والفاطميون الزهراء فاطمة

والفاطميون الزهراء فاطمة

تأليفالعقاد عباسمحمود

والفاطميون الزهراء فاطمةالعقاد محمود عباس

٢٠٣٥٧ / ٢٠١٣ إيداع رقم٩٧٨ ٩٧٧ ٧١٩ ٤٩٧ ٦ تدمك:

والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسةوالثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة للناشر محفوظة الحقوق جميع

٢٦ / ٨ / ٢٠١٢ بتاريخ ٨٨٦٢ برقم المشهرة

وأفكاره المؤلف آراء عن مسئولة غير والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعبر وإنما

القاهرة ،١١٤٧١ نصر مدينة السفارات، حي الفتح، عمارات ٥٤العربية مصر جمهورية

+ ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ تليفون:hindawi@hindawi.org الإلكتروني: البريد

http://www.hindawi.org الإلكتروني: الموقع

سالم. إيهاب الغلاف: تصميم

هنداوي لمؤسسة محفوظة الغلاف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعللملكية خاضعة العمل بهذا الصلة ذات الأخرى الحقوق جميع والثقافة. للتعليم

العامة.

Cover Artwork and Design Copyright © 2013 HindawiFoundation for Education and Culture.All other rights related to this work are in the public domain.

المحتويات

7 تمهيد

11 الزهراء فاطمة الأول: القسم13 الزهراء أم -١21 نشأتها -٢25 زواجها -٣37 بلاغتها -٤43 العامة الحياة في -٥49 وفاتها -٦55 الزهراء شخصية -٧59 الفاطمية ية الذر -٨

65 والفاطميون … الثاني: القسم67 الفاطميون -٩73 النسب -١٠81 الباطنية -١١93 الفاطمية الباطنية -١٢109 الصباح بن حسن -١٣123 الباطنية ية السر -١٤127 ومهدومون وهدامون بناة -١٥

والفاطميون الزهراء فاطمة

137 الله لدين المعز -١٦149 متحضرة حضارة -١٧

6

تمهيد

عليها ل ونعو التالية، الصفحات هذه من شتى مواضع في الوراثة إلى الإشارة تردالحركات أطوار أو الجماعات أطوار ومنها الأطوار. بعض لتفسير شتى مناسبات في

التاريخية.الصفحات هذه كتابة في الوراثة وبأثر بنفسي فأبدأ المثل أضرب بأن أهم وأرانيعلى النبوية بالعترة1 منها اتصل وما الإسلامية، الموضوعات في الصفحات من كثير وكتابةفهو الخبز إلى احتاج إذا البيت أن معناه: ما الأعلى الصعيد في أمثالنا ومن التخصيص،

الجامع. من به أولىحنيفة، أبي مذهب على وأمي الشافعي مذهب على أبي السنة: أهل من لأبوين ولدتالصبح صلاة لأداء الفجر قبل ويتيقظان يصليان أراهما وأنا الدنيا على عيني وفتحتعائدا أو القريب المسجد إلى ذاهبا المبكرة الساعات تلك في أخوالي أحد زارنا وربما حاضرة،

داره. إلى منهوآله، السلام عليه للنبي الشديد الحب عبارات على عيني فتحت كما أذني وفتحتالقائمون نحن لأننا بها؛ ونفرح الصغار نحن نترقبها البيت في سنوية حفلة النبي فمولدإخوتي أسماء لأنها نهار؛ ليل البيت جوانب بين تتردد وآله النبي وأسماء فيها. بالخدمةالوحيدة وشقيقتي ويس، والطاهر وأحمد ومصطفى والمختار وإبراهيم محمد أجمعين:الثاني حلمي عباس الأسبق: الأمير إلى لا النبي عم إلى منسوب أنا واسمي فاطمة، اسمهابلقب ألقب أن المدرسة في وأبيت ولايته، قبل ولدت لأنني معارفي؛ بعض يتوهم كان كما

الأدنون. وأقرباؤه الرجل نسل العين: بكسر العترة 1

والفاطميون الزهراء فاطمة

«محمود» اسم إلى منسوبا وبقيت الحقبة، تلك في المدارس تعودته ما على جريا «حلمي»تسميان الشقيقتان أختاه كانت وإنما إخوة، لأبي يكن ولم النبي، أسماء من كذلك وهوالشريفة. النسبة هذه عليها تغلب التي بالأسماء ينادون وأولادهم زينب، واسم نفيسة باسمالحب هذا وليس ورضوانه، الله سلام عليهم وآله للنبي الشديد الحب هذا ورثتفي كان ولكنه النبوية، السنة بدستور يدينون لأنهم السنة؛ أهل من بالمستغرب الشديدتاريخ دراسة في كثيرا منه فاستفدت المذهبية، بالآداب منه النفسية بالعاطفة أشبه بيتنا

الإسلام.السياسة دعاوى من دعوى كل سماع في التريث شديد كنت أنني منه استفدتمن ما إنكار أو نسب، إنكار أو فضل؛ إنكار أو حق، إنكار على تقوم كانت التي القديمة

قريب. أو بعيد من النبوي البيت أهل تواريخ تمس التي الإنكار ضروبالعظمة قداسة لأن فضل؛ ذي أو حق ذي أحد كراهية الله بحمد منه أستفد ولموولعي أجمعين، العظماء تواريخ تمس التي الصغائر هذه جميع عندي تحجب الإنسانيةغار.3 الص هذا غوائل2 من الله بحمد عصمني الباكرة طفولتي من العظماء تواريخ بدراسةعن المقرر الواقع حكم في كان ما أصدق لم أنني ذهني في الوراثة هذه أثر ومنأعطها ولم الإشاعات، بحث فبحثتها نصيب، السياسة في له يكن لم وأنه الإمام، سياسةيجيئها أو دليل، بغير الأفواه على تسري التي الإشاعات من أكبر شأنا الرأي بادئ منمدافعون فهم الغالب، الحاكم سياسة في والمآرب المنافع أصحاب صنع من المختلق الدليل

الآخرين. باتهام أنفسهم عن

لأرضي و«النبويين» الإسلاميين العظماء سير قارنت أنني ذهني في الوراثة هذه أثر ومنفعظماء وآياتها؛ شواهدها ذهني من أستمد لا عاطفة بها أرضى أن يقنعني ولم ذهني،وغير المسلم يكبرها مناقب العظمة مكان تخولها باذخة إنسانية أعلام عندي الإسلام

والسلام. الفاتحة وتلاوة للتبرك أضرحة أنهم فيهم الأمر غاية وليست المسلم،— عليها الله —سلام فإنها الزهراء؛ حياة في الكلام باب أطرق الموروثة النزعة وبهذهلها تكتب أو علي، زوج لأنها ترجمة لها تكتب أو محمد، بنت لأنها ترجمة لها تكتب قد

المهلك. والشر الداهية وهي غائلة جمع غوائل: 2

والضيم. الذل الصاد: بفتح الصغار: 3

8

تمهيد

تكتب قد الكرامة هذه مع ولكنها الشهداء، وبنيهما والحسين الحسن أم لأنها ترجمةتتابعت التي التاريخية القوة مصادر من مصدر هي ولأنها فاطمة؛ هي لأنها ترجمة لها

الأخير. الزمن إلى الإسلام صدر من الخلافة دعوات في آثارها

المنتسبين وبين بينها الصلة مكان عن وبالبحث السيرة، هذه بكتابة إليه قصدت الذي وهذاأرجو — السلام عليها — فاطمة شخص عن حفظت التي الأخبار قلة وعلى فاطمة، إلىالمباركة السيرة هذه ملامح من أستخلصه أن أمكنني فيما التوفيق نهج على أكون أن

ومعالمها.القوة بيان أو اليقين، قوة بيان إلى نضيفه ما أول إن فنقول: الوراثة إلى ونعودكل على أبيها من ميراثها غطى وقد وأب، أم من ورثتها أنها الزهراء، نفس في الإيمانيةورثته فيما الآثار متصل مدى أصالته بلغت فقد أمها من بالميراث اقترن إذا ولكنه ميراث،

ميراث! من أخلده وما بعدها، من الأعقاب توارثه وفيما هي،

9

الأول القسم

الزهراء فاطمة

الأول الفصل

الزهراء أم

ولكن عنهما، رضيالله — الزهراء أم — خديجة السيدة أخبار من قليلا لنا التاريخ حفظلأنه والسجايا؛ الخلائق من بنيها تورثه أن يمكن وبما بها، للتعريف كاف القليل هذا

التفصيل. في إلا الأخبار في الإفاضة تزيدها لا كاملة صورة منها يعطينافطنة ذات أم أنجبتها الزهراء أن نعلم لنا حفظت التي القليلة الأخبار جملة ومنالأنثوية: العواطف بأكرم النفس غنية اليد غنية كانت عنها الله رضي وأنها ورجاحة،

الإيمان. وعاطفة الأمومة، وعاطفة الزوجية، المحبة عاطفةمكانة إلى جمعت لأنها قريش؛ نساء وسيدة بالطاهرة الجاهلية في تسمى كانتيحفظ لم جميعا وأهلها الموقرة، الخلائق ومكانة الوافرة الثروة مكانة العريق النسبكورقة والشمم، الشجاعة في أو والدراية، الحكمة في علما كان إلا منهم أحد سيرة التاريخ

العوام. بن الزبير وأسرة نوفل بنإلى نسبه ينتهي وكلاهما العربية، الجزيرة في الأسر أعرق من كلاهما لأبوين ولدتالمعرق النسب هذا إلى كذلك أمها ناحية من تنتسب أمها كانت بل فهر؛ بن غالب بن لؤيغالب، بن لؤي إلى كذلك نسبها ينتهي التي هالة بنت فاطمة فهي والسيادة، النبل فيمكانة النبل مع لها اجتمع وقد الأعلى، الجد ذلك إلى نسبها ينتهي التي قلابة بنت وهالةكثير في أجمعين قريش قوافل تعدل الشام إلى قافلتها فكانت تقدم، كما الوافرة الثروة

الأعوام. منأنها النبوة، بيت من الأئمة جدة وإلى نبي، زوجة إلى بالنسبة جميعه هذا من وأهم

وتربية. وراثة التدين على مفطورة كانت

والفاطميون الزهراء فاطمة

إلى معه الأسود الركن يحتمل أن أراد حين الآخر تبعا نازع الذي هو خويلد فأبوهاالسهيلي وقال دينه. مناسك من المنسك1 هذا على غيرة بأسه يرهب ولم له فتصدى اليمن،عنه» وانصرف ذلك ترك حتى شديدا ترويعا منامه في ع رو تبعا «إن الأنف: الروض فيفعلته على أقدم إذا الإلهي بالغضب العاهل ينذر وهو ومرآه خويلد روعة أن يبعد فلا

عمله. عن وثناه أرهبه ما منامه في المخوفات من له فتراءى التبع قلب شغل قدمن لها بدا حين إليه رجعت الذي نوفل بن ورقة هو خديجة السيد عم وابنتسأله ورقة إلى فركبت أزعجها، ما بالوحي مفاجأته عند السلام عليه النبي اضطرابالدينية الكهانة تكن ولم واليهود، النصارى كتب دراسة على وعكوفه بالدين لعلمهكاهن إلى بأمرهم يرجعون مسيحيون مكة في يكن لم إذ صاحبها؛ بها ينتفع وظيفةفي الشك إليه توحي فيه لطبيعة الدين دراسة على الرجل عكوف كان وإنما كنيسة، أومن أفضل عقيدة إلى يهتدي أن عسى والمراجعة البحث إلى به وتجنح الأصنام، عبادةالصلت، أبي بن أمية شعر يشبه الجاهلية في يقوله كان شعر إليه وينسب العقيدة. هذهوقال له، ذكرته حين جبريل باسم خديجة السيدة علم استغرب أنه السيرة كتاب ويروييتسمى ولا به يتمثل أن يجترئ لا الشيطان وإن أنبيائه، وبين الله بين السفير «إنه لها:

باسمه.»أن يعنينا لا مختلفة، روايات على خديجة السيدة مع ورقة حديث جاء وقدالسيدة عم بني بين الأديان بمدارسة الشغف هذا وجود هو الأمر في المهم لأن نستقصيها؛بنفسه والمخاطرة اليمن لعاهل بالوقوف مكة زعماء بين أبيها وانفراد فهذا الأقربين،من الأسرة، ورثتها التي التدين طبيعة عن للإبانة كافيان الكعبة مناسك على منه غيرة

النصرانية. إلى عنها تحول ومن الجاهلية، على منهم كانكتب يطالع من بكل علم على كانت أنها الأخرى خديجة السيدة أخبار من ويؤخذلهم كانت ممن غيره سألت بل عمها ابن بسؤال تكتف لم لأنها والإسرائيلية؛ المسيحية

الأديان. وكتب التوراة على بالاطلاع شهرةوقال إليها، فعاد الوحي فاجأه حين السلام عليه للنبي قالته كلام عنها روي وقدبه وتثبت عنه به ي تسر أن أرادت الذي — كلامها فكان نفسي!» على خشيت «لقد لها:

عباداته. الحج ومناسك غيره، أو كان خير في إليه ويتردد الإنسان يأتيه الموضع المنسك: 1

14

الزهراء أم

فإن الجاهلية، أديان في الناشئين على يستكثر علما الدين بلباب العلم على آية — جنانهلا ما الدين حقيقة من أدركت ولكنها وسحرا، كهانة عندهم يكون أن يعدو لا الدينالذي الرجل هو له يندب أن الجدير النبي وأن فضيلة، أنه فعلمت قومها، عامة يدركهالجنة: عوارض من بعارض وليس وحي أنه آمنت وقد للنبي وقالت بالفضيلة، اتسموتقري المعدوم، وتكسب 2، الكل وتحمل الرحم، لتصل إنك أبدا؛ الله يخزيك ما والله «كلا!

الأمانة.» وتؤدي الحديث، وتصدق الحق، نوائب على وتعين الضيف،عمومتها أبناء من عرفت أنها ولولا بالدين، يسمع من كل يدركها لا للنبوة علاماتالوجل وصرف الدعوة لتصديق علاماتها هذه كانت لما الفهم هذا النبوة يفهم كان من

الكريم. زوجها نفس عن والخشيةنقل فمما والتقليد، السماع إلى منساقة طبيعة وليست مميزة، طبيعة هذا على وهيله: قالت أخبرها فلما جبريل، جاءه إذا يخبرها أن السلام عليه النبي إلى طلبت أنها عنها«فتحول قالت: «نعم». قال: تراه؟» «هل فقالت: ففعل، اليسري» فخذي على فاجلس «قمفقال: وسألته، خمارها3 فألقت «نعم». قال: تراه؟» «هل وسألته: اليمنى» فخذي إلى

بشيطان.» هو وما ملك فإنه وأبشر، اثبت العم ابن «يا قالت: أراه». لا «الآنالوحي. حقيقة به تمتحن أن عصرها في سيدة من ينتظر كان ما غاية الاختبار وهذاتشتغل لا البديهة فإن الحاضر، العصر في المسلم غير وعند المسلم عند فيه غرابة ولاوإعادة الحوار بعد سيما ولا واحد، وقت في الأنثى جسد إلى والنظر الديني بالوحيهذه صحة في المتحذلقين من المتشككين لشك إذن موجب فلا مرة، بعد مرة السؤال

الأحاديث.الجميل الخلق من رزقته ما مع الوجه صباحة البارة السيدة هذه رزقت وقدالسيدة هذه فإن تتم، لا السعادة إن قال: من وصدق الجزيل، والمال الأثيل4 والحسبفإنها الزوجية، حياتها في السعادة نعمة لها تتم لم المرأة تتمناه ما غاية لها تم التيولد منه ولها فمات زرارة، بن هالة أبو هو مكة هامات5 من برجل صباها في تزوجت

فيه. خير لا الثقيل : الكل 2رأسها. المرأة به تغطي ما وهو النصيف الخاء: بكسر الخمار: 3

المؤصل. القديم، الأثيل: 4شيء. كل من الرأس الهامة: هامات: 5

15

والفاطميون الزهراء فاطمة

فاطمة السيدة مع تربى الذي وهو الحسد)، لأذى دفعا (لعله هند باسم ي سم صغيرللنبي وصف أوفى عنه ويؤثر الأقوال، أرجح على الجمل وقعة في الإمام جيش في وقتل

الله. صلوات عليهما الحسن سبطه رواهالأول، كان زوجيها أي في واختلفوا المخزومي، الله عبد بن عائذ بن عتيق بها بنى ثمالزوجين هذين بعد الزواج عن أعرضت وقد الدوام، له يكتب لم زواج حال كل على ولكنهالتاريخ، في النساء أعلام من علما بفضله أصبحت الذي الرجل حياتها في لها عرض حتىعليها الخطاب تهافت مع زوجها، اختيار في أناتها6 من لبها رجاحة على أدل شيء ولا

تختار. فيما إليها الأمر ورجوعأنه على تتفق الأقوال فتكاد تجارتها، في بالعمل السلام عليه النبي اتصل كيف أماأخي، ابن «يا السنين: من سنة في له قال طالب أبا وأن طالب، أبي عمه من بمشورة كانالشام، إلى حضرخروجها قد قومك عير وهذه الزمان، علينا اشتد وقد لي مال لا رجل أناعليها نفسك فعرضت جئتها فلو عيرها في قومك من رجالا تبعث خويلد بنت وخديجةفأجابته طالب، أبو إليها فذهب الطلب بهذا مفاتحتها في النبي تردد وقد إليك.» لأسرعتسألت وقد فكيف لأجبناك، بغيض لبعيد ذلك سألت «لو له: وقالت وكرامة، رضى على

حبيب؟» لقريبكل في تربح كانت ما أضعاف لها وربح واشترى وباع الشام إلى النبي سافر وقد— بصحبته كان الذي — ميسرة غلامها إلى وكل السفر من عاد حين أنه منه وأعجبها عام،وحذقه، وأمانته مروءته منه فأكبرت كسبها، ووفرة القافلة بعودة ليبشرها يسبقه أنمنه التلميح إلى أقرب حديث في بذلك له وعرضت الخطاب، مع يخطبها لو وودت وأحبته

التصريح. إلىهي — لها صديقة إلى أوعزت ثم التصريح، عن هي وأحجمت حياء، النبي وأحجمأن يمنعك «ما يوم: ذات نفيسة فسألته الخطبة، على تشجعه أن — منية بنت نفيسةقال: والكفاءة؟» والجمال المال إلى ودعيت كفيت «فإن قالت: المال». «قلة قال: تتزوج؟»

فاخطبيها.» «فاذهبي قال: «خديجة!» قالت: تكون؟» «ومنيتجر كان الذي لشريكه قال صلى الله عليه وسلم الله «رسول أن السير أقدم صاحب الزهري وروىقاما فلما وتتحفهما، تكرمهما وكانت خديجة»، عند فلنتحدث «هلم خديجة: مال في معه

والتؤدة. والرفق، الحلم، أناتها: 6

16

الزهراء أم

محمد؟ يا خاطبا جئت له: فقالت — الكاهنة هي — مستنشئة7 امرأة جاءت عندها منتراك إلا — خديجة كانت وإن — امرأة قريش في ما فوالله ولم؟ فقالت: «كلا». فقال:

لها.» كفؤاكاشف السلام عليه النبي أن — المتعددة الروايات بين — يكون بأن الأشياء وأشبهوقال قوم، لعزيزة قوم عزيز خطبة وخطبها ففعل لخطبتها يتقدم أن أسرته رئيسشرفا به رجح إلا قريش من فتى به يوازن لا ممن محمدا «إن الأمر: في عمها يفاتح وهوفي وله مسترجعة، وعارية زائل ظل المال فإنما قلا المال في كان وإن وعقلا، وفضلا ونبلابن ورقة عمها ابن أو عمرو، عمها فقال ذلك» مثل فيه ولها رغبة خويلد بنت خديجةرسول تزوجها امرأة أول وكانت أنفه».8 يقدع لا الذي الفحل «هو أخرى: رواية في نوفل

الخمسين. قارب أن إلى حياتها في عليها يتزوج ولم الله،وهم: القبطية، مارية من ابنه إبراهيم عدا ما أبنائه جميع للنبي ولد خديجة ومنمعظم باتفاق أصغرهم وفاطمة، كلثوم، وأم ورقية، وزينب، والطيب، والطاهر، القاسم،

الأقوال.والعشرين الخامسة نحو في خديجة بالسيدة زواجه عند السلام عليه النبي وكانالأربعين في كانت إنها يقول: من السيرة كتاب فمن خديجة السيدة أما عمره، منولم والعشرين الثامنة في كانت «إنها يقول: عباس ابن ومنهم وأربعين، الخامسة أوكان عباس ابن لأن الصحة؛ إلى الروايات أقرب تكون أن الرواية بهذه وأحرى تجاوزها».النمو فيها يبكر العرب كجزيرة بلاد في المرأة ولأن عمرها، حقيقة يعلم أن الناس أولىبعدها تلد أن الأعم الأغلب في يعهد ولا الأربعين، بعد للزواج تتصدى لا الكبر فيها ويبكر

أسماءهم. ذكرنا من مع ولدوا أنهم الروايات بعض في جاء من عدا أولاد، سبعةعشرة الخامسة نحو في تتزوج خديجة مثل أن هذا غير عباس ابن تقدير ح يرج وقدوالعشرين الخامسة تتجاوز فلا أهلها، وطمأنينة بيتها وعراقة ومالها لجمالها قبلها أوالسنين من كم التحقيق على نعرف لا كنا وإن الأمد، طول لهما يكتب لم زواجين بعدأن يبدو منهما ذريتها عن الكلام فمن عائذ، بن عتيق ومن هالة أبي من زواجها دام

أعوام. بضعة على تزد لم معهما أيامها

وتتبعها. وتطلبها عنها بحث الرجل: استنشأ مستنشئة: 7

كبحه. والفرس وكفه. منعه صاحبه؛ الرجل قدع أنفه: يقدع 8

17

والفاطميون الزهراء فاطمة

لكم﴾. خير وهو شيئا تكرهوا أن ﴿وعسىتلك عليه تنزلت الذي العظيم الرسول سيرة في الآية هذه على مصداق ألف وأمامنا

الإلهية. الحكمةبين العرف عليه جرى لما خلافا العشرين، قبل يتزوج فلم المال قلة به تأخرت لقد

العليا. الذؤابة9 في العلية تلك من وهو القوم، عليةنحو في فتأيمت11 الذكية، الوضيئة10 الغنية السيدة على الزوجية الهناءة عزت ولقد

الثلاثين.ببضع تصغره معشر بكريمة العشرين قبل يبني كان لعله محمد مال كثر ولو

رشيد. عاقل إنسان كل عرف في السعيد الحظ هو هذا وكان سنين،ويؤتمن لها يتجر عمن غنى في كانت لعلها لخديجة الزوجية الهناءة تيسرت ولوالرحلة في عون زوجها ومال مالها من لها ولكان والشام، الحجاز بين قوافلها على

رشيد. عاقل إنسان كل عرف في السعيد الحظ هو هذا وكان والمقام،خيرا؟ كان أيهما

الحظ صفوة رشيد عاقل كل يحسبه كان الذي ذاك أو كان، كما كان الذي هذاالرشيد؟! الحسن

الكريمين الزوجين بين جمعت التي القدسية الآصرة12 هذه على سنوات تمض لملأداء فتحفزت رسوله نفس الغيب واستجاش حساب، في لهما يدخل لم طارئ طرأ حتى

السنين. مئات الدنيا جوانح بها جاشت التي الجلى الأمانةجانبه إلى وجد بل تصنع، ما تدري ولا تفزع غريرة فتاة جانبه إلى محمد يجد فلمفؤاده، خشية إليه وتطمئن ضميره جائشة عنده تهدأ وسكنا عظيما وروحا كريما قلباالأمومة، وحنان السن حنكة أنها إليها سكن التي حليلته عند الأمان قصارى يكن ولموما والفضيلة، الحق أمانة وما الرسالة ما آله ونشأة نشأته من يعرف الذي أمان ولكنه

وأشرفهم. أعلاهم قومه، ذؤابة وفلان أعلاه. الجبل ومن المرسلة. الشعر ضفيرة الذؤابة: 9النظيفة. الحسنة الوضيئة: 10

ثيبا. أو بكرا زوج؛ بلا المرأة فتأيمت: 11

معروف. أو قرابة من رجل علي عطفك وما الخباء. أسفل به يشد صغير حبل الآصرة: 12

18

الزهراء أم

كما اها يتلق ولا أحلام، لها وتطيش عزائم لها تندك التي العرواء13 على الصبر عاقبةوحواء. آدم بني من لها كفؤ هو من إلا المفرحة البشارة يتلقى

بحق يجعلها أن قلته على خليق الرضوان عليها خديجة سيرة من علمناه ما وكلأيام إلا منه يبق ولم كله ذهب لو علمناه الذي القليل هذا ولكن قريش، نساء سيدةالعالمين. نساء بين السيادة مقام تتبوأ أن لها لضمن طلعتها في النبوة لبشائر حضانتهامواطن د ويتفق دها يتفق وظل أيامه، مختتم إلى الأيام تلك لها يذكر محمد بقي وقدالأيام. وأصعب الأيام أطيب عن الشاغل الشغل فيها كان لقد أعوام، بعد أعواما ذكراهارءوم، وأم بارة زوجة من بحقها التعريف في المستقصي كفاية وحده لهو كهذا وفاء وإن

عظيم. إنسان قلب في لها الوفاء دوام من أصدق هي لإنسانة شهادة من فما

رعدتها. أول ها ومس ى، الحم قرة ففتح): (بضم العرواء 13

19

الثاني الفصل

ا نشأته

الواحدة. الكلمة تلك هو فالجد كلمات عن تغني واحدة بكلمة الزهراء نشأة وصفت إذاغير في بوادره ع تتجم لم جلل أمر على مقبلة يومئذ والدار أبويها، دار في درجت

حراء. وغار الدار، تلكاشتملت التي المدينة أبواب عند ولا الدار، جدران عند جلالته تقف لا جلل أمريطبق الذي الجلل الأمر هو بل وقفارها، بعمارها العربية الجزيرة حدود عند ولا عليها،تختلج يومئذ كانت التي الإسلامية الدعوة أمر هو لأنه عصور؛ وراء عصورا بأسره العالم

السلام. عليه الزهراء أبي صدر هو واحد، صدر فيوما الوجل هذا ما الأبوين؟ بين الهينمة1 هذه ما والتسبيحات؟ الصلوات هذه ما

القنوت؟2 هذايستغرب لا الطفل لأن هذا؛ من شيئا تستغرب لم الصغيرة الطفلة أن الظن أكبر

والمقدمات. البوادر هذه غير على عينيها تفتح لم وهي يخالفه، ما رأى إذا إلا الأمرفي تدرج وهي بها يحيط كان مما شيئا تستغرب لم الصغيرة الزهراء أن الظن أكبرتتكرر لا بمألوفات ينفرد مألوفاته من المشاهد هذه يحسب الذي الطفل ولكن مهدها،

النفوس. أقيسة بين منفردا والغرابة للألفة قياسا له ويتخذ حوله، منحوله، من الناس له يخف بما مستخفا نفسه، على منطويا ينشأ أنه الظن وأكبر

يتطلبون. ما غير وطبائعها النفوس عادات من متطلبا

يفهم. لا الخفي الصوت الهينمة: 1فيها. الكلام عن والإمساك الرجلين، على الصلاة في القيام القنوت: 2

والفاطميون الزهراء فاطمة

معها تجد لم لأنها أبويها؛ دار في الوحيد الطفل نشأة تنشأ أن الزهراء أوشكت وقديكن ولم أختها، ومن منها أكبر وهو هند، أخيها وغير سنها، من ليست واحدة أخت غير

الصبيان. لعب البنات يلعب أن العربية الطفولة عادة منذكريات عن تسمع تكن لم لأنها معها؛ تكبر أن الوحيدة الطفلة عزلة وأوشكتكامنة لوعة الأبوين نفوس في وخلفوا صغارا ماتوا ويشغل؛ يحزن ما إلا الكبار إخوتهاتلبث لم ثم خطب، من وخطب تزوج من الأحياء الأخوات من تزوج أو مريرا، وصبراعدوا لهب أبو أصبح ثم لهب، أبي ولدي إلى خطبتا لأنهما أختين؛ إلى ردت أن الخطبة

العداء. بهذا الشقيقتين الأختين خطبة فانتهت ويمقتانه، يمقتهما للأبوينتتبدله، أن تحب ولا تستغربه لا النفس على وانطواء إليه، تركن جانب كل من جدصابر حنان بل نقول: ونكاد رصين، جاد حنان كالآباء: لا أبوين حنان هذا كل في ملاذهاالذي النبوة عبء غير بعدهم من له عزاء ولا أبناؤه مات الذي الأب به يشملها حزين،وتشملها الجبال، به تنوء ما حمله من يعاني يزال ولا زمنا، به ونهض زمنا له تأهبذريتها، صغرى الدارجة البنية هذه خدرها في لها وبقيت الأربعين جاوزت التي الأم بهلعمر حنان بالرحلة أو بالموت كلها الذرية فراق بعد الذرية من الصغرى على والحنان

حزين. صابر الحقالوقار يعلم أن به أحرى حنان كبيرين: قلبين من الحنان بهذا الزهراء نعمت ولقد

والانطلاق. والمرح الخفة يعلم ولاالقرآن من آيات مكة: في غيرها طفلة تتعلمه لم ما أبويها دار في الزهراء وتعلمت

العابدين. وغير العابدون حولهم من يأباها وعاداتالعربية، الجزيرة حاضرة في البنات من غيرها يتعلمه ما كل كذلك تعلمت قد ولكنهاوأنها أحد، غزوة في أبيها جراح تضمد كانت أنها ذلك بعد عنها نسمع أن عجب فلا

أيامها. أكثر في أحد يعينها ولا بيتها بصنيع وحدها تقوم كانتقط تعرض فلم عنها، المروية الأحاديث من نفسها على الزهراء انطواء لنا ويبدوحادث إليه يلجئها أو عنه تسأل ما غير في قط تتحدث ولم بيتها، وشأن شأنها غير لشيء

مقال. في ولا عمل في هنالك فضول فلا منه، ملجأ لافيه كان أو الكريم بالقرآن ديق للص تها محاج عن الأنباء في جاء ما صح وسواءالنبي من الكريم القرآن سمعت أنها فيه مراجعة لا الذي فالصحيح للمراجعة، مجالفتاة وعته ما كل وعت وأنها فرائضه، أحكام ووعت به صلت وأنها علي، من وسمعته

المعرقات. الأصيلات من غيرها يعيه لا ما عليه وزادت والنسب، العرق أصيلة عربية

22

نشأتها

سليلة أنها السنين مع وعلمت واكتفاء، وقار نشأة واعتكاف:3 جد نشأة نشأت لقدالشرف هذا بكفاية فوثقت تراه، فيمن حواء بنات من واحدة من فيه لها منازع لا شرفأبناء بين عزلة في كأنها بشرفها واكتفائها نفسها على انطوائها بين وشبت يدانى، لا الذي

وحواء. آدمله اجتمع من الراحة رزق وقلما بقوتها، يضيق جثمانا القوية النفس هذه سكنتله قوام لا معا، والجسم للنفس متعب مزيج فإنهما الضعيف، والجثمان القوية النفسفإنها الزهراء، نشأة في الأكبر التوفيق هو وهذا الإيمان، راحة هي واحدة: راحة بغير

جثمانها. ونحول نفسها قوة بين لها يكون ما ألزم هو إذ الإيمان؛ مهد في نشأت

فيه. نفسه وحبس به، أقام المسجد: في اعتكف اعتكاف: 3

23

الثالث الفصل

زواجها

عبد بن هشام على دخل حسن بن الله عبد «إن اللدنية: المواهب شرح في الزرقاني قالقال: السن؟ من فاطمة بلغت كم محمد! أبا يا الله: لعبد هشام فقال الكلبي، وعنده الملكبهذا عني وقد يقول، ما اسمع هشام: فقال وثلاثين. خمسا الكلبي: فقال سنة. ثلاثين

أمه.» عن الكلبي وسل أمي عن سلني المؤمنين: أمير يا فقال: الشأن.بناء سنة في ولدت الزهراء أن على اتفقت متعددة، روايات الرواية هذه وتوافقأنها المتضاربة الأخبار بين الأقوال فأصح سنوات، ببضع المحمدية البعثة قبل الكعبة

عشرة. الثامنة نحو في وهي تزوجت قد السلام عليهافقد عنه؛ رضيالله لعلي يبقيها كان السلام عليه النبي أن يتضح الأخبار جملة ومنصغيرة إنها قال: أو القضاء، بها أنتظر منهما: لكل وقال فردهما وعمر، بكر أبو خطبها

النسائي. سنن في جاء كمالها «أنت عمر: قال الله رسول وأبى وعمر بكر أبو خطبها لما أنها الغابة أسد وفيفلما فاطمة، الله رسول فزوجه أرهنها»، درعي إلا شيء من لي «ما علي: فقال علي!» يالقد فوالله فاطمة! يا تبكين «مالك فقال: الله رسول عليها دخل ثم بكت، فاطمة ذلك بلغ

سلما.» وأولهم حلما وأفضلهم علما أكثرهم أنكحتكله: فقال «كلا». قال: شيء؟» من عندك «هل النبي: سأله لما عليا أن رواية وفيفباعها إياها، أهداه قد النبي وكان السيوف، تحطم التي أي الحطمية؟» درعك «وأين

درهم. أربعمائة منها له فاجتمع عنده، كانت غيرها أشياء وباعأربعمائة ذلك من فبلغ ومتاعا له بعيرا «فباع للبلاذري: الأشراف أنساب في جاءالمتاع في وثلثها الطيب في ثلثها يجعل أن فأمره درهم، أربعمائة ويقال: درهما، وثمانين

ففعل.»

والفاطميون الزهراء فاطمة

قال: نفسه علي إلى سندها يرتفع أخرى، رواية إلى الأنساب صاحب استطرد ثموالله فقلت: ابنته، صلى الله عليه وسلم الله رسول إلى أخطب أن «أردت يقول: السلام عليه عليا سمعتقلت: شيء؟» من عندك «وهل فقال: إليه». فخطبتها وعائدته صلته ذكرت ثم شيء، لي ما

إياها.» فأعطها قال: عندي! هي فقلت: كذا؟ يوم درعك «فأين قال: «لا»لك «هي فاطمة: وعمر بكر أبو خطب لما قال الله رسول أن سعد ابن طبقات وفييخطبها. أن قبل بها عليا وعد كان أنه وذلك بكذاب. لست يعني بدجال» لست علي! يا

أهلي.» خير أزوجك أن أليت1 «ما لفاطمة: قال أنه النبي عن ويروىليف حشوها أدم من ووسادة مشروط سرير غير جهاز من لها كان وما وجهزت

وجرتان. ورحاءان وقدح ومنشفة ومنخل وسقاء فيه) يغسل (إناء أدم من ونورةوطلحة وعثمان وعمر بكر أبا لي وادع انطلق له: قال النبي أن مالك بن أنس وعنصلى الله عليه وسلم: قال مجالسهم أخذوا فلما فدعوتهم، فانطلقت قال: الأنصار، من وبعدتهم والزبيرعذابه، من إليه المهروب لسلطانه، المطاع بقدرته، المعبود بنعمته، المحمود لله «الحمدوأعزهم بأحكامه، وميزهم بقدرته، الخلق خلق الذي وسمائه، أرضه في أمره النافذأمرا ولا ا حق لا نسبا المصاهرة جعل وجل عز الله إن صلى الله عليه وسلم. محمد بنبيه وأكرمهم بدينه،عز الله فقال الأنام. وألزمها الأرحام، بها أوشج2 جامعا، وخيرا عادلا وحكما مفترضاوأمر قديرا﴾، ربك وكان وصهرا نسبا فجعله ا بشر الماء من خلق الذي ﴿وهو وجل:يشاء ما الله يمحو كتاب، أجل ولكل قدره، إلى يجري وقضاؤه قضائه، إلى يجري اللهوأشهدكم علي، من فاطمة أزوج أن أمرني تعالى الله إن ثم الكتاب، أم وعنده ويثبتالقائمة السنة على بذلك رضي إن فضة مثقال أربعمائة على علي، من فاطمة زوجت أنيمفاتيح نسلهما وجعل نسلهما، وأطاب لهما وبارك شملهما فجمع الواجبة، والفريضة

ولكم.» لي الله وأستغفر هذا قولي أقول الأمة، وأمن الحكمة ومعادن الرحمةفيها. بعثه قد صلى الله عليه وسلم الله لرسول حاجة في غائبا السلام عليه علي «وكان أنس: قالأقبل إذ كذلك نحن فبينما انتبهوا. فقال: أيدينا، بين فوضع تمر فيه بطبق لنا أمر ثموإني فاطمة، أزوجك أن أمرني الله إن علي! «يا وقال: صلى الله عليه وسلم الله رسول إليه فتبسم عليخر عليا إن ثم الله! رسول يا رضيت علي: فقال فضة»، مثقال أربعمائة على زوجتكها

وأبطأت. قصرت أليت: 1وخلط. ألف القوم: بين الله أوشج أوشج: 2

26

زواجها

وأسعد وعليكما، لكما الله «بارك صلى الله عليه وسلم: الرسول قال رأسه رفع فلما لله، شكرا ساجداالطيب».» الكثير منكما وأخرج جدكما،

الطيب.» الكثير منهما أخرج لقد «والله أنس: قالالسلام عليه النبي عادة على زواجها في استشيرت قد الزهراء أن ا جد المرجح ومنفإن يذكرك، فلان لها: فيقول حنبل، ابن مسند في جاء كما بناته من بنت كل تزويج فييا لها: قال الزهراء زواج وفي تأباه، أنها علم الستر نقرت وإن الزواج، أمضى سكتتقال حيث فذاك باكية، وجدها أنه أخرى روايات وفي فسكتت، يذكرك. عليا إن فاطمة!وأفضلهم علما، أكثرهم أنكحتك لقد فوالله فاطمة! يا تبكين تبكين لك «ما الله: رسول

سلما.» وأولهم حلما،بعد كان إنه قالوا: ولكنهم الزواج، فيه تم الذي الوقت على السيرة كتاب يجمع ولمعشرة، الثامنة نحو في كانت أنها قدمنا كما الأقوال وأرجح بدر. غزوة وبعد الهجرة،

سنوات. ببضع منها أكبر وزوجهاالرواة أقوال بين الأمثل الأوسط منها نرجح أن الأخبار هذه اقتباس في توخيناوقد واحدة، رواية على السيرة كتب في إلينا وصل الأخبار هذه من خبر من فما والمحدثين،في الفرق ويبلغ أكثر، أو سنوات خمس بالزمن تتعلق التي المسائل بعض في الفرق يبلغوالرضى والإباء القبول مناقضة تتناقض أن والأعمال بالأقوال تتعلق التي المسائل بعض

الأقوال. هذه جميع بين الأمثل بالأوسط الأخذ من مناص فلا والإنكار،والرجوع والموازنة المقابلة على قائما الترجيح يكون أن الأمثال بالأوسط نعني ونحننسب أو القول إليهم أسند ن مم يصدر أن الأحرى وإلى أهله، وعادات الزمن حوادث إلىوأصحاب وأهله بالزمن أشبه هو ما بينها رجح تساوت إذا الأخبار فإن العمل؛ إليهم

فيه. السيرةومن واحدة، بيئة في ربيبان وهما بفاطمة عليا النبي يؤثر أن مثلا المعقول فمنالشيخين، لزوجات وعمر بكر أبي بيت في مشاركتها على علي من زواجها يؤثر أن المعقوليقدم أن المألوف ولا المعقول يخالف ولا لفقره. خطبتها في علي يتردد أن المعقول ومنويعمل باليقين الشك يقطع أن عليه ينبغي وأنه بها مخصوص بأنه لشعوره تردد، بعدإلى الزواج يتأخر أن كذلك المألوف ولا المعقول يخالف ولا عمله، من له بد لا ما عنده منأمن حياة تكن لم — المدينة إلى الهجرة قبل — مكة في المسلمين حياة لأن الهجرة؛ بعد ماكالحبشة بعيد بلد إلى بزوجاتهم المسلمون يهاجر أن النادر من يكن ولم استقرار، ولا

27

والفاطميون الزهراء فاطمة

حيلة فلا المسلمين على العنت اشتداد قبل متزوجا كان فمن الهجرة، وسائل ملكوا كلماحين. إلى الزواج إرجاء من به أخلق فليس يكن لم ومن الزواج، في له

الموازنة ووجبت الأخبار تساوت إذا الأمثل الأوسط وهو المألوف، المعقول هو كله ذلكوالترجيح.

النظر تصحيح من أهم شيء به الاعتبار من يقصد ولا للاعتبار، يكتب التاريخ أن إلايجوز. ولا يجوز وعما يقع ولا يقع عما الحقيقة واستخلاص والناس، الحوادث إلى

الغابرة، الأزمنة في كتابته التاريخ: كتابة في العبر كأهم لعبرتين محل هنا وهاالحديث. الزمن في وكتابته

ذوو يقتصد أن المحمدية البعثة عصر تواريخ من تستخلص التي العبر فأهمأرقام على كبيرة مسألة في قاطعا حكما يرتبوا فلا الكبرى، المسائل في التاريخية الأحكامجدير فهو للإجماع مقاربا أو عليه مجمعا الأخبار من كان فما الروايات، وألفاظ السنينفرضا أو كلمات، تقابلها كلمة فيه الحكم ميزان كان وما فيه، الجازمة الأحكام باتخاذيعطى أن القصد من فليس أعوام، بل وأيام أرقام تقابله ويوما رقما أو فروض، تقابلهفي يقوم لا قضاء أو اتهام عليه ينبني حين وبخاصة واليقين، الجزم من معياره فوق

محال. كل وتبطل شبهة كل تنفي بينة بغير يوم كل مسائليزعمون العصريين من طائفة كتابة إلى فمرجعها العصري تاريخنا في العبرة أماوليس التطبيق، بهذا يصححونه وأنهم القديم تاريخنا على العصر روح يطبقون أنهمبميزانين يزنون أنهم كتبوه فيما أثبتوا لأنهم الدعوى؛ هذه تحقيق عن منهم أعجز

والتحريف. التشويه أسباب ويختلقون بعينين، وينظرونهؤلاء فمن والتبشير، الاستشراق بين يجمعون الذين المستشرقين طائفة هم أولئكأمورا والأدعياء الدعاة أخبار من فيها فيقرأ يصدقها، التي الدينية الكتب في يطالع منويعنتها فكره يعنت بل منها، يتأفف ولا عيوبا، يحسبها فلا العيوب من أنها في شك لا

الناس. على قبولها ويفرض يقبلها، حتى وتعويجا تخريجاالتحسين هذا بمثل نفسه يأخذ لم دينه غير دين أصحاب عن كتبا طالع فإذاعيوب، إلى المحاسن وتحويل والتشويه بالمسخ ذلك من النقيض على أخذها بل والتزيين،والحروف. السطور ظاهر في يعيبه ما يجد لم إن يعاب عما مكان كل في بالتنقيب أو

28

زواجها

فإن الذميم، الخلق هذا يمسخهما كما معا العلم ويمسخ الدين يمسخ شيء من وماوإن والافتراء، ل3 التمح واجتناب الصدق حب يعلمه لم إن شيئا الإنسان يعلم لا الدينأذنيه ويوصد يرى لكيلا عينيه يغمض أن الإنسان يسوم كان إن الجهل من شر العلمالحقيقة حجب يتعمد مرض ولكنه الحقيقة، بكشف يزول جهلا هذا فليس يسمع، لكيلا

مراء. بلا الجهل من شر فهو لديه، مكشوفة وهي صاحبه عنهم الذين «العلماء» هؤلاء كتب من تستخلص التي للعبرة مثال الزهراء تاريخ وفي«يطبق» أن جهده فيه يحاول الزهراء لتاريخ كتابا خصص قد وأحدهم الجهلاء، من شر

عليه. منقلب هو فإذا المقلوب، العصري العلم ذلكعن كتابا — الشرق في زمنا عاشوا الذين المستشرقين الدين رجال من رجل يؤلفعيوب، لا حيث العيوب عن ويبحث المقلوب، العصري» «العلم ذلك فيه ليرضي الزهراء

ذنوب! من بل عيوب، من الإسفاف في وكم الإسفاف، في هو العيب فإذاتتزوج لم فاطمة السيدة أن يثبت أن جهده يحاول أنه وسفاسفه4 تفاهاته ومنبعد يخطبها أحدا أن تصدق ولم الجمال، من محرومة كانت لأنها عشرة؛ الثامنة قبللم ولكنها هنيهة سكتت علي من الزواج النبي عليها عرض لما إنها يقول: ثم السن، تلكرجل من تزوج لأنها فشكت؛ تكلمت ثم خاطب، يخطبها أن من دهشة بل خجلا تسكت

فقير.العلم، أمانة إنها لقلنا: ملزما واضحا «العالم» هذا إليه استند الذي السند كان لو

العلمية. الأمانة في للعالم حيلة ولاعمرها، من عشرة الثامنة في تزوجت فاطمة السيدة أن على قائم كله السند لكنيراها؛ أن يحب لا ولكنه حوله نظر حيثما للمؤلف وتتراءى تنقضه أخرى أسناد وتقابله

فيه. عيب لا ما يرى أن يحب ولا يعيب ما يرى أن يحب لأنهمن تزوجن أخواتها وأن جميلين، لأبوين ولدت فاطمة السيدة أن المتواتر فالمشهور

عفان. بن وعثمان الربيع بن العاص كأبي وجاه، غنى ذويإحدى تحرمه وأن بالجمال موصوفين والأخوات الأبوان يكون أن المألوف من وليس

البنات!

غدرا. له تمحل ومنه وتكلف. بحيلة طلبه الشيء: ل تمح ل: التمح 3التراب. من دق وما شيء، كل من الردئ السفساف: سفاسفه: 4

29

والفاطميون الزهراء فاطمة

إبانها، في المحمدية والدعوة الزواج سن بلغت فاطمة السيدة أن المتواتر والمشهورفأصبحت المحمدية الدعوة بعد تبدلت قد والحال آمن، غير مقيم أو مهاجر بين والمسلمونمن ومنهم المتزوج منهم قلة، المسلمون وهؤلاء المسلمين، على مقصورة المسلمات خطبةيؤخر الذي السبب إلى ليهتدي الطويل البحث إلى بالمؤلف حاجة فلا بالزواج، له طاقة لا

الجميلات. أجمل كانت ولو عشرة، الثامنة إلى النبي بنت زواجالبت يوم بها وينتظر عمه، ابن بها يخص النبي أن يتصور أن كذلك وسعه وفييزالون لا الذين آله وبين بينه حال على ويستقر للزواج عمه ابن ويستعد الحال تهدأ حين

عنه. بعداء هم ولا ذووه الوقت ذلك في هم فلا الجاهلية، دين علىإلى يذهب أن قبل عينيه، تحت يراه أن المحقق» «العالم وسع في كان قريب ذلك كلالأسباب ولكن الجمال. فقدان غير علة من له يرى فلا الزواج، لتأخير اعتلها التي العلةغضاضة،5 تشوبه البعيد الخفي والسبب تعيب، لا لأنها إليها؛ يلتفت لا القريبة الواضحة

بالالتفات. إذن الجدير فهوبكاء من يفهم فهو جهالته، فوق جهالة إلى حاجة في المحقق» «العالم كان وكأنماالبلاذري رواية إلى الفهم هذا ويسند طالب، أبي بن علي فقر من شكاية أنه فاطمة السيدةمن لا الدهشة من فسكتت بعلي زواجها أبلغت فاطمة أن زعمه بعد الأشراف، أنساب فيالعشرين. قاربت أن بعد يخطبها أحدا أن تصدق تكد لم لأنها دهشت؛ وإنما الخجل،

من مدهوشة الزواج، من يائسة الفتاة تكون أن العلمي التطبيق من أو المألوف أفمنعمومتها بني على نفسها وتستعظم الشروط وتفرض العلل تتعلل ثم الخطيب، خطبة

الأغنياء؟ من يومئذ هي وليست الفقراء،الكبرى فضيلته للظن ل تمح ولكنه العلمي، بالتطبيق ولا بالمألوف ذلك ليس كلا!مألوف. تقدير كل من بالترجيح أحق إذن فهو وعلي. بفاطمة مساس على يشتمل أنه

أو علي مناقب عن كلامه في وليس هذا، من شيئا يذكر لم — بعد — والبلاذريوهو: بسنده الحديث روايته غير الزهراء إلى ينسب الذي الجواب قبيل من شيء فاطمةزوج لما قال: جنادة بن حبشي عن إسحاق أبي عن شريك عن صالح بن الله عبد «حدثنا

وليس الغضاضة، بين شاب هو تقول: والانكسار، والمذلة والطراءة. الشباب من النضارة غضاضة: 5

غضاضة. الأمر هذا في عليك

30

زواجها

لمن الآخرة في وإنه الدنيا، في سيدا زوجتك فقد «اسكتي! فقال: أرعدت، صلى الله عليه وسلم الله رسولالصالحين».»

أوربا، في المطبوعة ومن الأستانة، مخطوطة من المنقولة النسخة في وجدناه ما هذاالحصيف! المؤلف إبداع من هو إنما المعنى بذلك «الرعدة» فتفسير

وحوادثه، الشرق أعلام تاريخ عن يكتبون حين المحققين هؤلاء تحقيق من مثال هذاإن قائل: لقول إليه ننبه ولا المزعومة، العصرية التواريخ وزن في النافعة لعبرته به نمرسيدة على مهانة فيه كان لما صح لو فإنه الجمال. من محرومة كانت فاطمة السيدةفيما المعتبرين عبرة لأنه إليه؛ ننبه ولكننا البنوات، أكرم شرفتها كما الأبوات أكرم شرفتهاتأباه ما والدين العلم على فيفتري الأهواء، مرض يمسخه حين بنفسه العقل يصنعه

الدين. أدب ويعافه العلم، أمانةبحثنا إننا فنقول: ومعقول، مألوف هو بما أو بالموازنة الأخبار قياس إلى ونعودواحد غير النبوة عصر في تجد فلم علي، وآل محمد آل في البنات زواج أخبار من خبر عنخطبته بلغت حين علي فقر إلى أشارت فاطمة السيدة إن فيه: قيل الذي الخبر قبيل على

كلثوم. أم السيدة تزوج وهو لها،بعيد. بون هذا، مع الخبرين، وبين

أم تأيمت «لما قال: أنه طالب أبي بن علي بن حسن بن حسن عن الغابة أسد في جاءعرفت قد ممن «إنك فقالا: أخواها وحسين حسن عليها دخل الخطاب بن عمر من كلثومبعض لينكحك تك رم من عليا أمكنت إن والله وإنك سيدتهن، وبنت المسلمين نساء سيدةطلع حتى قاما ما فوالله لتصيبنه»، عظيما مالا بنفسك تصيبي أن أردت وإن أيتامه،وقال: الله رسول من منزلتهم وذكر عليه وأثنى الله فحمد فجلس عصاه، على يتكئ عليالله رسول من لمكانكم ولدي سائر على وأثرتكم فاطمة بني يا عندي منزلتكم عرفتم قدوجل عز الله إن بنية! أي فقال: خيرا. عنا الله فجزاك الله، رحمك صدقت فقالوا: صلى الله عليه وسلم،فيما أرغب امرأة إني أبة! أي فقالت: بيدي. تجعليه أن أحب فأنا بيدك، أمرك جعل قدفي أنظر أن أريد وأنا الدنيا، من النساء تصيب مما أصيب أن وأحب النساء، فيه يرغبفقال: قام ثم هذين! رأي إلا هو ما رأيك. من هذا ما بنية! يا والله لا فقال: نفسي. أمرعلى ما فوالله أبة، يا اجلس فقالا: بثيابه فأخذا تفعلين، أو منهما رجلا أكلم لا واللهعون من زوجتك قد فإني قال: فعلت! قد فقالت: بيده. أمرك اجعلي صبر. من هجرتك

درهم.» آلاف بأربعة لها وبعث لغلام، وإنه جعفر، بن

31

والفاطميون الزهراء فاطمة

الذي الزواج من أرغد بزواج ليسعداها وأختهما أخوين بين المحببة المؤامرة هذهسرها في وتدل غضبه، على يصبر لا الذي للأب الحب بطاعة تنتهي — أبوهم يختارهبه الش من فيها وليس وتوقير. عطف من والآباء الإخوة بين يكون ما أجمل على وعلانيتهامعروف خطيب هناك يكون أن دون الضنك عيشة من الفتاة إشفاق غير البلاذري بروايةأمها عن الرواة رواه وما كلثوم أم مقال وشتان والمراجعة، بالاعتراض خطبته تقابل

البتول.6هو فيما فأصله عليه يعول أصل الأشراف أنساب في جاء الذي للخبر كان فإذامن ذلك في وليس باكية الزهراء وجد قد السلام عليه النبي يكون أن ومعقول مألوفووداع أمها ذكرى نفسها في تثيره ما يبكيها لا موقفها مثل في فتاة نتخيل لا لأننا غرابة؛لها وإلطافها وبرها عطفها من فقدته ما تدرك صبية وهي أمها فارقتها وقد أبيها، بيتالبلد ومن فيه لزمتها الذي البيت من غربة في الفصال يوم يكون ثم وعسرها، رخائها فيالذكريات، تلك بنفسها تحوم حي تبكي لا فتاة نتخيل أن جهدنا فإن يحتويه، الذيفموضوع كنفه، غير في ومعيشتها أبيها كنف في معيشتها بين الفاصل اليوم من وتقتربالزهراء مثل كانت من سيما ولا آسية، وغير باكية غير الجهد بعد نتخيلها أن الغرابة

السنين. مدى يفارقها لم العزيزة أمها على دفين وأسى حزين مزاج على مجبولةالفؤاد، مكلوم أبا كان وأنه عظيم، إنسان أنه فضائله كبرى كانت الذي النبي ومثلالنفس في يلعجه7 بما عالما عامدا إلا عنه يسكت ولن اليوم، ذلك في الخاطر ذلك يفوته لنما لها عزاءه يجعل وأن يتحاشاه أن الحزينة بالفتاة اللطف فمن والشجن، الحزن منوأفضلهم علما، أكثرهم أنكحتك لقد فوالله فاطمة! يا تبكين «مالك السلام: عليه قاله

سلما.» وأولهم حلما،في فاطمة بقاء أطالت التي الأسباب من سبب لنا تبين حتى قليل غير يمض ولمفراقها، على يصبر ولا وحزنها لضعفها عليها يحنو كان السلام عليه فإنه أبيها، بيتأن أريد إني لها: فقال إليها ذهب حتى أيام تمض لم زواجها بعد داره عن تحولت فلماتحول قد الله: رسول قال عني. يتحول أن النعمان بن حارثة فكلم فقالت: إلي. أحولكفقال: النبي وجاء فتحول حارثة ذلك فبلغ منه. استحيت حتى عنا النعمان بن حارثة

الزواج. عن المنقطعة البتول: 6أحرقه. فؤاده: وألحب جلده. وأحرق آلمه بالضرب: البدن فلان لعج يلعجه: 7

32

زواجها

بني بيوت أسقب وهي منازلي، وهذه إليك، فاطمة تحول أنك بلغني إنه الله! رسول ياأحب مني تأخذ الذي للمال الله رسول يا والله ولرسوله، لله ومالي أنا وإنما بك، النجاربيت إلى الله رسول فحولها عليك! الله بارك صدقت. الله: رسول فقال تدع. الذي من إلي

حارثة.عنها الله رضي فاطمة بيت «إن المصطفى: دار أخبار عن السمهودي كتاب في جاءعائشة بيت إلى كوة فيه وكانت صلى الله عليه وسلمخوخة.8 النبي بيت وبين بينه القبر في الذي الزور فيوإن خبرهم، فعلم فاطمة إلى الكوة من اطلع قام إذا صلى الله عليه وسلم الله رسول فكان عنها، رضياللهنستصبح أدما لنا نظرت فلو عليلين، أمسيا ابني إن لعلي: قالت عنها الله رضي فاطمةفأبصرت فاستصبحت. فاطمة، إلى به وجاء أدما لهم فاشترى السوق إلى علي فخرج به؛سألت أصبحوا فلما — بينهما وقع كلاما وذكر — الليل جوف في عندهم المصباح عائشة

ها.» فسد الكوة يسد أن صلى الله عليه وسلم النبي فاطمةوفاطمة علي باب يأتي كان صلى الله عليه وسلم «إنه أسانيده: جملة من خلاصته ما قال أن إلىالسلام ويقول: الباب بعضادتي9 يأخذ حتى الصبح صلاة عند يوم كل وحسين وحسنالرجس عنكم ليذهب الله يريد إنما مرات، ثلاث الصلاة! ويقول: البيت، أهل عليكمفيه فصلى بالمسجد بدأ سفر من قدم إذا صلى الله عليه وسلم النبي وكان تطهيرا. ويطهركم البيت أهل

نسائه.» بيوت يأتي ثم بفاطمة، يثني ثم ركعتين،فاطمة أتى سفر من قدم إذا صلى الله عليه وسلم النبي «كان قال: قيس بن محمد عن يحيى وأسندمن مسكتين10 فاطمة وصنعت سفر في مرة فخرج المكث، عندها وأطال عليها فدخلقدم فلما وزوجها، أبيها لقدوم البيت باب وسترت وقرطين وقلادة الراء) (بكسر ورق11ينصرفون أم أيبقون يدرون لا الباب على أصحابه وقف عليها دخل صلى الله عليه وسلم الله رسولعلى جلس حتى وجهه في الغضب عرف وقد صلى الله عليه وسلم الله رسول فخرج عندها، مكثه لطولقرطيها فنزعت والستر. والقلادة المسكتين من رأى لما ذلك فعل أنه فاطمة ففطنت المنبر،له: قل للرسول: وقالت صلى الله عليه وسلم، الله رسول إلى به وبعثت الستر ونزعت ومسكتيها وقلادتها

بيتين. بين يكون الكبيرة كالنافذة صغير باب خوخة: 8

وشماله. منه الداخل يمين عن عضادتان وهما جانبه، الباب من بالكسر العضادة بعضادتي: 9والخلخال. السوار المسكة: مسكتين: 10

المضروبة. والدراهم الفضة، ورق: 11

33

والفاطميون الزهراء فاطمة

فعلت، قد قال: أتاه فلما الله. سبيل في هذا اجعل لك: وتقول السلام ابنتك عليك تقرأتعدل الدنيا كانت ولو محمد، آل من ولا محمد من الدنيا ليست مرات، ثلاث أبوها، فداها

ماء.» شربة منها كافرا سقى ما بعوضة جناح الخير من الله عندحياة من مثال على النبي ظل إلى أوى الذي الجديد السكن في الحياة وانتظمتمن علي رزق كان إذ وربته، البيت رب عليها يتعاون وخدمة كفاف عيشة بيته: في النبيمقصور وهو النبي، حياة في قليلا كان وقد الجهاد، فيء من ووظيفته الجندي، وظيفةرزق وكلما الخدم، لأجرة يتسع أن من أقل منه علي نصيب فكان العربية، الجزيرة على

المسلمين. من أب كل كشأن شأنه قدر على حصته جاءته وليداصالحا نصيبا الفقيران الأبوان رزق وقد بالذرية، سعد أن الصغير البيت لبث وما

كلثوم. وأم وزينب ومحسن، والحسين الحسن والبنات: البنين منيصرفه ولا جميعا به يواليهم كان الذي الأكبر الأب عطف به يسعدان ما أسعد وكانقالها كلمة كل أوشكت وقد والجهاد، الدعوة محتدم في الجسام شواغله من شاغل عنه

والأوراق. الصدور في محفوظا تاريخا تصبح أن به الترحيب أو وليد كل تدليل فيسميتموه؟ ما ابني، أروني فقال: الله رسول فجاء حربا، والداه سماه الحسن ولد فلمامات وقد المحسن، مولد وعند الحسين، مولد عند وهكذا حسن، هو بل قال: حرب! قالوا:

صغير. وهوحتى الصغيرة بقدمه يعلو وهو شوهد فربما ويستدرجه، منهم الطفل يدلل وكانحفظها بكلمات وقصره صغره ويداعب ويستأنسه صه يرق والنبي النبي، صدر بها يبلغ

ة.» بق عين ترق ، ترق ة. حزق ة12 «حزق المشرقان: حفظها أن يلبث ولم الأبوان،كتفيه، على راكب الأطفال هؤلاء من وطفل ساجدا السلام عليه النبي شوهد وربماالسجدات هذه إحدى وفي مركبه، عن يزحزحه لكيلا السجدة ويطيل صلاته في فيتأنى

مطيتك! المطية السعيد: للطفل الخطاب بن عمر يقولحنانه فيسبقه ويتعثران، يمشيان والحسين الحسن فيقبل المنبر، على كان ربما بلوأولادكم أموالكم إنما العظيم! الله «صدق يقول: وهو ليحملهما، المنبر من وينزل إليهما

فتنة!»

القصير. : الحزق 12

34

زواجها

ألا الطفل؟ هذا بكاء «ما لها: وقال فاطمة نادى يبكي أحدهما سمع إذا وكانيؤذيني؟» بكاءه أن تعلمين

بنفسه الأطفال خدمة ويتولى حين، بعد حينا عندهم يبيت أن عادته من جعل وقدعليه الله صلوات فقام يستسقي الحسن سمع الليالي هذه إحدى ففي قاعدان. وأبواهمبالحسن، وبدأ فمنعه الحسين فتناول يعبعبه، جعل ثم القدح في يعصرها فجعل قربة إلى

أولا! استسقى إنما قال: إليك؟ أحب كأنه فاطمة: قالتواحد.» مكان في القيامة يوم وأنتم «أنا لهم: فيقول واحد برد في جميعا يلفهم وقدفاطمة فكانت الصغير، الأب أبوة من جميعا عليهم أعز الكبيرة الأبوة هذه وكانت

طفلها: صت رق إذا تقول

ب��ع��ل��ي ش��ب��ي��ه��ا ل��س��ت ال��ن��ب��ي ش��ب��ه ب��أب��ي وا

بعضهم يمنع لا حب على يتنافسون الذين المحبين تغاير هذا على يتغايرون وكانواعليه. يتنافسوا أن بعضا

الدنيا حطام كان ما كبار، قلوب في بالعطف سعيدة والفاقة؛ الشظف مع سعيدة حياةهباء. من ذرة مثقال ليساوي عندها

وساعات خلاف ساعات من قط، آدمي حياة خلت وما الحياة، هذه تخل ولمبعض قرينها على فاطمة أخذت وربما علي، شكا وربما فاطمة شكت فربما شكاية،مكانها يعلم وهو الله رسول بنت ليعنف علي مثل رجل كان فما بشدة، هي وما الشدة،وإنما كانت، حيث تهمل أن وإباؤها بنفسها فاطمة اعتزاز هو إنما الله؛ رسول قلب منذلك حنان بعد حنان وكل دونه، ما إلى تستريح فلا أبيها من تعودته الذي الحنان هوقلب في نظيره يجد فلا يتفقده من عند القسوة من قريب أو قسوة فكأنه الكبير القلب

إنسان.الصحابة بين مجلسه ترك وربما خلاف، كل في صلحهما يتولى الأكبر الأب وكانيتتبعون الذين والصحابة جفاء. من بينهما ما فيرفع المتخاصمين الأخوين إلى ليدخليملك لا لأنه يسألوه؛ أن أنفسهم ويبيحون نفسه، خوالج من خالجة كل النبي وجه فيالبيت دخل كلما عادتهم على معه يجرون والمتبصر، المتعلم على به يضن ما ضميره من

35

والفاطميون الزهراء فاطمة

أحب بين أصلحت وقد لا «ولم فيجيب: فيسألونه الأسارير، منطلق منه وخرج مهموماإلي!» الناس

ونمى زوجين، بين خصومة من يبلغه ما غاية العتاب بلغ المرات، هذه من ومرةتقول: باكية أبيها إلى فذهبت المغيرة، بن هشام بنت من بالزواج يهم عليا أن فاطمة إلى

لبناتك؟» تغضب لا أنك «يزعمونيغضبها، بما يرضى أنه قط هي زعمت ما الذي أبيها نفس في وقعها تعلم كلمةمن بنتهم تزويج في استأذنوه المغيرة بن هشام بني لأن تعني؛ ما أبوها عرف وقدبني إن «ألا الحاضرين: من ملأ على وقال عليه، باد والغضب المنبر فصعد فاطمة، زوجثم آذن، لا ثم آذن، لا وإني ألا عليا، ابنتهم ينكحوا أن في استأذنوني المغيرة بن هشام

رابها.» ما يريبني مني بضعة فاطمة إنما آذن، لانعلم ولكننا المختلفة، رواياتها في جاء ما غير الخطبة هذه شرح من نحن نعلم ولاأن الفتنة عليها خيف قد فلعلها عنه، وحفظت النبي وبايعت أسلمت الفتاة هذه أنمن يرضيهم لا والحسب المكانة في هم من هم وأهلها المسلمين، من كفء بغير تتزوجأنفة على علي غضبات من غضبة لعلها أو قرابتها، ذوي من طالب أبي ابن دون هويأباها، ما الدين في يكن لم البشرية النفس نوازع من نازعة لعلها أو فاطمة، أنفات من

والصفاء. المودة حالة في العرف أباها وإنفإن إليه، أشرنا الذي غير لخلاف تعرضت والإمام الزهراء حياة أن نحسب ولاكل وأبناؤها وهي النبي. ذرية عن الحديث من ودقيق جليل كل تستقصي السيرة كتببعد عليه الله صلوات بالنبي فلحقت العمر بها يطل ولم بعده، عاشوا الذين النبي ذريةأبيها، عين عنها غابت وقد يغضبنها لا نفسه عاهد قد علي وكان أشهر، ببضعة وفاته

الأمور. أجل يومئذ وهو الخلافة، أمر في حتى ذلك بعد يغضبها فلم

36

الرابع الفصل

بلاغتها

رضي بكر أبو أجمع «لما النساء: بلاغات كتاب في طاهر بن أحمد الفضل أبو الإمام قالخمارها لاثت فاطمة ذلك وبلغ فدك، صلى الله عليه وسلم الله رسول بنت فاطمة منع على عنه اللهصلى الله عليه وسلم الله رسول مشية من تخرم ما ذيولها، تطأ حفدتها من لمة في وأقبلت رأسها، علىدونها فنيطت والأنصار، المهاجرين من حشد في وهو بكر أبي على دخلت حتى شيئانشيج سكن حتى فأمهلت المجلس، وارتج بالبكاء لها القوم أجهش أنة أنت ثم ملاءةفعاد صلى الله عليه وسلم الله رسول على والصلاة الله بحمد الكلام فافتتحت فورتهم، وهدأت القومأنفسكم ن م رسول جاءكم «﴿قد فقالت: كلامها في عادت أمسكوا فلما بكائهم، في القومأبي تجدوه تعزوه فإن رحيم﴾، رءوف بالمؤمنين عليكم حريص عنتم ما عليه عزيزعن مائلا بالنذارة، صادعا الرسالة فبلغ رجالكم، دون ي عم ابن وأخا نسائكم، دونحتى الهام، وينكت الأصنام، يهشم بكظمهم، آخذا لثجنهم1 ضاربا المشركين، مدرجةونطق محضه، عن الحق وأسفر صبحه، عن الليل وتفرى الدبر، وولوا الجمع هزمالشارب، مذقة النار، من حفرة شفا على وكنتم الشياطين، شقائق وخرست الدين، زعيم، القد وتقتاتون الطريق2 تشربون الأقدام، وموطئ العجلان، وقبسة الطامع، ونهزةبعد صلى الله عليه وسلم برسوله الله فأنقذكم حولكم، من الناس يتخطفكم أن تخافون خاشعين، أذلةحشوا كلما الكتاب، أهل ومردة العرب وذؤبان الرجال ببهم مني ما وبعد والتي، اللتيافي بأخيه قذف المشركين من فاغرة وفغرت للضلال، قرن ونجم أطفأها، للحرب نارا

(يمانية). الوعر الطريق وتحريكها) الجيم (بسكون الثجن: 1المطروق. الماء الطريق: 2

والفاطميون الزهراء فاطمة

في مكدودا بسيفه، لهيبها ويخمد بخمصه، صماخها يطأ حتى ينكفئ فلا لهواتها،آمنون، وادعون بلهنية في وأنتم الله، أولياء في سيدا الله، رسول من قريبا الله، ذاتونطق الدين، جلباب وسمل النفاق، خلة ظهرت أنبيائه، دار لنبيه الله اختار إذا حتىوأطلع عرصاتكم، في فخطر المبطلين، فنيق3 وهدر الآفلين، خامل ونبغ الغاوين، كاظمفيه وللغرة مستجيبين، لدعائه فوجدكم بكم، صارخا مغرزه، من رأسه الشيطانإبلكم، غير فوسمتم غضابا، فألفاكم وأحمشكم خفافا، فوجدكم فاستنهضكم ملاحظين،

يندمل».» لما والجرح رحيب، والكلم قريب، والعهد هذا بكم، شر غير وأوردتموها﴿ومن تبغون؟! الجاهلية أفحكم لنا! إرث لا أن تزعمون الآن «وأنتم قالت: أن إلىالكتاب أفي أبي؟ إرث أأبتز المهاجرة، المسلمة أيها يوقنون﴾؟! لقوم حكما الله من أحسنتلقاك مرحولة مخطومة فدونكها فريا﴾، شيئا جئت ﴿لقد أبي؟ أرث ولا أباك ترث أنيخسر الساعة وعند القيامة، والموعد محمد، والزعيم الله، الحكم فنعم حشرك، يوم

تعلمون﴾.» وسوف ستقر م نبإ و﴿لكل المبطلون،تقول: وهي صلى الله عليه وسلم النبي قبر إلى انحرفت ثم

ال��خ��ط��ب ت��ك��ث��ر ل��م ش��اه��ده��م ك��ن��ت ل��و وه��ن��ب��ث��ة أن��ب��اء ب��ع��دك ك��ان ق��دت��غ��ب ولا ف��اش��ه��ده��م ق��وم��ك واخ��ت��ل واب��ل��ه��ا الأرض ف��ق��د ف��ق��دن��اك إن��ا

لفظها في مخالفة أخرى رواية نفسه الكتاب وفي الزهراء، لخطاب رواية هذهزيد الحسين لأبي ذكرت الفضل: أبو قال الروايتين إيراد وقبل السابقة، للرواية ومعناهاالسلام، عليها فاطمة كلام عليهم الله صلوات طالب أبي بن علي بن الحسين بن علي بنأنه يزعمون — البيت آل قدر من يغضون زمانه في قوم إلى يشير — هؤلاء إن له: وقتعن يروونه طالب أبي آل مشايخ رأيت لي: فقال العيناء، أبي كلام من وأنه مصنوععلى السلام عليها فاطمة به يبلغ جدي عن أبي حدثنيه وقد أبناءهم، ويعلمونه آبائهم،وقد العيناء، أبي جد يولد أن قبل بينهم وتدارسوه الشيعة مشايخ ورواه الحكاية، هذهعن يذكره الحسن بن الله عبد سمع أنه العوفي عطية عن علوان بن الحسن به حدثمن يروون وهم فينكرونه فاطمة كلام من هذا يذكر وكيف الحسن: أبو قال ثم أبيه.

القوي. الجمل الفنيق: 3

38

بلاغتها

لنا عداوتهم لولا يتحققونه فاطمة، كلام من أعجب هو ما أبيها موت عند عائشة كلامالبيت؟ أهل

الله صلوات أبيها موت بعد قالتها الشعر من أبيات فاطمة السيدة إلى ونسبتأنفسكم طابت كيف أنس! «يا فقالت: مالك بن أنس على أقبلت دفنه بعد وأنها عليه،

قائلة: ورثته بكت ثم التراب؟» الله رسول على تحثوا4 أن

ال��ع��ص��ران وأظ��ل��م ال��ن��ه��ار ش��م��س وك��ورت5 ال��س��م��اء آف��اق اغ��ب��رال��رج��ف��ان ك��ث��ي��رة ع��ل��ي��ه أس��ف��ا ك��ئ��ي��ب��ة ال��ن��ب��ي ب��ع��د م��ن ف��الأرضي��م��ان وك��ل م��ض��ر ول��ت��ب��ك��ه وغ��رب��ه��ا ال��ب��لاد ش��رق ف��ل��ي��ب��ك��هوالأرك��ان الأس��ت��ار ذو وال��ب��ي��ت ج��وده ال��م��ع��ظ��م ال��ط��ود ول��ي��ب��ك��هال��ق��رآن م��ن��زل ع��ل��ي��ك ص��ل��ى ض��وءه ال��م��ب��ارك ال��رس��ل خ��ات��م ي��ا

وبكت عينيها على فوضعها القبر تراب من قبضة وأخذت النبي قبر على ووقفتتقول: وأنشأت

غ��وال��ي��ا6 ال��زم��ان م��دى ي��ش��م لا أن أح��م��د ت��رب��ة ش��م م��ن ع��ل��ى م��اذال��ي��ال��ي��ا ص��رن الأي��ام ع��ل��ي ص��ب��ت أن��ه��ا ل��و م��ص��ائ��ب ع��ل��ي ص��ب��ت

أيضا: قبره على وقالت

وال��ك��ت��ب ال��وح��ي ع��ن��ا غ��ب��ت م��ذ وغ��اب واب��ل��ه��ا الأرض ف��ق��د ف��ق��دن��اك إن��اال��ك��ث��ب7 دون��ك وح��ال��ت ن��ع��ي��ت ل��م��ا ص��ادف��ن��ا ال��م��وت ك��ان ق��ب��ل��ك ف��ل��ي��ت

ورماه. قبضه وجهه وفي عليه التراب حثا تحثوا: 4وشده. بعض فوق بعضه وأبقاه جمعه المتاع مجتمعا. فألقاه طعنه فلانا كور كورت: 5

النار. على تغلى أخلاط من مركب طيب وهي غالية، جمع الغوالي غواليا: 6

الرمل. من التل وهو كثيب، جمع الكثب: 7

39

والفاطميون الزهراء فاطمة

تكرار مع والقافية البحر من ببيتين فدك عن خطابها بعد تمثلت أنها آنفا ومضىوهما: منهما شطر

ال��خ��ط��ب ت��ك��ث��ر ل��م ش��اه��ده��م ك��ن��ت ل��و وه��ن��ب��ث��ة أن��ب��اء ب��ع��دك ك��ان ق��دت��غ��ب ولا ف��اش��ه��ده��م ق��وم��ك واخ��ت��ل واب��ل��ه��ا الأرض ف��ق��د ف��ق��دن��اك أن��ا

في مكسورة الأول البيت روي في مضمومة الباء لأن إقواء، القارئ يرى كما وفيهماالرواية. نقل في شطر محل حل منهما شطرا ولعل الثاني، البيت روي

فيه؛ نخوض أن نحب ولا كثير، الشعر وهذا الخطب هذه أمر في الخلاف إن نقول:بين الخلاف فيه يقل ما الباب هذا في نذكر أن يحسمه وقد طائل، غير على خلاف لأنه

المخالفين. جميع يسلمه له، سند لا جدال في اللهو من أجدى فإنه النقاد، جميععفو اللسان من يبدر مما ليس الخطاب ذلك أن نذكر حين شك ولا الخلاف فيقلاستخدام قبل الخطباء يصنع كان كما إلقائه قبل نفسه في يعده قائله وإن الخاطر،

التحضير. في الكتابةسماعه، عند يستظهره لا الخطاب هذا سامع أن نذكر حين شك ولا الخلاف ويقل

حفظه. بعد مكتوبا أو منقولا يحفظه فإنما حفظه فإنالخلاف؟ يكثر إذن فعلام هذا في الخلاف قل فإذا

حين وتستطيعها البلاغة هذه تحسن فاطمة السيدة إن يقال: حين يكثر أتراهخلدها؟ في وتعدها لها تحتفل

عصرها في أحد من فما فاطمة السيدة على استكثر إذا البلاغة من النصيب هذا إنعليه. يستكثر لا

فعاشت زوجها بيت إلى وانتقلت البلغاء، أبلغ أبيها كلام تسمع وهي نشأت لقديرتل القرآن وسمعت وشانئيه، محبيه بين بلاغته على متفق إمام من الكلام تسمع سنينمشيتها في لأبيها بمشابهتها زمانها في الناس وتحدث الأوقات، سائر وفي الصلوات في

الهوى. عن أمرها في ينطق ولا يحابيها لا من ومنهم وكلامها، وحديثهاعن عمرو بن عثمان عن «الرياشي عن الفريد العقد من الثالث الجزء في جاءعائشة عن طلحة، بنت عائشة عن عمرو، بن المنهال عن حبيب، بن ميسرة بن إسرائيلصلى الله عليه وسلم الله برسول وكلاما حديثا أشبه الله خلق من أحدا رأيت «ما قالت: أنها المؤمنين أم

40

بلاغتها

مجلسه، في وأجلسها بها ورحب فقبلها بيدها أخذ عليه دخلت إذا وكانت فاطمة، منمرضه في عليه فدخلت وقبلتها، بيده وأخذت به ورحبت إليه قامت عليها دخل إذا وكانلهذه أحسب كنت فقلت: فضحكت، إليها أسر ثم فبكت، إليها فأسر فيه، توفى الذيفلما تضحك. هي إذا تبكي هي بينما منهن، واحدة هي فإذا النساء على فضلا المرأةإني إلي أسر ثم فبكيت، ميت أنه فأخبرني إلي أسر فقالت: سألتها صلى الله عليه وسلم الله رسول توفى

فضحكت».» به لحوقا بيته أهل أولالثقات ألسنة على قيل وأبيها الزهراء بين المشابهة عن عائشة السيدة قالته وماكانت بنفسها واعتزازها فضلها في امرأة أن عائشة السيدة حديث في عليه ويزاد جميعا،مثل على الخلاف يكثر ففيم ورصانتها. حلمها في النساء سائر على فضلا للزهراء ترىسامعة نشأت من على البلاغة تستعظم ولماذا إليها؟ نسب إذا البلاغة من النصيب ذلكالذي الإمام زوجة على تستعظم ولماذا حديثه؟ في مشابهته على مطبوعة محمد لحديثولماذا الأمثال؟ مضرب وهي شجاعته، على المتفقين من أكثر بلاغته على المتفقون كان

الراجح؟ واللب الذكاء مع والنهار بالليل الكريم القرآن سامعة على تستعظمفي يسلكها لا فهو ذلك، من أهون فيه فالخطب الزهراء إلى الشعر نسبة أمامنا أقرب فيه الكبير الشك جانب إلى ونحن يثبت، لم إن يضيرها ولا ثبت، إن الشاعراتيحكي أبياتا فمه في يدير أن الشاعرة أو الشاعر غير على بعيدا وليس القبول، جانب إلىالسيدة ولكن النحيب، وعادة العاطفة لغة إلى أقرب هنا النظم فإن وبثه، حزنه بهاأو الأبيات نظم عن غني الموت مقام في القرآن من بآيات الاعتبار من لها كان فاطمة

والرثاء. العبرة مقام في بها التمثل

41

الخامس الفصل

العامة الحياة في

عكوفا تزيدها بيتها، على عاكفة عهدناه الذي دأبها على فاطمة والسيدة السنون مضتالأيام من كثير في عليها معينا تجد ولا بها تنفرد التي البيت وخدمة الأبناء تربية عليه

زوجها. غيرمعترك في مرادها غير على فجأة الحوادث فأقامتها عليه، الله صلوات النبي توفي ثمذلك عن منصرف لها يكن ولم أيامنا، في نسميها كما السياسية الحياة أو العامة الحياةالخلافة، ميراث أبيها، ميراث على خلافا كان فيها الخلاف لأن الآونة؛ تلك في المعترك

أعقبها. التي القليلة التركة وميراثيعسر ولا الجدل، فيها طال التي المسائل إحدى النبي وفاة يوم في الخلافة ومسألةالخطر أن وذاك عليه، متفق رأي على الطويل الجدل ذلك من يخرجوا أن المنصفين علىاجتمعت حيث ساعدة، بني سقيفة السقيفة: فتنة من كان إنما اليوم ذلك في الأكبربن عويم لهم نصح ثم الإمارة، تطلب عبادة، بن سعد شيخها بزعامة الخزرج قبائلأن منهم رأي لذي خطر ثم ونبذوه، عنه فأعرضوا للخلافة، بكر أبي باختيار ساعدةعلى عبادة بن سعد برح وما المهاجرين، من وأمير الأنصار من أمير شطرين: يقسمها«يستبد أن إلا يأبى وهو انعقادها بعد بكر لأبي البيعة من نافرا قومه في شأنه جلالةانفض حين إبائه على أصر ثم الناس». دون لهم فإنه الناس؛ دون الأمر بهذا الأنصاروالله «أما لهم: وقال الغضب فعاوده للمبايعة يدعونه الرسل وجاءه السقيفة جمععصا يشق لا أن وناشدوه رمحي»، سنان وأخضب نبل من كنانتي في بما أرميكم حتىبيتي وأهل بولدي مقاتلكم يدي، ملكته ما بسيفي ضاربكم «إني يقول: فعاد الجماعةحتى بايعتكم ما الإنس مع لكم اجتمعت الجن أن لو الله وايم قومي. من أطاعني ومن

ربي.» على أعرض

والفاطميون الزهراء فاطمة

يعجل لم لو مغبته في ولا حاضره في الخطر هذا عن يقل لا خطر ثمة كان ثمنارها يحضأ2 سفيان أبو راح التي الفتنة خطر وهو دابره،1 يقطع بما العاملون لهأمية بني بنصرة قوما يعد قريش، بطون وسائر هاشم بني وبين والعباس، علي بينالوعيد، هذا بمثل أو الوعد هذا بمثل آخرين لقوم ويوسوس ورائها، من قريش ونصرةالتي الوقيعة أراد وإنما الأنصار، يؤيد أن ولا هاشم بني ينصف أن همه من كان وماالجاهلية. في قريش على له كانت التي الأولى بالسيادة منها ويخرج جميعا بها يخذلهمسقيفة من الفتنة تلك خطر ولا سفيان أبي من الفتنة هذه خطر في شك من ومامشتغلا كان بل يطلبها، ولم بكر، لأبي البيعة بانعقاد الفتنة فانحسمت ساعدة، بنيباشتغاله ويعتذر يدعى فيم يعلم لا وهو مرتين السقيفة إلى ودعي الرسول. بدفنالجمع ينشعب أن قبل الجراح بن عبيدة أبي بمبايعة عمر هم حتى لدعوته، ويغضبأبي من المسعاة تنجح أن وقبل والمهاجرين، والأنصار والأوس الخزرج بين السقيفة في

يعلنها. أن كاد وقد خفائها، في سفيانحجرته، في المسجى الطاهر الجثمان جوار إلى العصيبة الساعة تلك في علي وكانتراثه وهذا ربه، إلى مضى قد محمد هذا الحسن! أبا «يا قائلا: سفيان أبو عليه فدخل

أبايعك!» يدك فابسط عنكم، يخرج لمأبايعك يدك فامدد أقبل، قد قريش شيخ هذا أخي، ابن «يا العباس: عمه ويقولبايعك وإذا مناف، عبد بني من أحد عليك يختلف لم بايعناك إن فإنا معي. ويبايعكمن أحد بعدها عليك يختلف لم قريش بايعتك وإذا قريشي، عليك يختلف لم مناف عبد

العرب.»رتاج.» وراء من أبايع أن لأكره إني عم! يا والله «لا علي: فيجيبه

من الدهاة وشيخ هاشم بني من الدهاة شيخ من هذا جوابه في أحكم كان ولقدوما المسلمين، جميع يعلمها عهد ولاية كانت إن عنه معدى للخلافة فما أمية، بني

والمعارضين. المبايعين عصا بعدها وانشقت رتاج وراء ت تم إن جدوى هناك للبيعةجدال فلا جدال هناك يكن فإن التاريخ، عرفه الذي الوجه على البيعة تمت ولقدومسعاها السقيفة من مسعاها قبل الفتنة أدركوا الذين الأئمة فضل في المنصفين بين

منهم. تبقى ما آخر أي دابرهم؛ الله قطع يقال: شيء، كل آخر الدابر دابره: يقطع 1وأشعلها. أرثها النار حضأ يحضأ: 2

44

العامة الحياة في

ابتغى فما وحكمة، خير من ابتغوه فيما المنصفين بين جدال ولا سفيان، أبي دار مننصرة في البيعة يوم بعد قصروا وما لأنفسهم، نفعا عبيدة أبو ولا عمر ولا بكر أبومن الإسلام عن الغائلة دفع في بلائهم من أجمل يبلي أن أحد وسع في كان وما دينهم،وفارس والشام العراق في للإسلام يفتح أن ولا والروم، الفرس غارة ومن الردة فتنة

فتحوه. مما وأقرب أعظم فتحا ومصرطلبه، إلى يسبقهم ولا الناس يطلبه ا حق أراده ولكنه الخلافة، في بحقه علي وآمنكأنه وعمر بكر لأبي العون ويصدق والسيف بالرأي يعينه أن لغيره البيعة تمنعه ولم

الحياة. بقيد وهو الله رسول عون فيالسلام، عليه النبي وفاة بعد أياما أو يوما والإمام والفاروق الصديق اختلف وقدلهم الناهضة الحجة ولكن ذاك، بحجة فليأخذ شاء ومن هذا بحجة فليأخذ شاء فمندينهم، خدمة في الغاية دون يقفوا ولم لذويهم، ولا لأنفسهم يكدحوا لم أنهم جميعاأحد مات وما بلائه، وحسن طويته وصدق صدقه في تريب حياة منهم أحد يحي ولم

عليه. يأسى نصيب الدنيا من وله منهمأحق النبي قرابة أن ترى أو الخلافة، في علي حق ترى فاطمة السيدة وكانتالخلافة. لمقام يؤهلانه به المشهود وعلمه الجهاد في علي بلاء وأن بخلافته، المسلمينهذا غير على الأمر يجري أن أدهشهم الصالحين الصحابة من طائفة رأي هذا وكانأم أيبايعون بينهم، فيما يتشاورون بيتها غير في واجتمعوا عندها فاجتمعوا المجرى،عصا بشق أحدهم ترمي عليه يعول سند ذات واحدة رواية على نطلع ولم يتخلفون،أبي وبين بينهم مساجلات وبعد البيعة. نقض على الناس تأليب في بالسعي أو الجماعةفقد سفيان، أبو بيتها التي الدسيسة فت وتكش مقصدها عن الفتنة سفرت وعمر بكربذكر له وعرض علي فصده للوقيعة. ويتحفز علي على مبايعته يعرض سفيان أبو عادهذا من يئس فلما أصحابه»، من لسنا أمرا تريد «إنك له: قال ثم والمخادعين، الغششةيدك «امدد له: يقول العباس إلى وذهب مأربه، إلى منه يلج لعله آخر بابا طرق البابابن بميراث لأحق والله «إنك يقول: ثم القوم». عليك يختلف فلا أبايعك الفضل أبا يابانطواء وينطوي هذا عند ينتهي الخلاف ويكاد علي، رده كما العباس فيرده أخيك»،سند فيها اختلف التي الميراث مسألة أو «فدك» مسألة لولا الخلافة، مسألة في الكلامبيعتهم، من المسلمين يستقيل أن بكر أبو وأوشك أخرى، مرة فاطمة وسند بكر أبي

الله. رسول بنت من السخط مخافة

45

والفاطميون الزهراء فاطمة

بيته آل بين فيئها يقسم النبي كان قرية أنها «فدك» أمر في الحديث وخلاصةفيها ميراثها تسأله بكر أبي إلى فاطمة أرسلت السلام عليه قضى فلما المسلمين، وفقراءمعشر «إننا يقول: كان صلى الله عليه وسلم الله رسول «إن بكر: أبو فقال خيبر! خمس من بقى وفيماالله رسول صدقة من شيئا أغير لا والله وإني صدقة». تركناه ما نورث. لا الأنبياءمن نبي عن تعالى بقوله عليه احتجت الزهراء إن ويقال: عليها» كان التي حالها عنداود». سليمان «وورث تعالى: وقوله يعقوب» آل من ويرث «يرثني — زكريا — أنبيائهلي يد لا الرسالة، ومنطق الحجة عين أنت الله! رسول بنت «يا لها: قال بكر أبا وإنأخبرني الذي هو وبينك، بيني الحسن أبو هذا ولكن صوابك، عن أوقعك ولا بجوابك،

وتركت.» أخذت بما وأنبأني تفقدت، بمارسول ابنة يا قال: بكر أبا «إن البلاغة نهج على الحديد أبي ابن شرح في وجاءإن فقالت: يورثون. لا الأنبياء إن قال: وإنه درهما ولا دينارا أبوك ورث ما والله الله!فشهد، طالب أبي بن علي فجاء بذلك؟ يشهد فمن قال: صلى الله عليه وسلم، الله رسول لي وهبها فدكفشهدا عوف بن الرحمن وعبد الخطاب بن عمر فجاء أيضا، فشهدت أيمن أم وجاءتعلي، وصدق الله، رسول بنت يا صدقت بكر: أبو فقال يقسمها. كان صلى الله عليه وسلم الله رسول أنلأبيك، مالك أن وذلك عوف، بن الرحمن عبد وصدق عمر، وصدق أيمن، أم وصدقتفما الله، سبيل في منه ويحمل الباقي ويقسم قوتكم فدك من يأخذ الله رسول كانكما أصنع أن الله على فلك قال: أبي! بها يصنع كما بها أصنع قالت: بها؟ تصنعينأبو وكان اشهد. اللهم قالت: لأفعلن. الله قال: لتفعلن؟ الله قالت: أبوك، فيها يصنعكان ثم كذلك، عمر وكان الباقي، ويقسم يكفيهم ما منها إليهم فيدفع غلتها يأخذ بكر

كذلك.» علي كان ثم كذلك، عثمانفإنا فاطمة إلى بنا «انطلق بكر: لأبي عمر قال القضية هذه على الخلاف خلال وفيفأدخلهما. فكلماه، عليا فأتيا لهما، تأذن فلم عليها فاستأذنا فانطلقا أغضبناها». قدفتكلم السلام، عليهما ترد فلم عليها فسلما الحائط، إلى وجهها حولت عندها قعدا فلماوإنك قرابتي، من إلي أحب الله رسول قرابة إن والله الله، رسول حبيبة «يا فقال: بكر أبوأفتراني بعده، أبقى ولا مت أني أبوك مات يوم ولوددت ابنتي، عائشة من إلي لأحبسمعت إني ألا الله؟ رسول من وميراثك حقك وأمنعك وشرفك فضلك وأعرف عرفكإن «أرأيتكما فقالت: صدقة.» فهو تركناه ما نورث. «لا يقول: صلى الله عليه وسلم الله رسول أباك«نشدتكما فقالت: «نعم». قالا: به؟» وتعملان تعرفانه الله رسول عن حديثا حدثتكما

46

العامة الحياة في

سخطي؟» من وسخطها رضائي من فاطمة رضاء يقول: الله رسول تسمعا ألم اللهأسخطتماني أنكما وملائكته الله أشهد «فإني قالت: الله.» رسول من سمعناه «نعم قالا:تعالى بالله عائذ «أنا بكر: أبو فقال إليه.» لأشكونكما النبي لقيت ولئن أرضيتماني، وماخرج ثم تزهق. نفسه كادت حتى يبكي انتحب ثم فاطمة»، يا وسخطك سخطه منبأهله مسرورا خليلته معانقا منكم رجل كل «يبيت لهم: فقال الناس إليه فاجتمع

بيعتي».» أقيلوني بيعتكم. في لي حاجة لا فيه؟ أنا وما وتركتمونيللقول مقطع إلى تنتهي لا التي الأحاديث من كذلك هو فدك مسألة في والحديثبحق، لها ليس ما تطلب أن من أجل الزهراء أن مراء لا فيه الصدق أن غير عليه. متفقإنه قيل: ما أسخف ومن عليه، البينة تقوم الذي حقها يسلبها أن من أجل الصديق وأنأبو الخلافة ولى فقد إليه، الدعوة على غلتها من علي ينفق أن مخافة فدك منعها إنماشيء ذكر يرد ولم منهم، أخذه لمال بايعهم أحدا أن يسمع ولم وعلي وعثمان وعمر بكرالخليفة عهد في الحاكم لذمة تزكية من نعلم وما يقين، خبر في ولا إشاعة في هذا منويرضي فاطمة برضى يكسب كان فقد فدك، مسألة في حكمه من بينة أوضح الأولهو وإنما مدع، عليه ادعاه فيما لنفسه شيئا فدك من أخذ وما برضاها، الصحابةالمصدقين، الصادقين الخصوم هؤلاء بين القضية بهذه أقصاه بلغ الحكم ذمة في الحرج

أجمعين. عليهم الله رضوان

أعظم من عدل قالها بكلمة فدك أمر من الثقات المسلمين أذهان في وقر ما نجمل ولعلنامن بعيدا زمانها، من بعيدا الخصومة، من بعيدا نحوها، أو سنة ثمانين بعد العدولداع ذلك إلى يدعوه لا باختباره، عنها ينزل يديه في وفدك كلمته قال لأنه فيها؛ الشبهة

ضميره. وحي غيرمما كانت فدك «إن بالخلافة: عهده مستهل في القائل العزيز عبد بن عمر هو ذلكإياها فاطمة فسألته ركاب، ولا بخيل عليه المسلمون يوجف3 ولم رسوله على الله أفاءأبناء في منها يأتيه ما يضع فكان أعطيك، أن لي كان وما تسأليني أن لك كان ما فقال:ثم الله، رسول وضعه بحيث ذلك فوضعوا وعلي وعثمان وعمر بكر أبو ولي ثم السبيل،

السير. في يجد لكي حثه فرسه الفارس أوجف يوجف: 3

47

والفاطميون الزهراء فاطمة

لي فصارت الملك، ولعبد لأبي مروان فوهبها الحكم، بن مروان فأقطعها معاوية وليحصته سليمان وسألت لي، فوهبها منها حصته سألته الوليد ولي فلما وسليمان، وللوليدقد أنني فاشهدوا منها، إلي أحب مال من لي كان وما فاستجمعتها، لي، فوهبها منها

عليه.» كانت ما إلى رددتهاشئون على العكوف من مألوفها غير على فاطمة السيدة نرى المسألتين هاتين فيقرباها، ووشيجة4 حقها حول تدور المسألتين كلتا لأن العامة؛ الحياة من والابتعاد بنيهالغة في نسميه مما وإحداهما فيئه، من الميراث ومسألة النبي بعد الخلافة مسألة وهماالاقتصادية، أو المالية الحكومة بسياسة نسميه مما والأخرى العليا، بالسياسة عصرنافي أما نحوها. من والسياسة الحوادث مؤرخ يعالجها متفرعة جوانب منها ولكلصاحبة خلائق من عنه تترجمان ما هو غيرهما وفي فيهما فالمهم النفسية الدراساتو«شخصية» عليها تثبت بحقها إيمان قوة هو نوجزه حين عنه تترجمان وما السيرة،

حساب. لها يهمل لا مستقلة

النسب. وشائج بينهم يقال: ونحوها. الأشجار من التف وما الشجرة عرق الوشيجة: وشيجة: 4

48

السادس الفصل

وفاتها

محمد»: «عبقرية في قلنا

في وحارت الفهم عن دقت التي الكبرى الحياة أسرار من سر النوع حفظعلى يجري ريب لا وهو والحكمة، العلم أهل من الأساطين عقول تعليلهاعمقه نسبر ولا كنهه نعلم لا كنا وإن الأحياء، طبقات جميع في مطرد قانونأقرب هي أو الحقيقة، تقارب التي الملاحظات بعض استقصاء على نزيد ولا

إليه. الوصول نستطيع ما

معظم في والتعويض المكافأة سنة على يجري أنه التقريبية الملاحظات هذه وأهممن مزية في القصور ويقابل آخر، جانب في بالزيادة جانب في النقص فيقابل حالاته،

أخرى. مزية في بالإتقان المزايا

الأحياء أن هذا فيقابل والحضانة، الولادة طور في الكثير للعطب عرضة السفلى فالأحياءالنوع لدوام الكافي القليل منها فيبقى الألوف، وألوف بالألوف ذرياتها ترسل السفلى

الكثير. فناء بعدتطول أن هذا فيقابل الواحد، البطن في منها المولود عدد يقل العليا والأحياءالسفلى. الأحياء في الكثرة يعوض ما الصيانة وسائل من وتجد بها، والعناية حضانتهاالتي الوحيدة الوسيلة هي النسل زيادة تكون حين النسل يزيد أن ويغلبلخدمة مختلفة وسائل للفرد تيسرت فإذا دوامه، وضمان نوعه لخدمة الفرد يستطيعهاضريبة النوع خدمة كأنما أبنائه، في قسمة من وينتقص نسله على ذلك يجود فقد نوعهالصور في منها أعفى صورة في أداها فإذا الصور، من صورة في فرد كل على مفروضة

والفاطميون الزهراء فاطمة

يحسب غال بثمن إلا الواحد الفرد يستوفيها لا وأرزاق مواهب هي كأنما أو الأخرى،الأنحاء. من نحو على للنوع حسابه ويؤدي عليه،

تجديد في تنحصر لا كثيرة بوسائل نوعه خدمة على الحية المخلوقات أقدر والإنسانعدده. وزيادة النسل

بإصلاح ضريبتهم أدوا قد النسل حرموا الذين العظماء إن نقول: أن لنا يجوز فهلطريقة من الضريبة هذه يؤدوا أن عليهم المفروض اللازم من يبق فلم الناس، شئون

الذرية؟نبلغ ولا إليها، أشرنا التي التقريبية الملاحظة سبيل على نقوله فإنما ذلك قلنا إنتستوقف أنها عندنا مبلغها فغاية تستحقه؛ الذي اليقين من مبلغها فوق الملاحظة بتلك

التغليب. إلى أو الجزم إلى بنا تفضي ولا والمراجعة للتأمل النظرشك لا معظمون أنبياء وفيهم يتزوجوا، لم النوع خدام أكبر من العظماء فبعض

السلام. عليه كعيسى الناحية، هذه من سيرتهم فيأو إناث، كلها ذرية رزقوا أو الذرية، يرزقوا لم تزوجوا الذين العظماء وبعضحالة على كانوا ولا يعمروا ولم عاشوا أو يعيشوا، ولم والذكور الإناث من ذرية رزقوا

والنجابة. الصحة من مستحبةالعصور، جميع وفي الأمم، جميع وفي العظمة، نواحي جميع في العظماء وتواريخفيهم يدخل والمراجعة، بالتأمل خليقة وتجعلها الملاحظة تلك تعزز التي بالشواهد حافلةالفنون رجال فيهم يدخل كما العلماء فيهم ويدخل الحكماء، فهم يدخل كما القديسونإلى بصره يدير أن أحد على يصعب ولا العسكريون. القادة فيهم ويدخل والمخترعون،عظمائه من نفر في ذلك مصداق ليشاهد المعرفة حق يعرفه قريب بلد في الزمن من فترةزغلول وسعد عبده ومحمد الأفغاني الدين جمال أسماء مصر في وحسبنا ومشهوريه،وحافظ البارودي سامي ومحمود فهمي ومصطفى كامل ومصطفى نديم الله وعبد

إبراهيم.أن نفهم أن لنا وجاز مغزاها، نتأمل وأن الملاحظة عند نقف أن لنا جاز فإذافأين الأحوال، بعض في الذرية ضريبة عن تغني ضريبة الإنساني النوع شئون إصلاحتتناول نبوية رسالة في نجدها لم إن قيمة وأغلى حالة أرفع في الضريبة تلك نجد تراناكما والدم اللحم أبوة عن تغني روحانية أبوة وأي جيل؟ كل في الملايين وتتناول الأجيالوأمم زمانه، في يلقاها لا أمم وفي أمته، في الأرواح بتربية يتكفل الذي النبي أبوة تغني

الزمان؟! أقصى إلى زمانه بعد تستجد تزال لا

50

وفاتها

ونرى النوعية، الأبوة ومن الروحية الأبوة من محمد حظ نذكر حين هذا نذكروالاعتبار. بالملاحظة جديرا الجانبين في تكافؤا

الثلاثين. دون ما أو الثلاثين في الشباب، زهرة في الزهراء وفاة نذكر حين هذا ونذكر نعممن الإناث وعاش الرضاع، سن يجاوزوا لم صغارا محمد ذرية من الذكور مات

الشباب. عنفوان في البنية قوة ترزق لم من ومنهن العمر، طول يرزقن ولم ذريتهرآها وقد الأوقات، من كثير في شحوب لونها يمازج سمراء، نحيلة الزهراء وكانتستة تمض فلم به، لحوقا أهله أسرع إنها لها فقال وفاته مرض في السلام عليه النبي

الحياة. فيها تستقبل التي السن تلك في به لحقت حتى ذلك، من أقل وقيل أشهر،يواسيها هو فإذا مرضها، في يواسيها النبي ويعودها حين، بعد حينا تشكو وكانتفقالت: بنية؟» يا تجدينك «كيف لها: فقال مريضة وهي يوما زارها حاجتها، في كذلكالسلام عليه فاستعبر آكله.» طعام لي ما أني ليزيدني «وإنه قالت: ثم لوجعة». «إني

العالمين!» نساء سيدة أنك ترضين أما بنية! «يا وقال:«تجرعي وقال: فبكى الإبل، وبر من كساء وعليها بالرحى تطحن وهي يوما وزارها

الآخرة.» لنعيم الدنيا مرارة فاطمة يايخصها فكان الأنفال،1 من يملك بما فاطمة على يضن عليه الله صلوات يكن ولمتعمهم فاقة كانت ولكنها وزوجاته، ذويه بين رزقا فرق كلما حصته من الأوفى بالقسمبين فخيرهن الفاقة تلك زوجاته شكت وقد بينهم، يفرقه ما النبي يجد لا حين جميعاهو ما على فيصبرن ورسوله الله يردن أو وزينتها، الدنيا بالحياة لينعمن التسريح

عليه! صابرأكبر! الله

يقطع بما الدنيا من ينعم أن قدرته في كان ومن المشفقين، إشفاق على يعلو محمد مثلغاية الإعظام هو فذلك الإشفاق، منزلة وآله لنفسه يرضى ثم حسدا، الحاسدين قلوب

فيه: قيل الذي المرتقى هو وذلك الإعظام

والهبة. الغنيمة بفتحتين: النفل الأنفال: 1

51

والفاطميون الزهراء فاطمة

الأن��ب��ي��اء م��رات��ب ع��ل��ي��ا ت��ل��ك ا ج��د ه��ات��ي��ك ب��ل��وغ وب��ع��ي��د

يملك لا ثم مرهقة، جائعة منه وأقربهم الناس أحب يرى لأنه يبكي؛ محمدا أنويسأل العربية. الجزيرة في شيء كل يملك وهو عنائها، من ويعفيها يشبعها ما لهاعند النبوة برهان «وما دين كل أعداء والمتعصبين المعطلين زعانفة من السائلون

محمد؟!»يكون؟ شيء أي فبرهان النبوة برهان هذا يكن لم إن أكبر، الله

من وإن افون، لوص العرب فإن وصفه؛ من يعرف كامن سقم من بالزهراء يكن ولممن وقفنا فما والسقم، الصحة وصف على العرب أقدر لمن بيتها آل من حولها كانتذهب التي الأمراض أعراض يشبه شيء على شكواها أحوال في يصفونها وهم كلامهموربما والحزن، والضعف الجهد أنه كلامهم من يتبين ما وكل الشباب، مقتبل في بالناسوفاة بعد «محسنا» أسقطت إنها صح إن موعدها، غير في الولادة إعياء إليها اجتمع

الأخبار. بعض في جاء كما النبيالهداة على تضاعف ضريبة من للهداية وكم النبوة، ضريبة إنها فنقول: ونعود

مرات! بعد مرات

تخذلها، لا حاضرة الموت مواجهة في وعزيمتها جوارحها، وخذلتها الموت، وحضرهاعميس بنت أسماء لصاحبتها وقالت بنفسها، النعش على وحملها غسلها أمر فتولتفلبستها الجدد»، بثيابي ائتيني ه! أم «يا تغتسل: كانت ما كأحسن اغتسلت أن بعدفقالت جسمها نحول وشكت كنفا»،2 أحد لي يكشفن فلا اغتسلت، «قد قالت: ثمالسرير يعملون الحبشة رأيت «إني قالت: بشيء؟» تواريني أن «أتستطيعين لصاحبتها:إليه ونظرت وفاتها، قبل نعشها لها فعمل السرير.» بقوائم النعش ويشدون للمرأةساعتها. إلا أبيها وفاة بعد مبتسمة تر ولم وتبسمت، الله.» ستركم «سترتموني فقالت:

حرزه الله: وكنف ظله. في أي الأمير؛ كنف في يعيش وهو والناحية. الجانب بفتحتين: الكنف كنفا: 2

وستره.

52

وفاتها

إحدى سنة رمضان من خلون لثلاث الثلاثاء ليلة الأشهر، القول على وفاتها، وكانتصلى الله عليه وسلم. الله رسول دفن كما وصايتها حسب ليلا ودفنت للهجرة، عشرة

هي كأنما المؤمنون بتقديسها يتخشع المقدسة الكاملة للأنوثة صورة دين كل فيوأنثى. ذكر من خلف فيما الله آية

صورة تتقدس جرم لا الإسلام ففي العذراء، مريم صورة المسيحية في تقدست فإذاالبتول. فاطمة

53

السابع الفصل

الزهراء شخصية

لأنها التاريخ؛ في النساء أعلام بين الرفيع مكانها أخذت الزهراء أن البين الواضح منشهداء. وأم إمام، وزوجة نبي، بنت

«بحقها هذا مكانها تأخذ أنها البيان، هذا يبين ولا الوضوح، هذا يتضح لا ولكنالتاريخ. حوادث في أثر لها كان التي بصفتها أو الشخصي»

الدعوة أصل من قوي أصل فهي الزهراء، عن الكتابة في نقرره أن نحب الذي وهذايلي وفيما هذا، عصرنا في آثارها لها تزل ولم طوالا أجيالا الزمن مجرى في ثبتت التي

العصور. منفي أو الإمامة، في حقهم على وفاطمة علي بني لثبات نظيرا التاريخ يعرف لم

الخلافة.كيزيد عليه، فضلهم في الناس عند ولا عندهم شك لا من وتولاها زمنا، فيها حوربواوصمدوا حوربوا، كما فيها وحاربوا وخضوعا، استخذاء يتركوها أن فأنفوا معاوية، بندانت حتى سنة، ثلاثمائة ثم مائتين، ثم سنة، مائة ومطلوبين طالبين الحثيث للطلب

الفاطمية. الدولة عهد في باسمهم الخلافة لهمأن استطاعوا ولا الثبات، هذا عليه ثبتوا لما النضال هذا على تعين فيهم خصال لولاوالمغرب المشرق في ومعهم العباس، بني من ثم أمية بني من والعنت للعسف يصمدواوصنعوا مكان، كل في وفاطمة علي بأبناء نكالهم في الجد غاية جدوا وقد وأتباع، أعوان

والتسليم. اليأس على يرغمهم أو استئصالا يستأصلهم أن خليقا كان ما بهملهم وخطر المسيطرين، للحاكمين فيه حيلة لا بقضاء الاستئصال من نجوا ولكنهم

الخالفين. مع ويقعدوا للسيف، ويسلموا يستكينوا أن إلا خاطر كلمنهم. هذا كان لما فيهم خصال ولولا

والفاطميون الزهراء فاطمة

فقد الوراثة، من نصيب من لها بد ولا وراثة، إلى الخصال هذه مرجع كان فإذاإلى منها أقرب الزهراء من ميراثهم إلى هي بل علي، عن ورثوها كما فاطمة عن ورثوها

الإمام. من ميراثهمالذين الرواة خبر الأخبار هذه ومن يصح، لم وإن صح إن يفيد الأخبار بعض

وفاتها. بعد إلا بكر أبا يبايع فلم فاطمة جامل عليا إن قالوا:ذلك في الناس اعتقاد وهي صحيحة، فدلالته يصح لم أو الخبر هذا صح إنأن يرى كان وأنه يغضبها، فلا يجاملها الإمام وأن الزهراء قضية القضية أن العصربالحريص هو فما الحق هذا له تعرف لم فإن بحقه، معرفة نطلبه بأن أحق الخلافة

إليها. والسعي لطلبها والتدبير بها الشغل على

ولا المؤرخ يعبره ما الأخبار تلك من كان وربما الدلالة، هذه يدل ما الخبر هذا غير وفيعليه الحسن عن روي الذي كالخبر كثير، من أدل الباب هذا في وهو بالا، إليه يلقى

صغير. طفل بعد وهو السلامحمد أن إلا هو فما الناس، يخطب المنبر على قام عنه الله رضي الصديق أن روواهذا «ليس يهتف: نحيلا صوتا معه الحاضرون وسمع سمع حتى خطبته في وأخذ الله

أبي.» منبر عن انزل أبيك، منبروقال الصديق فابتسم الثامنة، يبلغ ولما علي، بن الحسن هو بالصائح فإذا والتفتواوإنه منبر، لأبي كان ما والله. صدقت الله؟ رسول بنت «ابن نفسه: في يشيع والحنو

أبيك.» لمنبرالغلام، من كان ما «اغفر له: يقول رسولا بكر أبي إلى فأرسل بالخبر علي وسمع

نأمره.» ولم حدث، فإنهالحسن.» أبا اتهمت وما أعلم، «إني بكر: أبو قال

ولكن المقال. هذا يقول أن الصغير الغلام أمرت التي هي ريب ولا الزهراء وليستقد كان الحسن ولعل والإيحاء، الأمر عن يغنيه ما السن هذه في أمه عن يفهم الطفلالصغيرة، الثورة تلك يثور أن نفسه في فوقر الأمر، هذا في أبويه بين يتكرر نقاشا سمع

يعاودها. فلم عنها نهي ثم

يذاد أو صاحبه، يعتقده الذي الحق على للثبات صالح مدد فاطمة السيدة خلائق فيرغم. على عنه ينكص فلا عنه

56

الزهراء شخصية

وكانت التدين، يقين على مفطورة وكانت أبيها، إلى بانتسابها الاعتزاز شديدة كانتالتي القليلة المواقف في منها فظهر شئونها، من شأن حساب في تهمل لا إرادة ذات

الحساب. في تنسى لا إرادة ذات كانت أنها عنها نقلتلأبيها، أبنائها بمشابهة تسر كانت أنها أبيها إلى بالانتساب اعتزازها من كانأسباط إن لها: يقال أن من إليها أحب يكن فلم وتلاعبهم، تدللهم حين ذلك تذكر وكانت

الله. رسول يشبهون الله رسولالأنبياء خاتم من ورثته ما حسبها كان أبوين: من وراثة فيها التدين فطرة وكانتبنت أمها أمها؛ من ورثته ما إليه أضافت ولكنها والمجاورة، بالتربية منه تعلمته وماالذي نوفل بن ورقة عم وابنة الكعبة، على منه غيرة اليمن لعاهل تصدى الذي خويلد

مأمور. ولا مدعو غير حياته، له فرغ حتى الجاهلية في بالدين شغل

من اعتقدته فيما التحرج1 شديدة أنها وخديجة محمد وريثة في التدين فطرة ومنحديث من ذلك يظهر الوضوء، يوجب المطبوخ الطعام أكل أن وهمت حتى الدين، أوامربلال فجاء عرقا2 فأكل صلى الله عليه وسلم الله رسول «دخل قالت: حيث فاطمة عن الحسن بن الحسنبنية؟ يا أتوضأ مم قال: تتوضأ؟ ألا أبة! يا فقلت: بثوبه فأخذت ليصلي، فقام بالأذان،

النار؟» مست ما طعامكم أطيب ليس أو لي: فقال النار. مست مما فقلت:معها. الهوادة على نفسها مع الشدة وتؤثر تترخص3 ولا تتحرج تجهله فيما فهيالناس أشبه كانت أنها عائشة، السيدة وذكرت الصحابة، من واحد غير ذكر وقدفاطمة من أفضل رأيت ما فقالت: عائشة وزادت وكلامها، وحديثها مشيتها في بمحمدتضحك ثم تبكي رأتها حين النساء كسائر فاطمة تكون أن مرة واستغربت أبيها، غيرأبيها من سمعت لأنها ضحكت؛ أنها علمت ثم وفاته، مرض في صلى الله عليه وسلم الله رسول جوار إلى

قريب. عما به لاحقة أنها

الإثم. أي الحرج؛ من به يتحرج فعلا فعل تحرج: التحرج: 1من عليه ما ويؤكل ويطبخ يكسر لحمه، معظم أخذ العظم الراء: وتسكين العين بفتح العرق: عرقا: 2

الرقيق. اللحمالتشديد. خلاف والتيسير التسهيل الأمر في الترخص تترخص: 3

57

والفاطميون الزهراء فاطمة

زواجها، أمر في ذلك بدا فقد تهمل، لا إرادة ذات عنها الله رضي كانت أنها ا أممرضاتها من علي يتوخاه كان وفيما وعمر، بكر لأبي تها ومحاج لزوجها، محاجتها وفي

وفاتها. قبل المبايعة بصددالكلام، تكثر ولا الصمت تلزم أنها خاصة المرأة في الإرادة دلائل من يكون وقدفيما الحديث إلى تعجل لا وأنها تسأل، حتى تتكلم لا أنها الزهراء عادة من كان وقدبين منه تسمعه كانت فيما أبيها عن أحاديثها انحصرت ولهذا تعلم، لا عما فضلا تعلم

عليه. تزد ولم والمسجد، البيتظهر فإذا الثلاثين، قبل أو الثلاثين في وهي غوضرت4 قد الزهراء أن ننسى ولافذاك الباكرة السن تلك في وهي الإرادة وهذه العزة وهذه اليقين وهذا الجد هذا منهاعساهم وما بنيها، خلائق المفسرون يفسر حين إليها يرجع كامنة قوة على دليل شك ولا

المكين. الميراث هذا من استمدوه قد

مبكرة. توفيت غوضرت: 4

58

الثامن الفصل

ة الفاطمي ة ي ر الذ

عليه تعتمد كما مفاخرها في عليه تعتمد لأنها النسب؛ يعنيها ابة، نس أمة العرب كانتكذلك وهو فيها، الرئاسة ذوي وأصول قبائلها أصول لها يعين الذي فهو مصائرها، فيويبرأون عاره بهم يلحق ومن جريرة،1 على ويحاسبونه بثأر يطالبونه من لها يعينأحد، به يبالي ولا بشيء يبالي هو فلا له،2 خلاق لا من عندهم فالخليع يخلعونه، أو منه

وموته. بحياته يحفل أو دمه عن يسأل من يوجد ولانسبه. عن القطيع هو عندهم الخليع إن

تقادم من فيها الخطأ وجاءهم استطاعوا ما الجاهلية في أنسابهم حفظوا ولهذاوالقراءة. الكتابة وجهل الرحلة وكثرة العهد

إليه لجأوا كما الدواوين تدوين في إليه ولجأوا الأنساب، حفظ وجب الإسلام وبعدالمرتد ليستحي انتسبوا. القوم: في نودي القتال وطيس3 حمى فكلما القتال، ميادين في

ذاكرة. في سيرة لهم بقيت ما وبذريته به عارها يلحق التي الهزيمة من

للأدعياء ودفعا الشريف، للنسب صونا السلام، عليه النبي بذرية خاصة العناية وعظمتمن الأول الصدر مدى فاطمة أبناء نسب في قط لبس يقع فلم الخلافة، طلاب منيكن ولم الأموية، الدولة عهد على نسبه في مشكوك إمام قط منهم ينهض ولم الإسلام.

والجناية. الذنب جريرة: 1

الخير. من له نصيب لا له: خلاق لا 2

الحرب. اشتدت الوطيس: وحمي حديد، من التنور المعركة: وطيس 3

والفاطميون الزهراء فاطمة

أمرهم يزل ولم العباسية، الدولة قيام بعد منهم أحد دعوى في مطعنا النسب في الشككان فقد ذلك قبل أما الفاطمية. بالدولة وسميت بالمغرب دولة لهم قامت أن إلى كذلكإلى بانتسابهم اعترافهم مع الخلافة حق في الحجة يناقشونهم العباسية الدولة دعاة

عنها. الله رضي إليها الانتساب صحة عليهم ينكرون ولا فاطمة، السيدةهذا تدعون «بم الرضا: موسى بن لعلي يوما قال أنه المأمون عن روي ما ذاك منله فقال عنها، الله رضي فاطمة وبقرابة صلى الله عليه وسلم الله رسول من علي بقرابة قال: الأمر؟من إليه أقرب كان من صلى الله عليه وسلم الله رسول خلف فقد القرابة إلا هنا ها يكن لم إن المأمون:بعد الحق فإن صلى الله عليه وسلم الله رسول من فاطمة بقرابة كان وإن قدره، مثل في من أو عليكذلك الأمر كان فإن حيان، وهما حق الأمر هذا في لعلي وليس والحسين، للحسن فاطمة

له.» يجب لا ما على واستولى صحيحان وهما حقهما ابتزهما قد عليا فإنبشيء.» موسى بن علي أجابه «فما الحديث: هذا رواة قال

العلاء: أبي قول حد على هنا الصمت لزم قد موسى بن علي أن وظاهر

ن��ع��م! ف��ق��ل��ن��ا: ص��دق��ن��ا؟ وق��ال��وا: ص��ارم��ا وج��ل��وا ب��اط��لا ت��ل��وا

أن — والفصاحة اللسن رزقوا وقد — وفاطمة علي أبناء من لحجة كان فما وإلااللسان على وأقربه المأمون، كلام على الرد في يقال الذي الكلام عن المقام هذا في يعجزفهم حقه غير على استولى قد كان وإن ورثته، فهم حقه على استولى قد كان إن عليا أنالخارجين من هذا من وأشد كهذا كلاما العباس بني خلفاء سمع وقد الحق، أصحابحياة في العباس بني جدود من أحدا أن وأيسره والفاطميين، العلويين باسم عليهم

طلباها. حين الخلافة يطلب لم والحسين الحسنالمأمون حجة بمثل العلويين دعوى يدعون كانوا إنما العباسية الدولة دعاة أن إلاإلا الزهراء، إلى للمنتسبين الولاء محاربة على يجسرون ولا النسبة لصحة يتعرضون ولا

العصيان. أعلن أو للقتال وخرج السيف حمل أنه عليه يدعوا أنالربيع فكان معارضة، المهدي حاجب والربيع القاضي شريك بين «كان العتبي: قالمصروفا القاضي شريكا منامه في المهدي رأى حتى إليه، يلتفت فلا المهدي عليه يحملالمؤمنين؟ أمير يا فقال: رؤياه عليه وقص الربيع دعا نومه من استيقظ فلما عنه، وجههقال عليه دخل فلما به! علي المهدي: قال محض. فاطمي وإنه لك، مخالف شريكا إنغير تكون أن المؤمنين أمير يا بالله أعيذك شريك: قال فاطمي؟ أنك بلغني شريك يا له:

60

الفاطمية ية الذر

صلى الله عليه وسلم. محمد بنت فاطمة أعني ولكني قال: كسرى! بنت فاطمة تعني أن إلا فاطمي.فيمن تقول فماذا قال: الله! معاذ المهدي: قال المؤمنين؟ أمير يا أفتلعنها شريك: قالقال يلعنها. فإنه — الربيع إلى وأشار — هذا فالعن قال الله؟ لعنة عليه قال: يلعنها؟نساء لسيدة ذكرك فما ماجن! يا شريك: فقال ألعنها. ما المؤمنين أمير يا والله الربيع:رأيتك فإني هذا. من دعني المهدي: قال الرجال؟ مجلس في المرسلين سيد وابنة العالمينمنامي في ورأيت علي، بخلاف إلا ذلك وما إلي، وقفاك عني مصروف كأنك منامي فيالصديق يوسف برؤيا ليست المؤمنين أمير يا رؤياك إن شريك: قال زنديقا؟ أقتل كأنيبينة. الزندقة علامة وإن بالأحلام، تستحل لا الدماء وإن وعليه، محمد على الله صلواتعبد أبا يا والله صدقت، قال: البغي. ومهر الحكم في والرشى الخمر شرب هي: وما قال:

عليك.» حملني الذي من خير والله أنت الله،

يجسر فلم فاطمة أبناء يوالون أنهم بأناس فوشي كثيرة، معارض في هذا مثل وحدثالعلة. تلك بغير لهم التعلل إلى واضطروا بهم، المساس على الخلفاء

مع بدفعه لها طاقة لا بما العباسية الدولة على الفاطمية الدعوة هجمت ثمالعم، وابن العم حق في بالحجة المناقشة من فانتقلوا الدعوة، أصحاب بنسب الاعترافوساعدهم بتة، النسب إنكار إلى عمه، ابن علي وحق النبي عم العباس حق بين والموازنةالكنى في اللبس ووقوع بالدعوة، واستتارهم الأرجاء، في الفاطميين الأئمة تفرقة ذلك علىالمنشور ذلك عنهم وأذاعوا فاطمة، السيدة إلى الفاطميين انتساب في فطعنوا والألقاب،من أناس المنابذات4 هذه في واشترك الكتاب، من الثاني القسم في ذكره سيأتي الذيهوى أن عبرتهم من وكان غيرهم، شملت كما السياسة غواية شملتهم النسابين علماء

العليم. علم على ولا الحكيم عقل على يؤمن لا السياسةلم حزم، ابن الحكيم الفيلسوف وهو الأنساب، جمهرة كتاب صاحب أن هذا مثالينتسب الذي جعفر بن إسماعيل ذرية عن يتكلم وهو فقال الغواية، هذه فتنة من يسلمبالمغرب القائم الله عبيد «وادعى بالإسماعيلية: ذلك أجل من ويسمون الفاطميون إليهبذلك له وشهد البغيض، بني من رجل بذلك له وشهد هذا، البغيض الحسن أخو أنهإسماعيل بن علي ابن الشاعر محمد بن علي الحر أبي بن الحسين بن محمد بن جعفر

القتال. على بالعزم وإعلامه العدو مكاشفة المنابذة: المنابذات: 4

61

والفاطميون الزهراء فاطمة

هذه وكل جعفر، بن إسماعيل بن محمد بن الحسين ولد أنه ادعى ومرة جعفر، بنالحسين، اسمه ولد قط له يكن لم جعفر بن إسماعيل بن محمد لأن مفتضحة؛ دعوىيجهل ولا بالنسب علم أقل له من على يخفى لا النسب هذا ولأن فاحش؛ كذب وهذا

جاهل.» إلا أهله

يوجب فيما المتقابلين للنقيضين مثل لأنه المعرض؛ هذا في بالذكر حزم ابن نخص ونحنواحد. ونسابة واحد مؤلف في الشك غاية الشك يوجب وما الثقة

عرضة خاصة المعرض هذا في ولكنه معروف، والأنساب بالأسانيد حزم ابن فعلماحتمالها دواعي من داعية لرواية تكذيبه ليكون حتى الهوى، يكون ما كأشد للهوى

وقبولها.خطر على الأندلس في دولتهم وكانت للأموية، التشيع في غاليا أمويا حزم ابن كانالشافعي المذهب من تحول أنه للإسماعيليين كراهته من وبلغ الإسماعيلية، الدعوة منمذهب لأن التأويل؛ ويرفض النص بظاهر يأخذ الذي المذهب أي الظاهري؛ المذهب إلى

الإمام. حق من وبأنه بالتأويل يقول الإسماعيليينالمتعارف بلقبه منهم الرجل يذكر أن يطيق لا أنه القوم كراهته من بلغ قد بلالعرب أنساب جمهرة في كتابه يضع لم ولعله الحبيب، من بدلا بالبغيض فيلقبه عليه،جد إلى الخلافة بحق فصعد قريش، من لأنهم الخلافة؛ في أمية بني حق ليثبت إلاالمرء يعلم أن النسب علم في الغرض «ومن كتابه: مقدمة في وقال والهاشميين، الأمويينهذا جهل وسع ولو كنانة، بن النضر بن مالك بن فهر ولد في إلا تجوز لا الخلافة أنمن حزم ابن ترقى وقد أصلا.» يجوز لا وهذا له، تحل لا لمن الخلافة ادعاء لأمكنالنساء، سيدة فاطمة أن القائل الحديث معنى في المناقشة إلى الفاطميين عن الحديث

العالمين! نساء أفضل أنها يعني لا وأنه

ما قبول إلى به جنح قد هواه إن نقول: ولكننا الافتراء، تعمد عن حزم ابن ننزه ونحنبين التردد موقف الأقل على لوقف ذلك ولولا نسب، دفع أو نسب إثبات في بحجة ليس

والإثبات. النفي

62

الفاطمية ية الذر

تلخيصه في القول ونسلف التفاصيل، ببعض الموضوع هذا يتناول كلام يلي وفيماالدولة رأس الله عبيد نسب يثبت الذي القاطع الدليل على وقفنا أننا نزعم لا إننا فنقول:كثيرة شبهات على ووقفنا النسب، ذلك ينفي قاطع دليل على نقف لم ولكننا الفاطمية،نموذج حزم كابن نسابة روايات في الشبهات وهذه الطاعنين، مطاعن في الشك توجب

عليه. وقفنا لما

63

الثاني القسم

…والفاطميون

التاسع الفصل

ون الفاطمي

الدول تاريخ في يطلق الفاطميين اسم ولكن فاطميون، الزهراء فاطمة السيدة أبناء كلبالإسماعيليين. هذا أجل من ويسمون الصادق، جعفر الإمام ابن إسماعيل أبناء على

العباسيون استأثر فلما البيت، آل باسم أحيانا يعرفون الزهراء أبناء كان وقدالعلويين. اسم عليه غلب بالخلافة

الخلافة في حقهم يقيمون لأنهم الزهراء؛ إلى الانتماء ففضلوا الفاطميون وجاءالعباسيين ولكن طالب، أبي بن علي الوصي أبناء وأنهم صلى الله عليه وسلم، النبي أسباط أنهم علىعمه جانب من النبي إلى الانتساب إن ويقولون: وينكرونها، الوصاية دعوى ينازعونهمالفاطميون يتسمى هذا أجل ومن طالب، أبي عمه ابن علي جانب من أقرب العباس

العباسيون. يدعيه لا نسب الزهراء بنوة لأن الاسم؛ بهذاجعفر بن إسماعيل إلى انتماؤهم فمرجعه عليهم الإسماعيليين اسم تغليب أمافاطمة السيدة أبناء من يتميزون الاسم وبهذا أبيه، بعد الإمام هو إنه وقولهم: الصادق،الاثني الإماميين مذهب في بالإمامة الأحق وهو الكاظم، موسى ذرية وهم الآخرين،

عشريين.اه نح ثم إسماعيل، الأكبر لابنه بعده بالإمامة وصى الصادق جعفر الإمام كان وقديشرب إسماعيل أن علم إنه ذلك: أسباب في وقيل الكاظم، موسى لابنه بها ووصى عنها

أخيه. إلى العهد ولاية فانتقلت أبيه حياة في مات إسماعيل إن وقيل: الخمر،الله من أمر الولاية لأن يجوز؛ لا الولاية تحويل أن فمذهبهم الإسماعيليون أمافيعدل أمر لله يبدو أن بالبداء ويعنون الله، على يجوز لا والبداء المعصوم، الإمام يتلقاه

ذلك. قبل به أمر عما

والفاطميون الزهراء فاطمة

شوهد إنه ويقولون: أبيه، حياة في إسماعيل موت ينفي من الإسماعيليين ومنومن الغيلة من عليه خوفا وفاته على أبوه أشهده وإنما وفاته، على الإشهاد تاريخ بعدواستدلوا للدعوة، المرشحين بالعلويين يصنعون كانوا كما به، العباسيين الخلفاء تربصالإشهاد هذا بمثل العادة تجر لم إذ عليه؛ الشهود وتوقيع وفاته على بالإشهاد هذا على

والتقية. الحيطة لولاإسماعيل، إمامة على قائم الفاطميين سائر وبين الإسماعيليين بين والخلافوأكبرها أهمها متعددة، طوائف وذريته لإسماعيل الإمامة يسلمون لا الذين والإماميونابن المنتظر محمد إلى بالإمامة ينتهون لأنهم عشريين؛ بالاثنى المعروفين الإماميين طائفةبتعجيل يدعون ولهذا الموعود؛ زمانه في سيظهر أنه وعندهم العسكري، حسن الإمام

ذكروه. كلما فرجهموئل لأنه الإمامة؛ شئون تبليغ في الإمام عصمة اعتقادهم على الإماميون ويتفق

الأحكام. هذه في عليه الخطأ يجوز فلا والدنيا؛ الدين أحكام في والفتوى السؤالعندهم الدين أحكام فإن التأويل، عقيدة العصمة أسباب إلى الإسماعيليون ويضيفالراسخون هم والأئمة العلم، في والراسخين الله غير تأويلها يعلم ولا وباطن، ظاهر لها

ون. المؤتم يعلمه ليس ما يعلموا أن الناس أولى وهم العلم، فيعلى الباطن أمور يقصر لا من ومنهم بالباطنيين، الإسماعيليون يسمى ولهذاالفلك في نظير له الأرض على موجود كل إن يقولون: بل الكتاب، وآيات الدين أحكامالسماء. في نظرائها على تجري التي للمقادير تابعة الموجودات هذه مقادير وإن الأعلى،وكان العموم، على والفلسفة والرياضة النجوم علم بينهم شاع الأئمة استتر ولماالجفر كتاب أسرار على واطلاعه بإلهامه يؤمنون عنه الله رضي علي عهد من الإماميونلأنهم العلوم؛ هذه دراسة في أمعنوا الإسماعيليين الأئمة ولكن النجوم، كتب من إليه ومامنهم مطلوبا خاصة بالأسرار علمهم وأصبح وازدهارها، انتشارها عهد في بالخفاء لاذوامستور أمر عن السائلون سأل فإذا والدين، الدنيا في الإمامة بشئون الراسخ علمهم فوقالفلك أوقات ويتحين والجهر السر مواطن يعلم الذي المستور الإمام بعلمه الناس فأولىالعباد. مصالح به ترتبط أمر وكل الإمامة، وأمور الدعوة أمور من خفي ما لإظهار

أصحاب يعتقد الزمن قديم فمن الأعداد، خصائص في نفسه الأئمة عدد ودخلبعدد ذلك على ويستشهدون عشر، الاثني وعدد السبعة عدد في ا خاص ا سر النجومبعدد عليه يستشهدون كما الوجه، فتحات وعدد الأسبوع أيام وعدد السبعة الأفلاك

68

الفاطميون

بين الخلاف يدور هذا وعلى إسرائيل، بني أسباط وعدد السماوية البروج وعدد الشهورطويل. كلام فيه منهم ولكل عشر. اثنا أم سبعة أهو الأئمة؛ عدد على بالتنجيم المهتمينفي يبعث فالنبي والنقيب؛ والحجة والإمام النبي بين يبسطونها فروق وللإماميينصاحب فهو مستقرا إماما الإمام يكون وقد زمان، كل في قائم والإمام زمان، بعد زمانلضرورة أمانة يحمل فهو مستودعا إماما أو بعده، من لخليفته التوصية في الحقفي لازم فهو الحجة أما لغيره. التوصية في له حق ولا صاحبها إلى يردها ثم موقوتة،بد فلا للضرورات عرضة الظاهر الإمام لأن العلانية؛ في ظاهرا الإمام كان إذا الخفاءإذا أما السياسة، ضرورات عن بمعزل الحقائق لاستبانة إليها يرجع حجة من معهتبعا بالصامت أو بالناطق الإمام يسمون وقد ظاهرة، حجة من له بد فلا الإمام استتر

فيه. والتأويل بالحكم والمجاهرة والخفاء للظهوركل في إليهم يرجعون أئمة من لهم بد ولا وكلاء، أو دعاة أنهم فالغالب النقباء أما

زمان.محمد، لابنه بعده الإمامة فانعقدت تقدم، كما أبيه حياة في إسماعيل وفاة أعلنتعلى الكاظم موسى عمه منافسة يطق لم لأنه إما ؛ الري إلى الحجار من محمد وارتحلوقد العباسيين، جانب من الأذى ودفع والتستر الانزواء آثر لأنه وإما العلويين؛ زعامةإلى بلد من يتنقل وهو خفية بثها في وأخذ دعوته يعلن لم لأنه المكتوم؛ بالإمام لقبكله المشرق ضاق ثم الظنون، ولاحقته العيون إليه تنبهت كلما قطر إلى قطر ومن بلد

الفاطمية. بالخلافة له نودي من أول وكان المغرب، إلى الله عبيد فهجره بخلفائهالثاني إسماعيل بن أحمد بن الله عبيد هو النسب بهذا المعترفون يقره كما ونسبهالقداح ميمون إلى بانتسابه القائلون أما الصادق. جعفر بن إسماعيل بن محمد بنإسماعيل بن محمد بن ميمون بن الله عبد بن محمد زعمهم في فهو — سيلي كما —

الصادق. جعفر بنفيقول: الاحتمال حد محتملا توفيقا الروايتين بين «مأمور»1 الهندي المؤرخ ويوفقاسم وإن لحقيقته، مداراة العيون طب ويتعاطى نفسه يخفي كان المكتوم محمدا إنالذي الطبيب لقب هو والقداح استتاره، حال في انتحلها التي الأسماء من كان «ميمون»

العيون. يعالج

.polemics on the origin of the fatimi caliphs الفاطميين الخلفاء في والمناقشات الجدل كتاب 1

69

والفاطميون الزهراء فاطمة

فمن المغرب، إلى المشرق من سفره تعلل التي والتخريجات للروايات نهاية ولامقيما كان حيث سلمية من فخرج عليه القرامطة بتآمر علم أنه يزعم من الرواةبعض إن قائل: ومن اليمن، إلى بالرحلة يوري وهو مصر إلى ورحل حمص بجوارعلى الخليفة بعزم علم قد ا سر الإسماعيلي بالمذهب يدينون ممن العباسي الخليفة جلساءالمغرب في دعاته كبير من البشارة تلقى إنه قائل: ومن تحذيره، إلى فبادر وقتله اعتقالههذه في بنفسه الأمر ليتولى المغرب إلى فرحل المغربية، القبائل بين له البيعة بانتشارالمغرب إلى منها وانتقل مصر إلى سافر حينما أنه على الروايات وتتفق الحاسمة. الفترة

كان. حيث ميتا أو حيا به يأتي لمن جعل2 رأسه على وكان مطاردا كانالله عبيد أبي إلى المغرب في موكولة كانت الدعوة أن على كذلك تتفق والرواياتمن وكان زكريا، بن أحمد بن الحسن هو الكامل واسمه اليمن، صنعاء من الصنعاني

بغداد. في الحسبة3 ولاةالمراكشي، عذارى لابن المغرب» أخبار في المغرب «البيان كتاب من وصفه في جاءومعرفة وجدال وفصاحة فهم ذا رجلا منهم «فاختاروا الإسماعيليين: أعداء من وهومن مع به ليجتمع الحج موسم إلى هذا الله عبد أبو فسار الصنعاني. الله عبد أبا يسمىنيل على ويتحيل مذاهبهم على ويطلع أخلاقهم ويذوق المغرب أهل من السنة تلك يحجوكانوا وخالطهم بهم فلصق المغرب أهل من قوما الموسم في ورأى الحيل. بضعيف الملكفأخبروه بلادهم عن فسألهم منهم، شيخ على ملتفين كتامة قبيلة من رجال عشرةأوتي بما ويخلبهم يستدرجهم يزل ولم عنه. فصدقوه مذهبهم عن وسألهم بصفتها،رجوعهم حان فلما بيانه، بسحر عقولهم سلبهم أن إلى بالجدل والعلم اللسان فضل منأخدم وكنت العراق، أهل من رجل أنا لهم: فقال وشأنه أمره عن سألوه بلادهم إلىمن المعيشة أطلب وصرت فتركتها البر أفعال من ليست خدمته أن رأيت ثم السلطان،تأتيا ذلك يتأتى أين فسألت: للصبيان، القرآن تعليم إلا وجها لذلك أر فلم الحلال، المالفي فكن طريقنا، وهي مصر إلى سائرون ونحن له: فقالوا مصر. بلاد لي فذكر حسنا؟بهم ويميل يحدثهم فكان الطريق، في فصحبهم ذلك، في منه ورغبوا إليها، صحبتناأن منه فرغبوا محبته، قلوبهم أشربت أن إلى الشيء بعد الشيء إليهم ويلقى مذهبه إلى

جهاده. على به يستعين المجاهد يعطاه وما العامل، أجر (بالضم) الجعل جعل: 2

والمكيلات. الموزونات على البلد محتسب يأخذه الذي المال الحسبة: 3

70

الفاطميون

بمصر وجدت إن لهم: وقال الشقة، ببعد لهم فاعتذر صبيانهم، ليعلم بلادهم إلى يسيرعنهم غاب مصر إلى وصلوا فلما القيروان، إلى أصحبكم فربما وإلا بها، أقمت حاجتيما البلاد هذه في أجد لم لهم: فقال وسألوه به اجتمعوا ثم بغيته، يطلب كأنه فيها

بذلك.» لهم فأنعم يصحبهم أن فرغبوه أريد،عنيناه فالذي المغرب، في الله عبيد أبي أعمال لسرد المجال هذا في الكلام يتسع ولاوأول بالدعوة، يقصدونها التي البلاد دخول في الدعاة هؤلاء أساليب إلى الإشارة هو هناالبلد أبناء من وأتباع حماة له يكون وأن طالبا، لا مطلوبا الداعية يكون أن الأساليب هذهتمكن حتى الأسلوب هذا على الشيعي الله عبيد أبو سار وقد استطاع، إذا دخوله قبلالحول فاتخذ رجالها، وشجاعة بعددها القوية كتامة قبيلة إليه واستمال القبائل منالنجاح لمولاه وضمن العباسيين، أعوان الأغالبة دولة وهزم السيف وجرد الحيلة بعد

.(٢٩٦ (سنة للهجرة الثالث القرن انتهاء قبيل الأطلس جبال إلى فوصل فاستقدمهفي عرشه لإقامة رسمها التي وخططه المهدي أعمال تتبعنا لو الكلام يطول كذلكقد المغرب في المهدي ملك فإن الإسلامية، الأقطار إلى ورائها من كلمته وبسط إفريقيةوخلف القائم، ابنه فخلفه للهجرة)، ٣٢٢ (سنة توفي أن إلى سنة وعشرين أربعا دامفتحت الذي وهو للهجرة)، ٣٤١ (سنة المعز ابنه المنصور وخلف المنصور، ابنه القائمفجاءوها للهجرة)، ٣٥٦ (سنة خلافته إلا العباسيين خلافة من وانتقلت عهده في مصر

والسلاح. بالدعوة والخارج الداخل في الطريق لهم ممهدا مطلوبين كعادتهم

عن يغني تاريخ لأنه الضخام؛ المجلدات له تفرد أن جدير الفاطمية الدولة تاريخ إنقيام في يعرض لا ما فيه ويعرض عليه يقاس نموذجا الدولة هذه كانت إذ التواريخ؛قامت التي الدولة فهي والمصادفة. التدبير وصنوف والأطوار العبر من الأخرى الدولقيامها، عاقبة وتخشى تحاربها وأجنبية إسلامية دول ست من أكثر أو دول ست بينالدعوة في واعتمدت إنكارها، على حولها من الخصوم يتألب دعوة على حقها وأسستهذا إلى الوسائل تلك في لها نظير يلحقها ولم سابق إليها يسبقها لم وسائل علىفي يسمى كما الخامس» «الطابور أو التخذيل فن الوسائل تلك فمن العشرين. القرنالظاهرة الدعوة نشر في والقصص والفلسفة والفن العلم تسخير ومنها الحديث، العصربعد سياسة لإنفاذ المنظمة الأدوار وترتيب السرية بالجماعات الاستعانة ومنها والخفية،تثابر وكانت الاجتماعية، والعادات والأعياد والمحافل والمواسم المواكب ومنها أخرى،

71

والفاطميون الزهراء فاطمة

وترتيب الدواوين وتنظيم المدن تشييد من الملك أركان معها تهمل ولا الدعوة علىبالمكتبات، وتزويدها والجامعات المدارس وفتح الأساطيل وبناء الجيوش وتدريب الرتبالرجال يشهدها محدودة أيام في والمناظرة المحاضرة بمجالس إليها الناس وتشويق

والنساء.

استغنى ولو والحيلة، بالحول الدول لقيام نموذج الواقع في الفاطمية الدولة فقياموأطواره عبره من حسبه الدولة هذه لكانت كثيرة دول عن واحدة بدولة التاريخوفروعها، بتفصيلاتها الدراسة هذه في الإفاضة صدد في ولسنا ومصادفاته. وتدبيراتهعلاقة له وما الزهراء، إلى بالانتساب علاقة له ما العجالة هذه في منها نطرق ولكنناأدوارها أهم الفاطمية الدولة من شهد الذي البلد لأنه البلد؛ هذا في الباقية بآثارها

الحديث. تاريخها في المخلفات أبقى فيه مخلفاتها وكانت عهودها، وأفخم

72

العاشر الفصل

سب الن

وأولاها أضعفها — ذلك أجل ومن — كذلك وهي الدعاوي، أقوى هي المنتظرة الدعوىوالمراجعة. بالتشكك

البواعث أو النفسية البواعث تمليها دعوى كل المنتظرة بالدعوى والمقصودبإبدائها فيها المدعون يكتفي ولا عفوا، تأتي لا لأنها قوية وهي والاجتماعية، السياسيةعلى ويحتالون يدعونها هم بل عنها، الإعراض أو قبولها في وشأنهم السامعين وتركون ويلح يكررونها ثم المحقق، السائغ الكلام صورة في وتمثيلها الصدق مورد إيرادها

إثباتها. في والرغبة إليها الإصغاء مظان في لنشرها الفرص ويتحينون تكريرها، فيقوة يزيدها أن خليقا ذلك كان متجددة متعددة تمليها التي البواعث كانت وإذابعد كرة الظهور إلى وترجع كثيرة جهات من تتوارد فهي إلحاح، على وإلحاحا قوة علىوالالتفات بها التحدث في الرجاء تعاظم وكلما تضعف، أن عليها حيف كلما أخرى،

إليها.هذا. أجل من قوية المنتظرة الدعوى إنمتهمة. ضعيفة بعينه هذا أجل من وهي

فيها الإلحاح يكون وقد له، تنكشف حين السامع تريب تمليها التي البواعث لأنورائها. من والهوى للغرض وكاشفا يسمعها لمن مشككا

الروايات إلى والاختلاط التناقض يسوق أن أحرى ذلك كان البواعث تعددت وإذامخترعا منهم يكن لم ومن نقلها، على ولا اختراعها على مروجوها يتفق فلا والأقاويل،الدعوى فتصاب الأسانيد، بين والتقريب النقائض بين التوفيق في ذهنه يجهد لم لروايتهمن وتخسر السبب، لهذا والمثابرة القوة تأتيها كما البواعث تعدد جراء من بالضعف

هناك. من تكسب كما هنا

والفاطميون الزهراء فاطمة

متعددة إليها البواعث وكانت منتظرة، دعوى نسبهم في الفاطميين اتهام كان وقدأضعف تعود أن تلبث لا ثم الدعوات، أقوى واحد وقت في تكون جرم فلا متجمدة،

الدعوات.النسب. على طلبها في ويعتمدون الخلافة يطلبون الفاطميون كان

في الدول يملكون كثيرين خصوما الخلافة طلب في بمساعيهم يهددون وكانوايسلموا أن أخرى بعبارة يريدون لا أو ملكوه، عما النزول يريدون ولا والمغرب المشرق

عليه. يعتمدون الذي النسب صحة للفاطميينالتي الحجة من وتجريدهم نسبهم في مهاجمتهم من الذهن إلى أقرب يكن فلمالمشرق في بواعثها تعددت التي المنتظرة الدعوى هي فهذه مسعاهم، بها يؤيدونمن عروشهم على الخائفين بين وتثبيتها ترويجها على الأغراض وتوافقت والمغرب،في يرغبون من ورائهم ومن وافتنان، براعة وذوو سلطان ذوو وكلهم الفاطميين، نسب

والإيمان. بالتصديق دعواهم يتلقون أو بقائهمصلى الله عليه وسلم، النبي إلى انتسابهم على طلبها في ويعتمدون الخلافة يطلبون الفاطميون كانالذين الإسلامية الدول أتباع من الأكثرون فيها يماري لا معتمدة حجة النسب هذا وكانالعهد ذلك في العباسية الدولة أتباع منهم مستثنى غير البيت، آل دعوى بينهم تسريالعلل طلاب أو الزوال طلاب فيه يكثر الذي والأدبار النقص عهد وهو الخصوص، على

اح. الصر الجور على أو الواضح الإنصاف وعلى وبالباطل، بالحقعروش منها كثيرة، عروش بزوال نذيرا الفاطميين إلى الخلافة مصير كانفي والأمويين الشمالية إفريقية في والأغالبة مصر في والإخشيديين بغداد في العباسيينعلى القرار لهم يطيب ممن وهناك هنا الرقعة هذه في المنبثين الصغار والأمراء الأندلس،

والانتقال. التبديل لهم يطيب ولا فيه هم مافي العباسيين ولكن العباسيين، عدا ما البيت أهل عن غرباء المالكون هؤلاء وكانأهل دعوة كانت أن بعد الفاطميين، نسب من الخائفين أخوف كانوا خاصة العهد ذلك

قرون. ثلاثة منذ أجمعين تشملهم البيتالعلويون بها يقوم كان التي البيت آل دعوة قويت أمية بني دولة ضعفت عندما

والعباسيون.كانوا أنهم الأكثرين اعتقاد على الجديدة الدولة بزمام أخذوا العباسيين ولكنأتباع رأي في البيت آل باسم الناس أحق وعلي فاطمة أبناء العلويين خلافة إلى يدعون

74

النسب

العباس بني خلفاء أن الرأي بهذا الجديدة الدولة أتباع إيمان من وبلغ الجديدة. الدولةثم والأمين. الرشيد فعل كما العلويين، عهد لولاة بعدهم الوصاية على العزم أظهرواالاختفاء، إلى العلويون الأئمة لجأ حتى علي وبني العباس بني بين العداء استحكمالفاطميين؛ باسم العلويين إلى الدعوة شاعت ثم المستور، الإمام في العقيدة يومئذ وشاعتالعباس أبناء العباسيين إن يقال: فقد السلام. عليه محمد بنوة إلى الدعوات أقرب لأنهاالزهراء، فاطمة إلى الانتماء أما طالب! أبي عمه ابن علي أبناء العلويين وإن النبي، عم

الأعمام. أبناء ولا الأعمام إلى وليس نفسه، النبي بيت إلى انتماء فهووكان والعباسيين، العلويين تشمل البيت آل دعوة كانت العباسية، الدولة أوائل فيفي الدولة قوة وكانت حين، بعد بينهما التوفيق أمل على الفريقين بين يسيرا الخلافيكفي وكان عهده، أول في أشده يبلغ ولم أمره هان الذي الخلاف لهذا تصمد نشأتها

الأعمام. أبناء وراثة من أقرب الأعمام وراثة إن اشتداده: عند يقال أنوالمتبرمون عليها الساخطون وكثر تضعضعت حتى بقيت العباسية الدولة ولكنوزال وفاطمة، علي أبناء البيت آل من شهداؤها كذلك وكثر زوالها، في والراغبون بهاالشهداء إلى عطفهم فتحول النبوة، بيت من لقرابتها عليها العاطفين عطف عنهامددا يضعفهم أنه به يظن الذي تشردهم وأصبح البلاد، أرجاء في المشردين المظلومينالمشردين هؤلاء على وقفا «الفاطميين» دعوة وأصبحت والولاء، العطف أمداد من لهمعلى المحاسبون الخصوم هم هنا العباسيين لأن العباسيون؛ فيها يشركهم لا المظلومين

الأمور. حبل واختلال والنكال الظلمإلى نسبتهم ومن العباس، بني على الأكبر الخطر يأتي هؤلاء الفاطميين ومنللشهداء النصفة يطلبون الحق وبهذا الخلافة، بحق امتيازهم يأتي الزهراء فاطمةالنسب، هذا بإنكار الخطر دفع من السياسة مألوف إلى أقرب شيء فأي والمضطهدين،

العباس؟ بني من بالأمر القائمين في البيت لأهل الولاء حصر ومنابن القداح ميمون إلى ينتسبون أنهم وزعموا الفاطميين نسب العباسيون أنكر وقدصنوف وهم الفاطميين، على ناقم كل التهمة وتلقف بالإلهين، القائل الثنوي ديصانوالأمويون والأغالبة الإخشيديون أسلفنا كما منهم ونحلة،1 مذهب كل إلى ينتمونعليهم للخروج المعاذير تمحل2 ثم للفاطميين تابعا كان من عليهم وزاد والأندلسيون،

ومذهبك؟ دينك ما أي نحلتك؟ وما الدعوى. النون: بكسر نحلة: 1وتكلف. بحيلة طلبه الشيء: تمحل تمحل: 2

75

والفاطميون الزهراء فاطمة

العلويين من أناسا إن قيل: بل العربية، الجزيرة في العشائر رؤساء وبعض مكة كواليأبي الشريف إلى ونسب السلام، عليهما وفاطمة علي في النسب بادعائهم عليهم شهدوادعواهم تنفيذ في رسالة كتب أنه الدمشقي محسن بأخي المشهور علي بن محمد الحسين

رزام. بن الله عبد إلى وينسبها المقريزي ينكرهاأنه الفاطميين نسب ببطلان الإشهاد كتابة إلى بالله القادر نشاط سبب عن ويروى

فيها: يقول الرضي الشريف نظمها أبياتا سمع

ح��م��ي وأن��ف ص��ارم م��ق��ول وع��ن��دي ال��ه��وان ع��ل��ى م��ق��ام��ي م��اال��ع��ل��وي ال��خ��ل��ي��ف��ة وب��م��ص��ر الأع��ادي ب��لاد ف��ي ال��ذل أل��ي��سال��ق��ص��ي ال��ب��ع��ي��د ض��ام��ن��ي إذا ي م��ولا وم��ولاه أب��ي أب��وه م��نوع��ل��ي م��ح��م��د ج��م��ي��ع��ا س ال��ن��ا س��ي��د ب��ع��رق��ه ع��رق��ي ل��فري ال��رب��ع ب��ذل��ك وأوام��ى3 ع��ز ال��ج��د ب��ذل��ك ذل��ي إن

وما منا منزلتك عرفت قد إنك يقول: الموسوي أحمد أبي الشريف أبيه إلى فأرسلترضاه خليفة على أنت تكون أن يجوز ولا محدودة، مواقف من الدولة في لك تقدموقد منك. الموالاة لصدق بك الاعتداد من عليه نزال لا ما يضاد ما على ولدك ويكونوهو أقام ذل مقام أي على شعري ليت فيا — الأبيات هذه هو — شعرا قال أنه بلغنابمصر كان ولو الأعمال أشرف من وهما والحج، — الأشراف نقابة — النقابة في ناظر

الرعايا. كبعض لكانالقادر إلى بخطه يكتب أن فأمره الشعر، فأنكر الرضي ولده أحمد أبو فأحضرفقال: قولي؟» في «أتكذبني أبوه: له فقال فأبى، الله، بأمر الحاكم نسب وإنكار بالاعتذار«أتخاف أبوه: له فقال البلاد» في الدعاة ومن الديلم من أخاف ولكني أكذبك، ما «كلابيتك؟!» أهل وعلى عليك قادر وهو منك، قريب هو من وتسخط عنك بعيد هو منالرضي حلف المبلغ هذا بينهما الأمر بلغ فلما بلد، في معه يقيم لا وحلف أبوه وغضبذلك كتابة بعد الزعم وشاع الأفكار، محضر في بخطه وكتب الأبيات، تلك يقل لم أنهبن «سعيد الصحيح اسمه وأن الله، عبيد يسمى يكن لم الفاطمي المهدي أن المحضر

ديصان». بن ميمون بن القداح الله عبد بن أحمد

العطش. شدة الأوام: أوامي: 3

76

النسب

الذي الجد في واختلفوا اليهود. إلى وتارة المجوس إلى تارة نسبته في اختلفوا وقدفبنى زوجة عن مات يهودي اد حد ابن كان الله عبيد إن فقيل: يهوديا؛ أو مجوسيا كانفي قتل الله عبيد إن وقيل: الله، عبيد وتبنى ميمون بن الله عبد بن أحمد بن الحسين بهاوبايعه الله عبيد فسماه الشيعي» الله عبد «أبو داعيه فأشفق بالمغرب سجلماسة سجنالله عبيد منه فولدت يهودي بها علق الصادق جعفر للإمام أمة إن وقيل: بالخلافة،

البيت. أهل إلى منتميا الإمام بيت في ونشأالدليل، من وتخلو الغيظ على تنم العنف في غاية العباسي البيان لهجة كانت وقدعليه الله حكم — بالحاكم المتلقب نزار بن منصور هو بمصر الناجم هذا «إن ومنه:وإن — الله أسعده لا — سعيد ابن محمد بن إسماعيل بن معد ابن — والدمار بالبوارنسب لا خوارج اللاعنين ولعنة الله لعنة عليهم الأنجاس الأرجاس سلفه من تقدمه منزور إليه الانتساب من ادعوه ما وإن عنه، الله رضي طالب أبي بن علي ولد في لهموللإسلام معطلون، ملحدون فساق كفار وسلفه وهو مصر في الناجم هذا وإن وباطل،

الربوبية.» وادعوا الأنبياء وسبوا الخمور وأحلوا الفروج أباحوا جاحدون،كتاب صاحب فقال والسباب؛ العنف في القوم عن المنكرون المؤرخون يقصر ولموكان عبيد، بنو أنهم عنهم المعروف «إن الفاطميين: عن الدولتين أخبار في الروضتينمن يهوديا هذا عبيد والد كان وقيل: المجوسي، الملحد القداح نسل من هذا عبيد والدالمغرب دخل فلما سعيدا، اسمه كان هذا وعبيد ادا، حد وكان الشام، بلاد من سلمية أهلوتسمى ملك أن إلى الحال به ت ترق ثم فاطمي، علوي أنه وزعم الله بعبيد ى تسمعلى حريصا به متسترا بالتشيع متظاهرا للإسلام عدوا خبيثا زنديقا وكان بالمهدي،إعدامهم قصده وكان كثيرة، جماعة والصالحين الفقهاء من قتل الإسلامية، الملة إزالةذلك على ذريته ونشأت عقائدهم، إفساد من فيتمكن كالبهائم العالم ليبقى الوجود منالبلاد، في لهم منبثون والدعاة وه، أسر وإلا الفرصة أمكنتهم إذا به يجهرون منطوينالرافضة كثرت أيامهم وفي آخرها، إلى دولتهم أول من الإسلام على البلاء هذا وبقىأكثر الإفرنج وأخذت الشام، بثغور الساكنين الجبال أهل من طوائف عقائد وأفسدتمثل وتقدمه الأتابكي البيت بظهور المسلمين على الله من أن إلى والجزيرة بالشام البلاد

الدولة.» هذه وأزالوا البلاد فاستردوا الدين صلاحبالقصص التهمة أيد خلكان، كابن والسباب، الإنكار في المؤرخين من اعتدل ومنابن وأن وذهبه، المعز سيف عن اشتهرت التي كالقصة ثبتت؛ أنها لو تؤكدها التي

77

والفاطميون الزهراء فاطمة

عليهم نثر ثم نسبي» «هذا فقال: سيفه، فسل نسبه عن وصوله عند المعز سأل طباطباوشهدوه. سمعوه بما الحاضرون منه وقنع حسبي» «وهذا وقال: الذهب

الذين لأن التاريخية؛ الوجهة من لها قيمة لا العباسية الوثيقة أن عناء بغير وظاهرغيرهم عها وق ومن توقيعها، على أكرهوا قد بالأنساب العارفين الأشراف من عوها وقوقد والتاريخ، النسب مسائل في حجة منهم أحد يكن لم والحاشية القصر فقهاء منأبناء من وهو الثنوي، ديصان إلى الفاطميين جد بنسبة الضعف غاية دعواهم أضعفواالإسلامية البعثة قبل والزرادشتية المسيحية بين التوفيق إلى ذهب للميلاد، الثالث القرنيسميه من غير العباسيين عهد على الاسم بهذا أحد يظهر ولم قرون، أربعة بنحوبالدعوة ولا الثنوية بنشأة له شأن ولا دندان أو بزندان وحينا بديدان حينا المؤرخونوعاون كبيرة ثروة على كان إنه عنه: قيل وإنما المؤرخين، أولئك من أحد قول في إليها

المأمون. الخليفة عهد في الثورة على مصعب بن إبراهيم بن إسحاقالموبقات واستحلوا المحرمات أباحوا الفاطميين خلفاء أن للوثيقة الموقعين وادعاءهؤلاء بعض أن الوقائع هذه من ثبت بل التاريخ، وقائع من قط دليل عليه يقم لمالتسري من الخلفاء قصور في يباح كان ما لنفسه يبح ولم واحدة بزوجة اكتفى الخلفاءالطعام، في التنطس4 إلى فجنح عقله في الله بأمر الحاكم خولط وقد الإماء، واقتناء

الحرام! إباحة من بدلا منه المباح وحرمنسبة في والتشنيع التبشيع قصة الأولى النظرة من أحد على يخفى لا ولعلهفي دعواهم تسقط أن يكفي لا فكأنه اليهود، إلى وتارة المجوس إلى تارة الفاطميينالديانة عن الملل أبعد إلى نسبتهم وترجع الإسلام في دعواهم تسقط حتى الخلافةجميع في يقال لا ما عنهم يقال ثم الخصوص، على العصر ذلك عرف في الإسلامية

الشهوات. على والتهافت المحرمات استباحة من واليهود المجوسطباطبا ابن لأن التكذيب؛ عن غنية وذهبه المعز سيف عن رويت التي والقصةإليها المعز قدوم قبل توفى قد مصر إلى وصوله عند نسبه عن المعز سأل إنه قيل: الذييكذب فلم وفاته تاريخ ذكر الذي هو القصة صاحب خلكان وابن سنة، عشرة بأربعالسيف مثل عليه دار الذي هو «المعز» اسم أن مع آخر. أمير لعله قال: بل القصةالنسب على دعواهم الفاطميون يقيم أن حال بأية المعقول من وليس المشهور، والذهب

وملبسه. ومطعمه كلامه في تأنق الرجل: تنطس التنطس: 4

78

النسب

الجواب من وأنفع أيسر جواب فكل عنه، يسألون حين النسب هذا ذكر عن يعجزون ثممدخول بأنه الصريح الاعتراف إلا له معنى ولا الله، لدين المعز لسان على وضعوه الذي

الخلافة. في دعي النسبعليها كتبت ورقة فيه فوجد المنبر صعد بالله العزيز أن أيضا خلكان ابن روى وقد

الأبيات: هذه

ال��ج��ام��ع ف��ي ال��م��ن��ب��ر ع��ل��ى ي��ت��ل��ى م��ن��ك��را ن��س��ب��ا س��م��ع��ن��ا إن��اال��راب��ع الأب ب��ع��د أب��ا ف��اذك��ر ص��ادق��ا ت��دع��ي ف��ي��م��ا ك��ن��ت إنك��ال��ط��ائ��ع ن��ف��س��ك ل��ن��ا ف��ان��س��ب ق��ل��ت��ه م��ا ت��ح��ق��ي��ق ت��رد وإنال��واس��ع ال��ن��س��ب ف��ي ب��ن��ا وادخ��ل م��س��ت��ورة الأن��س��اب ف��دع أوال��ط��ام��ع ط��م��ع ع��ن��ه��ا ي��ق��ص��ر ه��اش��م ب��ن��ي أن��س��اب ف��إن

من صادر الرابع الأب قبل النسب بإظهار فيها فالتحدي الرواية هذه صحت فإنفيه عمد الذي التاريخ يوافق الرابع الأب قبل النسب تاريخ لأن الخلاف؛ بموضع خبيرغيرهم دون الدعاة وائتمان أسمائهم، غير بأسماء والتنكر الاختفاء إلى العلويون الأئمةهو بالله العزيز يكون أن الأمر في العجيب وإنما عهودهم، وأولياء ذريتهم أسرار منقد نفسه الطائع أن مع العباسي، «الطائع» كنسب نسب بإظهار المتحدي يتحداه الذيوإنه بنسبه، واعترافه إليه الهدايا وحمله العزيز إلى الدولة عضد وزيره بكتابة علمومحبته إمامته نحو ومعرفته ومودته المؤمنين أمير ولاء في «لإخلاصه الشكر منه تلقى

الطاهرين.» لآبائهأحد فرده الفاطميين للخلفاء بغداد في بالخطبة هم الدولة عضد أن تواتر وقدوأصحابك أنت تعتقد خليفة مع «إنك له: وقال العزم، هذا عن أصحابه من الدهاةأقمت إذا ولكنك دمه، مستحلين لقتلوه بقتله أمرتهم ولو الخلافة، أهل من ليس أنهبقتلك أمرهم فلو خلافته، صحة وأصحابك أنت تعتقد من معك كان الخلافة في علويا

وقتلوك.» دمك لاستحلوابعد الأيوبية الدولة قيام إلى الدولتين» أخبار في «الروضتين صاحب أشار وقدالجمعة يوم في بالخطبة أذن الأيوبي الدين صلاح أن يعلم ولكنه الفاطمية، الدولةآخر العاضد وفاة بعد العباسي الخليفة إلى الخطبة ل حو إنما وأنه الفاطمي، للخليفةلصحة يكن ولم زنكي، بن الدين نور رئيسه أمر ذلك في أطاع وأنه الفاطميين، خلفاء

79

والفاطميون الزهراء فاطمة

الشيعة مذهب بين الخلاف إلى الأهم ومرجعه التغيير، هذا في شأن بطلانه أو النسبالسنة، أهل مذهب اتباع في يشتدون سنيين الأيوبيون كان إذ السنة؛ أهل ومذهبشيعيين الديلم وكان والنزاع، النفور من والديلم الكرد بين كان ما شدة فيه وزادهمبويه بنو فكان الألقاب، إلى سرى حتى رؤسائهم بين النزاع تفاقم وقد سنيين، والكردمن الأيوبيون وكان الدولة، وعضد الدولة وركن الدولة معز بألقاب يتلقبون الديلم من

الدين. وصلاح الدين وعماد الدين نجم بألقاب يتلقبون الكردالفاطمية الدعوة عن كتابتهم في البعد على يحيلون المؤرخين بعض أن يلاحظ وممافي يقول الفارسي المعالي فأبو الباطنية؛ والدعوة الدعوة هذه بين خلطوا كلما ودعاتهاإنه عنه: يقولون المؤرخين وجملة مصر. من القداح ميمونا إن الأديان»: «بيان كتابهبالسند الرواية تحقيق عليه يتعذر حيث البعيد المكان إلى يحيل منهم وكل فارس. من

قريب. مكان في الصادقالقوم نسب في بالطعن الشاهدين شهادة إن خلدون: ابن قول هذا أجل من وصحوفور من غاية على «إنهم العلويين: عن قال حين المقريزي وأصاب السماع، على كانتلابن والدعاء عنهم الإعراض على لشيعتهم الحامل فما الشيعة، عند القدر وجلال العددوالسخف.» الجهل في الغاية بلغ ولو مخلوق يفعله لا ما هذا يهودي؟ لابن أو مجوسيوهما — طويل بزمن عهده بعد الفاطمي للمهدي أرخا قد خلدون وابن والمقريزييجدا فلم المحقق المؤرخ نظرة أعدائه مطاعن في نظرا ولكنهما — متشيعين غير سنيانوقد والترجيح، التغليب مقام الصحيح النسب حجة عندهما وقامت مقبولة، حجة فيهافلم الأمويين، يوالون ممن وكان — سعد بن عريب هو — أندلسي مؤرخ المهدي عاصر

فيه. قدحا الأندلس في أمية أمراء من يسمع ولم الرجل نسب في يقدحلم المطاعن أن — الفاطمي النسب مسألة — المسألة هذه في إليه ننتهي ما وغايةدليل المغرب إلى اتجاهه عند الله عبيد مطاردة وأن عليه، ل يعو واحد بدليل تمسسهسواء — لأبنائه الشيعة مبايعة وأن دعوته، يخشون كانوا أنفسهم العباسيين أن علىإلى انتسابهم صدق ح ترج — اليمن في خاصة الزيديين شيعة أو بغداد في الديلم شيعةكما عليهم المنكرين دعوى كانت وقد التوكيد، كل تؤكد لم إن الزهراء فاطمة السيدةالبواعث تمليها التي المنتظرة الدعوى لأنها الدعوات؛ أضعف الفصل هذا صدر في قدمنالا ثم النسب ذلك بحق الخلافة لطلب الفاطميون يتصدى أن أحد يتخيل فلا المتعددة،

ينكروه. أن المنكرين وسع ما عليهم لإنكاره يتعرضوا

80

عشر الحادي الفصل

ة الباطني

ذوي من تقدم كما كلهم متعددين، كثيرين الفاطميين نسب في بالطعن المنتفعون كانمطاعنهم ترويج في والحيلة بالحول استعانوا وقد السلطان، ذوي أتباع أو السلطانمطاعنهم، في له مصلحة لا من الإسلامية البلاد في إليهم فاستمالوا أقاويلهم واختراعلم النسب في المطاعن أن — وحوادثه العصر أخبار مراجعة بعد — نحسب ولكنناله يكترثون أو اكتراث، بغير كله الأمر إلى ينظرون الذين القليل إلا المصدقين على تكسبمن الناس تنفير في البالغ الأثر أما يؤخرون. ولا يقدمون لا الحوادث على عيال ولكنهمأن الخصوم وادعاء الباطنية، بالحركة الفاطمية الحركة ربط من جاء فإنما الفاطميينالقائمين جد الصادق جعفر بن إسماعيل إلى ينتمون ممن إسماعيليون جميعا الباطنيين

الفاطمية. بالدعوةللباطنية، مرادفة كلمة هي الإسماعيلية أن يفهمون المشرق في والناس زمن فمنالفضائح ومن والمنكرات، المساوئ من بالباطنية لصق ما كل بالإسماعيلية ويلصقون

والتشهير. التنفير في كبير جهد إلى تحتاج لا منفرة كثيرة الواقع في وهي والقبائح،على والاجتراء بالإباحة المجاهرين بعض أن بالفاطميين التهمة لصوق على وساعدأو للإسماعيليين، التشيع يعلنون كانوا البحرين في كالقرامطة الإسلامي الدين مناسكوأن إباحيون، جميعا الإسماعيلية دعاة أن الأذهان في فوقر للفاطميين، أخرى بعبارة

والتضليل. للتغرير التشيع وإعلان المنكرات إخفاء هي الباطنيةوأباح النبوة ادعى فضل» بن «علي يدعى الباطنية دعاة من رجلا إن قيل: وقد

مختلفة: روايات في شاعره وقال المحرمات، جميع

اط��رب��ي ث��م ه��زازي��ك وغ��ن��ي وال��ع��ب��ي ه��ذه ي��ا ال��دف خ��ذي

والفاطميون الزهراء فاطمة

ي��ع��رب ب��ن��ي ن��ب��ي وه��ذا ه��اش��م ب��ن��ي ن��ب��ي ت��ول��ىال��ص��ب��ي ح��ل زاد ف��ض��ل��ه وم��ن ت، الأم��ه��ا م��ع ال��ب��ن��ات أح��لي��ت��ع��ب ف��ل��م ال��ص��ي��ام وح��ط ة ال��ص��لا ف��روض ع��ن��ا ح��ط وق��دواش��رب��ي ف��ك��ل��ي ص��وم��وا وإن ت��ن��ه��ض��ي ف��لا ص��ل��وا ال��ن��اس إذاي��ث��رب ف��ي ال��ق��ب��ر زورة ولا ال��ص��ف��ا ع��ن��د ال��س��ع��ي ت��ط��ل��ب��ي ولاالأج��ن��ب��ي أو الأق��رب��ي��ن م��ن ـ��ي��ن ال��م��ع��رس��ـ ن��ف��س��ك ت��م��ن��ع��ي ولال��لأب م��ح��رم��ة وص��رت ي��ب ال��غ��ر ل��ه��ذا ح��ل��ل��ت ف��ك��ي��فال��م��ج��دب ال��زم��ن ف��ي ورواه رب��ه ل��م��ن ال��غ��راس أل��ي��س

الشرك عقائد وا ويدس له ليكيدوا الإسلام يظهرون الباطنيين إن الجملة: على وقيلودينهم، للعرب شديد بغض على منطوون مجوس الأصل في وإنهم أهله، بين والضلالبالدسيسة مأربهم على فاحتالوا بالقوة، العرب دولة وتقويض الدين هذا على يقدروا لمإلى عقائدهم من فشيئا شيئا وتحويلهم المسلمين لاستدراج نحلتهم وأنشأوا والمكيدة،

والأديان. والعقائد الفرائض وإنكار والمعاد بالبعث والكفر والإباحة التعطيلالمواثيق ويأخذون درجات، على دعوتهم يبثون خاصة الإسماعيلية وإن قالوا:بهم يتدرجون ثم أحدا، عليهم يظاهروا ولا ا سر لهم يفشوا ألا مريديهم على والأيمانالرموز بعض تلقين ثم المعصومين، الأئمة أيدي على العلم من المزيد وطلب التشكيك منيتولاها، ومن الدعوة بنظام تعريفه ثم الأسرار، من المزيد إلى وتشوقه المريد تروق التيالمذاهب في الخوض ثم معانيها، ظواهر على الألفاظ وتحريف النصوص تأويل ثمالإمام تأليه إلى والزلفى الكشف درجات من التاسعة الدرجة في تنتهي التي الفلسفيةعشرة وسع في ماذا ولعمري إنسان، جسد في حلت الله روح هو وأنه الحلول، مذهب علىيعلمون حين يصنعوه أن العمر أرذل في الدرجة هذه إلى «الواصلين» من عشرين أو

الأديان؟! ورفض الشهوات بإباحة ا سروروايات، أخبار مسألة كلها جعلوها أنهم والإشاعات الألغاز هذه في الباحثين وآفةقرار. على تستقر ولا تتناقض هي فإذا الأخبار، هذه جمع في أنفسهم يعنتون وراحوايبدأ التي المسائل هذه لبحث يصلحون لا الحرفيون أو الورقيون المؤرخون هؤلاءوما يجوز، لا وما فيها يجوز وما الإنسانية السريرة في وينتهي فيها الصحيح البحثواتخاذ النقد أصول لتطبيق إلا ذلك بعد فيه البحث يطول فلا بداهة، يرفض أن يجب

والروايات. الأخبار عليها تعرضها كما وأباطيله التاريخ حقائق على الأمثلة

82

الباطنية

السر يأتي ثم السر، ليكتموا والأقسام بالأيمان المريدون يقيد أن ا حق الطريف فمنيضمن ولا اليقين سبيل على والأقسام الأيمان تلك جميع من يحلهم سر هو فإذا المكتوم

جديد! يقين إلى نقلهممنكر للأديان، منكر للمعاد منكر معطل إنه رجل: عن يقال أن منه وأطرفوعلانية ا سر الجهاد إلى تبعثه الأديان من دين كراهة إن عنه: يقال ثم الإلهية للوعودفيه يزول الأيام من يوم في أملا والتشريد؛ للقتل يتعرض حتى الجهاد في والاستماتة

وقرون. أحقاب بعد أو سنوات بعد يشهده لا أو زواله هو ويشهد الدين هذالقيام ويعمل غيره، بدين يؤمن من الأديان من دين لهدم العمل هذا يعمل إنماالحماسة من نفسه في يبقى فلن عقيدة لكل المعطل المنكر فأما دينه، أبناء من دولةمن وغيره قومه دين لأن كراهة؛ ويقعده ويقيمه والخطر المشقة عليه يهون ما الروحية

سواء. عنده الأديانأن يعتقدون يومئذ كانوا لأنهم الوسطى؛ القرون في مفهوما هذا تصديق كانبأذنه وسواسه ويسمع بعينه الشيطان يرى وأنه الشيطان، سبيل في يكفر الكافرالسماء، نعيم من بديلا والمتعة السطوة منه ويأخذ روحه ويبيعه ويشارطه ويساومهعلى تعلموا وإنهم بالشيطان صلة على إنهم بأعيانهم: أناس عن يقولون يومئذ وكانوافعقدوا مكره واستهواهم والوجود النجوم أسرار على منه واطلعوا الأسود، السحر يديه

المؤمنين. حساب في المغبون صفقة معهويتجرد شيء، كل ينكر ملحدا الإنسان يتخيل أن العسير فمن هذا عصرنا في أماالشيء ذلك يكون أن إلا كان، ما كائنا الأشياء من شيء لأجل الباطنية الدعوة لأهوالوالمريدين بالأتباع يتدرج أنه حينئذ يعقل ولا بيته، في أو حياته في لنفسه يطلبها سطوةيلبسها التي وغوايته دسائسه على والاطلاع الحقيقة بتلك العلم إلى بحقيقة الجهل من

الديانات. وأسرار العقائد ألغاز من بتلبيس الناس علىفي وأشباههم القرامطة بدعوة والمحدثين الأقدمين المؤرخين طائفة شغلت وقدبالمعاصي مجاهرتهم مع المغرب في الإسماعيلية إلى النسبة وادعائهم وفارس اليمنلهذه فخطر والنساء، الرجال من بالحجاج وتمثيلهم الحج مناسك على واجترائهمالبحث، تحتمل جد والإسماعيليين القرامطة بين النسب علاقة أن المؤرخين من الطائفة

وهؤلاء. هؤلاء بين العلاقة ثبوت إلى فيها البحث ويؤدي

83

والفاطميون الزهراء فاطمة

يظهر لم لماذا يسأل: أن له يخطر لم المؤرخين أولئك من أحدا أن الغرائب وأغربوالعصيان، الإباحية دعاة من أناس — كلها الفاطمية الدولة تقوم حيث — المغرب في

الشام؟ بقاع وبعض وفارس واليمن البحرين في ظهروا كالذينالإسماعيليين إلى الانتماء أن التاريخ في الناظر يتبين أن يمكن سريعة نظرة فمنفي فهم عليها، الخروج ويعلنون العباسية الدولة بلاد في يقيمون أناس من مفهومأو الفاطميين إلى وانتماؤهم المخلوع، سلطانها به يقاومون مشروع سلطان إلى حاجةفي حقها وإنكار العباسية الدولة محاربة في إليه يركنون الذي السند هو الإسماعيليينأولى لكان والمعاصي العصيان دعاة يتولاه الفاطمية الدعوة نشر كان ولو والولاء، الطاعةالفاطميين. لخلافة القوم دان حيث المغرب بلاد هي الإباحة طوائف فيه تظهر أن البلادالمنابر على الدعاء إلى ورجعوا الفاطمية البيعة خلعوا القرامطة أن فعلا حدث ولقدالقاهرة، في الفاطمي الخليفة وبين بينهم النبوة1 وقعت حين العباسي الخليفة باسمفتح في وحيلتهم قوتهم جربوا أن بعد مصر فتح على قادرون أنهم الطمع لهم ل وسو

الشام. بلاد من أطرافأو السابعة الدرجة هي الإباحة إن جهة: من يقال أن هذا من أغرب يكون وقدجهة من يقال ثم الأسرار، وعلم الحجب كشف في المترقي المريد إليها يصل التي الثامنةالشعراء ويردده جهرة المؤمن عليها يعكف الطريق في مباح سر الإباحة هذه إن أخرى:

القيان. به ويتغنىبحث في انفصلا كما البحوث من بحث في التاريخ وعلم النفس علم ينفصل لموالوضوح، الثبوت فيه وقل التخبط فيه كثر ولهذا والباطنية، الإسماعيلية قضيةعملين يعمل هنا المؤرخ لأن محنة؛ كل من أصعب هنا التاريخ محنة أن ونحسبالتي الأباطيل من لاستخلاصها ويعمل الحقيقة لمعرفة يعمل واحد: بعمل يستقل ولاوالحروف. الورق مؤرخي على كثير العملين هذين من وواحد وتدبير، عمد عن تحجبهاالمتسترة الجماعات عليها اصطلحت التي السرية النظم من ألوانا عرفنا إنناالأورفية كالجماعات سياسية أغراضا له يتخذ ديني وبعضها القديمة، العصور فيندري لا بل المزعومة، النظم هذه تكشفت كيف الآن ندري ولا الفيثاغورية، والجماعات

والتباعد. التجافي النبوة: 1

84

الباطنية

الاستطلاع وحي من وتخمينات أوهام هي أو متبعة موجودة كانت الحق في هي هلوالاستنباط.

هذه في معنى فلا القريب التاريخ عصور في سرية نظم عن سمعنا إذا ولكننانسأل أن الحالة هذه في لنا يحق إذ الظنون؛ في للخبط أو القدم على للإحالة الحالةوأفشى خانها ثم الدعوة قيادة إلى وصل حتى الباطنية مراتب في تدرج الذي المريد عنوجواسيسه بعيونه الجماعة تعقب الذي الحاكم عن نسأل أن لنا يحق أو أسرارها،بعد نشرت التي المطوية الأوراق عن نسأل أن لنا يحق أو بواطنها، عن كشف حتىأخبار من عليه اطلعنا فيما نذكر ولسنا زمانها. انقضاء بعد أو إبانها في عليها العثورإلى المبتدئ التلميذ درجة من مراتبها على صعد واحد مريد عن تحدث أحدا أن الباطنيةوأسرارها نظمها فيها فصلت لها أوراقا أن ولا خفاياها، جميع على المطلع الحجة درجةعلى وأنكر الجماعة فضح الذي أن الرواة زعم بل أوانها، بعد أو أوانها في وأذيعتميمون بن الله عبد هو وخلفائه، ابنه إسماعيل دعوى قبل دعواه، نفسه الصادق جعفرالدرجات ومرتب كله النظام واضع هو القداح؟ ميمون بن الله عبد هو ومن القداح.جعفر بن إسماعيل باسم الدعوة من مقصده لبلوغ والتنكر التخفي ومصطنع كلها

أجمعين. الإماميين جد الصادقالرواة: زعم فيما قال الذي هو هذا الله فعبد

أن��ش��ر أن��ن��ي ع��ن��دي ف��ل��ي��س س��ن��ب��ر ي��ا ال��خ��م��رة اس��ق��ن��ي ه��اتج��ع��ف��ر دي��ن��ه��ا ع��ن ي��غ��ره��ا ف��ت��ن��ة ف��ي ال��ش��ي��ع��ة ت��رى أم��اي��س��ت��ر خ��ب��ر ل��ي ب��دا ث��م ب��ره��ة ب��ه م��غ��رورا ك��ن��ت ق��د

فيها: يقول أخرى قطعة الرواة عنه نقل حتى ينظمها واحدة قطعة تكفه ولم

ي��خ��ل��ب خ��ادع��ا ف��أل��ق��ي��ت��ه ح��ق��ب��ة ج��ع��ف��ر إل��ى م��ش��ي��تي��ج��ذب ح��ب��ل��ه إل��ى وك��ل ن��ف��س��ه إل��ى ال��ع��لاء ي��ج��ري��س��ح��ب م��ق��ت��ول��ك��م ظ��ل ل��م��ا ص��ادق��ا أم��رك��م ك��ان ف��ل��وي��خ��ط��ب ف��وق��ك��م «ع��م��ر» س��م��ا ولا «ع��ت��ي��ق» م��ن��ك��م غ��ض ولا

يوجب مجهولا ا سر وعلي فاطمة آل من القتلى أنباء ولا عمر خلافة كانت وماأنه وغيرها الأسرار هذه من وخير وتلفيقه. الخبر بطلان من باليقين تجزم لم إن الشك

85

والفاطميون الزهراء فاطمة

دعوة زالت فما والمغرب، المشرق في أخباره به تواترت فيما الإسماعيلية الدعوة عن عدلإسماعيل. وأبناء لإسماعيل بالخلافة المبايعة على قائمة حياته ختام إلى القداح

منها خبر مع يمضي فلا الباطنية، أخبار من شاء ما المؤرخ يتتبع النحو هذا وعلىتجزم لم إن الشك توجب صدمة الواقع أو بالعقل يصطدم حتى خطوتين أو خطوةإلى نطمئن أن والنصيات» «الورقيات هذه من وخير وتلفيقه. الخبر بطلان من باليقينأو يوافقه مما الأخبار عليه نعرض ثم السياسة، أهواء من عليه شبهة لا واحد مقياس

صحيح. نقد أو صحيح قول إلى منها نخلص أن عسى يوافقه لاالإسلامي العالم في شائعة كانت التي الاجتماعية النفسية الحالة هو المقياس ذلكمطالب إلى يرجع ما بالنظر منها ونخص للهجرة، الخامس القرن إلى الثالث القرن من

أخرى. جهة من والمداراة التكتم ومساعي جهة من الحكمللهجرة، الثالث القرن أواخر منذ والتفكك الضعف دور في دخلت العباسية فالدولةالدولة عن المنفصلون وكثر القائمة الحكومة في الثقة وضاعت الحكم قواعد فاختلتفمن عليه. الخارجين وحجة بالحكم المطالبين حجة هو الدين وكان عليها، والمنتقضونمن النبي عترة وجود مع النبي باسم الخلافة حق عليهم أنكر العباس بني على خرجالحكم أن زعم الخلافة في الشرعي بالحق العباس لبني اعترف ومن وفاطمة، علي أبناءمع يتواطأون الذين الدواوين كتاب أو الديلم أو الترك وزراء من لغيرهم دولتهم فياستعداد على الشعب دهماء وأصبح والأعوان، للصنائع وبذلها الأموال انتهاب على الولاةالمنتحلون وتتابع عليها، الواثبين للأدعياء والاستسلام بها القائمين على الخلافة لإنكارالمستضعفين. أو المغتصبين من الحاكمين عصيان أو الحكم طلب في الدينية للمعاذيروباسم مرة الدين باسم الحكم لادعاء مثلا بالطموح مشهور شاعر تاريخ وفيفي نسب الذي المتنبي الطيب أبو هو الشاعر ذلك مرات، أو أخرى مرة والأدب الكتابةفإنه الكوفة؛ في العلويين بين ونشأ الحسن بن الحسين بن أحمد باسم الروايات بعضحمص والي خافه أن دعوته تفاقم من وبلغ السماوة، بادية في المهدية أو النبوة ادعىالمعجزات أحاديث ومن دعواه، عن عدل وقد إلا يطلقه ولم فاعتقله الإخشيد قبل منناقة هنا «ها عدي: بني في له قالوا أنهم الغفران» «رسالة في جاء كما بها طولب التيرائحة وهي الناقة تلك إلى فمضى مرسل. أنك أقررنا ركوبها على قدرت فإن صعبة،نفارها سكن ثم برهة وتنكرت ساعة فنفرت ظهرها، على وثب حتى وتحيل الإبل في

86

الباطنية

وصار العجب كل له فعجبوا عليها راكب وهو الحلة بها وورد المسمحة2 مشي ومشتعندهم.» دلائله من ذلك

بعض وأن اللاذقية، ديوان في كان أنه أيضا «وحدثت ذلك: بعد العلاء أبو قالعليها تفل الطيب أبا وأن مفرطا، جرحا فجرحته الأقلام سكين يده على انقلبت الكتابله وعد يومك، في تحلها لا للمجروح: وقال لوقته، منتظر غير عليها وشد ريقه منويقولون: اعتقاد، أعظم الطيب أبي في يعتقدون فصاروا الجرح، فبرئ وليالي، أيامافي أو اللاذقية، في عنده استخفى قد الطيب أبو كان رجل وحدث الأموات. كمحيي إنهذلك ومعه بالليل فخرج موضع إلى موضع من الانتقال أراد إنه السواحل، من غيرهاالرجل لذلك الطيب أبو فقال انصرف، ثم النباح، في عليهما ألح كلب ولقيهما الرجل،

ذكر.» كما الأمر ألفى الرجل عاد فلما مات، قد الكلب ذلك ستجد إنك عائد: وهوعلى أوفى فلما الطيب، أبي شباب عنفوان في المهدية أو النبوة دعوى كانت وقدالذي كافور من الولاية طلب عن يعدل ولم دعواه، عن زمنا عدل قد كان الشيخوخة

مصر!» في يعبد الله «دون زعم: فيما وأصبح بالعرش فاستبد مملوكا خصيا كانالعلاء أبي إلى أرسله كتاب من الأزمنة تلك في الناس حال يصف الدعاة داعي قالبين الناس وشاهدت مصر إلى دياري أقصى من الأرض بطن شققت «إنني المعري:أخبار من له قيل إن الذي الحد إلى بها ولهج إليها صبأ لشريعة منتحلا إما رجلين:يرى من ر يكف ولكان والتصديق، بالقبول إلا قابله لما باض جملا أو طار فيلا إن شرعه:منتحلا أو ومضيعة. مهواة في سبيله هذه من عند فالعقل ويلعنه، هه ويسف فيه رأيه غيرا مستخف فيه، للناس ما لجميع مبطلا عباده، على تعالى الله حجة إنه يقول: للعقللكونها بمكانها، المنفعة وعظم عليها المساعدة بوجوب ذلك مع معترفا الشرائع، بأوضاعللعقبى ذخيرة أنها على لا المجازفين، المجرمين رءوس على ولجاما للجاهلين، مقمعةعن سمعت ومصر الشام ديار إلى المرامي بي رمت فلما الأخرى. الدار في منجاة أوالبرهان به ووضح الأقاويل عليه اتفقت قد والعلم الأدب في بفضل الله، وفقه الشيخ،فيه يذهب فكل متبلبلين، أمره وفي مختلفين، بدينه يتعلق فيما الناس ورأيت والدليل،فقال ذكره، فيه أجري جليلا مجلسا وحضرت سببا، الظنون تقاسيم من ويتبعه مذهبا

استصعاب. بعد وانقادت لانت الدابة أسمحت المسمحة: 2

87

والفاطميون الزهراء فاطمة

زهده في صلابته من المعلوم إن وقلت: بالغيب، فحفظته وسمينا، غثا فيه الحاضرونعليه أسبل قد ا سر الله دين حقائق من عنده أن نفسي في وقام والريب، الظنة من يحميهبعضا، بعضهم ويلعن بعضا، بعضهم يكفر قوم عن به تميز وأمرا سترا، التقية من

البيت: سمعت ولما

ال��ص��ح��ائ��ح الأم��ور أن��ب��اء ل��ت��س��م��ع ف��ال��ق��ن��ي وال��ع��ق��ل ال��دي��ن م��ري��ض غ��دوت

يستطيع لسانا إن وقلت: عهوده، وتأكدت عقوده، حدست فيما خلدي من وثقتناطق، كل عنده صامت للسان رتقا، العظيم هذا من ويفتق نطقا، الدعوى هذه بمثلللطور، السلام عليه موسى قصد فقصدته شاهق، العلم من جبل ذروة من وناطقالمتخلفون معرفته عن تخلف ما بمعرفة منارا، بالفخر أرفع أن وأحاول نارا، منه أقتبس

المختلفون.» حقيقته في واختلفأبي بن موسى بن الله هبة نصر «أبو هو الخطاب هذا صاحب الدعاة وداعيرسائله كتب الفاطمية، الدولة في الدعوة مناصب من منصب أكبر صاحب عمران»والقيامة، البعث عن ويسائله نفسه على اللحوم تحريمه في يناقشه المعرة حكيم إلىمن استعار وقد العلاء، كأبي حكيما بإنكارهما يتهموا أن المتقولين على مستعظمامن المقتبس موقف المحبسين رهين من لوقوفه تفسيرا عمران» أبي بن «موسى اسمه

الطور. ناررواه ما ننقل الخفية وقوتها الحكمة أسرار في الناس واعتقاد العلاء أبي ذكر وعلىلإحضاره فجهز حلب وزير به أغروا حساده «إن تاريخه: في ذكر حيث الوردي ابنوتألموا عمه بنو واجتمع بالمعرة، له مجلس في العلاء أبو فأنزلهم ليقتله، فارسا خمسينالضيوف. الضيوف وقال: يفهم، لا ما منه كلاما قال ثم يمنعني، ربا لي إن فقال: لذلك،الوزير على الحمام ووقع فماتوا، فارسا الخمسين على المجلس فوقع الوزير. الوزيرقتلهم أنه زعم من ومنهم وتهجده، بدعائه قتلهم أنه زعم من الناس فمن فمات، بحلب

ورصده.» بسحرهأنه الغزالي عن فذكر تفصيل بزيادة القصة هذه الثاقب الكوكب صاحب وروىوزير وشى وقد النعمان معرة دخلت قال: الهركار بأرض علي بن يوسف «حدثني قال:ويزعم الصور، إفساد يرى لا زنديق المعري بأن إليه حلب صاحب صالح بن محمودخمسين وبعث المعرة، من إليه بحمله محمود فأمر العقل، بصفاء تحصل الرسالة أن

88

الباطنية

سليمان بن مسلم عمه عليه فدخل الضيافة، دار العلاء أبو فأنزلهم ليحملوه، فارسامنعناك فإن يطلبك، محمود والملك الحادثة، هذه بنا نزلت قد أخي! ابن يا له: وقالفقال: والعار، الذل تنوخ ويركب الذمام ذوي عند علينا عارا كان أسلمناك وإن عجزناإلى وصلى فاغتسل قام ثم عني. يذب سلطان فلي عليك، بأس ولا عم يا عليك هونوكذا، كذا منزلة في فقال: هو؟» أين المريخ إلى انظر لغلامه: قال ثم الليل، نصفغلامه ففعل الوتد، إلى واربطه خيطا رجلي في وشد وتدا، تحته واضرب زنه فقال:وموجد المخلوقات! صانع يا العلل! علة يا الأزل! قديم يا يقول: وهو فسمعناه ذلك،الوزير الضيوف. الضيوف يضام، لا الذي وكنفك يرام لا الذي عزك في أنا الموجودات!على الدار وقعت فقيل: عنها فسأل عظيمة، بهدة وإذا تفهم، لا كلمات ذكر ثم الوزير.حلب من بطاقة وقعت الشمس طلوع وعند الخمسين، فقتلت بها كانوا الذين الضيوفعلي: بن يوسف قال الوزير. على ام الحم وقع فقد الشيخ تزعجوا ألا طائر جناح علىالهركار. أرض من فقلت: أنت؟ أين من فقال: المعري على دخلت ذلك شاهدت فلما

أولها: قصيدة من أبياتا علي وأملي اكتب. قال: ثم زنديق، أنني زعموا فقال:

أع��م��ال��ي3 س��وء وت��وال��ي غ��ف��ل��ت��ي م��ن وأوج��ال��ي أم��ن��ي ف��ي ال��ل��ه أس��ت��غ��ف��ر

خاصة الرابع القرن في الإسلامي العالم أرجاء عمت التي النفسية الحالة هذهالباطن عالم لأن الباطنة؛ بالأسرار الناس يستهوون ممن عشرات فيها ينجم أن خليقةوطالب المعرفة طالب الدنيا، وطالب الدين طالب طالب: كل وبغية أمنية كل مستودعالنظر يقف أن وخليق الأسود، العلم وطالب الأبيض العلم طالب أو والعيافة،4 السحرعند أن نفسه في قام وأنه العلاء، أبي من ا سر يطلب أنه الدعاة داعي قول عند طويلايكون قد فإنه سترا». التقية من عليه أسبل قد ا سر الله دين حقائق «من العلاء أبيالتي «الباطنية» من كله العصر سمة عن أبان ولكنه مازحا أو مادحا القول هذا في

الدين. بأسرار العارف نفسه على يفرضهاالدولة في الدعاة داعي من صادر الكلام هذا أن النظر يستوقف أن هذا من وأخلقليسمع درجات بعد التلميذ إليه ويصل سر، كل إليه ينتهي الذي الرجل وهو الفاطمية،

باشا». تيمور «أحمد للمرحوم المعري العلاء أبي كتاب 3

بها. يتشاءم أو فيتفاءل وأصولها مساقطها، لمعرفة الطير زجر العيافة: 4

89

والفاطميون الزهراء فاطمة

مستباحة المحرمات وأن وهم، القيامة وأن لغو، الدين أن — الزاعمون زعم فيما — منهفما الأسرار درجات في متقدم كل إليها ينتهي التي رسالته هذه كانت فلو للعارفين،وأمر والحرام الحلال أمر في عنه تذاع التي الظنون على العلاء أبي محاسبة إلى حاجتهالتعرض من به أولى جميعا الزندقة مذاهب عن الرضى كان لقد والحساب؟ البعثالحيل ويحتال المراتب ويرتب له يجتهد بما يتبرعون فإنهم عليها، ومحاسبتهم لذويها

العناء. طول بعد إليه للوصولالحالات من حالة الواقعية «الباطنية» أن العصر ذلك في الثابتة الخلاصة أن إلايفرضها «باطنية» فهناك المغرضين، وأدعيائه المخلصين دعاته من تستغرب لا التيالأسرار وادعاء منظم، مذهب أو مقرر نظام عليهم يفرضها أن قبل أنفسهم على الناسيطلب من إلى الادعاء هذا يكون ما وأقرب فيه، غرابة لا مترقب منتظر أمر البيئة تلك فيوتدبيره. لشرطه وفاقا غيره، منه ويتعلمه يعمله بما المكانة يطلب أو لنفسه المنفعة

تمهيدات بعد تلاه وما الرابع القرن في الحالة تلك إلى الإسلامي المجتمع صار وقدالمستحدثة. والعادة الثقافة فعل من وبعضها السياسة فعل من بعضها متلاحقة

بحق الثقة تزعزع من اسلفناه ما فهي السياسة فعل من هي التي التمهيدات فأمافعل من هي التي التمهيدات وأما والحكومات، الحاكمين اختلاف على القائم السلطانالدين علوم في العقلية البحوث ونشأة الفلسفة انتشار فهي المستحدثة والعادة الثقافةبين فيها الأمر وانقسام الغربية الحضارات اقتباس ومنها والتوحيد، الكلام علم ومنها

مبالاة. ولا بحث غير في الطارئ العرف مع والاسترسال والتجديد المحافظةويحافظون التغيير يبغضون لأنهم محافظين؛ القائم السلطان أنصار كان وقد

قديم. كل علىللتهم مظنة وكانوا والتغيير، التجديد إلى أقرب والاستطلاع البحث أنصار كان وقدويظهروا التقية يصطنعوا أن فيه غرابة لا الذي الطبيعي من فكان القديم، أنصار من«الواصلين» عند النجاة يلتمسون الذين المتصوفة من كانوا سواء يبطنون، ما غير للناسالظنون رجمات من يشفقون الذين الفلاسفة من كانوا أو الأسرار، بواطن من المتمكنينغير من كانوا أو جديد، كل من المتوجسين السلطان ذوي ولا العامة يأمنون ولاعلوم وهي والكهانة، السحر يشبه ما المعارف من يعالجون أقواما والفلاسفة المتصوفة

النجوم. عند الأسرار والتماس التنجيمفي حسم قد الزائف النجوم وعمل الصحيح النجوم علم بين الفارق يكن ولمكانوا الذين الفلاسفة فإن المطلبين، بين والاختلاط اللبس يمنع وجه على العصر ذلك

90

الباطنية

الأفلاك، وبين العشرة العقول هذه بين يربطون كانوا العشرة العقول عن يتحدثونالصلة وأن السماء، كواكب على الفساد تقبل لا التي النورانية الأرواح بغلبة ويقولونبالتجلي يؤمنون المتصوفة كان وقد والصفاء، الرياضة على تتوقف الإنسان وبين بينهاأودعه ما العلوي العالم في فتلمح والبصيرة، البصر عن الغطاء ينكشف أن يمنعون ولا

والإشارات. الدلائل من فيه اللهالنبوة بدعوى السلطان يطلب أن لشاعر سولت قد الواقعية» «الباطنية كانت وإذابقوة والجنود الوزراء على يسيطر ضريرا ناسكا أن النفوس في أوقعت وقد المهدية، أوالفاطمية، الدعوة وليدة كلها الباطنية إن يقال: أن الخلط فمن النجوم، بقوة أو الغيبالطامعون به تذرع ما وكل الخفاء، في يستباح كان ما كل عن مسئولة الدعوة هذه وإن

والدين. الدنيا ذرائع من الحكم في

91

عشر الثاني الفصل

ة الفاطمي ة الباطني

الباطنية هذه جانب إلى إسماعيلية، أو فاطمية باطنية هذا على للفاطميين وكانتالواقعية.

المجوس من داعية إلى الإسماعيلية أو الفاطمية الباطنية انتماء على الدليل يقم لموتلقين عامة، الديانات وهدم خاصة الإسلام لهدم تلفيقا ولفقها تدبيرا دبرها اليهود أوالمحرمات واستباحة والحساب البعث وإنكار والتعطيل الكفر دروس «الواصلين»الانتقام عن عجزوا وقد بالدسيسة منهم وانتقاما ودولتهم، للعرب كراهة والمنكرات،

والعدوان. بالقهر منهمبعد ضعيفة وهي معروف، غرضهم مغرضين من جاءت لأنها ضعيفة؛ فالتهمةواحدة، وجهة على تستقيم ولا واحد زعم على تثبت لا متناقضة مضطربة لأنها هذا؛الذي ديصان إلى أصلها يرجع ومرة اليهود، من وتارة المجوس من تارة الدعوة فأصلمسلم أنه شعره من يتبين الذي القداح ابن إلى يرجع أخرى ومرة الإسلام، قبل ظهروينهزمون. يقتلون الشيعة أئمة لأن عليه؛ وتتلمذ به لاذ أن بعد جعفر الإمام في شك وأنهطبائع من المألوف جري تجري أنها وذاك هذا فوق الضعف من التهمة وفيتبلغ ولا دين، لهدم الحماسة تملكه لا عامة بالدين يكفر الذي الرجل فإن النفوس،وهو والراحة الروح على بالخطر ويستهين الطويل للجهاد يصبر أن الحماسة هذه منه

والأديان. النحل اختلاف على حوله من الناس إجماع ويحارب السلطان يحاربطائفة عصر كل في به كفر إذا الدين ينهدم أن جميعه هذا بعد فيه المشكوك ومنأو انفراد على الخفاء في المحرمات يستبيحون الأصابع على معدودين «الواصلين» منمن دعوة بغير هؤلاء أمثال من قط عصر خلا فما والنظراء، الأصحاب من زمرة بينالحائرين من آحاد إلى يتسرب الشك يزل ولم ساع، من سعاية أو سعي وبغير داع

والفاطميون الزهراء فاطمة

ثم خاصتهم؛ وذوي أمثالهم عليه يطلعون أو لأنفسهم شكهم يحفظون والمترددينالسواد. بين ولا العلية بين ينهدم لم باق والدين يذهبون

من بمذهب وجهروا عشواء خبط العقائد في خبطوا أناس للفاطميين تشيع وربماالقبيل هذا من التشيع ولكن الصحيح، الإسلام ينكره التصوف أو الفلسفة مذاهبيكن ولم فيه، نحن الذي عهدنا إلى السلام عليه الإمام عهد من قط ينقطع لم قديمبه سمعوا الذين الأبرار بنيه من أحد على ولا علي الإمام على حجة الممقوت التشيع هذا

يرتضوه. ولم عنه سكتوا أو فأنكروهبحياته ويؤمنون عليا يؤلهون وأصحابه سبأ بن الله عبد كان علي الإمام حياة ففيوبعد الأرواح. وتناسخ الحلول مذهب وينشرون النبي برجعة ويقولون مقتله، بعد«محمد حياة في القول هذا مثل وأعادوا الكيسانية النحلة أصحاب نشط الإمام مقتلقرآنا له ونظم النبوة ادعى أنه القوم: داعية الثقفي المختار عن وقيل الحنفية». ابنمحمد وابنه الإمام ومكان الصلوات. في صحبه على ويفرضه الكريم القرآن به يعارضالولي عن فضلا عدوانه في يلج عدو هذا أجل من إليه يتطاول أن من أرفع الإسلام فيبعد ضلالتهم في يتمادون والحلول بالرجعة والقائلون المرجئون بقى وقد والصديق.وأقام عنهم وأعرض ابنه كذبهم أن وبعد بالحريق، وعاقبهم علي الإمام منهم برئ أن

عليه. والادعاء له الادعاء في يلجون بالعراق وتركهم الحجاز فيمن — الإسماعيلين رأس إسماعيل أبي — الصادق جعفر الإمام عصر يخل ولمكان الذي الأسدي الخطاب أبو فعل كما أحياء، وهم العلويين، الأئمة على يفتري داعيةالله، أنبياء والحسين الحسن أولاد أن أمره مبدأ في وزعم والنار، الجنة بتشخيص يقولونفاه. منه وبرئ الصادق جعفر فلعنه يعبد إله جعفرا الإمام وأن أرباب أنهم زعم ثمنفسه في ذلك بعد «فادعى الفرق بين الفرق كتاب صاحب البغدادي منصور أبو قالعلي من وأفضل منه أفضل الخطاب أبا أن غير الإله. جعفرا إن أتباعه: قال الإله، أنه

مخالفيهم». على الزور شهادة وجوزواما الزور شهادة ومن المخالفين، على الزور شهادة يجوزون كذلك غيرهم وكان

والسنيين. الشيعيين من المذاهب لأصحاب نحلوهالمختار دعا وكما علي للإمام سبأ بن الله عبد دعا كما للفاطميين القرامطة دعا وقدعلى وأغاروا الدين على خرجوا حين الفاطمي الخليفة فأنكرهم الحنفية، ابن محمد لابنهالقرامطة داعية إلى بالمغرب وهو القائم الخليفة وكتب الحجاج، على واعتدوا الحجاز

94

الفاطمية الباطنية

حرم من باسمنا واجترمته ارتكبته بما علينا ممتنا إلينا كتبك من «العجب له: يقولثم أهلها، وإهانة فيها الدماء إراقة تحرم الجاهلية تزل لم التي بالأماكن وجيرانه اللهإلى وحملته عباده، بها يصافح الأرض في الله يمين هو الذي الحجر وقلعت ذلك تعديتمن المسلمون سلم من على والسلام لعنك، ثم الله فلعنك نشكرك، أن ورجوت أرضك

ويده!» لسانهأئمة نصائح من ثبت الفاطمي، المذهب في المحرمات إباحة عن قيل ما خلاف وعلىفيه. بالقصد ومريديهم أتباعهم ويأمرون المباح الحلال في يقصدون كانوا أنهم فيهمالواحدة «الزموا الزوجات: عن فقال بالمغرب كتامة زعماء من أتباعه المعز أوصى وقدوتعود عيشكم فيتنغص فيهن والرغبة منهن التكثر إلى تشرهوا ولا لكم، تكون التيالرجل فحسب نحائزكم،1 وتضعف قوتكم وتذهب أبدانكم وتنهكوا عليكم المضرة

الواحدة.» الواحدكما يقول — بالتنجيم أعلمهم وهو — هذا المعز كان الربوبية دعوى خلاف وعلىليعلم النجامة في نظر «من والمسايرات»: «المجالس كتاب في النعمان القاضي عنه روىذكره، جل الله قدرة عظيم بذلك وليعتبر والنهار الليل ومواقيت والحساب السنين عدلبذلك تعاطى ومن وأصاب، أحسن فقد له شريك لا توحيده على الدلائل من ذلك في وما

وأخطأ.» أساء فقد يكون بما والقضاء الله غيب علمقصائده: إحدى في تميم أخوه قال كما المعتقد هذا في كالمعز العزيز وكان

ت��ج��ري ق��د وال��ض��ر ب��ال��ن��ف��ع أن��ه��ا وف��ي وع��ل��م��ه��ا ال��ن��ج��وم ف��ي اخ��ت��ل��ف��ن��ا ول��م��اي��دري وم��ا ال��ج��دال ف��ي��ه��ا م��ك��ث��ر وم��ن وم��ك��ذب ب��ه��ا م��ن��ا م��ؤم��ن ف��م��نوال��ش��ر ال��خ��ي��ر م��ن ي��أت��ي م��ا وت��ع��ل��م وأن��ح��س ب��س��ع��د ت��ج��ري ق��ائ��ل وم��نج��ه��ر م��ن ف��ي��ه وم��ا س��ر م��ن ف��ي��ه ب��م��ا ك��ل��ه ذل��ك ت��أوي��ل ف��ع��ل��م��ت��ن��اخ��ب��ر ذا ال��ب��ري��ة دون ب��ه��ا وك��ان ن��اق��لا ج��دك ال��م��ن��ص��ور ال��ط��اه��ر ع��نال��ك��ف��ر ش��ي��ع��ة م��ن وال��ك��ه��ان ق��ال ب��م��ا ك��اه��ن ��م ال��م��ن��ج أن ف��أخ��ب��رت��ن��اوال��ح��ش��ر ال��ق��ي��ام��ة ي��وم ف��ي ال��ن��ار إل��ى م��ص��ي��ره��م ال��ك��اف��ري��ن ج��م��ي��ع وأن

الشدة. النحيزة: نحائزكم: 1

95

والفاطميون الزهراء فاطمة

وال��زج��ر ال��ت��ن��اف��ر ب��ع��د وأل��ف��ت��ن��ا وم��ري��ة2 اخ��ت��لاف ب��ع��د ف��ج��م��ع��ت��ن��اف��ك��ر ذي ك��ل ع��ن ال��ش��ك ظ��لام ي��ج��ل��ي م��ب��ره��ن ح��ق ق��ول ف��ي��ه��ا وأوض��ح��تت��س��رى إذ ل��ل��ش��ي��اط��ي��ن رج��وم وف��ي��ه��ا زي��ن��ة ال��ك��وك��ب أن إل��ى ف��ع��دن��اق��در ع��ل��ى الإل��ه ب��ت��دب��ي��ر ت��س��ي��ر ب��روج��ه��ا ف��ي م��ض��ط��رة ��رة م��س��خوت��ر ص��م��د وم��ن رب م��ن ت��ب��ارك وح��ده ل��ل��ه ال��غ��ي��ب ج��م��ي��ع وأنال��ط��ه��ر ج��ده��م ال��م��خ��ت��ار ع��ن رووه إن��م��ا الأئ��م��ة م��ن��ه ع��ل��م��ت وم��ا

فلم — الله بأمر الحاكم وهو — عقله في الفاطميين خلفاء من خليفة خولط وقدوريث وأنه الربوبية، وادعاء الإباحة مذهب وأسلافه آبائه من تلقن أنه تصرفه من يثبتيحرم أنه ظهر بل وينقضوه، ليفسدوه الإسلام على مندسين المجوس أو اليهود من قوميمنع كان وأنه ونفور، كراهية على أخرى تارة عنهم ويغضي تارة اليهود ويطارد المباحالسلام في الناس يزيد ألا وأمر وركابه، يداه تلثم أن يرضى ولا يديه بين الأرض تقبيل

وبركاته.» الله ورحمة المؤمنين أمير على «السلام قولهم: على إليه يدخلون حينالمضللين فريسة وتجديفه3 تخليطه في كان إنه الخليفة: هذا عن يقال أن ويجوزمجوسي أو يهودي أنه يعلم وهو العرش تولى إنه يقال: أن يجوز ولا وزرائه منتآمر لما وفاقا كله الإسلام ودولة دولته يهدم وأنه والإباحة، الكفر إلى المسلمين يستدرج

وأضمروه. آباؤه عليهنقائضه عن شاع ما وكل وزواجره الحاكم أوامر عن قيل ما كل هذا مع يثبت ولمتلاه. وما العهد لذلك القاهرة في مألوف والمبالغات بالمضحكات التشنيع فإن وبداوته،يبالي لا الذي الطاغية صورة في للناس صوره قوش» «قره عن كتاب وضع وقدتلفيقات من الفكاهة موضع عن الكثيرون وغفل والغرائب، المستحيلات من به يأمر مايرددونها يزالوا ولم إليها، وأضافوا وتناقلوها فيه، مرية لا ا جد كلها فحسبوها الرواة،رته صو ما خلاف على قوش» «قره كان وقد قريب، زمن إلى الخاطئ الفهم هذا على

التدبير. وحسن الرأي وأصالة الحزم في مثلا عنه الروايات

والجدل. الشك مرية: 2

الله. عطاء واستقل بالنعم، كفر جدف: تجديفه: 3

96

الفاطمية الباطنية

الدينية، الدعاوى من الحاكم على ادعوه فيما ظاهر الاختلاق أن خلدون ابن وعنديروى ما وأما والبدعة، والنسك والأمن والإخافة والعدل الجور في مضطربا كان وأنهلقتل ذلك بعض الحاكم من صدر ولو عقل، ذو يقوله ولا صحيح فغير الكفر من عنهيأذن فكان ذلك ومع فيه، مضطربا كان ولقد فمعروف، الرافضة في مذهبه وأما لوقته،

عنها. ينهي ثم التراويح صلاة في المصريين من السنة لأهلرواتها ويعلم عنه تروى إنما — تصح لم أو ت صح — الحاكم عن الأقاويل أن على

علانية. أو سر على له يعول لا علقه في مخالط رجل عن يتكلمون أنهمحسب على صميمها في الفاطمية الدعوة إلى نسبته نستبعد ما نوضح أن هنا ونحب

والتاريخية. النفسية الشواهد من إليه انتهينا مامن لأنفسهم استخرجوا قد أناس الفاطميين الدعاة من يكون أن نستبعد لا فنحنالسنيين من الدين علماء ينكره مذهبا التنجيم أو الفلسفة أو التصوف في دراساتهم

والشيعيين.لأنفسهم، خدمة كلها الفاطمية القضية خدموا أناس منهم يكون أن نستبعد ولالخدمة تتسع كبيرة دعوة بكل للفرص والنهازون المنافع طلاب يلصق كما بها ولصقوا

العامة. المنافع خدمة مع الخاصة المنافعالتأسيس دور في الدول على يعاب ما الفاطمية الدولة على يعاب أن نستبعد ولا

الانحلال. دور في أوشواهد أو العقل أحكام إلى نظرا لاستبعاده موجبا ولا بعيدا ذلك من شيء ليس

التاريخ.أن النفسية الدواعي من وللمألوف للواقع مناقض أنه ونرى نستبعده الذي ولكنالإسلامي الدين لهدم دولة إنشاء على المعطلين من الناس بين مبيت تواطؤ هناك يكونمن ويدوم والمشرق المغرب في أقواما التواطؤ هذا يشمل وأن معه، الإسلامية والدولة

طويل. بزمن نجاحها وبعد الدعوة نجاح قبل قرن إلى قرنيقرب بدليل قط يسندوه لم الذين المدعين دعوى في والبعيد عقلا البعيد هو هذا

البعيد. الزعيم ذلك العقل إلىجملتها في العلوية الدعوة شؤون أو الفاطمية، الدعوة شؤون من ذلك عدا ما أما

عليه. يسير أن ينبغي الذي النهج على مطردا التاريخ في سار فقدمن لازم أمر غيره على تخفى التي الأسرار على الإمام واطلاع بالإمامة الإيمان إن

التاريخية. نشأتها في العلوية الدعوة لوازم

97

والفاطميون الزهراء فاطمة

أدعياء على الله ينصره لا لم نفسه: يسأل الإمامة في وأبنائه علي بحق المؤمن فإنوالخلافة؟ الإمامة

يعلمها حكمة أنها إلا عنده السؤال لذلك جواب فلا وقدره، وقدرته بالله يؤمن إنهأو زمانه يعلم الحق الإمام وأن الزمان، هذا غير لزمان منذورة العلوية الإمامة وأن الله،

الله. من بإلهام يعلمه أن ينبغيوكلما الكتاب، وتأويل الجفر لعلوم بعرفانه معه وآمنوا بهذا علي شيعة آمن وقدالظاهر إمامة بين المسافة معها تباعدت الحق وإمامة الواقع إمامة بين المسافة تباعدتفأصبح حتما، مستورة الباطن إمامة فيه أصبحت الذي الزمان جاء ثم الباطن. وإمامةالذين دعاته ومن المستور الإمام من الطالب يتعلمه بما مرهونا والدنيا الدين علم فيهولا الدعاة هؤلاء من بد ولا وإشاراته، أقواله ويفسرون مكانه ويعلمون إليه يخلصون

التعليم. هذا من مناصالشريعة على دولته قيام في يعتمد والصولة الجند صاحب السلطان كان وإذامن له سلطان لا الذي المستور الإمام يعتمد فعلام والشرطة، السيف وعلى والقضاء

قضاء؟ ولا جند ولا شرطةالمطيع يطيعه جرم فلا تتزعزع، لا التي والثقة الطاعة غير شيء على يعتمد لن إنهحكم على خرج إن روحه بهلاك ويؤمن إمامته، شئون في الأقل على بعصمته يؤمن وهو

باليمين. وحنث العهود ونقض والآخرة، الدنيا أمانة وخان الطاعةإلا يكون لن لأنه أسانيد؛ رص أو أوراق رصف إلى به حاجة ولا بديه هذا كل

كان. وقد كان، حيثما هكذايؤمنون ومريدوهم: أتباعهم به يؤمن بما يؤمنون أنفسهم الأئمة أن ننسى ولابالعبادة أنفسهم يروضون الذي بالسر ويؤمنون الموعود بيومهم ويؤمنون بحقهم

الله. هداية من يستلهموه أن على والعلموالباطنية الواقعية الباطنية أن «الموقف» بتوفيقات نسميها التي التوفيقات ومنمن كثير في — الواحد الموقف بحكم — هنا تتلاقى الجملة على الإمامية أو الفاطمية

الأمور.المطالب متعددة كانت وإن واحد. جانب في تتلاقى المكتومة أو المستورة فالدراسات

والموضوعات.على ويمنعونها الدراسات هذه ينكرون الراهن الواقع على المحافظون كان وقد

والصرامة. العنف في تتفاوت المنع من درجات

98

الفاطمية الباطنية

لا التي الممنوعة أو المستورة الدراسات أصحاب بين يجمع الواحد «الموقف فكانالقديم». على والمحافظة الواقع أنصار إليها يرتاح

كما بتفكيرهم الشيعة من كانوا المشرق فلاسفة أن المصادفة مجرد من وليسوالفارابي الكندي فكان بيوتهم. من وميراثهم بنشأتهم متشيعون أناس منهم كانالفلاسفة من كان ومن الشيعة. من كذلك الصفاء إخوان وكان الشيعة، من سينا وابنوأئمة الإسماعيليين مذهب يوافق الله صفات في الفلسفي فمذهبه الرازي كالفخر سنياالأخرى عن منها صفة كل واستقلال الصفات بتعدد الإيمان أن يرى كان إذ الفاطميين؛

التوحيد. يوافق لا تعديدالإلهي الفيض بمذهب أخذوا فلاسفتهم أن الفاطمي المذهب من نستخلصه والذيالحكيم إلى حقيقته في ينتمي وهو أفلاطون، الحكيم باسم المشرقيون تعلمه الذي

أفلوطين.والنفس العقل عن الكلام في يذهب كان أباه أن سينا ابن قول من هذا نستخلص

الإسماعيلية. مذهبكان الذي الفيض بمذهب القائلين من وهم الصفا إخوان رسائل من ونستخلصه

أفلوطين. به يقوليتعرض الذي المذهب هو لأنه المذهب؛ هذا في الخالطين خلط من نستخلصه بلفي الأوربيين بين له تعرض كما الشرق في له تعرض وقد مكان، كل في الخلط لهذا

الحديث. العصر في له يتعرض يزال ولا الوسطى، القرونالفيض مذهب يمتاز الإسماعيليين، مذهب في الإباحة عن قيل ما نقيض وعلىيتهالك التي الدنيا غواية عن والترفع الشهوات عن والإعراض التطهر في بالمبالغة الإلهيالحقيقة معرفة غير الأشياء من بشيء يتعلق من هو عندهم والجاهل الجهلاء، عليها

الوجود. هذا ظواهر من ظاهرة كل في عنها والبحث الإلهيةالحكيم على التطهر وجوب إلى رسائلهم من موضع غير في الصفاء إخوان نبه وقدلشهوات الاستسلام إن مرة: غير وقالوا والعامة، الخاصة حياته في للحكمة الخالصالجسمانيات رسالة في قولهم ذلك ومن ومعاده، آخرته عن الإنسان يقطع البدنالآخرة أمر الإنسان ينسي الدنيا هذه في الشهوات في الاستغراق أن «اعلم والطبيعيات:

المعنى: هذا في قائلهم قال كما منها، وييئسه ويشككه

99

والفاطميون الزهراء فاطمة

ال��س��وام م��ن ال��ظ��ن��ون وت��س��وي��ف ب��أخ��رى وع��دوا وق��د ال��دن��ي��ا ه��ي

شعرا: المعنى هذا في أيضا وقيل

ي��ت��ص��رم ال��م��دى ط��ال وإن وك��ل ول��ذة ن��ع��ي��م م��ن ب��ن��ص��ي��ب خ��ذوا

الآخرة: أمر عن ساهيا كان وقد آخر وقال

ن��ار ف��ي أو م��ات م��ذ ج��ن��ة ف��ي أن��ه ي��خ��ب��ر أح��د ج��اءن��ا م��ا

عقوبة فيها وقعوا التي والحيرة والشكوك الظنون هذه مثل في كثيرة وأشعارهميدعونهم فيما والحكماء علمائهم واتباع أنبيائهم ونصيحة ربهم وصية تركوا عندما لهمعنه وينهونهم الدنيا في الزهد من به ويأمرونهم الآخرة، نعيم من فيه ويرغبون إليه

حلاوتها.» وعاجل بشهواتهم الغرور منعن وعزوف وعفة نسك مذهب أنه الفلسفي المذهب هذا عن عرف القدم ومنذالعفة في عصره لأبناء قدوة صاحبه أفلوطين وكان الروح، عالم إلى ع وترف المادياتقصوره يبيع من تلاميذه من وكان والجاه، الثروة شواغل عن والانقطاع والزهد

مثاله. على ويعيش معهده في ليلازمه ونفائسهالشيخ عن رسالتنا في أوردناها كما هنا ننقلها المذهب لهذا خلاصة عن غنى ولا

يلي: كما وهي سينا ابن الرئيس

الله أن فيرى والتجريد، التنزيه في بعيدة أشواطا — أرسطو — يتجاوز إنهيوصف، ولا يعرف لا الصفات، وراء ومن الوجود وراء من — الأحد أو —بعض نفهمه الذي الكمال هو وكماله مكان، منه يخلو ولا مكان في يوجد ولالأننا الصفات؛ من صفة بإثبات نفهمه أن وهيهات عنه، النقص بنفي الفهميكون. هكذا إنه نقول: أن نستطيع ولا هكذا يكون لا إنه نقول: أن نستطيعالروح تتجاوز حين والتجلي الكشف حالة في الإنسان به يتصل وقدفقد انقضت فإذا والتفكير، التأمل تقبل لا حالة ولكنها يقول، كما جسدهاالأحد مقام من بذلك وينحدر ويفكر فيتأمل عقله إلى بعدها الإنسان يثوبويقول المعقول. وفوق العقل فوق الأحد لأن دونه، هو الذي العقل مقام إلى

100

الفاطمية الباطنية

لأنه ذاته؛ بغير يشغل لا «الأحد» أو الله إن أرسطو: يقول كما أفلوطينالأحد عن العقل صدور من نشأ فقد العالم أما الاستغناء. كل بذاته مستغنأحد فهو الأحد يعقل العقل وإن التأمل، هذا من العقل عن النفس وصدورلذاته عقله من فينشأ ذاته يعقل ثم الوجدانية، مرتبة في دونه كان وإن مثله،المحسوسات. هذه أبدعت التي الخالقة القوة هو أو النفس وهو دونه عقل

منه شيئا ويخرج ينقصه الجسم من الجسم صدور أن البديه ومنالعقل من الفكرة صدور أما بانتقاله، فينقص الآخذ إلى المعطي من ينتقلعن العقل صدور نفهم المثال هذا ومن فيه، شيء من تجرده ولا تنقصه فلا

الأحوال. من بحال نقص يعتريه لا الذي الأحدإلى تتجه — أفلوطين عند الوجود في الثالثة المرتبة وهي — والنفسفتبتعد الهيولي إلى وتتجه والتنزيه، التجريد مقام في معه فتنجسم العقلسبيل على الصور عليها وتضفى الأجسام تخلق ولهذا والتنزيه، التجريد عنالمجردة، الصور عالم أو الكاملة القدرة عالم في وهي تتأمله كانت لما التذكرعالم في النفس تبرزها أن قبل للمعقولات كالظلال هي المحسوسات فهذهيبصره كان ما بالرؤيا يستعيد وهو الحالم كأطياف هي أو المحسوسات،

بالعيان.من بعدا يزداد باطل غشاء وكلها وأحلام، أوهام كلها فالمحسوساتطبقة، دون طبقة بالهيولي اتصاله في وانحدر العقل من ابتعد كلما الحقيقةوهكذا النفس، دون والمحسوسات العقل، دون والنفس الأحد، دون العقل فإنمعها، نفس لا التي الهيولي إلى تنحدر حتى طبقة بعد طبقة الموجودات تهبطوهو الخلق، إلى أبدا يحتاج محض سلب لأنها العالم؛ في الشر معدن وهي

الإيجاب. أو الإيجادالكلية كالنفس ولها الكلية، النفس من الفردية النفس صدرت وقدصافية، إلهية الكلية النفس إلى باتجاهها فهي اتجاهات. منها صدرت التيعند النفس وليست شهوية. حيوانية والأجساد المحسوسات إلى وباتجاههاسابق عنه منفصل جوهر هي بل أرسطو، يقول كما للجسد ملازمة أفلوطينوهي والمكان. الزمان يحصرها ولا الفناء تقبل فلا الأفلاطونية، كالمثل لهالأول، العقل من الكلية النفس صدرت كما اضطرارا الكلية النفس من تصدر

101

والفاطميون الزهراء فاطمة

يترفع الذي الهيولاني وللشوق العقل، ذلك في الإصدار لطبيعة مستجيبةفالمعقولات. المحسوسات منزلة إلى بالهيولي

التي والروحيات بالمعقولات تنزل سالبة لأنها الهيولي؛ هو العالم في والشرالملابسة وضرورة وقدمها الهيولي وجود مع الشر عن محيد ولا تلابسها، لاتجاهدها أن النفس وعلى أدوارها. من دور في والنفس العقل وبين بينهاخالصة الكلية النفس إلى عادت أفلحت فإن شهواتها، وعلى عليها وتنتصرجزاءها مرة كل في ولقيت أخرى مرة الجسد إلى عادت تفلح لم وإن مخلصة،

الماضية. الجسدية حياتها في اقترفتها التي الذنوب علىالصدور يستلزمها ضرورة وجوده لأن رأيت؛ كما للإنسان حرية ولامن فيترقى الشهوات، بجهاد الضرورة تلك يقاوم ولكنه الهيولي، وملابسةالحس شتات من وينتقل الكشف، مرتبة إلى التأمل مرتبة إلى الحس مرتبةالارتقاء ضرورة فتجزيه الكمال، ورضوان الأحد وحدة إلى العقل استجماع إلىأفلوطين به قال وإن الاختيار، من لشيء بينها محل ولا الانحدار، ضرورة عن

الأحيان. بعض في

نعتمد أفلوطين، تلاميذ شرحه كما الفيض مذهب لأصول جدا وجيزة خلاصة هذههذا نقل وقد اليونانية. من مباشرة نقلت التي الحديثة الأوروبية المراجع على فيهاووقع العربية، اللغة إلى أخرى أوقات في ومفصلا الأوقات بعض في مجملا المذهبونسبوا أفلاطون إلى منه فصولا الناقلون فنسب تفسير. وخطأ إسناد خطأ نقله فيقبلوا المشرق في الإسلام وفلاسفة الإسلاميين المتصوفة ولكن أرسطو، إلى منه مبادئالعباد من الخلصاء على التجلي وعقيدة الأحد تنزيه وهو الإسلامي، الدين يوافق ما منههذه في الأنفس وعقوبة الأرواح بتناسخ قوله التخصيص على منه ورفضوا والمتأملين،تترقى التى الأجساد إلى بردها مكافأتها أو فيها، تشقى التي الأجساد إلى بردها الدنيا

مرتبتها. فوق مرتبة إلى فيهابالكشف فقال أفلوطين، أقوال في يوافقهم ما معا والمتصوفة الفلاسفة ووجديدعون ولا الطريق أهل بين يحسبون لا المفكرين من طائفة الخوارق على النفس وقدرةبالأقيسة أخذا الخوارق على والقدرة بالكشف قالوا وإنما الدينية، الإمامة صفة لأنفسهمالرؤيا في تتلقى الصالحة النفس بأن الكشف إمكان على سينا ابن واستدل الفكرية،له تهيأت متى يقظة العلم تلقيها من مانع فلا غيرها، وعن عنها بالمغيبات الأنباء

102

الفاطمية الباطنية

أن مانع فلا الجسد مادة في تتصرف الإنسان نفس وإن السريرة، وصفاء بالرياضةالأشياء. جميع في تتصرف التي العلل علة من تستمدها بقدرة الكون مادة في تتصرفدعواهم، على يعينهم ما الأرواح تناسخ في وجدوا المآرب أصحاب من وطائفةغير من بأنه اعترافه مع الروحاني بالتسلسل علي الإمام ابن انه يدعي كان من ومنهمتحصل كما الروح إلى بالانتماء تحصل النبوة أن زاعما الجسدية، السلالة في نسلهإلى حاجة بهم كانت ولا الفاطميين من أحد هؤلاء في يكن ولم الجسد، إلى بالانتماءالتناسخ هذا وسيلة بغير علي الإمام إلى جميعا نسبهم يصححون لأنهم الدعوى؛ هذه

المزعوم.وصل كما أفلوطين مذهب من طرفا يلخص كان الشهرستاني العلامة أن شك ولاالعلم وهب لما الله «إن الصفات: عن الباطنية لكلام تلخيصه في قال حين المشرق إلىبمعنى قادر عالم فهو قادر، هو قيل: للقادرين القدرة وهب ولما عالم، هو قيل: للعالمينوالقدرة. بالعلم وصف أو والقدرة العلم به قام أنه بمعنى لا والقدرة العلم وهب أنههو الذي النفس أبدع بتوسطه ثم بالفعل، تام هو الذي الأول العقل بالأمر أبدع وأنهالكمال إلى النفس من حركة إلى احتاجت العقل كمال إلى النفس اشتاقت ولما تام. غير

إلخ.» إلخ الحركة آلة إلى الحركة واحتاجتإغراب بلا وفحواه جملته، في أفلوطين مذهب يوافق الإلهية الصفات في المذهب فهذاوإننا إياه، يعطينا ما إلا العلم كنه من ندرك لا بالعلم الله نصف حين إننا إبهام. ولافي وهكذا الله، بأمر عليه نقدر ما إلا القدرة كنه من ندرك لا بالقدرة الله نصف حينأصحاب كان إذ وقدرته؛ الله لعلم إنكار أنه منه يفهم أن يجوز لا مما الصفات سائرعن تعجز مرتفعا الإلهي بالكمال ويرتفعون الكمال نقائض ينكرون الإلهي الفيض

العقول. إدراكهيعرفون، لا بما يهرفون ممن فهمه في للخلط عرضة أسلفنا كما المذهب هذا لكنالمناقضة أشد الحلول مذهب يناقض وهو الحلول مذهب وبين بينه يخلطون هؤلاء فإنغاية هو أفلوطين عند الجسدية المادة أوهاق4 من الخلاص فإن الإنكار، غاية وينكره

الأجسام. في وتعالى سبحانه الله بحلول القول مع هذا يتفق ولا والتطهير، التنزيه

الدابة. به فتؤخذ أنشوطة وفيه يرمى حبل بفتحتين: وهق جمع أوهاق: 4

103

والفاطميون الزهراء فاطمة

القائلين فإن متناقضان. مذهبان وهما الوجود وحدة وبين بينه يخلطون كذلكأفلوطين ينفيه قول وهو جميعا، الموجودات على الإلهية الصفة يسبغون الوجود بوحدة

والمتعددات. المحسوسات جميع عن «الأحد» لله تنزيها النفي؛ جداللاحق أن إليه فيخيل أناس بعد أناس في تتجلى الخلق حكمة أن السامع ويسمع

الأنبياء. كرسالة رسالة عصر كل في الله مشيئة قيام أن أو السابق من أفضلفي الخبط إلى وجر طائل، غير في الحقيقة على جنى قد المذهب فهم في الخلط هذا

والادعاء. الحذلقة وحب العقل وخفة الحماقة لولا علة لغير الظنونفيها ويهرفون5 الفلسفة يتعاطون الذين هؤلاء من الأندلسي هانئ ابن كان وقدنشأت طبيعة هي بل الإسماعيلية مذهب على مقصورة حذلقته تكن ولم يعرفون، لا بمااتهامه من خوفا فأقصاه إشبيلية بصاحب يتصل وهو بالفلسفة ولغط موطنه، في معهفي قال التي الرائية بقصيدته الفاطمي المعز مدح ولما وخزعبلاته، أضاليله في بمشاركته

مطلعها:

ال��ق��ه��ار ال��واح��د ف��أن��ت ف��اح��ك��م الأق��دار ش��اءت م��ا لا ش��ئ��ت م��ا

ذلك: بعد قال لما وإلا الله من أقدر المعز إن يقول: أن يريد يكن لم

الأن��ص��ار أن��ص��ارك وك��أن��م��ا م��ح��م��د ال��ن��ب��ي أن��ت وك��أن��م��ا

بالقدرة؛ يوصف الله وأن والعلم، القدرة صفات عن سمع بما يتحذلق أن أراد وإنمافخلط المشيئة، تلك لإمضاء يندبه بمن تقوم وتعالى سبحانه مشيئته وأن يعطيها، لأنهحاجة بممدوحه ولا به تكن ولم به، اتهموه فيما العذر ولهم الناس واتهمه وخبط،

إليه.الشعر في والمبالغة الحذلقة ضروب من وأشباهه هذا عن النظر صرفنا إذا أننا إلاالمجاز عبارات من الطريق وأبناء المتصوفة يألفه لم ما القوم كلام في نجد لم خاصةكبير إمام من مثله يسمع لم شيء الفاطميين ثقات عن روي فيما وليس والكناية،

به. إعجابا بالمدح أطرى بصاحبه: الرجل هرف يهرفون: 5

104

الفاطمية الباطنية

محيي كتب وقد الصريح، الترسل كتب أو التأويل كتب في عربي بن الدين كمحييالنبوة، لبطلت ظهر لو سر «للربوبية فيها: يقول رسالة الرازي الدين فخر إلى الدينفقوام الأحكام، لبطلت ظهر لو سر بالله وللعلماء العلم، لبطل كشف لو سر وللنبوةوالوحدانية والاتحاد التوحيد عن قال ما آخر إلى السرية. يكتم الشرع واستقامة الإيمان

عليم.» علم ذي كل وفوق والأحدية.لا الناس لأن لازمة؛ النبوة إن قائله: لقال بالإغراب المتصوفة ولع لولا كلام وهذاأجمعين، الناس إلى تصل لا النبوة لأن لازم؛ العلم وإن بغيرها، الغيب سر يكشفونفي الإغراب ولكن الأحكام. تزجره والجاهل العلم يزجره العالم لأن لازمة؛ الأحكام وإنالقليل يفقهون من أو يفقهون ولا يسمعون من أساليب في والحذلقة المتصوفة أساليبللظنون. موجب لا حيث الظنون إلى يقود أولئك كل — الكثير الفقه يظهروا أن ويحبونتحارب دولة قيام إلى بالدعوة تقترن لم لو الفاطمية الباطنية إن القول: وجملةوالأقاويل التهم حولها اضطربت ولا الاستغراب، ذلك الناس استغربها لما القائمة الدولالأنحاء، من نحو على «باطنيا» العصر ذلك في مذهب كل كان فقد المضطرب، ذلكوإخوان الفلسفة وطلاب التصوف وأصحاب السنة أهل هذا في يتساوى أن وأوشكأن لهم طاب ما حين بعد حينا منه ويظهرون بينهم، العلم يتذاكرون ممن الصفاء

يظهروه.يؤلف كان — الفلسفة ومبغضي السنة أهل أقطاب من وهو — الغزالي فالإمامابن والإمام أهله، غير على به يضن ما كتبه من وكان للخاصة. يؤلفه ما غير للعامةالمعري العلاء وأبو والمعرفة، العلم تمام أنها ويرى ية بالسر يدين كان المتصوف عربيبعضا بعضهم يلعن أناس عن يعلم ما يخفي الدعاة داعي رأي في كان الحكيم الشاعر

جميعا: وشعارهم الدين، من والمروق بالكفر

ب��س��لام ع��ن��ه وام��ض ل��رام ج��ن��ب��ي��ك خ��لال��ك��لام داء م��ن ل��ك خ��ي��ر ال��ص��م��ت ب��داء م��ت

أن عنده فيها يهون لرسالة متجردا أو فيه، له حيلة لا لعمل مندوبا يكون أن إلافيه. يقال وأن يقول

بن الحسن دخول بعد الكثير أضيف إليها الفاطمية الباطنية أن المحقق ومنقبل، من تعهدها لم أنظمة الكثير هذا ومن زمرتها، في ذكره سيأتي الذي الصباح

105

والفاطميون الزهراء فاطمة

الذين الفدائيين نظام الأنظمة هذه وأهم منها، معقولة ولا لها لازمة تكن لم وعقائدعمل لهم يظهر لم فهؤلاء المخاطر، على والهجوم الغيلة حوادث في الرؤساء عدة كانواللخلفاء كان ولو سنة، مائة من بأكثر الفاطمية الدولة نشوء بعد إلا الباطنية خدمة فيمن ولا مذهبهم، غير من أحيانا الوزراء بهم استبد لما النظام هذا من جند الفاطميين

الخلفاء. لأولئك المخلصة الإسماعيلية لطوائف المجاملين

ينسب الذي الجيوش أمير وهو — الخليفة دون بالأمر الجمالي بدر الأمير استبد فقدالآمر الخليفة مع وسار بعده من الأفضل ابنه وجاء — والجمالية مرجوش حي إليهمذهب غير الشيعة مذاهب من مذهب على الأفضل وابنه بدر وكان أبيه، خطة علىالمصرية، الديار من وغلاتهم قادتهم من أناسا ونفوا الإسماعيليين فصادروا الإسماعيلية،بقصر إليه دخوله عند قتله في عمه ابن إلى فتحدث ذرعا بوزيره الآمر الخليفة وضاقعلى أشفق ولكنه المستبد، الوزير من الخلاص وجوب على عمه ابن ووافقه الخلافة،رجل بتحريض عليه وأشار رحابه، في والكبراء الوزراء اغتيال جرائر من القصر سمعةواتفقا طاعته، على له مكافأة سيده بمنصب وإغرائه قتله، على نفسه الوزير صنائع منالوزارة، في طمعا به أمروه ما هذا فقبل المهمة، لهذه البطائحي ابن المأمون اختيار علىثم مصر من نفاهم الذين الوزير أعداء غير مهمته على يعينه من البطائحي يجد ولمبالعفو ووعدهم لهم البطائحي إغراء منه الانتقام على وشجعهم خفية. إليها تسللواالفدائيين نظام كان ولو الدولة، وزارة إليه آلت متى إليهم الوظائف وإسناد عنهمالإسماعيلية لمذهب المخالف الأرمني الوزير استطاع لما الفاطمية الدولة في يومئذ معروفايديه بين الوزير اغتيال في التفكير إلى المطاع الإمام احتاج ولا المطاع، بالإمام يستبد أنوالاستعانة والإغراء الوعد على فيها اعتمد التي المؤامرة تلك تدبير إلى ولا الخلافة، بقصر

والترات.6 المطامع بذويكما — استيلائه بعد إلا الفدائيين نظام إلى يعمد لم الصباح بن الحسن أن شك ولاالجيوش تجرد حوله دول من نفسه حماية إلى واضطراره «آلموت» قلعة على — سيليوعددها عدتها بمثل عليه الزاحفة الجيوش تلك يقاوم جيش بغير قلعته في وهو لقتاله،

القتال. ميادين في

الثأر. وهي ترة، جمع الترات: 6

106

الفاطمية الباطنية

التخفي في وأمعنت وسائلها، وتغيرت موضوعها تغير حين كلها الدعوة تغيرت وقدفي خصومها وأمعن خصومها على الهجوم في أمعنت حين الواقعية، «الباطنية» في أو

عليها. الهجوم

الدعاة وأتباع الدعاة استخفاء كان فقد الباطنية زمرة في الصباح ابن دخول قبل أمالحكومات بالطاعة تدين واسعة بلاد في الدعوة أصحاب لانتشار عنها محيد لا ضرورةالاستخفاء هذا يكن ولم أعداءها. ويناصر يخالفها ما بكل التنكيل إلى تسرع متوجسة،وتضليل الدين هدم على النية بيتوا يهود» أو «مجوس عليها تمالأ التي الدسيسة لترويجمعهم رعاياهم يشركوا أن شك ولا الحكومات تلك لأصحاب لزاما كان بل المسلمين،ملك طلاب الإسماعيليين إن الرعايا: لأولئك قالوا أنهم فلو الإسماعيلية، من الخوف فيعلى والدلالة حربهم في ساكنة الرعايا لأولئك تحركت لما الزمن، ذلك ملوك من ينتزعونهبعلمهم يستحقونه لا أناس أيدي في الحكم أن يعلمون الرعايا أكثر كان إذ مكانهم؛والترك الديلم أجناد من الفعال السلطان أصحاب وأن بنسبتهم، استحقوه وإن وعملهمالإسماعيلية خطر يكن لم فإن الفاطميين، على دخلاء كانوا كما العباسيين على دخلاءما قليل، ولا كثير في الناس يهم لا خطر فهو جميعا المسلمين وعلى الدين على خطرا

والدسوت.7 العروش أصحاب على مقصورا دامالحقائق تنكرها خرافة وهي واليهود، المجوس إلى النسب خرافة راجت ولهذاالباطنية أصحاب إلى نسبته ثبتت ما وكل التاريخية، الشواهد تؤيدها ولا النفسيةبل وشيعيين، سنين من المسلمين طوائف عليها يختلف التي المسائل من فهو الفاطميةبإمامة والقائلين موسى بإمامة القائلين بين أنفسهم الإماميون الشيعيون عليها يختلفكله الإسلام لهدم دسيسة كله ذلك وراء وليس الصادق، جعفر أبناء من إسماعيل

أجمعين. المسلمين وتضليل

الإلهي الفيض مذهب هو أنه الفلسفية الوجهة من الإسماعيلي المذهب في القول ومحصلالدعوات أصحاب وغير السياسية الدعوات أصحاب من المسلمون المتصوفة اعتقده كماالصحيح التأويل على القادر وحده وأنه الإمام بعصمة القول إليه يضاف السياسية،

البيت. وصدر المجلس وهو دست، جمع الدسوت: 7

107

والفاطميون الزهراء فاطمة

إمام لكل الواجبة بالعصمة القول أن هنا نذكر أن وينبغي التنزيل، ببواطن والإحاطةالفارابي الفيلسوف فإن الفاضلة، المدينة حكومة في الفلسفة مذاهب من مذهبا كانوالخيال والعلم العقل كمال الفاضلة المدينة لإمام طلب قد الثاني بالمعلم يلقب كان الذي

للمتشيعين. محبا الشيعة من قريبا كان لهذا ولعله والخلقة، والخلق والذوقالإمام غير خليفة كل سب به المؤمنين على يوجب لا الأئمة بعصمة القول كان وقدالفاطميين غلاة من طائفة ألسنة على جرى الخلفاء سب ولكن الأكرمين، وأبنائه علياعتقادا ينكره لا من أدبا واستنكره وحكماؤهم، عقلاؤهم فاستنكره الفاطميين، وغيرحال، كل على الباطلة المسبة من عذر ولا وبنيه، علي الإمام غير لأحد الخلافة يرى ولاهو سنة، سبعين أو ستين المنابر على علي بلعن الألسنة أطلق الذي القبيح الخلاف ولكنرضوان الآخرين الأئمة أقدار على بالجرأة ذلك بعد الألسنة أطلق الذي القبيح الخلاف

أجمعين. عليهم الله

108

عشر الثالث الفصل

اح الصب بن حسن

دخول بعد الإسماعيلية الدعوة نظام على طرأ الذي التغير إلى السابق الفصل في أشرناابن عن رويت التي والأعمال الأخبار جملة من وسنرى زمرتها، في الصباح بن الحسنإلا الدعوات من لدعوة تتصدى لا التي الشخصيات تلك أصحاب من الرجل أن الصباحيتعلقون الذين أولئك من يكن لم وأنه بطابعها، وطبعتها عندها من شيئا إليها أضافتحين وجهتهم إلى الدولاب يديرون الذين من كان بل وجهته، إلى يديرهم كبير بدولابدولابا لأنفسهم يخلقوا أن يستطيعون لا أنهم إلا به التعلق إلى يدفعهم ولا به، يتعلقون

الآخرون. به يتعلق مستقلافيه واحدة صفة على الرجل عن رويت التي والكاذبة الصادقة الأخبار واتفقتوالغلبة، بالسيطرة الجنون وهي السواء، على الكاذب والخبر الصحيح الخبر يثبتهالأنه فيها؛ رغبة ولا للسيطرة حبا نسميها ولا بالسيطرة الجنون نسميها أن ونتعمدغير لها مسوقا معها فمضى النزعة تلك غلبته من أول كان أو نفسه لدفعه مغلوبا كان

معها. الراحة ولا بها الوقوف على قادرلا لأنه بالسيطرة؛ يهيم من بين عظيم الفرق ولكن إنسان، لكل محبوبة والسيطرةيفضلها أو سيطرة بغير عيشة على يفضلها لأنه يطلبها؛ من وبين بغيرها، العيش يطيق

للمسيطرين. والإذعان الطاعة عيشة علىعليها الحصول بين المفاضلة في مختار وهذا السيطرة، طلب إلى مضطر ذلك

يطيق. ما فوق الطلب جشمه إذا عنها الاستغناء يفضل وقد عنها، والاستغناءالمخاوف يثير ولا مطامعه يستر بحيث الدهاء من يكن لم ولكنه داهيا الرجل وكان

حوله. فيمن

والفاطميون الزهراء فاطمة

أعظم كانا إليها واندفاعه بالسيطرة هيامه ولكن الدهاء، عظيم داهيا كان لعله أوكل من الغاية تلك بلوغ وبين بينه وحيل منه كره على غايته فانكشفت دهائه. من

المنافسون. فيه ينافسه طريقمن خرافة كل يصدق بحيث الغفلة من يكن لم الرجل أن فيه ريب لا وممالم والشواهد التواريخ ولكن إليها، والدعوة نشرها ويتولى يذيعها كان التي الخرافاتجميع من يسلم بحيث الفكري السمو من كان أنه على يدل واحدا خبرا لنا تحفظإلى طريقه هو التصديق كان إذا سيما ولا الحقائق، من وراءها ما ويتبطن الخرافاتمن أو — النفوس مألوف فمن النظراء. على والانتصار الخصوم وقهر والغلبة السلطانبمطمعها، إيمانها ويعزز هواها على يواتيها ما تعتقد أن — خاصة النفوس هذه مألوفعلى طبعه فيروض محبوبه بعيوب العلم ويؤذيه الشك يؤذيه الذي المحب يفعل كماوانكشاف الشكوك عذاب من هواه على له وأعون له أريح لأنها العيوب؛ وتجميل اليقين

العيوب.يبدو شتى أعمالا لنا تفسر التي هي غيرها دون أمثاله في المعهودة الطبيعة وهذهيقع كيف ولكن حصافته، في شك لا حصيف فهو واحد، وقت في مخدوعا خادعا فيهاإليه الناس بأقرب البطش له يسول حتى به لج الذي السخف ذلك مثل في الحصيف

ولداه؟ أو ولده ومنهمعلى مغلوبا كان إذا منه، أسخف هو وفيما السخف، ذلك مثل في الحصيف يقعلا الذي الواجب ثوب وتلبسها نظره في تجملها بعقيدة دفعته تسويغ إلى مضطرا أمره

فيه. هوادة ولا عنه محيد

سلسلة كلها فحياته السلطان طلب في أمره على مغلوبا كان الصباح بن حسن أن ا أمفإنه السلطان، إلى السعي بغير أو سلطان بغير العيش تطيق لا طبيعة على الشواهد منوفطنته، دهائه من الرغم على منه وتوجس مكانته على خافه إلا قط بأحد اتصل ماعلاقة كل في الطمع دفعه منه تكشف لما وفطنته دهائه من أقوى طمعه يكن لم ولو

مكان. كل وفيببركة يرتفعون جميعا تلاميذه أن النيسابوري موفق الشيخ عن شبابه في سمعالسنة معهد الموفق الشيخ ومدرسة شيعيا الصباح ابن وكان الدولة، مراتب في تعليمه

والسلطان. الجاه في أمل على فيها للتعليم يختارها أن ذلك يمنعه فلم نيسابور، في

110

الصباح بن حسن

التواريخ». «جامع صاحب الله فضل بن الدين رشيد محبيه من ذكروه الذين ومنكان أنه الملك نظام الوزير وبين بينه العداء سبب إن يقول: صباه عن روايته وفيمن منصب إلى أحدهما وصل إذا المعونة على فتعاهدا نيسابور مدرسة في معه يتتلمذوولاية الري ولاية بين ه فخير وعده الوزير استنجز قد الصباح ابن وأن الرئاسة، مناصبفاستبقاه الولايتين، هاتين بإحدى يقنع فلم الهمة عالي الصباح ابن وكان أصفهان،

الولاة. مكانة من أكبر مكانة إلى فيه يترقى أن عسى الديوان في الملك نظاممنها يصح حال كل على ولكنها والمناقشة، للنقد عرضة الصورة هذه على والروايةكان أنه — مبغضيه عن فضلا محبيه من — للرجل المؤرخين علم وهو واحد: شيء

صباه. منذ المطامع بعيدبإنجازه الملك فوعد الملك نظام أعمال من لعمل تصدى أنه الديوان في وهو وحدث،أن أراد الذي الباب عليه وأوصد سعيه إحباط على هذا فاحتال الوزير، ينجزه أن قبل

كتفيه. فوق منصبه إلى منه يندفعتعلمه ما كل استوعب إنه الفاطمي: الخليفة للقاء مصر إلى سفره تعليل في وقيلبالشخوص العلم من المزيد فأراد الدعوة، بأسرار علمه جانب إلى فاستصغره الدعاة مندعاة عن غابت التي الإسماعيليين علوم هناك يستوفي لعله القاهرة، في الحكمة دار إلى

العراق.لا الذي المسعى هو الفاطمية الخلافة عاصمة إلى الشخوص أن الواضح ومنبين له وليس بغداد في مطمع له فليس الدولة، مناصب في طامع همة عنه تنصرفالمنصب بلوغ وهو عنه، منصرف لا واحد أمل إلا له يبق ولم محمود، مقام السلجوقيين

والدعاة. الدعوة ومرجع الخلافة عاصمة في المرموقالمطامع كبير الشكيمة1 قوي رجل فيها تحكم وقد القاهرة بلغ حظه لسوء ولكنهومن السبيل، إليهما تمهد لو والملك الإمارة دون بهما يقنع ولا والوزارة القيادة يتولىالمستعلي يختار أن له زين أو الخليفة وأكره الخليفة، ابن المستعلي، للأمير بنته زوج ثم

بعده. من لذريته الملك توطيد في أو لنفسه استطاعه إن الملك في أملا عهده، لولايةالذي الند هو وذلك إليه، الإشارة سبقت الذي الجمالي بدر الجيوش أمير هو ذلكلولاية نزارا فاختار القاهرة، إلى وصوله بعد ومداورته لمصاولته الصباح ابن تحفز

القلب. وقوة الفرس. فم في المعترضة الحديدة الشكيمة: 1

111

والفاطميون الزهراء فاطمة

المذهب أساس من واستمد الخلافة، وعرش المستعلي بين يحول أن جهده واحتال العهديدي بين مثل أنه فزعم أبيه، بعد للخلافة نزار ترشيح بها يدعم حجة كل الإسماعيليالإسلامية. الأمم بين عهده ولي وإلى إليه يدعو أن الخليفة إليه فوكل المستنصر، الخليفة

نزار. إلى فأشار العهد؟ ولي ومن فسألته قال:وثبتت الصادق، جعفر بن إسماعيل إلى صارت التي الولاية قصة تشبه قصة تلكتبديل يرفضون الإسماعيليين فإن موسى، لأخيه وإسنادها ولايته عن أبيه عدول بعد له

البداء. عن يتنزه والله الله، بأمر الولاية لأن العهد؛ ولايةالذي كالأساس أساسا لها أقام لنزار الولاية يثبت أن الصباح بن الحسن أراد فلماالمستنصر الخليفة عن القصة تلك وروى مبدئها، من الإسماعيلية الدعوة عليه قامتمنزل أنزله بل لقائه، إلى يدعه لم الخليفة أن المؤرخين ثقات من أناس عند (والأرجحابن ولكن والإقصاء)، التقريب بين يتردد أمل على أبقاه ثم الضيافة، دار في الكرامةمصر، من بحياته فنجا الجيوش أمير من الخطر وأحس الانتظار عليه طال قد الصباحالمذهب في جديدة دعوة له ينشئ الخطر من الإفلات بعد وراح بالنجاة، يصدق ولما

نزار. إمامة إلى الدعوة وهي الإسماعيلي،حيث الجديدة دعوته لينشر وفارس والعراق الشام بلاد في يطوف الحسن وراحأشد على الفترة تلك في كانت الغلابة النفس حوافز أن ويبدو والمطاردة، الرصد يأمنإليه، المخرج يعلم ولا ينازعه الذي بالمطمع وضيقا لقيه بما حرجا عليه، غلبة تكون مامن لانتزعت إليهما أركن صديقين معي أن لو أصفهان: في أصدقائه لأحد يوما فقالما لضيفه يتخير أن طباخه وأوصى الجنون صديقه به فظن عرشهم. السلاجقة هؤلاءعقله في الشك خامره قد صديقه أن الحسن وأدرك غذاؤه، وطاب الطعام من لطف

لسبيله. ومضى فتركهفي القديم أستاذه عن يبحث كان أنه التطواف هذا في وحركته مساعيه من والظاهرزين ثم عنه الوكالة ولاه قد عطاش ابن وكان عطاش، بن الملك عبد الإسماعيلية الدعوةالذين المستترين الدعاة بعض أسماء على إليها سفره قبل وأطلعه القاهرة، إلى السفر لهولا الدعوة لبث المدخرة الأموال مكامن أستاذه من يعرف لم ولكنه طريقه، في يلقاهمالمؤتمنين عند له علامة وتكون أخذها من تمكنه التي السر كلمة الحال بطبيعة عرفإليه، اطمئنانه من ووثق بلقائه ظفر حتى عطاش ابن يتعقب الحسن زال فما عليها،

عليها. فأطلعه المخبوءة الودائع أسرار استطلعه ولعله

112

الصباح بن حسن

العباس بني وخلفاء السلاجقة بلاد بين رحلاته في الحسن تجارب أن وواضحلم ولكنها الولاية، طريق من السلطان إلى الوثبة من أيأسته قد الفاطمية الدولة وخلفاءإلى همته به فطمحت طبعه، في هواه لاستقرار كان حيث السلطان إلى الوثبة من تيئسهخليفة. أو ملك يد فيه إليه تمتد ولا بحكمه ينفرد الدولة أطراف في المعاقل من معقلرهط مع إليها فخرج الديلم، بلاد من لمطلبه أصلح هو ما منها يجد فلم الأطراف وتخيربالإمامة بايعه لنزار ولدا الأثناء هذه في مصر من تلقى إنه وقيل: وأتباعه، صحبه منالعلويين، من زعيم فيها يقيم قلعة إلى المطاف به انتهى حتى إليه، ودعا باسمه وعملويجمع لمذهبه الدعوة ينشر وهو عنه وتغاضى والسعة الرحب على فأنزله فاستضافه،عليها واستولى القلعة صاحب فطرد الأثير ابن يقول كما أمره أحكم ثم حوله، الأنصارمجموعة أن الإقليم أهل إلى خيل أنه انتزاعها على وساعده تجاورها. التي القلاع وعلى(٤٨٣) وأربعمائة وثمانين ثلاث سنة الهجرية: السنة تلك توافق الجمل بحسب حروفهامنها تتألف التي والتاء والواو والميم والألف والهاء واللام الألف حروف مجموعة وهيمن المعلم النسر بمعنى لهم فسرها أنه القوم أذهان في الحيلة وأتم الهاموت، كلمةإيماء المعلم، أو المعلوم بمعنى و«اموهث»2 الفارسية في النسر بمعنى اللام بضم «إله»لا تعليم الباطنية مذهب في والدين الشاهقة، النسر قمة من الدين بتعليم الغيب من

زمان! كل في الإمام عن يستغني

الأحاديث تزجى3 التي العجيبة القلعة تلك أسرار عن والسياح المؤرخون تحدث وقدبالعجب، والتحدث العجب إلى الاستماع يحبون لأنهم فيصدقونها؛ الناس بين عنهاعليهم يصعب كما فيه يفرطوا أن عجيب حديث على العثور بعد عليهم ويصعب

نادرة. تحفة كل أو عجيبة قنية كل في التفريطالطبيب أستاذه من الحشيش سر عرف الصباح بن الحسن أن الأعاجيب هذه منلأنه عيانا؛ الجنة برؤية أتباعه لإقناع به توسل وأنه دعوته، نشر في فسخره عطاش ابنالتي الطرب بمجالس عمرت حديقة إلى يدخلهم ثم الحشيش دواخين عليهم يدير كانالخدر غيبوبة في وهم منها يخرجهم ثم الراقصات، فيها وتتلاعب القيان، فيها يتغنى

اللام. بفتح آلموت أو آلامواث» «لعة القلعة اسم ينطق 2تحصيلها. سهل حاجتي وفلان برفق. دفعه وأزجاه الشيء الرجل زجى تزجى: 3

113

والفاطميون الزهراء فاطمة

على قادر وأنه الفردوس جنة إلى نقلهم قد أنه يستيقظون ساعة وهمهم في ويوقعالسماء. إلى أعينهم بشهادة ذاهبون طاعته في ماتوا إذا وأنهم يشاء، حين إليها مرجعهمكان الذين أتباعه طاعة يفسر العياني» «الإيمان هذا أو الإقناع هذا وإن قالوا:فيهجمون وأجنادهم، حاشيتهم بين والأمراء الوزراء من أعوانه على بالهجوم يأمرهمأطلقت التي Assasin «أساسين» كلمة وإن نادمين، ولا وجلين غير ويغتالونهم عليهمإلى نسبة الحسنيين أو الحشاشين كلمة إلى ترجع والعظماء الملوك قتلة على الغرب فيلمولاه طاعته من يبلغ كان الجبل شيخ أتباع من الفتى إن وقالوا: الصباح، بن الحسنكان أحدهم وإن يتردد، ولا بنفسه فيلقي حالق من نفسه بإلقاء الشيخ إليه يشير أنيفعل وأنه منهم، يميزوه لا حتى لغتهم ويتكلم بالنقمة المقصود الأمير جند بين يقيمهؤلاء أمهات وإن مكانها، من الهرب في يجتهد ولا جهرة يفعلها أن ويتعمد فعلتهفي يفلحوا ولم إليهن الأبناء عاد إذا ويبكين الفداء خبر سمعن إذا يزغردن كن الفدائيين

الأعداء. أولئك اغتيالكما الحسن عن ويروى الأمم، بين ويتناثر يتعاقب وأشباهه بهذا الحديث وظلأوائل في المشرق في ساح الذي «ماركوبولو» البرتغالي، الرحالة عهد إلى خلفائه عن يروىبين العشرين القرن في مقبولا الخرافي التفسير هذا يزال ولا للميلاد، عشر الثالث القرن

والقراء. المؤرخين من الأكثرينفإن الصباح، بن حسن قلعة في أصل المزعومة للجنة يكون أن ا جد نستبعد ونحنذلك القصة منها نسجت التي الخيوط من خيط كل في التصديق من أرجح التكذيب

المريب. الواهي النسيجأتباعه، وعلى نفسه على والشدة بالصرامة معروفا كان الصباح بن الحسن إنفي اليسير من يكن ولم وتلاميذه، أتباعه أمام رياء أو رياضة ويتقشف يتنسك وكاندون طويلا زمنا والغناء الراقصات ومجالس القيان أمر يخفى أن المنفردة القلاع تلكعن المعروف من وليس أجمعون، القلعة جيرة عليه يطلع لم إن المقربون عليه يطلع أنكلهم عليهم يتلبس وأن واحد، وقت في ويفقدوه وعيهم يحفظوا أن الحشيش مدخنيصاحبه يهيئ أنه الحشيش عن المعروف من وليس الالتباس، هذا والسمع العيان أمر

سنوات. أو شهورا عليها والإصرار المخاطر على الإقدام لموقفلم المؤرخين من أحدا وأن سره، على أحدا يطلع لم الجبل شيخ أن المحقق ومنيتتبع أن العسير من فهل بعينه، شاهد من روايتها يسمع ولم بنفسه الجنة تلك يشهد

114

الصباح بن حسن

أزمنة من بعده ما إلى منه وسرت فيه نشأت الذي الزمن روايات من الخيال هذا مصدرالوسطى؟ القرون

كان وقد المشارقة، بين تنشأ ولم الصليبيين بين نشأت قد الخيال هذا روايات إنيؤمنون لا هالكون قوم عرفهم في وهم المسلمين، شجاعة تأويل إلى حاجة في الصليبيونموعودون لأنهم الجهاد؛ في يستميتون إنهم وكرروا: وقالوا لهم فخطر الصحيح، بالدينالشهادة استحبوا إذا الحسان، الحور فيها وترقص الأنهار تحتها تجري التي بالجنة

الله. سبيل فيأو السبب كذلك سبب إلى أحوجهم الذي هو الفدائيين من الشجاعة واستغرابشيخ صدقوا الفدائيين إن يقول: روايته في ماركوبولو كان وقد السبب، ذلك من أغربإنهم يقول: وكأنه السلام، عليه النبي يصدقون العرب من المجاهدون كان كما الجبل

مخدوعون. شجاعتهم في فهم هالكون، قوم وهم الموت يقبلون لهذايقدمون وكيف الطاعة هذه شيخهم الفدائيون يطيع كيف عجبوا قد القوم إنالحشيش، وعرفوا الموعودة، الجنة غير سببا لذلك يتخيلوا فلم المحتوم. الموت على بأمرهفي الحشيش ذكر جاء وقد العيان. رأي الدنيا هذه في ترى التي الجنة سر فيه فالتمسواولا يستبيحونه كانوا الطرق شيوخ من أناسا أن بعضهم وذكر الشرق، مؤرخي كلامالحشاشين جماعة سلجوق آل مؤرخ البندري وذكر المحرمة، المسكرات من يحسبونهلا الغرب مخترعات من فهي المزعومة «آلموت» جنة أما الإسماعيليين، طائفة بهم وعنىأسندها الغرب مؤرخي من أحدا أن ولا قديم، إسلامي مؤرخ كلام في وردت أنها نعلمكتب لكانت الإسلامي المشرق من مصدر لها كان ولو الإسلامية. المصادر من مصدر إلى

الأوروبيين. كتب من بابتداعها أولى الشرقغير اختراعها إلى دعاهم الذي الغرابة وجه أن الخرافة هذه في البطلان دلائل وأولتصلح ولا الزمن، ذلك في الأئمة أتباع إلى شيء أقرب كانت الدينية النخوة فإن غريب،المجردين الفتيان عن فضلا الفناء عجائز في النخوة تلك لتفسير عيانا الجنة رؤيةفالعجب عيانا، الجنة شهدوا لأنهم بالموت؛ يستهينون الفتيان أولئك كان فإذا للفداء.تلك بغير جأشهن ملكن كيف لنجاتهم وينتحبن بفقدهم يفرحن كن اللائي لأمهاتهم

العيان؟! رأى أبناؤهن رآها التي الآية

115

والفاطميون الزهراء فاطمة

العصر ذلك في لسان كل وحديث نفس كل رجاء المنتظر المهدي ظهور في الأمل كان لقدالزمن بأشراط أو الزمان آخر بفتن شيء أشبه العصر فتن وكانت بالمهدية، المؤمنين منبأتباعه وينجو جورا ملئت كما عدلا الأرض ليملأ المنتظر؛ المهدي فيه يظهر الذيفتيانا الفدائيين لتربية يتخير الجبل شيخ وكان والسلام، الخلد حظيرة إلى ومصدقيهالمشقة على تدريبهم في يأخذ ثم الحلم، يبلغوا ولما والمضاء العزيمة فيهم يتفرس أشداءنشأ التي الأطراف تلك في الجبال أبناء من وأكثرهم عشرة، الثانية دون وهم والطاعة

والإيمان. للتصديق استعداد وعلى الفطرة على أبناؤهاوالوزراء الأمراء منها فخرج الأطراف تلك في شاع قد العلوية بالدعوة الإيمان وكانمن إرادة الجبل لشيخ وكانت بغداد؛ في وهم القاهرة خلفاء بايعوا الذين الديلميونالتنويم، على عنده المدربين على المغناطيسي» «المنوم تسلط أجناده على تتسلط حديدرؤية إلى حاجة من ولا غرابة من الاستشهاد على وإقدامهم هؤلاء طاعة في يكن فلمالصراع أذكاها التي النخوة من فتر ما فتلهب الصليبية الحروب وتأتي بالعين، الجنةللاستشهاد المدخر الفتى يحتاج فلا والسلاطين. والخلفاء والطوائف والفرق الدول بين

والرقيب. الوازع إلى يحتاج لعله بل حافز، أو دافع إلىالسرية الجماعات في لأتباعهم القادة خداع عن كتبوا الذين الأوروبيون والمؤرخونومنهم الاتهام إلى يسرع من ومنهم يسيئه، من ومنهم التفسير يحسن من منهم كثيرون،«مؤسس كتاب صاحب الروسي إيفانون التفسير أحسنوا الذين فمن فيه، يتريث منحون يصح ممن وهو ،The Alleged Founder of Ismailism المزعوم» الإسماعيليةلتعليم يختارون الذين المربين» «الأساتذة قبل من الاختلاف ويرجحون الفاطميين نسببن الله عبد عهد من بالخداع الدعاة عم وقد الدين، وفقه العلوم في وتثقيفهم الأمراءسنان»، الدين ورشيد الصباح بن حسن «المهدي من «آلموت» أئمة بالذكر وخص ميمون

الدعاة. هؤلاء وسائرعند فيه ريب لا ما فذلك بالخداع أتباعه يسوق كان الصباح بن حسن أن فأماهو وأنه ينخدع ولا يخدع هو أنه عليه القول يصدق فهل الأنصار، عند ولا الخصوم

يساق؟ ولا يسوق

الوجوه، من وجه على بدعوته الإيمان من خلوا يكن لم «المهدي» هذا أن عندنا الراجحإيمانه في للشك داعي ولا متردد، غير وصامد هازل غير جاد عمل الدعوة في عمله وأن

ومتبعيه. لسامعيه يقول ما بكل إيمانه في كبير شك هناك كان وإن بعمله

116

الصباح بن حسن

والخداع؟ التضليل إلى الانصراف كل منصرفا الإيمان من خلوا نتخيله بالنا وماأليس تركه؟ على قادر غير عمله إلى مدفوعا الإنسان يكون أن الإيمان دواعي من أليسالآخرين؟ أعمال في اعتقاده من خيرا عمله في الإنسان اعتقاد يكون أن الإيمان دواعي منلتلك حجة عمله من يستمد وأن صالحة برسالة نفسه يقنع أن الإيمان دواعي من أليس

الرسالة؟النفس إليه تندفع حين يكون ما لأقوى وإنه متواتر، معروف الذاتي» «التنويم إن

ودواعيه. الزمن أحوال من عذر لها وذريعة فيها، لها حيلة لا ضرورةبالإقناع طويته في ترسخ أن قبل سلبية رسالته في الصباح ابن عقيدة بدأت وربما

والغموض. الوضوح بين وسطا أو واضحا الموجبذوي وضلال العصر بفساد فيه مثنوية لا إيمانا آمن أنه السلبية بالرسالة ونعني

صواب. على فهو فسادهم واستئصال حربهم في يفعل مهما وأنه فيه، السلطانيصنع فماذا والسلطان، السيادة إلى فطرية دفعة السلبية الرسالة بهذه وتقترن

والثبات؟ العزيمة متصل قويا عملا بها يعمل لم إن الدفعة بهذهالغالبة النفوس هذه أصحاب إلى أحب والموت غيره سيادة إلى يستكين أن إماوبرهان مسوغ من له بد ولا قدما يمضي أن ا وإم الخضوع، استكانة من المغلوبةاليأس لجج في الغرق من ينجوان حين والبرهان المسوغ من السريرة إلى أسرع وليس

والهوان. الفشل وظلمات والانكسارله: قيل لو رجل رجلين، بين كانوا الناس إن العصر: ذلك في الدعاة داعي قال وقديقول: للعقل منتحل «أو والتصديق بالقبول إلا قابله لما باض جملا أو طار فيلا إنالشرائع بأوضاع مستخف فيه، الناس ما لجميع مبطل عباده، على تعالى الله حجة إنهللجاهلين مقمعة لكونها بمكانها، المنفعة وعظم عليها المساعدة بوجوب ذلك مع معترف

المجازفين.» المجرمين رءوس على ولجاما

طويتهم في وليس والسلطان، السيادة طلب إلى طبائعهم في دفعة لا قوم عقيدة وهذهيهدأ لا رجل طوية في العقيدة هذه كانت فإذا السكون، آثروا إذا الحركة إلى يثيرهم ماللقمع أهل حوله الذين وأن والإمامة، للقيادة أهل أنه إلا نفسه في يرى ولا يستكين ولاعلى غاية لتحقيق والخاصة العامة خداع لنفسه يسوغ أن عليه اليسير فمن والنكال،

سواه. أيدي على يحققونه مما وأصلح فيه، هم مما أصلح هي يديه،

117

والفاطميون الزهراء فاطمة

وسوغ الناشئين، المتعلمين وخداع الدهماء خداع جمهوريته في أفلاطون سوغ وقدالمريدين إلى الأمر وتقريب العيون بعض عن الحقيقة حجب قبله من فيثاغوراسفي وليس السيادة، بدفعة مأخوذا منهما واحد وليس ذلك وأباحا والإشارات، بالرموزفلم قدميه. إلى رأسه من الصباح بن حسن لفت التي كالدعوة عامة سرية دعوة زمانهااطلع أنه البعيد من وهل الصباح؟ بن لحسن الدهماء قيادة في المذهب هذا يسوغ لامن الباطنية باقتباس القول إن أفلوطين؟ على اطلع كما وفيثاغوراس أفلاطون علىللهداية نفسه ينصب أن الحكيم بحكمة يخل مما فليس متواتر، راجح الحكيمين هذين

أراد. حيث به يتوجه الله عناية إلى ورسالته نفسه ويسلم

آدم بني بين الندرة من أندر مراجعة ولا مواربة بغير للإيمان الخالصين المؤمنين إنالشك بين يوفق كيف حالاته بعض في عرف إلا بعقيدة آمن أحد من وما وحواء،

اليقين. ويستلهمه لله الأمر يسلم وكيف والاعتقادالوقاية إيمان بالعقيدة يؤمنون ذلك، من أكثر نقل لم إن مائة، كل في وتسعونقوة استطاعت وإذا الهداة، به يعدهم أو أنفسهم به يعدون فيما الرغبة إيمان أوأن القوة بهذه فأحرى مرشد، دليل أو منجد لقائد بالتسليم الملايين تقنع أن الاعتقادالطاعة منهم مستحقا أصحابه وعلى لعقابه، مستحقين خصومه على يده وتبسط تقنع

والتسليم.عليه عسيرا يكن ولم نرى، فيما بعمله الإيمان من خلوا الصباح بن حسن يكن لموسهولة الزمن فساد عليها ويحضه الفطرة، ضرورة بها تغريه دعوة إلى يركن أنالواضح علمه من بعلامة يعززها أن عليه يعز ولا فيه، المفسدين على للخروج المسوغفما حين، بعد حينا بالإلهام عليه يثبت بريق من فيه يلتمع وما الغامض، علمه من أومنزلة وذاك هذا وبين وعيه، لكل مالكا ولا صوابه عن غائبا حياته بقية الرجل عاش

والمخدوع. والخادع والمغلوب الغالبهجرية، ٥١٨ سنة في ومات هجرية ٤٨٣ سنة في «آلموت» قلعة على الحسن استولىكان لعله سنة، وثلاثين خمسا حولها ما على نفوذه باسطا القلعة لتلك مالكا فظل

الصين. تخوم إلى مراكش من الإسلامية الديار في رجل أقوى خلالهاواستعان الإمام، إلى للانتساب الروحية البنوة وانتحل بالمهدي ى وتسم عهده، وولى

«نزار». باسم لنفسه الدعوة أبواب الحسن أمام فانفتحت المذهب، في المراجع بتعدد

118

الصباح بن حسن

الإسماعيلي ذلك فساعد للهجرة، ٤٨٧ سنة الفاطمي الخليفة «المستنصر» وماتيشاء. كما وإمام ومهدي حجة فهو يدعيه، أن يروقه الذي المرجع انتحال على

الحيلة فمن الدخيلة. والفتنة والغيلة، الحيلة، ثلاث: على سلطانه توطيد في اعتمد وقدآلموت قلعة على استيلائه بعد لمحاصرته فرقة إليه سير ملكشاه السلجوقي السلطان أنالقلعة بشأن استخفافا الملك نظام وزير أوصاه كما الجند من يستكثر ولم بسنتين،على وطال الموحشة والقفار الجرداء الجبال بين بالقلعة الفرقة أحاطت فلما وحاميتها،تحمل فيما الخمور تحمل بقافلة الحسن أمر والحواضر العواصم بلهو العهد جنودهاالخمر زقاق4 على أيديهم وقعت فما المحاصر، الجيش من مرأى على فسيرت المتاع منالقلعة حامية عليهم فانقضت ويهزجون، يقصفون5 وانطلقوا أجوافهم في أفرغوها حتى

بال. ذات بخسارة الحامية تصاب أن دون من وتشريدا ونهبا قتلا فيهم وأمعنتالمحاصرون فضيق المرة، هذه في وزيره نصيحة إلى أصاخ وقد الكرة ملكشاه وأعادالوزير إلى وأرسل الغيلة، على الرجل فاعتمد الحيلة وبطلت وساكنيها القلعة مسالكاستدعاه حيث إلى الوزير سيره الذي الجيش فعاد فقتله، الفدائيين فتيانه من فتى

المغول. من الغارة واتقاء الفتنة اتقاء في إليه لحاجته ملكشاه،أنها والأشياع الأتباع ويزعم ملكشاه فيموت الحوادث. مصادفات الرجل وتساعدفلا الفرص مواقع إلى الرجل ويتنبه واحد، بعد واحدا أعدائه من تنجيه المهدي كرامةأحدهما ينصر أن همه جعل ملكشاه ولدي بين الفتنة نشبت فلما فائتة. منها تفوتهأو الغيلة سلاح المنتصر الجيش على فيسلط بأخيه، يظفر أن يوشك حتى الآخر علىهو ممن شك في المحاربين يترك أن الفتنة هذه في أساليبه ومن الدخيلة. الفتنة سلاحالإسماعيليين من أنه الأمير دولة في أعدائه أحد عن يشيع وقد عليهم، هو ومن معهملابن العداء ويظهر إليه فيقرب ذلك غير الأمير يوهم وقد المستترين، «الصباحيين»

ومتبعيه. الصباحفي وأغناهم الملوك أقوى من وكان ملكشاه، بن سنجر السلطان إلى العرش آل فلمامن كان إنه المصالحة: أسباب في وقيل الصباح. ابن مصالحة من بدا يجد لم عصره،

وغيره. للشراب يتخذ الجلد الزاي): (بكسر زق جمع الخمر: زقاق 4

واللهو. والشرب الأكل في أقاموا القوم: قصف يقصفون: 5

119

والفاطميون الزهراء فاطمة

السرية الدعوة تكون أن من وتخوفه وأجناده، وقواده حاشيته في السلطان شك أهمهاوترك المسألة على الصباح ابن مع فتعاقد يعلم، لا وهو إليه الناس أقرب عليه قلبت قد«آلموت» حصار إلى طريقه في وجد أنه ويروى إقليمه. في والإتاوات6 الضرائب جباية لهفي يغمده أن على قادر هنا غرسه الذي إن عليه: مكتوبا فراشه في مغروسا خنجراالطاعة ويعلنون الباطنية العقيدة يضمرون أنهم الحصون أمراء عن سمع وأنه صدرك،

القتال. على المسألة فآثر الجبل، شيخ من الأمر انتظار في للسلاجقة

الخلاف بسقوط يبال لم بل الفاطمية، الدعوة عن بالانقطاع الجبل شيخ يبال ولمأن شيء كل قبل وهمه وخفية، علانية خلفائها تهديد عن يحجم ولم الفاطميةالدعوة فانقسمت هوادة، ولا مشاركة غير في به والثقة لطاعته خالصين أتباعه يكونمتنازعان: معسكران والعراقية الفارسية البلاد في لها وأصبح نفسها على الإسماعيليةويحارب الجبل لشيخ المهدية ويدعي نزار، إلى يدعو الصباح ابن معسكر أحدهمااليوم منها وبقيت وأبنائه. المستعلي إلى يدعو والثاني الإسماعيليين، من الآخر المعسكرعما سيظهر المنتظر المهدي إن يقولون: البهرة، باسم المعروفين الإسماعيليين طائفةفمن عام، كل في الحج موسم يحضر وإنه الفاطمي، «الآمر» الخليفة سلالة من قريب

رآه. فقد الحج مواسم من موسم في جميعا الحجاج رأىمن الأخيرة السنوات في الرجل حياة هي النفسانيين والباحثين المؤرخين وحيرةامرأته غير فيها أسرة له تكن ولم دخولها، بعد يفارقها يكد لم إنه آلموت. بقلعة مقامهالمحرمات استباحة إلى ذريعة إنه مذهبه: عن قيل الذي «الباطني» الزعيم وهذا وولديه.من المباح عن وعزوفه واعتكافه زهده على عنه الكاتبون اتفق قد اللذات على والتهالكإياه لمخالفته قتله أنه ابنه قتل حين المؤرخين بعض وزعم الحرام، عن فضلا الأطايب،في وهو الاثنين ولديه قتل بل واحدا ولدا يقتل ولم الخصوص، على الخمر شرب فيفي تحصى لا حيرات من أخرى حيرة هي وهذه الذرية، في بعدها له مطمع لا شيخوخة

الخصوص. على وفاته قبيل مسلكه وفي كله، العجيب الإنسان هذا مسلك

الخراجية. الأرض على يؤخذ المال الإتاوة: الإتاوات: 6

120

الصباح بن حسن

أبنائه قتل منه يستغرب لا الجنون المطبق المجنون إن الجنون؟ مطبق مجنون هو هلأعضل غرابة لتخلفها تزول ولكنها القتل، غرابة بهذا وتزول شيخوخة، ولا شباب فيعام، بعد عاما المحكم التدبير على الجنون المطبق المجنون قدرة هي وتلك وأدهى،وفيهم والدهاة الأذكياء ومنهم وأعوانه وزرائه بين ومكانته مكانه حفظ على وقدرته

والإقدام! والهمة الشجاعةإراقة أجلها من ويستبيح والضنك الشظف على سبيلها في يصبر عقيدة له هل

الأعداء؟ كدماء الأبناء دماء الدماء،ويصبر بها وينخدع العقيدة يخلق أن البعيد فمن خلقا النزارية العقيدة خلق إنه

استباح. ما سبيلها في ويستبيح عليه صبر ما على سبيلها فيالعجيب. الإنسان هذا لطبيعة المقبول التفسير هو اعتقادنا في الحيرة يبطل والذيلا منه غريب هو ما الصباح بن حسن من نستغرب أن ينبغي إننا فنقول: ونبدأ

الناس. معظم كانوا ولو غيره، من غريب هو مافيهم، الحنان هذا فتور أو الأبوي الحنان من تجردهم الناس طباع في فالغريبالقوية النوازع جانب في الحنان عندهم يهون آحاد من البشري الجنس خلا هل ولكنآحاد من البشري الجنس خلا هل سلطان؟ عليها لهم وليس عليهم السلطان لها التيما يبالون فلا الكبار، الشهوات عن فضلا الصغار الشهوات تستهويهم بيننا نراهم

الشهوات؟ تلك جراء من أبناءهم يصيبتطغى نازعة تملكهم الذين أولئك من هذا الصباح ابن يكون أن البعيد من وهل

الأبوة؟ حنان علىالسيطرة، إلى أمثاله من الطامحين دأب هو بل الإطلاق، على بالبعيد هذا ليس كلا!زوايا في والبقاء الخضوع عليهم يهون ولا العيش شظف عليهم يهون الذين ودأبالمتطلعين أعوانه بعض مع عليه تآمرا قد بقتلهما أمر اللذان الولدان يكون وقد الإهمال.هو كما عليه تآمر الذي هو أحدهما يكون وقد الروايات، بعض في جاء كما مكانه إلىيكون وقد بعده. الدولة مصير على يؤمن ولا يفلح لا أنه بالآخر ظنه ويكون الأرجح،البطش على لإقدامه ضميره أمام المقبول المسوغ هو رسالته سبيل في بابنه بطشه

السبيل. هذا في بالغرباء

الظنون فأنفى مثلها، حيرة بغفلته الظن وكان حيرة، المطبق بجنونه الظن كان فإذاحجة زمانه فساد من اتخذ وأنه منه، الرغم على الغلبة طلب في طبعه أطاع أنه للحيرة

121

والفاطميون الزهراء فاطمة

الشدائد لتكون الرسالة تلك شدائد على نفسه راض وأنه وقداستها، رسالته وجوب علىالغضب لسورة عرضة كان وأنه طبعه، ومطاوعة صدقه على له حجة بها يضطلع التيجميع في المطبق الجنون دون نوبات سورات7 ولكنها طبعه أزمات في الفتك ونوبةالمطبق بالجنون مصاب أنه فهو المستحيل أما مستغرب. غير جائز كله وهذا الأحوال،لا مغفل أنه أو والتضليل، الخداع غير عمله وراء من غواية ولا له عمل لا خادع أوومنهم والألوف، المئات سرائر إلى بالإقناع يتسلل وهو سريرته، من الغفلة موضع يدري

والحصفاء. والألباء الأذكياء

والسطوة. والثورة الشدة السورة: سورات: 7

122

عشر الرابع الفصل

الباطنية ة ي السر

السرية بمعنى للتعريف السير ألزم هي المعلومة نقائضها في الجبل شيخ سيرة ولعلوتتراخى تشتد كانت السرية فهذه التخصيص، على الإسماعيلية السرية أو الباطنيةبها يخالفون التي للعقيدة أو للفكرة تبعا لا بدعاته، الإمام ينوطه الذي للعمل تبعا

الأخرى. والمعتقدات الفكر أصحابوعلى أنفسهم على اعدائهم بلاد في الإمام دعاة خشى كلما تشتد السرية كانتتشتيت على وأعون لمهمتهم أنجح الكتمان كان كلما تشتد وكانت وأئمتهم، رؤسائهمحيث الإطلاق على سرية لا حتى تتراخى وكانت حولهم. فيما الأفكار وتبلبل أعدائهمويحاضرون المجالس يعقدون وقد ولسياستهم. لهم مؤاتية والأمور دولتهم الدولة تكونديارهم. في المقام بهم اطمأن كلما معارضيهم وإقناع آرائهم لإعلان العامة الأندية في

يكون حين الإمام في الخاصة بالعقيدة مرتبطة الأعمال تلك تكون أن الجائز ومنومواجهة الخطر على بالهجوم الفدائي أو الداعية لإقناع لازمين وتقديسه الإمام تعظيمالحالة هذه ففي أمر، عاقبة من حذر أو حياته على إشفاق غير في والأهوال المصاعبالدنيا هذه في النجاة له وتضمن طاعته المريد على توجب التي بالقداسة الإمام يتصفالعصبية الأزمنة في بقداسته المغالاة عن الإمام يستغني ما وكثيرا الآخرة. الدار في أووتوالي الموعود الأوان باقتراب الأمل فيها ويشيع الدينية، الحماسة فيها تلتهب التيوأعدائه. أعدائهم على زمرته وانتصار المهدي، بظهور تؤذن التي والأشراط العلاماتأمره، في والمغالاة المبالغة عقائد إلى بالإمام حاجة فلا الأمل هذا النفوس في شاع فإذا

مطيعون. مصدقون جند بدعوته يأتمر مطاع مصدق قائد أنه وحسبه

والفاطميون الزهراء فاطمة

والشيعة السنة مذاهب وينتظم المذاهب جميع يشمل الذي التوسع أردنا وإذاكل محور هو الإمامة على فالخلاف وحدها النزارية أو الإسماعيلية يخص ولا جميعاضرورة عزز ما فكل الشيعة. جانب من أو السنة جانب من المذاهب جميع بين خلاففيه الشيعة عقيدة نعرف أن أردنا اختلاف وكل الشيعة. عقائد من فهو الحي الإمامالحي الإمام ضرورة إلى أقرب كان فأيهما كله، الخلاف محور إلى الرأي بجانبي فلنرجع

البعيد. والاستقصاء الطويل البحث إلى حاجة بغير الشيعة، مذهب من فهو

من بد لا أنه «الصواب فقال: الضلال من المنقذ كتاب في الفارق هذا الغزالي لخص وقدالمعصوم معلمنا ولكن معصوما، المعلم يكون أن بد لا وأنه معلم، إلى بالحاجة الاعترافقد معلمنا قالوا: فإذا غائب، ومعلمكم فنقول: ميت هو قالوا فإذا صلى الله عليه وسلم: محمد هومشكل، عليهم أشكل أو اختلفوا إن مراجعتهم ينتظر وهو البلاد في وبثهم الدعاة علمأكملت ﴿اليوم تعالى: الله قال إذ التعلم؛ وأكمل وبثهم الدعاة علم قد ومعلمنا فنقول:قولهم: يبقى غيبته. تضر لا كما المعلم موت يضر لا التعليم كمال وبعد دينكم﴾ لكموهو بالرأي بالاجتهاد أم يسمعوه، ولم أفبالنص يسمعوه؟ لم فيما يحكمون كيفالله رسول بعثه لما — عنه الله رضي — معاذ فعله ما نفعل فنقول: الخلاف؟ مظنةيفعله كما بل عدمه، عند وبالاجتهاد وجوده عند بالنص يحكم كان إذ اليمن؛ إلى صلى الله عليه وسلمفإن بالنص يحكموا أن يمكنهم لا إذ الشرق؛ أقاصي إلى الإمام عن بعدوا إذا دعاتهمواقعة كل في الرجوع يمكنهم ولا المتناهية، غير الوقائع تستوعب لا المتناهية النصوصالانتفاع فات أو مات قد المستفتي يكون ويرجع المسافات يقطع أن وإلى الإمام، بلدة إلىسافر لو إذ باجتهاده؛ يصلي أن إلا طريق له ليس القبلة عليه أشكلت فمن بالرجوع،بناء القبلة غير على الصلاة أجيزت فإذا الصلاة. وقت لفات القبلة ليعرفه الإمام بلدة إلىفكذلك — أجران وللمصيب واحد أجر له الاجتهاد في المخطئ إن ويقال: — الظن على

المجتهدات.» جميع فيإلى أقرب منه كان فما الفرائض أو الشعائر تفصيلات في قول من يكن ومهماالمقربين وجميع السنيين، قول فهو عداه وما الشيعة قول فهو المعصوم الإمام تعليمفي الرأي هو كله السرية مرجع أن يؤيد الذي هو وهذا كالزيديين. مذهبهم على للإمامةوغير المسلمين بين العرف أو الدين لأدب مخالفة خلائق أو مستورة عقائد لا الإمامة

المسلمين.

124

الباطنية ية السر

السنيين، مذهب على كافية فيه الهلال رؤية فإن الصيام، بدء إعلان مثلا لذلك خذإن يقولون: بل الإماميون، به يأخذ فلا للصيام الإمام إعلان عن يغني الرأي هذا ولكنالسفر أزمع فلما يصوم، حين يصومون — السلام عليه — النبي حياة في كانوا المسلمينإلى يكلهم ولم لرؤيته»، وافطروا لرؤيته «صوموا لهم: فقال الصيام موعد عن سألوه

فيصومون. يصوم معهم مقيم وهو ذلك قبل الرؤيةلا التي العقيدة هو غيره دون الإمام من الناس يتعلمه مستور علم ووجودوالأوقات الأئمة باختلاف المستور العلم يختلف وإنما بالإمامية، يقولون لمن عنها محيديقدر بما عنه سائل كل وإجابة القرآن، تأويل هو المستور العلم يكون فقد والسائلين،في التردد يجوز ولا طالب لكل تكشف لا محكمة سياسة المستور العلم يكون وقد عليه،تشملهم بمن الضرر لحاق الأزمنة بعض في كشفت لو فإنها فهمها، على توقفا طاعتها

أجمعين. السياسة تلكمن المؤمنين مرجع فهي المعلم، النسر بمعنى قلعته اسم الصباح ابن فسر وقدالواجبة العصمة أمر في الإماميين بعض ترخص وقد عنها، بالابتعاد يستغنون لا أتباعهالمستنصر، الخليفة نقد في الصباح بن حسن فعل كما الإمام نقد بعضهم فأباح للإمام،إليه، الإشارة سبقت الذي الشيرازي الله هبة نفسه الخليفة دعاة داعي فعل كما بلسيما ولا مكره، وهو الخطأ مع ويجري مختار، وهو يصيب الإمام إن يقولون: ولكنهمالصواب فهو طائعا اختاره من فإن بعده، من الإمامة وصاحب عهده لولي اختياره في

المطاع.

الفاطمية، الدعوة ميدان في بروزه عهد من الجديدة» «الإسماعيلية منشئ صحبنا لقدأوائل في أخباره على تتوقف لا العامة حياته لأن الأولى؛ نشأته من بسيرته نبدأ ولماليمن، إلى ينتسب فهو ونحلته، وموطنه اسمه حتى عليه متفق منها خبر مر فما نشأته.الصباح محمد بن حسن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسن أنه نسبته من ويذكرأباه إن يقول: من ومنهم خراسان، من قروي إنه يقولون: دعواه ومنكرو الحميري،

العجم. بحر شواطئ على الصابئة صناعة الصياغة، في يعمل كان

دعوته وأن قرابته، ذوي من أحد مماته بعد ولا حياته في له يظهر ولم مات أنه والثابتالدعوة تناقض كانت التي الآمر ابن الطيب دعوة فيها أفلحت بل اليمن، بلاد في تفلح لم

125

والفاطميون الزهراء فاطمة

تربطه لا عنه غريب فارسي لرجل بعده الحسن أوصى وقد المختار، الحسن أمام نزار إلىاليمن. أهل من وليس الفرس من أنه صح إن المستورين أقربائه من ولعله نسبة، به

بمدرسة الملك ونظام الخيام وبين بينه جمعت التي القصة تلك صباه عن ورويتسنة ولد الملك نظام لأن المؤرخين؛ ثقات من طائفة فيها يرتاب قصة ولكنها نيسابور،مائة من أكثر إذن بلغا فقد لداته من والخيام الصباح ابن كان فإذا للهجرة)، ٤٠٨)غير للشك موضع ذلك وفي سنوات، ببضع الملك نظام من أصغر أنهما قدرنا ولو سنة،

ضعيف.ملامح من شيئا يغير لا فهو صباه أخبار من يثبت الذي الخبر كان وأياالتي الدعوة صاحب المغامر شخصية وهي التاريخ، في بها برز التي «الشخصية»

ومراميه. وبغاياته به واتصلت جذورها عن انقطعتالدعوة في وأحدث القداح ميمون شخصية من ملامحها في أثبت شخصية بعد وهذهأو المعلوم تاريخها في بالفاطمية اقترنت التي الدعوات تقاس دعوتها وعلى الفاطمية،

المجهول. تاريخها

126

عشر الخامس الفصل

ومهدومون وهدامون بناة

في وافتنوا والمغرب، المشرق في انبثوا الذين الدعاة جهود إلى الفاطمية الدولة قيام ينسبالمؤرخين بعض ويغلو تلائمها، التي بالوسيلة طائفة كل إلى وجهرا ا سر الدعوة تبليغإقامة في له يكن لم الجهود هذه غير أن يقرؤهم لمن يخيلوا حتى الجهود هذه شأن في

بال. ذو شأن الفاطمية الدولةلا ولكننا الدولة، لقيام التمهيد في أثرها وقوة الفاطمية الدعوة براعة في شك ولاالدعاة من فريقا وأن يحسن. ولا القضية إلى يسيء كان الدعوة هذه بعض أن ننسىالخدمة إلى كلها انصرفت لو الدعوة وأن قضيتهم. ويضرون أنفسهم يخدمون كانواجو يكن لم إن غايتها بلغت لما — والتنفير للإساءة منها شيء ينصرف لم والتمهيد

قديم. نظام عن والإعراض جديد نظام لقبول متهيئا الإسلامي العالمفي التبديل هذا لقبول الثالث القرن في تهيأ قد الإسلامي العالم جو أن والواقعبالنظام يرحب وشق القائم، النظام ينكر شق شقين: من التهيؤ هذا وكان نظامه،

عليه. ويعطف المنتظرالكون ومشيئة الإنسان مشيئة بين فيربطون النجوم، دلالات ذلك يسمون وكانوايعملوا لم ولو يريدوه، لم ولو كائن التغيير أن التغيير يريدون حين لهم ويلوح كله،

أرادوه. ما لتحقيقمن ستشرق الشمس «إن الناس: ويسمع تلفظ، حين تحفظ التي الكلمة وتوجد

ينساه. فلا سمع مما السامع ويعجب بعض، إلى بعضهم بها فيهمس مغربها»الفلك مقارنات من أكثر وليس مكان، كل في استفاض قد النجوم علم كان وقدهم التغيير وطلاب والأحداث، الغير على الغيب علامة أنها المنجمون يحسب التيحين سيما ولا ويترقبونها، إليها يركنون الذين وهم العلامات بتلك دائما المستبشرون

والفاطميون الزهراء فاطمة

ويتشاءمون المحافظون ويبغضه ويمارسونه، المجددون يحبه علما النجوم علم يكونورائه. من الخير يترقبون ولا به

ذي النجم عن قال حين وحسب، المدح قصائد من قصيدة ينظم تمام أبو كان ومازمانه: في الذنب

ك��ذب وم��ن ف��ي��ه��ا زخ��رف م��ن ص��اغ��وه وم��ا ال��ن��ج��وم أي��ن ب��ل ال��رواي��ة أي��نم��ن��ق��ل��ب غ��ي��ر أو م��ن��ق��ل��ب��ا ك��ان م��ا م��رت��ب��ة ال��ع��ل��ي��ا الأب��رج ص��ي��روا ق��دال��ذن��ب ذو ال��غ��رب��ي ال��ك��وك��ب ب��دا إذا داه��ي��ة ده��ي��اء م��ن الأرض وخ��وف��وا

وجهة المتقابلتين: الوجهتين إلى الثالث القرن أوائل في ينظر كان الواقع في ولكنهحتى تنفرجان الوجهتان زالت وما بها، المتبرمين ووجهة النجوم نبوءات عن الراضين

النجوم. بعلامات التشاؤم وغاية التفاؤل غاية القرن نهاية شهدتالمهدي ظهور يذكرون والحساب النجوم أهل «وكان المعاني: زهر صاحب قالتقدم الزمان صاحب وإن بذلك، أيقنوا والأضداد الملوك إن ثم بدولته، ويبشرون باللهيكنوه وأن نوره. وطلوع ظهوره أوان يكون حتى كنفه؛ في والمهدي المغرب إلى للهجرة

الطالعة.» بالشمسبها ويبشر بمقارناتها يتفاءل فكان النجوم، بمراصد علم على نفسه المهدي وكان«لطلوع يتأهب كله الكون أن علموا فإذا مصدقوه، البشارة هذه بغير وهم أتباعه،

اليقين. غاية التصديق بلغ فقد المغرب» من الشمساثنتين سنة في قال أنه — المقريزي في جاء كما — الكاظم موسى حفيد عن أثر وقدالفهري ونظم سنة، وأربعين اثنتين بعد سيظهر المنتظر الإمام إن ومائتين: وخمسين

فقال: النبؤة هذه

وال��ب��ر الإي��م��ان ذوي ال��ح��ق ش��ي��ع��ة ي��ا ألاوال��زج��ر ال��ت��خ��وي��ف ع��ل��ى ال��ل��ه ن��ص��رة ه��م وم��نال��ع��ذر ف��ي ال��ق��ول ق��ط��ع ـ��ع��ي��ن وال��ت��س��ـ ال��س��ت ف��ع��ن��د

128

ومهدومون وهدامون بناة

ما إلى زوالها علامات النجوم أرصاد في يقرأون العباسية بالدولة المتربصون وظلالقرمطي: طاهر أبو فقال الرابع، القرن بداية وبعد الثالث القرن نهاية بعد

ال��خ��ب��ر ي��أت��ي��ك��م س��وف ق��ري��ب ��ا ف��ع��م ه��ج��ر إل��ى رج��وع��ي م��ن��ي أغ��رك��مال��ح��ذر ف��ال��ح��ذر ال��ن��ج��ان، وق��ارن��ه ب��اب��ل أرض ف��ي ال��م��ري��خ ط��ل��ع إذاوال��ح��ض��ر ال��ب��دو ف��ي ال��م��ره��وب أن��ا ب��أن��ي رس��ال��ة ال��ع��راق أه��ل م��ب��ل��غ ف��م��نال��ذك��ر وال��ح��ي��ة ال��ض��رغ��ام ال��ض��ي��غ��م أن��ا أن��ن��ي ش��ك لا ل��ل��م��ه��دي ال��داع أن��ا

بلغ فإذا النجوم، رصدة من أنه المعري العلاء بأبي ظنوا الناس أن تقدم وقدالفلكية العلامات فيه تفعل زمان فهو السماء أرصاد الضرير فيه يترقب أن بزمانأم الكواكب، بمسالك والبصائر الأبصار علق الذي هو التغيير حب أكان سواء فعلها،الغيب إلى وتطلعهم للتغيير حبهم نفوسهم في شحذت التي هي الكواكب مسالك كانت

وضرير. بصير منكانتا للهجرة الثالث القرن أبناء عرف في والأرض السماء أن كله ذلك وفحوىأن الناس وأحرى ويتشاءمون، بذلك يتفاءلون كانوا الناس وأن شيء، إلى تتطلعان

التغيير. طلاب هم التغيير بعلامات يتفاءلواالنظام عن للدفاع مكترثين غير قوم أو متبرمين قوم إلى الفاطمية الدعوة وجاءت

الجديد. النظام دفع أو القائمكان ومن حقها، ينكرون أو يبغضونها من نفسها العباسية الدولة خدام بين كانأهل أن معتقد والديلم، الترك لسلطان منكر فهو العباسيين الخلفاء حق ينكر لا منهمعجزا الولاية عنهم تولت الذين البيت أهل أو المولين، البيت أهل من خير المقبلين البيت

الأسماء. غير منها لهم فليس وسفها

العطف وأسباب الحكم لأصحاب الكراهة أسباب من علي بأبناء العباسيين بطش وكانالدعوة صاحب يقدسون من وأعوانهم خدامهم من العباسيين مع فكان طلابه. علىفي العباس بني عمال من عامل ولولا بغداد. في العروش أصحاب ويمقتون العلويةجعفر يقول الدولة. أقام حيث المغرب إلى يصل أن قبل وقتل المهدي لاعتقل الرملةفلم عليه مأخوذا وكان عاملها، عند بها فنزلنا الرملة إلى «وصلنا سيرته: في الحاجب

129

والفاطميون الزهراء فاطمة

يديه وقبل رأسه فوق المهدي ورفع يخدمه، كيف المهدي مولانا برؤية السرور من يدرورجليه.»

بالبحث ويأمره المهدي له يصف الرملة إلى دمشق من وصل النجاب إن قال: ثمالمهدي فطمأنه ويبكي، يقبلهما المهدي رجلي على الرجل فانكب داره، في والمهدي عنهوولدي أنا ولنملكن أبدا، إلي وصلوا لا بيده نفسي فوالذي عينا، وقر نفسا «طب قائلا:

العباس.» بني نواصي1من وأعوانه المهدي تبليغ إلى أسرع كانوا الإسماعيليين النجابين أن مرة غير وتبينواستخدم وتسليمه. اعتقاله على الجزيل بالجزاء موعودون وهم تعقبوه، الذين النجابينمختلفة، روايات في جاء كما طريقه في وهو المهدي إلى الرسائل تبليغ في الزاجل الحماممن طريقه طول على المهدي برسالة وإيمان عجيب ولاء على دليل فهو هذا صح فإنمن المهدي نجاة وهو منه أغرب هو ما صح فقد يصح لم وإن المغرب، إلى الشامحيث الحبس دخوله بعد نجاته بل والمغرب، ومصر الشام في والعمال الولاة عشرات

الأقصى. المغرب إلى مصيره قبل اعتقلعلى قائم أمير ولاء من العجب باب في أقل للأمراء تابع عامل ولاء كان وربماعلى الدعاء بغير العباس بني من بغداد لخلفاء تعترف لا المصرية، كالدولة دولة عرشبن مسلم جعفر أبا الشريف أن الإخشيدي كافور عن روي فقد الجمعة، يوم في المنبرومال منه التواضع هذا كافور فاستعظم — منه سقط وقد — سوطه ناوله الله عبيدسوطي صلى الله عليه وسلم الله رسول ولد ناولني أن بعد نفسي، إلى «نعيت يقول: وهو يقبلها يده على

لها.» يتشرف غايةعلى الفاطميين الدعاة دعوة وافتها التي الزمان وعلامات الساعة أشراط هي هذهالتاريخية الحوادث فعل من تجمعت التي الأشراط بهذه الدعاة دعوة تقترن لم ولو قدر،وهو الإقناع من تمكنوا ولا الدولة إقامة من وحدهم الدعاة تمكن لما النفسية والبواعث

الدعاة. أعمال أهم

كلها النفسية والبواعث التاريخية والحوادث الدعوة إن فنقول: غاياته إلى الأمر ونتابعمن وموطدون بناة للدولة يقيض لم لو نتيجة بغير سدى تذهب أن خليقة كانت

الرأس. مقدمة في الشعر منبت وهي ناصية، جمع نواصي: 1

130

ومهدومون وهدامون بناة

إلى القويم نهجها على قيادتها ويحسنون الأمور بزمام يأخذون فيها، السلطان أصحابعرضة التأسيس بعد وهي الزمن، لغواشي الجديدة البنية وتصمد الملك دعائم تثبت أن

والتوهين. الهدم لطوارئهو مؤسس وموطد: مؤسس لها يكون أن جديدة دولة كل في العادة جرت وقدينهار أن فيمنعه قراره يستقر لما الملك، منه يتناول له خلف هو وموطد الأسرة، رأسهدامين أو مسترسلين أو بناة بعده يأتون لمن ويتركه يتمه ثم التمام، يبلغ أن قبل

الأولون. بناه ما ينقضونالله عبيد المهدي فأسسها القاعدة، هذه من شذوذا الفاطميين دولة تكن ولملبناة تنبغي التي الخلائق من وافر نصيب على كلاهما وكان الله، لدين المعز ووطدهاللدولة يتاح أن دون الزمن ودواعي الدعاة أعمال تتابعت فلو العهود، وموطدي الدول

أساس. ولا ركن الأرض من لها برز لما البانيان هذانسعة مع باليقظة اتصف كما والهيبة، السمت وجمال البنية بقوة الله عبيد اتصفالمقاد واستعصاء المراس وشدة الرأي وأصالة بالحزم وعرف الجأش، ورباطة الحيلةالملائم الوقت يختار أن قط يفته فلم التصريف، حسن له واجتمع والعناد، المكابرة علىالعمارة بحب كله ذلك وأعان يكون، أن ينبغي كما المطلوب للعمل الملائم والرجل

النظراء. قليل مؤسسا منه الجديدة الدولة فوجدت والتنظيم،رجال. عشرة بقوة كان أنه بنيته: قوة في قيل

روي فقد غيرها، ومن الزهراء السيدة من علي أبناء في نادرة القوة هذه وليستيتحدى دمشق إلى جاء الذي الروم بمصارع الأرض جلد أنه الحنفية ابن محمد عنبعد فيهم معهودة القوة هذه تزل ولم بلاده. في تحداهم كما المسلمين بلاد في الأقوياءثقيل حديد عمود له «كان أنه بالشهيد: الملقب عمر بن يحيى عن فقيل الخامس، الجيلعنقه في العمود فيلوي حشمه، من الأمة أو العبد على سخط وربما منزله، في معه يكون

بيده.» يحله حتى عنه يحله أن أحد يقدر فلاإليها يحتاج الدولة مؤسس ولكن العروش، أصحاب في شرطا البنية قوة وليستعليه ووجب استعداد، غير وعلى فجأة مكان إلى مكان من أحيانا الرحلة عليه وجبت إذاالمتعقب ويسبق المطارد يصرع وأن الحاجة، ومتاعب الاستخفاء متاعب على يصبر أنفإذا عنه، المنشقين أنصاره ومقاومة أعدائه لمقاومة أهبته على يزال ولا للقتال، ويبرزالطريق. غاية دون بالمسعى ينقطع أن أوشك الأركان ضلاعة يرزق ولم لهذا تصدى

131

والفاطميون الزهراء فاطمة

يعنو مهابة معها وأسعفته سلطانه، أيام وفي مآزقه في الوثيقة البنية هذه أسعفتهكان الأقصى المغرب في أسيرا كان فلما مودته، يضمر ولا يحاربه ومن به المؤمن لهافي يعمل وكان يسوءه، بما مجابهته على يجسر ولا بأعوانه ينكل «سجلماسة» صاحب

إليه. ناظر وهو عمله على يجترئ يكن لم ما مغيبهتفارقها لا التي والحلة الجريئة باليقظة الحرج مآزق في المسعفات له تمت وقدبغداد خلفاء من هربا مصر إلى الشام من خرج فلما الكرامة. وعزة الجأش رباطةممن الذمة ويبرئون بأوصافه الناس على ينادون الطريق في بلد كل إلى ء الأدلا وا سيرالخلفاء عند تنفعه وزلفى دينار آلاف عشرة يسلمه لمن ويجعلون عليه، يدل ولا يراهوهو بوصفه المصلين بعض فعرفه عمرو جامع في يوما الصبح صلى أنه واتفق والأمراء.عشرة لي حصلت «لقد له: وقال الإمام كم على بيده وضرب المسجد من بالخروج يهم

دينار.» آلاف

التفت ولكنه الفزع، من الأرض به لساخت العصيب الموقف ذلك مثل في غيره رجل ولولأنك قال: ذلك؟ وكيف خبر: كل من الذهن خلو كأنه وسأله مكترث غير الرجل إلى«عليك له: يقول وهو المسجد إلى الرجل مع وعاد المهدي فضحك المطلوب. الرجل أنتعليك لي كان تطلبه الذي الرجل وبين بينك جمعت إذا أنني ميثاقه وغليظ الله عهدقد حلقة إلى فأخذه الغفلة الرجل في تفرس ولعله دينار!» آلاف خمسة هذا ولصديقيفراق على اللحظة تلك في النية وأجمع منه. وراغ جانبها من وأدخله فيها، الناس اجتمع

المغرب. إلى بالمسير والمبادرة مصرعليه ولاح فأطلقه، وصفه في وتردد وأدركه مصر والي تعقبه المغرب إلى مسيره وفيانطلاقه بعد عاد أن المهدي عتم فما حقيقته، من تثبت إذا بلحاقه نفسه يحدث أنهفي تقول كما لابنه تربيته وكانت — ابنه به يتعلق الصيد كلاب من كلب عن يبحثفي النجاة بعد يعود رجلا أن الوالي نفس في فوقع — رياضية تربية الأيام هذه مصطلحلأصحابه: وقال الخلافة، طلب في خارج وأنه حياته على خائف أنه به يظن لا كلب طلبأو يقال، ما يطلب كان فلو آخذه. حتى هذا قتل على تحملوني أن أردتم الله. «قبحكم

كلب.» طلب في رجع كان ولا نفسه، ويخفي المراحل يطوي لكان مريبا، كانوأنه تاريخه، في سعد بن عريب يقول كما منه أخذه لمال أطلقه الوالي يكون وقدورائه من يلحقوا وأن رؤسائه إلى أمره ويرفعوا فيه يرتابوا أن أصحابه من خشي

132

ومهدومون وهدامون بناة

عن وصرفهم الأصحاب أولئك لتضليل حيلة هذه الكلب حكاية فكانت وركبه، بالمهديبغداد. إلى بالوالي الوشاية وعن المطاردة

في الدعوة نظام تجديد إلى الأثر على بادر أنه بالخلافة مبايعته بعد حزمه ومنلم الدعوة أمر أن التجديد هذا على وحمله وخراسان، والعراق واليمن مصر وفي المغربفي المهدي مراجعة بغير أعوانهم ندب الدعاة فتولى استتاره، أيام يديه في مجتمعا يكنواختاروهم، ندبوهم الذين الدعاة من أوامرهم يتلقوا أن الأعوان هؤلاء وتعود اختيارهم،فإنه الناشئة، الخلافة على ولا الجديد الخليفة على مأمونة النظام هذا عاقبة تكن ولمفنقض حكمه. وعصيان به الاستبداد في هؤلاء يطمع وأن أتباعه، على عالة يجعله أن خليق— حوشب ابن اليمن داعي — أكبرهم يستثن ولم الدعاة رؤساء وعزل الدعوة نظامسبق الذي الشيعي الله عبد منهم وكان الأقاليم، في دعاته أستاذ كان الذي وهو فعزلهمن رابه وقد عهده، على القبائل وجمع له التمهيد بعد إليها واستقدمه المغرب إلى المهدييستكثران وأنهما القبائل، بزعماء خفي اتصال على أنهما العباس وأخيه هذا الشيعيالنية ويبيتان به يأتمران أنهما إليه ونمى يديه، في السلطان يحصر أن الخليفة علىفيهم ظن ممن غيرهما عن الرضى وأظهر بقتلهما فأمر قتله، على القبائل زعماء معالواقع في وهو عليهم، ويعتمد يكافئهم كأنه النائية المناصب في يفرقهم فجعل الظنون،

والمنافسة. الحذر بينهم ويوقع الخطر مواطن عن يقصيهم

الإسلامية؛ الديار خلال يجوسون الأقدمين من عليه أبقى ومن الجدد دعاته وأطلقبالأندلس الأمويين بلاد إلى رسله فانطلق أعدائه، حول الأنصار ويخذلوا به ليبشروابيديه وأخذ وخراسان، والعراق واليمن مصر في رسله ونشط بالمغرب، الأدارسة وبلادوظنوا الثورة تعجلوا كلما أعوانه فاستمهل الأقاليم، تلك من إقليم كل في الثورات ة أزمثورة أن نظره بثقاب هو ورأى بها، للجهر آن قد الأوان وأن عليها قادرون أنهممصر فتح بعد الثورة وأن بالثوار، تغرير إليها، المسير قبل أو مصر، فتح قبل الأطرافالعباسية، الدولة هيبة سقوط مع واحدة دفعة تنشب وقد عفوا تأتي قد منتظرة تتمةتسيير بعد تقديره صح وقد ندم. ولا حذر غير في عليها بالخروج الثوار يعيي فلا

مرتين. الموقف وتجربة مصر على الحملةمصر؛ على حملاته في اليد مقسور كان أنه المهدي برامج بين المقابلة من والراجحيضرب ثم الأنصار، وكسب التخذيل في العمل يفرغ حيث والتريث بالأناة يوصي كان

133

والفاطميون الزهراء فاطمة

ويستحكم بغداد خليفة فيموت انتظار غير على تأتي التي ضرباته من ضربة القدرالكتب وتتوارد الأهبة، تمام قبل الفرصة الثائرون ويغتنم ووزرائه قواده بين الشقاقمن الأحداث هذه إلى بالنظر والاكتفاء القعود يملك فلا الهجوم على بالحض المهدي إلىمن خلوا المغرب ويترك قوته له يجمع أن الهجوم بجدوى ثقته من يبلغ ولا بعيد،فينفذ عهده، أول في دخل على بايعوه ممن والمنتقضين عليه للمغيرين مطمعة الجندالبربري للزعيم لواءها عقد التي كالحملة اختيار، حملة لا اضطرار حملة المشرق إلى

الإسكندرية. إلى وصل أن بعد منها والهرب فيها الإخفاق تبعة له حم ثم حباسة،

أن إلى مصر على الحملة إرجاء فهي ويختارها يؤثرها كان أنه يبدو التي الخطة أماأن أزمع التي المدينة فيه ويبتني ومشاغباته، فتنه على ويقضي المغرب شأن من يفرغزمنا المغرب فتن شغلته وقد والمنتقضين، المغيرين من به ويحتمي له حصنا يتخذهالا عنيفا قمعا الفتنة فقمع وأخيه، الشيعي الله عبد مؤامرة بعد إحراج أيما وأحرجتهسنة حوالي المهدية بناء من الفراغ بعد إلا بالمغرب مقره إلى يسكن ولم فيه، رحمة

الفاطميات.» على الآن أمنت «لقد يومئذ: فقال الثلاثمائة، بعد خمسبه يحيط موقعا لها فانتقى للمهدية، بنائه في والدهاء الحيطة طبيعة تفارقه ولمالواحد زنة الحديد من بابان له الغرب من سورا عليها وأقام ثلاث، جهات من البحرتسع أقبية للمؤن وجعل القنوات، فيها وأجرى الصهاريج فيها وبنى قنطار، ألف منهماأخرى مدينة المهدية من مقربة على بنى ثم جانبا وانتحى شهور، عدة الحامية ميرةالتجار لدكاكين زويلة وخصص تواليه، التي البربر قبائل إحدى زويلة باسم سماهابأنه خاصته إلى وأفضى ومرافقهم، السكان بين وعزلا المهدية عن تخفيفا ومخازنهمأرادوني فإن هناك. وأهاليهم عندي أموالهم «إن قال: غائلتهم. ليأمن ذلك فعل إنمابالمهدية وهم بكيد أرادوني وإن ذلك، يمكنهم فلا عندي أموالهم كانت بزويلة وهم بكيدونهارا؛ ليلا منهم آمن فأنا وأبوابا سورا وبينهم بيني وبنيت هناك، حرمهم على خافوا

نهارا.» حرمهم وبين ليلا أموالهم وبين بينهم أفرق لأنيفدخل القائم عهده لولي لواءها وعقد مصر على الكبرى للحملة استعد هذا بعدجيشه الوباء دهم ثم الفيوم، واحتل الجيزة إلى وتقدم للهجرة)، ٣٠٧) سنة الإسكندريةلأنه أسطوله؛ انهزام بعد المغرب من المدد وبين بينه وحيل جنده من بالألوف وفتك

العباسيين. أسطول من أضعف كان

134

ومهدومون وهدامون بناة

قبل مات إنه وقيل: الشيخوخة، وهن في وهو (٣٢١ (سنة الثالثة الحملة كانت ثموفاته خبر كتم القائم خليفته أن المغرب أهل بين هيبته من وبلغ تدبيرها، يحكم أننقمته. من ورهبة للمهدي مهابة الجديد للحكم أدنوا ممن الانتقاض مخافة كاملة، سنة

٢٥٥ (سنة بين عليه مختلف تاريخ في وولد للهجرة) ٣٢٢) سنة في المهدي ماتأربعا حكمه مدة فكانت الأربعين، نحو في وهو بالخلافة له وبويع للهجرة) ٢٦٠ وسنةالدول لها ودانت أركانها ورسخت بنيانها استقر وقد بعدها الدولة ترك سنة، وعشرينالأمويين من يؤازرهم ومن والأدارسة الأغالبة من وصقلية المغرب في تنازعه كانت التيحاكم غير أو حاكما بالمغرب أيامه طوال عنه يعرف ولم ببغداد، والعباسيين بالأندلسوانقضت واحدة، زوجة له وكانت ملكه، سياسة عن يوما غفل أو نفسه لمناعم فرغ أنهأعداء إلى بالانتماء رموه الذين على المقال بلسان لا الحال بلسان رد سيرته وفي حياتهالمحرمات لاستباحة والغواية الفساد رسل مع ا سر تواطأ وأنه الأديان أعداء بل الدين،الدهر عوادي يغالب مؤسسا ملكا بعده أبقى لما كذلك يكن لم ولو بالفجور. والإغراء

اليوم. إلى الباقية بآثاره يغالبها أو السادس، القرن نهاية إلى الرابع القرن أول من

135

عشر السادس الفصل

االله لدين المعز

ابن المهمة هذه من الأوفى بالقسط فقام التأسيس بعد التوطيد إلى الدولة واحتاجتعهده، في القاهرة وبنيت مصر فتحت الذي الخليفة وهو الله، لدين بالمعز الملقب حفيدهكانت إنها وقيل: الكبير، جده وفاة على سنة أربعين انقضاء بعد إليها الملك مقر ونقل

بالأربعينات. التاريخ مراحل في الأوقات يحسبون ممن نبوءةجدير وكلاهما الله، بأمر المنصور ثم الله» بأمر «القائم ابنه المهدي بعد الملك تولىبعده، من الموطد مبلغ أو قبله من المؤسس مبلغ العظمة من يبلغ لم وإن ميراثه بأمانةغارة من لبلده حماية جنوة؛ ثغر حتى الإيطالية الشواطئ واحتل الأسطول القائم فعززولولا أبيه، موت فيه أطمعهم الذين الخوارج صد من التمكن قبل ومات القراصنة،العرش إلى المنصور ابنه وارتقى أعوام. عشرة في كلها الدولة لدالت بالمهدية اعتصامهبين تردد ثم جموعه، وشتت كنداد ابن القوي زعيمهم وأسر أمامه الخوارج فاجتاحخيف الذين الإفرنج صد وبين الأثناء هذه في مراكش على أغاروا الذي الأمويين صدأمام الطريق يخلي ولا زحفهم ليقف وهؤلاء هؤلاء بين قواه فوزع شواطئه، على منهمتميم» أبو «معد ابنه العرش فارتقى للهجرة)، ٣٤١) سنة في مجهدا ومات أحدهم.

التأسيس. دور انتهاء بعد التوطيد دور صاحب بحق كان الذي الله لدين المعز

ولاية بعد لازمة كانت الشام على عبيدة أبي ولاية «إن خالد»: «عبقرية كتاب في قلناالسيف.» مع الزيتون غصن إلى الفتح دور بعد تحتاج الدول لأن خالد؛

جانب إلى المجاملة يحسن كان فإنه جده. بعد المغرب في المعز شأن هذا كان وقدوغلبة بالبرهان غلبة نشأة أو وفروسية علم نشأة نشأته وكانت والصرامة، البأس

والصولجان. بالسيف

والفاطميون الزهراء فاطمة

فكان محصورة، والمهدية قائمة والحرب أساتذته على دروسه يحضر المعز كانوتعلم والأسفار، الطروس مراجعة من يفرغ ولما وعملا علما الفروسية دروس يتلقىوالرومية البربرية يحسن فكان جميعا، الفاطمية بالخلافة تتصل التي الأمم لغاتإلى فيهما يميل ونثر شعر له وكان العربية، علوم في ويتوسع والنوبية، والإيطالية

الأيام. تلك في والأقلام الألسنة على لانتشارها المحسنات؛يعرفها لا صقلية كلمة خدمه بعض من سمع أنه الجهل من أنفته عن ويروىحتى يبرح ولم معناها عن يسأل أن وأنف فحفظها، ومهانة شتم كلمة أنها واعتقدفأصبح جهلها من أنف وقد شتائمها، أرذل من بالكلمة فإذا اللهجة تلك علم أتقن

بمثلها. أحد يواجهه أن من يأنفمن يستوثق أن الأمر أول ه فهم والعشرين، الرابعة في وهو بالخلافة له وبويعمن وفيه أوراس جبل إلى فصعد الدولة، على الخارجون بها يعتصم التي المعاقل أمنعيتقربون المخالفون إليه وأسرع فبايعوه، آبائه طاعة في دخل قد يكن لم من القبائل

وكرمه. مودته من أنسوه لما إليهعلى حريصا كان أنه الدول بناة بها يتصف التي المعز خصال من ظهر ما وأظهرالفراسة يجيد كان وأنه الرجال، اصطناع يحسن كان وأنه والعبر، بالتجارب الانتفاع

عليه. العزيمة ويعقد يترقبه لما بينها من الفرصة واغتنام الأمم أحوال فيشواطئه على أمن حتى يزل ولم مصر، على الحملة في الأسطول هزيمة ينس فلمالخاضعة البحر جزر وعن بلاده عن الروم أساطيل يرد أن البحرية بقوته واستطاعجيشه. عن والماء الزاد قطع ليأمن مصر؛ إلى الطريق في الآبار حفر جدد ثم لحكمه.

تعظيمهم من يغار ولا والأعوان الخدام يستخلص كان أنه للرجال اصطناعه ومنيخاطبوهم أن لهم ويأذن مدحهم في القصائد ينظموا أن الشعراء يأمر بل يديه، بينالعظماء وأمر الصقلي، جوهر قائده يمدحوا أن شعراءه أمر وكذلك حضرته. في بهاجعفر الكتامي وكيله وأرسل مصر فتح لجوهر تم ولما توديعه، عند يترجلوا أن والكبراءيبدأ فلم المعز، إلى الفتح بشارة تبليغ عند جوهرا الوكيل تخطى الشام لفتح فلاح بنبن جعفر على المعز فغضب الخليفة، إلى جانبه من ليبلغها «المباشر» رئيسه إلى بإبلاغه

إليه. جوهر طريق من ليعيدها كتبه إليه ورد فلاحنفوسهم في ويوقع أعدائه من الشجعان عن يعفو كان أنه للرجال اصطناعه ومنومن ريبة. بغير خالصة الطاعة يمحضوه حتى التجربة؛ بعد بالتجربة والطمأنينة الأمن

138

الله لدين المعز

حزبه من يحسبه وهو ينصرف تركه مخالفيه من أحدا لقى إذا كان أنه عنه المشهوروبقائه بتنصره والقسوس الرهبان بين تواترت التي الإشاعة سبب كان هذا ولعل ورأيه،الكنيسة»، تاريخ في النفيسة «الخريدة1 كتاب في جاء الذي الخبر فإن النصرانية، علىويقال سيفين، أبي مقبرة في فدفن ومات ب وتره الملك اعتزل إنه يقول: الرهبان لأحدمن ملأ على زحزحه بمن فجاءه الجبل يزحزح أن إيرام البطرق تحدى إنه ذلك: سر في

الدواوين. ورؤساء الجند وقادة والكبراء الأمراءجوهرا قائده أمر المعز الخليفة فإن الإشاعات، هذه عن يغني الأخبار من والثابتوأطاع مذهبه، أو دينه شعائر يعطل بما المذهب في ولا الدين في لمخالف يتعرض ألاالهدم أصابه الذي الدير من بديلا الخندق بدير عرف الذي الدير فبنى مولاه، جوهروالبيع2 الصوامع من تهدم ما كل فجدد المعز وجاء القاهرة، لبناء الأرض تمهيد عنديرسم كان القديس (لأن سيفين؛ أبي بكنيسة تسمى التي «مركوريوس» كنيسة وجددأثار الذي المجذوب على البناء بإقامة أمر إنه وقيل: سيفان). يديه وفي جواد صهوة علىمن ينقذه فلم عليه، يقام حتى الأساس حفرة في ليبقين وآلى لبنائها استنكارا الدهماء

الخليفة. عند له البطرق شفاعة إلا مصيرهمجلسه في الترحيب من تعوده وما المجاملة من المعز عليه جبل وما فهذامقبرة في مدفنه عن الإشاعة تلك أصل التحقيق على هو والمذاهب الأديان في بالمتناظرينوما الإشاعة هذه كانت يوم سنين، بعدة المعز عصر بعد نبتت إشاعة ولعلها الكنيسة،المخالفين من يضطدهم كان لمن المخبول، الحاكم الخليفة أيام في العزاء موئل إليها

والسنيين. الشيعة من ومسلمون مسيحيون وبينهم

على الأولى اللحظة من عول أنه الفرص واغتنام الأمم أحوال استطلاع في تفرسه ومنويستحثونه، يستعجلونه وزراء مصر من وجاءه والدعاة. العيون فيها ونشر مصر فتحكما كله ذلك يعجله فلم الوباء، وفتك الغلاء واشتداد الحال بسوء الأنباء وتلاحقتصبية أن المقريزي رواية في ومنه الأمر. ولاة بين الأخلاق تدهور عن سمعه ما أعجلهامرأة الأيام بعض في إليه «فحضر دينار، ألف البائع فيها وطلب للبيع مصر في عرضت

والعذراء. السكوت. الطويلة الحيية المرأة الخريدة: 1المسيحيين. كنيسة الباء. بكسر بيعة جمع البيع: 2

139

والفاطميون الزهراء فاطمة

هي فإذا دينار، بستمائة منه وابتاعتها فيها فساومته الصبية لتطلب حمار على شابةحبا شغفتها رأتها فلما الصبية، هذه خبر بلغها وقد طغج بن محمد الإخشيد ابنة

بها.» لتستمتع فاشترتهاوأمر الشيوخ فأحضر بذلك المعز وحدث المغرب إلى الوكيل «فعاد المقريزي: قالإخواننا! يا المعز: فقال آخره، إلى الصبية مع الإخشيد ابنة خبر عليهم فقص الوكيلصارت ان إلى الترف بهم بلغ قد القوم فإن شيء، وبينها بينكم يحول فلن لمصر انهضوامن إلا هذا وما بها، لتتمتع جارية وتشتري بنفسها تخرج فيهم الملوك بنات من امرأة

إليهم.» لمسيرنا فانهضوا غيرتهم، وذهاب رجالهم نفوس ضعفعليها، الرعية ويشجعون ويبتدعونها والمواكب المواسم يحبون الفاطميون كان وقدبعد بالنوروز الاحتفال حظر — أسرته سياسة من المعهود خلاف على — المعز ولكنللأخلاق وتطهيرا الإخشيديين؛ أيام آخر على فيه شاع الذي للتبذل منعا مصر إلى وصوله

الإخشيد. بني ملك بزوال نذير أنه المعز منه وأدرك الأيام تلك في أصابها مماورؤساؤها الأمة وجوه عليه فاشترط للهجرة)، ٣٥٨) سنة مصرفي إلى جوهر وقدمفيه: قال الذي أمانه عهد لهم فكتب ومألوفاتهم، عقائدهم على يؤمنهم أن التسليم قبللأنفسكم، وتطمينا لكم إجابة فذكرتها أمانكم، كتاب في ذكرها التمستم وجوها «ذكرتموشريعة واحدة سنة الإسلام كان إذ فائدة؛ نشرها في ولا معنى ذكرها في يكن فلمفي المفروض أداء من عليه كنتم ما على تتركوا وأن مذهبكم على إقامتكم وهي متبعة،من الأمة سلف عليه كان ما على وثباتكم ومساجدكم جوامعكم في عليه والاجتماع العلمالدائم العام التام الله أمان علي ولكم بعدهم. والتابعين — عنهم الله رضي — الصحابة

الأعوام.» وكرور الأيام على المتأكد المتجدد الكامل الشامل المتصلالفاطميين شهرة ينسوا أن المؤرخون يشأ ولم القاهرة، أساس جوهر ووضعالمهندسين لأن بالقاهرة؛ سميت إنها فقالوا: — صحيحة شهرة وهي — النجوم برصدالرصد حلول عند العمال ليسمعها أجراسا الحبال في وعلقوا حبالا أسسها على أقاموافي العمال وأخذ الحبال فاهتزت الفلك في والمريخ الحبال على وقع غرابا وإن المطلوب،كان لأنه المريخ؛ على المنجمون يطلقه الذي القاهر باسم المدينة فسميت الحجارة، وضع

الحروب! إله الأولين معتقد في

140

الله لدين المعز

الإسكندرية. بناء عن تروى «أولا» القصة هذهطارت ولو بالليل، تطير لا والغربان ليلا ترصد النجوم لأن تعقل؛ لا «ثانيا» وهيولو الأسوار، جميع على الأجراس لدق كافية حبل على غراب وقعة كانت لما نهارا أو ليلاكثيرة لأسباب الحبل على الغراب وقوع قبل لدقت السهولة بهذه تدق الأجراس كانتعلى لا العلم على مبنيا الرصد تحقيق كان ولو الغراب، هزة تحركها كما الحبال تحرك

الأجراس. إلى حاجة بغير معلومة ساعة في التأسيس يبدأ أن لأمكن الرؤيةهم المهندسين أن والمظنون عرفوه، وكيف مجهول؟ وهو غراب إنه قال: من ثم

الطير؟ من جملة أو آخر طيرا يكون لا ولم الحبال؟ حركوا الذينمن فيها ما إلى التنبيه وفي الكثيرون، وتقبلها المؤرخون وتناقلها القصة رويت وقد

القبيل. هذا من الأقاويل تخلقها التي السمعة يصدق لمن عبرة الإحالة3أن تعودوا فإنهم العمائر، وتشييد المدن تخطيط في دولته سنة جوهر واتبعوالسمع بالنظر الجديد العهد ألفة الناس ليستشعر والشارات؛ المعالم بتجديد يبدأوامسجد بناء في جوهر فشرع عليه، وثبتوا توارثوه ما بتغيير مطالبتهم قبل فشيئا شيئاأرجح في الزهراء اسم على الأزهر الجامع وسماه للهجرة)، ٣٥٩) الجديدة العاصمةعاصمة القطائع عن ومسجدها الجديدة بالعاصمة يستغني أن أراد وكأنه الأقوال،المشهور ومسجدها الفسطاط وعن طولون، ابن بمسجد المشهور ومسجدها الطولونيينأوانها، في للقطر عاصمة كانت — والفسطاط القطائع أي — وكلتاهما العتيق، بالمسجدثم العسكر، سموها الفسطاط خارج عاصمة القطائع خراب بعد الأمراء واستحدثألمعنا ما على والشارات المعالم تجديد في كدأبهم ومقاما معقلا القاهرة الفاطميون أنشأ

إليه.

إلى فقدم المعز أبلغ الخلفاء لإقامة أعدت التي القصور بناء من جوهر فراغ وبعدإليها والوافدين المدينة رؤساء لاستقبال وجلس للهجرة)، ٣٦٢ (شعبان الإسكندريةمال؛ أو ملك زيادة في طمعا مصر إلى يقصد لم إنه قائلا: خطبهم ثم عليه، للتسليموهو الإسلام، ديار عن الغارة ودرء الحج طريق وحماية الأنفس لتأمين إليها قصد وإنمالأن عليه؛ الضرورة تمليها خطة المعز برنامج في كان ولكنه فاتح، كل مثله يقول كلام

به. وتكلم بالمحال أتى الرجل: أحال الإحالة: 3

141

والفاطميون الزهراء فاطمة

عنها؛ الشبهات ودفع الفاطمية الدولة لاستقرار ضمانا كان الحجاز إلى الطريق تأمينأنهم القوم عن يشيعون الفاطمية الدعوة أعداء وكان باسمها يعملون القرامطة كان إذيسقطون الإسماعيليين أن ويزعمون الإسماعيليين بمذهب عملا الحج طريق يقطعونبها تقضي خطة والشام مصر قبل من الحجاز طريق تأمين فكان الفرائض، من الحجخطب تفاقم حتى واحدة سنة القاهرة في المعز يلبث ولم والمحكوم، الحاكم مصلحةجموعهم وزحفت عليه، الخروج وأعلنوا منهم البراءة وأعلن القرامطة، وبين بينه النزاعالطريق، تأمين عواقب من وتخشى الغنيمة تطلب التي البادية قبائل ومعها مصر إلىحسان البدوية القبائل زعيم إلى وأرسل للدماء، حقنا الحيلة بعدة المعز لهم فاستعدألف بمائة ووعده أصحابه، عن وتنحى تراجع إذا بالمال يطمعه من الطائي الدراج بنينهزم أن الجراح ابن وبين بينه اتفاق على للقتال المعز وخرج الصفقة، فقبل دينار،لم ولكنها الدنانير، أكياس معه وحمل فعل وقد الصفوف، التقاء عند بجموعه هذاالنحاس قطع تحتها ومن الأكياس وجه على تبدو مئات غير الصحاح الدنانير من تحوفي القرامطة على الدائرة ودارت شركائه، عن جميعا المخدوع الزعيم يخفيها المذهبةأصحابهم وبين بينهم والشكوك المخاوف ودبت بالإياب، الغنيمة من فقنعوا اليوم ذلك

مصر. على غاراتهم إلى بعدها يرجعوا فلمالعزيز ابنه فإن للهجرة)، ٣٦٥ سنة (في المعز عهد بانتهاء التوطيد عهد ينته ولمومصر المغرب على غالبة طاعته وكانت الملوك، كفاة من كان بعده الملك تولى الذيأرجاء في الأمور وأعاد بقمعها عجل إلا فيها خارجة عليه تخرج لا العرب، وجزيرةالقصور دسائس أيامه في بدأت وقد .(٣٨٦ (سنة مات ولكنه نصابها، إلى الدولةنضرة إبان في حين إلى اختفت التي الانحلال بذور وهناك هنا وتناثرت الحريم، وسياسة

الأمراء. من الضعفاء وتعاقب الأمور إدبار مع وتفرعت برزت ثم وزهوها، الدولة

الله بأمر الحاكم

خبرا تاريخه يكن لم لو إنسان، شخص في أسطورة مصر سرير على العزيز بعد قاموالغرائب النقائض من مجموعة كان إذ بإنكاره؛ جزموا أو المؤرخون فيه لشك يقينا

واحد. إنسان من تصدر أنها وهلة لأول العقل يتصور ولا بعضا بعضها يكذبالله. بأمر الحاكم هو ذلك

منها يفرض ثم المراسم عن ينهي وكان ويقسو، يلين وكان ويخرب، يعمر كانبمن ويبطش يمنعها ثم الذمة وأهل السنة أهل شعائر يجيز وكان العبادة، يشبه ما

142

الله لدين المعز

بالليل، والنهار بالنهار الليل يبدل وكان البواح، الكفر ويبيح المباح يحرم وكان يعلنها.يعتق وكان بالعصيان، رماه بالليل دكانا أغلق ومن جلده بالنهار دكانا فتح فمنمنه يأنف بما ويدينهم الأحرار يستعبد ثم والأرزاق الهبات عليهم ويفرق والإماء العبيدمشرق منذ قصره حجرات في ويختبئ الظلام في الجبل غيران إلى يخرج كان اء، الأرقيشك كأنه ومتاعه ماله يحرس من ويعاقب الغيب علم يدعي وكان المغيب، إلى الشمس

المتنطسون. يغفرها التي الصغائر على يحاسب ثم فيه،والأمن، والإخافة والعدل، الجور في مضطربا كان حاله «إن خلدون: ابن قالالاعتقاد، رديء ماكرا، خبيثا سمحا، جوادا كان «إنه خلكان: ابن وقال والبدعة». والنسكوقت كل يخترع السيرة عجيب وكان صبرا، دولته كبراء من عددا قتل للدماء، سفاكا

عليها.» الرعية يحمل وأحكاما أموراوبأمره، الله، بأمر الحاكم هذا عن ذكر ما العقيدة أحوال في ملك عن يذكر ولم

والأمراء. المأمورين وبأمركان إنه يقول: من ومنهم النصرانية، على مات إنه يقول: من القبط مؤرخي فمنادعى إنه يقول: من السنة مؤرخي ومن إليه، ويتحدث يراه أنه ويتوهم المريخ يعبدإلى ليعود السماء إلى صعد أنه ويزعم عنه الموت ينفي من اليوم أتباعه ومن الربوبية،يعلم فلم وفاته، بتاريخ حياته تاريخ على النقائض وأطبقت الزمان، آخر في الأرض

مات. وكيف مات متى أحدواحد. وقت في السير وأوضح السير أعجب هي الحاكم سيرة أن هذا بعد رأينا وفيالنفس علم ميزان في عجبا أقلها وهي والأوراق، النصوص موازين في أعجبها هيملوك على الكلام في عنه انفصل كما دولة عن الكلام في قط التاريخ عن ينفصل لم الذي

الدولة. هذهالهوس حالات من حالة أنها الرجل هذا أعراض على النفس علم تطبيق من واضح

.Mystic Hallucinosis الغموض بهوس تعرف التي الحالات أو بالأسرارالتفاؤل في يفرطون بالأسرار، مولعون مستغمضون الحالة هذه وأصحاببتلميحات مكنوناته عن إليهم يتحدث الغيب أن واعتقادهم بالرموز، لإيمانهم والتشاؤمللعارفين، ظاهرها عليه ينم ما أطوائها في تحمل التي المزدوجة والمعاني الحوادث منالاضطهاد، بمرض تختلط التي الحالات من كانت الحالة هذه بأصحاب الظن غلا وإذاوالاستطلاع، بالتجسس ويتعقبهم الشر، له يضمرون الناس أن المريض روع في فيقع

143

والفاطميون الزهراء فاطمة

الخبر غير عنهم خبر كل يصدق لأنه الكاذبة؛ والشبهة العارض للوهم منهم وينتقمالصراح.

وتروقهم بخفاياه، الليل ويستهويهم الظلام، مناظر إلى بالأسرار المتهوسون ويسكنالخلوات. في الوحدة

بل الأوقات؛ جميع في حوله عما الحس ذاهل مجنونا الحالة بهذه المصاب وليسالفنون. بعض في والموهوبين العباقرة إبداع يبدع أن تمنعه ولا تعتريه نوبات هي

الطفولة صدمات إلى كعادتهم بها يرجعون فرويد فأنصار المرض هذا علة أمامنه وتتمكن الباطن الوعي في فتكمن الخصوص، على بالجنس ترتبط التي وأزماتهاالشباب. مقتبل في رويدا رويدا أو واحدة دفعة تنفجر حتى ضحيتها، من علم غير علىوحاسة السمع حاسة سيما ولا الحواس باضطراب يعللونها «الفرويديين» وغيرويحدث يسمعونه، ولا الأصحاء يراه ليس ما ويسمع يرى أنه المريض فيتوهم البصر،وقد يسمعه، فلا البين الصوت إلى ويصغي يراه، فلا الماثل الشيء إلى ينظر أن أحياناأن دون وأزماتها الطفولة صدمات إلى بالعلة الرجوع في فرويد جماعة مع يتفقون

الجنسية. بالمسائل يربطوهايكن ولم المصادر، شتى من الحاكم عن روي فيما ظاهرة كلها الأعراض هذهنشأ فقد الناشئ؛ الطفل نفس إلى الآفات فيها تندس التي البيئة عن بمعزل الحاكمفي وهو أبوه وتركه الحريم، وسياسة القصور دسائس عهد في أسلفنا كما الحاكمبرجوان المملوك هم متنافسين ثلاثة وصايته على وأقام عمره، من عشرة الحاديةهؤلاء وأول كتامة، من البربر قبائل زعيم عمار بن والحسن النعمان بن محمد والقاضي

الحريم. وسياسة القصور دسائس في غارقا كان برجوانالطفولة من يكن لم لأنه الخطر؛ سن في وهو بالحاكم الدسائس هذه أحاطت وقدالوسائل ويملك به يحاط ما يدرك بحيث الفتوة من يكن ولم حوله، ما يجهل بحيثتغريه الدسائس خفايا من خفية كل وكانت عشرة، الحادية في كان استطلاعه. إلىالتنجيم بيئة في نشأ قد هذا مع كان فإذا والتساؤل. بالريبة له وتوسوس بالتطلعللواصلين تنكشف التي الغيوب وأسرار والظاهر الباطن أحاديث إلى يصغي وهو وكبربوساوس الولع أو بالأسرار الهوس آفة الآفة، بتلك ابتلائه في عجب فلا الأئمة، منيتلمسون الذين والعشراء الوزراء أولئك عقله من الباقية البقية على يجهز ثم الغموض،تحسينها في ويبالغون استغلالها في فيمعنون الناشئين الأمراء نفوس في الضعف مواطن

144

الله لدين المعز

وسوسوا إنهم قيل: إذ المقربين؛ الحاكم حاشية من والأخرم الدرزي فعل كما وتزيينها،آفة على المضلل الاطلاع آفة وأطبقت الأرباب، مخاطبة وخاطبوه الحلول بمذهب له

المكبوت. الاستطلاعولم الإسراف، قبل من أعصابه فتختل الشهوات في المسرفين من الحاكم يكن ولمإلا النبيذ يشرب ولم عنها، وينهى يحرمها كان بل يستطيبها أو الخمر يعاقر يكنمع الغناء مجالس في نفسه إلى السرور بإدخال يعالجه أن له خطر الذي طبيبه بإلحاح— تاريخه في الأنطاكي يحيى الطبيب قال كما — له «عرض وإنما الشراب، من يسيرالمالنخوليات، في يحدث الذي المرضى مزاج وهو دماغه، في يابس مزاج سوء من تشنجأيضا سهره كثرة وإن به، وترطيبه البنفسج دهن في جلوسه إلى منه مداواته في واحتاجوإن ذكره، المتقدم السوء هذا يقتضيه مما الدائم والهيمان الركوب بمواصلة وشغفهشرب في تسامح أن إلى استماله خدمه لما أنسطاس بن إبراهيم بن إسحاق يعقوب أبامزاج وترطب أخلاقه فانصلحت منها، الكافة ومنع لها هجره بعد الأغاني وسماع النبيذومن النبيذ شرب عن الامتناع إلى وعاد يعقوب أبو مات ولما جسمه، أمر واستقام دماغه

عليه.» كان ما إلى رجع الغناء سماعمن شيئا فيها لنا يصور ولا النفس، علم يصورها كما الحاكم خلائق هي تلكبالتشنج يصاب طفلا فإن والأوراق؛ النصوص مؤرخو يستغربها التي الأعاجيب تلكوهو وينشأ الصغار، بالملوك تحيط التي القصور دسائس المراهقة سن في به وتحيطبالمتزلفين حوله من يبتلى ثم والغيوب، البواطن وأسرار التنجيم عن الأحاديث يسمعالأسرار، بهوس يصاب أن بدع غير — الحائرة نفسه في الضعف مواطن عن والمنقبينفيها ينساق التي أو منه، الرغم على فيها ينساق التي النقائص تلك منه تصدر وأنوالتقرب عليها، الناس وحمل والتهجد،4 بالتقشف نفسه يروض أنه يتوهم لأنه مختارا؛ويتهم دونه، مسدلة تزال لا التي الحجب له فتنكشف عنها، ينحرف من بعقاب الله إلىدهره يزال فلا العبادة، في وقصور الرياضة في بنقص مساتيرها عليه خفيت كلما نفسهودعوى الظنون، إلى المستريح وإيمان الحائر وقلق اليائس، ومحاولة العابد خشوع بين

إليه. يستريح مما عليه يلقى لما المصدق

للصلاة. الليل في القيام التهجد: 4

145

والفاطميون الزهراء فاطمة

أو القصور، ودسائس «الحريم» جرائر إحدى كانت الحاكم نكبة أن صح وسواءالزوجات من التكثر عاقبة في المعز فراسة صدقت فقد وحده؛ المرض جريرة نكبته كانتالدولة في شيء كل تناولت حتى وتستشري5 تتشعب القصور سياسة وأخذت والجواري،الشرور؛ سائر عليه محسوبا ا وشر بذاته قائما ا شر الأمر آخر جرائرها وكانت والمجتمع،

وقوعها. بعد معالجتها دون حائلا كان كما ومنعها، اتقائها دون حائلا كان لأنهالشقاق نوازع بينها وشجرت6 الجيش قوى تعددت القصور دسائس جراء فمنالسودان من وقوة الترك من قوة للدولة فكان حريم، كل في الأحزاب لاختلاف تبعاالمزعجين أول الأمن حراس وأصبح والعرب، البربر من لها كانت التي القوة جانب إلى

والحكام. وللقادة ولأنفسهم للآمنينبسياسة ابتليت حتى مصر في الدولة قيام على واحد جيل غير يمض ولم

الحريم. سياسة من به ابتليت ما فوق الدواوين، تحكم أو «البيروقراطية»كالأطفال آخرين خلفاء وولاية الطفولة سن في الخلفاء بعض ولاية الآفة هذه وسببالمال بجلب الوزراء من وقنعوا القصور ترف إلى ركنوا فقد الرجال؛ مبلغ بلغوا وإنة أزم وعلى الثروة ة أزم على والوزراء الدواوين ورؤساء الجباة فقبض طلبوه، كلما إليهمالرشوة من الإتاوات وجمع المصادرة فاستباحوا ولسادتهم لأنفسهم وطمعوا السياسة،

موعد. غير في الضرائب من يجمعون ما عدا والإرهاب؛الصليبيين وهجوم الداخل من المجاعة فإن يقال؛ كما فرادى تأتي لا والمصائبالتماسك عليها تعذر حتى عجز فوق بعجز الدولة أصاب قد الخارج من الصليبيين وغير

القول. عليها فحق والدفاع،ما مع الفاطمية الدولة في الذهبي بالعصر «المستنصر» الخليفة عصر سمي وقدفيه صنع لأنه الاسم بهذا عصره سمي وما والوباء، والمجاعة القحط من يتخلله كان٤٢٧ (سنة السابعة في وهو عليه جلس منذ العرش على قضاها سنة ستين خلال شيئاالذي الحصاد كموسم عصرا كان ولكنه السبعين، إلى يدلف7 وهو مات أن إلى هجرية)

تشتد. تستشري: 5تشابكت. شجرت: 6

الخطو. وقارب مشى الشيخ: دلف يدلف: 7

146

الله لدين المعز

ستذروه الذي الهشيم من يحملها وما السنابل فيه وتنضج والأشواك، الثمرات فيه تبرزالوقود. ذات النار تطعمه أو قريب عما الرياح

الهادمين، من ولا البناة من يحسب لا من الخلافة على بعده تعاقب مات فلماقتيل. وهو يفارقها وقد الملك، قواعد تحته تتداعى مهدوم هو وإنما

الفاطمية، الدولة انتهاء قبيل مصر في السلطان بزمام أخذوا قد أيوب بنو وكانالخليفة من بدلا العباسي للخليفة الدعاء على الدين صلاح أيام في الرأي استقر فلماالذي الخليفة به يعلم ولم الجديد، بالدعاء المنابر تجاوبت بالعاضد، الملقب الفاطميوستين سبع سنة فكانت الوفاة، مرض في بنفسه يجود كان لأنه الدعاء؛ عنه تحولسنة، وعشرين إحدى ر عم الذي الخليفة أجل الأجلين: خاتمة هي للهجرة وخمسمائة

وسبعين. سنة مائتي ومصر المغرب بين عمرت التي الدولة وأجلوقال عقب، بغير لينقرضوا منفردين عميدها موت بعد الدولة أمراء عزل وقدمن عنده ما باستنفاد العاضد «وأضعف الأخير: والخليفة الدين صلاح عن المقريزيالتصرف من العاضد ومنع نقصان. في العاضد وأمر ازدياد في أمره يزل فلم الأموال،في ذكره إقامة سوى للعاضد يبق فلم الدولة. إزالة من يريده ما للناس تبين حتىوالخيل المال على فأتى ليضعفه، يوم كل منه الطلب يوالي الدين وصلاح هذا الخطبة.إلى وألجأه منه فطلبه واحد فرس غير العاضد عند يبق لم حتى ذلك وغير والرقيق

القصر.» من يخرج لا وصار الوقت ذلك من ركوبه وأبطل إرساله،وجناية الزمن قسوة من لأنها الدين؛ صلاح على التاريخ يحسبها لم قسوة هذهوبين والمعائب، المناقب بين الموازنة حساب في حسبها قد هو أو الأخلاف، على الأسلافوالقضاء صاحبه، يجريه الذي القضاء وبين المشنوءة8 السياسة وحكم المروءة حكمالرجحان، دائم وهو الإقبال كفة فرجحت يعاقبه، وكأنه فيجزيه قاضيه على يجري الذي

الزمان. ميزان في كفتها فشالت9 الزوال دولة ودالت

المكروهة. المشنوءة: 8الأخرى. على كفتيه إحدى ارتفعت الميزان: شال كفتها: فشالت 9

147

عشر السابع الفصل

متحضرة حضارة

مصر حضارة إن يقال: أن جاز الفراعنة أيام في الأولى المصرية الحضارات استثنينا إذاعهد لأنه البطالسة؛ لعهد استثناء ولا الميلاد، بعد نظير لها يعرف لم الفاطميين عهد فيالفاطميين، أيام في للحضارة خلافا الوطنية، الصبغة على الأجنبية الصبغة فيه غلبتعلى آخر وطن في تتكرر لم ثم ومن صبغة، كل على غالبة كانت المصرية صبغتها فإنبين الدولة قيام قبل عليه كانت الذي الديني مذهبها على مصر وبقيت الصورة، هذه

ربوعها.مقياس أو الثقافة بمقياس تقاس حضارة كل على هنا الحضارة كلمة وتصدق

الاجتماعية. الشئون مقياس أو الثروة مقياس أو الصناعةوجدت التي كالخزائن للكتب خزائن الإسكندرية مكتبة بعد مكتبة في توجد فلماختلاف حسب ومليونين، مجلد ألف ستمائة بين تقديرها وتفاوت الشرقي، القصر فيعشرات الكتب لبعض فيها كان وقد النسخ، وعدد الكتب عدد بين يظهر ما على التقدير

الاطلاع. أو للإعارة النسخ منتحتوي مكتبة قصر كل في فكان النادرة، الكتب اقتناء في القصور وتنافست

العلوم. وسائر والطب والرياضة والأدب الفقه كتب من الألوف عشراتوتعرض نعله، ويخلع فيترجل حين إلى حين من العامة المكتبة يزور الخليفة وكان

الرفوف. في بوضعها ليأذن الواردة الكتب عليه

والفاطميون الزهراء فاطمة

فيهما وفتحت للمتعلمين، وتلك للمعلمين هذه العلم، ودار الحكمة دار وأنشئتالمناظرة وتنقل للنساء، وقسم للرجال قسم منها يخصص والمحاضرة، المناظرة مجالسيدلي أن رأي ذي لكل ويأذن عليها، يشرف أو فيها فيشترك الخليفة قصر إلى أحيانا

الآراء. إجماع به خالف وإن فيها، برأيهالمنظوم؛ أو المنثور التاريخ ملاحم من ترضيهم التي ثقافتهم العامة بين وشاعتالمنشدين، الشعراء أو القصاصين من يخلو العامة السمر مجالس من مجلس يكن فلممجالس عدا الشعبية، والقصص الشعبي التاريخ من طرفا الناس جمهرة يسمعونصلاة إلى الفجر صلاة من المساجد أو المعاهد في للقصاد تفتح التي والتفقيه الوعظ

العشاء.الأرض، مساحة وأعيدت الري، وسائل ونظمت الدواوين، أصلحت عهدهم وفي

أسوان. عند الخزان بناء في وفكرواوفي البناء، هندسة في والصناع الفنانون وتنافس والصناعات، الفنون وتقدمتتحاكي النسيج على رسوم وشوهدت الكريمة، الحجارة على والحفر الجدران على النقشوالتصوير البارز التصوير فن وبلغ التلوين، وجمال التصوير دقة في الفنية اللوحاتوالجواهر المعادن من التماثيل وصيغت العصور، من عصر في يبلغه ما غاية الغائروالإتقان. الصناعة بفضل النفيس المعدن قيمة تناظر أن المرتخص المعدن قيمة فأوشكتليلة ألف بعجائب يشبهوها أن العجائب وصف في بالغوا إذا الوصافون ألف وقدتلك في القصور ذخائر من المنقولة كالنسخة كانت وليلة ليلة ألف عجائب ولكن وليلة،

الخيال. نسخة من والأبدع الأعجب هي كانت الحقيقة نسخة أن لولا الحضارة،ويحثها منها، أخذ كلما يعطيها يزال ولا ينقطع لا للصناعة مددا التجارة وكانتبالخامات والصين الهند وبحار المغرب بحار من السفن تأتي والمزيد: التوسع علىدواليك وأغلى، أبدع هو بما وتعود المصنوعات ببدائع تأتي أو المصنوعات، ببدائع وتعود

والشتاء. الصيف مدى على آتية ذاهبة تني لا كله العام مواسم فيالأزمنة مواسم على الجديدة الدولة وحافظت الاجتماعية، والمحافل المواسم وتعددتعادوا القاهرة إلى المعز الخليفة مقدم عند النوروز إلغاء فبعد إليها، وأضافت الغابرةوأحصي الربيع، وأعياد العهد وخميس بالغطاس الاحتفال إليه وأضافوا به الاحتفال إلى

150

متحضرة حضارة

آل ومولد الإمام ومولد النبي ومولد عاشوراء ويوم السنة رأس غير العام مواسم منالصيام. نوافل1 قبل بها يحتفل وشعبان رجب من ليال وهي الوقود وليالي البيت،

الأعياد، وليالي رمضان شهر في سيما ولا النهار، ومحافل الليل محافل وتناظرتيحيونه إليه ويخرجوا الأسمطة2 له ويمدوا يستضيفوه أن الشعب الخلفاء وعودوالمحافل للمواكب فرغت أمة يحسبونها مصر إلى الوافدون وأصبح التحية، منه ويتلقون

والأسمار.الأعمال فيها تعطل وفراغ لهو مظاهر أنها المواكب تلك في ما قصارى يكن ولموالصناعات، للفنون معارض حقيقتها في كانت هي بل المعيشة، تكاليف فيها وتنسىنقيبها طائفة كل ويتقدم معلوم، نظام على وصناعة فن كل أصحاب فيها يسيرومن عليها، ويدلون عنها ويعلنون وصناعاتهم فنونهم بمفاخر يترنمون وأساتذتهاما المحافل تلك ومن البحر، جبر وزفة رمضان زفة في اليوم إلى بقى ما المواكب هذهللأحياء. والزيارة للأموات الذكرى ليالي من وغيرها شعبان ونصف رجب طلعة في بقىتحفل جرم ولا والقصاد، الرواد ملتقى الحضارة هذه إبان مصر كانت جرم لاوأولهم ومكان، زمان كل في السلطان ذوي رحاب يقصدون بمن والكبراء الخلفاء قصور

والشعراء. السياحتلك في مزارا أو مقاما مصر من يتخذ لم الإسلامي العالم أنجبه رحالة من فماما بمثل العصر ذلك في عمر والمغرب المشرق في الملك قصور من قصر من وما الأيام،

والأدباء. الشعراء من الفاطمية القصور به عمرتوزادوهم المقال، وكثرة القالة لازدحام بالإيجاز شعراءهم والأمراء الخلفاء وأوصىمفرج، ابن أحدهم فقال الثناء، في قصد لا العطاء في قصد إنه يقال: لكيلا الجزاء في

الحافظ: الخليفة يخاطب

ي��خ��ت��ص��ر ك��ف��ي��ك ن��دى أم��رت لا ل��م م��خ��ت��ص��را ال��م��دح ن��ص��وغ أن أم��رت��ن��ا

الصيام. شهر غير في كالصيام عمله، يجب لا ما عمل وهي نافلة، جمع نوافل: 1الطعام. عليه ليمد يبسط ما وهو سماط، جمع الأسمطة: 2

151

والفاطميون الزهراء فاطمة

المخالفة، بهذه يجهر وكان الشيعة مذهب خلاف على كان من العصر شعراء ومنقال: الذي اليمني كعمارة

ال��ت��ش��ي��ع اع��ت��ق��اد ف��ي خ��ال��ف��ون��ي وإن س��ن��ة م��ذه��ب ال��ج��ود ف��ي م��ذاه��ب��ه��م

واستعادة نصرتهم في أملا الهلاك مورد وأوردها آثارهم على نفسه بخع3 الذي وهورثاء في نظم ما أبلغ إنها فيها: قيل التي وقصيدته برثائهم، الناس أحق فهو مجدهم؛

المهجور: عمرانهم به نودع ما أحق هي دولة

ال��دول أك��رم ف��ي ف��ج��ي��ع��ت��ه��ا ع��ل��ى ق��اط��ب��ة الآم��ال ب��ن��ي ول��ه��ف ل��ه��ف��يالأم��ل ع��ل��ى أرب��ى م��ا ال��م��ك��ارم م��ن خ��لائ��ف��ه��ا ف��أول��ت��ن��ي م��ص��ر ق��دم��تال��ق��ب��ل ق��ب��ل��ة وك��ان��ت ال��وف��ود م��ن خ��ال��ي��ة والأرك��ان ب��ال��ق��ص��ر م��ررتي��م��ل ل��م ال��ود ووج��ه الأع��ادي م��ن م��ن��ت��ق��د خ��وف ب��وج��ه��ي ع��ن��ه��ا ف��م��ل��تال��س��ب��ل م��ه��ج��ورة وغ��دت رح��اب��ك��م خ��ل��ت غ��داة دم��ع��ي أس��ف��ي م��ن أس��ل��تت��ح��ل ل��م وه��ي ع��ل��ي��ه��ا ال��زم��ن ح��ال م��ك��ارم��ك��م م��ن ت��راءت م��ا ع��ل��ى أب��ك��يط��ل��ل وم��ن رس��م م��ن أوح��ش وال��ي��وم واف��دك��م أن��س ك��ان��ت ال��ض��ي��اف��ة داروب��ل��ي ع��ن��ده��م ج��دي��د م��ن��ه��ا ورث درس��ت ق��د ال��ف��ص��ل��ي��ن ف��ي ال��ن��اس وك��س��وةال��ج��م��ل ع��ل��ى ف��ي��ه ��ل��ك��م ت��ج��م ي��أت��ي ل��ك��م ال��خ��ل��ي��ج ي��وم ف��ي ك��ان وم��وس��مب��ال��وش��ل4 ل��ي��س ج��ود وب��ل م��ن ف��ي��ه��ن ل��ك��م ك��ان وال��ع��ي��دي��ن ال��ع��ام وأولالأس��ل م��ن ق��ص��ري��ك��م ب��ي��ن م��ا ي��ه��ت��ز ك��م��ا ال��غ��دي��ر ي��وم ف��ي ت��ه��ت��ز والأرضح��ل��ل وف��ي ح��ل��ى ف��ي ال��ع��رائ��س م��ث��ل ش��ي��ة وف��ي وش��ي ف��ي ت��ع��رض وال��خ��ي��لوال��ع��ج��ل الأك��ت��اف ع��ل��ى إلا ط��ب��اق الأ س��ع��ة م��ن الأض��ي��اف ق��رى ح��م��ل��ت��م وم��اال��م��ل��ل م��ن الأق��ص��ى ب��ه ع��م��م��ت��م ح��ت��ى م��ل��ت��ك��م أه��ل ب��ب��ر خ��ص��ص��ت��م وم��اال��رس��ل م��ن ول��ل��ط��اري ال��م��ق��ي��م ـ��ي��ف ول��ل��ض��ـ ل��ل��ذم��ت��ي��ن روات��ب��ك��م ك��ان��ت

أهلكها. نفسه: بخع بخع: 3قليلا. قليلا يقطر صخرة من يتحلب القليل الماء الوشل: 4

152

متحضرة حضارة

وال��دول الأرض لأه��ل ال��ص��لات م��ن��ه ع��ظ��م��ت ال��ذي ب��ت��ن��ي��س ال��ط��راز ث��موال��ع��م��ل ال��دي��ن أص��ل ف��ه��و وح��ب��ه��م وآخ��رة دن��ي��ا ه��م ال��ن��ج��اة ب��ابالأج��ل م��دة ف��ي ل��ي ال��ل��ه أخ��ر م��ا أب��دا ل��ه��م ح��ب��ي ع��ن زل��ت م��ا وال��ل��ه

وخمسمائة، وستين سبع سنة في الدولة أجل فانقضى الأجل، في له يؤخر ولموخمسمائة. وستين تسع سنة في شاعرها أجل وانقضى

من وتعز تشاء ن مم الملك وتنزع تشاء من الملك تؤتي الملك مالك اللهم ﴿قلقدير﴾. ء شي كل على إنك الخير بيدك تشاء من وتذل تشاء

153