الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

أحمد بن بلة 1جامعة وهران

قسم اللغة العربية وآدابها كلية اآلداب والفنون

لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة العربيةأطروحة مقدمة

تخصص نحو عربي

األخضر بن عبد اهللا. د: إشراف مختار بزاوية :إعداد الطالب

: لجنة المناقشةأعضاء

)جامعة وهران(رئيسا......................................منصوري ميلود األستاذ الدكتور

)جامعة وهران(مشرفا ومقررا..........................األخضربن عبد اهللا األستاذ الدكتور

)جامعة وهران(مناقشا.........................................سنيةة هني الدكتور ةاألستاذ

)المركز الجامعي البيض(مناقشا...........................سليمان عشراتي األستاذ الدكتور

)المركز الجامعي عين تموشنت(مناقشا..................منقور عبد الجليل كتوراألستاذ الد

)جامعة مستغانم(مناقشا..................................بن ناصر حنيفي األستاذ الدكتور

النحو العربي ومحاوالت تیسیره

-دراسة وصفیة تحلیلیة-

2016/2017: الجامعي الموسم

وتقدیرشكر

أرفع صويت ألهلج بالشكر للموىل عز وجل، على ما أوالين من الفضل

والكرم، وأشكره وأمحده على نعمه اليت ال تعد وال حتصى، ومنها أن وفـقين

. ، فله الفضل واملنة أوال وآخراالعملإلجناز هذا

اضل األخضر بن عبد اهللا، على مث أتقدم بالشكر اجلزيل إىل أستاذي الف

صربه علي يف اإلشراف والتوجيه، فكان نعم األستاذ واألخ، فجزاه اهللا عين

.خري اجلزاء

ولألستاذ دار مالح الذي مل يبخل علي بنصائحه وتوجيهاته، فهو

الصاحب الويف ألستاذي املشرف، وما مجع بينهما إال احملبة الصادقة

. واإلخالص يف العمل

وال أنسى كل من ساعدين من قريب أو بعيد، من املشايخ، واألساتذة،

. واألهل، واألصحاب

.فلهم الشكر مجيعا، واهللا جيزيهم خبري اجلزاء

داءــــــاإله

.نا حممد املبعوث رمحة للعاملنيإىل حبيب اهللا سيد اخللق أمجعني، نبي

.إىل اللذين ربياين صغريا، وسهرا من أجلي، ألسعد كبريا

، تقامسين أعباء احلياة، ومتسح عين عرق النصب من إىل زوجيت الغالية أم طفلي

.واإلعياء

ساعة العسر والرخاء، يف إىل كل األصدقاء والزمالء الذين وقفوا إىل جانيب

. وأخص بالذكر أصحايب يف مجعية اخللدونية، وزمالئي يف دفعة املاجستري

إىل كل من علمين حرفا يف هذه الدنيا، منذ أن وطئت قدماي كتابا، أو مدرسة

.يف كل طور من أطوار التعليم

..العملأهدي هذا

مــــقـــــدمـــــة -دراسة وصفیة تحلیلیة -حو العربي ومحاوالت تیسیرهالن

أ

مــقــدمــة

مــــقـــــدمـــــة -دراسة وصفیة تحلیلیة -حو العربي ومحاوالت تیسیرهالن

ب

:مةمقد

كان النحو العريب لونا من ألوان النشاط الذهين الذي فرضته طبيعة احلياة وتطور ا�تمع، وخاصة

د لغتهم وقرآ�م بسبب ما نشأ من اللحن العرب يف منتصف القرن األول اهلجري خبطر يهد حينما أحس

.، وخاصة عند قراءا�م للقرآناتاإلسالم بعد الفتوحعلى ألسنة األعاجم واملوايل، الذين دخلوا

ت مبراحل متعددة، تـوجت بنشأة مرات الدراسات القرآنية اليت مر ـمرة من ثـحو العريب ثفكان الن

العريب املشرف، فقد كان احلرص كل احلرص على أداء حو للحفاظ على القرآن الكرمي واحلرفالن

نصوص الذكر احلكيم أداء فصيحا سليما إىل أبعد حدود السالمة والفصاحة، أضف إىل ذلك رقي

هوض برصد الظواهر اللغوية، وتسجيل القواعد وتنظيم ه للن أعد ا مو ـالعقل العريب ومنو طاقته الذهنية ن

. هذا العلم اجلديد وهو النحو العريباألقيسة، إيذانا بنشأة

علم، فنما وتطور وخبطى راحل الطبيعية اليت خيضع هلا أي ـمإىل ال النحو العريب سرعان ما خضعو

نات، وتكثر فيه املذاهب ف فيه الكتب واملدو صن سريعة، حىت أضحى علما يف أوج التطور واالزدهار، ت

.واالختالفات

الذي كان يف بداية أمره جمالس للعلماء يكثر فيها إنشاد األشعار وتدارس حو ولكن هذا الن

األخبار مث استنباط القواعد، أصبح يف غاية التكلف والتعقيد والتمحل، وكثرة األبواب النحوية

وتنوع يف املسـألة الواحدة، اإلعراب أوجهوتعدد ، ر هلاصطلحات الغريبة اليت ال مرب ، واملالتفريعاتو

..والتعليل تضيا�ا واإلغراق يف القياسمق

النحو حكرا على جمموعة من املتخصصني والدارسني املتعمقني فيه، تكثر هذا حيث أصبح

جداال�م العميقة اليت ال تفيد اللغة العربية بشيء، سوى كثرة التفريعات واملسائل االفرتاضية وإن عدموا

.بواب أمام غريهم ممن هم أقل درجة يف العلم والتحصيلالشواهد، فأغلقوا بذلك السياج احلديدي األ

مــــقـــــدمـــــة -دراسة وصفیة تحلیلیة -حو العربي ومحاوالت تیسیرهالن

ج

وقد أدرك أسالفنا القدامى أنفسهم هذا اإلشكال العويص، فراحوا يبحثون عن طرق لتيسريه بعد

هدد اللغة العربية يلتدارك هذا اخلطر الذي ، فكان منهم السعيارسنيرا للطالب والد ومنف صعبا أن أصبح

.تعىن باجلانب النظري والتعليمي منها مؤلفات فألفوايف عصرها األول،

رغبة مؤلفيها يف التيسري واإليضاح ها من عناوينيعرف ت حماوالتظهر فعلى املستوى التعليمي،

يريد �ا تيسريا " مقدمة يف النحو"ف خلف األمحر أل واإلرشاد، وطغيان اجلانب التعليمي عليها، فقد

، وابن النحاس"حواملوجز يف الن "ف ابن خياط ، وأل "حوخمتصر يف الن " الكسائيف على املبتدئني، وأل

إىل غريها من املؤلفات ، "املبتدئ"، وابن خالويه "املتعلم تلقني"، وابن قتيبة "معالل "، وابن جين "التفاحة"

.اليت حنت هذا النحو

أمثال ابن حزم، وابن مننحاة بعض الجدت حركة إصالح عند و فالنظري على املستوىأما

حو فضول ال التعمق يف الن كان ابن حزم يرى أن مضاء، وابن رشد، وابن األثري، وابن خلدون، فقد

الضروري يف صناعة "ابن رشد يؤلف كتابه األوكد، ومقطعة عن األوجب، وهذا منفعة فيه، بل مشغلة عن

ضروري ملن أراد أن يتكلم على عادة و حو ما هالن وجعل غرضه من الكتاب أن يذكر من علم" النحو

ويتحرى يف ذلك ما هو أقرب إىل األمر الصناعي، وأسهل تعليما، وأشد حتصيال العرب يف كالمهم،

. للمعاين

كمحاوالت أصحاب املتون حو خالل العصور املاضية، ن حاة يف تيسري الت حماوالت الن واستمر

حو منتخليص الن لجاح، يكتب هلا الن مل وغريها هذه احملاوالت ولكن . واملختصرات والشروح واحلواشي

ثرة اخلالفات والتفريعات، بل إ�ا قد زادت من تعقيدهمع ك عنه، املنطقيةالقيود صعوباته ومشاكله، ورفع

.واقع احلياةنفر منه الطلبة والدارسون، وأضحى علما بعيدا عن أنبعد ،مهدون تعل وحالت

مــــقـــــدمـــــة -دراسة وصفیة تحلیلیة -حو العربي ومحاوالت تیسیرهالن

د

ه إىل عدم التوفيق يف دراسة اللغة العربية مرد كاد جيمع املعاصرون على أن يويف العصر احلديث

صورا متعددة، هذه احملاوالت واختذت النحو العريب، فدعوا إىل تيسري وتبسيط وجتديد، صعوبة النحو

اعة رف: نذكر منهم البعض اآلخر بالتطرف واملغاالة، اتسم بعضها باالعتدال، واتسمأشكاال خمتلفة، و

، ويعقوب عبد النيب، وطه حسني، وأمني اخلويل، وأمحد املرصفي، وحفين ناصف، وعلي اجلارم الطهطاوي

وشوقي وعبد الستار اجلواري، ومهدي املخزومي، وإبراهيم مصطفى، وأمحد برانق، ومصطفى أمني،

.وغريهم كثري...ام حسانومت ضيف، وإبراهيم أنيس،

:نذكر ما يلي عند املعاصرين،ف يف جمال التيسري والتجديد ل ومن أهم ما أ

.رفاعة الطهطاويل ،"بيةالتحفة املكتبية لتقريب اللغة العر " .1

.املرصفي، ألمحد بن حممد "تقريب فن العربية ألبناء املدارس االبتدائية" .2

.1904، 29 ، جلرجس اخلوري املقدسي، جملة املقتطف، جملد"العربية وتسهيل قواعدها" .3

.1914، حلفين ناصف وزمالئه، "قواعد اللغة العربية" .4

.1937براهيم مصطفى، إل، "إحياء النحو" .5

.1947 ،، لعبد املتعال الصعيدي"اجلديد النحو" .6

.1957، لعبد الرمحن حممد أيوب، "دراسات نقدية يف النحو العريب" .7

.1958 ،10جملد ، ألمحد حسن الزيات، جملة جممع القاهرة، "لغتنا يف أزمة" .8

.1959 ،11جملد ، لطه حسني، جملة جممع القاهرة، "مشكلة اإلعراب" .9

.1961 ،، ألمني اخلويل"والتفسري واألدبمنهج جتديد يف النحو والبالغة " .10

.1964، ملهدي خمزومي، "نقد وتوجيه :يف النحو العريب" .11

.1966، ، إبراهيم أنيس"من أسرار اللغة" .12

.1979 ،، حممد عيد"اء وعلم اللغة احلديثأصول النحو العريب يف نظر النحاة ورأي ابن مض" .13

مــــقـــــدمـــــة -دراسة وصفیة تحلیلیة -حو العربي ومحاوالت تیسیرهالن

ه

.1984، ، لعبد الستار اجلواري"التيسريحنو " .14

.1985عبد الوارث مربوك، ل، "دراسة نقدية :يف إصالح النحو العريب" .15

.1986، ، شوقي ضيف"تيسري النحو التعليمي قدميا وحديثا مع �ج جتديده" .16

نحو الو علمي، النحو لا وهي التفريق بني اإلشارة إىل مسـألة هامة يف تيسري النحو العريب، وينبغي

وعني كال الن يسوقنا إىل خطأ كبري، ألن بينهما تعليمي، واحلديث عن التيسري دون مراعاة هذا الفرقال

حو العلمي هو ذالك النحو الذي يدرس الظواهر اللغوية له خصائصه اليت متيزه عن اآلخر، فالن

ب بوضع حد لذلك فإننا واللسانية ويعللها، من خالل التعمق والبحث واالستقراء، وإذا رحنا نطال

حو سنظلم اللغة والدرس اللغوي، وحند من اجتهاد ومعرفة علمائنا يف ذلك، وال حرج إن كان هذا الن

.يدرس يف اجلامعات واملدارس املتخصصة يف ذلك

حو التعليمي فهو الذي يوظف لتعليم الناشئة أصول الكالم العريب، صونا أللسنتهم من أما الن

د الذي هو الطريق املعب �ذا الشكل حووكذا الوافدين على اللغة العربية من األعاجم، فالن الزلل واخلطأ،

والفصاحة، وهذا التفريط يف التفريق بني اجلانبني الـملكة منمراده سلكه كل مستعمل للغة للوصول إىل ي

.عليميما هو تعلمي و ما هوهو أكرب ما يالم عليه النحاة القدامى، فقد قصروا يف الفصل بني

وال شك أن هذه الدعوات اجلديدة لتيسري النحو وما تبعها من دراسات، ال تزال يف مهدها

وبدايتها، والقول بأ�ا قد تطورت وتبلورت ال يزال بعيد املنال، مادامت هذه الدراسات تـؤدى بشكل

ج إىل توحيد رؤية واحدة، وحماولة تبنيها وتكثيف اجلهود فردي، واحلقيقة أن مشروعا ضخما كهذا حيتا

لتفعيلها، وال يوجد أفضل من ا�امع اللغوية العربية، فإنه ميكن هلا ما ال ميكن لغريها، وهلا من النفوذ ما

تستطيع تفعيل قرارا�ا، ولكن إىل زمن بلوغ ذلك احللم، أرى أن هذا البحث بكر ال يزال ينتظر تدعيمه

مــــقـــــدمـــــة -دراسة وصفیة تحلیلیة -حو العربي ومحاوالت تیسیرهالن

و

نه بأطروحات ختدمه، لذا فإن حماوليت ما هي إال حلقة تضاف إىل هذا املوضوع اجلديد، بغية خدمة وتثمي

.اللغة العربية لغة القرآن الكرمي

فإين قد خاء، الصعوبات، فإن هذا البحث مل ينجز يف ظروف كلها يسر ور املشاكل و أما عن

ا، والصعوبة يف إجياد الرتاثيات مع فقر مكتباتنا، فكانت عانيت يف مجع املادة والبحث عنها يف مظا�

تها مل تكن باألمر غ ل القراءة الرتاثية ب كما أن األحيان، كثري منيف يل مسعف خري شبكة اإلنرتنيت

كثرة لمن املوضوع، �ييب يخفت �ذه الشساعة والتعقيد، وال أعاجل إشكاالوأنا أ، خاصة هلالس

�جت مناهج متعددة ومذاهب شتـى، أتلفت ، واليتالنحو العريب قدميا وحديثاالتآليف واملصنفات يف

.اجلهد والوقت، واهللا الـمعني

:سطرت اخلطة التاليةقد و

دراسة وصفية حتليلية - حو العريب وحماوالت تيسريهالن : العنوان-

فالفصل :وي ثالثة فصولوحي .العريب وحماوالت تيسريه بني القدامى واحملدثني النحو: الباب األول

القرطيب يف تيسري ابن مضاء جهود :النحو، وأما الفصل الثاين تيسريجهود القدامى يف :األول

.هديدجتو وحنلا ريسيت يف نير صاعملا دز هج :الفصل الثالثو ،حو العريبالن

وهو حيوي ثالثة ، طرق وأدوات تيسري النحو العريب يف منهجه وقضاياه وتعليمه: الباب الثاين

تيسري النحو العريب :، وأما الفصل الثاينيف مناهج النحاةتيسري النحو :الفصل األولففصول،

.تيسري تعليم النحو العريب :الفصل الثالثو ، بعض قضاياهيف

يف هذا البحث، باإلضافة إىل جمموعة إليها فيها إىل أهم النتائج املتوصل وتطرقت: خامتة

.الفهارس

مــــقـــــدمـــــة -دراسة وصفیة تحلیلیة -حو العربي ومحاوالت تیسیرهالن

ز

واملنهج الذي ميكن اعتماده يف هذه الدراسة هو املنهج الوصفي التحليلي، باعتبار أين سأقوم

مقارنتها مع الدرس النحوي القدمي، مث إتباعها بالنقد باستقراء اجلهود الداعية إىل التجديد والتيسري و

والتحليل والتقومي،

بن عبد راألخضـالدكتور ي الـمشرفستاذكر اجلزيل ألأن أتقدم بالش يدعوين واجب الوفاءو

ذي يطالع الرسالة يلمس بصماته ، والتقدميا وتوجيها و قرتاحا ؛ الذي كان وراء هذا البحث ا اهللا

ة إقامة احلج واحلزم يف البحث العلمي، و ، رامةمنه الص مت، وقد تعل جاحد، وال ينكر فضله إال توجيهاتهو

.، وهيهات أن تقنعه بغري دليلالربهان يف ترجيح رأي على رأيو

دراسة والبحث، وال هذا ما هو إال حماولة لوضع لبنة على خط ال إن عملي: أقولويف األخري

حلقات وجهود ، وأىن ألحد أن يدعي ذلك، فالبحثمن نواحيه بكل صغرية وكبرية أين أحطت أزعم

.و أن يكون فاحتة باببه ال يعد ل بعضها بعضا، وما �ضتمتواصلة، يكم

. وفق، وهو من وراء القصدواهللا الـم

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

1

:الباب األول

النحو العربي ومحاوالت تيسيره

بين القدامى والمحدثين

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

2

:الفصل األول

جهود القدامى في تيسير النحو العربي

:الفصل الثاني

جهود ابن مضاء القرطبي في تيسير النحو العربي

:الفصل الثالث

جهود المعاصرين في تيسير النحو العربي

وتجديده

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

3

:األولالفصل

حو جهود القدامى في تيسير الن

العربي

:ويحوي المباحث التالية

توطئة -

هـمشاكل النحو العربي وصعوبات -

ت تيسير النحو العربي قديماحاوالم -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

4

:توطئة

نشأت اللغة العربية يف أحضان اجلزيرة العربية، نقية سليمة مما يشو�ا أو يعكر صفوها، أو يذهب

، وأجادوا وتفننوا يف إتقا�ا وسحروا الناس ببيا�ا جيةس الو ليقةس ال، وقد تلقاها أهلها على نضار�اهلا

أدبية، يتبارى فيها لقاءات ومساجالتومجاهلا، وال أدل على ذلك مما كان يقام يف األسواق الكثرية من

.واألشعار اخلطباء والشعراء بكل ما أوتوا من فن القول والبيان، ونظم القوايف

: املأثورة ص على إصالح ألسنتها، ومن أقواهلاوكانت العرب تستقبح اللحن يف الكالم، وحتر

ت العرب اللحن يف كالمها، بل كانت توصي أبناءها ، ومن أجل ذلك جتنب"ت طي لسانهاملرء خمبوء حت"

الرجل تنوبه النائبة فيتحمل أصلحوا ألسنتكم، فإن ين يا ب « : قال أحدهم لبنيه بإصالح ألسنتهم، حىت

.1»عريه لسانه قه ثوبه، وال جيد من ي فيها، فيستعري من أخيه دابته، ومن صدي

النبوة احملمدية، هدي ر اإلسالم و ذلك ردحا من الزمن، إىل أن سطع عليهم نو ولقد لبثوا على

ا، فاختلطوا ودخل الناس يف دين اهللا أفواجيهم بالد فارس والروم، لوعال شأ�م بالقرآن الكرمي وفتح اهللا ع

و�ذا االمتزاج تسرب الضعف إىل سليقة العريب، وفشا اللحن يف اللغة العربية �ذه الشعوب املسلمة،

.مضي الزمنبعدما

تعليم هؤالء صون كالم رب العاملني من اللحن، و نحو تدرجييا، والغاية منهفكانت نشأة علم ال

هؤالء املوايل قد «: )ه69ت(الدؤيلاألسود أيب، وهذا ما يشري إليه قول العربية ومبادئل الوافدين أصو

له مكانته الكبرية يف حو فالن .2»..رغبوا يف اإلسالم ودخلوا فيه، فصاروا لنا إخوة، فلو عملنا هلم الكالم

.3ملن يقرؤها ألن اللغة إذا خلت من النحو غم كالمها، وغمض فكرها، وصارت مبهمة ،اللغة

.124، ص02تاريخ األدب العربي، ترجمة السيد يعقوب بكر، ورمضان عبد التـواب، ج): كارل(بروكلمان 1 .46الفهرست، تحقيق رضا تجدد، ص): أبو الفرج محمد(النديم 2 .111في محاوالت تيسير النحو العربي، ص): عبد اهللا طاهر(علوي 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

5

حو الذي كان يف بداية أمره جمالس للعلماء يكثر فيها إنشاد األشعار وتدارس ولكن هذا الن

، وكثرة األبواب على قدر كبري من التعقيد والتكلف مع مرور الزمناألخبار مث استنباط القواعد، أصبح

..والتأويل وغريمها القياس ، واإلغراق يفوجوه اإلعراب، وتعدد الكثريةالنحوية والتفريعات

من ها هو يفتح أبوابا من اخلطأ والزلل، واللغة يصون القرآن الكرميلحضر العريب الذيالنحو ف

أن «فقد روي ، وتنفريهم من دارسته وتعلمهالتعقيد على الناس يفضي إىلالذي ،الختالف والتعددا

حو وما يدخل معه، فحار فسمع كالم أهله يف الن ، )هـ215ت(أعرابيا وقف على جملس األخفش األوسط

أراكم تتكلمون بكالمنا يف : ؟ قال العرب ما تسمع يا أخا: ، فقال له األخفشوعجب، وأطرق ووسوس

.1» كالمنا مبا ليس من كالمنا

من وما ابتكره النحويون املصطلحات النحوية املعقدة،قضية هذه يشري إىل وهذا القول

الرفع والنصب واخلفض واملعرب واملبين والنكرة واملعرفة واملمنوع اصطالحات وما آثروه من قضايا ختص

. إىل غري ذلك من املسائل، وهذا أمر ال يستوعبه من يتكلم العربية سليقة ،من الصرف

ف، وما حو العريب عرب أربعة عشر قرنا ونينظرنا إىل ما بني أيدينا من تراث ضخم يف الن وإذا

وما النحو، أثارهااليت تلك القضايا الشائكة، فإننا نستطيع أن ندرك ورق ومدونات وتآليفحواه من

فكثرة بدءا بتاريخ نشأته، أقالم القدماء واحملدثني، جرت على إثرها ،وخالف جدلوقع حوهلا من

.حماوالت تيسريه وجتديدهووصوال إىل ومرورا جبموده وتعقده، ،مذاهبه

مجيع هذه الدراسات حوية اليت وصلت إلينا تبني أن نظرة شاملة على هذه التآليف الن ولكن

:اجتاهني رئيسنيف يف صن ميكن أن ت

ميثل تلك املؤلفات اليت وضعها أئمة النحو، جتاوبا مع األهداف األساسية اليت وضع أحدمها

.من أجلها هذا العلم

.139تحقيق أحمد أمين وأحمد الزين، صاإلمتاع والمؤانسة، ): أبو حيان(التوحيدي 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

6

وهي دراسات تتجه املتعمقة يف النحو ويف فقهه وفلسفته الدراساتوأما الثاين فيمثل تلك ،

.1وإىل كل ما هو شاذ ونادر ،حويةإىل دقائق املعارف الن

حوية والعربية، وإيغال بعض النحاة يف التعقيد وعدم التمييز بني هذين االجتاهني يف الدراسات الن

حو اخلاطئ يف صعوبة العربية، ويف ظهور الن والغموض، هو السبب الرئيسي الذي يقف وراء هذا التصور

يتيه يكون سببا يف أن و ة،ر الناشئنف ي الذي العريب على هذه الصورة من التعقيد والغموض وعسر الفهم،

.وناحلاذق ونيف مسالكه املتعلم

عن « ما يروى لدى النحاة أنفسهم، حون الن شأمن تهويل الالتعقيد واملبالغة يف ومن أمثلة هذا

من ، فقال له رجل، أريد أن أتعلم )ه356ت(، وهو يف جملس سيف الدولة احلمداين)هـ370ت(ابن خالويه

.2» ما أقيم به لساين حو، ما تعلمت نا منذ مخسني سنة أتعلم الن أ: العربية ما أقيم به لساين، فقال

وأنا ال أريد مناقشة هذه احلادثة، أوقعت فعال أم كانت على سبيل التنكيت، ولكن احلادثة هلا

دالال�ا، ومن ذلك أن دراسة النحو ليست باملطية السهلة الركوب، وال املقومة لأللسن حتما ولزاما،

، ليقيم به لسانه أساسيات النحوواملتأمل يف هذه الرواية جيد البون شاسعا بني ما كان يطلبه الرجل ليتعلم

.مسائله وتفريعاتهغوص يف والومشكالته حو دراسة دقائق علم الن منوبني ما عكف عليه ابن خالويه

أدركوهل ؟ صعوبات هي للنحو أية :وأمام هذه القضية البالغة اخلطورة، يطرح السؤال بإحلاح

؟ أم أ�م تعاقبوا على االرتقاء بعلم النحو جيال بعد جيل، متناسني ما يثريونه خلفهم من األولون بعضها

.وهذا ما سأعرض له يف املبحث الالحق. غبار حيجب الرؤية، ويزيد املسائل غموضا وتعقيدا

.36تيسير العربية بين القديم والحديث، ص): عبد الكريم(خليفة 1 .529، ص01بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تحقيق محمد أبو الفضل، ج): جالل الدين(السيوطي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

7

: المبحث األول

حو وصعوباتهمشاكل الن

حو روا يف وضع الن أويل عقل واسع وفكر مستنري، حني فك حويني رجاال عيل األول من الن كان الر

علما جديدا مفتاحا لكل العلوم، وقد كان قا هلم، وأرادوه أن يكون خططوا له ليكون جامعا للناس ال مفر

وإىل بطون الكتب، اسهذا الرعيل رواة نقلوا كالم العرب نقال صحيحا صافيا خاليا من األخطاء إىل الن

.1تعصب لرأي دون آخر مومل يكن لديه

إذ �يأ هلم قراءة وكانت الطبقة األوىل من هؤالء النحاة أعلم الناس بكالم العرب وبالقرآن الكرمي،

القرآن برواياته املعروفة، أخذا عن أئمة القراءات أنفسهم، مع اإلملام اجليد بالتفسري ورواية احلديث وعلوم

، فمجالس النحاة والتمكن الواسع فهما للغة العربية وتبصرا بأسرارهاالفقه ورواية األشعار وأيام العرب،

كانت حمملة بعلوم شىت، وكثر فيها إنشاد الشعر ورواية األخبار، و�ذه األخبار كانوا يستنبطون النحو،

.2ويتدارسو�ا فيما بينهم، وينقلو�ا إىل تالمذ�م، حىت صاروا جهابذة فيما بعد

وكثر ،، عندما دخلته أمور ليست منهاحلقول املعرفيةمن أعقد حىت صارحو ولكن ما لبث الن

ومن الروايات اليت تشري إىل �ويل واستعظام ،3حوي يف متاهات واسعةم الدرس الن قح وأ ،أليفالتفيه

رجل كتاب سيبويه يف قرأ علي :" أنه قال )هـ248ت(عن املازين )هـ286ت(داملرب يرويه ما دراسة علم النحو

. 4" منه حرفا فهمت ، وأما أنا فماأما أنت فجزاك اهللا خريا: مدة طويلة، فلما بلغ آخره قال يل

.14النحو العربي في مرحلته األولى، ص): محمد(بن حمو 1 .63صالنحو العربي بين جمود القواعد وإبداع النصوص، ): محمد(بن حمو 2 .02تيسير النحو إلى عصر ابن مضاء، ص: )حازم سليمان(الحلي 3 .283، ص01إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ج): علي بن يوسف(القفطي 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

8

املبذولاجلهد فاسة، وأن نفيس غاية الن لنا حوي الذي تركه أسالفنا الرتاث الن من شك أن ما و

بدأ النحو كسائر العلوم األخرى، بيد أن .جدير بالتقدير واالحرتامفيه خالل األزمان املتعاقبة جهد

.عفض الوهن و ه الأصاب فداخله التعقيد مما حنا به حنو اجلمود واالستقرار، ف بسيطا مث منا وتطور،

حو إىل علم مستقر أصبح ال خيتلف مؤلف عن آخر، إال يف توجيه املناقشات أو وحني حتول الن

هذا أصبح به أو حماولة بعض التخرجيات اإلعرابية اللبقة الذكية، ممااإلكثار من العقد أو اإلقالل منها،

ضا للمهارة، وجماال للتكاثر باملعرفة، ولعل ذلك من أسباب عزوف املثقفني من العرب عن ر ع العلم م

.1االهتمام بسالمة اللغة ودراسة حنوها وصرفها

ببعض علل وآفات تكاد تكون متشابكة مصاب -منذ نشأته إىل عصرنا هذا - حو الن واحلق أن

ص بعض ولقد شخ .2لتها األيام بالرعاية واإلذكاء حىت كادت تقضي عليهوتو ،هت مجالهمتداخلة، شو

ويف ) مناهج النحاة( و )كتب النحو(نواح، يف صعوبات يف ثالثالعيوب و هذه العلل والارسني الد

:وهذا تفصيلها. 3)حوية نفسهااملادة الن (

:حوعيوب كتب الن -أوال

:واضطراب العناوين تداخل األبواب -1

يف توزيع جزئيات الباب الواحد، فضال عن يف تتايل األبواب، و من االضطرابكتب النحو تعاين

حو، وعدم الغموض يف العناوين، مع غياب الدقة يف املصطلحات وصعوبة االهتداء إىل مسائل الن

خري فهو ،)هـ180ت(كتاب سيبويهنضرب على ذلك أمثلة، منها ما ورد يف و التطابق بني العنوان وما حتته،

.4حوي قدميا وحديثاه ميثل أكمل وأنضج حماولة يف التأليف الن منوذج هلذه األحكام، مع أن

.165كالم العرب، من قضايا اللغة العربية، ص): حسن(ظاظا 1 .71المرجع نفسه، ص 2 .15في حركة تجديد النحو وتيسيره في العصر الحديث، ص): نعمة رحيم(العزاوي 3 .23في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

9

الفعل : (فمن هذه العناوينيظهر يف طول العناوين وغموضها، سيبويه كتاباالضطراب يف و

كان (يعين باب ) كشيء واحد اسم املفعول، واسم الفاعل واملفعول فيه الذي يتعدى اسم الفاعل إىل

باب الفاعلني واملفعولني اللذين كل واحد منهما يفعل فاعله بفاعله مثل الذي يفعل وما (، و )وأخوا�ا

.1)باب التنازع(، يعين )كان حنو ذلك

هذا (متطابقة، فتحت عنوان فالعناوين غامضة وغري ومنها أيضا ما يف كتاب املقتضب للمربد،

. حبث مسائل ختص البدل وأقسامه وشيئا من القلب املكاين) باب من مسائل الفاعل واملفعول به

واألبواب متداخلة، فاجلزء األول من املقتضب يشتمل على مباحث حنوية وصرفية وصوتية متداخلة وردت

القلب املكاين، كيفية التلفظ باحلروف أنواع الكلمة، الفاعل، حروف العطف، البدل،: على هذا النحو

.2املفردة، مباين الكلمات، حروف الزيادة، مهزة الوصل والقطع، التعريف، اإلدغام، خمارج احلروف

:كتب النحو في لغةصعوبة ال -2

، مجود اللغة والتواؤها، ففي كثري من هذه الكتب جند حو القدميةاليت طبعت كتب الن عيوبالومن

: وأوضح مثال هلذين، العسرية على الفهممضغوطة مزدمحة بالدالالت، واإلشارات واألحكام النحوية لغة

كتاب سيبويه الذي ميثل يف كثري من نواحيه لغة الفارسي املستعرب، يف إجيازها ويف ازدحامها باملعاين

، أو جند لغة موجزة يانامع التواء حينا وعجز يبلغ حد اللكنة أح ازدحاما قد يبلغ حد التخمةواألغراض

.3كزة كلغة املتون وأشباهها

جرى بينه وبني أيب احلسن األخفش حوارا "احليوان" هيف كتاب )ه255ت(لنا اجلاحظ ويروي

أنت أعلم : قلت أليب احلسن األخفش «: دة، فيقولحاة الغامضة واملعق ، يلومه على لغة الن )ه215ت(

.16العصر الحديث، ص في حركة تجديد النحو وتيسيره في): نعمة رحيم(العزاوي 1 .16، صالمرجع نفسه 2 .225اللغة والنحو بين القديم والحديث، ص): عباس(حسن 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

10

مفهومة كلها، وما بالنا نفهم بعضها، وال نفهم أكثرها، وما بالك حو، فلم ال جتعل كتبك الناس بالن

مل أضع كتيب هذه هللا، وليست هي من كتب أنا رجل: تقدم بعض العويص، وتؤخر بعض املفهوم ؟ قال

الدين، ولو وضعتها هذا الوضع الذي تدعوين إليه، قلت حاجا�م إيل فيها وإمنا كانت غاييت املنالة، فأنا

بعضها هذا املوضع املفهوم، لتدعوهم حالوة ما فهموا إىل التماس فهم ما ال يفهموا، وإمنا قد أضع

.1» يف هذا التدبري إذ كنت إىل التكسب ذهبت كسبت

الدراسات والسبب يف ذلك هو أن يف التأليف النحوي، عيوب اللغة كثرتملتأخرة القرون ا ويف

يف تعقيدات تلك اللغة والتوائها جماال وجدوا النحويني واللغويني،على مجاعة من حوية كانت مقصورة الن

خاصة يف العصور اليت نضبت فيها ملكة التجديد ،رحبا الستفراغ طاقا�م وللظهور مبظهر العلماء

.2واإلبداع يف هذا الفن

:التكرار والحشو -3

ستطراد واحلشو ومعاجلة ومما تعانيه كتب النحو القدمية الطول املفرط الناشئ عن التكرار واال

ومما أسهم يف ذلك أيضا الولع باجلدل واملناقشات اللفظية، واإلغراق يف . قضايا أجنبية ال صلة هلا بالنحو

، رغبة يف إظهار التفوق بية، والتسابق يف تكثري األقساماجلري وراء العلل وتتبع السقطات ولو كانت أسلو

فكتب النحو القدمية .3رها يف الشروح واحلواشي والتقاريروالسبق، وتتمثل هذه الظاهرة يف أوضح صو

.تنفر قاصديها لتعلم النحو، وترهق املتخصصني فيها لشدة صعوبة متنها

.92، ص01، جيوان، تحقيق عبد السالم هارونالح): أبو عثمان( الجاحظ 1 .27في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 2 .27، صالمرجع نفسه 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

11

:اةــعيوب مناهج النح - ثانيا

:اضطراب منهج التأليف والتصنيف -1

مسائل النحو، حىت ومن أمثلة ذلك، اضطراب املنهج يف كتاب سيبويه، وصعوبة االهتداء فيه إىل

الرجوع إىل سيبويه يف كل مسألة من الصعوبة « : على املتخصصني، يقول حممد عبد اخلالق هضيمة

مبكان وال شيء أشق منه، وليس أدل على ذلك من أنه قد خفي بعض ما يف سيبويه على كثري من

.1»األئمة األعالم فكيف بغريهم ممن مل يبلغ مبلغهم، ومل يدرك شأوهم ؟

إذن فاضطراب منهج التأليف يفضي إىل متحيص الكتاب كله حىت يستخلص املتعلم منها

لو أراد « : مهدي املخزومي.مبتغاه، ويف ذلك من اإلرهاق والنصب للباحث ما ال خيفى، يقول د

حو يف املتخصص يف النحو واملتفرغ له أن يدرس موضوعا حنويا دراسة وافية لكلفه الرجوع إىل كتب الن

مجيع عصورها جهدا مضنيا، وأضاع كثريا من وقته يف سبيل التعرف على مسائل موضوعه يف هذه الكتب

. 2»املختلفة املناهج

ومع هذا فقد نال هذا الكتاب من التقدير الكبري ما مل ينله أي كتاب بعده، فهو يعد عند

، ومل تعرف العربية كتابا 3وكنزا من كنوزها الزاخرة مجهور اللغويني والنحويني قدميا وحديثا معيار العربية

، وبقي املصدر األساسي لنحو العربية 4حفل به الناس، وأفادوا منه على تعاقب األجيال ككتاب سيبويه

. 5عرب قرون، ومل يرتك لألجيال التالية سوى خالفات فرعية تتسع وتضيق حسب املدارس والنحاة

. 127، ص01المقتضب، تحقيق محمد عبد الخالق هضيمة، ج ):أبو العباس(المبرد 1 .01، ص05ج المرجع نفسه، 2 .06سيبويه إمام النحاة، ص): علي النجدي(ناصف 3 .22تاريخ النحو، ص): علي النجدي(ناصف 4 .95المدارس النحوية، ص): شوقي(ضيف 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

12

كان إذا أراد أن يسأل )هـ286ت(أن املربد« ويني له مبلغا كبريا، حىت وبلغ إطراء النحاة واللغ

، وقال أبو عثمان 1»هل ركبت البحر ؟ تعظيما واستعظاما ملا فيه : إنسانا عن قراءته إياه، قال له

ما « : ، وقال أيضا2»من أراد أن يعمل كتابا يف النحو بعد كتاب سيبويه فليستحي « : )هـ248ت(املازين

، وقال ابن 3»أخلو يف كل زمن من أعجوبة يف كتاب سيبويه، ولذلك مساه الناس قرآن النحو

مل يعمل كتاب : مل يزل أهل العربية يفضلون كتاب سيبويه حىت قال حممد بن يزيد« : )هـ338ت(النحاس

.4»يف علم من العلوم مثل كتاب سيبويه

عدد كبري من العلماء، وشرح مشكالته ونكته ومن فرط عنايتهم �ذا الكتاب، توافر على شرحه

وأبنيته وشواهده عدد آخر من العلماء املشهورين، فضال عن أولئك الذين اختصروه، أو اختصروا

. 5ردوا على تلك االعرتاضات يف املشرق واملغرب، واألندلسشروحه، أو اعرتضوا عليه، أو

�ذا احلقل املعريف اجلديد احلديث النشأة، ولكن الذي وهذه اجلهود كلها إمنا تعكس اهتماما مجا

حوى من االضطراب والغموض وخلط ملقدسة هلذا الكتاب، مع أنه قد يالم عليه أسالفنا نظر�م ا

.للمباحث النحوية باملباحث الصرفية والصوتية والبالغية الشيء الكثري

:غياب األهداف والغايات -2

حو فإننا جندها قامت على أسس باعدت بني الن عند التأليف والتصنيف، ةمناهج النحا تتبعناإذا

حو حو عند األوائل على اجلمع بني دراسة اللغة ودراسة الن س الن ، فقد تأس 6ووظيفته والغاية املتوخاة منه

.57الفهرست، ص): أبو الفرج محمد(النديم 1 .65ص مراتب النحويين واللغويين، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم،): عبد الواحد بن علي( أبو الطيب اللغوي 2 .371، ص01ج ،خزانة األدب ولب لباب لسان العرب، تحقيق عبد السالم هارون): عبد القادر بن عمر(البغدادي 3 .المرجع نفسه 4 .41- 36ص الكتاب، تحقيق عبد السالم هارون،): أبو بشر عمرو بن عثمان( سيبويه 5 .18في حركة تجديد النحو وتيسيره في العصر الحديث، ص): نعمة رحيم(العزاوي 6

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

13

جهود يف ميدان ، فكانت هلم)هـ175ت(ليل بن أمحد الفراهيديواخل )هـ154ت(عمرو بن العالء أيبأمثال

مجع اللغة ومتحيص نصوصها ودراستها الستخالص القواعد منها، كما كانت هلم جهودهم يف جمال

وهذا ما يدعى باملنهج .1وضع أسس النحو وقواعده على أساس ما توصوا إليه يف امليدان اللغوي

.الوصفي يف مجع اللغة واستقرائها، مث استنباط القواعد من خالهلا

أمهها عملية الفصام والقطيعة بني اللغة ،جمموعة من العيوبقد شابته هذا العمل الكبري ولكن

وإ�م كذلك أهل حوينياللغويني هم أصحاب الفضل األول على الن إن : ومن هنا صح ما يقال. حووالن

وإن كانوا ،اطقني �ااإلساءة األوىل للنحو والنحاة، وهؤالء وهؤالء قد أحسنوا أميا إحسان إىل العربية والن

.2قد مزجوا إحسا�م بإساءة، وخلطوا عمال صاحلا وآخر سيئا

حو واللغة، وفوتوا على ويذكر إبراهيم مصطفى هذا اخللل الذي وقع حني فصل الدارسون بني الن

أنفسهم حو وضيقوا حبثه، حرموا حني حددوا الن -حاةأي الن - م إ� « : العربية خريا كثريا، فيقول يف ذلك

الع على كثري من أسرار العربية وأساليبها املتنوعة، ومقدر�ا يف التعبري، وحرمونا إذ اتبعناهم من االط

فبقيت هذه األسرار جمهولة، ومل نزل نقرأ العربية وحنفظها ونرويها، ونزعم أننا نفهمها وحنيط مبا فيها من

.3» أساليبها ومن دقائق التصوير �ا علينا كثري من فقهه خيفى أن وما ألساليبها من داللة، واحلق إشارة

:االستشهاد منابعالتضييق في -3

واإلعراض عن -القبائل الست-االقتصار على أخذ اللغة من قبائل بذا�اومن هذه العيوب

من النحاة ل عيل األو ومن مثة فات الر حو العريب ويطعن يف مصداقيته، رهق الن عيب آخر ي ، وهوسواها

.28في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 1 .78اللغة والنحو بين القديم والحديث، ص): عباس(حسن 2 .07، ص1992، القاهرة، 2إحياء النحو، ط): إبراهيم(صطفى م 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

14

من منابع األخذ، ومراجع االستنباط كشفت عنه األيام بعد ذلك، فأثبتت تقصري اللغويني، وقصور كثري

.1س على ما مجعوهحو املؤس الن

التحديد حرصا على أن تكون اللغة املأخوذة عربية خالصة من التأثريات األجنبية، وكان هذا

عباس حسن، أل�ا .دال تشفع هلم على حد قول عن، فهي قد تعرضت للنقد والط هذه احلجة ولكن

واهنة غاب عن أصحا�ا ما غاب عن جامعي اللغة أن هذه القبائل املرتوكة عربية أصيلة، وأ�ا متلك من

.2اللغة أضعاف ما متلكه القلة احملصورة يف الستة، وأنه ال يعيبها أن تسكن احلضر وأطراف البالد

:الفترة الزمنية لالحتجاج يعتوس -4

توسيع احلدود الزمنية للفرتة اليت حددوها لالحتجاج، واليت امتدت على مدى عدة ى كما أد

قرون بعضها قبل اإلسالم وبعضها بعده، إىل اضطراب القواعد وتصادم األقيسة، وكان املنهج اللغوي

فتصنف على م عن طريق النصوص القدمية،السليم يقتضيهم أن مييزوا بني مادة لغوية تارخيية وصلت إليه

.3ويتداوهلا الناس يف حيا�م ية جتري �ا األلسناحللغوية ال املادة أ�ا حنو تارخيي، وبني

اتباع منهج ، قصروا يف اخللفالنحاة األوائل ممن كانوا يف الطليعة، وتبعهم يف هذا أن واحلق

واالختالل، فقد شرعوا يف تدوين هذا العلم ولـمـا تستقم هلم سليم حيفظ اللغة والنحو من االضطراب

من أي املصادر الوثيقة : هناك تساؤالت هامة كان ينبغي أن يتفطنوا هلا، وهي بعد رؤية واضحة، ألن

أنواع الكالم األصيل ننتزع أحكامنا النحوية ؟ نستنبط قواعدنا ؟ ومن أي

.77اللغة والنحو بين القديم والحديث، ص): عباس(حسن 1 .79، صالمرجع نفسه 2 .98، صتعليم اللغة العربية رؤية جديدة من قضايا): نعمة رحيم(العزاوي 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

15

:عدم استقرار القواعد النحوية -5

حاة على الشعر اعتماد الن و ، القواعد النحوية استقرار عدمالنحاة مناهجمما زاد يف اضطراب و

كمصدر أساسي الستنباط هذه القواعد وأحكامها، والشعر يف اللغات كلها له أسلوب خاص وأوضاع

يف النثر، ومن مثة ال بع ت أصال يـ عد وال ي ،اب عادةت قبل من الك ل من الشاعر وال ي قب وترتيب يف الكالم ي

المة واالستقامة حبكم ما به من ه ال تؤمن فيه الس حوية ألن يصلح الشعر ألن يكون هو الطريق للقوانني الن

.1قيود

إىل مفارقة املعهود من نظام عر قد يضطر الشاعر الش قد فطن إىل أن )هـ392ت(وكان ابن جين

ف فيه الكلم عن أبنيته، وحتال املثل اعتذار، وكثريا ما حير والشعر موضع اضطرار، وموقف « : اللغة فقال

.2» عن أوضاع صيغها ألجله

:الفكرية األخرىالتأثر بالمناهج -6

حو مبناهج التفكري الدينية والفلسفية آنذاك، حبكم أسبقيتها عليه، كعلم الكالم وقد تأثر الن

فالتحليل العلمي يثبت أن « : أبو املكارمعلي .ديقول .لفقه، مث الفلسفة واملنطق بعدمهاوأصول ا

األصول النحوية قد استمدت مقوما�ا من عناصر إسالمية طوال فرتة طويلة من الزمن قبل أن تتأثر هذه

.3» األصول مبؤثرات غري إسالمية قي أخريات القرن الثالث هجري وأوائل القرن الرابع

: ويلخص عبد الكرمي خليفة تأثر النحو �ذه العلوم مربزا أثرها اإلجيايب والسليب عليه فيقول

وإذا كانت هذه . فكان للمنطق وعلم الكالم والفقه والفلسفة آثار واسعة يف هذا األدب النحوي..«

.30في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 1 .03/188، بيروت، 2الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، ط): أبو الفتح(ابن جني 2 .56ص، أصول النحو): محمد سالم(صالح 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

16

دقائقه، العلوم قد أغنت الدراسات النحوية، وأدت إىل ظهور علماء يقفون حيا�م على البحث يف

ويتخذونه مهنة هلم يف معاشهم، فإ�ا يف الوقت ذاته قد أدت إىل رسم صورة للعربية يكتنفها الغموض

.1»..والتعقيد، وهي صورة غريبة عن العربية وحنوها

:بعلم الكالم تأثر النحو .أ

واشتهر أعالمه، وليس بغريب إذا أن يتأثر النحو بعلم الكالم ألنه سبقه إىل الوجود وذاع صيته

ومل يكن النحو شيئا مذكورا، فمن طبيعة العلوم أن يتأثر حديثها بقدميها، فالتعليل قاد النحويني إىل

دور املتكلمني فوجدوا ضالتهم فيها فأخذوا عنهم أساليب اجلدل، وأنواع العلل فوصلوا إىل التوفيق

.2بني النقل والعقل حىت قاربت عللهم علل املتكلمني

:بعلم أصول الفقه تأثر النحو .ب

أما علم أصول الفقه فقد كان أشد العلوم اإلسالمية تأثريا يف الدرس النحوي منذ نشأته، حىت

زمحه الفكر اليوناين بتصوراته الذهنية ومنطقه الشكلي، بعد ثالثة قرون، وأوضح مظاهر التأثري العناية

) ال خطأ وال لبس(صوليني، وحتديد املصلحة النحوية البالغة بالنصوص مجعا واستقصاء على طريقة األ

، وقضية األصل والفرع، وتأثر النحويني بالعلة األصولية )ال ضرر وال ضرار(على شاكلة األصوليني

.3فأنشؤوا العلة النحوية، أضف إىل ذلك أمورا أخرى ال يتسع املقام لذكرها

وإذا سلمنا بتأثر النحو بأصول الفقه وعلم الكالم، لكو�ما من العلوم الدينية القريبة منه، فإن

املشكلة الكبرية اليت ابتلي �ا النحو وال يزال تأثريها إىل اليوم، هي تسرب عناصر أجنبية من مناهج

.45تيسير العربية بين القديم والحديث، ص): عبد الكريم(خليفة 1 .80- 79النحو العربي، العلة النحوية نشأتها وتطورها، ص): مازن(المبارك 2 .15أصول النحو العربي، ص): محمد أحمد(نحلة 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

17

اليوناين، الذي انتهى �م إىل التفكري إىل النحو، وسيطر�ا على عقول النحاة، وهي دراسة املنطق

.اللغوي األصيل لدراسة النحواالحنراف عن اخلط

:تأثر النحو بالفلسفة اليونانية .ج

رادياره إىل يومنا هذا، بل كان حضوره اط ؤط ي أصبح خطاباحو العريب، و يف الن الفلسفي ملنهجا ر أثـ

االصطالحي مسائله االتفاقية واخلالفية، وتكوين املنت يتغري ومل يتبدل، ومالمح التأثري تتبدى يف توجيه مل

للنحو العريب، أضف إىل ذلك اإلجراءات التطبيقية القائمة على هذا اجلدل الفلسفي والعقائدي

.1واخلالفات املذهبية

ق غريب، ليس فيه حو ينحرف عن طريقه، وبدأ يتحول شيئا فشيئا إىل درس ملف من هنا أخذ الن

إىل هذا الدرس جدب أودى حبيويته وقدرته على اللغوي إال مظهره وشكله، ودب من مسات الدرس

حاة فيه قدر�م على التحليل العقلي، مبا كانوا يفرتضون تأدية وظيفته، وصار درسا يف اجلدل يـعرض الن

.2من مشكالت وما يقرتحون هلا من حلول

ويؤكد اللغة، طبيعة يراعي ال الذي الفلسفي التحليل من نوعا صار حني العريب حوالن أزمة تربزو

ال من فمنهم حويني؛الن من مشايخ ثالثة عند حنضر كنا« :األدب أهل بعضاملعىن ما يروى عند هذا

افأم كالمه، مجيع نفهم من ومنهم البعض، دون كالمه بعض نفهم من ومنهم شيئا، كالمه من نفهم

البعض دون كالمه بعض نفهم من وأما ،)هـ384ت(الرماين احلسن فأبو ،شيئا كالمه من نفهم ال من

.3» )هـ368ت(السريايف سعيد فأبو كالمه مجيع نفهم من وأما ،)هـ377ت( الفارسي علي فأبو

.385ص النظام النحوي العربي بين الخطاب الفلسفي والخطاب التعليمي،): أحمد(حساني 1 .15- 14في النحو العربي نقد وتوجيه، ص): مهدي(المخزومي 2 .234، صامرائيالس تحقيق إبراهيم األدباء، طبقات في األلباء نزهة ):البركات أبو(األنباري ابن 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

18

كتب بعضل واملتفحص .حاة أنفسهم يف املنهج والتعليمفهذه القصة تظهر بعمق اخللل بني الن

على فهي تستعصي اللغة، من مستمدة قوانني تكون أن على واألحجيات باأللغاز أشبهجيدها النحو

.املتعلمنيقبل منياملعل

ولكن إبراهيم مصطفى ال يرى عيبا يف االستفادة من الفلسفة أو علوم أخرى، وإمنا مكمن العيب

فلسفة ومن وليس من عيب أن ينتفع النحاة مبا بني أيديهم من ال« : يف التوفيق يف هذا األخذ فيقول

العلوم اليت يدرسو�ا، وال يف أن يصطنعوا يف تفكريهم النمط املألوف يف زمنهم، والسبيل املرسومة للجدل

ولكن علينا أن ننظر مبلغ توفيقهم يف نظرهم، وإصابتهم للغاية اليت سعوا إليها، وهي الكشف .. أيامهم

. 1»عن أحكام اإلعراب وأسراره

توفيقهم يف النظر، وجدنا نتائج هذا النظر مشكالت عديدة أصابت النحو وإذا تفحصنا مبلغ

العريب، فأرهقته وعقدت من مسائله، كاإلغراق يف القياس، والتعليل، وكثرة التقديرات، بل إنه فتح لباب

.االختالف وكثرة الوجوه والتقديرات ما ال حيصى

يف حده لالسم والفعل )هـ340ت(قول الزجاجي بالفلسفة واملنطق ومن أمثلة هذا التأثر البني

وز أن خيتلف اختالف تضاد وتنافر، إن احلد ال جي« : ، مبينا شروط احلد على طريقة الفالسفةواحلرف

ألن ذلك يدعو إىل فساد احملدود وخطأ من حيده، ولكن رمبا اختلفت ألفاظه على حسب اختالف ما

ود، كما يوجد احلد تارة من األجناس والفصول وتارة من املواد يوجد منه، وال يدعو ذلك إىل تضاد احملد

والصور ألن املادة تشاكل اجلنس، والصورة تشاكل الفصل، أال ترى أن الفالسفة الذين هم معدن هذا

34- 33إحياء النحو، ص): إبراهيم(مصطفى 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

19

يف حتديد الفلسفة نفسها قد اختلفوا -أعين معرفة احلدود والفصول واخلواص وما أسبه ذلك-العلم

.1» اختالفا

جاجي من هذا العلم إىل درجة ن الز وفلسفته ليوقن من متك ل هلذا البسط يف تعريف احلد املتأم ف

أضف إىل هذا ، تاالعتقاد بأنه ليس حنويا بقدر ما هو منطقي، خيوض فيما خيوضون فيه من تفصيال

) ح يف علل النحواإليضا (م عن العلل يف كتابه حينما تكل باملنطق عند الزجاجي الواضحر التأث املثال

لحات املناطقة وتعليالت الفالسفة، فلم يستطع أن يكون حنويا خالصا كما أراد، بل فغلبت عليه مصط

.غلبت عليه النظرة الفلسفية يف حديثه عن العلل ونظرته إليها

، دالتقعي يف املنهجي االضطرابالتأثر الشديد بالفلسفة واملنطق األرسطي إىل ى هذا وقد أد

ردة،املط والضوابط القوانني من جمموعة إىل الوصول حماولةتعين اليت املعيارية النظرة علىالرتكيز فكان

.حوالن يف التفكري طرائق من وطريقا منهجا هلم املنطقي القياس فاختذوا اللغة، على وفرضها

:القياس. 1. ج

بني متاثل أو توافق هناك يكون أن شريطة ،مالعلو كل يف مشروع مقبول مبدأ ذاته حد يف القياس

استعانوا فقد املبدأ هذا تطبيق يف بالغوا حوينيالن ولكن ،فاتوالص ماتالس يف عليه يس ق م ـوال يسق م ـال

عمل يف "لن" حكمهلا "مل"فقد قالوا مثال يف تربير النصب أن ،ةاذ الش بعض األحكام تسويغ يف به

﴿ : يف قوله تعاىل "نشرح " نصب بقراءة مستشهدا بعضهم ذكره ،2صبالن ﴾3.

. 47- 46اإليضاح في علل النحو، ص): أبو القاسم(الزجاجي 1 .140الوهم وسوء الفهم، ص اللغة العربية بين): كمال(بشر 2 .01سورة الشرح، آية 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

20

وأفضى اإلغراق يف األخذ بالقياس إىل ظهور مبدأ التعليل، فما دامت املسائل تؤخذ على منهج

ومنهج القياس األرسطي وما جير إليه من البحث . األصل والفرع واحلكم، فال مفر من البحث وراء العلة

جاز يف املباحث العقلية والفقهية وأفاد فيها فليس ذلك مبربر لألخذ به يف الدرس النحوي، يف العلل إن

واللغوي بعامة، وال بضمان أن حيقق فيها ما حققه يف غريها من نتائج، ملا بني مباحث اللغة واملباحث

.1العقلية والفقهية من اختالف يف الطبيعة واجلوهر

:التعليل .2.ج

فإننا جند نظرته إىل العلل -سني األوائل لعلم النحووهو من املؤس - إىل اخلليل بن أمحد إذا رجعنا

ل، وترك ف أو متح نظرة وصفية قائمة على مالحظة الظاهرة اللغوية وانتظامها يف نسق معني دون تكل

حينما سئل عن «الباب مفتوحا لغريه يف االجتهاد إن رأى ما هو أفضل تعليال هلذه الظاهرة، وذلك

العرب إن : ، فقيل له عن العرب أخذ�ا أم اخرتعتها من نفسك ؟ فقالالعلل اليت يعتل �ا يف النحو

ه علة ملا عللته منه، فإن مبا أنا عندي أن ت نطقت على سجيتها وطباعها، وعرفت مواقع كالمها، واعتلل

ه هو أليق مما ذكرت حوللته من الن أكن أصبت العلة فهو الذي التمست، فإن سنح لغريي علة ملا ع

.2» باملعلول فليأت �ا

يف إظهار مبدأ العلية يف فقد وقعوا غلواباملنطق األرسطي، الذين جاؤوا بعده وتأثروا حاةالن أما

فت الكتب يف علل النحو، حوية واللغوية، فقد شاع التعليل يف الدرس النحوي، وأل تفسري الظواهر الن

اعلم أن جل علل النحويني، وأعين « : ، يقول ابن جين ناحية املنطق األرسطيحويون بعللهم إىلومال الن

.3»أقرب إىل علل املتكلمني منها إىل علل املتفقهني ..بذلك حذاقهم املتقنني

.31في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 1

.66اإليضاح في علل النحو، ص): أبو القاسم(الزجاجي 2 .48، ص01الخصائص، ج): أبو الفتح(ابن جني 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

21

حو حمل الدراسة الوصفية، وحتولت مباحثه إىل ما وكانت النتيجة أن حلت الدراسة التعليلية يف الن

.1شبه القضايا التجريدية حىت كادت املادة اللغوية ختتفي يف غمرة التعليالتي

لقد فتح مبدأ العلية على النحاة فلسفة مفرطة وثقيلة أحيانا، فهناك علل أول وثوان وثوالث، وقد

احدة يكون للمعلوم الواحد أكثر من علة يتأوهلا كل حنوي كما يرتاءى له، وكثريا ما استخدمت العلة الو

عند حد البحث عن العلل ملا هو وارد عن العرب، ملا كان يف ولو وقف النحاة . يف إثبات الشيء وضده

يح الظواهر األمر كبري خطر على الدرس النحوي، إذ ال تعدو العلل حينذاك أن تكون وسائل لتوض

.2يتدرب �ا املتعلم ويقوى بتأملها املبتدي، إذ اللغوية وكشف أسرارها

النحاة بالغوا يف العلل وجتاوزوا �ا احلد املقبول واملفيد، فجعلوا منها قيودا حديدية الواقع أن لكن

ذا رأوا األول ال يسايرها قالوا عنه أخضعوا هلا الكالم العريب األصيل، كما أخضعوا هلا كالم احملدثني، فإ

وا عليه باخلطأ والفساد وإن كان موافقا شاذ أو قليل أو مؤول، وإذا رأوا كالم احملدثني ال يوافقها حكم

.3للكالم العريب األصيل

.73، صتطور الدرس النحوي، القاهرة): نحس( عون 1 .31في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 2 .145اللغة والنحو بين القديم والحديث، ص ): عباس(حسن 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

22

:حويةة الن عيوب في الماد - ثالثا

:غرابة المصطلحات النحوية -1

مشاكل جيد فإنه، حاةالذي كتب به الن االصطالحي نتواملحوية املادة الن تفحص الباحثإذا

والذي استعار النحاة لغته ،حويالدخيل على النظام الن فور من اخلطاب ى، أمهها الن وصعوبات أخر

.1وأدواته من الفلسفة واملنطق األرسطي،

حوية ة بني املدلوالت األوىل للمصطلحات الن الشق إن «: ةــــــأنيس فرحي.ديقول الصدد ويف هذا

واملسند إليه، املضارع، املبتدأ، املسند : وبني ما ترمز إليه يف هذا العلم واسعة وتشكل عثرة ألكثر الطالب

صيغ املبالغة، الصفة املشبهة، املمنوع من الصرف، ال حمل له من اإلعراب، صلة العائد وغريها من

.2» املصطلحات يفهمها علماء اللغة واملتفقهون ولكنها ال تعين شيئا عند املتعلمني

غريب مل يكن مألوفا من مصطلحات حاةما استحضره الن إمنا نشأ ألن فور الذي ذكرتهوهذا الن

بون منه ة يتعج جي اطقني بالس ا جعل أهل العربية من الفصاحة والن وال شائعا يف البيئة العربية القدمية، مم

ويستهجنونه، بل ويرفضونه رفضا شديدا، وميكن يف هذا املقام أن نلجأ إىل بعض الشهادات من الرتاث

حو ومل ب عبد امللك حضر درسا يف الن مؤد أبا مسلم يروى أن إذ ؛بشأنهالعريب نفسه لتعميق ما حنن

أبا وذكر أبو حيان أن .3يفهم منه شيئا نتيجة إغراقهم يف مصطلحاته ونظرياته فعافه وهجا أصحابه

العرب فطرة، وحنونا فطنة؛ فلو كان إىل الكمال سبيل لكانت فطر�م لنا مع فطنتنا حنو «: سليمان قال

.4» كانت فطنتنا هلم مع فطر�مول

.386ص التعليمي،النظام النحوي العربي بين الخطاب الفلسفي والخطاب ): أحمد(حساني 1 .167نظريات في اللغة، ص): أنيس(فريحة 2 .139، ص02اإلمتاع والمؤانسة، تحقيق أحمد أمين وأحمد الزين، ج): أبو حيان(التوحيدي 3 .المرجع نفسه 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

23

:المفاهيمتعدد تداخل المصطلحات و -2

قد ،والتباسها الواحد للمفهوم دهاوتعد املصطلحات تداخلكذلك من عيوب املادة النحوية و

يف تتقارب أ�اإال حوينيالن بني اختلفت قد املصطلحات أن ومع الوضوح، وعدم االضطراب إىل ىأد

هم بعض ملصطلحات رفضهم ، مما نشأ عنهوالكوفيني البصريني بني اخلصومة ومثال ذلك، اللغوية الداللة

)واملردود والتكرير والتبيني الرتمجة( مصطلحات الكوفيني عند جند مثالف سوءا، أكثر األمر فجعل البعض،

ما على التفسري ويطلق الفراء البيان بدال، يسمي عطف وسيبويه البدل البصريني عند ملا يسمى كلها

.1التمييز على أيضا ويطلقه، )ألجله املفعول( مبصطلح البصريني عند عرف

:غير العمليةالتمارين -3

: سيبويه قول ذلك من ،اللغوية والرياضة للدربة صنعوها اليت العملية غري التمارينأضف إىل ذلك

الكالم ووضعواالعرب، به متكل مل قاسوه شيء هو فإمنا وأعطاهوين؛ أعطاهوك قد حوينيالن قول اوأم «

ضربني على عندنا وذلك «: جين ابن يقول، و 2»، وكان قياس هذا لو تكلم به هيناموضعه غري يف

بالصنعة والتدرب به الرياضة كماس ت ال واآلخر به، له واإلحلاق العرب كالم يف تبنيه ملا اإلدخال أحدمها

.3» )بضرب) (ضرب( من )جعفر( مثل يف: قولك حنو األول،: فيه

ويف كتاب سيبويه مخسون ، حوالن كتب ثنايا بني وغري املنسوبة الشاذة الشواهد كثرة إىل إضافة

فيلتجأ كلها، النحوية القواعد تشمل الالنحوية يف كثري من األحيان الشواهدو .4بيتا بال يعرف صاحبها

.إىل الشواهد االفرتاضية لتغطية ذاك العجز املوجود يف الشواهد

.164ص، المصطلح النحوي): حمدعوض أ(القوزي 1 .364، ص02الكتاب، ج): أبو بشر عمرو بن عثمان( سيبويه 2 .487، ص03الخصائص، ج): أبو الفتح(ابن جني 3 .38صالقياس في اللغة العربية، ): محمد الخضر(الحسين 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

24

:االختالف البين في القواعد النحوية -4

ق يف كثري من القواعد النحوية كان أظهر العيوب فيها، وأكرب العقبات يف اخلالف والتفر إن مث

واالستعانة �ا يف التفاهم الكالمي حتصيلها، والوصول إىل ضوابط حمدودة سليمة، يسهل استخدامها،

والكتايب على وجه حمكم دقيق، ال فوضى فيه وال اضطراب، شأن العلوم القاعدية املضبوطة اليت تأخذ

.1ر وسهولة ودقة إىل حيث يبغي منهابيد صاحبها إىل غايا�ا، وتنهض به يف يس

فريق منهم عن تعب من ذلك، وانصرف -يف عصرنا وقبل عصرنا-هلذا فقد ضجر املتعلمون

، قانعا بالقليل أو األقل، مؤمنا ة االستيعاب، وفر بنفسه من هذا االختالف واالضطرابالتحصيل ومشق

.ما فاته ليس ذا بال بأن

:تعدد اآلراء واألقوال في المسائل النحوية -5

تعدد اآلراء وكثرة اخلالفات حول املسألة الواحدة، حىت ليستطيع هذه العيوب على رأسهاو

إن هناك رأيا آخر يناقضه، من غري أن يكلف نفسه مشقة : الباحث أن يرى الرأي فيقول وهو آمن

ظر يف قواعده، أن حو، والن ه يعلم من طول ممارسة الن نقيض، ذلك أن الع، واجلري وراء هذا ال االط

.2الواحدة منها ال ختلو من رأيني، أو آراء متعارضة

ليـهوله ما يرى من كثرة "وحاشيته )هـ929ت(األمشوين"، أو )"مهع اهلوامع"املطلع على كتاب و

مل جتتمع كلمة اخمتلف فيهوأغلب املسائل تشعب اآلراء وكثر�ا وتنافرها حىت ما ال حيتاج إىل تعدد،

اجلزئية، بل مل املسائلأو الكليات، ومل تتفق أحكامهم على شيء من اشأ�النحاة على رأي موحد ب

.تقرتب

.73اللغة والنحو بين القديم والحديث، ص): عباس(حسن 1 .72، صالمرجع نفسه 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

25

جلعله علما معقدا فهذه أهم مشاكل النحو وصعوباته مما استطعت مجعه، وتلك وحدها كافية

فهل تفطن أسالفنا هلذه . تنفري الناس عنه مهما اختلفت مستويا�م العلميةصعبا يكون سببا يف

املعضالت واملشاكل ؟ أم أ�م اعتربوها مسائل جزئية ال تنقص من قدر النحو وال قيمته ؟ وهل حاولوا

فعال إجياد احللول هلذه الصعوبات من خالل التيسري والتبسيط وغريمها ؟ تلك تساؤالت سأحاول اإلجابة

.عنها يف املبحث املوايل

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

26

:لثانيالمبحث ا

حو العربي قديمامحاوالت تيسير الن

تبني جليا أنه جيب تدارك هذا مشاكل النحو وصعوباته، هم بذة املوجزة اليت أورد�ا ألبعد هذه الن

وقد أدرك أسالفنا القدامى أنفسهم هذا اإلشكال العويص، فراحوا اخللل، وحماولة تيسري النحو العريب،

سعوا جاهدين لتدارك هذا فرا للطالب والدارسني، دا ومنف أصبح معق يبحثون عن طرق لتيسريه بعد أن

.يف عصرها األول اخلطر الذي هدد اللغة العربية

لكن ، لطالبيه النحو تيسري منهم حماولة ؛والشروح واملنظومات املختصرات ألجل ذلك فألفوا

يظهر من عناوينها و ، اخلالفية املسائل واجتناب والتقريب، واالختصار الشرح نطاق عن خترج مل حماوال�م

.عليها التعليمي باجلان وطغيانرغبة مؤلفيها يف التيسري واإليضاح واإلرشاد،

،من الدعوات األوىلهي علماء النحو إىل االختصار والتيسري )هـ255ت(دعوة اجلاحظ ولعل

حو فال ا الن أم «: يوصي املعلمني فقال خاصة حني الحظ نفور الطالب من صعوبات النحو وتعقيداته،

، ومن مقدار جهل العوام يف السالمة من فاحش اللحن تشغل قلب الصيب منه إال بقدر ما يؤديه إىل

ومذهل ما هو أوىل بهوما زاد على ذلك فهو مشغلة عإن وصفه، إن أنشده، وشيء كتبه وشعر كتاب

.1»عما هو أرد عليه، من رواية املثل والشاهد واخلرب الصادق والتعبري البارع

. 38، ص02، ج1991، بيروت، دار الجيل، 1رسائل الجاحظ، تحقيق عبد السالم هارون، ط): أبو عثمان(الجاحظ 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

27

، وعليه كان 1حو العربية عرب قرونبقي املصدر األساسي لن فقد وإذا رجعنا إىل كتاب سيبويه

أو اختصار شروحه، أو اعرتاض ،مدار التأليف من شرح ملشكالته ونكته وأبنيته وشواهده، أو اختصار له

.2عليه

، وأبو )هـ248ت(، وأبو عثمان املازين)هـ215ت(فممن تصدى لشرحه أبو احلسن األخفش األوسط

، وجار اهللا )هـ377ت(، وأبو علي الفارسي)هـ368ت(، وأبو سعيد السريايف)هـ316ت(بكر بن السراج

)هـ646ت(، وأبو عمرو عثمان بن احلاجب )هـ538ت(الزخمشري3 .

، وأبو حامت السجستاين )هـ225ت(ومن أبرز من تصدى لشرح مشكالته أبو عمرو اجلرمي

)هـ285ت(مد بن يزيد املربد، وحم)هـ250ت( وأمحد بن حممد النحاس ،و�ض فريق بشرح شواهده كاملربد. 4

)هـ385ت(، ويوسف بن احلسن بن السريايف )هـ338ت(5.

وإن كانت قدمت خدمة جليلة يف التعريف �ذا الفن اجلديد عامة اجلهود املبذولة، هذه ولكن

طول تبسيط وختليص للكتاب من ي تيسريا بقدر ماال تعترب يف رأييفإ�ا وبكتاب سيبويه خاصة،

التبعية املفرطة هلذا الكتاب، بل إ�ا تعمق، املوجودة فيه الشروح واالستطرادات واللغة املركزة واملعقدة

.املنهج يف صميمه وجوهره فهو ميس هذامن وأعمق فاإلشكال أكرب

.43تيسير العربية بين القديم والحديث، ص): عبد الكريم(خليفة 1 .41- 36، ص01الكتاب، ج): أبو بشر عمرو بن عثمان( سيبويه 2 .465، ص01جبغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، ): جالل الدين(السيوطي 3 .1427، ص02ظنون عن أسامي الكتب والفنون، جكشف ال): حاجي(خليفة 4 . 285، ص03ج على أنباه النحاة، الرواة إنباه): علي بن يوسف(القفطي 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

28

:جدول ألهم محاوالت تيسير النحو قديما -أوال

عناوين ب تزخر فوحدت أ�اكتب الرتاجم، ما جاء يف لبعض مبحاولة استقراء فقد قمت وعليه

للناشئة حوالنحو، وأن تيسري الن مالقدماء كانوا يدركون بعض مصادر الصعوبة يف تعل كثرية تدل على أن

حسب التسلسل الزمين لوفاة من هذه املؤلفات، ونذكر ولذلك بادروا بالتأليف، أمر ال مناص منه

:1ما يلي فيهامؤل

اةــتاريخ الوف فاملؤل فاملؤل

هـ 180 خلف األمحر مقدمة يف النحو

هـ 189 الكسائيعلي بن محزة خمتصر يف النحو

هـ 202 بن املبارك اليزيديأبو حممد ختصر يف النحوامل

هـ 209 هشام بن معاوية الضرير املختصر يف النحو

هـ 215 األخفش األوسط األوسط يف النحو

هـ 225 اجلرميأبو عمرو صاحل خمتصر يف النحو

هـ 251 قادمحممد بن أبو جعفر ختصر يف النحوامل

هـ285 املربدحممد بن يزيد خمتصر يف النحو

والسيوطي . 95إلى ص 56الفهرست، من ص: النديمو . 34- 33مقدمة في النحو، تحقيق عز الدين التنوخي، ص : خلف األحمر: ينظر 1

كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ): حاجي(وخليفة ،340- 164، ص02بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، ج): جالل الدين(

.2041- 1800 - 1794، ص02، وج185، ص01ج

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

29

هـ 291 أمحد بن حيي ثعلب خمتصر يف النحو

هـ 299 أبو احلسن بن كيسان خمتصر يف النحو

هـ 305 أبو موسى احلامض خمتصر النحو

هـ 310 الزجاجأبو إسحاق خمتصر النحو

هـ316 أبو أمحد بن السراج املوجز -خمتصر يف النحو

هـ 317 بن شقري احلسن أبو بكر خمتصر النحو

هـ 320 بن اخلياطأبو بكر وجزامل

هـ 323 نفطويهأبو عبد اهللا املقنع يف النحو

هـ 327 األنباري ابن أبو بكر املوضح - الواضح

هـ 338 حاسأبو جعفر الن التفاحة

هـ 340 أبو القاسم الزجاجي اجلمل -اإليضاح

هـ 347 أبو حممد بن درستويه اإلرشاد يف النحو

هـ 370 بن خالويهأبو عبد اهللا اجلمل خمتصر لكتاب

هـ 377 أبو علي الفارسي ات يف النحواألولي

هـ 379 أبو بكر الزبيدي الواضح

هـ 384 علي بن عيسى الرماين اإلجياز يف النحو

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

30

هـ 392 بن جينأبو الفتح يف العربية اللمع

هـ 469 أبو احلسن بن بابشاذ خمتصر يف النحو

هـ 471 القاهر اجلرجاينعبد اجلمل

هـ502 اخلطيب التربيزي خمتصر مجل اجلرجاين

هـ538 جار اهللا الزخمشري )خمتصر للمفصل(جاألمنوذ -املفصل

هـ582 أبو حممد عبد اهللا بن بري خمتصر يف النحو

هـ628 ابن معطي الزواوي الفصول اخلمسون

هـ646 مجال الدين بن احلاجب الكافية

هـ672 حممد بن مالك الفوائد وتكميل املقاصدتسهيل

ولكن جتدر مل يصل إلينا، كثرية ومنها منفإ�ا تلك احملاوالتكل وال أريد أن أسرتسل يف ذكر

به إىل األهداف األساسية اليت نشأ والعودة مهتعل أغلبها كان هدفه تيسري النحو، وتيسري اإلشارة إىل أن

وأن يكون غايته أن يصل باملتعلم إىل معرفة كالم العرب والتكلم على مسته، من أجلها هذا العلم، وأن

وأقف فيما يلي على .سراف يف الطول وحماولة االختصارظاهرة اإلمع ،ضابطا حيكم النطق السليم

:بعض هذه احملاوالت

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

31

:يةمحاوالت التيسير هذه الوتحليل ألهم نقد - ثانيا

:لخلف األحمر "مقدمة في النحو" -1

، وقد )هـ180ت(إىل خلف األمحر املنسوب "حومقدمة يف الن "كتاب ها أول هذه احملاوالت وأشهر

وأصحاب ا رأيت النحوينيمل« : د صاحب املقدمة يف مطلعها دواعي تأليفها وغايته منها، فقالحد

ر حو من املختصغ يف الن املتبل املتعلم استعملوا التطويل وأكثروا العلل وأغفلوا ما حيتاج إليهالعربية قد

والطرق العربية، واملأخذ الذي خيفف على املبتدئ حفظه ويعمل يف عقله، وحييط به فهمه، فأمعنت

ول املبتدئني، ليستغين به على أصالنظر والفكر يف كتاب أؤلفه وأمجع فيه األصول واألدوات والعوامل

، فعملت هذه األوراق، ومل أدع فيها أصال وال أداة وال حجة وال داللة إال أمليتها التطويل املبتدئ عن

.1»و كله فيها، فمن قرأها وحفظها وناظر عليها، علم أصول النح

يف عرض ها حو العريب، وسلك مؤلف أساسيات الن -على صغر حجمها-وقد مجعت املقدمة

ما، ومشلت مباحث متعددة من النحو، خلصت إىل حد كبري الظواهر النحوية مسلكا وصفيا إىل حد

.2من تلك العيوب، فجاءت فيها قواعد النحو متكاملة وواضحة

الذي جاء فيه أن الرفع يأيت من ستة أوجه ال ) باب وجوه الرفع( - على سبيل املثال-من ذلك

فكل ما أتى من الرفع بعد . يسم فاعله، واالبتداء، وخربه، واسم كان، وخرب إن الفاعل، وما مل: غري وهي

.3هذا فهو من الستة وراجع إليها وجزء منها

ويبدو أن املصنف رسم منهجا حاول اتباعه ولكنه مل يستطع، فكان منطلقه العوامل أي

ووجوه وجوه الرفع ووجوه النصب الكلمات اليت ترفع أو تنصب أو جتر أو جتزم ما بعدها، مث ثىن بذكر

.34- 33مقدمة في النحو، تحقيق عز الدين التنوخي، ص : خلف األحمر 1 .40- 39في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 2 .54مقدمة في النحو، تحقيق عز الدين التنوخي، ص : خلف األحمر 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

32

وبعد ذلك فقد الرتابط واإلحكام، ففي آخر حديثه عن اخلفض يعرض لقوله . اجلر وتفسري كل منها

: تعاىل

﴿ ﴾1،

فيتحدث عن إن وأخوا�ا وعملها ومعانيه، وكان ، ويذكر أ�ا يف التعجب، مث يعرض ألبواب متفرقة

.2وأخوا�ا وعملها

:ألبي جعفر النحاس "التفاحة" -2

أقرب إىل هو ، ف)هـ338ت(أليب جعفر النحاس املصري "التفاحة"كتاب الثاين فهو كتابال أما

املنهج املألوف حوي املنظم، فاملصطلحات فيها أكثر استقرارا، واألبواب فيها قريبة يف ترتيبها من العمل الن

يليه مبحث عن اإلعراب وأنواعه مث -اسم وفعل وحرف-بدأ ببيان أقسام العربية يف كتب النحو، فو ي

.تتواىل األبواب األخرى

الذي استخدمه صاحب وقد استخدم صاحب الكتاب مصطلحات هي قريبة من املعىن

املقدمة، ولكنه كان أكثر دقة وأقل ترخصا يف إطالق املصطلحات ويف األحكام اليت يصدرها لبيان

حو وأغفل التعرض ملباحث علم الصرف كما فعل الوظائف النحوية، واملالحظ أنه اقتصر على قواعد الن

. 3خلف األمحر يف مقدمته

ات اليت تصلح للمبتدئني، وقد ضمنه صاحبه واحدا وثالثني من املختصر ويعد هذا الكتاب حبق

، عين ببيان العالمة اإلعرابية أل�ا معيار تقومي اللسان، وكيف يهتدي إليها املبتدي فيصيب وال بابا

خيطئ، وحرص املصنف على أن يربأ الكتاب من ذكر العلل واخلالف بني النحويني، وذكر الفرق بني

.05آية ،سورة الكهف 1 .42التراث العربي، صالنحو التعليمي في ): محمد إبراهيم(عبادة 2 .41في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

33

قسيم عالمات اإلعراب إىل أصلية وفرعية، إىل آخر ذلك من املسائل الشائكة املعرب واملبين، وت

. 1واملعقدة

:ألبي القاسم الزجاجي" الجمل في النحو" -3

"اجلمل يف النحو"، يؤلف كتاب )ــه340ت(وهذا أبو القاسم عبد الرمحن بن إسحاق الزجاجي

ميثل حصيلة جتربته الفنية يف التعليم، فقد كان حنوه سهال بعيدا عن التعقيد، ينأى به عن التعليالت الذي

ويبدو األسلوب التعليمي فيه كتابه خمتصر، ووسم الزجاجي كتابه هذا يف أكثر من موضع بأن الفلسفية،

.2)تصب إن شاء اهللا فافهم، فقس عليه: (مبا يفيد ذلك، كقوله -تقريبا-واضحا، إذ ينهي كل باب

بيسر -أكثر فيه الزجاجي من الشواهد القرآنية والشعرية واألمثلة، ليصل مبناقشتها قد و

فأورد مثال ما يزيد على عشرين. تقرير قواعد موضوعاته، مع براعته يف التحليل والتعليلإىل - سهولةو

إىل ، وينسب أكثرها الشعر والرجزيزيد على ستني ومائة بيت من ومائة من الشواهد القرآنية، وما

.3مثال واألقوال املشهورة، بينما اقتصر على حديثني شريفني فقطذلك عددا من األ إىلقائليها، أضف

ما روي عنومن الروايات اليت هلا داللتها على اهلدف التعليمي الذي أراد الزجاجي أن حيققه،

لو مسع أبو القاسم الزجاجي كالمنا يف «: أنه قالجاجي معاصرا للز ، وكان )ه377ت(أيب علي الفارسي

هلا داللة على وجود وسواء أصحت هذه الرواية أم مل تصح، فإن .4» حو الستحيا أن يتكلم فيهالن

، بينما يتسم لتيسري العربيةد لوضع كتاب تعليمي ه فالزجاجي مي. يف تناول مسائل النحومستويني خمتلفني

.بالتعمق واإلغراق يف قضايا النحو املفصلة علي الفارسي يبأسلوب أ

.48- 46النحو التعليمي في التراث العربي، ص): محمد إبراهيم(عبادة 1 .19- 18الجمل في النحو، تحقيق علي توفيق الحمد، ص): أبو القاسم(الزجاجي 2 .المرجع نفسه 3 ، 227األدباء، ص طبقات في األلباء نزهة ):البركات أبو(األنباري ابن 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

34

ه من الكتب املباركة، مل يشتغل به أحد إال انتفع به، أن « :ومن لطائف هذا الكتاب ما قيل عنه

فه مبكة املكرمة، وكان كلما فرغ من باب طاف أسبوعا، ودعا اهللا سبحانه أن يغفر له، صاحبه صن وأن

. 1» وأن ينتفع به قارئه

وهو «: )هــ646ت(وقد انتشر كتاب اجلمل، باعتباره كتابا تعليميا يف النحو جامعا، يقول القفطي

كتاب املصريني وأهل املغرب وأهل احلجاز واليمن والشام، إىل أن اشتغل الناس -أي كتاب اجلمل-

.2» باللمع البن جين، واإليضاح أليب علي الفارسي

البن "لل يف إصالح اخللل من كتاب اجلملاحل" كتاب من أمههاح كثرية، شرو "اجلمل"ولكتاب

هدفه يتضح من البطليوسي، ألن من قبلد تعرض للنقالزجاجي أن والظاهر ،)هـ521ت(السيد البطليوسي

العنوان، فهو مل يقصد شرحا أو تفسريا للكتاب بقدر ما كان حياول إصالح أخطاء الزجاجي يف كتابه،

وليس غرضي أن أستويف ما مل يذكره من أنواع هذا العلم وأقسامه، «: البطليوسي يف مقدمة كتابهيقول

.3»وإمنا غرضي أن أنبه على أغالطه، واملختل من كالمه

:ألبي بكر الزبيدي" الواضح" -4

فهو كتاب آخر كان حصيلة التجربة التعليمية )هـ379ت(أليب بكر الزبيدي "الواضح"أما كتاب

فه حني اختاره املستنصر باهللا صاحب األندلس لتأديب ولده وويل عهده هشام املؤيد لصاحبه، وقد أل

حوية، بل نظر على املوضوعات الن "الواضح"وقد تأثر الزبيدي مبنهج الزجاجي، فلم يقتصر كتابه . باهللا

عنايته املتميزة ت النحو والصرف، إىل جانبمبوضوعا متكاملة، فعين لغة باعتبارها وحدة إىل ال

.يتحرى السهولة واليسر الكتاب ذي غايات تعليميةهذا ، فكان 4بالصوتيات

. 249، ص02ج قيق خليل منصور،مرآة الجنان، تح): عفيف الدين(اليافعي 1 .161، ص02جتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، إنباه الرواة على أنباه النحاة، ): علي بن يوسف(القفطي 2 .19الجمل، تحقيق حمزة النشرتي، صالحلل في إصالح الخلل من كتاب ): ابن السيد(البطليوسي 3 .47تيسير العربية بين القديم والحديث، ص): عبد الكريم(خليفة 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

35

يبتعد كتاب جد حمكمة، وهو هأبوابترتيب ألن طريقة وقد عد هذا املصنف من الكتب التعليمية

ذكر األمثلة املتنوعة املساعدة النحويني، كما أن صاحبه قد حرص علىالتعريفات واخلالفات بني عن

، مع ما يتسم به من أسلوب لطيف يقوم مشاركة القارئ معه عن طريق على تكوين احلس اللغوي السليم

.1"فقل ...: فإن قلت : "ما يشبه احلوار بينهما بقوله

:البن جني" اللمع " -5

خربة طويلة وفائقة بعلوم ميلك صاحبه ، فإن )هـ392ت(البن جين "يف العربيةع م الل "أما كتاب

العربية، أراد يف أواخر حياته تصنيف كتاب سهل وميسر يف النحو والصرف، فوضع هذا الكتاب ليناسب

مستوى الناشئة من املتعلمني، فاقتصر فيه على عرض املسائل األساسية الضرورية من أجل تقومي اللسان

.2يف عرض املسائل واستقصاء اآلراء قلم، مبتعدا عن استطرادات العلماءوال

تعليم يف حاة الكتاب التدريسي الذي اعتمد عليه الن " اللمع"كتاب أصبح وبعد وفاة مؤلفه

املصريني وأهل املغرب وأهل احلجاز واليمن والشام، واحتل املكانة اليت يشغلها النحو، فأصبح كتاب

حو قبله من اهتمام لدى هات كتب الن ه أم ت ما وجد "اللمع"وقد وجد كتاب ،للزجاجي "اجلمل"كتاب

العلماء، وقد حفظ لنا التاريخ أمساء خنبة من العلماء الذين قاموا على خدمة هذا الكتاب، واهتموا

. 3بشرحه أو باختصاره أو بتخريج شواهده وشرحها

:للزمخشري" الـمفصل" -6

قد وضع فيه صاحبه خالصة جتاربه وعبقريته ف، )هـ538(جلار اهللا الزخمشري "املفصل"كتاب أما

وحدد الزخمشري األسباب . 4يف بناء خطة متكاملة لكافة املسائل النحوية اليت كانت معروفة يف عصره

لقد ندبين ما باملسلمني من األرب إىل معرفة كالم العرب «: قالهذا الكتاب فاليت أدت به إىل تأليف

.67النحو التعليمي في التراث العربي، ص): محمد إبراهيم(عبادة 1 .29- 27ص المرجع نفسه، 2 .11شرح اللمع في النحو، تحقيق رجب عثمان بن محمد وتصدير رمضان عبد التواب،، ص): محمد بن مباشر(الواسطي 3 .42في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

36

مرتب وما يب من الشفقة على أشياعي من حفدة األدب إلنشاء كتاب يف اإلعراب حميط بكافة األبواب

ترتيبا يبلغ �م األمد البعيد بأقرب السعي وميأل سجاهلم بأهون السقي، فأنشأت هذا الكتاب املرتجم

.1» عة اإلعراببكتاب املفصل يف صن

م كتاب يف تناول النحو وعرض مسائله، فقس جديداخمشري يف هذا الكتاب �جا وقد �ج الز

جعل القسم األول لألمساء، والقسم الثاين لألفعال، والقسم الثالث للحروف، :املفصل إىل أربعة أقسام

األحكام النحوية والصرفية املتصلة وتناولوالقسم الرابع للمشرتك من أحوال األمساء واألفعال واحلروف،

.�2ذه األقسام

�ذه الصورة يشهد بأن الزخمشري جمدد يف تصنيف النحو، ويبدو هذا التجديد يف والكتاب

أنه مزج مسائل النحو : منطلقه ليس العامل وال املعمول، واملظهر الثاين أن : املظهر األول: مظهرين

.لك خال كتابه من االضطراب املنهجيمبسائل الصرف مزجا تاما، وبذ

وردا بعناية كبرية من أصحاب هذا الفن، فأقبلوا عليه درسا واستظهارا وشرحا وتعليقا وقد حظي

ومن ،3الدارسون مأر�م، واحتل يف القرن السادس والسابع مكانة كتاب سيبويه ووجد فيه، على أخطائه

."اإليضاح"املوسوم بـ )هـ646ت(وشرح ابن احلاجب ،)هـ634ت(وحه شرح ابن يعيش النحويشر أهم

اشتمل على ضروب « ه أن ابن يعيش يرى "املفصل"القدر الكبري الذي احتله كتاب ومع هذا

لفظ أغربت عبارته فأشكل، ولفظ تتجاذبه معان فهو جممل، ومنها ما هو باد لألفهام إال أنه خال :منها

.4»من الدليل مهمل

.05المفصل في علم العربية، ص): جار اهللا(الزمخشري 1 .المرجع نفسه 2 .1775- 1774، 02ي الكتب والفنون، جكشف الظنون عن أسام): حاجي(خليفة 3 .02، ص01شرح المفصل، تصحيح وتعليق مشيخة األزهر، ج): موفق الدين(ابن يعيش 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

37

: البن الحاجب" الكافية" -7

الذي كان ميلك ، )هـ646ت(البن احلاجب "الكافية"وأختم هذه السلسلة من الكتب بكتاب

وتيسريه لراغيب العلم، فعمد إىل املفصل للزخمشري واختصر صاحبه رغبة قوية يف تذليل النحو وتسهيله

.1حو املعقدة، وهو بذلك يغين الناشئ واملتعلم عن كتب الن " الكايف" :منه هذه املقدمة الصغرية ومساها

تسابق العلماء إىل شرح الكافية، وظهرت هلا شروح كثرية باللغة العربية وبالفارسية، ومن أبرز قد و

)هـ686ت(باذياسرت شروحها شرح رضي الدين حممد بن احلسن األ2.

فبدأ باحلديث عن الكلمة والكالم، مث "املفصل"ابه وقد اقتفى ابن احلاجب أثر الزخمشري يف كت

تناول االسم وما يتصل به من إعراب، رفعا، ونصبا، وجرا، ومن بناء، وتعريف وتنكري، وتذكري، وتأنيث،

وتثنية ومجع، ومن العمل عمل الفعل مصدرا، واسم فاعل، واسم مفعول، وصفة مشبهة، واسم وإفراد

.3وأصنافه، مث انتهى إىل قسم احلروفتفضيل، مث ثىن بقسم الفعل وخواصه

، ومل تتوقف كمحاوالت املتأخرةواستمرت حماوالت النحاة يف تيسري النحو خالل العصور

، ولكنها جانبت الطريق الصحيح ومل يكتب هلا النجاح، فقد بالغت حويةأصحاب املتون واملنظومات الن

.4والتعقيد، بسبب ما فرضته من قيود الوزن والقافيةيف التكثيف واإلجياز اللذين بلغا حد الغموض

مث توالت شروح هذه املتون واملنظومات، وشروح الشروح، واحلواشي عليها، ولكنها مل ختط خطوة

حو من لم يقدر هلا أن تنجح لتتمكن من ختليص الن ف ،5، أل�ا مل تكن إال تكرارا واجرتارايف تطوير النحو

.ده، فحالت دون تعلمه أو تطبيق قواعده يف واقع احلياةبعض القيود اليت تقي

.63المدرسة النحوية في مصر والشام، ص): عبد العال سالم(مكرم 1 .1370، 02كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ج): حاجي(خليفة 2 .63نحو التعليمي في التراث العربي، صال): محمد إبراهيم(عبادة 3 .43في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 4 .15في النحو العربي نقد وتوجيه، ص): مهدي(المخزومي 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

38

ر املتخصصني قبل املتعلمني واملبتدئني، وخاصة يف نف ت ض أضحت غاية يف التعقيد والغمو و

واملطلع على هذه .على ما سبق عالةت القرائح وأصبح التأليف عصور الضعف واالحنطاط أين جف

، ليهوله ما يرى من كثرة احلواشي كثرة تفضي وغريهاككشف الظنون العامة املؤلفات يف كتب الفهارس

.1إىل االستغراب والدهشة، ولن تقع عيناه إال على احلواشي املرتادفة على شروح السابقني

سالحا ذا حدين، فهي إمناء للحركة -متنا وشرحا وتقريرا- لقد كانت هذه املؤلفات مجيعا

م ومثار مناقشة بني املشتغلني بالنحو، ولكنها يف الوقت العلمي املنظ حوية، وتوسيع لدائرة البحث الن

نفسه خلقت نوعا من االضطراب الشديد لدى الدارس، وخلطا يف اآلراء النحوية، من شأ�ما أن جيعاله

حىت ينتهي األمر بالدارس إىل ترك هذه املؤلفات مجيعا ..هج القوميالطريق إىل الرأي الصحيح والن يضل

. 2النحو ودرسهمن

إمنا سارت يف خط ال يضاد النحو املتمثلة يف إصالح الكتب النحوية، وهذه احملاوالت التيسريية

التقليدي باختالف مذاهبه، فقد اتبعت �جه وطريقته مع بعض التلخيص واحلذف واالختصار والشرح،

أما احملاوالت اجلريئة اليت مست منهجه وطالبت بتغيريه جذريا وإعادة النظر فيه، فسأعرض هلا يف الفصل

. املوايل

.300نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة، ص): محمد(الطنطاوي 1 .148- 147ظاهرة اإلعراب في النحو العربي وتطبيقاتها في القرآن الكريم، ص): أحمد سليمان(ياقوت 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

39

:الفصل الثاني

ود ابن مضاء القرطبي في تيسير النحو العربيجه

:المبحث األول

أهم محاوالت تيسير مناهج النحاة قبل ابن مضاء القرطبي

:المبحث الثاني

محاوالت ابن مضاء القرطبي في تيسير النحو العربي

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

40

:المبحث األول

أهم محاوالت تيسير مناهج النحاة قبل ابن مضاء القرطبي

الفصل األول عن عيوب النحو وصعوباته وأشهر حماوالت التيسري فيه، ولكن هذه كان حديثي يف

احملاوالت متس يف جانب كبري منها الكتب النحوية واملادة النحوية نفسها، وتغفل جانبا هاما متثل يف

تعين إصالح مناهج النحاة، ذلك أن احلديث عن هذا املوضوع أمر بالغ اخلطورة، وحماولة املساس به

إعادة النظر يف أصول النحو وأهم القواعد اليت أسس عليها النحاة حنوهم الوصفي، مث النحو املتأثر

.باملنطق اليوناين وعلوم أخرى كعلم الكالم واألصول والفقه كما أسلفنا يف الفصل األول

ت متأخرة يف الزمن ويرى املتتبع لتاريخ النحو العريب أن حماوالت إصالح مناهج النحاة، إمنا جاء

الشهرية، واليت جاءت على شكل هزة عنيفة للنحو التقليدي، )ه592ت(كمحاولة ابن مضاء القرطيب

وكانت هذه احملاوالت قليلة مقارنة مبحاوالت إصالح الكتب النحوية . أل�ا مست أصوله اليت بين عليها

.السالفة الذكر

اجلادة واجلريئة، ميكن اعتبار بعض احملاوالت لإلصالح وقبل احلديث عن حماولة ابن مضاء القرطيب

يف هذا اجلانب، مما روته لنا كتب تاريخ النحو والنحاة، وهي على شكل مالحظات عابرة ثارت على

:وهذه أمهها. النحاة ومنهجهم خاصة يف استخدام املنطق وما جره على اللغة والنحو

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

41

:محاولة ابن والد المصري -أوال

الذي محل على )هـ232ت(من أهم حماوالت إصالح مناهج النحاة ما جنده عند ابن والد املصري

فكرة حتميل القياس يف النحو، وذهب إىل أنه ال يصح الطـعن على العريب، أو رميـه باللحـن أو اخلطأ، أو

لعادة اللغوية املسموعة، وال تقدمي القياس النظري على العادة املسموعة، كما يرى أنه جيب الوقوف عند ا

جيوز تصحيح ما مل يرد عن العرب مبقتضى القياس النظري، وسبيل النحويني هو اتباع كالم العرب إذا

.1كانوا يقصدون إىل التكلم بلغتهم، أما أن يعملوا قياسا فهو يؤدي إىل غري لغتها فليس هلم ذلك

والتقدير يف النحو، وادعاء احلذف واإلضمار يف األساليب فقد رفض ابن والد املصري أيضا التأويل

: لقوله تعاىل )هـ285ت(العربية مما حيملها على غري ظاهرها، ومن ذلك ما ملسه يف إعراب املربد

﴿ ﴾2،

من " بدو "ولكن حذف . مث بدا هلم بدو : وتأويل اآلية" بدو "هو املصدر املقدر " بدا"إذ يرى أن فاعل

مجلة يف " ليسجنـنه "ألن - على حد تعبري ابن والد-وال معىن هلذا الكالم . تدل عليه" بدا"الكالم ألن

.3موضع الفاعل، ومادام الكالم تاما مفيدا فال حاجة لإلضمار

:محاولة أبي العالء المعري - ثانيا

بطريقته اخلاصة يف انتقاد النحاة الذين اشتهروا بالتأويل والتعليل )هـ449ت(عرب أبو العالء املعري

وغريمها، ) هـ368ت(وأيب سعيد السريايف )هـ377ت(واستخدام املنطق يف دراسة النحو، كأيب علي الفارسي

ينتقد من خالهلا بعض ما أقدم عليه النحاة يف قالب هزيل ،"رسالة الغفران"يف رسالته املشهورة وهي

.157البحث اللغوي عند العرب،ص): أحمد مختار(عمر 1 .35سورة يوسف، اآلية 2 .148المرجع نفسه، ص 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

42

ال يسخط عليك اهللا وال املكان إن كنت ال تدري ملاذا ضممت تاء « : ساخر، وقد أثـر عنه مقولة

.1»املتكلم، وفتحت تاء املخاطب

ن بني املشاغل اليت واحلق أن املشكالت اليت عرض هلا أبو العالء املعري يف رسالة الغفران كانت م

يعكف عليها طلبة اللغة ودارسوها، وكان أليب العالء يف فهمها وتوجيهها، منزع خيالف فيه مذاهب

القوم، وال شك يف أنه يف مجلته يستوحي آراء من تقدمه من بعض علماء السلف، ممن كانوا يؤثرون

.2ضالل يف متاهات التأويل البعيداليسر يف الفهم والتوجيه، ويتحاشون اإليغال يف التكلف، وال

ونضرب لذلك مثاال عبـر فيه أبو العالء املعري بطريقته اخلاصة عن امتعاضه ونفوره من تكلف

وقد كنت « : النحاة، ونقمته على خترجيا�م النحوية يف مشهد ساخر من مشاهد رسالة الغفران، إذ يقول

يف الدار العاجلة، يـعرف بأيب علي الفارسي، وقد امرتس به قد رأيت يف احملشر شيخا لنا يدرس النحو

تأولت علينا وظلمتنا، فلما رآين أشار إيل بيده، فجئته فإذا عنده طبقة، منهم : قوم يطالبونه، ويقولون

:وحيك، أنشدت عين هذا البيت برفع املاء، يعين قوله: ، وهو يقول3يزيد بن احلكم الكاليب

4ان شرك كلــه وخيرك عني ارتوى الماء مرتويفليت كفافا ك

.192اللغة والنحو بين القديم والحديث، ص): عباس(حسن 1 .310دراسات في نظرية النحو العربي وتطبيقاتها، ص): صاحب(أبو جناح 2يزيد بن الحكم بين أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان الثقفي، شاعر عالي الطبقة، من أعيان العصر األموي، سكن البصرة وواله الحجاج هو 3

): خير الدين(الزركلي ينظر . يعدل عمالة فارس كورة فارس، ثم عزله قبل أن يذهب إليها، فانصرف إلى سليمان بن عبد الملك فأجرى له ما

.181، ص08ج األعالم، ) تكاشرني كرها كأنك ناصح وعينك تبدي أن صدرك لي دوي(هذا البيت من قصيدة جيدة ليزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي مطلعها 4

وأبو ) طبعة دار الكتب 68/ 1(هذه القصيدة أبو علي القالي في أماليه يقولها في عتاب ابن عمه عبد الرحمن بن عثمان بن أبي العاص، وقد روى

نقال عن أبي علي الفارسي في المسائل البصرية، ) 496/ 1(خزانة األدب والبغدادي في) طبعة بوالق 100/ 11(الفرج األصفهاني في األغاني

) فليت كفافا كان خيرك كلــه وشرك عني ارتوى الماء مرتوي: (للبيت هيوالرواية المشهورة . وقد استشهد الرضي بعدة أبيات من هذه القصيدة

أراد به : مصدرية ظرفية، وارتوى" ما"الذي ال يزيد عن قدر الحاجة، و - السحاب بفتح الكاف بزنة- والكفاف ". ليت"وهو من شواهد مشكالت

.184اإلنصاف، ص): أبو البركات(ابن األنباري : ينظر. الري وذهاب العطش إذا طلب" ارتوى فالن"اسم الفاعل من قولهم : شرب، ومرتوي

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

43

. ومل أقل إال املاء

:وكذلك زعمت أين فتحت امليم يف قويل

1تــبــدل خليال بي كشكلك شكله فإني خليال صالـحا بـك مــقــتــــوي

.....مقتوي بضم امليم: وإمنا قلت

:تأولت عين أين قلت : يقول 2وإذا هناك راجز

ــولـــيــه .3يــا إبــلــي مــا ذامـــــه فــتــأبــيــه ؟ مـــاء رواء ونــصـــي حـ

.فحركت الياء يف تأبـيه وواهللا ما فعلت وال غريي من العرب

:على الدرس يف قويلادعيت على أن اهلاء راجعة : وإذا رجل آخر يقول

ــراقــــة لـلــقــــرآن يــــدرســـــه والـمــرء عــنــد الرشــا إن يــلــقــ 4هــا ذيـــب هـــــذا ســ

عبد (والبغدادي . 104، ص02الخصائص، ج): أبو الفتح(ابن جني : هذا البيت من نفس القصيدة السابقة ليزيد بن الحكم، وقد استشهد به 1

أبو الفضل (ابن منظور : ينظر. مفعل، من القتو، وهو الخدمةوزن على : ومعنى مقتوي. وغيرهما. 433، ص07خزانة األدب، ج): القادر بن عمر

.قتا/ عبد اهللا علي الكبير ومحمد أحمد حسب اهللا وهاشم محمد الشاذلي، مادة خصب: لسان العرب، تحقيق): محمدي عوانة، بن سعد بن زيد بن مناة ويقصد به الزفيان السعدي صاحب هذا البيت، واسمه عطاء بن أسيد السعدي المعروف بالزفيان، راجز من بن 2

.235، ص04ج األعالم،): خير الدين(الزركلي :ينظر. بن تميمهذا بأفواهك حتى تأبـيه حتى : (، وبعده)فتأبيه (هذا البيت من الرجز كما رواه أبو زيد والبصريون، أما الكوفيون فيروونه من السريع بتسكين الياء 3

واألصل جمع . نبت سبط أبيض ناعم من أفضل المرعى: والنصي ". ونصي "بدل " وخالء: "ويروى) تـبازي العانة فـوق الزازيـه / ال تبازيه تـروحي أص

د عبد القادر النوادر، تحقيق محم): أبو زيد(األنصاري : ينظر. المكان المرتفع: والزازية. القطيع من حمر الوحش: والعانة. األصيل وهو العشي

.332، ص01الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، ج): أبو الفتح(و ابن جني . 331، ص1أحمد، طمن شواهد سيبويه التي لم يعرف قائلها، ومن وهو .في هجاء أحد القراء نسب إليه الرياء وقبول الرشوة من الناس الحرص عليهاهذا البيت قيل 4

أن الضمير في : ومحل الشاهد فيه. شواهد ابن هشام في المغني، وأبي حيان في شرح التسهيل، والرضي على الكافية، والبغدادي في الخزانة

جز عنده عوده على القرآن، لئال يلزمه يدرسه راجع إلى مضمون يدرس أي الدرس، فيكون عائدا على المصدر المدلول عليه بالفعل، وإنما لم ي

الكتاب، ): أبو بشر عمرو بن عثمان( سيبويه: ينظر. وهذا ما أنكره أبو العالء على تخريج أبي علي الفارسي. تعدي العامل إلى الضمير وظاهره معا

= لسان العرب، تحقيق عبد السالم هارونخزانة األدب ولب لباب ): عبد القادر بن عمر(و البغدادي . 67، ص03تحقيق عبد السالم هارون، ج

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

44

يا قوم، عن هذه أمور هينة، فال : فقلت. وإذا مجاعة من الناس من هذا اجلنس كلهم يلومونه على تأويله

عنتوا الشيخ، فإنه ميت بكتابه يف القرآن املعروف بكتاب احلجة، وإنه ما سفك لكم دما، وال احتجن ت

.1»عنكم مال فتفرقوا عنه

ولكن ما يلفت النظر أن كتب النحو املتداولة مل تنقل عن أيب العالء رأيا حنويا أو لغويا خاصا

ها تنم عن علم راسخ وتتبع شامل دقيق للموضوعات ينسب إليه، على الرغم من أن مصنفاته مبجموع

النحوية والصرفية واملشكالت اللغوية، وما دار حوهلا من جدل ومواقف ألئمة النحو واللغة، وعلى الرغم

من أنه أقرأ النحو وألف فيه وأنه معدود يف النحويني واللغويني، وحتتل ترمجته يف كتب طبقات النحويني

.2مواضع عدة

:محاولة ابن حزم الظاهري - ثالثا

القياس انطالقا من مذهبه الظاهري الذي يرفض القياس طريقا )هـ456ت(هاجم ابن حزم الظاهري

. إىل استخالص األحكام الفقهية، كما هاجم علل النحو وحكم بأ�ا فاسدة

جتهاد لكل قادر على استنباط ومنهجه يتمثل باألخذ بظاهر النصوص وإنكار التقليد وإباحة اال

األحكام الشرعية من النصوص الثابتة، لذلك فهو يرى أنه ال رأي يف الدين، فليس ألحد أن جيتهد برأيه،

ويدعي أن ذلك حكم اهللا تعاىل، ومن قال يف الدين برأيه فهو مفرت على اهللا، وبذلك يكون قد سد باب

.3االستنباط بالقياس واالستحسان والتعليل

وشرح شواهد . 205، ص04همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، تحقيق عبد العال سالم مكرم، ج): جالل الدين(والسيوطي . 03، ص02ج

قيق يوسف شرح الرضي على الكافية، تح): رضي الدين محمد بن الحسن(واألستراباذي . 200المغني، صححه محمد محمود الشنـقيطي، ص

.304، ص01حسن عمر، ج .255- 254، ص"بنت الشاطئ"رسالة الغفران، تحقيق عائشة عبد الرحمن ): أبو العالء(المعري 1 .311دراسات في نظرية النحو العربي وتطبيقاتها، ص): صاحب(أبو جناح 2 .421ابن حزم رائد الفكر العربي، ص): اللطيفعبد (وشرارة . 30ابن مضاء وموقفه من أصول النحو، ص): عبد الكريم(بكري : ينظر 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

45

وانطالقا من مذهبه هذا فقد محل ابن حزم بشدة على علل النحو أل�ا يف رأيه فاسدة ال يرجع

ع من أهل اللغة الذين يرجع إليهم يف ضبطها منها شيء إىل احلقيقة البتة، وإمنا احلق يف ذلك أن هذا مس

كان األصل كذا أيضا كذب، ألن قوهلم -مع أنه حتكم فاسد متناقض-ونقلها، وما عدا هذا فهو

شيء يعلم كل ذي حس أنه كذب مل يكن قط، وال كانت العرب عليه مدة مث ...فاستثقل فنقل إىل كذا

. 1انتقلت إىل ما مسع منها بعد ذلك

إمنا سـميت اخليل خيال ألجل اخليالء اليت فيها، وإمنا « : ودليله على فساد العلل أنه يقول ملن قال

. »الرتفاعه والقارورة قارورة الستقرار الشيء فيها، واخلابية خابية أل�ا ختبئ ما فيها مسيت البازي بازيا

أن تسمي رأسك خابية ألن دماغك خمبوء فيه، وأن تسمي األرض : إنه يلزمك يف هذا وجهان، أحدمها«

ي البئر قارورة ألن املاء مستقر خابية أل�ا ختبئ كل ما فيها، وأن تسمي أنفك بازيا الرتفاعه، وأن تسم

إن اشتققت اخليل من : والوجه الثاين. فيه، وأن تسمي املستكربين من الناس خيال للخيالء اليت فيهم

.2»اخليالء أو القارورة من االستقرار، واخلابية من اخلبء، فمن أين اشتققت اخليالء واالستقرار واخلبء

فهذه جمموعة من املالحظات املتفرقة يف كتب اللغة واألدب، واليت تعرب عن آراء أصحا�ا يف

تذمرهم وامتعاضهم من تعليالت النحاة املنطقية، ويف الواقع مل تستطع هذه احملاوالت البسيطة أن تشكل

حو ومدوناته الضخمة، وكانت عبارة نقدا فعاال ملناهج النحاة، وال أن تقف يف وجه من التيار اجلارف للن

عن إرهاصات ملا سيظهر على يد ابن مضاء القرطيب يف نقده للنحو العريب ومناهجه، وهذا ما سأعرض

. إليه يف املبحث املوايل

.159- 158البحث اللغوي عند العرب، ص): أحمد مختار(عمر 1 .32ابن مضاء وموقفه من أصول النحو، ): عبد الكريم(بكري 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

46

:المبحث الثاني

محاوالت ابن مضاء القرطبي في تيسير النحو العربي

، وكــان للعامــل األثــر البــارز يف توجيــه مــنهج الكتابــة اســتمر تــأليف املطــوالت مــن كتــب النحــو العــريب

كتــاب العوامــل، )هـــ377ت(فيهــا، بــل وأفــرد النحــاة للعامــل رســائل وكتبــا خاصــة، فــألف أبــو علــي الفارســي

. كتاب العوامل املائة، وقسمها إىل لفظية ومعنوية )هـ471ت(وألف عبد القاهر اجلرجاين

وراء العوامــل بــاحثني عــن العامــل واملعمــول، وغــرق الدارســون يف متاهــات النحــاة بــاجلريواشــتد ولــع

مــن أمــواج التــأويالت والتقــديرات والتعلــيالت واألقيســة والتمــارين االفرتاضــية، واحلــال علــى هــذا حــىت ظهــر

. رجل من األندلس محل محلة كبرية على النحو العريب يف أصوله ومناهجه

دلس دوت ثورة أيب العباس أمحد بن عبد الرمحن بن حممـد بـن مضـاء ففي ظل دولة املوحدين يف األن

يف الفقـــه الظـــاهري واحلـــديث النبـــوي، وقـــد واله هــــجري، وكـــان حجـــة 592املتـــوىف ســـنة اللخمـــي القـــرطيب

املوحــدون قضــاء فــاس، مث ولــوه قضـــاء اجلماعــة، وكــان طبيعيــا أن حيمـــل محلــتهم علــى أصــحاب املـــذاهب

.1ن محلته كانت موجهة إىل النحو والنحاةولك. الفقهية

-وعلى الرغم مـن أن ابـن مضـاء صـاحب أهـم وأخطـر حماولـة إلصـالح النحـو قبـل العصـر احلـديث

فإن حماولته إلصالح النحـو كانـت عمـال -كان ظاهري املذهب كابن حزم ومتأثرا بنفس املبادئ الظاهرية

.304المدارس النحوية، ص): شوقي(ضيف 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

47

ية مــا يؤهلـه ليتبـوأ مكــان الصـدارة يف قائمــة حمـاوالت إصــالح مقصـودا فيـه مــن األصـالة والتكامــل واملوضـوع

.1النحو العريب قبل العصر احلديث

ــه ســهامه يف هــذه كــان ابــن مضــاء حنويــا بــل وجمتهــدا يف النحــو عــالوة علــى شــهرته كفقيــه، وقــد وج

م يف درس النحـو، وأغلـب إىل النحـاة ومنـاهجه -"الـرد علـى النحـاة"أو الثـورة الـيت ضـمنها كتابـه -احملاولـة

الظــن أنــه يعــين حنــاة املشــرق الــذين غلــب املنطــق علــى دراســا�م النحويــة، وهــو يف ذلــك متــأثر بعــض التــأثر

. 2مبوقف فقهاء الظاهرية، وسخطهم على فقه املشرق ومذاهبه معروف

ع وآراء ال وجد ابن مضاء مادة العربية تتضـخم بتقـديرات وتـأويالت وتعلـيالت وأقيسـة وشـعب وفـرو

حصر هلا وال غناء حقيقي يف تتبعها أو على األقـل يف تتبـع الكثـري منهـا، فمضـى يهامجهـا يف ثالثـة كتـب،

الـذي -وحـده-وهــو " الرد علـى النحـاة"، و"تنزيه القرآن عما ال يليق بالبيان"، و"املشرق يف النحو: "هي

ت النحــو وأكثــرت فيــه التقــديرات واملباحــث الــيت ال ، وفيــه يهــاجم نظريــة العامــل الــيت عقــد3بقــي مــن آثــاره

.طائل وراءها يف رأيه

م، مث حققــه 1947قــد قــام بتحقيقــه األســتاذ الــدكتور شــوقي ضــيف عــام " الــرد علــى النحــاة"وكتــاب

.4ونشره بعد ثالثني عاما األستاذ الدكتور حممد إبراهيم البنا

مبقدمة خيلص قارئها إىل أنه متأثر مبا ) الرد على النحاة(وقد قدم شوقي ضيف لكتاب ابن مضاء

سدد ابن مضاء سهام دعوته، أو قل سهام ثورته، إىل : "يراه ابن مضاء يف هدمه لنظرية العامل إذ يقول

وما . صعبة احلل، عسرية الفهم نظرية العامل، اليت أحالت كثريا من جوانب كتاب النحو العريب إىل عقد

.48في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 1 .48نفسه، صالمرجع 2 .305المدارس النحوية، ص): شوقي(ضيف 3 .06تيسير النحو إلى عصر ابن مضاء، ص): حازم سليمان(الحلي 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

48

العامل ؟ إن كل ما يتصوره النحاة عن عواملهم النحوية تصور باطل، وهل يستطيع أحد أن ينكر ما

يقوله ابن مضاء، من أن الذي يصنع الظواهر النحوية يف الكلمات، من رفع ونصب وجر، إمنا هو

. 1"عال وما شاكلها من األمساء واحلروفاملتكلم نفسه، ال ما يزعمه النحاة من األف

بــىن ابــن مضــاء القــرطيب كتابــه علــى هــدم نظريــة العامــل الــيت متســك �ــا النحــاة وأقــاموا عليهــا حنــوهم

العريب، ولكنه مل يدع إىل هدم النحو، وإمنا دعا إىل �ج جديد قائم على هدم نظريـة العامـل وإلغـاء العلـل

ـــةالثـــواين والثوالـــث قصـــدي يف هـــذا « : يقـــول ابـــن مضــــاء. ورفـــض القيـــاس وإســـقاط التمـــارين غـــري العملي

، مث ضـرب 2»الكتاب أن أحذف من النحو ما يستغين النحوي عنه، وأنبه على ما أمجعوا على اخلطأ فيه

م ال فمن ذلك ادعـاؤهم أن النصـب واخلفـض واجلـز « : لذلك مثاال عن نظرية العامل عند النحويني، فقال

.، مما سيأيت بيانه3»..يكون إال بعامل لفظي

واملالحــظ أن ابــن مضــاء وإن رد علــى النحــاة ودعــاهم إىل مــنهج جديــد فقــد كــان يــذكرهم بــالتوقري

قد وضعوا صناعة النحـو حلفـظ كـالم -رمحة اهللا عليهم -وإين رأيت النحويني« : ويرتحم عليهم، إذ يقول

وصيانته عن التغيري فبلغوا من ذلك إىل الغاية اليت أموا وانتهوا إىل املطلوب الـذي ابتغـوا، العرب من اللحن

مســالكها، ووهنــت 4إال أ�ــم التزمــوا مــا ال يلــزمهم، وجتــاوزوا فيــه القــدر الكــايف فيمــا أرادوه منهــا، فتــوعرت

: هامبانيها، واحنطت عن رتبة اإلقناع حججها، حىت قال شاعر في

5ي ـو ــح ـــة ن ــج ــح ن ــف م ــع ـــر أض ــات ــر ف ــاح ــرف س ــط ــو ب ــرن ــت

.07الرد على النحاة، تحقيق شوقي ضيف، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 1 .76الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 2 .المرجع نفسه 3 .صعبت وتعسرت: توعرت 4 : ولكن برواية أخرى. 469، ص03يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، تحقيق مفيد محمد قميحة، ج): أبو منصور(الثعالبي 5

ــة نحوي ( ).تـرنو بطرف فاتر فـاتن أضعف من حج

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

49

ومثـل « : وصرح ابن مضاء أن الدافع الذي دفعه إىل تأليف الكتـاب هـو بـذل النصـيحة، فقـال يف املقدمـة

ناصـحا، وناقـدا بصـريا، فـأظهروه علـى مـا لـديهم مـن فأتاح اهللا هلم رجـال ...هذا املكتوب وكتب النحويني

ين النصـيحة « : قـال رسـول صـلى اهللا عليـه وآلـه وسـلم: تلك الذخائر النفيسـة الـمونقـــة، فقـال هلـم ، »الـد

.1»وأنا أنصحكم ال لالقتناء وال لالكتساب، ولكن البتغاء األجر من اهللا والثواب

آراء النحاة يف عدد من األصول اليت قامت عليها النحو العـريب، وكلهـا لذا فإن ابن مضاء قد هاجم

تولـدت مـن اسـتخدام املـنهج املنطقـي يف الدراسـات النحويـة، فهـاجم نظريـة العامـل -يف اعتقاده-أصول

كــل وســأحاول أن أفــرد ل. ومــا تفــرع عنهــا، وهــاجم العلــل الثــواين والثوالــث والقيــاس والتمــارين غــري العمليــة

.مسألة جانبا من الشرح والتحليل

:رفض نظرية العامل -أوال

وهــي العمــود الفقــري الــذي تــدور حولــه –"قضــية العامــل" أول هــذه القضــايا وأمههــا علــى اإلطــالق

وقبل أن أذكر رأي ابن مضاء فيها، وما أورده من أدلة إلبطال دعـوى -2كثري من أحباثه الرئيسية والفرعية

.أصل نشأتهو ،مفهوم العامل عند النحاة نتعرف علىكهم بالعامل، ينبغي أن النحاة يف متس

:مفهوم العامل -1

أمــا مفهــوم العامــل فلــه تعريفــات متعــددة اقرتنــت يف كثــري مــن األحيــان بتعريــف اإلعــراب، نــذكر منهــا

.3»العامل ما أوجب كون آخر الكلمة علـى وجـه خمصـوص مـن اإلعـراب «): ه816ت(تعريف اجلرجاين

أثــر ظــاهر أو مقــدر جيلبــه العامــل يف حمــل اإلعــراب، واملــراد اإلعــراب «: )هـــ911ت(ومنهــا تعريــف الســيوطي

.83- 82الرد على النحاة، ، ص): حمدأبو العباس أ(ابن مضاء القرطبي 1 .199أصول النحو العربي في نظر النحاة ورأي ابن مضاء وضوء علم اللغة الحديث، ص): محمد(عيد 2 .122معجم التعريفات، ص): علي بن محمد الشريف(الجرجاني 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

50

ومنهـا تعريـف . 1» مـا كـان مقصـورا وحنـوه): املقـدر( احلركة واحلرف والسكون واحلذف، واملـراد بــ): األثر(بـ

ن حركـــة أو حـــرف أو ســـكون أو اإلعـــراب مـــا جـــيء بـــه لبيـــان مقتضـــى العامـــل مـــ« : )هــــ1206ت( الصــبان

.2»حذف

احلركــات اإلعرابيــة يف أواخــر الكلــم ســواء ري تغــتكــاد تتفــق هــذه التعريفــات علــى أن مــا نــراه مــن أثــر

أوجــب كو�ــا علــى ذلــك الوجــه، وهــو مــا اصــطلح عليــه مــؤثرإمنــا هــو نــاتج عــن كانــت ظــاهرة أم مقــدرة،

.العامل واللفظوهذه التعريفات باعتبار العالقة بني امل، العالنحاة ب

،3» ما به يـتـقوم املعىن املقتضي لإلعراب «: )ه646ت(ابن احلاجب ومن التعريفات أيضا تعريف

ل يف االسم ما حيصل بوساطته يف ذلك مالعاأن )ه686ت(كما شرحه الرضي واملقصود من هذا التعريف

" مو ق م " فالعامـل ،أو مضافا إليه االسم عمدة أو فضلة ون لإلعراب، وذلك املعىن ك املقتضي االسم املعىن

بني العامل ، املتحققة بالعالقة..يةن مبتدأ وخرب وفاعلية ومفعولواملعاين املقتضية هي الوظائف النحوية، م

.عىنالعامل واملوهذا التعريف باعتبار العالقة بني .4واملعمول

يف كتابة )هـ471ت(ويورد عبد القاهر اجلرجاين، 5لفظي ومعنوي حاة قسمانعند الن العامل و

العوامل يف النحو مائة، وهي تنقسم إىل « : العوامل وأقسامها على وجه التفصيل، فيقول) العوامل املائة(

. مساعية وقياسية: واللفظية تنقسم إىل قسمني -قسمني لفظية ومعنوية

ما مسعـت عـن العـرب، وال يقـاس عليهـا غريهـا كحـروف اجلـر، واحلـروف : فالعوامل اللفظية السماعية

. املشبهة بالفعل مثال، فإن الباء وأخوا�ا جتر االسم، فليس لك أن تتجاوز وتقيس غريها عليها

.41، ص01همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، تحقيق عبد العال سالم مكرم، ج): جالل الدين(السيوطي 1 .97ص 01حاشية الصبان على شرح األشموني، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد، ج): محمد بن علي(الصبان 2 .72، ص01حسن عمر، جشرح الرضي على الكافية، تحقيق يوسف ): رضي الدين محمد بن الحسن(األستراباذي 3 .المرجع نفسه 4 .55ص أسرار العربية، تحقيق محمد حسين شمس الدين،): أبو البركات( ابن األنباري 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

51

مسـع هلـا أمثلـة مـا مسعـت عـن العـرب، ويقـاس عليهـا غـريه، وتفسـري هـذا املعـىن أنـه: واللفظية القياسـية

مطردة وصلت إىل بناء قاعدة كلية يف ذلك النوع من العوامل، فكـل مـا يصـدق عليـه تلـك القاعـدة يطلـق

. عليه اسم العامل اللفظي القياسي

فامسها يدل عليها، إ�ا معىن من املعاين ال نطق فيه، هو معىن يعـرف بالقلـب، : وأما العوامل املعنوية

. 1»فيه حظ ليس للفظ

:نشأة العامل -2

أما عن أصل نشأته ففيه خالف، فهناك من الدارسني من يرى أن نظرية العامل ظهرت يف وقت

، )ه149ت(، وحذا حذوه عيسى بن عمر)ه117ت(عبد اهللا بن أيب إسحاق احلضرمي مبكر على يد

النظرية يف كتاب ، وطبقت هذه )ه175ت(ست واتسعت عند اخلليل بن أمحد الفراهيديوتأس

)ه180ت(سيبويه2.

جيد تداخل نظرية العوامل يف كل أبوابه ل فيهكتاب سيبويه، فاملتأم و أول مدونة حنوية ه وإذا كان

وفصوله النحوية، وقد عقب سيبويه على حديثه عن جماري أواخر الكلم الثمانية، أو بعبارة أخرى عن

وإمنا ذكرت مثانية جمار ألفرق بني ما يدخله ضرب ملا حيدث « : بقوله ،أنواع اإلعراب والبناء للكلمات

فيه العمل، وليس شيء منها إال وهو يزول عنه وبني ما يبىن عليه احلرف بناء ال يزول عنه لغريه شيء

.3» ...أحدث ذلك فيه، من العوامل اليت لكل عامل منها ضرب من اللفظ يف احلرف

نظرية العامل من خالل حديثه عن جماري أواخر الكلم يف الرتكيب، حيث هنا ويه فقد حدد سيب

ذكر عالمات اإلعراب والبناء، وعالقة العامل باإلعراب والبناء، ففي اإلعراب ذكر العامل واألثر الذي

.40-39العوامل المائة، عني به أنور بن أبي بكر الداغستاني، ص): عبد القاهر(الجرجاني 1 .47- 46ودراسة التراكيب، صفي النحو العربي نظرية العامل ): عبد الحميد مصطفى( السيد 2 .13ص 01الكتاب، ج): أبو بشر عمرو بن عثمان( سيبويه 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

52

، ومعىن ذلك أننا نقول منصوب بكذا )فالنصب والفتح يف اللفظ ضرب واحد(حيدثه وهو العالمة

ذكر كذلك أثر يوع البناء على آخر اللفظ، وإمنا ة نصبه الفتحة، أما يف البناء فإنه ال يكتفي بذكر نوعالم

.العامل فيه بواسطة اإلعراب احمللي

حويني مع بداية تأثر الن متت نظرية العامل يف الفكر النحوي العريبجذور أن ويرى البعض اآلخر

فكرة التأثري والتأثر املوجودة يف املنطق األرسطي ظالهلا على عقول تركت ، فقد 1مبقوالت املنطق األرسطي

.2حو الذين نقلوها بدورهم إىل دراستهمالباحثني من علماء الن

:نقد ابن مضاء لنظرية العامل -3

فمن ذلك ادعاؤهم « : وتبيان فساد رأي النحاة فيها، فقال" العامل"فكرة إبطالحاول ابن مضاء

اخلفض واجلزم ال يكون إال بعامل لفظي وبعامل معنوي، وعربوا عن ذلك بعبارات توهم يف أن النصب و

فظاهر هذا ...أن الرفع الذي يف زيد والنصب الذي يف عمرو إمنا أحدثه ضرب) ضرب زيد عمرا(قولنا

.3»أن العامل أحدث اإلعراب، وذلك بني الفساد

:املاالحتجاج برأي ابن جني في الع -أ -3

: الذي عزا العمل للمتكلم، فقال )هـ392ت(ودعم رأيه هذا يف إبطال تأثري العامل بكالم ابن جين

وقد صرح خبالف ذلك أبو الفتح بن جين وغريه، قال أبو الفتح يف خصائصه بعد الكالم يف العوامل «

الرفع والنصب واجلر واجلزم إمنا وأما يف احلقيقة وحمصول احلديث فالعمل من : "اللفظية والعوامل املعنوية

ال لشيء : ، فأكد املتكلم بنفسه لرفع االحتمال مث زاد تأكيدا بقوله4"هو للمتكلم نفسه ال لشيء غريه

.203أصول النحو العربي في نظر النحاة ورأي ابن مضاء وضوء علم اللغة الحديث، ): محمد(عيد 1 .25- 17مناهج البحث في اللغة، ص): تمام(حسان 2 77- 76الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 3 . 110- 109، ص01الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، ج): أبو الفتح(ابن جني 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

53

وأما . وهذا قول املعتزلة. ال لشيء غريه: غريه، فأكد املتكلم بنفسه لريفع االحتمال، مث زاد تأكيدا بقوله

صوات إمنا هي من فعل اهللا تعاىل، وإمنا تنسب إىل اإلنسان كما ينسب مذهب أهل احلق فإن هذه األ

.1»إليه سائر أفعاله االختيارية

ولكن املالحظ أن رأي ابن جين وإن اتفق مع رأي ابن مضاء شكال فإنه خيالفه فهما وتطبيقا،

طبقه سائرا مع التيار مل يضعه يف موضع التطبيق، بل كان فيما لك أن رأي ابن جين اجتهاد عارضذ

وغريه من كتب ابن جين ال " اخلصائص"التقليدي العام القائل بالعامل والعمل، وبالرجوع إىل كتاب

.2يوجد لرأيه امتداد يف غري هذا املوضع الذي ورد فيه

، وإمنا اختلفت رؤيته يف ماهية العامل وكينونته وذلك بدليل يرفض فكرة العامل إطالقافابن جين مل

ح نوعي العوامل بني لفظي ، إذ وض "اخلصائص"مقاييس العربية يف كتابه قوله يف بداية كالمه يف باب

بان وإن وهذان الضر . أحدمها معنوي ، واآلخر لفظي: ان مقاييس العربية وهي ضرب «: ومعنوي فقال

اعتبارك باب الفاعل واملفعول ومثله...وامها وأوسعها هو القياس املعنوي، فإن أقعما وفشوا يف هذه اللغة

.3»...فهذا اعتبار معنوي ال لفظي. رفعت هذا ألنه فاعل، ونصبت هذا ألنه مفعول: به، بأن تقول

هوم العامل املعنوي وهو الفاعليةعلى مف باالستنادرفع الفاعل ونصب املفعول فهو يفسر هنا

مث أورد بعد هذا الكالم . أمهيته ودوره ة وله، وهو بذلك يقر بنظرية العامل فهو موجود حقيقواملفعولية

وك أن ر ــي ــ؛ ل عامل لفظي، وعامل معنوي: وإمنا قال النحويون« : رأي النحاة يف أقسام العامل معلال هلم

يت عاريا من ، وبعضه يأض العمل يأيت مسببا عن لفظ يصحبه؛ كمررت بزيد، وليت عمرا قائمابع

، وعليه مع االسم؛ هذا ظاهر األمرع املبتدأ باالبتداء ورفع الفعل لوقوعه ، كرفمصاحبة لفظ يتعلق به

.77الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 1 .214وضوء علم اللغة الحديث، صأصول النحو العربي في نظر النحاة ورأي ابن مضاء ): محمد(عيد 2 .109، ص01ج الخصائص، تحقيق محمد علي النجار،): أبو الفتح(ابن جني 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

54

فأما يف احلقيقة «: مث عقب عليهم برأيه الذي ذكره ابن مضاء القرطيب حمل احتجاجه. 1» صفحة القول

وإمنا ،فالعمل من الرفع والنصب واجلر واجلزم إمنا هو للمتكلم نفسه ال لشيء غريه وحمصول احلديث،

.ر فعل املتكلم مبضامة اللفظ للفظ، أو باشتمال املعىن على اللفظومعنوي ملا ظهرت آثا لفظي : قالوا

.2»وهذا واضح

يف -، ميكن أن يذهب به إىل أن املتكلم رأي ابن مضاء الذي يعتمد فيه على رأي ابن جين ف

لوقع ما خيشاه كل باحث غيور على اللغة، ال يرفع وينصب وجيزم من غري قانون أو قيد، وإال -احلقيقة

. 3وهو ما يسمى بفوضى اللغة، وألخذ كل متحدث يرفع وينصب وجير وجيزم كما يريد

:خروج النحاة عن منطق العقلب االستدالل -ب -3

ألن باخلروج عن منطق العقل، هميتهميواصل ابن مضاء نقده للنحاة يف نظرية العامل، حيث

وأما القول بأن « : العامل الذي نادوا به ليس له وجود وال يقول به عاقل فضال عن عامل باحث، فيقول

األلفاظ حيدث بعضها بعضا فباطل عقال وشرعا، ال يقول به أحد من العقالء ملعان يطول ذكرها فيما

، وال حيدث اإلعراب فيما حيدث منها أن شرط الفاعل أن يكون موجودا حينما يفعل فعله: املقصد إجيازه

. 4» إال بعد عدم إن ) إن زيدا (فيه إال بعد عدم العامل، فال ينصب زيد بعد إن يف قولنا

مب يرد على من يعتقد أن معاين هذه األلفاظ هي : فإن قيل« : ه على املعرتضني بقولهويواصل رد

يفعل بإرادة احليوان، وإما أن يفعل بالطبع كما حترق النار الفاعل عند القائلني به إما أن : العاملة ؟ قيل

ويربد املاء، وال فاعل إال اهللا عند أهل احلق، وفعل اإلنسان وسائر احليوان فعل اهللا تعاىل، كذلك املاء

.المرجع نفسه 1

110، ص01ج الخصائص، تحقيق محمد علي النجار،): أبو الفتح(ابن جني 2

.71العامل النحوي بين مؤيديه ومعارضيه ودوره في التحليل اللغوي، ص): خليل أحمد(عمايرة 3 .78- 77الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

55

ألفاظها وأما العوامل النحوية فلم يقل بعملها عاقال، ال. والنار وسائر ما يفعل، وقد تبني هذا يف موضعه

.1»وال معانيها، أل�ا ال تفعل بإرادة وال بطبع

واملالحظ هنا أن ابن مضاء نقل املناقشة إىل جمال عقلي خالص، هو األساس الذي بنيت عليه

، وربط األحكام محل مصطلح العمل على ظاهرهو فكرة العمل يف كل شيء يقوم على التأثري والتأثر،

البشر إذ نزع معىن بإرادة اهللا تعاىل دون ) الفاعل(ا العقدية، فتناول لفظ رابية بالشريعة وأحكامهاإلع

، وتلك مسألة عميقة خاصة بالعقيدة ال جمال لنا يف التفصيل فيها وال يف إقحامها يف علم الفاعلية منهم

لى ، كما أن اإلغراق يف الفلسفيات واملسائل املنطقية هو ما عابه ابن مضاء نفسه عالنحو وأحكامه

النحاة، ولو سلمنا مبا قاله حلولنا الدرس اللغوي النحوي إىل درس فلسفي ميتافيزيقي ال خيدم حقل اللغة

.والنحو

العوامل ألن ،من ذلك يف شيء، وليست أشياء مؤثرة أمر مبالغ فيهابن مضاء أن العوامل واعتقاد

النحوية ال تعدو أن تكون عالمات تسهل على املتكلم االهتداء إىل احلركة املطلوبة، ويف ذلك يقول ابن

العوامل اللفظية ليست مؤثرة يف املعمول حقيقة، وإمنا هي أمارات وعالمات، فإذا « : )هـ577ت(األنباري

العالمة تكون بعدم الشيء كما تكون بوجود ثبت أن العوامل يف حمل اإلمجاع هي أمارات وعالمات، ف

.2»وإذا ثبت هذا جاز أن يكون التعري من العوامل اللفظية عامال ...شيء

:عليه مناقشة أقوال المعترضين - ج -3

ميضي ابن مضاء يف مناقشة أقوال املعرتضني على كالمه حني يتصورون ذلك العمل على وجه

إن ما قالوه من ذلك على وجه التشبيه والتقريب، وذلك : فإن قيل« : التشبيه والتقريب، فريد عليهم قائال

وجدت وجد أن هذه األلفاظ اليت نسبوا العمل إليها إذا زالت زال اإلعراب املنسوب إليها، وإذا

.المرجع نفسه 1

.56أسرار العربية، تحقيق محمد حسين شمس الدين، ص): أبو البركات(ابن األنباري 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

56

لو مل يسقهم جعلها عوامل إىل تغيري كالم : قيل. اإلعراب، وكذلك العلل الفاعلة عند القائلني �ا

العرب، وحطه عن رتبة البالغة إىل هجنة العي، وادعاء النقصان فيما هو كامل، وحتريف املعاين عن

اظ عوامل إىل ما أفضت إليه فال جيوز املقصود �ا لسوحموا يف ذلك، وأما مع إفضاء اعتقاد كون األلف

.1»اتباعهم يف ذلك

فأنت ترى كيف حياول ابن مضاء أن يعاجل املسألة يف جذورها وأصوهلا، ذلك أنه أحس الصلة بني

. النحو واملنطق ومدى تأثره به، لذا كانت املناقشة هنا موجهة حنو املنهج الفلسفي يف التأثري والتأثر

:إجماع النحاة وإبطالهرفض -د -3

وإذا كان ابن مضاء يقف أمام هذا التيار اجلارف من النحاة املشرقيني وغريهم القائلني بنظرية

، وال يقف إىل جانبه يف هذه 2العامل، وهو من القلة النحوية املغلوبة على حد تعبري الدكتور عباس حسن

يف الفهم والتطبيق، أو ما أشار إليه ابن األنباري املسألة حتديدا كما ذكرت إال ابن جين مع اختالف

، فكيف له أن أصل إليه ملعرضا حني حتدث عن التعري عن العوامل وعده عامال، أو غريمها ممن

يتصدى هلم ؟

هنا تستحضر صورة ابن مضاء الفقيه الظاهري املذهب، فالظاهرية ال يكادون يعرتفون باإلمجاع يف

هو التزام -الفقه والنحو-يعرتف بإمجاع النحو، ومنشأ هذا املوقف يف كال املظهرين الفقه، وابن مضاء ال

إمجاع النحويني ليس حبجة على من خالفهم، « : لو قي حني ن جين ، وأيد كالمه مبا ذكره ابفقطالنص

اعلم : 3صائصهوقد قال كبري من حذاقهم ومقدم يف الصناعة من مقدميهم وهو أبو الفتح بن جين يف خ

إمنا يكون حجة إذا أعطاك خصمك يده أن ال خيالف ) يعين البصرة والكوفة(أن إمجاع أهل البلدين

.78الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 1 .198اللغة والنحو بين القديم والحديث، ص): عباس(حسن 2 .وما بعدها 189، ص01الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، ج): أبو الفتح(ابن جني 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

57

صوص واملقيس على النصوص، فإذا مل يعط يده بذلك فال يكون إمجاعهم حجة، وذلك أنه مل يرد نامل

.1»ممن يطاع أمره يف قرآن وال سنة، أ�م ال جيتمعون على اخلطأ

رأي ابن مضاء وابن جين يف إبطال اإلمجاع، أم ؛ال أريد أن أخوض يف أيهما أصح لالحتجاجو

رأي مجهور النحويني، فمسائل النحو وقضاياه مل تسلم من النقد قدميا وحديثا، خاصة نظرية العامل

منها، فقد فتح ابن مضاء القرطيب الشهية للمحدثني فهامجوها بشراسة ودعوا إىل إلغائها وحذفها ما

.النحو

، وسياقه نطقي يراد به حتديد الكلم ومعناهجمرد نظرية فحسب وإمنا هو أمر م العامل ليس رى أن وأ

فهو حيضر ويغيب أحيانا ،وواقع اللغة يؤيد ذلك، ، اعلى ما ساقته العرب يف ألفاظها دون اخلروج عنه

،افإنكاره ليس باألمر الصائب والسديد، كما أن املبالغة يف استحضاره يف كل املسائل أمر مرفوض أيض

ألن النحاة أخطؤوا حينما قصروا عليه العمل وحده، فبحثوا عنه يف بعض الرتاكيب الصحيحة فلم جيدوه،

. مما أدى �م إىل التكلف بالتقدير واالفرتاض

، وإمنا كان نحى اخلاليف الشديد بني العلماءالنظرية يف بدايتها كانت معتدلة مل تأخذ ذاك املهذه ف

ية وقصور ، مما يدل على ضعفهم يف اجلوانب النحو سي النحو وروادهعن مؤس ذلك يف عصور متأخرة

. دراستها ومناقشتها والغوص فيها، فغالوا يفالنظر لديهم

:رفض تقدير العوامل المحذوفة - ثانيا

الضمائر املسترتة يف املشتقات واألفعال أو -اعرتض ابن مضاء وبشدة على تقدير العوامل احملذوفة

، ولكنه مل يستطع 2بوصفها دليال على فساد نظرية العامل -ا�رورات أو حىت تقدير احملذوفمتعلقات

.83- 82الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 1 .118جهود نحاة األندلس في تيسير النحو العربي، ص): فادي صقر(عصيدة 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

58

واعلم أن احملذوفات « : إلغاءها كلها، ألنه أرجع الفساد إىل بعضها فقط، فقسمها إىل ثالثة أقسام فقال

حمذوف ال يتم الكالم إال به، حذف لعلم املخاطب به، كقولك ملن رأيته : يف صناعتهم على ثالثة أقسام

: ر مت الكالم به، ومنه قوله تعاىلأي أعط زيدا، فتحذفه وهو مراد، وإن أظه ) زيدا : (يعطي الناس

﴿ ﴾1

واحملذوفات يف كتاب اهللا تعاىل لعلم املخاطبني �ا كثرية جدا، وهي إذا أظهرت مت �ا الكالم، ...

. 2»وحذفها أوجز وأبلغ

البن مضاء عليه ألنه وارد يف القرآن الكرمي ويف كالم العرب، وإمنا وقع فهذا القسم ال اعرتاض

احلذف للعلم به، وهذه الشواهد اليت أوردها إمنا تدل على سهولة التعبري يف النص القرآين من حيث

ركا اإلجياز يف املواقف واالقتصاد يف املفردات، تاركا للقارئ إدراك املعىن إذا كان فطنا بأمور اللغة مد

.ملضامينها ومدلوال�ا

والثاين حمذوف ال حاجة بالقول إليه، بل هو تام « : مث ينتقل ابن مضاء إىل القسم الثاين فيقول

أضربت زيـدا ؟ : قالوا إنه مفعول بفعل مضمر تقديره) أزيدا ضربته ؟: (دونه، وإن ظهر كان عيبا كقولك

من األفعال املتعدية إىل مفعول واحد، وقد ) ضربت (ن وهذه دعوى ال دليل عليها إال ما زعموا من أ

. من ناصب إن مل يكن ظاهرا فمقدر، وال ظاهر، فلم يبق إال اإلضمار) زيد (تعدى إىل الضمري، وال بد لـ

. 3»! وهذا بناء على أن كل منصوب فال بد له من ناصب

.يعني أنزل خيرا. 30سورة النحل، اآلية 1 .79- 78الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 2 .79الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

59

يفسره الفعل املذكور، ) زيد(صب يف ويف هذا القسم يرفض أن يكون مثة عامل حمذوف قد عمل الن

كل منصوب فال بد له من : "وينتهي إىل بطالن هذه الدعوى، خاصة أ�م يتكئون على قاعدة حنوية هي

أزيدا : (ويا ليت شعري ما الذي يضمرونه يف قوهلم« : ، بل ويزيد من تعجبه وإنكاره هلذا بقوله"ناصب

والقول تام مفهوم، وال يدعو إىل هذا ! ال يتحصل له ما يضمروقد يقول القائل منا و ) مررت بغالمه ؟

.1»فهذا القسم الثاين . كل منصوب فال بد له من ناصب: التكلف إال وضع

مث ينتقل إىل القسم الثالث ليتناول صورا من احلذف والتقدير قال �ا النحاة، منها ما يتصل

املضارع (، و)النداء(أقوال النحاة يف العامل فيتناول فيه أما حذف. بالعامل، ومنها ما يتعلق باملعمول

وأما ما يتعلق باملعمول فهو ما يذكره النحاة عن ). متعلقات ا�رورات(، و)املنصوب بعد الفاء والواو

.2)األفعال(ويف ) الضمائر املسترتة يف املشتقات(

:النداء -1

وأما القسم الثالث فهو « : ب النداء فقالبدأ يف هذا القسم الثالث بالكالم على املضمر يف با

، وحكم سائر املناديات )يا عبد اهللا: (مضمر، إذا ظهر تغري الكالم عما كان عليه قبل إظهاره، كقولنا

وهذا . أدعو أو أنادي: املضافة والنكرات حكم عبد اهللا، وعبد اهللا عندهم منصوب بفعل مضمر تقديره

.3»اء خربا إذا ظهر تغري املعىن وصار الند

فهو يرى أن ما يقدره النحاة من عوامل يف باب النداء خطأ، مل حيملهم عليه إال أخذهم بنظرية

العامل، ألن هذه العوامل إذا ظهرت تغري املعىن وصار النداء خربا بعدما كان إنشاء، إذ إن النحاة

.79الرد على النحاة، ص): عباس أحمدأبو ال(ابن مضاء القرطبي 1 .160الحذف والتقدير في النحو العربي، ص): علي(أبو المكارم 2 .80- 79الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

60

به لفعل حمذوف تقديره أدعو أو أنادي، ولو أنه مفعول) يا عبد اهللا: (يقدرون مثال أن املنادى يف مثل

.لتغري مدلول الكالم وأصبح خربا بعد أن كان إنشاء ) يا عبد اهللا(بدال من ) أدعو عبد اهللا: (قال املتكلم

:نصب المضارع بعد الفاء والواو -2

ويف نفس السياق يواصل ابن مضاء حديثه عن القسم الثالث واعرتاضه على احملذوف واملقدر،

ينصبون هذه األفعال : وكذلك النصب بالفاء والواو« : بالكالم عن نصب املضارع بعد الفاء والواو بقوله

الواقعة بعد هذه احلروف بأن، ويقدرون أن مع الفعل باملصدر، ويصرفون األفعال الواقعة قبل هذه

علوا ذلك كله مل يرد معىن وإذا ف. احلروف إىل مصادرها، ويعطفون املصادر على املصادر �ذه احلروف

. 1»! اللفظ األول

وهو هنا يعرتض على حناة البصرة وما يزعمونه يف الفعل املضارع املنصوب بعد الفاء والواو، من أنه

حمذوفة، ويرفضه رفضا قاطعا ألنه يؤدي إىل نقص يف املعىن واختالل يف املراد، وليؤكد ) أن(ينصب بـ

: أال تأتينا فتحدثنا كان له معنيان: (أال ترى أنك إذا قلت « : به رأيه، فقالكالمه ساق مثاال يدعم

أي أن احلديث ال يكون إال مع اإلتيان، وإذا مل يكن اإلتيان مل يكن ) ما تأتينا فكيف حتدثنا(أحدمها

ما يكون : (جهنيأي أنك تأيت وال حتدث، وهم يقدرون الو ) ما تأتينا حمدثا(والوجه اآلخر ...احلديث

.2»وهذا اللفظ ال يعطي معىن من هذين املعنيني ) منك إتيان فحديث

فكالمه هنا دليل على ما وصلت إليه نظرية العامل من تعسف يف التقدير والتأويل، إذ ترى النحاة

. 3وهو تقدير مغرق يف البعد) أن (يقدرون املضارع منصوبا بعامل حمذوف وجوبا، وهو

.80- 79الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 1 .المرجع نفسه 2

.33ص ،المرجع نفسه 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

61

من الطرافة ما روي عن دماذ أيب غسان اللغوي صاحب أيب عبيدة من أنه قرأ من النحو إىل ولعل

إن ما بعدها ينتصب بأن مضمرة وجوبا نبا : بايب الفاء والواو، فلما استمع إىل قول اخلليل وأصحابه

شكو إليه ما لقيه ي - شيخ حناة البصرة يف عصره- )ه248ت(فهمه عنه، وكتب إىل أيب عثمان بكر املازين

:1من عنت، �ذه األبيات

ــرت فــي الــنــحــو حــتــى مــلــلــت وأتــــعــــبــــت نــــــفـــــســــي لـــ ـــه والــــــبـــــــــــــدن تـــفــك

ـــول الـــمـــســـائـــل فـــي كـــل فـــــــــــــــــــــن وأتــــــعــــــبــــــت بـــــكـــرا وأص ــــــــحــــــــابــــــــــه بـــط

ــره عــــــــــالـــــــــمـــــــــا وكـــــــنــــــت بـــــ ـــ ـاطــــــنــــــه ذا فـــــــطــــــــــــــــــن ــبــــــفــــكــــنـــت بـــــــظـــــــاهــ

ـــلــــــفــــــاء ي ــــــــعـــــــــفــــــــا ء لـــ ـــلـــــيـــــه ال ـــكـــــــــن خـــــال أن بـــــابـــــا عــ ــــم يــ ـــه لـ ـــا لــــــيـــــتـــ ــ

ـــمــــقــــت أحــــســولــــــل ـــبــــــــــــــه مــــن الـ ــــ ـــ ـــن ـــــواو بــــــاب إلـــــى جـــــــــــن ــبــــه قــــد لــــعـــــ

ـــ ــاتــــوا لــــمــــاذا يـــــــقــــــــــــا ل لـ ـــــن وإذا قــــلــــت هــ ــــ ـــ ـــيــــك أو تــــــأتـــــــــيـــ ســــت بــــآتـ

ــى الـــنـــصـــب قـــي ـــلـ ــــيــــل هــــذا كــــــــــــــــــذا ع ــــا ق ـــل إلضـــــمــــــار أن أجــــيــــبــــوا لــــم

ـــــر فــــي أمــــــر فــقــد كــدرت يــ ـــكــر مـــن طـــول مــــــا أفـــك أن أجــــــــــــــــــــــن " أن "ا ب

وحييطنا ابن مضاء علما أن مثل هذه التقـديرات تـؤدي إىل إدخـال ألفـاظ زائـدة علـى القـرآن الكـرمي

. لقرآن ما ليس منه بتقديرا�م اخليالية، وزيادة املعىن كزيادة اللفظمن غري دليل، وبذلك يدخل النحاة يف ا

ومن بىن الزيادة يف القرآن بلفظ أو معىن على ظن باطل فقد قال يف القـرآن بغـري علـم وتوجـه الوعيـد إليـه،

ء زيـادة وأمـا طـرد ذلـك يف كتـاب اهللا تعـاىل الـذي ال يأتيـه الباطـل مـن يديـه وال مـن خلفـه، وادعـا..«: قال

فالقول بذلك حرام على من تبني له ذلـك، وقـد قـال رسـول اهللا صـلى ...معان فيه من غري حجة وال دليل

.60- 59أخبار النحويين البصريين، تحقيق طه محمد الزيني ومحمد عبد المنعم خفاجي، ص): أبو سعيد(السيرافي 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

62

ومقتضى هذا اخلرب النهي، وما �ي عنـه فهـو . من قال يف القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ: اهللا عليه وسلم

.1»حرام

:تقدير متعلقات المجرورات -3

وممـا جيـري هـذا ا�ـرى مـن املضـمرات الـيت « : ا�رورات يقـول ابـن مضـاءويف اعرتاضه على متعلقات

زيــد يف (ال جيــوز إظهارهــا، مــا يدعونــه يف ا�ــرورات الــيت هــي أخبــار أو صــالت أو صــفات أو أحــوال مثــل

فيـــزعم ) الـــدار، ورأيـــت الـــذي يف الـــدار، ومـــررت برجـــل مـــن قـــريش، ورأى زيـــد يف الـــدار اهلـــالل يف الســـماء

، والــداعي هلـــم إىل ذلــك مـــا )زيــد مســـتقر يف الــدار(ن قولنــا يف الـــدار متعلــق مبحــذوف تقـــديره النحويــون أ

... وضعوه من أن ا�رورات إذا مل تكن حروف اجلر الداخلة عليها زائدة فال بد هلـا مـن عامـل يعمـل فيهـا

النسبة دلت عليهـا وال شك أن هذا كله كالم تام مركب من امسني دالني على معنيني بينهما نسبة، وتلك

. 2»وال حاجة بنا إىل غري ذلك ) يف(

فابن مضاء يعرتض على تقدير متعلقات اجلار وا�رور حني يقعـا أخبـارا أو صـلة أو حـاال وأن هنـاك

تقديرات ال وجود هلا يف أسلوب عريب رصـني، وإمنـا دعـت إليهـا الصـناعة النحويـة، ومـن شـأ�ا أن تضـيف

وتدريســه، لــذلك ال بــد مــن الــتخلص منهــا، واعتبــار اجلــار وا�ــرور يف حمــل رفــع صــعوبة إىل النحــو العــريب

فــإذا بطــل العامــل والعمــل فــال « اخلــرب، أو نصــب احلــال، ومــا إىل ذلــك ألنــه ال حاجــة لزيــادة أو تقــدير،

.3»شبهة تبقى ملن يدعي هذا اإلضمار

.81الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 1 .87الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 2 .المرجع نفسه 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

63

: تقدير الضمائر المستترة في المشتقات -4

ذكرنــا مــن هــدم فكــرة العامـــل احملــذوف، يــدعو ابــن مضــاء إىل هــدم فكــرة املعمـــول وعلــى غــرار مــا

، فالنحويون يرون أن أمساء الفاعلني وأمساء املفعـولني واألمسـاء )الضمائر املسترتة يف املشتقات(احملذوف يف

، )ب أبـوه عمـرازيـد ضــار : (املعدولة عن اسم الفاعل واملشبهة به وما جيري جمراه تعمل، فرتفع الظاهر، حنو

. 1ضارب هو: أي) زيد ضارب عمرا : (فإذا مل يكن مث ظاهر رفعت الضمري حنو

وقـد رد ابــن مضــاء ذلــك اطــرادا ملنهجــه الــداعي إىل إنكــار العامــل مجلــة، فمــا ذكــره النحــاة مــن قيــاس

بطــل وقــد« علــى الظــاهر ال معــىن لــه وال اســتدالل فيــه، أل�ــا ال تعمــل يف الظــاهر علــى حســب منهجــه،

ليــدل علــى الضــرب، وعلــى فاعــل : وإذا كــان ضــارب موضــوعا ملعنيــني. بــبطالن العامــل أ�ــا ترفــع الظــاهر

فضـارب يـدل علـى الفاعـل غـري مصـرح بامسـه، وزيـد ) فإذا قلنـا زيـد ضـارب عمـرا (الضرب، غري مصرح به،

.2»يدل على امسه، فيا ليت شعري ما الداعي إىل تقدير زائد، لو ظهر لكان فضال

:تقدير الضمائر المستترة في األفعال -5

، كما فعـل مـع )زيد قام: (وقد رفض كذلك ابن مضاء فكرة استتار الفاعل مع األفعال يف مثل قولنا

اسم الفاعل، فهو ينكر الضـمري الـذي يقدرونـه يف الفعـل، ويـرى أنـه يـدل عليـه مبادتـه كاسـم الفاعـل، وآيـة

ضـارع أن الفاعـل غائـب مـذكر، ومـن ألـف القطـع يف أولـه أنــه مـتكلم، ذلك أننا نعرف من الياء يف أول امل

أن الفاعـــل ) قــام(ومــن النـــون أنــه متكلمـــون، ومــن التـــاء أنــه خماطـــب أو غائبــة، وبـــنفس الصــورة نعـــرف يف

غائـــب مـــذكر، وإذن فالفعـــل يـــدل علـــى احلـــدث والزمـــان كمـــا يقـــول النحـــاة، ويـــدل علـــى الفاعـــل إذا كـــان

. 3ابن مضاء مسترتا كما يقوا

.163- 162الحذف والتقدير في النحو العربي، ص): علي(أبو المكارم 1 .88الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 2 .93- 90/ 30- 29المرجع نفسه، ص 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

64

قاما وقاموا وقمن، : يف مثل" األلف والواو والنون"وينتهي التفكري يف هذه املسألة بابن مضاء إىل أن

ليســـت ضـــمائر وال فواعـــل كمـــا يقـــول النحـــاة، وإمنـــا هـــي عالمـــات أو إشـــارات تـــدل علـــى التثنيـــة واجلمـــع

.1)قامت(بالضبط كداللة التاء الساكنة على التأنيث يف مثل

نـــاقش ابـــن مضـــاء رأي النحـــاة يف تقـــدير الفاعـــل بطريقـــة منطقيـــة، فأثبـــت بطـــالن النتـــائج تبعـــا وقـــد

بأن هذا ) أنت قمت وأنا قمت: (لبطالن املقدمات اليت اعتمدها النحاة، ورفض شواهدهم يف مثل قوهلم

ده يف من قبيل قياس الغائب على املخاطب واملتكلم وهو لـيس بقطعـي، وخلـص إىل أن الـذي جيـب اعتقـا

أنــه جيــوز أن يريــد املــتكلم إعــادة الفاعــل، وجيــوز أن يكتفــي مبــا تقــدم، واألظهــر أنــه « : هــو) زيــد قــام(مثــل

يكتفي مبا تقدم، هذا إذا كان يف كالم الناس، وأما يف كالم البـاري سـبحانه وتعـاىل، فاإلضـراب عـن إثباتـه

. 2»ل باإلثبات واإلبطال فيه ونفيه واجب، ألنه ال يوجد دليل قطعي، وال حاجة بنا إىل القو

وعلــى هــذا النحــو حيــاول ابــن مضــاء يف الفصــل األول مــن كتابــه أن يــربهن علــى فســاد نظريــة العامــل

نــه ينبغــي أن نضــرب عنهــا صــفحا، أالتمحــل وكثــرة التخيــل، و مصــورا مــا جتــره مــن تقــديرات ال مــربر هلــا إال

يل جييز لنا ما يفرتضه النحاة فيها من عوامل حمذوفـة وخاصة يف آي الذكر احلكيم، ألنه ال يوجد عليها دل

.3وضمائر مسترتة

وقــد نــاقش كثــري مــن الدارســني احملــدثني آراء ابــن مضــاء القــرطيب وحمصــوها، فكــان مــنهم مــن يوافقهــا

والواقع «: ومنهم من يعرتض عليها، وقد عقب الدكتور علي أبو املكارم على هذه املباحث السابقـة بقولـه

فإنـه يلتقـي يف -مـع كونـه موقفـا ذكيـا ويفـتح جمـاال خصـبا يف البحـث النحـوي-موقف ابن مضـاء هـذا أن

أبعــاده األصــيلة مــع املــنهج النحــوي التقليــدي الــذي يتســم بــاخللط يف املــنهج والتنــاقض يف القواعــد، وذلــك

:يف

.20- 19تيسير النحو التعليمي قديما وحديثا، ص): شوقي(ضيف 1 .93النحاة، ص الرد على): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 2 .31المرجع نفسه، ص 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

65

رفض فكــرة العمــل االعتمـاد علــى النظـر املــذهيب اخلـاص، وجعلــه أساسـا للبحــث النحـوي، فهــو يـ -1

وحـــىت حـــني يـــدرس صـــور ) وال فاعـــل إال اهللا(ملخلـــوق فعـــال مجلـــة، ال لشـــيء إال أل�ـــا تعـــين أن

التقارب اللغوي اليت تنـتج عـن فكـرة العامـل ال يتناوهلـا إال أل�ـا يف اعتبـاره ستسـلم إىل تقـدير مـا

.ال دليل عليه

واعرتاضـه يعتمـد علـى ذكـاء يف تلمـس تنـاقض استخدامه األقيسة املنطقية يف رد موقـف النحـاة، -2

منطقي، ال لغوي، وعلى الرغم من أنه ميكـن الـرد علـى هـذا االعـرتاض مـن خـالل أفكـار النحـاة

األقـــدمني أنفســـهم، وكـــان يكفـــي أن يشـــري إىل أن اســـتخدام القيـــاس املنطقـــي خطـــأ يف البحـــث

. 1»النحوي، ألن اللغة ال تتطابق متاما واملنطق األرسطي

لتقدمي املزيد من األدلة على بطالن نظرية العامل ناقش ابـن مضـاء القـرطيب بـابني مـن أبـواب النحـو و

ورفض أساليب دعت إليها صناعة النحـو ال يعرفهـا األسـلوب العـريب وال ينطـق �ـا العـرب، وهـذان البابـان

.باب التنازع وباب االشتغال: مها

:إلغاء باب التنازع -ثالثا

ل ما فيه من خالف وإضمار وصور مفرتضة لرتاكيب موهومـة قـد قـام علـى قاعـدتني باب التنازع بك

كــل عامــل ال بــد لــه مــن (واألخــرى ) ال جيتمــع عــامالن علــى معمــول واحــد(مــن قواعــد العامــل، إحــدامها

وقـد ترتـب علـى األوىل اخـتالف النحـاة يف العامـل مـن املتنـازعني، فهـو األول يف رأي الكـوفيني، ). معمول

اين يف رأي البصـــريني، ويرتتـــب علـــى الثانيـــة البحـــث عـــن معمـــوالت العوامـــل الـــيت ال تعمـــل، فأضـــمر والثـــ

الكوفيـــون كـــل مـــا حيتاجـــه الثـــاين، وأضـــمر البصـــريون الفاعـــل فقـــط يف األول، وأمـــا الكســـائي فقـــد حـــذف

.2الفاعل أيضا من األول

.164- 163الحذف والتقدير في النحو العربي، ص): علي(أبو المكارم 1 .217أصول النحو العربي في نظر النحاة ورأي ابن مضاء وضوء علم اللغة الحديث، ص ): محمد(عيد 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

66

عـــن التنـــازع ذكرهـــا النحـــاة وقـــد درس ابـــن مضـــاء بـــاب التنـــازع دراســـة مفصـــلة، وأورد صـــورا متعـــددة

ورأيـي يف هـذه املسـألة ومــا « : وفصـلوا فيـه، لـيخلص إىل رفضـها، وإبـداء رأيـه يف هـذه املسـألة صـرحيا بقولـه

شاكلها أ�ـا ال جتـوز ألنـه مل يـأت هلـا نظـري يف كـالم العـرب، وقياسـها علـى األفعـال الدالـة علـى مفعـول بـه

1.»الضمائر والتأخري والتقدمي واحد قياس بعيد ملا فيه من األشكال بكثرة

وابــن مضــاء يريــد أن يبــني كيــف أدى تطبيــق النحــاة لقــوانني نظريــة العامــل علــى مظــاهر االســتخدام

اللغوي إىل رفض بعض أساليب العرب، واستبداهلا بأساليب حنوية ال تعرفها العربية إذا بدا هلم ما يتنـاقض

علـى ألسـنة العـرب يتقـدم فيهـا عـامالن علـى معمـول واحـد كـل معها، فقـد رفضـوا صـورة مـن التعبـري دارت

:منهما طالب له من جهة املعىن، كما يف قول علقمة

2ـب ــــيــل ــم وك ــه ــل ــب ــذت ن ــب ــال ف ـــرج ا ـــــا وأراده ــه ـــى ل ــاألرط ــق ب ـــف ـــع ـــت

التعبـري ألنـه ال يصـح أن جيتمـع عـامالن علـى معمـول واحـد، أو كمـا فرفض النحاة هـذه الصـورة مـن

ال يصح أن جيتمع مؤثران على أثر واحد، وإذن فإما أن نعمل األول ونضمر يف الثـاين، أو نعمـل : يقولون

وهـــي مجـــع ) وأرادهـــا رجـــال وكليـــب...تعفقـــوا: (الثـــاين ونضـــمر يف األول، فيطلبـــون إىل علقمـــة أن يقـــول

. 3)وأرادوها رجال وكليب...تعفق: (و يقول، أكلب

حـاة، ألنـه أورد خالفـا�م وراح واملالحظ يف هذا البـاب أن ابـن مضـاء مل يكـن شـديد اللهجـة مـع الن

علقـت، وهـو : أعملـت، وإمنـا يقـول: يرجح بعضها على بعض، وصرح أن خالفه يف اللفـظ، فهـو ال يقـول

بذلك يتخلى عن ثورته اجلاحمة ضد النحاة، ويتحول إىل حنوي مشرقي بصري املذهب، بل ويصرح بـذلك

ويني اخـــتالف يف أي الفعلـــني أوىل أن تعلـــق بـــه االســـم وبـــني النحـــ« : يف وضـــوح ال يقبـــل التأويـــل، فيقـــول

.98- 97الرد على النحاة، ص ): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 1: الكليب. السهام: النبل. فاقت وغلبت: بذت. نوع من الشجر: األرطى. لجأ واستتر: تعفق: ومعنى المفردات. البيت لعلقمة بن عبدة الفحل 2

إن الرجال والكالب قد استتروا بشجر األرطى الصطياد البقرة : يصف الشاعر صيد البقرة الوحشية بقوله: المعنى العام للبيتو .جماعة من الكالب

شرح ): األعلم(الشنتمري : ينظر. الوحشية، فاستطاعت بفضل سرعتها وقوتها أن تنجو منهم، فقد فاتت سهامهم وعجزت عن اللحاق بها كالبهم

.62ديوان علقمة بن عبدة الفحل، تحقيق حنا نصر الحتي، ص .32- 31الرد على النحاة، ص ): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

67

ه ظهــر ألنــأاألخــري، واختيــار البصــريني الثــاين للجــواز، واختيــار الكــوفيني األول للســبق، مــذهب البصــريني

.1»...أسهل، فإنه ليس إال حذف ما تكرر يف الثاين، أو إضماره على مذهبهم إن كان فاعال

: إلغاء باب االشتغال -رابعا

االشتغال يف اصطالح النحاة، أن يتقدم اسم ويتـأخر عنـه فعــل قـد عمـل يف ضـمري ذلـك االســم أو

هـــو أن « : يف تعريفــه) هــــ686ت(، ويقــول ابـــن النــاظم2يف ســببيه وهـــو املضــاف إىل ضـــمري االســم الســـابق

بعملـه يف ضميــره صـح يتقدم اسم على فعل صاحل ألن ينصبه لفظـا أو حمـال وشـغل الفاعـل عـن عملـه فيـه

.3»يف ذلك االسم أن ينصب بفعل ال يظهر

وقــد عقــد ابــن مضــاء فصــال نــاقش فيــه بــاب االشــتغال، وبــني فيــه اضــطراب النحــاة يف صــور تعبــريه

ومـن األبـواب « : اضطرابا شديدا، وأشار يف بداية حديثه إىل مقدار العناء الذي جيره على الـدارس، فقـال

عســر علــى مــن أراد تفهيمهــا أو تفهمهــا، أل�ــا موضــع عامــل ومعمــول، وال داعيــة يل إىل الــيت يظــن أ�ــا ت

. 4»)زيدا ضربته: (إنكار العامل واملعمول، باب اشتغال الفعل عن مفعوله بضمريه مثل قولنا

أزيـــدا مل يضـــربه إال هـــو، : (وقـــد عـــرض طرفـــا مـــن صـــور االشـــتغال واضـــطراب النحـــاة فيهـــا مـــن مثـــل

وإنـه ليحمـل علـى هـذه الصـور وأمثاهلـا الـيت مل تـأت يف ). ا منطلقـني، وأأنـت عبـد اهللا ضـربتهوأخواك ظنامه

كمـا حيمـل علـى دراسـة النحـاة للبـاب، وتقسـيمهم لصـوره بـني مـا . العربية، ولكـن جـاءت يف كتـب النحـو

درين يف أكثــر جيــب رفعــه، ومــا جيــب نصــبه ومــا يــرتجح فيــه الرفــع أو النصــب، ومــا جيــوز فيــه األمــران، مقــ

. 5الصور عوامل حمذوفة ال دليل عليها يف قول املتكلم، وإمنا هي أقيسة النحو اليت تقدرها وتلزمنا إياها

.101- 94حاة، صالرد على الن ): أبو العباس أحمد(ء القرطبي ابن مضا 1 .129، ص02شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد،ج): بهاء الدين(ابن عقيل 2 .172د، صشرح ابن الناطم على ألفية ابن مالك، تحقيق محمد باسل عيون السو ): أبو عبد اهللا بدر الدين(ابن الناظم 3 .103الرد على النحاة، ص ): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 4 .33المرجع نفسه، ص 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

68

ويضع ابن مضاء قاعدة بسيطة هلذا الباب تفسر صيغ االشتغال كلها، ومىت تنصب ومىت ترفع،

صل مبنصوب نصب، ألنه من مكان وهي أن االسم املتقدم إذا عاد عليه ضمري منصوب أو ضمري مت

إن كان العائد على االسم املقدم قبل الفعل « : ، وقد خلصها قوله1نصب، وإال رفع ألنه يف مكان رفع

وال يضمر رافع كما ال يضمر ناصب، إمنا . ضمري رفع، فإن االسم يرتفع، كما أن ضمريه يف موضع رفع

فإن عاد عليه ضمريان أحدمها يف موضع مرفوع، واآلخر يف ....ربيرفعه املتكلم وينبه اتباعا لكالم الع

إن روعي املرفوع رفع وإن روعي ..موضع منصوب، أو أحدمها متصل مبرفوع، واآلخر متصل مبنصوب

.2»املنصوب نصب

إذن يعترب رأي ابن مضاء يف هذا الباب تطبيقا على رأيه يف العامل عامة من ناحية، كما أن هذا

و�ذا . رأي يستند إىل النص اللغوي من ناحية أخرى يف كون املتكلم يرفع وينصب اتباعا لكالم العربال

، بينما ينظر إليها ابن مضاء كما درال مجال ناقصة ال تتم إال باملق يتبني أن النحاة يتصورون مجل االشتغ

.3م العربهي، فاالسم فيها مرفوع، ومنصوب، وهكذا ينطقه املتكلم، وهكذا كال

فهو يدعو إىل إسقاط هذه األبواب من النحو أل�ـا ال تفيـده البتـة، بـل تعقـده وتعسـره علـى طالبيـه،

يف )ه215ت(األخفــشوعباراتــه الــواردة يف هــذا البــاب تــدل علــى ذلــك منهــا مــا ورد تعليقــا علــى مســأليت

ال تنبغـي ملـن رأى -وال حمتـاج إليهـاوهـي مظنونـة غـري مسـتعملة، -واإلطالة يف هـذه املسـائل «: االشتغال

أن ال ينظــر، إال فيمــا متــس احلاجــة إليــه، وحــذف هــذه وأمثاهلــا مــن صــناعة النحــو مقــو هلــا، ومســهل، ومــع

مب نصـب : هذا فاخلوض يف أمثال هذه املسائل اليت تفيد نطقا أوىل من االشتغال مبا ال يفيد نطقـا كقـوهلم

.4»بالفعل، أم �ما بالفاعل، أم: املفعول

.33ص الرد على النحاة،): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 1 .106- 105ص.المرجع نفسه 2 .217أصول النحو العربي في نظر النحاة ورأي ابن مضاء وضوء علم اللغة الحديث، ص ): محمد(عيد 3 . 111- 110الرد على النحاة، ص ): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

69

وعقد ابن مضاء يف هذا البحث مناقشة ملسألة من مسائل سيبويه هلا عالقة بباب االشتغال، ورأيه

، وأسهب يف ذكر األقوال املؤيدة له واملخالفة له، ليعلم املخالفون )أأنت عبد اهللا ضربته(فيها وهي

ن كان ال يقبلها إوهو خبري مبسائلهم وفروعهم و واملنتقدون له أنه على اطالع ودراية مبا قاله النحويون،

.1»ويردها يف كثري من األحيان

:إلغاء العلل الثواني والثوالث -خامسا

ينتقل ابن مضاء القرطيب إىل باب آخر يناقش من خالله العلل النحوية مطالبا بإلغائها، ولكنه مل

قي على العلل األوائل ويرفض الثواين والثوالث ، ويب2يستطع إلغاءها كلها كما يذهب إىل ذلك الظاهرية

ومما جيب أن يسقط من النحو، العلل الثواين والثوالث، وذلك مثل سؤال السائل عن « : منها، إذ يقول

مل رفع ؟ فيقال ألنه فاعل، وكل فاعل مرفوع، فيقول ومل رفع الفاعل ؟ ) قام زيد(من قولنا ) زيد(

.3»ثبت ذلك باالستقراء من الكالم املتواتر . ذا نطقت به العربك: فالصواب أن يقال له

فابن مضاء يرضى بالعلة األوىل لرفع الفاعل، وهي أنه فاعل، ويرفض تعليل رفعه، وحييل هذا الرفع

إىل كالم العرب، ويرى أنه ال داعي ملعرفة تلك الدواعي، أو تلك العلة اليت تقف خلف رفع الفاعل

فال يزيدنا ذلك علما بأن الفاعل مرفوع، ولو « : املفعول، ألن معرفته أو جهلها سيان، وقد قالونصب

جهلنا ذلك مل يضرنا جهله، إذ قد صح عندنا رفع الفاعل الذي هو مطلوبنا، باستقراء املتواتر، الذي يقع

.4»العلم

النحوي ال يرى أن سائل الفقه، إذ واملالحظ أن ابن مضاء يف أول هذه الفقرة يقرن مسائل النحو مب

؟ حيتاج إل تعليل ما ثبت بالنص، كما أن الفقيه ال حيتاج إىل ما حرم النص، ولكن أي فقيه يرى ذلك

.122الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 1 .92ابن مضاء وموقفه من أصول النحو، ص): عبد الكريم(بكري : ينظر 2 .130الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 3 .131المرجع نفسه، ص 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

70

ألنه فقيه الظاهرية، ذلك املذهب الذي كان جيله ابن مضاء، وعلى �جه سار يف حماولته أن ينفي كل ما

.ال يستقيم ومذهب الظاهرية

:أقسام العلل الثواني -1

قسم مقطوع به، وقسم فيه إقناع، وقسم مقطوع « : يقسم ابن مضاء العلل الثواين إىل ثالثة أقسام

والفرق بني العلل األول والعلل الثواين، أن العلل . بفساده، وهذه األقسام موجودة يف كتب النحويني

الم العرب املدرك منا، والعلل الثواين هي املستغىن عنها يف ذلك األول مبعرفتها حتصل لنا املعرفة بالنطق بك

.1»وذلك يف بعض املواضع ! وال تفيدنا إال أن العرب أمـة حكيمة

تقييد العلل األول بأ�ا ملعرفة كالم العرب يصور « : وشرحا لتعريفه للعلل األول يقول حممد عيد

إ�ا القوانني املستنبطة من كالم العرب اليت ينتظم �ا : و بعبارة أقرباملهمة اليت تقوم �ا هذه العلل، أ

. هي األقيسة النحوية اليت تؤخذ من كالم العريب وحتكم نطقه: هذا الكالم يصح نطقه، أو بعبارة أخرى

فليست تلك العلل) املدرك بالنظر(وأما الصورة احلية اليت يف كالمه، فهي وصف كالم العرب بأنه

إلدراكات ذهنية يف هذا الكالم املنطوق، وإال خرجت عن نطاق مهمتها املوضوعة هلا، ودخلت يف العلل

.2»الثواين املستغىن عنها واليت ال حاجة للنطق �ا

هذا عن العلل األول، أما العلل الثواين والثوالث فينبغي نفيها من النحو، أل�ا ال تكسبنا أن نتكلم

رب، وإمنا تكسبنا حكمتهم يف كالمهم وصيغ عبارا�م، وهي حكمة ال تفيد الناطقني كما تكلمت الع

ومع ذلك فابن مضاء يرتضي قبيال من العلل الثواين، وهو املقطوع به، مثل العلة . بالعربية شيئا يف نطقهم

: رك، فإن قيلاليت تذهب إىل أن كل ساكنني التقيا يف الوصل، وليس أحدمها حرف لني، فإن أحدمها حي

.131الرد على النحاة، ص ): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 1 .130أي ابن مضاء وضوء علم اللغة الحديث، ص أصول النحو العربي في نظر النحاة ور ): محمد(عيد 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

71

ومل مل يرتكا ساكنني ؟ أجيب بأن الناطق ال ميكنه النطق �ما ساكنني، وهي علة ثانية يرتضيها ابن

.1مضاء، ولكنه حيمل بوجه عام على العلل، وينكر استخدامها يف النحو

:أمثلة عن فساد علل النحاة -2

تؤدي إال إىل تعقيد النحو، وجعله يدور يف متاهات وضرب مثاال على فساد علل النحاة، وأ�ا ال

عن نون النسوة، فقال ابن مضاء يف )هـ285ت(علة ساقها أبو العباس املربد: ال حاجة له �ا، وهذا املثال

إن نون ضمري مجاعة املؤنث، إمنا حرك، ألن : ومثال ما هو بني الفساد قول حممد بن يزيد املربد« : ذلك

إنه أسكن، لئال جتتمع أربع حركات، ألن الفعل : وقال فيما قبلها) ضربن ويضربن (بله ساكن، حنو ما ق

فجعل سكون احلرف الذي قبل النون، من أجل حركة النون، وجعل حركة . والفاعل كالشيء الواحد

ولوال اإلطالة . الفسادفجعل العلة معلولة مبا هي علة له، وهذا بني . النون من أجل سكون ما قبلها

.2»ألوردت منه كثريا

من أجل هذا عاب ابن مضاء على النحاة األخذ بالعلل النحوية واإلسراف �ا، حىت وصل

على بصره بالنحو مولعا �ذه العلل الثواين، - رمحه اهللا- 3وكان األعلم« : ببعضهم الولع �ا، فهو يقول

على شاكلته 4وكذلك كان صاحبنا أبو القاسم السهيلي. د ظفر بطائلويرى أنه إذا استنبط منها شيئا فق

.5»يولع �ا، وخيرتعها، ويعتقد كماال يف الصنعة وبصرا �ا -رمحه اهللا-

.38- 37الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 1 .137الرد على النحاة ، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 2هـ وتوفي بإشبيلية سنة 410دب واللغة، ولد سنة هو أبو الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى الشنتمري، المعروف باألعلم النحوي، عالم باأل 3

.233، ص08، ج1980، بيروت، دار العلم للماليين، 5األعالم، ط): خير الدين(الزركلي : ينظر. هـ 476ب كتاب ، صاح17هـ، ضرير عمي وسنه 508هو عبد الرحمن بن عبد اهللا بن أحمد السهيلي، حافظ، عالم باللغة والسير، ولد بمالقة سنة 4

، بيروت، دار العلم 5األعالم، ط): خير الدين(الزركلي : ينظر. هـ581في شرح السيرة النبوية البن هشام، ، وتوفي بمراكش سنة " الروض األنف"

.313، ص03، ج1980للماليين، .137الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

72

:الدعوة إلى إلغاء القياس -3

وألن املذهب الظاهري ال يأخذ بالقياس الفقهي، فقد دعا ابن مضاء القرطيب إىل إلغاء القياس يف

والعرب أمة حكيمة، فكيف تشبه شيئا « : نحو، وبرهن على فساد ذلك عندهم من خالل قولهال

وإذا فعل واحد من النحويني . بشيء، وحتكم عليه حبكمه، وعلة حكم األصل غري موجودة يف الفرع

ال يقيسون أ�م: وذلك. ذلك جهل، ومل يقبل قوله، فلم ينسبون إىل العرب ما جيهل بعضهم بعضا

وضرب . 1»الشيء على الشيء، وحيكمون عليه حبكمه، إال إذا كانت علة احلكم موجودة يف الفرع

وكذلك فعلوا يف تشبيه االسم بالفعل يف العمل، وتشبيهم إن « : لذلك بعض األمثلة من أقيسة النحاة

.وقد آثرت االختصار، والكالم حول هذا يطول شرحه، 2» وأخوا�ا باألفعال املتعدية يف العمل

:إلغاء التمارين غير العملية -سادسا

وكمـــا دعـــا ابـــن مضـــاء إىل إلغـــاء نظريـــة العامـــل والعلـــة واملعلـــول واألقيســـة، فقـــد دعـــا أيضـــا إىل إلغـــاء

التمارين اليت وضعها النحاة وهي افرتاضية غري عملية ال تفيد يف النطق وال تدخل يف األسـلوب العـريب بـل

وممــا ينبغــي أن « : التمــرين ومــا كــان لألســلوب العــريب عهــد �ــا مــن قبــل، وضــرب لــذلك أمثلــة فقــال�ــرد

أصـله ) بـوع(، فيقـول قائـل )فـعل(مثال ) ابن من البيع(كقوهلم ) ابن من كذا مثال كذا(يسقط من النحو

ومن )..موقن وموسر: (العرببـيع فيبدل من الياء واوا النضمام ما قبلها، ألن النطق �ا ثقيل، كما قالت

يف مجـع بيضـاء وعينـاء ) بـيض وعـني وغيـد(بالكسر كسر الباء، لتصح الياء، كمـا قالـت العـرب ) بيع(قال

.3»وغيداء

: ويورد ابـن مضـاء حجـج الفـريقني ويتسـاءل لغـرض إقامـة احلجـة علـى املشـتغلني �ـذه التمـارين قـائال

، لــيخلص يف النهايــة إىل أن تــرك هــذه 4»حــد مـن الــرأيني حجــة الــرأيني هــو الصــواب ؟ فلكــل وا وأمـا أي «

.135- 134الرد على النحاة، ص): اس أحمدأبو العب(ابن مضاء القرطبي 1 .المرجع نفسه 2 .139- 138المرجع نفسه، ص 3 .المرجع نفسه 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

73

أوىل مــن االشــتغال �ــا، ألننــا لســنا يف حاجــة إليــه، لكو�ــا جمــرد متــارين ال تفســر صــيغا عربيــة، وإمنــا تفســر

وهـذا يف مسـألة . أظهـر) بيـع(فرتجح �ـذا أن قـول مـن يقـول « : صيغا هلم، يكثر جداهلم وخالفهم حوهلا

يف إذا أكثر يف هذا الفن، وطال فيه النزاع، وامتدت إليه أطناب القـول، مـع قلـة جـداه، وعـدم واحدة فك

. 1»والناس عاجزون عن حفظ اللغو الفصيحة الصحيحة فكيف بالـمظنون املستغىن عنه . االفتقار إليه

ل أن ينفـر البقيـة حـو قبـإذن كانت صيحة ابن مضاء تنبيها يف وقت مبكر إلعادة النظر يف مـنهج الن

الباقية من طالب هذا الدرس، وهو يف كتابه املختصـر النـافع ال يـدعو إىل هـدم النحـو ونسـف املاضـي بـل

يطالب بتجريد النحو من الشوائب وختليصه من صناعة النحاة، إنه بصراحة يريد ختليص النحو من النزعة

ســب منهــا إال فنونــا مــن العســر واملشــقة، حــىت هــذه النظريــات الــيت مل يك املنطقيــة والفلســفية، ومــن عنــت

. 2أصبح كثري من مسائله ال يفهم إال بعد أن جيدد للناس الفهم مرارا وتكرارا

على كتاب )ه368ت(وما من ريب يف أن من يقرأ كتابا مطوال يف النحو، كشرح السريايف

س أن النحاة أفسدوا النحو التسهيل، حي كتاب على )ه745ت(، أو شرح أيب حيان)ه180ت(سيبويه

ومن أجل هذا كله فإن هذا . بكثرة ما وضعوا فيه من فروع، وعلل وأصول وأقيسة، ومسائل غري عملية

حنوا : الصوت األندلسي الذي انبعث يف القرن السادس للهجرة يستحق التقدير والثناء، وهو يهتف

.3ا فسادا واضطرابا كثريااألقيسة والعلل والتمارين غري العملية فإن فيه

يف النحويـــونومــع أن هـــذه الصـــيحة مل يكـــن هلــا أثـــر علـــى معاصـــريه ومـــن جــاء بعـــدهم فقـــد اســـتمر

حيــث يقتفــون خطــوات مــن ســبقهم حــىت أوائــل القــرن العشــرين، وا وبقــ الصــناعة النحويــة بعــد ابــن مضــاء،

فكرة ابن مضاء القرطيب رمحه لويف ذلك بعث ،من األساتذة والباحثني يدعون إىل تيسري النحو عدد ظهر

.، وهذا ما سأعرض إليه يف الفصل الثالث من هذا الباباهللا

.140الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 1 . 46المرجع نفسه، ص 2 .المرجع نفسه 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

74

:الفصل الثالث

جهود المعاصرين في تيسير النحو العربي

وتجديده

:ويتضمن المباحث التالية

تصدير

المبحث األول:

األولى لتيسير الكتب النحويـةالمحاوالت

الثانيالمبحث:

النظرية المنهجية لتيسير النحو العربي وتجديدهالمحاوالت

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

75

:تصدير

قبل أن أستعرض حماوالت تيسري النحو العريب وجتديده عند املعاصرين، ال بد أن أشري إىل الظروف

اليت آل إليها الدرس العلمي والثقايف عامة، واللغوي خاصة قبل عصر النهضة، أي يف عصر الضعف

. واالحنطاط، وهو مرتبط بالظروف السياسية واالجتماعية اليت ألقت بظالهلا عليه

ا ال خيفى على أحد أن ذلك العصر كان من أحلك فرتات تاريخ املشرق العريب، وأوفرها نصيبا فمم

من التأخر واجلمود يف كافة ألوان الثقافة والعلوم اليت كادت أن تندثر، إال ما كان من بعض الدراسات

.ثالالدينية والعربية اليت كانت تدرس يف كربى اجلوامع واملراكز الدينية كاألزهر م

ولقد خيم الظالم على النفوس، وجفت القرائح، وضعفت رغبة احلكام يف العلم، وانقطعت أسباب

الطلب له، وركدت ريح العلم، واحنط شأنه بني الناس، فقل إنتاج العلماء فيه، وكانت مؤلفا�م يف

حويني مل تقع عيوننا الغالب تلخيص مطوالت، أو حواشي على الشروح، ولو حاولنا استقراء مؤلفات الن

إال على احلواشي املرتادفة على الشروح، وخاصة حواشي شروح متون ابن مالك وابن هشام وابن احلاجب

.1وغريها من املتون املشهورة

وقد اتسمت هذه املؤلفات بالنقول املضطربة املتخالفة، والردود مث الردود على الردود، مع كثرة

العبارات، والتهافت عليها دون الغرض احلقيقي من النحو، ومع كثرة حشوها التعقيد وااللتواءات يف

باملصطلحات األخرى من الفنون عربية وعقلية، ومع التعلق باالستطراد ألوهى األسباب، وعدم مالحظة

ال ففي حواشي كتب املبتدئني كالكفراوي واألزهري والقطر من املسائل ما . ضع ملستواهم الكتابمن و

.300نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة، ص): محمد(الطنطاوي 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

76

يهضمها إال من تزود من هذا العلم، وقد ترتب على هذا نفور بعض الطلبة عن هذا العلم، فقد أعياهم

. 1أمر هذه الشروح واحلواشي، وانطمست عليهم مسالكها

هكذا أصبح النحو العريب مادة معقدة منفرة لطلبة العلم، وال يستطيع االقرتاب منه إال من أويت

عة مسائله، وفك طالمسه وأحجايته، وحماوالت هؤالء النحويني يف اإلجياز وتكثيف املادة صربا كبريا ملقار

النحوية قد أضر �ـا كثريا، مث إن حماوال�م لشرحها بتلك الطريقة املعقدة امللتوية زاد الطني بلـة، مما نفر

ظية على حساب املعىن والداللة، الطلبة من هذا العلم، وخاصة أن هذا العصر قد كثرت فيه الصنعة اللف

لذا فقد أخطأ هؤالء الطريق وأساؤوا إىل النحو العريب أميا إساءة، ومل تنفع نيا�م الصادقة يف تقريبه

.للطلبة وترغيبهم فيه وتسهيله هلم على حد قوهلم

بعض الغيورين وجاء عصر النهضة ونشطت معه احلركة الفكرية والثقافية، وهب لتدارك اللغة العربية

عليها إلنقاذها من وحل اجلمود والتعقيد، وقد أحسوا مبا تعانيه من قصور يف ماد�ا ويف الكتب اليت

تدرس من خالهلا، فبذلت يف ذلك جهود كثرية ومتنوعة للنهضة باللغة العربية من أمثال رفاعة الطهطاوي

لوا بعد عود�م بالتـدريس أو الرتمجة أو التأليف يف وعلي مبارك وزمالئهما من أعضاء البعثات الذين اشتغ

.2خمتلف الفنون، ومن أمثال الشيخ حممد عبده ورشيد رضا وغريهم من خرجيي املدارس العليا واجلامعات

وما يعنينا يف هذا كله هو اجلانب النحوي واجلهود اليت بذلت ألجل تيسريه وجتديده، فقد سلك

لعصر احلديث اجتاهات ومناهج متعددة، وكان هدفهم واحدا هو تيسري أصحاب التيسري النحوي يف ا

.النحو العريب، وحماولة إزالة الصعوبات والتعقيدات اليت ظلت تالزمه على مدى أجيال متعاقبة

وبالرجوع إىل تراثنا النحوي وما قدمه علماؤنا النحاة، فإننا سنجدهم خمتلفني يف مناهج دراسا�م

عضهم سلك سبيل القياس وتشدد فيه كالبصريني، وبعضهم تساهل فيه معتمدا على السماع النحوية، فب

.301نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة، ص): محمد(الطنطاوي 1 .56في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

77

كالكوفيني، وبعضهم أبطل القياس وهاجم التعليل أمثال ابن حزم وابن مضاء، وبعضهم اعتمد على

.علوم أخرى واستعان �ا لدراسة النحو كاملنطق والفلسفة وأصول الفقه وعلم الكالم كما أسلفت سابقا

عت مناهجهم واألمر نفسه جنده عند احملدثني وهم أصحاب التيسري النحوي املعاصر، فقد تنو

جديد من دت، وزادت على ما كانت عليه عند القدامى، فمنهم من اعتمد على الرتاث وحاول الت وتعد

من استعان خالله، ومنهم من حاول تطبيق املناهج اللغوية احلديثة ودعا إىل االستفادة منها، ومنهم

.بالعلوم األخرى اللغوية وغري اللغوية كالفلسفة واملنطق وعلم النفس وعلم األصوات وغريها

عند احملدثني أمر عسري وشاق، وذلك لكثر�ا، ومما يزيد وحماولة االطالع على مجيع هذه احملاوالت

ر على أكثرها شهرة حماوال األمر صعوبة اختالفها يف اهلدف، وطريقة الطرح، واملنهج املتبع، لذا سأقتص

تصنيفها حسب اجتاهات أصحا�ا، وبعد اطالعي على بعض ما كتبه الباحثون يف هذا ا�ال، أرى أن

:1التصنيف املناسب هلذه احملاوالت ميكن أن يكزن على هذه الشاكلة

قام �ا وهي اليت ،لتيسري النحو العريب األوىل وهي احملاوالت :محاوالت تيسير الكتب النحوية -أوال

تذليل العقبات أمام دارسي العربية، وذلك من خالل إجياد الكتاب السهل اخلايل لالدارسون والباحثون

.، وكانت منها الفردية واجلماعيةمن العيوب والصعوبات للناشئة

تتبعها، تعىن بدراسة جذور املشكلة و وهي حماوالت :نظرية منهجية لتيسير النحو محاوالت - ثانيا

:وميكن تقسيمها إىل فردية ومجاعية .بغية عالجها والقضاء على الداء من أصله

. 46- 32ص ،تيسير النحو التعليمي قديما وحديثا: شوقي) ضيف(و. 80- 56في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد : ينظر 1

اتجاهات التيسير ): حسن منديل حسن(والعكيلي . 51 - 42حركة تجديد النحو وتيسيره في العصر الحديث، صفي ): نعمة رحيم(والعزاوي

لغوية في العراق، الدراسات ال): عبد الجبار جعفر(والقزاز ).أغلب مباحث الكتابين( النحوي المعاصر ومحاوالت التيسير النحوي الحديثة

.وما بعدها 20ص جديد النحو عند المحدثين،هات تاتجا): أحمد جار اهللا(والزهراني . 22ص

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

78

:و ميكن تصنيفها حسب االجتاهات التالية :محاوالت فردية -1

وهو الذي كان دعاته من غري املتخصصني يف علوم اللغة والنحو، وقد :اتجاه عام غير منهجي - أ

.اكتفوا بنقد النحو واملطالبة بتيسريه، وتنوعت دعوا�م بني الغلو واالعتدال

.وهو الذي اعتمد على أصول جتديدية منتزعة من الرتاث لنقد النحو العريب :اتجاه إحيائي - ب

وهو الذي اعتمد على املناهج اللغوية احلديثة لدراسة : اتجاه ألسني رافض لمعطيات النحو - ج

. النحو، كاللسانيات وغريها

وهي احملاوالت اليت قامت �ا ا�امع اللغوية والوزارات واجلامعات، :رسمية جماعيةمحاوالت -2

.وأخذت على عاتقها التيسري النحوي وأدخلته يف مناهجها، وقد متيزت جبهود متتابعة ومنظمة

:لخيص ما ذكرنا يف املخطط التايلوميكن ت

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

79

العربي عند المعاصرين تيسير النحومحاوالت

لتيسير النحو محاوالت نظرية منهجية حاوالت تيسير الكتب النحوية م

محاوالت رسمية جماعية محاوالت فردية جماعيةمحاوالت ة محاوالت فردي

اتجاه عام اتجاه إحيائي اتجاه ألسني

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

80

:المبحث األول

المحاوالت األولى لتيسير الكتب النحوية

من جهود بعض الدارسني والباحثني تتمثل فيما قام به حو العريبلتيسري الن األوىلكانت احملاوالت

، وذلك من خالل إجياد الكتاب السهل اخلايل من العيوب والصعوبات للناشئةإلصالح الكتب النحوية،

وهي وهي رد فعل سريع ملعاجلة املشكالت اليت يعاين منها الدرس النحوي آنذاك من تعقيد ومجود،

حماوالت غري نظرية اتسمت بسمات معينة سيأيت ذكرها، ولكنها خطوة مهمة سبقت حماوالت التيسري

.املنهجية والنظرية

:وقد أشرت إىل أ�ا كانت فردية ومجاعية، وأبدأ باحملاوالت الفردية

: المحاوالت الفردية لتيسير الكتب النحوية -أوال

:مباركلعلي باشا " التمرين" -1

الذي ألف كتاب )م1893ت(لعل أول احملاوالت بالنظر لتارخيها، كانت من وضع علي باشا مبارك

مث عهد إىل رفاعة الطهطاوي . الذي ظل وقتا طويال يقرؤه التالميذ باملدارس االبتدائية) التمرين(

ف الطهطاوي كتابه املوسوم بتأليف كتاب يف النحو لطالب املدارس اخلصوصية واألولية، فأل )م1873ت(

.1الذي يعترب من أوائل الكتب يف التأليف النحوي احلديث" التحفة املكتبية لتقريب اللغة العربية"بـ

.60في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

81

:لرفاعة الطهطاوي" التحفة المكتبية لتقريب اللغة العربية" -2

وعرضه على الناشئة بأسلوب من احملاوالت األوىل اهلامة لتيسري النحو " التحفة املكتبية"يعد كتاب

، واتسم بسمات من التجديد 1جديد وبسيط، خيتلف عما هو سائد يف زمنه يف املعاهد والكيات الدينية

:والتيسري أمهـها

.استخدام لغة سهلة بسيطة وسهلة، ليست متنا أو شرحا -1

. االبتعاد عن طريقة القدامى وبعض معاصريه، يف الشروح واحلواشي والتعليقات والتقريرات -2

-ولعلها أول مرة يف تاريخ كتب النحو العريب –استخدام اجلداول اإليضاحية لتلخيص القواعد -3

استخدام حروف كبرية احلجم لكتابة املصطلحات النحوية وعناوين األبواب، وهي وسيلة هامة -4

.2من وسائل التوضيح وجذب انتباه الدارس إىل األمور املهمة

ومما يالحظ أن عناصر التجديد اليت اتسم �ا كتاب رفاعة الطهطاوي كانت وليدة إعجابه وتأثره

البارون "لصاحبه " التحفة السنية يف علم العربية"بالكتب املؤلفة يف اللغة الفرنسية، وتأثره خاصة بكتاب

، وقد كانت بني الرجلني لقاءات ومناقشات أثناء وجود رفاعة يف فرنسا، وقد أثىن 3"ي داساسسلوسرت

ومن مجلة مؤلفاته الدالة على فضله كتاب يف النحو مساه التحفة السنية يف علم « : على كتابه فقال

. 4»العربية، فإنه ذكر فيه علم النحو على ترتيب عجيب مل يسبق به أبدا

. 132العربية الفصحى المعاصرة، قضايا ومشكالت، ص): محمد حسن(عبد العزيز 1

.251ظواهر لغوية في القرآن والشعر وتيسير النحو، ص: )محمد أحمد(خضير 2

، وهو مستشرق )1838- 1758" (البارون سلوستري دي ساسي"على هذا النحو، ووجدته في مراجع أخرى باسم الطهطاوي ورد اسمه عند 3

، وكان )العربية والعبرية والفارسية والتركية(واللغات الشرقية ) الالتينية واأللمانية واإلسبانية واإليطالية واإلنجليزية(فرنسي كان يجيد اللغات األوربية

ضاء جمعية نشر كنوز المخطوطات الشرقية في مكتبة باريس الوطنية، نشر بحوثا حول تاريخ العرب، وحقق مخطوطات عن فتح اليمن، ضمن أع

): يحي(مراد : ينظر. وترجم هذا الكتاب إلى عدة لغات أوربية، وقد عد إمام المستشرقين في عصره" التحفة السنية في علم العربية"ومن مصنفاته

. 538- 536أسماء المستشرقين، صمعجم

.165تخليص اإلبريز في تلخيص باريس، ص): رفاعة(الطهطاوي 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

82

:ألحمد بن محمد المرصفي "فن العربية ألبناء المدارس االبتدائية تقريب" -3

" تقريب فن العربية ألبناء املدارس االبتدائية"ظهر كتاب آخر هو " التحفة املكتبية"بعد كتاب

الكتاب من مسات التجديد والتيسري ما ميس ، ويف)م1888ت(املرصفيتأليف الشيخ أمحد بن حممد

الشكل واملضمون، أما من حيث الشكل فنجد فيه بعض ما اشتمل عليه كتاب رفاعة من استخدام

للحروف الكبرية احلجم يف كتابة العناوين واملصطلحات النحوية، واستعمال بعض عالمات الرتقيم،

ه من وضوح الصياغة وجدة التعريفات، والعناية باختيار واستخدام اجلداول، أما من حيث املضمون ففي

.1األمثلة، وتفصيل املادة النحوية إىل حد أكثر مما حواه كتاب رفاعة الطهطاوي

:لحسين المرصفي "الوسيلة األدبية إلى العلوم العربية" -4

، وهو حماولة لعالج "الوسيلة األدبية إىل العلوم العربية"كتابه )م1890ت(ألف الشيخ حسني املرصفي

مشكلة تعليم العربية يف املراحل العليا، وقد وضع هذا الكتاب لطالب دار العلوم، وتضمن فصلني

خصصهما املؤلف لدراسة الصرف والنحو، فعرض فيهما من قواعد هذين العلمني عرضا يقف الدارس

.2على ما حيتاج إليه منهما

:الوسيلة من مسات التجديد، أذكر ما يليومن أهم ما امتاز به كتاب

ختليص مباحث النحو من مباحث الصرف، مما ساعد على إبراز أهم مسات املباحث النحوية وهي -1

.االختصاص بالرتاكيب

عنايته بإبراز أمهية اجلملة وأ�ا موضوع الدرس النحوي وصلبه، ومل يسبق أن عوجلت اجلمل �ذا -2

.واالهتمام املستوى من الوضوح

.55- 54حركة تيسير النحو العربي في جهود الباحثين المصريين في العصر الحديث، ص): يوسف حسن(السحيمات 1 .60- 57المرجع نفسه، ص 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

83

.حرص املؤلف على دقة التعبري ووضوحه والبعد عن اللغة املألوفة يف كتب النحو التقليدية -3

اإلكثار من االستشهاد جبيد النصوص لرتبية الذوق وامللكة عند الدارس، وللقضاء على مسة اجلفاف -4

.اليت عرفت �ا القواعد النحوية يف كتب النحاة

. 1مكانه الصحيح بني علوم العربية باعتباره جزءا أو فصال يف منهج متكاملأعاد الكتاب للنحو -5

إذن يـعد هذا الكتاب أول كتاب يف علوم العربية يؤلف على منهج جتديدي، كما أنه ميثل حلقة

ىل مرحلة مهمة يف تطوير التأليف العريب، فهو انتقال من مرحلة القواعد والضوابط واملتون واحلواشي إ

.2الثقافة الواسعة والتذوق البصري

ويتضح مما تقدم أن بدايات التأليف النحوي التعليمي، وحماوالت تيسري الكتب النحوية للطلبة

على اختالف مستويا�م، قد ظهرت يف مصر منذ النصف الثاين من القرن التاسع عشر، واستمرت هذه

ضحته، وأما يف األقطار العربية األخرى فقد تأخر التأليف يف هذا احلركة وتطورت على النحو الذي أو

.ا�ال

: المحاوالت الجماعية لتيسير الكتب النحوية - ثانيا

متيزت هذه املرحلة باجتاه يف البحث والتأليف يتجاوز احملاوالت الفردية إىل مرحلة اجلهود اجلماعية

ا بتأليف هذه الكتب النحوية، هم من املتخصصني وأهل اخلربة املشرتكة، خاصة أن هؤالء الذين اضطلعو

واملمارسة الطويلة يف ميدان العربية، وال شك أن اجلهود اجلماعية أكثر دقة وعمقا وحتريا للصواب من

وهلذه . احملاوالت الفردية، واهلدف املتوخى منها دوما هو تقدمي مادة حنوية مبسطة وسهلة وخمتصرة للطلبة

:ومن أهم احملاوالت ما يلي. اوالت التيسريية ميزات جتديدية حسنةاحمل

.66- 65صفي إصالح النحو العربي، ): عبد الوارث(مبروك سعيد 1 .145- 144معالم التطور الحديث في اللغة العربية وآدابها، ص): محمد خلف اهللا(أحمد 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

84

:لحفني ناصف وزمالئه "الدروس النحوية لتالميذ المدارس االبتدائية" -1

من تأليف خنبة من " الدروس النحوية لتالميذ املدارس االبتدائية"كتاب ظهر )م1887(يف عام

والكتاب مؤلف . ، وحممد صاحل، ومصطفى طموموحممد ديابحفين ناصف، : املشتغلني بالتعليم، وهم

من ثالثة أجزاء صغرية على شكل سلسلة، ويضم كل جزء منها القواعد األساسية للنحو مركزة وبأسلوب

.1سهل مع اختيار أمثلة قريبة تناسب املبتدئني

:لحفني ناصف وزمالئه "الدروس النحوية لتالميذ المدارس الثانوية" -2

الدروس النحوية "ألف الثالثة األول مع حممود أفندي وسلطان حممد كتاب )م1891( عام يف

. 2لتكمل به سلسلة التعليم التدرجيي للنحو، فجاء مكمال ملا سبقه من الكتب" لتالميذ املدارس الثانوية

مجاعي متكامل يتوخى الدقة والشمولية عمالومتيزت هذه السلسة مبجموعة من السمات، أمهها كو�ا

غين الطالب عما مما ي اإلجياز والسهولة يف تقدمي املادة النحوية، املرحلتني االبتدائية والثانوية، مع لتغطية

.3هو موجود يف احلواشي والشروح واملطوالت

رية للقواعد، واليت تعود ولكن هذه السلسلة كان فيها بعض القصور والنقص، جتلى يف الطريقة التقري

وقد حاول . الدارس على االعتماد على احلفظ ال استخدام عقله يف الفهم، وخلوها أيضا من التطبيقات

بعض املعلمني سد هذا اخللل وتدارك هذا النقص بتأليف كتب للتمارين والتطبيقات، ولكن هذه

.4اعد، مما قلل من جناح هذه املؤلفاتاحملاوالت كانت فردية وحمدودة ومنفصلة عن كتاب القو

.06- 01، صالدروس النحوية): محمد(الح ، وص)مصطفى(، وطموم )محمد(، ودياب )حفني(ناصف 1قواعد اللغة العربية لتالميذ ): سلطان بك(، ومحمد )محمود أفندي(، وعمر )محمد(، وصالح )مصطفى(، طموم )محمد(، ودياب )حفني(ناصف 2

.07- 05، صالمدارس الثانوية .443النحو العربي ومناهج التأليف والتحليل، ص): شعبان عوض محمد(العبيدي 3 .47د النحو وتيسيره في العصر الحديث، صفي حركة تجدي): نعمة رحيم(العزاوي 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

85

:ومصطفى أمين ، لعلي الجارم"النحو الواضح"سلسلة -3

،1يف أوائل الربع الثاين من القرن املاضي ظهرت سلسلة من الكتب النحوية للمرحلتني األساسية

السلسة ومصطفى أمني، وقد انتشرت هذه اجلارم، من تأليف علي "النحو الواضح"وهي 2والثانوية

انتشارا واسعا، ومن مسا�ا التجديدية أ�ا تقوم على االستنباط، إذ يبدأ الكتاب بعرض األمثلة، ويتدرج

بالطالب إىل أن يصل إىل القاعدة، كما أن هذه السلسلة حفلت بالتمارين التطبيقية اليت انعكس فيها

.احملفوظة ذوق املؤلفني الرفيع، بعيدا عن الشواهد واألمثلة

قام املؤلفان بوضع كتاب يف البالغة لتالميذ املدارس " الدروس النحوية"على غرار ما فعله مؤلفو و

وميكن القول بأن سلسلة كتب . 3"البالغة الواضحة"الثانوية على نفس �جهما يف كتب النحو، ومسياه

الح الكتاب النحوي للغة العربية، ألن طريقة متثل خطوة كبرية إىل األمام يف جمال إص" النحو الواضح"

. العرض مبتكرة ختتلف اختالفا كليا عمال عهد يف كتب النحو العريب

:لعبد العزيز القوصي وزمالئه" للمرحلة االبتدائية تيسير النحو" -4

والتدريس، من حيث الطريقة واملنهجية اجلديدة يف العرض " النحو الواضح"تـم تأليف كتاب جتاوز

عبد العزيز القوصي، وأمحد : من تأليف )م1949(سنة" للمرحلة االبتدائية" تيسري النحو"هو كتاب

ومكمن التفوق فيه هو استخالص . يوسف الشيخ، وعبد الفتاح إمساعيل شليب، وحممد كمال خليفة

مثلة املتفرقة اليت سار عليها القواعد النحوية من نص لغوي حي مؤلف أو مقتبس بدال من اجلمل واأل

.09- 05، ص01ج ،رحلة االبتدائيةد اللغة العربية للمالنحو الواضح في قواع): مصطفى(وأمين ) علي(الجارم 1

.09- 01، ص01ج النحو الواضح في قواعد اللغة العربية للمدارس الثانوية،): مصطفى(وأمين ) علي(الجارم 2 .10- 03ص للمدارس الثانوية، ةالواضح البالغة): مصطفى(وأمين ) علي(الجارم 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

86

، ولقيت هذه الطريقة رواجا فأقبل عليها املؤلفون يف الستينات وما بعدها، ملا هلا من "النحو الواضح"

.1فائدة يف ربط تعلم النحو بتعلم التعبري

كانت هذه أهم احملاوالت اليت استطعت الوصول إليها يف جمال إصالح وتيسري الكتاب النحوي،

وتبقى الريادة فيها ملصر، فقد ضم هذا البلد خرية العلماء الذين كانوا مزدوجي الثقافة، من عربية تراثية

أصيلة وأوربية حديثة، كما يعود الفضل إىل البعثات العلمية إىل أوربا، اليت مكنت هؤالء الدارسني من

على الثقافة العربية، وخاصة العلوم اللغوية االطالع على ثقافة اآلخر، وحماولة اقتباس حماسنها وإسقاطها

والنحوية على وجه أخص، وقد حذا �م هذا إىل البحث عن طرق وسبل جديدة لتدارك اللغة العربية

.وإصالح مناهج تدريسها

.يف املبحث املوايل ا، فسأتطرق إليهالنظرية املنهجية لتيسري النحو العريب وجتديدهأما عن احملاوالت

.75في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

87

:المبحث الثاني

المحاوالت النظرية المنهجية لتيسير النحو العربي وتجديده

قد مهدت -وقد ذكرت بعضها يف املبحث السابق-كانت احملاوالت األوىل لتيسري الكتب النحوية

النحوية يف الكتب املدرسية، ولكنها لـما اهتمت بتيسري املادة . الطريق حملاوالت التيسري املنهجية والنظرية

مل تلتفت إىل النقد النظري واملنهجي، وإمنا اكتفت بالعرض اجلديد والرتتيب والتيسري، وحذف

التفصيالت الكثرية واخلالفات النحوية، مع مراعاة مستوى املتلقني بأسلوب سهل ويسري، واستخدام

.جلداول املبسطةطرق التدريس احلديثة كاستخدام الفهارس املفصلة وا

أما احملاوالت النظرية واملنهجية لتيسري النحو العريب وإصالحه وجتديده، فقد بدأت يف العقود األوىل

الثالث والرابع واخلامس، وأضحت �ضة لغوية حديثة، واجتاها سائدا وطاغيا على : من القرن املاضي

يف الدراسات النحوية، وكان هناك جمموعة كبرية التفكري النحوي املعاصر، فقد أصبح التيسري مسة العصر

من النحاة واللغويني وغريهم، قد ألقوا بأنفسهم يف هذا التيار، وحاولوا الدفاع عن اللغة العربية من خالل

نقد املنظومة النحوية القدمية، واختلفت يف ذلك اجتاها�م وطرقهم يف التعبري عن هذا الرفض املطلق ملا

.ليه الدرس النحوي من مجود وتعقيدآل إ

املتأنية اليت ال تقنع دراسة، قائمة على اللتيسري للنحو العريب ةواملنهجي ةاوالت النظرياحملكانت

بغية بالتيسري الظاهري واحملدود، وإمنا تسعى إىل الوصول إىل جذور املشكالت ومنبع الصعوبات،

، فقد اختلفت وتباينت واتسمت كل منها بسمات معينة، وبعد الجها، ولكنها مل تكن على حد سواءع

:أن تتبعت أغلبها اخرتت هلا هذا التقسيم كما أسلفت سابقا

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

88

:و ميكن تصنيفها حسب االجتاهات التالية :محاوالت فردية -أوال

قد وهو الذي كان دعاته من غري املتخصصني يف علوم اللغة والنحو، و :اجتاه عام غري منهجي - أ

.اكتفوا بنقد النحو واملطالبة بتيسريه، وتنوعت دعوا�م بني الغلو واالعتدال

.وهو الذي اعتمد على أصول جتديدية منتزعة من الرتاث لنقد الرتاث النحوي :اجتاه إحيائي - ب

حو، وهو الذي اعتمد على املناهج اللغوية احلديثة لدراسة الن :اجتاه ألسين رافض ملعطيات النحو - ج

.كاللسانيات وغريها

وهي احملاوالت اليت قامت �ا ا�امع اللغوية والوزارات واجلامعات، :محاوالت رسمية جماعية - ثانيا

.حوي وأدخلته يف مناهجها، وقد متيزت جبهود متتابعة ومنظمةوأخذت على عاتقها التيسري الن

:ا�ا الثالثأي احملاوالت الفردية املنهجية مع اجتاه: وأبدأ بالقسم األول

:ذات الطابع النظري والمنهجي لتيسير النحو فرديةالمحاوالت ال -أوال

:االتجاه العام غير المنهجي المطالب بتيسير النحو العربي - أ

تعالت األصوات هنا وهناك للمطالبة بتيسري النحو العريب وقواعده، واحلفاظ على اللغة العربية،

واملتمدرسني، مما يدرس هلم من لغة وحنو، بعدما أصا�ما من مجود واإلشفاق على الناشئة من الطلبة

وتعقيد يف عصر الضعف واالحنطاط، وجاءت هذه الدعوات على شكل مقاالت يف جمالت أو صحف،

أو حماضرات يف امللتقيات واجلامعات، أو إشارات يف بعض الكتب غري املتخصصة يف النحو مدجمة مع

.غريها من املوضوعات

ولكن بعض هذه الدعوات كان تتحامل على النحو العريب حتامال كبريا، بل اتصف أغلبها بالغلو،

وكان أقرب إىل اهلدم منه إىل البناء، وبعضها كان منصفا اتسم باالعتدال وسعة البحث ودقة النظر

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

89

أ�ا مل ترق إىل وقد وانطوت هذه احملاوالت على اقرتاحات جزئية دون إعطاء بدائل، كما. والتحليل

مستوى احملاوالت العلمية الشاملة، وكان أغلب دعا�ا من غري املتخصصني يف علوم اللغة، وهلذا السبب

:أدرجتها يف هذا العنصر، وسأعرض ألهم هذه الدعوات فيما يلي

:جرجس الخـوري المقدسي -1

وهو أحد - )م1904(عام" جرجس اخلوري املقدسي"أول هذه الدعوات فيما توصلت إليه ما نشره

، وقد دعا إىل استخدام )العربية وتسهيل قواعدها: (يف مقالة عنوا�ا - مدرسي جامعة بريوت األمريكية

العامية، ووجه هجومه على اإلعراب الذي رأى فيه مكمن الصعوبة، ومنبع التعقيد، فهو يرى أن

ألن قواعدها تقضي بوضع عالمات على آخر استخدام احلركات يف أماكنها يعد عقبة يف درس العربية،

املعربات، وهذا هم يالزم الكاتب والقارئ واخلطيب مدى احلياة، وال يكتفي النحاة بذلك بل يطالبون

.1الدارس بتصور عالمات إعراب للكلمات املبنية األواخر

: ويرى للتخلص من هذه الصعوبة طريقني مها

بنية األواخر، فيقتصر يف ضبط األلفاظ على السماع وقواعد أن حتسب الكلمات العربية كلها م -1

.الصرف، ويف إعرا�ا على معرفة نسبتها يف اجلمل بعضها إىل بعض

أن نتجه بالعالج إىل بعض األبواب النحوية اليت يرى فيها صعوبة واضحة، فدعا إىل جعل ضمري -2

اء باب املوانع من الصرف، ونصب اجلمع املؤنث واملذكر واحدا أسوة باللغات األجنبية، وإلغ

مجع املؤنث السامل بالفتحة، ورفع االسم واخلرب دائما حىت مع النواسخ، ونصب املنادى املعرب

.2مطلقا، وإلغاء أحكام العدد

. 343ص، من قضايا اللغة والنحو): علي النجدي(ناصف 1 .90- 89في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

90

: ا الرحمانيـحن القس -2

يف مقال نشره يف العدد املمتاز من جريدة العراق " القس حنا الرمحاين"ومن هذه الدعوات دعوة

، وذكر فيه صاحبه مجلة مقرتحات تتعلق بتيسري "اللغة العربية ووسائط ترقيها: "بعنوان )م1924(سنة

ني أبطلتا املثىن، والتخلي عن النحو والصرف، أمهها دعوته إىل حذف املثىن اقتفاء بالسريانية والعربانية اللت

اإلعراب الذي يرهق الطلبة بل وفطاحل اللغة، وذلك حبذف احلركات من أواخر الكلمات بتاتا وتسكني

. 1هذه األواخر لفظا وخطا

:قاسـم أميـن -3

الذي عد اإلعراب مصدرا لكل ما يقع من حلن يف قراءة " قاسم أمني"من هذه الدعوات دعوة

ذ من عدم وجود اإلعراب يف بعض اللغات األوربية ويف الرتكية حجة يدعم �ا رأيه، ويرى أن العربية، واخت

احلل هو أن تبقى الكلمات ساكنة ال تتحرك بأي عامل من العوامل، و�ذه الطريقة ميكن حذف قواعد

. 2ا�ا كما هيالنواصب واجلوازم واحلال واالشتغال، بدون أن يرتتب عليه إخالل باللغة إذ تبقى مفرد

وهذه الدعوة تطالب بإلغاء اإلعراب واإلطاحة به لكونه يشكل عائقا للطلبة والدارسني، ولكن

االعتماد على اللغات األوربية لالحتجاج غري سديد، فلكل لغة خصائصها وطرائق نظمها، كما أن إلغاء

خصائصها، واملتأمل للقرآن الكرمي جيد هذا التنوع يف اإلعراب برمته يفقد اللغة العربية خاصية أساسية من

.احلركات الذي ينبين عليه اختالف الدالالت

.157- 156الدراسات اللغوية في العراق، ص): عفرعبد الجبار ج(القزاز 1 .52في حركة تجديد النحو وتيسيره في العصر الحديث، ص): نعمة رحيم(العزاوي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

91

:ىـة موسـسالم -4

، وهي حماولة مل تكن "البالغة العصرية"يف كتابه )م1929(وهناك دعوة أخرى لسالمة موسى سنة

خالصة لوجه إصالح النحو أو تيسريه، بقدر ما كانت متهيدا للقضاء عليه وعلى الفصحى ذا�ا، فقد

هاجم اللغة العربية من مقدمته حىت خامتته، وكرس جهوده للدعوة إىل العامية وتفضيلها على اللغة

. 1أغراضها األدبية أكثر منها الفصحى، أل�ا يف رأيه تؤدي

وقد بني يف كتابه هذا بعض صعوبات ومشاكل النحو، ويلقي بالالئمة على القواعد النحوية، ويرى

أن تعلمها يرهق الطلبة ويستنزف منه اجلهد والوقت الكثري، وكلما ناقش بابا من أبواب النحو العريب وإال

. 2 اللغات األوربية، وفضل هذه اللغات على اللغة العربيةوعقد مقارنة بينه وبني ما هو موجود يف

واملتأمل هلذه الدعوة يدرك خطور�ا على اللغة العربية، فصاحبها يعاين من االستالب الفكري

ويرمتي يف أحضان اآلخر، خاصة حينما يفضل اللغات األخرى بطريقة هي أقرب إىل االنتقاص من اللغة

لعيب واخللل، فالتجديد واإلصالح أمر مرغوب فيه، ولكنه ال يعين اهلدم والنقض العربية ورميها با

والقضاء على اللغة، فاستبدال الفصحى بالعامية ال يقول به عاقل فضال عن باحث، فهذه دعوة

.مكشوفة وحماولة مغرضة للقضاء على اللغة العربية وطمسها من الوجود

: نـه حسيـط -5

من دعاة اإلصالح والتيسري النحوي احلديث، فقد ناصر وأيد احملاوالت حسنييعد الدكتور طه

الرد على "، وعرف بكتاب "إحياء النحو"فقد قدم لكتابه " إبراهيم مصطفى"األوىل السيما حماولة

.12- 09البالغة العصرية واللغة العربية، ص): سالمة(موسى 1 .56- 45المرجع نفسه، ص 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

92

يف جمال ، ولكنه مل يكن حنويا مربزا وليس له أي كتاب يف النحو، وكانت أكثر مقرتحاته تصب "النحاة

.1طرق التدريس واملناهج الدراسية والكتب املنهجية

فاللغة العربية ال تدرس يف مدارسنا، وإمنا يدرس يف « : ومن أهم مقوالته يف نقد تعليم اللغة والنحو

هذه املدارس شيء غريب ال صلة بينه وبني احلياة، وال صلة بينه وبني عقل التلميذ وشعوره

يف مصر أساتذة للغة العربية وآدا�ا، وإمنا يف مصر أساتذة هلذا الشيء الغريب املشوه ليس...وعاطفته

. 2»..الذي يسمونه حنوا وما هو بالنحو، وصرفا وما هو بالصرف

:مصطفى جـواد -6

كان الدكتور مصطفى جواد من أوائل النحاة املعاصرين الذين نبهوا إىل صعوبة النحو العريب

العربية، وقد حاول عالج ذلك من خالل جمموعة من املقاالت والبحوث املتعددة، منها ما ومشكالت

ورأى أن اإلصالح يتلخص يف " كيفية إصالح العربية"بعنوان )م1931(نشره يف جملة لغة العرب سنة

تعميم القياس يف القاعدة فيدخل يف ذلك الشواذ، ويف عد كل مقيس فصيحا وجواز استعماله، ويف ترك

تعليل اإلعراب يف النحويات ألن ذلك من قبيل التكلفات والتفقهات، ويف متهيد أسلوب تدريس العربية

. 3اوالتأليف �

مشكالت اللغة العربية : "بعنوان )م1940(سنة" املعلم اجلديد"ومن مقاالته كذلك ما نشره يف جملة

، وقد حتدث فيه عن مشكالت اللغة العربية وخص منها القواعد النحوية اليت دعا إىل إصالح "وحلها

.4طات عديدة، واستنتاجات مفيدةالكثري منها، أل�ا غري متكاملة حتتاج إىل استقراءات جديدة، واستنبا

.33محاوالت التيسير النحوي الحديثة،ص): حسن منديل حسن(العكيلي 1 .09- 08في األدب الجاهلي، ص): طه(حسين 2 .157- 156الدراسات اللغوية في العراق، ص): عبد الجبار جعفر(القزاز 3 .159- 158، صالمرجع نفسه 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

93

:ريـع الحصـساط -7

ومن الدعوات اليت كانت تتوخى اإلصالح وترمي إىل التيسري أيضا، دعوة الـمفكر ساطع احلصري

، وعاجل فيه بعض صعوبات النحو التعليمي، واقرتح هلا حلوال )م1938(يف مقال نشره يف جملة الرسالة سنة

آنذاك، فهو ال يعرتض على القائلني بوجوب التمسك خبصائص اللغة على رآها البعض جريئة ومبكرة

عالتـها، غري أنه يرى أن قواعد اللغة املدونة يف الكتب ال تدخل يف نطاق خصائص اللغة، وأن القواعد

اليت وضعها األقدمون ال جيوز لنا أن نقبلها دون مناقشة أو تفكري، وميكن تصحيحيها وفقا للطرق

.1طقية املتبعة يف األحباث العلميةاملن

ومن أهم ما عابه على النحاة القدامى هو اهتمامهم الكبري باإلعراب واعتباره الغاية القصوى من

دراسة اللغة، مما أدى إىل إغفال كثري من خصائص اللغة وأساليبها يف التعبري، فبقيت خارج نطاق

املفاهيم اخلاصة بالتعريفات النحوية، ويعقب على تقسيمهم قواعدهم، كما أنه حياول تصحيح بعض

الكلمة لثالثة أنواع ويطالب بنظرة أوسع وأمشل أللفاظ اللغة، ويتناول تقسيم اجلملة إىل امسية وفعلية،

ويراه تقسيما شكليا صرفا ويدعو إىل التخلص من هذه املسالك امللتوية والرجوع إىل طرق املنطق

.2والصواب

:ـه الـراويط -8

كتب مقاال يف )م1945-م1944(كان الدكتور طه الراوي من دعاة التيسري يف العراق، ويف العامني

، وشخص فيه بعض مشكالت النحو والكتب "تيسري العربية على املتعلمني"جملة عامل الغد بعنوان

اللغة العربية، اليت تتوفر فيها النحوية وحاول عالجها، فقد دعا إىل وضع الكتب امليسرة يف مجيع فروع

.85آراء وأحاديث في اللغة واألدب، ص): ساطع(الحصري 1 .109- 97سه، صالمرجع نف 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

94

األصول التعليمية احلديثة، وتنطبق على مستوى الطلبة العقلي، وأن ترتب القواعد فيها ترتيبا منطقيا تبدأ

.1باألسهل فالصعب إىل األصعب وهكذا

وذكر الكاتب يف القسم األول من مقاله أن املصلحني من علماء اللغة انقسموا إىل فئات شىت يف

:وجوه اإلصالح، وذهبوا إىل ذلك مذاهب خمتلفة ميكن إمجاهلا يف أربعة

ويرى أصحابه أن أسهل طرق اإلصالح وأجداها نفعا الرجوع إىل :أصولي سلفي: المذهب األول

األصول األصلية من كتب األقدمني، فنرجع بالنحو مثال إىل كتب سيبويه ومؤلفات أيب الفتح املوصلي

تب الزخمشري وأمثاهلا من كتب األئمة األولني، وينبغي الزهد يف كتب املتأخرين اليت وشيخه أيب علي وك

أصيبت بعاهات كثرية، كاالختصار املخل، والتشاغل باأللفاظ عن املعاين، والتعرض ألمور ليست من

.صلب املوضوع، واإلكثار من حشد اآلراء، واإلكثار من العلل الفلسفية

ويرى أصحابه أنه ينبغي أن توضع كتب حديثة :التهذيب والتشذيبمذهب : المذهب الثاني

جلميع فروع اللغة العربية وعلى مراحل متفاوتة، على أن تكون هذه الكتب قاصرة على املسائل اليت ال

يسع الطالب جهلها، جامعة بني الدقة والرتتيب وسهولة التعبري مبا يالئم عقول أبناء هذا اجليل، سالكة

.لطرق العصرية يف أصول التعليمأوضح ا

ويرى أصحابه أن يعاد النظر يف بعض علوم اللغة :مذهب االنقالب والتجديد: المذهب الثالث

فتحذف مثال بعض . العربية، فيزاد فيها وينقص منها كما تقضي يذلك طبيعة العلوم يف العصر احلاضر

ويبسط بعضها ويستعاض عن بعض االصطالحات أبواب النحو وتزاد أبواب أخر وختتصر بع فصوله،

.باصطالحات أخرى تالئم النظريات التعليمية يف العصر احلاضر

.36محاوالت التيسير النحوي الحديثة، ص): حسن منديل حسن(العكيلي 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

95

وهو مذهب ال يستحق أن يعد يف مجلة مذاهب :مذهب العجز والتقصير: المذهب الرابع

بعجزها وأهل هذا املذهب يرون أن نرتك لغتنا جانبا معرتفني . اإلصالح ألنه مذهب هدم وتدمري

وتقصريها عن أن تتسع لعلوم العصر احلاضر وفنونه، وعلينا أن نتعلم تلك العلوم بلسان أعجمي خنتاره

.1من بني األلسن

ورأى أنه ) مذهب التشذيب والتهذيب(وقد اختار طه الراوي من هذه املذاهب املذهب الثاين

) املذهب األصويل السلفي(املذهب األول أجداها باالعتبار بالنسبة للمبتدئني، وميكن اجلمع بينه وبني

. 2بالنسبة للمتخصصني من املتعلمني الذين يأخذون من علوم األدب بنصيب

:وليـن الخـأمي -9

ه عن مشكالت حياتنا اللغوية حماضرات يف أمني اخلويلالدكتور الدعوات أيضا دعوة ومن هذه

حني عزا صعوبة العربية إىل كوننا نعيش بلغة غري معربة وال واسعة ونتعلم لغة معربة واسعة ،)م1958(سنة

احلظ من اإلعراب، فكأننا نتعلم لغة أجنبية صعبة، كما أن إعراب هذه اللغة ال يسهل ضبطه بقاعدة بل

عدة يف الكلمة قواعده وتتضارب، وهي مع اضطراب إعرا�ا ال تستقر على قا يسوده االستثناء وتتعدد

.3الواحدة أو التعبري الواحد

وقد كانت دعوته جادة تنبئ على اطالعه على الدرس اللغوي، وحذا به هذا إىل اإلشفاق على

امض قدما « : الطلبة والدارسني مما يلقنون من حنو وأدب بعيد عن الغاية األمسى للتعليم، ويف هذا يقول

.161- 160الدراسات اللغوية في العراق، ص): عبد الجبار جعفر(القزاز 1 .161المرجع نفسه، ص 2 .55- 54في حركة تجديد النحو وتيسيره في العصر الحديث، ص): نعمة رحيم(العزاوي 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

96

لطلبة السري فيها، فإذا تعليم اللغة القومية غري موفق وإذا أد�ا غري حمبب، وإذا يف مراحل التعليم ملن �يأ ل

. 1»النشء يذهب هواه بددا يف آداب لغات أخرى إن قراها

وقد اقرتح أمني اخلويل لتيسري النحو أن ندع النحاة وآراءهم وقواعدهم، ونتجه إىل األصول اليت

د، آخذين باحلسبان تقليل االستثناء واضطراب القواعد، واختيار ما هو استخرجوا منها هذه القواع

وال يرى بأسا إذا ما . بسبب من لغة احلياة واالستعمال عندنا، مع ضرورة التخلص من اإلعراب وعالماته

.2انتهت دعوته إىل شيء فيه معارضة أو هدم لبعض أصول اللغة

ذا العنصر، والـمالحظ عليها أ�ا جهود فردية ال جتد فهذه أهم احملاوالت اليت استطعت مجعها يف ه

له صدى يف واقع الرتبية والتعليم، ومل يكتب هلا االنتشار لكو�ا حماوالت غري رمسية، وغري متبوعة مبشاريع

للتطبيق، بل تبقى جمرد أحاديث نظرية عامة وغري منهجية، أما احملاوالت أكثر جدوى وشيوعا فسأتطرق

. عنصر املوايلإليها يف ال

:االتجاه اإلحيائي - ب

ة من الرتاث لنقد الرتاث النحوي، فغلب على أصول جتديدية منتزعأصحاب هذا االجتاه اعتمد

عليها طابع احملافظة، فهي إذن حماوالت قامت على أساس قبول النحو التقليدي يف مجلته، مث أجرت

. عليه اإلصالح والتيسري

بصفة التكامل والشمول، وارتكزت على أساس نظري ووجهة نظر حمددة، ومتيزت هذه احملاوالت

وأحاول أن أعرض . وكان دعا�ا من املتخصصني يف علوم اللغة، ومن األكادمييني والباحثني اجلامعيني

:ألهم تلك احملاوالت وأكثرها شهرة بني الدارسني، وهي كاآليت

.06ص محاضرات عن مشكالت حياتنا اللغوية،): أمين(الخولي 1 .117في محاوالت تيسير النحو العربي، ص): عبد اهللا طاهر(علوي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

97

:إبراهيم مصطفى" إحياء النحو" -1

ل أو لألستاذ إبراهيم مصطفى من أشهر حماوالت التيسري املعاصرة، و " إحياء النحو"اب يـعد كت

، فقد نادى فيه بإصالح 1حو التقليديةنقد نظريات الن يالعامل العريب يف العصر احلديث كتاب ظهر يف

العربية، وإبدال النحو وتيسريه ونقد النحاة وخطأهم، وسعى فيه إىل تغيري منهج البحث النحوي للغة

أصوله بأصول سهلة يسرية تقر�م من العربية و�ديهم إىل حظ من الفقه بأساليبها كما صرح بذلك يف

. 2مقدمة الكتاب

وانقسم الدارسون بشأنه بني مؤيد ، )م1937(وقد أحدث هذا الكتاب ضجة إبان نشره سنة

تسمية وذكر أن ، وأثره هونوه بشأنللكتاب م قد الذي " طه حسني: "ومعارض، وأشهر املؤيدين له

أحدمها « :حو على وجهنيه يتصور إحياء الن إذ إن ،إمنا جاءت بإشارة من عنده) النحوإحياء (الكتاب

ولسانه إذا له وجيري عليه تفكريه إذا فكر، ؛ ليفهمه ويسيغه ويتمث يقربه النحويون من العقل احلديثأن

مسائله ه ومناقشة س ب إىل النفوس در واآلخر أن تشيع فيه هذه القوة اليت حتب ،م، وقلمه إذا كتبتكل

إىل أن يعنوا به بعد أن أمهلوه، وخيوضوا فيه بعد أن أعرضوا ، وتضطر الناس واجلدال يف أصوله وفروعه

.3حو على هذين الوجهنياألستاذ إبراهيم مصطفى قد وفق إىل إحياء الن ، مث ذكر أن »عنه

مصدرا مهما من "حوإحياء الن "الذي يـعد كتاب "هدي املخزوميم" دين له كذلكومن املؤي

ر بكثري من آرائه ه تأث كما أن ،"توجيهيف النحو العريب نقد و " :حماولته التجديدية يف كتابهمصادره يف

.4املبثوثة يف كتابه

".ج"دراسات نقدية في النحو العربي، ص ): عبد الرحمن(أيوب 1 ".أ"، ص 1992، القاهرة، 2إحياء النحو، ط): إبراهيم(مصطفى 2 ".س"المرجع نفسه، ص 3 .92- 70في النحو العربي نقد وتوجيه، ص): مهدي(المخزومي 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

98

د ريادة املؤلف حلركة التجديد والتيسري دائما يؤك ومنهم أيضا أمحد عبد الستار اجلواري الذي كان

مستهديا مبن فتح أبواب هذه « فهه أل أن "حنو التيسري: "يف العصر احلديث، فقد ذكر يف مقدمة كتابه

اجلهد ر أن قر وبيانا للحقيقة ن « :، وقال يف موضع آخر» الدراسة احلديثة وهو األستاذ إبراهيم مصطفى

حو لألستاذ إبراهيم مصطفى، فهو الذي فتح مغاليق هذا األصيل يف هذا الباب يقوم على إحياء الن

.، وعلى الرغم مما ذكر مل يوافقه على كثري من آرائه1» الباب وهو الذي أنار لألذهان سبيل اخلوض فيه

ونقدوه نقدا الذعا، فمنهم وقد اعرتض على هذا الكتاب وما جاء فيه كثري من الباحثني والدارسني

الشيخ حممد عرفة الذي قدم تفسريات جديدة أثناء نقد الكتاب ومناقشته مناقشة شديدة، وا�م صاحبه

، وأمحد بدوي يف إحدى مقاالته، وحممد حسني الذي نعت الكتاب 2بأنه حنل النحاة مذاهب مل يقولوها

الذي عد حماولته هدما للقيم " حو اجلديدالن "كتابه يف ، وعبد املتعال الصعيدي3)الكتاب امليت: (بــ

.4وانتصر للشيخ عرفة

ومنهم كذلك علي النجدي ناصف الذي محل على مجيع أصحاب التيسري بدءا من ابن مضاء

حىت آخرهم، وشوقي ضيف الذي حاول جتريد الكتاب من كل جديد وعد أفكاره تكرارا ألفكار ابن

،"دراسات يف العربية وتارخيها"الشيخ حممد اخلضر حسني يف كتابه و ح بذلك، مضاء وغريه دون أن يصر

ومتام حسان الذي رفض رأي إبراهيم مصطفى يف أن احلركات دوال على املعاين، وعبد العال سامل مكرم

.5الذي هاجم ابن مضاء ومن تبعه هجوما عنيفا ودافع عن النحاة ونظريتهم يف العامل

.23- 8- 7نحو التيسير، ص): عبد الستار أحمد(الجواري 1 .وما بعدها 03، ص1937، القاهرة، دار السعادة، 1النحو والنحاة بين األزهر والجامعة، ط): أحمد محمد(عرفة 2

.32ص محاوالت التيسير النحوي الحديثة،): حسن منديل حسن(العكيلي 3 .وما بعدها 10، ص1947 ربي،القاهرة، دار الفكر الع ،)دط( النحو الجديد،): عبد المتعال( الصعيدي 4 .32ص محاوالت التيسير النحوي الحديثة،): حسن منديل حسن(العكيلي 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

99

ور أما املقدمتان فاألوىل للدكت ،ةالكتاب على موضوعات تسبقها مقدمتان وتتبعها خامتوقد قسم

، حو كما رمسه النحاةالن حد : حو اآليت، وأما املوضوعات فكانت على الن واألخرى للمؤلف، طه حسني

، فةحوي، أصل اإلعراب، معاين اإلعراب، الضمة علم اإلسناد، الكسرة علم اإلضاوجهات البحث الن

، مواضع ، العالمات الفرعية لإلعراب، التوابعاأن يسكن إعراب، األصل يف املبىنالفتحة ليست عالمة

.1رف، الص حاة وجهنيأجاز فيها الن

أن " :، ومنه تنبثق األفكار التجديدية فيه هوئيس الذي تدور حوله أحباث الكتاباحملور الر ولعل

، وليست أثرا جيلبه العامل كما يزعم 2"تأليف اجلملة وربط الكلم يف...عالمات اإلعراب دوال على معان

واملؤلف يرى أن هذا الذي اهتدى إليه من كشف سر اإلعراب، مل يهتد إليه النحاة، رغم أ�م . النحاة

إذ "أكبوا عليه أكثر ألف عام، وسر ذلك الفشل هو أن النحاة قد أخطؤوا يف فهمهم للنحو ووظيفته،

. 3"قصروا مباحثه على احلرف األخري، بل على خاصة من خواصه، وهي اإلعراب والبناء

فهو يرى أن الوضع املعتمد على ضبط اآلخر ال يصور املعىن، فلو أبدل اإلعراب باملعىن الهتدى

اإلعراب املتكلم يف كالمه إىل وجه من اإلعراب، فسبب اخلالف يف النحو يرجع إىل عدم تصوير حركات

الضمة علم اإلسناد ودليل على أن الكلمة يتحدث عنها، وأن الكسرة : للمعىن، فخلص من ذلك إىل أن

علم اإلضافة باحلرف أو بغريه، وأن الفتحة ليست بعالمة إعراب وال تدل على شيء، بل هي احلركة

. 4اخلفيفة املستحبة عند العرب

:من القضايا اهلامة تتلخص فيما يلي وقد ناقش األستاذ إبراهيم مصطفى مجلة

. 200- 198إحياء النحو، ص ): إبراهيم(مصطفى 1 .49المرجع نفسه، ص 2 .01ص ،المرجع نفسه 3 .50المرجع نفسه، ص 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

100

.الثورة على العامل، وإرجاع التأثري يف حركات اإلعراب للمتكلم -1

توحيد األبواب ذات العالقة الواحدة حتت باب واحد، كالتوحيد بني املبتدأ والفاعل ونائب الفاعل -2

.مثال، ألن حكمها مجيعا الرفع

.إعادة تقسيم التوابع، حيث ألغى بعضها وهي عطف النسق والنعت السبيب، وأضاف إليها اخلرب -3

، "ظن وأخوا�ا"، وباب "ال النافية للجنس"إنكار تعدد أوجه اإلعراب يف اللفظ الواحد، وذلك مع -4

.وباب االشتغال، واملفعول معه

.رفضه لتنوين العلم، ألن التنوين عالمة للتنكري -5

ميكن إجراء العالمات ألنه ،ف بوجود عالمات فرعية أو نائبةيعرت هوفكاره للعالمات الفرعية، إن -6

.1األصلية فيما جعلوه معربا بالعالمات

إن أهم ما قدمه الكتاب يتمثل يف بعض األفكار النظرية واملنهجية، وأن الدعاوى واآلمال اليت

أعلنت يف مطلع الكتاب كانت أكرب بكثري مما أمكن حتقيقه يف مباحثه فليس فيه من اجلديد إال القليل

فتحة أ�ا ليست عالمة إعراب، ، كاعتباره المما ميكن األخذ به، فلم يكن األستاذ موفقا يف كثري من آرائه

.، ونصب اسم إن مورفض تنوين العل املفردضم املنادى و

ات اإلعرابية هي من احلرك كتأثره بابن جين يف أن ،حاة القدامىر املؤلف بعدد من الن تأث ويبدو جليا

، وإن سفية اليت جر�اعض املسائل الفلأثره بابن مضاء القرطيب يف إلغاء نظرية العامل وبتو ،عمل املتكلم

.خالفه يف املنهج الذي اتبعه فضال عن البديل الذي جاء به

، ووقوفه طودا شاخما ضد حو ومناهج النحاةيف تناول قضايا الن تهجرأأكرب ما حيسب للمؤلف هو و

التيار الكالسيكي الذي يقف يف وجه كل جديد مفيد، أو دعوة صادقة إلنقاذ اللغة والنحو من وحل

.25اتجاهات تجديد النحو عند المحدثين، ص): أحمد جار اهللا(الزهراني 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

101

والتعقيد ، فقد عرب عن آرائه كاملة، وبني هدفه السامي من طرحها، ورسم خطة لتحقيقها، وتلك اجلمود

.الشروط املطلوبة يف البحث العلمي الشامل

رائد حركة التجديد والتيسري يف العصر هو األستاذ إبراهيم مصطفى فإن ا يكن من شيء ومهم

.ارسون الذين أتوا من بعدهما ينهل منه الد ه كتابه منبعا م ىاحلديث، ويبق

:محمد أحمد برانق" النحو المنهجي" -2

هذا الكتاب يف أغلب مباحثه اخلاصة بتيسري النحو صورة مكررة ملا سبقه من حماوالت يف هذا

، وحماولة إبراهيم مصطفى يف )الرد على النحاة(امليدان، ويف مقدمتها حماولة ابن مضاء القرطيب يف كتابه

ار يف أكثر من موضع يف ، وقد أش)م1937(، وحماولة وزارة املعارف املصرية سنة )إحياء النحو(كتابه

.1كتابه إىل هذه احملاوالت وإىل أنه قد أفاد منها

وقد نقل عن أصحاب هذه احملاوالت وجهات نظر كاملة فيما يتعلق بإلغاء العوامل، ومجع معاين

الباب الواحد واألسلوب الواحد كالنفي والتوكيد، وضم أبواب الفاعل ونائب الفاعل واملبتدأ حتت اسم

، وعد الضمائر املتصلة بالفعل حروفا، ورفض فكرة استتار الضمائر، ورفض تقسيم )واملسند إليه املسند(

عالمات اإلعراب إىل أصلية وفرعية، وعد اجلار وا�رور وحنوه هو اخلرب، إىل غري ذلك من املباحث اليت

.ذكرنا سابقا عند هؤالء

أساسني نظريني، أوهلما أن مفهوم التيسري عنده واستند األستاذ برانق يف حماولته لتيسري النحو إىل

هو تقدمي حنو وظيفي للدارسني أساسه وظيفة الكلمة يف اجلملة، وثانيهما عدم اخلروج عما رمسه

.2القدامى، إال يف املسائل اخلالفية، حينها يتعني عليه اختيار الرأي األيسر واألنسب لطالب العلم

.60-53ص النحو المنهجي،): محمد أحمد(برانق 1 .46محاوالت التيسير النحوي الحديثة، ص): حسن منديل حسن(العكيلي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

102

:الصعيدي عبد المتعال" النحو الجديد" -3

بعد سلسلة من البحوث اليت تبلورت فيه أفكار املؤلف من )م1947(مت تأليف هذا الكتاب سنة

، )م1938(خالل مناقشته حملاولة األستاذ إبراهيم مصطفى ومقرتحات جلنة وزارة املعارف املصرية سنة

.1"النحو اجلديد"لتكتمل فصوهلا أخريا يف كتاب

من أجرأ احملاوالت، وقد زعم صاحبها أن أصحاب احملاوالت الذين تقدموه قد وتعترب هذه احملاولة

قصروا دون الغاية، وأن حنوه إذا ما قيس إىل حنو سيبويه كان أوضح منه منهجا، وأقرب إىل إصابة

.2األغراض النحوية الصحيحة، وقدم آراء مل يسمع �ا األولون وال اآلخرون

:التجديدية اليت وضعها تتلخص فيما يليوأهم آرائه

اإلعراب عنده هو تصرف أهل العربية يف آخر أمسائها وأفعاهلا وحروفها بني رفع ونصب وجر، وعليه -1

.فتقسيم الكالم إىل مبين ومعرب حشو ال داعي له

.دخول اجلملة ضمن اإلعراب التقديري، فتقدر عليها احلركات -2

.والنواسخ حتت باب واحددمج أبواب املبتدأ واخلرب -3

.إلغاء نظرية العامل، وجعل العمل للمتكلم -4

.إعراب نائب الفاعل مفعوال به مرفوعا -5

. 3تولد قواعد العربية من حبوث العلماء، وتبدهلا بتبدل النظريات -6

.36محاوالت التيسير النحوي الحديثة، ص): حسن منديل حسن(العكيلي 1 .221مظاهر التجديد النحوي لدى مجمع اللغة العربية في القاهرة، ص): ياسين(أبو الهيجاء 2 .23، ص2011عند عباس حسن في كتابه النحو الوافيتيسير النحو ): عبد اهللا بن حمد(الحسين 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

103

:لتيسير النحو محاوالت شوقي ضيف -4

لعريب تنظريا وتطبيقا، وله اجتهادات يعترب الدكتور شوقي ضيف من أكرب املهتمني بتيسري النحو ا

: كثرية مجع فيها ما بني الدراسة التارخيية والدراسة النقدية، وأهم هذه الدراسات

قدمة مطولة له، مؤيدا البن مضاء وتصديره مب" الرد على النحاة البن مضاء القرطيب"حتقيق كتاب -1

.)م1947(وهذا سنة. وداعيا لالستجابة لدعوته

.)م1982(سنة" النحوجتديد " -2

.)م1986(سنة" تيسري النحو التعليمي قدميا وحديثا مع �ج جتديده" -3

)م1990(سنة" تيسريات لغوية" -41.

ومتثل هذه الكتب منهجه اخلاص ونظرته يف جتديد النحو العريب وتيسريه، وتتلخص يف ستة أسس

، مث شرحها يف كتاب "النحو اجلديد"يف كتابه مث جعلها ستة" الرد على النحاة"ذكر ثالثة منها يف مقدمة

:2"تيسري النحو التعليمي قدميا وحديثا مع �ج جتديده"

.إعادة تنسيق أبواب النحو تنسيقا يؤدي إىل االستغناء عن طائفة بردها إىل أبواب أخرى -1

.واملبنيةإلغاء اإلعرابني التقديري واحمللي يف اجلمل واملفردات املقصورة واملنقوصة -2

أال تعرب كلمة يف الصيغ واجلمل مادام إعرا�ا ال يفيد يف صحة النطق : اإلعراب لصحة النطق -3

.وسالمته

.وضع تعريفات وضوابط دقيقة لبعض أبواب النحو -4

.حذف زوائد كثرية من أبواب النحو تعرض فيه دون حاجة إليها -5

.06موقف شوقي ضيف من الدرس النحوي، ص): عالء إسماعيل(الحمزاوي 1 .571تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب، ص): محمد المختار(ولد أباه 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

104

.1ربية متثال دقيقازيادة إضافات لبعض األبواب، لتمثل الصياغة الع -6

: أحمد عبد الستار الجواري" التيسير أو نحو و ـح ن " -5

عين الدكتور أمحد عبد الستار اجلواري بالنحو تأليفا وتدريسا مدة طويلة، فكانت له يف جتديده

، وكانت بدايات الكتاب )1962(سنة " حنو التيسري: "وتيسريه آراء ونظرات ضمنها كتبه األربعة وهي

، وحنو )م1974(سنة " حنو الفعل"و" حنو القرآن"، و)م1984(، مث أعاد طبعه سنة )م1948(وأصوله سنة

.2، وله حبوث متناثرة يف مراحل حياته العلمية)م1987(املعاين سنة

د، وأنه من وقد ذكرنا سابقا تأثر اجلواري مبحاولة إبراهيم مصطفى، حيث أكد ريادته حلركة التجدي

:فتح للباحثني مسلك هذا الطريق، وتبعه يف مجلة من القضايا، وكانت حماولته قائمة على األسس التالية

.االهتمام بالقرآن الكرمي يف تقعيد النحو ألنه أصح مصدر للغة، وقمة االستشهاد بالبالغة -1

الدخيلة عليه، وعلى رأسها نظرية الدعوة إىل طرح ما ال فائدة منه وتنقية النحو من الشوائب -2

.العامل

الدعوة إىل اتباع املنهج الوصفي االستقرائي بدراسة الظواهر اللغوية واالبتعاد عن الفلسفة والقياس -3

.العقلي

الدعوة إىل حنو املتقدمني سبيال للتيسري وحترير النحو من مفهومه الضيق يف االقتصار على أواخر -4

..الكلم، وتوسيع وظيفته

.3انتقاده للتبويب النحوي الذي خانه التوفيق، فهو يعمل على تشتيت الذهن وبعثرة الفكرة -5

.67- 46الرد على النحاة، ص): شوقي(ضيف : ينظر 1 .40محاوالت التيسير النحوي الحديثة، ص): حسن منديل حسن(العكيلي 2 .50- 09نحو التيسير، ص): أحمد عبد الستار(الجواري 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

105

:في تيسير النحو مهدي المخزوميمحاوالت -6

لقد عين الدكتور مهدي املخزومي بالتيسري النحوي منذ بداية رحلته العلمية مع النحو ودراسة

العريب، فهو باحث جمدد أحاط بالنحو العريب القدمي ووقف اللغة، واشتهرت حماوالته يف أرجاء الوطن

.على مصادره األوىل، فاستوعبها مث ختري منها ما رآه جديرا بأن يوجه الدرس اللغوي وجهة جديدة

يف النحو "وكان أستاذه مصطفى السقا ميدحه ويثين عليه ويقدم ملؤلفاته، وقد قال يف مقدمة كتابه

وقد تتبع الدكتور مهدي تلك العيوب اليت وقعت يف أبواب أو مسائل النحو، « ": توجيهالعريب نقد و

وأحصى الكثري منها، وتوفر عليها درسا وحتليال وموازنة بني املذاهب واآلراء، وخرج من تلك الدراسة

مباحثه لتخليص النحو العريب من الشوائب اليت علقت به، من جراء اختالط ..مبالحظات وآراء قيمة

.1»مبباحث املنطق والفلسفة، والنظريات غري األصيلة يف املباحث اللغوية

:وأهم مؤلفاته اليت عنيت بالتيسري النحوي هي

من جامعة )م1953(مدرسة الكوفة ومنهجها يف دراسة اللغة والنحو، وهي رسالته للدكتوراه سنة -1

على نفقة وزارة املعارف العراقية، مث أعيد طبعها ثانية يف )م1955(القاهرة، ومت طبعها له سنة

ويف هذا املؤلف ناقش حماوالت التيسري اليت ظهرت منذ عصر ابن مضاء . )م1958(مصر سنة

.2إىل زمن تأليفه

، ويف هذا الكتاب ضمن أشهر )م1964(قدم له مصطفى السقا سنة " النحو العريب نقد وتوجيه" -2

.ة، وهو يشرح فيه األصول احلديثة اليت حيتاج إليها علم النحو لتطويره وجتديدهآرائه التجديدي

.10- 09في النحو العربي نقد وتوجيه، ص): مهدي(المخزومي 1 .178الدراسات اللغوية في العراق، ص): عبد الجبار جعفر(القزاز 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

106

، وهذا الكتاب خاص بالقواعد )م1966(قدم له مصطفى السقا سنة " النحو العريب قواعد وتطبيق" -3

والتطبيق على املنهج احلديث، ويشتمل على آراء متعددة يف النحو، مع نقد مجلة من قضايا

.1عريبالنحو ال

النحو الكويف الذي أخذ منه كثريا : وقد ذكر مهدي املخزومي املصادر اليت استقى منها مادته وهي

، وآراء األستاذ "الرد على النحاة"من اآلراء واملصطلحات، وآراء ابن مضاء القرطيب من خالل كتابه

التجديدية اخلاصة به، واليت ، وبعض اآلراء "إحياء النحو"إبراهيم مصطفى لتجديد النحو يف كتابه

.2استمدها من جتاربه من علم اللغة احلديث

:وأهم هذه اآلراء التجديدية ما يلي

.حتديد مشكالت النحو العريب وختليصه من شوائب الفلسفة، وعلى رأسها فكرة العامل -1

.صويت فصريف فنحوي: عرض النحو بطريقة حديثة مشتمال على ثالثة مستويات -2

.لمة إىل فعل واسم وأداة وكنايةتقسيم الك -3

تقسيم املوضوعات النحوية بناء على إعرا�ا من رفع وخفض وجر، وتصنيف بعض املوضوعات -4

).املثىن واجلمع الصحيح واألمساء اخلمسة، واالسم الذي ال ينون: (باعتبارها شاذة، وهي

ليت ختضع لصيغ حمددة ضم عدد من املوضوعات حتت دائرة األساليب، وهي مجيع املوضوعات ا -5

.3ميكن القياس عليها

.27اتجاهات تجديد النحو عند المحدثين، ص): أحمد جار اهللا(الزهراني 1 .10في النحو العربي نقد وتوجيه، ص): مهدي(المخزومي 2 . 17- 15، صالمرجع نفسه): مهدي(المخزومي 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

107

:اس حسنعب " والنحو بين القديم والحديث اللغة"و" النحو الوافي" -7

لألستاذ عباس حسن جهود بارزة يف تيسري النحو العريب والدعوة إىل اإلصالح اللغوي والنحوي،

، "النحو الوايف مع ربطه باألساليب الرفيعة واحلياة اللغوية املتجددة": وله يف ذلك مؤلفات مجة، أمهها

".اللغة والنحو بني القدمي واحلديث"و

هاتان احملاولتان ميكن تصنيفهما إىل حماولة نظرية وأخرى تطبيقية، أما النظرية فقد بدأت على شكل

مث أتبعها مبقاالت نشرت مبجلة اإلسالم ما ، )رأي يف بعض األصول اللغوية والنحوية: (رسالة حتت عنوان

)م1958(و )م1957(بنياللغة والنحو : "يف كتاب حتت عنوان )م1966(مث �يأت له الفرصة فنشرها سنة ،1

.2بعد أن زاد فيها كثريا من املوضوعات، ونقح ما احتاج إىل تنقيح" بني القدمي واحلديث

مدى سعة اطالع املؤلف على املورث اللغوي والنحوي واملطلع على هذا الكتاب بعناية يدرك

القدمي، وكان التيسري لديه هو إجياد حلول للمشكالت اليت يعاين منها النحو القدمي بعد أن قام

بتشخيصها، وقد كان أقرب إىل إنصاف القدامى والرتاث مبوقفه الوسطي بني احملافظة والتجديد، شكال

ا �ذا الرتاث، مما دفع كثريا من الدارسني إىل إمهال جهده وعدم اعتباره من ومضمونا، ومن أشدهم إعجاب

.3حماوالت التيسري النحوي احلديثة

، وقد "مع ربطه باألساليب الرفيعة واحلياة اللغوية املتجددةالنحو الوايف : "أما احملاولة التطبيقية فهي

يف أربعة أجزاء، وجعله على مادة النحو كله فاملؤل مجع وفيه ،)م1960(سنة مت تأليف هذا الكتاب

.05، ص2النحو الوافي مع ربطه باألساليب الرفيعة والحياة اللغوية المتجددة، ج): عباس(حسن 1 27ص تيسير النحو عند عباس حسن في كتابه النحو الوافي،): عبد اهللا بن حمد(ن الحسي 2 . 12- 5اللغة والنحو بين القديم والحديث، ص): عباس(حسن 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

108

القسم املوجز لطلبة الدراسات النحوية والصرفية واجلامعات، والقسم املفصل لألساتذة : قسمني

.1واملتخصصني مشتمال على الضوابط واألحكام اليت قرر�ا ا�امع اللغوية واملؤمترات الرمسية

�ا الكتاب، فهو مقسم وفق املستويات والقابلية للمعرفة بأسلوب وهذه امليزة من أهم ما اتصف

علمي رصني، وطرق عرض حديثة، مع اختيار األمثلة الواضحة، واآلراء اليسرية واالبتعاد عن املشقة

والتعقيد، أضف إىل ذلك اإلحالة إىل ما له عالقة باملسألة اليت يبحثها الكتاب، و�ذا يقضي على

املوضوعات النحوية، ومع هذا كله فقد تعرض هذا الكتاب إىل النقد وأخذ عليه مشكلة التشتت يف

.2حجمه الضخم، وتوسعة مباحثه على هذا النحو

:محاوالت أخرى -8

وكما أسلفت الذكر فإن حماوالت تيسري النحو العريب كثرية واإلتيان على ذكرها كلها مع التفصيل

وهذه . ولكنين أذكر بعضها مما استطعت الوصول إليه مما له عالقة �ذا املبحث ال يتسع له هذا املقام،

احملاوالت كان بعضها على شكل مقاالت، وبعضها اآلخر كتبا ومؤلفات، ويعاجل بعضها املادة النحوية

.وبعضها مناهج النحاة، وبعضها اآلخر مناهج التدريس

حممد علي كمال الدين، وحسن الشريف، وشاكر : ةومن أهم أصحاب هذه احملاوالت التيسريي

اجلودي، وعبد احلميد حسن، حممد علي الكردي، وحممود الربيكان، وأنيس فرحية، وحيىي الثعاليب، وكمال

إبراهيم، ويوسف كركوش، ونعمة رحيم العزاوي، ويوسف السودا، وحممد كامل حسني، وحممد عبد

صفاء خلوصي، ومجيل علوش، وسليم النعيمي، ومحد عبد اخلالق هضيمة، وأمحد مكي األنصاري، و

اجلواد أمحد، وحسن عون، وعبد العال سامل مكرم، وعلي أبو املكارم، واجلنيدي خليفة، وحممد الكسار،

.6- 5، ص01النحو الوافي، ج): عباس(حسن : ينظر 1 .38محاوالت التيسير النحوي الحديثة، ص): حسن منديل حسن(العكيلي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

109

وعفيف دمشقية، وفتحي الدجين، وصاحب أبو جناح، وعبد الكرمي خليفة، وطارق اجلنايب، وفاضل

.وايل أتطرق إىل االجتاه األلسين الرافض ملعطيات النحوويف العنصر امل. 1السامرائي

:اتجاه ألسني رافض لمعطيات النحو -ج

مثة فريق يرى أن إصالح النحو العريب وجتديده وتيسري تعلمه من خالل تطبيق مناهج علم اللغة

الدارسني العرب الذين احلديث، وهو ميدان جديد على العرب، عرف أوال عند املستشرقني، مث الرواد من

الدكتور إبراهيم أنيس، والدكتور متام : تلقوا مناهج علم اللغة احلديث يف أوربا أثناء دراستهم، من أمثال

حسان، والدكتور عبد الرمحن أيوب، والدكتور كمال بشر، والدكتور إبراهيم السامرائي والدكتور عبده

.2ن يف تطبيق هذه املناهج احلديثة، أخذا وعرضا وتطبيقاالراجحي وغريهم، وقد تفاوت هؤالء الدارسو

وما يعنيين منها ما كان له عالقة مباشرة بتسيري النحو العريب، وأشهر هذه احملاوالت التجديدية ما

:يلي

:عبد الرحمن أيوب" دراسات نقدية في النحو العربي" -1

إىل تطبيق مناهج البحث اللغوي احلديث يعترب الدكتور عبد الرمحن أيوب من األوائل الذين دعوا

على النحو العريب، ومن أشدهم نقدا ملناهج النحاة، فهو من الذين تلقوا علم اللغة احلديث يف أوربا، مث

الذي ظهر " دراسات نقدية يف النحو العريب"حاولوا تطبيق مناهجه على الدراسات اللغوية العربية، وكتابه

جادة لنقد مناهج النحاة، وقد قدم هلذا الكتاب األستاذ إبراهيم مصطفى وأثىن هو حماولة )م1957(سنة

.3عليه

. 74- 33محاوالت التيسير النحوي الحديثة، ص): منديل حسنحسن (العكيلي 1 .16- 15اتجاهات التيسير النحوي المعاصر، ص): حسن منديل حسن(العكيلي 2 ".أ"دراسات نقدية في النحو العربي، ص ): عبد الرحمن(أيوب 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

110

وقد بني يف مقدمة كتابه أهم املآخذ على مناهج النحاة، ومن أبرزها عيوب التفكري النحوي عند

:النحاة العرب، وهي

.أنه تفكري جزئي يعىن باملثال قبل أن يعىن بالنظرية -1

لص إىل قاعدته من مادته، بل إنه يبىن على أساس من اعتبارات عقلية أخرى، مث يعمد إىل أنه ال خي -2

.املادة فيفرض عليها القاعدة

.أنه خيلط بني اللهجات يف استخالص القاعدة -3

.1أنه يتأثر يف مواضع عدة باملنطق اليوناين وآراء أفالطون اللغوية -4

جديد يتجاوز تلك املآخذ أو العيوب كما مساها، وهو أن يقوم من أجل هذا فقد دعا إىل منهج

إذن فقد اكتفى هذا الكتاب بتوجيه النقد وكشف . على وصف الظواهر اللغوية مبوضوعية ال فلسفتها

نواحي القصور يف مناهج النحاة، واإلشارة أحيانا إىل موقف املنهج اللغوي احلديث يف بعض املسائل

.ة، بعيدا عن أي إصالح فعلي أو تطبيقي، وبه صرح املؤلف يف مقدمتهواألفكار النحوي

:تمام حسان" اللغة العربية معناها ومبناها"و" اللغة بين المعيارية والوصفية" -2

كان الدكتور متام حسان من الرواد الذين خربوا الرتاث وحاولوا جتديده من خالل قراءة النحو يف

.2لك بعد أن تتلمذ على علماء اللغة الغربيني وتأثر بنظريا�م احلديثةمنظور علم اللغة احلديث، وذ

: وقد دعا إىل جتديد النحو يف كتابني مها

ويرى أن كثريا من الدارسني يشكون من داء يف النحو : )م1958(سنة" العربية بني املعيارية والوصفية" -1

يات دون املنهج، ولـما استضاء العريب وال يقدرون على تشخيصه، فتنصرف جهودهم إىل جزئ

".د"دراسات نقدية في النحو العربي، ص ): عبد الرحمن(أيوب 1 .41محاوالت التيسير النحوي الحديثة، ص): نديل حسنحسن م(العكيلي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

111

هو باملناهج احلديثة استطاع تشخيص الداء، وهو تغلب املعيارية يف منهج حقه أن يعتمد على

يؤيد ابن مضاء يف رفضه للعامل، ويرى أال عامل يف من بني أهم آرائه هنا أنه ، و 1الوصفية

وبني معىن وظيفي خاص، والشرط الوحيد اللغة، واملقصود من أي حركة إعرابية هو الربط بينها

.2يف كل ذلك أن يكون هناك ارتباط تام بني اختالف احلركات واختالف األبواب

ويف هذا الكتاب اتبع املنهج الوصفي يف دراسة اللغة، : )م1973(سنة" اللغة العربية معناها ومبناها" -2

، ويرى 3عد سيبويه وعبد القاهر اجلرجاينويعد أجرأ حماولة شاملة إلعادة ترتيب األفكار اللغوية ب

أن التعليق هو الفكرة املركزية يف النحو العريب، وأن فهم التعليق على وجهه كاف للقضاء على

خرافة العمل النحوي والعوامل النحوية، والتعليق حيدد بواسطة القرائن معاين األبواب يف السياق

ىف وأفضل وأكثر نفعا يف التحليل اللغوي هلذه املعاين الوظيفية ويفسر العالقات بينها بصورة أو

.4النحوية

:إبراهيم السامرائي" النحو العربي نقد وبناء" -3

للدكتور إبراهيم السامرائي باع طويل يف علم اللغة العربية، فقد متيز بتعدد اهتماماته وتنوعها، وكثرة

كثرية، واشتهر بدعوته إىل املنهج التارخيي ودراسة العربية يف تأليفه يف مدة طويلة، وجهوده يف التيسري

ضوءه أل�ا اليوم غريها باألمس، وقد فسر ظواهر لغوية وأساليب وتراكيب حنوية كثرية يف ضوء هذا

.5املنهج، ودعا إىل حنو جديد يقوم على القدمي

.12- 11اللغة العربية بين المعيارية والوصفية، ص): تمام(حسان 1 58- 55المرجع نفسه، ص 2 .10اللغة العربية معناها ومبناها، ص): تمام(حسان 3 .189المرجع نفسه، ص 4 .40محاوالت التيسير النحوي الحديثة، ص): حسن منديل حسن(العكيلي 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

112

أبطل الدكتور السامرائي مسألة العلة ، )م1968(املؤلف سنة " النحو العريب نقد وبناء: "ويف كتابه

والعامل، وأخذ باملنهج الوصفي يف دراسته للغة، وقد قسم كتابه إىل قسم لغوي يدرس أصوات العربية

والكلمة وبناءها واألمساء وما تشتمل عليه، وقسم حنوي يدرس أنواع اجلملة واألفعال وأنواع اإلعراب

ع، ويرى أن هذه املواد اليت ينبغي لطالب النحو أن يتزود �ا، ولكن واملرفوعات واملنصوبات واجلر والتواب

ذلك ال يغين عن معرفة النحو القدمي معرفة جيدة تقف على األصول والفروع وعلى األساليب اليت درج

. 1عليها األقدمون

:عبده الراجحي" النحو العربي والدرس الحديث" -4

قدمة هذا الكتاب إىل أنه حبث يف املنهج وعن املنهج، وأننا يف يشري الدكتور عبده الراجحي يف م

حاجة ملحة للبحث يف منهج النحويني، والبحث عن منهج حنوي جديد، وأن الذي ال شك فيه أن

رفض اجلديد من منطلق اجلهل به شيء ال يقبله العلم وال تقبله الطبيعة اإلنسانية، لذا وجب أن ننظر يف

.2النحوي عند العرب، مث ننظر فيها على ضوء املناهج احلديثة أصول املنهج

وقد ناقش يف هذا الكتاب نشأة النحو العريب واختالطه بالفقه وأصوله، مث عرض موقف املنهج

الوصفي من هذا النحو، مث أفرد فصال كامال لقضية صلة النحو العريب باملنطق األرسطي، وأخريا عرض

. 3لتوليدي وطريقته يف التحليل، مث للجوانب التحويلية يف النحو العريبأصول نظرية النحو ا

:عبد القادر الفاسي الفهري" اللسانيات واللغة العربية" -5

" اللسانيات واللغة العربية، مناذج تركيبية وداللية"دعا الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري يف كتابه

إىل االستفادة من النظريات اللسانية احلديثة يف جتديد النحو وضرورة التزام املنهج العلمي )م1985(سنة

.10النحو العربي نقد وبناء، ص): إبراهيم(السامرائي 1 .6- 5النحو العربي والدرس الحديث، ص): عبده(الراجحي 23

.173المرجع نفسه، ص

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

113

السليم يف انتقاد الرتاث أو وصف الظواهر اللغوية، وقد قدم يف كتابه مناذج تطبيقية للغة العربية مستفيدا

اخلصوص، وميكن أن يؤخذ كتابه من النظريات اللسانية احلديثة اليت حتولت إىل العناية بالنحو على وجه

.1كمادة أوىل أو نظرية تستثمر يف حصر أهداف كتاب مدرسي لقواعد اللغة العربية

ويرى كذلك أن النحو التقليدي ال يزودنا بكل ما حنن يف حاجة إليه، بل ال حنتاج بالضرورة إىل

دماء ليس هلا أي امتياز يف وصف العربية، مفاهيم القدماء وأصوهلم، وأن اآللة الواصفة املوجودة عند الق

.2بل هي غري الئقة يف كثري من األحيان، ولكن ميكن ذكر آراء النحويني القدماء على سبيل االستئناس

كانت هذه أهم احملاوالت اللسانية الرافضة ملعطيات النحو العريب، والداعية إىل تطبيق املناهج

ما ال يطيق فهي حتمله أكثر منه إىل تيسريه، تعقيد النحوة أقرب إىل احلديثة يف دراسة اللغة، وتلك دعو

ا ألفه النحو من قبل،من مصطلحات ومفاهيم جديدة، ال تفهم إال يف حميط فكري خاص بعيدا عم

وتبقى هذه املناهج حمط نظر واجتهاد للمتخصصني يف اجلامعات وطلبة الدرس اللغوي والنحوي، أما من

.هامها يف التيسري النحوي املنشود فلن تقدم أو تؤخر فيه شيئاحيث إس

.أما احملاوالت الرمسية اجلماعية لتيسري النحو العريب، فهي ما سأتناوله يف العنصر املوايل

.32، ص03ج يبة وداللية،اللسانيات واللغة العربية، نماذج ترك): عبد القادر الفاسي(الفهري 1 .61المرجع نفسه، ص 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

114

:ذات الطابع النظري والمنهجي لتيسير النحو جماعيةالرسمية المحاوالت ال - ثانيا

�ا ا�امع اللغوية والوزارات واجلامعات، وأخذت على عاتقها التيسري وهي احملاوالت اليت قامت

:، نذكر منها ما يليحوي وأدخلته يف مناهجها، وقد متيزت جبهود متتابعة ومنظمةالن

:محاولة وزارة المعارف المصرية -1

ل جلنة بتشكي )م1938(اختذت حماوالت التيسري يف مصر طابعا رمسيا، فقد قامت وزراة املعارف سنة

طه حسني، وأمحد أمني، وعلي اجلارم، وإبراهيم مصطفى، وحممد أبو بكر إبراهيم، وعبد : مؤلفة من

ا�يد الشافعي، وذلك للنظر يف تيسري قواعد النحو والصرف والبالغة، وقد حددت اللجنة القواعد

:واألسس اليت ستسري عليها، وتتلخص فيما يأيت

.بأي أصل من أصول اللغة أو شكل من أشكاهلا عدم املساس من قريب أو بعيد -1

.العمل على تيسري القواعد واألصول حبيث تصبح قريبة من العقل احلديث -2

ختليص النحو مما يعسره على املعلمني واملتعلمني، وأهم ما يعسر النحو يف نظر اللجنة ثالثة -3

: أشياء

.اضفلسفة محلت القدماء على اإلسراف يف التعليل واالفرت - أ

.إسراف يف القواعد واملصطلحات - ب

. 1إمعان يف التعمق العلمي الذي باعد بني النحو واألدب - ج

:وإن أهم ما تضمنه تقرير اللجنة من مقرتحات للتجديد وتيسري قواعد النحو والصرف ما يلي

.االستغناء عن اإلعراب التقديري واحمللي -1

.113في إصالح النحو العربي، ص): عبد الوارث(مبروك سعيد 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

115

ات عدم التمييز بني ما هو معرب بعالمات أصلية وعالمات فرعية، بل كل واحد من العالم -2

.أصل يف موضعه

: ويف البناء، وأن يكتفى بألقاب البناء، فيقال أن يكون لكل حركة لقب واحد يف اإلعراب -3

.مضموم ومفتوح ومكسور، ال مرفوع ومنصوب وجمرور" حممد"

تسمية اجلزأين األساسيني للجملة باملوضوع واحملمول، ألنه أوجز، وألنه ال يكلفنا اصطالحا -4

.جديدا

يذكر يف اجلملة غري املوضوع واحملمول يسمى تكملة، وحكمها أ�ا مفتوحة أبدا، إال كل ما -5

.إذا كانت يف حمل مضاف إليها أو مسبوقة حبرف إضافة

جتيء التكملة لبيان الزمان أو املكان، ولبيان العلة، و لتأكيد الفعل، ولبيان نوعه، ولبيان -6

.املفعول، ولبيان احلالة أو النوع

، فتكون "الرجال قاموا"و" الرحالن قاما"، أما يف "زيد قام: "تقدير الضمري املسترت يف مثل إلغاء -7

ألف االثنني وواو اجلماعة �رد الداللة على العدد، واملطابقة بني املوضوع واحملمول من هذه

.اجلهة

.االستغناء عن تقدير متعلق اجلار وا�رور عندما يكون املتعلق كونا عاما -8

اج صيغ التعجب واالستغاثة والندبة من نطاق اجلمل، وإلغاء إعرا�ا التقليدي وتسميتها إخر -9

.1أساليب

وأرسلت اللجنة مقرتحا�ا إىل ا�مع اللغوي يف القاهرة وإىل عدد من اهليئات واملؤسسات املعنية

ليها أخرى، أما باللغة العربية داخل مصر وخارجها لدراسة هذه املقرتحات، فارتضتها مجاعة وردت ع

ا�مع املصري فإنه ألف جلنة لدراسة مشروع الوزارة، فوافقت على قسم كبري منه وعدلت بعضه خاصة ما

.225- 224مظاهر التجديد النحوي لدى مجمع اللغة العربية في القاهرة، ص): ياسين(أبو الهيجاء 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

116

يتعلق بتسمية ركين اجلملة باحملمول واملوضوع، وارتأى تسميتهما باملسند واملسند إليه، مث درس مؤمتر

.1ما أقرته جلنته فوافق على املشروع )م1945(ا�مع املنعقد عام

على النجدي ناصف يف : وأما املعرتضون فرأوا هذه القرارات خروجا على قواعد العربية، ومنهم

، وعبد "آراء وأحاديث يف اللغة واألدب"، وساطع احلصري يف كتابه "من قضايا اللغة والنحو"كتابه

نقد املقرتحات "حممد اجلواد آل الشيخ اجلزائري يف كتابه ، و "النحو اجلديد"املتعال الصعيدي يف كتابه

النحو "، حممد عرفة يف كتابه "هذا النحو"، وأمني اخلويل يف كتابه "املصرية يف تيسري العلوم العربية

، وغريهم من الرافضني هلذه املقرتحات، وكان بعضهم يتجه اجتاها حمافظا تقليديا يرى أن هذا "والنحاة

.2خروج عن املألوف عند النحاة القدامى وهدم للموروث الثقايف األصيل التيسري

وقد عرض جممع القاهرة قرارات جلنة وزارة املعارف على جممعي دمشق وبغداد، غري أ�ما مل يرتضيا

خطوطها األساسية، وطلبا العدول عن تسمية ركين اجلملة باسم املسند واملسند إليه، واإلبقاء على

، كما رأيا العدول عن مصطلح التكملة والرجوع ..ات القدمية، املبتدأ واخلرب، واسم كان وأخواتهاملصطلح

، وقد أفضى ذلك إىل رفض قرارات ا�مع املذكرة ..إىل املصطلحات القدمية من مفعول ومفعول مطلق

.3آنفا

كبار القائمني على وما لبث أن عقد مؤمتر نظر يف نتائج تعليم هذا النحو امليسر، واجتمع فيه

تعليمه بالوزارة، وبعض أساتذة اجلامعات، وتدارس املؤمتر تلك النتائج، واختذ على ضوء ذلك قرارا

.4باالنصراف عنه، والرجوع إىل صورة النحو قبل تيسريه

.151الدراسات اللغوية في العراق، ص): عبد الجبار جعفر(القزاز 1 .34ص محاوالت التيسير النحوي الحديثة،): حسن منديل حسن(كيلي الع 2 . وما بعدها 06موقف شوقي ضيف من الدرس النحوي، ص):: عالء إسماعيل(الحمزاوي 3 .233مظاهر التجديد النحوي لدى مجمع اللغة العربية في القاهرة، ص): ياسين(أبو الهيجاء 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

117

ويعد تيسري ا�مع هذا أول تيسري رمسي ترعاه حكومة من حكومات الدول العربية، غري أنه باء

الرتكيز على استبدال املصلحات دون أمهية لذلك مما أوقع اخللط وااللتباس، : فشل لعدة أسباب أمههابال

وكذا جتاهل الرتاث النحوي ورسوخه عند املعلمني واملتعلمني، وإرجاع مسألة الصعوبة إىل قواعد الفصحى

.التعلميةذا�ا، مع إغفال مناهج التدريس، والظروف احمليطة بالعملية التعليمية

:العربية غوية والعلميةمحاوالت اتحاد المجامع الل -2

دعت اإلدارة الثقافية يف األمانة العامة جلامعة الدول العربية، ا�امع اللغوية العلمية يف مصر وسوريا

درس قضايا: األول: والعراق، ومندويب الدول العربية اليت ليست فيها جممع، لعقد مؤمتر يف دمشق هلدفني

.اللغة العربية، وما تستوجبه من حتديد قواعدها وضبط شواردها، وتسهيل دراستها، قراءة وكتابة وإمالء

.1تنسيق جهود ا�امع ومجعها يف إطار مكني، وتأسيس ا�امع اللغوية العلمية العربية: الثاينو

نهم مصطفى جواد، ، وشارك فيه عدد من أصحاب التيسري، م)م1956( عامفعقد املؤمتر يف دمشق

وإبراهيم مصطفى، وطه حسني، وعارف الكندي، وغريهم، وألقى الدكتور طه حسني حماضرة حول

وقد درس املؤمتر مقرتحات وزارة الرتبية والتعليم يف مصر، وجممع اللغة العربية املصري، . التيسري النحوي

.2ر فيها إىل مؤمتر آخرفوجداها حتتاج إىل زيادة يف البحث والتمحيص، فقررا تأجيل النظ

احتاد ا�امع اللغوية العلمية العربية ندوات يف بلدان عربية أخرى عنيت بتيسري النحو العريب د وعق

ندوة اجلزائر سنة) م1956( الذي عقد يف مقر جممع دمشق سنة" ترقية اللغة العربية"مؤمتر : منها

.3)م1978( ، ومنها ندوة يف جممع اللغة العربية األردين سنة"تيسري تعليم اللغة العربية: "باسم )م1976(

.54ت التيسير النحوي الحديثة،صمحاوال): حسن منديل حسن(العكيلي 1 .المرجع نفسه 2 .88تيسير العربية بين القديم والحديث، ص): عبد الكريم(خليفة 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

118

برعاية ا�لس األعلى " أعمال ندوة تيسري النحو: "بعنوان )م2001( وعقد مؤمتر آخر يف اجلزائر سنة

ي، وتنوعت مداخال�م للغة العربية، وقد شارك يف هذا املؤمتر عدد من الباحثني من القطر اجلزائر

.1وأفكارهم حول التيسري النحوي

، وقد شارك فيه مخسة "مؤمتر تيسري تعليم النحو: "بعنوان )م2002( وعقد مؤمتر آخر بدمشق سنة

أسس تعليم النحو : وعشرون باحثا من القطر العريب السوري، وكانت حبوثهم يف إطار أربعة حماور

و، وتيسري تعليم مباحث النحو، وأساليب تدريس النحو يف خمتلف وتيسريه، ومشكالت تدريس النح

.2املراحل الدراسية وتيسريها

ورغم هذه املؤمترات والندوات بقيت دار لقمان على حاهلا، فكانت قوة القرارات الـمـلزمة غائبة،

ليم يف البالد العربية، فسرعان ما تنفض هذه اللقاءات جبملة من التوصيات ال جتد هلا أثرا يف واقع التع

.وتبقى جمرد حرب على ورق، أو ترفا علميا بعيدا عن الواقع والتطبيق

.06- 03، ص2001 ،، منشورات المجلس األعلى للغة العربية، الجزائرأعمال ندوة تيسير النحو 1 .03، ص2002مؤتمر تيسير تعليم النحو، مجمع اللغة العربية بدمشق، 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

119

:الباب الثاني

طرق وأدوات تيسير النحو العربي

في منهجه وقضاياه وتعليمه

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

120

:الفصل األول

في مناهج النحاة تيسير النحو

:الفصل الثاني

قضاياه بعضتيسير النحو العربي في

:الفصل الثالث

تيسير تعليم النحو العربي

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

121

األول الفصل

في مناهج النحاة تيسير النحو

:ويحوي المبحثين التاليين

:األول المبحث

اــمنهج النحاة في استقراء اللغة واالحتجاج به

:المبحث الثاني

تأثر النحو بالفلسفة اليونانية والمنطق األرسطي

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

122

:قديـــمت

واألسس نقده على أصول النحو العريب إن املتصفح لكتب التيسري احلديثة جيدها أغلبها قد ركز

خمتلف كتب ، بدءا من ثورة ابن مضاء القرطيب، ووصوال إىل وقضاياهماليت بىن عليها النحاة مسائلهم

ما ال يصلح نحو، وحذف إعادة ترتيب أبواب الهذه الكتب وقد حاولت التجديد والتيسري املعاصرة،

، خاصة ما ساهم يف تعقيده وتنفري الناس منه، وما ال يتماشى مع متطلبات العصر، من تطور للغة منه

.وازدهارها

للمنظومة النحوية القدمية من كثرة -من النحويني وغريهم-وحىت ال أقع فيما وقع فيه الناقدون

خمتصرة ميسرة أناقش طريقا ائل كبريها وصغريها، سلكت التفصيالت والتفريعات، واخلوض يف كل املس

القضايا اليت تستوجب الوقوف عندها، حماوال مراجعتها وقول كلمة فيها، خاصة أن التيسري فيها أهم

غال م والتجديد يف مناهج النحاة قد تشعبت طرقه وتعددت واختلف فيه الناس اختالفا بينا، بني

.وكل حزب مبا لديهم فرحون ومنصف ومقارب،

: يف رأيي هي والنقد وأهم هذه القضايا اليت تستوجب املراجعة

.منهج النحاة في استقراء اللغة واالحتجاج بها -أوال

).نظرية العامل التعليل و(وسأركز على :المنطق األرسطيالفلسفة اليونانية و تأثر النحو ب - ثانيا

وال شك أن الوقوف على هذه املباحث متفرقة قد يتطلب كتبا ورسائل مطولة، ولكن هديف يف

جياد احللول املناسبة هلا، وخاصة التعليمية إلهذه الرسالة هو الرتكيز على أهم القضايا النحوية الشائكة،

.فائدة كبريمنها يرجىمنها، دون الولوج يف كثرة التفصيالت اليت ال

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

123

المبحث األول

منهج النحاة في استقراء اللغة واالحتجاج بها

هم، ف ل خ هاتبعو س دراسا�م النحوية، حويون العرب القدامى منهجا حمكما، يف تأسيانتهج الن

حو العريب من دراسة ذلك وال مناص لكل باحث يف الن ، دوا به، ومل حييدوا عنهوساروا على هديه، وتقي

منها من مسائل حو العريب، وما تفرع والوقوف على أسسه وأصوله؛ ألن كل قضايا الن املنهج،

.ومشكالت، يعود يف حقيقته إىل ذلك املنهج

من ثغرات يف بنائه، ومل يسلم ته، وإخالص العلماء فيه، مل خيل وهذا املنهج على إحكامه، ودق

ه نقدا دراسة هذا املنهج ونقد وهلذا فإن ، هت مجاله، وطمست شيئا من وضوحهمن هفوات وشوائب شو

حو العريب، وتشخيص مشكالته وحتديدها، ومن مث يف الن علميا، تعد نقطة البدء يف كل حبث جاد

.اإلسهام يف إجياد احللول هلا

هذا وقد متيزت املراحل األوىل من الدراسة النحوية، على يد النحاة األوائل باجتاه البحث إىل

، وتركزت املصادر املعتمدة 1استقراء املأثور عن العرب، وإعمال الفكر الستخراج القواعد، بقصد معياري

.2الرواية والسماع: يف استقراء اللغة على مصدرين أساسني مها

هو ما «: السيوطي بقولهجالل الدين أما السماع فهو األصل األول من أصول اللغة، وقد عرفه

من يوثق بفصاحته، فشمل كالم اهللا تعاىل وهو القرآن الكرمي، وكالم نبيه صلى اهللا عليه ثبت يف كالم

را عن وسلم وكالم العرب قبل بعثته ويف زمانه وبعده، إىل أن فسدت األلسنة بكثرة املولدين نظما ونث

.72ص االتجاهات النحوية لدى القدماء،): حليمة أحمد(عمايرة 1 .33أصول التفكير النحوي، ص): علي(أبو المكارم 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

124

: والتقعيدحاة على هذه األصول الثالث يف االحتجاج إذن فقد تأسس منهج الن . 1»أو كافر مسلم

.القرآن الكرمي وما ارتبط به من قراءات متعددة، واحلديث النبوي الشريف، وكالم العرب شعرا ونثرا

قراءاتالقرآن الكريم وما ارتبط به من -أوال

مل يتوفر لنص ما توفر للقرآن الكرمي من تواتر رواياته وعناية العلماء بضبطها وحتريرها متنا وسندا،

وضبطها باملشافهة عن أفواه العلماء األثبات الفصحاء من التابعني، عن الصحابة، عن الرسول وتدوينها

ولذا كان القرآن الكرمي هو النص األول الذي احتج به النحاة يف إثبات . 2صلى اهللا عليه وسلم

.3م آحادا أم شاذاقواعدهم، فكل ما ورد أنه قرئ به جاز االحتجاج به يف العربية سواء كان متواترا، أ

هذا النص القرآين قد قرئ بوجوه خمتلفة، اصطلح على هذه الوجوه القراءات القرآنية، واشرتط

صحة السند �ا إىل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، : أصحاب هذا الفن لصحة القراءة ثالثة شروط

.4لعربيةوموافقتها رسم املصحف ا�مع عليه، وموافقتها وجها من وجوه ا

:موقف النحاة من االستشهاد بالقراءات القرآنية -1

ني ، فسرعان ما ظهر اخلالف بني النحويحد االعرتاف بكل القراءاتمل يتوقف األمر عند هذا

طعن النحاة يف صحة بعض القراءات، ورفضوا االستشهاد واالحتجاج �ا قد ، فوالقراء حول بعضها

. ملخالفتها لقواعدهم وأقيستهم، وفضلوا كالم العرب ونتفا نثرية وشعرية هنا وهناك

النحاة يف الصميم، ويفتح ثغرات ينفذ منهجواحلق أن هذا املنهج فيه من اخللل ما يطعن يف

. الم رب العاملني أجدر وأوىل باألخذ واالتباع، وأعرب وأبلغ من غريهإليها نقد الناقدين، فك

.74، تحقيق محمود سليمان الياقوت، صاالقتراح في علم أصول النحو): جالل الدين(السيوطي 1 28في أصول النحو، ص): سعيد(األفغاني 2 .49، ص01، جفجالفيض نشر االنشراح من روض طي االقتراح، تحقيق محمد يوسف ): أبو عبد اهللا(الفاسي 3 .27، صتقريب النشر، تحقيق وتقديم إبراهيم عطوة عوض: مدابن الجزري، مح 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

125

عن موقفه " ألسلوب القرآن الكرمي دراسات" :عضيمة يف مقدمة كتابهحممد الشيخ وقد أعرب

أن الشعر قد استبد جبهد النحاة، فركنوا إليه وعولوا عليه، بل جاوز كثري منهم من هذه القضية، ورأى

ووصف صنيع النحاة هذا بأنه ، فنسب اللحن إىل القراء األئمة، ورماهم بأ�م ال يدرون ما العربيةحده،

.1ةثـغرة نفذ منها الطاعنون عليهم، ألن الشعر روي بروايات خمتلفة كما أنه موضع ضرور

:إنكار النحاة لبعض القراءات المتواترة -2

دون املتــواتر أحيانــا وخيطئــون الــرواة، يقــول اإلمــام والنحــاة ال ينكــرون الشــاذ وحســب، ولكــنهم يــر

إذا جوزنا إثبات اللغة بشعر جمهول، فجواز إثبا�ا بالقرآن العظيم أوىل، وكثريا ما ترى «): هـ604ت(الرازي

النحويني متحـريين يف تقريـر األلفـاظ الـواردة يف القـرآن، فـإذا استشـهدوا يف تقريرهـا ببيـت جمهـول فرحـوا بـه،

قها دليال على صـحتها، فـألن وأنا شديد التعجب منهم فإ�م إذا جعلوا ورود ذلك البيت ا�هول على وف

.2»جيعلوا ورود القرآن دليال على صحتها كان أوىل

إذن فهـــم يتهيبـــون مـــن االستشـــهاد بـــالقراءات أحيانـــا، ولكـــنهم ال جيـــدون حرجـــا مـــن االستشـــهاد

وال عجـب ممـن «: بالشعر ولو كان جمهوال، وقد شنع علـيهم ابـن حـزم الظـاهري وأغلـظ هلـم القـول، فقـال

د المــرئ القــيس، أو لــزهري، أو جلريــر، أو احلطيئــة، أو الطرمــاح، وللشــماخ، أو ألعــرايب أســدي، أو إن وجــ

ــبـ أســلمي، أو متيمــي، أو مــن ســائر أبنــاء العــرب بــوال علــى عق ه، لفظــا يف شــعر، أو نثــر، جعلــه يف اللغــة ي

ا مل يلتفـــت إليــه، وال جعلـــه وقطــع بــه، ومل يعـــرتض فيــه، مث إذا وجــد هللا تعـــاىل خــالق اللغـــات وأهلهــا كالمــ

.3»حجة، وجعل يصرفه عن وجهه، وحيرفه عن مواضعه، ويتحيل يف إحالته عما أوقعه اهللا عليه

02، ص01، اج)دط(الكريم، دراسات ألسلوب القرآن ): محمد عبد الخالق(عضيمة 1 .170، ص09ج، 1981التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب،: )محمد فخر الدين(الرازي، 2 . 192، ص03جالفصل في الملل و األهواء والنحل، : )أبو محمد علي( ابن حزم 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

126

:القراءات المتواترة أمثلة عن استشهادهم بالشعر ورد -3

ومن أمثلة االستشهاد مبجهول الشعر على حساب القراءات القرآنية ما أورده الرازي يف تفسريه،

:عند قوله تعاىل

﴿

﴾1

د ر و «: ، أي إثبات قاعدة العطف على الضمري املتصل ا�رور، قال"األرحام"تعليقا على قراءة محزة جبر

: عر، وأنشد سيبويه يف ذلكذلك يف الش

2عجب فاليـوم قـربت تـهجونـــا وتشتمنـــــا فاذهب فما بك واأليام من

: وأنشد أيضا

نـها والكعب غوط نـفانــــــــف ــــواري سيوفنــــا ومـــا بـيـ تـعلق في مثل السـ3

والعجب من هؤالء النحاة أ�م يستحسنون إثبات هذه اللغة �ذين ا�هولني، وال يستحسنون : مث قال

.4»إثبا�ا بقراءة محزة وجماهد مع أن مها كانا من أكابر علماء السلف يف علم القرآن

.01سورة النساء، آية 1

. وهذا البيت من األبيات الخمسين التي لم يعرف قائلها. 392: ، ورقم الشاهد383، ص02ج الكتاب،): عثمانأبو بشر عمرو بن ( سيبويه 2، وابن الناظم في شرح ألفية والده ابن مالك، وشرحه العيني بهامش 571استشهد بهذا البيت ابن يعيش في شرح المفصل، واألشموني برقم 3

جمع سارية وهي األسطوانة، فشبه أنفسهم بالسواري لطول ": السواري"و. هو لمسكين الدارمي: انالخزانة، وقال الجاحظ في كتابه الحيو

ومحل . وهو الهواء بين شيئين - بوزن جعفر–جمع نفنف ": نفانف"جمع غائط وهو المطمئن من األرض، و - بضم الغين- ": الغوط"أجسامهم، و

: ينظر. دة العامل في المعطوف عليه، وهو ما أجازه الكوفيون دون البصريينالشاهد فيه وفيما قبله العطف على المجرور من غير إعا

).466- 465اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين البصريين والكوفيين، ص): كمال الدين أبو البركات(األنباري .170، ص09جالتفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، : )محمد فخر الدين( الرازي 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

127

إىل أن ولسـنا حباجـة «: عبـد الصـبور شـاهني هـذا االجتـاه بالـدفاع عـن القـراءات، فيقـول.ويدعم د

نعيــد حــديث الصــراع الــذي دار بــني النحــاة والقــراء حــول قــراءات صــحيحة، روايــة وأداء، منســوبة إىل قــراء

كبــار، هلــم قــدرهم يف جمــال اللغــة والنحــو كــأيب عمــرو بــن العــالء، يف قــراءات اإلســكان، ومــع ذلــك حــاول

بط واألداء، فإذا عجـزوا عـن ختطئـة القـراء، النحاة أن يشككوا يف ضبط القراء، برغم أن وظيفتهم هي الض

وا إىل التأويــل والتخــريج رغبــة يف قــرض قواعــدهم الــيت أرادوهــا مقــاييس حــادة وغلــبهم كثــرة الروايــات، جلــؤ

. 1» صارمة، ال يفلت منها إال ما كان شاذا مؤبد الشذوذ

البحر احمليط، أين يوضح أبو حيان موقـف النحـاة يف ومن أمثلة تشكيكهم وا�ام القراء ما ورد يف

﴿مـن ذلـك قـراءة « :تعاملهم مع القراء ويـدافع عـنهم يف كثـري مـن األحيـان، إذ يقـول

﴾2، أصـــل هـــذه القـــراءة عـــن نـــافع ومل يكـــن يـــدري مـــا :، قـــال املـــازين" ش ئ معـــا" فقرئـــت بـــاهلمز

فوجـب قبـول مـا ...العربية، وكالم العرب التصحيح يف حنو هذا انتهـى، ولسـنا متعبـدين بـأقوال حنـاة البصـرة

أصل هذه القراءة عـن نـافع فلـيس : نقلوه إلينا وال مباالة مبخالفة حناة البصرة يف مثل هذا، وأما قول املازين

إن نافعا مل يكـن يـدري مـا العربيـة، فهـو : ت عن ابن عامر واألعرج واألعمش، أما قولهبصحيح، أل�ا نقل

ال يلزمــه ذلــك إذ هــو فصــيح مــتكلم ناقــل للقــراءة عــن العــرب الفصــحاء، وكثــري مــن هــؤالء النحــاة يســيئون

.3»الظن بالقراء وال جيوز هلم ذلك

:المنهج الصواب في االستشهاد بالقراءات القرآنية -4

إذن فالنحاة ينظرون يف النص القرآين ولكنهم يعتمدون غريه مـن كـالم العـرب أساسـا يف دراسـتهم

فرفضهم لبعض للقراءات القرآنية دليل علـى أن قواعـدهم املعـدة قـد أخـذت مـن نصـوص . وأخذ قواعدهم

.275القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث، ص: )الصبورعبد ( شاهين 1 .10األعراف، آية سورة 2

.05/15 البحر المحيط،: )محمد بن يوسف( أبو حيان األندلسي 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

128

راءة القرآنيـة ليسـت نصـا أخرى، والقواعد هنا أحكام نافذة ال ينبغي خمالفتها واخلروج على مقتضـاها، والقـ

، وهذا أكرب خطإ يؤاخذ 1تؤخذ منه األحكام اللغوية، بل نص تطبق عليه هذه األحكام وخيضع لسلطا�ا

.عليه النحاة

لذا ترى النحاة حياولون جاهدين إخضاع بعض القراءات للقواعـد النحويـة والتكلـف يف توجيههـا،

لكـــنهم يـــأبون عـــن التصـــريح بـــذلك فيتمحلـــون يف االحتجـــاج واحلقيقـــة أ�ـــم يعجـــزون أحيانـــا عـــن ذلـــك،

والتعليل هلا حبجج هي أقرب إىل التعقيد والتكلف، وقـد أصـبحت مثـل هـذه اآليـات معضـلة هلـم خلروجهـا

عـن قواعــدهم وخمالفتهـا ألقيســتهم، ولكـنهم يصــلون أحيانــا إىل التشـكيك فيهــا وا�ـامهم لقرائهــا بالضــعف

. همأو اللحن أو الو

يف كثــري مــن األحيــان لالنتقــاء اضــطرا�م يف الرتجــيح بــني مصــادر االستشــهاد، يــدعوهم كمــا أن

أمـــا األول فلمـــا لـــه مـــن القـــراءات، ؛يف االستشـــهاد بـــالقرآن واحلـــديثوالـــرتدد الشـــواهد الشـــعرية، وتفضـــيل

والثـــاين فلروايتـــه بـــاملعىن، ولـــو اكتفـــى النحـــاة بإحـــدى قـــراءات القـــرآن الســـتخرجوا منهـــا أدق حنـــو ممكـــن،

ولكــنهم حترجــوا مــن انتقــاء إحــداها املوافقــة للقاعــدة ورمــي األخريــات بعــدم املطابقــة علــى حنــو مــا توصــف

.2الشواهد

قــرآين ســابق علــى النحــو وقواعــده، وينبغــي أن تكــون هــذه القواعــد مســتنبطة واحلقيقــة أن الــنص ال

منــه، وإمهالــه يقتضــي بالضــرورة اســتقراء ناقصــا ال خيــدم اللغــة، فقصــور القاعــدة عــن مشــول كــل اللغــة حتمــا

يطعــن يف اطرادهــا، وهــذا مــا حصــل بالفعــل لكثــري مــن النحــاة البصــريني يف تعــاملهم مــع بعــض القــراءات

.105االستشهاد واالحتجاج باللغة، ص): محمد(عيد 1 .31اجتهادات لغوية، ص): تمام(حسان 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

129

أن ميعنــــوا يف القــــراءات الصــــحيحة الســــند، فمــــا خــــالف منهــــا قواعــــدهم الصــــواب" كــــان مــــن و ، القرآنيــــة

.1" صححوا بـه تلك القواعد ورجعوا النظر فيه، فذلك أعود للنحو باخلري

يهم ماع، وعلــى الــرغم مــن تقصـــحويون األوائــل علــى الــرغم مــن ســعة علمهــم وعنــايتهم بالســفــالن

ــا وبالســزهم وموحتــر مبراجعــة نــاماع مجعــا ودرســا، فإنــه ميكنزيــد اهتمــامهم بصــياغة القواعــد ضــبطا وإحكام

سـتبني حجـم نمون، لقد يصل الباحثون اجلدد إىل ما مل ينتبه له املتقد ،ة القرآنفيه وخباص تدقيق و ماع للس

.ورأوه من أحكام بعض ما قالوه هذاما تركوه ومل يلحظوه، وقد يصحح

النبوي الشريف الحديث - ثانيا

:الحديث النبوي الشريفوقف النحاة من االستشهاد بم -1

االستشهاد باحلديث الشريف، وحجتهم يف ذلك بأن حاة األوائل بصورة شبه كاملة أمهل الن

جتويز «: ملخصا مذهب النحاة يف ذلك )هـ680ت(ابن الضائعيقول أغلب األحاديث مروية باملعىن،

، الرواية باملعىن هو السبب عندي يف ترك األئمة كسيبويه وغريه االستشهاد على إثبات اللغة باحلديث

واعتمدوا يف ذلك على القرآن وصريح النقل عن العرب، ولوال تصريح العلماء جبواز النقل باملعىن يف

.2»ألنه أفصح العرب صلى اهللا عليه وسلماحلديث لكان األوىل يف إثبات فصيح اللغة كالم النيب

ة يف صنيعهم، ابن الضائع يف هذا معتذرا للنحا شيخه )ـه745ت(األندلسي أبو حيانتابع و

إمنا ترك العلماء ذلك لعدم وثوقهم أن ذلك لفظ الرسول صلى اهللا عليه وسلم، إذ لو وثقوا «: بقوله

أحدمها أن الرواة جوزوا النقل : ن يف إثبات القواعد الكلية وإمنا كان ذلك ألمرينآبذلك جلرى جمرى القر

.32في أصول النحو، ص): سعيد(األفغاني 1 .187صمراحل تطور الدرس النحوي، ): عبد اهللا(الخثران 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

130

عرب، فوقع اللحن يف كالمهم احلديث، ألن الرواة كانوا غريباملعىن، وأن اللحن وقع كثريا فيما روي من

.1»وهم ال يعلمون ذلك

فوجدوها مخسة سيبويه واجتهد بعض الباحثني يف استقصاء األحاديث الشريفة الواردة يف كتاب

حاة إىل االستشهاد باحلديث، وكأين بالنحاة قد ، وهو عدد قليل يعكس نظرة شيخ الن 2استشهد �ا

دا نفذوه من غري مناقشة وال نظر، إال ما كان من ابن وا مسلك إمامهم، وجعلوه قانونا مطر سلك

)هـ672ت(، وابن مالك)هـ609ت(خروف، فقد خالفا مجهور النحاة وأكثرا من االستشهاد باحلديث 3

.4الشريف يف إثبات القواعد النحوية

:الحديث النبوي الشريفمن االستشهاد بموقف ابن مالك -2

توسع ابن مالك يف االستشهاد باحلديث الشريف توسعا كبريا، نفس فيه على العربية بعض

للنحو مصدره اخلصيب، بعد أن ظل مدة بذلك فأعاد وأثرى به إجرائية االستشهاد والتدليل، الشيء،

رآن الكرمي، طويلة بفقده جمدبا، حني جعله املصدر الثاين من مصادر االحتجاج واالستشهاد بعد الق

، إذ حيتوي على "شواهد التوضيح والتصحيح ملشكالت اجلامع الصحيح"ويظهر ذلك جليا يف كتابه

.5حديثا استشهد �ا لتأييد بعض املسائل النحوية 84حديثا، منها 266

ما رأيت أحدا من األشياخ «: بصنيع ابن مالك، فقال )ه1170ت(وقد أشاد ابن الطيب الفاسي

احملققني إال وهو يستدل باألحاديث على القواعد النحوية واأللفاظ اللغوية، ويستنبطون من األحاديث

النبوية األحكام النحوية والتصريفية واللغوية، وغري ذلك من أنواع العلوم اللسانية، كما يستخرجون منها

.78في أصول النحو، ص): سعيد(األفغاني 1 .52موقف النحاة من االحتجاج بالحديث، ص): خديجة(الحديثي 2 .109االستشهاد واالحتجاج باللغة، ص): محمد(عيد 3 .103- 100القياس في النحو، ص): جاسم سعيد(الزبيدي 4 .191-190صمراحل تطور الدرس النحوي، ): عبد اهللا(الخثران 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

131

ق ما قاله اإلمام ابن مالك، عالمة جيان، ال ما قاله أبو حيان، وكالم ابن األحكام الشرعية، وأخريا احل

.1»الضائع ضائع

:أسباب عدول النحاة عن االستشهاد بالحديث ومناقشتها -3

ال يثبتان عند التحقيق ف حجة لرفض االستشهاد باحلديث، ذان ذكرمها النحويونالل ببانالس أما

لفظا بلفظ يف معناه عريب فعلى فرض وقوعه فاملغري جتويز النقل باملعىن، وهو ل منهماوالتدقيق، فاألو

يف بعض الروايات من غلط أو تصحيف فنزر وإن وقع بعد ذلك شك ، بكالمه يف اللغة ج ت مطبوع حي

بروايات ، ولكنيسري ال يقاس أبدا إىل أمثاله يف الشعر وكالم العرب ، فكثري من األشعار نفسها رويت

.2، وبعضها موضوعخمتلفة

فنحسبه قليال، ألن الرواة كانوا وقع وقوع اللحن يف احلديث، فهو إن السبب الثاين وهو ا أم

صحيف يف كثري من وقد وقع اللحن والت هذا. يتتبعون الروايات وحيرصون على تصحيحها مبنهج دقيق

به يعتد ا ال يف رواة احلديث أعاجم فهذ ا القول بأن م أ. مينع ذلك من االحتجاج �املو ،األشعار القدمية

، بل إن كثريا ممن محلوا لواء العلوم الدينية واللغوية كانوا فكم يف رواة الشعر والنثر من األعاجم ة،حج ك

" سيبويه"من األعاجم، وقد خدموا اإلسالم ولغة الضاد أميا خدمة، ويكفينا أن شيخ النحاة وإمامهم

.أعجمياكان

، م احلديث سائر كالم العرب من نثر وشعر يف باب االحتجاجأن يتقد وكان من املنهج احلق

وكل الناس جممع على أن النيب صلى اهللا عليه وسلم أفصح العرب قاطبة، وأن احلديث ال يتقدمه شيء

.101تحرير الرواية في تقرير الكفاية، تحقيق علي حسين البواب، ص): محمد بن الطيب(الفاسي 1 .52- 51في أصول النحو، ص): سعيد(األفغاني 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

132

ا ن أ «: يف باب االحتجاج إذا ثبت أنه لفظ النيب نفسه، وقد روي عن النيب صلى اهللا عليه وسلم حديث

.، فال يعدل عنه إىل غريه1» اد الض ب ق طـن ن ـم ح ص ف أ

النحاة األوائل عندما استنبطوا القواعد واألحكام، مل يكن علم إن : ومن اإلنصاف أن نقول

أدركوا ذلك ملا وعظيم دراية، ولو وما فيها من حسن رواية ، ومل تظهر كتب الصحاح،احلديث قد استقر

حويني اليت ظهرت بعد استقرار علم اللوم يقع على طبقات الن عدلوا عن هذه الثروة العظيمة، ولعل

، ممن فرطوا يف هذا الرتاث الضخم وغريهم راج والفارسي وابن جينمثراته، كابن الس نضوجاحلديث و

.واهللا أعلم النفيس، وقصروا يف التدارك على سابقيهم يف االستشهاد به،

بزيادة " كشف الخفا"رواه ابن سعد في طبقاته، عن يحي بن يزيد السعدي مرسال، والطبراني عن أبي سعيد الخدري، وأورده العجلوني في كتابه 1

األحاديث التذكرة في ): بدر الدين(ينظر الزركشي . معناه صحيح، لكن ال أصل له :قال ابن كثير. ، والسخاوي بلفظ الترجمة""بيد أني من قريش"

.160المشتهرة، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، ص

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

133

كالم العرب - ثالثا

:منهج النحاة في االستشهاد بكالم العرب -1

على ركنني أساسني، مها حتديد املكان والزمان قام املنهج يف السماع عن كالم العرب

فهي ،مد على القبائل اليت تقطن قلب اجلزيرة العربيةلالستشهاد، أما من حيث حتديد املكان، فقد اعت

حميطهاعلى القبائل املنتشرة لغات القبائل العربية اليت حيتج بلغا�ا دون غريها، واستبعدت من االحتجاج

.1والقريبة من األعاجم

: ، كما يلي)هـــ911ت(هذه القبائل فيما نقله عنه السيوطي )هـــ339ت(وقد صنف أبو نصر الفارايب

كانت قريش أجود العرب انتقادا لألفصح من األلفاظ، وأسهلها على اللسان عند النطق، وأحسنها «

قتدى، وعنهم أخذ اللسان مسموعا، وأبينها إبانة عما يف النفس، والذين عنهم نقلت اللغة العربية، و�م ا

قيس ومتيم وأسد، فإن هؤالء هم الذين عنهم أكثر ما أخذ ومعظمه، : العريب من بني قبائل العرب وهم

وعليهم اتكل يف الغريب يف اإلعراب والتصريف، مث هذيل وبعض كنانة، وبعض الطائيني، و مل يؤخذ عن

. 2»غريهم من سائر قبائلهم

فقد احتجوا بأقوال عرب اجلاهلية، و فصحاء اإلسالم حىت منتصف القرن أما من حيث الزمان

.3)هـ150ت( الثاين و كان آخر من حيتج بشعره من الشعراء إبراهيم بن هرمة

.29تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب، ص): محمد مختار(ولد أباه 1 .102- 100االقتراح في علم أصول النحو، ص): جالل الدين(السيوطي 2 .38المرجع نفسه، ص 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

134

:أهم المؤاخذات على هذا المنهج -2

:والتقصير في الجمع واالستقراء تضييق مصادر السماع - أ

أن هذا التحديد الزماين واملكاين ملصادر السماع اللغوي، واستبعاد بقية القبائل العربية، ال شك

نهج السليم يف دراسة العربية، واستخالص قواعدها وأحكامها؛ ألن ذلك الصنيع حرم يتناىف مع امل

.وليةشمبال ال تتصفالنحوي مادة لغوية وفرية، وأساليب عربية كثرية، مما جعل أحكامه جزئية

اليت قواعدهم، وبنوا أحكامهم اعتمدوا كالم العرب، إال أن القواعد وضعوان النحويني عندما إ مث

أصلوها، مل تصدر عن استقصاء للغة، واستقراء ألساليبها، وتراكيبها، بل كان استقراء ناقصا، اعتمدوا

.على قليل مما مسعوه من أقوال العرب النثرية والشعرية

دراسة الستخالص ع أقوال العرب، مث ختضع للبحث والم املنهج السليم يقتضي أن جت وكان

يريدون ومنها أ�مثغورا عديدة، ينفذ منها إىل الصميم، النحاةجيد يف قواعد فالناقد .القواعد واألحكام

ومن شعر ال تلك، تفا نثرية وشعرية من هذه القبيلة، ومنبناء قواعدهم على كالم العرب، فيجمعون ن

، ويضعون قواعد تصدق على أكثر ما وصل إليهم �ذا االستقراء غري منسوبةف قائله إىل مجلة عر ي

ون هذه القواعد مبقاييس منطقية يريدون ددإىل خطة حمكمة يف اجلمع، مث يس الناقص الذي ال يستند

.1اطرادها يف الكالم

د عليها النحاة، ال حتوي مجيع لغات القبائل األخرى لغات القبائل اليت اعتم ومن البديهي أن

وهلجا�ا، من أساليب وتراكيب وتصرف يف استخدام اللغة، ومن هنا جاءت بعض األحكام النحوية

قاصرة، ألن النحويني أغفلوا شواهد كثرية وأساليب عديدة، فصاغوا أحكامهم بناء على استقراء ناقص،

.لتغريت بعض تلك األحكام والقواعد ولو وسعوا دائرة االحتجاج،

.31في أصول النحو ص): سعيد(األفغاني 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

135

ولكن الدكتور متام حسان يدافع عن النحاة يف مسألة االستقراء الناقص، وال يشرط استقراء تاما

ليس النحو يف رأيه معرفة تقوم على االستقراء التام، و�دف إىل اإلحاطة بكل من أجل التقعيد للغة، ف

.حاة على تقصريهم يف هذا االستقراءجمانبة الصواب حماسبة الن ، لذا كان من 1جوانب موضوع املعرفة

أنه كان على النحاة أن خيتاروا الفصحى على لسان قبيلة واحدة بعينها ويذهب بعيدا إىلبل

لتكون موضع الدراسة عندهم، أو كان عليهم أن يقتصروا على الفصحى كما تبدو يف القرآن أمسى نص

ولكن . اعرتض معرتض بكثرة القراءات فقد كان عليهم أن خيتاروا إحداها فإن. عريب من مجيع وجوهه

.2النحاة مل يفعلوا ذلك وإمنا استخرجوا حنوا تلفيقيا للغة على الصورة اليت ارتضوها

ويف ضوء ما مت فعال على أيدي النحاة، نستطيع أن نتصور أن هؤالء النحاة لو اقتصروا على

سيس قواعدهم وبناء قوانينهم خللصوا النحو على األقل من شوائب اخلالفات هلجة قريش وحدها لتأ

فيما بعد على املادة النحوية نفسها، فضاعت هذه املادة ىرية، وآثار اجلدل العنيف الذي طغالكث

.3األصيلة يف زمحة تلك املناقشات

هذا هو االعرتاض األول على النحاة على تقصريهم يف اجلمع واالستقراء، ويضاف إىل هذا فإذن

االعرتاض كذلك أن لغات هذه القبائل ختتلف فيما بينها يف قليل أو كثري، مما كان له أثر واضح بعد

بعض فة، ومنالنتزاعها من تلك اللغات املختل متضاربةذلك يف النحو وقواعده، فجاءت القواعد قاصرة

القبائل دون بعض، فإذا استنبطوا القاعدة من تلك اللغات املختلفة، املقصورة على هذه القبائل القليلة

.57األصول، دراسة ابستيمولوجية للفكر اللغوي عند العرب، ص): تمام(حسان 1 .20ص اجتهادات لغوية،): تمام(حسان 2 .77صدراسات في اللغة والنحو العربي، ): حسن(عون 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

136

صدموا بأمثلة ختالف أحكامهم، فال جيدون بدا أن يتأولوها، أو يصفوها بالقلة، أو بالشذوذ، أو

.1بالسماع

:هم بين مستويات اللغةيقتفر عدم - ب

تفرقتهم بني مستويات اللغة، إذ إ�م نظروا إىل اللغة على النحاة القدامى كذلك، عدم ذ ؤخ ا ي ومم

العلماء الذين رحلوا إىل البادية، ليسمعوا ويدونوا، أو فمبستويا�ا املختلفة وهلجا�ا املتنوعة نظرة واحدة،

بني املستويات اللغوية املختلفة اليت كانوا يأخذون واخلطرحل إليهم أعراب البادية، فسمعوا ودونوا،

، ونسوا شيئا هاما وخطري األثر، وهو أن ما يسمعونه ينتمي إىل )عربية(اعتربوا كل ما يسمعونه فعنها،

.2اللهجات ومنها ا هو دونه من مستوىاللغة الفصحى، فمنهامستويات متعددة،

النحاة يف عدم التفرقة بني املستويات اللغوية املختلفة، وذلك غري أننا ميكن أن جند مسوغا ملنهج

حاة القدامى، هو احلفاظ على لغة القرآن وصو�ا من اللحن واخلطأ، فهذا اهلدف هو أن اهلدف األول للن

م وجدوا أن القرآن الكرمي فيه الكثري من هلجات العرب على الذي رسم منهج أوائل النحاة، وذلك أ�

.3ئلهمخمتلف قبا

التفرقة ا من االهتمام بكافة هذه اللهجات، وعدمة اللغوية،مل جيد النحاة بد م ل س م أمام هذه ال و

حاة بذلك مل جيدوا بدا من االهتمام الن ه وج فلما و « : حممود حنلة.ديقول . بني املستويات اللغوية

ه ال ميكن إغفاهلا، الدرس النحوي، ألن مصدرا من مصادر –و خباصة الفصيحة مبعيارهم –باللهجات

.4» ويف القرآن وقراءاته منها الكثري

.64- 63اللغة والنحو بين القديم والحديث، ص): عباس(حسن 1 .38- 37أصول التفكير النحوي، ص): علي(أبو المكارم 2 .وما بعدها 89، ص02، جاإلتقان في علوم القرآن، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ):جالل الدين( السيوطي 3 .66، صأصول النحو العربي ):محمود(نحلة 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

137

يقف النحاة يف حرية من أمرهم، ليتحملوا وزر واالعرتاضات املختلفة، وبني هذه الدعوات املتباينة

ا إىل الدرس إن حناة العربية أساؤو : ت وأخطاء، لذا قد قيل وال يزال يقالوتبعات ما وقعوا فيه من زال

من خالفات يف املسائل النحوية مصدرها االعتماد على اللهجات العربية له النحوي وعوصوه مبا تعرضوا

اليت ميكن أن توضع جبانب هلجة قريش من حيث الفصاحة والصحة والسالمة مثل هلجة متيم وطيء،

.1تناسيهوغريمها، واشتمال اللغة على هلجات أمر طبيعي ال جمال إلنكاره و

:اضطراب واختالف المرويات -ج

مل الرواية تسلم من االختالف والتباين واالضطراب، وعلى الرغم من حماوالت بعضهم اعتماد

كثرة : سباب أمههاألوسائل خاصة ألخذ الصحيح باعتماد اجلرح والتعديل، إال أ�م عجزوا عن ذلك

املشافهة يف التدوين وعدم اعتماد أسس معينة يسري عليها املروي وافتقاره إىل الصحة والدقة، واعتماد

ج بعض املدارس النحوية يف األخذ جبميع املروي مهما كان، فقد اعتمدت الكوفة الكثري الرواة، وعدم حتر

.2هل من الشعر املصنوع واملنسوب إىل من مل يق

خرنق بنت بدر بن: "صيدة لــــــومن أمثلة هذا اخلالف البني يف الرواية، بيت من الشعر من ق

ترثي فيه زوجها ) وهي أخت طرفة بن العبد البكري الشاعر املعروف ألمه(، "فان بن مالك بن ضبيعةه

:فقد روي البيت الثاين على األوجه التالية. بشر بن عمرو بن مرثد سيد بين أسد

عدن قومي الذين هم سم العداة وآفة - أ الجـزر ال يـبـ

النازلون بكل معتـرك والـطيبون معاقـد األزر

النازليـن بكل معتـرك والـطيبون معاقـد األزر - ب

النازلون بكل معتـرك والـطيبيـن معاقـد األزر -ج

.77دراسات في اللغة والنحو العربي، ص): حسن(عون 1 .18المفاهيم النحوية تصنيفها وتطبيقاتها التربوية، ص): إبراهيم يوسف(قاقيش 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

138

1والـطيبـين معاقـد األزر النازليـن بكل معتـرك -د

إذا : "وقد وردت هذه الروايات للداللة على أحكام خمتلفة يف باب النعت تتلخص فيما يلي

فها أنت ترى كيف كان .2"تباعها وقطعها واجلمع بينهما بشرط تقدمي املتبعإتكررت النعوت لواحد، جاز

اختالف الرواية سببا رئيسا يف تعدد األحكام النحوية وتشعبها، بل إن النحاة أنفسهم يولعون �ا إىل

وحنن يف - ين منهمر ة املتأخ خاص - خصبا لتعميق اخلالفات النحوية درجة كبرية، وجيدون فيها يف ميدانا

.هغىن عن هذا كل

بة البيت الشعري إىل جمهول، أو االختالف يف معرفة صاحبه احلقيقي، ومن اضطراب الرواية نس

:مستشهدين بقول الشاعر" كي"بعد " أن"فمثال األول ما أجازه الكوفيون من إظهار

ركها شنا ببـيداء بـلقـــع 3أردت لكيما أن تطير بقربتي فـتتـ

:واحتجوا بقول الشاعر" لكن" وأجازوا دخول الالم يف خرب

ـــــد ك ولكنني من حبـها ل 4ميـــ

وكال الرأيني ال يثبت ألن البيت األول جمهول القائل فال حيتج به، والشطر الثاين ال يعرف قائله وال

يسلمون دائما بإسقاط االحتجاج والنحاة ال أن أغلب اللغويني ومما يدعو للعجب. شطره األول

.43ديوان الخرنق بنت بدر بن هفان، شرحه وحققه وعلق عليه يسري عبد الغني عبد اهللا، ص 1دعت أوال قومها أال : بيتينومعنى ال. 316- 314، ص03أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ج): أبو محمد عبد اهللا(ابن هشام األنصاري 2

بلهم يهلكوا، ثم وصفتهم بالشجاعة الفائقة وأنهم ينتصرون دائما على عدوهم ويأتون عليه، ثم وصفتهم بالكرم البالغ أقصى غاية وأنهم يفنون إ

وال يتخلفون عن مالقاة للضيوف، ثم عادت إلى الشجاعة فذكرت لهم صفة أخرى من صفاتها، وهي أنهم يحضرون كل معركة من معارك القتال،

.األبطال، ثم وصفتهم بالعفة والطهارة والتنزه عن الفحشاءبكسر - ": قربتي"تذهب بسرعة، و": تطير. ("154، ص04ج ،أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك): عبد اهللا محمدأبو (األنصاري ابن هشام 3

خالية - بوزن جعفر- ": بلقع"الجلد الذي تخرق، و - بفتح الشين وتشديد النون- ": شنا"جلد الماعز ونحوه يتخذ للماء، و - القاف وسكون الراء

).ليس فيها أحدرح كافية ابن الحاجب، وشرحه البغدادي في الخزانة، وابن هشام في مغني استشهد بهذا البيت ابن يعيش في شرح المفصل، ورضي الدين في ش 4

، وينص أكثر هؤالء العلماء على أن هذا الشاهد ال يعلم قائله وال تعرف له تتمة 99، وابن عقيل برقم 265، واألشموني برقم 386اللبيب برقم

ولكننـي من حبها لعميــــــد * يلــــــــومونني في حب ليلى عواذلي : ير عزو، هكذاوال سوابق وال لواحق، إال ابن عقيل فإنه رواه بيتا كامال من غ

). 209اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين البصريين والكوفيين، ص): أبو البركات(ابن األنباري : ينظر

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

139

، قال 1با�هول، فقد تلقوا كتاب شواهد سيبويه بالقبول، وفيها حنو مخسني بيتا مل تعرف أمساء قائليها

نظرت يف كتاب سيبويه فإذا فيه ألف ومخسون بيتا، فأما األلف فقد عرفت أمساء «: )ه225ت(اجلرمي

.2»قائليها فأثبتها، وأما اخلمسون فلم أعرف أمساء قائليها

:وأما مثال الثاين قول الشاعر

3ليبــــك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائــــح

علم الشنتمري إىل لبيد بن ربيعة، ونسبه الزخمشري إىل نسبه سيبويه إىل احلارث بن �يك، ونسبه األف

ويف هذا داللة على عدم توخي الدقة يف . 4مزرد بن ضرار، ونسبه السريايف إىل احلارث بن ضرار النهشلي

.الشعر املروي ونسبته إىل قائله

:التصحيف في الرواية -د

ذلك أيضا التصحيف الذي يقع أثناء رواية الشعر، وتزل أقدام النحاة فيه، فيصدرون أحكاما ومن

:حنوية ال أساس هلا من الصحة، ومثال ذلك قول الشاعر

5ـــــح فـلسنا بالجبال وال الحديـــــــداــمعاوي إنـنا بشر فأسجــــ

) وال احلديد (والرواية الصحيحة إمنا جاءت باخلفض . 6على حمل اجلار وا�رور فقالوا إن املنصوب عطف

يف اخلزانة هذا البيت خمفوضا مع )ه1093ت(أورد البغدادي بدليل أن القصيدة كلها خمفوضة الروي، فقد

.38صالقياس في اللغة العربية، ): محمد الخضر(الحسين 1 .17ص خزانة األدب ولب لباب لسان العرب،): القادر بن عمرعبد (البغدادي 2 .288، ص01ج الكتاب،): أبو بشر عمرو بن عثمان( سيبويه 3هو الرجل يتعرض لك ابتغاء ": مختبط(" .94- 93، ص02أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ج): أبو محمد عبد اهللا(ابن هشام األنصاري 4

).جمع طائح أو طائحة اسم فاعل فعله طاح": الطوائح"تهلك، و": تطيح"سيلة يمت بها إليك، ومعروفك من غير أن تكون له و مغني اللبيب ): أبو محمد عبد اهللا(وابن هشام األنصاري . 292، ص02وج -67، ص01الكتاب، ج): أبو بشر عمرو بن عثمان( سيبويه: ينظر 5

يشكو إلى . ارفق وسهل": أسجح"والبيت لعقيبة األسدي، و. 792برقم . 550عن كتب األعاريب، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، ص

. أبي سفيان جور عمالهمعاوية بن .380صشرح الرضي على الكافية، تحقيق يوسف حسن عمر، ): رضي الدين محمد بن الحسن(األستراباذي 6

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

140

من ومما غلط فيه النحويون «: )ه382ت(وفيه يقول العسكري. 1أبيات القصيدة كلها خمفوضة الروي

الشعر ورووه موافقا ملا أرادوا، ما روي عن سيبويه، عندما احتج به يف نسق االسم املنصوب على

البيت، وغلط على الشاعر، ألن هذه القصيدة مشهورة، وهي ...معاوي إننا: املخفوض قول الشاعر

. 2»خمفوضة كلها، وهذا البيت أوهلا

، والرواة، وعلماء اللغة منزهني عن اخلطأ والنسيان، ومن الطبيعي أال يكون فصحاء األعراب

: 3قال يل سلمة «: أنه قال )هـ207ت(وكتب اللغة مليئة بشواهد على ذلك، فقد روي عن الفراء

قال الفراء كذا : يغريون األلفاظ ويقولون يل: فقال. ، فالن حافظكال : أصحابك ليس حيفظون، فقلت

.4»وقال كذا، وقد طال املدة وأجتهد أن أعرف ذلك فال أعرفه، وال أدري ما يقولون

يف باب أغالط العرب كالما عن أيب علي " املزهر"يف كتابه )هـ911ت(وقد روى السيوطي

إمنا دخل هذا النحو كالمهم أل�م «: خطاء تعليال حسنا، فقاليعلل وجود هذه األ )هـ377ت(الفارسي

ليست هلم أصول يراجعو�ا، وال قوانني يستعصمون �ا، وإمنا �جم �م أطباعهم على ما ينطقون به،

.5»فرمبا استهواهم الشيء فزاغوا به عن القصد

: في الروايةوالوضع التلفيق -ه

التلفيق يف الرواية، فقد عمد بعضهم إىل الكذب وافتعال األلفاظ يؤسف له أيضا اتساع ومما

)هـ175ت(اخلليل بن أمحد الفراهيدي وهذا ما أكده، 6واملعاين تعنتا، أو طمعا يف جاه، أو ختلصا من حرج

.260، ص02خزانة األدب ولب لباب لسان العرب، تحقيق عبد السالم هارون، ج): عبد القادر بن عمر(البغدادي 1 .207التصحيف والتحريف، تحقيق عبد العزيز أحمد، صشرح ما يقع فيه ): أبو أحمد الحسن(العسكري 2هو أبو محمد سلمة بن عاصم النحوي، أخذ عن الفراء وروى عنه كتبه، وأخذ عن خلف األحمر وسمع عنه كتاب العدد، وأخذ عن سلمة أبو 3

).596، ص01بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، ج): جالل الدين(السيوطي : ينظر.( العباس ثعلب .165، ص01مجالس ثعلب، تحقيق عبد السالم هارون، ج): أبو العباس أحمد بن يحي(ثعلب 4 . 494، ص02المزهر في علوم اللغة، ج): جالل الدين(السيوطي 5 .59- 58في أصول اللغة والنحو، ص): فؤاد حنا(ترزي 6

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

141

حارير رمبا أدخلوا على الناس ما ليس من كالم العرب إرادة الن إن «: حني قال )هـ175ت(الفراهيدي

.2جند الكثري من حاالت التزييف والوضع اليت سجلها تاريخ النحاة والرواةلذا .1» اللبس والتعنيت

أن كان وضاعا بشهادة ابن )ه206ت(أمثلة وضع النحاة أنفسهم، ما روي عن قطرب منو

، مث تبينت أنه يكذب فلم أذكر عنه 3قمطرا ب ر ط كتبت عن ق «: فقد قال عنه ،)هـ244ت(السكيت

ونفطويه )ه370ت(كان كذلك بشهادة األزهري )ه321ت(وما روي أيضا أن ابن دريد، 4»شيئا

وممن ألف الكتب يف زماننا فرمي بافتعال العربية وتوليد األلفاظ أبو «: ، فقد قــــال األزهري)ه323ت(

، فلم يعبأ به، ومل يوثقه يف روايته، وألفيته )يعين به نفطويه(بكر بن دريد، وقد سألت عنه إبراهيم بن عرفة

. 5»على كرب سنه سكران ال يكاد يفرت عن ذلك

لألشعار اليت يستشهد �ا لضعف مذاهبهم وتعلقهم على السواء والكوفيون أكثر الناس وضعا

، ويروي السيوطي عن 6واعتبارهم منها أصوال يقاس عليها جماراة ملا فيهم من امليل الطبيعي إىل الشذوذ

والكوفيون لو مسعوا بيت واحدا فيه جواز شيء خمالف لألصول جعلوه «: األندلسي يف شرح املفصل

، )ه189ت(، وأول من سن هلم هذه الطريقة شيخهم الكسائي7»عليه، خبالف البصريني أصال وبوبوا

جمع نحرير، وهو الحاذق الماهر العاقل : والنحارير. (38تحقيق عبد الرحمن هنداوي، ص: كتاب العين، تحقيق): الخليل بن أحمد(الفراهيدي 1

).المجرب المتقن .26اجتهادات لغوية، ص): تمام(حسان 2ما العلم إال ما وعاه ليس بعلم ما يعي القمطر ( :بالتشديد؛ وينشدال يقال : لسكيتفيه الكتب؛ قال ابن ا ما تصان: القمطر والقمطرة 3

عبد اهللا علي الكبير ومحمد أحمد حسب اهللا وهاشم : لسان العرب، تحقيق): أبو الفضل محمد(ابن منظور : ينظر. والجمع قماطر، )الصدر

.محمد الشاذلي، مادة قمطر .234، ص01بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، ج): الدينجالل (السيوطي 4بغية ): جالل الدين(السيوطي و . 95، ص03ج، ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم على أنباه النحاة، إنباه الرواة): علي بن يوسف(القفطي 5

.77، ص01الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، ج .305تاريخ آداب العرب، ص): مصطفى صادق(الرافعي 6 .429االقتراح في علم أصول النحو، ص): جالل الدين(السيوطي 7

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

142

كان يسمع الشاذ الذي ال جيوز إال يف الضرورة فيجعله أصال ويقيس «: )ه347ت(قال ابن درستويه

. 1»عليه، فأفسد النحو بذلك

واالختالق وذلك باعرتافهم أما الرواة فحدث عن وضعهم وال حرج، فقد أكثروا من الكذب

الشعر بكثرة ما وضع من الشعر فال يصح أبدا، قال )ه155ت(على أنفسهم، وقد أفسد محاد الراوية

إين ألعجب كيف أخذ الناس عن : ذكر األصمعي وأبو عبيدة وأبو يزيد عن يونس أنه قال «: اجلاحظ

خلفا حلماد يضع )ه180ت(وكان خلف األمحر ،2»محاد وهو يلحن ويكسر الشعر، ويكذب ويصحف

الشعر وينسبه إىل العرب، فقد وضع خلف على شعراء عبد القيس شعرا كثريا، وعلى غريهم، عبثا به،

.3فأخذ ذلك عنه أهل البصرة، وأهل الكوفة

فيها وال شك أن ما بين على باطل يعد باطال، فتنهدم بذلك كثري من مسائل النحو اليت عولوا

على مثل هذه الشواهد، بل إن األدهى من ذلك أن هؤالء الرواة قد اعرتفوا بوضعهم الشعر، ورغم ذلك

بقي النحاة متشبثني �ذه الشواهد املكذوبة، وأصر الكوفيون على أشعار خلف بعد اعرتافه بوضعها إذ

.4أنت كنت عندنا يف ذلك الوقت أوثق منك الساعة: قالوا له

.164، ص02في طبقات اللغويين والنحاة، ج بغية الوعاة): جالل الدين(السيوطي 1 .73مراتب النحويين، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ص): أبو الطيب(اللغوي 2 310، ص02األعالم، ج): خير الدين(الزركلي 3 .27اجتهادات لغوية، ص): تمام(حسان 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

143

المبحث الثاني

المنطق األرسطيالفلسفة اليونانية و تأثر النحو ب

:آراء الباحثين في مسألة التأثر -1

م،الكال وعلم ،احلديث علم، و القرآنية القراءاتك إسالمية علوم بعدة العريب النحوي الدرس رتأث

�ذه الصلة وثيق العريب حوالن كان قدف ،، مث تأثر مبا هو أجنيب كالفلسفة واملنطق اليوناينوأصوله والفقه

. العلوم مجيعا على درجات متفاوتة، وعرب أزمنة خمتلفة، وقد بينا بعض ذلك يف الفصل األول

ولعل تأثري الفلسفة واملنطق يف النحو العريب كان أشد وأكثر وضوحا، ومرد ذلك أن اخلصائص

استمرت هلا السيادة قرونا عديدة، دون أن تصاب �زات الفكرية املنهجية املستمدة من الفلسفة واملنطق

ختلخل من سيطر�ا، أو حتد من أبعادها، أضف إىل ذلك أن استخدام هذه األساليب يف التحليل

.1اللغوي يعطي مرونة وامتيازا علميا يتمثل يف الذكاء والتفوق العلمي

هلذا التأثر البالغ باملنطق، ورفضه منبها ملا جيب اتباعه والبحث )ه808ت(وقد تفطن ابن خلدون

فأصبحت صناعة العربية كأ�ا من مجلة قوانني املنطق العقلية أو اجلدل، وبعدت عن «: فيه حيث يقول

وما ذلك إال لعدوهلم عن البحث يف شواهد اللسان وتراكيبه، ومتييز أساليبه، . مناحي اللسان وملكته

وتلك القوانني إمنا هي . م عن املران يف ذلك للمتعلم، فهو أحسن ما تفيده امللكة يف اللسانوغفلته

.2»وسائل للتعليم، لكنهم أجروها على غري ما قصد �ا، وأصاروها علما حبتا وبعدوا عن مثر�ا

عامة، وباملنطق ويرى كثري من الباحثني أن النحو العريب قد تأثر تأثرا بينا بالفلسفة اليونانية

لذا ال نعجب حني نرى اللغويني القدماء من العرب قد «: إبراهيم أنيس.دل األرسطي خاصة، يقو

.255تقويم الفكر النحوي، ص): علي(أبو المكارم 1 .561المقدمة، ص): عبد الرحمن(ابن خلدون 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

144

نشهد يف حبوثهم اللغوية من ن ليسي، وأسلكوا هذا املسلك من الربط بني اللغة واملنطق األرسططا

.1»ما ال ميت لروح العربية بصلة ما األقيسة واالستنباط

آخذ بنصيبه - يف الغالب-وكل واحد من هؤالء ..«: عباس حسن هذه املسألة، فيقول.ويؤكد د

من الفلسفة واجلدل املنطقي الشائع أيام تدوين النحو، ذلك اجلدل الذي نشأ أول ما نشأ، للدفاع عن

الدينية وغري الدينية، الدين، وما يتصل به من املذاهب واألحزاب، مث التزموه حىت غلبهم يف سائر حبوثهم

.2»وصار أمارة الثقافة، وعنوان املعرفة

ر حناة العرب مبنطق أرسطو يف لنا كيف تأث يبني أن 3وقد استطاع األستاذ إبراهيم بيومي مدكور

يف أن املنطق األرسطي قد صادف يف القرون وال شك «: يف حبثه املشهور، إذ يقولحبوثهم وتأليفهم،

رف أرسطو فع : املسيحية واإلسالمية جناحا مل يصادفه أي جزء آخر من فلسفة املعلم األولالوسطى

أو كتاب م كتاب الطبيعة رتج م األرجانون قبل أن ي رج ف أرسطو امليتافيزيقي، وت عر املنطقي قبل أن ي

حو، وقد بينها الن رى منوالفلسفة، بل امتد إىل دراسات أخ عند الفقه والكالمومل يقف األمر ...احليوان

حو العريب عن قرب أو الن فتأثر . أحدمها موضوعي، واآلخر منهجي: ر فيه املنطق األرسطي من جانبنيأث

د حوي أن حيد عن بعد مبا ورد على لسان أرسطو يف كتبه املنطقية من قواعد حنوية، وأريد بالقياس الن

.4»ه القياس املنطقي د ع على حنو ما حد ويوض

:جوانب تأثر النحو العربي بالمنطق والفلسفة -2

: ويؤيد هذا الرأي بعض الباحثني أيضا، فأثر املنطق يف النحو بني وجلي، ويبدو من جانبني

أوهلما جانب املقوالت وتطبيقها يف التفكري النحوي العام، وثانيهما األقيسة ولتعليالت يف املسائل

.134من أسرار اللغة، ص): إبراهيم(أنيس 1 .143اللغة والنحو بين القديم والحديث، ص): عباس(حسن 2 ."منطق أرسطو والنحو العربي"عنوان ، ب1948سنة في بحث ألقاه في مؤتمر مجمع اللغة العربية 3 .339، صمنطق أرسطو والنحو العربي ):بيومي إبراهيم(مدكور 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

145

ذلك من حماكاة التقسيمات اللغوية اليت جاء �ا أرسطو يف دراساته، اليت النحوية اخلاصة مع ما يساير

.1خلط فيها بني النحو واملنطق

وال أدل على تأثري املنطق األرسطي يف النحو العريب كذلك من تلك املناظرات اللغوية والنحوية

كتاب الفصول املختارة للجاحظ اليت كانت تدور بني الفالسفة املسيحيني والنحاة العرب، وقد ورد يف

وكم دارت املناظرات بني هؤالء املسيحيني وبني علماء اإلسالم يف قصور اخللفاء ويف «: جزء منها

وكان منطق . وكانت األدلة يف هذه املناظرات تصاغ على مثال األقيسة األرسطوطاليسية... خارجها

. 2»أرسطو عند الفريقني مرجعا نافذ احلكم والقضاء

)ه328ت(وأشهر مناظرة جرت بني النحاة واملناطقة تلك اليت كانت بني مىت بن يونس

)ه368(الفيلسوف وأيب سعيد السريايف النحوي سنة 3.

ومبا أن جوانب التأثر بالفلسفة اليونانية واملنطق األرسطي كثرية، سأقتصر على قضيتني هامتني

:يف العنصر الالحق مها التعليل والعامل، وأبدأ بالتعليل

.18مناهج البحث في اللغة، ص): تمام(حسان 1 .17مناهج البحث في اللغة، ص): تمام(حسان 2 .68المقابسات، تحقيق حسن السندوبي، ص): أبو حيان(التوحيدي 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

146

التعليل -أوال

:عند النحاة نشأة التعليل -1

كان اإلنسان ومنذ القدم يفكر فيما حوله، ويلتمس العلل لتفسري الظواهر، والبحث عن

، وشغفوا �ا األسباب املوجدة هلا، حىت إذا أبصر العلة أو السبب اقتنع به، وقد فكر العرب يف لغتهم

.1أسرارها، فتوصلوا بطبعهم وسجيتهم إىل تعليل بعض ما ينطقون بهوعرفوا

ارتبط التعليل بالنحو العريب منذ نشأته حىت صارت صلته وثيقة به، فقد سلك النحاة وقد

سبيل استقراء اللغة وإحصاء -وهم يرمسون صرح النحو مبا ال يرقى الشك إىل طابعه العلمي -األوائــل

املختلفة، ولكنهم بدل االكتفاء بتسجيل تلك الظواهر وتقعيدها وتصنيفها أبوابا، راحوا يعللون ظواهرها

كال منها تقريبا على حدثه، فكان من جاء ذلك أن أصبحت العلة ضربا من الرياضة الذهنية يتبارى فيها

.2ة اليت ال طائل منهاعلماء النحو، فكان لنا منها مع الزمن حصيلة من اآلراء املتضاربة املتشعب

:التعليل عند ابن أبي إسحاق الحضرمي -2

وترتبط البداية احلقيقية له ، حاةعلى ألسنة الن التعليل دج و ، حىت القرن الثالث منذ نشأة النحو

أول من بـعج النحو ومد القياس وشرح «الذي يعترب ،)ه117ت(بعبد اهللا بن أيب إسحاق احلضرمي

وقد روت كتب األدب واللغة . 4»أنه أول من علل النحو «: )ه328ت(، وقال ابن األنباري3»العلل

، وهي مبنية على التعليل النحوي والقياس لديه، ومنها )ه110ت(اعرتاضات ابن أيب إسحاق على الفرزدق

:اعرتاضه على قول الفرزدق

. 27نظرية العامل في النحو العربي عرضا ونقدا،ص): وليد عاطف(األنصاري 1 .164العلة النحوية بين النظرية والتطبيق، ص): نهاد فليح(حسن 2ومد القياس . شقه ووسعه: وبعج النحو. 14، ص01طبقات فحول الشعراء، تحقيق وشرح محمود محمد شاكر، ج): ابن سالم(الجمحي 3

.وسع أصول قياس العربية وأحكامها، وبين العلل: وشرح العلل .27ي، صنزهة األلباء في طبقات األدباء، تحقيق إبراهيم السمرائ): أبو البركات(ابن األنباري 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

147

بحاصب كنديف القطن منثـــــــــــور ـــــا ن بـ ر ض ت ام الش ال م ش ين ل ب ق تـ س م

ــــــــــا ــــــــا ر ه خ ى م ج ز تـ ف اح و ى ز ل ع على عمائمنا تـلقى وأرحلنــــــــــ 1ـر ــيـ

ا أحلوا على فلم . وكذلك قياس النحو يف هذا املوضع" ريــــــر : "أسأت إمنا هي: إذ قال له ابن أيب إسحاق

:الفرزدق قال

ـــــاسير ج ز تـ ف اح و ى ز ل ع ــا محـ 2يهـــــ

، مبنيا على مقتضى القاعدة اليت جردها من كالم "إمنا هي رير : "وكان اعرتاض ابن أيب إسحاق إذ قال له

وينقاس، فمن هنا نشأ العرب املطرد، ألن هذا املوضع موضع رفع، وابن أيب إسحاق كان معنيا مبا يطرد

اعرتاضه على الفرزدق، فنشب بينهما صراع جعل ابن أيب إسحاق يفتح بابا جديدا الحتواء غري املطرد

. 3من كالم العرب الفصحاء حبمل الكالم على املعىن

ومن املالحظ أن أسئلة النحاة وتعليال�م كانت تتضح عندما جيدون ما خيالف القواعد النحوية،

يت تشكل ظواهر عامة، وهذا يعكس كيف مثل اطراد القواعد النحوية مطلبا حاضرا يف ذهن النحاة، ال

كما مر مع ابن أيب إسحاق احلضرمي مع الفرزدق، ومثال ذلك أيضا ما رواه األصمعي عن أيب عمرو

: فقلت له: جاءته كتايب فاحتقرها، قال - أمحق-فالن لغوب : مسعت أعرابيا يقول «: بن العالء، أنه قال

.4»أليس بصحيفة ؟ فحمله على املعىن، وقد جاء ذلك كثريا يف كالمهم : أتقول جاءته كتايب ؟ فقال

النياق الشديدة ": الزواحف"الريح الشديدة تحمل الحصباء، و": الحاصب"و. 190ديوان الفرزدق، شرحه وضبطه وقدم له علي فاعور، ص 1

ـــمخها ري"تساق، و": تزجى"التعب، و .ذائب فاسد من الهزال": رـــنسوقها، ": نزجيها"النياق الشديدة التعب، و": الزواحف"و .99الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء، ص): محمد بن عمران(المرزباني 2

.جمع محسور وهو الكليل": محاسير"و .37، صدثيننظرية التحليل في النحو العربي بين القدماء والمح): حسن خميس سعيد(الملخ 3 .35نزهة األلباء في طبقات األدباء، ص): أبو البركات(ابن األنباري 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

148

:الخليل بن أحمد الفراهيدي التعليل عند -3

مثة حكمة وراء أن بيا�م، فرأوا عرب وروعة بسالمة ذوق ال نعتقدو ياخلليل وصحبه كان

فقد سئل اخلليل عن ، الوضعيات والظواهر اللغوية واإلعرابية، مما دفعهم للبحث عن علل تلك الظواهر

العرب إن : عن العرب أخذ�ا أم اخرتعتها من نفسك؟ فقال «: حو، فقيل له�ا يف الن العلل اليت يعتل

ع كالمها، وقام يف عقوهلا علله، وإن مل ينقل ذلك عنها، نطقت على سجيتها وطباعها، وعرفت مواق

العلة فهو الذي التمست، وإن تكن هناك ه علة ملا اعتللته منه، فإن أكن أصبت مبا عندي أن اأن واعتللت

ت علة له فمثلي يف ذلك مثل رجل حكيم دخل دارا حمكمة البناء، عجيبة النظم واألقسام، وقد صح

نيها باخلرب الصادق أو بالرباهني الواضحة، واحلجج الالئحة، فكلما وقف هذا الرجل يف عنده حكمة با

فجائز أن يكون احلكيم … إمنا فعل هذا لعلة كذا وكذا، وبسبب كذا وكذا: الدار على شيء منها قال

العلة، إال لعلة اليت ذكرها هذا الذي دخل الدار، وجائز أن يكون فعله لغري تلك لالباين للدار فعل ذلك

. 1»…أن ذلك مما ذكره هذا الرجل حمتمل أن يكون علة ذلك

:سيبويه التعليل عند -4

أما التعليل عند سيبويه فيكاد يكون كتابه مبنيا كله عليه، واحلوار الذي جيري فيه دائما بينه وبني

العلل ال تذهب بعيدا وراء التفسري أستاذه اخلليل يبدأ يف األغلب األعم بالسؤال عن العلل، على أن هذه

املباشر، وتكاد تتمثل يف تعليل الظواهر الرتكيبية بالرجوع إىل املعىن، أو بتفسري الشكل الرتكييب نفسه، أو

وليس شيء يضطرون إليه إال وهم حياولــــون به «: ، وقد اشتهر عن سيبويه قولـــــــه2بكثرة االستعمال

. 3»وجها

.66-65ص اإليضاح في علل النحو، تحقيق مازن المبارك): أبو القاسم عبد الرحمن(الزجاجي 1 .80النحو العربي والدرس الحديث، ص): عبده(الراجحي 2 .32، ص01ج الكتاب،): أبو بشر عمرو بن عثمان( سيبويه 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

149

دة من روح اللغة، كانت عند سيبويه والذين عاصروه وسبقوه مستم بعض الباحثني أن العلة ويرى

تكن ومل ،من حيث طبيعتها الفطرة واحلسمعتمدة على كثرة الشواهد من حيث الدليل والربهان، وعلى

. 1ذات طبيعة فلسفية وإن كانت فكر�ا يف األصل مقتبسة من التفكري الفلسفي

:سيبويه التعليل بعد -5

وألف ،"العلل يف النحو" )ه206ت(قطرب ففأل ،طبقة أفردت للعلة كتبا خاصة �ا سيبويهتلت

، وألف هارون بن احلائك "حوعلل الن " )ه249ت(ف املازينوأل ،"املقابيس" )ه210ت(األخفش األوسط

أصبح التعليل منطلقا من هكذا مل يبلغ القرن الثالث �ايته حىت و "...العلل يف النحو" )ه300ت(الضرير

.2منطلقات التأليف يف النحو، ينتهجه النحاة مجيعا مهما اختلفت مدارسهم ومناهجهم

ا العلة يف القرن الرابع فقد استمر البحث فيها، وزاد اهتمام النحاة �ا، فكثرت فيها مؤلفا�م، وأم

حوي وتأثر البحث الن ،فت العلل، فكانت تعليمية وقياسية ونظرية جدليةن وفيه ص ،وأطيلت أحباثهم

بالنظر الفلسفي، واجلدل الكالمي، واألسلوب الفقهي، وكان للبحث يف العلل نصيب غري قليل، حىت

.3حو وأرسى أسس البحث النظري فيهل طغيان الفلسفة على الن القرن الرابع هو الذي سج بدا أن

حوية يف هذه املرحلة كان يف الدراسات اللغوية والن لفلسفة اليونانية واملنطق اليونايناأثر لعل و

، ومن أبرز وجوه هذا األثر هو سيادة مبدأ التعليل يف البحوث اليت تناولتها هذه الدراسات، فكل اكبري

، فالتعليل هو العنصر األساسي 4هظاهرة لغوية أو حنوية تقريبا ال بد من علة يعتل �ا أو سبب يرجع إلي

.5من عناصر املنهج األرسطي، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا باملعرفة

.71- 69ص ،، العلة النحوية نشأتها وتطورهاالنحو العربي): مازن(المبارك 1 .51- 50ص، ليل في النحو العربي بين القدماء والمحدثيننظرية التع): حسن خميس سعيد(لملخ ا 2 . 130- 129صالنحو العربي، العلة النحوية نشأتها وتطورها، ): مازن(المبارك 3 .131صفي أصول اللغة والنحو، ): فؤاد حنا(ترزي 4 .77النحو العربي والدرس الحديث، ص): عبده(الراجحي 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

150

:التأليف في العلة -6

هج اختلفت مناو ،منذ سيبويه إىل قرننا هذا امتد ، فقد أليف يف العلة واحلديث عنهاالت أما

ا أصله الفقه حو، وإمن عليل مل يكن أصال يف الن ذكر أن الت جيدر بالومما ،ع احلديث عنهاالبحث فيها وتنو

.أو الكالمية، والعلة الفقهية، والعلة النحوية العلة املنطقية: فالعلة على ثالثة أنواعوعلى هذا ،واملنطق

:العلة النحويةتعريف -7

مازن .عرفها دف، هاعت تعبريات النحويني يف تعريفتنو فقد -وهي حمور كالمنا–العلة النحوية

هي األمر : رة أوضحالوصف الذي يكون مظنة وجه احلكمة يف اختاذ احلكم، أو بعبا «: املبارك بأ�ا

. 1» ن العرب الحظته حني اختارت يف كالمها وجها معينا من التعبري والصياغةالذي يزعم النحويون أ

مقيس عليه، فأوجب له حكما، وحتقق ـحتقق يف الالسبب الذي «: اها الدكتور علي أبو املكارم بأ�وعرف

.2» يف املقيس أيضا، فأحلق به، فأخذ حكمه

:أقسام العلة النحوية -8

علل : على ثالثة أضرب" اإليضاح يف علل النحو: "يف كتابهأقسام العلة النحوية جاجي الز ذكر

، توصل �ا إىل تعلم كالم العربهي اليت ي ف التعليميةفأما ؛وعلل جدلية نظريةتعليمية، وعلل قياسية،

أل�ا تنصب االسم وترفع : بإن : مب نصبتم زيدا ؟ قلنا: ، إن قيل"إن زيدا قائم ": فمن هذا النوع قولنا

وهي، 4"لو األ العلل" تسمية عليميةالت العللعلى حاة الن أطلقو .3»، ألنا كذلك علمناه ونعلمهاخلرب

.5والتسليم بالقبول حوينيالن مجيع اهاتلق وقد ،حوالن لغاية قةاحملق العلل

.51النحو العربي، العلة النحوية نشأتها وتطورها، ص): مازن(المبارك 1 .108أصول التفكير النحوي، ص): علي(أبو المكارم 2 .64في علل النحو، صاإليضاح ): أبو القاسم عبد الرحمن(الزجاجي 3 . 54، ص01، تحقيق عبد الحسن الفتلي، جالنحو في األصول): أبو بكر بن محمد(ابن السراج 4 .394ص، النحوي السيوطي): محمد عدنان(سلمان 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

151

ا وأخوا�ا ضارعت أل� : اجلواب؟ فاالسم "إن " أن تنصبأن يقال مل وجب ك القياسيةوأما

ا ضارعته، فاملنصوب �ا مشبه لت إعمالفأعم ، فحملت عليهإىل مفعول الفعل املتعدي باملفعول ه مل

لفظا، واملرفوع �ا مشبه بالفاعل لفظا، فهي تشبه من األفعال ما قدم مفعوله على فاعله، حنو ضرب

.1أخالك حممد وما أشبه ذلك

فمن أي جهة : مثل أن يقال. بعد هذا" إن "ة النظرية فكل ما يعتل به يف باب اجلدليوأما

األفعال شبهتموها ؟ أما باملاضية، أم املستقبلة، أم احلادثة يف شا�ت هذه احلروف هذه األفعال ؟ وأي

احلال، أم املرتاخية، أم املنقضية بال مهلة؟ وحني شبهتموها باألفعال ألي شيء عدلتم �ا إىل ما قدم

وذاك مفعوله على فاعله حنو ضرب زيدا عمر، وهال شبهتموها مبا قدم فاعله على مفعوله ألنه هو األصل

وكل شيء اعتل بد املسؤول جوابا عن ...فرع ثان ؟ أي علة دعتكم إىل إحلاقها بالفروع دون األصول

.2هذه املسائل، فهو داخل يف اجلدل والنظر

:أمثلة عن غلو النحاة في التعليل -9

، وابن جين )ه368ت(، والسريايف)ه316ت(والشك أن كثريا من النحويني واللغويني كابن السراج

، وعشرات )ه745ت(، وأيب حيان األندلسي)ه577ت(، وابن األنباري)ه538ت(، والزخمشري)ه392ت(

غريهم ممن أغرموا بالعلة، قد غلوا يف حتكيم االعتبارات املنطقية واألصولية، وأسفوا يف حتكيم الفلسفة يف

. 3ية وتقديرات وتأويالتالنحو إسفافا عاد النحو به حدودا منطقية وتعليالت فلسف

ومن أمثلة ذلك أ�م تنازعوا يف جواز تعليل احلكم بعلتني فصاعدا واختلفوا يف ذلك، وأوصل

.4بعضهم كون الفاعل ينزل منزلة اجلزء من الفعل بعشر علل

.64اإليضاح في علل النحو، ص): أبو القاسم عبد الرحمن(الزجاجي 1 .65ص، اإليضاح في علل النحو، ): أبو القاسم عبد الرحمن(الزجاجي 2 .7أعالم في النحو، ص): مهدي(المخزومي 3 .291- 289االقتراح، ص): جالل الدين(السيوطي 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

152

يف باب تعليل أسبقية اإلعراب أو الكالم، )ه340ت(ومن أمثلة ذلك أيضا ما ذكره الزجاجي

أال ترى أنا نقول إن السواد عرض يف األسود، واجلسم أقدم من العرض بالطبع «: حيث يقول

واالستحقاق، وإن العرض قد جيوز أن يتوهم منفصال عن اجلسم واجلسم باق، فنقول إن اجلسم األسود

قبل السواد، وحنن مل نر اجلسم األسود خاليا من السواد الذي هو فيه، وال رأينا السواد قط عاريا من

إىل آخر ما قاله، بعيدا عن روح اللغة ومجاليتها، وتأثرا بالفلسفة واملنطق . 1»...جلسم، بل جيوز رؤيتها

. األرسطي

وقد قاد التعليل النحاة يف كثري من األحيان إىل أن خيرجوا على النحو بقواعد ال يعضدها

مما دعا النحاة إىل حتريف النص الظاهر أحيانا ليوافق القاعدة اليت أوصل ،السماع، بل هو يتناقض معها

ألنه «، وذلك 2إليها التعليل النظري، فتقدمي التمييز إذا كان العامل فيه فعال متصرفا غري جائز عندهم

يستحقه من وجوب فاعل يف األصل وقد حول اإلسناد عنه إىل غريه قصد املبالغة، فال يغري عما كان

:واستدل ا�يزون بالسماع بقول الشاعر. 3»التأخري، ملا فيه من اإلخالل باألصل

أتـهجر سلمى بالفراق حبيبـهـــــــــا وما كان نـفسا بالفراق تطيـــــب 4

: ـيفإن النحاة يردون على ذلك بأن الرواية الصحيحة للشاهد ه

.68اإليضاح في علل النحو، ص): أبو القاسم(الزجاجي 1اختلف الكوفيون في هذه المسألة، فذهب بعضهم إلى جوازه، ووافقهم على ذلك المازني والمبرد من البصريين، وذهب أكثر البصريين إلى عدم 2

.828، ص02اإلنصاف، ج): أبو البركات(ينظر ابن األنباري . جوازه .265، ص02يق محي الدين عبد الحميد،جشرح األشموني على ألفية ابن مالك، تحق): أبو الحسن نور الدين(األشموني 3وقد اختلف الرواة في نسبة هذا ). وما كاد نفسا بالفراق تطيب ويطيب: (، وعجزه)أتهجر ليلى للفراق حببيها: (روي صدر البيت برواية أخرى 4

، ونسبه )"حبب" مادةعرب ولسان ال - 384ص 02الخصائص ج: (البيت فنسبه قوم إلى المخبل السعدي وهو ربيع بن ربيعة بن مالك في

لمخبل السعدي أو ا، ونسبه آخرون إلى )312الصبح المنير في شعر أبي بصير ص: (آخرون إلى أعشى همذان وهو عبد الرحمن بن عبد اهللا في

، وبال )532- 531ص 01اللوامع ج الدررو - 421ص 02جالمقاصد النحوية (: فيالمعروف بمجنون ليلى ان أو لقيس بن الملوحذألعشى هم

وهمع الهوامع ،37- 36ص 03جوالمقتضب ،74ص 02جوشرح المفصل ،828ص 02ج واإلنصاف ،114أسرار العربية ص( :فينسبة

).71ص 04ج

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

153

ـــب 1وما كان نفسي بالفراق تطيـــ

فها أنت تراهم كيف خيطئون أصحاب النص املعني، وقد تكون وعلى هذا فال حجة فيه،

.الظاهرة اللغوية املخالفة ألقيسة النحاة وتعليال�م مما تعضدها اللهجات ولغات العرب

:ونقدهم اإلنكار على علل النحاة -10

فمن ،حاة اعتالهلم بالعلل الثواين والثوالثعلى الن كثري من العلماء واللغويني قدميا وحديثا أنكر

وال ،فيها تعقيدا للنحو ألنه يرى أن ،حو العريبإىل حذفها من الن ادع القرطيب الذيابن مضاء القدامى

سبق أن بينا ذلك يف الباب وقد . ا تفيدنا يف بعض املواضع أن العرب أمة حكيمةيرى هلا قيمة إال أ�

.2األول

ومن املعاصرين مجهرة كثرية أنكروا على النحاة إيغاهلم يف التعليل، وتعقيد النحو باإلكثار منه،

مبنية على " أين"الفاعل مرفوع، واملفعول منصوب، و: النحاة حينما يقولون «: عباس حسن.يقول د

لكن هل للرفع، والنصب، أو البناء، أو غريه من املسائل . فهذا حسن منهم، وصنيع ال جيحد...الفتح

واألحكام النحوية سبب منطقي، أو تعليل مقبول سوى نطق العرب، وأ�م لو تكلموا به هكذا، ولو

تكلموا بغريه لوجب اتباعهم من غري تعليل وال تغيري ؟ ولكن النحاة ال يرضون هذا، وال يقفون عنده، بل

مل رفع الفاعل ؟ ومل نصب املفعول به ؟ ومل مل يكن العكس مثال ؟ وجييبون عن كل سؤال : يتساءلون

واعرتاض بإجابة، وقد ينشأ عن اإلجابة اعرتاض جديد، وإجابة أخرى، وهكذا تتعدد األسئلة واألجوبة

فأما ما أنشده أبو . ومما يقبح تقديمه االسم المميز، وإن كان الناصبه فعال متصرفا، فال نجيز شحما تفقأت، وال عرقا تصببت «: قال ابن جني 1

اعيل بن ، فنقابله برواية الزجاجي وإسم*وما كان نفسا بالفراق يطيب** أتهجر ليلى للفراق حبيبها : * عثمان وتاله فيه أبو العباس من قول المخبل

الخصائص، ): أبو الفتح(ابن جني : ينظر. »بعد حاكم ، فرواية برواية، والقياس من *وما كان نفسي بالفراق تطيب : * نصر وأبي إسحاق أيضا

.384، ص02ج .38- 37الرد على النحاة، ص): أبو العباس أحمد(ابن مضاء القرطبي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

154

رب اجلدلية يف غري وتنوع السفسطة، وختلق الفروض واإلشكاالت، وتعقد العقد وحتل، وحتتدم احل

.1»طائل

لو أن األمر اقتصر على املعارك «: ويضيف مبينا ما جناه التعليل على اللغة نفسها، فيقول

، "خطب يسري"اجلدلية اليت ال ميتد أثرها إىل تصويب أنواع من الكالم وختطئة أخرى بغري حق، لقلنا

، فقد اختذوا من تلك العلل املعتلة قيودا حديدية، ولكنه تعداها إىل صميم اللغة، وأصوهلا، وأساليبها

: أخضعوا هلا الكالم العريب األصيل، كما أخضعوا هلا كالم احملدثني، فإذا رأوا األول ال يسايرها قالوا عنه

شاذ، أو قليل، أو مؤول، وإذا رأوا الثاين ال يوافقها حكموا عليه باخلطأ والفساد، فالنصوص خاضعة

. 2»لعلل هي اخلاضعة للنصوص للعلل، وليست ا

وهذه العلل يف مفاهيمها وتقسيما�ا تعكس تطور الدراسة النحوية عرب العصور، فالعلة التعليمية

يف بساطتها وفطريتها تستجيب إىل مشاغل النحاة منذ نشأة النحو حىت القرن الثالث اهلجري، وأما

ذلك حيث انتشرت الفلسفة واملنطق األرسطي وأغرم �ما العلل القياسية واجلدلية، فقد ظهرت بعد

إال أن ينكبوا على ما يف -وقد يئسوا من اإلتيان باجلديد النقطاع السماع-الناس، وحيث مل يبق هلم

.3كالم العرب من أحكام وقواعد فيـفلسفوها ويبنون ما حيكمها من علل

إضفاء الطابع الفلسفي عليها، ما هو إال ضرب من وهذا الغلو واإلسراف يف العلل النحوية، و

الرتف العقلي عند النحويني القدامى، فبعد أن متكنوا من استنباط القواعد النحوية وفهمها، مل يرض

عقلهم املتفلسف أن يقف عند هذا احلد، وأن يبقى حبيسا يف هذه القواعد، فأطلقوا للعقل العنان حبثا

. 144اللغة والنحو بين القديم والحديث، ص): عباس(حسن 1 .145اللغة والنحو بين القديم والحديث، ): عباس(حسن 2 .175العلة النحوية بين النظرية والتطبيق، ص): نهاد فليح(حسن 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

155

د من علل، وأسرفوا يف ذلك، مما جعل هذه العلل يف مجهر�ا، تصطبغ بصبغة يف ما وراء هذه القواع

. 1فلسفية واضحة وتبتعد عن الغاية من النحو، وهي عصمة اللسان والقلم من اخلطأ

كتب يف نلمسه الذي التعقيد ذلكب تكن مل بدايتها يف التعليل أةنش أن أن نستخلص وميكن

اهلجريني والرابع الثالث القرنني يف باملنطق حوالن امتزاج بعد الإ دج و ما التعليل يف اإلغراق وهذا، حاةالن

القدماء عند للتعليل املعارضة املواقف تلك ريفس ما وهذا ،حوالن يف التعليل نشأة بساطة ذلك ديؤك وما

اللسان صون وهي، منه والغاية حوالن علة بساطة عن املتقدمة أطواره يف خرج قد عليلالت بأن واحملدثني

صلى اهللا عليه اهللا رسول وحديث اهللا كتاب وحفظ، العريب الكالم قواعد النشء تعليم أو اخلطأ عن

.والفهم القراءة يف الزلل منوسلم

وهكذا فتح مبدأ العلة على النحاة باب فلسفة عسرية على الفهم، بل وثقيلة أحيانا، ووجدنا بني

من العلل اليت ال تبدأ من الواقع اللغوي بل من النظر الفعلي السابق على الواقع اللغوي، وال أيدينا كثريا

، فهناك علل أول وثوان 2تلتزم باملوجود فعال، وإمنا تفرتض أسسا سابقة يف الوجود على املوجود ومؤثرة فيه

كثريا ما ورد يف املسألة قوالن أو وثالث، وهناك علل متهافتة ليس فيها إال اعتبارات فلسفية غري مقبولة، و

. 3أقوال واستخدمت العلة يف إثبات الشيء وضده

ولقد نشأ يف خميلة النحاة الذين أغرموا بالبحث عن العلة، أن العلل حقائق ال يأتيها الباطل من

م يزعمون كما يقول ، أل� 4أمام وال من خلف، والذي يقدح يف حقيقتها وحتميتها جيهل وال يقبل قوله

أنك لو استقريت أصول هذه الصناعة علمت أ�ا يف غاية الوثاقة، وإذا تأملت «: )ه911ت(السيوطي

.36نظرية العامل في النحو العربي عرضا ونقدا، ص): وليد عاطف(األنصاري 1 .157أصول التفكير النحوي، ص): علي(أبو المكارم 2 .52ص في اللغة واألدب،): إبراهيم بيومي(مدكور 3 .181العلة النحوية بين النظرية والتطبيق، ص): نهاد فليح(حسن 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

156

عللها عرفت أ�ا غري مدخولة وال متسمح فيها، وأما ما ذهب إليه غفلة العوام من أن علل النحو واهية

.1»ومتمحلة واستدالهلم على ذلك بأ�ا أبدا تكون تابعة للوجود ال الوجود تابعا هلا فبمعزل عن احلق

حويني أحيانا فرضية وومهية، حتلق يف مساء واحلقيقة على خالف ما قال السيوطي، ألن علل الن

:)ه395ت(قال أمحد بن فارس". أضعف من حجة حنوي: "اخليال حىت اشتهر بني الناس ضعفها، وقالوا

ــــــــرت ب ـــم فاء مقـ ـــي إلى الــتـــرك ـتـركيـــــــــــة تـنم ـدودة نا هيـ

ـــــــــــــــــــــــــاتن أضعف من حج تـرنو بطرف 2ة نحوي ــفاتر ف

ص منها وإبعادها من ودعوا إىل ضرورة التخل ة،الباحثني العرب مبدأ العل أغلب رفض هذا وقد

عن العلم يكتفي باملالحظة اخلارجية، والتساؤل إذ ،بدعوى أ�ا ليست من العلم ،بساط البحث اللغوي

.3الكيف، وال يتعدى ذلك إىل التساؤل عن علة وجود الظاهرة

أوال وآخرا باإلجابة البحث يف الوقت احلاضر أنه يعىن املعروف يف كل منهج علمي من مناهجو

وع من اإلجابة إىل حماولة اإلجابة عن ملاذا تتم ى هذا الن ؟ فإذا تعد عن كيف تتم هذه الظاهرة أو تلك

خمني، وتفسري بل ال مفر من وصفه باحلدس والت ا،هذا املنهج علمي عد ؟ مل ي هذه الظاهرة أو تلك

اإلرادة، والبحث عن احلكمة اإلهلية يف وجود هذه الظواهر4.

األوىل حني درسوا موضوعا�ا : ويرى آخرون أن اللغويني أخطأوا يف دراستهم للغة من جهتني

نية حني جتاوزا حدود إمكانيا�م، وراحوا خيوضون فيما ليس من شأ�م، فبينما وفق مناهج أجنبية، والثا

هم يدرسون الكالم العريب صوتا وأبنية وظواهر ويستنبطون قواعدهم، إذا �م يوسعون دائرة عملهم، فال

.46االقتراح، ص: )جالل الدين(السيوطي 1 .469، ص03جيتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، تحقيق مفيد محمد قميحة، ): أبو منصور(الثعالبي 2 .167، صاألصول): تمام(حسان 3 .50، صاللغة بين المعيارية والوصفية): تمام(حسان 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

157

ن يكتفون بتسجيل ما هو من أسلوب العرب وما ليس من أسلو�م، بل راحو يعللون ويتأولون ويرجعو

هذه الكلمة إىل أصل ختيلوه، وحيكمون على هذه الصيغة بأ�ا صواب وعلى تلك بأ�ا خطأ، فليس من

.1وظيفتهم أن يرجعوا بعض صور التعبري إىل أصول ال وجود هلا أو خيطئوا أبناء اللغة

يب ووضوح إذن فتأثري املنطق عموما مل يكن مفيدا للنحو، إال ما كان من جهة التنظيم والتهذ

الفكرة واستخدام بعض املصطلحات، وكان التمادي فيه على يد بعض النحويني، قد محل النحو ما ال

.يطيق، وأرهقه من أمره عسرا

.379الدراسات اللغوية عند العرب إلى نهاية القرن الثالث، ص): محمد حسين(آل ياسين 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

158

لالعامـــنظرية - ثانيا

:مفهوم العامل -1

به ما عين أول إذ إن ،ضايا املهمة يف النحو العريبة العامل من الققضية العامل أو نظري تعترب

قام عليه فكانت فكرة العامل األساس الذي ،1"أثر جيلبه العامل: " فوه بقوهلمعر اإلعراب الذي النحاة

:وأمهها ،النحو العريبعلى أثرها عد وقوانني للعامل النحوي قاموقامت هناك قوا .الدرس النحوي

.إن مل جتده يف اجلملة وجب تقديرهو ،املكل عالمة من عالمات اإلعراب هي أثر لع -

ه سلط عامالن على معمول جعلوا ألحد فإذا وجد ما ظاهره أن ، جيتمع عامالن على معمول واحدال -

.عيف املوض اللفظ ولآلخر التأثري العاملني التأثري يف

.فرتفعها وتنصبها ،وهي تعمل يف األمساء فقط ،عمل لألفعالاألصل يف ال -

ما ومتأخرا ،مرتبة العامل التقدم - .وإذا كان العمل قويا أمكن أن يعمل متقد

.2..العوامل يف األفعال أضعف من العوامل يف األمساء -

:نشأة العامل -2

شيئا عرفنا فيما سبق أن العلة النحوية قد الزمت النحو منذ نشأته، وأن االهتمام �ا كان يزداد

ولـما كثرت تساؤالت النحاة عن أسباب الرفع والنصب واجلر .فشيئا، فكل قاعدة حنوية البد هلا من علة

واجلزم يف األمساء واألفعال، وحبثوا هلا عن علل تناسبها، انتهى �م هذا األمر إىل احلركات اإلعرابية،

إن : ، فقالوا مثال3ستقر ذلك يف عقل النحاةفتساءلوا ما الذي أوجدها ؟ فخلصوا إىل أن هلا موجدا، وا

.39، ص01ج أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد،): أبو محمد عبد اهللا(ابن هشام 1 .27- 23 ، صإحياء النحو): إبراهيم(مصطفى 2 .43نظرية العامل في النحو العربي عرضا ونقدا، ص): وليد عاطف(األنصاري 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

159

، والنصب يف املفعول به فأوجد "الضمة"الفعل هو الذي عمل الرفع يف الفاعل فأوجد احلركة اإلعرابية

.1"الفتحة"

نظرية العامل النحوية فومن هنا جاءت نظرية العامل، فقد تولدت من حبث النحاة يف العلل،

أن ون رتضيف النحاةف .2والبحث عن العوامل بيان وتوضيح لعلل اإلعرابلفلسفية، وليدة مبدأ العلية ا

. 3ى إليها وكان سببا فيهاأد لكل حالة إعرابية عامال

ولقد كان التعليل يف «: متام حسان. د وهذا ما ذهب إليه كثري من الباحثني املعاصرين، يقول

، فالفاعل مرفوع بعلة وجود الفعل، واملبتدأ مرفوع "نظرية العامل"دراسة اللغة مسؤوال كذلك عن خلق

.4»بعلة االبتداء، وهلم جرا

:نقد نظرية العامل -3

يلق أصل ولــم قدميا وحديثا، والدارسني من العلماءإىل انتقاد كبري نظرية العامل تعرضت وقد

النحاة الذين اعتمدوه حلمالت شديدة الوطء، ونال تعرضفقد ،"العامل"ه جوم ما لقي اهلمن حنوي

دين ة ا�د وأصبح القول �دم العامل سن ما نالوا من النقد واللوم، أصال يف تفسري بنية الكالم العريب

أو بنقض شيء ،مطلقا هاإما بنقضنظرية وكان النقد املوجه هلذه ال ،اء إىل اليوممن لدن ابن مض

.منها

وعلى ما له من أثر سيء يف النحو العريب ويف قد كثر الكالم على العامل قدميا وحديثا و

:األساليب وصياغتها وفهمها، وأقوى ما وجهوه إىل العامل من طعون أمران

.07، ص03وج - 253، ص02همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، تحقيق عبد العال سالم مكرم، ج): جالل الدين(السيوطي 1 .344منطق أرسطو والنحو العربي، ص): إبراهيم بيومي(مدكور 2 .137في أصول اللغة والنحو، ص): فؤاد حنا(ترزي 3 .55، صاللغة بين المعيارية والوصفية ):تمام(حسان 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

160

ينصب أو جير أو جيزم، مع أنه قد أن النحاة نسبوا العمل إليه فجعلوه هو الذي يرفع أو : أوهلما

.خيفي املعىن أو يعقده، وكيف ينسب إليه العمل وهو ال يعمل شيئا، وإمنا الذي يعمل هو املتكلم

أن النحاة وقد قصروا عليه العمل وحده، حبثوا عنه يف بعض الرتاكيب العربية الصحيحة : ثانيهما

.1رتضوا وجوده ويتكلفوا ويتعسفوافلم جيدوه، وقد اضطروا أن يقدروه وأن يف

:القدامى في العاملرأي - أ

:قطرب في العاملرأي -1

يرى ال الذي )ه206ت(طربحممد بن املستنري املعروف بق القدامى الذين نقدوا نظرية العاملمن

ألن االسم ا أعربت العرب كالمها من إ « :يقولإذ )احلركات اإلعرابية(للعامل قيمة يف األثر اإلعرايب

فلو جعلوا وصله بالسكون أيضا لكان يلزمه اإلسكان يف ،يف حال الوقف يلزمه السكون للوقف

جعلوا التحريك معاقبا ،فلما وصلوا وأمكنهم التحريك ،وكانوا يبطئون عند اإلدراج ،الوقف والوصل

.2» لإلسكان ليـعتدل الكالم

،املتكلم يلجأ للحركة اإلعرابية عندما يصعب عليه التسكني يف الوصل فحسبفهو يرى هنا أن

لو فعلوا ذلك لضيقوا «: فهال لزموا حركة واحدة ؟ فقال: وسئل مرة .دون أن يكون هلا أثر يف املعىن

فهو . 3» ركة واحدةوأال حيظروا على املتكلم الكالم إال حب ،فأرادوا االتساع يف احلركات ،على أنفسهم

،والتخفيف عليه ،حياول أن يرد كل ما يتعلق باحلركات اإلعرابية إىل التوسيع على املتكلم يف نطقه

.من احلركات وإعطائه فرصة االختيار بني عدد

.709-708، ص02، ج1982المعنى واإلعراب عند النحويين ونظرية العامل، ): أبو عبد اهللا(عبد العزيز عبده 1 .70، صاإليضاح في علل النحو): أبو القاسم(الزجاجي 2 .71المرجع نفسه، ص 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

161

:في العامل ابن جنيرأي -2

إال أنه ينسب ،ال يرفض فكرة العامل كما قررها سيبويه والنحاة من بعده )هـ392ت(ابن جين كان

وإمنا قال «: يقول ،لكنه ال ينكر وجود العامل يف اللغةو ،وليس للعامل ،األثر اإلعرايب للمتكلم نفسه

،كمررت بزيد ،وعامل معنوي؛ لريوك أن بعض العمل يأيت عن لفظ يصحبه ،النحويون عامل لفظي

ورفع الفعل ،كرفع املبتدأ باالبتداء ،وبعضه يأيت عاريا من مصاحبة لفظ يتعلق به ،وليت عمرا قائم

،فأما يف احلقيقة وحمصول احلديث ،هذا ظاهر األمر وعليه صفحة القول ،لوقوعه موقع االسم

ا هو للمتكلم ا قالوا ،ال لشيء غريه ،نفسه فالعمل من الرفع والنصب واجلر واجلزم إمن لفظي : وإمن

.1»أو باشتمال املعىن على اللفظ ،ما ظهر من آثار فعل املتكلم مبضامة اللفظ اللفظومعنوي ل

:رأي ابن مضاء في العامل -3

حيث ،"الرد على النحاة"كتابه الشهري يف هذه القضية ورفض )ه592ت(ابن مضاء القرطيب أتى

قصدي يف هذا الكتاب أن أحذف من « : يقول يف صدر كتابه ،إنه ألغى نظرية العامل بالكلية

فمن ذلك ادعاؤهم أن النصب ،وأنبه على ما أمجعوا على اخلطأ فيه ،النحو ما يستغين النحوي عنه

وا وعرب ،ل لفظي وبعامل معنويوأن الرفع منها يكون بعام ،واخلفض واجلزم ال يكون إال بعامل لفظي

وقد أشرنا يف الفصل الثاين من الباب األول إىل نقض ابن مضاء لنظرية . 2» ..عن ذلك بعبارات

.العامل بالتفصيل

:رأي المعاصرين في العامل - ب

يف العصر احلديث فقد ثار عليها عدد من الباحثني وحاولوا أن يضعوا نظرية جديدة للنحو أماو

، والدكتور متام حسان، والدكتور مهدي املخزومي، إبراهيم مصطفىاألستاذ : العريب، ومن هؤالء الباحثني

.110-109، ص01ج ،الخصائص): أبو الفتح(ابن جني 1 .76الرد على النحاة، ص): أحمدأبو العباس (ابن مضاء القرطبي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

162

فرحية، والدكتور والدكتور فؤاد ترزي حنا، والدكتور أنيس والدكتور شوقي ضيف، والدكتور حممد عيد،

.1حممد الكسار

:رأي إبراهيم مصطفى في العامل -1

خري كثري وغاية و من نظرية العامل وسلطا�ا هوحختليص الن أن ب يرىإبراهيم مصطفى فاألستاذ

، ورشاد يسري بالنحو يف طريقه الصحيحة بعدما احنرف عنها آمادا ، وكاد تقصد، ومطلب يسعى إليه

.2معرفة العربيـة ، وذوق ما فيها من قوة على األداء ، ومزية يف التصويريصد الناس عن

كلمة تكن هلم، ومل يف سبيل حرصهم على نظرية العاملحكم النحو بتضييعهمالنحاة ا�م وقد

، وأ�م كذلك أضاعوا م، ومن احتماله ألنواع اإلعرابروا من أوجه الكالثكأ، و يف هذا البابحامسة

، اليقدرون العامل رافعا فريفعون، ويقدرونه ناصبا فينصبون: عاين الكالم يف أوضاعه املختلفةالعناية مب

. 3يرون أنه يتبع ذلك اختالف يف املعىن وال تبديل يف املفهوم

،يف رفض العلل برأي ابن مضاء اوكذ ، يف أن العامل هو املتكلمتأثر برأي ابن جين قد ولعله

والنحاة يف سبيلهم هذا متأثرون كل التأثر بالفلسفة الكالمية اليت كانت شائعة بينهم، غالبة «: ليقو

رأوا أن اإلعراب باحلركات وغريها عوارض للكالم على تفكريهم، آخذة حكم احلقائق املقررة لديها،

وأثر ،دث حادث ال بد له من حم رض فقالوا ع ،على نظام فيه شيء من االضطراد ،تتبدل بتبدل الرتكيب

.137ص نظرية العامل في النحو العربي عرضا ونقدا،): وليد عاطف(األنصاري 1 .194إحياء النحو، ص ): إبراهيم(مصطفى 2 .37-35صإحياء النحو، ): إبراهيم(مصطفى 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

163

وطلبوا ،يس حرا فيه حيدثه مىت شاء؛ ألنه لون املتكلم حمدثا هذا األثرومل يقبلوا أن يك ،ال بد لـه من مؤثر

.1» قـوانينها ورمسوا ،دوا هذه العواملفعد ،وحبثوا عنها يف الكالم ،وعلة موجبة ،ر عامال مقتضيا هلذا األث

؟ هل يعين هذا أن املتكلم هو لكن ما معىن أن يكون العامل هو املتكلم ال العوامل النحويةو

؟ أو أن املتكلم الذي يوجد العالمة اإلعرابية بإرادته وتصرفه كما يشاء دون نظر إىل عرف اللغة ونظامها

حو، وليس حرا يف وضع عالمة مكان أخرى، كما أنه ليس اعد الن ينطق بالعالمات اإلعرابية حسب قو

؟ ها من الناحية اللغويةهو موجد

تلك تساؤالت من شأ�ا أن تثري اجلدل حول هذه القضية، أي عالقة العامل باحلركات اإلعرابية،

إىل خطأ القول بأن العامل هو املتكلم، ورأوا أنه تصور غري دقيق قد أشاروا الدارسنيمن لذا جند كثريا

فهم منه أن املتكلم هو العامل حقيقة؛ إذ نص ابن مضاء ال ي لذلك ف .2لطبيعة اإلعراب وأسباب وجوده

يف نيته أنهاملقصود من املتكلم ر من غري قانون أو قيد، ولكن جي ال يرفع املتكلم وال ينصب وال جيزم وال

ه يريد معىن معيـنا فينطق بالكلمة اليت تؤدي هذا املعىن، مث يعطيها احلركة ومكنون نفسه وعقله يعرف أن

.3حاة ذا�ممما جاء يف أقوال الن املناسبة هلا أخذا

املقصود أن املتكلم ليس هو الذي حيدد احلالة اإلعرابية للكلمة يف اجلملة وال العالمة ويبدو أن

اإلعرابية هلا وفق اختياره وتصرفه الشخصي، لكنه يعرب عن معرفته اليت يف ذهنه، واليت تقوده إىل هذا

.هذا هو فهم ابن جين للمتكلم عندما أشار إليهلعل التصرف، و

.31إحياء النحو، ص): إبراهيم(مصطفى 1ظاهرة اإلعراب في النحو العربي ): أحمد سليمان(وياقوت . 103- 102ص في إصالح النحو العربي، ): عبد الوارث(مبروك سعيد : ينظر 2

.77- 73صالعامل النحوي بين مؤيديه ومعارضيه ودوره في التحليل اللغوي، ): خليل أحمد(وعمايرة .77-75الكريم، صوتطبيقها في القرآن .77- 73صالعامل النحوي بين مؤيديه ومعارضيه ودوره في التحليل اللغوي، ): خليل أحمد(عمايرة 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

164

:م حسان في العاملرأي تما -2

لة اعتمد على املنهج الوصفي يف معاجلة العالقات بني الكلمات يف اجلم فقدان متام حس .أما د

اللغة جيعلها وضع ألن احلقيقة أن ال عامل؛ « :يقول ، إذورفض فكرة العامل ،للوصول إىل املعىن الداليل

كيبية العرفية رت ويتكون من الطرق ال ،األجهزة األخرىها متكامل مع كل جهاز من ،منظمة من األجهزة

فإذا ،يف اللغة جه إىل بيان معىن من املعاين الوظيفيةفكل طريقة تركيبية منها تت ،املرتبطة باملعاين اللغوية

،واضح كان الفاعل مرفوعا يف النحو فألن العرف ربط بني فكريت الفاعلية والرفع دون ما سبب منطقي

واملفعول به مرفوعا لو أن املصادفة العرفية مل جتر على ،وكان من اجلائز جدا أن يكون الفاعل منصوبا

.1» حو الذي جرت عليهالن

متام حسان موفق إىل حد ما، ألن العرف كما مساه هو، أو كما يسميه غريه .وال شك أن رأي د

ساس فيما حصل للجملة العربية، وما تلبسته من حركات إعرابية، التواضع واالصطالح اجلماعي هو األ

لذا كان من اجلائز أن تتغري هذه األحكام اإلعرابية لو أن العرف جرى على ذلك، والدليل أن كثريا من

ومن مالروايات اليت وردت عن األعراب يف نطقهم باحلركات وفق املعاين، واستشعارهم اللحن من األعاج

.، توضح هذا املعىن تؤكدهخالطهم

ومهما يكن فإن العامل يبقى ركيزة من ركائز النظرية النحوية العربية، وقد اتفق مجهور النحويني

على اعتماده، وإلغاؤه بالكلية يعين هدم النحو العريب الذي يستند إليه يف التقعيد النحوي يف جممل

سيطة صافية، وكان الغرض منها تفسري العالمات اإلعرابية، ولكن نعم إن نظرية العامل بدأت ب. قضاياه

النحاة كانوا ينعطفون �ا أحيانا حنو التكلف وسوء التقدير، ففي بعض جوانبها ويف بعض أداء متأخري

.57، صاللغة بين المعيارية والوصفية ):تمام(حسان 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

165

النحاة مل ختل من تعسف وسوء تأويل، ولكن مع ختليصها من النظرة الفلسفية، والعلل الثواين والثوالث،

. د يستقيم األمر هلا وميكن تدارك ما أصا�ا من عسر وتكلف واهللا أعلمق

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

166

الفصل الثاني

بعض قضاياهتيسير النحو العربي في

:ويحوي المباحث التالية

قضية اإلعراب : المبحث األول

الممنوع من الصرف :المبحث الثاني

الجملة وأقسامها: المبحث الثالث

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

167

: المبحث األول

قضية اإلعراب

:مكانة اإلعراب عند العرب -1

تـعد قضية اإلعراب إحدى القضايا اهلامة يف الدراسات اللغوية، بوصف اإلعراب مسة تتصف �ا

ما عدا - اللغات السامية مجيعا، وهو من خصائصها املوغلة يف القدم، إال أن سائر اللغات السامية

ت هذا الظاهرة منذ أقدم العصور، وقد دل على اإلعراب يف هذه اللغات ما جنده من قد فقد - اآلكدية

واإلعراب سامي « : )ه1933ت(يقول املستشرق األملاين برجشرتاسر. 1بقاياه؛ كما يف اللغة العربية مثال

.2»األصل، تشرتك فيه اللغة اآلكدية ويف بعضه احلبشية، وجند أثرا منه يف غريها

أمر اإلعراب كان يف النحو العريب أهم من كل شيء، ألنه يف العربية مظهر من مظاهر ويبدو أن

والسيما إذا الحظنا أن . الصعوبة وجانب وعر على املتعلمني، ال يتيسر هلم بلوغ الغاية فيه أو إتقانه

�م خالية من هذه األعاجم الذين صاروا يتعلمون العربية وجيدون يف تعلمها مشقة وعسرا، كانت لغا

. 3الظاهرة، بل كانت لغا�م على وجه العموم أقل تعقيدا يف قواعدها وأيسر مناال من العربية

ال أمهية بالغةو�ا ول ولظاهرة اإلعراب يف العربية منزلة كبرية يكاد جيمع عليها النحاة القدامى، وي

جيتنبوا اللحـن لهم على أن هو الذي كان حيم معربة هم شعور العرب بوراثتهم لغت ألن "ذلك ،هلا نظري

.118فقه اللغة، ص): إبراهيم(السامرائي 1 .118ص التطور النحوي، ترجمة رمضان عبد التواب،: )جوتهلف( برجشتراسر 2 .25نحو التيسير، ص): أحمد عبد الستار(الجواري 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

168

طويال ظاهرة اإلعراب جعلهم يقفون عند وهذا، 1"بعض الذنوب ـا يكتبونـه أو يقرؤونه اجتنا�مفيم

.باحثني عن سبل تيسري فهمها إىل الناس

وأمـا الدراسات اللغوية العربية احلديثة، فقد تناولت دراسة اإلعراب منذ وقت مبكر من القرن

، حماولني دراسته وحتليله تتعلق بهخمتلفة والباحثون مسائلناقش الباحثون ف، متعددة من جوانبو املاضي

، مث قدموا تفسريات متباينة حينا، وتتبع تطوره تتبعا تارخييا، مع مقارنته مبا يوجد يف اللغات األخرى

.ومتفقة حينا آخر هلذه القضية

وقد تفرقت تلك الدراسات العربية يف أكثر من موضع، فنجدها يف كتب النحو تارة، ويف كتب

وميكن فقه اللغة تارة أخرى، وأحيانا يف كتب علم اللغة، وذهبت آراؤهم يف قضية اإلعراب مذاهب شىت،

.أمهية اإلعراب وأثره يف املعىنقضية أساسية هي أن نشري إىل

:أهمية اإلعراب وأثره في المعنى -2

يف وأثرأمهية له اإلعرابأن يرى فريقف ؛إىل فريقني اثننيانقسم الباحثون حيال هذه القضية

احلركات ال ال يرى له أمهية يف اجلملة؛ وإمنا يأيت من باب تزيني اجلملة أو تعاقب فريق آخر املعىن، و

:، وملخص آرائهم كما يلي2غري

:بأهميته وأثره في المعنى ونالقائل - أ

بوجود اإلعراب يف اللغة العربية، وأن له أثرا يف تأدية املعىن، وكشفه، وإزالة الفريق األول يعرتف

اللبس والغموض يف معظم حاالته، وعليه فحركات اإلعراب دوال على املعاين، وهو قول أكثر النحويني

.35ص عليه ووضع حواشيه أحمد حسن بسج، الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كالمها، علق): أحمد(ابن فارس 1 .27اإلعراب وأثره في المعنى، ص): فضل اهللا(النور علي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

169

فاعلة، املعاين، وتكون 1إن األمساء لــمـا كانت تعتورها« : )هـ240ت(قدميا وحديثا، يقول الزجاجي

ومفعولة، ومضافة، ومضافا إليها، ومل تكن يف صورها وأبنيتها داللة على هذه املعاين بل كانت مشرتكة،

. 2»جعلت حركات اإلعراب فيها تنبئ عن هذه املعاين

أن اإلعراب تـمــيــز به املعاين ويزيل اإل�ام الذي ميكن أن كذلك )هـ395ت(ويرى ابن فارس

فأما اإلعراب فيه تـمــيــز املعاين، « : للمتكلم خاصة يف اجلملة املتشا�ة يف ألفاظها، حيث يقول حيدث

غري معرب،مل يوقف على " ما أحسن زيد: "ويوقف على أغراض املتكلمني، وذلك أن قائال لو قال

أبان باإلعراب عن املعىن الذي " ما أحسن زيد ما أحسن زيدا، أو ما أحسن زيد، أو: "مراده، فإذا قال

.3»أراده، وللعرب يف ذلك ما ليس لغريها فهم يفرقون باحلركات وغريها بني املعاين

فمذهب اجلمهور يف حقيقة اإلعراب هل هي مرتبطة باللفظ أم املعىن ؟هذا الفريق وقد اختلف

، وابن )هـ645ت(، وأبو علي الشلوبني)هـ609ت(فعلى أن اإلعراب لفظي، وإليه ذهب ابن خرو

هو ما جيء به لبيان « : وعليه فاإلعراب ؛4، وسائر املتأخرين)هـ672ت(، وابن مالك)هـ646ت(احلاجب

.5»مقتضى العامل من حركة أو حرف أو سكون أو حذف

اإلعراب معنوي، وعلماء املغاربة إىل أن )هـ476ت( وذهب مجاعة منهم األعلم الشمنرتي

)هـ577ت(، وهذا ما رجحه ابن األنباري6واحلركات إمنا هي دالئل عليهوأبو البقاء ،7

وروا الشيء وتعوروه وتعاوروه تداولوه فيما بينهم قال أبو كبير ور، تتداولها، من الفعل اعت: تعتورها 1 نذر *** وإذا الكماة تعاوروا طعن الكلى: واعتـ

.مادة عور لسان العرب،): أبو الفضل محمد(ابن منظور ينظر . البكارة في الجزاء المضعف .69اإليضاح في علل النحو، ص): الرحمنأبو القاسم عبد (الزجاجي 2 .35ص ،الصاحبي في فقه اللغة العربية: )أحمد(ابن فارس 3شرح ): محمد بن الحسن الدين رضي(األستراباذي و . 40، ص01همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، ج): جالل الدين(السيوطي : ينظر 4

.43- 42، ص01، جعلى الكافيةالرضي .07ص، تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، تحقيق محمد كامل بركات): أبو عبد اهللا(ابن مالك الطائي 5 .41، ص01همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، ج): جالل الدين(السيوطي 6 .33أسرار العربية، ، ص): أبو البركات(ابن األنباري 7

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

170

)ه616ت(العكربياختالف يف أواخر الكلم باختالف العوامل لفظا أو « : ، وعليه فإن اإلعراب هو1

.2»تقديرا

والنحويني قدميا، حيث يعتربون اإلعراب فصال إذن هذا هو رأي الفريق األول من مجهور اللغويني

هاما من فصول الدرس النحوي، واالستغناء عنه أو التقليل من شأنه ضرب من احملال، لذا تراهم يدافعون

ومن احملدثني كذلك من يتبىن هذا الرأي . عنه وحيتجون ألمهيته يف كتبهم ومصنفا�م مبا يطول ذكره

.يرفض أي �جم عليهمويدافع عن النحاة األوائل و

:مآخذ رأي الفريق األول -1 -أ

مما يعاب على هذا الفريق تقديسهم لإلعراب، وإعطاؤهم احلركات اإلعرابية اهتماما مبالغا فيه،

ماع واجلمـع واسـتنباط الس جعلهم يتجاوزون القدر املسموح به يف وضع قواعد اإلعراب بناء على

رغبة منهم يف اطراد اإلعراب وانطباقه على كل اس وابتكار أصول جديدة،، إىل اإلسراف يف القياألصول

.وهذا مما مل يتحقق للنحاة يف مواطن عديدة أسلوب،

وهذه القواعد واالصطالحات اجلديدة املتعلقة باإلعراب قد مألت كتب النحويني، فأضحت

لعريب الفصيح فضال عن الوافدين عليه، كثر�ا املفرطة ال ختدم اللغة العربية، بل إ�ا تعوق اللسان ا

وأصبحت هذه القواعد نكتا وألغازا وأحجيات منتشرة يف كتب النحاة خاصة املتأخرين منهم، وأصبح

.حذقها معيارا للنباهة والتمكن من علم النحو واإلعراب

، فما قولنا ملن املتكلمنيفيه تـمــيــز املعاين، ويوقف على أغراض وما يراه بعضهم أن اإلعراب

يفهم اجلمل والعبارات وهي غفل عن الشكل واحلركات اإلعرابية ؟

.53ص إلعراب، تحقيق غازي طليمات،اللباب في علل البناء وا): أبو البقاء(العكبري 1 .33أسرار العربية، ص): أبو البركات(ابن األنباري 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

171

:بعدم أهميته وأثره في المعنى القائلون - ب

أي دور لإلعراب يف املعىن، وإمنا وجد يف اللغة لعلل أخرى، وميثل هذا ينكر فالفريق الثاين أما

)ه206ت(ستنري امللقب بقطربالرأي من القدماء حممد بن امل وغريه، 2إبراهيم أنيس.ومن احملدثني د،1

.3وبعض املستشرقني

: رأي قطرب -1 -ب

أن العرب مل تعرب كالمها للداللة على املعاين والفرق بينها ألن هناك أمساء تأيت يرى قطرب

اإلعراب ومتفقة املعاين، وأن احلركات متفقة يف اإلعراب وخمتلفة يف املعاين، كما أن هناك أمساء خمتلفة

ني عند اتصال الكالم، وليس هلا دور آخر يف جيء �ا للسرعة يف الكالم والتخلص من التقاء الساكنـ

.4اجلمل

إن زيدا : فما اتفق إعرابه واختلف معناه قولك «: أما احلجة األوىل فقد دعمها بأمثلة فقال

زيدا أخوك، اتفق إعرابه واختلف معناه، ومما اختلف إعرابه واتفق معناه أخوك، ولعل زيدا أخوك، وكأن

ما زيد قائما، وما زيد قائم، اختلف إعرابه واتفق معناه، فلو كان اإلعراب إمنا دخل الكالم للفرق : قولك

.5»بني املعاين لوجب أن يكون لكل معىن إعراب يدل عليه ال يزول إال بزواله

إمنا أعربت العرب كالمها، ألن االسم يف حال الوقوف يلزمه «: أما احلجة الثانية فمثل هلا بقوله

السكون للوقف، فلو جعلوا وصله بالسكون أيضا لكان يلزمه اإلسكان يف الوقف والوصل، وكانوا

.70اإليضاح في علل النحو، ص): أبو القاسم عبد الرحمن(الزجاجي 1 .200ص من أسرار اللغة،): إبراهيم(أنيس 2 .161فقه اللغة، ص): علي عبد الواحد(وافي 3 .70اإليضاح في علل النحو، ص): الرحمنأبو القاسم عبد (الزجاجي 4 .المرجع نفسه 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

172

ليعتدل الكالم، أال يبطئون عند اإلدراج فلما وصلوا وأمكنهم التحريك جعلوا التحريك معاقبا لإلسكان

تراهم بنوا كالمهم على متحرك وساكن ومتحركني وساكن ومل جيمعوا بني ساكنني يف حشو الكلمة وال

يف حشو بيت، وال بني أربعة أحرف متحركة، أل�م يف اجتماع الساكنني يبطئون ويف كثرة احلروف

.1»اإلسكان املتحركة يستعجلون وتذهب املهلة يف كالمهم فجعلوا احلركة عقب

:إبراهيم أنيس.د رأي -2 -ب

وقد أورد رأيهأو مدلوالت، حوية ـن ن معاأي لعالمات اإلعرابإبراهيم أنيس أن تكون .د نكرأ

ليس للحركة ": وفيه فصل صغري بعنوان ،"قصة اإلعراب" :يف فصل بعنوان" من أسرار اللغة"يف كتابه هذا

لعرب القدماء كما تحدد املعاين يف أذهان ال تكن مل احلركات اإلعرابية أن ، فهو يرى"بية مدلولاإلعرا

ض، ل الكلمات بعضها ببعحركات حيتاج إليها يف الكثري من األحيان لوص هي جمردبل ،يزعم النحاة

إحدى أن نقرأ خربا صغريا يفب ،بني معاين الكالم وحركات اإلعراب وبرهن على عدم وجود عالقة

مهما ،ى أنه يفهم معناه متام الفهمفسنر ،الصحف على رجل مل يتصل بالنحو أي نوع من االتصال

.2ونصب املرفوع أو جره ،برفع املنصوب ،هدنا اخللط يف إعراب كلماتتعم

أو غريمها، وإمنا احلركات اإلعرابية ليست داللة على الفاعلية واملفعولية هذه أن وبتعبري أدق يرى

فهي إذا تأيت ،ج إليها لوصل الكلمات بعضها ببعضهذه احلركات ال تعدو أن تكون حركات حيتا

للتخلص من التقاء الساكنـني عند وصل الكالم، أما الفاعلية واملفعولية وغريمها فإمنا يستفاد من موقع كل

.3من الفاعل واملفعول به أي رتبتهما يف اجلملة

.71- 70ص اإليضاح في علل النحو،): أبو القاسم(الزجاجي 1 .242من أسرار اللغة، ص): إبراهيم(أنيس 2 .المرجع نفسه 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

173

إىل أن ما أمساه النحاة إعرابا باحلروف ال يكاد ميت حلقيقة اللغة بصلة، بل إن أيضا وذهب

حتديد املعاين النحوية يرجع إىل نظام اجلملة ومالبسا�ا، ومل تكن تلك احلركات حتدد املعاين يف أذهان

ذلك أن سقوطها من أواخر العرب القدماء كما يزعم النحاة، فهي ال حتمل أي داللة ويكفي إلثبات

.1الكلمات يف حال الوقف ال يغري من معىن العبارة، وال يشوه من الصيغ

وقد بلغ به حد اإلنكار أنه اعترب اإلعراب قصة رائعة استمدت خيوطها من ظواهر لغوية متناثرة

يف أواخر القرن األول اهلجري أو أوائل بني قبائل اجلزيرة العربية، مث حيكت ومت نسجها حياكة حمكمة

حىت أصبح اإلعراب ...الثاين، على يد قوم من صناع الكالم نشؤوا وعاشوا معظم حيا�م يف البيئة العراقية

حصنا منيعا، امتنع حىت على الكتاب واخلطباء والشعراء من فصحاء العربية، وشق اقتحامه إال على قوم

.2اةمسوا فيما بعد بالنح

هو يف فحاة واخرتاعهم، إذا مل يكن اإلعراب مـن وضـع الن : نقولفوميكن أن نقف موقفا وسطا

عى البعض، فهو يف حقيقة أمره صناعة نفس الوقت ليس سليقة جتري على ألسنة األعراب كما اد

اب الذين اعتادوا كالم الفصحاء من األعـر القرآن الكرمي، ومن اكتشفها النحاة األوائل، واستنبطوها من

.3ن قبلهمة، واليت تواضعوا عليها، وورثوها عم النطق بالعربية الصحيحة النقي

:فؤاد ترزي .رأي د -3 -ب

إذ يرى أن احلركات يف أواخر ؛إبراهيم أنيس بصورة شبه كلية.فؤاد ترزي مع رأي د.يتفق د

ولكنها استغلت . الكلمات إمنا وجدت يف األصل لغرض لفظي، هو تيسري ارتباط األلفاظ بعضها ببعض

.وما بعدها 200ص ،من أسرار اللغة): إبراهيم(أنيس 1 .198المرجع نفسه، ص 2 .280حركات اإلعراب بين الوظيفة والجمال، ص ):نائل محمد(إسماعيل 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

174

من النحاة فيما بعد ألغراض معنوية، يف حماولة منهم لتقرير حركة واحدة للوضع الواحد ما أمكن ذلك،

. 1رة رئيسةلضبط قراءة القرآن الكرمي وحتديدها بصو

: األستاذ إبراهيم مصطفى رأي -4 -ب

حاة يف مسألة اإلعراب حينما جعلوه حكما لفظيا يتبع وجه األستاذ إبراهيم مصطفى نقده للن

لفظ العامل وأثره؛ ورأى أن جهد النحاة قد أمهل صلة العالمات اإلعرابية باملعىن وأثرها يف تصوير

حبركتني مها الضمة والكسرة فقط، على أ�ما ليستا أثرا لعامل من اللفظ، بل ، ثـم عني اإلعراب 2املفهوم

، مث أشار إىل الداللة الوظيفية حلركات اإلعراب يف األمساء؛ فالضمة علم اإلسناد، 3من عمل املتكلم

.4والكسرة علم اإلضافة، والفتحة ليست عالمة إعراب وال دالة على شيء

الضمة والكسرة بالداللة، واعتبار الفتحة أ�ا ليست هيم مصطفىاألستاذ إبراولكن ختصيص

عالمة إعراب وال تدل على شيء، فيه نظر، ألن وجود العالمة اإلعرابية يف الرتكيب يؤدي دورا يف حتديد

وقد الوظيفة النحوية، أو املعىن النحوي، والدعوة إىل إمهاهلا يعين إمهال وظيفتها، أليست املفعولية وظيفة

الزمتها الفتحة ؟

:علي عبد الواحد وافي.محمد عبد الجواد أحمد، ود.درأي -5 -ب

من رأي األستاذ إبراهيم مصطفى، علي عبد الواحد وايف،.حممد عبد اجلواد أمحد، ود.ديقرتب

كلمة يستخدمها، فيتمكن نعرفايإذ اإلعراب بأنه حركات يلتزم بـها املتكلم لإلبانة عن أغراض كل

.187في أصول اللغة والنحو، ص): فؤاد حنا(ترزي 1 .41إحياء النحو، ص): إبراهيم(مصطفى 2 .50ص المرجع نفسه، 3 .70- 50المرجع نفسه، ص 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

175

، وأضاف علي عبد 1السامع من فهم العالقات بني األلفاظ يف أساليب كالمه طبقا ملا يقصده منها

لى وظيفة أن معظم قواعد اإلعراب تتمثل يف أصوات مد قصرية تلحق أواخر الكلمات لتدل ع: " الواحد

.2"الكلمة يف العبارة وعالقتها مبا عداها من عناصر اجلملة

ومع هذا الفهم يتفقون على استبعاد أثر العامل يف اإلعراب أل�م رأوا أن وظيفة احلركة اإلعرابية

ندهم ل؛ لذا فالعامل عهي بيان املعاين النحوية وفهم العالقات بني األلفاظ، وهذا يتناىف مع القول بالعام

، وهو الذي يقصد قصدا إىل رفع ونصب وجر ما يريد، وال تتحكم العالمة اإلعرابية يف شيء هو املتكلم

.من ذلك

:تمام حسان.درأي -6 -ب

متام حسان فقد فسر اإلعراب بالعالمة اإلعرابية، وعده إحدى القرائن اليت تبني املعىن .أما د

جانب كشف املعىن الوظيفي للرتكيب إىل و توضيح عملية التعليقالنحوي، ورأى أنه هو املسؤول عن

ولذلك فهو يرى أن العالمة اإلعرابية مبفردها . 3جمموعة من القرائن األخرى اليت تتضافر ألداء هذا الدور

ضافر ت"ــــــال تساعد على تعيني املعىن، مشريا إىل أنه ال قيمة هلا بدون النظر إليها يف إطار ما أمساه بـ

.4وينطبق على كل قرينة أخرى مبفردها" القرائن

ومثل لذلك بالفاعل، فهو ال يعرف عنده بالرفع فقط، وإمنا يعرف به، وباالمسية، والتأخر عن

الفعل، وبناء الفعل للمعلوم، وما يصحب ذلك من قرينة معنوية هي داللة هذا االسم على من فعل

.33قواعد النحو البدائية في اللغة العربية، ص): محمد عبد الجواد(أحمد 1 .161فقه اللغة، ص): علي عبد الواحد(وافي 2العالمة اإلعرابية والرتبة والصيغة والمطابقة والربط والتضام واألداة : وهذه القرائن هي. 205اللغة العربية معناها ومبناها، ص): تمام(حسان 3

. والنغمة .189المرجع نفسه، ص 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

176

ميكن جتاهلها أو احلط ال اإلعراب قرينة من قرائن املعىن النحوي ن هذا أ معىن، و 1الفعل أو قام به الفعل

.ة وحدها غري قادرة على تفسري اللغة وفهم املعىناحلركة اإلعرابي ن ولك امن شأ�

فهو يسعى إذا إىل وضع العالمة اإلعرابية يف موضعها الصحيح، فلم يدع هلا ذلك القدر الكبري

ذهب إليه أكثر النحاة، ومل خيص بعضها بالداللة كما فعل األستاذ إبراهيم يف حتديد املعىن كما

مصطفى، ومل جيردها من داللتها اللغوية متاما كما فعل قطرب وإبراهيم مصطفى، بل فصل القول يف

العالقات املتشابكة يف اجلملة، ودالالت هذه القرائن النحوية، لذلك ينبغي أن يسلك النحو العريب يف

.إطار هذه القرائن اليت متثل نظرية متكاملة حتدد قرائن اجلملة ومتيز بينها

ولعل رأي هذا الفريق مع اختالف بينهم يف الفهم، هو الرأي الصواب، واألصوب ما خلص إليه

وكشفالذي كان أكثر موضوعية، وهو أن تضافر جمموعة من القرائن هو الكفيل بتحديد متام حسان.د

، فاجلملة تركيب متكامل العناصر يتوقف فهم املعىن فيه على تكامل أجزائه املعىن الوظيفي للرتكيب

.وترابطها، واملبالغة يف االهتمام باحلركة اإلعرابية دون غريها إجحاف يف حق املعىن وإنقاص من داللته

كرب إليه هو السبب وأخريا ميكن القول أن انصراف النحو إىل اإلعراب وتوجيه االهتمام األ

الرئيس اليت أدى بالنحو إىل االحنراف عن معناه ووظيفته أصال، ذلك أن منهج الدراسة النحوية قد

جانب سبيل الدراسة اللغوية وخالف طبيعتها يف أكثر أجزائه وأغلب فروعه، فأصبح اإلعراب مسلكا

واإلعراض عنه كلما حضر، وبسببه جتمد اللغة، صعبا على الطلبة والدارسني، يؤدي �م إىل النفور منه

لذا فنحن مطالبون بالتذليل والتهذيب والتشذيب والصقل حىت يكون سبيله أقرب إىل أهل عصره،

.ولننظر إىل اللغات اليت يسهل حنوها فهي أكثر انتشارا وذيوعا يف العامل

.8-7ة وأسلوبية للنص القرآني، صالبيان في روائع القرآن، دراسة لغوي): تمام(حسان 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

177

: المبحث الثاني

الممنوع من الصرف

:التنوين وخصائصه -1

:المراد بالتنوين - أ

ها ظاهرة التنوين، فاملتتبع تتميز لغتنا العربية عن بقية اللغات اإلنسانية خبصائص عدة، من أمه

تان، أو فتحتان، أو كسرتان، هلذه اللغة جيد الكثري من كلما�ا ما يقتضي أن يكون يف آخرها ضم

وقرأت كتابا، ومررت برجل، وكان األصل أن فاز خالد، : بها طبيعة املقام الكالمي، مثل قولكتتطل

خالدن، وكتابن، ورجلن، بزيادة نون : ب هذه الكلمات وأمثاهلا، كما يكتبها العروضيون هكذاكت ت

.ث هذه النـون يف تـلك الكلمة جرسـا موسيقيا، وتنغيما صوتيا حد ساكنة يف آخر الكلمة، لت

لوا عن هذا األصل يف الكتابة، ووضعوا مكان هذه النون رمزا خمتصرا، غري أن علماء اللغة عد

يـغنــي عنها، ويدل على ما تدل عليه، وذلك منعا للخلط بني هذه النون، وبقية النونات األخرى الزائدة

رة الثانية، ة الثانية، والفتحة الثانية والكسواألصلية اليت تقع يف أواخر الكلمات، وهذا الرمز هو الضم

.1ون السالفة، نسبة إىل األصلوأطلقوا عليه التنوين، أو الرتنيم، أو الن

نونت الكلمة : واملراد بالتنوين أن تدخل على آخر الكلمة نونا ساكنة عند النطق �ا، يقال

لتلك النون اليت تلحق تنوينا، إذا أدخلت عليها نونا لفظا ال خطا، مث غلب هذا املصطلح حىت صار امسا

.وما بعدها 38، صالنحو الوافي): عباس(حسن 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

178

آخر الكلمة يف غري الوقف، أو التوكيد، فالتنوين هو إحداث صوت النون الساكنة الزائدة يف آخر

االسم، وقد وصف بالزيادة، ألنه ليس من بنية الكلمة اليت اتصل �ا، بدليل حذفه يف بعض املواضع أو

.1نون أو حنو ذلكعلى االسم امل" ألـــ"احلاالت، كالوقف، أو دخول

:خصائص التنوين اللغوية - ب

عارض على الكلمة، وليس مثبتا فيها، وللتمييز بينه وبني غريه من النونات األصلية التنوين شيء

أو اجلارية جمرى األصلية الواقعة فــي آخر الكلمة، مل يثبت له صورة يف اخلط، ألنه تابع للحركات

تنوين بالضم، ألن ما قبله مضموم، : بتغري تلك احلركات على الكلمة، وهلذا يقالاإلعرابية، وتتغري صورته

ويف هذا الصدد يقول ابن . وتنوين بالكسر، ألن ما قبله مكسور، وتنوين بالفتح، ألن ما قبله مفتوح

ام اجلزء، جيء به ا هو تابع للحركات التابعة بعد متالتنوين ليس مثبتا يف الكلمة، إمن « : )ـه643ت(يعيش

ملعىن، وليس كالنون األصلية اليت من نفس الكلمة أو امللحقة اجلارية جمرى األصل، ولذلك من إرادة

.2»الفرق مل يثبت هلا صورة يف اخلط

وقد حيذف التنوين جوازا إذا جاء بعده ساكن طلبا للخفة، كما حيذف حرف املد واللني إذا ولـيه

رمبا حذفوه اللتقاء الساكنني، تشبيها له حبروف املد واللني، « :يقول ابن يعيش أيضاساكن، ويف هذا

: وقد كثر ذلك عندهم، حىت يكاد يكون قياسا، فمن ذلك قوله تعاىل يف قراءة من قرأ

﴿ ﴾3

.30، ص01جحاشية الصبان على شرح األشموني، ): محمد بن علي(الصبان 1 .29، ص09ج، شرح المفصل، تصحيح وتعليق مشيخة األزهر): أبو البقاء(ابن يعيش 2 .40سورة يس، آية 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

179

يغز اجليش، ويرم : حيذف حرف املد من حنوسابق منون فحذف التنوين للساكن بعده، ما : واملعىن

.1»الغرض

كما يلغى التنوين وجوبا عند الوقف على الكلمة املنونة، واملراد بالوقف هنا قطع الصوت عند

هذا أمر عجيب، أو فكرت يف أمر عجيب، إذ يوقف على الباء : النطق بآخر الكلمة، كقولك

كانت الكلمة املنونة منصوبة فإن التنوين يف هذه احلال ينقلب بالسكون، النقطاع الصوت بعدها، فإن

: شاهدت زيدا مسافرا، أي: ألفا على اللغة املشهورة، وذلك خلفة الفتحة، وجمانسة األلف هلا، كقولك

قوف ، وإذا كان االسم املن�ون منتهيا بتاء مربوطة، ففي هذه احلال يتم الو "مسافرا"بإبدال التنوين ألفا يف

اشرتيت كراسه، ومررت : هذه سياره، واشرتيت كراسة : هذه سيارة : على اهلاء رفعا ونصبا وجرا كقولك

.2مررت مبدرسه، أي يقلب التاء املربوطة هاء: مبدرسة، تقول

وقد جعل النحاة التنوين عالمة على الصرف، دون غريه من احلروف اليت تزاد يف آخر الكلمة،

، ألن هذه احلروف يلزمها االعتالل واالنتقال من صورة إىل )األلف والواو والياء(د واللني مثل حروف امل

أخرى غالبا ، فلو جعلوا الواو عالمة على االسم املصروف، النقلبت هذه الواو ياء، بسبب تطرفها،

التنوين أوىل من وانكسار ما قبلها، وكذلك حكم الياء واأللف ملا يعتورمها من االعتالل، هلذا كان

.3لعدم تعرضه لالعتالل، وألنـــه خفيف، يضارع حروف العلة ،رفحروف املد يف الداللة على الص

تنوين التمكني، وتنوين التنكري، أما األول فيكون : ويذكر النحاة للتنوين أقساما، أهـمها قسمان

: ، ومن اإلضافة، حنو"ألـــــ"دليال متكن االسم من االمسية، وهو الذي يلحق أواخر األمساء حني تتجرد من

.35، ص09جشرح المفصل، ): أبو البقاء(ابن يعيش 1 44، ص01النحو الوافي، ج): عباس(حسن 2 .35أسرار العربية، ص): أبو البركات(ابن األنباري 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

180

أما . م املبنية كسيبويه، إذا أريد تنكريهأما الثاين فهو ذلك الذي يلحق آخر أمساء األعال. رجل، وكتاب

. 1أمساء ممنوعة من الصرف ا� أوال ختفض بالكسرة، فيقولون عنها األمساء اليت ال يلحقها التنوين

:فوائد التنوين - ج

يذكر النحويون واللغويون فوائد عدة للتنوين، لعل من أمهها أنه قد يوجه املعىن، ويؤثــر فيه، فقد

كان بعض العلماء من النحاة والفقهاء يربطون به بعض املسائل الفقهية، وأحكام التشريع، فمن الطرائف

)ه182ت(، سأل أبا يوسف القاضي)ه189ت(أن الكسائي « اليت تروى يف هذا الباب، ، وكانا يف 2

أنا قاتل غالمك، : لرجلماذا تقول يف رجل قال : ، حني ذم النحو)ه193ت(حضرة اخلليفة هارون الرشيد

ك، بالتنوين من غري إضافة، أنا قاتل غالم : ، وقال له اآلخر"غالمك"إىل " قاتل"بإضافة اسم الفاعل

: آخذمها مجيعا، فقال له الرشيد، وكان له علم بالعربية: فأيهما كنت تـأخذ به ؟ فقال أبو يوسف

الذي يؤخذ بقتل الغالم، هو الذي : الرشيدكيف ذلك ؟ فقال : أخطأت، فاستحيا أبو يوسف، وقال

أنا قاتل : أنا قاتل غالمك، باإلضافة ألنه دل على فعل ماض، وحدث وقع، وأما الذي قال: قال

:غالمك، بالتنوين، والنصب، فال يؤخذ مبا قال، ألنه مستقبل مل يقع بعد، قال اهللا تعاىل يف كتابه العزيز

﴿ ﴾3 «4.

وروي أيضا أن اخلليفة .غدا "ما جاز فيه " فاعل "فلوال أن التنوين يدل على املستقبل يف قوله عز وجل

:يف هذه األبيات -حاطك اهللا- أفتنا : الرشيد كتب يف ليلة من الليايل إيل أيب يوسف

.14، ص01ج أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد،): أبو محمد عبد اهللا(األنصاري ابن هشام 1 .أبي حنيفة النعمانهو يعقوب بن إبراهيم األنصاري المشهور بأبي يوسف وهو من تالميذ اإلمام 2 .24- 23سورة الكهف، آية 3 .211ص 6، ج1985مؤسسة الرسالة، : ، بيروت1األشباه والنظائر في النحو، تحقيق عبد العال سالم مكرم، ط): جالل الدين(السيوطي 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

181

ــقي يــا هــنــد فــالـــرفـــق أيـــمــن وإن تــخــرقـــي يــا هــنــد فـ ــإن تـــرف ـالـخــــرق أشــــــأم فـ

ـــالثــــــا ـــالق عــــــزيــــمــــــــة ثـ ـــلـــــــــــــم ومــن يـــخـــرق أعـــــــق فــــأنـت طــــــالق والــطـ 1وأظـــــ

بالنصب، فكم تطلق بالرفع ؟ وكم تطلق بالنصب ؟ " عزمية ثالثا "بالرفع، " عزمية ثالث "فقد أنشد البيت

: آمن اخلطأ، وإن قلت فقلت يف نفسي، هذه مسألة فقهية حنوية، إن قلت فيها بظين مل: قال أبو يوسف

كيف تكون قاضي القضاة وأنت ال تعرف مثل هذا ؟ مث ذكرت أن أبا احلسن علي بن : ال أعلم، قيل يل

خذي : ليكن رسول أمري املؤمنني حبيث يكرم، وقلت للجارية: محزة الكسائي معي يف الشارع، فقلت

أما : خذ الدواة واكتب: اشه فأقرأته الرقعة، فقال يلالشمعة بني يدي، فدخلت إىل الكسائي وهو يف فر

فإمنا طلقها بواحدة، وأنبأها أن الطالق ال يكون إال بثالثة، " عزمية ثالث : "من أنشد البيت بالرفع فقال

ثالثا، أنت طالق : ، فقد طلقها وأبا�ا، ألنه قال"عزمية ثالثا "والشيء عليه، وأما من أنشد بالنصب

. 2فأنفذت اجلواب، فحملت إيل آخر الليل جوائز وصالت، فوجهت اجلميع إىل الكسائي

:الممنوع من الصرف -2

إذا كان االسم ممنوعا من أمهية ماأكثر هناك حاالت متعددة يــحذف فيها التنوين وجوبا، لعل

إحدامها ترجع إىل اللفظ، واألخرى ترجع إىل : ويـمنع االسم من الصرف، إذا اجتمع فيه علـتان. الصرف

: ، فهو ممنوع من الصرف، لتـوفر العلتني"أمحد"املعىن، أو علة واحدة تقوم مقام العلتني، مثل لفظ

أبو (صاري وابن هشام األن. 461، 03خزانة األدب ولب لباب لسان العرب، ج): عبد القادر بن عمر(البغدادي : هذان البيتان من شواهد 1

شرح ): جالل الدين(السيوطي و . 64، ص01ج قيق محمد محي الدين عبد الحميد،مغني اللبيب عن كتب األعاريب، تح): محمد عبد اهللا

.61، صغني، صححه محمد محمود الشنـقيطيشواهد الم. 260 - 259، ص1999ة الخانجي، ، القاهرة، مكتب3مجالس العلماء، تحقيق عبد السالم محمد هارون، ط): أبو القاسم(الزجاجي 2

.105-104ص 5ج األشباه والنظائر في النحو،): جالل الدين(السيوطي و

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

182

، واألخرى ترجع إىل املعىن وهو التعريف أو العلمية، فلما كمل إحدامها ترجع إىل اللفظ، وهي وزن الفعل

.1هه بالفعل ثقل الفعل، فلم يدخله التنوين، و كان يف موضع اجلر مفتوحا ب ش

:علل منع االسم من الصرف - أ

:2ألفيته يف )هـــ672ت(العلل اليت متنع االسم من الصرف تسع، جيمعها قول ابن مالك

ووصــف وتــأنيث ومـعــرفـــة وعجـمـة ثــم جــمــع ثــم تــركـيـب عـــدل

ــعــل وهذا القول تـقريب ــهـا ألـــــف ووزن ف والــنـون زائــدة مــن قـــبـل

، فيجيب عنه النحاة الشعراألمساء املمنوعة من الصرف منصرفة يف القرآن الكرمي ويف جميءأما

ومجيع ما ال ينصرف جيوز صرفه يف الشعر إلمتام « :)ه643ت(بالضرورة والتناسب، يقول ابن يعيش

.3»القافية وإقامة وز�ا بزيادة التنوين وهو من أحسن الضرورات ألنه رد إىل األصل

وجيوز صرف ما ال ينصرف « : أمثلة عليهما، إذا يقول) ه911ت(ب اإلمام السيوطيويضر

: فاألول حنو قوله تعاىل: لتناسب أو ضرورة

﴿ ﴾4وحنو ، :﴿ ﴾5وحنو ، : ﴿

﴾ 6،

.وما بعدها 43، ص1النحو الوافي، ج): عباس(حسن 1 . 339- 338، ص03ج ،حاشية الصبان على شرح األشموني، ، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد): محمد بن علي(الصبان 2 .67، ص01شرح المفصل، تصحيح وتعليق مشيخة األزهر، ج): موفق الدين(ابن يعيش 3 .22سورة النمل، آية 4 .04سورة اإلنسان، آية 5معجم القراءات ): عبد العال سالم(ومكرم ) أحمد مختار(عمر : ينظر. وهي قراءة األشهب والعقيلي والمطوعي واألعمش. 23سورة نوح، آية 6

.232، ص07القرآنية، ج

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

183

:والثاين كقول الشاعر

ــعــائــــن ــرى مــن ظ ــر خــلـيـلــي هــل ت .2» 1تـــبــصـ

:أهم المآخذ على قضية الممنوع من الصرف - ب

مسائل مسألة العلل املانعة من الصرف مسألة ينبغي الرجوع إليها حبثا وحتقيقا، ذلك أن كثريا من

:املمنوع من الصرف غري مطرد وال يسلم أمام النقد العلمي، والدليل على هذا ما يلي

:غير المنون من األسماء االختالف في -1 -ب

أن كثريا من غري املنون من األمساء قد اختلف فيه، ورمبا كان االسم منونا عند بعضهم وغري منون

ذلك كثرية، نذكر منها على سبيل املثال ما تقرر عند النحاة من أن األلف عند فريق آخر، واألمثلة على

، ويذكر الرضي يف 3)فعلى(والنون الزائدتني يف الوصف علة مانعة لصرف االسم إن كان مؤنثه على وزن

ه واملطلوب منه انتفاء التاء ألن كل ما جييء من..« : شرح الكافية إحدى لغات العرب اليت تصرفه

) فعلى(جاء منه ) فعالن(يف لغتهم، إال عند بين أسد فإ�م يقولون يف كل ) فعالنة(ال جييء منه ) فعلى(

.4») فعالن(أيضا كغضبانة وسكرانة فيصرفون إذن ) فعالنة(

فمرة تعترب منصرفة ومرة أخرى أن هناك تناقضا عند النحويني يف التعامل مع نفس األمساء،مع

" وردة، ورملة"وهي نعوت، وينونون " ساجدة، وزاهدة، وساهرة"أ�م ينونون : غري منصرفة، ومثال ذلك

وهي مصادر، ولكنهم يـجردو�ا عن التنوين إن نقلت " وصال، وإقبال، وهدى"ومها امسان، وينونون

جمع ظعينة وهي المرأة التي تظعن مع : ئنالصاحب، والظعا: والخليل). تحملن بالعلياء من فـوق جرثم : (من معلقة زهير بن أبي سلمى، وعجزه 1

ديوان زهير بن أبي : ينظر. هل ترى ظعائن بالعلياء: أراد. ماء لبني أسد: األرض المرتفعة، جرثم: ترحلن، والعلياء: زوجها في الهودج، وتحملن

. 103سلمى، شرح وتقديم علي حسن فاعور، ص .119، ص01ج ح جمع الجوامع، تحقيق عبد العال سالم مكرم،همع الهوامع في شر ): جالل الدين(السيوطي 2 .339- 338، ص03، جحاشية الصبان على شرح األشموني ):محمد بن علي(الصبان 3 .159، ص01ج، تحقيق يوسف حسن عمر، على الكافيةشرح الرضي ): رضي الدين محمد بن الحسن(األستراباذي 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

184

، ومن هذا خنلص إىل أن حرمان )العلمية والتأنيث(وهي توفر العلتني للعلمية جريا على مع القاعدة

. 1االسم من التنوين مسألة اعتباطية، وهي من غري شك من وضع النحويني واللغويني أنفسهم

:للممنوع من الصرفالنحاة احتجاجضعف -2 -ب

التعقيد وال خيلو توجيه النحاة ن نيابة الفتحة عن الكسرة يف طائفة من األمساء أمر ال خيلو منإ

، 2إياه من إبعاد وإيغال وتكلف، أل�م يستدلون على عدم قابليتها للتنوين بكو�ا تشبه الفعل وتضارعه

فيقولون أن األمساء فرع من األفعال، والفرعية ويفسرون هذا الشبه بتفسري ال خيلو من اإل�ام والغموض،

، ومشوب باإلبعاد والغرابة، ال يكاد 3وهذا التشابه قائم على االفتعال والتمحل. هي وجه الشبه بينهما

املتأمل يلحظه، أو يلحظ توجيه النحاة إياه إال بعسر ومشقة4 .

أن حجة التشابه اليت ذكرها النحاة غريبة وبعيدة كل البعد عن املنهج العلمي الدقيق، هو كما

ن مطلق الشبه بالفعل سببا للمنع من الصرف، لوجب أن متنع األمساء املشتقة من أننا لو سلمنا بكو

الفعل، كاسم الفاعل واسم املفعول واملصدر، فهي قريبة الصلة به من حيث اللفظ ومن حيث املعىن ومن

.5حيث االستعمال

يف مقابلة النون يف وهو الالحق للجمع املؤنث السامل-أن تنوين املقابلة عند بعض النحاة كما

هو افرتاض من النحاة ال مربر له، وال سبب له إال نطق العرب، فلو صح أن النون -6مجع املذكر السامل

يف مجع املذكر السامل بدل التنوين يف مفرده، لكان من الغريب وجودها يف مجع املذكر السامل الذي ال

. 144- 143ص فقه اللغة المقارن،): إبراهيم(السامرائي 1 .14، ص01الكتاب، ج): أبو بشر عمرو بن عثمان( سيبويه 2 .89في النحو العربي، ص): مهدي(المخزومي 3 .116- 115نحو التيسير، ص): أحمد عبد الستار(الجواري 4 .المرجع نفسه 5 .15، ص01أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، ج): أبو محمد عبد اهللا(ابن هشام 6

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

185

، فإن "األمحدين، والعمرين، واليزيدين، واألفضلني"تنوين يف مفرده، بسبب منعه من الصرف، مثل

ال يدخله التنوين، ألنه ممنوع من الصرف، ولكان من الغريب " أمحد، وعمر، ويزيد، وأفضل"مفردها

أيضا احتياج مجع املؤنث السامل إىل املقابل، وهو التنوين، مع أن مفرده كثريا ما خيلو من التنوين مثل

. 1على عكس مجع املذكر السامل، فإن مفرده يكثر فيه التنوين ،"فاطمة، وزينب"

وأمام هذه املعضلة مل يكن من املستساغ لدى النحاة أن يكون مجع ما ال ينصرف منصرفا

، وتبعا لتأثرهم بالفكر املنطقي الذي يقضي بأن حيتفظ مجع األفراد املتشا�ة )وأقصد مجع املؤنث السامل(

ن هلم بد من أن يفرتضوا أن التنوين يف مجع املؤنث السامل، غري الذي يأيت يف خبواص أفراده، مل يك

.2"تنوين املقابلة"فانتحل النحاة له قسما جديدا حتت عنوان . األمساء املنصرفة

:على الممنوع من الصرف اتعتراضاالكثرة -3 -ب

عرتاض على النحاة يف مسائل املمنوع من الصرف من بعض النحاة القدامى،كالسهيلي كثر اال

ومن التحكم « : الذي اعترب فعل النحاة حتكما جبعلهم املانع من الصرف علتني، إذ يقول )هـ581ت(

يكشفوا يف ذلك عن نية قصرهم التعليل على علتني فصاعدا، فهال كان أقل العدد ثالثا أو واحدة، فلم

: ، ونبه أيضا على تناقض النحاة إلقامتهم علة واحدة مقام علتني، فقال»وال نبهوا فيه عن حكمة

وكما حتكموا يف العلتني املانعتني كذلك حتكموا يف املمنوعني، مث قد ناقضوا يف العلتني فجعلوا ألف «

.3»! لك يف اجلمع، فيا سبحان اهللا التأنيث تقوم مقام العلتني، وقالوا مثل ذ

:عباس حسن مثال .دأن هناك اعرتاضا على النحاة أيضا من احملدثني، وهم كـثـر، يقول كما

والتعبري بعلتني ليس دقيقا؛ ألن كل علة واحدة ال بد هلا من معلول واحد، فالعلتان ال بد هلما من «

.42، ص01النحو الوافي، ج): عباس(حسن 1 .16دراسات نقدية في النحو العربي، ص): عبد الرحمن(أيوب 2 . 23في النحو واللغة والحديث والفقه، تحقيق محمد إبراهيم البنا، صأمالي السهيلي ): أبو القاسم عبد الرحمن(السهيلي 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

186

على معلول واحد ؟ فإن كانتا قد اشرتكتا معا يف إجياد املعلول الواحد معلولني حتما، فكيف جيتمع علتان

.1»مل تكونا علتني، وإمنا مها علة واحدة ذات جزأين اشرتكتا معا يف إجياد هذه املعلول الواحد

:للممنوع من الصرف اضطراب النحاة أثناء التقعيد -4 -ب

وقع للنحاة أثناء التقعيد للممنوع من الصرف، فهم حينما قعدوا مل يعتربوا كبري هناك اضطراب

فروعا ومل يقتصروا عليها دون غريها، واملعترب هم العرب، فاعتربوا فروعا دون فروع، فوقع اخلطأ منهم

لـم يعتربوها وههنا فروع أخر « : معقبا على صنيع النحاة )هـ686ت(، يقول الرضي األسرتباذي2حينئذ

ذلك اختيار منهم بال علة ككون االسم مصغرا أو منسوبا أو شاذا، وغري ذلك مما ال حيصى، و

.3»خمصصة

مما يالحظ على فعل النحاة أثناء التقعيد والتنظري عدم اطراد القاعدة، وهو شرط من الشروط و

الصرف أعالم كثرية، وليس فيها من عللهم غري فلو صحت علل النحاة ملا منعت من"الضرورية للتقعيد،

العلمية، حىت جعل الكوفيون العلمية وحدها علة تستقل باملنع من الصرف، ولو صحت هذه العلل ملا

تصرف " أجدل"و" أخيل"، وبعض الصفات مثل "عفان"و" حسان"و" دعد"و" هند"رأينا أعالما مثل

وأمثاله، مما مينع من " عمر"آخر، وبعض األمساء مل يستوف العلتني وهو مصروف، مثل حينا وتـمنع حينا

.4"الصرف للعلمية والعدل، ورد كثريا مصروفا حىت رفض بعض النحاة منعه، وقالوا بصرفه

ا ابتعاد النحاة عن املنهج الوصفي االستقرائي، وتأثرهم بالفلسفة وخباصة املنطق األرسطي، وهذ

بكثرة التعليالت والغلو فيها، أوقعهم يف مآخذ ومآزق عديدة، كان من بينها قضية املمنوع من الصرف،

.204، ص02النحو الوافي، ج): عباس(حسن 1 .30العلة النحوية في ضوء الممنوع من الصرف، ص): شعبان زين العابدين(محمد 2 .106، ص01ج، تحقيق يوسف حسن عمر، على الكافيةشرح الرضي ): رضي الدين محمد بن الحسن(األستراباذي 3 .171- 170إحياء النحو، ص): إبراهيم(مصطفى 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

187

فأما ... إن النحاة جيب اتباعهم فيما حيكونه عن العرب ويروونه «: )هـ466ت(يقول ابن سنان اخلفاجي

طريقة التعليل، فإن النظر إذا سلط على ما يعلل به النحويون، مل يثبت منه شيء البتة، ولذلك كان

م من غري زيادة على ذلك، ورمبا اعتذر املعتذر هل" هكذا قالت العرب: "املصيب منهم احملصل من يقول

بأن عللهم إمنا ذكروها وأوردوها لتصري صناعة ورياضة يتدرب �ا املتعلم، ويقوى بتأملها املبتدئ، فأما أن

لك بعيد ال يكاد يذهب إليه يكون ذلك جاريا على قانون التعليل الصحيح والقياس املستقيم، فذ

.1»حمصل

قعيد والتنظري، قاموا بضم النظري إىل النظري النحاة أثناء التومالك القول يف هذه املسألة هو أن

والشبيه إىل الشبيه، مث استخراج الرابطة اليت جتمع هذا بذاك، وهذا أمر مقبول يرتضيه املنهج العلمي،

كان ينبغي أن تقول كذا بطريقة معينة وال تقوله بطريقة أخرى، وإمنا : ولكن ليس للنحوي أن يقول للعريب

ه يف إجياد القاعدة اليت حتدد منط الكالم الذي نطقوا به، حىت يتسىن ملن ينحو حنوهم ويسري ينحصر دور

على �جهم أن يتكلموا كما تكلموا، ولكن النحاة يتجاوزون هذا القدر املسموح به هلم، خاصة إذا

. حضرت أدوا�م للتعليل والتأويل حلصر الواسع وتضييقه

قد فعلت ذلك فا نطقت ببعض األمساء منونة، وبالبعض اآلخر غري منون، العرب إمن إذا كانت و

تني مانعا كاعتبار العل بطبيعتها وسجيتها يف الكالم، ومل خيطر بباهلا ما اخرتعه النحاة من هذه العلل

أو علتني، طر للعريب يف كالمه وجود علة مانعة للصرف، أو اعتبار علة تقوم مقام العلتني مثال، فهل خ

إمنا هو من التعسف والتمحل يف إجياد علل حنن يف غىن عنها، وهذا أثر الفلسفة واملنطق على كثري من

.قضايا النحو ومسائله واهللا أعلم

؟ كان اجلواب بأن هذا الباب أضحى على يد املمنوع من الصرف باب فإن قيل لـــــم التيسري يف

حوية ، وأن فلسفة التعليل النحوي تتضح أسسها جليا، وتظهر جوانبها مع النحاة من أعقد األبواب الن

.38سر الفصاحة، ص): ابن سنان(الخفاجي 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

188

شدة اخلالفات بني النحاة يف هذا الباب النحوي، وإن كان الغرض من منع الصرف أمرا متميزا يراد به

ففعل مذموم جتلية معىن بعينه ورفع التباس له بسواه لسلمنا به، وإن كان حب التعقيد وكثرة التخرجيات،

. ال خيدم سعة انتشار اللغة، ومن مث وجب التصدي له بل واإلطاحة به

تعليل نصب مجع املؤنث وكنت أود أن أشري إىل مسألة أخرى تشابه املمنوع من الصرف، وهي

إذ )ه180ت(م تعليل للمسألة جنده عند شيخ النحاة سيبويهد السامل بالكسرة عوضا عن الفتحة، وأق

ومن مث جعلوا تاء اجلمع يف اجلر والنصب مكسورة، أل�م جعلوا التاء اليت هي حرف إعراب « : ليقو

. 1»الواو والياء، والتنوين مبنزلة النون أل�ا يف التأنيث نظرية الواو والياء يف التذكري فأجروها جمراها

كون عليه حركة اإلعراب، امل هي احلرف الذي تومعىن كالمه أن التاء يف آخر مجع املؤنث الس

امل، والكسر امل، فالرفع بالضمة نظري الرفع بالواو يف مجع املذكر الس فهي كالواو والياء يف مجع املذكر الس

.2صب واجلر مثل الياء اليت يف هذا اجلمع للنصب واجلر معافيها يف حاليت الن

ورمبا قال قائل بأن ،ةإجابة مقنعدون وجود ذهن الكثريين ما حيري تنطوي على سألةهذه املو

تعليل إىلليست حباجة فهي ،اللغة مساعية النقاش ألن وأاملتعلقة باللغة غري قابلة للتساؤل القضايامجيع

النحاة حاولوا التعليل ملعظم القضايا اللغوية والنحوية فأصابوا أحيانا، وجانبوا الصواب لكن ، و أو تربير

نيابة الكسرة عن الفتحة يف حالة نصب مجع املؤنث السامل من هذه القضايا اليت ال مرات أخرى، وقضية

.يقبلها املنطق السليم

مجيع خبالفما يتعلق بالصيغ الصرفية ، معاملة األمساء املفردة في املمجع املؤنث الس ل عام لماذا ي ف

، بالكسرة ر جي ريفع بالضمة وينصب و ف ؟ )املمجع املذكر الس و ،األمساء املثناة(فردة األخرى األمساء غري امل

؟ به ر امل مبا جي مجع املؤنث الس ملاذا ينصب أي ؟ ملاذا ينصب بالكسرة ال بالفتحة كاألمساء املفردةمث

.18، ص01الكتاب، ج): أبو بشر عمرو بن عثمان( سيبويه 1 .32الممنوع من الصرف بين مذاهب النحاة والواقع اللغوي، ص): إيميل بديع(يعقوب 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

189

تلك تساؤالت من شأ�ا أن تبني صعوبة املسألة وتعقد خيوطها بدءا من الواقع اللغوي ووصوال إىل حتليله

.وتعليله

:الثالث المبحث

الجملة وأقسامها

اهتمام الدارسني أل�ا أساس اللغة -قدميا وحديثا-لقد نالت قضية اجلملة يف النحو العريب

العربية وحمورها، فهي البناء واللبنة األساسية اليت يستقيم بـها الكالم، وقد تطور مفهومها منذ عصر

إىل العصر احلديث بفضل الرتاكم املعريف وتطور اللغة، وظهور نظريات لسانية جديدة، )هـ180ت(سيبويه

ولكن كما هو احلال مع عدة قضايا يف النحو العريب، تظهر اختالالت ومؤاخذات على منهج النحاة يف

.تقعيدهم وتنظريهم هلذه القضية

:مفهوم الجملة عند النحاة القدامى -1

:عند سيبويه -أ - 1

" الكتاب"إذا عدنا إىل مفهوم اجلملة عند النحاة القدامى، فإننا جند سيبويه مل يتناول تعريفا يف

إمنا -إذا أخذنا يف االعتبار أن كتاب سيبويه يعد متثيال للجهود النحوية آنذاك -ومل يبسط اآلراء فيها

تعمل لفظة اجلملة بصيغة املفرد يف سبعة جاء تعريفه هلا باملعىن اللغوي ال املعىن االصطالحي، فقد اس

وليس شيء يضطرون إليه إال وهم حياولون به «: يقول سيبويه. 1مواضع، وبصيغة اجلمع يف موضع واحد

.2»وما جيوز يف الشعر أكثر من أن أذكره لك ها هنا، ألن هذا موضع مجل . وجها

.26، ص1مفهوم الجملة عند سيبويه، ط): سين عبد الغنيح(األسدي 1 .32، ص01الكتاب، ج): أبو بشر عمرو بن عثمان( سيبويه 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

190

لكالم تردد يف كتابه مبعان خمتلفة، فهو وكان تعريفه هلا يف معىن الكالم، على الرغم من أن ذكر ا

، تقول أولركة 1 أيضا يستخدمه مبعىن االسم ومبعىن احلرف ومبعىن النثر احلديث ومبعىن اللغة ومبعىن اجلملة

إذا تتبعنا املواضع اليت استخدم فيها سيبويه الكالم مبعىن اجلملة فإننا ال نستطيع أن نستنبط «: 2موزل

.3»منها تعريفا دقيقا للجملة

:عند ابن جني -ب -1

«: يقول ،م مبعىن اجلملة عند سيبويهدا للكالأن يستنبط تعريفا حمد )هـ392ت(استطاع ابن جين

بعد القول ما ىكحي مناى �ا، وإك يف كالم العرب إمنا وقعت على أن حي " قلت" واعلم أن (: قال سيبويه

أال " منطلق زيد قلت " :حنو(: مث قال يف التمثيل...ق بني الكالم والقول كما ترىففر )كان كالما ال قوال

الكالم عنده ما كان من األلفاظ قائما منه أن م عل ، فتمثيله �ذا ي ")منطلق زيد ": ن أن تقوله حيس ترى أن

، وأن القول عنده خبالف ذلك، إذ لو كان القول عنده حال الكالم لما قدم الفصل مبعناه برأسه مستقال�

.4»بينهما، ولما أراك فيه الكالم هو اجلمل املستقلة بأنفسها

:عند المبرد -ج - 1

ما كان الفاعل ـإن «: قال يف املقتضب )هـ285ت(داملرب هو استخدم اجلملة مصطلحا أول من لعل

واستخدم تلميذه . 5»رفعا، ألنه هو والفعل مجلة حيسن السكوت عليها، وجتب �ا الفائدة للمخاطب

.16مدخل إلى دراسة الجملة العربية، ص): محمود أحمد(نحلة 1محمود (نحلة : ينظر. م1975نالت به درجة الدكتوراه من جامعة ميونخ عام ) المصطلح النحوي عند سيبويه :( قدمت بحثا بعنوانباحثة ألمانية 2

.وما بعدها 14ص مدخل إلى دراسة الجملة العربية، ):أحمد .16ص مدخل إلى دراسة الجملة العربية، ):محمود(نحلة 3 .19 –18ص ، 01الخصائص، ج): أبو الفتح(ابن جني 4 . 146، ص01المقتضب، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة، ج): أبو العباس(المبرد 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

191

ا فعل وفاعل، إم : واجلمل املفيدة على ضربني «: فقال "اجلمل املفيدة"مصطلح )هـ316ت(راجلس ابن ا

.1»ا مبتدأ وخربوإم

:عند القدامى الفرق بين الجملة والكالم -2

أحدمها يرى أن ،حاة يف التمييز بني اجلملة والكالماهني عند الن اجت مييزأن الباحث ستطيع ي

:هاوالثاين يراها إي ،الكالم غري اجلملة

على خالف بينهما، فابن جين )هـ686ت(ضيوالر )هـ392ت(له ابن جين ا االجتاه األول فيمث أم

:ماتو القيام جنس للق ها، كما أن وجمموع ،ومثناها ،هامفرد 2م او ـتـ الكالم جنس للجمل ال يرى أن

فريى الرضي ، أما 3ة الواحدة من القيام اجلملة الواحدة من الكالمم و ها، فنظري الق ها ومثناها وجمموع مفرد

ن اإلسناد األصلي، سواء كانت مقصودة لذا�ا اجلملة ما تضم أن يكمن يف الفرق بني اجلملة والكالم أن

ن اإلسناد األصلي وكان والكالم ما تضم ، وسائر ما ذكر من اجلمل بتدأأو ال، كاجلملة اليت هي خرب امل

.4، فكل كالم مجلة وال ينعكسلذاته مقصودا

ل، يف شرح املفص )هـ643ت(يعيش ل، وابنيف املفص )هـ538ت(خمشريله الز فيمث ا االجتاه الثاينأم

ب من امسني كقولك زيد أخوك وبشر الكالم هو املرك «: خمشرييقول الز . فالكالم عندمها مجلة وال فرق

اعلم «: يشويقول ابن يع. 5» صاحبك أو فعل واسم حنو قولك ضرب زيد وانطلق بكر، ويسمى اجلملة

.64، ص01ج األصول في النحو، تحقيق عبد الحسين الفتلي،): أبو بكر محمد(ابن السراج 1

.أي الجمل التامة: الجمل التوام 2 .27، ص 01الخصائص، ج): أبو الفتح(ابن جني 3 .33، ص01، تحقيق يوسف حسن عمر، جعلى الكافيةشرح الرضي ): رضي الدين محمد بن الحسن(األستراباذي 4 .06المفصل في علم العربية،ص): جار اهللا(الزمخشري 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

192

زيد : حنوبنفسه مفيد ملعناه، ويسمى اجلملة حويني عبارة عن كل لفظ مستقلالكالم عند الن اعلم أن «

.1» املركب من كلمتني أسندت إحدامها إىل األخرى: أخوك، وهذا معىن قول صاحب الكتاب

والذي عليه مجهور النحاة أن الكالم واجلملة خمتلفان، فإن شرط الكالم اإلفادة وال يشرتط يف

إسناد سواء أفاد أم مل يــفد، فهي أعم من الكالم إذ كل كالم اجلملة أن تكون مفيدة، وإمنا يشرتط فيها

عبارة عن مركب «: يف تعريف اجلملة أ�ا" التعريفات"وقد جاء يف كتاب . 2مفيد وليس كل مجلة مفيدة

" أن يكرمين: "أو مل يفد كقولك" زيد قائم: "من كلمتني أسندت إحدامها إىل األخرى سواء أفاد كقولك

.3»مجلة ال تفيد إال بعد جميء جوابه فتكون أعم من الكالم مطلقا فإنه

: مفهوم الجملة عند المحدثين -3

حو الن إطار مل خيرجوا عن فإننا جندهم العرب والنحوييـن فإذا انتقلنا إىل احملدثني من اللغويني

ذلك يف إثراء الدرس اللغوي كل والدراسات اللسانية احلديثة، فقد حاولوا االستفادة من القدمي، العريب

العريب احلديث يف شىت مستوياته؛ الصوتية والصرفية والرتكيبية والداللية، وكان منطلقهم يف ذلك دراسة

بعة يف تناوهلم هلا قد اختلف باختالف املناهج املت اجلملة اليت كانت حمل اهتمام كثري منهم، ولكن

وي القدمي، وهناك من تناوهلا وفقا للمناهج اللغوية احلديثة، اه النح فهناك من تناوهلا وفقا لالجت. دراستها

.4البالغي يف دراستها على ضوء نتائج البحث اللغوي املعاصرك من مزج بني االجتاهني النحوي و وهنا

تصنيفها، وشرح طريقة كانت يف ارسني يف تناوهلم للجملةؤالء الد ة هفإن مهم وبشكل عام

بنائها، وإيضاح العالقات بني عناصر هذا البناء، وحتديد الوظيفة اليت يشغلها كل عنصر من عناصرها

.20، ص01شرح المفصل، تصحيح وتعليق مشيخة األزهر،ج): موفق الدين(ابن يعيش 1 .12تأليفها وأقسامها، صالجملة العربية ): فاضل صالح(السامرائي 2 .70ص ،معجم التعريفات، تحقيق محمد الصديق المنشاوي): علي بن محمد الشريف(الجرجاني 3 10- 05ص الجملة في نظر اللسانيين العرب، ):الشريف( ميهوبي 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

193

نوع من أنواع ركييب الذي ينتمي إليه كل ـموذج الت تعيني الن ة بكل وظيفة منها، مث والعالقات اللغوية اخلاص

. 1اجلمل

: حسانتمام .مفهوم الجملة عند د -أ - 3

د عنده تعريفا جتيسري من دراساته وهي كثرية، فال ولو جزءا لجملةمتام حسان ل.دص ص م خي لـ

على املناهج اللغوية عرضا، رغم اعتماده يف دراسته تلك، فال يتحدث عنها إال 2دا ومضبوطا هلاحمد

حيزا مل خيصص للنظام النحوي فعند دراسته احلديثة، اليت تدرس اللغة انطالقا من اجلملة وإليها تعود،

لدراسة اجلملة، يتناول من خالله كل ما يتصل بدراستها من منظور لساين حديث، وقد يكون ذلك

كاملعاين النحوية راجعا إىل األسس اليت اعتمدها يف دراسته للنظام اللغوي وهي يف أغلبها أسس معنوية؛

3..ة أو معاين األبواب النحويةالعامة أو معاين اجلمل واملعاين النحوية اخلاص

حممد صالح الدين –ل أحد الدارسني احملدثني؛ وهو ب نقد من ق اجلانب كان حمل لعل هذاو

، حيث يقول يف "ية معناها ومبناهااللغة العرب"م دراسة نقدية لكتاب ل من قد الذي كان أو –الشريف

نظرة شكلية، وهذا يتماشى مع اجتاهه العام يف كل حو متام حسان ال ينظر إىل الن إن «: هذا ا�ال

حاة األكرب ميلهم إليه وتركهم ملا أتى به عبد القاهر اجلرجاين الكتاب، فهو خصم للشكل رأى عيب الن

.4» ملعاين من دراسة للنحو وإضافة لهيف علم ا

.19بناء الجملة العربية، ص): محمد حماسة(عبد اللطيف 1واللغة بين المعيارية والوصفية، . وما بعدها 43مناهج البحث في اللغة صو .وما بعدها 32ص ،معناها ومبناهااللغة العربية ): تمام(حسان : ينظر 2

.مقدمة الكتاب 10- 05ص الجملة في نظر اللسانيين العرب، ):الشريف( ميهوبي 3 .214ص لنظام اللغوي بين الشكل والمعنى،ا): محمد صالح الدين(الشريف 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

194

:إبراهيم أنيس.مفهوم الجملة عند د -ب - 3

اجلملة يف أقصر صورها هي أقل قدر من الكالم يفيد إن «: هـــبقولإبراهيم أنيس اجلملة .دف عر ي

هذا التعريف جيمعو . 1» هذا القدر من كلمة واحدة أو أكثر ب ك السامع معىن مستقال بنفسه، سواء تر

فكرة اإلسناد ليست يز أن ترتكب اجلملة من كلمة واحدة أي أن جي ، و بني معياري الشكل واملضمون

.ي بني اجلملة والكالمسو الزمة لرتكيب مجلة صحيحة، وأنه ي

:مهدي المخزومي.مفهوم الجملة عند د -ج - 3

ه شري إىل صاحبه، ولكن ه دون أن ي وقد ارتضى الدكتور مهدي املخزومي هذا التعريف فذكره بنص

ويرى أن اجلملة هي . من املسند لوضوحه وسهولة تقديره أو ،اجلملة قد ختلو من املسند إليه لفظا ذكر أن

.2.الوحدة الصغرى، وأن هلا أمهية كبرية يف التعبري واإلفصاح والتفاهم

:عند المحدثين الفرق بين الجملة والكالم -4

هناك من استخدمهما مبعىن ف. معا" اجلملة"و" الكالم"ارسون احملدثون مصطلحي استخدم الد

ه إىل دراسة اجلملة كوصف بنائها وحتديد أركا�ا، من حاول التفريق بينهما، وهناك من توج هناك و . واحد

هوم أحدمها والبحث يف النظام الذي يؤلف بني األركان ويوطد معامل ذلك البنيان، دون التوقف عند مف

غوية احلديثة، مما قد صار عنوانا لكثري من الدراسات الل" اجلملة"إن كان مصطلح و . أو التفريق بينهما

. وعلى االهتمام الذي أولوه لدراسة اجلملة" الكالم"يدل على غلبة هذا املصطلح على مصطلح

عند همايف أثناء حديثه عن "الكالم"و" اجلملة"عبد الرمحن أيوب، حاول التفريق بني .د وجند

م فرقوا بني اجلملة بوصفها مثال، واجلملة بوصفها منوذجا حيث يرى أ� علماء اللغة احملدثني يف الغرب،

.277- 276من أسرار اللغة، ص ):إبراهيم(أنيس 1 .33في النحو العربي نقد وتوجيه، ص): مهدي(المخزومي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

195

"املبتدأ واخلرب مجلة امسية" صاغ على قياسه كثري من اجلمل املنطوقة، ولتوضيح ذلك يرى أن عبارةي

تصف مثال واقعيا للنموذج السابق، " حممد قائم مجلة امسية" بينما عبارة. تصف منوذج اجلملة االمسية

ليت وبني األمثلة ا ،مل املوجودة يف كل لغة من اللغاته البد من التفريق بني مناذج اجللك فإن وبناء على ذ

.1ترد على قياسها يف استعمالنا

:أقسام الجملة عند القدامى -5

: منهج داليل، قسموا اجلملة من خالله إىل: �ج النحاة العرب القدامى يف دراسة اجلملة منهجني

: امسية وفعلية، وقسموا االمسية إىل: وآخر تركييب، قسموا اجلملة من خالله إىل قسمني، 2خربية وإنشائية

. 3صغرى وكربى

املسند، واملسند إليه، وهذان الركنان : وال خالف بينهم يف أن اجلملة تتكون من ركنني رئيسني مها

ي تنسب إليه، فاملسند هو الفعل مها عمدة الكالم، وتبعا هلذين الركنيني يتحدد نوع اجلملة وقسمها الذ

يف اجلملة الفعلية واخلرب يف اجلملة االمسية، واملسند إليه هو الفاعل أو نائبه يف اجلملة الفعلية، واملبتدأ يف

. 4اجلملة االمسية، والعالقة بينهما عالقة لزومية إلفادة املعىن، وما زاد عن هذين الركنني فهو فضلة

: الرأي األول -أ - 5

: بالرجوع إىل املنطلق الرتكييب يف دراسة اجلملة، فقد أمجع النحاة القدامى على نوعي اجلملة

االمسية والفعلية، ومل خيتلفوا يف وجودمها، ولكنهم اختلفوا يف إضافة نوع ثالث ورابع، فزاد بعضهم اجلملة

خرب الـمبتدإ فعلى أربعة تكون وأما اجلملة اليت «: )ه377ت(الظرفية والشرطية، يقول أبو علي الفارسي

.126- 125صدراسات نقدية في النحو العربي، ): عبد الرحمن(أيوب 1 .78، ص1987، بيروت، دار الكتب العلمية، 2مفتاح العلوم، ط): يوسف بن أبي بكر(السكاكي 2 .37- 36، ص01ج الهوامع في شرح جمع الجوامع، تحقيق عبد العال سالم مكرم،همع ): جالل الدين(السيوطي 3 .06المفصل في علم العربية،ص): جار اهللا(الزمخشري 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

196

: والثالث. أن تكون مركبة من ابتداء وخرب: مركبة من فعل وفاعل، والثاين أن تكون مجلة: األول: أضرب

)ه471ت(، وتابعه يف ذلك عبد القاهر اجلرجاين1»أن تكون ظرفا : والرابع. أن تكون شرطا وجزاء2 ،

)ه538ت(والزخمشري3.

:الرأي الثاني -ب - 5

وردوا على أصحاب .4نوعا ثالثا فقط وهو اجلملة الظرفية وافأضاف وغريه )ه761ت(ابن هشام أما

الرأي األول يف اجلملة الشرطية، بأ�ا من قبيل الفعلية، ألن املراد بالصدر املسند واملسند إليه، وال عربة مبا

أقائم الزيدان، وأزيد أخوك، ولعل أباك : "تقدم عليهما من حروف، وضربوا لذلك أمثلة كثرية كقولنا

: مسية بغض النظر عما سبقها من حروف، وكقوله تعاىلفهذه اجلمل ا" منطلق، وما زيد قائما

﴿ ﴾﴿ : وقوله أيضا ،5 ﴾

6،

﴿ : وقوله أيضا ﴾ ﴿: وقوله أيضا ،7 ﴾

فهذه مجل فعلية ألن 8

.9صدورها يف األصل أفعال

.273، 01المقتصد في شرح اإليضاح، تحقيق كاظم بحر المرجان، ج): عبد القاهر(الجرجاني 1 .274المرجع نفسه، ص 2 .24علم العربية،صالمفصل في ): جار اهللا(الزمخشري 3

.433، ص02ج مغني اللبيب عن كتب األعاريب، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد،): أبو محمد عبد اهللا(ابن هشام األنصاري 4

.81سورة غافر، آية 5 .06سورة التوبة، آية 6 .05سورة النحل، آية 7 .01سورة الليل، آية 8

.38، ص01ج شرح جمع الجوامع، تحقيق عبد العال سالم مكرم، همع الهوامع في): جالل الدين(السيوطي 9

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

197

: الرأي الشائع عند النحويين -ج - 5

: )ه471ت(اسـمية وفعلية، يقول عبد الــــقــاهــر اجلرجاين: الشائــع عند النحويني أن اجلملة نوعــان

وعلق ابن يعيش . 1»اجلملة من الفعل والفاعل واجلملة من املبتدأ واخلرب :وهي يف األصل اثنتان..«

. 2»فعلية وامسية : وهي يف احلقيقة ضربان..«: فقال )ه538ت(على تقسيم الزخمشري )ه634ت(

مجلة : صغرى وكربى، وقسموا الكربى إىل قسمني: ومل يكتف بعض النحاة �ذا التقسيم فقالوا

أو فعلية الصدر امسية العجز ، "زيد يقوم أبوه: "ذات وجهني مكونة من امسية الصدر فعلية العجز حنو

.3"زيد أبوه قائم: "وذات الوجه وهي ما كانت امسية الصدر والعجز مثل" ظننت زيدا أبوه قائم،: "مثل

:أقسام الجملة عند المعاصرين -6

:في معيار التقسيم هماختالف -أ - 6

القدامى، فجاء أقام تقسيمها على منطق النحوينيفريقا قد أما تقسيمات املعاصرين للجملة فإن

، ألن ذلك ينسجم مع مجلة امسية ومجلة فعلية: تقسيم النحاة هلا إىل ىارتضتصنيفه للجملة تقليديا، ف

. طبيعة الكالم يف العربية اليت تأتلف من اسم وفعل وحرف

اك حدود قة والوضوح، وأنه ينبغي أن تكون هنالد خيلو من هذا التقسيم أن رأى فريقا آخر ولكن

قتصر األمر على أساس ما تبدأ فيها طبيعة املسند واملسند إليه يف اجلملة، وال ي ىراعفاصلة بني النوعني، ي

.4، فقسموا اجلملة إىل إسنادية وغري إسناديةبه

.277، 01المقتصد في شرح اإليضاح، تحقيق كاظم بحر المرجان، ج): عبد القاهر(الجرجاني 1

.88، ص01ج شرح المفصل، تصحيح وتعليق مشيخة األزهر،): موفق الدين(ابن يعيش 2 .134ص مكوناتها أنواعها تحليلها،الجملة العربية، ): محمد إبراهيم(عبادة 3

.129ص دراسات نقدية في النحو العربي،): عبد الرحمن(أيوب 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

198

واإلسناد هو قرينة معنوية، وهو العالقة الرابطة بني طريف اإلسناد، كالعالقة بني املبتدأ واخلرب،

وتصري هذه العالقة عند فهمها قرينة معنوية، وهو رابط معنوي، واإلسناد اللغوي ارتباط والفعل والفاعل،

. 1من طرفني موضوع وحممول، مسند ومسند إليه

:القائلون بعالقة اإلسناد -ب - 6

إبراهيم أنيس مع .د، و 2مهدي خمزومي.أمثال د من متسك جمموعة من الدارسني السابق الرأي و

ولن خنرج «: إبراهيم السامرائي الذي يقول.، ود3دوما فكرة اإلسناد لرتكيب مجل صحيحة أنه ال يشرتط

. 4 »يف حبثنا يف مسألة اجلملة عن اإلسناد فاجلملة كيفما كانت امسية أو فعلية قضية إسنادية

تصنيف اجلملة العربية يتم على أساس وضع إن «: حممد محاسة عبد اللطيف، إذ يقول.دكذا و

سند يف اجلملة، ونوع الكلمة اليت تقوم به، فإذا كان املسند متأخرا عن املسند إليه فاجلملة البد أن امل

تكون امسية أيا كان نوع املسند، وإذا تقدم املسند وكان فعال أسند إىل الفاعل املوجود يف اجلملة نفسها،

مسية هلما حرية يف الرتبة إال لعارض، كانت اجلملة فعلية، وترتب على هذا أن طريف اإلسناد يف اجلملة اال

.5» الفعلية وأن الرتتيب ملتزم يف اجلملة

:تمام حسان في تقسيم الجملة.رأي د -ج - 6

متام حسان فنظر إىل اجلملة العربية نظرة معنوية سياقية وصفية، وجعل املعىن ينقسم إىل .أما د

املعىن الوظيفي ويشمل النظام الصويت والصريف والنحوي، املعىن املعجمي، املعىن الداليل أو : فروع ثالثة

.09مفهوم الجملة العربية من المنظور الوصفي إلى المنظور الوظيفي، ص): فطيمة(داوود 1

.33ص في النحو العربي نقد وتوجيه،): مهدي(المخزومي 2 .278- 277ص اللغة،من أسرار ): إبراهيم(أنيس 3 .201ص الفعل زمانه وأبنيته، ):إبراهيم(السامرائي 4 .38صبناء الجملة العربية، ): محمد حماسة(عبد اللطيف 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

199

تضي اجلمع بني القرائن املعنوية وأوضح أن إدراك املعاين الوظيفية النحوية يف اجلمل يق. االجتماعي

قرينة اإلسناد، ومسى اإلسناد بني طريف اجلملة -وقد مساها قرائن التعليق–واللفظية، ومن القرائن املعنوية

.1االمسية والفعلية مجلة وصفية

تقسيما�م هلا، التفصيل يف كل ، وال ميكنينعند املعاصرين احلديث يطول حول اجلملةو هذا

تحاول ، إال أنينالذين وظفوا النظريات اللسانية املعاصرة يف تناول اجلملة وحتليل عناصرهاخاصة أولئك

ولكنين ألفت االنتباه إىل أن ما دعا إليه املعاصرون من اعتبار قضية اإلسناد ،استقراء أهم اآلراء حوهلا

أساس مبدأ اإلسناد، يقود تصنيف اجلملة علىمعيارا لتقسيم اجلملة هو األصوب يف هذه املسـألة، ألن

.املبىنبيربط املعىن و كشف عن العالقات بني الرتاكيب والداللة، ويإىل التعويل على املعىن،

:على تعامل النحاة مع الجملة أهم المآخذ -7

تلق اجلملة حظها من عناية النحاة إال قليال، بل إ�م مل يـعرضوا هلا إال حني البحث يف مواضيع مل

أخرى، ومل يعنوا بالبحث فيها إال يف ثنايا الفصول واألبواب، ومل يشريوا إليها إال حني يضطرون إىل

...اإلشارة أنواع اجلمل، كاخلرب اجلملة، واحلال اجلملة، والنعت اجلملة

أليب علي "أقسام اخلرب"ف كتب على أساس اجلملة إال يف النزر اليسري على حنو كتاب مل تؤل

اإلعراب عن القواعد "، و"مغين اللبيب" يف )ه761ت(، وما كتبه ابن هشام)ه377ت(الفارسي

فسار البحث اللغوي والتأليف النحوي، حبسب حاجة املتعلمني ال حبسب ما تقتضيه ..."وشرحه

.2اللغة وبناؤها اجلملي

عامل أساس يف هتنبع من أن عندهم تهوأمهي وإمهاهلم للجملة، العامليف الرتكيز على ل النحاة اغتشا

ضبط التغريات اللغوية يف اجلملة، وأن العالقات الوظيفية يف النحو العريب مرتبطة بالعالقات

.194- 189صاللغة العربية معناها ومبناها، ): تمام(حسان 1 .06نظرات في الجملة العربية، ص): كريم حسين ناصح(الخالدي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

200

العاملية، ألن أجزاء اجلملة العربية حمكومة بالتغري، فالعامل هو الركيزة األوىل يف النحو العريب لـما

.1التغريات الشكليةيؤديه من وظيفة يف تفسري

دراسة اجلملة دراسة مبا أن النحاة قد قصروا النحو على أواخر الكلم وعلى تعرف أحكامها، وأمهلوا

أسلوبية، فقد فا�م بذلك الشيء الكثري من التعرف على أحكام نظم الكالم وطرق تأليفه وأسرار

اب الظاهرة واملقدرة، أما طبيعة اجلمل واشتد جدهلم وطال احتجاجهم يف تتبع أوجه اإلعر أساليبه،

.وأداؤها للمعاين، فقد تركت لبحث علماء البالغة

ال تعري أي اهتمام جلانب عالقتها باملفاهيم اليت توجد يف اخلارج، وإمنا عند النحاةدراسة اجلملة

على معرفة هي تنظر للجملة مهما اختلفت أساليبها وتعددت أغراضها، نظرة واحدة تكاد تقتصر

آثار األلفاظ بعضها يف بعض، من حيث حركة اآلخر، حىت إ�ا تنصرف عن املعىن وعن الغرض

.2انصرافا خمال� حييل تلك النظرة نظرة مادية سطحية آلية

موضوع فعل األمر، فهم يقدرون له فاعال ضمريا إمهال عالقة اجلملة باملفاهيم اخلارجية من أمثلة

وال بدري أحد أين هذا الضمري وما حقيقته، وهو ال ميكن أن يظهر أو يقدر يف مسترتا وجوبا،

الكالم أبدا ألن أسلوب األمر يأىب إظهاره أو تقديره، ألن النحاة يف أصوهلم أن كل فعل البد له

وإمنا من فاعل، وهم ال يعنيهم أن فعل األمر ليس فعال واقعا يف املاضي وال احلاضر وال املستقبل،

هو فعل يطلب وقوعه �ذا األسلوب، وهذا املطلوب منه القيام بالفعل نفسه ال ميكن مع الفعل

على اإلطالق لسبب بسيط، وهو أنه هو املخاطب سواء سبق ذكره يف الكالم فاجته إليه اخلطاب،

.3أم كان هو املخاطب احلاضر جتاه املتكلم

.60نظرية النحو العربي ومناهج الدرس اللغوي الحديث، ص): عبد علي صبيح(خلف 1 . 125- 124، صنحو التيسير): أحمد عبد الستار( الجواري 2 .125المرجع نفسه، ص 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

201

اجلملـة الفعليـة، فحصــروها باجلملـة على ضـيقوا و�ذا قد اسـمية وفعليـة، :لجملـةل الشكلي تقسـيمال

فجعلـوا منهـا اجلملـة الفعليـة التـي تقـدم فيهـا م فيهـا الفعــل، ووسـعوا اجلملــة االســمية،التــي تقــد

وبتعبيـر . المسية والفعليةواألرجح االعتماد على مسألة اإلسناد يف التفريق بني اجلملة ا املسـند إليـه،

واجلملـة االسـمية آخـر فاجلملـة الفعليـة مـا كـان املسـند فيهـا فعـال سـواء أتقـدم املسـند إليـه أم تـأخر،

.هـي التـي يكـون فيها املسند امسا

اجلملة اليت مسندها اعتمادا على ما تبدأ به، مما نتج عنهم خالف يف :لجملـةل الشكلي تقسـيمال

أل�م ال ؛، فهذه اجلملة امسية لدى البصريني ألنه ابتدأت مببتدأ"زيد قام: "فعل مؤخر، كقولنا

)ه390ت(وابن العريف )ه286ت(يـجوزون تقدمي الفاعل على الفعل، وجوز املربد، وابن 1

ألن املسند فيها ؛فعليتها على اإلضمار والتفسري، والكوفيون على التقدمي والتأخري )ه672ت(مالك

سـاطع .من أمثال د احملــدثني،من متســك بــرأي الكــوفيني غيــر واحــد قد و .2فعل، وإن بدأت بفاعل

.6إبراهيم السامرائي. ، ود5مهدي املخزومي.، ود4، وعبد الستار اجلواري3احلصـري

حنو اجلمل وإعرا�ا وتصنيفها إىل مجل هلا حمل من اإلعراب، ومجل ال حمل من اإلعراب، وهو حنو

أثقل الدرس النحوي بأمور غريبة عن الغاية اليت تظم من أجلها اجلملة، وختل باملعاين املتشعبة اليت

هدف واضح أو حتتملها حبسب سياقها وقرائنها وطرائق نظمها، فهذه اجلمل املدروسة ختلو من أي

وكتاب . للزجاج» شرح كتاب الجمل في النحو«له : المعروف بابن العريف النحوي األديب الشاعر القاسم أبو نصر بن الوليد بن لحسينهو ا 1

أخذ العربية عن ابن القوطية . وكان مقدما في العربية إماما فيها عارفا بصنوف اآلداب. وغير ذلك» الرد علي أبي جعفر النحاس في كتابه الكافي«

اره وغيره، ورحل إلى المشرق فأقام بمصر مدة طويلة وسمع فيها من الحافظ ابن رشيق وأبي طاهر الذهلي وغيرهما، ثم عاد إلى األندلس فاخت

. ومناظراته مع أبي العالء صاعد اللغوي البغدادي مشهورة. المنصور محمد بن أبي عامر صاحب األندلس مؤدبا ألوالده، وكان يحضر مجالسه

.1164، ص03ج معجم األدباء إرشاد األريب إلى معرفة األديب، تحقيق إحسان عباس،): ياقوت(الحموي : ينظر 437، ص02ج مغني اللبيب عن كتب األعاريب، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد،): عبد اهللاأبو محمد (ابن هشام األنصاري 2

.107ص آراء وأحاديث في اللغة واألدب،): ساطع(الحصري 3 .124- 123ص نحو التيسير،): أحمد عبد الستار(الجواري 4 .وما بعدها 41توجيه، صفي النحو العربي نقد و ): مهدي(المخزومي 5 .وما بعدها 204الفعل زمانه وأبنيته، ص ):إبراهيم(السامرائي 6

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

202

فما الفائدة من تأويلها مبفرد وما عالقة اجلملة باملفرد كي نؤوهلا سببا . منهج صحيح يف دراستها

إلعرا�ا ؟ وما اهلدف من دراسة مجل ال حمل هلا من اإلعراب والتمييز بينها بكالم امتألت به

. 1املصنفات والشروح واحلواشي دون طائل

.20نظرات في الجملة العربية، ص): كريم حسين ناصح(الخالدي 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

203

:الفصل الثالث

تيسير تعليم النحو العربي

:ويحوي المبحثين التاليين

المبحث األول:

قراءة في محاوالت التيسير النحوي قديما وحديثا

المبحث الثاني:

طرائقهو تيسير تعليم النحو العربي

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

204

:المبحث األول

قديما وحديثاالتيسير النحوي قراءة في محاوالت

:النحوي أسباب فشل محاوالت التيسير -أوال

أهم حماوالت تيسري النحو العريب وجتديده قدميا وحديثا، الفصول السابقة حاولت أن أخلص يف

-فيما قرأت وتوصلت إليه-باء بالفشل واإلخفاققد يكتشف الدارس والباحث أن أغلبها ومن خالهلا

ق منها ومتعددة، خاصة فيما تعل ألسباب كثرية وذلك وأن آثارها على تعليم النحو كان قليال وحمدودا،

بالكتب املؤلفة، ورمبا كان أثر املؤمترات والندوات أكثر جدوى من تلك الكتب، لكو�ا جهودا علمية

مجاعية تتبعها توصيات للتطبيق والتفعيل على أرض الواقع، على أن الكتب املؤلفة يف أغلبها مل تسلم من

.وأبدأ باحملاوالت القدمية .قد والتجريحالن

:المحاوالت القديمة -1

إذا عدنا إىل جهود التيسري القدمية فسبب اإلخفاق فيها يعود إىل كو�ا اهتمت بالشكل دون

املنهج، وحاولت تلخيص أو تبسيط الكتب املطولة فقط، ويعرف ذلك من خالل حمتويات العناوين

نظرة شاملة لتصحيح مناهج وقد خلت من، ...)املهذب -املوجز -املدخل -املقدمة: (ومستويا�ا

يف تيسري كبري، ومل يكن هلا أثر والنحاة قليلة هنا وهناك لبعض اللغويني حماوالتنحاة، إال ما كان من ال

.النحو العريب وختليصه مما أصابه من التعقيد واجلمود

ص، رهم للتيسري كان قائما على االنتقاء واالختصار من مجلة النحو العلمي املتخص مث إن تصو

ق يف ذكر القواعد، واالستعانة على توضيح املوضوعات باألمثلة والتقليل من ة والتعم مع جتنب اإلطال

. الشواهد، والوقوف عند حدود العلة التعليمية، والتمييز بني املستويات التعليمية

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

205

أضف إىل ذلك حركة التأليف عند املتأخرين من النحاة، اليت عنيت باملتون والشروح واحلواشي،

بني أهم أسباب إخفاق النحو ومجوده، أل�ا أضافت للنحو أعباء جديدة، متثلت يف كثرة وهي من

التعقيد والتفريع إىل درجة تنفري طلبة العلم من النحو، واستمر تعليم النحو يف املطوالت والشروح واملتون،

من الدرس واالستيعاب ووقر يف األذهان أن علم النحو قد اكتملت أدواته، ووفاه القدامى حقه

.والتحصيل، فلم يعد قابال لشيء من التعديل والتيسري أو التسهيل، بله التجديد والتطوير

وأهم عيوب هذا املنهج يف تدريس النحو هو اهتمامه بالنحو اإلفرادي على حساب النحو

أن أمثلته جافة ومصطنعة، بعيدة الرتكييب، إذ يبدو النحو فيه مفردات متناثرة، ال حنو مجل وتراكيب، كما

وطريقته احلفظ واالستظهار، وإمهال املمارسة واالستعمال، . عن احتياجات املتعلم ومتطلبات عصره

.1والبعد عن واقع احلياة، فكم من حنوي حاذق يعجز عن االستعمال الصحيح للغة يف الكالم والكتابة

مضاء القرطيب لتجديد ثورة علمية، ورفع لواءها ابن أما احملاولة اجلريئة اليت ارتسمت على شكل

النحو وتيسريه، وختليصه من كثرة االفرتاضات والتأويالت اليت الزمت النحو وأضحت جزءا ال يتجزأ منه،

، فقد بقيت حبيسة كتابه، ومل يأبه هلا النحويون الذين عاصروه، وال الذين "الرد على النحاة: "يف كتابه

.عده، بل وازدادوا متسكا مبنهج القدماء حىت العصر احلديثجاؤوا ب

:المحاوالت الحديثة -2

:أما احملاوالت التيسريية يف عصرنا احلديث فأسباب الفشل واإلخفاق فيها كثرية، نذكر منها

أن بناء حنونا العريب هو حصيلة عدة قرون متواصلة، جعلته صرحا شاخما وجهدا عقليا من الطراز .1

.ولذا فإن نقضه ليس باألمر اهلني، وال بالسهولة املتخيـلة األول،

غرابة االقرتاحات املطروحة، ألن معظمها يتصيد أضعف اآلراء يف املدارس النحوية القدمية، والسيما .2

.النحو الكويف، بداعي سهولتها واقتباسها من الرتاث النحوي القدمي

.191صالنحو موضة أم ضرورة، تيسير ):محمد(صاري 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

206

ثقون كل الثقة بالنحو القدمي، ويرون أنه ال حيتاج إىل جتديد، أن معظم املختصني بالنحو وتعليمه، ي .3

بعد أن مضى عليه ذلك األمد الطويل من السنني، يتقبله جهابذة العلماء وأئمة النحو، ولو كان فيه

.نقص أو اضطراب أو قصور لكانوا أهدى الناس إليه، وأجدر منا مبعرفته

نقطاع شديد بني هذا النحو اجلديد الغريب، وبني ماضيه املوروث، اخلوف من حدوث هوة واسعة، وا .4

وكذلك بينه وبني النحو التقليدي الذي سيتابع دراسته الطالب املختصون به يف كليات اآلداب

واللغات يف اجلامعات، فيجدون بني أيديهم علما غريبا ال عهد هلم به، ومصطلحات مل يألفوها، وال

.1فريط وشططحفظوها، ويف ذلك ت

كثرة اخلالفات واالجتاهات املتعلقة بتيسري النحو وجتديده عند املعاصرين، فقد أحصيت يف الفصل .5

الثالث من الباب األول، ثالثة اجتاهات ختتلف فيما بينها، يف الرؤية واملنهج والطرح، وأغلبها ال يسلم

.على أرض الواقع جتد هلا أثرامن النقد والتجريح، مع كو�ا جهودا فردية ال

منهما منهجه وأدواته، فاجلانب اخللط دوما بني اجلانب العلمي والتعليمي للنحو العريب، ولكل .6

العلمي له علماء يبحثون فيه وفق منهج مناسب له، ومهما اختلفت منطلقا�م ورؤاهم، فإ�م

ت لكشف حقائقه يتفقون على دراسة هذا العلم لذاته، والوصول بدراسا�م إىل أقصى الغايا

ميه حسب أما اجلانب التعليمي فهو الطريقة املتوخاة لتدريس النحو لطالبيه ومتعل . ومشكالته

.مستويا�م، لالنتفاع به يف كل جماالت احلياة

توجه معظم حماوالت التجديد والتيسري صوب النحو العلمي ومناقشة قضاياه بإسهاب، أما اجلانب .7

.2جهود كبرية، وكان يف أغلبه قائما على النحو التقليدي التعليمي فلم ترصد له

.157ص .تعليم النحو العربي بين التيسير والتجديد): محمد(فاخوري 1جهود تيســير النحو العربي بين القدماء والمحدثين، دراسة في المنهج والمضمون، ابن مضاء القرطبي والدكتور ): أحمد بن بلقاسم(جعفري 2

.05صشوقي ضيف أنموذجا،

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

207

فرغم وجود اهليئات املخولة رمسيا ــة واملوحدة لكل الناطقني بلغة الضاد، مـلز ـم ـغياب قوة القرار ال .8

ال للنهوض �ذه العملية مثل اجلامعة العربية وا�امع اللغوية العربية، إال أ�ا مل تفعل شيئا، أو ختشى

.التورط يف العملية التيسريية ألسباب كثرية

. غياب برنامج موحد يف املدارس واجلامعات العربية لتدريس اللغة العربية عامة والنحو العريب خاصة .9

اه بالنحو حنو املناهج اللسانية احلديثة، وهذا باب آخر من تعقيد النحو وحتميله ما ال يطيق من االجت .10

ا ألفه النحو من قبل، م جديدة، ال تفهم إال يف حميط فكري خاص بعيدا عم مصطلحات ومفاهي

كأن النحو مل يكتف بتلك الصعوبات اليت ذكرنا، حىت تضع هذه املناهج اللسانية احلديثة أثقاهلا و

ر جديد مبين على يدعو روادها إىل مراجعة أسس الرتاث النحوي، ووضع تصو "و. وأوزارها عليه

.1"جديدة حتمل أمساء البنيوية والتحويلية والتوليدية نظريات

رغم كل احملاوالت لتيسري النحو وجتديده، إال أن الشكوى من صعوبة النحو ال تزال قائمة، والنفور .11

منه هو الغالب على الدارسني له، وهذا يقودنا إىل القول إن مجيع احملاوالت مل تستطع أن توقف هذا

قدم جديدا، ومل تفعل شيئا يعيد للنحو حيويـته، أل�ا مل تصحح وضعا، ومل جتدد منهجا، التذمر ومل ت

ومل تأت جبديد إال إصالحا يف املظهر، وأناقة يف اإلخراج، أما القواعد فهي هي، وأما املوضوعات

.2فكما ورثناها، حىت األمثلة مل يصبها من التجديد إال نصيب ضئيل

.547- 546تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب، ص): محمد مختار(ولد أباه 1 .15نقد وتوجيه، ص في النحو العربي): مهدي(المخزومي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

208

:دواعي التيسير النحوي وطرائقه - ثانيا

:دواعي التيسير النحوي -1

:نفور الطلبة من دراسة النحو العربي - أ

يكاد يتفق املدرسون واملعلمون الذين يتعاطون تدريس مادة النحو العريب، أن أغلب تالميذهم

ال يتذوقو�ا على كل حال، بل وطال�م ينفرون من هذه املادة ويعزفون عنها ويتربمون منها، ذلك أل�م

تفرض عليهم للحفظ واالستظهار، وال جيدون هلا أثرا مجاليا يف أذها�م، أو واقعا مسطرا يف حيا�م، إذ

.سرعان ما ينتقلون إىل احلديث بلهجات عامية عهدوها يف جمتمعا�م

للفرق بني العلم بالنحو، وامللكة اللغوية اليت تبعث الطالب )ه808ت(وقد تفطن ابن خلدون

وهكذا العلم بقوانني اإلعراب مع هذه امللكة يف نفسها، «: على اإلبداع والتواصل مع اآلخرين، إذ يقول

وكذلك جتد كثريا من . فإن العلم بقوانني اإلعراب إمنا هو علم بكيفية العمل وليس هو نفس العمل

حو، واملهرة يف صناعة العربية احمليطني علما بتلك القوانني، إذ سئل يف كتابة سطرين إىل أخيه جهابذة الن

أو ذي مودته، أو شكوى ظالمة أو قصد من قصوده، أخطأ فيه الصواب وأكثر من اللحن، ومل جيد

.1»تأليف الكالم لذلك، والعبارة عن املقصود فيه على أساليب اللسان العريب

ها املدرسون ويؤدون وظيفتهم من ـقواعد تكتب مباء الذهب يف تعليم النحو، يسرتشد بفهذه

خالهلا على أكمل وجه، إذ إن الرتكيز على النحو لذاته يبعث على امللل واجلفاف، فهو آلة ووسيلة ال

وأما العلوم اليت «: غاية يف حد ذا�ا، خاصة للطلبة والدارسني، ويف هذا السياق يقول ابن خلدون أيضا

هي آلة لغريها مثل العربية واملنطق وأمثاهلا فال ينبغي أن ينظر فيها إال من حيث هي آلة لذلك الغري

.729المقدمة، ص): عبد الرحمن(ابن خلدون 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

209

ج هلا عن املقصود ، إذ املقصود منها ما هي ر ع املسائل ؛ ألن ذلك خم فقط، وال يوسع فيها الكالم وال تفر

جت عن املقصود وصار االشتغال �ا لغوا مع ما فيه من إال آلة له ال غري ، فكلما خرجت عن ذلك خر

ورمبا يكون ذلك عائقا عن حتصيل العلوم املقصودة . صعوبة احلصول على ملكتها بطوهلا وكثرة فروعها

.1»..بالذات لطول وسائلها

وقد ضرب ابن خلدون مثاال على ذلك، وهو ما وقع فيه النحويون القدامى وغريهم، حينما ركزوا

وهذا كما فعل املتأخرون يف «: على النحو لذاته، فابتعدوا عن املقصود والغاية احلقيقية املتوخاة منه

ا وأكثروا من التفاريع حو وصناعة املنطق وأصول الفقه، أل�م أوسعوا من دائرة الكالم فيهصناعة الن

فإذا قطعوا العمر يف حتصيل الوسائل فمىت ..واالستدالالت مبا أخرجها من كو�ا آلة وصريها من املقاصد

.2»يظفرون باملقاصد ؟

:جمود القواعد النحوية - ب

إىل التيسري كذلك ما حتويه هذه القواعد النحوية من جفاف وتعقيد، وتفريعات كثرية ناومما يدعو

ال يكادون يبلغ أصحا�ا منها غاية أو يصلون فيها إىل �اية، وكل هذا يؤدي �م إىل النفور منها،

دون فيها جماال وبالتايل النفور من اللغة العربية واالرمتاء يف أحضان اللغات األجنبية األخرى، اليت جي

. خصبا للدراسة، وسهولة يف التعلم واألداء، ومتاشيا مع متطلبات العصرنة والعوملة

:الحياة عن حوالن انفصال - ج

من كان وأخطاره اللحن ضد هلما وحارسا والدين اللغة عن مدافعا باعتباره نشأ الذي حوالن ن إ

إىل تتواصل لكي حباجة كانت اليت الديكتاتورية هذه .علمائه وديكتاتورية ديكتاتوريته يفرض أن املنطقي

حلرية قمع وكل الجتهاد، منع كل يفعل كما أنفسهم، حوالن علماء تستعبد وأن االجتهاد متنع أن

احلياة، لغة وعن احلياة، عن حوالن انفصال هي ذلك لكل املنطقية النتيجة فكانت .يالعلم البحث

.700المقدمة، ص): عبد الرحمن(ابن خلدون 1 .المرجع نفسه 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

210

أن اه مؤد م وه خلق إىل لالجتهاد باب كل إقفال مع عليها وتعاليه احلياة لغة عن حوالن انفصال يويؤد

.1إليها املتواصلة العودة إىل حيتاج وال اللغوية باجلماعة صليت ال لويع علم حوالن

:تقريب النحو ألبناء العربية وغيرهم - د

يتقوم لسا�م، وتستقيم أفكارهم، ومن أهم الدواعي أيضا تيسري النحو العريب على أبنائنا حىت

وحيصل التواصل الفكري بينهم يف دقة وإحكام، وتيسري العربية للراغبني يف تعلمها من أبناء الشعوب

. 2ا من املعاينركوا حقيقة ما يراد �ــــاإلسالمية، ليتمكنوا من أساليبها يف التعبري، ويد

ني، أن التيسري أصبح ضرورة ملحة، وحاجة ماسة يف من أجل هذا أرى ويرى كثري من الـمنصف

ظل هذه التطورات السريعة اليت تشهدها ساحة اللغة والفكر، وأن احلديث عنه مل يطو بعد، بل ينبغي أن

الدارسني للنحو لى كثري وأقول هذا الكالم ردا ع. تتضافر اجلهود، وتبذل املساعي احلثيثة ألجل ذلك

.لعلم وسلطة القرارسة وبكل ما أوتوا من قوة ايرفضون هذه الدعوات، بل يواجهو�ا بشراالعريب، الذين

:اختالف مصطلحات التيسير النحوي -2

هم ي مسألة تيسري النحو قدمية حديثة أدركها القدماء، وأولوها عنايتهم، وخصوها بكتب تظهر وع

وبعدا حتفيزيا، وقد أشرنا إىل بعضها يف الفصل األول �ا، واستخدموا عناوين أخذت بعدا تعليميا تربويا،

اإلشارة (، و)الواضح يف النحو(، و)املختصر يف النحو(، و)املوجز يف النحو: (من الباب األول نذكر منها

، )اإلفادة يف النحو(، و)الوجيز يف النحو(، و)املهذب يف النحو(، و)اإلقناع يف النحو(، و)يف النحو

.وغريها من العناوين) ملبتدئكفاية ا(و

فالتيسري عندهم كان قائما على االنتقاء من مجلة النحو العلمي، وجتنب اإلطالة والتعمق يف ذكر

القواعد، مع أن النحو يف هذه الكتب هو النحو نفسه عند من سبقوهم، والفارق بينهما هو يف طريقة

.عرضه بصورة موجزة وخمتصرة من النحو الكلي

.16ص من أجل نحو عربي جديد،): خليل(كلفت 1 .158رأي في تيسير تعليم النحو، ص): أحمد عبد الستار(الجواري 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

211

ة جديدة مبتكرة مل تكن معهودة عند قمـا املـحدثون فجاءت جهودهم على حنو واضح، وطريأ

النحويني القدامى، واملصطلحات اليت رافقت حماوالت جتديد النحو وتيسريه قد انطلقت على اخلصوص

.د، والتيسرياإلحياء، واإلصالح، والتبسيط، والتجدي: مع مطلع القرن العشرين، وهي على النحو التايل

وهذه املصطلحات اليت رافقت حماوالت التجديد والتيسري يف النحو العريب واملفاهيم اليت ارتبطت

�ا كانت متداخلة، وال يوجد ضابط عند العلماء الستخدامها، فوردت تارة على سبيل الرتادف، وأخرى

مع املانع الذي نعرف منه بداية هذا على سبيل اإلتباع، فلم تكن ذات معان مطردة، ومل حتقق احلد اجلا

املصطلح و�ايته، وأوجه اتفاقه وافرتاقه، بل كانت خمتلطة، غابت معها مؤشرات الداللة االصطالحية،

. 1وإن بدت مالمح اتفاق يف التوجه

:وقد مت استخدام هذه املصطلحات كما يلي

عنوانـــا لكتـــاب إبـــراهيم مصـــطفى ورد هـــذا املصـــطلح يف الثلـــث األول مـــن القـــرن العشـــرين: اإلحيـــاء .1

".إحياء النحو"

ورد يف أعمــال وزارة املعــارف املصــرية، وردده عــدد كبــري مــن املهتمــني يف ميــدان التعلــيم، :اإلصــالح .2

".يف إصالح النحو العريب"وجاء اإلصالح عنوانا لكتاب عبد الوارث مربوك

تبســيط قواعــد "ســن الشــريف بعنــوان ورد يف الثلــث األول مــن القــرن العشــرين يف مقــال حل: التبســيط .3

).م1938(عام 46نشر يف جملة اهلالل العدد " اللغة العربية

جتديـد "ورد يف منتصف القرن العشرين عنوانا لعدد من الكتـب منهـا كتـاب شـوقي ضـيف : التجديد .4

".النحو

تيسـري النحـو "ورد يف ثنايا كتاب إبراهيم مصطفى، واستخدمه شوقي ضيف عنوانـا لكتابـه : التيسير .5

". التعليمي قدميا وحديثا

.21ص ،بيمحاوالت التجديد والتيسير في النحو العر ): خالد بن عبد الكريم(بسندي 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

212

ته هذه املصطلحات يقوم يف جممله على حذف بعض األبواب النحوية حبجة أ�ا مل تعد وما طرح

وية القدمية، والوقوف عند مستخدمة، وتقدمي بعض األبواب وتأخري بعضها اآلخر، وحذف الشواهد النح

األمثلة اجلديدة املستقاة من الواقع، واختصار املادة أو عرضها بطريقة مشوقة للمتعلم، فلم تقدم مضامني

حقيقية عملية لنحو مقرتح، بل بقيت يف إطار التنظري وركزت يف أغلبها على تيسري النحو العلمي

.1التخصصي

:طرائق التيسير النحوي -3

اة القدامى مسلكا ظنوه هو من باب تيسري النحو حينما ألفوا املختصرات أو حذفوا سلك النح

بعض الشروح واحلواشي، ألن التطويل مع التبسيط أفيد وأنفع تربويا من االختصار واإلجياز مع اإل�ام

بـه من حيث املنهج ولكن هذا كله مل يكن كافيا ليخلص النحو من عيوبه وعالته اليت ارتبطت. والتعقيد

.واإلجراء

ذهب كثري من «: وقد تفطن هلذا قدميا العالمة ابن خلدون، وبني خطأه يف التدريس حني قال

نون منها برناجما خمتصرا يف كل علم املتأخرين إىل اختصار الطرق واألحناء يف العلوم، يولعون �ا، ويدو

يشتمل على حصر مسائله وأدلتها باختصار يف األلفاظ، وحشو القليل منها باملعاين الكثرية، ورمبا عمدوا

وهو فساد يف ...إىل الكتب األمهات املطولة يف الفنون للتفسري والبيان، فاختصروها تقريبا للحفظ

لك ألن فيه ختليطا على املبتدئ بإلقاء الغايات من العلم وهو مل التعليم، وفيه إخالل بالتحصيل، وذ

.2»يستعد لقبوهلا بعد، وهو من سوء التعليم

.21محاوالت التجديد والتيسير في النحو العربي، ص): خالد بن عبد الكريم(بسندي 1 .695المقدمة، ص): عبد الرحمن(ابن خلدون 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

213

التيسري ليس اختصارا، وال حذفا للشروح مهدي املخزومي أن . ويف هذا الصدد كذلك يرى د

واستيعا�ا ومتثلها، ولن يكون ا والتعليقات، ولكنه عرض جديد ملوضوعات النحو ييسر للناشئني أخذه

.1ومسائل التيسري وافيا �ذا ما مل يسبقه إصالح شامل ملنهج هذا الدرس وموضوعاته، أصوال

ووضع حو،الن أبواب تنسيق وإعادة العامل، نظرية عن باالنصراف حوالن جتديد ارتبطوقد هذا

النحو يف كثرية زوائد حذف على فضال جديدة، أبواب وإضافة هلا، وجديدة دقيقة وتعريفات ضوابط

.2والعبارات الصيغ يف والتقدير التأويل ومنع العريب،

، وهو تيسري تعليم النحو، وحماولة تبسيطه وتقريبه من الناشئة حوالن تجديدآخر ل مفهومهناك و

مع رفوالص حوالن تكييف هو « :، إذ يقولصاحل احلاج الرمحن عبد الدكتور يراه ماوهو واملتعلمني،

منياملتعل على القواعد فيها تعرض اليت الصورة تبسيط طريق عن احلديثة الرتبية تقتضيها اليت املقاييس

.3»ه ذات النحو يف ال حو،الن تعليم كيفية يف يسريالت ينحصر هذا، فعلى

وتقريبه من نعم إن اختيار الطرق املناسبة لتدريس النحو العريب أمر مرغوب فيه، لتبسيطه

املتعلمني، ولكن هل نستطيع أن نغفل ما علق بالنحو العريب من شوائب، وما آل إليه من مجود وتعقيد،

وقد دق ناقوس خطره القدماء واحملدثون، فال ميكن القول حبال أن التيسري ينحصر يف الكيفية ال يف

.الذات، بل فيهما معا

ني هذين املنهجني، فأعرض ملناهج النحاة، وما جرته ويف مباحث هذه الرسالة حاولت اجلمع ب

حذفا أو تعديال، مث أعرض إىل تيسري تعليم النحو، اعلى النحو من صعوبة ومشقة، بغية التيسري فيه

.15ص في النحو العربي نقد وتوجيه،): يمهد(المخزومي 1 .08ص العربي، النحو في والتيسير التجديد محاوالت): الكريم عبد بن الدخ(بسندي 2 .23-22، صفي النهوض بمستوى اللغة العربيةأثر اللسانيات ): عبد الرحمن(الحاج صالح 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

214

وذلك مبحث ال يقل أمهية عن سابقه، وقد أقيمت ألجله املؤمترات والندوات بعدما فشلت أغلب

.منهجه وبعض قضاياهو يف حمــــــاوالت تيسري النح

:المبحث الثاني

طرائقهو تيسير تعليم النحو العربي

:الشكوى من صعوبة النحو قديما وحديثا -أوال

علمنا مما سبق أن الشكوى من النحو العريب ومن قواعده وموضوعاته وقضاياه قدمية قدم نشأته،

تذمر الدارسني قدميا وحديثا من النحو ومن صعوبة فهمه فلم خيل زمان من التعرض هلا، وحسبنا يف ذلك

وإدراك قوانينه، واإلعراض عنه وانتقاد حـمـلـتـه من النحويني واللغويني، وهذا يعكس مبرارة معاناة أهله

.وأصحابه، فضال عن الوافدين عليه من غري أهل العربية

ال يصل أحد «: مبينا مشقة طريق تعلم النحو )هـ170ت(وقدميا قال اخلليل بن أمحد الفراهيدي

والروايات املبثوثة يف ثنايا كتب اللغة . 1»من علم النحو إىل ما حيتاج إليه حىت يتعلم ما ال حيتاج إليه

:واألدب اليت تؤكد هذا املعىن كثرية، نذكر منها أن أحدهم استصعب باب العدد فقال

ــــي النــــحـــــو ـــــدد فــ ـــل الــــعـــــ 2ال يـــقـــهـــرنــــي إال تــــفــــاصـــي

وهذا ثان من األعراب كان معجبا بالنحو، ولكن سرعان ما أعرض عنه بعد أن استحال إىل علم

:معقد غري مفهوم، ويف ذلك يقول

38- 37، ص01جتحقيق عبد السالم هارون،الحيوان، ): أبو عثمان(الجاحظ 1 .367أعمال مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ص): محمد رشاد(الحمزاوي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

215

روم ــــــــج والــــزن ــــالم الــــت ك ــع ــم ـى س ـت ــي ح ــــن ـب ـج ـع ـو ي ـح ـنـ ي الـم ف ـذه ـا زال أخ ــم

ــــه زج ــــــأن ـــــك ه ــم ــه ــت أف ــس ــا ل ــالمــت ك ـع ــم ـا س ـم ــل ـــل الـــ وم ــــــــــب ــــــالو ان ــــــــرب ــــــغ ــ

ـــن الـــي م ـــــن ـــم ـــص ـــع ـــواهللا ي م ـــوه ـــح ــت ن ــــركـــــت 1م ــــيــراث ـــك الج ــل ــي ت ـــم ف ـــح ـــف ــــت ـ

كما أن الشكوى من النحو ولدت مع التصنيف فيه، وظلت تنتقل من جيل إىل جيل، وترفع

، غري أن الشكوى من النحو يف قرونه األربعة األوىل كانت أخف، ألن 2 النحوالصيحات مطالبة بتيسري

.النحو يف هذه الفرتة كان عربيا أصيال، وإن تسرب إليه الفكر الفلسفي واملنطق األرسطي

مت مسائله وقضاياه، وتكلست قواعده، أما يف القرون املوالية هلذا العصر، فالنحو قد تأز

وما زال علم العربية سهال على حماوله، قريبا من يد «: وانتكست مناهجه، قال بدر الدين النعساين

متناوله، والناس يف معرفته سواسية، حىت أدخل العلماء فيه ما ليس منه، وشوهوا وجه حماسنه وضيقوا

حىت صار أعقد من ذنب الضب، فرمبا ...دا عدد املشتغلني فيهمسالكه، فشق على طالبيه، وقل ج

اشتغل به طالبه وهو يف قماطه، ومات بعد أن جاوز أرذل العمر، وهو مل ينته إىل أوساطه، وهذا من

.3»سوء اختيار املتوسطني، وشدة مجود املتأخرين

ني الذين اجتازوا مراحل الدراسة ويف عصرنا أضحى النحو العريب ال يلقى من الدارسني واملثقف

إقباال عليه، وال احتفاء به، وال يظفر من هؤالء وهؤالء مبا تظفر به ألوان الدراسة العلمية واألدبية من

العناية واالهتمام والوالء، إال طائفة قليلة، ممن تضطرهم الدراسات التخصصية يف بعض الكليات إىل

.4طة �م، مفروضة عليهم، فيعاجلوا دراسته يف مرارة واستكراهدراسة النحو، على أن مادة منو

.139، ص02ج اإلمتاع والمؤانسة، تحقيق أحمد أمين وأحمد الزين،): أبو حيان(التوحيدي 1 .62ص، تجديدالنحو العربي بين األصالة و ال): عبد المجيد(عيساني 2

.05- 04وبهامشه المفضل في شرح أبيات المفصل لبدر الدين النعساني، صالمفصل في علم العربية، ): جار اهللا(الزمخشري 3

".ه"المقدمة ص النحو الوظيفي،): عبد العليم(إبراهيم 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

216

لعل من الـمسلم به عند كثري من الباحثني والدارسني أن النحو «: علي أبو املكارم.يقول د

ولقد أدرك هذه الصعاب شيوخ النحو وأعالمه كما أحسها تالميذه، . العريب بقدر من الصعوبة كبري

أن منط املصاعب اليت تواجه أولئك غري اليت يلمسها هؤالء، بـيد أن النتيجة اليت وليس من شك يف

ينتهي إليها أؤلئك وهؤالء مجيعا هي وجود هذه املصاعب اليت جتعل من النحو العريب علما ينبغي أن

أو الدارسني تتوفر اجلهود عليه، لتذليل صعابه، وتبسيط مسائله، وتيسري االتصال به سواء للباحثني فيه،

.1»له

كما أن شكوى املعلمني واملتعلمني من صعوبة النحو تزداد يوما بعد يوم، والصيحات تتعاىل من

خمتلف بقاع الوطن العريب تشكو ضعف املتعلمني يف اللغة، وعجزهم عن استخدامها، وجهلهم

.2يف أحضا�ا، بل وتفضيلها على اللغة األمبأساسيا�ا، وإقباهلم على اللغات األجنبية األخرى، واالرمتاء

مازال حنو العربية عند أهلها عسريا غري يسري، وغري « : أمحد عبد الستار.دل و قويف هذا الصدد ي

حو مثار شكوى د، منحرفا إىل غري قصده، ال خيلو من تعقيد، وال يسلم من احنراف، وما زال هذا الن ممه

سواء، يبدؤونـه فال يكادون يبلغون منه غاية، أو يصلون فيه إىل �اية، ال مني واملعلمني على من املعل

سـع أمامهم جماله، وتشعبت مسالكه، فشغلتهم فيه ما توسعوا فيـه ات يعرفون مداه، وال يدركون منتهاه، كل

مشكلة من مشكالت التعليم حواألمر اختلط، واضطرب، وصار معه الن ليصل أن . الوسيلة عن الغاية

.3» يف أغلب بالدنا العربية

:حول تيسير النحو العربي تساؤالت هامة - ثانيا

هل الصعوبة في اللغة أم في نحوها ؟ -1

.07أصول التفكير النحوي، ص): علي(م أبو المكار 1

.65شؤون لغوية، ص): محمود أحمد(السيد 2 .09صنحو التيسير، ): أحمد عبد الستار(لجواري ا 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

217

؛السؤال الذي يطرح نفسه بصدق وموضوعية، هل مصدر الصعوبة راجع إىل اللغة العربية نفسها

وموضوعاته وقضاياه ؟ وملاذا يضيق نظاما ومعىن وإفرادا وتركيبا، أم الصعوبة تكمن يف النحو وقواعده

الدارسون بالنحو ويبغضون حصته، ويكرهون كتابته، ويستثقلون مسائله وقواعده ؟

والشك أنه من الظلم واإلجحاف أن ننسب للغة العربية هذه التهمة، فتعلمها ليس صعب

هناك فرقا بني اكتساب املنال، وال يستعصي فهمها على طالب العربية إذا بذل يف ذلك جهدا، ألن

ملكة اللغة العربية وبني صناعة العربية، وأن تلك الملكة مستغنية عن تلك الصناعة، كما يقرر ذلك ابن

هي جمموعة القواعد احملدودة اليت يستطيع املرء أن ينتج من «: والملكة كما يعرفها تشومسكي. 1خلدون

.2»مل خالهلا عددا غري حمدود من اجل

فمن اخلطأ االعتقاد بأن النحو وحده كفيل بإصالح كل األخطاء واألغالط، أو امتالك زمام

اللغة، كما أن االعتقاد بأن النحو ترياق شاف من كل عيوب العي واللحن واخلطل يف اللغة هو اعتقاد

.3حو وسيلة ال غايةباطل، وقد أثبتت التجربة فشل هذا االعتقاد يف مدارسنا، ألن الن

إذن تكمن الصعوبة وتكثر الشكوى من النظم والقوانني اليت استخرجها علماء العربية وحنا�ا

باالستقراء والسماع، واستنتجوها باملمارسة والتفنن، وتنافسوا يف حذقها بالتعليل والقياس والتأويل، حىت

. ، وترهق املتخصصني فيهاغدت بعيدة عن االستعمال، متجاوزة يف التجريد واالفرتاض، تنفر طالبيها

؟عيوب نعة النحوية لص هل ل -2

نعم قد عاب كثري من العلماء والباحثني على النحويني قدميا وحديثا إغراقهم يف هذه الصناعة

النحوية، وتأليفهم لكتب تستعصي على الدارسني هلا، وتنفر قارئيها، وقد تعددت أسباب النحاة يف

.729المقدمة، ص): عبد الرحمن(ابن خلدون 1 .160ابن خلدون وآراؤه اللغوية التعليمية، ص): فتيحة(حداد 2 .132ص، واقع النحو التعليمي العربي بين الحاجة التربوية والتعقيد المزمن): ابن حويلي(ميدني 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

218

على هذا النحو للتكسب، وبعضهم من أجل التميز عن العامة ليصبح هذا ذلك، فمنهم من جعلها

.العلم خنبويا غري متاح لكل الناس

قلت أليب «: ، حيث قال" احليوان"يف كتابه )هـ255ت(ونذكر على سبيل املثال ما يرويه اجلاحظ

ا، وما بالنا نفهم بعضها وال أنت أعلم الناس بالنحو فلم ال جتعل كتبك مفهومة كله: احلسن األخفش

أنا مل أضع كتيب هذه هللا، : قال. نفهم أكثرها، وما بالك تقدم بعض العويص وتؤخر بعض املفهوم

وليست هي من كتب الدين، ولو وضعتها هذا الوضع الذي تدعونين إليه لقلت حاجتهم فيها إيل، وإمنا

حالوة ما فهموا إىل التماس ما مل هماملفهوم، لتدعو ضع كانت غاييت املنالة، فأنا أضع بعضها هذا الو

.1»وإمنا قد كسبت يف هذا التدبري إذ كنت إىل التكسب ذهبت يفهموا،

فهذا اجلاحظ ومن هو يف مكانته العلمية املرموقة يعيب على األخفش صنعته النحوية املوسومة

ألنه هو اهلدف املنشود من التأليف، وذلك إليصال بالغموض واالنغالق على القارئ، ويطالبه باإلفهام

.وإبالغ املادة العلمية للطلبة والدارسني، فكانت اإلجابة كما ترى

فأساؤوا فهم ...«: مهدي املخزومي الذي يقول.ومن احملدثني الذين عابوا هذه الصنعة النحوية د

حىت صار النحو ...الدرس النحوي، وتناولوا اللغة وكأ�ا درس نظري، ونظروا إىل قوانينها نظرة عقلية

عندهم جمموعة من األصول النظرية اجلافة اجلامدة، ويبالغون يف حتكيم املنطق واالعتبارات الفلسفية يف

. 2»الدرس النحوي

.92، ص01تحقيق عبد السالم هارون، جالحيوان، ): أبو عثمان(الجاحظ 1

. 07أعالم في النحو، ص): مهدي(المخزومي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

219

اعد النحو ؟تدريس قو هل هناك جدوى من -3

فريق يرى بعدم جدوى تدريس النحو ؛فريقني الباحثون والدارسون يف هذا الشأن إىل انقســم

الكتفـاء بكثـرة التـدريب علـى األسـاليب الصـحيحة قـراءة وكتابـة،عنه، مع ا االسـتغناءوقواعده، وأنه ميكن

العبـث ختصـيص حصـص لـدروس القواعـد ضـرب مـن ن ، ألوالعنايـة بأسـلوب الكــالم فـي التـدريس

: 1واحتج هذا الفريق مبا يلي ،ومضـيعة لوقـت التالميـذ وجهـودهم بـدون جـدوى

يف أول مراحل النطق بألفاظ اللغة، فهو يسمع اللغة، وينطق �ا، احملاكـاة إىل يلجأالطفـل أن -

حـني دون أن حيتاج إىل شرح وتفسري هلا، إال بـه، احمليطـنياألفـراد مـعوحيسن استعماهلا، ويتواصل

، فال داعي ألن يدرس قواعد األلفاظ يديرها يف كالم أديب حاجته إىل ثروة جديد من وتتسـع يكبـر

اللغة يف سن مبكرة، بل جيب الرتكيز على اكتساب اللغة، فإذا كرب وظهرت حاجته إليه درس ما

. حيتاج من قواعد اللغة

أعراب اللغة نشأت قبل نشأة القواعد، وعاشت أزمة طويلة سليمة غنيـة عـن القواعـد، وكـان ن أ -

وضع البادية وهم ال يعرفون للغتهم أصوال وقواعد، هم املرجع الـذي اعتمـد عليـه العلمـاء فـي

.دالقواع

من التحليل الفلسفي أن القواعد صعبة جافة، تسئم التالميذ وتنفرهم، وهي ليست إال نوعا -

أمور معنوية جتريدية، والتلميذ إمنا مييل إىل احملسات وفيها كثري من -إىل ذلك-املنطقي، وهي

.التحليل الذي يعجز عنه صغار التالميذ، والتقاسيم واملصطلحات اليت تثقل عليهم

فيستظهروها ؛اأن تدريس القواعد مادة مستقلة، قد حيمل التالميذ أن يعدوها غاية يف ذا� -

.استظهارا، دون تفهم وتعقل، ويهملوا جانبها التطبيقي، وغايتها العملية

أساليب تدريس اللغة العربية بين المهارة ): فهد خليل(زايد و. 204- 203الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية، ص): عبد العليم(إبراهيم : ينظر 1

تعليمية القواعد النحوية ودورها في ): صباح(ونقودي . 199- 198ص طرق تدريس اللغة العربية، ):زكريا( إسماعيلو . 164 - 163والصعوبة، ص

.وما بعدها 20ص، تنمية اللغة

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

220

ثبت أن القواعد قليلة اجلدوى يف صيانة اللسان والقلم عن اخلطأ، بدليل أن أكثر التالميذ حفظا -

.هلا، واستظهارا ملسائلها، خيطئ يف كتابته خطا فاحشا

يف إقدار التالميذ على التعبري، فكثري منهم حيفظون القواعد، ولكن أن القواعد عدمية اجلدوى -

أسلو�م ركيك، وعبار�م رديئة، وإنشاءهم ضعيف بوجه عام، وقد لوحظ أن كثريا من األدباء

. املرموقني قليلو اإلملام بالقواعد، ومن هذا يتبني أنه ال صلة بني حفظ القواعد وإجادة التعبري

وناقشوا ،تـدريس القواعـد أمـر ال منـاص منـه وال ميكـن االسـتغناء عنـه ريى أن ف الثاين قالفريأما

: 1كما يلي رأي املعارضني حبجج،

لتجنب األخطاء أثناء احلديث والكتابة والقراءة، فإذا ما أحس التلميذ مبوقف القواعد وسيلة أن -

.لغوي صعب رجع إىل القاعدة كي يصوب نفسه

لقول بأن حماكاة األساليب الصحيحة تغين عن تدريس القواعد، أمر مقبول يف ظاهره، ولكن أن ا -

- كذلك- مثل احملاكاة غري متوافرة، حىت يف دروس اللغة العربية نفسها، وطغيان اللغة العامية

.يعوق هذه الوسيلة

تنباط، وتعودهم دقة أن القواعد تنمي قدرات التالميذ القدرة على التفكري والتعليل واالس -

وهذه اجلوانب من األهداف اهلامة اليت تسعى . املالحظة، واملوازنة بني الرتاكيب املختلفة واملتشا�ة

.املدرسة لتحقيقها

أن القواعد مترن التالميذ على دقة التفكري، وعلى البحث العقلي، والقياس املنطقي، والتالميذ يف -

إىل سن معينة، ومن واجب املدرسني مجيعا أن يعملوا على رفع حاجة إىل هذا، مىت وصلوا

أساليب تدريس اللغة العربية بين المهارة ): فهد خليل(زايد و. 205- 204الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية، ص): عبد العليم(إبراهيم : ينظر 1

الطريقة المثلى لتدريس قواعد النحو في مراحل ):صالح(ورواي . 200طرق تدريس اللغة العربية، ص): زكريا(وإسماعيل . 51والصعوبة، ص

وما 20ص، يمية القواعد النحوية ودورها في تنمية اللغةتعل): صباح(ونقودي . 52، ص2009، دار غريب ،القاهرة ،)دط( التعليم العام المختلفة،

.بعدها

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

221

مستوى التفكري عند التالميذ، ودروس القواعد من أحسن الفرص اليت ينتهزها مدرسو اللغة

.إلسهامهم يف هذا الواجب التعليمي ؛العربية

وذلك ألن ؛الصحيحةأن القواعد تضع أسسا دقيقة مضبوطة للمحاكاة، واملرانة على األساليب -

التكرار يف املرانة العملية ال يكسب التلميذ صحة النطق إذا حدث بدون قيد أو ضابط، وال ميكن

الوصول إىل االستعمال اللغوي الصحيح بالتدريب العام املبهم، ولكن ميكن ذلك بالتدريب

البيت والشارع وامللعب املقيد، الذي يقوم على أسس حمددة، ألن اللغة العامية السائدة، يف

والسوق تفسد كل مرانة وكل تدريب على استعمال األساليب الصحيحة، وإذن فال بد من قواعد

يرجع إليها حني الشك واللبس، وشتان ما بني عادة تقوم على احملاكاة ا�ردة، وأخرى تعتمد على

.أحكام وأصول

دريس القواعد النحوية معذورون ملا دعوا إليه، إن الرافضني لت: وللتوفيق بني الرأيني أقول

وحججهم قوية وكافية لدحض املخالفني، فجفاف قواعد النحو وصعوبتها ال ختفى على أحد، ولكن

هذا املوقف مبالغ فيه، فالقواعد تدرس يف مرحلة متأخرة بعد أن يتمكن الطفل من اكتساب اللغة

اعد ليضبط لغته ويقومها، ولكن حاجته إليها تكون حمدودة، والتحكم يف زمامها، فيحتاج إىل القو

والتعمق فيه من شأن املتخصصني والدارسني للنحو العريب يف اجلامعات، كما أن القواعد غالبا إمنا تكون

موجهة حنو األعاجم الراغبني يف تعلم اللغة العربية، فهي تقدم خدمة تربوية لغوية، ولكن أن تصبح

.دة ترهق أهلها وتنفرهم فهذا أمر مرفوضجام

:ل إلى تيسير النحوالسب - ثالثا

وجدت حماوالت تيسريية وجتديدية كثرية للنحو العريب قدميا وحديثا، مشلت مناهجه وموضوعاته

وقضاياه، وقد تطرقنا إىل بعضها يف الفصول السابقة، ولكن اختالف طرقها وتشعب أفكارها وآرائها

ن الوصول إىل املبتغى، وبقيت الدعوات الرمسية اجلماعية كاملؤمترات والندوات حبيسة األدراج ال حال دو

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

222

ظهرت دعوات -فيما توصلت إليه-وبعد فشل أغلب هذه احملاوالت. جتد هلا أثرا للتطبيق يف امليدان

.أخرى تدعو إىل تيسري تعليم النحو، وعقدت ألجلها بعض املؤمترات

ذه الدعوة اجلديدة لتيسري النحو، فإن تيسري تعليمه يقوم على أسس عديدة، وإذا سلمنا �

: أخلصها فيما يلي

:التفريق بين النحو العلمي والتعليمي -1

ولكن كيف السبيل إىل تيسري تعليم النحو، والنحو نفسه يشكل معضلة أقضت مضجع األولني

واآلخرين ؟

، وحنو )ختصصي( علميحنو : اجلواب عن هذا السؤال يكمن يف التفريق بني مستويـيـن مها

خذوتت والتفسري، الوصف يف قةالد دنش ت لغوية نظرية على يقوم :العلمي حوالن ف). وظيفي( تعليمي

اجلامعات وميدانه ، 1طبيعته وتلك لذاته، يدرس صي ختص حنو فهو، املناهج قأد اهلدف هذا لتحقيق

.رس اللغوي وتثمني جلهود السابقنيومراكز البحث العلمي، واالجتهاد فيه استمرار للد

والصعوبة اليت يالقيها . بل إنه جيب تثمني كل اجلهود املبذولة لتطويره منذ نشأته إىل عصرنا هذا

لتجارب العلمية الدقيقة، اليت دارسوه ال تقل صعوبة عما يالقيه دارسو مواد عسرية كالالتينية القدمية، أو ا

حتبس العلماء سنني عديدة بغية الوصول إىل كشف ما، ولكنه حنو متخصص يرتك ملن شأ�م التخصص

. 2فيه، وهم قلة قليلة، وال غىن لنا عنهم أبدا

وأداء اخلطاب، وسالمة اللسان، لتقومي افعالن الوظيفي املستوى لفيمث :التعليمي حون وأما ال

حوالن مهقد ـي ما جمموع من املناسبة املادة خيتارو م،املتعل حيتاجه ما على زيرك فهو ،احلاجة وترمجة الغرض،

.185النحو موضة أم ضرورة، ص تيسير ):محمد(صاري 1 ".و"المقدمة ص ، النحو الوظيفي): عبد العليم(م إبراهي 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

223

املستوى هذا علىو .التعليمية العملية وظروف التعليم ألهداف طبقا حمكما تكييفا تكييفها مع العلمي،

. 1والتبسيط التيسري جهود تنصب أن ينبغي

األعاجم ومن خالطهم من وظيفية، لتنبيه تعليمية أهدافه كانت نشأتهوهذا ألن النحو يف

يقول ،2تصويبهم، مع كون يف كالمهمتيقرؤون القرآن أو عندما ايقعون فيه يتال اءخطاألعراب على األ

أن يلتحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها يف الفصاحة «: عبد القاهر اجلرجاين مبينا وظيفة النحو

. 3»فينطق �ا، وإن مل يكن منهم

فرضتها التحوالت ظروف معينةلنتيجة علمي نظري، وذلكحنو لكن سرعان ما حتول إىل و

؛ ألن القرآنحو وليد التفكري يفن الن إ «: مهدي املخزومي.يقول د .الفكرية على الساحة العلمية آنذاك

فوقع اخللط بني ما هو . 4»..يبحث يف علل التأليف واإلعرابالعلماء مل يفكروا ابتداء يف وضع علم

إن تراثنا «: حممد عبد الدايـم.يقول د .تعليمي وما هو علمي، وتشابكت األمور وعسر الفصل بينها

.5»..اللغوي حباجة إىل متييز ما يتصل بالتعليم عما يتصل بالتنظري، فهو حباجة إىل إعادة تصنيف ونقل

وهذا التقسيم إىل تعليمي وعلمي إمنا ساقه الباحثون والدارسون تفاديا ملا وقع من خلط بني

مجلة وتفصيال، ألن الفصل بني هذين املستويـني، أدى إىل إصدار أحكام قاسية على النحو العريب

املستويـني، واالضطالع بكل ما حيتاجه كل منهما،كفيل بعالج كثري من املشاكل النحوية والصعوبات

.اليت تعرتي النحو ودارسيه

.185النحو موضة أم ضرورة، ص تيسير ):محمد(صاري 1 . 26صمن تاريخ النحو، ): سعيد(فغاني األ 2 .28دالئل اإلعجاز، تحقيق محمود محمد شاكر، ص): عبد القاهر(الجرجاني 3

.41الفراهيدي أعماله ومنهجه، ص): مهدي(المخزومي 4 .17جدل النص والقاعدة، قراءة في نظرية النحو العربي، بين النموذج واالستعمال، ص): أمين(مالوي 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

224

وإذا أصبح النحو العريب ال يقدم خدمة جليلة ألهله وللوافدين على العربية تعلما وأداء، فبقاؤه

لشكل الذي هو عليه من الصعوبة والتعقيد واخللط بني مستوياته العلمية والتعليمية، منفر للطلبة على ا

وهو أول ما ينبغي معرفته لكل ...أما علم النحو «: )هـ637ت(والدارسني، يقول ضياء الدين بن األثري

ضرورته وأقسامه املدونة وجدنا أكثرها غري وإذا نظرنا إىل ...أحد ينطق باللسان العريب ليأمن معرة اللحن

. 1»حمتاج إليه يف إفهام املعاين

حو العلمي روا يف الفصل بني الن م قد قص حاة القدماء هو أ� قد الذي ميكن توجيهه للن الن ف

اليت حنت �ج التيسري، ولكنها جهود مل تبلور، احملاوالت بعض لديهم والتعليمي، ومع ذلك فإننا جند

وتآليف أهـملت يف زمحة املدونات النحوية الضخمة، وطغت على الساحة اللغوية صراعات بني العلماء

. حالت دون أن ترتسم معامل تربوية لــتـفـرق بني هذا وذاك

ولكن بنظرة ،ميكن أن يعرتيه النقصجهد بشري ألنه قد النحو العريب القدميلنا أن ننميكن نعم

ما يدخل يف إطار ـحو أبدا، إن ال يدخل يف إطار تيسري الن العريبو النح نقد و�دف آخر، وهو أن أخرى

ميدا�ا تربوي ا قضية التيسري فإن أم ،تمر عند األمم يف كل زمان ومكاننقد العلوم، وهو عمل مس

وم مجيعها من أسس تربوية يف اختيار املادة املناسبة، واألمثلة تعليمي جيب أن خيضع ملا ختضع له العل

.احلديثة لتقدمي املادة العلميةاملشوقة، واختيار الطرق الرتبوية

وجيز يفيد منه املبتدئون، ومبسوط يستزيد منه ؛واحلق أن تأليف النحو على مستويـني

املتخصصون، هو أسلوب ناجع من أساليب إنصاف النحو العلمي كعلم قائم بذاته، وتيسري النحو

.التعليمي ملتعلميه

.41المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، تحقيق أحمد الحوفي وبدوي طبانة، ص): ضياء الدين(ابن األثير 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

225

ومسألة التفريق بني املستويـني قدمية قدم النحوي العريب، فهناك روايات تشري إىل هذه املسألة،

عندما صنف كتاب اإليضاح )هـ377ت(ني بعضا من إرهاصا�ا، منها ما يروى أن أبا علي الفارسيوتب

، وزاد بعضهم أن 1"هذا الذي صنعته يصلح للصبيان: "وأتاه به قال له )هـ372ت(لعضد الدولة البويهي

فمضى أبو ". للصبيانما زدت على ما أعرف شيئا وإمنا يصلح هذا : "عضد الدولة استقصره وقال له

غضب الشيخ وجاء مبا ال : "، ومحلها إليه، فلما وقف عليها عضد الدولة قال"التكملة"علي وصنف

.2"نفهمه حنن وال يفهمه هو

)هـ189ت(ومنها أيضا ما يروى أيضا أن مجاعة من طالب علم النحو انصرفت عن الكسائي

فها أنت . 3"إن دام هذا على هذا علم النحو الصبيان : "عندما جلس لتدريسه بأسلوب ميسر، فقالوا

ترى كيف وقع يف اخلطأ اجلسيم هؤالء القوم الذين أبوا أن يكون النحو ميسرا إىل الدرجة اليت تفهمه فيه

.الناشئة، وكأ�م أصروا على وجوب كونه معقدا ال يفهمه إال اخلاصة والنخبة

:القواعد العلمية والقواعد التربوية التمييز بين -2

عند احلديث عن تيسري تعليم النحو خاصة القسم الثاين منه، وهو النحو التعليمي الوظيفي، البد

التـي بـذهلا كبريةإرثـا علميـا ضـخما يشـهد علـى اجلهـود ال حويـة العربيـة تضم املكتبـة الن من اإلشارة إىل أن

هـذه الكتب ولكن يف بشــموليتها واحتوائهــا زاد معرفيــا كبيــرا،مؤلفا�م النحوية ى، وتتميــز لغويونــا القــدام

العلـل على كثرة فيها قواعد النحو وارتكزتفلسـفية فـي الكثيـر مـن األحيـان، اللغوية صـبغة اكتست اآلراء

. 4نيالفـات والـردود علـى املعارضـواخل األقيسةو

.233مرائي، صانزهة األلباء في طبقات األدباء، تحقيق إبراهيم الس): أبو البركات(ابن األنباري 1 . 813، ص02قيق إحسان عباس، جمعجم األدباء إرشاد األريب إلى معرفة األديب، تح): ياقوت(الحموي 2 .73، صالفهرست، تحقيق رضا تجدد): حمدأبو الفرج م(ابن النديم 3 . 61ص، حو العربي بين األصالة و التجديدالن): عبد المجيد(عيساني 4

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

226

وأصـبح للتعلـيم،قواعـدها ؤخـذ كـل املنطلـق لـم تعـد املـادة النحويـة القدميـة صـاحلة ألن ت مـن هـذاو

ـوم علـى اختيـار مـادة القواعـد الرتبويـة تق ذلـك ألن و ،التمييـز بـني القواعد العلمية والقواعد الرتبوية ضـروريا

للقاعدة النحوية اعتبارها الرتبوي الصحيح ينبغي وألجل أن يعاد .1من ضمن القواعد العلمية تعليميـة

.2العريب وتذليل صعابهإمعان النظر يف إمكانات تلبية احلاجة امللحة إىل تعلم النحو

:تبسيط القواعد النحوية -3

مـن الضـروري وحنن ننشد التيسري، فالتجريـد؛ تتسم ب يف النحو القدميالنحويـة القواعـد إذا كانت

وجتنب اإلسراف يف إثارة القضايا الفكرية العميقة الدقيقة والغامضة، مع إشعار املتعلم بأن تلقيه تبسـيطها

للمعلومة يفتح له بابا يف اللغة اليت حيتاجها يف حياته اليومية، فتقرب له بشكل تطبيقي يالمس حاجته

فالقواعـد، 3كسابه املهارة اللغوية، وترسيخ الفصحى لديهالفكرية واالتصالية، ويكون هدفها البعيد إ

. 4ةـدف إلـى كيفيـة اسـتعمال اللغـأن �هلا البـد النحوية

كما ينبغي هلذه القواعد النحوية اليت تنهض �ذه الوظيفية التعليمية، أن تكون حمدودة حمكمة، ال

والنيل من عزميته يف التعلم واإلقبال عن النحو، كما أ�ا تربك الدارس وال تشوش عليه، بعيدة عن التعقيد

قواعد تتوخى إيقاظ امللكة والرياضة الذهنية، دون أن تثقل الذهن، أو ترهق احلافظة، تنمو وتتطور حىت

.5تصبح مهارة لغوية مكتسبة من التجارب واملمارسة العملية

.21، صالتحويلية و قواعد اللغة العربيةنة التوليدية و األلس): ميشال(زكريا 1 .137ص، واقع النحو التعليمي العربي بين الحاجة التربوية والتعقيد المزمن): ابن حويلي(ميدني 2

.355تيسير تعليم النحو، ص): عوض(القوزي 3 .21، صالتحويلية و قواعد اللغة العربيةنة التوليدية و األلس): ميشال(زكريا 4

".و"المقدمة ص ، النحو الوظيفي): عبد العليم( إبراهيم 5

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

227

:اعتبار النحو وسيلة ال غاية -4

بـل هـو وسـيلة لـتعلم اللغـة العربيـة ،ذاتـه لـيس غايـة فـي حـد يةالنحو قواعدال تعليم التالميذ

من حتصني ـنهمك م ـويسـتوي الدارسـون مجـيعهم فـي ضـرورة أخـذ نصـيب مـن املـادة ي ة، مبهارا�ـا األساسـي

.1الذي هو اهلدف األمسى املطلوب ،ألسنتهم و تعويدها النطق السليم

حو فال تشغل قلب الصيب منه إال بقدر أما الن «: )هـ255ت(من هذه الفكرة قول اجلاحظوقريب

، ومن مقدار جهل العوام يف كتاب إن كتبه وشعر إن أنشده، المة من فاحش اللحنالس يه إىلما يؤد

ومذهل عما هو أرد عليه من رواية املثل ما هو أوىل بهوما زاد على ذلك فهو مشغلة عوشيء إن وصفه،

فأمـر املدرسني مبراعاة حاجة املتعلمني دون إسراف فيما هم .2»والشاهد واخلرب الصادق والتعبري البارع

. يف غىن عنه

:مراعاة حاجة المتعلم في كل مرحلة -5

خاصة، وهذا ال يتأتى إال يصبح التيسري فعاال عند حتبيب النحو وتقريبه للناس عامة وللطلبة

مبراعاة حاجة املتعلم يف كل مرحلة من مراحل التلقي، فال يعطى فوق ما حيتمل، وال ينبغي تعريض عقل

املتعلم ملعلومة يشعر معها باالستخفاف بقدراته الفكرية، فينصرف عن التحصيل اجلاد ويزهد يف العلم

.كله

:للمتعلمين تحبيب النحو وتقريبه -6

والدارس العريب بإحداث صلة وثيقة بني النحو للمتعلمني، وهذا حتبيب النحو وتقريبه جيبما ك

، يقولوفهما ه قراءة نثر و ه توجيه املتعلمني إىل تراثنا العريب شعر عن طريق له تصل إىل حد العشق به،

.275ص، التجديدالنحو العربي بين األصالة و ): عبد المجيد(عيساني 1 . 38رسائل الجاحظ، تحقيق عبد السالم هارون، ص): أبو عثمان(الجاحظ 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

228

إن علينا أن نغرس يف الناشئة حب الفصحى، وحب األدب العريب أوال، « :عبد العزيز الشعالن.د

ونساعدهم على تذوقه قبل الشروع يف وسائل حذق صناعته واستخالص القواعد النحوية اليت حتتاج يف

. 1»استنباطها إىل الدربة واألذهان القوية

عن العصور السابقة، عصر احلداثة وهذا األمر أصبح ضرورة ملحة ألننا نعيش يف عصر خمتلف

والعوملة واالتصاالت وانتشار اللغات، فاخلطر يتهددنا إن مل حنسن طرق تعليم اللغة العربية وإتقا�ا،

وإيصاهلا هلذا اجليل على أحسن وجه، فاللغات األجنبية أصبحت تستهوي الكثري من الشباب على

حنوها وبساطة قواعدها، بينما جيدون ما يضنيهم حساب اللغة العربية، وحجتهم يف ذلك سهولة

.ويرهقهم يف لغتهم األم

:مراعاة المنحى التعليمي في النحو -7

جيب علينا لتيسري تعليم النحو مراعاة املنحى التعليمي فيه، والتدرج يف تلقينه للطلبة، وفقا لتطور

:يليلذلك ما مستويا�م الدراسية، ومن أهم الشروط احملققة

.والتنظيم يف عرض املادة ،أن جينح إىل الوضوح والسهولة يف الفكرة -

.ها تشتت الفكرـأن يبتعد قدر اإلمكان عن ذكر اخلالفات النحوية ألن -

.كالنماذج اإلعرابية مثالر من وسائل التدريب، كث أن ي -

.الرتكيز على الكتب املدرسية وتبسيط مادة النحو فيها -

.2املالئمة يف عرض املادةاتباع الطرق -

.203أثر الشعر في تربية الملكة اللسانية واألدبية، ص): عبد العزيز(الشعالن 1 .367ص، ممناهج التأليف النحوي من سيبويه إلى ابن هشا): كريم حسين(ناصح 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

229

:استخدام الوسائل التفاعلية في تدريس النحو -8

لتعليم النحو عدم االستغناء عما يقدمه عصرنا من وسائل تعليمية، املالئمة من أهم هذه الطرق

الفنية جيب استغالهلا خري استغالل، كالصوت والصورة واحلاسوب، والربامج التعليمية اليت تستغل الوسائل

لتدخل املعرفة واملعلومة والنحو إىل فكر املتعلم، من غري أن يشعر بأن ما يتعلمه عبء عليه جيب أن

حيفظه ليقدم به االمتحان، مث يرميه بعد النجاح، بل جيب ربط العلم مهما كان باحلياة، ألن هذا الربط

.يعين دميومة ذلك العلم وتطوره

):تعليمية اللغات(ج الحديثة في التدريس االستفادة من المناه -9

قد يندرج ضمنا حتت تعليمية اللغات، إال أنين أود اإلشارة ما ذكرت من سبل لتيسري النحولعل

إىل تعليمية اللغات كمنهج حديث معتمد يف تدريس اللغة، مث اإلفادة منه يف تعليمية النحو وقواعده،

رائق التدريس وتقنياته، وألشكال تنظيم حاالت التعلم اليت خيضع هلا الدراسة العلمية لط"والتعليمية هي

التلميذ، بغية الوصول إىل حتقيق األهداف املنشودة سواء على املستوى العقلي أو االنفعايل أو احلسي

ويستفيد ختصص التعلمية من عدة حقول . احلركي، كما يتضمن املسائل اليت يطرحها تعليم خمتلف املواد

.1"كاللسانيات وعلم النفس وعلم االجتماع وعلم الرتبية معرفية

وتقتضي تعليمية اللغات يف إجراءا�ا العملية اتباع منهجية علمية واضحة ترتكز على القضايا اليت

جيب تعليمها وعلى الرتتيب املتبع يف تعليمها، وكذا على طرق تقدمي املواد وممارستها، وتتضمن تعليمية

، والتدرج اللغويةلغوية، وعرض املادة التحليل اللساين، واختيار املادة ال: اللغات اإلجراءات العملية التالية

.2، والتمرين اللغوييف تعليم املادة اللغوية

.84مفاهيم التعليمية بين التراث والدراسات اللسانية الحديثة، ص: وآخرون) بشير(إبرير 1

.15صمباحث في النظرية األلسنية وتعليم اللغة، ):ميشال(زكريا 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

230

:اإلجراءات العملية لتعليمية اللغات -أ - 9

:التحليل اللساني -1

تأثري واضح على علميا، ولهالتحليل اللساين وسيلة للتوصل إىل وصف اللغة وصفا دقيقا و يعترب

مل يكن م اللغة أن يعلم مادته ماعل ليس مبقدور م « : املنهجية املتبعة يف تعليم اللغة، يقول ميشال زكريا

ايل فأستاذ اللغة ال يكون يف غىن عن احلصيلة وبالت .1»ملما ببىن اللغة وبتنظيم القواعد القائم ضمنها

. 2املعاصرةاملعرفية للنظرية اللسانية

على جديدة قد يساعده نعم إن اطالع األستاذ مبا جيد يف علوم اللغة احلديثة واكتسابه ملعارف

واإلحاطة جبوانبها، ولكن التوغل فيها كثريا قد يكون سببا يف البعد عن إدراك حقيقة الظاهرة اللغوية

اهلدف األمسى وهو الوصول إىل تيسري تعليم املادة النحوية، ذلك ألن جانبا من هذه املعارف أشد تعقيدا

من النحو الكالسيكي، مبا حتويه من مصطلحات جديدة ال يتعاطاها إال مجاعة قليلة خربت علم

. سانيات وفروعهاالل

:اختيار المادة اللغوية -2

دف � اليت تناسب املتعلمني النحوية خيتار املسائل اللغوية والقضايا أن والنحو ستاذ اللغةأل ال بد

ويرتبط اختيار . يف الـملكة اللغوية وذلك للتحكم، لتعلم اللغة والتحكم فيهام املهارات الضرورية �إكسا

للمادة املدة الزمنية املخصصةو ،ومستوى املتعلم اللغوية، باهلدف املوضوع للمادة والنحوية اللغويةاملسائل

.سةدر م ـال

.المرجع نفسه 1

.42ص اللغة العربية،مدرسي أثر اللسانيات في النهوض بمستوى ): عبد الرحمن(الحاج صالح 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

231

املدون يف علوم الركام اهلائل مناختيار املادة النحوية املناسبة ترتكز على تعليمية النحو إذن ف

التعليمية، ذلك أن رصيد كل لغة من القواعد النحوية أمهيته يف العملية اللغة والنحو العريب، وهنا تكمن

أكرب من أن يقدم يف مستوى واحد من املستويات التعليمية، وهلذا ختضع موضوعات النحو لعملية

.1"أن تعلم معناه أن ختتار"االنتقاء، إذن

ساسيةنحوية األاالختيار إجراء تربوي موضوعي يهدف إىل احلصر الكمي والنوعي للرتاكيب الف

ة حجر األساس يف إعداد اليت جتري يف االستعمال جبانبيه املنطوق و املكتوب، وتشكل هاته اخلطو

القواعد وتأليفها وذلك لبناء أرضية متماسكة ينطلق منها يف وضع قوائم الرتاكيب الشائعة تكون مصدرا

االستخدام والبناء اللغوي ، وحبسب الختيار احملتوى النحوي يف الكتب و املقررات حبسب أساسياته يف

.2م�مالءمته حلاجات املتعلمني وقدرا

: عرض المادة اللغوية -3

خالل تكوينه ل من، ومعلم اللغة مؤه هام يف إجناح العملية التعليمية لعرض املادة اللغوية دور

ملكة التالميذ اللغوية، دف إىل تطوير � التقدمي للمادة اللغوية بصورةيل على إتقان عملييت العرض و األو

: 3واألسئلة اليت باإلمكان أن نطرحها يف هذه النقطة هي كاآليت

؟..) تسجيالت، أفالم، الكتاب املدرسي(املادة هي الوسيلة اليت ميكن اعتمادها لعرض ما -

هي املسائل اللغوية اليت تندرج يف هذا العرض ؟ ما -

ة ؟كيف يتم تعليم قضايا احملتوى و الشكل يف اللغ -

هل ختتلف نوعية التعليم من درس إىل آخر ؟ -

1

.71 ، صبيقي وتعليم العربيةعلم اللغة التط): عبده(الراجحي

.14صتعليمية التمارين اللغوية، ): زهور(توح ش 2

.145ص، حقل تعليمية اللغات ،دراسات في اللسانيات التطبيقية: )أحمد(حساني 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

232

وهي تساؤالت من شأ�ا أن تدفع أستاذ اللغة إىل وضع اسرتاتيجية حمكمة لعرض و تقدمي مادته

. اللغوية بصورة هادفة وواضحة

:التدرج في تعليم المادة اللغوية -4

، نفسه طبيعة االكتساب اللغويألنه يتوافق مع ،أمر طبيعيوالنحو التدرج يف تعليم اللغة إن

اليت تكون مادته التعليمية، يتوجب عليه أن يرتب هذه والنحوية خيتار معلم اللغة املسائل اللغويةفبعد أن

ترتكز لعملية التعليميةفااملادة على حنو متدرج، يعتمـد فيه على السهولة واالنتقال من العام إىل اخلاص،

إكساب املتعلم مهارة لغوية معينة ، تسعى إىل ، أل�الى تطبيقه يف أية عملية، وتعمل عاملبدأ على هذا

.تدرس القاعدة العامة فبل اخلاصةوهلذا جيب أن

:التمرين اللغوي -5

فضاء رحبا ، ميكن ، باعتبارهما بيداغوجيا هامامية اللغات مقو يعترب التمرين اللغوي يف جمال تعلي

، وتقوية ملكته اللغوية وتنويعالكافية على املمارسة الفعلية للحدث اللغوياملتعلم من امتالك القدرة

.1تكون اآللية الرتكيبية للنظام اللساين املراد تعليمه ، وذلك بإدراك النماذج األساسية اليتأساليب تعبريه

ف إىل التمرين اللغوي مرتبة أساسية يف جمال التعليم اللغوي الذي يهد أن حيتل إذا فمن الطبيعي

يف امليدان وهلذا اهتم الباحثون، لمس تعدد األساليب اليت تندرج ضمنها املهارات اللغويةي جعل التلميذ

قصد وضبط إجراءاته املختلفة ،رقيته، وحتديد أهدافه التعليميةالرتبوي بالتمرين اللغوي وبضرورة تاللساين و

اخلطأ اللغوي الذي ميكن أن يشكل عائقا ، ولتفادي2الصعوبات اليت قد تعرتض املتعلم تذليل خمتلف

.147المرجع نفسه، ص 1

.15صمباحث في النظرية األلسنية وتعليم اللغة، ):ميشال(زكريا 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

233

يعترب الوسيلة اجلوهرية يف ترقية فالتمرين اللغوي إذا اللغات، أمام تطور العملية التحصيلية يف جمال تعلم

. 1امتالك العادات اللغوية

ومن هذه اإلجراءات اليت ذكرنا يف تعليمية اللغات ميكن أن نستفيد منها لتفعيل تعليمية النحو،

:وميكن استخالص األمور التالية

.والتطبيقيةمادة النحو من الناحية املنهجية أن نبسط -

.أن نعود التالميذ مساع األساليب العربية الصحيحة وحماكا�ا -

.عل فروع اللغة العربية يف خدمة النحو كالبالغة والصرفأن جن -

.الفروق الفردية ومستويات التالميذ ومنوهم اللغويأن نراعي -

.العريبتدريس النحو عند حةضاو الاألهداف أن نضع -

.ز على املباحث النحوية الوظيفية اليت تستعمل يف العصر احلاضر خاصةكأن نر -

.يف تقدمي املباحث النحوية واضحة وسهلة نهجيةأن نلتزم م -

.تنويعهـامع ضـع التـدريبات املالئمـة لكـل موضـوع أن ن -

:النحو العربياختيار الطرق المالئمة لتدريس -10

وجوب ربطه باحلاجات أمرا ضروريا، مع النحو العريب وقواعدهأصبح حتديث أساليب تدريس

وإحالته إىل مادة قابلة للتذوق، بعيدا عن االستظهار واحلشو والتكديس احلضارية املتنامية �تمعنا العريب،

على الوجه الصحيح النحو وقواعدهلتدريس اختيار الطرق الناجعة واحلفظ عن ظهر قلب، هلذا جيب

فهذا باب هام من أبواب التيسري، قد لقي اهتماما من ثلة من الباحثني والدارسني يف العصر والسليم،

:متعددة أمهها ما يليطرق تدريس القواعد و .احلديث

.22صتعليمية التمارين اللغوية، ): زهور(توح ش 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

234

:الطريقة القياسية - أ -10

العنصر اإلجيايب يف عملية التدريس، وهي طريقة يكون االعتماد فيها على املعلم، إذ يعترب

واألساس الذي تقوم عليه هذه الطريقة هو ذكر القاعدة أوال أو بعض املفاهيم املتعلقة مبوضوع معني، مث

.1شرحها القاعدة من خالل األمثلة، ليجيء التطبيق أخريا

قواعد "ريقة ككتاب وقد ألفت الكتب النحوية التعليمية يف مطلع القرن املاضي وفق هذه الط

. لعباس حسن" النحو الوايف"حلفين ناصف وزمالئه، وكتاب " اللغة العربية لتالميذ املدارس الثانوية

ولكن هذه الطريقة لقيت انتقادا كبريا، ألن املتعلم فيها طرف سليب يف العملية التعليمية، فهو

فيـفاجئ بالقاعدة مباشرة، فيكون سببا يف الصعوبة يتلقى املعلومة دون إثارة إشكاالت يف تلقي املادة،

ألن املبدأ الرتبوي يقتضي االنتقال من السهل إىل الصعب، وأل�ا أيضا تضعف يف املتعلم القدرة على

.2االستنتاج واالبتكار، العتمادها على التلقني يف حفظ القواعد واستظهارها

:الطريقة االستقرائية -ب -10

، وهي تستند على أساس 3"يوهان فريدريش هربارت"وضع أسسها الرتبوي األملاين وهي طريقة

فلسفي مؤداه أن االستقراء هو األسلوب الذي ميلكه العقل يف تتبع مسار املعرفة، ليصل به إىل املعرفة

ق من املقدمة والعرض والربط والقاعدة والتطبيق، فهي تنطل: الكلية، وهي تعتمد على مخس خطوات هي

األمثلة ومن خالل الشرح واملناقشة، وبطريق االستقراء يتوصل املتعلم إىل القاعدة ليجيء التطبيق عليها،

.123إشكالية تعليم النحو في الجامعة، ص): حمار(نسيمة 1

.436ص تعليمية النحو،): محمد المختار(قاسمي الحسني 2

ر كثيرا في نظرية التربية في ــفيلسوف وتربوي ألماني، أث ) Johann Friedrich Herbart ) :(1776 -1841(هاربرت يوهان فريدريش 3

): جورج(طرابيشي :ينظر( .وعلم النفس) دراسة أنماط الصواب والخطأ( عتقد أن التربية مرتبطة كثيرا باألخالق، وكان ينهاية القرن التاسع عشر

.)698معجم الفالسفة، ص

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

235

وهذه . 1"الطريقة اهلارباتية"أصبحت تعرف بــــ " هاربرت"ونتيجة للخطوات املنطقية اخلمس اليت وضعها

لعلي " النحو الواضح"وي، ولقد الف كتاب الطريقة متبعة يف أغلب الدول العربية خاصة يف التعليم الثان

.اجلارم ومصطفى أمني على هذا األساس

ومن حماسن هذه الطريقة أ�ا هي خري معني لتحقيق أهداف القواعد النحوية، إذ إ�ا توصل إىل

ة احلكم والقاعدة بالتدريج بطريق االستقراء، وهذا ما جبعل القاعدة راسخة يف الذهن وغري معرض

للنسيان، كما أ�ا �تم باملتعلم واملعلم على حد سواء، فهما يشرتكان يف عملية التدريس، فبني األخذ

والرد حيدث التواصل اللغوي، فهو يؤثر إجيابيا على نفسية املتعلم، ألنه جيد نفسه قد فهم وشارك وأبدى

. 2بآرائه يف العملية التعليمية

لى عملية اكتشاف القاعدة وإدراك كنه العمل اللغوي بنفسه، وهي فهي طريقة تدرب الطالب ع

أيضا تنمي فيه القدرة على الفهم والتحليل واالستنتاج والتذوق، كما تنمي لديه الدقة يف احلكم، و�ذا

.يتجنب التكرار واحلشو

ألن أمثلتها مستمدة إ�ا تعمل على تشتيت ذهن املتعلم : ولكن بعضهم انتقد هذه الطريقة فقال

من مصادر خمتلفة وال يربط بينها رابط، مث إ�ا بطيئة وتستغرق وقتا طويال حىت يصل املتعلم إىل القاعدة،

.3والقواعد ال تكتسب إال بالتطبيق، إال أن حصة التطبيق قليلة

2016-214أساليب تدريس قواعد اللغة العربية، ص): نعيمة(غازلي 1

.125إشكالية تعليم النحو في الجامعة، ص): حمار(نسيمة 2

..48من مواضيع تيسير تعليم النحو، ص): محمود أحمد(السيد 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

236

:الطريقة المتكاملة -ج -10

على دراسة القواعد النحوية يف ظل اللغة، ويكون وتسمى طريقة النصوص املعدلة، فهي تعتمد

ذلك باالعتماد على نص كامل من النصوص العربية، بدال من األمثلة والشواهد املتفرقة، فشواهد الدرس

تستخرج من النص، إذن فالقاعدة تدرس ضمن سياق متصل ال منفصل، واملتعلم ال حيفظ اجلملة دون

وبذلك يستفيد املتعلم فوائد كثرية، بفهم املعىن واستنباط . ل يف الطريقة االستقرائيةأدىن وعي، كما حيص

. 1القاعدة، مث التطبيق عليها

أحدمها لغوي واآلخر تربوي، أما األساس اللغوي فينطلق من كون اللغة ؛وهلذه الطريقة أساسان

أما األساس الرتبوي فمؤاده دراسة ظاهرة كلية متآزرة عناصرها تتكون من صوت وصرف وتركيب وداللة،

النصوص األدبية شعرا ونثرا، مما جيعل املتعلم يعيش خربة كلية مباشرة ذات معىن لديه، ويكون النحو هنا

ا عن واقع املتعلم، ومراعيا ميله ومنوه العقلي، مما متضمنا يف هذه النصوص، خاصة إذا كان النص معرب

.2ل لغته باحلياةجيعله يشعر باتصا

وظهرت هذه الطريقة يف األربعينات من القرن املاضي بظهور موجة الدعوة إىل التيسري، ككتاب

لعبد املتعال الصعيدي، ولقد درست القواعد النحوية �ذه الطريقة يف البلدان العربية، "النحو اجلديد"

لغة وأساليبها رسوخا مقرونا خبصائصها اإلعرابية،ولقيت رواجا يف األوساط التعليمية، ملا هلا من رسوخ ال

كما أ�ا تعتمد على املران املستمد من االستعمال الصحيح للغة يف جماال�ا احليوية، ويف استعماهلا

.3الواقعي، وهي أسرع من الطريقة االستقرائية اليت حتتاج إىل عدة خطط للوصول إىل نتيجة

63تعليم قواعد اللغة العربية في المرحلة الثانوية، ص): إسماعيل(ونوغي 1

.217أساليب تدريس قواعد اللغة العربية، ص): نعيمة(غازلي 2

.125إشكالية تعليم النحو في الجامعة، ص): حمار(نسيمة 3

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

237

والطريقة االستقرائية من حيث اهلداف العامة، ولكن الفرق يكمن يف وال فرق بني هذه الطريقة

كو�ا تعتمد على نص متكامل يعرب عن فكرة متكاملة، يف حني تعتمد الطريقة االستقرائية على جمموعة

ومن حماسن الطريقة التكاملية أ�ا متزج القواعد باللغة نفسها،. من األمثلة أو اجلمل اليت ال رابط بينها

وتعاجلها يف سياق لغوي علمي وأديب متكامل، وأ�ا تقلل من اإلحساس بصعوبة النحو، وتظهر قيمته يف

.فهم الرتاكيب وجتعله وسيلة لفهم اللغة وامتالك ناصيتها

:وجوب االعتناء بالشواهد النحوية -11

تـنمي السليقة اللغوية، هناك مسألة بالغة األمهية وهي وجوب االعتناء بالشواهد واألمثلة اليت

و�ذب األذواق، وتقرب النحو إىل العقول، وحتببه إىل النفوس، وهذا باإلكثار منها، واختيار األنسب

منها من القرآن الكرمي واحلديث الشريف، ففيهما سعة لالستشهاد، وفيهما من األساليب اليت تناسب

.1يبعث احلياة يف كتب النحو خمتلف األعمار واملراحل التعليمية ما

وأما االستشهاد بالشعر فيختار الفصيح من اللغة املعروف قائله، مع جتنب الوقوع يف مزالت

النحاة القدامى الذين يقتنصون الشواهد الغريبة الشاذة، اليت ال يستعملها أحد وال يعرف قائلها، وإمنا

.2غري ملتفتني إىل قيمة الشاهد وتأثريه يف األذهان والنفوسساقوها لتأييد قواعدهم وتعزيز مذاهبهم،

وليس للنحاة أن يقفوا عند عصر االحتجاج، وإمنا ينبغي أن ميتد استشهادهم بالشعر البليغ

وهناك الشواهد الرائعة اليت جاءت بعد . اجلاري على أساليب الفصحاء يف التعبري ليواكبوا املستجدات

رير والفرزدق وبشار بن ذلك العصر، وال عربة بتقدم الزمن، ومن العجيب أن النحاة مل يلتفتوا إىل شعر ج

.38تيسير النحو، ص): أحمد(مطلوب 1 .39ص المرجع نفسه،2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

238

إن بشارا خامتة الشعراء، واهللا لوال أن أيامه «: برد بالرغم من روعة شعرهم، وكان األصمعي يقول

.1»تأخرت لفضلته على كثري منهم

فاالستشهاد بالشعر اجليد يف بيئاته وعصوره املختلفة يوسع دائرة االختيار، وجيعل األبيات الرائعة

لى األلسنة واألقالم، وإذا كان النحاة القدماء معذورين أل�م ميثلون عصرهم، فال عذر ألهل تدور ع

زماننا الذين ميلؤون كتبهم بشواهد بعيدة عن روح العصر، ومدارك التالميذ والطالب، مما جيعلهم ينفرون

.2من النحو، فيقون يف اخلطأ اجلسيم حني يقرؤون، وحني يكتبون

:لالرتقاء بواقع تعليم النحولول مقترحة ح -رابعا

من أهم احللول املقرتحة لالرتقاء بواقع تعليم النحو ومساعدة املتعلمني على اكتساب مهاراته، ما

:ما يلي ، نذكر منهام2002جاء يف مؤمتر تيسري النحو بدمشق

وما من لغة يف العامل إال هلا اإلبقاء على املصطلحات النحوية اليت خلفها لنا أجدادنا القدامى، -1

قواعدها ومصطلحا�ا، وإن كل تيسري لتعليم النحو البد أن يأخذ باحلسبان اإلبقاء على

استخدام املصلحات موحدة، وموحدة يف مناهجها الرتبوية على نطاق الساحة العربية يف

.منأى عن االجتهادات اليت تؤدي إىل البلبلة وعدم االتفاق حوهلا

التدرج يف عملية اكتساب املهارات النحوية من مرحلة التعليم األساسي إىل مرحلة التعليم -2

.الثانوي

اإلكثار من حفظ النصوص يف املراحل األوىل شعرية كانت أو نثرية، حىت تكون هذه النصوص -3

للسان ويؤثر رصيدا لغويا للمتعلمني يف املرحلة التالية، وعلى قدر حفظ النصوص يستقيم ا

.104ص األغاني، تحقيق إحسان عباس وإبراهيم السعافين وبكر عباس،: )أبو الفرج( األصفهاني 1 .41تيسير النحو، ص): أحمد(مطلوب 2

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

239

يف صحة القلم بعد ذلك يف التعبريات الكتابية ويف ممارسة املناشط اللغوية، على أن تضبط

.الكتب كافة يف املراحل األوىل بالشكل، وأن يضبط ما خيشى منه اللبس يف املراحل التالية

الوظيفية اليت ختدم االبتعاد عن مواضع الشذوذ واالستثناء، والرتكيز على املوضوعات النحوية -4

املتعلم يف حياته وتسد حاجاته، وتسهل له عملية التفاعل االجتماعي حبيث يقرأ قراءة

سليمة، ويكتب بأسلوب سليم، ويستمع فيفهم ويتحدث على وجه صحيح، فينقل رسالته

. بوضوح إىل اآلخرين

عليها الكتب على مكامن اخلطأ يف الرتكيز يف التدريبات العالجية ويف التمرينات اليت تشتمل -5

أساليب املتعلمني، وخاصة تلك اليت تتسرب إىل أساليبهم الفصيحة من العامية مثل إسناد

الفعل املعتل إىل الضمائر، إفراد الفعل أمام الفاعل املثىن واجلمع، تأنيث الفعل وتذكريه،

..األفعال اخلمسة يف الرفع والنصب واجلزم

ساب املهارات النحوية، واملهارات ال تكتسب إال باملمارسة والتكرار وبصورة الرتكيز على اكت -6

طبيعية، يف مواقف حياتية متنوعة وذلك بدال من التكرار اآليل الببغائي، إذ ال يكفي أن

حيفظ املتعلم القاعدة النحوية وأن يعيدها تكرار آليا، بل البد أن ميارسها يف مواقف احلياة

.ة طبيعيةبصور

ة وامللصقات -7 استخدام التقنيات الرتبوية يف توضيح املفاهيم ويف التدريبات من البطاقات املكرب

الشجرية لالستعمال الصفي، والبطاقات املصغرة للتعلم الفردي، واستخدام املختربات اللغوية

. واحلواسيب إلجراء التدريبات العالجية والتمرينات البنيوية

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

240

استخدام مجيع معلمي املواد اللغة العربية امليسرة يف عمليات التواصل اللغوي، واستبعاد ضرورة -8

العامية من املناشط اللغوية كافة، وحث املتعلمني على ضرورة استخدام العربية الفصيحة يف

. 1مناشطهم أسئلة وإجابات وتعقيبات ومساءلتهم عن عدم االستخدام

. 55- 50صمن مواضيع تيسير تعليم النحو، ): محمود أحمد(السيد 1

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

241

خـــاتـــمـــــة

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

242

:خاتمة

:ص هذا البحث إىل النتائج التاليةخل بعد جولة من الدراسة

نحو لغايات متعددة، أمهها الغاية الدينية وهي صون القرآن الكرمي واحملافظة عليه كانت نشأة علم ال

.ومبادئ العربيةأصول على اإلسالم الوافدينو كذلك كتعليم املوايل يةتعليممن اللحن، ولغاية

جمالس للعلماء يكثر فيها إنشاد األشعار وتدارس األخبار مث استنباط على شكلحو بداية الن كانت

أصبح مع مرور الزمن على قدر كبري من التعقيد والتكلف، وكثرة األبواب النحوية مث القواعد،

، بعد أن خالطته واإلغراق يف القياس والتأويل وغريمها، وتعدد وجوه اإلعراب، الكثريةوالتفريعات

.مناهج جديدة فتأثر �ا

هذا التطور الذي أصاب النحو كان من املمكن أن يكون إجيابيا لو سار يف طريق ختدم اللغة -

حنو االزدهار والنماء والتجدد، ولكنه أرهقها �ذه الصناعة النحوية اليت ارتكزت على الفلسفة

ية واملنطق األرسطي، فظهرت املدارس النحوية واتسعت اهلوة واشتد الصراع واخلالف اليونان

.بني النحاة

أحصى الدارسون والباحثون للنحو العريب علال وعيوبا كانت سببا يف صعوبته وتعقيده ومجوده، وهي

).سهااملادة النحوية نف(، و)مناهج النحاة(، و)كتب النحو(يف : ترتكز يف ثالث نواح

، وصعوبة اللغة اليت خل األبواب واضطراب العناوينتدا: يفتتلخص العيوب يف كتب النحو -

.كتبت �ا مادة النحو، والتكرار واحلشو

اضطراب منهج التأليف والتصنيف، وغياب األهداف : مناهج النحاة يف تتلخص العيوب يف -

والغايات عند التأليف، والتضييق يف منابع االستشهاد، وتوسيع الفرتة الزمنية لالحتجاج، و

عدم استقرار القواعد النحوية نتيجة االعتماد على الشعر الذي يداخله التغري وعدم الثبات

.ه، والتأثر باملناهج الفكرية األخرى كاملنطق وعلم الكالم والفلسفةلوجود اجلوازات الشعرية في

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

243

غرابة املصطلحات، وتداخلها، وتعدد املفاهيم، وإنشاء : املادة النحوية يف تتلخص العيوب يف -

التمارين االفرتاضية غري العملية، واالختالف البني يف القواعد النحوية، وكثرة اخلالفات واآلراء

.النحوية يف املسائل

أدرك أسالفنا القدامى صعوبة النحو العريب، ووعوا ذلك فراحوا يبحثون عن طرق لتيسريه بعد أن

حماولة املختصرات واملنظومات والشروح؛ كفألفوا ألجل ذل أصبح معقدا ومنفرا للطالب والدارسني،

.، وعناوين مؤلفا�م تدل على ذلكالنحو تيسريلمنهم

واستمرت بعده " مقدمة يف النحو"التآليف فبدأت مع خلف األمحر يف كتابه كثرت هذه -

لعقود من الزمن، وغلب عليها اجلانب التعليمي، واجته أصحا�ا يف تيسريهم حنو االختصار

...واحلذف والشرح والتبسيط

كو�ا اهتمت بالشكل دون املنهج، وحاولت تلخيص أو هذه احملاوالت أصا�ا اإلخفاق ل -

ر تصو والوقد خلت من نظرة شاملة لتصحيح مناهج النحاة، تبسيط الكتب املطولة فقط،

للتيسري كان قائما على االنتقاء واالختصار من مجلة النحو العلمي املتخصص، مع العام

جتنب اإلطالة والتعمق يف ذكر القواعد، واالستعانة على توضيح املوضوعات باألمثلة والتقليل

. هد، والوقوف عند حدود العلة التعليمية، والتمييز بني املستويات التعليميةمن الشوا

املتون واملنظومات النحوية، مث توالت يف العصور املتأخرة أخذ التيسري منحى آخر، وهو اعتماد طريقة

و شروح هذه املتون واملنظومات، وشروح الشروح، واحلواشي عليها، ولكن هذه احملاوالت سارت بالنح

حنو الغموض والتعقيد واجلمود، ومل تستطع أن ختلص النحو مما شابه من عيوب، بل إ�ا زادت من

.أعبائه ونفرت الناس منه

ابن هي حماولة أهم حماولة جريئة مست منهج النحو العريب وطالبت بتغيريه جذريا وإعادة النظر فيه

واليت جاءت على شكل هزة عنيفة للنحو التقليدي، أل�ا ،"الرد على النحاة"يف كتابه مضاء القرطيب

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

244

هدم نظرية العامل وإلغاء العلل الثواين ، وقد دعت يف عمومها إىل مست أصوله اليت بين عليها

.والثوالث ورفض القياس وإسقاط التمارين غري العملية

فقد استمر الغالة يف ،على معاصريه ومن جاء بعدهم كبري أثرابن مضاء صيحة ل مل يكن -

ظهر يف ، وبقي النحاة يقتفون خطوات من سبقهم حىت بعدهالنحو يف الصناعة النحوية

..القرن العشرين من تأثر بنظرياته وأحياها ودعا إليها

وأضحى �ضة لغوية حديثة، ، اهتماما واسعالقي موضوع جتديد النحو وتيسريه العصر احلديثيف

يا على التفكري النحوي املعاصر، فقد أصبح التيسري مسة العصر يف الدراسات واجتاها سائدا وطاغ

قدت من وكتب فيه عدد كبري من العلماء واللغويني والرتبويني، وع وقد حبث يف هذا املوضوع .النحوية

. أحناء خمتلفة من العامل العريب أجله العديد من املؤمترات والندوات واللقاءات يف

تنوعت مناهجهم وتعددت، و مذاهب شىت، جتديد النحو وتيسريه يفاملعاصرون ذهب -

وزادت على ما كانت عليه عند القدامى، فمنهم من اعتمد على الرتاث وحاول التجديد من

خالله، ومنهم من حاول تطبيق املناهج اللغوية احلديثة ودعا إىل االستفادة منها، ومنهم من

ى اللغوية وغري اللغوية كالفلسفة واملنطق وعلم النفس وعلم األصوات استعان بالعلوم األخر

.وغريها

أصحا�ا انطلقوا يف قراءا�م لنا فشلها ألن ، تبني احملاوالتهذه ل حتليل كثري من خالمن -

النقدية للرتاث من منطلقات قاصرة، تنم عن غياب تصور واضح للعلم وما تقتضيه

حماوالت تيسري النحو يف الكتب و .دئ أساسية يف صناعة التعليمالتطبيقات الرتبوية من مبا

م جديدا، ومل تفعل شيئا يعيد للنحو حيويته، وكان البون شاسعا بني نظريات قد املدرسية مل ت

.التجديد وكيفية تطبيقها

احملاوالت مل تصحح وضعا، ومل جتدد منهجا، ومل تأت جبديد إال إصالحا يف املظهر هذه -

أما القواعد فهي هي، وأما املوضوعات فكما ورثناها مل يصبها من . وأناقة يف اإلخراج

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

245

التجديد إال نصيب ضئيل؛ كثافة من حيث املوضوعات، وغزارة يف املفاهيم واملصطلحات

لتعريفات اليت تبدو، أحيانا، ألغازا ورموزا ال يتسع عقل التلميذ النحوية، وغموض يف لغة ا

.لفهمها وإدراك معانيها الدمسة

املؤمترات والندوات حول أما ن أغلب اجلهود كان فرديا ميارس النرجسية يف أعلى مستويا�ا، إ -

وتفعيل يف تيسري النحو العريب، فإن توصيا�ا بقيت جمرد حرب على ورق، بعيدا عن أي توحيد

.واقع تعليم النحو يف الدول العربية

ه معظم حماوالت التجديد اليت اتكأت على املصطلحات السابقة حنو تيسري النحو توج -

. العلمي التخصصي

وجود خلط بني مستويي النحو العلمي والتعليمي يف معظم حماوالت التجديد اليت اتكأت -

.على املصطلحات السابقة

النحو حنو تيسري تعليمه، ألن الشكوى من النحو ومن قواعده وموضوعاته وقضاياه االجتاه يف تيسري

:ولتيسري تعليمه وجب. ال تزال الصيحات تتعاىل �ا

العلمية النحوية القواعد بني النحو العلمي والتعليمي، وهذا يفضي إىل التمييز بنيالتفريق -

.هاالتعليمية، مع وجوب تبسيط والقواعد الرتبوية

وسيلة ال غاية يف حد ذا�ا، وهذا لتحقيق الكفاءة اللغوية، واالرتقاء مبستوى النحو اعتبار -

.التالميذ إلتقان اللغة العربية

.للمتعلمني حتبيب النحو وتقريبهمراعاة حاجة املتعلم يف كل مرحلة، و -

استخدام الوسائل التفاعلية يف تدريس النحو، -

.املناهج احلديثة يف التدريس كتعليمية اللغاتاالستفادة من -

.اختيار الطرق املالئمة لتدريس النحو العريب -

ولتيسري النحو وتعليمه أقرتح ما يلي:

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

246

،للغة الفصحى،كثرية باال نصوصبال تربية ذوق الطالب على العربية الفصحى قراءة وكتابة وحديثا

منتقاة انتقاء ذكيا مدروسا لتتناسب مع سن الطالب والبد من أن تكون املقروءات واحملفوظات

وذوق العصر، ولتكون قادرة على النفوذ يف وجدان الطالب لرتيب ذوقه وتطبع فكره وذوقه ولسانه

على هذه اللغة إذا فعلنا ذلك فإن النحو سيكون تقوميا للغة اليت أحبها الطالب ونشأ عليها، ال أن

.حيس بفائدتهتكون شيئا غريبا عنه ال

إفهام الطالب دور اللغة يف تفعيل التفكري وتطوير احلياة، وتبادل األفكار واآلراء، وإيقافه على أمهية

ودور النحو يف تقومي اللغة –الكالم الصحيح يف جماالت اإلعالم والتأليف والرتمجة واإلبداع األديب

. ى الطالبلتكون فائدة النحو ملموسة ماديا ومعنويا لد. وصحتها

تظافر اجلهود يف اإلعالم العريب املتلزم ويف ب ، وذلكضرورة تقوية روح االعتزاز بالرتاث واللغة والنحو

مناهج التدريس ويف مراكز النشر املتلزمة إلماطة اللثام عن الصور املشرقة يف جمموعتنا احلضارية يف

قة ال يعين التغين باملاضي، بل يعين املاضي واحلاضر مع التأكيد على أن تقدمي هذه الصور املشر

.قدرتنا على صنع املستقبل

أهم الكتب الرتاثية يف خمتلف العلوم مع التأكيد على ما فيها من إبداع وابتكار، بلغة مبسطة ميقدت

مفهومة لطلبة الثانويات، بأقالم املتخصصني يف تلك الشخصيات واحملققني لتلك الكتب من أجل

.رحتقيق اهلدف املذكو

اإلنسان ف .سمات اجلماليةالو النفسي اإلطارنهج التدريس يف النحو أن يأخذ بنظر االعتبار ملالبد

مفطور على حب اجلمال، وكلما كان اإلطار الذي يقدم فيه النحو أقرب إىل اجلمال كان النحو

. حمببا أكثر

ملختصيها، وأن حيرص املرء على إتقان النحو ضرورة التفريق بني ما يعطى ملستعملي اللغة وما يعطى

حو الذي ولد عقدة جتاهه، وعدم اخلطأ فيه، مث أشار إىل أمهية التخلص من اخلوف الشديد من الن

:فالنحو قواعد ورموز حتكم استعمال اللغة، وهذا يدعونا إىل القيام مبا يأيت

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

247

هلا يف السياق معلم للقاعدة ومرسخربط اجلملة بسياق واضح ومن الواقع الذي تعيشه األمة، ف -

.ذهن السامع والقارئ، فال بد من االهتمام به

. أن يتم تدريس املفاهيم النحوية بطريقة صحيحة -

.الوظيفي يف تدريس النحوالتعليمي أن يتم الرتكيز على النحو -

تعليم القوانني ال التفريق البني بني تعليم امللكة اللغوية وبني تعليم قوانني هذه امللكة، فطرق -

تكسب صاحبها امللكة ولو أصبح من أكرب النحاة، بل إن تعليم امللكة اللغوية مستغنية عن

.القوانني كما قرر ذلك عبقري األمة العربية اإلسالمية العالمة ابن خلدون

أن مراعاة الفرق بني النحو العلمي والنحو التعليمي، فالنحو العلمي هو كغريه من العلوم ميكن -

يكون فيه التحليالت والتعليالت العميقة اليت ال يفهمها إال املتخصصون يف امليدان، أما النحو

التعليمي فهو النحو املهذب الذي تراعى فيه مستويات الدارسني، وتقدم فيه املادة العلمية يف

. أسلوب شيق ومناسب لكل مستوى من مستويات الدراسة

الحقا لئال درس النحو ي مث مساعا، وغرسها يف نفس املتعلم، بتدائيةضرورة تدريس اللغة املرحلة اال -

يزاحم اللغة وينفر املتعلم منها، ألنه هو خادمها وهو الوسيلة املثلى لتحقيق املهارة فيها، ولكنه

. إذا زامحها أصبح غاية لذاته وانتفت وظيفته األساسية

واملعلم وطريقة التعليم يف التخطيط ملناهج تعليم املتعلم: وجوب مراعاة أبعاد العملية التعليمية -

.النحو

إعطاء الطالب فـرصا أكرب للتحدث باللغة العربية وتصويبهم إن أخطؤوا، واإلشارة إىل القواعد -

أثناء التحدث، وربطها بتقومي اللسان؛ ألن التصويب أثناء املمارسة من أجنع الطرق الرتبوية اليت

.يف سلوك الطالب -ي�ا كانت أ -تزرع القواعد

عطاء الطالب فرصة أكرب لكتابة نصوص عربية ذاتية، وتصويبهم وإرشادهم إىل مواطن اخلطأ؛ إ -

.ليكون ذلك خري معني على جتنب تلك األخطاء يف نصوص قادمة

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

248

تظهر ربط القواعد والنصوص املصاحبة هلا بالواقع احليايت للطالب؛ حىت تظل حاضرة يف ذهنه، و -

ا�ردة، واليت أثبتت التجربة أ�ا سرعان ما تتبخر إن مل يكن "النظرية" ال "الواقعية" عليها صفة

.هلا واقع معيش

أن يكون معلم اللغة العربية قدوة حسنة يف التزامه بالنطق العريب الفصيح؛ لتعويد الطالب على -

-ومن مث احملاكاة -الرتبية احلديثة أن االستماع مساع األساليب النحوية العربية، وقد أثبتت علوم

.من أفضل أساليب ترسيخ إتقان اللغة إنشاء

تناول نصوص مألوفة يف تعبري الطالب وحيا�م اليومية والعلمية، واالبتعاد عن النصوص الصعبة -

.واملليئة باأللفاظ الغريبة

حيددها اليت "األهداف" س مدى حتققأن تركز االختبارات واالمتحانات النهائية على قيا -

وعليه يكون الثقل األساسي يف ، ، للنحو، وهي إتقان التعبري العريب السليم نطقا وكتابة الرتبويون

سيؤدي إىل -لو مت -العالمات، ال على استظهار القواعد، أو إتقان اإلعراب، وهذا أمر

.من قبل الطالب واملعلمنيرب اهتمام أك

ال ميكن االضطالع بعمل شامل واف، إال إذا تظافرت اجلهود وأخذت ا�امع العربية على وأخريا

عاتقها توحيد الصفوف ومجع الشتات بني العلماء والدارسني، والتزمت الدول العربية حكومات

..وهيئات تنفيذ كل التوصيات املتفق عليها يف مقررا�ا ومناهجها التعليمية يف هذا الباب

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

249

اآليات واألحاديثفهرس

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

250

اآليات واألحاديثفهرس

:فهرس اآليات القرآنية -أوال

الصفحة اآليات القرآنية

﴿ 01/الشرح﴾ 19

﴿ .05/الكهف ﴾ 32

﴿ .35/يوسف ﴾ 41

﴿ .30/النحل ﴾ 58

﴿

.01/النساء ﴾

126

﴿ .10/األعراف ﴾ 127

﴿ 40/يس ﴾ 178

﴿ ﴾

.24-23/ الكهف 180

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

251

﴿ .22/سبأ ﴾ 182

﴿ .23/نوح ﴾ 182

﴿ .04/اإلنسان ﴾ 182

﴿ .81/غافر ﴾ 196

﴿ .06/التوبة ﴾ 196

﴿ 196 .05/النحل ﴾

﴿ .01/الليل ﴾ 196

ثانيا- فهرس األحاديث الشريفة:

الصفحة األحاديث الشريفة

﴾أنا أفصح مـن نطـق بالضاد ﴿ 132

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

252

الشواهد الشعريةفهرس

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

253

الشواهد الشعريةفهرس

الصفحة قائله البيت الشعري

حرف الباء

فاليـوم قـربت تـهجونـــا وتشتمنـــــا

فاذهب فما بك واأليام من عجب 126 جمهول

هـــــذا ســــراقــــة لـلــقــــرآن يــــدرســـــه

والـمــرء عــنــد الرشــا إن يــلــقــهــا ذيـــب 43 جمهول

عـــدل ووصــف وتــأنيث ومـعــرفـــة

ــركـيـب وعجـمـة ثــم جــمــع ثــم ت

والــنـون زائــدة مــن قـــبـلــهـا ألـــــف

ووزن فــعــل وهذا القول تـقريب

181 األندلسي ابن مالك

أتـهجر سلمى بالفراق حبيبـهـــــــــا

وما كان نـفسا بالفراق تطيـــــب أعشى / املخبل السعدي

قيس بن امللوح /مهذان

152

153 وما كان نفسي بالفراق تطيــــــب

تـــعـــفـــق بــاألرطــى لـــهــا وأرادهـــــا

رجـــال فــبــذت نــبــلــهــم وكــلــيـــــب 66 علقمة بن عبدة الفحل

حرف الحاء

وخمتبط مما تطيح الطوائــــح ة ـــــــــضارع خلصوم بــــك يزيد ــــي ــل يد بن لب/ احلارث بن �يك

/ مزرد بن ضرار/ ربيعة139

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

254

احلارث بن ضرار النهشلي

حرف الدال

ــــي النــــحـــــو ال يـــقـــهـــرنـ 214 جمهول ــعــــــــــدد ــــــــــل ال ــــإال تــــفــــاصـــيــ ـــي ـــفــ

139 عقيبة األسدي فـلسنا باجلبال وال احلديـــــــدا معاوي إنـنا بشر فأسجـــــــــــح

138 جمهول ولكنين من حبـها لكميــــــــد

حرف الراء

عدن قومي الذين هم ـزر ــــــسم العداة وآفة اجل ال يـبـ

األزر د ـــــــــــمعاقـوالـطيبون رك ـــــــــــــــــــــــــــالنازلون بكل معتـ

ـــــــــــــــــــــــمعتـالنازليـن بكل د األزر ـــــــــــوالـطيبون معاقـ رك ــــ

ـــمعتـالنازلون بكل ــــــــ ـــــ ـــــــــ د األزر ـــــــــــوالـطيبيـن معاقـ رك ــ

خرنق بنت بدر بن هفان بن

مالك بن ضبيعة137

ـــــمعاقـوالـطيبـني رك ـــــــــــــــــــــــــــالنازليـن بكل معتـ األزر د ــــــهفان بن خرنق بنت بدر بن

مالك بن ضبيعة138

مستـقبلني مشال الشام تضربـنـــــا

حباصب كنديف القطن منثـــــــــــور

ـــا ـــــ ـــــــــ على عمائمنا تـلقى وأرحلنـــ

ــر ـــــــــ على زواحف تـزجى خمها ريـ

147 الفرزدق

147 الفرزدق على زواحف تـزجيهـــــــا حمــــــاسري

حرف العين

ــفـتتـركها شنا ببـيداء بـل أردت لكيما أن تطري بقربيت ــع ــق ـــ 138 جمهول ـ

حرف الفاء

ـــــواري سيوفنــــا تـعلق يف مثل الس

نـها والكعب غوط نـفانــــــــف ومـــا بـيـ 126 مسكني الدارمي

حرف الميم

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

255

ــن ــم فـــإن تـــرفــقي يــا هــنــد فــالـــرفـــق أيـ

ــــأم وإن تــخــرقـــي يــا هــنــد فــالـخــــرق أشــ

ـــــالق والــطــــالق عــــــزيــــمــــــــة ــأنـت طـ فــ

ــــالثــــــا ومــن يـــخـــرق أعـــــــق ــــــم ث ــــــــلـــــــ وأظ

181 جمهول

أخـذهـم فـي الـنـحـو يـعـجـبـنــــي مــا زال

ــعــت كــــالم الــــزنــــج والــــــــروم حــتـى سـم

ــمــه لــمـا سـمــعـت كــالمــا لــســت أفــه

ــأنــــــه زجـــــــل الـــــغــــــربــــــــان والــــــبــــــ ــــوم كـــ

تــــركـــــت نــحـــوهـــم واهللا يـــعـــصـــمـــنـــــي

ــك اجلـــراثــيــــم ـــم فـــي تــل ــفـــح ــن الــــتــ مـ

215 جمهول

حرف النون

ــن تـــبــصـــر خــلـيـلــي هــل تــرى 183 زهري بن أيب سلمى مــن ظــعــائــ

ــرت فــي الــنـ ـحــو حــتــى مــلــلــت تـــفــك

وأتــــعــــبــــت نــــــفـــــســــي لــــــه والــــــبـــــــــــــدن

ــــــــه وأتــــــعــــــبــــــت بـــــكـــرا وأصــــــــحــــــــابــ

ـل فـــي كـــل فـــــــــــــــــــــن بـــطـــول الـــمـــســـائــ

ـــظـــــــاهـــــــره عــــ ــكــــنـــت بــــ ــــــالـــــــــمـــــــــا فــ

وكـــــــنــــــت بـــــــبـــــــاطــــــنــــــه ذا فـــــــطــــــــــــــــــن

ــــــــا خـــــال أن بــــ ـــــــــف ـــه الــــــــع ـابـــــا عـــــلـــــيــ

ــكـــــــــن ـــــتــــــه لـــــم يـــ ــــــفــــــاء يـــــا لــــــي ء لــــــل

ــــنــــــــــبــــــــــــــه ولــــــلـــــواو بــــــاب إلـــــى جـــــــ

ــــقــــت أحــــســــبــــه قــــد لــــعــــــــن مــــن الــــم

ــــاذا يـــــــقــــــــــــا ــم وإذا قــــلــــت هــــاتــــوا لــ

61 غسان اللغوي ودماذ أب

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

256

ــــــن ــــ ـــــ ـــآتــــيــــك أو تــــــأتـــــــــي ــســــت بـ ل لــ

أجــــيــــبــــوا لــــمــــا قــــيــــل هــــذا كــــــــــــــــــذا

ــمــــــار أن عـــلـــى الـــنـــصـــب قـــيـــل إلضـــ

فــقــد كــدرت يــا بـــكــر مـــن طـــول مــــــا

ــــي أمــــــر ـــــر ف أن أجــــــــــــــــــــــن " أن "أفـــك

حروف الواو

فليت كفافا كان شرك كلــه وخريك عين ارتوى املاء مرتوييزيد بن احلكم بن أيب

العاص الثقفي42

تــبــدل خليال يب كشكلك شكله

فإين خليال صالـحا بـك مــقــتــــوي

يزيد بن احلكم بن أيب

العاص الثقفي43

حرف الياء

43 جمهول ونــصـــي حـــولـــيــه يــا إبــلــي مــا ذامـــــه فــتــأبــيــه ؟ مـــاء رواء

ــة نـــحـــوي تــرنــو بــطــرف ســاحــر فــاتـــر أضــعــف مــن حــج أمحد بن فارس

48 /

154

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

257

األعالمفهرس

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

258

األعالمفهرس

الصفحة تاريخ الوفاة األعالم

04 ه 69 األسود الدؤيلأبو

218/ 149/ 68/ 28/ 27/ 09/ 05 ه 215 أبو احلسن األخفش األوسط

29/ 06 ه 370 بن خالويهأبو عبد اهللا

06 ه 356 سيف الدولة احلمداين

201/ 190/ 71/ 28/ 27/ 12/ 07 ه 286 أبو العباس الـمـبـرد

149/ 127/ 61/ 12/ 07 ه 248 أبو عثمان الـمازين

ه 180 سيبويه08/27 /51 /73 /109 /129 /130 /139 /

140 /148 /149 /150 /188 /189

227/ 218/ 142 /26/ 09 ه 255 اجلاحظ

32/ 29/ 12 ه 338 أبو جعفر النحاس

147/ 13 ه 154 أبو عمرو بن العالء

214/ 148/ 140/ 51/ 13 ه 175 اخلليل بن أمحد الفراهيدي

ه 392 أبو الفتح بن جين 15 /30 /35 /52 /53 /56/100 /132 /

152 /161 /162 /190 /191

29/ 17 ه 384 احلسن الرماين أبو

ه 377 الفارسي علي أبو17/27 /29 /33 /41 /42 /46 /132 /

140 /195 /199 /225

151/ 145/ 139/ 73/ 41/ 17 ه 368 السريايف سعيد أبو

169/ 152/ 150/ 33/ 29/ 18 ه 340 أبو القاسم الزجاجي

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

259

24 ه 929 أبو احلسن األمشوين

191/ 151/ 132/ 29/ 27 ه 316 أبو بكر بن السراج

ه 538 جار اهللا الزخمشري27 /30 /35 /37 /139 /151 /191 /

196 /197

169/ 50/ 37/ 36/ 30/ 27 ه 646 أبو عمرو عثمان بن احلاجب

139/ 28/ 27 ه 225 أبو عمرو اجلرمي

27 ه 250 حامت السجستاينأبو

27 ه 385 أبو حممد السريايف

142/ 31/ 28 هـ 180 خلف األمحر

225/ 181/ 180/ 141/ 28 هـ 189 علي بن محزة الكسائي

28 هـ 202 أبو حممد بن املبارك اليزيدي

28 هـ 209 هشام بن معاوية الضرير

28 هـ 251 أبو جعفر حممد بن قادم

29 هـ 291 ثعلبأمحد بن حيي

29 هـ 299 أبو احلسن بن كيسان

29 هـ 305 أبو موسى احلامض

29 هـ 310 أبو إسحاق الزجاج

29 هـ 317 أبو بكر احلسن بن شقري

29 هـ 320 أبو بكر بن اخلياط

141/ 29 هـ 323 أبو عبد اهللا نفطويه

29 هـ 327 أبو بكر بن األنباري

142/ 29 ه 347 أبو حممد بن درستويه

34/ 29 هـ 379 أبو بكر الزبيدي

30 هـ 469 أبو احلسن بن بابشاذ

223/ 197/ 196/ 109/ 50/ 46/ 30 هـ 471 عبد القاهر اجلرجاين

30 هـ 502 اخلطيب التربيزي

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

260

30 هـ 582 أبو حممد عبد اهللا بن بري

30 هـ 628 ابن معطي الزواوي

201/ 182/ 169/ 130/ 30 هـ 672 حممد بن مالك

34 ه 646 مجال الدين أبو احلسن القفطي

34 ه 521 ابن السيد البطليوسي

197/ 191/ 182/ 178/ 36 ه 634 ابن يعيش النحوي

191/ 186/ 50/ 37 ه 686 رضي الدين األسرتاباذي

ه 592 ابن مضاء القرطيب40 /46 /47 /48 /49 /52 /55 /56 /68 /

100 /101 /106 /153 /161 /162 /163

41 ه 232 ابن والد املصري

42/ 41 ه 449 أبو العالء املعري

42 ه 105 يزيد بن احلكم الكاليب

125/ 44 ه 456 ابن حزم الظاهري

49 ه 816 الشريف اجلرجاين

ه 911 جالل الدين السيوطي49 /123 /133 /139 /141 /153 /155 /

182

50 ه 1206 حممد بن علي الصبان

147/ 146/ 145/ 51 ه 117 اهللا بن أيب إسحاق احلضرميعبد

51 ه 149 عيسى بن عمر

169/ 151/ 146/ 145/ 56/ 55 ه 577 أبو الربكات بن األنباري

61 / دماذ أبو غسان اللغوي

66 ق ه 20 علقمة بن عبدة الفحل

67 ه 686 بن الناظم حممد

169/ 139/ 71 هـ 476 األعلم الشنتمري

185/ 71 ه 581 أبو القاسم السهيلي

151/ 130/ 129/ 127/ 73 ه 745 أبو حيان األندلسي

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

261

80 م 1893 علي باشا مبارك

81/ 80 م 1873 رفاعة الطهطاوي

81 1838 البارون سلوسرتي دي ساسي

84 م 1888 أمحد بن حممد املرصفي

82 م 1890 حسني املرصفي

84 م 1919 حفين ناصف

84 م 1921 حممد دياب

84 م 1935 مصطفى طموم

84 / حممد صاحل

84 / حممود أفندي

84 / سلطان حممد

235/ 114/ 85 م1949 علي اجلارم

235/ 85 م 1997 مصطفى أمني

85 م 1992 عبد العزيز القوصي

85 / أمحد يوسف الشيخ

85 / عبد الفتاح إمساعيل شليب

85 / حممد كمال خليفة

89 م 1941 جرجس اخلـوري املقدسي

90 / القس حنـا الرمحاين

90 م 1908 قاسم أمني

91 م 1958 سالمـة موسـى

117/ 114/ 112/ 99/ 91 م 1973 طـه حسيـن

117/ 92 م 1969 مصطفى جواد

201/ 116/ 93 م 1968 ساطـع احلصـري

93 م 1946 طه الراوي

116 /96/ 95 م 1966 أميـن اخلـويل

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

262

م 1962 إبراهيم مصطفى97 /98 /99 /101 /102 /104 /106 /

109 /114 /117 /161 /162 /174 /211

/ 201/ 198/ 193/ 161/ 106/ 105/ 97 م 1974 مهدي املخزومي

213 /218 /223

216/ 201/ 104/ 98 م 1988 أمحد عبد الستار اجلواري

116/ 98 م 1973 حممد عرفةأمحد

98 م 1964 أمحد بدوي

98 م 1982 حممد حسني

116/ 102/ 98 م 1966 عبد املتعال الصعيدي

116/ 98 م 1982 علي النجدي ناصف

211/ 161/ 103/ 98 م 2005 شوقي ضيف

98 م 1958 حممد اخلضر حسني

م 2011 متام حسان98 /107 /110 /135 /159 /161 /164 /

175 /193 /198

106/ 98 / عبد العال سامل مكرم

101 / حممد أمحد برانق

106/ 105 / مصطفى السقا

234/ 185/ 153/ 144/ 107 م 1979 عباس حسن

108 م 1966 حممد علي كمال الدين

211/ 108 / حسن الشريف

108 / شاكر اجلودي

108 / عبد احلميد حسن

108 / حممد علي الكردي

108 م 2002 حممود الربيكان

162/ 108 م 1993 فرحيةأنيس

108 / حيىي الثعاليب

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

263

108 م 1973 كمال إبراهيم

108 م 1990 يوسف كركوش

108 / نعمة رحيم العزاوي

108 م 1969 يوسف السودا

108 م 1977 حممد كامل حسني

108 م 1984 حممد عبد اخلالق هضيمة

108 / أمحد مكي األنصاري

108 م 1995 صفاء خلوصي

108 / علوشمجيل

108 / سليم النعيمي

108 / محد عبد اجلواد أمحد

108 / حسن عون

216/ 150/ 108 م 2015 علي أبو املكارم

108 / اجلنيدي خليفة

162/ 108 / حممد الكسار

109 / عفيف دمشقية

109 / فتحي الدجين

109 / صاحب أبو جناح

109 / عبد الكرمي خليفة

109 / طارق اجلنايب

109 / فاضل السامرائي

198/ 194/ 173/ 172/ 171/ 143/ 109 م 1977 إبراهيم أنيس

194/ 109 م 2013 عبد الرمحن أيوب

109 م 2015 كمال بشر

201/ 198/ 112/ 111/ 109 م 2001 إبراهيم السامرائي

112 م 2010 عبده الراجحي

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

264

112 / عبد القادر الفاسي الفهري

114 م 1954 أمنيأمحد

114 / حممد أبو بكر إبراهيم

114 / عبد ا�يد الشافعي

116 م 1959 حممد اجلواد آل الشيخ اجلزائري

117 / عارف الكندي

125 م 1984 حممد عبد اخلالق عضيمة

126/ 125 ه 604 فخر الدين الرازي

125 م 565 امرؤ القيس

125 م 609 زهري بن أيب سلمى

237/ 125 ه 110 بن عطية جريــر

125 ه 45 احلطيئة

125 ه 125 الطرماح بن احلكيم

125 ه 22 الشماخ بن ضرار

127 م 2010 عبد الصبور شاهني

127 ه 169 نافع املدين

127 ه 118 ابن عامر الشامي

127 ه 117 عبد الرمحن بن هرمز األعرج

127 ه 147 سليمان بن مهران األعمش

130/ 129 هـ 680 بن الضائع احلسنأبو

169/ 130 هـ 609 بن خروف أبو احلسن

130 ه 1170 ابن الطيب الفاسي

133 ه 339 أبو نصر الفارايب

133 ه 150 إبراهيم بن هرمة

136 / حممود حنلة

137 م 574 خرنق بنت بدر

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

265

137 م 569 طرفة بن العبد

137 / بشر بن عمرو بن مرثد

139 / بن �يك احلارث

139 ه 41 لبيد بن ربيعة

139 ه 10 مزرد بن ضرار

139 / ضرار النهشلي

139 ه 1093 عبد القادر البغدادي

140 ه 382 أبو أمحد العسكري

140 هـ 207 الفراءأبو زكريا

140 / أبو حممد سلمة

171/ 160/ 149/ 141 ه 206 قطرب أبو علي حممد

141 ه 244 ابن السكيت

141 ه 321 أبو بكر بن دريد

141 ه370 األزهريأبو منصور

142 ه 155 محاد الراوية

238/ 147/ 142 ه 216 األصمعي

208/ 143 ه 808 بن خلدونعبد الرمحن

144 / إبراهيم بيومي

145/ 144 ق م 322 أرسطو

145 ه 328 مىت بن يونس

237/ 147/ 146 ه 110 الفرزدق

149 ه 300 بن احلائك الضريرهارون

150 / مازن املبارك

162 / حممد عيد

173/ 162 / فؤاد ترزي حنا

167 م 1933 برجشرتاسر جو�لف

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

266

169 ه 395 ابن فارس

169 ه 645 أبو علي الشلوبني

170 ه 616 أبو البقاء العكربي

174 / حممد عبد اجلواد أمحد

174 م 1991 علي عبد الواحد وايف

181/ 180 ه 182 أبو يوسف القاضي

180 ه 193 هارون الرشيد

187 هـ 466 ابن سنان اخلفاجي

190 / أولركة موزل

193 / حممد صالح الدين الشريف

199/ 196 ه 761 ابن هشام األنصاري

201 ه 390 ابن العريف

211 / حسن الشريف

211 / عبد الوارث مربوك

123 / صاحل احلاج الرمحن عبد

215 م 1943 بدر الدين النعساين

217 / تشومسكينعوم

223 / حممد عبد الدايـم

224 هـ 637 ضياء الدين بن األثري

225 هـ 372 عضد الدولة البويهي

230 / ميشال زكريا

234 م 1841 يوهان فريدريش هربارت

237 ه 168 بشار بن برد

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

267

قــائــمــة

الـمـصـادر والـمـراجـع

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

268

قائمة المصادر والمراجع

المصادر: أوال

.القرآن الكرمي برواية حفص عن عاصم -1

املثل السائر يف أدب الكاتب والشاعر، حتقيق أمحد احلويف وبدوي طبانة، ): الدين ضياء(ابن األثري -2

).دت(، القاهرة، دار �ضة مصر، 2ط

، حتقيق يوسف حسن عمر، على الكافيةشرح الرضي ): رضي الدين حممد بن احلسن(األسرتاباذي -3

.1996، بنغازي، منشورات جامعة قاريونس، 2ط

شرح األمشوين على ألفية ابن مالك، حتقيق حمي الدين عبد ): أبو احلسن نور الدين(األمشوين -4

.1955، بريوت، دار الكتاب العريب، 1احلميد، ط

، 3األغاين، حتقيق إحسان عباس وإبراهيم السعافني وبكر عباس، ط: )أبو الفرج(األصفهاين -5

.2008بريوت، دار صادر،

، 4اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني النحويني البصريني والكوفيني، ط): أبو الربكات(ابن األنباري -6

.1961مصر، مكتبة السعادة،

، بريوت، دار 1لعربية، حتقيق حممد حسني مشس الدين، طأسرار ا): أبو الربكات( ابن األنباري -7

.1997الكتب العلمية،

، األردن، 3نزهة األلباء يف طبقات األدباء، حتقيق إبراهيم السمرائي، ط): أبو الربكات(ابن األنباري -8

.1985مكتبة املنار،

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

269

.1981دار الشروق، ، القاهرة،1النوادر، حتقيق حممد عبد القادر أمحد، ط): أبو زيد(األنصاري -9

، 1احللل يف إصالح اخللل من كتاب اجلمل، حتقيق محزة النشريت، ط): ابن السيد(البطليوسي -10

.2003بريوت، دار الكتب العلمية،

خزانة األدب ولب لباب لسان العرب، حتقيق عبد السالم ): عبد القادر بن عمر(البغدادي -11

.1997، القاهرة، مكتبة اخلاجني، 4هارون، ط

اإلمتاع واملؤانسة، حتقيق أمحد أمني وأمحد الزين، بريوت، مطبعة التأليف ): أبو حيان(لتوحيدي ا -12

.1942والرتمجة والنشر،

، مصر، املكتبة التجارية، 1املقابسات، حتقيق حسن السندويب، ط): أبو حيان(التوحيدي -13

1929.

، 1ق مفيد حممد قميحة، طيتيمة الدهر يف حماسن أهل العصر، حتقي): أبو منصور(الثعاليب -14

.1983بريوت، دار الكتب العلمية،

، القاهرة، دار 2جمالس ثعلب، حتقيق عبد السالم هارون، ط): أبو العباس أمحد بن حيي(ثعلب -15

.1948املعارف،

، القاهرة، مطبعة مصطفة الباب 2احليوان، حتقيق عبد السالم هارون، ط): أبو عثمان(اجلاحظ -16

.1965احلليب،

، بريوت، دار اجليل، 1رسائل اجلاحظ، حتقيق عبد السالم هارون، ط): أبو عثمان(اجلاحظ -17

1991.

، القاهرة، مكتبة )دط(دالئل اإلعجاز، حتقيق حممود حممد شاكر، ): عبد القاهر(اجلرجاين -18

.1992اخلاجني،

، بريوت، دار 1، طالعوامل املائة، عين به أنور بن أيب بكر الداغستاين): عبد القاهر(اجلرجاين -19

. 2009املنهاج،

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

270

، العراق، دار )دط(املقتصد يف شرح اإليضاح، حتقيق كاظم حبر املرجان، ): عبد القاهر(اجلرجاين -20

.1982الرشيد للنشر،

، 1معجم التعريفات، حتقيق حممد الصديق املنشاوي، ط): علي بن حممد الشريف(اجلرجاين -21

).دت(القاهرة، دار الفضيلة،

، القاهرة، دار )دط(تقريب النشر، حتقيق وتقدمي إبراهيم عطوة عوض، : )حممد( زريابن اجل -22

.2004احلديث،

، القاهرة، )دط(طبقات فحول الشعراء، حتقيق وشرح حممود حممد شاكر، ): ابن سالم(اجلمحي -23

.1952دار املعارف،

).دت(، بريوت، 2اخلصائص، حتقيق حممد علي النجار، ط): أبو الفتح(ابن جين -24

، بريوت، دار املعرفة، 2الفصل يف امللل و األهواء والنحل، ط: )أبو حممد علي( ابن حزم -25

1974 .

، 1معجم األدباء إرشاد األريب إىل معرفة األديب، حتقيق إحسان عباس، ط): ياقوت(احلموي -26

.1993بريوت، دار الغرب اإلسالمي،

.1982، بريوت، دار الكتب العلمية، 1سر الفصاحة، ط): سنانابن (اخلفاجي -27

.1984املقدمة، ط تونس، الدار التونسية للنشر، ): عبد الرمحن(ابن خلدون -28

مقدمة يف النحو، حتقيق عز الدين التنوخي، مطبوعات مديرية إحياء الرتاث، : خلف األمحر -29

. 1961دمشق،

، بريوت، دار إحياء الرتاث )دط(ب والفنون، كشف الظنون عن أسامي الكت): حاجي(خليفة -30

. )دت(العريب،

.1981، بريوت، دار الفكر، 1التفسري الكبري أو مفاتيح الغيب، ط: )حممد فخر الدين( الرازي -31

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

271

، بريوت، دار 3اإليضاح يف علل النحو، حتقيق مازن املبارك، ط): أبو القاسم(الزجاجي -32

.1979النفائس،

، بريوت، مؤسسة 1اجلمل يف النحو، حتقيق علي توفيق احلمد، ط): القاسمأبو (الزجاجي -33

.1984الرسالة،

، القاهرة، مكتبة 3جمالس العلماء، حتقيق عبد السالم حممد هارون، ط): أبو القاسم(الزجاجي -34

.1999اخلاجني،

، 1عطا، طالتذكرة يف األحاديث املشتهرة، حتقيق مصطفى عبد القادر ): بدر الدين(الزركشي -35

.1986بريوت، دار الكتب العلمية،

املفصل يف علم العربية، و�امشه املفضل يف شرح أبيات املفصل لبدر الدين ): جار اهللا(الزخمشري -36

).دت(، بريوت، دار اجليل، 2النعساين، ط

بريوت، ، 3طالنحو، حتقيق عبد احلسن الفتلي، األصول يف): أبو بكر بن حممد(ابن السراج -37

.1985ؤسسة الرسالة، م

.1987، بريوت، دار الكتب العلمية، 2مفتاح العلوم، ط): يوسف بن أيب بكر(السكاكي -38

أمايل السهيلي يف النحو واللغة واحلديث والفقه، حتقيق حممد ): أبو القاسم عبد الرمحن(السهيلي -39

.1970، القاهرة، مطبعة السعادة، 1إبراهيم البنا، ط

القاهرة، مكتبة ، )دط(الكتاب، حتقيق عبد السالم هارون، ):عمرو بن عثمانأبو بشر ( سيبويه -40

).دت(اخلاجني،

أخبار النحويني البصريني، حتقيق طه حممد الزيين وحممد عبد املنعم ): أبو سعيد(السريايف -41

.1955، القاهرة، مكتبة احلليب وأوالده مبصر، 1خفاجي، ط

، )دط(علوم القرآن، حتقيق حممد أبو الفضل إبراهيم، اإلتقان يف ): جالل الدين(السيوطي -42

.1985القاهرة ،

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

272

، 1األشباه والنظائر يف النحو، حتقيق عبد العال سامل مكرم، ط): جالل الدين(السيوطي -43

. 1985مؤسسة الرسالة، : بريوت

، )دط(االقرتاح يف علم أصول النحو، حتقيق حممود سليمان الياقوت، ): جالل الدين(السيوطي -44

.2006مصر، دار املعرفة اجلامعية،

بغية الوعاة يف طبقات اللغويني والنحاة، حتقيق حممد أبو الفضل، ): جالل الدين(السيوطي -45

.1979، القاهرة، 2ط

، مصر، )دط(شرح شواهد املغين، صححه حممد حممود الشنـقيطي، ): جالل الدين(السيوطي -46

).دت(املطبعة البهية،

املزهر يف علوم اللغة وأنواعها، شرحه وضبطه وصححه حممد أبو ): ينجالل الد(السيوطي -47

، القاهرة، مكتبة دار 3الفضل إبراهيم وعلي حممد البجاوي وجممد أمجد جاد املوىل بك، ط

).دت(الرتاث،

، 1مهع اهلوامع يف شرح مجع اجلوامع، حتقيق عبد العال سامل مكرم، ط): جالل الدين(السيوطي -48

.1992لرسالة، بريوت، مؤسسة ا

حاشية الصبان على شرح األمشوين، حتقيق طه عبد الرؤوف سعد، ): حممد بن علي(الصبان -49

).دت(، القاهرة، املكتبة التوقيفية، )دط(

مراتب النحويني واللغويني، حتقيق حممد أبو الفضل ): عبد الواحد بن علي(أبو الطيب اللغوي -50

.1974، القاهرة، 2إبراهيم، ط

شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف، حتقيق عبد العزيز أمحد، ): و أمحد احلسنأب(العسكري -51

.1963، القاهرة، مطبعة احلليب، 1ط

شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، حتقيق حممد حمي الدين عبد ): �اء الدين(ابن عقيل -52

.1980، القاهرة، دار الرتاث، 20احلميد، ط

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

273

، بريوت، دار 1يف علل البناء واإلعراب، حتقيق غازي طليمات، طاللباب ): أبو البقاء(العكربي -53

.1995الفكر املعاصر،

الصاحيب يف فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب يف كالمها، علق عليه ): أمحد(ابن فارس -54

.1997، بريوت، دار الكتب العلمية، 1ووضع حواشيه أمحد حسن بسج، ط

نشر االنشراح من روض طي االقرتاح، حتقيق حممد يوسف فجال، فيض): أبو عبد اهللا(الفاسي -55

.2002، اإلمارات العربية املتحدة، دار البحوث للدراسات اإلسالمية وإحياء الرتاث، 2ط

، 1النحاة، حتقيق حممد أبو الفضل إبراهيم، ط هإنباه الرواة على أنبا): بن يوسفعلي (القفطي -56

.1986 ومؤسسة الكتب الثقافية، القاهرة وبريوت، دار الفكر العريب

، القاهرة، مكتبة )دط(مراتب النحويني، حتقيق حممد أبو الفضل إبراهيم، ): أبو الطيب(اللغوي -57

).دت(�ضة مصر،

تسهيل الفوائد وتكميل املقاصد، حتقيق حممد كامل بركات، ): أبو عبد اهللا(ابن مالك الطائي -58

.1967، القاهرة، دار الكاتب العريب، )دط(

، القاهرة، جلنة إحياء 3املقتضب، حتقيق حممد عبد اخلالق عضيمة، ط): أبو العباس(املربد -59

.1994الرتاث،

، القاهرة، املكتبة )دط(املوشح يف مآخذ العلماء على الشعراء، ): حممد بن عمران(املرزباين -60

.1884السلفية،

، القاهرة، دار 3ط النحاة، حتقيق شوقي ضيف،الرد على ): أبو العباس أمحد(ابن مضاء القرطيب -61

.)دت(املعارف،

، القاهرة، 9، ط"بنت الشاطئ"رسالة الغفران، حتقيق عائشة عبد الرمحن ): أبو العالء(املعري -62

.1977دار املعارف،

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

274

شرح ابن الناطم على ألفية ابن مالك، حتقيق حممد باسل ): أبو عبد اهللا بدر الدين(ابن الناظم -63

).دت(، ، بريوت، دار الكتب العلمية1لسود، طعيون ا

.1971، طهران، )دط(الفهرست، حتقيق رضا جتدد، ): أبو الفرج حممد(الندمي -64

أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك، حتقيق حممد حمي الدين عبد ): أبو حممد عبد اهللا(ابن هشام -65

.)دت(، بريوت، املكتبة العصرية، )دط(احلميد،

مغين اللبيب عن كتب األعاريب، حتقيق حممد حمي ): أبو حممد عبد اهللا(األنصاري ابن هشام -66

.1991، بريوت، املكتبة العصرية، 1الدين عبد احلميد، ط

شرح اللمع يف النحو، حتقيق رجب عثمان بن حممد وتصدير ): حممد بن مباشر(الواسطي -67

، 11، ص2000، القاهرة، مكتبة اخلاجني، 1رمضان عبد التواب، ط

، بريوت، دار الكتب العلمية، 1مرآة اجلنان، حتقيق خليل منصور، ط): عفيف الدين(اليافعي -68

1997 .

، مصر، املطبعة )دط(شرح املفصل، تصحيح وتعليق مشيخة األزهر، ): موفق الدين(ابن يعيش -69

).دت. (املنريية

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

275

المراجع: ثانيا

، بريوت، 1العرب إىل �اية القرن الثالث، طالدراسات اللغوية عند ): حممد حسني(آل ياسني -70

.1980دار مكتبة احلياة،

).دت(، القاهرة، دار املعارف، 14املوجه الفين ملدرسي اللغة العربية، ط): عبد العليم(إبراهيم -71

).دت(، القاهرة، دار املعارف، 9النحو الوظيفي، ط): عبد العليم(إبراهيم -72

.1961طور احلديث يف اللغة العربية وآدا�ا، القاهرة، معامل الت): حممد خلف اهللا(أمحد -73

، القاهرة، مطبعة حمرم )دط(قواعد النحو البدائية يف اللغة العربية، ): حممد عبد اجلواد(أمحد -74

.1972الصناعية،

، بريوت، دار الكتب العلمية، 1مفهوم اجلملة عند سيبويه، ط): حسني عبد الغين(األسدي -75

2007.

.2005 دار املعرفة اجلامعية،، اإلسكندرية، )دط(طرق تدريس اللغة العربية، ):زكريا( إمساعيل -76

).دت(، بريوت، دار الفكر، )دط(من تاريخ النحو، ): سعيد(األفغاين -77

، األردن، دار الكتاب 2نظرية العامل يف النحو العريب عرضا ونقدا، ط): وليد عاطف(األنصاري -78

.2014الثقايف،

.1978، القاهرة، مكتبة األجنلو مصرية، 6من أسرار اللغة، ط): مإبراهي(أنيس -79

، القاهرة، مؤسسة الصباح، )دط(دراسات نقدية يف النحو العريب، ): عبد الرمحن(أيوب -80

1957.

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

276

.1959، القاهرة، مطبعة جلنة البيان العريب، 2النحو املنهجي، ط): حممد أمحد(برانق -81

، القاهرة، مطبعة 2النحوي، ترمجة رمضان عبد التواب، طالتطور : )جو�لف( برجشرتاسر -82

.1994اخلاجني،

تاريخ األدب العريب، ترمجة السيد يعقوب بكر، و رمضان عبد التـواب، ): كارل(بروكلمان -83

. 1975دار املعارف، ، مصر،)دط(

.1999اللغة العربية بني الوهم وسوء الفهم، القاهرة، دار غريب، ): كمال(بشر -84

، اجلزائر، ديوان املطبوعات 1ابن مضاء وموقفه من أصول النحو، ط): عبد الكرمي(ي بكر -85

.1982اجلامعية،

.1969، بريوت، مكتبة لبنان، )دط(يف أصول اللغة والنحو، ): فؤاد حنا(ترزي -86

، )دط( ،رحلة االبتدائيةالنحو الواضح يف قواعد اللغة العربية للم): مصطفى(وأمني ) علي(اجلارم -87

).دت(القاهرة، دار املعارف،

، )دط(النحو الواضح يف قواعد اللغة العربية للمدارس الثانوية، ): مصطفى(وأمني ) علي(اجلارم -88

).دت(القاهرة، دار املعارف،

، القاهرة، دار املعارف، )دط(للمدارس الثانوية، ةالواضح البالغة): مصطفى(وأمني ) علي(اجلارم -89

).دت(

، عمان، دار الفكر، 1دراسات يف نظرية النحو العريب وتطبيقا�ا، ط): صاحب(أبو جناح -90

1998.

.1984، مطبعة ا�مع العلمي العراقي، 2حنو التيسري، ط): أمحد عبد الستار(اجلواري -91

.1981، العراق، دار الرشيد، )دط(موقف النحاة من االحتجاج باحلديث، ): خدجية(احلديثي -92

.2007، القاهرة، عامل الكتب، 1ت لغوية، طاجتهادا): متام(حسان -93

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

277

عامل : ، القاهرة)دط(البيان يف روائع القرآن، دراسة لغوية وأسلوبية للنص القرآين، ): متام(حسان -94

.1993الكتب،

، القاهرة، عامل )دط(األصول، دراسة ابستيمولوجية للفكر اللغوي عند العرب، ): متام(حسان -95

.2000الكتب،

.2000، القاهرة، عامل الكتب، 4اللغة العربية بني املعيارية والوصفية، ط): متام(حسان -96

.2004، القاهرة، عامل الكتب، 4اللغة العربية معناها ومبناها، ط): متام(حسان -97

.1990، القاهرة، مكتبة األجنلو مصرية، )دط(مناهج البحث يف اللغة، ): متام(حسان -98

ديوان، اجلزائر ،1حقل تعليمية اللغات، ط التطبيقية،دراسات يف اللسانيات : )أمحد(حساين -99

.2000املطبوعات اجلامعية،

، مصر، 3النحو الوايف مع ربطه باألساليب الرفيعة واحلياة اللغوية املتجددة، ط): عباس(حسن -100

).دت(دار املعارف،

).دت(، مصر، دار املعارف، 2اللغة والنحو بني القدمي واحلديث، ط): عباس(حسن -101

.1933، القاهرة، مطبعة فاروق، 3يف األدب اجلاهلي، ط): طه(حسني -102

.1932، القاهرة، املكتبة السلفية، )دط(القياس يف اللغة العربية، ): حممد اخلضر(احلسني -103

.1958، بريوت، 1آراء وأحاديث يف اللغة واألدب، ط): ساطع(احلصري -104

.1967مذكرايت يف العراق، بريوت، ): ساطع(احلصري -105

، بريوت، دار الغرب اإلسالمي، 1أعمال جممع اللغة العربية بالقاهرة، ط): حممد رشاد(احلمزاوي -106

1988.

.2005، عمان، دار صفاء، 1طنظرات يف اجلملة العربية، ): كرمي حسني ناصح( اخلالدي -107

، اإلسكندرية، دار املعرفة اجلامعية،)دط(مراحل تطور الدرس النحوي، ): عبد اهللا(اخلثران -108

1993.

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

278

، القاهرة، مكتبة األجنلو 1ظواهر لغوية يف القرآن والشعر وتيسري النحو، ط: )حممد أمحد(خضري -109

.2008مصرية،

، عمان، منشورات جممع اللغة 1تيسري العربية بني القدمي واحلديث، ط): عبد الكرمي(خليفة -110

.1986العربية األردين،

القاهرة، معهد الدراسات العربية، ،)دط( للغوية،حماضرات عن مشكالت حياتنا ا): أمني(اخلويل -111

1958.

.1975دروس يف كتب النحو، بريوت، دار النهضة العربية، ): عبده(الراجحي -112

دار املعرفة اجلامعية، ،اإلسكندرية، )دط( ،بيقي وتعليم العربيةعلم اللغة التط): عبده(الراجحي -113

1995.

.1986احلديث، بريوت، دار النهضة العربية، النحو العريب والدرس ): عبده(الراجحي -114

).دت(، القاهرة، مكتبة اإلميان، )دط(تاريخ آداب العرب، ): مصطفى صادق(الرافعي -115

،)دط( التعليم العام املختلفة، الطريقة املثلى لتدريس قواعد النحو يف مراحل ):صالح(رواي -116

.2009، دار غريب ،القاهرة

دار ،، عمان)دط(أساليب تدريس اللغة العربية بني املهارة والصعوبة، ):فهد خليل(زايد -117

.)دت(ة، اليازوري العلمي

.1997، عمان، دار الشروق، 1القياس يف النحو، ط): سعيد جاسم(الزبيدي -118

.1980، بريوت، دار العلم للماليني، 5األعالم، ط): خري الدين(الزركلي -119

، املؤسسة اجلامعية 2التوليدية والتحويلية و قواعد اللغة العربية، طاأللسنة ): ميشال(زكريا -120

.1986للدراسات،

، بريوت، املؤسسة اجلامعية 2مباحث يف النظرية األلسنية وتعليم اللغة، ط ):ميشال(زكريا -121

.1985للدراسات والنشر والتوزيع،

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

279

.1983الرسالة، ، بريوت، مؤسسة 3الفعل زمانه وأبنيته، ط ):إبراهيم(السامرائي -122

. 1983، بريوت، دار املاليني، 3فقه اللغة املقارن، ط): إبراهيم(السامرائي -123

.1986النحو العريب نقد وبناء، بريوت، دار الصادق، ): إبراهيم(السامرائي -124

.2007، عمان، دار الفكر، 2اجلملة العربية تأليفها وأقسامها، ط): فاضل صاحل(السامرائي -125

.1986، بغداد، در الرسالة، 1السيوطي النحوي، ط): انحممد عدن(سلمان -126

.1989، دمشق، دار الفكر، 1شؤون لغوية، ط): حممود أمحد(السيد -127

، القاهرة، مكتبة )دط(القراءات القرآنية يف ضوء علم اللغة احلديث، : )عبد الصبور(شاهني -128

).دت(ي، اخلاجن

.1977بريوت، دار الفكر العريب، ، )دط(ابن حزم رائد الفكر العريب، ): عبد اللطيف(شرارة -129

.2009، بريوت، دار العلم للماليني، 3دراسات يف فقه اللغة، ط): صبحي(الصاحل -130

.2006، القاهرة، دار السالم، 1أصول النحو، ط): حممد سامل(صاحل -131

.1947 ريب،القاهرة، دار الفكر الع ،)دط( النحو اجلديد،): عبد املتعال( الصعيدي -132

).دت(، القاهرة، دار املعارف، 6املدارس النحوية، ط): شوقي(ضيف -133

. 2006 ، بريوت، دار الطليعة،3معجم الفالسفة، ط): جورج(طرابيشي -134

القاهرة، اهليئة املصرية للكتاب، ، )دط(ختليص اإلبريز يف تلخيص باريس، ): رفاعة(الطهطاوي -135

1993.

بريوت، دار النهضة العربية، ،)طد(ة، كالم العرب، من قضايا اللغة العربي): حسن(ظاظا -136

1976.

، القاهرة، مكتبة اآلداب، 2اجلملة العربية، مكونا�ا أنواعها حتليلها، ط): حممد إبراهيم(عبادة -137

2001.

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

280

اإلسكندرية، دار منشأة ،)دط( النحو التعليمي يف الرتاث العريب،): حممد إبراهيم(عبادة -138

.1986املعارف،

، طرابلس، 1املعىن واإلعراب عند النحويني ونظرية العامل، ط): أبو عبد اهللا(عبد العزيز عبده -139

.1982منشورات الكتاب والتوزيع واإلعالن واملطابع،

، القاهرة، مكتبة 1العربية الفصحى املعاصرة، قضايا ومشكالت، ط): حممد حسن(عبد العزيز -140

.2011اآلداب،

.2003غريب، ، دار القاهرة، 1لعربية، طبناء اجلملة ا): حممد محاسة(عبد اللطيف -141

، ليبيا، منشورات )دط(النحو العريب ومناهج التأليف والتحليل، ): شعبان عوض حممد(العبيدي -142

.1989جامعة قاريونس،

.1937، القاهرة، دار السعادة، 1النحو والنحاة بني األزهر واجلامعة، ط): أمحد حممد(عرفة -143حركة جتديد النحو وتيسريه يف العصر احلديث، بغداد، دار الشؤون يف ): نعمة رحيم(العزاوي -144

.1995الثقافية العامة،

.1988من قضايا تعليم اللغة العربية رؤية جديدة، بغداد، ): نعمة رحيم(العزاوي -145

، القاهرة، دار احلديث، )دط(دراسات ألسلوب القرآن الكرمي، ): حممد عبد اخلالق(عضيمة -146

).دت(

.2005، عمان، دار وائل، 1االجتاهات النحوية لدى القدماء، ط): مة أمحدحلي(عمايرة -147

العامل النحوي بني مؤيديه ومعارضيه ودوره يف التحليل اللغوي، جامعة ): خليل أمحد(عمايرة -148

).دت(الريموك،

.1988، القاهرة، عامل الكتب، 6البحث اللغوي عند العرب، ط): أمحد خمتار(عمر -149

، مطبوعات جامعة 2معجم القراءات القرآنية، ط): عبد العال سامل(ومكرم ) ارأمحد خمت(عمر -150

.1988الكويت،

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

281

.1970، القاهرة، )دت(، تطور الدرس النحوي): حسن( عون -151

، معهد البحوث والدراسات العربية، )دط(دراسات يف اللغة والنحو العريب، ): حسن(عون -152

1969.

ر النحاة ورأي ابن مضاء وضوء علم اللغة احلديث، أصول النحو العريب يف نظ): حممد(عيد -153

.1989، القاهرة، عامل الكتب، 4ط

.1988، القاهرة، 3االستشهاد واالحتجاج باللغة، ط): حممد(عيد -154

النحو العريب بني األصالة و التجديد دراسة و صفية نقدية لبعض اآلراء ): عبد ا�يد(عيساين -155

.2008، بريوت، دار ابن حزم، 1النحوية، ط

، 1حترير الرواية يف تقرير الكفاية، حتقيق علي حسني البواب، ط): حممد بن الطيب(الفاسي -156

.1983الرياض، دار العلوم،

.1981، بريوت، دار الكتاب، 2نظريات يف اللغة، ط): أنيس(فرحية -157

الدار ، 4اللسانيات واللغة العربية، مناذج تركيبة وداللية، ط): عبد القادر الفاسي(الفهري -158

.2000البيضاء، دار توبوقال،

.1979الدراسات اللغوية يف العراق، كلية اآلداب ، جامعة بغداد، ): عبد اجلبار جعفر(القزاز -159

املصطلح النحوي نشأته وتطوره حىت أواخر القرن الثالث اهلجري، جامعة ): عوض أمحد(القوزي -160

.1981الرياض،

.2008، القاهرة، ا�لس األعلى للثقافة، )دط(من أجل حنو عريب جديد، ): خليل(كلفت -161

.1981، بريوت، دار الفكر، 3النحو العريب، العلة النحوية نشأ�ا وتطورها، ط): مازن(املبارك -162

.1985، الكويت، دار القلم، 1يف إصالح النحو العريب، ط): عبد الوارث(مربوك سعيد -163

، القاهرة، مكتبة 1ء املمنوع من الصرف، طالعلة النحوية يف ضو ): شعبان زين العابدين(حممد -164

.2002اآلداب،

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

282

.1980، بغداد، دار احلرية للطباعة، )دط(أعالم يف النحو، ): مهدي(املخزومي -165

.1986، بريوت، دار الرائد العريب، 2الفراهيدي أعماله ومنهجه، ط): مهدي(املخزومي -166

.1986وت، دار الرائد العريب، ، بري 2يف النحو العريب نقد وتوجيه، ط): مهدي(املخزومي -167

.1971، دار املعارف، القاهرة، )دط(يف اللغة واألدب، ): إبراهيم بيومي(مدكور -168

.2004، بريوت، دار الكتب العلمية، 1معجم أمساء املستشرقني، ط): حيي(مراد -169

.1992، القاهرة، 2إحياء النحو، ط): إبراهيم(مصطفى -170

.2006، القاهرة، دار غريب، 1النحوي، طأصول التفكري ): علي(أبو املكارم -171

.2005، القاهرة، دار غريب، 1تقومي الفكر النحوي، ط): علي(أبو املكارم -172

.2007، القاهرة، دار غريب، 1احلذف والتقدير يف النحو العريب، ط): علي(أبو املكارم -173

ر الشروق، ، القاهرة، دا1املدرسة النحوية يف مصر والشام، ط): عبد العال سامل(مكرم -174

1980.

، عمان، 1نظرية التحليل يف النحو العريب بني القدماء واحملدثني، ط): حسن مخيس سعيد(امللخ -175

.2000دار الشروق،

، القاهرة، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 1البالغة العصرية واللغة العربية، ط): سالمة(موسى -176

2011.

، 14، طالدروس النحوية): حممد(احل ، وص)مصطفى(، وطموم )حممد(، ودياب )حفين(ناصف -177

.1914، املطبعة األمريية، القاهرة

، )حممود أفندي(، وعمر )حممد(، وصاحل )مصطفى(، طموم )حممد(، ودياب )حفين(ناصف -178

، القاهرة، املطبعة 4قواعد اللغة العربية لتالميذ املدارس الثانوية، ط: )سلطان بك(وحممد

.1914األمريية،

).دت(، القاهرة، دار املعارف، )دط(تاريخ النحو، ): علي النجدي(ناصف -179

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

283

1979، القاهرة، عامل الكتب، 2سيبويه إمام النحاة، ط): علي النجدي(ناصف -180

. 1957، القاهرة، مكتبة �ضة مصر، )دط(من قضايا اللغة والنحو، ): علي النجدي(ناصف -181

.1987ت، دار العلوم العربية، ، بريو 1أصول النحو العريب، ط): حممود(حنلة -182

.1988، بريوت، دار النهضة، )دط(مدخل إىل دراسة اجلملة العربية، ): حممود(حنلة -183

، األردن، 1مظاهر التجديد النحوي لدى جممع اللغة العربية يف القاهرة، ط): ياسني(أبو اهليجاء -184

.2007عامل الكتب احلديث،

.2004، القاهرة، دار �ضة مصر، 3طفقه اللغة، ): علي عبد الواحد(وايف -185

، بريوت، دار الكتب 2تاريخ النحو العريب يف املشرق واملغرب، ط): حممد املختار(ولد أباه -186

.2008العلمية،

ظاهرة اإلعراب يف النحو العريب وتطبيقا�ا يف القرآن الكرمي، اجلزائر، ): أمحد سليمان(ياقوت -187

.1983ديوان املطبوعات اجلامعية،

، بريوت، دار 1املمنوع من الصرف بني مذاهب النحاة والواقع اللغوي، ط): إمييل بديع(قوب يع -188

.1992اجلميل،

المعاجم: ثالثا

، بريوت، 1حتقيق عبد الرمحن هنداوي، ط: كتاب العني، حتقيق): اخلليل بن أمحد(الفراهيدي -189

.2003دار الكتب العلمية،

عبد اهللا علي الكبري وحممد أمحد حسب : العرب، حتقيقلسان ): أبو الفضل حممد(ابن منظور -190

).دت(، القاهرة، دار املعارف، 1اهللا وهاشم حممد الشاذيل، ط

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

284

الدواوين الشعرية: رابعا

، 1ديوان اخلرنق بنت بدر بن هفان، شرحه وحققه وعلق عليه يسري عبد الغين عبد اهللا، ط -191

.1990بريوت، دار الكتب العلمية،

، بريوت، دار الكتب العلمية، 1بن أيب سلمى، شرح وتقدمي علي حسن فاعور، طديوان زهري -192

1988.

، بريوت، 1شرح ديوان علقمة بن عبدة الفحل، حتقيق حنا نصر احليت، ط): األعلم(الشنتمري -193

.1993دار الكتاب العريب،

.1987العلمية، ، بريوت، دار الكتب 1ديوان الفرزدق، شرحه وضبطه وقدم له علي فاعور، ط -194

الدوريات والمجالت: خامسا

مفاهيم التعليمية بني الرتاث والدراسات اللسانية احلديثة، خمرب اللسانيات : وآخرون) بشري(إبرير -195

.2009واللغة العربية، جامعة باجي خمتار، عنابة،

مية للبحوث حركات اإلعراب بني الوظيفة واجلمال، جملة اجلامعة اإلسال): نائل حممد(إمساعيل -196

.2012 ،العدد األول، يناير ،اإلنسانية، ا�لد العشرين

: املصلح واملنهج(حماوالت التجديد والتيسري يف النحو العريب ): خالد بن عبد الكرمي(بسندي -197

.2008الرياض، ، العدد الثالث، جامعة امللك سعود ، جملة اخلطاب الثقايف،)نقد ورؤية

النحو العريب بني مجود القواعد وإبداع النصوص، جملة احلضارة اإلسالمية، ): حممد(بن محو -198

.2002، ، وهران08العدد

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

285

اللغة العربية، جملة مدرسي أثر اللسانيات يف النهوض مبستوى ): عبد الرمحن(احلاج صاحل -199

.1974، اجلزائر، 04العدد اللسانيات،

، 53يف تيسري تعليم النحو، جملة جممع اللغة العربية، جرأي ): أمحد عبد الستار(اجلواري -200

.1984القاهرة،

، جامعة ارسات اللغويةخمرب املممنشورات ابن خلدون وآراؤه اللغوية التعليمية، ): فتيحة(حداد -201

.2011مولود معمري، تيزي وزو،

، 14 صرية، العددالعلة النحوية بني النظرية والتطبيق، جملة آداب املستن): �اد فليح(حسن -202

.1986، بغداد

نظرية العامل يف النحو العريب ودراسة الرتاكيب، جملة جامعة ): عبد احلميد مصطفى(السيد -203

.2002، 4+3، العدد 18دمشق، ا�لد

النظام اللغوي بني الشكل واملعىن، حوليات اجلامعة التونسية، ): حممد صالح الدين(الشريف -204

.1979 تونس، ،17 عددال

، دار جامعة 12العدد يف حماوالت تيسري النحو العريب، جملة التواصل، ): عبد اهللا طاهر(علوي -205

.2004 ،عدن للطباعة، يوليو

أساليب تدريس قواعد اللغة العربية، جملة خمرب املمارسات اللغوية، جامعة مولود ): نعيمة(غازيل -206

.2012، 15عمعمري، تيزي وزو، اجلزائر،

، مطبعة 07احلزء منطق أرسطو والنحو العريب، جملة جممع اللغة العربية، ): بيوميإبراهيم (مدكور -207

.1953وزارة املعارف العمومية،

واقع النحو التعليمي العريب بني احلاجة الرتبوية والتعقيد املزمن، جملة كلية ): ابن حويلي(ميدين -208

.2009بسكرة، خيضر جامعة حممد، 05دد عالية واالجتماعية، اآلداب والعلوم اإلنسان

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

286

اجلملة يف نظر اللسانيني العرب، جملة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية، ): الشريف(ميهويب -209

.2009، ديب، 39عدد ال

إشكالية تعليم النحو يف اجلامعة، جامعة جباية منوذجا، خمرب املمارسات اللغوية يف ): محار(نسيمة -210

. اجلزائر، جامعة مولود معمري، تيزي وزو

، اإلعراب وأثره يف املعىن، جملة العلوم اإلنسانية واالقتصادية، العدد األول): فضل اهللا(النور علي -211

.2012جويلية عة السودان للعلوم والتكنولوجيا،قسم اللغة العربية، جام

الرسائل الجامعية: سادسا

اللغويني العرب احملدثني، اجتاهات البحث يف قضية اإلعراب عند): خالد بن صاحل(احلجيالن -212

.1992 السعودية، جامعة امللك سعود،، قسم اللغة العربية وآدا�ا منرسالة ماجستري

تيسري النحو عند عباس حسن يف كتابه النحو الوايف، رسالة دكتوراه ): عبد اهللا بن محد(احلسني -213

.2011عودية، الس ،القرى من قسم الدراسات العليا، كلية اللغة العربية، جامعة أم

دكتوراه، رسالةنظرية النحو العريب ومناهج الدرس اللغوي احلديث، ): عبد علي صبيح(خلف -214

.2011قسم اللغة العربية، كلية الرتبية، جامعة البصرة، من

اجتاهات جتديد النحو عند احملدثني، رسالة ماجستري من قسم ): أمحد جار اهللا(الزهراين -215

.2002للغة العربية، جامعة أم القرى، السعودية، الدراسات العليا، كلية ا

حركة تيسري النحو العريب يف جهود الباحثني املصريني يف العصر ): يوسف حسن(السحيمات -216

.2004 ،جامعة األردن ،كلية الدراسات العليامن احلديث، رسالة دكتوراه،

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

287

، رسالة يف كتاب اللغة العربية للسنة الرابعة متوسط تعليمية التمارين اللغوية): زهور(شتوح -217

.2011كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة باتنة، ماجستري، من قسم اللغة العربية وآدا�ا، كلية من جهود حناة األندلس يف تيسري النحو العريب، رسالة ماجستري، ): فادي صقر(عصيدة -218

.2006ية نابلس، فلسطني، الدراسات العليا، جامعة النجاح الوطن

من املفاهيم النحوية تصنيفها وتطبيقا�ا الرتبوية، رسالة ماجستري، ): إبراهيم يوسف(قاقيش -219

. 1971، بريوت ،اجلامعة األمريكية

جدل النص والقاعدة، قراءة يف نظرية النحو العريب، بني النموذج واالستعمال، ): أمني(مالوي -220

اللغة العربية وآدا�ا، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة باتنة، رسالة دكتوراه، من قسم

2009.

من مناهج التأليف النحوي من سيبويه إىل ابن هشام، رسالة ماجستري، ): كرمي حسني(ناصح -221

.1986كلية اآلداب، جامعة بغداد،

يذ السنة الثالثة تعليمية القواعد النحوية ودورها يف تنمية اللغة لدى تالم): صباح(نقودي -222

قسم اللغة العربية وآدا�ا، كلية اللغات رسالة ماسرت، من متوسط، كتاب اللغة العربية أمنوذجا،

. 2014جامعة قاصدي مرباح ورقلة، ،واآلداب والفنون

اللغة قسم من تعليم قواعد اللغة العربية يف املرحلة الثانوية، رسالة دكتوراه ): إمساعيل(ونوغي -223

.2011تيزي وزو، وم اإلنسانية، جامعة مولود معمريكلية اآلداب والعل، العربية

المؤتمرات والملتقيات: سابعا

: 2001اجلزائر، أعمال ندوة تيسري النحو، منشورات ا�لس األعلى للغة العربية، -224

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

288

النحو العريب يف مرحلته األوىل ):حممد(بن محو.

اخلطاب الفلسفي واخلطاب التعليميالنظام النحوي العريب بني ): أمحد(حساين.

النحو موضة أم ضرورة، أعمال ندوة تيسري النحو تيسري ):حممد(صاري.

تعليمية النحو): حممد املختار(قامسي احلسين

:2002جممع اللغة العربية بدمشق، مؤمتر تيسري تعليم النحو، -225

النحو بني التعليم والتعلم): مصطفى صاحل(جطل.

من مواضيع تيسري تعليم النحو): حممود أمحد(السيد .

العريب بني التيسري والتجديد تعليم النحو): حممد(فاخوري.

تيسري تعليم النحو): عوض(القوزي.

تيسري النحو): أمحد(مطلوب.

بن سعود اإلسالمية، حبوث ندوة ظاهرة الضعف اللغوي يف املرحلة اجلامعية، جامعة اإلمام حممد -226

:1995الرياض،

تربية امللكة اللسانية واألدبيةأثر الشعر يف ): عبد العزيز(الشعالن.

مواقع على شبكة اإلنترنيت: ثامنا

جهود تيســري النحو العريب بني القدماء واحملدثني، "مقال بعنوان ): أمحد بن بلقاسم(جعفري -227

: ي ضيف أمنوذجا، مأخوذ من موقعدراسة يف املنهج واملضمون، ابن مضاء القرطيب والدكتور شوق

)www.taouat.net/.../index.php?...content(

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

289

:تيسري النحو إىل عصر ابن مضاء، حبث مأخوذ من موقع: )حازم سليمان(احللي -228

)www.mohamedrabeea.com/books/book1_591.doc (

: مأخوذ من موقع، حبث نحويموقف شوقي ضيف من الدرس ال): عالء إمساعيل(احلمزاوي -229

)http://www.mohamedrabeea.com/books/book1_792.pdf.(

). http://shamela.ws/index.php/author: (موقع املكتبة الشاملة لألعالم -230

).https://ar.wikipedia.org: (موقع ويكيبيديا العربية ملعرفة األعالم -231

مأخوذ من مفهوم اجلملة العربية من املنظور الوصفي إىل املنظور الوظيفي، حبث ): فطيمة(داوود -232

:موقع

)http://ist-univ.dergipark.gov.tr/download/article-file/10501(

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

290

فهرس المحتويات

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

291

فهرس المحتويات

الصفحة..........................................................................الموضوع -

ط-أ................................................................................مقدمة -

**********

01............................النحو العريب وحماوالت تيسريه بني القدامى واحملدثني :الباب األول -

**********

03.......................................يـجهود القدامى يف تيسري النحو الـعــرب :الفصل األول -

04..................................................................................ةــتوطئ -

07.................................................هـــــمشاكل النحو وصعوبات :المبحث األول -

ــعيوب كتب النح: أوال - 08.................................................................وــ

08....................................................نـتداخل األبواب واضطراب العناوي -1 -

09..........................................................وــــصعوبة اللغة يف كتب النح -2 -

10......................................................................وـالتكرار واحلش -3 -

11................................................................عيوب مناهج النحاة: ثانيا -

11....................................................فـــاضطراب منهج التأليف والتصني -1 -

12............................................................اتـــغياب األهداف والغاي -2 -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

292

13.........................................................ادــــيف منابع االستشهالتضييق -3 -

14...............................................................ادــتوسيع فرتة االستشه -4 -

15.........................................................ةــــعدم استقرار القواعد النحوي -5 -

15........................................................رىــالتأثر باملناهج الفكرية األخ -6 -

16...............................................................المـــــتأثر النحو بعلم الك -أ -

16.........................................................هــالنحو بعلم أصول الفق تأثر - ب -

17........................................................ةــــيـــــتأثر النحو بالفلسفة اليونان - ج -

19.........................................................................القياس -1 - ج -

20.........................................................................التعليل -2 - ج -

22................................................................ةـعيوب املادة النحوي: ثالثا -

22...........................................................ةــــغرابة املصطلحات النحوي -1 -

23...................................................مــــتداخل املصطلحات وتعدد املفاهي -2 -

23.................................................................ةـــالتمارين غري العملي -3 -

24....................................................االختالف البني يف القواعد النحوية -4 -

24................................................ةـــتعدد اآلراء واألقوال يف املسائل النحوي -5 -

26.........................................اــــحماوالت تيسري النحو العريب قدمي :المبحث الثاني -

28..............................................اـــدول ألهم حماوالت تيسري النحو قدميج: أوال -

31.............................................ةــــقد وحتليل ألهم هذه احملاوالت التيسريين: ثانيا -

31......................................................رــــخللف األمح" نحومقدمة يف ال" -1 -

32........................................................اســــأليب جعفر النح" التفاحة" -2 -

33...............................................يـأليب القاسم الزجاج" اجلمل يف النحو" -3 -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

293

34..........................................................ديــأليب بكر الزبي" الواضح" -4 -

35...................................................................البن جين" اللمع" -5 -

35.................................................................ريــــللزخمش" املفصل" -6 -

37..............................................................بـالبن احلاج" الكافية" -7 -

**********

39................. .............جهود ابن مضاء القرطيب يف تيسري النحو العريب :الفصل الثاني -

40....................يــأهم حماوالت تيسري مناهج النحاة قبل ابن مضاء القرطب :المبحث األول -

41.............................................................ريـــــحماولة ابن والد املص: أوال -

41.............................................................ريـــحماولة أيب العالء املع: ثانيا -

44............................................................ريـــحماولة ابن حزم الظاه: ثالثا -

46...........................حماوالت ابن مضاء القرطيب يف تيسري النحو العريب: المبحث الثاني -

49.................................................................لــــرفض نظرية العام: أوال -

49.......................................................................لــمفهوم العام -1 -

51........................................................................لـــنشأة العام -2 -

52..........................................................ابن مضاء لنظرية العامل نقد -3 -

52................................................لــــاالحتجاج برأي ابن جين يف العام -أ -3 -

54.........................................لـــاالستدالل خبروج النحاة عن منطق العق -ب -3 -

55.....................................................هــــمناقشة أقوال املعرتضني علي -ج -3 -

56........................................................رفض إمجاع النحاة وإبطاله -د -3 -

57.........................................................ةـرفض تقدير العوامل احملذوف: ثانيا -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

294

59..............................................................................داءــنـال -1 -

60.......................................................واوــنصب املضارع بعد الفاء وال -2 -

62............................................................روراتـــــقات ا�تقدير متعل -3 -

63..................................................اتـــــتقدير الضمائر املسترتة يف املشتق -4 -

63.....................................................الـتقدير الضمائر املسترتة يف األفع -5 -

65...................................................................إلغاء باب التنازع: ثالثا -

67................................................................إلغاء باب االشتغال: رابعا -

69.......................................................ثــــالثواين والثوالإلغاء العلل : خامسا -

70..................................................................يــأقسام العلل الثوان -1 -

71...........................................................اةـأمثلة عن فساد علل النح -2 -

72..............................................................اســالدعوة إىل إلغاء القي -3 -

72.......................................................ةــــــــــإلغاء التمارين غري العملي: سادسا -

**********

74.............................دهــــاملعاصرين يف تيسري النحو العريب وجتديجهود : الفصل الثالث -

75.................................................................................رـتصدي -

80.....................................ةـاحملاوالت األوىل لتيسري الكتب النحوي: المبحث األول -

80...............................................ةـاحملاوالت الفردية لتيسري الكتب النحوي :أوال -

80............................................................اركـــلعلي باشا مب" التمرين -1 -

81...................................اويـلرفاعة الطهط" التحفة املكتبية لتقريب اللغة العربية -2 -

82.......................ألمحد بن حممد املرصفي" تقريب فن العربية ألبناء املدارس االبتدائية -3 -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

295

82.......................................يـــحلسني املرصف" الوسيلة األدبية إىل العلوم العربية -4 -

83............................................ةـــــــلتيسري الكتب النحوي اجلماعية احملاوالت : ثانيا -

84........................هـحلفين ناصف وزمالئ" الدروس النحوية لتالميذ املدارس االبتدائية" -1 -

84..........................حلفين ناصف وزمالئه" الدروس النحوية لتالميذ املدارس الثانوية" -2 -

85....................................نـومصطفى أمي ، لعلي اجلارم"النحو الواضح"سلسلة -3 -

85..............................لعبد العزيز القوصي وزمالئه" تيسري النحو للمرحلة االبتدائية -4 -

87.......................دهـالنحو العريب وجتدياحملاوالت النظرية املنهجية لتيسري :المبحث الثاني -

88............................وــاحملاوالت الفردية ذات الطابع النظري واملنهجي لتيسري النح :أوال -

88....................................ريبـاالجتاه العام غري املنهجي املطالب بتيسري النحو الع -أ -

89..........................................................ـوري املقدسيجرجس اخل -1 -أ -

90...............................................................يـالقس حنـا الرمحان -2 -أ -

90......................................................................ـنـقاسـم أمي -3 -أ -

91...................................................................ـىــــسالمـة موس -4 -أ -

91......................................................................نــطـه حسيـ -5 -أ -

92...................................................................وادـمصطفى جـ -6 -أ -

93.......................................................................ساطع احلصري -أ -

93.......................................................................راويــطه ال -8 -أ -

95......................................................................أمني اخلويل -9 -أ -

96....................................................................االجتاه اإلحيائــي - ب -

97.................................................إلبراهيم مصطفـى" إحياء النحو" -1 - ب -

101...............................................قــــحممد أمحد بران" النحو املنهجي -2 - ب -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

296

102............................................ديــعبد املتعال الصعي" النحو اجلديد -3 - ب -

103.............................................حماوالت شوقي ضيف لتيسري النحو -4 - ب -

104....................................واريــأمحد عبد الستار اجل" التيسريحنـو أو حنو -5 - ب -

105.......................................وـــحماوالت مهدي املخزومي يف تيسري النح -6 - ب -

107....................نـعباس حس" اللغة والنحو بني القدمي واحلديث"و" النحو الوايف -7 - ب -

108...............................................................حماوالت أخـــرى -8 - ب -

109...................................................وــــاجتاه ألسين رافض ملعطيات النح - ج -

109...............................وبـــعبد الرمحن أي" النحو العريب دراسات نقدية يف" -1 - ج -

110.............انــمتام حس" اللغة العربية معناها ومبناها"و" اللغة بني املعيارية والوصفية" -2 - ج -

111.......................................يــإبراهيم السامرائ" النحو العريب نقد وبناء" -3 - ج -

112....................................يــعبده الراجح" يثالنحو العريب والدرس احلد -4 - ج -

112..............................عبد القادر الفاسي الفهري" اللسانيات واللغة العربية" -5 - ج -

114...................احملاوالت الرمسية اجلماعية ذات الطابع النظري واملنهجي لتيسري النحو: ثانيا -

114.........................................................وزارة املعارف املصريــــة حماولة -1 -

117...........................................حماوالت احتاد ا�امع اللغوية والعلمية العربية -2 -

**********

119...................ياه وتعليمهطرق وأدوات تيسري النحو العريب يف منهجه وقضا: الباب الثاني -

121.............................................اةـــتيسري النحو يف مناهج النح: الفصل األول -

122................................................................................تقديـــم -

123..............................اـــاستقراء اللغة واالحتجاج �منهج النحاة يف :المبحث األول -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

297

124...............................................راءاتــالقرآن الكرمي وما ارتبط به من ق: أوال -

124........................................وقف النحاة من االستشهاد بالقراءات القرآنيةم -1 -

125.................................................إنكار النحاة لبعض القراءات املتواتــرة -2 -

ـــأمثلة عن استشهادهم بالشعر ورد القراءات املتوات -3 - 126....................................رةـ

127......................................ةـــــرآنيـالق بالقراءات االستشهاد يف الصواب املنهج -4 -

129...........................................................فــــاحلديث النبوي الشري: ثانيا -

129.................................احلديث النبوي الشريفوقف النحاة من االستشهاد بم -1 -

130..............................الشريفاحلديث النبوي من االستشهاد بموقف ابن مالك -2 -

131..............................اــأسباب عدول النحاة عن االستشهاد باحلديث ومناقشته -3 -

133......................................................................كالم العرب: ثالثا -

133.............................................منهج النحاة يف االستشهاد بكالم العرب -1 -

134......................................................املنهج هذا على املؤاخذات أهم -2 -

134...............................تضييق مصادر السماع والتقصري يف اجلمع واالستقراء -أ -2 -

136...............................................هم بني مستويات اللغةيقتفر عدم -ب -2 -

137....................................................اضطراب واختالف املرويات -ج -2 -

139............................................................التصحيف يف الرواية -د -2 -

140.......................................................ةـــالتلفيق والوضع يف الرواي -ه -2 -

143.............................املنطق األرسطيالفلسفة اليونانية و تأثر النحو ب: المبحث الثاني -

143........................................................الباحثني يف مسألة التأثر آراء -1 -

144...........................................ةـــتأثر النحو العريب باملنطق والفلسفجوانب -2 -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

298

146...........................................................................التعليل: أوال -

146............................................................نشأة التعليل عند النحاة -1 -

146................................................التعليل عند ابن أيب إسحاق احلضرمي -2 -

148...............................................التعليل عند اخلليل بن أمحد الفراهيدي -3 - 148.................................................................سيبويهالتعليل عند -4 -

149.................................................................التعليل بعد سيبويه -5 -

150...................................................................ةـــالتأليف يف العل -6 -

150................................................................تعريف العلة النحوية -7 -

150................................................................ةـــأقسام العلة النحوي -8 -

151......................................................مثلة عن غلو النحاة يف التعليلأ -9 -

153..................................................اإلنكار على علل النحاة ونقدهم -10 -

158.....................................................................امــلـعـنظرية ال: ثانيا -

158.....................................................................مفهوم العامل -1 -

158......................................................................املـعـنشأة ال -2 -

159..................................................................نقد نظرية العامل -3 -

160.........................................................عاملــرأي القدامى يف ال - أ -3 -

160.......................................................رأي قطرب يف العامل -1 -أ -3 -

161......................................................رأي ابن جين يف العامل - 2 -أ-3 -

161....................................................رأي ابن مضاء يف العامل -3 -أ -3 -

161......................................................رأي املعاصرين يف العامل -ب -3 -

162............................................لــمصطفى يف العامرأي إبراهيم - 1 -ب -3 -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

299

164.................................................رأي متام حسان يف العامل - 2 -ب -3 -

*********

166........................................بعض قضاياهتيسري النحو العريب يف : الفصل الثاني -

167.........................................................رابـــقضية اإلع :المبحث األول -

167..........................................................مكانة اإلعراب عند العرب -1 -

168........................................................أمهية اإلعراب وأثره يف املعىن -2 -

168....................................................ون بأمهيته وأثره يف املعىنـــائلـالق -أ -2 -

170.....................................................مآخذ رأي الفريق األول -1 -أ -2 -

171..............................................ىـالقائلون بعدم أمهيته وأثره يف املعن -ب -2 -

171..............................................................ربــــرأي قط - 1 -ب -2 -

172......................................................ســراهيم أنيــإب.رأي د - 2 -ب -2 -

173........................................................زيـــفؤاد تر .رأي د - 3 -ب -2 -

174.............................................ىــــفــــاألستاذ إبراهيم مصط رأي - 4 -ب -2 -

174......................يـعلي عبد الواحد واف.حممد عبد اجلواد أمحد، ود.درأي - 5 -ب -2 -

175........................................................حسانمتام .درأي - 6 -ب -2 -

177.............................................رفــصــالتنوين واملمنوع من ال :المبحث الثاني -

177.................................................................هـالتنوين وخصائص -1 -

177..................................................................مراد بالتنوينـال -أ -1 -

178........................................................ةــخصائص التنوين اللغوي - ب-1 -

ــفوائد التنوي -ج -1 - 180..................................................................نـ

181................................................................ املمنوع من الصرف -2 -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

300

182.....................................................رفــص ـــعلل منع االسم من ال -أ -2 -

183.......................................الصرف أهم املآخذ على قضية املمنوع من -ب -2 -

183.......................................ماءـغري املنون من األس االختالف يف - 1 -ب -2 -

184.................................ضعف احتجاج النحاة للممنوع من الصرف - 2 -ب -2 -

185..................................رفـــكثرة االعرتاضات على املمنوع من الص - 3 -ب -2 -

186...........................رفـص ـــاضطراب النحاة أثناء التقعيد للممنوع من ال - 4 -ب -2 -

189.......................................................اـاجلملة وأقسامه :المبحث الثالث -

189...................................................ىــــمفهوم اجلملة عند النحاة القدام -1 -

189....................................................................هــــعند سيبوي -أ -1 -

190..............................................................يـــن جن ـــد ابـــــنـــع -ب -1 -

190.....................................................................عند املربد -ج -1 -

191...............................................ىـقدامــالفرق بني اجلملة والكالم عند ال -2 -

192..........................................................نــمفهوم اجلملة عند احملدثي -3 -

193..................................................متام حسان.مفهوم اجلملة عند د -أ -3 -

194...............................................يســإبراهيم أن.مفهوم اجلملة عند د - ب-3 -

194...........................................يــــمهدي املخزوم.مفهوم اجلملة عند د -ج -3 -

194...............................................نـــد احملدثيـالفرق بني اجلملة والكالم عن -4 -

195..........................................................ىـــأقسام اجلملة عند القدام -5 -

195....................................................................رأي األولـــال -أ -5 -

196...................................................................الرأي الثاين -ب -5 -

197.....................................................نــالرأي الشائع عند النحويي -ج -5 -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

301

197.........................................................نـاجلملة عند املعاصريأقسام -6 -

197......................................................مــاختالفهم يف معيار التقسي -أ -6 -

198........................................................ادــالقائلون بعالقة اإلسن -ب -6 -

198.............................................ةـــمتام حسان يف تقسيم اجلمل.رأي د -ج -6 -

199.............................................ةـــأهم املآخذ على تعامل النحاة مع اجلمل -7 -

********

203.................................................تيسري تعليم النحو العريب: الفصل الثالث -ـــقراءة يف حماوالت التيسري النحوي قدميا وحديث: المبحث األول - 204............................اـ 204...............................................أسباب فشل حماوالت التيسري النحوي :أوال -

204...................................................................ةــالقدمي احملاوالت -1 -

205...................................................................احملاوالت احلديثة -2 -

208.....................................................دواعي التيسري النحوي وطرائقه: ثانيا -

208.............................................................ويــــدواعي التيسري النح -1 -

208...............................................يــنفور الطلبة من دراسة النحو العرب -أ -1 -

209..........................................................ةـمجود القواعد النحوي -ب -1 -

209.......................................................اةـــاحلي عن حوالن انفصال -ج -1 -

210...............................................مــــتقريب النحو ألبناء العربية وغريه -د -1 -

210................................................ويــالتيسري النحاختالف مصطلحات -2 -

ــالنح التيسري طرائق -3 - 212.............................................................ويـ

213........................................قهـــطرائو تيسري تعليم النحو العريب :المبحث الثاني -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

302

213...........................................اـــــالشكوى من صعوبة النحو قدميا وحديث -أوال -

216............................................تساؤالت هامة حول تيسري النحو العريب -ثانيا -

216.................................................ا ؟ـــــوهـــهل الصعوبة يف اللغة أم يف حن -1 -

217........................................................؟وب ـهل للصنعة النحوية عي -2 -

219..........................................و ؟ــتدريس قواعد النحهل هناك جدوى من -3 -

221..........................................................؟وــــالسبل إىل تيسري النح -ثالثا -

222..................................................يــالتفريق بني النحو العلمي والتعليم -1 -

225...........................................ةـــالقواعد العلمية والقواعد الرتبوي التمييز بني -2 -

226.............................................................ةــتبسيط القواعد النحوي -3 -

227.........................................................ةــــاعتبار النحو وسيلة ال غاي -4 -

227...................................................ةــــمراعاة حاجة املتعلم يف كل مرحل -5 -

227......................................................نـللمتعلمي حتبيب النحو وتقريبه -6 -

228.....................................................مراعاة املنحى التعليمي يف النحو -7 -

229..........................................وــالتفاعلية يف تدريس النحاستخدام الوسائل -8 -

229.............................)اتـتعليمية اللغ(االستفادة من املناهج احلديثة يف التدريس -9 -

230...............................................اإلجراءات العملية لتعليمية اللغات -أ -9 -

230...........................................................يـــــالتحليل اللسان -1 -أ -9 -

230.........................................................ةـاختيار املادة اللغوي -2 -أ -9 -

231.........................................................ةــــعرض املادة اللغوي -3 -أ -9 -

232.................................................التدرج يف تعليم املادة اللغوية -4 -أ -9 -

232.............................................................ويـــالتمرين اللغ -5 -أ -9 -

- وصفية تحليليةدراسة –النحو العربي ومحاوالت تيسيره

303

233.........................................يـــلتدريس النحو العرباختيار الطرق املالئمة -10 -

234...............................................................الطريقة القياسية -أ -10 -

234...........................................................الطريقة االستقرائية - ب -10 -

236.............................................................ةـالطريقة املتكامل - ج -10 -

237..................................................ةــوجوب االعتناء بالشواهد النحوي -11 -

238...........................................وـــلالرتقاء بواقع تعليم النححلول مقرتحة -رابعا -

241...............................................................................ةــمـــخات -

249..............................................................اآليات واألحاديث فهرس -

252...............................................................الشواهد الشعريـــة فهرس -

257........................................................................األعـــالم فهرس -

267..............................................................عــلمراجقائمة المصادر وا -

290.....................................................................اتـفهرس المحتوي -