@ @

أحكام التوائم الملتصقة

في

الفقه اإلسالمي فيصل بن سعيد بالعمش.د/إعداد

كلية اآلداب والعلوم -اإلسالمي المساعد بقسم الدراسات اإلسالمية الفقهأستاذ بجدة زجامعة الملك عبد العزي-اإلنسانية

المتعلقـة بـالتوائم األحكـام يستطلع هذا البحـث :المستخلص

:أولهـا : أمور في ته، وتكمن أهميالملتصقة في الفقه اإلسالمي

وجود حاالت متزايدة لوالدة التوائم الملتصقة وهي بحاجة ماسـة

إظهـار اهتمـام الفقهـاء : وثانيهـا .لبيان األحكام المتعلقة بها

المسلمين في العصور المختلفة بمثل هذه القضايا وعنايتهم ببحثها

أن دراسة مثل هذه المسـائل : وثالثها . وإظهار حكم الشرع فيها

، تدربه على دراسة المسائل الحادثةتبني الملكة الفقهية للباحث ، و

ومحاولة إظهار الحكم الشرعي لها ، مستدال بالنصوص الشرعية

.واألدلة األصولية المختلفة ن تنـدرج ومبحثيوقد اشتملت هذه الدراسة على مقدمة، وتمهيد،

، وخاتمـة، وفهـرس للمصـادر تحت كل منهما عدة مسـائل .والمراجع

تعريف التوائم الملتصقة وأسباب والدتها ، تحدثت في التمهيد عن .وذكرت عددا من التوائم الملتصقة في التاريخ القديم والحديث

خصصته لذكر المسائل العامـة المتعلقـة فقد : أما المبحث األولذكرت المسائل الفقهيـة : وفي المبحث الثانيتصقة ، بالتوائم المل

.الفرعية المتعلقة بهم والمبثوثة في أبواب الفقه المختلفة

ثم ختمت هذا البحث بخاتمة بينت فيها أهم النتائج التي توصـلت

.ا وضعت فهرسا للمصادر والمراجع إليها، كم

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

بسم اهللا الرحمن الرحيم

مباركا فيه ، كما ينبغي لجالل وجه ربنا وعظـيم الحمد هللا حمدا كثيرا طيبا

سلطانه ، والصالة والسالم على سيد المرسلين وخاتم النبيين ، محمـد الهـادي

.األمين وعلى أصحابه الغر الميامين ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

:أما بعد

نـا أبـواب العلـم فإن من نعم اهللا العظيمة علينا في هذا الزمان أن يسر ل

وطرقه، وجعلها مشرعة لكل طالب ، فنسأله جل وعال أن يوفقنا لتحصيل العلم

.النافع ويهدينا للعمل به عمال صالحا

في هذا العصر الحديث تكاثرت المسائل المستجدة في أبواب المناكحات

والمعامالت والطب وغيرها ، وكثرت أسئلة الناس عـن هـذه المسـتجدات ،

ت المجامع العلمية للفصل في كثير من هذه القضايا ، وانبرى لهـا أهـل فانعقد

العلم والفقه فاجتهدوا فيها وكتبوا وألفوا، وأظهروا بذلك سعة هذا الدين وعظمته

ومع ذلك ال زالت الساحة بحاجـة لمزيـد مـن . وصالحيته لكل زمان ومكان

.الكتابة والبحث والتوثيق في كثير من هذه المسائل

ـ ي واحـدة مـن هـذه المسـائل فمن هذا الباب أحببت المساهمة بالكتابة ف

، وهي وإن كانت نادرة في هذا الزمان ، لكن الحاجة لها قائمة ، وكـم المستجدة

فكـان . من مسألة كانت نادرة في زمن فأصبحت شائعة في غيره من األزمان

سيما وقد اشتهرت بالدنا ال ).أحكام التوائم الملتصقة(اختياري ابتداء للكتابة في

وهللا الحمد بتبنيها لعمليات فصل التوائم الملتصقة حتى صارت من أشهر الـدول

.في هذا الباب

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

فما كان فيه من صواب فمن اهللا فالحمد له علـى وبعد ، فهذا جهد بشري ،

كرمه وإنعامه وعظيم فضله وجزيل امتنانه ، وما كان فيه من خطأ فمن العبـد

الفقير إلى رحمة اهللا وعفوه ، راجيا منه أن يتقبل هذا العمـل ويجعلـه القاصر

فيه وأعان عليه يوم ال ينفع مال وال بنون إال من أتـى اهللا أسهمذخرا لكل من

.بقلب سليم

هللا في األولى واآلخرة ، فبنعمته تتم الصالحات ، وبتوفيقه يجنـي ثم الحمد

فله الحمد كله وله الشكر كله ، .. العبد في الدرجات العبد الثمرات ، وبمنه يعلو

هو أهل الحمد والثناء ال أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه ، وصلى اهللا

.على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

أهمية الموضوع

:تكمن أهمية الموضوع في النقاط التالية

لشرع في كثير مـن القضـايا المتعلقـة حاجة الناس الماسة إلى بيان حكم ا -١

بالتوائم ، ال سيما مع الزيادة المضطردة في نسبة والدة التـوائم وفـي أعـداد

.التوائم

وجود حاالت وإن كانت معدودة لوالدة التـوائم الملتصـقة ، إال أن هـذه -٢

.الحاالت مهما كانت قليلة بحاجة ماسة لبيان األحكام المتعلقة بها

مام الفقهاء المسلمين في العصور المختلفة بمثـل هـذه القضـايا إظهار اهت -٣

.وعنايتهم ببحثها وإظهار حكم الشرع فيها

أن دراسة مثل هذه المسائل تبني الملكة الفقهية للباحث ، وتدربه على دراسة -٤

المسائل الحادثة ، ومحاولة إظهار الحكم الشرعي لهـا ، مسـتدال بالنصـوص

.صولية المختلفة الشرعية واألدلة األ

المنهج المتبع في البحث

بذلت كل جهدي في استخراج ما كتبه الفقهاء األقدمون في هـذه المسـألة ، -١

.موثقا هذه النقول من مصادرها

ن أكثر من بحث مثل هذه إما وسعني ذلك ، حيث استدللت لكل هذه المسائل -٢

. المسائل ذكرها مجردة عن الدليل والتعليل

.اكتفيت بذكر المسائل المختصة بالتوائم الملتصقة دون التوائم المنفصلة -٣

أو اثنين من أهل العلـم تكلـم كثير من المسائل المبحوثة لم أجد إال واحدا -٤

، ولذلك لم تكن طريقة البحث طريقة البحوث المقارنة التي تشـتمل علـى فيها

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

ض ما وجدت من أقوال ثـم عرض اآلراء ثم االستدالل ثم الترجيح ، وإنما أعر

وسعي في الوصول إلى الحكم الراجح، مستدال لـه باذالأبين أدلتها إن وجدت ،

ما استطعت ، حامال لهذه المسائل على ما شابهها من مسائل تكلم فيها أهل العلم

.

.اآليات الواردة في البحث أعزوها بذكر السورة ورقم اآلية -٥

بذكر موضعهابحث أعزوها بذكر مصدرها ووصف األحاديث الواردة في ال -٦

الكتاب والباب والرقم والجزء والصفحة متى وجدت كل ذلك أو بعضـه، فـإن

وجدتها في صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو كليهما اكتفيت بذلك ، وإال فإني

إال لزيـادة أتعداهاأبحث في السنن األربعة فإن وجدت الحديث فيها اكتفيت وال

فإن لم أجد الحديث في الصحيحين وال في السنن األربعة أنتقل إلى الكتب فائدة ،

، العلماء حكم على الحديث ذكرت ذلكالحديثية األخرى ، ثم إن وجدت أحدا من

.وإال اجتهدت في الحكم عليه من خالل دراسة إسناده

قمت بإثبات تراجم موجزة ومختصرة لألعالم الذين مر ذكرهم في البحـث -٧

ر اسم العلم وتاريخ وفاته وأهم ما عرف به وذلك في أول موضع يأتي ذكره بذك

فيه ، ثم إنني أحيل على المراجع للتوسع ، وتركت الترجمة للخلفاء الراشـدين

، كما تركت رضي اهللا عنه واألئمة األربعة رحمهم اهللا لكونها معروفة مشتهرة

ث متى ما عرف الحكم علـى الترجمة لألعالم الوارد ذكرهم في أسانيد األحادي

.الحديث بغير الترجمة لهم أو بالترجمة لبعضهم ، وذلك رغبة في االختصار

.ما مر في البحث من أسماء لألمكنة والوقائع عرفت -٨

حرصت على تحويل كل ما أذكره من تواريخ ميالدية إلى تواريخ هجريـة -٩

ع ، مستعينا ببعض المواقـع مع ذكر التواريخ الميالدية التي نصت عليها المراج

.على شبكة اإلنترنت التي تقدم هذه الخدمات

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

خطة البحث

:ثم خاتمة فمبحثانتشتمل الخطة على مقدمة فتمهيد

)نهج المتبع في البحث ، خطة البحثأهمية الموضوع ، الم(المقدمة ، وتشمل -

: ، ويشمل تمهيد -

. الحاتعريف التوائم الملتصقة لغة واصط -

أسباب والدة التوائم الملتصقة ونسبة حدوثها -

.الحاالت القديمة للتوائم الملتصقة -

. الحاالت الحديثة للتوائم الملتصقة -

: )١(أحكام عامة متعلقة بالتوائم الملتصقة :المبحث األول

. ضوابط اعتبارهما شخصا واحدا أو اثنين: المسألة األولى

الحكم إذا اختلفا في أداء ما يلزمهما ومدى لزوم موافقة : المسألة الثانية

.أحدهما لآلخر

.حكم فصلهما في الحياة وبعد الممات : المسألة الثالثة

. حياتهماحكم فصلهما حال : أوال

. موتهمافصلهما بعد : ثانيا

.حكم دفن شخصين في قبر واحد:المسألة األولى

.ميت إلى القبلة في القبرحكم توجيه ال:المسألة الثانية

.فصلهما إذا مات أحدهما دون اآلخر : ثالثا

:مسائل فقهية في أبواب الفقه المختلفة : الثاني المبحث

.لآلخر حكم النجاسة المتعلقة ببدن أحدهما بالنسبة: المسألة األولى

حق ويل( .لقبلة إذا كانا ملتصقين من الظهرحكم استقبال ا: المسألة الثانية

) .بها مسألة توجيههما إلى القبلة في القبر

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

.اعتبارهما في العدد في صالة الجمعة : المسألة الثالثة

.جواز نكاحهما : المسألة الرابعة

.خيار البيع وصورته بين الملتصقين : المسألة الخامسة

.حكم القصاص من أحدهما إذا احتمل ضرر باآلخر : المسألة السادسة

.مة الخات -

.قائمة المصادر -

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

تعريف التوائم الملتصقة لغة واصطالحا

:التعريف اللغوي

وهما : ( قال في القاموس المحيط ) وأم(التوائم جمع توأم ، وأصلها الثالثي

: ، وقد أتأمت المرأة ... توائم و تؤام : توأمان ، وهذا توأم ، وهذه توأمة ، ج

الواو والهمزة : (وفي معجم مقاييس اللغة . )٢()طن ، فهو متئمولدت اثنين في ب

. )٣()الوئام الموافقة: كلمة تدل على موافقة ومقاربة ، يقولون : والميم

الالم والصاد والقاف أصل : (وأما االلتصاق فقد جاء في معجم مقاييس اللغة

. )٤()صحيح يدل على مالزمة الشيء للشيء

:لتوائم الملتصقة صطالحي لاالتعريف ال

والتوأم اسم لولـد : (قال في المصباح المنير في تعريف التوأم عند الفقهاء

داحطن وي به آخر فعكون ما ، يمهـدإلا لأح مـل ، لا يقال توءفوع هـوو ،

والجمع توائم وتؤام ، والولدان توءمان ، ر وجوهرة وزان جوه ، والأنثى توأمة

فهي ، وأتأمت المرأة وزان أكرمت وضعت اثنين من حمل واحد ، وزان دخان

اءبغير ه ٥()متئم( .

قيد مهم على ما جاء في المصـباح وجاء في شرح حدود ابن عرفة إضافة

)٦()ما ليس بين وضعهما ستة أشهر :قال رحمه اهللا ، باب في التوأمين : (فقال

والمطالع لكتب الفقهاء يجد أن المذاهب األربعة قد اتفقت على زيادة هذا القيد في

: عدم الخالف في هذا فقال فـي المجمـوع )٧(تعريف التوائم ، بل نقل النووي

فإن كانت ستة أشـهر ، كونهما توأمين أن يكون بينهما دون ستة أشهر وشرط (

وسواء كان بينهما شهر أو شهران أو أكثر ما ، فهما حمالن ونفاسان بال خالف

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

وإن ولـدت : (في المغنـي )٩(، قال ابن قدامة)٨()لم يبلغ ستة أشهر فهما توأمان

، وقـال )١٠(. ).. وهو أن يكـون بينهمـا دون سـتة أشـهر ، امرأته توأمان

وهما اللذان بـين والدتهمـا أقـل مـن سـتة : (في تبيين الحقائق )١١(الزيلعي

التوأمان هما ولدان من بطـن واحـد بـين : ( )١٣(، وقال الجرجاني )١٢()أشهر

. )١٤()والدتهما أقل من ستة أشهر

والواقع أن الفترة بين والدة التوائم ال تزيد في الغالب عن بضع دقـائق ، (

والدة التوأم األول تحرض الرحم على والدة التوأم أو التوائم األخرى ، وإذا ألن

ما تأخرت والدة التوأم اآلخر عن بضع ساعات أمست حياته في خطـر ، فـإن

تأخرت كثيرا قضى نحبه ونزل ميتا ، وأما ما ذكره الفقهاء في القـديم مـن أن

، فهـو أمـر ال يثبـت الفترة بين والدة التوأمين قد تطول إلى عـدة شـهور

.)١٥()علميا

وهذا القيد إنما يختص بالتوائم المنفصلة ، أما التوائم الملتصـقة فـال تـرد

بشأنها هذه المسألة ، والفقهاء لم يذكروا لها تعريفا نصيا يخـتص بهـا ، ولـذا

يمكننا بعد بيان التعريف اللغوي وتعريف الفقهـاء للتـوائم أن نعـرف التـوأم

الولد يكون معه ولد آخر أو أكثر في بطن واحد بحيث تضعهم (: بأنه الملتصق

.)األم ملتصقة أجسادهم من أي موضع كان هذا االلتصاق

أسباب والدة التوائم الملتصقة ونسبة حدوثها

أن هـذه (يذكر األطباء أن سبب والدة التوائم الملتصقة على هذه الحالة هو

واحدة ملقحة انقسمت في مرحلة متأخرة نسبيا إلـى التوائم تكونت نتيجة بويضة

. )١٦() كرتين جرثوميتين وكانت المشيمة واحدة

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

ولهذا فإن التوائم الملتصقة ال يمكن أن تكون لجنسين مختلفين ، فهما إما أن

يكونا ذكرين أو أنثيين ، بل إن هذا األمر يعم جميع التوائم المتشـابهة ، يقـول

معرض حديثه عن التوائم المتشابهة التي تنشـأ عـن انقسـام الدكتور البار في

ويكون التشابه في هذا النوع من التوائم تاما ، : (البويضة الملقحة إلى بويضتين

)١٧(... )فجنس الجنين البد أن يكون واحدا ، إما ذكرا أو أنثى

اوح بين وأما نسبة حدوث التوائم الملتصقة تختلف حسب البلدان إال أنها تتر

. )١٨(ألف والدة ٤٠٠ألف والدة إلى ٢٠٠حالة واحدة لكل

الحاالت القديمة للتوائم الملتصقة

ذكر أعالم المؤرخين المسلمين عدة حاالت للتوائم الملتصقة عاينوها أو

، وبعضها سمعوا عنها ، بعضها امتد لها العمر ، وبعضها ماتت عقب والدتها

حادثة من هذا النوع مذكورة في كتب السابقين ما نقله ، وكانت أول ولدت ميتة

حدثنا : )٢٠(فقد روى محمد بن سهل: (في الطرق الحكمية فقال )١٩(ابن القيم

حدثنا عبد اهللا بن ، )٢٢(حدثني عمارة بن زيد، )٢١(عبد اهللا بن محمد البلوي

تي عمر بن أ: قال ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن الزهري، العالء

، وأربع أرجل ، وأربع أيد ، وأربع أعين ، وفمان ، بإنسان له رأسان، الخطاب

لكن سند هذه القصة ال يصح بحال ، ألن محمد . )٢٣(...)ودبران ، وإحليالن

بن سهل وعبداهللا بن محمد البلوي وعمارة بن زيد كلهم من وضاعي الحديث ،

. اتفق على تضعيفهم واتهامهم بالوضع أئمة الحديث

)٢٥(عن كتاب عجائب المخلوقات للقزويني )٢٤(الحطــاب المالكي نقلكما

دخلت بلدة من بالد اليمن فرأيت بها : أنه قال وي عن الشافعي ر: (أنه قال

ومن وسطه إلى فوقه بدنان مفترقان ، من وسطه إلى أسفله بدن امرأة إنسانا

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

طمان ويصطلحان ويأكالن وهما يتقاتالن ويتال ، بأربع أيد ورأسين ووجهين

ثم غبت عنهما سنتين ثم رجعت فقيل أحسن اهللا عزاءك في أحد ، ويشربان

فعهدي ، الجسدين توفي وربط من أسفله بحبل وثيق وترك حتى ذبل ثم قطع

وهذه الحادثة يرويها عن اإلمام . )٢٦()وذاهبا بالجسد اآلخر في السوق جائيا

، واهللا أعلم بصحتها فإني لم أجدها عند للهجرة ٢٠٤الشافعي المتوفى سنة

بامرأة لها وقد أخبر الشافعي : (قال )٢٧(غير أن اإلمام الغزالي. غيره

بعض وقد ذكر هذا كذلك، ) ٢٨()فنكحها بمائة دينار ونظر إليها وطلقها رأسان

.)٢٩(من الشافعية والحواشي الشروحأصحاب

عند المؤرخين تلك الحادثة التي وقعت نقلها كثرأما الحادثة الموثقة التي

، أن توأمين ملتصقين أحضرا من )٣٠(هـ ، ورواها القاضي التنوخي٣٥٢سنة

، ويروي هذه )٣١(أرمينيا إلى ناصر الدولة الحسن بن حمدان صاحب الموصل

من طريق التنوخي مرة ومن طريق ثابت )٣٢(الحادثة مفصلة اإلمام ابن الجوزي

.أخرى )٣٣(بن سنان

حدثني جماعة من أهل : قال ثابت بن سنان المؤرخ : (يقول ابن الجوزي

الموصل ممن أثق به، أن بعض بطارقة األرمن أنفذ في سنة اثنتين وخمسين

إلى ناصر الدولة رجلين من األرمن ملتصقين سنهما خمس وعشرون ةوثالثمائ

ة ولهما بطنان سنة ، سليمين ، ومعهما أبوهما ، وأن االلتصاق كان في المعد

وسرتان ومعدتان ، وأوقات جوعهما وعطشهما تختلف ، وكذلك أوقات البول

والبراز ، ولكل واحد منهما صدر وكتفان وذراعان ويدان وفخذان وساقان

وقدمان وإحليل ، وكان أحدهما يميل إلى النساء واآلخر يميل إلى الغلمان ،

وأن ناصر الدولة وهب . معه وكان أحدهما إذا دخل إلى المستراح دخل قرينه

.لهما ألفي درهم وأراد أن يحدرهما إلى بغداد ثم انصرف رأيه عن ذلك

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

: أخبرنا محمد بن أبى طاهر أخبرنا على بن المحسن التنوخي عن أبيه قال

: حدثني أبو محمد يحيى بن محمد بن فهد وأبو عمر أحمد بن محمد الخالل قاال

عدد من أهل الموصل وغيرهم ممن كنا نثق بهم ويقع لنا حدثنا جماعة كثيرة ال

العلم بصحة ما حدثوا به لكثرته وظهوره وتواتره ، أنهم شاهدوا بالموصل سنة

نيف وأربعين وثالثمائة رجلين أنفذهما صاحب أرمينية إلى ناصر الدولة

لألعجوبة منهما ، وكان لهما نحو من ثالثين سنة ، وهما ملتزقان من جانب

وكان معهما أبوهما فذكر لهم أنهما حد ومن حد فويق الحقو الى دوين اإلبط ،وا

ولداه كذلك توأما ، تراهما يلبسان قميصين أو سروالين كل واحد منهما لباسه

مفرد ، إال أنهما لم يكن يمكنهما اللتزاق كتفيهما وأيديهما المشي لضيق ذلك

أخاه من جانب االلتزاق خلف ظهر عليهما ، فيجعل كل واحد منهما يده التي تلي

أخيه ويمشيان كذلك ، وأنهما كانا يركبان دابة واحدة وال يمكن أحدهما

المنصرف إال أن ينصرف اآلخر معه ، وإذا أراد أحدهما الغائط قام اآلخر معه

لدا أراد أن يفرق بينهما فقيل وإن لم يكن محتاجا ، وأن أباهما حدثهم أنه لما و

لفان ألن التزاقهما من جنب الخاصرة وإنه ال يجوز أن يسلما ؛ إنهما يت: له

وكانا مسلمين فأجازهما ناصر الدولة وخلع عليهما ، وكان الناس . فتركهما

.بالموصل يصيرون إليهما فيتعجبون منهما ويهبون لهما

وأخبرني جماعة أنهما خرجا إلى بلدهما فاعتل أحدهما : قال أبو محمد

اآلخر أياما حتى أنتن ، وأخوه حي ال يمكنه التصرف وال يمكن ومات وبقى

األب دفن الميت ، إلى أن لحقت الحي علة من الغم والرائحة فمات أيضا ، فدفنا

.جميعا

هل من حيلة في الفصل : وكان ناصر الدولة قد جمع لهما األطباء وقال

إذا جاع : ي وقت واحد؟ فقال بينهما ، فسألهما األطباء عن الجوع هل تجوعان ف

الواحد منا تبعه جوع اآلخر بشيء يسير من الزمان وإن شرب أحدنا دواء

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

مسهال انحل طبع اآلخر بعد ساعة ، وقد يلحق أحدنا الغائط وال يلحق اآلخر ثم

يلحقه بعد ساعة ، فنظروا فإذا لهما جوف واحد وسرة واحدة ومعدة واحدة وكبد

في موضع االلتصاق أضالع ، فعلموا أنهما إن فصال واحد وطحال واحد وليس

تلفا ، ووجدوا لهما ذكرين وأربع بيضات ، وكان ربما وقع بينهما خالف

وتشاجر فتخاصما أعظم خصومة حتى ربما حلف أحدهما ال يكلم اآلخر أياما ثم

. )٣٤()يصطلحان

هــ ٤٥٨في تاريخه عدة حوادث ، فمن حوادث سنة )٣٥(وذكر ابن األثير

ولدا برأسين ورقبتين ووجهين وأربع أيـدي )٣٦(ولدت صبية بباب األزج(: قال

وفيهـا ولـد (: هـ حيث قـال ٥٩٧، والحادثة الثانية سنة )٣٧()على بدن واحد

، )٣٨()وذلك أن جبهته مفروقة بمقدار ما يدخل فيها ميـل رأسانببغداد طفل له

ة ولدت امرأة ببغداد ولـدا لـه وفي هذه السن(: هـ حيث قال ٦٠١والثالثة سنة

. )٣٩()وأربع أرجل ويدان ومات في يومه رأسان

وفيها ولد : (هـ قال ٧٤٣في كتاب العبر من حوادث سنة )٤٠(وذكر الذهبي

لرجل من أهل الجبل ولد برأسين وأربع أيد ، فحكى لي شيخنا عماد الدين ابن

دان قد اشتبكت أفخاذهما بعضها ذهبت إليه ونظرت إليه فإذا هما ول: كثير قال

في بعض وركب كل واحد منهما ودخل في اآلخر والتحمت فصارت جثة واحدة

. )٤١()وهما ميتان

وحتى البهائم يحصل عندها مثل هذه التوائم الملتصقة ، وقد ذكر المؤرخون

. )٤٢(في كتبهم عدة حاالت مشابهة

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

الحاالت الحديثة للتوائم الملتصقة

أول حالة للتوائم الملتصقة عرفت واشتهرت في التاريخ الحديث هي إن

، ولهذا تعرف التوائم الملتصقة -وهي دولة تايالند اليوم - ) سيام(لطفلين من

) وانج(و) تشانج(، وقد ولد الطفالن ) التوائم السيامية(عند أهل الطب اليوم بـ

ين صينيين، وكانا ، من أبو) م١٨١١(هـ ١٢٢٦في قرية قرب بانكوك عام

ملتصقين من الجنب من جهة الصدر إلى السرة ، وقد عاشا فترة طويلة ،

وسافرا إلى أوروبا وأمريكا ، وتزوجا بشقيقتين وهما في الثامنة عشرة ، وأنجب

وفي أواخر عام . ولدا وأنجب اآلخر عشرة بين إناث وذكور ١٢أحدهما

في المخ ، وبعد ثالث ساعات نتيجة جلطة ) تشانج(مات ) م١٨٧٤(هـ ١٢٩٠

.عاما ٦٢لحق به أخوه ، وكان عمرهما آنذاك

تجدر اإلشارة هنا إلى أن ثمة حاالت لتوائم ملتصقة كانت سابقة للتوأمين

السياميين ، إال أن استمرار التوأمين السياميين في الحياة هذه السنوات الطويلة

هما ، ومن تلك الحاالت السابقة كان وراء شهرتهما ونسبة الناس هذا النوع ل

أحدهما طبيعي مكتمل واآلخر ) م١٦١٧(هـ ١٠٢٦توأمان ولدا في جنيف سنة

. )٤٣(ناقص التكوين

وفيه وقع : (هـ ١٢٣١ذكر من حوادث سنة )٤٤(وفي عجائب اآلثار للجبرتي

من النوادر أن امرأة ولدت مولودا برأسين وأربعة أيدي وله وجهان متقابالن ،

لوجهان بكتفيهما مفروقان من حد الرأس وقيل لحد الصدر ، والبطن واحدة، وا

وثالثة أرجل ، وإحدى األرجل لها عشرة أصابع ، فيقال أنه أقام يوما وليلة حيا

. )٤٥()ومات ، وشاهده خلق كثير

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

ولد في الهند توأمان ملتصقان من جهة ) م١٨٧٤(هـ ١٢٩١وفي عام

.الصدر

وصف أحد الجراحين اإلنجليز توأمين برأسين ) م١٨٨٣(هـ ١٣٠٠وفي عام

منفصلين إال أن كل رأس فوق األخرى ، وإذا حرك الرأس األسفل عينيه

تحركت عينا الرأس العلوي في نفس االتجاه ، لكن إحساسهما باأللم غير

متكافئ، فإذا ما وخز الرأس العلوي لم يشعر بذلك الرأس السفلي ، وقد ماتا

.ثعبان عندما بلغا عامين من عمرهما بلدغة

ولد في تشيكوسلوفاكيا توأمان ملتصقان من ) م١٩٨١(هـ ١٤٠١وفي عام

جهة الصدر في وضع غريب حيث إن رأس األول عند قدم الثاني والعكس، وقد

)٤٦(.تم فصلهما بنجاح تام

كثير وفي السنوات األخيرة ظهرت حاالت عدة للتوائم الملتصقة أمكن فصل

منها بنجاح تام أسهم في ذلك التطور التقني الكبير الذي حدث في عالم الطب

.والجراحة

وقد كان لبالدنا وال زال إسهام كبير في عمليات فصل التـوائم الملتصـقة

بتوجيه من قادة هذه البالد المباركة ، وبجهود كبيرة من القائمين علـى مدينـة

رياض من أطباء ومسؤولين ، حيث أجريت إلى اليوم الملك عبدالعزيز الطبية بال

عمليات لفصل التوائم الملتصقة الذين يأتون مـن شـتى بقـاع أكثر من عشر

. )٤٧(األرض إلجراء هذه العملية بأيد سعودية خالصة

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

المبحث األول

أحكام عامة متعلقة بالتوائم الملتصقة

:أو اثنين ضوابط اعتبارهما شخصا واحدا : المسألة األولى

إن بحث مسألة اعتبار التوأمين الملتصقين واحدا أو اثنين وبيان الضـوابط

المعتمدة في ذلك يغني عن بحث كثير من المسائل الفقهية التفصيلية المبنية عليها

:في شتى أبواب الفقه ، فمن المسائل التي تنبني على هذه المسألة ما يلي

ل األعضاء الزائدة ، فإنه متى ما اعتبرا اثنـين مسألة الطهارة ، وحكم غس -١

وجب على كل واحد غسل جميع أعضاء وضوءه ، ومتى اعتبرا واحـدا فهـل

.)٤٨(يغسل األعضاء الزائدة أم ال ؟

مسألة السجود على األعضاء السبعة ، فإنه متى ما اعتبرا اثنين وجب على -٢

نها ما أمكنه ذلك ، ومتـى كل واحد أن يسجد على أعضاءه السبعة أو ما وجد م

. )٤٩(اعتبرا واحدا فهل يجب عليه أن يسجد على األعضاء الزائدة أم ال ؟

، وهل يعدان واحدا أم اثنين ؟ )٥٠(مسألة إكمال العدد بهما يوم الجمعة -٣

مسألة حلق الرأس في العمرة والحج ، فإنه متى ما اعتبرا اثنين وجب على -٤

قصيره ، ومتى اعتبرا واحدا فهل يجب عليه لو كان له كل واحد حلق رأسه أو ت

.)٥١(رأسان حلقهما جميعا أم حلق أحدهما ؟

مسألة الزواج ، فلو كان التوأمان رجلين لم يجز أن يتزوجا امرأة واحـدة ، -٥

ـ ن امرأتين ، فمتى اعتبرتا اثنتين االتوأم واحدا جاز ، وكذا لو كان الو كانو ال ف

. )٥٢(واحد ، ومتى اعتبرتا واحدة جاز يجوز أن تتزوجا ب

.؟ )٥٣(أم اثنين واحد باب الميراث ، وهل يرثان إرث -٦

م هل فيهمـا ديـة واحـدة أم باب الديات ، فلو سقطا ميتين بجناية على األ -٧

. )٥٤(؟اثنتان

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

مسألة القصاص ، فلو قتلهما شخص ، إن كانا واحدا فإما القصاص أو ديـة -٨

نا اثنين فعلى خالف بين العلماء ، هل يقتل بهما وال دية أو يقتل واحدة ، وإن كا

بأحدهما وعليه الدية باآلخر ، وإن عفا أولياؤهما إلى الدية فهل عليه دية واحـد

)٥٥(.أو اثنين؟

والذي يعنينا في بحثنا هذا المسائل المختصة بالتوائم الملتصقة دون التوائم

توأمان اثنين ، أما ما عدا فيه واحدا فتعتبر األعضاء المنفصلة ، والتي يعد فيها ال

الباقية من قبيل الزائد ، وللفقهاء تفصيل في مسائل األعضاء الزائدة كما أشـرنا

.آنفا ، وهذه خارجة عن بحثنا

، -أعني اعتبارهما واحدا أو اثنين -وقد عني الفقهاء األولون بهذه المسألة

مة عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه عرضت عليـه وقد رويت حادثة قدي

حالة كهذه فجمع لها الصحابة ، وهي الحادثة التي ذكرها اإلمام ابن القـيم فـي

الطرق الحكمية ، وقد بينا في الفصل األول ضعفها وأن في سندها ثالثـة مـن

حدثنا عبد الله بن :فقد روى محمد بن سهل : (قال ابن القيم . وضاعي الحديث

لويالب دممح ، يدة بن زاري عمثندح ، لاءبن الع بد اللهثنا عدح ، هرين الزع ،

لـه بإنسـان ، أتي عمر بن الخطـاب : " قال ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن

. ودبران، وإحليلان ، وأربع أرجل، وأربع أيد ، وأربع أعين ، وفمان ، رأسان

، فيهمـا قضـيتان : فقـال ، كيف يرث يا أمير المؤمنين ؟ فدعا بعلي : فقالوا

وإن غـط كـل ، فنفس واحدة ، فإذا غط غطيط واحد، ذا نام ينظر إ: إحداهما

، فيطعمان ويسقيان فإن بال منهما جميعا ، وأما القضية الأخرى ، منهما فنفسان

، وإن بال من كل واحد منهما على حـدة ، فنفس واحدة ، وتغوط منهما جميعا

ا النكاحطلب ذلك عدب ا كانان ، فلمفنفس ةدلى حع داحن كل وط متغوفقـال . و

يلع : تنظر ينعي فرج وف كون فرجلا ي ،يلقال ع ا : ثميهمثت فدا إذ حأم

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

وبينهمـا سـاعة أو ، فما لبثا أن ماتـا ، فإنهما سيموتان جميعا سريعا ، الشهوة

)نحوها

في مولود - أي أمير المؤمنين علي -وقضى : (وقال في موضع سابق

صان وأسله ر ولد داحقو وي حان فاث اثنـين : فقالوا له ، دريـرث مرأم ، أيو

كـان ، فإن انتبها جميعا ، ثم يصاح به ، يترك حتى ينام : ميراث واحد ؟ فقال

داحاث ويرال، له م يقبو داحو هإن انتباث اثنين، آخر ويرله م ٥٦( )كان( .

أنـه يـرى -وإن لم تثبت -فيظهر من رواية اإلمام ابن القيم لهذه القصة

االعتماد على عالمات ظاهرة ملموسة في بيان حقيقة التوأمين الملتصقين وهـل

نـوم ، يعدان واحدا أم اثنين ، كمسألة التبول والتغوط ، ومسألة الغطيط فـي ال

.ومسألة تنبيههما من النوم

: )٥٧(وهكذا فعل الفقهاء الذين أوردوا هذه المسألة من بعد ، قـال الهيتمـي

ولو كانا ملتصقين ولكل رأس ويدان ورجلان وفرج ؛ إذ حكمهما حكم الـاثنين (

قلوه عن ابن القطان وأقروه ، وظاهر أن تعدد غير الرأس في سائر الأحكام كما ن

الآخر كانا كذلك دون كأن نام اةيقلال كل بحاست متى علل مب بشرط ٥٨()ليس( .

استقالل كل منهما ونص الهيتمي يفهم منه أن تعدد الرأس يصير شرطا على

بحياة ، وأنهما اثنان حقيقة ال واحدا ، دون تعدد غيره فقد يحتمل كونهما اثنـين

وهذا وإن كان يسلم له عقال ، إال أنه ليس بين أيدينا أدلة علمية يمكن . أو واحدا

االستناد والركون إليها في قبول مثل هذه القاعدة واعتبار اطرادهـا فـي كـل

بل إن اإلمام النووي جعل وجود رأسين لشخص واحد أمرا محـتمال الحاالت ،

لو كان له وجهان على رأسين وجب غسل الوجهين ، ذكره الدارمي : (حين قال

بعـض كـل ويحتمل أن يجب مسـح : ويجزئه مسح أحد الرأسين ، قال : قال

والفرق أن الواجب فـي الوجـه : (، وعلله في أسنى المطالب فقال )٥٩()رأس

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

وفي الرأس مسح بعـض مـا ، غسل جميعه فيجب غسل جميع ما يسمى وجها

. )٦٠()اوذلك يحصل ببعض أحدهم، يسمى رأسا

خاصة في ظل العصر الحديث والتقدم -ويرد هنا تساؤل من األهمية بمكان

هل يكفي االعتماد على الـدالئل الظـاهرة : -الهائل في مجال الطب وتقنياته

المذكورة آنفا ، بحيث يحكم القاضي مباشرة على أساسها ، أم أنـه البـد مـن

ا الشأن ؟ ، خاصة أن هذه الدالئل الرجوع إلى األطباء وأهل االختصاص في هذ

الظاهرة قد ال تفي بالغرض وال تفيد شيئا في بعض الحاالت ، مثـل األطفـال

حديثي الوالدة ، كأن يولد توأمان ملتصقان ثم يموتان بعد والدتهما بلحظـات ،

وليس هذا . فهل يرثان من مورث لهما مات قبل والدتهما ميراث واحد أم اثنين

ألة يمكن أن تكون موضع إشكال إذا ما اكتفينا بالحكم بهذه الـدالئل إال مثال لمس

.الظاهرة

وقد نص الفقهاء على الرجوع إلى قول طبيبين عدلين في مسائل عديدة فـي

الفقه اإلسالمي ، كمسألة الحكم في الجناية على الحواس وبيـان ذهابهـا مـن

يضر من األفعال ومـا ال ، والحكم فيما )٦٢(وكذلك في بعض الجروح )٦١(بقائها

، ومسـألة تحديـد المـرض )٦٣(يضر من ناحية طبية كمسألة الماء المشـمس

.، وغير ذلك من المسائل )٦٤(المخوف من غيره

أن الرجوع إلى قول طبيبين عدلين فـي هـذه -واهللا أعلم-والذي يظهر لي

واضـحا ال المسألة أولى من الحكم بالدالئل الظاهرة ، ما لم يكن األمـر جليـا

.اختالف فيه

: أو يلزم أحدهما الحكم إذا اختلفا في أداء ما يلزمهما: المسألة الثانية

ال شك أن حياة إنسانين ملتصقين ليست بالحياة السهلة ، إذ أن قضاء حاجة

أحدهما ال تتأتى إال بموافقة اآلخر له ، وقد ينشأ الخالف بينهمـا فـي بعـض

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

أحدهما سواء كانت من أمور العبادات أو المعـامالت فيـأبى األمور التي تلزم

اآلخر موافقته ، كأن يريد أحدهما صالة الجمعة ويأبى اآلخر ، أو يريد أحدهما

أن يحج فيأبى اآلخر ، أو يريد أحدهما أن يقوم بعمله الذي تلقى عليه أجرا فيأبى

.اآلخر ، ونحو ذلك من أوجه الخالف

فهل يلزم الثاني بموافقة األول في كل ما لزمه ، وهل يأثم فإذا ما حصل هذا

بمعارضته له ، وهل يؤاخذ في الدنيا بذلك ؟

بعد بحثي في كتب الفقهاء لم أجد من نص على شيء في هذه المسألة إال

سئلت عن ملتصقين ظهر أحدهما : (اإلمام ابن حجر الهيتمي الشافعي حيث قال

عي فالس يما تقددهمأح ادأر ثم جا بالحما فأحرالهمصن انفلم يمكي ظهر الآخر و

عقب طواف القدوم والآخر تأخيره إلى ما بعد طواف الركن فمن المجاب؟ وهل

لزمه من الأركان والواجبات بموافقة الآخر ثم أراد الآخر ذلك إذا فعل أحدهما ما

يلزم الأول موافقته والمشي والركوب معه إلى الفراغ أيضا أو لا ؟ وهل يلزم كلا

اجبالآخر و عل مفعلى أن يع بجا وير منظ ليهع بجأو اءوس لاةن نحو صه م

صاحبه أو لا ضاق الوقت أم لا ؟

الذي يظهر من قواعدنا أنه لا يجب على أحدهما موافقة : فأجبت بقولي

عل شيءي فان الآخر فيف الإنستكل لأن ، يهه أو يشاركه الآخر فخصا يمه مادأر

لا نظرله ، و يرنه لا نظم يهب فبلا لسير ولتقص هتسبن غير نم عل لأجل غيرهبف

قتالو يقا؛ لضلاتهمص ن لأنا لا تمكعا ؛ ميهمجهتخالف و الفرض لأن.

. لم لا نجبره ويلزم الآخر بالأجرة كما هو قياس مسائل ذكروها؟ : فإن قلت

حفظ النفس تارة كمرضعة لأنها ترجع إلى ؛ تلك ليست نظير مسألتنا : قلت

نييع تعدى كوال أخرالمنت ، وي٦٥(تع( ةادبحض علم ارإجب ا هوا هنا إنممو ،

.وهي يغتفر فيها ما لا يغتفر فيهما

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

: قلت. )٦٦(رة للعبادة كتعليم الفاتحة بالأجرةعهدنا الإجبار بالأج: فإن قلت

م تكرلزا هنا فإنه يم لافر بختكريل لا يعل قلدوم نفعه بفي أمر ذاك ق بأنر يفر

اة ، ويت الحيقا بامه مول دار بابه الإجبتجه إيجلا يطاق فلم ي ذا أمرا . هفعفإن ر

الأمر للحاكم في شيء من ذلك أعرض عنهما إلى أن يصطلحا على شيء يتفقان

. )٦٨()، فتأمل ذلك فإنه مهم )٦٧(عليه أخذا مما ذكروه أواخر العارية بل أولى

وهذه المسألة التي سئل عنها اإلمام ابن حجـر الهيتمـي وإن كانـت فـي

ملتصقين ظهر أحدهما بظهر اآلخر ، لكنها تعم كل ملتصقين على أي وجه كان

.التصاقهما

قد يفضـي غير أن كالم اإلمام هنا ال يسلم له من كل وجه ، فإن القول بهذا

إلى ترك العبادة بالكلية ، كما لو كان أحدهما تاركا للفرائض ، ثـم لـم نلزمـه

. بموافقة اآلخر ألفضى إلى ترك اآلخر كذلك للفرائض كلها

وأما قوله بأنه يغتفر فيها ما ال يغتفر في غيرها ، فهذا كذلك ليس بمسلم لـه

الكفر والعياذ بـاهللا ، لقـول من كل وجه ، فإن ترك الصالة بالكلية يفضي إلى

وإن كان . )٦٩(»العهد الذي بيننا وبينهم الصالة فمن تركها فقد كفر«: sالنبي

قدم مسألة المرضعة المتعينة والمودع المتعين لكونهما من بـاب حفـظ الـنفس

.والمال ، فما ها هنا من باب حفظ الدين وهو أعظم

ه فليس بحجة أصال ، فإنه ال يلزم وجود نظيـر وأما استدالله بأنه ال نظير ل

لكل مسألة لنحكم بها ، وليس القياس هو الدليل الوحيد ، فللعلماء أدلة كلية كثيرة

.يستدلون بها كالمصالح المرسلة وسد الذرائع ونحوها

والذي يظهر لي في المسألة القول بالتفصيل ، وذلك بالتفريق بين الفـروض

ريق بين ما وجب على كل واحد منهما وبين مـا وجـب علـى وغيرها ، والتف

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

أحدهما دون اآلخر ، وبين اختالفهما في أمور فاضلة ومفضولة ، فأقول وبـاهللا

:التوفيق

كالصـالة والصـيام والحـج ما كان فرضا على كل واحد منهمـا : أوال

التعاون على البر ، فإننا نلزمهما بموافقة بعضهما فيه ، ألن هذا من قبيلونحوها

والتقوى ، وال يمكن ألحدهما أن يؤدي ما عليه إال إذا وافقه اآلخـر ، واآلخـر

كذلك ، وإلزامهما معا يطرح اإلشكال ويحقق كمال العدل ، دون اللجـوء إلـى

.مسألة اإلجبار واألجرة

ثل أن يوجب على نفسـه شـيئا ما وجب على أحدهما دون اآلخر م: ثانيا

، فهذا يمكن أن نرجح فيه اختيار اإلمام ابن حجر الهيتمـي بأنـه ال يلـزم بنذر

اآلخر موافقته ، ألنه قد يكون فيه مشقة ليس ثمة ما يوجـب علـى الثـاني أن

.يحتملها

ما كان من السنن والمستحبات وترك المكروهات فهذا ال يلـزم فيـه : ثالثا

.ألصل غير الزم أحدهما بموافقة اآلخر ، ألن إتيانه في ا

ما كان اختالفهما فيه بين أمـور فاضـلة وأخـرى مفضـولة ، أو : رابعا

اختالفهما في أمر تقديم فعل أو تأخيره في حدود الجواز ، فالذي يظهر لـي أن

الترجيح هنا يكون لألخف من األمرين ، ألن مقابل األخف فيه زيـادة ليسـت

م به الفعل ، ولعل لنا دليال في حديث النبي بالزمة ، والالزم إنما هو أقل ما يقو

s إذا ما قام أحدكم للناس فليخفف الصالة فإن فيهم الكبيـر «: الذي يقول فيه

فإن اإلمام إذا اجتمـع .)٧٠(»وإذا قام وحده فليطل صالته ما شاء الضعيفوفيهم

قال معه غيره وجب عليه التخفيف وذلك باإلتيان بأدنى الكمال دون التطويل كما

، وإذا صـلى )٧١()بحيث ال يخل بسنتها ومقاصدها(: النووي في شرح الحديث

.ما شاءوحده فله أن يطيل

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

ما استوى فيه األمران ، ولم يكن أحدهما أخف من اآلخر ، ففـي : خامسا

.واهللا تعالى أعلم . مثل هذا يمكن أن يتركا حتى يصطلحا

:حياة وبعد الممات حكم فصلهما في ال: المسألة الثالثة

: حياتهماحكم فصلهما حال : أوال

لم يتعرض الفقهاء الذين تكلموا في مسألة فصل الملتصقين بعـد مماتهمـا

لفصلهما حال الحياة ، ويبدو لي أنهم تركوا ذلك بناء على أن األصل هو الفصل

ـ ل حـال بينهما ما أمكن ذلك ، فإن قولهم بالفصل بعد الممات أولى منـه الفص

، من الواجبات المتحتمة عليهما الحياة إن أمكن من غير ضرر ، وذلك ألن كثيرا

ال يتأتى فعلها إال بفصلهما كمسائل النذور إذا لم يوافق أحدهما اآلخـر ، وأداء

العبادات إذا عجز أحدهما عنها وقدر اآلخر فإن عجز األول يمنعـه، ومسـألة

.من المسائل االستتار ، ومسألة النكاح ونحو ذلك

ولذا يمكننا القول بأنه يجب في حال والدة توأمين ملتصقين الرجـوع إلـى

قول طبيبين عدلين في بيان إمكان فصلهما دون ضرر أكبر من بقائهما متصلين،

وهذا نظير ما ذكروه في مسائل عديدة من الرجوع إلى أهل الطب في مسـائل

، التكليـف والوجوب هنا متعلق بوليهما قبل كهذه كما أسلفنا في المسألة األولى ،

.وبهما بعده

والمسألة في كثير من األحيان يعود الحكم فيها إلى أهل الطب ، ألنه قد يكون

بقاؤهما ملتصقين فيه ضرر عليهما ، وفصلهما كذلك فيـه ضـرر ، فيـرجح

.األطباء حينها أخف الضررين كما هو مقرر عند أهل العلم

جوب الفصل بينهما هنا متعلق بالقدرة ، ألن عمليات فصل التـوائم إال أن و

الملتصقة تكلف الكثير ، وربما ال يقدر ولي أمرهما على تحمل هذه النفقـات ،

وكذلك هما إذا بلغا ، فحينها ال شك أن الوجوب يسقط عنهم ، ومتى مـا كـان

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

بيت مال المسـلمين بقاؤهما ملتصقين يهدد حياتهما فيكون الوجوب حينئذ على

فعلى جماعة المسـلمين القـادرين أن يسـعوا أو تعذر أخذ النفقة منه فإن عجز

فصل في ذكر : ( )٧٢(لفصلهما ، ويكون هذا من فروض الكفايات ، قال ابن مفلح

اتفايا ،فرض الكنهاع : مإشباري وتر العكس ينمر المسلرفع ضلى دائع عالج

عيـادة :ومنهـا ،القادرين إن عجز بيت المال عن ذلك أو تعذر أخـذه منـه

فإذا كان ستر العاري وإشباع الجائع كذلك ، فما ها هنا في )٧٣(... )، المرضى

.مسألتنا أولى

قرر األطبـاء أن بقاءهمـا متصـلين هنا ، وهو ما إذا غير أن ثمة إشكال

يعرض حياتهما جميعا للخطر ، وفصلهما سينقذ حياة أحدهما دون اآلخر ، فهل

يجوز الفصل بينهما حينها حفاظا على حياة أحدهما ؟ وهل يمكن القول بأن هذا

نظير هذه المسألة مسألة المضطر الـذي يخـاف . من باب أخف الضررين ؟

شدة الجوع ، فهل له أن يقتل معصوم الدم ليأكله ، بنـاء الهالك على نفسه من

على أن الحفاظ على حياة أحدهما خير من موتهما جميعا ؟

، لم يبح له قتله إجماعا ، وإن لم يجد إلا آدميا محقون الدم : (قال ابن قدامة

فلا يجوز أن يبقي نفسه ، لأنه مثله ؛ ما كان أو كافرا مسل، ولا إتلاف عضو منه

هبإتلاف .يهلاف فذا لا خه٧٤()و( .

وال شك أن القول بهذا في مسألتنا أولى ، ألن وفاة المضطر بعدم األكل مدة

يفصال فهو من بـاب غلبـة طويلة يمكن الجزم به ، وأما وفاة الملتصقين إذا لم

.ا في هذه الحالة أولى ، واهللا تعالى أعلم مالظن ، فالقول بعدم جواز فصله

: موتهمافصلهما بعد : ثانيا

:وهذه المسألة تنضوي تحتها مسألتان

:حكم دفن شخصين في قبر واحد : المسألة األولى

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

، sت في قبر ألنه فعله ال خالف فيما بين الفقهاء في أن األصل دفن كل مي

وأنه يجوز حال الضرورة دفن الجماعة في قبر واحد ، ومثلوا لحال الضـرورة

، كما حـدث )٧٥(بكثرة الموتى ، أو ضرورة تدفع لالستعجال بدفنهم ونحو ذلك

لكـل ؛ الحفر علينـا : يا رسول اللهs : يوم أحد أن الصحابة قالوا للرسول

وادفنـوا ، وأحسـنوا ، احفروا وأعمقوا ((: sفقال رسول الله . شديد إنسان

داحي قبر والثلاثة ف؟ قـال : قالوا ، الاثنين و سول اللها رم ين نقدموا : فمقـد

. )٧٦())أكثرهم قرآنا

: الحكم في غير حال الضرورة على ثالثة أقوال ثم اختلفوا في

الكراهة ، وهـو قـول : وثانيها . )٧٧(التحريم ، وهو قول الجمهور: أولها

: وثالثهـا . )٨١(ورواية عند أحمد ، )٨٠(والحنفية )٧٩(الشافعيةو )٧٨(المالكيةبعض

. )٨٢(الجواز ، وهو رواية ثالثة عن أحمد

:الميت إلى القبلة في القبر حكم توجيه : المسألة الثانية

ذهب جمهور العلماء إلى وجوب توجيه الميت للقبلة ، ولم أر من خالف فـي

، )٨٦(من الشـافعية )٨٥(والقاضي أبو الطيب )٨٤(من المالكية )٨٣(هذا إال ابن رشد

.شاذ ضعيف وجهوذكر النووي أنه

لغير القبلة بعد دفنه ، إال أن الجمهور اختلفوا في مسألة ما إذا تبين أنه دفن

إلى أنه ينبش القبر ويحول ما لـم )٨٩(والحنابلة )٨٨(والشافعية )٨٧(فذهب المالكية

إلى أنه إذا أهيل عليه التراب فال ينبش ، )٩٠(يخش عليه التغير ، وذهب الحنفية

.وإن كان قبل إهالة التراب فال بأس بتغييره

تي إلى بيان ما ذكره الفقهاء في مسألة دفـن وبعد بيان هاتين المسألتين ، نأ

وقـع : ( )٩١(الملتصقين ، وحكم فصلهما ليدفن كل منهما على حدة ، قال العبادي

السؤال في الدرس عما لو مات ملتصقان ماذا يفعل بهما ؟ ، ويمكن الجواب عنه

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

هما ليوجه كل منهما للقبلة ، ولأنه بعد الموت لا ضرورة إلـى بأن الظاهر فصل

بقائهما ملتصقين ، ونقل عن بعض الهوامش الصحيحة ما يوافقه ، وفيه توقف ،

. )٩٢()ولو قيل بالإقراع لم يبعد

وإن ماتا معا وكانا ذكـرين أو أنثيـين : ( )٩٣(حاشية الشبراملسي وجاء في

ويحتمل أن . هذا القول الظاهر ، غسلا معا وكفنا معا وصلينا عليهما معا ودفنا

مكن وإن كانا ذكرا وأنثى وأمكن فصـلهما فالظـاهر يجب فصلهما إن أ: يقال

، ويراعى الذكر في الاستقبال ونحوه ، وإن لم يمكن فعلنا ما أمكن فعله ، وجوبه

. )٩٤()والله أعلم

ه الحالة قد يكون فيـه نـوع مـن المثلـة ن فصلهما في هذإولقائل أن يقول

ه مدة إلجراء عملية الفصل ، وليس هذا ئبالميت، وقد يفضي إلى تغيره بسبب بقا

.القول ببعيد

فبعد بيان أقوال أهل العلم في هذه المسائل ، الـذي يتـرجح عنـدي أنهمـا

هـذا ال يفصالن إذا كان التصاقهما بسيطا ال يتعدى إلى أعضاء الجوف ، فـإن

يستغرق إال وقتا يسيرا وليس فيه تشويه للميت ، ونحقق به دفنهمـا مسـتقلين ،

أن يكونا مشتركين وأما إذا كان التصاقهما عميقا ك. )٩٥(وتوجيههما جميعا للقبلة

في بعض األعضاء ، فاألولى دفنهما على حالهما ، حفاظا على حرمتهمـا ، ال

سيما إذا كانا من جنس واحد ، فقد ذكرنا في الفصل األول أن التوائم الملتصـقة

من ناحية طبية علمية ال يمكن أن تكون مختلفة الجنس ، وبهذا يكون الخطـب

. أيسر واهللا تعالى أعلم

:فصلهما إذا مات أحدهما دون اآلخر : ثا ثال

يبقى اإلشكال فيما إذا مات أحدهما دون اآلخر ، وهذا ما حدث لعـدد مـن

. التمهيدها في االتوائم الملتصقة التي ذكرن

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

وفي هذه الصورة ال شك أن مصلحة الحي مقدمة علـى مصـلحة الميـت ،

من مصلحة االثنين فهـو يـريح الفصل في هذه الصورة بل إنوحرمته آكد ،

الحي من نتن الميت ، ويستر الميت ويحفظ حرمته ، لكن المسألة ترد فيمـا إذا

اضطررنا لقطع بعض األعضاء من أحدهما فإن القطع من الميت أولى ، كيـف

. )٩٦(مسلماالميت وقد أجاز بعض أهل العلم للمضطر أن يأكل الميت ولو كان

لو أن شخصين ولـدا : قلت : قال في بسط الأنوار: ائدة ف: (قال الشبراملسي

فإن أمكن فصله من الحي من غير ضرر يلحـق ، معا ملتصقين ومات أحدهما

ت الممكن مـن الغسـل والتكفـين وإلا وجب أن يفعل بالمي، الحي وجب فصله

فإن سقط وجـب دفـن مـا ، والصلاة وامتنع الدفن لعدم إمكانه وينتظر سقوطه

.واهللا تعالى أعلم . )٩٧( )سقط

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

المبحث الثاني

مسائل فقهية في أبواب الفقه المختلفة

:حكم النجاسة المتعلقة ببدن أحدهما بالنسبة لآلخر : األولى المسألة

، سة أو اتصالها بالبدن حال الصالةهذه المسألة مبنية على مسألة حمل النجا

وقد اتفق أصحاب المذاهب على أن صالة من على بدنه أو ثوبه نجاسـة وهـو

، ت ومـا ال يعـد يعد من النجاسا فيما اختالفهميقدر على إزالتها ال تصح ، مع

.)٩٨(وفي مقدار ما يعفى عنه من النجاسة وما ال يعفى

فإذا أصاب أحد الملتصقين نجاسة هل تصح صالة اآلخر قبل زوال النجاسة

وذهـب )٩٩(من على صاحبه ، ذكر هذه المسألة الشيخ عثمان السويفي الشافعي

ويلغـز : (ل إلى أنه ليس له أن يصلي قبل زوال النجاسة عن صاحبه ، ثم قـا

شخص أصابته نجاسة فحرم على غيره أن يصـلي حتـى تـزول : بذلك فيقال

ليهع ين هن مدلى بن عة ماس١٠٠()النج( .

وهذه المسألة معطوفة على مسألة اختالفهما في أداء مـا يلزمهمـا ، فـإن

وقعت ببدن أحدهما وهو قادر على إزالتها فإنه يلزم بإزالتها لتصـح النجاسة إذا

صالته وصالة أخيه ، وإن كان غير قادر فهو معذور بعدم القدرة ، وبذلك يعذر

.أخوه ، واهللا أعلم

وطرح بعضهم مسألة أخرى وهي ما لو مات أحدهما فهل تصح صالة اآلخر

ومعلـوم أن : (، قال الشبراملسـي مع اتصال النجاسة التي في جوف الميت به

ـيالح ا لو حبسكم تيالم وفي جا فم ةاسكمنا بنجإن حة ويححص يلاة الحص

وإذا فصل الميت بعد فينبغي أنه يجب على الحي قضـاء مـا ، في مكان نجس

ص تيالم وفي جة فاسل نجامح هولى وأنه ص نيإن كانـت ، لاه لأنه تبو يهو

ويحتمل عـدم وجـوب ، بمعدنها لا تعطى حكم الظاهر إلا ما دام صاحبها حيا

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

، وأما )١٠١()دام متصلا منزلة الجزء ولعل هذا هو الأقرب القضاء لتنزيله منه ما

القول بوجوب قضاء الصالة فإنه ال وجه له ، فإننا متى ما قلنا بصحة صـالته

.أجزأته وال يعيد

:حكم استقبال القبلة إذا كانا ملتصقين من الظهر : المسألة الثانية

ست واردة في كل صالة ، فإن الصالة المكتوبة ما لم يضق وهذه المسألة لي

وقتها فاألمر فيها أيسر ، إذ يمكن أن يصلي أحدهما للقبلة ثم يصلي اآلخر إليها

فلو كان ظهر أحدهما : (كذلك ، وكذلك الحال بالنسبة للنوافل ، قال الشبراملسي

فإذا أتم صلاته استدبر من ، هما أولا بالصلاة للقبلة ملصقا بظهر الآخر أحرم أحد

. )١٠٢()صلى القبلة وأحرم الآخر إليها وصلى

: غير أن ثمة ثالث صور يحدث فيها اإلشكال

فإن صـلى ،)١٠٣(صالة الجمعة ألنها صالة ال تشرع إال في جماعة: أوالها

.أحدهما إلى القبلة فاتت اآلخر

إذا ضاق وقت الصالة ولم يتسع ليؤدي كل منهما الصـالة ، وإن : والثانية

كان يجب عليهما أن يعمدا إلى الصالة قبل أن يضيق الوقت بحيث يبقى منه ما

. يتسع لصالة كل منهما

. )١٠٤(عةصالة الجماعة عند من يقول بوجوب الجما: والثالثة

ن فإنه البد أن يصطلحا يأما صالة الجمعة وصالة العيدين فلكونهما متكررت

بينهما على صورة معينة ، كأن يصلي أحدهما أسبوعا مع الجماعة ويصليها

اآلخر ظهرا ثم يعكسان في األسبوع التالي وهكذا ، وكذلك الشأن بالنسبة

.ا إذ ال يتحقق العدل بينهما إال بهذ. يدينللع

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

وأما الصورة الثانية وهي ما إذا ضاق الوقت فإن كان أحدهما هو سبب

التأخير دون اآلخر فإن إدراك الوقت يكون من حق اآلخر ألنه لم يكن منه

.تقصير ، وإن استويا في األمر فيقرع بينهما ، واهللا أعلم

يصطلحان وأما صالة الجماعة ، فعلى قول من يقول بوجوبها فإنهما كذلك

بينهما على صورة معينة بأن يصلي أحدهما يوما في الجماعة ثم يصلي اآلخر

وحده ، أو يصلى األول صالة واآلخر صالة ، أو على أي صورة وقع اتفاقهما،

.وأما على قول من يقول بأنها فرض كفاية أو سنة مؤكدة فليس ثمة إشكال

:ة الجمعة اعتبارهما في العدد في صال: المسألة الثالثة

اختلف العلماء رحمهم اهللا في العدد الواجب لصحة صالة الجمعة ، فـذهب

إلى اشتراط أربعين رجال ممن تنعقد بهم الجمعـة ، )١٠٦(والحنابلة )١٠٥(الشافعية

أال يقلوا عن اثني عشر ، واشترط أبو حنيفة ثالثة سـوى )١٠٧(واشترط المالكية

وأدلتهم مبسوطة في . )١٠٨(ين سوى اإلماماإلمام ، واشترط محمد بن الحسن اثن

.مواضعها

ومسألتنا هنا في الملتصقين من جهة الظهر ، هل يحسبان جميعا في صـالة

الجمعة ، أو يحسب المصلي منهما للقبلة دون اآلخر ؟

بعين حيث دان من الأرمعة فإنهما يعوفي الج: (قال الشيخ السويفي الشافعي

أما لو كانا مختلفـين ، كانا متوجهين إلى القبلة بأن كان كل منهما بجنب الآخر

ـي إسـقاطا فذا عذركون هيو تأتى ذلكا لظهر الآخر فلا يمهدظهر أح بأن كان

. )١٠٩()عة عن أحدهماالجم

.وهذا الذي ذهب إليه هو الظاهر ، واهللا أعلم

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

:جواز نكاحهما وهما ملتصقين : المسألة الرابعة

والحديث في هذه المسألة إنما يكون بعد الفصل في كونهما اثنين ال واحـدا

ي كثيرا مـا ذكـره كما بينا في المسألة األولى من المبحث األول ، ولقد استوقفن

رأيـت : وقد قال أبـو جبلـة : (اإلمام ابن القيم في الطرق الحكمية حيث قال

، تغار هذه على هذه، بفارس امرأة لها رأسان وصدران في حقو واحد متزوجة

هذلى هع هذهاس . ويالقج أن: ووا تزاء ، هج النسوتزا يوج بكل ، كمتع الزتميو

، فـإن )١١٠()فإن ذلك زيادة في خلق المرأة، واحد من هذين الفرجين والوجهين

، فكيف يشعر أنهما اثنتان ال واحدة) تغار هذه على هذه ، وهذه على هذه(قوله

. يجوز للرجل أن يتزوج الثنتين فيكون قد جمع بين األختين

والسبب في ذهابه رحمه اهللا إلى هذا اعتماده على دليل حسي مجـرد فـي

هذا إذا كان الرأسان على حقو : (اعتبارهما واحدة أو اثنتان ، ألنه قال بعد ذلك

ثم ذكر في الصـورة ... ) وأربعة أرجل ، ا على حقوين واحد ورجلين فإن كان

. أنهما ال يتزوجان الثانية عن علي

وللخروج من هذا اإلشكال بيقين ال يخالجه شك رجحت القول بالرجوع إلى

قول طبيبين عدلين في مسألة اعتبارهما واحدا أو اثنين ، فإن مجرد النظر

.ن االعتماد عليه في مثل هذه الحاالت للظاهر ال يمك

وأما السبب في بحث مسألة نكاح التوأمين الملتصقين ذكرين كانا أو أنثيـين

مع أن األصل في النكاح الحل ، بل هو مرغب -إذا ثبت كونهما اثنان ال واحدا

أن ثمة محذورات قـد تترتـب -في أحاديث كثيرة sفيه كما صح عن النبي

.هما ، وعلى رأسها مسألة استتار كل منهما عن اآلخر حال الجماع على نكاح

ولذلك ذهب بعض أهل العلم إلى تحريم نكاحهما ، وقد نقل هذا القول اإلمام

كما في القصة المذكورة سابقا ، حيث قال ابن القيم عن أمير المؤمنين علي

لا يكون : فقال علي . طلبا النكاح فلما كان بعد ذلك: (ابن القيم في آخرها

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

فإنهما ، أما إذ حدثت فيهما الشهوة: ثم قال علي ، فرج في فرج وعين تنظر

. )١١٢()و نحوهاوبينهما ساعة أ، )١١١(فما لبثا أن ماتا، سيموتان جميعا سريعا

ال يصح وال يعتمد عليه لكون الرواية مـن ونسبة هذا الحكم إلى علي

أصلها موضوعة ، وإنما ذكرتها هنا لذكر اإلمام ابن القيم لها وسـكوته عنهـا

.المشعر بتأييده

والذي ذهب إليه متأخرو الشافعية ممن بحث المسألة جواز زواجهما مع

فلهما حكم اثنين : ( بعض حواشي الشافعيةوالتحفظ ، جاء في أمرهما بالتستر

في جميع الأحكام حتى إن لكل منهما أن يتزوج سواء كانا ذكرين أو أنثيين أو

ل منهما أن فيجوز لك: (، وفي تحفة الحبيب على شرح الخطيب )١١٣()مختلفين

.)١١٤()ويجب الستر والتحفظ، يتزوج سواء كانا ذكرين أو أنثيين أو مختلفين

منعهما مما أصله فيه وهذا ال شك أولى من منعهما من النكاح مطلقا ، ألن

فيها كما ذكر الشافعية اإلباحة لوجود محظورات يمكن تجاوزها وعدم الوقوع

بالتحفظ والتستر ، أما المنع من النكاح فقد يفضي إلى وقوعهما في الحرام

.والعياذ باهللا تعالى

، إما إذا اشـترك أو آلته والحكم السابق إنما يكون إذا ما تعدد محل الوطء

، الملتصقان في محل الوطء ، فهذه مسألة أخرى تحتاج إلى اجتهاد المجتهـدين

ألنهما إذا اعتبرا اثنين واشتركا في محل الوطء سواء كانا ذكـرين أو أنثيـين ،

فهل يجوز نكاحهما ، حيث يترتب عليه أن ينكح رجالن امرأة واحـدة ، أو أن

.ينكح رجل أختين

وقد ذكر بعض فقهاء المالكية هذه المسألة ، فاختلفوا فيما بينهم في جواز نكاح

إلى أسفل خلقة امرأة واحدة ومن أعالها خلقة امرأتين ، امرأة خلقت من سرتها

. نعـم : أفتوطأ هذه ؟ قال : زاد في السليمانية قيل له : (قال في مواهب الجليل

نهمـا بأ )١١٦(وتعقبه عياض) ويصح وطؤها بنكاح: (بلفظ )١١٥(ونقلها ابن عرفة

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

، ثـم عقـب ) ورده ابن عرفة بمنع ذلك لوحدة متعة الوطء لاتحاد محله، أختان

وانظر لو كان رجلا هل يجوز أن : (المصنف باحتمال عكس هذه الصورة فقال

لأنهما رجلان من ؛ حاد محل الوطء أو يمنع ذلك يتزوج أيضا امرأة نظرا إلى ات

ولا يجوز لرجلين أن يتزوجا امرأة واحدة ، فتأمله أيضا ، واللـه تعـالى ، فوق

رناه من قبل ، ويظهر في هذه النصوص السابقة ذات اإلشكال الذي ذك)١١٧()أعلم

.وهو عدم اليقين في عدهما واحدا أو اثنين

:وصورته بين الملتصقين المجلس في البيعخيار : المسألة الخامسة

إلى أن المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا لحديث )١١٨(ذهب الشافعية والحنابلة

ما لم ، احد منهما بالخيار إذا تبايع الرجلان فكل و«: المتفق عليه ابن عمر

فتبايعا ، فإن خير أحدهما الآخر ، أو يخير أحدهما الآخر ، وكانا جميعا ، يتفرقا

لى ذلكيع ، عالب بجا ، فقد وعايأن تب عدقا بإن تفرو ،لم يو يعا البدهمترك أح ،

مستندين إلى ما )١٢٠(وخالف في ذلك أبو حنيفة ومالك. )١١٩(»فقد وجب البيع

وعاب كثير : (، قال ابن قدامة )١٢١()لبيع صفقة أو خيارا: ( روي عن عمر

وقال ، وثبوته عنده ، مع روايته له ، من أهل العلم على مالك مخالفته للحديث

: ؟ وأعظم أن أقول ال أدري هل اتهم مالك نفسه أو نافعا: رحمه اهللا ، الشافعي

يستتاب مالك في تركه لهذا : وقال ابن أبي ذئب . عبد اهللا بن عمر

.)١٢٢()الحديث

وليس هذا محل مناقشة مسألة ثبوت خيار المجلس أو عدم ثبوته ، لكن

ن الملتصقين عند من يقول بثبوته ، فإن المسألة هنا في صورة هذا الخيار بي

.تفرقهما ال يمكن وهما على هذا الحال ، فبأي شيء تتم الصفقة إذن ؟

لو تبايع شخصان ملتصقان : (قال العبادي في حاشيته على تحفة المحتاج

لأب إذا باع لابنه أو اشترى منه دام خيارهما ما لم يختارا أو أحدهما ، بخلاف ا

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

لافاثنين ، بخ قامم يمنه أقلك داحو ار ، لأنه شخصيالخ انقطع سجلق المفارو

م من الثلث إلى الملتصقين فإنهما شخصان حقيقة بدليل أنهما يحجبان الأ

. )١٢٣()السدس

وما ذهب إليه العبادي هو األقرب عمال ببقية الحديث السابق المتفق عليه

فتبايعا على ، فإن خير أحدهما الآخر ، أو يخير أحدهما الآخر «: حيث جاء فيه

يع، ذلكالب بجفقد و« .

:ضرره باآلخر حكم الحد أو القصاص من أحدهما إذا احتمل: المسألة السادسة

وهذه المسألة لم أجد من تعرض لها من الفقهاء نصا ، لكنهم تعرضوا

إلى الضرر إذا تعدى من أحدهما لمسألة أعم منها وهي مسألة حكم القصاص

القصاص من المرأة غير الجاني ، وذكروا لها المثال المعروف وهو مسألة

، قتل حتى تضع حملها أنه إذا وجب القصاص على حامل لم تفقالوا بالحامل

فإن لم يكن للولد من يرضعه لم ، قتل حتى تسقي ولدها اللبأ لم ت وإذا وضعت

، وحكى ابن المنذر اإلجماع على )١٢٤(يجز قتلها حتى يجيء أوان فطامه

أن امرأة من جهينة عن ن الحصين عن عمران بلما ورد في الحديث ، )١٢٥(هذا

الله أتت نبيs نى فقالتحبلى من الز يهمه : وا فأقدبت حأص الله يا نبي

ليع ، الله ا نبيعفدs ا فقالهليت فائتني بها«: وعضا فإذا ون إليهأحس«

فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى sفأمر بها نبي الله ، ففعل

يا : فقالت sالتي جاءت إلى النبي الغامدية وكذا حديث )١٢٦(الحديث... عليها

يا رسول : غد قالت وإنه ردها فلما كان ال، رسول الله إني قد زنيت فطهرني

: قال ، الله لم تردني لعلك أن تردني كما رددت ماعزا فوالله إني لحبلى

، هذا قد ولدته : قالت ، فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة »فاذهبي حتى تلدي«

فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة »يه حتى تفطميهاذهبي فأرضع«: قال

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

فدفع الصبي إلى رجل ، هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام: خبز فقالت

رأما ودرهلها إلى ص ربها فحف رأم ثم ينما من المسلموهجالناس فر ...

واهللا ، في القتل فيكون إسرافا، لولدها وألن في قتل الحامل قتال )١٢٧( .الحديث

وألن في ، )١٢٨(﴾ف في القتلرسفال ي﴿: تبارك وتعالى يقول في كتابه

ال تزر ﴿: قال تعالى إذ، م لغير الجاني وهو محر القصاص من الحامل قتال

. )١٢٩(﴾وزر أخرى وازرة

غير أن مسألتنا هذه تختلف عن مسألة الحامل في أن الحمل أمر عارض

يتعذرمؤقت يزول ثم يمكن بعده استيفاء القصاص أو الحد ، لكن االلتصاق قد

زواله، فحينها يمنع استيفاء القصاص ويلجأ إلى استيفاء الدية بدال منه ، قياسا

من )١٣٠(صاص مثل ما فوق الموضحةعلى مسائل ذكروها يتعذر فيها استيفاء الق

ألنه ال يؤمن فيها الحيف على )١٣١(ال قصاص فيها أشجاج الرأس حيث أجمعوا

المقتص منه وتجاوز الحد في القصاص ، وما ها هنا أولى ألنه ال يؤمن فيه

.الحيف على الملتصق بالجاني وهو ال ذنب له أصال

حدهما حد الزنا وكان محصنا، ويبقى اإلشكال في الحدود ، فلو وجب على أ

أو وجب عليه الجلد في حد القذف أو شرب الخمر أو الزنا وهو غير محصن ،

أو وجب عليه القطع لسرقة ، واحتمل أن يتضرر أخوه بإقامة الحد ، فهل يسقط

الحد مطلقا ؟ ، الذي يظهر لي أن احتمال تضرر اآلخر مسقط للحد ، وينتقل

عزير للجاني بما ال يضر بأخيه الملتصق به ، إذ الحدود القاضي حينها إلى الت

.رر غير المذنب أولى ، واهللا أعلمفي اإلسالم تدرأ بالشبهات ، ودرؤها هنا بتض

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

الخاتمة

فقد يقول قائل بأن هذه المسائل ليست من األهميـة بمكـان ، وأن .. وبعد

ن ورائه لكـون حـاالت يحثها يعد من الترف وتضييع األوقات فيما ال طائل م

، وأن غالبها إما أن يفصل بينهما في سن مبكر التوائم الملتصقة أندر من النادرة

لقد أحسن فقهاؤنا رحمهم اهللا حين بحثوا كثيرا من : فأقول . أو أن يتوفاهما اهللا

األزمـان من لكنها أضحت في زمنالمسائل التي لم تكن واردة في عصورهم

.علمهم ونهلنا من معينهم ، فأفدنا من شائعة

كما أن بحث هذه المسائل ليس الغرض منه الوصول إلى الحكم فقـط ، بـل

مجرد البحث مقصود بحد ذاته لتنمية الملكة الفقهية ولتفتيـق األذهـان للبحـث

.والتفكير

ولعلي هنا أن أوجز بعض الفوائد والنتائج العامة التي خرجت بها من هـذا

ا الفوائد الفقهية التفصيلية ليستفيد منها القارئ كما هي فـي ثنايـا البحث ، تارك

:البحث

حرص فقهاء المسلمين وعلمائهم على مر العصور علـى فقـه النـوازل ، -١

ومحاولتهم الجادة للحكم فيها ، بل وفي صور لم تحدث فـي عصـرهم لكـنهم

للبحث في كل مـا استبقوها فتصوروها وأفتوا فيها ، وهذا مما يدفع طالب العلم

يجد في حياة الناس ودراسته وعرضه على نصوص الكتاب والسنة وفقه السلف

.للوصول إلى الحكم الشرعي

سعة الشريعة اإلسالمية وسماحة ديننا الحنيف ، حيـث يسـر كثيـرا مـن -٢

.العبادات والتكاليف الشرعية على من تشق عليه

ى وهو يبحث في مثل هـذه القضـايا أن أنه ينبغي للباحث في الفقه أال ينس -٣

يتفكر في عظيم صنع اهللا وبديع خلقه وسعة مقدرته ، وأن يشكر نعمة اهللا تبارك

.وتعالى عليه أن عافاه مما ابتلى به بعض خلقه

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

الهوامش

بيانها يغني عن الخوض في كثير من المسائل األول ألن المبحثأفردت هذه المسائل في ) ١(

.الفقهية التفصيلية المبنية عليهما في شتى أبواب الفقه

) .وأم(، مادة ٤/١٦٠للفيروزأبادي " القاموس المحيط") ٢(

) .وأم(، مادة ٦/٨٠البن فارس " معجم مقاييس اللغة") ٣(

.) لصق(، مادة ٥/٢٤٩البن فارس " عجم مقاييس اللغةم") ٤(

" المغـرب : "وانظـر . ٣١للفيومي ص" المصباح المنير شرح غريب الرافعي الكبير ") ٥(

. ٥٨ص

. ٢١٤للرصاع المالكي ص " شرح حدود ابن عرفة") ٦(

، المحدث األصولي الفقيه ، شيخ المذهب في زمانه ، أبو زكريا ، الدين يحيى بن شرف) ٧(

هـ في قريـة نـوى ٦٣١سنة مولده ، كان لقب بالنووي نسبة إلى قرية نوى حيث ولد ونشأ

، له مصنفات كثيرة كتـب هـ ٦٧٦، وتوفي بها سنة ) من قرى حوران من أعمال دمشق (

في الفقـه " المجموع شرح المهذب"، "شرح صحيح مسلم: "اهللا لها القبول عند الناس ، منها

، في فقه الشافعية" نهاجالم" و" روضة الطالبين وعمدة المفتين"، " رياض الصالحين"، المقارن

طبقات "؛ ٢/٢٦٦ لإلسنوي" طبقات الشافعية: "انظر [وغيرها ، "األربعين النووية"، "األذكار"

]٢/١٥٣البن قاضي شهبة " الشافعية

. ٢/٥٤٣للنووي " المجموع شرح المهذب") ٨(

أبو محمد ين، موفق الد عبد اهللا بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصالحي الحنبلي ) ٩(

هــ ٦٢٠وتـوفي سـنة ) حدى قرى نابلس في فلسطينإ(هـ في جماعيل ٥٤١، ولد سنة

وكان إمام الحنابلة بجامع دمشق ، عالم متبحر في مختلف العلوم ،بدمشق ودفن بجبل قاسيون

" ، "العمـدة "، "المقنـع "، "الكافي"، "المغني: "، له مصنفات معتمدة في فقه الحنابلة ، منها

]٤/١٤٨" المنهج األحمد: "انظر . [وغيرها ، في األصول " روضة الناظر

. ٨/٥٧البن قدامة " المغني") ١٠(

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

عثمان بن علي بن محجن بن يونس ، فخر الدين ، الزيلعي ، كنيته أبو عمر وقيل أبو ) ١١(

ـ ه عـدة محمد ، قدم القاهرة فدرس وأفتى وكان مشهورا بمعرفة الفقه والنحو والفرائض ، ل

ويعد أكثر شروح الكنـز شهرة واعتمادا ، ) تبيين الحقائق شرح كنـز الدقائق(تصانيف منها

وهو من كتب التخريج المشتهرة المتداولة التي نفـع اهللا بهـا ، و ) تخريج أحاديث الهداية(و

،توفي بقـرافة مصر ،في شـهر ) شرح المختار للموصلي(،و) شرح الجامع الكبير للشيباني(

.]١٤٤ص" تاج التراجم"؛ ٥٢٠-٢/٥١٩" الجواهر المضية: انظر . [هـ ٧٤٣ضان سنة رم

. ٣/٢١للزيلعي " تبيين الحقائق") ١٢(

مصنفاته زادت كان عالمة دهره ، يقال إنالشريف علي بن محمد الحنفي الجرجاني ، ) ١٣(

.] ٢/١٩٦" بغية الوعاة": انظر [ خمسين مصنفا ، مات سنة أربع عشرة وثمانمائةعلى

. ٧٠للجرجاني ص" التعريفات") ١٤(

) ١(ثم قال في الحاشية رقم . ٢٢٥للدكتور أحمد كنعان ص" الموسوعة الطبية الفقهية") ١٥(

....يوما لسـيدة إيطاليـة ٣٦أطول فترة موثقة رسميا بين والدة توأمين هي : ( ٢٢٨ص

ا ، بل يعود إلى أن هـذه السـيدة والسبب في تباعد والدة التوأمين في هذه الحالة ليس طبيعي

. )كانت تعالج بالهرمونات ألنها كانت تعاني من اإلجهاض المتكرر

. ٤٧٣للدكتور محمد علي البار ص" خلق اإلنسان بين الطب والقرآن") ١٦(

. ٤٧١للدكتور محمد علي البار ص" خلق اإلنسان بين الطب والقرآن") ١٧(

.هـ ١٤٢٢شعبان ٩، الخميس ١٢١٧٦عدد صحيفة الرياض السعودية ،: انظر ) ١٨(

هــ ، ٦٩١هو محمد بن أبي بكر الزرعي ، المعروف بابن قيم الجوزية ، ولد سـنة ) ١٩(

هـ ، وهو أبرز تالميذ شيخ اإلسالم ابن تيمية ، وله من التصانيف الكثيـر ٧٥١وتوفي سنة

طرق الحكمية ، زاد المعاد إعالم الموقعين ، ال: في شتى أبواب العلم ، ومن تصانيفه الفقهية

المنهج األحمد في تـراجم أصـحاب : "انظر .[، تحفة المودود في أحكام المولود ، وغيرها

] .٥/٩٢للعليمي " اإلمام أحمد

كـان ممـن يضـع : (هو محمد بن سهل بن عبدالرحمن العطار ، قال فيه الدارقطني ) ٢٠(

. مه بالوضع عن عدد من أئمة الحديث ، وقد نقل ابن حجر في اللسان تضعيفه واتها) الحديث

؛ ٢/٥٩٠للـذهبي " المغني في الضـعفاء "؛ ٥/٣١٤للخطيب البغدادي " تاريخ بغداد: "انظر [

]٥/١٩٤البن حجر " لسان الميزان"

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

عبداهللا بن محمد البلوي ، وجاء في بعض التراجم محمد بن عبداهللا البلوي ، قال ابـن ) ٢١(

لدراقطني بأنه يضع الحديث ، وقد وضع أحاديث منكرة منها ، قال ا) وهو هذا انقلب: (حجر

؛ ٢/٥٩٨للـذهبي "المغني في الضـعفاء : "انظر . [قصة ملفقة للشافعي حين أخذ للعراق

] .٥/٢١٩و ٣/٣٣٨ البن حجر" لسان الميزان"

. عمارة بن زيد ، روى أبوه عن عمرو بن شعيب ، وأما عمارة فمتهم بوضع الحديث ) ٢٢(

للـذهبي " المغنـي فـي الضـعفاء " ؛ ٢/٢٠٤البن الجوزي "الضعفاء والمتروكين: " انظر[

٢/٤٦١. [

: " وانظر كذلك في ذكر هذه الحادثة بالسند ذاته . ٤٨البن القيم ص " الطرق الحكمية") ٢٣(

. ١٦٨ص" معين الحكام"؛ ٢/١٤٦" تبصرة الحكام

الحطـاب الرعينـي ، أصـله مـن شمس الدين أبو عبداهللا محمد بن محمد المعروف ب) ٢٤(

هـ ، من ٩٥٤هـ واشتهر بها ، وتوفي بطرابلس الغرب سنة ٩٠٢المغرب ، ولد بمكة سنة

فـي " متممة اآلجرومية" في الفقه المالكي ، " مواهب الجليل شرح مختصر خليل: "تصانيفه

هديـة ": انظـر . [، وغيرهـا " قرة العين بشرح الورقات إلمام الحـرمين "اللغة العربية ،

]٢/٢٤٢" العارفين

، مؤرخ جغرافي ، زكريا بن محمد بن محمود القزويني ، من ساللة أنس بن مالك ) ٢٥(

من القضاة ، ولد بقزوين ورحل إلى العراق والشام ، وولي قضاء واسـط أيـام المستعصـم

" مصر خطط"مطبوع في مجلدين ، و " آثار البالد وأخبار العباد: "العباسي ، له تصانيف منها

] .٣/٤٦للزركلي " األعالم: "انظر . [، وغيرها " عجائب المخلوقات"، و

. ١/١٩٤للحطاب المالكي " مواهب الجليل") ٢٦(

محمد بن محمد بن محمد الطوسي الغزالي ، حجة اإلسالم زين الدين أبو حامد ، ولـد )٢٧(

لفقه واألصـول هـ ، أصولي فقيه صوفي متبحر ، له تصانيف كثيرة في ا٤٥٠بطوس سنة

طبقـات "؛ ٢/١١١ لإلسـنوي " طبقات الشافعية: "انظر . [هـ ٥٠٥والتصوف ، توفي سنة

]١/٢٩٣البن قاضي شهبة " الشافعية

. ٦/٣٨١للغزالي " الوسيط") ٢٨(

؛ ٥/٢٤" الغـرر البهيـة "؛ ٤/٩٠" أسنى المطالب"؛ ٤/١٠٤" مغني المحتاج: "انظر ) ٢٩(

.٩/٤١حواشي الشرواني "

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

حسن بن علي بن محمد التنوخي البصري ، أبو علي ، قاض من علماء البصـرة ، الم) ٣٠(

وهـو " جامع التـواريخ "الفرج بعد الشدة ، : "هـ ، له من المصنفات ٣٨٤توفي ببغداد سنة

]١٣/١٥٦" تاريخ بغداد: "انظر . [، وغيرها " نشوار المحاضرة"المسمى

، له حروب ومواقف مشهودة ، وكانت دولته ناصر الدولة الحسن بن عبداهللا بن حمدان ) ٣١(

بضعا وعشرين سنة، وكان يداري بني بويه ، وفي سنة تسع وستين التقى الغضنفر وعسـكر

" سير أعالم النـبالء : "انظر [ . هـ ٣٥٨المصريين بالرملة ، فانكسر جمعه وأسر وقتل سنة

١٦/١٨٦[

ج القرشـي البغـدادي ، عالمـة عبدالرحمن بن علي بن محمد ، جمال الدين أبو الفر) ٣٢(

عصره في التاريخ والحديث ، كثير التصانيف حيث تقارب مصنفاته الثالثمائة كتاب ، ولـد

انظر . [هـ ببغداد ، ونسبته إلى محلة الجوز من محال بغداد ٥٩٧هـ وتوفي سنة ٥٠٨سنة

]٢١/٣٦٥للذهبي " سير أعالم النبالء: "

حراني ، أبو الحسن ، طبيب مؤرخ ، خدم عددا مـن ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة ال) ٣٣(

هـ إلى حـين ٢٩٥خلفاء بني العباس ، وألف تاريخا ذكر ما كان فيه في أيامه ، ابتدأه بسنة

] .٢/٩٨للزركلي " األعالم: "انظر [هـ ٣٦٥وفاته سنة

٤/١٤٤للقاضي التنوخي " نشوار المحاضرة: "وانظر . ٧/١٦البن الجوزي " المنتظم") ٣٤(

. ١١/٢٥٢البن كثير " البداية والنهاية"؛ و

المبارك بن محمد الشيباني الجزري ، أبو السعادات ، المحدث العالمة البارع المصنف ) ٣٥(

هــ ٦٠٦البليغ ، صاحب جامع األصول وغريب الحديث والكامل في التاريخ ، توفي سـنة

]٢١/٤٨٨" سير أعالم النبالء: "انظر . [بالموصل

محلة كبيرة ذات أسـواق كثيـرة : باب األزج : ( ١/١٦٨اقوت في معجم البلدان قال ي) ٣٦(

)ومحال كبار في شرقي بغداد ، فيها عدة محال ، كل واحدة منها تشبه أن تكون مدينة

. ٨/٣٨٨البن األثير " الكامل في التاريخ") ٣٧(

. ١٠/٢٩٨البن األثير " الكامل في التاريخ") ٣٨(

" تـاريخ الخلفـاء "وذكرها السيوطي فـي . ١٠/٢٧٦البن األثير " يخالكامل في التار") ٣٩(

١/٤٥٦ .

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، شمس الدين ، أبو عبداهللا ، الحافظ المؤرخ العالمـة ) ٤٠(

المحقق ، تركماني األصل ، طاف كثيرا من البلدان ، وكف بصره قبل وفاته بسـنوات ، لـه

هــ ٧٤٨سير والتاريخ والجرح والتعديل وغيرها ، توفي سنة تصانيف كثيرة في الحديث وال

]٥/٦٦الدرر الكامنة : "انظر [

. ٦/٢٣٢للذهبي " العبر في خبر من غير") ٤١(

؛ ١/٥١٠للسـيوطي " تـاريخ الخلفـاء "؛ ١٠/٢٥٨البن الجـوزي " المنتظم: "انظر ) ٤٢(

. ١/٥٨٤للجبرتي " عجائب اآلثار"؛ ٤/١٤٤" شذرات الذهب"

. ٤٧٢للدكتور محمد علي البار ، ص " خلق اإلنسان بين الطب والقرآن: "ر انظ) ٤٣(

عبدالرحمن بن حسن الجبرتي ، مؤرخ مصر ، ومدون وقائعها وسير رجالها ، ولد في ) ٤٤(

القاهرة وتعلم في األزهر، ولي إفتاء الحنفية في زمن محمد علي باشا ، نسبته إلى جبرت من

]٣/٣٠٤" األعالم: "انظر . [هـ ١٢٣٧بالد الحبشة ، توفي سنة

. ٣/٥١٥للجبرتي " عجائب اآلثار") ٤٥(

للدكتور محمد علي البار " خلق اإلنسان بين الطب والقرآن: "انظر الحاالت السابقة في ) ٤٦(

، وقد أرفق المؤلف في كتابه صورا لعدد مـن التـوائم الملتصـقة فـي ٤٧٧-٤٧٢من ص

ائم كما يبدو من الصور سنوات عدة ، لكنه لم يذكر أي أوضاع مختلفة ، وقد عاشت هذه التو

.شيء عن أصحاب هذه الصور وقصصهم

راجع هذا الموقـع : لمعرفة هذه الحاالت وتفاصيل العمليات التي أجريت لها ومتابعتها ) ٤٧(

)www.conjoinedtwins.med.sa/arabic(

. ١/١٩٤لحطاب ل" مواهب الجليل"، ١/٤١٦،٤٣٨للنووي " المجموع: "انظر ) ٤٨(

" حاشية على تحفة المحتاج"، ٢/٣٥للخطيب " اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع: " انظر ) ٤٩(

. ١/١٦٠للرملي " حاشية على أسنى المطالب"، ٢/٧١للعبادي

للسـويفي " تحفـة الحبيـب "، ٢/٤٣١للعبـادي " حاشية على تحفة المحتاج: " انظر ) ٥٠(

٣/٣٢٨ .

. ١/٤٩١" طالبأسنى الم: " انظر ) ٥١(

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

تحفة "، ١/١٩٤للحطاب " مواهب الجليل"، ٤٨البن القيم ص" الطرق الحكمية: "انظر ) ٥٢(

" حاشيتا قليوبي وعميرة"، ٣/٣٢٨لعثمان السويفي الشافعي " الحبيب على شرح الخطيب

٤/٣٧٦ .

/ ٦" نهاية المحتـاج "، ٢/١٤٦" تبصرة الحكام"، ٤٨البن القيم ص " الطرق الحكمية") ٥٣(

١٥-١٤ .

البـن " تحفة المحتاج"، ٨/٣١٧البن قدامة " المغني" ، ٦/١١٩للشافعي " األم: "انظر ) ٥٤(

. ٩/٤٠حجر الهيتمي

للسـويفي " تحفة الحبيب على شرح الخطيـب "؛ ٨/٢٤٩البن قدامة " المغني: "انظر ) ٥٥(

٣/٣٢٨ .

تبصـرة : " ه الحادثـة وانظر كذلك في ذكر هذ. ٤٨البن القيم ص " الطرق الحكمية") ٥٦(

. ١٦٨ص" معين الحكام"؛ ٢/١٤٦" الحكام

وكنيتـه أبـو ، الشافعي أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي األنصاري) ٥٧(

، حيث ولـد ) من إقليم الغربية بمصر ( ولقب بالهيتمي نسبة إلى محلة أبي الهيتم ، العباس

الفتاوى : "له مصنفات عدة منها هـ ،٩٧٤ ، وتوفي بمكة سنة ـهـ ٩٠٩وكان مولده سنة

تحفـة "، "لزواجر عن اقتراف الكبائرا"، " مبلغ األرب في فضائل العرب"، "الفقهية الكبرى

]١/٢٣٤للزركلي " األعالم:"انظر .[، وغيرها " المحتاج لشرح المنهاج

. ٦/٣٩٧للهيتمي " تحفة المحتاج" ) ٥٨(

. ١/٤١٦للنووي " المجموع ") ٥٩(

. ١/٢٣لزكريا األنصاري " أسنى المطالب" )٦٠(

. ٧/٣١٧للكاساني " بدائع الصنائع: "انظر ) ٦١(

. ١٠/٢٤٠البن قدامة " المغني: "انظر ) ٦٢(

. ٣٩٢للسيوطي ص " األشباه والنظائر"، ١/١٣٤للنووي " المجموع: "انظر ) ٦٣(

" أسنى المطالـب "، ٤/٦٦٧البن مفلح " الفروع"، ٦/١٠٩البن قدامة " المغني: "انظر ) ٦٤(

٣/٣٨ .

إي إذا لم توجد مرضعة أخرى أو لم يقبل الرضيع غيرها ، وكذا في مسألة الوديعة إذا ) ٦٥(

.لم يوجد من يستودع غيره

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

. ٣/٢١٦لزكريا األنصاري " أسنى المطالب"؛ ٦/٩٨للهيتمي " تحفة المحتاج: "انظر ) ٦٦(

ع أو غرس ثم رجـع المعيـر ، فـإن وهي مسألة ما إذا استعار رجل أرض آخر لزر) ٦٧(

اختلفا فيما يجب على المستعير، فأراد المعير القلع وأراد المستعير تبقية الزرع باألجرة ،

لزكريـا األنصـاري " شرح البهجة الورديـة : "انظر . فينظرهما الحاكم حتى يصطلحا

٣/٢٤٠ .

. لحواشي من الشافعية ونقله عنه عدد من أصحاب ا. ٦/٣٩٧للهيتمي " تحفة المحتاج" ) ٦٨(

لعله احتـراز عـن "من غير نسبته لتقصير"قوله : (قال العبادي في حاشيته على التحفة

"وال لسبب إلخ "قوله .بالخروج معها لقضاء نسكها نحو تكليف زوج أفسد نسكها عدوانا

في أي "فيه منه"قوله . لعله احتراز عن نحو تكليف ولي أحرم موليه بإحضاره لألعمال

) .الغير من اإلنسان

، والترمذي ] ١/٢٣١[أخرجه النسائي في كتاب الصالة ، باب الحكم في تارك الصالة ) ٦٩(

، وابن ماجه في كتاب إقامـة ] ٥/١٣[في كتاب اإليمان ، باب ما جاء في حرمة الصالة

ي ، الحاكم في مستدركه ف] ١/٣٤٢[الصالة والسنة فيها ، باب ما جاء فيمن ترك الصالة

s، كلهم أخرجوه من حديث عبداهللا بن بريدة عن أبيه عن النبي ] ١/٤٨[كتاب اإليمان

بن عباس قال أبو عيسى هـذا حـديث حسـن اوفي الباب عن أنس و: (قال الترمذي .

هذا حديث صحيح اإلسناد ال تعرف له علة بوجه مـن : (، وقال الحاكم ) صحيح غريب

بن بريدة عن أبيه ، واحتج مسلم بالحسين بن واقـد ، الوجوه ، فقد احتجا جميعا بعبد اهللا

) .ولم يخرجاه بهذا اللفظ ، ولهذا الحديث شاهد صحيح على شرطهما جميعا

والقول بكفر تارك الصالة تهاونا هو قول كثير من أهل العلم ، وذهب بعضهم إلى أن

.ر ، ولهم نقاشات كثيرة كفره هذا ال يحرم عليه الجنة ، وقالوا بأنه كفر دون كف

٤٦٧[أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الصالة ، باب أمر األئمة بتخفيف الصالة ) ٧٠(

.وثمة أحاديث كثيرة حول هذا المعنى . ، وعند البخاري بنحوه ة، بألفاظ عد] ١/٣٤١،

. ٤/١٨٤للنووي " شرح صحيح مسلم") ٧١(

، ولـد ببيـت أبو عبـد اهللا ، ي الصالحي محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج المقدس) ٧٢(

٧٦٣، وتوفي بدمشق سـنة ٧١٢و ٧١٠و ٧٠٨واختلف في سنة مولده فقيل عام المقدس ،

اآلداب الشـرعية : "، له مصنفات عدة منهـا أعلم أهل عصره بالمذهب، فقيه مجتهد ، هـ

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

: انظـر [وغيرها ، "الفوائد السنية على مشكل المحرر"، "شرح المقنع"، "الفروع"، "الكبرى

] .٥/١١٨" المنهج األحمد"

. ٣/٥٥٤البن مفلح " اآلداب الشرعية والمنح المرعية") ٧٣(

ثم ذكر الخالف في غير معصوم الدم ، وفيما إذا وجـد . ٩/٣٣٥البن قدامة " المغني") ٧٤(

. ٩/٤٦للنووي " المجموع: "وانظر . معصوم الدم ميتا

. ٢/٢٢٢البن قدامة "المغني"، ٥/٢٤٧ي للنوو" المجموع: "انظر ) ٧٥(

ن من قتلى الواحد واالثني sحديث حسن صحيح ، وأصل جمعه : رواه الترمذي وقال ) ٧٦(

.أحد في قبر واحد عند البخاري

" المجموع"؛ ٢/٢٣٦للحطاب " مواهب الجليل"؛ ٢/١٤٢البن الهمام " فتح القدير: "انظر ) ٧٧(

. ٢/٢٢٢دامة البن ق" المغني"؛ ٥/٢٤٧للنووي

. ٣/٤٦للمواق " التاج واألكليل"؛ ٢/٢٣٦للحطاب " مواهب الجليل: "انظر ) ٧٨(

. ٥/٢٤٧للنووي " المجموع"؛ ١/٣١٥للشافعي " األم: "انظر ) ٧٩(

. ١/٤٠٠" قليوبي وعميرة يحاشيت: "انظر ) ٨٠(

" اإلنصـاف "؛ ٢/٢٧٧البن مفلح " الفروع"؛ ٥/٣٢٦البن تيمية " الفتاوى الكبرى:"انظر) ٨١(

.٢/٥٥١للمرداوي

. ٢/٢٧٧البن مفلح " الفروع: "انظر ) ٨٢(

تمييـزا لـه عـن حفيـده ) الجد(محمد بن أحمد ابن رشد ، أبو الوليد ، المعروف بـ) ٨٣(

) المقدمات والممهدات(الفيلسوف ، كان قاضي الجماعة بقرطبة ، وهو من أعيان المالكية ، له

: انظـر [هـ ٥٢٠لمالكية ، وغيرها من المؤلفات ، توفي سنة في فقه ا) البيان والتحصيل(و

]٣٧٣ص" الديباج المذهب"

. ٣/٤٣للحطاب " مواهب الجليل: "انظر ) ٨٤(

طاهر بن عبداهللا بن طاهر ، أبو الطيب الطبري نسبة إلى طبرستان ، ولد بهـا سـنة ) ٨٥(

، " المجـرد "و " عليـق الت: "هـ ، من أئمة الشافعية، فقيه أصولي محقق ، من تصانيفه ٣٤٨

] .١/٢٢٦البن قاضي شهبة " طبقات الشافعية: "انظر [هـ ٤٥٠توفي ببغداد سنة

. ٥/٢٥٨للنووي " المجموع: "انظر ) ٨٦(

. ٣/٤٣للحطاب " مواهب الجليل: "انظر ) ٨٧(

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

. ٥/٢٦٧للنووي " المجموع"؛ ١/٣٠٩للشافعي " األم: "انظر ) ٨٨(

. ٢/٢١٦البن قدامة " المغني: "انظر ) ٨٩(

. ١/٣١٩للكاساني " بدائع الصنائع"؛ ٢/٧٤للسرخسي " المبسوط: "انظر ) ٩٠(

أحمد بن قاسم الصباغ العبادي المصري ، شهاب الدين ، من علماء الشافعية بمصـر ، ) ٩١(

" األعالم: "انظر [هـ ٩٩٢له حواش عدة على كتب الشافعية في الفقه واألصول ، توفي سنة

]١/١٩٨للزركلي

. ٣/١٧٢للعبادي " حاشية على تحفة المحتاج") ٩٢(

إحدى مدن ) شبراملس(علي بن علي الشبراملسي ، أبو الضياء نور الدين ، نسبته إلى ) ٩٣(

، وهو ) شبراملس(الغربية بمصر ، هكذا ضبطها صاحب خالصة األثر، وينطقها أهلها اليوم

، وله حواش عدة على كتب متـأخري الشـافعية ، ه شافعي مصري ، تعلم وعلم باألزهريفق

] .٤/٣١٤للزركلي" األعالم: "انظر . [هـ ١٠٨٧توفي سنة

. ٤٧٤/ ٢للشبراملسي " حاشية على نهاية المحتاج") ٩٤(

، إال أن التصاقهما من أو البط هذا وإن كان يظهر في حال كونهما ملتصقين من الظهر) ٩٥(

ن أحدهما على جنبه واآلخر معتمد عليه قد يكون فيه ضـرر الجنب كذلك فيه إشكال ، فإن دف

.بالذي هو أسفل

]٩/٤٧للنووي " المجموع: "انظر . [وهو قول الشافعية وبعض الحنفية ) ٩٦(

. ٤٧٤/ ٢للشبراملسي " حاشية على نهاية المحتاج") ٩٧(

" هـب الجليـل موا"؛ ١/٢٠٢البن الهمام " فتح القدير"؛ ١/١١٠للشافعي " األم: "انظر ) ٩٨(

. ١/٢٩٠للبهوتي " كشاف القناع"؛ ١/١٣١للحطاب

عثمـان بـن : لم أقف له على ترجمة ، وذكر هو في آخر الحاشية اسمه كامال وهـو ) ٩٩(

سليمان بن حجازي بن عثمان السويفي ، وذكر أنه تلميذ الشيخ سليمان البجيرمي ، وأنه فرغ

] .٤/٥٠٥للسويفي " ة الحبيبتحف: "انظر . [هـ ١٢١١من تبييض الكتاب سنة

. ٣/٣٢٨للسويفي " تحفة الحبيب") ١٠٠(

. ٤٧٤/ ٢للشبراملسي " حاشية على نهاية المحتاج") ١٠١(

. ٤٧٤/ ٢للشبراملسي " حاشية على نهاية المحتاج") ١٠٢(

. عند من يقول بوجوبها واشتراط الجماعة فيهاوكذا صالة العيدين )١٠٣(

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

. ٢/٣البن قدامة " المغني: "صالة الجماعة في انظر أقوال العلماء في حكم ) ١٠٤(

. ٤/٣٧٠للنووي " المجموع"؛ ١/٢١٩للشافعي " األم: "انظر ) ١٠٥(

. ٢/٨٨البن قدامة " المغني: "انظر ) ١٠٦(

. ٢/١٦٢" مواهب الجليل: "انظر ) ١٠٧(

. ١/٢٦٨" بدائع الصنائع"؛ ٢/٢٤للسرخسي " المبسوط: "انظر ) ١٠٨(

. ٣/٣٢٨سويفي لل" تحفة الحبيب") ١٠٩(

. ٤٨البن القيم ص " الطرق الحكمية") ١١٠(

إن مجرد حدوث الشهوة فيهما ليس سببا في موتهما ، فقد ذكرنا في الفصل األول أن ) ١١١(

بعض التوائم الملتصقين قد تزوجوا وأنجبوا وامتدت حياتهم عشرات السنوات ، وهذا مما

.يؤيد ضعف هذه القصة

. ٤٨القيم ص البن" الطرق الحكمية") ١١٢(

. ٤/٣٧٦" حاشيتا قليوبي وعميرة") ١١٣(

. ٣/٣٢٨للسويفي " تحفة الحبيب") ١١٤(

دسوق أهل من، العربية علماء من ، المالكي الدسوقي عرفة بن أحمد بن محمد )١١٥(

، له تب االزهر في المدرسين من وكانهـ ، ١٢٣٠سنة بالقاهرة وتوفي وأقام تعلم ر ،بمص

] .٦/١٧للزركلي " األعالم: "انظر [) ةالفقهي الحدود(من أشهرها

عالم ، الفضل أبو السبتي، اليحصبي عمرون بن عياض بن موسى بن عياض )١١٦(

وأيامهم وأنسابهم العرب بكالم الناس أعلم من كان، وقته في الحديث أهل وإمام المغرب

فات كثيرة هـ ، له مصن٥٤٤سنة بمراكش وتوفي . غرناطة قضاء ثم ، سبتة قضاء ولي،

في المسالك وتقريب المدارك ترتيب( و) المصطفى حقوق بتعريف الشفا(مشهورة منها

] .٥/٩٩للزركلي " األعالم: "انظر . [وغيرها )مالك االمام مذهب أعالم معرفة

. ١/١٩٤للحطاب المالكي " مواهب الجليل") ١١٧(

" المغني"؛ ٩/٢١١للنووي " المجموع شرح المهذب"؛ ٨/١٧٢للشافعي " األم: "انظر ) ١١٨(

. ٤/٥البن قدامة

أحكام التوائم الملتصقة في الفقه اإلسالمي

أخرجه البخاري في كتاب البيوع ، باب إذا خير أحدهما صاحبه بعد البيع فقد وجـب ) ١١٩(

، ١٥٣١[، ومسلم في كتاب البيوع ، باب ثبوت خيار المجلس ] ٢/٧٤٤، ٢٠٠٦[البيع

٣/١١٦٣. [

. ٣/٢٦٩للقرافي " بروقأنوار ال"؛ ٢/٢٥٤للجصاص " أحكام القرآن: "انظر ) ١٢٠(

عن مطرف بن طريف تارة يورو(فقال ] ٥/٢٧٢[أخرجه البيهقي في السنن الكبرى )١٢١(

) البيع صفقة أو خيار( عن الشعبي عن عمر وتارة عن عطاء بن أبي رباح عن عمر

)وكالهما مع األول ضعيف النقطاع ذلك ،

. ٤/٥البن قدامة " المغني") ١٢٢(

حاشية علـى مغنـي : "وانظر كذلك . ٤/٣٣٧للعبادي " المحتاج حاشية على تحفة") ١٢٣(

. ٢/٤٠٧للعبادي " المحتاج

" األم"؛ ٩/٧٤للقاضي عليش " منح الجليل"؛ ٣/١٧٥للزيلعي " تبيين الحقائق: "انظر ) ١٢٤(

. ٥/٦٦١البن مفلح " الفروع"للشافعي ؛

. ٦٩البن المنذر ص" اإلجماع: "انظر ) ١٢٥(

من اعترف على نفسـه بالزنـا ، باب الحدود، في كتاب صحيحه مسلم في أخرجه ) ١٢٦(

]٣/١٣٢٤، ١٦٩٦[ .

من اعترف على نفسـه بالزنـا ، باب الحدود، في كتاب مسلم في صحيحه أخرجه ) ١٢٧(

]٣/١٣٢٣، ١٦٩٥.[

. ٣٣سورة اإلسراء ؛ آية ) ١٢٨(

، سـورة ١٨، سورة فاطر ؛آية ١٥، سورة اإلسراء ؛آية ١٦٤سورة األنعام ؛آية ) ١٢٩(

. ٣٨، سورة النجم ؛آية ٧الزمر ؛آية

؛ ١٦٥للنسفي ص" طلبة الطلبة: "انظر [الشجة التي تكشف عظم الرأس : الموضحة ) ١٣٠(

] .٦٦٣للفيومي ص" المصباح المنير"

. ٨/٢٥٦البن قدامة " المغني"؛ ٧٢البن المنذر ص" اإلجماع: "انظر ) ١٣١(