244
مقراطية الشعبية ية الجزائرية الدي الجمهورعلميلي والبحث اللعاتعليم ا وزارة اللحاج لخضر باتنةمعة ا جاميةسعلوـ اعية والجتمانية وانساعلوـ اية ال كلنسانيةعلوـ ا قسم الفلسفة شعبة النيل شهادةة لكمل مذكرة ملماجستي ا رلعامةفلسفة ا في اللطااد ا إعد اؼ الدكتورحت إشر ت لبد عمراني عبد المجيدي دري عليلمناقشة لجنة القبسم وال اصليةمعة الجا ا الصفة ج دواؽلحا د.ا جامعة باتنة رئيساد عمراني عبد المجي أ.د جامعة باتنة م را شرفا ومقررزوؽ العمري م أ.د جامعة باتنة مناقشا مسرحي د. فارح جامعة باتنة مناقشالجامعية السنة ا1435 - 1436 ىػ/2014 - 2015 ـلمعاصري الفكر العربي اتأويل ففهىم ال مد أبى زيد نمىذجا نصر حام

Download (PDF, 1.81MB)

  • Upload
    lyque

  • View
    237

  • Download
    8

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: Download (PDF, 1.81MB)

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

جامعة الحاج لخضر باتنة كلية العلـو اإلنسانية واالجتماعية والعلـو اإلسالمية

قسم العلـو اإلنسانية شعبة الفلسفة

في الفلسفة العامة رالماجستيمذكرة مكملة لنيل شهادة

لب تحت إشراؼ الدكتور إعداد الطا علي دريدي عبد المجيد عمراني

لجنة المناقشة الصفة الجامعة األصلية االسم واللقب

رئيسا جامعة باتنة د.الحاج دواؽ شرفا ومقررا م جامعة باتنة أ.د عبد المجيد عمراني

مناقشا جامعة باتنة أ.د مرزوؽ العمري مناقشا جامعة باتنة د. فارح مسرحي

ـ2015-2014ىػ/ 1436-1435السنة الجامعية

مفهىم التأويل في الفكر العربي المعاصر

نصر حامد أبى زيد نمىذجا

Page 2: Download (PDF, 1.81MB)
Page 3: Download (PDF, 1.81MB)
Page 4: Download (PDF, 1.81MB)

ه دإءـــإ

إذل روح الفقيد نصر حامد أبو زيد

Page 5: Download (PDF, 1.81MB)

انـرفـر وعـــشك

Page 6: Download (PDF, 1.81MB)

مقدمػػػػػة

Page 7: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمػػػػػة ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمقد

أ‌

الفكرية اليت شهدهتا األمة العربية، وما مازالت تشهدىا إذل اليـو كانت من بن الدوافع ال شك أف األزمةسة اليت أدت إذل بروز تيارات، ومشاريع فكرية متعددة اؼبشارب واالذباىات، ساعية إذل تأصيل أفكارىا الرئي

وطروحاهتا، وعاملة على ذباوز أزمة اإلنساف العريب، وربقيق حلمو بالنهضة والتقدـ، مستنهضة فيو قيم اغبرية والعدؿ واؼبساواة.

لفكرية والنقدية، إذل مباذج ثبلثة: األوؿ منها دعا إذل يبكن تقسيم ىذه التيارات من خبلؿ مشاريعها ااعتناؽ الفكر الغريب، متأثرا ب ذلك باغبداثة الغربية، وقيمها ومنتجاهتا، بالنظر إذل أف ما أنتجو العقل الغريب

تارل ال ليس سوى جزءا من اغبضارة الرتاكمية لئلنساف اليت وجب التشارؾ فيها واالستفادة منها دبا ىبدمنا، وبالفكاؾ من واقعة التأخر اليت يعانيها اإلنساف العريب سوى بااللبراط ب اغبداثة الغربية ثقافة ومناىج، على اعتبار األنا جزء من اعبماعة اإلنسانية؛ وتيار ثاف رافض ؽبذا الفكر ػ الغريب ػ ؿباوال اعتناؽ الرتاث، حريصا على

على اؽبوية، معربا بذلك عن حالة من اػبوؼ اذباه األوضاع اؼبرتدية التشبث بو كونو العامل األساس ب احملافظةمن جهة، وعلى اإلسبلـ من جهة أخرى، من أف ينحل نتيجة للممارسات اػباطئة اليت تتم ربت شعاره وبإظبو. هبذا تكوف غبظة اغبداثة نقطة فارقة ب الفكر العريب اؼبعاصر، بل وؿبطة صراع بن تيارين سعيا حثيثا

ذل إعادة قراءة الواقع العريب اؼبأزـو فكريا واجتماعيا واقتصاديا، بغرض صياغة ما يناسبو من حلوؿ تساىم ب إ إخراجو من مأزقو اغبضاري.

أما ثالثها فكاف توفيقيا، نادى حبتمية التوفيق بن الرتاث العريب اإلسبلمي من جهة، والفكر الغريب من نو مساعدة العقل العريب على النهوض واللحاؽ بركب اغبضارة جهة أخرى كأساس منهجي وعلمي، يبك

اإلنسانية. وهبذا يكوف العقل العريب مشتتا بن اؼباضي واغباضر، ماض مثلو الرتاث دبختلف ذبلياتو، وحاضر أسو اغبداثة دبختلف ذبلياهتا.

ت الفكرية والنقدية اليت ساحة الفكر العريب كاف ؽبا إذف أف تنقسم على نفسها، إذل ىذا الكم من التياراتتجاذب العقل العريب اإلسبلمي، وترتاكم فيها كثن من اؼبشاريع الفكرية الساعية خلف فهم واقع اإلنساف العريب، الرامية إذل تغينه كبو األفضل، من منطلقات متنوعة وربت مسميات ـبتلفة، من اإلصبلح إذل النهضة؛

حاهتا من جهة، وواقع اإلنساف العريب من جهة أخرى، من ىذا ب ؿباولة لصياغة خطاب يتناسب مع طرو ـ ػ 1801اؼبنطلق تكوف الساحة العربية قد عرفت أظباء ؾبموعة من اؼبفكرين والنقاد، أمثاؿ رفاعة الطهطاوي )

Page 8: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمػػػػػة ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمقد

ب‌

ـ( وصوال إذل سبلمة موسى 1905ـ ػ 1849ـ(، وؿبمد عبده )1902ـ ػ 1854ـ(، والكواكيب )1873ـ(، 2010ـ ػ 1928ـ(، وؿبمد أركوف )1993ـ ػ 1905فزكي قبيب ؿبمود )ـ(، 1958ـ ػ 1887)

ـ( ونصر 2010ـ ػ 1936ـ(، وؿبمد عابد اعبابري ) 1935ـ(، وحسن حنفي ) 1934وطيب تيزيين )ـ(، وغنىم كثنوف ال يتسع اؼبقاـ 1945ـ(، وبرىاف غليوف ) 2010ـ ػ 1943) (1)حامد أبو زيد

لذكرىم. ية ػ الفكر العريب اؼبعاصر ػ يبكن عد نصر حامد أبو زيد واحدا من أبرز اؼبفكرين العرب ضمن ىذه اؼبرجع

اؼبعاصرين الذين حاولوا جاىدين االستفادة من الرتاث العريب اإلسبلمي من جهة، ومن منتجات اغبضارة يب، وتعرية أسباب الغربية ب مناىجها ونظرياهتا من جهة أخرى، للوصوؿ إذل فهم مشكبلت راىن اإلنساف العر

التخلف اليت يعانيها، من خبلؿ تطبيق قراءة نقدية للرتاث / اؼباضي نازعة عنو أغلفة التقديس وىالة التبجيل اليت ميزتو، وااللبراط ب تقون ونقد ىذا الرتاث عرب آلية التأويل، للكشف عن اؼبخفي واؼبسكوت عنو، وبالتارل

ري واغبضاري الذي تعايشو األمة والذي ال هبد تعليبل لو إال من الكشف عن أسباب التخلف واعبمود الفك خبلؿ أزمة الوعي عند اإلنساف ذاتو.

ما يهمنا إذف ب مقاـ ىذا البحث، ىو الوقوؼ عند واحد من أبرز اؼبفاىيم عند نصر أبو زيد، وأكثرىا آلية قرائية سعى من خبلؽبا اؼبفكر إذل جدال وشيوعا ب الثقافة العربية اإلسبلمية، والقصد ىنا مفهـو التأويل ك

.(2)إعادة قراءة الرتاث العريب اإلسبلمي من منظور حداثي ربت شعار "ال حياة حديثة دوف فكر حديث"ال شك إذف أف ـبتلف التيارات الفكرية على الساحة العربية، عملت على استخداـ ىذه اآللية لكن وفق

فكرية بالدرجة األوذل، األمر الذي دفعنا إذل حبث ىذا اؼبفهـو ػ التأويل ػ مفهومات معينة تتبلءـ مع طروحاهتا ال

ـ، و بذلك يكوف قد عايش فرتة اغبرب العاؼبية الثانية، وانتهاء فرتة اغبكم اؼبلكي ب مصر، وإعبلف اعبمهورية سنة 1943. مفكر، وباحث مصري ولد سنة (1)

كرن وىو ابن تسع سنوات، غن انو دل يكن لو اغبظ ب دخوؿ األزىر بسبب الظروؼ اؼبادية خاصة بعد وفاة والده، التحق ـ. كاف لو أف وبفظ القرآف ال 1952ـ، ب أكمل دراستو ليلتحق بقسم اللغة العربية وآداهبا جبامعة القاىرة، ليحصل منها على 1960باؼبعاىد الفنية الصناعية ليحصل منها على دبلـو البلسلكي سنة

ـ على شهادة اؼباجستن على أطروحة ربت عنواف "االذباه العقلي ب التفسن دراسة ب قضية اجملاز 1976ـ بتقدير فبتاز، ووبصل سنة 1972هادة الليسانس سنة شؿ أطروحتو " فلسفة التأويل دراسة ب تأويل ـ من خبل1979عند اؼبعتزلة"، وبنفس التقدير، ب شهادة الدكتوراه ب الدراسات اإلسبلمية من اعبامعة والكلية ذاهتا سنة

للمنفى ب أوربا حيث ناؿ القرآف عند ؿبي الدين بن عريب.أثارت كتاباتو ومواقفو كثنا من اعبدؿ ب مصر وخارجها، حيث كانت سببا ب اهتامو بالكفر، وب اختيارهـ. ترؾ نصر حامد أبو زيد بعد وفاتو كثنا من اؼبؤلفات اليت شغلت اىتماـ 2010نة فيها جائزة ابن رشد للفكر اغبر. عاد إذل مصر قبل أسبوعن من وفاتو س

التأويل وقراءة النص الديين، اؼبفكرين والنقاد بشكل حاد، إذ انو دل يرتؾ ؾباال معرفيا إال وأدذل بدلوه فيو، خاصة من خبلؿ اىتمامو بتجديد اػبطاب الديين، وقضايا ذل بناء نظرية ب التأويل.كما سعى جاىدا إذل الوصوؿ إ

.3(، ص1972، 2حسن صعب: ربديث العقل العريب ) بنوت: دار العلم للمبلين، ط( 2)

Page 9: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمػػػػػة ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمقد

د‌

عند نصر أبو زيد، إيبانا منا بأنبيتو كآلية قرائية يتعامل من خبلؽبا اؼبفكر مع النصوص دبختلف تصنيفاهتا، فتاح للنص.سواء ب ذلك الدينية منها أو األدبية، ساعيا وراء فك مغاليقها، على اعتبار أف التأويل م

ب ىذا اإلطار: أنبية التأويل كمفهـو والقراءة التأويلية كممارسة من جهة، وأنبية نصر أبو زيد كمفكر أثارت كتاباتو ومواقفو من الرتاث ربديدا، كثنا من اعبدؿ على الساحة الفكرية العربية واإلسبلمية، يطل علينا

التأويل كمفهـو أوال، وكممارسة قرائية ثانيا، قد سعت ىذه البحث من خبلؿ اإلشكالية التالية: إذا كاف ـبتلف التيارات الفكرية العربية على اختبلؼ مشارهبا وتوجهاهتا اإليديولوجية إذل االستعانة بو وتوظيفو كآلية قرائية ب مواجهة النص، فبل شك أف ىذا التوظيف قد ربكمت فيو بشكل من األشكاؿ آراء اؼبستعملن

وانتماءاهتم، وعلى اعتبار نصر أبو زيد واحدا من اؼبشتغلن ب حقل تأويل الرتاث، فبل شك أف لو وتصوراهتم، فهما معينا للتأويل، وكيفية العمل بو ومن خبللو على إعادة قراءة الرتاث، فما ىو مفهـو التأويل عند نصر أبو

زيد؟ ية، حيث تعمل على البحث ب جذور يبكن تقسيم اإلشكالية العامة إذل ؾبموعة من اؼبشكبلت اعبزئ

، فكيف سانبت ـبتلف الثقافات ب تبلور مفهـو التأويل، الذي وإف عرب عن أمر ما فإنو يعرب تشكل اؼبفهـوتطور عمليات التفكن وتبلور للمفاىيم عند اإلنساف؟ أما اؼبشكلة الثانية فإهنا تبحث ب اؼبشروع التأويلي

ية اؼبدارات واآلليات اليت يؤصل من خبلؽبا مفهومو واستخدامو للتأويل الذي ينظر لو مفكرنا، من زاو كممارسة، فإذا كاف نصر أبو زيد ينظر ؼبشروع تأويلي كبن، فما ىي أىم اآلليات اؼبعرفية / القرائية اؼبشكلة

مشروعيتو ؽبذا اؼبشروع ؟. بعبارة أخرى الشك أف التنظن للمشروع التأويلي الزيدي يستعن ب الدفاع عن القرائية دبجموعة من األطر اؼبعرفية واآلليات القرائية، فما ىي ىذه اآلليات اليت يتكئ عليها نصر أبو زيد ب تربير قراءتو التأويلية ؟ أما السؤاؿ اآلخر فيدور حوؿ ارتباط مفهـو التأويل عند نصر أبو زيد بالواقع اليومي

مسة الواقع، األمر الذي يدفع باذباه البحث ب اؼبيادين اؼبعرفية لئلنساف، إذ البد ألي مشروع فكري من مبلاليت تستهدفها اؼبقاربة التأويلية للمشروع القرائي عند نصر أبو زيد، فما ىي أىم اؼبيادين اؼبعرفية اليت يطبق

عليها مفهومو للتأويل؟ ب ما ىي أىم نتائج ىذه اؼبقاربة التأويلية؟. سئلة اليت ربرؾ ىذه البحث، واليت دعتنا صبلة من العوامل اؼبوضوعية، والذاتية، إذل تلك إذف ىي ؾبموعة األ

اختيارىا وحبثها، إذ ب اؼبقاـ األوؿ يعد موضوع الدراسة جديرا باالىتماـ منذ البداية، والقصد ىنا التأويل،

Page 10: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمػػػػػة ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمقد

د‌

على وجو التحديد، بل ذلك أف ىذا األخن شكل الشغل الشاغل للفكر اإلنساين عموما، والعريب اإلسبلميكاف سببا وعامبل مهما ب كثن من الصراعات الفكرية اليت ميزت الساحة العربية اإلسبلمية، منذ الفرؽ ، وبالتارل فإف إقباز دراسة ربليلية الكبلمية وتفرقها، إذل الفرتة اؼبعاصرة وما يبيزىا من استخداـ نفعي للمفهـو

عاصر، من خبلؿ مبوذج نصر أبو زيد، يعد أكثر من ضرورة .ؼبفهـو التأويل ب الفكر العريب اؼبأما على اؼبستوى الذاب فقد كاف لوقع احملنة اليت أؼبت باؼبفكر بداية، كثن األثر ب نفسي، ودافعا كبو

جو ؿباولة فهم فكره، والعوامل اؼبؤثرة فيو، واليت دفعت اػبطاب الديين اؼبعاصر)اؼبتشدد منو( إذل تكفنه، وإخرامن بيئة اإليباف إذل دائرة الكفر، كما ساىم حجم الرواج الذي يلقاه خطابو النقدي من جهة، وجرأتو ب

الطرح والتحليل، وبعده عن االستسبلـ والركوف، ب مدى اختياري ؽبذا البحث.وقد جاءت خطة البحث ب مقدمة وثبلث فصوؿ تتبعها خاسبة، حاولت من خبلؽبا اإلؼباـ بالقراءة

لتأويلية عند نصر أبو زيد وتطبيقاهتا على مستوى اػبطاب الديين، إذ بينت ب اؼبقدمة أنبية البحث، وضبطت امن خبلؽبا اشكاليتو، وـبتلف الصعوبات اليت واجهتين، أما الفصل األوؿ فقد جاء ربت عنواف التأويل بنظرة

موالتو، من اغبضارة اليونانية، وح ى قبلها، تارىبية، وىو قراءة ب تارىبية اؼبصطلح من خبلؿ اررباالتو، وؿبوصوال إذل الثقافة العربية اإلسبلمية، مرورا بالفكر الغريب حديثو، ومعاصره. أما الفصل الثاين فكاف معنونا بػ: اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيد، يبحث ب منطلقات التأويل وآلياتو عند نصر أبو زيد، وقد قسمتو إذل مبحثن، األوؿ ربت عنواف: ب مشروعية القراءة التأويلية عند نصر أبو زيد، على اعتبار أف األخن ال ينطلق من الفراغ ب قولو بالتأويل، بل يستند على مشروعية ما. أما الثاين فجاء معنونا بػ:

ب اآلليات القرائية اليت يتكئ عليها الباحث ب قراءتو ب آليات القراءة التأويلية عند نصر أبو زيد، وىو حبث التأويلية. أما الفصل األخن فقد جاء ربت عنواف: ب اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيد، وىو مقسم إذل مبحثن، يدور األوؿ حوؿ تطبيقات التأويل، وىي قراءة تأويلية للخطابات الدينية، ب ما تعلق

لفقو، والوحي، وقضايا اؼبرأة. أما اؼببحث الثاين فكاف ربليبل لنتائج اؼبقاربة التأويلية عند نصر أبو زيد، سواء باعلى اؼبستوى الفردي، وتأثن القراءة التأويلية على شخص الباحث، من خبلؿ احملنة، أو ب ما يتعلق باغباجة

مل ب طياهتا نتائج البحث، و آفاقو اؼبستقبلية ، خارجة إذل تأويلية إسبلمية معاصرة. وأخنا جاءت اػباسبة رب دبجموعة من التوصيات.

Page 11: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمػػػػػة ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمقد

أما عن منهج الدراسة، فبل شك أف لطبيعة اؼبوضوع كبن األثر ب ربديد طبيعة اؼبنهج اؼبتبع ب الدراسة، و تغيا كشف مواقف انطبلقا من اإلشكالية اؼبطروحة ب البحث، كاف اؼبنهج يعتمد ب األساس على التحليل، ي

نصر أبو زيد وأفكاره للكشف عن اغبل للمشكلة اؼبطروحة.أما عن الدراسات السابقة حوؿ اؼبوضوع، وحوؿ ظاىرة التأويل عند نصر أبو زيد، فقد الحظت أهنا ال زبرج عن مسلكن: إما أهنا دراسات غن متخصصة، ؿبكومة بردة فعل عاطفية زائدة، منطلقة من غنة ربركها

دفع هبا إذل ساحة التفكن، يبيزىا البعد عن اؼبوضوعية واؼبنهجية ب التعامل، كاف تركيزىا األبرز على شخص وتاؼبفكر، ونقد أفكاره من دوف ربليل كاؼ وال بديل شاؼ، والثانية دراسات ب التخصص واجملاؿ، سبيزىا

التأويلي للباحث. الندرة، والرتكيز على جانب، أو فكرة واحدة دوف البحث ب اؼبشروعمن أبرز ىذه الدراسات اليت اطلعت عليها، "اؼبسكوت عنو ب نقد نصر أبو زيد آلليات اػبطاب الديين" لعبد السبلـ يويب، و كذلك دراسة " فريدة زمرد " بعنواف "أزمة النص ب مفهـو النص عند نصر أبو زيد"

ر، نصر حامد أبو زيد مبوذجا" إللياس قويسم، ودراسة و"إشكالية قراءة النص الديين ب الفكر العريب اؼبعاصآلسيا اؼبخليب ربت عنواف "مبحث التأويل ب الفكر العريب اؼبعاصر، نصر حامد أبو زيد مبوذجا" ودراسة أخرى إلظباعيل سادل بعنواف" نقض مطاعن نصر أبو زيد ب القرآف والسنة، والصحابة وأئمة اؼبسلمن". يبلحظ على

سات اقرتاهبا من دائرة التأويل تارة، وابتعادىا عنو تارة أخرى، دوف البحث ب مفهومو.ىذه الدراأما عن مصادر البحث، فقد عملت على توظيف أغلب اؼبصادر اؼبراجع اليت ؽبا عبلقة مباشرة بالبحث،

ل"، "اػبطاب واليت اشتملت على جل أعماؿ نصر أبو زيد، وبصورة خاصة " إشكاليات القراءة وآليات التأويوالتأويل"، "مفهـو النص"، "نقد اػبطاب الديين" ،"دوائر اػبوؼ قراءة ب خطاب اؼبرأة"، "الشافعي وتأسيس

األيديولوجية الوسطية ب اإلسبلـ ".أما بالنسبة للصعوبات اليت واجهت البحث ب اؼبوضوع، فكما ىو معتاد ب كل حبث معرب أكاديبي،

ت، واليت تتعلق بالدرجة األوذل بتشعب اؼبوضوعات اليت كانت ؿبل اىتماـ نصر أبو واجهتين بعض من الصعوبازيد، ومشوؽبا لكثن من القضايا واؼبيادين الفكرية، وارتباطها بشكل أساسي بقضايا العقيدة والدين، األمر الذي

اعتماد نصر أبو دفعين مرات عديدة إذل الرتدد ب استكماؿ البحث. ىذا من جهة، أما من جهة أخرى فإفزيد على كثن من اؼبناىج القرائية، كالسيميولوجيا، و النقد األديب، والبنيوية، وغنىا، ب سعيو إذل البحث عن

Page 12: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمػػػػػة ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمقد

وعي علمي بالرتاث، من خبلؿ اؼبقاربة التأويلية، أعطى أفكاره طابعا زئبقيا، إف صح التعبن، إذ يعمل على أجد صعوبة ب التحكم بشكل أكثر دقة ب مضامن أفكاره. كما تشكيلها كيفما يشاء، األمر الذي جعلين

أف ندرت الدراسات العلمية اليت قرأت نصر أبو زيد ب مشروعو التأويلي بشكل متخصص، خاصة ب ما تعلق بتطبيقات القراءة التأويلية، شكلت واحدة من الصعوبات اليت واجهت البحث، إذل جانب "فائض اؼبصادر

ي أدى إذل صعوبة إهناء القراءة.واؼبراجع" الذصفوة القوؿ، ب ىذا اؼبقاـ، أرجو أف أكوف قد وفقت إذل حد ما ب إقباز ىذا البحث، والذي أرجو أف

يكوف إضافة ذات فائدة، تفتح اجملاؿ أماـ أسئلة جديدة ومتجددة.

Page 13: Download (PDF, 1.81MB)

الفصػػل األوؿ نظػػرة تاريخيػػة للتأويػػل

مدخل تى العصر الوسيط.التأويل الكالسيكي ح ػ 01

أ/ التأويل ب الثقافة اليونانية. ب/ التأويل ب الرتاث الديين اليهودي واؼبسيحي. ج/ التأويل ب العصر الوسيط. التأويل في العصر الحديث والبحث عن المنهج.ػ 02 أ/ شبلير ماخر ومشروع التأويلية العامة. س اؼبنهجي للعلـو اإلنسانية.ب/ دلتاي والتأسي ػ التأويل في الفلسفة الغربية المعاصرة ومشكلة المنعطفات. 03 أ/ غدامن واؼبنعطف األنطولوجي للهرمنيوطيقا. ب/ ريكور واؼبنعطف اإلبستيمولوجي للهرمنيوطيقا.

ػ التأويل في الثقافة العربية اإلسالمية. 04 . أ/ ب اؼبفهـو فرؽ بن التأويل و التفسن.ب/ ال ج/ التأويل عند اؼبعاصرين.

تعقيب

Page 14: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

2

مػػػػدخلإف عملية فهم الوجود، ومن خبللو العادل واإلنساف وتراثو ال تتحقق إال ب ظل معطى أورل وأساسي، إنو اؼبعىن، ىذا الذي ىبتبئ وراء الكلمات والرموز، كما أف عملية استخبلص واستجبلء

عاين من بن ردـ الكلمات ووىم الكتابة ال يتأتى إال من خبلؿ فعل القراءة، قراءة ىذا اؼبعىن/ اؼبما ب تثبيتو من خبلؿ فعل الكتابة ذاهتا دبا ىي كينونة اإلنساف ودليل وجوده، وما ربملو الكتابة

ود من قصدية ورمزية، تتجلى من خبلؿ التأويل/ اؽبرمنيوطيقا ب الفهم، فهم اإلنساف لذاتو وللوج عامة.

اؽبرمنيوطيقا ىذه دل تتأسس دفعة واحدة ب الفكر اإلنساين، ودل تكتمل ب / عمليات التأويلعصر من العصور، بقدر ما سانبت كل حضارة إنسانية ب نشأة التأويل/ اؽبرمنيوطيقا، خاصة

خبلؿ كوف ىذا اؼبصطلح دل يأخذ داللة ثابتة بقدر ما ربوؿ من خبلؿ اررباالتو كل حن من الثقافة والعقل الذي يوظفو، فكوف لذاتو دالالت متنوعة متعددة، وصنع لنفسو أقاليم خاصة اتسعت حينا، وضاقت أحيانا، واىتمامنا ىنا بداللة اؼبصطلح يدفعنا إذل االلبراط ب مساءلة

ديد السياقات اؼبعرفية، أي النظاـ اؼبعرب الذي أنتج اؼبصطلح واستطاع استخدامو توظيفو، وربإف ىذه اؼبساءلة واؼبتابعة اإليتيمولوجية ىي اليت تسمح .مسارات وموضوعات اشتغالو وسبركزه

لنا بأف نكوف وعيا معرفيا باؼبصطلح أوال، وباألطر واغبقوؿ اؼبعرفية اؼبختلفة اليت يشتغل ضمنها. التأويل بدءا من ىذه اؼبتابعة من خبلؿ السؤاؿ توقفنا على ـبتلف الدالالت اليت تشبع هبا

إشكالية تأويل اؼبنتج اإلؽبي، وصوال إذل تأويل اؼبنتج اإلنساين، من الثقافة اليونانية، إذل الثقافة اؼبعاصرة غربية كانت، أـ عربية.

Page 15: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

3

/ التأويل الكالسيكي حتى العصر الوسيط 01 أ/ التأويل في الثقافة اليونانية

عاـ وكنشاط وفعالية عبهد اإلنساف ب ربصيل اغبقيقة اؽبرمنيوطيقا، أو التأويل ب شكلها ال. فالتأويل يعين تقليديا فن أو طريقة قراءة النصوص البلىوتية اؼبقدسة، (1)تعين علم أو فن التأويل

وعلى رأسها الكتاب اؼبقدس، وقد امتد التأويل إذل إبداعات اإلنساف، أي من النصوص اإلؽبية بياف معاين األلفاظ واعبمل، والنصوص عامة.اؼبقدسة، إذل النصوص البشرية ل

فقد جاء تعريفو André Lalande (1867-1963 ) أما عند أندري الالند للهرمنيوطيقا / التأويل بأهنا "تفسن نصوص فلسفية، أو دينية، وبنحو خاص الكتاب ػ شرح

يقا ىنا ب أصلو . فالتأويل / اؽبرمنيوط(2)مقدس ػ تقاؿ ىذه الكلمة خصوصا على ما ىو رمزي"وكممارسة إنسانية وفعل للفهم، دل يكن وليد الفلسفة والعقل الغريب فحسب، بقدر ما يضرب

بأصولو ب عمق الثقافات السابقة عليها بزمن طويل نسبيا. رسوؿ اآلؽبة ب أساطن اليونانين، (3)(Hermèsاؽبرمنيوطيقا كلفظ مشتقة من ىرمس )

اليت يقاؿ أهنا مشتقة من ترصبة يونانية (Hermeneiaنانية )وىرمس مشتق من الكلمة اليو ، أي أف ىرمس اليونانين ما ىو عند اؼبصرين القدامى سوى (Thothالسم اإللو اؼبصري )

اإللو اؼبعادؿ واؼبتحوؿ عن إلو اؼبصرين القدماء، اإللو ربوت لكن بعض تدبر إللو اؼبصرين وإلو بينهما ب األصوؿ، ب على اؼبزاوجة بينهما ب مرحلة متأخرة ب ما اليونانين يطلعنا على الفروؽ

ح ى (Trismegistosعرؼ عند األفبلطونين اعبدد دبثلث العظمة، أو العظيم ثبلث مرات )ظهر ربت ىذا االسم الكثن من األعماؿ ذات الصبغة الفلسفية الصوفية ب القرف الثالث والرابع

. 118ـ( ص1995: نظرية األدب، ت: ثائر ديب ) دمشق: منشورات وزارة الثقافة، د ط،تني إيغلتوف (1)ـ( ص 2002، 1)بػنوت: منشػورات عويػدات، ط H _ Qاجمللػد الثػاين أنػدري الالنػد: موسػوعة الالنػد الفلسػفية، تػع: خليػل أضبػد خليػل، (2)

555. .519ـ( ص2002حبيب الشاروين ػ صفاء عبد الوىاب جعفر: الفلسفة اؼبعاصرة ) القاىرة: دار اؼبعرفة اعبامعية، د ط، (3)

Page 16: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

4

أو "فلسفة ىرمسية" (Hermétismeيطلق اسم "اؽبرمسية" ) . من خبلؿ ىرمس(1)اؼبيبلديThothعلى ؾبموعة عقائد يظن أهنا ترجع إذل الكتب اؼبصرية اؼبسماة كتب (2).

انطبلقا من الفكرة السالفة الذكر يبدو أف اؼبمارسات اؽبرمنيوطيقية األوذل بدأت عند اؼبصرين وعة خصائص واؼبيزات، جعلت منو إلو الكلمة القدامى، من خبلؿ اإللو ربوت الذي سبيز دبجم

واغبكمة األوؿ ب مصر القديبة، القادر على الكتابة والتأليف فهو بذلك "يبثل العقل السماوي ، ففي البدء كاف الكلمة، وكاف بذلك ربوت الذي (3)الذي نطق بالكلمات، اليت أوجدت العادل"

لكونو "أداة التعبن الشفهي اليت أعطى هبا ذلك أبدع العادل وأخرجو إذل الوجود من خبلؿ الكلمة . (4)اإللو الوجود للكوف "

ىذه الكلمة اػببلقة اؼببدعة اجملددة للحياة، اؼباكبة ؽبا ب ـبتلف ؾباالت العلـو والفنوف والكتابة اليت يبثلها ربوت دل زبل من الغموض والسحر، فقد قيل أنو كاف دائما كاب سر اآلؽبة

الذي جعلتو براعتو ب الكتابة اؽبنوغليفية ساحرا مريعا يستطيع، ويبكنو أف وبوؿ أي اغبكيم، ، وتأثنه الساحر، (5)شيء إذل أي صورة يشاؤىا، وذلك من خبلؿ امتبلكو للمعرفة بقوة الكبلـ

لقد أصبح ربوت من ىذا اؼبنظور والتصور أكثر من كلمة، إنو يتجلى رمزا ؽبذا الوجود، متميزا وض والسرية وقوة االستيعاب اليت ال مثيل ؽبا، إنو يتجلى ويظهر كما يشاء، وىبتفي كما بالغم

يريد، سبنحو قدرتو على التحوؿ على أف يظهر ب أي صورة يشاء. وكما أف الكلمة تأخذ أشكاال متعددة، فكذلك ربوت احملكي واؼبصور ىو الكلمة اػبالقة

وت ىو الكلمة اؼبنظمة للعادل بقضاء اغبق والعدؿ، وبفعل للعادل عقبل ظباويا وقلبا مضيئا، إف ربتسجيل اغبركة ب التاريخ، واالبتكار ب العلـو والفنوف، وىو الكلمة احملاسبة، اؼباكبة للخلود أو

.126ـ ( ص 2004لنيل للنشر، ، القاىرة: مركز ا10مىن طلبة: اؽبرمنيوطيقا اؼبفهـو واؼبصطلح ) أوراؽ فلسفية، ع ( 1) .556أندري الالند: مرجع سابق، ص (2) لقديبة، ينظروف إليو على أنو ىو من علمهم الكتابة واغبساب.من أىم آؽبتهم ا ، يعتربالفراعنةعند أو توت إلو اغبكمة ربوت:

.128مىن طلبة: مرجع سابق، ص (3) .56ـ(، ص 1996أمن سبلمة: معجم اغبضارة اؼبصرية القديبة ) القاىرة: اؽبيئة اؼبصرية العامة للكتاب، د ط، (4) .95نفسو، ص (1)

Page 17: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

5

اؼبميتة إذل األبد، إنو كلمة فانبة لغنىا من الكلمات، مستوعبة ؽبا، وؼبا زبفيو من قيم العقل فيهما، فػتحوت ىو الكلمة اؼبثقفة للغريزة الفطرية واؼبتعالية من حالة الفورة والقلب، أو من آثاـ

والعجز، إذل حالة اػبصوبة اؼببدعة، كما أنو من خصائص ىذه "الكلمة" "اإللو" أف تكوف مضيئة (1) .سريةإذا كانت ىذه حاؿ اإللو ربوت الذي منح للكوف وجوده من خبلؿ الكلمة اؼببدعة، اػبالقة فو إلو الوجود فإف داللتو الرمزية عند اليونانين قبدىا من خبلؿ الفعل اليوناين بوص

(Hermeneuein) ( الذي يعين "يفسر"، واالسمHermeneia) والذي يعين ىو اآلخر (2)."تفسن" وكليهما يتعلق لغويا باإللو ىرمس

و بذلك يبثل الواسطة فه(3) .اؼبقصود من اإللو ىرمس أنو اؼبفسر والشارح للحكمة اإلؽبية والعبلقة الرابطة بن عادل السماء من جهة وعادل األرض من جهة أخرى، وذلك طبعا من خبلؿ ما يبلكو ىذا األخن من مواىب وقدرات، إذ ىو رسوؿ اآلؽبة إذل البشر دبا يبكنو من القدرة على

ؽبي والعادل البشري، ويصوغ "ذبسن الفجوة بن العادل اإل الفهم واإلفصاح، فبا هبعلو قادرا على (4)."بكلمات مفهومة ذلك الغموض القابع وراء القدرة البشرية على التعبن

فاإللو ىرمس ىو من يقـو بوظيفة الربط بن العادل اإلؽبي العلوي والعادل البشري السفلي من سائل اآلؽبة إذل خبلؿ إمكانياتو ب الفهم والشرح والتفسن، فوظيفتو األساسية ىي ترصبة ونقل ر

اجملتمع السفلي، فكاف بذلك الفعل الكلمة الواسطة بن العاؼبن، ىذا ما هبعلو مرتبطا بشكل وثيق بوظيفة: ترصبة ما ذباوز الفهم اإلنساين إذل شكل أو صورة يبكن للعقل اإلنساين إدراكها، ما يعين

خارج الفهم إذل ؾباؿ الفهم أف الصور اؼبختلفة للكلمة تقرتح عملية ربويل الشيء أو اؼبوقف

.129مىن طلبة: مرجع سابق، ص ( 1) .17ـ(، ص2008، 1فى: فهم الفهم، مدخل إذل اؽبرمنيوطيقا ) بنوت: دار النهضة العربية، ط عادؿ مصط( 2) .21ـ(، ص2007، 01دافيد جاسرب: مقدمة ب اؽبرمنيوطيقا، ت: وجيو قانصو ) اعبزائر: منشورات االختبلؼ، ط( 3) نفسو، الصفحة نفسها. (4)

Page 18: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

6

ويرتبط ذلك باكتشاؼ اللغة والكتابة بوصفهما أداتن يستخدمهما الفهم اإلنساين إلدراؾ اؼبعىن (1).اآلخرينونقلو إذل

موضوعنا مع ىرمس ىو نقل اؼبعىن واإلفصاح عنو، وذلك طبعا من خبلؿ ما يبكن إبداعو من الفسيح الغامض والسري اؼببهم، بن العادل العلوي صور وكلمات تسمح لو بتجاوز ىذا اجملاؿ

والعادل السفلي، فمن خبلؿ خوذتو السحرية )طاقية ىاديس( اليت ذبعل منو كائنا خفيا عن األعن وسبكنو من أف يظهر فجأة وقت ما يشاء، ومن خبلؿ خفيو اجملنحاف اللذاف يبنحانو السرعة ب

هبتهد ب عبور اؼبسافات، إهنا تلك اؼبسافات اليت ، فإف ىرمس ىو اآلخر(2)اجتياز اؼبسافاتتفصل بن عاؼبي اآلؽبة وعادل البشر، ب الفهم واإلفصاح، وذباوز كل اغبدود الفاصلة بن الغموض والوضوح، بن عادل السماء وعادل األرض، بن عادل اآلؽبة وعادل البشر، فهو اآلخر، كما ىي حاؿ

ط ونقل الرسائل من العادل العلوي إذل العادل السفلي، لذلك ربوت، مهمتو األساسية ىي التوس .(3)يبكن وصفو بأنو إلو الرتصبة وإلو صبيع التعامبلت بن العوادل

يتضح إذف أف ىنالك مزاوجة ودؾبا بن إلو اؼبصرين القدامى وراعي الكلمة والفهم ربوت، ا االرتباط الذي يظهر من خبلؿ وبن وسيط اليونانين وعابر اغبدود األنطولوجية ىرمس، ىذ

أين سبتع إلو اليونانين بالصفات الثبلث اليت سبيز هبا اإللو مثلث العظمة أو العظيم ثبلث مرات،اؼبصري ربوت، ألنو ملك وقاض وكاىن فبا يشن إذل اهلل اإلنساف الطبيعة، ىذا ما أدى إذل ازدىار

.(4)األدب اؽبرمسيور اللغوي ترتد إذل اغبضارتن اؼبصرية واليونانية، كما أهنا تشكلت اؽبرمنيوطيقا من خبلؿ اؼبنظ

من خبلؿ االعتقادات السائدة آنذاؾ حوؿ وجود ىذا اؽباجس األنطولوجي بن عادل اآلؽبة وعادل البشر من جهة، وضرورة وجود جسر ورابط ػ مرتجم ػ يربط العاؼبن ببعضهما، فينقل أوامر السماء

.520حبيب الشاروين: صفاء جعفر: مرجع سابق، ص ( 1) .18عادؿ مصطفى: اؼبرجع السابق، ص( 2) .22عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص (3) .131مىن طلبة: مرجع سابق، ص (4)

Page 19: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

7

ل أخبار األرض إذل السماء، ىذا الوصل مارسو تارة ربوت، وتارة أخرى إذل األرض، كما ينق ىرمس، اللذين ال يشكبلف سوى الكلمة / اللغة.

لقد ازبذت اؽبرمنيوطيقا / التأويل صبلة من اػبصائص واؼبميزات أثناء عملية تطورىا تبعا ها، وفك رموزىا وطبلظبها، كما لؤلقاليم اؼبعرفية اليت استطاعت شقها وذباوز الظاىر منها إذل باطن

لبست اؽبرمنيوطيقا / التأويل أشكاال متعددة من اؼبعاين الفكرية حبسب العقوؿ اليت وعبت إليها واستوطنتها، ىذه اؼبميزات واألشكاؿ اؼبعرفية كبسب أنفسنا نقـو اآلف بتتبعها واغبفر ب معانيها

للوصوؿ إذل مواضيعها و مدلوالهتا.قية ػ كبسبها ػ تنطلق من اغبضارة اإلغريقية، ح ى وإف كنا قد أشرنا ب موضع البداية اؼبنط

سابق إذل سبق اغبضارة اؼبصرية القديبة ب التأويل / اؽبرمنيوطيقا من خبلؿ ربوت إلو الكلمة، إال أف تأصيل ىذا اؼبفهـو ب الوعي ينطلق من حضارة اإلغريق، ح ى وإف كاف أكرب فعل ب ىذا

، كما يصفو الباحث بومدين بوزيد تأسس مع فعل التبلوة، أي تبلوة (1)اإلغريق اجملاؿ عنداألشعار اؽبومنية. ىذه األخنة كما ىو معروؼ ميزىا طابع القداسة، من خبلؿ كوهنا متعالية على أفهاـ البشر وقدراهتم، أما الوصوؿ إذل فهمها فبلبد لو من وسيط ومرتجم، أو "مؤوؿ" ىذا األخن

ن سوى اإللو اجملنح الذي يبكنو ذباوز الزمن، واللحظات األنطولوجية لنبط بن اؼبقدس دل يكوالبشري، من خبلؿ وسيط أساسي إنو "اللغة" من خبلؿ الكلمة اليت ال غىن عنها ب عملية

( أو ىرمنيوطيقا كما وبلو للبعض Hermeneiaالفهم، حضور "الكلمة" هبعل من لفظة ) اىات الثبلثة للفعل " يؤوؿ" ب اليونانية:تعريبها، تأخذ االذب

ػ التعبن: والذي يعين النطق أو الكبلـ، ويشكل فعل التبلوة. ػ شرح: والذي يعين التفسن واإليضاح، إيضاح وشرح موقف من اؼبواقف.

.(2)ػ الرتصبة: وتعين نقل، أو تعويض لفظ بلفظ آخر

.14ػ 13ـ(، ص ص 2008، 1) اعبزائر: منشورات االختبلؼ، ط بومدين بوزيد: الفهم والنص (1) . 23عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص ( 2)

Page 20: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

8

بق يبكنو أف يأخذ أشكاال متعددة حسب إذف التأويل / اؽبرمنيوطيقا، من اؼبنظور السا االستخداـ والغرض، من تبلوة وشرح وترصبة ىذه اؼبمارسات إف الحظنا ذلك تشرتؾ ب أمر واحد، ثابت، أال وىو اإلفهاـ والوصوؿ باؼبتلقي إذل االستيعاب واغبقيقة، ففي فعل التبلوة ػ مثبل ػ

، كما ىي اغباؿ عند تبلوة قصيد ملحمي التبلوة الشفهية كانت كلمة تأويل تشن أحيانا إذلؽ ـ(، قبد أف 347ؽ ـ ػ 427)( Platoألفبلطوف ) (Ionؽبومنوس، ففي ؿباورة "أيوف" )

أيوف ذلك اؼبؤوؿ الشاب يتلو ىومر، ويقـو من خبلؿ ذبويده والتبلعب بطبقات صوتو بتأويل اؼبستمع أكثر فبا يدركو أو يفهمو الشاعر الكبن والتعبن عنو، بل وتفسن دقائق معانيو ويوصل إذل

(1) . وجود أيوف اؼبؤوؿ جاء ليسهل على اؼبتلقي فهم اآلخر ىومر، فبا هبعل منو بفعل براعتو

وقدرتو على فهم ىومر وإفهامو لآلخرين أف يكوف أفضل وسيط بن البشر وىومنوس . وكأف وربويلها إذل بارات الغريبة اؼببهمة،ونشاطو يستهدؼ بالدرجة األوذل نقل وإيضاح الع عمل اؼبؤوؿ

Hans-Georg Gadamerلغة مفهومة، أو قابلة للفهم، أو كما يقوؿ ىانز جورج غدامن . (2)"إذل لغة مستعابة ػ يبكن استيعاهبا ػ من طرؼ اعبميع" ـ(2002ـ ػ 1900)

ا عاما يهتم تأويل النصوص السالفة الذكر ػ نصوص ىومنوس ػ قد أصبح عند اليونانين شأنن لو اعبميع، فبا وبتم تلقن الناس كيفية وأصوؿ الفهم والتأويل، وبالتارل كيفية استخراج اؼبعاين من بن ركاـ الكلمات اؽبومنية. ىذا األسلوب القائم على استخداـ مناىج التحليل اللغوي والنحوي،

ىي التفسنات اليت ب تطبقها . و (3)ساىم بقدر كبن ب نشأة التفسن اجملازي، والتفسن النحويعلى نصوص الكتاب اؼبقدس بشكل عاـ، سواء العهد اعبديد أو العهد القدن بغرض الكشف

عن اغبقيقة اؼبتوارية خلفها.

.24نفسو، ص ( 1)، ط ج غدامن: فلسفة التأويل،ىانز جور ( 2) .61، ص ـ(2006، 2ت: ؿبمد شوقي الزين ) بنوت: الدار العربية للعلـو .30ـ(، ص 2004، 01الفسارة الفلسفية ) بنوت: دار اؼبشرؽ، طمشن باسيل عوف: ( 3)

Page 21: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

9

أما االذباه الثاين ؼبعاين التأويل / اؽبرمنيوطيقا فيمكن البحث عنو ب فصل (Perihermeneias) إذ (1)والتفسن اإلقبيلي غانوف أرسطو، من خبلؿ اؼبقالة الثانية ب أور ،

( أكثر ؽ ـ 322ؽ ـ ػ 384) (Aristote( أف أرسطو )Organoيبدو من خبلؿ األداة )اىتماما بالوسيلة اليت تسمح لئلنساف بأف يدرؾ الوجود، ويفهم العادل ووجوده، ىذا االىتماـ

واري وـبتفي، وكأنو ػ أرسطو ػ الذي انصب على اللغة، كوهنا أداة الفهم واإلفصاح عن ما ىو متينظر إذل العبارة على أهنا التجسيد اؼبادي / اللغوي للفكر، فهو من خبلؿ مؤلفو الكبن باري أرمنياس دل وبدد بالشكل الدقيق اؼبعىن من التأويل، كما ىو معروؼ اليـو ب الدراسات الفلسفية

ؼبا كاف عليو تأويل سابقيو، ىذا األمر يرجع اؼبعاصرة، إذ التأويل عنده يتجو اذباىا ـبالفا سباما بالدرجة األوذل الرتباطو، وعلى وجو التحديد باؼبنطق، فالتأويل كما يعتقده يتمثل ب العبارة القابلة

(2)للصدؽ والكذب، فاؽبرميين األرسطي ىو فهم ؼبنطق العبارة ال غن.

ذب، ىذا األمر هبعل من قواعد العبارة أو القضية اؼبنطقية يبكنها أف ربمل الصدؽ والك ومبادئ اؼبنطق األرسطي الثبلثة، فبثلة ب مبدأ اؽبوية، ومبدأ عدـ التناقض، والثالث اؼبرفوع ال تتحقق، وال تتجسد ب شخصية ىرمس اليوناف، فقد كانت ىذه اغبضارة ب حقيقتها أكثر

اؽبوية وعدـ التناقض فكرة ىرمس اىتماما بفكرة البلهنائي، ؽبذا قبدىا قد بلورة على حدود مبدأي الذي سبيز بالتقلب والغموض. فقد كاف ىرمس ىذا أبا لكل الفنوف، كاف شابا، شيخا ب الوقت نفسو، وجود ىرمس ب حد ذاتو تأكيد على نفي مبدأ اؽبوية، وح ى مبدأ عدـ التناقض والثالث

لتشكل ىرما حلزونيا ػ على حد اؼبرفوع، ب ىذه األسطورة تنكفئ السبلسل اؼبنطقية على نفسها . االختبلؼ الكبن واضح ىنا بن شخصية ىرمس (3)تعبن أومربتو إيكو ػ يسبق فيو اؼبابعد اؼباقبل

من جهة، وقوانن أرسطو من جهة أخرى لذلك قبده دل يتطرؽ إذل التأويل باؼبعىن اؼبعهود لدى ريق الصوت ووبمل معىن أو داللة، اليونانين، بل إف التأويل ػ حسبو ػ ىو كل ما يرسل عن ط

.67ـ(، ص 2007، 1عمارة ناصر: اللغة والتأويل ) اعبزائر: منشورات االختبلؼ، ط (1) .68، ص رة ناصر: اللغة والتأويل، مرجع سابقعما (2) .29ػ 28ـ(، ص ص 2004، 2أومربتو إيكو: التأويل بن السميائيات والتفكيكية، ت: سعيد بن كراد ) اؼبغرب: اؼبركز الثقاب العريب، ط( 3)

Page 22: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

01

ليكوف التأويل إذ ذاؾ كل ما ىو مرتبط بالقوؿ، وعليو يصبح التلفظ باالسم والفعل تأويبل ما دمنا كبدد األشياء من خبلؽبما، فالتأويل هبذا اؼبعىن ىو العملية األولية للفكر، إذ يصوغ حكما صادقا

. (1)عن شيء ما إذل التعبن عن ـ(2005ـ ػ 1913) Paul Ricœurكور يبدو أف ىذا ما دفع بوؿ ري

استغرابو ؼبفهـو التأويل عند أرسطو، والذي ال يقـو على اجملاز ولكنو كل خطاب داؿ، يصل ريكور بذلك إذل أف اػبطاب الداؿ تأويل، وىو الذي يؤوؿ الواقع دبا أنو يقوؿ "شيئا عن شيء"

(2) . ويل بأف كل خطاب يقوؿ شيئا عن شيء آخر، ؿبصلتو يتضح اآلف من اؼبفهـو األرسطي للتأ

ىي عملية التأويل، غن أف ىذا اػبطاب ال قيمة لو إال من ناحية كونو قائما على إحتماليتو للصدؽ والكذب، الذي يظهر من خبلؿ القضية اؼبنطقية، فهي ربمل فيها حكما تتبن فيو صحة

ربىا أرسطو مصوتات ترمز ب داللتها إذل حالة الكبلـ أو فساده، وتتألف من أظباء وأفعاؿ، يعت. ما ينشأ من ىذا كلو ىو تعدد للمعاين والدالالت، ىذا التعدد الذي يبكنو أف يرىن (3)النفس

ربديد مفهـو تاـ للتأويل عند أرسطو خاصة أف كل اىتمامو كاف منصبا على اؼبعىن اؼبنطقي للعبارة.

اليوناين، ومن خبللو أرسطو قد أحدث نوعا من يبقى ب األخن التأكيد على أف الفكر التحوؿ ب مفهـو التأويل مقارنة مع اؼبمارسات اليت سبقتو، سواء ب اغبضارة اؼبصرية القديبة، أو ح ى ب اغبضارة اليونانية قبلو ػ أرسطو ػ ح ى وإف كاف ىذا األخن دل يصل إذل توسيع دائرة الفهم

اىر وصوال إذل اؼبعىن الباطن، واكتفى بالعبارة / اػبطاب بشكل عاـ للوصوؿ إذل اخرتاؽ اؼبعىن الظواؼبنطق ربديدا، إال أف ىذه اإلسهامات سوؼ يكوف ؽبا الدور البارز ب التحوالت والتغنات اليت

.31عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص (1) .34ص ـ(، 2005، 01دار الكتاب اعبديدة اؼبتحدة، طبوؿ ريكور: صراع التأويبلت، ت: منذر عياشي )بنوت: (2) .34مشن باسيل عوف: مرجع سابق، ص ( 3)

Page 23: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

00

غبقت اؼبفهـو واؼبمارسة اؽبرمنيوطيقية ب األزمنة واألقاليم اؼبعرفية اليت سوؼ ترربل وربل هبا وتتلوف هنا.بألوا

ب/التأويل في التراث الديني اليهودي والمسيحي. / في التراث الديني اليهودي 1ب ػ إذا كاف اؼبوضع واؼبكاف األوؿ ػ حسب ريكور ػ الذي تشرع اؽبرمنيوطيقا ب التعامل معو

. انطبلقا من كوف الكبلـ (1)واخرتاؽ حدوده ىو الكبلـ بالتأكيد، والكبلـ اؼبكتوب باػبصوصورل، أو أنو موضوعا للتأويل، وما الكتابة إال سبظهرا ؽبذا الكبلـ ، فإف اجملاؿ األساسي معطى أ

للهرمنيوطيقا منذ البداية كاف "النص اؼبكتوب" وإذا كاف عمل ومهمة اؽبرمنيوطيقا ب مقابل النص ، فبل ب أبسط ذبلياتو يظهر من خبلؿ فعل الفهم والتفسن الذي يرتتب ببل ريب عن فعل القراءة

شك أف النصوص الدينية اؼبقدسة عند اعبماعات الدينية ػ سوؼ تكوف بالضرورة اؼبيداف األساسي واشتغاؿ التأويل/اؽبرمنيوطيقا، وذلك انطبلقا من كوف عمليات الفهم فيها قائمة اػبصب لعملو

فسنا على استخراج مباذج جديدة تعن اعبماعات الدينية على تفسن وفهم النصوص الكتابية ت، وبالتارل الوصوؿ إذل فهم معن ؽبذه النصوص، ومنو اإليباف هبا على اعتبار أف ىذا (2)مبلئما

.(3) األخن ػ اإليباف ػ ليس صرخة، لكنو فهمعلى اعتبار أف فبلسفة اليوناف قد أوجدوا ألنفسهم منهجا خاصا بفهم وتفسن النصوص

عوا بذلك الوقوؼ على معانيها من خبلؿ الشعرية / األدبية أي نصوص ىومنوس، واستطاعمليات التأويل، ىذا األخن ال شك ب كونو كآليات للفهم، انتقل من الرتاث اليوناين القدن إذل اغبضارات األخرى على اعتبار أف التفكن ال وطن وال حدود لو، كما انتقل ب فبارساتو من ؿباولة

ؾباؿ تفسن وفهم النصوص اؼبقدسة، أو اؼبنتج اإلؽبي فهم اؼبنتج البشري ب شكلو اؼبكتوب، إذل

.59ص ـ (، 1،2001بوؿ ريكور: من النص إذل الفعل أحباث التأويل، ت: ؿبمد برادة، حساف بورقية ) القاىرة: عن للدراسات ، ط (1) .29مشن باسيل عوف: مرجع سابق، ص ( 2) .440: صراع التأويبلت، مرجع سابق، ص بوؿ ريكور (3) .ؼبيبلدقبل ا 8ب القرف ىومنوسوضعها عريةش ملحمةاألوديسا:

Page 24: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

02

من خبلؿ ؿباولة وضع قواعد ومعاين يبكنها أف تعن الفكر/ اؼبفكر على فهم اؼبقدس وفك طبلظبو للوصوؿ إذل استخراج اؼبعىن اؼبتواري خلفها، ىذا الفهم الذي ال سبيل إليو إال من خبلؿ

يل. فكيف ب توظيف التأويل ب فهم الرتاث الديين فعل القراءة، اليت تتحقق من خبلؿ التأو اليهودي واؼبسيحي ب الوصوؿ إذل معاين الكتابات اؼبقدسة، وذباوز التعددية ب اؼبعاين؟ وبالتارل

ما ىي اآللية اليت ظبحت بتجاوز األسطوري والبلعقبلين ؟ وطيقا إذل الرتاث اليهودي لقد كاف لنصوص ىومنوس األثر البالغ ب انتقاؿ التأويل / اؽبرمني

واؼبسيحي، فبعد أف أصبح ؽبذه النصوص سلطتها اليت تفرضها على اؼبستوين االجتماعي والفكري ػ انطبلقا من كوهنا إقبيل اليونانين ػ كاف لزاما على التأويل/اؽبرمنيوطيقا أف يكوف السبيل

ؿ ذباوز ظاىرىا إذل األوؿ واألساسي للتملص والفكاؾ من سلطة النصوص، وذلك من خبل. وبالتارل وضع صبلة من اآلليات والقواعد اليت تشرح وتفسر تلك النصوص، ومنو (1)باطنها

الوصوؿ إذل فهمها وذباوز الغموض وااللتباس الذي يعرتيها، ىذا كلو انطبلقا من فكرة اجملاز (Allégorie .)

من ىذا اؼبنظور تصبح (L'herméneuteإف اؼبهمة األساسية للمؤوؿ / اؽبرمينوطيقي )ببل ريب ترصبة اؼبعاين اؼبلتبسة الغامضة بواسطة ما يبتلكو من مهارات وتقنيات لغوية، أو كما عرب

. (2)عنها غدامن "باآلليات واألدوات اليت تسمح بالكشف عن مسألة مبهمة وملغزة"للفهم واالستيعاب من خبلؿ تلك اؼبهارات اللغوية يبكن للنص أف يصبح واضحا جليا قاببل

بالنسبة للقارئ واؼبتلقي، ىذه "العملية ب ذاهتا تلح على وجوب االنطبلؽ من اؼبعىن اغبرب للنص ، وهبذا نكوف قد حددنا نقطة االنطبلؽ ب عملية الفهم (3)قصد الوصوؿ إذل ما ىو أعمق وخفي"

لوصوؿ إذل اؼبعىن اؼبتواري، إذل أال وىي النص، والنص اغبرب اؼبوثق بفعل الكتابة، أما اؽبدؼ فهو ا ما ىو رمزي وؾبازي.

.08ـ(، ص 2006، 1: قراءة النص الديين، بن التأويل الغريب والتأويل اإلسبلمي )القاىرة: مكتبة الشروؽ، طؿبمد عمارة (1) .63ػ 62ىانز جورج غدامن: فلسفة التأويل، مرجع سابق، ص ص (2)، ط عبد الغين بارة: اؽبرمنيوطيقا والفلسفة كبو مشروع عقل تأويلي ) بنوت: (3) .162ص ـ(، 2008، 1الدار العربية للعلـو

Page 25: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

03

النصوص اؼبقدسة إذف تشتمل على نوعن من اؼبعاين، أو اؼبستويات الداللية، مستويات الفهم: اؼبستوى اغبرب واؼبستوى الرمزي، أي الظاىر منها والباطن اػبفي فيها، وجود ىاذين

ور فعل التأويل/اؽبرمنيوطيقا، إضافة إذل ما تضمنتو اؼبستوين الداللين لعبا دورا أساسيا ب حض، فبا دفع إذل اعتماد (1)النصوص القديبة من روايات وصور أسطورية، وخرافية ووقائع ال عقبلنية

التأويل /اؽبرمنيوطيقا لتكوف وسيلة لػ : ػ التحرر من قيد النص اؼبقدس، ابتغاء التوفيق بينو وبن الرأي الذي يذىب إليو صاحب

التأويل.يقتضيو بن ماػ التحرر من قيد النص اؼبقدس، ابتغاء التوفيق بن ما يفهم من صريح اللفظ و

العقل.اليت ػ الرغبة ب تعميق صريح النص اؼبقدس الساذج، ابتغاء مزيد من ب العمق ب اآلراء

.(2)وبتويهاويل/ اؽبرمنيوطيقا ضرورة ال شك أف الطابع األسطوري ب النصوص اؼبقدسة جعل من التأ

ملحة، كما أنو امتد فيما بعد من ىذه النصوص ليمارس سلطتو على كل منتج وخطاب إنساين، سواء كاف دينيا مقدسا أو أدبيا بشريا أو قانونيا، ح ى أصبح التأويل / اؽبرمنيوطيقا يشن إذل

.(3) الديينؾبموعة القواعد واؼبعاين اليت هبب أف يتبعها اؼبفسر لفهم النص ففي إطار الثقافة والرتاث اليهودي، قبد مثبل أف عمليات تأويل النصوص اؼبقدسة قد بدأت

ـ( الذي يبكن 54ؽ ـ ػ 13) Philon d'Alexandrieفعليا على يد فيلوف االسكندري عده اؼبفكر الذي أسس للمجاز/ الرمز، وىو حسب عبد الغين بارة من بن الذين طبقوا ىذه

. (4)/ اؼبنهج، أي التأويل اجملازي بصورة مطلقة على كتابات العهد القدنالطريقة

.09ؿبمد عمارة: مرجع سابق، ص (1) .10ـ(، ص 1973) بنوت: دار العلم للمبلين، د ط، 2عبد الرضباف بدوي: مذاىب اإلسبلمين، ج (2) .15ص ـ(، 2005، 7 نصر أبو زيد: إشكاليات القراءة وآليات التأويل )الدار البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، ط (3) .162عبد الغين بارة: مرجع سابق، ص (3)

Page 26: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

04

أنشأ فيلوف طريقة ومنهجا ب التأويل الكتايب، يتجاوز التعبنات اغبرفية ليكوف وسيلة الخرتاؽ ظاىر النص وصوال إذل اؼبعىن، من خبلؿ وسيط أساسي، إنو وسيط اللغة، أي ذباوز

اؼبدلوؿ الباطين اؼبتواري اؼبخفي، وقد دفعو إذل ىذا اؼبذىب تلك اغبملة الداؿ اؼبادي للوصوؿ إذلاليت قاـ هبا اؼبفكروف اليونانيوف على ما ب التوراة )العهد القدن( من قصص وأساطن ساذجة أو

. ب ظل ىذه اؼبعضلة اليت واجهت النص اؼبقدس وقارئو ربديدا، خاصة من جهة (1)غن معقولةرفية كثنا ما تكوف ؾباال خصبا للفهم اػباطئ وبروز اؼبعاين اؼبشوىة، اذبو فيلوف إذل كوف القراءة اغب

وضع الداللة اغبرفية للنص جانبا لصاحل الداللة الرمزية، واعترب أف النص ال يتضمن معنا واحدا، . (2)ولكن عدة معاين

وح لو ب حقيقتو ما نفهمو ىنا ىو أف تلك األساطن وما يظهر بشكل خراب وغريب وال وض . (3)يعين أف اؼبؤلف / الرب قد أشاع ب نصو، وبث فيو صبلة من األمارات / اؼبؤشرات

وجود ما ىو رمزي يشن إذل كوف النص يقبل التأويل اجملازي، ح ى نبتعد بو عن الفهم اػباطئ صباؿ على أهنا والتحريف وتشويو اؼبعىن، فقد كاف يهود اإلسكندرية ػ مثبل ػ يصوروف التوراة باإل

قصة النفس مع اهلل، تدنو منو تعاذل أو تبتعد عنو، دبقدار ابتعادىا عن اعبسم، أو دنوىا منو. وكانوا يؤولوف الفصل األوؿ من سفر التكوين، بأف اهلل خلق عقبل خالصا ب صنع مثاؿ ىذا العقل

وع العقل اغبس، عقبل أقرب إذل األرض )آدـ(، وأعطاه اغبس )حواء( معونة ضرورية لو، فطاوانقاد إذل اللذة، متبعا ىوى اغبواس، األمر الذي جعل من قراءة سفر التكوين قراءة حرفية ال تتجاوز ظاىر النصوص وصوال إذل معانيها الباطنية، ىذه القراءة اليت سوؼ تكوف ببل ريب قراءة

غا، إال حيثما يتناوؿ ال يتقبلها العقل. ألف اؼبعىن الرمزي هبذه الصورة ال يكوف مقبوال ومسو ، أو ح ى متعلقا بقضايا اآلخرة. هبذا يكوف التأويل / اؽبرمنيوطيقا عند فيلوف (4)اغبكايات الرمزية

.12عبد الرضبن بدوي: مرجع سابق، ص (1) .60دافيد جاسرب: مرجع سابق، ص (2) .163عبد الغين بارة: مرجع سابق، ص ( 3) .259ص (، ـ 2007، 1،طعة: حسن ناظم وعلي حاكم صاحل ) ليبيا: دار أويا للطبا: اغبقيقة واؼبنهج، تىانز جورج غدامن ( 4)

Page 27: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

05

قد انتقل بالفهم من اؼبستوى السطحي الظاىري إذل اؼبستوى العميق الباطين، أو من جسم النص إذل روحو.

لك االنفصاؿ بن اؼبعىن اغبرب من جهة، يتضح أف التأويل التوراب قد ساىم بشكل كبن ب ذواؼبعىن اجملازي من جهة أخرى، فأصبح من الضروري منذ اآلف، ذباوز تلك الصورة اغبرفية للنص اؼبقدس، لصاحل الرؤية اجملازية، اليت من خبلؽبا يتم فتح آفاؽ جديدة لقراءة النص واستجبلء معانيو

اػبفية اؼبتوارية.زي حبق فتحا جديدا بالنسبة لعمليات الفهم، من حيث كونو يذىب إذل لقد كاف التأويل اجملا

أبعد اؼبستويات، إنو يذىب إذل ما وراء النصوص والكلمات، ليكشف عن مدلوالت رمزية متخفية، ىذا العمل اعببار عند فيلوف، تقف خلفو مهمة تطهن اػبطاب، والنص الديين عموما،

فعل القراءة اغبرفية. فقد ولد التأويل عن ىذا اعبهد اؼببذوؿ ب من شوائبو اػبرافية، وكل ما غبقو ب .(1)سبيل رفع تفسن النصوص اؼبقدسة، وفقو اللغة إذل مصاؼ التقنية

/ التأويل في التراث الديني المسيحي.2ب ػ انتهى التأويل/ اؽبرمنيوطيقا إذف من خبلؿ الرتاث الديين اليهودي ب دفاعو عن فهم النص إذل إهباد وربديد مستوين من اؼبقاربة القرائية: القراءة اغبرفية الظاىرية واليت ال تتجاوز ب الديين

فبارسها لعمليات الفهم حدود ما ىو بارز من النص، فتقف عند حدود الكلمات واألشياء ال األوؿ، أال تتجاوزىا اخرتاقا، ومقاربة قرائية ـبتلفة رمزية ؾبازية تعمل على ذباوز واخرتاؽ اؼبعطى

وىو الكتابة بغية الوصوؿ إذل اؼبعىن اؼبتواري، اؼبختفي، واؽبدؼ الرئيس من كل ىذا كما يرى ؿبمد .(2)شوقي الزين كاف "تطهن اػبطاب األسطوري من شوائبو اػبرافية واؼبفارقة"

النتيجة السابقة ال شك سوؼ يكوف ؽبا األثر الكبن ب التأويل اؼبسيحي فيما بعد، خاصة كوف اؼبسيحين األوائل كانوا قد ورثوا إشكالية جوىرية من اؽبرمنيوطيقا اليهودية واليت تتعلق ربديدا

.59ريكور: من النص إذل الفعل، مرجع سابق، ص بوؿ ( 1)، ط ؿبمد شوقي الزين: اإلزاحة واالحتماؿ ( 2) .46ـ(، ص 2008، 1)بنوت: الدار العربية للعلـو

Page 28: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

06

. ىذه األخنة ما فتئت تتكرر باستمرار، كلما كاف ىنالك التقاء (1)حبرفية أو رمزية النص الديينالعقيدة اؼبسيحية، للفكر بالنصوص اليت تقبل تعددا للمعاين والقراءات، فما كانت قد تعرضت لو

والنص الديين فيها ربديدا من ىجمات األفبلطونية احملدثة كاف دافعا لتبين مذىب فيلوف ب التأويل، القائم على أف ىناؾ نصوصا دينية ال يبكن قراءهتا وفهمها من خبلؿ القراءة اغبرفية، ما

ص، وفك ألغازىا.هبعل القراءة الرمزية ىي الوسيلة القادرة على فك طبلسم تلك النصو اإلشكالية السابقة كانت الدافع إذل نشأة وظهور مدرستن فكريتن: مدرسة اإلسكندرية، واليت مثلت اؼبقاربة الرمزية ومدرسة أنطاكية اليت تبنت اؼبقاربة اغبرفية ب قراءة الرتاث الديين

اؼبسيحي.كندرية، من جهة كما ـ( من بن أبرز علماء اإلس254ـ ػ 182) (Origène) يعد أورهبن

يبكن عده من فبلسفة وعلماء اؼبسيحية ب قروهنا الثبلثة األوذل، إذ ينسب إليو صياغة أوؿ . (2)مذىب الىوب مسيحي متكامل العناصر منسجم الرتكيب أظباه "ب األصوؿ"

حاوؿ أورهبن من خبلؿ مذىبو البلىوب الذي ال يبتعد كثنا عن مذىب فيلوف، الوصوؿ إذل لورة منهج ثابت لدراسة وقراءة الكتاب اؼبقدس، ىذه القراءة اليت ال زبرج ب حقيقتها عن ب

اؼبستويات الثبلثة للنص الديين اليت تناسب مستويات الناس وعقوؽبم، أو ما يبكن تسميتو من منظور آخر بقواعد التفسن اجملازي، فالنص الديين ػ حسبو ػ وبتوي على الغموض األقصى الذي

يبكن التعبن عنو بغن الرموز، واليت ال يبكن أف تفهم بنحو مناسب عندما تؤخذ حرفيا ال . (3)"فاؼبقاربة الرمزية وحدىا ىي اليت تقدـ اؼبفتاح لفتح أقفاؿ الغموض اؼبختبئ ب النص"

فاؼبسيحية ب قروهنا األوذل كانت ب حاجة ؽبذه القراءة اليت تقـو على اؼبعاين التالية: اعبسدي، اغبرب أو التارىبي، ىذا اؼبعىن ـبصص لئلنساف البسيط كونو يكتفي بظاىر ػ اؼبعىن

النصوص وحرفيتها.

.60دافيد جاسرب: مرجع سابق، ص ( 1) .44مشن باسيل عوف: مرجع سابق، ص (2)(3)

.62اتك،‌ص‌ضيرجغ‌‌:دافذ‌جاضثر‌

Page 29: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

07

ػ أما اؼبعىن الثاين، فهو اؼبعىن النفسي، فكلما تقدـ اإلنساف ب الفهم فإنو لن يقنع باؼبعىن اعبسدي.

ؼبعىن الروحي، ويدركو اإلنساف ػ أما اؼبعىن األخن ويبثل اؼبرتبة العليا ب التدرج الروحي، فهو ا .(1)الكامل، الذي يبكنو االطبلع على الغيب

احملطات السابقة عند أورهبن تؤكد ب حقيقتها أف اإلنساف كلما تقدـ ب اجملاؿ الروحي كلما فهم الرسالة األساسية األوذل اليت جاء هبا الكتاب اؼبقدس، وكأين باإللو يتجلى من خبلؿ النص

مراتبو، فبل يفهمو اإلنساف وال ينكشف لو إال من خبلؿ مرتبتو ودرجة استيعابو، أي من خبلؿ فهو ىباطب األفراد على حسب عقوؽبم وملكاهتم، وىو التقليد الذي درج عليو بعض فبلسفة اؼبسلمن ب مراحل تارىبية الحقة، من خبلؿ تقسيم الناس إذل طبقات ػ طبقات معرفية ػ بن

من النص، وخاصة تفهم وتدرؾ باطن النص، وخاصة اػباصة ترؾ باطن عامة تقنع بالظاىر ، وكأف معاين النص ذاتية فيو من خبلؿ قائلو الذي بثها فيو، والكل (2)الباطن، أو اؼبعىن الروحي

يدركها على حسب مستواه العقلي.اؽبرمنيوطيقا ب من اؼبنظور السابق يبكن القوؿ أف أورهبن يعد حبق مفتاحا وفاربا للتأويل /

الفكر اؼبسيحي ب بواكنه، من خبلؿ ذباوزه للمعىن اغبرب وابتكاره لقانوف اؼبعاين الثبلثة كأسلوب ب ذباوزه للقراءة اغبرفية، وبذلك يكوف قد فتح باب تأويل النص الديين اؼبقدس أماـ فبلسفة

هم النص اؼبقدس من العصور الوسطى، فكانت بذلك عقيدة اؼبعاين األربعة اليت تؤسس لفمنظورات أربعة ىي: اؼبعىن اغبرب ويدرؾ بالتأويل النحوي، واؼبعىن اجملازي الذي يرتجم تعاليم الكنيسة وقواعد االعتقاد اؼبسيحي، أما اؼبعىن األخبلقي، فهو ـبصص لتوجيو اؼبؤمن اؼبسيحي

. (3)إذل العادل األخروي وهتذيب سلوكو، وأخنا اؼبعىن الباطين الذي يفتح للمسيحي باب الولوج

.10ؿبمد عمارة: مرجع سباؽ، ص (1)ؼبزيد من االطبلع أنظر ابن رشد: فصل اؼبقاؿ و تقرير ما بن اغبكمة والشريعة من اتصاؿ، ت: ؿبمد عابد اعبابري ) بنوت: مركز (2)

.ـ(2007، 4دراسات الوحدة العربية، ط .167عبد الغين بارة: مرجع سابق، ص (3)

Page 30: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

08

غن أف ىذه النظرية دل زبلو من الرفض الذي واجهتو من مدرسة أنطاكية اليت الزمت اؼبعىن واؼبقاربة اغبرفية، فقد كاف مفسروىا يتبعوف التقليد اليهودي احمللي ب التفسن، حيث الرتكيز على

حي اإلقبيلي التارىبية، والنظر إذل وقائع القراءة اغبرفية لئلقبيل وبالتارل االستناد على حقيقة الو النص التارىبي على أهنا تارىبية ملموسة وال يبكن تأويلها، فالنص واضح جلي ال وجود ؼبا ىو ـبتبئ من دالالت ومعاين خلف كلماتو، لذلك قبد مفكري أنطاكية على عكس نظرائهم ب

.(1)عليها نصوص الكتاب اؼبقدس اإلسكندرية ال يكرتثوف باؼبعاين احملجوبة اليت قد تنطويالعقل اؼبسيحي ب بدايات قراءاتو للنص اإلؽبي انقسم على نفسو إذل توجهن: أحدنبا التـز بالقراءة اغبرفية متجسدة ب مدرسة أنطاكية، ملتزمة التزاما تاما بتارىبية النصوص الدينية وثبات

التزمت بالقراءة اجملازية، اليت حاولت من معانيها، أما الثاين فقد مثلتو مدرسة اإلسكندرية اليتخبلؽبا االقرتاب من النص بعيدا عن حرفيتو، من خبلؿ استخداـ األسلوب اجملازي كتقنية جديدة

ب التعامل معو لتحرير اؼبعىن القابع خلف كلماتو وحروفو، وإعادة إنتاج النص من جديد./ النفس ب حبثها عن اؼبعىن، وما التأويل / اؽبرمنيوطيقا دل يكن سوى رحلة اإلنساف

اؼبستويات اؼبعرفية ب النص إال تعبن عن مستويات الفهم واالستيعاب، والصراع بن ىذه اؼبستويات عربت عنو مدرستا اإلسكندرية وأنطاكية، والذي يبدو ب ظاىره صراع حوؿ النص،

لكنو ب حقيقتو صراع حوؿ احتكار الفهم. الوسيط ج /التأويل في العصر

ـ( 430ـ ػ 354) (Saint Augustin)القديس أوغسطين. / 1ج ػ إذا كانت العملية التأويلية عند أورهبن قد انطلقت ب مشروعيتها من مسلمة كوف النص الديين وبمل بن طياتو وثناياه كثرة من اؼبعاين اجملازية، وأف بعضا من مقاطعو ربتاج إذل قراءة رمزية

.51ل عوف: مرجع سابق، ص مشن باسي ( 1)

Page 31: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

09

أف القديس أوغسطن بقي وفيا لتدينو وللكنيسة، ح ى أف بعض الدارسن يصفو بكونو ؾبازية، إال .(1)أىم ىرمنيوطيقي ب الكنيسة اؼبسيحية األوذل، وكونو قارئا جيدا للفلسفة اليونانية، واألفبلطونية

جاء أوغسطن ب غبظة تارىبية ميزىا الصراع بن مدرسيت أنطاكية واإلسكندرية، فوجد نفسو نزعتن ب القراءة: القراءة اغبرفية، والقراءة اجملازية. لذلك ولتجاوز ىذا الصراع أبدع أوغسطن بن

. وبالتارل ال وجود لنص يبكن (2)نظريتو ب التفسن، تشتمل التفسن اغبرب واجملازي الرمزي معافإف أوغسطن يعطي حصر معانيو ب معىن واحد بعينو، إال أنو ونتيجة ألولويات اؼبمارسة الروحية

األولوية للتفسن اغبرب من خبلؿ نظرتو للفظ واؼبعىن على أهنما يبثبلف شيئا واحدا، فاللفظ يدؿ . (3)على اؼبعىن، وىذا األخن ليس مفارقا ومتعاليا على القالب اللفظي الذي وبتويو وينطوي عليو

وجود مقاطع ونصوص وح ى دبعىن آخر أف اؼبمارسة التأويلية عند أوغسطن تقـو على أساسكلمات وألفاظ مبهمة غن واضحة اؼبعاين، فهي بذلك ربتاج إذل نوع من الشرح والفهم والتقريب إذل مستوى اؼبتلقي، فالنصوص الدينية اؼبقدسة ػ حسبو ػ واضحة بذاهتا ال ربتاج إذل قراءة رمزية،

ية التأويل، ما هبعل اغبديث بل إف صعوبة الفهم، فهم األلفاظ والكلمات ىو ما يستدعي عملعن التأويل ىو ب حقيقتو حديث عن اللغة وىي النقطة اعبديدة ب ىرمنيوطيقا العصور الوسطى

اؼبسيحية، إذ يعد أوغسطن من بن أوائل اؼبفكرين الذين أشاروا إذل أنبيتها. لعقيدة اؼبسيحية(ب اأما النقطة األخرى اليت ذبدر اإلشارة إليها فتظهر ب رسالة أوغسطن )

، حيث اعتمد (4)"اليت يبكن وصفها بأهنا أكثر الكتابات اؽبرمنيوطيقية تأثنا من الناحية التارىبية"فيها صاحبها على إضافة بعد تفسني آخر، زيادة على ما ىو موجود من داللة حرفية، وأخرى

ويل الباطين أخبلقية للنص اؼبقدس، وذلك من خبلؿ البعد الروحي أو ما يعرؼ بالتأ(anagogique"وىو اعبانب الذي يقـو على ما توحي بو الكلمات ال على ما تعنيو" ،)(5) .

.63دافيد جاسرب: مرجع سابق، ص ( 1) .64نفسو، ص (2) .47ؿبمد شوقي الزين: مرجع سابق، ص (1) .42ـ(، ص 2003، بنوت: 06أضبد واعظي: ماىية اؽبرمنيوطيقا ) ؾبلة احملجة، العدد ( 3) .116ـ(، ص1996ف، د ط، ؿبمد عناين: اؼبصطلحات األدبية اغبديثة )بنوت: مكتبة لبنا (4)

Page 32: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

21

وذلك فضبل على الداللة الرمزية اليت كاف ؽبا عميق األثر ب طرؽ التفسن الديين للكتاب اؼبقدس التفسن.قبل بروز حركة اإلصبلح الديين ب القرف السادس عشر من خبلؿ اؼبنهج الرمزي ب

قاـ أوغسطن إذف بتعديل مستويات القراءة اؼبعروفة والسابقة عليو، فأصبحت قراءة وتأويل النص اؼبقدس تتم من خبلؿ النظر إذل ىذا النص من زوايا أربع، بدال عن القراءة الثبلثية اؼبعهودة.

واؼبغزى األخبلقي ىو اؼبعىن الذي ىبرب اؼبؤمنن عن اغبدث اغباصل، (Littéral)فاؼبعىن اغبرب (tropologiques) وىو اؼبعىن الذي يلقن اؼبؤمن ما هبب عليو ب حياتو، أما ثالث

وىو اؼبعىن الذي يعلم اؼبؤمن ما الذي ينبغي (Allégorique)اؼبستويات فهو اؼبستوى الرمزي تعلق وي (Anagogique)أف يؤمن بو، أما اؼبستوى األخن فهو اؼبستوى الروحي أو الباطين

بكشف أسرار اغبياة األخرى، ىذه اؼبستويات تؤكد أف أوغسطن قد عدؿ بعض الشيء ب مفهـو القيمة الروحية للنص، فجعلو استشفافيا يقـو على ما توحي بو الكلمات ال ما تعنيو،

، ؼبا كاف موجودا من مستويات ب قراءة النص الديين وفهمو.(1)وأضاؼ الداللة الرمزية سالفة الذكر ما ىي ب حقيقتها سوى مستويات للقراءة من جهة، ومستويات الدالالت

للقراء من جهة أخرى، فالقارئ يتوصل إذل اؼبستوين األوؿ والثاين ويفهمهما عن طريق التبلوة، وكأف اؼبستوين األوؿ والثاين .أما اؼبستوى الثالث والرابع فبل وصوؿ ؽبما إال من خبلؿ التدبر

تساعدىم وتعينهم على حل مشكبلهتم اليومية، أما اؼبستوين الثالث والرابع، فهي لعامة الناس مستويات اػباصة اليت تزيد على العامة بقدرهتا على إدراؾ ما وراء اغبرؼ والكلمة.

اؼبشروع التأويلي األوغسطيين حوؿ قراءة النص اؼبقدس وذباوز صعوبات الفهم والتفسن، اء موضوع قراءة وتأويل النصوص الدينية، ساىم ببل ريب ب فتح أفق وإسهاماتو الفكرية ب إثر

جديد للتأويل بشكل الفت ب مبلحقتو للمعىن اؼبخفي خلف النص، كما أف ىذا اؼبشروع سوؼ يكوف لو الفضل األكرب ب نشأة كثن من اؼبشاريع التأويلية ب الفلسفة اغبديثة فيما بعد خاصة ما

وثر". تعلق منها بػ "مارتن ل

.57عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص (1)

Page 33: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

20

ـ(1546ـ ػ 1483) Martin Luther/ مارتن لوثر 2ج ػ مع االنتقاؿ إذل الفلسفة اؼبسيحية ب العصر الوسيط تكوف مسألة الفهم، فهم الكتاب اؼبقدس ربديدا قد أصبحت أولوية، وأكثر ضرورة، ح ى أهنا شكلت مركزية أفكار وفلسفة القديس

عن التفسن اغبرب للكتاب اؼبقدس، إال أف حركة اإلصبلح أوغسطن سابقا واليت دل تبتعد كثنا اليت كانت قد انطلقت ب القرف السادس عشر، كرد فعل على الكنيسة و الديين اليت قادىا لوثر،

وقراءهتا اجملازية للنصوص اؼبقدسة من جهة، واحتكارىا للفهم، وطرؽ الوصوؿ إذل اغبقيقة من انت قد أعادت طرح مسألة الفهم من جديد، فبعدما كاف جهة أخرى. ىذه اغبركة اإلصبلحية ك

الفكر/ العقل يسموا فوؽ اؼبعىن اغبرب / اعبسدي ليصل إذل اؼبعىن اجملازي/ الروحي، أصبح مع ىذه اغبركة الفكرية النشطة من الضروري العودة إذل حرفية الكتابات اؼبقدسة، ألف فهم الكتاب

(1)بلح، وبدده ووبجبو الرتاث الكنسي الدوغمائياؼبقدس كما يصر على ذلك دعاة اإلص(Dogmatique) والذي يبثل ب حقيقتو ما أنتجو العقل من خطابات حوؿ النصوص

اؼبقدسة، يقف بشكل من األشكاؿ عائقا ب وجو فهم الكتابات اؼبقدسة فبا يفرض ذباوزه، هبذا يوطيقا من كنف الدراسات البلىوتية يكوف لػمارتن لوثر الفضل األكرب ب إخراج التأويل / اؽبرمن

الكنسية وما ميزىا من قواعد وحدود وضوابط سانبت بشكل كبن ب احتكار اغبقيقة وبالتارل احتكارا للفهم.

اعبدؿ السابق بن السلطات الكنسية اليت تدعي امتبلكها للحقيقة الدينية من جهة، ودعاة ؽبرمنيوطيقا "تتلقى دفعا جديدا بالرجوع إذل اإلصبلح الديين من جهة أخرى جعل التأويل / ا

، فالفهم الصحيح عند مارتن (2)حرفية الكتابات اؼبقدسة كما مارسها اإلصبلحيوف الربوتستانت"الذي يتأسس على عناية القارئ بالسياؽ (Littéral)لوثر ينطلق من التفسن اغبرب / اعبسدي

ىذا األسلوب ب حقيقتو نابع من إيباف مدرسة التارىبي والبنية النحوية لكل نص من النصوص،

.258ىانز جورج غدامن: اغبقيقة واؼبنهج، مرجع سابق، ص (1) . 65ىانز جورج غدامن: فلسفة التأويل، مرجع سابق، ص ( 2)

Page 34: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

22

اإلصبلح بأف النصوص اؼبقدسة واضحة ؼبن يقرؤىا ب مقابل ما كانت تؤمن بو الكنيسة من كوف النصوص مغلقة ربمل بن ثناياىا كثنا من الغموض، فبل يصل إذل معانيها إال الكهنة، والقائموف

صبلح الديين فهي تقـو على أف: الكتاب اؼبقدس على الدين، أما الفرضية اليت وضعها رجاؿ اإل(، أي أننا ال كبتاج إذل الرتاث لتحقيق فهم interpres Sui ipsuis) ىو مؤوؿ نفسو

مناسب للكتاب اؼبقدس، وال كبتاج إذل فن التأويل باألسلوب الذي كاف يتبعو اؼببدأ القدن عن ينطوي على معىن أحادي يبكن أف اؼبعىن الرباعي للكتاب اؼبقدس، ولكن الكتاب اؼبقدس

. (1)يستشف من النص، إنو اؼبعىن اغبربغن أف ىذا األمر ال يعين بالضرورة أف لوثر يرفض تعدد اؼبعاين، أي التأويل اجملازي، خاصة كونو كاف الىوتيا بذات القدر الذي كاف فيو مصلحا، فقد ورث هند القروف الوسطى ب استنتاج

للمعىن من فقرات اإلقبيل، غن أنو دل يطبق ىذا النهج على الدواـ، ففي بعض اؼبستويات اؼبختلفة، أما (2) األحياف كاف يتبىن تفسنا ؾبازيا لكنو ب األغلب كاف يتأرجح بن التفسن اغبرب والروحاين

ب ذباوزه لسلطة الكنيسة ودوغمائية القراءات الكنسية واعتقادىا ب صحة ىذه القراءات، يدعو وثر كل مسيحي إذل قراءة الكتاب اؼبقدس وفق ما يراه، ح ى يصل من خبلؿ فعل القراءة ىذا إذل ل

إدراؾ اغبقيقة اإلؽبية اؼبتوارية والقابعة خلف النص، فالقارئ ػ ىنا ػ يواجو النص وحده من دوف لى تدخل الكنيسة والىوهتا وبعيدا عن تأويبلهتا، ىذه القراءة الفردية تقـو ب حقيقتها ع

"التجربة"، إذ ىي ضرورية لفهم الكلمة اليت ال تتحصل دبجرد تكرارىا أو معرفتها، ولكن بأف . (3)تعاش أو تتحسس

األولوية ىنا تتأسس على التجربة اإليبانية، بالعودة إذل اؼبصادر األصلية، أي اؼبعايشة والتفاعل األخن ال يبكن فهمو كمعىن مع النص األصلي ومن خبللو للوصوؿ إذل فهم جديد للمعىن، ىذا

.259، ص ىانز جورج غدامن: فلسفة التأويل، مرجع سابق( 1) ..52(، ص1014، 1لوثر، ت: كوثر ؿبمود ؿبمد )مصر: مؤسسة ىنداوي للتعليم والثقافة، ط : مارتن سكوت إيتش ىندريكس ( 2) .88دافيد جاسرب: مرجع سابق، ص (3)

Page 35: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

23

أحادي ب كل مكاف وزماف، فالكتاب اؼبقدس ػ حسب غدامن ػ من حيث كليتو يهدي إذل . (1)فقرات فردية، وىذا الكل يبكن بلوغو فقط من خبلؿ تراكم فهم الفقرات الفردية

وبصل كأف الفهم الكلي ال وبصل إال من خبلؿ اؼبرور عرب األجزاء، كما أف فهم األجزاء الإال من خبلؿ السياؽ الذي جاءت فيو، لنكوف بذلك أماـ دائرة ىرمنيوطيقية قائمة على اؼببدأ

ومن الغرض ، (contexteالقائل بأف تفصيبلت نص ما هبب أف تفهم من السياؽ )(scopus)، هبذا قبد أف النص اؼبقدس يفسر (2)وىو اؼبعىن اؼبوحد الذي يهدؼ إليو الكل .

يعطي الدراسات اللغوية أنبية بالغة ب عمليات الفهم، من خبلؿ دراسة نفسو بنفسو، ما الرتاكيب النحوية، وسياقاهتا.

/ التأويل في العصر الحديث والبحث عن منهج للعلـو اإلنسانية 02اؼبتأمل للتأويل الكبلسيكي سوؼ يكتشف من دوف عناء أنو قد قاـ على دراسة النصوص

بنصوص العهد القدن أو العهد اعبديد، إذ حاوؿ اؼبفسروف واؼبؤولوف اؼبقدسة، سواء تعلق األمر الوقوؼ على تلك النصوص واستيعاهبا، من خبلؿ الكشف عن اؼبعىن اغبرب متجاوزين تعدد التفاسن والتأويبلت، األمر الذي جعل من تأويل تلك اؼبرحلة توراتيا بامتياز، توزع فيو اؼبعىن بن

ما يعرؼ باؼبعاين األربعة، غن أف اؼبرحلة اغبديثة من تاريخ الفلسفة مستويات متعددة مشكبلضبلت معها تيارات فلسفية حاولت ذباوز تعدد اؼبعاين من جهة، وذباوز اإلطار اؼبقدس للنص اؼبؤوؿ من جهة أخرى، فنقلت بذلك االىتماـ من دائرة النصوص اؼبقدسة، ووسعتو ليشمل

ماؿ الفنية، وذباوزت كذلك فكرة البحث عن اؼبعىن اؼبتواري خلف النصوص البشرية، وح ى األع النصوص، لتنتقل إذل ؾباؿ الفهم، أو ما يسميو غدامن بفن الفهم.

ىذه النقلة النوعية اليت أحدثها التأويل ب الفرتة اغبديثة تدفعنا إذل التساؤؿ عن نظرة التيارات خاصة من خبلؿ أىم اؼبشاريع الفلسفية اليت ميزت اغبديثة / الكبلسيكية ب الفلسفة إذل التأويل

. 259ىانز جورج غدامن: اغبقيقة واؼبنهج، مرجع سابق، ص (1) .260نفسو، ص (2)

Page 36: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

24

اؼبرحلة اغبديثة، وسانبت ب انتقاؿ التأويل من دائرة الدراسات الكنسية والدوراف حوؿ النصوص الدينية، إذل فضاء التفكن الفلسفي.

أ / شالير ماخر و مشروع التأويلية العامةمن ـ( 1834ـ ػ 1768)Schleiermacher. Frédéricيعد فريديريخ شبلير ماخر

أشهر علماء الدين اؼبسيحين ب أؼبانيا إباف القرف التاسع عشر، بل أكثر من ذلك يبكن عده اؼبؤسس األوؿ ؼبا بات يعرؼ فيما بعد باؽبرمنيوطيقا العامة أو الكبلسيكية، كما يعود إليو الفضل

أو فنا لعملية الفهم وشروطها ب ب أنو نقل اؼبصطلح من دائرة االستخداـ البلىوب ليكوف علما.والعبارة ىنا تشن إذل ـبتلف النصوص، على خبلؼ تيارات التأويلية السابقة (1)ربليل النصوص

لشبلير ماخر، إال أف األخن شكل من خبلؿ أفكاره ومشروعو التأويلي منعرجا حاظبا ب تاريخ قلمة التأويل، والوصوؿ إذل ىرمنيوطيقا التأويل، من خبلؿ ذباوزه ؼبيزة اإلقليمية أو ما يعرؼ بأ

عامة، عرب عنها بوؿ ريكور بالتكنولوجيا، أي تقنية للفهم، كما يصفها شبلير ماخر ب عبارة افتتاحية حملاضراتو ب اؽبرمنيوطيقا بأنو ال وجود ؽبا كمبحث عاـ فليس ىناؾ غن كثرة من األفرع

.(2)اؽبرمنيوطيقية اؼبنفصلة ير ماخر جاءت إذف لتضطلع دبهمة أساسية إهنا القضاء على اغبركة البل ىرمنيوطيقا شبل

إقليمية للهرمنيوطيقا، والوصوؿ إذل عاؼبية وكوكبية اؼبمارسة التأويلية كطريقة ب الفهم.ينطلق مشروع شبلير ماخر التأويلي من نقده ورفضو للقاعدة التأويلية اؼبأثورة القائلة بأف "

، وكأف النص من شدة الوضوح ال وبمل سوى معنا واحدا إنو (3)قاء ذاتو "فهم النص وبصل من تلببل ريب اؼبعىن اغبرب الذي أكدت عليو الدراسات الكنسية ب التعامل النصوص اؼبقدسة، األمر الذي هبعل من خطوة شبلير ماخر سبردا على الكنيسة، خاصة أف "عملية فهم النصوص الدينية ال

واعد التفسن وآلياتو، بل كل ما يقتضيو الفهم ىو أف يتجنب اؼبفسر اػبطأ تتطلب االستعانة بق

.20نصر أبو زيد: مصدر سابق، ص (1) .65عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص (2) .79مشن باسيل عوف: مرجع سابق، ص ( 3)

Page 37: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

25

. فاؽبرمنيوطيقا القديبة دل يكن اىتمامها بالنص يتعدى حدود اؼبسألة (1)ب إدراؾ معاين النص"اللغوية، أو ما يبكن تسميتو بالفهم التلقائي الذي يتوقف عند اؼبعاين النصية، ب حن يهمل

، ذاتيتو وذباربو.شخصية اؼبؤلف Laيستبدؿ شبلير ماخر إذف القاعدة السابقة بفكرة مغايرة، ىي قاعد "سوء الفهم " )

Mécompréhensionفالتأويل ىنا كممارسة (2)(، من حيث أهنا تثن اغباجة إذل الفهم .عملية يغيب عن النصوص اليت يبيزىا الوضوح، واليت وبصل فيها الفهم من تلقاء ذاتو، وكأنو استعداد ذاب عند القارئ متأصل فيو. أما بالنسبة للمنظور اعبديد يصبح التأويل مع شبلير ماخر

. وكأف القصد من ذلك أف سوء فهم النصوص يتشكل بطريقة آلية عند (3)"فن ذبنب سوء الفهم"ما ينبغي اؼبتلقي / القارئ، أو بتعبن آخر "أنين ال أفهم شيئا وال أستطيع أف أبنيو، فسوء الفهم ىو

.(4)توقعو ب كل غبظة"ىذه اللحظة الراىنة احملرجة تدفع القارئ ببل ريب إذل البحث عن ذباوز سوء الفهم، األمر الذي هبعل اغباجة ضرورية لقياـ شروط وقواعد كبوية ونفسية لفن التأويل تعصم القارئ من سوء

ا نفهم بكيفية صحيحة ومناسبة، الفهم، فنحن معرضوف بشكل تلقائي لسوء الفهم أكثر من كوننخاصة كلما تقدـ النص ب الزماف، وصار أكثر غموضا والتباسا بالنسبة لنا، ىذه القواعد تكوف

متحررة من كل مضموف دوغمائي، لتمنح بذلك للفهم استقبللية اؼبنهج. ف األخن ال شك أف االىتماـ اعبديد الذي يوليو شبلير ماخر للفهم إمبا يبن بشكل واضح أ

أصبح اؼبهمة األوذل للهرمنيوطيقا العامة. فإذا كانت التأويبلت السابقة ػ الكبلسيكية ػ تتحدد وفقا ػبصوصية مضموف نصوصها، دينية مقدسة أو قانونية بشرية، أو غنىا، فإف ىرمنيوطيقا شبلير

كة، كما أنو "دل ماخر العامة تدور باألساس حوؿ عمليات الفهم من خبلؿ كوهنا القاعدة اؼبشرت

. 79ص ، مشن باسيل عوف: مرجع سابق ( (1) .44ـ(، ص 1998، 1) بنوت: دار الطليعة، ط نبيهة قارة: فلسفة التأويل (2) .271غدامن: اغبقيقة واؼبنهج، مرجع سابق، ص ىانز جورج (3) .50ـ(، ص 1990، بنوت: 9الرتصبة ب مركز اإلمباء القومي )العرب والفكر العاؼبي، ع رينر روكليتز، ربوالت التأويلية: تر: فريق (4)

Page 38: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

26

يعد يلتمس وحدة التأويلية ب وحدة مضموف الرتاث اليت يطبق عليها الفهم، إمبا ىو يلتمسها باألحرى، ودبعزؿ عن أي مضموف معن ب وحدة إجراء ... فثمة حاجة للفهم حيثما ال يكوف

. (1)فهم مباشر، أي م ى ما أخذت إمكانية سوء الفهم ب اغبسباف"ف التأويلية بدأت تشهد منعطفا جديدا حاظبا، من خبلؿ ذباوز اؼبضموف من ىنا يظهر أ

واغبقيقة لصاحل الفهم الذي أصبح يستهدؼ مباشرة رأي األخر / الغن، ىذا االستهداؼ هبعل اؼبعىن فبحورا حوؿ التعبن، فاؼبعىن الذي يتطلب الفهم سيكوف حقيقة خاصة بتعبنات فردية أو

ىرمنيوطيقا غدامن دل يعد مرتبطا بالكلمات ومعانيها اؼبوضوعية، بقدر . الفهم ب (2)عصر معنما أصبح مرتبطا أو قائما ب فردية اؼبؤلف، أو اؼبتكلم، الذي ال يبكن فهمو إال من خبلؿ الرجوع إذل أصل فكره، وبالتارل فهم أفكاره باعتباره منبثقة من التجربة اغبياتية، ألف العملية اإلبداعية ػ

بلير ماخر ػ ب تفردىا وذاتيتها اعبوىريتن ترتبط ارتباطا وثيقا باغبياة الداخلية واػبارجية حسب شللمؤلف ومن شبة فإف النص باعتباره إنتاجا إبداعيا لن يكوف سوى ذبليا ؽبذه اغبياة، وإذا كاف

بل وإدراؾ األمر كذلك "فإف اؼبهم ب اؼبمارسة اؽبرمنيوطيقية ليس تفسن اؼبقاطع النصية فحسب، . (3)النص ب أصلو أو منبعو، وب بزوغو من اغبياة الفردية ؼبؤلفو"

ففهم نص من النصوص وبتاج إذل أمرين أساسين: أورغانوف لغوي من جهة، وقدرة على النفاذ إذل الطبيعة البشرية تسمح للمؤوؿ بأف يعيد تكوين الفعل اإلبداعي للمؤلف، من خبلؿ

لي للمؤلف واغبلوؿ ؿبلو، وذلك دبعايشتو لكل عملياتو الذىنية، ليصبح وضع نفسو ب اإلطار الكالفهم بذلك عملية إعادة إنتاج، إنتاج للمقاصد األصلية للمؤلف من خبلؿ حياتو الفكرية، وما قالتو نصوصو وتعبناتو. وإذا كاف األمر على ىذا النحو فهو يقودنا ببل ريب إذل قاعدب، أو جانيب

.264، ص اغبقيقة واؼبنهج، مرجع سابقغدامن: ىانز جورج (1)

Jean Grondin : Introduction à Hans Georg Gadamer (paris: ed du cerf ,1999) p91. (2)ػ .26ـ(، ص 2007، 1) اعبزائر: منشورات االختبلؼ، ط ن فلسفات التأويل إذل نظريات القراءةعبد الكرن شرب: م (3)

Page 39: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

27

بلير ماخر، أو ما وبب غدامن تسميتو بالقواعد النحوية، والنفسية التأويلية، وىي التأويل عند ش . (1)متميزة سباما ح ى ب وعي اؼبؤوؿ من االلتزاـ دبضموف دوغمائي

ىذه القواعد ب حقيقتها تشن إذل شعبيت التأويل عند شبلير ماخر، أي التأويل النحوي / ية للنصوص، والتأويل التقين / النفسي، الفهم النفساين اللغوي، الفهم اللغوي للقواعد اللغو

للجانب الذاب للمؤلف وعبقريتو اليت أنتجت النص. رغم الفصل النظري بن اؼبستوين، غن أنو ال يبكن أف يتمثل أحدنبا دبعزؿ عن األخر، إذ يضع شبلير ماخر التأويل النفسي )التقين( جنبا

، وعليو نبلحظ أف عملية الفهم ربصل (2)ىي مسانبتو األميز إذل جنب التأويل القواعدي، وىذه من خبلؿ مقاربتن أساسيتن نبا اؼبقاربة النحوية، واؼبقاربة النفسية.

يتعلق التأويل النحوي إذف باعبانب اللغوي، أو ما يعرؼ بالداللة اؼبوضوعية اليت تنطبق على ء التارىبي اؼبوضوعي للنصبنية النص، و اليت يسميها شبلير ماخر بإعادة البنا

(Reconstruction Historique Objectif) وىي تعتد بكيفية تصرؼ النص ب. يتعلق ىذا الصنف من التأويل بفهم (3)كلية اللغة، وتعترب اؼبعرفة اؼبتضمنة ب النص نتاجا للغة

ألمر الذي اعبانب اؼبادي من اػبطاب / النص من خبلؿ مبط التفكن اػباص بلغة من اللغات، ايتطلب ب اغبقيقة إؼباما تاما وشامبل بقواعد اللغة اليت يستخدمها اؼبؤلف، وإحاطة كاملة خبصائصها النحوية والصرفية، ىذه األخنة يبكن عدىا حدودا لعملية الفهم والتفسن، األمر الذي

. (4)ية للفهم"دفع شبلير ماخر إذل "اعتبار ىذا الضرب من التأويل سلبيا كونو يضع حدودا لسانمن خبلؿ اىتمامو بالفحص النحوي والقواعدي لبنية النص واللغة اليت كتب هبا، ىذا ما يبدوا أنو

كاف يقصد بو األورغانوف اللغوي.

.272ىانز جورج غدامن: اغبقيقة واؼبنهج، مرجع سابق، ص (1) .273نفسو، ص (2) .21نصر أبو زيد: مصدر سابق، ص ( 3) .82بومدين بوزيد: مرجع سابق، ص ( 4)

Page 40: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

28

إذا كاف التأويل النحوي يتجو إذل اعبانب اؼبوضوعي اؼبثبت من خبلؿ فعل الكتابة، ليدور فإف التأويل النفسي على العكس من ذلك، "فما هبب الفهم حوؿ الكلمات ومعانيها اؼبوضوعية،

أف يفهم اآلف ليس فقط الكلمات اؼبضبوطة، ومعانيها اؼبوضوعية، وإمبا أيضا فردية اؼبتكلم أو . فالتأويل النفسي ينصب بالدرجة األوذل على اعبانب الذاب ب العمل اإلبداعي، أي (1)اؼبؤلف"

بفردية اؼبؤلف وعبقريتو، فهو هبذا حبث ب اؼبقاصد النص وما وبملو من ؾبهود فردي يرتبط األصلية للمؤلف اؼبتوارية خلف ما أنتجو قوال أو نصا، ىذا الصنف من التأويل "يهدؼ إذل معرفة فردية اؼبؤلف وعبقريتو، األمر الذي يتطلب اندماجا وجدانيا، وذىنيا معو، ىذا اغبلوؿ ىو ما

. (2)يسميو شبلير ماخر بالفعل التكهين"الفهم السليم ؼبؤلف ما إذف ال يتم إال من خبلؿ الرجوع إذل إنتاجو األصلي، باعتباره عمبل فنيا أو فكرا صباليا، هبعل من ىذا الفكر الذي يعرب عن نفسو شرطا أساسيا لوجود فهم معن، حيث يعتقد شبلير ماخر أف األفكار الفنية "غبظات من اغبياة ربتوي على لذة كبنة تطفح ب

. (3)شكل قوؿ، ولكنها تضل ح ى ب شكلها ىذا فكرا فرديا، وبناء حرا ال تربط بكائن"إذف ما يفهم دائما ىو فكر فردي تتم عملية بنائو بشكل مباشر من خبلؿ نشاط إؽبامي تكهين هبعل من كل إنتاج فردي ؿبصلة لعبقرية اؼبؤلف وميزاتو الشخصية، ألف ما يتوافق مع إنتاج

ىو اإلؽباـ، الذي يقتضي ضربا من ضروب التوافق واالنسجاـ الروحي ويستند إذل رابط العبقرية موجود مسبقا بن األفراد.

الفهم إذف ىو ذلك التكرار اؼبنتج لئلبداع الفكري األصلي، من خبلؿ قاعدة أف كل فردية قارنة الفرد مع ىي ذبل لروح كلية، فكل فرد وبمل ب ذاتو شيئا صغنا من فرد آخر، ونتيجة ؼب

اآلخر يتم ربفيز العملية اإلبداعية، األمر الذي يسمح بإمكاف فهم فردية اؼبؤلف بشكل مباشر

.272ػ 273قة واؼبنهج، مرجع سابق، ص ص ىانز جورج غدامن: اغبقي ( 1) .34ـ(، ص 2002، 1ؿبمد شوقي الزين: تأويبلت وتفكيكات ) الدار البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، ط ( 2) .275ىانز جورج غدامن: اؼبرجع السابق، ص ( 3)

Page 41: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

29

"بأف ينقل الفرد نفسو إف جاز التعبن إذل اآلخر" وبذلك يسعى الفهم عند شبلير ماخر إذل .(1)البحث عما ىو مشرتؾ باالستناد إذل اؼبقارنة، وما ىو فريد من خبلؿ اإلؽباـ"

أما الفهم كغاية ب اؼبشروع اؽبرمنيوطيقي عند شبلير ماخر، فإنو يتأسس ال على العوامل اؼبوضوعية وحدىا، أو بيوغرافيا اؼبؤلف وحياتو الفكرية فقط، بقدر ما يرتد ىذا الفهم إذل العوامل

جهة، والعوامل اؼبوضوعية اؼبشرتكة اليت سبثلها اللغة دبختلف قواعدىا النحوية والصرفية منالذاتية اػباصة اؼبعربة عن نفسية اؼبؤلف وعبقرية إرساليتو، وأفكاره اؼببثوثة بن ثنايا النص، الوصوؿ إذل الفهم ال يبر إال من خبلؿ معايشة ذبارب اؼبؤلف الروحية، من خبلؿ فرادتو وإعادة بناء ىذه

ؼبقاصد األصلية، واألولية ؽبذا اؼبؤلف التجربة اغبياتية مرة أخرى لدى اؼبتلقي، أي إعادة تأسيس ا .(2)على ضوء حياتو الفكرية، وما أراد قولو والتعبن عنو ب أثره ونصوصو

ما يبلحظ أف التأويلن: النحوي والتقين أهنما يظهراف أكثر استقبللية عن بعضهما من خبلؿ عاـ / الكلي فبثبل ب االختبلؼ ب اؼبهاـ اؼبنوطة بكل منهما ب تأسيس الفهم، انطبلقا من ال

اللغة، واػباص / اعبزئي متجسدا ب شخصية اؼبؤلف وعبقرية فكره، إال أهنما ب حقيقة األمر يكمبلف بعضهما البعض ب ما ىبص مهمة التأويل عند شبلير ماخر، متمثلة ب القبض على

الفكرة اليت يشكلها الفهم متأرجحا بن الداللة الذاتية / الفردية من خبلؿ كوف الفرد مسئوال عنحوؿ النص أو الواقع، أو اؼباضي، وبن الداللة اؼبوضوعية / اللغوية اليت زبضع اآلراء الفردية

. والفهم هبذا (3)المتحاف لغوي صاـر قصد الكشف عن الرأي السليم من صبلة اآلراء اؼبعرب عنهاوؿ اغبقيقي على حد تعبن نبيهة الشكل يقـو على تضافر ـبتلف العوامل الذاتية واؼبوضوعية، واؼبؤ

. (4)قارة، ىو "الذي يستطيع أف هبمع بن مهميت شعبيت التأويل"

.277ػ 276ىانز جورج غدامن: اغبقيقة واؼبنهج، مرجع سابق، ص ص (1) .34د شوقي الزين: تأويبلت وتفكيكات، مرجع سابق، ص ؿبم (2) .53نفسو، ص (3) .48نبيهة قارة: مرجع سابق، ص (4)

Page 42: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

31

الفهم إذف عملية استحضار وبناء للماضي ب اغباضر، وذبسيد لآلخر، وحوار معو من خبلؿ حضور اإلبداع / النص، وبفعل القراءة اليت تنفذ إذل فرادة اؼبؤلف لكشف مقاصده، ومن خبلؿ ربليل لغوي / كبوي ػبطابو من جهة، ومعايشة روحية / تكهنية من جهة أخرى، كبن هبذا أماـ

باألساس، ألننا نفهم الشيء دبقارنتو بشيء آخر لدينا (Référentiel)عملية إحالية إشارية معرفة بو، وما نفهمو يشكل نفسو ب وحدات منظمة، أو دوائر مكونة من أجزاء، والدوائر

ربدد كل جزء مفرد فيها، والعكس صحيح، فاألجزاء اؼبفردة تكوف الدائرة الكلية بوصفها كبل . (1)وربددىا

ليفسر من (cercle d'interprétation) يوظف شبلير ماخر اغبلقة التأويليةخبلؽبا، ويكشف عن كيفية تشكل الفهم انطبلقا من حضور تارىبية النص، وتكهنية القارئ،

ة تقـو عمليات الرتكيب على اؼبستوين السابقن، فلكي نفهم العناصر فمن خبلؿ ىذه اغبلقاعبزئية ب النص البد ػ أوال ػ من فهم النص ب كليتو، ىذا الفهم للنص ب كليتو ال بد أف ينبع من

، فالفهم ب اعبانب (2)فهم العناصر اعبزئية اؼبكونة لو، "معىن ذلك أننا ندور ب دائرة ال هناية ؽبا"وضوعي ىو دائما ب حالة من اغبركة الدائرية تنطلق من النص لتعود إليو مرة أخرى، ففهم اؼب

الكلمة الواحدة ال يتحقق إال من خبلؿ ردىا إذل السياؽ اللغوي الذي ولدت فيو، أي اعبملة ىذه األخنة ال يبكن أف يتحدد معناىا إال من خبلؿ فهم أجزائها ومفرداهتا.

كل واعبزء ىو الذي يصنع الفهم ب شكلو الدائري بن قطيب اعبدؿ الدائر ىذا التفاعل بن البن العوامل اؼبوضوعية من جهة، والعوامل الذاتية من جهة أخرى، لتبقى كل قراءة نسبية وكل فهم

دوف اكتماؿ دائما.يبدو أف موقف شبلير ماخر من اغبلقة اؽبرمنيوطيقية قد واجو اعرتاضات عدة خاصة ب ما

تعلق بالعوامل الذاتية، إذ يرى غدامن أننا عندما كباوؿ تفسن نص معن فإننا ال كبل ؿبل ي

.67عادؿ مصطفى: مرجع سابق ، ص (1) .22أبو زيد: مصدر سابق، ص نصر (2)

Page 43: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

30

اإلنشاء الفكري لصاحبو بقدر ما كباوؿ الكشف عن سبلمة ما يقولو ومصداقيتو، وعندما نريد فهمو فإننا نذىب إذل حد تدعيم حججو وبراىينو. وبصل ىذا ب اغبوار، وأيضا ب فهم النص

ب، حن نتحرؾ داخل أبعاد اؼبعىن اؼبفهـو بدوره والذي ال يلتمس أي عودة إذل نفسية اؼبكتو اؼبؤلف وذاتيتو "األمر الذي هبعل مهمة التأويل إنارة الفهم، وليس الكشف عن تواصل سري

.(1)عجيب بن األفراد، وإمبا كمشاركة ب بلورة معىن مشرتؾ، بينهم"يبيز ىرمنيوطيقا شبلير ماخر، ما فتئ وبجب بعدىا كما أف الطابع النفسي الذي أصبح

التارىبي، واؼبشكلة ىنا ال تعين غموضا تارىبيا بقدر ما تشن إؿ غموض اآلخر / األنت. لكن تصوره لعمليات الفهم على أهنا إعادة إنتاج لقصدية اؼبؤلف األصلية، ومنو االعتقاد بأف ىذا

لمؤلف، فالقارئ / اؼبؤوؿ ىنا يفهم اؼبؤلف أفضل فبا الفهم اعبديد أفضل من اإلنتاج األصلي ليفهم ىذا األخن نفسو، ىذا الفهم )األخن( ػ اؼبتسامي ػ ال يرجع ب مقامو اؼبتعارل إذل مستوى القارئ / اؼبؤوؿ ب إدراكو الواعي، الذي هبعلو ب مستوى اؼبؤلف، بل يرجع إذل االختبلؼ بينهما

ية، فاؼبعىن اغبقيقي لنص معن ال يعتمد على حيثيات مؤلفو، بل الذي أحدثتو اؼبسافة التارىبيتحدد كذلك من خبلؿ حالة اؼبؤوؿ التارىبية. فكل عصر يفهم النص الذي نقل إليو بأسلوبو اػباص، فالنص ينتمي دائما إذل الرتاث الذي يشد انتباه العصر لو، ومن خبلؿ النص يسعى

صنورة إنتاج مستمرة. لذلك يدعو غدامن إذل استبداؿ العصر إذل فهم نفسو، ما هبعل الفهم .(2)عبارة "فهم أفضل" بعبارة أكثر تواضعا ىي " أننا نفهم بطريقة ـبتلفة "

إذل جانب االنتقادات السابقة، يعد تغلل الطابع النفسي إذل عمق ىرمنيوطيقا شبلير ماخر ظر إذل النص على أنو إنتاج حر، تبذؿ من بن أبرز عيوهبا، األمر الذي جعلها هتمل اؼبوضوع لتن

فيو أقصى جهودىا إلعادة إحياء التجربة الفكرية للمؤلف من خبلؿ القارئ ب عملية سيكولوجية تكهنية، تقـو بالدرجة األوذل على ذباوز اؼبعطى األوؿ، أي اللغة بغرض الوقوؼ على العمليات

.121ػ 120ىانز جورج غدامن: فلسفة التأويل، مرجع سابق، ص ص ( 1) .406ػ 405قة واؼبنهج، مرجع سابق، ص ص ىانز جورج غدامن: اغبقي (2)

Page 44: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

32

قد "أنو ضل الطريق عندما زبلى عن الداخلية اليت سبقت النص، األمر الذي جعل البعض يعتاؼبوقف اؼبنهجي اؼبتماسك اػبصب، وازبذ موقفا سيكولوجيا ربولت اؽبرمنيوطيقا دبقتضاه إذل فن

، فتفكن اإلنساف (1)إعادة بناء العملية الفكرية للمؤلف، وىي مهمة دل تعد لغوية ب جوىرىا" ، فبل شيء يفهم سوى اللغة.وفهمو لنفسو ووجوده، وللعادل كلها معطيات لغوية

غن أنو، ورغم االنتقادات الشديدة اليت وجهت للمشروع التأويلي عند شبلير ماخر إال أف ىذا اؼبشروع ب حقيقتو كاف لو أكرب الفضل ب نقل التأويل من احتكار الدراسات الدينية،

مو جدلية السؤاؿ الكنسية للحقيقة، إذل فضاء أوسع بكثن، إنو الفضاء الفلسفي الذي ربكواعبواب، كما ساىم ىذا اؼبشروع ب الدفع باذباه ربرير اؽبرمنيوطيقا من تبعيتها للعلـو األخرى، فتجاوزت كوهنا ؾبرد قواعد ب التفسن، لتصبح علما صاغبا لفهم أي نص، فتنسحب على كل

نسبة غبياة النصوص مهما كاف نوعها، ىذا ما يؤكد أنبية غبظة شبلير ماخر الفلسفية بالاؽبرمنيوطيقا، وكأهنا ضخ لدماء جديدة ب جسم اؽبرمنيوطيقا الذي أوىنتو الدراسات الكنسية خصوصا. لقد كاف فبهدا ؼبن جاؤوا من بعده خاصة دلتاي وغدامن، إذ بدأ دلتاي فبا انتهى إليو

ا بدأ غدامن شبلير ماخر، من البحث عن تفسن، وفهم صحيحن ب ؾباؿ العلـو اإلنسانية، بينممن معضلة سوء الفهم اؼببدئي اليت حاوؿ شبلير ماخر ب تأويليتو أف يتجنبها. وهبذا يعد شبلير ماخر ػ حبق ػ أبا للهرمنيوطيقا، وللمفكرين الذين جاؤوا من بعده سواء بدؤوا ب االتفاؽ أو

سبلفو، أال وىو ، ىذا ما سوؼ نبلحظو ب تتبعنا ؼبفهـو التأويل عند أحد أ(2)االختبلؼ معو وؽبلم دلتاي.

ب / دلتاي والتأسيس المنهجي للعلـو اإلنسانية Dilthey Wilhelmتعد اللحظة الفلسفية والتارىبية اليت جاء فيها وؽبلم دلتاي

ـ( منعطفا حاظبا ب تاريخ اؽبرمنيوطيقا، فقد شهدت ذلك الرتاجع الذي 1911ـ ػػ 1833)

.74عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص ( 1) .23نصر أبو زيد: مصدر سابق، ص (2)

Page 45: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

33

سلفو شبلير ماخر إذل صبع أقاليمها وشتاهتا، تراجع لصاحل عرفتو التأويلية العامة اليت سعى التفكك والعودة إذل التفرع والتخصص الفيلولوجي القانوين والديين.

كما عايشت ىذه اللحظة بروز النزعة الوضعية اليت رأت أنو "على العلـو اإلنسانية أف اؼبنهجية، وأف تسن ب اػبط الذي تستفيد من مكتسبات العلـو الطبيعية وأف تستلهم منها أدواهتا

" . (1)سارت فيو ىذه العلـوب ظل ىذا الصراع حوؿ العلـو اإلنسانية وؿباولة علـو الطبيعة ذباوز النزعة الذاتية وعدـ دقة النتائج ب الدراسات اإلنسانية، جاء دلتاي ليدشن عهدا جديدا ب تاريخ التأويلية منطلقا من

. لذلك كاف اىتمامو األوؿ جعل اؽبرمنيوطيقا (2")يا ألننا كائنات تارىبيةكوننا "نفهم فهما تارىبأساسا لكل العلـو اإلنسانية، من خبلؿ صياغة مناىج تصل بنا إذل تأويبلت موضوعية ؼبختلف تعبنات اغبياة الداخلية، فكاف بذلك التمييز بن علـو الطبيعة والعلـو اإلنسانية أساسا حملاوالتو

قية.اؽبرمنيوطيكاف دلتاي على وعي تاـ بصعوبة القضية اؼبطروحة أمامو، لذلك سعى إذل إهباد منهجية موضوعية قادرة على دراسة وفهم الواقعة اإلنسانية، ح ى تكتسب العلـو اإلنسانية مصداقية إذل

، لقد عمل (3)جانب صعود العلـو الطبيعية الشرس، وادعاءاهتا ب دقة وضبط مشاىداهتا التقنيةعلى إعطائها بعدا منهجيا ـبتلفا عما قامت عليو العلـو الطبيعة وذلك من خبلؿ ردىا إذل اؽبرمنيوطيقا اليت أصبحت منهجا للفهم، يؤكد ريكور بأف الطريقة الوحيدة إلنصاؼ اؼبعرفة التارىبية

. فعادل (4)تبدوا كامنة ب إعطائها بعدا علميا قاببل للمقارنة مع البعد الذي حققتو علـو الطبيعةالفيزياء يقـو بشرح األحداث والعبلقات الفيزيائية بن ظواىر الطبيعة اؼبادية موظفا القوانن، بينما اؼبؤرخ وباوؿ فهم التصرفات والسلوكات بالعودة إذل اؼبقاصد واألغراض، لذلك يبيز دلتاي بن

، ط (1) .186ـ(، ص 2009، 1نايب بوعلي: التأويل والرتصبة مقاربات آلليات الفهم والتفسن ) بنوت: الدار العربية للعلـو .326، مرجع سابق، ص غدامن: اغبقيقة واؼبنهجىانز جورج ( 2) .133دافيد جاسرب: مرجع سابق، ص (3) .63بوؿ ريكور، من النص إذل الفعل: مرجع سابق، ص (4)

Page 46: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

34

اعتباره اؼبنهج العلمي التفسن من جهة، والتأويل أو الفهم من جهة أخرى، ونظر إذل األوؿ ب . (1)اؼبناسب لعلـو الطبيعة، وإذل الثاين باعتباره اؼبنهج العلمي اؼببلئم لعلـو الفكر

الدراسات اإلنسانية عند دلتاي تبدأ من الفهم، لكن فهم ماذا ؟ إنو فهم تعبنات "اغبياة " األخنة تعمل على نقل انطبلقا من تفاعل اؼبؤوؿ / الباحث مع تعبنات اغبياة عند اآلخر، ىذه

ذبارب ىذا اآلخر ليتشاركها مع اؼبؤوؿ وكأهنا ذباربو الذاتية اليت عايشها. يبيز دلتاي بن نوعن من التجربة / اػبربة:

ػ التجربة اؼبعاشة اليت استعملها ب وصف علـو الفكر أو العلـو اإلنسانية. ػ التجربة العلمية واليت زبص علـو الطبيعة.

الشك أف التجربة اليت يقصدىا دلتاي زبتلف عن ذبربة علـو الطبيعة، إهنا التجربة اؼبعاشة، واليت سبثل كل ما ىو معطى مباشرة للوعي الفردي، فالظواىر اإلنسانية كما ينظر إليها يورغن

ما ىي إال موضوعات للعلـو األخبلقية دبجرد ـJürgen Habermas(1929 ،) ىابرماس ، فأف نفهم يعين أننا نفهم تعبنا عن اغبياة (2)االت اإلنسانية حاالت معيشة كخرباتأف تصبح اغب

بوصفها ذبربة اإلنساف ب التاريخ، إهنا التجربة اغبية كما يعيشها ىذا األخن بالفعل، ىذا الفهم ال يقـو على مقوالت خارجة عن اغبياة، بل ينطلق من مقوالت تنتمي إذل صميم اغبياة ذاهتا

تجاوزين ما يبيز العلم من مقوالت ذات طابع سكوين وال زماين، ألننا لبترب اغبياة ب غبظات م فريدة خاصة من غبظات اؼبعىن، أي من خبلؿ اػبربة والتجربة اؼبعاشة.

هبذا يتضح أف "التجربة الذاتية ىي أساس اؼبعرفة وىي الشرط الذي ال يبكن ذباوزه ألي كا بن اآلحاد من البشر، فإف التجربة تصبح ىي األساس الصاحل معرفة. وطاؼبا أف ىناؾ مشرت

إلدراؾ اؼبوضوعي القائم خارج الذات، إف ىذا اؼبوضوعي ػ ب العلـو اإلنسانية، خاصة التاريخ ػ

.32عبد الكرن شرب: مرجع سابق، ص (5)

Jürgen Habermas : Connaissance et Intérêt, Traduit par Gérard Clémençon (paris : Gallimard, (1)

,1976) pp.202 _203.

Page 47: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

35

، وىذه اؼبشاركة ال تتم إال من (1)إنساين وبمل تشاهبات من التجربة األصلية عند الذات اؼبدركة"م ما يصدر عن اآلخر من تعبنات، فيصبح كل ما يصدر عن اآلخر من خبلؿ قناة الفهم، فه

أشكاؿ تعبنية ورموز صوتية تعبنا عن اعبانب النفسي. الفهم هبذا فهم للتجربة الذاتية من خبلؿ ما تصدره الذات من أشكاؿ التعبن.

كتشاؼ لػ الفهم دبا ىو استعادة لتجارب اآلخر ب األنا ومعايشتها من جديد، ما ىو إال ا "األنا " ب "األنت"، تعين ىذه العبارة أف العملية األساسية ػ اليت بناء عليها تتوقف كل معرفتنا

، عملية (2)للذوات األخرى ػ "ىي إسقاط حياتنا الباطنية اػباصة بنا على اؼبوضوعات حولنا"ديد، معايشة ذاتية من الفهم من ىذا اؼبنظور إمبا تشن إذل الشعور الداخلي دبعايشة التجربة من ج

خبلؿ انعكاسها ب الذات، ىذه اؼبعايشة تنفذ إذل معطيات التجارب اغبياتية لآلخر وتعبناهتا لتنقلها من اؼبستوى الذاب كتجربة فردية معاشة، وترتقي هبا إذل مستوى اغبدث اؼبوضوعي

اػبارجي.ـو اإلنسانية "فقد جعل عملية يؤكد ىابرماس أف التجربة اغبية ىي أساس نظرية دلتاي ب العل

فهم تعبنات اغبياة معقولة طبقا لنموذج اإلحساس البلحق غباالت النفس الغريبة، ىناؾ عبلقة مبادلة بن فهم التعبن، وبن فهم التجربة اغبية ... ذلك أف ذبربة مضت أو زبص ذاتا غريبة

. (3)ولوجيا"تصبح حاضرة ب ذبربيت اػباصة، ب سيكولوجيا الفهم ىذه كسيكأصل الفهم عند دلتاي يتحدد من خبلؿ مقولة اغبياة اليت ىي ب ذاهتا بنية تأويلية، ما هبعلها أساسا حقيقا للعلـو اإلنسانية، ومن خبلؽبا تتجسد التجارب اإلنسانية، انطبلقا من التجربة

ذل فهم / تأويل الفردية وصوال إذل ذبارب اآلخر، أي انطبلقا من فهم / تأويل الذات وصوال إاآلخر. اكتشاؼ األنا ب األنت كقاعدة أساسية يتحقق من خبلؿ ذلك الرتابط الوثيق بن

التجربة اؼبعاشة من جهة، والفهم من جهة أخرى.

.25نصر أبو زيد: مصدر سابق، ص (2) .28ـ(، ص 2005ؿبمود سيد أضبد: فلسفة اغبياة، دلتاي مبوذجا )القاىرة: الدار اؼبصرية السعودية للطباعة والنشر، د ط، ( 1) .143ػ 142ص ـ(، ص2002، 1ىابرماس: اؼبعرفة واؼبصلحة، ت: حسن صقر )القاىرة: اجمللس األعلى للثقافة، ط يورغن ( 2)

Page 48: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

36

يعتقد ريكور أف عملية الفهم تنطلق من إسقاط للذات فبالنسبة لدلتاي اإلسقاط يبدأ مبكرا ب نظري أنا ال يبكن بلوغو إال من خبلؿ إسقاطات حياب ابتداء من تأويل الذات، "ما أمثلو

. أي أف اإلسقاط يعمل على إعادة بعث وإنتاج ذبربة اغبياة ب األنا كما عايشتها (1)اػباصة" األنت من خبلؿ تعبنات اغبياة.

على العلـو اإلنسانية اآلف أف تركز كامل اىتماماهتا على تعبنات اغبياة، ألف عملية الفهم هبب أف تنصب بالدرجة األوذل على تعبن موضوعي ثابت للحياة، فالفرد ال يفهم نفسو من خبلؿ أسلوب االستبطاف بقدر ما يصل إليو )الفهم( من خبلؿ موضعة اغبياة، حيث يؤكد عادؿ مصطفى أف "التأمل اؼبباشر للخربة كما يرى دلتاي، ينتج عنو إما حدس ال يبكن إيصالو، أو

، فهذه التعبنات واألعماؿ األدبية اػبارجية اليت سبثل شرطا (2)ن عن حياة داخلية"تصور ىو تعبمن شروط الفهم وأساسا لفهم األنا واآلخر، ما ىي إال ذبليات للحالة الفردية اليت يبلغها اؼبفسر، حيث يؤكد دلتاي أف باطن اإلنساف ال يعثر على ملء تعبنه الشامل واؼبوضوعي إال ب اللغة،

.(3)لذلك كاف فن التأويل تفسنا آلثار اغبضور اإلنساين اليت تنطوي عليها النصوص اؼبكتوبةبتعبن آخر يعطي دلتاي أولوية للتعبنات األدبية اليت ذبعل من اللغة وعاء ؽبا، بل إهنا من

ألخرى، أكثر اؼبيادين خصوبة ب التعبن عن اغبياة الداخلية لئلنساف مقارنة مع صور التعبنات افهم الذات هبذا ال يتحقق إال ب ضل فهم اآلخر، من خبلؿ اللغة اليت تصبح بذلك وسيطا يفصح عن فهم العمل األديب، األمر الذي جعل ريكور يؤكد بأف أيبا تأويل "إمبا يقصد أف يتغلب

ؤوؿ على التباعد والبعد الذي يفصل العصر الثقاب الذي ب، والذي ينتمي النص إليو، وبن اؼب .(4)نفسو، فإذا ذباوز اؼبفسر ىذا البعد وأصبح معاصرا للنص فإنو يستطيع امتبلؾ اؼبعىن"

.66ريكور: من النص إذل الفعل، مرجع سابق، ص بوؿ (3) .94عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص (4)

.97مشن باسيل عوف: مرجع سابق، ص (1) .48بوؿ ريكور: صراع التأويبلت، مرجع سابق، ص (2)

Page 49: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

37

عملية التجاوز وجسر اؽبوة واؼبسافة اؼبتباعدة بن النص والقارئ تتم عرب ىذا الوسيط ، اؼبوضوعي اؼبشرتؾ، أال وىو اللغة. فنحن نعرب عن فهمنا اؼبشرتؾ باإلشارات والرموز والكتابة

وبذلك يكوف دلتاي من خبلؿ حبثو فهم اؼبنتج اإلبداعي قد انطلق من زاوية اللغة / الكتابة اليت ربمل ب أحشائها ذبربة اؼببدع / اؼبؤلف ونظرتو للوجود، وتفصح عنها من خبلؿ اؼبعايشة. وبذلك

ا من ميداف من يصبح التأويل الذي يرتبط بالنسبة لدلتاي بالوثائق اليت تثبتها الكتابة، يبثل جزءميادين الفهم األكثر سعة، ذلك ألنو يبتد من حياة نفسية غريبة، "وىكذا قبد القضية

.(1)اؽبرمنيوطيقية ؾبذوبة إذل علم النفس"الفكرة السابقة تشن إذل تأثر دلتاي بالنزعة النفسية، اؼبتسربة إذل فكره عرب تأثره بأفكار

ر إذل اؼبوضوع من زاوية أخرى، حيث يؤكد "أف عمل أستاذه شبلير ماخر، غن أف ريكور ينظدلتاي يوضح أكثر من عمل شبلير ماخر إحراج اؽبرمنيوطيقا اؼبركزي الذي ىبضع فهم النص لقانوف فهم الغن، الذي يعرب عن نفسو فيو، وإذا بقي اؼبشروع نفسيا ب جوىره فؤلنو يعزو اؽبدؼ

. (2)ذل من يعرب عن نفسو فيو"األخن للتأويل ال إذل ما يقوؿ النص، بل إالنصوص اؼبثبتة بفعل الكتابة إمبا جاءت لتعرب عن ذبربة حياتية، إهنا ذبربة حياة اؼبؤلف، فهذه النصوص كرموز من غن اؼبمكن فك طبلظبها إال من خبلؿ معايشة التجربة اغبياتية للمؤلف،

ليات الفهم والتفسن الوسيلة انطبلقا من وساطة اللغة كعامل موضوعي ومشرتؾ، أين تغدو عمالقادرة على فك شيفرات النص، لبلوغ اؼبتواري خلفها، أي قصديتو، وبالتارل فهم اؼبؤلف وربقيق التطابق والتوافق معو، وهبذا تتحدد اؼبهمة الرئيسية ؽبرمنيوطيقا دلتاي، وىذا رجوعا إذل عبارة

الفهم ىنا إعادة بعث وإحياء للتجربة شبلير ماخر "فهم اؼبؤلف أكثر فبا يفهم نفسو"، ليصبح األصلية للمؤلف أو أكثر، فالفهم البلحق أعلى مرتبة من الفهم األوؿ، وأظبى منو "فاؼبفسر اعبيد ىو الذي يستطيع أف ينفذ إذل قلب عمل الفناف )اؼببدع(، ويرى أشياء ال يعيها الفناف اؼبفكر

.35نفسو، ص (3) .66بوؿ ريكور: من النص إذل الفعل، مرجع سابق، ص (1)

Page 50: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

38

ريق التعبن الذي يعطيو ؽبا وال تكوف نفسو، أشياء كانت ب عقلو وتكوف واضحة فقط عن ط .(1)واضحة بالنسبة لو

أما الوصوؿ إذل الفهم وإدراؾ اؼبعىن، معىن نص ما، فقد أعاد دلتاي ػ متأثرا بسلفو شبلير ماخر ػ توظيف دائرة / حلقة التأويل اليت تقـو على جدلية الكل واعبزء لنجد أنفسنا أماـ دوامة ال

لكلي )اعبملة( ال يتم إال من خبلؿ الوقوؼ على أجزائها، كما أف بلوغ تنتهي، ألف فهم اؼبعىن ااؼبعاين اعبزئية مرتبط باؼبعىن الكلي، ىذه الصورة الدورية إلجراء التأويل تنطبق على العبلقة القائمة بن الكلمات اؼبكونة للجملة، ومعىن اعبملة بوصفها كبل متكامبل، حيث يؤكد غدامن أننا ندرؾ

ما نتعلم اللغات األجنبية، نتعلم قبل كل شيء تركيب صبلة مفيدة قبل أف نفهم اؼبعىن ذلك عنداأللسين ألجزائها )األلفاظ على حدة(، لكن مسار الرتكيب ىذا يبقى ربت توجيو انتظار اؼبعىن

. األمر الذي هبعل من الفهم ىنا عملية إحالية بن الكل وأجزائو (2)النابع من السياؽ السابقوؿ إذل اؼبعىن اؼبتحدد من خبلؿ قصدية اؼبؤلف. لكن ما الذي أضافو دلتاي للدائرة للوص

اؽبرمنيوطيقية؟ يبدو أف الدائرة التأويلية عند دلتاي دل تعد حكرا على الدراسات اللغوية واألدبية، وح ى

العبلقة نفسها التارىبية، بقدر ما استطاع أف يوسعها لتشمل بنفس اؼبفهـو ذبربة )خربة( اغبياة، "ف، فمفهـو الدائرة اؽبرمنيوطيقية مع دلتاي توسع ليشمل (3)توجد بن الكل واألجزاء ب حياة اؼبرء"

خرباتنا وذباربنا اغبياتية، اليت ما ىي سوى تراكمات لتجارب وخربات جزئية، ىذه األخنة ال اهتا واليت تعد بعدا جديدا يبكنها أف تكتسب معناىا إال من خبلؿ التجربة الكلية، ذبربة اغبياة ذ

وؿبوريا ب فلسفة دلتاي، هبعل الفهم قائما متحددا من خبلؿ التجربة، اليت تتأسس بدءا من الفهم، فنحن نكتسب خرباتنا من خبلؿ أفعالنا، وذباربنا اؼبعيشة، هبذا وبصل الفهم، أي فهم

تعبنات اغبياة انطبلقا من فهم األنا وصوال إذل فهم اآلخر.

.41مود سيد أضبد: مرجع سابق، ص ؿب (2) .119غدامن: فلسفة التأويل، مرجع سابق، ص ىانز جورج ( 3) .101عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص (1)

Page 51: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

39

ياة ب مشروع دلتاي ىي الفضاء الذي تتحقق فيو التجربة اإلنسانية، واؼبنبع اؼبلهم الذي بو اغبيتجدد الفهم كل حن، بدءا من ذبربة الذات اػباصة، أي انطبلقا من تأويل الذات وصوال إذل

. من خبلؿ جسر التواصل السحري بن اللحظات النفسية لؤلفراد، اؼبتمثل ب تعبنات(1)اآلخرين اغبياة اليت تكتسب من خبلؿ ارتباطها بعادل اغبياة اؼبشرتكة، إمكانية الفهم.

إف مشروع دلتاي التأويلي، ورغم اؼبسانبة القيمة اليت قدمها للهرمنيوطيقا من خبلؿ توسيع ؾباالهتا من جهة، وؿباولة وضع منهجية "علمية" لفهم الظاىرة اإلنسانية أو الروحية، موازاة مع

ـو الطبيعة من جهة أخرى، إال أنو واجو صبلة من االنتقادات الواسعة، جعلت غدامن منهجية عليصفو بأنو مشروع ىزيل، فقد كانت جهوده غن موفقة، خاصة من خبلؿ سعيو غن اؼبسبوؽ وراء

وىم اؼبوضوعية ب العلـو اإلنسانية. ر، وبالنزعة النفسية ب أما نقطة الضعف األخرى، فتظهر ب تأثره الشديد بسلفو شبلير ماخ

فكره، حيث ارتبطت اؽبرمنيوطيقا عنده باعبانب النفسي الذي دل يستطع التخلص منو رغم القفزة النوعية اليت حققتها اؽبرمنيوطيقا على يديو، إال أنو دل يستطع ذباوز اعبانب الذاب / النفسي الذي

.(2)التارىبي بالضبط لظاىرة التأويل" ىيمن على أعمالو، "ىذا البعد األخن حاؿ دوف بلوغ البعدأما ب ما تعلق بتجربة اؼبعايشة وإعادة إنتاج اإلبداع األصلي للمؤلف والعمل على معايشتو بغرض الوصوؿ إذل كشف قصديتو، من خبلؿ معايشة ىذه التجربة مرة أخرى، فأقل ما توصف

تلقيو، حيث يؤكد غدامن "أنو بو أهنا ضرب من الوىم وذباوزا الستقبللية النص عن مؤلفو ومبواسطة النص اؼبكتوب يتحقق وجود متحرر للكاتب، أو اؼبؤلف، وكذلك ؼبن يوجو إليو، أو لقارئ ؿبدد بشكل خاص، فما قد أثبت خطيا قد ارتفع، إذا صح القوؿ بنظر اعبميع، إذل دائرة

.(3)معىن يتشارؾ فيو بشكل متساو، كل الذين يعرفوف القراءة"

.190عبد الغين بارة: مرجع سابق، ص (2)ـ(، 2004قاىرة: مركز النيل، ، ال10غدامن: اللغة كوسيطة للتجربة التأويلية، ت: جورج تامر) ؾبلة أوراؽ فلسفية، عدد ىانز جورج (1)

.26ص . 26ص نفسو، (2)

Page 52: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

41

نتقادات الواسعة اليت طالت إسهامات كل من دلتاي وشبلير ماخر، إال أهنا من زاوية رغم االأخرى تظهر وكأهنا فتوحات جديدة ؼبشاريع تأويلية كربى مستقبلية، أو ىي على األقل لبنات ب مشاريع فلسفية، منها على وجو التحديد، مشروع غدامن التأويلي. ولئن كاف شبلير ماخر أبا

اغبديثة، فإنو من اإلنصاؼ القوؿ مع عادؿ مصطفى، بأف "دلتاي قد جدد مشروع للتأويليةاؽبرمنيوطيقا العامة، بل وخطى هبا خطوات كبنة إذل األماـ، لقد وضعها ب أفق التارىبية، الذي أحرزت فيو تطورا ىاما فيما بعد. لقد أرسى األسس لتفكن ىيدجر ب زمانية الفهم الذاب، ومن

.(1)ف نعد دلتاي حبق أبا إلشكالية التأويلية اؼبعاصرة"اؼبمكن أ

/التأويل في الفلسفة الغربية المعاصرة ومشكلة المنعطفات 03 أ /غدامير والمنعطف األنطولوجي للهرمنيوطيقاـ ػ Hans-Georg Gadamer (1900تعد اللحظة الفلسفية لػهانز جورج غدامن

ة ب تاريخ اؽبرمنيوطيقا / التأويل، بل أكثر من ذلك يبكن من أىم اللحظات اؼبفصليـ( 2000عد فلسفتو ب التأويل خطا فلسفيا دبعىن الكلمة، نقل التأويلية كفلسفة من اؼبرحلة اغبديثة إذل اؼبرحلة اؼبعاصرة بكل ذبلياهتا، إذ هبمع أغلب مؤرخي التأويلية على أنو من أعظم فبلسفة القرف

جهد إذل بناء ىرمنيوطيقا كونية أو عاؼبية، انطبلقا من قراءاتو النقدية العشرين الذين سعوا بكل

.108عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص ( 3)

Page 53: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

40

للمشاريع التأويلية السابقة، خاصة منها مشروع التأويلية الرومانسية، عند كل من شبلير ماخر و دلتاي.

ىذه اؼبراجعة النقدية ؼبا سبق من اؼبشاريع التأويلية اليت انصب جل اىتمامها على اعبانب ، فتعاملت مع النصوص على أهنا تعبنات عن ذاتية اؼبؤلف وذباربو اؼببثوثة عرب ثنايا النفساين

النص، تسمح لنا ػ ىذه اؼبراجعة ػ بإمكانية صياغة مشاريع وتصورات جديدة، حيث تتجمع اؼبشاريع غن اؼبتناسقة جنبا إذل جنب وتؤسس وحدة اؼبعىن والداللة بصورة واضحة، "فالنشاط

م يبدأ بإعادة مشاريع وتصورات مسبقة، تستبدؿ وتعوض دبشاريع حقيقة منسجمة الثابت للفه . (1)مع موضوع الفهم"

كما يبكن التأكيد على أنبية ىذه اللحظة الفلسفية انطبلقا من كوف غدامن عايش واحدة من بن أىم مشكبلت الفلسفة، إهنا مشكلة العلـو اإلنسانية، اليت عملت على تغذية إشكالية

لفهم والتأويل ب الفكر الغريب اؼبعاصر. حيث يؤكد شوقي الزين أف غدامن "عمد إذل مساءلة ا . (2)نقدية ألسس العلـو اإلنسانية ومبادئها النظرية"

ىذه اؼبساءلة دل تكن ب حقيقتها سوى نقدا لذلك التصور الساذج والسطحي للحقيقة ب بق واالرتباط بن اؼبنهج من جهة، واغبقيقة من جهة العلـو اإلنسانية، القائم على نوع من التطا

أخرى، إنو بصورة ما نقد لدلتاي ب ؿباولتو بناء منهج موضوعي ب العلـو اإلنسانية، يضاىي بشكل من األشكاؿ اؼبنهج العلمي ب علـو الطبيعة، يبكنو بلوغ اغبقيقة. وكأف مشروع غدامن

لـو اإلنسانية ب مقابل صرامة اؼبنهج الوضعي اليت سبيز علـو هبذه الصورة جاء ليعيد االعتبار إذل العالطبيعة، حيث يؤكد ريكور أف اؼبشروع التأويلي الغدامني جاء إلنعاش جدؿ علـو العقل، انطبلقا

Philosophie Herméneutiqueمن اؼبطالبة هبرمنوطيقا كونية، عاؼبية Universelle انية والعمل على ربريرىا من وىم ، من خبلؿ رد االعتبار للعلـو اإلنس

ـ(، ص 2004، القاىرة: مركز النيل، 10حسن اؼبوازين: بن اغبداثة والرتاث جدلية الفهم عند ىانز جورج غدامن)ؾبلة أوراؽ فلسفية، ع (1)

188. .66حتماؿ، مرجع سابق، ص ؿبمد شوقي الزين: اإلزاحة واال (2)

Page 54: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

42

اؼبنهاجاوية الذي وقعت فيو مع دلتاي، وقد قدـ غدامن مشروعو الفلسفي من خبلؿ مؤلفو الذي (Vérité et Méthode)اؼبتميز، واؼبميز ؽبرمنيوطيقا القرف العشرين "اغبقيقة واؼبنهج"

على مسارات ـ، حيث شكل ظهوره حدثا بارزا، وكاف لو بالغ األثر1960صدر سنة اؽبرمنيوطيقا فيما بعد. يشن الكتاب إذل نوع من اغبوار بن ادعاءات " اغبقيقة " من جهة

. (1)وعمليات " اؼبنهاج " من جهة أخرىإذف جاء ىذا اؼبشروع اعبديد، ليعيد إذل العلـو اإلنسانية خصوصيتها وميزاهتا، وإلنعاش جدؿ

، وبصفة (l'ontologie de Heidegger)يدجنيةعلـو العقل انطبلقا من األنطولوجيا اؽبأدؽ من انعطافها ب أعمالو األخنة حوؿ الشعرية الفلسفية، فالتجربة النووية اليت تنتظم حوؽبا كل أعمالو، واليت انطبلقا منها تصعد اؽبرمنيوطيقا مطالبتها بالكونية، ىي ذبربة الفضيحة اليت

باعدة االستبلبية اليت بدت لو أهنا افرتاض العلـو القبلي، مثلها على صعيد الوعي اغبديث نوع اؼبب الواقع أكثر من إحساس، أو من نزوة إنو "االفرتاض (Allénation)فاالستبلب

. (2)األنطولوجي القبلي الذي يدعم توجيو العلـو اإلنسانية اؼبوضوعي" العلـو اإلنسانية من ىذا اغبديث عن اؼبوضوعية العلمية، يصبح بالنسبة لعمليات الفهم ب

اؼبنظور أمرا مبالغا فيو، عودة إذل اجملاؿ الذي يتحرؾ فيو كل من اؼبوضوعن، فاالختبلؼ ب اؼبوضوع يرتتب عنو اختبلؼ ب عمليات الفهم بالنسبة للمنهج، ودبا أف العلـو الطبيعية تسعى من

زىا على مستوى اؼبنهج، فإف فهم خبلؿ منهجها إذل إقصاء الذاتية، من خبلؿ الصرامة اليت سبي . (3)الظاىرة اإلنسانية يقـو على نوع من التشارؾ واغبوار

هبذا قبد أف ىرمنيوطيقا غدامن تتأسس على صبلة من الركائز اليت تسعى ؾبتمعة إذل إزاحة اؼبنهج بنقدىا للتصورات الرومانسية السابقة وبالتارل ربقيق الفهم بعيدا عن وىم اؼبوضوعية

علمية، وما يطرح من أسئلة ىنا ىو: كيف يبكن إقباز الفهم ؟ وما ىي أسسو وشروطو؟ال

.148دافيد جاسرب: مرجع سابق، ص (1) .74ريكور: من النص إذل الفعل، مرجع سابق ص بوؿ (2) .39ـ(، ص 2002، 1ىانز جورج غدامن: بداية الفلسفة: ترصبة علي صاحل، حسن ناظم ) بنوت: دار الكتاب اعبديدة اؼبتحدة، ط (1)

Page 55: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

43

يظهر أف أوذل مفاتيح الفهم وشروطو، تقـو على رد االعتبار لؤلحكاـ اؼبسبقة اليت كانت ؿبل ، فقد وجدت فيها ىذه (Philosophie Lumières)انتقاد ورفض من فلسفة األنوار

قا، وح ى معيبا للحقيقة، إذ من شأهنا أف تعكر صفو البداىة ب إدراؾ األخنة عامبل مظلبل ومعيموضوعات اؼبعرفة، غن أهنا غدت مع غدامن واحدة من العناصر الفعالة ب بناء الفهم، بل أكثر من ذلك "لقد أصبحت أساس الفهم ومنطلقو، إذ ال يبكن أف يكوف ىناؾ تأويل بدوف فروض

. (1)مسبقة"الفهم ينطلق من الذات ومن تصوراهتا اؼبسبقة وأحكامها، باذباه اؼبوضوعات، ب فتحريك عملية

عملية استعادة ػبصوصية الذات اليت ب ىدرىا وتغييبها ب مشاريع فلسفة األنوار، ب مواجهة أشياء اؼبعرفة، لقد أصبح اىتماـ غدامن منصبا على صياغة فينومينولوجيا

(Phénoménologie) هم، فأكثر ما اسرتعى انتباىو ب مشروع ىيدجر تدور حوؿ الفاؽبرمنيوطيقي دل يكن الدعوة إذل إبراز االفرتاضات اؼبتعلقة بالفهم، وال ح ى ذباوز اغرتاب الذات الذي يقوض الفهم ذاتو، بل أكثر من ذلك، إنو انتقاده البلذع لذلك التصور األداب لعملية الفهم

إذل سيطرة العلم اغبديث والذي يقـو على استقبلؿ اغبقيقة عن انطبلقا من مثاؿ الذاتية العائد اؼبؤوؿ، وبذلك استبعاد اؼبؤوؿ عن أشياء اؼبعرفة.

إف غدامن يرمي إذل ضرورة "إعادة االعتبار لؤلحكاـ اؼبسبقة والتارىبية كعناصر أولية ب عملية قارئ / اؼبؤوؿ بذاتو عن اؼبوضوع ، ففهم النص وإنتاج اؼبعىن ال يتحقق من خبلؿ تباعد ال(2)الفهم"

/ النص، فاؼبعىن ىو نتاج تدخل الذات اؼبؤولة ب عمليات الفهم الذي ال يبكنو التحقق إال من . (3)خبلؿ استعماؿ الفرد الذي يطلب الفهم افرتاضاتو، وأحكامو اؼبسبقة

هتا اؼبسبقة، اليت الذات اؼبؤولة ب عبلقتها بالنص اؼبؤوؿ تكوف دائما ؿبملة بأحكامها وتوقعاتعمل على توجيو الوعي باذباه النص ب كليتو، فنحن عندما كباوؿ فهم نص ما فإننا نكوف بإزاء

.217عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص (2) .126ـ(، ص 2007، 1جاف غرانداف: اؼبنعرج اؽبرمنيوطيقي للفينومينولوجيا، ترصبة: عمر مهيبل )اعبزائر منشورات االختبلؼ، ط ( 3) .87غدامن: فلسفة التأويل، مرجع سابق، ص ىانز جورج ( 1)

Page 56: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

44

الشروع ب معىن للنص ككل، ىذا األخن ينبثق فقط لكوننا نعمل على قراءة ذلك النص وكبن مسبق.ؿبملوف بتوقعاتنا اػباصة حوؿ النص ذاتو، إهنا توقعات الذات العارفة ؼبعىن

فعملية الفهم التأويلي عند غدامن تنطلق من الشيء ذاتو، من خبلؿ كونو معيارا يقاس عليو كل فهم، فالتأويل اغبقيقي يتطلب بالضرورة ذبنب تلك األوىاـ و القرارات االعتباطية اليت يبكن

عيو وانتباىو إذل أف يفرضها العقل، واليت ذبد أصلها ب بعض العادات البلواعية لو، ليوجو كامل و األشياء ذاهتا، فعلى اؼبؤوؿ أف يرتؾ نفسو تقودىا األشياء وذبنب القرارات اليت يفرضها على نفسو، فاؼبؤوؿ الذي يتجو إذل فهم نص ما ىو بصدد بناء صيغة مسبقة أولية ؼبعىن النص كمشروع، من

ق ىنا أمامي، ليس شيئا خبلؿ ما ينبثق من معىن أورل للنص. دبعىن آخر، فهم الشيء الذي ينبث. ىذه األحكاـ اؼبسبقة اليت (1)آخر سوى هتيئة مشروع أورل يصحح الحقا كلما تقدمت القراءة

يتم تنقيحها باستمرار، كلما تقدمت عملية الفهم، وطبقا ؼبا ينبثق ب أثناء سرب أغوار اؼبعىن، تعطي إمكانية صياغة مشاريع جديدة.

اـ والفروض اؼبسبقة ومشروعيتها ب عمليات الفهم، إذ ال هبذا يؤكد غدامن أنبية األحكوجود ب ىرمنيوطيقا غدامن للفهم بعيدا عن ىذه األحكاـ والفروض اؼبسبقة، اليت أصبحت من جهة أخرى العنصر األساس ب فهم الرتاث وهبذا يعيد غدامن االعتبار للفروض واألحكاـ

من األحكاـ: مشروعة وأخرى غن مشروعة. اؼبسبقة، كما يقر من جهة أخرى بوجود نوعناألمر الذي يدفعنا إذل التساؤؿ حوؿ مشروعية ىذه األحكاـ، فإذا كانت األحكاـ اؼبسبقة ضرورية ػ كما يؤكد غدامن ػ فما ىو أساس مشروعيتها ؟ و كيف يبكننا التمييز بن أحكاـ مسبقة

مشروعة، وأخرى غن مشروعة؟. ة األحكاـ اؼبسبقة، ومقاييس التمييز بن تلك اليت توصل إذل الفهم إف اغبديث عن مشروعي

واليت يبكنها أف تعيق ربققو، وبيلنا إذل اؼبقولة الثانية ب ىرمنيوطيقا غدامن، إهنا مقولة اؼبسافة الزمانية وداللتها بالنسبة لعملية الفهم، حيث يعتقد من خبلؽبا بإمكانية الوصوؿ إذل حل مشكلة

.44، ص نفسو ( 2)

Page 57: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

45

اؼبسبقة "فنشاط التأويل يتأسس عنده على ذلك التوتر اغباصل بن اغباضر واؼباضي، األحكاـ ، بن أفق اؼبؤوؿ من جهة، وأفق (1)يتأسس على القطب اؼبتناقض الذي وبمل األلفة والغرابة"

النص أو الرتاث من جهة أخرى، فموضوع اؽبرمنيوطيقا اغبقيقي يقع ب ىذا "اؼبابن" حيث انتماؤه إذل الرتاث، واؼبسافة الزمانية الكائنة بينو، وبن اؼبوضوعات باعتبارىا مبحثا "يتنازع اؼبؤوؿ

.(2)ؼبباحثو واستقصاءاتويبدو أف غدامن كاف على وعي منذ البداية حباجتو إذل إعادة االعتبار ؼبفهـو اؼبسافة الزمانية

للتارىبانية وبعثها من جديد، ب شكل ـبالف ؼبا درجت عليو التصورات الساذجة(L'historicisme) اليت نظرت إذل الزماف على أنو ىوة فاصلة بن اؼباضي واغباضر، هبب

جسرىا، واعتقدت بأف اؼبوضوعية التارىبية تتطلب من اؼبؤوؿ أف يرربل إذل روح العصر، يستبعد .(3)أفكاره وتصوراتو وسبثبلتو، لصاحل أفكار العصر وتصوراتو

دل يعد مسافة على اؼبؤوؿ التغلب عليها وذباوزىا لفهم اؼباضي والرتاث، بقدر فالزماف مع غدامن ما أضحت شرطا إهبابيا يقدـ وخصبا تقدـ العوف للفهم. ىذه اؼبسافة "ليست ىاوية سحيقة، إمبا

. (4)ىي فبلوءة باستمرارية العادات والتقاليد، وب ضوئها يقدـ ما يصلنا من تراث نفسو إلينا"ل تعد اؼبسافة الزمنية إجراء ىرمنيوطيقا يسمح باستخبلص تلك التأويبلت اػبصبة هبذا الشك

اؼبنتجة للفهم، واستبعاد تلك التأويبلت الفاسدة اؼبعيقة لو، كما يساىم ىذا اإلجراء من جهة أخرى ب ربقيق نوع من اؼبعرفة اؼبوضوعية، وضماف فهم سليم، ىكذا يتبن أف للمسافة الزمنية إذل

سلبياهتا، آثارا إهبابية أيضا "فهي ال تتيح فقط لفروض سبقية معينة خاصة باؼبوضوع أف جانب تتنحى وتبيد، بل تأب أيضا بتلك الفروض اليت تؤدي إذل الفهم الصحيح وتدفع هبا إذل

، فاؼبسافة الزمنية تعمل على ربقيق واحدة من مهاـ التأويل األكثر إغباحا، إهنا البحث (5)الصدارة"

.404غدامن: اغبقيقة واؼبنهج، مرجع سابق، ص ىانز جورج (1) .53، ص نفسو (2) .407نفسو، ص (3) نفسو، الصفحة نفسها. (4) .220عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص (1)

Page 58: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

46

ن الشروط التارىبية اؼبسانبة ب إنتاج الفهم من خبلؿ عزؿ األحكاـ اؼبسبقة اؼبعيقة للفهم لصاحل ع تلك األحكاـ اػبصبة واؼبنتجة اليت دبوجبها يتحقق الفهم.

إذا كانت اؼبسافة الزمنية إجراءا ىرمنيوطيقا يعمل على فرز األحكاـ اؼبسبقة الصادقة من تلك بح فبكنا إال بتجاوز تلك النظرة السيكولوجية اليت فرضتها تأويلية شبلير اؼبزيفة، فإف الفهم ال يص

ماخر من جهة، والتحرر من وىم منهاجوية دلتاي ب اقرتابو من اؼبوضوعية العلمية، من جهة أخرى، لذلك يؤكد غدامن بأف "اؼبعىن اؼبتوقع لنص ما ليس فعبل ذاتيا، بقدر ما ىو نتاج ارتباطنا

ي بدوره دل يعد شيئا ثابتا مستقبل عن اؼبؤوؿ، وإمبا كبن باألحرى ننتجو بقدر ما بالرتاث، والذ . (1)نفهم ونشارؾ ب تطوره"

معىن ىذا أف فهم عمل ما ال يقـو على فهم مؤلفو ومقاصده، وال معايشة ذباربو، بل ىو ق النص / الرتاث، فهم للحقيقة الناذبة عن انصهار بعدين أو أفقن نبا: أفق اؼبؤوؿ / القارئ، وأف

(2)فاؼبؤوؿ كما النص يبتلك كل واحد منهما "أفقو" اػباص، "وإف الفهم يبثل انصهار ىذه اآلفاؽ"(Fusion des Horizons) فالقارئ / السائل ب ؿباولتو فهم معىن النص والتواصل معو ال

لذات ب حركة من يبكنو استبعاد ذاتو، وترؾ أفقو اػباص لصاحل أفق النص، إذ الفهم ىو دخوؿ لاالتصاؿ والتواصل من اغباضر باذباه الرتاث ب حركة عكسية، األمر هبعل من معىن النص نتاجا

مشرتكا بن أفق وعي القارئ وأفق النص الرتاثي. تسمح ىذه اغبركية بتبلقي الوعي وما وبملو من أحكاـ مسبقة بالنص وما ينطوي عليو من

تعبن مطاع صفدي "احملاولة الدائمة لتحقيق الفهم الشامل للكينونة بتوسط معاين، إهنا على حد ، واليت يتجلى فيها الفهم حوارا ورباورا بن اؼباضي واغباضر، من (3)كل من اؼباضي واغباضر"

خبلؿ جدلية السؤاؿ واعبواب، إنو تفاعل اؼباضي واغباضر، فقد وجد غدامن ب منطق السؤاؿ

.402غدامن: اغبقيقة واؼبنهج، مرجع سابق ، ص ىانز جورج (2) .87غدامن: فلسفة التأويل، مرجع سابق، ص ىانز جورج (3)، بنوت: مركز اإلمباء القومي، 31ػ 30اث ) ؾبلة الفكر العريب اؼبعاصر، عدد مطاع صفدي: إسرتاتيجية التسمية التأويل و سؤاؿ الرت (1)

.07ـ(، ص 1984

Page 59: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

47

نقطة البداية، ألف فهم حوادث التاريخ Collingwood"كولينجوود" واعبواب كما تصورهب نظر األخن يقتضي من اؼبؤرخ إعادة تأسيس التساؤؿ الذي كانت أفعاؿ األشخاص التارىبية إجابة عنو، كما ينبغي عليو إف كاف يرـو فهم ما حدث بالفعل أف يتساءؿ حوؿ ىذه األسئلة

ن انطبلقا من اغبوادث نفسها. وىذا ما يعيبو عليو غدامن، ذاهتا، وخطط الفاعلن التارىبيفمجريات اغبوادث التارىبية ال تنسجم بشكل دائم مع خطط الفاعلن وميوؽبم. كما أف اؼبوقف السابق فيو إضرار بالعملية التأويلية ب حد ذاهتا، كوف إعادة بناء ما فكر فيو مؤلف النص يبقى

قارنتها بالتجربة التأويلية األصيلة اليت تعىن بفهم النص. مهمة ؿبدودة، إذا ما سبت مليس ب وسعنا إذف فهم الرتاث التارىبي إال باعتباره شيئا قيد التحديد من طرؼ ؾبريات

. (1)اغبوادث، "وىي وحدىا اليت يبكن أف تكشف عن جوانب جديدة من معىن اؼبادة التارىبية"رب من كوف "الفهم وبصل بالضبط عندما "ينصهر" أفق يبدوا ىذا ما يشن إليو عبد الكرن ش

. (2)اؼبعاين واالقرتاحات التارىبية اػباصة باؼبؤوؿ، مع األفق الذي سبوضع ضمنو العمل األديب ذاتو"ال ريب سوؼ يدور حوؿ العنصر الذي يبكنو أف يكوف ،ما يبكن طرحو من أسئلة اآلف

ء أدبيا، تارىبيا كاف أـ فنيا؛ واألرضية اليت يتحقق وسيلة النصهار أفق اؼبؤوؿ، وأفق النص سوا عليها حوار اؼباضي واغباضر، اؼباضي بنصوصو الرتاثية، واغباضر بأحكامو وفروضو اؼبسبقة.

مهمة ىرمنيوطيقا غدامن تنحصر ب الفهم الناتج عمليا من انصهار أفقي القارئ / اؼبؤوؿ االنصهار والتوافق الذي وبدث ب الفهم ىو من جهة، والنص / الرتاث من جهة أخرى، ىذا

، إذ ىي الوسيط الذي وبدث فيو ومن خبللو الكشف (3)االقباز الفعلي للغة، األمر الذي يدعوا إذل ذباوز الطابع األداب للغة، فهذه األخنة (Ontologieاألنطولوجي)

لتظهر اغبقيقة من خبلؽبا تسمح لنا بالعيش ب حوار مع تراثنا من خبلؿ مقاربة السؤاؿ واعبواب،

.496ػ 495غدامن: اغبقيقة واؼبنهج، مرجع سابق، ص ص ىانز جورج (2) .45عبد الكرن شرقي: مرجع سابق، ص (3) .501غدامن: اغبقيقة واؼبنهج، مرجع سابق، ص ىانز جورج (1) .الوجودأو ،الكينونةدرس ت اؼبيتافيزيقياعلم الوجود، وىي أحد األفرع األكثر أصالة وأنبية ب :Ontologieلوجيا، انطو

Page 60: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

48

بوصفها شكبل من أشكاؿ االستجابة ؽبذا الرتاث، الذي وباورنا بوصفو لغة نفهمها ونتقنها. األمر الذي جعل غدامن يؤكد أف "كل فهم ألي شكل من أشكاؿ اإلبداع، وكل معرفة إنسانية للعادل

ق فيو الفهم من خبلؿ جدلية ، فهي سبثل األرضية والوسط الذي يتحق(1)تكوف اللغة وسيطا ؽبا"السؤاؿ واعبواب، سواء كاف ىذا الفهم متعلقا دبجاؿ العلـو أو اإلنسانيات، أو غنىا من ؾباالت اغبياة، فإنو يبقى حدثا لغويا جدليا بامتياز، فما من موضوع للمعرفة إال ىو مشموؿ باللغة وواقع

داخل أفقها. ، معىن ذلك أف خربتنا (2)ية ػبربة اإلنساف بالعادللنا أف نسمي ىذه اغبقيقة بالصبغة اللغو

التأويلية للعادل كنتاج للتوتر اغباصل بن أفق اؼبؤوؿ وأفق النص ال تسبق اللغة، بل ىي وليدة اللغة ونتاجها، فهي كما يقوؿ عادؿ مصطفى "شيء يغمر اإلنساف التارىبي ويتخلل طريقتو ب الوجود ػ

حظنا لديو عادل ويعيش ب عادل، وذلك بسبب اللغة، وبفضل ب ػ العادل واإلنساف كما ال . (3)اللغة"

هبذا السعي اغبثيث إذل إدخاؿ اؽبرمنيوطيقا صبيع ؾباالت الفهم اإلنساين وأبعاده عرب وسيط L’universalitéاللغة، تكوف ىرمنيوطيقا غدامن قد انتقلت لتعرب عن عاؼبية التجربة التأويلية )

de L’herméneutique) ،من خبلؿ توسيع أفق اؽبرمنيوطيقا لتشمل كامل صنوؼ الرتاثاللغوي منو أو الفين والتارىبي، اليت شكلت ب ؾبموعها ؿباور "اغبقيقة و اؼبنهج". هبذا تكوف اؽبرمنيوطيقا حسب غدامن، ىي "فن تأويل وفهم النصوص، باللعب على اللغة، ومن خبلؿ إيقاع

ليقها، واخرتاؽ تعادؿ اؼبعىن ذاتو، وىذا ما يسمح باكتشاؼ أبعاد اؼبساءلة وضبل اؼبسافة وتع .(4)جديدة للحقيقة"

.91سفة التأويل، مرجع سابق، ص غدامن: فلىانز جورج (2) .247عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص (3) .249نفسو، ص (4) . 75عمارة ناصر: مرجع سابق، (5)

Page 61: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

49

خبلصة ما سبق تقديبو، يبكن القوؿ بأف أفكار غدامن حوؿ اؽبرمنيوطيقا قد أسهمت بشكل واضح ب ربقيق اؼبهمة اليت رصدت ألجلها، اؼبتمثلة ب زبليص اؽبرمنيوطيقا من عيوب التصورات

، ماثلة ب النزعة السيكولوجية / النفسية عند شبلير ماخر، والتطرؼ اؼبنهاجوي عند التقليديةدلتاي، لتنقلها إذل فضاء رحب، فضاء الفهم الذي تصنعو اللغة، فقد تبلورت اؽبرمنيوطيقا عنده ب جدلية اغبقيقة واؼبنهج، فكانت األولوية للحقيقة على حساب اؼبنهج، فجعل الفهم صنورة من

ار والتفاعل االهبايب اؼبستمر، بن أفق النص اؼباضي من جهة، وأفق اؼبتلقي اغباضر من جهة اغبو أخرى، وما التأويل سوى مساءلة بن اإلنساف والرتاث، ب أفق جديد تنصهر فيو آفاؽ كل منهما، وبذلك يكوف غدامن قد كشف "سذاجة ووىم اؼبوضوعية اؼبدعاة ب كل تفسن مهما كانت

ودقتو، ولفت االنتباه بقوة إذل موقف اؼبفسر وأفقو الراىن باعتباره عامبل أساسيا ب فهم علميتو .(1)العمل األديب، وشرطا ال غىن عنو ب كل عملية فهم"

أصبحت اللغة مع غدامن سبثل مركز الفهم كمطلب اؽبرمنيوطيقا األوؿ، حيث يصرح بأف هم خارج إطار اللغة ب ش ى صنوؼ اؼبعرفة الوجود اعبدير بالفهم ىو اللغة، وال وجود لف

اإلنسانية، ما يسحب اؽبرمنيوطيقا على ذبربة اإلنساف ب كل ألواهنا، لتصبح هبذا اؼبعىن انطولوجيا ب العادل، وتتحدد مفاىيم ىذا (Dasein) الفهم، تعرب اغبقيقة فيها عن مبط وجود الدازين

اؼبشاركة واالنفتاح، ليست اؼبعرفة بل اػبربة، ليست الفهم بأهنا ليست التبلعب والسيطرة، بل . (2)اؼبيتودولوجيا )اؼبنهج( بل الديالكتيك )اعبدؿ(

الشك أف أفكار غدامن حوؿ التأويل ورصده ؼبختلف العيوب اليت شابت اؼبمارسة التأويلية ن القوؿ كبن األثر ب من جاء بعده، و بشكل ـبصوص الفيلسوؼ الفرنسي بوؿ ريكور. بل يبك

أف تأويلية ريكور تتأسس على ما قدمو غدامن بشكل ما.

.49عبد الكرن شرب: مرجع سابق، ص (1) .251عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص ( 2) Dasein :الوجود ىنا

Page 62: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

51

ب/ ريكور والمنعطف اإلبستيمولوجي للهرمنيوطيقا

واحدا من أبرز أعبلـ التفكن الفلسفي الفرنسي اؼبعاصر الذين كاف ؽبم يعد بوؿ ريكورانية، باعتبارىا اىتماـ خاص بقضايا التأويل واللغة، ودراسة مدلوؿ النصوص والسلوكيات اإلنس

ـبزنا لئلشارات والرموز. اغبديث عن ريكور ىو حديث عن مشروع فلسفي لو مكانتو ب مقابل اؼبشاريع الفلسفية السابقة عليو، خاصة ب حقل التأويلية، إذ يبكن عده من زوايا متعددة خيط الربط بن كثن من التيارات

ى االنفتاح الكلي ب وجو ـبتلف 1ره القائم علالفكرية ب العلـو اإلنسانية، وىي ميزة ب فكالتيارات الفلسفية، اليت كاف ؽبا كبن األثر ب ربديد التوجو الفلسفي الذي ينتمي إليو، والذي وبب أف يبيزه دببلمح ثبلثة "إنو يندرج ضمن فلسفة تأملية، ويبقى ب منطقة الظاىراتية اؽبوسرلية، ويريد

.(2)رمنيوطيقية ؽبذه الفينومينولوجيا"أف يكوف أحد اؼبغايرات اؽب

يؤسس ريكور مشروعو التأويلي بداية من العمل على السمو باؽبرمنيوطيقا من كوهنا ؾبرد وسيلة، وأداة لفهم النصوص؛ للوصوؿ هبا إذل أبعد من ذلك، لتغدو وسيلة لفهم الذات لذاهتا ب

"الكوجيتو" الديكارتية )أنا شكل مباشر وشفاؼ. وىو التصور الذي كشف بو عن زيف مقولةأفكر إذف أنا موجود(، واليت تعد أبرز معضبلت الفلسفة التأملية، حيث طرحت بداية مع زعماء مدرسة االرتياب، اليت عمل منظروىا على ربرير "األفق فبا يتلبد فيو من غيـو ؼبصلحة كبلـ أصيل،

هبذا . (3)اخرتاع فن التفسن"ؼبصلحة عهد جديد للحقيقة، ال بواسطة نقد ىداـ فحسب بل بتكوف مدرسة االرتياب وزعماءىا قد عملوا ػ كل من زاويتو اػباصة ػ على "إزالة األقنعة وفضح

. إنو عمل لصاحل قضية واحدة: إزالة (4)الزيف وكشف الباطين اغبقيقي من الظاىري السطحي"

.19ص بوؿ ريكور: من النص إذل الفعل، مرجع سابق، (1) .38ص ـ(، 2003، 1: ب التفسن، ؿباولة ب فرويد، ت: وجيو أسعد ) دمشق: أطلس للنشر والتوزيع، ط بوؿ ريكور (2) .336عادؿ مصطفى: مرجع سابق، ص (3)

Page 63: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

50

ق األصل من تزييف، دبمارستهم ىذا التعتيم، أو التعمية واغبجب للمعىن الباطين، بإزالة ما غب للتأويل.

الشك أف كشف الوعي الزائف ساىم بشكل ما ب نقد اؼبمارسات التأويلية السابقة، خاصة عند شبلير ماخر ودلتاي من خبلؿ اؼبقاربة النفسية للفهم، القائمة على الطابع الذاب ؽبذا

، بل أصبح من الضروري التخلص األخن، من خبلؿ مقولة "فهم النص أفضل فبا أراد صاحبو"السيكولوجي التكهين الذي ميز التأويلية الرومانسية، فلم تعد ىنالك أولوية لذاتية من الطابع

على ذاتية اؼبؤلف. اؼبتلقي

بوسعنا اآلف التأكيد مع ريكور أف "األمر دل يعد يتعلق بتحديد اؽبرمنيوطيقا على أهنا تطابق الكاتب. ذلك أف قصد الكاتب الغائب عن النص، ىو نفسو الذي بن عبقرية القارئ وعبقرية

أصبح سؤاال ىرمنيوطيقيا، "أما عن الذاتية األخرى، ذاتية القارئ فإهنا من صنع القراءة والنص ، فما داـ فهم (1)بقدر ما ىي حاملة لبلنتظارات اليت من خبلؽبا يقرتب القارئ من النص ويتلقاه"

الوعي لزيفو، وال بالتأمل ألنو ليس حدسا باطنيا للذات، فإننا ب الذات إذف ال يتم من خبلؿحاجة إذل طريقا آخر، إنو الطريق األطوؿ واألكثر تعرجا، حيث يؤكد ريكور بأف "تأمل الذات اؼبباشر ال يبكن أف يبضي قدما دوف سلوؾ طريق ملتوية، ىي منعطف تأويل ىذه الرموز، فكاف

ا ػ ىرمنيوطيقيا ػ ب داخل بنية الفكر التأملي نفسو، وكانت ىذه الكيفية علي أف أقدـ بعدا تأويلياألوذل اليت ظهرت هبا مشكلة اللغة ب نوع من الفلسفة دل تكن ب البداية فلسفة لغة، بل فلسفة

.(2)إرادة، وقد فرض علي موضوعي األوؿ أف أحبث ب بنية الرمز"رمنيوطيقا عرب جدلية اإلبستيمولوجيا واالنطولوجيا، يبدو أف ريكور اختار اؼبسار الطويل لله

ب بنائو لقواعد التأويلية، فهو يتحرؾ بذلك ب اذباه ـبالف النطولوجيا ىيدجر عرب منعطفات

.24بوؿ ريكور،: من النص إذل الفعل، مرجع سابق، ص (1) 1999، 1، طكز الثقاب العريباؼبر : سعيد الغامبي) الدار البيضاء:زماف والسرد، تبوؿ ريكور: من الوجودية إذل فلسفة اللغة، ضمن الوجود وال (2)

.270ص (، ـ

Page 64: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

52

إبستيمولوجية كثنة، فكاف عليو البحث عن اؼبعىن خلف اللغة الرمزية، أي خلف اجملازات اؼبنعطف اؼبعرب واؼبنهجي الذي قاد ريكور من فلسفة واالستعارات اليت تسرت اؼبعىن "من ىنا كاف

.(1)اإلرادة إذل فلسفة اللغة، ومن الظاىراتية إذل التأويلية"ال شك إذف أف الوصوؿ إذل فهم الذات يتطلب توسط أمر ثالث، يبعد أف يكوف الوعي

التأمل الذاب، إهنا الرموز والعبلمات. أوعملية الفهم من زاوية النصوص والعبلمات، وكأف الفهم ػ فهم ىرمنيوطيقا ريكور تظهر إذل

الذات ػ أصبح متوسبل جبملة العبلمات والرموز اليت تكوف النص، ليكوف متطابقا مع التأويل اؼبمارس مع ذلك الوسيط. هبذا تصبح وساطة الرموز والعبلمات ضرورة من أجل فهم الذات

ذاهتا لذلك كاف لزاما على ىذا الفهم اؼبرور عرب سبيل لذاهتا. فالذات بعيدة عن إدراؾ و فهم فهم رموز الذات، ذات الطبيعة البلشعورية، سواء ب ذلك ما قدمو فرويد، كاغبلم، والنكت،

Karl Marxوفلتات اللساف، وغنىا، أو الرموز ذات الطبيعة اإليديولوجية عند كارؿ ماركسماعي، أو الرمزية كأشكاؿ التعبن الثقاب من ـ ( مثل أشكاؿ الوعي االجت1883ـ ػ 1818)

أدب وفن وفلسفة. Le Symbole Donne àانطبلقا من مقولتو الشهنة "الرمز يطلق التفكن"

Penser) يبيز ريكور بن نوعن من الرموز: أوالنبا الرمز كوسيط شفاؼ ينم عما وراءه، ب ، ) .(2)ة سطحية ىبفي وراءه معىن حقيقيعادل اؼبعىن. أما ثانيهما فهو الرمز كحقيقة زائف

السابق بن الرموز ومستوياهتا يؤكد أف تعاملنا مع النوع الثاين من الرموز يتطلب إف التمييزسبثل حقيقة زائفة وجب عدـ الوثوؽ هبا، والعمل على إزالتها من خبلؿ كثنا من اغبذر، كوهنا

وصوال إذل اؼبضمر اػبفي واؼبتواري "فاؼبعىن فك اؼبعاين اؼبختبئة خلف اؼبعاين السطحية الظاىرة،وبيل إذل طبقاتو التحتية من دالالت مضمرة، أو مقاصد مستنبطة سكت عنها اػبطاب أو

ـ(، 2003، القاىرة: مركز النيل للنشر، 8منن هبادي: التأويلية بن التأسيس اؼبعرب والفهم األنطولوجي عند ريكور ) ؾبلة أوراؽ فلسفية، ع (3)

.41ص .151، ص مىن طلبة: مرجع سابق (1)

Page 65: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

53

حجبها، فالرمز وظيفة مزدوجة ىي التدليل على اؼبعىن الثانوي واؼبتواري باالشتغاؿ على اؼبعىن عد غاية ب ذاتو، بقدر ما أصبح وسيطا ب ىكذا فإف فهم رموز النص، دل ي .(1)اؼبعطى، والبادي

عبلقة الذات بذاهتا، إذ ال يبكن فهم الذات دوف توسط النص. يرتبط إذف التأويل عند ريكور، دبفهومن أساسين نبا: اؼبباعدة، والتملك، أو االمتبلؾ، يقوؿ

لثقاب الذي ب، ريكور "أيبا تأويل يقصد أف يتغلب على التباعد والبعد الذي يفصل بن العصر اوالذي ينتمي إليو النص، وبن اؼبؤوؿ نفسو. فإذا ذباوز اؼبفسر ىذا البعد، وأصبح معاصرا للنص

.(2)فإنو يستطيع أف يتملك اؼبعىن"ىدؼ التأويل من ىذا اؼبنظور ىو ذباوز اؼبؤوؿ لتلك اؼبسافة الفاصلة بينو وبن عادل النص،

فصل بن فرتة النص، ثقافية وتارىبية، وبن القارئ اؼبتلقي ومنو ؿبو ذلك البوف الشاسع الذي يالذي يكشف دالالت النص وخفاياه، وازباذ اؼبسافة ىذا ليس ؾبرد إجراء خارجي تفرضو الذات اؼبؤولة على النصوص، كما أهنا ػ اؼبسافة ػ ليست ؾبرد ابتعاد زمين أو ثقاب عن النص. إهنا تقـو

غة زماف ومكاف ؿبددين، أي بن لغة تارىبية وعارضة، وبن معىن داخل النص نفسو، وذلك بن ل . (3)يفتحنا على عوادل دائمة التجدد وقابل لبلستعادة التأويلية ضمن شروط مغايرة

يظهر من خبلؿ قاعدة التماسف / اؼبسافة أف مناىضتها ورفضها وبقق لنا قابلية النص ، أي الذي كتبو ب زمانو، إمبا ؼبختلف متلقيو لبلستعادة والتجدد مرة أخرى، ليس فقط ؼبعاصره

عرب العصور.(، فإف ريكور هبعل منو ميزة أساسية L’appropriationأما بالنسبة ؼبفهـو االمتبلؾ )

للتأويل، كونو يبثل إقبازا أو ربقيقا فعليا ؼبا وبتكم عليو النص من إمكانات داللية، داخل اػبطاب

.12شوقي الزين: اإلزاحة واالحتماؿ، مرجع سابق، ص ؿبمد (2)

.48ريكور: صراع التأويبلت، مرجع سابق، ص بوؿ (1) .46ص ـ(، 2003، 1حسن بن حسن: النظرية التأويلية عند ريكور ) اعبزائر: منشورات االختبلؼ، ط (2)

Page 66: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

54

أخرى فإف "بناء اؼبعىن، أو إقباز النص ىو وحده الذي هبعل اؼبعىن اػباص بالذات اؼبؤولة. بعبارة . (1)الذي دل يكن متعينا ب األصل شيئا خاصا بالذات ومتملكا لديها

مع ريكور إذف دل يعد الفهم ظاىرة نفسية قائمة على التكهن، وال عملية ذاتية قائمة على وال حبثا عن قصدية اؼبؤلف واؼبتلقي، بل إهنا استشعار ذبربة اؼبؤلف ومعايشتها بطريق االستبطاف،

تطابق مع ما يقولو النص، وبذلك تصبح مهمة اؽبرمنيوطيقا ب نظره ىي "البحث داخل النص تبنن العمل األديب، ومن جهة ثانية البحث نفسو، من جهة عن الدينامية الداخلية الكامنة وراءو، ويولد عاؼبا يكوف فعبل ىو شيء النص البل عن قدرة ىذا العمل على أف يقذؼ نفسو خارج ذات

.(2)ؿبدود، إف الدينامية الداخلية واإلنقذاؼ اػبارجي يكوناف ما أظبيو عمل النص"

ساىم إذف الفكر الغريب عموما بشكل فعاؿ ب حقل اؽبرمنيوطيقا / التأويل، من خبلؿ رمنيوطيقا، ونقلها من ؾبرد وسيلة ؾبموعة اؼبشاريع الفكرية، والفلسفية اليت عملت على تطوير اؽب

لرتصبة وتفسن النصوص الدينية اؼبقدسة، إذل مصاؼ التقنية ب الفهم، فهم اإلنساف من خبلؿ الرموز والعبلمات، غن أف ىذا السبق ال يعين بأي حاؿ أف التأويل كمفهـو أوال، وكممارسة ثانيا

من نظريات ومناىج ب الفهم و التفسن بقي حكرا على الفكر الغريب، بل إف نتاج ىذا الفكركاف ؽبا الشأف ب أف تلهم كثنا من اؼبفكرين ب اغبضارات والثقافات األخرى، وعلى وجو التحديد الثقافة العربية ب مرحلتها اؼبعاصرة، فقد تأثر كثن من اؼبفكرين العرب اؼبعاصرين دبنتجات

نهجي، على نصر أبو زيد. األمر الذي يدفعنا إذل اغبداثة الغربية خاصة ب جانبها الفكري، واؼبالتساؤؿ، على ضوء ىذا التأثر كيف نظر الفكر العريب إذل التأويل كمفهـو وكممارسة تنصب على

اؼبنتج اللغوي بالدرجة األوذل؟

. 52عبد الكرن شرب: مرجع سابق، ص (3) . 25ريكور: من النص إذل الفعل، مرجع سابق، صبوؿ ( 1)

Page 67: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

55

/التأويل في الثقافة العربية 04التأويل من جهة كونو واحدا من أبرز بالنسبة للثقافة العربية اإلسبلمية، يبكن النظر إذل

الظواىر اليت ميزت الثقافة العربية، إذ كاف لو اغبضور البلفت ب كل اؼبناحي اؼبعرفية، سواء ب ذلك أف تعلق األمر بعلم الكبلـ أو الفلسفة وح ى التصوؼ، فقد كاف ؽبذا األخن اغبظ ب أف

ده ارتباط التأويل بقضية الفهم.احتضنتو اغبقوؿ اؼبعرفية كلها، واألمر ب ذلك مر فهم النص القرآين، ومن خبللو فهم الرتاث سوؼ يكوف ببل شك اغباضنة األساسية اليت تشكل وفقها، ومن خبلؽبا مفهـو التأويل ب الثقافة العربية اإلسبلمية، وعلى اعتبار أف ىذه

يا للنص، بل وضرورة األخنة ىي حضارة النص والعقل بامتياز، فإف التأويل سوؼ يكوف ذبلإسرتاتيجية لبلوغ الفهم وربصيلو. وإف كنا ىنا ال ندعي تتبعا غبركية ىذا اؼبفهـو وتطوره وـبتلف أدواره وأطواره، وحبث ـبتلف ؿبموالتو وتقفي كافة اررباالتو وربوالتو، فهذا أمر يتجاوز طاقة

االصطبلحي من جهة البحث ب حد ذاتو، وإمبا نسعى إذل كشف معناه اللغوي من جهة و أخرى، على اعتبار أف التأويل مر ب تشكلو ب الثقافة العربية اإلسبلمية دبرحلة لغوية، انصب االىتماـ فيها على اؼبعىن اللغوي، ومرحلة إصطبلحية شاءت الظروؼ أف تتوسع وتتعدد اؼبعاين

فيها بتعدد األفهاـ، والرؤى اغباضنة للمصطلح واختبلؼ استخداماتو.

Page 68: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

56

المفهـو في ضبط أ /أف التأويل من "أوؿ الكبلـ و تأولو، أي دبره، )ىػ 711( جاء ب لساف العرب البن منظورىنا اؼبرجع واؼبآؿ واؼبصن والعاقبة اليت يؤوؿ ، واؼبراد بالتأويل(1)وقدره، وأولو وتأولو، أي فسره "

ىػ( ب رد التأويل 395)ت ابن فارس أبو اغبسن أضبد إليها األمر، وب نفس االذباه يذىبىل يػنظروف إالا تأويلو يػوـ يأتي تأويلو يػقوؿ الاذين }إذل الرجوع والعاقبةػ مستدال بقولو عز وجل

نا أو نػرد فػنػعمل نسوه من قػبل قد جاءت رسل ربػنا بالحق فػهل لنا من شفعاء فػيشفعوا ل هم ما كانوا يػفتػروف ر الاذي كناا نػعمل قد خسروا أنػفسهم وضلا عنػ ( 53اآلية :)األعراؼ { غيػ

، يظهر التأويل ىنا دبظهر (2)اؼبنزؿ وقت بعثهم ونشورىم" فيقوؿ "ما يؤوؿ إليو أمر الكتاب وؿ إليو اؼبصن.التفسن، تفسنا ؼبا سيؤ

ىػ ( فقد أرجع التأويل إذل "األوؿ أي الرجوع إذل األصل، 502أما أبو الفرج األصفهاين ) ت ومنو اؼبوئل للموضع الذي يرجع إليو، وذلك ىو رد الشيء إذل الغاية اؼبراد فيو علما كاف، أو

.(3)فعبل.وتأولو، أي بيانو الذي ىو غايتو اؼبقصودة منومعاجم اللغة العربية ربصر اؼبعىن اللغوي للتأويل تقريبا ب اؼبرجع واؼبصن الواضح أف أغلب

والتفسن، أي أهنا ػ أصحاهبا ػ ال تقيم ب البداية فرقا بن التفسن والتأويل، إذ أف كبل من العمليتن ك ىو تفسن وتأويل يشن إذل اإلبانة، فالتأويل تفسن وبياف ما يؤوؿ إليو الشيء، والتأويل بذل

تفسن للكبلـ.اؼبعىن اللغوي للتأويل إذف ال يزيد عن كونو عودة ورجوعا إذل األصل، وحبثا عما ىو أوؿ ب

الشيء. ب / المفهـو االصطالحي للتأويل

.366ص (،دار لساف العرب، د ط، د ت )بنوت: 3عبد اهلل العبليلي، ج تح ،ابن منظور: لساف العرب (1) ـ(.1979ابن فارس: معجم مقاييس اللغة، مادة أوؿ ، تح: عبد السبلـ ىاروف ) القاىرة: دار الفكر، د ط، (1) .31(، ص صفهاين: اؼبفردات ب غريب القرآف، تح: ؿبمد سيد كيبلين ) بنوت: دار اؼبعرفة، د ط، د تالراغب األ( 3)

Page 69: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

57

أما على اؼبستوى االصطبلحي، فبل شك أف لظهور الفرؽ الكبلمية على الساحة اإلسبلمية غبقيقة، وظهور علم الكبلـ واختبلط اؼبسلمن بالعجم من من جهة، وصراعها اؼبرير حوؿ امتبلؾ ا

جهة أخرى، قد ساىم بشكل كبن وواضح ب إنضاج مفهـو التأويل على اؼبستوى االصطبلحي ليساير ىذا األخن ـبتلف التغنات اغباصلة، سواء على الساحة الفكرية العقدية، أو على الساحة

اليت تلقى كبن الرواج فكريا وتسود االستخداـ عند السياسية ليصبح بذلك التأويل البضاعة اغباجة والطلب، معربة عن ـبتلف الرؤى واالصطفافات اغبزبية.

إذا كانت الشريعة مشتملة على ظاىر وباطن، الختبلؼ ما فطر عليو البشر ب التصديق، ية، اجملازية، وال سبيل كاف من الضروري إخراج النص من داللتو الظاىرية، اغبرفية إذل داللتو الباطن

إذل بلوغ ذلك إال من خبلؿ سلك طريق التأويل، فالكشف عن اؼبتواري واؼبسترت ال وبصل إال بالتجلي والوضوح الذي يبنحو التأويل، الذي عرفتو اؼبعتزلة ػ انسجاما مع منهجها العقلي ػ بقوؽبا "

والتوحيد، فما وافقو ضبلو على ال بد أف يعرؼ ما ب كتاب اهلل من اآليات الواردة ب العدؿظاىره، وما خالف الظاىر ضبلو على اجملاز، وإال كاف الفرع ناقصا لؤلصل، وال يبكن ب كوف

. (1)كبلمو تعاذل داللة سوى ىذه الطريقة"فالتأويل قائم على وجود ىذا الباطن، الذي يدعونا إذل صرؼ عن معناه الظاىري إذل اؼبعىن

الذي يربط التأويل كمصطلح بظاىرة اجملاز كعنواف وميزة سبيز اللغة العربية، وقد الذي وبتملو، األمر التأويل صرؼ اللفظ عن معناه الظاىر إذل معىن آخر "جاء ب اؼبعجم الفلسفي حملمود يعقويب أف

، فالنص القرآين (2)وبتملو على سبيل الرتجيح، بغية التوصل إذل أمر مرغوب فيو، أو مرغوب عنو " بلؿ التأويل يكشف بعضو بعضا، وذلك بإزاحة اؼبعىن اغبرب لكشف اؼبعاين اػبفية.من خ

. فهو ال يهتم بظاىر (3)أما األشعرية فالتأويل فيما يعين عندىا بياف اؼبعىن بعد إزالة الظاىرالنصوص، إذ ىي من الوضوح حبيث ال ربتاج إذل تأويل، بقدر ما يتجو ىذا األخن إذل باطنها،

.131ص ـ(،1985) القاىرة: د ط، 16القاضي عبد اعببار: اؼبغين ب أبواب التوحيد والعدؿ، ج (1) .20ص ـ(،1979ط، ) اعبزائر:مكتبة الشركة اعبزائرية، د 1ؿبمود يعقويب: اؼبعجم الفلسفي، ج (2) .13ص ىػ (، 1303: إعباـ العواـ عن علم الكبلـ )القاىرة اؼبطبعة اإلعبلمية، د ط ، أبو حامد الغزارل (3)

Page 70: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

58

ىػ( التأويل 505اؼبعاين اليت وبتملها ىذا الباطن، حيث يقوؿ أبو حامد الغزارل )ت أي إذل عندىم ػ األشاعرة ػ "عبارة عن احتماؿ يعضده دليل، يصن بو أغلب على الضن من اؼبعىن الذي

، معىن ذلك أف (1)يدؿ عليو الظاىر، ويشبو أف يكوف كل تأويل صرفا عن اغبقيقة إذل اجملاز"د الظاىر من النصوص ال مربر لو، وطلب اغبقيقة يستدعي إعماؿ العقل الكتشاؼ ما الوقوؼ عن

يسترت خلف النصوص. وقد حاوؿ الغزارل العمل على تقنن ظاىرة التأويل، لعلمو خبطرىا على العقوؿ والنصوص ب اآلف نفسو، فقدـ بذلك كتابو "قانوف التأويل"، حيث عرب من خبللو عن

الكبلمية من ظاىرة التأويل، كما عمل فيو على ربديد وضبط ما يبكن تأويلو مواقف ـبتلف الفرؽ من النصوص وما ال يبكن تأويلو وهبب أخذه على الظاىر من النصوص.

( فقد ذىب ب ضبط مفهـو التأويل اصطبلحا إذل ىػ 595 ػ ىػ 520أما ابن رشد اغبفيد )لداللة اجملازية، من غن أف ىبل ب ذلك بعادة أنو "إخراج داللة اللفظ من الداللة اغبقيقة إذل ا

لساف العرب ب التجوز، من تسمية الشيء بشبيهو أو بسببو، أو الحقو، أو مقارنو، أو غن ذلك ، فما دامت الشريعة / النص على (2)من األشياء اليت عددت ب أصناؼ الكبلـ اجملازي "

إذل قراءة تتجاوز الظاىر من النصوص لتظفر مستوين ظاىر و باطن، فاؼبعاين اجملازية ب حاجة بباطنها أو حقيقتها.

يتضح من األمثلة السابقة أف التأويل ب اؼبستوى االصطبلحي، يبحث ب اؼبعين اجملازي لبلوغ حقيقة متوارية ىبفيها النص. االرتباط بن التأويل واجملاز ىنا يتأسس على صبلة من الثنائيات وعلى

اطن، بالنسبة للنص، والعامة واػباصة بالنسبة للمتلقي / القارئ.رأسها الظاىر والب ج / الفرؽ بين التأويل والتفسير

.157ـ(، ص 1937، 1)القاىرة: مطبعة مصطفى ؿبمد، ط 1أبو حامد الغزارل: اؼبستصفى من علم األصوؿ، ج ( 4)ر ما بن اغبكمة والشريعة من اتصاؿ، ربقيق: ؿبمد عابد اعبابري )بنوت: مركز دراسات الوحدة العربية، أبو الوليد ابن رشد: فصل اؼبقاؿ وتقري (1)

.97ـ(، ص2007، 4ط

Page 71: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

59

عبلقة التأويل بالتفسن، ب الثقافة العربية سوؼ يبلحظ أف اؼبتقدمن من العلماء ب اؼبتأمل فعنا إذل ؿباولة سواء ب الفقو، أو ب اللغة دل يقيموا حدا وال فرؽ بن اؼبفهومن، األمر الذي د

الكشف عن عبلقة التأويل بالتفسن.يذكر ابن منظور ب اؼبعىن اللغوي للتفسن على أنو "مأخوذ من الفسر، وىو على اؼبستوى اللغوي

. فهو بذلك كشف وإظهار للمراد من اللفظ / النص، أما عبد القاىر (1)اإلبانة وكشف اؼبغطى" ب اللغة يرجع إذل معاين اإلظهار والكشف، وأصلو ب ( فيذكر أف التفسنىػ 471ت اعبرجاين )

اللغة من التفسرة، وىي القليل من اؼباء الذي ينظر فيو األطباء، فكما أف الطبيب بالنظر فيو .(2)يكشف علة اؼبريض، فكذلك اؼبفسر يكشف عن نشأة اآلية، والسبب الذي نزلت فيو

سنجده يشن إذل الكشف واإلظهار، وذلك أما إذا ذىبنا إذل اؼبفهـو االصطبلحي للتفسنبأف ال يكوف ب الكبلـ لبس وخفاء، فيأب دبا يزيلو أو يفسر، والتفسن أعم من اإليضاح، ألف

. ( 3)اإليضاح ىو ذكر مرادؼ أكثر وضوحاالتفسن عند السلف تعلق بعلم نزوؿ اآلية ونصها واألسباب اليت نزلت فيها، وح ى بياف وضع

يقة وؾبازا، أي أنو ارتبط دبعرفة معاين النص القرآين، كما يبكننا اإلشارة إذل كوف ألفاضها حقاؼبتقدمن، استخدموا كبل من التفسن والتأويل دبعىن واحد، غن أف ىناؾ من رفض ىذا الرتادؼ

ا، بن التأويل والتفسن، إذ وجد أف "التفسن أعم من التأويل، وأكثر استعمالو ب األلفاظ ومفرداهتوأكثر استعماؿ التأويل ب اؼبعاين واعبمل، كتأويل الرؤيا، وأكثر ما يستعمل ػ يعين التأويل ػ ب

.(4)الكتب اإلؽبية، والتفسن يستعمل فيها وب غنىا "وعليو يصبح التفسن إذف بياف لفظ ال وبتمل إال وجها واحدا حقيقة أـ ؾبازا، أما التأويل

معىن واحد من معاين ـبتلفة، طبعا من خبلؿ ما ظهر من أدلة على فيقـو على توجيو لفظ كبو

.33ابن منظور: مرجع سابق، ص (2) .25ـ(، ص 1983، 1عبد القاىر اعبرجاين: التعريفات ) بنوت: دار الكتب العلمية، ط (3) .314) بنوت:دار الكتاب اللبناين، د ط، د ت(، ص 1لفلسفي، جصبيل صليبا: اؼبعجم ا (4) .173ـ(، ص 1988، تح: ؿبمد أبو الفضل )بنوت: اؼبكتبة العصرية، د ط، 2جبلؿ الدين السيوطي: اإلتقاف ب علـو القرآف، ج (1)

Page 72: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

61

ذلك التوجيو.لذلك قيل "التفسن ىو القطع باف مراد اهلل ىو كذا، والتأويل ترجيح أحد احملتمبلت .(1)بدوف القطع"

وقد جاء ب تعريفات اعبرجاين أف "التأويل ب األصل الرتجيح، وب الشرع صرؼ اللفظ عن اؼبعىن لراجح إذل اؼبعىن اؼبرجوح، لدليل يقرتف بو، وىو أيضا حرؼ اللفظ عن معناه الظاىر إذل معىن ا

إفا اللاو فالق الحب }وبتملو، إذا كاف احملتمل اؼبتوصل إليو يوافق الكتاب والسنة لقولو تعاذل: { من الحي ذلكم اللاو فأناى تػؤفكوف والنػاوى يخرج الحيا من الميت ومخرج الميت

(، إذا أراد بو إخراج الطن من البيضة، كاف تفسنا، وإف أراد بو إخراج اؼبؤمن 95)األنعاـ، اآلية: . (2)من الكافر، أو العادل من اعباىل، كاف تأويبل"

ربية اإلسبلمية، حيث ارتبط ىنالك تباين واضح بن حقلي التفسن والتأويل، ب الثقافة العالتفسن بالشرح، أما التأويل فقد ارتبط باالستنباط والفهم، كما أف التفسن يرتبط حبالة اللفظ "الكلمة" ووضعها، أما التأويل فأغلب ارتباطو باستنطاؽ ىذه األلفاظ، والبحث ب باطنها، لذلك

حد االحتماالت اؼبمكنة، وىو بذلك كاف خربا عن حقيقة اؼبراد من اللفظ، اجتهادا، ترجيحا أل فهم للمعىن وعقلنة لو.

ال شك أف اغبديث عن عبلقة التأويل بالتفسن، قد كشف كثنا من االختبلؼ بن علماء اؼبسلمن، ب بياف الفرؽ بن اجملالن، والواقع كما يصفو حسن الذىيب ىو أف "التفسن ما كاف

ف راجعا إذل الدراية، وذلك أف التفسن معناه الكشف والبياف،... راجعا إذل الرواية، والتأويل ما كا، أما التأويل فملحوظ فيو ترجيح أحد ؿبتمبلت اللفظ بالدليل، والرتجيح، يعتمد االجتهاد، ويتوصل إليو دبعرفة مفردات األلفاظ ومدلوالهتا ب لغة العرب، واستعماؽبا حبسب السياؽ ومعرفة

.(3)نباط اؼبعاين من كل ذلك"األساليب العربية، واست د / التأويل عند المعاصرين

، الصفحة نفسها.نفسو (2) .51عبد القاىر اعبرجاين: مرجع سابق، ص (3) .18ـ(، ص 2000، 7) القاىرة: مكتبة وىبة، ط 1لذىيب: التفسن واؼبفسروف، جؿبمد حسن ا( 1)

Page 73: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

60

إذا كاف التأويل كمفهـو ب اؼبرحلة الكبلسيكية ػ إف جاز التعبن ػ ب الفكر العريب اإلسبلمي، يشن إذل معىن واحد، إنو ذباوز اؼبعىن الظاىر ب النص إذل معىن آخر، كما يشرتؾ ب اؽبدؼ نفسو

يقة، إذل جانب كوف اجملاؿ الذي يتحرؾ فيو ويتعامل معو ىو النص القرآين، وىو إدراؾ اليقن واغبقفإنو يبكننا ربديد مفهومو ب الفرتة اؼبعاصرة من خبلؿ ما أنتجو الفكر العريب اؼبعاصر، وتتبع ما قدمتو اؼبعاجم اؼبعاصرة، ومنها ػ كنموذج ػ "معجم اؼبصطلحات العربية ب اللغة واألدب" حيث

ويل من خبللو على أنو: تفسن ما ب النص من غموض، حبيث يبدو واضحا جليا، من يظهر التأ خبلؿ إعطاء:

ػ معىن معن لنص ما، كما ىو اغباؿ ب استنباط اؼبغزى من قصة، أو قصيدة رمزية. .(1)ػ معىن، أو داللة غبدث أو قوؿ، ال تبدو فيو ىذه الداللة ألوؿ وىلة

وبمل التأويل ىنا معاين التوضيح والتفسن، ويتجاوز الظاىر من النص إذل عمقو وباطنو، واؽبدؼ من كل ذلك ىو كشف اغبقيقة واستخراج ما ىو خفي مسترت ب النص، األمر الذي هبعل التأويل ب مفهومو اؼبعاصر ال ىبتلف كثنا عن اؼبعىن الذي ضبلو ب العصر السابق، انطبلقا من ذلك

االشرتاؾ ب اؽبدؼ والقصد.النتيجة نفسها نبلحظها عند استقرائنا للمفهـو عند صبيل صليبا ب معجمو الفلسفي، لقد بقي يكرر ما أشار إليو ابن رشد ب ضبطو ؼبفهـو التأويل، واألمر نفسو نبلحظو على اؼبوسوعة

.(2)بقدر ما قامت بتكرارىا الفلسفية العربية، إذ دل زبرج ىي األخرى عن التعريفات الكبلسيكيةغن أف بعض اؼبفكرين اؼبعاصرين أدركوا اغباجة اؼبلحة لتجاوز الطروحات الكبلسيكية ب ما تعلق بضبط مفهـو التأويل، وبالتارل اغباجة إذل التعامل مع الرتاث من خبلؿ آليات حداثية،

معاصرة تعمل على مسايرة حركة والعمل على ذباوز الفهم التقليدي ؽبذا الرتاث، من خبلؿ قراءة الواقع واجملتمع ومتطلبات العصر، إنو مطلب التجديد اؼبلح، األمر الذي دعا كثنا من اؼبفكرين إذل

.20ـ(، ص 1984ؾبدي وىبة ػ كامل اؼبهندس: معجم اؼبصطلحات العربية ب اللغة واألدب )بنوت: مكتبة لبناف، د ط، (2) .209ـ(، ص 1986، 1ط ) بنوت: معهد اإلمباء العريب، 1معن زيادة: اؼبوسوعة الفلسفية العربية، مج (2)

Page 74: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

62

األخذ بآليات اغبداثة الغربية، واالستفادة منها، وصوال إذل ربقيق النهضة، من أبرزىم اعبابري وأركوف، وحنفي، نصر أبو زيد، وحرب.

سبيل اؼبثاؿ، يؤكد بأنو ال يبكننا اغبديث عن ربديث للفكر ب غياب تاـ لنقد فاعبابري علىالعقل اإلسبلمي، واؼبقصود ىنا نقد اؼبنهجية اليت ب إتباعها ب عصر الضعف واالكبطاط، حيث يقوؿ "إف ذبديد العقل العريب يعين ب اؼبنظور الذي نتحدث فيو، إحداث قطيعة تامة مع بنية

، ىذا النوع من (1)ب عصر االكبطاط، وامتدادىا إذل الفكر العريب اغبديث واؼبعاصر" العقل العريبالقطيعة ػ حسب اعبابري ػ ينصب بالدرجة األوذل على ما أنتجو العقل العريب، وكذلك على الفعل العقلي )التفكن( باعتباره نشاطا يتم بطريقة معينة، ىذه األخنة البد أف وبدث فيها تغن على مستوى األدوات واؼبفاىيم واإلشكاليات اليت تواجهها، واغبقل اؼبعرب الذي تتم داخلو، إذل درجة

. (2)البل رجوع إذل الطريقة السابقة وكأف من شأف تطبيق ىذه القطيعة أف يسمح بتطبيق القراءة البنيوية على اؼبؤلف، وذلك من

يعاب صبيع التحوالت اليت يتحرؾ هبا خبلؿ ؿبورة فكره "حوؿ إشكالية واضحة قادرة على استومن خبلؽبا فكر صاحب النص، حبيث ذبد كل فكرة من أفكاره مكاهنا الطبيعي، أي اؼبربر أو

. عملية الفهم، فهم أفكار اؼبؤلف ػ ىنا ػ ال تتم إال ب حضور (3)القابل للتربير داخل ىذا الكل "، وعليو يدعوا اعبابري إذل إعادة تنظيم فكر الكل، أي أف فكر اؼبؤلف ؿبكـو ببنية معينة، وؿبددة

اؼبؤلف من جهة، وإعادة ربطو من جهة أخرى باجملاؿ التارىبي وـبتلف أبعاده، سواء الثقافية منها .(4)أو األيديولوجية والسياسية، وح ى االجتماعية منها، الكتساب فهم تارىبي للفكر اؼبدروس

، ال تعين شيئا سوى عملية "استنطاؽ النص وكشف ىذه اغبركة النقدية بتعبن نصر أبو زيدـبتلف الدالالت اليت دل يقلها النص، ذلك أف حركة النص ب الزماف واؼبكاف ال تعين سوى حركة

.19ـ(، ص 1991، 1ؿبمد عابد اعبابري: الرتاث واغبداثة ) بنوت: اؼبركز الثقاب العريب، ط (1) نفسو، الصفحة نفسها. (2) .24نفسو، ص ( 3) .24ؿبمد عابد اعبابري: الرتاث واغبداثة، مرجع سابق، ص (1)

Page 75: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

63

. مهمة القارئ تظهر ىنا على (1)ب واقع حي متطور، ومن ب استنباط دالالت جديدة للنصوص" ص وراء سياؽ التفكن.أهنا عمل على استكشاؼ اؼبخفي واؼبضمر ب الن

يدعو اعبابري إذف إذل إحداث قطيعة إبستيمولوجية مع اؼبمارسات الفكرية السابقة ب الفكر العريب، والعمل على إحبلؿ منهجية جديدة، تعمل على ربديث الرتاث، أو قراءة الرتاث قراءة

ربية، على رأسها جديدة، من خبلؿ االستنجاد بآليات فكرية معاصرة، من منتجات اغبداثة الغ البنيوية.

وعلى منواؿ مشروع اعبابري النقدي، فإف مشروعو أما بالنسبة للمفكر اعبزائري أركوفالفكري يبكن عده أحد أبرز اؼبشاريع الفكرية الطاؿبة إذل نقد العقل العريب، من خبلؿ استخداـ

ساسي، يتمثل ب ترسانة من أحدث ما وصلت إليو اغبداثة من مناىج علمية، لتحقيق ىدؼ أربديث الفكر العريب، وإحداث قطيعة مع الدراسات السابقة، فقدر الفكر اإلسبلمي ػ حسب أركوف ػ ىو أف يتحرر من كل أشكاؿ التخلف اؼبعرب واؼبنهجي اليت يرزح ربتها، من خبلؿ التأسيس لطريقة جديدة، منفتحة على إقبازات اغبداثة، وغن خاضعة ألسبقيات تيولوجية،

، الوثوقي. لذلك ينظر أركوف للتأويل على أنو علم يدرس أصبل (2)واالبتعاد عن اػبط التبجيليالنصوص الدينية، لكي يشرحها بشكل جديد، ومن خبلؿ تطبيق مناىج علـو األلسنيات، وبقية العلـو األخرى عليها، ولكنو ينهمك ب تأويل النصوص الفلسفية أيضا، على طريقة ىيدجر، أو

ن، و منهم من ىبوض ب تأويل النصوص الدينية والفلسفية ب آف معا، وىو يهتم بإبراز غدام صبيع دالالت النص وما ظهر منها وما بطن، وما بطن منها على وجو اػبصوص.

كما يصف أركوف قراءتو التأويلية للرتاث بأهنا قراءة "هتضم و تتمثل ب آف واحد اإلغباح أو البعد منن، وااللتزاـ الفيلولوجي للمؤرخ اإلهبايب اؼبهتم بالوقائع، واؼبنظور التوضيحي لعادل التيولوجي للمؤ

. (3)األنرتوبولوجيا، والضبط النقدي للفيلسوؼ"

.240ـ(، ص 2006، 6لـو القرآف )بنوت: اؼبركز الثقاب العريب، ط دراسة ب ع، : مفهـو النصنصر حامد أبو زيد (2)، ط (3) .243ـ(، ص2011، 1مصطفى كيحل: األنسنة والتأويل ب فكر ؿبمد أركوف ) بنوت: منشورات االختبلؼ، الدار العربية للعلـو .264ـ(، ص 1996، 2الثقاب العريب، ط ؿبمد أركوف: الفكر اإلسبلمي قراءة علمية، ت: ىاشم صاحل ) بنوت: اؼبركز (1)

Page 76: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

64

يتضح إذف أف أركوف يوظف حشدا ىائبل من اؼبفاىيم النقدية، والعلـو الغربية اؼبعاصرة ب اليت تعمل ػ حسبو ػ على إضاءة الرتاث العريب، يربر أركوف قراءتو النقدية / التأويلية للرتاث العريب، و

استخدامو ؽبذا اغبشد من اآلليات بقولو "إف اإلسبلميات التطبيقية تعلم بأنو ليس ىناؾ من خطاب بريء أو منهج بريء، إهنا ترجح ب كل مساراهتا تعددية اؼبناىج الفاحصة، من أجل

ذا التعدد ب اؼبناىج يبكن استيعابو ب ثبلث مقاربات . ى(1)ذبنب أي اختزاؿ للمادة اؼبدروسة" يعمل وفقها الفكر األركوين ب تعاملو مع الرتاث وىي:

اؼبقاربة السيميائية واأللسنية، وىي مقاربة كفيلة بتحرير القارئ من سلطة النصوص، ما يساعد ػ على ربليلها ربليبل موضوعيا.

، والسوسيولوجية، اليت تتلخص ب إبراز تارىبية اؼبمارسات ػ اؼبقاربة التارىبية، واألنرتوبولوجيةالثقافية، واالجتماعية اإلسبلمية الوسيطية، وعلى رأسها النصوص اؼبقدسة، انطبلقا من التاريخ النقدي اعبديد. حيث قاـ أركوف بنقد قصة تشكل اؼبصحف، ونقد ؾبموعات الصحاح للمذاىب

وارج، كما يقـو أيضا بنقد خطاب السنة النبوية، ونقد التصور اإلسبلمية، عند السنة والشيعة، واػب .(2)القروسطي للعادل ككل

ػ أما التحليل السوسيولوجي فقد جاءت االستعانة بو لفهم الرتاث اإلسبلمي، على اعتبار أف اؼببلحظة البسيطة للمجتمعات تؤكد أف ىناؾ اختبلفا بن إسبلـ اؼبدف، وإسبلـ األرياؼ، وبن

. أما بالنسبة للمقاربة األنرتوبولوجية، فهي حسب أركوف (3)ـ الطبقة اؼبثقفة، وإسبلـ اعبماىنإسبلتعمل على توضيح "كيف تقـو الرتاثات اػبطية ببرت نفسها عن طريق ضغوط اإلنتقاء اليت سبليها

قضية خلق ، وال أدؿ على ذلك من(4)األرثوذكسيات الدينية، أو الفلسفية أو األدبية أو السياسية" القرآف عند اؼبعتزلة.

.57ـ(، ص 1986، 1ؿبمد أركوف: تارىبية الفكر العريب اإلسبلمي، ت: ىاشم صاحل ) بنوت: مركز اإلمباء القومي، ط( 2) .44مصطفى كيحل: مرجع سابق، ص (3)(4 ) ، .115ـ(، ص 2006، 1طفارح مسرحي: اغبداثة ب فكر ؿبمد أركوف ) بنوت: الدار العربية للعلـو ـ(، ص. 2001، 1ؿبمد أركوف: معارؾ من أجل األنسنة ب السياقات اإلسبلمية، ت: ىاشم صاحل ) بنوت: دار الساقي، ط (1)

Page 77: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

65

وأخنا اؼبقاربة التيولوجية، واليت تنسحب على العقيدة، والنصوص اؼبقدسة، على اعتبار كوهنا ػ جزءا مهما من تراثنا، وماداـ اؽبدؼ الرئيس من قراءة / إعادة قراءة الرتاث ىو الوصوؿ إذل كسر

ن اػبطأ استبعاد النصوص اؼبقدسة من ساحة ىالة التقديس اليت ربيط باػبطاب الديين، فإنو مالنقد، حيث يقوؿ أركوف "لقد طبقت اؼبنهج النقدي، ال اإلمتثارل، وال التقليدي ح ى على

. يبدو أف ىذه اؼبقاربة ىي اليت كانت السبب ب ؿبنة نصر أبو زيد، ب (1)مضامن أكثر قداسة " اقرتابو من النص القرآين.

اليت يقرتحها ؿبمد أركوف لقراءة الرتاث اإلسبلمي، تقـو ب أساسها على إذف اؼبنهجية القرائية النقد والتارىبانية، واالستفادة من اؼبناىج العلمية اؼبعاصرة.

.47ؿبمد أركوف: الفكر اإلسبلمي قراءة علمية، مرجع سابق، ص ( 2)

Page 78: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

66

تعقيػبما يبكن استخبلصو ب ىذا الفصل من خبلؿ اؼبتابعة التارىبية ؼبفهـو التأويل، بداية من

ها اغبضارة اليونانية، وصوال إذل اؼبرحلة اؼبعاصرة من تاريخ اإلنساف، اغبضارات القديبة، وعلى رأسبشقيو العريب والغريب، مرورا بالفرتة اغبديثة، أف التأويل كمفهـو ب حلو وترحالو، وضبلو حملموالتو، قد ضبل ؾبموعة من اؼبعاين والتصورات تبعا لكل مرحلة من تاريخ اإلنساف، وطرأت عليو كثن من

ات، سواء من جهة االستخداـ، أو من جهة اغبقوؿ اؼبعرفية اليت احتضنتو، وإف كاف من التغن البلـز أف نشن إذل أف الفكر الغريب عموما، ينطلق ب التأويل من اؼبرجعية الفلسفية اليونانية كأساس ب نظريتو التأويلية، حيث يبكن التأكيد على أف اؼبمارسات التأويلية القديبة انطلقت منؿباولة نقل األوامر اإلؽبية من عادل السماء إذل عادل األرض، من جهة ومن جهة أخرى ؿباولة تفسن أشعار ىومنوس، فكاف من عيوب اؽبرمنيوطيقا ىنا حصرىا ب ؾبرد التفسن والرتصبة؛ أما

انفتاحا بالنسبة للتأويل الديين / التوراب فميزه دخوؿ التأويل على خط النصوص اؼبقدسة، دبا يعينللممارسة التأويلية على أفق جديد ب الفهم، أما ما يعيبها فبل شك ىو نظرهتا إذل التأويل كأداة ووسيلة لتجاوز مشكلة تعدد معاين ب الكتاب اؼبقدس، فكاف التأويل دبثابة اؼبطهر للكتاب

من سلطة اؼبقدس من صنوؼ التعارض بن ما ينطق بو النص وما يراه العقل، فكاف التخلص النص لصاحل القارئ / اؼبفسر، ىذا الصراع داخل النص الديين بن قراءة حرفية وأخرى ؾبازية ىو ما ميز فرتات الحقة من تاريخ التأويل، إذل غاية الفرتة اغبديثة واؼبعاصرة، حيث انفتح باب التأويل

ع الفين، وإف كاف على النصوص البشرية بش ى أصنافها، من النصوص القانونية ح ى ذات الطاباإلفراط ب النزعة النفسية من جهة، والتطرؼ اؼبنهاجوي من جهة أخرى، من عيوب الفرتة اغبديثة، فإف الفرتة اؼبعاصرة تكوف قد تداركت اػبلل، فنقلت اؽبرمنيوطيقا إذل مرتبة أظبى لتجعل

وار، فكاف ؽبا الشأف أف منها وسيلة لفهم الذات من خبلؿ تعبناهتا وعبلماهتا ورموزىا، وأداة للح تلج كل ؾباالت اغبياة.

Page 79: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ نظرة تارىبية للتأويلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل األوؿ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

67

كما يبكننا أف نبلحظ غي األخن أف التأويل ب الفكر الغريب عموما ميزه التجدد، التطور، فبعدما كاف متجها كبو النصوص اؼبقدسة، سواء ب العهد القدن، أو العهد اعبديد، امتد ليشمل

ا، معىن ذالك أف التأويل ب الثقافة الغربية ضبل النصوص األدبية، اإلنسانية دبختلف ذبلياهت ؿبموالت متنوعة ب إطار الثقافة الواحدة.

أما على مستوى الفكر العريب، فقد ارتبط التأويل منذ البداية بالنص الديين، إذ ال شك أف ، إذ حضور الباطن كاف أبرز العوامل ب اعتماد التأويل، والذي تساوى مع التفسن عند اؼبتقدمن

دل يقم الفكر اإلسبلمي ب بواكنه فرقا بن اؼبصطلحن، غن أف ظهور الفرؽ الكبلمية، وصراعها من أجل اغبقيقة الدينية من جهة، والصراع السياسي بن طوائف اؼبسلمن من جهة أخرى، كانا

ليت غبقتو، كفيلن جبعل التأويل وبمل ؿبموالت سلبية، فكاف االستخداـ النفعي لو أبرز العيوب اأما بالنسبة للفكر اؼبعاصر منو، فقد سعى ػ من خبلؿ أصوات كثنة ػ إذل اػبروج من اؼبفهـو التقليدي للتأويل، بالعمل على ذبديد آلياتو لتكوف أكثر استجابة ؼبتطلبات الواقع اؼبتغن من جهة،

كاف من عيوبو السقوط ب واغباجة إذل فهم الرتاث من جهة أخرى، وبالتارل االنفتاح على اؼبعىن، ففخ الرتديد والتقليد، فكاف اعبمود ميزتو األبرز؛ مثل ىذه األصوات دل تكن تسمع بالشكل الكاب، ومنها على األخص صوت اؼبفكر نصر حامد أبو زيد، األمر الذي يدفعنا إذل التساؤؿ

مشروعية قراءتو التأويلية، حوؿ مفهومو للتأويل؟ وماىية اؼبدارات التنظنية لتأويليتو، سواء من جهةأو اآلليات القرائية اليت يوظفها ب قراءتو التأويلية ؟ ىذا ما سنحاوؿ اإلجابة عنو ب الفصل

البلحق.

Page 80: Download (PDF, 1.81MB)

الثاينالفصػػل

في المدارات التنظيرية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيد مدخل

أبو زيد ػ في مشروعية القراءة التأويلية عند نصر 01 أ / من خبلؿ اجملاز ب / من خبلؿ النظاـ اللغوي للببلغة و النحو

ج / من خبلؿ العرفاف الصوب د / من خبلؿ الربىاف الفلسفي ػ في آليات القراءة التأويلية عند نصر أبو زيد 02

أ / النقد األديب ات.ب / السيميولوجيا / علم العبلم ية. التارىبج /

تعقيب

Page 81: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

69

مدخليسعى نصر أبو زيد جاىدا لتعرية اػبطاب الديين اؼبتكئ على مشروعيتو التارىبية، اؼبتعالية عن كل نقد وسبحيص، أو ح ى ؿباوالت القراءة والفهم ليقدـ لنا ػ أبو زيد ػ ما يشبو البديل اؼبفاىيمي

السابقة، خاصة ما تعلق منها باؼبفاىيم الدائرة الذي يتجاوز من خبللو كثنا من الطروحات والعاملة ب حقل التأسيس ؼبشروعية الفكر الديين، وعلى رأس أولوياهتا التأويل كمنهجية من جهة، وكقضية من جهة أخرى شغلت العقل العريب اإلسبلمي. من ىنا وباوؿ أبو زيد وضع ىذا العقل

ابقة، والفهم التقليدي، إنو بذلك ينطلق من حالة ب أفق معاصر، ؿباوال ذباوز الطروحات السسبتمرب 11الوعي بالراىن الفكري العريب اإلسبلمي، خاصة ما ميز ىذا الراىن منذ أحداث

، وما تبعها من أحداث، على مستوى اإلنساف العريب، أو ما يعرؼ اليـو بالربيع العريب. 2001اليت زامنت أيب الوليد ابن رشد، والذي يسمح ىذا الراىن الذي يتطلب شعورا دائما بتلك اغبرية

لنا بفهم اغبالة الثقافية السائدة ويصل بنا إذل القدرة على تأسيس وعي علمي برتاثنا الديين، والقدرة على االستفادة منو بشكل يتبلءـ مع معطيات الراىن.

ذا األخن، ىذا الوعي العلمي بالرتاث يتأسس عند نصر أبو زيد من خبلؿ قراءة وتأويل ىعلى اعتبار أف الرتاث ملك لكل أجياؿ األمة وليس حكرا على جيل دوف آخر، من ىنا ينطلق أبو زيد ب التأسيس والدفاع عن مشروعية القراءة التأويلية للرتاث، بغرض استكشافو تارة، وبغرض

ف عن آلياتو تعرية اػبطاب الديين أو ما ب إنتاجو من خطابات حوؿ ىذا الرتاث الديين، والكش الوعي. وطرؽ ربركو، وأماكن سبركزه ب

إف ىذه العملية، وىي تنشد تأسيس وعي بالرتاث، غايتها ذلك األمر اعبلل من خبلؿ قراءة تأويلية مغايرة، يبحث ؽبا صاحبها عن مشروعية دائمة من خبلؿ فبارسة األوائل، من علماء

خرى، كما يستحضر آلية البياف اللغوي، إذل جاب الكبلـ تارة، ومن اؼبتصوفة وأىل العرفاف تارة أ اػبطاب الفلسفي ب ثوبو الرشدي، ليؤسس ؼبشروعية قراءتو التأويلية.

Page 82: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

71

بعدما تؤسس القراءة التأويلية عند أبو زيد مشروعيتها، من خبلؿ تأصيلها ب فبارسة العقل العريب تجرار ؾبموعة من اآلليات، والقواعد اإلسبلمي ؼبهمة التأويل والقراءة، يبتد فكر نصر أبو زيد الس

اؼبنهجية اليت ينظر من خبلؽبا لتأويليتو، واألمر سياف عنده، سواء كانت ىذه اآلليات مستدرجة من تراثنا الفكري، أو أهنا نتاج اغبداثة الغريب، فاؼبهم ىنا ىو اؽبدؼ والغاية منها، أال وىي

من حالة النكبة الفكرية اليت الزمت اؼبشروع الوصوؿ إذل وعي علمي هبذا الرتاث، علو ينتشلنا الفكري العريب، مشروع النهضة الذي طاؼبا حلمت بو أجياؿ بكاملها.

Page 83: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

70

/ في مشروعية القراءة التأويلية عند نصر أبو زيد01 عمليات التنظن اليت يقدمها أبو زيد ب كثن من مؤلفاتو لنظريتو ب التأويل، أو بصيغة أخرىقراءتو التأويلية للرتاث، على اعتبار أنو ال هباىر بكونو يسعي إذل وضع نظرية تأويلية تتأسس بداية على تأصيل مفهـو التأويل ب الوعي العريب اإلسبلمي من خبلؿ ؾبموعة من اؼبنطلقات تعمل كلها على التأسيس ؼبشروعية تأويلية، وذلك ما سوؼ كباوؿ الكشف عليو من خبلؿ ربليل

ػبطاب الزيدي ػ نسبة أليب زيد ػ وكشف ؾبموعة النظم اليت يؤسس من خبلؽبا للممارسة ا التأويلية، و بالتارل ؼبفهومو للتأويل.

أ ػ من خالؿ المجاز. يتضح أنو كلما تباعدت عنا غبظة تلقي اػبطاب القرآين، واؼبقصود ىنا غبظة النيب عليو

قراءة وتأويبل أكثر عسرا وصعوبة، األمر الذي أدى الصبلة والسبلـ، إال وكانت عملية الفهم،إبداع وتوليد ؾبموعة آليات لغوية تسمح لنا بإعادة قراءة ىذا اػبطاب، وتدبره وفهم مراميو

ومعانيو.يعد ىذا األمر من بن أبرز العوامل اليت دفعت علماء اؼبتكلمن، قبل علماء اللغة إذل

لقرآين، متجاوزين بذلك الطابع اغبرب. األمر الذي كاف استحضار اجملاز آلية لفهم اػبطاب اعامبل مهما ب نشوء ارتباط بن اجملاز والتأويل ب الثقافة العربية اإلسبلمية. فقد قصر ابن قتيبة أبو

ىػ( التعامل مع اػبطاب القرآين على "من كثر نظره 276ىػ ػ 213ؿبمد عبد اهلل بن مسلم )العرب وافتناهنا باألساليب، وما خص اهلل بو لغتها دوف صبيع اللغات، واتسع علمو، وفهم مذاىب

فإنو ليس ب صبيع األمم أمة أوتيت من العارضة والبياف، واتساع اجملاؿ، ما أوتيتو العرب الذين ؽبم اجملازات ب الكبلـ، ومعناىا: طرؽ القوؿ ومآخذه. ففيها االستعارة، والتمثيل والقلب والتقدن،

ن واغبذؼ والتكرار، واإلخفاء واإلظهار، والتعريض، واإلفصاح والكناية، واإليضاح وـباطبة والتأخ

Page 84: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

72

الواحد ـباطبة اعبميع، واعبميع ـباطبة الواحد، دبعىن اػبصوص.... وبكل ىذه اؼبذاىب نزؿ . (1)القرآف"

راءة اػبطاب قبل انتقاؿ اجملاز، دبا وبملو من ترسانة مفاىيمية وأدوات إجرائية، إذل مستوى قالديين، فبثبل ب النص القرآين، كاف علماء الببلغة والنقاد يطبقونو ب نقد حقل أديب كبن، إنو الشعر، متفقن ب ذلك مع الفبلسفة، وعلماء الكبلـ ب النظر إذل أشكاؿ اجملاز ب عمومها على

ع بو، أو تساعد ب "وسائل ربسن، تضاؼ إذل اؼبعىن النثري، ليساعد ب عملية اإلقنا أهنا (2)زبييلو"

ينقلنا ىذا التخييل مباشرة إذل التجربة اغبسية اليت كلما اقرتب الكبلـ من ؿباكاهتا، كاف أشد أثرا، وأكثر إقناعا، حيث تعمل كل من آلييت التشبيو واالستعارة مثبل، على تقريب اغبقائق من

على أهنما: يصدراف عن اؼبخيلة اليت تستند أفهاـ اؼبتلقن، بل أكثر من ذلك شبة من ينظر إليهما، ب عملها على اغبس، فبل تعمل بدونو مهما كانت قدرهتا على التجريد أو االبتكار.

من ىنا يصبح كل من التشبيو واالستعارة، صورة من صور إعادة تشكيل مدركات اغبس عر أساسا ضروريا، وخن الظاىر، إما على سبيل اؼبشاهبة أو اؼبخالفة، لذلك عد التصوير ب الش

وسيلة لتقريب األفكار واؼبعاين عن طريق اؼبقارنة واإلبداؿ، أي عن طريق تقدن اؼبثيل، أو النظن أو . لعل ىذا ما يربر االعتماد على اعبانب البصري، (3) البديل، كما ىو اغباؿ ب التشبيو واالستعارة

اعتماد اؼبيزة اغبسية ب التصوير، كوهنا تعمل دوف غنه من اغبواس، فكاف بذلك دافعا للشعراء ب على تقريب اؼبفاىيم أكثر.

دل يكن اجملاز بعيدا عن ذباذبات الدرس النقدي، سواء ب دراسة الشعر أو النثر، بل امتد ليشمل حقبل جديدا، من حقوؿ اؼبعرفة، أال وىو النظر التأويلي للخطاب القرآين، األمر الذي ذبسد على

واضح لدى علماء الكبلـ، وأىل االعتزاؿ منهم ربديدا، فقد عبأت اؼبعتزلة إذل كبو منهجي

. 17راىيم مشس الدين )بنوت: دار الكتب العلمية، د ط، د ت(، ص ابن قتيبة أبو ؿبمد عبد اهلل بن مسلم: تأويل مشكل القرآف، تع: إب (1) .168ـ(، ص 1983، 2) بنوت: دار التنوير، ط جابر عصفور: الصورة الفنية ب الرتاث النقدي (2) .227ـ(، ص 1983ألفت الرويب: نظرية الشعر عند فبلسفة اؼبسلمن )بنوت: دار التنوير، د ط، (3)

Page 85: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

73

مبحث اجملاز كأسلوب الستظهار فهم للقرآف يتواءـ مع العقائد اإليبانية، إذ دل هبدوا للمجاز من وظيفة ب القرآف الكرن إال " إثارة التأمل العقلي، واالجتهاد النظري الذي عدوه جزءا من

. (1) الغرض منو تعريض الناظر إذل ثواب يزيد على ثواب اؼبقلد" التكليف،ىذه الدراسة الببلغية عند اؼبعتزلة، كاف ؽبا أف تربز وتستقيم من خبلؿ عاملن أساسين: يتصل أوؽبما بدراسة القرآف نفسو، وتبن حقيقة اجملاز ونظمو، وتأمل مشكبلتو األسلوبية اػباصة

ؽبذا النص. ويتصل الثاين بالغاية من تعلم الببلغة نفسها، فالببلغة اليت تعرتض عملية التلقي . (2)عندىم عنصر مهم ب اإلقناع، الذي ىو غاية اعبدؿ الكبلمي

على يد اؼبعتزلة إذف أصبح العقل مصدرا أساسيا للحقيقة عامة، والدينية منها على وجو إذ ىو "مبدأ أساسي أدخلتو اؼبعتزلة اػبصوص، وأكثر من ذلك معيارا توزف بو معارفنا الدينية،

.(3)ألوؿ مرة ب النظر الديين اإلسبلمي"اإلعبلء من قيمة العقل عند اؼبعتزلة، كاف لو كبن األثر ب ربط أساليب الببلغة عندىم ػ وعلى

عن رأسها اجملاز ػ حبركة اللغة واؼبعرفة بداية، واالنتهاء بربطها بأفق اػبطاب القرآين، الذي هبيبنا أسئلة الوجود واألخبلؽ واؼبصن، وىو هبيب على ذلك بأسلوب صبارل فين، "ؽبذا يبكن وصفو بأنو

. فالتعبن الذي يراد لو أف يكوف ب أحسن (4) نص لغوي، أعين البد لفهمو، من فهم لغتو أوال" تلغي ػ صورة وأسلوب، البد عليو أف يكوف قادرا على إتقاف القراءة الفاعلة، تلك القراءة اليت

والتعبن ؽبشاـ شرايب ػ الصوت الواحد، وطغياف اؼبعىن الواحد، ألف "أي تغين ب أسلوب القراءة . (5)يشكل ربوال ب أسلوب الفهم و التفكن"

.93ـ(، ص 2007، 6و زيد: االذباه العقلي ب التفسن )بنوت: اؼبركز الثقاب العريب، ط نصر حامد أب (1) .100جابر عصفور: مرجع سابق، ص (2) .159ـ(، ص 1983، 2إجنتس جولد تسيهر: مذاىب التفسن اإلسبلمي، ت: عبد اغبليم عطية )بنوت: دار اقرأ، ط (3) .20ـ(، ص 1993كتابة ) بنوت: دار اآلداب، د ط، أدونيس: النص القرآين وآفاؽ ال ( 4) .19(، ص 1990ىشاـ شرايب: النقد اغبضاري للمجتمع العريب ب هناية القرف العشرين )بنوت:مركز دراسات الوحدة العربية، دط، (5)

Page 86: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

74

ب سياؽ ىذه القراءة اعبديدة ػ الفاعلة ػ للخطاب القرآين، انطلقت جهود اؼبعتزلة ب التأويل يبكن أف يتناقض مع العقل ب منطوؽ النص القرآين، ب مرحلة ميزهتا اجملازي، طبعا ؼبقارعة كل ما

الفتوحات اإلسبلمية، وامتداد اإلسبلـ كدين جديد لشعوب كثنة، فضبل عن ذلك أدرؾ أىل االعتزاؿ مبكرا أف أي إنكار ؼببحث اجملاز ب النص

سبيز اللغة العربية ػ لغة القرآف ػ القرآين، سوؼ يؤثر بالغ األثر على مسألة اإلعجاز ذاتو، القائم على وتفردىا وتفوقها على اؼبستوى الببلغي.

شكل ىذا األمر نقطة ربوؿ كبنة، ب كثن من مؤلفات نصر أبو زيد وعلى رأسها كتابو "االذباه العقلي ب التفسن دراسة ب قضية اجملاز ب القرآف عند اؼبعتزلة" والذي حلل من خبللو

اػبطاب القرآين عند اؼبعتزلة، متتبعا ب ذلك اؼبسلك التارىبي للداللة اللغوية قضية اجملاز بوتطورىا، وشروط اؼبعرفة، ومفهـو اجملاز، نشأتو وتطوره عند أىل االعتزاؿ، دل يفرؽ ب ذلك بينهم

سواء كانوا من أرباب البياف واللغة، أو من أئمة التفسن.لتارىبي االجتماعي، ب كشفو ؼبختلف التطورات اليت يعتمد نصر أبو زيد، منهج التحليل ا

أدت إذل استقرار مفهـو اجملاز، حيث تعاضد ذلك مع التأويبلت العقلية للقرآف، واليت دارت ب أغلبها حوؿ اػببلؼ ب مقاربة اآليات احملكمة من جهة، واؼبتشاهبة من جهة أخرى، إذ اعترب

م يدؿ دبعناه الظاىري، وأف كل ما ىبالف ىذه الوجهة اؼبعتزلة أف كل ما يدعم وجهة نظرىم ؿبك . (1) متشابو هبوز، بل وبق تأويلو

من خبلؿ ىذه الديناميكية، وباوؿ نصر أبو زيد ربط نشأة الفكر االعتزارل بالظروؼ االجتماعية والسياسية اليت زادت شدهتا مع تلك الفتنة اليت قامت على االختبلؼ حوؿ مسألة

فتئت تتطور لتأخذ، بدؿ الشكل السياسي، لباسا دينيا، وهتتم دببادئ ومسائل اإلمامة، ب ماكبلمية متنوعة، األمر الذي جعل حركة التأويل الديين تزدىر خاصة ب وسط اؼبتكلمن، وبيئة الفقهاء، فتبلورت األصوؿ اػبمسة للمعتزلة، واليت تتجو ب ؾبملها إذل تغليب التأويل العقلي "إذل

ـ(.2000، بنوت: دار الساقي، 25: حياب ) ؾبلة أبواب، ع نصر أبو زيدلبلطبلع أكثر أنظر (1)

Page 87: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

75

يتخطى التزامهم ببعض األصوؿ اؼبقررة ب اإلسبلـ، فجعلوا حكم العقل قاضيا بصرؼ حد يكاد ، (1)نصوص القرآف عن ظواىرىا، حيثما كانت ىذه الظواىر متعارضة مع ما يقتضيو العقل"

فقامت اؼبعتزلة بتأويل بعض آيات القرآف بطريقة تنفي عنها داللتها اؼبادية الظاىرة، "فصرفت دلوؿ اؼبادي عن معانيها اللغوية اؼبباشرة، إذل معاف ؾبازية، أو إذل دالالت رمزية: األلفاظ ذات اؼب

. (2)فاليد ػ مثبل ػ تشن إذل القدرة، واالستواء على العرش يشن إذل السمو، واؼبهابة" كما أف القوؿ "باؼبنزلة بن اؼبنزلتن" الذي أثار كثنا من اعبدؿ، دفع البعض إذل اعتباره واحدا من وجوه اجملاز عند اؼبعتزلة، بل أكثر من ذلك يبكن النظر إليو على أنو ترصبة لغوية للمجاز حيث يقوؿ أمن عباس "اجملاز ليس العلم اؼبطلق أو اعبهل اؼبطلق، إمبا ىو اعتزاؿ اعبهل باالرتفاع عنو،

معنين، إنو دل واعتزاؿ العلم بالنزوؿ عنو، إذل مساحة ال متعينة ... ومعىن الفاسق، معىن بنيدخل الكفر بعد، وب الوقت عينو دل يفقد أصالة اإليباف، فاإليباف لدى صاحب الكبنة، إيباف

.(3)توقف عن أف يكوف إيبانا عقليا متحققا بالفعل، فإذا تاب عاد إذل اإليباف "أبو زيد أف من خبلؿ ىذا الطرح اعبدرل االعتزارل حوؿ القوؿ باؼبنزلة بن اؼبنزلتن، كاف لنصر

يلتمس خيط التأويل العقلي عند اؼبعتزلة، القائم على اجملاز اللغوي، من بن خيوط السياسة وـبتلف اصطفافاهتا، وسبركزات القوى السياسية فيها، بالنظر إذل كوف القوؿ باؼببدأ السابق يتأسس

ى نصر أبو زيد ب جانبو السياسي، من وجهة تكوين جبهة موحدة ضد النظاـ األموي. إذ يتحر ىذه العبلقة بن اؼبعرفة من جهة، والداللة اللغوية من جهة أخرى، عند اؼبعتزلة، ليكشف لنا ذلك التداخل التاـ، بن وظيفة اللغة من جانب، وبن شرطي داللتها من جانب آخر، ونبا "اؼبواضعة

والقصد". االسم واؼبسمى عبلقة انفصاـ ال يؤكد نصر أبو زيد ب ىذا الصدد أنو "إذا كانت العبلقة بن

يربطها سوى قصد اعبماعة اليت تتواضع على ىذه العبلقة، فإف العبلقة بن العبارة ػ الرتكيب ػ وما

.822ـ(،ص 1981) بنوت دار الفارايب، د ط، 1حسن مروة: النزعات اؼبادية ب الفلسفة العربية اإلسبلمية، ج (2) .65عبد الرضباف بدوي: مذاىب اإلسبلمين، مرجع سابق، ص (1) .287ص ـ(، 2008أمن عباس: اؼبعىن القرآين بن التفسن والتأويل ) بنوت: مؤسسة االنتشار العريب، د ط، (2)

Page 88: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

76

تدؿ عليو من اؼبعىن النفسي على اؼبستوى البشري، ومن القصد على اؼبستوى اإلؽبي، ىي أيضا ؼبعىن واللفظ على مستوى األفراد، وإذل عبلقة انفصاـ، وبذلك انتهى اؼبعتزلة إذل الفصل بن ا

.(1) الفصل بن العبارة واؼبعىن على مستوى الرتكيبىذه االنتقاالت الداللية سوؼ يكوف ؽبا الدور األبرز ب فتح األبواب أماـ اػبطوة األساسية

ى اغبقيقة، ب اؼبقاربة اللغوية اؼبعتزلية للخطاب القرآين، من خبلؿ انتقاؿ الدالئل اللغوية من مستو إذل درجة اجملاز، حيت يتتبع نصر أبو زيد جوانب اجملاز ووجوىو اليت تصب ب ؾبرى واحد، إنو إخراج الداللة اللغوية من اؼبواضعات اليت خلقها شيوع االستخداـ، واالنتقاؿ هبا إذل مستوى آخر

اء التفسن، كما يتجلى أحيانا، ب اؼبثل كمصطلح يقرتب من آلية "التشبيو" الشائعة لدى علم شاعت "الكتابة" كأداة سبكننا من إماطة اللثاـ عن اؼبعىن اؼبباشر ب اػبطاب الديين.

ب ظل ىذا السياؽ التارىبي لتشكل مبحث اجملاز وتطوره عند اؼبعتزلة، كاف لنا أف نشن إذل لكرن"، ىػ( صاحب كتاب "األشباه والنظائر ب القرآف ا 150ؾبهودات مقاتل بن سليماف )ت

الذي وبسبو نصر أبو زيد "أوؿ كتاب يصلنا ب ربليل النص القرآين" ذلك أنو يكشف عن تعدد دالالت اللفظ الواحد تبعا لتعدد السياقات واختبلفها، فضبل عن كونو "تطبيقا ؼبا سبق أف أؼبح

ظ الواحد إليو علي بن أيب طالب من أف )القرآف ضباؿ أوجو(. ىذا اإلحساس بتعدد دالالت اللفب القرآف ظل يلح على أفئدة اؼبفسرين، ويؤرقهم ح ى صار )موضوع الوجوه و النظائر(، فرعا من

. اؼبعىن من ذلك أف أغلب فروع (2) فروع الدراسات القرآنية، كالناسخ واؼبنسوخ، واإلعراب سبلمية. الدراسات اللغوية والببلغية قد تشكلت ضمن نطاؽ الدراسات القرآنية ب اغبضارة اإل

غن أف ما يثن االنتباه ىو أف ىذه الدراسات القرآنية دل تكن قائمة فقط على اإلطار اللغوي للخطاب القرآين، وال ؿبكومة هبواجس الكشف الببلغي فقط، بل كانت من زاوية أخرى ؾباال

فات وانصهارىا للتواصل بن اهلل واإلنساف، ىذا الفعل ػ التواصل ػ الذي تعددت ألسنتو بتعدد الثقا

.90نصر أبو زيد: االذباه العقلي ب التفسن، مصدر سابق، ص (1) .97نفسو، ص (2)

Page 89: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

77

ب بوتقة الدين اغبنيف، نتيجة لتوسع رقعة الدولة اإلسبلمية. لعل ىذا الواقع ىو الذي كاف دافعا ىػ( إذل تأليف كتابو "اجملاز ب القرآف"، والفراء )ت 207"أليب عبيدة عمر بن اؼبثىن" )ت

ح ما استغلق من ىػ( إذل تأليف كتابو "معاين القرآف"، وقد حرص كل منهما على توضي 2009اػبطاب القرآين على أفهاـ كثن من رجاؿ الدولة ذوي األصوؿ األعجمية ب غالب األحياف، ىذا إذل جانب أخطائهم ب نطق القرآف، وكاف من أثر ذلك كلو أف تطورت مهمة اؼبفسر شيئا ما عن

من زاوية شرح ذي قبل، فصار عليو أف يتناوؿ النص القرآين من زاوية الرتكيب، كما يتناولو الغامض من ألفاظو، وعبلوة على ذلك، كاف عليو أف يتناوؿ اعبانب اإلعرايب، ودبعىن آخر، "كاف على ىؤالء اؼبفسرين أف ىبوضوا ب مباحث ببلغية، وأسلوبية أكثر اتساعا فبا تعرض لو اؼبفسروف

.(1)السابقوف" ند "أبو عثماف اعباحظ" )ت يظهر تبلور مبحث اجملاز كذلك وبشكل أكثر عمقا، وداللة ع

ىػ( من خبلؿ ثقافتو اؼبوسوعية، وما ميزه من روح نقدية خاصة ب ما يتعلق بعلماء وشعراء 255عصره، وما ميزىم من كسل ذىين على تقدن اعبديد، حيث قاؿ فيهم "دل أرى غاية النحوين إال

غريب، أو معىن صعب وبتاج إذل كل شعر فيو إعراب، ودل أر غاية رواة األشعار إال كل شعر فيو . (2)االستخراج، ودل أرى غاية رواة األخبار إال كل شعر فيو الشاىد واؼبثل"

كاف اعباحظ ب مواجهتو للنظرة اللغوية ب الشعر يعرض لنا "ألوؿ مرة ب النقد العريب، فكرة ة تعد اؼبدخل اعبانب اغبي للشعر، وقدرتو على إثارة صور بصرية ب ذىن اؼبتلقي، وىي فكر

، يبلحظ نصر أبو زيد ىنا (3)األوؿ، أو اؼبقدمة األوذل للعبلقة بن التصوير والتقدن اغبي للمعىن"أف مصطلح اجملاز عند اعباحظ قد ربدد ربددا كامبل، ليشن إذل كل األنواع الببلغية، كاؼبثل

ث فيو اعباحظ عن اجملاز كمقابل والتشبيو واالستعارة والكناية، غن أنو يؤكد أف "اؼبواضيع اليت ربدللحقيقة بشكل مباشر قليلة جدا، وإف كاف سياؽ استخداماتو الكثنة للفظ يدؿ على فهمو

.100ػ 99نصر أبو زيد: االذباه العقلي ب التفسن، مصدر سابق، ص ص (1) .24، د ت(، ص 3، ش: عبد السبلـ ىاروف ) بنوت: دار اعبيل، ط 4اعباحظ: البياف والتبين، ج أبو عثماف (2) .260جابر عصفور: مرجع سابق، ص (3)

Page 90: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

78

، غن أف اؼبطلع على كتاب "اغبيواف" ال يبكنو أف ينكر جهود صاحبو ب (1)االصطبلحي ؽبا" اؼبساواة بن اؼبثل واجملاز، ب مقابل اغبقيقة.

اجملاز قد أضحى أكثر دقة وربديدا، بل إف نصر أبو زيد يعده "اؼبصطلح هبذا يكوف مصطلح األثن لدى اؼبعتزلة، الذين يؤولوف على أساسو كل اآليات اليت يوىم ظاىرىا ػ أو حقيقتها ػ

.(2)بالتعارض مع آرائهم وأفكارىم العقلية "برز ب إنضاج مفهـو رغم وجود كثن من أعبلـ الفكر االعتزارل، الذين كاف ؽبم الدور األ

386ىػ(، وأبو اغبسن الرماين )ت 538اجملاز، وتأكيد عبلقتو بتأويبلهتم، أمثاؿ الزـبشري )ت ىػ( غن أف مساحة البحث دل تكن لتسمح بعرض كامل مواقفهم و آرائهم.

يبكن القوؿ إذف أف أبو زيد يؤسس ؼبشروعية خطابو التأويلي، من خبلؿ العودة إذل الرتاث ين، ب شكلو االعتزارل مستجديا ما يبكن من آليات اعتمدهتا الفرؽ الكبلمية، على رأسها الدي

اؼبعتزلة ب مقاربتها للخطاب القرآين، وقد وجد نصر أبو زيد ب مبحث اجملاز طريقو لولوج عادل التأويل وليستند ؼبربرات اؼبعتزلة ب القوؿ بالتأويل، من خبلؿ إزالة ذلك التعارض بن صوت

العقل، وكبلـ اػبطاب القرآين.كما أف ما ذبب اإلشارة إليو ىنا، ىو أف تأويبلت للخطاب القرآين وإف دل تتجاوز النظاـ اؼبعرب ب وجهو البياين، إال أف جهودىم ب رفع التناقض ػ الذي يكن أف يظهر ػ بن نصوص

ما يؤكده نصر أبو زيد نفسو، من القرآف الكرن، وبن أدلة العقل دل يكتب ؽبا النجاح دائما، وىونتائج ؿباوالتو التأويلية اليت كانت "ب أغلب األحياف رل عنق النص القرآين، وإخراجو عن سياقو

. (3)وذلك ليتحوؿ إذل داللة عقلية نظرية " ب ػ من خالؿ النظاـ اللغوي للبالغة والنحو

.116نصر أبو زيد: االذباه العقلي ب التفسن، مصدر سابق، ص (4) .117نصر أبو زيد: االذباه العقلي ب التفسن، مصدر سابق ، ص (1) .245نفسو، ص (2)

Page 91: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

79

اءتو التأويلية للخطاب القرآين، من خبلؿ مواقف بعدما أسس نصر أبو زيد ؼبشروعية قر اؼبعتزلة وآرائها، ب اعتماد آلية اجملاز لدرئ كل تعارض بن العقل والنقل، ينطلق ليؤكد ىذه اؼبشروعية من خبلؿ النظاـ اللغوي للببلغة والنحو، متعمدا ب ذلك على آراء عبد القاىر

لببلغة والنحو، كما كاف على وعي بأنبية الكشف ىػ( الذي كاف لو اىتماـ با 471اعبرجاين )ت عن ؾبموعة القوانن واآلليات اليت تعمل على تنظيم اػبطاب اللغوي، للوصوؿ إذل إحداث عملية تواصل بن اؼبرسل واؼبتلقي، وقد كاف ىذا األخن أكثر صرامة ب إظهار العبلقة الوثيقة اليت تربط

لنظاـ اللغوي عامة، والقائم على العقل بوصفو مرجعية ىذا كبل من الببلغة، والفصاحة والنحو باالنظاـ ب أساسو، األمر الذي يبكن النظر إليو على أنو خطوة مهمة ب دفع اجملاز والتأويل،

لبلنصهار ب فضاء البحث اللغوي. عاين ب يقرر اعبرجاين منذ البداية أف "األلفاظ إذا كانت أوعية للمعاين، فإهنا ال ؿبالة تتبع اؼب

مواقعها، فإذا وجب ؼبعىن أف يكوف أوال ب النفس، وجب للفظ الداؿ عليو أف يكوف مثلو أوال ب النطق، فأما أف تتصور ب األلفاظ أف تكوف اؼبقصودة قبل اؼبعاين بالنظم والرتكيب، وأف يكوف

د ترتيب اؼبعاين إذل الفكر ب النظم الذي يتواصفو البلغاء، فكرا ب نظم األلفاظ، أو أف ربتاج بعفكر تستأنفو، ألف ذبيء باأللفاظ على نسقها فباطل من الضن ووىم يتخيل إذل من ال يوب النظر حقو، وكيف تكوف مفكرا ب نظم األلفاظ وأنت ال تعقل ؽبا أوصافا وأحواال، إذا عرفتها عرفت أف

. (1) حقها أف تنظم على وجو كذا"ؿ إنتاج خطاب للغة وبدد طبيعة التعبن وآلية إنتاج العبارة يتضح ىنا أف صاحب القوؿ، وباو

ذاهتا، على اعتبار أهنا وحدة أساسية من وحدات التفكن، األمر الذي يشن إذل أف جهده ىنا يبكن القوؿ أنو يضاىي ما صاغو ميشاؿ فوكو، فيما بعد، عندما الحظ، أف مرجعية اػبطاب ال

أو إذل الصدؽ اؼبنطقي، أو إذل قواعد البناء النحوي، وإمبا إذل تعود إذل الذات أو إذل اؼبؤسسة،

.43ـ(، ص 1982 : دالئل اإلعجاز ب علم اؼبعاين )بنوت: دار اؼبعرفة، د ط،عبد القاىر اعبرجاين (1)

Page 92: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

81

اؼبمارسة، سواء كانت خطابية أو غن خطابة، شريطة أف "ال نفهم العبلقة بن اؼبمارسات على .(1)أساس السبب والنتيجة، وإمبا على أساس العبلقة التبادلية"

ب الكبلـ، ليتجو ب اؼبقابل إذل يتخلى إذف اعبرجاين عن تلك العبلقة اؼبيكانيكية لرتتيكشف أنظمة تشكيل الداللة اللغوية وكيفية إنتاجها، ح ى تتحقق العبلقة التبادلية للغة، بوصفها نشاطا صباعيا، فقد أدرؾ وىو يبحث وجوه إعجاز القرآف الكرن أف حبثو ىذا "ىو ب حقيقتو

قافة ... ىكذا يتعامل عبد القاىر حبث ب خصوصية النص، ب عبلقتو بالنصوص األخرى، ب الثمع القرآف باعتباره نصا لغويا ال ىبتلف عن غنه من النصوص، إال ب درجة استثماره القصوى

. (2)للقوانن العامة اؼبنتجة للنصوص"األمر الذي يدفع نصر أبو زيد إذل التأكيد بأف اعبرجاين يعرؼ القرآف الكرن على أنو "كبلـ،

تم إنتاجو وفقا للقوانن العامة اؼبنتجة للكبلـ، إنو ػ بلغتنا اؼبعاصرة اليت ال نظن أف شأف كل كبلـ، ياعبرجاين يبكن أف ينفر منها لو كاف معاصرا ػ نص لغوي شأف غنه من النصوص اللغوية، ال يبكن فهمو أو ربليلو، كما ال يبكن اكتشاؼ قوانينو الذاتية، إال من خبلؿ اكتشاؼ تلك القوانن العامة، قوانن إنتاج النصوص ب لغة ؿبددة، وإف مهمة اعبرجاين ب تفكيك النص، بغرض كشف البنية الداخلية اليت تؤسسو، تتواصل من خبلؿ مؤلفو األخر "أسرار الببلغة" والذي يبكن عده،

.(3)أدؽ كتب اللغة ب إطار ثقافة بعينها "الداخلية اليت تؤسسو، تتواصل من مهمة اعبرجاين ب تفكيك النص، بغرض كشف البنية

خبلؿ مؤلفو اآلخر "أسرار الببلغة" الذي يبكن عده أدؽ كتاب من كتب اللغة العربية ب اغبديث عن أوصاؼ البياف، وشاىد على ذوؽ نقدي، يدرس من خبللو اعبرجاين التشبيو والتمثيل

فاوتة ب الداللة والتأثن معا االستعارة، وىو يلمح دائما أف معىن اؼبعىن يقـو على مستويات مت

.143ـ(، ص 2000الزواوي بغورة: مفهـو اػبطاب ب فلسفة ميشاؿ فوكو ) القاىرة: منشورات اجمللس األعلى للثقافة، د ط، (1) .93ـ(، ص 2006، 2نصر حامد أبو زيد: النص السلطة واغبقيقة )بنوت: اؼبركز الثقاب العريب، ط ( 2) .95نفسو، ص (3)

Page 93: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

80

. فمنهج اعبرجاين يستند إذل نظرية (1)بنظرة عميقة شاملة، تدؿ على عمق نفسي فكري ب آف ب اللغة تتماشى مع ما وصل إليو علم اللساف اغبديث من آراء، قرر من خبللو اعبرجاين ما قرره

، من رمزية اللغة، ومن أف اللغة ليست ؾبموعة من األلفاظ، بل ؾبموعة من العبلقات. علماء اليـوعلى ىذا األساس أقاـ اعبرجاين تفكنه اللغوي ب النقد، األمر الذي جعل نصر أبو زيد، يذىب إذل االعتقاد بأنو "يبكن لنا القوؿ بطريقة معاصرة، إف اعبرجاين كاف على وعي تاـ بالفوارؽ

لعادل السويسري فرديناف دي سوسنبن اللغة والكبلـ، ذلك الفارؽ الذي أرسى دعائمو ا(Ferdinand de Saussure) "وطوره " نعـو تشومسكي (Noam Chomsky ب )

تفرقتو بن الكفاءة واألداء "إف قوانن النحو ومعاين األلفاظ سبثل عند عبد القاىر النظاـ اللغوي أما الكبلـ فهو التحقق القار ب وعي اعبماعة، الذي تقـو اللغة على أساسو بوظيفتها االتصالية،

.(2)الفعلي ؽبذه القوانن ب حدث كبلمي بعينو "ال ينفك اعبرجاين ب كتابيو على حد سواء، دالئل اإلعجاز وأسرار الببلغة، عن التأكيد على أف النظم ىو الفكرة األساسية، واؼبركزية اليت يستند إليها خطابو، فقد دارت أفكاره ب مؤلفو األوؿ

غة باعتبارىا ال تتحقق إال من خبلؿ النظم، فإننا نبلحظ أنو ب مؤلفو الثاين، عمل حوؿ الببلعلى كشف أسرار اؼبعاين من خبلؿ النظم ذاتو، وإذا كاف اعبرجاين قد قدـ ب دالئل اإلعجاز موضوع نظرية عامة ب األدب التصاؽبا باإلعجاز، فإنو ب أسرار الببلغة يشرح ويطبق تلك

أسرار الببلغة درس أبواب التشبيو ونظائرىا دراسة وافية، يظهر من خبلؽبا اعتماد النظرية، وب تلك األبواب على أسلوب النظم، إذ ال يبكن الكشف عن ببلغتها إال من خبلؿ فكرة النظم.

لقد كاف اإلعجاز قبل اعبرجاين، قاب قوسن أو أدىن من ولوج إشكالية يصعب حلها، صف النص القرآين بأنو بلساف عريب مبن، وصف جعل علماء اللغة وجهها األوؿ سبثل ب و

واؼبفسرين يستأنسوف بالشعر شاىدا على عربية العبارة القرآنية ب وجو اؽبجـو على لغة القرآف و

.429ـ(، ص 1981، 3: تاريخ النقد األديب عند العرب )بنوت: دار الثقافة، ط إحساف عباس (1) .159نصر أبو زيد: إشكاليات القراءة وآليات التأويل، مصدر سابق، ص (2)

Page 94: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

82

أسلوبو، أما وجهها الثاين، فيتمثل ب إيباف اؼبسلمن "بأف القرآف نص معجز، ال يقارف من حيث ورغم ؿباوالت اعبرجاين، ب الكشف عن أسرار .1شعريا كاف أو نثريا"مستواه، بأي نص آخر

اػبطاب القرآين، وربديده لعلة اإلعجاز ب فرادة النظم والتأليف، غن أف البعض يعتقد أنو دل يقل لنا إذل أي حد ظبا نظم القرآف ػ كما و كيفا ػ على ما عداه من صور النظم اعبميل ب الفنوف

، إذ دل يلتفت كثنا إذل "أف قضية اجملاز تتطلب شيئا أبعد من حدة اؼبشاركة اعبماؿ األدبية األخرى .(2) اؼبشاع بن صور التعبنات األدبية اؼبختلفة"

قد نتفق مع الفكرة السابقة ب كوف اعبرجاين دل يبيز لنا سر اإلعجاز ب اػبطاب القرآين، غن نوطة بو، كونو يتناوؿ بالدرس إشكالية معرفية أكثر أف ذلك قد يرتبط بشكل ما بصعوبة اؼبهمة اؼب

جدة، كما أنو من جهة أخرى كاف مشغوال بالبحث عن قوانن كلية يبكن التمييز على أساسها . (3)بن كبلـ وكبلـ، وذلك وصوال إذل ربديد أوجو اإلعجاز

لغوي، طبعا ال يتم ذلك إال من خبلؿ النظر ب كل مستوى من مستويات سياؽ اػبطاب الحيث "يدخلنا تعدد مستويات السياؽ اللغوي مباشرة إذل معاين النحو، دبعىن أوسع من الداللة

، الذي يؤكد أف النظم ليس إال أف تضع كبلمك الوضع الذي (4)اليت وقف عندىا عبد القاىر"يقتضيو علم النحو، وتعمل على قوانينو وأصولو، وتعرؼ مناىجو اليت هنجت، فبل تزيغ عنها،

. (5)وربفظ الرسـو اليت رظبت لك فبل زبل بشيء منهايشن ىذا األمر إذل كوف علم النحو يتطابق مع النظم، غن أنو يتعن علينا التوقف عند التفرقة اليت يقيمها اعبرجاين بن أصوؿ النحو اليت تنتمي إذل ؾباؿ قوانن اللغة، وعلم النحو الذي

.164، ص نفسو (1) .421إحساف عباس: مرجع سابق، (2) .108نصر أبو زيد: النص، السلطة، اغبقيقة، مصدر سابق، ص (3) سو، الصفحة نفسها.نف (4) .64اعبرجاين: دالئل اإلعجاز، مرجع سابق، ص (5)

Page 95: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

83

، شعرا أو نثرا، حيث يشن نصر أبو زيد ب ىذه التفرقة وبصر اػبصائص الفنية، األدبية ب الكـر .(1) إذل أف "اعبرجاين ب حديثو عن األصوؿ، يتحدث عن قوانن ؾبملة"

باالنتقاؿ إذل سيبويو، ورغم التباعد الزمين بينو وبن اعبرجاين، إال أف كبل منهما ينخرط ب ـ اللغوي العريب، األمر الذي ظبح لكل حقلو اؼبعرب ومن خبللو، ب مهمة الكشف عن النظا

منهما بإضافة شحنة نظرية تقعيدية ؼببحث اجملاز، جعلتو يتقدـ باذباه إرساء معادل لنظرية عربية ب تأويل النصوص، دبا ب ذلك النص الديين. فكما اذبو اعبرجاين ب سياؽ ؾبهوده اللغوي، ليجعل

ز من طريق اؼبعىن اؼبعقوؿ، وإف كانت ىذه القسمة اللغة، وؾبا من اجملاز نوعن: ؾباز من طريقالثنائية دل ترؽ للبعض، "فنعتوىا بكوهنا قسمة زائفة، فإنو قد نظر إذل اجتهادات سيبويو، من

"الكتاب" على أنو إضافة نوعية إذل جهود التأويل، اليت عكفت على نقل العبلمات خبلؿة للخطاب القرآين الذي يبثل النظاـ اللغوي سبثيبل اللغوية إذل معاف وسعت من دائرة الفهم، وخباص

. (2)دقيقا"وعليو فإف اػبطاب القرآين بوصفو معيارا، ىو الذي وجو الدراسات اللغوية القديبة، فإف القراءات اؼبختلفة لبعض أجزاء ىذا النص)القرآين( سانبت ب التخفيف من ىذه اؼبعيارية إذل حد

قرآنية سواء ب ذلك القراءات السبع اؼبشهورة، أو ما يضاؼ إليهن، كبن، وال شك أف القراءات اليبكن النظر إليها على أهنا "بقايا خبلفية الختبلفات ؽبجية على اؼبستويات الصوتية، والصرفية والنحوية والداللية. واالىتماـ هبذه القراءات واغبرص على تأويلها وتفسنىا، دوف اعبرأة على

، ىذا النحو الذي يصفو اعبابري بقولو أف (3)ى للنحو القدن حيويتو"رفضها، ىو الذي أعط"النحو العريب كما نقرأه ب مرجعو األوؿ )الكتاب( ليس ؾبرد قواعد لتعليم النطق السليم، والكتابة الصحيحة باللغة العربية، بل ىو أكثر من ذلك، قوانن للفكر داخل اللغة، وبعبارة بعض النحاة

حو منطق العربية، وىذا ما كاف يعيو سباـ الوعي سائر البيانين، إذ كانوا يعتربوف كتاب القدماء: الن

.160نصر أبو زيد: إشكاليات القراءة وآليات التأويل، مصدر السابق، ص (1) .191ػ 190ص ص نصر أبو زيد: إشكاليات القراءة وآليات التأويل، مصدر السابق ، (2) .191الصفحة نفسو، (3)

Page 96: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

84

سيبويو، كتابا ب علم العربية، كبوا ولغة و ببلغة، ومنطقا، كتابا يبكن من استوعبو من اإلمساؾ . (1)دبفاصل العلـو البيانية كلها، دبا ب ذلك الفقو"

وبدد للجملة العربية جهاهتا اؼبنطقية، ا سيبويو "كافيضيف اعبابري بأنو، واؼبقصود ىنجهات اغبسن والقبح، واعبواز والوجوب، والتناقض، ...، إف ىذه اعبهات، أو اؼبوجهات ليست تتعلق بالنطق أو الكتابة، وبالتارل فهي ليست من ميداف قواعد اللغة، وإمبا ىي معاين تتعلق

. (2)د التفكن، أو قانوف الفكر: اؼبنطق"باؼبعىن، وبالتارل فهي من ميداف قواعمن شأف ربط النحو، على ىذا الشكل بآليات التفكن اؼبنطقي، أف يكشف لنا عن العبلقات السياقية ب اػبطاب عامة، وىو منذ البداية أمر منوط بالكشف عن القرائن اللغوية، اليت

اإلعراب، األمر الذي تنبو لو سيبويو تعد غاية التحليل اللغوي بامتياز، أو ما يسميو "النحاة" "وعمل بعد اعبرجاين على كشف قرينة التعليق اليت تعد أذكى ؿباولة لتفسن العبلقات السياقية ب

. والقصد من التعليق عند اعبرجاين، إنشاء العبلقات بن اؼبعاين (3)تاريخ الرتاث العريب، إذل اآلف" واؼبعنوية واغبالية. ظية النحوية، بواسطة ما يسمى بالقرائن اللف

وجهو كاؼ وعليو، فإف التعليق ىو الفكرة اؼبركزية ب النحو العريب، وأف فهم التعليق علىوحده للقضاء على خرافة العمل النحوي والعوامل النحوية، ألف التعليق وبدد، بواسطة القرائن،

وأفضل وأكثر نفعا ب التحليل معاين األبواب ب السياؽ، ويفسر العبلقات بينها على صورة أوب .(4) اللغوي ؽبذه اؼبعاين الوظيفية النحوية

هبعلنا مرغمن "ليس -كما يتجلى ب بعض وجوىو اليت بسطها غادامن -إذا كاف التأويلفقط على إهباد اللفظ اؼبناسب، وإمبا أيضا إعادة بناء وتشكيل اؼبعىن اغبقيقي للنص داخل أفق

. فإف ما فعلو سيبويو يرقى إذل ىذا اؼبعىن، السيما وأنو خاض ب فضاء (5)ا"لغوي جديد سبام

.47ػ 46ـ(، ص ص 1990، 2: بنية العقل العريب ) بنوت: مركز دراسات الوحدة العربية، طؿبمد عابد اعبابري (1) .55ػ 54: بنية العقل العريب، مرجع سابق، ص ص ؿبمد عابد اعبابري (2) .186ـ(، ص 1985، 3حساف سباـ: اللغة العربية معناىا ومبناىا ) القاىرة: اؽبيئة اؼبصرية للكتاب، ط (3) .189ص نفسو، (4) .141ىانز جورج غدامن: فلسفة التأويل، مرجع سابق، (5)

Page 97: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

85

اؼببحث النحوي دبنأى عن التصنيفات التقليدية اليت ظلت تنظر للنحو على أنو ؾبموعة القواعد اليت توفر ؼبن يتقنها النطق والكتابة بشكل سليم.

ل جهوده مندغمة ب سياؽ ذبديد لقد مضى سيبويو يبحث عن قوانن للغة مكنتو من أف هبعالنحو الذي يرى نصر أبو زيد أنو ينتمي إذل حقل التأويل، وبالتارل "ال بد أف ينطلق من فهم

.(1)لطبيعة بناء ىذا العلم، ومن ربديد دقيق للتصورات واؼبفاىيم اليت قاـ عليها"صصو على صفوة القوؿ إذف، أف اشتغاؿ كل من اعبرجاين و سيبويو، كل ب ميداف زب

كشف، وإماطة اللثاـ عن قوانن النظاـ اللغوي، سواء ب النحو أو الببلغة، ساىم ب إنضاج مبحث اجملاز من جهة، وجعلو يتجو إذل تأسيس ووضع القواعد النظرية للتعامل مع تأويل النصوص، سواء كانت مقدسة، أو غن مقدسة، من خبلؿ أدوات أكثر دقة وصرامة، كما سانبت

األعماؿ ب فتح اجملاؿ أماـ توسيع دائرة الفهم والتأويل، انطبلقا من االنتقاؿ بالعبلمة اللغوية ىذه من النص لتسكن رحابة اؼبعين.

ىذا ما كاف نصر أبو زيد يستعن بو ب طلب اؼبشروعية لقراءتو التأويلية للخطاب القرآين، إذ أنت اؼبخاطب، أو أنتم اؼبخاطبن، وىي البنية يعتقد أف شبة بنية كبوية مهيمنة، ىي أنا اؼبتكلم و

رغم أهنا األكثر حضورا، إال أهنا ليست البنية الوحيدة ب كل اػبطابات، فبا يعين أف "القرآف ال يبثل خطابا )أحادي الصوت(، بل ىو خطاب )متعدد األصوات( بامتياز، دبعىن أف ضمن اؼبتكلم

ىنا اؼبتكلم ب اػبطاب السردي القصصي، الذي ال يشن دائما إذل )اؼبقدس(، ولست أقصد .(2)يكوف خطابا حكائيا، بل أقصد اؼبتكلم بالقرآف، خارج السياؽ السردي اغبكائي"

ج/ ػ من خالؿ العرفاف الصوفي

.223نصر أبو زيد: إشكاليات القراءة وآليات التأويل، مصدر سابق، ص (1) ـ(2006أنظر أضبد برقاوي وآخروف: حداثات إسبلمية، إشراؼ ماىر الشريف )سوريا: اؼبعهد الفرنسي للشرؽ األدىن، د ط، ( 2)

Page 98: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

86

كاف للفكر االعتزارل الدور األكرب ب تأويلية نصر أبو زيد، خاصة من جهة تأثره الواضح اسية، قطعية وملزمة، األمر الذي جعل من مذىب االعتزاؿ مرحلة باعتمادىم العقل كمرجعية أس

أساسية ب تبلور فكرة القراءة التأويلية للخطاب الديين عموما، والقرآين منو على وجو اػبصوص، عند نصر أبو زيد، تأويلية استهدفت بناء وعي علمي برتاثنا الديين، على حسب اعتقاد صاحبها.

الية دل تكن بالقدر الكاب لتشرعن القراءة التأويلية عند أبو زيد، يبدو أف الطروحات االعتز ما جعلو يبحث عن وسائل وآليات بديلة لتطعيم ىذه الشرعية بعيدا عن اغبقل االعتزارل، تسمح بفتح ؾباالت التأويل، وجعلو مقبوال عند كل قارئ، ومن خبلؿ كل قراءة، والوصوؿ من خبلؿ

راءات، وانفتاح النص على التأويل.ذلك إذل تعدد اؼبعاين والقتطلب ىذا األمر االستعانة ػ بعد التجربة االعتزالية واللغوية ػ بالتجربة الصوفية، من خبلؿ مبوذجها األكرب، شيخ الصوفية والتصوؼ ببل منازع، ؿبمد بن علي الطائي اغباسبي، اؼبعروؼ بابن

مت بدور بناء ب تأويل النصوص اليت ىػ (، فاؼبعتزلة حسب نصر أبو زيد "قا 638عريب ) ت بدا أهنا مهددة دبصن اعبمود، مع تغن العصر، دبا أحاطو من تدفق ثقاب ب احمليطات الفارسية، واؽبندية واليونانية، ...، وقاـ اؼبتصوفة خبطوة أوسع كبو ترميز اؼبعاين والدالالت، حبيث تعرب عن

. (1)فتحت آفاؽ النص روحيا وأخبلقيا وفلسفيا" آفاؽ أرحب، وتأويبلت ابن عريب بصفة خاصة،معىن ذلك أنو إذا كانت حركة التفكن االعتزارل قد أرست بأفكارىا، قاعدة التأويل العقلي اجملازي، اليت أضحت من أىم القواعد الراسخة ب مقاربة اػبطاب الديين، ومن خبللو اػبطاب

أبوابا واسعة أماـ تيار التأويل، والذي مازاؿ القرآين ذاتو، فإف حركة التصوؼ باؼبقابل شرعت مفتوحا وخصبا ح ى اللحظة الراىنة.

بناء على ىذا اؼبنطق اعبديد، يبدو أف نصر أبو زيد عدؿ من نظرتو ؼبفهـو التأويل الذي كاف عنده جهدا عقليا ذاتيا يربط إلخضاع النص الديين لتصورات اؼبفسر ومفاىيمو وأفكاره، وىي نظرة

دور النص وما يرتبط بو من تراث تفسني، وتأثنه على فكر اؼبفسر. تغفل

.265ـ(، ص 2006، 5: اػبطاب والتأويل )الدار البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، ط زيد نصر حامد أبو (1)

Page 99: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

87

إف العبلقة بن اؼبفسر والنص "ليست عبلقة إخضاع من جانب اؼبفسر، وخضوع من جانب ، ىذا االنتقاؿ ب ضبط (1)النص، واألحرى القوؿ أهنا عبلقة جدلية قائمة على التفاعل اؼبتبادؿ"

لوصوؿ هبا إذل درجة التفاعل، يشن إذل أف اؼبتصوفة يؤولوف اػبطاب العبلقة بن النص والقارئ وا، (2)القرآين "الكتشاؼ وحدة الداللة بن النص والعادل، وإلدراؾ عبلقات اإلحالة الداللية بينهما"

فهم بذلك ينطلقوف من وعي، وفهم عميق بأف العبلقة بن العبارة واإلشارة ب حقيقتها، ىي والباطن، وأف الفارؽ بن ظاىر العبارة وباطنها الرمزي ما ىو إال "الفارؽ بن العبلقة بن الظاىر

اللغة اإلنسانية واللغة اإلؽبية، اليت تتجلى ب القرآف كما تتجلى ب الوجود، وإذا كانت داللة اللغة ـ العبلقة اإلنسانية عرفية، فإف داللة اللغة اإلؽبية داللة ذاتية على اؼبستوى الوجودي، ...، ال تقو

بن الرمز واؼبرموز إليو، أو اإلشارة والعبارة، على مستوى االنفصاؿ، فليست اللغة العادية إال . (3)صدى للغة اإلؽبية"

بناءا على ىذا األمر، يعمل التأويل كنشاط وفاعلية إنسانية ب مواجهة النص، على ربرير ب ظل ىذا الفهم ىو اكتشاؼ اؼبتصوؼ ب فهمو للنصوص من حدود اللغة ليصبح "التأويل

الشفرة اإلؽبية، وفهم القرآف ب ضوء ىذه الشفرة، أي فهمو باعتباره ؾبموعة من الرموز الدالة على من ىذا اؼبنطلق أصبع ابن عريب ب فلسفتو اعبوانب الوجودية واؼبعرفية، (4)حقائق الوجود واإلنساف"

تويات متعددة، تسعى إذل الكشف عن ىذه متناوال اػبطاب القرآين ب دراستو بلغة ذات مسالعبلقة الثنائية بن الذات اإلؽبية من جهة، والعادل / الوجود من جهة أخرى "حيث ال هبمع بينهما حد مشرتؾ، وهبعل عادل اػبياؿ بكل مراتبو وتدرهباتو، بدءا باأللوىة ىو الوسيط بن اهلل

.(5)والعادل، وىو وسيط وجودي معرب ب نفس الوقت "

6ػ 5ـ(، ص ص 2003، 3: فلسفة التأويل ) بنوت: اؼبركز الثقاب العريب، ط نصر حامد أبو زيد (1) .264نصر أبو زيد: النص، السلطة، اغبقيقة، مصدر سابق، ص (2) .269ػ 268نفسو، ص ص (3) .278نفسو، ص (4) .100نصر أبو زيد: إشكاليات القراءة وآليات التأويل، مصدر سابق، ص (5)

Page 100: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

88

يصف نصر أبو زيد فلسفة ابن عريب ػ متأثرا ػ بالعمق والشموؿ، خاصة فيما يتعلق بالثنائيات، من قبيل التنزيو والتشبيو، احملكم واؼبتشابو، وغنىا، كما يربز نوع من التناغم الفكري، بن ما وباوؿ أبو زيد التأسيس لو، من خبلؿ البحث عن حل ؼبشكلة القصد / النص/ الفهم،

وبن فلسفة ابن عريب، من خبلؿ تعدد التفسنات اليت تطرحها اللغة على اؼبستوى الظاىري، أما على اؼبستوى الوجودي الباطين، فهي تظهر أكثر صعوبة وتعقيدا، نظرا لتوتر العبلقة بن جانيب

. (1)الداللة، واإلسناد ب الكبلـ على مستوى اإلفراد أو الرتكيب"طرحو الفكر الصوب ونصر أبو زيد، هبعل النص ب حالة من التغن، ما ىذا التصور الذي ي

داـ اؼبدلوؿ ب حالة من اػبلق اؼبتجدد، يستوي ب ذلك النص اللغوي العادي والنص القرآين الداؿ ػ حبكم مصدره ػ على حركة الوجود الدائبة، حيث يقرر بأف "اللغة اإلنسانية ليست إال ظاىرا

.(2)إلؽبيةماديا حسيا للغة اترتبط ىذه الداللة عند ابن عريب بتصوره لؤللوىية، وعبلقة األظباء والصفات اؼبشرتكة بن اهلل والعادل من جهة، وبن اهلل واإلنساف من جهة أخرى، لتزوؿ ىذه الثنائية على مستوى الداللة

يتميز بأف "لو صفة اللغوية والنص القرآين، على اعتبار أف الكبلـ اإلؽبي كما يتصوره ابن عريب،، وعليو ال يظهر أف ىنالك فرقا (3)اغبدوث والقدـ، فلو عمـو الصفة، فإف لو اإلحاطة ولنا التقييد"

عند ابن عريب بن الوجود ب العلم اإلؽبي، وبن الوجود اؼبادي الظاىر، لكوهنما مرتبتاف غبقيقة العادل قدن طبقا لوجوده العلمي، وجودية واحدة، وعليو يبكننا القوؿ مع نصر أبو زيد، بأف "

.( 4)ويصح بنفس الدرجة القوؿ بأنو ؿبدث طبقا لوجوده اغبسي الظاىر "أما على مستوى الداللة، فبل يظهر أي تعارض بن وضعية الداللة ب اللغة البشرية من جهة،

أننا من وذاتية العبلقة بن الداؿ واؼبدلوؿ ب لغة النص اؼبقدس من جهة أخرى، حيث نبلحظ

.101نصر أبو زيد: إشكاليات القراءة وآليات التأويل، مصدر سابق ، ص (1) .338نصر أبو زيد: فلسفة التأويل، مصدر سابق، ص (2) .402ـ(، ص 1985العامة للكتاب، د ط، ابن عريب: الفتوحات اؼبكية ) مصر:اؽبيئة اؼبصرية (3) .62نصر أبو زيد: اؼبصدر السابق، ص (4)

Page 101: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

89

خبلؿ جدلية الظاىر والباطن، يبكننا القوؿ بأف التأويل الصوب للخطاب القرآين يتجلى ب ىذه اعبدلية، على اعتبار أف اؼبستوى الباطن ىو األساس الضروري الذي ينبين عليو اؼبعىن الباطن، وال

ىو ما تدؿ عليو من وجود ؽبذا اؼبعىن الباطن إال من خبلؿ اؼبعىن الظاىر، فظاىر العبارة إذف حيث وضعية اللغة، واإلشارة ىي باطنها من حيث ىي لغة إؽبية.

من خبلؿ ىذا التقرير بأف للوجود ظاىرا وباطنا، واعرتاؼ اؼبتصوفة، بأف الوجود اغبقيقي ىو الباطن، استدعى األمر فهم اػبطاب القرآين فهما جديدا، دل يعتمد الصوفية ب الولوج إذل حقيقتو

الشريعة "وإمبا اعتمدت على ما اصطلحت على تسميتو بالذوؽ، ق أو العقل، كما دل تعتمداؼبنطوىو الكشف اؼبباشر الذي يتم عرب حاؿ تتلبس الصوب فتبدؿ صفاتو، وتقوده ب حركة تتجاوز

، (1)الشريعة إذل اغبقيقة، متجهة كبو الكشف حنن الفرع لؤلصل، وعودة الصورة إذل معناىا" عبن أدونيس.على حد ت

ذبعل الصوفية من الذوؽ بديبل للعقل االعتزارل وسبيبل ال ؿبيد عنو ب كشف اغبقيقة، إذ ليس ب الذوؽ حدود، وىو يتجاوز األمر والنهي، ألنو ىو البداية اؼبستمرة اليت سبحو كل أمر

ليت هبب أف وهني. حن يكوف بن اغبقيقة والشريعة، أو ينشأ بينهما تناقض، ألف الشريعة ىي اتؤوؿ دبقتضى اغبقيقة، فاغبقيقة ىي األساس، من ىنا ػ والقوؿ ألدونيس ػ تؤكد التجربة الصوفية

. غن أف (2)على أف الشريعة متطابقة مع اغبقيقة بالضرورة، إما بنصها الظاىر أو دبعناىا الباطنكاف "أىل الظاىر الوصوؿ إذل اغبقيقة واخرتاؽ حجب الوجود، ال يتأتى للجميع، فإذا

يتوقفوف عند العبارات ومعانيها اليت تعطيها قوة اللغة الوضعية، فإف العارفن ينفذوف إذل ما تشن . (3)إليو العبارة من معاف وجودية، وإؽبية"

وإف كاف ىذا الطرح وبيلنا ؼبشكلة الثنائيات ب الفكر اإلسبلمي، وعلى رأسها ثنائية العامة العارؼ من اػباصة، فإننا لسنا ب معرض التوصيف ؽبذه الثنائيات، لكن ما واػباصة، على اعتبار

.92ـ(، ص 1982، 3) بنوت: دار العودة، ط 2أدونيس: الثابت واؼبتحوؿ، ج (1) .93نفسو، ص (2) .268نصر أبو زيد: فلسفة التأويل، مصدر سابق، ص (3)

Page 102: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

91

يثن االىتماـ، ب ىذه الثنائية ىو اإلنساف بوصفو عارفا قادرا على النفاذ إذل مستويات النص أو اػبطاب القرآين اؼبتعددة، اليت ال يقدر على فهمها غنه، من عامة الناس الذين يتوقفوف عند فهم

.الظاىرالنفاذ إذل النص الديين ومستوياتو إذف يتحقق "لئلنساف الكامل الذي ربقق بباطن الوجود، وذباوز ظاىره،...، ب ىذا اؼبستوى اؼبعرب تنحل كل الرموز واإلشارات اليت ذبسدىا اللغة اإلنسانية، ويصبح القرآف بالنسبة للعارؼ خاليا من اإللغاز أو الرمز، الذين وبجباف اإلنساف

. (1)العادي عن مستويات الداللة اؼبخفية وراء مستوى الظاىر اللغوي العرب"ىذه اؼبعرفة اليت يكوهنا العارؼ )الصوب( ب حاجة إذل تأويل لفهم حقيقتها، وتنزيهها على أف تكوف ؿبض وىم، حيث يظهر لدى ابن عريب، أف "ميتافيزيقا اػبياؿ تستلهم مبلمح عديدة

للسهروردي، إف قوة اػبياؿ ىي جوىريا عضو التجليات اإلؽبية، ألهنا عضو من اغبكمة الشرقية عملية اػبلق، وألف اػبلق جوىريا ذبل. وؽبذا فبمقدار ما أف اغبق خالق ألنو أحب التعرؼ على نفسو، ب اؼبخلوقات اليت تعرفو، فمن اؼبستحيل القوؿ بأف اػبياؿ وىم، ألنو عضو وماىيتو ذلك

. اػبياؿ (2)الظاىر ىو ذلكم اػبياؿ اإلؽبي، وخيالنا اػباص ىو خياؿ ب خيالوالتجلي، فوجودنا إذف حقيقة باطنة، وما داـ كذلك، فإف مهمة التأويل ىي الكشف عن الصورة اليت تظهر وتتجلى

من خبلؽبا ىذه اغبقيقة. يتجلى التأويل عند ابن عريب كمنهج عاـ وبكم فكره "على مستوى الوجود والنص

القرآين معا، إذ نبا ب الواقع وجهاف غبقيقة واحدة، والصوب اؼبتحقق ىو القادر على القياـ هبذا التأويل، حبكم أنو ذباوز آفاؽ الوجود اػبيارل الظاىر، وتلقى العلم الباطين النصي، الذي ال

.(3)احتماؿ فيو بوجو من الوجوه "

.242ـ(، ص 2004، 2بيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، طنصر أبو زيد: ىكذا تكلم ابن عريب )الدار ال (1) .241ـ(، ص 2008، 2اػبياؿ اػببلؽ ب تصوؼ ابن عريب، ت: فريد الزاىي )القاىرة: منشورات اعبمل، ط ىنري كورباف: (2) .230نصر أبو زيد: فلسفة التأويل، مصدر سابق، ص (3)

Page 103: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

90

ؼبعراج، اػبيالية، اليت يقـو هبا الصوب يبكن القوؿ، مع نصر أبو زيد أف ىذه الرحلة / ا)العارؼ(، ما ىي ب اغبقيقة إال رحلة تأويلية بالدرجة األوذل، ربط فيها ابن عريب بن اػبطاب القرآين من جهة، والوجود من جهة أخرى، ربطا وجوديا ومعرفيا، يصح لنا أف نسميها تأويل

والقوؿ لنصر أيب زيد "ترد كل ظاىر إذل باطنو الوجود عند ابن عريب، أما عن الفائدة منها فهي، وتنفذ من الكثرة إذل وحدهتا، اغبقيقة، وزبرتؽ الصور إذل حقائقها الروحية، وحن يصل الصوب إذل اغبقيقة يفهم الشريعة فهما أعمق، ألنو يفهم باطنها اغبقيقي، ويصبح بذلك قادرا على النفاذ

. (1) ه"إذل مستويات النص نفاذا ال يستطيعو غن وعليو، فإف نصر أبو زيد ب حاجة ماسة للقراءة التأويلية الصوفية البن عريب، تلك القراءة اليت تصل بنا إذل فهم أعمق للخطاب القرآين الذي ينشده، من خبلؿ مشروع الوعي العلمي بالرتاث،

ب جديد، يقرأ الرتاث الذي يعتمد القراءة التأويلية اليت تتجاوز اػبطاب الديين التقليدي، إذل خطاعامة واػبطاب القرآين خاصة، قراءة جديدة منتجة، ىذا ما عمل على تكريسو االذباه الصوب،

من خبلؿ قراءة جديدة للخطاب القرآين تتخطى القراءة التقليدية. غن أنو دل يكن دبقدورىا ذباوز اؼبنازع اإليبانية، بل كاف اؽبدؼ منها خدمة اغبطاب القرآين،

فن بنية لكثافة الرموز واإلشارات، دبا يفتح مغاليق النص، والعمل على قراءتو قراءة متجددة، وتو تتناسب مع روح العصر.

هبذا يصبح الذوؽ الصوب واحدا من أبرز اؼبنطلقات اليت نظر من خبلؽبا أبو زيد للتأويل والنص، وحاوؿ االستفادة منها ب تربير قراءتو التأويلية.

الؿ البرىاف الفلسفي د ػ من خسانبت الصوفية فبثلة ب أفكار شيخها األكرب ابن عريب، كما ساىم استدعاء الفكر االعتزارل وأطروحاتو العقلية، إذل ساحة التفكن عند أبو زيد، ب إضفاء نوع من اؼبشروعية على خطابو

واألفكار نلتمس استدعاء القرائي، وقراءتو التأويلية للخطاب الديين، إذل جانب ىذه الطروحات

.149نفسو، ص (1)

Page 104: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

92

أبو زيد للخطاب الفلسفي كمربر لتأصيل أفكاره حوؿ القراءة التأويلية، ومن أبز اػبطابات الفلسفية اليت يركن إليها، مربرا مشروعية قراءتو، قبد حضورا كثيفا للخطاب الرشدي ػ نسبة البن

ف تأثر نصر أبو زيد خبطاب رشد اغبفيد ػ وإف كاف ىذا األخن يبثل خطاب األنا ب الذات، فإاألخر يبدو أكثر وضوحا من خبلؿ ؾبموعة اؼبناىج الغربية اليت يتوسل هبا، ومن خبلؽبا ػ على حد اعتقاده ػ قراءة علمية للرتاث الديين، دراسة وحفرا، وكشفا للمسكوت عنو، والبلمفكر فيو. كبن

595ىػ ػ 520و الوليد ابن رشد )إذف أماـ طرح غزير باألفكار، جعلنا نقصر الدراسة على أبىػ( ب الثقافة العربية اإلسبلمية، ب مقابل ىرمنيوطيقا غدامن ب الثقافة الغربية، رغم أف نصر أبو زيد قد استجلب كثنا من اؼبناىج الغربية اؼبعاصرة ؿباوال أرضنتها، ب الثقافة العربية اإلسبلمية،

للخطاب القرآين. سوؼ نبدأ من الذات كبو اآلخر، من ابن للدفاع عن مفهومو للقراءة التأويلية رشد إذل غدامن.

انشغل فبلسفة اؼبسلمن، كما متكلميهم ومتصوفتهم عامة، بقضايا التأويل، فاكتسى ىذا األخن برداء فلسفي، ارتقى ب النظر إذل اإلشكالية العميقة ب الرتاث العريب اإلسبلمي، ما جعلها

ت، وجها من وجوه التوفيق بن الشريعة واغبكمة. ب كثن من اغباالوحينما كاف التيار الرافض للتأويبلت العقلية للخطاب القرآين، وبقق سبدده ويروج ػبطابو اؼبضاد للفلسفة وأىلها، كاف ابن رشد يبثل التيار النقيض، الذي يقف ب اؼبواجهة، مؤكدا على أف

على الطرؼ النقيض من الدين هنائيا، أو ح ى يتعارض النظر العقلي ب قضايا الشريعة ال يقف مع مبادئو اإليبانية، على اعتبار أف اغبكمة صاحبة الشريعة.

يقف ابن رشد ب كتابو "هتافت التهافت" للرد على الغزارل ب مواقفو، وبياف "قصور أكثرىا خارجة عن اغبقيقة الكامنة . فمواقف الغزارل من الفبلسفة ػ حسبو ػ(1)عن مرتبة اليقن والربىاف"

ب النص الديين، كما أف العلماء اجملتهدين ىبطئوف، وأف رسالة الفلسفة / اغبكمة ىي البحث عن اغبق واغبقيقة، لذلك يقرتح ابن رشد التأويل حبل ، إذا خالف النظر الربىاين الظاىر الذي نطقت

.43ـ(، ص 2006ت التهافت، تع: صبلح الدين اؽبواري ) بنوت: اؼبكتبة العصرية، د ط، أبو الوليد ابن رشد: هتاف( 1)

Page 105: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

93

من الداللة اغبقيقة إذل الداللة اجملازية، بو الشريعة، حيث يعرؼ التأويل بأنو "إخراج داللة اللفظ من غن أف ىبل ذلك بعادة العرب ب التجوز من تسمية الشيء بشبيهو، أو بسببو، أو الحقو، أو

. (1)مقارنو، أو غن ذلك من األشياء اليت عدت ب تعريف أصناؼ الكبلـ اجملازي"ف خالفو، فمن شأف التأويل أف وبسم فماداـ ىذا النظر الربىاين ال يقود إذل ـبالفة الشرع، وإ

اػببلؼ، وماداـ عادل الفقو يفعل األمر ذاتو عندما يتصدى لبلجتهاد ب أحكاـ الشريعة، فإنو ال مربر ػ كما يصف ابن رشد ػ ألف يوصف أىل التأويل بأهنم خرقوا اإلصباع الشرعي، وبالتارل أف

اؼبسلموف على ضبلها على ظواىرىا، و أشياء يقطع الغزارل بكفرىم ألف "ب الشرع أشياء قد أصبععلى تأويلها، و أشياء اختلفوا فيها ، فهل هبوز أف يؤدي الربىاف إذل تأويل ما؟ اصبعوا على

.(2) ظاىره، أو ظاىر ما أصبعوا على تأويلو"التأويل إذف ضرورة عقلية ملحة، إذ ىو العاصم من وجود تعارض بن اػبطاب القرآين من

طاب الربىاين من جهة أخرى، وماداـ اػبطاب الشرعي موجو عبميع الناس على جهة، واػباختبلؼ شارهبم، وقدراهتم الذىنية، عامة كانوا أـ خاصة، فإف ىذا الطابع الشمورل يقتضي أف يكوف التأويل أكثر من ضرورة عقلية، خاصة من حيث كونو اآللية اؼبثلى اليت يبكن من خبلؿ

ػ احملافظة على انفتاح اػبطاب القرآين على تعدد القراءات. استخدامها ػ السليم يؤكد ابن رشد أف قصد الشارع من خبلؿ الشرع ىو "تعليم العلم اغبق، والعمل اغبق، ىذه الغايات ؽبا طرؽ معرفية عديدة،حسب أصناؼ الناس، بعضها ال يصح فيو إفشاء التأويبلت بن

وؿ ليس من أىل التأويل أصبل، وىم اػبطابيوف، وىم الناس، الذين صنفهم، أصناؼ ثبلثة: األاعبمهور الغالب، وصنف من أىل التأويل اعبدرل، ىؤالء ىم اعبدليوف بالطبع، وصنف من أىل

. (3)التأويل اليقيين، وىؤالء ىم الربىانيوف، بالطبع والصناعة، أعين صناعة اغبكمة"

.97ابن رشد: فصل اؼبقاؿ وتقرير ما بن اغبكمة والشريعة من اتصاؿ، مرجع سابق، ص أبو الوليد (1) .99، ص ابن رشد: فصل اؼبقاؿ وتقرير ما بن اغبكمة والشريعة من اتصاؿ، مرجع سابقأبو الوليد (2) .118، ص نفسو (3)

Page 106: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

94

ن رشد إذل أف الربىاف الذي ىو معرفة ويقوؿ نصر أبو زيد ب ىذا الشأف "ىكذا ينتهي ابالعادل بقوانن العلم الفلسفي، أساسي وضروري ؼبعرفة الدين والشرع، وينتهي كذلك إذل أف ما ظاىره ب اػبطاب الشرعي، ـبالف للربىاف، البد أف يقبل التأويل، بشرط تصفح اػبطاب كلو،

مع أستاذه ب الدعوة إذل قصر التأويل ، غن أف نصر أبو زيد ال يتفق (1)بكل أجزائو وتفاصيلو"على العامة وعدـ إفشائو، وبالتارل )سجنو( داخل إطار ؿبدود جدا، ىو إطار اػباصة من الناس، حيث يرى أف ابن رشد وقع ب شراؾ الغزارل، من حيث أنو أراد التصدي لو، وراح يقدـ

ن عموما، ىذه التنازالت أو "الرتضيات" التنازالت لو، ب نقده القاسي لؤلشاعرة واؼبعتزلة واؼبتكلمكما يسميها أبو زيد، ترجع إذل "الضغوط اليت يبارسها خطاب الغزارل، خاصة بعد أف ساد وسيطر، ب اؼبشرؽ وبدأ يبارس ضغوطو ب اؼبغرب على خطاب ابن رشد، إهنا ضغوط اؼبركز على

.(2) اؽبامش، فكيف يبارس اؽبامش فعاليتو ربت وطأة تلك الضغوط"سوى غن أف البعض يرى أف عدـ إفشاء التأويبلت للعامة، أو اعبمهور ليس لو معىن آخر،

التوفيق بن اغبكمة والشريعة عند شجب فبارسة السياسة ب الدين، حيث يدحض اعبابري مقولةابن رشد لصاحل فكرة أخرى، حيث الحظ أف "مقصد ابن رشد كاف شيئا آخر: إنو يؤكد فعبل

افق، وعدـ تعارض الشريعة اإلسبلمية مع الفلسفة، وىذا غن التوفيق، ولكنو يركز على على تو قضية أساسية عنده، وىي أف التعارض قائم فعبل بن اػبطاب الربىاين الذي تعتمده الفلسفة، واػبطاب اعبدرل السوفسطائي الذي تعتمده الفرؽ الكبلمية، اليت دل يكن ىدفها بناء اغبقيقة، و

التأثن ب اػبصم، وىدـ آرائو ومعتقداتو، وىذا أدى إذل تشتيت مشل األمة، واؼبلة، وإغباؽ إمبا . (3)األذى بالشريعة واغبكمة

.274نصر أبو زيد: النص، السلطة، اغبقيقة، مصدر سابق، ص (1) .42نصر أبو زيد: اػبطاب والتأويل، مصدر سابق، ص ( 3) .8ػ 7ؿبمد عابد اعبابري: من مقدمة ربقيق فصل اؼبقاؿ و تقرير ما بن اغبكمة والشريعة من اتصاؿ، ص ص (3)

Page 107: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

95

انتقل التأويل ليقتحم ميداف السياسة، واؽبدؼ من وراء ذلك، العمل على فرض تصور ؿبدد طة السياسية اليت تسعى إذل لفهم اػبطاب القرآين، والذي غالبا ما يكوف متوافقا مع تطلعات السل

تربير أفعاؽبا، وسبغها بالقداسة.إف توسل نصر أبو زيد للنموذج الرشدي ب التأويل، ليعضد بو مشروعية قراءتو التأويلية، يرجع بالدرجة األوذل إذل كوف ابن رشد يبثل بالفعل أبرز فبثل لتيار العقبلنية ب الرتاث العريب

د أف ابن رشد يؤسس مشروعو التأويلي على أساس فقهي متن، اإلسبلمي، حيث يؤكد أبو زيذلك أف الربىاف ليس إال الوجو العقلي للقياس الفقهي الشرعي، فإذا دلنا الربىاف على معرفة دبوجود ما، فإننا نطبق عليو ما يطبقو أىل القياس الفقهي من االحتماالت، فإما أف يكوف ىذا

ىناؾ، مثلو مثل ما سكت عنو من اغبكاـ، وإف كانت اؼبوجود فبا سكت عنو، فبل تعارضالشريعة نطقت بو، فإما أف يوافق الربىاف، أو ىبالفو، فإف وافق فهو اؼبراد، وإف خالف وجب

.(1) التأويلإف استدعاء اػبطاب الرشدي كبو تأويلية نصر أبو زيد، ب شكلو التربيري جاء ليعطي

وح ى يلبسها لباسا تراثيا، من خبلؿ ربط الراىن باؼباضي مشروعية للعملية القرائية للرتاث، واؼبنقضي وصبل بو ػ الراىن ػ إذل فهم و سبثل اؼبعاين اجملازية الكثيفة رمزيا، واليت ال يبكن استيعاهبا وفهمها وتدبرىا، إال من خبلؿ النظر العقلي، الذي هبعل اػبطاب القرآين مفتوحا ومنفتحا أماـ

، اليت يبكنها أف ربافظ على حيوية اػبطاب القرآين ونظارتو أماـ اختبلؼ األزمنة القراءات اؼبتعددة وتباعدىا عن زمن التلقي األوؿ.

كما أف ىذه االستعانة باػبطاب الرشدي، أحسبها من زاوية أخرى ػ ال زبرج عن فكرة بن الشخصيتن من البحث عن اؼبشروعية للقراءة التأويلية عند أبو زيد ػ تؤسس لنوع من اؼبشاهبة

جهة، وأفكارنبا من جهة أخرى، أال وىي ؿبنة الرفض والتكفن، على اعتبار تعرضهما إذل نفس احملنة، وىو ما سوؼ يأب معنا ب موضع آخر.

.54طاب والتأويل، مصدر سابق، نصر أبو زيد: اػب (1)

Page 108: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

96

زيادة على االستعانة بالرتاث العريب اإلسبلمي، ب تربير مشروعية القراءة التأويلية للخطاب استجبلب ما أنتجتو اغبداثة الغربية من آليات ب تعاملها مع النص ب الديين، يعمل أبو زيد على

عمومو، وإف كاف ال هباىر هبذا االستجبلب، واالستخداـ، غن أف اؼبتتبع ؼبؤلفاتو وأفكاره سوؼ يبلحظ حضورا كثيفا لآلخر، وآلياتو ومناىجو، ب فكره، األمر الذي جعلو ال يفصل حبثو ب

عباـز حباجة الثقافة العربية اإلسبلمية، ؼبثل ىذه اؼبناىج، عبهة فك االشتباؾ التأويل عن اعتقاده اب العبلقة الثبلثية، اؼبؤلف / النص / اؼبفسر، أو بشكل آخر، القصد / النص / اؼبؤوؿ، إهنا العبلقة اليت ألقت بضبلؽبا على النزاع حوؿ امتبلؾ اغبقيقة، حقيقة النص الديين، وحقيقة اػبطاب

حوؿ ىذا النص )القرآين(، حيث يؤكد نصر أبو زيد ب حبثو اؼبوسـو بػ "اؽبرمنيوطيقا ومعضلة اؼبنتجتفسن النص" بأف اىتماـ اؼبعنين باؽبرمنيوطيقا، بعبلقة اؼبفسر بالنص، ىو ركيزة أساسية فيها ألف

. (1) يث"ىذه العبلقة "أنبلت إذل حد كبن ب الدراسات األدبية منذ أفبلطوف ح ى العصر اغبدكما يؤكد األمر ذاتو ب موقع آخر، من أف ثبلثية اؼبؤلف، النص، واؼبفسر ىي "اإلشكالية اليت رباوؿ اؽبرمنيوطيقا ػ أو التأويلية، إذا شئنا استخداـ مصطلح عريب ػ ربليلها واإلسهاـ ب النظر

ا على أساس إليها، نظرة جديدة تزيل بعض صعوبات فهمها، وبالتارل تؤسس العبلقة بينهم . (2)جديد"

اغبقيقة أف نصر أبو زيد يسعى إذل أرضنة اؽبرمنيوطيقا كمنهج حداثي غريب ب الوسط الثقاب العريب، خاصة كوهنا تنطلق من ىم ثقاب عريب معاصر، للبحث عن إجابات ب الرتاث الغريب،

عرفية اليت تواجو الباحث على اعتبار أف ىذا الوافد، يبكن من خبللو إهباد اغبلوؿ لئلشكاالت اؼبعلى مستوى دراسة الرتاث، إذ فتحت اؽبرمنيوطيقا ػ وغنىا من اؼبناىج الغربية ػ آفاقا أرحب ب

النظر إذل دور اؼبفسر / اؼبتلقي ب قراءة وتفسن العمل األديب / اللغوي عموما.

.13نصر أبو زيد: إشكاليات القراءة وآليات التأويل، مصدر سابق، ص ( 1) .17ػ 16نفسو، ص ص (2)

Page 109: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

97

تعديلها من خبلؿ كما يؤكد نصر أبو زيد أف اؽبرمنيوطيقا اعبدلية عند غدامن، تعد بعد منظور جدرل مادي "نقطة بدء أصيلة للنظر إذل عبلقة اؼبفسر بالنص، ال ب النصوص األدبية ونظرية األدب، فحسب، بل ب إعادة النظر ب تراثنا الديين حوؿ تفسن القرآف منذ أقدـ عصوره،

سبلمي، ىي اؼبهمة األساسية ، فإعادة النظر، أو إعادة قراءة الرتاث الديين العريب اإل(1) وح ى اآلف"اليت تضطلع هبا القراءة التأويلية عند نصر أبو زيد، واليت يؤسس لشرعيتها من خبلؿ ىذا الوافد الغريب، حبثا من خبللو عن الوعي العلمي بالرتاث، ىذا الطرح دعانا إذل الرتكيز على ىرمنيوطيقا

نسختها الغربية، ودبستويات ودرجات غدامن، رغم تأثر نصر أبو زيد بأعبلـ اؽبرمنيوطيقا ب متفاوتة.

يظهر أف ىنالك تقاطعا بن التأويليتن، ب ؾبموعة من اػبطوط، على رأسها اؼبوقف من اؼبؤوؿ / القارئ / الناقد، فقد اىتم كل منها باؼبتلقي كعنصر فعاؿ ب العملية التأويلية، خاصة فيما

من خبلؿ األحكاـ اؼبسبقة، أو ما يسمى االفرتاضات تعلق بتكوينو الثقاب، األمر الذي يظهر القبلية اليت رد ؽبا غدامن االعتبار رابطا إياىا بعنصر الفهم من خبلؿ تأكيده أف "الفهم ال يبكنو

.(2)أف يتحقق إال إذا استعمل الفرد الذي يريد أف يفهم افرتاضاتو اؼبسبقة"ب حقيقتها "ترسبات خربات قرائية يتقدـ ىذه األحكاـ على حد تعبن عبد الغين بارة، ىي

، وكأف اؼبتلقي عندما يكوف ب مواجهة نص ما، يكوف ؿبمبل دبواقفو (3)هبا اؼبؤوؿ ب ذبربتو القرائية"وأفكاره حوؿ ىذا النص، األمر الذي دفع بنصر أبو زيد إذل التأكيد على أننا "ب فهم النص

. ىذه (4) فهم الوجود، من معرفة أوليو عن النص ونوعو"وتفسنه ال نبدأ من فراغ، بل نبدأ كما باؼبعرفة األولية عن النص، القصد منها أنو ال وجود لنص خاؿ من تصور ما عنو أيا كاف ىذا

النص، وىي نقطة االلتقاء األوذل بن تأويلية أبو زيد وىرمنيوطيقا غدامن.

.49نفسو، ص ( 1) .87غدامن: فلسفة التأويل، مرجع سابق، ص ىانز جورج (2) .308عبد الغين بارة: مرجع سابق، ص (3) .33قراءة وآليات التأويل، مصدر سابق، ص نصر أبو زيد: إشكاليات ال(4)

Page 110: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

98

العملية التأويلية ذاهتا، اؼبقصود ىنا أما النقطة األخرى ب ىذا التقاطع، فتظهر على مستوى تارىبية الفهم، إذ "أف الفهم فعل تارىبي، أي أف النص ال يفهم إال ب سياؽ متطلبات العصر، وؽبذا فالفهم يرتبط دائما بالزمن اغباضر، وال جود لو خارج التاريخ، وأف اؼبفسر لو فهم ىبتص

ليقـو بتفسن النص طبق فهم العصر السابق، بعصره هبب أف ال ينفك عنو ػ بل ال يستطيع ذلك ػ. ففهم معىن معن أو أثر فين، أو (1)وكذلك الفهم ب ىرمنيوطيقا غدامن يسمى الزمنية التارىبية"

حدث تارىبي ال يبكن أف وبصل إال ب ظل الوضع الراىن للمتلقي / اؼبفسرطبيعي، بل من الضروري أف يعاد يؤكد نصر أبو زيد ىذه الزمنية التارىبية عندما يقوؿ "من ال

فهم النصوص وتأويلها بنفي اؼبفاىيم التارىبية االجتماعية األصيلة، وإحبلؿ اؼبفاىيم اؼبعاصرة واألكثر إنسانية وتقدما،...، واإلصرار على ردىا إذل داللتها اغبرفية القديبة، وإحياء اؼبفاىيم اليت

ال ينفصل اإلنساف / اؼبؤوؿ عن الوسط الذي . هبذا الشكل(2)تصوغها، إىدار للنص والواقع"ينتمي إليو، والذي تشكلو ػ ب األساس ػ ؾبموعة التقاليد اليت انتقلت إليو عرب الزمن، لتشكل وعيو الراىن، األمر الذي يدفعنا إذل االنطبلؽ من الراىن ذاتو، الذي ىو أفق اؼبؤوؿ / القارئ، ب جدؿ

.فين، وسيط يبكن اؼبشاركة ب وعيو وفهموتساؤرل، فالتاريخ أشبو بالعمل ال، (3)تصبح اؼبهمة الرئيسة اؼبلقاة على عاتق التأويل ىي "ذباوز مسافة الزمن والتطور والتاريخ"

إهنا تواصل بن الراىن / اؼبعاصر، واؼبنقضي، لقراءة وفهم القدن، الرتاث، من خبلؿ اؼبعاصر ألف لنص وال يوجد نص إال ويبكن تأويلو، من أجل إهباد التأويل ػ والقوؿ غبسن حنفي ػ "ضرورة ل

الواقع اػباص بو، وال يعين التأويل ىنا إخراج النص من معىن حقيقي إذل معىن ؾبازي، بل ىو ، وكأف التأويل ىنا ما ىو (4)وضع مضموف معاصر للنص، ألف النص قالب دوف مضموف معاصر"

.116ـ(، ص 1992، بنوت: دار اؼبنتخب العريب، 1نصر أبو زيد: اػبطاب الديين رؤية نقدية ) ؾبلة إسبلمية اؼبعرفة، ط (1) .41ـ(، ص 2006، بنوت: 9عبد العارل العبدوين: ب حدود فتح النص للتأويل وشروطو ) ؾبلة اؼبنطلق اعبديد، ع (2) .42نصر أبو زيد: إشكاليات القراءة وآليات التأويل، مصدر سابق، ص (3) .77ػ 76ـ(، ص ص 2007، 1) بنوت: منشورات االختبلؼ، ط 1حسن حنفي: حصار الزمن، ج (4)

Page 111: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

99

لقراءتو ب ضوء اؼبعطيات اؼبعاصرة، ومن خبلؿ إال عملية استحضار للماضي / الرتاث ب اغباضر وسائل قرائية معاصرة.

إف اغبديث عن عصرنة النص من خبلؿ قراءتو ب ضوء الواقع واألحداث، وبيلنا إذل نقطة أخرى، يظهر فيها اغبضور الكثيف ؽبرمنيوطيقا غدامن ضمن اؼبشروع التأويلي لنصر أبو زيد، ىذه

يبلت، والقراءات، فما دامت عملية الفهم تتأسس من خبلؿ راىن النقطة تتعلق بتعدد التأو القارئ / اؼبؤوؿ، أي من خبلؿ معطيات العصر، فإف األمر سوؼ ينتهي بنا إذل القوؿ بنسبية

اؼبعاين وتغنىا. ؽبذا قبد أف معىن النص سوؼ يتجاوز مؤلفو، األمر الذي سوؼ ينتج عنو القوؿ بأف الفهم

للمعىن، بقدر ما ىو فعالية إنتاجية، تعرب عن الفهم بطريقة ـبتلفة، وعليو فإف ليس ىو إعادة إنتاجفهم نص ما وإدراؾ معناه مرتبط بعبلقتو دبعطيات العصر، وإف كاف األمر ىنا ال يعين أف للذات السلطة ب أف تفرض على ىذا النص ما تشاء، بل على اػببلؼ من ذلك، يتعلق األمر ىنا بتعدد

رتباطو بأفق القارئ وانتمائو إذل العصر. اؼبعىن، الىذا اعبدؿ القائم بن اغباضر الذي يبثلو أفق القارئ من جهة، واؼباضي دبا ىو أفق النص، ىو ب حقيقة احملرؾ األوؿ لعمليات القراءة والتأويل، وبذلك تتعدد القراءات واؼبعاين من خبلؿ

سبيتها، واألمر نفسو عند أبو زيد، إذ يظل التأويل تعدد الذوات، األمر الذي ينتج تعدد اغبقيقة ونب نظره ال هنائيا، من خبلؿ خضوعو عبدلية الواقع والتاريخ، ما هبعلو متميزا بنزع من الصنورة واالستمرارية، فػ "النص حن يكوف ؿبورا للحضارة، أو الثقافة، البد أف تتعدد تفسناتو

قة تتغن من جيل إذل جيل، ومن حقبة زمنية إذل حقبة أخرى ، األمر الذي هبعل اغبقي(1)وتأويبلتو"تبعا لتغن أفق اؼبتلقي / اؼبؤوؿ وذبارب اؼبتلقن، لتصبح كل قراءة للنص ىي نتاج عملية التفاعل

بن أفقن: أفق النص وأفق القارئ.

.90نصر أبو زيد: مفهـو النص، مصدر سابق، ص (1)

Page 112: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

011

يؤكد نصر أبو زيد أف "اكتشاؼ عبلقات اآليات بالصور ليس معناه بياف عبلقات مستقرةكائنة ثابتة ب النص، بل معناه تأسيس عبلقة بن عقل اؼبفسر وبن النص، من خبلؽبا يتم اكتشاؼ عبلقات أجزاء النص، من ىنا قد يعتمد مفسر على بعض معطيات ليكتشف من خبلؽبا عبلقات خاصة، بينما يعتمد مفسر آخر على معطيات أخرى فيكشف عن مبط آخر من

اؼبناسبات بن أجزاء النص ليست ب حقيقتها إال وجها آخر للعبلقة العبلقات؛ إف العبلقات أو، وبذلك تتعدد عملية الفهم، إذل عمليات (1)بن عقل اؼبفسر أو القارئ، وبن معطيات النص"

فهم تبعا لتجارب كل قارئ وأفقو، وبذلك يبقى التأويل ال هنائيا متعددا بتعدد القراءات واختبلؼ وضع القراء.اآلف علينا مدى استفادة نصر أبو زيد من القراءات التأويلية الغربية، ومناىج البحث ال ىبفى

والتفكن، سواء عند غدامن أو غنه من أرباب التأويل، ب إضفاء اؼبشروعية على قراءتو التأويلية، فكرين من خبلؿ استخداـ النسخة الغربية من اؽبرمنيوطيقا / التأويل، واليت كاف من بن أبرز اؼب

الذين حاولوا توطينها، وأرضنتها ب العقل اإلسبلمي، إذ يعتقد جازما أف الرتكيز على عبلقة القارئ بالنص ليس ميزة الفلسفة الغربية وحدىا، بقدر ما سبتد للفكر العريب اإلسبلمي، فهي قضية

اغبوار اعبدرل بن ؽبا وجودىا اؼبركزي ب تراثنا العريب القدن واغبديث على السواء، كما أف صيغةالقارئ / اؼبتلقن من جهة، والنص من جهة ثانية، ليست ؾبرد صيغة تلفيقية تعمل على التوسط

بن نقيضن، بقدر ما ىي األساس الفلسفي ألي معرفة، وألي وعي.

.161نصر أبو زيد: مفهـو النص، مصدر سابق ، ص (1)

Page 113: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

010

من خبلؿ ما تقدـ يبكن القوؿ أف نصر أبو زيد، يؤسس ؼبشروعية قراءتو التأويلية، وبالتارل ؼبفهـو معن لظاىرة التأويل باالستناد إذل الرتاث العريب اإلسبلمي تارة، من خبلؿ أعماؿ اؼبعتزلة ب ما تعلق باجملاز، الذي ساىم بشكل كبن ب إعطاء تأويلية نصر أبو زيد مشروعية أكرب ح ى

ن عريب يبدو معتزليا أو يقرب أف يكوف، كما يقف إذل منهج العرفاف الصوب خاصة أطروحات ابليجد للتأويل أرضية تربره، كما يظهر اػبطاب الرشدي ب خطاب اؼبشروعية و الدفاع عن القراءة

التأويلية للرتاث الديين، بشكل واضح ب التأويل عند أبو زيد.كما يبدو أف أبو زيد ال يكتفي بالرتاث العريب اإلسبلمي وما أنتجو لقراءة ذاتو كرتاث، بل

وافد الغريب وما أنتجتو اغبداثة الغربية من آليات قرائية، فنجده يستند إذل يفتح الباب أماـ الأطروحات فبلسفة اؽبرمنيوطيقا ب سعيهم وراء الفهم، خاصة أطروحات غدامن. غن أف نصر أبو زيد دل ينتبو أو أحسبو أنا كذلك، من كوف ىذا الوافد الغريب فبثبل ب ىرمنيوطيقا غدامن على وجو

، تأسس على أرضية فكرية ـبتلفة عن الثقافة العربية اإلسبلمية، وما يبكنو أف تشكلو التحديد ىذه االختبلفات من عوائق ب وجو الفهم.

كما أف ىذا الفهم من خبلؿ فلسفة غدامن ال يكوف هنائيا وال قاطعا وثابتا، الرتباطو بشكل وأفق النص، األمر الذي يؤدي ببل شك إذل وثيق بأفقن، والقصد ىنا أفق القارئ / اؼبفسر اؼبتغن،

تعدد القراءات والفهـو للنص الواحد، وبالتارل يصبح لكل إنساف ب كل زماف ومكاف فهمو اػباص للنص، األمر الذي سوؼ يؤدي إذل زحزحة الثوابت واؼبقدسات لصاحل توالد التأويبلت

وتضاعفها، و بالتارل الهنائيتها. روعية القراءة التأويلية عند نصر أبو زيد، قبد أنفسنا أماـ فسيفساء كبن إذف ب مقاربة مش

فكرية، أو أماـ وجو ىبلمي، يستجدي كل الطرؽ والوسائل لتربير قراءتو للرتاث، أو بتعبن آخر

Page 114: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

012

للوصل إذل فهم علمي للرتاث، والكشف عن اغبقيقة اؼبتوارية خلف حجب النص، أو ما وبسبو ىو كذلك.

القراءة التأويلية عند نصر أبو زيد / في آليات 02

إف اغبديث عن القراءة التأويلية للخطاب الديين عند نصر أبو زيد يستدعي بالضرورة الكشف عن اؼبناىج واآلليات اليت يتعامل هبا مع ىذا اػبطاب، على اعتبار أف قراءة ىذا األخن

ذا كنا نتحدث عن نصوص تتأسس من خبلؿ "زاويتن ال تغين إحدانبا عن األخرى، خاصة إتراثية: الزاوية األوذل، زاوية التاريخ باؼبعىن السوسيولوجي، لوضع النصوص ب سياقها، من أجل اكتشاؼ داللتها األصلية، ويدخل ب ذلك السياؽ التارىبي، وبالطبع السياؽ اللغوي اػباص لتلك

لراىن، الذي يبثل دافع التوجو إذل النصوص، والزاوية الثانية، زاوية السياؽ االجتماعي والثقاب اتأويل ػ أو باألحرى ػ إعادة تأويل تلك النصوص، وذلك من أجل التفرقة بن الداللة األصلية ،

.(1)التارىبية، وبن اؼبغزى الذي يبكن استنباطو من تلك الداللة "ن، نبا النقد يظهر إذف أف آليات القراءة التأويلية عند أبو زيد تتحرؾ على مستوين أساسي

(، من جهة Sémiologieاألديب، والتعويل على علم العبلمات، أو ما يعرؼ بالسيميولوجيا )أخرى، وىذا كلو ب نطاؽ التارىبية طبعا. فكيف سانبت مثل ىذه اآلليات القرائية ب القراءة

تأصيل قراءتو التأويلية عند نصر أبو زيد؟ و بصيغة أخرى كيف استفاد اؼبفكر من ىذه اآلليات ب التأويلية، و التأسيس ؼبفهومو للتأويل؟

أ ػ النقد األدبيعندما يتم توصيف اغبضارة العربية اإلسبلمية، ومن خبلؽبا القرآف الكرن من قبل نصر أبو زيد بأهنا "حضارة النص" فذلك يشن حتما إذل سبركز ىذه اغبضارة حوؿ النص، وبالتارل مركزية ىذا

القرآف( ب تشكيل ـبتلف النصوص، وتوالدىا، كما يدؿ ذلك على وعي باألنبية النص اؼبؤسس )

.120ـ(، ص 2007، 3: نقد اػبطاب الديين )الدار البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، طمد أبو زيدنصر حا (1)

Page 115: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

013

اليت يكتسبها اػبطاب اإلؽبي ب حياة اإلنساف اؼبسلم، النص الذي استوطن عادل البشر، ح ى ربوؿ إذل ؿبور أساسي تدور حولو، وتلتقي حركية اإلنساف ونزوعو باذباه كشف احملجوب خلف

قوؼ على معانيها، وتأمل بياهنا، الذي ال يبكن أف يبلغو البياف البشري.الكلمة اإلؽبية، والو لقد ربط النص الديين / القرآين بن عاؼبن، علوي متعارل إؽبي، وعادل سفلي إنساين، من خبلؿ اػبطاب الذي أصبح حدثا متميزا ال مثيل لو ب حياة البشرية، ىذا اػبطاب القرآين ب عبلقتو

اليت نزؿ هبا يكوف قد منحها امتيازا كبنا، سبثل ب حفظها من الزواؿ والتبلشي باللغة العربية والغياب.

نصر أبو زيد كاف على وعي بأف اؼبواجهة والتعامل مع اػبطاب الديين، سواء ب ذلك النص اؼبؤسس، أو ما أنتج حولو من النصوص، يقتضي أف يتم من خبلؿ تأويل ىذا اػبطاب ب سياؽ

رىبي واالجتماعي؛ تصور اػبطاب القرآين على أنو "منتج ثقاب" دبعىن أنو تشكل ب تشكلو التاللواقع والثقافة، ويظهر أنو وباذر نوعا ما ب النظر إذل اػبطاب القرآين، من اؼبساس بالطبيعة اإليبانية / اؼبتعالية ؼبصدر ىذا اػبطاب، حيث يؤكد أف "اإليباف باؼبصدر اإلؽبي للنص، ومن شبة

مكانية وجود سابق لوجوده العيين ب الواقع والثقافة، أمر ال يتعارض مع ربليل النص من خبلؿ إل .(1)فهم الثقافة اليت ينتمي إليها"

وضع اػبطاب القرآين ب السياؽ التارىبي للفعالية االجتماعية والبشرية، اليت يتوجو إليها قارئ ىذا اػبطاب، اغبق ب تأويلو وفهمو يستدعي قبل كل شيء اإلقرار بأف ؼبستقبل / متلقي /

ب سياؽ اؼبعطيات الثقافية والتارىبية، للحظة التشكل واالنبثاؽ، انبثاؽ الوحي وتنزلو، فاهلل عز وجل حينما أوحى للنيب عليو الصبلة والسبلـ، اختار النظاـ اللغوي اػباص لتحقيق ىذا الغرض،

التصاؿ بالعادل وإدراكو نظامو، وعليو ال يبكننا ذلك أف اللغة تعد أىم أدوات اإلنساف ب ا اغبديث عن لغة مفارقة لثقافة اؼبتلقي وواقعو ػ طبعا ػ داخل اإلطار اللغوي للثقافة.

.24نصر أبو زيد: مفهـو النص، مصدر سابق، ص (1)

Page 116: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

014

ىذا األمر يربر التعامل مع اػبطاب القرآين وفق منهج النقد األديب، على اعتبار أف النص ت النقد والتحليل اللغوي "وكوف اػبطاب إؽبيا القرآين بالدرجة األوذل نص لغوي، فهو خاضع آلليا

من حيث اؼبصدر، ال يعين عدـ قابليتو للتحليل دبا ىو نص ذبسد ب اللغة اإلنسانية بكل ، فاعتبار النصوص الدينية نصوصا لغوية (1)إشكاليات سياقها االجتماعي والثقاب والتارىبي"

تجة أحاين أخرى، ال يتعارض مع اؼبصدر أحيانا، ومن وتارىبية ذات طبيعة تكوف فيها منتجةاإلؽبي اؼبتعارل، بقدر ما يعمق أبعادىا ودورىا اإليباين، وتنفتح األبواب أماـ فهمها واستيعاهبا، وبالتارل فإف "القوؿ بإؽبية النصوص واإلصرار على طبيعتها اإلؽبية تلك، يستلـز أف البشر عاجزوف

ناية اإلؽبية، وىكذا تتحوؿ النصوص الدينية إذل نصوص دبناىجهم عن فهمها، ما دل تتدخل العمستغلقة على فهم اإلنساف العادي ػ مقصد الوحي وغايتو ػ وتصبح شفرة إؽبية ال ربلها إال قوة

. (2)إؽبية خاصة"الطابع اللغوي للخطاب القرآين، دفع نصر أبو زيد باذباه استدعاء اعبرجاين إذل ساحة التنظن

اصة ب حديثو عن إنتاج النص القرآين للداللة، واليت توصل إليها من خبلؿ للنقد األديب، خدراستو للشعر والبحث ب قوانن تشكلو، حيث توصل إذل أف حقيقة اػبطاب القرآين ووجوه اإلعجاز فيو، ال يبكن ربديدىا إال من خبلؿ دراسة الشعر باعتباره مدخبل ضروريا، والبحث عن

. (3)تشكلو، وكذا كيفية إنتاجو للداللةالقوانن العامة اليت ىذا االستدعاء للجرجاين من خبلؿ نظريتو ب النظم، يرجع بدرجة أساسية إذل اشرتاؾ كل من النص القرآين من جهة، والشعر من جهة أخرى ب الوحدة اللغوية، وكذلك ألف "العلم بتلك

يديولوجيا، ويؤىلو إلنتاج خطاب القوانن من شأنو أف يعصم الباحث من االلبراط ب إنتاج إ، فقراءة النص الديين إما أف تكوف قراءة منتجة، وتساىم ب إغناء (4)علمي عن النصوص الدينية"

.9نصر أبو زيد: النص، السلطة، اغبقيقة، مصدر سابق، ص (1) .209نصر أبو زيد: نقد اػبطاب الديين، مصدر سابق، ص (2) .419ين بارة: مرجع سابق، ص عبد الغ (3) .96نصر أبو زيد: النص، السلطة، اغبقيقة، اؼبصدر السابق، (4)

Page 117: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

015

النص ذاتو وتوسيع دالالتو، وتفكيك بنيتو ب ؿباولة اإلفصاح عن اؼبخفي واؼبسكوت عنو بن ثنايا الرئيس البحث ب النص عما يبكن أف النص، وإما أف تكوف قراءة موجهة / مؤدعبة، ىدفها

ىبدمها كقراءة، فتكوف بذلك قراءة ذات طابع انتقائي، ال تأبو كثنا للسياقات البنيوية للغة مثل ىذه القراءات تفقد القدرة على إثارة إشكاليات معرفية، بينما القراءة الواعية ىي اليت سبلك

السؤاؿ، وال تتحرؾ من دوف خربة وال أفق.بت أف النصوص مهما تعددت أمباطها، تظل تستمد مرجعيتها من اللغة وقوانينها. لقد ث

تستمد بذلك ۥوعلى اعتبار أف اللغة سبثل الداؿ ب النظاـ الثقاب، فإف ذلك يؤكد أف كل النصوص من الثقافة اليت تنتمي إليها، حيث يقرر دي سوسن كما يرى نصر أبو زيد، بأف اللغة تقاـو التغين

عى إذل الثبات دبا ىي ظاىرة اجتماعية صباعية، لكن الكبلـ ػ الذي ىو االستخداـ الفردي وتسللغة ػ ىو الذي هبدد اللغة ويطورىا. وهبذا أدرؾ دي سوسن من خبلؿ تفرقتو اؼبعروفة بن اللغة والكبلـ ػ أو بن االجتماعي والفردي ب اللغة ػ بعض عناصر الصراع اإليديولوجي، ب اغبياة

االجتماعية على أرض اللغة "فهناؾ نصوص تنطقها اللغة، وتلك ىي اليت تسمى نصوصا على .(1)سبيل اجملاز والتساىل، وىناؾ نصوص لديها كبلـ تريد أف تنطقو من خبلؿ اللغة"

الشك أنو من شأف تطبيق ىذا التصور على اػبطاب الديين، أف هبعل من النص القرآين نصا ، وليس ؾبرد نص تنطقو اللغة، إف كاف ىذا األخن يستمد مقدرتو القولية يبتلك كبلما بامتياز

أساسا من ىذه اللغة، أي مقدرة النص من حيث كونو نصا موجها للناس ب سياؽ ثقافة معينة، .(2)وعليو فإف " النص القرآين يستمد مرجعيتو من اللغة، لكنو كبلـ ب اللغة، قادر على تغينىا"

اللغة والكبلـ يبكن النظر إليها على أهنا ركن أساسي ب تأويلية نصر أبو زيد، ىذه التفرقة بنوبالتارل ب توضيحو للفارؽ اؼبوجود بن البناء اللغوي للنص من جهة، وبن النظاـ الثقاب الذي ينتجو، إذل جانب ذلك تعمل النصوص على إبداع شفرهتا اػباصة، اليت تعيد بناء عناصر النظاـ

.226ـ(، ص 1995، 2: التفكن ب زمن التكفن ضد اعبهل والزيف واػبرافة )القاىرة: مكتبة مدبورل، ط نصر حامد أبو زيد (1) نفسو، الصفحة نفسها. (2)

Page 118: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

016

رل األصلي من جديد، فتقاس أصالة النصوص وتتحدد درجة إبداعها وفق نصر أبو زيد، دبا الدالربدثو من تطور ب النظاـ اللغوي، وما يبكن أف ربققو بذلك من تطور ب الثقافة والواقع معا، دبا هبعل تلك النصوص مفتوحة على تأويبلت متعددة متواصلة، ال رببس النص وتسجنو ب نسخة

ائية من التأويل، وىذا ما يشن إذل كوف نصر أبو زيد يدافع عن الطابع اللغوي للخطاب مفردة هن القرآين، وذلك من زاويتن:

ػ األوذل تتمثل ب اعبانب الشعري، ب بنية ىذا اػبطاب، والتأثن الذي يبكن أف وبدثو عند اؼبتلقي / القارئ.

تلى هبا ىذا النص، واليت تطبعو بطابع روحي حبت.ػ أما األخرى فهي الطريقة اليت يؤدى / يقرأ / يمن ىنا يربر نصر أبو زيد ىذا التعامل مع اػبطاب القرآين، من خبلؿ اؼبنهج اللغوي، حيث قبده يتساءؿ "من منطلق موضوعي علمي ؿبايد سباما، أليست النصوص الدينية، ومنها القرآف

قصصية وشعرية ػ ب احملل األوؿ، وإذا كاف األمر )الكرن( نصوصا لغوية، ذات بىن سردية وسبثيلية ػ، كمنهجية ب (1)كذلك، فهل ىناؾ منهجية أخرى سوى اؼبنهجية النابعة من طبيعة النص؟؟

التعامل مع ىذا النص وسرب أغواره. فالقرآف الكرن ػ حسب نصر أبو زيد ػ وىو كبلـ اهلل عز وجل الذي ىو موضوع التحليل

لناس بلغتهم )العربية( وبالتارل وفق النظاـ الثقاب، واالجتماعي والفكري اللغوي، "جاء إذل االسائد، األمر الذي يعطي االنطباع بأف الدراسة تبدأ من الكبلـ اإلؽبي، وذلك من خبلؿ ربليل معطياتو وفق النظاـ الثقاب الذي ذبلى من خبللو "لذلك يكوف منهج التحليل اللغوي ىو الوحيد

. (2)م الرسالة"اإلنساين لفهوكأف اؼبنهج اللغوي ىو اؼبنهج الوحيد القادر على فك رموز اػبطاب القرآين، ىذا الرتكيز على منهج التحليل اللغوي، يبكن رده ػ عند نصر أبو زيد ػ إذل نظرتو للغة، على اعتبارىا مادة

.234تأويل، مصدر سابق، ص نصر أبو زيد: اػبطاب وال (1) .27نصر أبو زيد: مفهـو النص، مصدر سابق، ص (2)

Page 119: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

017

يست معطى الوعي الذي ينتج ىو اآلخر من خبلؽبا، ىذا من جهة، وألهنا من جهة أخرى "لثابتا، ولكنها صنورة مستمرة، وحركة دافعة نابعة من قوانينها اػباصة، بدءا من اؼبستوى الصوب،

، يبثل ىذين اؼبستوين قوانن اجتماعية تستمد وجودىا من اإلطار (1)وصوال إذل اؼبستوى الدالرل"، اؼبتكلم واؼبتلقي الثقاب الذي يسمح بالتواصل اللغوي، لذلك كاف لزاما على طرب التواصل

. (2)االلبراط ب إطار معيشي يبثل ؽبما مرجعية التفاىم والتواصل، ىذه اؼبرجعية ىي الثقافة دراسة األدب عامة، والشعر على وجو اػبصوص نقطة البدء عند نصر أبو زيد لدراسة قوانن

بتو ؼبسألة اإلعجاز الكبلـ، وقد سبقت اإلشارة إذل أف ىذه الطريقة اعتمدىا اعبرجاين ب مقار دبفاىيم النقد األديب، واليت كشفت عن تبلور نظرية النظم، حيث باف "أف اإلعجاز يكمن ب بنية

.(3) القرآف ذاهتا وليس خارجها. فهو كامن ب كل آية من آيات القرآف مهما كاف موضوعهانصر أبو زيد ػ فالقراءة الطابع الذاب للمجاز ػ ىنا ػ ىو نقطة البدء ب حبث قضية اؼبغزى عند

الواعية تنهمك بالدرجة األوذل ب اكتشاؼ أبعاد الداللة اؼبختلفة ب النصوص وبشكل خاص الدينية منها، لتحاوؿ التمييز بن اؼبعىن من جهة، وبن اؼبغزى من جهة أخرى. وىو الطرح الذي

النص ثابت، بينما مغزاه عمق داللتو ومعناه اؼبفكر األمريكي إدوارد ىنش الذي رأى أف معىن متغن، كما أنو أقاـ سبييزا بن اؼبعىن الذي يقصده اؼبؤلف، وبن اؼبغزى اؼبنطوي ب النص، غن أف التعويل األساسي يكوف على مغزى النص، الذي ال يبكن القبض عليو إال من خبلؿ ذلك

االشتباؾ بن النص والقارئ. ية نصر أبو زيد، حيث يعوؿ عليو إلزالة ذلك التعارض يبثل ىذا اؼبنهج حجر الزاوية ب تأويل

اؼبتوىم بن أجزاء النص القرآين، أو بن السنة، وىو جهد وبتاج إذل "عقل الفقيو واؼبفسر، معىن ذلك أف آليات النص كلها، سواء على مستوى العاـ واػباص، أـ على مستوى الغموض

.83صر أبو زيد: النص، السلطة، اغبقيقة، مصدر سابق، ص ن (1) 98نفسو، ص (2) .261نصر أبو زيد: اػبطاب والتأويل، مصدر سابق، ص، (3)

Page 120: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

018

، وىي اؼبنهجية (1)تشاؼ داللة النص وسرب أغواره"والوضوح تقودنا إذل مناقشة دور القارئ ب اكاليت عمل نصر أبو زيد على تطبيقها ب عملية التمييز بن علم مناسبة النزوؿ وعلم أسباب

النزوؿ.يبكننا القوؿ بأف اؼبعىن وجو من وجوه النص، زيادة على كونو يبثل الداللة التارىبية

الوقوؼ عند داللة اؼبعىن وحدىا يعين ب ما يعنيو للنصوص ب سياؽ تشكلها وميبلدىا، غن أف ذبميدا للنص ب مرحلة ؿبددة وربويلو إذل ؾبرد أثر، أو شاىدا من الشواىد التارىبية على ثقافة معينة، حيث يعتقد نصر أبو زيد أف اػببلؼ على داللة النصوص يعد من أبرز ذبليات الصراع

للنصوص الدينية، بن "اؼبعىن" الذي يبيزه الطابع التارىبي، على اؼبعىن، لذلك قبده يبيز عند قراءتو وال يتحقق القبض عليو إال من خبلؿ معرفة دقيقة بالسياقات اللغوية والثقافية واالجتماعية، وبن "اؼبغزى" الذي يبتلك طابعا معاصرا، لكونو ؿبصلة لقراءة عصر مغاير لعصر النص ب حد ذاتو،

لة ىو اؼبقاصد الكلية كما حددىا الفقهاء، بل ىو نتاج قياس اغبركة اليت يصبح اؼبغزى ب ىذه اغباأحدثها النص ب بنية اللغة، ومن شبة ب الثقافة والواقع "والبد مع قياس اغبركة ربديد اذباىاهتا، فبعض النصوص ال تكتفي بتكرار اللغة الشائعة، وتقـو من شبة بتثبيت حركة الواقع والثقافة فقط،

. (2) ومرتدة بالثقافة والواقع إذل الوراء" تد ب بنيتها اللغوية إذل اؼباضي مكررة إياه،بل تر يبدو أف نصر أبو زيد ب اعتماده منهج ربليل اػبطاب كاف مرتكزا على طبيعة النص /

إليو من خبلؿ ىذه اآللية، سواء كاف النص دينيا أو أدبيا، باعتباره ؾبموعة ۥاػبطاب الذي نتجوخطابات، يبيزىا الوضوح تارة، والغموض واإللغاز وااللتباس تارة أخرى، األمر الذي يتطلب منا استخداـ منهجية ربليل اػبطابات بغرض الكشف عن الدالالت الصروبة والدالالت اػبفية اؼبضمرة، سواء كاف ىذا الكشف عن الداللة اللغوية، أو السياقية "وال يبكن أف يتم ىذا إال عن

يق ربليل اػبطاب وتفكيكو، ىذا اؼبنهج الذي ال يستبعد منن ؾباؿ فاعليتو، أي نوع من طر

.217نصر أبو زيد: مفهـو النص، مصدر سابق، ص (1) .233ػ 232يد: نقد اػبطاب الديين، مصدر سابق، ص ص نصر أبو ز (2)

Page 121: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

019

، وعليو يكوف اػبطاب القرآين واحدا من اػبطابات اليت تشملها ىذه اآللية بالدراسة (1)اػبطابات" واالىتماـ، ما وبتم التعامل معو من خبلؿ منهج التحليل األديب.

إنتاج الداللة ػ داللة النصوص ػ يصبح عند نصر أبو زيد اغبديث عن السياؽ وفعاليتو ب‌أكثر أنبية من اؼبرويات ألنو "وبدد طبيعة اؼبخاط فهو ،(2)ب ويكشف عن مبط اػبطاب"

يقسم السياؽ إذل مستويات متعددة، منها ما يتعلق باعبانب الثقاب االجتماعي، ومنها ما يدور العبلقات بينها، ومنها ما يتعلق باعبانب اػبارجي للنص حوؿ اعبانب اللغوي وتركيب اعبمل و

واؼبتعلق بسياؽ التخاطب، ومنها ما يدور حوؿ اعبانب الداخلي متعلقا بعبلقات اعبزاء، أخنا . ىذه السياقات مشرتكة وعامة بن ـبتلف اػبطابات (3) سياؽ القراءة ذاهتا، أو سياؽ التأويل

مقدسة كانت، أـ مدنسة.أبو زيد ب منهجيتو ػ فيما يتصل بتحليل النصوص ػ العلمية، أي كوهنا تتسم يعتقد نصر

بالعلمية، فػ "دعوتنا ىي الدرس العلمي، الذي وبدد ؾباؿ فعاليتو النصوص ربديدا دقيقا، بعيدا .(4)عن االستشهاد العشوائي هبا خارج السياؽ احملدد ؽبا" النصوص عامة، واليت نشأت بفعل الفهم يظهر أف ىذه الدعوة تتجو إذل التحرر من سلطة

اغبرب للنصوص، وىي السلطة اليت كرسها اػبطاب الديين من خبلؿ ما أنتجو حوؿ النص من خطابات، وىنا يظهر دور السياقات السالفة الذكر، واليت يبكنها أف تفتح أماـ الدارس للخطاب

القرآين كثنا من اؼبعاين والدالالت.ية ػ كمثاؿ ػ استنادا لفكرتو حوؿ اؼبعىن واؼبغزى، يرى نصر أبو زيد أف قضية ب قراءاتو التأويل

)مناث اؼبرأة( ب التشريعات اإلسبلمية تكشف عن معاف واضحة باذباه عدـ اؼبساواة بن الرجل واؼبرأة ب صبيع التشريعات، ومنها اؼبناث، وذلك امتثاال للمعاين االجتماعية واالقتصادية السائدة،

.48نصر أبو زيد: النص، السلطة، اغبقيقة، مصدر سابق، ص (3) .246نصر أبو زيد: النص، السلطة، اغبقيقة، مصدر سابق، ص (2) .96نفسو، ص (3) .42ـ(، ص 2007، 1رب: اؼبركز الثقاب العريب، ط األيديولوجية الوسطية ب اإلسبلـ )اؼبغ : اإلماـ الشافعي وتأسيسنصر أبو زيد (3)

Page 122: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

001

غن أف اؼبعاين اليت تدؿ عليها النصوص بشكل مباشر ليست كل اؼبوضوع، إذ من الطبيعي أف تكوف حركة النص التشريعية غن متصادمة مع األعراؼ والتقاليد والقيم اليت سبثل ؿباور أساسية ب النسق الثقاب واالجتماعي، وليس اؼبعىن من عدـ التصادـ ىذا أف النصوص ال ربدث خلخلة ب

نسق تلك القيم، تكشف من خبلؽبا عن اؼبغزى اؼبستكن خلف اؼبعىن، لكنها خلخلة ال ربدث نتائجها إال من خبلؿ حركة الواقع، دبا ينتظم ب ىذه اغبركة من صراع اجتماعي فكري. وقد مالت حركة اجملتمع العريب اإلسبلمي ب القرف األوؿ اؽبجري إذل تثبيت القيم والتقاليد و األعراؼ

اليت حاولت النصوص خلخلتها، لذلك مالت الكفة دائما ب الثقافة العربية لتثبيت اؼبعىن الديين، . (1)وغاب عن أفقها اكتشاؼ اؼبغزى

نبلحظ أف نصر أبو زيد وح ى يبضي قدما ب سجالو اؼبنطقي ب ىذه القضية، وبتاج إذل ة اليت سبقت اإلسبلـ، ومقاربة حاؿ التعرؼ على أحواؿ العرب االقتصادية واالجتماعية ب الفرت

اؼبرأة ب ذلك الزمن، ودراسة كيفية انعكاس األحواؿ االقتصادية على ـبتلف البين الثقافية والفكرية وح ى على حركة الوعي داخل اعبماعة، وىي تعبنات قارهبا منهج التحليل اؼبادي التارىبي، من

ديد أمباط اإلنتاج، وعبلقاتو كما فعل نصر أبو زيد خبلؿ كشفو غبركة الصراع الطبقي، وأثرىا ب ربب دراستو عن اإلماـ الشافعي، من دوف الركوف فقط إذل ربليل األفكار الكشف عن دالالهتا

ومعناىا، لبلنتقاؿ إذل اؼبغزى االجتماعي، والسياسي وح ى اإليديولوجي.يكوف بعيدا عن الصراع يقرر نصر أبو زيد أف فهم خطابات الشافعي، كنموذج هبب أف ال

الفكري الذي دار بن أىل الرأي من جهة، وأىل اغبديث من جهة أخرى، ب ؾباؿ الفقو ربديدا، فضبل عن التطاحن بن الفرؽ الكبلمية، خاصة بن اؼبعتزلة وخصومهم، وقبل كل ذلك يؤكد أف

ي، االقتصادي، اؼبستوى األىم ب كل صنوؼ الصراع السابقة، يتمثل ب "الصراع االجتماعالسياسي، الذي كاف يتخذ ب الغالب شكل الصراع الفكري الديين، ويرتكز ب النهاية حوؿ تأويل

.234نصر أبو زيد: نقد اػبطاب الديين، مصدر سابق، ص (1)

Page 123: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

000

األمر الذي يبدو أف لو كبن األثر ب دفع نصر أبو زيد كبو دراسة خطاب ،(1)النصوص الدينية" الشافعي من زاوية ربليلية نقدية تارىبية.األديب الذي انتهجو ب فهم اػبطاب الديين / القرآين والذي نصر أبو زيد ومن خبلؿ اؼبنهج

يدعو إذل إسناده دبختلف مناىج القراءة وربليل اػبطاب، يرى فيو اؼبنهج القادر على ضباية النص من كل ما يبكن أف يعرتيو من توظيف إيديولوجي، نفعي، زيادة على كونو "الطريقة اؼبناسبة إلبراز

قية اليت تتضافر ب عملية إنتاج اؼبعىن والداللة، سواء بالنسبة للسياؽ ـبتلف اؼبستويات السيا . (2)التارىبي، أو سياؽ القارئ، أو سياؽ اؼبغزى"

اغبديث عن اؼبغزى يفتح الباب أماـ تعددية قرائية أكثر ربررا من قيود النص وسلطتو ػ اليت التعامل معو كخطاب ال كنص تكبل القارئ ػ نظرا ػبصوبة النص القرآين، واليت تتبدى عند

متعارل. ىذا ما سيحرر النص من اؼبعاين اليت فرضت عليو ػ كما يعتقد نصر أبو زيد ػ ويبكنو من . (3)ـباطبة العصر الذي يعيش فيو

غن أف اؼبتأمل ب ىذا الطرح الذي يقدمو نصر أبو زيد، من خبلؿ النقد األديب، ف التحرر من سلطة النص وح ى سلطة اػبطاب اؼبنتج حوؿ والتحليل اللغوي، سوؼ يكتشف أ

النص اؼبؤسس، ال عبلقة لو بالسياؽ الذي يدعو إليو، بقدر ما يرتبط بالتارىبية، اليت تسجن النص ب زمانيتو ومكانيتو، بعيدا عن اؼبعىن اغبقيقي الذي يقرره، ىذا من جهة، أما من جهة أخرى، فإف

/ الديين، الذي يعمل نصر أبو زيد على تأسيسو من خبلؿ مشروعو الوعي العلمي بالنص القرآينالتأويلي، ال يتم ب اغبقيقة من خبلؿ إخضاع النص للثقافة، وال ح ى إذل منح القارئ / الناقد /

اؼبتلقي سلطة صياغة اؼبعىن، بل إف ىذا األمر يتناب مع القوؿ بالعلمية.قدـ لقراءة القرآف وفهمو منهجا جديدا منتجا، وح ى كما نبلحظ أف اعتقاد نصر أبو زيد، بأنو

نظرية، استفادىا بداية من الرتاث العريب اإلسبلمي، وعمل على تطويرىا لتتجاوز جانب اؼبلفوظ

..234نفسو، ص (1) .263نصر أبو زيد: اػبطاب والتأويل، مصدر سابق، ص (2) . https://rowaqnasrabuzaid.wordpress.com 2008/ 03/ 23صباؿ عمر: عقل نصر أبو زيد ب عقد ونصف، (3)

Page 124: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

002

من النص، لتخرتؽ حجبو، وصوال إذل كشف اؼبسكوت عنو، ب بنية النص ذاتو، ما ىي إال ؿباولة فإف اغبديث عن اعبدة والتجديد، بعيدا عن التأصيل الديين أمر تلفيقية ال أكثر وال أقل، وبالتارل

مبالغ فيو. (Sémiologie ب ػ السيميولوجيا / علم العالمات )

الحظنا كيف يستدعي نصر أبو زيد آلية النقد والتحليل األديب، كآلية ومنهجية قرائية إذل النص عموما على أنو رسالة تراثية، تساعد ب قراءة وتأويل النص الديين، إذ ينظر من خبلؽبا

ذات دالالت لغوية، يبكن أف يطبق عليها منهج التحليل اللغوي، غن أف ىذا اؼبنهج ال يبدوا كافيا بقدر يسمح باستخراج دالالت النصوص، األمر الذي دعاه إذل استثمار ما أمكنو من

عاصرة، ومن خبلؿ تعاملها مع آليات قرائية، خاصة ما كشفت عنو اغبداثة الغربية ب ذبلياهتا اؼب النصوص عامة.

ومن أبرز ىذه اآلليات اليت اعتمدىا نصر أبو زيد ب قراءتو التأويلية للخطاب الديين، السيميولوجيا أو ما يسميو العرب ب أدبياهتم بعلم العبلمات، وىي اآللية اليت يسعى اؼبفكر أف

مي من جهة، وموقعا كآلية منهجية ب مشروعو هبد ؽبا مكانا على أرضية التفكن العريب اإلسبل التأويلي.

تعد السيميولوجيا واحدة من العلـو اعبديدة، اليت نشأت بفعل التعامل مع النصوص واػبطابات األدبية، إذ هتتم ب اؼبقاـ األوؿ باإلنساف انطبلقا من العبلمات، أي من خبلؿ "ما يتم

و وواقعو، فهي هتتم بالبحث ب العبارات اللفظية من إبداعو على مستوى ىذا اإلنساف، لفهم نفس، (1)حيث تركيبها وتكوينها، وتطورىا بغض النظر عما تشن إليو األلفاظ من مدلوالت آنية"

وحسب اعتقاد نصر أبو زيد، فإنو من الضروري خوض طريق علم العبلمات للوصوؿ إذل كشف

.35ـ(، ص 2007مراد وىبة: اؼبعجم الفلسفي ) القاىرة: دار قباء، د ط، (1)

Page 125: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

003

بط أساسية تربط التأويل بالسيميولوجيا، ألف آليات صياغة النصوص األدبية. وبالتارل ىنالك روا .(1)"شيئا ما ال يكوف عبلمة إال ألنو يؤوؿ بوصفو عبلمة لشيء ما، بوساطة مؤوؿ ما"

كما ترتبط السيميولوجيا بكثن من اآلليات اؼبنهجية اليت تتعامل مع النصوص، وعلى رأسها ءاهتا، لكنها تقصر الرتكيز على دراسة األنظمة البنيوية "فالسيميولوجيا تتبع اؼبنهجية البنيوية وإجرا

العبلمية اؼبوجودة أصبل ب الثقافة، واليت عرفت على أهنا أنظمة قارة قائمة ب بيئة ؿبددة. أما ، وعليو يظهر (2)البنيوية فتدرس العبلمة سواء كانت جزءا من نظاـ أقرتو الثقافة كنظاـ أو دل تقره"

اللغة والعبلمة كائن ذو وجهن، أحدنبا ىو الداؿ، أما اآلخر فهو أف حلقة الوصل بن البنيوية و اؼبدلوؿ، و تظهر العبلمة على شكل لفظ أو صبلة وح ى نص، كما يبكنها أف ال تتجلى من خبلؿ

اللغة، فتظهر ب شكل لوحة فنية، أو ح ى معزوفة موسيقي تعادؿ النص اللغوي. والوجود كعلم مستقل لو كيانو على يد ديدراسة العبلمات حققت لنفسها االستقبللية

سوسن بفعل االىتماـ اؼبتزايد حبقل اللغة، ح ى أصبحت ىذه األخنة مدار كثن من الدراسات، ومعو كذلك بدأت مبلمح نظاـ العبلمات بالتشكل والتحدد من خبلؿ كونو:

ػ العلم الذي هبمع ـبتلف أنساؽ العبلمة، واللغوي واحد منها. ة دل تعد تشن إذل اػبارج، بقدر ما ترجع إذل الداخل. من خبلؿ الداؿ واؼبدلوؿ.ػ العبلم

ػ تعدد اللغات يؤكد اعتباطية العبلمة. (.Paroleوليس ب الكبلـ ) (Langueػ علم اللغة يدرس العبلمة ب اللغة )

.(3)ػ البناء أو نسق العبلمات ال يفسر وجود اؼبعىن ى أرضنة السيميولوجيا كمنهجية غربية ب العقل العريب، علها يعمل نصر أبو زيد جاىدا عل

تسعفو ب استكشاؼ وفتح مغاليق ىذا الرتاث، أو على األقل إحداث ارذباج فيو، من خبلؿ

.193(، ص ـ2007، 2ت: منذر عياشي )الدار البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، ط ،أزوالد ديكرو: القاموس اؼبوسوعي اعبديد لعلـو اإلنساف( 2) .178ـ(، ص 2005، 4ميجاف الرويلي ػ سعد البازعي: دليل الناقد األديب ) الدار البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، ط (2)ـ(، ص 1998عبد العزيز ضبودة: اؼبرايا احملدبة من البنيوية إذل التفكيك )الكويت: اجمللس الوطين للثقافة والفنوف واآلداب، د ط، ( 3)

269.

Page 126: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

004

التصادـ مع مثل ىذه اآلليات القرائية اؼبستحدثة، للوصوؿ إذل بناء وعي علمي بالرتاث وحبقيقة . راىن وضعنا الثقاب اؼبأزـو

كانت اللغة ىي القلب النابض للسيميولوجيا فإف وظيفتها عند نصر أبو زيد ىي البياف إذاواإلنباء، أي القدرة على إحداث التواصل، لغرض نقل ؾبموع اػبربات واألفكار واؼبعرفة بن األجياؿ أو داخل اجملتمع الواحد، ىذه النظرة اليت ذبعل اإلنساف قادرا على تكوين تصورات

لعادل، ليست خصيصة بالرتاث العريب اإلسبلمي وحده، بل ىي نظرة ارتبطت بوعي ومفاىيم لاإلنساف بذاتو، ب كل الثقافات واغبضارات "ب الرتاث اإلسبلمي ميز اهلل اإلنساف بالعقل على بقية اغبيوانات، ومكنو بالقدرة واالستطاعة، من خوض غمار اغبياة وفبارستها، ومنحو اللغة أداة

.(1)عرفة مع بين جنسو"لنقل اؼبوظيفة اللغة ىي نقل اػبربات من اغبواس إذل العقل، ما يستدعي تعدد أدوات النقل، أو

االنتقاؿ ػ إف صح التعبن ػ تبعا لتعدد معارؼ اإلنساف ومكتسباتو من جهة، وتنوع اغباجات من ة ب عمليات البياف، جهة أخرى، ىذا ما أكده اعباحظ بأف "اهلل عز وجل منح البشر أصنافا أربع

ىذا الربط بن وظيفة اللغة واؼبعرفة العقلية من جهة، ،(2)ىي: اللفظ، واػبط، واإلشارة والعقد"وبن ىذه األخنة واالستطاعة من جهة أخرى، كاف السبيل ؼبن جاء بعد اعباحظ، ليمنح اللغة

وظيفة جديدة ب تصوره لئلنساف، زيادة على وظائفها.زيد أف اؼبسلمن اتفقوا على حاجتهم للشرع، على اعتبار أف العقل ال يبكنو يؤكد نصر أبو

الوصوؿ إذل اكتشاؼ تفاصيل العبادة، وال إذل طرقها، دبا ب ذلك اؼبعتزلة، إذ ال تعارض بن ما جاء بو الشرع وما يصل إليو العقل، فلو "جعل ذلك داللة على أنو من عند اهلل، من حيث ال

ما يسلم على طريقة العقوؿ وما يوافقها، إما على جهة اغبقيقة، أو على اجملاز يوجد ب أدلتو .(3)لكاف أقرب"

. 54ػ 53نصر أبو زيد: إشكاليات القراءة وآليات التأويل، مصدر سابق، ص ص (1) .45ـ(، ص 1969، 3، تح: عبد السبلـ ىاروف ) بنوت: دار إحياء الرتاث العريب، ط 1: اغبيواف، جاعباحظ أبو عثماف( 2) .403القاضي عبد اعببار: مرجع سابق، ص (3)

Page 127: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

005

فاللغة كنظاـ داؿ ب النسق اؼبعرب، ال يبكن فصلها عن غنىا من األنظمة اؼبعرفية األخرى، يطلبو وبالتارل فإف مفهـو العبلمة هبد لنفسو موطئ قدـ ب الرتاث العريب اإلسبلمي، وذلك ما

نصر أبو زيد، من خبلؿ مقابلتها ؼبفهـو الداللة، حيث يؤكد أف "ما يربر لنا القوؿ بأف وضع اللغة بن أنواع الدالالت العقلية يشي بأف العقل العريب دل ينظر للغة دبعزؿ عن نظم الدالالت األخرى،

ن اؼبسلمن على ... ، ىذه النظرة للغة بوصفها نظاما من الدالالت، قبدىا عند كل اؼبفكرياختبلؼ مشارهبم ومذاىبهم وكبلهم، قبدىا عند أىل السنة، كما قبدىا عند اؼبعتزلة واألشاعرة،

، وعليو فإف اؼبسلمن متفقوف على أف عبلقة األلفاظ (1)وقبدىا كذلك عند الفبلسفة واؼبتصوفة"ؤكد أف الفكر دبعانيها ب اللغة ىي عبلقة وضعية اصطبلحية، وشرط اؼبواضعة ىو الذي ي

اإلسبلمي دل ينظر للغة باعتبارىا نظاما وحيدا من العبلمات، ودل ينظر إليها منفصلة عن أنظمة أخرى من العبلمات، كما يرى نصر أبو زيد، أف حصوؿ االتفاؽ بن اؼبسلمن، حوؿ كوف

التحويل اجملازي، من حق اعبماعة، وينبغي أف ىبضع للعرؼ واؼبواضعة. فيؤكد بأف "األلفاظ ذبري ؾبرى العبلمات والسمات، وال معىن للعبلمة والسمة أما اعبرجاين

، فاأللفاظ ال ربمل أي توصيف باغبسن أو (2)ح ى وبتمل الشيء ما جعلت العبلمة دليبل عليو"القبح، فهي ال تغن من اؼبدلوؿ وال تضيف إليو شيئا جديدا، واؼببلحظ أف العبلمة اللغوية تشن

العقلية من خبلؿ االصطبلح والتواضع، فما يدرؾ أوال ىو اؼبعاين، ب تأب األصوات إذل اؼبعاين ال شك أف ىذا الطرح يؤسس عند أبو زيد اؼبقدمة األساسية لولوج عادل و لتعرب وتدؿ عنها،

التأويل من خبلؿ االنفبلت من سلطة اللفظ.توى الكبلـ الوجودي يبيز ابن عريب، حسب نصر أبو زيد، ب الكبلـ بن مستوين:"مس

الذي يتجلى ب ظهور أعياف اؼبمكنات، ومستوى الكبلـ اللغوي الذي يتجلى ب النص ، الواقع أف ابن العريب يرى اؼبوجودات ذبليا للكبلـ اإلؽبي، يصبح من خبللو العادل (3)القرآين"

.57لقراءة وآليات التأويل، مصدر سابق، ص نصر أبو زيد: إشكاليات ا (1) .280ـ(، ص 1،1991، تح: ؿبمود شاكر) القاىرة: مكتبة اػباقبي، ط 2عبد القاىر اعبرجاين: أسرار الببلغة، ج (2) .83نفسو، ص (3)

Page 128: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

006

يصبح الوجود دبا دبوجوداتو ؾبموعة عبلمات، آيات سبثل الدليل على وحدانية ىذا اػبالق، وىنا "وبتويو نصا / عبلمة تشن إذل قائلو / صانعو، ويؤكد على وحدانيتو من خبلؿ كل مظاىر الوجود، ح ى من خبلؿ العبلمة اللغوية، األمر الذي هبعل أفكار اؼبتصوفة ب الفكر اإلسبلمي سيميولوجية

العريب اإلسبلمي عند نصر أبو باؼبعىن الدقيق، ىذه الفكرة تربز التأسيس لعلم العبلمات ب الرتاث زيد، وإهباد أرضية ذبعل من ىذا العلم البوابة واآللية كبو عادل تأويل النصوص.

ينطلق اؼبتقدموف من علماء الكبلـ، وح ى أىل التصوؼ من االستدالؿ العقلي، الذي يعطي ل، وذلك من زاوية للمتلقي / القارئ دورا فعاال ب عملية الفهم وبناء النص من خبلؿ مسار التأوي

ارتباط الداللة اللغوية بالداللة العقلية، ألف "العبلقة بن الداؿ واؼبدلوؿ ب العبارة اجملازية يبكن أف ترسم على النحو التارل:

)اؼبعىن األوؿ( مدلوؿ. ←العبارة اللغوية )داؿ( . (1) الثاين( مدلوؿ)اؼبعىن ←اؼبعىن األوؿ )داؿ(

ىذه الصورة اليت ينقلها نصر أبو زيد، ما ىي ب الواقع سوى التحديث الذي قدمو دي سوسن ب ذبنبو الستخداـ "اللفظ واؼبعىن" كمصطلحن، مستبدال إيانبا دبصطلحي "الداؿ

وجهي واؼبدلوؿ" على اعتبار كوهنما يفضياف إذل اؼبفهـو العقلي من جهة كوهنما يشناف إذلالعبلمة اللغوية، اليت تشن عنده إذل " كوهنما عبارة عن وحدة نفسية مزدوجة يرتابط فيها العنصراف

.(2))اؼبفهـو والصورة السمعية( ارتباطا وثيقا، حبيث يتطلب وجود أحدنبا وجود الثاين"رتباط ىذا الرتابط بن الداؿ واؼبدلوؿ دليل على وجود تداخل دالرل، األمر الذي يؤكد ا

الداللة اللغوية بغنىا من الدالالت األخرى، وىذا ما يدفع إذل االعتقاد بأف "الرتاث وإف تعددت مداخلو وطرائق التفكن فيو يظل تراثا ذا مبلمح عامة على مستوى الفكر اللغوي والببلغي، أو

.(3) على مستوى النظر الفلسفي والكبلمي، أو على مستوى التجربة الصوفية"

.113نصر أبو زيد: إشكاليات القراءة وآليات التأويل، مصدر سابق، ص (1) .79، اغبقيقة، مصدر سابق، ص نصر أبو زيد: النص، السلطة (2) .116نصر أبو زيد: اؼبصدر السابق، ص (3)

Page 129: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

007

ود التفسنات والشروح اليت تراكمت على النص القرآين ػ حسب نصر أبو زيد ػ كانت إف صبمن العوامل اليت سانبت ب بروز القراءة االستكشافية ؽبذا الرتاث، واليت تسعى إذل الكشف عن سبب ىذا اعبمود، والعمل على إحداث قطيعة مع تلك اؼبمارسات والتفسنات اليت سجنت

فسها القدرة على كشف اغبقيقة. لذلك يتجاوز نصر أبو زيد، ؾبرد الرتاث، وادعت لناالستكشاؼ إذل خطوة أكرب، يرى فيها مغامرة تستحق اػبوض بالنظر إذل ما تعرض ويتعرض لو النص القرآين منذ القرف اػبامس اؽبجري، من سجن ب ظل الشروح والتفسنات األحادية، اليت

احتكرت لنفسها النص وحقيقتو.د نصر أبو زيد أف ربليل النص القرآين وقراءتو يقـو على اللغة، لغة النص ذاتو، أي اللساف يؤك

العريب من خبلؿ التداوؿ وضمن اإلطار التارىبي واالجتماعي الذي ميز بيئة تلقي النص. لذلك قبده ينتقد الوقوؼ عند الفهم اغبرب للغة النص، األمر الذي دعاه من خبلؿ دراستو ؼببحث

سيميولوجيا إذل التأكيد على كوف نظاـ النص القرآين ال يبكن حصره فقط ب نقل بعض األلفاظ المن اؼبواضعة اللغوية، إذل أرض االصطبلح الشرعي، على اعتبار أف النظاـ اللغوي ب القرآف الكرن يعمل على تشكيل نسق خاص بو، ينطلق من اؼبستوى الصوب، وصوال إذل بناء نسق كبوي دالرلخاص، مرورا باؼبستوى الصرب. والتأكيد على ذلك يظهر من خبلؿ ما يشن إليو نصر أبو زيد،

من استفادتو من ربليلو ؼبفهـو النظم عند اعبرجاين.ىذا االفرتاض بأف ىنالك نظاما لغويا فبيزا خاص بلغة النص القرآين يفتح الباب واسعا أمامو

ا من حيث تشكيلها لبنية اللغة األـ )اللغة العربية(، ح ى ب ما يتعلق دبوضوع طبيعة اللغة ديني أصبحت ىذه األخنة فرعا ب بنية اللغة الدينية.

ىذا األمر ال وبدث إال من خبلؿ "ربويل اللغة بكاملها من حقيقة كوهنا نظاما من العبلمات قبد أف قيمة النص ، لذلك(1)داال إذل أف تكوف ىي ذاهتا عبلمة ب النظاـ الداؿ للغة الدينية"

حسب إيغلتوف تتحدد بصيغة اندراجها اؼبضاعفة ب التشكيل اإليديولوجي، وب النسل اؼبتوافر من

.216نصر أبو زيد: النص، السلطة ، اغبقيقة، مصدر سابق، ص (1)

Page 130: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

008

اػبطاب األديب، هبذه الطريقة يدخل النص ب عبلقة مع سلسلة ؿبدودة دوما من القيم )النص( ال يعيد واالىتمامات واغباجات والقوى والطاقات احملددة تارىبيا، واليت ربيط بو "إنو

إنتاج مثل ىذه األشياء ػ ألف النص مصنوع من الكلمات ال من اغباجات ػ بل إنو يبين نفسو .( 1")ويشكلها داخليا، ب عبلقة من العبلمات اإليديولوجية اليت يشكل نظامها الرمزي

عمليات السمطقة )اؼبمارسة السيميولوجية( كما يسميها نصر أبو زيد، واليت يسعى إذل توظيفها ب عملية ربليل النص القرآين وفهمو، يوضحها على أهنا عملية التحوؿ الدالرل من خبلؿ ربويل الداللة الكلية اليت نتجت بداية من خبلؿ عبلقات الرتكيب ب األنظمة واألمباط الببلغية،

ا من اؼبعىن الظاىر إذل عبلقة كلية ربيل إذل داللة أخرى، إهنا ػ حسبو ػ أشبو باأليقونة أين ننتقل فيه إذل معىن آخر يتأسس على اؼبعىن األوؿ.

تنتقل اللغة إذف من حقل اؼبواضعة إذل حقل االستدالؿ العقلي الذي ال تربطو أي عبلقة باللغة األـ، وىذا ىو الفارؽ الواضح بن العبلمات اللغوية والعبلمات السيميوطيقية "إذ األساس

تها على العرؼ واؼبواضعة، وليس األمر أف يكوف كذلك ب ب العبلمات اللغوية قياـ دالل، ىذا التصور يؤكده الباحث من خبلؿ عمليات سبثل ىذه العبلمات (2)العبلمات السيميوطيقية"

اللغوية، أو دبصطلح قرآين واضح اآليات عند القارئ اؼبسلم، وما تدؿ عيو من معقوؿ، دوف حد ذاهتا، دبا تتضمنو من قصص األنبياء، وتاريخ الوحي توقف ىذا القارئ عند العبلمة اللغوية ب

عند ( 3)... وغنىا "ليس اؽباـ ب ذلك كلمة العبلمة، بل إف الداللة ىي ؿبور الرتكيز واالىتماـ" ىذا اؼبتلقي.

ىذه العبلمات أكرب عند نصر أبو زيد من الكوف والتاريخ، فهي تشن إذل كل ما يبكن أف حيث يتم دمج عمليات دبا ب ذلك اغبدود واألحكاـ الشرعية الواردة فيو، يرتبط دبفردات النص،

.219ـ(، ص 1992تني إيغلتوف: النقد واأليديولوجيا، ت: فخري صاحل ) بنوت: اؼبؤسسة العربية للنشر، د ط، (1) .217سلطة ، اغبقيقة، مصدر سابق، ص نصر أبو زيد: النص، ال (2) .218نفسو، ص (3)

Page 131: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

009

متعددة، مثل القراءة والتأمل والفهم، فتزوؿ الفروؽ بينها، كما زالت بن العادل والنص من جهة، وبن النص واألحكاـ من جهة أخرى.

مع النص الديين من خبلؿ البعد السيميائي الذي ينادي بو نصر أبو زيد، يصبح كل تعامل ال ىبرج عن إطار ثبلثي األبعاد: بعد عقلي، وآخر يبثل ظاىر النص، وأخنا قصدية اؼبتكلم. وعليو يصبح كل فهم للنصوص الدينية هبب أف يتم من خبلؿ ىذه األبعاد الثبلثة، وتطبيق مناىج

تتحكم ب ىذا الفهم و توجهو. دية اؼبؤلف، فاألمر ال شك يبر:إذا كاف القصد من فهم اؼبعىن، ىو اإلمساؾ بقص

ػ إما من خبلؿ التمسك بالنص ب ظاىره وحرفيتو، وعليو يتأسس كل فهم انطبلقا من منطوؽ النص.

ػ أو من خبلؿ إعطاء األولوية للعقل، ب العمل على فبارسة إنتاج اؼبعىن. الواضح ب النص، الواقع أف معركة نصر أبو زيد مع ظاىر النص، وبالتارل مع اؼبدلوؿ اللغوي

ىذه القضية ؽبا ارتباطها األصيل مع اؼبواضع اليت عمل على التأسيس ؽبا من خبلؿ الطرح االعتزارل، خاصة من خبلؿ مبوذج خلق القرآف الذي ب اعتماده بغرض نفي التعدد عن اهلل عز

مسألة اؼبواضعة، أما الفائدة اليت يسعى كبوىا نصر أبو زيد من اعتماده اؼبذىب االعتزارل ب وجل؛فهي السعي إذل تثبيت مفهـو قدرة البشر وفاعليتهم حبكم استقبلؽبم هبذه اؼبواضعة، واصطبلحهم

مع اآلخرين على األلفاظ.أىم ما ب اؼبواضعة ب جانبها اؼبعرب، ما تعلق بالتمييز بن العلم الضروري واالكتسايب،

لضرورية، وذلك أف داللة اإلشارة على الشيء، ذبعل ىذه إذ أف اإلشارات اغبسية قرينة للمعرفة ااؼبعرفة من قبيل اؼبعرفة اإلدراكية، وقد تقرر أف اؼبواضعة ال ذبوز على اهلل الستحالة اإلشارة إليو،

. وعليو يظهر أف الوقوؼ على معرفة قصدية (1)فمن البديهي أف ال نعرؼ قصده تعاذل باضطرار

.74نصر أبو زيد: االذباه العقلي ب التفسن، مصدر سابق، ص (1)

Page 132: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

021

تحدد من خبلؿ معرفة ما يقارف كبلمو من إشارات حسية، وىذا من اؼبتكلم، معرفة اضطرارية، ت قبيل االستحالة على اهلل عز وجل.

يعمل نصر أبو زيد، بعد فراغو من اؼبعتزلة، على استدعاء كبلـ للجاحظ، ب تأويلو لقولو عز ـ األسماء كلاها ثما عرضهم على المالئكة وجل فػقاؿ أنبئوني بأسماء ىؤالء إف :} وعلام آد

(، والكشف عن عبلقة االسم باؼبسمى ب اللغة، أو بن الداؿ 31) البقرة: اآلية كنتم صادقين{واؼبدلوؿ كما يقوؿ، فاهلل عز وجل "ال هبوز أف يعلمو )أي يعلم آدـ( االسم ويدع اؼبعىن، ويعلمو

. ىذا القصد ػ حسب (1)دلوؿ عليو، واالسم ببل معىن لغو كالظرؼ اغبارل"الداللة وال يضع لو اؼبنصر أبو زيد ػ يرتبط أساسا بذلك االتفاؽ اعبماعي من خبلؿ اؼبواضعة، وبالتارل ال يكوف القصد ىنا فرديا، ألنو مرتبط أساسا بعملية الفهم والتفاىم، وإال دل يفهم قصد اؼبتكلم وغابت الداللة

اؼبتلقي لغياب ما وبدثها ب ذىنو.اللغوية عن يؤكد نصر أبو زيد أف "إصرار اؼبعتزلة على فكرة القصد ػ من جانب اؼبتكلم تؤكد أف اؼبواضعة وحدىا ب الرتكيب ال تكفي، فالكبلـ قد وبصل من غن قصد فبل يدؿ، ومع القصد فيدؿ ويفيد،

نفهم السبب وراء اشرتاط اؼبعتزلة معرفة . من ىنا(2) فكما أف اؼبواضعة البد منها فكذلك اؼبقاصد"قصدية اؼبتكلم قبل أي استدالؿ بكبلمو، وىي معرفة عقلية سابقة للمعرفة الشرعية، هبذا يصل نصر أبو زيد إذل تقرير الفصل بن اؼبعىن واللفظ على مستوى األفراد، وإذل الفصل بن العبارة

.(3)واؼبعىن على مستوى الرتكيب

رح الذي يقدمو نصر أبو زيد حوؿ التأسيس لقصدية اؼبتكلم ب الداللة اللغوية، رغم أنبية الطغن أنو ال يلتـز هبذا اػبط ب قراءتو التأويلية كل االلتزاـ، إذ قبده يتناسى اؼبتكلم وقصديتو بشكل

واضح، لصاحل اؼبتلقي / القارئ وأفقو.

.84نصر أبو زيد: االذباه العقلي ب التفسن، مصدر سابق، ص (1) نفسو، الصفحة نفسها. (2) .90نفسو، ص (3)

Page 133: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

020

ج/ ػ التاريخية ين اؼبعاصر )اؼبتشدد( وإىداره، يعد من أبرز اؼبوضوعات إف تغييب الواقع ب اػبطاب الدي

اليت اعرتض عليها نصر أبو زيد ب نقده ؽبذا اػبطاب ب فهمو للخطاب القرآين وربليلو، إذ أىدر اػبطاب الديين اؼبعاصر ػ حسب اعتقاده الدور ػ الذي يؤديو الواقع ب تشكل النص الديين عامة

همو عن تارىبية ىذا النص، ح ى وصل بو األمر إذل تقديس اللغة والقرآين خصوصا، كما تباعد بف الدينية، مع أهنا ربمل ب حقيقة األمر الطابع اؼبميز ؽبا من خبلؿ الثقافة، ثقافة اإلنساف.

إف نصر أبو زيد وىو يعتمد التارىبية منهجا وآلية لبلقرتاب من فهم النص الديين، وباوؿ القداسة اليت ربيط بالنص، فتجعلو ب منأى عن كل دراسة وربليل متجاوزا البشر ب ذباوز ىالة

ؿبدوديتهم، ليبقى منغلقا على ذاتو مستعصيا على الفهم. من ىنا ينطلق أبو زيد ليؤسس للقوؿ بتارىبية النصوص الدينية، ألف "القوؿ بإؽبية النصوص واإلصرار على طبيعتها اإلؽبية تلك، يستلـز

لبشر عاجزوف دبناىجهم عن فهمها ما دل تتدخل العناية اإلؽبية بوىب )منح( بعض البشر أف اطاقات خاصة سبكنهم من الفهم، وىذا بالضبط ما يقولو اؼبتصوفة. وىكذا تتحوؿ النصوص الدينية إذل نصوص مستغلقة على فهم اإلنساف العادي ػ مقصد الوحي ػ وتصبح شفرة إؽبية ال

. (1)ؽبية خاصة"ربلها إال قوة إالطبيعة اللغوية للنصوص الدينية عند نصر أبو زيد ال تعين شيئا أكثر من كوهنا ترتبط ب تشكلها ببنية ثقافية ؿبددة، سانبت ىذه األخنة ب تشكلها عرب قوانينها، األمر الذي يعطي ؽبذه

بطة بشكل أساسي بقوانن القوانن ميزة التارىبية، وبالتارل تصبح كل قراءة ؼبثل ىذه النصوص مرتتلك البيئة الثقافية اليت أنتجتها "فالقراءة اليت تتم ب زمن تاؿ، ب ؾبتمع آخر تقـو على آليتن

، إذ زبفي القراءة ما ال ارتباط لو باجملتمع، وال تستفيد منو، (2)متكاملتن: اإلخفاء، والكشف" من خبلؿ العملية التأويلية.بينما تكشف القراءة عن كل ما ىو جوىري بالنسبة ؽبا،

.209ر سابق، ص نصر أبو زيد: نقد اػبطاب الديين، مصد( 1) .88نفسو، ص (2)

Page 134: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

022

يتأسس القوؿ بالتارىبية عند نصر أبو زيد إذف من خبلؿ قضيتن أساسيتن، تتعلق إحدانبا بالفعل اإلؽبي وقدرة اهلل عز وجل، اليت تتصف بأهنا غن ؿبدودة، أما الفعل اإلؽبي فهو التحقق

اإلؽبية مطلقة ال حدود ؽبا على الفعلي للقدرة اإلؽبية، وعليو يؤكد نصر أبو زيد أف "القدرة اإلطبلؽ حبكم أهنا صفة من صفات الذات األزلية القديبة،...، لكن األفعاؿ اإلؽبية تتناىى لتعلقها بالعادل اؼبمكن، فهي ليست أزلية بل ىي تارىبية، متعلقة بالعادل احملدث الذي خلقو

اف مصدرىا وجذر فاعليتها كامنا ب ، كما أف "األفعاؿ إذف تتعلق بالعادل اؼبمكن وإف ك(1)اهلل" . ىذا االرتباط إذف بالوجود اؼبمكن، ىو ما هبعلها تارىبية.(2)القدرة اؼبطلقة"

أما القضية الثانية، فتظهر من خبلؿ القوؿ بنفي أزلية النص الديين، وىو ما وبيلنا إذل الصراع كاف الكبلـ اإلؽبي ب ربققو حوؿ مسألة القدـ واغبدوث بالنسبة للنص الديين، حيث يقوؿ "إذا

، معىن (3)يعد فعبل، فكيف يكوف القرآف الكرن وىو واحد من ذبليات الكبلـ اإلؽبي قديبا أزليا"ذلك أف الكبلـ ليس صفة من صفات الذات األزلية، بقدر ما ىو صفة لفعلها الذي يقتضي

يل على اؼبنهج االعتزارل وجود طرؼ / متلقي / مستقبل يستقبل ىذا الكبلـ. ب ىذا يظهر التعو وتصوره الذي يعد ػ ب نظره ػ أكثر مبلئمة لروح العقيدة اإلسبلمية.

لكن رغم ىذا التأثر بتصورات اؼبعتزلة، إال أف نصر أبو زيد ب حبثو عن تأسيس وعي علمي بالرتاث، من خبلؿ قراءة تأويلية لنصوص ىذا الرتاث ال يرى ب اؼبوقف االعتزارل سوى "موقفا

تراثيا ال يؤسس ػ وحده ػ وعينا العلمي بطبيعة النصوص الدينية، )ألف( اؼبوقف االعتزارل شاىد تارىبي داؿ على بواكن وإرىاصات ذات مغزى تقدمي علمي، واؼبغزى ال الشاىد التارىبي ىو

، األمر الذي دفع اؼبفكر إذل(4)الذي يهمنا لتأسيس الوعي )العلمي( بطبيعة النصوص الدينية"اعتماد مسألة أسباب النزوؿ مدخبل رئيسيا للقوؿ بتارىبية النصوص الدينية وذلك ػ طبعا ػ من

.70نصر أبو زيد: النص، السلطة، اغبقيقة، مصدر سابق، ص (1) . 71نفسو، ص (2) .73نفسو، ص (3) .209نصر أبو زيد: نقد اػبطاب الديين، مصدر سابق، ص (4)

Page 135: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

023

خبلؿ ربط ىذه النصوص باألحداث االجتماعية والتارىبية اليت كانت سببا ب نزوؽبا، ويعتقد بأف العمل الرتتيب اغبارل لسور القرآف الكرن، أدى إذل تغييب سياؽ نزوؽبا، لذلك كاف من الضروري

على استعادة ىذا السياؽ. على اعتبار أف للنص القرآين بنيتن أساسيتن: إحدانبا تارىبية مرتبطة بسبب النزوؿ، و األخرى ىي بنيتو اغبالية، أي الشكل اؼبصحفي ؽبذا النص "ىذه األخنة ال

فبا هبعلنا ب يبكن معها معرفة سياؽ الكبلـ ألهنا دل تعتمد على منهجية معروفة، عند اؼبتلقي، .(1)حاجة لدراسة ىذه الظاىرة القرآنية ب سياقها التارىبي، لنصل إذل التفسن اؼبناسب للنص"

إف التارىبية اليت يقصدىا نصر أبو زيد، ىنا ال تتعلق بعلـو القرآف الكرن من قبيل أسباب لق بتارىبية اؼبفاىيم اليت النزوؿ أو الناسخ واؼبنسوخ، بل إف"البعد التارىبي الذي نتعرض لو ىنا يتع

.(2)تطرحها النصوص من خبلؿ منطوقها"القوؿ بتارىبية النصوص يعين أف القارئ / اؼبتلقي ب عبلقتو مع النص الديين ال ينطلق من الفراغ، كما أنو ال يستطيع بأي حاؿ من األحواؿ االنفصاؿ عن الوسط االجتماعي الذي ينتمي

من من فكرة األحكاـ اؼبسبقة، حيث يؤكد نصر أبو زيد أف القارئ إليو، وىذا ما كاف يقصده غداب عبلقتو بالنص "ال يستطيع ذباىل البعد التارىبي الذي يفصلو عن زمن النص، وال يستطيع من ب أف وبل نفسو ب اؼباضي وصوال إذل موضوعية مطلقة ب فهم النص، وليس معىن ذلك أف ذاتية

عي للنص، وزبضعو إخضاعا كامبل لينطق دبا يشاء، فمثل ىذا التصور اؼبفسر تلغي الوجود اؼبوضو يعد، ...، ترجيحا للذاتية على اؼبوضوعية، وإلغاء للوجود التارىبي للنص غبساب اؼبفسر، وىو ما

. (3)تأباه رؤيتنا لعبلقة التفاعل اعبدلية بن اؼبفسر والنص"ىا التارىبي، وما يبكن أف تعكسو باعتبارىا ترتبط ىذه التارىبية أشد االرتباط، باللغة وتطور

مادة النص والقالب الذي نزؿ فيو، إذ "ال خبلؼ ب أف تارىبية اللغة تتضمن اجتماعيتها، األمر الذي يؤكد أف للمفاىيم بعدىا االجتماعي الذي يؤدي إىداره إذل إىدار دالالت النصوص ذاهتا.

.2008/ 03/ 23صباؿ عمر: عقل نصر أبو زيد ب عقد و نصف، حوار ب موقع رواؽ أبو زيد، (1) .88ػ 87نصر أبو زيد: نقد اػبطاب الديين، مصدر سابق، ص (2) .13نصر أبو زيد: فلسفة التأويل، مصدر سابق، ص (3)

Page 136: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

024

إشارة إذل عدـ قدرهتا على إعادة إنتاج داللتو، أو وال يعين اإلغباح على تارىبية النصوص أدىن . وألف اللغة سبثل نسقا اجتماعيا متعلقا بالكوف واإلنساف، فإف (1)عجزىا عن ـباطبة عصور تالية"

القوؿ بتارىبيتها يعين بالضرورة اجتماعيتها، حيث تتأثر اؼبفاىيم بشكل كبن هبذا البعد والطابع بشكل واضح عندما نعزؿ ىذه النصوص ونقرؤىا بعيدا عن إطارىا االجتماعي، التأثر الذي يظهر

االجتماعي، األمر الذي يفقدىا دالالهتا.إف القراءة التأويلية للنص الديين عند نصر أبو زيد، أو ما يسميو "الوعي التارىبي بالنصوص

ط بو من الدينية" عليها أف تسلك أحد مسلكن: مسلك نازؿ، هبعل من اهلل عز وجل، وما وبيجوانب ميتافيزيقية منطلقا، وإما أف تكوف اغبركة تصاعدية ذبعل من اإلنساف دبختلف أبعاده،

التارىبية واالجتماعية منطلقها. يبدو أف ىذه ىي الطريق اليت يسلكها أبو زيد عندما يؤكد أنو "إذا كاف الفكر الديين هبعل

و، فإننا قبعل اؼبتلقي ػ اإلنساف ػ بكل ما وبيط بو قائل النصوص ػ اهلل ػ ؿبور اىتمامو، ونقطة انطبلق . (2)من واقع اجتماعي تارىبي ػ ىو نقطة البدء، واؼبعاد"

الواقع إذف ركن ركن ب القوؿ بتارىبية النصوص، لذلك ينتقد نصر أبو زيد أصحاب االذباه يل إلىداره، من الواقع الديين )اؼبتشدد( ب تغييبهم ىذا الواقع فػ "الواقع إذف ىو األصل، وال سب

تكوف النص، ومن لغتو وثقافتو صيغت مفاىيمو، ومن خبلؿ حركتو بفعالية البشر تتجدد داللتو، فالواقع أوال، والواقع ثانيا، و الواقع أخنا، وإىدار الواقع غبساب نص جامد ثابت اؼبعىن والداللة،

و زيد يلتفت إذل اؼبعضلة اليت وقع، . وىو األمر الذي جعل نصر أب(3)وبوؿ كليهما إذل أسطورة"ويقع فيها اػبطاب الديين، كونو ينطلق دائما من تصورات عقائدية عن طبيعة كل من اهلل واإلنساف، والعبلقة اليت تربط بينهما، ب يفرض اؼبعىن من خارج النص، وكأنو يستنطق النصوص دبا

ال ربملو من معاف.

.88نصر أبو زيد: فلسفة التأويل، مصدر سابق، ص (1) .200نفسو، ص (2) .106نصر أبو زيد: نقد اػبطاب الديين، مصدر سابق، ص (3)

Page 137: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

025

ر أبو زيد، ويعمل جاىدا لتربيرىا، والتعامل مع النص الديين من إف التارىبية اليت يبحثها نص خبلؽبا ىي التارىبية "اؼبشروطة بالوجود اؼبادي عبماعة إنسانية ب ظروؼ اقتصادية واجتماعية

. (1)ؿبددة"ىذا الرتكيز على السياؽ التارىبي مرده األساسي ىو التوجو الفلسفي الذي يتبناه نصر أبو

النتماء إذل التيار اؼباركسي اؼبادي الذي يؤمن بفكرة الوعي االجتماعي انطبلقا من زيد، أال وىو اكوف الوجود االجتماعي لؤلفراد ػ ب حد ذاتو ػ ىو العمل الرئيس الذي يشكل وعيهم، لذلك كاف

لزاما على نصر أبو زيد أف ينسب للمجتمع الدور األكرب ب مقاربتو التأويلية.ينتهج اؼبنهج التارىبي، ب قراءتو التأويلية للنص الديين، كمنهجية، إذا كاف نصر أبو زيد

وآلية لبلوغ الوعي العلمي بالرتاث، فهو يعمل على تطبيقو ب كثن من جوانب دراساتو وحبوثو، سواء ب ذلك تعلق األمر بقراءتو وتأويلو ػبطاب الوحي، أو ما تعلق باػبطاب الديين اؼبتوجو كبو

وغنىا من القضايا اليت سانبت ب إحداث حركية قرائية على مستوى الفكر العريب. قضايا اؼبرأة ما يقدمو نصر أبو زيد من خطاب فكري حوؿ القراءة التأويلية للنص الديين، من خبلؿ استخداـ منهج التارىبية، تارىبية النصوص الدينية / اؼبفاىيم ال يبتعد كثنا عن اػبطابات اليت

على تعرية قراءهتا للنص الديين، بل إنو يقف على أرضها، فحن يعطي األولوية ينتقدىا ويعملللمتلقي وأفقو اؼبرتبط بالواقع، وما يبيزه من نسبية وتغن، فبل بد ؽبذا األمر أف يكوف قائما على األفكار / األحكاـ اؼبسبقة ب ذىن ىذا اؼبتلقي، الذي ال يتوجو كبو النص من دوف عدة ثقافية،

قدر ما يكوف ؿبمبل بكثن من اؼبواقف واألفكار، األمر الذي سوؼ يكوف لو بالغ األثر على بعملية الفهم والتأويل. ىذا التصور يسمح للقارئ / اؼبتلقي أف يتصرؼ ب النص ليفهمو كيفما شاء، وفقا للواقع، واألفكار اليت يعيشها، و ىنا تربز طروحات غدامن حوؿ األحكاـ اؼبسبقة

سافة الزمنية، و مدى تأثر نصر أبو زيد هبا.واؼب

.43ليات القراءة وآليات التأويل، مصدر سابق، ص نصر أبو زيد: إشكا (1)

Page 138: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

026

كما يظهر من زاوية أخرى أف القوؿ بتارىبية النصوص، من جهة أخرى سوؼ يعمل ب هناية اؼبشروع، مشروع أبو زيد على ىدـ القداسة اليت سبيز النص الديين / القرآين دوف غنه من

دينية أضفى عليها اػبطاب الديين ىالة اػبطابات ػ وكبن ال نقصد ىنا ما ب إنتاجو من خطابات القداسة ػ األمر الذي سوؼ يفتح اجملاؿ أماـ كثن من التساؤالت اليت تعمل على ىدـ النص

الديين بدعوى حرية الفكر والتنوير.

تعقيب

كخبلصة ؼبا ب عرضو ب الفصل السابق، يبكننا التأكيد على أف نصر أبو زيد ب مشروعية قراءتو التأويلية دل ىبرج عن إشكالية األنا واآلخر، ودل يكن قادرا على التحرر من سطوة الفلسفة الغربية ومناىجها وآلياهتا، وـبتلف مشاريعها الفلسفية، بدءا من البنيوية، وصوال إذل التفكيكية، لذلك

سبد قراءتو قبده يسعى جاىدا إذل استجماع ـبتلف األدوات واآلليات اإلجرائية اليت يبكنها أفالتأويلية بنوع من اؼبشروعية، ب مواجهة النصوص الدينية، مع أف ؽبذه النصوص خصوصياهتا اليت

ال يبكن ذباوزىا وىدرىا.

Page 139: Download (PDF, 1.81MB)

ب اؼبدارات التنظنية / التأصيلية للقراءة التأويلية عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثاين ػػػػػػػػػػػػػػػػ

027

إذل جانب ذلك نبلحظ أف استعارة اؼبفاىيم واآلليات الغربية، والعمل على أرضنتها ب اػبطاب لسياؽ التارىبي الذي تشكلت فيو ومن خبللو، العريب اؼبعاصر، عند نصر أبو زيد كاف بعيدا عن ا

األمر الذي سوؼ يساىم ب نشأت سوء ب الفهم، وبالتارل تعدد القراءات، و ضياع الفهم .أما اعتماد التارىبية آلية ب التعامل مع النص، فيبدوا أنو جاء تأسيا ػبطاب نقدي يعمل على

ز وجل ؿبور االىتماـ، على عكس القراءة ذباوز طروحات اػبطاب الديين، الذي جعل من اهلل عالتأويلية الصاعدة عند نصر أبو زيد، اليت جعلت من القارئ / اؼبتلقي، وما يبكن أف وبيط بو من واقع مادي تارىبي كاف أـ اجتماعي نقطة البدء والعودة، الواقع أوال والواقع ثانيا، والواقع دائما،

على حد تعبن نصر أبو زيد.وؿ بالتارىبية ال يفضي إال إذل التحرر من سلطة النصوص الدينية، ح ى تغدو معو كما أف الق

كل النصوص، إؽبية كانت أـ بشرية، متساوية من حيث قوانن تكوهنا وبنائها، وكذلك ب إنتاجها للداللة، على اعتبار وحدة اؼبرجعية، اليت نقصد هبا اللغة.

أف ينتهك خصوصية النص القرآين من حيث ومن شأف تطبيق مثل ىذه اآلليات القرائية قداستو من جهة، كما يعمل على تفكيكو من جهة أخرى وصوال إذل القوؿ ببل هنائية اؼبعىن،

األمر الذي سوؼ يظهر خبلؿ تطبيق ىذه اآلليات على مستوى اػبطابات الدينية.اسة، والذي سوؼ تطبيق ىذه اؼبقاربة التأويلية سوؼ يكوف ؿبور الفصل األخن من ىذه الدر

ينصب على متابعة تطبيق القراءة التأويلية عند نصر أبو زيد، من خبلؿ ؾبموعة من اؼبيادين اؼبعرفية، اليت حاوؿ من خبلؽبا مقاربة مشروعو التأويلي. والسؤاؿ الذي يبكن طرحو ىو التارل: إذا

رتاث، فكيف سبت مقاربة كاف اػبطاب القرائي عند أبو زيد يسعى وراء الفهم، والوعي العلمي بال قاربة.ىذا اػبطاب مع قضايا الفكر العريب اؼبعاصر؟ ب ما ىي نتائج ىذه اؼب

Page 140: Download (PDF, 1.81MB)

الثالثالفصػػل

في المقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيد

مدخل

ػ في تطبيقات المقاربة التأويلية. 01

.اؼبقاربة التأويلية ػبطاب اؼبرأةأ /

ب / القراءة التأويلية لظاىرة الوحي.

ج / القراءة التأويلية ػبطاب الفقو.

/ في نتائج المقاربة التأويلية عند نصر أبو زيد 02

.ؿبنة نصر أبو زيد: من التفكن إذل التكفنأ /

.ب / وىم اؼبوضوعية ب التأويل

.ج / ذبديد اػبطاب الديين

قيب تع

Page 141: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

029

مدخلبعد الكشف عن ـبتلف احملددات واآلليات القرائية اليت تتأسس عليها قراءة نصر أبو زيد التأويلية ؼبختلف اػبطابات، وعلى رأسها اػبطاب الديين، سواء ب ذلك اآلليات الرتاثية منها أو

للخطاب القرائي. فقد اغبداثية، فإنو من الضروري البحث ب اؼبقاربة التأويلية اليت يقيمها الباحث ‌عمل األخن ب تأسيسو "لوعي علمي بالرتاث" على قراءة ـبتلف اػبطابات اؼبنتج ة حوؿ النص

الديين، باحثا ب جذورىا ومرجعياهتا، عن أسسها ومنطلقاهتا، كاشفا عن اؼبستور واؼبخفي خبلؽبا.القرائية اليت مشلتها القراءة السؤاؿ الذي ينبثق اآلف من رحم ىذه اؼبقاربة ىو: ما أىم اؼبيادين

التأويلية عند نصر أبو زيد، واليت حاوؿ من خبلؽبا العمل على تطبيق نظريتو ب التأويل؟ ب ما أىم النتائج اليت ترتبت عن تطبيق اؼبنهجية القرائية، سواء على اؼبستوى الذاب، أو اؼبوضوعي؟

Page 142: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

031

عند نصر أبو زيد./ في تطبيقات المقاربة التأويلية 01يعد موضوع اؼبرأة وقضاياىا، وعلى حساسيتو واحدا من أبرز اؼبيادين اؼبعرفية اليت توجهت إليها القراءة التأويلية عند نصر أبو زيد، ساعية ب ذلك إذل استعادة مكانة اؼبرأة، ال كفرد ب

حثو ىذه القراءة فهو ميداف اعبماعة، وإمبا كإنساف كرمو اهلل عز وجل؛ أما اؼبيداف اآلخر الذي تبإبستيمولوجي بامتياز، والقصد ىنا ميداف الفقو، من خبلؿ ما أنتجو الشافعي ربديدا، وىو دراسة لنظرية اؼبعرفة ب الفقو؛ أما آخر ميداف وقع عليو اختيارنا فهو خطاب الوحي، الذي يعمل نصر

سياؽ الكلي، أو السياؽ التدرهبي أبو زيد على إعادة قراءتو وفق سياؽ نزولو، سواء ب ذلك ال لكشف جدؿ النص مع الواقع.

أ / المقاربة التأويلية لخطاب المرأة.يظهر أف أكثر القضايا اليت تصطدـ مع التأويل الفقهي غن اؼبستنن )اؼبتشدد( ػ

الذي حسب نصر أبو زيد ػ ىي قضية اؼبرأة بوصفها إنسانا جاءت الشريعة لتنصفو وتكرمو. األمر أعطى ؼبقولة تغن األحكاـ تبعا لتغن األزمنة واألمكنة وأوضاع البشر واجملتمعات أنبية قصوى.

من ىذا اؼبنطلق يأب تأويل خطاب اؼبرأة، وإعادة قراءتو حسب ىشاـ شرايب لغاية أساسية إنسانية ىي "إعادة النظر ب معىن الفرد واإلنساف، ال كمفردات تعين رجبل أو ذكرا، بل كمفاىيم

تدؿ على طبيعة الرجل وعلى طبيعة اؼبرأة، على عقل الرجل وعلى عقل اؼبرأة، على مكانة الرجل وعلى مكانة اؼبرأة، حبيث يتم ذباوز االنفصاـ اؼبعنوي والفكري واغبياب، وما يلحق بو من

من اسرتداد انفصامات سياسية واجتماعية وقانونية ب قلب اجملتمع، كخطوة أساسية سبكن اجملتمع .(1)ذاتو وقدرتو على االنتقاؿ من ؾبتمع أبوي عاجز، إذل ؾبتمع حر حديث"

يتأسس جوىر اػبطاب التأويلي عند نصر أبو زيد على ثبلثية: العدالة االجتماعية، العقل واغبرية، وىي العناصر الثبلثة اليت تكثف مقاصد الشريعة. وال شك أف قضية اؼبرأة وحقوقها قد

سا أساسيا ب اؼبشروع التأويلي الذي يتبناه نصر أبو زيد، حبكم ارتباط ىذا اؼبشروع، شكلت ىاج

.99مرجع سابق، ص :ىشاـ شرايب (1)

Page 143: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

030

كما قلنا باإلنساف وقضاياه كل االرتباط إذل درجة الدفاع عنو ب غبظات حرجة، فقد كاف نصر أبو زيد "مهووسا حبقوؽ اؼبرأة، ح ى أياـ مرضو كاف يصحو من غيبوبتو، ويعرب بغضب عن

.(1)رأة واألقباط ب اجملتمع""اضطهاد اؼبأسس الشافعي أصوؿ الفقو، الذي أصبح فيما بعد اؼبرجعية األساسية للفقهاء واؼبشرعن، لقد

خاصة من جهة سبسكو حبرفية النصوص. ىذا الفكر الذي حاوؿ دراسة قضايا اؼبرأة وحبث وضع ذكورية ؿبكومة بفكر حلوؿ وتصورات شاملة لكينونتها، يتأسس واقع ىذا الفكر على قاعدة

ذكوري مبنية على مركزية الرجل، ىذه اؼبركزية ال تتوقف اشرتاطاهتا عند اػبطاب الفقهي الديين وحسب، بل سبتد وتظهر ب األشكاؿ اؼبختلفة للخطاب العريب بعامة. وكأف األمر ىنا كما يقوؿ

ثى ب بعض اجملتمعات نصر أبو زيد "ىو قدر ميتافيزيقي ال فكاؾ منو، وأف مرحلة سيادة األناإلنسانية، وأف كل فاعلية للمرأة ب اغبياة االجتماعية والثقافية والسياسية فاعلية ىامشية، ال

.(2)تكتسب داللتها إال من خبلؿ فاعلية الرجل"إف قراءة / تأويل اػبطاب اؼبنتج حوؿ اؼبرأة وقضاياىا يتطلب ببل ريب إدراجو ضمن السياؽ

الكلي للنص الديين ب توجهو كبو اإلنساف بشكل عاـ، بعيدا عن الكلي، سياؽ اػبطاباالعتبارات اعبنس والفوارؽ اليت يبكن أف وبدثها، إذ أف اػبطاب اإلؽبي يتوجو إذل اإلنساف عامة،

ولقد كرامنا بني وىو ؿبكـو بكثن من معاين التكرن على باقي الكائنات، حيث يقوؿ عز وجل }ـ وح ملناىم في البػر والبحر ورزقػناىم من الطايبات وفضالناىم على كثير ممان خلقنا آد ( .70{)اإلسراء: اآلية تػفضيال

( 1905 -1849اإلنساف ب اإلسبلـ كائن أخبلقي بامتياز، يقوؿ فيو ؿبمد عبده )كانت تعقدىا بإرادة غنه، سواء كانت إرادة بشرية ظن أهنا شعبة "أطلقت إرادتو من القيود اليت

من اإلرادة اإلؽبية، أو أهنا ىي كإرادة الرؤساء واؼبسيطرين، أو إرادة موىومة اخرتعها اػبياؿ كما يظن ب القبور واألحجار واألشجار والكواكب وكبوىا، وأفلتت عزيبتو من أسر الوسائط والشفعاء

ـ(.2010، بنوت: 1241ؿبمد شعن: نصر أبو زيداؼبفكر التنويري الذي دل يبلك ترؼ اليأس ) جريدة األخبار، عدد (1) . 29ـ(، ص2007، 4اب العريب، ط : دوائر اػبوؼ قراءة ب خطاب اؼبرأة ) بنوت: اؼبركز الثقنصر أبو زيد (2)

Page 144: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

032

ء وزعماء السيطرة على األسرار ومنتحلي حق الوالية على أعماؿ العبد بينو وبن والكهنة والعرفااهلل، الزاعمن أنو واسطة النجاة، وبأيديهم اإلشقاء واإلسعاد. وباعبملة فقد أعتقت روحو من العبودية للمحتالن والدجالن صار اإلنساف بالتوحيد عبد اهلل خاصة، حرا من العبودية لكل ما

.(1)سواه"غن أف ىذا اإلنساف الذي أسس القرآف عامة والسنة خاصة، إلنسانيتو على القيم السامية قد خضع ب ؾباؿ الفكر لكثن من التحديدات والضبط، فهو " اإلنساف )اؼبفكر( عند اؼبعتزلة، )العارؼ( عند الفبلسفة واؼبتصوفة، وىو )اؼبكلف( اؼبطيع عند الفقهاء. وب معظم ىذه

عن الفكر. وىذا -غن العارؼ، أو غن اؼبطيع -دات غاب اإلنساف )الكائن االجتماعي(التحديأدى إذل نفي غن اؼبسلم، وإذل نفي اؼبسلم )غن اؼبطيع(. فإذا كاف ىذا األخن )عارفا( ب تصنيفو

. (2))زنديقا( يستحق الذبح أو اإلحراؽ"تطبيقاتو على أرض الواقع، والقصد يشن ىذا األمر إذل وجود فجوة بن روح النص، وبن

تلك التطبيقات والقراءات اليت تتأسس على األىواء والتأويبلت األيديولوجية وـبتلف االصطفافات اليت سبارس اإلقصاء والتهميش ألسباب متعددة، غن أف البارز، واعبلي تذرعها

السياسي، حيث يقصى بالدين. وتظهر أكثر صور ىذا االنفصاؿ بن النص والواقع، ب اػبطابفيو مفهـو اإلنساف "ويتضاءؿ وينحصر ب )اؼبسلم( اؼبستسلم اؼبذعن، واؼبنطوي ربت جناح التأويبلت السياسية النفعية للدين والعقيدة. وىكذا تتباعد اؼبسافات، وتتعمق االختبلفات بن

ؼبعارض من جهة مثالية النصوص الدينية من جهة، وبن واقع الفكر الديين بشقيو الرظبي وا. يدفعنا ىذا التعارض إذل التساؤؿ حوؿ نتائج إىدار روح النصوص حاؿ تطبيقها على (3)أخرى"

أرض الواقع: ىل تنحصر ىذه النتائج فقط اذباه اإلنساف غن منخرط مع اجملموع البشري ؟

، ط (1) .131ـ(، ص 1979، 3ؿبمد عبده: رسالة التوحيد ) بنوت: دار إحياء العلـو .166ػ 165نصر أبو زيد: دوائر اػبوؼ قراءة ب خطاب اؼبرأة، مصدر سابق، ص ص (2) .174نفسو، ص (3)

Page 145: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

033

خر يكشف إىدار النصوص الدينية لصاحل الواقع عن وجهو اغبقيقي عندما يتعلق األمر باآلعموما، و اؼبرأة بشكل خاص، حن يصبح التطبيق أشد قسوة، حيث يساىم عامبلف أساسياف يسانباف ب بلورة ىذه الصرامة ب التطبيق: يتصل األوؿ بالتأويل بالقراءة اغبرفية للنص الديين، أما

الثاين فنتبط أساسا بالتفكن الذكوري الذي كاف لو أف يسود الفكر اإلنساين.واؿ السعداوي على أف ىيمنة التفكن الذكوري جعل من األنانية "الصفة األوذل لعبلقة تؤكد ن

الرجل باؼبرأة. وما ىذه الغنة اليت يشعر هبا الرجل على امرأتو إال بسبب األنانية، وليست بسبب اغبب، فاؼبرأة تصبح ضمن فبتلكات الرجل إنو ىباؼ عليها أف تسرؽ منو، وحقده على السارؽ

. (1)ر من حقده على الشيء اؼبسروؽأكثب نفس السياؽ يبلحظ نصر أبو زيد أف كما ىائبل من اؼبعتقدات الشعبية اػبرافية اليت حاولت تفسن قصة خروج آدـ وحواء من اعبنة بعد أف أغوانبا الشيطاف، من بينها الربط بن

اشرتاكهما معا ب مساعدة حواء واغبية "ال على مستوى االشتقاؽ اللغوي فقط، بل على مستوىالشيطاف إلغواء آدـ ح ى ارتكب معصيتو وخرج من اعبنة، وألهنما اشرتكا ب جريبة مستمرة األثر

.(2)وشاملة فقد كاف عقاهبما معا من جنس العمل،عقابا مستمرا شامبل" من خبلؿ ىذه الرواية وبدد نصر أبو زيد ؾبموعة من اؼببلحظات، تدور أوالىا حوؿ اإللوالذي ىباطبو آدـ كما يورد الطربي، ويطلب منو أف يدمي حواء وأف هبعلها سفيهة، بعد أف كانت حليمة وعاقلة وأف هبعلها ربمل كرىا وتضع كرىا، بعد أف كانت على النقيض من ذلك، ىذا

أثر اإللو إمبا ىو إلو التوراة وليس اهلل اؼبعروؼ ب اؼبعتقد اإلسبلمي، وىذا طبيعي من زاوية التالتارىبي بن اإلسبلـ واألدياف السابقة عليو، على اؼبستوى الثقاب والفكري. لكن ليس من الطبيعي إطبلقا أف يأخذ العقل اؼبسلم القصة مأخذ التصديق اغبرب، جملرد أهنا وردت ب واحد من

.151ـ(، ص1982، 5ية للدراسات والنشر ،طنواؿ السعداوي: اؼبرأة واعبنس ) بنوت: اؼبؤسسة العرب (1) .19نصر أبو زيد: دوائر اػبوؼ قراءة ب خطاب اؼبرأة، مصدر سابق، ص (2)

Page 146: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

034

أف أىم كتب التفسن، ذلك أف ورودىا عند الطربي، أو عند غنه، ليس ىو اؼبعيار، بل هبب .(1)يكوف اؼبعيار عدـ التناقض مع قوانن العقل

ال شك أف من شأف تصديق ىذه القصة توىم بأف شبة مؤامرة ؿببوكة لئليقاع بآدـ عليو -تنزه عن الغفلة -السبلـ، يشرتؾ فيها كل من إبليس وحواء واغبية "تدور من وراء ظهر اهلل

لذي اختبأ فيو استحياء. ىذا من جهة، ومن لدرجة أف ينادي على آدـ سائبل إياه عن مكانو اجهة يبدو العقاب الذي أوقعو اهلل على أطراؼ اؼبؤامرة عقابا يتسم باالستبدادية، لقسوتو ولشموليتو ألعقاهبم ونسلهم كلو، وكبل األمرين يتناقض مع الطبيعة اليت صاغها اإلسبلـ لصفات

.(2)"اهلل من ناحية، ولعبلقتو باإلنساف من ناحية أخرىأما ثاين اؼببلحظات فرتتبط بآدـ الذي تقدمو القصة بوصفو ضحية، انطبلقا من كوف صورة آدـ الربيء تؤسس ب الواقع "ؾبتمعا يكوف الرجل فيو ىو مثاؿ اػبن والرباءة، ب حن سبثل األنثى

.(3)الشر واػبطيئة. فالقصة تشن إذل اجملتمع أكثر فبا تفسر النص الديين"ث اؼببلحظات اليت يوردىا نصر أبو زيد، فرتتبط بعبلقات التساوي بن اعبـر والعقاب، أما ثال

فقد عوقبت حواء بأف تدمى كل شهر )اغبيض(، وأف تفقد العقل أو تصاب بنقصانو، وأف تسيطر السفاىة على تفكنىا، فيما عوقبت اغبية حبرماهنا من قوائمها والزحف على األرض وااللتصاؽ

بأف تكوف عبلقتها مع بين آدـ عبلقة قائمة على القتل والعداوة األبدية. ىذه العبلقة، بالرتاب، و كما توضحها اؼببلحظة الرابعة، تكاد تقصر العداوة بن اغبية وبين آدـ على الذكور فقط، بينما

ي اإلناث فالعبلقة بينهن وبن اغبية عبلقة تبلـز وتبادؿ ب الصفات، وىو استدعاء ؼبخزوف أسطور .(4)ال معقوؿ ما يزاؿ يوظف ىذه العبلقة ب تصوراتو اليت تتوجو إذل األنثى بصفة خاصة

.21نفسو، ص (1) .22نصر أبو زيد: دوائر اػبوؼ قراءة ب خطاب اؼبرأة، مصدر سابق، ص (2) .23نفسو، ص (3) .23نفسو، ص (4)

Page 147: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

035

تظل األسطورة إذف سبارس سبددىا ب النظاـ اؼبعرب اإلنساين، األمر الذي جعل ريكور وىو وبلل مفهـو "إزالة األسطرة" الذي طرحو بولتماف يقرر أف نزع األسطرة، يعرب ب بعض صوره عن

. فاؼبرأة اؼبطابقة ب (1)دة ربطيم الفضيحة اؼبغلوطة اليت كوهنا عبث التمثيل األسطوري للعادل""إراصفاهتا للحية اليت سبتاز بالشر واػبديعة، أضيفت إليها صفة الكيد الذي أضحى كما تقوؿ فاطمة

كمن اؼبرنيسي "أحد اؼبصطلحات النموذجية النفسية الذكورية اؼبسلمة، وىو حيلة نسائية تفػلماا رأى . وب تعليق على قولو عز وجل: }(2)خطورهتا ب أهنا تعمل ب اػبفاء وال تعلن نواياىا"

(، وكأف مكر 28{)يوسف: اآلية قميصو قدا من دبر قاؿ إناو من كيدكنا إفا كيدكنا عظيم ن مكر الرجاؿ، ألف حيلة النساء زبتفي ربت ستار اؼبرأة ىنا ػ والتعليق للمرنيسي ػ "يفوؽ بكث

.3اللطف الذي ينقص الرجاؿ، وبالتارل يكوف أثرىا أعظم"مثل ىذه القراءات زبرج اآلية عن سياقها الذي وردت فيو، وعن كوهنا تدؿ على حادثة فردية

ية على الكل، واجهها يوسف عليو السبلـ، وبالتارل تكوف قد قامت بتعميم اعبزء / اغبادثة الفرد وكأنو أمر ثابت ال نزاع فيو.

ىذه القراءات االنتقائية اليت تنكر خصوص السبب ؼبصلحة عمـو اللفظ، تتكرر ب اغباالت اؼبتصلة بعمل اؼبرأة مثبل، حيث يعمد بعض رجاؿ اإلفتاء إذل اختيار ما ب النص من شواىد يتم

كما ىي اغباؿ عند اغبديث عن عمل اؼبرأة، انتزاعها من سياقها انتزاعا، ألجل خدمة ىدؼ ما، حيث تصبح الدعوة إذل خروج اؼبرأة إذل العمل أمرا خطنا على اجملتمع اإلسبلمي، بل وعامبل من عوامل ىدـ قيمو وأخبلقو، ىنا يتم اللجوء إذل النص القرآين بعيدا عن السياؽ الذي جاءت فيو

وقػرف في بػيوتكنا وال اغباؿ ب قولو عز وجل:}آياتو لتربير فتوى ربرن عمل اؼبرأة، كما ىي ما يريد اللاو تػبػراجن تػبػرج الجاىلياة األولى وأقمن الصاالة وآتين الزاكاة وأطعن اللاو ورسولو إنا

. 446جع سبق ذكره، ص بوؿ ريكور: صراع التأويبلت، مر (1) .192ـ(، ص 2000فاطمة اؼبرنيسي: ىل أنتم ؿبصنوف ضد اغبرن، ت: هنلة بيضوف ) الدار البيضاء:اؼبركز الثقاب العريب، د ط، (2) .193نفسو، ص (3)

Page 148: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

036

(، ىذه اآلية ىي 33{ ) األحزاب: اآلية ركم تطهيراليذىب عنكم الرجس أىل البػيت ويطه ؾبموعة من اآليات اليت تتعلق بتنظيم عبلقة النيب عليو الصبلة والسبلـ بنسائو، وعليو فإف اػبطاب

ىنا ليس موجها للنساء عامة. كما ذىب بعض اؼبفسرين إذل استعادة بعض من شواىد التاريخ، واليت خرجت فيها النساء

بيوهتن كما فعلت السيدة عائشة رضي اهلل عنها خبروجها للحرب ضد علي رضي اهلل عنو ب منموقعة "اعبمل"، األمر الذي دفع نصر أبو زيد إذل التساؤؿ: أال يعد خروج عائشة رضي اهلل عنها "خروجا على األمر القرآين بالقرار ب البيوت، سواء كاف اغبكم بالقرار ب البيوت خاصا بنساءالنيب، أـ كاف قرارا عاما على كل النساء؟ ولعل ىذا اػبروج أف يكوف أشد ـبالفة لؤلمر اإلؽبي إذا

دوف غنه من -كاف األمر خاصا. أـ ترى فهمت السيدة عائشة أف األمر بالقرار ب البيوت .(1)ي"مؤقت حبياة النيب، أي أنو خاص باؼبعىن الزمين، وليس باؼبعىن االجتماع -األوامر بالطبع

كبن ىنا أماـ واحد من خيارين هبسداف أزمة التأويل والتأويل اؼبضاد للنص الديين، ما يعكس تعامبل مع اػبطاب القرآين يضيق من أفق الفهم السليم لئلسبلـ، خاصة كوف عمل غالبية النساء

بلدي زبتلف ب مرده اغباجة اؼبادية اؼبلحة، زيادة على ذلك نبلحظ أف اؼبرأة ب القرف السابع اؼبيظروفها ووظيفتها عن اؼبرأة ب الزمن اؼبعاصر، وىو ما يتنكر لو رجاؿ اإلفتاء الذين يسعوف إذل حبس اؼبرأة ب سجن الزوجية، ومصادرة حريتها بذريعة منع االختبلط، وكأمبا اؼبرأة ب نظرىم

فتاوى كهذه، عنواف اػبطيئة. حيث يؤكد فهمي ىويدي، كما يورد نصر أبو زيد أف من يصدرفإنو يعرب عن مذىب يتسم بالغلو "فنحن ال نعرؼ نصا شرعيا من قرآف أو سنة دعا إذل منع اختبلط الرجاؿ بالنساء. وبن فقهائنا اؼبعاصرين، فإننا ال نكاد قبد فقيها معتربا دعا إذل ذلك"

ألهنم يبثلوف مذاىب ذات باستثناء فقهاء اؼبدرسة السلفية الذين اختاروا موقفا متشددا ذباه اؼبرأة،

.198نصر أبو زيد: دوائر اػبوؼ قراءة ب خطاب اؼبرأة، مصدر سابق، ص (1)

Page 149: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

037

مواقف متشددة هتوف من شأف اؼبرأة، وتقلص من نشاطها وؾباؿ حيويتها، وتعتربىا مصدرا للفتنة .(1)ينبغي اغبذر منو والتحسب لو

ال شك أف مثل ىذا التفكن الفقهي التقليدي اؼبتشدد، ىو الذي يضبط ويسن حياة من التفكن ىو الذي يبثل السلطة الدينية القائمة اؼبسلمن اؼبعاصرة، بصيغة أخرى ىذا النمط

على دعم السلطة السياسية، وىو الذي يقرر ب ـبتلف قضايا اإلنساف اؼبسلم، سياسية أـ دينية. ال يعرتؼ أصحاب مثل ىذا الفقهي دبفهـو السياؽ التارىبي للنص، وال هبتهدوف ب توسيع

التأويل إذل أقصى حد، حيث زبتنق مقاصد الشريعة ؾباالتو، بقدر ما يعملوف على تضييق مساحة يا أيػها النااس اتػاقوا رباكم اليت جعلت اؼبساواة بن الرجل اؼبرأة أمرا إؽبيا، حيث يقوؿ عز وجل:}

هما رجاال كثيرا و ها زوجها وبثا منػ نساء واتػاقوا اللاو الاذي خلقكم من نػفس واحدة وخلق منػـ إفا اللاو كاف عليكم رقيبا (، يظهر أف اؼبساواة 01{ )النساء: اآلية الاذي تساءلوف بو واألرحا

بن الرجل واؼبرأة ػ حسب نصر أبو زيد ػ تتجلى ب ىذه اآلية من جانبن "األوؿ ب أصل اػبلق أخرى خبلفا للتوراة اليت تعترب حواء جزءا من آدـ )خلقت من ضلع من )من نفس واحدة(، و مرة

ضلوعو، قيل فيما بعد إنو الضلع األعوج الذي وبتاج دائما للتقون بالتأديب(. واعبانب الثاين ىو ىو ، كما تبينو اآلية:}(2)اؼبساواة ب التكاليف الدينية، وما يرتتب عليها من ثواب أو عقاب"

ها فػلماا تػغشااىا حملت حمال الاذي خل ها زوجها ليسكن إليػ قكم من نػفس واحدة وجعل منػ{ رين خفيفا فمرات بو فػلماا أثػقلت دعوا اللاو ربػاهما لئن آتػيتػنا صالحا لنكوننا من الشااك

(. 189اآلية )األعراؼ:إذل جانب ذلك، حوؿ التأويل الفقهي التقليدي خروج اؼبرأة وعملها، إذل فاحشة من

الرجاؿ قػوااموف على النساء بما فضال اللاو الفواحش، فقرأ بالطريقة نفسها قولو عز وجل:}فالصاالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ بػعضهم على بػعض وبما أنػفقوا من أموالهم

.200نفسو، ص (1) .209ػ 208زيد: دوائر اػبوؼ قراءة ب خطاب اؼبرأة، مصدر سابق، ص ص نصر أبو (2)

Page 150: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

038

تي تخافوف نشوزىنا فعظوىنا واىجروىنا في المضاجع واضربوىنا فإف أطعنكم فال اللاو والالاغوا عليهنا سبيال إفا اللاو كاف عليا ك (، إذ تذكر اؼبرويات أف سياؽ 34{)النساء: اآلية بيراتػبػ

نزوؿ ىذه اآلية أف امرأة جاءت تشكو النيب لطم زوجها ؽبا، حيث أنكر النيب ىذا الفعل وطالبها بأف تلطمو باؼبثل، وىو ما يؤكد مبدأ اؼبساواة الذي أقره اإلسبلـ، ولكن ألف اؼبخاطبن دل يكونوا

ؿ تلك اؼبساواة نزلت آية القوامة. لكن السؤاؿ: ىل اآلية تشرع للقوامة، أـ بعد قادرين على احتما تصف واقع اغباؿ ب عصر ما قبل اإلسبلـ؟

يؤكد نصر أبو زيد ب معرض إجابتو عن سؤالو السابق، بأف القوامة اؼبقصودة باآلية السابقة لى النساء قدرا إؽبيا ليست قوامة تشريعية بقدر ما ىي وصف للحاؿ، وليس تفضيل الرجاؿ ع

مطلقا، بقدر ما ىو تقرير للواقع اؼبطلوب تغينه ربقيقا للمساواة األصلية. وح ى مع افرتاض أف القوامة وصف تشريعي، فإهنا ال تعين السلطة اؼبطلقة العمياء. وإذا أضيف إذل اؼبعىن ما ورد ب قولو

ـ تػنبئونو أفمن ىو قائم على كل نػفس ب عز وجل:} ما كسبت وجعلوا للاو شركاء قل سموىم أـ بظاىر من القوؿ بل زين للاذين كفروا مكرىم وصدوا عن السا بيل بما ال يػعلم في األرض أ

( تغدو القوامة إذف "مسؤولية يتحملها من 33{)الرعد: اآلية ومن يضلل اللاو فما لو من ىاد .(1)يستطيع من الطرفن، الرجل أو اؼبرأة، أو يتشاركاف فيها حبسب مبلبسات األحواؿ"

غن أف معىن القوامة ب نظر ؿبمد شحرور يرتبط بالقوة الفيزيائية أي "دبا فضل اهلل بعضهم "ودبا أنفقوا من أمواؽبم". ودبا أف اآلية تقوؿ "بعضهم على على بعض" أو القوة اؼبالية االقتصادية

بعض" فهي تعين أهنا قابلة لتكوف عكسية بانعكاس العلة، أي قابلة للعمل موضوعيا باذباىن، .(2)وذلك لتبياف التكافؤ والعبلقة اؼبتبادلة بن الرجل واؼبرأة"

الديين يراعي تغن األزمنة واألمكنة، وال يظهر أف جعل القوامة معيارا تارىبيا يوفر تأويبل للنص يصيب النصوص بالثبات والتحجر حبسب ما تؤوؿ إليو فتاوى األئمة اؼبنتسبن إذل التيار الفقهي

.214ػ 212نصر أبو زيد: دوائر اػبوؼ قراءة ب خطاب اؼبرأة، مصدر سابق، ص ص (1) . 620ؿبمد شحرور: الكتاب والقرآف ) دمشق: دار األىارل، دمشق، د ط، د ت(، ص (2)

Page 151: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

039

اؼبتشدد الذين ما زالوا يبيحوف تعدد الزوجات، رغم يقينهم بأف شرط العدؿ الذي قرره اهلل عز وجل إلباحة ىذا التعدد ال يبكنو التحقق.

أف تعدد الزوجات من أمور العوائد القديبة اليت كانت 1905 -1849)تقد ؿبمد عبده )يعمألوفة عند ظهور اإلسبلـ "وبديهي أف ب تعدد الزوجات، كما يعتقد عبده، احتقارا شديدا

وا ما وإف خفتم أالا تػقسطوا في اليتامى فانكح للمرأة. كما أنو يعطف على قولو عز وجل:}مانكم طاب لكم من النساء مثػنى وثالث ورباع فإف خفتم أالا تػعدلوا فػواحدة أو ما ملكت أي

ولن (، و كذلك قولو عز وجل ب السورة ذاهتا:}03{ )النساء: اآلية ذلك أدنى أالا تػعولواف تػعدلوا بػين النساء ولو حرصتم فال تميلوا كلا الميل فػتذروىا كالمعلاقة وإف تستطيعوا أ

(. من اآليات السابقة يصل 129{)النساء: اآلية تصلحوا وتػتػاقوا فإفا اللاو كاف غفورا رحيمااء بواحدة على ؾبرد اػبوؼ من عدـ العدؿ، ب صرح بأف العدؿ عبده إذل أف "الشارع علق االكتف

غن مستطاع، فمن ذا الذي يبكنو أف ال ىباؼ عدـ العدؿ مع ما تقرر من أف العدؿ غن مستطاع؟ وىل ال ىباؼ اإلنساف من عدـ القياـ باحملاؿ؟ أظن أف كل بشر إذا أراد الشروع ب

القياـ بو والوقوع ب ضده.. ولو أف ناظرا ب اآليتن عمل مستطاع ىباؼ، بل يعتقد أنو يعجز عن .(1)أخذ منهما اغبكم بتحرن اعبمع بن الزوجات ؼبا كاف حكمو ىذا بعيدا عن معنانبا"

كثنا ما كاف موضوع تعدد الزوجات من القضايا اؼبنفرة ب اإلسبلـ، القضايا اليت قدـ البعض اليت وجهت إذل جانب القيمة اػبلقية ب الزواج "كل جهد منذ زمن طويل، ب إبطاؿ اؼبطاعن

اإلسبلمي بسبب تعدد الزوجات. وعلى الرغم من ذلك يروف أنفسهم أخنا مضطرين إذل االقتناع بأف األسرة الفاضلة، وضماف الرتبية على وجو يطابق طبيعة ىذه األسرة وأغراضها، ال يبكن تصوره

يتشبعوف باألمل أف يسمو تشريع الزواج ب اإلسبلـ إذل إال على أساس الزواج الواحد، وىم لذلك .(2)اؼبستوى األورويب"

.86ػ 85ـ(، ص ص 1993تح: ؿبمد عمارة ) القاىرة: دار الشروؽ، دط، ، 2ؿبمد عبده: األعماؿ الكاملة، ج (1) .387إجنتس جولدتسهر: مرجع سابق، ص (2)

Page 152: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

041

يقرأ عبده اػبطاب القرآين ب ضوء السياؽ التارىبي، وب ضوء ربقيقو للمقاصد الكلية للشريعة، حيث أنو من خبلؿ ربطو بن اآليتن السابقتن، اؼبتصلتن بتعدد الزوجات، يصل إذل

كبن مبدأ التعدد، وذبعلو مرتبطا بشرط يصعب ربقيقو، إنو شرط العدؿ. نتيجة تضيق إذل حدللرجاؿ نصيب مماا تػرؾ الوالداف بالطريقة ذاهتا يؤوؿ حكم اؼبناث، ب قولو عز وجل:}

ربوف مماا ربوف وللنساء نصيب مماا تػرؾ الوالداف واألقػ قلا منو أو كثػر نصيبا مفروضا واألقػروفا وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوىم منو وقولوا لهم قػوال مع

عليهم فػليتػاقوا اللاو وليػقولوا قػوال وليخش الاذين لو تػركوا من خلفهم ذرياة ضعافا خافوا{ سعيرا سديدا إفا الاذين يأكلوف أمواؿ اليتامى ظلما إناما يأكلوف في بطونهم نارا وسيصلوف

(.10إذل 7)النساء: اآليات منب أسباب نزوؿ اآليات سالفة الذكر، وقائع مهمة يقدـ السيوطي كما يقوؿ نصر أبو زيد

ترتبط أساسا بالسلوؾ الذي كاف متعارفا عليو قبل اإلسبلـ من عدـ توريث البنات والضعفاء، أي الصغار من الذكور. فاؼبناث ب تلك الفرتة كاف من حظ الذكور القادرين على القتاؿ. وعندما أتى

ث، شكل ذلك أمرا دل يكن من السهل قبولو من لدف اؼبسلمن اإلسبلـ ومنح اؼبرأة حقا ب اؼبنا .(1)األوائل الذين كاف منطقهم "ال نورث من ال يركب فرسا، وال وبمل كبل وال ينكأ عدوا"

أما عبده فيقرأ "للذكر مثل حظ األنثين" من حيث ارتباطها بػ "يوصيكم اهلل ب أوالدكم"، من اإلعراب، واختن فيها ىذا التعبن لئلشعار بإبطاؿ ما كانت فنى أهنا "صبلة مفسرة ال ؿبل ؽبا

عليو اعباىلية من منع توريث النساء... فكأنو جعل من إرث األنثى مقررا معروفا، وأخرب بأف للذكر مثلو مرتن، أو جعلو ىو األصل ب التشريع، وجعل إرث الذكر ؿبموال عليو، يعرؼ

ؤلنثى نصف حظ الذكر، وإذ ال يفيد ىذا اؼبعىن وال يلتئم باإلضافة إليو، ولوال ذلك لقاؿ: ل . (2)السياؽ بعده"

.231نصر أبو زيد: دوائر اػبوؼ قراءة ب خطاب اؼبرأة، مصدر سابق، ص (1) .173ـ(، ص 1993، تح: ؿبمد عمارة ) القاىرة: دار الشروؽ، د ط، 5ؿبمد عبده: األعماؿ الكاملة، ج (2)

Page 153: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

040

معىن ما استخرجو عبده من الرتكيب اللغوي والسياقي لآلية السابقة، ىو أف القرآف الكرن جعل إرث األنثى دبثابة األصل اؼبقرر اؼبعروؼ الذي وبمل عليو نصيب الذكر، ويعرؼ باإلضافة.

زى مهم وفق نصر أبو زيد الذي اعترب أف اؼبغزى القرآين ىو خلق توازف بن ؿبورين وؽبذا اؼبعىن مغساد أحدنبا وسيطر واستأثر بكل قيمة إنسانية واجتماعية واقتصادية، وىذا ىو ؿبور الذكر، وال

بدوء يتحقق التوازف إال بنقل الثقل مؤقتا إذل احملور اآلخر، ؿبور األنثى، ح ى يستقر مبدأ اؼبساواة اؼببو السورة، ويبتد من مستوى اؼبساواة الدينية، لينتشر ب مستوى اؼبساواة االجتماعية، وصوال إذل أف "يتحوؿ ىذا الفرض إذل أصل يتقرر على أساس حظ الذكر بأال يزيد عن )حظ األنثين(،

.(1)وتصبح تلك ىي )حدود اهلل("ري التصادـ مع التأويبلت اؼبضادة اليت عند االنتقاؿ باؼبوضوع، من حقوؽ اؼبرأة إذل زيها، هب

دل تكتف حببس اؼبرأة ب البيت ومنعها من العمل، بل عمدت إذل حبسها ب سجن الثياب، وقل للمؤمنات يػغضضن من أبصارىنا وحجبها عن الناظرين امتثاال، ؼبا فهمتو قولو عز وجل:}

ها وليضربن بخمرىنا على جيوبهنا وال ويحفظن فػروجهنا وال يػ بدين زينتػهنا إالا ما ظهر منػء بػعولتهنا أو يػبدين زينتػهنا إالا لبػعولتهنا أو آبائهنا أو آباء بػعولتهنا أو أبػنائهنا أو أبػنا

ين غير نهنا أو بني إخوانهنا أو بني أخواتهنا أو نسائهنا أو ما ملكت أيمانػهنا أو التاابع إخواربة من الرجاؿ أو الطفل الاذين لم يظهروا على عورات النساء وال يضربن بأرجلهنا أولي اإل

{)سورة النور: ليػعلم ما يخفين من زينتهنا وتوبوا إلى اللاو جميعا أيػها المؤمنوف لعلاكم تػفلحوف (.31اآلية

اغبديث عن قضية "العورة" يأب ب سياؽ ربديد زينة اؼبرأة، واليت تتصل باعبسد وتنقسم إذل كما يقوؿ شحرور: "األوؿ قسم ظاىر باػبلق، وىذا يعين أف ىناؾ بالضرورة زينة ـبفية ب قسمن

جسد اؼبرأة، فالزينة الظاىرة ىي ما ظهر من جسد اؼبرأة باػبلق، أي ما أظهره اهلل ب خلقها رأة، وىذا كالرأس والبطن والظهر والرجلن، والثاين قسم غن ظاىر باػبلق، أي أخفاه اهلل ب بنية اؼب

.232ػ 231نصر أبو زيد: دوائر اػبوؼ قراءة ب خطاب اؼبرأة، مصدر سابق، ص ص(1)

Page 154: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

042

القسم ىو اعبيوب، واعبيب ىو فتحة ؽبا طبقتاف ال طبقة واحدة. فاعبيوب عند اؼبرأة ؽبا طبقتاف أو طبقتاف مع خرؽ، وىي ما بن الثدين وربت الثدين، وربت اإلبطن، والفرج، واإلليتن، فهذه

. (1)فبا هبب على اؼبرأة اؼبؤمنة أف تغطيها باػبمار، أي الغطاء"القراءة الفقهية واللغوية لآليتن السابقتن، يكوف ىذا ىو اغبد األدىن للباس اؼبرأة وفق ىذه

اؼبؤمنة. أما اغبد األعلى للباس اؼبرأة، فإنو دل ينظر إليها نظرة سطحية ذبعل منها عورة حيث دل يسمح ؽبا " بأي حاؿ من األحواؿ بأف تغطي وجهها وكفيها، حيث إف وجو اإلنساف ىو ىويتو،

إذا خرجت اؼبرأة دوف أف يظهر منها ويقصد شحرور بظهور اؼبرأة وقد حجبت وجهها وكفيها، و أف تكوف مرتدية ما يعرؼ بالنقاب أو الربقع، ونبا ب رأي ؿبمد عبده "ليسا من اؼبشروعات اإلسبلمية ال شيء ح ى وجهها وكفيها فقد خرجت عن حدود رسوؿ اهلل ، وطاعة اهلل ورسولو ب

، للتعبد وال لؤلدب، بل نبا من العادات السابقة على اإلسبلـ والباقية بعده، (2)اجبة"اغبدود و وأما خوؼ الفتنة الذي نراه يطوؼ ب كل سطر فبا يكتب ب ىذه اؼبسألة تقريبا، فهو أمر يتعلق بقلوب اػبائفن من الرجاؿ، وليس على النساء تقدير، وال ىن مطالبات دبعرفتو، وعلى من ىباؼ

فتنة من الرجاؿ أف يغض بصره، كما أنو على من ىبافها من النساء أف تغض بصرىا، واألوامر الالواردة ب اآلية الكريبة موجهة إذل كل من الفريقن بغض البصر على السواء، وب ىذا داللة

.3واضحة على أف اؼبرأة ليست بأوذل من الرجل بتغطية وجهها"اغبدود الطبيعية اليت فرضها اهلل ليتمتع الرجل واؼبرأة هبا، حيث يعود عبده بعد ذلك، إذل تقرير

دل هبعل اهلل "جانبا من األرض للنساء يتمتعن باؼبنافع فيو وحدىن، وجانبا للرجاؿ يعملوف فيو ب عزلة عن النساء، بل جعل متاع اغبياة مشرتكا بن الصنفن، شائعا ربت سلطة قوانبا ببل سبييز.

ا المرأة أف تتمتع دبا شاء اهلل أف تتمتع بو فبا ىيأىا لو، باغبياة ولواحقها من فكيف يبكن مع ىذاؼبشاعر والقوى، وما عرضو عليها لتعمل فيو من الكوف اؼبشرتؾ بينهما وبن الرجل إذا حظر عليها

.607ؿبمد شحرور: مرجع سابق، ص (1) .615ؿبمد شحرور: مرجع سابق، ص (2) .111ػ 109، مرجع سابق، ص ص 2ؿبمد عبده: األعماؿ الكاملة، ج (3)

Page 155: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

043

أف تقع ربت أعن الرجاؿ، إال ما كاف من ؿبارمو؟ ال ريب أف ىذا فبا يسمح بو الشرع، ولن . (1)و العقل"يسمح ب

ىل يستعيد سؤاؿ عبده جدؿ اؼبعتزلة الذين كانوا إذا تعارض الشرع مع العقل غلبوا العقل، لكي يتم التوصل إذل تأويبلت معاصرة تلتـز شروط اغبرية والعدالة وربرـت العقل، وال تتصادـ مع

قوانينو؟. ـ إىدارىا بذرائع إف معيار تطبيق ىذه الشروط ىو احملافظة على إنسانية البشر وعد

أيديولوجية، كما ب حاؿ التشريعات اؼبتصلة باؼبرأة، وىي تشريعات بعيدا عن أصوؽبا الفقهية اؼبستمدة من النص، تضمر ب تطبيقاهتا بعدا ذكوريا يطمح إذل السيطرة على اؼبرأة، وربويلها إذل

الفقهاء ب تأويلها دبا مصدر للمتعة واإلقباب وعبم إرادهتا وسجنها بقوة النصوص اليت يتعسفىبدـ مصاغبهم، ومصاحل السلطات اليت يعملوف ربت رايتها، وىو ما يؤكده فهمي جدعاف فيما يسميو "كلمة السر الكربى" اليت يتوافق عليها فبثبلت وفبثلو االذباىات النسوية اإلسبلمية

لو ىي اليت تفعل ذلك اؼبعاصرة "ليس اإلسبلـ ىو الذي يضطهد النساء، إمبا القراءة الذكورية"(2).

./ القراءة التأويلية لظاىرة الوحي 02يكشف القرآف الكرن عن ذبربة الوحي على كبو من الغموض الذي يبدوا مقصودا لذاتو، من أجل وصف ذبربة اتصاؿ الوحي بالنيب عليو الصبلة والسبلـ، ومنو وصف انطباعاتو وحالتو

النفسية إزاء ىذا اغبدث.ورب "التكوير" و"النجم" تكشف غبظة التجلي اليت أعقبتها غبظة الوحي. حيث فكل من س

إناو لقوؿ رسوؿ كريم ذي يظهر الثانية استعادت ما حدث ب األوذل اليت وصفت الوحي بأنو :}ة عند ذي العرش مكين مطاع ثما أمين وما صاحبكم بمجنوف ولقد رآه باألفق المبين وما قػوا

.108نفسو، ص (1)سرب، حبث ب النسوية اإلسبلمية الرافضة وإغراءات اغبرية ) بنوت: الشبكة العربية لؤلحباث والنشر، د ط، فهمي جدعاف: خارج ال (2)

.39ـ(، ص2010

Page 156: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

044

ىو على الغيب بضنين وما ىو بقوؿ شيطاف رجيم فأين تذىبوف إف ىو إالا ذكر (، يبلحظ ب ىذه اآليات أف مصدر الوحي ىو 27إذل 18{)التكوير: اآليات من للعالمين

يس قوؿ اهلل مباشرة. كما تكشف اآليات أف النيب رأى ذلك الوحي "وأف القرآف رسوؿ كرن ول . (1)قولو لكن عن اهلل"

عند ربط اآليات سالفة الذكر مع سورة النجم، تنكشف أكثر صورة الوحي وحدث االتصاؿ ف والتجلي، لكن سورة النجم تأب لكي تبدد ما قد انطبع ب ذىن النيب عليو الصبلة والسبلـ بأ

والناجم إذا ىوى ما ضلا صاحبكم وما غوى وما يػنطق عن الذي رآه ىو اهلل عز وجل:} دنا الهوى إف ىو إالا وحي يوحى علامو شديد القوى ذو مراة فاستػوى وىو باألفق األعلى ثما

قاب قػوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى فػتدلاى فكاف ذ يػغشى أفػتمارونو على ما يػرى ولقد رآه نػزلة أخرى عند سدرة المنتػهى عندىا جناة المأوى إ

رىالسدرة ما يػغ {)النجم: اآليات من شى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربو الكبػ (18إذل 1

انكشاؼ الوحي على النيب ب ىذه السورة، وب اآليات السابقة من سورة التكوير يبدو أكثر يت تعين اغبلم أو رؤية وضوحا. وشبة من يرى أف ىذا االنكشاؼ والتجلي دل يأت عرب الرؤيا ال

اؼبناـ، بل ربقق من خبلؿ "رؤية بالبصر يصدقها العقل وال ىبدعها اػبياؿ، رؤيتاف ب الواقع . (2)الزمين بيتاف واضحتاف سباـ الوضوح وبالوعي الكامل" -الفضائي

أصل الغموض ب ربديد طبيعة الوحي ىو لغة الوصف اليت رباوؿ أف تدخلو ب حيز الكبلـ ي، حبيث يغدو معطى للفهم والتأويل. من صور ىذا الغموض ذلك التباين ب مفهـو البشر

إال وحي يوحى، فضبل عن التجلي بن مفردب "القوؿ"، قوؿ رسوؿ كرن، وبن "الوحي"، إف ىوااللتباس ب ربديد اؼبوحي ب اآلية "فأوحى إذل عبده ما أوحى"، فقد مثلت ىذه اآلية "إشكاال

.49ـ(، ص 2008) بنوت: دار الطليعة، د ط، 1ىشاـ جعيط: ب السنة النبوية، الوحي والقرآف والنبوة، ج (1) .50القرآف والنبوة، مرجع سابق، ص ىشاـ جعيط،: ب السنة النبوية، الوحي و (2)

Page 157: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

045

و اهلل ويكوف الفاعل مسترتا، أـ جربيل؟ كبويا يكوف ىذا الكياف ىو الذي أوحى للمفسرين: أىويكوف ؿبمد عبده. من اؼبفسرين، اعتمادا على عائشة رضي اهلل عنها، من أرجع الضمن اؼبسترت إذل اهلل خبصوص ىذه اآلية فقط: أي فأوحى اهلل إذل عبده ما أوحى، وال يعين ىذا، البتة، أف اهلل

الذي ذبلى، ومنهم، اعتمادا على ابن عباس، من قاؿ إف ىذا الكياف ذا القوة ىو اهلل ذاتو ىو . (1))ليس ب كل نوره( إذ ال تدركو األبصار كما ورد، فيما بعد، ب القرآف"

مفهـو الوحي يكاد يكوف مستعصيا على الفهم "أ ىو كبلـ خارجي يسمع، وب دنو أـ عملية خاصة وخارقة تدخل الكبلـ أو ح ى اؼبعىن فقط ب الشخص من ؿبمد ما يربر ذلك،

.(2)نفس ؿبمد وتطبعو فيو؟"إف تأويل خطاب الوحي، حسب نصر أبو زيد يتطلب التمييز بن مستوين من مستويات السياؽ: األوؿ ىو مستوى النزوؿ الكلي، وىو القرف السابع اؼبيبلدي، إذ ىو سياؽ يشتمل على

الجتماعية، والسياسية وح ى االقتصادية، إذل جانب األوضاع الدينية والفكرية ـبتلف األوضاع اوالثقافية. يتضمن ىذا اؼبستوى سياؽ موقع "شبو اعبزيرة العربية" على خارطة الصراع بن اإلمرباطوريتن الرومانية والفارسية، وأنبية مكة بالنسبة لطريقي التجارة بن الشماؿ واعبنوب،

إليهما القرآف الكرن برحليت الشتاء والصيف. كما أنو من الضروري معرفة األحواؿ اللذين أشار الدينية ب شبو اعبزيرة العربية، ومدى تأثرىا بكل من اؼبسيحية واليهودية.

ب إطار سياؽ مستوى النزوؿ الكلي، ال بد من إدراؾ اؼبكانة االقتصادية وح ى الدينية يت ميزهتا، إنو التنافس الذي يتجلى ب واحدة من صوره، ب الصراع لػ"قريش"، وعبلقات التنافس ال

بن بين أمية و بين ىاشم. كما أنو من البلـز إدراؾ العبلقة بن مكة ويثرب ذباريا ودينيا. أما اؼبستوى الثاين، فهو مستوى النزوؿ التدرهبي، "أي اؼبستوى الذي يدرؾ، منهجيا، اؼبنشأ التارىبي

.(3)"لبنية القرآف

.51نفسو، ص (1) نفسو، الصفحة نفسها. (2) .259ػ 258نصر أبو زيد:اػبطاب والتأويل، مصدر سابق، ص ص (3)

Page 158: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

046

يبدوا أف الرتتيب اغبارل للمصحف "أحدث تغييبا للسياقات الداخلية ب النص"، كما يعتقد والتزامن Diacronic)نصر أبو زيد الذي يقرتح مقاربتن لتحليل القرآف وفهمو، نبا "التعاقب )

(Syncronic وصبع االثنتن مهم جدا ب أي مقاربة، فلو حللت القرآف فقط، وفق ترتيب ،)النزوؿ، سأكوف أتعامل مع القرآف على أنو كتاب ب التاريخ، وىو ليس كذلك. أما إذا رضيت

.(1)فقط برتتيب القراءة، فأكوف قبلت بإنباؿ اعبانب التارىبي ب التعامل مع القرآف"يبيز نصر أبو زيد بن "أسباب النزوؿ"، كمصطلح لو ثباتو ب اؼبعىن الفقهي الوارد ب اؼبرويات

اثية، وما يطلق عليو تسمية "السياؽ التارىبي للوحي" الذي ال يبكنو أف يتجاىل مفهـو أسباب الرت النزوؿ، "لكنو يتعامل معو تعامبل نقديا، ألف بعض ىذه األسباب متناقض، وبعضها اآلخر يأب

.(2)يلة"تربيرا ؼبعىن معن يريد اؼبفسر أف يفرضو. كما هبب عدـ االكتفاء بأسباب النزوؿ، ألهنا قلالم ذلك يقدـ نصر أبو زيد مبوذجا على تغييب سياؽ النزوؿ، من خبلؿ قولو عز وجل:}

(، إذ اآلية جواب عن سؤاؿ ال 02، 01{)البقرة: اآليات الكتاب ال ريب فيو ىدى للمتاقين اػبطاب القرآين عن سؤاؿ يوجد ب اآليات اليت تتبعها مباشرة، وإمبا يوجد فيما بعد حينما يتكلم

وإف كنتم في ريب مماا اليهود للنيب ؿبمد أف يأب بكتاب كألواح موسى، ب قولو عز وجل : }{) ن نػزالنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثلو وادعوا شهداءكم من دوف اللاو إف كنتم صادقي

(، حيث يصعب ربط ىذه اآلية )اعبواب( دبفتتح السورة )السؤاؿ(، فبا يؤدي إذل 23قرة: اآلية البتغييب السياؽ الذي يقتضي "التعامل مع النص القرآين، ليس فقط من خبلؿ أسباب النزوؿ، ولكن من خبلؿ سياقو التارىبي ب معناه األمشل، ومن خبلؿ شخصية النيب ؿبمد وعبلقتو باجملتمع

.(3)ثقافة"واليؤكد اعبابري ىذا االذباه الذي يرى أف تسلسل سور القرآف حسب ترتيب النزوؿ "يباطنو تسلسل منطقي سرعاف ما نكتشفو عندما نتنبو إذل اؼبوضوع الذي تركز عليو ىذه اجملموعة من

ـ(. 17/10/2002أنظر ؿبمد علي األتاسي: حوار مع نصر أبو زيد )جريدة النهار، بنوت: لبناف، (1) أبو زيد، مرجع سابق.ؿبمد علي األتاسي: حوار مع نصر (2) نفسو. (3)

Page 159: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

047

السور أو تلك ب تسلسلها. وبالرجوع إذل وقائع السنة نكتشف أف ذلك اؼبنطق، الذي يباطنتسلسل السور داخل كل ؾبموعة، يتطابق ب مضمونو مع تسلسل الوقائع، الشيء الذي نتبن منو

.(1)بوضوح أف مسار التنزيل مساو فعبل ؼبسنة الدعوة"يبكن التمييز مع اعبابري بن القرآف والكتاب، وىو سبييز كاف صرح بو الشاطيب الذي يرى أف

معها مقرئا هبيد التبلوة، ألف معىن القرآف اؼبتلو يكوف كما آيات القرآف اؼبتلو ربتاج ب التواصليقوؿ الشاطيب ب معرض كبلمو عن الفهم الصوب والباطين للقرآف. أما معىن القرآف اؼبكتوب فيتطلب فهمو تتبع ترتيبو ككتاب، فيو السابق والبلحق، على أساس كبلـ الشاطيب أف "اؼبدين من

ب الفهم على اؼبكي، وكذلك اؼبكي بعضو مع بعض، واؼبدين بعضو السور ينبغي أف يكوف منزال مع بعض، على حسب ترتيبو ب التنزيل، وإال دل يصح" الفهم. إف انبثاؽ فهم الكتاب اغبكيم ب

.(2)العقل، يتطلب من اعبهد الذىين، ردبا أكثر كثنا فبا يتطلبو انفجار القرآف الكرن ب القلب"حي، وفق ترتيب النزوؿ ببل ريب عبلقة النص القرآين بالواقع وجدلو يكشف تأويل خطاب الو

معو، كما أف علم أسباب النزوؿ يكشف كيفية استجابة ىذا اػبطاب للواقع إهبابا أو سلبا. ولئن كاف القرآف نزؿ منجما على مدى أكثر من عشرين عاما، فإف "كل آية أو ؾبموعة من اآليات

قليلة -دوف علة خارجية -زاؽبا، وأف اآليات اليت نزلت ابتداء نزلت عند سبب خاص استوجب إن . (3)جدا"

يناقش نصر أبو زيد اآلراء اليت عللت نزوؿ القرآف منجما، اليت تتلخص ب تثبيت فؤاد النيب عليو الصبلة والسبلـ، فضبل عن سيادة الثقافة الشفاىية ب ذلك العهد، وكوف النيب كاف أميا ال

، فكاف تنزيل القرآف مفرقا ح ى يسهل على النيب حفظو، وىو تربير يستجيب يقرأ وال يكتبألحواؿ اؼبرسل إليو واؼبتلقي األوؿ للوحي. بيد أف اختبلؼ اآلراء حوؿ ىذا األمر وتعارضها ال ىبفي القضية األساسية اؼبتصلة باغبقائق التارىبية اليت أحاطت بتشكل النص القرآين، ؼبا لذلك من

.17ـ(، ص 2008، 01) بنوت: مركز دراسات الوحدة العربية، ط 1ؿبمد عابد اعبابري: فهم القرآف اغبكيم، ج (1) .13ؿبمد عابد اعبابري: فهم القرآف اغبكيم، مرجع سابق ص (2) .97نصر أبو زيد: مفهـو النص دراسة ب علـو القرآف، مصدر سابق، ص (3)

Page 160: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

048

فهمو واستخراج داللتو، وخباصة ب ؾباؿ التشريع وآيات األحكاـ، ألف "درس أسباب أنبية بالنزوؿ يزود الفقيو بالعلة من وراء أحكاـ النصوص. ومن خبلؿ اكتشاؼ ىذه العلة يستطيع الفقيو

.(1)أف يعمم اغبكم على وقائع أخرى شبيهة"بلـ، وبالتارل فإف استيعاب النصوص ال شك ب أف حكمة التشريع سبثل ركيزة أساسية ب اإلس

للوقائع اعبديدة ب السياؽ االجتماعي يقضي بإدراؾ اؼبقاصد الكلية للشريعة اليت تتخلى أحيانا عن االلتزامات اغبرفية بالنصوص، ؼبصلحة االنتباه غبركة الوقائع اؼبتغنة والسيالة باستمرار. ويربز

بن اػبطاب مع مفهـو منح نصيب من الزكاة للمؤلفة كدليل على ىذا التوجو تعاطي اػبليفة عمرقلوهبم، هبدؼ تقوية اإلسبلـ وشد أزر اؼبنتسبن اعبدد إذل فضائو. بيد أف اتساع الدولة اإلسبلمية وامتداد رقعتها واشتداد شوكتها أبطل مربرات دفع الزكاة ؽبؤالء الذين دل يعد اإلسبلـ ب حاجة

الستمالتهم.، يستذكر نصر أبو زيد حكمة أخرى للتشريع تتمثل ب الفهم اؼبتقدـ للخليفة ب االذباه ذاتو

عمر بن اػبطاب )رضي اهلل عنو( غبد السرقة إذ "دل يقم ىذا اغبد على العبدين اللذين سرقا من سيدنبا الذي كاف هبوعهما، وىدد ابن اػبطاب السيد نفسو بقطع يده لو عاد العبداف للسرقة مرة

لتارل فإف اػبطاب الديين اؼبعاصر ال يستطيع أف يتجاىل ىذين االجتهادين من أخرى، وبااجتهادات عمر)رضي اهلل عنو( ومع ذلك يظل إصراره طاغيا على أف يتجاىل مقاصد الشريعة

. شبة إذف سياؽ تارىبي متحوؿ، (2)اليت ال يبكن أف تربز إال من خبلؿ دراسة عبلقة النص بالواقع"ل حد السرقة عن العبدين، كما عطلو ب عاـ الرمادة. اػبليفة إذف أوقف تنفيذ جعل اػبليفة يعط

حد أوجبتو شروط الواقع اؼبتمثلة ب اجملاعة، واضطرار بعض الناس للسرقة. النظر للسياؽ التارىبي العاـ غبركة اعبدؿ بن النص الديين والواقع، يدفعنا إذل التنبو إذل أف

كمة التدريج ب التحرن، كما يتبن من ربرن اػبمر، حيث اذبو حركة اعبدؿ ىذه تستبطن حاػبطاب القرآين إذل مراعاة السياؽ الثقاب واالجتماعي العاـ ب التشريع، ودل وبسمو مرة واحدة،

.103نفسو، ص (1) .104نصر أبو زيد: مفهـو النص دراسة ب علـو القرآف، مصدر سابق، ص (2)

Page 161: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

049

ألف ب التدريج حكمة تستمد مربراهتا من طبيعة الواقع نفسو، وطبيعة الفاعلن االجتماعين فيو. يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للنااس وجل:} ففي قولو اهلل عز

ليات وإثمهما أكبػر من نػفعهما ويسألونك ماذا يػنفقوف قل العفو كذلك يػبػين اللاو لكم ايا أيػها الاذين آمنوا ال تػقربوا (، وب قولو عز وجل:}219{) البقرة: اآلية روف لعلاكم تػتػفكا

ف الصاالة وأنػتم سكارى حتاى تػعلموا ما تػقولوف وال جنبا إالا عابري سبيل حتاى تػغتسلوا وإ أو جاء أحد منكم من الغائط أو المستم النساء فػلم تجدوا ماء كنتم مرضى أو على سفر

{) النساء: اآلية فػتػيماموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوىكم وأيديكم إفا اللاو كاف عفوا غفوراـ يا أيػه (. وأما ب قولو عز وجل: }43 ا الاذين آمنوا إناما الخمر والميسر واألنصاب واألزال

نكم العداوة رجس من عمل الشايطاف فاجتنبوه لعلاكم تػفلحوف إناما يريد الشايطاف أف يوقع بػيػ{) ميسر ويصداكم عن ذكر اللاو وعن الصاالة فػهل أنػتم منتػهوف والبػغضاء في الخمر وال

(.91ػ 90اؼبائدة: اآلية مثل ىذا التدرج ب التشريع مهم جدا لتعميق جدلية العبلقة بن النص والواقع، إهنا عبلقة

كانت إجابة عن سؤاؿ كما ىو وبرص على تأكيدىا نصر أبو زيد، الذي يرى أف اآلية األوذل واضح من نصها: يسألونك، "ورغم إشارة اآلية إذل أف اإلب أكرب من النفع، فقد كاف الناس حريصن على التمسك دبنافعها. إف قوة الواقع ىنا جعلت النص يكتفي باإلشارة إذل ما فيها من

رحلة الثانية النهي عن الصبلة ب إب دوف أف يغامر بالتحرن الذي دل يتهيأ لو البشر بعد وكانت اؼب .(1)حالة السكر، دبا يتضمنو من هني عن شرب اػبمر قبل مواقيت الصبلة"

من شأف ىذا التدريج أف وبيل إذل إدراؾ أف النهي ىنا " كاف دبثابة عبلج تدرهبي غبالة حالة عن طريق النهي عن الصبلة ب -اإلدماف االجتماعية. إف النهي عن الشرب قبل الصبلة

ال يرتؾ لئلنساف سوى بضع ساعات من الليل يبارس فيها الشراب الذي صار ؿبرما -السكر، مع تعاقب أوقات الصبلة اػبمسة، إضافة إذل مشاغل السعي ب طلب الرزؽ. تقريبا طواؿ اليـو

.105نصر أبو زيد: مفهـو النص دراسة ب علـو القرآف، مصدر سابق، ص (1)

Page 162: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

051

إف مثل ىذا التدرج ب التشريع ال يؤكد جدلية الوحي والواقع فقط، بل يكشف عن منهج النص . (1) تغين الواقع وعبلج عيوبو"ب

إال أف ما يطرحو مفهـو حكمة التشريع، أو حكمة التدريج ب سن األحكاـ واغبدود، ىو إعادة النظر بشكل نقدي وعصري، ب قاعدة عمـو اللفظ وخصوص السبب، اليت يقود التمسك

سبب ب اكتشاؼ هبا إذل إىدار السياؽ اػباص باػبطاب القرآين، الذي يتأسس على خصوص الداللة النصوص، بينما يقود التمسك، بعمـو اللفظ" إذل هتديد النصوص واػبطابات اػباصة

اؼبتصلة باألحكاـ.تتصل خصوصية السبب بشكل أساسي بأسباب النزوؿ، لدورىا ب اكتشاؼ داللة

ل النصوص، رغم تأكيد نصر أبو زيد بأف "معرفة سبب نزوؿ كثن من نصوص القرآف على سبيالقطع واليقن، ليست دائما مسألة سهلة متاحة، فقد قبد روايات متعددة تطرح أسبابا ـبتلفة لنزوؿ آية بعينو... ويبكن القوؿ إف عدـ ربديد أسباب النزوؿ ربديدا دقيقا، أو باألحرى عدـ االىتماـ هبذا التحديد، كاف أحد أسباب االضطراب الذي وقع فيو كثن من اؼبفسرين وعلماء الفرؽ الدينية إزاء نصوص من القرآف ظنوا أهنا تعارض نصوصا أخرى، خاصة ب ؾباؿ حرية اإلرادة

.(2)اإلنسانية"إف غياب ربديد واضح لسبب النزوؿ أدى إذل الوقوع ب أخطاء ب تفسن اػبطاب القرآين،

رفيها فػفسقوا وإذا أردنا أف نػهلك كما ىي اغباؿ ب قراءة أبو لقولو عز وجل:} قػرية أمرنا متػها القوؿ فدمارناىا تدميرا (، حيث قرأ الفعل "أمرنا" على 16{) اإلسراء: اآلية فيها فحقا عليػ

أنو على صيغة "أفعل" من أمر دبعىن زاد، "وذلك ليتحاشى أف اهلل يأمر بالقبائح، أي ليتحاشى العلم بأسباب النزوؿ ىنا يبكن أف يتباعد بو عن ىذه القراءة، فمن الواضح من ظاىر النص. وكاف

سياؽ اآلية أهنا وردت مورد التهديد، وذكر )القرية( فيها يشن إذل هتديد أىل مكة، وسياؽ

نفسو، الصفحة نفسها. (1) .109نصر أبو زيد: مفهـو النص دراسة ب علـو القرآف، مصدر سابق، ص (2)

Page 163: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

050

التهديد يستلـز ىذا اعبـز والتأكيد على القدرة، وليس وراء اآلية طرح ؼبشكلة فلسفية ىي مشكلة .(1)ختيار"اعبرب واال

التساؤؿ الذي يتوجب اإلجابة عنو يرتبط بشكل ما بالكيفية اؼبقرتحة لتأويل اػبطاب القرآين ب ظل عدـ القدرة على ربديد حاسم وموثوؽ ألسباب النزوؿ، خاصة وأف الوعي بعلم أسباب النزوؿ قد تبلور ب عصر تاؿ لعصر الصحابة، ىو عصر التابعن الذي شهد خبلفات وسبزقات

سياسية ال تبعث على الثقة بكثن من الروايات اؼبتصلة بأسباب نزوؿ الوحي، خببلؼ عصر الصحابة الذين كانت رواياهتم على درجة "من الثقة والصحة ح ى ارتفعت إذل مستوى األحاديث

.(2)اؼبسندة"خلية يبدو أف االجتهاد ىو السبيل اؼبمكن أماـ وضع تصور لتأويل النص وفق السياقات الدا

واػبارجية، وعليو كاف من الضروري على اؼبؤوؿ / القارئ االستفادة أكثر من ـبتلف اؼبناىج، سواء ب ذلك قديبها أو حديثها، من أجل ترجيح رواية على أخرى، زيادة على ذلك وجب تفعيل طاقة

"ب كوف أف السياؽ الداخلي للنص، وىي واحدة من القضايا اليت دل يتنبو ؽبا القدماء، مثلها مثلالنص دائما دواؿ يبكن أف يكشف ربليلها عن ما ىو خارج النص، ومن ب يبكن اكتشاؼ أسباب النزوؿ من داخل النص، كما يبكن اكتشاؼ داللة النص دبعرفة سياقو اػبارجي. إف ربليل

ل، النصوص واكتشاؼ داللتها عملية معقدة ال هبب أف تسن ب اذباه واحد من اػبارج إذل الداخ .(3)أو من الداخل إذل اػبارج، بل هبب أف تسن ب حركة سريعة بن الداخل واػبارج"

السياؽ اػبارجي للخطاب القرآين يتأسس على مستويات، أنبها مستوى التخاطب األساسي الذي هبعل ؿبور اػبطاب أعلى / أدىن، والذي على أساسو "تتحدد )التعليمية( بوصفها ظبة

.105فسو، ص ن (1) .110نفسو، ص (2) .111نصر أبو زيد: مفهـو النص دراسة ب علـو القرآف، مصدر سابق، ص (3)

Page 164: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

052

ىذه السمة أف ؿبور الرتكيز غالبا ىو اؼبتلقي، وإف دل يبنع ىذا من وجود أساسية للنص. يؤكد .(1)اؼبتكلم بشكل يطغى على اؼبخاطب ب بعض األجزاء"

تتعدد مستويات اػبطاب القرآين كذلك تبعا للتحوالت اليت شهدهتا أحواؿ اؼبخاطبن طيلة اؼبخاطبن خارج نطاؽ النظاـ اعبديد سنوات التنزيل اليت تزيد على العشرين سنة، فقد كاف ىؤالء

الذي عمل القرآف على تأسيسو، فالبعض منهم ربوؿ من الوثنية وعبادة األصناـ إذل اإلسبلـ، كما أف البعض فبن يطلق عليهم أىل الكتاب من اليهود ربولوا ودخلوا اإلسبلـ أيضا، ىذا

ة" كما يعتقد نصر أبو زيد اؼبصطلح الذي "دخل ب مدلولو تدرهبيا نصارى اليمن بصفة خاصالذي يرى أف مستويات السياؽ اػبارجي للخطاب القرآين، سبتد إذل ربليل معطيات أسباب النزوؿ وعلم اؼبكي واؼبدين الذي يتناوؿ اػبطاب القرآين ب مرحليت الدعوة اإلسبلمية، فضبل عن

ة والسبلـ( وىو سياؽ مستويات أكثر تعقيدا، ترتبط بسياؽ "اؼبخاطب األوؿ، ؿبمد)عليو الصبلمتعدد ب ذاتو بن التهدئة والتثبيت، تثبيت الفؤاد، حبسب التعبن القرآين، وبن اللـو والعتاب والتقريع والتهديد أحيانا، وىناؾ سياؽ أزواج النيب بن اؼبدح واللـو والتعنيف، ب ىناؾ أخنا سياؽ

مع بينهما ب سياؽ واحد أما السياؽ الداخلي ـباطبة النساء اؼبغاير لسياؽ ـباطبة الرجاؿ رغم اعبللخطاب القرآين، فيطرح للوىلة األوذل، بسبب أف اؼبصحف ىبضع لرتتيب التبلوة، وليس ترتيب النزوؿ، "اغبكمة" من ترتيبو اغبارل، ما إذا كاف الرتتيب "توقيفا من اهلل اؼبتكلم بالنص أـ كاف

... ولقد تناوؿ علماء القرآف جانبا من ىذا البحث ب اجتهادا من اعبيل الذي تلقى النص ؾبزءا .علم أطلق عليو )علم اؼبناسبة بن اآليات والسور(، لكنهم توقفوا عند حدود ؿباولة اكتشاؼ الروابط العقلية أو الذىنية أو اللغوية، وكلها عبلقات يقر علماء القرآف أنفسهم بأهنا عبلقات

.(2)مة اإلؽبية بالطبع ب ىذا الرتتيب"اجتهادية تستهدؼ الكشف عن وجو اغبكرغم عدـ توفر ما يشن من معلومات إذل اؼبغزى الذي على أساسو ب تريب اؼبصحف على النحو اغبارل، غن أف اعبابري يقرر بأف "الرتتيب الذي عليو قرآف اؼبصحف اليـو ىو نفسو الرتتيب

.102نصر أبو زيد: النص والسلطة واغبقيقة، مصدر سابق، ص (1) .103نصر أبو زيد: النص والسلطة واغبقيقة، مصدر سابق، ص ( 2)

Page 165: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

053

هلل عنو( جبمع القرآف. أما ما ىي اؼبعاين الذي أقرتو اللجنة اليت كلفها عثماف ابن عفاف )رضي االيت اعتمدهتا اللجنة تلك ب ترتيب السور فذلك أمر ال مبلك عنو سوى بعض اؼبؤشرات، وأنبها ما يبكن استخبلصو من دراسة ىذا الرتتيب نفسو، وىو أف سور القرآف ب اؼبصحف مرتبة ب

(1)األغلب األعم حسب تدرجها من الطواؿ إذل القصار".يذكر اعبابري ؿباولتن عبمع القرآف وفق ترتيب النزوؿ: األوذل "ؿباولة اؼبستشرؽ الفرنسي كما

، الذي قاـ برتصبة معاين القرآف إذل Regis Blachère( 1393ػ 1318رهبس ببلنشن )الفرنسية على أساس ترتيب النزوؿ الذي وضعو اؼبستشرؽ األؼباين نلدكو، وقد عدؿ عنو ب الطبعة

( 1984ػ 1887الثانية لكتابو فرجع إذل ترتيب اؼبصحف، ب ؿباولة الدكتور ؿبمد عزة دروزة ) . (2)ب التفسن اغبديث"

كما قدـ اؼبستشرؽ نلدكو دراسة اقرتح فيها ؾبموعة "معاين موضوعية" لرتتيب سور القرآف، إذل وفاة الرسوؿ )عليو باالعتماد على معطين ىبصاف تطور اػبطاب القرآين منذ ابتداء الوحي

الصبلة و السبلـ(، وىي اإلشارات اليت ربيل ب القرآف إذل وقائع تارىبية، وخصائص اػبطاب القرآين، والفرؽ بن السور اؼبكية والسور اؼبدنية، وكذلك على مستوى األسلوب واؼبوضوعات.

و القرآف اؼبكي ضمن ثبلث وتبىن ببلنشن ىذا التمييز بن اؼبكي واؼبدين ووضعو ب إطار رتب فيمراحل رصدت ربوالت اؼبعىن واؼبضامن اؼبتصلة بالدعوة والبعث واغبساب والعقاب واؽبجـو على األصناـ والتشديد على التوحيد، وتوسيع نطاؽ الدعوة اإلسبلمية. أما اؼبرحلة اؼبدنية، فتتميز

اجرين واألنصار. وسور ىذه "بكوف النيب كاف قد انتقل من مرشد روحي إذل قائد عبماعة اؼبهاؼبرحلة تشتمل على معلومات تارىبية تؤسس معرفتنا باعبماعة اإلسبلمية ب اؼبدينة، سواء ما تعلق

.3منها حبياهتا الداخلية، أو بعبلقاهتا مع غنىا"

233ـ(، ص 2007، 2) بنوت: مركز دراسات الوحدة العربية، ط 1رن، جؿبمد عابد اعبابري: مدخل إذل القرآف الك( 1) .13ؿبمد عابد اعبابري: فهم القرآف اغبكيم، التفسن الواضح حسب ترتيب النزوؿ، مرجع سابق، ص (2)

.242ؿبمد عابد اعبابري: فهم القرآف اغبكيم التفسن الواضح حسب ترتيب النزوؿ، مرجع سابق، ص (3)

Page 166: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

054

أما احملاولة الثانية، واألوذل عربيا، فكانت لػدروزة، واعتمدت منهجية قوامها ذبزئة ؾبموعات ب اآليات إذل صبل تامة تتكوف من آية أو أكثر وتربز اؼبعىن، والنظم والسياؽ، وكذلك شرح ربقي

التعابن الغريبة غن الدارجة، ب شرح اعبملة القرآنية شرحا إصباليا، مع إشارة موجزة إذل ما روي ب باديء مناسبة نزوؿ اآليات، وما قيل ب مدلوؽبا وأحكامها، وذبلية ما ربتويو اآليات من م

وتوجيهات تشريعية وأخبلقية واجتماعية وروحية، ومبلحظة مقتضيات تطور اغبياة واؼبفاىيم البشرية، فضبل عن"ذبلية ما ربتويو اعبملة من صور ومشاىد عن السنة النبوية والبيئة النبوية، ألف

نجلي بو ىذا يساعد على تفهم ظروؼ الدعوة وسنىا وأطوارىا، وجبلء جو نزوؿ القرآف الذي ي .(1)كثن من اؼبقاصد القرآنية"

اىتمت منهجية دروزة باؼبقاصد األسلوبية ب اػبطاب القرآين، كالتعقيب والتعليل والتدعيم والرتغيب والرتىيب والتقريب والتمثيل والتنديد والتذكن والتنويو. كما أوذل صاحبها اىتماما ببياف

اعبمل القرآنية على بعضها سياقا أو موضوعا، ما بن آيات السور وفصوؽبا من ترابط، وعطفواالستعانة باأللفاظ والرتاكيب واعبمل القرآنية ب صدد التأويل وإبراز الدالالت، "حيث يوجد كثن من اآليات مطلقة ب مكاف، مقيدة ب مكاف آخر، وعامة ب مكاف ـبصصة ب مكاف

.(2)، اؼبتفقة ب اؼبعاين واؼبقاصد"آخر، كما يوجد كثن من اعبمل اؼبختلفة ب األلفاظتتأسس منهجية دروزة ب ترتيب القرآف، حبسب تاريخ نزوؿ الوحي، على البدء بأوذل السور اؼبفسرة الفاربة ب العلق ب القلم فاؼبزمل، إذل أف تنتهي السور اؼبكية، ب سورة البقرة فسورة األنفاؿ

أف ىذه الطريقة ىي "األفضل لفهم القرآف وخدمتو، إذ إذل أف تنتهي السور اؼبدنية. إذ يرى دروزةبذلك يبكن متابعة السنة النبوية زمنا بعد زمن، كما يبكن متابعة أطوار التنزيل ومراحلو بشكل أوضح وأدؽ، وهبذا وذاؾ يندمج القارئ ب جو النزوؿ، وجو ظروفو ومناسباتو ومداه ومفهوماتو،

.(3)وتتجلى لو حكمة التنزيل"

.7ـ(، ص2000، 2) بنوت: دار الغرب اإلسبلمي، ط 1د عزة دروزة: التفسن اغبديث، ترتيب السور حسب النزوؿ، جؿبم (1) .8ؿبمد عزة دروزة: التفسن اغبديث، ترتيب السور حسب النزوؿ، مرجع سابق، ص (2) .9نفسو، ص (3)

Page 167: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

055

ى عدـ ترتيب القرآف، وفق تاريخ تنزيل الوحي، إذل جعلو نصا غن موحد، وغن متجانس أدحينما Jacques Berqueـ( 1995ـ ػ 1910األجزاء، وىو أمر أشار إليو جاؾ بنؾ )

الحظ ما ظباه ظاىرة "انعداـ التجانس" بن السور واآليات، مع أف علماء القرآف، كما يقوؿ ثيثا إلثبات ىذا التجانس عن طريق البحث عن الروابط والعبلقات" نصر أبو زيد "يسعوف ح

.(1)داخل بنية اػبطاب الذي ال يتماثل سياقو اػبارجي مع سياقو الداخليغياب التجانس ب اػبطاب القرآين، الناتج عن صبع اؼبصحف ب ضوء سياؽ التبلوة، يؤكد

ة والثانية مدنية، حبسب تصور اؼبفكر ؿبمود انبثاؽ التمييز بن رسالتن لنزوؿ الوحي، األوذل مكيؿبمد طو، الذي يعتقد أف الرسالة اؼبكية ىي األصل واعبوىر، بينما الرسالة اؼبدنية فهي رسالة القرف السابع اليت تتناوؿ التشريع والقانوف والثواب والعقاب، وإقامة اغبدود باؼبعىن القانوين وباؼبعىن

بو زيد، فإف ؿبمد طو أدرؾ أف "فشل العرب ب استقباؿ الرسالة اجملتمعي كذلك. وب نظر نصر أاألوذل بسبب بدائيتهم العقلية جعل من الرسالة الثانية أمرا حتميا مؤقتا ح ى يصل الوعي اإلنساين

.(2)رقيا إذل مستوى الرسالة اؼبكية"روؼ التارىبية يسمح بفهم الظ -لغايات البحث والتحليل -التمييز بن القرآف اؼبكي واؼبدين

اليت أحاطت بالقرآف اؼبكي، إذ واجهت الدعوة إذل اإلسبلـ عداء شديدا ب مكة، وراح القرآف هبادؿ اؼبؤمنن والكافرين وأىل الكتاب، لكن بلغة تتعاذل "عن التفاصيل الواقعية، عن أظباء الناس

من دوف تسمية وال تعين، والعشائر، عن األحداث اغبسية، عن اإلطار اعبغراب، )فالقرآف( يلمح ألف كبلـ اهلل ال يبكن أف يسقط ب متاىات العوارض اإلنسانية، ال بالنسبة للحاضر وال بالنسبة للماضي. مرة واحدة، يذكر قريشا والتجارة باقتضاب شديد، ومرة واحدة يذكر شخصا ويبنحو

(3)كنية رمزية هتديدية، ىو أبو ؽبب".

.105ػ 104نصر أبو زيد: النص والسلطة واغبقيقة، مصدر سابق، ص ص (1) .000(،‌صو‌2116د‌ط،‌‌رج‌نذمق‌اإلطا،نصر أبو زيد: غزاليوف ورشديوف مناظرات ذبديد اػبطاب الديين )القاىرة: مركز القاه( 2)(3)

.084،‌ص‌شاو‌جؼظ:‌ف‌انطرج‌انثح،‌يرجغ‌ضاتك‌

Page 168: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

056

طاب القرآين مع الواقع، ينحسر عن خصوبة ب اؼبعاين إف السياؽ اعبدرل لعبلقة اػبوالدالالت واألحداث اليت رافقت القرآف اؼبكي، إذ ال يبكن إغفاؿ أنبيتها ب فهم اػبطاب اإلؽبي، ففي ىذه اؼبرحلة التارىبية احملددة يكشف لنا القرآف تلميحات قوية باذباه التوحيد، كما

مع قريش. وب الوقت نفسو نتلمس دالالت اجتماعية نعثر من خبللو على مقدمات النزاع يقدمها اػبطاب تنتقد شح األثرياء، فبا يشن إذل أف "الفرتة اؼبكية األوذل كانت منغمسة ب تارىبية

(1)الدعوة، ب العبلقات الدينامية بن القرآف واجملتمع، ب عبلقة ؿبمد بالواقع".صائص أسلوبية سبيزه عن اؼبكي، إذ السجع فيو قليل، أما بالنسبة القرآف اؼبدين فهو يبتاز خب

بينما يكثر وصف مشاىد اآلخرة واعبن واؼببلئكة ووصف مشاىد الكوف. كما ينطوي على ؾبموعة من اؼبباديء والتكليفات التعبدية واألخبلقية واالجتماعية والقضائية والسلوكية ب صيغة

سئلة اجتماعية وأخبلقية وأسرية. ويرد ب القرآف تقنينية وتقعيدية. وفيو إجابات تشريعية عن أاؼبدين تشريع اعبهاد ووقائعو، وفيو إبطاؿ عادات قديبة، وإقرار أخرى مع بعض اإلصبلح

( 2)والتهذيب، وفيو حفز على تقاليد جديدة تسعى اإلصبلح األخبلقي واالجتماعي.تلعب االجتهادات دورا ىذا الفصل ب القرآف بن مكي وآخر مدين، ليس فصبل تاما، إذ

كبنا ب سبييز اآليات اؼبكية عن اؼبدنية، فضبل عن التواضع على اعتماد معاين أسلوبية وزمانية للتفريق بن اآلي اؼبكي واآلي اؼبدين، ومن بن ىذه اؼبعاين أف اآليات اؼبدنية طويلة إذا ما سبت

مقارنتها بقصر اآليات اؼبكية.ح القدماء يفرتضوف طرائق للتمييز بن اؼبكي واؼبدين، حيث ذىبوا ، على مستوى اؼبضموف، را

كما يذكر السيوطي، إذل تقرير أف كل سورة فيها "يا أيها الناس" أو "يا بين آدـ" ىي مكية، أما ما اشتملت على "يا أيها الذين آمنوا" فهي مدنية. وكل شيء نزؿ ب القرآف ينطوي على ذكر

نزؿ دبكة، وما كاف من الفرائض والسنن فإمبا نزؿ باؼبدينة. وىناؾ من حدد األمم والقروف، فإمبا معيارين لتمييز اؼبكي عن اؼبدين، أوؽبما ظباعي، أي "ما وصل إلينا نزولو بأحدنبا"، والثاين

(1)

.097ص‌فط،‌‌(2)

.027يذذ‌ػسج‌درزج:‌يرجغ‌ضاتك،‌ص‌‌

Page 169: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

057

قياسي، حيث إف اؼبكي كل سورة فيها "يا أيها الناس" فقط، أو "كبل"، أو أوؽبا حرؼ هتج سوى الرعد، أو فيها قصة آدـ وإبليس سوى البقرة، وكذلك كل سورة فيها سجدة، أو قصص الزىراوين و

األنبياء واألمم اػبالية. أما كل سورة تشتمل على فريضة، أو حد، أو ذكر اؼبنافقن، باستثناء (1)العنكبوت، فهي مدنية

عذر، ذلك أف يؤكد نصر أبو زيد على أف الفصل التاـ بن اؼبكي واؼبدين ب القرآف أمر متشبة من النصوص اؼبدنية ما وبمل خصائص النصوص اؼبكية، والعكس صحيح. وب ىذا السياؽ

ثم والفواحش إالا اللامم إفا رباك واسع المغفرة ىو يرد قولو عز وجل:} الاذين يجتنبوف كبائر اإلم من األرض وإذ أنػتم أجناة في بطوف أماهاتكم فال تػزكوا أنػفسكم ىو أعلم بكم إذ أنشأك

(، وىي آية مكية باتفاؽ، لكنها تتضمن من األلفاظ ما 32{) النجم: اآلية أعلم بمن اتػاقىعبديدة دل يكن من اؼبمكن صار ذا داللة شرعية ب اؼبرحلة اؼبدنية، غن أف ىذه الدالالت ا

اكتشافها حسب نصر أبو زيد "إال من خبلؿ النص ذاتو ب تفاعلو مع حركة الواقع، حيث يطور النص اللغة لكي تبلءـ ىذه اغبركة. ىذا باإلضافة إذل أف اكتشافها من النص ال يتم إال من خبلؿ

.(2)القارئ واؼبفسر، أي من خبلؿ جدؿ العقل اإلنساين مع النص"ثل ىذا اعبدؿ بن النص والواقع، واستجابة النص ؼبصاحل الفاعلن االجتماعين فيو، ىو ما م

يكشف عن انبثاؽ ظاىرة النسخ ب القرآف، واليت كاف ؽبا ارتباطها الوثيق دبرحليت اػبطاب القرآين اؼبكية واؼبدنية.

بق باغبكم البلحق، أي النسخ اشتقاقا، ىو الرفع واإلزالة. وب االصطبلح ارتفاع اغبكم السابياف انتهاء زمن اغبكم األوؿ الذي ذباوزه الزمن وتعداه التطور... وىو إزالة اغبكم الثابت لشرع متقدـ بشرع متأخر عنو على وجو لواله لكاف ثابتا. وبتعبن آخر ىو اػبطاب الداؿ على ارتفاع

(3)و عنو".اغبكم الثابت خبطاب متقدـ على وجو لواله لكاف ثابتا مع تراخي

(1‌)

.48،‌صو(2118شؼة‌األرإط‌)ترخ:‌يإضطح‌انرضانح،‌د‌ط‌،‌‌:قتخ‌،0قتما‌ف‌ػهو‌انمرن،‌داإل‌:جالل‌انذ‌انطط‌(2)

.95،‌يظذر‌ضاتك،‌صدراضح‌ف‌ػهو‌انمرن‌ظر‌أت‌زذ:‌يفو‌انض‌(3)

.039ص،‌و(2115اإلضالي،‌ترخ،‌د‌ط،‌)‌ترخ:‌دار‌انذار‌‌‌2ي‌انض‌ئن‌انالغ،‌د‌:دط‌دف‌

Page 170: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

058

يتحدد الناسخ واؼبنسوخ ب السياؽ التارىبي لتنزؿ الوحي، وال يبكن فهم مغزى النسخ بعيدا عن أسباب النزوؿ وتارىبية سياقو. كما أنو من الضروري بقاء النصوص اؼبنسوخة إذل جانب

علماء النصوص الناسخة "وذلك ألف حكم اؼبنسوخ يبكن أف يفرضو الواقع مرة أخرى. وقد أدرؾ الذلك حن ناقشوا موقف النص بن أمر اؼبسلمن بالصرب على أذى الكفار وبن أمره بقتاؽبم، وقالوا إف األمر بالصرب من قبيل )اؼبنسأ( الذي يتأجل العمل بو، أو يلغى إلغاء مؤقتا لتغن الظروؼ، فإذا عادت الظروؼ، إذل ما كانت عليو قبل ذلك، عاد حكم اؼبنسأ إذل الفعالية

. تعكس ىذه اؼبرونة، ب إبقاء اؼبنسأ أو تعليقو أو عدـ إلغائو، أف اػبطاب القرآين (1)والتأثن""يكلم اإلنساف ب التاريخ" حبسب تعبن روجي غارودي الذي وبصر عملية النسخ ب اؼبسائل

اذباه الثقافية واألخبلؽ، وكذلك ب التنظيم االجتماعي والعقوبات، ليقدـ لنا مثبل عن انتقاؿ القبلة من القدس إذل مكة، بعدما أمر اؼبسلموف بالتوجو شطر القدس طيلة األشهر العشرة األوذل

أدى -تبدؿ العبلقات مع اليهود -ب اؼبدينة، ب نسخ ىذا التوجيو، حيث أف "ظرفا تارىبيا خاصاناقض مع مطلقية اؼببدأ إذل ىذا التبديل، لكن الرسالة ال تتبدؿ. إف تارىبية التوجيو )األمر( ال تت

)الشريعة(. ح ى إف واقعة النسخ تؤكد أف التنزيبلت اإلؽبية، رساالت اهلل، ال تتجسد ب شكل (2)ؾبرد، بل تنطلق من أمثلة عينية ذبعل مباديء العمل اػبالدة ب متناوؿ أفهاـ كل شعب".

ين أف اآلية مسحت قسم النسخ إذل أقساـ ثبلثة، األوؿ: منسوخ التبلوة دوف اغبكم، ويع وأزيلت من القرآف، لكن بقي حكمها، والقسم الثاين: منسوخ التبلوة واغبكم، أي مسحت اآلية من القرآف، وكذلك ألقي حكمها، والقسم الثالث: منسوخ اغبكم دوف التبلوة، أي بقيت اآلية

زعم بسقوط . غن أف ما يثنه مفهـو النسخ يتعدى ذلك إذل ال3كما ىي ، لكن أبطل حكمهاأجزاء من القرآف، وأف شبة زيادة ونقصانا فيو. ويتساءؿ اعبابري: ىل "اؼبصحف اإلماـ" الذي صبع زمن عثماف، يضم القرآف كلو، أي صبيع ما نزؿ من آيات وسور، أـ أنو سقطت )أو رفعت( منو

ف صبيع علماء أشياء حن صبعو، و يرى أف " اعبواب عن ىذا السؤاؿ، من الناحية اؼببدئية، ىو أ

(1) .023ـ‌022طاتك،‌ص‌ص‌انظذر‌ان‌زذ:‌ظر‌أت‌

(2‌‌) .89،‌ص‌و(0992رص:‌دار‌ػاو‌أنف،‌د‌ط،‌)‌تا‌خهم‌أدذ‌خهم‌:قتغ‌،األطناخ‌انؼاطرج‌:رج‌غارد

(3) .464،‌ص‌0جالل‌انذ‌انطط:‌يرجغ‌ضاتك،‌د‌

Page 171: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

059

اإلسبلـ من مفسرين ورواة حديث وغنىم يعرتفوف بأف شبة آيات، وردبا سورا، قد )سقطت( ودل تدرج ب نص اؼبصحف. بعضهم يستعمل لفظ )رفعت(، دبعىن أف اهلل رفعها، استنادا إذل قولو

ها أو تعاذل:} مثلها ألم تػعلم أفا اللاو على كل شيء ما نػنسخ من آية أو نػنسها نأت بخير منػ .(1)(106{)البقرة: اآلية قدير

اآلية السابقة ب استخدامها ب الكثن من اؼبرويات بشكل غن دقيق، وجرى تفسنىا على كبو حرب، فاآلية ب سياقها السردي "تتحدث عن اؼبعجزات اليت وقعت على أيدي األنبياء

ـ تريدوف أف تسألوا رسولكم كما سئل لسابقن، وال تتحدث عن آيات القرآف. وقولو تعاذل:}ا أيماف فػقد ضلا سواء السابيل ( 108{ )البقرة: اآلية موسى من قػبل ومن يػتبداؿ الكفر باإل

.(2)يؤكد ذلكبنا السيوطي ب حديثو عن الناسخ واؼبنسوخ إذل رأي توفيقي، غبسم ىذه اإلشكالية يصل

جاء فيو إف "كل ما ثبت اآلف ب القرآف ودل ينسخ فهو بدؿ فبا قد نسخت تبلوتو، وكل ما .(3)فقد أبدلو دبا علمناه، وتواتر إلينا لفظو ومعناه" -فبا ال نعلمو اآلف -نسخو اهلل من القرآف

بعضها إذل التوفيق، فإف مناىج التأويل اليت تستفيد من علـو ومع تعدد الروايات، وجنوح القدماء وفتوحات النقد والنظر التحليلي اغبديث، توفر إذل حد بعيد، أدوات لفك االشتباؾ ب ىذه اإلشكالية اليت ال تعصف بالتصورات والتأويبلت القديبة عن اللوح احملفوظ، فحسب، بل

.(4)ص ذاتو"تؤدي "إذل القضاء على مفهـو النيتطلب األمر إذف إعادة قراءة اؼبرويات اػباصة بػأسباب النزوؿ أو بػالناسخ واؼبنسوخ قراءة

‌نقدية تارىبية تبتعد عن الوقوع ب ش ‌ر ؾ التربيرات التوفيقية. يقدـ نصر أبو زيد مثاال على )آية السيف( ذلك، يؤكد فيو أف البعض قد ذىب إذل أف "آية واحدة، ىي ما يطلقوف عليها اسم

نسخت أكثر من شبانن آية من القرآف عن التسامح والصرب واالحتماؿ. والواقع أف مسألة

(1)

.223يذذ‌ػاتذ‌انجاتر:‌يذخم‌ئن‌انمرن‌انكرى،‌يرجغ‌ضاتك،‌ص‌(2)

.261ـ‌259‌زذ:‌انخطاب‌انتأم،‌يظذر‌ضاتك،‌ص‌صظر‌أت‌(3)

.474ص‌،‌0دضاتك،‌جالل‌انذ‌انطط:‌يرجغ‌‌(4)

.034،‌يظذر‌ضاتك،‌ص‌دراضح‌ف‌ػهو‌انمرن‌ظر‌أت‌زذ:‌يفو‌انض‌

Page 172: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

061

)النسخ( استخدمت ب حاالت تند عن اغبصر غبل ما توىم بعض اؼبفسرين )تناقضا( بن أف اآليات، وذلك دوف أف يدركوا أف الرتتيب اؼبغيب للسياؽ األصلي ىو )اؼبوىم( بالتناقض، و

.(1)العودة للسياؽ التارىبي ألسباب النزوؿ كفيل بإزالة )وىم( التناقض ذاؾ"يظهر أف علم أصوؿ الفقو من أكثر العلـو الدينية اليت أصاهبا االضطراب، نتيجة عدـ تعامل السياؽ التارىبي مع خطاب الوحي، فقد أغفل ىذا العلم ب حاالت عديدة اؼبقاصد الشرعية

بعها التغن بتغن الزماف واؼبكاف، ىذا ما أبانت عليو مشكلة النسخ ب القرآف للدين، واليت يطالكرن، فقد تركت الباب مواربا أماـ تصورات فقهية حصرت حقل االجتهاد، وصادرت فضاءات النظر التأويلي ب اػبطاب اإلؽبي واػبطاب النبوي على حد سواء، عندما تشبثت جبزء يسن من

تشريعية، واستبعدت اعبزء األساسي من القرآف من الرؤية الفقهية للعادل.القرآف ذي طبيعة سؤاؿ التأويل، هبب أف يتوجو اآلف إذل الطريقة، والكيفية اليت يبكن من خبلؽبا إعادة النظر إذل اػبطاب القرآين بنظرة كلية، تسمح بإعادة االعتبار ؼبا ب تغييبو من سياقات من قبل تفسنات

ية، اؼبقصود ىنا السياؽ التارىبي لنزوؿ الوحي، وكذلك اؼبقاصدية الكلية. وذلك فقهية تقليدانطبلقا من قراءة معمقة للنص الديين، وـبتلف اػبطابات اؼبنتجة حولو، والعمل على االستجابة

للتطور الزماين وحاجة متلقي ىذا اػبطاب. / القراءة التأويلية لخطاب الفقو. 03

بو "من النص إذل الواقع" فبا يسميو شبهة ارتبطت بالتشريعات ينطلق حنفي ب كتااإلسبلمية، ح ى وظبتها بأهنا "حرفية فقهية تضحي باؼبصاحل العامة، قاسية ال تعرؼ إال الرجم والقتل واعبلد والتعذيب وقطع األيدي، والصلب والتعليق على جذوع النخل وتقطيع األيدي

يطاؽ. كما أف من مآسينا خروج بعض اغبركات اإلسبلمية واألرجل من خبلؼ، وتكليف دبا الاؼبعاصرة من النص اغبرب وتطبيق شعاراتو حوؿ اغباكمية هلل وتطبيق الشريعة اإلسبلمية والبديل

.(2)اإلسبلمي، دوف رعاية لواقع متجدد، أو لتدرج ب التغن"

(1)

.259ضاتك،‌ص‌ظر‌أت‌زذ:‌انخطاب‌انتأم،‌يظذر‌‌(2)

.04صك،‌اتيرجغ‌ض‌ي‌انض‌ئن‌انالغ،‌دط‌دف:‌

Page 173: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

060

الصنورة، كاف لزاما العمل وح ى تظل "الشبهة" اليت غبقت بالتشريعات اإلسبلمية بعيدة عن على تفكيكها بأدوات التأويل الذي يتتبع مسار تبلور النصوص الفقهية، وأثر الواقع ب ذلك، ومعرفة اؼبسار التارىبي من خبلؿ ربوالت النصوص، وتعبن حركتها الداخلية عن حركة الوقائع

اػبارجية، ب سياؽ جدرل تصاعدي من الواقع إذل الفكر.ع نشأة خطاب الفقو من خبلؿ طريقتن: األوذل تقـو على رصد تبلور النص يبكن تتب

األصورل اؼبذىيب وتكوينو، سواء ب ذلك اؼبالكي، أو اغبنفي، والشافعي، واغبنبلي. ما يبيز ىذه الطريقة أهنا تبن نشأة أصوؿ كل مذىب، وتطوره عن سابقو والحقو. غن أف ما

ذاىب مغلقة على ذاهتا، كما تؤسس للفرقة اؼبذىبية، خاصة وأف يعيبها كوهنا تعمل على جعل اؼب تلك اؼبذاىب دل تكن مغلقة على ذاهتا، بقدر ما كانت متفاعلة مع اؼبذاىب األخرى.

أما الطريقة الثانية اليت تتبع نشأة النص األصورل وتطوره بعيدا عن اؼبذاىب الفقهية، فهي لعلم واحد أسسو الشافعي، وإف دل يكن أوؿ الفقهاء، أكثر جدوى، ألف "النص األصورل واحد وا

واػببلفات اؼبذىبية قليلة، ب الفروع وليست ب األصوؿ، باستثناء القوؿ باإلماـ اؼبعصـو كأحد . (1)مصادر األصوؿ عند الشيعة"

إذا كاف الشافعي، ب نظر حنفي، قد أسس علم أصوؿ الفقو، فإنو ب نظر نصر أبو زيد قد أسس ية ب ؾباؿ الفقو والشريعة، بينما أسس األشعري الوسطية ب ؾباؿ العقيدة، وأسس الغزارل الوسط

.(2)الوسطية ب ؾباؿ الفكر والفلسفة، اعتمادا على تأسيس كل من الشافعي واألشعرياألصوؿ الفقهية عند الشافعي تتأسس من خبلؿ الكتاب والسنة، واإلصباع والقياس، حبيث

على السابق، غن أف نصر أبو زيد يبلحظ أف األخن دل يكتف بتأسيس يؤسس البلحق منهاالسنة على الكتاب بقدر ما "حاوؿ تأسيسها على أهنا جزء عضوي ب بنائو من الوجهة

، وعليو كلما أصبح كل من الكتاب والسنة بناء عضويا دالليا واحدا، فإف ذلك يبكنو (3)الداللية"نصا تشريعيا يستمد داللتو من داللة النص اؼبركب من الكتاب من تأسيس اإلصباع عليو، ليصبح

(1)

.33ص‌‌،،‌يرجغ‌ضاتكي‌انض‌ئن‌انالغ‌دط‌دف:‌(2)

.85اإلياو‌انشافؼ‌قتأضص‌األذنجح‌انضطح،‌يظذر‌ضاتك،‌ص‌‌ظر‌أت‌زذ:‌(3)

انظفذح‌فطا.‌فط،‌‌

Page 174: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

062

والسنة، ويأب األصل الرابع واألخن، أي االجتهاد، ليصبح استنباطا من النص اؼبركب من األصوؿ الثبلثة السابقة. وعليو يصبح من شأف ىذا الرتتيب، كما يؤكد نصر أبو زيد، أف يسمح بػ

ص( وتدشينو نصا ال يقل ب قوتو التشريعية وطاقتو الداللية، عن "ربويل)البلنص( إذل ؾباؿ )الن .(1))النص( األساسي األوؿ، القرآف"

يبلحظ نصر أبو زيد أثناء دراستو ؼبفهـو الداللة عند الشافعي بن العمـو واػبصوص أف تعبن األخن ينطلق ب حديثو عن الداللة بتقرير مبدأ "على درجة كبنة من اػبطورة"ػ على حد

نصر أبو زيد ػ إذ يقوؿ "فليست تنزؿ بأحد من أىل دين اهلل نازلة إال وب كتاب اهلل الدليل على ، دبعىن أف القرآف الكرن يدؿ بطرؽ ـبتلفة على اغبلوؿ ؼبختلف اؼبشكبلت، (2)سبيل اؽبدى فيها"

تكمن حسبو ب اليت وقعت، وح ى اليت يبكن أف تقع ب اؼبستقبل. ال شك أف خطورة ىذا اؼببدأ كونو "اؼببدأ الذي ساد تارىبنا العقلي والفكري، وما زاؿ يرتدد ح ى اآلف ب اػبطاب الديين بكل اذباىاتو وتياراتو وفصائلو. وىو اؼببدأ الذي حوؿ العقل العريب إذل عقل تابع، يقتصر دوره على

، أـ كانت غن تأويل النص، واشتقاؽ الدالالت منو، سواء كانت تلك الدالالت مشروعة .(3)مشروعة"

يتفق نصر أبو زيد ب ىذه النتيجة مع أركوف، الذي يؤكد أف كبلـ الشافعي اؼبربىن عليو بآيات قرآنية ال يبثل وجهة نظر معزولة ؼبؤلف واحد وحيد، بقدر ما تعرب عن روح ثقافة "منغلقة

ف الوسطى، ولكنها ال تزاؿ ضمن إطار زمكاين. إهنا تنتمي إذل ما ندعوه بالفضاء العقلي للقرو . انظر سيطرة التقليدين مستمرة ب تشكيل أو جبل اؼبخياؿ اعبماعي للمسلمن ح ى اليـو

.(4)واألصولين السلفين على الشارع العريب، بل واإلسبلمي كلو"زيادة على ما تضمنتو رسالة الشافعي، من كوف القرآف ينطوي على حلوؿ ؼبختلف األزمنة،

لشافعي يثن إشكالية أخرى تتعلق باللساف العريب الذي نزؿ بو اػبطاب القرآين، وضرورة فإنو أي ا

(1)

.88ص‌‌فط،‌‌(2)

.21،‌صح،‌د‌ط،‌د‌خ(أدذ‌يذذ‌شاكر)‌ترخ:‌دار‌انكتة‌انؼه‌:قتخ،‌انرضانح‌:يذذ‌ت‌ئدرص‌انشافؼ‌(3)

.012،‌يظذر‌ضاتك،‌ص‌ظر‌أت‌زذ:‌اإلياو‌انشافؼ‌‌قتأضص‌اإلذنجح‌انضطح‌(4)

.95ص‌‌،و(2119ترخ:‌دار‌انطهؼح،‌د‌ط،‌اشى‌طانخ‌)‌‌:خ‌،ذ‌مذ‌انؼمم‌اإلضالي‌:يذذ‌أرك‌

Page 175: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

063

أف يكوف اؼبتلقي عربيا ح ى يتسىن لو إدراؾ معاين ىذا اػبطاب، حيث يقوؿ "القرآف نزؿ بلساف العرب دوف غنه: ألنو ال يعلم من إيضاح صبل علم الكتاب أحد جهل سعة لساف العرب وكثرة

و، وصباع معانيو وتفرقها. ومن علمو انتفت عنو الشبهات اليت دخلت على من جهل وجوىلساهنا. فكاف تنبيو العامة على أف القرآف نزؿ بلساف العرب خاصة، نصيحة للمسلمن. والنصيحة ؽبم فرض ال ينبغي تركو، وإدراؾ نافلة خن ال يدعها إال من سفو نفسو، وترؾ موضع حظو. وكاف

مع مع النصيحة ؽبم قياما بإيضاح حق. وكاف القياـ باغبق ونصيحة اؼبسلمن من طاعة اهلل. هب .(1)وطاعة اهلل جامعة للخن"

غن أف ما ينطوي عليو اػبطاب الشافعي، فيما تعلق بداللة العمـو على اػبصوص، ىي أهنا ب الوضوح وصوال إذل تتحرؾ أحيانا ب دائرة البياف والوضوح، لكنها ب أحواؿ أخرى تتدرج

الغموض الذي ال يكشفو إال العريب، فيما يصعب األمر على غن العريب، مثاؿ ذلك ذكر يا أيػها النااس ضرب مثل فاستمعوا لو إفا الاذين تدعوف من دوف اللاو الشافعي قولو عز وجل: }هم الذباب شيئا ال يستػنقذوه منو ضعف الطاالب لن يخلقوا ذبابا ولو اجت معوا لو وإف يسلبػ

(. حيث يرى الشافعي أف ـبرج اللفظ ب اآلية السابقة "عاـ على 73{) اغبج: اآلية والمطلوب اللفظ العاـ اؼبخرج بعض الناس كلهم. وبن عند أىل العلم بلساف العرب منهم، إنو إمبا يراد هبذا

الناس دوف بعض، ألنو ال ىباطب هبذا إال من يدعو من دوف اهلل إؽبا، تعاذل عما يقولوف علوا . (2)كبنا، ألف فيهم اؼبؤمنن اؼبغلوبن على عقوؽبم وغن اؼبغلوبن فبن ال يدعو معو إؽبا"

وثيقا بطرائق الداللة ب اللساف ال شك ب أف ربط سبل اػبطاب القرآين ب إنتاج الداللة ربطا العريب، ولغة العرب على وجو التحديد، يتجاىل اآلليات اػباصة اليت أبدعها النص وأضافها إذل اللساف العريب، فأغناىا وأثراىا، حيث يرى نصر أبو زيد أف الشافعي "وىو يؤسس عروبة الكتاب

ولوجي ضمين ب سياؽ الصراع الشعويب باؼبعىن والدالالت السابقة كاف يفعل ذلك من منظور أيديالفكري الثقاب. من ىنا نفهم ما انتهى إليو من ربديد ألمباط الداللة ب بنية النص ذاهتا. واغبقيقة

(1)

.51يذذ‌ت‌ئدرص‌انشافؼ:‌يرجغ‌ضاتك،‌ص‌‌‌(2)

.‌60-‌61يرجغ‌ضاتك،‌ص‌ص‌‌،ذ‌مذ‌انؼمم‌اإلضاليذ‌أرك:‌يذ‌

Page 176: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

064

دوف إنباؿ األمباط الداللية األخرى اليت أسهب معاصروه ب -أف الرتكيز على داللة العاـ واػباص -السنة النبوية -لة ب ؿباولة الشافعي ربط النص الثانويال ىبلو من دال -ؿباولة ضبطها وربديدىا

.(1)"-القرآف -بالنص األساسيغن أف حنفي يعارض ما توصل إليو نصر أبو زيد من استنتاج، بأف الكبياز الشافعي للغة العرب، ونفيو تضمن القرآف كلمات ذات أصوؿ أعجمية، أبعادا شعوبية أو عرقية، ألف قريش ب

اليت أوردىا الشافعي من حيث قراءة القرآف بلهجتها دوف سائر اللهجات، ال تعين السياقاتقريش القبيلة، وإمبا تعين اللساف، وعليو ال تعين ؽبجة قريش سيادهتا السياسية وىيمنتها على اللساف العريب، زيادة عن أف "عدـ جواز قراءة الفاربة إال بالعربية ليس لو أية داللة على سيادة

ش وؽبجتها. وليس للبسملة وترتيب اآليات أية داللة على التشبث بالنص العريب، بل التأكيد قريعلى ىوية النص واؼبعىن، وليس لو أي دافع أيديولوجي سياسي: قريش ضد العرب، والعرب ضد

(2)الفرس، فلم تكن ىذه النعرات العرقية دافعا موجها عند العلماء، وإف كانت عند السياسين".م استبعاد حنفي ألي دافع إيديولوجي ب تأكيد الشافعي على أف القرآف الكرن نزؿ بلغة رغ

العرب، غن أف أركوف يعتقد بأف "ىناؾ عبلقة لغوية إجبارية تربط اغبقيقة اؼبتعالية واؼبطلقة اليت ا ب القرآف أوحى هبا اهلل من جهة، والقوانن واألحكاـ من جهة ثانية، والصيغ الدنيوية اليت تلبسته

(3)اللغة العربية من جهة ثالثة. دبعىن آخر ال يبكن التعبن عن اغبقيقة اإلؽبية إال باللغة العربية".ركز الشافعي بشكل أساسي على ثنائية العمـو واػبصوص ب اػبطاب القرآين، كمدخل ؼبدى

. كما أنو كاف يهدؼ ب اآلف ذاتو إذل مشوؿ األحكاـ لؤلفراد الذين ينحصروف ب لفظ العمـوبشكل -تأسيس السنة نصا ثانيا ال يقل من حيث مشروعيتو الداللية عن النص األوؿ، دافعا

إلعطاء الثنائية السابقة صدر االىتماـ ب حبثو الدالرل، حسب نصر أبو زيد، الذي ال -ضمينب اإلشارة إذل يغفل جوىرية العمـو ب بنية اللغة، إذ "بدونو ال تستطيع أداء وظيفتها الرمزية

اؼبفاىيم والتصورات ب سياؽ ؿبدد. لكن ىذا العمـو ال يكاد ينفصل عن التخصيص الذي وبدده

(1) .018ظر‌أت‌زذ:‌اإلياو‌انشافؼ‌قتأضص‌األذنجح‌انضطح،‌يظذر‌ضاتك،‌ص‌‌

(2‌) .450ص‌،‌و(0998انمارج:‌دار‌لثاء،‌د‌ط‌،‌)‌دار‌األجال‌:دط‌دف

(3) .98،‌يرجغ‌ضاتك،‌صذ‌أرك:‌ذ‌مذ‌انؼمم‌اإلضالييذ‌

Page 177: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

065

سياؽ اغبدث اللغوي ومبلبسات اػبطاب، الداخلية واػبارجية. ولعل ىذا ما جعل الشافعي د ـبصص، يذىب إذل أف داللة العاـ على العمـو داللة )ظنية ال قطعية(، ح ى ب حالة عدـ وجو

(1)وىو ب ذلك ىبتلف عن األحناؼ الذين يذىبوف إذل أهنا داللة قطعية".ينتهي أبو زيد، بعد قراءتو ب األصل الفقهي األوؿ إذل كوف دالالت اػبطاب القرآين ربتاج إما إذل السنة، وإما إذل اللساف العريب لتفسنىا وتأويلها. ويؤكد على أنو بدراستو ؼبا أنتجو

ال يستهدؼ فقهو )الشافعي( من منظور علم الفقو، بقدر ما يهدؼ إذل دراسة نظرية الشافعياؼبعرفة كما يقدمها فكر الشافعي ذاتو، كاشفا عن "األصوؿ النظرية اليت أقاـ عليها الشافعي

أو -وسائلو االستداللية وإجراءاتو اؼبنهجية...ورصد آليات التأصيل ذاهتا من حيث ىي عمليةنية، إهنا دراسة اؼبنهج دبعناه الفلسفي، وىو منهج دل يطرحو الشافعي طرحا مباشرا، ذى -عمليات

(2)وإمبا قبده مبثوثا بطريقة ضمنية ب كل كتاباتو".بالنسبة لؤلصل الفقهي الثاين، السنة فأبو زيد يقرر منذ البدء، أف السنة ب عصر الشافعي

صدر الثاين من مصادر التشريع، لذلك دل كانت ب حاجة إذل تأسيس مشروعيتها، بوصفها اؼبيكتف الشافعي جبعل السنة شارحة ومفسرة للكتاب فقط، بل عمل على إدماجها ب أمباط الداللة، ليجعلها جزءا جوىريا ب بنية اػبطاب القرآين "وىكذا تتعلق السنة بالكتاب من ثبلثة

ار السنة للخطاب القرآين. الثاين عبلقة أوجو: األوؿ التشابو الدالرل، وىو تشابو يعتمد على تكر التفسن والبياف، كما ب زبصيص العاـ وتفصيل اجململ. والتعلق الثالث انفرادىا بالتشريع بوصفها

. السنة نوعاف: تواتر 3نصا مستقبل، وإف كاف يستمد حجيتو النصية من دواؿ ب الكتاب نفسو"اؿ كامل ببل شبهة، وىو اؼبتواتر، واتصاؿ فيو وآحاد، ألف االتصاؿ بالرسوؿ على مراتب: اتص

شبهة وىو اؼبشهور، واتصاؿ فيو شبهة صورة ومعىن وىو اآلحاد. واؼبشهور ما كاف ب األصل آحادا ب انتشر، فنقلو من ال يتوىم تواطؤىم على الكذب، ب القرف الثاين بعد الصحابة. وىو

األخبار كلها نوعا واحدا، ال فرؽ بن متواتر حجة ما دل ىبالف القياس الصحيح. وال يبكن جعل

(1) .001،‌يظذر‌ضاتك،‌صفؼ‌قتأضص‌األذنجح‌انضطحظر‌أت‌زذ:‌اإلياو‌انشا‌

(2) .06ـ‌‌‌05ص‌ص‌فط،‌

(3) .008ص‌فط،‌‌

Page 178: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

066

وآحاد لصاحل اآلحاد. والتواتر ىو النقل اؼبتصل عن الرسوؿ، ويسمى اؼبستفيض والتواتر، أيضا، (1) ىو كل خرب وقع العلم دبخربه ضرورة من جهة اػبرب، وتواتر اػبربين اؼبتناقضن فبتنع.

بة من أجل اغبصوؿ على اليقن التارىبي ب وقد حدد الفقهاء ؾبموعة شروط ب غاية الصعو األحاديث اليت اشرتطوا فيها أف تراعي مواصفات الرواية واإلسناد. إال أف النظر التأويلي يبقى ب احملصلة النهائية مرتبطا دبدى استجابة خطاب الفقو ؼبقاصد الشريعة، اليت وبتل اغبفاظ على العقل

انت اغبرية نقيضا للعبودية، كانت شرطا من شروط اإلنساف أحد أركاهنا الكلية العامة. وؼبا ك العاقل، فإف اغبفاظ عليها يصبح ضرورة شرعية.

غن أف الشافعي يصادر ىذا اؼببدأ عندما ال يورث العبد، قياسا على اغبديث الذي يقوؿ اهلل "حدثنا أبو بكر قاؿ حدثنا وكيع عن سفياف عمن ظبع جابر بن عبد اهلل يقوؿ: قاؿ رسوؿ (2)صلى اهلل عليو وسلم: من باع عبدا ولو ) أي للعبد ( ماؿ فمالو للبائع، إال أف يشرتط اؼببتاع".

يعتمد الشافعي اغبديث السابق، على اعتبار أنو ينتمي إذل ؾباؿ السنة / الوحي، ليقيس تفي من عليو، ب خطوة يكاد من خبلؽبا أف "يتجاىل بشرية الرسوؿ ذباىبل شبو تاـ، وتكاد زب

نسقو الفكري )أنتم أعلم بشؤوف دنياكم(، ح ى إنو هبعل من مواضعات النظاـ االجتماعي السائد، والذي دل يقمو اإلسبلـ، سنة واجبة اإلتباع، هبري عليها القياس )رغم أف موقف الشافعي

بودية بأف العبد ال يرث( ىبالف موقف أيب حنيفة الذي يرى اغبرية ب اإلنساف ىي األصل، والع (3)شيئا طارئا ال يقاس على أحكامها شيء".

يصل نصر أبو زيد من خبلؿ االختبلؼ بن الشافعي وأبو حنيفة ب تأويل اؼبوقف من مناث العبد، بأف الشافعي ينطلق من نظرة إيديولوجية ب التعامل مع النص، كما يؤسس مشروعية السنة

ويلو للحكمة على أهنا السنة، وتأويل العصمة بأهنا انطبلقا من تأويبلت ب اػبطاب القرآين، كتأانعداـ اػبطأ مطلقا، مستخدما عدة حجاجية، ذبابو نص اؼبخالفن بنص مثلو، فضبل عن تأويل النص اػببلب لينطق دبا يراد منو، أو جبعل اغبديث النبوي ناطقا دبا ىبدـ رؤيتو، كما يتضح من

(1)

.‌076-‌‌075صيرجغ‌ضاتك،‌ص‌‌،ي‌انض‌ئن‌انالغدط‌دف:‌‌(2)

.‌312ص‌‌،و(0994فكر،‌د‌ط،)‌ترخ:‌دار‌ان‌5انظف‌ف‌األدادج‌احار،‌د‌:ػثذ‌هللا‌ت‌يذذ‌ات‌أت‌شثح‌(3)

.020،‌يظذر‌ضاتك،‌صفؼ‌قتأضص‌األذنجح‌انضطحظر‌أت‌زذ:‌اإلياو‌انشا‌

Page 179: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

067

يث يقوؿ الشافعي "وما فرض رسوؿ اهلل عليو وسلم شيئا رده على من ينكروف أف السنة وحي، حقط إال بوحي، فمن الوحي ما يتلى، ومنو ما يكوف وحيا إذل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم فيسنت بو. أخربنا عبد العزيز بن ؿبمد بن أيب عمرو عن اؼبطلب بن حنطب أف رسوؿ اهلل صلى

اكم عنو إال وهنيتكم عنو، وإف الروح األمن قد ألقى ب اهلل عليو وسلم قاؿ: ما تركت شيئا فبا هنروعي أنو لن سبوت نفس ح ى تستوب رزقها، فأصبلوا ب الطلب... وقد قيل: ما دل يتل قرآنا إمبا ألقاه جربيل ب روعو بأمر اهلل، فكاف وحيا إليو. وقد جعل اهلل إليو ؼبا شهد لو بو من أنو يهدي

سن. وأيهما كاف فقد ألزمهما اهلل تعاذل خلقو، ودل هبعل ؽبم اػبنة من إذل صراط مستقيم أف ي (1)أمرىم فيما سن ؽبم وفرض عليهم إتباع سنتو".

التوحيد بن وحي القرآف ووحي السنة، كمحاولة أسس ؽبا الشافعي ال تستقيم، خاصة كونو فاؽ التوحيد بن اإلؽبي جعلهما على درجة واحدة من اإللزاـ، فمثل ىذا التوحيد يشارؼ "آ

والبشري، دبا يستتبعو ذلك من إىدار خصوصية الرسوؿ وبشريتو، بوصفو مبلغا للوحي وشارحا لو، -وىو مفهـو السنة -)فضبل عن أنو ليس( كل ما صدر عن الرسوؿ من أقواؿ وأفعاؿ وتقريرات

أصحابو، ويتبع صدر عن وحي، فكثن من الشواىد تدلنا على أنو كاف يرى الرأي ب يستشنرأيهم، واؼبرويات ب ذلك أكثر من أف ربصى، لذلك وبس الشافعي أحيانا أف تأويل اغبكمة

تأويل وبتاج إذل تأويل آخر، خاصة إزاء -سعيا إذل تأسيس الرتابط العضوي بن النصن -بالسنةلى في واذكر من يرى أف اغبكمة ىي الكتاب نفسو، وأف منطوؽ اآلية الكريبة: } ف ما يػتػ

( يؤكد أف 34{)األحزاب: اآلية بػيوتكنا من آيات اللاو والحكمة إفا اللاو كاف لطيفا خبيرااؼبتلو ىو القرآف، وىو اغبكمة أيضا. وىنا يلجأ الشافعي إذل تأويل التبلوة بأهنا ؾبرد النطق، ح ى

(2)طق هبا كما ينطق القرآف".تدؿ اغبكمة على السنة اليت ينماداـ القرآف ىو الوحي والبياف األوؿ، فإف السنة ىي التطبيق األوؿ لبياف الوحي ب الزماف واؼبكاف، بينما يبثل اإلصباع التجربة اعبماعية ب كل عصر، حسب حنفي الذي يعيد اإلصباع إذل

(1)

.025قتأضص‌األذنجح‌انضطح،‌يظذر‌ضاتك،‌صظر‌أت‌زذ:‌انشافؼ‌‌(2)

.‌026-025ص‌ص‌فط،‌‌

Page 180: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

068

، ألنو عمل إرادي وجهد صباعي على القرار الفعل، وىو ذبربة اعبماعة غن النصية، خوفا لغة العـزمن التفرد بالرأي، وىو ضد اػببلؼ والتفرؽ، وإهباد ذبربة مشرتكة يعيشها اعبميع "وب االصطبلح ىو إصباع األمة على شيء، وليس رأيا واحدا قامت عليو اغبجة، إنو اتفاؽ األمة على بداىات

ة أو أمور معلومة ب الدين بالضرورة الشرع، مثل أركاف اإلسبلـ اػبمسة، وىي نصوص متواتر (1)وبقرائن األحواؿ، وال يعقد االجتماع إال باتفاؽ العلماء".

يبلحظ نصر أبو زيد أف اإلصباع عن الشافعي، كمفهـو على يتميز بكثن من "االلتباس". من الذي يرجع ب األساس إذل "اتساع مفهـو السنة عنده اتساعا يكاد يشمل إصباع اعبيل األوؿ

اؼبسلمن، جيل الصحابة. وكأف الشافعي كاف مشدودا بن خيطن: أوؽبما خيط توسيع نطاؽ النصوص، وثانيهما حقيقة االختبلؼ الذي كاف منتشرا ب عصره بن علماء األمصار

، لذلك قبد أف الشافعي يفرؽ بن اإلصباع ب الرواية عن النيب، وبن اإلصباع على (2)اؼبختلفة"جتهاد، أي أنو يفرؽ بن التواتر واإلصباع، مستبعدا أف يأب اإلصباع دبا ىبالف سنة العمل باال

، كجزء من ؿباولتو الكربى وضع (3)النيب. ويكاد الشافعي أف هبعل اإلصباع "سنة واجبة اإلتباع"قوانن لتفسن اػبطاب الفقهي، وىي ؿباولة اعتمد فيها الشافعي على اقتدار حجاجي مشهود،

أف ىذا اغبجاج يطمح إذل بلوغ الغاية التقعيدية للمشروع الشافعي، ح ى لو وقع "ؾبدد رغم اإلسبلـ ب القرف الثاين اؽبجري" كما وصفو ابن حنبل، ب فيما يسميو نصر أبو زيد النزعة

ابت اإليديولوجية، أو العرقية، أو إىدار البنية التارىبية والسياقية للنصوص، وربويلها إذل نص ديين ث الداللة واؼبعىن.

فكما ساوى، أو كاد بن الكتاب والسنة، فإف الشافعي انتهى ب تقعيداتو الفقهية حوؿ اإلصباع إذل إدراجو ب مفهـو السنة، ألنو وبتج لو بأحاديث النيب اليت توصي االلتزاـ دبا تقرره

كتاب والسنة، ألهنم ال يبكن صباعة اؼبسلمن، على اعتبار أف ىؤالء ال يبكنهم إتياف ما ىبالف الأف هبتمعوا على خطأ، فضبل عن أنو "من قاؿ دبا تقوؿ بو صباعة اؼبسلمن، فقد لـز صباعتهم،

(1)

.224ـ‌‌223صيرجغ‌ضاتك،‌ص‌‌ي‌انض‌ئن‌انالغ،دط‌دف:‌‌(2)

.063انشافؼ‌‌قتأضص‌األذنجح‌انضطح،‌يظذر‌ضاتك،‌ص‌ظر‌أت‌زذ:‌(3)

.067ص‌‌فط،‌

Page 181: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

069

ومن خالف ما تقوؿ بو صباعة اؼبسلمن فقد خالف صباعتهم اليت أمر بلزومها، وإمبا تكوف الغفلة كتاب وال سنة وال قياس، إف شاء ب الفرقة، فأما اعبماعة فبل يبكن فيها كافة غفلة عن معىن

(1)اهلل".إف إدراج اإلصباع ب السنن، يوسع مفهـو السنة، فثمة إصباعا لؤلجياؿ التالية، دبا ىي سنن تارىبية، ينضوي ربت لواء السنة اليت كلما اتسعت يتسع ؾباؿ النصوص، "وتضيق نتيجة لذلك

شروع الشافعي، اضطرب مفهـو اإلصباع مساحة االجتهاد. وألف تلك كانت الغاية األساسية ؼب (2)عنده ذلك االضطراب اؼبلحوظ".

وبالنظر إذل أف القياس ىو اجتهاد فرد، توافرت فيو شروط لبلجتهاد، فإف اإلصباع، كما يرى اعبابري أقوى منو، لكونو إصباع اجملتهدين. كما أنو يلفت إذل أف األصوؿ األربعة أضحت ب هناية

نن: النص ػ القرآف والسنة ػ واالجتهاد، أي اجتهاد الفرد واجتهاد اعبماعة، "ومن التحليل أصلن اثىنا كاف البياف الشرعي صنفن: بياف ال وبتاج إذل مزيد بياف، وىو النص الظاىر اؼبعىن، القطعي الداللة، وبياف وبتاج إذل بياف لوروده على صيغ ـبصوصة من التعبن ربتاج إذل بذؿ ؾبهود للوصوؿإذل اؼبعىن اؼبراد، أو لكوف األمر يتعلق بنازلة دل يرد فيها نص، فيكوف البياف حينئذ ىو االجتهاد ب ردىا إذل ما فيو نص وقياسها عليو. فاالجتهاد، سواء كاف اجتهاد فرد أو صباعة، ىو دوما اجتهاد

(3)ب نص، أو انطبلقا منو، أو استنادا عليو.، وعبلقتو بالقياس، يقوؿ إهنما "اظباف ؼبعىن واحد" وصباعهما وب تعريف الشافعي لبلجتهاد

، أو على سبيل اغبق فيو داللة موجودة، وعليو، إذا كاف فيو "كل ما نزؿ دبسلم ففيو حكم الـزبعينو حكم، إتباعو، وإذا دل يكن فيو بعينو طلب الداللة على سبيل اغبق فيو باالجتهاد،

(4)واالجتهاد القياس".

(1)

.574ـ 574ص ص ،‌يرجغ‌ضاتك :يذذ‌ت‌ئدرص‌انشافؼ‌(2)

.067يظذر‌ضاتك،‌ص‌،ظر‌أت‌زذ:‌انشافؼ‌‌قتأضص‌األذنجح‌انضطح‌(3‌)

.32، صو(2‌،0991)‌ترخ:‌يركس‌دراضاخ‌اندذج‌انؼرتح،‌طتح‌انؼمم‌انؼرت‌‌:يذذ‌ػاتذ‌انجاتر(4)

.577ص ،مرجع سابق :يذذ‌ت‌ئدرص‌انشافؼ‌

Page 182: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

071

ىكذا تصور اؼبصادرة على فعالية االجتهاد، كمفهـو ينبثق من خبلؿ حفز العقل من شأف على اإلبداع. كما أف ربديد أفق االجتهاد/ القياس باكتشاؼ الدالالت اؼبسترتة ب النص، يعمل على "نفي العقل، وحبسو ب دائرة النصوص، حبيث ال يتجاوز دوره استكشاؼ داللتها،

(1)فسنىا".والعكوؼ على تأويلها وتنزعة الشافعي ب تكريس سلطة النصوص، تظهر ب رفضو رد باقي اؼبناث لؤلخت اليت توب أخوىا ودل يرتؾ ورثة غنىا، ألف حكم اهلل عز وجل ب األخت منفردة ومع األخ سواء، بأهنا ال

رؾ أختو: تساوي األخ، وأهنا تأخذ النصف فبا يكوف لو من اؼبناث.... فلو قلت ب رجل مات وتؽبا النصف باؼبناث وأردد عليها النصف، كنت قد أعطيتها الكل منفردة، وإمبا جعل اهلل ؽبا النصف ب االنفراد واالجتماع، فقاؿ: فإين لست أعطيها النصف الباقي مناثا، إمبا إياه ردا قلت:

تعطيو جنانو وما معىن )ردا(؟ أشيء استحسنتو، وكاف إليك أف تضعو حيث شئت؟ فإف شئت أف أو بعيد النسب منو، أيكوف لك ذلك؟ قاؿ: ليس ذلك للحاكم، ولكن جعلتو عليو بالرحم.

. (2)مناثا؟ قاؿ: فإف قلتو؟ قلت: إذف تكوف ورثتها غن ما ورثها اهلل"سبسك الشافعي حبرفية النص حـر األخت النصف الثاين من اؼبناث، ولو ربت عنواف صلة

تشدد ذاتو الذي أبداه ذباه توريث العبد بذريعة أف النص دل يصرح بذلك، وىو ما الرحم، وىو الساىم ب تضييق أفق االجتهاد ح ى أصبح مقتصرا على القياس وحده، أي القياس باؼبفهـو الشافعي، الذي يعين أف يكوف اغبكم مستنبطا من النص، وفبتثبل لدالالتو امتثاال مطلقا. كما

فية السنة اليت لعب ب تثبيت مكانتها دورا أساسيا إذ "مدد مفهـو طاعة يتمسك الشافعي حبر . ىذا ما أدى ػ حسب نصر أبو زيد ػ إذل إحداث تطابق (3)الرسوؿ ليضعو ب مصاؼ طاعة اهلل"

تاـ بن مصدري اؽبوية اإلسبلمية، القرآف والسنة إذل "حد أننا من اؼبمكن أف نعدنبا، من وجهة درا واحدا وإف كاف يرتكب من طبقتن: طبقة عليا ىي القرآف، وطبقة دونو نظر فعل الواقع، مص

ىي السنة. ىاتاف الطبقتاف متداخلتاف وال يوجد فرؽ نوعي بينهما.كما أف اؼبعادلة الشافعية للسنة

(1) .068يظذر‌ضاتك،‌ص‌،ظر‌أت‌زذ:‌انشافؼ‌‌قتأضص‌األذنجح‌انضطح‌

(2) .‌588ـ‌‌587طاتك،‌ص‌صانرجغ‌ان:‌يذذ‌ت‌ئدرص‌انشافؼ‌

(3) .و(0989،‌ترخ:‌‌61ـ‌‌59الف،‌ع‌ل‌ئشكاناخ‌انض‌انمرن‌)يجهح‌يد‌:يذذ‌أدذ‌يذدظر‌‌أ‌

Page 183: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

070

بالقرآف تعين، ضمن ما تعين، رفض تارىبية السنة. وانتصار تيار الشافعي كاف من األسباب اليت .(1)يت الرؤية البل تارىبية ب نظر اؼبسلمن لرتاثهم الديين دبجملو"أدت إذل تثب

التفكن الفقهي عند الشافعي قاـ بتأسيس سلطة للنصوص تشمل سائر ؾباالت اغبياة االجتماعية واؼبعرفية، حينما حوؿ النص الشارح إذل نص أصلي، أضفى عليو كما يرى نصر أبو

وسع مفهـو السنة، بأف أغبق اإلصباع والعادات بو، وربط زيد درجة اؼبشروعية ذاهتا، كما من االجتهاد بكل ما سبق ربطا ؿبكما، فبا يعين ب األخن تقييدا لئلنساف وإلغاء فعاليتو وخرباتو، والعمل على احملافظة على اؼبستقر والثابت، وبالتارل تكريسا للماضي، من خبلؿ إضفاء الشرعية

لدينية اليت سوؼ يصبغ هبا، األمر الذي هبعل األزلية ميزتو اػباصة. عليو، وذلك من خبلؿ اؼبيزة اإف العقل اؼبستخدـ ب رسالة الشافعي، عقل ديين من نوع خاص، عقل ديين معياري، حسب أركوف، فهو وبدد ماىية اػبن والشر، لذلك يسهل على صبهور اؼبؤمنن فهمو واستيعابو

ينا متماسكا إكراىيا بالنسبة للفكر ومطمئنا لسكوف النفس "ىذا العقل الديين وباوؿ أف يشكل يقومغذيا للقلب ومنظما لشؤوف اجملتمع. إنو يشكل كل ذلك، انطبلقا من حدث استهبلرل تدشيين كبن يقسم التاريخ إذل قسمن: ما قبلو وما بعده، أي ما قبل غبظة النبوة ونزوؿ الوحي وما

يوي وتاريخ النجاة ب الدار اآلخرة إذل ما قبل وما بعد... بعدىا. ىذا اغبدث يقسم التاريخ الدنوىكذا ينتج ىذا العقل ليس باؼبعىن اغبديث للكلمة، وإمبا دبعىن التعرؼ على الشيء بشكل

. (2)عفوي أو االنتساب اؼبباشر بالقلب والعاطفة إذل اغبقائق األبدية اػبالدة"يتعن أف يتم ب ضوء مدى امتثالو تأويل اػبطاب الفقهي الذي أسس أصولو الشافعي

للمقاصد الكلية للشريعة، واليت يبكن استيعاهبا ب ثبلثة مبادئ كلية ىي: العقل واغبرية والعدالة، كما يبكن ؽبذه األخنة، كما يرى نصر أبو زيد، أف تستوعب ـبتلف القواعد االجتهادية اليت

تلك اؼبباديء سيجعلنا نتوقف عند قاعدة وضعها األصوليوف، ومن اؼبؤكد أف "االنطبلؽ من ىدي)درء اؼبفاسد مقدـ على جلب اؼبصاحل( وقفة نقدية فاحصة متأملة للسياؽ التارىبي الذي صيغت

(1)

.091ضاتك،‌صانشافؼ‌‌قتأضص‌األذنجح‌انضطح،‌يظذر‌‌ظر‌أت‌زذ:‌(2)

.95ذ‌مذ‌انؼمم‌اإلضالي،‌يرجغ‌ضاتك،‌ص‌:يذذ‌أرك‌

Page 184: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

072

فيو، وىو سياؽ حالة الضعف والتمزؽ والتشتت الذي أصاب بنية اجملتمعات العربية اإلسبلمية حجر عثرة ب سبيلو، أي لناىضنا تطور العقل )فلو أخذنا بتلك القاعدة( لناىضنا التقدـ ووقفنا

.(1)وتقدمو، وبذلك ننتهك مبدأ كليا من مبادئ اإلسبلـ"تأويل خطاب الفقو إذف ينبغي أف يتثبت من مدى أخذ ىذا اػبطاب مصاحل اإلنساف العامة

بعن االعتبار، و بالتارل مقدار استجابتو غبركة الزماف واؼبكاف وغباجات الناس. نتائج المقاربة التأويلية عند نصر أبو زيد./ في 02

إف تطبيق اؼبقاربة التأويلية اليت يعتمدىا نصر أبو زيد ب قراءة الرتاث الديين، ال شك سوؼ تكوف ؽبا نتائج وتبعات، فقد أحدثت مواقفو منذ منتصف تسعينيات القرف اؼباضي كثنا من

وأفكاره ب مواجهة الطبقة اؼبثقفة من رجاؿ اعبدؿ على الساحة الفكرية والدينية، وضعت الباحثالدين والفكر من جهة، واؼبؤسسات الرظبية الدينية، والعلمية من جهة أخرى، األمر الذي يؤكد دبا ال يدع ؾباال للشك، أف التأويل من اؼبيادين اؼبعرفية ذات اغبساسية العالية، وبالتارل كاف من

قاربة التأويلية، سواء ب ذلك على اؼبستوى الذاب الضروري التساؤؿ حوؿ نتائج تطبيق اؼب الشخصي، أو على اؼبستوى اؼبوضوعي.

محنة نصر أبو زيد: من التفكير إلى التكفيرأ / الشك أف األزمة اؼبتعددة األوجو اليت مر هبا نصر أبو زيد، بدءا برفض اعبامعة ترقيتو إذل

دعوى التفريق بينو وبن زوجتو انطبلقا من درجة األستاذية، وبعدىا حظر مؤلفاتو، وصوال إذلاالعتقاد بردتو عن دين اإلسبلـ تشن ػ أي األزمة ػ إذل ذلك اؼبأزؽ الذي أحاط حبرية الفكر والتفكن ب اجملتمع العريب، ىذا اؼبأزؽ الذي ما فتئ يزداد اتساعا وتعقيدا، خاصة عندما أصبحت

وىا، أي كبو تأزن العبلقة بن اؼبفكر واغباضنة اعبامعة حامل لواء ىذه األزمة والدافع كباالجتماعية اليت ينتمي إليها، خاصة عندما تعلق األمر باجتهادات فكرية، نظر صاحبها إذل

(1)

.217ص‌،تكاظر‌أت‌زذ:‌انخطاب‌انتأم،‌يظذر‌ض‌

Page 185: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

073

النص الديين من خبلؿ أدوات نقدية، كانت الغاية من وراءىا قراءة ىذا النص بشكل علمي، الدراسات اإلنسانية.وباستخداـ اعبديد من اآلليات اؼبنهجية ب حقل

مثلت ىذه احملنة وجها من وجوه التأويل اؼبضاد للخطاب الديين، الذي عمل على استخداـ ـبتلف آليات اغبجب واإلقصاء، لغرض إثبات اغبجة على اػبصم نصر أبو زيد وبالتارل القضاء

والقضاء عليو عليو فكريا و فيزيقيا، فكريا من خبلؿ حرمانو من الرتقية، وىذا ما حدث فعبل، فيزيقيا من خبلؿ القتل، كونو مرتد خرج عن ملة اإلسبلـ، كما حدث مع مفكرين آخرين، وىذا

ما دل وبدث.أصبح نصر أبو زيد، ومن معو من مؤيدين "خاسرين لكل اعبوالت اليت خاضوىا، "فاجملتمع ب

اغبرماف من الرتقية، بأهنا ، مصورا بذلك قضية (1)اعبامعة يرفضهم، واجملتمع خارج اعبامعة يرفضهم" (2)"معركة حقيقية بن )اإلسبلـ الصحوة(، و)اؼباركسية احملتضرة( ب ببلدنا".

وقد كاف نصر أبو زيد قد تقدـ للرتقية، من خبلؿ مؤلفيو: اإلماـ الشافعي وتأسيس نشورة ب األيديولوجية الوسطية ونقد اػبطاب الديين، باإلضافة إذل كثن من الدراسات والبحوث اؼب

كثن من اجملبلت احملكمة وكاف رأي عبد الصبور شاىن ػ الذي كاف عضوا بلجنة الرتقية ػ هبذه الدراسات، أف الباحث يدور ب فلك مفهومن ال ثالث ؽبما، نبا الرتاث والتأويل، وأف طابع

كرة غبقائقهما، اإلنتاج ب أعمالو قريب من علم الكبلـ والعقيدة، مع "ربكيم النظرة اؼبادية اؼبناعباحدة ؼبعطياهتما .... وؼبا كاف مذىب الباحث مرفوضا على مستوى القراء، أو على مستوى اؼبتخصصن ب الثقافة اإلسبلمية، فإنو دل ينشر أعمالو إال ب ؾببلت ؿبدودة االنتشار، وغن

إلماـ الشافعي ؿبكمة أحيانا، ـبافة رد الفعل الذي يتوقعو قطعا، )فضبل عن أف( كتابو عن اخفيف الوزف علميا، ال يقوـ بو الباحث ألنو يتضمن آراء منحرفة ال تليق أف تنشر عن اإلماـ

(3)العظيم".

(1)

.7ـ‌6ص‌ص‌،‌اع:‌اناشر‌انؼرب،‌‌د‌ط،‌د‌خ()‌انر‌لظح‌أت‌زذ‌اذطار‌انؼهاح‌ف‌جايؼح‌انمارج‌:ر‌شاػثذ‌انظث‌(2)

.8ص‌فط،‌‌(3)

.32،‌ص‌فط‌‌

Page 186: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

074

أما عضو اللجنة ؿبمد البلتاجي عميد كلية العلـو وأستاذ الفقو وأصولو، فقد تساءؿ قائبل يعقل أف يسمح لنصر أبو زيد "ىل يكوف رفض نصر أبو زيد للقرآف والسنة حرية فكرية ... وىل

أف هبري ىذه األحكاـ على اإلماـ الشافعي، وىو ليس إماما عاديا، فهو منشئ علم أصوؿ فضبل عن ىذه اآلراء، ضبل تقرير عبد الصبور شاىن عن أفكار نصر أبو زيد كثنا من (1)الفقو؟".

اب الديين" بالنقد االستهجاف، خاصة ب ما تعلق بتصدي الفصل األوؿ من كتاب "نقد اػبطلقضية النص، واغباكمية، وكذلك النقد لؤلزىر وللدولة. كما يظهر أف اللغة اؼبستخدمة ب التقرير، ىي األخرى كاف ؽبا أف تثن استياء كثن من األكاديبين، ومن بينهم جابر عصفور الذي وصف

استخدامها ب ؾباؿ العلم التقرير بأنو تقرير انفعارل خطايب تكفني، يستخدـ عبارات ال يليق واػبطاب اعبامعي بوجو عاـ. وبالتارل جرى الربط بشكل ؿبكم بن رفض ترقية نصر أبو زيد، وبن دعوى الردة اليت قضت بتفريقو عن زوجتو بعد أف "قاـ بنشر عدة كتب وأحباث ومقاالت

ي يعترب معو مرتدا، ووبتم تضمنت، طبقا ؼبا رآه علماء عدوؿ، كفرا ىبرجو عن اإلسبلـ، األمر الذ (2)أف تطبق ب شأنو أحكاـ الردة، حسبما استقر عليو القضاء".

اعتمدت عريضة دعوى الردة، على ما وصل إليو تقرير البلتاجي حوؿ كتاب الشافعي وتأسيس األيديولوجية الوسطية بأنو قائم على "العداوة الشديدة لنصوص القرآف والسنة والدعوة

اىل ما أتت بو، ال معىن للتحرر من سلطة نصوص القرآف والسنة إال الكفر دبا إذل رفضها وذبفيهما من أحكاـ وتكليفات... كما أقاـ اؼبؤلف نفسو عدوا للشافعي... كذلك دل يرتؾ مناسبة

(3)ب كتابو الصغن للغض من النصوص وربقنىا، وذباىل ما أتت بو إال انتهزىا".رير أساتذة ب كلية العلـو جبامعة القاىرة، انصبت على قراءة كما اشتملت الدعوى على تقا

ما كتبو الباحث، ووصلت إذل استنتاج يقضي وفق ما خلصت إليو الدعوى، بأف زواج "اؼبعلن إليو

(1)

.38ص‌‌فط،‌‌(2)

.02ص‌،‌و(0996،‌انمارج:‌شثاط‌059ػرضح‌دػ‌انتفرك‌ت‌أت‌زذ‌زجت)‌يجهح‌انمارج،‌انؼذد‌‌(3)

انظفذح‌فطا.‌فط،‌‌

Page 187: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

075

األوؿ نصر أبو زيد من اؼبعلن إليو الثاين ػ زوجتو ػ يكوف قد انفسخ دبجرد ىذه الردة، ويتعن (1)أسرع وقت، منعا ؼبنكر واقع ومشهود".لذلك التفرقة بينهما ب

دل يتوقف األمر عند ىذا اغبد فقد عمل فقهاء قانوف، و أكاديبيوف على رد دعوى الردة اليت نطقت هبا ؿبكمة اعبيزة، مستعينن ب ذلك، بالنصوص الدينية، كما فعل خصومهم، إلبطاؿ

ى الباحث، إذ أف زوجتو ابتهاؿ يونس مزاعمهم بردة الباحث. كاف ؽبذه األحداث األثر البالغ علىي "اؼبرأة الوحيدة ب عاؼبنا اإلسبلمي اليت طلقت دوف أف تطلب الطبلؽ، ب حن ىناؾ مئات وردبا ألوؼ النساء، ولعشرات السنن يطلنب الطبلؽ ب احملاكم، ودل يظفرف بو! وىذه مفارقة" كما

البتهاؿ موقف شجاع. قالت: أنا جزء من يروي نصر أبو زيد ب حوار صحاب. ب يضيف "كاف سنة ىذا الرجل، وأنا اليت اخرتتو، وليس من حق أحد ب الدنيا، قاضيا كاف أـ غن قاض أف يتدخل باظبي من أجل ضباييت. والذي حصل، بعد ذلك، أهنم وصموىا بالزنا، وأهنا تعيش

ؿ، أهنم يقولوف عن ابتهاؿ يونس اػبطيئة. ىنا اجتاحين األدل على ثبلثة مستويات: اؼبستوى األو زانية ب ؾبتمع مسلم، وأنا مسلم، وبالتارل أعرؼ ماذا يعين ىذا. أنا ال أتكلم عن ابتهاؿ يونس ألين أعلم كم ىي قوية، ولكين أربدث عن أـ ابتهاؿ يونس، عن إخوة ابتهاؿ يونس، عن أسرهتا.

عندما قامت جامعة القاىرة بانتزاع كتيب من ماذا يعين أف يقاؿ عن ابنتهم زانية؟ واؼبستوى الثاين،اؼبكتبة. واؼبفارقة أف كتابن من تلك الكتب كنت قد ظفرت بإجازب األكاديبية عربنبا .... واؼبستوى الثالث، أو اعبرح الثالث، فقد ذبلى بتدمن تلك اغبديقة الصغنة اليت بدأت زراعتها مع

(2)اجستن والدكتوراه ب اؼبوضوع نفسو."الطبلب الذين كانوا يعملوف معي ب اؼبربولت ىذه األزمة بشقيها، إذل حقل خصب لسجاالت فكرية كاف ؽبا أف تشغل الفكر العريب لسنوات، كما شغلت أوساطا ثقافية وأكاديبية ب العادل وساؿ فيها حرب كثن، وألفت فيها

علماين يؤمن أصحابو بالعقبلنية وقيم كثن من اؼبؤلفات، قسمت اؼبفكرين إذل تيارين: األوؿ تيارالتنوير وحرية التفكن. أما الثاين يبثلو أنصار التفكن السلفي اؼبتشدد الذين وبرصوف على قداسة

(1)

..03،‌ص‌فط‌‌(2)

زذ،‌يرجغ‌ضاتك.‌أت‌ظر‌يذح‌ػظفر:‌دالالخ‌جاتر‌

Page 188: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

076

النصوص، ويرفضوف تأويلها وفق مناىج الفهم اغبديثة، وىذا التيار يتبىن "اػبطاب األصولوي الشافعي وأوصى بو ابن تيمية، وأف ى بو الغزارل، الذي ينكر وجود أية مسافة فكرية بن ما أصلو

.(1)وأصبع عليو مراجع التقليد، وبن اؼبعتقد الديين كما ىو سائد ب اجملتمعات اؼبعاصرة "إف التأويل الذي حلل دبنهجو نصر أبو زيد اآلليات اليت ضيق هبا العقل الفقهي التقليدي

ة ح ى اآلف، ىو التأويل نفسو الذي استعاف بالنص مساحة التفكن وإعماؿ العقل منذ عصر اؼبعتزلليصادر حق الباحث ب االختبلؼ اؼبنهجي، وتبين رؤية مغايرة لوقائع التاريخ اإلسبلمي

وإحداثياتو وخطاباتو.قدـ نصر أبو زيد نفسو، من خبلؿ كتاباتو و نقاشاتو على أنو مثقف وصاحب رسالة

أف مشروع نصر أبو زيد يبلك ازدواجية اؽبدؼ إذ وقضية، حبسب تعبن علي حرب الذي يعتقد"يرمي أوال إذل نقد الرتاث وربليلو، مع تركيز االىتماـ على النص القرآين بشكل خاص، بوصفو ؿبور الثقافة اإلسبلمية. ويرمي ثانيا إذل تقدن تأويل أو فهم موضوعي لئلسبلـ على كبو مضاد

ظفو اعبماعات اإلسبلمية. وؽبذا فهو وبارب على مستوين: للطريقة اليت تفهمو هبا أو سبارسو أو تو ى أوال على مستوى الرمز، إذ ىو بنقده للفكر الديين وؼبفهـو الوحي، من مفهـو دىري، يعمل عل

ن داخلو خصومو من اإلسبلمين، وىو وبارهبم على صعيد تصديع البناء الرمزي الذي يتحصركاهتم ومشاريعهم، وذلك بتعريتو آلليات اغبجب الواقع، إذ ىو وباوؿ نزع اؼبشروعية عن رب

والتضليل اليت يبارسها أصحاب اػبطاب الديين اؼبعاصر باسم الدين وربت راية اؼبقدس. إذف ىو يعمل على ىدـ السقف الرمزي الذي يستظل بو خصومو، وعلى زعزعة األرض اليت يقفوف عليها.

. (2)صومو من األصولين اإلسبلمين"وىذا ىو أصل النزاع وموضع الصداـ بينو وبن خرغم أف حرب ينكر أف تكوف أزمة نصر أبو زيد، مرتبطة بالنزاع على التأويل بن الباحثن اؼبسلمن، بل يربطها حبرية البحث والتفكن، غن أف ب ذلك إقرارا ضمنيا بأف النزاع، نزاع على

يلة من التاريخ اإلسبلمي، وىو ما يقر بو حرب التأويل وب التأويل، إنو النزاع الذي ميز مرحلة طو

(1) .‌‌‌02،‌ص‌يرجغ‌ضاتك‌ػرضح‌دػ‌انتفرك‌ت‌أت‌زذ‌زجت:‌

.99ـ(، ص 1997، علي حرب: االستبلب واالرتداد اإلسبلـ بن روجيو غارودي ونصر أبو زيد )بنوت: اؼبركز الثقاب العريب، د ط (2)

Page 189: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

077

عندما يؤكد بأف اؼبعىن الذي يدور حولو النزاع "يتسع ب القرآف اتساعا هبعل من ىذا النص كونا دالليا وفضاء تأويليا. من ىنا يتعذر القبض على حقيقة النص القرآين. إنو ؾباؿ الختبلؼ

ال يقروف بو مصدرا للحقيقة أو سبيبل للهداية، التفاسن وتعارض الدالالت، حبيث يتسع للذين .( 1)إذا شئنا استنطاؽ بعض آياتو"

اؼببلحظ أف حرية التعامل مع النص القرآين، والكشف عن اؼبسكوت عنو ب بنيتو اللغوية والداللية وح ى التشريعية، ىي اؼبقومات اليت أسست للمشروع الزيدي التأويلي، واليت دفعت أركوف

أنو "أوؿ باحث مسلم يكتب مباشرة بالعربية، ويدرس ب جامعة القاىرة، ويتجرأ على وصفو بانتهاؾ احملرمات العديدة اليت سبنع تطبيق مكتسبات األلسنيات اغبديثة األكثر إهبابية على

(2)القرآف"ال شك أف اؼبواجهة غن اؼبتكافئة اليت خاضها نصر أبو زيد مع موضوع احملرمات جعلتو

قا "ب ؿباكم القاىرة! وىذا ال يشجع إطبلقا على االلبراط ب ىذه البحوث اؼبرغوبة من قبل مبلح .(3)اؼبفكرين األحرار"

إف احملنة اليت وقع نصر أبو زيد ضحية ؽبا، واليت يبكن تسميتها دبحنة ما ىي إال امتدادا لتيار فيو. غن أف نصر أبو زيد فكري ىبفت صوتو ويعلو حسب إيقاع حركة اجملتمع والقوى اؼبتحكمة

الذي البرط ب ذلك الصراع، الذي غالبا ما ىيمنت عليو االهتامات واالهتامات اؼبضادة، هتدر فيو قيم احملاجة العقبلنية النقدية، بقي نصر أبو زيد متمسكا بأطروحاتو األساسية اؼبتمثلة القراءة

من اػبطابات الدينية ونصوص اؼبعتزلة التأويلية ؼبختلف وجوه الرتاث العريب اإلسبلمي، بدايةواؼبتصوفة والفبلسفة اؼبسلمن، مرورا باػبطاب الفقهي كما أقامو الشافعي، وصوال إذل خطاب

العقبلنية ب الفكر العريب اغبديث اؼبعاصر.

.112نفسو، ص (1) .63ـ(، ص 2007، 3ؿبمد أركوف: الفكر األصورل واستحالة التأصيل، ت: ىاشم صاحل )بنوت: دار الساقي، ط (2)(3)

.59ـ‌‌58،‌ص‌صو(4‌،2119خ‌)ترخ:‌دار‌انطهؼح،‌ط‌اشى‌طان‌:خ‌،‌مذ‌انؼمم‌اإلضاليلضاا‌ف‌:يذذ‌أرك‌

Page 190: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

078

أما بالنسبة للذين اهتموه بالردة، فقد أكد أنو انطلق ب منهجو التأويلي من إيباف عميق الذي قاـ على العقل كطريق وحيد كبو العلم، والذي يقود إذل اؽبداية، حيث قاؿ "أنا باإلسبلـ،

؛ وألف األفكار ال سبوت، ح ى وإف طاؿ التشويو حياة أصحاهبا وظبعتهم، فإف (1)أفكر فأنا مسلم" الفكر يواصل رحلة البحث عن اغبقيقة، متحديا ب ذلك الزيف واػبرافة، واعبهل.

و زيد، وـبتلف تبعاهتا، سواء ب ذلك على اؼبستوى القضائي، أو كاف حملنة نصر أباألكاديبي، وح ى االجتماعي، وعبملة من الظروؼ اليت صاحبتها، ومنها هتديده بالقتل، أف تدفع

بو إذل اختيار اؼبنفى الطوعي أستاذا زائرا ب اعبامعات الغربية. ب / وىم الموضوعية في التأويل.

من خبلؿ إنتاجو الفكري الذي يزيد عن عشرة مؤلفات، ب إثراء اؼبكتبة ساىم نصر أبو زيد العربية، خاصة حقل الدراسات اإلسبلمية اؼبعاصرة، ولو قدر لو أف يبتد بو العمر لكاف قاب قوسن أو أدىن من ربقيق حلمو وترصبة مشروعو النظري على أرض الواقع، واؼبتمثل ب وضع

دة تفسن القرآف العظيم وفق ترتيب النزوؿ، و لوال سجاالتو الكثنة موسوعة للقرآف الكرن، وإعااليت شغلتو عن البحث العلمي، وبددت جهوده، الستطاع إقباز حبثو حوؿ السنة ليكوف دبثابة تكملة لكتابو مفهـو النص وىي الدراسة اليت قدـ ؽبا من خبلؿ كتابو عن الشافعي، وهتتم بدراسة

"ربديد شخصية يو الصبلة والسبلـ، لكن بأسلوب نقدي، من خبلؿ اؼبرويات عن الرسوؿ عل)الراوي( الذي يبثل نقطة التقاء مشرتكة ب كل األسانيد اػباصة برواية حدث بعينو أو واقعة

(2)بذاهتا، أو قوؿ مسند إذل النيب عليو السبلـ".يات، على رأسها ما غن أف ترتيب األولويات تغن عند نصر أبو زيد، تبعا لكثن من اؼبعط

تعرض لو من ؿبنة داخل اعبامعة وح ى خارجها، األمر الذي دفعو إذل اػبروج كبو اؼبنفى، بعيدا عن طلبتو. وسط مثل ىذه التطورات وربت تأثن صدمة احملنة، يظهر أف اػبطاب النقدي الذي

نتائج بشكل فوري، تبناه نصر أبو زيد زاد من حدتو وتطرفو، ح ى بدا وكأنو يسعى إذل ربصيل ال

(1)

.6ئر‌انخف‌لراءج‌ف‌خطاب‌انرأج،‌يظذر‌ضاتك،‌صظر‌أت‌زذ:‌دا‌(2)

.265ظر‌أت‌زذ:‌انخطاب‌انتأم،‌يظذر‌ضاتك،‌ص‌

Page 191: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

079

باحثا عن تغين جذري ب العقليات وطرؽ التفكن، وح ى ب اؼبفاىيم. ردبا كاف اؽبدؼ ىو فبارسة االجتهاد بكل حرية، والتوجو كبو اؼبشكلة دوف الدوراف حوؽبا، غن أف ىذه اغبدة جلبت معها

اب الديين" والذي دل عداوة اعبميع ألفكاره، حسب اعرتافاتو، خاصة مع صدور كتابو "نقد اػبطيبقي لو صديقا، ىذا ما أكده لو أحد أصدقائو عندما قاؿ لو "أنت تنتقد السلطة السياسية، وتقوؿ: إف خطاهبا خطاب ديين، وتنتقد األزىر، وتقوؿ: خطاب ديين، وتساوي بن كل ىؤالء

(1)لجميع".وبن اػبطاب اإلرىايب. إذف من الذي سيدافع عنك؟ أنت دخلت ب دائرة العداء لال لشك ب أف ضباس نصر أبو زيد للمشروع الفكري الذي بدأه، كاف السبب اؼبباشر ب ميزة التطرؼ وحدتو، اليت ميزت إنتاجو الفكري، وإف كاف يؤكد دائما على سبلح النقد ب مواجهة

قراءتو تغييب للعقل، وإضفاء ميزة التبجيل والتقديس على الرتاث الفكري، بعيدا عن ومساءلتو و من جديد.

رغم اؼبآخذ الكثنة اليت يعتقد حنفي أف نصر أبو زيد عمل جاىدا من أجل إعادة البناء،يبكن أف تسجل على ما يعتمده من منهجية، إذ "يسهل االتفاؽ مع الباحث ب النتائج ربرير

واإلنساين العقل من سلطة النصوص الدينية وإطبلقو حرا يتجادؿ مع الطبيعة والواقع االجتماعي بدال من الدوراف ب سلك السلطتن الدينية والسياسية. ولكن اػببلؼ حوؿ الوسائل: إدانة كل شيء مناطحة، فبا قد يؤدي إذل سيل دماء الناطح إذا كاف اؼبنطوح حائطا، أـ خلخلة اغبائط، مرة

(2)إذل الوراء، ومرة إذل األماـ، ح ى يقع أماـ أوؿ ىبة ريح؟".في أنو يفتقد إذل كثن من الفطانة واغبنكة الفكرية اليت وجب توفرىا ب كما يبلحظ حن

باحث الرتاث اإلسبلمي، بدليل أف "العداء للخطاب اإلسبلمي اؼبعاصر ولظاىرة الصحوة اإلسبلمية والوقوؼ ؽبا باؼبرصاد أمر تتباغض بو النفوس، وىناؾ أيضا نوع من اؼبغاالة ب النقد

الكلبية( ال يوجد شيء إهبايب. الكل معاب وناقص. كل خطاب ( )أي cynicismلدرجة )يهدؼ إذل غن ما يقصد إليو، لو ظهر وبطن، يكشف عن سوء نية مبيتة وأىداؼ غن معلنة.

(1)

.265،‌ص‌و(‌2113،‌فهطط‌انذتهح:‌75ـ‌‌74يجهح‌انكريم،‌ع‌)‌انكا‌‌انف‌أو‌انسيا‌:ضؼذ‌انثرغح‌(2)

.499،‌ص‌اتكدط‌دف:‌دار‌األجال،‌يرجغ‌ض‌

Page 192: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

081

وىذا صحيح ب ؾبتمع يغيب فيو النقد ويكثر فيو النفاؽ، ويعم فيو اػبطاب اؼبزدوج، ولكن على (1)األغلب، وليس على اإلطبلؽ".

ف وضع اػبطاب اؼبتطرؼ واػبطاب اؼبعتدؿ ب خانة واحدة من جهة أخرى، حكم كما أقاس، فهو يفتقر إذل اغبنكة الفكرية اليت تقـو على "توسيع رقعة اػبطاب اؼبعتدؿ، وتضييق مساحة اػبطاب اؼبتطرؼ ح ى يبكن توسيع قاعدة اغبوار والتفاىم بن كل أنواع اػبطاب الديين

ب وثقلو بن األطراؼ و ىامشيتها. ىناؾ تيارات عديدة داخل الفكر والسياسي، فينشأ القلاإلسبلمي، يبن ويسار ووسط، واػببلؼ بينهما أشد من اػببلؼ بن السلفية والعلمانية... لذلك يقابل اؼبؤلف ػ نصر أبو زيد ػ اػبطاب اؼبتطرؼ خبطاب متطرؼ مضاد، فبل يفل اغبديد إال

(2)اغبديد".اغبنكة والدىاء الفكري عن مواقف نصر أبو زيد، يبلحظ حنفي، أف إذل جانب غياب

اؼبشروع التأويلي عند الباحث متخم إذل حد بعيد بالثنائيات من قبيل "التأويل والتلوين، اإلؽبي والبشري، التارىبي والبلتارىبي، العلم واؼبنفعة، الداللة واؼبغزى، اليمن واليسار، الذاب واؼبوضوعي،

اؼبنتج، اؼبعرب واأليديولوجي. كما يكثر من استعماؿ لفظ الداللة والتحوؿ الدالرل ربت اؼبغرض و (3)تأثن علم الداللة، ىذا العلم السحري الذي يفتح مغاليق كل شيء".

يبدو أف ىذا النقد يتأسس ب اؼبقابل على رغبة ب نقض خطاب نصر أبو زيد، الذي كاف مل على إىدار اغباضر، إذ أف ب خطابو ميل إذل "السلفية قد وصف بدوره جهود حنفي بأهنا تع

اليمينية اؼبتزمتة، )بالتارل( فإف مهمة القراءة التأويلية اؼبنتجة أف ذبذبو إذل آفاؽ إنتاج وعي علمي بالواقع وبالرتاث ب الوقت نفسو. وبعبارة أخرى، على القراءة التأويلية اؼبنتجة أف تنقل اػبطاب

، والقصد ىنا كتاب (4))التلوين( إذل أفق )التأويل( ب إدراؾ الواقع والرتاث معا" اليساري من وىدة الرتاث والتجديد.

(1)

.493ص‌‌ط،ف‌(2)

.475يرجغ‌ضاتك،‌ص‌‌دط‌دف:‌دار‌األجال،‌(3)

.490ص‌فط،‌(4)

.094ظر‌أت‌زذ:‌مذ‌انخطاب‌انذ،‌يظذر‌ضاتك،‌ص‌‌

Page 193: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

080

كاف ؼبثل ىذه االنتقادات ردة فعل قوية من قبل حنفي، ح ى وصف قراءة نصر أبو زيد ؼبؤلفو ذىاب إذل ما القراءة اؼبتسرعة واليت ربكم على عناوين اجمللدات واألبواب والفصوؿ وعدـ البأهنا

وراء اؼبعلن عنو. بل أكثر من ذلك وصل بو الغضب إذل وصف كتاب نقد اػبطاب الديين بأنو خرج من "بطن الرتاث والتجديد، ب عصر ـبتلف من الستينات إذل الثمانينات، ودبزاج ـبتلف،

حث العلمي من اؽبدوء إذل الغضب. الرتاث والتجديد ونقد اػبطاب الديين تأويل للتأويل... إف البأشبو بالسن على حقوؿ األلغاـ. اؼبهم الوصوؿ إذل اؽبدؼ دوف أف ينفجر أحدىا، فيقضي على الباحث وال وبقق اؽبدؼ... كما وضع )الرتاث والتجديد( حقوؿ ألغاـ، فداس )نقد اػبطاب

.(1)الديين( على أحدىا"ؼبشرتكة بن مشروعي ـ( إبراز العناصر ا 2009ـ ػ 1922وقد حاوؿ ؿبمود أمن العادل )

كل من حنفي ونصر أبو زيد، ب قراءة الرتاث الديين والفكر العريب اؼبعاصر، فبلحظ أف كبل اؼبشروعن امتداد للرؤية االعتزالية القديبة، لكن بوسائل منهجية جديدة. فقراءة نصر أبو زيد

ور حنفي، وإف اختلفت للرتاث "تكاد تكوف امتدادا، ب بعض عناصرىا وتوجهاهتا، ؼبشروع الدكتمعو اختبلفا جذريا من حيث اؼبنهج أساسا... فإذا كاف الرتاث عند الدكتور حنفي بناء شعوريا ذا طبيعة ماىوية، فإننا قبده عند الدكتور أبو زيد بناء تارىبيا متغنا متجددا رغم بعض ثوابتو. وفضبل

اؽ االجتماعي التارىبي للرتاث، على حن عن ىذا، فإف رؤية الدكتور حنفي تكاد تفتقد سباما السيأف الدكتور أبو زيد، رغم تركيزه على التحليل الداخلي للنصوص الرتاثية، كشفا لداللتها احملايثة، فإنو يشن دائما إذل أثر العوامل اؼبوضوعية والتارىبية واالجتماعية ب تشكيل الرتاث، وإف دل يقف

يكرسها لدراسة البنية الداخلية للنصوص، وآليات إنتاج عند ذلك طويبل، لطبيعة دراستو اليت .(2)داللتها"

إذا كاف كتاب "نقد اػبطاب الديين" قد أثار زوبعة من النقد واغبراؾ الفكري الرافض لنصر أبو زيد شخصا وفكرا، فبل شك أف الكتاب اآلخر "الشافعي وتأسيس األيديولوجية الوسطية" قد

(1)

.‌492–‌490ص‌ص‌،ظر‌أت‌زذ:‌مذ‌انخطاب‌انذ،‌يظذر‌ضاتك(2)

.65،‌صد‌ط،‌د‌خ(‌رج:‌دار‌لضاا‌فكرح،يالف‌مذح‌ي‌انتراث‌)‌انما‌:يذد‌أي‌انؼانى‌‌

Page 194: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

082

اؼبستوى األكاديبي، وح ى االجتماعي، رفع الشافعي/ خطاب الشافعي أثار كثنا من الغضب، ب إذل مرتبة، دل يعد معها قدرة على نقده.

يظهر أف ىنالك ؿباولتاف أساسيتاف، عملتا بتناغم ػ رغم التنافر الكبن بينهما ػ على نقد قراءة نصر ا ؿبمد عمارة.أبو زيد ػبطاب الشافعي: األوذل قاـ هبا حنفي، أما الثانية فأسس ؽب

يصف حنفي كتاب الشافعي وتأسيس األيديولوجية الوسطية ب معرض حديثو عن ؾبهودات نصر أبو زيد، بأنو يتضمن فضائل "االبتكار واعبدية واؼبنهجية والقدرة على صياغة العبارة العلمية"، زيادة على ذلك، فإف صاحب الكتاب كاف "أشبو دببضع جراح قدير يقـو بعملياتو

راحية الستئصاؿ األوراـ ب جسد الثقافة واجملتمع". كما أف مباذجو تدؿ على التزامو االجتماعي اعبوالعدالة االجتماعية. وكل ىذه "الفضائل" جاءت ب إىاب يعمل على "إثارة الذىن ودفعو إذل

.(1)التفكن، بصرؼ النظر عن االتفاؽ أو االختبلؼ مع اؼبنهج والنتائج"ائص الكتاب، فإهنا ػ حسب حنفي ػ تتمركز أساسا على "اإليغاؿ ب اؼبواقف أما بالنسبة لنق

اإليديولوجية ح ى إهنا طغت على األحكاـ العلمية. واغبقيقة ىناؾ فرؽ بن األحكاـ اؼبسبقة واالختيارات األيديولوجية واؼبواقف السياسية من ناحية، وبن االفرتاض العلمي اؼبوجو للبحث من

والعجيب اهتاـ الشافعي ب كل فكرة بأنو صاحب موقف أيديولوجي وسطي، وأنو ناحية أخرى...زبلى عن العلم والعقبلنية والتحليل لصاحل اؼبواقف األيديولوجية اؼبسبقة، أي االختيارات السياسية، وإيثار الوالء السياسي على األمانة العلمية. ويكثر من استعماؿ لفظ األيديولوجي عشرات اؼبرات،

ا يكشف عن ذلك ربليل اؼبضموف، فبا يدؿ على أف اللفظ ىاجس رئيسي عند الباحث قد كم، كما يبدو أنو من غن اؼبعقوؿ الفصل (2)يكتشف بو ىاجسا مضمرا مسكوتا عنو عند الشافعي"

بن نبـو الباحث من جهة واؼبواطن من جهة ثانية، وعليو فإذا كاف للشافعي أف غلب نبـو ـ العادل ب زمنو، فاألمر نفسو مع نصر أبو زيد.اؼبواطن على نبو

(1)

.462ـ‌‌460ص،‌ص‌يرجغ‌ضاتك،‌دط‌دف:‌دار‌األجال‌(2)

.462ص‌‌فط،‌

Page 195: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

083

أما اؼببلحظة األخرى فتدور حوؿ بروز صبلة من اؼبصطلحات اغبديثة ب دراستو ػبطاب الشافعي، من قبيل إيديولوجيا مثبل، إذل جانب استخدامو للفظ "توفيقي" تارة و"تلفيقي" تارة

ن ب معرض بياف الصلة بن الفلسفة أخرى، مع أنو لفظ ب الرتويج لو من خبلؿ اؼبستشرقاإلسبلمية والفلسفة اليونانية، والواقع أف نصر أبو زيد يستخدمو "ب غن موضعو ب علم أصوؿ

(1)الفقو".يؤكد حنفي، أف نصر أبو زيد يؤسس مؤلفو على مفهـو تقليدي للنص، وىو يعلم عدـ

بن النص والواقع إال "تعارض ونبي من سبلمتو، لكنو يتعامل معو ح ى يسهل نقده. وما التعارض (2)أجل اعبداؿ السياسي. النص واقع، والواقع نص".

كما يظهر أف كثرة االستطراد بالروايات، واحدة من عيوب الكتاب، خاصة كوهنا تأب من ألجل"زيادة حدة الصورة السلبية للشافعي، وىي صحيحة بالنسبة ألصحاب اغبديث، وكذلك

لروايات اليت تعطي صورة إهبابية ألىل الرأي ب مقدمتهم أبو حنيفة. ويتكرر االستطرادات ب ااغبدس الرئيسي ب كل الكتاب: توسيع نطاؽ السنة، جعلها مصدرا مستقبل، اؽباجس األيديولوجي عند الشافعي، الوسطية، تضييق نطاؽ االجتهاد.. اخل، فبا يدؿ على أهنا مواقف

األمر يبلـز كل مؤلفات نصر أبو زيد.. اغبقيقة أف ىذا (3)مسبقة "يتساءؿ حنفي ب معرض دفاعو عن خطاب الشافعي، ؼباذا "الشافعي باستمرار ؾبرح وـبوف، يفتش اؼبؤلف ب ضمنه. وىو ما يعاين منو عندما يفتش اآلخروف ب ضمنه للكشف عن نواياه

ؼ إذل غن ما يعلن، وأف لكبلمو غن اؼبعلنة، مع افرتاض سوء النية ب كل ما يكتب، وكأنو يهدظهرا وبطنا. فهو أموي قػرشي عرويب مناىض للعقل واالجتهاد، باحث عن عمل وردبا مرتزؽ، يريد

(4)أف يقبض شبن تأييده لؤلموين".

(1)

.464،‌ص‌يرجغ‌ضاتك،‌دط‌دف:‌دار‌األجال‌‌(2)

.566فط،‌ص‌‌‌(3)

.466ص‌‌فط،‌(4)

.467ـ‌‌466ص‌ص‌‌فط،‌

Page 196: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

084

الحظنا كيف كاف حنفي يبتدح نصر أبو زيد سابقا، ويصف كتابو بأنو ابتكار قائم على صياغة، غن أنو يصل ب األخن إذل وصف الكتاب حوؿ الشافعي اعبدية واؼبنهجية ب الطرح وال

بأنو "أقل كتب اؼبؤلف إحكاما... فهو كتاب سريع، ؿبمل باألحكاـ اؼبسبقة، ينقصو اإلحكاـ، كتب للجمهور العريض، وليس للعلماء اؼبتخصصن، يظهر فيو كثن من اػبلط بن العلم

.(1)لصحفي"والسياسة، بن التأصيل العلمي والبياف اإذا كاف حنفي قد وصف كتاب نصر أبو زيد عن الشافعي، بأنو ال يزيد عن كونو كتابا لعامة الناس، فإف ؿبمد عمارة يؤكد أف الكتاب تعبن عن حقد كاتبو وكراىتو للوسطية ، األمر الذي

دفعو للوقوع ب كثن من األخطاء.من أخطاء، كما ب عبلقة الشافعي يستعرض عمارة أدلتو على ما وقع فيو نصر أبو زيد

باألموين، مبينا أف الشافعي ولد بعد سقوط دولة األموين دبا يقرب عشرين عاما، ىذا ما يتناقض مع ما جاء بو نصر أبو زيد من أف الشافعي ىو "الفقيو الوحيد الذي تعاوف مع األموين ـبتارا

ىػ( الذي كاف لو مع األموين 179ىػ ػ 93راضيا، خاصة بعد وفاة أستاذه اإلماـ مالك بن أنس)ىػ ػ 80موقف مشهود بسبب فتواه بفساد بيعة اؼبكره وطبلقو. وموقف اإلماـ أيب حنيفة )

يكشف إذل أي حد بلغ رفض -رغم سجنو وتعذيبو -ىػ( الرافض ألدىن صور التعاوف معهم150ن إال أف يكونوا من مؤيديو الفقهاء لعصبية ذلك النظاـ ؼبمارساتو القمعية ضد صباىن اؼبسلم

(2)وأنصاره بشكل مباشر". زيادة على أف الشافعي ولد بعد سقوط دولة األموين، فإف النص السابق وبمل أخطاء

أخرى، مثل القوؿ بأف فتوى اإلماـ مالك، اضطهاد أيب حنيفة كاف عهد العباسين. واؼبشكلة اء )التارىبية(، ويصرح بأهنا أخطاء مطبعية، األكرب أف نصر أبو زيد ال يعرتؼ دبثل ىذه األخط

والقصد دل يكن األموين بل العلوين، وأف اػبطأ ليس سوى خطأ جرى تصويبو، إال أف ىذا األمر

(1)

.468ص‌‌،فط(2)

.97ـ‌‌96ص‌ص‌‌‌،نجح‌انضطح،‌يظذر‌ضاتكظر‌أت‌زذ:‌اإلياو‌انشافؼ‌قتأضص‌األذ‌

Page 197: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

085

دل يكن صحيحا ػ حسب ؿبمد عمارة ػ إذ "دل تكن ىناؾ دولة للعلوين سعى الشافعي للعمل .1ثبت لتصويب األخطاء!لديها ب ذلك التاريخ! ب إف الكتاب ليس ب آخره

كما يؤكد عمارة أف تعامل نصر أبو زيد مع الشافعي يتأسس على صبلة من األحقاد ىي نفسها اليت قادتو إذل "ربميل الغزارل كل كوارث التاريخ اإلسبلمي .... ويتخلى الدكتور نصر عن

يو اؼباركسين بو رغم ت -عن اغبد األدىن من دقة الباحث ب ربليل النصوص –)ىجائو( للغزارل كأحسن من وبلل النصوص، فيسن مع اػبطأ الشائع الذي زعم مروجوه عداء أيب حامد للنسبية

(2)وارتباط األسباب باؼبسببات".من أسلوب النقد إذل النصح، ينتقل عمارة آمبل من نصر أبو زيد مراجعة مؤلفاتو، وأفكاره،

اإلسبلمي الذي أعلنو على الناس، متسائبل بعد ذلك: بغية الوصوؿ إذل "اتساؽ أفكارىا مع إيبانو فهل يعيد الدكتور نصر تأويلو ؼبقدسات اؼبسلمن وعقائد اإلسبلـ، القرآف، والنبوة، والوحي،

. غن أف (3)والعقيدة، والشريعة، كما أعاد النظر ب أفكاره عن التأويل عند ؿبيي الدين بن عريب؟"يد، يعلن بشكل واضح، أف نصر أبو زيد أعلن إيبانو، دبعىن عمارة الذي رصد أخطاء نصر أبو ز

أنو كاف كافرا، وىو أمر مناقض ؼبا اقتبسو عمارة نفسو ب بداية كتابو من بياف نصر أبو زيد، الذي قاؿ فيو "أنا مسلم، وفخور بأنين مسلم، أومن باهلل سبحانو وتعاذل، وبالرسوؿ، عليو الصبلة

بالقدر خنه وشره. وفخور باجتهاداب العلمية وأحباثي. ولن أتنازؿ عن والسبلـ، وباليـو اآلخر، و (4)أي اجتهاد فيها، إال إذا ثبت رل بالربىاف واغبجة أنين ـبطئ".

اؼببلحظ أف انتقادات كل من حنفي وعمارة، تأسست على ما وقع فيو نصر أبو زيد من ة باؼبنهج وطريقة التأويل، واعبانب أخطاء تارىبية حينا، وأحيانا على بعض اؼببلحظات اؼبرتبط

الذي ينظر من خبللو للحوادث، طبعا وفق اجتهاداتو اػباصة، واليت تربز ب حقيقتها موقفو الفكري، والتيار الفكري الذي ينتمي إليو. لذلك قبده يؤكد أف اغبديث عن اؼبوضوعية ب التأويل

(1)

.82،‌ص‌و(2‌،2112انتفطر‌اناركط‌نإلضالو‌)‌انمارج:‌دار‌انشرق،‌ط‌يذذ‌ػارج:‌(2)

.98ص‌‌،‌يرجغ‌ضاتك،انتفطر‌اناركط‌نإلضالو‌يذذ‌ػارج:(3)

.33ص‌فط،‌(4)

.000،‌يظذر‌ضاتك،‌صظر‌أت‌زذ:‌انخطاب‌انتأم‌

Page 198: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

086

ب يزعم امتبلكو للحقيقة ىو خطاب ما ىو إال ضرب من اليوتوبيا، على اعتبار أف " كل خطا . (1)ال وجود ؽبا" -واؼبعرفة احملايدة -مشبوه، وأف القراءة الربيئة

ال شك أف ىذا الرتكيز على استحالة القراءة الربيئة، قد ساىم بشكل كبن ب زبليص الباحث تؤصل من وىم اؼبوضوعية، األمر الذي يضع "أساسا موضوعيا ؼبوقف الباحث من الرتاث، إهنا

اختياره بدال من أف ذبعلو ب منطقة األىواء والنوازع واألغراض الشخصية، وىي االهتامات اليت (2)يوجهها عادة من يعتربوف أنفسهم سدنة الرتاث، وأصحاب اغبق الوحيد ب فهمو وتفسنه".

، مثل ىذا الطرح ليس فيو من الرتؼ الفكري الذي تصوره عمارة، إذ ىو نفسو كاف ماركسياودافع عن تصوراتو، من خبلؿ مؤلفاتو اليت حشد فيها كثنا من اؼبربرات، وانتقل بعدىا إذل التيار

اإلسبلمي، ليقـو باألمر نفسو، وما يقاؿ عنو يبكن قولو عن حنفي، من خبلؿ رحلتو الفكرية. من لقد عرب نصر أبو زيد من خبلؿ مؤلفاتو عن مواقفو من قضايا كثنة، كاف أبرزىا موقفو

الرتاث واغبداثة، و غنىا، وىي مواقف تعمل جاىدة على ربقيق اغبرية والعدالة، واحرتاـ العقل. ىنا وبق لنا التساؤؿ: أليس ذلك ما قصدت إليو الشريعة اإلسبلمية ؟

الشك أف ما يبكن أف يبيز باحثا عن غنه، يبكن أف يظهر على مستوى الكفاءة اؼبنهجية، رب كم من الرباىن اليت تسند قراءة أي باحث، وذبنبها الوقوع ب العثرات والقدرة على توفن أك

اؼبعرفية، والزالت اؼبنهجية، إذل جانب الشروط اليت وضعتها مناىج البحث والنقد، وىي العناصر اليت كاف على نصر أبو زيد العمل من خبلؽبا، ب قراءتو النقدية ػبطاب الشافعي خصوصا،

ما، كما يظهر أف النزعة التلفيقية اليت يسم هبا الباحث فكر الشافعي، تبدو من والرتاث الديين عمو جهة أخرى ػ حسب علي حرب ػ أكثر سيطرة وبروزا ب فكر نصر أبو زيد، فاالعتقاد بأنو ال تعارض بن الوحي ومقتضيات البحث العلمي واؼبنهجي، ىو ب حقيقتو "ىو ضرب من التلفيق

خدامو اللغة اؼباورائية الغيبية اليت يدعو إذل التحرر من مصطلحاهتا اؼبنهجي.....وذلك باست (3)مفرداهتا".

(1)

.228‌زذ:‌ئشكاناخ‌انمراءج‌نناخ‌انتأم،‌يظذر‌ضاتك،‌ص‌ظر‌أت‌(2)

.026ص‌‌يرجغ‌ضاتك‌،انتفطر‌اناركط‌نإلضالو‌يذذ‌ػارج:‌(3‌)

.201،‌ص‌و(5‌،2118ركس‌انخماف‌انؼرت،‌ط‌)‌ترخ:‌ان‌مذ‌انض‌:ػه‌درب

Page 199: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

087

ج / تجديد الخطاب الديني. ال شك أف مواجهة ـبتلف التغنات اليت يفرضها العصر، واحدة من أبرز الدوافع الرئيسة وراء

ق شروط الوعي العاؼبي اؼبطالبة بتجديد اػبطاب الديين، وبالتارل العمل على "اكتشاؼ الذات وفاعبديد اؼبتميز دبناىجة اؼبعرفية، "لسنا نقصد التجديد الذي غايتو ؾبرد تراكم كمي ؼبستجدات تضاؼ إذل اجملتمع القدن، إنو هناية االغرتاب اغبضاري بوضع اإلنساف ب سياؽ تارىبي ووجودي

(1)أمشل يعيد العبلقة بينو وبن ؿبيطو الكوين".ت التجديد ىذه أف تسمح دبراجعة ؾباؿ التشريعات مثبل "فإذا كانت قيمة كما يبكن لعمليا

اغبرية تفرض أف يصبح اإليباف باهلل مقدمة لتحرير اإلنساف على الصعيد الفلسفي، فإهنا على الصعيد التشريعي دل يعد معناىا النقيض للعبودية، وبالتارل دل يعد واردا، على سبيل اؼبثاؿ،

تد، واستتابة من بدا رأيو مغايرا للرأي السائد. ال يعين ىذا ربريض اؼبسلمن اغبديث عن قتل اؼبر على اػبروج عن دينهم، ولكن ىي دعوة ؽبم ليؤسسوا إيباهنم على القناعة الشخصية والعقلية والروحية العميقة. وبالتارل ربط عملية التشريع بالقيم اإلنسانية العليا اليت هبب أف تفهم بوصفها

(2)د العليا اليت جاء من أجلها اإلسبلـ".اؼبقاصبالنظر إذل ارتباط اإلسبلـ ب مقاصده بالقيم العليا، كالعدؿ واغبرية وغنىا من القيم، فبل شك أنو أكثر قدرة على إحياء مشروع النهضة العربية "بعد أف بدأ بالتفكك والزواؿ. ويتمثل ذلك

هر والعسف والطامح إذل ربقيق العدالة، وربقيق ب ربرير األرض وبناء اؼبواطن، من صنوؼ القوحدة األمة، بدال من التفتت والتجزؤ والتناحر على اغبدود، والقضاء على األوطاف باسم األقليات، والدفاع عن اؽبوية واألصالة ضد التغريب والتقليد، والتنمية اؼبستقلة للموارد الطبيعية

(3)والقوى البشرية ضد التبعية".ـ( كاف ؿبكوما 1938ـ ػ 1877كتاب "ذبديد اػبطاب الديين" حملمد إقباؿ ) يبدو أف

هباجس ذبديد اػبطاب الديين، لذلك عمل جاىدا من أجل "بناء الفلسفة اإلسبلمية بناء جديدا،

(1)‌.ttp://altasamoh.net(‌و‌2118،‌ػا،‌زارج‌األلاف،‌ػا،22ع‌‌انتطايخ،‌انتجذذ‌اإلضالي‌رؤح‌انؼانى)يجهحأدذج‌انفر:‌‌

(2) .008،‌ص‌و(2117،‌،‌ػا:‌زارج‌األلاف07ع‌‌يجهح‌انتطايخ،‌)‌انطثؼح‌انسدجح‌نهظارج‌انذح‌:طالح‌انذ‌انجرش‌‌

(3) .265،‌ص‌و(2113،‌ػا:‌زارج‌األلاف‌انشإ‌انذح،‌10ر)‌يجهح‌انتطايخ،‌انؼذد‌أفك‌اإلضالو‌انطت‌:دط‌دف‌

Page 200: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

088

آخذا بعن االعتبار اؼبأثور من فلسفة اإلسبلـ، إذل جانب ما جرى على اؼبعرفة اإلنسانية من تطور . يبدو تأثر إقباؿ دبناىج التفكن الغربية أكثر وضوحا من خبلؿ انفتاحو (1)ؼبختلفة"ب نواحيها ا

على مناقشة ودراسة ـبتلف اؼبسائل والقضايا الدينية بشكل تاـ ح ى أضحى الدين ػ عنده ػ ظاىرة روحية ال تنفصل عن الواقع االجتماعي.

أف كل تعامل إيديولوجي مع الدعوة إذل التجديد عند إقباؿ، تظهر من خبلؿ تأكيده علىالدين سوؼ يفقده زطبو الروحي الذي وبركو، ليجعل منو مادة للتناحر، لذلك يقرتح صيغة اجتهادية ؼبسألة "ختم النبوة" قائمة على أف "النبوة لتبلغ كماؽبا األخن ب إدراؾ اغباجة إذل إلغاء

الة بقاء الوجود معتمدا على مقود يقاد النبوة نفسها. وىو أمر ينطوي على إدراكها العميق الستحمنو، وأف اإلنساف لكي وبصل على كماؿ معرفتو لنفسو ينبغي أف يرتؾ ليعتمد ب النهاية على

(2)وسائلو ىو".ـ( على أهنا 1977 -ـ 1933من جهة أخرى، يبكن النظر إذل أفكار علي شريعيت )

ا يربزه كتابو "إقباؿ مهندس التجديد ب بناء امتدادا لفكر ذبديد اػبطاب الديين عند إقباؿ، ىذا مالفكر اإلسبلمي" حيث دعا من خبللو إذل إعادة قراءة اؼبوروث الديين ب كافة اؼبيادين، ىذه القراءة اليت يبكنها أف تعمل على ذبديد فهم االجتهاد على النحو الذي يسمح بتوسيع الفهم

، يدور حوؿ اذباىات ثبلثة ب تعريفو لئلسبلـ: اؼبتطور للدين، فاؼبشروع التجديدي عند شريعيتيقف أوؽبا عند حدود اإلسبلـ بوصفو دينا لو وضوحو العقائدي ب مدرسة عقلية، أما ثانيها فيتحدد من خبللو اإلسبلـ على شكل إوباءات عاطفية يتم تكرارىا، أما ثالثها، فيقدـ صورة

عنها بأهنا "إسبلـ الوعي والعقيدة، وإسبلـ اإلسبلـ ب شكلو العلمي، ىذه الصور يبكن التعبنالعامة، وإسبلـ العلماء. وما يهدؼ إليو شريعيت ليس اإلسبلـ العادل )من طراز ابن سينا(، وال اإلسبلـ العامي، فاقد الوعي، بل اإلسبلـ الواعي اؼبتنور )من طراز أيب ذر(، فإسبلـ أيب ذر ليس

(3)تقاليد والعادات، بل ىو إسبلـ العقيدة واأليديولوجيا".إسبلـ الثقافة والعلم، وال إسبلـ ال

(1) .14،‌صو(2‌،2111،‌ط)‌انمارج:‌دار‌انذاح‌نهطثغ‌انشر‌ػثاش‌يذد‌:خ،‌قتجذذ‌انفكر‌انذ‌ف‌اإلضالو‌:يذذ‌ئلثال‌

(2) .049فط،‌ص‌

(3‌) .75ص‌‌،و(2101ص‌دط‌)ترخ:‌انشثكح‌انؼرتح‌نألتذاث‌انشر،‌د‌ط،‌‌:خ‌،ف‌ئرااقتجااخ‌انفكر‌انذ‌انؼاطر‌‌:يجذ‌يذذ

Page 201: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

089

ب حاجة ماسة إذل ـ( بأف الفكر اإلسبلمي1932من جهة أخرى يعتقد حسن الرتايب )التطور فػ"مثلما قدر اهلل أف ذبدد الشرائع قديبا، وجعل ذلك بوحي من عنده، منوطا تبليغو بالرسل

مدية، قدر أف يؤوؿ ذبديد فقو الشريعة اػباسبة وأمرىا إذل قادة الذي انقطع ارتباطهم بالرسالة احملالتجديد وحركاتو بتوفيق اهلل، وكما كانت تثبت أصل الشرائع، ربييها وتصدقها الرساالت اؼبتواترة، ب تتباين وتتناسخ لتفي حباجة تكييف الواقع اعبديد مع اغبق، كذلك احتوت الشريعة اػباسبة على

وبييها اجملددوف كلما ماتت ب نفوس اؼبؤمنن، ...، تكيف صور التعبن الديين إزاء أصوؿ ثباتالتطورات اؼبادية واالجتماعية دبا وبفظ الواجهة الثابتة، إمبا ىو ضرورة التصاؿ الدين ووحدتو عرب

(1)الزماف".بد من الدفاع ال شك أف ذبديد الفقو وأحكامو، أضحى عند الرتايب أكثر من ضرورة ملحة ال

"األشكاؿ اليت أخذىا الدين ب عهد من العهود ىي عنها، على اعتبار أنو يرفض أف تكوفأف ، ما يؤكد ب(2)أشكالو النهائية، وإمبا يزدىر الدين، بإذف اهلل، ب شكل جديد عهدا بعد عهد"

تحديات اليت عمليات اإلصبلح الفكري ربتل اليـو صدارة أولويات اجملتمع، مقارنة مع ـبتلف السواء ب ىذا االستخداـ تواجهو، واليت يعد االستخداـ النفعي للدين / اإلسبلـ من أكثرىا بروزا "

من جانب صباعات سياسية بعينها، أو من جانب أنظمة وسلطات سياسية فاقدة للمشروعية األدوات، االجتماعية والسياسية والقانونية، فالنتيجة واحدة، ىي ربويل اإلسبلـ إذل أداة من

(3)واختزالو ب وظائف وغايات ذات طبيعة دنيوية متدنية".يظهر ىذا االستخداـ النفعي للدين، حسب نصر أبو زيد من خبلؿ عمليات التنظن ؼبقولة الشمولية، دبعىن أف "اإلسبلـ دين مشورل، من أىم أىدافو ووظائفو تنظيم اغبياة اإلنسانية

ة وكبنة، بدءا من النظاـ السياسي، ونزوال إذل كيفية فبارسة الفرد االجتماعية والفردية ب كل صغن لنظافتو الذاتية ب اغبماـ. ىذه اؼبقولة تفرتض أف دخوؿ الفرد ب اإلسبلـ باؼبيبلد والوراثة أو االختيار الواعي، يعين زبلي اإلنساف، طواعية أو قسرا عن طبيعتو اإلنسانية الفردية، اليت تسمح لو

(1)

.032،‌ص‌و(0999،‌د‌ط،‌،‌لططح)انجسائر:‌دار‌انثؼج‌قتجذذ‌انفكر‌اإلضالي‌:دط‌انترات‌(2)

.‌38ص‌فط،‌(3)

.224ظر‌أت‌زذ:‌انخطاب‌انتأم،‌يظذر‌ضاتك،‌ص‌‌

Page 202: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

091

القرار بشأف كثن من التفاصيل اغبياتية اليت من شأهنا أف تتضمن اختيارات عديدة، وحن بازباذ ال رجل اػبربة واالختصاص ب الشأف -تأخذ اغبياة ىذا اؼبنحى، يتحتم أف يكوف رجل الدين

(1)ىو اؼبصدر الوحيد للمعرفة". -اؼبعينإنتاجو منذ قروف من خطابات اغبديث اليـو عن عمليات ذبديد اػبطاب الديين، أو ما ب

حوؿ النص الديين، ما ىو ب حقيقتو سوى البحث عن مسلك فكري يسمح ؽبذا اػبطاب من مسايرة التحوالت والتطورات اغباصلة على الساحة الفكرية العاؼبية، والعربية على حد سواء، على

وؿ متسارع، وىي بصدد اعتبار أف ىذه األخنة، حسب اعتقاد عبد اجمليد الشرب "تعيش فرتة رباالنتقاؿ تدرهبيا، لكن بثبات وب العمق باػبصوص، من ؾبتمعات تستند إذل الدين ب تنظيم

دوف أف يعين ذلك انعداـ -ال يؤدي فيها الدين نفس الوظيفة أمورىا كلها إذل ؾبتمعات معلمنة وتستمد مشروعية مؤسساهتا من غن سلطتو اؼبرجعية. -وظيفتو أصبل

ما يفرض التبلـؤ مع األوضاع اؼبتسمة بالتعددية األيديولوجية، والتعود على أمباط جديدة ىذا منهم ويكتفياغبقيقة اؼبطلقة اليت وبمل الناس على إتباعها ضببل، من التدين ال عبلقة ؽبا بادعاء

للمسؤولية بقبوؽبا ظاىريا، وباالمتثاؿ ؼبا يأمرىم بو رجاؿ الدين دوف اعتبار ب الدرجة األوذل (2)الشخصية واالختيار اغبر ؼبا يرضي الضمن".

الدفاع عن حتمية ذبديد اػبطاب الديين وضرورتو، إمبا مرده العمل على ذباوز ما غبق ىذا اػبطاب على أيدي فقهاء كاف ؽبم أف "وضعوا الفكر الديين فوؽ الدين، ب تعاملوا مع الفكر

، وهبذه الطريقة أغلق كل سبيل كبو إعادة القراءة والنقد، (3)"الديين وذباىلوا البحث ب الدين ذاتوكما يعمل أنصار ىذا اػبطاب، الرافض للمراجعة والنقد، على الربط بن الدين والسياسة، جبعل الدين من آليات اللعبة السياسية وأوراقها من جهة، وربط السياسة بالدين وقضاياه، ح ى أصبحت

ضايا الدينية، والواقع حسب تركي اغبمد أف "الطريقاف يؤدياف ب النهاية اؼبمارسة السياسية من الق

(1‌‌)

.225ص‌‌،اب‌انتأم،‌يظذر‌ضاتكظر‌أت‌زذ:‌انخط(2)

.263،‌ص‌ص‌و(0990)‌قتص:‌انذار‌انتطح‌نهشر،‌د‌ط،‌‌اإلضالو‌انذذاحح‌:ػثذ‌انجذ‌انشرف‌(3)

.87،‌ص‌و(0999قتجذذ‌انفكر‌انذ،‌دػج‌الضتخذاو‌انؼمم‌)‌ديشك:‌دار‌انذ،‌د‌ط،‌‌‌:أدذ‌تغذاد‌

Page 203: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

090

إذل أقلمة ما ىو عاؼبي ب جوىره، وإذل خصخصة ما ىو عاـ ب كينونتو، وإذل تأريخ ما ىو متساـ (1)ب دعوتو، وىذا ما تفعلو اإلسبلموية اؼبعاصرة، كما فعلو البعض بأدياف أخرى سابقة والحقة ".

الة الفكرية والثقافية ؽبؤالء اؼبدافعن عن اػبطاب الديين، تكشف من جهة كثرة متابعة اغباؼبريدين، ومن جهة أخرى مستوى التفكن اؼبتدين الذي يبيزىم، والذي يبكن أف يقف عقبة ب وجو تفاعلهم مع ـبتلف اؼبشكبلت اؼبتجددة، اليت زبلقها مواجهة الواقع الفكري اؼبتغن. مثل ىذا

يبكن النظر إليو من زاوية كوف الصحوة الدينية اليت عرفها اجملتمع العريب ما ىي إال ردة التناقضفعل على أوضاع قائمة، إذ ىي "ب حقيقتها مظهر من مظاىر اإلحباط وخيبة األمل، فداللتها اغبقيقية سلبية: سخط ونفور على األوضاع القائمة، وعجز عن االىتداء إذل طريق جديد. وىكذا

ف النتيجة العملية ىي االرسباء ب أحضاف ذلك الطريق اجملرب، طريق الدعوة الدينية، وكأف تكو إعبلف العودة إذل طريق الدين سيحل بطريقة آلية مشكبلت السياسة واالقتصاد والعبلقات

(2)االجتماعية واالنتماءات الدولية".عيش حالة من االنفصاؿ عن الواقع السؤاؿ الذي يطرح اآلف: إذا كاف اػبطاب الديين اؼبعاصر ي

الفكري، واقع اإلنساف العريب اؼبعاصر وـبتلف مشكبلتو، مسكوف هباجس الرتاث، وكاف ذبديد اػبطاب الديين من أبرز مطالب الراىن الفكري العريب فما السبيل والوسيلة إذل ذلك؟

، كما يطرح البعض يطرح الرتايب فكرة فتح باب االجتهاد وإعادة النظر ب مفهـو اإلصباعاألخذ بالنموذج األوريب ب التنوير واإلصبلح، بأف قبعل منو "مثبل ال أف ننسخها. فاؼبقصود دمج

الثقاب الذي تألفت نواتو العميقة من تضافر تقليد حكومي -مكوناهتا اإلهبابية ب الرتاث الوطينحسب أنور مالك ػ اؽبدؼ من عريق وأيديولوجية دينية مند القرف السابع. وسيحدد الطهطاوي ػ

(3)ذلك بصورة واضحة "ليكن الوطن مكاف سعادتنا أصبعن، نبنيو باغبرية والفكر واؼبصنع".ال شك أف ربط عناصر الصناعة باغبرية والفكر كفعاليات عقلية، يعطي العقل مكانتو

لفكري / األساسية كمحرؾ ؼبختلف عمليات التحديث والتصنيع من جهة، وعمليات اإلصبلح ا

(1) .294،‌ص‌و(2114ترخ:‌دار‌انطال،‌د‌ط‌،‌‌)‌ي‌ا‌ثذأ‌انتغر‌:قترك‌انذذ‌

(2) .36،‌ص‌و(0985)‌ترخ:‌دار‌انتر،‌د‌ط،‌‌انظذج‌اإلضاليح‌ف‌يسا‌انؼمم‌:فإاد‌زكرا‌

(3‌) .002،‌ص‌و(0974،‌د‌ط،‌)ترخ:‌دار‌اداب‌تذر‌انذ‌ػردك‌:خ‌،انفكر‌انؼرت‌ف‌يؼركح‌انضح‌:أر‌ػثذ‌انهك

Page 204: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

092

من كوف )1902ػ 1849(الديين من جهة أخرى، وىو ما أكد عليو عبد الرضباف الكواكيب اإلصبلح الديين ىو ؿبرؾ اليقظة والتحرر الفكري، لذلك قبده ينتقد ما يسميو "الزيادات اليت دخلت على الدين وليست منو، والتشديدات اليت جاء هبا الفقهاء فأضرت بالدين نفسو وجعلتو

(1)ال وبتمل وال يطاؽ".ما ينشده الكواكيب من إصبلح ديين، ما ىو ب حقيقتو، إال نتاج وعي دنيوي سياسي، وأخبلقي كاف لو أف يتطور ضمن حاضنة ثقافية إسبلمية الطابع. األمر الذي دفعو إذل التأكيد بأف

جتماعية وسياسية الدين ربوؿ "على يد اؼبصلحن اإلسبلمين إذل فكر عقبلين يواجو مشكبلت اوثقافية وقومية، ينأى أكثر فأكثر ب سنورتو، عن الوعي الديين الذي ترسخ ب ثقافة تقليدية

. 2خالية من اؼبضموف االجتماعي"من جهة أخرى ينظر أضبد برقاوي إذل عبده على أنو أىم رجاؿ اإلصبلح الديين، بل إنو

( Laïcité) العلمانية بده دل يستخدـ مفهـويصفو باؼبفكر العلماين، حيث يقوؿ فيو "ؿبمد عمباشرة، ولكن إذا ما انطلقنا من أف العلمانية ىي فصل الدين عن الدولة، واؼبساواة بن الناس،

وعدـ التمييز بينهم استنادا إذل اؼبعتقد الديين، أو االنتماء العرقي، فإف عبده هبذا اؼبعىن علماين (3)بامتياز".

عبده فيظهر من خبلؿ طروحاتو الفكرية "فهو مع قلب السلطة الدينية، وىو أما بياف علمانيةمع اختيار األمة أو نائب األمة غباكمها، وىو مع قياـ ؾبلس برؼباين بسن القوانن الوضعية للصاحل العاـ، وىو مع الفصل بن السلطتن التنفيذية والتشريعية، وىو مع اؼبساواة بن صبيع اؼبواطنن،

عن الدين. إذا يبكن القوؿ باطمئناف إف عبده ىو الذي وضع أسس العلمانية استمرارا دبعزؿ

(1)

‌.25،‌ص‌انكاكث‌داقت‌نراؤ‌)‌انمارج:‌يكتثح‌انؼرب،‌د‌ط،‌د‌خ(‌:هف‌هللايذذ‌أدذ‌خ‌‌

‌‌‌‌ذو‌لاو‌انذكيح‌أ‌انذنح‌تاجثار‌أ‌أدذ‌لذ‌قتؼ‌أضا‌ػ‌،انطاضحقتؼ‌اططالدا‌فظم‌انإضطاخ‌انذح‌ػ‌انطهطح‌Laïcité انؼهاح:‌‌

‌.ػه‌اػتاق‌قتث‌يؼتمذ‌أ‌د‌أ‌قتمهذ‌يؼ‌ألضثاب‌راقتح‌غر‌يضػح(2)

.76،‌ص‌و(‌2‌،0999ان‌نهشر‌انتزغ،‌طيذانح‌ف‌لراءج‌ػظر‌انضح‌)‌ديشك:‌دار‌األ‌:أدذ‌ترلا‌‌(3)

.25يرجغ‌ضاتك،‌ص‌يح،‌أدذ‌ترلا،‌نخر،‌دذاحاخ‌ئضال‌‌

Page 205: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

093

ألستاذه الشيخ األفغاين. ىذا يعين أف العلمانية ىي مشروع لئلصبلح الديين اإلسبلمي، وليس (1)للمشروع الليربارل فقط".

ى رأسهم "طو شكلت طروحات عبده ب اإلصبلح والتنوير، منطلقا لكثن من اؼبفكرين، علالذي سعى إذل بناء "دولة علمانية ديبقراطية ربقق اؼبساواة بن البشر، ) 1973ػ (1889حسن"

،(2)أو تطمح لتحقيق ىذه اؼبساواة، وربويل الفرد إذل مواطن ب ؾبتمع مدين يشعر بقيمتو وحبريتو"

لفكر، واإلنساف العريب لذلك نظر البعض إذل العلمانية على أهنا ضرورة حضارية، يبكنها أف زبرج امن أزمتو، من خبلؿ الدعوة إذل العقبلنية، وفصل الدين عن السياسة، وبالتارل ربريره من

الذي دعا ) 1958 ػ 1887(االستخداـ النفعي، يتحدد ب ىذا اإلطار موقف سبلمة موسى ليشمل العادل إذل الفصل بن الدين والدولة على اعتبار أف "الدين يزيد سلطاف اغباكم، إذ يبتد

(3)الثاين، أي العادل األخروي، األمر الذي هبعل سلطانو أكرب".من اؼبنظور السابق يظهر أف نصر أبو زيد يستميت ب دفاعو عن العلمانية، ب وجو منتقديها ورافضيها، متهما إياىم باػبلط عن دراية، بن فصل الدولة عن الكنيسة وتراثها من جهة، وبن

ن اعبماعة البشرية وعن الواقع، حيث أف "الفصل األوؿ فبكن وضروري، وقد حققتو فصل الدين عأوروبا بالفعل، أما الفصل الثاين، فهو وىم يروج لو اػبطاب الديين ب ؿباربتو العلمانية، وليكرس

، ىذا الربط النفعي بن العلمانية واإلغباد يستهدؼ حسب أبو زيد دائما (4)اهتامو ؽبا باإلغباد""أف هبمع أصحاب اؼبصلحة ب إنتاجو بن قوة الدين وقوة الدولة، بن السلطة السياسية والسلطة

.(5)الدينية."

(1)

.76،‌ص‌و(2‌،0996أضر‌انى‌)‌ديشك:‌دار‌األان‌نهشر‌انتزغ،‌ط‌‌:أدذ‌ترلا‌(2)

.25ص‌‌فط،‌(3)

.89ـ‌‌88،ص‌صو(‌2118ضاليح‌يض‌انؼهاح‌انذ‌)ترخ:‌يإضطح‌االتشار‌انؼرت،‌د‌ط‌،‌‌:أدذ‌ياض

(4) .00ضاتك،‌ص‌ظر‌أت‌زذ:‌مذ‌انخطاب‌انذ،‌يظذر‌‌

(5) .02ص‌‌فط،‌

Page 206: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

094

يؤكد نصر أبو زيد أف القراءة العلمية للدين تكشف عن ما فيو من عناصر التقدـ، كما تنزع اغبقيقي والفهم عنو ما غلفو من أساطن، األمر الذي يؤكد أف العلمانية ما ىي إال "التأويل

(1)العلمي للدين".الشك أف القصد من الدفاع عن العلمانية، والنظر إليها على أهنا فهم علمي للدين، ينبثق من كوهنا الدافع كبو قيم العقل واغبرية والعدؿ، أي قيم التنوير، وذلك ما ينسجم مع الفكر

ذبديد الفكر الديين اؼبعاصر. اؼبتحرر ب تعاملو مع النص الديين، وينساب مع الدعوة إذل ىذا التعدد ب وجهات النظر، إف أشار إذل شيء فإمبا يشن إذل ضرورة ضبط صيغ مفهومية مشرتكة ذبمع اؼببادئ الكلية لئلسبلـ، وتعمل دؾبها ب قالب واحد، لتسمح لئلنساف اؼبسلم

مع ـبتلف ربديات الواقع باستيعاب اػبطاب اإلؽبي، بالطريقة اليت سبنحو القدرة على التفاعل اليومي الذي يعيشو.

ب ىذا الصدد يتساءؿ نصر أبو زيد: ىل يبكن أف يولد إسبلـ أورويب كما وبلم بعض الطاؿبن؟ أي إسبلـ يكوف؟ ما ىي مبلؿبو؟ وما ىي قواعده العقدية والبلىوتية؟ وما ىي مبلؿبو اإلنسانية؟

(2)ب، ومن أي موقع، وبأي منهج؟".ومن سيساىم ب صياغة ىذا اإلسبلـ اؼبرتق

يعكس السؤاؿ، وعلى غرابتو حاجة اؼبسلمن ب الغرب إذل مثل ىذه الصيغ اؼبفهومية اؼبشرتكة ؼببادئ اإلسبلـ، حيث يفرض عليهم الواقع إما االندماج ب اجملتمع الغريب دبختلف اشرتاطاتو

ف ىناؾ من ينظر إذل القضية على أف وظروفو، أو االنغبلؽ على الذات واجرتار ذبارهبا. غن أىنالك خيارا آخر يتأسس على "التعامل اإلهبايب مع الغرب عرب آليات التحاور التوافقي والتعايش

(3)واالنفتاح والتعاوف".

(1)

00ص‌‌،ظر‌أت‌زذ:‌مذ‌انخطاب‌انذ،‌يظذر‌ضاتك‌ .76ـ(، ص 2004نصر أبو زيد: اليسار اإلسبلمي إطبللة عامة )فلسطن احملتلة: منشورات جامعة بن زيت، د ط، (2) /http://altasamoh.netـ 2007، 20الديين، التسامح،ع التيجاين بولعوارل: اؼبسلموف ب الغرب بن اغبتمية الواقعية والتفسن (3)

Page 207: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

095

اغبديث عن مصن اؼبسلمن ب ديار الغرب، واحد من موضوعات ذبديد اػبطاب الديين الشرتاطات وظروؼ الواقع اليت تواجو اإلنساف اؼبسلم، و األكثر إغباحا، خاصة ب ضل كثن من ا

التحديات و األسئلة اليت تتطلب التعامل معها، من قبيل "كيف يكوف اؼبرء ـبلصا لرسالة اإلسبلـ ب اغبقبة الزمنية اؼبعاصرة؟ فضبل عما ىو واجب على كل واحد من اؼبسلمن ب حياتو

من ب الغرب أف يعتربوا أنفسهم ب دار حرب وبيط الشخصية، وىل ينبغي على اؼبسلمن اؼبقيهبم العدواف؟. يفرض ىذا السؤاؿ حسب ػ أضبيدة النيفر ػ على التجديد ربوال مزدوجا، "فهو ربوؿ مع الذات، وربوؿ ب فهم اآلخر، ومعو يصبح الدين عامل وفاؽ وتصاحل، عوضا من أف يكوف

(1)أداة صراع وتناؼ".ذل بناء نظرية للتأويل اؼبعاصر ب اغبقل اؼبعرب العريب، سوؼ يكوف ال شك أف الوصوؿ إ

الطريق اؼبناسب إلدخاؿ التصور العريب ب فضاء اغبداثة، بشكل يبيزه االنفتاح على اآلخر، متكئا على منظومة مفاىيمية ربرـت قيم اغبرية، والتعددية الفكرية، ىدفها األساسي الرقي باإلنساف. ىذا

ثنا من اؼبفكرين العرب اؼبعاصرين، وعلى اختبلؼ توجهاهتم الفكرية إذل ؿباولة اؽبدؼ دفع كربديد وضبط أىم العوامل اليت سانبت ب تأخر الفكر العريب عموما، كما حددوا ػ كل حسب توجهاتو الفكرية ػ ؾبموعة اآلليات اليت يبكنها أف تنتشل ىذا الفكر من مأزقو اغبضاري الذي

كبو اغبضارة والتمدف. يعيشو، وتدفع بو

..ttp://altasamoh.netأضبيدة النيفر: التجديد اإلسبلمي ورؤية العادل من النقد إذل التأسيس، مرجع سابق (1)

Page 208: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

096

تعقيب

خبلصة القوؿ، أف ىنالك ارتباطا واضحا، ومتميزا بن اؼبشروع التأويلي الذي يتبناه نصر أبو زيد، وبن ـبتلف القضايا االجتماعية اليت يعيشها اجملتمع العريب، األمر الذي يعطي ؽبذا اؼبشروع

شروع منفصم عن اعبماعة. استهدؼ ىذا اؼبشروع التأويلي بعدا اجتماعيا، ب مقابل وصفو بأنو مربقيق تغين اجتماعي على كل اؼبستويات، األمر الذي جعل من نصر أبو زيد، زيادة على كونو

باحثا ومفكرا، منظرا و داعية.كما يظهر أف ميزة اغبدية / التطرؼ ىي اؼبيزة الغالبة على األحباث، والتطبيقات النقدية

تأويل، عند نصر أبو زيد، وإف كانت ىذه اغبدية تعطي صاحبها ميزة اؼبوثوقية واعبدة، ب ؼبفهـو المقابل التلفيق، والرتضيات، فهو ال يرنو من خبلؿ تطبيقاتو ؾبرد إعادة الطبلء والرتميم، بقدر ما

يسعى بعد اؽبدـ إذل إعادة البناء.زيد، ب قراءاتو ؼبختلف اػبطابات، سواء كما يظهر أف التطبيقات النقدية اليت يعتمدىا نصر أبو

تعلق األمر دبا ب إنتاجو حوؿ قضايا اؼبرأة، أو الوحي، والفقو تتأسس على ؾبموعة من اآلليات واؼبفاىيم اإلجرائية والنقدية، اليت تربط بن اؼباضي / الرتاث، واغباضر، بن من أنتجتو الذات، وما

ال شك أف زحزحة اػبطابات التقليدية، ربتاج إذل حزمة من وصل إليو اآلخر ب إطار اغبداثة. إذ اآلليات واؼبفاىيم النقدية.

Page 209: Download (PDF, 1.81MB)

اؼبقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيدػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ب ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالفصل الثالث ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

097

من جهة أخرى، يظهر أف تعامل نصر أبو زيد مع واحد من أكثر اؼبيادين اؼبعرفية حساسية، والقصد ىنا الرتاث الديين، من خبلؿ أكثر اآلليات النقدية إثارة للجدؿ، أي التأويل، قد جر

ا من االنتقادات والرفض، وأثار عليو كثنا من اغبمبلت، من خبلؿ ردة فعل تأويلية عليو كثن معاكسة، قرأت مشروعو خارج إطار اإليباف، فأخرجت صاحبو من دائرة الفكر، ودائرة اإليباف، غن أف ىذه اغبمبلت، ومن حيث ال يدرى أصحاهبا قدمت خدمت ؾبانية للباحث، إذ ذاع معها

اصبع كمفكر إسبلمي،أو مهتم بالدراسات اإلسبلمية، كما صنعت منو ضحية صيتو ب العادل ‌الفكر التقليدي اؼبنغلق الذي سكن اؼباضي / الرتاث، ويأىب االنتقاؿ إذل اغباضر.

Page 210: Download (PDF, 1.81MB)

خاسبػػػػػػػػػػػة

Page 211: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاػباسبػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

098

هبا بعد ىذا العرض ؼبفهـو التأويل عند نصر حامد أبو زيد، ومن خبلؿ تتبع ـبتلف اؼبراحل اليت مر اؼبفهـو واررباالتو من بيئة إذل أخرى، واحملموالت اليت كاف لو أف وبملها، واألسس اليت شرعن من خبلؽبا نصر أبو زيد قراءتو التأويلية ػ اعبديدة ػ وـبتلف اآلليات اليت توسل من خبلؽبا انتهاؾ الرتاث الديين والكشف عن

وؿ اؼبعرفية اليت عمل على تطبيق قراءتو التأويلية من خبلؿ احملجوب بن خطوطو وثناياه، وبعد تتبع ـبتلف اغبقإعادة )استكشافها(، وما نتج عن ىذه القراءة التأويلية اليت قدمها، من خبلؿ كل ذلك ، كاف لنا أف نصل إذل

النتائج التالية: ، وكممارسة بالرتاث اليوناين وحده، انطبلقا من االعتقاد دبرك زيتو، فقد كاف لو دل يرتبط التأويل كمفهـو

من اغبظ أف احتضنتو ـبتلف اغبضارات ح ى السابقة منها غبضارة اليوناف.، أو اجملاالت واغبقوؿ اليت شهد مفهـو التأويل كثنا من التغنات، والتطورات، سواء على مستوى اؼبفهـو

فبعدما ارتبط بقراءة األشعار يعمل عليها، لذا ضبل كثنا من احملموالت ب رحلة انتقالو، من حضارة إذل أخرى، اؽبومنية ب حضارة اليوناف، وفك رموزىا وطبلظبها، اتسع مفهومو شيئا ما ليسع اجملاؿ الديين ب العصور الوسطى، ب ؿباولة لفهم الكتاب اؼبقدس وذباوز اؼبعىن اغبرب، أما ب الفرتة اغبديثة فكاف لو أف يشمل النص

ية، ليصبح أداة للفهم بشكل عاـ، ومع بزوغ فجر الفرتة اؼبعاصرة أصبح اؼبقدس إذل جانب النصوص األدبالتأويل معربا عن مبط ب الوجود. أما بالنسبة للثقافة العربية اإلسبلمية فقد كاف للتأويل فيها شأف عظيم، إذ

ل أكثر من من خبللو تبلورت ـبتلف الصراعات ب اغباضنة اإلسبلمية، سواء السياسية منها، أو العقدية، بذلك شكل التأويل العامل الرئيس ب تشكل الفرؽ الكبلمية، و ـبتلف االصطفافات اغبزبية، إذ شكل عنوانا

للحضارة العربية اإلسبلمية، ومازاؿ إذل اليـو يبارس سلطتو على النصوص.غن أنو يعتمد ب أما بالنسبة لنصر أبو زيد، فإنو وعلى الرغم من تأثره باألطروحات الرشدية، ب التأويل،

بلورة مفهومو للتأويل على كثن من اؼبناىج والنظريات الغربية، وعلى رأسها "ربليل اػبطاب"، والذي وبفر من خبللو ب الطبقات اليت تشكلت حوؿ النص األصلي، بغية اكتشاؼ ـبتلف الدالالت، الظاىرة منها واؼبضمرة

ب الرتاث الديين.غن مسبوؽ من ـبتلف منتجات اغبداثة الغربية، خاصة ما تعلق باللغة، استفاد نصر أبو زيد بشكل

انطبلقا من كوف النص الديين يتأس من خبلؿ اللغة، األمر الذي دفعو إذل استعارة السيميولوجيا، واأللسنية، اؼبعتزلة، وغنىا من األدوات القرائية، إذل جانب اتكاءه على بعض آليات الرتاث الديين اإلسبلمي كاجملاز عند

والعرفاف الصوب ب تربير قراءتو التأويلية .

Page 212: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاػباسبػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

099

ينطلق التأويل عند نصر أبو زيد من الواقع، كبو الفكر ب حركة تصاعدية، تستثين اهلل عز وجل، الذي كاف نقطة االنطبلؽ، لتعطي دور الريادة للمتلقي / القارئ فتجعل منو نقطة االنطبلؽ كبو الفهم، من خبلؿ

يطة هبذا اؼبتلقي. الظروؼ احمليدعي نصر أبو زيد من خبلؿ مفهومو للتأويل، سعيو وراء وعي علمي بالرتاث، غن أف الواقع يكشف

أف تطبيق القراءة التأويلية اليت يقدمها، على ـبتلف اػبطابات الدينية، ودبختلف مستوياهتا، وبيلنا إذل نوع من عل النص الديين مفتوحا على مصراعيو أما التأويل من جهة، وأماـ التعددية ب القراءة والفهم، األمر الذي هب

آفاؽ اؼبؤولن من جهة أخرى. يعتمد نصر أبو زيد ب تأسيسو ؼبفهـو التأويل على القوؿ بتارىبية النص الديين عموما، ىذا اؼببدأ الذي

تارىبية ال غن، وىذا ما سوؼ يكوف عامبل أساسيا ب إىدار سلطة النص غبساب الواقع، ليصبح ؾبرد شواىد يظهر من خبلؿ تطبيقو ؼبفهـو التأويل على حقوؿ معرفية متعلقة باػبطاب الديين .

كما الحظت أف اؼبفهـو الذي يتبناه، ويقدمو الباحث وسيلة لقراءة اػبطاب الديين كاف لو من النتائج ما بلؿ ما تركتو مواقفو من جدؿ فكري على ترؾ أثرا كبنا على الباحث ذاتو، من خبلؿ اهتامو بالردة. ومن خ

ساحة الفكر العريب اؼبعاصر.إف نصر أبو زيد، وب ؿباولتو )االجتهادية( لضبط مفهـو للتأويل يتناسب من جهة مع الراىن العريب، الذي ميزه التخلف على كل األصعدة، ومع اؽبدؼ الذي تتغياه القراءة التأويلية اليت يتبناىا، أال وىو الوقوؼ

على بناء وعي )علمي( بالرتاث، والكشف عن اؼبضمر ب، واؼبسكوت عنو بتعبن أركوف، ح ى وإف وصفت ىذه احملاولة باعبرأة، واعبدة وابتهج ؽبا البعض، إال أف نصر أبو زيد دل يكن قادرا على االستقبلؿ بأفكاره

والرشدي، فجاء مفهومو للتأويل تعبنا والتحرر من تأثنات اغبداثة الغربية، ورغم حضور النموذج االعتزارل، عن االنبهار باؼبنتج الغريب.

ب األخن وجدت أنو من الضروري أف أقدـ بعض التوصيات، اليت رأيت ضرورهتا، ومنها: العمل على إنشاء مراكز حبثية، وتكوين كوادر علمية تكوف مهمتها األساسية العمل على ترصبة ما أنتجو

ا ىبص فن القراءة وتأويل النصوص، بغرض االستفادة من منتجات العقل الغريب دبا وبقق العقل الغريب فيم الرقي الفكري، والتطور اغبضاري.

Page 213: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاػباسبػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

211

العمل على إقباز دراسات معمقة ب ما ىبص ـبتلف اآلليات القرائية اليت اعتمدىا أعبلـ الرتاث الديين باط اؼبعىن. والعمل على ذبديد ىذا اػبطاب، منهجا اإلسبلمي، ب قراءاهتم التأويلية، خاصة ما تعلق باستن

وفبارسة، دبا يتناسب واؼبرحلة اؼبعاصرة، مع احملافظة على ىوية النص الديين و مكانتو.

Page 214: Download (PDF, 1.81MB)

الفهارس

Page 215: Download (PDF, 1.81MB)

فهرس اليات

Page 216: Download (PDF, 1.81MB)

‌ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػفهرس اآليات ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

212

الصفحة الرقم اليات السور

البقرة

الم ذلك الكتاب ال ريب فيو ىدى } {.ين للمتاق

143 02ػ 01

وإف كنتم في ريب مماا نػزالنا على عبدنا فأتوا }بسورة من مثلو وادعوا شهداءكم من دوف اللاو

{. إف كنتم صادقين

23

143

ـ األسماء كلاها ثما عرضهم على } وعلام آدالمالئكة فػقاؿ أنبئوني بأسماء ىؤالء إف كنتم

صادقين{

31 116

ها أو } ما نػنسخ من آية أو نػنسها نأت بخير منػ {.مثلها ألم تػعلم أفا اللاو على كل شيء قدير

106

155

ـ تريدوف أف تسألوا رسولكم كما سئل موسى } أ

يماف فػقد ضلا من قػبل ومن يػتبداؿ الكفر باإل {.سواء السابيل

108

155

يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم }اس وإثمهما أكبػر من نػفعهما كبير ومنافع للنا

ويسألونك ماذا يػنفقوف قل العفو كذلك يػبػين {.اللاو لكم اليات لعلاكم تػتػفكاروف

219

145

لاذي خلقكم من يا أيػها النااس اتػاقوا رباكم ا}هما ها زوجها وبثا منػ نػفس واحدة وخلق منػ

01

134

Page 217: Download (PDF, 1.81MB)

‌ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػفهرس اآليات ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

213

النساء

النساء

رجاال كثيرا ونساء واتػاقوا اللاو الاذي تساءلوف بو ـ إفا اللاو كاف عليكم رقيبا .{واألرحا

طوا في اليتامى فانكحوا ما وإف خفتم أالا تػقس }طاب لكم من النساء مثػنى وثالث ورباع فإف خفتم أالا تػعدلوا فػواحدة أو ما ملكت أيمانكم

.{ذلك أدنى أالا تػعولوا

03

136

ربوف للرجاؿ نصيب مماا تػرؾ ا } لوالداف واألقػوللنساء نصيب مماا تػرؾ الوالداف واألقػربوف مماا قلا منو أو كثػر نصيبا مفروضا وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوىم منو

لهم قػوال معروفا وليخش الاذين لو تػركوا وقولوا من خلفهم ذرياة ضعافا خافوا عليهم فػليتػاقوا اللاو وليػقولوا قػوال سديدا إفا الاذين يأكلوف أمواؿ

ونهم نارا اليتامى ظلما إناما يأكلوف في بط {. وسيصلوف سعيرا

10ػ 07

137

الرجاؿ قػوااموف على النساء بما فضال اللاو }بػعضهم على بػعض وبما أنػفقوا من أموالهم فالصاالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ

تي تخافوف نشوزىنا فعظوىنا اللاو والالا واىجروىنا في المضاجع

غوا عليهنا سبيال واضربوىنا فإف أطعنكم فال تػبػ

34

134

Page 218: Download (PDF, 1.81MB)

‌ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػفهرس اآليات ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

214

{.إفا اللاو كاف عليا كبيراالصاالة وأنػتم يا أيػها الاذين آمنوا ال تػقربوا }

سكارى حتاى تػعلموا ما تػقولوف وال جنبا إالا عابري سبيل حتاى تػغتسلوا وإف كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو

فػتػيماموا صعيدا المستم النساء فػلم تجدوا ماء طيبا فامسحوا بوجوىكم وأيديكم إفا اللاو كاف

{.عفوا غفورا

43

145

النساء

ولن تستطيعوا أف تػعدلوا بػين النساء ولو }كالمعلاقة حرصتم فال تميلوا كلا الميل فػتذروىا

{.وإف تصلحوا وتػتػاقوا فإفا اللاو كاف غفورا رحيما

129

136

اؼبائدة

يا أيػها الاذين آمنوا إناما الخمر والميسر }ـ رجس من عمل الشايطاف واألنصاب واألزال

علاكم تػفلحوف إناما يريد الشايطاف أف فاجتنبوه ل نكم العداوة والبػغضاء في الخمر يوقع بػيػوالميسر ويصداكم عن ذكر اللاو وعن الصاالة

{.فػهل أنػتم منتػهوف

91ػ90

145

فالق الحب والنػاوى يخرج الحيا من إفا اللاو } األنعاـالميت ومخرج الميت من الحي ذلكم اللاو فأناى

95

56

Page 219: Download (PDF, 1.81MB)

‌ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػفهرس اآليات ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

215

{. تػؤفكوف

األعراؼ

ىل يػنظروف إالا تأويلو يػوـ يأتي تأويلو يػقوؿ } قػبل قد جاءت رسل ربػنا بالحق الاذين نسوه من

فػهل لنا من شفعاء فػيشفعوا لنا أو نػرد فػنػعمل ر الاذي كناا نػعمل قد خسروا أنػفسهم وضلا غيػ

هم ما كانوا يػفتػروف {. عنػ

53

52

ها ىو الاذي خلق } كم من نػفس واحدة وجعل منػها فػلماا تػغشااىا حملت حمال زوجها ليسكن إليػخفيفا فمرات بو فػلماا أثػقلت دعوا اللاو ربػاهما

.{لئن آتػيتػنا صالحا لنكوننا من الشااكرين

189

134

فػلماا رأى قميصو قدا من دبر قاؿ إناو من } يوسف {.كيدكنا إفا كيدكنا عظيم

28

132

الرعد

أفمن ىو قائم على كل نػفس بما كسبت }ـ تػنبئونو بم ا ال وجعلوا للاو شركاء قل سموىم أ

ـ بظاىر من القوؿ بل زين يػعلم في األرض أللاذين كفروا مكرىم وصدوا عن السابيل ومن

{.يضلل اللاو فما لو من ىاد

33

135

اإلسراء

ر } فيها وإذا أردنا أف نػهلك قػرية أمرنا متػها القوؿ فدمارناىا فػفسقوا فيها فحقا عليػ

{.تدميرا

16

147

Page 220: Download (PDF, 1.81MB)

‌ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػفهرس اآليات ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

216

ـ وحملناىم في البػر والبحر } ولقد كرامنا بني آدورزقػناىم من الطايبات وفضالناىم على كثير ممان

{. فضيال خلقنا تػ

70

128

اغبج

يا أيػها النااس ضرب مثل فاستمعوا لو إفا الاذين }تدعوف من دوف اللاو لن يخلقوا ذبابا ولو باب شيئا ال هم الذ اجتمعوا لو وإف يسلبػ

{.الب والمطلوب يستػنقذوه منو ضعف الطا

73

160

النور

وقل للمؤمنات يػغضضن من أبصارىنا ويحفظن }ها فػروجهنا وال يػبدين زينتػهنا إالا ما ظهر منػوليضربن بخمرىنا على جيوبهنا وال يػبدين

إالا لبػعولتهنا أو آبائهنا أو آباء بػعولتهنا زينتػهنا أو أبػنائهنا أو أبػناء بػعولتهنا أو إخوانهنا أو بني إخوانهنا أو بني أخواتهنا أو نسائهنا أو ما

ربة من ملكت أيمانػهنا أو التاا بعين غير أولي اإلالرجاؿ أو الطفل الاذين لم يظهروا على عورات النساء وال يضربن بأرجلهنا ليػعلم ما يخفين من زينتهنا وتوبوا إلى اللاو جميعا أيػها المؤمنوف

{.كم تػفلحوف لعلا

31

138

األحزاب

وقػرف في بػيوتكنا وال تػبػراجن تػبػرج الجاىلياة }األولى وأقمن الصاالة وآتين الزاكاة وأطعن اللاو

ل ورسولو إناما يريد اللاو ليذىب عنكم الرجس أى

33

132

Page 221: Download (PDF, 1.81MB)

‌ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػفهرس اآليات ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

217

{.البػيت ويطهركم تطهيرالى في بػيوتكنا من آيات اللاو } واذكرف ما يػتػ

{. والحكمة إفا اللاو كاف لطيفا خبيرا

34

164

النجم

والناجم إذا ىوى ما ضلا صاحبكم وما غوى } وما يػنطق عن الهوى إف ىو إالا وحي يوحى علامو شديد القوى ذو مراة فاستػوى وىو باألفق األعلى ثما دنا فػتدلاى فكاف قاب قػوسين أو أدنى

اد ما فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤ رأى أفػتمارونو على ما يػرى ولقد رآه نػزلة أخرى عند سدرة المنتػهى عندىا جناة المأوى إذ يػغشى السدرة ما يػغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد

رى {.رأى من آيات ربو الكبػ

18ػ 01

141

ثم والفواحش إالا اللامم } الاذين يجتنبوف كبائر اإلإفا رباك واسع المغفرة ىو أعلم بكم إذ أنشأكم من األرض وإذ أنػتم أجناة في بطوف أماهاتكم فال

.{نػفسكم ىو أعلم بمن اتػاقىتػزكوا أ

32

153

التكوير

ة عند ذي العرش } إناو لقوؿ رسوؿ كريم ذي قػوامكين مطاع ثما أمين وما صاحبكم بمجنوف ولقد

ضنين وما رآه باألفق المبين وما ىو على الغيب ب ىو بقوؿ شيطاف رجيم فأين تذىبوف إف ىو إالا

{.ذكر للعالمين

27ػ 18

140

Page 222: Download (PDF, 1.81MB)

212

فهرس المصادر والمرجع

Page 223: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

219

أوال المصادر

القرآف الكريم

مؤلفات نصر حامد أبو زيد

، 6وت: اؼبركز الثقاب العريب، ط)بن االتجاه العقلي في التفسير ػ نصر حامد أبو زيد: 01 ـ(. 2007

ـ(.2003، 3) بنوت: اؼبركز الثقاب العريب، ط فلسفة التأويل: نصر حامد أبو زيدػ 02

)بنوت: اؼبركز الثقاب العريب، دراسة في علـو القرآف مفهـو النص: نصر حامد أبو زيدػ 03 ـ(. 2006، 6ط

)الدار البيضاء: اؼبركز الثقاب قراءة وآليات التأويل إشكاليات النصر حامد أبو زيد: ػ 04 ـ(.2005، 7العريب، ط

)الدار األيديولوجية الوسطية في اإلسالـ اإلماـ الشافعي وتأسيس: نصر حامد أبو زيدػ 05 ـ(. 2007، 1البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، ط

، 3يضاء: اؼبركز الثقاب العريب، ط)الدار الب نقد الخطاب الديني: نصر حامد أبو زيدػ 06 ـ(. 2007

)القاىرة: التفكير في زمن التكفير ضد الجهل والزيف والخرافة: نصر حامد أبو زيدػ 07 ـ(. 1995، 2مكتبة مدبورل، ط

2006، 2)بنوت: اؼبركز الثقاب العريب، ط النص السلطة والحقيقةػ نصر حامد أبو زيد: 08 ـ(.

Page 224: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

201

) بنوت: اؼبركز الثقاب العريب، دوائر الخوؼ قراءة في خطاب المرأة : و زيدنصر حامد أبػ 09 ـ(.2007، 4ط

، 5)الدار البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، ط الخطاب والتأويل: نصر حامد أبو زيدػ 10 ـ(. 2006

، 2، ط)الدار البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب ىكذا تكلم ابن عربي نصر حامد أبو زيد:ػ 11 ـ(. 2004

)فلسطن احملتلة: منشورات جامعة بن زيت، اليسار اإلسالمي إطاللة عامةػ نصر أبو زيد: 12 ـ(. 2004د ط،

، إعداد حلمي غزاليوف ورشديوف مناظرات تجديد الخطاب الدينينصر أبو زيد: ػ 13 ـ( 2006سادل)القاىرة: مركز القاىرة غبقوؽ اإلنساف، د ط،

االت لنصر حامد أبو زيدحوارات و مق

، بنوت: دار 1)ؾبلة إسبلمية اؼبعرفة، ط الخطاب الديني رؤية نقديةػ نصر أبو زيد: 14 ـ(.1992اؼبنتخب العريب،

ـ(.2000، بنوت: دار الساقي، 25) ؾبلة أبواب، ع حياتي: نصر أبو زيدػ 15

النهار، اؼبلحق الثقاب، )بنوت: جريدةحوار مع نصر أبو زيد ػ ؿبمد علي األتاسي: 16 ـ(. 17/10/2002

ؾبلة حداثات إسبلمية، إشراؼ ماىر الشريف، اؼبعهد الفرنسي ػ نصر أبو زيد وآخروف: 17 ـ. 2006للشرؽ األدىن، سوريا، د ط،

Page 225: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

200

/ 23، حوار على موقع رواؽ أبو زيد، عقل نصر أبو زيد في عقد و نصفػ صباؿ عمر: 1803 /2008.

عثانيا المراج

باللغة العربية

، تعليق: إبراىيم مشس الدين ) تأويل مشكل القرآفػ ابن قتيبة أبو ؿبمد عبد اهلل بن مسلم: 01 بنوت: دار الكتب العلمية، د ط، د ت(.

ـ(.1985)مصر:اؽبيئة اؼبصرية العامة للكتاب، د ط، الفتوحات المكيةابن عريب: ػ 02

، ترصبة: عبد اغبليم عطية )بنوت: دار ر اإلسالميمذاىب التفسيػ إجنتس جولد تسيهر، 03 ـ(. 1983، 2اقرأ، ط

ـ(. 1981، 3)بنوت: دار الثقافة، ط تاريخ النقد األدبي عند العربإحساف عباس: ػ 04

، تعليق: صبلح الدين اؽبواري )بنوت: اؼبكتبة تهافت التهافتػ أبو الوليد ابن رشد: 05 ـ(. 2006العصرية، د ط،

، ربقيق: فصل المقاؿ وتقرير ما بين الحكمة والشريعة من اتصاؿػ أبو الوليد ابن رشد: 06 ـ(.2007، 4ؿبمد عابد اعبابري )بنوت: مركز دراسات الوحدة العربية، ط

)القاىرة: مطبعة مصطفى ؿبمد، 1، ج المستصفى من علم األصوؿػ أبو حامد الغزارل: 07 ـ(. 1937، 1ط

)القاىرة اؼبطبعة اإلعبلمية، د ط ، إلجاـ العواـ عن علم الكالـ: لغزارلأبو حامد اػ 08 ىػ (. 1303

Page 226: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

202

، ربقيق: عبد السبلـ ىاروف )بنوت: دار إحياء الرتاث 1، جالحيواف: اعباحظ ػ أبو عثماف 09 ـ(. 1969، 3العريب، ط

وت: دار اعبيل، ، شرح: عبد السبلـ ىاروف )بن 4، جالبياف والتبييناعباحظ: ػ أبو عثماف 10 ، د ت(.3ط

ـ(.1996، 2)دمشق: دار األىارل للنشر والتوزيع، ط أسرى الوىمػ أضبد برقاوي: 11

2)دمشق: دار األىارل للنشر والتوزيع، ط محاولة في قراءة عصر النهضةػ أضبد برقاوي: 12 ـ(. 1999،

)دمشق: دار اؼبدى، د ط، تجديد الفكر الديني، دعوة الستخداـ العقلػ أضبد بغدادي: 13 ـ(.1999

)بنوت: مؤسسة االنتشار العريب، د ط ، سالمة موسى العلمانية والدينػ أضبد ماضي: 14 ـ(. 2008

ـ( .1982، 3) بنوت: دار العودة، ط 2، جالثابت والمتحوؿػ أدونيس: 15

ـ(.1993) بنوت: دار اآلداب، د ط، النص القرآني وآفاؽ الكتابة: أدونيسػ 16

)القاىرة: منشورات اجمللس األعلى مفهـو الخطاب في فلسفة ميشاؿ فوكوػ الزواوي بغورة: 17 ـ(.2000للثقافة، د ط،

)بنوت: دار التنوير، د ط، نظرية الشعر عند فالسفة المسلمينػ ألفت الرويب: 18 ـ(.1983

Page 227: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

203

)القاىرة: د ط، 16 ، جالمغني في أبواب التوحيد والعدؿػ القاضي عبد اعببار: 19 ـ(.1985

) بنوت: مؤسسة االنتشار العريب، د المعنى القرآني بين التفسير والتأويلػ أمن عباس: 20 ـ(.2008ط،

، ترصبة: وإعداد بدر الدين عرودكي ) الفكر العربي في معركة النهضةػ أنور عبد اؼبلك: 21 ـ(.1974بنوت: دار اآلداب، د ط،

ترصبة وتقدن: سعيد بن كراد )الدار التأويل بين السميائيات والتفكيكية،و: أومربتو إيكػ 22 ـ(.2004، 2البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، ط

، 1ترصبة: عمر مهيبل ) اعبزائر: منشورات االختبلؼ، طبعد طوؿ تأمل، ػ بوؿ ريكور: 23 ـ( .2006

بنوت: دار الكتاب اعبديدة اؼبتحدة، ، ترصبة: منذر عياشي )صراع التأويالتبوؿ ريكور: ػ 24 ـ(.2005، 01ط

ترصبة: وجيو أسعد ) دمشق: أطلس للنشر في التفسير، محاولة في فرويد،: بوؿ ريكورػ 25 ـ(.2003، 1والتوزيع، ط

، ترصبة: ؿبمد برادة، حساف بورقية ) من النص إلى الفعل أبحاث التأويلبوؿ ريكور: ػ 26 ـ(.1،2001والبحوث اإلنسانية االجتماعية، طالقاىرة: عن للدراسات

، ضمن الوجود والزماف والسرد، ترصبة: سعيد من الوجودية إلى فلسفة اللغةػ بوؿ ريكور: 27 ـ(. 1999، 1الغامبي) الدار البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، ط

(.ـ2008، 1) اعبزائر: منشورات االختبلؼ، ط الفهم والنص بومدين بوزيد: ػ 28

Page 228: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

204

ـ(.2004) بنوت: دار الساقي، د ط ، من ىنا يبدأ التغييرػ تركي اغبمد: 29

، ترصبة: فخري صاحل ) بنوت: اؼبؤسسة العربية للنشر، د النقد واأليديولوجياػ تني إيغلتوف: 30 ـ(.1992ط،

، ترصبة: ثائر ديب ) دمشق: منشورات وزارة الثقافة،نظرية األدب: تني إيغلتوفػ 31 ـ(.1995دط،

ـ(.1983، 2) بنوت: دار التنوير، ط الصورة الفنية في التراث النقدي ػ جابر عصفور: 32

، ترصبة: عمر مهيبل )اعبزائر المنعرج الهرمنيوطيقي للفينومينولوجياجاف غرانداف: ػ 33 ـ(.2007، 1منشورات االختبلؼ، ط

، ربقيق: شعيب األرنؤوط )بنوت: 1ج ،اإلتقاف في علـو القرآفػ جبلؿ الدين السيوطي: 34 ـ(.2008مؤسسة الرسالة، د ط ،

، ربقيق: ؿبمد أبو الفضل )بنوت: 2، جاإلتقاف في علـو القرآفػ جبلؿ الدين السيوطي: 35 ـ(.1988اؼبكتبة العصرية، د ط،

ة )القاىرة: دار اؼبعرفالفلسفة المعاصرة حبيب الشاروين ػ صفاء عبد الوىاب جعفر: ػ 36 ـ(.2002اعبامعية، د ط،

، 3) القاىرة: اؽبيئة اؼبصرية للكتاب، ط اللغة العربية معناىا ومبناىاحساف سباـ: ػ 37 ـ(.1985

ـ(.1999)اعبزائر: دار البعث، د ط، تجديد الفكر اإلسالميػ حسن الرتايب: 38

Page 229: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

205

، 1ختبلؼ، طر ) اعبزائر: منشورات االالنظرية التأويلية عند ريكوػ حسن بن حسن: 39 ـ(.2003

ـ(.2007، 1) بنوت: منشورات االختبلؼ، ط 1، جحصار الزمنػ حسن حنفي: 40

ـ(.1998) القاىرة: دار قباء، د ط ،حوار األجياؿ حسن حنفي: ػ 41

)بنوت: دار اؼبدار اإلسبلمي، د ط، 2، ج من النص إلى الواقعػ حسن حنفي: 42 ـ(.2005

(.1972، 2)بنوت: دار العلم للمبلين، ط ل العربيتحديث العقػ حسن صعب: 43

)بنوت: دار الفارايب، 1، جالنزعات المادية في الفلسفة العربية اإلسالميةػ حسن مروة: 44 ـ(.1981د ط،

، ترصبة: وجيو قانصو) اعبزائر: منشورات االختبلؼ، مقدمة في الهرمنيوطيقادافيد جاسرب: ػ 45 ـ(.2007، 01ط

، تعليق: خليل أضبد خليل ) باريس: دار عاـ ألفن، األصوليات المعاصرةي غارودي: ػ روج 46 ـ(.1992د ط،

: مارتن لوثر، ت: كوثر ؿبمود ؿبمد )مصر: مؤسسة ىنداوي سكوت إيتش ىندريكسػ 47 (.1014، 1للتعليم والثقافة، ط

النهضة العربية، ط ) بنوت: دار فهم الفهم، مدخل إلى الهرمنيوطيقا عادؿ مصطفى: ػ 48 ـ(.2008، 1

)الرياض: قصة أبو زيد وانحسار العلمانية في جامعة القاىرة :ػ عبد الصبور شاىن 49 الناشروف العرب، د ط، د ت(.

Page 230: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

206

) بنوت: دار العلم للمبلين، د ط، 2، جمذاىب اإلسالميينعبد الرضباف بدوي: ػ 50 ـ(. 1973

)الكويت: اجمللس الوطين لمحدبة، من البنيوية إلى التفكيكالمرايا اػ عبد العزيز ضبودة: 51 ـ(.1998للثقافة والفنوف واآلداب، د ط،

)بنوت: الدار العربية الهرمنيوطيقا والفلسفة نحو مشروع عقل تأويلي عبد الغين بارة: ػ 52، ط ـ(.2008، 1للعلـو

ـ(. 1983، 1علمية، ط ) بنوت: دار الكتب الالتعريفات عبد القاىر اعبرجاين: ػ 53

، ربقيق: ؿبمود شاكر)القاىرة: مكتبة اػباقبي، 2، جأسرار البالغةػ عبد القاىر اعبرجاين: 54 ـ(.1،1991ط

)بنوت: دار اؼبعرفة، د ط، دالئل اإلعجاز في علم المعاني: عبد القاىر اعبرجاينػ 55 ـ(.1982

)اعبزائر: منشورات يات القراءة من فلسفات التأويل إلى نظر عبد الكرن شرب: ػ 56 ـ(.2007، 1االختبلؼ، ط

ـ(.1991) تونس: الدار التونسية للنشر، د ط، اإلسالـ والحداثةػ عبد اجمليد الشرب: 57

االستالب واالرتداد اإلسالـ بين روجيو غارودي ونصر حامد أبو زيدػ علي حرب: 58 ـ(.1997)بنوت: اؼبركز الثقاب العريب، د ط،

ـ(.2008، 5) بنوت: اؼبركز الثقاب العريب، ط نقد النصػ علي حرب: 59

ـ(.2007، 1) اعبزائر: منشورات االختبلؼ، طاللغة والتأويل عمارة ناصر: ػ 60

Page 231: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

207

، ط الحداثة في فكر محمد أركوفػ فارح مسرحي: 61 ، 1) بنوت: الدار العربية للعلـو ـ(.2006

: ترصبة هنلة بيضوف )الدار البيضاء:اؼبركز محصنوف ضد الحريمىل أنتم ػ فاطمة اؼبرنيسي: 62 ـ(.2000الثقاب العريب، د ط،

، حبث ب النسوية اإلسبلمية الرافضة وإغراءات اغبرية خارج السربػ فهمي جدعاف: 63 ـ(.2010)بنوت: الشبكة العربية لؤلحباث والنشر، د ط،

ـ(.1990، 5اىرة: دار الشروؽ، ط) القالقرآف والسلطاف ػ فهمي ىويدي: 64

ـ(.1985) بنوت: دار التنوير، د ط، الصحوة اإلسالمية في ميزاف العقلػ فؤاد زكريا: 65

، ترصبة: ص حسن)بنوت: اتجاىات الفكر الديني المعاصر في إيرافػ ؾبيد ؿبمدي: 66 ـ(.2010الشبكة العربية لؤلحباث والنشر، د ط،

، ترصبة: ىاشم صاحل ) بنوت: دار ر األصولي واستحالة التأصيلالفكػ ؿبمد أركوف: 67 ـ(.2007، 3الساقي، ط

: ترصبة ىاشم صاحل ) بنوت: اؼبركز الثقاب الفكر اإلسالمي قراءة علميةػ ؿبمد أركوف: 68 ـ(.1996، 2العريب، ط

مركز اإلمباء : ترصبة ىاشم صاحل ) بنوت:تاريخية الفكر العربي اإلسالميػ ؿبمد أركوف: 69 ـ(.1986، 1القومي، ط

: ترصبة ىاشم صاحل ) بنوت: دار الطليعة، قضايا في نقد العقل اإلسالميػ ؿبمد أركوف: 70 ـ(.2009، 4ط

Page 232: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

208

: ترصبة ىاشم صاحل ) معارؾ من أجل األنسنة في السياقات اإلسالميةػ ؿبمد أركوف: 71 ـ(.2001، 1بنوت: دار الساقي، ط

: ترصبة ىاشم صاحل ) بنوت: دار الطليعة، د ط، نحو نقد العقل اإلسالمي: ػ ؿبمد أركوف 72 ـ(.2009

) القاىرة: مكتبة العرب، د ط، د ت(. الكواكبي حياتو وآراؤهػ ؿبمد أضبد خلف اهلل: 73

دار اؽبداية : ترصبة عباس ؿبمود) القاىرة: تجديد الفكر الديني في اإلسالـػ ؿبمد إقباؿ: 74 ـ(.2000، 2، طنشرللطبع وال

: ربقيق أضبد ؿبمد شاكر) بنوت: دار الكتب العلمية، : الرسالةػ ؿبمد بن إدريس الشافعي 75 د ط، د ت(.

، 7) القاىرة: مكتبة وىبة، ط 1، جالتفسير والمفسروفػ ؿبمد حسن الذىيب: 76 ـ(.2000

ط، د ت(.) دمشق: دار األىارل، دمشق، د الكتاب والقرآف ػ ؿبمد شحرور: 77

، 1) الدار البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، طتأويالت وتفكيكات ؿبمد شوقي الزين: ػ 78 ـ(.2002

، طاإلزاحة واالحتماؿ ؿبمد شوقي الزين: ػ 79 ـ(.2008، 1)بنوت: الدار العربية للعلـو

ـ(.1991 ،1اؼبركز الثقاب العريب، ط )بنوت:التراث والحداثة ػ ؿبمد عابد اعبابري: 80

، 2) بنوت: مركز دراسات الوحدة العربية، ط بنية العقل العربي: ؿبمد عابد اعبابريػ 81 ـ(.1990

Page 233: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

209

) بنوت: مركز دراسات الوحدة العربية، ط 1جفهم القرآف الحكيم، ػ ؿبمد عابد اعبابري: 82 ـ(. 2008، 01

مركز دراسات الوحدة ) بنوت: 1، جمدخل إلى القرآف الكريمػ ؿبمد عابد اعبابري: 83 ـ(.2007، 2العربية، ط

: شرح ؿبمد ؿبمود الرافعي 1جاإلمامة والسياسة، ػ ؿبمد عبد اهلل ابن مسلم ابن قتيبة: 84 ـ(.1904)القاىرة: مطبعة النيل، د ط،

: ربقيق ؿبمد عمارة ) القاىرة: دار الشروؽ، دط، 2األعماؿ الكاملة، جػ ؿبمد عبده: 85 ـ(.1993

: ربقيق ؿبمد عمارة) القاىرة: دار الشروؽ، د ط، 5ج، األعماؿ الكاملةمد عبده: ػ ؿب 86 ـ(.1993

، طرسالة التوحيد ػ ؿبمد عبده: 87 ـ(.1979، 3) بنوت: دار إحياء العلـو

) بنوت: دار 1ج، التفسير الحديث، ترتيب السور حسب النزوؿػ ؿبمد عزة دروزة: 88 (.ـ2000، 2الغرب اإلسبلمي، ط

ـ(.2002، 2) القاىرة: دار الشروؽ، ط : التفسير الماركسي لإلسالـػ ؿبمد عمارة 89

)القاىرة: مكتبة قراءة النص الديني، بين التأويل الغربي والتأويل اإلسالمي : ؿبمد عمارةػ 90 ـ(.2006، 1الشروؽ، ط

فكرية، د ط، د ت(.) القاىرة: دار قضايا مواقف نقدية من التراثػ ؿبمود أمن العادل: 91

Page 234: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

221

) القاىرة: الدار اؼبصرية السعودية للطباعة فلسفة الحياة دلتاي نموذجا ؿبمود سيد أضبد: ػ 92 ـ(.2005والنشر، د ط،

ـ(. 2004، 01) بنوت: دار اؼبشرؽ، طالفسارة الفلسفية مشن باسيل عوف: ػ 93

بنوت: منشورات االختبلؼ، ) األنسنة والتأويل في فكر محمد أركوفػ مصطفى كيحل: 94، ط ـ(.2011، 1الدار العربية للعلـو

) الدار البيضاء: اؼبركز الثقاب العريب، دليل الناقد األدبيػ ميجاف الرويلي ػ سعد البازعي: 95 ـ(.2005، 4ط

) كتاب صباعي ( التأويل والترجمة مقاربات لليات الفهم والتفسير نايب بوعلي: ػ 96، ط)بنوت: الدا ـ(.2009، 1ر العربية للعلـو

ـ(.1998، 1) بنوت: دار الطليعة، ط فلسفة التأويل نبيهة قارة: ػ 97

، 5) بنوت: اؼبؤسسة العربية للدراسات والنشر ،طالمرأة والجنس ػ نواؿ السعداوي: 98 ـ(.1982

)ليبيا: دار ، ترصبة: حسن ناظم وعلي حاكم صاحل الحقيقة والمنهجىانز جورج غدامن: ػ 99 ـ( 2007، 1أويا للطباعة،ط

: ترصبة علي صاحل، حسن ناظم )بنوت: دار الكتاب بداية الفلسفةىانز جورج غدامن: ػ 100 ـ(.2002، 1اعبديدة اؼبتحدة، ط

ترصبة: ؿبمد شوقي الزين )بنوت: الدار العربية ،فلسفة التأويلىانز جورج غدامن: ػ 101، ط .ـ(2006، 2للعلـو

Page 235: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

220

)بنوت: دار الطليعة، د 1في السيرة النبوية، الوحي والقرآف والنبوة، جػ ىشاـ جعيط: 102 ـ(.2008ط،

)بنوت: مركز النقد الحضاري للمجتمع العربي في نهاية القرف العشرينػ ىشاـ شرايب: 103 ـ(.1990دراسات الوحدة العربية، د ط،

، ترصبة: فريد الزاىي )القاىرة: ن عربيالخياؿ الخالؽ في تصوؼ اب ػ ىنري كورباف: 104 ـ(.2008، 2منشورات اعبمل، ط

ترصبة: حسن صقر )القاىرة: اجمللس األعلى المعرفة والمصلحة،ىابرماس: يورغن ػ 105 ـ(.2002، 1للثقافة، ط

باللغة االجنبية

106 - Jean Grondin; Introduction à Hans Georg Gadamer (paris : ed du cerf ,1999).

107 -Jürgen Habermas ; Connaissance et Intérêt :Traduit par Gérard Clémençon(paris : Gallimard,1976).

Page 236: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

222

مثالثا الموسوعات و المعاج

)بنوت: دار لساف العرب، د 3، ربقيق عبد اهلل العبليلي، ج : لساف العربػ ابن منظور 01 ط، د ت(

مادة أوؿ : ربقيق عبد السبلـ ىاروف )القاىرة: دار م مقاييس اللغة، معجػ ابن فارس: 02 ـ(.1979الفكر، د ط،

: ربقيق ؿبمد سيد كيبلين) بنوت: دار المفردات في غريب القرآفػ الراغب األصفهاين: 03 اؼبعرفة، د ط، د ت(.

رية العامة للكتاب، د ) القاىرة: اؽبيئة اؼبص : معجم الحضارة المصرية القديمةأمن سبلمةػ 04 ـ(.1996ط،

H - Q: تعريب خليل أضبد خليل، اجمللد الثاين موسوعة الالند الفلسفيةأندري الالند: ػ 05 ـ(.2002، 1)بنوت: منشورات عويدات، ط

ترصبة: منذر عياشي )الدار ،القاموس الموسوعي الجديد لعلـو اإلنسافػ أزوالد ديكرو: 06 ـ(.2007، 2اب العريب، ط البيضاء: اؼبركز الثق

)بنوت:دار الكتاب اللبناين، د ط، د ت(. 1، جالمعجم الفلسفيػ صبيل صليبا: 07

ـ(.1983، 1)بنوت: دار الكتب العلمية، بنوت، ط التعريفاتػ عبد القاىر اعبرجاين: 08

وت: دار )بن 5ج، المصناف في األحاديث والثارػ عبد اهلل بن ؿبمد ابن أيب شيبة: 09 .ـ(1994الفكر، د ط،

Page 237: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

223

)بنوت: معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدبػ ؾبدي وىبة ػ كامل اؼبهندس: 10 ـ(.1984مكتبة لبناف، د ط،

ـ(.1996)بنوت: مكتبة لبناف، د ط، المصطلحات األدبية الحديثةؿبمد عناين: ػ 11

ـ(.1979كتبة الشركة اعبزائرية، د ط، )اعبزائر:م 1، جالمعجم الفلسفيػ ؿبمود يعقويب: 12

ـ(.2007)القاىرة: دار قباء، د ط، المعجم الفلسفيػ مراد وىبة: 13

، 1)بنوت: معهد اإلمباء العريب، ط 1، اجمللد الموسوعة الفلسفية العربيةػ معن زيادة: 14 ـ(.1986

رابعا: الدوريات و المجالت

ػ باللغة العربية

، إشراؼ ماىر الشريف )سوريا: اؼبعهد الفرنسي حداثات إسالميةخروف: ػ أضبد برقاوي وآ 01 ـ(. 2006للشرؽ األدىن، د ط،

ـ(. 2003، بنوت: 06)ؾبلة احملجة، العدد ماىية الهرمنيوطيقاأضبد واعظي: ػ 02

، عماف: وزارة األوقاؼ 01)ؾبلة التسامح، العدد أفق اإلسالـ المستنيرػ حسن حنفي: 03 ـ(.2003لدينية، والشؤوف ا

)ؾبلة أوراؽ بين الحداثة والتراث، جدلية الفهم عند ىانز جورج غدامير ػ حسن اؼبوازين: 04 ـ(.2004، القاىرة: مركز النيل، 10فلسفية، ع

، ترصبة: فريق الرتصبة ب مركز اإلمباء القومي )العرب والفكر تحوالت التأويليةرينر روكليتز: ػ 05 ـ(.1990ت: ، بنو 9العاؼبي، ع

Page 238: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

224

، فلسطن 75ػ 74)ؾبلة الكرمل، ع المكاف ىو المنفى أـ الزماف ػ سعيد الربغوثي: 06 ـ(. 2003احملتلة:

، 9)ؾبلة اؼبنطلق اعبديد، ع في حدود فتح النص للتأويل وشروطوػ عبد العارل العبدوين: 07 ـ(.2006بنوت:

، 17)ؾبلة التسامح، عىرة الدينية الطبيعة المزدوجة للظاػ صبلح الدين اعبورشي: 08 ـ(. 2007عماف: وزارة األوقاؼ والشؤوف الدينية ،

، القاىرة: شباط 159ػ عريضة دعوى التفريق بن أبو زيد وزوجتو )ؾبلة القاىرة، العدد 09 ـ(.1996

، بنوت: 60ػ 59)ؾبلة مواقف، ع حوؿ إشكاليات النص القرآنيػ ؿبمد أضبد ؿبمود: 10 .ـ(1989

، 1241)جريدة األخبار، عدد المفكر التنويري الذي لم يملك ترؼ اليأسػ ؿبمد شعن: 11 ـ(.2010بنوت:

اث )ؾبلة الفكر العريب اؼبعاصر، ع إستراتيجية التسمية التأويل و سؤاؿ الترمطاع صفدي: ػ 12 ـ(.1984، بنوت: مركز اإلمباء القومي، 31ػ 30

)ؾبلة أوراؽ بين التأسيس المعرفي والفهم األنطولوجي عند ريكور التأويلية ػ منن هبادي: 13 ـ(. 2003، القاىرة: مركز النيل للنشر، 8فلسفية، ع

، القاىرة: مركز 10)ؾبلة أوراؽ فلسفية، ع الهرمنيوطيقا المفهـو والمصطلح مىن طلبة: ػ 14 ـ(.2004النيل للنشر،

Page 239: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاؼبصادر واؼبراجع ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قائمة

225

، ترصبة: جورج تامر )ؾبلة أوراؽ التأويلية اللغة كوسيطة للتجربةغدامن: ػ ىانز جورج 15 ـ(.2004، القاىرة: مركز النيل، 10فلسفية، عدد

ػ باللغة األجنبية

16- Fréderic Martel: Le voyage philosophique de Paul Ricœur, (Magazine littéraire N° 359-Novembre, Paris, 1997) .

سادسا مواقع االنترنت

، ؾبلة المسلموف في الغرب بين الحتمية الواقعية والتفسير الدينيلعوارل: ػ التيجاين بو 01 .2007، سنة 20ف، عددألوقاؼ والشؤوف الدينية، عماالتسامح، وزارة ا

/10/2010http://altasamoh.netـ/2007، ؾبلة التسامح، وزارة ية العالم، من النقد إلى التأسيسالتجديد اإلسالمي ورؤ ػ أضبيدة النيفر: 02

‌ttp://altasamoh.netو،‌ػه‌انلغ‌2008، 22األوقاؼ، عماف، ع

Page 240: Download (PDF, 1.81MB)

فهرس اؼبوضوعات

Page 241: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػفهرس اؼبوضوعات ػػػػػػػػػػػػػػػػػ‌

227

فهرس الموضوعات الصفحة الموضوع

أ ػ ز مقدمػػػػػػػػػة الفصل األوؿ

نظػػرة تاريخيػػة للتأويػػل 02 مدخل

03 التأويل الكالسيكي: من اليوناف حتى العصر الوسيط ػ 01 03 أ / ػ التأويل ب الثقافة اليونانية

10 اليهودي واؼبسيحي. ب/ ػ التأويل ب الرتاث الديين 17 ج/ ػ التأويل ب العصر الوسيط.

22 التأويل الرومانسي في العصر ػ 02 22 ػ شبلير ماخر ومشروع التأويلية 30 ػ دلتاي والتأسيس اؼبنهجي للعلـو اإلنسانية 37 ػ التأويل المعاصر ومشكلة المنعطفات 03 38 أ/ ػ غدامن واؼبنعطف األنطولوجي للهرمنيوطيقا 47 ب/ ػ ريكور واؼبنعطف اإلبستيمولوجي للهرمنيوطيقا

50 ػ التأويل في الثقافة العربية. 04 52 أ/ ػ ب ضبط اؼبفهـو 55 ب/ ػ الفرؽ بن التأويل والتفسن 56 ج/ ػ التأويل عند اؼبعاصرين

62 تعقيب

Page 242: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػفهرس اؼبوضوعات ػػػػػػػػػػػػػػػػػ‌

228

الثانيالفصػػل أويلية عند نصر أبو زيدفي المدارات التنظيرية / التأصيلية للقراءة الت

65 مدخل 67 نصر أبو زيد عندػ في مشروعية القراءة التأويلية 01

67 أ / من خبلؿ اجملاز 74 ب / من خبلؿ النظاـ اللغوي للببلغة والنحو 81 ج / من خبلؿ العرفاف الصوب

87 د / من خبلؿ الربىاف الفلسفي 98 ػ في آليات القراءة التأويلية عند نصر أبو زيد 02

98 أ / النقد األديب. 108 ب / السيميولوجيا / علم العبلمات. 117 ج / التارىبانية.

123 تعقيب الثالثالفصػػل

في المقاربة التأويلية للخطاب القرائي عند نصر أبو زيد 126 مدخل

127 ػ في تطبيقات المقاربة التأويلية. 01 127 . اؼبقاربة التأويلية ػبطاب اؼبرأةأ /

140 ة التأويلية لظاىرة الوحي. ب / القراء 157 ج / القراءة التأويلية ػبطاب الفقو.

170 / في نتائج المقاربة التأويلية عند نصر أبو زيد 02 170 ؿبنة نصر أبو زيد: من التفكن إذل التكفن. أ /

Page 243: Download (PDF, 1.81MB)

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػفهرس اؼبوضوعات ػػػػػػػػػػػػػػػػػ‌

229

176 ب / وىم اؼبوضوعية ب التأويل. 186 يين. ج / ذبديد اػبطاب الد

194 تعقيب 195 خاتمػػػػػػػػػة

199 قائمػػة المصػادر والمراجػع 213 فهػػػرس اليػػػػػات

218 فهػػػػرس األعػػػػػػػالـ 225فهػرس الموضوعػات

Page 244: Download (PDF, 1.81MB)

ملخصجاءت ىذه الدراسة للبحث في مفهـو التأويل عند واحد من أبرز المفكرين العرب

المعاصرين، نصر حامد أبي زيد.ولة لتسليط الضوء على مفهـو التأويل عند المفكر الراحل نصر حامد تعد ىذه الدراسة محا

أبو زيد، وقد جاءت الدراسة في ثالث فصوؿ، حيث تناوؿ األوؿ البحث في تاريخية مفهـو التأويل، أما الثاني فبحث في آليات وأدوات القرائية التأويلية، أما الفصل األخير فهو بحث

و نتائجها. في تطبيقات القراءة التأويلية

Résumé

Cette étude sert de recherche dans le concept de l’interprétation

chez l’un des éminents savants Arabe contemporains : Nasr Hamed

Abi Zayd.

L’étude est considérée comme un essai d’éclairer le concept de

l’interprétation du défunt Abi Zayd. Elle comprend trois chapitres :

le premier a abordé la recherche dans l’historique du concept de

l’interprétation .le second a montré les mécanismes et les outils de

la lecture interprétatives .Quant au dernier chapitre, il a été consacré

a la recherche dans les applications de l’approche interprétative et

ses résultats.