23
ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻋﺪﺩ23 ﺟﺎﻧﻔﻲ2009 30 ﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻝﻨﺹ ﻋﻨﺩ" ﺠﻴﺭﺍﺭ ﺠﻴﻨﻴﺕ" ﻤﻥ ﺍﻷ ﻁﺭﺍﺱ ﺇﻝﻰ ﺍﻝ ﻌﺘﺒﺎﺕ/ ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻝﻭﻜﺎﻡ ﻗﺴﻡ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻝﻌﺭﺒﻲ ﺍﻝﻤﺭﻜﺯ ﺍﻝﺠﺎﻤﻌﻲ- ﺴﻭﻕ ﺍﻫﺭﺍﺱ ﻤﻠﺨﺹﺠﻴﺭﺍﺭ ﺠﻨﻴﺕ ﻴﺘﺒﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻝﻤﻘﺎل ﺴﻴﺭﻭﺭﺓ ﺘﻌﺎﻤل ﺍﻝﻨﺎﻗﺩ ﺍﻝﻔﺭﻨﺴﻲGérard genette ﻤﻊ ﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻝﻨﺹ ﺇﺫ ﺍﻨﺘﻘل ﻤﻥ ﺼﻴﻐﺘﻪ ﺃﻭ ﺘﺸﻜﻠﻪ ﺍﻝﺨﻁﺎﺒﻲ ﺇﻝﻰ ﺃﺠﻨﺎﺴﻴﺘﻪ ﺜﻡ ﺍﻝﻰ ﻋﺘﺒﺎﺘﻪ ﻤﺸﺘﻐﻼ ﻓﻲ ﻜل ﺫﻝﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻝﻤﺘﻌﺎﻝﻴﺎﺕ ﺍﻝﻨﺼﻴﺔ ﺤﻴﻨﺎ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻝﻤﺼﺎﺤﺒﺎﺕ ﺍﻝﻨﺼﻴﺔ ﺤﻴﻨﺎ ﺁﺨﺭ. ﻭ ﻗﺩ ﻋﻜﻔﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻝﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻡ ﺃﻋﻤﺎﻝﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻝﻤﺠﺎل ﻭ ﺤﺎﻭﻝﺕ ﺭﺼﺩ ﺃﻫﻡ ﻤﺎ ﺘﻭﺼل ﺇﻝﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻝﻤﺠﺎل. Résumé Des l’apparition de ses premiers ouvrages, Gérard genette a consacre ses études a la poétique du texte, et plus précisément au mode du texte qui définit sa forme discursive(discours du récit 1972). Plus tard, il part a la recherche d’une poétique qui met le texte en relation avec son genre, avec d’autres textes, ou avec ses composantes. Dans ses ouvrages intitulés introduction a l’architexte(1979), palimpsestes(1982) et seuils(1987), Genette a étudie respectivement: -l’architextualité qui désigne l’inscription d’un texte dans un genre. -la transtextualité qui se concrétise par la présence effective d’un texte dans un autre. -La paratextualité qui désigne les relations que le texte entretient avec trois autres types d’écrits : le livre lui- même, les écrits qui le composent et les écrits qui précèdent ou accompagnent la composition su livre. Cette étude tente d’exposer et de valoriser la contribution de Genette dans le domaine de la poétique du texte. ﻤﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻤﻌﺎﻴﺸﺔ ﺃﻋﻤﺎل. ﺠﻴﻨﻴﺕG.Gennette ﺍﻝﺘﻲ ﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺇﺼﺩﺍﺭﻫﺎ ﻤﻨﺫ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﺴﻨﺔ ﻴﻭﻗﻔﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻝﻤﻨﺤﻰ ﺍﻝﺫﻱ ﻴﻤﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻝﻨﺎﻗﺩ ﺸﻁﺭﻩ، ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻷﻥ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻝﻨﻘﺎﺩ ﺍﻝﺫﻴﻥ ﻅﻬﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻝﻘﺭﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺍﻝﻌﻘﻭﺩ ﺍﻝﻌﺸﺭﻴﻥ. ﻭﻗﺒل ﺍﻝﻤﻀﻲ ﺇﻝﻰ ﺘﻔﺼﻴل ﺍﻝﻘﻭل ﻓﻴﻤﺎ ﻨﺤﻥ ﺒﺼﺩﺩﻩ، ﻨﻭ ﺩ ﺃﻥ ﻨﺴﻭﻕ ﺍﻝﺘﻲ ﺍﻝﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﺴﺘﺼﻔﻴﻨﺎﻫﺎ ﻤﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻨﺩﺱ ﺘﻀﺎﻋﻴﻑ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻪ، ﻭﻫﻲ ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﻤﻭﺼﻭﻝﺔ ﺒﻤﺴﻠﻙ

2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

  • Upload
    others

  • View
    0

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

30

من " جيرار جينيت" شعرية النص عند

عتباتالطراس إلى األ

سليمة لوكام/ د

قسم األدب العربي

سوق اهراس- المركز الجامعي

ملخصمع شعرية Gérard genetteيتبع هذا المقال سيرورة تعامل الناقد الفرنسيً جيرار جنيت

عتباته مشتغال في كل ذلك النص إذ انتقل من صيغته أو تشكله الخطابي إلى أجناسيته ثم الىو قد عكفت هذه الدراسة . و على المصاحبات النصية حينا آخر على المتعاليات النصية حينا

.على أهم أعماله في هذا المجال و حاولت رصد أهم ما توصل إليه في هذا المجال

Résumé Des l’apparition de ses premiers ouvrages, Gérard genette a consacre ses études a la poétique du texte, et plus précisément au mode du texte qui définit sa forme discursive(discours du récit 1972). Plus tard, il part a la recherche d’une poétique qui met le texte en relation avec son genre, avec d’autres textes, ou avec ses composantes. Dans ses ouvrages intitulés introduction a l’architexte(1979), palimpsestes(1982) et seuils(1987), Genette a étudie respectivement: -l’architextualité qui désigne l’inscription d’un texte dans un genre. -la transtextualité qui se concrétise par la présence effective d’un texte dans un autre. -La paratextualité qui désigne les relations que le texte entretient avec trois autres types d’écrits : le livre lui-même, les écrits qui le composent et les écrits qui précèdent ou accompagnent la composition su livre. Cette étude tente d’exposer et de valoriser la contribution de Genette dans le domaine de la poétique du texte.

ج مراء في أن معايشة أعمال الالتي شرع G.Gennetteجينيت .

في إصدارها منذ أكثر من أربعين سنة يوقفنا على المنحى الذي يمم

وأهله ألن يعد ،هذا الناقد شطرهمن كبار النقاد الذين ظهروا في العقود األخيرة من القرن

.العشرينوقبل المضي إلى تفصيل القول

د أن نسوق فيما نحن بصدده، نوبعض المالحظات التي

اندس في مما استصفيناهاوهي مالحظات تضاعيف كتاباته، موصولة بمسلك

Page 2: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

31

ورؤية لألدب والنقد خليقة بالدراسة مميز، ومنهج في البحث خاص، في الكتابة

:يذلك فيما يل يمكن حصر إجماال والتمحيص، و

بحث في الجزئيات ليؤسس منها رؤى تصل إلى حد لألفينا هذا الناقد مولعا با -

ما كتبه نجد جينيت يشير إلى قضية ااستقامتها نظريات قائمة بذاتها، ففي أغلب م

وعجزه عن اإلحاطة بها في الموضع ذاته ، عرضا، ويعلن عن قصوره في تناولها

مجريا عليها ما ينبغي إجراؤه من بحث و تقص ،ثم ال يلبث أن يعود إليها

في إثارته ،بين ذلك على سبيل المثالتوتفصيل قول حتى تستوي بينة المالمح ، ون

lntroduction à" "1النص الجامع مدخل إلى" لقضايا هامة بشكل عابر في كتابه

l'architexte"،2"أطراس" ثم إفراده دراسة تفصيلية شاملة لها في كتابه

"palimpsestes"،نظرة عجلى على مسائل دقيقة جينيت و في هذا األخير ألقى

عمل آلة البحث فيها ، وتعمقها و سبر أغوارها القصية ، فكان أن أ ليعود إليها بعد

.وسنعود إلى هذا الحقا بشيء من التفصيل" seuils" 3"عتبات " كتاب

ال يجد جينيت حرجا في اإلفادة مما يطبع كل مرحلة من مراحل النقد من -

ونجده يدلي بدلوه فيما استجد، ليأتي بالجديد وبالمفاجئ أحيانا، ،تطورات

ومثل ذلك ما نقف عليه في الكتب التالية ،وبالمكرور و المراجع أحيانا أخرى

" أو كتاب" discours du récit" "و كتاب خطاب المحكي "I "figures Iصور "

." nouveau discours du récit" "الجديد في خطاب المحكي

يرتد هذا التميز إلى طريقته في الكتابة التي ، وقدجينيت متميزا لوب أسيبدو -

اغته المتفردة تشف ال على دقته العلمية وصرامته المنهجية فحسب، بل على صي

،أو تشوب تلقيه بضبابية ال تنقشع إال بعد إعمال فكر ،التي قد تربك القارئ أحيانا

.وعناء تدارس وعمق تفحص

وأظهر ما تطالعنا به نصوصه في هذا السياق، شيوع استعمال القوسين إلبداء

و تسجيل استغراب أو تعجب أو حيرة ، أو تثبيت قناعة أو توضيح، أ رأي متحفظ،

عالن عن نسيان، وهو فوق ذلك يصرح حينا و يلمح حينا آخر، يطيل الوقوف إلأو

Page 3: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

32

وقد ال يعود و أشهر عبارة له ،فيطنب حينا، ويوجز على وعد بالعودة أحيانا كثيرة

." j'y reviendrai plus tard"أو " j'y reviendrai" :في كتبه هي

ص ما نصا أدبيا، إذ انطلق جينيت في البداية من البحث فيما يجعل من ن -

ليفتح ،بدأ مما يصنع شعرية المحكي، ومما يميز المحكي عن غيره

ممرات عبر منها إلى البحث فيما ينسج من المحكي نصا، إلى مكاشفة

دقائق تشكله لتقصي حقيقة انتمائه وأجناسيته، وهو في كل ذلك يفيد من

و ود سابقيه،منجز معاصريه من النقاد و الدارسين، ويعول أيضا على جه

وشواهده المتنوعة على مراجع و مصادر ،يتضح ذلك من إحاالته الكثيرة

يكون قد استقى بعض أفكارها أو استثمر بعض مصطلحاتها، وال نكاد نقع

.في كل ما كتب ، على دراسة جاءت خلوا من إحاالت كهذه

،الناقد خطه هذا ما ونحن إذ نذكر هذه الخصائص، فإننا ندرك عدم إلمامنا بكل

،وكل ما سح به مداده، وحسبنا أن نتمكن من وصل حلقات أعماله اآلنفة الذكر

الكثير من األسئلة، ويستأثر باهتمام بلتبين معالمها و تدبر فاعليتها في حقل يعتمل

.الدارسين في أيامنا

أنفق جينيت جهده في البحث في نظرية "مدخل إلى النص الجامع"ففي كتاب

شعرية أرسطو و أفالطون ذ ظهوربية إذ حاول تتبع حضورها مناألجناس األد

تحولها إلى زمن اختزالها في المحاكاة إلى زمن وصوال إلى عصر متأخر، أي من

.وما بعدها التعبيرية

وما يحسن التوقف عنده ههنا، فيما هو موصول بدراستنا، هو الفصل الحادي

لالنتقال من الحديث عن الجنس األدبي عشر من هذا الكتاب، وفيه عاينا تطلعا باديا

يلم التعالي النصابحسن تخلص، ولوج عوذلك أن جينيت آثر، ،إلى النص

textuelle la transcendance ،كل ما"فحده بكونه، وهو الجانب الذي يعنيه منه

و ضمن التعالي 4" يضع النص في عالقة ظاهرة أو خفية مع نصوص أخرى

منه المفهوم الجاري للتناص، وهو intertextualitéالنصي يدرج التناص

Page 4: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

33

وهو ما يطلق ،الحضور الحرفي بصورة كاملة أو غير كاملة لنص ضمن آخر"

. la citation 5عليه مصطلح الشاهد

leتانص ية كالنص البعدي أو المدومن هذا المفهوم يولد جينيت مفاهيم أخرى جدي

métatexte ي تربط شرح نص بالنص الذي العالقة العابرة للنصوص الت"و هو

.و قد قصد به عملية نقد النصوص في ذاتها. 6"شرحه

" أو" الموازية وصالنص"عده ضربا من ضروب التعالي النصي وهي ما أما

أن جينيت أبدى حذرا نافقد الحظ" la paratextualité"النصوص المصاحبة

ني لم أجد تسمية أفضل أل هكذا سأسميها":يقولفهو كبيرا في تعامله مع المصطلح،

.ا يوما ماهباالهتمام ب ايردف بهذا التصريح المتردد وعد ،ثم 7"

ما إلى"palimpsestes" "أطراس"كتابه وكان جينيت عند وعده، فقد عاد في

و قد أشار إلى ،"la paratextualité" "النصية المصاحبة" سماه في كتابه السابق

يته في موضع آخر، مضوع هذا العمل هو ما سإن مو" :ذلك في بداية الكتاب بقوله

وقد وجدت منذ ذلك الحين ما هو "حسنأفي غياب مصطلح "، النصية المصاحبة

و لذلك فقد وظفت النصية المصاحبة ،أحسن أو أسوأ، سنحكم على ذلك الحقا

. 8"لتعيين شيء آخر

ى مدخل إل" بعض ما ورد في كتاب "أطراس"وهكذا استدعى جينيت في كتاب

مق في ثناياه، فأثمر عفأمعن فيه النظر، ثم قام على تمحيصه والت" النص الجامع

.رؤية واضحة جلية قوامها المفهوم المحدد والمصطلح الدقيق

و إنما عن العديد من المسائل ،"النصية المصاحبة " لم يعدل عما تعنيهفهو

" التناص"ا مع كل من شبكة العالئقية التي يقيمهلباو ،النصي المرتبطة بالتعالي

في سياق أرحب عندما" التعالي النصي" ، ذلك أنه عاد إلى إنزال "النص الجامع" و

*النصية الجامعة 9" جهده للنظر في الشعرية التي لم يعد موضوعها صرف

"l'archi textualité " وإنما التعالي النصي"la transtextualité" وقد عزز ،

يقوم على الذي ظم التعالي النصيتصنيفه العالقات التي تنجينيت ما ذهب إليه بت

تانصية أو النصية يوالم ،والنصية المصاحبة ،التناصية:وجود خمسة أضرب هي

Page 5: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

34

التي قد la transtextualitéوآخرها النصية المتعالية والنصية الجامعة، ،البعدية

لدراسة، وقد وهي موضوع هذه ا، hypertextualitéلها هنا مصطلحا جديدا هو

hypertexte إنني أسمي إذا نصا ناسخا " :ها على النحو التاليدأعاد صياغة ح

والتحويل غير المباشر ... كل نص مشتق من نص سابق بواسطة التحويل البسيط

.10"الذي نسميه محاكاة

و لم يقنع جينيت بما انتهى إليه فيما يتعلق بالتعالي النصي أو التناسخ النصي،

متدرعا بعدة مفاهيمية ، ، طةورى إلى بقية األضرب يخط لها حدودا مضبفقد انب

:فكانت على النحو التالي ،تكفل لها االستقامة

،أول من اكتشفه بهذا االسم" جوليا كريستيفا"كانت intertextualité:التناص -1

و يمكن لهذا . 11"الحضور الفعلي لنص داخل نص آخر"ب عنده يتحددوهو

12:يتجسد في ثالثة أشكال كبرى هي الحضور أن

وهو الذي يلتزم فيه بحرفية النص ، ويصرح فيه : la citationالشاهد -أ

واإلحالة على المرجع ،وهو شكل تقليدي يقوم على وضع المزدوجتين ،بالحضور

.فيه غير إلزامية

لرغم ال يتم فيها التصريح باستعارة نص على ا: le plagiatالسرقة االدبية –ب

.من اقتباسه حرفيا

و فيه ال يؤخذ النص بحرفيته، وال يصرح : l'allusionالتعريض أو االلماع –ج

فشكلت ،بعملية االستعارة التي يفترض أن تكون قد حدثت بين نص و آخر

.حضورا قد يكون صريحا أو مضمرا

ات التي و قصد بها مجموع العالق:la paratextualité النصية المصاحبة – 2

يقيمها النص مع ما ال يمكن تسميته إال بالنصوص الموازية كالعنوان و شبه

والملحقات ، préfaceوالمقدمة ، sous-titreوالعنوان الفردي intertitreالعنوان

post-face ، والتنبيهاتavertissements و التمهيدavant-propos،

لهوامش السفلية من الصفحةوا، notes marginalesو الحواشي

infrapaginales ، وأواخر الكتابterminales ، والتصديراتépigraphes

Page 6: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

35

مما ، priére d insererواإلعالن عما سيصدر ،les illustrationsم ووالرس

،jaquette، و المجلد la bandeوالشريط ،autographesخطه المؤلف

ة التي توفر للنص محيطا متغيرا و أحيانا تعليقا و غيرها من اإلشارات الملحق

.رسميا أو غير رسمي

أنه ال يود الخوض في الموضوع، وال "وفي هذا المقام يجلو جينيت أمرا مفاده

أصالته وعمقه اللذين يمكن أن تكشف ه يرغب في معالجته بشكل سطحي فيفقد

انتظار دراسة يتم فيها أمل سلكنه ال يقطع على الدار و. 13" عنهما دراسة الحقة

.تقحم آفاق الزالت معتمة، وليس هذا أوان التسلل إليها

لم يستطع جينيت مقاومة إغراء البحث، فمضى يومىء ،وعلى الرغم من ذلك

،أن للمصاجبة النصية صالت بجوانب ذات حظوة في البعد التداولي للعمل إلى

من صميم ما عرف بالميثاق وقع الذي تحدثه في القارئ الالذي يجعل من األمر

منجم من أسئلة "كما انتهى إلى وصفها بأنها ،** le pacte génériqueاألجناسي

إعداده سلسلة من األمثلة التي أراد من خاللها تجلية أهمية بعد 14"ال أجوبة لها

.و إمكانات انفتاحها على العديد من المناحي " المصاحبة النصية

إنها عالقة : la métatextualitéية البعدية أو الواصفة النص الميتانصية أو – 3

،تصل بين نص وآخر بحيث يتضمن الثاني حديثا عن األولو، "التعليق"و" النقد"

وال تبدي هذه العالقة حاجة إلى معرفة ما إذا كان هذا الحديث صريحا معلنا أو

ما تكون فالنصية الواصفة عادة ،ولكنها تتطلب بعض التحديد ضمنيا مضمرا،

و يتميز ،لما يأخذ التعليق النقدي شكل الجنس المخالف للنص الذي ينقده ،خارجية

عنه بوجود مؤلفه ودار نشره، أما إن كان النقد داخليا مندمجا في النص اإلبداعي،

التعليق على النصوص، ذلك من قبيل ينهض به ، وحينئذ يكونفالمبدع هو الذي

.نص من التناصاتيلميقرب اما وهذا ، هاأو نقد

األكثر "ذهب جينيت إلى عد هذه العالقة: .Architextualitéالنصية الجامعية -4

في جنس من األجناس ما التي تحدد انتماء نص ، فهي15"يدا واألكثر ضمنيةرتج

األدبية، ومن هنا جاء نعته لها بالبكماء تأسيسا على إحالتها األثر على جنس، ومن

Page 7: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

36

عالقة أساسية بالنسبة إلى إنتاج النص إذ أنها تؤطر انخراطه في نظم ثم تغدو هذه ال

و أساسية أيضا في تلقي هذا النص، ذلك أن القراء يذهبون ،ها سلفاستم تأسي

.مذاهب مختلفة ومتباينة في تفضليهم لألجناس األدبية

النصية "و "النصية الجامعة" ويحصل من ذلك استتباعا انعقاد الصلة بين

على اعتبار تمثيل هذه األخيرة لما يحيل على أجناسية النص كأشباه " بة المصاح

رواية، شعر، (من مثل ،العناوين الفرعية التي تعين الجنس األدبي على الغالف

بل إننا ،ن النص غير مطالب بأن يعلن عن صفته األجناسيةأل، ) إلخ....مقاالت

النظام مهام النص تقرير أمر ليس من:"نلفي جينيت يذهب أبعد من ذلك حين يقول

األجناسي الذي ينخرط فيه، إنها مهمة القارئ، و الناقد و الجمهور، فهؤالء

.16"يستطيعون أن يطعنوا في النظام الذي أفضت به إليهم النصية المصاحبة

فإن هذا يعضد الرأي السائد الذي مؤداه أن عدم ثبات ،و أيا كان الشأن

التغيرات التي تلحقها عائد إلى تغير المعايير التي ويخي، األجناس عبر التطور التار

،تصنف وفقها كاألشكال التي تأخذها والمحتويات الموضوعاتية التي تتضمنها

.واآلثار الناجمة عن إدراكها ،والغايات المستهدفة التي تروم بلوغها

يات أن ما كان يعد تراجيديا من تراجيد ،لذلك أمثلة منها'' جينيت''وقد ضرب

،ليست رواية إطالقا'' رواية الوردة '' لم يعد ينظر إليها كذلك، وأن '' كورناي''

باإلدراك "لكنه يستدرك أن ذلك ال ينقص من أهمية هذه اآلثار األدبية شيئا، فالعبرة

القارئ '' أفق انتظار''و يحدد على المدى الواسع ،كما نعلم،األجناسي الذي يوجه

. 17"لعملويحدد بالتالي تلقي ا

قد صنف عالقات المتعالية النصية فجعلها ' جينيت'ونخلص إلى القول إن

على ،فتوصل إلى أنها ،وبحث فيما يمكن أن ينشأ بينها من صالت ،***خمسا

نفوذة فيما ،وإفصاحها عن نفسها ،الرغم من تنافرها فيما يتعلق بدرجات تجريديتها

'' وما يوحد بين ،ال يمكن أن ينكر'' صالميتان''بينها، فما يقوم بين التناص و

ال يجحد، أما دالالت االحتواء و االنتماء '' النصية الجامعة'' و '' النصية المصاحبة

. و التجاور التي تربط بين هذه العالقات فيما بينها فهو مما تشيد البحث عليه أساسا

Page 8: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

37

، وكان قد أعطى لقارئه وعدا "العتبات"إلى '' جينيت''ينتقل '' األطراس''ومن

قد المصطلحات، ودقته في صياغة في' جينيت' بذلك، و على الرغم من تفنن

ني التي تع palimpsestes ربط بين األطراسالفإن قارئه يجدد عنتا في ،ويناالعن

، وبين ما 18"فيه والذي يتم محوه إلعادة الكتابة ،المخطوط على الرق المكتوب

دراسة، '' للمصاحبة النصية''بأن يفرد '' مدخل إلى النص الجامع''ه به في كتاب وعد

'' المتعالية النصية ''وعاد إليها فعال لكن ليؤجلها إلى حين، ويصبح مدار بحثه

استمرأ األمر، فراح في كتابه يطلق الجزء على '' جينيت'بعالقاتها المختلفة، وكأن

.''المصاحبة النصية''ما يتنزل ضمن عنوانا ل'' عتبات''الكل، فيجعل

قد دفع بعض ما يمكن أن يرمى به العنوان من غموض '' أطراس''ولئن كان في

فإنه في عتبات آثر استفزاز قارئه ليلج معه ،حين أضاف الكتابة من الدرجة الثانية

قبل الجوس في مسارب الكتاب، و .العتبات، حتى يحسن الدلوف إلى النصوص

تمهيد الذي يتصدره، فوقعنا على إجمال النلقي ولو نظرة عجلى على رأينا أن

في التعريف بالمصاحبة النصية التي ال '' جينيت''للدراسة قبل تفصيلها، حيث شرع

من ضثم ت ،بجعله حاضرا أوال" يمكن ألي نص االستغناء عنها إذ هي التي تتكفل

كه، اليوم على األقل في شكل حضور في العالم، كما تمكن من تلقيه واستهالهذا ال

.19"كتاب

شارة إلى استعماله لهذا المصطلح فيوهذا هو ديدنه لإل ،أيضا'' جينيت''كما عمد

،وهو بهذا يصل الالحق بالسابق، ويؤكد على خصيصة لصيقة ''أطراس''كتاب

بمساره، وهي العناية بالجزئيات واالستغراق في البحث في جوانبها الدقيقة حتى

.أو مبحثا انظرية أو منهجتستقيم

الوقوف على طبيعة من تمكننا أيضا ،ونحن نتقصى أنحاء النظر في التمهيد

.le paratexte مع النص المصاحب le seuil "العتبة"العالقة التي تقيمها

إن النص المصاحب هو مجموع المرافقات التي ": يجوز القول وفق ما ذهب إليه

في عيون القراء أو الجمهور ،تصيره كذلكالتي وهي ،نص ما كتابا من تجعل

Page 9: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

38

مجال لنا إما تفسح ال vestibule ردهة" **** ، وهنا تغدو العتبةبشكل عام

.20"،و إما للعودة أدراجنالولوجنا إلى الداخل

وإن بمصطلحات ،وقد ظفر جينيت باستعماالت عدة ،و تعريفات شتى للعتبة

بين zone indéciseبالمنطقة المترددة يسمها c.Duchetمختلفة ،فكلود دوشيه

يصفها بأنها بمثابة philippe.Lejeune ''فيلييب لوجون''و ،داخل النص وخارجه

حاشية النص المطبوع التي تتحكم في '' :فيقول la frange الحاشية المزينة للنص

.21"الواقع في عملية القراءة برمتها

فإن أطرف ما فيها ،نافرة في غايتهاهذه رؤى وإن كانت متباعدة في تشكلها، مت

بعدة مفهومية، وأدوات اصطالحية أعانته على صياغة ما هو '' جينيت''هو إمدادها

'' جينيت''الذي استثمره " المنطقة"ومن ذلك مفهوم ،ماض إليه في هذا المجال

فقد استنتج أنها يمكن أن تكون منطقة مفضلة ،"العتبة"لإلحالة على ما نعت به

بكل ما تحمله هذه الكلمة من دالالت une transactionة قتازة لتسوية صفومم

و ،وتحدد شكل التلقي ،البراغماتية واالستراتيجية التي تحكم صلة النص بجمهوره

.توجه طبيعة القراءة

لو اكتفينا بنص :السؤال المنغرس في الثقافة الغربية'' جينيت''وهنا يطرح

ودون أن يكون عنوان رواية ،د بأي طريقة لالستعمالوحده دون أن تستنج الرواية

. نقرأها ؟ كنا، كيف ''عوليس'' و ه'' جويس''

ومن البين أن جينيت يروم من طرح هذا السؤال توليد دالالت أخرى مما يمكن أن

يكتنزه مفهوم العتبة وعلى وجه التحديد، فيما يتصل بالوسائل المستعملة، و

.بالصيغ الموظفة، و كذا باآلثار الناجمة عنها

ال يعدو أن يكون مكونا من " النص المصاحب"ومن هنا يخلص جينيت إلى أن

مجموعة غير متجانسة من الممارسات و الخطابات بمختلف أصنافها، و تضارب

عصورها، و لذلك قد يستعصي تجميعها في أطر تقوم على معيار المشابهة،

لى ضمها بعض العناصر التي قد تلتقي في الغايات أو تلتئم في ويصير األمر إ

.اآلثار الناجمة، ومثل هذا التقارب أهم عند جينيت من تنوع مظاهر هذه العناصر

Page 10: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

39

و هكذا راح جينيت يحدد الخطوط العامة التي تضبط قوانين مرسلة المصاحبة

عة الخصائص النصية، وذهب إلى القول بكون هذه الخطوط هي التي تحدد مجمو

substancielleو الجوهرية pragmatiqueالمكانية، و الزمانية، والنفعية

للمصاحب النصي، حتى إنه ليكاد يربط ربطا وثيقا بين fonctionnelleوالوظيفية

:معرفة العنصر المصاحب للنص ، وبين اإلجابة عن األسئلة التالية

إن -ى ظهر؟ و متى اختفى؟ ما هو محل هذا الصاحب النصي؟ أين ظهر؟ ومت

و ما هي خصائص مقامه التواصلي؟ من المرسل -اقتضى األمر طرح هذا السؤال

و من المرسل إليه ؟ و ما الوظائف التي تحركه؟

، فإن وجود هذا message materielفإذا كان المصاحب النصي ، مرسلة مادية "

إما : إلى النص نفسهالنص يقتضي ضرورة وجود محل له، يمكن تحديده بالنسبة

كالعنوان، والمقدمة، أو أحيانا حول النص، وإما في الفضاء الحجمي للنص ذاته،

22."مندسا في تضاعيف النص كالعناوين الفرعية، أو بعض المالحظات

spatialesو قد اختار جينيت لهذا الصنف من المصاحبات النصية المكانية

يكون جينيت قد نحت هذا المصطلح أن ***** و نرجح "péritexte"نعتا هو

، و يعزز ما autourفي الفرنسية على ما يحيط " péri"انطالقا من داللة السابقة

بوجود مرسالت آخر على مسافة معينة من محيط النص ، وتكون"رجحناه قوله

كالمقابالت (، إما محمولة عبر وسائط إعالمية في األصل على األقل خارج الكتاب

كالمراسالت و اليوميات (أو متسترة تحت غطاء الحديث الخاص )أو األحاديث

23)."الحميمة

ما يحيط " "autour du texte"ونعاين بوضوح كيف استعمل جينيت عبارة

،و لكنه نظرا لخصوصية هذا الصنف من المصاحبات النصية ، فقد رأى "بالنص

،"épitexte"رت فصا" péri"بـ épi"أن يوجد له مصطلحا آخر، مغيرا السابقة

فإن داللتها على اإلضافة على " فوق"أو " على"تعني في اليونانية " épi"و ألن

الشيء أو الزيادة فيه، هو ما حمل جينيت على توظيفها ، ومن ثم كانت مقابلتنا

.بالنص الزائد أو النص المضاف " épitexte"للمصطلح

Page 11: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

40

ضمن الوضعية المكانية " النص الزائد"و " النص المحيط" و ينتظم كل من

للمصاحبة النصية، أما الوضعية الزمنية ، فإنها تتحدد بمرجعية تاريخ ظهور

النص، و يضبط جينيت هذا المرجعية بتاريخ صدور الطبعة األولى أو

من هذه 24،وقد تمكن جينيت من رصد ثالثة أضرب" originaleاألصلية

:المصاحبات النصية

حيث يتم اإلعالن مسبقا عن paratexte antérieur: مصاحب نصي سابق -1

.العمل األدبي في نشرة دعائية، أو عن طريق نشر مسبق في مجلة أو دورية

األكثر حضورا في التقليد وهو paratexte original: مصاحب نصي أصلي –2

، كأن تصدر مثال، المقدمة مع النص األدبي، إذ يتزامن ظهوره بظهور النص

.نفسه

و مثال على ذلك ما يالحظ عند paratexte ultérieur: نصي الحقمصاحب –3

.صدور طبعة ثانية للنص ، إذ غالبا ما يصدر بمقدمة

و تتفاوت هذه المصاحبات الالحقة في مداها، فبعضها يكون قريبا من العمل حيث

مصاحبا ”تكون الطبعة غير بعيدة ،و قد اكتفى جينيت في هذه الحالة، باعتباره

المصاحب الالحق الذي تطول فيه المدة التي تفصل ”وكفى بينما وسم ” الحقا

paratexte”بالمصاحب الالحق المتأخر ”الطبعة األولى عن الطبعة الثانية

ultérieur tardif وهنا يبرز احتماالن للتأخر ، :

يمكن وصف هذه المصاحبات الالحقة المتأخرة إذا كان مؤ لف العمل قد توفي، -

. posthunesة بالبعدي

إذا كان مؤلف العمل حيا فيمكن وصف هذه المصاحبات الالحقة المتأخرة -

.anthumes****** بالقبلية

ثم أفضى التوغل في البحث بجينيت إلى إدراك حقيقة مفادها أن المصاحب

النصي يمكن أن يختفي نهائيا، أو يحتجب ليعود في أية لحظة، و يكون ذلك بقرار

.و بتدخل خارجي أو بموجب مرور الزمنمن المؤلف، أ

Page 12: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

41

و هنا يؤكد جينيت أن هذا االحتجاب الكلي أو المؤقت يحدث للمصاحبات النصية،

، ويضيف péritexteأو نصوصا محيطة épitexteسواء أكانت نصوصا زائدة

.أن ذاك النبض المتقطع الذي يالزم ظهورها يرتد إلى أن طابعها وظيفي باألساس

وضعيتان األوليان قد سمحتا بإقامة تصنيفات للمصاحبات النصية ولئن كانت ال

باعتبار مواقعها المكانية والزمانية، فإن لمسألة مادتها أو جوهرها وضعا خاصا

.و مباينا بالنسبة إليهما

و مأتى الخصوصية نابع من كون أغلب المصاحبات النصية تقريبا ذات طبيعية

كالعناوين، والمقدمات، verbale، أو على األقل قولية textuelleنصية

.واألحاديث، وغيرها من الملفوظات التي تتقاسم النظام اللغوي

و المتفحص للمصاحبات النصية يدرك أنها عادة ما تتجلى أمامنا نصوصا قائمة

بذاتها، لكن ذلك ال يعني إغالق الدائرة فال تنفتح ألشكال المصاحبات األخرى

مثل اختيار شكل مطبعي معين ال يخلو (أو المادية )كالرسوم(جليات األيقونية كالت

كأن يكون المصاحب purement factuelleأو الوقائعية الخالصة )...من داللة

النصي تعليقا على النص، فيمارس بذلك تأثيرا على إدراك القراء لهذا النص،

:ويتحقق ذلك

سن مؤلف النص، و هما عامالن إما بواسطة ما هو موصول بجنس و -

يؤثران في القراءة ويوجهان صيرورتها، إذ تختلف رؤيتنا لنص ألفه صاحبه في

شبابه عن نص ألفه في شيخوخته، كما أننا ال نقرأ رواية كتبتها امرأة كما نقرأ

. رواية كتبها رجل

أو بواسطة ما هو موصول بتاريخ العمل أي ارتباطه عادة بالعصر الذي -

نجز فيه، وال يكتفي جينيت بهذه الخصائص المميزة لصاحب النص، فيضيف أ

أخرى أقل أهمية مثل اإلشارة إلى انتماء المؤلف إلى هيئة أكاديمية معروفة، أو

.حصول العمل على جائزة أدبية

Page 13: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

42

مثل السياق العام الذي يتفرع إلى أنواع ،ثمة خصائص أخرى تبدو أساسية أكثر

:منها عدة،

لمؤلف بمجموعة المؤلفات ماالذي يربط عمال auctorialسياق التأليف -

لروائي ثم نحيطها برواية أكثر ما كأن نعقد العالقة بين رواية ،األخرى التي أنتجها

. منها شهرة

والسياق مثال، السياق األجناسي الذي يتألف من وجود جنس الرواية -

.اسع عشر القرن التكالذي يصنعه عصر ما، يالتاريخ

» كل سياق يصبح بالضرورة مصاحبا نصيا«:وهكذا يصل جينيت إلى القول

بإشارات تحملها المصاحبات النصية التي تقترن ،هذا األمر في الغالب يتحققو

أو ذكر الجائزة األدبية على شريط، أو بالنص ذاته ، كتحديد الجنس األدبي ،

باشر عن جنس المؤلف عن طريق الكشف بشكل غير مأو ، اإلتيان على ذكر السن

.ذكر االسم أو غير ذلك

لكن الالفت لالنتباه أن مثل هذه اإلشارات ليست ضرورية دائما لخلق لذيوع

، ذلك أن بعض القراء يقرنون بين ما المراداألثر حداثهومن ثم إصيت العمل

و بين ،عن سيرتها الذاتيةما يعرفونه ، و*******يعرفونه عن شخصية أدبية ما

العمل الذي أبدعته، وهم بذلك يسقطون هذه المعرفة التي تأخذ شكل المصاحب

.النصي على العمل

صاحبة النصية، ويتحدد هذا منصل اآلن إلى اإلطار النفعي التداولي لعنصر ال

وضعيته التواصلية من حيث طبيعة أو ،اإلطار بالخصائص الذي يميز مقامه

la force illocutoireوقوة األداء القولي ،تهومسؤولي ،ودرجة سلطته ،المرسل

هو منتجه النصي وال يشترط في هذه الحالة أن يكون مرسل المصاحب ،لمرسلته

كما يمكن أن يضطلع بالمهمة ،، فقد يكون مؤلف النص هو صاحب التقديمالفعلي

أن ينهض الناشر بهذه رفه، وبالمثل يمكناو معأشخص آخر غيره من أصدقائه

لية حين يشترك قانونيا مع المؤلف في عملية إخراج النص بما في ذلك المسؤو

Page 14: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

43

مصاحبته النصية، وقد يتقاسم المؤلف المسؤولية المصاحبة النصية مع محاوره

.الذي يتولى اختيار الحديث، و نقل تفاصيل ما دار بينهما

رى وي ،"الجمهور" وفي مقابل المرسل يقف المرسل إليه الذي يمكن اختزاله في

جمهور كتاب ما يمكن أن يمتد "جينيت أن في هذا االختزال بعض الجور، ذلك أن

، وألجل ذلك يجب التدقيق أكثر، وفعال فقد تتوجه 25"افتراضا إلى اإلنسانية برمتها

بعض المصاحبات النصية إلى الجمهور بشكل عام، ويتكرس ذلك في العنوان أو

رى و بشكل مخصوص على قراء المحاورات، فيما تقتصر مصاحبات نصية أخ

حينما يظهر و ثمة وضع ثالث ،كما هو الشأن في مقدمات النصوص ،النص فقط

و ههنا ال يراعى إن كان ،يستهدف النقاد أو أصحاب المكتبات، أو غيرهم

نصي نصا محيطا أو نصا مضافا، فليست العبرة في هذا الموضع الالمصاحب

من يتلقاه، ولذلك عمد جينيت إلى تسمية هذا المصاحب النصي و إنما ب عبمعرفة نو

"le paratexte public"النمط بالمصاحب النصي الخاص بالجمهور

،وفي المقابل ال ينبغي إغفال وجه آخر من المصاحبات النصية الشفوية أو المكتوبة

و التي لها صالت بالمقام التواصلي، وهي تلك التي يفضى بها إلى خاصة من

انوا معروفين أو مجهولين، وقد سماها جينيت المصاحبات النصية القوم سواء أك

التي يشكل الجزء الخاص بالمؤلف فيها ما يرسله paratexte privéالخاصة

intimeالمصاحبات النصية الحميمة نهاإ المؤلف نفسه في يومياته أو في غيرها،

paratexte التي يكون فيها المرسل هو المرسل إليه باألساس.

هل في ذلك، لكنحنالحظ أن جينيت أوغل في التفصيل حتى بدا لنا و كأنه يتم و

لية واضحة، في واقع األمر يطيل النظر و يجوده حتى تستقيم الصورة أمامه ج

وتفصيله من افتراضه وجود متلق يعد عليه كلماته، ولعله ينطلق في توسعه

،اعتراضات عديدةوكثيرة ويترصد هناته، ويتعقب زالته، ولذلك فهو يتوقع أسئلة

أو إلى اإلقرار بالعجز ،و قد جرته اإلجابة عنها إلى التفسير و الشرح واالستدراك

.عن اإلحاطة بما يند عن المحاصرة في هذا الموضع

Page 15: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

44

ن يتوالها وإمعانا في التفصيل، انبرى جينيت إلى التمحض لمبدأ المسؤولية وم

و ألجل هذه الغرض قام باعتماد انتهاء بالناشر،و بدءا بالمؤلف ومعاونيه

l’officielالرسمي : هماواستعارهما من المعجم السياسي "مصطلحين يقول إنه

l'officieux..."26و غير الرسمي

ع بها المؤلف أو الناشر أو هما لرسميا كل مرسلة للمصاحبة النصية اضط"فعد

وليته، كما يندرج وفي هذه الحالة ليس بوسع المؤلف التنصل من مسؤ ، 27"معا

تحت المظلة ذاتها كل ما يصدر عن المؤلف أو الناشر، من نصوص محيطة مادام

، أو التعليقات العنوان أو المقدمة األصلية: ذلكو من أمثلة ،المؤلف على قيد الحياة

.التي يوقعها المؤلف نفسه في عمل يعلن كامل مسؤوليته عنه

إلى العمل، épitexteنصوص المضافة فيتصل عادة بال "غير رسمي "أما ما هو

و .ن لديه القدرة على نفيه و إنكارهكاألحاديث والمسارات، وما يشابهها مما تكو

و الناشر، وفي المقابل يشكك فكأننا بجينيت يريد أن يعقد عالقة ثقة بين المؤل

القراء في كل ما يمكن أن يصل إليهم عن طريق النقاد أو الصحفيين وغيرهم من

ف المؤلف، بل إننا نجده يؤكد في النمط الرسمي على وجود المؤلف على قيد معار

.الحياة ، بوصفه شرطا لقبول النصوص المحيطة

la"يالقول األداء قوة"و آخر مسألة انتهى إليها في تناوله للخصائص النفعية هي

force illocutoire du péritexte لمرسلة الصاحب النصي.

لية جانب أثار الكثير من التساؤالت المتضاربة ، ويبدو أن و نعتقد أنه رام تج

النزاع بشأنه لم يفض بعد، ويتعلق بعالقة األثر و مصاحباته النصية بالمتلقي،

يذهب المتلقي وبعبارة أدق مدى إحالة المصاحبات النصية على مغالطة أو تضليل

مثل اسم المؤلف فالمصاحب النصي يمكن أن ينقل لنا معلومة خالصة" ضحية لهما،

،أو الناشر ،مثلما يستطيع أن يعرفنا على مقصد أو تأويل المؤلف ،أو تاريخ النشر

أيضا وهي الوظيفة األساسية ألغلب المقدمات، إنها الوظيفة األساسية: أو هما معا

28.."للتوجيهات األجناسية التي تحملها بعض أغلفة الكتب، أو صفحات العناوين

Page 16: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

45

ساقها جينيت لتعزيز ما ذهب إليه تثير العديد من األسئلة الموصولة و األمثلة التي

.بالجانب األجناسي أو بالجوانب السياقية الخارجة عن النص

أن " و تعلو غالف الكتاب ال تعني في رأيه ،فكلمة رواية التي تصاحب نصا ما

، ايةاعتبروا هذا الكتاب رو: معنى و إنما هي إحالة على"رواية "هذا الكتاب

ستندال "إن اسمي " مثال ، فإن ذلك ال يعني Stendhal"ستندال"نجد اسم او كذلك لم

أما عنوان عمله " لقد اخترت ستندال اسما مستعارا لي " ألن المقصود هو "

تب قد ا، كأن يكون الكعلى غير محمله هفال معنى له إذا أخذنا" األحمر و األسود"

."األحمر واألسود: وضع عنوانا لكتابي هوأنا المؤلف، قررت " قصد

اختيار العنوان يكون المؤلف قد فيأو ،اختيار االسم المستعار في: وفي الحالتين

ذلك أن بعض ،قد يصدر المؤلف أيضا عن التزامو ،صدر عن قرار حقيقي اتخذه

، ومثل ذلك مامة الميثاق الملزم أكثر من غيرهااإلشارات األجناسية قد تحمل قي

على عكس أنواع ،أو التاريخ ،أو المذكرات ،نجده في أنواع خاصة كالسيرة الذاتية

.أخرى مثل الرواية و المقاالت و نحوهما

أما المصاحبات النصية التي تأتي في شكل إشارة مفادها أن هذا الكتاب هو جزء

la، فتحمل معنى الوعد premier volumeأول قسم أو tome 1أول

promesse سيتبع من أقسام أو أجزاء بما.

النصي المصاحب بمقدور هفقد رأى أن ،ولم يقف األمر بجينيت عند هذا الحد

"هيجو" ف، injonctionبل إنه قد يأمر و يلزم ، conseilأن يرشد أو ينصح

Hugo تأمالت"ة كتابه مفي مقد" contemplations ينبغي أن يقرأ هذا : "يقول

.29"ميت الكتاب كما نقرأ كتابا ل

و يخلص جينيت إلى أن للمصاحبات النصية قدرة هائلة على إصدار األوامر

ن قراءة هذا يمك :الملزمة كما أن في وسعها أن تأذن ببعض المباحات من مثل

في إمكانها أن إن ، بلو يمكن القفز هنا على كذا أو كذا، أالنص وفق ذلك النظام

لما تحمل المصاحبات النصية ،هداءاتنجده في اإل ،و آية ذلك ماتنجز ما تصف

.إلى فالن: فإنها تكتفي بأن يكتب على إحدى الصفحات عبارة ،قرارا باإلهداء

Page 17: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

46

ي و يتحصل لدينا في آخر األمر أن ما يعتقده جينيت على المصاحبات ال يساو

، وأن في الوجوه التي ذكرها في تصنيف هذه ما يعتقده آخرون على النص ذاته

وم على ذلك أن تعويله الرئيس يق بينة، وبا من المبالغة و التجوزالمصاحبات ضر

،ناقد في آنو، حاد المالحظة ، ثاقب النظرة مبدع وجود قارئ موسوعي المعرفة

أو غايات الهيئة التي تصدر ،، فما معنى أن يكشف القارئ كل مقاصد المؤلف إالو

اهيها؟عنها المصاحبات النصية فيأتمر بأوامرها و يتحاشى نو

و النماذج ،و فضال عن ذلك، فإن في اختيار جينيت لألمثلة التي تسعف رؤيته

و تنامي حضورها أ ،التي تعضد فكرته، ما يحملنا على التفكير في مدى شيوعها

إلى التساؤل عن إمكان انسحابها على من جهة أخرى، ، ويدعوناوفاعليتها من جهة

.بمختلف درجاتها، وكل أنواع النصوص

ا آخر خط من الخطوط المتحكمة في تحديد المصاحبات النصية فهو الجانب أم

، ق و أقواها داللة على مبرر وجودهالوظيفي وهو أهم الجوانب على اإلطال

فالمصاحب النصي يظل في كل أشكاله و تجلياته، خطابا ال يمتلك استقالليته، فهو

و لذلك فهو يوقف نفسه ،دائما تابع لشيء آخر يمنحه مبررا لوجوده و هو النص

.لخدمته

االستثمار الجمالي و أيا كان شأن المصاحب النصي سواء على مستوى

و مهما المفسرة، يظهر في اختيار العنوان الجميل أو المقدمة الذي و اإليديولوجي

فإن " ،و مهما كان القصد إلى عكس المفارقة التي يودعها المؤلف فيه ،كان تأنقه

subordonné à son"، تابعا له م خاضعا لنصهاالنصي يظل على الدوالمصاحب

texte " 30 .

متعلقة للمصاحب النصي ةيلطبيعة الوظيفافالشك أن ،و مادام األمر كذلك

تمام التعلق بنصه، ومن ثم ال يمكن تحديد الخصائص الوظيفية نظريا، وال إقامة

) التداولية (ة والمكانية والمادية والنفعية يذلك أن الخصائص الزمن ،نظام مسبق لها

للمصاحب النصي تحتكم باألساس إلى اختيار حر ينهض على ممكنات ذات طابع

فمثال تتعرف المقدمة إلينا على ،ضمن شبكة عامة و ثابتة، alternatifتناوبي

Page 18: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

47

وقد ،أو متأخرة ،أو الحقة ،، و يمكن أن تكون أصلية"النصوص المحيطة"أنها من

من وضع المؤلف أو من تأليف غيره، و هذا ما يؤسس لوجود نظام نظري، تكون

ساس تناوبي، أو على اختيار أعلى عكس الخصائص الوظيفية التي ال تقوم على

ألن الغايات التي تهدف إليها عديدة و متنوعة، بحسب نوع ،بين وضعين أو أكثر

داء وظائفه، و للمقدمة وظائفها التي و لإله ،فللعنوان وظائفه ،المصاحب النصي

.يمكن أن تشترك فيها مع وظائف اإلهداء

هل يستوي عنوانان في الوظيفة عندما يكون أحدهما إيحائيا :وللتوضيح نقول

؟ تطابق وظائف مقدمتين إحداهما الحقة واألخرى متأخرةتواآلخر صريحا؟ أم هل

ظائف بعملية استقرائية يتم عبرها إذ تتحدد هذه الو، شك أن اإلجابة ستكون الال

.ومن ثم على وظائفها المختلفة ،الوقوف على أنواع المصاحبات النصية

وننتهي إلى أن ما يبدو من تآلف ناتج عن تركيب النص من متنه و مصاحباته

وتخلص ،تتناول األعمال واحدا واحدا ،ال يمكن إال أن يتعلق بدراسة تحليلية فردية

الوظائف التي تضطلع بها المصاحبات النصية و تصلها بالنص إلى رصد طبيعة

.الذي تحيط به أو تصاحبه

،وبعد هذا العرض الشامل لألنواع التي تصنف المصاحبات النصية وفقها

آثر جينيت أن ،والتي سيتناولها بالتفصيل و التحليل فيما يلي من أقسام الكتاب

ن اتصاال وثيقا بالوجود التاريخي للمصاحبات ده بمالحظتين تتصالييختم تمه

:النصية

تتلخص األولى في أن لكل عنصر من عناصر المصاحبات النصية -

بعضها اآلخر طويال حتى انتظر و ،فبعضها قديم قدم األدب ،تاريخه الخاص

إلى زمنفي حين تأخرت عناصر ثالثة ،يظهر بشكل رسمي مع ظهور الكتاب

في المقابل و. ووسائل اإلعالم الحديثة لتعلن عن ميالدها مجيء الصحافة

.ما تنهض بدور مشابه كياختفت بعض العناصر أو استبدلت بأخرى

و مازال يعرف تطورا ، فقد عرف ،أما الصنف األخير من هذه العناصر

.سريعا وداال على التحوالت التي يشهدها التأليف

Page 19: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

48

عن بعض الثبات تنفي صفة اللتحوالت و حري بنا أن نشير إلى أن هذه ا

فلئن تخلى العنوان مثال عن ، عن بعض الجوانب فيها ،العناصر، أو على األقل

فإن مقدمة المؤلف لم تفقد شيئا من خصائصها ،بعض مميزاته بفعل التطوير

.صيغة المادية لتقديمهاالكان من إال ما ،الجوهرية

ينيت الصلة بين التطور التكنولوجي الثانية في عقد ج المالحظة تتمثل و -

منحها "أيه، هو الذي رفي التطور التكنولوجي،ف ،و بين المصاحبات النصية

،من مثل االنزالق ،تتجلى في الظواهر الالمتناهية وفرصه التي ه،وسائل

تضمن لها االستمرار على مر وكلها ،واالستبدال، والتعويض،والتجديد

31".و الفاعلية تمكنها من الترقي في النجاعة ،القرون، وفي مستوى معين

و هكذا بفضي بنا التدبر في األعمال الثالثة لجينيت إلى التعرف على كيفية

سر الرابض الما : ترقي هذا الناقد في درجات البحث بشكل يحملنا على التساؤل

على تهوفتحوراء هذه الخطى الرصينة التي تقحمت عالم الشعرية من كوى ضيقة

األطراس و العتبات ؟

؟ أم هما أم هي المراكمة المعرفية المؤسسة للفاعلية النقدية ؟أهو ظمأ المعرفة

،منهجية تنهض على التدرج ، وتوليد المفاهيمقبس من شرارة معا؟ يضاف إليهما

.والرؤية الشمولية

ج للبة تلجولم يستطع مغا ،لم يقنع جينيت بما انتهى إليه في خطاب المحكي

عن أطرها العامة و الخاصة، و األسئلة وقلقها، فراح يبحث للشعرية عن متمماتها،

.فمن جنس العمل إلى نسجه، ومن شعرية المتن إلى شعرية العتبة

و فيما يجعل منه أثرا جماليا يصنع ،في شعرية المحكي" جينيت"إدا، بحث

ق األمر، بمرسل المحكي و تصرفه سواء أتعل ،تفرده من بنياته المؤتلفة و المختلفة

لينبري ،ووظائفه ووضعياته، أو بمتلقي المحكي ،اهؤغه وريوفي ص ،في زمنيته

بعد دلك إلى ضبط العالقات األجناسية التي تقيمها األنواع األدبية فيما بينها، فكان

محاولة لرصد المجرد، وسعيا إلى تثبيت الركون إلى "المدخل إلى النص الجامع"

معين ينتمي إليه العمل ) genre(المبدأ النقدي الفعال المتمثل في وجود جنسهذا

Page 20: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

49

غير . األدبي ، ومن ثم ينتقل موضوع الشعرية من النص المفرد إلى النص الجامع

عالم تتأسس :أن فيما ذهب إليه جينيت ما يدفعنا إلى طرح سؤال أولي ملح هو

أم ي؟محتواه الموضوعات علىأم ؟على شكل العمل ؟عموما) النوع(شعرية الجنس

.على الغايات المرجوة من ورائه

فإننا نعي ،ونحن إذ ندرك صعوبة السؤال بناء على اإلشكاالت التي يحيل عليها

من أعقد القضايا التي يثيرها النقد بالنظر إلى "الجنس"أو " النوع"أيضا أن مبدأ

التي يجدها من يلزم نفسه بالتالي المشقة نتصورقابلية النوع للتغير والتبدل، و

.باإلجابة

في رحم وعد قطعه جينيت على نفسه " األطراس"تخلقت وبعد فترة وجيزة

فكانت الكتابة من الدرجة الثانية التي توقفنا فيها على آيات من ،"النص الجامع"في

في هذه الدراسة التناص جينيت التصنيف لم يسبقه إليها أحد إذ استبدل

intertextualité بما هو أعم و هو المتعالية النصيةtranstextualité ،من هنا و

بعد أن " النص المتعالي"إلى " النص الجامع "من جديد من ةيتحول موضوع الشعري

صرف جينيت جهدا في التمحيص و التدقيق و إمعان النظر ، فلم يعد النص الجامع

.الية النصيةإال ضربا من األضرب الخمسة التي تنضوي تحت إطار المتع

الوضع بالنسبة إلى النص الجامع، فقد غدت للنص المصاحب هو و إذا كان هذا

المتن ، ية شعريته الخاصة التي ال تنفصل عن شعر"دفتي العتبات"بين المنزل

األجناسي للعمل، وال على السياق عنصرالعلى فقط فالمصاحبات النصية ال تحيل

يندرج ضمنه النص فحسب ، وإنما تعمل على الزماني و المكاني و المادي الذي

وكذا في صيغ ،فهي التي تؤثر في اختياراتهم للعمل ربط بين النص بقرائه

.معنى النص دوباختصار في تحدي ،وآفاق انتظارهم ،قراءاتهم

و غاية ما نصل إليه فيما هو موصول بالشعرية، أن جينيت ظل يتقلب في

خليقة به ، فولى وجهه أنحاء عديدة حتى انتهى هي إنزال الشعرية في الحيز الذي

به األمر عند التعالي النصي، ولعله رضي بما يتيحه هذا اإلطار من إمكانات تجلي

Page 21: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

50

بعد أن ظلت لفترة مكبلة في ،الشعرية أكثر، وبسط نفوذها على فضاءات أرحب

.أو رهينة تصنيف أجناسي ضيق ،إسار مفهوم محاكاة جوفاء

Page 22: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

51

الهوامش مدخل إلى النص الجامع، ترجمة عبد العزيز شبيل، المجلس األعلى للثقافة : جينيت جيرار )1

.1999القاهرة 2- Gérard Genette : introduction à l'archi texte, coll. poétique, Editions du

seuil, paris 1979. 3- Gérard Genette: Palimpsestes , Editions du seuil , paris 1982. 4- Gérard Genette : seuils, coll. points, Editions du seuil, Paris 1987. 5- Gérard Genette : introduction à l'archi texte, p.86

6- Op.cit, p.86

7- Op.cit, p.87.

8- Op.cit, p.87

9- Gérard Genette :Palimpsestes, p.7.

د األمور إلى نصابها فيما يتعلق باستعمال في الهامش يشير جينيت إلى تأخره في ر*

1974قد اقترحه سنة "louis Marin"الذي كان لوس ماران "Architexte"مصطلح 10- Op.cit, p.7

11- Op.cit, p.16 12- Op.cit, p.8 13- Op.cit, p.8 14- Op.cit, p.10 15- Op.cit, p.11 16- Op.cit, p.12 17- Op.cit, p.12 18- Op.cit, p.12

هذا المصطلح جانب من التفاؤل فيما يتصل أن فيبقصد التوضيح، أشار جينيت إلى **

بدور القارئ الذي لم يوقع شيئا، وأن األمر هنا، موكول إلى اختباره، لكن ذلك ال ينفي

تلقي وجود مؤشرات أجناسية أو غيرها تلزم المؤلف باحترامها في الغالب خوفا من سوء

.هلالقارئ لعم

مطلقة ، ولذلك نجده يحدد والأكد جينيت أن النتائج التي توصل إليها ليست نهائية ***

أن ثم إدراكا ) 1981أكتوبر 13(يبدو لي اليوم " :التاريخ الذي أدلى فيه بهذه النتائج فيقول

."التجريد و االستلزام لخمس عالقات، سأقوم بتصنيفها وفق ترتيب تصاعدي تقريبا بحسب

إلى أصلها اإلغريقي، و هي الصحيفة "Palimpsestes" أرجعت كلمة "الروس" في معجم.

.أطراس جمع طرس في العربية التي خطت عليها كتابة ثم محيت و تقابلها19) Petit Larousse, en couleurs,1986, p 661

Page 23: 2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ´عرية...2009 ﻲﻔﻧﺎﺟ 23 ﺩﺪﻋ ﻞﺻﺍﻮﺘﻟﺍ 32 ﻪﻝ ﺓﺭﺎﺒﻋ ﺭﻬﺸﺃ ﻭ ﺩﻭﻌﻴ

2009جانفي 23التواصل عدد

52

20) G. Genette : Seuils , p.7. 21) Op.cit, p.8.

الذي قصد Borgesيعود إلى بورج ""seuilبة تع يوضح جينيت أن إستعمال كلمة ****

. .Préfaceبها مقدمة 22) Op.cit, p.8 23) Op.cit, p.11.

نرجح ذلك على الرغم من إشارته في الهامش إلى أنه اقتطع هذا النعت من *****

نيون الذي استعمله كومبا "Périgraphe"مصطلح "A.Compagnon" في دراسته

"La Seconde Main"الموسومة باليد الثانية

A.Allaisألفونس أليه -كما قال-أخذ جينيت هذا المصطلح عن أستاذه الفاضل ******

".قبل موته"أو " في حياته "و يبدو أنه استعمال خاص بهذا األخير ، و قصد به

البحث "الذي ال يمكن لقراء عمله Proustلك ببروستيعطي جينيت مثاال لذ*******

وأنه شاذ جنسيا خاصة وأن ،أن يغفلوا كونه من أصول نصف يهودية "عن الزمن الضائع

.عمله يحمل هذين المعطيين 26)Op.cit, p.15 27) Op.cit, p15 28) OP.cit, P.16 29) Op.cit, P.16 30) Op.cit, P.19 31) Op.cit, p.p 19-20.