18
ة شعر ذي الرمه في التشبي: لبائية نموذجاالموضوع، نص اب وسلو ا لعاد اعيل أ إس ح ما ألً ا كث تتي مطلعها ة ال ح مُ ة ذي الر بائي: ُ ما بالُ بِ سكْ نَ يُ اء ا منهاَ كِ نْ يَ عُ بَ ٍ ـة يِ رْ فَ مُ من كُ ه كأنر التشبيه من تواتفر فيها تواا ، الذات ع( 1 ) لقدماء نود النقا ، ومن الرواة وااعة هوا ب ذيائية خاصة، إذ أورد صاحب البره عامة و شع ، التشبيه لفائقة ة ا ح الرمغا ا أكثر من مقولة ذلك، منها مااد قاله الرواية: " ً لية تشبيهاه أحسن ا امس ة أحسن أهل ا ح امرؤ القيس، وذو الرمً تشبيه ا" ، وما قالهصمعي ام: " ه س إذا شبلنا ة أشعر ا حن ذو الرم كا.... " مله ابن س ، وما قا: " كان لذيميس من اٍ يكن محد حسن التشبيه ة حظ ح الرم" ة نفسه ح ذا الرم رأيناا إذا بعد هذ عجب ، و يقول: " إذا قلت: ً أجد هرج كأنه، ثم لسا فقطع ا ا" ( 2 ) ، ً بة أيضل ابن قتي وقا ا: " ة أحسن ح ذو الرمً لناس تشبيه ا ا... " ( 3 ) ، ك اعت ة حعة ذي الرم لصنامساقوم ا هو ايف التشبيهدكتور يوسف خل الء الفني لشعرهلبنا اقوم عليها ية التيمساسيعدة القا هو ا الفنية، أو( 4 ) . وعروف من اد العرد نقاة عن مكانلتشبيه من ما ل بية، إذ رأوً فيه جانب ا ا من أم العرب، ف ك1 - ً ة ست حة ذي الرم بائي إذ ورد ا ة ح مرث وث. 2 - مصفها ا بن الس أبو الفرج ع، غا اوت،، باث العرء الر إحيا ، دا0791 م، ج01 ، ص7 ، 01 . 3 - أبو نن قتيبة،سلم ب بن م مد عبدا الشعر والشعراءوت،علمية، ب قميحة، دار الكتب اليق مفيدق ، 0710 م، ص97 ، 10 ، 110 . 4 - وسف خليف، يعر امب والصحراء ة شاّ ذو الرم،عارف بم ، دار ا0791 م، ص101 .

IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

  • Upload
    others

  • View
    2

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

:التشبيه في شعر ذي الرمةاألسلوب والموضوع، نص البائية نموذجا

إسامعيل أمحد العامل

ة التي مطلعها تكثريا ما ألح :بائية ذي الرمح

عينك منها املاء ينسكب ما بال

ـة سب كأنه من كىل مفري

هوا برباعة ، وألن الرواة والنقاد القدماء نو(1)عىل الذات، ملا توافر فيها من تواتر التشبيه

ة الفائقة يف التشبيه، يف شعره عامة ويف البائية خاصة، إذ أورد صاحب ذي يف مقولة أكثر من األغاينالرمح

ة أحسن أهل اإلسالم اأحسن اجلاهلية تشبيه ": الروايةقاله محاد منها ما ،ذلك امرؤ القيس، وذو الرمح

ة أشعر الناس إذا شبه" :األصمعي ، وما قاله"اتشبيه كان لذي " :، وما قاله ابن سالم"....كان ذو الرمح

ة حظ يف حسن التشبيه مل يكن ألحد من اإلسالميني ة نفسه "الرمح ، وال عجب بعد هذا إذا رأينا ذا الرمح

ة أحسن " :اوقال ابن قتيبة أيض ،(2)"ا فقطع اهلل لساينكأنه، ثم مل أجد خمرج :إذا قلت" :يقول ذو الرمح

ة اعترب ، كام(3)"...االناس تشبيه الدكتور يوسف خليف التشبيه هو املقوم األسايس لصناعة ذي الرمح

.(4)الفنية، أو هو القاعدة األساسية التي يقوم عليها البناء الفني لشعره

ف كالم العرب، ا من أرشا فيه جانب بية، إذ رأوما للتشبيه من مكانة عند نقاد العر من املعروفو

ة ست - 1 ة اإذ ورد يف بائية ذي الرمح .وثالثني مرح

.01، 7، ص 01م، ج0791، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، األغاين ،أبو الفرج عيل بن السني األصفهاين- 2

م، 0710، حتقيق مفيد قميحة، دار الكتب العلمية، بريوت، الشعر والشعراءمد عبداهلل بن مسلم بن قتيبة، أبو حم- 3

.110، 10، 97ص

.101م، ص 0791، دار املعارف بمرص، ذو الرمة شاعر احلب والصحراءيوسف خليف، - 4

Page 2: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

812

:هي اجيمع صفات ثالث "، إذ املعنىفنية يف تبليغ أداة والتشبيه يعدح أبرز ،(5)الفطنة والرباعة ظهروفيه ت

صفة اليشء :ا، وهو أيض (7)التشبيه جماز ومتثيل :العمدة، وعند صاحب (6)"املبالغة والبيان واإلجياز

.(8)قاربه وشاكله بام

وإيضاحه، واستعملوه املعنىامى أن التشبيه أداة من أدوات تقريب ورأى معظم البالغيني القد

فالعرب " :وسيلة لظ القائق واملعارف والتجارب التي خاضتها األمم ـ عىل حدح قول ابن طباطباـ

ت به جتارهبا، أودعت أشعارها من األوصاف والتشبيهات، ما أحاطت به معرفتها، وأدركه عياهنا، ومرح

وجعله النقاد أبني دليل . (9)دهتااا عىل ما ذهبت إليه يف معانيها التي أرا صادق تشبيه ثله فشبهت اليشء بم

، وحثوا بأن يطلب الشاعر الذق فيه لكي يملك زمام(10)ا تعرف به البالغةعىل الشاعرية، ومقياس

ا وحفظه متميز ا من أسباب اختيار الشعر وكان التشبيه عندهم سبب ،(11)التدرب يف فنون السحر البياين

:ا للمفاضلة بني الشعراء، يقول القايض اجلرجاين، كام اختذوه مقياس (12)املعنىمن جودة اللفظ و

وتسلم السبق فيه ملن وصف فأجاد، وشبحه ... العرب إنام تفاضل بني الشعراء يف اجلودة والسن وكانت"

.(13)"...فقارب

عند ، وكان شأنه عظيام يالعرب القدام لبالغينيالتشبيه حظي بعناية النقاد وا ومجلة القول، إن

والتشبيه جار كثري يف كالم العرب حتى لو قال قائل " :املربد قال شعراء خاصة، والعرب عامة، حتى أنال

.19م، ص 0710، 9، دار األندلس، طالصورة األدبيةمصطفى ناصف، - 5

أمحد الويف وبدوي طبانة، دار هنضة مرص :، حتقيقاملثل السائر يف أدب الكاتب والشاعرالدين بن األثري، ضياء- 6

.099م، ص 0791، 0للطباعة والنرش، القاهرة، ط

الميد، حممد حميي الدين عبد :، حتقيقالعمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقدهأبو عيل السن بن رشيق القريواين، - 7

.919، ص 0 م، ج0710، 5يل، بريوت، طاجل دار

.املرجع السابق- 8

.01م، ص 0759طه الاجري وحممد زغلول سالم، القاهرة، :، حتقيقعيار الشعرحممد بن أمحد بن طباطبا، - 9

عيل حممد البجاوي وحممد أبو الفضل إبراهيم، :، حتقيقكتاب الصناعتنيأبو هالل السن بن عبداهلل العسكري، - 10

.910م، ص 0790البايب اللبي، طبعة

.099م، ص 0719، 0، طمفتاح العلومأبو يعقوب يوسف بن أيب بكر السكاكي، - 11

.19، ص الصورة األدبيةمصطفى ناصف، ، ووما بعدها 90، ص الشعر والشعراءابن قتيبة، - 12

حممد أبو الفضل :حتقيق ورشح، الوساطة بني املتنبي وخصومهأبو السن عيل بن عبدالعزيز القايض اجلرجاين، - 13

.11م، ص 0799إبراهيم وعيل حممد البجاوي، دار القلم، بريوت،

Page 3: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

812

.(14)"إنه أكثر كالمهم مل يبعد

غ ة، من خالل التعامل مع اجل ملعرفة صنعة اكل ما ذكرته كان مسوح وانب التشبيه يف بائية ذي الرمح

:التي تكشف عنها، وتعمل عىل إيضاحها، منها

.فن التشبيه وأساليبه ـ

.فن التشبيه وموضوعاته ـ

الدراسة باستقصاء صور ظاهرة التشبيه يف البائية، إذ خلصت إىل هذه هذه اجلوانب، قامت ملتكوحتى ت

ة إالبيئة، إذ ملأهنا قد شاعت، وهي صور مل خترج إىل أبعد من حدود الطبيعة وال ما كان يراه يتييل ذو الرمح

فلم يستطع أن يتييل صورة معقدة مركبة من عدة صور، بل كانت صوره من حوله، وما مثل أمامه،

ة عىل الطبيعة اوال جتد الدراسة تفسري . وأخيلته التشبيهية حسية واضحة ال غموض فيها العتامد ذي الرمح

، ابيهاته، وسح عمومها للناس مجيع دها، وهذا هو سح خلود تشخللو ته يف ابتناء صوره التشبيهية إالوبيئ

.فهي صور باقية ما بقيت الطبيعة، تؤثر فيهم ألهنم يدركون عنارصها، ويروهنا قريبة منهم وبني أيدهيم

د ة عني من كثرهتا، خلصت الدراسة إىل أن بعد استقصاء صور التشبيه يف البائية، والتأكح ذا الرمح

ا، ا ومضمر ، وورد ظاهر اوورد مركب ااألساليب، فورد يف البائية بسيط يه عىل وجوه خمتلفة يف بتوظيف التشب

ة بأسلوب تفصييل وآخر ختيييل .كام أورده ذو الرمح

ةواملقصود بالتشبيه البسيط، ما كان مفرد :(15)ا، كقول ذي الرمح

اقة اجليد واللبات واضحـة برح

ا ظبية أفض ك ب هبا لب أهن

."الظبية"بعنرص مفرد هو "ميح "ا هو ا مفرد ه عنرص فالشاعر، هنا، يشبح

:(16)أيضاوكقوله

ا مجل وهم وما بقي ـت كأهن

النحيزة واأللواح والعصب إال

ة، هنا، ."اجلمل"وهي عنرص مفرد بعنرص مفرد هو "ناقته"فشبه ذو الرمح

.19م، ص 0711، 0، املنشأة الشعبية للنرش والتوزيع، ليبيا، طالتصوير الشعريعدنان حسني قاسم، : انظر- 14

مة، - 15 ، 99، ص 0 م، ج0799شق، عبدالقدوس أبو صالح، دم :، حتقيقالديوانغيالن بن عقبة العدوي ذو الرح

ها يف فضاء، : بيضاء، أفض هبا: مجع اللبحة، وهي أسفل العنق إىل أعايل الصدر، واضحة: ، اللبحات00البيت أي صريح

.ما اسرتق من الرمل: اللحبب

.عظامها: الطبيعة، ألواحها: الضيم، النحيزة: ، اجلمل الوهم97، البيت 11، ص الديوان- 16

Page 4: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

882

يقول ا، إذبه غري مفرد، كأن يأيت مزدوج املشبها، ونعني به كون التشبيه مركب وقد يرد أسلوب

ة :(17)ذو الرمح

اث سائفـة كأن أعناقها كر

طارت لفائفه أو هيرش سلـب

اث"فالشاعر، هنا، يشبه أعناق أوالد النعام يف الطول والتثني بنبات عناق ، كام يشبه األ"الكر

ة يكون قد جعل من التشبيه "اهليرش "وقد خلت من الزغب بشجر ، وقد انحتح الورق عنه، فذو الرمح

.املزدوج وسيلة فنية توضح أعناق صغار النعام بكل دقة وشمولية

برجل حبيش لسواده، أو برجل من السند ـ طأطأ رأسه ليأكل إذـ يف تشبيه الظليم أيضاويقول

:(18)يف أذنه ثقب

را ي أثـــــكأنه حبيش يبتغ

معارش يف آذاهنا اخلـرب أو من

واإلملام بدقائقه، هاملشبح ا، غايته تفسري به يف كال بيتي الشعر سالفي الذكر جاء مزدوج هاملشبح ف

.ليتمكن املتلقي من رسم صورة له تفيض إىل بلوغ معناه

ظهرت فيه أداة التشبيه، وهذا كثري يف البائية، ومثال ذلك قول ا، وهو ما كام جاء التشبيه ظاهر

:(19)الشاعر يف تشبيه األطالل األحوية املزمنة ببطائن أجفان السيوف املوشاة

ـةويأطالل أح لوائح من إىل

ـب ا خلل موشية قش كأهن

:(20)أيضاوقوله

ا فعا س بسفت عنها الص أم دمنة ن

ية الكتـ كام تنرش ب بعد الط

با إذ تكشف معامل الدار حال الكتاب املفتوح الذي يرى الرائي سطوره، فيعرف ،فحال ريح الص

.حمتواه ومكنونه

اث: ، السائفة099البيت ،015، ص الديوان- 17 نبت ينبت بالسائفة يف رأسه مثل البندقة، : الرملة املستطيلة، الكرح

.أكاممه وقرشه: شجرة خشنة هلا ثمرة فيها شوك، لفائفه: اهليرش

.الواحدة خربة، وهي الثقب: ، اخلرب019، البيت 001، ص الديوان- 18

: أبيات جمتمعة، الواحد حواء، اخللل: ح من األطالل، األحويةوهو ما ال: ، لوائح1، البيت 99، ص الديوان- 19

.بطائن أجفان السيوف املوشاة، الواحدة خلة

منة1، البيت 05، ص الديوان- 20 من، وهو ما سود بالرماد وغريه، نسفت: ، الدح فع: واحدة الدح مجع : كشفت، الس

.ةالسعفة، وهو ما خالف لون األرض، ويرضب إىل السواد والمر

Page 5: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

881

ة فيهام أدايت التشبيه ظاهر، إذ ذكر ذو ا تشبيهفالتشبيه يف البيتني سالفي الذكر ."والكاف كأنح "لرمح

ة واحدة، إذ قال األداة، ومل يأت يف البائية إال ا، وهو ما مل تظهر فيهتشبيه مضمر وجاء ال مرح

ة ذو :(21)الرمح

هعن أعىل طريقت ق يستنح دوالو

ب امن جرى يف سلكه الثق ل اجل جو

ن فالشاعر، هنا، يشبه قطرات املطر وهي تنحدر عن ظهر ثور الوحش بحبات اجلامن تنحدر م

ة يفاضل بني قسمي التشبيه؛ املشبه واملشبه به، معتمد . سلكه ألنه أبلغ من ،ا عىل التشبيه املضمرفذو الرمح

ة انتقى لقطرات املطر، وهي تنحدر من ، ناهيك أن(22)التشبيه املظهر وأوجز عىل ظهر ثور أذات الرمح

طر، جاعال ن، إذ نسبها إىل قطرات امليزة ملا جيري يف السلك، وهي حبات اجلامرقى الصفات املمأـ الوحش

ة جعل أسلوب التشبيه، هنا، يعمق مجال هيئة الركة ة، فضال منها صورة ذات سمة مجالي عن أن ذا الرمح

.لدى املشبه

ال ة وورد التشبيه مفصح :(23)جلزء من املوصوف، وهذا كثري يف البائية، منه قول ذي الرمح

ةويلوائح من أطالل أح إىل

ا خلل موشية قشـب كأهن

رها ب"أطالل أحوية "وصف الشاعر، هنا، بيوت ديار ميح بـ خلل موشية " :قوله، ثم صوح

، اا بالي ا دارس تشكل أثر ـ وكام تعاينها العني وتشاهدها ـ عىل القيقة والواقع ، فاألطالل األحوية"قشب

ألهنا تعيش يف الذات ،إليها فغريهتا وبدلتها، ولكن األطالل تلك تزمن، قد امتدالطبيعة ممثلة بال يد ألن

الشاعرة، وبفعل اإلنسان، جاءت مصونة موشاة جديدة، وكأن ما أصابه التدمري والقبح ترممه الذات

ي التي هـ لقد وردت األطالل األحوية. من يرهب ويدمرالشاعرة وجتمله، ألهنا تنشد التامسك يف وجه

ة ، فتزداد اإلفهاممتبوعة بتشبيه، جاء ليوضحها ويقرهبا من ـ جزئية واحدة من أشياء ميح صاحبة ذي الرمح

ذلك من سامت أسلوب التشبيه وخصائصه يف حتديد حال اجلزئية التي يف ذهن املتلقي، ولعل اجالء وتأكد

، وهو أسل ه عبدالقاهر اجلرجاين يكون بصددها، وهذه اجلزئية هي اهليئة الشكلية لديار ميح وب سامح

مجعها طرائق، وهو : جيري وجيول، طريقته: املطر، والواحدة ودقة، يستنح : ، الودق95، البيت 19، ص الديوان- 21

.اللؤلؤ: مجع ثقبة، اجلامن: ، الثقبئاخليط الذي تنظم فيه الآلل: سلكاخلط الذي يمتد عىل متن محار الوحش، ال

.099، ص املثل السائرضياء الدين بن األثري، - 22

.1، البيت 99، ص الديوان- 23

Page 6: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

888

.(24)بالتشبيه التفصييل

:(25)يف وصف النعامة أيضاوقوله

ا د هـ لوكأهن ـابئر جد ماحت

رب حتى إذا ما رآها خاهنا الك

فالتشبيه، هنا، جاء لتعيني جزئية من أشياء النعامة، وهذه اجلزئية تتمثل يف حركتها، إذ جعل

.شبه سعة الدلو التي انقطع رشاؤها، فتهوي يف البئر مرسعةسعة النعامة ت

أن التشبيه يف وينضاف إىل أساليب التشبيه يف البائية أسلوب آخر، إذ لظته الدراسة، ومفاده

، (26)البائية أسهم يف إرساء التيييل إذ جرى جمرى ختطيط الصور وتشكيلها حتى ينقلب السمع إىل برص

ة :(27)يقول ذو الرمح

ز هلـالو البوجت ق رق عن جمرم

ه متقبي يلمق ع زب كأن

ب الصورة التشبيهية إىل عني املتلقي لعل روعة التشبيه، هنا، تكمن يف أن الشاعر استطاع أن يقرح

.عليه قباء أبيض رجال ـعرب ذهنه إذ ختيحل ثور الوحش، وقد استبان بفعل الربق، وظهر بياضه

:(28)مثل هذا قوله يف وصف محار الوحشو

ه عول يشكو بالبلـكأنه م

ب من أج وازها نكب إذا تنك

ها إىل جادته، فالتشبيه افحامر الوحش ينهق عىل أت كأنه )نه إذا ما حترف منها يشء، حتى يردح

سمعي إىل ما يشاهد بالبرص، جاعال إذ قلب ما هو يسهم يف إرساء التيييل وتعيينه، ( معول يشكو بالبله

ريرت، دار املسرية، :، حتقيقأرسار البالغة يف علم البيانالرمحن بن حممد أبو بكر اجلرجاين، القاهر بن عبد عبد- 24

.5 م، ص0711بريوت،

.العقد الذي عىل خشب الدلو: ، الكرب009، البيت 097، ص الديوان- 25

حممد البيب :، تقديم وحتقيقمنهاج البلغاء ورساج األدباءني القرطاجني، أبو الس حازم بن حممد بن حسن: انظر- 26

جملة ، "من فنيات الوصف يف معلقة امرئ القيس"بسمة هنى الشاوش، . 71م، ص 0799بن اخلوجه، تونس،

.999، ص 11م، العدد 0779، حوليات اجلامعة التونسية

أي ثور الوحش وقد انقبض بعضه إىل : هي السحابة، جمرمزمجع بارقة و: ، البوارق91، البيت 19، ص الديوان- 27

أي قباء حمشو، : البس قباء، متقبي يلمق: تيضء، متقبي: أبيض، جتلو: بعض بفعل ما أصابه من املطر والربد، هلق

.أي وحده: عزب

ب: ، يشكو بالبلهباك: ، معول15 ، البيت51، ص الديوان- 28 ى ومال وانحرف،: أي مهومه، تنكح : أجوازها تنحح

.أوساطها

Page 7: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

882

يشكو مهومه، وهبذا يكون التشبيه قد( معول )هناق محار الوحش عىل أتنه صياح رجل باك ( أي التشبيه)

.حقق غايته، إذ وصف محار الوحش وقرب صورته إىل عني املتلقي

ة أتقن استعامهلا، خاصة د أنإن الدراسة لتشهومجلة القول يف أساليب التشبيه يف البائية ذا الرمح

، وهي أداة توحي بااللتصاق بني املشبه واملشبه "كأنح "إذ جعل معظم أبيات التشبيه يف البائية تعتمد األداة

ا االلتصاق بني طريف ، وم"أنح "، ومن حرف التوكيد "الكاف"تتكون من حرف التشبيه "كأنح "به، و

من "كأنح "، وينضاف إىل ذلك أن أداة (29)به يف منزلة املشبه بهإشارة إىل حلول املش التشبيه إال

ة(30)خصوصيتها إبراز املشبه والرتكيز عليه :(31)، ومثال ذلك قول ذي الرمح

اق ة ة اجليد واللبات واضحـبرح

د النهار وبني اللحيل من عق بني

ب ا ظبية أفض هبا لبـكأهن

دب واهلـ عىل جوانبه األسباط

، السيام جيدها و باهتا، فجيدها المع لالشاعر، هنا، يربز مواطن اجلامل السح يف صاحبته ميح

، ابتنى صورة أيضاكالربق لصفائه وبياضه، ولباهتا ناصعة البياض، ولعلحه بدافع توضيح صورة ميح

، و متمثال ( املشبه)ية، طرفها األول تشبيه بالظبية، التي هي املعادل متمثال ( به بهاملش)طرفها الثاين بميح

، إذ اختار هلا مكان امل مكاهنا الفضاء الواسع الذي تعقد رمله واسرتق، وازدان ،ا وزينةوزمان اوضوعي مليح

أن ،وزمان الرعي زمان ممتد من الغداة إىل العيش، ومعنى الكالم ،بنبات السبط وشجر اهلدب الطويل

ينافسها منافس من اليوان، لذا ستأخذ حاجتها من الطعام النديح الطريح الذي الظبية ترعى بمفردها فال

يغنيها عن الاجة إىل املاء، وهبذا صقل جسمها إذ اكتنز باللحم والشحم بسبب املرعى اخلصيب، وهذا

ة يف ال ركة منظر مجايل يرسح الناظرين، وأن تكون الظبية بمفردها يف ذاك املكان يوحي بتمتعها بالريح

يوحي أهنا ستتوجس وتستوحش، وهذا يدفعها إىل أن تكون حذرة أيضاوالقيلولة، وأن تكون بمفردها

ممثلني باليوان املفرتس، واإلنسان والصياد، وأخذ الذر يعمل عىل تنشيط حواس الظبية، ،من أعدائها

د فيها طاق فها لتكشف أرجاء ذلك الفضاء الذي نزلته، كلح هذا ولح ة تؤهلها للرسعة إذا ما خاصة تشوح

، جامعة املجلة العربية للعلوم اإلنسانية، "مكونات الصورة الشعرية يف شعر طرفة بن العبد"إسامعيل العامل، - 29

.11م، ص 0777، 99الكويت، الكويت، العدد

.990، ص "من فنيات الوصف يف معلقة امرئ القيس"بسمة الشاوش، - 30

بط، وهو نبت، : ما تعقد من الرمل وكثر، األسباط: ، العقد09، 00، البيتان 99، ص 99، ص الديوان- 31 مجع الس

.شجر ورقه ال يعرض: اهلدب

Page 8: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

882

ة، إىل جانب مجاهلا السح إذ ، لتنجو من عدوها، هكذا كانت ميح نشيطة وحرح حزب األمر، وجدح اجلدح

إذ تعمل عىل "كأنح "وهذا تأكيد عىل وظيفة أداة التشبيه . عليها ـ بالظبية ممثال ـ فاض معادهلا املوضوعي

.ليهحلول املشبه يف منزلة املشبه به، لتربزه وجت

ة عني بتصوير يف البائية خلصت الدراسة إىل أنمن خالل تتبع صورة ظاهرة التشبيه ذا الرمح

السيات، وحتى السيحات هذه جاء هلا بصور كلحها حسيحة، فالصورة الشعرية يدرك بإحدى الواس

اإلدراك القليل، ، حتى عىل ذوىا وأقرب مناال أسهل إدراك اإلنسانية، فهي مادة ملموسة، وهذا جيعلها

.(32)والثقافة املحدودة يف كلح وقت ويف أيح مكان

الدراسة تستطيع ، لعلح أيضاومن خالل استقراء صور ظاهرة التشبيه يف البائية واستقصائها

ة يف ذلك ظاهرة فريدة، الصور التشبيهية كلحها تقريب القول إن ا مرئية تتصل بحاسة البرص، ومل يكن ذو الرمح

أن جلح شعراء العرب السابقني واملعارصين له، الذين كانوا يميلون إىل البساطة يف التعبري عامح فشأنه ش

يعتمل يف نفوسهم ويف باطنهم الس، وإن اختلفوا فمجال االختالف يكمن يف ترجيح عنرص حسح يف

ه عىل عنرص حسح آخر، ومردح ذلك إىل ذاتية الشاعر التي تعمقها هذا العنرص، بين ها ذاككمح .ام مسح

ف العنارص السيحة املرئية التي أسهم فن التشبيه يف بنائها يف البائية، ولعلح ولعل من املفيد تعرح

منفردة، لنحكم من ـ للدراسة استقصاء هذه العنارص التي عمل فن التشبيه عىل تعيينها أيضامن املفيد

الذات الشاعرة التي أبدعت الصور، ومن خالهلا مدى تفاعل الشاعر معها فيام أحدثته من خماض يف

ها يف البائية األوىل .الالئق أن نبدأ بالعنارص السيحة املرئية التي تشكل يف كمح

اهليئة الشكلية واللون ـ ا للصور التشبيهية ومن هذه العنارص السيحة املرئية التي كانت موضوع

ن العنارص املرئية تكاد تكون يف معدالت تكرارها :ولعلح الدراسة ال جيانبها الصواب إن قالت. والركة

ها، فعنرص أكثر العنارص السيحة، أما العنارص السيحة األخرى، فهي دون ذلك يف معدالت تك رارها وكمح

.مرة واحدة بالرائحة مل يرد إالام عنرص الشمح ممثال بالصوت ورد مرتني يف أبيات البائية، بين السمع ممثال

ا من نتاجات لفن التشبيه، ونتاج االسيحة املرئية الذي كان موضوع ول من العنارص والعنرص األ

ة بنائه، عنرص اهليئة الشكلية، إذ ورد يف البائية بمعدالت تكرارية ها األول، يقول ذو الرمح يكاد يكون يف كمح

:(33)يف وصف ناقته

.99، ص "مكونات الصورة الشعرية يف شعر طرفة بن العبد"إسامعيل العامل، - 32

.97، البيت 11، ص الديوان- 33

Page 9: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

882

ا مج تل وهم وما بقيـكأهن

ب واح والعص حيزة واأللالن إال

رسم الشاعر، هنا، صورة هليئة الناقة الشكلية، التي اعتمدها للرحلة، من خالل تشبيهها

ا مجل وهم " :باجلمل، إذ قال وإذا تأملنا اهليئة الشكلية التي وردت يف البيت الشعري نلحظ أهنا ترتدح "كأهن

اقة مجل، وهو يرمي إىل ما تتمتع به من قوة تؤهلها إن الن :قال األول هيئة شكلية جامدة إذ ،إىل رضبني

الناقة قد فنيت من إن :للرحلة وحتمل املشاق، والثاين هيئة شكلية ينضوي يف باطنها حركة وحياة إذ قال

.السري والتعب، وما بقيت منها بقية

:(34)ومثل هذا قوله يف وصف راكب هذه الناقة، وإن كان عىل القيقة يعني نفسه

بال منصل بمني ختدي ت رق الرس

واشحب سام إذا أصحابهمثل ال

إن الصورة الشعرية املتمثلة يف بنية التشبيه، هنا، ترمي إىل تبيان هيئة راكب الناقة الشكلية، وهي

بال خت" :قال ياة وال تعرف اجلمود والثبات، إذهيئة شكلية توحي بال ويف الوقت نفسه "دي بمنيرق الرس

لت مثل ص من " :قال اقة؛ القوة التي تؤهله للرحلة إذتوحي البنية التشبيهية بالقوة التي يمتلكها راكب الن

."شحبوا السام إذا أصحابه

دها من نفسه إذ ا وصفي وعندما رسم الشاعر مشهد ا لبكائه، أو لبكاء الشيصية التي جرح

:(35)قال

ب منها املاء ينسك نك ما بال عي

ـة س كأنه ب من كىل مفري

ة س "ة بـ اعتمد عىل بنية التشبيه املتمثل ، يف رسم صورة اهليئة الشكلية "ب كأنه من كىل مفري

ب لصورة املزادة التي بليت رقعها، وبالتايل انسك ا ومكافئ ملنسكب من عينيه، إذ جعله معادال لدمعه ا

عىل إبراز الدمع املنسكب من عيني الشيصية التي تبكي ماؤها من خالل خرزها، وهي صورة ال تقترص

، وهو فعل حيمل يف ثناياه (ينسكب )فحسب، بل ينضاف عىل ذلك عنرص حركة الدمع الذي حيمله الفعل

ح عيون الشيصية الت .ي رسمها الشاعرحركة تكشف عن غزارة الدمع واستمراريته، مما أفض إىل تقرح

ة عن ثور الوح استبان بفعل الربق، خلع عليه صفة رجل إذ شويف معرض حديث ذي الرمح

منجرد : القميص، منصلت: الرسبال من اخلديان، وهو رضب من السري،: ، ختدي19، البيت 19، ص الديوان- 34

وا من طول السفر: ماض، شحبوا .تغريح

ة: ، الكىل0، البيت 7، ص الديوان- 35 : خمروزة، سب: الواحدة كلية، وهي رقعة ترقع عىل أصل عروة املزادة، مفريح

.هنا املاء خيرج من عيون اخلرز

Page 10: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

882

:(36)عليه قباء، إذ قال

ز هل جتلو البوارق عن جم ق رم

ه م زب ع مقتقبي يلكأن

ه متقبي يلمق ع "جعل الشاعر التشبيه، هنا، هم يف بناء صورة شكلية لثور الوحش، يس "زب كأن

انقبض ثور الوحش واجتمع بعضه إىل بعض بفعل غت من العمل والنشاط والياة، إذوهي صورة قد فر

ز جم "ما أصابه من املطر والربد، فهو ة يف وصف كالب الصياد"رم :(37)، ويقول ذو الرمح

ت غضف مه ة األشداق ضاري ةر

ذب حني يف أعناقها الع امثل الرس

ضارية مثل )لقد رسم الشاعر صورة شعرية هليئة الكالب الشكلية من خالل بنية التشبيه

احني ، فاهليئة الشكلية للكالب يف البناء التشبيهي يشري إىل رضاوهتا، وهي صورة شكلية ظاهرة (الرس

ه، فالكالب والرساحني كالمها حيرص عىل طعامه، بني طريف التشبي االنسجاممعاينة ومشاهدة، وحتمل

وهذه الصورة الشكلية الظاهرة لعلحها مهدت إىل صورة شكلية خفية حتكي الالة النفسية لكل من

الكالب والرساحني، فكالمها يريد النجاة من معاناة اجلوع وآالمه، لذا حيرصان عىل الصيد، وأن يكونا

، فإن اهليئة ب والفزع يف أفئدة اليوانات األخرى، وأن يكون األمر هكذاكذلك، فإهنام يبثان اخلوف والرع

.ذات حياة ونشاط الشكلية اخلفية لكل

ل الشاعر صورة للهيئة الشكلية للظليم من خالل بنية التشبيه شيت اجلزارة مثل البيت )وشكح

:(38)، التي أوردها يف بيته الشعري...(سائره

ره رة مثل البيت سائ جلزاشيت ا

ب وح خدب شوقب خش من املس

فاهليئة الشكلية يف البنية التشبيهية اقترصت عىل العنرص اخلارجي املنصب عىل تبيان دقة قوائم

أفضت إىل تكملة اهليئة الشكلية، إذ خلعت عىل الظليم صفة ( أي بنية التشبيه)الظليم ورأسه، التي بدورها

(.خشب )، والغلظة واخلشونة (شوقب )، والطول (خدب )الضيامة

وعندما أراد الشاعر تبيان ما يف بيض النعام من صالبة، استعان بوسيلة بالغية تتجسد يف

.91، البيت 19، ص الديوان- 36

ته األشداق: ، غضف19، البيت 71، ص الديوان- 37 ها، مهرح واسعتها، : هنا الكالب التي تنقلب آذاهنا عىل مؤخرح

احني .القالئد يف أعناق الكالب: الذئاب، العذب: الرسح

ار من القوائم والرأس، املسوح: دقيق، اجلزارة: ، شيت011، البيت 005، ص الديوان- 38 الشعر، : ما يأخذ اجلزح

.ليظ جافغ: ضيم، شوقب طويل، خشب: خدب

Page 11: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

882

:(39)التشبيه املتمثل يف قوله

ة عنها ببلقعـــ تفلق كأنام

رب يبس أو حنظل خـ مجاجم

ة، هنا، يرسم صورة ذات هيئة شكلية ساكنة ثابتة لبيض النعام، تفيض إىل إبراز ما فذو ا لرمح

.(مجاجم يبس أو حنظل خرب ... كأنام)يتصف به من صالبة

:(40)يبتني صورة تشبيهية لفراخ النعام إذ يقول أيضاونرى الشاعر

ـة تقيحض عن عوج معطفـمما

ا ـرب ا ج اره ش شامل أب كأهن

ا شامل أبشارها جرب )فالتشبيه، هنا، يسهم يف رسم صورة فراخ النعام، وهي صورة ( كأهن

، صحيح إهنا هيئة (تقيحض عن عوج معطفة )تقوم عىل تبيان اهليئة الشكلية للفراخ حني تكرسح البيض عنها

هتا إىل ضعف املشبه، املتمثل يف فراخ النعام، ألن حاهلا حال من شكلية خارجية، ولكنها تشري يف طيا

اإلشارة إىل أن فراخ النعام زعر ـ اعرتى جلده اجلرب، وقصد الذات الشاعرة من خالل بنية التشبيه

.ريش عليها ال

لج وبعد، فإن العنرص السح املرئي ذا اهليئة الشكلية يف البائية، قد ورد بمعدالت تكرارية ليعا

موضوعات ذات مصادر متعددة، بعضها ينتمي إىل الياة اليومية، وبعضها إىل اليوان، وآخر إىل الطبيعة،

ومن هذه املوضوعات املتعددة تصويره للناقة، وتصويره لزنه وأمله، وتصويره لثور الوحش وكالب

ا الرمة قد شكله من خالل وسيلة أن ذ ـوالظليم، ومما يلحظه دارس عنرص اهليئة الشكلية يف البائية الصياد

.(41)بالغية واحدة هي التشبيه، ويف ذلك إشارة إىل بساطة يف التفكري، وتركيز عىل العمل السح

ة، ،والعنرص الثاين من عنارص الصورة السيحة املرئية عنرص اللون، إذ ورد يف بائية ذي الرمح

، لقد ورد يف البائية غري لون، منها وين متامثلني كامح يئة الشكلية صنبمعدالت تكرارية تكاد تكون وعنرص اهل

.اللون األبيض فاألسود ثم األصفر ـ مرتبة وفق تكرارها الكميـ

ف كنه الذات الشاعرة وما دار يف أعامقها من مشاعر وأحاسيس تقف الدراسة عند هذا ،ولتعرح

.يابس: الصحراء اخلالية من النبات والشجر واألبنية، خرب: ، البلقعة091، البيت 099، ص الديوان- 39

، عوج معطفة: ، تقيحض091، البيت 011، ص الديوان- 40 : أي فراخ عوج مل تستقم قوائمها، أبشارها: تكرس

.جلودها

.71، ص "رفة بن العبدمكونات الصورة الشعرية يف شعر ط"إسامعيل العامل، - 41

Page 12: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

882

ة يصف صاحبتهالعنرص السح املرئي املتمثل يف اللون، ومن أنامطه اللون األب :(42)يض، يقول ذو الرمح

ج كحالء يف برج صفراء يف نع

ا ف ها ذه كأهن ة قد مس ب ض

ها ذه "البنية التشبيهية املتمثلة يف إن ة قد مس ا فض ، أسهمت يف الكشف عن لون صاحبة "ب كأهن

ة إىل أن يعيش للون األ يف برشهتا، إنالشاعر، فهي خالصة البياض بيض، هنا، داللة مجالية تدفع ذا الرمح

السعادة واهلناءة، ملا توافر يف من أحبح من صفات كشف عنها التشبيه، وليس هذا بغريب، فالكالم اجلاميل

.عىل املرأة قوة تبعث الياة يف املحبني

:(43)يف وصف ثور الوحش أيضاويقول

ه ر مشهور بنقبت والح أزه

ب حني يعلو هلــ كأنه

ه هلب "الواردة يف عجز البيت الشعري التي جتسدت يف الصورة الشعرية ، شكلت عنرص"كأن

.اثور الوحش يشبه النار يف بياضه وإضاءته، حني يعلو عاقر اللون األبيض الذي يدل عىل أن

:(44)يرجم به الشيطان ضبكوكب منقـ يف تصوير ثور الوحش يف سعته وبياضه أيضاويقول

ة ريكوكب يف إثر عف كأنه

م يف يل منقض مسو ب سواد الل

استغل عنرص اللون األبيض، الذي ولحدته بنية التشبيه فالشاعر يف كالمه عىل ثور الوحش،

فاللون األبيض، هنا، دم فيه، ، ليوحي بدالالت ذات صلة بام يعكسه السياق الذي استي(كأنه كوكب )

لعله يرمز إىل الفوز واالنتصار الذي أحرزه ثور الوحش من ناحية، وما وقع عىل كالب الصياد من موت

.من ناحية أخرى

ف وص :الدراسة ترى يف عنرص اللون األبيض وسيلة للتعبري عن موضوعني، مها وبعد، فإن

كام رصدت الدراسة الوسيلة البالغية التي جسدت عنرص بثور الوحش، الصاحبة، وتصوير اليوان ممثال

.اللون األبيض، فكان التشبيه

ة ،والنمط الثاين من أنامط عنرص اللون :(45)اللون األسود، يقول ذو الرمح

ل: البياض، الكحالء: سعة العني، النحعج: ، الربج91، البيت 11، ص الديوان- 42 .التي تراها مكحولة وإن مل تكح

هنا الرمل املرشف : أي شعلة نار، العاقر: لونه، هلب: أبيض، نقبته: ظهر، أزهر: ، الح11، البيت 79، ص الديوان- 43

.الذي ال ينبت أعاله

م011، البيت 000، ص لديوانا- 44 و .منقض: معلم، منقضب: ، مسح

.جافة: التوت، ذاوية: ، الفرصاد90، البيت 15، ص الديوان- 45

Page 13: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

882

ـة نام نفض األمحال ذاويكأ

ب وانبه الفرصاد والعن عىل ج

شعرية، من خالل البنية التشبيهية التي تضمنها شكل الشاعر عنرص اللون األسود يف الصورة ال

التي تشري حروفها االنفجارية إىل حركة شديدة، فبنية التشبيه أيضا "نفض "الرتكيب، ومن خالل مفردة

عىل املوضوع املعادل "الفرصاد والعنـب "جسدا حياة وحركة؛ إذ فاض املشبه به "نفض "ومفردة

ة يف "األمحال ذاوية "، الذي وصف يف البيت الشعري بـ "البعر"واملكافئ له، وهو املشبه ، إذ جعله ذو الرمح

، هنا، يرمز إىل "نفض "والفعل "الفرصاد والعنب "توت والعنب، وظني أن الكالم عىل سواد ثمر ال

.يف بطنهام الياة "الفرصاد والعنب "تشبث ثور الوحش بالياة والتمسك هبا، ألن

:(46)يف وصف فراخ النعام ويقول

ة قيحض عن عوج معطفـمما ت

رب ا شامل أبشارها جـكأهن

ها الباطني، فرسمت ب يف حس صورة دقيقة لفراخ هنا، جلأت الذات الشاعرة إىل ترمجة ما ترس

ا ش"النعام، إذ شكلت لون الفراخ األسود من خالل التشبيه املتمثل يف ، وخصح "امل أبشارها جرب كأهن

.اجلرب؛ ألهنا سود من القطران، أو خللوح جلودها من الريش فكأنام شملها جرب

ا، هو تصوير ا واحد الدارس أن عنرص اللون األسود يف البائية عالج موضوع ومما يلحظه

ة عىل وسيلة بالغية اعت أيضاومما يلحظه الدارس ،بثور الوحش وبفراخ النعام اليوان ممثال امد ذي الرمح

.يف تشكيل صوره التي جسدت اللون األسودـ تتمثل يف التشبيه ـ واحدة

ة والنمط اللوين الثالث، اللون األصفر، الذي ورد يف البائية مرة واحدة، إذ أورده ذو ال رمح

:(47)شبهها بشقوق يف خشب النبع، يقول ليصف أفواه فراخ الظليم، إذ

ل دوع النبع يف قل ص أشداقها ك

حا غ ريج مل ينبتمثل الد ب هبا الز

، هي قوام الصورة الشعرية التي تشكلت "أشداقها كصدوع النبع "يف البنية التشبيهية املتضمنة

عروف امل "النبع "يف البيت الشعري، وهي التي شكلت بالتايل عنرص اللون األصفر، الذي يشري إليه لفظ

.بلونه األصفر

ة ،ة املرئيةرص الثالث من عنارص الصورة السيوالعن صورة الركة التي وردت يف بائية ذي الرمح

.091، البيت 011، ص الديوان- 46

.095، البيت 11، ص الديوان- 47

Page 14: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

822

ها، يقول الشاعر :(48)بمعدالت تكرارية تكاد تكون تالية لعنرصي اهليئة الشكلية واللون يف كمح

ا ا سفعبسفت عنها الص أم دمنة ن

ية الكتـ كام تنرش ب بعد الط

ة إذ يذكر، جاء بريح ـ وإن كان يعني نفسهـ ها هنا، سبب بكاء الشيصية التي جرد فذو الرمح

با التي جعلها تكشف عن معامل الدار، فأصبح حاهلا حال الكتاب املفت وح الذي يعرف حمتواه الص

با سفعا كام نسفت عنها الص "لتشبيه الكشف عن مضمون البيت الشعري هذا شكلته بنية ا ومكنونه، إن

ية الكت بعد الط ائها "نسفت "با املتمثلة يف الفعل ، إذ أشارت إىل حركة ريح الصح "ب تنرش ، التي من جرح

"ها املتمثلة يف الفعل الدار، وإىل حركة فتح الكتب بعد طيكشفت عن معامل ائها "تنرش ، والتي من جرح

.تواها، وما ورد يف سطورهاعرف حم

دت عنرص الركة، يفيض إىل أهنا مجعت بني رضبني من م النظر يف بنية التشبيه التي ولوإنعا

با، ومصدر ثقايف متمثل يف الكتب التي ، مصادر الياة؛ مصدر الطبيعة املتمثل بريح الص نرشت بعد طيح

فية، تتمثل باألمل الذي يوصل إىل األمن، والذي دا إىل جانب الركة الظاهرة حركة خوكال املصدرين ول

.الفزع من قلب الشاعر بصفته عذري بدوره يطرد الرعب وا

ة صورة لثور ال :(49)يقول وحش، وهو يطعن كالب الصيحاد، إذورسم ذو الرمح

هاشق طعنا يف جواشن فكر يم

تس كأنه األ ب جر يف اإلقبال حي

، وهي بنية تكشف عن حركة ظاهرة "كأنه األجر يف اإلقبال حيتسب "بنية التشبيه املتمثلة يف ا عىلمعتمد

عىل توليد حركة كامنة حلحت يف أيضاتتسم بالعمل الذي أقبل عليه ثور الوحش، كام عملت بنية التشبيه

إذا . "يمشق طعنا يف جواشنها فكر "تتمثل يف خوفه من اعتداء كالب الصياد عليه، لذا ،قلب ثور الوحش

هتا إىل الركة، هنا، ضمن ما ورد يف سياق البيت الشعري، مل تقف عند حدود الداللة الظاهرة، بل تعدح

.دالالت نفسية ووجدانية

ة أن يعظحم من سعة محر الوحش إبحان قوله :(50)وعندما شاء ذو الرمح

.1، البيت 05، ص الديوان- 48

الصدور، : يطلب الثواب، اجلواشن: تتابعا، حيتسبأي يطعن طعنا م: ، يمشق طعنا 75، البيت 019، ص الديوان- 49

.الواحدة جوشن

الصقر، : هي خالف القوادم، وهي ريشات تكون يف أصل اجلناح، األجدل: ، اخلوايف90، البيت 91، ص الديوان- 50

.ذكر البارى: اسم موضع، اخلرب: أي شديد الشهوة إىل اللحم، األمعز: قرم

Page 15: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

821

ن خوايف أجدل قـرم كأهن

ويل ليسبقه باألمعز اخلـرب

ن خوايف أجدل قرم "جلأ عىل بنية التشبيه املتمثلة يف ، فالبنية التشبيهية تشري إىل سعة "...كأهن

، "قرم " :قال شدة جوعه واشتهائه إىل اللحم، إذمحر الوحش كأهنا صقر جائع، وهذا أدعى إىل إساعه، ل

حركة الصقر التي غايتها إنزال :يف البنية التشبيهية يكشف عن حركتني متضادتني "ه بهاملشب" ناهيك أن

كلتا الركتني ، وحركة ذكر البارى التي غايتها النجاة من خطر الصقر، "اخلرب "املوت بذكر البارى

نرص الركة هذا ع ظاهرتان للمعاين واملشاهد، ولعل ألهنام عىل متسوى الرتكيب الشعري تلتقطه العني،

ى يف الذات الشاعرة ذات اخلربة إىل التأكيد عىل الرصاع بني أبناء الياة من جانب، وعىل بنوعيه يتعدح

ى املشبه اإذ . ض عىل املشبهإىل التأكيد بأن املشبه به يفي أيضاالفاظ عىل الياة من جانب آخر، ويتعدح

فيه أشياء املشبه به، الذي يشري إىل املشبه به ويعادله، وحيليكافئ ،التي تعني محر الوحش "نح ه "املتمثل بـ

.أن سعة شديدة مصدرها اليوان ممثلة بالصقر واخلرب، أسهمت يف الكشف عن سعة محر الوحش

ة برسمها يف البائية إىل جانب صورة الناقة، ومحار الوحش وأتنه، ومن الصور التي اهتمح ذو الرمح

نثى الظليم صورة أنثى الظليم شبيه الناقة، لقد وصف الشاعر أ ـب الصياد وثور الوحش ومصارعته كال

ا دلو بئر " :قال بالرسعة يف عدوها، إذ ، والذي غرس فيها ذلك عامل خارجي، لعله يكون خشية "...كأهن

ه صعلة تربي ل" :قال األرض، أو عندما تباري الظليم إذعىل فراخها من سباع اأو خوف من الغيم والربق،

:(51)"...خرجاء

ه هليق أمسى شام أفرخ حتى إذا ا

اص ويط يف ظلح يرقد رده عر

ة خاضع خرجاء تربي له صعلة

ا د هكأهن الو بئر جد ماحت

ة روحة، والريح معصف ها مح لوي

وهن ال مؤيس نأيا وال كثب

ب ـحفيف نافجة، عثنوهنا حص

فاخلرق دون بنات البيض منتهب

حتى إذا ما رآها خاهنا الكرب

، والليل م رب ـقتوالغيث مرجتز

الظليم، شام : ، اهليق090، 091، 007، 001، 009، 009، 005، 001عدها، األبيات وما ب 095، ص الديوان- 51

اص: القريب، يرقدح : أي نظر إىل ناحية فراخه، الكثب: أفرخه يف ظلح غيم، حفيف : يعدو ويرسع، يف ظلح عرح

: ب، تربيأي أوائل هذه الريح حني جاءت فيها حصباء وترا: صوت الريح الشديدة، عثنوهنا حصب: النافجة

: أي فيها سواد، اخلرق: مطمئنة، خرجاء: هنا النعامة الصغرية الرأس والدقيقة العنق، خاضعة: تعرض، الصعلة

الذي يستقي، : عقد طرف البل عىل العراقي، املاتح: أي فراخه، الكرب: األرض البعيدة الواسعة، بنات البيض

،: أي فيه صوت الرعد، اإليغال: الغيث مرجتز ى امليضح ، األهب : تفر .الصوت: اجللود، اللجب: تنقد

Page 16: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

828

ـة ران من اإليغال باقيال يذخ

امهبطا يف شأو شوطه ما فكل

ردا ان سباع األرض أو ب ال يأمن

ى عنهام األهب حتى تكاد تفر

من األماكن مفعول به عجب

إن أظلام دون أطفال هلا جلب

ا دلو بئر "تدخلت، هنا، بنية التشبيه املتمثلة يف ، لتشكل صورة حركية ألنثى الظليم، "...كأهن

من عدو سيع، وما يدلل عىل "الصعلة "أخرجته نسجام بني ما الوهي بنية تشبيهية عملت عىل بثح ا

.قدرهتا يف مباراة الظليم، وأهليتها لضانة فراخها وبيضها

ة بمعدالت تكرارية، ومعنى ما تقدم أن بنية التشبيه قد رسمت عنرص الركة يف بائية ذي الرمح

كته مع كالب الصياد، لترشح موضوعات بعضها يتعلق بمعامل الديار، وبعضها يصور ثور الوحش ومعر

.وبعضها اآلخر يصور سعة أتن محار الوحش وأنثى الظليم

وإىل جانب العنارص السيحة املرئية يف البائية، وردت عنارص حسيحة غري مرئية، منها عنرص

ومما لظته الدراسة خالل التعامل مع العنرص السمعي، ارتداده يف مصدره إىل .السمع، إذ تكرر مرتني

.ت اإلنسانية، ومعاجلته ملوضوع يتعلق بتصوير اليوان ممثال بحامر الوحش والناقةالصفا

ة يف بائيته إذ يقول :(52)ولكي تتضح امللحوظة، تقف الدراسة عىل نتاج ذي الرمح

ه معول يشكو بالبله كأن

ب من أجوازها نك ب إذا تنك

ه معول "ثلة يف جاء الشاعر، هنا، ببنية التشبيه مم ، ليشري إىل عنرص الصوت، الذي من خالله "كأن

.دلح عىل تبيان حال محار الوحش مع أتنه، إذ يميل ويزورح منها يشء عن جادته

:(53)يف وصف ناقته أيضاويقول

كاماش وجمرى النسعتني تشكو اخلش

اده الوص أن املر ب يض إىل عو

اخلشاش وجمرى تشكو ،ة، هنا، يشري إىل ما تعانيه ناقته، فهي تشكو ما يلتصق هباذو الرمح

كام أن "النسعتني، ولتبيان هذا املضمون، اتكأ الشاعر عىل عنرص الصوت، الذي جاء به الرتكيب التشبيهي

اده الوص ، الذي يتسم بصوت "أنح "أملح بالناقة من خالل الفعل ، وهو عنرص يظهر ما "ب املريض إىل عو

ة والشدح جعله ال يقوى معه اة يف درجته، لضعف من صدر عنه، إذ بلغ به املرض مبلغ خافت خيلو من الدح

.15، البيت 51، ص الديوان- 52

موضوع الزام، أن من األنني، : حلقة يف عظم أنف البعري، النسعتني: ، اخلشاش91، البيت 19، ص الديوان- 53

.الوجع: الوصب

Page 17: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

822

، يف ا للمشبه به، فقد فتالناقة التي جعلها الشاعر مكافئ وهكذا كان حال عىل الصوت الشديد الادح

.سعتنيعضدها طول الرحلة، وما التصق هبا من خشاش وجمرى الن

، إذ أيضاومنها ذكره الشاعر مرة واحدة، خالل حديثه عن كناس ثور عنرص الشمح

:(54)الوحش

ه بي ه ـت عطار يضمنكأن

ب ك حيوهيا وتنته املس لطائم

ة عىل كناس ثور الوحش خالل وصفه له ها ـ إن الصورة الشمية التي خلعها ذو الرمح من استمدح

ه بيت عطار "البنية التشبيهية املتمثلة يف ، التي اعتمد يف بنائها عىل مصدر الياة اليومية املتمثل يف "كأن

، ولعل البنية التشبيهية، هنا، وما أفضت إليه من مضمون يشري إىل راحة ذات مظهر خارجي"بيت عطار "

شعورية، ولحدها وجدان رائحة خفية، ترتبط بحالة حتمل من اإلحياء ما يؤهلها الكشف عن مكمون

.ايض حياة تبعث األمل وتفيض إرشاق ينظر إىل عامل يف الشاعر، إذ

ة، قد اعتمد عىل مصدر حيايت يتمثل يف أشياء القول، إنوخالصة عنرص الشمح يف بائية ذي الرمح

ه الباطني، هذا العنرص السح الشمي قد نسان يف الياة اليومية، كام أناإل استحرض يف مشاعر الشاعر، ويف حسح

.يتأمله ـ يف البائيةـ بثور الوحش الذي وقف عنده الشاعر خالله موضوع تصوير اليوان ممثال ليعالج من

ة، لعلوبعد هذا فن التشبيه بامم الشاعر اهتاالستقراء فيها يشري إىل أن التطواف يف بائية ذي الرمح

.إىل عامله الشعري خرب وشاهد، وما اكتسب من جتارب حياتية ، إذ نقل مااكان واضح

عىل غري اإنعام النظر يف البائية يفيض إىل أن صور فن التشبيه ابتناها الشاعر معتمد ولعل

عىل عامله أيضاا ا، وأورده للتفصيل والتيييل، ومعتمد ا ومضمر ا، وظاهر ومركب اأسلوب؛ فجاء به بسيط

، إذ منها أشياء الياة اليومية، واملصدر اإلنساين، ،صور التشبيه إىل مصادر حياتية متعددة ترتد السح

دت موضوعات حسيحة ذات عنارص وهذه الصور التشبيهية السيحة ول. ومصدر اليوان، ومصدر الطبيعة

ي مرئية تتصل بحاسة البرص، وهي كثرية، وموضوعات حسيحة أخرى ذات عنارص غري مرئية تتصل بحاست

، وهي قليلة .السمع والشمح

وعندما رصدت الدراسة العنارص املرئية يف البائية، لظت أهنا متعددة األنامط؛ منها عنرص اهليئة

هذه العنارص وردت بمعدالت تكرارية تكاد تكون متامثلة يف ة وعنرص اللون وعنرص الركة، وكلالشكلي

ها ت غري قليلة سيحة مرئية وغري مرئية، جاءت ملعاجلة موضوعاأن العنارص ال أيضاومما لظته الدراسة . كمح

.تباع: فيها لطيب، تنتهبمجع لطيمة، وهي العري التي : ، لطائم99، البيت 15، ص الديوان- 54

Page 18: IRI | Home - :ةّمرلا يذ رعش يف هيبشتلاiri.aiou.edu.pk/indexing/wp-content/uploads/2016/06/... · 2016-09-01 · 881."فاكلاو نحأك" هيبشتلا تيادأ

822

.يف جتربة الشاعر التي اكتسبها من اخلربة الياتية اكانت مرتبطة وجداني

فن التشبيه املتمثل يف أساليبه ويف الدراسة تستطيع البوح بالكالم إن ومجلة األمر، لعل

ةـ موضوعاته ن قبل، لذا جاءت الدراسة لتسهم يف النظر إليه لعلها مل حيظ بالدرس م ـ يف بائية ذي الرمح

ة الذاتية .تكشف عامح ألحح عىل جتربة ذي الرمح

ū

(ب)

ū

ب

ū

ū

****