277
وك الطوائف ر في عصر مل س شعر ا- اسة تداولية در نة اد عي ن عب المعتمد ب الجمهوري ــ ة الجزائري ــمقراطي ة الدي ــ ة الشعبي ــ ةتعلي وزارة ال ـلعال م ا ــ ي والبح ـعلم ث ال ـ ي ج امع ــ ة قاصدي مرباح- ورقلــةلغـــاتداب وال كليــة ا العربيدبلغة وا قسم ال مة لّ أطروحة مقد نيلبهاغة العربية وآدالة الدكتوراه في ال شهادص: الب تخصسلوبية غة والطالبةاد ا إعدذ الدكتور:ستا إشراف ا: . أحمد بلخضر أ. د عائشة عويساتحد نوقشت يوم ا07 ماي2017 باح ورق بجامعة قاصدي مر مام لة أملمناقشة: لجنة ا. أحمد قيطون أ.دلعاليتعليم اذ ال أستا جامعة ورقلة رئيسا. أحمد بلخضر أ.دلعاليتعليم اذ ال أستا جامعة ورقلة راّ مشرفا ومقر.عبدالرحمن أ.د خربوشلعاليتعليم اذ ال أستاعة تلمسان جام مناقشاحمد فورار أ.د. املعاليتعليم اذ ال أستا بسكرة جامعة مناقشالسايح أ.د. لخضر بن العاليتعليم اذ ال أستاغواطمعة ا جا مناقشا د. حسين دحو أستاذ محاضر أ جامعة ورقلة مناقشا السنةلجامعية ا: 1437 - 1438 ه/2016 - 2017 م

فئاوطلا كولم رصع يف رسْلأا رعش - univ-ouargla.dz DOCTORAT/Aouissat-Aicha...فئاوطلا كولم رصع يف رس لأا رعش ةيلوادت ةسارد

  • Upload
    others

  • View
    58

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

شعر األسر في عصر ملوك الطوائف دراسة تداولية -

المعتمد بن عباد عينة

ةــة الشعبيــة الديمقراطيــة الجزائريــالجمهوري

يـث العلمـي والبحــم العالـوزارة التعلي

ورقلــة -قاصدي مرباح ةــامعج

كليــة اآلداب واللغـــات

قسم اللغة واألدب العربي

شهادة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها نيلأطروحة مقدمة ل غة واألسلوبيةتخصص: البال

: إشراف األستاذ الدكتور: إعداد الطالبة

عائشة عويسات أ. د. أحمد بلخضر

لجنة المناقشة: لة أمام م بجامعة قاصدي مرباح ورق2017ماي 07نوقشت يوم األحد

رئيسا جامعة ورقلة أستاذ التعليم العالي أ.د. أحمد قيطون

مشرفا ومقررا جامعة ورقلة أستاذ التعليم العالي أ.د. أحمد بلخضر

أ.د.عبدالرحمن

خربوش مناقشا جامعة تلمسان أستاذ التعليم العالي

مناقشا جامعة بسكرة أستاذ التعليم العالي أ.د. امحمد فورار

مناقشا جامعة األغواط أستاذ التعليم العالي أ.د. لخضر بن السايح

مناقشا جامعة ورقلة أستاذ محاضر أ د. حسين دحو

م2017 -2016ه/1438-1437 :الجامعية السنة

شكر وتقدير احلمد لله الذي حبمده تتمه الصاحلات

وعمال أبن ن مل يشكر النهاس مل يشكر هللا دهم جبزيل الشكر والعرفان ألستاذي املشرف على األطروحة أتق

األستاذ على حتمله مضنهة اإلشراف على البحث وأشكر بلخضر أمحد رو األستاذ الدكتة قسم اللغة واألدب العريب ذجبزيل الشكر إىل أسات وأتقدهم، الدكتور بلقاسم مالكية

واألدب العريب جبامعة الشهيد محهه جبامعة قاصدي مرابح ورقلة ، وإىل أساتذة قسم اللغة وإىل أعضاء مركز البحث العلمي والتقين لتطوير اللغة العربية خلضر ابلوادي

وإىل مجيع من قدهم يل يد العون يف مراحل البحث

الطالبة: عائشة عويسات

الرحيم الرمحن هللا بسم

ك من تشاء وت نزع الملك قل اللهم مالك الملك ت ؤت المل ﴿ر إنك على من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الي

﴾كل شيء قدي ر

26آل عمران: اآلية: سورة

املقدمة

املقدمة

أ

سيهدان حممهد وعلى آله وصحبه بسم هللا الرمحن الرحيم والصالة والسالم على أشرف املرسلني ومن واالهم إبحسان إىل يوم الدين. أمها بعد:

تعده النظرية التداولية من بني أهمه ما وصل إليه الفكر اللغوي املعاصر، وهي حتوز على موقعها يف النظرية اللغوية املعاصرة من خالل إيالئها أمههية جلميع عناصر العملية التواصلية؛ من مرسل

وخطاب ومرسل إيه، والظروف املصاحبة للقول.وهي هبذا تتجاوز الطروحات اليت تبنهت جانبا .تلقيالبنيوية، ونظرية الاالجتاهات النفسية واالجتماعية و واحدا من عناصر عملية التواصل؛ ك

واخلطاب األديب وخاصهة الشعري منه، هو استعمال لغوي حيمل مبادىء تداولية تؤههله ضوع هلذا املنهج، فهو حيمل قصد منشئه؛ الذي يسعى لتأسيس عالقة ابخلطاب مع متلقهيه للخ

املقصود أو املفرتض، واحملافظة على هذه العالقة، ابستعمال مبدأ االختيار اللغوي واألسلويب الذي مييهز خطااب عن اآلخر.

ولية، ألنهه نوع شعري، خيضع من هذا املنطلق كان اختياران لشعر األسر عيهنة للدراسة التدا للقصد، ويهتمه الشاعر فيه ابلتكثيف يف التعبري، واستغالل اللغة للتعبري عمها حيدث له يف األسر.

وقد اخرتان عصر ملوك الطوائف وكانت مدوهنة الدراسة: شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد.مد بن عبهاد املعت دراسة تداولية – طوائففكان البحث موسوما بــــ:" شعر األسر يف عصر ملوك ال

. وانطلقنا فيه من إشكال رئيس يتمثهل يف: ما هي أشكال التواصل اليت قام هبا " عيهنة مقاربة املعتمد بن عبهاد يف أسره؟ وقد تفرهع عن هذا اإلشكال إشكاالت فرعية متثهلت فيما أييت:

يف -على اختالف أنواعها –اإلشارايت ما هي الطريقة اليت استغله هبا املعتمد بن عبهاد -1 التعبري عن قصده وعالقاته ابملخاطبني؟

ماهي خمتلف اآلليات احلجاجية اليت وظهفها يف خطابه للوصول إىل إقناع متلقهيه ومحله -2 على اإلذعان، وما الذي يقنع به أسري ال يرجو النجاة؟

من حيث النوع من جهة وكثرة ما هي أصناف األفعال الكالمية اليت استعملها يف شعره؛ -3 االستعمال من جهة أخرى؟

كيف سامهت املراسالت الشعرية يف فكه العزلة عن املعتمد بن عبهاد، وكيف نوظهفها يف -4 االستدالل على أنه شعور الــــملك مل يفارقه يف أسره؟

وقد كانت وراء اختيار املوضوع أسباب ذاتية، وأخرى موضوعية.

املقدمة

ب

–يف الرغبة يف البحث يف شعر األسر، واالهتمام أبنواع شعرية، مل ختضع الذاتيةاألسباب متثهلت ري القدمي.لدراسات، خاصة الشعر العريب األسابلعديد من ا –على حده اطهالعنا

؛ تطبيق املنهج التداويل الذي يتهسم ابملرونة، والتقائه بكثري من املفاهيم األسباب املوضوعيةومن غية واألسلوبية منها على وجه اخلصوص.اللغوية؛ البال

املنهج إنه تركيز البحث على آليات التواصل عند املعتمد بن عبهادأ اقتضى منها اختيار لتحليل اخلطاب؛ والذي يـعد مستوى تصنيفيا إجرائيا يف الدراسات اللغوية املعاصرة، التداويل

عالقتها ابلسياق الذي وردت فيه، من خالل دراسة ، و ليبحث يف عالقة العالمات اللغوية مبؤوهليها، ومعرفة أثر هذا السياق على االختيارات اللغوية عند إنتاج ما يعنيه اخلطاب يف سياق معنيهاخلطاب، مع إعطاء عناصر السياق أمهية، وهي تتمثل يف مقاصد املرسل، وظروف اخلطاب

اخلارجية، والعالقة بني الذوات يف اخلطاب.مدان طريقة التحليل اليت اقرتحها هانسون، حماولة منه لتنظيم البحث يف ميدان التداولية، وقد اعت

وجعله خيضع لضوابط ينطلق منها الدهارس. وهي تتمه ابلتدرهج حسب درجات التداولية الثالث: اإلشارايت اليت تستغله السياق الوجودي الذي تنتمي إليه الذوات املتخاطبة، احلجاج الذي يعتمد

على السياق التأويلي الذي يعرض خمتلف املعارف الثقافية للمتلقي، كالقدرة على استحضار اليت ترصد العالقات االجتماعية ومدى احلجة املالئمة يف املوضع املالئم، واألفعال الكالمية

جتلهياهتا يف اخلطاب.؛ نفصهل فيها لهقة ابلدراسةاملفاهيم األساسية املتعلتمهيد الذي عرضنا فيه إىل ابتدأان البحث اب

احلديث عن العالقات القائمة بني عناصر العنوان؛ بداية بتعريف شعر األسر، والتعريف ابإلطار وعرض مدوهنة الدراسة. مث الزماين واملكاين لعصر ملوك الطوائف،، يليه التعريف ابملعتمد بن عبهاد،

التعريف ابلتداوليهة.يف شعر األسر عند املعتمد بن دراسة اإلشارايتل ه الفصلصناخصه أمها الفصل األوهل فقد ، وتقسيماهتا إىل إشارايت ؛ من حيث املفهوم واملفاهيم املرتبطة هبا كاإلحالة واملرجعيةعباد

وعملنا على استخرجها وإحصائها وتصنيفها. التعبري عن الذاتية يف اللغة.شخصية رصدان فيها نفصال واالتهصال واالستتار،يف شعر األسر عند املعتمد.حسب احلضور والغياب وحسب اال

املقدمة

ت

وإشارايت مكانية، بتعريفها وأهم املفاهيم املرتبطة هبا، وهي املكان األليف واملكان املعادي، قسيمها وتقدمي حتليل وتفسري لرؤية املعتمد للمكان. ورصدها يف شعر األسر عند املعتمد و

اجلانب النظري من حيث املفهوم واألنواع املرتبطة هبا كظروف وإشارايت زمانية، وقد تناولناه منالزمان واملكان، وقد وجدان تطبيقيا أنه املعتمد ركهز على استعمال املكان الواقعي، والتعبري عنه

حسب رؤيته.

أانه بعرض دوابتلدراسة احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد، فكان الفصل الثاين أمها م احلجاج، احلجاج يف الشعر العريب القدمي، مثه رصد احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن مفهو

وجدان من حيث املوضوعات اهتمامه بذكر أصله اللخمي يف خمتلف النصوص، فدرسنا عبهاد، واحلجاج ابملشرتك، مث تطبيق مفهوم السلهم اجلاجي؛ ن خالل احلجاج ابألصل اللخمي وجتلهياته.

هذا الفصل بط احلجاجية والعوامل احلجاجية. مثه استخراج تطبيقات اجلاج التقوميي.وختمناالروامثه تعرهضنا لدراسة حجاجية القيد عند املعتمد بن عبهاد، واستعمال خمتلف حبجاجية القيد،

ص. مث حجاجية القيد عند شاعري املعتمد أبوبكر الداين وابن التقنيات يف احلجاج ؛ كالتشخيقد وجدان يف املصادر التارخيية املوثوقة كالذخرية البن بسام وانطلقنا فيه من أنهنا الصقلهي. محديس

، احتجاج أهل إشبيلية عن تقييد املعتمد، وتكثيف التعبري عن وقالئد العقيان للفتح بن خاقانرين؛ القيد يف شعره، وارتبط ذكر هذا يف املصادر التارخيية والدراسات السابقة، بسعي الشاع

الستنهاض اهلمم يف شعب إشبيلية وحرهية تنقهلهم وتعبريهم بوصف قيود املعتمد، وشيوع فكرة إقناع ه هذا االستنهاض حملاربة العدوه األجنيب، لكان الشعراء للعامهة، يف موضوعات ختدمهم، إذ لو اجته

ملعتمد واستخراج لألندلس اترخيا آخر، وما يهمهنا هو إيراد القصائد اليت تناولت وصف قيود ا اآلليات احلجاجية الواردة فيها

أفردان الفصل الثالث للحديث عن األفعال الكالمية؛ نشأهتا عند الغرب وجهود أوسنت و وسريل فيها، وأتصيل البحث يف األفعال الكالمية عند العرب من خالل رصد نظرية اخلرب

استخراج األفعال الكالمية يف شعر األسر عند مث وإيراد مفهوم تعديل القوة اإلجنازية.واإلنشاء،املعتمد بن عبهاد، وتصنيفها حسب التصنيف الذي وضعه سريل؛ وقد وجدان منها: التقريرايت،

) الطلبيات (. تالتعبريايت، والتوجيهيا

املقدمة

ث

ابلتأطري النظري برصد مفهوم ، شرعنا فيهدراسة املراسالت الشعريةويف الفصل الرابع قمنا ب راسالت، وطرق التواصل فيها، واملدخل التداويل يف املراسالت الشعرية، ويف اجلانب التطبيقي امل

بكر الداين، شاعريه، ابن محديس الصقلهي وأيببني املعتمد بن عبهاد و درسنا املراسالت الشعرية ورصد خمتلف الضوابط املتحكمة يف هذا اجلنس األديب .وابنه الرشيد. فرتة البحث. لة ابلنتائج اليت توصهلنا إليها خالوختمنا الدراس

وكأيه حبث قد واجهتنا صعوابت، متثهلت يف كيفية التعامل تطبيقيا مع طبيعة املوضوع والعصر الذي ينتمي إليه، وكذا مشكلة ضبط املصطلحات اخلاصة ابملنهج، أو وخصوصية املدونة.

تلك اخلاصة ابجلانب األجناسي من الدراسة.حتليل الطاب املسرحي يف ولتذليل هذه الصعوابت، أعانتنا بعض املراجع األكادميية حنو: "

لعز الدين "العوامل احلجاجية يف اللغة العربية، و" لعمر بلخري " ضوء النظرية التداولية ية("الرسائل األدبية ودورها يف تطوير النثر العريب القدمي ) مشروع قراءة شعر وكتاب " ،الناجح

لصاحل بن رمضان. والذي يعاجل فيه الباحث املفاهيم التداولية تطبيقيا. على مناذج من الرتسهل النثري. " جامعة ابتنة األفعال الكالمية يف القرآن الكرمي" ؛ األوىلتفدان من أطروحيت دكتوراة وقد اس

ن دراسة األفعال . واليت أفدان منها يف اجلانب التطبيقي م2013منجزة عام مد مدور،حمل الكالمية، وخاصة يف حتديد أنواع األفعال الكالمية. وطريقة تطبيق مفهوم القوة اإلجنازية.

شيرت لرحيمةجامعة ابتنة يف تداولية النص الشعري مجهرة أشعار العرب أمنوذجا" والثانية"فهام مثال. يف . وقد أفدان فيه يف التطبيق على غرض الراثء وعالقته أبساليب كاالست.2009عام

الفصل اخلاصه ابألفعال الكالمية. وأخريا ال يسعين إاله أن أتقدهم خبالص الشكر واالمتنان لألستاذ املشرف على األطروحة،

األستاذ الدكتور أمحد بلخضر لتحمهله مضنهة اإلشراف على العمل، ومنحي الوقت واجلهد نتهى إليها.كما أتقدهم ابلشكر ألعضاء جلنة املناقشة واإلرشاد والتوجيه إلمتامه على الصورة اليت ا

على تفضهلهم بقراءة البحث، وتصويب ما فيه من أخطاء ومثالب. وما توفيقي إال ابهلل عليه توك لت وإليه أنيب

ه1437ذي احلجهة 27املوافق لـ 2016سبتمرب 29اخلميس يوم ورقلة الطالبة: عائشة عويسات

املقدمة

ج

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

9

التمهيد

مفاهيم أساسي ة) (يف الدراسة

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

10

مفاهيم أساسية يف الدراسة شعر األسر -1 عصر ملوك الطوائف -2

الصائص املوضوعية لشعر السجون يف عصر ملوك الطوائف -3

املعتمد بن عب اد -4 عرض مدو نة الدراسة -5

التداوليةمفهوم -6

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

11

ر األسر:شع -1هو مركهب إضايف؛ يعين الشعر الذي يقال يف األسر، ولئن كان الشعر معروفا فإنه يف لفظ

األسر ما جيعله حمور الدراسة وعمادها. لذا حيسن بنا التعرهف على املعاين اللغوية هلذا اللفظ واأللفاظ اليت تشاركه الداللة يف نواح ما.

ر": أسرت الرجل أسرا وإسارا فهو أسري ومأسور، واجلمع: أسرى جاء يف لسان العرب يف مادة "أس وجاء يف املخصهص: " أصل األسري أنهه ربط ابلقده فأسره. آي شدهه فاستعمل حىت صار ؛1وأسارى

لئال يفلت، ويستتبع -وهو القيد -وهو ذلك الذي يستوثق منه أخذه ابإلسار .2األخيذ أسريا" ع املطلق لسلطان اآلسر والعجز عن مقاومته.الشده ابلقيد اخلضو

فاألسر هو متكهن العدوه من املرء، وقدرته على التصرهف مبصريه حياة أو موات أو اسرتقاقا فيصبح بذلك أسريه وحبيسه، واألسري هو األخيذ، وأصله من ذلك، وكله حمبوس يف يد أو سجن هو

عمون الطعام على حب ه مسكينا ويتيما يط و ﴿:أسري، وقد وردت لفظة أسري يف قوله تعاىلونلفي أبنه لفظة األسر تنتمي إىل حقل داليله تلتقي فيه مع ألفاظ كالسجن واحلبس .3﴾اوأسي

، واإلسقاط ابليد والتسليم للموت.4اللهتان تلتقيان معها يف معىن توقيف اإلنسان وإمساكه

، يف حني أنه السهجني هو من تعتقله 5األسري هو املأخوذ يف احلربورغم هذا التقارب إاله أنه ويالزم عمليهة األسر التقييد، حيث تتعطهل فيه حركة املأسور ويؤمن جانبه ويسلس 6السهلطة.

قياده.

.19، ص: 4وت ، د.ط، د.ت.مج ينظر: ابن منظور: لسان العرب، دار صادر، بري - 1 .97، ص: 12ه، السفر1216ينظر: ابن سيدة األندلسي: املخصص، املطبعة الكربى األمريية ببوالق مصر، - 2 .08سورة اإلنسان/ - 3 .418. ومادة)سجن(، ص: 152،مادة )حبس(، ص:2004، 4جمموعة من الباحثني: املعجم الوسيط، مكتبة الشروق العاملية، ط - 4 .17ينظر:املرجع نفسه، ص: - 5 .60. ص:1،1985ينظر: أمحد خمتار البزرة: األسر والسجن يف شعر العرب، مؤسسة علوم القرآن ، دمشق،ط - 6

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

12

وقد أطلق العرب صفات متنوعة على أشكال التقييد؛ كالتكتيف والقرفصة واجلرفسة والكرفسة 1.والكردسة

ا اإلنسان إذا ما وقع يف األسر قطع ما بينه وبني احلياة احلقيقية والوجود اإلنساين، وأمسى فكأمنه .ملكا للعدوه يتصرهف به نفسا وجسدا أنه يشاء

وهذا يفضي بنا إىل استنتاج مفاده أنه األسر مبا فيه من الذلهة واملهانة إاله أنهه يؤسهس لوجهة نظر لباحث، هي اختصاصه ابلذين يؤخذون حراب، فاألسري تكون له داللية ال حيسن أن تغيب عن ا

صورة إجيابية لدى نفسه، وعند املعاصرين له والالهحقني به. فهو مل يستسلم بل أجرب مبنطق القوة.وقد كثر يف األدب العريب وقوع الشعراء يف األسر يف مجيع العصور، فيمكن أن نطلق على شعر

ا يف احلرب من الشعراء مصطلح"شعر األسر". وهو ما اخرتانه السجون ختصيصا ابلذين أخذو مدوهنة للدراسة.

ئع على الساحة وهذا هو مناط اختياران يف العنوان ملصطلح " شعر األسر" بدل املصطلح الشاشعر السجون واملعتقالت حملمد "" شعر السجون". يف دراسات كثرية من مثل: األدبية والنقدية

ا دراسات حديثة أو معاصرة. يف حني أنه دراسات أمثال هذه الدراسة زتوقد متيه . زغينة" أبنهتفرهدت ابلفصل بني مصطلحي األسر والسجن وخصوصية التجربة يف كله منهما. حنو دراسة أمحد خمتار الربزة اليت تتبهعت األسر والسجن من العصر اجلاهلي إىل العصر احلديث، وجاءت موسومة

. نالحظ أنه الباحث اهتمه بدراسة موضوع األسر والسجن سجن يف شعر العرب"األسر والبــ:" . ومل يلزم نفسه جبعله جنسا شعرايه

سجن لز بني امنيه الشائعة هي شعر السجون. إال أنناورغم أنه تسمية هذا اجلنس الشعري أمها األسر فيكون فيه األسري يف واألسر يف أن السجن يكون فيه املسجون يف موقف ضعف،

املعارك واحلروب واملواجهات. بعدموقف قوهة.

.20ينظر: املرجع السابق، ص: - 1

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

13

عصر ملوك الطوائف: -2مصطلح أطلق على األمراء الذين استبدهوا حبكم إمارات األندلس بعد تدهور الطوائف ملوك

لقرن اخلامس اهلجري، اخلالفة اإلسالمية، وسقوط دولة العامريهني، وقد امتده ملكهم من أوائل ا، وميتده 1وحىت أواخره، عندما عرب يوسف بن اتشفني البحر إىل األندلس وأزال ملكهم مجيعا

.2هــ484هـ إىل 422اترخييا من مهم فيقول:"وأمها ويصوهر املراكشي صاحب املعجب احلال اليت آل إليها حال االندلس على أايه

عا، وتغلهب يف كله جهة ي ل دعوة بين أميهة، فإنه أهلها تفرهقوا ش حال سائر األندلس، بعد اختالب منهم ما تغلهب عليه، وتقسهموا ألقاب اخلالفة، فمنهم من تسمهى تغله متغلهب، وضبط كله م

ابملعتضد، ومنهم من تسمهى ابملأمون، وآخر تسمهى ابملستعني واملقتدر واملعتصم واملعتمد واملوفهق ذلك من األلقاب اخلالفية. ويف ذلك يقول الشاعر:واملتوكهل إىل غري د فيها ومعتض يزه دين يف أرض أندل س س ماع مقت در م ا

3كي انتفاخا صولة األسدة يف غي موضعها كاهلر حيألقاب ملك

، 1ليب وشركاه، القاهرة مصر، طاحلاملاين ل كيالين، مكتبة ومطبعة عيسىينظر: دوزي : ملوك الطوائف ونظرات يف اتريخ اإلسالم، تر: كام -1

.06.ص :1932 : األدب يف األندلس واملغرب منذ الفتح اإلسالمي إىل آخر عصر ملوك الطوائف. دار العلم 4ينظر: عمر فروخ، اتريخ األدب العريب ، ج - 2

.385، ص: 1981، 4للماليني، بريوت،طغرب، تح: حممد سعيد العراين، اجمللس األعلى للشؤون اإلسالمية ابجلمهورية العربية ينظر: عبد الواحد املراكشي: املعجب يف تلخيص أخبار امل - 3

.123. : ص:1963املتحدة، د.ط.

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

14

إاله أنهه زاخر -ز اثنني وستهني عاماحيث ال تتجاو –ورغم قصر املدهة اليت شغلها من التاريخ سبب احلركية اليت متيهز ، وهي ما يهمهنا يف هذا السياق، ابملظاهر احلضارية والثقافية واألدبية خاصة

.هبا هذا العصرويصعب ضبط عدد دويالت الطوائف وضبط مددها، فقد توىله نـفر من ملوكها مدان خمتلفة

ن بعضهم أثناء ذلك ينتزع بعض هذه املدن من بعض، وكذلك كان ملوك يف أزمنة خمتلفة، وكاعلى عدد من هذه املدن، وقد وصل عددها إىل ثالث -بني احلني واحلني -النصارى يستولون

وعشرين دويلة؛ نذكر منها:

:دويالت العامري ني)أعقاب املنصور بن أيب عامر ومواليه(فكانوا أقدر الناس على االستبداد ابملقاطعات املختلفة، ألنم الذين كانوا فتياان من الصقالبة،

م املنصور –كانوا قادة ورؤساء حرس. وكان نـفر منهم ة على املدن اليت استبدهوا هبا؛ –منذ أايه واله نذكر من أصحاب هذه الدويالت:

دول الصقالبة ومن انضم إليهم من موايل العامري ني:: خلفه عليها ابنه إقبال الدولة واجلزائر الشرقية)ميورقة ومنورقة ايبسة( العامري يف دانية جماهد علي.

كان يف بلنسية. :عبد العزيز حفيد املنصور بن أيب عامرهــــ، مث 431وانتقلت املرية إىل زهري الصقليب عام الفىت خيان الصقليب العامري يف أملرية:

أبو حيىي حممد بن معن هـــ، مث وىله ابنه 443إىل هـــ 433من عام معن ابن صمادح انتقلت إىل هـ، فكانت مدة حكمه واحد وأربعون عاما 444سنة ابملعتصم ابن صمادح امللقهببن صمادح

اته. وقد أسقطه يوسف بن اتشفني يف جوازه الثالث إىل األندلس. وكان أديبا قضاها يف حروبه ولذه 1شاعرا فحفل بالطه برجال األدب.

:اربةاملغ دول

.57. ص:1997ينظر: إحسان عباس: اتريخ األدب األندلسي عص الطوائف واملرابطني، دار الشروق عمان، - 1

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

15

هــ، ومل تزدهر اآلداب 487هـــ إىل 427دام ملكهم من دويلة بين ذي النون يف طليطلة: -1الذي كان شديد البخل، ويف عهد ابنه إمساعيلوالفنون حول بين ذي النهون؛ خاصة فرتة حكم

لفضل تقرهب بعض الشعراء والكتهاب إىل بالطه؛ أمثال: ابن شرف القريواين، أبو احيىي املأمون 1البغدادي، الوشهاح الطليطلي.

، مثه خلفه حب وس بن ماكسني بن زيري الصنهاجي: حيث غلب عليها بنو زيري يف غرانطة -2 2. وقد استوزر كاتبا يهوداي امسه ابن نغرالة.ابديسابنه

3.قصده بعض املدهاحني مثل ابن عمهاريف نضة العلوم والفنون، أشهر حكهامها كان للدولة أثر دويلة بين األفطس يف بطلي وس:-3

وكان عاملا لبيبا وأديبا شاعرا وبطال شجاعا. وله كتاب حيمل امسه يف مخسني حممد بن املظف رملتقى األدابء والشعراء؛ من أبرز املتوك لوابنه املظف روكانت حضرة بطليوس فرتة حكم 4ا.جملهد

د البطليوسي وأبو بكر بن قزمان األكرب، ومن أبرز شعرائها: كتهاهبا: أبو بكر عبد العزيز بن سعي 5.عبد اجمليد بن عبدون

دول األسر العربية:

هــــ 410، وقد طال حكمهم من: املنذر بن حيي التجييب: أوههلم دويلة بين هود يف سرقسطة-1الذي كان" ملقتدر ابهللاهــــــ، ألنم كانوا بعيدين يف مشال األبدلس. من أشهر ملوكهم 540إىل

حمبها للفلسفة والرايضة والفلك، واملؤمتن الذي كان ابرعا يف العلوم الرايضية قد ألهف كتااب أمساه غ، ابن حسداي، وابن ابجة "االستكمال""، ومن أبرز كتهاب دولة بين هود أبو املطرهف ابن دابه

.74ينظر: املرجع نفسه . ص: - 1 .387، ص: 4ريخ األدب العريب جينظر: عمر فروخ : ات - 2 .75ينظر: إحسان عباس: اتريخ األدب األندلسي عصر الطوائف واملرابطني، ص: - 3 .57، ص: ينظر املرجع السايق - 4 .387: ، 4ينظر: عمر فروخ: اتريخ األدب العريب، ج - 5

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

16

ى الطرسوين. وانقطعت أخبار هذه الدولة الفيلسوف. ومن مدهاحهم ابن خري التهطيلي، وابن معل 1هـــ.540سنة أبو جعفر أمحد سيف الدولة املستعني ابهللبقتل آخر حكهام بين هود

احلكم يف قرطبة عندما انتخبه الناس أبو احلزم ابن جهور: اعتلى دولة بين جهور يف قرطبة-2د من أهل الرأي يف إطار الــــحكم على أساس إلغاء فكرة اخلالفة، لتكون البالد برائسة واح

ومتكهن أبو احلزم من التحكم يف تلك الفوضى، والتزم ابستشارة أهل اجلماعة فكان ال 2اجلماعي. 3يصدر أمرا إاله ابلرجوع إليهم"

وسار سرية أبيه يف سداد الرأي ونفاذ البصرية، أبوالوليدهــ، خلفه ابنه 435وحني تويفه عام عبد تعد عن روح النظام اجلماعي، حني قسهم األمر يف حياته بني ولديه؛ فكلهف األوهل إاله أنهه اب

ابلشؤون العسكرية، وحني تقدهمت به السهنه، عبد امللكابلشؤون املدنية وكلهف ابنه الثاين الرمحنبارية يف "استبده ابنه عبد امللك ابألمر دون أخيه، واشتطه يف احلذر منه،ففرض عليه اإلقامة اإلج

بيته"، وقد أحاط عبد امللك نفسه جبماعة السوء، وكان منهم جواسيس وعمالء لبين عبهاد أصحاب إشبيلية، الذين كانوا بتطلهعون إىل ضمه قرطبة إىل مملكتهم" وكانت فرصة بين عبهاد لتحقيق

بن عباد فأمدهه فاستنجد عبد امللك ابملعتمد .قرطبة""حلمهم، مبناسبة غزو املأمون بن ذي النون جبيش جعل زحف ابن ذي النون ينسحب، فدخل جيش إشبيلية قرطبة، وأخذت اجلموع هتتزه بسقوط عبد امللك وابملعتمد بن عباد ملكا. ويف غمرة هذه الفوضى واالضطراب هجم ابن مرتني قائد جيش اإلشبيليني على عبد امللك وأخيه عبد الرمحن وأبيهما الشيخ أيب الوليد وسائر

هــ.461انتهت دولة بين جهور.عام فوهم إىل جزيرة شلطيش" وبذلك أنصارهم" فاعتقلوهم وحن وقد أتتهى حلكهام بين جهور بقرطبة ما مل يتأت لغريهم، وخاصهة أبو احلزم، من مساملة من

يفصل بينهم يف يليه، وانسحاب العافية على بلده مدهة واليته، فكان لرؤساء الطوائف مبنزلة األب؛القضااي، يشفع يف احلوائج، ويصلح بينهم يف املنازعات.ومل ميتهع ابن عبهاد مبا حصل عليه من منيحة

.59إحسان عباس: اتريخ األدب األندلسي، ص: :ينظر - 1 الدين ابن اخلطيب: أعمال األعالم فيمن بويع قبل االحتالم من ملوك اإلسالم وما يتعلهق بذلك من الكالم، تح: سيهد كسروي ينظر: لسان - 2

.172.171حسن، دار الكتب العلمية بريوت لبنان،د.ط.د.ت. ص: .187ينظر: املرجع نفسه ، ص: - 3

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

17

قرطبة، بل نقصه سرورها لـمها قتل ابن عكاشة الظافر ولد املعتمد، مثه قتل ابن عكاشة، لتعود قرطبة مه. 1إىل املعتمد إىل آخر أايه

أكرب دويالت الطوائف وأشهرها وأكثرها أثرا يف حياة األندلس يف إشبيلية:دولة بين عب اد يف -3

مهم) شاعرا إاله أنه قضى معظم أايمه يف حرب جريانه، املعتضدكان 2هــــ(.484 -هـــــ 414أايهحارب ابديس الصنهاجي صاحب غرانطة، وكان يف كل مرهة يوسهع مملكته، إذ استوىل على غرب

ا إىل ذلك، كما اهتمه ابجلانب العمراين، يقول لسان الدينملة وجبل العيون، و األندلس كشلب ولب:" فابتىن القصور، واعتمر العمارات الـــمغلهة، واكتسب املالبس الفاخرة". وخلفه ابنه ابن اخلطيب

ة، وقد استقطب ، الذي يعده أكرب شاعر أمري يف عصره، وكان حسن السرية رفيقا ابلرعيه املعتمدط املعتمد بن عبهاد عددا كبريا من الشعراء والــكتهاب ومشاهري األدب والعلم، نذكر منهم: ابن بال

زيدون، ابن عمهار، ابن اللبهانة، ابن محديس، عبادة القزهاز، ابن عبد الصمد، عبد اجلليل ابن وهبون. وعشرات غري هؤالء.

ف يف إاثرة الفنت بني بعضهم البعض وبرغم هذه القوة اليت كانت موجودة عند ملوك الطوائ م من دون استثناء" دفعوا اجلزية مللك الفرجنة، حىت وصلوا إىل حالة من الضعف، مل يكن غري أنه

مبقدورهم معها مواجهة الفرجنة؛ الذين أخذوا يهدهدون اإلمارات اإلسالمية بل استولوا على بعض 3.منها"

ينة طليطلة من بالد األندلس، وأخذوها من املسلمني هـ استوىل الفرنج على مد478ويف سنة فبكاها الشعراء وهي من أكرب البالد وأحصنها، وبسقوط طليطلة سقط احلصن املنيع لألندلس،

م أصبحوا فريسة سهلة أللفونسو وأصبحت ملك قشتالة. 4وأدرك ملوك الطوائف متأخهرين أنهد ضى من ملوكها ابلضريبة املعتادة. وشرع يهده الذي مل يعد ير األندلس على مشهد منه .وهو

.147.146ينظر: املرجع نفسه ، ص: - 1 .388، 387.ص: 4: اتريخ األدب العريب ،جينظر: عمر فروخ - 2 .365،ص:4.ج1968ينظر: املقهري: نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب، تح: إحسان عباس، دار صادر بريوت، د.ط. - 3 ينظر: دوزي: ملوك ألفونسو:مساه املسلمون األذفونش وهو ألفونسو السادس ملك ليون وقشتالة وغاليسيا وانفارا، وقد عاصر ملوك الطوائف، - 4

. 262الطوائف، ص:

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

18

املعتمد ابلسهري إىل قرطبة ومتلهكها، وأن يسلهم إليه مجيع احلصون اليت يف اجلبل ويبقى السههل حدق مبلكه، فلم ميض قليل حىت أعلن عتمد ذلك، وجزع إذ شعر ابخلطر الـــم للمسلمني. فرفض امل

نه هذا أن يرده إليه شيئا ممها أخذ، وأحسه أمراء الطوائف أبألفونسو احلرب على املعتمد، حني أىبوأمجعوا أبن يكونوا صفا ضده عدوههم، واتهفقت كلمتهم بعد الرأي العدوه سوف جيتاح ملكهم.

واملشورة، على استصراخ إخوانم املسلمني يف إفريقية، فاستغاثوا بيوسف ابن اتشفني أمري .1املرابطني

بحر إىل وكان املرابطون آنذاك يف أوج عزههم وسلطانم، فاستجاب لندائهم وعرب ال : وقعة الزال قة.وتكوهن جيش عظيم على رأسه يوسف بن اتشفني من جهة هـ479األندلس ألوهل مرهة عام

قة وهي املرابطني، واملعتمد بن عبهاد من جهة األندلسيهني، وساروا ملالقاة عدوههم القشتايله يف الزال وس، والتقى اجلمعان يوم اجلمعة ودارت فيه الدائرة على القشتاليهني" ورجع ي ل ط قرب ب موضع

يوسف بن اتشفني وأصحابه من ذلك املشهد منصورين مفتوحا هلم وهبم، فــــسر هبم أهل وعاد األندلس، وأظهروا التهيمهن أبمري املسلمني والتربهك به، وكثر الدعاء له ابملساجد وعلى املنابر.

يوسف إىل بالده؛ لكن مل ميض وقت طويل حىت عاد إىل األندلس وقام ببعض املعارك فيها. يف هـ .مثه رجع إىل إفريقية وقد رأى بنفسه ما بني ملوك األندلس من تباغض وفرقة بعد أن ترك 481

ه الثالث إىلهـ كان جواز 484س. ويف سنة فرساان من ذوي اللهثام يرابطون يف ثغور األندلاألندلس، فقضى املرابطون على ملوك الطوائف ابألندلس، وثـلوا عروشهم. وانتهت هبذا الفرتة التارخيية املسمهاة عصر ملوك الطوائف ابألندلس، لتستقبل هذه األخرية حكهاما جددا هم

.استمره الوجود اإلسالمي ابألندلس املرابطون، ولو مل ينتقل املرابطون حلكم األندلس ملا

ه(. أبو يعقوب أمري املسلمني وملك امللثهمني، غزا 500 -هـ410هو يوسف بن اتشفني بن إبراهيم املصايل الصنهاجي اللمتوين احلمريي ) - 1

وت، ،تح: إحسان عباس، دار صادر بري انالزماألندلس فصاحله أهلها على الطاعة، تويفه مبراكش . ينظر ابن خلكان: وفيات األعيان وأنباء أبناء . 112، ص: 7.: مج 1978د.ط،

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

19

يف هذا العام هتاوت عرش ملوك الطوائف فقد قتل املتوكل وابنه، ومات املعتصم، وفره ابنه إىل بين محهاد يف الشمال اإلفريقي، وقبض على ابن زيري صاحب غرانطة، كما قبض على صاحب

1إشبيلية املعتمد بن عبهاد.ا استأثرت بكثري العصر هذا ولئن مل تكن مأساة املعتمد هي الوحيدة يف األندلس يف ، غري أنه

من األدب احلزين وشعر التفجهع، واهتمه هبا األدابء والشعراء أكثر من اهتمامهم ابملدن الدائلة، حسب الوضع العام آنذاك، ألنه سقوط املعتمد كان يعين سقوط األمري وسقوط اإلمارة وسقوط

املدينة يف نفس اآلن.

:سجون يف عصر ملوك الطوائفال لشعر الصائص املوضوعية -3

:احلياة األدبية يف هذا العصر -1

إنه هذه احلركة السياسية الدائمة الىت عاشت فيها الشعوب يف فرتة حكم ملوك الطوائف إىل استقالل كله ملك من ملوك الفتنة وقبلها، كانت فوضى سياسية وعدم استقرار، بداية من

قد عصفت مبصري املسلمني واألدابء منهم على اخلصوص، فقد الطوائف بـــــملكه،وإن كانتعادت ابخلري على احلياة الثقافية واحلضارية عموما، واحلياة األدبية خصوصا، إذ متيهزت بتعدهد مراكز النشاط الثقايف وتنوهع بيئاته، إذ أصبحت كله مقاطعة من حواضر ملوك الطوائف عاصمة ثقافية

يف مراتب ثالثة. فمنهم الذين تبوهؤا فأصبح الشعراء لنيل جوائز األمراء. وفكرية، يؤمهها الشعراءفكان ذلك من بني املناصب العليا كالوزارة، ومنهم من كانوا منتمني إىل بالط حمدهد ال يفارقونه،

أهمه عوامل متتني العالقة بني الشاعر واألمري، حيث أصبح كله أمري حباجة إىل ختليد جمده ابلشعر، ظيم شأن مملكته أمام أمراء بقية املدن، فاشتده التنافس بني األمراء يف تشجيع الشعراء وتقريبهم وتع

ومنهم إليهم ابلعطااي واألموال" فكانت فرتة ملوك الطوائف من أزهى عصور األندلس األدبية". وبح إبمكانه أن كان من بني النتائج اإلجيابية هلذا الواقع اجلديد؛ أنه الشاعر أصحيث 2الطوهافون

.333ينظر: سعد إمساعيل شليب: البيئة األندلسية وأثرها يف الشعر عصر ملوك الطوائف، دار نضة مصر للطبع والنشر.د.ط.د.ت. ص: - 1 .7.666عصر الطوائف واملرابطني ، ص: ينظر: إحسان عباس: اتريخ األدب األندلسي - 2

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

20

ت احلال يف واحد خيتار من بني هذه الدوبالت البالط األكثر حتقيقا لطموحاته، حىت إذا ما تغريهوانتقلت العالقة بعد أن كانت يف الشعرية العربية إىل غريه، حيث جيد الرضا والقبول.منها تركه

يشكهل كله طرف منها حتميهة ويف التاريخ األندلسي، من الوالء والطاعة إىل املنفعة املتبادلة، وجودية للطرف اآلخر.فكانت شخصية الشاعر توهاقة للتحرهر ابحثة عن إثبات الذات.

: االهتمام ابلشعراء -2

ته متابعة شؤون الشعراء كان املعتضد قد أحدث ديواان خاصها ضمن دواوين الدولة، مهمه التربع على الشعراء. والشاعر مل يعرف وترتيب أوقات إنشادهم، وكان على قسوته وشدهته كثري

االستقرار يف احلياة االجتماعية، فكان عليه أن يكون من املقرهبني إىل بالط امللك، حىت ال يعاين يف كسب قوت يومه، وأن يضطره إىل االعتماد على شعره يف التكسب واالستجداء. وهذا التقرب

س األمراء، وكان الواحد من الشعراء جيمع كان من خالل الظفر ابملأوى والصالت، وحضور جمالبني الوزارتني : الكتابة والشعر، فيلقهب بذي الوزارتني، "ويتهخذه امللك ندميه وشاعره ومـــدبهر

1مملكته".

: خصائص شعر السجون املوضوعية -3

ام كثريا ما كان الشاعر يدفع مثن التقرب إىل األمراء ابلدسائس واملؤامرات، وكان ال ثمن هو اهتهالشاعر ابخليانة، أو ابلزندقة واخلروج من الدين فكانت األسباب اليت تؤدي ابألمري ابلزهج يف السجن شاعره ومادحه ونديــمه بل ووزيره، وقد عاش حمنة السجن عديد الفقهاء، واألدابء،

والكتهاب، والشعراء.

ى الدارس أن حيصيها، ولئن تنوهعت بني عل من العسري علاض يف السجن، جيتعدد األغر اإلحساس ابلفقد وبثه آالم الغربة، والنزعة التأمهلية. إاله أنه هذا الشعر مل ينفصل عن العامل

جي، وبقي الشعراء يتواصلون مع هذا العامل ابلشعر أوهال، وابألغراض اليت ينزعون إليها، ر اخلا بوالئهم له. ليتمكهنوا من التحرهر، أو ليشعروا احلاكم

.107ينظر: املرجع السابق،ص: - 1

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

21

، 1وللتعرف على خصائص شعر السجون يف هذه الفرتة سنتناول ابملثال شاعرين مها: ابن زيدون 2.وابن عمهار

القيود:وصف -1

إنه القيود هي الرمز الذي أرعب الشعراء وغريهم وأذهلهم ، وكان الشيء الوحيد الذي ال جتده ؛ ويف ذلك الثقل وإصدار األصوات املزعجةخارج السجن، إضافة أىل ما متيهزت به القيود من

يقول ابن عمار:

ديضج يت يف س الس لي و قي و كي واجنذب يف صالصل الرعد حت

وقوله من نفس القصيدة:

ودوأان الي وم حتت ظل عقاب لق وة م خوت اجل ناح صي

1م روع ال خاطرم زؤود ظ أت قيها بناظر خاف ق الل ح

رافق ابن زيدون تقلهبات األوضاع السياسية يف األندلس، فشهد سقوط الدولة األموية وقيام دويالت ملوك الطوائف.وهو أبو ابن زيدون: - 1ؤيهد، وشهد عصر الفتنة،وينتمي إىل عائلة مثقفة هـــ،يف خالفة هشام امل394الوليد أمحد بن عبد هللا املخزومي الشهري اببن زيدون،ولد بقرطبة سنة

عداء سامهت يف تنشئته. وقد أحبه ابن زيدون والهدة بنت املستكفي،وكان الوزير ابن عبدوس ينافس ابن زيدون إىل قلب والهدة، حىت وصال إىل المه ابخليانة، فسجنه، ففره من السجن، مثه الظاهر، فاستطاع ابن عبدوس وأعوانه أن يوقعوا بني ابن زيدون وأيب احلزم ابن جهور ملك قرطبة الذي اهته

ألب ترك اتهصل أبيب الوليد بن جهور الذي تسلهم احلكم بعد موت أبيه، فجعله وزيره وممثهله لدى امللوك. وخوفا من أن يقع مع االبن ما وقع مع ااملعتمد الذي خلفه ابحتالل قرطبة. وبقي إىل جانب املعتمد حىت أرسله ابن زيدون قرطبة،واتهصل ابملعتضد بن عبهاد ملك إشبيلية، مثه أغرى ابنه

هـــ. وترك ديوان شعر ضخم يف الغزل 463فاشتدهت عليه احلمهى ومات إبشبيلية ودفن هبا عام -بتدبري من ابن عمار -لتهدئة األوضاع يف إشبيليةزيدون : ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، دار الكتاب العريب، بريوت، والراثء والوصف والشكوى واملديح والعتاب واالعتذار. ينظر: ابن

. وما بعدها 14 . ص:1994، 2ط

صحب املعتمد بن عبهاد من الصهبا، حىته كانت 2هـ.422: ذو الوزارتني أبو بكر حممد بن عمهار أبو بكر، من أهل شلب، ولد سنة ابن عم ار - 2

ينظر: الفتح بن ن داخله العجب، فسمت به نفسه إىل الــملك، وكان أن قـتـله املعتمد بيده، بساطور كانت معه. له مكانته اخلاصهة عنده، إىل أ، ص:ص: 1. ق2010. 1خاقان: قالئد العقيان وحماسن األعيان، حققه وعلق عليه: حسني يوسف خريوش، عامل الكتب احلديث، إربد. ط

253.

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

22

فالشاعر عاجز ضعيف ينقاد لقيوده الثقيلة، وال يكاد ينطق ألنه صوهتا وحركتها أصدرت ديث عن القيود أييت لوصف املعاانة واهلول الذي يعانيه ضجهة طغت على ما سواها.واحل

الشاعر، فبعدما كان قريبا من احلاكم، حيله به الذله واهلوان الذي ترمز له القيود، ويتعطهل حىته عن احلركة البسيطة.

:طلب املراسلة -2

حلله والعقد، وهي من بني أهمه العوامل يف االتهصال ابلعامل اخلارجي، واالستنجاد أبهل ا ، لوقوفهم على حال للتدخهل عند احلاكم، للتكلم يف أمر املسجونني، أو مراسلة األهل واألصدقاء

نهم عليه، أو يبثههم حزنه.السجني، وليطمئ

وهذا ما شجهع عى ازدهار املراسالت الشعرية، إذ كان الشعراء يف سجونم ميلكون األوراق مهم الفرص ساحنة للتواصل مع العامل اخلارجي لعدهة أغراض؛ واألقالم للكتابة، وكانت أما

كالشكوى واالستعطاف لذوي العقد واحلله، أو مراسلة األصدقاء واملعرف طلبا للدعم املعنوي، أو مراسلة األهل لبعث االطمئنان فيهم، وحماولة التأثري يف احلكهام من خالل ما يذيع من هذا الشعر

الوجداين.

:2ار يطلب املراسلة من صديقه أيب الفضل بن حسداي الشاعر يستزيره فيهافهذا ابن عمه

ر كالطل يوقظ انئم الز ه أدرك أخ اك ولو ب قافية

يف غي م وماة وال حبر فلقد تقاذفت الر كاب به

. ص: 1.م4. ق1997: الذخرية يف حماسن أهل اجلزيرة، تح: إحسان عباس، دار الثقافة بريوت لبنان، د.ط. ينظر: ابن بسام الشتنريين - 1374.373.

.401. ص: 1.م2ينظر: ابن بسام: الذخرية، ق - 2

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

23

: االستعطاف واملدح -3

جيعل املمدوح يزجي العطااي على مادحه، فإنهه فإذا كان املدح، يلني القلوب يف غري السون، و أدعى يف السجون، خاصة إذا أضيفت إليه ملسة من االستعطاف، الذي سيعمل على التأثري يف احلاكم، ويستعطف املسجونون سجهانيهم، ومزجوا هذا االستعطاف ابملدح، وكانت آماهلم يف

التحرهر قائمة. وهذا ابن عمهار يستعطف املعتمد.

:1ابن عمار يقول

وعذرك إن عاقبت أجلى وأوضح سجاايك إن عافيت أندى وأمسح

فأن ت إىل األدىن من هللا أجنح وإن ك ان بني الط ت ني م زي ة

عداي ولو أثن وا ع لي وأفصحوا حنانيك يف أخذي برأيك التطع

خيوض عدو ي الي وم فيه وميرح ائي أن عندك غي مافإن رج

وال ينفع االستعطاف دائما إذا كان خطأ املسجون ال يغتفر كاخليانة السياسية. ويقول املراكشي عن لكفه " لو توسهل ابن عمهار إىل الدههر، لنزع عن جوره، أو إىل الفلك صاحب املعجب:

2رقى مل تنجع، ودعوات مل تسمع، ومتائم مل تنفع."دوره، ولكنها كانت

:3وهذا ابن زيدون يستعطف أاب احلزم ابن جهور يف قوله

ر قد يودع اجلفن حد الص ارم الذك عجب إن طال يف السجن إيداعي فال

عن كشف ضر ي فال عتب على القدر الرضى قدر –أاب احلزم –وإن يثبط

.420.ص:1.م2ينظر: املرجع السابق ، ق - 1 .185ينظر: املراكشي: املعجب، ص: - 2 .40ون ورسائله،شرح وحتقيق: علي عبد العظيم، دار نضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، د.ط.دت.ص: ينظر: ابن زيدون: ديوان ابن زيد - 3

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

24

لين أوزارها وزري غيي حيم ارى كبائرها يت جما للذنوب ال

يه على حذر جن ومل أبت من ت أت يه على ثقة من مل أزل من ت

عرب كربى من ال هلذه العربة ال م كل هحرمت منه وحظ الناس

رد الص با بعد أيفاء على الكرب م أسألك متنعا ال تله عين فل

شخصي أبن جعل نفسه سيفا صارما، مث يستعطف أاب احلزم ميزج ابن زيدون بني الفخر ال ويرى أنه للقدر دخال يف أتخر حتريره من السجن، فهو صاحب اقرار فيه، ويقارن ذنبه بذنوب

أشخاص آخرين قد يعفو عنهم أبو احلزم.

وقد أييت ابملدح فيعلي من شأن املمدوح ليتمكن من استعطافه وحتقيق مأربه منه، يف قوله:

ل على جانب تنأى به العال سه ال حزم إين يف كتابك مائلأاب

بنع ماك موسوما وما أان ابل غف ل أع د ك للج لى وأمل أن أرى

سجاايك أن متليملا كان بدعا من دا خطيئ ة ولو أن ين واقعت عم

مسيلمة إذ قال: إن ي من الرس ل رب الفجار ومل أطع فلم أستثر ح

ومثلك م ن يعف و ومالك من مثل و به نشوة الصب ا ومثلي قد هتف

1ي قلين عقلأشاد هبا الواشي ويع هاين هناي عن اليت وإين لتن

ويستشفع ابن عمار أبناء املعتمد ليفدوه عند أبيهم فيكتب للراضي:

.267.266ينظر: املرجع السابق ، ص: - 1

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

25

هاخلعت عليه من مسات أبيه ي فقلت لعل قالوا أتى الراض

بلي من رضاه ومن أمان أخيه سى املؤي د واه فأل جرى فع

1بنيه م نا ب شكرا له وتي ي يف الثرىقالوا نعم فوضعت خد

يتخذ من أمساء الراضي واملأمون فأال حبصول الرضا واألمان الذي سيمنحه إايه املعتمد لو فاحته ولداه يف موضوع ابن عمهار، فيشكر املعتمد ويتيمهن ببنيه الذي ساعدوه.

وكتب للمأمون:

أو قلت ما يف نفسه يكفيين أمون ة املهال سألت شفاع

يسري النسيم هبا على دارين حي ة ما ضر لو نب هته بت

2يوم اجلالد احلني بعد احلني وهززت منه فقد يقل ب سيفه

ج ذلك مع املدح، فهو ميدح املأمون، وال يرى ضريا أن يسأله الشفاعة عند أبيه صراحة، وميز .خاصة يف الشجاعة وقت النزال

الشكوى: -4

وتعده مدخال هامها يف شعر السجون، واهلدف من استعماهلا هو التعبري عن التواء احلال وسوء العاقبة، وختتلف الشكوى عن االستعطاف، يف أنه الشكوى املخاطب فيها عام، أمها االستعطاف

فاملخاطبون فيه حمددون

.423، ص: 1، م2ينظر ابن بسام : الذخرية ، ق - 1 .424ينظر: املرجع نفسه ، ص: - 2

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

26

هتم، فلم يعودوا ميلكون إن الشعراء حني يشكون، ال جيدون غري الشكوى سبيال للتعبري عن أانهمن أمرهم شيئا، وأصبحت األقدار تقودهم إىل السجن، تلك احلقيقة اليت يعيشونا بسبب

أخطائهم؛ على حده قول ابن عمهار:

را قبيال فينفذه أم دبي ملك املرء من أمره وهل ي

1وإن كان ابلدهر صب ا بصيا تم يعمي الفىت هو القدر الع

2ويشكو ابن زيدون حاله يف رائيته؛ فيقول:

ر حمض العيان الذي ينيب عن الب من يسأل الناس عن حايل فشاهدها

برق املشيب اعتلى يف عارض الشعر طو برد شبايب كربة وأرى مل ت

ض غي مهتصر يبة غ وللشب هد الص با كثب قبل الثالثني إذ ع

ا ل ررار األسى مشييب طائر الش ن ة وعة يف الصدر قادح ها إهن

رب املكروه ابلغمر غمرا فما أش رزااي لقد شافهت منهلها اي لل

رارة مث انلتين على غرر غ تين ما نذرت هبا حوادث استعرض

ضي سنوات شبابه يف غيابة السجن، بسبب حوادث الدهر واملؤامرات اليت كان فهو يشكو أنهه مي دره، وتزيدها انر األسى اشتعاال.ضحيهتها، فتشعل اللوعة ص

احلنني إىل املاضي: -5

.416ينظر: املرجع السابق ، ص: - 1 .254.253زيدون: ديوان ابن زيدون ورسائله، ص: ينظر: ابن - 2

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

27

إنه مرجع التأمل يف السجون، هو تذكهر املاضي، الذي ينسى الشاعر كله ما فيه من صعوابت، لظروف اليت ميكن أن يعيشها. وخييهل إيه أنه هذا املاضي لن يعود ويصوهره يف شعره أبنهه أفضل ا

يف أيس كثري.

1:قول ابن زيدونإنه الشاعر يف سجنه حينه إىل ماضيه، وإىل أحبهته فيه.ك

واملىن يف هبوب ذاك النسيم اهلوى يف طلوع تلك النجوم

مستدي م لو ي دوم السرور لل ي سر ان عيشنا الرقيق احلواش

فهو يتمىنه دوام العيش الذي سرهه، وأبنهه كان عيشا يناقض قسوة احلاضر، فهو حيفل 2وقوله:ابلرقهة.

ر إال ذكرتك ذكر العني ابألث ما جال بعدك حلظي يف سنا القمر

أن ال على ليلة سارت مع القمر وال استطالت ذماء الل يل من أسف

التأمهل يف ظواهر الطبيعة، وكونا تذكهرهم مباضيهم ومن فيه. فالليل والقمر ويدفعهم السجن إىل كان عندمها تفسري بليايل األنس، أمها يف السجن يف نوافذ يطله منها الشاعر على ماضيه وأيسف.

الفخر: -6

األان إنه العزلة والوحدة، حتمالن الشاعر على التأمل، فالذات الشاعرة يكون لديها تضخهم يف تعربه عنه من خالل الفخر، وابالعتماد على استذكار املاضي.

يستمده الشاعر من سجنه روح التسامي، فبقاؤه مع ذاته زمنا جيعله حمور الكون، وجيد يف 1الفخر منفدا إىل ذلك؛ يقول ابن زيدون:

.278ينظر: املرجع نفسه: ص: - 1 .250ينظر: املرجع نفسه، ص: - 2

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

28

طر ألماين ضائع الإين معىن ا امت املراتح خاطره ال يهنأ الش

أم الكسوف لغي الشمس والقمر اح بنجم األرض عاصفة هل الري

وقد يودع اجلفن حد الصارم الذكر إن طال يف السجن إيداعي فال عجب

يهنؤون إنه السجن ابلنسبة إىل ابن زيدون فرتة عابرة، وهو ضده الشامتني واملتآمرين، الذين بسوء حاله، ويضرب املثل ابلياح اليت ال تغريه مكان األرض مهما عصفت، أو كالكسوف الذي ليس مالزما للشمس أو القمر، ويرى نفسه سيفا صارما، والبده هلذا السيف من أن يودع يف غمده

بعض الوقت.

: احلكمة -7

فتفيض روح احلكمة اليت زن: فتسمو روح التأمهل عند الشاعر،وهي من نتائج الوحدة واحل ألمور ومراجعته حلياته قبل السجن.استمدهها من خربته اب

يجنح الشعراء يف السجن إىل احلكمة، وداعيها التأمل والوحدة، يف اليت تفتح عليهم فهم الدوافع ف 2وردود األفعال.يقول ابن زيدون:

ا أشرف ابمل اس على اآلمال ي رء رب

راس ويرديك احت لولقد ينجيك إغفا

اس فاملقادير قي ام واحملاذير سه

ولكم أكدى التحاس ود دى قعولكم أج

باس متعة ذاك الل ن نلبس الدنيا ولك

.254ينظر: ابن زيدون: ديوان ابن زيدون ورسائله، ص: - 1 .274.273ينظر: املرجع السابق ، ص: - 2

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

29

، فاليأس أشرف لإلنسان من عقد الرجاء، وقد ينجهي املرء إغفاله للظروف وسكونه إىل حني فالقعود عن التذكري بنفسه كله حنب أجدى من االلتماس وطلب العفو، الذي قد جيره إىل اهلالك

بسبب احلرتاس واحلذر، يف زمن ال ختطئ فيه املقادير سهامها.

شاعر هذه هي أهمه خصائص شعر السجون يف عصر ملوك الطوائف؛ وتبقى خصوصية كله ض اآلنف ذكرها. وإن كانت توجد خصائص أسلوبية تفرض نفسها، حيث يتفاوت تواتر األغرا

وأكثر ما يهمهنا هو أنه هذه اخلصائص اليت جندها ولغوية هلا دالالهتا، عند دراسة شعر السجون؛يف املراجع بصورة منطيهة، ميكن أن جند هلا تصنيفا يتالءم به مع الدراسة التداولية اليت تعىن بطرق

د؛ وعليه فإنه هذه اخلصائص تصنهف ضمن درجات التداولية استعمال اللغة للتعبري عن القصالثالث؛ مثال نصنهف احلنني إىل املاضى وذكر املكان والزمان يف اإلشارايت، ونصنهف احلديث عن القيود واالستعطاف يف احلجاج ملا هلا من توجهه إىل االستمالة واإلقناع، ونصنهف طلب املراسلة

أفعال الكالم. إاله أنه هذه املبادىء سيتمه تطبيقها على مدوهنة واملدح والشكوى واحلكمة يفالدراسة، وما السابق إاله أتطري زماين ومكاين لظاهرة األسر والسجن يف عصر ملوك الطوائف

ورصد ملا جرت به العادة من طرق التعبري يف مثل هذه الظروف.

بن عب اد: املعتمد -4القاسم حممد بن املعتضد ابهلل أيب عمرو عبهاد ابن الظافر املؤيهد ابهلل هو املعتمد على هللا أبو

أيب القاسم حممد قاضي إشبيلية بن أيب الوليد إمساعيل بن قريش بن عبهاد بن عمرو بن أسلم بن عمرو بن عطافنب نعيم اللخمي، من ولد النعمان بن املنذر اللخمي آخر ملوك احلرية. وهو

، وقد ولد بباجة قرب إشبيلية ، يف شهر ربيع األول عام 1ة وما حوهلاصاحب إشبيلية وقرطب .2هــــ431

. وما بعدها. ابن بسام: الذخرية، 51مجته: الفتح بن خاقان: القالئد، ص: . وينظر يف تر 21، ص: 5ينظر: ابن خلكان: وفيات األعيان، ج - 1 . وما بعدها. 158.. وما بعدها. املراكشي: املعجب: ص:245.94، ص: 4.وما بعدها. املقهري: النفح ، ج13،ص: 2،م 1ق .37ينظر: املرجع نفسه، ص: - 2

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

30

ورث املعتمد الــملك عن أبيه وهو يف الثالثني من العمر، بعد موت أبيه املعتضد غرهة . وقد كان وثيق الشبه أببيه 1مجادى اآلخرة سنة إحدى وستني وأربعمائة، ودفن اثين يوم إبشبيلية

وقد وصف ابن بسهام املعتضد يف الذخرية بقوله:" قطب رحى 2أنهه كان دونه شدهة وعنفا. إاله الفتنة ومنتهى غاية احملنة، انهيك من رجل مل يثبت له قائم وال حصيد، وال سلم منه قريب وال بعيد، جبهار أبرم األمر وهو متناقض، أسد فرس الطال وهو رابض، متهور تتحاماه الدهاة، وجبان

أتمنه الكماة، متعسهف اهتدى ومنبت قطع فما أبقى)...( وكان أيضا من مجال الصورة، ومتام الاخللقة، وفخامة اهليئة، وسباطة البنان، وثقوب الذهن، وحضور اخلاطر،وصدق احلواس ما فاق

3على نظرائه".س والندى، وطلع ويصف الفتح بن خاقان املعتمد بن عبهاد أبنه:" ملك قمع العدا، وجمه البأ

على الدنيا بدر هوى، مل يتعطل يوما كفهه والبنانه، آونة يراعه وآونة سنانه، وكانت أايمه مواسم، 4وثغوره بواسم، ولياليه كلهها دررا، وللزمان أحجاال وغررا."

ويؤكد دوزي أنه قصر إشبيلية أصبح يف عهده ملتقى الشعراء الفحول )...( فقد كان واجتمع له من الشعراء وأهل .5نقهادا ابرع املالحظة، دقيق احلس، خصب الشاعرية"اخلليفة

األدب مامل جيتمع لملك قبله من ملوك األندلس، وكان مقتصرا على علم األدب وما يتعلهق به، وقد 6وكان فيه مع هذا من الفضائل الذاتية ما ال حيصى؛ كالشجاعة والسخاء واحلياء والنزاهة.

بيلية ابلقوة والدخول يف احلروب، إذ" يكون خمدوعا من خييهل إليه أنه "املعتمد" قد حكم إشأغمض عينيه عن إمتام أعمال أبيه وجدهه)...( فقد عمل ما حاوال عبثا أن يعماله ففشال، ومن

.24ينظر: املرجع السابق، ص: - 1ذ خشبا يف ساحة قصره جلهلها برؤوس وا .153.152ي: املعجب:ص: ينظر: املراكش - 2 ة، ويروى أنه:"اخته ملعتضد: اشتهر ابلبطش والشده

لعلمه خبيانته إايه وآتمره .هـــ414امللوك والرؤساء عوضا عن األشجار اليت تكون يف القصور" كما أنهه قتل ولده األكرب إمساعيل ويله عهده سنة رجال ضريرا مبكهة، كان املعتضد قد استوىل على أمواله؛ فرحل إىل مكهة وظله يدعو على املعتضد هناك، فأرسل إليه املعتضد لقتله، كما أنهه قتل

.153.152. ينظر: املراكشي: املعجب، ص: داننري مسمومة فقتله هبا" .24، ص: 2، مج1ينظر: ابن بسام: الذخرية، ق - 3 .51، ص: 1قيان وحماسن األعيان، قينظر: الفتح بن خاقان: قالئد الع - 4 .213ينظر: دوزي: ملوك الطوائف، ص: - 5 .73ينظر: املراكشي: املعجب، ص: - 6

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

31

وكانت قرطبة منتهى أمله وكان روم .1ذلك أنهه يف السنة الثانية من حكمه ضمه قرطبة إىل مملكته" 2أمرها أشهى عمله."

ولو حاولنا أن نقارن بني "املعتمد" وغريه لرأيناه أقوى ملوك الطوائف وأكثرهم نفوذا وامتداد سلطان، ومع هذا مل يكن أكثر منهم استقالال، إذ كان هو عليه أيضا أن يؤدهي اإلاتوة مللوك

3الفرجنة".لك القشتايل األذفونش السادس، وسقوط هـــ يف أيدي امل478وكان لسقوط طليطلة عام

دولة بين ذي النون أمنع حصن يف األندلس األثر السياسي القاصم، الذي كان له أتثري يف كله األحداث السياسية وغريها بعدها.فبكى عليها األدابء ونعاها الشعراء؛ ومنهم من يقول:

ا إال من الغلط ام هبقفما ال م س حث وا رواحلكم اي آل أندل ثوب اجلزيرة منسوال من الوسط رافه وأرى الث وب ينسل من أط

وأصبحت إشبيلية أقوى دويالت الطوائف عرضة لتهديدات األذفونش، فاستعان املعتمد بن م اإلمارة –وقد ذهب املعتمد بن عباد عبهاد قليل لفتح مالقة ومعه أخوه جابر، ومل ميض -يف أايه

على فتحها، حىت عاد ابديس الصنهاجي فانتزعها، واضطره املعتمد وأخوه إىل الفرار إىل رندة، وقد أاثرت هذه احلادثة غضب املعتضد على ابنه، فضله املعتمد يستعطف أابه عمها فرهط، يف قصيدة

[ من الطويل]: 4رائية هي أطول قصائد املعتمد مجيعا. يقول فيها

تذهب بك الفكر ماذا يعيد عليك الب ث واحلذر سك ن فؤادك ال

وازجر جفونك ال ترض البكاء هلا واصرب فقد كنت عند الطب تصطرب

ما أيت به القدر فإن يك ن قدر قد عاق عن وطرف ال مرد ل

. وما بعدها.222. وللتفصيل: ص: 222.221ينظر: املرجع السابق، ص: - 1 .67ينظر: الفتح بن خاقان: القالئد، ص: - 2 .237ينظر: دوزي: ملوك الطوائف،ص: - 3 . 1951املعتمد بن عبهاد: الديوان، تح: أمحد أمحد بدوي وحامد عبد اجمليد، إبشراف طه حسني،املطبعة األمريية ابلقاهرة، د.ط، ينظر: - 4

.36ص:

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

32

لك ، وهو املبن عبهاد ابهتمام املؤرهخني كما ظفر املعتمد ومل يظفر واحد من ملوك الطوائف مثه تكدهست حوله أسباب الشقاء حىته أشفق عليه أصدقاؤه الذي توفهرت له أسباب السعادة،

1وأعداؤه على حده السهواء.

ه . مثه عاد يوسف بن اتشفني 479ندلس من وقعة الزالهقة يف وكانت أوهلية املرابطني يف األ هـ. ولكنهه مل يقم بغزوات ذات خطر. مثه رجع إىل إفريقية وقد ازداد 481إىل األندلس يف سنة

وكان –هـ دخل األندلس للمرهة الثالثة 484سخطا على أمراء األندس مجيعا. فلمها كانت سنة وسار إىل غرانطة واستوىل عليها، مثه وزهع جيوشه، وفرهق –م مجيعا يسر يف نفسه القضاء عليه

2كتائبه، على نواح أخرى من املدن. وركهز قوهته الرئيسية حنو املعتمد.

بدأت الفتنة توجهه املرابطون إىل إىل قرطبة وكان عليها ولده املأمون فحاصروها مثه قتلوه، لـمهاو 3عاقل األندلس املمتنعة وكان عليها ولده الراضي فقتلوه.مثه اندفعوا حنو رندة أحد م

إىل -وهو ابن أخي أمري املسلمني –وسار جيش اثلث بقيادة سري بن أيب بكر بن اتشفني .، ويف مقاومة املعتمد لسلب ملكه إشبيلية

[من الكامل ] : 4فنجده يقول لب ال ص ديع وتن ب ه الق وع ل م ا ت ماسكت الد م

ك ل هم خض وع ف ليب د من ياسة وع س قالوا: الض مي ال س م الن ق يع ع على ف ضو عم ال وألذ من ط

لمين اجلم وع م لكي وتس دا لب القوم الع إن يس لب الضل وع مل ت سلم الق لوعه ق لب بني ض فال

شرف الر فيع أي سلب ال با ع رف الط م أست لب ش ل

.39سعد إمساعيل شليب: البيئة األندلسية وأثرها يف الشعر عصر ملوك الطوائف، ص: - 1مة ديوان املعتمد بن عبهاد، ص: - 2 . 09ينظر: مقده .39ينظر: سعد إمساعيل شليب: البيئة األندلسية، ص: - 3 .90،89ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 4

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

33

ص ن ين ال دروع ت ح أال م وم نزاهل ت ي ق د رم

نزل عن عرشه إىل األسر. وكان ذلك يوم األحد إلحدى وعشرين ليلة خلت من رجب سنة . بعد أن فقد ابنيه املأمون الذي كان على قرطبة والراضي الذي 1هـ 484أربع ومثانني وأربعمائة.

. ويروي الفتح بن 2لك الذي قتل بني يديه، وقد كان معه يف القصر"كان على رندة، "وابنه ماخاقان حادثة أسره إذ يقول:" مثه مجع هو وأهله، ومحلتهم اجلواري املنشآت، وضمهتهم جواحنها م أموات، بعدما ضاق عنهم القصر، وراق منهم العصر، والنهاس قد حشروا بضفهيت الوادي، كأنه

3ع كالغوادي، فساروا والنوح حيدوهم، والبوح ابللهوعة ال يعدوهم"وبكوا بدمو

[ من البسيط]: 4بكاءه على بين عبهاد يف قصيدة طويلة ويصوهر شاعره ابن اللبهانة

على الب هالي ل من أبناء عب اد تبكي الس م اء بزن رائح غادي

ولو تقدهم التاريخ هبذه احملنة فأصاب هبا والده املعتضد طاغية األندلس ومذله املغاربة. امللك سرتاح الناس وهدأت قلوب الشامتني.اجلبهار ال

ورحل ابملعتمد وآله بعد استئصال مجيع أحواله، ومل يصحب من ذلك كلهه بلغة زاد، فركب يف ما. ولقيه هبا السفني، وحله ابلعدوة حمله الدهفني، فكان نزوله من العدوة بطنجة، فأقام هبا أايه

فقال فيه.5احلصري الشاعر. [كامل: ]من ال6قوله

ذهبوا من اإلغراب أب عد مذهب شع راء ط نجة كله م وامل غرب

راجعه وصححه: حممد يوسف الدقاق،دار الكتب العلمية، . و ينظر: ابن األثري: الكامل يف التاريخ، 202ينظر: املراكشي: املعجب، ص: - 1 .467ص: ، 8 .مج1987، 1بريوت لبنان، ط

.10ينظر: مقدمة ديوان املعتمد بن عبهاد، ص: - 2 .90.89ينظر: الفتح بن خاقان: القالئد، ص: - 3، 2،طينظر: ابن اللبهانة الداين: ديوان ابن اللبانة الداين جمموع شعره، مجع وحتقيق: حممد جميد السعيد، دار الراية للنشر والتوزيع عمان - 4

.56. ص: 2008 .202: املراكشي: املعجب، ص: ينظر - 5 .92.91ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 6

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

34

بس ؤاهلم ألحق من هم فاعجب ن هسألوا ال عسي من األسي وإ طي احلشا حلكاه م يف املطلب ل وال ال حياء وع ز ة لمية

اندى الص ريخ ببابه اركب يركب قد كان إن سئل الندى يزل وإن

مثه انتقل إىل مدينة مكناسة، فأقام هبا أشهرا، إىل أن نفد األمر بتسيريهم إىل مدينة أغمات. وعندما كان يف األسر وجد راثء بنيه متنفهسا عن آالمه، ووجد يف اجلزع عليهم وتعبريا عن أيسه

وتبديد أحالمه: :]من الطويل[1عمرو سراج الدولةوقال يرثي ولديه املأمون والراضي، وفيها يشري إىل قتل ابنه أيب

سأبكي ، وأبكي ما تطاول من عمري بيل إىل الصرب يقولون صربا , ال س ن خرب واكب م ، فهل عند الكيزيد قيقه هوى الكوكبان : الفتح مث ش

: ] من املتقارب[2وقال إثر ثورة ابنه عبد اجلبهار

إىل هز كف ي طويل احلنني يهلك الس يف يف جفنه كذا ومل ت روه من جنيع مييين كذا يعطش الرمح مل أعتقله

م مرتقبا غرة يف كمني ك الشكي عل الطرف كذا مينع

يوصي بنفسه ابلصرب. ويوطهنها ايم.والسائد يف شعره هو روح االستسالم.جلور الدهر وظلم األ : ]من البسيط[3وقال عليه.

اان وعز نفسك إن فارقت أوط ظ ك من دنياك ما كاان اقنع حب واان وإمياان فأشعر القلب سل فقود مضى عوض يف هللا يف كل م

وفاان جم ت دموعك يف خديك ط ها رى طربت ل أكلما سنحت ذك

.106.105ينظر: املصدر السابق، ص: - 1 . 116ينظر: املصدر نفسه، ص: - 2 .114ينظر املصدر نفسه، ص: - 3

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

35

عت بسلطان شب طاان ب زته سود خطوب الد هر سل يهك قد أما مس واستغ نم هللا تغنم منه غفراان ب إث ره ف رجا وط ن على الكره، وارق

من النادر أنهه نودي يف و هـ.488وبقي هبا املعتمد إىل أن تويفه بعد أربع سنوات من األسر سنة

جنازته " الصالة على الغريب " . بعد عظم سلطانه، وسعة أوطانه، وعظم أمره وشانه. ويرثي :1نفسه فيقول يف قصيدة مطلعها

:]من البسيط[2أحسه بدنوه وفاته رثى نفسه هبذه األبيات ووصهى أن تكتب على قربهولـــمها الء ابن عب اد فرت أبش قا ظ ح ر ائح الغادي رب الغريب سقاك ال ق

صب إن أجدبوا، ابلري للص اديابل م ، ابلنعمى إذا اتصلت ، ابلعل م ابحلل

و وىف للمعتمد ثالثة شعراء؛ هم أبو بكر الداين املعروف اببن اللبهانة، وابن محديس الصقلهي، :4الذي راثه بقصيدة طويلة. يقول يف مطلعها 3ومنهم شاعره أبو حبر بن عبد الصمد

[لمن الكام] عن الس ماع عواد؟أم قد عدتك ملك ال ملوك أسامع فأاندي

[ من البسيط] وقد راثه ابن اللبهانة بقصيدة يقول يف مطلعها: توللمىن من منائيهن غاايت لكل شيء من األشياء ميقا

وألنه شعر األسر هو مدوهنة الدراسة، فإنهنا أفردان له التفصيل يف عرض مدوهنة الدهراسة. فيما أييت.

.208.207.205ينظر: املراكشي: املعجب، ص: - 1 .69ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 2أبو حبر بن عبد الصمد: هو يوسف بن أيب القاسم خلف بن أمحد بن عبد الصمد)...( وهؤالء الصمديون قوم من ذوي اهليئات، متقدمون - 3

حبر م، وهويف الكتابة وأدوات أهل النباهات، وأصلهم من أقليم الشبتان، خدم أبو القاسم واالد أيب حبر اخلزانة يف أملرية)...( ونشأ أبو حبر فيه. ص: 2، مج 3كامسه، يف نثره ونظمه حسن احلديث حاظر النادر، ذو روية وبديهة. ينظر : ابن بسام: الذخرية يف حماسن أهل اجلزيرة، ق

810،809. .259، ص: 4ينظر: املقري: النفح، ج - 4

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

36

عرض مدو نة الدراسة: -5ا مل جيمع املعتمد بن عبهاد ديوانه يف عصره، ومل جيمعه له شعراؤه أو ندماؤه وال روهاة عصره. وإمنه

ورد شعره يف ثنااي املصادر األدبيهة اليت أرهخت للقرن اخلامس اهلجري. حنو " قالئد العقيان هـ(، 542) ه(، والذخرية البن بسام الشنرتيين 529وحماسن األعيان" للفتح بن خاقان )ت

أمحد 1951هـ(. إىل أن مجعه عام 1041هـ( ونفح الطيب للمقهري )647املعجب للمراكشي)حتت إشراف ومراجعة طه حسني الذي كان آنذاك وزيرا للمعارف أمحد بدوي وحامد عبد اجمليد

العمومية. وهي الطبعة اليت اعتمدان عليها يف الدراسة.ه بشعره قبل األسر، وذلك يعود إىل د بن عبهاده شعر األسر لدى املعتمويع د قليال، إذا ما قارانه

أسباب موضوعية. ومن األسباب املوضوعية مايعود إىل طول فرتة اإلمارة وامللك مقارنة بفرتة األسر اليت ال تتعدهى أربع سنوات.

املوجودة يف الدهيوان، ومن األسباب متعلهقة ابلرواية؛ إمكانية أنه املعتمد قد قال قصائد أكثر من خاصة يف مواقف تستدعي تدفهق القرحية ، حنو حادثة ثورة ابنه عبد اجلبهار، لكنه الشعراء رواته م أشفقوا عليه من العقاب والتعذيب والتنكيل به وأبسرته ففضهلوا عدم رواية تلك القصائد. أو أنه

1قاموا بتدوينها وضاعت مثلما ضاع الكثري من الشعر.ه، إاله أنه حتديد شعر األسر لديه يبدأ منذ 484ولئن كان أسر املعتمد يبدأ فعال يف رجب

، عندما أذن يوسف بن اتشفني جليوش املرابطني بداية حمنته، أي قبل مخسة أشهر من أسره الفعليهملأمون ندة حيث قتلوه، وانصرفوا لقتل ولده اابهلجوم على الراضي ولد املعتمد، والذي كان على ر

وكان على قرطبة، فكان راثء بنيه فاحتة شعر احملنة، فيقول وقد رأى قمرية انئحة على سكنها، : ]من الطويل[2وأمامها وكر فيه طائران يردهدان نغما

ر مساء ، وقد أخىن على إلفها الده ر فني ضمهما وك كت أن رأت إل ب

.418ينظر: أمحد خمتار الربزة: األسر والسجن يف شعر العرب، ص: - 1 .68عباد: الديوان، ص: ينظر: املعتمد بن - 2

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

37

[ البسيطمن ]:1ويقول ا مح لت أحزاان أبكي حلزين ، وم تاان يم ، عيين أقوى منك ت ه ايغ

وقد أضفنا القصيدتني إىل شعر األسر، وذلك ابالحتكام إىل املوضوع رغم أنه احملقهقني أمحد

د احملنة واألسر و، وذلك أمحد بدوي وحامد عبد اجمليد ، يصنهفانما ضمن الشعر الذي يسبق عهألنما ركهزا على اإلطار الزماين للنصوص.وكان تركيزان على السياق ألنه مقتل ولديه كان على يد

الراثء يف وقد ساعدان التطبيق على القصيدتني يف موضوع املرابطني الذين أسقطوا إمارته وملكه. فصل األفعال الكالمية.

شعرية، بني املعتمدعند املعتمد نصوصا تنتمي إىل املراسالت الولقد وجدان يف شعر األسر بكر الداين املعروف اببن وشاعريه أيب وابنه الرشيد؛ والنصهان موجودان يف ديوان املعتمد.وبينه وبني

وما جنده يف ديوان املعتمد بن عبهاد هو القصائد اليت قاهلا املعتمد .اللبهانة، وابن محديس الصقلهي،اختالف كونا ابتداءا أو جوااب أو مراجعة، وجند بعض املقاطع من شعر أيب بكر الداين الذي على

يعده تتمهة نص املراسلة اليت يبتدئها املعتمد، وحييل على مصادر الشعر األندلسي مثل الذخرية البن محديس، فإنهنا جند بسهام. ألنه شعر ابن اللبهانة مل جيمع أو حيقهق يف ذلك الوقت.وفيما خيصه ابن

مطلع اجلواب، مع إحالة على ديوان ابن محديس. إنه خصوصيهة األجناس الشعرية يف عصر ملوك . فقد ل صميم البحث التداويل، اليت متثه يف ذلك العصر الطوائف ورواج املراسالت الشعرية

ي.صقله استدعينا قصائد املراسالت من ديوان ابن اللبهانة ومن ديوان ابن محديس الوهذا يدفعنا من انحية أخرى إىل التحرهز من إدراج نصوص الــمراسالت يف غري الفصل

مبا فيها املراسلة الوحيدة بني املعتمد بن عبهاد وابنه الرشيد الذي كان شاعرا. الـــمخصهص هلا.

د اإلمارة أمها من انحية املوضوعات فقد كان شعره صورة للحياة اليت عاشها يف عه والـــــملك,حياة الرتف واجلالل.وكان الغزل أهمه أغراض شعر املعتمد يف ذلك العهد.

.69ينظر : املصدر السابق، ص: - 1

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

38

شكوى، الفخر، التهكهم وقد تنوهعت موضوعات شعر األسر لدى املعتمد، ومنها جند: الراثء، ال ، احلكمة، واملراسالت الشعرية.وتفصيلها كما أييت:

الراثء:

لى املعتمد من ملك إىل أسري، فقد ملكه وأمنه وإىل من ثكل أبناءه الذين بعد ان انقلبت احلال عقتلوا تباعا، وهم: سراج الدولة الذي قتله ابن عكاشة يف قرطبة، واملأمون والراضي اللذان قتال أول

]من الطويل[1احملنة يف قرطبة ورندة، يقول:

يوأبكي ما تطاول من عمر يقولون صربا , ال س بيل إىل الصرب سأبكي ،

[]من البسيط: 2ويقول يف راثء نفسه الء ابن عب اد فرت أبش قا ظ ح ر ائح الغادي رب الغريب سقاك ال ق

[: ]من السريع3ويشتكي من قيده فيقول فق أو ت رمحا أب يت أن تش مين مسلما قيدي أما تعل

[: ]من الرمل4ويقول مفتخرا أبصله اللخمي ق مل ي لم من قال ، مهما قال ح مجد إلينا قد صدق من عزا ال

:]من البسيط [ 5يف قولهويتهكهم من املرابطني الوا هبا يف حش اك استعارا أط دوا ب ني جنبيك انرا هم أوق

: ]من البسيط[6قالويف احلكمة اان وعز نفسك إن فارقت أوط ظ ك من دنياك ما كاان اقنع حب

أنهنا سنقتصر على شعر املعتمد -وإن كان متخصهصا -هر العنوان يوحي للقاريءورغم أنه ظا

بن عبهاد الذي قاله يف األسر إاله أنهنا مع تطوهر فكرة البحث والتعمهق يف خصوصية الفرتة التارخيية

.106،105ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان، ص: - 1 .96ينظر: املصدر نفسه، ص: - 2 .112ينظر: املصدر نفسه، ص: - 3 . 110ينظر: املصدر نفسه، ص: - 4 .97ينظر: املصدر نفسه، ص: - 5 .114ينظر: املصدر نفسه، ص: - 6

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

39

وابن اليت ندرسها، وجدان لزاما علينا دراسة شعر شاعريه: أبو بكر الدهاين املعروف اببن اللبهانة، محديس الصقلهي. اللهذين وجدان إدراج شعرمها يف فصلني من الدراسة؛ والتفصيل كما أييت:

فكرة د املعتمد بن عبهاد" الذي عاجلنا فيه يف الفصل الثاين املوسوم بـــ"احلجاج يف شعر األسر عنا من شعرا –ختفيف القيود على املعتمد جاءت من إقناع ئه الذين ليس من املعتمد فحسب وإمنه

وصفوا قيوده وتنقهلوا بعد زايرته يف أغمات إىل إشبيلية. وكان هلم دور يف دفع الشعب اإلشبيلي إىل االحتجاج على املعاملة القاسية اليت يضيق هبا ملكهم، وهذا ما كان معروفا يف ذلك العصر. ويف

از.دواوينهم من القصائد واملقطوعات اليت تثبت فرحتهم وسعيهم هلذا اإلجن: وهي من األنواع الشعرية اليت لقيت ذيوعا يف هذا العصر؛ الشعرية يف الفصل الرابع: املراسالتو

وهي تعكس مبادىء تداولية أصيلة هي اإلجنازية واحلوارية والقصد .ومن املنطقيه أنه دراسة املراسالت تداوليا تقتضي إدراج نصهني: األوهل نصه االبتداء الوارد يف ن املعتمد، والثاين الوارد مطلعه يف ديوان املعتمد والذي ورد نصهه الكامل اترة يف ديوان أيب ديوا

ابإلضافة إىل مراسلته مع بكر الداين املعروف اببن اللبهانة، وطورا يف ديوان ابن محديس الصقلهي.التحديد األجناسي يف ابنه الرشيد، واليت قمنا بتضمينها يف فصل املراسالت الشعرية استنادا إىل

هذه الدراسة.

واملالحظة األخرى اليت نوردها على املدونة هي أنه أغلب النصوص الشعرية كانت مرفقة يرى جريار جينيت :" النص املوازي هو النوع الثاين من املتعاليات النصية، بنصوص موازية؛ حيث

ب النص فتجعله قابال للتداول" ويـعده ويشمل شبكة من العناصر النصية واخلارج نصية اليت تصاح 1النص املوازي أحد املواقع املمتازة للبعد التداويل للعمل األديب.

إنه هذه النصوص املوازية تساعد الدارس على حتديد مقصدية الشاعر، أو تصنيف النصوص حسب األغراض.

حسب قول إبراهيم 2.قصائد ات الاملالحظة الثالثة: أغلب شعر املعتمد بن عبهاد يف األسر مقطوع؛ ويضرب النص الشعري إذا مل يتجاوز عدد أبياته العشرة، فيسمهى مقطوعة فيما معناه أنه أنيس

. وأنواع املتعاليات النصية اليت 21، دار توبقال للنشر والتوزيع. ص:2007، 1ينظر:نبيل منصر: اخلطاب املوازي للقصيدة العربية املعاصرة،ط - 1

ما . و 21وضعها جريار جينيت هي: التداخل النصي، النص املوازي، النص الواصف، النص املتفرع، النص اجلامع. ملزيد من التفصيل. ينظر ص: بعدها.

. 126.ص:1952، 2ينظر: إبراهيم أنيس: موسيقى الشعر، مكتبة األجنلو مصرية، القاهرة،ط - 2

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

40

. يف إطار أمها إذا جتاوزها فهو قصيدة مثاال بنصوص الراثء اليت ينظمها الشاعر ساعة الفزع واهللع.طوعات قد بلغ اثنتني وثالثني د أنه عدد املق. وابلعملية اإلحصائية جن1حديثه عن العاطفة والوزن

لطول والقصر، بقدر ما يعنينا .لكن ال يعنينا تفسري ا(07سبعة )وعدد القصائد ( 32مقطوعة ) نطالق من أنهه ملفوظ إجنازي له أمههيته يف الدراسة التداولية.اال pragmatique. مفهوم التداولية :5

تمت بدراسة النصوص األدبية حسب تركيز كل منها االهتمام قد تعددت املداخل اليت اهل على عنصر من عناصر العملية التواصلية واختلفت كاآليت:

االجتاهات اليت اهتمت ابملتكلم وتتمثل يف االجتاهات النفسية والتارخيية واالجتماعية .1 االجتاهات اليت اهتمت ابلنص البنيوية السيميائية التفكيكية .2

يت اهتمت ابملتلقي تتمثل يف نظرية التلقي والقراءة اليت يتزعمها ايوس وأيزراالجتاهات ال .3

وقد جاء االجتاه التداويل يف مقاربة النصوص األدبية وذلك من خالل اهتمام التداولية بكل عناصر املوقف التواصلي من: مرسل ومتلق ونص وظروف حميطة إبجناز هذا النص، فحول هبذا

وهذا ما تذهب اليه الدراسات –ليت كانت مقتصرة البنية اجملردة ملوضوع العبارة جمرى الدراسات ا اىل االجتاه اىل الدراسة اليت اتخذ ابحلسبان دراسة هذه البنية للتمكن من اجناز العبارة . –البنيوية

1938سنة Charles Morrisموريسوقد كان أول استعمال ملصطلح التداولية مع تشارلز على فرع من فروع ثالثة احتواها علم العالمات: حيث دل

: غايته دراسة عالقات شكلية تبني العالمات ليوضح الروابط syntaxeالرتاكيبعلم .1 احلاصلة بني الدوال واملدلوالت اليت حتيل إليها

: مهتمه البحث يف العالقة اليت جتمع الدالة ابملدلول أي sémantiqueعلم الداللة .2 لفاظ ومعانيهاالعالقة بني األ

. 176ينظر: املرجع السابق. ص: - 1

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

41

مبقاربتنا ملفهوم 1هتتم بدراسة عالقة العالمات مبفسريها : pragmatiqueةالتداولي .3 التداولية نتوصل إىل وضع مبادئ أساسية تبىن عليها هي:

: املراد هبا تلك العالمات أو اخلطاابت املتداولة بني املتكلميني واملتلقنياملادة - بني اخلطاب وغايته: تتمثل يف الرابط اجلامع العالقة -

: جتسده ردة فعل املتلقي بعد وقوع بعد وقوع الفعل الكالمي مثال: الذي التلقي - أراده منه مرسله مستخدما أدوات اقناعية معينة

على هذا األساس تكون التداولية حمتملة لعدة تعريفات أمهها ما يربطها ابلتواصل حيث

أن: "توصيل معىن اللغة اإلنسانية الطبيعية يكون من يذهب أصحاب فلسفة اللغة الطبيعة مؤكد أو ابلنظر هلا أبنا لسانيات تداولية اهتمت 2خالل إبالغ مرسل رسالة إىل مستقبل يفسرها"

مبعاجلة كيفية استعمال املتكلمني للدالالت اللغوية يف خطاابهتم أي كيفية إرسال وأتويل هذه تواصل املتحقق من خالل كفاءة تواصلية تتمثل يف اخلطاابت وميكن أن نضيف إليها شرط ال

.املتلقياستغالل الكفاءة اللغوية يف حتقيق التواصل والفعل يف بناء على ما تقدم يتضح أن التداولية هي دراسة استعمال اللغة يف اخلطاب إذ هي: "تلك

ا نصنع حيث تتكلم؟ اإلمكانيات اليت تتيح لنا التواصل من خالل اإلجابة عن أسئلة هي: ماذ 3ماذا نقول ابلضبط حني نتكلم؟ من املتكلم؟ إىل من يتكلم؟ ما الغاية من الكالم؟"

وهي كما ترى أن ماري ديلروفرانسواز ريكانيت: "دراسة اللغة يف اخلطاب شاهدة يف ذلك على 4مقدرهتا التخاطبية"

ستخدام الناس للداللة اللغوية يف ويعرفها اجلياليل دالش أبنا: "ختصص لساين يدرس كيفية ا صلب أحاديتهم، وخطاابهتم، كما يعين من جهة أخرى بكيفية أتويلهم لتلك اخلطاابت

"5واألحاديث

09ص .2002، 1دار املعرفة اجلامعية، مصر، طينظر: حممود أمحد حنلة: آفاق جديدة يف البحث اللغوي املعاصر، - 1 .10 :، صاملرجع نفسهينظر: - 2 .08،07، ص 1986، مركز االمناء القومي، املغرب، د ط، شقاربة التداولية، ترمجة سعيد علو ينظر: فرانسواز أرمينكو، امل - 3 .08نفسه، ص املرجع ينظر: - 4 . 01جلزائر، د ط،د ت، ص ديوان املطبوعات اجلامعية، ا ن،ات التداولية، ترمجة حممد حيياتينظر: اجلياليل دالش، مدخل إىل اللساني - 5

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

42

ويرى املهتمون ابجملال التداويل أنه من الصعب حتديد جمال ختصص التداولية وتعيني موضوعها

ناك من اقرتح حتديدان جملال ختصصها منهم: ملا يف التحديد من تضييف جملال املوضوع إال أن هالذي يرى أن التداولية تعىن بتتبع أثر القواعد التعارف عليها من خالل dijk) (van ديك فان

العبارات امللفوظة وأتويلها. كما هتتم أيضا بتحليل الشروط اليت جتعل العبارات جائزة ومقبولة يف وحيدد هلا ثالثة مهام: موقف معني ابلنسبة للمتكلمني بتلك اللغة

صياغة شروط جناح إجناز العبارة .1جماري فعل الكالم املتداخل االجناز الذي ينبغي أن تصياغة مبادئ تتضمن، اجتاها .2

يستويف يف إجناز العبارة حىت تصبح انجحة

اإلجابة عن تساؤل: كيف ترتابط شروط جناح العبارة كفعل إجنازي وكمبادئ فعل مشرتك .3 .1واصلي مع بنية اخلطاب أو أتويلهاالجناز الت

وهبذا فهي تسعى اىل اجياد مباديء تشتمل على اجتاهات جماري فعل الكالم املعقد من خالل اهتمامه ابلعبارة من انحية اجنازها بنجاح حيث حيافظ على اهم شرط وهو املتمثل يف

جعلها مفهومة .عال لغوية انجحة من خالل احرتامهم وهتدف اىل صياغة مباديء متكن املنشئني من اجناز اف

للشروط والضوابط واليت هي مباديء للخطاب يف اي سياق تواصلي ينتجون فيه عباراهتم .

و إليه التداولية فهي تسعى لتجاوزمما سبق يتضح جبالء اإلطار العام للهدف الذي تصب السابقة لتدعو إىل ضرورة إيالء العناية النظرة الصورية للغة اليت كانت حمل اهتمام املدارس اللسانية

.الكافية ابلظروف املواتية واملناسبة عند استعمال اللغة

وقد انتقلت التداولية مبفاهيمها الغربية للفكر العريب املعاصر وجند طه عبد الرمحن الذي ترجم يات" مقابال على مصطلح "التداول 1970يقول: "وقد وقع اختياران منذ .املصطلح ابلتداوليات

للمصطلح الغريب )براغماتيقا( ألنه يويف املطلوب حقه ابعتبار داللته على معنيني "االستعمال"

افريقيا الشرق، املغرب، د ط، ينظر: فان ديك، النص والسياق: استقصاء البحث يف اخلطاب الداليل والتداويل، ترمجة عبد القادر قنيين،- 1 . 256ت، ص .د

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

43

نا تدرس اللغة وهي تدور بني السنة اولية بكل عناصر التواصل ألتدال خالل عناية "و"التفاعلها تنتمي إىل ظروف لطراف كعل بني طريف العملية التواصلية ألن األاملتخاطبني ، ودراسة التفا

غفال انا تنظر اىل اعاهتا عند الدراسة وعدم إو خارجية جيب مر مقامية سواء أكانت داخلية أطراف التواصل وليس فاعل الذي يقتضي النظرة العامة ألاملتكلم واملخاطب لتتمكن من دراسة الت

هي خارج للغة و ا اهوال تعني ،نيعم مقاميف النظر لكل طرف على حدة أطراف اخلطاب أن -إذا-ليخلص إىل أن املعىن الذي حيمله الفعل هم "التواصل" ومقتضى التداول االستعمال،

".1يكون القول موصوال ابلفعل

وتعد الدراسة النظرية آلليات التحليل التداويل للنصوص مهمة، وذلك الرتباطها مبختلف لى أتطري التحليل والوصول به إىل نتائج النظرايت اليت تنتمي إىل الدرس التداويل، واليت تساعد ع

أول من جرهب التوحيد بطريقة Hanson يعد اهلولندي هانسون ومفيدة يف ناية كل دراسة ، نظامية وجتزئة خمتلف املكوانت اليت تطورت إىل اآلن بطريقة مستقلة، يتمثل هذا التوحيد وهذه

، واختيار مصطلح الدرجات بدال من األجزاء التجزئة يف تقسيم التداولية إىل ثالث درجات متتابعةيدلهل على فكرة العبور املتامي من درجة ىألخرى ، الرتباط كل درجة مبظهر من مظاهر السياق الذي يغتين كلما انتقلنا من درجة إىل الدرجة األعلى منها. ويشري هذا االنتقال من درجة ألخرى

الدرجات هي: إىل التطور التدرجيي من مستوى آلخر. وهذه تتمثل يف دراسة الرموز اإلشارية )التعابري املبهمة ( ضمن تداولية من الدرجة األوىل: .1

ظروف استعماهلا) سياق تلفظها(، وسياقها هو املوجودات ، أو حمددات املوجودات، ففي هذه الدرجة يتم دراسة ويتكون هذا السياق من املخاطبني وحمددات الفضاء والزمن؛

رجعيتها يف السياق. إذ تعد أقواال مبهمة إذا درست خارجه، أما إذا درست الضمائر ومحسب إحالتها ومرجعيتها يف السياق الذي وردت فيه، فإنا تعطينا دالالت على توظيفها

يف ذلك السياق.

.43،2442ص .2005، 2املركز الثقايف العريب، ط ينظر: طه عبد الرمحن، جتديد املنهج يف تقومي الرتاث، - 1

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

44

تتمثل يف دراسة كيفية تعبري القضااي يف اجلملة املتلفظ هبا، تداولية من الدرجة الثانية: .2يف هذه الدرجة دراسة احلجاج يف يتم و ييزها عن الداللة احلرفية للجملة،مت وضرورة

اخلطاب وحماولة إقناع املستمع ابملعلومة اليت حيملها اخلطاب، والسياق يف هذه الدرجة هو جممل املعلومات واملعتقدات اليت يشرتك فيها املتخاطبون.

ل الكالمية اليت تنطلق من مسلهمة وتتمثل يف نظرية األفعا تداولية من الدرجة الثالثة: .3مفادها أن األقوال الصادرة ضمن وضعيات حمددة تتحول إىل أفعال ذات أبعاد اجتماعية، حتمل معان ضمنية تتم معرفتها من خالل اإلحاطة بظروف الفعل الكالمي االجتماعية،

1جتماعي.وما ميكن أن حتمله من دالالت ضمنية، يف إطار ما يسمى ابلسياق اال

وترتبط كل درجة من الدرجات اآلنف ذكرها إبسرتاتيجية معينة يف اخلطاب ،وهي ال خترج عن ، وبعرضنا هلذه الدرجات ابلتفصيل ، سنجد lois du discoursإطار ما يسمى بقوانني اخلطاب

أن كل درجة ترتبط إبسرتاتيجية معينة من إسرتاتيجيات اخلطاب، وتعتمد على قانون من قوانينه.

ومن بني أهم املفاهيم املرتبطة ابلتداولية مفهوما االفرتاض املسبق واالستلزام احلواري. presupposition: االفرتاض املسبق

وهو املعلومات املسلهمة اليت يعتربها املتكلهم قابلة أبن حيصل عليها.إمها ابإلحالة إىل ما سبق أو لتخاطيب الدور األساس يف االفرتاض املسبق . ويضرب ؛ حيث يؤدهي السياق ا 2ابلعودة إىل املقام

حممود أمحد حنلة مثاال على هذا:" فإذا قال شخص لشخص آخر : أغلق النافذة. فاملفرتض سلفا أنه النهافذة مفتوحة، وأنه هناك مربهرا يدعو إىل إغالقها.وأنه املخاطب قادر على احلركة، وكله هذا

". فاملتكلهم يوجهه حديثه إىل املخاطب على 3كلهم ابملخاطبموصول بسياق احلال وعالقة املتأساس ما يفرتض سلفا أنهه معلوم له. نستنتج أنهه ال يوجد خطاب يقال من غري افرتاض مسبق.

فجميع اخلطاابت تتأسهس عليه.

. 38ينظر: فرانسواز أرمينكو: املقاربة التداولية، ص: - 1 .96. د.ط. ص: 1997ينظر: براون ويول: حتليل اخلطاب، تر: حممد الزليطي و منري الرتيكي، جامعة امللك سعود الرايض، - 2 26. ص: 2002رية، د.ط، ينظر: حممود أمحد حنلة، آفاق جيدة يف البحث اللغوي املعاصر، دار املعرفة االسكند - 3

التمهيد )مفاهيم أساسية يف الدراسة(

45

conversational implicature:االستلزام احلواري

، حيث أيخذ وا قائما على أسس تداولية للخطابمفهوم ظهر مع غرايس الذي حاول أن يضع حنبعني االعتبار كله األبعاد املؤسهسة لعملية التخاطب، ويصبح التأويل الداليل للعبارات متعذهرا إذا نظر إليه فقط إىل الشكل الظاهري إىل هذه العبارات. واالستلزام التخاطيب يبقى من أهم

1اخلصائص اليت متيهز اللهغات الطبيعية.ويقوم بطرح تساؤالت وفرضيات عن 2ويطلق عليه أمحد املتوكل مصطلح"االستلزام التخاطيب"

االنتقال من املعىن الصريح إىل املعىن املستلزم حواراي. وكيفية معرفة وضبط املعىن الذي خترج إليه فضلك" صيغ مجلية كاالستفهام واألمر والنهي والنداء. فاستعمال اجلملة: " انولين الكتاب من

على سبيل املثال ، املنجزة يف مقام حمدد، خيرج معناها من الطلب )األمر( إىل االلتماس ،وهو ما 3تفيده القرينة : من فضلك.

إنه التعامل التداويل مع أيهة مدوهنة جيب أن يتأسس على متوقعها ضمن السياق الذي وردت فيه، از العبارة، يف إطار السياق مع مراعاة أطراف واألخذ بعني االعتبار مجيع الظروف احمليطة إبجن

العملية التواصلية ومقصد املتكلهم خاصة.

من الوعي ابخلصوصيات النوعية للظاهرة إىل وضع القوانني الضابطة هلا، –ينظر: العياشي أدراوي: االستلزام احلواري يف التداول اللساين - 1

.18،17. ص: 2011. 1منشورات االختالف، طيات احلديثة، ضمن التداوليات علم استعمال اللغة ، إعداد وتقدمي حافظ امساعيلي أمحد املتوكل: االستلزام التخاطيب بني البالغة العربية والتداول - 2

.294. ص: 2011. 1علوي. عامل الكتب احلديث، إربد األردن، ط .19ينظر: العياشي أدراوي: االستلزام احلواري يف التداول اللساين، ص: - 3

46

الفصل األول

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

47

الفصل األول: اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد

مفهوم اإلشارايت -1

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد:أنواع -2

ايت الشخصيةاإلشار 1-2

ضمائر احلضور -2-1-1

ضمائر الغياب -2-1-2

اإلشارايت املكانية يف شعر األسر عن املعتمد بن عب اد -2-2

املكان األليف -2-2-1

املكان ال معادي -2-2-2

اإلشارايت الزمانية -3-2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

48

مفهوم اإلشارايت -1

، وهي بفروعها الثالثة ) األان، تعده اإلشارايت الدرجة األوىل من درجات التحليل التداويلاهلنا، اآلن( تعىن بتتبع العناصر اإلشارية الدالة على حضور األشخاص أو الشخوص والقرائن الزمانية واملكانية يف اخلطاب؛ املتمثلة يف الضمائر وظروف الزمان واملكان، وما حتيل عليه يف

العناصر اللهغوية اليت تشري مباشرة إىل السياق الذي وردت فيه. وهي:" مفهوم لساين جيمع كله أو الزمان أو املكان، حيث ينجز امللفوظ والذي يرتبط به املقام؛ من حيث وجود الذات املتكلهمة

معناه؛ ومن ذلك: اآلن، هنا، هناك، أان، أنت، هذا، هذه. وهذه العناصر تلتقي يف مفهوم التعيني ة إليه، وهي تنظهم الفضاء انطالقا من نقطة مركزيهة هي أو توجيه االنتباه إىل موضوعها ابإلشار

وبذبك تساعذان اإلشارايت على رصد مسافات القرب والبعد بني الذات 1الذات املتكلهمة"أان". املتكلهمة و عناصر السياق الذي تنتمي إليه؛ كأطراف اخلطاب، ومكان وزمان التلفظ.

اق اخلطاب الذي وردت فيه، ألنا خالية من أيه ومرجع اإلشارايت "ال يتحدهد إاله يف سي معىن يف ذاهتا. لذلك مسيت مبهمات أو متحوهالت، ورغم أن كل الكلمات يف اللغة حتيل على مدلول معني، إال أن اإلشارايت تتواجد يف املعجم الذهين للمتكلمني ابللغة دون ارتباطها مبدلول

2.معني"بتعيني ابملرجع الذي حتيل عليه يف اخلطاب ااــمتـلفظ به، والعمل وابلرغم من ارتباط دورها

إاله أنه هذا املرجع يتهصف بعدم الثبات؛ ألنه يتغري تبعا للسياق الذي 3على ضبط املقام اإلشاري ترد فيه اإلشارايت. وتكمن أمهية اإلشارايت يف أنا تدرس كيفية استعمال اإلحالة.

التداويل لإلشارايت إاله إذا ربطنا استعماهلا ابلسياق الذي وردت فيه؛ والذي وال ميكن إدراك املعىن الزماين واملكاين للحدث اللغوي." وال يقف دور اإلشارايت يف يضم هوية املتكلهم واملتلقهي واإلطار

السياق التداويل على اإلشارايت الظاهرة، بل يتجاوزها إىل اإلشارايت ذات احلضور األقوى، وهي

.116. ص: 1993، 1امللفوظ نصا، املركز الثقايف العريب، الدر البيضاء، طينظر: األزهر الزاند: نسيج النص، حبث يف ما يكون به - 1 .2004مقاربة لغوية تداولية، دار الكتاب اجلديد املتحدة، بريوت لبنان، ط. ينظر: عبد اهلادي بن ظافر الشهري :إسرتاتيجيات اخلطاب، -2 .79ص: .116ينظر: األزهر الزاند: نسيج النص، ص: - 3

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

49

شارايت امستقرهة يف بنية اخلطاب العميقة عند التلفهظ به، وهذا ما يعطيها دورها التداويل يف اإلاسرتاتيجيات اخلطاب؛ ألنه التلفهظ حيدث من ذات متلفهظة بسمات معيهنة، ويف زمان ومكان معيهنني، ومها مكان التلفهظ وزمانه، إذ جتتمع يف اخلطاب الواحد على األقله ثالث إشارايت؛

وبوجود اإلشارايت أبنواعها يف اخلطاب، يبقى مدى حتقيق اهلدف 1هي:)األان، اهلنا، اآلن(.املتوخهى من اخلطاب؛"فكله فعل لغوي يكون انجحا إذا علم املخاطب قصد وإحالة العبارة، وإذا

2كان للمتكلهم غرض ينبغي مبوجبه أن يشكهل املخاطب هذه املعرفة".

شخصية يف الدرس اللغوي الغريب:اإلشارايت ال -1-1

يتجسهد اخلطاب ابللغة يف مجيع مستوايهتا والبد أن يكون لكل كلمة يف اخلطاب مدلول حتيل عليه ، إال أنه بعضا منها يوجد يف املعجم الذههين للمتكلهمني بنفس اللغة، دون ارتباطها

فيه ألنه معناها يتغريه تبعا ملا حتيل عليه مبدلول اثبت، ويصبح مدلوهلا مرتبطا ابملقام الذي وردت أو Embrayeursعليها مصطلحات عدة كاملبهمات ويطلق يف كله خطاب جديد.

dectiques الت.أو األشكال الفارغة.واملتحوه

لسانية وظيفتها داللية ومرجعية وحدات:" orecchioni وهي كما تعرهفها أوركيوين sémantico-référentiel خذ بعني االعتبار بعض العناصر املكوهنة للموقف التواصلي ملعرفة أت

للمتكلهم وابلتايل spatio-temporelleوالوضعية الزمكانيةالدهور الذي مينحه هلا املتخاطبون ، 3للمخاطب ."

إن الضمائر هي نقاط االرتكاز األوىل لوضع الذاتية يف اللغة. وتتبعها أنواع أخرى من األمساء املعوضة )كاسم اإلشارة واالسم املوصول(، تشاطرها املنزلة ذاهتا. إنا الظروف وأمساء اإلشارة واألحوال والنعوت وما ينظم العالقات املكانية والزمانية حول "املسند إليه" بوصفه معيارا: "هذا،

.80عبد اهلادي بن ظافر الشهري: اسرتاتيجيات اخلطاب، ص: ينظر: - 1، ينظر: فان دايك: النص والسياق: استقصاء البحث يف البحث الداليل والتداويل، ترمجة: عبد القادر قنيين، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء - 2

.266. ص: 20003 -voir: Catherine kerbrat-orecchioni:l énonciation de la subjectivité dans le langage

Armand colin quatrième édition p41.

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

50

ك يف كونا تعرف هنا، اآلن" وتعالقاهتا الكثرية "ذاك، أمس، العام املاضي، غدا..." اخل وهي تشرت تعد اللغة حيث .1فقط ابرتباطها ابلوضع اخلطايب الذي تنشأ فيه أي تبعية لألان الذي يتلفظ هبا

جماال مهما لتعبري اإلنسان عن فكره وذاته على اعتبار أنا وسيلة التواصل اللغوي. طبقة من :" يف كتابه بناء لغة الشعر" ابملتحوهالت" وهي J.Cohenويسميها جون كوهن

وعلى الرغم من أن هذه املتحوالت مل توجد يف اللغة لكي 2للسياق " الكلمات يتغري معناها تبعاوظيفة مبهمة، وإمنا لتعربه عن معىن معني وشيء واحد، فإنه استعمال املبدع هلا يف سياق يتؤد

وإن -تحديد. فهيوال مكان جيعلها عصيهة على ال الحيدهه زمانمطلق " هو سياق القصيدة مثال" فإنا تفقد حتديدها بعد أن تفلت القصيدة من بني يدي -كانت تبدو حمددة عند بث الرسالة

هذا ما جيعلها حتتاج إىل التحديد.مبدعها، وتصبح عناصرها املتحوهلة غامضة املرجع، و اق الذي ترد ومرونة الضمائر وعدم محلها ملعىن يف ذاهتا جيعلها قابلة للتهحول حسب السي

فيه. يعطيها ميزة تــمكهن املتكلم هذا امتالك احلقه يف الكالم وتنصيب نفسه على رأس العملية اخلطابية وإعطائه ملخاطب مفرتض أو موجود واقعا رتبة تداولية حمددة.

إىل أنه اللهغة تقرتح بوجه من الوجوه الضمائر .Benveniste Eبنفنيست إميل ويذهب قها بـ مناسبة لكل متكلم ميارس اخلطاب، يعله formes vides" ة"أشكاال فارغبوصفها

فا شريكا له يف الوقت ذاته بوصفه" أنت". وهكذا فإن فا نفسه بوصفه" أان"ومعره "شخصه"، معره . فاللغة منظهمة بطريقة تسمح لكل 3الوضع اخلطايب يشتمل على مجيع املعطيات اليت حتدد الذات"

س العملية التواصلية بوصفه" أان".اللسان كليا، عندما يعني نفسه على رأ متكلم ابمتالكالذاتية ، من خالل قدرة نالتعبري ع أن اللغة متنح إمكان .Benveniste Eبنفنيست لويرى إمي

عرب اإلحساس ، حبيث أنا حتتوي املتكلم على فرض نفسه "ذاتيا"، وهذه الذاتية أنا تتحدد، اللسانية تناسب التعبري عنها. بل نقف على أساس "الذاتية"، اليت تتحدد بوضعية دائما أشكاال

اليت تتجلى عند خماطبيت شخصا خارجا عن "ذايت" فيصبح صدى يل أقول له "الشخص" اللسانية

الدار -لية واملعرفية واحلجاجفصول خمتارة من اللسانيات والعلوم الدال–إميل بنفيست، عن الذاتية يف اللغة، ضمن :تلوين اخلطاب ينظر: -1 .109ص ص 1،2007توسطية للنشر ،تونس،ط امل .185. ص: 1985، 1اللغة العليا، ترمجة أمحد درويش، مكتبة الزهراء ابلقاهرة، ط -بناء لغة الشعر، ينظر: جون كوهن: - 2 .110ص :،إميل بنفنيست : عن الذاتية يف اللغةينظر: -3

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

51

"أنت" ويقول عين "أنت"، فالذاتية تتحدد وحدة نفسية تتعاىل على جمموعة التجارب املعيشة اليت الوعي ابلذات والتعبري عنها ال يكون إال عند ما أنه ليت تضمن حمايثة الوعي. ويرى تؤلف بينها وا

أان" " أنت" " ا أصبحأتوجه إىل شخص ما يكون "أنت" يف خطايب، ألنه شرط يستلزم التبادل إذيف خطاب من يصبح بدوره "أان" يف خطابه. هبذا املعىن أفرتض وجود شخص آخر خارج عين

فالتلفظ ب"أان" جيعله قطبا ومن املفرتض أن يقابله تقاطب الضمائر ما يسمى هو"أنت"، وهذا شريكا له يف اخلطاب -على األقل -قطب آخر هو"أنت"ألن املتكلم ال يتلفظ ابخلطاب إال وهو

سواءا أكان سامعا أو قارائ، أي إمكانية تعبري نفس الضمري عن ذوات خمتلفة، ألن الضمائر ناسب مع كل متكلم، فهي متنح له القدرة على التعبري عن ذاته. يف كما أشكال لسانية فارغة تت

هي يف اللغة ابعتبارها شرطا أساسيا يف املسار التواصلي الذي تنخرط فيه ليست إال نتيجة تداولية .1ابلكامل يف الدرس اللغوي العريب:الشخصية اإلشارايت -2-1

ي العريب وهو عند القدماء :" اسم جامد مصطلح الضمري هو مصطلح شائع يف الرتاث اللغو مشتمال على ثالثة متام حسان. وعند احملدثني جيعله 2يدل على متكلم أو خماطب أو غائب"

ال ختلو الضمائر يف ذاهتا من إهبام . و 3فروع هي:" ضمائر األشخاص واإلشارات واملوصوالت"الغائب على إطالقهما، فال يدل وغموض يف داللتها "ألن معىن الضمري وظيفي وهو احلاضر أو

داللة معجمية إال بضميمة املرجع، وبواسطة هذا املرجع ميكن أن يدل على معني، وتقدم هذا . لكن هذا القول ال يتحقق 4املرجع لفظا أو رتبة أو مها معا ضروري للوصول إىل هذه الداللة "

إىل تغييب عن قصد منه عر يعمد يف مجيع مستوايت التعبري، وخاصة التعبري الشعري، ألن الشا وتصبح داللته املرجع عن الرتكيب الداخلي للصياغة، ليؤدي وظيفته من خالل السياق اخلارجي.

غامضة وغري حمددة. بذلك

. 107، ص املرجع السابق ينظر: -1

.196 :، ص1ج .د.ت،3، دار املعارف مصر، ط النحو الوايف :عباس حسن :ينظر - 2

، 2007، 1ضمن اجتهادات لغوية، عامل الكتب القاهرة، ط -مكوانت الضمائر يف النص القرآين الكرمي ،نا: متام حس :ظرين - 3 .225 :ص .111: ، صم1979، 2اللغة العربية معناها ومبناها، ، اهليئة املصرية العامة للكتاب، ط،متام حسان ينظر: -4

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

52

إذ حيتفظ كل نوع من اإلشارايت بطرق استعماله وظالل معانيه، وعموما تكتسب الضمائر ئبة عن األمساء واألفعال والعبارات واجلمل املتتالية. فقد حيل الضمري هبذا املعىن أمههيتها بصفتها ان

حمله كلمة أو عبارة أو مجلة أو عدهة مجل. وذلك يعود لصعوبة حتديد املرجع الذي حييل عليه الضهمري سواء أكانت للمتكلم أو للمخاطب أو للغائب.

حبهما وقت الكالم، فهو حاضر ونالحظ أن ضمري املتكلم وضمري املخاطب يفسرمها وجود صا يتكلم بنفسه أو حاضر يكلمه غريه، فهي ضمائر حضور.

أما ضمري الغائب فصاحبه غري معروف ألنه غري حاضر وال مشاهد فالبده هلذا الضمري من متقدهما على الضمري -يف غري ضمري الشأن–شيء يفسهره ويوضهح املراد منه واألصل فيه أن يكون

بله ليبنيه معناه ويكشف املقصود منه فيجيء الضهمري مطابقا له وهذا الشيء املسفر مذكورا ق 1يسمى "مرجع الضمري".

واملعاين اليت حتملها ضمائر األشخاص ال خترج أبن تدله على:

النوع: )التذكري، التأثيث( .1 العدد: )األفراد، التثنية، اجلمع( .2

الوضع: )التكلم، اخلطاب، الغيبة( .3

هـ( :"اعلم أن املضمر املرفوع، إذا حدهث عن نفسه فإن 180ويف هذا يقول سيبويه)ت عالمته أان، وإن حدهث عن نفسه وعن آخر قال:حنن، وإن حدهث عن نفسه وعن آخرين قال: حنن، )...( وأما املضمر املخاطب فعالمته إن كان واحدا: أنت، وإن خاطبت اثنني فعالمتهما:

ت مجعا فعالمته: أنتم، )...( فأان وأنت وحنن وأنتما وأنتم وأننت )...( اليقع أنتما، وإن خاطبشيء منها يف موضع من العالمات ممها ذكران، وال يف موضع املضمر الذي ال عالمة له، ألنم

2استغنوا هبذا فأسقطوا ذلك".

.232، 231 ،230ص :، 1،جوايف النحو ال : عباس حسن:ينظر -1 .123: ص ،3ج .1988. 3وشرح : حممد عبد السالم هارون،مطبعة اخلاجني القاهرة، ط حتقيق والكتاب،ينظر:سيبويه، -2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

53

ال تثبت يف -ليةمن وجهة نظر املمارسة التداو -ورغم تقرير هذه األصول، إال أن بعضها ، بل جيد الـمرسل أن داللتها يف األصل ال تفي ابلتعبري عن قصده، متاما داللتها على مرجع معنيهكما يريد، لذلك يلجأ إىل التالعب هبذا النظام وإخراج هذه الدوال عن مدلوالهتا األصل. فيحول

ها الداللية للدهاللة على بعض األدوات اإلشارية يف السياق االجتماعي مثل الضمائر من وظيفت، وهذه معان تفهم من سياق مؤش را على قصدهابنعكاسها وظيفتها التداوليةاملرجع، إىل

شرطا من شروط اإلفادة، وهذا ما يطلبه نظام اللغة لكن -عند النحاة –اخلطاب إذ تعد مراعاهتا للمقام الذي مير به وضرورة إنتاجه عندما يتعلق األمر ابستعمال اللغة وفق قصد املتكلم ومراعاهتا

ملقال يتواءم معه. فإن األمر خيتلف فنجد من ذلك خماطبة الغائب يضمري املخاطب، وذلك ابستحضار املخاطب ابلتحديد الذهين ملخاطبته يف أمر يهم املتكلم.

ن ومن ذلك أيضا اختالف املواقف االجتماعية بني املتكلهم واملخاطب، فنجدهم خياطبو املخاطب املفرد خبطاب اجلماعة وذلك لشحن كالمهم ابالحرتام.

.1وابلنسبة للغائب مبخاطبته بصفات التكرمي. كـ: جاللة امللك أو يقال: "جاللته"

وهذا املخطط يوضهح لنا تنويع وتوزيع الضمائر حسب الطرح الذي قدهمه متام حسان:

الضــمائــر

ر ضمـائر الغياب ضـمائر احلضو

املوصول ضمائر املتكلم ضمائر املخاطب ضمائر الغائب أمساء

.226 :مكوانت الضمائر يف النص القرآن الكرمي، ص -ينظر: متام حسان -1

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

54

هـ( 643وقد عرض النحاة القدامى لتعريف الضمائر على أنا مبهمات، فابن يعيش )ت هبذا االسم: "ألنك تشري هبا إىل كل ما حبضرتك، وقد يكون حبضرتك أشياء مثال يرى أنا مسيت

فتلبس على املخاطب ،فلم يدر إىل أيهما تشري فكانت مبهمة لذلك، ولذلك لزمها البيان ابلصفة عند اإللباس ومعىن اإلشارة اإلمياء إىل حاضر جبارحة، أو ما يقوم مقام اجلارحة فيتعرف بذلك،

. فمدلول املبهمات إذن ال 1شارة أن ختصص للمخاطب شخصا يعرفه حباسة البصر"فتعريف اال يتضح إال من خالل التلفظ ابخلطاب.

الضمائر:"ال أمها متهام حسهان فيعده الضمري قسما مستقال بذاته من أقسام الكلم، ويرى أن هفي ؛ وهو احلاضر أو الغائب ختلو يف ذاهتا من إهبام وغموض يف داللتها، ألن معىن الضمري وظي

على إطالقهما فال يدل داللة معجمية إال بضميمة املرجع، وبواسطة هذا املرجع ميكن أن يدل 2على معني. وتقدم هذا املرجع لفظا ورتبة أو مها معا ضروري للوصول إىل هذه الداللة".

وأن معناها وظيفي يتعلق ويتهضح من خالل التعريفني السابقني جند أن الضمائر ال تدل بنفسها، .لذي حتيل عليه الضمائر يف اخلطابللسياق الذي ترد فيه، وعلى املتلقي أن يكشف املرجع ا

2001 :1دار الكتب العلمية بريوت لبنان،طه:اميل بديع يعقوب ،قدم له ووضع حواشيه وفهارس ،للزخمشري شرح املفصل ابن يعيش: ينظر: - 1 . 221: ،ص 3ج ،

.110: ص اللغة العربية معناها ومبناها، متام حسان: ينظر: -2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

55

إلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد: ا -2

تعد اإلشارايت أكثر الوحدات اللغوية اليت تتطلب معلومات عن السياق ،ليتيسهر فهمها.

الثة أنواع رئيسة، من خالل داللة كل نوع على نوع معنيه من اإلشارايت، وهي تعربه وتنقسم إىل ثعن )األان،اهلنا،اآلن( حيث " إذا أردان أن نفهم مدلول هذه الوحدات إذا ما وردت يف مقطع

معرفة هوية املتكلم واملتلقي و اإلطار الزماين واملكاين -على األقل-خطايب، استوجب منها ذلك املتلقي يف مقام استعمايله خاص ألن اهلدف هو:"فحص العالقة بني املتكلم و 1اللغوي."للحدث

بصرف النظر عن واقع ،بدرجة أكرب من تتبهع العالقة الـممكنة بني مجلة وأخرىاإلشارايت الشخصية، اإلشارايت املكانية، وميكننا أن نقسهمها إىل ثالثة أنواع هي:2استعماهلا".

مانية.واإلشارايت الز

وقد تنوهع استعمال اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد؛ فنجد اإلشارايت الشخصية اليت استعملها للتعبري عن ذاته، وكيفية التعبري عن قصده من خالل املسافة التخاطبية اليت يضبط

لتواصلي.هبا عالقاته التخاطبية مع املخاطبني، أو مع ذوات كانت شريكة له يف املقام ا

ليت آل إليها، وإبراز موقفه واإلشارايت املكانية؛ اليت متثهلت يف خمتلف األماكن اليت عاش فيها، أو ا واإلشارايت الزمانية؛ اليت خصهت أحدااث مشرقة من اترخيه وأخرى مظلمة.منها.

وفيما أييت تفصيل كله نوع على حدة.

اإلشارايت الشخصية: -1-2

شارايت الشخصيهة يف شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد، فنجد حضور يتنوهع استعمال اإل ضمائر احلضور وضمائر الغياب؛ لكنه ضمائر احلضور تفوق يف نسبة االستعمال ضمائر الغياب،

. 35منري الرتيكي،ص:–ينظر:ج.ب . براون ، ج.يول: حتليل اخلطاب ، ترمجة وتعليق : حممد لطفي الزليطين - 1 .36:ينظر:املرجع نفسه ، ص - 2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

56

وميكن تفسري ذلك أبنه الشاعر يعربه عن ذاته، ويستحضر ذواات خياطبها، أكثر ممها يتحدهث عن ذوات غائبة.

وجود صاحبها وقت الكالم فهو حاضر يتكلم بنفسه أو استعمال ضمائر احلضوروألن تفسري عن الصفات ألن األحوال املقرتنة هبا قد تغين واستغنتحاضر يكلمه غريه، فهي ضمائر حضور.

، يقول ابن يعيش يف عن الصفات واألحوال املقرتنة هبا، حضور املتكلم واملخاطب واملشاهدة هلماف املضمرات املتكلم ألنه ال يكلمك غريه، مث املخاطب واملخاطب تلو فأعر "شرح املفصهل:

على ترتيب الضمائر من حيث احلضور والغياب وأولوية يركز 1املتكلم يف احلضور واملشاهدة".للحضور، ويليه ضمري املخاطب ألن املتكلم البد له أن يكلم ضمري املتكلم بوصفه الضمري األول

الغائب على أنه ضمري غياب ال يشرتط حضور صاحبه وقت الكالم. غريه، ويصنف ضمري

ضمائر احلضور: -2-1-1

وهي ضمائر املتكلهم وضمائر املخاطب، ولئن كان استعماهلا متساواي، فذلك ألنه الشاعر عربه عن ذاته أكثر ممها عربه عن اآلخرين، وأكثر ممها استحضر ذواات، ألنه الشاعر يعربه عن ذاته

ابستعمال ضمائر املتكلهم، ويعربه عنها ابستعمال ضمائر املخاطب، من خالل جتريد ذات من خياطب سوى نفسه. نفسه وخماطبتها، وابلتايل فهو ال

:ضمائر املتكل م -1-1-1-2

جند استعماهلا يف حاالت املفرد واجلمع، ويف حاالت االنفصال واالتهصال لتحمل وظائف من إيرادها يف اخلطاب. لية، هلا تفسريات تداولية تتعلهق بقصد الشاعرحنوية كالفاعلية واملفعو

ضمي املتكل م املفرد"أان": -1-1-1-1-2

. 292، ص: 2، ج للزخمشري شرح املفصل :ينظر: ابن يعيش- 1

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

57

وهو أكثر عنصر يف القدرة على التعبري عن الذاتية يف اللغة، وابلتايل التمكن من امتالك انصية احلديث، واكتساب السلطة ابخلطاب من خالل جمرد التلفظ به.

[من الكامل ] : 1فنجده يقول لب ال ص ديع وتن ب ه الق وع ل م ا ت ماسكت الد م

م خض وعك ل ه ف ليب د من ياسة وع س قالوا: الض مي ال س م الن ق يع ع على ف ضو عم ال وألذ من ط

لمين اجلم وع م لكي وتس دا لب القوم الع إن يس لب الضل وع مل ت سلم الق لوعه ق لب بني ض فال

شرف الر فيع أي سلب ال با ع رف الط م أست لب ش ل ص ن ين ال دروع أال ت ح م وم نزاهل ت ي ق د رم

حشا شيء دفوع ص على ال ي م س سوى الق ي رزت ل وب يل ب ها النجيع إذا ي س يل س ت سي كي وبذلت نف

ض وع ب هواي ذل ي وال خ كن م ي أج لي ت أخر ل ي الرجوع ل وك ان من أملالقت ا ى إل ط ما سرت ق

واألص ل تت بع ه الفروع هم ا من شيم األىل أن

تلف الضمائر لكنهه يغلهب استعمال ضمري املتكلهم فيجعل هذا يف هذه القصيدة يستعمل خم القصيدة، ولعله ذلك يرجع إىل شدهة اهلول الذي يعانيه، وهو يرى ملكه املتكلهم هو احملور يف هذه

ينهار أمامه. يعربه به عن رأيه يف من نصحه ابخلضوع واالستسالم، وضرورة مدافعته عن ملكه، ، رمت يف ملفوظات من قبيل: كلهم املتهصل الذي يؤدهي وظيفة الفاعليهة ؛فيستعمل ضمري املت

فهو يضع احتمال متسهكه وحيدا بعرشه تسلمينواستعماله يف وظيفة املفعولية يف: .ب رزت ، بذلت . كما جنده يستعمل حتص نين أال اجلموع عنه، وهو هبذا يرفض أن حتصهنه الدهروع يف قوله: وختلهي

.90،89ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 1

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

58

فهو يؤكهد على حقهه، فهو يفتتح هذه القصيدة ملكيمري املتكلهم يف حال ضمري للملكيهة: ضدعوة ابالستسالم .بوصف حلال متاسك الدهموع، وتنبهه القلب وكأنهه يستيقظ من الصهدمة

بني استعمال ضمري الغائب واخلضوع، فيغيهب من قال هذا الرأي ليثبت أنهه مردود، وهو يقابل لــمخاطب، ويغلق حلقة التواصل ألنهه حوار منته. مثه يشرع يف إسناد األفعال إىل ذاته.وضمري ا

مفادها أنه القلب يستحيل أن تسلمه ويعزهز التمسهك برأيه يف إحالة مطلقة عامهة يدركها اجلميعمن جهة إضافة إىل هذا يعضد ضمري املتكلم بضمائر الغياب الضلوع مادام مستقرها بينها.

.قالوا الضوع سياسة وابإلطالق من جهة أخرى، يف قوله:

[من البسيط ] :1ويف قوله

ه ب فعلت ل كن عداين ط ارق الن وب لو أست طيع على التزويد ابلذ

عر ال يغين عن السغب تزويدك الش اي س ائل الش عر يتاب الفالة به

غ دا له مؤثرا ذو اللب واألدب زاد م ن الر يح ال ري وال ش بع

ما أعجب احلادث املقدور يف رجب أصبحت صفرا يدي م م ا تود به

نعمى الل يايل من البل وى على كثب ذل و فق ر أزاال ع زة وغن ى

بط شي وحييا ق تيل الفقر يف طليب قد كان يستل ب اجلبار مهجته

غ لب من العجم أو ش من العرب حيرسه يف ظل واهبه وال م لك

ل م يد شيئا ق راع السمر و القضب فحني ش اء الذي آاته ينزعه

الس يف أصدق أنباء من الكتب سدا فهاكها قطعة يطوى ل ها ح

.92ينظر: املصدر السابق، ص: - 1

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

59

يستعمل ضمري املتكلهم مع الفعل لتعربه عن الفاعليهة الــمعطهلة، اليت يعجز فيها الفاعل عن تنفيذ .أصبحت صفرا يدي م ا تود به، فعلت ، أستطيعالفعل:

.عداين طارق الن وبعن واقعه: ويفتح اجملال للمفعولية للتعبري

، يعين استذكار املاضي الذي كان ميلك فيه طليب، بطشييف حني أنه استعماله مع االسم: السلطة والقوة.

[من الوافر ] :1ويف قوله ه البق اء طول ب أسي أن ي ه وى دعا يل ابلبقاء ، وكيف ي

ها الشقاء طول على الشقي ب ي موت أروح من حي اة أليس ال واي من حتفي الل قاء ف إن ه واه لقاء ح ب فمن يك من ه د أضر هبا احلفاء ع واري ، ق يش أرى بن ات ي أأرغب أن أع

راتبه إذا أبدو الن داء م ت من قد كان أعلى خوادم بن ص الفناء وك فهم إذا غ ني يدي م ر ي رد الن اس ب وط جيش إن رفع الل واء لنظم ال مال ض عن ي مني أو ش ورك

وراء إذا اخت ل األم ام أو ال ام أو وراء ي ع ن ي ه أم الص ن فع الدعاء ض مي خ اه ن ال دعاء إذا دع ولك را ، وصاحبك العالء وى ب ن ت أب ا العالء ، جزاء ب ر ج زي

ب أن الكل ي دركه الفناء مي سيسلي النفس عمن فات عل . اليت تعربه عن الثبات والدهوام.الشقي ، أسييعربه املعتمد عن نفسه أبوصاف:

ا لينفي رغبته يف عيش حياة ويستعمل ضمائر املتكلهم مع الفعل ال ليقوم بوظيفة الفاعلية، وإمنه .أعيش ، أأرغب ملؤها الذله واهلوان.يف:

.90ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 1

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

60

، عزهزت شعوره أبنهه ملك لكن . دليال على أنهه كان حيمل سلطةمر يإىل نفسه أمساء: وينسب سرعان ما تسلب منه وقت التلفهظ ابخلطاب.

:كلم للجمعضمي املت -2-1-1-1-2

"حنن"من أصناف تلك اإلشارايت الشخصية للداللة على املتكلم احلاضر، انطالقا الضمري من أنه" يسمى ضمري املتكلم واملخاطب،:ضمري حضور، ألن صاحبه البد أن يكون حاضرا وقت

كان ، ولذلك يعد استعمال املرسل للضمري حنن دليل على استحضار الطرف اآلخر إن 1النطق به"والضمري "حنن" يقوم هبذه غائبا عن عينه.سواء من حيث داللته على اجلمع أو تعظيم املفرد.

هلا: حنن يف: حنن نسارع االداللة بنفسه، معتمدا على تكوينه ،وصيغته اخلاصة به، )...( ومثالتكلم للخريات فإنا لفظة واحدة يف تكوينها، وصيغة مستقلة بنفسها، يف أداء الغرض منها، وهو

مع الداللة على اجلمع، أو على تعظيم املفرد، ومل يتصل آخرها اتصاال مباشرا مبا يساعدها على . 2ذلك الغرض"

ومن جهة أخرى ميكن استعماهلا على حنو تداويل بوصفها داللة على التضامن فيما وضعت قصده يف رسل للتعبري عن له، ويف غري ما وضعت له، فهو من العالمات اللغوية اليت يستعملها امل

ومن أهم االستعماالت التداولية للضمري "حنن" عندما جيمع املرسل يف . إليه التضامن مع املرسلخطابه بينه وبني املرسل إليه داللة على التضامن بينهما. أي بني أان وأنتم يف البنية العميقة

[من الرمل ] : 3ففي قوله للخطاب. ق مل ي لم من قال ، مهما قال ح مجد إلينا قد صدق من عزا الر سناها مل يط من ي رم س ا مس سناء وسن جمدان الش ق ت

طب طرق هل يضي املجد أن خ جدان اعي إلينا م ها الن أي رق دي احل دم أي نه ب مزج ا اقن د مع من آم ال ت رع لل

. 218:ص ،1ج، النحو الوايف عباس حسن: ينظر: - 1 . 235: ص ،1ج ، نفسهاملرجع ينظر: - 2 .109ينظر: املعتمد بن عباد، الديوان، ص: - 3

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

61

ق ر حن لى احل د هر ع وكذا ال طا ينا فس ق الد هر علحن شق ا فع موس ن ا ش ورأى م ا ن ما كلف ال ملك ب وقدي

ق جل ت يف األف شهرة الشمس ت هروا ضى من ا ملوك ش د م ق اظ احلدق مح أحل وان تط حن ما ناء بين ماء الس حن أب ن

ي وإذا ما اج نيا افرتق فحقي ما م ن ال ن لنا تمع الد د، جمدان، إلينا، يف: واالتصال حنن بين ماء الس ماء"، يف قوله:"وقد أحال يف حايل االنفصال

إىل اللخميهني من ملوك احلرية، وهو حيمل قيمة تداولية تتمثل . لنا، حنوان،من ا، بنا، علينا، آماقناما هو موجود مرتبط ببين ماء ، لكن كل يف مبدأ املشاركة مع أشخاص غري موجودين يف الواقع

املعتمد بن عباد أمها فقد مرهت عصور على حياة ملوك احلرية، السهماء ومنهم املعتمد بن عبهاد.، إنهه اهلروب من يف هذا النص يلغي املتلقي يف زمانه الذي اليبدي معه أيه نوع من التضامن ف

مع اللخميهني. فهو يعمل على تهن مشاركذي سيجد له مسوهغا إذا ما أعلالواقع املليء ابليأس، المن لشاعرغائبني عن عينه، وهو ما يعربه عن قصد ا وااللخميه وإن كاناستحضار أصله

استعمال الضمري املتصل للجمع أضاف من خالله حتديدات تقرهب هويهته من املتلقهي؛ ف.اخلطاب. حيث إنه ذكر األنساب ابلعالمة ومن هذه التحديدات انتسابه إىل بين ماء السهماء من ملوك خلم

، هلا بعد داليل وتداويل يف السياق الذي وردت فيه، وهو يف هذه احلالة ال العلم اسماخلاصهة وهي ا مجلة من الــملوك استمره ملكهم يف احلرية حنو ستهة قرون من يتعلهق ابسم شخص واحد، وإمنه

.الس ماءبين ماء حنن، ملوك من ا، جمدان، حننالزمن. ]من الطويل[: 1وقوله

لك احلمد من بعد السيوف كبول بساقي منها يف السجون حجول الة طبول وقات الص ادت أب ون ريضة ا إذا حانت لنحر فوكن ن دنشه عدا ف تطيل امات ال ي هب صل ت ا فظلت سيوفنا ا فكرب

هناك ب أرواح الكماة تسيل وع متابع الرك سجود على إثر

.111ينظر: املصدر السابق، ص: - 1

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

62

. مثه ينتقل من ذكر املفرد إىل ساقي يبتدئ استعماله إبيراد ضمري املتكلهم املفرد املتهصل ابالسم يف: ان، شهدان، كن ااجلمع: ذكر . الدالهة على امللكيهة؛ سيوفناعلى الفاعليهة. وقوله: . اليت تدله كرب

وى دويالت الطوائف، وحقهقت قاالنتماء إىل الدهولة اليت كانت أوهذا االستعمال يعكس قوهة ع على حساب جريانا.التوسه

[لرمل]من ا 1:قوله ويف

صوابه قل لمن مجع العلم وما أحصى

كان يف الصر ة ش عر ف تنظ ران جواب ه

قد أثبن اك فهال جلب الش عر ثواب ه

كان لبداية أسره صورة واضحة للتعبري أبنهه مازال يشعر أبنهه ملك، وهذا يتهضح من خالل دور الفاعليهة يف حالة االتهصال. وهذا . وهو خيتار أن أيخذ الضمريأثبناك ، تنظ راناستعماله لــ:

يثبت قيامه أبفعال: االنتظار والثواب. وهنا حتديدا يتجلهى تعظيم الذهات. وهو من الوظائف ".حننالتداولية اليت أيخذها الضمري"

:ضمائر املخاطب -2-1-1-2 :واجلمع ب بتنوهع، يف حال املفردلقد استعمل املعتمد ضمائر املخاط

املخاطب املفرد: ضمي -2-1-1-2-1

يف السياق عند اإلحالة على املرجع فقط، بل يتجاوز ذلك ال يقف استعمال الضمري "أنت" ليصبح دليال على غرض تداويل؛وهو املشاركة بني األطراف يف اخلطاب ، من خالل كون

التعاونية، املخاطب مفرتضا، أو الكتابة ملخاطب حىت وإن كان مفرتضا. وهذا ما يوصف بـ)أنت( وعليه فإنه:" يتوفر للمرسل عند التفاعل ثالثة مناذج من االستعمال، أنت التعاونية أو املتبادلة،

.111ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان،ص: - 1

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

63

أنتم التعاونية أو املتبادلة، أو االستعمال املختلف؛ فيشري استعمال أنت إىل أن املشاركني يف كن تعريف العالقة اخلطاب يعتربون أنفسهم ذوي عالقة محيمة من الناحية االجتماعية، ومي

احلميمة أبنا التعابري عن: القيم املشرتكة، والقرابة، واجلنس، واجلنسية، واملوقع الوظيفي، وتكرار 1التواصل".

وهذا الضمري حييل يف شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد إىل أشخاص حمدهدين: األوهل هو يوسف ملعتمد جيرهد من نفسه ذاات حياورها. وتفصيل ذلك ه. وذك أنه ابن اتشفني، والثاين هو املعتمد نفس

فيما أييت:معركة يتذكهر بالءه يف ، إذيوسف بن اتشفني هو فهو حييل حينا على خماطب حمدهد

[:من املتقارب] 2فيمدحه، يف قولهالزالهقة. هدى، وأب يت الفرارا صرت ال ن دا عروبة ذدت الع وي وم ال

رارا تأىب الق ضلوع ل ب بني ال ل و اك ، وإن الق ن ت ه ثب كفر دارا جزيرة لل رأينا ال قى مت وسف ال والك اي ي ول

غبار ال مثارا ل يل ذاك ال م، وكال حى كالنجو وف ض نا السي رأي ك فيه اشتهارا قد زاد أبس ل وله ي ه ه درك ففلل

ارا اجز زدن اشتج ند الت ن ح ع ا زاء إذا ما الر م ت زيد اج ت ارا ها عق د ماء علي دير ال ت سا ها نرج حسب ك ت كأن

جلو الص فاح الدود امحرارا تو ناء قدود انث اح ال ك الر م تري نة فيها شرارا سبنا األس ح ها ك ضرمت ار حرب إذا ن مسك منك انتثارا ر ابل ب ت ن ث س ا عالك يوم احل قى ف ستل ك ذاك النهارا سن مقام حب ناء عليك داء ث شه ولل ن أال ت خاف وأال تض ارا شرو ك يستب م ب وأهن

.288 :ص اسرتاتيجيات اخلطاب،عبد اهلادي بن ظافر الشهري، ينظر: - 1 .98ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

64

ويتجلهى مبدأ املدح من خالل وظيفة الفاعلية اليت يسندها املعتمد بن عبهاد إىل يوسف بن . فكلهها أفعال ماضية منتهية يف الزمان، تدله على ثبت ، أب يت ،نصرت ،ذدت اتشفني. حنو:

شجاعة املمدوح، والذي يكرهس للمدح هو استعمال االسم الصريح ليوسف بن اتشفني، وما ،، ويذكر حسن بالئه أثناء املعركةحيمله من حتديد ألفعال الشخصية وأتكيد نسبة األفعال هلا

.سبحانه وتعاىل يوم القيامة هللاواألجر الذي ينتظره عند هي إاله مدح للذهات من خالل مدح اآلخر، لكنه الدارسني يـرون أنه هذه القصيدة حتديدا ما

فاملعتمد كان يقصد الفخر بشجاعته يف معركة الزالقة، فاألندلسيون اهتموا ابلتأريخ لوقائعهم، ومدح بالء ملوكهم فيها.

سبب مقنع ملدح املعتمد بن عبهاد ليوسف بن اتشفني، وهو الذي أذلهه إضافة إىل أنهه ال يوجد ، وهي ذلك وأسره وسلب منه ملكه، وإن كان هذا املدح يشمل فرتة متيهزت ابلوفاق بني القائدين

لكن األدعى أن تكون هذه القصيدة فخرا شخصيا.التحالف الذي كان يف وجه العدوه القشتايله.رده املقري يف النفح و إميليو جارثيا جوميث :" كان يوسف بن اتشفني ال يكاد إضافة إىل ما يو

يعرف العربية: حدث عندما جاز إىل األندلس جوازه األول معينا ألمراء الطوائف أن أنشده نفر من الشعراء شيئا من شعرهم، فقا له املعتمد: أيعلم أمري املسلمني ما قالوه؟ قال: ال أعلم، ولكنهم

1ون اخلبز".يطلبح و عر وال يفهمه. بسبب أصله األمازيغي، وبسبب انشغاله ابجلهاد، والر يوسف مل يكن يهتمه ابلشف

العملية اليت حيملها بني جواحنه. واحلالة الثانية اليت يستعمل فيها ضمري املخاطب املفرد، هي يف خماطبة نفسه، يف مثل

2::]من الطويل [قوله بل قد عممن جهات األرض إقالق ا د طب قن آفاقاأنباء أسرك ق

اك إشراقا رقها تنع حىت أتت ش دم سرت من الغرب ال يطوى هلا ق

، ص: 4.. وينظر: املقري: النفح ج42.41.إميليو جارثيا جوميث: الشعر األندلسي، ص: 181، ص: 4قري: نفح الطيب، جينظر: امل - 1

.63. وينظر: إحسان عباس: اتريخ األدب األندلسي، ص: 370 .110ينظر: املعتمد بن عبهاد، الديوان، ص: - 2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

65

ا اقا وأحداق مع آمرق الد وأغ دة ادا وأفئ ع أكب أحرق الفج ف ل: إن عليك القيد قد ضاقا وقي قد ضاق صدر املعايل إذ نعيت هلا

ا باق اق س سب غالبني ، ولل لل نت الدهر ذا غلب أىن غلبت ، وك ا داء طراق ألع ان عزمي ل وك ها ين طوارق قلت: الطوب أذلت

إذا انربت لذوي األخ طار أرماقا ة ر اترك روف الده مىت رأيت ص

فرتض ذاات حتاوره، هذا احلوار الداخلي الذي يقدهم صورة وافية عن هول الصهدمة اليت فاملعتمد ي حلهت به؛ ليعربه هبا عن جتربة املعاانة من األسر وسوء املعاملة.

قلت: ، أىن غلبت .وما يدله منه على املتكلهم: تنعاك ، أنباء أسرك فما يدله منها على املخاطب: أن يبثه شكواه للمخاطبني يف العامل اخلارجيه جيد أنه من لفالشاعر بد .االطوب أذل تين طوارقه

األوىل بثه شكواه لنفسه، وهذا يعربه عن العزلة وخصوصية التجربة. إذ أنهه مهما شكا للمخاطبني الواقعيهني لن يرجع عليه ذلك بشيء. لكن عندما حيدهث نفسه، فهو أدرى بوضعه وأقدر على

مساندة ذاته. احلالة الثالثة هي يف أن جيرهد من نفسه ذاات تتحدهث عن هذا األسري، من غري إقامة حوار، مثل و

القصيدة اليت أنشدها عندما دخل عليه بناته السجن يف يوم عيد، وكنه يغزلن للناس ابألجرة يف :]من البسيط[1أغمات، فرآهن يف أطمار رثهة، وحالة سيهئة، فصدهعن قلبه وأنشد

عيد يف أغمات مأسورا فساءك ال رورا ى كنت ابألعياد مسفيما مض زلن للناس ، ال ميلكن قطميا يغ ك يف األطمار جائعة رى بنات ت يات مكاسيا ن حس اره ص أب عة اش ت سليم خ رزن حنوك لل ب

ورا اف سكا وك طأ م ها مل ت كأن ني ، واألقدام حافية يطأن يف الط فاس م مطورا ع األن س إال م ولي كو اجلدب ظاهره ال خد إال ويش

فطيا ألكباد ت طرك ل ان ف فك ه أفطرت يف العيد ال عادت إساءت

.110ينظر: املصدر السابق، ص: -1

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

66

ورا أم هيا وم د هر من ردك ال ف المتث أمره م ان دهرك إن ت د ك قا ب ات ابألحالم مغرورا ه لك يسر ب ات بعدك يف م من ب فإمن

، حنوك ، ترى، ساءك ، كنت تقوم هذه القصيدة على الوصف، فهو يسرد أفعال هذا األسري؛ يف: ، فطرك املخاطب متهصال ابالسم يف: .. يساندها بسر أفعال بناته. ويورد ضمريرد ك ، أفطرت اليت تدله على انقالب احلال. .دهرك

، ممها يدله على العزلة والوحدة، قيدي، غرابن أغمات، قرب الغريبإضافة إىل خماطبته لذوات؛ فهو حيسه أبنهه فـقد التواصل مع العامل اخلارجي، فلم يعد يعين له شيئا، فآثـر أن خياطب من يدرك

ا أبنهه لن جييبه.أساس ضمي املخاطب للجمع: -2-2-1-1-2

إنه أهمه ما مييهز استعمال الضمري أنتم هو التحديد؛ فهو يقصد خماطبه وابلتايل يصبح هذا ، ألهل فاساملخاطب املرجع للضمري أنتم يف هذا اخلطاب، ذلك ألنهه موجهه من الذات الشاعرة

العالقة معهم، هذا املستوى غري املهمه ابلنسبة للمعتمد، املوجودون ابلفعل يف واقعه، ويبقى مستوىفهو ال حيتفي بوجودهم وال ابلعفو عنهم بقدر ما يتهخذ هذا مدخال للتعبري عن حاله، وهذا هو

: ]من البسيط[1أصل العالقة اليت تربطه هبم. يف قوله د البه لقد آن أن يفىن ويفىن د راحة أما النسكاب الد مع يف ال

رد د الف نه قد عافاكم الصم با م لى ل مبتوة اي آل فاس هبوا دع د ن فكها بع م حي ود ل قيعلي وت صتم من سجن أغمات والت تل

و ى، وأم ا األيد والبطش فاألسد ت ل أساود ها ف ا خلق ن الدهم ، أم مت د خانين سعد سعادته إن كان ق كل كم ت ل م النعمى، ودام فهن ئ

أمري وأمرك م احلمد وهلل ف ي رجتم مجاعات، وخل فت واحدا خ

.95.94ن عباد: الديوان، ص: ينظر:املعتمد ب - 1

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

67

. تتهخذ وظيفة الفاعلية اليت جيري املعتمد خرجتم، تل صتماستعماالت الضمري أنتم يف : إنه . فهو يقارن بني قدرهتم على التخلهص خل فت ، التوت علي مقابلة هلا مع أفعاال دالهة عليه:

لهف وحيدا دونم.واخلروج، وعجزه املتمثهل يف التواء القيود عليه، وأن خ

ضمائر الغياب: -3-1-1-2

يف النص الشعري القدمي ال حيتل الغموض مساحة كبرية ألنه نص يفتح اجملال للتلميح فهو حيمل املتلقي على إمكانية أتويل املعىن، الذي ال ، -ماعدا اإللغاز واملعمهيات –والالمباشرة

اليت يعد غيون من شروط للعملية التواصلية، يكون مستغلقا من البداية وهذا نتيجة ملا وضعه البال. اليت يقصد فيها لكالماالبتعاد عن تعقيد الكالم أحدها رغم أن هناك فرقا بني الغموض وتعقيد ا

إخفاء املعىن ابلتالعب الداليل، من خالل بعض مباحث علم الداللة .

د هلذا الضمري من وصاحب ضمري الغائب غري معروف ألنه غري حاضر وال مشاهد فالب متقدما على الضمري -يف غري ضمري الشأن–شيء يفسره وبوضح املراد منه واألصل فيه أن يكون

مذكورا قبله ليبني معناه ويكشف املقصود منه، فيجيء الضمري مطابقا له وهذا الشيء املسفر ".يسمى "مرجع الضمري

ضمي الغائب للمفرد: -2-1-1-3-1

املعتمد بن عباد للغائب املفرد جتلهت يف استعمال االسم املوصول، الذي وخصوصية استعمال يعده من العالمات اليت تدله على الغياب.و جيب التيقظ لوجود صلة املوصول إذ هي اليت تعمل

أن تكون »الداللة اليت يشري إليها االسم املوصول ألن الداللة تتحدد بعناصرها فمن شروطها اعتقاد املتكلم قبل ذكر املوصول، ألنه القصد من الصلة تعريف املوصول مبا معلومة للمخاطب يف

.الذي يعد أمهها. ويرى السكاكي أن:" اسم 1«يعلمه املخاطب من حاله ليصح اإلخبار عنه

.30:ص ،1979، 2، طاجليل بريوت ، دارعبد السالم حممد هارون: األساليب اإلنشائية يف النحو العريب ينظر: -1

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

68

املوصول يستخدم يف الكالم مىت صح إحضاره يف ذهن السامع بواسطة ذكر مجلة معلومة .1االنتساب إىل مشار إليه"

وقد فطن عبد القاهر اجلرجاين مبكرا للفوائد الداللية والبالغية املتحققة من استعمال اسم املوصول يف النص الشعري يقول: "وليس شيء أغلب على هذا الضرب املوهوم من الذي فإنه

جييء كثريا على أنك تقدر شيئا يف ومهك مث تعرب عنه ابلذي. ومثال ذلك قوله: يبك وإن تغضب إىل السيف يغضب دعه مللمة أخ وك الذي إن ت

رت إنساان هذه صفته، وهذا شأنه وأحلت السامع على من يعين يف الوهم، دون أن فأنت قده

.2يكون قد عرف رجال هبذه الصفة فأعلمته أن املستحق السم األخوة هو ذلك الذي عرفه"سبق على االسم املوصول الذي، فإنهنا سنركهز على استعمال بالغيون العرب ركهزوا فيمالوإذا كان ا

" اسم املوصول وتبنيه استعماالت اإلحالة فيها.من"

]من الكامل [:3ففي قوله طى نفيسا من عا ما أع كل ا هر فماذا صن ع الدب ح ق

4وى "لعا" ادي كل من يه أن ين اداته وى ظلما ب من ع قد ه ا ع ه فانقط ف لته ك أخج ى منهمرا غيث ه من إذا ال

قشعا ح به فان صفت ري ع ود من راحته مام اجل من غعا ه 6عافون ق ال ط ن صم وإن 5نا يل ال من إذا ق مسا مس س ذاك الطمعاأ د أزال الي ق ائله طمع يف ن قل لمن ي

. 418. ص: 2000. 1ينظر: السكاكي: مفتاح العلوم، تح: عبد احلميد هنداوي، دار الكتب العلمية ، بريوت لبنان، ط - 1ص: وعلق عليه: حممد رشيد رضا، دار الكتب العلمية بريوت لبنان، د.ط. د.تينظر: عبد القاهر اجلرجاين، دالئل اإلعجاز يف علم املعاين، - 2

143. 108ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان، ص: - 3 829احثني، املعجم الوسيط، ص: "لعا": صوت معناه الدعاء للعاثر أبن يرتفع من عثرته. ينظر: جمموعة من الب - 4 . .260" اخلنا": خنا فالن، أي: أفحش يف منطقه. ينظر: املعجم الوسيط، ص: - 5 .612" العافون": طالبوا املعروف.ينظر: املعجم الوسيط، ص: - 6

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

69

ج ب ر هللا العف اة ال ضيعا وة ك إال دع راح ال ي مل

ل غري املتوقهع الذي وقد قيلت يف سياق االستقبا يف هذه القصيدة يركهز على صفة اجلود. والكالم موجهه ملن يطمع يف جوده يف الوقت احلايله، فيصف استقبله به شعراء املغرب وطنجة.

الشاعر هذا األسري، ابحلديث عن أفعاله، فهذه األفعال كفيلة ابإلخبار عن صاحبها والدهاللة عليه. يف:

أكثر جودا من الغيث إذا اهنمر. -

د.حيمل يف كف ه غمام اجلو -

يسمع العافني وييبهم. -

وتعمل على تعريف املوصول ) املعتمد بن عبهاد( مبا يعلمه صفات تدله على املعتمد.لكله هذه ا املخاطب عنه من األخبار.

ضمي الغائب للجمع: -2-3-1-1-2

استدعاه للتعبري عن التغييب الذي يقصد املعتمد تطبيقه على أشخاص بعينهم، والتعريض ة. وجنده فيما أييت:ل تشي بسوء املعامأبعماهلم الفظيعة اليت

حوهاء بنت اتشفني من خباء عارية. ففي القصيدة اليت قاهلا عندما منعته :]من البسيط [ 1يف قوله

هم أوق دوا ب ني جنبيك انرا أط الوا هبا يف حش اك استعارا حبوك خباء معارا ومل يص ك و جمل د أن يرحل جل اأما خي

منك خزاي وع ارا -وحاشاهم –ذا ك ق ن عوا اجملد إن ك ان و سواد العيون علي كم شعاراي قل لعينيك أن يعل

ت راهم نسوا حني جزت القفار حنينا إلي هم وخض ت البحارا ح اد عن ها وجاراب عهد ل زوم لسب ل الوفا إذا ح اد من

.97ينظر: املعتمد بن عبهاد، الديوان، ص: - 1

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

70

و قلب ي ن زوع إىل يوسف فل وال الض لوع عليه لط ارا

وإن كان الغرض منه التفخيم –"؛ الذي هميبتدئ القصيدة ابستعمال ضمري الشأن" كس هذا املفهوم متاما؛فيعربه عن التحقري، والتعريض. وضمري فإنهه ميكن أن يعربه عن ع -والتعظيم

الشأن؛ كما يعرهفه ابن يعيش بقوله :" اعلم أنم إذا أرادوا مجلة من اجلمل االمسية أو الفعلية، فقد يقدمون هبا ضمريا يكون كناية عن تلك اجلملة، وتكون اجلملة خربا عن ذلك الضمري وتفسريا له

ذلك إال يف مواضع التفخيم والتعظيم. وذلك قولك :"هو زيد قائم " فـ:"هو " )...( وال يفعلون ضمري مل يتقدمه ظاهر إمنا هو ضمري الشأن واحلديث، وفسره ما بعده من اخلرب وهو : "زيد قائم" ومل أتت يف هذه اجلملة بعائد على املبتدأ، ألنا هو يف املعىن، ولذلك كانت مفسرة له، ويسميه

وهو من أهم املعاين العدولية األسلوبية 1الضمري اجملهول ألنه مل يتقدمه ما يعود إليه."الكوفيون .2للضمائر.

وقد مسى ضمري الشأن هبذا االسم ألنه يرمز للشأن، أي: للحال املراد الكالم عنها، واليت ك الشيء سيدور احلديث فيها بعده مباشرة، ويقول عبد القاهر اجلرجاين يف ذلك:"ليس إعالم

بغتة مثل إعالمك له بعد التنبيه عليه والتقدمة له، ألن ذلك جيري جمرى تكرير اإلعالم، يف ر كان ذلك أفخم له من أن يذكر سه ر مث ف ضم التأكيد واإلحكام، ومن ههنا قالوا: إن الشيء إذا أ

ة"، ألنه قصه وتسمية ضمري الشأن أشهر تسمياته، كما يسمى: "ضمري ال 3من غري تقدهم إضمار".يشري إىل القصة "أي: املسألة اليت سيتناوهلا الكالم" ويسمى أيضا: ضمري األمر، وضمري احلديث،

ذي هو موضوع الكالم واحلديث. ألنه يرمز إىل األمر العام الذي جييء بعده، وال

لة إذا أرادوا أن يذكروا مج -ومن حياكبهم اليوم –العرب الفصحاء " ويقول عباس حسن: مل -امسية، أو فعلية، تشتمل على معىن هام، أو غرض فخم، يستحق توجبه األمساع والنفوس إليه

يذكروها مباشرة، خالية مما يدل على تلك األمهية واملكانة، وإمنا يقدمون هلا بضمري يسبقها، ريا للتطلع مبا فيه من إهبام يتمثل يف تعدد املرجع، وخباصة إذا مل يسبقه مرجعه مث –ليكون الضمري

.336،335. ص: 3ينظر: ابن يعيش : شرح املفصل للزخمشري ،ج - 1 .238. ص: 1: عباس حسن: النحو الوايف،جينظر - 2

.102:ينظر : عبد القاهر اجلرجاين: دالئل اإلعجاز يف علم املعاين، ص - 3

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

71

إىل ما يزيل إهبامه، ابعثا للرغبة فيما يبسط تركيزه فتجيء اجلملة بعده، والنفس متشوقة هلا، مقبلة . فتقدمي الضمري ليس إال متهيدا هلذه اجلملة اهلامة. لكنه يتضمن معناها عليها، يف حرص ورغبةه

1موجهة إليها.متاما، ومدلوله هو مدلوهلا، فهو مبثابة رمز هلا، وحملة أو إشارة

فالشاعر وإن بدأ بضمري الشأن، فذلك يعكس غاايت تداولية هامهة، ألنه كله األفعال التالية منسوبه ملرجع هذا الضمري الذي يعرف من خالل استغالل اخلطاب املوازي الــمرفق مع النص.

، نسوا .هم : أوقدوا بني جنبيك انر،أطالوا هبا يف حشاك استعارا، يرحلوك، يصحبوك

كله هذه صفات سلبية أحلقها ابملرابطني، فعرهفهم أبفعاهلم، ومل يورد غري ذكر قائدهم يوسف بن .اتشفني؛ والستعمال العلم دوره يف اخلطاب

[كامل: ]من ال2ويف قوله

عد مذهب ذهبوا من اإلغراب أب شع راء ط نجة كله م وامل غرب بس ؤاهلم ألحق من هم فاعجب سألوا ال عسي من األسي وإن ه

طي احلشا حلكاه م يف املطلب ل وال ال حياء وع ز ة لمية اندى الص ريخ ببابه اركب يركب إن قد كان إن سئل الندى يزل و

إنه هذا التعريض الواضح بشعراء طنجة وتعميم الــحكم على كله شعراء املغرب، مته بناؤه بداية بذكر الشعراء، ليعرف املتلقهي يف أيه زمان، أعمال هؤالء الشعراء، وهي:

املعتمد وطلب املال منه، وهو أسري. : وذلك بتهافتهم علىذهبوا من اإلغراب أغرب مذهب-: ففي حال األسر يعده املال من بني أصعب املتطلهبات، وهذا الذي مل سألوا العسي من األسي -

يراعه هؤالء الشعراء.

.238: ص .1ج، : عباس حسن: النحو الوايفينظر- 1

.92.91ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

72

:اإلشارايت املكانية -2-2

وهي عناصر إشارية تدل على أماكن يعتمد استعماهلا وتفسريها على معرفة مكان املتكلم ب، ويكون لتحديد املكان أثر يف وقت التكلم،أو على مكان آخر معروف للسامع أو املخاط

اختيار العناصر اليت تشري إليه قراب أو بعدا أو جهة. ويستحيل على الناطقني ابللغة أن يستعملوا أو يفسروا كلمات مثل: هذا، ذاك، هنا، وحنوها.

ابلقياس إىل مركز اإلشارة إىل املكان، فهي تعتمد على السياق إال إذا وقفوا على ما تشري إليه املادي املباشر.

وأكثر اإلشارايت املكانية وضوحا هي أمساء اإلشارة حنو: ذا، وذاك لإلشارة إىل قريب أو بعيد من مركز اإلشارة املكانية وهو املتكلم، وكذلك هنا وهناك ومها من ظروف املكان اليت حتمل معىن

شارة إىل قريب أو بعيد من املتكلم ،وسائر ظروف املكان مثل: فوق، حتت، أمام، خلف ...إخل اإلوال ميكن للمتكلم أن 1كلها عناصر إشارية ال يتحدد معناها إال مبعرفة موقع املتكلم واجتاهه.

يف يتخلهى عن املكان عند تلفهظه ابخلطاب، وهذا ما يعطي اإلشارايت املكانية مشروعية إسهامهااخلطاب، فنجد أنا ختتص" بتحديد املواقع ابالنتساب إىل نقاط مرجعية يف احلدث الكالمي، وتقاس أمهية التحديد املكاين بشكل عام انطالقا من احلقيقة القائلة أبن هناك طريقتني رئيستني

ن جهة لإلشارة إىل األشياء مها: إمها ابلتسمية أو الوصف من جهة أوىل، أو بتحديد أماكنها م 2أخرى."

وعند احلديث عن املكان يف الشعر، جند اهتمام الشعراء والرؤية العربية ابملكان على أنه طلل، ميثل يف عني الشاعر منظرا جديدا، ويف نفسه إحساسا متميزا، فيتحول املكان من داللته اجلغرافية

ىل السياق الذى وردت فيه، إىل أطالل شخصية ال ميكن فهمها والوعي أبمهيتها إال ابلعودة إواملتمثل يف حياة الشاعر وما اعرتاها من ظروف، فرضت أمهيتها يف استعمال الداللة السياقية

للمكان، لتوضيح مقصود الكاتب.

.54 :ص البحث اللغوي املعاصر،ينظر: حممود أمحد حنلة: آفاق جديدة يف -1 .84: ص اسرتاتيجيات اخلطاب، : عبد اهلادي بن ظافر الشهري ينظر:- 2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

73

وعند العودة إىل مدوهنة الدهراسة جند أنه الشاعر احتفى بذكر أمساء األماكن ووصفها. وال جند غري اه أثر بسيط الستعمال العناص ر اإلشاريهة األخرى كأمساء اإلشارة مثال. وهذا ما يدفعنا إىل االجته

حنو استغالل البحوث يف املكان، عموما عند املنظهرين له يف الدراسات السردية مثل غاستون بيب مونسي.مثل ح ابشالر، أو املطبهقني له يف الشعر

ا تناسب املدوهنة.وسنعتمد على تقسيم املكان إىل مكان أليف ومكان معاد، أل نه .قاتهيمن بني مع واملكان ،ية احلركةىل حره إنسان يصبو اإلألنه ؛مبفهوم احلريةيرتبط املكان ف ظهر بوصفها عالقة جدلية بني ت -من هذا املنحى –ن االنسان واملكان إميكن القول ": ذإ

.ن يقوم هباأيت يستطيع االنسان فعال الوتصبح احلرية يف هذا املعىن جمموعة األ. املكان واحلريةبقوة انجتة عن الوسط اخلارجي ال يقدر على قهرها او يه أو أو عقبات أواجز حبيصطدم أن دون

1."جتاوزها

دة تنطوي على جوانب عالقة االنسان ابملكان هي عالقة معقه نه أوليس من املبالغة القول نسان ال حيتاج إلفا .ماكن طاردة تلفظناأرار و ن جاذبة تساعدان على االستقماكأفهناك ": شىته

ل فيها صه أىل رقعة يضرب فيها جبذوره وتتإه يصبو ة جغرافية يعيش فيها ولكنه فقط مساحة فيزيقينسان طبقا اإل نه إف،" من جهة تويهو حتأنسان اإل ضفر تميكن أن البيئة فإذا كانت . 2"هويته

3.و طاردةأماكن جاذبة ا وقد تكون نفس األويذبل يف بعضه ماكنعش يف بعض األنتحلاجته ي

ف الشاعر جتاه املكان نمكنة للحال الشعورية اليت تكتالرؤية الشعرية لأل اكتمالوخيضع كثر أ -ابملعىن الفيزيقي –واملكان . م تصورا دقيقا حلاله تلكبيات تقده أىل جمموعة إا .فيحيله

دراكه إدراكه له خيتلفان عن خربته و إابملكان و ن خربة االنسانإالتصاقا حبياة البشر من حيث دراكا إدرك املكان ي نه إشياء فراكا غري مباشر من خالل فعله ابألدإمان ز درك الينما ي بللزمان ,ف

4.يا مباشراحسه

، ضمن: مجاعة من الباحثني: مجاليات املكان، عيون املقاالت، دار قرطبة، الدار البيضاء، ط ينظر: - 1 . 2يوري لومتان: مشكلة املكان الفينه .62.ص: 1988

. 63ه، ص:ينظر: املرجع نفس - 2 ينظر : املرجع نفسه: ص: نفسها. - 3 .79ينظر: املرجع نفسه ، ص: - 4

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

74

الشاعر للمكانال نتيجة رؤية إاه املكان وهذا االختالف ما هو مواقف الشاعر جت وقد اختلفتة وقد تكون سلبيه ،فةلن تكون رؤية اجيابية تتمثل ابأل أميكن . و منهما كله وطبيعة العالقة بني

شكل بد لنا هذه االماكن حمده منوكل .و العيش يف حال غربة جتاه مكان ماأابلعدائية متمثلة 1.ح موقف الشاعر جتاه املكانضه و ي

ب(:حب ليف)امل املكان األ -1-2-2ومينح هذا املكان ،يشة املقرتن ابلدفء واحلماية واحلنانمكان املعيعرهفه غاستون ابشالر أبنهه:"

ماكن مثل البيت عموما .كالبيت الذي يولد ألفة يف تتمظهر األ حيث 2".احللم والتذكر والسعادةن عاشوا معنا يف ذلك البيت لفة يقتضي البساطة والتعبري عمه ن التعبري عن األ أعلى .نسانفيه اإل

ركن فيه ذكرى سعيدة وحلما ل كله ن يشكه أميكن مأهول"فيه بيت البيت الذي ولدان": نه أل والشاعر يرى أنه املكان األليف ابلنسبة إليه هو قصوره وجمالسه، وبساتينه. 3يال.مج

[ ]من البسيط:4وقوله ساد بكى ال مب ارك يف إثر ابن عب اد بكى ع لى إثر غ زالن وآ

ه ال غ مت ك واكبها بكى ع لى إثر غ زالن وآساد بكت ثراي بكى ال وحيد بكى الز اهي وق ب ته والن هر والت اج ك ل ذله ب ادي

ائه درر اي ل ج ة الب حر دومي ذات إزابد ماء ال س ماء على أبن فقد" تذكهر منازله فشاقته، وتصوهر هبجتها فراقته، وختيهل استيحاش أوطانه، وإجهاش قصره إىل

مد بن تمعلل املكان املفقود ابلنسبة ف5قطهانه، وإظالم جوهه من أقماره، وخلوهه من حرهاسه ومسهاره".اته بكل ما فيها منا هو مكان حيوي عمر الشاعر وحيإو ،عباد ليس جمرد سطح جغرايف كان حيكمه

ة كربىوصداقات ومغامرات.وقد مين بطامه ومن حبه ،ومن هلو وطرب ،دبأمن شعر وجمالس و

. 2007. 1ينظر: حممد عبيد صاحل السبهاين: املكان يف الشعر األندلسي من الفتح حىته سقوط اخلالفة، دار اآلفاق العربية، القاهرة، ط - 1 . 105ص:

.ص: 1984، 2الب هلسا، املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بريوت، طينظر: غاستون ابشالر: مجاليات املكان،تر: غ - 240.39.38.

.43ينظر: املرجع نفسه، ص: - 3 .95ينظر: املعتمد بن عباد، الديوان، ص: - 4 .274، ص: 4ينظر: املقهري: نفح الطيب، ج - 5

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

75

هة ــه بأ و ولته وما كان فيه من عز وسلطانمارته ودإن يبكي أفقد اشبيلية: وطبيعي لشاعر مثله هي. مداحهمأمن فرائد ون بذان يف االندلس, والشعراء يغدون عليه ويروحاآل ، وامسه ملءهةوحياة مرفه ىحمه اذلك وكله ،ةنهله م غدقةسحب ا نأعطااي , وهو يسيغ عليهم عطااي ك غ عليهمبوهو يس

1.س والبؤسأنه كان حلما واستيقظ منه على اليأوك ،وزال

ا التعبري عن مشاعرها يف فيرتك هل ،مكنة عليهبكي األبن عباد ي جند املعتمد في صورة انقالبيةف مكنة اليت عاش فيها من لألنه بكاء . إ انا راعيها مما يربز ارتباط الشاعر الكبري ابملكانظل فقد

هو املبارك :مثل قصوره الكل يبكيه .عليه والتاج هرن الكما بكى ، وق ب ته والزاهي والوحيد ثراي .ة والكرامةشعرها ابلعزه أوهو الذي طاملا .ن شعروا ابلذل واهلوان من بعدهأبعد

ويصف لنا املقهري صاحب النفح قصره الزهاهي:" وكان القصر الزاهي من بني أمجل املواضع لديه وأهباها، وأحبهها إليه وأشهاها، إلطالله على النههر، وإشرافه على القصر، ومجاله يف العيون،

اله ابلزهر والزيتون، وكان له به من الطهرب، والعيش املزري حبالوة الضهرب، مامل يكن جيلب واشتملبين محدان، وال لسيف بن ذي يزن يف رأس غمدان، وكان كثريا ما يدير به راحه، وجيعل فيه

ومل يتمنه غري انشراحه، فلمها امتده الزمان إليه بعدوانه، وسد عيه ابب سلوانه، مل حينه إاله إليه، 2احللول لديه".

و ليعلمنا أ ،حداث اترخييةدا ألجمره اير ر ال يقصد من وراء ذلك تقمكنة والشاعر حينما يعدد األ ن أراد أ .اه شعر بفقدها حق نه وأل ،هلذه املواضع من خصوصية عنده ولكن ملا كان ،ابمتالكه هلا

وهذا .ليهإ تصاقه هبا جعلها هي اليت تبكي عليه وحتنه وليظهر مدى ال ؛يف دائرته الشعرية عربه عنهاينارها أماكنها و ذ شهدت تلك املواضع أبإ ،ىل قسرية الفقد والرغبة العارمة يف العودة اليهاإيشري

.كي زوال ملكهتبه يستصرخها ويستنطقها لنه أفك ،ملكه ه وعزه وقصورها عزه

.340. ص: 1989ف، د.ط، ينظر: شوقي ضيف: عصر الدول واإلمارات األندلس، دار املعار - 1 275، ص: 4ينظر: املقهري: نفح الطيب، ج - 2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

76

[طويل: ]من ال1وقوله ة فرج ة وأتىب الطوب الس ود إال متادايت ؤم ل الن فس الشجي

لياليك من زاهيك أصفى صحبتها كذا صحبت ق بل ال ملوك اللياليا م انيانعيم وب ؤس ذا لذل ك انسخ وبع دها نسخ املنااي األ

يف هذه القصيدة ينسج الشاعر خيوط األمل للعودة إىل الفرح يف كنف الوطن. لكن اخلطوب أتىب .فيلجأ اىل عقد مقارنة بني زمنني متناقضني يف الزاهيعليه ذلك. وهراب منها فضهل تذكهر قصره

سجن ()النعيم /البؤس ( )الز اهي/ال:حكايتني متناقضتني ,وحالني متناقضني

) املنااي /األماين ( : ]من الكامل[2وقوله

دان قلت على األرواح واألب ث ية األحلان ك أغمات ت ن غ عبان لث ا رمح ك فغدا عليك ال كان كالثعبان رحمك يف الوغى قد

دا حبذاك ك عاين ة لل فا ال رمح عط ت م مدد ل ت متمد ن م الر ح اب من يشكو إىل ما خ كو بثه ى الر محن يش قليب إل

اين أنه عن ش ىن ش ان أغ ما ك ه ه ومكانأن اي سائال عن ش ان عد أي مقاصر وقي ن ب م ره ك قص ك قينته وذل هاتي

األغ صانحتكي احلمائم يف ذرى ل غريرة رومية ن بعد ك م

وإن كان يف األصل يرجو منقلبه، ووطنه لراثء ليصوهر مأساته بفقدان ملكه،إنهه يستخدم لغة ا . وهو يقابل بني القصر . املكان قيان وما حيتويه من القصركان .وهو يقع فريسة للم أنه اله إ

. أغماتية األحلاناملكان املعادي، منسواب إليه يف : بني أغمات املرغوب و

.115ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان، ص: - 1 .نفسهاينظر: املصدر نفسه، ص: - 2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

77

أضافة إىل القرب؛ الذي جعل منه مكاان أليفا، ألنهه مل جيد املفره ممها هو فيه، واقرتبت نايته، فعربه عن أيسه، وهنهأ ذلك القرب بدفينه.

:]من البسيط[1نوه وفاته رثى نفسه هبذه األبيات ووصهى أن تكتب على قربهولـــمها أحسه بد الء ابن عب اد فرت أبش قا ظ ح ر ائح الغادي رب الغريب سقاك ال ق

أجدبوا، ابلري للص اديابلصب إن م ، ابلنعمى إذا اتصلت ، ابلعل م ابحلل رغامة العادي موت أمحر ، ابلض ابلوا ابلط اعن ، الض ارب ، الر امي إذا اقتتل

در يف ظلم ، ابلص در يف الن ادي ابلب البحر يف ن عم الد هر يف ن قم ، ب ب عاد اين ملي ماء ، فواف من الس در اين به ق ق وافح م ، هو ال نع واد وق أع ادى ف بال هت أن اجل لمه م أكن قبل ذاك النعش أع ول

رق رع اد طوب الب ل ق رو اك ك ارفق با استودعت من كرم كفاك ، ف ع رائح غادي فيح ، بدم حتت الص له بت واب ذي غي كي أخاه ال يب م تبخل إبسعاد ن الزهر ل ن أعي م همرا جودك دمع الط ل من ى ي حت

صى بتعدادع لى دفينك ال حت ة م لوات هللا دائ وال ت زل صبقيت ذكرى املعتمد بن عباد خالدة يف أغمات، من خالل القصيدة اليت أوصى أن تكتب على

قربه.من النادر أنهه نودي يف و نهه ابلفعل غريب عن وطنه وملكه.، وذلك ألالغريبويعربه عن نفسه بـ:

2أمره وشانه. جنازته " الصالة على الغريب " . بعد عظم سلطانه، وسعة أوطانه، وعظم

، وجنده يعرهف نفسه بنسبته لبين عبهاد، ابن عب ادمثه يوضهح نسب الغريب صاحب القرب، وهو ويرمي من ذلك إىل أنه كله ماره ابلقرب البده وأن يتذكهر حمنة املعتمد، ونكبته، وأسره.مثه يعزهز الغريب

الصبأ الر ي،الطاعن، الضارب، احللم، العلم، النعمى،ابن عبهاد ابلصفات اليت هو أهل هلا: ، الدهر، البحر، البدر، الصدر.، الضرغامةالرامي

.96ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 1 .208.207.205ينظر: املراكشي: املعجب، ص: - 2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

78

: املكان املعادي )املرفوض( -2-2-2

داء بل الشعور حنوه ابلع .لفةأ أبيشعر جتاهه نفيه وال جربان على العيشأ هو املكان الذي .تماكن السجون واملعتقالبرز هذه األأ.و لعل من 1والكراهية

مادام الزمن الذي جيري فيه ال يسلك جمرى الزمن اخلارجي ،ذ يتحدد موقف السجن اخلاصإ .ل الذات املسجونة ويطبعها حبركته شبه الراكدةالذي يتخله ،جن زمنه اخلاصسه للف

الزمن الدائري يتيح شيئا من هذا نه أبيد .مناء الثورةإحساس وقتل املبادرة و نا تبليد اإلأواليت من شي وجوده املادي ليسكن جزيرة تقع فوبذلك ينت ل واملراجعة .مه أفيفتح صدره للت ،فراج واالنفتاحناال

2.على مسافة مابني الواقع والالواقع

خذ نصيبها من الرتوي أوتعود فيه املواقف السالفة لت ،غمره الذكرىتفالسجن يشمل موقفا متباطئا منا العالقة هنا عالقة إو ،للمواقف اليت سلفتظاهراي بصلة ته فالسجن مكان ال مي .والدرس

3فطاللة واستشراإ

قصاء عنها اإليعربه .ه زمنيا تعطيل لسريورة احلياةنه إف ،ن حتقق مكانيا موقفا للقهر واحلجرإوالسجن 4.ذ ال وجود للسجن يف املكان العام املشرتك وال الزمان العامإ ،املكاين والزماين

و املكان الذي ارتبط ابلوحشة والعزلة واألسر واالنتقال من حال جيدة إىل هواملكان املعادي؛ أسوأ حال، وتتصدهر أغمات األماكن املعادية لدى املعتمد كيف ال وهي اليت خطه فيها نايته، واليت شهدت على ذلهه بعد عزهه الذي كان، كما يشري إىل أماكن أخرى معادية ارتبط ذكرها

كما أييت: وهيبن عباد لشخصي حلياة املعتمد ا يابلسياق التارخي

.120بهاين: املكان يف الشعر األندلسي، ص: ينظر: حممد عبيد صاحل الس - 1 .2001ينظر: حبيب مونسي: فلسفة املكان يف الشعر العريب قراءة موضوعاتية مجالية، من منشورات احتاد الكتهاب العرب، دمشق، - 2

.97ص: ينظر: املرجع نفسه، ص: نفسها. - 3 ينظر: املرجع نفسه، ص: نفسها. - 4

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

79

خلهد أسر املعتمد ذكر أغمات؛ وهي:"انحية يف بالد الرببر من أرض املغرب، قرب :أغماتفيما كثرية اخلري )...( وليس ابملغرب. وهي مدينتان متقابلتان 1مراكش، وبينهما ثالثة فراسخ

ية وال أوفر حظها منها". وقد ذكرها املعتمد يف زعموا، بلد أمجع ألصناف من اخلريات وال أكثر انحته أربع مرهات فكانت بذلك املكان األكثر ذكرا، وقد قدهم هلا أوصافا معيهنة عكست نظرته أسرايه

إليها. ]من البسيط[ ا نظرة عامة، فريبط ذكرها بذكر األسر من غري تفصيل؛ يف قوله:فنجد نظرته حين

فساءك العيد يف أغمات مأسورا فيما مضى كنت ابألعياد مسرورا

]من الطويل[ فهو يراها سجنا يف قوله: علي قي ود مل حين فكها بعد تل صتم من سجن أغمات والتوت

فهو يربط ذكرها بذكر القيود، وانعدام العدل يف إخراج من عاثوا فسادا من فاس وإبقائه هو يف األسر.

]من الكامل[ ها أصوات القيود، ويشبههها ابألحلان الثقيلة على األرواح واألبدان:وينسب إلي نت على األرواح واألبدا ثقل حان األل أغماتي ةغن تك

األماكن غري املأهولة والبعيدة عن الناس ويراها مكاان موحشا تنعب فيه الغرابن؛ اليت ال تعيش إاله يف ]من البسيط[ والسكهان:

ر ايل وأفناان من الش ج من الل ية دمن طي ب غرابن أغمات ال تعا مكان يتهسم ابجلمال الطبيعي، إاله أنه املعتمد أضفى رؤيته على املكان ، فجعله مكاان معاداي ألنه يف حني أنه

اإلنسان بطبعه يصبو إىل احلرهية وابلتايل يعادي كله مكان يسلبه إايها.و )...(: مل ينظر املعتمد إىل املكان يف حديثه عن املغرب؛ " وهي بالد واسعة املغرب،طنجة

خر جبال وعثاء شاسعة، قال بعضهم: حدهها من مدينة مليانة، وهي آخر حدود إفريقية إىل آا 2السوس اليت وراءها البحر احمليط ، وتدخل يف جزيرة األندلس إىل الشمال" ، وطنجة؛ وإمنه

استعملهما للنهسب إليهما، وذلك الرتباط ذكرمها مبجموعة الشعراء الذين ترصهدوا طريق املعتمد

. 225، ص:1.مج1977معجم البلدان، دار صادر، بريوت، د.ط. موي:ينظر: ايقوت احل - 1 .161، ص: 5، مج ينظر: املرجع نفسه - 2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

80

. يف 1الـحصري ليجود عليهم ابلعطااي، وذلك بعد أن مسعوا صلته اليت بعث هبا إىل الشاعر املغريب [كامل: ]من ال2قوله

ذهبوا من اإلغراب أب عد مذهب شع راء ط نجة كله م وامل غرب بس ؤاهلم ألحق من هم فاعجب سألوا ال عسي من األسي وإن ه

طي احلشا حلكاه م يف املطلب حياء وع ز ة لميةل وال ال اندى الص ريخ ببابه اركب يركب قد كان إن سئل الندى يزل وإن

م أماكن أخرى عربه املعتمد عن عدائه هلا، ابلرغم من أنا كانت حمبهبة، وتنتمي إىل دولته أايهت عن جتربة معاانته يف ثكل األبناء؛ وهذه األماكن عزهه. غري أنهه نظر إليها بعد األسر نظرة عربه

:]من الطويل[3تظهر يف قوله: ، ويغرق ذا حبر بين ، صغي ، أو خليل موافق ي م ز ق ذا ق فر بقرطبة النكداء، أو رندة، القرب وجنمان، زين للزمان، احتواها

: "مدينة عظيمة ابألندلس وسط بالدها، وكانت سريرا لــملكها وقصبتها، وهبا كانت قرطبة

اليت مل يدهخر املعتمد أو غريه من ملوك األندلس جهدا يف جعلها يف حوزته، 4ملوك بين أميهة"ن الذي والهه عليها، وقبلها ابنه الظافر الذي قتله ابن وذلك الرتباط ذكرها مبقتل ابنه املأمو

هـ، وفشل يف السيطرة 461عكاشة؛ فقد حاول االستيالء عليها وانتزاعها من بين جهور سنة هـ. وقد بذل املعتمد وقبله أبوه املعتضد كبري اجلهد 471عليها، وعاد لالستحواذ عليها يف

قرطبة عاصمة الدولة األموية، وأكرب حاضرة من حواضر والدههاء لالستيالء عليها، إضافة إىل أنه األندلس، فأصبحت النكداء.

احلصري: هو أبو احلسن علي بن عبد الغين الضرير. وهو غري أيب إسحاق احلصري صاحب زهر اآلداب، ولكنه ابن خالته. - 1

.205ينظر: املراكشي: املعجب، ص: .92.91بن عبهاد: الديوان، ص: ينظر: املعتمد - 2 .69.68ينظر: املصدر نفسه، ص: - 3 .324، ص: 4ايقوت احلموي: معجم البلدان، مج ينظر: - 4

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

81

:" بضمه أوهله وسكون اثنيه، معقل حصني ابألندلس، من أعمال اتكران، وهي مدينة قدمية، رندة اليت قتل هبا الراضي وكان آمرا عليها إبذن أبيه، فأصبحت القرب. 1وهي بني إشبيلية ومالقة"

ن اإلشارايت املكانية ترتبط ابلسياق الوجودي للشاعر ومعرفة إحالتها، ال تتأتهى إال مبعرفة إ اخللفية التارخيية اليت أدهت إىل تلك الصورة.

: اإلشارايت الزمانية -3-2

هي كلمات تدل على زمان حيدده السياق ابلقياس إىل زمان التكلم،فزمان التكلم هو مركز يف الكالم، فإذا مل يعرف زمان التكلم أو مركز اإلشارة الزمانية التبس األمر على اإلشارة الزمانية

السامع أو القارئ.على أن اإلحالة إىل الزمان، هلا عالقة وطيدة ابلسياق الذي ترد فيه، يف حالة اتساع داللة

وم يف عبارة بنات بعض العناصر اإلشارية يف التعبري عن الزمان،فمثال :"يتجاوز مدلول كلمة الياليوم داللة هذا العنصر اإلشاري إىل الزمن الكوين الذي يتحدد أبربع وعشرين ساعة إىل أن يشمل العصر الذي نعيش فيه، فهذه الداللة اإلضافية موكولة إىل السياق الذي ترد فيه هذه العناصر

عن املقياس الزماين ، الذي . وجتدر اإلشارة إىل أن املقياس الشعوري خيتلف يف صميمه 2اإلشارية"يعتمد يف القياس على األشهر واألسابيع واألايم والساعات ، ألن الفرتات الزمنية املوضوعية قد تنكمش يف شعور اإلنسان أو تتمدد وتبدو طويلة، وذلك تبعا جملرى الشعور وسرعة ذلك اجملرى،

ابلذات، فاإلنسان يعيش يف قبضة حيث ال وجود للحياة اإلنسانية دون االنفعال والشعور الدائممشقهة نفسية دائمة، فهو بني توقهع من املستقبل ،ومعاانة من احلاضر، واستنادا على مرياثه النفسي

3واالجتماعي من املاضي".ومما ينبغي اللفت إليه هو أن العناصر اإلشارية قد تكون دالة على الزمن الكوين الذي يفرتض

ول، وسنوات وأشهر وأايم وساعات... وقد تكون دالة على الزمن النحوي سلفا تقسيمه إىل فص

.73، ص: 3ينظر: ايقوت احلموي: معجم البلدان، مج - 1 .52فاق جديدة يف البحث اللغوي املعاصر: ص: ينظر: حممود أمحد حنلة ، آ - 2 . 2002 .1دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، اإلسكندرية، طدراسة مجالية،–الواحد حجازي: األطالل يف الشعر العريب ينظر: حممد عبد - 3

.16: ص

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

82

الذي ينقسم بدوره إىل ماض وحاضر ومستقبل، إذ ميكن أن يتطابق الزمن الكوين والزمن النحوي، وقد خيتلف الزمن النحوي عن الزمن الكوين فتستخدم صيغة احلال )احلاضر ( للداللة على

لة على االستقبال، فيحدث لبس للقارئ ال حيله إال املعرفة بسياق املاضي، وصيغة املاضي للدالسواء -الكالم ومرجع اإلشارة، وما ميكن اخلروج به من خالل النظر إىل واقع االستعمال اللغوي

، 1هو أنه يف أكثر األحيان ال يوجد تطابق بني الزمن النحوي والزمن الكوين.-العادي أو األديبجع وهلذا "جيب أن نربط الزمن ابلفعل ربطا قواي يف مرحلة أوىل، ونربط، فلحظة التلفظ هي املر

كذلك، بني الزمن والفاعل، ألمهيته الكربى، يف مرحلة اثنية" ومن أجل حتديد مرجع األدوات اإلشارية الزمانية، وأتويل اخلطاب أتويال صحيحا، يلزم املرسل إليه أن يدرك حلظة التلفظ،

2ليه، و يؤوهل مكوهانت التلفظ اللغوية ،بناء على معرفتها".فيتخذها مرجعا حييل ع . 3وترتبط اإلشارايت الزمانية من خالل حلظة التكلهم حيث تتحدهد مواقعها عرب مقولة البعد والقبل

4تبعا ألزمنتها كما يف اجلدول اآليت: أوركيوينوحتدهدها اإلشارايت املتعلقة ابملقام اإلشارايت

حينئذ -يف هاته اللحظة لياحا التزامن األسبوع الفارط -البارحة يف اليوم السابق -أمس القبلية السنة املقبلة –بعد غد السنة القادمة -غدا البعدية

بعد قليل مستقبال يف يوم آخر اليوم، هذا الصباح احملايد

فاإلشارايت التزامنية يقرتن استعماهلا وداللتها ابلوقت احلاضر

ارايت القبلية:هي اليت تعربه عن الزمن املاضي املنقضي.واإلش

.53:صاللغوي املعاصر،ينظر: حممود أمحد حنلة: آفاق جديدة يف البحث -1 نفسها. ،صاملرجع نفسه ينظر: - 1 .84،83: ص ،اتيجيات اخلطابظافر الشهري، اسرت عبد اهلادي بن ينظر: - 2 .165ينظر: ذهبية محو احلاج: لسانيات التلفظ وتداوليات اخلطاب، دار األمل تيزي وزو ، د.ط. د.ت.ص: - 3 .71.ص:2007ينظر: ك. أوركيوين: فعل القول من الذاتية يف اللغة، تر: حممد نظيف، افريقيا الشرق، د.ط. - 4

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

83

اإلشارايت البعدية: تعربه عن الزمن املستقبل. اإلشارايت احليادية: هي اإلشارايت اليت ال تدله على زمن حمدهد.

وصادف أن دخل عليه بناته السجن يف يوم عيد، وكنه يغزلن للناس ابألجرة يف أغمات، فرآهن يف

:]من البسيط[1ة، وحالة سيهئة، فصدهعن قلبه وأنشدأطمار رثه عيد يف أغمات مأسورا فساءك ال رورا فيما مضى كنت ابألعياد مس

زلن للناس ، ال ميلكن قطميا يغ ك يف األطمار جائعة رى بنات ت يات مكاسيا ن حس اره ص أب عة اش ت سليم خ رزن حنوك لل ب

ورا اف سكا وك طأ م ها مل ت كأن ني ، واألقدام حافية يطأن يف الط فاس م مطورا ع األن س إال م ولي كو اجلدب ظاهره ال خد إال ويش

فطيا ألكباد ت طرك ل ان ف فك ه أفطرت يف العيد ال عادت إساءت ورا أم هيا وم د هر من ردك ال ف المتث أمره م ان دهرك إن ت د ك ق

ا ب ات ابألحالم مغرورا ه لك يسر ب ات بعدك يف م من ب فإمن طأ كأن مل ت، العيدنالحظ من خالل هذه القصيدة، حضور إشارايت زمانية واضحة متثهلت يف:

مسكا وكافورا.ا أعياد قليلة معدودة، على صيغة ففي البيت األوهل يقارن بني األعياد يف فرتة ملكه، وأبنه

ا مجع القلهة، فبالرغم من أنهه حكم عشرين سنة، إاله أنهه بسبب تلك املعاانة يف أغمات أحسه أنههو ال خيرج عن جتربته بل ينكب عليها، أعياد قليلة، ويقارنا مع مرور العيد يف أغمات يف أسره، و

،أمها عند الشهاعر فإنه 2فقد اختار موقف العيد، الذي مسهي عيدا "ألنه يعود كله سنة بفرح جمدهد"العيد ساءه، إذ رأى رأى بناته، فحز يف نفسه احلال اليت صرن إليها.ابستعمال قرائن زمنية تدله

، وهو دليل على وجود تزامنية مع زمن التكلهم، يطأن ، ميلكن ال، يغزلن ، ترىعلى الزمن احلاضر: . يف صيغة املاضي ، برزن فهو يصف بناته يوم العيد الذي قال فيه القصيدة، واستعماله للفعل:

ا جاء لداعي السهرد والتعبري عن تعاقب األحداث، لينتقل هبذا الفعل من رؤيته لبناته مثه قدومه إمنه

.101يوان، ص: ينظر: املعتمد بن عبهاد: الد - 1 .215، ص: 11ينظر: ابن منظور: لسان العرب، مج: - 2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

84

. ويرتد من واقعه األليم إىل ذكرايته خاشعة أبصارهن حسيات مكاسينه إليهنه للتسليم وها مل تطأ مسكا وكافورا" ، يف قوله: يوم الطنيوماضيه، فيتذكهر يف شطر واحد " . حيث:" كأهن

رأت الناس ميشون يف الطني، فاشتهت املشي يف الطني، فأمر املعتمد، فسحقت أشياء من حة القصر حىته عمهته، مثه نصبت الغرابيل، وصبه فيها ماء الورد على الطيب، وذرت يف سا

أخالط الطيب، وعجنت ابأليدي حىته عادت كالطني، وخاضتها مع جواريها. وغاضبها يف اعض ا مل تر منه خريا قطه، فقال: وال يوم الطني؟ فاستحيت واعتذرت" م، فأقسمت أنه . 1األايه

التعبري عن املاضي الذي يقع قبل زمن التكلهم، مثه ال يلبث أن يعود إىل فيصبح التعبري قبليها أي، األنفاساحلاضر، لكنهه يغلق دائرة االهتمام به على زوجه اعتماد وبناته. من خالل القرينتني:

. وهذا حيصر املعاانة واهلمه يف آل عبهاد ال غريهم.األكبادة يف الزمن احلاضر الذي يعربه عن حلظة التكلهم، يف هذه القصيدة نالحظ غلبة األفعال املصرهف

ويستغل يف الوصف. واألفعال املاضية جاءت لداعي السهرد.كما نالحظ أنه اإلشارة إىل يوم الطني ال ميكن أن يصل إليها القارئ، إاله إذا كان على اطهالع

األسر.على السرية الذاتية للشاعر وتفاصيل األحداث اليت ميهزت حياته قبل . يوم العروبةويف قصيدة أخرى، يذكر فيها

[:من املتقارب] 2قولهيف هدى، وأب يت الفرارا صرت ال ن دا عروبة ذدت الع وي وم ال

رارا تأىب الق ضلوع ل ب بني ال ل و اك ، وإن الق ن ت ه ثب فر داراك جزيرة لل رأينا ال قى مت وسف ال والك اي ي ول

غبار ال مثارا ل يل ذاك ال م، وكال حى كالنجو وف ض نا السي رأي ك فيه اشتهارا أبس قد زاد ل وله ي ه فلل ه درك ف

ارا اجز زدن اشتج ند الت ن ح ع ا زاء إذا ما الر م ت زيد اج ت ارا ها عق د ماء علي دير ال ت سا ها نرج حسب ك ت كأن جلو الص فاح الدود امحرارا وت ناء قدود انث اح ال ك الر م تري

.273، ص: 4ينظر: املقهري: نفح الطيب يف غصن األندلس الرطيب، ج - 1 .98ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 2

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

85

نة فيها شرارا سبنا األس ح ها ضرمتك ار حرب إذا ن مسك منك انتثارا ر ابل ب ت ن ث س ا عالك يوم احل ستلقى ف

ك ذاك النهارا سن مقام حب ناء عليك داء ث شه ولل اران أال ت خاف وأال تض شرو ك يستب م ب وأهن

هـ. اليت كانت بني املسلمني 479رجب 12يف وقعة الزال قةهو يوم اجلمعة، يوم يوم العروبةو يف األندلس من جهة، وبني األدفونش من جهة اثنية، وكانت الدائرة فيها على األذفونش.

د إىل العدوة ، وقبلها انتقل املعتمد بن عبها2. من بلد بطليـوس1والزالقة هي أرض يف بالد األندلس مستصرخا بعد أن اتفقت كلمة أمراء الطوائف على االستنجاد إبخوانم أصحاب اللثام، ، فعرب البحر إىل مراكش،فاستجاب يوسف بن اتشفني لندائهم، وعرب حبر الزقاق إىل األندلس يف جيش

ثري جلب، وسارت قوى اإلسالم حتت راية يوسف واملعتمد إىل قتال ألفونسو، ويذهب ابن األا كانت يوم اجلمعة يف العشر األول من شهر رمضان، وفيه دارت املعركة 3صاحب الكامل إىل أنه

وكانت الدائرة فيها على القشتاليني.فأظهر يوسف وأصحابه من الصرب وحسن البالء والثبات ما مل يكن حيسبه املعتمد، وهزم هللا

، واتهبعهم املسلمون يقتلونم يف ك له وجه، وجنا األدفونش أبعجوبة، فكان هذا أحد الفتوح العدوهاملشهورة ابألندلس، اعزه هللا فيه دينه وأعلى كلمته، وقطع طمع األدفونش عن اجلزيرة بعد أن كان

. وكان يوم العروبة 4يقدر أنا يف ملكه، وأنه رؤوسها خدم له ، وذلك كلهه حبسن نيهة أمري املسلمنير شبه اجلزيرة كلهها ألنه محل طابع اجلهاد يف سبيل هللا عند املسلمني يوما مشهودا شده مشاع

آنذاك يف وجه الصليبيني القشتاليني.ففي هذه القصيدة استذكار للماضي وإشادة ببالء يوسف بن اتشفني وببالء املعتمد يف

، من خالل استعمال قرائن زمنية دالهة على املاضي: . رأينا، أب يت ، نصرت ، ذدت خطاب خفيه ويف قوله:

.21، ص:4ينظر: ايقوت احلموي: معجم البلدان، ج: - 1 .48ص: 8اريخ،.ج:ينظر: ابن األثري: الكامل يف الت - 2 .58ص: 8ينظر: املرجع نفسه ، ج: - 3 .95ينظر: املراكشي: املعجب، ص: - 4

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

86

[من البسيط ] :1ويف قوله رجب ما أعجب احلادث املقدور يف أصبحت صفرا يدي م م ا تود به

: وهو الشهر الذي انتزع املرابطون فيه الـــمك من املعتمد فانقلبت حياته إىل األسر رجب

واليت حتدد أايما بعينها، يوم نزاهلم، يوم احلساب ل : وجود تراكيب إضافية: يوم+ اسم . مث ارتبط األول جبزاء اجلهاد يوم احلساب، وهو يوم القيامة

[:من املتقارب] 2قولهيف مسك منك انتثارا ر ابل ب ت ن ث س ا عالك يوم احل ستلقى ف

ارتبط الثاين حبادثة استالب ملكه، وشجاعة الشاعر يف ذلك اليوم، الذي بذل فيه كله جهد يف و

[من الكامل ] : 3فنجده يقول هذا اليوم. روعت ح ص ن ين ال د أال ق د رم ت ي وم نزاهلم

.92ينظر: اللمعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 1 .98ينظر: املصدر نفسه، ص: - 2 .90.89ينظر: املصدر نفسه، ص: - 3

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

87

:خامتة

يف ختام هذا الفصل نصل إىل مجلة من النتائج:تعربه اإلشارايت عن السياق الوجودي للمتخاطبني، وترتبط بوجود االسرتاتيجية التضامنية أو -

عدمه، ملعرفة مدى البعد والقرب يف العالقات بني املتخاطبني يف النص.ذلك ألنه املتكلهم فيه غالبا هو الشاعر، الذي ال خيتار إنه اخلطاب الشعري ميتاز ابخلصوصية، و -

دائما إعطاء الكلمة للذوات اليت حياورها، وابلتايل يستغله امتالك السلطة ابخلطاب. وهذا ما يساعده على التعبري عن ذاتيته.

تساعد تنظريات غربية وعربية على استجالء توظيف اإلشارايت يف اخلطاب، والوصول إىل -التداويل يف اخلطاب. مثل: التزامنية يف الزمن الذي اقرتحته أوركيوين، التعبري عن الذاتية يف الغرض

اللغة الذي اقرتحه بنفنيست، وتصنيف الضمائر التقين إىل ضمائر حضور وضمائر غياب وهو ما اقرتحه متهام حسهان، وما يزخر به النحو العريب من تفطهن لضمائر احلضور وضمائر الغياب.

إنه شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد خطاب تتوفهر فيه اإلشارايت على تنوعها. -ت اإلشارايت الشخصية عن الذوات اليت استدعاها املعتمد يف أسرايته، فكانت طرفا احلوار - عربه

أو موضوعا له.تكلم ئر الاستعمال ضمائر احلضور بنسبة تفوق بكثري استعمال ضمائر الغياب فاستعماله لضما -

وهذا مبختلف فروعها غلب على استعمال ضمائر الغياب املتمثلة يف ضمائر الغائب. واخلطاب عر للذوات اليت كان خياطبها. ادليل على نتيجة تداولية هامة توحي ابستحضار الش

ت ضمائر احلضور عن املعتمد يف حالتني: يف حالة التكلم استعملت للتعبري عن نفسه - عربهلتعبري عن فخره ابألصل اللخمي،واستعملها يف حالة اخلطاب، للتعبري عن يوسف بن وخماطبتها.وا

اتشفني، وتعهبريه عن نفسه من خالل التعبري عنه بضمائر اخلطاب. وتشخيصه لذوات من الطبيعة وخماطبتها، لبعربه بذلك عن الوحشة والوحدة.

استعمل االسم املوصول للداللة على نفسه من خالل صفاته. -استعمل ضمائر الغياب للتعبري عن الذوات املعيقة له واليت أراد تغييبها،ومتثلت يف املرابطني، -

وشعراء طنجة.يف حالة الغائب للجمع.

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

88

ساعدان تقسيم اإلشارايت املكانية إىل مكان أليف وآخر معاد، يف حسن التصنيف والوصول -

إلشارايت املكانية يف تعبريه عن أماكن أليفة أحبهها إىل نتائج هتمه الدراسة التداولية، وقد استعمل اأو عاش فيها أو تذكهرها، وهي: . متثلت يف األبنية اليت شادها هو وأسالفه، ومظاهر ملكه من ، القبهة. كما عد القرب مكاان أليفا بعدما أحسه قصور وأبين سلطانية.مثل: الزاهي، املبارك، الثرايه

بدنوه أجله. كان الــــمعادي عن :عربه امل -

أماكن مغربية نسب إليها أسره ومعاانته.مثل أغمات اليت خلهدها بشعره، واملغرب اليت نسب إليها أسره، وطنجة اليت نسب إليها الشعراء الذين غيهبهم يف اإلشارايت الشخصية.

ابناه، ورندة أماكن أندلسية كرهها بسبب األحداث اليت وقعت فيها وهي: قرطبة اليت قتل فيها اليت قتل فيها ابنه اآلخر.

متيهز استعمال اإلشارايت الزمانية ابلدقهة والتحديد؛ فاملعتمد ذكر أحدااث وقصصا خاصة حبياته، -

ال ميكن أبيهة حال معرفتها دون االطهالع على سريته، حنو: يوم الطني الذي يشكهل مرحلة هامة ستقرار السياسي.من حياته اليت متيزت ابلدعة واال

ومتثلت اإلشارايت الزمانية األخرى يف األحداث السياسية املفصلية يف اترخيه، وهي معركة الزالقة )يوم العروبة( والذي ميثهل أوهل عهد املرابطني ابألندلس واخلطوة األوىل لتضعضع امللك ولو بعد

:قصد املعتمد من تضمينها يف شعره: حني. ورغم حتديد اإلشارايت الزمانية إال أنا تلتقي أبمرين وهو ختليد هذه األحداث وتبيان أهم املراحل يف حياته.

وقد عملت اإلشارايت عموما على إشراك القارئ و حتفيز املتلقي على معرفة سريته الشخصية وإعطاء صورة عامة له عند عامة القرهاء .

اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل األول

89

89

الفصل الثاين

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

90

الفصل الثاين: احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد

مفهوم احلجاج -1 احلجاج يف الفكر الغريب املعاصر -2 احلجاج يف الشعر العريب القدمي -3 احلجاج يف شعر األسر عن املعتمد بن عب اد -4 احلجاج ابألصل اللخمي -1-4 كاحلجاج ابملشرت -4-2 السل م احلجاجي-4-3

الروابط احلجاجية -4-3-1 العوامل احلجاجية -4-3-2

احلجاج التقوميي -4-4 حجاجية القيد -5-4 القيد عند املعتمد -1-5-4 تمد:املع اعريالقيد عند ش-4-5-2

القيد عند الد اين )ابن اللب انة( -4-5-2-1 القيد عند ابن محديس الصقل ي -4-5-2-2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

91

مفهوم احلجاج : -1جته أحاجهه حجاجا وحماجهة حىته حججته أي غلبته جاء يف لسان العرب :"حاج : لغة-أ

1ابحلجج اليت أدليت هبا)...(وحاجهه حماجهة وحجاجا انزعه احلجهة )...( واحلجهة الدليل والربهان".وهبذا يكون احلجاج هو النزاع والغلبة ابستعمال احلجج والرباهني واألدلهة، ويف قول ابن

اج مرادفا للجدل ، الذي هو: "مقابلة احلجهة جيعل احلج2منظور:"رجل حمجاج أي جدل"، ويظهر جليها ا، احلجاج مرادف للجدل من جانب 3ابحلجهة"و"اللهدد يف اخلصومة والقدرة عليها"

انطالقهما من اخلصومة والقدرة على استعمال احلجج ، من أجل غلبة اخلصم والتفوهق عليه . ض املهتمهني به ملاهيته يف خمتلف العصور، يتطوهر املفهوم االصطالحي حسب تعره اصطالحا:-ب

هـ( تعرهض للحجاج على أنه "البيان" و يرى أنه:" مدار 255ففي البالغة العربية جند اجلاحظ)تاألمر والغاية اليت إليها جيري القائل والسامع إمنا هو الفهم واإلفهام ، فبأيه شيء بلغت اإلفهام

ذلك املوضع".ويوضهح مفهوم البالغة والبيان مستشهدا وأوضحت عن املعىن ، فذلك هو البيان يفمبا لدى اهلنود إذ يقول:"أوهل البالغة اجتماع آلة البيان ، وذلك أن يكون اخلطيب رابط اجلأش ، ساكن اجلوارح، قليل اللحظ، متخريه اللفظ، ال يكلهم سيهد األمة بكالم األمة وال امللوك بكالم

اجلاحظ إبفهام القائل السامع املعىن الذي يقصده بوضوح، مبراعاة .فاحلجاج يتمه عند4السوقة " :يوظائف ه ويقسهم البيان إىل ثالث5مقامات املتكلهمني واملستمعني املتفاوتة."

الوظيفة اإلخبارية املعرفية التعليمية)حالة احلياد(: إظهار األمر على وجه اإلخبار قصد اإلفهام.- ختالف(: تقدمي األمر على وجه االستمالة وجلب القلوب.الوظيفة التأثريية)حالة اال - الوظيفة احلجاجية)حالة اخلصام(:إظهار األمر على وجه االحتجاج واالضطرار. -

.228.ص: 3ينظر: ابن منظور : لسان العرب ، مج :- 1 .105، ص: 11ع نفسه، مج:: املرج ينظر- 2 ينظر: املرجع نفسه،ص: نفسها.- 3 .76،ص:1جتح: عبد السالم حممد هارون ، دار اجليل بريوت، لبنان ، د.ط.د.ت. ينظر: اجلاحظ: البيان والتبيني، - 4 .03. ص:2004. متوز399ينظر:راضية خفيف بوبكري : التداولية وحتليل اخلطاب، )مقاربة نظرية(، جملة املوقف األديب، العدد - 5

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

92

وهذه الوظائف تشكل جوهر النظرية التداولية يف الدراسات املعاصرة ابعتبارها مقاربة هتتم ل املعىن وتقدمي الفائدة؛ ومنها فإن غايتها منفعية ابلتواصل ابلدرجة األوىل واإلقناع والتأثري وإيصا

حبتة". وهلذا اهتم حممد العمري ابلبيان عند اجلاحظ حىته أنه عده التداولية بعدا جاحظيا يف أساسه.

هـ(: 392ويف سياق إيالء أمهية ابلغة للمقام يف الفهم واإلفهام، يقول أبو هالل العسكري)تكان موضوع الكالم على اإلفهام ، )...( فالواجب أن تقسهم طبقات الكالم على طبقات "فإذا

الناس، فيخاطب السوقي بكالم السوقة والبدوي بكالم البدو، )...( ، ويتجاوز به ما يعرفه إىل . ويضعه ابن وهب)ت.....( حتت 1ماال يعرفه، فتذهب فائدة الكالم ، وتعدم منفعة اخلطاب"

ل:"وأما اجلدل واجملادلة فهما قول يقصد به إقامة احلجة فيما اختلف فيه من اعتقاد تسمية اجلداملتجادلني، ويستعمل يف املذاهب، والدايانت، ويف احلقوق، واخلصومات، والتوسهل يف االعتذارات

حيق له االعرتاض عليها"، 2يدخل يف الشعر ويف النثر".منصبا على فنون ق.م( 322)ت Aristote:مام أرسطو كان اهت أما يف التقاليد الغربية فقد

الكالم، و ال سيما اخلطابة و الشعر منها، و لذلك جند نظهر هلما ،و أرسى قواعدمها الفنية و العقلية، اليت صارت فيما بعد منهجا اتبعه من جاء بعده.

" فالريطورية قوة تتكلهف اإلقناع ففي كتابه"اخلطابة" اهتم ابإلقناع وأدواته، إذ جعله بؤرة اخلطابة: 3املمكن يف كله من األمور املفردة."

جند أن احلجاج ارتبط ابلبالغة ، سواء أكان يف الفكر العريب ؛ عند اجلاحظ أو أيب هالل طايب ، يف طو مثال، الذي اهتم ابإلقناع اخلالعسكري ، أو يف الفكر الغريب القدمي ، عند أرس

طابة.تنظريه لبالغة اخلواملناظرة ، ألنا فنون يظهر وقد اهتم اليوانن القدامى بفنون الكالم، خاصة اخلطابة و الشعر

املبادىء األساسية وطفيها اإلقناع وتطبيق ما يسمونه بـ"اجلدل"، و لذلك جند أن فالسفتهم أرس

.35. د.ت.:ص :2ينظر:أبو هالل العسكري: الصناعتني الكتابة والشعر، تح: حممد علي البجاوي وحممد أبو الفضل دار الفكر العريب، ط- 1 .176ينظر: ابن وهب: الربهان يف وجوه البيان، تقدمي وحتقيق: حفين حممد شرف، مطبعة الرسالة ، عابدين ،مصر، د.ط.د.ت ،ص:- 2 .09.ص: 1976ينظر: أرسطو طاليس: احلطابة، الرتمجة العربية القدمية، حققه وعلق عليه: عبد الرمحان بدوي، ، دط، دار القلم بريوت، - 3

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

93

كر احلديث واملعاصر يف أتطري للقيام هبذه األنشطة والقواعد الفنية و العقلية، اليت اعتمد عليها الف النظرايت املعاصرة.

، و انطلق يف تنظريه للخطابة مما وضعه اوكان ''أرسطو'' ممن نظر للخطابة والشعر مع ''سقراط''، حيث جعل هلا خطتني: جدلية و نفسية، و رأى أنه ال بد للخطابة اجلدلية من أمرين:

ة املتفرقة ليتمكن من حتديد الكالم، و التحليل الذي الرتكيب الذي جيمع به اخلطيب نواحي الفكر يرد الفكرة إىل آراء جزئية، ومسى أصحاب القدرة على الرتكيب و التحليل )جدليني(، فاخلطابة

1. عنده نوع من اجلدل، أو هي اجلدل بعينه

ألنه متكلم بينما ربط ''أرسطو''بني خاصة الكالم والتعبري عند اإلنسان وبني اإلقناع:''فاإلنسان معرب يبحث بطبعه عن اإلقناع، وحياول أن يصل بكالمه إىل إقناع أكرب عدد ممكن من الناس

2بوسائل مستمدة من التفكري. "وجيد أن اخلطابة واجلدل متصالن ببعضهما، ويتحدان يف موضوعاهتما. ''ألنا أمور ميارسها

3 ''.كل الناس ويعرفونا يف صورها املتحدة يف األقل

ويف سبيل اللجوء إليهما''إن كل الناس يلعبون للخطابة واجلدل بدرجات متفاوتة، وكل إنسان ومييز منهجها ومهمتها 4حياول ما أمكنه اجلهد أن يعارض حجة من احلجج أو يدعمها''.

االلتجاء إىل العكس )عكس القضااي(. احلجاج يف الفكر الغريب املعاصر: -2

عند بيملان: -أي ــف tetekaوهذا مع زميله تيتيكا اجلديدة مؤسس البالغة الربهانية Perlmanيعده بريملان

ويراين أن:" موضوع نظرية "،traité de l’argumentation" يف احلجاج " مؤلهفهما :"مقاالتعليها احلجاج هو درس تقنيات اخلطاب اليت من شأنا أن تؤدي ابألذهان إىل التسليم، مبا يعرض

، وبريملان يهدف من خالل صياغة نظريته يف 1من أطروحات ، أو أن تزيد يف ذلك التسليم"الربهان إىل "دراسة تقنيات اخلطاب ،اليت تسمح بتأييد األشخاص للفروض اليت تقدهم هلم ،أو

. 2تعزيز هذا التأييد على تنوهع كثافته"

.27،ص: 2ينظر: عبد هللا صولة : احلجاج يف القرآن من خالل أهم خصائصه األسلوبية،دار الفارايب ،بريوت لبنان ،ط- 1 .92. ص:1996، 2:بالغة اخلطاب وعلم النص،أدبيات مكتبة لبنان انشرون، الشركة املصرية العاملية للنشر لوجنمان، طينظر: صالح فضل - 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

94

ي الفعل يف املتلقي على حنو يدفعه للعمل أو يهيهئه الغاية من احلجاج هيعترب املؤلهفان أن و للقيام ابلعمل،إذ "غاية كل حجاج أن جيعل العقول تذعن ملا يطرح عليها من آراء، أو أن تزيد يف درجة ذلك اإلذعان، . فأجنع احلجاج ما جعل حدهة اإلذعان تقوى درجتها لدى املستمعني ،

أو اإلمساك عنه( ، أو هو على األقل ما وفق يف جعل بشكل يبعثهم على العمل املطلوب )إجنازه 1السامعني مهيهئني للقيام بذلك العمل يف اللحظة املناسبة".

ومؤلهف بريملان وتيتيكاه ينزهل احلجاج يف صميم التفاعل بني اخلطيب ومجهوره وجيعالنه شيئا اله هبما. فهو أيخذ من مفارقا للجدل من انحية، وصناعة اخلطاب من انحية أخرى، رغم اتص

اجلدل التمشي الفكري الذي يقود إىل األثر الذهين يف املتلقي،وإذعانه إذعاان نظراي لفحوى اخلطاب وما جاء فيه من آراء ومواقف، وأيخذ من اخلطابة توجيه السلوك أو العمل واإلعداد له

تأثري النظري والسلوكي وابختالف احلجاج عن اجلدل وصناعة اخلطاب ومجعه بني ال .عليه واحلض .2العملي، يشكهل بالغة جديدة"

كما أن بريملان أوىل عناصر احلجاج أمهية خاصة يف إنشائه لنظرية احلجاج اليت التكتفي ابألساليب اللغوية بل تويل اهتماما ابلظروف اخلارجية اليت تتعلق بكل من املخاطب واملقام

ن لـ"حبث سبل التأثري عرب اخلطاب بشكل فعهال يف األشخاص" خاصةألن نظرية الربهان عند بريملاويكون احلجاج عنده:"عبارة عن تصور معنيه لقراءة الواقع اعتمادا على بعض املعطيات اخلاصة،

" الذي لواله ويربط وجود املعىن ابلسامع 3بكل من احملاجج واملقام الذي ينجب هذا اخلطاب". ملا كان حجاج أصال ".

ه حسب و يف سياق حديثه عن وجود آليات تعمل على حتريك املقصودين إىل الفعل وتغريهاملقام ، ويربط بريملان احلجاج بعوامل لغوية تتمثل يف الوضوح، وعوامل غري لغوية ) نفسية

. 27ينظر: عبد هللا صولة : احلجاج يف القرآن من خالل أهم خصائصه األسلوبية،ص: - 1، عامل الكتاب احلديث، بنيته وأساليبه حىت ناية القرن الثاين للهجرةينظر: سامية الدريدي : احلجاج يف الشعر العريب القدمي بنيته وأساليبه - 2

.22،21ص:. 2008، 1أربد، األردن، ط.يناير ، مارس، 2،عامل الفكر، الكويت ، عمفهوم احلجاج عند بريملان وتطوره يف البالغة املعاصرة :حممد سامل ولد حممد األمنيينظر: - 3

.61.ص:2000

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

95

اجتماعية(تتمثل يف االحرتام والوعي بظروف خمتلف األصعدة السياسية واالجتماعية من خالل ة: املالمح اآلتي

أن يتوجه إىل مستمع.- أن يعربه عنه بلغة طبيعية.- مسلهماته ال تعدو أن تكون احتمالية.- 1ال يفتقر تقدهمه إىل ضرورة منطقية مبعىن الكلمة.ليست نتائجه ملزمة. -

.وإال فقد احلجاج أثره وفاعليته .O .Ducrot:احلج اج عند ديكرو -ب

يعاجل يف إطار لساين حمض أو Ducrotو ديكرو Encombreصار احلجاج مع اونسكمرب يكاد ، وذلك من خالل كتاهبما" احلجاج يف اللغة"، وجيعالن احلجاج كامنا يف اللغة ذاهتا، ال يف

2ميكن أن ينطوي عليه اخلطاب من بىن شبه منطقية كما هو عند بريملان وتيتكاه.يف وره ،جيعل املتكلم يف سعي إىل التأثري، يف أبسط ص-مثال–فاحلديث يف احلياة اليومية

ه على قول شيء أو القيام بفعل أفكار و معتقدات املستمع؛ فيعمل على إقناعه، و تعزيته، و حضه دون أن يضطره للظهور بوجه بوجه املقنع أو احملرك.،

ذه القوانني ويهتم '' ديكرو'' بتأكيده على العالقة الوطيدة بني قوانني اخلطاب واحلجاج ، ه تتدخل يف حتديد احملتوايت احلجاجية؛حيث تكمن وظيفة قوانني اخلطاب يف حتديد معامل الدالالت احلجاجية. فاإلخبارية من قوانني اخلطاب لكنها اثنوية يف احلجاج ،لكنها تتدخل يف

ول إىل آراء و سلوكات املتكلم أو املستمعني ، عن طريق التأثري فيهم؛ و ذلك حبملهم على الوصاألمر الذي يقصده املتكلم من إن احلديث عن احلجاج يف اللغة هو حديث عن منط من العمليات التخاطبية اليت تدخل ضمن تفسريان للغةعلى أساس كونا نشاطا كالميا يتحقق يف

الواقع وفق معطيات معينة من السياق.ليس Anscombre سكومرب''و ''ان O .Ducrot واخلطاب كما يذهب إىل ذلك '' ديكرو''

فقط وسيلة ، بل هو غاية أيضا، فهو وسيلة إخبارية تكمن غايتها يف التأثري على الغري.

سابق،ص: نفسها .ينظر: املرجع ال- 1 .33ينظر: عبد هللا صولة : احلجاج يف القرآن من خالل أهم خصائصه األسلوبية،ص: - 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

96

و 1ويورد "ديكرو"املثال التايل :"نقول عن املتكلم إنه يقوم حبجاج. حينما يقدم القول ق . 2غايته يف ذلك مجل املستمع على االعرتاف بقول ق

1ملية وابعرتاف الباحثني ال تتم ببساطة فليس مبجرد التلفظ يقول معني قلكن هذه الع . بسبب تدخل عوامل لغوية وغري لغوية يف التحديد 2نكون قد محلنا املخاطب على استنتاج ق

1احلقيقي للدالالت". للتدليل على أن هذه التسلسالت احلجاجية جتعل املتلقي يقوم بعمليات استنتاجية معقدة للوصول

إىل قصد املتكلم وفهمه ، ومدى وجود إمكانية اإلذعان ملا يقول، من خالل التمعن يف كالمه ، والذي إن أنتج جمرد التعاطف أو التغيري الدقيق على أفعال املتلقي ، فإن املتكلم يعد قد قام بفعل

عقدة.اإلقناع من خالل احلجة اليت قدمها ، واليت أدهت ابملتلقي لسلسلة االستنتاجات امل احلجاج يف الشعر العريب القدمي: -3

القول أبن الشعر ال خياطب يف النفس إال املشاعر والقلوب وال يتجاوز فعله يف يعده املتلقي اإلمتاع واإللذاذ واإلطراب دون أن يكون للعقل دور يف هذا اإلمتاع، من املسلهمات الشئعة

وقد ارتبط على هذا األساس تعريف الشعر على يف الثقافة العربية. وهلذا شاعت أفكار تربط اح العرب لكتاب أرسطو يف الشعر ، وهو مصطلح يوانين استعمله الشره التخييلـأساس ارتباطه ب

هـ( الشعر تعريفا قائما على التخييل 370 ت)ف ابن سينا ويعره .هـ(339)ت الفارايبهلم وأوه ويضيف قائال أن الكالم 2عند العرب مقفاة"أبنه"كالم خميل مؤلف من أقوال موزونة متساوية و

املخيل "هو الكالم الذي تذعن له النفس فتنبسط عن أمور وتنقبض عن أمور من غري روية وفكر واختيار، وابحلملة تنفعل له انفعاال نفسانيا غري فكري، سواء كان القول مصدقا به أو غري مصدق

.3به"

. 1منشورات االختالف ، اجلزائر العاصمة، ط ، حتليل اخلطاب املسرحي يف ضوء النظرية التداولية:عمر بلخري:ينظر - 1

.120،121.ص2003نقـل أيب بشـر مـىت بـن يـونس القنـائي، يف الشـعر، طاليساأرسـط وقد ورد ضمن :كتـاب-س يف الشعرطالياأرسط ابن سينا : تلخيص كتابينظر:- 2

.197،ص: 1967تح : شكري حممد عياد، دار الكتاب العريب للطباعة والنشر، القاهرة، مصر، ينظر : املرجع نفسه ، ص: نفسها. - 3

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

97

على النفس وقدرته على النفاذ إىل مناطق التلقي وقد اعرتف النقد العريب للشاعر بسلطته :"يكفي فيه التخييل، والذهاب ابلنفس إىل ما اجلرجاين عبد القاهروالفعل فيها فالشعر كما يقول

. وهبذا يصبح التخييل عنده"ما يثبت فيه الشاعر أمرا هو غري اثبت أصال، 1تراتح إليه من التعليل" ، 2، أو يقول قوال خيدع فيه نفسه ويريها ماال ترى"ويدعي دعوة ال طريق إىل حتصيلها

وقد ذهب حازم القرطاجي إىل نفس الفكرة يف دور الشعر يف حتريك الوجدان وإحداث الشعر كالم موزون مقفى من شأنه أن حيبب إىل النفس ما قصد "أبن:االنفعال يف تعريفه الشعر

لك على طلبه أو اهلرب منه، مبا يتضمن من حتبيبه إليها، ويكره إليها ما قصد تكريهه،لتحمل بذالكالم، أو قوة صدقه أو حسن ختييل له، وحماكاة مستقلة بنفسها أو متصورة حبسن هيأة أتليف

قوة شهرته، أو مبجموع ذلك . حبركتها اخليالية قوى انفعاهلا وأتثريها ... فأفضل وكل ذلك يتأكد عجيب حركة للنفس إذا اقرتنت الشعر ما حسنت االستغراب والت مبا يقرتن به من إغراب . فإن

3حماكاته وهيأته"

انتقل من دائرة البحث الفلسفي إىل دائرة البحث التخييل الشعريإذن نستنتج أن البالغي والنقدي وقد انل قدرا من سوء الظن وذلك بسبب نظرة الفالسفة له ابرتباطه

ل حيدث يف النفس انفعاال من غري استحضار للعقل، يف ، ألن التخيي4 ابمللكات اإلنسانية الدنياحلظة استقبال الشعر ، مما يفتح اجملال للنفس لتتأثر من غري إعمال العقل يف مكوانت التخييل

الشعري املتمثلة يف املعاين واألسلوب الذي تساق على منواله الفكرة املخيهلة. قي ويقدم يف منهاجه تعريفا يقول فيه: "أن حازم القرطاجين مدرك لتأثري التخييل على املتلف

تتمثل للسامع من لفظ الشاعر املخيل أو معانيه أو أسلوبه ونظامه، وتقوم يف خياله صورة أو صور ينفعل لتخيلها وتصورها، أو تصور شيء آخر هبا انفعاال من غري روية إىل جهة من االنبساط

، 1يان،صحهحه وعلهق حواشيه: حممد رشيد رضا، دار الكتب العلمية، بريوت لبنان، ط: عبد القاهر اجلرجاين: أسرار البالغة يف علم الب ينظر- 1

. 235. ص: 1988 .239ينظر: املرجع نفسه، ص: - 2 3ط ينظر: حازم القرطاجين، : منهاج البلغاء وسراج األدابء، تقدمي وحتقيق : حممد احلبيب بن اخلوجة، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، لبنـان، - 3 .71. ص 1986، .72.ص1992. 3ينظر : جابر عصفور: الصورة الفنية يف الرتاث البالغي والنقدي: املركز الثقايف العريب ، الدار البيضاء، ط- 4

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

98

وعجزه عن الوصول إىل املعارف الراقية، نتيجة هلذا ، ومدى أتثره هبا وأتثريه فيها. 1أواالنقباض"ويسهب حازم 2ميكننا فهم حديث ابن رشيق يف بداية كتابه "العمدة" عن ارتباط الشعر ابلسحر.

القرطاجين يف احلديث عن الصدق والكذب يف األقاويل اخلطابية والشعرية ، ويرى أن ذلك الم حيتمل الصدق والكذب إما أن يرد على جهة ملا كان كل ك»ضروري هلذه الصناعة. يف قوله :

اإلخبار واالقتصاص وإما أن يرد على جهة االحتجاج واالستدالل، وكان اعتماد الصناعة اخلطابية اللهم إال أن يعدل اخلطيب أبقاويله عن –يف أقاويلها على تقوية الظن ال على إيقاع اليقني

واعتماد –ذلك يف احلال بني األحوال من كالمه اإلقناع إىل التصديق، فإن للخطيب أن يلم بالصناعة الشعرية على ختييل األشياء اليت يعرب عنها ابألقاويل وإبقامة صورها يف الذهن حبسن احملاكاة، وكأن التخييل ال ينايف اليقني كما انفاه الظن، ألن الشيء قد خييل على ما هو عليه وقد

–اقتصادية كانت أو احتجاجية -كون األقاويل اخلطبيةخييل على غري ما هو عليه، وجب أن تغري صادقة ما مل يعدل هبا عن اإلقناع إىل التصديق، ألن ما يتقوم به وهو الظن مناف لليقني، وأن تكون األقاويل الشعرية اقتصادية كانت أو استداللية غري واقعة أبدا يف طرف واحد من النقيضني

كن تقع اترة صادقة واترة كاذبة، إذ ما تتقوم به الصناعة الشعرية اللذين مها الصدق والكذب، ولوهو التخييل غري مناقض لواحد من الطرفني. فلذلك كان الرأي الصحيح يف الشعر أن مقدماته تكون صادقة وتكون كاذبة، وليس يعد شعرا من حيث هو صدق وال من حيث هو كذب بل من

.3حيث هو كالم خميهل"املعاين إىل قسمني: عقلية وختييلية ويوازن بينهما على أساس قاهر اجلرجاينويقسم عبد ال

ما فيهما من صدق أو كذب فتكون املعاين احلقيقية هي مدار أحاديث النيب صلى هللا عليه وسلم وكالم الصحابة وآاثر السلف الصاحل الذين شأنم و قصدهم احلق.

تريها ما ال ترى، ومثال ذلك قول أيب متام: واملعاين التخييلية هي دعوى ختادع النفس و

.89، ص: حازم القرطاجين، : منهاج البلغاء وسراج األدابء ينظر- 1له وعلهق على حواشيه : حممد حمي الدين عبد احلميد ، دار اجليل ، ينظر: ابن رشيق ، العمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقده، حققه وفصه - 2

.27،ص: 1،ج1981. 5بريوت ، لبنان، ط . 63 ، 62:، ص وسراج األدابء حازم القرطاجين : منهاج البلغاءينظر: - 3

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

99

1فالسيل حرب للمكان العايل ال تنكري عطل الكرمي من الغىن

فهذا قد خيل إىل السامع أن الكرمي إذا كان موصوفا ابلعلو والرفعة يف قدره، وكان الغين كالغيث عن الكرمي زليل السيل عن الطود العظيم، يف حاجة اخللق إليه وعظم نفعه. وجب ابلقياس أن يزل

ومعلوم أنه قياس ختييل وإيهام ال حتصيل وإحكام، فالعلة يف أن السيل ال يستقر على األمكنة العالية أن املاء سيال ال يثبت إال إذا حصل يف موضع له جوانب تدفعه عن االنصباب، ومتنعه عن

الل".و عبد القاهر اجلرجاين يرى أن هذا قياس االنسياب، وليس يف الكرمي واملال شئ من هذه اخل خادع اعتمد عليه أبو متام، إلثبات هذا املعىن.

إىل إشارة قضية خطرية ،ى إقصاء الشعر من دائرة املنطق وجتريده من مقوالت العقلأده قد و الن وضعفت عر إذا دخل ابب املنطقتتمثل يف حتديد األجناس االدبية. إذ عده الكثريون أن الشه

طاقته احلجاجية وحتول إىل خطبة. وهذا كان أبرز منفذ تسرب منه النقاد إىل شعر الكميت بن يقول اجلاحظ: "ويف اخلطباء من يكون شاعرا ويكون إذا حتدث أو 2زيد االسدي شاعر الشيعة

ع الشعر وصف أو احتج بليغا مفوها بينا، ورمبا كان خطيبا فقط وبني اللسان فقط )...( ومن جيمواخلطابة قليل )...( ومن اخلطباء الشعراء الكميت بن زيد األسدي وكنيته أبو املستهل" .،"ما تعطف به القلوب النافرة ، ويؤنس القلوب املستوحشة ،وتلني به العريكة األبيهة املستصعبة ، ويبلغ

ن غري أن به احلاجة، وتقام به احلجة ،فتخلص نفسك من العيب، ويلزم صاحبك الذنب ، م 3"..هتيجه وتقلقه، وتستدعي غضبه ، وتثري حفيظته

نستنتج أن ارتباط الشعر مبخاطبة النفس البشريةوما يعتورها من انقباض أو انبساط، وارتباط اخلوض فيه مبا يسمى امللكات الدنيا، الناتج عن أتثر البيئة النقدية ابآلراء الفلسفية اليت روهج هلا

لكتاب أرسطو يف الشعر ، وتسلل هذه األفكار إىل البيئات التطبيقية يف دراسة الشرهاح العرب الشعر. جعل النقاد القدامى يبتعدون عن االهتمام آبليات أتثري الشعر واعتماده على االستنتاج.

.والبيت من قصيدة يف مدح 37.ص:2 .اجمللد1:ديوان أيب متام،تقدمي وشرح حمي الدين صبحي ،دار صادر بريوت لبنان ،ط مينظر:أبو متا- 1

احلسن بن رجاء. .48.47، ص:4ينظر:اجلاحظ: البيان والتبيني، ج - 2 . د.ت.2ينظر : أبو هالل العسكري :الصناعتني، الكتابة والشعر، تح: علي حممد البجاوي وحممد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العريب ، ط- 3 . 57ص:

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

100

لكننا ننطلق من أن الشعر مثل أي خطاب موجه من متكلم إىل متلقه مقصود، وبتسليمنا خلطاب بريء ال يروم صاحبه من وراء صياغته إىل التأثري يف اآلخر والعمل على أبنه الوجود

إقناعه من خالل االستعانة مبا تقدهمه له اإلمكاانت التعبريية اليت تتيحها له اللغة، والسياقات املختلفة اليت يورد فيها خطاابته.

املعتمد بن عب اد: شعر األسر عنداحلجاج يف -4دراسة احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد من أنهه ال يوجد خطاب بال ننطلق يف

حجاج؛ فالشاعر ميكن أن يروم من خالل قصيدته إمساع صوته للمتلقهني، ولفت االنتباه إىل لكن البده من التأثري؛ الذي قد يكون التعاطف مع الشاعر يف حالة املتلقهي الكوين. فكرته،

ز أفعال حسب فهم املعىن الذي يقصده، يف حالة املتلقهي املقصود يف الفرتة واإلقدام على إجنااملدروسة. ولقد أدهى بنا إىل البحث يف احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد هذا التساؤل:

ما الذي ميكن أن يقنع به املعتمد متلقهيه، وهو الذي استقبل أسره ابالستسالم؟ حلجج اليت ميكن أن يكون أوردها يف شعره خالل فرتة األسر؟ما هي خمتلف أمناط ا

احلجاج ابألصل اللخمي: -4-1

وينتمي إىل احلجاج ابملثل التارخيي الذي يكون ابستحضار الوقائع املستمدهة من التاريخ ا. فيصبح العريب الذي جيمع الشاعر مبخاطبيه، وإجراء املقارنة اليت يدفع الشاعر خماطبه للقيام هب

مهما كان –هلذا املشرتك عموما قدرة تواصلية ابلغة التأثري، ميتلكها الشاعر ويسلهطها على خماطبه ججا هلا عالقة أبصله ويف شعر األسر عند املعتمد بن عباد جنده يستعمل ح –نوع هذا املخاطب

ع على املراجع اليت وردت فيها اللخمي، ورصد هذه العالقة ال يتمه إاله مبعرفة نسب املعتمد واالطهال قصائده، إذ يعده االكتفاء ابلديوان أمرا غري ذي جدوى.

فاملعتمد يرتده إىل ملوك احلرية وجيري مقارانت بينه وبينهم.لعلهه جيد يف هذا تنفيسا عن حاله اليت رحه لتربير فشله يف آل إليها، ولعله يقنع خماطبه أبنه التاريخ يعيد نفسه. وهذا مينحه الشرعيهة يف ط

احلفاظ على مملكته إشبيلية، وتربير األخطاء اليت وقع فيها واليت كلهفته ملكه.

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

101

استسالم املعتمد لألسر، وعدم إيراد معىن اإلفراج عنه يف أيه من قصائده يف األسر، إنه كان .إمنا افهموسف بن اتشفني ، وال استعطوعدم مدحه للمرابطني ممثلني يف شخص زعيمهم ي

مه اخلالية. شعره يف األسر تعبريا خالصا عن معاانته، متذكهرا أايهعلى أصله اللخميه يف قصائد األسر، وذلك ابستدعاء شخصيات أو من انحية اثنية تركيزهو

أعمال تعود إىل فرتة حكم املناذرة للحرية، و ما ينبغي منها اإلشارة إليه؛ هو اإلجياز واإلمجال يف كر، فال يصل الدارس إىل العالقة بينه وبني هذه األحداث والشخصيات، دون العودة إىل اتريخ الذ

العرب يف تلك الفرتة.لنصل بذلك إىل إجياد العالقة ومناط احلجاج بني استسالم املعتمد وأصله اللخمي؛ وقد وجدان

أنهه حيمل قيمة حجاجية هامة، نستجليها فيما أييت: :]من الرمل[1أبصله اللهخميره مفتخرا فنجده يقول يف أس

ق مل ي لم من قال ، مهما قال ح مجد إلينا قد صدق من عزا الر سن من ي رم س ا مس سناء وسن جمدان الش ق اها مل يط ت

طب طرق هل يضي املجد أن خ جدان اعي إلينا م ها الن أي رق دي احل دم أي نه ب مزج ا قنا د مع من آم ال ت رع لل

ق ر حن لى احل د هر ع وكذا ال طا ينا فس ق الد هر علحن شق ا فع موس ن ا ش ورأى م ا ن ما كلف ال ملك ب وقدي

ق جل ت يف األف شهرة الشمس ت هروا ضى من ا ملوك ش د م ق اظ احلدق مح أحل وان تط حن ما ناء بين ماء الس حن أب ن

ي وإذا ما اج نيا افرتق فحقي ن لنا تمع الد ما م ن الد يـعد ذا ابل، ألنهه مسبوق بنعي يف عصر ملك النعمان بن اجملد يف عصر املعتمد ال يع فن

مه. املنذر وابلرغم من النهاية األليمة اليت انتهى هبا اليزال الناس على مره العصور يتغنهون أب ايه .وشهرته وغريه من ملوك احلرية أمر معرتف به يف خمتلف البيئات

.110د: الديوان، ص: ينظر: املعتمد بن عبها - 1

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

102

اللخميهني من ملوك احلرية. ونعي ملك املعتمد لن يؤثهر يف جمدنستنتج أنه هذا النعي مل يؤثهر يف جمده .منها: ل يف اللخميهني، وما احلوادث اليت ألــــمهت مبلوك احلرية قدميا؛ ونذكرفهذا اجملد متأصه

الطريقة اليت قتل هبا بعض ملوك املناذرة، ومنهم املنذر بن ماء السماء الذي قتله احلارث بن األعرج ، وما حله ابملنذر بن املنذر بن ماء 1أيب مشر جبلة الغساين يف اليوم املعروف بـــ:" يوم عني أابغ"

، يف اليوم املعروف بــ:" يوم مرج السماء والذي سار طلبا لثأر أبيه عند احلارث بن األعرج الغساينوما حدث لعمرو بن املنذر بن ماء السماء، والذي يدعى عمرو بن هند، وقتله على 2حليمة".

وما حيدث 4و وقعة ذي قار اليت قضى بعدها النعمان بن املنذر. 3يد عمرو بن كلثوم التغليب.ال يضريه شيء، فالناس لن يتذكهروا للمعتمد بن عبهاد حاليها ليست إاله خطبا طرق واجملد ابق

م ملكه، والعزه الذي أصاب األندلس يف ا سيتذكهرون أايه مأساته يف األسر ودوران احلال عليه، وإمنه أايمه. م ملكه -وقد قال هذه القصيدة بعد أن تذكهر أنهه ي لــــملكه، ع مسع خربا أيقن أنهه نـ -أايه

جل أنهه رأى يف منامه إثر الكائنة عليهم كأنه رجال صعد منرب جامع يتلخص يف" أن حكي عن ر قرطبة

5واستقبل الناس ينشدهم : سق حني ب جمدهم يف ذرى ماخوا عيسه رب ركب قد أن

كاهم دما حني نطق كت الد هر زماان عنهم مث أب س

لكنهنا نتساءل عن عالقة هذا القول مع األصل اللهخمي للمعتمد بن عبهاد، وهو ما يقول به ابن بسهام أنه البيتني روامها الرواة يف" خرب النعمان بن املنذر، وهو أنهه نزل حتت شجرة، ومعه عديه بن

لك؟ قال: وما تقول؟ قال: زيد. فقال له: أتدري ما تقول الشجرة أيهها امل

.426، ص:1ينظر: ابن األثري: الكامل يف التاريخ، ج - 1 .430ينظر: املرجع نفسه، ص: - 2 .433ينظر: املرجع نفسه، ص: - 3 . وما بعدها.374ينظر: املرجع نفسه، ص: - 4 .58، ص: 3ينظر : ابن بسام ، الذخرية، ج -5

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

103

ماء الز الل ابل المريشربون ب قد أانخوا حولنا ركرب لد هر حال بعد حا وكذاك الم عب الد هر هب مث أضحوا ل

1مان نعيم يومه الذي كان فيه" فتكدهر على النععند عقد مقارنة بني احلادثتني، جند أنه املعتمد ابلرغم من أنه استوىل على قرطبة أقوى

حواضر األندلس وعاصمة الدولة األموية، وما حتمله قرطبة من قدسية عند األندلسيهني، إاله أنه ه. نفس األمر ابلنسبة للنعمان الذي حتالفه مع يوسف بن اتشفني، هو الذي أسقطه وأزال ملك

وثق يف عديه بن زيد، وخدعه وانتقم منه أبن أدهى به إىل السجن واهلالك على يد كسرى مولهيه على احلرية.فاحلادثتان ترميان إىل أنه نفس األسباب تؤدي إىل نفس النتائج.

:]من البسيط[2يقول اد جل ة البحر دومي ذات إزباي ر ه در ائ ماء السماء على أبن

ويف هذا البيت إشارة إىل ماء السماء، وهو مركهب إضايف يتكون من ماء + السماء، ويشكهل دالليا مشرتكا لفظيا؛ ليدله على أمرين متمايزين:

أبنائه، علىللفظية: أمه ملوك احلرية من اللهخميهني، تدله عليها القرينة اماء السماء األول: ، وهو املطر الذي يسقط من السماء.ماء السماءالثاين:

، فهي تبكي عليهم مادام خلف أبنائهايهمهها حال ماء السماءوهذا مناط احلجاج، يف أنه يسقط املطر من السماء، وما دام البحر يذرف الزبد؛ وهذه الظواهر الطبيعية مستمرهة يف الزمان،

قص ة بين ماء السماء.رها يعيد إىل األذهان وكأنه تكرا : ]من الطويل[3وقوله

األمانياااي دها نسخ املن بعو ك انسخ نعيم وبؤس ، ذا لذل ، وال يقصد النعيم4فهنا يذكر يومي البؤس والنعيم اللذين جعلهما املنذر بن ماء السماء

ا يعين أن البؤس عند امللوك الذين جار عليهم والبؤس يف البيت متام ما كان حيتفي به املنذر، إمنه

.59ينظر: املرجع السابق، ص: - 1 .95نظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: ي - 2 .117ينظر: املصدر نفسه ، ص: - 3 .45،د.ت، ص: 7العصر اجلاهلي، دار املعارف مصر، ط –ينظر: شوقي ضيف: اتريخ األدب العريب - 4

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

104

الدهر أييت بعد النعيم الذي عاشوا فيه، فيمحو البؤس احلاله النعيم السابق.متاما كحال املوت بعد العيش واألمل يف الدنيا.

: ]من الطويل[1قولهويه يعذر يف البكاء مدى الد هه ام مصاب هر ، فلي بك الغممدى الد ر بصن

رالق طعلى كل ق رب حل فيه أخو ه بعني سحاب واكف قطر دمع فالقطروهي أمه امللوك املناذرة. والذي ينزل من السحاب يف صفة قطر . ماء السماءالغمام هو ف

وهو ما يدفع –من انحية انتسابه للهخميهني –هو ابن ماء السماء واملعتمدلسماء، هو ابن ماء ااملتلقهي إىل استنتاج أنه املعتمد أخو القطر. هذا االستنتاج الذي حياول فيه إقناع املتلقهي، أبنه تواتر

و ابلتايل يدفع هطول املطر مبعثه احلزن الدهائم على ملوك احلرية، وخلفهم املعتمد بن عبهاد. وه .اطف معهمتلقهيه إىل القيام مبا جيعله يذعن إىل رأيه، ويقبل طرحه، بل ويتع

احلجاج ابملشرتك: -4-2

ا مل يلجأ املعتمد إىل ذكر احلجج اجلاهزة وهي األمثال واملأثور من جند يف كالم العرب، إمنهيد يف سعيه لكسب أتييد متلقهيه، وقد استعماله ألمساء احليواانت يف قصائده استعماال حجاجيا يز

كان كما أييت:.، 2األعور تطريا منه كانوا يسمونه: خيرج املعتمد عمها ألفته العرب من التطريه ابلغراب، فقد الغرابن

والغراب أكثر من مجيع ما يـتطريه به يف .3عينه "األعور" خوفهم منوألنه حديد البصر قالوا عند كثري املعاين يف هذا الباب، فهو املقدهم يف الشؤم، فاملشرتك واملتداول هو ابب الشؤم، والغراب

اذه نذير شؤم، لكن يف حال املعتمد جند أنه السياق يكشف لنا أنه الغرابن التطري من الغراب واختهسه نعبت جبوار املكان الذي كان أسريا فيه، مثه ورد إثر ذلك النبأ بقدوم بعض نسائه عليه. أح لــمها

ا بشهرته، وألغى املشرتك واملتعارف عليه من التطريه ابلغرابن. أبنه

.105ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 1 .428، ص: 3.ج1983، 4مكتبة اخلاجني القاهرة، ط ينظر: اجلاحظ: احليوان، تح: عبد السالم حممد هارون، - 2 .439ينظر: املرجع نفسه، ص: - 3

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

105

[كاملمن ال:]1فيقول ر من الليايل ، وأفناان من الشج دمن طي بة غرابن أغمات ال تع

وتكفيها أذى املطر من احلرور ، ب فراخ تستكن هبا تظل زغات به عن أطي يل ابلفأل يعجبينبت كما نع ب الرب مرب

طالعها تسري إىل القمر من ا م النجوم اليت غابت قد اقرتبتأن روعن من قوسي وال وتري أال ي إن صدق الر محن ما زعمتعلي

ت للغرابن ابلعور وال ت ها وهللا ، وهللا ، ال ن فرت واقع طي وال ن وعا من الضرر را شجا وعق دمي أبدا واي عقارهبا التع لمت عيين إىل السهر مافة أس ليب مذ حللت هبا كما مألتن ق

م اي ك ر د من ن بلهن وال رام سوى الق بدي ماذا رمتك به األاي ه أستغفر هللا ، ك م هلل من ن ظر ر أؤم ل سأسر وعسر ، وال ي

فالغراب جلب للمعتمد اخلرب السهاره وأصبح حيمل عنده فأال حسنا، ألنه غربته عن الناس والوحدة ط أن يقتنع هبا يشرت اليت عاانها يف السجن، جعلته يصوغ قوانني جديدة تتماشى مع حاله وال

اآلخر، بل عليه أن يفهمها بربطها ابلسياق ، فيقبل املتلقي الغراب جالبا للفأل احلسن، واملعتمد ب الغراب هنا يلجأ إىل حتسني القبيح، ليعربه به عن مدى وحدته ومعاانته،فيعرتف أن العرب تلقه

ة تساعده على توقهع حدوث جيد إاله أن يتمسك أبيه إشار ابألعور وتتطري منه، لكن يف حاله ال. لكنهه سرعان ما يرتاجع عن املخاطرة املتمثلة يف اخلروج عن املشرتك وصدم املتلقي، أمر مستحبهوذلك يف حديثه عن العقارب، فيدعو عليها وينظر اليها نفس النظرة املشرتكة عند العرب. فينسب

بتعد بنا عن االعتقاد أبنه الدهاعي اىل اليها سهره ألنه العرب ختاف اللسع فيبيت يقظا خمافته، ويمل يعد حيسه حبرقة الغربة والوحدة ألنهسهره هو غربته ووحدته وبعده عن أهله. وتفسري هذا

واملعاانة منها. القطا:

واجتاز يوما عليه يف أسره سرب قطا، فهاج وجده، وأاثر من العج الشوق ماعنده.

.100ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 1

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

106

: ]من الطويل[1فقال عوق وال كبل جن ي سوارح ، ال س ا إذ مررن يب إىل سرب القطيت بك ل كلي هلا شك ولكن حنينا أن ش سادة م تك وهللا املعيذ ح ول

ل كيهما ثك وجيع ، وال عيناي يب ال احلشافأسرح ، ال شلي صديع ، و ها البعد من أهلها أهل وال ذاق من م ي فرق مجيعها ئا هلا أن ل هني

إذا اهتز ابب الس جن أو صلصل القفل لي تطي قلوهبا وأن مل تبت مثا وما ذاك م م ا يع ق من قبل وصفت الذي يف جبلة الل رتيين , وإمن

جل ب العيش يف ساقه ح سواي حي شوق لنفسي إىل لقيا احلمام ت فإن فراخي خ اهنا املاء والظ ل راخها أال عصم هللا القطا يف ف

وكان ا هتيأ للقطاة ثالثة أحرف قاف وطاء وألف،فلمه ":ويورد اجلاحظ عن القطا حديثا فيقول

. فجعلوها صادقة 2ا صادقة يف تسميتها نفسها قطاذلك هو صوهتا مسوها بصوهتا، مث زعموا أنه والشاعر يستمده من املعىن املتعارف عليه من خالل مفهوم املشرتك، أنه القطا 3."وخمربة ومريدة

ا ستكون صادقة يف نقل هذا اخل رب.ستخرب من تلقاه بتـوق املعتمد إىل احلرهية، وأنه

Echelle argumentatif السل م احلجاجي: -4-3

يعده السهلهم احلجاجي من اآلليات احلجاجية شبه املنطقية، ولقد أفردانه ابلدراسة، وذلك للنتائج اليت توصهلنا إليها من خالل حتليل الروابط والعوامل احلجاجية ابستعمال قوانني السلهم

:" جمموعة غري فارغة من األقوال، مزوهدة بعالقة ترتيبية، وموفية نههه أبتعريف وميكن احلجاجي. ابلشرطني التاليني:

كله قول يقع يف مرتبة ما من السلهم يلزم عنه ما يقع حتته، حبيث تلزم عن القول املوجود يف -أ الطهرف األعلى مجيع األقوال اليت تقع دونه.

.111.110ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 1 .287، ص: 5ينظر: اجلاحط: احليوان،ج - 2 .286كرت فيه القطاة. ينظر: ص: . ومن الشعر الذي ذ 579ينظر: املرجع نفسه، ص: - 3

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

107

، ك -ب 1ان ما يعلوه مرتبة دليال أقوى عليه.كله قول كان يف السلهم دليال على مدلول معنيه وللسلهم احلجاجي ثالثة قوانني:

، فإنه نقيض هذا القول -أ قانون النفي: ومقتضاه: " أنهه إذا كان القول دليال عى مدلول معنيه هو نقيض مدلوله".

زيد جمتهد، لقد جنح يف االمتحان. -مثال: زيد ليس جمتهدا، إنه مل ينجح يف االمتحان. -

فإذا قبلنا احلجاج الوارد يف البيت األول ، وجب علينا أن نقبل احلجاج الوارد يف البيت الثاين.قانون القلب: ومقتضاه:"أنهه إذا كان أحد القولني أقوى من اآلخر يف التدليل على -ب

، فإنه نقيض الثاين أقوى من نقيض األوهل يف التدليل على نقيض املدلول" مدلول معنيه ل زيد عل املاجسترب، وحىت على الدكتوراه.حص -مثال:

مل حيصل زيد على الدكتوراه، بل مل حيصل على املاجستري. - فحصول زيد على الدكتوراه أقوى دليل على مكانته العلمية يف حصوله على املاجستري.

أمها عدم حصوله على املاجستري، هو احلجة األقوى على عدم كفاءته من عدم حصوله على ه.الدكتوراقانون اخلفض: ومقتضاه:" أنهه إذا صدق القول يف مراتب معيهنة من السلهم، فإنه نقيضه -ج

2يصدق عى املراتب اليت تقع حتتها" اجلوه ليس ابردا. -مثال:

مل حيضر كثري من األصدقاء إىل احلفل. - أتويل املثال األول: اجلو ليس ابردا، يعين أنه اجلوه حاره أو دافئ.

3لو حيضر إال القليل من األصدقاء إىل احلفل. -الثاين: أتويل املثالاه احلجاجيوهناك مفهوم آخر مرتبط ابلسلم احلجاجي، هو مفهوم الوجهة أو االت

.277ينظر: طه عبد الرمحن: اللسان وامليزان، ص: - 1 .278ينظر: املرجع نفسه، ص: - 2 .24.ص: 2006، 1ينظر: أبو بكر العزاوي: اللغة واحلجاج ، العمدة للطبع،الدر البيضاء، ط - 3

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

108

l orientation ومعىن هذا أنهه إذا كان قول ما يــمكهن من إنشاء فعل حجاجي فإنه القيمة ،اه احلجاجي، وهذا األخري قد يكون صرحيا أو احلجاجية هلذا القول يتمه حتديدها بواس طة االجته

ال على بعض الروابط والعوامل مشتم أيmarqueما مضمرا، فإذا كان القول أو اخلطاب معل احلجاجية، فإنه هذه األدوات والروابط تكون متضمهنة جملموعة من اإلشارات والتعليمات

instruction هبا توجيه القول أو اخلطاب. أمها يف حالة كون القول اليت تتعلهق ابلطريقة اليت يتمهاه احلجاجي تستنتج إذهاك من األلفاظ واملفردات، ابإلضافة غري معل م، فإنه التعليمات احملدهدة لالجته

1إىل السياق التداويل واخلطايب العام". اليت تربط : و"هي األدوات اللغوية operateur argumentatif الروابط احلجاجية -4-3-1

بسيطتني لتكوهان معها ما يسمهى ابلقضية الكربى، فالروابط تدخل على أكثر من 2بني قضيهتني"وتقوم الروابط احلجاجية برتتيب درجات القضااي 3قضية أو هي ما تتحدهد به القضيهة الكربى.

، إذن، مبا أنه، ال سيما...إ 4خل.بوصفها حججا يف اخلطاب، ونذكر منها: لكن، بل، حىتهواليكفي وجود الروابط والعوامل احلجاجية لضمان سلهمية العمليهة احلجاجية وقيام العالقة

ابملواضعاحلجاجية، من غري وجود ضامن يربط بني احلجهة والنتيجة، وهذا الضامن يعرف topoiامه وهي:" مبدأ حجاجي ع 5؛ وهي:" قواعد عامهة جتعل حجاجا خاصها ما ممكنا".احلجاجية

:" فكرة ملوضعامن املبادئ اليت يستعملها املتخاطبون ضمنيا للحمل على قبول نتيجة ما". فـ 6مشرتكة مقبولة لدى مجهور واسع، وعليها يرتكز االستدالل يف اللهغة".

.25ينظر: أبو بكر العزاوي: اللغة واحلجاج، ص: - 1 .508عبد اهلادي بن ظافر الشهري: اسرتاتيجيات اخلطاب، ص: ينظر: - 2 .22. ص: 2011ينظر: عز الدين الناجح: العوامل احلجاجية يف اللغة العربية، مكتبة عالء الدين للنشر والتوزيع، صفاقس، تونس، - 3 .26ينظر: أبو بكر العزاوي: احلجاج يف اللغة، ص: - 4 .31ينظر: املرجع نفسه، ص: - 5ينظر: شكري املبخوت: نظرية احلجاج يف اللغة ، ضمن أهم نظرايت احلجاج يف التقايد الغربية من أرسطو إىل اليوم، ضمن: أهم نظرايت - 6

بة ، منو احلجاج يف التقاليد الغربية من أرسطو إىل اليوم، فريق البحث يف البالغة واحلجاج، إشراف: محهادي صمهود، منشورات كلهية اآلداب جامعة .380. ص: 1986، 1تونس، ط

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

109

وهي املصنهفات اطوبيقالويطلق عليها عبد هللا صولة مصطلح " املعاين" ومنها اشتقهت كلمة يعمد إىل استخدام القيم وهرميهتها للرفع –مثال –تدالل اجلديل. حيث أنه اخلطيب اجملعولة لالس

1من درجة إذعان اجلمهور.إذن فاملواضع احلجاجية؛ هي جمموعة من املسلهمات واألفكار واملعتقدات املشرتكة بني أفراد

عتقد أنه العمل يؤدهي إىل جمموعة لغوية وبشرية معيهنة، والكله يسلهم بصدقها وصحهتها، فالكله يالنجاح، وأنه التعب يستدعي الراحة، وأنه الصدق والكرم والشجاعة من القيم احملبهبة لدى اجملتمع،

2وأنه اخنفاض ميزان احلرارة جيعل سقوط املطر حمتمال.ويقول الباحثان انسكومرب وديكرو؛" املواضع مصطلح اقرتضناه من أرسطو وأعطينا معىن

ideesيرا شيئا ما...فعندما نقول مواضع نقصد هبا جمموعة مبادئ عامهة" أو أفكار عامة مغاgenerales وهذه املبادئ العامهة هي اليت تشده من أزر العامل أو الرابط احلجاجي، وتقوهي .

inference.3سلطانه على امللفوظ بفضل ما تفرضه بذلك النمط املخصوص من االستدالل شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد، فإنهنا سنكتفي بدراسة ثالثة روابط حجاجية؛ وإذا عدان إىل

لورودها يف املدوهنة من انحية، ولتحليل الدهارسني للحجاج له.: :حىت -1

وهي من أدوات السلهم احلجاجي، لدورها يف ترتيب منزلة العناصر، وملا تدله عليه استعماالهتا العاطفة" ؛ وهلا الة "حىته يف ح ها املعتمدوقد استعمل توجيه احلجج.املختلفة؛ أمههها التدرهج يف

شرطان: .ما قبلها أو كبعضه من جنسأن يكون ما بعدها -أن يكون مابعدها غاية ملا قبلها يف زايدة أو نقصان؛ والزايدة تشمل القوة والتعظيم والنقص -

يشمل الضغف والتحقري.

اخلطابة اجلديدة لربملان وتيتيكان. ضمن: أهم نظرايت –ينظر: عبد هللا صولة: احلجاج أطره ومنطلقاته وتقنياته من خالل مصنهف يف احلجاج - 1

. 1، كلية اآلداب جامعة منوبة تونس، طاحلجاج يف التقاليد الغربية من أرسطو إىل اليوم، فريق البحث يف البالغة واحلجاج، إشراف محادي صمهود .311. ص: 1986

.34أبو بكر العزاوي: اللغة واحلجاج، ص: - 2 .87ينظر: عز الدين الناجح: العوامل احلجاجية، ص: - 3

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

110

اة هذا حتقري، وقولنا: مات الناس حىته األنبياء. فهذا تعظيم. كقولنا: قدم احلجهاج حىته املش 1وقولنا:رأيت القوم حىته زيدا. ألنه زيد من جنس القوم.

.والتدرج 2فــــ"حىت" جتمع بني الرتاتبية

3::]من الطويل [قوله ففي قااك إشرا رقها تنع حىت أتت ش م د سرت من الغرب ال يطوى هلا ق

ن: سرعة انتقال أنباء أسر املعتمد أتت شرقها تنعاك إشراقا – 2ق

حىت سرت من الغرب – 1ق

يتضمهن هذا البيت حجهتني: األوىل: سرت من الغرب. -أ

الثانية: حىته أتت شرقها تنعاك إشراقا. -بال تردان يف الدرجة نفسها من درجات السلهم احلجاجي. ألنه احلجهة الثانية اليت وهااتن احلجهتان

: ؛ وهي: أتت شرقها تنعاك إشراقا. أقوى من احلجهة األوىل اليت وردت قبل حىته وردت بعد حىته سرت من الغرب. ومها تؤدهاين إىل نتيجة ضمنية مفادها انتشار أنباء املعتمد يف كله مكان.

.15، ص: 5ينظر: ابن يعيش: شرح املفصهل للزخمشري، ج - 1 التواصل، تر: سيف الدين دغفوس، حممد الشيباين، مراجعة: لطيف زيتوين، ينظر: آن روبول وجاك موشالر: التداولية اليوم علم جديد يف - 2

.175. ص:2003، 1املنظمة العربية للرتمجة، دار الطليعة للطباعة والنشر، بريوت لبنان، ط .110ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان، ص: - 3

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

111

:لكن -2 1تكون خمفهفة ومثقلة )...( معناها يف كلتا احلالتني االستدراك والتوكيد. "

وهي تعطف بعد النفي، كقولك: "ما جاء زيد بل عمرو" فتوجب هبا بعد النفي. وخترج ا الشك من قبل املخاطب إذ جاز أن يعتقد أنه عمرا مل أيت مع ذلك )...( ألنه االستدراك إمنه

وههم أنهه داخل يف اخلرب، فيستدرك املتكلهم إخراج املستدرك منه )...(، ولكن البد فيها يقع فيما يتمن نفي وإثبات، إن كان ماقبلها منفي، كان ما بعدها مثبتا، وإن كان قبلها إجياب كان ما

2بعدها منفيها.حجهة ختدم نتيجة، هنالك تعارض حجاجي بني ما يتقدهم الرابط وما يتلوه، فالقسم األول يتضمهن

والقسم الثاين يتضمهن حجهة ختدم النتيجة املضادهة للنتيجة السابقة.ا توجهه القول مبجمله حنو النتيجة املضادهة للنتيجة ومبا أنه النتيجة الثانية أقوى من األوىل، فإنه

أال إن وعد الل حق ولكن أال إن لل ما يف السماوات واألرض ﴿:األوىل.ففي قوله تعاىل ﴾ أكث رهم ال ي علمون

نالحظ أنه الرابط يربط بني حجهتني؛ األوىل موجههة حنو نتيجة معيهتة)ن( والثانية موجههة حنو ن( مثال: -النتيجة املضادهة هلا)ال

ختدم نتيجة من قبيل: " سيقوم الناس القسم األوهل من اآلية : ) إنه وعد هللا حق ( يتضمهن حجهة ابلواجب" أو " سيطيعون ويتهقون" .

والقسم الثاين منها: ) أكثرهم ال يعلمون( يتضمهن حجهة ختدم النتيجة املضادهة للنتيجة السابقة، م ولن يتهقوه". 4أي ختدم نتيجة من منط: " الناس غافلون" أو " لن يطيعوا رهبه

يه، وقدم له، وترجم للرماين، وأرهخ لعصره: عبد الفتاح إمساعيل شليب، دار ينظر: الرماين: معاين احلروف، حققه وخرهج شواهده ، وعلق عل - 1

.133. ص: 1981. 2الشروق للنشر والطباعة والتوزيع، جدة اململكة العربية السعودية، ط .30.28، ص: 5ينظر: ابن يعيش: شرح املفصل: ج - 2 . 55اآلية سورة: يونس - 3 .58احلجاج، ص: ينظر: أبو بكر العزاوي: اللغة و - 4

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

112

]من الطويل[: 1ول املعتمد ق يف

ل كلي هلا شك ولكن حنينا أن ش ة ساد م تك وهللا املعيذ ح ول

مل تك حسادة؛ هذا القول يستلزم نتيجة واحدة، وهي اليت تنقاد إىل ذهن :احلجهة األوىلففي سد القطا.املتلقهي، وهي أنهه ال حي

غري أنه الشاعر يستعمل لفظ: لكن ليعكس رأيه ابالستدراك، وتوجيه احلجاج ملا سيتلوها اعتمادا على ما قبلها. فكانت احلجهة الثانية أقوى. وهي: حنينا أن يكون شكلي هلا شكل. اليت تتضمهن

لنتيجة األوىل.نتيجة مفادها: رغبة الشاعر يف احلرهية مثل القطا ، وهي النتيجة املضادهة اهبذا يكون الشاعر قد رتهب حججه يف سلهم واحد؛ إذ جعل حسد القطا يف مرتبة أدن، وجعل مشاهبته هلا يف مرتبة أعلى، ليصل إىل نتيجة ضمنية مفادها أنهه يتوق إىل احلرهية ويتمنهاه. وفق السلهم

احلجاجي التايل:

ن: املعتمد يتوق للحرية ويتمناها يريد أن يكون شكلها له شكل – 2ق

لكن املعتمد ال حيسد القطا على حريتها – 1ق

[من الوافر ] :2ويف قوله عاء الص ن فع الد خضمي اه ولك ن ال دعاء إذا دع

.111.110ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 1 .90ينظر: املصدر نفسه، ص: - 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

113

يتضمهن هذا البيت حجهتني. احلجهة األوىل:األسري ال يريد الدهعاء ابلبقاء الذي يطيل شقاءه. وهذا يستلزم نتيجة واحدة تنقاد

إىل ذهن املتلقهي، هي أنهه ال يريد أن يعيش حياة الشقاء يف األسر.حلجاج ملا سيتلوها غري أنهه يستعمل لفظ لكن ليعكس النتيجة، ويستدرك. وبذلك يقوم بتوجيه ا

اعتمادا على ما قبلها. ليأيت ابحلجهة الثانية: الدعاء من ضمري خالص ينفع. لتحمل نتيجة ضمنية: الدعاء لألسري ينفع. وهي النتيجة املضادهة لنتيجة احلجهة األوىل.

هبذا يكون الشاعر قد رتهب حججه يف سلهم حجاجي واحد. ليصل إىل نتيجة ضمنية مفادها: سري يقبل الدعاء لتحسني حال. وميكن توضيح ذلك ابلسلم احلجاجي اآليت:األ

ن: األسي يقبل الدعاء لتحسني حاله الدعاء من ضمي خالص ينفع – 2ق

لكن األسي ال يريد الدعاء ابلبقاء الذي يطيل شقاءه – 1ق

[من الكامل ]: 1ويف قوله ءدمعي ينوب لك م عن األنوا : قوا فقلت هلمخرجوا يستس

ءموعك مقنع لكن ها م مزوجة بدما الوا: حقيق يف دق

.89، ص:ينظر: املصدر السابق - 1

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

114

عتمد يف أسرهن: نصب امل

مزوجة بدماء – 2ق

لكنها حقيق يف دموعك مقنع – 1ق

يتضمهن البيت الثاين حجهتني: احلجهة األوىل: دموع املعتمد تكفي للسقي. وهذا يستلزم نتيجة واحدة هي: أنه دموع املعتمد كثرية

لك يقوم بتوجيه احلجاج ملا سيتلوها غري أنهه يستعمل الرابط "لكن" يستدرك ويعكس النتيجة، وبذ ا ممزوجة ابلدماء. اعتمادا على ما قبلها. احلجهة الثانية: دموع املعتمد ال تصلح للسقي منها ألنه

وهذا يؤدهي إىل نتيجة ضمنية، هي نصب املعتمد فس أسره.

: بل -3 1.ومعناها اإلضراب عن األوهل واإلجياب للثاين

أحدمها: إبطال األوهل والرجوع عنه.واآلخر إبطاله النتهاء مدهة ذلك و"اإلضراب له معنيان؛ ا يريد أنه ذلك الكالم انتهى، وأخذ يف غريه" . فاألوهل يعين التعارض احلجاجي 2احلكم؛ وإمنه

antiorientation argumentatif ؛ وبل تنتقل من حجهة إىل حجهة أقوى منها، أي من درجة إىلجاجي. وهذا داللة على اإلضراب واإلبطال؛ فاالنتقال يف جوهره حركة درجة أرقى يف السلهم احل

إبطال ملا سبق "بل" إلثبات ما يليه، فهي جتعل ما قبلها كاملسكوت عنه، ال يعنيها اخلوض فيه.وهو ما يهمهنا يف - coorientation argumentatifوالثاين تعربه فيه عن التساوق احلجاجي

. -هذا السياق

.94ينظر: الرماين: معاين احلروف، ص: - 1 28، ص: 5ينظر: ابن يعيش: شرح املفصل، ج - 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

115

ابع عليه عقهاره ومنزله بل ابع أاثثه. مثال:إنه الرهابط "بل" يربط بني جمموعة من احلجج املتساوقة؛ هي: ابع عقهاره، ابع منزله، ابع أاثثه. إاله أنه احلجهة الواردة بعد الرابط احلجاجي"بل" أقوى من احلجج الواردة قبله. وكلهها ختدم نتيجة

1مضمرة من قبيل: " أصبح مفلسا." [من الوافر ]: 2قول املعتمد ففي

قابل قد عممن جهات األرض إشراقا أنباء أسرك قد طب قن آفا

يتضمهن هذا البيت حجهتني مته الربط بينهما ابلرابط احلجاجي " بل": احلجهة األوىل: أنباء األس قد طبهقن آفاقا.

احلجهة الثانية: عممن جهات األرض إقالقا. ن متساوقتان؛ أي ختدمان نتيجة واحدة، من قبيل: انتشار أنباء أسر املعتمد.وهااتن احلجهتا

إاله أنه احلجهة الواقعة بعد الرابط أقوى من احلجهة اليت تتقدهمه. وميكن توضيح ذلك ابلسلهم احلجاجي اآليت:

ن: انتشار أنباء أسر املعتمد

عممن جهات األرض إقالقا – 2ق

بل اقن أفاقطب – 1ق

أدوات لغوية تدخل هي: connecteurs argumentatifsالعوامل احلجاجية -4-3-2

على قضيهة واحدة، وبني الروابط احلجاجية، اليت تدخل على أكثر من القضية. أو هي ما تتحدهد

.6465.ينظر: ، أبو بكر العزاوي: اللغة واحلجاج، ص: - 1 .110، ص:الديوانينظر: املعتمد بن عبهاد: - 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

116

ني حجهة ونتيجةأو فالعوامل احلجاجية ال تربط بني متغريات حجاجية ) أي ب 1به القضيهة الكربى.بني جمموعة حجج (، ولكنهها تقوم حبصر وتقييد اإلمكاانت احلجاجية اليت تكون لقول ما. ومنها

ا، ما...إاله. 2أدوات القصر: إمنه

ا -1 : إمن هي أمه أدوات القصر وال تستعمل إاله فيه، وقد خصهها اجلرجاين ابحلديث يف الدالئل. إذ

ا تف يد يف الكالم بعدها إجياب الفعل لشيء ونفيه عن غريه، فإذا قلت: إمنا يقول: " إعلم أنهجاءين زيد: عقل منه أنهك أردت أن تنفي أن يكون اجلائي غريه فمعىن الكالم معها شبيه ابملعىن

3يف قولك: جاءين زيد ال عمرو".ا إبدخاهلا على إذا أخضعنا هذه اجلملة ملقولة التوجيه يف احلجاج لديكرو الحظنا كيف أنه إمنه

فاجلائي كما قال اجلرجاين ليس إاله زيدا، وهذه هي 4العبارة وجههت امللفوظ حنو نتيجة حمدهدة، النتيجة اليت يروم الباثه إيصاهلا للمتقبهل الذي يتوههم أنه اجلائي عمرو أو صاحل.

يكون قد جاء مع زيد ويقول اجلرجاين:" فإذا قلت:" إمنا جاءين زيد. مل يكن غرضك أن تنفي أن غريه وكن أن تنفي أن يكون اجمليء الذي قلت إنهه كان منه كان من عمرو، وكذلك تكون الشبهة

5مرتفعة يف أن ليس ههنا جائيان وإن ليس إاله جاء واحد"ا" يف اخلطاب خيرجه من كونه خطااب عاداي غايته اإلبالغ واإلخبار إىل خطاب له ووجود"إمنه

جية. غاية حجاا( على ا" عند املخاطب؛ يقول:" اعلم أنه موضوع )إمنه ويبنيه اجلرجاين املفاهيم اليت تثريها " إمنه

أن جتيء خلرب ال جيهله املخاطب وال يدفع صحهته أو ملا ينزل هذه املنزلة. تفسري ذلك أنهك تقول ا هو صاحبك القدمي: ال تقوله ملن جي ا هو أخوك وإمنه هل ذلك ويدفع صحهته ولكن ملن للرجل: إمنه

.22ينظر: عز الدين الناجح: العوامل احلجاجية، ص: - 1 27ينظر: أبو بكر العزاوي: اللغة واحلجاج، ص: - 2 .258ينظر: عبد القاهر اجلرجاين: دالئل اإلعجاز: ص: - 3 .54ينظر: عز الدين الناجح: العوامل احلجاجية، ص: - 4 .259ينظر: اجلرجاين: دالئل اإلعجاز،، ص: - 5

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

117

وحقه 1يعلمه ويقره به، إاله أنهك تريد أن تنبههه للذي جيب عليه من حق األخ وحرمة الصاحب"األخ وحرمة الصاحب؛ هي أقوال تلقى قبوال عند مجهور واسع من املتلقهني.وهذا ما يتهفق مع مبدأ

ألقوال، من خالل إجياد شرعية هلا، يف احلجاج، واستغالهلا يف االستدالل على صحة ا املواضعوابلتايل محل املتلقهي الواحد واملقصود على اإلذعان إىل احلكم الصادر عن املتكلهم، إبرجاعه إىل

العرف الذي ينتمي إليه هذا املتلقهي. [لكامل]من ا:2ففي قوله

نافجذذن من جلدي احلصيف األمتها سل ت علي يد الطوب سيوف ىنضربت رقاب اآلملني هبا امل ا هبا أيدي الطوب وإمن ضربت

اهلزمية إمنا ضربت رقاب اآلملني هبا املىن األسر حتطيم املىن املوت

ءإنه هذا القول جيء به للحجاج، فإمكانية احلديث بعده متواصلة. منه جمموعة من األقوال من قبيل: تتناسل. املىن إمن ا ضربت رقاب اآلملني هبافالقول:

اهلزمية، األسر، حتطيم املىن، املوت. وتكون هذه األقوال مقبولة لدى مجهور واسع، وميكن حتليل هذه األقوال كما يلي:

امللوك الذين يعيشون يف مدافعة عروشهم ميكن أن ينهزموااهلزمية: ويسجنكل من ينتصر يف احلروب سيهزم األسر:

أيمل امللك من اخلطوب حتسني حاله وهذا طمع لكن ميكن أن تسوء حالهحتطيم املىن: املوت: كل من يتمىنه دوام ملكه سيموت إمها يف احلرب أو ابخليانة.

.254ينظر: املرجع السابق، ص: - 1 .115، ص:الديوانينظر: املتعمد بن عبهاد: - 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

118

: ]من الطويل[1ويف قوله ل ق من قب ي يف جبلة اللوصفت الذا رتيين , وإمن وما ذاك م م ا يع

احلرية إمنا وصفت الذي يف جبلة اخللق من قبلي من األسر اخلوف هي احلرية احلال الطبيعية اإلنسان مثل الطائر

إنه هذا القول جيء به إنه هذا القول جيء به للحجاج، فإمكانية احلديث بعده متواصلة. كانية احلديث بعده متواصلة.للحجاج، فإم

ا وصفت الذي يف جبلة اخللق من قبل. تتناسل منه جمموعة من األقوال من قبيل: فالقول: إمنه احلرية، اخلوف من األسر، احلال الطبيعية هي احلرية، اإلنسان مثل الطائر.

ما يلي:وتكون هذه األقوال مقبولة لدى مجهور واسع، وميكن حتليل هذه األقوال ك اإلنسان يتوق إىل احلرية احلرية:

اإلنسان خياف من األسر اخلوف من األسر: احلال الطبيعية هي احلرية: اإلنسان من طبيعته العيش حبرية.

.يستطيع أن يعيش حياته يف قفصال اإلنسان مثل الطائر:

:]من البسيط[2 قولهويف ا ب ات ابألحالم مغرورا به لك يسر ات بعدك يف م من ب فإمن

إنه هذا القول جيء به للحجاج، فإمكانية احلديث بعده متواصلة.

ا ابت ابألحالم مغرورا تتناسل منه جمموعة من األقوال من قبيل: فالقول: إمنه

.111.110ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 1 .101ينظر: املصدر نفسه، ص: - 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

119

. فسينتزع منه الــملك، فسيسجن، فسيقتل، فسيذله األقوال مقبولة لدى مجهور واسع، وميكن حتليل هذه األقوال كما يلي: وتكون هذه

ة وإمكانية انتزاع الــملك قائمة يف املاضي سينتزع منه الــملك األحوال السياسية متغريه واملستقبل. يوجد من الـملوك من سجن وال مينع شيء حدوث هذا يف املستقبل فسيسجن

يوجد من امللوك من يقتل ويستويل العدوه على ملكه تل فسيق. فسيذله إنه السجن يؤدهي إىل تغريه الظروف والتقييد الذي يدله على الذله

سيسجن ابت ابألحالم مغرورا إمنا سينتزع منه الــملك سيقتل سيذله

ا" هو املدخل لتفعيل املواضع يف احلجاج، وهي استغالل األفكار العامة إنه العامل احلجاجي " إمنه

واملشرتكة لالستدالل على القضيهة الواحدة، وتقوية سلطان العامل على امللفوظ، من خالل مقولة تناسل األقوال من امللفوظ الذي يقدهمه املتكلهم.

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

120

: ما...إال -2

تنقل الكالم من العموم إىل اخلصوص، وتكتفي من ذكر املستثىن و" ما...إاله"تفيد احلصر، قول أي حنو 2مل حجاجي يوجهه القول وجهة واحدة.وهو عا. 1منه، إذا قلت: ماقام إاله زيد"

اجلرجاين: ما ضرب زيدا إاله عمرو. كان غرضك أن ختتصه عمرا بضرب زيد ال ابلضرب على حلجاجي، أي إنه القول يتهجه حنو النتيجة اليت يقصدها . وهذا هو مفهوم التوجيه ا3اإلطالق"

، ومنه ما يكون مقبوال ومنها ما يكون فاسدا وفق مسارات ابعتبارها مواضع، املتكلهم ال غريها .حجاجيا

الساعة اآلن الثامنة. - 1مثال: ميكن أن تكون النتيجة: "أسرع" استنادا إىل موضعني:

متهسع من الوقت أسرعنا أكثر. )+ +( (: كل ما كان أمامنا1املوضع ) +( -(: كل ما كان أمامنا وقت أقله أسرعنا أكثر. )2املوضع )

: ال تسرع. استنادا إىل موضعني: 1كما ميكن أن تكون النتيجة من املثال (- -(: كل ما كان أمامنا وقت أقله أقللنا السرعة. )3املوضع ) (-وقت أكثر أقللنا السرعة. )+ كان أمامنا (: كل ما4املوضع )

مجيع املواضع السابقة جائزة ومتثهل مسارات مقبولة للنتيجة وعكسها. ، يصبح:1نقحم العامل احلجاجي: "ما...إاله" على املثال

ما الساعة إاله الثامنة. -(:ما هي إاله 1ع )للوصول إىل النتيجة "أسرع" ال ميكن أن نعتمد سوى موضع واحد هو املوض

الثامنة أسرع: أي كل ما كان أمامنا وقت أكثر أسرعنا أكثر.

.61، ص: 2ينظر: ابن يعيش: شرح املفصل، ج - 1 .381ي املبخوت، نظرية احلجاج يف اللغة، ضمن أهم نظرايت احلجاج يف التقاليد الغربية من أرسطو إىل اليوم.ص: ينظر: شكر - 2 .269ينظر: عبد القاهر اجلرجاين: دالئل اإلعجاز، ص: - 3

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

121

أقل أسرعنا أكثر. املوضع ( : ما هي إاله الثامنة أسرع: ذلك أنه كل ما كان أمامنا وقت2املوضع )، ألن املعىن ال 1خاطئ ainement du discoursenchتسلسل اخلطاب صحيح لكن يكون نفسه.

( ال يعنينا تفصيلهما، ألنه النتيجة املقودة هي اإلسراع وليس عدم 4ملوضع )( وا3املوضع ) اإلسراع.

وقد دخل عليه ابنه أبو هاشم فاراتع ويف مدوهنة الدراسة؛ لدينا املثال من البيت اآليت: يف قوله؛ :]من السريع[2لقيده

ر الي اع فم ايفتح إال للرض ماف افهم شيئ والغي

.ال يفهم شيئا. للوصول إىل النتيجة: ما يفتح إال للرضاع فماالقول: : كل من ال يفتح إاله للرضاع فما ال يفهم شيئا. )+ +((1املوضع ) +( -: كل من ال يفتح إاله لغري الرضاع فما ال يفهم شيئا )(2املوضع ) (-(: كل من ال يفتح إاله للرضاع فما يفهم شيئا )+ 3)املوضع

(- -(: كل من ال يفتح إاله لغري الرضاع فما يفهم شئيا )4املوضع )مجيع هذه املواضع صحيحة، وكله منها يبقى قبوال عند مجهور ما. لكن ال توصلنا مجيع املواضع

إىل النتيجة املطلوبة. لوحيد الذي يوصلنا إىل النتيجة: ال يفهم شئيا. ( هو ا1فاملوضع )

(: املوضع صحيح، ألنهه جيد مجهورا يقبله، لكنه ال يوصل إىل النتيجة: ال يفهم 2أمها املوضع )شيئا. ألنهه ليس كله من جتاوز مرحلة الرضاع ال يفهم شيئا، فهنالك من يفهم. فيحدث خطأ يف

التسلسل اخلطايب.(: املوضع صحيح، لكن التسلسل اخلطايب 3نتيجة العكسية، أمها املوضع )( يوصل لل4املوضع ) خاطئ.

. .110.109ينظر: عز الدين الناجح: العوامل احلجاجية، ص: - 1 .112ينظر:املعتمد بن عباد: الديوان ص: - 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

122

.االسرتسالساعد العامل احلجاجي ما ...إاله على

احلجاج التقوميي: -4-4"وهو حجاج على خطاب متوقع من مرسل إليه متخيهل يفرتض املرسل وجوده حتسهبا أليه

ىل معرفته به وبعناصر السياق ومن ذك حججه اعرتاضات قد يواجه هبا خطابه، ابالستناد إ. ويظهر احلجاج التقوميي يف اخلطاب الشعري من خالل استعمال ملفوظات من قبيل: 1املفرتضة"

قال ... فقلت، إن قيل...قيل.فالشاعر يقوم بتجريد ذات منه متثهل متلقهي خطابه، فيتوقهع اعرتاضاته ويستبق حججه لدحضها،

صول إىل إقناعه بوجهة نظره.وابلتايل الو ويرى طه عبد الرمحن أنه احلجاج التقوميي :" هو إثبات الدهعوى ابلنظر إىل قدرة املستدله على

أن جيرهد من نفسه ذاات اثنية، ينزهلا منزلة املعرتض على دعواه، فههنا ال يكتفي املستدله ابلنظر يف د حدود ما يوجب عليه من ضوابط وما يقتضيه من فعل إلقاء احلجهة إىل املخاطب، واقفا عن

شرائط، بل يتعدهى ذلك إىل النظر يف فعل املتلقهي، ابعتباره هو نفسه أوهل متلقه ملا يلقي، فيبين أدلهته على مقتضى ما يتعنيه على املستدله له أن يقوم به، مستبقا استفساراته واعرتاضاته

فا إمكاانت تقبهلها واقتناع املخاطب هبا، وهكذا، فإنه ومستحضرا خمتلف األجوبة عليها ومستكشاملستدله يتعاطى لتقومي دليله إبقامة حوار بينه وبني نفسه، مراعيا فيه كله مستلزماته التخاطبية من

2قيود تواصلية وحدود تعاملية، حىته كأنهه عني املستدله له يف االعرتاض على نفسه."ي يف البالغة العربية يف ابب الفصل والوصل؛ وما مسهاه اجلرجاين وقد وردت فكرة احلجاج التقومي

قالوا إان أرسلنا إىل (57قال فما خطبكم أي ها المرسلون )﴿ابالستئناف البياين؛ يقول تعاىل: 3﴾(58ق وم جمرمني )

.473ينظر: عبد اهلادي بن ظافر الشهري: اسرتاتيجيات اخلطاب، ص: - 1 .228ينظر: طه عبد الرمحن: اللسان وامليزان، ص: - 2 .58.57سورة احلجر اآلية: - 3

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

123

م أنهه ال خيفى على عاقل أنهه جاء على معىن اجل وذلك واب، وعلى أن ينزهل السامعون كأنهوهذه هي احملاورة ابستعمال الفعل 1قالوا: فما قال له املالئكة فقيل إانه أرسلنا إىل قوم جمرمني."

"قال" وتصريفاته.

ويف شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد جند أنه الشاعر استعمل احلجاج التقوميي، وفيما يلي حتليل النماذج:

[من الكامل ] :2دة اليت قاهلا عند املدافعة على عرشه، يقولففي القصي لب ال ص ديع وتن ب ه الق وع ل م ا ت ماسكت الد م

ك ل هم خض وع ليب د منف ياسة وع س قالوا: الض مي ال س م الن ق يع ع على ف ضو عم ال وألذ من ط

ى مواجهة فقد جرهد من نفسه ذاات اثنية متثهلت يف وزرائه ومستشاريه، وقدهم اعرتاضاهتم عل

املرابطني الذين يريدون سلب عرشه، وتتمثل يف احلجج التالية: : اخلضوع سياسة.1ح : التظاهر ابخلضوع 2ح

ويدحض املعتمد هذه احلجج حبججه هو: : ألذه من طعم اخلضوع على فمي السمه النقيع.1ح : القلب بني ضلوعه مل تسلم القلب الضلوع. 2ح

3:قوله ]من الطويل [ ويف ل: إن عليك القيد قد ضاقا وقي اق صدر املعايل إذ نعيت هلاقد ض

ا باق اق س سب غالبني ، ولل لل نت الدهر ذا غلب أىن غلبت ، وك ا داء طراق ألع ان عزمي ل وك ها ين طوارق قلت: الطوب أذلت

.186ينظر: اجلرجاين: دالئل اإلعجاز، ص: - 1 .90.89ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 2 .110ص: ينظر: املصدر نفسه، - 3

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

124

آنذاك؟. فيجيب: فماذا قيلإذ نعيت هلا، يتوقهع معرتضا يقول: قد ضاق صدر املعايلبعد قوله:

قيل: إن عليك القيد قد ضاق.قلت: الطوب أذل تين :فيقول . يتوقهع معرتضا يقول: فماذا قلت أنت؟: أىن غلبت وبعد قوله:

طوارقها. :]من الطويل[1ويف راثئه لولديه املأمون والراضي، وفيها يشري إىل قتل ابنه أيب عمرو سراج الدولة

سأبكي ، وأبكي ما تطاول من عمري بيل إىل الصرب يقولون صربا , ال س ن خرب واكب م ، فهل عند الكيزيد قه قي هوى الكوكبان : الفتح مث ش

فيجيب: هوى الفتح ويزيد وبعد قوله: يقولون صربا. يتوقهع معرتضا يقول: صربا فما يبكيك؟ شقيقه.وتتمثهل الفائدة من احلجاج التقوميي؛ هي أنه الــمرسل وحىته يصل إىل توقهع اعرتاضات املرسل

وفهر لديه خلفية معرفية، ومعرفة ابلسياق وعناصره. وال يكتفي بدحض اعرتاضات إليه، البده وأن تتا يسايرها حىته يبلغ خطابه درجة من اإلقناع. املرسل إليه، وإمنه

حجاجية القيد-4-5

عمل املرابطون على تقييد املعتمد بن عبهاد من أوهل أسره يف إشبيلية؛ هذه الصورة اليت عربه األدب لتلك الفرتة، وهو ما يرويه الفتح بن خاقان يف القالئد، وقيامهم يف وقت عنها مؤرهخوا

الحق بفكه قيوده ختفيفا، بعد أن اثر أهل إشبيلية على املعاملة القاسية اليت تعرهض هلا ملكهم، فإنه وردهها عليه بعد ثورة ابنيه وقتلهما؛ ومن الـــــمسلهم به أنه هذا االحتجاج اليكون من فراغ،

هناك مؤشهرات تدله على سعي املعتمد ابستعمال شعره وتكثيف حديثه عن القيود وآالمها، ورؤية .ابنه الصغري له أبو هاشم فيها، سعى إىل ختفيفها

الشاعر أبو بكر فاألوهلومن انحية أخرى ما قاله شعراؤه من قصائد تصف القيود؛ ، هو ابن محديس الصقلهي الثاينالشاعر و و الذي زاره يف أسره. الداين املعروف اببن اللبهانة، وه

.106.105ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 1

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

125

ا أتثري وشيوع فكرة حتريض الشعراء للعامهة على املطالبة أبمور متنوهعة يف ذلك العصر، أي وجود أميهيف الشعر وقد شاع للشعراء إبقناع العامة بدعواهم ودفعهم للفعل )الثورة( يف حاالت كثرية.

الطوائف شعر الثورات واحلثه عليها، على عكس أشعار الدهعوة إىل األندلسي يف عصر ملوكاحلرب وتوجيه النفوس إليها" ولعل ذلك يعود إىل تنازع الطوائف وتفتيت الدولة إىل دويالت متعادية، وهتافت احلكهام يف كثري من األحيان إىل اسرتضاء حكهام إسبانيا، وزعماء حركات

مع حكهامهم ابخلالفات الدهاخلية عن توحيد اجلبهات وتعبئة اجلهود االسرتداد وانشغال الشعراء .1ملالقاة العدوه األجنيب"

إذ لو اهتمه الشعراء ابستنهاض اهلمم وتوجيه الرأي العام إىل مواجهة اخلطر األجنيب، ملا لــــــمحدق، وما عانت الدويالت آنذاك عداءا داخليا منعها أبيهة حال من التوحهد ضده اخلطر ا

يهمهنا يف هذا السياق هو التأثري الذي يطبهقه الشعراء على أهل إشبيلية، ودعوهتم لنصرة ملكهم املعتمد حيث" اثر أهل إشبيلية على احلال املزرية اليت آل إليها ملكهم، فرفع املرابطون عنه القيود

ه عبد اجلبهار يف األندلس وحاول االنقضاض ختفيفا وبقي مأسورا، لكن ما لبث مدهة حىت اثر ابنبعد أن ساءت ظنون آسريه به فأعادوا عليه القيود . وقدعلى املرابطني فقضي على ثورته وقتل

. 2"اكانوا رفعوها عنه ختفيفشعر التحفهز والغضب ، ومل يكن راضيا مستسلما، وكانت " مل ينشدوالشاعر مع كله هذا

إىل أنه املعتمد مل يكن هادئ اخلاطر، وكان يرتقهب أمرا إذ كان أبناؤه وأعوانه يف األحداث تشري األندلس يعدهون العدهة الستعادة ملك سلبهم إايه املرابطون غدرا، فثار ولداه هناك فأخفقا وقتال ،

تصريح فضيهق عليه يف حبسه، واغتمه هو غمها شديدا أفصح عنه يف أبيات متعطهشة للثأر من غريإاله أنهه -وإن كان مستسلما كأسالفه اللهخميهني –أنه هذه النصوص تثبت أنه املعتمد . 3كاشف"

كان يريد ابلفعل أن يعيش حياة أفضل، وإن كان متأكهدا من أنهه سيمضي بقيهة حياته يف هذه .اإلقامة اجلربيهة

.283ينظر:سعد إمساعيل شليب: البيئة األندلسية يف الشعر األندلسي عصر ملوك الطوائف، ص: -1 .84ينظر: أمحد خمتار الربزة، األسر والسجن يف شعر العرب، ص: -2 . 419ينظر: املرجع نفسه، ص: - 3

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

126

لوفاء، ونعده منهم: ابن محديس الصقلهي، وهناك طائفة من الشعراء أتثهروا هبذه املأساة وكانوا مثال ا 1وأاببكر بن اللبانة، وأاب حبر بن عبد الصهمد"

وسنتناول األوهل والثاين ابلدراسة، ألننا النعرف عن الثالث سوى قصيدة الراثء اليت رثى هبا املعتمد .واليت ذكرنا يف التمهيد املتعلق ابملفاهيم األساسية للدراسة وآل عبهاد.

لبحث عن عالقة احلديث عن القيود عند املعتمد، واحلديث عن قيود املعتمد يف ديواين فقمنا ابابن اللبهانة، وابن محديس الصقلهي. ابستغالل اإلشارات اليت وجدانها يف أمههات الكتب؛ كالذخرية، والنفح. أو املراجع احلديثة؛ كالسجن واألسر يف شعر العرب، والبيئة األندلسية وأثرها

الشعر عصر ملوك الطوائف.يف

القيد يف شعر املعتمد: -1-5-4 يقرن املعتمد بني القيد والبعد عن األهل، يف قوله:

]من الطويل[:2يقول جوارح وكر يداوي علة يف ال ل انزح قضى وطرا من أهله ك

3أدهم سواي فإين رهن مل بارح سبيل جنات أخ ذا اب بهم م استعمله يف املقارنة بني املاضي واحلاضر؛ فالفرتة اليت حكمها جتاوزت العشرين سنة، لقد

وكان فيها من احلروب واألطماع التوسع مامل يكن خيفى على الشعب اإلشبيلي. إذ كانت هذه لية هذه الفرتة. احلروب هي الضامن لالستقرار الذي عاشت فيه إشبي

ويعضد هذه الرؤية. ]من الطويل[ :4قوله لك احلمد من بعد السيوف كبول بساقي منها يف السجون حجول

الة طبول وقات الص ادت أب ون ريضة ا إذا حانت لنحر فوكن

.128، ص: 4لكان ، وفيات األعيان، جينظر: ابن خ -1 .94ينظر: املعتمد بن عبهاد، الديوان،ص: - 2 .209/210، مادة )دهم(ص:12األدهم: القيد لسواده، وإن كان يف األصل صفة إال أنه غلب غلبة االسم، ابن منظور: لسان العرب، مج - 3

،مادة)دهم( 12 يهتدى إىل فتحه إذا أغلق. ابن منظور: لسان العرب، مجالــمبهم: الــمصمت الذي ال صدع فيه، وابب مبهم: مغلق ال .57/58ص:

.111ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 4

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

127

ن دنشه عدا ف تطيل امات ال ي هب تصل فظلت سيوفنا ا ا فكرب هناك ب أرواح الكماة تسيل وع متابع الرك سجود على إثر

:]من املتقارب[1يقول

ل قيود ديد وثقل ال بذل احل ود ت من عز ظل البن تبد قيل احلديد وعضبا رقيقا ص ناان ذليقا دي س وكان حدي

ض األسودي عض بس اقي ع ما ار ذاك وذا أده فقد صفهي دعوة ضمنية ألهل إشبيلية، ليقارنوا بني حال املعتمد الذي كان خيرج بنفسه على رأس

اجليوش، وبني حاله احلاضرة. : ]من الكامل[2قولهيف و

دان ألب قلت على األرواح وا ث ية األحلان ك أغمات ت ن غ عبان الث رمح ك فغدا عليك ال قدكان كالثعبان رحمك يف الوغى

دا حبذاك ك عاين ة لل فا ال رمح عط ت م مدد ل ت متمد ن م اب من يشكو إىل الر ح ما خ كو بثه ى الر محن يش قليب إل

اين أنه عن ش ىن ش ان أغ ما ك ه ه ومكانأن اي سائال عن ش ان عد أي مقاصر وقي ن ب م ره ك قص قينته وذلك هاتي

األغ صانحتكي احلمائم يف ذرى ل غريرة رومية ن بعد ك م

يف احملافظة على امللك، والشجاعة يف املعارك واحلروب، مل يكتف ابملقارنة بني املاضي واحلاضر بل جتاوزها إىل املقارنة بني الرتف احلضاري الذي كان حيظى به أايم ملكه، و إزعاج القيود له

حاليا.

.94ينظر: املصدر السابق ، ص: - 1 .115ينظر: املصدر نفسه، ص: - 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

128

ومل يكن يف أسره يف منأى عمها يقوم به املرابطون، فقد أطلقوا سراح أهل فاس الذين عاثوا يف جد مقارنة ضمنية، أبنه املعتمد مل يعث يف األرض فسادا، والتقصري يف األرض فسادا، وهنا تو

احملافظة على األندلس ودفع اجلزية، أمر اشرتك فيه ملوك الطوائف مجيعا. :]من الطويل[ 1ويقول

د اللقد آن أن يفىن ويفىن به د راحة أما النسكاب الد مع يف ال رد د الف نه قد عافاكم الصم با م لى ل مبتآل فاس وة اي هبوا دع

د ن فكها بع م حي ود ل قيعلي وت صتم من سجن أغمات والت تل ، وأم ا األيد والبطش فاألسد و ىت ل أساود ها ف ا خلق ن الدهم ، أم م

ت د خانين سعد سعادته إن كان ق كل كم ت ل م النعمى، ودام فهن ئ مجاعات، ويستعني مبلفوظات للتعبري عن رأيه، وحماولة اإلقناع به، من خالل الطباق:

مجاعات وليست مجاعة واحدة. إضافة إىل أنه اخلارجني من السجن .واحداوالنص التايل اعتمدان عليه يف تطبيق اآلليات احلجاجية شبه املنطقية، وما يتعلهق بذلك من السلهم احلجاجي، والروابط والعوامل احلجاجية، ودورها يف اإلقناع. لكنهنا سندرسه هنا ملعرفة امللفوظات

اليت ساعدت على اإلقناع. ]من البسيط[:2وقوله

بل قد عممن جهات األرض إقالق ا اء أسرك قد طب قن آفاقاأنب اك إشراقا رقها تنع حىت أتت ش دم سرت من الغرب ال يطوى هلا ق

ا اقا وأحداق مع آمرق الد وأغ دة ادا وأفئ ع أكب أحرق الفج ف ل: إن عليك القيد قد ضاقا وقي قد ضاق صدر املعايل إذ نعيت هلا

ا باق اق س سب غالبني ، ولل لل نت الدهر ذا غلب أىن غلبت ، وك ا داء طراق ألع ان عزمي ل وك ها ين طوارق قلت: الطوب أذلت

إذا انربت لذوي األخ طار أرماقا ة ر اترك روف الده مىت رأيت ص

.95.94ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان،ص: - 1 .110: ينظر: املصدر نفسه، ص - 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

129

بري عن إمكانية هو ما معناه: ميكن أن تفكه هذه القيود يف يوم ما تع.مل حين فك ها بعد ي قوله: فف

فكه هذه القيود.استعماله ملرادفات القيد: الكبل، احلجل، وتشبيهه ابألسد ومرادفاته. من مثال ذلك -

:]من الطويل[1قوله:غم يساورها ع تعطف يف ساقي تعطف أرقم ض ا أبنياب ضي

ومن سيفه يف جن ة وجهن م ي من كان الر جال بسيبه وإن وميكن توضيح استعمال املعتمد للقيد يف إقامة التشبييه يف اجلدول أدانه:

املشبه املشبه به وجه الشبه القيد أساود الشكل والطول

القيد األسد البطش القيد ماألرق التعطف

القيد الضيغم العض القيد احليوان املفرتس أكل اللحم وشرب الدم

القيد الثعبان االلتواء القيد الرمح مادة الصنع )احلديد(

هو عقد الصلة بني صورتني، ليتمكن و ؛التمثيل هو لتشبيهوإذا أسهسنا هذا التصوهر على أنه ا

يف هذا االستعمال يعين املساواة بني املشبه واملشبه به.وهو املرسل من االحتجاج وبيان حججه،

.111ينظر: املصدر السابق، ص: - 1

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

130

personnificationتشخيص القيد:

يؤكد بريملان على أمهية التشخيص، حيث هو من إبداع املتكلم ،الذي يصوغه وفقا حلالة املخاطب النفسية، واالجتماعية،وما حتمله الذات املخاطبة من زاد ثقايف وحضاري، إذ إن

املخاطب حيمل لصفات يلتقي فيها مع نسبة كبرية من البشر، فـ" الثقافة واحلضارة واجملتمع والنصوص اخللفية الثاوية يف الالوعي اجلماعي، املوجههة للوعي وللفهم وللتعامل داخل الزمرة

1سية".االجتماعية اخلاصة، وابلتايل يكون اخلطأ يف رسم صورته الفعلية مؤدهاي حتما إىل نتائج عك وقد أخذت فكرة "املخاطب املتخيل" أو "اخللق" جتليات عند بريملان:

املخاطب الكوين )من دون خصائص أو معامل حمددة أي عاما شامال( .1املخاطب احملدد النابع من مكوانت مقام القول وإمكاانته اليت على املتكلم اإلجادة يف .2

استغالهلا واالعتدال يف توظيفها 2ع من "الفاعل" أي املرسل للقول ذاته، وميثل جزءا من جتريداته وطموحاته.املخاطب الناب .3

واليت تعود إىل أنا: ودور االستعارة يف تشخيص املوجودات راجع إىل طاقتها احلجاجية، وحواريته صفة ذاتية له، وذلك عن طريق اشرتاك ذوات متعددة يف بناء قول حواري: .1

تعاري من مستويني ؛مستوى املعىن احلقيقي الظاهر غري الكالم، وذلك بتألهف القول االسومستوى املعىن اجملازي املضمر املراد، إذ يتهخذ املتكلم الواحد كل هذه الذوات املراد،

مظاهر لوجوده يف القول االستعاري ينقلب بينها، قائما بكل أدوارها اخلطابية يف آن واحد ى غريها.لرتجيحها عل وليس من سبيل حلذف إحداها أو

من خالل تدخهل آلييت االدهعاء واالعرتاض يف القول االستعاري، فاملستعري قول حجاجي: .2وجود املعىن احلقيقي للجملة، أي املطابقة بني املستعار له واملستعار منه، ومن يدهعـي

انحية أخرى يقوم ابالعرتاض على وجود املعىن احلقيقي للجملة ذلك كله من خالل ر الذوات اليت تشرتك يف بناء الكالم.تقمهصه ألدوا

. 2000، ينايرمارس 2ينظر: حممد سامل ولد حممد األمني، مفهوم احلجاج عند بريملان وتطوره يف البالغة املعاصرة،عامل الفكر الكويت ، ع- 1

. 69ص: .79نفسه ، ص: ينظر: املرجع- 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

131

فعلى اعتبار أن االستعارة متثهل أبلغ وجوه تقيهد الكالم ابملقام، وجعلها تدخل قول عملي: .3الذي يهدف إىل إجراء تغيري يف سلوكات الناطقني ودفعهم إىل "يف سياق "التواصل اخلطايب

مع إىل االقتناع هبا وااللتزام االنتهاض للعمل، فتكون أدعى من احلقيقة لتحريك مههة املست 1بقيمها.

فاملعتمد جيسهد القيد يف شخص، هذه صفاته:

مسلم مثل املعتمد؛ واملسلم األوىل له أن حيارب ويعذهب الكفهار، وليس املسلمني. -انتفاء الرمحة والتعذيب من طرف هذا القيد املسلم، وهذا يتناىف مع " ليس منها من مل -

يرحم صغريان". :]من السريع[2وقد دخل عليه ابنه أبو هاشم فاراتع لقيده ه؛يف قول

.املعتمد أوهل عهده ابلقيدوالظاهر أنه هذا الشعر قاله فق أو ت رمحا أب يت أن تش مين مسلما قيدي أما تعل

ظما هشم األع أكلته ال ت دمي شراب لك، والل حم قد ين القلب ، وقد هش ما فينث ك أبو هاشم ي بصرين في

مل خيش أن أيتيك مسرتمحا لبه اائش إرحم طفيال ط ن السم والعلقما جرعت ه م أخيات له مث له وارح

ه للبكاء العمى فنا عليخ يئا ن يفهم ش منهن مر الي يفتح إال للرضاع فم ا ما فهم شيئا ف والغي

ا إذا اعتمدان على شعر املعتمد فحسب لن نصل إىل أنه هذه احلجج انجعة يف وصف القيد، لكنهن

إنه هنالك مساعدة تواصلية ستؤيهد دعوى املعتمد، وهي قصائد شاعريه.

.10312،311،3ينظر:طه عبد الرمحن :اللسان وامليزان،ص:- 1 .112ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان، ص: - 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

132

املعتمد: ريعاالقيد عند ش -2-5-4

القيد عند أيب بكر الداين )ابن اللب انة(:-4-5-2-1ازي املرفق مع القصيدة أنه الداين زار املعتمد مثه أقدم على كتابة نكتشف من خالل النص املو

قصيدته اليت يصف فيها قيود املعتمد، فالداين مبدئيا يطبهق مبدأ" ليس من رأى كمن مسع"، فهو قد زار املعتمد ورأى التواء احلال به، مثه أقدم على كتابة القصيدة، والسؤال املطروح: ما املمكن أن

اين على نطاق إقناع املتلقهني بدعواه اليت تقوم على: ختفيف القيود عن املعتمد؟يضيفه الد مطلعها:وهذه القصيدة تتكون من ثالثة وأربعني بيتا، ]من البسيط[ يقول يف

1وللمىن من منائيهن غاايت لكل شيء من األشياء ميقات

منها:ويقول وكيف ت نكر يف الروضات حي ات قيود به ات الأنكرت إال التواء تات وب ينها فإذا األنواع أش ني عقدن له غلطت ب ني هاي

ه الذؤاابت ي من رأسه حنو رجل وقلت: هن ذؤاابت فلم عكست تها من قن جد آالت إذا هبا لثقاف امل اه أو أعنته حسب

ليث عادات عذرت هم فلعدوى ال ادية دروه ليثا فخافوا منه ع قامت بدعوته حىت ال جمادات ض آونة ج عنه ب ع لو كان ي فر

ء الداين املتلقهي خلرب ميههد له ابحلديث عن صروف الدهر وحتوهله فينتقل من العموم إىل يهيه

اخلصوص، يف تشبيه املشبه به وهو الدهر، والتشبيه يف البالغة تشبيه حذفت بعض أركانه، وهي حيث احلجاج قياس يتكون من مقدمتني واستنتاج؛ وإذا ما رمنا تفكيكها فهي كالتايل: من

وتشبيه آخر هو تشبيه صورة بصورة: تشبيه الدهر الذي يلعب مبصري الناس كالشطرنج الذي يلعب مبصري البيادق.

36ينظر: ابن اللبهانة: ديوان ابن اللبهانة جمموع شعره، ص: - 1

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

133

رط جبوابه على حنو وإذا انتقلنا إىل هذا البيت ألفينا تصدهره بصيغة الشرط اليت يرتابط فيها فعل الشإلزاميه قاطع، و" التعلهق السبيب بني الشرط واجلواب ألي إنه الشرط يستوجب ضرورة اجلواب، وهو يف اآلن ذاته مسبهب هلذا اجلواب" وعالقة االقتضاء ذات طاقة حجاجية عالية ألنه العالقة بني

االجتهاد إلضفاء السبب والنتيجة ضرب من التالزم، إذ يعمد صاحب اخلطاب احلجاجي إىلنوع من احلتمية عل العالقة بني احلجة والنتيجة، فيحكم الرتابط بينهما بشكل يوحي أبنه األوىل

1تقتضي الثانية والثانية تستدعي األوىل ضرورةوبنية الشرط هي حجة رايضية شبه منطقية هي حجة التعدية، واحلجة اليت يبنيها الشرط تقسهم

.الزمني سبب ونتيجةم إىل جزأين متالكالال يتمثل السبب يف: إمكانية اإلفراج عن األسري بعض الوقت ، والسبب هنا يلغي افرتاضا مستحي

هو اإلفراج النهائي عن األسري دعت له حىته اجلمادات.: والنتيجة

إنه ما يلفت انتباهنا هو استعمال الرابط احلجاجي "حىت": وهي من أدوات السلهم احلجاجي، ها يف ترتيب منزلة العناصر، وملا تدله عليه استعماالهتا املختلفة؛ أمههها التدرهج يف توجيه لدور

احلجج.وقد استعملت يف هذه احلالة "حىت العاطفة" ؛ وهلا شرطان: أن يكون ما بعدها بعض ما قبلها أو كبعضه-وة والتعظيم والنقص أن يكون مابعدها غاية ملا قبلها يف زايدة أو نقصان؛ والزايدة تشمل الق-

يشمل الضغف والتحقري.. والتدرج فاحلجة األوىل قبل حىت وهي: قامت بدعوته. واحلجة الثانية 2فــــ"حىت" جتمع بني الرتاتبية

بعد حىت وهي: اجلمادات، واحلجة الثانية أقوى من األوىل، والنتيجة ضمنية مفادها اإلفراج عن متثيل ذلك ابلسلم احلجاجي اآليت: وميكن املعتمد بن عبهاد بعض الوقت.

.335ينظر: سامية الدريدي: احلجاج يف الشعر العريب القدمي، ص: - 1 .175ينظر: آن روبول وجاك موشالر: التداولية اليوم علم جديد للتواصل، ص: - 2

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

134

ن: اإلفراج عن املعتمد بعض آونة اجلمادات – 2ق

حىت دعت له الكائنات – 1ق

، وهي موضهحة يف هذا يعقد ابن اللبهانة مجلة من التشبيهات اليت يلحقها بقيود املعتمد بن عبهاد اجلدول:

املشبه بهاملشبه وجه الشبه القيود احليهات االلتواء القيود اهلمايني تعقد له

القيود الذؤاابت الطول والكثرة القيود القنا واألعنهة مادة الصنع ) احلديد (

والتشبيه من الصور البيانية اليت تستدعى يف احلجاج الستغالل مافيها من طاقات حجاجية ها آليات بالغية هلا القدرة على محل املخاطب على التمعهن إلثبات قول أو نفيه،من خالل اعتبار

فيها ، ويقول أبو هالل العسكري يف أمهيتها أبنا:"ما تعطف به القلوب النافرة، ويؤنس القلوب فتخلص نفسك وتلني به العريكة األبيهة املستصعبة، ويبلغ به احلاجة، وتقام به احلجة، املستوحشة،

الذنب، من غري أن هتيجه وتقلقه، وتستدعي غضبه، وتثري من العيب، ويلزم صاحبك فدور املتكلم هو بناء الصورة وفقا للمقام الذي ترد فيه ووفقا للمخاطب الذي أمامه، 1حفيظته."

. 57هالل العسكري :الصناعتني .ص: ينظر :أبو- 1

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

135

دون أن يفوته أن هدفه يف األصل من الصور البيانية هو التعبري عن قصده، ومحل املخاطب على عبارة اللغوية.إدراك ذلك القصد عن طريق أتويل ال

وإذا انطلقنا من أن التشبيه ربط بني عنصرين من واقعني خمتلفني، وتقدميهما للمتلقي الذي يعمل ذهنه لالستدالل على وجه الشبه الرابط.

ووجه التأثري هو أن املتكلم حيمل املتلقي على االستنتاج، وذلك هو مناط احلجاج، فعبد القاهر قياس، والقياس فيما تعيه القلوب وتدركه العقول، وتستفيت فيه األفهام اجلرجاين يرى أن :"التشبيه

من خالل هذا القول جند أن قدرة التشبيه تتمثل يف بناء عالقة 1واألذهان، ال األمساع واآلذان."بني عنصرين من عاملني خمتلفني، وحياول التشبيه جاهدا طمس الفروق بينهما، ويركهز أكثر على

ي جيمعهما، ألنه يساعد على الفعل يف املتلقي ، مادام أن التشبيه :" العقد أبن وجه الشبه الذويضيف مربزا أمهية التشبيه:"وهذا الباب 2أحد الشيئني يسد مسده اآلخر يف حس أو عقل".

يتفاضل فيه الشعراء ، وتظهر فيه بالغة البلغاء، وذلك أنه يكسب الكالم بياان عجيبا)...( فبالغة مع بني شيئني مبعىن جيمعهما يكسب بياان فيهما، واألظهر الذي يقع فيه البيان التشبيه اجل

ابلتشبيه على وجوه؛منها إخراج ما ال تقع عليه احلاسة إىل ما تقع عليه احلاسة ، ومنها إخراج ما مل ومنها جتر به العادة إىل ما جرت به العادة، ومنها إخراج ماال يعلم ابلبديهة إىل ما يعلم ابلبديهة،

3إخراج ماال قوة له يف الصفة إىل ماله قوة يف الصفة."وذلك ألن التقريب بني أمرين ومحل 4إن ما سبق يبني لنا أن التشبيه "ال يصار إليه إال بغرض"

املتلقي على استنتاج املقصود من ذلك التقريب، يف السياق الذي ورد فيه قيمة تداولية جتمع بني ن اخلطاب، "فالتشبيه مستدع طرفني مشبها ومشبها به، واشرتاكا بينهما قصد املتكلم واهلدف م

من وجه، وافرتاقا من آخر، مثل أن يشرتكا يف احلقيقة وخينلفا يف الصفة، أو ابلعكس، فاألول

ينظر: عبد القاهر اجلرجاين: أسرار البالغة يف علم البيان، صححه وعلهق حواشيه: حممد رشيد رضا، دار الكتب العلمية بريوت لبنان، - 1 .15. ص: 1،1988طين واخلطايب وعبد القاهر اجلرجاين، حققها وعلق ينظر: الرماين: النكت يف اإلعجاز القرآين، ضمن ثالث رسائل يف إعجاز القرآن ، للرما - 2

.80. ص:1968. 2دار املعارف مصر، ط ،عليها : حممد خلف هللا وحممد زغلول سالم .81ينظر:املرجع نفسه، ص: - 3 .439. ص: 2000. 1ينظر:السكاكي: مفتاح العلوم، تح: عبد احلميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بريوت لبنان، ط - 4

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

136

والثاين يف الطويلني إذا اختلفا حقيقة إنساان كاإلنسانني إذا اختلفا يف الصفة طوال وقصرا، 1وفرسا."

ده االستدالل بواسطة التمثيل أقرب احلجج إىل الشعر لقيامها على "التخييل"، وأمهيتها ويع احلجاجية ترجع إىل أن االستدالل ابلتمثيل " يعمل على تشكيل بنية واقعية تسمح إبجياد أو إثبات حقيقة عن طريق تشابه يف العالقات" " والقيمة احلجاجية يف التمثيل ترجع إىل عدم قابليته

لدحض بسهولة"، ولذلك يؤكد الدارسون أنه يعسر على املرء أن يتصور ورود دليل مضاد بعد ل . 2تشبيه أو استعارة خيدم النتيجة املعاكسة

نالحظ يف هذه التشبيهات اليت يقيمها الداين بني القيد ) استعماله بصيغة اجلمع( من جهة لذؤاابت، والقنا واألعنهة، فهو يدفع املتلقي إىل التقريب وتشبيهه يف كله مرة ابحليهات، واهلمايني، وا

بني أمرين من بيئتني خمتلفتني، ومحله على استنتاج املقصود من ذلك التقريب. وهو يف هذه احلالة: ا كثرية وثقيلة. وأضفى إثبات دعوى كثرة القيود املصنوعة من احلديد وإيالمها للمعتمد، ألنه

الغة على التعبري.استعمال صيغة اجلمع املبا تصنهف ب وهي تشبيهات واضحة وبسيطة غيا من التشبيه البليغ الذي يساوي بني الألنه

املشبه واملشبه به، حبذف أداة التشبيه ووجه الشبه.كما أن املشبه به استمده من األشياء املادهية ريا يف فهمها وأتويلها. وابلتايل حتقهق املوجودة يف الطبيعة، ممها يؤدي إىل عدم تكلهف املتلقهي عناء كب

هو بيان حال املشبهه للمتلقي، وبيان إحلاقه ابملشبه به ، ألنه التشبيه يف ؛ و اهلدف األساس منهابرهان، ويكون املشبه به هو الدليل، مما ينتج عنه استمالة احلقيقة هو دعوى حتتاج إىل دليل أو

املتلقي وإقناعه هبذه الدعوى.: وكتب إىل املعتمد وهو يف أغمات قصيدة الصقل ي محديس ابن القيد عند -4-5-2-2

تتكون من ستة وثالثني بيتا]من الطويل[ مطلعها: 3وأنت مقيم يف قيودك عانيا أابد حيات املوت إن كنت ساليا

ينظر:املرجع السابق، الصفحة نفسها. - 1 .74حممد عبد الباسط عيد: يف حجاج النص الشعري، ص: - 2. ص: 2005. 1ابن محديس: ديوان ابن محديس،ضبطه وعنون قصائده وعلهق عليها: يوسف عيد.دار الفكر العريب، بريوت لبنان،ط - 3

460.459.

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

137

وفيها يصف قيود املعتمد يف قوله: لطااي منك إال أايدايألهل ا قيودك صيغت من حديد ومل تكن

ومنها قوله: حتز اهلوادي أو تز النواصيا كشفت هلا ساقا وكنت لكشفها

و منها: كأن ك مل تر الفاف املذاكيا وقفن ثقاال مل تتح لك مشية

ومنها: أانمتك بيض أمسرتك األغانيا قعاقع دهم أسهرتك وطاملا

ومنها: وحيكم تثقيف األسود ضواراي وقد يعقل األبطال خوف صياهلا

ينطلق ابن محديس من مبدأ حجاجي هام، هو املقارنة بني ماضي املعتمد وبني حاضره، وال ا ممههد لعالقة حجية تتناسب مع طبي عة نـعده املقارنة حجهة يف حده ذاهتا يف هذا السياق، بل إنه

القصيدة، هي عالقة عدم االتهفاق والتناقض:" وهي عالقة ذات خلفية منطقية واضحة إذ ندفع أمرا إبثبات تناقضه مع نتيجة للخطاب" وحنن فيها نبحث عن عالقة احلجهة ابلنتيجة، وعالقات

ا يف جوهره احلجج فيما بينها، بشكل يؤكهد الرتابط واالتهصال، وإن كان اتهصاال مميهزا ابعتباره مبنيفنتيجة اخلطاب هي ظلم املرابطني للمعتمد بن عبهاد واملعاملة السيهئة اليت قابلوه هبا 1على االتهصال.

واملتمثهلة يف تقييده قيودا ثقيلة. وهذا ما يتجلهى يف مطلع القصيدة، وهو إثبات حال املعتمد حاليها " مثه يشرع الشاعر مقيمارينة اللغوية:" عند املرابطني، وثبوت هذه احلال واستمرارها من خالل الق

يف االستدالل على هذا الظلم إبقامة التقابل بني زمنني؛ زمن الــملك والقوة، وزمن األسر والضعف، وأييت الشاعر حبجج تقود املتلقي إىل نتيجة مفادها ظلم املرابطني للمعتمد بن عبهاد

يجة هو عالقة عدم االتهفاق وهي كما أييت:ومعاملتهم السيهئة له، لكنه ما يربطها هبذه النت

.344ريب القدمي، ص: ينظر: سامية الدريدي: احلجاج يف الشعر الع - 1

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

138

-احلجهة األوىل: أنه املعتمد بن عباد مل يكن قاسيا يف عقابه، فهو يقيهد أهل اخلطااي تقييدا خفيفا وهو مركهب إضايف ينسب هذه الفئة من الناس إىل اخلطااي، فأصبحوا أهلها، لكثرة فعلهم هلا.

ا اليد اليت حيتاجها تعيق حر وهذه القيود أايد هلم فهي ال كتهم، بل تشكهل أمرا ضروراي وكأنه اإلنسان ويستعملها.

احلجهة الثانية: املعتمد بن عبهاد كان شجاعا مقداما ذا أبس حيارب األعداء ويكلهفهم اخلسائر الكبرية يف األرواح.

خليل، وهو هبذا فارس احلجهة الثالثة: كان دائم التنقهل والنفري، فلم يكن قليل احلركة بل كان جيري ا احلجهة الرابعة: كان ينام على صو املغنهيا ابعتبار أنهه ملك.

وهذه حجج قـيمية تستوجب من املرابطني معاملته حسب ماكانت معاملته لألسرى، وحسب حياته اليت كان يعيشها. وإذا بعالقة عدم االتهفاق اليت تشي ابملفارقة واليت تتجلهى يف:

اليدين والرجلني حيث ال تتيح احلركة أو املشي، أصواهتا مزعجة ال تسمح له ابلنوم قيود ثقيلة يف والراحة اليت تنضاف إىل عبء ثقل القيود.

يكمل هذه احلجج أبسلوب املدح: فمن كانت الصفات اآلنف ذكرها صفاته جيب عقله، وجيري يف الضراوة -ة والضراوة و الذي يعده رمزا مشرتكا يف الشجاع -تشبيها بينه وبني األسد

وميكن توضبح مقارنة ابن محديس والشجاعة واشرتاكهما يف املهابة اليت تكون السبب يف التقييد. حلال املعتمد قبل األسر وبعده يف اجلدول اآليت:

يف األسر قبل األسر قيود صلبة القيود كانت أايد ألهل اخلطااي

لكه وأهل مل يكن يكشف ساقا إاله للدفاع عن م

مملكته، وإعالء راية دولته واإلسالم. كشف للقيود ساقا

قيود ثقيلة ال يستطيع املشي فيها كان جيري اخليل ويقود املعرك أصوات القيود أسهرته البيض أانمته

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

139

وينبغي اإلشارة إىل أنه ابن محديس أرسل إىل املعتمد هبذه القصيدة. مع وجود فاصل مكاين بينهما.

ارنة بني الشاعرين:املق

اعتمد الشاعران على الوصف املادهي للقيد وتصويره ابستعمال التشبيه، ومدى تقريب التشبيه البليغ الذي استعماله بني املشبهه واملشبهه به.

إاله انه ابن اللبهانة يفوق ابن محديس يف أنهه رأى املعتمد مثه كتب القصيدة، حيث رأى إمكانية :1عنه، ويعربه عن فرحه بذلك يف قوله اإلفراج

قيودك منهم ابملكارم أرمحا ذابت فانطلقت لقد غدت قيودك لقد كان منهم ابلسريرة أعلما عجبت ألن الن احلديد وأن قسوا

اويؤيك من آوى املسح ابن مرمي ينج يك من جن ى من اجلب يوسفا

.127ينظر: ابن اللبانة: ديوان ابن اللبانة جمموع شعره، ص: - 1

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

140

خامتة

هذا الفصل خنلص إىل النتائج التالية:يف ختام

ال يوجد خطاب بال حجاج،خاصة اخلطاب الشعري، فالشعر خطاب حيوي اإلقناع، رغم - قيامه على عنصر التخييل.

ال يتأتهى استجالء مواطن احلجاج، وكيفية توظيفه إاله ابإلحاطة حبيثيات املدوهنة والسياق - الفرتات التارخيية املدروسة. الزماين واملكاين، والتطورات السياسية يف

مسامهة اخلطاب املوازي يف احلجاج، ونلمس دور السياق يف حتديد احلجج، ومعرفة أثرها - على الــــمتلقهني يف زمانه.

قام ابالحتجاج أبصله اللخمي؛ وهو األمر الذي اليصل إليه حىته الدهارس املتخصهص، -يهني. واستنتاج العالقة يف استدعاء املعتمد دون الرجوع إىل اتريخ ملوك احلرية من اللخم

هلذه الشخصيات؛ وهي انقالب األايم عليهم، وابلتايل توقع انقالهبا على املعتمد، وقبول هذه الفكرة، وظهرت يف شعره أبنه مل يستعطف املرابطني ومل ميدحهم.

الت اخلاصة؛ قام املعتمد ابستدعاء تقنيات أخرى يف احلجاج، كتأسيس الواقع بواسطة احلا -واألمر الذي يفسهره استعمال غرض الفخر، فكأنهه يبين واقعا جديدا يف األسر، ليتخلهص

به من احلال اليت يعيشها.

قام ابستعمال احلجاج ابملشرتك، خاصة ابستدعاء ما تعارف عليه العرب من حيواانت، -الشؤم إىل الداللة كالقطا، والغراب الذي يعكس تصوهر العرب له لينتقل من الداللة على

على السعد، حسب السياق الذي وردت فيه.

يعده تطبيق السلهم احلجاجي أمرا ضروراي يف الدراسات احلجاجية، خاصة ابستغالل مبادئ -مثل: التوجيه احلجاجي؛ والذي يعمل على حصر احلجج عند املتلقهي، وابلتايل إرشاده إىل

املوضع الذي يشده أزر ارابط أو العامل املوطن اإلقناع الذي يرومه الشاعر، ومبدأاحلجاجي، وابلتايل تقوية سلطانه على امللفوظ والوصول إىل النتيجة املقصودة، وفق عملية

ها املواضع. استداللية تسريه

احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الثاين

141

" العاطفة - استعمال الروابط احلجاجية: فقد استعمل "حىته

ىل النتيجة املضمرة. مع لكن، بل. حيث قامت هذه الروابط ابلربط بني احلجج للوصول إ - حتديد التساوق احلجاجي أو التعارض احلجاجي بني القضااي املدروسة.

ا، )ما...إاله(. حيث سامهت يف أتييد القضيهة الواحدة، - استعمال العوامل احلجاجية: إمنهابالستناد إىل مفهوم االسرتسال وتسلسل اخلطاب، وقد أدهى مبدأ املوضع دوره يف حتليل

عوامل احلجاجية للوصول إىل إقناع املتلقهي ابلقضيهة الواحدة. وظيفة ال

احتوى شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد على عدهة أنواع من احلجج. تعدهدت فيها - خرى.وتوظيفنا للسالمل احلجاجية،اآلليات؛ كالتشبيه والتشخيص واآلليات البالغية األ

أدهت دورا حجاجيا يف السياق الذي ت اليت حتوي على ملفوظات وكذلك حتليل العبارا .وردت فيه

ساهم شعراء املعتمد ابن محديس الصقلهي وأبو بكر الداين، يف تعزيز التعبري عن معاين -القيد، وابلتايل أتييد املعتمد يف إقناع شعبه يف إشبيلية بتخفيف القيود عنه. وهو ما حدث

عمال التشبيه ألنهه قياس واضح فعال، ودواوين الشعراء تثبت ذلك. وقد ركزا على است "حىتواستغالل "وقريب، كما اعتمدا على عالقة االقتضاء اليت تقوم على مفهوم املفارقة.

الروابط احلجاجية.اليت تعده من

143

>

الثالثالفصل

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

143

بن عب اديف شعر األسر عند املعتمد الفصل الثالث: األفعال الكالمية

نشأهتا. 1

األفعال الكالمية عند الغرب. 2

. عند أوست1.2

. عند سيل 2.2

العرب )الرب واالنشاء( البالغيني األفعال الكالمية عند نظرية -3

تعديل القوة اإلجنازية -4

األفعال الكالمية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد)حسب تصنيف سيل(: -5

ايتالتعبي -5-1

ايت التقرير -5-2

التوجيهيات )الط لبيات( -5-3

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

144

األفعال الكالمية: . نشأهتا 1 لقد كان لظهور "الفلسفة التحليلية" مبفهومها العلمي الصارم على يد األملاين غوتلوب فرجيه

Gottlieb Frege منهجا فلسفيا جديدا. كان له ابلغ األثر يف ظهور "فلسفة واعتماد التحليلالذي رأى أن اللغة الطبيعية هي األداة Wittgensteinاللغة العادية" على يد لودفيغ فيتغنشتاين

وأطلق 1يف املعىن والذهاب إىل أنه غري اثبت وال حمدد وتفادي البحث عن املعىن املنطقي الصارمالت املختلفة للغة اسم ألعاب اللغة وأمسى كل استعمال لعبة الن له فيتغنشتاين على االستعما

قواعد يتفق عليها مستعملو اللغة كما يتفق الالعبون على قواعد اللعبة. وأن كل نوع من ألعاب 2اللغة حمكم ابلبيان االجتماعي الذي يرد فيه

. األفعال الكالمية عند الغرب: 2 ذاته فعل لغوي ينتمي إىل نظرية اللغة، اليت تعده جزءا ال يتجزهأ من إنشاء مجلة لسانية هو يف حده

نظرية الفعل، حيث حيقق فعل القول يف إطارها أفعاال اعتقادية؛ من قبيل : التأكيد،أو األمر، أو 3النهي، أو االستفهام، أو التعجب.

والتأثري فيه وحتويله، وعليه و" اللغة ليست جمرهد أداة لإلخبار أو الوصف، بل وسيط لبناء الواقع 4فموضوع البحث يرتكز على ما نفعله ابلتعابري اليت نتلفهظ هبا )أفعال الكالم("

:" إذا عدلنا عن تقسيم الكالم إىل خرب وإنشاء، وقسهمناه أوهليا إىل أفعال أنهه يرى حممود أمحد حنلةأو –ي، أو خترب هبا ) إيقاعية يكون اللفظ هبا إيقاعا لفعل، وأفعال تصف وقائع العامل اخلارج

دراسة تداولية لظاهرة األفعال الكالمية يف الرتاث اللساين العريب ، دار الطليعة للنشر –ينظر:مسعود صحراوي :التداولية عند العلماء العرب - 1

. 20،18.ص :2005. 1والتوزيع ، بريوت لبنان ، ط .61ينظر:حممود أمحد حنلة :آفاق جديدة يف البحث اللغوي املعاصر،ص: - 2 .65.ص:2012. 2عبد السالم عشري: عندما نتواصل نغريه مقاربة تداولية معرفية آلليات التواصل واحلجاج، إفريقيا الشرق، ط - 3 .123. ص: 2000. 1ر البيضاء، طحسان الباهي: احلوار ومنهجية التفكري النقدي، إفريقيا الشرق، الدا - 4

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

145

إخبارية ( فسوف نضع اللهبنة األوىل لبناء نظريهة عربية لألفعال الكالمية، ونتخلهص يف الوقت نفسه 1.من تقسيم مضطرب وملتبس"

مؤسس نظرية األفعال الكالمية J.Austin تني أوسجون : يعد . عند أوسيت1.2 oxford اآلن. وذلك يف احملاضرات اليت ألقاها يف أكسفورد وواضع املصطلح الذي تعرف به إىل

هارفارد Harvardيف العقد الثالث من القرن العشرين، مث يف حماضراته اإلثنيت عشرة اليت ألقاها يف quand"كيف نفعل األشياء ابلكلماتبعنوان " 1962ونشرت بعد موته يف 1955سنة

dire c est faire يف "ألعاب اللغة" وأرسى مبدأ "املعىن هو فيتغنشتاينوقد أتثر مبحاضراتفمثال عند قولك "أوصي بنصف مايل للجمعيات اخلريية" فحني النطق هبذه العبارة 2االستعمال"

فأنت ال تلقي قوال بل تنجز فعال. وهو ما يسمى الفعل الكالمي: وهو "كل ملفوظ ينهض على actes locutoiresماداي حنواي يتوسل أفعاال قولية نظام شكلي داليل إجنازي أتثريي يعد نشاطا

)كالطلب واألمر والوعد والوعيد ...( وغاايت actes illocutoiresلتحقيق أغراض إجنازية . وقد ميهز أوستني "3لرفض أو قبول املتلقي. ومن مث اجناز شيء ما perlocutoires actesأتثريية

طوقات التقريرية الوصفية، ونوع آخر يتشابه مع النوع بني نوعني من املنطوقات أوههلا:" املناألوهلتشاهبا ظاهراي يف البنية، غري أنهه اليقوم ابلوظيفة اليت يقوم هبا هذا النوع)...( ويسمهي أوستني

4هذا النوع ابملنطوقات األدائية"

acteالكامل " يف آخر مرحلة من مراحل حبثه إىل تقسيم الفعل الكالميأوستنيل "توصه و

de intégrale discours :إىل ثالثة أفعال فرعية على النحو اآليت acte locutoireفعل القول أو الفعل اللغوي: -1

طالق األلفاظ يف مجل مفيدة ذات بناء حنوي سليم وذات داللة، ففعل القول يشتمل يكون إب اللسانية املعهودة: املستوى الصويت الرتكييب ، يوعي املستوايت 5ابلضرورة على أفعال لغوية نوعية

.97ينظر: حممود أمحد حنلة: آفاق جديدة يف البحث اللغوي املعاصر، ص: - 1 ينظر : املرجع السابق ، ص: نفسها . - 2 .40:مسعود صحراوي :التداولية عند العلماء العرب،ص: ينظر : - 3 .137.: ص: 1993، 1ة أكسفورد، دار التنوير للطباعة والنشر، لبنان، طينظر: صالح إمساعيل عبد احلق: التحليل اللغوي عند مدرس - 4 . 20،18: مسعود صحراوي: التدولية عند العلماء العرب، ص : ينظر-5

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

146

واملستوى الداليل. لكن "أوستني" يسميها أفعاال: الفعل الصويت، وهو، وهو التلفظ بسلسلة من األصوات املنتمية إىل لغة معينة، وأما الفعل الرتكييب فيؤلف مفردات لغة معينة، وأما الفعل الداليل

إحاالت حمددة. فقولنا مثال: إنا ستمطر، ميكن أن يفهم فهو توظيف هذه األفعال حسب معان و معىن اجلملة، ومع ذلك ال ندري أهي: إخبار بـ "أنا ستمطر" أم حتذير من عواقب اخلروج يف

إال ابلرجوع إىل قرائن السياق لتحديد "قصد" املتكلم الرحلة، أم "أمر حيمل مظلة" أم غري ذلك... .أو "غرضه" من الكالم

acte illocutoire :ملتضمن يف القولالفعل ا -2

هو الفعل اإلجنازي احلقيقي إذ "أنه عمل ينجز بقول ما" وهذا الصنف من األفعال الكالمية هو املقصود من النظرية برمتها، ولذا اقرتح "أوشني" تسمية الوظائف اللسانية الثاوية خلف هذه

ال، إصدار أتكيد أو حتذير، وعد أمر، شهادة يف األفعال: القوى اإلجنازية. من أمثلة ذلك: السؤ فالفرق بني الفعل األول والفعل الثاين، هو أن الثاين قيام بفعل ضمن قول شيء، يف ، حمكمة

.مقابل األول الذي هو جمرد قول شيء

acte perlocutoire :الفعل الناتج عن القول -3به من فعل متضمن يف القول )القوة(، قد يرى "أوستني" أنه مع القيام بفعل القول وما يصح

يكون الفاعل )وهو هنا الشخص املتكلم( قائما بفعل اثلث هو "التسبب يف نشوء أاثر يف املشاعر والفكر، ومن أمثلة تلك اآلاثر اإلقناع، التضليل، اإلرشاد، التثبيط... "بسمية الفعل الناتج عن

القول، ومساه بعمتهم الفعل التأثريي" يالحظ "أوستني"أنه توجد ثالثة خصائص للفعل الكالمي الكامل: الفعل الكالمي: خصائص

.فعل دال - ء واألفعال االجتماعية ابلكلمات(.فعل اجنازي )أي ينجز األشيا - .فعل أتثريي )أي يرتك أاثرا معينة يف الواقع، خصوصا إذا كان فعال انجحا( -

مة القصدية على أساس تداولية درسها سله وتقوم م "؛القصديةليقوم فعل كالمي على مفهوم "التداوليون، حىت غدت شبكة من املفاهيم املرتابطة افالسفة التحليل مث توسع يف تعريفها وتصنيفه

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

147

متلك قيمة تداولية نصية حوارية، وتعد مراعاة مفهوما وشبكتها املفاهيمية من أبرز املفاتيح املنهجية .يف الدراسات اللسانية النصية

: 1ام أوستني بتصنيف األفعال الكالمية على أساس قوهتا اإلجنازية إىل مخسة أصنافقوهي جبوهرها إطالق أحكام على واقع، أو قيمة مما يصعب actes verdictif احلكميات -

القطع به. ومن أمثلتها: برأ، قيم، حسب، وصف، حلل، صنف، أرخ، فسر.مال احلق أو القوة وما إليهما. ومن أمثلتها: عني، مسى، : وهي تقوم على استعاإلنفاذايت -

استقال، أعلن، صوت، صرح، أمر، نى.قد تكون الزمات املتكلم أبداء فعل ما، كما قد تكون actes promissifsالوعدايت: -

إفصاحات عن نواايه، ومن أمثلتها: وعد، نذر، أقسم،راهن، عقد، عزم، نوى.إبفصاحات عن حاالت نفسية جتاه ما حيدث لآلخرين، أو ابلسلوك ترتبط السلوكيات: -

االجتماعي، ومن أمثلتها: اعتذر، شكر، هنأ، عزى، انتقد، مدح، هجا، وبخ، ودع، ابرك.وهي توضح عالقة أقوالنا ابحملادثة أو احملاجة الراهنة، ومن أمثلتها: أثبت، أنكر، التييبنيات: -

2استنبط، شرح، وصف، صنفأجاب، اعرتض )أتكد( مثل، إاله أنهه توجد مآخذ على تقسيم أوستني لألفعال الكالمية، وذلك يرجع إىل االضطراب يف التقسيم، فهو مل يقسهم األفعال على أسس منهجية، ماعدا "الوعدايت اليت صنهفها ابعتبار الغرض

القوهة الغرضية أبكثر من اإلجنازي، وتوجد مسة اضطراب أخرى وهي أنهه ميكن للمتكلهم أن ينجز 3فعل لغوي

. 2008. 2ينظر: ج أوستني: نظرية أفعال الكالم العامةكيف ننجز األشياء ابلكلمات، تر: عبد القادر قنيين، إفريقيا الشرق، ط - 1

.174ص:ينظر : طالب سيد هاشم الطبطبائي ،نظرية األفعال الكالمية بني فالسفة اللغة املعاصرين والبالغيني العرب، مطبوعات جامعة الكويت، - 2

.11،10. ص:1994د.ط. .157ينظر: عبد اهلادي بن ظافر الشهري: اسرتتيجيات اخلطاب، ص: - 3

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

148

لشروط املالءمة أو أوستنيأن يطور تصور جون سيلاستطاع . عند سيل:2.2 االستخدام اليت إذا حتققت يف الفعل الكالمي كان موفقا. تكون مبثابة شروط جناح الفعل

الكالمي، وتطبيق نتائج الفعل النموذجي على بقية األفعال.

إىل ما يلي: احديد مفهوم القوة املتضمنة يف القول بتحليلهوقام بت: مثال الوعود غرضها إلزام املتكلم نفسه بعمل شيء، واهلدف الغرض املتضمن يف القول .1

من الوصف هو متثيل الشيء، واهلدف اإلجنازي للطلب واألمر هو جعل املتلقي يقوم بفعل شيء ما.

حيث حتقق أفعال خمتلفة متضمنة يف القول :درجة الشدة للغرض املتضمن يف القول .2نفس الغرض املتضمن يف القول بدرجات خمتلفة يف الشدة. مثال: أان أطلب منك أن تعمل على أقل شدة من: أان أصر عليك أن تعمل على شروط احملتوى القضوي: فعل يف

1.املستقبل مطلوب من املخاطب

وهي الشروط الالزم حتقيقها ليكون conditions préparatoires :ةالشروط املعد .3الفعل صحيحا مثال: مجيع األفعال اليت غرضها محل املخاطب على القيام بفعل ما. يكون

من شروطها املعدة قدرة املخاطب على القيام بذلك الفعل.

وهناك ارتباط بني الشروط املعدة ومنط حتقيق الغرض لقوة ما مثال: املتكلم املصدر ألمر البد أن حيوز مقاما إداراي خيول له -وهو منط معني من أمناط حتقيق غرض الطلب-ري إدا

األمر ، وهذا املقام هو الشرط املعد الالزم إلصدار ذلك األمر.املتكلم يريد من condition de sincérité:شرط اإلخالص أو شرط الصراحة .4

الغرض املتضمن يف القول وبذلك يتمكن من حتقيق ،املخاطب حقا أن ينجز هذا الفعلفيها املتكلم على خطابه. مثال: املتكلم الذي درجات متفاوتة حسب الشحنة اليت يضب

.158اخلطاب، ص : ينظر : عبد اهلادي بن ظافر الشهري: اسرتاتيجيات -1

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

149

يقدم على طلب، يعرب عن رغبته بقيام املستمع ابلفعل املطلوب لكنه إذا توسل أو .استجدى أو تضرع فإنه يعرب عن رغبة أقوى من اليت يعرب عنها ابلطلب اجملرد

اه املطابقةاالختالف يف .5 اه املطابقة يف بعض األفعال اإلجنازية من الكلمات إىل ات : اجته 1العامل، كاإلخبارايت، وهو يف البعض اآلخر من العامل إىل الكلمات، كالوعد والرجاء.

أما األقسام اخلمسة للقوى املتضمنة يف القول عنده فهي:

ديري )واجتاه املطابقة يف الغرض : والغرض منها هو الغرض التقAssertiveالتقريرايت .1التقديري هو من القول إىل العامل وال يوجد شرط عام للمحتوى القضوي يف التقريرايت إذ أن أية قضية ميكن أن تشكل حمتوى يف التقريرات. والشرط املعد جلميع التقريرايت هو

القضوي، حيازة املتكلم على شواهد أو أسس أو مربرات ترجح أو تؤيد صدق احملتوى واحلالة النفسية اليت تعرب عنها التقريرايت هي االعتقاد.

: الغرض منها هو الغرض الوعدي )واجتاه املطابقة يف الغرض Commissivesالوعدايت .2الوعدي هو من العامل إىل القول، واملسؤول عن أحداث املطابقة هو املتكلم( أما الشرط

ن متثل القضية فعال مستقبال للمتكلم، العام للمحتوى القضوي يف الوعدايت فهو أوالشرط املعد هو قدرة املتكلم على أداء ما يلزم نفسه به، واحلالة النفسية اليت يعرب عنها يف

.intention 2الوعد هي القصد

: الغرض منها هو الغرض األمري )الطليب( )واجتاه Directivesاألمرايت )الطلبيات( .3من العامل إىل القول، واملسؤول عن إحداث املطابقة هو املطابقة يف هذا الغرض يكون

املخاطب( والشرط العام للمحتوى القضوي هو أن يعرب عن فعل مستقبل للمخاطب. أما الشرط املعد هلا فهو قدرة املخاطب على أداء املطلوب منه، واحلالة النفسية اليت يعرب عنها

واألمرايت ختلق أسبااب للمخاطب want or desireيف األمرايت هي اإلرادة أو الرغبة كي يؤدي املطلوب منه.

.78ينظر: حممود أمحد حنلة: آفاق جديدة يف البحث اللغوي املعاصر، ص: - 1 .31.30:املرجع السابق ، ص: ينظر - 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

150

الغرض منها إحداث تغيري يف العامل حبيث يطابق العامل Déclarativesااليقاعيات .4للفعل الكالمي. successful performanceاحملتوى القضوي مبجرد اإلنشاء الناجح

حبيث extraa-linguistique institutionويتم ذلك ابالستناد إىل مؤسسة غري لغوية تعترب هذه املؤسسة اإلنشاء الناجح لذلك الفعل الكالمي إحدااث للتغيري املطلوب )واجتاه املطابقة هو االجتاه املزدوج( ومجيع اإليقاعات الصحيحة هلا حمتوى قضوي صادق. من

ح يكفي هذه اجلهة تتميز االيقاعيات عن غريها من األفعال الكالمية أبن إنشاءها بنجا لتحقيق املطابقة بني القول والعامل. وال يوجد شرط خاص للمحتوى القضوي لإليقاعيات، وإن كانت املوضوعات اليت ميكن لإليقاعيات أن تعمل عليها حمدودة جدا. أما احلالة النفسية اليت تعرب عنها االيقاعيات فهي االعتقاد )التصديق( بوقوع الفعل بنجاح والرغبة

intentionويتوافق االعتقاد والرغبة مع القصد believe and desireجحا يف وقوعه ان 1يف حتقيق الغرض املتضمن يف القول.

الغرض من البوحيات ذات الصيغة "ق)ض(" هو التعبري عن Expressive التعبيايت .5 حيال الواقعة اليت تعرب عنها القضية "ض" )واجتاه املطابقة يف غرضها هو attitudeموقف

االجتاه الفارغ(. ويبدو أنه ليس مثة شرط عام حمدد للمحتوى القضوي يف البوحيات لكن ما ابملتكلم أو املخاطب. والشرط املعد تضمنها أكثر البوحيات ترتبط بنحو القضااي اليت ت

ألغلب البوحيات هو حتقق احملتوى القضوي سلفا، إذ أن املتكلم إمنا يعرب فيها عن حالته . 2ه الواقعة املفروض حتققهاالنفسية جتا

األفعال اإلجنازية املباشرة وغي املباشرة: أننا نتواصل ابألفعال اإلجنازية غري املباشرة أكثر من تواصلنا ابألفعال اإلجنازية حلظ سريل

لغالب املباشرة، واألفعال اإلجنازية املباشرة اليت ال تستخدم إال مباشرة قليلة جدا، وهي تقتصر يف اعلى األفعال املؤسساتية أو التشريعية، وهي كالتوكيل والتفويض والوصية والتوريث واإلجارة وحنوها،

ألن األفعال الكالمية إذا استخدمت غري مباشرة سوف تؤدي إىل اللبس وضياع احلقوق.

. 31.30ينظر: طالب سيد هاشم الطبطبائي، نظرية األفعال الكالمية بني فالسفة اللغة املعاصرين والبالغيني العرب، ص : - 1 .33.32، ص :ه نفس ينظر: املرجع - 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

151

طب "ويقرتح سريل انطالقا من هذا التصنيف نسقا من القواعد االستداللية، لوصف قدرة املخا .1على استنتاج وإدراك الفعل غري املباشر املنجز يف مقام معنيه أو يف طبقة مقامية معيهنة"

وميكن التمييز بني األفعال اإلجنازية املباشرة وغري املباشرة بتحديد ثالثة فروق جوهرية: أما األفعال أن القوة اإلجنازية لألفعال املباشرة تظل مالزمة هلا يف خمتلف املقامات، -

ال تظهر قوهتا اإلجنازية إال فيه. ثاإلجنازية غري احلرفية فموكولة إىل املقام حيأن القوة اإلجنازية لألفعال غري املباشرة جيوز أن تلغى، فإذا قال لك صاحبك: أتذهب -

لى قوته معي إىل املكتبة ؟ فقد تلغى القوة اإلجنازية غري املباشرة وهي الطلب ليقتصر الفعل ع اإلجنازية املباشرة وهي االستفهام.

أن القوة اإلجنازية ال يتوصل إليها إال عرب عمليات ذهنية استداللية، تتفاوت من حيث - 2البساطة والتعقيد، أما القوة اإلجنازية املباشرة فتؤخذ مباشرة من تركيب العبارة نفسه.

sous entendusالقصديةاملضمرات للتعامل مع شروطاmaingueneau ويضع مانقونو

intentionnels :هي .présupposésالكفاءة اللغوية القائمة على معرفة االفرتاضات املسبقة - معرفة قوانني اخلطاب.- 3املعرفة املوسوعية.-

وذلك الرتباط القوة اإلجنازية لألفعال غري املباشرة؛ بقصد املتكلم من جهة وخبصوصية املقام الذي ه.ترد في

املتلقي للفعل ، من خالل اتهباع orientationوجيهت ويرتبط استعمال األفعال الكالمية بغرض اخلطايب، اليت يويل فيها املتكلم العناية لتبليغ قصده وحتقيق هدفهالتوجيهية إلسرتاتيجيةاملتكلم لـ

ولو –ال إاتحة الفرصة له لفرض قيد ولو بسيط على املتلقي ، وهي هبذا تعده ضغطا وتدخ.–بدرجات متفاوتة السلطة من خالل تطبيق 4على املتلقي، وتوجيهه لفعل مستقبلي معنيه

.296أمحد املتوكهل : االستلزام التخاطيب بني البالغة العربية والتداوليات احلديثة، ص: - 1وينظر: أمحد املتوكل: آفاق جديدة يف نظرية النحو . 84.83يف البحث اللغوي املعاصر، ص: ةينظر: أمحد حممود حنلة :آفاق جديد- 2

.23. ص: 1993. 1انية، الرابط، طالوظيفي، كلية اآلداب والعلوم اإلنس3 voir :Dominique maingueneau: pragmatique pour le discours littéraire ، bordas ، ، paris

80. .322 ، ص: اسرتاتيجيات اخلطاب ، عبد اهلادي بن ظافر الشهري ينظر:- 4

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

152

عليه، عند امتالكه لتسيري اخلطاب أبان املتكلم اليت جيب أن تكون يف مرتبة أعلى من ابلطابجية املتلقي، ألن كون طريف العملية التواصلية يف مرتبة واحدة ال يستدعي استعمال اإلسرتاتي

التوجيهية،وال يعده التوجيه فعال لغواي فحسب ،بل يعده وظيفة من وظائف اللغة مساها رومان جاكبسون الوظيفة الندائية.

principe de coopérationمبدأ التعاونومن بني الدراسات اليت تتعلهق مباشرة أبفعال التوجيه زم عناصر التواصل بعدم قطع "يل D.maingueneauوهوكما يرى مانقونو غرايس، الذي صاغه

principe meta ميتا مبدأعلى اعتبار أنه 1العالقة التحادثية القائمة بينهم "مبدأ عام حول طبيعة احملادثة ،إذ يسهم يف ضبط األفعال يف داللتها على قصد املتكلم ، ألن مههه

تعاون املتلقي معه. منصبه متاما على تبليغ املتلقي قصده كما يريد، انطالقا من أنه يفرتض ابإلضافة إىل جمموعة قواعد متفرهعة عنه ، يلتزم هبا املتكلمون عادة احتقيق جناعة الفعل الكالمي

؛ويعرهف غرايس مبدأ التعاون كما يلي:"أن جتعل مسامهتك يف احملادثة كما هو مرجو منك ، من حيث اختيار التوقيت املناسب، وأن

مع اهلدف والتوجه املسلهم هبما للتبادل اخلطايب الذي تقع ضمنه".تكون تلك املسامهة متماشية واليتmaximes conversationnelles، واملتمثلة يف بديهيات حتادثية والقواعد املتواضع عليها

يستند إليها هذا املبدأ هي:جتعل مسامهتك إخبارية ابلقدر املطلوب ، أنmaximes de quantité من حيث الكم -

ما متليه احلاجة يف تلك احملادثة القائمة( وال تقدم معلومات أكثر مما يلزم. )حسبأال تقول ما تعتقد أنه خطأ، وال تتحدث بشيء maximes de qualitéمن حيث الكيف -

ال متلك بشأنه حججا كافية. أن تتحدث عما هو مناسب للموضوع. maximes de relationالعالقةمن حيث -تكون واضحا وتتجنب الغموض يف التعبري، أنmaximes de modalité من حيث األسلوب -

)ابتعد عن ازدواجية املعىن(، وتتكلم إبجياز)ابتعد عن احلشو(، وأن تكون منظما.

. 1 -voir :Dominique maingueneau: pragmatique pour le discours littéraire p 102.

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

153

هبذا الطرح يكون غرايس قد وصف الضوابط اليت تتحكم يف استعماالت املتكلمني للغة أثناء لوصف أنواع الدالالت اليت ميكن للمتكلم أن أن يوحي هبا يف حالة عدم احملادثة، وأاتح اإلمكان

التزامه هبذه الضوابط، فذلك يؤدي إىل إحياء املتكلم ابإلضافة إىل املعىن املباشر ملقولته مبعىن إضايف 1 هو املعىن الضمين للمحادثة.

لكل خماطبة إفادة تبلغ الغاية يف فالقواعد املتفرعة عن مبدأ التعاون تنزل منزلة الضوابط اليت تضمن الوضوح، حبيث تكون املعاين اليت يتناقلها املتكلم واملخاطب معاين صرحية وحقيقية، إال أنما يتخالفان يف تطبيق هذه القواعد ، فتنتقل اإلفادة يف املخاطبة من ظاهرها الصريح واحلقيقي إىل

2ة بني املتخاطبني معان ضمنية وجمازية.وجه غري صريح وغري حقيقي، فتكون املعاين املتناقل وقد صاغ غرايس ضوابط مبدأ التعاون على شكل قوانني تتجلى فيما أييت:

بديهية العالقة :قانون اإلفادة- بديهية الصدق: قانون الصدق - بديهية الكمية: قانون اإلخبارية - بديهية التوجيه: قانون الشمولية -يعد أهم قانون يقوم عليه مبدأ التعاون، ألنه يتسم ابلدقة loi de pertinenceقانون اإلفادة: -أ

يكون أقل إخبارا، ألنه يدفع املستمع إلثراء معلوماته أو هوالوضوح، من ابب أن امللفوظ في تغيريها.فهو قانون يرتبط أساسا مبدى وجود فائدة للمستمع من اخلطاب املوجه له.

سواء أكان يؤكد غرايس على املشاركة الصادقة حيثloi de sincérité قانون الصدق: -بالتقريرات؛ فمن يسأل يرغب جبدية يف معرفة اإلجابة يف األوامر، أو األمر مرتبطا ابالستفهامات

يعقد ثقته يف املتحدث كونه كان صادقا يف حديثه. –وفق هذا القانون –ومن انحية املتلقي فهو ميثل loi de information et loi exhaustivité:يةقانون اإلخبارية و قانون الشمول -ج

.اإلخبار هدف التواصل عامة، وهو من دعائم جتسيد الفكر ، وإيصاله إىل املتلقي

.41.40ج.ب. براون،ج. يول: حتليل اخلطاب،ص: ينظر:- 1 .239ينظر: طه عبد الرمحان : اللسان وامليزان، ص: - 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

154

إنه القواعد اليت سطهرها غرايس ال تستجمع كله الشروط الكافية للكشف عن كل االستلزامات . أو العمل على تعويض بعضها وإظهارها. ومن مثه وجب البحث عن قواعد أخرى متمهمة هلا

بقواعد أو مبادئ أخرى أكثر فاعلية.فعمد كله من سبريبر وويلسون إىل سوق مبدأ املالءمة؛ الذي يشكهل يف نظرمها أساس كله عمليهة

1تواصلية، وهو ما سيجعلهما يركهزان على املقاربة النفسية عوض املقاربة املنطقية يف التأويل.فيه غرايس املالءمة قاعدة ضمن قواعد احلوار األربعة اليت صاغها. يرفض ففي الوقت لذي يعده

هؤالء هذا املوقف ويصرهان على اعتبارها مبدأ .ذلك أنه اعتبارها جمرهد قاعدة، جيعلها عرضة لالحرتام أو اخلرق شأنا شأن القواعد األخرى.

سبريبر وويلسون على إعادة فقاعدة املالءمة كما حدهدها غرايس مقيهدة وغامضة . هلذا عمل حتددها ابلكفه عن النظر إليها كقاعدة، بل ابعتبارها مبدأ يشكهل أصل العملية التواصلية.

انطالقا من أن اهلدف من العملية التواصلية هو تعديل حميط املخاطب حبذف شيء أوإضافته أو معهما من جمرهد عامل من تقويته. لتصبح بذلك عملية تواصلية استنتاجية. وهبذا حتوهل السياق

العوامل اليت تتدخهل يف استعادة املضمر إىل عامل أساسي يف كله عملية هتمه التأويل. لتنتقل املالءمة من كونا تعريفا متعلهقا ابخلطاب إىل تعلهقها ابلسياق.

2وأصبحت نظرية معرفية تساعدان على أتويل التعابري بشكل كاف. :) الرب واإلنشاء( ة عند البالغيني العرب. األفعال الكالمي3 تندرج ظاهرة األفعال الكالمية يف البالغة العربية ضمن مباحث علم املعاين وحتديدا ضمن

الظاهرة األسلوبية املعروفة بـ :"اخلرب واإلنشاء "وهبذا ميكن أن نعدها مقابلة لنظرية أفعال الكالم عند الباحثني املعاصرين.

ف السكاكي علم املعاين بقوله:"اعلم أن علم املعاين هو تتبع خواص تراكيب الكالم يف يعر اإلفادة وما يتصل هبا من االستحسان وغريه، ليحرتز ابلوقوف عليها من اخلطأ يف تطبيق الكالم

3على ما يقتضي احلال ذكره "

.145ينظر: حسان الباهي: احلوار ومنهجية التفكري النقدي. ص: - 1 .148.147.146ينظر: املرجع السابق ، ص: - 2 .247،ص: ينظر:السكاكي ،مفتاح العلوم - 3

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

155

ب الكالم ما يسبق منه إىل ويوضح مفهومه خلواص تركيب الكالم فيقول:" وأعين خباصية تركي عند مساع ذلك الرتكيب، جاراي جمرى الالزم له " مالفه

ويقول ابن خلدون عن علم املعاين:"هذا العلم احلادث يف امللة بعد علم العربية واللغة، وهو قى من ، ويقصد الداللة عليه من املعاين... ويبهمن العلوم اللسانية ألنه متعلق ابأللفاظ وما تفيد

من متام اإلفادة،و إذا حصلت للمتكلم ،فقد هاألمور املكتنفة ابلواقعات احملتاجة للداللة عليها ألنبلغ غاية اإلفادة يف كالمه، وإذا مل تشتمل عليه منها فليس من جنس كالم العرب، فإن كالمه

1واسع، ولكل مقام عندهم مقال خيتص به بعد كمال اإلعراب واإلابنة "ملالحظ أن علماء العرب عامة كثريا ما كانوا يركزون على دعامة "اإلفادة"يف دراستهم للجملة ا

والنص، إذ هي مناط التواصل بني مستعملي اللغة.

. اإلنشاء: 1.3 الحظنا فيما سبق أن البالغيني وبداية من السكاكي مل يستعملوا مصطلح "اإلنشاء" بل

.استعملوا مصطلح "الطلب"ويوافق الطلب عند السكاكي اإلنشاء ويرى أنه ال يعرهفه تعريفا حدهاي وأن الطلب اليعرف ألنه

.""حقيقة معلومة مستغنية عن التحديدامتناع حتصيل وأن يكون مطلوبة ".غري حاصل وقد الطلب وحيده أبنه: "ما يستدعي مطلواب

احلاصل.ن الطلب عند السكاكي مفهوم عام، يشمل الطلب وغري من خالل هذه التعريفات جند أ

يرادف الطلب اإلنشاء الطليب. الطلب وعند القز ويين : اإلنشاء الطليب -1.1.3

يشمل اإلنشاء الطليب على فروعه اخلمسة: التمين، االستفهام، األمر، النهي، النداء. ولكل ب على األصل.وإذا اختل فيها شرط من هذه األنواع شروطه املعدة، اليت إذا توفرت جرى األسلو

امتنع إجراؤها على األصل. وخترج إىل معان فرعية وإذا انطلقنا من ثنائية )الواقع/التمثيل الذهين( ميكننا أن منيز بني أفعال تكون على شكل متثيل ذهين للواقع ، ال يشرتط حتققه على الواقع وهي:

الواقع وهي األمر والنهي والنداء.التمين واالستفهام. وبني أفعال ميكن حتققها يف

.729. ص:1984للنشر والتوزيع واملؤسسة الوطنية للكتاب ، اجلزائر د.ط، ةينظر: ابن خلدون ، املقدمة ،الدار التونسي -1

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

156

األفعال الكالمية غي املباشرة يف البالغة العربية:ميز العلماء العرب بني األفعال الكالمية املباشرة وغري املباشرة ، وهم إن مل يعرفوا املصطلح

ما خرج فإنم عرفوا ما يدخل فيه ويندرج حتته، وأطلقوا عليه مصطلحات حنو: مقتضى الظاهر، عن مقتضى الظاهر.

وقد حدد عبد القاهر اجلرجاين مفهوما واضحا لألفعال الكالمية املباشرة يف قوله: "ضرب أنت تصل منه إىل الغرض بداللة اللفظ وحده، وذلك إذا قصدت أن خترب عن زيد ابخلروج على احلقيقة

1فقلت: خرج زيد. وابالنطالق عن عمرو فقلت :"عمرو منطلق".

النوع األول من األفعال الكالمية ال يزيد يف الداللة عن املعىن احلريف الذي متنحه اللغة، أما فهذا األفعال الكالمية غري املباشرة فهي ما تدل هيئتها الرتكيبية على معىن ال يقصده املتكلم. فكأنه

يقول شيئا ويعين شيئا آخر . وهلا نوعان: ج الكالم عن مقتضى الظاهر أو عن أصل املعىن احلقيقي : يتمثل يف خرو نوع ال يستلزمه احلوار

الصريح الذي حتمله العبارة اللغوية، وهي تتمثل يف أن ما يقوله املتكلم هو ما يعنيه فعال.وألن هناك عالقة محيمة بني املتكلم واملتلقي، فإن املتلقي أيىب أن يصف ونوع يستلزمه احلوار:

تيين غدا حتتمل الصدق والكذب، واملتلقي حيقق فعل اإلتيان املتكلم ابلكذب، ألن عبارة أت استجابة لرغبة تنزيه املخاطب عن الكذب.

ويقدم الدرس األصويل جهودا ابرزة يف دراسة املعاين املقامي هو ما يتمثل يف األفعال املقامية

ل استعمال. ويتمثل اليت يتغري بتغري السياق. فيحمل معناها صورة خمتلفة عن الصورة السابقة يف كيف الكناية على اعتبار أنا معىن حيمل املستمع على التأويل للوصول إىل قصد املتكلم ، من خالل ما تتيحه اللغة من إمكاانت تعبريية يقول عبد القاهر اجلرجاين: "وضرب آخر أنت ال تصل منه

ه موضوعه يف اللغة مث إىل الغرض بداللة اللفظ وحده لكن يدلك اللفظ على معناه الذي يقتضيجتد لذلك املعىن داللة اثنية تصل هبا إىل الغرض )...( أو ال ترى أنك إذا قلت: هو كثري رماد القدر، أو قلت طويل النجاد، أو قلت يف املرأة: نؤوم الضحى، فإنكفي مجيع ذلك ال تعين من

السامع من ذلك املعىن جمرد اللفظ. ولكن يدل اللفظ على معناه الذي يوجبه ظاهره، مث يعقل

.202ينظر: عبد القاهر اجلرجاين: دالئل اإلعجاز يف علم املعاين، ص: - 1

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

157

على سبيل االستدالل معىن اثنيا هو غرضك كمعرفتك من كثري رماد القدر أنه مضياف، ومن طويل النجاد أنه طويل القامة، ومن نؤوم الضحى يف املرأة، أنا مرتفة خمدومة هلا من يكفيها أمرها

أراد الرتدد يف أمر البيعة )...( وكذلك تعلم عن قوله: بلغين أنك تقدم رجال وتؤخر أخرى: أنه واختالف العزم يف الفعل )...(، وإذ قد عرفت هذه اجلملة فها هنا عبارة خمتصرة، وهي أن تقول املعىن ومعىن املعىن، تعين ابملعىن املفهوم من ظاهر اللفظ والذي تصل إليه بغري واسطة، ومبعىن املعىن

، إن قول عبد القاهر 1ىل معىن آخر"أن تعقل من اللفظ معىن، مث يفضي بك فلك املعىن إاملراد من اللفظ على سبيل ما تواضع جيعل فرقا بني املعىن،هو ما معىن املعىن و املعىناجلرجاين بـ

عليه الناطقون ابللغة، واملعىن الذي يقصده املتكلم وهو ما يكمن وراء املعىن األول الذي يستعمل درجة أعمق من الداللة حتمل املستمع على أتويل معىن ركيزة للوصول إىل معىن املعىن ، الذي يعد

العبارة اللغوية اعتمادا على املقام الذي وردت فيه ، والوصول بعدها إىل املعىن الذي يقصده املتكلم من إيراد ذلك املعىن األول.

ملذكور وحيدد السكاكي الكناية أبنا :"ترك التصريح بذكر الشيء إىل ذكر ما يلزمه ، لينتقل من اإىل املرتوك، كأن تقول:فالن طويل النجاد، لينتقل منه إىل ما هو ملزومه، وهو طول

فاملتكلم حني يستعمل الكناية فإن لكالمه معنيان؛ معىن ظاهري حريف مستفاد من 2القامة." الداللة احلرفية املتواضع عليها للعبارة، ومعىن خفيه وهو ما يسمى مبعىن املتكلم والذي يعرب عن

قصد املتكلم من إيراد العبارة اللغوية، و يفرض املقام أمهيته على العبارة، ألن داللة طول النجاد إذا يربط ياستعملت يف مقام املدح ،فإنا ال تعين املعىن ذاته من إذا استعملت يف مقام الفخر، الذ

بني طول النجاد وطول قامة الفارس حسبما تواضع عليه العرف اللغوي العريب.

وللتعبري الكنائي القدرة على استيعاب البعد التلميحي للخطاب، من خالل أنا تستلزم من املتكلم عمال ذهنيا من جهة، وفتح ابب التأويل عند املرسل إليه، وتوظيف البعد الثقايف الذي يقوم على

استدالل عكسي، أي االستدالل مبا مضى يف الزمان، وشاع بني الناس التعامل وفقه.

203،202، ص: ينظر: املرجع السابق - 1 .512، ص: ينظر: السكاكي: مفتاح العلوم- 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

158

القوة اإلجنازية:تعديل -4القوة اإلجنازية: ميتلك الفعل الكالمي أغراضا إجنازية متباينة بتباين مالبسات استعماله." والقوة

اإلجنازية خاصة ابملنطوقات ال اجلمل، فاملنطوق الواحد ميكن أن ميتلك قوى إجنازية خمتلفة، ال، فالقوة اإلجنازية هي الشدهة أوالضعف، اللذان وأغراضا إجنازية متباينة بتباين مالبسات االستعم

1ميكن أن يعرض هبما غرض إجنازي واحد.ويؤكهد حممد العبد أنه مبحث التعديل صار دعامة لسانية تداولية، وتساعدان معطياته على

التحليل العلمي للنصوص األدبية، وذلك بدراسة األسس اللسانية اليت بنيت عليها هذه النصوص.خيتلف تعديل القوة اإلجنازية إجيااب وسلبا حسب الوسائل اللغوية املختلفة اليت يكيهف هبا و

2املتكلهمون قوة املنطوق اإلجنازية. لقوة: وضع أوستني للقوة ست عالمات؛ وهي:الصيغة، نغمة الصوت، أشباه اجلمل،عالمات ا

. مالبسات املنطوق. مصاحبات املنطوق، أدوات الربط، اسرتاتيجيات التعديل:

من بديهيات األمور أنه غرض املتكلهم هو الذي حيدهد الطريقة اليت يتكلهم هبا، ئلة املطروحة يف هذا السياق، هي من قبيل: ملاذا يعدهل : إنه األسسباب تعديل القوة اإلجنازيةأ

عالقات بني املتكلهم واملخاطب؟ املتكلم قوة املنطوق اإلجنازية؟ وما انعكاسات هذا التعديل على ال أو بني املتكلم وحمتوى القضية اليت يعربه عنها؟.

حيث ترى جانيت هوملز سببني رئيسني إثنني يدفعان املتكلم إىل تعديل القوة املعتمدة يف التعبري عن فعل كالمي بعينه. ومها:

القضية اليت يعربه عنها. التعديل من أجل نقل املعىن املرتبط بسلوك املتكلم وتصرفاته جتاه التعديل من أجل التعبري عن معىن أتثريي، أو عن سلوك املتكلم إزاء املخاطب يف سياق املنطوق.

وميكن أن نستنبط عدة أمناط لألفعال الكالمية وطرائق تعديلها.

فظ ينظر: حممد العبد: تعديل القوة اإلجنازية دراسة يف التحليل التداويل للخطاب، ضمن : التداوليات علم استعمال اللغة إعداد وتقدمي: حا - 1

. 314.313. ص:2010إمساعيلي علوي، عامل الكتب احلديث ، إربد، .323.322ينظر: املرجع نفسه ، ص: - 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

159

إبقاء العالقة االجتماعية بني املتكلم إضعاف الفعل الكالمي سليب التأثي ) التلطيف (:واملخاطب، وإضعاف التباين االجتماعي بينهما، من خالل إضعاف قوة منطوق غري مرحهب به، للتعبري عن مشاعر إجيابية ميتلكها املتكلم جتاه املخاطب، وهذه املشاعر هي نفسها اليت تزيد

متاسك العالقة بينهما. املتكلهم واملخاطب. عن الصهداقة بني وهي تعرب تقوية الفعل الكالمي إيايب التأثي:

: زايدة التباين االجتماعي بني املتخاطبني، وإنقاص قوة إضعاف الفعل الكالمي إيايب التأثي التماسك بينهم.

: إضعاف الـــــمودهة وتقوية التباين االجتماعي بني املتخاطبني.تقوية الفعل الكالمي سليب التأثي

وسائل تعديل القوة:: حنو حركات اجلسم، وتعبريات الوجه والعينني، إذ تظهر فعاليتها نطاق اللغةوسائل خارجة عن

اخلطابية يف مصاحبة أفعال الكالم، ويسمهيها أوستني" مصاحبات املنطوق" وسائل لغوية: تركيبية وغري تركيبية.

ستخدمة لتقوية : ميكن أن منيهز يف العربية بني أربعة أنواع من الوسائل اللغوية املوسائل التقوية -أ

املنطوق؛ وهي: : وسائل التشكيل الصوت -1 -أ

النغمة، النرب، جهارة الصوت؛ والـــمعوهل عليه يف كله حال هو سياق املوقف الذي يعني كنه املعىن التأثريي للمنطوق.

: الوسائل املعجمي ة -2-أمن عناصر معجميهة تضيف –االتصالية يف بعض السياقات –يقصد هبا ما قد يستخدمه املتكلهم

قوهة إىل قوهة املنطوق اإلجنازيهة؛ وقد تـوجهه إىل املتكلهم، أو إىل املستمع، أوإىل احملتوى القضويه.: وهي العناصر املعجميهة اليت تشري إىل صدق املتكلهم، أو ثقته ال مقو ايت ال موج هة إىل املتكل م

صراحة ) بصراحة(، بصدق. مبا يعلم.حنو: أبمانة،

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

160

: العناصر املعجميهة اليت تشري إشارة ضمنيهة أو صرحية إىل ال مقو ايت ال موج هة إىل املستمع معرفة املستمع، أو إىل املعلومة اليت تصنع خلفية مشرتكة بينه وبني املتكلم.

ة اليت تستخدم من أجل تقوية : وهي الوسائل املعجميال مقو ايت ال موج هة إىل احملتوىعنها، أو توكيد صالحيتها.حنو: القوة اإلجنازية للمنطوق.إبثبات صحة القضية اليت يـعربه

الواقع، مؤكهد، الريب، النزاع، الجرم.: وهي طرق نظم املنطوقات وبناء األساليب، وقد عاجل البالغيون الوسائل الرتكيبية -3-أ

بية، مبـيهنني وظائفها وآاثرها يف تبليغ مقاصد املتكلهمني يف علم العرب تلك الوسائل الرتكي املعاين؛ حنو: االستفهام.

: ويقصد هبا الوسائل اخلارجة عن النص، ومن أهمه الوسائل الوسائل الطابية -4-أاخلطابية اليت تتضافر يف النص أو اخلطاب حتقيقا لوظيفة التقوية: تعيني الفعل األدائي،

العالمات الرابطة، وسائل ماوراء اخلطاب: التكرار،تعيني الفعل األدائي: وهو وسيلة صرحية دالهة على غرض املنطوق اإلجنازي؛ حنو: أسألك،

أخربك، أحذهرك.والتصريح ابألفعال األدائية جيعل قوة املنطوقات أوضح. اإلجنازية.التكرار: وهو وسيلة بالغية مهمة يقصد إليها املتكلم لتقوية قوة املنطوق

العالمات الرابطة: وهي تعزهز قوة املنطوق اإلجنازية؛ حنو: إىل جانب ذلك، فضال عن ذلك، عالوة على ذلك، أكثر من ذلك.

: وهي املفردات والعبارات اليت تعده وسيلة لغوية صرحية وسائل ماوراء الطاب -5-أن من بنية النص املنطوق أو إلبراز وعي املتكلم الذايت مبجرى اخلطاب وحالته، وإن مل تك

املكتوب؛ حنو:أشدهد، أكرهر، أعود فأكرهر....، ومن وسائل ما وراء اخلطاب ما يتهجه إىل تقوية إسهام املشارك يف التفاعل، حنو: كما تقول، كما قال فالن...

: حيث حتتاج بعض سياقات االتصال إىل إضعاف املتكلم لقوة وسائل اإلضعاف -بازية، وهلا نفس وسائل التقوية من حيث النوع، لكنها خمتلفة عنها من حيث املنطوق اإلجن

الكيفية.: من أمههها: منسوب التنغيم، النرب الضعيف، جهارة وسائل التشكيل الصوت -1-ب

الصوت املنخفضة، النغمة العالية يف سياق مناسب.

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

161

الوسائل املعجمية: -2 -ب: يستخدمها املتكلم يف سياقات معيهنة ليدله هبا على ال مضع فات املوج هة إىل املتكلم

حتفهظه إزاء منطوق بعينه، ويغلب أن تعربه هذه العناصر املعجمية عن احلالة السلوكية واملعرفية عند املتكلم، حنو: أظنه، أمخهن، أفرتض، أحسب، أقدهر، يبدو يل،

لم عند تربيره فعال كالميا، أستنتج....ابإلضافة إىل قوالب تعبريية تدل على حتفظ املتك مثل: إن مل أكن خمطئا، إن مل أكن أسأت فهمك، إن مل أكن أخطأت مساعك....

: وتعتمد على قدرة املستمع أو رغبته يف التعاون مع ال مضع فات املوج هة إىل املستمع بريية ما املتكلم، حنو: ميكنك كذا، تستطيع كذا...ورمبا يستعمل املتكلم من القوالب التع

يعربه به عن تنصهله من الفعل الكالمي، مثل: إذا مل أسبهب لك إزعاجا، إذا مل تكن مشغوال...، ويف اخلطاب العريب يعده تلطيف قوة األمر عن طريق الدعاء للمستمع، الدعاء

عد األمر، حنو: اربط عافاك هللا.الذي يرد بالعناصر اللغوية إلضعاف احملتوى أو : تستخدم بعضال مضع فات املوج هة إىل احملتوى

التعبري عن عدم التأكد من صحته، تؤدهي إىل تلطيف قوة املنطوقات أو ختفيفها، منها: ما...، وقد تستخدم للتنصل الصريح والضمين من صحة فقط، قليال، نوعاما، إىل حده

صر لغوية أخرى تدله اإلخبار، مثل: افرتاضا، ختمينا، ادهعاء، زعما، وفقالــــــ.....، وعنا على التوقع أو اجلواز أو االحتمال،مثل: ميكن، حيتمل، جيوز، يتوقع، من احملتمل....

: وتتمثل يف األسئلة التذييلية، والتلطيف ألمناط خاصة من الوسائل الرتكيبية -3-ب

1االستفهام، ونفي الصفة، والعدول.ازية، هو التوصل من النص، إىل قصد إنه اهلدف من دراسة اسرتاتيجيات تعديل القوة اإلجن

صاحبه، ابستغالل البنية اللسانية للملفوظ.

.343.323د: تعديل القوة اإلجنازية، ص: ينظر: حممد العب - 1

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

162

: )حسب تصنيف سيل( ة يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اداألفعال الكالمي -5

اعتمدان يف دراسة األفعال الكالمية يف شعر األسر عند املعتمد بن عباد، على تصنيف سريل ة، وحسب مدوهنة الدراسة، وجدان التعبريايت، والتقريرايت والتوجيهيات. وسنقوم لألفعال الكالمي

بدراستها ابستغالل ماوصل إليه البحث التداويل، كمفهوم الفعل الكالمي املباشر وغري املباشر، وقوانني اخلطاب، وما يقابل ذلك من مباحث البالغة العربية.

التعبيايت: -1وغرضها اإلجنازي هو التعبري عن املوقف النفسي، تعبريا يتوفهر فيه "بوحياتالمسهاها أوستني "

اه مطابقة، فاملتكلهم ال حياول أن جيعل شرط اإلخالص، وليس هلذا الصهنف من األفعال اجتهالكلمات مطابقة للعامل، وال العامل مطابقا للكلمات، ويدخل فيها الشكر والتهنئة واالعتذار

ن أن تتهخذ شكل مجل تعربه عن سرور، أو أمل، أو فرح، أو حزن، أو عمل حمبوب، . وميك1واملواساة 2أو عمل ممقوت.

ويتوافق هذا مع ما يسمهيه متهام حسهان الداللة اإلفصاحية؛ ألنه اإلفصاح هو استعمال اللغة بقصد 3إلمساع مقصودا.التعبري عن موقف نفسي ذايت، دون إرادة التأثري يف البيئة، وال يتحتهم أن يكون ا

حيال الواقعة اليت تعرب عنها القضية "ض" attitudeهو التعبري عن موقف ها الغرض منو )واجتاه املطابقة يف غرضها هو االجتاه الفارغ(. ويبدو أنه ليس مثة شرط عام حمدد للمحتوى

تكلم أو املخاطب. ترتبط بنحو ما ابمل لتعبريايتلكن القضااي اليت تتضمنها أكثر ا ها،القضوي فيألغلب البوحيات هو حتقق احملتوى القضوي سلفا، إذ أن املتكلم إمنا يعرب فيها عن والشرط املعده

. 4عة املفروض حتققهاحالته النفسية جتاه الواق

.50حممود أمحد حنلة: آفاق جديدة يف البحث اللغوي املعاصر، ص: - 1 .90. ص: 2010. 1جورج يول: التداولية، تر: قصي العتايب، الدار العربية للعلوم انشرون، بريوت، ط - 2 .363متام حسان: اللغة العربية معناها ومبناها، ص: - 3 .33.32، ص :نفسه ر: املرجعينظ - 4

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

163

وجند أنه اخلطاب الشعري يف أسرايهت املعتمد بن عبهاد، يعربه عن حاالت نفسية عاشها وسبيل الراثء خطاب الراثء األدعى للدراسة، ألنه الراثء تعبري عام عن الفقد؛ خالل حمنته. ويعده

1إظهار التفجع، بنيه احلسرة، خملوطا ابلتلهف واألسف واالستعظام.وكالم ابن رشيق عن سبيل الراثء ال خيرج عن مفهوم البوح والتعبري. هذا الفقد الذي جسهده

، وجند راثء النفس -وهو مل يرث غريهم -د عنده راثء األبناءاملعتمد بن عبهاد يف كله معانيه؛ فنجعندما أحسه بدنوه أجله، وجند راثء ملكه من خالل وجهة نظره ابعتبار أنه ملك فقد ملكه فما

هي الطرق اليت يرثي هبا الـــملك ملكه؟ وماهي األشياء اليت بقيت يف نفسه من هذا الـــملك؟ : راثء األبناء –أ

وجند فيه ثالث قصائد؛ قصيداتن قاهلما املعتمد قبل أسره الفعلي، لكن وقت حمنته، عندما أدرك أنه ملكه ذاهب ال حمالة. والقصيدة الثالثة قاهلا بعدأسره الفعلي.

القصيدة األوىل يرثي فيها ابنيه املأمون والراضي وقد رأى قمريهة انئحة على سكنها، وأمامها وكر :]من الطويل[2ردهدان نغمافيه طائران ي

ر مساء ، وقد أخىن على إلفها الده ر فني ضمهما وك كت أن رأت إل ب رة ر ي قص ر عنها القطر مهما هى القط بكت، مل ترق دمعا ، وأسب لت عب

وح به سر وما نطقت حرفا، يب بسر ها ت، واسرتاحت وانحت وابح فمايل ال أبكي أم القلب صخ رة وكم صخرة يف األرض يري هبا ن هر

ثر م ك ده كي ألالف، عدي وأب م يشجها غي ف قده كت واحدا ل ب ، وي ي م وافق ل م لي غي ، أو خ ين ، ص ب غرق ذا حبر ز ق ذا ق فر

و رندة، القرب داء، أ بقرطبة النك واها زمان، احت ن لل مان، زي وجن ر وإن لؤمت نف ره ط درت إذا إن ضن جفين بق غ سي، فصاحبها الص ب

ملثلهما فلتحزن األن جم الزهر زهر تبكيهما معي جوم ال ل للن ف ق

، 2. مج: 1981، 5، حققه وفصله وعلق حواشيح: حممد حميي الدين عبد احلميد، دار اجليل بريوت لبنان، طالعمدةابن رشيق: - 1 .147ص: .69.68ينظر: املعتمد بن عبهاد، الديوان، ص: - 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

164

ر قصيدته بفعل كالمي تقريري، مفاده أن احلمامة بكت عندما رأت إلفني يفتتح الشاع ضمههما وكر، وكان هذا يف فرتة املساء، اليت حينه فيها الكائن إىل األنيس، وتذكهرت إلفها الذي

مات.ا بكت واحدا، والشاعر يبكي الكثري من األالهف؛ مثه ينتقل إىل فعل اثن، يتمثهل يف أنهءل املتلقي عنهم ،ويـعرهفه الشاعر هبم وال يرتك له اجملال للتوقع أو وضع احتماالت؛ بقوله: فيتسا

فيحدهد العالقة اليت سيؤسس هبا خطاب الراثء وهي األبوهة. بين

خيرج االستفهام يف كثري من احلاالت عن مراده احلقيقي واملتمثهل يف طلب اإلفهام، فيتحوهل ، من طلب االس تعالم إىل إجنازات أخرى يتحوهل مبوجبها من استفهام حقيقي إىل استفهام بالغيه

يهدف لتحقيق أغراض إجنازية؛ فما هي األفعال اليت ميكن إجنازها بواسطة السؤال؟.مايل فقد جاء هذا االستفهام بطرح مباشر اترة وسؤال بصيغة إخبارية؛ األول يف قوله:

إنه هذين السؤالني الصريح واملضمر يولهدان فعال كالميا لقلب صخرة؟أم اوالثاين: الأبكي؟تقريراي غري مباشر، يتضمن القوة اإلجنازية القصوى لالستفهام وهي االستفهام الذي يتطلب

.... وكم صخرةإجابة،األوىل يف قوله: .. بين واجلواب الثاين الذي يقدهمه الشاعر للسؤال الصريح:

الفرتاضات الواردة يف بداية القصيدة واليت تتمثهل يف بكاء الشاعر بسبب بكاء القمرية وهو يلغي االوحيدة اليت فقدت إلفها، وبكاء الشاعر الكثري الذي يعجز عنه حىت القطر مهما مهى. ويزيد من إلغاء االفرتاض اآلخر الذي جيعل البكاء بسبب فقد اإللف إىل فقد آخر أكثر قوة هو فقد العديد

من األالهف ، مثه يفصهل يف هويهة هؤالء األالهف؛ إنم يتجاوزون معىن اإللف الذي بدأ به الشاعر ، الصغيالقصيدة إىل أالهف هلم شرعية أكثر فهم األبناء، أبناء كثر يبكيهم الشاعر، فمنهم

يغرقه م من ، ومنهميز قه القفر، وهم خيتلفون حىت يف طريقة املوت، فمنهم من والليل املوافق. وهذا تعديل ابلزايدة لفعل التعزية. ويعضده رندةأو يف قرطبة، ومنهم من قتل يف البحر

. وجنمانابستدعاء أسلوب الوصف يف قوله: ويعزهز القوة اإلجنازية لإلفصاح أبسلوب الشرط:

ر وإن لؤمت نف ره ط درت إذا إن ضن جفين بق غ سي، فصاحبها الص ب

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

165

حيث يقدهم مجلة جواب الشرط عن مجلة الشرط؛ فيجعل من الغدر جوااب ألمرين : ضنه جفنه ابلبكاء و لؤم نفسه حني يصاحبها الصرب.

اه نفسه إىل الصرب، وخيتتم القصيدة بفعل توجيهي هو األمر هو.املوجهه إىل خماطب وإمنا يعين اجتهمي غري مباشر غرضه التهويل، ألنه يدعو ما هو مستحيل وهو بكاء النجوم كوين، هو فعل كال

الزهر معه مصابه. ميكن أن نستنتج مايلي:

يتمحور مضمون القصيدة حول بكاء الشاعر ألبنائه الكثريين، ودعوة مظاهر الطبيعة ملساندته يف تقتضي املعد ة الشروط للتعبريايت، فإن القضوي للمحتوىعام شرطففي حني اليوجد صابه،م

حتقهق احملتوى القضوي الذي هو تعبري عن احلالة النفسية جتاه الواقعة املفروض حتقهقها وهي يف هذه احلالة التعري عن عاطفة احلزن ابلراثء.

أنه الشاعر يريد فعال أن يرثي أبناءه. وهو صادق يف راثئهم. :املتحق قشرط اإلخالص اه املطابقة: اه فارغ ؛ فهو اليريد جعل العامل مطابق للكلمات وال الكلمات مطابقة هو اجته ات

وهذا هو أصل التعبري، أنهه ال يريد التأثري يف غريه، وتكون غايته القصوى التعبري عن احلالة .للواقع النفسية.

يجية حمور هذه القصيدة هو فعل التعزية، وهو الفعل الذي تتأسهس عليه اسرتاتاسرتاتيجية التعديل:التعديل؛ اليت تكون ابلزايدة يف املواضع اليت تقتضي احلزن الشديد،وتكون ابلنقصان يف املواضع اليت يصرب فيها على هذا املصاب. وهو إذ يرثي ابنيه قبل أسره، ألنه حيزن عليهما حزان شديدا

القمرية، والفرق بني مثلته اختياراته اليت متثهل سلوكه جتاه قضية ثكل األبناء. يبدؤها بتقرير بكاء بكائها وبكائه. وبعمق التعبري بتفصيل القول على أبنائه ابستعمال الوصف: صغري، خليل موافق،

جنمان. يف البكاء معه. -وهي هنا األجنم الزهر –وختمها إبشراك مظاهر الطبيعة

عندما يركن إىل فكان تعديل القوة اإلجنازية لفعل التعزية ابلزايدة يف مجيع مواضع القصيدة ، حىت الصرب، فإنه يصف نفسه ابلغدر واللؤم.

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

166

:]من البسيط[1قال يندب ابنيه ا مح لت أحزاان أبكي حلزين ، وم تاان يم ، عيين أقوى منك ت ه ايغ

اان ر برك قى الده قليب تبوانر ها دت بو إث ر وق ار برقك ت ون ا ان وى القلب نياان وطوف مىت ح ما م القلب أصله اء صمي انر وم

ر ألواان هلون يف الد لقد ت ر بينهما ده ضدان ، ألف صرف ال زيد ، فزاد القلب نياان ث وى ي ا رمت سلوته بكيت فتحا ، فإذ م

ن وجدها بكما ما عشت، سلواان م ى تقطعها دي أيب ا فلذت كب ي إال م ن العلو ابألحلاظ كيواان مان ما رميا لقد هوى بكما جن

وم احلشر ميزاان مث ق ل يل ي ن فؤادي أن ثكلكما مف ف ع اعة يف لقياك جذالان مابب الط اي فتح ، قد ف تحت تلك الشهادة يل

ساان أن يشفع هللا ابإلحسان إح قد زاد الرجا بكما واي يزيد، لب عه لما شفعت أخ ورضواان فراان لق اكما هللا غ اك الفتح ، ت ت

كما أبدا ، مثىن ووحداان علي ن أم مفجعة مين السالم ، وم ع ند التذك ر ن سواان وولداان يان أسفا أبكي وت بكي ، ونبكي غ

هو التعبري عن الشرط املعد للتعبريايت، إاله أنه شرط للمحتوى القضويذا كان اليوجد إ

اهفقد األبناء وراثئهم . يف حني أنه اه فارغ يكتفي فيه الشاعر ابلتعبري عن نفسه املطابقة ات اجتهوهو فهو الصدق يف التعبري عن الثكل. شرط اإلخالص دون أن يروم التأثري يف خماطب ما.أمها

عاطفة صادقة من طرف اآلابء يف حال فقدان أبنائهم. مل قوة متضمنة يف القول هي والنداء فعل كالمي مباشر حييبتدئ املعتمد قصيدته بنداء الغيم؛

جه املقارنة هو إىل املقارنة بينه وبني الغيم وو هو لفت االنتباه، مثه ينتقل النداء وغرضها اإلجنازي كمية البكاء وداعيه.

.70.69ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 1

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

167

مثه يقدهم استفهاما بالغيا يف قوله: ا ان وى القلب نياان وطوف مىت ح ما م القلب أصله اء صمي انر وم

وخيرج هذا االستفهام إىل فعل كالمي غري مباشر هو التعجب من أن حيوي القلب النار تقدمي افرتاضات تتمثل يف: احلزن الشديد للشاعر، والطوفان، وهذا االستفهام يدعو املتلقي إىل

.أتثهر الشاعر من مصائب الدهروواستمرار هذا احلزن مدى الدهر، ؛ وهو إن زنه، وهو فقد ابنيه على التوايلمثه يلغي هذه االفرتاضات بتبيان السبب احلقيقي حل

يد، وهو فعل كالمي مباشر هو حاول الصرب بعد فقد ابنه الفتح إاله أنه الدهر مل ميهله فثوى يز يف التقرير الذي حيمل قوة متضمنة يف القول هي اإلخبار، ويعدهل القوة اإلجنازية للفعل ابلنقصان،

املتمثلة يف الصرب والتجلد؛ حيث إنهه يف حني ينتظر منه " هذه القوةا رمت سلوته فإذ مقوله"النفعال واحلزن الشديد، إاله أنهه قابله بقوة الصرب اليت تعده إنقاصا من أن يقابل مصابه اببنه الفتح اب

القوة اإلجنازية لالنفعال .لسرعة والفجاءة، ويقدهم الفعل " اليت تدله على اإذلكن االضطراب مازال قائما وتدله عليه األدة"

جنازية ابلزايدة يف قوله: ، وهنا يقوم بتعديل القوة اإلثوى يزيدالكالمي املتمهم هلذا الفعل وهو: ومفهوم تعديل القوة اإلجنازية ابلزايدة هو إضافة عناصر لغوية تعزز معىن ."القلب نياان فزاد"

يعدل عن هذا االنفعال إىل تعديل القوة اإلجنازية ابلنقصان، الفعل فموت يزيد زاد من حزنه. مثه :يف قوله

وم احلشر ميزاان مث ق ل يل ي أن ثكلكما ن فؤادي مف ف ع

إنه ينقص من حزنه ابحتساب الصرب وأجره يوم القيامة. وذلك ابستدعاء معان تقوم على اختيارات معجمية حمددة حنو قوله:

اعة يف لقياك جذالان ابب الطم اي فتح ، قد ف تحت تلك الشهادة يل ساان أن يشفع هللا ابإلحسان إح قد زاد الرجا بكما واي يزيد، ل

فاستمده من املعىن املعجمي للفتح و يزيد معىن نيل ثواب الشهداء، الذي يضعف من القوة اجلزاء، ويعضده بفكرة منحتها له عاطفة األبوهة وهي اإلجنازية للملفوظ. فيقابل احلزن جبميل

االنتقال من أن ولديه قتال إال أنما حظيا ابلشهادة. فينقص احلزن.

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

168

وعلى صعيد غري بعيد وأمههم اليت يعدهل القوة اإلجنازية ابلزايدة هلذا املنطوق تعداد احلزان عليهم : الشاعر ، يقوم املعتمد ب

"مثىن ووحداانقوله: "" وبمفج عةابلصفة : "... فاالستغالل الصريف للفعل بكى وإضافة نبكي، تبكي، أبكيتعديل القوة اإلجنازية ابلزايدة :

حرف الزايدة الذي يدله على التأثري والبعث على التعاطف .... الذي يثري تساؤال فهذا التعاطف ويعزهز مشل النسوان والولدان فحسب

اسرتاتيجية التعديل: اهر الطبيعة يف التعبري عن احلزن، من ابب تعديل القوة اإلجنازية ابلزايدة ستدعاء مظم الشاعر ابقا

، مث تراجع عن ذلك عندما حاول تعديل القوة اإلجنازية ابلنقصان، حيث حاول التحمل ومتالك ى نفسه من خالل احتساب ثواب الشهداء واجلنهة للصابرين. لكن ما يلبث أن يفقد السيطرة عل

مشاعره يف ناية القصيدة بسبب تدخل عامل التذكر، حيث يرتاجع الصرب وحيله حملهه تزايد احلزن بفعل التذكهر.

والتعبري عن الـــــمصاب: بكاء الشاعر، أمهم، النسوان والولدان.

استعمال كنية ابنيه وحتديد سبب حزنه ومن يرثيه.احلزن فتارة تتهقد أحاسيس الثكل، واترة ميينه نفسه فإن سلوكه يف التعبري كان مذبذاب بسبب شدة

ابلصرب ولقيا ابنيه يف اجلنان شافعني له. لكنهه ال يتحمهل الصرب فيشرك معه أمههما والنسوان والولدان يف فعل البكاء بسبب التذكهر.

من الطويل[:]1وقال يرثي ولديه املأمون والراضي، وفيها يشري إىل قتل ابنه أيب عمرو سراج الدولة سأبكي ، وأبكي ما تطاول من عمري بيل إىل الصرب يقولون صربا , ال س

ن خرب واكب م ، فهل عند الك 2يزيد قيقه هوى الكوكبان : الفتح مث ش

.106،105عتمد بن عبهاد: الديوان، ص:ينظر: امل - 1هـ، وقتله 471 املأمون: امسه عبهاد، ويكىنه أاب الفتح، وأاب النصر، أكرب أوالد املعتمد بن عبهاد، والهه أبوه قرطبة عندما استوىل عليها اثنية سنة - 2

.69املرابط ون بقرطبة. ينظر: الفتح بن خاقان: القالئد، ص: هـ. 484يزيدبن املعتمد، كان كلوفا مبطالعة الكتب والدواوين، مولعا ابلشعر، ويل اجلزيرة اخلضراء، قتله املربطون برندة سنة الراضي: هو أبو خالد

.110ينظر: الفتح بن خاقان: القالئد، ص:

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

169

در حة الب تمش هلفا وسطه صف رى زهرها يف مأمت كل ليلة ت وأصرب؟ ما للقلب يف الص رب من عذر ي نحن على جنمني ، أثكلت ذا وذا

ويه يعذر يف البكاء مدى ال هر فلي بك الغمام مصابه د دى ال م د هر بصن و القطر ل فيه أخ على كل قرب ح حاب واكف قطر دمعها بعني س

ا ىت ك وبرق ذكي الن ار ح ن اجلمر ؤادي م يسعر م م ا يف ف أمن يزيد ، هللا قد زاد يف أجري ا ب كم مة رح قد فت حت يل ابب أف تح ، ل

در ى وفي ا ، قد نكصت إىل الغ وأدع هوى بكما املقدار عين ، ومل أمت م أن صغ ومل ت ية عد صغ توليتما والس ن ب دري رت قلبث األاي

ل إىل غاية يري إىل غاية ، ك ال ع كما ال تول يتما حني انتهت ب اين يف األسر إذا أنتما أبصرمت ي الثرى فلو عدمتا الخرتمتا العود ف

كي العني ابجلس والنقر قيال فتب ث ده معي احلديد نشي ى سيعيد عل در كما الثكلى ال مضرمة الص وأم ما وات اهلالكات عليك معي األخ

قوى ف تصغي إىل الزجر وتزجرها الت س للقطر مثله لي بكي بدمع فت ين نصري أابالنصر مذ ودعت ودع ين احلزن خالدا ا خالد أورثت أب

ل 1تد د ط ول الوقت ثكل أيب عمرو سرة لب ح كما قد أودع الق وق ب

اليت جتعل جمرهد التعبري عن احلالة ابلشروط املعد ةللتعبريايت يتعلهق شرط احملتوى القضويإنه النفسية جتاه الواقع . من الشروط املعدهة للتعبريايت؛ وهو هنا راثء املعتمد ألبنائه بعد فقدهم .

عن الواقع. وهو ال يريد أن جيعل العامل مطابقا للكلمات وال الكلمات مطابقة للعامل، فهذا تعبرياه املطابقةوهذا ما جيعل اها فارغا، أقصى ما يروم منه الشاعر تعبريه عن الراثء ات يف التعبريايت اجته

من خالل التعبري بصدق عن فقد األبناء . شرط اإلخالصشعرا. ويتحقق ، طرفاها مها الشاعر وأانس جمهولون اجتمعوا عنده، وحىته إن حواريةر قصيدته بصيغة يبدأ الشاع

كانوا ذواات مفرتضة، فاملهمه هو استغالل استدعائها يف النص، الذي جيسهده إجناز فعل التعزية.

اثر عليه فيها حريز بن عكاشة ه ، إىل أن 461ينظر: أبو عمرو: هو الظافر بن املعتمد بن عبهاد ملك قرطبة ألبيه من بين جهور يف سنة - 1 .626 /1وقتله. النفح

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

170

حيث يبدأ قصيدته بصيغة حوارية، فهم يدعونه إىل الصرب ابستعمال املصدر النائب عن فعل وخيرج عن غرضه األساسي وهو األمرإىل الطلب، عن طريق التلطيف، ويوجد سؤال ،صربامر: األ

وسؤال مضمر آخر: ملاذا تبكي؟ ال سبيل إىل الصرب.مضمر مفاده: مباذا ال تصرب؟ فيجيب: يزيد. ويبنيه ملاذا: هوى الفتح وشقيقه: سأبكي وأبكي. فيجيبجرى الشاعر فعال كالميا تقريراي غري مباشر، غرضه بكاء من خالل هذه األسئلة املضمرة، أ

الشاعر على بنيه، ووجود األشخاص املفرتضة معه يدله على هول الواقعة، والقوة اإلجنازية املستلزمة من هذه األسئلة املضمرة، هي هتويل الواقعة اليت حلهت ابملعتمد.

صف حال الكواكب أمام واقعة فقده البنيه.مما أدهى من االستفهام إىل اإلخبار الوصفي، فبدأ بو .فليبك ومنه ينتقل إىل فعل توجيهي، هو األمر ابستعمال فعل األمر والم األمر:

وهو أمر خيرج عن غرضه األصلي وهو األمر، وخيرج إىل غرض مستفاد من السياق، وهو التعظيم.

اء خيرج من لفت االنتباه إىل الندبة، وهذا الند .أفتح مث يعضده بفعل كالمي توجيهي وهو النداء: مثه يركهز على الفعل الكالمي اإلخباري الوصفي، وصف بكاء الغمام عليهما وأمههما وأخواهتما.

فهذا احلزن ال يتجاوز أسرة املعتمد، وهذا نظرا إىل أنه هذه القصيدة قاهلا بعد سنوات من فقد أبنائه. حبث أصبح احلزن أمرا داخليا شخصيا.

. وهو أاب خالدإضافة إىل أنه يصف حاله: احلزن، والقيود. وخيتمها ابلنداء من غري أداة: خيرج للندبة، ويذكر كىن أبنائه القتلى: املأمون )أبو الفتح، أبو النصر(، الراضي )أبو خالد(. وسراج

الدولة )أبو عمرو(.ا معدهلة ابلزايدة لقوة احلزن . بداية من :ابلنسبة لتعديل القوة إلجنازية فنجده التعديل اسرتاتيجية

االسفهام يف بداية القصيدة. واستدعاء مظاهر الطبيعة للحزن معه؛ وهي: األجنم الزهر، القطر. ويرتاجع ليعدهل القوة اإلجنازية ابلنقصان، يف قوله:

قد زاد يف أجرييزيد ، هللا ا ب كم مة قد فت حت يل ابب رح أف تح ، ل

حيث يضعف االحتساب وتوقع األجر من القوة األجنازية لفعل التعزية، ابستغالل اجلذر اللغوي المسي ابنيه: فتح ــــــــــــــــــــــــــــ فتحت / يزيد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زاد

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

171

التعزية ابلزايدة . من خالل لستعمال أسلوب الشرط : مث ما يلبث أن يعدهل القوة اإلجنازية لفعل اين يف األسر إذا أنتما أبصرمت ي الثرى فلو عدمتا الخرتمتا العود ف

فاملعتمد يعود إىل واقعه ويتذكهر حاله اليت أيىب أن يراه فيها ابناه.ليه وحده، فتتعاىل األصوات حوله، إنن أخواهتم وأمههم وما أضفى وحزن املعتمد ال يقتصر ع

ويضعف . الص در املضر مة، اهلالكاتعليهن من صفات زادت يف القوة اإلجنازية لفعل التعزية: : تزجرها التقوى.من القوة اإلجنازية لفعل التعزية عند األم من خالل

ويزيد من القوة اإلجنازية بذكره لثالثة أمور: أوههلا: ذكر كىن أبنائه:

ــــــــ ودهعين اثنيها: استعمال اجلذر اللغوي هلذه الكىن:أاب خالد ــــــــــــــــــــــــــــــ خالدا / أاب النصر ــــــــــــــــــــــــ نصري

اثلثها : تذكهر ثكله البنه أيب عمرو سراج الدولة

راثء النفس:-بعر القائد حني حيسه بدنوه أجله، وضياع قدره وتضاؤل مكانته على فرتة من فرتات ويلجأ إليه الشا

م ال يتوقهعون أن يبكيهم حياته الزاهرة، " وهنا يلجؤون إىل نوع من التعويض، فريثون أنفسهم ألنه األتباع أو ممهن كانوا أشياعا" 1من تركوه على قيد احلياة، من األشياع و

:]من البسيط[2بدنوه وفاته رثى نفسه هبذه األبيات ووصهى أن تكتب على قربه فاملعتمد لـــمها أحسه الء ابن عب اد فرت أبش قا ظ ح ر ائح الغادي رب الغريب سقاك ال ق

إن أجدبوا، ابلري للص ادي ابلصب م ، ابلنعمى إذا اتصلت ، ابلعل م ابحلل رغامة العادي موت أمحر ، ابلض ابل ابلط اعن ، الض ارب ، الر امي إذا اقتتلوا

در يف ظلم ، ابلص در يف الن ادي ابلب البحر يف ن عم الد هر يف ن قم ، ب ب عاد اين ملي ماء ، فواف من الس در اين به ق حق واف م ، هو ال نع عواد وق أ ادى ف بال هت أن اجل لمه م أكن قبل ذاك النعش أع ول

.314ينظر: سعد إمساعيل شليب: البيئة األندلسية وأثرها يف الشعر عصر ملوك الطوائف، ص: - 1 .96ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

172

رق رع اد طوب الب ل ق رو اك ك ارفق با استودعت من كرم كفاك ، ف ع رائح غادي فيح ، بدم حتت الص له بت واب ذي غي كي أخاه ال يب م تبخل إبسعاد ن الزهر ل ن أعي م همرا جودك دمع الط ل من ى ي ت ح

حتصى بتعدادع لى دفينك ال ة م لوات هللا دائ وال ت زل ص

للتعبريايت التعبري عن احلالة النفسية للواقعة املفروض حتقهقها، وهي الشروط املعد ةإنه من اه املطابيف هذه القصيدة قرب األجل وتوقهع الوفاة، ويكون فيها خالص اإل وشرطفارغا. قة ات

، فهي من اللحظات الصادقة هو التعبري بصدق عن الواقعة . وال أجله من الشعور بدنوه األجل يف حياة البشر.

بنداء القرب بدون استعمال أداة النداء، فيخرج النداء عن الغرض األصلي، وهو النداء الشاعر يبدأ إىل غرض فرعي مستفاد من السياق، وهو التقرير واإلخبار بقرب األجل. ويعضده بفعل تقريري

مثه . ا ظفرت أبشالء ابن عب ادحق للقرب؟ فيجيب: إخباري، كان جوااب لسؤال مضمر: ملاذا تدعوينتقل إىل الفعل الكالمي الوصفي، الذي يهدف إىل تعزية الذات، ومينح لنفسه الصفات اآلتية:

، هرالد ، رغامالض ، املوت، اميالر ، اربالض ، اعنالط ، الر ي، الصب، عمىالن ، العلم، احللم .درالص ، البدر، البحر

هي إجابة لسؤال مفرتض، 1؛ " وهي حرف جواب جياب هبا إاله يف التحقيق." نعمبـ: واإلجابة من قبيل: هل دان أجلك؟. ويقيم حوارا مفاده تعزية نفسه.

. حيث ال تقوم هذه األفعال بغرض التزل، رو اك، ارفق، كفاكوأييت بفعل كالمي هو األمر يف: األحيان.يف أغلب ءاألمر بل خترج أغراض أخرى هي الدعا

اسرتاتيجية التعديل: إنه راثء النفس أقرب إىل املدح منه إىل الراثء.فهو تسجيل ملفاخر املعتمد وتعداد لصفاته.

وإذا كانت القوهة اإلجنازية املباشرة للراثء هي إظهار التفجهع، فإنه القوهة اإلجنازية املستلزمة مقاميا د والدهعاء له.هي النعي؛ الذي ال يتعدهى تعداد صفات املعتم

وقد غلب تعديل القوة اإلجنازية ابلزايدة؛ ابتدأها بذكر صفاته.

.104ينظر: الرماين : معاين احلروف، ص: - 1

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

173

واستعمال " نعم" للتحقيق ةلإلجابة عن االستفهام الضمين.والدعوة إىل الرفق بساكن القرب وأبنهه الكرم ذاته. واستدعاء مظاهر الطبيعة إلثبات نسبه إىل بين

واهلدف من هذا التعديل هو نقل املعىن املرتبط ا القرب.ماء السماء. وختمها ابلدعاء لساكن هذبسلوك الشاعر وتصرهفاته ، جتاه القضية املعربه عنها. وقد متيز املعتمد يف خطاب راثء النفس ابإلجيابية، فكان تصرهفه واحدا ، كرهس فيه جهده لتعداد صفاته ومفاخره، وكـنهه شاعر آخر ينعى

ملكا.يتوقهع أن يرثيه أحد بعده . فأوصى بكتابة هذه القصيدة على قربه. وهو ما وإذا كان املعتمد مل

أدهى إىل استنهاض مههة الشعراء بعده ... فكان كلهما زار قربه شاعر تذكهره وراثه. م من وفاته واىف أبو بكر حبر بن عبد الصمد، فريوي الفتح بن خاقان يف القالئد يقول:" وبعد أايه

املتوصهل إىل املىن بسببه، فلمها كان يوم العيد انتشر النهاس ضحى )...( قام شاعره املتهصل به، على قربه عند انفصاهلم من مصالههم، واختياهلم بزينتهم وحالهم.، وقال بعد أن طاف بقربه

]من الكامل[ والنزمه، وخره على تربه ولثمه: قصيدة مطلعها: دتك عن الس ماع عواد؟أم قد ع ملك ال ملوك أسامع فأاندي

هذه قصيدة أطال إنشادها، وبىن هبا اللواعج وأشادها، فاحنشر إليه الناس واحنفلواأ وبكوا ابكائه وأعولوا، وأقاموا أكثر نارهم مطيفني هبطواف احلجيج، مدميني للبكاء والعجيج، مثه انصرفوا، وقد

1نزفوا ماء عيونم، وأقرحوا مآقيهم بفيض شؤونم."وبعد مخسة قرون على وفاة املعتمد بن عبهاد ها هو املقهري صاحب النفح يزوره، ويذكر زايرة

لسان الدين بن اخلطيب له ؛ فيقول: "وقال لسان الدين بن اخلطيب: " وقفت على قرب املعتمد ان عبهاد مبدينة أغمات، يف حركة راحة أعملتها إىل اجلهات املراكشية، ابعثها لقاء الصاحلني

ه، وهو مبقربة أغمات يف نشز من األرض، وقد حفهت به سدرة، وإىل 761ومشاهدة اآلاثر سنة جانبه قرب اعتماد حظيهته موال رميك، وعليهما هيئة التغرهب ومعاانة اخلمول بعد الــملك، فال متلك

العني دمعها عند رؤيتها. فأنشدت يف احلال: أيت ذلك من أوىل املهم اتر قد زرت قربك عن طوع أبغمات واي سراج الل يايل املدهلم ات مل ال أزورك اي أندى امللوك يدا

.108.107عقيان، ص: ينظر: القتح بن خاقان: قالئد ال - 1

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

174

إىل حيات جلادت فيه أبيات وأنت من لو تط ى الد هر مصرعه في ات التحي ات فتنتحيه ح رك يف هضب ميي زه أانف قب

تا واشتهرت عال مت حكر لطان أحياء وأموات فأنت س يا ومي ال يرى الد هر يف حال ويف آت أن ما ريء مثلك يف ماض ومعتقدي

مثلما رأى فيه لسان ، ورأيت فيه 1010وقد زرت أان قرب املعتمد بن عبهاد مبدينة أغمات سنة

1تعاىل." الدين رمحه هللا وقد بقي قرب املعتمد مزارا للمرتحهني عليه يف العصور التالية له، وهذا يدله على التأثري الذي تركته

تلك القصيدة يف راثء النفس وكتابتها على قربه ، فتهيج فكر الزائرين من الشعراء خاصة.

:التقريرايت -5-2

أيه قضيهة ميكن أن تشكهل حمتوى يف للمحتوى القضوي، حيث أنه عام شرطال يوجد والغرض اإلجنازي فيها هو نقل املتكلم واقعة ما من خالل قضية يعربه هبا عن تلك التقريرايت.

اهالواقعة، وأفعال هذا الصنف تستلزم الصدق والكذب، فيها من الكلمات إىل املطابقة وات عة والتعبري الصادق عنها، فإذا حتققت فيها يتضمهن النقل األمني للواق اإلخالص وشرطالعامل،

األمانة يف النقل حتقق شرط اإلخالص، أجنزت األفعال إجنازا انجحا أو اتما وإاله أصبحت أخبارا 3واحلالة النفسية اليت يعربه عنها هي االعتقاد؛ أي متثيل احلالة كما يعتقدها املتكلهم.2المعىن هلا.

.ستنيوتتضمن معظم أفعال اإليضاح عند أو

والقوة اإلجنازية املباشرة للتقريرايت هي: الوصف، اإلخبار، والتقرير. والقوة اإلجنازية غري املباشرة املستلزمة مقاميا هي: املدح، الذم، التهكم، التمين، التعظيم، الثناء، اإلابحة...

.99.98، ص: 4ينظر: املقري: نفح الطيب، ج - 1 .30ينظر: حممود أمحد حنلة: آفاق جديدة يف البحث اللغوي املعاصر: ص: - 2 .89ينظر جورج يول: التداولية، ص: - 3

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

175

راسات اليت تتعلهق ومن بني الد وميكن أن نضمهنها قوانني اخلطاب اليت صاغها غرايس واملتمثلة يف:وهوكما غرايس، الذي صاغه principe de coopérationالتعاونمبدأ مباشرة أبفعال التوجيه

يلزم عناصر التواصل بعدم قطع العالقة التحادثية القائمة بينهم " D.maingueneauيرى مانقونو principe meta مبدأعلى اعتبار أنه ميتا 1"

ة ،إذ يسهم يف ضبط األفعال يف داللتها على قصد املتكلم ، ألن مههه مبدأ عام حول طبيعة احملادثمنصبه متاما على تبليغ املتلقي قصده كما يريد، انطالقا من أنه يفرتض تعاون املتلقي معه.

تحقيق جناعة الفعل الكالمي نه ، يلتزم هبا املتكلمون عادة لابإلضافة إىل جمموعة قواعد متفرهعة ع مبدأ التعاون كما يلي:؛ويعرهف غرايس

"أن جتعل مسامهتك يف احملادثة كما هو مرجو منك ، من حيث اختيار التوقيت املناسب، وأن تكون تلك املسامهة متماشية مع اهلدف والتوجه املسلهم هبما للتبادل اخلطايب الذي تقع ضمنه".

واليتmaximes conversationnelles، واملتمثلة يف بديهيات حتادثية والقواعد املتواضع عليها يستند إليها هذا املبدأ هي:

جتعل مسامهتك إخبارية ابلقدر املطلوب ، أنmaximes de quantité من حيث الكم - اجة يف تلك احملادثة القائمة( وال تقدم معلومات أكثر مما يلزم.)حسب ما متليه احل

أنه خطأ، وال تتحدث بشيء أال تقول ما تعتقد maximes de qualitéمن حيث الكيف - ال متلك بشأنه حججا كافية.

أن تتحدث عما هو مناسب للموضوع. maximes de relationالعالقةمن حيث -تكون واضحا وتتجنب الغموض يف التعبري، أن maximes de modalité من حيث األسلوب -

تكون منظما. )ابتعد عن ازدواجية املعىن(، وتتكلم إبجياز)ابتعد عن احلشو(، وأنهبذا الطرح يكون غرايس قد وصف الضوابط اليت تتحكم يف استعماالت املتكلمني للغة أثناء احملادثة، وأاتح اإلمكان لوصف أنواع الدالالت اليت ميكن للمتكلم أن أن يوحي هبا يف حالة عدم

باشر ملقولته مبعىن إضايف التزامه هبذه الضوابط، فذلك يؤدي إىل إحياء املتكلم ابإلضافة إىل املعىن امل 2 هو املعىن الضمين للمحادثة.

1 -voir :Dominique maingueneau: pragmatique pour le discours littéraire p 102.

.41.40،ص: يول: حتليل اخلطاب .ج،براون ج.ب. ينظر:- 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

176

فالقواعد املتفرعة عن مبدأ التعاون تنزل منزلة الضوابط اليت تضمن لكل خماطبة إفادة تبلغ الغاية يف الوضوح، حبيث تكون املعاين اليت يتناقلها املتكلم واملخاطب معاين صرحية وحقيقية، إال أنما

هذه القواعد ، فتنتقل اإلفادة يف املخاطبة من ظاهرها الصريح واحلقيقي إىل يتخالفان يف تطبيق 1وجه غري صريح وغري حقيقي، فتكون املعاين املتناقلة بني املتخاطبني معان ضمنية وجمازية.

وقد صاغ غرايس ضوابط مبدأ التعاون على شكل قوانني تتجلى فيما أييت: بديهية العالقة :قانون اإلفادة- ديهية الصدق: قانون الصدق ب - بديهية الكمية: قانون اإلخبارية - بديهية التوجيه: قانون الشمولية -يعد أهم قانون يقوم عليه مبدأ التعاون، ألنه يتسم ابلدقة loi de pertinenceقانون اإلفادة: -أ

علوماته أو يكون أقل إخبارا، ألنه يدفع املستمع إلثراء م هوالوضوح، من ابب أن امللفوظ في تغيريها.فهو قانون يرتبط أساسا مبدى وجود فائدة للمستمع من اخلطاب املوجه له.

سواء أكان يؤكد غرايس على املشاركة الصادقة حيثloi de sincérité قانون الصدق: -بالتقريرات؛ فمن يسأل يرغب جبدية يف معرفة اإلجابة يف األوامر، أو األمر مرتبطا ابالستفهامات

يعقد ثقته يف املتحدث كونه كان صادقا يف حديثه. –وفق هذا القانون –ن انحية املتلقي فهو وم ميثل loi de information et loi exhaustivité:قانون اإلخبارية و قانون الشمولية -ج

.اإلخبار هدف التواصل عامة، وهو من دعائم جتسيد الفكر ، وإيصاله إىل املتلقيخروج الطلب ال على مقتضى الظاهر يف البالغة قريرايت عند سري ل مع مبحث وتلتقي الت

ويكون ذلك عندما يستعمل املتكلم اخلرب وهو يقصد به الطلب، وميثل هذا عدوال عن التعبري العربية. ابلطلب إىل التعبري ابخلرب، وذلك ألغراض منها:

وهو أنه إذا قيل لك: "أعاذك هللا من : يضرب السكاكي مثاال ويعلق عليهالدعاء والتفاؤل - الشبهة، وعصمك من احلرية ووفهقك للتقوى". ليتفاءل بلفظ املاضي بعدهها من األمور احلاصلة، اليت

عليه، ومها؛ قوة نفتحمل الصيغة قوتني موجهتني للمتلقي، تؤثرا 2حقها أن يعربه عنها أبفعال ماضية".

.239ينظر: طه عبد الرمحان : اللسان وامليزان، ص: - 1 .432، ص:نفسه : املرجعينظر- 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

177

توافق مع املخاطب، وقوة التفاؤل وهو ما يبعث املخاطب على وذلك ما يفتح اجملال لتواصل و ءالدعا االرتياح، وأن أييت املتكلم ويكسب ثقته .

: وذلك أبن يناجي املتكلم نفسه، فيخيهل له أبن األمر حاصل احلرص على وقوع الطلب - لغ فيعرب عن الطلب ابخلرب على اعتبار حصوله يف الذهن. يقول السكاكي:"فالطالب من أن يب

حرصه فيما يطلب رمبا انتنقشت يف اخليال صورته، لكثرة ما يناجي به نفسه فيخيل إليه غري 1احلاصل حاصال حىت إذا حكم احلس خبالفه غلطة اترة ،واستخرج له حممال آخر."

: يكون ذلك العتبارات خاصة بطريف العملية التواصلية ،فإذا كان التأدب يف الطاب - من السامع فمن األفضل أن يكسو خطابه بنوع من االحرتام والتأدب، ومثال املتكلم أقل درجة

ذلك خطاب العبد مواله:"إذا حوهل عنه الوجه:" ينظر إيله املوىل ساعة"، احرتازا عن فعل األمر والتأدب يف خماطبته، ومراعاة حاله ألن خماطبته أبسلويب األمر والنهي الطلبيني، يثري حفيظة

ؤدي إىل قطع عملية التواصل.املتلقي مما ي: ففي مجلة:" أتتيين غدا". هذه مجلة خربية لفظا طلبية معىن، تنزيه املتكلم عن الكذب -

وفيها جانب من التأدب والتودد للمخاطب، لتحقيق فعل اإلتيان، إذ لو استعمل احلملة الطلبية نبا عاطفيا يؤثر على املتلقي ابستعمال أسلوب األمر على حنو: "ائتين غدا". فإنا الحتمل جا

فيجعله يستجيب لفعل اإلتيان. ألنا اهتمت ابملعاين رب إىل التداولية من البالغة.ومدى خروجها عن مقتضى الظاهر. وهي أق

املقصودة. :2ففي القصيدة اليت قاهلا عندما منعته حوهاء بنت اتشفني من خباء عارية، يف قوله [ من البسيط]

الوا هبا يف حش اك استعارا أط دوا ب ني جنبيك انرا هم أوق ك ومل يص حبوك خباء معارا وجل اجمل د أن يرحل أما خي منك خزاي وع ارا -وحاشاهم –ك ذا ان ك إن ن عوا اجملد فقد ق

سواد العيون علي كم شعارا ي قل لعينيك أن يعل و

السابق، ص:نفسها. : املرجعينظر- 1 .97ينظر: املعتمد بن عبهاد، الديوان، ص: - 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

178

ض ت البحاراحنينا إلي هم وخ ت راهم نسوا حني جزت القفار إذا ح اد من ح اد عن ها وجارا ب عهد ل زوم لسب ل الوفا ارافل وال الض لوع عليه لط و قلب ي ن زوع إىل يوسف

، حيث أنه للمحتوى القضوييف التقريرايت ال يوجد شرط عام بتطبيق قوانني اخلطاب كما يلي: أيه قضيهة ميكن أن تشكهل حمتوى يف التقريرايت؛ والقضية يف هذه القصيدة هي طلب املعتمد خلباء

عارية من حوهاء بنت اتشفني ورفضها لطلبه على طريقتها اخلاصهة.يف حيازة الشاعر على شواهد وأسس ترجهح وتؤيهد صدق احملتوى القضوي؛ الشروط املعد ةثهل وتتم

ومن بينها أنه املعتمد كان أسريا ال ميلك خباء، وكان حيتاج له لشؤونه اليومية، ومن انحية أخرى وهو ما مل أتخذه إنه رده فعل حوهاء ابلرفض ال يعربه عن العالقة السابقة بني املعتمد وبني املرابطني .

بعني االعتبار.الذي يتضمهن النقل األمني للواقعة والتعبري الصادق شرط اإلخالصيف حني أنهنا ال جنزم بصدق

اإلخالص، أجنزت األفعال إجنازا انجحا أو اتما عنها، فإذا حتققت األمانة يف النقل حتقق شرط النقل أمر ال ميكن اجلزم به، ألنه املعتمد شاعر وإاله أصبحت أخبارا المعىن هلا. وحتقهق األمانة يف

وليس مؤرهخا. وهذا خيرج األفعال من أفعال إجنازية انجحة إىل جمرهد أخبار هلا أمههيتها ابلنسبة اه املطابقة للشهاعر. من الكلمات إىل العامل بنقل وات من إعارة خباء للمعتمد بن : إخبار املخاطب ابملعلومة وهي امتناع حواء بنت اتشفنياإلخبارية

عبهاد.وارد حتمالإمكانية عدم ملكها خلباء، وهذا ا : ركهز على امتناعها إعارته اخلباء ومل يطرحالشمولية

للظروف القاسية اليت يعيشها املرابطون، وإمكان اثلث هو عدم تدخل النساء يف القضااي نتيجةضية سياسية بيد يوسف بن اتشفني وال حيقه أليه السياسية مادام عزل املعتمد بن عبهاد وأسره ق

شخص من املرابطني إبداء التعاطف مع هذا األسري، فقانون الشمولية خمتله ألنه ركهز على انحيته ‘ ووجهة نظره يف احلاجة إىل اخلباء ومل يركهز على ظروف الطرف اآلخر الذي يعاتبه ويتهكهم عليه

صادق إاله أنه انتفاء الصدق يتسلهل إىل اخلطاب يف قوله:: رغم أنه اإلخبار ابلواقعة الصدق

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

179

حنينا إلي هم وخض ت البحارا ت راهم نسوا حني جزت القفار

عن ها وجارا إذا ح اد من ح اد ب عهد ل زوم لسب ل الوفا فل وال الض لوع عليه لط ارا و قلب ي ن زوع إىل يوسف

فقد جاز البحر من أجل مصلحته، وأمال يف االستنجاد ابملرابطني يف محاية ملكه، وليس حنينا العدوة إاله عندما كان بصدد التهيئة ملعركة الزالقة.فقد اختله إليهم ابعتبار أنهه ما جاز البحر إىل

قانون الصدق.ونزوع قلبه إىل يوسف وحبهه له ال ميكن للمخاطب أن يصدهقه ما دام قائما على عالقة أسر

وسلب للملك.: تبيان أخالق املرابطني اليت تتناىف مع ما كان منهم من جهاد يف سبيل هللا ونصرة اإلفادة

املسلمني إىل عدم مساعدة األسري وهم يف بالدهم.خيرج هذا الفعل التقريري من جمرهد التقرير واإلخبار والوصف إىل التهكهم. وهو ميثهل القوة اإلجنازية

املستلزمة مقاميا هلذا الفعل الكالمي.

:1يف قوله .القصيدة اليت قاهلا يف مدح يوسف بن اتشفني وهو يتذكهر بالءه يف معركة الزالهقة

[ من املتقارب] هدى، وأب يت الفرارا صرت ال ن دا عروبة ذدت الع وي وم ال

رارا تأىب الق ضلوع ل لب بني ا ل و اك ، وإن الق ن ت ه ثب كفر دارا جزيرة لل رأينا ال قى مت وسف ال والك اي ي ول

غبار ال مثارا ل يل ذاك ال م، وكال حى كالنجو ف ض و نا السي رأي ك فيه اشتهارا قد زاد أبس ل وله ي ه فلل ه درك ف

ارا اجز زدن اشتج ند الت ن ح ع ا زاء إذا ما الر م ت زيد اج ت

. 98ينظر: املعتمد بن عبهاد، الديوان،ص: - 1

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

180

ارا ها عق د ماء علي دير ال ت سا ها نرج حسب ك ت كأن جلو الص فاح الدود امحرارا وت ناء قدود انث اح ال ك الر م تري نة فيها شرارا بنا األسس ح ها ك ضرمت ار حرب إذا ن

مسك منك انتثارا ر ابل ب ت ن ث س ا عالك يوم احل ستلقى ف ك ذاك النهارا سن مقام حب ناء عليك داء ث شه ولل ن أال ت خاف وأال تض ارا شرو ك يستب م ب وأهن

، حيث أنه أيه قضيهة ميكن أن تشكهل حمتوى لقضويللمحتوى االتقريرايت ال يوجد شرط عام يف يف التقريرايت؛ والقضية يف هذه القصيدة هي تقرير بالء يوسف بن اتشفني يف معركة الزالقة.

يف حيازة الشاعر على شواهد وأسس ترجهح وتؤيهد صدق احملتوى القضوي؛ الشروط املعد ةوتتمثهل عدا ونصره للهدى .ومتثهلت يف ثبات يوسف بن اتشفني وذوده ال

الذي يتضمهن النقل األمني للواقعة والتعبري الصادق شرط اإلخالصيف حني أنهنا ال جنزم بصدق اإلخالص، أجنزت األفعال إجنازا انجحا أو اتما عنها، فإذا حتققت األمانة يف النقل حتقق شرط

ميكن اجلزم به، ألنه املعتمد شاعر وإاله أصبحت أخبارا المعىن هلا. وحتقهق األمانة يف النقل أمر الوليس مؤرهخا. وهذا خيرج األفعال من أفعال إجنازية انجحة إىل جمرهد أخبار هلا أمههيتها ابلنسبة للشهاعر.فحديثه يف هذه القصيدة عن يوسف بن اتشفني وبالئه منفردا هو من اإلجحاف يف حقه

املغاربة اآلخرين؛ وإن كان ألندلسيون أدرى القادة من مثل املعتمد قائد األندلسيني، واجلنود، فاملغاربة معروفون بشجاعتهم وإقدامهم. اه املطابقة أبرض املعركة والعدوه من الكلمات إىل وات

العامل ، فهو يريد أن يرسم صورة يربز فيها شجاعة يوسف بن اتشفني . .معركة الزالقة : إخبار املخاطب عن حادثة اترخيية، حدثت ابلفعل، وهياإلخبارية: االقتصار يف احلديث عن شجاعة يوسف بن اتشفني، رغم حسن بالء املعتمد بن عبهاد الشمولية

وغريه من الفرسان يف يوم العروبة،فلم يورد أيه إشارة عن شجاعة أيه فارس آخر، ال : ظاهر املعلومات صادق إاله أنه القصد من املدح والثناء هو مدح نفسه، ألنه يف حالصدق

فقد اختله معيار الصدق . األسر واليعقل أن ميدح آسره ومازال يتذكهر كابوس عزله وأسره.: الزالقة موقعة عظيمة رفعت راية اإلسالم يف األندلس بفضل شجاعة فرسان قادة، من اإلفادة

أمثال يوسف بن اتشفني.

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

181

[كامل: ]من ال1يف قوله شعراء طنجة:

ذهبوا من اإلغراب أب عد مذهب نجة كله م وامل غرب شع راء ط بس ؤاهلم ألحق من هم فاعجب سألوا ال عسي من األسي وإن ه

احلشا حلكاه م يف املطلب ل وال ال حياء وع ز ة لمية طي قد كان إن سئل الندى يزل وإن اندى الص ريخ ببابه اركب يركب

، حيث أنه أيه قضيهة ميكن أن تشكهل حمتوى يف للمحتوى القضويالتقريرايت ال يوجد شرط عام

الشعراء حني علموا بنزول املعتمد إىل التقريرايت؛ والقضية يف هذه القصيدة هي تعبريه عن حال العدوة ، وتنافسهم يف الوصول إليه وتتبهعه. وهو األمر الذي أاثر استغرابه .

يف حيازة الشاعر على شواهد وأسس ترجهح وتؤيهد صدق احملتوى الشروط املعد ةوتتمثهل نحه يف شكل عطااي القضوي؛ ومن بينها أنه املعتمد كان أسريا ال ميلك املال الزائد الذي مي

للشعراء.الذي يتضمهن النقل األمني للواقعة والتعبري الصادق شرط اإلخالصيف حني أنهنا ال جنزم بصدق

اإلخالص، أجنزت األفعال إجنازا انجحا أو اتما عنها، فإذا حتققت األمانة يف النقل حتقق شرطل أمر ال ميكن اجلزم به، ألنه املعتمد شاعر وإاله أصبحت أخبارا المعىن هلا. وحتقهق األمانة يف النق

وليس مؤرهخا. وهذا خيرج األفعال من أفعال إجنازية انجحة إىل جمرهد أخبار هلا أمههيتها ابلنسبة اه املطابقة للشهاعر. فاكتفى ابلتعبري الصادق عن إسراع شعراء املغرب إليه. من الكلمات إىل وات

جة واملغرب يف نفس احلكم مع احلصري. إذ ميكن أن يكون العامل. حيث جعل مجيع شعراء طن هنالك شعراء مل يهمهم االنتقال إىل املعتمد ومطالبته ابلصالت.

: اإلخبار بسلوك شعراء املغرب عامهة، واستغراب سلوكهم.اإلخباريةللحصري : إنه السبب األوهل يف تتبهع الشعراء للمعتمد بن عبهاد هو الصهلة اليت قدهمها الشمولية

الشاعر، وهذا ما مل يذكره املعتمد فاختله شرط الشمولية.

.92.91عتمد بن عبهاد: الديوان، ص: ينظر: امل - 1

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

182

هو تقدميه لصلة : إنه اعتبار كالم املعتمد صادقا أبنهه طيه احلشا، جيعلنا نقع يف تناقض و الصدق ع معرفته ابلظروف القاسية اليت هو مقبل عليها، ممها جيعل قانون الصدق خيتله لشاعر كي ميدحه، م

شعراء املغرب الذي خرج عمها تعارف عليه العرب؛ من إغاثة اللهفان. مثال. سلوك :اإلفادة

:]من البسيط[1وأنشد عيد يف أغمات مأسورا فساءك ال رورا فيما مضى كنت ابألعياد مس

زلن للناس ، ال ميلكن قطميا يغ ك يف األطمار جائعة رى بنات ت يات مكاسيا ن حس اره ص أب عة اش ت سليم خ رزن حنوك لل ب

ورا اف ا وكسك طأ م ها مل ت كأن ني ، واألقدام حافية يطأن يف الط فاس م مطورا ع األن س إال م ولي كو اجلدب ظاهره ال خد إال ويش

فطيا ألكباد ت طرك ل ان ف فك ه أفطرت يف العيد ال عادت إساءت ورا أم هيا وم د هر من ردك ال ف المتث أمره م دهرك إن تان د ك ق

ا ب ات ابألحالم مغرورا ه لك يسر ب ات بعدك يف م من ب فإمن

، حيث أنه أيه قضيهة ميكن أن تشكهل حمتوى يف لقضويللمحتوى االتقريرايت ال يوجد شرط عام التقريرايت؛ والقضية يف هذه القصيدة هي التعبري عن حاله يف يوم العيد وحال بناته .

يف حيازة الشاعر على شواهد وأسس ترجهح وتؤيهد صدق احملتوى القضوي؛ الشروط املعد ةوتتمثهل .وتتمثل يف وصفه لبناته وتقرير حاهلم السيئة

يتضمهن النقل األمني للواقعة والتعبري الصادق الذي شرط اإلخالصيف حني أنهنا ال جنزم بصدق ، أجنزت األفعال إجنازا انجحا أو اتما اإلخالص شرطعنها، فإذا حتققت األمانة يف النقل حتقق

ألنه املعتمد شاعر . وحتقهق األمانة يف النقل أمر ال ميكن اجلزم به، وإاله أصبحت أخبارا المعىن هلاوليس مؤرهخا. وهذا خيرج األفعال من أفعال إجنازية انجحة إىل جمرهد أخبار هلا أمههيتها ابلنسبة

للشهاعر. وال جنزم ألن املعتمد ينقل احلادثة كما وقعت ، إذ ال يشرتط أن تكون بناته حافيات

.110ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان، ص: -1

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

183

اه املطابقة وأبمسال ابلية. بالكلمات استطاع أن يشكهل صورة رمسها من الكلمات إىل العامل، فوات

عن حاله وحال بناته يوم العيد. التوجيهيات: -3 -5وتسمهى أيضا الطلبيات وهي نوع من األفعال الكالمية اليت يستعملها املتكلمون جلعل

، ويسمهيها حممود أمحد حنلة الطلبيات وهي مجيع األفعال الكالمية 1شخص آخر يقوم بشيءة على الطلب، بغضه النظر عن صيغتها، وغرضها اإلجنازي هو توجيه املخاطب إىل الفعل أو الداله

اه املطابقة فيها هو جعل العامل يالئم الكلمات. 2حماولة التأثري فيه، واجتهوشرط اإلخالص هو إرادة وشرط احملتوى القضوي هو التعبري عن فعل مستقبلي للمخاطب

غبته الصادقة يف حدوثه، والشهرط الـــمعده هو قدرة املخاطب على أداء املتكلم حدوث الشيء ور 3املطلوب منه.

ويدخل يف هذا الصنف صيغ االستفهام واألمر والنهي والدعوة، واالستعطاف، والنصح. األمر: -1 -وانزل -يقول السكاكي:" األمر يف لغة العرب عبارة عن استعماهلا أعين استعمال حنو لنزل

ويرى "أن هذه الصور، واليت من قبيلها، هل هي موضوعة 4ال وصه على سبيل االستعالء"ونز لتستعمل على سبيل االستعالء،فاألظهر أنا موضوعة لذلك، وهي حقيقة فيه، لتبادر الفهم عند االستماع حنو:قم، وليقم زيد، إىل جانب األمر، وتوقهف ما سواه من الدعاء، وااللتماس والندب،

حة والتهديد، على اعتبار القرائن من خالل هذا القول نالحظ أن املتكلم هو املسؤول على واإلابأن يعربه ما يقوله عن األمر، حيث إذا فشل يف أن يكون كالمه أمرا، مل يتعده أن يكون دعاء أو

التماسا ...اخل .

.90ينظر: جورج يول: التداولية، ص: - 1 .100ينظر: حممود أمحد حنلة: آفاق جديدة، ص: - 2 .30ينظر:طالب هاشم الطبطبائي: نظرية األفعال الكالمية، ص: - 3 . 428 لوم ،ص:ينظر: السكاكي : مفتاح الع - 4

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

184

من املأمور، يقول ويشرتط يف جراين األمر على أصل معناه، أن يكون اآلمر أعلى رتبة

السكاكي: "ال شبهة يف أن طلب املتصور على سبيل االستعالء، يورث إجياب اإلتيان على املطلوب منه ومن مث كان االستعالء ممن هو أعلى رتبة من املأمور. استتبع إجيابه وجوب الفعل

أفادت حبسب جهات خمتلفة، وإال مل يستتبعه فإذا صادفت أصل االستعمال الشرط املذكور الوجوب، وإال مل تفد غري الطلب، مث إنا حينئذ تولد حبسب قرائن األحوال ما انسب املقام ".

الشروط املعدة لفعل األمر: قواعد تداولية وهي ترتبط بوضعية املتخاطبني. -

أن يتوفر شرط االستعالء والسلطة: على اآلمر أن يكون يف مرتبة أعلى من مرتبة املأمور. -

ر شرط القدرة: على اآلمر أن يكون قادرا على إصدار األمر. أن يتوف -

اإلرادة: إرادة املتكلم يف إصدار األمر. -

.1االقتناع أو القصد -

وإذا اختل شرط من هذه الشروط املعدة لفعل األمر عدل عن املعىن األصلي إىل معان فرعية أبرزها:

الدعاء، وااللتماس.يساويك رتبة: افعل بدون االستعالء والتضرع فإن قيل أي حاجة :" كقولك ملنااللتماس -

إىل قوله. بدون االستعالء مع قولك ملن يساويك رتبة قلت قد سبق أن االستعالء ال يستلزم العلو 2فيجوز أن يتحقق من املساوي بل من األدن أيضا".

اطب، ومدى قدرته على ابملخ ويرتبط هذا الغرض املتضمن يف القولالتعجيز والتحد ي: - القيام ابلفعل ف"إذا قلت ملن يدهعي أمرا ليس يف وسعه، امتنع أن يكون املطلوب ابألمر، حصول ذلك األمر يف اخلارج، حبكمك عليه ابمتناعه، وتوجهه إىل مطلوب ممكن احلصول، مثل بيان

3عجزه، وتولد التعجيز والتحدهي".

. 174ينظر: عمر بلخري ،حتليل اخلطاب املسرحي يف ضوء النظرية التداولية ،ص : - 1 .2003، تح: عبد احلميد هنداوي، صيدا بريوت ،ينظر:التفتازاين :خمتصر السعد ،شرح تلخيص كتاب مفتاح العلوم ، - 2

.212ص: .417ينظر: السكاكي ،مفتاح العلوم ،ص: - 3

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

185

تكلم واملخاطب، ويتدخل القصد لفهم صيغة األمر، يربط هذا املقام بني املالتهديد: - لعبد شتم مواله، وأنك أدبته حق التأديب، أو وعدته تويضرب السكاكي مثاال أبنك" إذا قل

، واحلال ما ذكر ،وتوجه مبعونة معلى ذلك أبلغ إيعاد: اشتم موالك، امتنع أن يكون األمر ابلشت. نالحظ أن األمر هو فعل كالمي 1ولهد معىن التهديد"قرينة احلال إىل حنو: اعرف الزم الشتم، و

أصلي، وأن ماتاله من األفعال هي وظائف خطابية، وأغراض تواصلية جتمع بني املتكلم واملخاطب، حيث ختتلف هذه األغراض ابختالف املوقف الذي تتم فيه هذه األفعال املتضمنة يف

القول.لي الذي وضع له، ليعربه عن أغراض رج عن معناه األصاألمر خي ويف شعر األسر عند املعتمد، جند

فرعية، مثهلتها أفعال كالمية غري مباشرة، يفهم معناها ابلعودة إىل السياق الذي وردت فيه. وتفصيلها كما أييت:

جنده يف قصيدته اليت قاهلا عندما دخل عليه طائفة من أهل فاس مودهعني، وقد كان يوسف بن

أبغمات وكانوا قد عاثوا يف األرض فسادا، وكان املعتمد يتسلهى مبجالستهم إىل اتشفني قد سجنهم ]من الطويل[: 2قولهأن شفع فيهم فانطلقوا من واثقهم. يف

د اللقد آن أن يفىن ويفىن به د راحة أما النسكاب الد مع يف ال رد د الف نه قد عافاكم الصم با م لى ل مبتوة اي آل فاس هبوا دع

د ن فكها بع م حي ود ل قيعلي وت صتم من سجن أغمات والت تل ألسد و ى، وأم ا األيد والبطش فات ل أساود ها ف ا خلق ن الدهم ، أم م

ت د خانين سعد سعادته إن كان ق كل كم ت ل م النعمى، ودام فهن ئ وهلل ف ي أمري وأمركم احلمد رجتم مجاعات، وخل فت واحدا خ

هذه احلالة خيتل شرط االستعالء، فيصبح يف ،إىل الدعاء وهو األمر األصلي هخيرج األمر عن غرض

ه.دامت لكل كم سعادت، هن ئتمطلبا " املتكلم أدن رتبة من املخاطب، وهبذا فهو ميثل

.429نظر: املرجع السابق ،ص: ي - 1 .95.94ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان، ص: - 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

186

ازية هلذا الفعل هي الدعاء، وهذا الفعل وإن كان انجحا من انحية أداء املخاطب إجن فأقصى قوة

. إاله أنه ذلك الفعل غري انجع يعين أنهه ليس له الشيء املطلوب منه، ورغبة املتكلم يف ذلك األداء أثر يف أرض الواقع.

ويف قصيدته اليت قاهلا خياطب فيها قيده عندما دخل عليه ابنه أبو هاشم الذي اراتع لقيده، يقول: :]من السريع[1وقال وقد دخل عليه ابنه أبو هاشم فاراتع لقيده

القالئد .كما ورد يفهده ابلقيدوالظاهر أنه هذا الشعر قاله املعتمد أوهل ع فق أو ت رمحا أب يت أن تش مين مسلما قيدي أما تعل

ظما هشم األع أكلته ال ت دمي شراب لك، والل حم قد القلب ، وقد هش ما ين فينث ك أبو هاشم ي بصرين في

مل خيش أن أيتيك مسرتمحا لبه اائش إرحم طفيال ط ن السم والعلقما جرعت ه م أخيات له مث له وارح

ه للبكاء العمى فنا عليخ يئا يفهم ش ن منهن مر الي يفتح إال للرضاع فم ا ما فهم شيئا ف والغي

.هذا األمر موجهه ظاهراي إىل القيد، لكنه املقصود هم من قاموا بتقييده

خرجت من األمر على وجه االستعالء إىل الطلب، من ارحموة اإلجنازية للفعل ونالحظ أنه القاألدن مرتبة إىل األعلى مرتبة، ولتعديل القوة اإلجنازية لتضمن جناح الطلب، استعمل اجلذر

" ، اليت تستدعي من املسلمني رمحة أخي ات" و" طفيال" واستعماله صيغة التصغري " ارحماللغوي" الصغار.

لكنه الذي حيول دون إجناز هذا األمر؛ هو أنه املأمور ال ميكنه القيام ابألمر. الفتقاده السلطة والعقل.

.115ينظر: املصدر السابق، ص: - 1

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

187

: ]من البسيط[1وقال

اان وعز نفسك إن فارقت أوط ظ ك من دنياك ما كاان اقنع حب واان وإمياان فأشعر القلب سل قود مضى عوض ف يف هللا يف كل م

وفاان جم ت دموعك يف خديك ط ها رى طربت ل أكلما سنحت ذكعت بسلطان شب طاان ب زته سود خطوب الد هر سل يهك قد أما مس واستغ نم هللا تغنم منه غفراان ب إث ره ف رجا وط ن على الكره، وارق

ويف خطاب احلكمة خياطب املعتمد نفسه ، ويدعوها إىل التجمهل والصرب يف أفعال من قبيل:

عل يف املستقبل..وهو توجيه وهي أفعال هلا عالقة ابلف .استغنم، ارقب، وط ن، أشعر، عز ، اقنعفشرط احملتوى القضوي هو التعبري عن فعل مستقبلي نفسه إىل الصهرب والتسليم ألمر هللا.

تتمثهل يف قدرة املخاطب على أداء املطلوب منه ، وما دام خياطب املعد ة والشروطللمخاطب، هو إرادة املتكلم حدوث اإلخالص وشرط نفسه فاألرجح قدرته على القيام ابلفعل يف املستقبل.

، فهو يريد يرغب يف الصرب واالحتساب على ما حدث له يف الشيء ورغبته الصادقة يف حدوثهاهحياته. أمها فهو من العامل إىل الكلمات. املطابقة ات

:]من البسيط[2ولـــمها أحسه بدنوه وفاته رثى نفسه هبذه األبيات ووصهى أن تكتب على قربه الء ابن عب اد فرت أبش قا ظ ح ر ائح الغادي الغريب سقاك الرب ق

ابلصب إن أجدبوا، ابلري للص ادي م ، ابلنعمى إذا اتصلت ، ابلعل م ابحلل رغامة العادي موت أمحر ، ابلض ابلوا ابلط اعن ، الض ارب ، الر امي إذا اقتتل

در يف ظلم ، ابلص در يف الن ادي ابلب البحر يف ن عم الد هر يف ن قم ، ب ب عاد اين ملي ماء ، فواف من الس در اين به ق حق واف م ، هو ال نع وق أعواد ادى ف بال هت أن اجل لمه م أكن قبل ذاك النعش أع ول

رق رع اد طوب الب ل ق رو اك ك ارفق با استودعت من كرم كفاك ، ف

.115.114، ص: ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان - 1 .96ينظر: املصدر نفسه ، ص: - 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

188

ع رائح غادي فيح ، بدم حتت الص له بت واب ذي غي كي أخاه ال يب م تبخل إبسعاد ن الزهر ل ن أعي م همرا جودك دمع الط ل من ى ي حت

ع لى دفينك ال حتصى بتعداد ة م لوات هللا دائ وال ت زل ص

" ارفق" األمر لكن يفقد قوته أمام قوة فعلكفاك يبدأ ابسم الفعل كفاك فارفق. :يقول إنه الفعل ارفق مستند إىل القرب، وهو لتبيان قيمة الدفني، الذي يـعد غريبا، ومن حظه هذا القرب أن

ظفر أبشالئه.دعوة ملباركة هللا لدفني يفهم من السياق دعاء والتزل صلوات هللا دائمة على دفينكويف قوله: هذا القرب.

.وال خيتلف عن األمر من حيث 1عن الفعل استعالء": وهو :"طلب الكف النهي -2

شروط جراينه على األصل.به حذو األمر يف أن أصل االستعمال: ال تفعل، أن يقول السكاكي يف هذا :"والنهي حمذوه -

يكون على سبيل االستعالء ابلشرط املذكور، فإن صادف ذلك، أفاد الوجوب، وإال أفاد طلب الرتك . والشروط املعدة 2يغة واحدة هي ال اجلازمة اليت تدخل على الفعل املضارعفحسب" ويكون بص

إلجراء النهي على أصله هي: شرط االستعالء. - إلزام املخاطب به. -

الالزمني إلجراء النهي على أصله، خرج إىل أغراض تواصلية فرضها وإذا اختل أحد الشرطني من النادر استخدام أسلوب النهي وهلذا عالقة خبصوصية النهي اء، وااللتماسالسياق كالتهديد، والدع

الذي يتطلب وجود السلطة وممارستها.ومن مثاله قوله يف قصيدة الفخر أبصله اللخمي:

. 213التفتازاين : خمتصر السعد، شرح تلخيص كتاب مفتاح العلوم،ص: ينظر: - 1 .427السكاكي ،مفتاح العلوم ،ص: ينظر: - 2

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

189

[من الرمل ] : 1قوله ق ال ح مل ي لم من قال ، مهما ق مجد إلينا قد صدق من عزا الر سناها مل يط من ي رم س ا مس سناء وسن جمدان الش ق ت

طب طرق هل يضي املجد أن خ جدان اعي إلينا م ها الن أي رق دي احل دم أي نه ب مزج ا اقن د مع من آم ال ت رع لل

ق ر حن لى احل د هر ع وكذا ال طا ينا فس ق الد هر علحن شق ا فع موس ن ا ش ورأى م ا ن ما كلف ال ملك ب وقدي

ق جل ت يف األف شهرة الشمس ت هروا ضى من ا ملوك ش د م ق اظ احلدق مح أحل وان تط حن ما ناء بين ماء الس حن أب ن

ي وإذا ما اج نيا افرتق ن لنا تمع الد فحقي ما م ن الد

ف من املآسي اليت حلقت ابللهخميهني، .عن الروع واخلو ال ت رعوهو ني املخاطب يف قوله: م ملوك شهروا شهرة الشمس، وأن الداعي للروع من حالتهم احلالية. وتعديل اقوة اإلجنازية أبنه

هو طلب إقبال املدعو إىل الداعي حسها أو معىن، أبحد احلروف املخصوصة، وهي عند :النداء -3اي، وأاي لنداء البعيد حقيقة اي عبد هللا إذا كان بعيدا السكاكي :اي، أاي، هيا، أيه، أ،وا. وتستعمل منها

عنك، أو تقديرا لتبعيد نفسك حنو: اي إله اخللق أو ملا هو مبنزلة البعيد من انئم أو ساه حتقيقا، أو ابلنسبة إىل جد األمور الذي ينادى له .

الستغاثة وغريها حتمل يف وطياهتا والدالالت اليت تتولد من إجراء النداء كالندبة والزجر والتحسر وا معىن النداء ،وال تبدو منقطعة عنه فليس هناك انفصال اتم بني هذه األغراض البديلة وغرض النداء

األصلي .وهذا ما بتضافره مع األساليب اإلنشائية األخرى، يف مدوهنة الدراسة، جند غالبية استعمال النداء

توضهحه األمثلة اآلتية:

.109ينظر: املعتمد بن عباد، الديوان، ص: - 1

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

190

وله: ففي ق طب طرق هل يضي املجد أن خ جدان اعي إلينا م ها الن أي

وهو اليؤدهي وظيفة التنبيه فحسب، بل خيرج منها إىل غرض النفي، بعد تضافره مع أسلوب اموا قد عاشوا ذلك اجملد طرق خطب على واقع اللهخميهني ماد االستفهام، فاجملد ال يضريه إن

األثيل.

:االستفهام -4

يصنفه أغلب البالغيني على أنه من اإلنشاء الطليب، ومييز السكاكي االستفهام عن ابقي إنك يف االستفهام تطلب ما هو يف اخلارج ليحصل يف ذهنك »أنواع اإلنشاء الطليب بقوله:

يما سواه تنقش يف ذهنك مث تطلب أن حيصل له يف اخلارج نقش مطابق، نقش له مطابق، وف . 1«فنقش الذهن يف األول )أي االستفهام( اتبع ويف الثاين )أي ابقي الطلبيات( متبوع

اهلمزة، أم، هل، ما، من، أي، كم، كيف، أين، : األدوات اإلجنازية لالستفهام هي: أدوات ه ثالثة أنواع: أحدها خيتص بطلب حصول التصور واثنيها خيتص بطلب هذه الكلمات مىت، أاين،

والراجح أن بني التصور والتصديق فرق وهو يتمثل يف أن 2حصول التصديق، واثلثها ال خيتص .فيجب التصديقيكون املتكلم فيه خايل الذهن من أي فكرة حول املستفهم عنه، أما يف التصور

سيل عن املوضوع املستفهم عنه، ويندرج ذلك ضمن ما أمساه أن يكون لدى املتكلم فكرة مسبقة .3معيار الشروط املعدة

أن الشروط املعدة لالستفهام تتمثل يف أن يكون املستفهم غري عامل مبا يسأل عنه طالبا العلم به وهذا ما يؤدي إىل إجراء االستفهام على أصله، أي يكون استفهاما لغرض االستخبار وطلب

كون فعال كالميا مباشرا، وهذا يف أقل احلاالت، أما إذا وجدان االستفهام يف غري مقام العلم. فياالستخبار وطلب العلم خرج عن غرضه األصلي املباشر إىل أغراض تواصلية فرضتها املقامات اليت

. 416 :ينظر : السكاكي : مفتاح العلوم، ص -1 . 418املرجع نفسه، ص : ينظر : - 2 . 159، 158: مسعود صحراوي، التداولية عند العلماء العرب، ص: ينظر - 3

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

191

كن يرد فيها االستفهام، وامتنع فيها إجراء املعىن األصلي املباشر إىل معىن فرعي غري مباشر؛ ومي عرضها كاآلتـي :

يف مقام ال يسع إمكان التصديق بوجود الشفيع »: إذا قلت هل يل من شفيع؟ الت م ن ي - .1«امتنع إجراء االستفهام على أصله وولد مبعونة قرائن األحوال معىن التمين

وب إذا قلت ملن تراه ال ينزل: أال تنزل فتصيب خريا، امتنع أن يكون املطل»ال ع رض: - ابالستفهام التصديق حبال نزول صاحبك لكونه حاصال، ويوجه مبعونة قرينة احلال إىل حنو : أال

.2«حتب النزول مع حمبتنا إايه، وولد معىن العرضإذا قلت ملن تراه يؤذي األب : أتفعل هذا ؟ امتنع توجه االستفهام إىل »اإلنكار والزج ر: -

.3« ماال تعلم،...، وولد معىن اإلنكار والزجرفعل األذى لعلمك حباله، وتوجه إىلأو كما قلت ملن يهجو أابه مع حكمك أبن هجو األب ليس شيئا غري »اإلنكار والتوبيخ: -

هجو النفس، هل هتجو إال نفسك؟، أو غري نفسك؟ امتنع منك إجراء االستفهام على ظاهرة، .4«ه، وتولد منه مبعونة القرينةالستدعائهم أن يكون اهلجو احتمل عندك توجها إىل غري

. الوعيد والزجر، االستبطاء والتحضيض-

خيرج االستفهام عن غرضه األساسي وهو االستعالم إىل أغراض مستفادة من ويف مدوهنة الدراسة، السياق، ترتاوح بني:

بقاء، وهذا : فهو يتعجب من أن يهوى أسري البقاء، وهذا بعد أن دعا له الطبيب بدوام الالتعجب دلبل على اليأس الذي اعتوره بعد امللمهات اليت حاقت به.

[من البسيط ] :5ويف قوله

ه ب فعلت ل كن عداين ط ارق الن وب لو أست طيع على التزويد ابلذ

. 416:تاح العلوم، ص ينظر: السكاكي: مف - 1 املرجع نفسه، ص : نفسها . ينظر: - 2 . نفسها ، ص :نفسه املرجع نظر:ي - 3 . املرجع نفسه، ص : نفسها ينظر: -4 .92ينظر: اللمعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 5

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

192

الش عر ال يغين عن السغب تزويدك اي س ائل الش عر يتاب الفالة به

غ دا له مؤثرا ذو اللب واألدب زاد م ن الر يح ال ري وال ش بع

رجب ما أعجب احلادث املقدور يف أصبحت صفرا يدي م م ا تود به

نعمى الل يايل من البل وى على كثب ذل و فق ر أزاال ع زة وغن ى

بط شي وحييا ق تيل الفقر يف طليب قد كان يستل ب اجلبار مهجته

غ لب من العجم أو ش من العرب لك حيرسه يف ظل واهبه وال م

ل م يد شيئا ق راع السمر و القضب فحني ش اء الذي آاته ينزعه

الس يف أصدق أنباء من الكتب ها حسدا فهاكها قطعة يطوى ل

ا متنح اإلنسان الراحة من التقرير : يقرهر الشاعر أنه املوت أروح من حياة الذله واألسر، ألنه الشقاء الذي عاشه.

م عزهه.: إذ ينفي أن يرغب يف رؤية بناته عواري حافيات خوادم أبسط جندالنفي ي يف جيشه أايهوذلك من االستئناف البياين الذي يعين اإلجابة على أسئلة مضمرة من معرتض :اإلخبار

مفرتض: كقوله: سأبكي ، وأبكي ما تطاول من عمري بيل إىل الصرب يقولون صربا , ال س

ن خرب واكب م ، فهل عند الك 1يزيد قيقه هوى الكوكبان : الفتح مث ش

هـ، وقتله 471، والهه أبوه قرطبة عندما استوىل عليها اثنية سنة املأمون: امسه عبهاد، ويكىنه أاب الفتح، وأاب النصر، أكرب أوالد املعتمد بن عبهاد - 1

.69املرابط ون بقرطبة. ينظر: الفتح بن خاقان: القالئد، ص: هـ. 484ة سنة الراضي: هو أبو خالد يزيدبن املعتمد، كان كلوفا مبطالعة الكتب والدواوين، مولعا ابلشعر، ويل اجلزيرة اخلضراء، قتله املربطون برند

.110ينظر: الفتح بن خاقان: القالئد، ص:

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

193

: التمين -5وهو األسلوب اإلنشائي الذي يطلب فيه املتكلم ما هو ممتنع الوقوع، وهو حسب

1السكاكي: "أن تطلب كون غري الواقع فيما مضى واقعا فيه مع حكم العقل ابمتناعه"طمع يف حصوله، ومن مث ال يعتقد إمكانه، املتمين ال يالفرق اجلوهري بني التمين والرتجي هو أن و

أما املرتجي فهو أمر يعتقد حصوله وإمكانه . والفرق اآلخر أن التمين يكون يف األمر احملبوب فقط 2«.وأن الرتجي يكون يف احملبوب واملكروه معا

خيرج التمين عن الغرض األصلي املباشر إىل أغراض تواصلية أخرى فرعية، يفرضها تعدد النفي، االستفهام، الطلب.املقامات حنو:

نستنتج أن شرط حدوث التمين على أصله هو عدم الطماعية يف وقوعه. وهذا ما يسميه سريل ابلشروط املعدة إلجراء التمين على أصله.

أدواته:ين أو الكلمة املوضوعة يف األصل للتمين هي ليت، يقول السكاكي:"إنك تقول ليت زيدا أيتي -

ليتك حتدثين، فتطلب إتيان زيد أو حديث صاحبك يف حال ال تتوقعهما وال لك طماعية يف وقوعهما".

، إىل ما يوحي بتحققه أو الرغبة يف حتققه ليتوقد يعدل املتكلم عن داللة التمين غري املتحقق بـ فيستعمل أدوات بديلة حنو: هل، لو.

ال شفيع له حينئذ مينع محله عن حقيقة االستفهام هل: حنو "هل يل من شفيع" حيث يعلم أن -هو إبراز املتمين لكمال العناية به يف صورة املمكن هلحلصول اجلزم ابنتقائه. والنكتة ابلتمين بـ:

الذي ال جزم ابنتفائه.لو: حنو: لو أتتيين فتحدثين، ابلنصب على تقدير: فأن حتدثين فإن النصب قرينة على أن لو -

أن، وإمنا يضمر بعد األشياء الستة، رأصلها، إذ ال ينصب املضارع بعدها ابإلضما ليست على واملناسب ههنا هو التمين.

.428ينظر: املرجع السابق، ص: - 1، ترتيب وتعليق عبد املتعال الصعيدي، منشورات دار احلكمة، قم، 243 – 241، ص 2ينظر : الدسوقي ضمن شروح التلخيص، ج - 2

. 118إيران، د. ت، نقال عن مسعود صحراوي : التداولية عند العلماء العرب، ص

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

194

،وينصب يف جوابه املضارع على إضمار أن حنو: ليت، فتعطي حكم لعللعل: قد يتمىن ب - . "لعلهي أحج فأزورك")ابلنصب(، لبعد املرجو عن احلصول

وهي يف األصل ليست موضوعة للتمين، بل تفيد معىن متولدا عنه هو لوال -لوما -أال -هاله - التندمي يف املاضي، والتحضيض يف املضارع.

يقول السكاكي: "وكأن احلروف املسماة حبروف التنذمي والتخصيص وهي: هال وأال ولوال ولوما. ، التنبيه على إلزام. هل مأخوذة منها أي هل. لو. مركبة مع ال وما املزيدتني مطلواب ابلتزام الرتكيب

ولو معىن التمين فإذا قيل هال أكرمت زيدا أو أال بقلب اهلاء مهزة ،أو لوال أو لوما، كان املعىن :ليتك أكرمت زيدا .

متولدا منه معىن التندمي وإذا قيل :هل تكرم زيدا . أو لوال فكان املعىن ليتك تكرمه. متولدا منه 1معىن السؤال".، وكأنه االستسالم ألغى عنده حىته وإذا عدان إىل شعر األسر عند املعتمد، الجنده حيتفي ابلتمينه

احتمال التفكري يف األماين. فال جنده يستعمله إاله يف قصيدة واحدة

وقال إثر ثورة ابنه عبد اجلبهار: ] من املتقارب[ إىل هز كف ي طويل احلنني كذا يهلك الس يف يف جفنه

ومل ت روه من جنيع مييين يعطش الرمح مل أعتقله كذا مرتقبا غرة يف كمني 3م ك الشكي عل 2كذا مينع الط رف

تراعي فرائسها يف عرين ك أن الفوارس فيه ليوث 5الوتني 4من شات ما به شرف يرحم ال مشريف أال

ويشفيه من كل داء دفني أال كرم ينعش السمهري شديد احلنني ضعيف األنني 2البن حمني ة 1أال حنة

.427ينظر: السكاكي: مفتاح العلوم ،ص: - 1 الطهرف: الكرمي من اخليل. - 2 الشكيم: مفرده الشكيمة: حديدة اللهجام املعرتضة يف فم الفرس. - 3 الشهمات: كالشهماتة، فعله: مشت كفرح: الفرح ببلية العدوه - 4 لشمات إىل الوتني: يراد به مشاتة صاحبه.وإضافة ا –الوتني: عرق إذا انقطع مات صاحبه - 5

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

195

4ت ب و ئه صدر كف معني ضمة 3ي ؤم ل من صدرها

كبوت، إذ أخفقت ثورة ولديه يف األندلس فقتال، وحال هذه مقطوعة فذهة ترسم جيشان األمل امل

. وكانت تفصح عن النقمة 5األسر بينه وبني ميدان الكفاح، وحتقيق الذات ابلنصر أو املوت: تكون كلمتني متشاهبتني ومها كاف التشبيه وذا وكذاوالغضب. ونالحظ فيها تكرار "كذا" ؛

أخاه كذا. أي مثله، وتدخل عليها هاء التنبيه. اسم اإلشارة. مثال: علمت عليها فاضال وعلمتوتكون كلمة واحدة مركهبة يكىن هبا عن الشيء اجملهول وما ال يراد التصريح به، مثل: فعلت كذا

كين هبا عن العدد وهو مبهم يف األشياء . وهي كناية مبنزلة كلمة واحدة مم كذاو 6وقلت كذا. 7)فالن( إذا كنيت به يف األمساء.

كذا ، يهلك كذاا ابلتعبريعن عجزه عن احلرب والكفاح مع ابنيه، بسبب األسر. يف قوله: يبدؤه، فهو يعربه عن ذهوله ابنتهاء أمله يف عودة ملكه بفشل ثورة ابنه، إنهه األهبام كذا مينع ،يعطش

الذي تضفيه كذا وتكرارها على األبيات الثالثة األوىل.، أال كرم ، أال حن ة ا التخلهص من ذلهه: مثه يتمىنه القوهة اليت ميكنه هب .أال شرف

وهو خيرج عن غرض التمين إىل غرض يتناسب مع السياق، وهوالندم على املاضي. الذي ال يدفع ا جيعل التمين مرتبطا ابملستحيل الذي لن حيدث. وإمنا يفتح الباب لألمل والذكرى. إىل اإلجناز. وإمنه

احلنة: الرأفة والرمحة - 1 الــــمحنيهة : القوس - 2 الضمري عائد على الــــمحنيهة. - 3 .116ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان، ص: - 4 .418ينظر: أمحد خمتار الربزة: األسر والسجن يف شعر العرب، ص: - 5 .781ه من الباحثني: املعجم الوسيط، ص: ينظر: جمموع - 6 .300، ص: 2.مج2011. 5ينظر: صاحل فاضل السامرائي: معاين النحو، دار الفكر ، عمان، األردن، ط - 7

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

196

خامتة:

فصل نصل إىل مجلة من النتائج، نوردها يف ما أييت:ختام هذا ال يفنظرية األفعال الكالمية جماال خصبا للتطبيق على اخلطاب األديب، والشعري منه تعده -

خاصة.اه - إنه تقسيم سريل األفعال الكالمية حسب الشروط التمهيدية وشرط اإلخالص واجته

اجملال أمام تصنيف معاصر يستمده املطابقة، تقسيم يلقى ترحيبا عند التطبيق، ألنه يفسح منهجيته من رافدين، مها البالغة العربية، والتداولية املعاصرة.

إنه تطبيق مفهوم تعديل القوة اإلجنازية الذي اقرتحه حممد العبد، يساهم يف معرفة قوة -اخلطاب، ومدى أتديته لشدة الغرض سواء أكان ابلسلب أو ابإلجياب. ابستغالل

وية املتوفرة يف النص الشعري.العناصر اللغنظرا لطبيعة املدونة، فإننا اقتصران على العمل على أنواع األفعال الكالمية اليت وجدانها يف -

شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد؛ وهي: التعبريايت، التقريرايت، التوجيهيات.رات، كتب فيها تكثر التقريرايت عند املعتمد، وهذا يثبت أنه شعره يف األسر كان مذكه -

تفاصيل حمنته. وقد ساعدت النصوص املوازية على فهم النصوص وأتويلها، ألنه التقرير اه مطابقة إىل الواقع.وفيها أمكننا تطبيق قوانني اخلطاب كمبدأ التعاون يعتمد على اجته ونظرية املالءمة، على الوصول إىل حتليل أسهم يف تطبيق هذه املفاهيم على النص الشعري.

إنه جناعة مبدأ التعاون وأتدية دوره يف التواصل ال تتأتهى إال خبرق واحد من مبادئه على - األقله.

استعمل التعبريايت يف نصوص راثء بنيه، ألنا كانت تعبريا عن معاانته، وكان يتجه هبا إىل - العامل.

ابني استعمل التوجيهيات ) الطلبيات( يف غضون النصوص الشعرية؛ وقد تنوع استعماهل - أنواع األساليب اإلنشائية املعروفة: االستفهام، األمر، النهي، النداء.

خرج االستفهام إىل التقرير والنفي والتعجب، وهذا ابالنتقال إىل القوة اإلجنازية املستلزمة - مقاميا.

يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد األفعال الكالميةالثالث الفصل

197

كثر استعمال أسلوب األمر بغرضه الصريح يف خطاابت احلكمة اليت يوجهها إىل نفسه -الصرب والتجمل. كما خرج إىل املعىن املستلزم مقاميا، واقتصر على الدعاء ويدعوها إىل

ألنه رتبة املعتمد كانت دائما األدن فكان يطلب الدعاء، ويدعو للمخاطبني ابستعمال صيغ متنوعة: الفعل املبين للمجهول، اسم الفعل،فعل الدعاء الصريح أو مصدره.

استعمل مرة وحيدة يف خطاب الفخر أبصله كان اندرا استعمال أسلوب النهي، فقد - اللخمي، وهو خياطب به املتلقي الكوين أبن اليراع.

كان ورود النداء متعاضدا مع األساليب األخرى؛ كالدعاء، واالستفهام. -

199

الفصل الرابع

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

199

عتمد بن عب اد:الفصل الرابع: املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند امل

.مفهوم املراسالت الشعرية-1 .املدخل التداويل يف املراسالت الشعرية -2 املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد: -3

.مع أيب بكر الداين ) ابن اللب انة( -3-1

.مع ابن محديس الصقل ي -3-2 الرشيد مع ابنه -3-3

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

200

:وم املراسالت الشعريةهمف -1

يقدهم ابن وهب الكاتب تعريفا لغواي للرتسهل فيقول:" الرتسهل من ترسهلت أترسهل ترسال. وأان مرتسهل)...( متوقهف، وال يقال ذلك إاله فيمن تكرهر فعله يف الرسائل)...( ويقال ملن فعل ذلك

ل أرساال وهو مرسل واالسم الرسالة. أو راسل يراسل مراسلة وهو مراسل، مرهة واحدة. أرسل يرس وذلك إن كان هو ومن يراسله قد اشرتكا يف املراسلة، وأصل االشتقاق من ذلك أنهه كالم يراسل به

1من بعيد" فابن وهب يفرهق بني:

الذي يكون متوقهفا عليها، وهذا ال يكون الرتسهل: الذي ينسبه للنثر، وابلتحديد ملهنة الكتابة، أي إاله يف الدواوين.

اإلرسال: وهي عندما يرسل املرسل مرهة واحدة. املراسلة: من راسل يراسل مراسلة وهو مراسل، إذا اشرتك هو ومن يراسله يف املراسلة.

الرسالة: كالم يراسل به من بعيد.، فإنهنا سنستخدم املصطلح الثالث؛ وهو املراسلة يف صيغة وإذا كان حديث ابن وهب عن الكتابة

اجلمع، لتصبح مراسالت. مثه نضيف هلا اجلنس األديب الذي حنن بصدد دراسته، وهو الشعر. فالرتسل 2لينتج لنا مصطلح: املراسالت الشعرية. وهو ما وجدان املقهري يستعمله يف النفح.

و مصطلح يستعمل للداللة على اإلرسال من جهة مصطلح خاص حبرفة الكتابة. واإلرسال ه يف اببه. ةمجيع املصطلحات السابق لواحدة، والرسالة مصطلح عام تدخ

وتسمهى الرسالة األوىل ابتداء والرسالة الثانية جوااب، وإعادة الكتابة استئنافا، وقد تتحوهل املراسلة إىل حركة مكاتبة، لتنتقل إىل املعارضة الشعرية.

.152ينظر: ابن وهب الكاتب: الربهان يف وجوه البيان . ص: - 1 وعات.، واملصطلح وارد يف فهرس املوض07، ص: 4ينظر: املقري: نفح الطيب، ج - 2

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

201

عده املراسالت الشهعرية ضراب من ضروب املعارضات؛ " واملعارضة يف الشعر أن يقول شاعر تو قصيدة يف موضوع ما من أي حبر وقافيةن فيأيت شاعر آخر فيعجب هبذه القصيدة جبانبها الفين وصياغتها املمتازة، فيقول قصيدة من حبر األوىل وقافيتها، ويف موضوعها أو مع احنراف عنه يسري

، وإن كانت ختتلف عنها 1أو كثري، حريصا على أن يتعلق ابألول يف درجته الفنية أو يفوقه فيها"يف أنه املعارضات تكون بني قصيدتني من زمنني متباعدين، أمها املراسالت فتكون يف نفس الفرتة

من وهذا الزهمنيهة. لكن يف أغراض متتالية؛ كأن تكون قصيدة االبتداء من وتكون قصيدة اجلوابهو مبدأ توايل األغراض أي هي األغراض الـــمكمهلة لبعضها من انحية الغرض. وهي تصنهف من املعارضات الدهاخلية مع أنواع شعرية أخرى هي: اجملاوابت، البديهة، االرجتال، اإلجازات، التذييل،

. 2قلب املعىن، ومعارضة الشاعر لنفسهات األدب األندلسي؛ هذا العصر الذي أصبح الناس فيه وقد أضحت مسة ابرزة من مس

يتكلهمون شعرا. ومناط اهتمامنا ابملمارسة يف املراسالت الشعرية، هو أنه الرتسل عامهة: تلفهظ ووضع تواصل وتفاعل ابتدعه اإلنسان، يهدف به إىل جماوزة البعد يف املكان.ومن جهة أخرى تعده

أوثق أجناس الرسائل صلة ابلنشاط األديب يف البعد العملي التداويل.املراسالت الشعرية اإلخوانية ا:"الرسائل اليت تعرض عواطف األفراد ومشاعرهم من رغبة وميكن تعريف الرسائل اإلخوانية أبنه

. وهناك من املؤلهفني من يطلق 3ورهبة، ومن مديح وهجاء، ومن عتاب واعتذار واستعطاف" 4متييز، على ما يقال شعرا أو نثرا يف مناجاة األصدقاء. اإلخوانيات والعتاب بدون

ويبنيه القلقشندي أمههيتها بقوله: "وهلا موقع خطري من حيث تشرتك الكافة يف احلاجة يف كتابه"صبح األعشى يف صناعة اإلنشا" إىل سبعة عشر نوعا هي: التهاين، اوقد قسهمه5".إليها

، والتشوق، واالستزارة،واختطاب املودهة ، وخطبة النساء، والتعازي،والتهادي، والشفاعات

.07. ص:1954. 2ينظر : أمحد الشايب: اتريخ النقائض يف الشعر العريب، دار النهضة املصرية، القاهرة ط - 1 .479.ص: 2007. 1ينظر: إميان اجلمل: املعارضات يف الشعر األندلسي، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، اإلسكندرية، ط - 2 465ص . 1966. 8، دار املعرف، ط -العصر العباسي األول –ألدب العريب اتريخ ا–ي ضيف: شوقي ضيف قينظر: شو - 3 .163. ص: 1. ج1934. 1ينظر: زكي مبارك: النثر الفين يف القرن الرابع، مطبعة دار الكتب املصرية ابلقاهرة، ط- 4مشس الدين، دار الكتب العلمية بريوت ينظر: القلقشندي: صبح األعشى يف صناعة اإلنشا، شرحه وعلق عليه وقابل نصوصه: حممد حسني - 5

.03، ص:9لبنان، د.ط، د.ت ج

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

202

واالستعطاف، واالعتذار، والشكوى، واستماحة احلوائج، والشكر، والعتاب، والسؤال عن حال 1املريض، واألخبار، واملداعبة...".

وهبذا يوسهع القلقشندي من جماالت استدعاء الرسائل عامة، ويف هذا السياق املراسالت ، لتنتمي إىل اإلخوانيات، اليت يشرتك يف حاجتها اجلميع، لرحابة أغراضها.

املدخل التداويل يف املراسالت الشعرية: -2

ت يف عصر الطوائف، حبيث نستطيع أن نقرر أبنه الشعر كان ظاهرة انتشر راسالت الشعرية امل مجيع األغراض اليت حتتويها الرسالة لغة الرسالة متاما على النحو الذي كان عليه النثر، فعربه عن

النثرية اإلخوانية من دعوة إىل جملس أنس إىل إجابة وشكر، ومن إهداء واستهداء إىل هتنئة وتسلية وما إىل ذلك من خمتلف ،وتقارض ثناء، ومن عيادة وشوق وعتاب إىل سفارة وتربهم وهجاء

ر الشعر األندلسي ويسميها اإلخوانيات يصنهفها اميليو جارثيا جوميث أبنا من مظاهاملعاين. و ، 2.املقطهعات الشخصيةو ويضعها مع: املرجتالت، القطع اليت تقال يف شيء معنيه

نظام السجن يف عهد ابن اتشفني مل يكن من الصرامة حبيث حيول دون تبادل الرسائل أو و

امللوك واألمراء والوزراء وعامة اشرتاك مجيع الطبقات فيه: يف أمهيته وتكمنتزاور األصدقاء البيئة 3الشعراء والبعد عن التكلف والتزوير العاطفي.

ل بعد أن يتلفظ عربة بقصد املرس إنهه يغدو لزاما أن يالزم القصد فعل التلفظ، ألنه ال إجناز خطاابت مما يؤدهي إىل 4".ابللغة)...( فالقصد يظله كامنا يف فعل التلفهظ ابخلطاب ذاته

متعددة يف سياقات متنوعة، خبطاب ذي شكل لغوي واحدلغوية

.04املرجع السابق، ص: ينظر: - 1، 2ينظر: اميليو جارثيا جوميث: الشعر األندلسي حبث يف تطوره وخصائصه، ترمجه عن اإلسبانية: حسني مؤنس، دار الرشاد القاهرة، ط - 2

.74. ص: 2005 .480: البيئة األندلسية وأثرها يف الشعر عصر ملوك الطوائف، ص:ينظر: سعد إمساعيل شليب - 3 .193ينظر: عبد اهلادي بن ظافر الشهري: اسرتاتيجيات اخلطاب، ص: - 4

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

203

ىل املرسل إليه يف خطابه، فإنه يتأكد أن إومبا أنه قصد املرسل هو املعىن الذي يريد أن ينقله اختيار االسرتاتيجية التلميحية اليقيدها جنس اخلطاب)...( مادام يستويف شروط اخلطاب من

ية أخرى.وجود مرسل ومرسل إليه وعناصر سياقحيث إن املقاصد تتغلغل يف صميم احلياة اليومية فتتحوهل إىل أعمال أقوال. وهذا مامينحها

مستني ابرزتني تداوليا: احملاورة: -1

فال تنظم يف نفس الغرض كاملعارضات، إمنا يف أغراض متتالية متكاملة. ا تشقيق معىن القصيدة الثانية اليت الشكوى/التسلية. ويتولهد عن هذ -حنو:العتاب/االعتذار

تعده جوااب من القصيدة األوىل اليت تعده ابتداء.فتكون القصيدة الثانية مكمهلة لألوىل وال ميكن .، فتكون الدراسة انقصةدون دراسة الثانية دراسة واحدة منهما

ل، وتتمثهل اإلجنازات اإلجنازية: مادام االبتداء يتطلهب جوااب فوجود اجلواب هو اإلجناز األوه -2خاصهة وأنه الطرف الثاين يساند الطرف األوهل وحياول إقناعه ، األخرى يف سبل اجلواب

.1ويعزهز معانيه، وحاول أتسيس عالقة معه ابخلطابواملراسالت اإلخوانية حىت تتهسم ابألدبية، جيب أن حتقهق وظيفة اإلنشاء األديب، لتتحوهل

.املراسالت إىل حركة أدبيةوهذا التنافس يف الكتابة بني املرتاسلني، يضفي على املراسالت السمة احلوارية، ابلتوسع يف إجناز الرسالة، من خالل احملاورة اليت جتري بينهم ويكون كله طرف من طريف احملاورة دافعاإىل

2إمتام الكتابة.مفهوم املرجع، لكونه ذلك ولعله املفهوم اللساين األبرز الذي تستدعيه املراسالت السعرية، هو

اخليط الدقيق الذي يربط بني رسالة االبتداء، ورسالة اجلواب.

يف الدرس اللساين يف الدرس التداويل، ويف اللسانيات النصية.أمها يف اإلحالة هي تسمىو لعناصر ،ومل حتظ أبمهية يف اللسانيات ابعتبار أنا تعىن خبارج اللغة أو ا référenceاملرجعية

، 2ينظر: صاحل بن رمضان: الرسائل األدبية ودورها يف تطوير النثر العريب القدمي )مشروع قراءة شعرية(، دار الفارايب، بريوت لبنان، ط - 1

.104.ص: 2007 .78ينظر: املرجع نفسه، ص: - 2

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

204

ا: "الوظيفة اليت يتمكهن من خالهلا الدهليل اللغوي .DUBOIS Jامليتالغوية، ويعرهفها جون ديبوا أبنه. ومل هتتم اللهسانيات السوسريية 1من الرهجوع إىل موضوع يف عامل غري لغوي واقعا كان أم خياال"

وقع خارجها ، فهي ترجع إىل ابلوظيفة املرجعية ابعتبار أنا وظيفة ال جندها يف اللهغة بل تتم .موضوع يف العامل غري اللهغوي واقعا كان أم خياال

ويصنفها رومان جاكيسون ضمن الوظائف اللغوية الستة للتواصل اللغوي؛ ويرى أنا: "أساس كل تواصل فهي حتدد العالقات بني املرسل والشيء أو الغرض الذي ترجع إليه، وهي أكثر الوظائف

. وتطلق عليها عدة تسميات، فهي "تعيينية" أو "تعريفية" وهي 2عملية التواصل ذاهتا"أمهية يف العمل الرئيس للعديد من املراسالت، يف حني ال تلعب الوظائف األخرى يف املراسالت سوى دور

3اثنوي".

يعود على فكل دليل لغوي يؤمن الرابط بني املفهوم والصورة السمعية وهو يف ذات الوقت الواقع غري اللهغوي. هذه الوظيفة املرجعية، جتعل الدليل يف عالقة، ال مع عامل األشياء الواقعية، بل مع العامل كما يدرك داخل املكوانت اإليديولوجية لثقافة ما، فاملرجعية ترتبط ابملوضوع الواقعي

بسالسة من اللهسانيات العامهة بقدر ما ترتبط ابملوضوع يف الفكر. وهذا ما جيعلها مفهوما ينتقل إىل جماالت لغوية أخرى تدرس اللهغة يف ارتباطها ابلظروف اليت أنتجتها من الرهؤية املعاصرة،

لتضعها من املفاهيم األساسيهة يف لسانيات النصه واللهسانيات التهداولية. ا تربط بني السياق وقد أولت اللسانيات التداولية أمههية كبرية للوظيفة املرجعية، وذل ك ألنه

اللغوي وسياق املوقف، أي الواقع االجتماعي اليت قيلت فيه العبارة اللغوية، ضمن تطبيق اإلسرتاتيجية التضامنية من طرف املتكلم بدراسة اإلحالة؛ وهي: "اإلسرتاتيجية اليت حياول املرسل

ن مدى احرتامه هلا، ورغبته يف احملافظة أن جيسهد هبا درجة عالقته ابملرسل إليه ونوعها. وأن يعربه ع .ويرها، إبزالة معامل الفروق بينهما"عليها أو تط

1 JEANDUBOIS ETAUTRES DICTIONNAIREDE L'INGUISSTIQUE, p 404

وزيع، بريوت لبنان، لسنية عند رومان جاكسون دراسة ونصوص، املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتفاطمة الطبال بركة، النظرية األ ينظر: - 2 .67، ص:1993، 1ط

.املرجع نفسه، ص:نفسها :ينظر - 3

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

205

أمها يف حالة املراسالت الشعرية، فإنه النص األول )نص االبتداء( يصبح مرجع النص الثاين انص، )نص اجلواب(، فعلى أساس النص األول يتمه بناء النص الثاين، من طرف املرسل الثاين هلذا

وجند ظالله متمثهلة يف ملفوظات وتراكيب متواجدة يف النصهني كليهما، فندرك عند الدراسة أيههما نصه االبتداء ,وأيههما نصه اجلواب. كما أنه املرجعية تظهر بسمة أخرى وهي املتكلم واملخاطب يف

ظات وتعابري من النص األوهل.النصهني، إضافة إىل مبدأ احملاورة، فتوايل األغراض يفسهر اقرتاض ملفو املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد: -3

نذكر -د بن عبهاد وصلته بشعرائه ممن أبرز األمثلة عن املراسالت الشعرية؛ شعر املعت ار اهتمام حىته بعد أسره وتبدهد مملكته إشبيلية.ممها كان مث -منهم ابن اللبهانة وابن محديس الصقلهي

يوجد مصدر أو مرجع إال وأشار إىل هذه العالقة اليت جتاوزت عالقة فال لدارسي اتريخ األدب. ألنا استمرهت حىت بعد تالشي ملكه وانيار سلطانه للمدة اليت كان أسريا فيها. ،كل ـم شاعر بوسلب ملكه وسوء حافظ املعتمد بن عبهاد على شعوره أبنهه ملك، ابلرغم من أسره حيث

فكيف يبقى لديه هذا الشعور؟ وهو يعاين الغربة والوحدة. معاملة املرابطني له.وهناك طائفة من الشعراء أتثروا هبذه املأساة، وكانوا مثال الوفاء ونعده منهم: ابن محديس

لة وبكى فاألخري راثه بقصيدة مطوه .1بن اللبانة، وأاب حبر بن عبد الصمداالصقلي، وأاب بكر مه. وإن كان الداين أوثق معرفة ابملعتمد وآل عبهاد. وقد جرت بينهما وبني املعتمد مراسالت، 2أايه

تشري إىل تعلهق هذين الشاعرين به، ولعلهما كاان يطمعان يف إيناسه وإزالة وحشة السجن عنه، 3شا فيها ونعما هبا.وكان كل منهما يرثي نفسه، ألن سجن املعتمد كان ناية لنعيم ورفاهية عا

مث انصرف كل واحد منهما يطلب احلياة من جديد يف ظله ممدوح جديد، ال من نسيان أدركهما، لكنهها الطبيعة اإلنسانية تعثر ابملوت لتتجدهد ومتضي يف طريق االستمرار؛ فأمها ابن محديس، فلجأ

بن سلمان صاحب ميورقة.إىل بين زيري يف إفريقية، وأمها ابن اللبهانة، فاحناز إىل مبشر

.128، ص: 4ينظر: ابن خلكان: وفيات األعيان، ج - 1 106ينظر: الفتح بن خاقان: القالئد، ص: - 2 .337.336ينظر: سعد إمساعيل شليب: البيئة األندلسية وأثرها يف الشعر عصر ملوك الطوائف، ص: - 3

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

206

وسيظله هذا الشعر الذي وقف حييهي العظمة الزائلة، أقوى صورة حزينة يف األدب األندلسي أاثرها 1الوفاء ال الرجاء، وبعثتها صدمة املوت ال انفتاح احلياة.

ولعله من أهمه صفات الــملوك جمالسة الشعراء، وإن كانت هذه الصهفة التتوفهر دائما يف ا تبقى ممكنة ابستغالل وسائل االتهصال املتوفهرة آنذاك. األسر، إاله أنه

فقام املعتمد ابملراسالت الشعرية مع شاعريه أيب بكر الداين وابن محديس الصقلهي، يف مناذج عديدة. وقد جسهد الشاعران معىن الوفاء مللك يف مجيع الظروف، ووقفا معه موقفا حيسب هلما يف

التاريخ. من جهة أخرى وجدان يف مدوهنة الدراسة نص مراسلة شعرية بني املعتمد وابنه الرشيد؛ وهذا ليس و

غريبا ألن املعتمد ينتمي إىل عائلة شعرية؛ فوالده املعتضد كان شاعرا، وأبناؤه كانوا شعراء؛ نذكر منهم: الراضي ، بثينة، الرشيد.

ليل الضوابط املستعملة يف التواصل ابلشعر. ونريد إنه ما يهمهنا يف هذا اجلزء أن نصل إىل حت

حتديد العالقة التخاطبية بني املعتمد وشاعريه، وابالعتماد على آراء املؤرهخني والدارسني، ألنه الدراسة التداولية تنطلق من القصد من استعمال اللغة، للوصول إىل اإلجناز وتوجيه املخاطب

مثهل يف فهم قصده، وإجابته عن رسالته، ويف مستوى أعلى القيام املقصود للقيام ابلفعل، الذي يتإبجنازات أخرى خارج اإلطار اللهغوي. ورصد مدى توفهر عناصر من قبيل: املرجعية، اإلشارايت،

القصد، الضمين، اإلجناز ، التوجيه يف املراسالت الشعرية يف مدوهنة الدراسة.

.155عصر الطوائف واملرابطني، ص: ينظر: إحسان عباس: اتريخ األدب األندلسي - 1

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

207

عتمد بن عباد والداين: املراسالت الشعرية بني امل -3-1التحق الداين آبل عبهاد منذ فرتة طويلة، ولعله ذلك ما يفسهر مبدئيا طريقتهما يف املراسلة، حيث

متهت املراسالت الشعرية بني املعتمد والداين يف منوذجني:: وصل هذا النموذج إىل درجة املكاتبة، فكله طرف يدفع الطرف النموذج األول -3-1-1

وهذا يدله على املعرفة اجليهدة املوجودة بني طريف العملية التواصلية. وقدرة املتلقهي 1جواب،اآلخر لل على فهم املقصود ودفع الــمرسل األول للرد، وهكذا...

كان املعتمد هو البادئ ابملراسلة:و االبتداء: صلة ونص ابتداء

اجلواب: رد الصلة ونص اجلواب االستئناف: لوم وشكر

: مدحجوابه وميكن توضيح ذلك من خالل املخطط اآليت:

.78ينظر: صاحل بن رمضان: الرسائل األدبية ودورها يف تطوير النثر العريب، ص: - 1

الداين املعتمد بن عباد

املعتمد بن عباد

املعتمد بن عباد

املعتمد بن عباد

الداين

الداين

الداين

جواب

استئناف

مراجعة

ابتداء

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

208

: أبو بكر حممد بن عيسى، نسبة إىل دانية؛ وهي مدينة ابألندلس من أعمال الداين بكر أبو

ن اللبانة، ألنه أمهه كانت تبيع اللهنب لتعيله ، من . وهو املعروف ابب1بلنسية، على ضفة البحر شرقاكبار أدابء األندلس وشعرائها، نظم القصائد واملوشهحات، وهو من شعراء الدولة العبادية، التحق

م املعتضد بن عبهادح ؛ له كتاب" سقيط الدرر ولقيط الزهر" كانت وفاته أحد شعراء 2بهم من أايهوقد اشتهر ابن 3ابلشهفوف واإلحسان، وجيوهزه يف فرسان ذلك الشهأن. دولة املعتمد، كان مييهزه

اللبهانة براثء بين عبهاد إبشبيلية، وكانت صلة هذا الشاعر ابملعتمد بن عبهاد أكثر من شاعر بالط، ميدح ويتعاطى على مدحه أجرا، بل أحبه بين عبهاد مجيعا، واشتغل إبحصاء مكارمهم فألف كتااب

مهم وانتثار يف أخبار بين عب اد" االعتماداه" مستقاله مسه وله عدهة مقطوعات وقصائد يف بكاء أايه" إاله أنه ضاع. ومل خنسر بفقده، فهناك امللوك وعظ يف السلوكنظامهم، كما ألهف مصنهفا مسهاه"

ه 750.كانت وفاته سنة 4مناذج كثرية من شعره يف مأساة املعتمد يف الذخرية والقالئد والنفح" 5مبيورقة.

التحليل التداويل لنص االبتداء: -3-1-1-1

حني كان املعتمد أسريا أبغمات وفد عليه الداين شاعره، فبعث إليه بعشرين مثقاال، ومعها هذه :]من الوافر[6األبيات

ور فإن ت قبل تكن عني الشك ف األسي إليك الن زر من ك

.434. ص2ينظر:ايقوت احلموي: معجم البلدان، ج - 1عليم والثقافة، القاهرة، د.ط.د.ت، ص: ينظر: عبد الوهاب عزام: املعتمد بن عبهاد امللك اجلواد الشهجاع الشهاعر املرزهأ. مؤسسة هنداوي للت - 2

28. .103ينظر: املرجع نفسه، ص: - 3 .328ينظر: سعد إمساعيل شليب: البيئة األندلسية وأثرها يف الشعر عصر ملوك الطوائف، ص: - 4 .494ينظر: الفتح بن خاقان : القالئد، ص: - 5 .103ينظر: املعتمد بن عبهاد، الديوان، ص: - 6

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

209

فقي ر وإن عذرته حاالت ال ذوب له حياء ت ق بل ما ي سف ملتزم البدور؟ أليس ال طب غض منه وال تعجب ل

ن كسي ف كم جربت يداه م قىب ن داه رج ب جربه ع و ن أمي ت ظ باه م وك م حط ضيض وكم أعلت عاله من ح

ن شهي هرت عاله م وكم ش ن حظي اه م م أحظى رض وك رير ن س رتقاه وم ايل م أع نت إليه ر ح م من منب وك

ور لوك قد تور على الده م ظ منه ست يف احل زمان تناف ي خيل ابملوت ال مس جياد ال يه ن جانب ان تنافست ع زم

ي ح من ثب وي لفى مث أرج ر طال ذع حيث يطي ابألب ب ظي ضت منه بعدوم الن م حس ظرت إليه عيون ن فقد ن

ديرك ذاك ت دور أق دار الق عود حوس كن يف عقىب س ن

اإلشارايت يف نص االبتداء: -3-1-1-1-1 اإلشارايت الشخصية يف نص االبتداء:

املرجعية: ينبغي أن نشري إىل أنه العبارات املستعملة يف نص االبتداء أبدعتها الذات الشاعرة.يل يتجلهى مظهر التوجهه ابخلطاب إىل الــمخاطب بعينه؛ من خالل الرتكيز على ذكره وذكر ما حي

. وهذا رج ، التعجب ، تقبل ، تقبل ، تكن ، إليك إليه يف كله شطر يف األبيات األربعة األوىل؛ حنو: الـــمخاطب هو الـمقصود من الكالم ال غريه.

ا املتكلهم هنا هو الذهات الشهاعرة، لكنهه ال يذكر نفسه مباشرة ابلتعبري ابستعمال ضمري املتكلهم؛ وإمنه .الفقي، األسين ذلك بذكر صفاته: يستعيض ع

مثه يورد ضمري الغائب مضافا إىل االسم، وهذا الضمري يف مجيع احلاالت كان حييل على الذات .إليه. ويورده مرتبطا ابحلرف إىل: مرتقاه ، عاله ، رضاه ، يداه ، نداه ، جربهالشهاعرة:

.الفقي، األسيلصهفة اليت تبنيه حاله: إنه أوهل ما نالحظه هو تغييب الشهاعر ذاته، ليذكر اوكأنه يف موضوع االبتداء ما حيرج الـــمعتمد إذ مل يذكر ضمري املتكلهم مباشرة، بل انتقل من احلاضر

ليعربه عن املاضي، وما ارتبط به من أمساء اشياء.

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

210

اإلشارايت املكانية: - 3 -أوب، املنرب، السهرير. فهو ملك مرزأ، دارت عليه إنه هذا األسري الفقري يذكر مظاهر ملكه املسل

الدوائر، ألنه مظاهر الــملك هذه تعربه عن العالقة اليت تربط بينه وبني شاعره، وتؤطهر حدود تلك العالقة. من مدح وجمالس أنس.

اإلشارايت الزمانية: -3-أفرض فيه قوهته وسلطته، فكانت دولة ؛ لإلشارة إىل الزمن الذيزمان إنه ما استعمله املعتمد هو:

بين عبهاد يف عصره متره أبعلى عصورها.

احلجاج يف نص االبتداء: -2-1-1-1-3سيقنع به املعتمد شاعره الداين؟ ولإلجابة عن هذا إنه السؤال الذي نطرحه هنا هو ما الذي

د.السؤال قمنا ابستخراج اآلليات احلجاجية املختلفة اليت استدعاها املعتم اخلربية اليت تدل على كثرة األفعال املنسوبة للمعتمد واإلخبار هبا: احلجاج بتكرار: كم

ن أمي ت ظ باه م وك م حط ضيض وكم أعلت عاله من ح ن شهي هرت عاله م وكم ش ن حظي اه م م أحظى رض وك رير ن س رتقاه وم ايل م أع نت إليه ر ح م من منب وك

1فكم اخلربية تكون مبعىن كثري، ويستعملها من يريد االفتخار والتكثري.

رتك: احلجاج ابملش: من أعظم جبال مكهة، بينها وبني عرفة، سـمهي ثبريا ابسم رجل من هذيل، مات يف ذلك ثبي

وجاء يف احلديث النبوي الشريف؛ عن مثامة بن حزن القشريي رمحه هللا 2اجلبل فعرف اجلبل به.أنشدكم ابهلل وابإلسالم، هل قال:شهدت الدار حني أشرف عليهم عثمان رضي هللا عنه،فقال:

كان على ثبري: ثبري مكهة، ومعه أبو بكر، وعمر ، –صلهى هللا عليه وسلهم –تعلمون أنه رسول هللا

.295، ص: 2.مج2011. 5فاضل صاحل السامرهائي: معاين النحو، ط ينظر: - 1 .73، ص: 2ينظر: ايقوت احلموي: معجم البلدان، مج - 2

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

211

ا –صلهى هللا عليه وسلهم –وأان. فتحرهك اجلبل، فركضه رسول هللا برجله وقال: اسكن ثبري، فإمنههمه نعم. قال: هللا أكرب. شهدوا يل وربه الكعبة أينه عليك نيبه، وصدهيق، وشهيدان". قالوا: الله

إنه إيراد الداين السم جبل ثبري يريد به إحداث شبه بني اجلبل الذي سكن ورجح 1شهيد.ثالاث" .وصحابته، وبني صمود املعتمد وثباته يف وجه –صلى هللا عليه وسلم –حني وقف عليه الرسول

. وال ميكن التوصل إىل هذه العالقة إاله من خالل االستنتاج جور الزمان بعد انقالب احلال عليه . الذي يقيمه املتلقهي للنصه

األفعال الكالمية يف نص االبتداء: -3-1-1-1-3

يتمثهل نص االبتداء يف فعل كالمي كلهي هو الشكوى؛ ويقول القلقشندي إنه الشكوى: " ب املشاركة فيها ويقضي ابملساعدة جيب أن تكون مبنية على صفة احلال املشكية ، على ما يوج

2إن استدعيت عليها، من غري إغراق يفضي إىل تظليم األقدار وإحباط األجر." إليكوحمتوى النص أنه املعتمد يشكو حاله، رغم أنهه يبتدئ قصيدته ابملنح والعطاء،يف قوله:

.الفقيى املعتمد،وهو : ..، وهو يصف هذا العطاء ابلنزر، لكنهه يقرنه بوصف آخر يعود علالنزرويلحه عليه لقبول هذه الصهلة، وأبنهه يذوب حياء من قلهة عطائه، ويلتمس العذر لنفسه أبنهه أصبح

فقريا، ويدعو الداين إىل عدم التعجهب من حال ملكه، بعد أن دارت عليه الدوائر. ويضمه الفعل الكالمي الكلهي أفعاال كالمية صغرى تنوهعت بني:

يهيات:التوج ، ويقوم بتعديل القوة اإلجنازية سلبيا من خالل قرائن: إليك : ابستعمال اسم فعل األمر: األمر. توظيف أسلوب الشرط يف تعديل القوة اإلجنازية والغرض منه اإلحلاح يف قبول كف األسي، الن زر

نقاص القوة اإلجنازية . إنه هذا التعديل السليب يعمل على إكورفإن تقبل تكن عني الش الصهلة: لفعل األمر.

. رقم احلديث: 72، 71، ص: 06. مج: 1996، 1ينظر: الرتمذي: سنن الرتمذي، تح: بشار عواد معروف، دار الغرب اإلسالمي، ط - 1

سن ، وقد أوردان اجلزء من احلديث الذي يهم الدراسة.. رواه الرتمذي ، وقال حديث ح3703 .174، 173، ص:9ينظر: القلقشندي: صبح األعشى يف صناعة اإلنشا، ج - 2

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

212

: خيرج من التعبري عن األمر الصريح إىل الطهلب، فاملتكلهم وضع الــمخاطب يف لتقب تعديل آخر: . ويعزهز هذا النزر الذي النزر: توكيد معنوي لـــ: ما يذوب له حياء منزلة أعلى منه، وذلك لسبب:

. وإن عذرته حاالت الفقي مل يتعوهد الشاعر على منح مثله، بـــــ:الذي خيرج من التعبري عن األمر إىل التعبري عن الدعوة إىل التضامن رج فعل األمر الصهريح:

واملساندة.نالحظ أنه الشاعر ركهز على الصهلة، واستعمل التوجيهيات بفعل األمر الذي خرج عن األمر

اء.الصريح إىل أغراض فرعية، متثهلت يف الطلب والدع

: التعبيايتاحلديث عن املاضي الــمشرق للمعتمد واجملد الذي كان يقوم به، ويقدهمه لآلخرين. هو استحضار لبعد ذايت يف مقام مع من يعرفه حقه املعرفة. ويتمثهل هذا الــبعد يف تذكهر قوهته يف إعالء احلضيض

وحطه األمري، ووصف جور الزمان عليه.متناقضني: الفقر والعطاء، والسؤال املطروح هو: هل يرغب املعتمد فعال يف منح جيمع املعتمد بني

العشرين مثقاال إىل الداين؟ ما الذي يدعوه إىل العطاء وهو يعاين الفقر؟ أم أنهه شعور امللك الذي مل يبارحه؟. وال ميكننا أبيهة حال أن نقدهم افرتاضات لإلجابة عن هذه التساؤالت حىت يكتمل معنا

اجلزء الثاين من النص، وهو رسالة اجلواب. التحليل التداويل لنص اجلواب: -2 -3-1-1 :]من الوافر[1يف قول الداين: حيث رده صلته هذه وكتب إليه

فذرين والذي لك يف ضميي سقطت من الوفاء ع لى خبي دورلئن شق ت برودي عن غ تركت هواك وهو شق يق ديين لئن أصبحت أجحف ابألسي وال كنت الط ليق من الرزااي

معاذ هللا من سوء املصي ر، وال أسي إىل اغ تن ام أسي على نعمى فما فضل الشكور إذا ما الش كر كان وإن تناهى

.74.73.72ينظر: ابن اللبهانة: ديوان ابن اللبهانة جمموع شعره، ص: - 1

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

213

ء خان ت وما أان من ي قص ر عن قصي ر جذمية أن ت ، والزاب ست الظ ل منه يف احل رورلب أان أدرى بفضلك منك ، إن ي

على كف يك ح االت الفقي النفس أنت وإن أحل ت غين رفتسمح من قليل ابلكثي تصر ف يف الندى حيل املعاين

تفت ح عن جىن زهر نضي ر أحد ث عن ك عن نبع غريب وترفع للع فاة من ار ن ور وأعجب من ك أن ك يف ظالم

قاؤك للس ري رذا عاد ارت إ عين سرورا روي دك سوف توس غداة حتل يف تلك القص ور وسوف حت لين رتب املعايل هبا ، وأن يف مث على جري ر تزيد عن ابن م روان عطاء فليس السف مل تزم البدور أته ب أن تعود إىل طلوع

اإلشارايت يف نص اجلواب: -3-1-1-2-1

املرجعيهة: النصه الثاين مرجعه النصه األوهل نصه االبتداء، تعكس بعدا تداوليا هاما: هذا النصه ، فتكون هذه هو نصه اجلواب لنصه االبتداء السابق، ألنهه من املمكن أن يتأخهر الرده على االبتداء

العبارات داال للــمرسل إليه فيها. يتعرهف من خالهلا أنه هذه القصيدة هي نصه جواب.ويعود الداين لتطبيق عنصر هام من إجنازية رسالة اجلواب وضمان تواصليتها، وهو إحالتها على

يري طفيف رسالة االبتداء، ويكون بتضمن قرائن بنائية من نص االبتداء كما هي أو إجراء تغ يشرتط فيه أن يشعر قارىء الرسالتني أبنه هنالك خيطا رفيعا جيمع بينهما.

وقوله: - وإن عذرته حاالت الفقييف مثال: على كف يك حاالت الفقيت النفس أنت وإن أحل غين

وقوله: أعايل :تمد يف نص االبتداءمن حيث البناء مع قول املع تتشابه ذا عاد ارتقاؤك للس رير إ

مرتقاه ومن سرير وقول الداين:

فليس السف ملتزم البدور يشبه تركيبيا قول املعتمد: ليس السف ملتزم البدور ف

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

214

اإلجناز الثاين : الرده على نص االبتداء بنص اجلواب، الذي حيمل قيمة تواصلية تعود إىل تقاليد الت يف العصر األندلسي وشيوع التعامل هبا، وابلتايل ترسهخ هذا املفهوم يف الشعرية املراس

األندلسية حمله الدراسة.أمها من انحية استعماله لإلشارايت الشخصية، فنجده عمل على املزاوجة بني ذكر املتكلهم و

. هو شقيق ديينهواك و تركت ، ضميي، لك ، ذرين، سقطت الــمخاطب يف بداية القصيدة: فاملتكلم يتوجهه للــمخاطب ابلكالم ويشركه فيه،

، رويدك ، تسمح ، تصر ف، أنت فيستعمل ضمري الــمخاطب أكثر من استعماله لضمري املتكلهم: .أته ب، تزيد

صفة لألسر الذي ظالميستعمل الداين أمساء األمكنة وصفاهتا، فيستعمل اإلشارايت املكانية: يه املعتمد.يعان

. وهي رموز ملك القصور، ارتقاؤك للسريرويستعمل أماكن أندلسية مجعته ابملعتمد، متثهلت يف: بين عبهاد إلشبيلية، وأماكن أليفة ابلنسبة للمعتمد الذي سريوقه احلديث عن جمده الغابر. وقد

لطة واحلكم.سبقه املعتمد إىل ذكر االرتقاء للسرير، وما يرمز إليه من العودة إىل الس . غداة حتل يف تلك القصور: ربط ذكرها بذكر اإلشارايت املكانية، يف قوله: اإلشارايت الزمانية

فالداين خيرب املعتمد مبا حيبه أن 1عود يف اشتقاقها إىل الغد؛ من اليوم املرتقهب البعيد.ت"غداة" و صوره، ولو بعد حني.يسمعه، فكان عند حسن توقهعاته، فيمنحه األمل ابلعودة إىل ق

يف نص اجلواب:احلجاج -3-1-1-2-2

يستدعي الداين حججا تنتمي إىل املشرتك، أي ما يعرفه كل من الداين واملعتمد، فيحتج -للوفاء بني الداين واملعتمد ابستدعاء شخص هو مثال للوفاء، وهو قصري موىل جذمية األبرش،و

ء . -وهو من أسالف املعتمد .2واإلشارة إىل احلكاية اليت جتمعه مع الزابهء، اليت حاولت االنتقام منه ابحليلة ال ابلقوة، فتنبهه فجذمية األبرش كان ملكا قواي فقتل أاب الزابهقصري لفعلتها لكن جذمية استشار مستشاريه فاقرتحوا عليه الذهاب إىل مملكتها، أين نكهلت به

.646ينظر: جمموعة من الباحثني، املعجم الوسيط، ص: - 1 . وما بعدها. 262، ص: 1، الكامل يف التاريخ، مجينظر: ابن االثري - 2

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

215

ا جهد يف إجناح وقتلته، مثه عمل قصري على ت شجيع عمرو بن عديه للثأر لسلفه املغدور، وبذل أميهء وقتلها من طرف عمرو بن عديه واالنتقام جلذمية. فالداين يعمل اخلطة وإلقاء القبض على الزابهعلى إقامة عالقة املشاهبة بينه وبني قصري، ووجه الشهبه هو الوفاء للملك، لكنه قصريا بذل اجلهد

تقام لــملكه، وكأنه الداين سيبذل مثل ذلك اجلهد يف االنتقام للمعتمد، وهنا تظهر املعروف لالنإقامة احلجاج على اإليهام. فال يهمه الداين تطبيق الفكرة بقدر ما يهمهه وجود فكرة الوفاء عنده

جتاه امعتمد.عالقة استدعاء الصعيد الثاين: هذا اإلجياز هو ما يدفع متلقهي النص الكوين إىل البحث عن

احلكاية و ربطها ابلسياق احلايله. وحيتج على العطاء الوفري بعطاء امللك األموي عبد امللك بن مروان للشاعر جرير.

فقد احتجه أبمرين؛ الوفاء والعطاء.االحتجاج ابلظواهر الطبيعية: حيث يقوم الداين ابإلجابة عن سؤال املعتمد يف نص االبتداء، يف

مد: أليس اخلسف ملتزم البدور؟ فيجيب الداين: ليس اخلسف ملتزم البدور، واجلميع قول املعتيعلمون أنه اخلسوف ما هو إاله ظاهرة عابرة على البدر، والقصد من هذه احلجهة هو تشجيع املعتمد وبعث األمل فيه ابلعودة ملكا وإن كان هذا االحتمال يبقى مستحيال، ولكنهه يتأسهس على

واملساندة، والوفاء للملك ابلوقوف معه يف حمنته. التضامن األفعال الكالمية يف نص اجلواب : -3-1-1-2-3

هو فعل جاء على صيغة األمر، وخرج غلى غرض فرعي ذريناستعمل التوجيهيات ومنها: األمر: اإلجنازية: ليشكهل فعال كالميها غري مباشر هو الطلب، والعبارة التالية له عملت على إنقاص القوة

.والذي لك يف ضميي .رويدكاستعمال اسم فعل األمر:

: خرج إىل غرض التحفيز والدعوة إىل بعث القوة يف نفسه.أته ب أعجب فعل كالمي غري مباشر:

قوام هذا النص هو جمموعة من اإلجنازات اليت قام هبا الداين، وميكن بسطها فيما أييت:

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

216

ا هذا انبع من فهمه إنه أوهل إجناز قام به الدا ين هو رده الصهلة ،وهذا اليعين أبنهه مل يقبلها، وإمنه

للمعىن املضمر واملقصود من نص االبتداء. وهو أنه الوفاء ليس له عالقة ابلعطاء، فهذا الوفاء موطنه الضمري. ويقارن اإلجناز الثالث: تربير الفعلني األوهل والثاين.

احلوارية : على عدة مستوايت: املدح املستوى األول: األغراض: الشكوى

فنصه االبتداء من غرض الشكوى ونص اجلواب من املدح، وهذا ما جيعل هذه األغراض متتابعة، وهي من بني أهمه خصائص املراسالت الشعرية.

املستوى الثاين: احلوارية يف البناء: قول املعتمد يف نص االبتداء: ؟أليس السف ملتزم البدور نه طب غض موال تعجب ل

وقول الداين يف نص اجلواب: وترفع للعفاة منار نور وأعجب منك أن ك يف ظالم

فما يثري تعجهب املعتمد هو احلال اليت وصل إليها، أمها ما يثري تعجهب الداين هو مسوه نفس املعتمد ين ، وهو يف ظالم السجن.وتفكريها يف اآلخر

ويف األسلوب: بيت املعتمد ني عن التعجب أسلوب إنشائي. أعجب منكأمها بيت الداين فهو أسلوب خربي:

أليس السف ملتزم البدور؟طرح سؤال يف نص االبتداء: .ليس السف ملتزم البدورواجلواب يف نص اجلواب:

املستوى الثالث : احلوارية يف احلجج: خالل استعمال أسلوب الشرط الذي يوم على الربط بني قضيتني متالزمتني ال تتحقهق مجلة من

جواب الشرط إال إذا حتقهقت مجلة الشرط: يرذا عاد ارتقاؤك للس ر إ راعين سرو رويدك سوف توس

يـــبىن عليه استعمال أساليب متالزمة مل يذكر فيها الشرط صراحة، لكنهها حتمل التالزم الذي أسلوب الشرط:

رغداة حتل يف تلك القصو يل وسوف حتلين رتب املعا

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

217

نص االستئناف:لالتحليل التداويل -3-1-1-3

فراجعه املعتمد هبذه األبيات:]من اخلفيف[ كرا ستحق لوما وش وجفا فا ي ، وبر ا يا عل رد بر ي بغ

فاء إذ عاف نزرا فاستحق اجل عاف نزري إذ خاف أتكيد ضر ي عاد لومي يف البعض سر ا وجهرا ويت يف احلمد بعضا فإذا ما ط

غارب ذخرا ال عدمناك يف امل اء ب وف كر الغري اي أاب ب 1ب ضرأ مت ضرا ، فكيف أره ؟ ق أي نفع يدي احتياط شفي

حياة املودهة وشاهد الوفاء، وإذا قل كان داعيه 2ىل غرض العتاب؛ وهو: "تنتمي هذه القصيدة إ

الصحبة". ننطلق من أن املعتمد مل يكن يعلم أنه الدهاين سريده الصلة، لكنه تفاجأه هبذا األلفة وقيدالرده دفعه إىل االستئناف الذي يعادل ابملفاهيم التداولية اإلجناز؛ ابتدأه مباشرة ابإلخبار بفعل

ما استعمل اسم الداين مع غيابه، ألنه هذا الفعل حاليها أهمه من أن يذكر صاحبه ألنهه فعل نبيل، كووصفه ابلغريب، ألنهه ليس يف . وهذا ليعربه عن القرب املعنوي بينهما.أاب بكر ايالداين. يف:

وهي تدله على كثرة شفقة الداين على املعتمد. شفيقبالده. ويضيف له صفة أخرى: ، جفا، د ر وتنتمي جمموعة األفعال اليت غلبت على هذا النص إىل التقريرايت. يف أفعال ماضية:

.عاف ، استحق ، خاف ، عاف وميكن تلخيص ما قام به الداين يف:

رده الصلة اليت ميكن أن حيتاجها وهو يف غربة. الوفاء ألسري ليس له ما مينحه هلذا الغريب.

.104ينظر:املعتمد بن عباد: الديوان، ص: -1 .160، ص: 2ينظر: ابن رشيق: العمدة، ج - 2

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

218

، وخيتتم ال عدمناك يف املغارب ذخرا لكنه املعتمد يفكهر يف عطاء آخر ال يـرده؛ وهو الدهعاء:تساؤل: ماذا سيفيد شعور هذا الشفيق برتك املال عند املعتمد إذ ميكن أن حيتاجه هذا استئنافه ب

األسري.وهذا االستفهام: يعقب هذا التساؤل مبوته من الضره أي ضره األسر فكيف يرهب ضره الفاقة.

كيف أي نفع؟الذي خيرج عن غرضه األصليه طلب السؤال إىل غرض فرعي هو: النفي: وهذا ما يستفزه الداين للرده على االستئناف جبواب يوضهح فيه موقفه. .أرهب؟

التحليل التداويل لنص جواب االستئناف: -3-1-1-4

[من اخلفيف ]:1يقول الداين ا كان برا صريف الرب إمن أيها املاجد السميذع، عذرا

قرا وكم سد ف يتشكى فقرا، ما ريحاش هلل أن أجيح ك غدر الدهر يب لئن رمت غدرا وقا ال أزيد اجلفاء فيه شق

ة أو آوي لرك رى للوفاء مين سرا فت ن ليت يل ق و انهضت هيت الكواكب قدرا ىت يادة حأنت علمتين الس

س فخرا عن أدميي هبا وألب رودا رحبت صفقة أزيل ب را كيف ألقى درا وأطلب تب ال وكفاين كالمك الرطب ني

ا امل ال سقى هللا األرض بعدك قطرا ارم ماتتكمل متت، إمن اإلشارايت يف نص جواب االستئناف: -3-1-1-4-1

وتتجلهى يف التوجهه إىل املخاطب ابلكالم وإشراكه يف احلوار، ابستعمال اإلحالة على املخاطب، يف .أنتحاالت خمتلفة منها: االنفصال:

.بعدك، كالمك ، كفايناالتهصال:

.64.63ينظر: ابن اللبانة الداين: ديوانه جمموع شعره، ص: - 1

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

219

. وهذا التوجهه إىل احملاطب املقصود بعينه، جيعل املسافة بني طريف اخلطاب مل متت ،ىفرت االستتار: قريبة، اقتضت هذه املشاركة.

...أي هااالنطالق من املخاطب وتقدميه ابستعمال أسلوب النداء: .سد فقرا، كرميا، الس ميذع، املاجدتقدمي أوصاف للمعتمد:

لرفيع الذي يربط بني النصهني، أبن حيتوي النص الثاين على قرائن من املرجعية: وجود ذلك اخليط ا رد بر ي بغيا علي ، وبر ا النص األوهل فينبين عليه، ويتأسهس.من مثال ذلك قول املعتمد:

ا كان برا :ورده الداين صريف الرب إمن .ل م متت ، إمنا املكارم ماتت :ينورده الدا: مت ضرا فكيف أرهب ضرا؟ وقول املعتمد

احلجاج يف نص جواب االستئناف: -3-1-1-4-2ا"، يف قوله: نالحظ استعمال العامل احلجاجي "إمنه

ا املكارم ما اال سقى هللا بعدك األرض قطرتت مل متت إمن ا املكارم ماتت"القول: : منه جمموعة من األقوال من قبيل تتناسل "إمن

ينقطع السخاء: املعتمد هو مصدر السخاء ومبوته ينقطع السخاء. ينقطع اجلود: املعتمد أصل اجلود ومبوته ينقطع اجلود.

تنقطع الشجاعة: املعتمد هو مثال الشجاعة ومبوته تنقطع الشجاعة. تنقطع إغاثة اللههفان: املعتمد هو من كان يغيث اللهفان، ومبوته تنقطع هذه املكرمة.

كن متثيل هذه املواضع ابملخطط اآليت:ومي

ينقطع اجلود املكارم ماتت إمنا لسخاءاينقطع شجاعةالتنقطع تنقطع إغاثة اللههفان

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

220

ة أو آوي لرك ن. هو وجند الداين يستعمل االقتباس من القرآن الكرمي، يف قوله: ليت يل ق و

ة أو آوي إىل ركن شديد ﴾ قال ﴿اقتباس من قوله تعاىل: 1لو أن يل بكم ق و هذا أقصى ما أمكنه يف ويقول حممد الطاهر بن عاشور يف تفسري اآلية:" لو أنه يل بكم قوهة:

فالداين اقتبس من هذه اآلية ملا يرى فيها 2"صارا ألنه كان غريبا بينهمالتمين، ليت يل قوة: يريد أنالوحيد الذي ءمة بني سياقها احلقيقي. والسياق الذي استعارها للتعبري عنه.فهو يرى أنههمن املال .عتمد، وال يوجد غريه وال ميكنه فعل شيء إال التمين، وهو أقصى ما عندهمليساند ا

األفعال الكالمية يف نص جواب االستئناف: -3-1-1-4-3

احلوارية: عتاب/ اعتذاريذهب الشاعر مذهبا لطيفا، ويقصد مقصدا عجيبا، ليعرف كيف أيخذ بقلب أن االعتذار: وفيه

3يلطهف برهانه مدجما يف التضرهع والدخول حتت العفو" . 4و"االعتذار يسل السخائم من القلوب، ويستزله األوغار من الصدور، ويطلع األنس وقد غرب"

عاتب. فاالعتذار يتناسب مع العتاب، هلذا هو خيفف من أمل امل

. 55سورة يونس . - 1 .130.129.ص: 1984لتنوير، الدار التونسية للنشر، تونس،د.ط. ينظر: حممد الطاهر بن عاشور: تفسري التحرير وا - 2 .176، ص: 2ينظر: ابن رشيق: العمدة،ج - 3 .166، ص:9ينظر: القلقشندي: صبح األعشى يف صناعة اإلنشا، ج - 4

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

221

: يبدأ الداين املراسلة، واملعتمد يكتفي ابجلواب، وفق ما يوضهحه املخطط النموذج الثاين -1-2

املرفق أدانه. وسبب إيرادان هلذه املراسلة، هو التأكيد على تغلغل املراسالت الشعرية يف احلياة وهو اليومية األندلسية.

لتداويل لنص االبتداء:التحليل ا -3-1-2-1

:1[من الطويل ]يقول الداين وداع ولكن ي أقول سالم وللن فس يف ذكر الوداع مح ام

ق ام أخادع نف سا إن حتق قت النوى ف ليس هلا ب ني الضلوع م قد ائ ت لفت أهواؤها بك مجلة كما ائت لفت يف وكرهن محام

وشق ت عن النصح ال مبني جيوهبا كما شق قت عن زهرهن كم ام ه لنور اهل دى فيه عليك قسام أك ر ر حلظ ي يف حم ي اك إن

وأح مل من تقبيل كف ك س ؤددا على ع اتق اجلوزاء منه حسام أملبس ي النعمى قدمي ا ومثل ها ح ديثا وأحداث الز مان عظام ألجلستين حىت اتك أت ومل يزل يدل على ال موىل الكرمي غالم عسى عند محل العيس رحلي يف غد يهي أ من زادي لدي ك طعام

.131، 130ينظر: ابن اللبانة الداين: ديوانه جمموع شعره، ص: - 1

املعتمد بن عباد الداين ابتداء

املعتمد بن عباد الداين جواب

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

222

دة لي ث بت يل يف وص ف ذاك كالم وميلي إىل الط اهي وط يب إرا وكيف أزيد الوص ف صحف حماسن سهرت هلا والعال مون نيام

موضوع نص االبتداء: وداع الداين للمعتمد بن عبهاد، وطلبه هتيئة زاد السهفر من بيت املعتمد

أانم ملء جفوين عن شواردها التحليل التداويل لنص اجلواب: -3-1-2-2

:1[من الطويل ]فأجابه املعتمد بقوله كالم ك حر والكالم غ الم وسحر ولك ن ليس فيه حرام

د كمام ودر ولكن بني جنب ي ك حبره وزهر ولك ن الفؤا وب عد فإن ودعتين بداعة فحق ي أن يين ع ليه سالم

أعين على نفسي بت زويد أسهلي بلى وق ول الشيء علي حرام لم يف الط عام طعام فدونكه إذ ل م أجد يل حيلة وقليب فاع

ته زادا ويف الص در وق دة وللصرب من دون الف ؤاد غرام ف هن ئ لقد كان فأل من مسائك مؤن س فقد ع اد ضدا والع زاء رمام

د اين ، وأنت مباعد فيا طي ب بدء لو ت اله متام حتليت ابل واي عجب حىت الس مات تونين وحىت انتباهي للص ديق منام

ت ظالم أضاء لن ا أغمات قربك برهة وعاد هبا حني ارحتل تسي إىل أرض هب ا كنت مضغة وفيها اكتست ابللحم منك عظام

وأبقى أسام الذل ف ي أرض غربة وما كنت لوال الغ در ذاك أسام وسن ي ل ي م ا يعوق س الم ف ب ل غتها يف ظ ل أمن وغبطة

موضوع نص رسالة اجلواب: قبول الطلب

.113ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان، ص: - 1

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

223

اإلشارايت يف نص االبتداء: اإلشارايت الشخصية:

املخاطب مقيم يف املكان الذي يزوره الداين.العالقة و وهذا املخاطب أمسى قدرا من الداين.إضافة إىل أنهه صاحب فضل على الداين.

ــــــــــــــــــ الداين:اشرتاك لفظي إضافة إىل استعمال اللقب يف كعالقة املتنيبه بسيف الدولة.بينهما .مباعد

قول ؛ من مثلاملرجعية: وجود ذلك اخليط الرفيع الدي يربط النصني من امللفوظات والعبارات الداين:

جيوهبا كما شق قت عن زهرهن كمام وشقت عن النصح ال مبني

املعتمد: يرده عليه الذي ودر ولكن بني جنب يك حبره وزهر ولكن الفؤاد كمام

وقول الداين: ألجلستين حىت ات كأت ومل يزل يدل على املوىل الكرمي غالم

املعتمد: يرده عليه ر والكالم غ الم وسحر ولك ن ليس فيه حرام كالم ك ح

وقول الداين:

أخادع نف سا إن حتق قت النوى ف ليس هلا ب ني الضلوع مق ام املعتمد: يرده عليه

ين بداعة فحق ي أن يين ع ليه سالم وب عد فإن ودعت

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

224

"احلجاج: يتمثل يف إحدى صوره يف استعمال الرابط احلجاجي " حىته

ن: مرور وقت األنس بسرعة انتباهي للصديق منام – 2ق

حىت السمات تونين – 1ق

ويبدأ فيه من حجتني ختونين : السمات1احلجة : انتباهي للصديق منام2احلجهة

ليصل إىل نتيجة مفادها : مرور وقت األنس بسرعة، وهذا ابستغالل املعىن الذي حتمله حىته العاطفة، والذي حيمل التساوق احلجاجي.

ب الزاد نالحظ من هذا النموذج أنه املراسالت الشعرية تغلغلت إىل صميم احلياة اليومية، كطل

يفارق املعتمد بن شعور الـــملك مل الطرف الثاين. هذه املعاملة اليت تثبت جمدهدا أنه والقبول من عبهاد يف أسره.

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

225

املراسالت الشعرية بني املعتمد بن عب اد وابن محديس الصقل ي: -3-2 ه، نشأ446هو أبو حممد عبد اجلبهار ان أيب بكر بن حممد ابن محديس األزدي ولد بصقلية سنة

فيها وفيها قضى شبابه، تنقهل بني إفريقية، وإشبيلية، مثه عاد إىل افريقية فالتحق ببين محهاد والزهيريهني، ألنه هذا األمري قد رفع بن عبهاد، وكان ابن محديس شديد األسى على املعتمد 1ه.527تويفه عام

ا األمري قد رفع منزلته وكان ابن محديس شديد األسى على املعتمد، ألنه هذ.2منزلته وأدانه منه . 4هـــ471 حىته إذا أتخهر التحاقه ببالط املعتمد سنة. 3وأدانه منه

تتمثل املراسالت بني املعتمد وابن محديس يف منوذجني، يبدأ املعتمد فيهما املراسلة؛ وتتكوهن كل مراسلة منهما من ابتداء وجوابه. كما هو مبنيه يف املخطهط اآليت:

ذج األو ل:النمو -3-2-1

التحليل التداويل لنص االبتداء: -3-2-1-1

محديس قد مضى لزايرة املعتمد أبغمات، فصرفه بعض خدمه أبنهه ال يوجد يف ذلك ابن كان . فعز عليه ذلك، وعنف خدمه الوقت، فرجع عبد اجلبهار إىل منزله، فأخرب املعتمد مبجيئه ورجوعه،

.7،6،5ينظر: ابن محديس الصقلهي : ديوان ابن محديس، ص: - 1 .335ينظر: سعد إمساعيل شليب :البيئة األندلسية، ص: -2 ينظر: املرجع نفسه ، ص:نفسها. -3 .192: .:ص1994، 3ينظر: ليفي بروفنسال : احلضارة العربية يف إسبانيا، تر: الطاهر أمحد مكي، دار املعارف، القاهرة، ط - 4

املعتمد بن عباد

ابن محديس املعتمد بن عباد

ابن محديستداءاب

جواب

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

226

:]من الطويل[1ابلغداة هبذا الشعر يعتذر إليه وكتب إليه فأصغ فدتك الن فس مسعا إىل عذري حجبت، فال وهللا ما ذاك عن أمري

ال لمثلك يف صدريوال دار إخج ارم يل هوىفما صار إخالل ال مك ت عنك دأاب يد الد هر يد الدهر شل حاس ين ولكنه ل م ا أحالت م

ام كل مهت من عدم ر ألم في من اأشي إليه ابل ذب الد رأ من ع ر يف اإلذن يب فال آذن 2ألكن ل أدكن ك ومل يبق إال

سر ار ، ب عدا للحمار وللن إذا ط شي ، ونسر حمل ق مار إذا ي مح ر ي حن إىل وك وال نسرهم م من مارهم أاتان ح وليس ب محتاج

آن من غل ة الصدر به يشتفي الظ م ارد العذب إمن اوهل كنت إال الب ة الم ولو كنت م م ن يشرب المر كنتها ر إذا ن زعت نفسي إىل لذ

لنا الس حر، إن مل أنت يف زمن الس حر محديس الذي كنت مهداي وأنت ابن

اإلشارايت يف نص االبتداء: -3-2-1-1-1 هويهة املتكلهم:

، أمرييف رسالة االبتداء نالحظ أنه "املعتمد" استعمل ضمري املتكلم يف حالة االتهصال، حنو: . ونالحظ أنه أشي ، عدمت . ومتصال ابلفعل آخذا دور الفاعلية: حماسين، ريصد، يل، عذري

هذا االستعمال بني إحلاق الضمري ابألمساء، الذي يدله على امللكية والقدرة على إصدار األوامر والوجود يف موقع السلطة. واتهصاله ابألفعال املاضية أو املضارعة ليشكهل تعاقبا كرونولوجيا يف:

.أشي ــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدمت ، فانعدام اخلدهام احلذقني مينعه من اإلشارة ابألمر اخلفيه هويهة املخاطب:

أيخذ املخاطب يف املراسالت الشعرية موقعا هامها، ألنهه مسؤول عن اجلنس األديب ، فالنصه اجلواب ليتمه به التحديد األجناسي ؛ الذي خيرج األوهل اليسمهى نصه ابتداء، إاله إذا تـوهجت بنصه

.102،101ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان،ص: - 1 اللكنة. ينظر: ابن منظور: لسان العرب، مج - 2 ، يقال: رجل ألكن: بنيه ، مادة )لكن( ، 13ألكن: من اللهكنة: وهي عجمة يف اللسان وعيه

. 390ص:

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

227

القصيدة من كونا قصيدة عادية إىل جزء من مراسلة شعرية. وال يكون هذا ممكنا إاله إذا اقتنع املخاطب بكتابة جواب لنص االبتداء، حمقهقا بذلك مبدأ احلوارية. وخيضع كله هذا لشروط أوهلية

تتمثهل يف:صيغة رسالة يف ورق وإرساله. بغضه النظر عن القرب أو البعد املكاين. كتابة نصه االبتداء على

وهي مبثابة ظروف معدهة إلجناز املراسلوجود حمفهزات اإلجناز، وهي ملفوظات مفصليهة يف النص ترتكهز خاصهة يف االستهالل، وتوفهر

سل.حىته قبل كتابة النص.أمها يف الصيغة احلوارية، إذ إنه الـــمخاطب موجود يف ذهن الشاعر الــــمر منت النص يرتاءى لنا ما أييت:

استهالل نص االبتداء بصيغة حوارية متثهلت يف:. فمن البيت األوهل تظهر أطراف العملية التواصلية. عذري /فدتك – أصغ أمري/ حجبت

ومن انحية أخرىينه، ألنهه يشارك بطريقة غري مباشرة يف توجيه الــمخاطب يف نص االبتداء له حضور عيينه أو ذه

وإن كان –الــمرسل عند اختياره ألدواته اللغوية وصياغة خطابه. فاملتكلهم عند تلفهظه أبيه خطاب فإنهه البده وأن يتوجهه خبطابه إىل خماطب قد يكون -ينصهب نفسه على رأس العمليهة التواصلية

ا.حقيقيها أو متخيهال أو كونيه ت عنك دأاب يد الد هر يد الدهر شل حاس ين ولكنه ل م ا أحالت م

: كتبت له رسالة االبتداء ابالسم.مت حتديده يف ضمري منفصل للــــمخاطب فالــــمخاطب حمدد معنيه

، وهذا هو التوجيه والقصد. وإضافة إىل وجود هذا "محديس ابن" وبذكر امسه صراحة " أنت "التحديد، فنجد استعمال الضمائر الدالة على الــمخاطب. ويتحدهد قصد التوجهه من خالل

. يستلزم ضمنيا أنه كليهما شاعر.وأنت ابن محديساستعمال االسم، فقوله: ابن محديس ابلقصائد اليت كان اإلجنازية: وهي الدعوة صراحة للرده على نصه االبتداء، بتذكري

ميدحه هبا يف عزه ملكه، وكأنهه كان يهديه السهحر. وهو اقتباس من احلديث الشريف: "إنه من البيان لسحرا" .

لنا الس حر، إن مل أنت يف زمن الس حر محديس الذي كنت مهداي وأنت ابن

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

228

احلجاج يف نص االبتداء: -3-2-1-1-2

وهي تعربه عن ستعمال الرابط احلجاجي "لكن" ، الذي يربط بني حجهتني متعارضتني،وذلك اب وينتهي بنتيجة من احلجهة الثانية، ففي قوله: التعارض احلجاجي،

ال لمثلك يف صدريوال دار إخج ارم يل هوىفما صار إخالل ال مك ت عنك دأاب يد الد هر يد الدهر شل حاس ين ولكنه ل م ا أحالت م

ينطلق املعتمد من حجهتني: إخجال ملثل ابن محديس له هوى. ما صار إخالل املكارم وال احلجهة األوىل: أحالت حماسنه يد الدهر أصبح ال يتحكهم يف حياته. لـــمهااحلجهة الثانية:

م احلجاجي التايل:له نتيجة مفادها تغريه احلال ابملعتمد. حسب ما هو موضهح يف السه ليصل إىل

ن: أحالت حماسنه يد الدهر صار خيجل وخيل – 2ق

لكن ما صار إخجال وال إخالل – 1ق

وقد أورد ابلسلبية؛ وهي حيواانت شهد هلا العرف العريب احلجاج ابملشرتك: بذكر احلمار والنسر. 1اجلاحظ يف كتابه احليوان قوله:" واحلمار اجهل اخللق"

2وأورد عن النسر قوله:" النسور هي املنسوبة إىل قلهة املعرفة والكيس والفطنة" ، مل يستطع الطريان )...( فكله من صادفه وقد بطن والنسر؛ " إذا سقط على اجليفة ومتأله

، ضربه إن شاء كما أورد 1بعصا، وإن شاء حبجر، حىت رمبا اصطاده الضعيف من الناس".ومتأله 2سوء اعتنائه بفراخه بسبب محقه.

.258، ص: 2ينظر: اجلاحظ: احليوان، ج - 1 .24، ص: 7ينظر: املرجع نفسه ، ج - 2

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

229

األفعال الكالمية يف نص االبتداء: -3-2-1-1-3

الفعل الكالمي الكلهي هو االعتذار: .مسعا، أصغ ويتكوهن هذا الفعل من جمموعة من األمر وهو من التوجيهيات، يف:

الصريح، إىل غرض فرعي هو الطلب. من الداللة على األمر وقد خرجت.أدكن، ألكن أفعال تقريرية إخبارية وصفية، لوصف اخلدهام: ىلابإلضافة إ ، ال يربأ من عر

يف املاضي ويف احلاضر. عند املعتمد ليصل هبا إىل تبيان قيمة ابن محديس التحليل التداويل لنص اجلواب: -3-2-1-2

:3[من الطويل ]إليه قائال وقام ابلرد ر بغي انقباض منك يري إىل ذك ذر أمثلك موىل يبسط العبد ابلع

ر وحل به ما حل من عقدة الص ب هلد قريض الفضل ما هد من قوى ذوب هلا يف املاء جامدة الص خري ر ة لة مستم وإين امرؤ يف خج

با نقطة منهن مغ رقة ب حري درها أتتين قوافيك اليت جل ق ىن يل من مدحيك ابلفخر أردت الغ عل ك إذا أغنيتين منك ابلن دى ل

ر ا له أن يستحيل مع الده وحاش ك ترب سح ر الفضل حمضه وطبع كر ندك ابلن فتدفع وجه العرف ع بة م ت ريلع مري إين ما توه

وفر مل عطاء منه أيت على الت ك وأنت ال نت أمل اجلود من وك واضع هتيا كوكب اجلو عن قدري ت ر إ فكيف أظن الظن غي مب

خف هدب يف العيون على شفر كما خيف على خد ام ملكك جانيب ري فذلك يف إفص اح منطقه القم ق وذ ة س إذا طار منهم ابلوصي

ر شوجهك يل من حسن مائي ة الب رىب حتد ث عيين عينه ابل ذي ي

.333، ص: 6ينظر: املرجع السابق ، ج - 1 .24، ص: 7ينظر: املرجع نفسه، ج - 2 .262،261ينظر: ابن محديس: ديوان ابن محديس، ص: - 3

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

230

ر اتك الض بنعماك يف أفنان روض وقا طم ليايل ال أشدوك إال ر ويث قلين حىت عجزت عن الوك ين ال صوب من نداك ي ب ل وما ز

رب احي كان عندك ذا ج وكسر جن يت زماان كان يل بك ضاحكا بك دري فس يف ص النت ح ي ر منها عامل رة م ا حالت احلال حي وأطرقت ل

وإن مل ي كن منها البديع الذي تدري فخذها كما أدري وإن كل خاطري اإلشارايت يف نص اجلواب: -3-2-1-2-1

إنه اجلوه اللغوي الذي يوفهره ابن محديس، يتأسهس على احرتام الـــــــملك، مبلفوظات تدله على وجود مراسلته مع املعتمد: فهو يستغرب اعتذار امللك لشاعر يف بالطه، وهذا تراتبية احرتمها الشاعر يف

ما أدهى إىل خجله منه، رغم فرحه ابلقصيدة يف قوله: با نقطة منهن مغ رقة ب حري درها أتتين قوافيك اليت جل ق

ل رسالة املعتمد إليه، وحيمل معىن ضمنيها أبنه هذه القصيدة هي رد فابن محديس يعلن وصو وجواب لقصيدة االبتداء. ويضع متلقهيه املقصود يف سياق انتظار الرده.

وفيها يبدأ مبدح القصيدة ووصفها بـــــــ: الندى، الترب.ار هبذا الشكل. ويذكهره وأنهه مل يتوههم من صرف خدهام " املعتمد " له ريبة لتدفع املعتمد لالعتذ

أبعماله الغابرة عندما كان جيود عليه. املرجعية وتوليد املعاين:

إنه التواصل الذي نروم البحث عنه يف املراسالت، ال ميكن أن يتجاوز امللفوظ، ومنه فقط نستجلي مفهومني األوهل هو أنه نصه اجلواب يستدعي لدى بنائه مقاطع من نصه االبتداء؛ حنو

ابن محديس:قول ر بغي انقباض منك يري إىل ذك ذر أمثلك موىل يبسط العبد ابلع

وقوله: واضع هتيا كوكب اجلو عن قدري ت ر إ فكيف أظن الظن غي مب

رده على قول املعتمد: أصغ فدتك الن فس مسعا إىل عذريف حجبت، فال وهللا ما ذاك عن أمري

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

231

وقوله:

خف هدب يف العيون على شفر كما خيف على خد ام ملكك جانيب ري فذلك يف إفص اح منطقه القم وذق ة س إذا طار منهم ابلوصي

ر شجهك يل من حسن مائي ة الب و رىب حتد ث عيين عينه ابل ذي ي

هو رده على قول املعتمد: ام كل مهت من عدم ر ألم في من اأشي إليه ابل ذب الد

رأ من ع ر يف اإلذن يب فال آذن 1 ل أدكن ألكن ك ومل يبق إال إذا ط ار ، ب عدا للحمار وللن سر مشي ، ونسر حمل ق ار إذا ي مح

وال نسرهم م من ي حن إىل وك ر مارهم أاتان ح وليس ب محتاج

احلضور اللغوي للمتخاطبني يف اخلطاب الثاين:، كما استعمل الضمائر الدالة إين امرؤ ، العبداستعمل ابن محديس صفات ليدله هبا على نفسه:

ت إين على املتكلهم: .أطرقت ، بكيت ، أظن ، أمل ، كنت ، ما توه تتحدهد هوية املتكلم من خالل اإلشارايت اليت تعده لصيقة أبيه خطاب، وال سيما اخلطاابت اليت تتهسم ابلتحديد؛ ومن هذه العناصر اإلشارية تلك اليت تبنيه الرتبة، وكأنه اخلطاب ينتقل بطريقة

.فابن محديس يضع نفسه دون املعتمد، شاعرا يف بالطه كما كان. بدع، موىلتراتبية. يف مثل: ، أنت المتل عطاء، أتتين قوافيك، القريض، وينسب إليه: املوىلهويهة الــمخاطب: يصفه بــ:

.إنه كله هذه األوصاف تدله على كسر زماين كان عندك ذا جرب ، نداك ، نعماك ، خد ام ملككلــملك، التضامن مع الــملك بذكر األمور اليت تسعده، واالبتعاد عن ذكر ما املعتمد بن عبهاد ا

يعكهر مزاجه. التذكري أبنه املعتمد شاعر.

اللكنة. ينظر: ابن منظور: لسان العرب، مج - 1 ، يقال: رجل ألكن: بنيه ( ، ، مادة )لكن13ألكن: من اللهكنة: وهي عجمة يف اللسان وعيه

. 390ص:

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

232

احلجاج يف نص اجلواب: -3-2-1-2-2

يف:استعمال التشبيه: خف هدب يف العيون على شفر كما خيف على خد ام ملكك جانيب

ام، بتشبيههم ابلعني، والشفر. ليعربه به عن عدم انزعاجه من تصرهفات اخلده استعمال احلجاج ابملشرتك:

والصقر عريبه، وهو من 2، وهو ممها يقبل األدب من احليوان.1هو الصقر والشاهني :السوذقجوارح امللوك ، وهو من احليوان الذي يدرهب ويستجيب؛ ويشبهه اجلاحظ العقعق ابلصقر؛ يف قوله:

احليوان الذي يدرهب ويستجيب وينصح العقعق، فإنهه يستجيب ويكيس من حيث " ومن تستجيب الصقور، فيزجر فيعرف ما يراد منه، وخيبأ احللي عنه فيصاح به، فيمضي حىت يقف

.3بصاحبه على املكان الذي خبهأه فيه"اجلمعي ،وهي اليت يشهد هلا الضمري 5. وهو ممها يطرب بصوته ويشجى بلحنه4محام :القمري

ابحلذق. والفهم وهي احلمار والنسر.وهو يقابل بني هذه الشخوص والشخوص اليت وظهفها املعتمد يف قصيدته.

" الذي استغلهه يف معىن التساوق احلجاجي؛ أي اإلتيان حبجج استعمال الرابط احلجاجي "حىته :عديدة للوصول إىل نتيجة واحدة. يف قوله

ر ويث قلين حىت عجزت عن الوك ين ب ل وما زال صوب من نداك ي تربط حىت بني حجهتني: يثح

احلجهة األوىل: مازال صوب من نداك يبلهين. احلجهة الثانية: عجزت عن الوكر.

ليصل إىل نتيجة ضمنية: كثرة أفضال املعتمد على ابن محديس.

.460ينظر: جمموعة من الباحثني: املعجم الوسيط، ص: - 1 .47، ص: 4ينظر: اجلاحظ: احليوان، ج - 2 .478، ص: 6ينظر: املرجع نفسه ، ج - 3 .146، ص: 3ينظر: املرجع نفسه ، ج - 4 .194، ص: 1ينظر: املرجع نفسه، ج - 5

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

233

جاجي اآليت:وميكن توضيح ذلك ابلسلهم احل

كثرة فضائل املعتمدن: عجزت عن الوكر – 2ق

حىت مازال صوب من نداك يبلين – 1ق

األفعال الكالمية يف نص اجلواب: -3-2-1-2-3 احلوارية: -1

تتجلهى احلوارية من خالل التعاقب الذي أييت بني األغراض الشعرية؛ فنص االبتداء هو نص ره السياق الذي ورد فيه التلفهظ، وهو االعتذار عن صرف خدهام املعتمد البن اعتذار، الذي أظه

محديس عندما قدم لزايرته.أمها نص اجلواب فهو مدح، أبنه هذا الصرف لن يؤثهر على العالقة الطيهبة واملستمرهة بني ابن

محديس وملكه. وظهف التوجيهيات؛ وهي:

صلي، وهو االستعالم إىل غرض مستفاد من السياق، وهو االستفهام : الذي خيرج عن غرضه األ .كيف أظن الظن ؟؟ أمثلك النفي يف:

األمر: الذي يعربه عن اإلجنازية، وقد كان دليال عى إجناز اجلواب على قصيدة االبتداء؛ يف قوله: .خذها

. ك أتتين قوافيتقريرايت تساند موضوع املدح: وهي يف وصف وصول رسالة املعتمد: وصف حال املعتمد يف املاضي.

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

234

النموذج الثاين: -3-2-2

النموذج الثاين:

3-2-2-1-

:]من الطويل[1وقال وهو أسري أيسى على قصوره، وكتب هبا إىل ابن محديس، نرب وسرير ليه م سيبكي ع ر غربني أسي أرض امل غريب ب

زير هل دمع بينهن غ وين نا ض الصوارم والق دبه البي وتن م نكي رف ث وطال به ، والع دى كيه يف زاهيه والز اهر الن سيب

عد نشور فما يرتى للجود ب أغمات قد مات جوده إذا قيل يف و نفور وأصبح عنه اليوم وه ن وال ملك مستأنس به مضى زم ن دهور احليمىت صلحت للص ن الدهر املضل ل فاسد برأي م

ماء كثي اء الس وذل بين م اهنم اء زمالس م ماءأذل بين ض على األكباد منه حبور يفي اء عليهم فما ماؤها إال بك ر وخلفي روضة وغديأمامي ل أبيت ليلة فيا ليت شعري ه

يور تغين قيان أوترن ط ة العال بتة الزيتون موروثنب م راي حنوان ونشي تشي الث اده احليا بزاهرها الس امي الذ را ج

ورين والصب ال محب غيور غي عد سعوده ويلحظنا الز اهي وس ل ما شاء اإلله يسي أال ك سيا أم يسيا مناله تراه ع

هنالك م ن ا لل ن شور قبور يف محص احلمام وبعثرت قضى هللا

.99، 98ينظر: املعتمد بن عباد: الديوان، ص: - 1

املعتمد بن عباد

ابن محديس املعتمد بن عباد

ابن محديس ابتداء

جواب

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

235

اإلشارايت يف نص االبتداء: -3-2-2-1-1

جيري املعتمد اخلطاب على ضمري الغائب لبيان هول ما حله به، وأتثهر مظاهر ملكه بذلك. .أسي، غريبويصف نفسه بصفات:

االبتداء الذي أنشأه املعتمد ابإلشارايت املكانية، واليت تتمثهل حتديدا يف أمساء ويزخر نصه ، سرير، منرب. ويف أمساء رموز الـــــملك والسيادة: محص، أغمات، ال مغرب ني األمكنة؛ وهي:

سعد ،طيور، قيان، منبتة الزيتون، غدير، روضة، الز اهر، الز اهي، القنا، الصوارم البيض .السعود

ويدله ترتيب اإلشارايت املكانية املتمثهلة يف أمساء األماكن على االنتقال إىل املغرب وأغمات اف تدله على أنه هذا بة وحال األسر إىل املغرب وهي أوصبعد أن كان ابألندلس، وقد نسب الغر

على أنه إشبيلية مكان ليس ، يدله 1إلشبيليةوهو االسم املشرقيه حلمصاملكان معاد، وحىت ذكره ابلذي يبعث السعادة يف نفس املعتمد، فقد قـرنا ابحلمام ونشور القبور، وهذا للتعبري عن هول ا هي اليت انتزاع ملكه منه. وكأنهه ال يتذكهر من عاصمة مملكته إاله هذه التجربة املريرة، واليت يبدو أنه

ا احتفى بتفاصيل علقت بذاكرته وتذكهرها هبا. فاملعتمد مل حيتف ابملكان العامه وهو إشبيلية، وإمنه املكان الىت كانت من مظاهر سيادة بين عبهاد على إشبيلية.

فاملعتمد يتمىنه أن يبيت ليلة واحدة يف قصوره، هذا احللم الذي يراوده ينطلق إليه وهو مقيهد بته، وحدهث هبا شاعره. وكأنهه مل يرد أن يعرف غري ال يبارح مكانه، وما هي إال رغبة يف التحرهر انتا

ابن محديس رغبته يف احلرهية، ومن سجنه املوحش خيتار أن يهرب ابخليال واحلنني، ويصف الفتح بن خاقان احلصن الزاهر. فيقول:"وكان احلصن الزاهر من أمجل املواضع وأهباها، وأحبهها إليه

على القصر، ومجاله يف العيون، واشتماله ابلشجر والزيتون وأشهاها، إلطالله على النهر، وإشرافه)...( وكان كثريا ما يدير به راحه، وجيعل فيه انشراحه، فلمها امتده الزمان إليه بعدوانه، وسده عليه

.2أبواب سلوانه، مل حين إاله إليه، ومل يتمن احللول إاله لديه."

. 195،ص: 1ينظر: ايقوت احلموي: معجم البلدان، مج - 1 .94ينظر: الفتح بن خاقان: قالئد العقيان وحماسن األعيان، ص: - 2

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

236

احلجاج يف نص االبتداء: -3-2-2-1-2

جنده يستعمل احلجاج ابألصل اللهخمي؛ يف قوله: ماء كثي اء الس وذل بين م اهنم الس ماء زم ماءأذل بين

وهو حييل على املآسي اليت انتهت هبا حياة أسالفه من ملوك خلم.ا...إاله؛ وهو عامل حجاجي يوجهه القول حنو كما جنده يف احلجاج يستعمل العمل احلجاجي: م

وجهة واحدة، وهي النتيجة اليت يقصدها املتكلهم ال غريها. وفق مسارات تعده هي املواضع أي املعاين املشرتكة اليت يتهفق عليها مجهور املتلقهني، ففي قوله:

ض على األكباد منه حبور فيي اء عليهم فما ماؤها إال بك

نقوم ابستخراج املواضع املمكنة، وحتديد ما هو مقبول منها حجاجيا، وما هو فاسد. وهي كما

يلي:القول: ما ماؤها إاله بكاء عليهم، يروم الشاعر أن يوصلنا إىل نتيجة ضمنية مفادها: تذكهر مأساة

تج منه أربعة مواضع؛ واحد منها فقط مقبول حجاجيا:بين ماء السماء كلهما هطل املطر. نستن ( : ماؤها بكاء عليهم )+ +(1املوضع ) (-( :ماؤها ليس بكاء عليهم )+ 2املوضع ) +( -(: ليس ماؤها بكاء علهم ) 3املوضع ) (- -اء عليهم ): شيء آخر غري مائها ليس بك (4املوضع )

(: املوضع صحيح لكنهه ال يؤدهي إىل النتيجة، لذلك فهو فاسد حجاجيا، 2نالحظ أنه املوضع ) ومعىن املوضع أنه ماء السماء ظاهرة طبيعية حبتة.

( : صحيح لكن ال يؤدهي إىل النتيجة املقصودة، فهو فاسد حجاجيا، ومعناه: الدموع 3املوضع ) كاء على بين ماء السماء.هي اليت تصلح أن تكون ب

(: غري صحيح ألنهه يفتح النتيجة واملراد هنا حصر النتيجة، وهوفاسد حجاجيا. 4املوضع )

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

237

(: فهو الوحيد الصحيح، ألنه يؤدي إىل النتيجة املقصودة، من أنه ماء السماء بكاء 1أمها املوضع )

عليهم. وهو صحيح حجاجيا ألنهه يعربه عن قصد الشاعر. األفعال الكالمية يف نص االبتداء: -3-2-2-1-3

نلحظ استعمال التوجيهيات: : هو متنه ألمر مستحيل جاء لغرض التمينه وهو الغرض األصلي إلجراء ، فياليت شعريالتمينه

التمينه ، لكنهه وقع مشرتك لفظي:أال كل ما شاء اإلله يسي : الظاهر أنهه متنه

لتمين من الغرض املوضوع له يف األصل إىل غرض اليأس والتسليم ، فيخرج احيدث /سهل -يسي لقضاء هللا وقدره.

خيرج هذا االستفهام عن االستخبار إىل التعبري تراه عسيا أو يسيا مناله؟االستفهام: يف قوله: عن احلرية.

التحليل التداويل لنص اجلواب: -3-2-2-2

: ]من الطويل [1أرسلها املعتمد من األسر إىل الشاعرويقول يف قصيدة جواب للقصيدة اليت جي وجار زمان كنت فيه ت كرام عثور جرى بك جد ابل

ور ت رك الض رب وهي ذكإاناث ل لقد أصبحت بيض الظبا يف غمودها جور ويعدل دهر يف الورى وي الفا لألمور أموران تيء خ

دور ربوج ت زهر الدراري يف الو وم يناقض أمسه أس يف ي أتي كسوف بدور وترج من بعد ال ادات بعد مخوهلا وقد تنتخي الس

فقد ي قصر الضرغام وهو هصور دار عمرهتا لئن كنت مقصورا ب ر غريب أبرض املغربني أسي حممد :قال األسارى أن يأغر

.260، ص: ينظر: ابن محديس: ديوان ابن محديس - 1

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

238

ور وي قصم منها ابملصاب ذك ها فكاكالهلا يف تنافس من أغ ور بسور هلا إن السجون قب ها جى ابلظبا من سجون وكنت مس غي يغي هبا عند الصباح م رح م تذعر قطا الليل ق إىل اليوم ل

تني فقي يقلبه يف الر اح ى اح اند ابملكارم للغنوال ر و ضمي كأن ك قلب فيه وه انة لقد صنت دين هللا خي صي

كم وثبي وقلقل رضوى من كم ا رحلتم ابلندى يف أكف ومل أال فانظروا ه ذي اجلبال تسي ت رفعت لساين ابلقيامة قد أت

:اإلشارايت يف نص اجلواب -3-2-2-2-1

؛ فنجده يستعمل:رينوهع ابن محديس يف استعمال الضمائ صنت ،كنت ، كأن ك خاطب: وهي موجههة إىل املخاطب احملدهد وهو املعتمد، مثل: ضمائر امل

، وعلى أنهه صاحب فضل على املكان الذي حلهفيه، فقد : وتدله على تذكهر األايم اخلاليةعمرهتا .أصبحت أغمات عامرة ابملعتمد، يؤمهها الشعراء من أجله. فقد منحها شرفا حبلوله فيها

استعماله يف املضارع، لتوضيح احلالة احلالية للمخاطب. وإبراز وعي الشاعر املتكلهم هبذه :أتيأس احلالة.

:جيمع ابن محديس بينه وبني تيء خالفا لألمور أموراناستعمال ضمري اجلمع ملتكلهم، يف: وهو من املعتمد؛ وكأنه تقلهب احلال على املعتمد يعين تقلهبها على ابن محديس، ألنهه شاعره

املنتمني لبالط الدولة العبهادية إبشبيلية.: إشارة إىل اليوم الذي خرج فيه ول م ا رحلتم ابلندى يف أكف كمضمري املخاطب للجمع: استعمال

املعتمد وآله من القصر إىل األسر، وهم ال حيملون إاله الندى الذي هو دليل على القلهة.وهو ينصهب نفسه على رأس العملية التخاطبية بعد أن قام : رفعت لسايناستعمال ضمري املتكلهم:

.األسارى، آل عب اد، املعتمدبوصف مجيع العناصر املمكنة للسياق الذي يقصده: وهذا ليعربه عن هول احلادثة، واملتمثهلة يف تسبهبها يف قيام القيامة، وهذه القيامة اليت قامت هي

مد يف حديثه عن تقلهب األمور.قيامة ابن محديس الذي قرن نفسه مع املعت

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

239

: ص هو نص جواب لقصيدة املعتمد؛ ومثاهلااستعمال ملفوظات للداللة على أنه هذا الن

ر غريب أبرض املغربني أسي حممد :قال األسارى أن يأغر ، وهذا يدله على أنه صوته مازال مسموعا، بتداء الذي بعثه املعتمدالفالعجز هو مطلع نص ا

وكالمه مازال يردد. . حممداستعمال االسم الشخصي للمعتمد:

احلجاج يف نص اجلواب: -3-2-2-2-2 يف قوله: احلجاج التقوميييستعمل

ر غريب أبرض املغربني أسي حممد :قال األسارى أن يأغر

يدفع إىل التساؤل: ما الشيء الذي أدخلهم يف الغفلة واخلديعة؟ واجلواب: األسارى 1أغر فالقول: ، وهو يضع معرتضا على كالمه، ويتوقهع ما يقول املتلقهون ليحاججهم به، ..أن يقال حممد غريب.

ليصل إىل نتيجة مفادها: املعتمد ليس مأسورا أبغمات لكنهه عمرها.وهو توظيف معارف مشرتكة بني الشاعر واملخاطب املقصود مال احلجاج ابملشرتك: استع

.وقلقل رضوى منكم وثبيها يف قوله: ابخلطاب، ومجهور املتلقهني، وقد استعملثنا حممهد بن حيىي أبو عنان الكناين، حدهثنا رضوى ثنا عمر بن شبهة، حده : قال ابن أيب حامت، حده

ران، عن معاوية ان عبد هللا، عن اجللد بن أيوب، عن معاوية بن قرة، عن أنس عبد العزيز بن عم؛ قال:" مهاجتلهى هللا تعاىل للجبال -صلى هللا عليه وسلم –عن النيب –رضي هللا عنه –بن مالك

طارت لعظمته ستهة أجبل، فوقعت ثالثة ابملدينة وثالثة مبكهة مبكهة، وقع ابملدينة. أحد وورقان ولما جاء موسى ﴿وورد هذا يف تفسري قوله تعاىل: 2وى.ووقع مبكة حراء وثبري وثور" .ورض

است قر قال لن ت راين ولكن انظر إىل اجلبل فإن لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرين أنظر إليك

: أغرهه أي أدخله يف الغرهة: أي الغفلة واخلديعة. ينظر: جمموعة من الباحثني: املعجم الوس - 1 يط، مادة: ، ص:.أغره، ينظر:ابن كثري: تفسري القرآن العظيم، تح: سامي بن حممد السالمة، إهداء من سلطان بن حممد بن سعود الكبري، دار طيبة للنشر والتوزيع - 2 . 471، ص: 3، مج1999، 2ط

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

240

ف لما تلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ف لما أفاق قال مكانه فسوف ت راين 1﴾سبحانك ت بت إليك وأان أول المؤمنني

: من أعظم جبال مكهة، بينها وبني عرفة، سـمهي ثبريا ابسم رجل من هذيل، مات يف ذلكثبيوجاء يف احلديث النبوي الشريف؛ عن مثامة بن حزن القشريي رمحه هللا 2اجلبل فعرف اجلبل به.

قال:شهدت الدار حني أشرف عليهم عثمان رضي هللا عنه،فقال: أنشدكم ابهلل وابإلسالم، هل ومعه أبو بكر، وعمر ، كان على ثبري: ثبري مكهة، –صلهى هللا عليه وسلهم –تعلمون أنه رسول هللا

ا –صلهى هللا عليه وسلهم –وأان. فتحرهك اجلبل، فركضه رسول هللا برجله وقال: اسكن ثبري، فإمنهعليك نيبه، وصدهيق، وشهيدان". قالوا: اللههمه نعم. قال: هللا أكرب. شهدوا يل وربه الكعبة أينه

3شهيد.ثالاث" . خالل القرينة اللغوية قلقل، دليل على عظمة آل عبهاد . إنه حترهك هذه اجلبال املقدهسة من

ونستنتج أن ابن محديس حيرص على تضمني قصائده شواهد حيتجه هبا للمرتبة اليت يعلي هبا املعتمد. هذا جوهر مدح املوك كما يقول قدامة بن جعفر: فالشاعر"حيرص على اإلتيان بشواهد

. فتساعد هذه احلجج يف إصابة وجه املدح املقصود؛ 4مللوك"متثل القمة يف إصابة الوجه يف مدح ا وهو هنا يتمثهل يف: قيمة املعتمد ورفعته.

األفعال الكالمية يف نص اجلواب: -3-2-2-2-3

حسب تقسيم –ينتمي هذا اجلواب إىل غرض املواساة واملدح، وهي تنتمي إىل التعبريايت ازي التعبري عن املوقف النفسي، وهو يف هذه احلالة يعربه وغرضها اإلجن –سريل لألفعال الكالمية

عن حالة ملكه بعد األسر، وجور الدهر عليه. وجيب توفهر شرط اإلخالص؛ وهو أنه ابن محديس لديه رغبة يف التعبري عن حالة ملكه املعتمد ومواساته بذلك.

.143سورة األعراف اآلية - 1 .73، ص: 2ينظر: ايقوت احلموي: معجم البلدان، مج - 2. رواه الرتمذي ، وقال حديث حسن ، وقد أوردان اجلزء من 3703. رقم احلديث: 72، 71، ص: 06ظر: الرتمذي: سنن الرتمذي، مج: ين - 3

احلديث الذي يهم الدراسة. .82: ص: 1302. 1ينظر: قدامة بن جعفر: نقد الشعر، مطبعة اجلوائب قسطنطينية، ط - 4

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

241

اه املطابقة أنه الشاعر ال يروم التأثري يف غريه، وغايته القصوى هي التعبري عن املوقف واحلالة واجتهالنفسية. وهذا ما يفسهر السبيل اليت انتهجها يف احلجاج. وهي سبيل لإلخبار حبال املعتمد وليس

جتاوزها لفعل شيء أكثر. ومن أمثلة التعبريايت:

جي فيه ت وجار زمان كنت كرام عثور جرى بك جد ابل للتعبري عن انقالب احلال على املعتمد.

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

242

مع ابنه الرشيد:-3-3

ينتمي املعتمد بن عبهاد إىل عائلة شعراء، فوالده املعتضد كان شاعرا، وإن غلبت مواقفه السياسية وهذا ما نلمسه من خالل مطالعة ديوانه أو على شعره، وأبناؤه: الراضي وبثينة والرشيد أيضا شعراء

عتب املعتمد على ابنه الرشيد يف طريقه من أخباره. ومن جنس املراسالت جند ما ورد عندما [من اخلفيف ]مكناسة إىل أغمات، عتبا أفرط فيه . فكتب إليه الرشيد يستعطفه:

وحبيب النفوس واألرواح اي حليف الندى ورب السماح حملة من جبينك الوض اح ام النعمى علي التماحيمن مت

ياء الص باح واملصباح عن ض د غنينا ببشره وسناه ق.مثه يستعمل ضمري حبيب، حليفيتهجه الرشيد إىل خماطبه ابلنداء، واستمال ضمري املخاطب؛ يف:

. وهذا للتعبري عن غنيناإىل التعبري بضمري اجلمع للمتكلم؛ يف: . لينتهيالتماحي، علي املتكلهم: أبناء املعتمد وحتقيق االنتماء إىل والدهم.

[من اخلفيف ] :1 فرده عليه املعتمد قائال

ب النفوس واألرواح و حبي كنت حلف الندى ورب السماح

وم الكفاح ض األرواح ي ولقب وم العطااي إذ مييين للبذل ي

ح خيل يف جمال الر ما ي قحم ال ايل لقبض كل عنان وش

تباح احلمى مهيض اجلناح مس يوم رهن أسر وفقر وأان ال

معتفني يوم الس ماح س وال ال ص ريخ إذا حضر الن ا ال أجيب ال

ين األشجان عن أفراحي شغلت ذي عهدت عبوساري ال عاد بش

ان ترفة الل م اح ولقد ك ون كريه فالتماحي إىل العي

.94 ينظر: املعتمد بن عبهاد: الديوان، ص: - 1

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

243

. هذه الفاعلية كانت يف كنت لفعل املاضي يقوم بدور الفاعليهة يف: استعمل ضمري املتكلهم مع ام اخلالية اليت كان يقيم العدالة فيها.شايل، ميييناملاضي، وانتهى زمانه. ومع االسم: . فيتذكهر األايه

فهظ لينتقل إىل مفهوم جديد هو التعبري عن التزامنيهة؛ واليت تتجسهد يف التعبري ابلتزامن مع وقت التل . ويواصل تفصيل وأان اليوم رهن أسر وفقر ابخلطاب.ابستعمال الضمري املنفصل" أان" يف قوله:

. إنه األسر والفقر التماحي إىل العيون كريه، عاد بشري، شغلتين، ال أجيب التعبري عن واقعه: حبيب النفوس الواقع به وقت التلفهظ هو ما أدهى إىل اختالف نظرة الناس إليه، فبعد أن كان:

واألرواح، ويبذل العطااي، ويقبض األرواح، ويقود املعارك. فأصبح مستباح احلمى مهيض اجلناح. فال ميكنه أن ييجيب الصريخ ألنه حاله تعطهلت ابألسر. ألنه واجباته تعطهلت بفعل األسر،

عتبار أنهه ملك، وانقلبت احلال عليه من بشر غلى عبوس، وبعد أن كان الناس يتمنهون رؤيته، اب أصبحوا يكرهون التماحه.

[من اخلفيف ] :1وقوله ح تباح احلمى مهيض اجلنا مسقر يوم رهن أسر وف وأان ال

امنية ؛أي يف وقت : اليوم يقصد هبا زمان التلفظ فالعالقة هي التز وأان اليوم رهن أسر وعسر احلديث ذاته.حيث يضيف إليها قرينة متنع من االلتباس، فاحلاضر عند املعتمد هو حاضر األسر

ال غريه وهذا يناقض املاضي الذي يندم عليه كثريا.إنه أهم ما مييهز هذه املراسلة بني االبن ووالده؛ هو الرد على االستعطاف ابلشكوى إذ ال يهمه

ر العالقة مع صاحب القصيدة األوىل فهذه العالقة فطرية رابنية، ال حيتاج إىل العتمد متتني أواص التكلف يف متتينها أو بذل جمهود للحفاظ على التواصل بينهما.

واثين ما نالحظه هو وجود املرجعية، وهذا ليثبت لنا أن نص املعتمد هو الرد على نص الرشيد. يف قول املعتمد :

ب النفوس واألرواح و حبي ورب السماح كنت حلف الندى

وهو رده على قول الرشيد:

.94ينظر: املصدر نفسه، ص: - 1

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

244

وحبيب النفوس واألرواح اي حليف الندى ورب السماح

وقول املعتمد:

ين األشجان عن أفراحي شغلت ري الذي عهدت عبوسا عاد بش

رده على قول الرشيد:

ياء الص باح واملصباح عن ض د غنينا ببشره وسناه ق وقول املعتمد:

ان ترفة الل م اح ولقد ك ون كريه فالتماحي إىل العي

رده على قول الرشيد:

حملة من جبينك الوض اح من متام النعمى علي التماحي

فاملرجعية تتمثهل يف وجود ذلك اخليط الرفيع بني النصهني األوهل والثاين واليت بنيه للشاعر األوهل، نجز هو الرده على النص األوهل ال غريه.مثه لعموم القرهاء أنه النص امل

احلواريهة: إنه ما نالحظه على هذه املراسلة يتمثهل يف توايل األغراض؛ فالنص األول كان مدحا وجوابه كان شكوى، وتفسري ذلك يعود إىل أنه املعتمد ال يرى حاجة لتوطيد عالقته التخاطبية

جاوز عالقة ملك أسري بشاعر إىل عالقة األب ابلرشيد ألنهه ابنه أساسا، فالعالقة بينهما تتفال ميدحه وال يعلي شأنه. ‘ اببنه.وينزع املعتمد يف جوابه إىل البعد عن التكلهف يف الصياغة والتعبري

ا يعربه عن مشاعر الغضب من ابنه بكله أرحييهة. ابلرتكيز على حال املعتمد يف املاضي وحاله يف وإمنهشارة ولوم على عدم زايرة الرشيد له يف أسره ا، وفيه إإىل العيون كريه احلاضر، حيث أصبح التماحه

ابلرغم من كونه يف املغرب يف فرتة كتابة املراسلة.

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

245

خامتة يف ختام هذا الفصل نصل إىل مجلة من النتائج:

تعده املراسالت الشعرية صنفا من الشعر القى ازدهارا يف األدب األندلسي. فأصبح الناس -

ن شعرا. يتكلمو هنالك شبه كبري بني بناء القصائد يف املراسالت الشعرية وبنائها يف الرتسل النثري، حيث -

أصبحت لديها ضوابط، تتمثل يف الورود يف نفس الوزن، ونفس القافية، وتوايل املوضوعات.ئج كان للخطاب املوازي يف املراسالت، أمهية ابلغة يف حتليل النصوص، والوصول إىل النتا-

املرجوهة.تعده املراسالت الشعرية جماال خصبا من جماالت التواصل، فهي متثهل مدوهنة جيهدة للدراسة -

التداولية.املرجعية من أهم املنطلقات يف حتليل املراسالت الشعرية تداوليا، فالنص الثاين البد وأن يورد -

احمليطة، وإمكانية أتخهر الرده، فإيراد للظروفعناصر لغوية وأشطرا من النص األول، ويف هذا مراعاة .هذه املؤشهرات يبنيه أبنه النصه الثاين هو جواب للنصه األوهل

مع الدهاين: نستنتج من خالل النموذجني املدروسني ما أييت: -النموذج األول كان مكاتبة تتكون من أربعة نصوص؛ وهذا يثبت لنا العالقة اجليهدة اليت تربط -

م ملكه زمنا طويال.املعتمد ب شاعره الذي قضى معه أايهتتحقهق اإلجنازية من خالل تقدمي الصلة من طرف املعتمد وردهها من طرف الداين؛ هذا الرده -

ا يعين تقدير الظروف الصعبة اليت ميره هبا املعتمد. وهذا ما يربهره وجود الذي ال يعين رفضها، وإمنه. وهو استدعاء ملبدأ أساس يف النظرية التداولية وهو نصه االستئناف، ونص جواب االستئناف

الضمينه، وهو القيام بفعل وإرادة شيء آخر.استعمال اإلشارايت لتحقيق الرتاتبية والقيام من خالهلا مبساندة غرض املدح. فنجد إعالء -

لقيمة املخاطب عند الداين. ـــــــــــــــــــــــ عتاب / مدح.احلوارية: توايل األغراض يف املكاتبة: شكوى/مدح ــــ -

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

246

احلجاج: احلجاج يف نص اجلواب يكون أقوى منه يف نص االبتداء، فالشاعر الثاين هو من يقع - عليه اجلهد األكرب يف صياغة احلجج.

حياوالن تتأسهس املراسالت على العالقة املوجودة قبال بني الــمرسل والــمرسل إليه، فلذلك - ومتتينها. لى استمراريتهااحلفاظ ع

اإلجنازية من بني أهم املفاهيم اليت تقوم عليها التداولية، وهي ركيزة يف املراسالت الشعرية، -فبدون إجناز نص اجلواب ال معىن لنص االبتداء، فيخرج من جنس املراسالت إىل النص الشعري

العادي.األغراض مثل: االعتذار/ املدح.الشكوى/ احلوارية مبدأ تقوم عليه املراسالت، من خالل تتابع-

املواساة. التوجهه ابخلطاب إىل خماطب بعينه وهو املقصود ابخلطاب يف القصيدة. -يستعمل املعتمد ضمري املتكلهم أكثر من ضمري املخاطب ملالءمته لغرض الشكوى، أمها الداين -

فإنهه يركهز على ضمري املخاطب إلثبات التضامن معه. كهز املعتمد على األسر مكاان، والداين يركهز على مظاهر امللك الغابر.ير - يستدعي املعتمد احلجاج ابملشرتك، وخيتار الداين من املشرتك ما تضمهن الوفاء والعطاء. -كل من املعتمد والداين يستعمالن التوجيهيات املتمثلة يف أسلوب األمر. ويتجهان إىل إنقاص -

لفعل األمر خلروجه إىل الطلب، ويستعمالن الصيغ وامللفوظات املناسبة لإلنقاص القوهة اإلجنازية من القوة اإلجنازية.

لشعر عن تفاصيل احلياة اليومية؛ يف طلبه أخذ زاد اهتمه الداين، جبزئية تعبري ايف النموذج الثاين: -ملعتمد، مادام له بيت. جيههز السفر من بيت املعتمد، وهنا يتجلهى شعور الـــملك الذي مل يفارق ا

منه املسافرين. ويظهر من املراسلة من خالل الطلب يف نص االبتداء وإجابة الطلب يف نص اجلواب. وقرب املسافة املكانية الذي مل يثن الداين عن طلب الزاد شعرا.

مع ابن محديس الصقلهي: -وجند املعتمد يزاوج يس فقد رده ابملدح.يف النموذج األول : قام املعتمد ابالعتذار أما ابن محد -

بني استعمال ضمري املتكلم وضمري املخاطب، أما ابن محديس فيعمل على إعالء مكانة املعتمد، مبعاملته وكأنهه مازال ملكا؛ من خالل ملفوظات: العبد، املوىل، خدهام ملكك، نعماك.

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

247

اليت أتى هبا املعتمد: احلمارأ النسرأ ويف احلجاج يقوم ابن محديس إبجراء مقابلة بني احلجج - السوذق، القمري، ابستغالل احلجاج ابملشرتك والتقنية التشبيه.

واستعمال األفعال التقريرية الوصفية يف األفعال الكالمية لوصف الواقعة اليت أدهت للمراسلة. -تفي ابملكان األليف، ابملكان؛ فمن انحية املعتمد جنده حي ويف النموذج الثاين؛ جند االحتفاء -

بذكر أماكن من املاضي، والرتكيز على االنتماء اللهخمي. أمها ابن محديس، فقد اهتمه ابملكان وربط عالقة بني األماكن اليت يذكرها ونكبة آل عبهاد كذكره لرضوى وثبري. وإضفاء األلفة على أغمات

بوصفها الدار اليت عمرها املعتمد.لة يف الشكوى من ظرف املعتمد، واملواساة واملدح من طرف ابن محديس وجند احلوارية املتمثه -

حيث يستعني ابلتعبريايت للتعبري عن أقصى ما ميكنه تقدميه للمعتمد، وهو التعبري عن حاله.ضرب ابن محديس الصقلهي وأبو بكر الداين املثال يف الوفاء واإلنسانية جتاه ملكهم املعتمد بن -

نصوص املراسالت الشعرية ، وطرق حتليلها. اليت جسهدت مظهرا من مظاهر عبهاد، وجسهد ذلك الرتف احلضاري الذي وصلت إليه األندلس يف ذلك العصر.

احتفى املعتمد مع ابن محديس ابملكان والتمين. فاملعتمد مل تفارقه صورة امللك والشاعره. -وج ابملراسلة من نصني: االبتداء وقد طبهق مفهوم الضمين، من خالل رده صلة املعتمد، واخلر واجلواب إىل ثالثة نصوص: االبتداء، اجلواب، املراجعة، اجلواب.

األب اببنه، االيت ال يلتزم فيها فهي تعربه عن عالقة ع ابنه الرشيد؛مأمها يف منوذج املراسلة -ألنهه يف بط املراسلة وال جيد داعيا ملراعاة ذوق الطرف اآلخر من املراسلة ، ابضو األب

النهاية العالقة اليت تربط بينهما عالقة إهليهة فطرية، ال تنتهي ابملراسلة.

املراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد الفصل الرابع

248

248

الامتة

249

الامتة

249

:الامتة

يف ختام هذه الدراسة نصل إىل مجلة من النتائج نذكرها فيما يلي:يف األسر يف الشعر العريب القدمي طواعية عند تطبيق املنهج التداويل إبداء النص الشعري الذي قيل -

عليه، بشرط اإلحاطة ابلسياقات املختلفة هلذا اخلطاب، خاصة منها السياق التارخيي وظروف ومالبسات القول الشعري.

حموراي يف تؤدهي مفاهيم مفاهيم نقدية معاصرة مثل مفهوم النص املوازي الذي قدهمه جريار جينيت دورا - الدراسة التداولية.

يساهم تقسيم التداولية إىل درجات ؛ اإلشارايت ، احلجاج، األفعال الكالمية . يف إضفاء صفة - املنهجية عند التطبيق.

إنه اخلطاب الشعري ميتاز ابخلصوصية، وذلك ألنه املتكلهم فيه غالبا هو الشاعر، الذي ال - حياورها، وابلتايل تطبيقه ملبدأ السلطة.خيتار دائما إعطاء الكلمة للذوات اليت

تساعد تنظريات غربية وعربية الستجالء توظيف اإلشارايت يف اخلطاب، والوصول إىل -الغرض التداويل يف اخلطاب. مثل: التزامنية يف الزمن الذي اقرتحته أوركيوين، التعبري عن

لتقين إىل ضمائر حضور ه بنفنيست، وتصنيف الضمائر احالذاتية يف اللغة الذي اقرت وضمائر غياب وهو ما اقرتحه متهام حسهان.

إنه شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد خطاب تتوفهر فيه اإلشارايت على تنوعها. -

ت اإلشارايت الشخصية عن الذوات اليت استدعاها ا - ملعتمد يف أسرايته، فكانت طرفا عربه حوار أو موضوعا له.لل

سبة تفوق بكثري استعمال ضمائر الغياب فاستعماله لضمائر استعمال ضمائر احلضور بن -التكلم واخلطاب وأمساء اإلشارة مبختلف فروعها غلب على استعمال ضمائر الغياب املتمثلة يف ضمائر الغائب .وهذا دليل على نتيجة تداولية هامة توحي ابستحضار الشعر

للذوات اليت كان خياطبها.

الامتة

250

ت - ني: التعبري عن نفسه وخماطبتها.والتعبري عن عتمد يف حالضمائر احلضور عن امل عربهفخره ابألصل اللخمي، وتشخيصه لذوات من الطبيعة وخماطبتها، لبعربه بذلك عن الوحشة

والوحدة.

استعمل ضمائر الغياب للتعبري عن الذوات املعيقة له واليت أراد تغييبها،ومتثلت يف - املرابطني، وشعراء طنجة.

رايت املكانية يف تعبريه عن أماكن أليفة أحبهها أو عاش فيها أو تذكهرها، استعمال اإلشا - وهي: . متثلت يف األبنية اليت شادها هو وأسالفه.

يف حني عربه املكان الــــمعادي عن : أماكن مغربية نسب إليها أسره ومعاانته.مثل أغمات اليت خلهدها بشعره، واملغرب اليت -

أسره، وطنجة اليت نسب إليها الشعراء الذين غيهبهم يف اإلشارايت الشخصية.نسب إليها أماكن أندلسية كرهها بسبب األحداث اليت وقعت فيها وهي: قرطبة اليت قتل فيها ابنه، -

ورندة اليت قتل فيها ابنه اآلخر، وإشبيلية اليت عدهها مكاان حللول املوت. وقد مسهاها محص ذي وضعه األندلسيون هلا. االسم املشرقي ال

تحديد؛فاملعتمد ذكر أحدااث نستنتج أنه استعمال اإلشارايت الزمانية متيهز ابلدقهة وال -خاصة حبياته، ال ميكن أبيهة حال معرفتها دون االطهالع على سريته، حنو: يوم وقصصا

ياسي.الطني الذي يشكهل مرحلة هامة من حياته اليت متيزت ابلدعة واالستقرار السومتثلت اإلشارايت الزمانية األخرى يف األحداث السياسية املفصلية يف اترخيه، وهي معركة -

الزالقة ) يوم العروبة ( والذي ميثهل أوهل عهد املرابطني ابألندلس واخلطوة األوىل لتضعضع امللك ولو بعد حني. ورغم حتديد اإلشارايت الزمانية إال أنا تلتقي أبمرين :

عتمد من تضمينها يف شعره: وهو ختليد هذه األحداث وتبيان أهم املراحل يف قصد امل - حياته.

سامهت اإلشارايت عموما على إشراك القاريء و حتفيز املتلقي على معرفة سريته - الشخصية وإعطاء صورة عامة له عند عامة القرهاء .

الامتة

251

وي اإلقناع، رغم ال يوجد خطاب بال حجاج،خاصة اخلطاب الشعري، فالشعر خطاب حي - قيامه على عنصر التخييل.

ال يتأتهى استجالء مواطن احلجاج، وكيفية توظيفه إاله ابإلحاطة حبيثيات املدوهنة والسياق - الزماين واملكاين، و التطورات السياسية يف الفرتات التارخيية املدروسة.

ز التعبري عن معاين ساهم شعراء املعتمد ابن محديس الصقلهي وأبو بكر الداين، يف تعزي -القيد، وابلتايل أتييد املعتمد يف إقناع شعبه يف إشبيلية بتخفيف القيود عنه. وهو ما حدث فعال، ودواوين الشعراء تثبت ذلك. وقد ركزا على استعمال التشبيه ألنهه قياس واضح

وقريب، كما اعتمدا على عالقة االقتضاء اليت تقوم على مفهوم املفارقة.

ر األسر عند املعتمد بن عبهاد على عدهة أنواع من احلجج. تعدهدت فيها احتوى شع -اآلليات؛ كالتشبيه والتشخيص واآلليات البالغية األخرى.وتوظيفنا للسالمل احلجاجية، جيعلنا نصل إىل درجات االستنتاج اليت يدفع الشاعر إليها متلقهيه. وكذلك حتليل العبارات

جية. ومعرفة أتثريها على اإلقناع، واستنتاج السالمل احلجاجية اليت حتوي على الروابط احلجا اليت تفسرها.

قام املعتمد ابستدعاء تقنيات أخرى يف احلجاج، كتأسيس الواقع بواسطة احلاالت اخلاصة؛ -واألمر الذي يفسهره استعمال غرض الفخر، فكأنهه يبين واقعا جديدا يف األسر، ليتخلهص

ا.به من احلال اليت يعيشه

قام ابستعمال احلجاج ابملشرتك، خاصة ابستدعاء ما تعارف عليه العرب من حيواانت، -كالقطا، والغراب الذي يعكس تصوهر العرب له لينتقل من الداللة على الشؤم إىل الداللة

على السعد، حسب السياق الذي وردت فيه.ألديب، والشعري منه نظرية األفعال الكالمية جماال خصبا للتطبيق على اخلطاب ا تعده -

خاصة.اه - إنه تقسيم سريل األفعال الكالمية حسب الشروط التمهيدية وشرط اإلخالص واجته

املطابقة، تقسيم يلقى ترحيبا عند التطبيق، ألنه يفسح اجملال أمام تصنيف معاصر يستمده منهجيته من رافدين، مها البالغة العربية، والتداولية املعاصرة.

الامتة

252

م تعديل القوة اإلجنازية الذي اقرتحه حممد العبد، يساهم يف معرفة قوة إنه تطبيق مفهو -اخلطاب، ومدى أتديته لشدة الغرض سواء أكان ابلسلب أو ابإلجياب. ابستغالل

العناصر اللغوية املتوفرة يف النص الشعري.وجدانها يف نظرا لطبيعة املدونة، فإننا اقتصران على العمل على أنواع األفعال الكالمية اليت -

شعر األسر عند املعتمد بن عبهاد؛ وهي: التعبريايت، التقريرايت، التوجيهيات.تكثر التقريرايت عند املعتمد، وهذا يثبت أنه شعره يف األسر كان مذكهرات، كتب فيها -

تفاصيل حمنته. وقد ساعدت النصوص املوازية على فهم النصوص وأتويلها، ألنه التقرير ا ه مطابقة مع الواقع.وفيها أمكننا تطبيق قوانني اخلطاب كمبدأ التعاون يعتمد على اجته

ونظرية املالءمة، على الوصول إىل حتليل أسهم يف تطبيق هذه املفاهيم على النص الشعري.استعمل التعبريايت يف نصوص راثء بنيه، ألنا كانت تعبريا عن معاانته، وكان يتجه هبا إىل -

العامل.بني ات ) الطلبيات( يف غضون النصوص الشعرية؛ وقد تنوع استعماهلااستعمل التوجيهي -

التمينه أنواع األساليب اإلنشائية املعروفة: االستفهام، األمر، النهي، النداء.خرج االستفهام إىل التقرير والنفي والتعجب، وهذا ابالنتقال إىل القوة اإلجنازية املستلزمة -

مقاميا.ر بغرضه الصريح يف خطاابت احلكمة اليت يوجهها إىل نفسه كثر استعمال أسلوب األم -

ويدعوها إىل الصرب والتجمل. كما خرج إىل املعىن املستلزم مقاميا، واقتصر على الدعاء ألنه رتبة املعتمد كانت دائما األدن فكان يطلب الدعاء، ويدعو للمخاطبني ابستعمال

ل،فعل الدعاء الصريح أو مصدره.صيغ متنوعة: الفعل املبين للمجهول، اسم الفعكان اندرا استعمال أسلوب النهي، فقد استعمل مرة وحيدة يف خطاب الفخر أبصله -

اللخمي، وهو خياطب به املتلقي الكوين أبن اليراع. كان ورود النداء متعاضدا مع األساليب األخرى؛ كالدعاء، واالستفهام. -من جماالت التواصل، فهي متثهل مدوهنة جيهدة للدراسة تعده املراسالت الشعرية جماال خصبا -

التداولية.

الامتة

253

يف حتليل املراسالت الشعرية تداوليا، فالنص الثاين البد وأن يورد املرجعية من أهم الضوابط - عناصر لغوية وأشطرا من النص األول، ويف هذا مراعاة للمتلقي الكوين، حيث يعرف من خالل

ا قيلتا يف جنس املراسالت.قراءة القصيدتني أنماإلجنازية من بني أهم املفاهيم اليت تقوم عليها التداولية، وهي ركيزة يف املراسالت الشعرية، -

فبدون إجناز نص اجلواب ال معىن لنص االبتداء، فيخرج من جنس املراسالت إىل النص العادي. ع األغراض مثل: االعتذار/ املدح.احلوارية مبدأ تقوم عليه املراسالت، من خالل تتاب -

الشكوى/ املواساة.يتأسهس نص اجلواب يف املراسلة، على نص االبتداء. يف البناء من انحية استعمال اإلشارايت ن -

أو استعمال احلجج.يقع اجلهد األكرب على الشاعر الذي يكتب نص اجلواب، من جهة التضامن يف استعمال -

نة املرسل إليه. عندما يكون املعتمد هو املرسل إليه.الضمائر واإلعالء من مكاإىل إجراء التقابل بني احلجج. فالشاعر الثاين أييت حبجج تقابل الشاعر يف نص اجلوابيسعى -

كنها تكون أكثر منها تنوعا.أو متاثل احلجج الواردة يف نص االبتداء. اليت يفرضها نص االبتداء. يتالءم اختيار الفعل الكالمي الكلهي حبسب احلوارية -املثال يف الوفاء واإلنسانية جتاه ملكهم املعتمد بن ابن محديس الصقلهيو ضرب أبو بكر الداين -

صوص املراسالت الشعرية ، وطرق حتليلها.نعبهاد، وجسهد ذلك لة من ابملراسمفهوم الضمين، من خالل رده صلة املعتمد، واخلروج كل من املعتمد والداين طبهق -

وهذا يدله .نصني إىل جعلها مكاتبة تتكوهن من أربعة نصوص؛ ابتداء ، جواب، استئناف، مراجعة على جتسيد العالقة املتينة بني املعتمد والداين يف الواقع ونقلها إىل ميدان املكاتبة.

عن تفاصيل احلياة جبزئية تعبري الشعر وابن محديس؛ فالداين يهتمه اهتمه الداين يشرتك كل من -لب أخذ زاد السفر من بيت املعتمد. وابن محديس يف وصفه لسجهاين املعتمد خبدهام اليومية، كط

هبذا يكرهس شعور الــملك الذي مل الــملك، وأبن أغمات قد عمرت بوجود املعتمد فيها . ومها يفارق املعتمد.

ه املعتمد ابحلفاظ على نحى أخر، مل يلتزم فيوقد أخذت املراسلة بني املعتمد وابنه الرشيد م - العالقة املؤسسة ابخلطاب، فرده على مدح الرشيد ابلشكوى ، ومل جند يف النص ما يدله على

الامتة

254

الشكر، أو التضامن مع املرسل، وهذا يعود إىل العالقة األبوية بني املعتمد والرشيد، ليت يضمن غضب منه يف املراسلة الشعرية.املعتمد بقاءها ، حىته يف حال تعبريه عن ال

ويف ناية البحث ، أتوجهه ابلشكر لألستاذ املشرف األستاذ الدكتور أمحد بلخضر على وقوفه

على البحث يف مجيع مراحله، وتقدمي التشجيع املعنوي، والعون العلمي يل يف هذا البحث ويف حبوث أخرى سابقة.

الامتة

255

ائمة املصادر واملراجعق

قائمة املصادر واملراجع

256

قائمة املصادر واملراجع:

القرآن الكرمي برواية ورش عن انفع

املصادر: الديوان، تح: أمحد أمحد بدوي وحامد عبد اجمليد، إبشراف اد ) املعتمد(: ابن عبه -1

.1951طه حسني،املطبعة األمريية ابلقاهرة، د.ط،

:املعاجم :املعاجم .1977. م البلدان، دار صادر، بريوت، د.طاحلموي )ايقوت(: معج -1ببوالق : املخصص، املطبعة الكربى األمريية) أبو احلسن علي بن إمساعيل(ابن سيدة -2

هـ. 1216مصر، . 2004، 4جممع اللغة العربية: املعجم الوسيط، القاهرة، ط -3 صادر، بريوت ،: لسان العرب، دار ) أبو الفضل مجال الدين بن مكرم(ابن منظور -4

. د.ط، د.ت املراجع ابللغة العربية:

ابن األثري) عز الدين أبو احلسن اجلزري ( : الكامل يف التاريخ،تح: أبو الفداء عبد -5 .1987. 1هللا القاضي، دار الكتب العلمية بريوت لبنان، ط

من الوعي ابخلصوصيات –أدراوي ) العياشي(: االستلزام احلواري يف التداول اللساين -6، 1لظاهرة إىل وضع القوانني الضابظة هلا. منشورات االختالف، اجلزائر، طالنوعية ل2011.

1952 ،2موسيقى الشعر، مكتبة األجنلو مصرية، ط أنيس )إبراهيم(: -7الدار البيضاء، : احلوار ومنهجية التفكري النقدي، إفريقيا الشرق، ( حسانالباهي ) -8

.2000. 1ط

فهرس املوضوعات

257

لوم القرآن ، ن يف شعر العرب، مؤسسة ع: األسر والسجالربزة )أمحد خمتار( -9 .1985دمشق،

، النظرية األلسنية عند رومان جاكسون دراسة ونصوص، )فاطمة الطبال( بركة -10 .1993، 1ان، ط املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بريوت لبن

:حتليل اخلطاب املسرحي يف ضوء النظرية التداولية ، منشورات (عمربلخري ) -11 .2003. 1الف ، اجلزائر العاصمة، طاالخت

: الرسائل األدبية ودورها يف تطوير النثر العريب القدمي )مشروع (صاحل بن رمضان ) -12 .2007، 2ارايب، بريوت لبنان، طقراءة شعرية(، دار الف

بوبكري : التداولية وحتليل اخلطاب، )مقاربة نظرية(، جملة (راضية خفيفبوبكري ) -13 .2004. متوز399دف األديب، العداملوق

الرتمذي ) أبو عيسى حممد بن عيسى بن سورة(: اجلامع الصحيح وهو سنن -14 .1996، 1الرتمذي، تح: بشار عواد معروف، دار الغرب اإلسالمي، ط

التفتازاين ) سعد الدين(: خمتصر السعد شرح تلخيص كتاب مفتاح العلوم، تح: عبد -15 .2003احلميد هنداوي، صيدا بريوت ،

:ديوان أيب متام،تقدمي وشرح حمي الدين صبحي ،دار صادر )حبيب بن أوس(مأبو متا -16

.1وت لبنان ،طبري اجلاحظ ) أبو عثمان عمرو بن حبر(: البيان والتبيني، تح: عبد السالم حممد هارون، -17

.1983، 4مكتبة اخلاجني القاهرة، طحممد هارون، مكتبة : احليوان، تح: عبد السالم -18

.1983. 4اخلاجني، القاهرة، طاجلرجاين) عبد القاهر(: أسرار البالغة يف علم البيان، صححه وعلق عليه: حممد -19

.1988. 1رشيد رضا، دار الكتب العلمية بريوت بنان، ط: دالئل اإلعجاز يف علم املعاين، صححه وعلق عليه: حممد -20

ار الكتب العلمية بريوت لبنان، د.ط. د.ت.رشيد رضا، د . 1302. 1ابن جعفر )قدامة (: نقد الشعر، مطبعة اجلوائب قسطنطينية، ط -21

فهرس املوضوعات

258

والنشر، : املعارضات يف الشعر األندلسي، دار الوفاء لدنيا الطباعة ( إمياناجلمل ) -22

.2007. 1اإلسكندرية، طدراسة مجالية،دار الوفاء – : األطالل يف الشعر العريب( حممد عبد الواحدحجازي ) -23

. 2002. 1لدنيا الطباعة والنشر، اإلسكندرية، ط

، 2لعامة للكتاب، طاللغة العربية معناها ومبناها، ، اهليئة املصرية ا)متام(: حسان -24 .م1979

ة، ضمن اجتهادات لغوي -مكوانت الضمائر يف النص القرآين الكرمي : -25 .2007، 1عامل الكتب القاهرة، ط

.196، ص: 1.د.ت، ج3: النحو الوايف، دار املعارف مصر، ط ( عباسحسن ) -26

: لسانيات التلفظ وتداوليات اخلطاب، دار األمل تيزي وزو ، ) ذهبية( محو احلاج -27 .165د.ط. د.ت.ص:

قالئد العقيان وحماسن األعيان، حققه وعلق عليه: حسني ابن خاقان) الفتح(: -28 .2010. 1الكتب احلديث، إربد. طيوسف خريوش، عامل

ابن اخلطيب ) لسان الدين(: أعمال األعالم فيمن بويع قبل االحتالم من ملوك -29

اإلسالم وما يتعلهق بذلك من الكالم، تح: سيهد كسروي حسن، دار الكتب العلمية بريوت لبنان، منشورات حممد علي بيضون دار الكتب العلمية بريوت لبنان،

د.ط.د.ت.

للنشر والتوزيع واملؤسسة ة، املقدمة ،الدار التونسي )عبد الرمحن بن حممد( خلدونابن -30 .1984الوطنية للكتاب ، اجلزائر د.ط،

فهرس املوضوعات

259

ابن خلكان ) أبو العباس أمحد بن حممد بن أيب بكر (: وفيات األعيان وأنباء أبناء -31 .1978الزمان، تح: إحسان عباس، دار صادر بريوت، د.ط.

: احلجاج يف الشعر العريب القدمي بنيته وأساليبه حىت ناية القرن )يةالدريدي ) سام -32 .2008، 1بنيته وأساليبه، عامل الكتاب احلديث، أربد، األردن، ط الثاين للهجرة

، العمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقده، حققه وفصهله وعلهق ) أبو احلسن( ابن رشيق -33. 5، بريوت ، لبنان، ط يد ، دار اجليلعلى حواشيه : حممد حمي الدين عبد احلم

1981. معاين احلروف، حققه وخرهج شواهده ، وعلق )علي بن عيسى أبو احلسن( : الرماين -34

عليه، وقدم له، وترجم للرماين، وأرخ لعصره: عبد الفتاح إمساعيل شليب، دار الشروق . 1981. 2للنشر والطباعة والتوزيع، جدة اململكة العربية السعودية، ط

: النكت يف اإلعجاز القرآين، ضمن ثالث -35

رسائل يف إعجاز القرآن ، للرماين واخلطايب وعبد القاهر اجلرجاين، حققها وعلق .1968. 2دار املعارف مصر، ط ،عليها : حممد خلف هللا وحممد زغلول سالم

ريب، ما يكون به امللفوظ نصا، املركز الثقايف الع: نسيج انص، حبث يف )األزهر( الزاند -36 .1993، 1الدر البيضاء، ط

ابن زيدون) أبو الوليد أمحد بن عبد هللا(:ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، دار -37 .1994. 2الكتاب العريب، بريوت لبنان، ط

وحتقيق: : ديوان ابن زيدون ورسائله،شرح -38 علي عبد العظيم، دار نضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، د.ط.دت.

.2011. 5السامرهائي ) فاضل صاحل(: معاين النحو، دار الفكر ، عمان األردن، ط -39

السبهاين )حممد عبيد صاحل(: املكان يف الشعر األندلسي من الفتح حىته سقوط -40 .2007. 1العربية، القاهرة، ط اخلالفة، دار اآلفاق

فهرس املوضوعات

260

سيبويه)عمرو بن عثمان بن قنرب ( ،الكتاب،حتقيق و وشرح : حممد عبد السالم -41 . 1988. 3هارون،مطبعة اخلاجني القاهرة، ط

وقد ورد ضمن -أرسطاطاليس يف الشعر : تلخيص كتاب )أبو علي احلسني(ابن سينا -42

شكري :كتاب أرسطاطاليس يف الشعر، نقل أيب بشر مىت بن يونس القنائي، تح : 1967حممد عياد، دار الكتاب العريب للطباعة والنشر، القاهرة، مصر،

.197،ص:

. 2ضة املصرية، القاهرة ط: اتريخ النقائض يف الشعر العريب، دار النه) أمحد(الشايب -431954..

: البيئة األندلسية وأثرها يف الشعر عصر ملوك الطوائف، دار (سعد إمساعيلشليب ) -44

.النشر.د.ط.د.تللطبع و نضة مصر: الذخرية يف حماسن أهل اجلزيرة، تح: إحسان (ابن بسام)أبو علي احلسن تنرييننالش -45

.1997عباس، دار الثقافة بريوت لبنان، د.ط. تيجيات اخلطاب مقاربة لغوية تداولية، دار : اسرتا( عبد اهلادي بن ظافر الشهري ) -46

.2004الكتاب اجلديد املتحدة، بريوت لبنان، ط. ،نظرية األفعال الكالمية بني فالسفة اللغة املعاصرين ( طالب سيد هاشملطبطبائي)ا -47

.1994وعات جامعة الكويت، د.ط. والبالغيني العرب، مطبدراسة تداولية لظاهرة األفعال –:التداولية عند العلماء العرب ) مسعود( صحراوي -48

والتوزيع ، بريوت لبنان ، الكالمية يف الرتاث اللساين العريب ، دار الطليعة للنشر .2005. 1ط

ابن محديس ديوانجلبهار بن أيب بكر ابن محديس(: الصقلهي ) أبو حممد عبد ا -49 .2005. 1، تعليق: يوسف عيد، دار الفكر العريب، بريوت لبنان، طالصقلي

الفارايب : احلجاج يف القرآن من خالل أهم خصائصه األسلوبية،دار( عبد هللاصولة) -50 .2007. 2بنان ، ط،بريوت ل

فهرس املوضوعات

261

–احلجاج أطره ومنطلقاته وتقنياته من خالل مصنهف يف احلجاج : -51غربية من لاخلطابة اجلديدة لربملان وتيتيكان. ضمن: أهم نظرايت احلجاج يف التقاليد ا

أرسطو إىل اليوم، فريق البحث يف البالغة واحلجاج، إشراف محادي صمهود، كلية .1986. 1منوبة تونس، طاآلداب جامعة

. 8، دار املعارف، ط -األدب اجلاهلي –اتريخ األدب العريب ضيف )شوقي(: -52

1966 . ، دار املعارف، -ألوللعصر العباسي اا -: اتريخ األدب العريب -53

. 1966. 8ط

عارف : اتريخ األدب العريب عصر الدول واإلمارات األندلس، دار امل -54 . 1989القاهرة، د.ط.

) حممد الطاهر (: تفسري التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر تونس بن عاشور -551984.

دار الشروق : اتريخ األدب األندلسي عصر الطوائف واملرابطني، إحسان(عباس ) -56 .1997، 1عمان، ط

يل للخطاب، ضمن : : تعديل القوة اإلجنازية دراسة يف التحليل التداو )حممد( العبد -57ب التداوليات علم استعمال اللغة إعداد وتقدمي: حافظ إمساعيلي علوي، عامل الكت

. 2010احلديث ، إربد، : التحليل اللغوي عند مدرسة أكسفورد، دار التنوير (صالح إمساعيل) عبد احلق -58

.1993، 1باعة والنشر، لبنان، طللط

.2005، 2املركز الثقايف العريب، ط الرتاث،جتديد املنهج يف تقومي )طه(:عبد الرمحن -59

فهرس املوضوعات

262

: اللسان وامليزان أو التكوثر العقلي، املركز الثقايف العريب، الدار -60 . 1998، 1البيضاء، ط

: املعتمد بن عبهاد امللك اجلواد الشهجاع الشهاعر املرزهأ. مؤسسة ( عبد الزهابعزام ) -61 القاهرة، د.ط.د.ت، لثقافة، هنداوي للتعليم وا

.2006، 1بع،الدر البيضاء، ط: اللغة واحلجاج ، العمدة للط(أبو بكرالعزاوي ) -62

العسكري ) أبو هالل(: الصناعتني الكتابة والشعر، تح: علي حممد البجاوي وحممد -63 . د.ت.2أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العريب ، ط

ربة تداولية معرفية آلليات التواصل : عندما نتواصل نغريه مقا) عبد السالم(عشري -64 .2012. 2واحلجاج، إفريقيا الشرق، ط

: الصورة الفنية يف الرتاث البالغي والنقدي: املركز الثقايف العريب ، الدار (جابرعصفور) -65 .1992. 3طالبيضاء،

عيد ) حممد عبد الباسط (: يف حجاج النص الشعري، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، -66 .2013، 1ط

: األدب يف األندلس واملغرب منذ الفتح 4اتريخ األدب العريب ، ج)عمر(: فروخ -67 .1981، 4لم للماليني، بريوت،طاإلسالمي إىل آخر عصر ملوك الطوائف. دار الع

فضل ) صالح(: بالغة اخلطاب وعلم النص، أدبيات مكتبة لبنان انشرون، الشركة -68 .1996. 2املصرية العاملية للنشر لوجنمان، ط

: منهاج البلغاء وسراج األدابء، تقدمي وحتقيق : حممد احلبيب بن ) حازم(القرطاجين -69

. 1986، 3بريوت، لبنان، ط اخلوجة، دار الغرب اإلسالمي،

فهرس املوضوعات

263

القلقشندي )أبو العباس شهاب الدين أمحد بن علي بن أمحد ( : صبح األعشى يف -70سني مشس الدين، دار صناعة اإلنشا، شرحه وعلق عليه وقابل نصوصه: حممد ح

الكتب العلمية بريوت لبنان، د.ط، د.ت.

)أبو الفداء عماد الدين إمساعيل بن عمر(: تفسري القرآن العظيم، تح: كثريابن -71سامي بن حممد السالمة إهداء من سلطان بن حممد بن سعود الكبري، دار طيبة

.1999. 2للنشر والتوزيع، طبن عيسى بن حممد اللخمي الداين(: ديوان ابن اللبانة ابن اللبهانة ) أبو بكر بن حممد -72

الداين جمموع شعره، مجع وحتقيق: حممد جميد السعيد، دار الراية للنشر والتوزيع عمان .2008، 2،ط

. 1ة ابلقاهرة، ط: النثر الفين يف القرن الرابع، مطبعة دار الكتب املصري( زكيمبارك ) -731934.

اج يف اللغة ، ضمن أهم نظرايت احلجاج يف التقايد : نظرية احلج(املبخوت )شكري -74 غربية من أرسطو إىل اليوم.ال

املتوكل ) أمحد(: آفاق جديدة يف نظرية النحو الوظيفي، آفاق جديدة يف نظرية النحو -75 .1993. 1نسانية، الرابط، طالوظيفي، كلية اآلداب والعلوم اإل

الغة العربية والتداوليات احلديثة، ضمن: االستلزام التخاطيب بني الب: -76

التداوليات علم استعمال اللغة ، إعداد وتقدمي: حافظ إمساعيلي علوي، عامل الكتب .2011، 1احلديث، إربد، ط

أخبار املغرب، تح: حممد سعيد املراكشي )عبد الواحد(: املعجب يف تلخيص -77العربية املتحدة، د.ط. العراين، اجمللس األعلى للشؤون اإلسالمية ابجلمهورية

1963. ، تح: املقهري) أبو العباس أمحد بن حممد(: نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب -78

.1968إحسان عباس، دار صادر بريوت، د.ط.

فهرس املوضوعات

264

منصر)نبيل(: اخلطاب املوازي للقصيدة العربية املعاصرة،دار توبقال للنشر والتوزيع، -79 .2007، 1الدار البيضاء،ط

املكان يف الشعر العريب قراءة موضوعاتية مجالية، من فلسفة :مونسي )حبيب( -80

.2001منشورات احتاد الكتهاب العرب، دمشق،

: العوامل احلجاجية يف اللغة العربية، مكتبة عاء الدين للنشر (عز الدينالناجح ) -81 .2011والتوزيع، صفاقس، تونس،

املعاصر، دار املعرفة اجلامعية، حنلة )حممود أمحد( :آفاق جديدة يف البحث اللغوي -82

. 2002االسكندرية، د.ط.

اجليل بريوت، األساليب اإلنشائية يف النحو العريب، دار هارون ) عبد السالم حممد( -83 .1979، 2ط

: مفهوم احلجاج عند بريملان وتطوره يف البالغة ) حممد سامل( ولد حممد األمني -84 2000، مارس، .يناير2املعاصرة،عامل الفكر، الكويت ، ع

(: الربهان يف وجوه أبو احلسني إسحاق بن إبراهيم بن سليمان الكاتب )وهب ابن -85 .مصر، د.ط.د.ت مد شرف، مطبعة الرسالة، عابدينالبيان، تقدمي وحتقيق: حفين حم

شرح املفصهل للزخمشري، قدم له ووضع ) أبو البقاء يعيش بن علي(:ابن يعيش -86، 1، طعقوب، دار الكتب العلمية، بريوت لبنانهوامشه وفهارسه: اميل بديع ي

2001. املراجع املرتمجة:

ومي، ، املقاربة التداولية، ترمجة سعيد علوج، مركز االمناء الق (فرانسوازأرمينكو ) -87

.1986املغرب، د ط،

فهرس املوضوعات

265

ظيف، افريقيا الشرق، أوركيوين)ك(: فعل القول من الذاتية يف اللغة، تر: حممد ن -88 د.ط.

2007. : نظرية أفعال الكالم العامةكيف ننجز األشياء ابلكلمات، تر: عبد )ج( أوستني -89

.174. ص:2008. 2القادر قنيين، إفريقيا الشرق، ط

: مجاليات املكان،تر: غالب هلسا، املؤسسة اجلامعية للدراسات ( غاستونابشالر ) -90 .1984، 2زيع، بريوت، طوالنشر والتو

منري – رمجة وتعليق : حممد لطفي الزليطيل اخلطاب ، ت: حتلي)ج( يول)ج( ، براون -91

.1997كي، جامعة امللك سعود،د.ط.يرت ال

: احلضارة العربية يف إسبانيا، ترمجة: الطاهر أمحد مكي، دار ) ليفي( بروفنسال -92 .188.ص: 1994. 3املعارف، القاهرة، ط

خمتارة من فصول–، عن الذاتية يف اللغة، ضمن :تلوين اخلطاب )إميل( بنفيست -93وسطية للنشر ،تونس،ط الدار املت -اللسانيات والعلوم الداللية واملعرفية واحلجاج

2007. جوميث )إميليو جارثيا( : الشعر األندلسي حبث يف تطوره وخصائصه،حبث يف -94

، 2تطوره وخصائصه، ترمجه عن اإلسبانية: حسني مؤنس، دار الرشاد القاهرة، ط2005.

والسياق: استقصاء البحث يف البحث الداليل والتداويل، : النص) فان( دايك -95

.2000الشرق، الدار البيضاء، ترمجة: عبد القادر قنيين، إفريقياديوان ن،مدخل إىل اللسانيات التداولية، ترمجة حممد حييات( :اجلياليلدالش ) -96

. 01املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، د ط،د ت، ص

فهرس املوضوعات

266

ت يف اتريخ اإلسالم، تر: كامل كيالين، مكتبة ومطبعة دوزي : ملوك الطوائف ونظرا -97 .1932، 1 وشركاه، القاهرة مصر، طاحلليباملاين عيسى

روبول )آن( و موشالر)جاك( : التداولية اليوم علم جديد يف التواصل، تر: سيف -98الدين دغفوس، حممد الشيباين، مراجعة: لطيف زيتوين، املنظمة العربية للرتمجة، دار

..2003، 1ة للطباعة والنشر، بريوت لبنان، طالطليع

طابة، الرتمجة العربية القدمية، حققه وعلق عليه: عبد الرمحان ( : اخلأرسطوطاليس) -99 .بدوي، ، دط، دار القلم بريوت

اللغة العليا، ترمجة أمحد درويش، مكتبة الزهراء -كوهن )جون(: بناء لغة الشعر -100 .1985، 1ابلقاهرة، ط

، : مشكلة املكانيوري() لومتان -101 ضمن: مجاعة من الباحثني: تر: سيزا قاسم. الفينه .1988. 2ط.الت، دار قرطبة، الدار البيضاءمجاليات املكان، عيون املقا

لوم انشرون، بريوت، : التداولية، تر: قصي العتايب، الدار العربية للع( جورجيول ) -102 .2010. 1ط

األطروحات واملخطوطات: (: تداولية النص الشعري مجهرة أشعار العرب منوذجا، أطروحة مقدمة شيرت ) رحيمة -103

لنيل شهادة الدكتوراه يف العلوم، قسم اللغة العربية وآداهبا، جامعة احلاج خلضر ابتنة، 2009.

أطروحة مقدمة مدور )حممد(: األفعال الكالمية يف القرآن الكرمي سورة البقرة أمنوذجا، -104العلوم، قسم اللغة العربية وآداهبا، جامعة احلاج خلضر ابتنة، لنيل شهادة الدكتوراه يف

2013.

فهرس املوضوعات

267

املراجع ابللغة األجنبية:

105- Catherine kerbrat-orecchioni:l énonciation de la subjectivité dans le

langage Armand colin quatrième édition

106- : pragmatique pour le discours littéraire ،maingueneau Dominique

bordas ، ، paris

JEANDUBOIS ETAUTRES DICTIONNAIREDE 107--

فهرس املوضوعات

268

فهرس املوضوعات

فهرس املوضوعات

269

فهرس املوضوعات:

الصفحة احملتوى 02...............................................................................شكر وتقدير

(ث-)أ...................................................................................املقد مة 09.....................................................هيد: ) مفاهيم أساسية يف الدراسة(التم

11................................................................................شعر األسر 13.......................................................................عصر ملوك الطوائف

19......................الطوائف يف عصر ملوك السجونالصائص املوضوعية لشعر 29.................................................................املعتمد بن عب اد

36.............................................................عرض مدو نة الدراسة .40..................................................................مفهوم التداولية

46......................الفصل األول: اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد

48..................................................................مفهوم اإلشارايت

.55.....................................اإلشارايت يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد

.55...............................................................اإلشارايت الشخصية

56....................................................................ضمائر احلضور

67.....................................................................ضمائر الغياب

72................................................................اإلشارايت املكانية

74......................................................................املكان األليف

78..................................................................املكان ال معادي

فهرس املوضوعات

270

81...............................................................إلشارايت الزمانيةا

87..........................................................................خامتة 89......................الفصل الثاين: احلجاج يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد

91.....................................................................جاجمفهوم احل 93.................................................فكر الغريب املعاصراحلجاج يف ال

96..........................................يف الشعر العريب القدمي..........احلجاج 100.......................................احلجاج يف شعر األسر عن املعتمد بن عب اد

100..........................................................احلجاج ابألصل اللخمي 104................................................................كاحلجاج ابملشرت

.106.................................................................السل م احلجاجي 108.................................................................الروابط احلجاجية

109..............................................................................حىت 111..............................................................................لكن

114...............................................................................بل 115................................................................العوامل احلجاجية

116..............................................................................إمنا 120..........................................................................ما...إال

122................................................................احلجاج التقوميي 124...................................................................حجاجية القيد

126...........................................................املعتمد يف شعرالقيد 132.......................................................تمداملع اعريالقيد عند ش

132............................................الد اين )ابن اللب انة( أيب بكر عند القيد 136.................................................القيد عند ابن محديس الصقل ي

140..........................................................................خامتة

فهرس املوضوعات

271

142............ثالث: األفعال الكالمية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب ادالفصل ال

144........................................................................نشأهتا

144....................................................األفعال الكالمية عند الغرب

145...................................................................نيعند أوست

147...................................................................عند سيل

154.........................)الرب واالنشاء( فعال الكالمية عند البالغيني العرباأل

157...........................................................تعديل القو ة اإلجنازية

162....األفعال الكالمية يف شعر األسر عند املعتمد بن عب اد)حسب تصنيف سيل(

162..................................................................التعبيايت

174....................................................................ايت التقرير

183...................................................التوجيهيات )الط لبيات(

196........................................................................خامتة 198..........يف شعر األسر عند املعتمد بن عب ادالرابع: املراسالت الشعرية الفصل

200.........................................................مفهوم املراسالت الشعرية 202...........................................املدخل التداويل يف املراسالت الشعرية

205...........................د بن عب اداملراسالت الشعرية يف شعر األسر عند املعتم 207...........................املراسالت الشعرية بني املعتمد بن عباد والداين........

207...................................................................النموذج األول 221....................................................................النموذج الثاين

فهرس املوضوعات

272

225.....................راسالت الشعرية بني املعتمد بن عب اد وابن محديس الصقل يامل 225....................................................................النموذج األول

234....................................................................ج الثاينذ النمو 242....................................................................مع ابنه الرشيد

245...........................................................................خامتة 248..........................................................................الامتة

255..........................................................قائمة املصادر واملراجع 268..............................................................فهرس املوضوعات