـا،

ومل يدخلـه األجـل صاص؛ وألننا وجدنا النكاح آكد من األموال؛ الشتراط الوالية فيه كالق ،

.)1(واخليار واهلبة، كما أنه يصح اإلبراء يف األموال، وال يكون ذلك يف النكاح

ن بعدم جواز شهادة املرأتني مع الرجل يف و القول الثاين القائلأصحاباستدل : أدلة القول الثاين

: واملعقول والقياس بالكتاب والسنةاألبدان أحكام

:تعاىلفقول اهللا : أما الكتاب -1

ــة يف -أ ] ]:الرجع Z Y X W V U T S R Q P

Z]2 :الطالق[.

، البدنيةاألحكامأن اهللا تعاىل أمر بإشهاد ذوي عدل يف الطالق أو الرجعة ومها من : وجه الداللة

بـصيغة الـنص ، وجاء إال موضع ال يطلع عليه الرجال ، البدنية كلها كذلك األحكامفكانت

لو كانت شهادة ف هذا يدل على اختصاص الرجال بذلك، شهادة النساء، ف فيه يذكر املذكر، ومل

.)2(عليها يف األموال عليها كما نص لنصالنساء جائزة هنا

Q Z Y ] : صية يف السفر و يف ال Uوقوله -ب X W V U T S R

c b a ` _ ^ ] \ [Z ]106 :املائدة.[

.17/9، احلاوياملاوردي،. 4/227 ،الفروق القرايف، -1 .7/84، األمالشافعي، . 4/209، الفروقالقرايف، . 10/254، ةالذخري القرايف، -2

145

وهذا اللفظ خيتص بالرجال ،د على الوصية اثنان ذوا عدل اشهباإل أمر Uأن اهللا : وجه الداللة

إن مل يكونا رجلني فرجل : قبل شهادة النساء يف الوصية لقال اهللا تعاىل أن تأراددون النساء، ولو

.)1(األموالوامرأتان كما يف

.)2("شاهدي عدل بويل وإالال نكاح " :نه قالأ r عن النيبي رو:أما السنة -2

ل مـن الـذكور، ومل واشترط لإلشهاد عليه شاهدي عد ،أن النكاح حكم بدين : وجه الداللة

ذكر فيه النساءي،3( البدنيةاألحكامقاس عليه باقي فت(.

: فمن وجهني:وأما القياس -3

اء فيهما هادة النس شقبول جبامع عدم ،صاص قاس اجلمهور أحكام األبدان على الق :األولالوجه

.)4(قبلن فيه مع الرجالمل يقبل فيه شهادة النساء على االنفراد، كل ما ال يعلى االنفراد، ف

على حقوق اهللا تعاىل، جبامع التفـاوت يف األموال قياس حقوق اآلدميني يف غري :الثاينالوجه

ت ثب فال ي،الزناحد الدرجة الذي يستلزم التفاوت يف اإلثبات، فكما أن حقوق اهللا تعاىل أعالها

رجال، وأدناها اخلمر، فيثبت باثنني، وجب أن يقع الفرق يف حقوق اآلدمـيني بـني بأربعةإال

، فوجب أن تكـون وسـيلة األموال، وأدناها حقوق األبدانأعالها وأدناها، فأعالها حقوق

. )5(األموال غريها يف األبدان يف اإلثبات

: وجهنيفيستدل به من املعقولوأما -4

.1/77، إعالم املوقعنيابن القيم، . 17/9، احلاوياملاوردي، . 7/84، األم الشافعي،-1 .4/210، الفروقالقرايف، : وممن استدل به .125 ص سبق خترجيه-2 .4/442، تاجمغين احمل الشربيين، اخلطيب .4/210، الفروق القرايف، -3 .17/9، احلاوي املاوردي،-4 . 1/173، وسائل اإلثباتالزحيلي، . 17/9، احلاوياملاوردي، . 4/227، الفروق القرايف، -5

146

.)1(ل فيها شهادة النساءقب حىت ت املالا مبال وال املقصود منهت ليساألبدان أحكامإن -أ

مدخل كاحلـدود ، فلم يكن للنساء فيها الرجال ايطلع عليه مما كما أن أحكام األبدان و -ب

ولعموم ؛ لضرورة فيما ال يطلع عليه الرجال ل؛ قبلت شهادة النساء حيث قبلت ، وإمنا والقصاص

الختصاصهن ؛، ويف غري هذه املواضع تبقى الشهادة فيها للرجال دون النساء البلوى يف األموال

.)2(بنقصان العقل، وقصور الوالية، واختالل الضبط

:مناقشة األدلة

يف جواز شهادة الرجـل واملـرأتني م بعدني الثاين القائل بعد عرض أدلة أصحاب القول

:أحكام األبدان، ال بد من مناقشتها والتعليق عليها من وجوه عدة

لفظ شاهد يقتصر على املذكر بأن :مجلة أدلة من الكتاب والسنة إن وجه االستدالل من -1

طلقـت ومل يف عرف الشارع أن األحكام املذكورة بصيغة املـذكر إذا أ ن أل م به؛ لال يس فقط

t] : تعـاىل اهللا كقـول تقترن باملؤنث فإا تتناول الرجال والنساء، s r q p ouZ .)3(ا وعلى هذا فآيات الطالق والوصية اليت استدللتم ا، تتناول الصنفني مع،]282:البقرة[

الرجعة أيسر من حضورهن عند كتابة الوثائق بالـديون، كما أن حضور النساء عند

ز الشارع استشهاد النساء يف وثائق الديون وكذلك حضورهن عند الوصية وقت املوت، فإذا جو

اليت تكتبها الرجال مع أا تكتب غالبا يف جمامع الرجال، فألن يسوغ ذلك فيما تشهده النساء

. ، دار الفكر12/7، املغينابن قدامة، -1 .، دار الفكر12/7، املغينابن قدامة، . 266، صختريج الفروع على األصول الزجناين، -2 .1/78، إعالم املوقعنيم، ابن القي-3

147

، يوضحه أنه قد شرع يف الوصية استشهاد آخرين من غري كثريا كالوصية والرجعة والنكاح أوىل

.)1(املسلمني عند احلاجة، فألن جيوز استشهاد رجل وامرأتني، بطريق األوىل واألحرى

2- ألن النكـاح نه قياس مع الفارق؛ فإ :صاصأما االستدالل بقياس أحكام األبدان على الق

.)2(ا اتفاقالشبهةص فإنه يسقط بصا، خبالف القالشبهةوالطالق والوصية تثبت مع

وإال وجب ح للقياس، صلالعلة فيه ال ت ف :وقياس حقوق اآلدميني على حقوق اهللا تعاىل

علينا أن نضع سأو تنازليا يف اإلثبات حسب الدرجات، وأن سبب التشدد يف إثبات ا تصاعديالم

جيري فيـه الزناة عليهما، وألن بأربعة شهود، أنه جيري من اثنني، فكانت الشهادة مقسم الزنا

الستر فاحتاط به الشارع خالفا لبقية احلدود، فظهر الفرق بني حدود اهللا تعاىل، وال موجـب

.)3(للتفريق بني حقوق اآلدميني

؛ ألن شهادة املرأتني مع الرجل يف بـاب األمـوال بهم لال يس ف: وأما االستدالل باملعقول -3

الرجال، فدل أا مطلقة ال ضرورة، وهلذا تقبل روايتها يف اإلخبار، تكون مع القدرة على شهادة

كثـر كالرجال، ولكن جاء الـنص خبالفـه؛ كـي ال ي اوكان ينبغي أن تقبل شهادن مطلق

. )4(خروجهن

،الـشبهة يها، فلم يبق بعد ذلك إال ونقصان الضبط بزيادة النسيان اجنرب بضم أخرى إل

.)5( كاملال، مما يقوي أا حجة أصلية ال ضروريةالشبهةوهذه احلقوق تثبت مع

. 1/78، إعالم املوقعني ابن القيم، -1 .1/173 وسائل اإلثبات، الزحيلي، -2 .1/173، وسائل اإلثبات الزحيلي، -3 .4/209، تبيني احلقائقالزيلعي، .6/280، بدائع الصنائعالكاساين، -4 .4/209، تبيني احلقائق الزيلعي، -5

148

جعل الشارع املرأتني يف مقام رجل ليس لنقـصان إن - واهللا تعاىل أعلم -: وقد يقال

نرى كثريا من النساء يـضبطن ر درجتهن عن الرجال ليس غري، و الضبط وحنو ذلك، بل إلظها

ن الرجال؛ لكثرة الواردات علـى خـاطر الجتماع خاطرهن أكثر م ؛ أكثر من ضبط الرجال

.)1(الرجال

بعد عرض أدلة كل من الفريقني، يتبني يل أن الراجح من الرأي هو الرأي األول :الرأي الراجح

:، وذلكجبواز شهادة املرأتني مع الرجل يف أحكام األبدان: القائل

.لتحقيق مراد الشارع يف احلفاظ على احلقوق وعدم ضياعها -أ

ا ما تقع يف جمالس النساء وحتت أبصارهن، فلـذلك كثري من أحكام األبدان، ا بعض نألو -ب

. )2(جيوز اإلثبات بشهادة الرجل واملرأتني يف أحكام األبدان

. ذلكليس هناك دليل ناهض على خالفتها، وسالمقوة أدلتهم ول -ت

يف فـرض ناسب؛ ألن اخلطـاب الربـاين حمور م يف جاء فإن استدالهلم بلفظ الشاهد

Ä ] : على مجيع البشر جاء بصيغة املذكر، فقد قال اهللا تعاىل الشرعية التكاليف Ã Â

Z ر فقط بل يشملهم كما يشمل اإلناث، وهكـذا وجـب ولكنه ال يقتصر على صنف الذكو

.اعتبار لفظ الشاهد، فيبقى املطلق على إطالقه ما مل يرد دليل يقيده

لرجل واملرأتني نكون قد عطلنا النصوص الوارد ا لفظ الشاهد مل نقبل شهادة انا إنوإن

قيوما وضعت النصوص لتـهمل، ادا جبنس أو موضع معني مطلقوالشهادة على إطالقهما ومل ي ،

. ملصاحل العباد، ويف إعماهلا منفعة عامة وشاملة جلميع الناسإمنا وضعت

:الرأي القانوين

.7/371، لقديرشرح فتح اابن اهلمام، -1 .1/179، وسائل اإلثباتالزحيلي، -2

149

نصاب الشهادة يف حقوق العباد (منها ) 1685(يف املادة العدلية األحكامجاء يف جملة

أنفهم من ذكر حقوق العباد بصورة مطلقة ي" وجاء يف شرحها ...) وامرأتان رجل أورجالن

وقد أخذ ، مبال، كالنكاح والطالق والوصية وغريها ت ليس احلقوق اليت احلقوق املذكورة تشمل

على أنه منه) 16( املادةت رأي احلنفية، فقد نص ر عن عبامل الشخصية برأي الة األحوالقانون

)وال يكفي حضور ...)شترط يف صحة عقد الزواج حضور شاهدين رجلني أو رجل وامرأتني ي

ألن عقد الزواج ليس مما ال ضور النساء وحدهن مهما كان عددهن؛رجل وامرأة واحدة، وال ح

من مقام رجل واحد يف الشهادة، وشهادة الواحد غري يطلع عليه الرجال، وألن مهما كثرن يق

النـساء حبـضور معتربة، غري أن املقصود من الشهادة إظهار الزواج وإعالنه، وهذا ال يتحقق

الس الرجال وجمتمعام العامة، فإن كان ألن الشأن يف النساء املسلمات أن ال يغشني جم؛ وحدهن

.)1(االرجال والنساء مع يتوافر بني اإلعالنن مع النساء رجل فإ

، دار الثقافـة، اإلصـدار 60، ص شرح قانون األحوال الشخصية التكروري، عثمان، . 4/352، درر احلكام حيدر، -1 الفقه املقارن لألحوال الشخصية بني املذاهب األربعـة أبو العينني، بدران، . م2007 -هـ 1428 الطبعة األوىل، ،الثالث

.، دار النهضة العربية، بريوت65، صالسنية واملذهب اجلعفري والقانون

150

151

املبحث الثالث

يف احلدود والقصاصشهادة النساء

، كالزنا والقـذف ا أو قصاص اختلف العلماء يف جواز شهادة النساء فيما يوجب حد ا

قبـل صاص، هل ت صاص، وغريها من احلدود والق ، واجلروح املوجبة للق وشرب اخلمر والسرقة

:)1( ال؟ على قولنيفيها شهادة النساء أم

قبل شهادة النساء يف شيء من احلدود والقصاص، سواء كن منفردات أو مع ال ت : القول األول

.الرجال

.)2( والزيدية وهذا قول مجهور الفقهاء من احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة

. أو مع الرجـال صاص، سواء كن منفردات شهادة النساء جائزة يف احلدود والق :القول الثاين

.)3(وهذا قول ابن حزم الظاهري

يف احلقبل شهادة امرأتني مع رجل وت صاصدود والقعطـاء هو مروي عن وقبل منفردات، وال ت

5( )4(اد بن سليمانبن أيب رباح، ومح(.

.)1(اإلمامية عند ،صاص وحد الزنا دون سائر احلدوديف الق شهادة امرأتني مع رجلوجتوز

.هـ1420، دار بلنسية، السعودية، الطبعة األوىل، 258، صوالية املرأة يف الفقه اإلسالمي أنور، حافظ حممد، -1مالـك، . 4/209، تبيني احلقائق الزيلعي، . 6/279، بدائع الصنائع الكاساين، . 16/100 املبسوط، السرخسي، -2

. 31، ص اإلمجـاع ابن املنذر، .7/85، األمالشافعي، . 2/381، بداية اتهد واية املقتصد رشد، ابن. 4/9، املدونةاهلاروين احلـسين، . 6/434، كشاف القناع البهويت، .، دار الفكر 12/7، املغين ابن قدامة، .17/7، احلاوي املاوردي،

. 4/66، التاج املذهب ألحكام املذهبالعنسي، . 6/235، لزيديةشرح التجريد يف فقه ا .9/396، احمللىابن حزم، -34- بن سليمان بن ادمح عـن وروى احلـسن، بـن حممد عند السن كرب على تفقه، النيسابوري الفقيه، سليمان أبو بان،املرز

اجلـواهر ، حميي الدين أبو حممد الوفاء، عبد القادر بن حممد ابن أيب .اقرياط ويلقب األزهر، بن أمحد عنه روى. وشعبة الثوري، .م1993 -هـ 1413، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، عبد الفتاح حممد ،احللو: ، حتقيق2/539، املضية يف طبقات احلنفية

.، دار الفكر12/7، املغينابن قدامة، . 17/7، احلاوياملاوردي، -5

152

.)2( عند اإلباضيةاصاص دون احلدود مطلق يف القز شهادة امرأتني مع رجلجتوكما و

:منشأ اخلالف

شهادة النـساء يف احلـدود قبولبني اجلمهور وابن حزم يف ن منشأ اخلالف يظهر يل أ

ـ اختالفهم يف داللة النص يف عمو :ا هو قبوهلوالقصاص وعدم ة علـى الـشهادة م اآليات احلاث

ويراد ا العموم فتشمل الرجل واملرأة، أم هي هذه األلفاظ فظ الشاهد، هل تطلق فيها ل والوارد

.خاصة فال تشمل إال الرجال؟

. هذا ما ذهب إليه مجهور الفقهاء.أا ال تتعدى الرجال، لوجود الدليل يف ذلك: القول األول

.هذا ما ذهب إليه ابن حزم. أا شاملة للرجال والنساء: القول الثاين

.بيان ذلك يف األدلة التاليةو

: األدلة

ن بعدم جواز شهادة النساء يف احلـدود و القائل األول القول أصحاباستدل : أدلة القول األول

املعقولو والسنة واألثربالكتاب صاصوالق:

:I قول اهللاستدلوا بفقد : أما الكتاب -1

(] -أ ( ' & % $ # " !* , +

/ . - 7 6 5 4 3 2 1 0 Z ]15:النساء.[

: رجال، بقولهودأن اهللا تعاىل بين يف هذه اآلية نصاب شهادة الزنا، وهو أربعة شه :وجه الداللة

[) ( Z* يف العدد والذكورة للحوق تاء التأنيث يف نص )وهو يدل علـى ) أربعة

النهاية يف الطوسي، .1/9/259، وسائل الشيعة إىل حتصيل مسائل الشريعةالعاملي، . 288، صاملختصر النافعاحللي، -1 . 333، صجمرد الفقه والفتاوى

. 13/119، شرح النيل أطفيش، -2

153

عليه من العدد الثة رجال خمالف ملا نص امرأتني مع ث قبول رجال من املسلمني، و أربعةاشتراط

.)1(واملعدود

U : [S وبقـــول اهللا -ب R Q P OT \ [ Z Y X W V U

]Z ]اهللا وقـال .]13:النور U: [ e d c b a _ ^ ] \

k j i h g flo n m Z ]2(]4:النور(.

لبيان نصاب شهادة الزنا، ومها تدالن علـى اشـتراط اآليتان أيضجاءت هاتان ا : وجه الداللة

احلدود يفةقبولالرجال؛ لتأنيث العدد، فلو كانت شهادة النساء م: أربعة رجال، واملراد بالشهداء

3(ن الشارع ذلكلبي(.

: السنةأما -2

مع امـرأيت وجدت إن ":rقال لرسول اهللا )4( أن سعد بن عبادة :ما جاء يف صحيح مسلم -أ

.)5("نعم: rبأربعة شهداء؟ فقال النيب ه حىت آيت لهمأأ ،الرج

لتأنيـث العـدد رجال شهود على حد الزنـا، أربعة اشتراط احلديث صريح يف :وجه الداللة

.rلذكرها النيب يف احلدود ولو كانت شهادة النساء جائزة املخالف للمعدود،

.7/370 ،شرح فتح القدير ابن اهلمام، -1 .، دار الفكر10/169، املغينامة،ابن قد. 4/441، مغين احملتاجالشربيين، خلطيب ا: اآليتنيممن استدل اتني -2 .261، صوالية املرأة يف الفقه اإلسالمي أنور، -3 األشراف األمراء وأحد اخلزرج، سيد .املدينة أهل من صحايب، ،ثابت أبو اخلزرجي، حارثة، بن دليم بن عبادة بن سعد هو -4 .األنصار من السبعني مع العقبة وشهد، والسباحة والرمي ابةالكت ملعرفته؛ بالكامل اجلاهلية يف يلقب وكان .واإلسالم اجلاهلية يف

، التاريخ الكبريالبخاري، . م635 -هـ 14 سنة حبوران مات .عشر اإلثىن النقباء أحد وكان .وغريمها واخلندق ادحأ وشهد .3/85، األعالمالزركلي، . 1/28، مشاهري علماء األمصار وأعالم فقهاء األقطارابن حبان، . 4/44، مغـين احملتـاج الشربيين، اخلطيب: وممن استدل ذا احلديث . 5/131، بشرح النووي صحيح مسلم مسلم، أخرجه -5 .، دار الفكر10/169، املغينابن قدامة، . 4/441

154

ادرؤوا احلدود عن املسلمني ما : " قال r أن النيب tشة أخرج الترمذي والبيهقي عن عائ -ب

خيطـئ يف أنمن ن خيطئ يف العفو خري إ اإلمامن فإن كان له خمرج فخلوا سبيله، فإ ،استطعتم

.)1("العقوبة

د الذي تشوبه احل ن املسلمني قدر املستطاع، وبالذات بدفع احلدود ع rأمر النيب :وجه الداللة

، فكانت الـشهادة فيهـا الشبهاتد والقصاص مبنامها على الدرء واإلسقاط ب ألن احلدو ؛ شبهة

؛ بدليل قوله شبهة، وشهادة النساء ال ختلو عن الشبهاتأغلظ من الشهادة يف غريها مما ال يدرأ ب

m] : تعاىل l k j i hnZ بلن على الـسهو والغفلـة، ؛ن جوأل

؛ وألن الشبهة خبالف سائر األحكام؛ ألا جتب مع بهةشونقصان العقل والدين، فيورث ذلك

.)2(ةقبولجواز شهادة النساء على البدل من شهادة الرجال، واألبدال يف باب احلدود غري م

واخلليفتني بعده أن ال تقبل rمضت السنة من لدن رسول اهللا " :الزهريقال : األثر وأما -3

.)3("شهادة النساء يف احلدود والقصاص

قبـول على عـدم t بكر وعمر وأيب rيدل األثر بوضوح على أن دأب النيب : وجه الداللة

.شهادة النساء يف احلدود والقصاص

ألما اللذان كان معظم تقرير الشرع وطرق األحكام ؛ tوعمر بكر أيب وختصيص اخلليفتني

.)1( وما كان من غريمها إال اإلتباع،يف زماما

ـ عبد الـرزاق، :وانظر. ، دار املعرفة 9/123، كربىسنن ال الالبيهقي، . 3/453 ،سنن الترمذي الترمذي، -1 ، صنفامل

هذا : "وقال عنه. 4/384، املستدرك على الصحيحنيواحلاكم النيسابوري، . 6/516، صنفاملابن أيب شيبة، و. 10/166 ". حديث صحيح اإلسناد ومل خيرجاه

.4/209، تبـيني احلقـائق الزيلعي، . 7/371، شرح فتح القدير ابن اهلمام، .6/279، بدائع الصنائع الكاساين، -2 .، دار الفكر12/7، املغينابن قدامة، . 17/7، احلاوياملاوردي،

، بدائع الـصنائع الكاساين، : وممن استدل باألثر .وقد وردت فيه آثار كثرية ذا املعىن . 6/544، صنفاملابن أيب شيبة، -3 .6/434، كشاف القناعالبهويت،. 2/151، االختيار لتعليل املختاراملوصلي، . 6/279

155

: وجهنيستدل به مني ف املعقول وأما-4

تشيع الفاحشة بني الناس أو التحدث ا، أن ال حيب Uأن احلدود مبناها على الستر، واهللا -أ

ظـت الـشهادة ليكـون لألن الزنا من أغلظ الفواحش فغ ؛أربعة يف الزنا Uوقد اشترط اهللا

.)2(أستر

، وجعل الشهود حدمها أ فكأن كل شاهدين يشهدان على ، ننين جرمية الزنا تقع من اث ألو -ب

والنطق ا، وجتنيبهم الشهادة ا أمام الرجال يه النساء عن رؤية جرمية الزنا نـزمن الرجال؛ لت

.)3(والقضاة

:مناقشة األدلة

بعدم جواز شهادة النـساء يف احلـدود القائلني األولبعد عرض أدلة أصحاب القول

ال بد من مناقشتها والتعليق عليها، صاصوالق:

، "الشهداء" أا خاصة بالرجال؛ لتخصيص لفظ مسل، ن والسنة إن االستدالل بنصوص الكتاب

بقرينة صفريف حد الزنا فقط، ، لكن النص خاص "أربعة"ها من العموم إىل اخلصوص وهي لفظ ت

اد األمر حمل اجته ىبق الرجال فيها دون النساء، في قبولوبقية احلدود مل يرد فيها نص يدل على

. ألنه ال اجتهاد يف مورد النص؛ما مل يرد دليل مينعه

وأما االستدالل باألثر الوارد عن الزهري فال تنهض به احلجة على عدم جواز شـهادة

هي سـنة " مضت السنة "النساء يف احلدود؛ ألنه ال يشترط أن يكون املقصود من قول الزهري

سنة اخللفاء " بالسنة"تمل أن يكون املراد ، كمصدر تشريعي واجب اإلتباع، بل قد يح rالنيب

.7/369، فتح القديرشرح ابن اهلمام، -1 .1/81، إعالم املوقعنيابن القيم، . 4/441، مغين احملتاجالشربيين، اخلطيب -2 -هـ 1422، 232، ص فقه القضاء والدعوى واإلثبات الزحيلي، حممد، .4/441، مغين احملتاج الشربيين، اخلطيب -3

. م2002

156

ن، ـفتيـ، وهي األرجح يف املعىن لذكر اخللي"قةـالطري"ن، أو أن يكون املراد بالسنة ـالراشدي

ـ "ن، مبعـىن ـرة من سنة اخللفاء الراشدي ـفقد وردت آثار كثي ، فقـد جـاء يف "قتهمـطري

rجلد النيب : "، أنه قال )2( عقبة د بن ـ عن علي يف جلد الولي )1(ن بن املنذر ـث حضي ـحدي

سنة، وفعـل أيب rفسمى فعل الرسول .)3("أربعني، وأبو بكر أربعني، وعمر مثانني، وكل سنة

بكر وعمر سالطريقة"ة، مما يدل أنه أراد بذلك ن" عترض، أن سوقد ي ،نة الصحابة حجعمـل ة ي

جـاب تباعهم، في تؤكد على وجوب اrال النيب ا؛ ألن األحكام كانت تقرر يف زمنهم، وأقو

جاء مطلقا، فكلمة السنة إذا أطلقت بغري قرينة كان معناها " مضت السنة"أن نص الزهري : عليه

ـ " الطريقة" حتج به، إذ ال قرينة تدل على ذلك، فيوما ورد عن الزهري، ال يؤخذ بأنه دليل يرد

.)4(االستدالل به

: أدلة القول الثاين

بعموم نصوص صاص ن جبواز شهادة النساء يف احلدود والق و القول الثاين القائل أصحاباستدل

:املعقول ووبالقياس ،القرآن والسنة

ة على طلب الشهادة، دون تفريق بني رجل وامـرأة ال احلاث عموم نصوص القرآن والسنة -1

ا استناد، شهادة امرأتنيقبولن يف اجلنس وال يف العدد، فكل موضع يشهد فيه الرجل ال بد فيه م

ربيعـة سادات من تابعي، ،ساسان أبو، لقبه حممد أبو الرقاشي، الشيباين الذهلي وعلة بن احلارث بن املنذر بن حضني هو -1

تويف سنة . الداناج اهللا وعبد احلسن عنه روىي، و وعل عثمان عن يروى، ويوصف بداهية الناس، الرأي ذوي ومن وشجعام، .2/263، األعالمالزركلي، . 4/191، الثقات، ابن حبان. م715 -هـ 97

.لهوالو ون عرف با .وأجوادهم وشعرائهم قريش فتيان من ،القرشي األموي وهب أبو معيط، أيب نب عقبة بن الوليد هو -2التاريخ البخاري، . م680 -هـ 61 سنة بالرقة مات وكان وايل الكوفة، مكة، فتح يوم أسلم .همأل عفان نب عثمان أخو وهو

.8/122، األعالمالزركلي، . 1/78، قهاء األقطارالم فمشاهري علماء األمصار وأعابن حبان، . 8/140، الكبري .، الدار الثقافية11/216، صحيح مسلم بشرح النووي أخرجه مسلم، -3 .م1965 -هـ 1385، 50، ص، أحكام البينات الداعور، أمحد-4

157

لألشعث بن r وقوله ؟)1("املرأة مثل نصف شهادة الرجل أليس شهادة : "rإىل قول الرسول

قد r فوجدناه )3("شاهداك أو ميينه " ويف رواية )2(ألك بينة؟ : " يف بئر القيس عندما خاصم رج

من املسلمني أنه بينة سـواء بينة مطلقة، فوجب أن تكون البينة كل ما قال قائل يكلف املدع

.)4(، هذا ما استدل به ابن حزمالنساءكانت من الرجال أو من

إىل منهما حـق حيتـاج ال كأن جبامع ، احلدود والقصاص على األموالوااسق: ن القياس م -2

وكذا بـاقي احلقـوق مـن احلـدود ، ورجل امرأتني أن األموال تثبت بشهادة فصح إثبات،

.)5( محاد وعطاءا قياس، هذوالقصاص

لعدم ضياع حقوق العباد، ولـئال ؛صاصل شهادة النساء يف احلدود والق قب فت :أما املعقول -3

وبني أربعـة نـسوة يف امرأة ورجل، وبني رجلني أو أربعة رق بني ال ف و ،ل دم امرئ مسلم بطي

، والـنفس سواء فهي واردة من الرجال والنساء على حد وكذلك الغفلة ، جواز تعمد الكذب

ـ ر أربعة شهادة مثاىن نسوة منها على شهادة تطيب إىل القرآن والـسنة جال، ولكن التمسك ب

. )6(واجب وال مزيد على ذلك

:مناقشة األدلة

،صاصجبواز شهادة النساء يف احلدود والق القائلنيالثاينأصحاب القول بعد عرض أدلة

:ال بد من مناقشتها والرد عليها، مبا يلي

.84 سبق خترجيه ص-1 49 سبق خترجيه ص-2 . 50ص سبق خترجيه -3 .1/222، وسائل اإلثباتزحيلي، ال. 9/402، احمللىابن حزم، -4 .، دار الفكر12/7، املغينابن قدامة،. 17/7، احلاوي املاوردي،-5 . 1/9/258، وسائل الشيعةالعاملي، . 9/403، احمللى ابن حزم، -6

158

شهادة النـساء يف احلـدود قبول ا ال تدل على نصوص الكتاب والسنة اليت استدلوا إن عامة

. والقصاص، إال أا خصت يف مواضع معينة كاألموال

ال يقاس على ما الشبهةب ا يسقط قياس مع الفارق؛ ألن م وهف أما االستدالل بالقياس

؛ النسيان والضالل فتسقط يف احلـدود والقـصاص شبهة، وشهادة النساء فيها الشبهةيثبت ب

البلوى ا، فال لعموم ؛الشبهة خبالف األموال اليت تثبت مع ،خلطورا، وألن مبناها على الستر

. هم بقياسيسلم

يف ةرداوالتمسكون بالنصوص ي، فتارة م يقع يف أقواهلا أن مثة تعارض وال خيفى على أحد

جيزون مثاين نسوة يف يال مزيد على ذلك، ومن جهة أخرى بعة رجال و ط أر شترت اليتحد الزنا

.هم كما هو ادعاؤالزنا، فأين الوقوف على النص

ا، ي هممسكهم بالنصوص وعدم تعديها، و عترضون على اجلمهور بت ي مكما أتعـدو

صيصخت شهادة النساء فيما ال يطلع عليه الرجال، وهمصيصخت بسببى اجلمهور علضوااعترفقد

فكيف يستقيم . )1( على النصوص الواردة يف ذلكاشهادة امرأتني مع رجل يف الديون فقط، وقوف

.!هذا

:، ملا يلي شهادة املرأة يف احلدود والقصاصقبول اجلمهور عدممع لم سأ :الرأي الراجح

املرأة يف احلدود ، وليس للطرف الثاين املؤيد شهادة الستدالهلم بأدلة قطعية الداللة والثبوت -أ

ناهضةصاص أدلة والق.

. هذه املواقف مثل يف واحلياء من الضعف والرأفة املرأةلت عليهب ملا ج-ب

.400، 9/403، احمللى ابن حزم، -1

159

، كما لو حدث ما استثناء يف هذه املواضع شهادة املرأة أحيانا قبول تدعوولكن احلاجة

يوجب الق ن اخلاصن، صاص يف أعراس النساء، ويف اجتماعا النظر يف طبيعة املـرأة فأرى ة،

، فمن النساء من متلك اجلرأة الكافية على حتمل هذه املواقـف ، على صنف واحد نسفالنساء ل

عند اجلانب بينما ينعدم هذا وال يعتريها نقص أو نسيان، وسرد مالبسات احلادثة كما وقعت،

بـشهادة األخذ أرى -بىن على الغالب ت األحكامن كانت وإ - بعض الرجال، ففي هذه احلالة

.، كما قبلت ضرورة يف املواضع اليت ال يطلع عليها الرجال حفظا للحقوق ضرورةاملرأة

: الرأي القانوين

أخذت جملة األحكام العدلية برأي الفقهاء يف عدم جواز شهادة النـساء يف احلـدود

قبل شهادة النـساء د الزنا أربعة رجال، وال تنصاب الشهادة يف ح : والقصاص، حيث جاء فيها

وشرب اخلمر اللعانفيها، كما أن نصاب الشهادة يف بعض احلدود األخرى كالسرقة والقذف و

1(قبل شهادة النساء فيهارجالن، وال ت(.

.353، 4/355، درر احلكام حيدر، -1

160

املبحث الرابع

شهادة املرأتني واليمني

أمـام املال وتوابعـه دعوى اهدين اثنني من الرجال يف إثبات ش إقامة امن املقرر شرع

إقامة شاهد ثان وتعذر عليه ،ا واحد ا شاهد ولكن إذا أحضر املدعي ، أو رجل وامرأتان القضاء،

وتقوم هـذه ،ن حيلف على حقه ميل النصاب الشرعي يف الشهادة، عندها يكلفه القاضي بأ لتك

كاليمني مقام الشاهد اآلخر فتالواحد الشاهد هذاإقامةعذر تإذا، ولكن )1(ل الشهادة الشرعيةم ،

: العلماء يف هذه املسألة على قولني اختلف يقوم مقامه امرأتان مع ميني الطالب؟هل

.القضاء باملرأتني واليمني جائز: األولالقول

وأيده ابـن ، واختاره ابن تيمية وهو أحد الوجهني يف مذهب احلنابلة املالكية، إليههذا ما ذهب

.)3(وهو قول الظاهرية ،)2(يب حنيفةأل قرايفه البسونالقيم

. قضاء باملرأتني واليمني غري جائزال: القول الثاين

.)4(اإلماميةوالزيدية ، وذهب إليه وهو وجه آخر يف مذهب احلنابلة، الشافعيةهذا ما ذهب إليه

:األدلة

:تني واليمني مبا يلين جبواز شهادة املرأو القائلاألول القول أصحاب استدل :األولأدلة القول

.235، صاتفقه القضاء والدعوى واإلثب الزحيلي، -1 مل يقبلوا شهادة الشاهد واليمني، فكيف ، بل أن احلنفية مبا فيهم اإلمام ومل أعثر خالل حبثي عما يثبت ذلك يف كتب احلنفية-2

.سيقبلون املرأتني واليمنييم، ابن الق .6/181، التاج واإلكليل العبدري، . 204، ص القوانني الفقهية جزي، ابن. 4/201، الفروق القرايف، -3

. 9/396، احمللىابن حزم، . 136 صالطرق احلكمية،. 6/435، كشاف القناع البهويت، .، دار الفكر12/11، املغينابن قدامة،. 4/443، مغين احملتاج الشربيين، اخلطيب -4

. 288، صاملختصر النافعاحللي، . 4/83، التاج املذهب ألحكام املذهبالعنسي،

161

فكما أنه جيـوز . شهادة كل منهما قبولن على شهادة الرجل جبامع ـ قاسوا شهادة املرأتي -1

القضاء بشهادة

تعاىل املرأتني مقام الرجل يف اآلية ، فقد أقام اهللااملرأتني مع اليمنياليمني، جيوز القضاء ب الرجل مع[\ [ Z Y] c b a ` _ Z ]وقـال ]282:لبقرةا

ـ . )1(بلـى : ادة الرجل؟ قلن شهادة املرأة نصف شه أليس: " يف احلديث الصحيح r النيب دلف

لى شهادة املرأة وحدها على النصف من شهادة الرجل، ويدل مبفهومه عأناحلديث مبنطوقه على

.)2(ادة الرجل شهادة املرأة مع مثلها كشهأن

لذلك وجـب ؛ وشهادة الرجل تقبل مع اليمني ،قبولل يف ال شهادة املرأة كشهادة الرج أنفبما

. شهادة املرأتني مع اليمنيقبول

.)3(ىلوأاملرأتني فألن حيلف مع ، عليهن املدعي حيلف مع نكول املدعىإ -2

شهادما قبولن ل، يف حالة وجوده وعدم وجوده، فهذا يدل أ مقام الرجنوماقت إن املرأتني-3

انفردت إذاوهذا موجود فيما . ، وهو العدالة الرجل، بل ملعىن يف الرجل واملرأة مل يكن ملعىن يف

رب ذلك بـضم امـرأة خشي من سوء ضبط املرأة وحفظها وحدها، ج وإذا، املرأتان عن الرجل

شهادة املرأتني مع الرجل، ولـيس يف قبول مثل ، شهادة املرأتني مع اليمني قبول، ف إليها أخرى

.)4(ة واإلمجاع ما مينع ذلكالقرآن والسن

: مناقشة األدلة

.84 سبق خترجيه ص-1 .136، صالطرق احلكميةابن القيم، . 4/201 الفروق، القرايف، -2 .11/55، الذخرية القرايف، -3 .136، صالطرق احلكميةابن القيم، . 4/202 الفروق، القرايف، -4

162

، ال بد مـن جبواز شهادة املرأتني واليمني القائلني األولأصحاب القول بعد عرض أدلة

:بالقولالتعليق عليها

واضحة الداللة على جواز شـهادة املـرأتني والـيمني، صرحية ليست إن هذه األدلة

رع احلكيم مل يذكر شـهادة ا فإن الش ياس مع الفارق، ق حتج به؛ ألنه ي فاالستدالل بالقياس ال

شهادة املرأتني واليمني، كما مل يذكر مـن طـرق س عليها قا حىت تالشاهد واليمني يف األصل،

املرأتني واليمني زيادة علـى جبواز شهادة رجلني، أو رجل وامرأتني، فالقول اإلثبات إال شهادة

. شهادة املرأتني واليمنيقبولألدلة، ومن مث عدم االحتجاج ذه الذلك ال يسلم ؛ النص

: أدلة القول الثاين

: مبا يلي بعدم جواز شهادة املرأتني واليمنينو القول الثاين القائلأصحاباستدل

\] U: اهللا قــال -1 [ Z Y] c b a ` _ ^ Z .]282:البقرة[

ن، ، وهي الشاهدان والرجل واملرأتا النص ذكر طرق اإلثبات يف هذا Uاهللا أن: الداللة وجه

م الرجـل ألغيـت د أنه شرع شهادن فقط مع الرجل فإذا ع فدلومل يذكر املرأتني واليمني،

ا ولو كان ذلك جـائز ، ا على النص زائد ا لكان قسما ثالث ولو أخذنا باملرأتني واليمني شهادن،

.)1(يف كتابه Iلذكره اهللا

.)2(م ضعيف إىل ضعيفت بالرجل، واليمني ضعيفة فال يضرأتني ضعيفة فقويدة املأن شها -2

:مناقشة األدلة

.136، صالطرق احلكميةابن القيم، . 4/202، الفروق القرايف، -1الطرق ابن القيم، . ، دار الفكر12/11، املغينابن قدامة،. 17/143، احلاوي املاوردي،. 4/202، الفروق القرايف، -2

.6/435، كشاف القناعالبهويت، . 136 صاحلكمية،

163

ال بد ،بعدم جواز شهادة املرأتني واليمني القائلني الثاينأصحاب القول بعد عرض أدلة

: من مناقشتها والوقوف عليها

ة املـرأتني شـهاد قبول ال ينهض حجة على عدم إن وجه االستدالل باآلية القرآنية

أن املرأتني تقومان مقام الرجـل، ومل يتعـرض يدل النص ؛ ألن اقبوهلعلى واليمني، بل حجة

مل يذكر يف الكتاب شـهادة الـشاهد Uلكوما ال يقومان مقامه مع اليمني، وكما أن اهللا

عنـه ع نسوة، فكل هذا مـسكوت واليمني، وال شهادة املرأة الواحدة، وال املرأتني، وال األرب

وهو سبحانه تقدست أمساؤه مل يذكر ما حيكم به احلاكم، وإمنا أرشدنا إىل ما يحفظ . بهواوأخذ

.)1(به احلق، وطرق احلكم أوسع من الطرق اليت تحفظ ا احلقوق

فلو كانت ضعيفة ملا حكم ا مع ،سلميال ، ف بضعف شهادة املرأتني تداللسالأما ا و

بشاهدين رجلني، فالرجل واملرأتان أصل ال بـدل، واملـرأة العـدل الرجل، مع إمكان اإلتيان

ويت مبثلها، وذلك كالرجل يف الصدق واألمانة والديانة إال أا ملا خيف عليها السهو والنسيان ق

. )2(قد جيعلها أقوى من الرجل الواحد أو مثله

لرأي الراجح هو الـرأي أرى أن ا ومناقشتها، بعد عرض أدلة كل من الفريقني : الرأي الراجح

األول القائل جبواز شهادة املرأتني واليمني يف املال وتوابعه؛ لرجحان أدلتهم، فـشهادة املـرأتني

كشهادة الرجل، ومبا أنه جيوز اإلثبات بشهادته وميني الطالب، فكذلك جيوز اإلثبات بـشهادة

دثة املال، فحىت ال يضيع احلـق امرأتني وميني الطالب، ألنه قد يتعذر أحيانا وجود الرجال يف حا

.)3(على صاحبه تقبل شهادة امرأتني مع ميني املدعي

.136، 137، صالطرق احلكميةابن القيم، . 4/202، الفروقالقرايف، -1 . 136، صالطرق احلكمية ابن القيم، -2 .2/483، أصول احملاكمات الشرعية داود، -3

164

ا أن من مقاصد الشريعة حفظ املال، وقد يتأتى ذلك بأي طريق ولعله من الواضح جد

.ا للمصلحة العامةقبوهلمن طرق اإلثبات، واملرأتني واليمني إحدى هذه الطرق، فاقتضى األمر

165

املبحث اخلامس

اخلنثىشهادة

.)1( التثني والتكسر: خنث وتخنث أي تثنى وتكسر، واالنخناث: يقال: يف اللغةاخلنثى

ثى ومسي ب .)2(هو من له ذكر الرجال وفرج النساء : ااصطالح؛ ألن حاله تنقص عن حـال اخلن

.)3(الرجال، ويفوق حال النساء

إن ظهرت فيه عالمات الرجـال مني مشكل وواضح، فمن له اآللتان على قس اخلنثىو

حم بذكوريته ك، وإن ظهرت فيه عالمات النساء ح ويسمى من ظهرت فيه إحدى ،م بأنوثته ك

.)4(العالمتني واضحا، وإن وجدت فيه العالمات واستوت فيه فهو مشكل

األحكام لذي حنن بصدده من الشرعية الواجبة له وعليه، وا األحكامويقع اإلشكال يف

لحق بالنـساء أم ي،قا بالرجاللح هل تقبل شهادته يف مجيع املواضع م ، الشهادة، اخلنثىاخلاصة ب

قبل شهادته يف بعض املواضع دون بعضفت.

واز؛ ألنه رجل أو امرأة، وشـهادة اجل املشكل اخلنثىشهادة األصل يف أن اتفق العلماء

فلو شهد مع رجل واحـد أو امـرأة ،إذا شهد مع رجل وامرأة وذلك ،اجلنسني جائزة بالنص

أخذ العلمـاء فقد ة،حكم به بأنه رجل أو امرأ اإلشكال بظهور ما ي واحدة ال تقبل إال إذا زال

.2/145، لسان العربنظور، ابن م -1 .، دار الفكر7/114، املغينابن قدامة، . 6/25، األمالشافعي، . 168، صشرح حدود ابن عرفة ابن عرفة، -2 .3/43، االختيار لتعليل املختار املوصلي، -3الـسيوطي، .6/424، مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل ، احلطاب. ، دار احلديث 6/553، نصب الراية الزيلعي، -4

، 7/114، املغين ابن قدامة،. هـ1403دار الكتب العلمية، بريوت، ، 241، صاألشباه والنظائر ، عبد الرمحن جالل الدين .دار الفكر

166

،األمـوال يف إال املشكلاخلنثى ال تقبل شهادة ، ويتجلى وجه ذلك أن هذه املسألة يف حوطباأل

.)1( حكم املرأة املوضع يف هذاوحكمه يف الشهادة

، دار 5/93، نصب الرايةالزيلعي، . 7/422، شرح فتح القديرابن اهلمام، . 3/125، اهلداية شرح البداية املرغيناين، -1

، دار 10/25، املغـين ابن قدامة، . 242، ص األشباه والنظائر السيوطي، . 6/432، مواهب اجلليل احلطاب، . احلديث .13/121، شرح النيل أطفيش، .الفكر

167

الفصل الثالث

الرجل واملرأة املؤثرة بالشهادةالفروق الطبيعية بني

:متهيد

اقررت النصوص الشرعية بصراحة ووضوح تام، أن طبيعة املرأة من طبيعة الرجل متام ،

اهللا يقـول ، ادت البشرية، ويكمل بعضهما بعض وأن النساء والرجال من جنس واحد منذ وج

ــا 0 1] :ىلتعـ / . - , + * ) ( ' & % $ # " !2

8 7 6 5 4 39> = < ; : Z ]وأن اهللا ]1: النساءU هو خالق الرجال

EG F K ] : يف كتابـه العزيـز I الـسواء، يقـول والنساء على J I H Z ، وال فضل ألحـدمها علـى ابوجودها للذكر واألنثى مع تدين افالبشرية مجيع ، ]13: احلجرات[

U] اآلخر إال بالتقوى T S R Q Z V ]13: احلجرات[ والعمل الصاحل، ورامـرأة ب

.)1(تقية خري من ألف رجل بال تقوى

املرأة مكلفة شرع واملعـامالت واألخالق والعبادات باإلميانب ا، وتطال ا كالرجل متام

ـ لكـل منـهما، حل ص استثناء صإال ما خ الشرعية كالرجل سواء بسواء، كاماألحوسائر م ك

.)2(بارات فطرية وواقعيةواعت

، دار ابن كثري، ودار الكلـم الطيـب، الطبعـة الثانيـة، 215، 216، ص حقوق اإلنسان يف اإلسالم الزحيلي، حممد، -1

، دار اليقني، املنصورة، دار القبلـتني، 158صحركة حترير املرأة يف امليزان، عمارة، عماد حممد، . م1997 -هـ 1418، الدار اإلفريقيـة العربيـة، 37 ص املرأة واإلسالم، تفاحة، أمحد زكي، . م2003 -هـ 1424الرياض، الطبعة األوىل، . م1996بريوت، الطبعة الثانية،

.157، صحركة حترير املرأة يف ميزان اإلسالمرة، عما. 216، صحقوق اإلنسان يف اإلسالم الزحيلي، -2

168

ن املرأة مسؤولة مسؤولية تامة عن مجيع ما يصدر منها يف الـدنيا واآلخـرة وبالتايل فإ

t ] : فـشر، يقـول اهللا تعـاىل ان شـر فخري وإ اإن خري كالرجال، s r

w v u } | { z y x

¤ £ ¢ ¡ � ~¥

© ¨ § ¦± ° ¯ ® ¬ « ªZ الرجل يف التملك وإجراء العقود والتربعات كأهليةوللمرأة األهلية التامة، وهي .]35: األحزاب[

.)1(حجر ا على الرجل اليت يلألسباب وسائر التصرفات، وال حجر عليها يف ماهلا وتصرفها، إال

ل الرجل الرجل، فما باله فض إلنسانيةقد اعترب إنسانية املرأة مساوية اإلسالمفإذا كان

.؟)2( املرأة على النصف من شهادته وجعل شهادةعليها يف بعض املواقف واألحوال،

، ليس ألن جنس الرجل أكرم عند اهللا وأقرب متييز الرجل عن املرأة يف الشهادةأنالواقع

ولكن هذا التمييـز . امرأة أو كان التقاهم، رج أ الناس عند اهللا أكرماملرأة، فإن من جنس إليه

الوظيفة اليت ال مناص منها بني الرجل واملرأة، و الفوارق الطبيعية اقتضته والتفاوت بني اجلنسني،

مدى استعداد كل منهما لتحمل تبعات معينـة، و ،)3(همااليت خصصتها الفطرة السليمة لكل من

النتائج يف بعض الشؤون، من غري أفضل إعطاءدربته يف بعض امليادين، ومدى قدرته على ومدى

.)4(شخصية املستقلة لكل منهمال الكاملة، وااألهلية يؤثر شيء من هذا على أن

: بني اجلنسني من خالل املباحث التالية الطبيعية الفوارقيف من مهام هذه الدراسة أن تبحث ف

.217،216، صحقوق اإلنسان يف اإلسالم الزحيلي، -1 .16، صمركز املرأة يف احلياة اإلسالمية القرضاوي، -2 . م1988 -هـ 1408، دار اجليل، بريوت، الطبعة الثانية، 7، صاملرأة املسلمةالبنا، حسن، : وانظر. املصدر السابق-3 .م1980، املؤسسة العربية، بريوت، العدد األول، 50 صاملرأة يف اإلسالم، الصاحل، صبحي، -4

169

.ختالف البيولوجي بني الرجل واملرأةاال: املبحث األول

. االختالف الوظيفي بني الرجل واملرأة: املبحث الثاين

.االختالف النفسي بني الرجل واملرأة: املبحث الثالث

.أثر االختالف يف الفروق الطبيعية بني الرجل واملرأة: املبحث الرابع

170

األولاملبحث

بني الرجل واملرأة )1(االختالف البيولوجي

لتكـوين البـدين يف ا خصائص متيزه عن اآلخر واألنثى من الذكر لكل Uجعل اهللا

: واهلرموين والعصيب، ونتج عن ذلك اختالف يف تأدية الوظائف، فالقاعـدة العلميـة تقـول

لكل يف التكاليف الشرعية واختالف ، "اختالف التركيب العضوي ينتج عنه اختالف الوظيفة "

:)2( يف االختالفهذاتجلى ل واملرأة، ويمن الرج

.الرضاع باحلمل، والوضع واملرأةاشتغال -1

مـع تلـك مشاعر نفسية تتناسب ، وما يصاحب ذلك من اشتغال بدا بالدورة الشهرية -2

. البدنيةاحلاالت

. لكل من الرجل واملرأةجهاز عصيب ينظم تلك الوظائفجود و -3

ذات باألعمالبدين عن تبعات النسل، مبا يؤهله لالشتغال القوة البدنية يف الرجل، والتخلي ال -4

.جنازها، ومزامحة وقوة شكيمة إلاطلب سعيالطبيعة اخلشنة اليت تت

قال اهللا تعاىل على لسان ، األنثىفقد ورد يف القرآن الكرمي ما يؤكد اختالف الذكر عن

z y x } | ] :)3( عمـران امرأة w v u t s r q~ } � £ ¢ ¡

علم الكائنات احلية، ويقسم إىل علمي النبات واحليوان، ويتضمن كل من هذين القسمني علوم اخلليـة : وهو علم األحياء -1

املوسوعة . وعلم األجنة وعلم الوراثة) الفسيولوجيا(عضاء وعلم وظائف األ ) املورفولوجيا( وعلم التركيب شريحواألنسجة، والت ، مؤسسة 260، ص املوسوعة الثقافية حسني، سعيد، . م2004 -م 2003، دار اجليل، بريوت، 2/651، العربية امليسرة

.دار الشعبمؤسـسة الريـان، بـريوت، ، مكتبة املنار اإلسـالمية، 5، صاملرأة وحقوقها السياسية يف اإلسالم الزنداين، عبد ايد، -2

. م2000 -هـ 1421 .u وهي حنة بنت فاقوذ أم مرمي -3

171

¤Z [´ ³ ² ± ° ® ¬ « ª © ¨ § ¦µ ¸ ¶

À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹Z ]1(]35،36: آل عمران(.

u : [ 3 2 ابنيت شعيب ا خماطبu وعلى لسان موسى 1 0 / . -

; : 9 8 7 6 5 4<? > = @ E D C B A

FG J I H Z [ Y X W V U T S R Q P O N M L

ZZ [i h g f e d c b a ` _ ^ ] \j

r q p o n m l ks w v u t Z [ { z y

|} ¤ £ ¢ ¡ � ~ Z ]23-26:القصص[.

كثرية جليـة يف الباحثون اختالفات استنبط سس القرآنية وغريها، ا من هذه األ انطالقو

بـصفة فقد ذكروا- كما سيأيت- سواء كانت بيولوجية أو فسيولوجية والرجل، املرأةجسمي

-،بالنسبة لتبعات احلياة الدقل جأ و،بتكوينها البيولوجي أضعف مقاومة من الرجل املرأة أن عامة

مث أوردوا تلـك الفـروق علـى -ر وصربها على ذلـك خ أ ة ملشاق وهذا ال ينايف حتمل املرأ

شهادة املرأة وحسن أدائها هلا وسـتظهر يف لى ذات التأثري عقرو، وسأختار منها الف )2(اختالفها

:املطالب التالية

.احليض عند النساء: املطلب األول

.الرضاعاحلمل والوالدة و: املطلب الثاين

، دار اتمـع، الطبعـة األوىل، 28، ص وحلها يف ضوء الكتاب والسنة مشكالت املرأة املسلمة املعاصرة مرزا، مكية، -1

.م1990 -هـ 1410 .م1982 -هـ 1402لة، بريوت، الطبعة الثانية، ، مؤسسة الرسا1/7، املرأة يف القدمي واحلديث كحالة، عمر رضا،-2

172

.ف يف تكوين املخاالختال: املطب الثالث

173

املطلب األول

احليض عند النساء

ن املرأة ختسر كل شهر كمية من أل؛ يف كل حياة املرأة ا كبري اتأثري للحيض أنال شك

ا الدم ال ي مع أن نسبة الدم املتدفق من القلب إىل جسم املرأة تقل بكثري عن نـسبة ،)1(ستهان

، يف حني أنـه التر اثنني وثالثني دقيقةحيث يبلغ يف ال الدم املتدفق من القلب إىل جسم الرجل،

.)2( فقطالتر وعشرين ااملرأة مخسعند

ناهيك عن اآلالم .ا أن خسارة أي كمية من الدم تضعف اجلسم عموم مما ال شك فيه و

ال ، مما جيعلـها )3(نفسية شديدة و عصبية فترة احليض، وتصاحبها توترات أثناءاليت تعانيها املرأة

.أمامهادث ما حيبعض دقيقا إدراكاتدرك

ومن النساء من تصاب بالصداع النصفي قرب بداية احليض، وتكـون اآلالم مربحـة،

لذلك خفـف ؛ مستوى هلا أدىنوتصحبها زغللة يف الرؤية، فتكون حالتها الفكرية والعقلية يف

.)4( التكليف عن املرأة يف حال حيضهاالتشريع الرباين

.م1977 -هـ 1397، مؤسسة الرسالة، 2/99، الزواج كحالة، عمر رضا، -1، الدار املصرية اللبنانية، الطبعة الثالثـة، 336، ص اإلعجاز العلمي يف اإلسالم، القرآن الكرمي عبد الصمد، حممد كامل، -2

.م1996 -هـ 1416 . 2/99، الزواج كحالة، -3 .20، صاملرأة وحقوقها السياسية يف اإلسالم الزنداين، -4

174

طلب الثاينامل

الرضاعاحلمل والوالدة و

جـسم هلا بالغ األثر يف إضعاف الرضاعمن احلمل والوالدة و إن هذه املراحل الثالث

محلـها ووالدـا، ب على البال ما تقاسيه املرأة عـادة يف غرال ي ف، وتغيري مسرى حياا املرأة

النفسي الشديد من والتأثر ،قيقة هذه الثالثة الداألدوار جسمية تصحب الم طفلها، من آوإرضاع

عاج على صحتها وصحة طفلها، وسهر على هذا الطفل، واستيقاظ يف الليل نـزخوف وقلق وا

للسهر على مرضه ومتريضه، كل هذه التهيجات النفسية تزيـد يف مـصيبة اآلالم أو إلرضاعه

.)1(ا عموماملرأة جسم إضعافاجلسمية، فتزيد يف

. 2/99، الزواج كحالة، -1

175

املطلب الثالث

)1(تالف يف تكوين املخالخا

ألن ؛ عالقة كربى بتقرير حقيقة املـرأة هلا ملخ ومقارنة مخ املرأة مبخ الرجل دراسة ا إن

فمقارنة اإلنسان، بل هو احملطة الرئيسية لشعور ونفسية اإلنسانية للعقلية األصلي هو املركز املخ

على فهم عظمة اجلها ااملخ عند املرأة والرجل، تساعد كثري زين اخلاصن بكل حركة وعاطفـة ي

.)2( اآلخر والرجل، وعلى تقدير تفوق كل منهما علىاملرأة ومتييز عند وإحساسوشعور

الندراجـه حتـت ) الفروق الفـسيولوجية (املبحث الثاين وسنتابع هذا املوضوع بتفصيالته يف

).بيولوجيا(أكثر مما يندرج حتت قبة) فسيولوجيا(قبة

ومل م، 1997 مجيع االكتشافات العلمية اليت ستذكر بالنسبة لالختالف احلاصل بني مخ املرأة ومخ الرجل، أجريت منذ عام -1

وال بد أن البحوث العلمية يف املستقبل . املرأة خيتلف عن مختثبت على قاعدة صلبة متاما، ولكن تعطي دليال على أن مخ الرجل ا من مخ الرجل ومخ املرأة، ولكن جممل القول أن هناك فروق التركيبية والوظيفية لكل ة ن اخلصائص التشريحي مستكشف املزيد

.منهما حيتاج إىل اآلخر ليكمل ما ينقصه الكق له، ول منهما متميزا فيما خالتركيبية، ومن مث فهناك فروق وظيفية بينهما جتعل ك، )االنترنـت (، مقـال نـشر علـى الـشبكة العنكبوتيـة هل حقا املرأة ناقـصة عقـل وديـن ، عبد اهلادي، يالتو جير

httb:\\www.muslm.net. . 1/9، املرأة يف القدمي واحلديث كحالة، -2

176

املبحث الثاين

بني الرجل واملرأة)1()الفسيولوجي(الختالف الوظيفيا

جـال بـني الر األنصبةلفطرة يف تقسيم الوظائف وتقسيم موافق ل اإلسالمي املنهج إن

اليت تقوم وتنـتظم، اإلنسانية ولكن حلساب هذه احلياة ،حلساب جنس منهما بذاته ال ،والنساء

عن طريق هذا وعبادة اهللا ذه اخلالفة ض،األرمن اخلالفة يف ايتهاوتستويف خصائصها وحتقق غ

.)2( والتنوع يف اخلصائص والوظائف،التنوع بني اجلنسني

االخـتالف ، من مظاهره )3( بني اجلنسني ا حبت افسيولوجي اويقتضي هذا التنوع اختالف

:ة التاليسة يف هذا املبحث، وذلك يف املطالبما ستعاجله الدراالعقلي بينهما، وهذا

.إثباتات علمية تؤكد مدى االختالف العقلي بني الرجل واملرأة: األولاملطلب

.دماغ الذكر ودماغ األنثى: املطلب الثاين

كائنات احلية، وتفاعلها مع العوامل البيئية، ويطبق الفسيولوجيا قوانني وهو علم وظائف األعضاء، يدرس الظواهر اليت متيز ال-1

العلوم األساسية كالفيزياء والكيمياء، ملعرفة وظيفة كل عضو يف اجلسم، وكيفية تأديته هلا، وباألحرى تلك الوظائف اليت تؤثر يف يت يقوم ا، فهو اجلهاز الذي يتصل اإلنسان عـن السلوك اإلنساين، ومن أهم موضوعاته اجلهاز العصيب، وتركيبه والوظائف ال

واىل جانب ذلك يدرس اإلحساس الـسمعي والبـصري . طريقه بالعامل اخلارجي، كذلك يدرس اخلاليا العصبية وخصائصها عنها، واللمسي والشمي والذوقي، واملؤثرات اليت تؤثر يف هذه اإلحساسات، كما ويدرس االنفعاالت، ومثرياا ومظاهر التعبري

العيسوي، عبد الرمحن حممد، . 676، ص املوسوعة الثقافية حسني، . وأثرها على املخ واجلهاز العصيب وعلى اجلسم بوجه عام . م2003 اجلامعية، اإلسكندرية، ، دار املعرفة9، صدراسة يف تفسري السلوك اإلنساين، علم النفس الفسيولوجي

.م1980 -هـ 1400، مؤسسة الرسالة، الطبعة األوىل، 33 صقرآن،دستور األسرة يف ظالل ال فائز، أمحد، -2اب الذين تطرقوا إىل هـذه املواضـيع يف الرجل واملرأة رأيت أن الكت خالل حبثي يف الفوارق الفسيولوجية والبيولوجية بني -3

، هناك من حبثها حتت الفـسيولوجي، ها حتت عنوان البيولوجي ت الفسيولوجي والبيولوجي، فاملواضيع اليت حبث كتبهم، مجعوا بني ).الفسيولوجيا( يشمل علم الوظائف) البيولوجيا( وأرى أنه ال ضري يف ذلك ما دام علم األحياء

177

املطلب األول

بني الرجل واملرأة تؤكد مدى االختالف العقليإثباتات علمية

املرأة من الناحية والرجل االختالف بني :األعضاء وعلم وظائف ، الطب احلديث أثبت

ملا جاء يف الكتاب، فـسبحان اهللا القائـل يف حمكـم انا ومؤكد يبلعقلية والسلوكية، فجاء م ا

Á ] :يلنـزالت ÀÊ É È Ç Æ Å Ä Ã ÂËZ ]1(]53: فصلت(.

وذلك الختالف التركيب ؛رون بطريقة مغايرة لتفكري البنات الصبيان يفك أنفقد ثبت

. )2( عن الفتاة واختالف املخ لدى الفىت،البيولوجي

الطفل الرضـيع خيتلـف أن العلماء والباحثون عمق هذه الفروق، فوجدوا أدركولقد

:)3( فمن هذه االختالفاتسلوكه على حسب جنسه،

، بينما الولد ال يكتـرث األم وخاصة صوت األصوات إىل تنتبه بأيامالبنت بعد والدا أن -1

.لذلك

اجلمالية الدقيقة بعكس باألمور والتنقل والعنف، وال يبالون ميتازون بكثرة احلركة واألوالد -2

اهلدوء واالهتمام باملظاهر اجلمالية ويتصفن بالرقة والنعومة؛ لذلك يسبق إىل ميلن فإن ،البنات

. للحادثةإدراكه الذكر للفكرة قبل إدراك البنت للحادثة قبل الفكرة، بينما يأيت إدراك

املرأةوجود فروق دقيقة يف صورة املخ عند الرجل البالغ و :نيو الغرب علماء البحث العلمي رى وي

:)4( منهاالبالغة،

.م1984 -هـ 1404، الدار السعودية، الطبعة الثانية، 80، صعمل املرأة يف امليزان البار، حممد علي، -1 .33، صوحلها يف ضوء الكتاب والسنة مشكالت املرأة املسلمة املعاصرة مرزا،-2 .33، صمشكالت املرأة املسلمة املعاصرةمرزا، . 81، صعمل املرأة يف امليزان البار، -3 .1/9،10،11، املرأة يف القدمي واحلديث كحالة، -4

178

جند بينما ، مما عند املرأة يف تكوينها أوضحقشرة احمليط اخلارجي للمخ عند الرجل البالغ أن -1

واملسؤول عن الشعور احلـسي ، البالغة املرأة جذع املخ عند أسفلالذي هو يف السرير الصعيب

القشرة املخية من بعض وظائفها أمـور أن أوضح يف تكوينه منه يف الرجل، ومبا واالنفعاالت،

ببعض وظائف الـشعور ال يكون متص أنالتمييز احلسي، خبالف جذع املخ الذي هو أدىن من

، تكون متأثرة باالنفعـاالت أن إىل أدىن املرأة عقلية أن اجداحلسي واالنفعاالت، فمن احملتمل

. تكون متأثرة بالتفكريأنف عقلية الرجل اليت هي أدىن خبال

ما بني سن العشرين والستني، يقل عن مخ الرجل يف نفس هذه السن مبقدار املرأةن مخ أو -2

يقل عن مخ ،وأن مخ املرأة ما بني الستني والتسعني . اغرام164 إىل اغرام126خيتلف ما بني

.اغرام158 إىل اغرام123ف ما بني الرجل يف نفس هذه السن مبقدار خيتل

الـذي - الراقي، اإلنسان والرجل اللذين من نوع املرأةوقد جرت هذه الدراسات يف

الراقيـة املـرأة مخ أوزان قورنت فإذا -ة وسجي ا وخلق ا وحضارة وعلم اليسمو على غريه عق

أرقـى متوسط وزن مخ أنوجد ، ل الراقي ال اإلنسان اليت حصل عليها العلماء يف نوع باألوزان

ن متوسط مخ الرجل مـن أل ؛ الالراقي دل متوسط وزن مخ الرجل الشعوب يعا أرقىالنساء يف

.اغرام 260 إىلغراما 119هذا النوع خيتلف ما بني

3- ني اجلبهي واجلداري، أسبق يف الرجل منه يف املرأة، والفص اجلبـهي يف مـخ أن منو الفص

ما عن مثله يف مخ املرأة، والفص املؤخري أكرب يف مخ الرجل عنه يف مخ الرجل أكرب وزنا وحج

.)1( منه يف مخ الرجلاملرأةكرب يف مخ أ الفص اجلداري فهو وأما، أيضا املرأة

1- ألمامي، ووظيفتهويسمى الفص ا) نسبة إىل اجلبهة ( الفص اجلبهي -1: من أربعة فصوص خمتلفة ايتكون مخ اإلنسان داخلي :

الفص اجلداري، ويقع يف منتـصف -2. التحكم بالنطق والتفكري الدقيق، واالنفعاالت املنضبطة، واحلركات اليت تتطلب مهارة وتدرك يف هذا النطاق املخي وتؤول، مجيع األحاسيس اجلسدية كاللمس، ودرجة احلرارة، والضغط . الرأس خلف الفص اجلبهي

. وبه تستبني وتؤول الصور املرئية. ؤخري، ويسمى الفص القفوي، أو الفص القذايل، ويقع يف أسفل الرأس الفص امل -3. واألمل

179

ـ واأل األطفـال واإلناث من الذكور كما وأكدت الدراسات وجود فروق بني ةجن،

:)1(منها

أما بعد الوالدة . عن مخ الذكور من أول حلظة يبدأ فيها اجلنني يف النمو يقل اإلناث مخ أن -1

.اغرام 46 مخ الطفلة يف وزنه عن مخ الطفل مبقدار ينقصف

على بينما جندها ، اليت على سطح مخ الطفلة قليلة واالرتفاعات واالخنفاضات التعاريج ن أ -2

إن هذه التعاريج عالمة مميـزة :وقيل. لة مما هي عند الطف ا وأكثر جد ،سطح مخ الطفل متعددة

. ألنواع املخ الراقي، فكلما كثرت وتعددت، كلما كان نوع املخ أرقى

املخ هو مركز الوظائف النفسانية واحلواس املدركة بعد بيان مجيع هذه الفوارق بان أن

عـن ملرأةا يستنتج من ذلك حجة دامغة على احنطاط أن بعضهم أراد، فقد اإلراديةواحلركات

الفـرق بـني امـوعتني أن وأثبت ،الرجل، ولكن قام بعض املشرحني بنقض تلك الدعوى

أعـضاء قارنا وزن فإذامطلقة، يست هذه الفروق لو .ذكر والرجل يكاد ال ي املرأةالعصبيتني يف

ن أ بوزن املخ أكثر من سـواه، و اثري تقرب من الرجل ك املرأة أن الرجل جند أعضاء بوزن املرأة

قارنا النسبة بني مخ وإذا، وقلة وزا العمومي املرأةيسري بالنسبة لصغر جسم نيخالفرق بني امل

النسبة من مخ الرجـل، بأثقل املرأة مخ أن بالنسبة بني مخ الرجل وجسمه جند ، وجسمها املرأة

حرىبـاأل كـن على الرجل، ول املرأةت مسو مدارك بثن هذه الزيادة يف النسبة ال ت وكذلك فإ

.)2(احتمال تساوي القوتني فيهما

4- ا، ويلعب هذا النطاق دورا وجهاردغي، يف هذا النطاق جيري التعرف على األصوات وإدراك طبقايف ختزين ا الفص الص

موسـوعة جـسم طيب، أمحد شفيق وخري اهللا، يوسف سليمان، اخل. 44 ص علم النفس الفسيولوجي، العيسوي، . الذاكرة . ، مكتبة لبنان، ناشرون66، صاإلنسان الشاملة

.1/10، املرأة يف القدمي واحلديث كحالة، -1 .1/12،11، املرأة يف القدمي واحلديث كحالة، -2

180

كافية على تقرير أدلةأنه مل تقم حىت اآلن : أحد الباحثني الغربيني مع هذا فقد توصل و

.)1( قوى الرجل العقليةإىل من حيث نسبة قواها العقلية املرأةلة نـزم

إىليعود سـببه يف القدرات العقلية، اإلناثن الذكور يفوقون هذا االعتقاد السائد بأ و

الظـروف إىلرجع بعض الباحثني هذا التفوق ال عنه لدى النساء، وأ العقلي للرج اإلنتاجتفوق

واملقصود بالظروف البيئية . البيئية ودورها يف يئة الفرص املناسبة للرجال، وبدرجة أقل للنساء

املرأة اليت تفرض عليها ظروف إىلضافة والعمل، إ بفرص التعليماألوىلة تلك اليت تتحد وبالدرج

.)2( معينةأعباء

كثري مـن ر مر العصو د على ج و إذ، هائية من ظهرت حاالت استثن ويف ظل هذا االعتقاد السائد

.)4( )3(واإلدارة، واحلكمة والبالغةالشعر ويف القيادة يف قدرة فائقةظهرن الالئي أالنساء

يتعلق بالفروق بني الرجل واملرأة، أن وليس هذا فحسب، بل أثبتت أحدث التجارب العلمية فيما .1/12 املصدر السابق، -1

يف ) االنترنـت (الرجال معرضون لإلصابة بضعف الذاكرة أكثر من النساء، ونشر ذلك يف مقال علـى الـشبكة العنكبوتيـة أظهـرت : ، حيث جاء فيه "الرجال أكثر من النساء تعرضا للخرف : "م، مقتبس من جريدة الزمان حتت عنوان 19/4/2008

إصابة الرجل بضعف الذاكرة وعدم قدرته على التفكري بشكل سليم، تزيد مبرة ونصف عن احتمال تعـرض دراسة أن احتمال شخصا تتراوح أعمارهم ما بـني 2050إحدى التجارب على فقد أجرى الدكتور روزبد روبرتس . رأة ملثل هذه املشاكل املكما . م لألشياءلتفكري بشكل سليم، ومدى تذكرهسنة، وطلب منهم ملء استمارات خاصة ملعرفة مدى قدرم على ا70 89و

من هؤالء كانوا يعانون من ضعف خفيف يف مداركهم، وقـد % 15 معهم مقابالت لتقييم شخصيام، حيث تبني أن أجرى بعد حدد هذا الضعف اخلفيف يف املدارك بأنه فشل الذاكرة يف ختزين املعلومات أو استعادا، وعدم التمتع بالقدرة على التفكري

أن قدرة الرجال على الـتفكري : وقد أظهرت إحدى الدراسات . الوضع يف االعتبار عوامل مثل العمر واملستوى التعليمي للمرء وتتعارض نتائج هذه الدراسة مع . والتذكر أقل من قدرة النساء مبرة ونصف، وهو ما يتعارض مع دراسات سابقة يف هذا اال

نساء أكثر عرضة لإلصابة باخلرف من الرجال، أو أن يصنب ذه احلالة قبلهم، أو أن تكـون دراسات أخرى أشارت إىل أن ال ).www.q8zoom.com. (ص حصول ذلك متساوية بني اجلانبنيفر .م2003مان، الطبعة األوىل، ، دار وائل، ع26، صسيكولوجية الفروق الفردية والتفوق العقلي اخلالدي، أديب حممد، -2هـ 1406بريوت، ، دار النهضة العربية، 263، صعلم النفس الفارق أبو النيل، حممود السيد، ودسوقي، انشراح حممد، -3 . م1986 - مخسمائة درهـم، r النيب أزواج أصدقة أن ملا ويل اخلالفة بلغه tعمر روي أن يشهد التاريخ للنساء باحلكمة والبالغة، -4حـد أ ال يزيد أن t املؤمنني عمر أمري درهم، فأدى اجتهاد أربعمائة t طالب أيب كان صداقها على علي بن tن فاطمة أو

الناس ال تزيدوا يف مهور النساء علـى أيها: عليه وقالوأثىن، فصعد املنرب ومحد اهللا تعاىل tعلى صداق البضعة النبوية فاطمة : يف يدها طول، فقالت له امرأة يكلموه، فقامت أنيادته يف بيت مال املسلمني، فهاب الناس ز ألقيت درهم، فمن زاد أربعمائة

181

نه ال يوجد فروق يف املستوى الكلي للذكاء، عند قياسه أ : علماء البحث العلمي ويعتقد

القـدرات الذهنيـة يف أو الـذكاء أمنـاط ولكن توجد اختالفات يف ،)iq")1"مبعامل الذكاء

إذا ال نقاط ضعف ونقاط قوة، فمث أو لكل منهما ملكات خاصة، أناملوضوعات املختلفة، أي

بعضهم يتفوق يف املهارات اللغوية، والبعض أند جمموعة معينة من الناس، واختربناهم جن أخذنا

على نفس الدرجة من الذكاء العام، فالرجال مثال أماآلخر يتفوق يف حل املسائل الرياضية، مع

ال حصول الرجال على احتم أن إىل، وتشري التقارير ندسيةيف حل املسائل الرياضية واهل يتفوقون

احتمـال أنرياضيات أكرب مبرتني من النـساء، كمـا يف مادة ال ) فأكثر 700(جمموع مرتفع

والتعرف فيتفوقن يف االختبارات اللغوية النساء أما مرات، أربعكرب منهن أختصصهم يف اهلندسة

ـ إىل والصور، مما يدعو األشياء املضاهاة، وتذكر أوعلى العناصر املقابلة املـرأة ن أ االعتقـاد ب

مما يفعل أكثرالستدالل واملعرفة، وكمنهج للحياة اليومية لكاستراتيجيهتستخدم عالمات بارزة،

.)2(الرجال

* + , -]: يقـول تعـاىل واهللا كيف حيل لـك هـذا، ) ( ' .2 1 0 / Z

املستطرف حممد بن أمحد شهاب الدين أبو الفتح، األبشيهي، : نظرا. خطأأ ورجل أصابت امرأة: t، فقال عمر ]20:النساء[ .قميحة، مفيد حممد، دار الكتب العلمية، بريوت: ، شرحه63، صيف كل فن مستظرف

. الناجتة عن قياس العمر العقلـي للفـرد "نسبة الذكاء"أي ) intelligence quotient) iq هو خمتصر من كلمتني -1 . م1991، دار املعارف، 390، صأصول علم النفسراجح، أمحد عزت،

،)وليس الذكر كاألنثى(التشريع اإلهلي احلكيم وإعجازه يف مراعاة الفروق البيولوجية بني اجلنسني، أمحد حسني، خليل، 2-وهو أستاذ مساعد بقسم املخ حممد سليمان، اوي، فيه الناشر لكالم الطمتطرق، و )االنترنت(مقال نشر على الشبكة العنكبوتية

.http://www.almaktabah.net. واألعصاب بطب القاهرة

182

املطلب الثاين

دماغ الذكر ودماغ األنثى

قيالقسم أن، ويؤكدون أيسر وقسم أمينقسم : قسمني إىلم العلماء الدماغ البشري س

أنسجةو مؤلف من الدماغ هو عض عين هذا؟ ، ماذا ي املرأة لدى الرجل هو أقوى منه لدى األمين

إىل من اخلارج اإلحساسات اليت حتمل واألعصاب ، الدموية الرفيعة األوعيةرخوة تتشعب فيها

ذا من الناحية ه. يف اجلسم كي تقوم بوظيفتها األعضاء سائر إىل الدماغ أوامر، وحتمل الداخل

.)1(التكوينية للدماغ

إىلم قس الدماغ ي أنلم احلديث من ناحية العمل الفسيولوجي للدماغ فقد تبني للع أما

:)2(من هذه املناطق ،مهمات معينة أو مبهمة، وكل منطقة تقوم مناطق،

. والسمعية وتلك الناجتة عن اللمس بالقوى النظريةةخاصمنطقة -1

.لناتج عن طريق الشم يف مكان آخر ااإلحساسبينما يتركز -2

.للتفكريخاصة زاوية -3

.زاوية أخرىوللقدرة على النطق -4

. العطف واحلنانأوزاوية لالنفعال النفسي، أي للغضب والعنف، و -5

، ففـي نثىعنه يف األ ذكر ختزين القدرات واملعلومات يف الدماغ خيتلف يف ال أنتبني و

بينما هي القدرات اهلندسية، مكان جتمع تتجمع القدرات الكالمية يف مكان خمتلف عن ذكرال

، مكتبة الفـالح، الكويـت، الطبعـة الثالثـة، 45، ص املرأة بني دعاة اإلسالم وأدعياء التقدم األشقر، عمر سليمان، -1

.م1984 -هـ 1404 . املصدر السابق-2

183

، أخته أكثر ختصصا من مخ ذكر دماغ ال أن، ومعىن هذا نثىلدى األ املخ يصموجودة يف كال ف

يشذ فرد من أن، وإمكان اإلناث أغلب املهندسني املعماريني من الذكور دون أنوهذا ما يفسر

.)1( ذاك ال يلغي القاعدة يف ذااأوهذا اجلنس

الدماغ يعمل بـصورة من األمين الشطر أنا ا من ذلك كله تبني للعلماء مؤخر وانطالق

بنشاط أكثر من الشطر نفسه لـدى األنثى لدى األيسر لدى الذكر، بينما يعمل الشطر أنشط

. )2(الذكر

الـسمعي باإلحساس تتركز املناطق اخلاصة األميننه يف الشطر أ إىل اإلشارةهذا وجتدر

ات، والعالقات بني ، وتلك اخلاصة بفهم الرسوم ومشول الرؤيا، وتقدير املساف واألصواتباللحن

األيسر الشطر أما . وهذا ما يفسر تفوق الرجل يف ااالت النظرية اليت تتعامل بالرموز الرموز،

وحفظها، وكذلك قـراءة تلـك واأللفاظفتتركز فيه القوى السمعية اخلاصة بالتقاط الكلمات

األشـياء لتعامل مـع ، ويف ا األدبية يف ااالت املرأة، ومن هنا نشأ تفوق واألحرفالكلمات

.)3(امللموسة

.24، 25، صاملرأة وحقوقها السياسية يف اإلسالمالزنداين، . 82، صعمل املرأة يف امليزان البار، -1 .46ص، املرأة بني دعاة اإلسالم وأدعياء التقدم، األشقر -2 .47 صاملصدر السابق، -3

184

لثاملبحث الثا

سية بني الرجل واملرأةالنف االختالفات

التباين بـني ، بينما جعل خيلق بين آدم على منط واحد يف التفكري والتدبري مل U اهللاإن

يف احلالة سواء كان ،واملرأةنسني، الرجل جند فروقا شاسعة بني اجل أن، فال غرابة اجلنس الواحد

شـهادما قبـول يف فقد يؤثر هذا الفرق النفسية اليت متتزج يف شخصية كل منهما، العقلية أو

أما إذ ، من الرجلأسوأ املرأة كشاهد ليست أفضل وال أنوقد قيل ومساعها يف حمضر القاضي،

خملوقان خمتلفان، فكل منهما قد زد بطبيعة وتهذه أسري يؤدي مهمته يف احلياة، وهو أنه على عين

تصوغ نفسيته إذ وهي تحدث آثارها ونتائجها يف كل ناحية من نواحي حياته، ،الطبيعة تابع هلا

ختضع يف تكوينها هلذا االستعداد الطبيعي الذي قد إمناوالشهادة كعقيدة . وتسري سلوكه وحتدده

.)1(بعد عنها يف وقت آخر يف وقت وأ احلقيقةىلإقرب أن يكون أ إىل بأيهمايؤدي

ا من التباين بني شخصية الرجل وشخصية املرأة من الناحية النفسية لذلك سنجد كثري ،

:التاليةوسيظهر من خالل املطالب

.عاطفة املرأة أقوى من عاطفة الرجل: املطلب األول

.شهادة الرجل وشهادة املرأة حتت االختبار: املطلب الثاين

.الضعف يف اخلصومة: املطلب الثالث

.حياء املرأة أشد من حياء الرجل: املطلب الرابع

.االختالف يف اإلدراك احلسي: املطلب اخلامس

.162 ،163، ص يف املواد اجلنائيةإثباتالشهادة كدليل الغماز، -1

185

املطلب األول

)1(عاطفة املرأة أقوى من عاطفة الرجل

اغالبرأيها حىت أن من عاطفة الرجل،أقوى املرأة عاطفة أن اواضح جدال منلقد أصبح

فالقلب هـو املرأة توجهه العاطفة أكثر من العقل، فالعامل هو القلب بالنسبة للرجل، عكس ما

.)2(عاملها

: منهالعوامليرجع سبب تفوق عاطفة املرأة على عاطفة الرجل و

أن املرأة حبكم تكوينها ستتعرض ملهمة تتطلب العاطفة قبل العقل، والرجل سيتعرض ملهمة -1

أكثر وإخوا أبويها، وعلى أوالدها على املرأة من هنا كان حنو ف ،)3(اطفةتتطلب العقل قبل الع

.)4(ار أكثر ظهوأو ،من حنو الرجل

وهذه نظريـة - بسرعة، ويتأثر إىل حد االضطراب، ويتفاعل يتأثرن قلب املرأة ضعيف أ -2

ورا أكثر ملرأةاترى لذلك ، من قلب الرجلا نبضأكثر وهو - عوامل فسيولوجية حبتة إىلترجع

والنـسوة يف ،ىل التـهور إ الصخب وإىليف عملها، تندفع حتت أي مؤثر من املؤثرات اخلارجية

عجن من الشيء البسيط أكثر من الرجال، وليس معىن ذلك نـزجمموعهن يفزعن ألي خطب وي

. )5(، بل هلن مواقف مشهورة يف الشجاعةإليها الشجاعة يف موطن احلاجة إىل يفتقرن أن

.، مؤسسة الرسالة، بريوت، دار القلم، دمشق58 ص املسلمة،املرأة، سليمانة غاوجي، وهب-1 .165، صاجلنائيةالشهادة كدليل إثبات يف املواد الغماز، -2. ، مكتبة التـراث اإلسـالمي، القـاهرة 57، ص وأباطيل خصوم اإلسالم والرد عليها شبهات الشعراوي، حممد متويل، -3

.م1994، مكتبة جزيرة الورد، 129، صهل املرأة نصف الرجل يف اإلسالم على الدوامجوهر، أمحد املرسي، .58 ص املسلمة،املرأة غاوجي، -4عرض علينا التاريخ اإلسالمي مواقف نسائية مشرقة، منذ بدء الرسالة احملمدية . 1/18، ملرأة يف القدمي واحلديث ا كحالة، -5

ول الـوحي، نـز عند r اليت أبدت موقفا شجاعا مبؤازرا للنيب tحىت أيامنا هذه، إىل قيام الساعة، فهذه أم املؤمنني خدجية t يف اهلجرة إىل املدينة، وكثري من الصحابيات rقف بطويل يف مساعدة أبيها والنيب وتلك أمساء بنت أيب بكر اليت ظهر هلا مو

، ومنهن من ذاقت عذاب الكفار مبجرد دخوهلا لدين اهللا، أمثال غزيه بنت جابر العامرية، حيـث rمن طلنب اجلهاد مع النيب

186

املطلب الثاين

شهادة الرجل وشهادة املرأة حتت االختبار

، فقاموا بوضع املسألة للمرأة يف متييز شهادة الرجل بالنسبة البحث العلميعلماءاختلف

. )2(ا نتائج خمتلفة متامإىل م ينتهون وإذا، )1(موضع االختبار والبحث التجرييب

، العكس مـن ذلـك إىلذهب آخرون ودقة، أكثر شهادة الرجل أن إىلذهب البعض

شهادة املـرأة أن :نه ال توجد فروق ملموسة بني اجلنسني، وفريق آخر يرى أ :ورأى فريق ثالث

أخذت إذا يف القول بالنسبة للرجل مهما كان موضوعها وخاصة ولكنها أقل أمانة ،الأكثر مشو

. )3(بعد القسم

نه يف رغم أ ،األمورفظ يف حكمهم على الرجال لديهم احلرص والتح أنويرى آخرون

.)4( ثقافة من الرجلأكثرهذه التجارب كانت املرأة اخلاضعة للتجربة

ما يراه الرجـل قـد أنحىت قيل . واملرأةومن مث يكون هناك فروق دقيقة بني الرجل

:)5( فمن هذه الفروقخيتلف عما تراه املرأة،

دخوهلم لإلسالم، وال ننسى تلك املواقف البطولية الـيت ا يفصربت على إيذائهم هلا حىت جناها اهللا من بني أيديهم، وكانت سبب

يف سبيل الدعوة لإلسالم، حيث صربت يف سجون الظلم والظاملني مـدة طويلـة، - رمحها اهللا -قدمتها الداعية زينب الغزايل وكثرية هي املواقف . اوالكالب اإلنسية واحليوانية حتاول انتهاك جسدها، وهي صابرة ثابتة على احلق دون أن ترضخ لزعيم أبد

والشناوي، عبد . ، دار الضياء، عمان115، صألقاب الصحابياتاجلدع، أمحد، : نظرا. ة املشرفة، يضيق املقام لبسطهاالنسائيهـ 1420، الطبعة األوىل، أيام من حيايتوالغزايل، زينب، . ، مكتبة اإلميان، املنصورة59، صل فيهن قرآننـزنساء العزيز،

.م1999 -وقد أدت جتاربه إىل تفوق Rudlowski و ,Barwald: وقد أجرى هذه األحباث جمموعة من العلماء الغربيني أمثال-1

الشهادة كدليل إثبـات يف الغماز، . حيث قامت بتجارب اتضح هلا تفوق شهادة املرأة على الرجلmarie و. شهادة الرجال .163، صاملواد اجلنائية

.163، صكدليل إثبات يف املواد اجلنائيةالشهادة الغماز، -2 . املصدر السابق-3 . املصدر السابق-4 .165 املصدر السابق، ص-5

187

تفاصـيل أكثـر ، فهي تالحظ بدقة األلوان يف متييز ا سريعة املالحظة، وماهرة جد املرأة أن -1

، والرجل غـري ا نفورأو تعلقت الشهادة برجل أثار عندها استلطافا إذا وخاصة وألواا،املالبس

املالبس، فهو ينظر وحيتفظ مبا يثري انتباهه فقط، وهـو أحـسن أوقادر على وصف لون الشعر

. باملسائل احلسابيةا وإملام،س لصفات النا وأكثر فهمالألشياء، إدراكا

.كةلملهلذه ا إعماالأقل ن الرجال لديهم ملكة النقد الذايت، بينما املرأة أ -2

أكثر، وما املرأة ما تريد أكثر الرجل، فما بالنسبة إلرادة ضعيفة اإلرادة وتتصف املرأة بأا -3

مـا تتراجـع أسرعمرادها، وما ما يتغري أسرع غريه، وما إىلما تنسى ما تريد، وتعرض عنه

. )1(عنه

يوقعـه حتـت تـأثريا على الرجل التأثريويالحظ أن املرأة مزودة بوسائل متكنها من

متمـسكة ويف الغالب فإا عنيدة . تحقيق أغراضها ل السيطرا، وهي بالتايل تتخذ من هذا سبي

.)2(برأيها

.58، صاملرأة املسلمة غاوجي، -1رة على جنس النساء، مع املالحظة أن هذه الصفة غري مقتص . 165، ص الشهادة كدليل إثبات يف املواد اجلنائية الغماز، -2

البيئـة واملكـان : ومن أسباب هذا. لرجال من يتصفون ذه الصفة، ويتمسكون بآرائهم، غري منفكني عنها من ابل هناك كثري . اجلغرايف الذي يقطنه اإلنسان

188

املطلب الثالث

)1(الضعف يف اخلصومة

ن -اكما ظهر سابق - لنساءت ا فرعسريعات االنفعال حبكم طبيعتـهن احلـساسة أ ،

ـ يضعفن عند اخلصومة ويفقـدن احل فإن؛ لذا والتأثرب صفة احلنان والعاطفية وتغل ة، وال ج

أولقية نيل من صفة من صفاا اخل أو خولفت أو املرأة لو نوقشت ف ،)2(يستطعن جماراة اخلصوم

إصـدار متـسرعة يف املرأة قد تكون لذلك ؛)3( مما يفعل الرجل أسرعثارت اخللقية، غضبت و

ورمبا تتكلم ساعات متواصلة، ، )4( حضرت حمضر القاضي للشهادة إذا فيما ،حكمها على اآلخر

مـن عدد وهذا ال ينفي وجود . الصياغة املتقنة، واحلجة الدامغة، والقول املبنيإىل تفتقر أاغري

ولكل األغلب األعم القول على وإمنا، )5(د آتاهن اهللا احلكمة وفصل اخلطاب يات النساء ق ضلف

.)1(قاعدة شواذ

.42، صمشكالت املرأة املسلمة املعاصرة مرزا، -1 . املصدر السابق-2 .58، صاملرأة املسلمة غاوجي، -3 .42، صرةمشكالت املرأة املسلمة املعاص مرزا، -4بعض أحياء العرب، فرأيـت اجتزت ": قال - وهو أحد علماء األدب العريب - روي عن األصمعي والنماذج كثرية، فقد -5

يـا : ها، وقلت تنعفأ. يا عم، أدرك فاها، غلبين فوها، ال طاقة يل بفيها : فقالت. ربة فيها ماء وقد احنل وكاء فمها قصبية معها ومـا : قلت! فقالت يا عم، وهل ترك القرآن ألحد فصاحة؟ وفيه آية فيها خربان وأمران ويان وبشارتان ! جارية، ما أفصحك

@ ? U: [ 3 2 1 0 / .4> = < ; : 9 8 7 6 5 اهللا قـول : هي؟ قالت E D C B AZ ]ت مبسامعي وكأن تلك اآلية م ،بفائدة تـفرجع: قال ]7: القصصظـر ان". ا مر :

ويروى .م1987 -هـ 1407أمحد شاكر، دار الكتب السلفية، القاهرة، : ، حتقيق329، صلباب اآلدابابن منقذ، أسامة، فرمت ". لت، وطالق إن وقفتنـزأنت طالق إن صعدت، وطالق إن : " نظر إىل امرأته وهي صاعدة يف السلم فقال هلا الأن رج

ويروى أن امـرأة ". فداك أيب وأمي، إن مات اإلمام مالك احتاج إليك أهل املدينة يف أحكامهم : ال هلا نفسها إىل األرض، فق . نعم: جاء شهودك معك؟ قالت : إن القاضي يقول لك : فقال كاتبه . جامعك شهودك؟ فسكتت : "تقدمت إىل قاض ، فقال هلا

ا يقضي بني األحياء يتك حىت غطت على لبك، ما رأيت ميت هلا قلت مثل ما قال كاتبك؟ كرب سنك، وقل عقلك، وعظمت حل شـهدت بشر أمإحدى النساء وتدعى أن وروي، 26، 110، ص املستطرف يف كل فن مستظرف األبشيهي، : نظرا". غريك

189

عند استجواا هلجة هجومية كي تتخلص منه، كما تبدي مهـارة املرأةتستعمل وقد

البكاء الذي يتيح هلا يف بعض إىلوقد تنهار يف بعض الظروف فتلجأ . رأيهاكبرية يف الدفاع عن

البكاء مع ذلك قد أن إال. األدلة احلقيقة وتلفيق إخفاء للتفكري والتدبر حينما حتاول اوقتاملواقف

، وعندئذ يكون املرأة على أثرها وإضعاف ،يكون وسيلة لتصعيد بعض الدوافع النفسية املكبوتة

. )2(ا جناحأكثراالستجواب

املطلب الرابع

حياء الرجلأشد من املرأةحياء

من طبيعتها وتكوينها النفـسي، ا جزء أصبح عن الرجل بشدة حيائها الذي ةاملرأمتتاز

الصفات اليت تتحلى فهي حبكم أنوثتها وفطرا النقية الصافية جمبولة على احلياء، وهي من أمجل

االنقبـاض وحـىت إىل األمر، وقد يفضي ا الن هذا اخللق يضفي عليها رقة ومجا ا املرأة، أل

وقع أمامها حدث ما يستدعي إذا، مما يفوت عليها حقائق كثرية فيما )3(ة احلياء واء بصف نـزاال

. بدافع احلياءإليهعدم النظر

j i ] : تعـاىل اهللا قـال ؛ذلـك لك ليس :فقالت ،بينهما فرقوا :احلاكم فقال ، يف حمضر النساء احلاكم عند h l km Z 5/465، حاشية رد احملتارابن عابدين، . احلاكم فسكت.

.م1993 -هـ 1413، دار السالم، القاهرة، الطبعة األوىل، 18، صهل هن ناقصات عقل ودين جرب، حممد سالمة، -1 .165، صالشهادة كدليل إثبات يف املواد اجلنائية الغماز، -2 .37، صمشكالت املرأة املسلمة املعاصرة مرزا، -3

190

191

املطلب اخلامس

)1( احلسياإلدراكاالختالف يف

،)2( احلسي اإلدراك الدراسات املختلفة وجود فروق بني الرجال والنساء يف جمال بينت

، األشـياء عـرف كتشف وت به ت إذ، ة يف حقل علم النفس بصفة عامة رئيسي أمهيةالذي يشغل

نركز الشعور يف شيء معني، وقد ال ندرك هذا الشيء، وهذا ما باه الذي بواسطته ويسبقه االنت

كل إدراك ولكن خيتلف ، موقف واحد إىليهمنا يف موضوع الشهادة، فقد ينتبه مجع من الناس

الختالف ثقافتهم وخربام ا، وذلك تبع ا كثري أو ال قد يكون قلي امنهم له بالنسبة لآلخر اختالف

فمن هذا املنطلق خيتلـف ، أجناسهمواختالف ،السابقة ووجهات نظرهم وذكائهم ودوافعهم

أو أو غافال افي كثري من احلاالت قد يكون الشخص شارد ، ف بعضهم عن بعض موقف الشهود

الـصحيحة لوجـود األشـياء إدراكه عدم إىلمما يؤدي للوقائع، إدراكه مهمال يف أو، اساهي

دون ا عوامل معينة جتعله خيتـار مـؤثر إىل ترجع ألسباباهتمامات أخرى جذبت انتباهه، أو

.)3(آخر

ويطلق اإلدراك احلسي يف علم النفس على العملية العقلية اليت نعرف بواسطتها العامل اخلارجي، وذلك عن طريق املـثريات -1

احلسية املختلفة اليت تسقط على حواسنا املختلفة من العامل اخلارجي الذي حييط بنا، فأنا أدرك أن هذا الشيء املوضوع أمامي أنه خاصة، كاللون والطول والعرض والسمك، ولكن ال يقتصر هذا اإلدراك على جمـرد إدراك اخلـصائص كتاب، وأن له مميزات

احلسية هلذا الكتاب، بل إنين أدرك ما حيتويه من كتابة، هي رموز هلا داللتها ومعناها، كما أنين أعرف أنه كتاب يف علم النفس، اك احلسي ما هو إال استجابة كلية موعة التنبيهات احلسية الصادرة وأعرف كيفية استخدامه كما أعرف فوائده املتعددة، فاإلدر

.137صدراسة يف تفسري السلوك اإلنساين، ، علم النفس الفسيولوجيالعيسوي، . عن موضوعات العامل اخلارجي . 266، صعلم النفس الفارق أبو النيل، -2 .56، صالشهادة كدليل إثبات يف املواد اجلنائية الغماز، -3

192

ألنه يرجـع ؛ ا جوانب املشهود عليه وارد حتم وغفلتها عن بعض املرأةواحتمال نسيان

:)1(إىل

، إليهعن النظرة الشمولية ، ببعض جزئيات املوضوع املشاهد ناأحيامن انشغاهلا ، طبيعة املرأة -أ

. عالقات هذه اجلزئيات بعضها ببعضوعن

، ممـا اهلامة من عناصر املوضوع اخلاص ببعض جزئيات املوضوع أكثر من غريها املرأة ثرتأ -ب

. اا أكثر علوقا بذاكرا من غريهجيعله

فسية والعقلية، ال تصدق على كل رجـل إن الفروق اجلسمانية والن : وقصارى القول

القواعـد أكثـر يكثر شذوذها، كما يكثر شذوذ ، بل هي نتيجة احتمالية وتقريبية وكل امرأة

. )2(اإلمجالية

، دار الـسالم، القـاهرة، الطبعـة األوىل، 347 صمكانة املرأة يف القرآن الكرمي والسنة الـصحيحة، بلتاجي، حممد، -1

.م2000 -هـ 1420 .1/22، املرأة يف القدمي واحلديث كحالة، -2

193

املبحث الرابع

الفروق الطبيعية يف شهادة املرأةثر االختالف يف أ

والنساء من الناحية البيولوجيـة استبان مما سبق الفرق اجلذري واجلوهري بني الرجال

يف نظـم استتبع اختالف ت أنال بد هذه االختالفات الطبيعية ووالفسيولوجية والعقلية والنفسية،

وال بد أن يكون هلا بالغ األثر يف شهادة ،استجابة للفطرة الرجل واملرأة من احلياة املتصلة بكل

فوارق بني املرأة والرجل يف احلقوق والواجبات وهذا هو سر ما جاء يف اإلسالم من كل منهما،

الفروق علـى مدى تأثري هذه سأسلط الضوء على املبحث يف هذا و .)1( ومنها الشهادة ،واألعباء

: من خالل املطالب التاليةأداء املرأة للشهادة

.ثر االختالف البيولوجي على شهادة املرأةأ: املطلب األول

.الوظيفي على شهادة املرأةأثر االختالف : املطلب الثاين

.تأثري احلالة النفسية للمرأة على أداء الشهادة: املطلب الثالث

.8، صاملرأة املسلمة البنا، حسن، -1

194

لب األولاملط

على شهادة املرأة أثر االختالف البيولوجي

بسبب دورات احليض واحلمل الختالف التكوين البيولوجي للمرأة عن الرجل، و انظر

، ومن مث يؤثر ال حمالـة يف قواهـا )1(لى حالة املرأة النفسية فإن ذلك يؤثر بدوره ع ، الرضاعو

وممكن تعداد . )2(الذهنية، فقد تضمحل قوة اجلهد العقلي والتركيز الفكري للمرأة أيام حيضها

: )3( احليض كما يليأثناء للمرأةاألعراض النفسية املصاحبة

Y : [ m يقول اهللا .النسيان -أ l k j i hnZ] 282: رةالبق[.

.التغريات املفاجئة يف املزاج -ب

.القابلية لالستثارة -ت

.ضعف التركيز -ث

.165 صالشهادة كدليل إثبات يف املواد اجلنائية، الغماز، -1 .91، صعمل املرأة يف امليزان البار، .51،53، صاملرأة املسلمة غاوجي، -2 .م2002، دار املعرفة، 55صيف سيكولوجية املرأة، النيال، مايسة أمحد، -3

195

.التوتر -ج

اوأكثر هذه األعراض وضوح ة هو تغري املزاج، والذي ميكن أن يبلغ درجة مـن احلـد

الشديدة، وقد جيتمع كل من التوتر والقابلية لالستثارة، لينتج عنهم حالة عدوان، وقد يـدفعها

دورات احليض تؤثر على منو احلالة االنفعالية لـدى أنكما .)1(شهادة الزور ذا بسهولة إىل ه

ل يف سبيل ما تشعر به من آالم، وهذا ما يكسبها قوة ااملرأة، فهي تبذل جهدمحوتـصبح ،الت

قـائق هامـة يف وأشد قدرة على إخفاء ح .)2(وأفكارهامشاعرها إخفاءشد قدرة على ألتايل با

. احتاجت لشهادا،ضية ماق

مما اليأسثر هذه االضطرابات اليت تتعرض هلا املرأة بوجه خاص عند بلوغ سن أويظهر

اليت تـصاحب استدعيت كشاهد، إذ أن تلك االضطرابات الفسيولوجية إذاموقفها يؤثر على

إىلاالضطرابات جتعل املرأة سريعة التأثر واالنفعال، بل وقد تؤدي هذه الرضاعفترات احليض و

يف حتيز املرأة فيما تبديه من بيانات، ا وحب الذات لديها، وقد يكون هذا سبباألثرة،تقوية روح

3( ما حاولت أن تتجنب اإلجابة على األسئلة املوجهة هلاإذا اوخصوص(.

كما أن وظيفتها يف إجناب األطفال قد تكون السبب يف كوا أقوى من الرجل بالنسبة

كراهيـة إىل حتولت إذاففي حالة احلب جندها تضحي يف سبيل ذلك، أما . اطفة اجلنسية الع إىل

- وسيلة حتققها بأي - ا تتخلى ائيأن إىل الرغبة يف االنتقام الذي يدفعها إىل األمرفقد يصل ا

.)4(عمن كانت حتبه

.165، 166، ص الشهادة كدليل إثبات يف املواد اجلنائيةالغماز،. 55 صيف سيكولوجية املرأة، النيال، -1 .166، صدة كدليل إثبات يف املواد اجلنائيةالشها الغماز، -2 .166، صالشهادة كدليل إثبات يف املواد اجلنائية الغماز، -3 . املصدر السابق-4

196

املرأةم حىت سلت أنه ال إىل، فخلصوا املرأةثبت علماء الطب تأثري احلمل على ذهن أوقد

أفكارهـا صاب يف مزاجها بـالتلون، ويف احلمل، فت فترةصحيحة من االضطراب الشديد يف ال

لتعقل، بالتشوش، ويف عقلها بالشرود، وتتخلف فيها ملكات الشعور والتفكري والتأمل والفهم وا

املرأةة أن تكلف من أشهر احلمل ال يصح فيه البت األخري الشهر أن: األخصائيونومما اتفق عليه

.)1( بدنيا أو عقلياجهدا

أثبـت لقدرات النساء الذهنية قبل الوالدة وبعـدها، ا مسح ت مشل احبث اثين عشر ويف

الباحثون من خالهلا، أن احلمل يتسبب بضعف ذاكرة النساء، وأن هذه احلالة تستمر لفترة مـا

عدد خاليا الـذاكرة لـدماغ األم يف تناقص طفيف ل احلمل حيث يتسبب ،ابعد الوالدة أحيان

أو أداء مهام متعـددة ،احلامل، وتؤكد الدراسة أن اهود الذهين املرتبط بتذكر تفاصيل جديدة

لكنها ، عن تذكر رقم جديد أنه قد تعجز األم احلامل مثال ، إضافة إىل املراحل يصاب باضطراب

النتائج أن إىلولفتت الدراسة . )2(لدوام القدمية اليت كانت تطلبها على ااألرقامستستعيد بسهولة

.)3(اه بعد الوالدة لعام كامل أحيان احتمال استمرار حالة االضطراب هذإىلتشري

، كما تنتظـره أمهوجندها يف فترة اإلرضاع قلبها وفكرها معلق بابنها الذي ينتظر ثدي

.)4(ة، فكل ذلك يؤثر بال شك على جودة أدائها للشهادإليهاكي تضمه

هلا إرادةر الطبيعة، ال ساملرأة خالهلا يف أ ، تكون وإرضاعتلك املراحل من محل ووالدة

ل على حكم الطبيعة خمتارة أو جمربة نـزمن أحوال وظروف، فهي ال بد وأن ت فيما يتواتر عليها

.)1(أبدا، مشدودة بني قوانينها وسننها

. 54، صاملرأة املسلمة غاوجي، -1 .httb:\\www.alamalnet.com، أن تضل إحدامها فتذكر إحدامها األخرىنور احلق، فراس، -2 .httb:\\www.alamalnet.com، إحدامها فتذكر إحدامها األخرىأن تضل نور احلق، فراس، -3 .57، صاملرأة وحقوقها السياسية يف اإلسالم الزنداين، -4

197

أليس إذا : "rلتكليف الشرعي حال حيضها، فقال النيب ااملرأةلذلك خفف الشرع عن

فمن هنا يظهر ،)2(ة املرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ شهادم؟ أليسص ومل تصلاضت املرأة مل ت ح

يف ختفيف الشهادة ،الرضاع واحلمل و للمرأة يف فترة احليض أثر احلالة النفسية والعقلية املصاحبة

.)3(صف شهادة الرجلفتصبح شهادا مثل ن عنها،

املطلب الثاين

املرأةأثر االختالف الفسيولوجي على شهادة

بد وأن يكون هلا بالغ األثر ال ا املذكورة آنف واملرأةالفروق الفسيولوجية بني الرجل إن

عن الشعور احلسي املسئول ، املرأة مخجذع أسفلفالسرير الصعيب املوجود يف ، املرأة شهادةيف

ونتيجة لزيادة نسبة الدم ، بسبب هذا التفاوت، )4( أوضح يف تكوينه منه يف الرجل ،النفعاالتوا

.، مكتبة اإلميان، املنصورة27، صالنساء فقدن عروشهن القليين، حممود، -1 .84 سبق خترجيه ص-2 .20، صاملرأة وحقوقها السياسية يف اإلسالم الزنداين، -3 .9، صاملرأة يف القدمي واحلديثحالة، ك-4

198

أكثر املرأة، جند املزاج العصيب عند املرأة جسمه، وضعف ذلك عند إىلاملتدفق من قلب الرجل

يج 1(إىلا من مزاج الرجل، مما يؤدي(:

لذلك جاء احلكم الـشرعي باستـشهاد ؛ ما استدعيت للشهادة إذانسيان ما جيب تذكره -1

U :[ [ Z نسيت، يقول اهللا إذا األخرىلتذكر الواحدة ؛ األموال يف امرأتني Y

\] k j i h g f e d c b a ` _ ^

m lnZ ]282: البقرة[.

.اختالط املعلومات لديها -2

.أقواهلاعدم التدقيق يف عرض -3

.ةتوتر حالتها النفسي -4

للكالم ا للرجل مركز إنف كما أن التركيب الدماغي لدى اجلنسني له أثره يف الشهادة،

يف خمه يف أحد الفصي للذاكرة يف الفص اآلخر، فإذا اشتغل مركز الكالم عند اإلدالء ان، ومركز

ابالشهادة، فال يؤثر على املركز املتخصص بالذاكرة، فالرجل يستعمل فصة من حلل مسألا واحد

ا ودقة يف ضبط الكالم؛ فـال حيـدث لديـه ص ختصأكثراملسائل اليت تقتضي التفكري، مما جيعله

. )2(التشويش يف الذاكرة عند الكالم

.336، صالكرمي اإلعجاز العلمي يف اإلسالم، القرآن عبد الصمد، حممد كامل، -1، 2/1180، السنة اإلعجاز العلمي يفصاحل أمحد، رضا، . 25، 73، صاملرأة وحقوقها السياسية يف اإلسالم الزنداين، -2

.م2001 -هـ 1421مكتبة العبيكان، الطبعة األوىل،

199

فـإذا لكن املرأة هلا مركزان يف فصي املخ خمتلطان يعمالن لتوجيه الكالم وللـذاكرة،

ستخدمان يف معاجلة اللغة، وقد غ املرأة ي اشتغل املركزان بالكالم، فكال جانيب دما املرأةتكلمت

ذلك يف إىل اإلشارةونرى . يؤثر ذلك على اجلزء من الذاكرة اليت فيها املعلومة املطلوبة للشهادة

c ^ ]: قول اهللا تعاىل b a ` _Z)1(.

، 2/1180، السنة اإلعجاز العلمي يفصاحل أمحد، رضا، . 25، 73، صاملرأة وحقوقها السياسية يف اإلسالمالزنداين، -1

.م2001 -هـ 1421مكتبة العبيكان، الطبعة األوىل،

200

حـواء من آدم وحواء طلب منه وصف شيء معني، فال شـك أن الفرضنا أن ك فإذا

الشيء، وليس معىن ذلك أا أدق أداء للشهادة من آدم وأقـوى منـه هلذا ا دقيق استقدم وصف

201

اذاكرة، ولكنه يعين أن هلا اجتاه ا خاص علـى ا خيتلف عن اجتاهه، وبالتايل فسوف يكون له تأثري

.)1(شهادما

هامـة رأة إىل نتيجةوقد توصل أحد الباحثني الغربيني من خالل جتاربه على الرجل وامل

: وهي

ل عليها الوحي، نـزأن املرأة ذات إهلام وبصرية نفاذة فهي تصل إىل احلقيقة بدون جهد وكأمنا

احلقيقة والصواب، بل إىلوليس من طبعها التأين والتؤدة يف الدراسة والبحث وتنسيقه للوصول

من الـتفكري والتـؤدة وإىل بينما الرجل حيتاج إىل كثري تعرف ذلك بسرعة وتعتقده، أنتريد

االستعانة باملنطق، فإنه حيقق ويصر على حبثه ليصل إىل نفس احلقائق، فالرجل دائما لديه أسباب

فهو أقدر على ربط األسباب بالنتائج مـن االعتقاداته بينما املرأة تذكر اعتقادها دون سبب، إذ

يف الشهادة مومهة القاضي بـصحتها، منضبطةمما يؤدي إىل تقدمي املرأة ملعلومات غري .)2(املرأة

. ودقة من معلومات املرأةابينما يقدم الرجل معلوماته للقاضي وتكون أكثر ضبط

.164، صالشهادة كدليل إثبات يف املواد اجلنائية الغماز، -1القواعد العلمية لفحص وحتليل شهادة الشهود يف تادرس، . 165ص، ملواد اجلنائية الشهادة كدليل إثبات يف ا الغماز، -2

.1/19، املرأة يف القدمي واحلديثكحالة، . 135، صعلم النفس والقانون املقارن

202

املطلب الثالث

على أداء الشهادةللمرأةاحلالة النفسية ريثأ ت

نفسية هذه وقد تؤثر احلالة ال ،)1(ثيبشدة احلساسية وقوة االنفعال وعدم التر ةمتتاز املرأ

.، ويف احلدود والقصاص خاصة شهادا عامةوبالذات عاطفتها اجلياشة يف

:يظهر وجه ذلك مبا يلي ف،احلدود والقصاصأما تأثريها يف -1

شبهة، الشبهة حتيط ا وأشباهه، وشهادا يف القتل الشبهاتدرأ ب احلدود ت أنلم به سمن امل -أ

؛ لـذلك اسـتبعد )2( حلالتها النفسية عند وقوعها كما هي اجلرمية تثبتها من وصف إمكانعدم

: مثال ذلكا،، أو إجياباثري عاطفتها سلبالعلماء شهادة املرأة يف اخلصومات اجلنائية اليت قد ت

إذا أبصرت اثنني يتضاربان بالسالح ارتاعت ووجلت، فتثري هـذه املرأة يف جرائم القصاص أن

د تذهلها وتوقفها عن متابعة عاقبة األمر، فتغيب عنها حقائق قد تكون االنفعاالت عاطفتها، وق

ا متهيد3( للحكم فيهاامهمة للغاية يف جمريات التحقيق يف الدعوى ومالبسا( .

وب صائحة مولولة، ويصعب عليه اوكثريا أن ما تغمض عينيها يف مثل هذه اجلرائم، و

نإ، هذا و )4(ا ال حتتمل التدقيق يف مثل هذه احلال ألن أعصا ؛تصف هذه اجلرائم بدقة ووضوح

.42، صمشكالت املرأة املسلمة املعاصرة مرزا، -1 -هــ 1424، دار السالم، القاهرة، الطبعة الثانية، ، دار الوراق 24، ص املرأة بني الفقه والقانون السباعي، مصطفى، -2

، دار اإلميان، اإلسكندرية، الطبعـة 135، صاملرأة بني تكرمي اإلسالم وإهانة اجلاهليةاملقدم، حممد أمحد إمساعيل، . م2003، دار الثقافة، 314 صحقوق املرأة يف الشريعة اإلسالمية،النجار، إبراهيم عبد اهلادي أمحد، . م2005 -هـ 1426األوىل، .م1995 -هـ 1415عمان،

. 108، صهل املرأة نصف الرجل يف اإلسالم على الدوام جوهر، -3 .24، صاملرأة بني الفقه والقانونالسباعي، . 18، صمركز املرأة يف احلياة اإلسالمية القرضاوي، -4

203

تقع يف غيبوبة قد تفقدها أا فاألرجح ذلك سبيال، إىلن مل تستطع إتفر من هذه املشاهد، ف مل

. )1(الوعي

تطغى أحيانا على ما وصـل إىل إدراكهـا، هاجتعلعاطفة املرأة قوة من جهة أخرى فإن -ب

خرى، وتغري كثريا من حقيقته من حيث ال تشعر هي بذلك، ومتتزج بعناصره، فتشكله صورة أ

فاقتضت العدالة أن يا، فاستا يف األمور املؤدية تخذ شيء من االحتياط حيال شهادبعدت شهاد

إىل نتائج خطرية، كالشهادة على الزنا، ومل يعتا منفردة دعن الرجـال إال يف األمـور بشهاد

شهادة املرأتني فيما عدا هذا وذاك معادلـة تعليعرفها غري النساء، وج ليت ال ا اخلالصة سائيةالن

. )2(لشهادة رجل واحد، على شرط أن يشهد معهما رجل مبا شهدتا به

علـى أسـاس ، واعتبارها كشهادة رجل،وقد بين االطمئنان النسيب إىل شهادة املرأتني

بعد شـهادا أ سيطر على إحدامها ف نفسي سليم، ذلك أنه يندر أن يكون االجتاه العاطفي الذي

ح كلتامها ما يف شهادة األخرى من صلالذي تسلط على األخرى، فت االجتاه هو ذات عن الواقع

ـ ت فيه، وما حر زيف غري مقصود، وتذكر كلتامها األخرى حبقيقة ما ضل ه عاطفتـها عـن فت

.)3(موضعه

:لى وجه ذلك مبا يلي أما تأثري العاطفة على شهادة املرأة عامة، فيتج-2

، دار الفكر، بـريوت، 148صف التشريع الرباين، املرأة بني طغيان النظام الغريب ولطائ البوطي، حممد سعيد رمضان، -1

.م1996 -هـ 1417الطبعة األوىل، ، املنظمة اإلسالمية للتربيـة والعلـوم، 133ص، حقوق املرأة املسلمة يف اتمع اإلسالمي بغدادي، مصطفى إمساعيل، -2

.م1991 -هـ 1411املغرب، الطبعة األوىل، . املصدر السابق-3

204

القضاء حىت ال ينال طرف من أمام كتم الشهادة إىل العاطفة عند بعض النساء هذه قد تؤدي -أ

:U: [ 8ر بقول اهللا حذتلكنها و .األطراف سوء 9; ? > = <

@Z ]1(]283: البقرة( .

طالة يف إجابتها بذكر خشى عند أخذ شهادة املرأة أن تتأثر بشخصية احملقق فتحاول اإل وي -ب

ة يف حالة إبداء األقوال الكاذبة الـيت تـؤدي إىل بعض التفاصيل اليت ال داعي هلا، وبصفة خاص

م الشهادة حىت ال تتمادى هت وهنا جيب حتذيرها من ذكر التفاصيل اليت ال . التناقض يف الشهادة

.)2(األمريف هذا

تتفاىن يف الدفاع عمن حتـب أن إىل باملرأةد يؤثر جانب العاطفة واالنفعال ق أنالحظ يو -ت

اخلطورة تكمن يف أن إال كان احلب ال يتوارى ومن السهل اكتشافه وإذا. بقصد تضليل العدالة

مـا واتتـه فإذا ألن من يكره ال يفصح عما يكنه لآلخر، ؛شهادة اليت تكون الكراهية حمورها ال

كان وإذا. صب فيها مسومه يف االجتاه املؤيد لالام يالفرصة ألداء شهادة ضد من يكرهه فسوف

عندما تتعلق الشهادة بشخص متقتـه وتكرهـه املرأةهذا هو حال اجلنسني فماذا يكون موقف

حيلة على حتريـف أنفذ تصبح فإا بفقد جاذبيتها للرجل، املرأة تأحس وإذا. آلخر أولسبب

.)3( الشهادةإبداءاحلقائق يف حالة

ؤثر حياء املرأة على شهادا؟كيف ي

. م1997 -هـ 1417، دار اجليل، بريوت، الطبعة األوىل، 306، صحياة املرأة املسلمة حممد، اجلمل، إبراهيم-1 .166، صالشهادة كدليل إثبات يف املواد اجلنائية الغماز، -2 .166،167، صالشهادة كدليل إثبات يف املواد اجلنائيةالغماز، -3

205

شهادا، فقد مينعها حياؤها من أن تنظـر ىأنه يؤثر عل ال شكأما بالنسبة حلياء املرأة ف

لبتفحص إىل جرمية خقي ا وبطبيعتها النقية ة ترتكب، فإذا وقع بصرها عرضا على مثل ذلك، فإ

. )1(تنأى ببصرها عن أن يقع على ما فيه خدش حيائها

ا أن شهادا على مثل ذلك أمام القضاء، تعرضها إىل أمر ال حتتمله، وال تقدر على كم

ل وبالتفصيل عن الوقائع اليت شكلت اجلرمية، وال بـد أ يس أنالقاضي ال بد له من فمواجهته،

الـيت املـرأة أن الفإذا سلمنا جـد . القاضي إليه جييب على كل سؤال يوجهه أنللشاهد من

فما هو موقفهـا حـني -وهو بعيد غريب - وقائعها، إىل النظر أمعنت ةية احلد شاهدت اجلرمي

، وما هو موقف احملكمة اليت األعراضتصف هذه الوقائع مثال يف جرمية من جرائم االعتداء على

جرمية عقوبتـها ألا ؛هدة عن الوقائع بالتفصيل تنظر يف القضية حني تزيد االستفسار من الشا

بعد استيفائه كل الوقائع مفصلة، وقد ناقش رسول إالوال ميكن القضاء بالعقوبة عقوبة مغلظة،

ـ تر التفوه بكلمـات إىل وصل به اية على نفسه نقاش جبرمية حد اقر من جاء مr اهللا ك مـن ب

ال حيتمل جداال، أمر، وهو األعراض كان ذلك يف اجلرائم اخلاصة باالعتداء على إذا. )2(يسمعها

هلا من اخلصائص ما جعل الشهادة ا شهادة قائمة على واألموالن جرائم الدماء إف .لطة مغا أو

. )3(اليقني الذي ال حيتمل الشك

اؤخذ على شهادة املرأة بوجه عام، ومما يواخلـروج عـن احلـديث إطالة إىل متيل أ ،

الكذب بطريقـة ضافةإ لعدم وضوح الرؤيا لديها، وميكنها إليهاملوضوع لفترة بسيطة مث تعود

، مطبعـة األمانـة، القـاهرة، 252، ص سالمي والتصور الوضعي املرأة يف املنظور اإل احلفناوي، منصور حممد منصور، -1

.م1989 -هـ 1410ال يا : لت أو غمزت، أو نظرت، قاللعلك قب: ، قال لهr مالك النيب نملا أتى ماعز ب: " قالt ورد احلديث عن ابن عباس -2

. 12/135، مع شرح فتح الباري بخاريصحيح الالبخاري، ". فعند ذلك أمر برمجه: أنكتها؟ ال يكين، قال: رسول اهللا، قال .252، 253، صاملرأة يف املنظور اإلسالمي والتصور الوضعي احلفناوي، -3

206

وإن كانت بعض النساء لديهن مسة الرجال، وبعض الرجال لديهم مسة . وأكثر من الرجل أسهل

.)1( هذا التشابه قليل وحمدودأن إالالنساء،

. يف ميادين خمتلفة شهادة املرأةقبولاملانعة من ن التأثريات م،هذه الصفاتال شك أن و

لزم وجود اخـتالف يف الفوارق الطبيعية بني اجلنسني د وجو ا وعلم ا حتقق حس أن بعد

أنه يف حالة معينة إال العادية، األحوالن كان ال يالحظ يف دور كل منهما يف أداء الشهادة، وإ

الفسيولوجية وذلك يف حاالت االضطرابات ، دقيق للشهادة د يظهر هذا الفرق بفحص ومتعن ق

.)2( عن الرجلمرأةلل اختالف التكوين البيولوجي إىلالراجعة

منـه املرأةلى ع أقوى بشكل يف أداء الشهادة التأثري يقع أن ا جد من السهل لذلك كله

هذه اإلسالمي التشريع ومن هنا قنن. التأثرين هلا طبيعة مستجيبة ملثل هذا وذلك أل ؛على الرجل

على إقامة التوازن منه اوذلك حرص ؛ جل شهادة املرأتني تعدل شهادة الر أن أساساملسألة على

\]: قال اهللا تعـاىل . إحدامهاوتفادي أخطار التأثري على [ Z Y ] _ ^

l k j i h g f e d c b a `

mnZ] 3(]282: البقرة(.

الفصل الرابع

ص واملمارسةشهادة النساء بني الن

.167، صكدليل إثبات يف املواد اجلنائية الشهادة الغماز، -1 . املصدر السابق-2 . املصدر السابق-3

207

:متهيد

دول العامل الغريب والعريب تنـادي نطلقت وتنطلق صرخات مدوية يف بقاع كثرية من ا

ضاربني بذلك عرض احلائط النـصوص مبساواة املرأة بالرجل يف كافة احلقوق، ومنها الشهادة،

عن ت آذام ، وصم وقد غشيت قلوم القرآنية والنبوية اليت تبني واجبات وحقوق كل منهما،

.هما يف هذه احلياةد وظيفة كل من اليت حتدواملرأةالفروق الطبيعية بني الرجل

ىل عدم جتاهل احلقائق العلمية البيولوجية، وحماولة جعل تربية الفىت مماثلة واألكان من ف

فقط نرغب يف ذلك، فهذا التفكري املبين ألننا لدور الفتاة اللتربية الفتاة، ودور الفىت يف احلياة مماث

هذه الفوارق أماما طلقة ال جيدون جواب على الرغبات يصادم احلقائق العلمية، ودعاة املساواة امل

أي " من هؤالء النساء " يف مقال هلا حتت عنوان األمريكية الصحف إحدىوقد كتبت الواضحة،

، ليس هلن حظ من اجلاذبية الشخصية بعضهن إن": باملساواة املطلقة، قالت الصحيفة املطالبات

، وهناك فئة من بأسرهنس اآلخر ولذلك فهن ناقمات على اجل ؛وبعضهن نساء شقيات بزواجهن

ويوصف البعض منـهن .، ولكنهن شديدات اجلنون اإلخالصاملتحمسات واحلاملات شديدات

عن جنس الذكور الذين حيضرون مؤمترات أما ، خطراتوأن من اجلنسني، ألي ال ينتمني بأن

. )1(. خاضعون لزوجامأزواج فغالبيتهم املرأة،حقوق

: املباحث التالية الدراسة هذه االدعاءات من خالللذا ستعاجل

. حول شهادة املرأةمزعومة شبهات: املبحث األول

.اجتهادات معاصرة شاذة يف شهادة املرأة: املبحث الثاين

املبحث األول

.26،27،56، صاملرأة وحقوقها السياسية يف اإلسالم الزنداين، -1

208

حول شهادة املرأة مزعومةشبهات

وماجوا ا، فهاجو ليه ع نياحلاقدو وأباطيل من قبل خصومه شبهاتسالم حتوم حول اإل

جعـل اإلسـالم ذلك ألن اإلنسانية؛ يف القيمة واملرأة بني الرجل مل يسو اإلسالم أن صاحواو

املزعومة الشبهاتواعترب املرأة ناقصة عقل ودين، ولنفي هذه .)1(امرأتنيشهادة الرجل بشهادة

: يف املطالب التاليةلكل منها على حدىالدراسة ستتعرض

.املرأة تساوي نصف الرجل: ألولاملطلب ا

l ] :الطعن يف الضالل الوارد يف قول اهللا تعاىل : املطلب الثاين k j i h

mnZ.

.ن موضع إهانةهلع النساء بنقصان العقل والدين، جrوصف النيب : املطلب الثالث

سـكندرية، الطبعـة األوىل، ، مكتبة اإلشـعاع، اال 17، صحقوق املرأة يف الشريعة اإلسالمية داود، عبد الباري حممد، -1 . م2003

209

املطلب األول

تساوي نصف الرجلاملرأة: األوىل الشبهة

اإلثارة، وقد غرسوا بذور اإلسالمي ضد التشريع املرأة إثارةاول املغرضون وحياولون ح

من القدر اإلنقاص يعاملها معاملة اإلسالم أن وتشريعاته مبا صوروه هلا من إسالمهايف قلبها ضد

أـا فهذا يعين على النصف من شهادة الرجل، اإلثبات هو قد جعل شهادا يف إذلة، نـزوامل

ن حتديد وهذا شأأويها من غري بيان تركوا القضية هكذا على مصراعقد ووي نصف الرجل،تسا

ما يدعون، واسـتدلوا علـى وتأكيد إثبات بطرف يوهم األمور من يأخذون، اإلشاعاتذوي

تهم يف هذا اخلصوص مبا جاء من قول اهللا تعاىل عند احلديث عن التداين، وتوثيق الديون عن قالم

اع نــز ال بإثارة عليها، حىت ال تكون هناك منافذ يدخل منها الشيطان واإلشهاد طريق كتابتها

\] :بني املتداينني، فقـال اهللا تعـاىل [ Z Y ] b a ` _ ^

m l k j i h g f e d cnZ املغرضون وحاول

وأـا الكامـل، باإلنـسان اعتداده عتد ا ي فال ،مهينة يعاملها معاملة اإلسالم أن املرأة إقناع

بالنسبة لآلخرين، وما كانت النساء مهضومة احلق مضيعة يوما ما بعد ة، مضيع وق احلق ةمهضوم

. )1(، لكنها وسوسة الشيطاناإلسالم جاءت تشريعات أن

ومهما بلغت احملاوالت يف الطعن يف أحكام اهللا، وإقناع املرأة بأا مضطهدة حتت ظـل

. ال أن اهللا سيظهر دينه، وحيق احلق بكلماته، وال يظلم ربك أحداالشرع اإلسالمي، إ

: من خالل املسائل التاليةالشبهةوسأحاول الرد على هذه

.اإلسالم مل يفرض أن املرأة نصف الرجل: املسألة األوىل

.247، 248، صاملرأة يف املنظور اإلسالمي والتصور الوضعي احلفناوي، -1

210

. من إنسانية املرأة، بل امتياز هلااالتفاوت يف الشهادة ليس انتقاص: املسألة الثانية

:اإلسالم مل يفرض أن املرأة نصف الرجل: لة األوىلاملسأ

على توفري كل الضمانات املمكنة يف الشهادة، سواء كانت الشهادة لصاحل قام اإلسالم

.)1(املتهم أو ضده

فقد راعى اإلسالم الظروف اخلاصة للمرأة بتكوينها اجلسماين وما يصيبها من هـزات

ا إرهاق حسضاع وة الشهرية، وحالة احلملعب جسدي بسبب الدوري، وتنفسية، فينتا2(الر(-

. -كما سبق بيانه

: ما يلي إىل األسباب اليت من أجلها جعلت املرأتان يف االستيثاق كالرجل الواحد،تعودو

\] مدلول عبارة اآلية القرآنيـة إن النسيان، ف -1 [ Z Y ] ` _ ^

j i h g f e d c b am l k nZ واحـدة ال املرأة هو التذكري مبا قد تنسى امرأتنيا م املراد من كو أنواضح يف ] 282: البقرة[

.)3( عليهلعدم ممارستها ما شهدت

وهذا إمنا يكون فيما يكون فيه الضالل يف العادة، وهو النسيان وعدم الضبط، فما كان

.)4(تكن فيه على نصف رجلمن الشهادات ال يخاف فيه الضالل يف العادة، مل

وليس من املالية واملعامالت املدنية، باألموربفطرا واختصاصها ال تشتغل عادة فاملرأة

من هنا تكون ذاكرا فيها ضعيفة، الواجب عليها االحتكاك جبمهرة الناس لتشهد هذه األمور، ف

. م1982 -هـ 1402امسة عشرة، ، دار الشروق، القاهرة، الطبعة اخل121، ص حول اإلسالمشبهات قطب، حممد،-1 .م2000 -هـ 1421، مكتبة الدار العربية، الطبعة األوىل، 12، صمكانة املرأة يف اإلسالم عبيد، منصور الرفاعي، -2 .1/724، تفسري القرآن العظيمابن كثري، . 251، صاملرأة يف املنظور اإلسالمي والتصور الوضعي احلفناوي، -3 .129، صاحلكميةالطرق ابن القيم، -4

211

ذاكرة من الرجل، ومـن وىأق فيها فإالية اليت هي شغلها، نـز امل األموروال تكون كذلك يف

ـا، وآيـة مويكثر اشتغاهل اليت مهم وميارسوا، لألمور يقوى تذكرهم أنطبع البشر عامة

النساء كذلك، ال يشهدن جمالس أكثر، وال يزال املرأة جاءت على ما كان مألوفا يف شأن املداينة

الـذي األصـل ال ينايف هذا املبايعات، واشتغال بعضهن بذلك بأسواقاملداينات، وال يشتغلن

إن ، ما يشغل النساء عادة، من شؤون البيت املرأة ما يشغل اوكثري. تقضي به طبيعتها يف احلياة

تفكريهاكون ي، ومن مث اأيم كانت إن، والتفكري يف الزواج اأم كانت إن واألوالدكانت زوجة،

1( شؤون املعامالتعن ابعيد( .

قد يفقدها االستيعاب الكامل جلوانب املوضـوع، املعامالت انب جل ة املرأة فقلة ممارس

وبالتايل قد تإليهـا أخـرى امـرأة إضافةفيما تشهد به، فكان ال بد من ا من احلق ص شيئ نق

أن االسـتيثاق لـديوم أرادوا إذا الـدين أصحاب اهللا تعاىلأمر هلذا ؛الستدراك ذلك النقص

k ]: بقوله وعلل القرآن ذلك . امرأتنيو رجال أويشهدوا عليها رجلني j i h

m lnZ (2).

العاطفية السريعة االنفعال، الـيت ال املرأةة طبيع بعني االعتبار اإلسالمأخذ الوجدان، فقد -2

مبالبسات القضية فتضل عن تتأثركانت مظنة أن ف ل،متلك معها من ضبط النفس ما ميلكه الرج

احلق ودفـع إلثبات أن يكثر من الشهود -ا حىت ال يظلم أحد -اضيتاط الق لذلك حي احلقيقة؛

-هــ 1414حممد عمارة، دار الشروق، بريوت، الطبعـة األوىل، : ، حتقيق 4/732، األعمال الكاملة عبده، حممد، -1

، )بتفسري املنار ( الشهري تفسري القرآن احلكيم، رضا، حممد رشيد، . 240، ص اإلسالم عقيدة وشريعة شلتوت، . م1993الشعراوي، حممـد . 17،21، صمركز املرأة يف احلياة اإلسالمية القرضاوي، . لثانية، دار املعرفة، بريوت، الطبعة ا 3/124

.50، صاملرأة يف اإلسالمالصاحل، صبحي، . ، قطاع الثقافة2/1216، تفسري الشعراويمتويل، .134، صاملرأة بني تكرمي اإلسالم وإهانة اجلاهليةاملقدم، . 93، صاملرأة املسلمة غاوجي، -2

212

d ] :؛ لذلك قـال اهللا تعـاىل الباطل وإزهاق، الشبهات c b a ` _ ^

m l k j i h g f enZ)1(.

يكون فىت يثري كوامن أو عليه امرأة مجيلة تثري غرية الشاهدة، أووقد يكون املشهود له

ولكن مـن . بغري وعيأو الضالل بوعي إىل، فقد تدفع هذه العواطف األمومة عطف وأالغريزة

تكـشف أن تتفقا على تزييف واحـد، دون أن يف جمال واحد امرأتان حني حتضر االنادر جد

. )2( فتظهر احلقيقةاألخرىإحدامها خبايا

واحد أو يف انعكاس يف االنفعال مبؤثر اكذلك إن احتمال اشتراك املرأتني الشاهدتني مع

عامل وجداين واحد أو يف درجة واحدة من ضعف الذاكرة، وقلة احلفظ والضبط، احتمال يكاد

.)3(يكون مستحيال

مرهفـة، وأن يكـون املرأة تكون ناحية العاطفة يف أنحكمة اهللا البالغة اقتضت وقد

ة من وظائفهـا، وهـي وظيف أهم تؤدي أن مظاهر حياا النفسية، حىت يتاح هلا أقوىوجداا

عاطفة مرهفـة، إىل هذه الوظيفة حتتاج أن على خري وجه، وال خيفى واألمومةوظيفة احلضانة

مـن أقوى تكون عاطفتها أن املرأة يف اعيب ، فليس والتأمل واإلدراك التفكري إىل مما حتتاج أكثر

. )4(وأمومتها أنوثتها ذلك من صفات كماهلا، وكمال إنتفكريها، بل

مـن الد ك اخلالق جل وعال زوأن فقد اكتشف العلم احلديث التركيب البيولوجي للمرأة، -3

بني انفعاالت دماغ ا هناك تباينأن خبصائص تتوافق واملهمة اليت يقوم ا، فقد ظهر واملرأةالرجل

دمـاغ يف النشطة األقسام ختتلف عن املرأة النشطة يف دماغ األقسامن أ ودماغ الرجل، و املرأة

.121، ص حول اإلسالم، شبهاتحممد قطب، -1 . 17، صحقوق املرأة يف الشريعة اإلسالميةداود، . 121، ص حول اإلسالمشبهات ،حممد قطب، -2 .م2001، دار صادر، بريوت، الطبعة األوىل، 75، صاملرأة والشؤون العامة يف اإلسالم ناصر، حممد احلاج، -3 . 133، صتمع اإلسالميحقوق املرأة املسلمة يف ا بغدادي، -4

213

هناك أخرى أي بكلمة ،الكفاءات الذهنية الناجتة عن ذلك الدماغيف يتجلى وجه ذلكالرجل، و

.)1(أنثىدماغ ذكر ودماغ

على حفظ أعظمالرجال يتمتعون بقدرة د جاءت آية الدين تؤكد على هذا التباين، ف قف

الرقمية الرياضية، وهـي ألمورباتتناول قضية متعلقة وآية الدين املعلومات الرياضية ومعاجلتها،

قضية مالية متعلقة مبوضوع الدتسديد بعض املستحقات املالية تأجيل صفقة ما، مع إمتامن، أي ي

يشهد أن اإلسالم يأمر كلها، ويف هذه احلالة كما تبني من النص القرآين الوارد يف آية الدين، أو

.)2(وامرأتان رجل أوعلى معاملة كهذه رجالن،

أن املـرأة عادة يف اتمع السوي، الذي ال حتتاج األعمالهم الذين يزاولون الرجالن أل -4

اإلنسانية األرصدةوواجبها يف رعاية أمثن ،وأنوثتها أمومتهاتعمل فيه لتعيش، فتجور بذلك على

ذلك إىلوهي الطفولة الناشئة املمثلة جليل املستقبل مقابل مثن خبس تناله من عملها، كما تضطر

.)3( يف اتمع النكد املنحرف الذي نعيشه اليوماملرأة

ألـن أخـرب بنفـوس يلهن عن غريهن من الرجال؛ أن النساء أعرف مبكر بعضهن، وح -5

بعضهن، واملرأة تستطيع أن تسفر للمرأة عما حييك بصدرها، وجيول بداخلـها، ومهمـا أويت

.)4(ن أن يسرب غورهن أو جيلو باطن أمرهنالرجل من القدرة على الفهم، واالستنباط فال ميك

شهادة املرأة بالكلية إضاعة لكثري من احلقوق وتعطيل هلا، فكـان مـن قبولويف منع

الشهادة نظريها لتذكرها إذا نسيت، فتقوم قبولأحسن األمور وألصقها بالعقول أن ضم إليها يف

.45، صاملرأة بني دعاة اإلسالم وأدعياء التقدم األشقر، -1 . 59، صحقوق املرأة يف الشريعة اإلسالمية النجار، -2الطييب، عكاشة . م1992 -هـ 1412، دار الشروق، الطبعة السابعة عشرة، 335، 1/336، يف ظالل القرآن، قطب-3

.، دار الفضيلة224، صالقرآناملرأة يف ظالل عبد املنان، .م1984 -هـ 1404، دار الكتاب العريب، بريوت، الطبعة األوىل، 51، صأحكام املرأة يف القرآن اجلميلي، سيد، -4

214

ظن الغالب بشهادما ما يقع بـشهادة شهادة املرأتني مقام شهادة الرجل، ويقع من العلم أو ال

. )1(الرجل الواحد

:ملرأة، بل امتياز هلا من إنسانية ااانتقاص ليس يف الشهادةالتفاوت: املسألة الثانية

أن التفاوت يف الشهادة ال عالقة له باإلنسانية، وال بالكرامة القد بات من الواضح جد

ح كالرجل، كرمية اوال باألهلية، فما دامت املرأة إنسانـل كالرجل، ذات أهليـة كاملـة لتم

االلتزامات املالية كالرجل، مل يكن اشتراط اثنتني مع رجل واحد إال ألمر خارج عن كرامة املرأة

بـصدق رص على أداء الـشهادة احل -1 : فلم يكن ذلك إال من باب .)2(واعتبارها واحترامها

: Y اهللاقال. فعزز شهادة الرجل بشهادة رجل آخر، عزز اإلسالم الشهادة مطلقالذلك وأمانة؛

[ Y\ [ Z]Z ومع ذلك مل ي بكرامـة الرجـل، عترب أحد أن ذلك مس

ت شهادا بشهادة امـرأة وامليل إىل شهادة املرأة، عزز وعند عدم كون الشاهدين من الرجال،

. بنص آية الدين)3(أخرى

، روح املعاين يف تفـسري القـرآن شهاب الدينحممود بن عبد اهللا األلوسي، : وانظر. 2/112، إعالم املوقعني ابن القيم، -1

، فخر الدين الرازي، حممد بن عمر .م1978 -هـ 1398، دار الفكر، بريوت، طبعة جديدة، 1/58، ملثاينالعظيم والسبع ا اخلازن، علي بن حممد بن إبراهيم. البارودي، عماد زكي، املكتبة التوفيقية: ، حتقيق4/112، التفسري الكبري أو مفاتيح الغيب

ابن عادل، عمر بـن . ، دار املعرفة، بريوت 1/208 ،)يلنـزيف معاين الت لباب التأويل ( ، املسمى تفسري اخلازن ، عالء الدين عبد املوجود، عادل أمحد، ومعوض، علي حممـد، دار الكتـب : ، حتقيق 4/492 اللباب يف علوم الكتاب، ، أبو حفص علي

. م1998 -هـ 1419وىل، العلمية، بريوت، الطبعة األ .23، صاملرأة بني الفقه والقانون السباعي، -2 -هــ 1425، دار العلوم العربية، بريوت، الطبعـة األوىل، 381، ص املرأة يف التصور القرآين احلوال، سوسن فهد، -3

.1989، دار النفائس، بريوت، الطبعة األوىل، 70، صاملرأة يف اإلسالمالدوالييب، حممد، : عنالنق. م2004

215

يات من الصحابيات لنورة حافلة بالنساء الفضلت آية الدين كانت املدينة املنـزفحينما

، وهـن ا هلن وال تكابرا هذا التقرير انتقاص، فلم يرين يفr اجلليالت ويف مقدمتهن أزواج النيب

. )1(من خري نساء املؤمنني إىل يوم الدين

، وهو أعلم بذوات صدورهن من أنفسهن، تعاىل فيهن كما أن حني رضني حكم اهللا

مل ين مبناقشة ذلك احلكم، وإمنا كان انشغاهلن مبا ميكن أن يترتب عليه من نقـص أجـور لشغ

.)2(أعماهلن

حصانة الشاهد، مبعىن محايته من احتماالت التعرض له أو ألسرته من قبل املتهم أو املدعى -2

حلق تعطي ا وهذا ما يعرف باالمتيازات اليت . عليهم، ومحايته من إحلاق الضرر به على أي شكل

، وهذا ما تعرفه خمتلف األنظمة القانونية ا االمتناع عن أداء الشهادة كليللشاهد يف بعض األحيان

حىت الغربية منها، فتنصيف شهادة املرأة يف األموال والقول بعدم جواز شهادا يف احلدود، قـد

. )3(يكون من باب احلصانة هلا، واالمتياز املمنوح هلا وألسرا

ع الشريعة إىل ترسيخ نـزللنصوص الواردة يف احلدود والشهادات عليها، يلحظ واملتتبع

فإعفاء املرأة من الشهادة يف . الناس، وعدم إشاعة احلديث يف الفواحش واملعاصيىمبدأ الستر عل

هذا اال ميكن اعتباره من االمتيازات اليت حيظى ا بعض األشخاص، كاليت تمنح لبعض األفراد

. )4( حبماية الشاهد وحصانتها العتبارات تتعلق غالباانني الوضعية املتعارف عليها حديثيف القو

، األخرى حبضور إحدى الشاهدتني القاضيل ؤاس وهو :ةيف شهادة املرأ آخر ومثة امتياز

يعاملهم بذلك أن، وأما الرجال فال جيوز له األخرى وبباقيها من إحدامهاعتد جبزء الشهادة من وي

.93، صمهل املرأة نصف الرجل يف اإلسالم على الدوا جوهر، -1 .م2006، مكتبة جزيرة الورد، القاهرة، الطبعة األوىل، 60، صحقوق املرأة يف القرآن والسنة أبو النصر، محزة، -2 . 202صأثر العرف يف فهم النصوص، العلواين، -3 .203 املصدر السابق، ص-4

216

تـرك إذاف ،كرهذ ي أن نسي فليس لآلخر أور أحد الشاهدين ن قص إ يفرق بينهما، ف أنل عليه ب

وال بشهادة اآلخـر ،عتد ا ال ي فإا احلق فكانت شهادته وحده غري كافية لبيانه يبينشيئا مما

.)1(نتيبن إوحدها و

صاحبتها، فإن ما خيرم شهادة وال يغيب عنا أن شهادة املرأة ليست منتقصة رد أنثوية

ا على دينها هو بنفس القدر حبتها قد كسبتها على نفسها أو جر املرأة من عيوب تكون يف صا

ه على نفسه، مما هو من فعل اإلنسان، وليس مما فطره اهللا عليـه رجل لو جر الذي خيرم شهادة ال

. )2(وال ميلك هو تغيريه

التقليل مـن أوليس املراد االنتقاص من كرامتها، إذ ،املرأةال تعلق هلا بكرامة فاملسألة

، أحـداث من تذكر ما وقع من والتأكد صيانة الشاهد واملشهود عليه، ، بل املراد أهليتهاشأن

. )3(ومطابقته للوقائع

.4/733، األعمال الكاملة عبده، -1 .60، صةحقوق املرأة يف القرآن والسن أبو النصر، -2 .251، 250 صاملرأة يف املنظور اإلسالمي والتصور الوضعي، احلفناوي، -3

217

املطلب الثاين

h j i ] : الطعن يف الضالل الوارد يف قول اهللا تعاىل: الثانيةالشبهة

m l k Z ]282: البقرة[.

انتقاص من قيمة نه ضالل الوارد يف اآلية الكرمية، وأتباينت اآلراء يف املعىن املقصود من ال

درج حتت اء ال بد من بيان املعاين اليت تناملرأة، باعتبارها ضالة على غري هدى، ولنقض هذا االدع

:من خالل املسائل التالية" تضل"كلمة

.عين النسيانالضالل ي: املسألة األوىل

.الضالل يعين اخلطأ: املسألة الثانية

:)1(الضالل يعين النسيان: املسألة األوىل

ويبقى املرء بني ذلـك حـريان ، نسيان جزء منها وذكر جزء:هوالضالل عن الشهادة

ضـل :ال يقال ملن نسي الشهادة مجلة من كل، و ا يطلق الضالل على من نسي جزء وإمنا ،ضاال

.)2(فيها

ت كـل رت تلك عن وجه آخر، فذك على وجه، وضل املرأتني إحدىت رمبا ضل لذلك

.)1(واحدة منهما صاحبتها

. 3/109، تفسري التحرير والتنويرابن عاشور، . 1/351، يلنـزمعامل الت البغوي، -1 عبد الشايف عبد السالم: ، حتقيق1/382، العزيز تفسري الكتاب احملرر الوجيز يف، أبو حممد ابن عطية، عبد احلق بن غالب-2

تفسري الثعاليب، عبد الرمحن بن حممد بن خملوف، . م1993 -هـ 1413حممد، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، فـتح حممد بن علـي، الشوكاين، . ، مؤسسة األعلمي، بريوت 1/231، املوسوم جبواهر احلسان يف تفسري القرآن ، الثعاليب . ، دار الفكر1/302، القدير

218

إمنا هو ذهابها عنها ،ضالل إحدى املرأتني يف الشهادة اليت شهدت عليهاأن من املعلوم و

ـ ؛ونسياا إياها، كضالل الرجل يف دينه إذا حتير فيه فعدل عن احلق ل الـضالل عـن ألن أص

.)2( الذهاب عنه واحليد:الشيء

وع من ظن غري الواقع، وهذا الن أوفهو نسيان مع اعتقاد غري الواقع، : هذا هو الضالل

مل يقع نفوس هؤالء ما جيعلهم يتخيلون ماطفال، فاحلوادث تفعل يفالضالل يكثر يف النساء واأل

3( حبيث يتذاكران احلق فيما بينهماأخرى رأةامل يكون مع أن، وهلذا الضالل كان ال بد اواقعي(.

يحتمل يف الرجال كما يحتمل يف النساء، وليست ذاكرة املـرأة ) 4(ومما ال شك فيه أن النسيان

أضعف من ذاكرة الرجل عادة، ومع أن املواجد النفسية لدى الرجال كما هي لـدى النـساء،

الكنها أكثر تأثري5(النساء منها يف تصرفات الرجال يف تصرفات ا وأبلغ انعكاس(.

:الضالل يعين اخلطأ: املسألة الثانية

I : [ mهللا قال ا l k j i hZ إحدى تضل أنأي حذر

فتكـون مبا كـان، األخرى أي ختطئ لعدم ضبطها، وقلة عنايتها، فتذكر كل منهما :املرأتني

.)6(شهادا متممة لشهادا

، )يل وحقائق التأويـل نـزمبدارك الت (املسمى ، تفسري القرآن اجلليل ، أبو الربكات النسفي، عبد اهللا بن أمحد بن حممود -1 ، املسمىتفسري البيضاوي، ناصر الدين أبو سعيد البيضاوي، عبد اهللا بن عمر بن حممد . ، دار الكتاب العريب، بريوت 1/188األشـقر، . م2002 -هـ 1421، دار البيان العريب، القاهرة، الطبعة األوىل، 1/144 ،)يل وأسرار التأويل نـزأنوار الت (

. م1991 -هـ 1412، الدار املتحدة، دمشق، الطبعة الرابعة، 60 صزبدة التفسري من فتح القدير،حممد سليمان، .2/495، 6/66، جامع البيان يف تأويل القرآن الطربي، -2 . ، دار الفكر العريب، القاهرة2/1072، زهرة التفاسري أبو زهرة، حممد، -3واستبعده كثري من العلماء من عند النساء، لكثرة الربد والرطوبة يف أمزجتهن، وقد علل بعض العلماء املتقدمني سبب النسيان -4

.املتقدمني واملتأخرين، وقالوا هذا غري متحقق .61، صن العامة يف اإلسالماملرأة والشؤو ناصر، -5 .3/123، تفسري املنار رضا، -6

219

m ] نية،وليس يف مدلول اآلية القرآ l k j i hZ، وضع

قبل rاملرأة موضع االهانة واالزدراء، فقد عرب القرآن الكرمي بنفس هذا التعبري، عن حالة النيب

^ ]: Uاهللا البعثة والرسالة، حينما مل يكن قد وصل بعد إىل عقيدة يطمئن معها، فقال

` _Z ]الك غاف أي وجد : جاء يف تفسري هذه اآلية و. ]7: الضحى راد بك من أمـر عما ي

.)1(النبوة، ومل تكن تدري القرآن وال الشرائع فهداك لذلك

عن بعض جوانب املوضـوع أو احلادثـة، فيهـدي اهللا تغفل أن عن املرأة ابعيدفليس

أو أخطأت به أو نسيتهبني ما غفلت عنه الشاهدة األوىلاألخرى لت .

:منهاخمتلفة، أسبابوقد ينشأ الضالل من

ضوع التعاقد، مما جيعلها ال تستوعب كل دقائقه ومالبساته، ومـن مث ال قلة خربة املرأة مبو -1

األخـرى حبيث تؤدي عنه شهادة دقيقة عند االقتضاء، فتـذكرها يكون من الوضوح يف عقلها

2( على تذكر مالبسات املوضوع كلهابالتعاون مع(.

يف املنطق، أحـدمها افقد نرى الفرق الواسع يف فهم اثنني حيضران درس : قالويف املثال يتضح امل

ودراسة، اميارس هذا العلم مساع وآخر ما قرأ ،ا وقد أداه بصورة ناجحة جد وال مسع افيه كتاب ،

أو كانت دراسته فيه ضئيلة، فخفق يف تأديتهافيه درس ،. افإن للممارسة واملخالطة أثريف ا واضح

.)3(ثبت من األمر وحتقيقهالت

املرأةا يف نفسين وظيفة األمومة العضوية البيولوجية تستدعي مقابالطبيعة املرأة االنفعالية، فإ -2

شديدة االستجابة الوجدانية االنفعالية لتلبية مطالب طفلها بسرعة املرأة تكون أنا، تستدعي حتم

.5/458، فتح القدير الشوكاين،-1 .، دار الشروق336/ 1، يف ظالل القرآن قطب، -2 .93، صاملرأة املسلمة غاوجي، -3

220

وعلى الطفولة، بينما املرأة التفكري البطيء، وذلك من فضل اهللا على إىلوحيوية ال ترجع فيهما

جترد كبري من االنفعال، ووقـوف عنـد إىلاجة حب املعامالت التعاقد يف مثل هذه الشهادة على

احنرفت مع إذا األخرى إحدامها فيه ضمانة أن تذكر امرأتنيووجود . إحياء وال تأثر الوقائع بال

.)1( الوقائع اردةإىلتفيء أي انفعال فتتذكر و

ستور األسرة دفائز، . 224، 225، ص املرأة يف ظالل القرآن الطييب،.، دار الشروق1/336، يف ظالل القرآن قطب، -1

. 36 صيف ظالل القرآن،

221

املطلب الثالث

للمرأةإهانة، بنقصان العقل والدين النساءrف النيب وص: الثالثةالشبهة

، فمر على املصلى إىل فطر أو يف أضحى r خرج رسول اهللا ": اخلدري سعيد أبو ىرو

وبم يا رسـول اهللا؟ : ر، فقلن يا معشر النساء تصدقن، فإين أريتكن أكثر أهل النا : النساء فقال

العشري، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل احلازم تكثرن اللعن وتكفرن : قال

أليس شهادة املرأة مثل نـصف : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول اهللا؟ قال : من إحداكن، قلن

يس إذا حاضت مل تصل ومل تـصم؟ من نقصان عقلها، أل فذلك: قال،بلى: شهادة الرجل؟ قلن

".)1(فذلك من نقصان دينها: بلى، قال: قلن

بوصفه النساء ناقصات ،اإلسالم وطعونات حادة على شبهاتتدور حول هذا احلديث

اإلسـالمية الـشريعة أن وشرعته، ويومهون اإلسالمعتمد عليه املتقولون على ي إذعقل ودين،

.)2( مستوى الدونإىل املرأةرجل واملرأة، وهبطت مبكانة رسخت مبدأ الالمساواة بني ال

ولكن هؤالء الطاعنني باإلسالم أخذوا بظاهر احلديث، ومل يفهموا مضمونه، وما خفي

بالقـدر املقصود من وراء ذلـك يف احلديثrفقد بين النيب ، "ناقصات عقل ودين "من وراء

ا غـور وأعمق حقيقة النقصان أبعد من ذلك فإن وإال الذي تطيقه عقول النساء وعامة الرجال،

)3(.

.84 سبق خترجيه ص-1، املرأة بني طغيان النظام الغريب ولطائف التشريع الرباينالبوطي، . 4، صهل هن ناقصات عقل ودين جرب، حممد سالمة، -2 .173ص .4، 5، صهل هن ناقصات عقل ودين جرب، -3

222

، وبيان املناسبة اليت قيل فيها اخلطاب، اخلفيةولبيان ذلك ال بد من شرح معاين احلديث

وبيان من ولـدحض ومن جهة ثالثة بيان الصياغة اليت صيغ فيها اخلطاب ه إليهم اخلطاب، ج ،

. )1( املتجهة حول هذا احلديثالشبهات

فهـل نتوقـع مـن فقد قيل النص خالل عظة للنساء يف يوم عيد، : ما من ناحية املناسبة أ -1

ينتقص مـن أوكرامتهن، ون النساء أ من ش طح ي أن صاحب اخللق العظيم rالرسول الكرمي

.)2(؟شخصيتهن يف هذه املناسبة البهيجة

منـا يف رفها وميارسها كـل النساء كالمه هذا على وجه املباسطة اليت يع إىل rالنيب قد وجه ف

.)3(اتاملناسب

األنصارغلبهن من مجاعة من نساء املدينة، وأنفقد ك: اخلطابإليهمه ج من جهة من وأما -2

قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق إذا األنصارفلما قدمنا على "t:الاليت قال فيهن عمر بن اخلطاب

مـن رأيـت مـا "r:ذا يوضح ملاذا قال النيب وه .)4( "األنصار نساء أدبنساؤنا يأخذن من

.)5("إحداكن الرجل احلازم من بلأذهب لناقصات عقل ودين

هي أقرب وإمناعام، حكم أو فليست صياغة تقرير قاعدة عامة :من حيث صياغة النص و -3

- وفيهن ضعف-يف ظاهره تغلب النساء من التناقض القائم rن تعجب رسول اهللا ع التعبري إىل

، دار املـأمون، عمـان، 242 صحقوق املرأة يف اإلسالم، عبد الفتاح، الرفاعي، مجيلة عبد القادر، العزيزي، حممد رامز -1

. م2006 -هـ 1427الطبعة األوىل، .242، صحقوق املرأة يف اإلسالم الرفاعي، العزيزي، -2 .173، صاملرأة بني طغيان النظام الغريب ولطائف التشريع الرباين البوطي، -3 .5/114، باريصحيح البخاري مع شرح فتح ال البخاري، -4 . 242، صحقوق املرأة يف اإلسالم الرفاعي، العزيزي، -5

223

، مبقدار ما يركز على املرأة فاحلديث ال يركز على قدر االنتقاص من ،)1(على الرجال ذوي احلزم

. )2(التعجب من قوة سلطاا على الرجال

فقد جعل احلديث عن نقصان عقوهلن توطئة ومتهيدا ملا يناقض ذلك من القدرة الـيت

. العزمية والكلمة النافذة منهمأويل مناألشداء بأوتينها، وهي خلب عقول الرجال والذهاب بل

.)3(آلخروناقصري، ويتأتى منك كل هذا الذي يعجز عنه : وهو كما يقول أحدنا لصاحبه

إثـارة جاءت مرة واحدة، ويف جمـال إمنا) ناقصات عقل ودين (وهكذا كانت كلمة

أمـام ريرية سواء قط مستقلة يف سرية تقئومل جت، االنتباه والتمهيد اللطيف لعظة خاصة بالنساء

.)4( الرجالأمام أوالنساء

أنظار ا قبل العظة؛ جللب امبتدء r اليت استخدمها النيب التربوية من الوسائل األسلوب وهذا

.اه جيدويعيقوله ليسمع العاملإىلاملتعلم

لت وال من النساء غريهـا، علـى اليت سأ املرأة يرد فيه تعقيب من احلديث مل أنكما

السؤال واالستفسار كان متاحا لو دعت أنلرغم من تعدد مرات السؤال واالستفسار مبا يعلم ا

يف وصـفهن مل جيدن r عن وجوب تصديقهن كالم رسول اهللا ال فض أنالدواعي، مما يؤكد

ابذلك انتقاص5(ا وال عيب(.

. املصدر السابق-1 .174، صاملرأة بني طغيان النظام الغريب ولطائف التشريع الرباين البوطي، -2 .173 املصدر السابق، ص-3 .243، صحقوق املرأة يف اإلسالم الرفاعي، العزيزي، -4 .59، صة يف القرآن والسنةحقوق املرأ أبو النصر، -5

224

د النيب رفلم يr أو جمنونة املرأة أن مل يرد بنقص العقل ألنه من قدر النساء؛ ط قط احل

درجة التفاوت يف العقل بينهن وبني الرجال من حيث اموع إىل اإلشارةشبه جمنونة، بل املراد

.)1(األفرادال من حيث

حدمها ميلك ثروة تقدر مبليوين جنيه، واآلخر ميلك رجالن أ : فلنضرب مثاال على هذا التفاوت

ثري، قد بسط اهللا له يف الـرزق مـع بأنهلني يوصف من الرج كال إنثروة تقدر مبليون جنيه،

فكالمها منعم ، منه أكثرن غريه ملك أل التفاوت امللحوظ بني ثروتيهما، وال يعاب مالك املليون

. )2(عليه نعما جتاوزت حد الكفاف والضرورة مبراحل

: للحديث الشرح التحليلي

. ا يف كنفه عن محاية ورعاية هل تبحث دائما يف الرجل عن شريك جنسي هلا، و املرأة إن

ضعف منه، وهو ذاته الشرط الذي ال بد منه ليجعلها يمن عليه، فليس تكون أ أنوهذا يقتضي

يكمن يف احتمائها بـه إمنان سلطاا على الرجل ، وأ يف ضعفهااملرأة يكون سالح أنمستهجنا

.)3(اقدر منها فكريا، وأيندمنها ب أقوى يكون أنل يف يتمثإمنا إليه، واحتياجها إليهحتياجها وا

: يف املسائل التاليةاخلفية حلقيقة النقصان فتظهر املعاينأما

.حقيقة نقصان العقل: املسألة األوىل

.حقيقة نقصان الدين: املسألة الثانية

:حقيقة نقصان العقل: املسألة األوىل

: وذلك على النحو التايل ، عند املرأةوجوه نقصان العقليتضح ذلك من خالل بيان

.116، صهل املرأة نصف الرجل يف اإلسالم على الدوام جوهر، -1 . 117 املصدر السابق، ص-2 .175، صاملرأة بني طغيان النظام الغريب ولطائف التشريع الرباين البوطي، -3

225

:)1(واإلمساكالتقييد : العقل يعين -1

سريعة االنفعال الـذي املرأة أنفبما . واإلمساكالربط والتقييد : املراد بالعقل يف اللغة

ا ايصاحبه الذهول وشرود الذهن غالبومن مث ال يستطيعلألمور، حيث يؤثر على مدى استيعا ،

درجة عن يف ال ناقصا املرأة على هذا املعىن يكون عقل لي كما جيب، ف العلم التفصي إمساك عقلها

.)2( الرجل على النصف من شهادةاملرأةوهلذا كانت شهادة ؛عقل الرجل

الذكاء وبالتايل نقصان ال يعين نقصان املخ، نقصان العقل هذا طعنا باملرأة؛ ألن وليس

ا تثبيتها وضبطها ضبط أي ، وإمنا يعين عدم املقدرة على عقل املعلومة ،وعدم القدرة على التفكري

.)3( لتحقيق العدالة ورفع الظلم؛ينبغي كما الكام

العقل فيه الذكاء والذاكرة وحسن التصرف واالختيار يف املواقـف أنوجيب مالحظة

ما تتصف ا غالباملرأةن فإالواقع يثبت ذلك، كذلك الذاكرة ال ينقصها الذكاء، وفاملرأةاملختلفة،

ـ يف كتب احلـديث عـن النـساء ا أ نقر فإننا اليت مها، لذا األموربذاكرة طيبة يف ملحثات د

اللوايت كان هلن الدور الطيب يف نشر الفقه الشيخات الفقيهات احلافظات، ويف كتب الفقه عن

.6، صهل هن ناقصات عقل ودين جرب، -1 .8 املصدر السابق، ص-2 .إلهلي احلكيم وإعجازه يف مراعاة الفروق البيولوجية بني اجلنسنيالتشريع ا خليل، -3

226

بيتها غالبا ما تكون منصبة على أةاملر اهتمامات أنقصد به ن نقصان العقل ي فإ ، وعليه )1(والعلم

.)2(، وتبتعد عن املعامالت من بيع وشراء وغري ذلكوأوالدها

:)3(اإلدراكالعقل حمل -2

العلـوم بـه ك الـنفس تدر ،)4(اإلدراكك للعلوم، فهو حمل طلق العقل ويراد به املدر ي

نطابق بينـه أن وأردناتعريف، طبيعة العقل يف ضوء هذا ال إىل نظرنا فإذا، )5(والنظرية الضرورية

النوع والدرجة عنـد تزيد يف اإلدراك قوة أن، نرى املرأة وبني ما هو عند ،عند الرجل كما هو

ذلك واضح يف تفرد الرجال بالعلوم التجريبيـة الرياضـية و .)6(املرأةعليه عند الرجل عما هي

من النـساء قلة إىللتفت ختراع من نصيب الرجال، وال ن والفلسفية، لذلك كان الكشف واال

براالت اليت سبقهن فيها الرجال، فذلك خالف ز7(، ولكل قاعدة شواذاألصلن يف بعض ا(.

:الفروق الفسيولوجية -3

ـ يفـسر -لدى النـساء " عقلال بنقصان" ما يعرب عنه أن العلم احلديث أكد الفروق ب

معدل أنعهد الربيطاين للطب العقلي، دراسات امل أكدت فقد - والرجل املرأةالفسيولوجية بني

أثر كبري يف الفقه اإلسالمي، واحلياة االجتماعيـة والـسياسية - r زوج النيب - t أمثال ذلك كثرية، فقد كان لعائشة -1

وكانت السيدة ". هذه احلمرياءخذوا نصف دينكم عن : "rللمسلمني، وكان يرجع إليها يف األحاديث النبوية، قال رسول اهللا ا وقد وصفها عروة بن الزبري فقالعائشة عاملة أديبة، شاعرة خطيبة من أعلم الناس وأفقههم وأحسنهم رأي" :أعلم اما رأيت أحد ،الناس أفقهt عائشة كانت": رباح أيب بن عطاء قالو. "بالقرآن وال بفقه وال بشعر وال حبديث من عائشة، وهلا خطب رائعة

على الدوام، هل املرأة نصف الرجل يف اإلسالمجوهر، . 2/185، سري أعالم النبالء الذهيب، ."العامة يف رأيا الناس وأحسن .138ص .244، صحقوق املرأة يف اإلسالم الرفاعي، العزيزي، -2 .9، صهل هن ناقصات عقل ودين جرب، -3 -هــ 1420، دار الوثائق، القاهرة، الطبعـة األوىل، 3/876، دينإحياء علوم ال ، أبو حامد الغزايل، حممد بن حممد -4

.م2000 .4/18، القاموس احمليط الفريوز آبادي، -5 .169ص: انظر. سي بني الرجل واملرأةا مدى التفاوت يف اإلدراك احل سابقبينت فقد -6 . 9، صهل هن ناقصات عقل ودين جرب، -7

227

غـري التركيـب للمرأةن التركيب اجلسماين أ يقل عن معدله عند الذكور، و اإلناثوزن مخ

تركيبـها أنثبت الطـب أ اجلسم، أعضاءتالفها يف كثري من على اخ واملرأة. اجلسماين للرجل

بالغ احلدة، تنقاد إحساس ذات أاأي ) يف طفولته (يقرب من تركيب الطفل؛ ولذلك فهي مثله

ا غري متزن يف الفرح واحلـزن، والكـره ، وتتقلب بني صور من الشعور تقلب مثله بسرعة مذهلة

، ونظرا هلا يف منطـق لألمور ينقص من تعقلها ومشاعر، مما أحاسيسوغري ذلك من ،واحلب

1(ة، مما جعلها بالتايل شديدة التردد، كثرية التحول والتقلبوروي(.

: )2(قصور البيان عند النساء -4

احلق والتعبري باللسان عما يف اجلنان، وهو ما وإظهار احلجة إبداءوهو عدم القدرة على

وقفت يف موقف اخلصومة لتبني احلق وتبطـل إذا املرأة أن، وهذا يعين "بقصور البيان "عرب عنه ي

إىل تفتقـر أـا اعات متواصلة، غري تقصر عن الكمال يف البيان، ولعلها تتكلم س فإاالباطل،

U : [ wالصياغة املتقنة واحلجة الدامغة، وقد يدل على هذا الكـالم قـول اهللا v u

} | { z y xZ ]3(]18: الزخرف(.

: أي) وهو في الخصام (أي من ينبت يف احللية ويزين ا : وقد ورد يف تفسري هذه اآلية

احلجـة؛ لعجـزه إظهارغري قادر على : خاصمه عند اخلصام غري مبني، أيخماصمة من وهو يف

. )4(املقصود من هذه اآلية هن النساء: وضعفه، وقيل

، الدار املصرية اللبنانية، القاهرة، الطبعـة 128، ص العلمي يف اإلسالم، السنة النبوية اإلعجاز عبد الصمد، حممد كامل، -1

.م1997 -هـ 1417الرابعة، وقد بينت فيما سبق ضعف املرأة يف اخلصومة، وهو ما يقصد به من قـصور . 14 ص هل هن ناقصات عقل ودين، جرب، -2

.167ص: البيان، انظر .14، صنهل هن ناقصات عقل ودي جرب، -3 . 21/571، جامع البيان يف تأويل القرآن الطربي، -4

228

احلجـة أعيت وإذا يف الدرجة عن الرجال، قاصرات النساء يف هذا املقام أنذا يتضح

.)1( دموعهاأسعفتها إحداهن

ال - امرأة أو كان ال رج -ه بة خصمه علي الذي يتصف بضعف احلجة وغل و: الكيد والكذب

مـن احلجة، وغلبة اخلصم، فكان إبداء الكذب، تعويضا عن النقص احلاصل يف إىلن مييل أبد و

.)2(مستلزمات قصور البيان عند النساء، الكيد والكذب

، وملا انكشف u العزيز ليوسف امرأةعلى هذا الكالم، ما جاء من كيد قد يشهد و

% ] : قول اهللا تعاىل تأمل. العفيف الربيء بالفاحشة رمت لزوجها أمرها $ # " !

, + * ) ( ' &-0 / . 15 4 3 2 6 9 8 7

:Z ] مث تأمل قول زوجها ملا تبني له افتراؤها على الشريف العفيـف، . ]23: يوسـف

يوسف الـنيب األيب u : [ µ ´ ³ ² ± ° ®¸ ¶ ¹¼ » º Z .)3(]28: يوسف[

ا على غري الصاحلات من النساء، بل صـدر هذا الكيد ليس وقف أن التأكيدوال بد من

ويصدر عن كثري من الصاحلات القانتات، ولكن سرعان ما يعصمهن دينهن عـن التمـادي يف

فإذا، rسول اهللا هن نساء راإلطالق على األمةولعل خري نساء . على الكذبواإلصرارالكيد،

يلحق غريهن أن أحرى عامة النساء، فذلك r مما وصف به رسول اهللا ا قد أخذن حظأنثبت

وهلا، نــز هذه اآليات الكرمية وسبب فلنتأمل. من نقصان العقل والدين امن النساء وينلن حظ

حىت لو كانت زوجة رسول اهللا املرأة هي املرأة أن الندرك سوي r. عاىلت اهللا يقول: [ " !

.18، 19، صهل هن ناقصات عقل ودين جرب، -1 .19، صهل هن ناقصات عقل ودين جرب، -2 . املصدر السابق-3

229

( ' & % $ #), + * - 0 / . Z [7 6 5 4 3 28: 9 ;

> = <Z [ N M L K J I H G F E D C B A @

Q P ORY X W V U T S Z ^ ] \ [ Z [ e d c b a `

fgj i h m l k q p o n r v u t s Z [

© ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z y x

Z ]عن عائشة :ول هذه اآلياتنـزيف سبب جاء وقد . ]1-5: التحرمي tكان الـنيب ": قالت

rأنا وحفصة علىال يشرب عس حش، وميكث عندها، فتواطأتنا د: عند زينب بنت جخل أيت

الال ولكين كنت أشرب عس :قال. )1( إين أجد منك ريح مغافري ؟أكلت مغافري : عليها، فلتقل له

حش، فلن أعود له، وقد حلفت ال ختربي بذلك أحدورد يف هـذه ما .)2("اعند زينب بنت ج

ـ األمانـة وغريا قد ينسياا ما تقتضيه املرأة غلبة عاطفة أنيؤكد وما سبقها القصة صدق وال

غريا مبـا وأ الكيد املستلزم للكذب، وال تبايل يف حال ثورة غضبها إىلوحسن اخللق، فتلجأ

مـن - اهللا بإذن - اإلنسان، فكمال الدين والعقل يعصم وأوزاريترتب على كيدها من أضرار

.)3( والعقل تكون العصمة واالستقامةقدر متام الدين ما ال يليق وال ينبغي، وبوإتيان الزلل

تنصيف شهادة املرأة مع الرجل، من غري أن يكون وال كمال للعقل هنا، فاقتضى األمر

.يف ذلك إهانة للمرأة أو انتقاص من مكانتها، كما يدعي أعداء اإلسالم

. عنه احلديث الشريف بصورة علمية موجزةأنبأوهذا ما

. 5/25، لسان العربابن منظور، . صمغ يسيل من شجر العرفط غري أن رائحته ليست بطيبةفرياملغا -1 . 8/656، صحيح البخاري مع شرح فتح الباري البخاري،-2 . 19، 21، 22ص ،هل هن ناقصات عقل ودينجرب، . 8/160، تفسري القرآن العظيم ابن كثري، -3

230

عرضة املرأة أن :ن العقل يف معىن نقصا األزهرصدر عن جلنة فتوى علماء فقد عليه الفتوى، و

كمـا -، ورتب عليه rلالحنراف عن مقتضى احلكمة واالعتدال يف احلكم، وهذا ما عرب عنه

. )1( على النصف من شهادة الرجلاملرأة شهادة أن -جاء يف القرآن

املرأة، كمال هلا من وجه آخر، ألن كمال املرأة تبني كل هذا فنقصان العقل يف أنعد ب

، والقيـام الرضاع لزوجها يف املعروف، وصربها على مشاق احلمل و ا وطاعتها شريف حسن ع

بغلبة مشاعر القلب على تفكـري إال، وهذا الكمال من هذا الوجه ال يتحقق األسرةعلى رعاية

ـ املرأةفما يتم به كمال العقل، ا مـن يعد من عيوب الرجل، وما يتم به كمال الرجل يعد عيب

.)2( من الرجلا أحط قدرأاس معىن هذا ، ولياملرأةعيوب

مل حترم ما ألا هذه املفاضلة يف اخلصائص العقلية بني اجلنسني، املرأة ال تعري فاألوىل أن

يقابل هذه اخلصائص يف جمال احلس والعطف والبداهة الفطرية، وحباها من مزايا جنـسها مـا

األبنـاء أمومة كلها وال تقتصر ا على نيةاإلنسا ألمومةاشتملت عليه من كنوز غالية ترشحها

تكـون أن املكرمة األمومة، ليس من الضروري هلا مع هذه اإلنساين النوع أموكوا . والبنات

. )3(أباه

: الدينانص نقحقيقة: املسألة الثانية

:)4(ويتضح ذلك من خالل بيان وجوه نقصان الدين، وذلك على النحو التايل

.101، 102، صاملرأة وحقوقها السياسية يف اإلسالم الزنداين، -1 .10، 19، صهل هن ناقصات عقل ودين جرب، -2 .33، 36، صاملعاصرةمشكالت املرأة املسلمة مرزا، -3 .177،178، صاملرأة بني طغيان النظام الغريب ولطائف التشريع الرباين البوطي، -4

231

.السبب كاناأي ليست مسؤولية املكلف، أا، وال شك لسبب ما ت السلوكية قلة التكليفا -1

ناقص الدين، وال يعين ذلك أنـه بأنه املراهق الذي مل يصل سن البلوغ بعد، يوصف أوفالطفل

اون فيه، بل رمبا كان كثري القيام بالواجبات والفرائض والنوافـل أويتحمل جريرة أي تقصري

أكثر أدائهاا يف يط نشإليهاا سريعا من الرجل البالغ، غري أنه يوصف مع ذلك بنقصان الدين، نظر

. بناء على هذا املعىن فهو يوصف بنقصان الدينوأحكامهكلف بعد بشيء من مبادئه أنه مل يإىل

. التقصري الذي يتلبس به املكلف مبسؤولية واختيار منهأوالتهاون -2

بنقصان الدين، ولكنه هنا يعين التقصري يف االلتزام أيضااهللا يوصف بأوامر املتهاون فاإلنسان

رة تقصريه واملسؤولية املترتبة على نقصان ـمنه واختيار، فهو يتحمل جري الدين بعزممببادئ

بنقصان الديناإذدينه، فهو يوصف

. )1(بناء على هذا املعىن

إمنا من النقصان يف الدين، املرأة rن الوصف الذي وصف به رسول اهللا إ تبني هذا ف إذا

يصالنيب، ف األولق باملعىن د r وأسـقطها خفف اهللا عنها بعض الوظائف الدينية املرأة أن يعين

ذلـك، ف بقضاء شيء منها بعـد لكفاس، وال ت احمليض والن أثناءف بالصالة لك، فهي ال ت عنها

األيـام على حتمل املعاناة يف هذه رهاأج بل . بسبب ذلكأجرها ينقص شيء من أندون ولكن

ختفيف من اهللا إىل تقصري منها ولكنه عائد إىل ليس عائدا فاألمر. الشدائد على نفسها وجسدها

U 2(عنها(.

.178ص، املرأة بني طغيان النظام الغريب ولطائف التشريع الرباين البوطي، -1، حقوق املرأة يف اإلسالم، الرفاعي، العزيزي. 178، صاملرأة بني طغيان النظام الغريب ولطائف التشريع الرباين البوطي، -2 . 245ص

232

أو ال تبعة عليها فيه، وليس فيه أي منقصة هلا بواقع املرأة r فقد وصف رسول اهللا اإذ

.اإلسالم أعداء كما يدعي ،)1(مسؤولية عليها

نقص فيما ال املرأة نقص أن احلديث يدل على أن -بعد هذا البيان -قد نستطيع القول

ا اليت تقتضي عدم خمالطة الرجل، ونقص يف العبادة ملا قدر اهللا تعاىل هلا حستنه، مما ال يتصل حبيا

. )2(أثناءمها حتيض وتنفس فتمنع من الصالة والصيام أن األزلمنذ

املريض لكان - وليس هو كذلك - يف حقيقة الدين ونور اليقني ا نقص األمرولو كان

الفقري يعجز عن الزكاة واملريض يعجز و. ناقصني يف الدين ، الصيام تاركيواملسافر من الرجال

.)3(حد من املسلمنيومل يقل ذا أ. منهما ناقص الدينعن اجلهاد كل

املرأة تكون شهادة أن استبعد جد من امل ،rحديث النيب إعجازوجوه يف البحث بعد

مقابل امرأتني هلذا كانت شهادة - من رحم ريبإال - من املراوغة،أووحدها خالية من النقص

.)4(شهادة رجل

ا على النساء وحدهن، فما سلوك غري قومي، ليس وقف إىلونقصان الدين والعقل املؤدي

إذاالنقص على النساء عند املقابلة، وهذا كما املقصود غلبة وإمنا، جال من هذا الصنف أكثر الر

من الرجال، فهذه املقولة صحيحة ال شـك ا عمر أطول من النساء، والنساء أطولالرجال : قلنا

صحتها ال تستلزم العموم، فهناك من النساء من تفوق الرجال طوال، ومنهن مـن أنفيها، غري

5(اتقل عن الرجال عمر( .

.179، صاملرأة بني طغيان النظام الغريب ولطائف التشريع الرباين البوطي، -1 .ملصدر السابق ا-2 . 96، صاملرأة املسلمة غاوجي، -3 .22، صهل هن ناقصات عقل ودين جرب، -4 .22، صهل هن ناقصات عقل ودينجرب، -5

233

إالما كـان ليـسندها املرأة عن الرجل بإسناد وظيفة األمومة هلا، و ز اهللا تعاىل وقد مي

عـاجز خمتـل العقـل إنسان يف كنف أبنائهممنوا على أ ي أن، وما كان للرجال ي سو إلنسان

.)1(والدين

قادة الـدنيا مـن أعظم، وال يستطيع األمهاتبسط أ العباقرة يتصاغر أمام أعظمن إف

وحيمله يف بطنه ال ينجب طفأنأبسط النساء وأجهلهن، إنه ال يستطيع يفعل ما تفعله أنالرجال

.)2( وتربيته مهما كان له من العبقرية والنبوغإرضاعه، كما أنه ال ميكنه أشهرتسعة

يطعـن أن سـوي إلنسان وما كان ، ضد احلديث الشريف الشبهاتفي كل ذا تنت

.] ،rحبديث املصطفى - , +Z [ 0 4 3 2 1 Z ]3،4: النجم[.

يناملبحث الثا

املرأة معاصرة شاذة يف شهادة اجتهادات

.244، صرأة يف اإلسالمحقوق امل الرفاعي، العزيزي، -1 .85، صعمل املرأة يف امليزان البار، -2

234

بالرجـل يف الـشهادة، املرأة مبساواة املطالبةبعض االجتهادات املعاصرة اصدر حديث

لرجل العامي، ولو خالف ذلك وتفوقها على شهادة ا ، املتعلمة املرأةشهادة بعني االعتبار واألخذ

اقتصار النص على ذلك اتمـع لزوم و. ة على استشهاد رجلني ورجل وامرأتني احلاث ينة الد آي

ستعاجل الدراسة هذه االجتهادات من خـالل املطالـب و .ل خبصوصه وعدم تعميمه نـزالذي

:التالية

.مساواة املرأة للرجل يف الشهادة: املطلب األول

. احدة املتعلمة شهادة املرأة الوقبول: املطلب الثاين

األولاملطلب

235

لرجل يف الشهادة لاملرأةمساواة : األول جتهاداال

Y ]: يقول اهللا تعاىل يف سياق الكالم عن توثيق الديون املؤجلـة [ Z

\] k j i h g f e d c b a ` _ ^

m lZ.

يرجع إىل أن الرجـال يف ذلـك هادةالرجال يف الش سبب تقدمي فهم من النص أن يو

الوقت كانوا هم الذين يزاولون األعمال التجارية، ووثائق الديون وغريها من سائر املعـامالت

إمنا تتم يف جمامع الرجال الذين هم أصحاب النشاط األوفر فيها، وقلما كان يتـاح وهي املالية،

تكون قدرة الرجل على اإلملام بكل جزئيات الزمان، وعليه مرأة أن تشهد هذه االس يف ذاك لل

ال أكرب من املرأة؛ البتعادها عنها واحتمال أال تلم إملامبكل التفاصيل اليت يعيشها ال كاماهذا ا

. )1(الرجل من خالل عمله اليومي

مـا املرأة فيـه قل ،آية الدين جاء يف خصوص جمتمع نستطيع القول أن نص : عليه بناء

. )2(ال تعرف القراءة والكتابة يف النسبة الغالبة األعم النواحي التجارية واملالية، بيد أاتتعامل يف

وعليه فإن ما ذكر يف سورة البقرة جاء يف أمر له ظروفه ومتغرياته، وليس من شـأنه أن

منع يخاصة وأننا مل نطلع على أثر نبوي أو صـحايب من النصوص غريهالعمل ب قاس عليه أو ي ،

. )3(من الكتاب يؤيد ذلكنص أو ،حيحص

كر يات سبب اشتراط املرأتني، أن تذ ، وتوضح اآل لج غري أن النص جاء بشأن الدين أل

- ملـا كتـب ا تكون تصديقءإحدامها األخرى، مبا يدل أن شهادا اليت ستقدمها عند االقتضا

.م2004، اهليئة املصرية العامة للكتاب، 130، ص املرأة بني املوروث والتحديث رضوان، زينب،-1 .70، صهل املرأة نصف الرجل يف اإلسالم على الدوامجوهر، . 134، صاملرأة بني املوروث والتحديث رضوان، -2 . 134، صاملرأة بني املوروث والتحديث، رضوان-3

236

يا امرأة أ . لكاتب مبا مسعته من إمالء صاحب احلق على ا -نبوثيقة الدوهذا يعين أية، وسيلتها م

. )1(يف استعادة ما سبق حدوثه هو الذاكرة فقط، فإذا تغري الوضع تغري احلكم بالضرورة

وعليه يكون قياس شهادة املرأة يف مجيع الشؤون اليت مل يرد فيها نص، على ما جـاء يف

وف عصره، وهذا أمر غري مطلـق؛ ألن سورة البقرة هو اجتهاد فقهي حمدود بفكر اتهد وظر

املصلحة متغرية بتغري الزمان واملكان واألحوال، وجتميد آراء الفقهاء وعدم مراعاة الواقع املـتغري

. )2(أمر ال يستفيد منه اتمع وال الدين؛ ألن فيه ابتعاد عن جوهر الدين

كل امليادين يف اقبوهلوجب وعلى ضوء ما سبق نؤكد أن شهادة املرأة كشهادة الرجل،

.دون تنصيف أو تعطيل هلا يف بعض املواضع

هناك وقائع كثرية متنوعة يف الشؤون املالية وغري املالية تقع مفاجأة وصدفة، وال يكون ف

تني قـد يـؤدي اىل وعدم األخذ بشهادة الشاهدة أو الشاهد . عليها إال امرأة أو امرأتان اشاهد

و املرأة الواحدة يف هذا املقام ضرورة شـرعية، وحكمـة اهللا املرأتني أ قبول، لذلك ضياع حق

. )3( بسبب كون الشاهد امرأة أو امرأتني بضياع حقمن الرضاورسوله أعظم

:نقض هذا االجتهاد

، ويؤكد أن ذلـك شهادة النساء يف كل املواضع قبولب هذا االجتهاد الذي يوصي إن

.ضرورة شرعية، خمالف لنصوص القرآن والسنة

.75، صهل املرأة نصف الرجلجوهر، . 140، صاملرأة بني املوروث والتحديث رضوان، -1 . املصادر السابقة-2 .72، صهل املرأة نصف الرجلجوهر، . 137، صاملرأة بني املوروث والتحديث رضوان، -3

237

شهادة النساء ضرورة لكن ليس على إطالقها، إمنا يف املواضع اخلاصـة قبولقد أؤيد

ـ -ميكن للرجال النظر إليها، كأعراس النساء بالنساء اليت ال ق ـا وقد رجحت هذا آنفا يف سي

يف ادة النساءـالكالم عن شه

.-يف احلدود والقصاص

لزمان لنـز سورة البقرة قد نص يف ل ا نأ" أما ما صدر عن أصحاب هذا االجتهاد من

يل نــز أي حمدودية النص يف بيئة الت ، األحكام تغري الواقع والزمان تغريت فإذا غري هذا الزمان،

فهذا كالم مناقض خلصائص الشريعة اليت تصلح لكل زمان ومكان، وليس هنـاك ،"واخلطاب

ن احلكم قـد وفك خيتص بزمن دون زمن، سنة أوبت بدليل قطعي من كتاب اشرعي ث حكم

العربة بعموم اللفـظ ال ن ؛ أل األزمانمينع تعميمه لغريه من ال ، خاص لظرف أو لسبب لنـز

هو احلكم الفقهي املستنبط بطريـق واألحوال األزمان بتغري الذي يتبدل إمناخبصوص السبب،

.وارد بدليل قطعي الثبوت والداللةاالجتهاد، وليس احلكم ال

هي احلاكمة عليهـا، األوضاع، وليست األوضاعمة على النصوص هي احلاك أنكما

فجاء نص آية الديعلى كل اجتهادان حاكم .

فقط وال يحمـل r باحلجاب خاص بنساء النيب األمرقولون، فيكون صح الذي ي ولو

. العموم يف الوقت ذاتهدالة علىلت بسبب خمصوص نـزوكثرية هي النصوص اليت ،العمومعلى

نا ل نكون قد عط األمور بالرجل يف الشهادة يف كل املرأةمساواة وهو مبرأيه اأخذن وإذا

ـ لت األحكـام عت ر وما ش يف التوثيق مقابل رجل، امرأتنيالنص الوارد باستشهاد أن إال ل،عط

مقابـل امرأتني باستشهاد األمر لذلك مل يكن ،األمسى واهلدف لاألجيكون من وراءها القصد

ا حتم جدت بعض النساء اليوم الاليت يتصفن بالنبوغ وقوة الذاكرة وهذا وارد ن و وإ، ارجل عبث

238

فاالختالفات الطبيعية بني الرجل وكذلك .األعمبىن على الغالب ت األحكام أن إالال شك فيه،

مقابل رجل يف االسـتيثاق، امرأتنيثبت القصد من وراء استشهاد ت - املذكورة آنفا - واملرأة

. العلم احلديثأكدههذا ما و

للمـرأة ال تنفـك عنـها علة مالزمة ،رجل مقابل امرأتنيواردة يف استشهاد والعلة ال

ثر املرأة حيث يكون هلا أ احلاالت النفسية اليت تعتري إىل تعود ألا ؛واألمصار باختالف االعصار

. شهادة واضحة كوضوح الشمسأداءما يف

، فما حاجة كما أكد أصحاب هذا االجتهاد ادة على الذاكرة وما دام االعتماد يف الشه

. الشرعي حجة يف تغيري احلكماون عليها وجتعلوستندالقراءة والكتابة حىت ت

عليـه إال كتـاب اهللا رد ، وكل واحد يr ورسوله Uذا ينقض كل اجتهاد خيالف قول اهللا

.rوسنة نبيه

ـ ال فاملساواة املطلوبة هنا باءت بالفشل منـها االخـتالف يف ،اختالف اجلنسني كلي

التطبيق العلمي الدقيق إال ال يعين واملرأة منهما، فمفهوم املساواة بني الرجل القدرات الذاتية لكل

ملواهبه كل إبراز على حد سواء يف واملرأةة، وهي منح الفرصة املتكافئة للرجل يللمساواة احلقيق

.)1( هلذه املواهب والقدراتإخالصهبقدر منهما وقدراته وتكرمي كل

:الشهادة تكليف ال تشريف

ا يتزاحم عليه النـاس، ليست حقاإلسالمي الشهادة يف املفهوم أن إليه اإلشارةمما جتدر

o ] : تعاىل وقد ى القرآن الكرمي عن ذلك، قال اهللا هي عبء ثقيل يتهرب الشاهد منه، وإمنا

t s r q pZ تتطلب من الشاهد بذل اجلهد يف مغالبة هواه أحواهلا يف مجيع والشهادة

.م1989 -هـ 1409، دار البشري، الطبعة األوىل، 21، صملسلممكانة املرأة يف اتمع ا جنيب، عمارة، -1

239

% ] :I، ويف ذلـك قـال اهللا ومشاعره أحاسيسهوميله، ويف تغلبه على $ # "

/ . - , + * ) ( ' &02 1 7 6 5 4 3

89> = < ; : ? F E D C B A @ I H G Z ]135: النساء[،

�] : أيـضا وقال ~ } | { z y x¡ ¤ £ ¢

¨ § ¦ ¥©® ¬ « ª ¯± ° ²¸ ¶ µ ´ ³ Z ]املائدة :

8[)1(.

من هـذه يفعة عبء على الشاهد وليست له، ومن أادهل الشمح تأنوهذا يدل على

فاملسؤولية فقد خ ـ التخفيفـات أنواعلعديد من القرآن الكرمي على ا ف عنه، وقد نص ا ، وفق

مـن فرضـية املرأة وإعفاءملقتضيات احلال، كالترخيص يف الفطر للمسافر، والقصر واجلمع،

اجلهاد، وإعفائها من الصالة والصيام حال حيضها، وختفيف الشهادة عنـها، ومل يعـد هـذا

.)2(، بل نعمة تستوجب شكر املنعمإهانةالتخفيف

إن ، الشهادة اليت هي حبد ذاا تكليف وأمانة حيملها الـشاهد رأة عن امل اهللا فقد خفف

نه لفائدة وخري على أ املرأة ختفيف الشهادة عن أمر إىللذلك فلننظر ؛ اإلمثر بتأديتها استحق صق

.)3( يكون لشيء آخرأنقبل يعود عليها

. 70، صاملرأة يف اإلسالمالدوالييب، : عنالنق. 374،375، صاملرأة يف التصور القرآين احلوال، -1دار العاصمة، اململكـة ، 66، 65، صكيف أنصف اإلسالم املرأةزيد، عبد الكرمي، : عنالنق. 375 ص املرجع السابق، -2 . م2001 -هـ 1420لعربية السعودية، الطبعة األوىل، ا

.7، صاملرأة املسلمة البنا، -3

240

املطلب الثاين

علمة الواحدة املتاملرأة شهادة قبول: االجتهاد الثاين

\] : I ثار جدل كبري حول قول اهللا لقد [ Z Y] ` _ ^

m l k j i h g f e d c b an Z. شـهادة تـصبح كيف شهادة الرجل، كاملرأة تأثري يف جعل شهادة لعامل العلمي ما ال يكون ل ل

ا بـني ق اخلاطئ رواج لقد وجد هذا املنط ؟يماألنصف شهادة بواب العمارة الدكتوراهحاملة

.)1(الناس

:نقض هذا االجتهاد

هو مـا تـراه بالشهادة املعترب وإمنا، ا شرعي اعتد به إذا خالف نص منطق الثقافة ال ي نإ

إىل درجات علميـة، وال إىل علم، وال إىلال حيتاج عليه ، فاملشهود أمامكا ه واقع بعينك، وترا

أماق، صد تسمع، ولسان يوأذن تشهد، عني إىلكنه حمتاج ، ول الدكتوراهىت درجة ح سر د عقل

. )2(غري ذلك فال

، ال ا مجيع بعض جوانب املشهود عليه وارد يف النساء وغفلتها عن املرأةواحتمال نسيان

الذي يشغلها ببعض للمرأة التكوين الطبيعي إىل يرجع ألنه ؛يغريه زيادة علم وال خربة وال ثقافة

إال املشاهد عن النظرة الشمولية له، وهذه صفات مشتركة لبنات حواء أمجع جزئيات املوضوع

.)3(أصلهما خرج من

.89، صهل املرأة نصف الرجل يف اإلسالم على الدوام جوهر، -1 .89 ،90 املصدر السابق، ص-2 . 347، صمكانة املرأة يف القرآن الكرمي والسنة الصحيحة بلتاجي، -3

241

درجات العلم، وخلق اهللا الذين مل أعلىفمن هنا يتساوى خلق اهللا الذين حصلوا على

.)1(لة ليست رجاحة عقل، ولكنها صدق وأمانة نقلفاملسأ ،ا يف حيام حرفيقرؤوا

:املرأةشهادة الرجل وشهادة تأثري العامل العلمي على أداء أثبتتجتارب علمية

ليس للرجل الفطري الذي مل يتعلم ومل يندمج يف حـضارة أثبتت التجارب العلمية أنه

دود وال خيرج عن نطاق حاجياته فالتفاته حمأدائها، أوالعصور احلديثة القدرة على حتمل الشهادة

فال يستطيعون األطفالدراك إ امرأة ك أو كان الا الصنف من الناس رج ، فيكون إدراك هذ حةلملا

حمايد أوفهم العالقة بني السبب والنتيجة، وتدور شهادم حول حمور شخصي ال حمور مستقل

. )2( عامأو

، شهادة جدية تفـوق شـهادة واألستاذفشهادة الطبيب واملهندس والقاضي واحملامي

مواجهة السلطة، وخشية الزلل إىل اتمعات وال مييل يألف الذي مل - على سبيل املثال-الفالح

.)3(ىل السكوتإ بل واإلفصاح عدم إىليف الكالم جينح دائما

من أساتذة اجلامعات لفيف فريقني، فريق مجعوامسعلى مائة شخص قي رجويف حبث أ

من بعض العمال االثاين فكان مكون الفريق أما. يدات من الطبقة املتعلمة والطلبة والدكاترة وس

ض عليهم ملدة دقيقة واحـدة بعـض رواملوظفني الصغار وعدد من املمرضني واملمرضات مث ع

د أعضاء الفريقني الـر ب من كل ل، وط الح عليهم بعد ذلك مخسني سؤا راملناظر الطبيعية، مث ط

من حيث عدد ا ظاهرا تفوقاألولريق ق الفو تفأن، فكانت النتيجة ى على حد األسئلةعلى هذه

.90 ص يف اإلسالم على الدوام،هل املرأة نصف الرجل جوهر، -1 .139، صالقواعد العلمية لفحص وحتليل شهادة الشهود تادرس، -2 . املصدر السابق-3

242

ق والنفس عند ل العمل تؤثر يف تكوين اخلأو الصحيحة، وهذا دليل قاطع على أن املهنة اإلجابات

.)1(الشاهد

شـهادة يف دقة اأثر لجانب العلمي ل أن وتفوقها فإا ال تدل إال على هذه التجارب ومع سعة

قبـول وهذا ال يعين ،أللفاظ وتنسيقها عند أداء الشهادة دقة يف اختيار ا و املرأةشهادة الرجل و

فهي بغض النظـر ، الطبيعياملرأة خالف النص وخالف لتكوين ؛ ألنه املرأة الواحدة يف الشهادة

نـسيان إىل، مما يؤدي واحد فتركيبها الفسيولوجي الذي يؤثر يف حالتها النفسية أميةمتعلمة أو

. األخرى شيء ما يف الشهادة فتذكرها

:األعراف مالزم لتغري األحكامتغري

ما إذا على شهادة الرجل أو العكس املرأةهل ترجح شهادة على العامل العلمي، اوقياس

كاأللبسة بصنف من السلع التجارية املرأة االجتماعية، كأن تشتد عالقة األعرافحتولت بعض

كأن تـشتد أوالرجال ا، املقابل عالقةف كالصيدلة مثال، وتضعف يفر ببعض احل أوالنسائية

.؟)2( النساء القابالتإىل كانت عائدة باجلملة أن مبهام التوليد، بعد األطباءعالقة الرجال

كان خمالفا حبـد إذانه ال عربة لعرف اجتماعي متجدد، أعلم يف هذا اجلانب ي أنينبغي

بىن ن كل ما يإ، ومن مث فالعرف يكون باطال هذا مثلإذ. الشرعية الثابتةاألحكامحلكم من ذاته

.)3(العليه يكون هو اآلخر باط

. 136 املصدر السابق، ص-1 . 152، صاملرأة بني طغيان النظام الغريب ولطائف التشريع الرباين البوطي، -2 . املصدر السابق-3

243

يف مهام الشرطة، املرأة عرف يف بعض اتمعات بتوظيف دقد يتجد : قالن ي أوذلك ك

أن إىل ا هذا االفتراض مرفوض، نظـر أن شهادا يف اجلرائم واجلنايات، غري قبولوهذا يقتضي

الشارع ال يقجرير ان هذا العرف حبد ذاته، ومن مث فهو ال يق1(ا مما يترتب عليه شيئر(.

الصةخ: بعد أن دحبهاتت ضوأ الش بت االجتهادات، لطاإلسـالم قال هلؤالء احلانقني على ي

، ومنذ مىت كان للمرأة اإلسالم نفسها قبل أمر يف قول للمرأة منذ مىت كان : عليه املرأةاحملرضني

يعطيهـا أن عما يف نفسها، بل وحىت حق حياة قبـل إبانة حىت حق أو اعتبار شهادة أو يرأ

.)3(ف بأهليتها املدنية والقانونية للشهادةرتعفكانت املرأة املسلمة أول امرأة ي، )2( ذلكاإلسالم

ن مـا إ اختالف انتقاص، و ال اختالف اختصاص فهو واملرأةاالختالف بني الرجل أما

، فتتوازن املتطلبات واالختصاصات، األرضتكتمل احلياة فوق هذه ل هو فإمنامن التفاضل بينهما

بالتعاون بني العقل والعاطفة، ال بالتنافس والتسابق بينهما، فـاملرأة األمم وترتقي األرضوتعمر

ـ اليت تنا إمكاناته منهما اختصاصه يف هذه احلياة، ولكل امرأة والرجل رجل، لكل ب هـذا س

للرجل، املرأة نعطي عمل أن، كما ال جيوز للمرأة نعطي عمل الرجل أناالختصاص، فال جيوز

وهلذا و4( هي قابلة للكمالاألصل، وإن كانت يف املرأةف الرجل بالكمال دون ص(.

تمعـات ا أرقى الغربية يف املرأةبعضها احلقوق اليت ال تتمتع ب كامل للمرأةمن كفل ف

قصد ي وإمنا عدم مساواة، أو جنس على جنس إيثارقصد من مسألة الشهادة ي نأاليوم، ال ميكن

. املصدر السابق-1 .254، صأة يف املنظور اإلسالمي والتصور الوضعياملر احلفناوي، -2 . 52ص، املرأة يف اإلسالم الصاحل، -3 .2/1178، اإلعجاز العلمي يف السنة النبوية رضا، -4

244

U [2 1يقول اهللا . )1(مراعاة مالبسات معينة يف احلياة 0 / . - , Z ] امللـك:

14[.

، وهو أمـر U ويف اخلتام إن تطبيق احلكم الرباين بالنسبة لشهادة املرأة، هو امتثال ألمر اهللا -

تعبدي يقول . منه، كما اخلضوع ألمر اهللا يف الصالة والصيام، وباقي التكاليف الدينية ال مناص

U [0اهللا / . - , + * ) ( ' & % $ # " !1 3 2

9 8 7 6 5 4Z ]36 :األحزاب[.

.52، صاملرأة يف اإلسالم الصاحل، -1

245

خامتة يف نتائج البحث

مقارنـة اإلسالميشهادة النساء يف الفقه " وفقين لكتابة هذا البحث وهو أنأمحد اهللا

: النتائج التاليةإىلوتوصلت من خالله " بالقانون الوضعي

أمهية الشهادة يف تقرير احلقوق، فهي تعترب وسيلة من وسائل اإلثبات املهمة بدليل اعتنـاء -1

. واحلث على إعالا وعدم كتمااالشارع ا

وبيان احللف، األداء، القاطع، اخلرب احلضور، معانيها، فمن اللغة، للشهادة معان متعددة يف -2

احلق، حيث تلج هذه املعاين والحظ أن هذه التعريفات تلتقي يف صلب الشهادة ا وثيق الوجوي ،

.االصطالحية للشهادة من حيث حتقيق املقصودمع التعريفات

كما حققـه ابـن -ق ويظهره البينة يف الشرع أعم من الشهادة، وهي كل ما يتبني به احل -3

. ومنها شهادة املرأة-القيم

. ين شهادا يف األموال يف آيـة الـد واحد وهونص لة شهادة املرأة مل يرد فيها إال إن مسأ -4

لـك معتمدين يف ذ يف احلدود والقصاص، اجتهد العلماء يف القول بشهادة املرأة وعلى هذا فقد

ليت تعترب النص الوحيد يف القضيةين اعلى فهمهم وتأويلهم آلية الد.

5- ن، ليس وارديـا القاضـي اإن النص القرآين املتعلق بآية الد يف مقام الشهادة اليت يقضي

وحيكم، وإمنا هو وارد يف مقام اإلرشاد إىل طرق االستيثاق، واالطمئنان علـى احلقـوق بـني

واآلية ترشـد إىل . احلقوق ال مقام قضاء ا فاملقام مقام استيثاق على . املتعاملني وقت التعاقد

.أفضل أنواع االستيثاق الذي تطمئن به نفوس املتعاملني على حقوقهما

. لثبوت هذا بالدليل الصحيح شهادة النساءقبولاألصل -6

.األبدانيف أحكام مع الرجال جواز القضاء بشهادة النساء -7

246

.ا ال يطلع عليه الرجالشهادة النساء منفردات فيمب القضاءجواز -8

.األعراس وأماكن الصالة شهادة النساء يف اجلراح والقصاص يف أماكن خاصة ن، كقبول -9

شهادة املرأة نصف شهادة الرجل، ليست على إطالقها، بل يف األمور اليت يغلب عليهـا -10

. وأحكام األبدانامالت املدنية والصفقات التجارية،دراية الرجل وبعده عن العاطفة، كاملع

جلعل شهادة املرأة على النصف من شهادة الرجل يف االستيثاق يالحظ أن السبب الرئيس -11

ال ،عدها عن املعامالت املالية هو بأن بعض املفسرين القدامى غري. وعدم اختصاصها يف هذا ا

. األمر إىل مزاج املرأة الذي تغلبه الرطوبة والربودة، وهذا مستبعدأعاد

يف ا، فلو كانت األنوثة والذكورة تلعبان دور اللعانشهادة الرجل يف تساوي شهادة املرأة -12

ت شهادة الرجل على شهادة املرأة يف هذا الباب، أي لكانت يمة الشهادة ومدى شرعيتها، لسمق

. شهاداا األربع بقيمة شهادتني فقط من شهاداته، ولكن الواقع أما متساويات

من قيمـة الـشهادة، وإن وصـف حبد ذاا، ال مدخل له يف التقليل إن وصف األنوثة -13

:ذي يراعى يف الشهادة أمران اثنانالذكورة حبد ذاته ال مدخل له يف دعم هذه القيمة، بينما ال

عدالة الشاهد وضبطه، وأن ال تكون بينه وبني املشهود عليه خصومة تبعث على اامـه : أوهلما

ه لـه يف شهود له قرابة تبعث على احتمال حتيـز شهد عليه به، وأن ال تكون بينه وبني امل فيما ي

.الشهادة

والـشهادة ، للدراية ا الصلة جتعله مؤه والواقعة اليت يشهد ا أن يكون بني الشاهد : ثانيهما

. كان أو امرأةال ال تقبل رج وضبطه،الته أو مل يثبت كامل وعيه عد فشهادة من تخشىاإذ. فيها

247

إذا ثبت لدى القاضي أن الشاهد رجل عاطفي مرهف احلس والوجدان، فـإن شـهادته -14

ة، إذ ال بد أن يقوم من ذلك دليل على أن صلته باملسائل اجلرمية، وقدرته على قبولتصبح غري م

.معاينتها ضعيفة أو معدومة، وهو األمر الذي يفقده أهلية الشهادة عليها

.ت الطبيعي بني الرجل واملرأة حقيقة علمية ثابتة بالقرآن والسنةالتفاو -15

ذاكرا يف املعامالت املادية لقلة قوية يف األمور اليت ختصها، وتضعف تتمتع املرأة بذاكرة -16

ممارستها هلا، مما جيعل عندها نقص وقلة خربة يف هذا اال، ومع هذا فإن هذا الـنقص يقابلـه

.ة، وباملقابل يكون يف الرجل نقص يف العاطفةزيادة يف العاطف

ضـعف ورمبا تعاين من ،املرأة احلامل تصاب ذاكرا بالضعف واالضطراب أثناء احلمل -17

خاليـا الـدماغ، ورمبا أكثر بسبب تناقص يف عدد ، بعد الوالدةاالذاكرة ملدة عام كامل أحيان

.وألسباب غري معروفة إىل اآلن

ف به مبا يكل الفت املرأة أص لل النساء فيما هو مناط التكليف، وإال ملا ك ال نقصان يف عق -18

. العقالء

والغرية الشديدة، االنفعال وشدة النساء، كشدة العاطفة إن الصفات اليت تتصف ا غالب -19

فحسب، ولكن والتحايل واخلداع، قد يتصف ا بعض الرجال، وليس األمر مقتصرا على النساء

.كم لألعم األغلباحل

الشهادة تكليف ومسؤولية، فعندما خيفف اهللا عن املرأة يف الشهادة فهذا إكرام هلا، وليس -20

.العكس

شهادة املرأة وحدها تقبل فيما خيص النساء، بينما ال تقبل شهادة الرجل الواحد قط وال -21

.ذه اخلاصيةوذا تكون املرأة قد امتازت عن الرجل . بأي حال من األحوال

248

ا من إن املرأة إذا نسيت جزءا من الشهادة ذكرا املرأة األخرى، بينما الرجل إذا ترك شيئ -22

شهادته ردت شهادته ومل توهذا امتياز آخر للمرأة. لقب.

إن التشريع اإلسالمي الرباين وضع األمور يف نصاا، وأعطى كل ذي حق حقه من غـري -23

أنصف املرأة وساواها بالرجل جنبا إىل جنب يف كثري من املواقف، كما ، فقد مبالغة وال تقصري

.ورؤية هالل رمضان، اللعانيف شهادات

24- ا مع الرجل يف إن أساس ادعاء أعداء اإلسالم انتقاص اإلسالم حلقوق املرأة بعدم مساوا

نسان، ولكن هي مـن باطل، ذلك أن الشهادة ال تندرج ضمن حقوق اإلءنصاب الشهادة ادعا

ضمن األعباء والواجبات اليت تلقى على عاتقه، كما هي التزام بأوامر اهللا، واليت يصعب علـى

.اإلنسان يف كثري من األحيان أداؤها بالعدل بسبب قرابة أو مصلحة أو بسبب عداوة

ديـن ما رأيت من ناقصات عقل و : " النساء يف احلديث الشريف بقوله rمدح الرسول -25

وليس يف احلديث ما يدل على التقليل من شأن املرأة )1(" الرجل احلازم من إحداكن أذهب للب ،

.كما ادعى بعض املشوهني لإلسالم

. إن األحكام الثابتة بنص قطعي الداللة والثبوت ال تتغري بتغري األحوال واألزمان-26

.84 سبق خترجيه ص-1

249

ةفهرس اآليات القرآني

اسم الرقم السورة

رقم قرآنيةاآلية ال اآلية

رقم الصفحة

y ] البقرة x w v uZ 185 21

ª ] البقرة © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡¯ ® ¬ «Z

251 17 ،52

- ] البقرة , +* ) ( ' & % $ # " ! < ; : 98 7 6 5 4 3 2 1 0/ .

FE D C B A @ ? > = M L K J I H G [ Z Y XW V U T S R Q P O N

c b a ` _ ^ ]\Z

282 121

nm ] البقرة l k j i h Z 282 2،9،10،16 172،191

t] البقرة s r q p o Z u 282 130 ،68

¼½ ] البقرة » º Z 282 47

4 5 76 0] البقرة 3 2 1 Z 283 68

@] البقرة ? > = < ;: 9 8 Z A 283 68 ،179

D C ] آل عمران B A @? > = < ; : 9 8 7 6 5 4F EZ

18 18،54

¢ £ ] آل عمران ¡ �~ } | { z y x w v u t s r q ¤Z

35 150

´ ] آل عمران ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © § ¦Z 36 150

Æ ] آل عمران Å Ä Ã Â Á À ¿Z 77 50

0 ] النساء / . - , + * ) ( ' & % $ # " ! 1Z

1 148

250

Á ] النساء À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ Ã Â Z Ä 6 48

à] النساء ß Þ ÝÜ Û Z 6 48

+ ] النساء *) ( ' & % $ # " ! 7 6 5 4 3 2 1 0 / . - ,Z

15 135

+ ] النساء * ) ( ' & % $ # " !

2 1 0 / .- ,Z 20 159

W b ] النساء a ` _ ] \ [ Z Y X Z 41 53

. ] النساء - , + * ) ( ' & % $ # " @ ?> = < ; : 98 7 6 5 4 3 2 1 0/

I H G F E D C B AZ

135 67 ،209

l kj ] النساء i hg f ed c b a ` _ m nZ

166 53

£ ] املائدة ¢ ¡� ~ } | { z y x µ ´ ³ ²± ° ® ¬ « ª ©¨ § ¦ ¥ ¤

¸ ¶Z

8 210

[ ] املائدة \ [ Z Y X W V U T S R Q_ ^Z

106 40

,- ] األنعام + * )( ' &% $ # " !Z 19 40

NM L] نعاماأل K J I H G FZ 148 1

}] هود z yZ 103 21

+ ,- . ] يوسف * ) ( ' & % $ # " !: 9 8 7 65 4 3 2 10 /Z

23 200

¼] يوسف » º ¹¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ®Z 28 200

Z ] يوسف Y X e d c b a ` _ ^ ] \ [ h g fZ

81 21

251

CB] إبراهيم A @Z 7 ت

¯] اإلسراء ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £Z 24 أ

³ ] احلج ² ±° ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¿ ¾ ½ ¼ » º¹ ¸ ¶ µ ´

Á ÀZ

30 42

. ] احلج - < ; : 9 87 6 5 4 3 2 1 0 / IH G F E D C B A @ ? > =

R Q P O NM L K JZ

40 17

j ] النور i h g f e d c b a ` _ ] \ o n m lkZ

4 136

¦ ] النور ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } ® ¬« ª © ¨ § ° Z [ ¹ ¶ µ ´ ³ ² » ºZ [ ¾ ½

È Ç Æ ÅÄ Ã Â Á À ¿Z [ Î Í Ì Ë Ê Ò Ñ Ð ÏZ

9-6 19 ،104

[] النور \ [ Z Y X W V U TS R Q P OZ 13 136

} | { ~ � ¡ ¢ £ z y x w ] النمل ª © § ¦ ¥ ¤Z

ب 19

8 9 : ; > = ] القصص 7 6 5 43 2 1 0 / . E D C B A @ ?>Z

7 167

7 8 9 ] القصص 6 5 4 3 2 1 0 / . - I H GF E D C B A @? > = <; :

JZ [ Y X W V U T S R Q P O N M L ZZ [ e d c b a ` _ ^ ] \

v u t sr q p o n m l k ji h g fwZ [ ¤ £ ¢ ¡ � ~ }| { z y

26-23 151

252

Z t ] األحزاب s r x w v u

~ } | { z y ¥ ¤ £ ¢ ¡ �

° ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦±Z

35 148

10 ] األحزاب / . - , + * ) ( ' & % $ # " !9 8 7 6 5 4 3 2Z

36 214

Ò] ص Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê ÉZ 26 51

Í ] صلتف Ì ËÊ É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À Ó Ò Ñ Ð Ï ÎZ

53 156

{] الزخرف | { z y x w v uZ 18 199

À ] الزخرف ¿ ¾ ½ ¼ » Z 86 64

°] الفتح ¯ ® ¬ «Z 8 22

4 5 6 ] احلجرات 3 2 1 0 / = < ; : 9 8 7 ? >Z

6 43 ،53

R ] احلجرات Q PO N M L K J I H G F EZ Y X W VU T SZ

13 148

.] النجم - , +Z [4 3 2 1 0Z 4 - 3 88 ،204

xw v ] احلشر u t s r q pZ 7 88

hg f ] ناملنافقو e d c b a `Z 1 22

� ] املنافقون ~ } | { zy x w v u t sZ 2 22

] ] الطالق Z Y X W V U T S R Q PZ

2 47 ،128

[ ^] الطالق \ Z _ 2 18،48 ،67

253

)( * ] التحرمي ' & % $ # "!0 / . -, + Z [ 3 2 > = < ;: 9 87 6 5 4Z [ E D C B A @

W V U T S RQ P O N M L K J I H G F^ ] \ [ ZY XZ [ i h gf e d c b a `

t s rq p o n m l k jv uZ [ ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z y x

© ¨ §Z

5-1 200

2 ] امللك 1 0 / . - ,Z 14 214

` ] الضحى _ ^Z 7 192

254

ةالنبوي فهرس األحاديث

رقم طرف احلديث الرقم الصفحة

125 رأتني يف النكاح شهادة رجل وامrأجاز رسول اهللا 1 108 بلةشهادة القا rأجاز رسول اهللا 2 136 ادرؤوا احلدود عن املسلمني ما استطعتم 3 69 أال أخربكم خبري الشهداء الذي يأيت بشهادته قبل أن يسأهلا 45 اأما لئن حلف على ماله ليأكله ظلملقياهللا وهو عنه معرض لي 49 ن 41 لناس حىت يقولوا ال إله إال اهللاأمرت أن أقاتل ا 6 136 ؟إن وجدت مع امرأيت رجال، أأمهله حىت آيت بأربعة شهداء 7 52 البينة على املدعي 8 138 أربعني، وأبو بكر أربعني، وعمر مثانني، وكل سنةrجلد النيب 9

40 مث الذين يلوم، مث الذين يلوم، قرينأميتخري 10 97 ها عنكدع 1112 سرسول اهللا لئ r 42 وعقوق الوالدين، وقتل النفس،الشرك باهللا": فقال،عن الكبائر 111 رجل أو امرأة: فقال؟ من الشهودالرضاع ما جيوز يف rسئل نىب اهللا 13 50 شاهداك أو ميينه 14 85 شهادة النساء جائزة فيما ال يستطيع الرجال النظر إليه 15 201 أشرب عسال عند زينب بنت جحش، فلن أعود لهكنت 16 84،95 !كيف وقد زعمت أا قد أرضعتكما 17 129، 124 ال نكاح إال بويل وشاهدي عدل 18 70 ال يستر عبد عبدا يف الدنيا اال ستره اهللا يوم القيامة 19 ب الناس يشكر ال من اهللا يشكر ال 2021 180 نظرتلت أو غمزت، أو لعلك قب 69 لو سترته بثوبك لكان خريا لك 22 105 وانـزع عما قلت، اتق اهللا:يا فالن 23 194، 84 تصدقن فإين أريتكن أكثر أهل النار: يا معشر النساء 2425 يضاع يف ءزيج108 شهادة امرأة واحدةالر

255

فهرس اآلثار

رقم األثر الرقم الصفحة

83 ة رجل واحد يف مصحف شهادشريحأجاز 1 109 وحدها، شهادة القابلة، زاد أبو عوانة عليزاجأ 2 102 شهادة القابلة يف االستهاللعلي أجاز 3 125 أجاز عمر شهادة النساء يف الطالق 4 125 أجاز عمر شهادة النساء مع الرجل يف النكاح 5 125 أجتوز شهادة الرجل واملرأتني يف الطالق؟ 6 94 الرضاع يف واحدة امرأة شهادة يقبل ملعمر نإ 7 96 الرضاعرد عمر شهادة الواحدة يف 8 195 قوم تغلبهم نساؤهمإذا األنصارفلما قدمنا على 9

10 ضاع ونسائهم بشهادة امرأة يف رجالق عثمان بني أربعةفر95 الر 53 القضاء مجر فنحه عنك بعودين 11 63 لكقم فال شهادة 12 95 الرضاعقون بني الرجل واملرأة بشهادة امرأة واحدة يف يفرةضا القتكان 13 127 ال جتوز شهادة النساء يف حد وال نكاح وال طالق 14 127 ال جتوز شهادة النساء يف الطالق وال النكاح وال الدماء وال احلدود 15 86 ع عليه غريهنال جتوز شهادة النساء وحدهن، إال فيما ال يطل 16 93 أقل من شاهدينالرضاعال يقبل على 17 43 لقد حضرت ابن وهب ومن معه من الفقهاء عند القاضي العمري 18 96 لو فتحنا هذا الباب للناس مل تشأ امرأة أن تفرق بني اثنني إال فعلت 19

20 85 ريهننة أن جتوز شهادة النساء فيما ال يطلع عليه غمضت الس 21 نة من لدن رسول اهللا مضت السr137 واخلليفتني بعده أن ال تقبل شهادة النساء يف احلدود والقصاص

256

فهرس األعالم

رقم اسم العلم الرقم الصفحة

33 .فرحون بن حممد، بن علي بن إبراهيم 1 108 .النخعي عمران أبو، يزيد بن إبراهيم 2 38 .، املشهور بالقرايفأمحد بن إدريس، أبو العباس 3 113 .راهويه بن يعقوب أبو، احلنظليإبراهيم بن إسحاق 4 50 . بن قيس، أبو حممداألشعث 5 43 . أصبغ بن الفرج 6 41 .يقال أبو مثامة، أنس بن مالك 7 122 .واثلة وأب، معاوية بن إياس 8 122 .الشعثاء أبو ،زيد بن جابر 9

109 .اهللا عبد أبو اجلعفي، يزيد بن جابر 10 109 .أبو عبد اهللا بن اليمان، حذيفة 11 106 .احلسن بن يسار البصري، أبو سعيد 12 138 .ساسان أبو، لقبه حممد أبو ،املنذر بن حضني 13 106 أبو حممد الكندياحلكم بن عتيبة، 14 134 .سليمان أبو ،سليمان بن محاد 15 123 .عثمان أبو فروخ، بن ربيعة 16 81 . بن اهلذيل، أبو اهلذيلزفر 17 69 .زيد بن خالد اجلهين 18 136 .ثابت أبو، عبادة بن سعد 19 84 .سعد بن مالك، أبو سعيد 20 86 .أبو حممد، سعيد بن املسيب 21 109 .عثمان أبو ،رمنصو بن سعيد 22 107 .سفيان بن سعيد الثوري، أبو عبد اهللا 23 109 .باألعمشأبو حممد، امللقب ، سليمان بن مهران 24 112 .حممد وأبسويد بن عبد العزيز، 25 53 .أبو أمية، بن احلارثشريح 26 109 .أبو وائل، شقيق بن سلمة 27

257

95 .أبو عمرو الشعيب،، بن شراحيلعامر 28 60 . األشعريموسى أبو، قيس بن اهللا عبد 29 112 .سعيد وقيل مغيث: عبد اهللا بن مصعب، وقيل 30 110 .لقمان أبو ،جني بن اهللا عبد 31 43 .عبد اهللا بن وهب، أبو حممد 32 111 .البيلماين بن الرمحن عبد 33 43 .عبد الرمحن بن عبد اهللا العمري 34 95 .أبو عمرو وزاعي،األ، عبد الرمحن بن عمرو 35 86 .عبيد اهللا بن عبد اهللا بن عتبة 36 107 .أبو عمروعثمان البتي، 37 107 حممد أبو ،رباح أيب بن عطاء 38 112 .مصعب أبو، مروان أىب بن عطاء 39 84 .أبو سروعة القرشي، عقبة بن احلارث 40 49 . علقمة بن وائل بن حجر 41 108 .حلسن الدارقطينأبو ا، علي بن عمر 42 40 .عمران بن حصني، أبو جنيد 43 84 .إهاب أيب بنت غنية 44 112 .اهللا عبد أبو ،جامع بن يالنغ 45 106 .م، أبو عبيدالقاسم بن سال 46 107 .قتادة بن النعمان 47 29 . عبد اهللاوأب التلمساين،، محدأحممد بن 48 59 .اهللا عبد أبو ،احلسن بن حممد 49 111 .البيلماين بن الرمحن عبد بن حممد 50 106 .حممد بن عبد الرمحن بن أيب ليلى 51 107 .شربمة ابن، العزيز عبد بن حممد 52 108 .حممد بن عبد امللك الواسطي 53 101 .اهلمام ابن، الواحد عبد بن حممد 54 111 .ذر أبو، عثيم بن حممد 55 27 . أبو عبد اهللا،حممد بن حممد بن عرفة 56 85 .، أبو بكرالزهريبن شهاب حممد بن مسلم 57 109 .معاوية أبو، بشري بن هشيم 58 49 .هنيدةو أب، وائل بن حجر 59

258

109 .عوانة أبو،اليشكري خالد بن الوضاح 60 138 .وهب أبو معيط، أيب بن عقبة بن الوليد 61 63 .سدياب األحيىي بن وث 62 59 .يوسف أبو، إبراهيم نب يعقوب 63

259

فهرس املصادر واملراجع

تفاصيل النشر اسم الكتاب اسم املؤلف الرقم القرآن الكرمي 1

األبشيهي، حممد بن أمحد شهاب الـدين أبـو 2 الفتح

.دار الكتب العلمية، بريوت املستطرف يف كل فن مستظرف

.م1959 –هـ 1378، بريوت، مكتبة احلياة معجم منت اللغة أمحد رضا 3 أمحد، مسري أبو شادي 4

جمموعة املبادئ القانونية اليت قرا ر

حمكمة النقض يف مخس سنوات .م1966 -م 1961دار الكاتب العريب، مصر،

. م1972دار الفكر العريب، رسالة اإلثبات أمحد نشأت 5 األشقر، عمر سليمان 6

وأدعياء املرأة بني دعاة اإلسالم

التقدمهـ 1404مكتبة الفالح، الكويت، الطبعة الثالثة،

.م1984 - األشقر، حممد سليمان 7

هـ 1412الدار املتحدة، دمشق، الطبعة الرابعة، زبدة التفسري من فتح القدير

.م1991 - أطفيش، حممد بن يوسف بن عيسى 8

–هـ 1405كتبة اإلرشاد، جدة، الطبعة الثالثة، م شرح النيل وشفاء العليل

.م1985 األلباين، حممد ناصر الدين 9

إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار

السبيلاملكتب اإلسالمي، بريوت، الطبعة الثانية،

.م1985 -هـ 1405 .مكتبة املعارف، الرياض السلسلة الصحيحة حممد ناصر الديناأللباين، 10 سي، حممود بن عبد اهللا شهاب الدين األلو 11

روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم

والسبع املثاين - هـ 1398دار الفكر، بريوت، طبعة جديدة،

.م1978 األنصاري، زكريا بن حممد بن أمحد بن زكريا 12

أسىن املطالب يف شرح روض

الطالبدار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل،

.م2000 -هـ 1422 .ـه1418دار الكتب العلمية، بريوت، فتح الوهاب بشرح منهج الطالب األنصاري، زكريا بن حممد بن أمحد بن زكريا 13 .هـ1420دار بلنسية، السعودية، الطبعة األوىل، والية املرأة يف الفقه اإلسالمي أنور، حافظ حممد 14 .الطبعة الثانية جم الوسيطاملع .أنيس، إبراهيم، وجمموعة من األدباء 15 البار، حممد علي 16

-هـ 1404الدار السعودية، الطبعة الثانية، عمل املرأة يف امليزان

.م1984دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، حتفة احلبيب على شرح اخلطيب البجيرمي، سليمان بن حممد بن عمر 17

.م1996 –هـ 1417 فخر أصول عن األسرار كشف أمحد بن العزيز عبد الدين عالءالبخاري، 18

البزدوي اإلسالم- هـ1418، بريوت، العلمية الكتب دار

.م1997 .دائرة املعارف العثمانية، حيدر آباد التاريخ الكبري البخاري، حممد بن إمساعيل أبو عبد اهللا 19

260

. م1981 -هـ 1401دار الفكر، بريوت، لبخاريصحيح ا حممد بن إمساعيل أبو عبد اهللالبخاري، 20 حممد بن إمساعيل أبو عبد اهللالبخاري، 21

-هـ 1407دار ابن كثري، بريوت، الطبعة الثالثة، صحيح البخاري

.م1987البغدادي، عبد الرمحن بن حممد بـن عـسكر 22

شهاب الدينإىل أشرف املسالك إرشاد السالك

يف فقه اإلمام مالك .شركة اإلفريقيةال

البغدادي، عبد القاهر بن طاهر بن حممد 23

–هـ 1415دار املعرفة، بريوت، الطبعة األوىل، الفرق بني الفرق .م1994

بغدادي، مصطفى إمساعيل 24

حقوق املرأة املسلمة يف اتمع اإلسالمي

املنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم، املغرب، الطبعة .م1991 -هـ 1411 األوىل،

، معامل التنـزيل يف التفسري والتأويل البغوي، حسني بن مسعود أبو حممد 25 )بتفسري البغوي(املعروف

.م1997 -هـ 1417دار طيبة، الطبعة الرابعة،

.مكتبة دار الثقافة، عمان القانون املدين األردين أبو بكر، حممد 26 . هـ1416دار البشائر اإلسالمية، بريوت، خصر املختصرات يف الفقهأ ابن بلبان، حممد بن بدر الدين 27 بلتاجي، حممد 28

مكانة املرأة يف القرآن الكرمي والسنة

الصحيحة -هـ 1420دار السالم، القاهرة، الطبعة األوىل،

.م2000 البنا، حسن 29

- هـ 1408دار اجليل، بريوت، الطبعة الثانية، املرأة املسلمة

. م1988 البهبودي، حممد باقر 30

الدار اإلسالمية، بريوت، الطبعة األوىل، زبدة الكايف

.م1981 -هـ 1401 .هـ1390مكتبة الرياض احلديثة، الروض املربع شرح زاد املستنقع البهويت، منصور بن يونس بن إدريس 31 البهويت، منصور بن يونس بن إدريس 32

، املسمى شرح منتهى اإلرادات

) دقائق أويل النهى لشرح املنتهى( . م1996عامل الكتب، بريوت،

. هـ1402دار الفكر، بريوت، كشاف القناع عن منت اإلقناع البهويت، منصور بن يونس بن إدريس 33 البوطي، حممد سعيد رمضان 34

املرأة بني طغيان النظام الغريب ولطائف التشريع الرباين

-هـ 1417ريوت، الطبعة األوىل، دار الفكر، ب .م1996

البيضاوي، عبد اهللا بن عمر بن حممـد ناصـر 35 الدين أبو سعيد

أنوار (، املسمىتفسري البيضاوي )التنـزيل وأسرار التأويل

دار البيان العريب، القاهرة، الطبعة األوىل، .م2002 - ـه1421

البيهقي، أمحد بن احلسني بن علي أبو بكر 36

–هـ 1416دار الفكر، بريوت، الطبعة األوىل، ن الكربىالسن .م1996

. م1999 -هـ 1420دار الكتب العلمية، السنن الكربى البيهقي، أمحد بن احلسني بن علي أبو بكر 37 .دار املعرفة، بريوت، الطبعة األوىل السنن الكربى البيهقي، أمحد بن احلسني بن علي أبو بكر 38

أمحد بن احلسني بن علي أبو بكرالبيهقي، 39

جامعة الدراسات اإلسالمية، كراتشي، دار الوعي، معرفة السنن واآلثارحلب، دار قتيبة، دمشق، دار الوفاء، القاهرة،

. م1991 -هـ 1411الطبعة األوىل، .ريوتدار إحياء التراث العريب، ب سنن الترمذي الترمذي، حممد بن عيسى بن سورة أبو عيسى 40هـ 1419دار احلديث، القاهرة، الطبعة األوىل، سنن الترمذي الترمذي، حممد بن عيسى بن سورة أبو عيسى 41

. م1999 -

261

التسويل، علي بن عبد السالم أبو احلسن 42

دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، البهجة يف شرح التحفة .م1998 -هـ 1418

تفاحة، أمحد زكي 43

الدار اإلفريقية العربية، بريوت، الطبعة الثانية، املرأة واإلسالم .م1996

التكروري، عثمان 44

الطبعة األوىل، ،دار الثقافة، اإلصدار الثالث شرح قانون األحوال الشخصية . م2007 -هـ 1428

التهانوي، حممد علي بن علي 45

وت، الطبعة األوىل، دار الكتب العلمية، بري كشاف اصطالحات الفنون .م1998-هـ 1418

الثعاليب، عبد الرمحن بن حممد بن خملوف 46

املوسوم جبواهر ، تفسري الثعاليب احلسان يف تفسري القرآن

.مؤسسة األعلمي، بريوت

جرب، حممد سالمة 47

-هـ 1413دار السالم، القاهرة، الطبعة األوىل، هل هن ناقصات عقل ودين .م1993

. دار الضياء، عمان ألقاب الصحابيات ع، أمحداجلد 48اجلرجاين، علي بن حممد بن علي السيد الـزين 49

أبو احلسن احلسيين _هـ 1418دار الفكر، الطبعة األوىل، التعريفات

.م1997منشورات حممد علي بيضون، دار الكتب العلمية، أحكام القرآن اجلصاص، أمحد بن علي أبو بكر 50

.تبريو -هـ 1417دار اجليل، بريوت، الطبعة األوىل، حياة املرأة املسلمة اجلمل، إبراهيم حممد 51

.م1997 اجلميلي، سيد 52

دار الكتاب العريب، بريوت، الطبعة األوىل، أحكام املرأة يف القرآن

.م1984 -هـ 1404 جوهر، أمحد املرسي 53

هل املرأة نصف الرجل يف اإلسالم

دوامعلى ال .م1994مكتبة جزيرة الورد،

.دار احلضارة العربية، بريوت الصحاح يف اللغة والعلوم اجلوهري، إمساعيل بن محاد 54 أبو جيب، سعدي 55

-هـ 1404دار الفكر، دمشق، الطبعة الثانية، موسوعة اإلمجاع يف الفقه اإلسالمي

.م1984نون عن أسامي الكتب كشف الظ حاجي خليفة، مصطفى بن عبد اهللا 56

والفنون .مكتبة املثىن، بريوت

احلاكم النيسابوري، حممد بن عبد اهللا أبو عبد 57 اهللا

.دار الكتاب العريب على الصحيحني املستدرك

، حممد بن أمحد أبو حامت ابن حبان 58

، الطبعة األوىل، ددائرة املعارف العثمانية، حيدر آبا ابن حبانثقات .م1973 - هـ1393

، بترتيب بن بلبانابن حبانصحيح ، حممد بن أمحد أبو حامتابن حبان 59اإلحسان يف تقريب صحيح (املسمى

) ابن حبان

-هـ 1418مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، . م1997

، حممد بن أمحد أبو حامتابن حبان 60

اروحني من احملدثني والضعفاء واملتروكني

.كتب املصريةدار ال

262

، حممد بن أمحد أبو حامتابن حبان 61

عالمأو مشاهري علماء األمصار قطاراأل فقهاء

-هـ 1411دار الوفاء، املنصورة، الطبعة األوىل، .م1991

حتمل، أمين حممود 62

.م2008الطبعة األوىل، شهادة أهل اخلربة وأحكامها

مد بن حمابن حجر العسقالين، أمحد بن علي 63

دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة الثانية، تقريب التهذيب .م1995 -هـ 1415

بن حممدابن حجر العسقالين، أمحد بن علي 64

-هـ 1404دار الفكر، الطبعة األوىل، ذيب التهذيب .م1984

اهلند، –جملس دائرة املعارف العثمانية، حيدر آباد نةالدرر الكامنة يف أعيان املائة الثام ابن حجر العسقالين، أمحد بن علي بن حممد 65 .م1972 -هـ 1292

فتح الباري شرح صحيح البخاري بن حممدابن حجر العسقالين، أمحد بن علي 66

املكتبة السلفية

مؤسسة األعلمي، بريوت، الطبعة الثالثة، لسان امليزان ابن حجر العسقالين، أمحد بن علي بن حممد 67 .1986 - هـ1406

ابن حجر اهليتمي، أمحد بن حممد بن علي 68 شهاب الدين أبو العباس

منشورات حممد علي بيضون، دار الكتب العلمية، حتفة احملتاج بشرح املنهاج . م2001_ هـ 1421بريوت، الطبعة األوىل،

.دار التراث، القاهرة احمللى ابن حزم، علي بن أمحد بن سعيد أبو حممد 69 .دار الكتب العلمية، بريوت مراتب اإلمجاع ابن حزم، علي بن أمحد بن سعيد أبو حممد 70 حسين، عبد املنعم 71

مركز حسين للدراسات القانونية، الطبعة األوىل، موسوعة مصر للتشريع والقضاء

. م1986احلسين الفاسي، حممد بن أمحد بن علي تقـي 72

الدين أبو الطيب رواة السنن ذيل التقييد يف

واألسانيد لبنان، الطبعة األوىل، -دار الكتب العلمية، بريوت

.م1990 -هـ 1410 حسني، سعيد 73

.مؤسسة دار الشعب املوسوعة الثقافية

املقارنات التشريعية بني القوانني حسني، سيد عبد اهللا علي 74 الوضعية املدنية والتشريع اإلسالمي

-هـ 1421، دار السالم، الطبعة األوىل .م2001

احلصري، أمحد 75

أدلة اإلثبات يف الفقه (علم القضاء، )اإلسالمي

دار الكتاب العريب، بريوت، الطبعة األوىل، .م1986 -هـ 1406

الدر املختار شرح تنوير األبصار احلصكفي، حممد بن علي بن عبد الرمحن 76 وجامع البحار

العلمية، منشورات حممد علي بيضون، دار الكتب . م2002_ هـ 1423بريوت، الطبعة األوىل،

.هـ1398دار الفكر، بريوت، مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل احلطاب، حممد بن عبد الرمحن أبو عبد اهللا 77 احلفناوي، منصور حممد منصور 78

املرأة يف املنظور اإلسالمي والتصور

الوضعي .م1989 -هـ 1410مطبعة األمانة، القاهرة،

احللي، جنم الدين جعفر بن احلسن أبو القاسم 79

.مكتبة األسد، طهران املختصر النافع يف فقه اإلمامية

دار العلوم العربية، بريوت، الطبعة األوىل، املرأة يف التصور القرآين احلوال، سوسن فهد 80 . م2004 -هـ 1425

263

-هـ 1411دار اجليل، بريوت، الطبعة األوىل، درر احلكام شرح جملة األحكام حيدر، علي 81 .م1991

اخلازن، علي بن حممد بن إبراهيم عالء الدين 82

لباب التأويل (، املسمى تفسري اخلازن )يف معاين التنـزيل

.دار املعرفة، بريوت

اخلالدي، أديب حممد 83

سيكولوجية الفروق الفردية والتفوق العقلي

.م2003عة األوىل، دار وائل، عمان، الطب

اخلرشي، حممد بن عبد اهللا بن علي 84

حاشية اخلرشي على خمتصر سيدي خليل

.دار الفكر، بريوت

خمتصر اخلرقي من مسائل اإلمام أمحد اخلرقي، عمر بن احلسني أبو القاسم 85 بن حنبل

. هـ1403املكتب اإلسالمي، بريوت،

.مكتبة لبنان، ناشرون موسوعة جسم اإلنسان الشاملة سليماناخلطيب، أمحد شفيق وخري اهللا، يوسف 86 اخلطيب البغدادي، أمحد بن علي أبو بكر 87

.دار الكتب العلمية، بريوت تاريخ بغداد

حممد بن حممد مشس الدين ،اخلطيب الشربيين 88

.هـ1415دار الفكر، بريوت، اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع

مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ ، حممد بن حممد مشس الدين اخلطيب الشر بيين 89 املنهاج

. دار الفكر، بريوت

ابن خلدون، عبد الرمحن بن حممد 90

العرب (، املسمى تاريخ ابن خلدونوديوان املبتدأ واخلرب يف أيام العرب والعجم والرببر ومن عاصرهم من

)ذوي السلطان األكرب

ة، بريوت، الطبعة األوىل، دار الكتب العلمي .م1992 –هـ 1413

ابن خلدون، عبد الرمحن بن حممد 91

هـ 1416املكتبة العصرية، بريوت، الطبعة الثانية، مقدمة ابن خلدون .م1996 -

ابن خلكان، أمحد بن حممد مشس الـدين أبـو 92 العباس

. دار صادر، بريوت وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان

-هـ 1402دار طيبة، الرياض، الطبعة الثانية، الطبقات ابن خياط، خليفة بن خياط أبو عمر الليثي 93 م1982

.عامل الكتب، بريوت سنن الدارقطين الدارقطين، علي بن عمر 94 .م1965 -هـ 1385 أحكام البينات الداعور، أمحد 95مكتبة دار الثقافة، عمان، اإلصدار األول، أصول احملاكمات الشرعية داود، أمحد حممد علي 96

.م2004 .م1988 -هـ 1408دار احلديث، القاهرة، سنن أيب داود أبو داود، سليمان بن األشعث السجستاين 97مكتبة اإلشعاع، اإلسكندرية، الطبعة األوىل، حقوق املرأة يف الشريعة اإلسالمية داود، عبد الباري حممد 98

.م2003 .دار الفكر، بريوت الشرح الكبري دير، أمحد بن حممد أبو الربكاتالدر 99

مؤسسة احلليب، القاهرة، الطبعة األوىل، مجهرة اللغة ابن دريد، حممد بن احلسن أبو بكر 100 .هـ1345

264

الدسوقي، حممد بن عرفة مشس الدين 101

–هـ 1426هـ، 1425دار الفكر، بريوت، حاشية الدسوقي على الشرح الكبري .م2005

الدرر املنظومات ( أو أدب القضاء ابن أيب الدم، إبراهيم بن عبد اهللا شهاب الدين 102 ) يف األقضية واحلكومات

دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، . م1987 -هـ 1407

الدمياطي، عثمان بن حممد البكري أبو بكر 103

حاشية إعانة الطالبني على حل ألفاظ فتح املعني لشرح قرة العني مبهمات

الدين

.دار الفكر، بريوت

حاشية إعانة الطالبني على حل ألفاظ الدمياطي، عثمان بن حممد البكري أبو بكر 104فتح املعني لشرح قرة العني مبهمات

الدين

.املكتبة التوفيقية، القاهرة

أبو عبد اهللاحممد بن أمحد مشس الدين ،الذهيب 105

ووفيات املشاهري تاريخ اإلسالم واألعالم

. املكتبة التوفيقية، القاهرة

.دار إحياء التراث العريب تذكرة احلفاظ الذهيب، حممد بن أمحد مشس الدين أبو عبد اهللا 106التاسعة، مؤسسة الرسالة، بريوت، الطبعة سري أعالم النبالء حممد بن أمحد مشس الدين أبو عبد اهللالذهيب، 107

.م1993 -هـ 1413 .دار املعرفة، بريوت ميزان االعتدال يف نقد الرجال الذهيب، حممد بن أمحد مشس الدين أبو عبد اهللا 108 .م1991دار املعارف، أصول علم النفس راجح، أحمد عزت 109 الرازي، حممد بن أيب بكر 110

وىل، دار الكتاب العريب، بريوت، الطبعة األ خمتار الصحاح

.م1967دار إحياء التراث العريب، بريوت، الطبعة األوىل، اجلرح والتعديل حممد وبأ الرمحن عبد دريسإ بن حممدالرازي، 111

.م1952 -هـ 1271 .املكتبة التوفيقية التفسري الكبري أو مفاتيح الغيب الرازي، حممد بن عمر فخر الدين 112 الرحيباين، مصطفى السيوطي 113

مطالب أويل النهى يف شرح غاية

املنتهى .م1961املكتب اإلسالمي، دمشق،

، حممد بن أمحد بن حممد بن )احلفيد(ابن رشد 114 أمحد

.م1995 -هـ 1415دار الفكر، بداية اتهد واية املقتصد

املقدمات املمهدات لبيان ما اقتضته ، حممد بن أمحد أبو الوليد)اجلد(ابن رشد 115وم املدونة من األحكام رس

احملكمات الشرعيات والتحصيالت ألمهات مسائلها املشكالت

هـ 1408دار الغرب اإلسالمي، الطبعة األوىل، .م1988 -

. املكتبة العلمية شرح حدود ابن عرفة الرصاع، حممد بن قاسم 116 رضا، صاحل أمحد 117

-هـ 1421الطبعة األوىل، مكتبة العبيكان، السنة اإلعجاز العلمي يف

.م2001 رضا، حممد رشيد 118

الشهري تفسري القرآن احلكيم،

)بتفسري املنار( . دار املعرفة، بريوت، الطبعة الثانية

رضوان، زينب 119

.م2004اهليئة املصرية العامة للكتاب، املرأة بني املوروث والتحديث

265

، حممد رامز الرفاعي، مجيلة عبد القادر، العزيزي 120 عبد الفتاح

-هـ 1427دار املأمون، عمان، الطبعة األوىل، حقوق املرأة يف اإلسالم . م2006

الرملي، حممد بن أيب العباس أمحد بن محزة مشس 121 الدين

–هـ 1404دار الفكر، الطبعة األخرية، اية احملتاج إىل شرح املنهاج .م1984

سيين الزبيدي، حممد مرتضى احل 122

تاج العروس من جواهر القاموس، )شرح القاموس(املسمى

. دار الفكر

الزبيدي، حممد مرتضى احلسيين 123

تاج العروس من جواهر القاموس )شرح القاموس(املسمى

.دار مكتبة احلياة، بريوت

الزحيلي، حممد 124

طبعة الثانية، دار ابن كثري، ودار الكلم الطيب، ال حقوق اإلنسان يف اإلسالم .م1997 -هـ 1418

.م2002 -هـ 1422 فقه القضاء والدعوى واإلثبات الزحيلي، حممد 125 الزحيلي، حممد 126

وسائل اإلثبات يف الشريعة

اإلسالمية .مكتبة املؤيد، الرياض، مكتبة دار البيان، دمشق

.م1989لطبعة الثامنة، دار العلم للماليني، ا األعالم خري الدين الزركلي الزركلي، 127الزجناين، حممود بن أمحد شهاب الدين أبو 128

املناقبمؤسسة الرسالة، بريوت، الطبعة الرابعة، ختريج الفروع على األصول

.م1982 -هـ 1402 الزنداين، عبد ايد 129

ريوت، مكتبة املنار اإلسالمية، مؤسسة الريان، ب املرأة وحقوقها السياسية يف اإلسالم

.م2000 -هـ 1421 .دار الفكر العريب تاريخ املذاهب اإلسالمية أبو زهرة، حممد 130

أبو زهرة، حممد 131

.دار الفكر العريب، القاهرة زهرة التفاسري

زيدان، عبد الكرمي 132

-هـ 1413مؤسسة الرسالة، الطبعة األوىل، املفصل يف أحكام املرأة .م1993

عي، عبد اهللا بن يوسف مجال الدين أبـو الزيل 133 حممد

يف ختريج أحاديث نصب الراية اهلداية

-هـ 1416دار الكتب العلمية، الطبعة األوىل، . م1996

الزيلعي، عبد اهللا بن يوسف مجال الدين أبـو 134 حممد

يف ختريج أحاديث نصب الراية اهلداية

دار احلديث

الدينالزيلعي، عثمان بن علي فخر 135

دار الكتاب اإلسالمي، القاهرة، الطبعة الثانية، تبيني احلقائق شرح كنـز الدقائق . هـ1313

السباعي، مصطفى 136

دار الوراق، دار السالم، القاهرة، الطبعة الثانية، املرأة بني الفقه والقانون .م2003 -هـ 1424

دار مكتبة احلياة، بريوت وء الالمع ألهل القرن التاسع الض السخاوي، مشس الدين حممد بن عبد الرمحن 137 ابن سراقة العامري، حممد بن حيىي أبو احلسن 138

-هـ 1426، األوىلدار الكتب العلمية، الطبعة أدب الشهود

.م2005 حممد بن أيب سهل مشس الدين أبو ،السرخسي 139

بكر -هـ1421دار الفكر، بريوت، الطبعة األوىل، املبسوط

. م2000 .م1968دار صادر، بريوت، الطبعة األوىل، الطبقات الكربى ابن سعد، حممد بن منيع أبو عبد اهللا 140

266

السمناين، علي بن حممد بن أمحد الرحيب أبـو 141 القاسم

مؤسسة الرسالة، بريوت، دار الفرقان، عمان، روضة القضاة وطريق النجاة . م1984 –هـ 1404الطبعة الثانية،

. دار إحياء التراث العريب الوسيط يف شرح القانون املدين عبد الرزاق السنهوري، 142 .م1956دار النشر للجامعات املصرية، الوسيط يف شرح القانون املدين السنهوري، عبد الرزاق 143السياغي احليمي الصنعاين، حسني بـن أمحـد 144

شرف الدينالفقه الروض النضري شرح جمموع

الكبري .دار اجليل، بريوت

. هـ1403دار الكتب العلمية، بريوت، األشباه والنظائر عبد الرمحنالسيوطي، جالل الدين 145تنوير احلوالك شرح على موطأ السيوطي، جالل الدين عبد الرمحن 146

مالك . مطبعة املشهد احلسيين، القاهرة

دار إحياء العلوم، بريوت، الطبعة األوىل، القرآن أحكام الشافعي، حممد بن إدريس 147 .م1990–هـ 1410

.م1973 –هـ 1393دار املعرفة، بريوت، األم الشافعي، حممد بن إدريس 148مطبعة مصطفى البايب احلليب، الطبعة الثانية، لسان احلكام يف معرفة األحكام ابن الشحنة، إبراهيم بن أيب اليمن أبو الوليد 149

.م1973 - هـ1393تعارض البينات القضائية يف الفقـه شريف، عبد الرمحن حممد عبد الرمحن 150

اإلسالمي -هـــ 1406مكتبــة الكــاماليب، القــاهرة،

.م1986 ، عبد احلميدالشرواين 151

على حتفة احملتاج حواشي الشرواين

بشرح املنهاج . دار الفكر، بريوت

. قطاع الثقافة سري الشعراويتف الشعراوي، حممد متويل 152 الشعراوي، حممد متويل 153

وأباطيل خصوم اإلسالم شبهات

والرد عليها . مكتبة التراث اإلسالمي، القاهرة

شلتوت، حممود 154

دار الشروق، القاهرة، الطبعة السابعة عشرة، اإلسالم عقيدة وشريعة . م1997 -هـ 1417

.مكتبة اإلميان، املنصورة نساء نـزل فيهن قرآن الشناوي، عبد العزيز 155الشهرستاين، حممد بن عبد الكرمي بن أيب بكـر 156

أبو الفتح .م1986-هـ1406دار صعب، بريوت، امللل والنحل

الشوكاين، حممد بن علي 157

السيل اجلرار املتدفق على حـدائق األزهار

دار الكتب العلميـة، بـريوت، الطبعـة األوىل، . م1985 –هـ1405

.دار الفكر فتح القدير الشوكاين، حممد بن علي 158 -هـ 1409دار احلكمة، الطبعة األوىل، خمتصر نيل األوطار الشوكاين، حممد بن علي 159

. م1988 علم حتقيق إىل الفحول إرشاد علي بن حممدالشوكاين، 160

األصول .1992 - 1412، وتبري ،الفكر دار

ش، هزاع علي احملاميدشوي 161

-هـ 1416دار اجليل، بريوت، الطبعة األوىل، عدالة الشاهد يف القضاء اإلسالمي .م1995

.مؤسسة قرطبة، القاهرة املسند الشيباين، أمحد بن حنبل أبو عبد اهللا 162 –هـ 1420لنفائس، الطبعة الثانية، دار ا نيل املآرب بشرح دليل الطالب الشيباين، عبد القادر بن عمر بن أيب تغلب 163

267

.م1999 . إدارة القرآن والعلوم اإلسالمية، كراتشي )باملبسوط( املعروف األصل الشيباين، حممد بن احلسن بن فرقد أبو عبد اهللا 164 ابن أيب شيبة، عبد اهللا بن حممد 165

، املصنف يف األحاديث واآلثار

)مبصنف ابن أيب شيبة: (املعروف -هـ 1409الفكر، بريوت، الطبعة األوىل، دار

. م1989شيخي زادة، عبد الرمحن بن حممد بن سليمان 166

)بداماد أفندي(الكليبويل، املعروف دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، جممع األر يف شرح ملتقى األحبر

. م1998 –هـ 1419 لبنان، الطبعة األوىل، –دار الرائد العريب، بريوت طبقات الفقهاء الشريازي، إبراهيم بن علي بن يوسف 167

.م1970موسوعة إستداللية يف الفقه ، الفقه الشريازي، حممد احلسيين السيد 168

اإلسالمي –هـ 1409دار العلوم، بريوت، الطبعة الثانية،

.م1988 .م1980ت، العدد األول، املؤسسة العربية، بريو املرأة يف اإلسالم الصاحل، صبحي 169 -هـ 1420دار إحياء التراث، بريوت، الوايف بالوفيات الصفدي، صالح الدين خليل بن أيبك 170

. م2000 )باألمري(الصنعاين، حممد بن إمساعيل، املعروف 171

دار إحياء التراث العريب، الطبعة الرابعة، سبل السالم شرح بلوغ املرام

.م1960 -هـ 1379 صيين، سعيد إمساعيل 172

مؤسسة الرسالة، بريوت، الطبعة األوىل، قواعد أساسية يف البحث العلمي

.م1994 -هـ 1415الطرباين، سليمان بن أمحد بن أيوب أبو القاسم 173

اللخمي . م1985 -هـ 1405مكتبة املعارف، الرياض، املعجم األوسط

الطربي، حممد بن جرير أبو جعفر 174

-هـ 1420مؤسسة الرسالة، الطبعة األوىل، جامع البيان يف تأويل القرآن .م2000

الطرابلسي، علي بن خليل عالء الـدين أبـو 175 احلسن

معني احلكام فيما يتردد بني اخلصمني من األحكام

1393مطبعة مصطفى البايب احلليب، الطبعة الثانية، .م1973 –هـ

.م1967املكتبة املرتضوية، املبسوط يف فقه اإلمامية ن بن علي أبو جعفر الطوسي، حممد بن احلس 176دار الكتاب العريب، بريوت، الطبعة األوىل، النهاية يف جمرد الفقه والفتاوى الطوسي، حممد بن احلسن بن علي أبو جعفر 177

.م1970 -هـ 1390أبو الطيب، حممد مشس الدين احلـق العظـيم 178

آبادي . م1979 -هـ 1399دار الفكر، الطبعة الثالثة، عبود شرح سنن أيب داودعون امل

الطييب، عكاشة عبد املنان 179

.دار الفضيلة املرأة يف ظالل القرآن

ابن عابدين، حممد أمني بن عمر 180

حاشية (رد احملتار على الدر املختار، ) ابن عابدين

.م2000 –هـ 1421دار الفكر، بريوت،

حاشية قرة عيون األخبار تكملة رد ابن عابدين، حممد عالء الدين بن حممد أمني 181 احملتار على الدر املختار

دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، .م1994 -هـ 1415

ابن عادل، عمر بن علي أبو حفص 182

دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، اللباب يف علوم الكتاب .م1998 -هـ 1419

.دار سحنون، تونس تفسري التحرير والتنوير ابن عاشور، حممد الطاهر 183

268

العاملي، زين الدين اجلبعي والعاملي، حممد بن 184

مجال الدين مكيالروضة البهية يف شرح اللمعة

الدمشقية .دار العامل اإلسالمي، بريوت

العاملي، حممد بن احلسن احلر 185

لشيعة إىل حتصيل مسائل وسائل ا الشريعة

.دار إحياء التراث العريب، بريوت

ابن عبد الرب، يوسف بن عبد اهللا أبو عمر 186

- هـ 1400مكتبة الرياض، الطبعة الثانية، الكايف يف فقه أهل املدينة .م1980

عبد الرزاق الصنعاين، عبد الرزاق بن مهام أبو 187 بكر

.س العلميال مصنف عبد الرزاق

العبدري، حممد بن يوسف بن أيب القاسم أبـو 188 عبد اهللا

. م1398دار الفكر، بريوت، خليل التاج واإلكليل ملختصر

عبد الصمد، حممد كامل 189

اإلعجاز العلمي يف اإلسالم، القرآن الكرمي

-هـ 1416الدار املصرية اللبنانية، الطبعة الثالثة، .م1996

صمد، حممد كاملعبد ال 190

اإلعجاز العلمي يف اإلسالم، السنة النبوية

الدار املصرية اللبنانية، القاهرة، الطبعة الرابعة، .م1997 -هـ 1417

هـ 1414دار الشروق، بريوت، الطبعة األوىل، األعمال الكاملة عبده، حممد 191 . م1993 -

-هـ 1421 مكتبة الدار العربية، الطبعة األوىل، مكانة املرأة يف اإلسالم عبيد، منصور الرفاعي 192 . م2000

ابن العجمي، سبط 193

، األوىلدار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة املدلسنيألمساءالتبيني .م1986 -هـ1406

مكتبة الدار، املدينة املنورة، الطبعة األوىل، معرفة الثقات العجلي، أمحد بن عبد اهللا أبو احلسن 194 .م1985 -هـ 1405

العجيلي، سليمان بن عمر بن منصور، املعروف 195 )باجلمل(

فتوحات الوهاب بتوضيح شرح حباشية ( املعروف منهج الطالب

) اجلمل

دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، . م1996 –هـ 1417

الصعيدي العدوي، علي بن أمحد 196

الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، دار حاشية العدوي على اخلرشي .م1997 –هـ 1417

حاشية العدوي على شرح كفاية العدوي، علي بن أمحد الصعيدي 197 الطالب الرباين

.هـ1412دار الفكر،

.دار املعرفة، بريوت أحكام القرآن ابن العريب، حممد بن عبد اهللا أبو بكر 198 .املطبعة املصرية األهلية القضاء يف اإلسالمتاريخ عرنوس، حممود بن حممد 199 ابن عساكر، علي بن احلسن أبو القاسم 200

لبنان، الطبعة األوىل، –، بريوت دار الفكر تاريخ دمشق

.م1998 -هـ 1419 عسلية، زياد توفيق حممود 201

أثر القوانني اإلسرائيلية يف القضاء

)رسالة ماجستري(الشرعي يف إسرائيل . م2003 -ـ ه1424

ابن عطية، عبد احلق بن غالب أبو حممد 202

دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب

269

.م1993 -هـ 1413 العزيز عظوم، أبو القاسم 203

هـ 1419مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة األوىل، متطلبات الشهادة على املشهود عليه

.م1998 - .م 1989 –هـ 1409دار الفكر، بريوت، منح اجلليل شرح خمتصر خليل عليش، حممد بن أمحد بن حممد 204 عمارة، عماد حممد 205

دار اليقني، املنصورة، دار القبلتني، الرياض، الطبعة حركة حترير املرأة يف امليزان

.م2003 -هـ 1424األوىل، العنسي، أمحد بن قاسم 206

املذهب ألحكام املذهب شرح التاج

)منت األزهار يف فقه األئمة األطهار( -هـ 1414دار احلكمة اليمانية، صنعاء،

.م1993 أبو عيد، إلياس 207

نظرية اإلثبات يف أصول احملاكمات

املدنية واجلزائية .م2005منشورات زين احلقوقية، بريوت،

العيسوي، عبد الرمحن حممد 208

دراسة يف ، النفس الفسيولوجيعلم تفسري السلوك اإلنساين

. م2003دار املعرفة اجلامعية، االسكندرية،

أبو العينني، بدران 209

الفقه املقارن لألحوال الشخصية بني املذاهب األربعة السنية واملذهب

اجلعفري والقانون

.دار النهضة العربية، بريوت

ر الدين أبو حممد، العيين، حممود بن أمحد بد 210 )بناصر اإلسالم الرامفوري(الشهري

-هـ 1411دار الفكر، الطبعة األوىل، البناية يف شرح اهلداية . م1990

.دار القلم، دمشق مؤسسة الرسالة، بريوت، املسلمة املرأة سليمانةغاوجي، وهب 211 . م1999 -هـ 1420 الطبعة األوىل، أيام من حيايت الغزايل، زينب 212 -هـ 1420دار الوثائق، القاهرة، الطبعة األوىل، إحياء علوم الدين الغزايل، حممد بن حممد أبو حامد 213

.م2000 الغماز، إبراهيم إبراهيم 214

الشهادة كدليل إثبات يف املواد

اجلنائية .م2002اهليئة املصرية العامة،

فائز، أمحد 215

-هـ 1400مؤسسة الرسالة، الطبعة األوىل، ظالل القرآندستور األسرة يف .م1980

.دار اجليل، بريوت معجم مقاييس اللغة ابن فارس، أمحد بن زكريا أبو احلسني 216 الفراهيدي، خليل بن أمحد 217

مؤسسة دار اهلجرة، إيران، الطبعة الثانية، العين

.هـ1409 هان الدينابن فرحون، إبراهيم بن علي بر 218

تبصرة احلكام يف أصول األقضية

ومناهج األحكامدار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل،

. م1995 –هـ 1416 .دار اجليل، بريوت القاموس احمليط الفريوز آبادي، حممد بن يعقوب جمد الدين 219 الفيومي، أمحد بن حممد املقري أبو العباس 220

يف غريب الشرح املصباح املنري

الكبري .مطبعة مصطفى البايب احلليب، مصر

–هـ 1392دار الكتاب العريب، بريوت، الشرح الكبري على منت املقنع ابن قدامة، حممد بن أمحد مشس الدين أبو الفرج 221 .م1972

.بنت األفكار الدولية املغين ابن قدامة، موفق الدين عبد اهللا بن أمحد 222 .هـ1405 دار الفكر، بريوت، الطبعة األوىل، املغين امة، موفق الدين عبد اهللا بن أمحد ابن قد 223

270

. م1972 –هـ 1392دار الكتاب العريب، املغين موفق الدين عبد اهللا بن أمحد ابن قدامة، 224القرايف، أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن شهاب 225

الدين أبو العباس –هـ 1418دار الكتب العلمية، بريوت، ء الفروقأنوار الربوق يف أنوا

. م1998القرايف، أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن شهاب 226

الدين أبو العباس .م1994دار الغرب، بريوت، الطبعة األوىل، الذخرية

- هـ 1416مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة األوىل، مركز املرأة يف احلياة اإلسالمية القرضاوي، يوسف 227 .م1996

القرطيب، حممد بن أمحد أبو عبد اهللا 228

-هـ 1387، دار الكاتب العريب، الطبعة الثالثة اجلامع ألحكام القرآن .م1967

القضاة، مفلح عواد 229

أصول احملاكمات املدنية والتنظيم القضائي

.م1998مكتبة دار الثقافة، عمان، الطبعة الثالثة،

قطب، سيد 230

- هـ 1412دار الشروق، الطبعة السابعة عشرة، ظالل القرآنيف .م1992

-هـ 1391دار املعرفة، بريوت، الطبعة األوىل، يف ظالل القرآن قطب، سيد 231 . م1971

قطب، حممد 232

دار الشروق، القاهرة، الطبعة اخلامسة عشرة، حول اإلسالمشبهات .م1982 -هـ 1402

حممد بن أمحد سيف الدين أبو القفال الشاشي، 233 بكر

حلية العلماء يف معرفة مذاهب الفقهاء

مكتبة الرسالة احلديثة، عمان، الطبعة األوىل، .م1988

.مكتبة اإلميان، املنصورة النساء فقدن عروشهن القليين، حممود 234 قليويب، أمحد بن أمحد بن سالمة شهاب الدين 235

ل حاشية قليويب على شرح جال

الدين احمللي على منهاج الطالبني . م1998 -هـ 1419دار الفكر، بريوت،

حممد بن أيب بكر مشس الدين ابن قيم اجلوزية، 236 أبو عبد اهللا

.دار احلديث إعالم املوقعني عن رب العاملني

ابن قيم اجلوزية، حممد بن أيب بكر مشس الدين 237 أبو عبد اهللا

هـ 1423دار احلديث، القاهرة، الطبعة األوىل، لسياسة الشرعيةالطرق احلكمية يف ا . م2002 –

. م1982دار الكتاب العريب، بريوت، يف ترتيب الشرائع بدائع الصنائع الكاساين، عالء الدين أبو بكر بن مسعود 238 ابن كثري، إمساعيل بن عمر أبو الفداء 239

.م1999 – هـ1420دار طيبة، تفسري القرآن العظيم

كحالة، عمر رضا 240

.م1977 -هـ 1397مؤسسة الرسالة، الزواج

كحالة، عمر رضا 241

مؤسسة الرسالة، بريوت، الطبعة الثانية، املرأة يف القدمي واحلديث .م1982 -هـ 1402

كحالة، عمر رضا 242

.دار إحياء التراث العريب معجم املؤلفني

بن موسى احلسيين أبو البقاءالكفوي، أيوب 243

معجم يف املصطلحات ، الكليات والفروق اللغوية

–هـ 1419مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، .م1998

هـ1407دار املعرفة، الطبعة األوىل، اهلداية واإلرشاد يف معرفة أهل الثقة الكالباذي، أمحد بن حممد بن احلسني، أبو نصر 244

271

والسداد بن ماجة، حممد بن يزيد القزويين أبو عبد اهللا 245

-هـ 1418دار اجليل، بريوت، الطبعة األوىل، سنن ابن ماجة

. م1998 ابن ماكوال، علي بن هبة اهللا أبو نصر 246

عن االرتياب رفع يف اإلكمال

والكىن األمساء يف واملختلف املؤتلفبإكمال (املسمى ،واألنساب

)الكمال

. اإلسالمي، القاهرةدار الكتاب

برواية سحنون بن سعيد املدونة مالك بن أنس 247 التنوخي

. دار صادر، بريوت

مالك بن أنس 248

املدونة برواية سحنون بن سعيد التنوخي

.دار الكتب العلمية، بريوت

املاوردي، أبو احلسن 249

. دار الفكر، بريوت احلاوي الكبري

املبيض، أمحد 250

لطات القاضي وضماناته يف س فلسطني

.م1996 -هـ 1417الطبعة األوىل،

املتقي اهلندي، علي بن حسام الدين عالء الدين 251

كنـز العمال يف سنن األقوال واألفعال

.م1979 -هـ 1399مؤسسة الرسالة، بريوت،

املجلسي، حممد باقر 252

حبار األنوار اجلامعة لدرر أخبار هاراألئمة األط

دار إحياء التراث العريب، بريوت، الطبعة الثالثة، .م1983 -هـ 1403

.دار االعتصام، القاهرة فتاوى شرعية وحبوث إسالمية خملوف، حسنني حممد 253 ابن املرتضى، أمحد بن حيىي 254

البحر الزخار اجلامع ملذاهب علماء

األمصار، دار احلكمة اليمانية، صنعاء، الطبعة األوىل

.م1947 -هـ 1366البحر الزخار اجلامع ملذاهب علماء ابن املرتضى، أمحد بن حيىي 255

األمصار . دار الكتاب اإلسالمي، القاهرة

املرداوي، علي بن سليمان أبو احلسن 256

اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف

.دار إحياء التراث العريب، بريوت

مرزا، مكية 257

ملرأة املسلمة املعاصرةمشكالت ا وحلها يف ضوء الكتاب والسنة

-هـ 1410دار اتمع، الطبعة األوىل، .م1990

.هـ1389املكتب اإلسالمي، بريوت، دليل الطالب لنيل املطالب مرعي بن يوسف 258املرغيناين، علي بن أيب بكر برهان الدين أبـو 259

احلسن . اإلسالمية، الطبعة األخريةاملكتبة اهلداية شرح بداية املبتدي

.م1964املطبعة العاملية، القاهرة، شرح القانون املدين يف االلتزامات مرقس، سليمان 260 .م1973 –هـ 1393دار املعرفة، بريوت، خمتصر املزين املزين، إمساعيل بن حيىي أبو إبراهيم 261 املزي، يوسف مجال الدين أبو احلجاج 262

-هـ 1406مؤسسة الرسالة، الطبعة الرابعة، يف أمساء الرجالذيب الكمال

.م1985 .دار اجليل، بريوت صحيح مسلم مسلم بن احلجاج أبو احلسني القشريي 263الدار الثقافية العربية، بريوت، الطبعة األوىل، صحيح مسلم بشرح النووي بن احلجاج أبو احلسني القشريي مسلم 264

272

. م1930 -هـ 1349 . دار الفكر صحيح مسلم بشرح النووي مسلم، بن احلجاج أبو احلسني القشريي 265 .م1999مكتبة لبنان، الطبعة األوىل، املغرب يف ترتيب املعرب املطرزي، ناصر الدين بن عبد السيد أبو املكارم 266 .هـ، بريوت1418دار الكتب العلمية، الفروع ابن مفلح، حممد بن عبد اهللا 267 املقدم، حممد أمحد إمساعيل 268

املرأة بني تكرمي اإلسالم وإهانة

اجلاهليةدار اإلميان، اإلسكندرية، الطبعة األوىل،

.م2005 -هـ 1426 املليباري، زين الدين بن عبد العزيز 269

فتح املعني بشرح قرة العني مبهمات

الدين .دار الفكر، بريوت

دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، اإلمجاع حممد بن إبراهيم أبو بكر، نذرابن امل 270 . م1985 -هـ 1405

.دار صادر، بريوت، الطبعة األوىل لسان العرب ابن منظور، حممد بن مكرم بن علي بن أمحد 271 ابن منقذ، أسامة 272

-هـ 1407دار الكتب السلفية، القاهرة، لباب اآلداب

.م1987 . م2004 -م 2003دار اجليل، بريوت، املوسوعة العربية امليسرة 273 املوصلي، عبد اهللا بن حممود بن مودود 274

دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة الثالثة، املختار االختيار لتعليل

.م2005 -هـ 1426ميارة، حممد بن أمحد بن حممد أبـو عبـد اهللا 275

)ارةمبي(الشهري –هـ 1420دار الكتب العلمية، بريوت، شرح ميارة

. م2000 امليداين، عبد الرمحن حسن حبنكي 276

ضوابط املعرفة وأصول االستدالل

واملناظرة -هـ 1414دار القلم، دمشق، الطبعة الرابعة،

.م1993 .م2001ت، الطبعة األوىل، دار صادر، بريو املرأة والشؤون العامة يف اإلسالم ناصر، حممد احلاج 277 .م1995 -هـ 1415دار الثقافة، عمان، حقوق املرأة يف الشريعة اإلسالمية النجار، إبراهيم عبد اهلادي أمحد 278 النجفي، حممد حسن 279

جواهر الكالم يف شرح شرائع

اإلسالمدار إحياء التراث العريب، بريوت، الطبعة السابعة،

.م1981 رةجنيب، عما 280

-هـ 1409دار البشري، الطبعة األوىل، مكانة املرأة يف اتمع املسلم

.م1989 . دار املعرفة، بريوت، الطبعة الثانية البحر الرائق شرح كنـز الدقائق ابن جنيم، زين الدين بن إبراهيم 281 .م1986 – هـ1406بغداد، الطبعة الثانية، شرح قانون اإلثبات النداوي، آدم وهيب 282 النسائي، أمحد بن شعيب أبو عبد الرمحن 283

–هـ 1411دار الكتب العلمية، الطبعة األوىل، السنن الكربى

. م1991النسفي، عبد اهللا بن أمحد بـن حممـود أبـو 284

الربكاتاملسمى ، تفسري القرآن اجلليل

)مبدارك التنـزيل وحقائق التأويل( .دار الكتاب العريب، بريوت

النفراوي، أمحد بن غنيم بن سامل 285

الفواكه الدواين على رسالة ابن أيب زيد القريواين

.هـ1415دار الفكر، بريوت،

. هـ1405املكتب اإلسالمي، بريوت، روضة الطالبني وعمدة املفتني النووي، حيىي بن شرف أبو زكريا 286 . ر الفكردا اموع النووي، حيىي بن شرف أبو زكريا 287مكتبة جزيرة الورد، القاهرة، الطبعة األوىل، حقوق املرأة يف القرآن والسنة أبو النصر، محزة 288

273

.م2006 .م2002دار املعرفة، يف سيكولوجية املرأة النيال، مايسة أمحد 289أبو النيل، حممود السيد، ودسـوقي، انـشراح 290

حممد -هـ 1406عربية، بريوت، دار النهضة ال علم النفس الفارق

.م1986 اهلاروين احلسين، أمحد بن احلسني 291

مركز التراث والبحوث اليمين، صنعاء، الطبعة شرح التجريد يف فقه الزيدية

.م2006 - ـه1427األوىل، .دار الفكر، بريوت شرح فتح القدير ابن اهلمام، كمال الدين حممد بن عبد الواحد 292 ، علي بن أيب بكر نور الديناهليثمي 293

دار الكتاب العريب، بريوت، الطبعة الثانية، جممع الزوائد ومنبع الفوائد

. م1967 وايل، فتحي 294

دار النهضة العربية، بريوت، الطبعة األوىل، قانون القضاء املدين اللبناين

.م1970 .وزارة األوقاف الكويتية، الكويت املوسوعة الفقهية وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية 295 . م1971الدار املصرية، الطبعة األوىل، أصول احملاكمات املدنية أبو الوفا، أمحد 296ابن أيب الوفاء، عبد القادر بن حممد حميي الدين 297

أبو حممد -هـ 1413مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، اجلواهر املضية يف طبقات احلنفية

.م1993 .عامل الكتب، بريوت أخبار القضاة وكيع، حممد بن خلف بن حيان 298

مقاالت نشاالنترنت( ت على الشبكة العنكبوتيةر(

صــاحب الرقمأو املقــال، التجربة

املوقع باللغة املوقع باللغة األجنبية عنوان املقال العربية

عبد التوجيري، 1 اهلادي

مسلم نت httb:\\www.muslm.net ينهل حقا املرأة ناقصة عقل ود

خليل، أمحد 2 حسني

التشريع اإلهلي احلكيم وإعجازه يف مراعاة الفروق )وليس الذكر كاألنثى(، البيولوجية بني اجلنسني

http://www.almaktabah.net

نتاملكتبة

كويت زووم www.q8zoom.com الرجال أكثر من النساء تعرضا للخرف روبرتس 3ر احلـق، نو 4

فراس األمال نت httb:\\www.alamalnet.com أن تضل إحدامها فتذكر إحدامها األخرى

جوريسبيديا، موسوعة http://ar.jurispedia.org\index.ph قانون مانو 5 القانون املشارك

274

فهرس املواضيع واحملتويات

الصفحة رقم املوضوع

أ اإلهداء

ب شكر وتقدير

1 املقدمة

17 أمهية الشهادة يف القضاء اإلسالمي: املبحث األول: متهيد

19 التفريق بني شهادة املرأة وشهادة الرجل: املبحث الثاين

20 ، الشهادة يف الفقه اإلسالميفصل متهيدي: الفصل األول

20 ماهية الشهادة: املبحث األول

21 الشهادة يف اللغة: املطلب األول

23 الشهادة يف االصطالح الفقهي، والقانوين:املطلب الثاين

31 مقارنة بني التعريفات الفقهية والقانونية: املطلب الثالث

31 مناقشة التعريفات

32 التعريف املنتقى

33 الصلة بني الشهادة والبينة

35 أركان الشهادة: املطلب الرابع

35 تعريف الركن

37 ية والشافعيةاألثر املترتب على اخلالف بني احلنف

37 الشهادة باملعىن

46 مشروعية الشهادة: املبحث الثاين

47 مشروعية الشهادة يف الكتاب: املطلب األول

49 مشروعية الشهادة يف السنة: املطلب الثاين

51 إمجاع الفقهاء على مشروعية الشهادة: املطلب الثالث

52 حكمة تشريع الشهادة: املطلب الرابع

54 الشروط الشرعية للشهادة: ث الثالثاملبح

55 شروط متعلقة بذات الشهادة: املطلب األول

58 شروط من تقبل شهادته: املطلب الثاين

64 شروط تتعلق باملشهود به: املطلب الثالث

66 الشهادة بني التشريع الرباين والقانون الوضعي: املبحث الرابع

275

67 القيام بالشهادة: املطلب األول

70 أداء الشهادة يف القانون

71 مكانة الشهادة يف القانون الوضعي: املطلب الثاين

72 موقف القانون من شهادة النساء خاصة

74 األثر املترتب على الشهادة: املطلب الثالث

74 األثر املترتب على الشهادة يف القانون

75 فقهية قانونيةمقارنة

76 رأة أصل يعتمد عليه أم بدل يصار إليه عند الضرورة؟شهادة امل: املطلب الرابع

77 فقهية قانونيةمقارنة

79 القضاء بشهادة النساء: الفصل الثاين

79 متهيد يف أقسام شهادة النساء

81 شهادة النساء منفردات: املبحث األول

82 الرأي القانوين

84 مشروعية شهادة النساء منفردات: املطلب األول

88 قارنة فقهية قانونيةم

89 احلاالت اليت جيوز القضاء فيها بشهادة النساء منفردات: املطلب الثاين

89 عيوب النساء مما ال يطلع عليه الرجال: املسألة األوىل

90 الرضاع: املسألة الثانية

92 منشأ اخلالف

98 الرأي القانوين

100 مقارنة فقهية قانونية

100 االستهالل: ةاملسألة الثالث

101 منشأ اخلالف

103 الرأي القانوين

104 اللعانشهادات : املسألة الرابعة

106 نصاب شهادة النساء منفردات: املطلب الثالث

118 الرأي القانوين

119 شهادة املرأتني مع الرجل: املبحث الثاين

119 مشروعية شهادة املرأتني مع الرجل: املطلب األول

121 احلاالت اليت جيوز إثباا بشهادة املرأتني والرجل: طلب الثاينامل

121 شهادة املرأتني والرجل يف األموال: املسألة األوىل

122 الرأي القانوين

276

122 شهادة املرأتني والرجل يف أحكام األبدان: املسألة الثانية

123 منشأ اخلالف

132 الرأي القانوين

134 ادة النساء يف احلدود والقصاصشه: املبحث الثالث

135 منشأ اخلالف

141 الرأي القانوين

142 شهادة املرأتني واليمني: املبحث الرابع

146 اخلنثىشهادة : املبحث اخلامس

148 الفروق الطبيعية بني الرجل واملرأة املؤثرة بالشهادة: الفصل الثالث

148 متهيد

150 يولوجي بني الرجل واملرأةاالختالف الب: املبحث األول

152 احليض عند النساء: املطلب األول

153 الرضاعاحلمل والوالدة و: املطلب الثاين

154 االختالف يف تكوين املخ : املطلب الثالث

155 االختالف الوظيفي بني الرجل واملرأة: املبحث الثاين

156 العقلي بني الرجل واملرأةإثباتات علمية تؤكد مدى االختالف : املطلب األول

161 دماغ الذكر ودماغ األنثى: املطلب الثاين

163 االختالفات النفسية بني الرجل واملرأة: املبحث الثالث

164 عاطفة املرأة أقوى من عاطفة الرجل: املطلب األول

165 شهادة الرجل وشهادة املرأة حتت االختبار: املطلب الثاين

167 الضعف يف اخلصومة:املطلب الثالث

168 شد من حياء الرجلحياء املرأة أ: املطلب الرابع

169 االختالف يف اإلدراك احلسي: املطلب اخلامس

171 أثر االختالف يف الفروق الطبيعية يف شهادة املرأة: املبحث الرابع

172 أثر االختالف البيولوجي على شهادة املرأة: املطلب األول

175 أثر االختالف الفسيولوجي على شهادة املرأة: ثايناملطلب ال

178 تأثري احلالة النفسية للمرأة على أداء الشهادة: املطلب الثالث

180 كيف يؤثر حياء املرأة على شهادا؟

182 واملمارسةصشهادة النساء بني الن: الفصل الرابع

182 متهيد

183 ادة املرأةحول شهمزعومة شبهات: املبحث األول

184 املرأة تساوي نصف الرجل: األوىلالشبهة: املطلب األول

277

185 اإلسالم مل يفرض أن املرأة نصف الرجل: املسألة األوىل

188 من إنسانية املرأة، بل امتياز هلااالتفاوت يف الشهادة ليس انتقاص: املسألة الثانية

أن تـضل إحـداهما (: ن يف الضالل الوارد يف قول اهللا تعاىل الطع: الثانية الشبهة: املطلب الثاين ]282: البقرة [)فتذكر إحداهما الأخرى

191

191 الضالل يعين النسيان: املسألة األوىل

192 الضالل يعين اخلطأ: املسألة الثانية

193 أسباب نشوء الضالل

194 النساء بنقصان العقل والدين، إهانة للمرأةrوصف النيب : الثالثةالشبهة: املطلب الثالث

197 حقيقة نقصان العقل: املسألة األوىل

197 العقل يعين التقييد واإلمساك

198 العقل حمل اإلدراك

198 الفروق الفسيولوجية

199 قصور البيان عند النساء

200 الكيد والكذب

202 دينحقيقة نقصان ال: املسألة الثانية

205 اجتهادات معاصرة شاذة يف شهادة املرأة: املبحث الثاين

206 مساواة املرأة للرجل يف الشهادة: االجتهاد األول: املطلب األول

207 نقض هذا االجتهاد

209 الشهادة تكليف ال تشريف

211 شهادة املرأة الواحدة املتعلمةقبول: االجتهاد الثاين: املطلب الثاين

211 قض هذا االجتهادن

212 املرأةشهادة الرجل وشهادة تأثري العامل العلمي على أداء جتارب علمية تثبت

213 تغري األحكام مالزم لتغري األعراف

213 خالصة

215 خامتة يف نتائج البحث

219 فهرس اآليات

224 فهرس األحاديث

225 فهرس اآلثار

226 فهرس األعالم

229 واملراجعفهرس املصادر

246 فهرس احملتويات