91
ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﷲ ﺑﺴﻢ آﺘﺎب ﺗﻬﺎﻓﺖ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻟﻺﻣﺎم، ﺣﺠﺔ اﻹﺳﻼم، أﺑﻲ ﺣﺎﻣﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻐﺰاﻟﻲ، اﻟﻄﻮﺳﻲ. ﺍﳌﺘﻮﰱ: ﺳﻨﺔ505 ، ﲬﺲ ﻭﲬﺴﻤﺎﺋﺔ. 1 - ﺍﷲ ﺍﱃ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﲜﻼﻟﻪ، ﺍﳌﻮﰱ ﻋﻠﻰ ﻛﻞﺎﻳﺔ ، ﺍﳍ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻳﻔﻴﺾ ﺃﻥ ﻏﺎﻳﺔ؛ ﻛﻞﺎﻭﺯ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺪﺍﻳﺔ، ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺭﺃﻯ ﻭﺍﻗﺘﻔﺎﺀﻩ، ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﺂﺛﺮ ﺣﻘﺎ ﺍﳊﻖ ﺭﺃﻯ ﳑﻦ ﳚﻌﻠﻨﺎ ﻭﺃﻥ ﻭﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ، ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﻋﻨﺎ ﻭﻳﻘﺒﺾ ﺍﻟﻐﺒﻄﺔ ﻣﻦ ﻳﺒﻠﻐﻨﺎ ﻭﺃﻥ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺀﻩ، ﺍﻧﺒﻴﺎﺀﻩ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﱴ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻳﻠﻘﻨﺎ ﻭﺍﻥ ﻭﺍﺟﺘﻮﺍﺀﻩ، ﺍﺟﺘﻨﺎﺑﻪ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﺑﺎﻃﻼ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ، ﺩﺍﺭ ﻋﻦ ﺍﺭﲢﻠﻨﺎ ﺍﺫﺍ ﻭﺍﳊﺒﻮﺭ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﻳﺘﻀﺎﺀﻝ ﺍﻻﻓﻬﺎﻡ، ﻣﺮﺍﻗﻰ ﺍﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻳﻨﺨﻔﺾ ﺍﶈﺸﺮ ﻫﻮﻝ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻧﻌﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﺑﻌﺪﻨﻴﻠﻨﺎ، ﻭﺍﻥ ﺍﻻﻭﻫﺎﻡ، ﺳﻬﺎﻡ ﻣﺮﺍﻣﻰ ﺍﻗﺎﺻﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺧﲑ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺼﻠﻰ ﻭﺃﻥ ﺑﺸﺮ، ﻗﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮ ﻭﻻ ﲰﻌﺖ ﺍﺫﻥ ﻭﻻ ﺭﺃﺕ ﻋﲔ ﻣﺎ، ﺒﲔ ﺍﻟﻄﻴ ﺁﻟﻪ ﻭﻋﻠﻰ، ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ ﻭﻳﺴﻠﻢ، ﺍﻟﺪﺟﻰ ﻭﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ﺍﳍﺪﻯ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ. 2 - ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻋﺮﺍﺽ... ﻓﺈﱐ ﺑﻌﺪ ﺃﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺍﻷﺗﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺀ، ﲟﺰﻳﺪ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ، ﻗﺪ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ، ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺮﻭﺍ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻮ ﻗﻲ ﻋﻦ ﺍﶈﻈﻮﺭﺍﺕ، ﻭﺍﺳﺘﻬﺎﻧﻮﺍ ﺑﺘﻌﺒﺪﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺣﺪﻭﺩﻩ، ﻭﱂ ﻳﻘﻔﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺗﻮﻓﻴﻘﺎﺗﻪ ﻭﻗﻴﻮﺩﻩ، ﺑﻞ ﺧﻠﻌﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﺭﺑﻘﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺑﻔﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ. ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻫﻄﺎ ﻳﺼﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ، ﻭﻳﺒﻐﻮ ﹰ، ﻋﻮﺟﺎ ﻭﻫﻢ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﻫﻢ ﻛﺎﻓﺮﻭﻥ، ﻭﻻ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﻟﻜﻔﺮﻫﻢ ﻏﲑ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﲰﺎﻋﻲ، ﺃﻟﻔﻲ ﻛﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ. ﺇﺫ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﺸﺆﻫﻢ ﻭﺃﻭﻻﺩﻫﻢ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺩﺭﺝ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻭﺃﺟﺪﺍﺩﻫﻢ، ﻋﻦ ﲝﺚ ﻧﻈﺮﻱ، ﺑﻞ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺜﺮ ﺑﺄﺫﻳﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺍﻟﺼﺎﺭﻓﺔ ﻋﻦ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﺍﻻﳔﺪﺍﻉ ﺑﺎﳋﻴﺎﻻﺕ ﺍﳌﺰﺧﺮﻓﺔ ﻛﻼ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ. ﻛﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﺀ.

تهافت الفلاسفة

Embed Size (px)

DESCRIPTION

 

Citation preview

Page 1: تهافت الفلاسفة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

الفالسفة تهافت آتاب

حامد أبي اإلسالم، حجة لإلمام، .الطوسي الغزالي، محمد محمد بن بن محمد

.ومخسمائة مخس ،505 سنة: املتوىف الدعاء اىل اهللا- 1

داية، وجوده ااوز كل غاية؛ أن يفيض علينا أنوار اهل ،اية كل على املوىف جبالله، تعاىل اهللا نسألويقبض عنا ظلمات الضالل والغواية، وأن جيعلنا ممن رأى احلق حقا فآثر اتباعه واقتفاءه، ورأى الباطل باطال فاختار اجتنابه واجتواءه، وان يلقنا السعادة الىت وعد ا انبياءه وأولياءه، وأن يبلغنا من الغبطة

ا ينخفض دون اعليها مراقى االفهام، ويتضاءل والسرور والنعمة واحلبور، اذا ارحتلنا عن دار الغرور، مدون اقاصيها مرامى سهام االوهام، وان ينيلنا، بعد الورود على نعيم الفردوس والصدور من هول احملشر ، ما ال عني رأت وال اذن مسعت وال خطر على قلب بشر، وأن يصلى على نبينا املصطفى حممد خري

. الطاهرين مفاتيح اهلدى ومصابيح الدجى ، ويسلم تسليماوأصحابه البشر ، وعلى آله الطيبني

... اعراض البعض عن الدين- 2

قد والذكاء، الفطنة مبزيد والنظراء، األتراب عن التميز أنفسهم يف يعتقدون طائفة رأيتأما بعد فإين عن قيوالتو الصلوات، وظائف من الدين شعائر واستحقروا العبادات، من اإلسالم وظائف رفضوا

ربقة بالكلية خلعوا بل وقيوده، توفيقاته عند يقفوا ومل وحدوده، الشرع بتعبدات واستهانوا احملظورات، هم باآلخرة وهم عوجا، ويبغوا اهللا، سبيل عن يصدون رهطا فيها يتبعون. الظنون من بفنون الدين،

دين غري على جرى إذ. النصارى و اليهود كتقليد ألفي مساعي، تقليد غري لكفرهم مستند وال كافرون، التعثر عن صادر تقليد بل نظري، حبث عن ال وأجدادهم، آباؤهم درج وعليه وأوالدهم، نشؤهم اإلسالم اتفق كما. السراب مع كال املزخرفة باخلياالت واالخنداع الصواب، صوب عن الصارفة الشبه بأذيال .واألهواء البدع أهل نم واآلراء العقائد عن البحث يف النظار من لطوائف

Page 2: تهافت الفلاسفة

ملا بلغهم عن الفالسفة من حسن السمعة– 3

وأمثاهلم، وأرسطاطاليس وأفالطون وبقراط كسقراط هائلة أسامي مساعهم كفرهم مصدر وإمنا اهلندسية، علومهم ودقة أصوهلم، وحسن عقوهلم، وصف يف وضالهلم متبعيهم من طوائف وإطناب. اخلفية األمور تلك باستخراج والفطنة، الذكاء لفرط واستبدادهم واإلهلية، والطبيعية، واملنطقية، لتفاصيل وجاحدون والنحل، للشرائع منكرون فضلهم، وغزارة عقلهم، رزانة مع أم عنهم وحكايتهم .مزخرفة وحيل مؤلفة، نواميس أا ومعتقدون وامللل، األديان

ضالهلم- 4

إىل حتيزا الكفر، باعتقاد جتملوا طبعهم، ئدهمعقا من حكى ما ووافق مسعهم، ذلك قرع فلما من واستنكافا والدمهاء، اجلماهري مساعدة عن وترفعا سلكهم، يف واخنراطا بزعمهم، الفضالء غمار مجال الباطل تقليد يف بالشروع احلق تقليد عن الرتوع يف التكايس إظهار بأن ظنا اآلباء بأديان القناعة وتعاىل سبحانه اهللا عامل يف رتبة فأية .وخبال خرف تقليد عن تقليد إىل نتقالاال أن عن منهم، وغفلة يقبله أن دون تصديقا الباطل، قبول إىل بالتسارع تقليدا املعتقد احلق، بترك يتجمل من رتبة من أخسالتشبه والبلة من العوام مبعزل عن فضحية هذه املهواة، فليس يف سجيتهم حب التكايس ب.وحتقيقا خربا

بذوى الضالالت، فالبالهة أدىن إىل اخلالص من فطانة بتراء، والعمى أقرب إىل السالمة من بصرية .حوالء

الكتاب هذا رد على الفالسفة- 5

ردا الكتاب، هذا لتحرير ابتدأت األغبياء، هؤالء على نابضا احلماقة من العرق هذا رأيت فلما غوائل عن وكاشفا باإلهليات، يتعلق فيما كلمتهم، وتناقض عقيدم، تاف مبينا القدماء، الفالسفة على

عن به اختصوا ما: أعين. األذكياء عند وعربة العقالء، مضاحك التحقيق على هي اليت وعوراته مذهبهم، .واآلراء العقائد فنون من والدمهاء، اجلماهري

أكابر الفالسفة ال ينكرون وجود اهللا- 6

، ليتبني هؤالء املالحدة تقليدا، اتفاق كل مرموق من األوائل وجهه على ذهبهمم حكاية مع هذاوأن االختالفات راجعة إىل تفاصيل خارجة عن هذين القطبني، . ةاألواخر، على اإلميان باهللا واليوم اآلخر

رية، من ذوى الذين ألجلهما بعث األنبياء املؤيدون باملعجزات، وأنه مل يذهب إىل إنكارمها إال شرذمة يسالعقول املنكوسة، واآلراءة املعكوسة، الذين ال يؤبه هلم ، وال يعبأ م فيما بني النظار، وال يعدون إال من زمرة الشياطني األشرار ، وغمار األغبياء واألغمار، ليكف عن غلوائه من يظن أن التجمل بالكفر تقليدا

حقق أن هؤالء الذين يشتبه م من زعماء الفالسفة يدل على حسن رأيه؛ ويشعر بفطنتو وذكائه ؛ إذ يت

Page 3: تهافت الفلاسفة

ورؤسائهم برآء عما قذفوا به من جحد الشرائع، وأم مؤمنون باهللا ، ومصدقون برسله ، وأم اختيطوا . يف تفاصيل بعد هذه األصول ، قد زلوا فيها، فضلوا وأضلوا عن شواء السبيل

سبب اخنداعهم- 7

ا به، من التخابيل واألباطيل؛ ونبني أن كل ذللك ويل، وحنن نكشف عن فنون ما اخندعو .ماوراءه حتصيل، واهللا تعاىل وىل التوفيق، إلظهار ما قصصدناه من التحقيق

مبقدمات الكتاب اآلنردصولن رب عن مساق الكالم يف الكتابعت.

مقدمة

وآراءهم كثري، ونزاعهم طويل، خبطهم فإن تطويل، الفالسفة اختالف حكاية يف اخلوض أن ليعلم الفليسوف هو الذي مقدمهم رأي يف التناقض إظهار على قتصرمنتشرة، وطرقهم متباعدة متدابرة ، فلن

وحذف احلشو من آرائهم، وانتقى ما هو ، بزعمهماوهذ علومهم رتب فإنه األول، املعلمو املطلق، امللقب أستاذه على حىت قبله من كل ىعل رد وقد ؛))أرسطاطاليس(( وهو األقرب إىل أصول أهوائهم،

أفالطن صديق واحلق صديق ولكن : (( اإلهلى، مث اعتذر عن خمالفته أستاذه بأن قالأفالطونعندهم ب )).احلق أصدق منه

من غري وختمني، بظن حيكمون وأم ، عندهمملذهبهم قانتإ وإمنا نقلنا هذه احلكاية ليعلم أنه ال تثبت وال بهويستدرجون واملنطقية ، احلسابية، العلوم بظهور اإلهلية، علومهم صدق على ستدلونوي حتقيق ويقني،

ملا ،احلسابية همعلوم نقية عن التخمني، كالرباهني، متقنة اإلهلية علومهم كانت ولو العقول، ضعفاء حتريف عن كالمهم ينفك مل أرسطو لكالم املترمجون مث .احلسابية يف خيتلفوا مل كما فيها، اختلفوا املتفلسفة من بالنقل وأقومهم، حموج إىل تفسري وتأويل، حىت أثار ذلك أيضا نزاعا بينهم، وتبديل

. سينا وابن الفارايب، نصر أبو: اإلسالميةفإن ما هجراه ا ىف الضالل،رؤسائهم مذهب من الصحيح هياورأ اختاروه، ما إبطال على قتصرفن

رى يف اختالله، وال يقتقر إىل نظر طويل يف إبطاله، فليعلم أنا مقتصرون واستنكفا من املتابعة فيه ال يتما . حبسب انتشار املذهبالكالم ينتشر ال كي ،الرجلني هذين نقل حبسب مذاهبهم ردعلى

مقدمة ثانية : أقسام ثالثة غريهم وبني بينهم اخلالف أن ليعلم

Page 4: تهافت الفلاسفة

مع ،جوهرا -تعاىل عن قوهلم – العامل صانع كتسميتهم جمرد، لفظ إىل فيه الرتاع يرجع: >األول<قسم يريدوا ومل ، أى القائم بنفسه الذى ال حيتاج إىل مقوم يقومهموضوع يف ال املوجود بأنه: اجلوهر تفسريهم

.، على ما أراده خصومهماملتحيز اجلوهر به باسم التعبري يف المالك رجع عليه، متفقا صار إذا بالنفس القيام معىن ألن هذا، إبطال يف خنوض ولسنا ،الشرع يف إطالقه جواز رجع إطالقه ، اللغةتغسو وإن ،اللغة عن البحث إىل ،املعىن هذا عن اجلوهر .، فإن حترمي إطالق األسامى وإباحتها يؤخذ مما يدل عليه ظواهر الشرعالفقهية املباحث إىل

:ولعلك تقول والرسل األنبياء تصديق ضرورة من وليس الدين، أصول من أصال فيه مذهبهم يصدم ال ما: الثاينالقسم وبني بينه األرض بتوسط القمر ضوء امنحاء عن عبارة القمر، كسوف إن: كقوهلم فيه، منازعتهم بني القمر جرم وقوف الشمس، كسوف وإن اجلوانب، من ا حميطة والسماء كرة واألرض الشمس، .واحدة دقيقة على دتنيالعقي يف اجتماعهما عند الشمس وبني الناظر الدين ابطال هذا من يف املناظرة أن ظن ومن غرض به يتعلق ال إذ إبطاله يف خنوض لسنا أيضا فنال وهذا معها بقىي ال حسابيةهندسية براهني عليها تقوم األمور هذه فإن أمره، فعوض الدين، على جىن فقد إىل بقائهما ومدة وقدرمها الكسوفني وقت عن بسببها خربي ىتح تها،أدل قويتحق عليها، عطلت فمن .ريبة

الشرع وضرر الشرع، يف يستريب وإمنا فيه، يسترب مل ،الشرع خالف على هذا إن له قيل إذا ،االجنالءضرره من أكثر بطريقه ال ينصره نمم قيل كما وهو .بطريقة فيه يطعن نمم :صديق من خري عاقل عدو

. جاهلان الشمس والقمر آليتان من آيات اهللا ال خيسفان : (( فقد قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم:فان قيل

: ، فكيف يالئم هذا ماقالوه؟ قلنا)) ملوت أحد وال حلياته، فاذا رأيتم ذلك فافزعوا اىل ذكر اهللا والصالة احد او حلياته واالمر وليس ىف هذا ما يناقض ما قالوه ، اذ ليس فيه اال نفى وقوع الكسوف ملوت

والشرع الذى يأمر بالصالة عند الزوال والغروب والطلوع من أين يبعد منه ان يأمر عند . بالصالة عندهولكن اهللا اذا جتلى لشىء خضع : (( فقد روى انه قال ىف آخر احلديث: الكسوف ا استحبابا؟ فان قيل

هذه الزيادة مل يصح نقلها فيجب تكذيب : نافيدل على ان الكسوف خضوع بسبب التجلى، قل)) له فكم. ناقلها، وامنا املروى ما ذكرناه كيف، ولو كان صحيحا، لكان تأويله أهون من مكابرة أمور قطعية

.احلد هذا إىل الوضوح يف تنتهي ال اليت ةيعقلال باألدلة لتوأ ظواهر من عليه فيسهل الشرع، خالف على وأمثاله هذا، أنب الشرع ناصر يصرح أن لحدة،امل به يفرح ما وأعظم قدميا، أو حادثا كونه عن العامل يف البحث ألن: وهذا .، ان كان شرطع امثال ذلكالشرع إبطال طريق

Page 5: تهافت الفلاسفة

وما السماوات، كانت وسواء أو مسدسا،مثمنا، أو بسيطا، أو كرة، كان فسواء حدوثه ثبت إذا مث فنسبة النظر فيه اىل البحث االهلى كنسبة النظر اىل أكثر، أو ،أقل أو الوه،ق كما طبقة، عشرة ثالثة حتتها

ما كيف فقط، وتعاىل سبحانه اهللا فعل من كونه: فاملقصود .طبقات البصل وعددها وعدد حب الرمان .تكان

يانوب الصانع، وصفات العامل، حدوث يف كالقول الدين، أصول من بأصل فيه الرتاع يتعلق ما: الثالث فساد يظهر أن ينبغي فهذا الفن ونظائره هو الذى. ذلك مجيع أنكروا وقد ، واالبداناألجساد حشر

. فيه دون ما عداهمذهبهم

مقدمة ثالثة وجوه ببيان ،التناقض عن نقية مسالكهم أن وظن الفالسفة، يف اعتقاده نحس من تنبيه قصودامل أن ليعلم أبطلف. مثبت مدع دخول ال منكر، مطالب دخول إال عليهم العتراضا يف دخلأ ال أنافلذلك ،افتهم املعتزلة وأخرى مذهب الكرامية؛ وطورا مذهب تارةألزمهمف خمتلفة، بإلزامات مقطوعا اعتقدوه ما عليهم

مذهب الواقفية، وال أض ذابا عن مذهب خمصوص بل أجعل مجيع الفرق إلبا واحدا عليهم، فإن سائر ا خالفونا ىف التفصيل، وهؤالء يتعرضون ألصول الدين، فلنتظاهر عليهم فعند الشدائد تذهب الفرق رمب . األحقاد

مقدمة رابعة العلوم هذهنإ: قوهلم - يف معرض احلجاج إشكال عليهم أورد إذا - االستدراج يف حيلهم مائعظ من

هذه عن اجلواب معرفة إىل توصلي الو وهى أعصى العلوم على األفهام الذكية؛خفية، غامضة اإلهلية على إشكال له خطر إن يف كفرهم،يقلدهم فيمن. واملنطقيات الرياضيات، بتقدمي إال اإلشكاالت،

هدرك على يعسر إمنا ال شك ىف أن علومهم مشتملة على حله، وا:ويقول م، الظن حيسن ،مذهبهم .الرياضيات أحصل مل واملنطقيات أحكم ملألين ، وقول به لإلهليات تعلق فال - وهو احلساب – الىت هى نظر ىف الكم املنفصل اتالرياضي اأم: لوقفن

ان الطب والنحو واللغة حيتاج اليها أو احلساب : ان فهم االهليات حيتاج اليها خرق، كقول القائل: القائل . حيتاج اىل الطب

اىل بيان ان السموات وحتتها اىل املركز كرى الىت هى نظر ىف الكم املتصل يرجع حاصلهاهلندسيات، وأماالشكل ، وبيان عدد طيقاا ، وبيان عدد االكر املتحركة ىف االفالك ، وبيان مقدار حركاا ، فلنسلم

العلم بان هذا البيت حصل بصنع بناء عامل : هلم مجيع ذلك ىف شىء من النظر االهلى ، وهو كقول القائل

Page 6: تهافت الفلاسفة

ىل أن يعرف ان البيت مسدس أو مثمن وان يعرف عدد جذوعه وعدد لبناته ، وهو مريد قادر حى يفتقر االيعرف كون هذه البصلة حادثة ما مل يعرف عدد طبقاا ، وال : وكقول القائل. هذيان ال خيفى فساده

.وهو هجر من الكالم مستغث عند كل عاقل ،يعرف كون هذه الرمانة حادثة ما مل يعرف عدد حباا وإمنا م، اصخمصو ليس املنطق ولكن صحيح، فهو ،إحكامها من بد ال املنطقيات إن: قوهلم نعم

فغيروا عباراته إىل املنطق ويال، وقد نسميه) كتاب النظر) (الكالم( يف فن يهنسم الذي األصل هو فن أنه ظن نطق،امل اسم املستضعف،املتكايس مسع فإذا ،)العقول مدارك( يهنسم وقد ،)اجلدل كتاب(

.الفالسفة إالعليه يطلع وال مون،املتكل يعرفه ال غريب،وحنن، لندفع هذا اخلبال، واستئصال هذه احليلة ىف الضالل، نرى ان نفرد القول ىف مدراك العقول ىف هذا الكتاب وجر فيه ألفاظ املتكلمني واالصوليني، بل نوردها بعبارات املنطقيني ونصبها ىف

.فوالبهم ونقتفى آثارهم لفظا لفظاونناظرهم ىف هذا الكتاب بلغتهم، أعىن بعبارام يف املنطق، ونوضح ان ما شرطوه ىف صحة مادة القياس وماوضعوه من االوضاع ىف ايساغوجى وقاطيغورياس الىت هى من اجزاء املنطق ومقدماته مل

.يتمكنوا من الوفاء بشىء منه ىف علومهم االهليةىف آخر الكتاب فأنه كاآللة لدرك مقصود الكتاب، ولكن رب ناظر ) مدراك العقول(كنا نرى أن نورد ول

يستغىن عنه من ال حيتاج إليه، ومن اليفهم ىف آحاد املسائل ىف الرد عليهم، فينبغى أن يبتدئ أوال حيفظ .الذى هو امللقب باملنطق عندهم) معيار العلم(كتاب :ماتاملقد بعد اآلنذكرولن

المسائل فهرست . يف هذا الكتابفيها مذهبهم تناقض ناأظهر اليت :مسألة عشرون وهي

.العامل ليةزأ يف إبطال مذهبهم:األوىلاملسألة .العامل أبدية يف إبطال مذهبهم:الثانيةاملسألة .صنعه العامل وأن العامل، صانع اهللا أن: قوهلم يف تلبسهم بيان: الثالثةاملسألة .الصانع إثبات عن تعجيزهم يف: الرابعةلة املسأ

.اهلني استحالة على الدليل إقامة عن تعجيزهم يف: اخلامسةاملسألة .الصفات نفي يف: السادسةاملسألة

Page 7: تهافت الفلاسفة

.والفصل باجلنس ينقسم ال األول ذات إن: قوهلم يف: السابعةاملسألة .ماهية بال بسيط موجود األول إن: قوهلم يف: الثامنةاملسألة .جبسم ليس األول أن إثبات بيان عن تعجيزهم، يف: التاسعةاملسألة .وعلة صانعا، للعامل أن على الدليل إقامة عن تعجيزهم، يف: العاشرةاملسألة .غريه يعلم األول بأن: القول عن تعجيزهم يف: عشرة احلاديةاملسألة .ذاته ميعل األول بأن: القول عن تعجيزهم يف: عشرة الثانيةاملسألة .اجلزئيات يعلم ال األول أن: قوهلم إبطال يف: عشرة الثالثةاملسألة .باإلرادة متحرك حيوان السماء أن: قوهلم إبطال يف: عشرة الرابعةاملسألة .للسماء احملرك العرض من ذكروه فيما: عشرة اخلامسةاملسألة .العامل هذا يف احلادثة اجلزئيات يعمج تعلم السماوات، نفوس أن: قوهلم يف: عشرة السادسةاملسألة .العادات خرق باستحالة: قوهلم يف: عشرة السابعةاملسألة .روحاين جوهر اإلنساين النفس أن على العقلي، الربهان إقامة عن تعجيزهم يف: عشرة الثامنةاملسألة .البشرية النفوس على الفناء باستحالة: قوهلم يف: عشرة التاسعةاملسألة باآلالم والنار، باجلنة والتأمل التلذذ مع األجساد، وحشر البعث، إنكارهم إبطال يف: العشرونلة املسأ

.اجلسمانية واللذات اإلهلية والطبيعية، وأما الرياضيات فال معىن إلنكارها علومهم مجلة من م فيهتناقضه ذكرن أردنا أنما هذاف

.سةوالللمخالفة فيها، فإا ترجع إىل احلساب واهلندوأما املنطقيات فهى نظر يف آلة الفكر ىف املعقوالت، واليتفق فيه خالف به مباالة، وسنورد ىف كتاب

.من مجلته ما حيتاج إليه لفهم مضمون هذا الكتاب إن شاء اهللا)) معيار العلم((

مسألة في إبطال قولهم بقدم العالم مذهب الفالسفة

القول بقدمه فالذي استقر عليه رأي مجاهريهم املتقدمني واملتأخرين. دم العاملق الفالسفة يف اختلفت: تفصيل املذهبمساوقة املعلول للعلة ومساوقة النور متأخر عنه بالزمان مل يزل موجودا مع اهللا تعاىل ومعلوال له ومسوقا له غري وأنه

أفالطن أنه وحكي عن. الرتبة ال بالزماناملعلول وهو تقدم بالذات و عليه كتقدم العلة على للشمس وأن تقدم الباري . وحمدث العامل مكون: قال

Page 8: تهافت الفلاسفة

ما " آخر عمره يف الكتاب الذي مساه وذهب جالينوس يف. العامل معتقدا له مث منهم من أول كالمه وأىب أن يكون حدثمبا دل على أنه ال ميكن أن ور .وأنه ال يدري العامل قدمي أو حمدث. املسألة إىل التوقف يف هذه" جالينوس رأيا يعتقده

يف مذهبهم وإمنا املسألة يف نفسها على العقول ولكن هذا كالشاذ ذلك ليس لقصور فيه بل الستعصاء هذه يعرف وأن . بغري واسطة أصال قدمي وأنه باجلملة ال يتصور أن يصدر حادث من قدمي مذهب مجيعهم أنه

.مأدلتهم وقعا يف النفس إيراد أدلته اختيار أشدال خري يف وذكر يف االعتراض عليه لسودت يف هذه املسألة أوراقا ولكن نقل عنهم يف معرض األدلة لو ذهبت أصف ما

ولنقتصر على . حله يهون على كل ناظر فلنحذف من أدلتهم ما جيري جمرى التحكم أو التخيل الضعيف الذي .التطويل . النظار فإن تشكيك الضعفاء بأدىن خبال ممكن شككا لفحولم إيراد ما له وقع يف النفس مما ال جيوز أن ينهض

:ثالثة وهذا الفن من األدلة ألنا إذا فرضنا القدمي ومل حادث من قدمي مطلقا يستحيل حدوث حادث من قدمي مطلقا قوهلم يستحيل صدوراألول

حدث بعد د العامل ممكنا إمكانا صرفا فإذامرجح بل كان وجو يصدر ألنه مل يكن للوجود يصدر منه العامل مثال فإمنا ملوإن على اإلمكان الصرف كما قبل ذلك جتدد مرجح أو مل يتجدد فإن مل يتجدد مرجح بقي العامل ذلك مل خيل إما أن

وباجلملة . املرجح قائم ومل حيدث من قبل والسؤال يف حدوث جتدد مرجح فمن حمدث ذلك املرجح ومل حدث اآلنالترك عن وإما أن يوجد على الدوام فأما أن يتميز حال متشاة فإما أن ال يوجد عنه شيء قط إذا كانتفأحوال القدمي

أن مل مل حيدث العامل قبل حدوثه ال ميكن: يقال وحتقيقه أن... حيدث العامل قبل حدوثه مل مل. حال الشروع فهو حمال القدمي من العجز إىل القدرة ذلك يؤدي إىل أن ينقلبعلى استحالة احلدوث فإن حيال على عجزه عن األحداث وال

قبله غرض مث جتدد غرض وال أمكن أن مل يكن: أمكن أن يقال وال. والعامل من االستحالة إىل اإلمكان وكالمها حماالن ودهحصل وج: فيلزم أن يقال. مل يرد وجوده قبل ذلك: يتخيل أن يقال وجودها بل أقرب ما حيال على فقد آلة مث على

.مريدا لوجوده بعد أن مل يكن مريدا فيكون قد حدثت اإلرادة ألنه صارولنترك النظر يف . ال جيعله مريدا احلوادث وحدوثه ال يف ذاته أو قبل حدوث اإلرادة وحدوثه يف ذاته حمال ألنه ليس حمل

اآلن ال ن ومل حيدث قبله أحدثوأنه من أين حدث ومل حدث اآل !اإلشكال قائما يف أصل حدوثه أليس. حمل حدوثه وإال فأي فرق بني حادث وحادث وإن حادث من غري حمدث فليكن العامل حادثا ال صانع له من جهة اهللا فإن جاز

فلما أن تبدل ذلك بالوجود ألعدم آلة أو قدرة أو غرض أو طبيعة حدث بإحداث اهللا فلم حدث اآلن ومل حيدث من قبلفإذن . إىل غري اية إىل إرادة وكذى اإلرادة األوىل ويتسلسل أو لعدم اإلرادة فتفتقر اإلرادة.بعينه وحدث عاد اإلشكالأو طبع تغري أمر من القدمي يف قدرة أو آلة أو وقت أو غرض أن صدور احلادث من القدمي من غري قد حتقق بالقول املطلقالعامل موجودا غريه والكل حمال ومهما كان كالكالم يفحمال ألن الكالم يف ذلك التغري احلادث حمال وتقدير تغري حال

وباجلملة كالمهم يف سائر مسائل اإلهليات . أدلتهم أقوى أدلتهم فهذا أخبل وهذا. واستحال حدثه ثبت قدمه ال حمالة دمنا هذهفلذلك ق. غريها إذ يقدرون هاهنا على فنون من التخييل ال يتمكنون منه يف كالمهم يف هذه املسألة أرك من

.املسألة وقدمنا أقوى أدلتهم

Page 9: تهافت الفلاسفة

إن العامل : تنكرون على من يقول مب: أحدمها أن يقال : ملاذا يستحيل حدوث حادث بإرادة قدمية االعتراض من وجهنييبتدئ وأن يستمر العدم إىل الغاية اليت استمر إليها وأن وجوده يف الوقت الذي وجد فيه حدث بإرادة قدمية اقتضت

يف وقته الذي حدث فيه مراد باإلرادة الوجود قبله مل يكن مرادا فلم حيدث لذلك وأنه حيث ابتدأ وأنالوجود من هذا حمال بني اإلحالة: فإن قيل ...لكل حادث سبب: االعتقاد وما احمليل له قوهلم القدمية فحدث لذلك فما املانع هلذا

مت بشرائط إجيابه وجب يستحيل وجود موجب قدوم وكما يستحيل حادث بغري سبب. ألن احلادث موجب ومسبببل وجود املوجب عند حتقق املوجب بتمام شروطه البتة مث يتأخر املوجب وأركانه وأسبابه حىت مل يبق شيء منتظر

موجودا فقبل وجود العامل كان املريد. وجود احلادث املوجب بال موجب حمال حسب استحالة ضروري وتأخرهلإلرادة نسبة مل تكن فإن كل إرادة وال جتدد سبتها إىل املراد موجودة ومل يتجدد مريد ومل يتجددموجودة ون واإلرادة

قبل ذلك وحال التجدد مل يتميز عن احلال السابق يف شيء من األشياء من التجدد ذلك تغري فكيف جتدد املراد وما املانعاملراد وبقيت بعينها يوجد مث مل يكن. كما كانت بعينهااألمور وحال من األحوال ونسبة من النسب بل األمور وأمر من

األمور الوضعية أيضا يف الطالق مثال وليس استحالة هذا يف وذلك. كما كانت فوجد املراد ما هذا إال غاية اإلحالة حتصلومل الضروري الذايت بل ويف العريف والوضعي فإن الرجل لو تلفظ بطالق زوجته واملوجب اجلنس يف املوجب

واالصطالح فلم يعقل تأخر املعلول إال بالوضع البينونة يف احلال مل يتصور أن حتصل بعده ألنه جعل اللفظ علة للحكمجعله فال يقع يف احلال ولكن يقع عند جميء الغد وعند دخول الدار فإنه بدخول الدار أن يعلق الطالق مبجيء الغد أو

على حضور ما والدخول توقف حصول املوجب يكن حاضرا يف الوقت وهو الغدفلما مل . إىل شيء منتظر علة باإلضافةلو أراد أن يؤخر املوجب عن اللفظ أمر وهو الدخول وحضور الغد حىت ليس حباضر فما حصل املوجب إال وقد جتدد

ننا وضع هذا ميك فإذا مل. الواضع وأنه املختار يف تفصيل الوضع ما ليس حباصل مل يعقل مع أنه غري منوط حبصولمبانع وأما يف العادات فما فعله ال يتأخر إال بشهوتنا ومل نعقله فكيف نعقله يف اإلجيابات الذاتية العقلية الضرورية املقصود

مبانع فإن حتقيق القصد والقدرة وارتفعت املوانع مل يعقل وجود القصد إليه إال حيصل بقصدنا ال يتأخر عن القصد معالكتابة ما مل العزم على الكتابة ال يوقع ذلك يف العزم ألن العزم غري كاف يف وجود الفعل بل يتصورتأخر املقصود وإمنا

القدمية يف حكم قصدنا إىل الفعل فال يتصور حال الفعل فإن كانت اإلرادة يتجدد قصد هو انبعاث يف اإلنسان متجددوإن كانت . الغد إال بطريق العزم يف اليوم إىل قيام يفالقصد فال يعقل قصد املقصود إال مبانع وال يتصور تقدم تأخرانبعاث قصدي عند اإلجياد وفيه يف وقوع املعزوم عليه بل ال بد من جتدد القدمية يف حكم عزمنا فليس ذلك كافيا اإلرادة

دة أو ما شئت مسه مل اإلرا اإلشكال يف أن ذلك االنبعاث أو القصد أو ملاذا حيدث القصد مث يبقى عني. القدمي قول بتغريالكالم إىل أنه ورجع حاصل. أو يتسلسل إىل غري اية حيدث قبل ذلك فإما أن يبقى حادث بال سبب حدث اآلن ومل

بل يوجد يف مدة ال يرتقي الوهم إىل أوهلا يبق أمر منتظر ومع ذلك تأخر املوجب ومل وجد املوجب بتمام شروطه وملمن أين : قولنا. حتقق وهو حمال يف نفسه املوجب بغتة من غري أمر جتدد وشرط مث انقلبآالف سنني ال تنقص شيئا منها

تعرفونه بضرورة العقل أو استحالة إرادة قدمية متعلقة بإحداث شيء أي شيء كان :واجلواب أن يقال... األمر تعرفونفإن ادعيتم حدا أوسط . حد أوسط ن غرياحلدين حبد أوسط أو م نظره وعلى لغتكم يف املنطق تعرفون االلتقاء بني هذين

والفرقة معرفة ذلك ضرورة فكيف مل يشارككم يف معرفته خمالفوكم بد من إظهاره وإن ادعيتم وهو الطريق النظري فال

Page 10: تهافت الفلاسفة

العقول عنادا مع املعرفة يف أم ال يكابرون العامل بإرادة قدمية ال حيصرها بلد وال حيصيها عدد وال شك املعتقدة حبدثاستحالة ذلك إذ ليس يف مجيع ما ذكرمتوه إال االستبعاد والتمثيل يدل على ال بد من إقامة برهان على شرط املنطقف

. ... يكفي من غري برهان ارد فال وهو فاسد فال تضاهي اإلرادة القدمية القصود احلادثة وأما االستبعاد وإرادتنا بعزمناذلك شروطه من غري موجب وجموز لعقل نعلم أنه ال يتصور موجب بتمامحنن بضرورة ا: من ضرورة العقل فإن قيل

: بينكم وبني خصومكم إذا قالوا لكم وما الفصل: علم اهللا قلنا خصومكم يقولون القول نفسه يف. مكابر لضرورة العقلكثرة ومن غري أن لكواحدا عامل جبميع الكليات من غري أن يوجب ذ إن ذاتا: إحالة قول من يقول إنا بالضرورة نعلمبالنسبة إلينا وإىل املعلوم وهذا مذهبكم يف حق اهللا وهو على الذات ومن غري أن يتعدد العلم مع تعدد يكون العلم زيادة

إن اهللا : فقالوا وطائفة منكم استشعروا حالة هذا. باحلادث ال يقاس العلم القدمي: ولكن تقولون علومنا يف غاية اإلحالةواملعقول معلوم احتاد العقل والعاقل: فلو قال قائل. واحد العاقل وهو العقل وهو املعقول والكل فسه فهوال يعلم إال ن

تعاىل عن قولكم -بالضرورة والقدمي إذا مل يعلم إال نفسه تقدير صانع للعامل ال يعلم صنعه حمال االستحالة بالضرورة إذإن : الفلك دورات. بل ال نتجاوز إلزامات هذه املسألة .علم صنعه البتة مل يكن ي-علوا كبريا وعن قول مجيع الزائغنييؤدي إىل قدم العامل حمال ألنه: إذ قالوا مب تنكرون على خصومكم: فنقول يكون هلا أقسام كان ال اية ألعدادها ال

فإن فلك الشمس يدور يف سنة وربعا ونصفا حصر آلحادها مع أن هلا سدسا إثبات دورات للفلك ال اية ألعدادها والالشمس فإنه زحل ثلث عشر أدوار الشمس وأدوار املشتري نصف سدس أدوار ثالثني سنة فتكون أدوار وفلك زحل يفأنه ثلث عشره بل ألعداد دورات الشمس مع مث كما أنه ال اية ألعداد دورات زحل ال اية. عشر سنة يدور يف اثين

مرة واحدة كما ال اية للحركة املشرقية اليت ستة وثالثني ألف سنة كب الذي يدور يفال اية ألدوار فلك الكوا :بل لو قال قائل هذا مما يعلم استحالته ضرورة فبماذا تنفصلون عن قوله: قال قائل فلو. والليلة مرة للشمس يف اليوم

شفع ووتر : شفع أو وتر فإن قلتم وال تكون. وتر أعداد هذه الدورات شفع أو وتر أو شفع ووتر مجيعا أو ال شفع والشفع فالشفع يصري وترا بواحد فكيف أعوز ما الاية له : وإن قلتم .ضرورة مجيعا أو ال شفع وال وتر فيعلم بطالنه

القول بأنه ليس فيلزمكم وتر فالوتر يصري بواحد شفعا فكيف أعوز ذلك الواحد الذي به يصري شفعا :قلتم واحد وإنإمنا يوصف بالشفع والوتر املتناهي وما ال يتناهى : املتناهي وحده يوصف بالشفع والوتر فإن قيل: قوهلم. ع وال وتربشف كما سبق مث ال توصف بشفع فجملة مركبة من آحاد هلا سدس وعشر: هناك مجلة آحاد قلنا قولنا تكون. يوصف به ال

حمل الغلط : مجلة آحاد فإن قيل ليست هنالك: عن هذا قوهلم لونوال وتر يعلم بطالنه ضرورة من غري نظر فبماذا تنفصيوجد واجلملة أما املاضي فقد انقرض وأما املستقبل فلم. معدومة مركبة من آحاد فإن هذه الدورات يف قولكم أنه مجلة

أن خيرج ويستحيلالعدد ينقسم إىل الشفع والوتر :قولنا ال بأس قلنا!. حاضرة وال موجود هاهنا إشارة إىل موجوداتكونه شفعا أو األفراس لزمنا أن نعتقد أنه ال خيلو من فإذا فرضنا عددا من. باقيا أو فانيا عنه سواء كان املعدود موجودانقول أمر نفس اإلنسان على أنا. تتغري هذه القضية فإن انعدمت بعد الوجود مل. أو معدمة وترا سواء قدرناها موجودة

املفارقة وهي نفوس اآلدميني موجودات حاضرة هي آحاد متغايرة بالوصف وال اية هلا ل على أصلكمال يستحي: هلمبطالن هذا يعرف ضرورة وهذا : يقول تنكرون على من لألبدان باملوت فهي موجودات ال توصف بالشفع والوتر فبم

فالصحيح رأي : النفس واحدة فإن قيل: قوهلم. ولعله مذهب رسطاليس ابن سينا الرأي يف النفوس هو الذي اختاره

Page 11: تهافت الفلاسفة

هذا مما : قولنا. واحتدت النفس قدمية وهي واحدة وإمنا تنقسم يف األبدان فإذا فارقتها عادت إىل أصلها أن أفالطن وهونفس زيد عني نفس : فإنا نقول. يعتقد خمالفا لضرورة العقل فهذا أقبح وأشنع وأوىل بأن: قلنا... خيالف ضرورة العقل

كان ولو. عينه فهو باطل بالضرورة فإن كل واحد يشعر بنفسه ويعلم أنه ليس هو نفس غريه أو غريه فإن كانعمرو إنه غريه وإمنا انقسم : وإن قلتم .كل إضافة هو عينه لتساويا يف العلوم اليت هي صفات ذاتية للنفوس داخلة مع النفوس يف

فكيف يصري له عظم يف احلجم وكمية مقدارية حمال بضرورة العقلالواحد الذي ليس وانقسام: بالتعلق باألبدان قلناباجلداول واألار مث وكمية كماء البحر ينقسم بل ألفا مث يعود ويصري واحدا بل هذا يعقل فيما له عظم الواحد اثنني

أم مل يعجزوامفحمون واملقصود من هذا كله أن نبني له فكيف ينقسم ولذا هم فأما ما ال كمية. يعود إىل البحر ال ينفصلون عمن يدعي الضرورة اإلرادة القدمية باألحداث إال بدعوى الضرورة وأم خصومهم عن معتقدهم يف تعلق

هذا ينقلب : فإن قيل... العامل إن اهللا قبل خلق: قوهلم. خمرج عنه عليهم يف هذه األمور على خالف معتقدهم وهذا ال فكأنه صرب ومل خيلق مث -لقدرته وال اية-اخللق بقدر سنة أو سنتني مل كان قادرا علىاهللا قبل خلق العا عليكم يف أنغري متناه فقد انقضى : قلتم متناه صار وجود الباري متناهي األول وإن :فإن قلتم. الترك متناه أو غري متناه خلق ومدةوسنبني حقيقة اجلواب عن هذا . عندنا املدة والزمان خملوق: قلنا راجع الدليل الثاين. إمكانات ال اية ألعدادها مدة فيها

فبم تنكرون على من :فإن قيل ...الذي ميز وقتا معينا عما قبله وعما بعده ما: قوهلم. دليلهم الثاين يف االنفصال عنالذي ميز وقتا اإلرادة ا فما يف جواز تعلق دعوى الضرورة ويدل عليه من وجه آخر وهو أن األوقات متساوية يترك

التقدم والتأخر مرادا بل يف البياض والسواد واحلركة والسكون فإنكم حماال أن يكون معينا عما قبله وعما بعده وليساإلرادة القدمية بالبياض دون السواد حيدث البياض باإلرادة القدمية واحملل قابل للسواد قبوله للبياض فلم تعلقت :تقولون

اإلرادة به وحنن بالضرورة نعلم أن الشيء ال يتميز عن مثله إال مبخصص تعلق املمكنني عن اآلخر يفوما الذي ميز أحداملماثل جلانب الوجود جلاز أن حيدث العامل وهو ممكن الوجود كما أنه ممكن العدم ويتخصص جانب جاز ذلك ولو

اإلرادة خصصت فالسؤال عن اختصاص نإ: وإن قلتم اإلرادة وما الذي خصص. .. العدم يف اإلمكان بغري خمصص :فإن قلتم .اإلرادة وأا مل اختصت

فإن جاز ختصص القدمي . مل: يقال فيه وسببه ألن القدمي ال القدمي ال يقال له مل فليكن العامل قدميا وال يطلب صانعههيئات أخرى جيوز أن يكون علىالعامل خمصوص يئات خمصوصة كان :فغاية املستبعد أن يقال باالتفاق بأحد املمكنني

إن : وإن قلتم .دون وقت وهيئة دون هيئة اتفاقا اختصت اإلرادة بوقت: وقع كذلك اتفاقا كما قلتم :فيقال. بدال عنهايف ال بل هذا السؤال الزم ألنه عائد: يقدره فنقول على كل ما يريده وعائد على كل ما هذا السؤال غري الزم ألنه وارد

إمنا وجد العامل حيث وجد وعلى: مثله قلنا اإلرادة متيز الشيء عن: قولنا. تقدير مالزم ملن خالفنا على كلكل وقت وعن مثله ولوال أن هذا شأا باإلرادة واإلرادة صفة من شأا متييز الشيء الوصف الذي وجد ويف املكان الذي وجد

: خيصص الشيء عن مثله فقيل الضدين ومل يكن بد من خمصص ىلولكن ملا تساوى نسبة القدرة إ. االكتفاء بالقدرة لوقع: القائل مل اختصت اإلرادة بأحد املثلني كقول: فقول القائل شأا ختصيص الشيء عن مثله للقدمي وراء القدرة صفة من

ادة عبارة عن اإلر صفة هذا شأا فكذى ألن العلم عبارة عن: اإلحاطة باملعلوم على ما هو به فيقال مل اقتضى العلم .صفة هذا شأا بل ذاا متييز الشيء عن مثله

Page 12: تهافت الفلاسفة

متناقض فإن كونه مثال معناه أنه مثله غري معقول بل هو إثبات صفة شأا متييز الشيء عن: يف األمرين تناقض فإن قيلألن هذا يف حمل ن من كل وجهينبغي أن يظن أن السوادين يف حملني متماثال معناه أنه ليس مثال وال ال متيز له وكونه مميزا

فارق ذلك يف حمل واحد متماثالن مطلقا ألن هذا وال السوادان يف وقتني يف. آخر وهذا يوجب التميز وذاك يف حمل السوادية مضافا إليه على اخلصوص ال على السوادان مثالن عنينا به يف: وإذا قلنا .الوقت فكيف يساويه من كل وجه

العطشان إذا كان بني يديه. اإلثنينية أصال يبق تغاير مل يعقل سوادان وال عقلت حتد احملل والزمان وملاإلطالق وإال فلو اأن مستعارة من إرادتنا وال يتصور منا أحدمها بدون متييز حيقق هذا أن لفظ اإلرادة قدحان متساويان ال ميكن أن يأخذ

يتساويان من كل وجه باإلضافة إىل غرضه مل طشان قدحان من املاءيدي الع منيز باإلرادة الشيء عن مثله بل لو كان بنيحتريك اليمني أو يراه أحسن أو أخف أو أقرب إىل جانب ميينه إن كان عادته أحدمها بل إمنا يأخذ ما ميكن أن يأخذ

األول ... حق اهللاألمر يف إنكار. عن مثله حبال هذه األسباب إما خفي وإما جلي وإال فال يتصور متييز الشيء سبب منوال ميكن دعوى واحد منهما ومتثيلكم بإرادتنا مقايسة فاسدة ضرورة أو نظرا إن هذا ال يتصور عرفتموه: أن قولكمذات : هو كقول القائل اإلرادة بل العلم وعلم اهللا يفارق علمنا يف أمور قررناها فلم تبعد املفارقة يف املقايسة يف تضاهي

هذا عمل تومهك وأما : قيل. ال يعقل ألنا ال نعقله يف حقنا منفصال مل وال داخله وال متصال والموجودة ال خارج العاصفة هللا تعاىل دليل العقل ساق إىل إثبات: العقالء إىل التصديق بذلك فبم تنكرون على من يقول ساق دليل العقل فقد

وإمنا أطلقناها حنن . باسم آخر فال مشاحة يف األمساء تسممن شأا متييز الشيء عن مثله فإن مل يطابقها اسم اإلرادة فل. .. اللفظ دون موضوعة يف اللغة لتعيني ما فيه غرض وال غرض يف حق اهللا وإمنا املقصود املعىن بإذن الشرع وإال فاإلرادة

أن ذلك غري متصور سلمأنه يف حقنا ال ن على. ويف حق اإلنسان فإنه إذا كانت بني يديه مترتني متساويتني يأخذ إحدامهاشأا تناوهلما مجيعا فإنه يأخذ إحدامها ال حمالة بصفة املتشوف إليهما العاجز عن فإنا نفرض مترتني متساويتني بني يدي

تيسر األخذ فإنا نقدر على فرض ما ذكرمتوه من املخصصات من احلسن أو القرب أو وكل. ختصيص الشيء عن مثلهباإلضافة إىل أغراضه فقط وهو محاقة إنه ال يتصور التساوي: إن قلتم إما: فأنتم بني أمرين. خذانتفائه ويبقى إمكان األ

فال يأخذ إحدامها مبجرد الرجل املتشوف أبدا متحريا ينظر إليهما التساوي إذا فرض بقي: وإما إن قلتم وفرضه ممكنشاهدا أو غائبا يف حتقيق فإذن البد لكل ناظر. ه ضرورةبطالن واالختيار املنفك عن الغرض وهو أيضا حمال يعلم اإلرادة

الوجه الثاين يف ... الوجوه ملاذا اختص العامل ببعض. مثله من إثبات صفة شأا ختصيص الشيء عن الفعل االختياريله ملوجبعن ختصيص الشيء عن مثله فإن العامل وجد من سببه ا أنتم يف مذهبكم ما استغنيتم :االعتراض هو أنا نقوليف اللزوم مثله يف الفعل أو متاثل نقائضها فلم اختص ببعض الوجوه واستحالة متيز الشيء عن على هيئات خمصوصة

إن النظام الكلي للعامل ال ميكن إال على الوجه : قلتم الكلي فإن بضرورة النظام: قوهلم. .. بالطبع أو بالضرورة ال ختتلفاألفالك وعدد يف عدد أو أكرب مما هو اآلن عليه لكان ال يتم هذا النظام وكذا القولكان أصغر العامل لو الذي وجد وإن

ما يراد منه فليست متماثلة بل هي خمتلفة إال أن يف وزعمتم أن الكبري خيالف الصغري والكثري يفارق القليل. الكواكبدرك احلكمة يف بعضها كاحلكمة يف ميل احلكمة يف مقاديرها وتفاصيلها وإمنا ت القوة البشرية تضعف عن درك وجوه

السر فيها ولكن يعرف الربوج عن معدل النهار واحلكمة يف األوج والفلك اخلارج املركز واألكثر ال يدرك فلكوأما األوقات فمتشاة قطعا بالنسبة إىل اإلمكان . به األمر اختالفها وال بعد يف أن يتميز الشيء عن خالفه لتعلق نظام

Page 13: تهافت الفلاسفة

األحوال يعلم يدعي أنه لو خلق بعد ما خلق أو قبله بلحظة ملا تصور النظام فإن متاثل ميكن أن ظام والوإىل الن ...مثالن. ال: قولنا. بالضرورةالوقت الذي كان األصلح اخللق خلقه يف: قال قائلون حنن وإن كنا نقدر على معارضتكم مبثله يف األحوال إذ: فنقول

أحدمها :أصلكم ختصصا يف موضعني ال ميكن أن يقدر فيه اختالف املقابلة بل نفرض على هفيه لكنا ال نقتصر على هذاجلنويب أما مثل القطب الشمايل والقطب . ...واآلخر تعني موضع القطب يف احلركة عن املنطقة اختالف جهة احلركة

تشاة األجزاء فإا بسيطة ال سيما السماء م قطبني كأما ثابتان وكرة القطب فبيانه أن السماء كرة متحركة علىما من : فنقول. جنويب مكوكب أصال ومها متحركان على قطبني مشايل و األعلى الذي هو التاسع فإنه غري الفلك

الشمال واجلنوب فلم تعينت نقطتا. ويتصور أن يكون هو القطب من النقط اليت ال اية هلا عندهم إال نقطتني متقابلتنياملنطقة فإن كان يف القطب إىل نقطتني متقابلتني على مل يكن خط املنطقة مارا بالنقطتني حىت يعود ثبات وملللقطبية وال

غريه حىت تعني لكونه قطبا دون سائر األجزاء والنقط فما الذي ميز حمل القطب عن مقدار كرب السماء وشكله حكمة ال خمرج عنه قوهلم لعل ذلك املوضع يفارق غريه خباصية فإن قيل أجزاء الكرة متساوية وهذا ومجيع النقط متماثلة ومجيع

ال يفارق مكانه يفارق غريه خباصية تناسب كونه حمال للقطب حىت يثبت فكأنه الذي عليه نقطة القطب لعل املوضعمن األرض و الفلك يتبدل بالدور وضعها من ووضعه أو ما يفرض إطالقه عليه من األسامي وسائر مواضع وحيزه

... تقولون بتشابه السماء. الوضع من غريه املوضع كان أوىل بأن يكون ثابت األفالك والقطب ثابت الوضع فلعل ذلكاألجزاء وهو على خالف أصلكم إذ األوىل يف الطبيعة وأا ليست متشاة ففي هذا تصريح بتفاوت أجزاء الكرة :قلنا

وأبسط األشكال الكرة الشكل أنه بسيط الطبيعة متشابه ال يتفاوت استدللتم به على لزوم كون السماء كرى أحد ماومن . ... الطبع البسيط ال يكون إال بأمر زائد على والتسديس وغريمها يقتضي خروج زوايا وتفاوا وذلك فإن التربيع

ئم إذ سائر األجزاء اإللزام به فإن السؤال يف تلك اخلاصية قا مذهبكم فليس يندفع أين تلك اخلاصية ولكنه وإن خالفمل يكن ذلك : قالوا ببعضها وإن اخلاصية أم ال فإن قالوا نعم فلم اختصت اخلاصية من بني املتشاات كان قابال تلك هل

األجزاء من حيث أا جسم قابل للصور متشابه بالضرورة سائر :إال يف ذلك املوضع وسائر األجزاء ال تقبلها فنقولسائر فيه ذلك املوضع مبجرد كونه جسما وال مبجرد كونه مساء فإن هذا املعىن يشاركه حقهايست وتلك اخلاصية اليت

الشيء عن مثله وإال فكما يستقيم هلم أجزاء السماء فال بد وأن يكون ختصيصه به بتحكم أو بصفة من شأا ختصيصأجزاء السماء يف قبول املعىن الذي ألجله متساوية يستقيم خلصومهم أن فيها إن األحوال يف قبول وقوع العامل: قوهلمما سبب تباين حركات السماء اإللزام الثاين . أوىل به من تبدل الوضع متساوية وهذا ال خمرج منه ثبوت الوضع صار

وتساوي اجلهات إىل املغرب وبعضها بالعكس مع تساوي اجلهات ما سببها األفالك بعضها من املشرق تعني جهة حركةيدور من جهة لو كان الكل: العامل فإن قيل تلك املناسبات مبدأ احلوادث يف: من غري فرق قوهلم قاتكتساوي األو

واملقارنة وغريها ولكان الكل على وضع مناسبات الكواكب بالتثليث والتسديس واحدة ملا تباينت أوضاعها ومل حتدثالفلك : جهة احلركة بل نقول لسنا نلزم اختالف: قلنا. احلوادث يف العامل ال خيتلف قط وهذه املناسبات مبدأ واحد

بعكسه وهو أن بالعكس وكل ما ميكن حتصيله ذا ميكن حتصيله من املشرق إىل املغرب والذي حتته األعلى يتحركدورية وبعد كوا وجهات احلركة بعد كوا املغرب إىل املشرق وما حتته يف مقابلته فيحصل التفاوت يتحرك األعلى من

Page 14: تهافت الفلاسفة

اجلهتان متقابلتان متضادتان فكيف: متضادتان فإن قالوا اجلهتان: متاثلها قوهلم قابلة متساوية فلم متيزت جهة عن جهةمتيدعي تشاهما يتضادان فكيف التقدم والتأخر يف وجود العامل: هذا كقول القائل: قلنا! واألوقات :يتساويان قولنا

فكذلك . وإىل كل مصلحة يتصور فرضه يف الوجود الوجود ة إىل إمكانولكن زعموا أنه يعلم تشابه األوقات بالنسب فإن ساغ هلم. واألماكن واجلهات بالنسبة إىل قبول احلركة وكل مصلحة تتعلق ا يعلم تساوي األحياز واألوضاع

صدور : ثايناالعتراض ال .أيضا االختالف مع هذا التشابه كان خلصومهم دعوى االختالف يف األحوال واهليئات دعوىاستبعدمت حدوث حادث من قدمي وال بد لكم من االعتراف :يقال االعتراض الثاين على أصل دليلهم أن حادث من قدمي ذلك معتقد فإن استندت احلوادث إىل احلوادث إىل غري اية فهو حمال وليس. أسباب حوادث وهلا به فإن يف العامل

وإذا كانت . املمكنات وجود هو مستند االعتراف بالصانع وإثبات واجبولو كان ذلك ممكنا الستغنيتم عن . عاقلالقدمي فال بد إذن على أصلهم من جتويز صدور حادث ذلك الطرف هو احلوادث هلا طرف ينتهي إليه تسلسلها فيكون

.من قدميث كان بل نبعد حاد نبعد صدور حادث من قدمي أي حنن ال: فإن قيل يف حصول االستعداد وحضور الوقت: قوهلم

قبله يف ترجح جهة الوجود ال من حيث القدمي إذ ال يفارق حال احلدوث ما صدور حادث هو أول احلوادث مناحلادث األول جاز أن فأما إذا مل يكن هو. وال سبب من األسباب وال آلة وال شرط وال طبيعة وال غرض حضور وقت

ومن :قولنا. الوقت املوافق أو ما جيري هذا ارى قابل وحضورآخر من استعداد احملل ال يصدر منه عند حدوث شيء أن يتسلسل إىل غري اية أو حصول االستعداد وحضور الوقت وكل ما يتجدد قائم فإما فالسؤال يف: أين ذلك قلنا

األعراض املواد القابلة للصور و :فإن قيل ...الدورية وجود احلركة: قوهلم. ينتهي إىل قدمي يكون أول حادث منهاألوصاف احلادثة هي حركة األفالك أعين احلركة الدورية وما يتجدد من حادثا والكيفيات والكيفيات ليس شيء منها

وبعضها نسبة إىل والكواكب إىل بعض هلا من التثليث والتسديس والتربيع وهي نسبة بعض أجزاء الفلك اإلضافيةوالبعد عن األرض بكون الكوكب يف األوج منتهى االرتفاع األرض كما حيصل من الطلوع والشروق والزوال عن

األقطار بكونه يف الشمال واجلنوب وهذه اإلضافة الزمة للحركة الدورية وامليل عن بعض والقرب بكونه يف احلضيضر وهو حيويه مقعر فلك القم فيما وأما احلوادث... وهي سبب احلوادث يف العناصر. فموجبها احلركة الدورية بالضرورة

واستحالة من صفة إىل صفة فكل ذلك حوادث مستند بعضها وافتراق العناصر مبا يعرض فيها من كون وفساد وامتزاج إىل وباآلخرة تنتهي مبادئ أسباا إىل احلركة السماوية الدورية ونسب الكواكب بعضها إىل بعض يف تفصيل طويلالدائمة األبدية مستند الدورية من جمموع ذلك أن احلركةفيخرج... وهي قدمية. ... بعض أو نسبتها إىل األرض

فإا حية نازلة مرتلة نفوسنا بالنسبة إىل أبداننا ونفوسها السموات احلوادث كلها وحمرك السماء حركتها الدورية نفوسة تشابه أحوال احلركات وملا تشابه أحوال النفس لكوا قدمي. الدورية اليت هي موجبها أيضا قدمية جرم احلركة قدمية فال

أن يصدر احلادث من قدمي إال بواسطة حركة دورية أبدية تشبه حادثة فإذن ال يتصور وهلا أجزاء. أي كانت دائرة أبداحيث حادثا بعد أن مل يكن فهو من أبدا وتشبه احلادث من وجه فإن كل جزء يفرض منه كان القدمي من وجه فإنه دائمفإن كان يف . عن نفس أزلية حيث أنه أبدي متشابه األحوال صادر افاته مبدأ احلوادث ومنأنه حادث بأجزائه وإض

إذ ال بد ! كالم باطل هذا: قولنا. فاحلركة الدورية األبدية ثابتة بد من حركة دورية ويف العامل حوادث العامل حوادث فال

Page 15: تهافت الفلاسفة

قدميا فكيف هي املستند حادث أم قدمي فإن كانالدورية اليت هذا التطويل ال يغنيكم فإن احلركة :من سبب آخر قلناالقدمي ومن وجه إنه من وجه يشبه: وقولكم .احلوادث وإن كان حادثا افتقر إىل حادث آخر وتسلسل صار مبدأ ألول

أهو مبدأ احلوادث من حيث أنه ثابت أو : فنقول .التجدد متجدد الثبوت يشبه احلادث فإنه ثابت متجدد أي هو ثابتدون أنه ثابت فكيف صدر من ثابت متشابه األحوال شيء يف بعض األوقات متجدد فإن كان من حيث ث أنهمن حي

. تقرير اإللزام ويتسلسل فهذا غاية من حيث أنه متجدد فما سبب جتدده يف نفسه فيحتاج إىل سبب آخر بعض وإن كاننورده يف بعض املسائل بعد هذه كيال يطول كالم س اإللزام نوع احتيال سيأيت الكالم عن ذلك وهلم يف اخلروج عن هذا

مبدأ احلوادث وأن على أنا سنبني أن احلركة الدورية ال يصلح أن تكون. وفنونه بانشعاب شجون الكالم هذه املسألة .باالختيار حركة نفسية كحركاتنا حيوانا متحركا مجيع احلوادث خمترعة هللا ابتداء ونبطل ما قالوه من كون السماء

عن اهللا واهللا متقدم عليه ليس خيلو إما أن القائل بأن العامل متأخر زعموا أن... ليس اهللا متقدما بالذات فقط: الثاين قولنا يكون معه يف الوجود الزماين كتقدم الواحد على االثنني فإنه بالطبع مع أنه جيوز أن متقدم بالذات ال بالزمان يريد به أنه

مع حركة اخلامت وحركة حركة الظل التابع له وحركة اليد علول مثل تقدم حركة الشخص علىوكتقدم العلة على املحلركة الشخص حترك الظل: علة وبعضها معلول إذ يقال املاء فإا متساوية يف الزمان وبعضها اليد يف املاء مع حركة

فإن. اليد حلركة املاء وإن كانت متساويةوحترك وال يقال حترك الشخص حلركة الظل وحترك املاء حلركة اليد يف املاءوإن . حادثا أحدمها قدميا واآلخر هذا لزم أن يكونا حادثني أو قدميني واستحال أن يكون أريد بتقدم الباري على العامل

عامل فيه فإذن قبل وجود العامل والزمان زمان كان ال بالذات بل بالزمان أريد به أن الباري متقدم على العامل والزمان الجهة وال طرف هلا من على الوجود وكان اهللا سابقا مبدة مديدة هلا طرف من جهة اآلخر كان العدم سابقا معدوما إذ

وإذا وجب قدم الزمان . حبدوث الزمان يستحيل القول فإذن قبل الزمان زمان ال اية له وهو متناقض وألجله. األولليس : اعتراض. ووجب قدم املتحرك الذي يدوم الزمان بدوام حركته ركةاحل وهو عبارة عن قدر احلركة وجب قدم

الزمان حادث : يقال االعتراض هو أن... ال يدل إال على أمرين" كان اهللا وال عامل " القول بأن : زمان قبل اخلليقة. عامل مث كان ومعه عاملالعامل والزمان إنه كان وال وخملوق وليس قبله زمان أصال ونعين بقولنا إن اهللا متقدم على

كان ومعه عامل وجود الذاتني: وجود ذات الباري وعدم ذات العامل فقط ومفهوم قولنا كان وال عامل: ومفهوم قولناعيسى مثال مث كان وعيسى معه وال كان اهللا: ولو قلنا. فنعين بالتقدم انفراده بالوجود فقط والعامل كشخص واحد. فقط

وليس من ضرورة ذلك تقدير شيء ثالث وإن كان الوهم ال ذاتني جود ذات وعدم ذات مث وجودمل يتضمن اللفظ إال وسوى وجود كان اهللا وال عامل مفهوم ثالث: فإن قيل لقولنا. إىل أغاليط األوهام فال التفات يسكن عن تقدير ثالث

: حاصال ومل يصح أن نقول ت وعدم ذاتوجود ذا وعدم العامل بدليل أنا لو قدرنا عدم العامل يف املستقبل كان الذاتو " كان "فبني قولنا . كان اهللا وال عامل: ونقول للماضي .يكون اهللا وال عامل: نقول كان اهللا وال عامل بل الصحيح أن

وال شك يف أما ال يفترقان يف : الفرق فلنبحث عن ما يرجع إليه .فرق إذ ليس ينوب أحدمها مناب اآلخر" يكون " هذا : اهللا وال عامل قيل لنا كان: ثالث فإنا إذا قلنا لعدم العامل يف املستقبل يف عدم العامل بل يف معىن لذات والوجود اواملاضي بذاته هو الزمان مفهوما ثالثا وهو املاضي" كان " إمنا يقال على ماض فدل أن حتت لفظ" كان " فإن خطأ

انقضى حىت انتهى إىل فبالضرورة يلزم أن يكون قبل العامل زمان قد .الزماناحلركة فإا متضي مبضي واملاضي بغريه هو

Page 16: تهافت الفلاسفة

واألمر الثالث الذي .األصلي من اللفظني وجود ذات وعدم ذات املفهوم: ليس هو إال نسبة إلينا قلنا: قولنا .وجود العامللنا بعد ذلك وجودا ثانيا يف املستقبل مث قدرناقدرنا عدم العامل نسبة الزمة باإلضافة إلينا بدليل أنا لو فيه افتراق اللفظنيالذي هو بعد الوجود سواء أردنا به العدم األول أو العدم الثاين ويصح قولنا. كان اهللا وال عامل: نقول لكنا عند ذلكز الوهم عن فهم وهذا كله لعج ..." قبال" املبتدأ نتوهم نسبة أن املستقبل بعينه جيوز أن يصري ماضيا قبل وآية أن هذه

. الزمان الذي ال ينفك الوهم عنه يظن أنه شيء حمقق موجود هو" القبل "له وذلك " قبل " وجود مبتدأ إال مع تقديرالرأس مثال إال على سطح له اجلسم يف جانب وهو كعجز الوهم عن أن يقدر تناهي" فوقا " نتوهم وراء العامل كما...

ليس فوق سطح العامل فوق وال بعد أبعد منه كاع : وإذا قيل. خالء مالء وإما مكانا إمافوق فيتوهم أن وراء العاملوكما جاز أن قبوله هو وجود حمقق نفر عن" قبل " ليس قبل وجود العامل : لقبوله كما إذا قيل اإلذعان الوهم عن

الء ليس مفهوما يف نفسه وأما البعد فهو اخل: له يقال يكذب الوهم يف تقديره فوق العامل خالء هو بعد ال اية له بأنواخلالء غري فإذا كان اجلسم متناهيا كان البعد الذي هو تابع له متناهيا وانقطع املالء أقطاره تابع للجسم الذي تتباعد

.يذعن لقبوله مفهوم فثبت أنه ليس وراء العامل ال خالء وال مالء وإن كان الوهم الللحركة فإنه امتداد احلركة كما فالبعد الزماين تابع كما أن البعد املكاين تابع للجسم: ل ولكن ذلك وهم فكذلك يقافقيام الدليل .تناهي أقطار اجلسم منع من إثبات بعد مكاين وراءه وكما أن قيام الدليل على أن ذلك امتداد أقطار اجلسم

وال . يرعوى عنه الوهم متشبثا خبياله وتقديره وال كانمن طرفيه مينع من تقدير بعد زماين وراءه وإن على تناهي احلركةتنقسم العبارة وبني البعد املكاين الذي" بعد " و " قبل " تنقسم العبارة عنه عند اإلضافة إىل فرق بني البعد الزماين الذيحمقق "قبل " يس قبله ل" قبل " فوقه جاز إثبات "فوق " ال " فوق " فإن جاز إثبات . وحتت عنه عند اإلضافة إىل فوق

قوهلم ليس .وراء العامل ال خالء وال مالء وهذا الزم فليتأمل فإم اتفقوا على أنه ليس .إال خيال ومهي كما يف الفوق" هذه املوازنة معوجة ألن العامل ليس له : فإن قيل ...باالسم اإلضايف املتبدل إال" فوق " هناك موازنة فالعامل ليس له

حيث أنه يلي من" فوقا " بل إن مسيت جهة " حتت " و " فوق " وليس للكرة بل هو كري" حتت "وال "فوق باإلضافة " حتت " اليت هي إليك واجلهة من حيث أنه يلي رجلك فهو اسم جتدد له باإلضافة" حتتا " واآلخر رأسكألرض واقفا حياذي أمخص قدمه أمخص اآلخر من كر ة ا على اجلانب باإلضافة إىل غريك إذا قدرت" فوق " إليك

إىل يعود فوقك من أجزاء السماء ارا هو بعينه حتت األرض ليال وما هو حتت األرض تقدرها قدميك بل اجلهة اليتكما لو قدرنا خشبة أحد طرفيها غليظ وهو .وأما األول لوجود العامل ال يتصور أن ينقلب آخرا. فوق األرض يف الدور

اليت تلي الدقيق فوقا إىل حيث ينتهي واجلانب اآلخر حتتا مل يظهر ذا ق واصطلحنا على أن نسمي اجلهةواآلخر دقيانعكس االسم والعامل وضعها ذايت يف أجزاء العامل بل هي أسامي خمتلفة قيامها يئة هذه اخلشبة حىت لو عكس اختالفوأما العدم املتقدم على العامل والنهاية . العامل وسطوحه فيه زاءأج فالفوق والتحت نسبة حمضة إليك ال ختتلف. مل يتبدليتصور أن الذي هو عدم الحق يتصور أن يتبدل فيصري آخرا وال العدم املقدر عند إفناء العامل لوجوده ذايت ال األوىل

ال يتصور التبدل فيه بتبدل ذاتيان ثابتان أول والثاين آخر طرفان فطرفا اية وجود العامل الذي أحدمها. يصري سابقافوق وال حتت وال ليس للعامل: أمكننا أن نقول فإذن" قبل " ولكن لوجود العامل . اإلضافات البتة خبالف الفوق والتحت

يعرب عنه ثبت القبل والبعد فال معىن للزمان سوى ما وإذا". بعد " وال " قبل " العامل ليس لوجود: ميكنكم أن تقولوا

Page 17: تهافت الفلاسفة

ال فرق فإنه ال غرض يف تعيني لفظ: قبل قلنا كذلك ليس له" خارج " العامل ليس له كما أن: قولنا. عدبالقبل والب العامل شيء من مالء أو خالء للعامل داخل وخارج فهل خارج: الوراء واخلارج ونقول الفوق والتحت بل نعدل إىل لفظ

فله خارج وإن عينتم غريه فال خارج خلارج سطحه األعلىعنيتم با وإن. ليس وراء العامل ال خالء وال مالء: فسيقولونقبل " ابتدأ فله هل لوجود العامل بداية أي طرف منه: إن عين به: قلنا" قبل "هل لوجود العامل : لنا فكذلك إذا قيل. لهقبل " آخر فال عنيتم بقبل شيئا وإن. السطحي على هذا كما للعامل خارج على تأويل أنه الطرف املكشوف واملنقطع "

قبل " ال يعقل مبتدأ وجود ال: فإن قلتم. ال خارج للعامل: السطح قيل العامل شيء سوى للعامل كما أنه إذا عين خبارج" قبله : ال غري قلنا الذي هو منقطعه خارجه سطح: فإن قلت. وال يعقل متناهى وجود من اجلسم ال خارج له :له فيقال"

هللا وجود وال عامل : بقي أنا نقول... من عمل الوهم للمكان والزمان نسبة ذلك. ال غريبداية وجوده الذي هو طرفه .واملكان يوجب إثبات شيء آخر والذي يدل على أن هذا عمل الوهم أنه خمصوص بالزمان أيضا ال وهذا القدر. معه

. رمبا أذعن ومهنا لتقدير قدمه ثهحدو وحنن وإن اعتقدنا. فإن اخلصم وإن اعتقد قدم اجلسم يذعن ومهه لتقدير حدوثهله وخالف املعتقد ميكن " قبل " اخلصم على تقدير حدوث زمان ال فإذا رجعنا إىل الزمان مل يقدر. هذا يف اجلسماجلسم ومن ال تناهي وهذا مما ال ميكن وضعه يف الوهم كما يف املكان فإن من يعتقد. تقديرا وفرضا وضعه يف الوهم

.يذعن ومهه لقبول ذلك مالء بل ال يعجز عن تقدير جسم ليس وراءه ال خالء واليعتقد كل واحد فكذلك . ال يلتفت إىل الوهم جسم متناه حبكم الدليل صريح العقل إذا مل مينع وجود: وهذا هو سبب الغلط ولكن قيل

جسما ه ألن الوهم ملا مل يألفقصر الوهم عنه فال يلتفت إلي وإن. مفتتحا ليس قبله شيء صريح العقل ال مينع وجوداإال بعد فكذلك مل يألف الوهم حادثا. الغائب آخر أو هواء ختيله خالء مل يتمكن من ذلك يف متناهيا إال وجبنبه جسم

سبب الغلط واملقاومة حاصلة فهذا هو. هو شيء موجود قد انقضى" قبل " شيء آخر فكاع عن تقدير حادث ليس له... خيلق العامل قبل أن خلقه بقدر سنني كان اهللا قادرا على أن: قوهلم ة ثانية هلم يف إلزام قدم الزمانصيغ. املعارضة ذه سنة وألف سنة وإن هذه قادرا على أن خيلق العامل قبل أن خلقه بقدر سنة ومائة شك يف أن اهللا عندكم كان ال: قالوا

. ممتد مقدر بعضه أمد وأطول من البعض قبل وجود العامل بات شيءالتقديرات متفاوتة يف املقدار والكمية فال بد من إثإطالق ميكن ال: مثله حبيث ينتهي إىل زماننا هذا بقدر عدد أكثر من الدورات وإن قلتم ثانيا أو أن خيلق قبله عاملا...

أن العامل من أول إذا قدرنا: فنقول لفظ سنني إال بعد حدوث الفلك ودوره فلنترك لفظ سنني ولنورد صيغة أخرى زماننا فهل كان اهللا قادرا على أن خيلق قبله عاملا ثانيا مثله حبيث ينتهي إىل وجوده قد دار فلكه إىل اآلن بألف دورة مثال

وإن . العامل من االستحالة إىل اإلمكان القدرة أو ال فكأنه انقلب القدمي من العجز إىل: هذا بألف ومائة دورة فإن قلتم. من نعم خيلق عاملا ثالثا حبيث ينتهي إىل زماننا بألف ومائيت دورة وال بد يقدر على أن نعم وال بد منه فهل كان:قلتمثالثا وإن كان هو األسبق فهل ترتيبنا يف التقدير هذا العامل الذي مسيناه حبسب: فنقول... فهناك مقدار معلوم :قولنا

متساويان يف إلينا بألف ومائيت دورة واآلخر بألف ومائة دورة ومها ا وكان ينتهيمسيناه ثاني أمكن خلقه مع العامل الذيتنتهيان إىل وقت حركتان يف السرعة والبطء مث نعم فهو حمال إذ يستحيل أن يتساوى: وسرعتها فإن قلتم مسافة احلركة

مع العامل الثاين ومائيت دورة ال ميكن أن خيلقإن العامل الثالث الذي ينتهي إلينا بألف :وإن قلتم. واحد واألعداد متفاوتةتقدم العامل الثاين على العامل األول مبقدار يساوي املقدار الذي ينتهي إلينا بألف ومائة دورة بل ال بد وأن خيلقه قبله الذي

Page 18: تهافت الفلاسفة

مكان آخر وال بد من ضعف إ ارتقينا من وقتنا إليه بالتقدير فيكون قدر إمكان هو ما هو أقرب إىل ومهنا إذ ومسينا األولالبعض مبقدار معلوم ال املقدر املكمم الذي بعضه أطول من فهناك زمان فهذا اإلمكان. ... آخر هو ضعف الكل إمكان

إذ العدم ليس الباري تعاىل عن التقدير وال صفة عدم العامل فليست هذه الكميات املقدرة صفة ذات حقيقة له إال الزمانهو قدر ذلك إال احلركة والكمية إال الزمان الذي خمتلفة والكمية صفة فتستدعى ذا كمية وليس رشيئا حىت يتقدر مبقادي

وكذلك فوراء: اعتراض. العامل عندكم زمان فقبل. شيء ذو كمية متفاوتة وهو الزمان فإذن قبل العامل عندكم. احلركة: فإنا نقول. املقابلة للزمان باملكان ريق يف دفعههذا من عمل الوهم وأقرب ط االعتراض أن كل... العامل خالء أو مالء

نعم : وإن قالوا. تعجيز ال فهو: يف مسكه أكرب مما خلقه بذراع فإن قالوا يف قدرة اهللا أن خيلق الفلك األعلى هل كانمية إذ األكرب العامل له مقدار وك وراء" بعد " هذا إثبات يف: ونقول. وثالثة أذرع وكذلك يرتقي إىل غري اية فبذراعني

فوراء .فوراء العامل حبكم هذا كمية فتستدعي ذاكم وهو اجلسم أو اخلالء يشغله األكرب بذراع بذراعني ما كان يشغل ماقادرا على أن خيلق كرة العامل أصغر اهللا فيكون اخلالء مقدارا وكذلك هل كان... خالء أو مالء فما اجلواب عنه العامل

نقصان التقديرين تفاوت فيما ينتفي من املالء والشغل لألحياز إذ املالء املنتفي عند راعني وهل بنيمما خلقه بذراع مث بذيكون مقدرا وجوابنا يف ختييل بشيء فكيف ذراعني أكثر مما ينتفي عند نقصان ذراع فيكون اخلالء مقدرا واخلالء ليس

يف ختييل الوهم تقدير اإلمكانات املكانية وراء وجود العاملكجوابكم وجود العامل الوهم تقدير اإلمكانات الزمانية قبلما ليس مبمكن فهو إن: ال نقول حنن: كون العامل أكرب أو أصغر مما هو عليه ليس مبمكن فإن قيل: قوهلم .وال فرق

ثالثة باطل منوملاذا وهذا العذر . مقدور وكون العامل أكرب مما هو عليه وال أصغر منه ليس مبمكن فال يكون مقدوراكتقديره اجلمع بني مما عليه بذراع ليس هو هذا مكابرة العقل فإن العقل يف تقدير العامل أكرب أو أصغر أحدها أن: أوجه

. فاسد واإلثبات وإليه ترجع احملاالت كلها فهو حتكم بارد واملمتنع هو اجلمع بني النفي السواد والبياض والوجود والعدمفوجوده على .ميكن أن يكون أكرب منه وال أصغر الثاين أنه إذا كان العامل على ما هو عليه ال ! جباوجود العامل يكون وا

الدهريون من نفي الصانع ونفي سبب هو مسبب فقولوا مبا قاله. مستغن عن علة ما هو عليه واجب ال ممكن والواجبال يعجز اخلصم عن مقابلته هو أن هذا الفاسدالثالث ! الوجود غري ممكن ووجوده قبل. األسباب وليس هذا مذهبكم

: فإن قلتم. نقصان ممكنا بل وافق الوجود اإلمكان من غري زيادة وال إنه مل يكن وجود العامل قبل وجوده :فنقول. مبثلهليس وامتناع حصول ما يكن ممكنا فلم يكن مقدورا ال ألن الوجود مل: القدمي من القدرة إىل العجز قلنا فقد انتقل

ومل يستحيل أن يكون ممتنعا يف حال ممكنا: فصار ممكنا قلنا إنه كيف كان ممتنعا :وإن قلتم. مبمكن ال يدل على العجزأو أصغر مبقدار ممكنا وأكرب منه واملقادير متساوية فكيف يكون مقدار: األحوال متساوية قيل لكم :يف حال فإن قلتم

.املقاومة طريقة فهذا. يستحل هذاظفر ممتنعا فإن مل يستحل ذلك ملهلا وإمنا املسلم أن اهللا قدمي قادر ال تقدر اإلمكانات ال معىن إن اهللا إذا أراد فعل والتحقيق يف اجلواب أن ما ذكروه من

.ئا آخرالوهم بتلبيسه إليه شي هذا القدر ما يوجب إثبات زمان ممتد إال أن يضيف الفعل أبدا لو أراد وليس يف ميتنع عليهوجود العامل ممكن قبل وجوده إذ : قالوا أيضا كان موجودا متسكوا بأن إمكان العامل كان موجودا فالعامل: الثالث قوهلمالعامل ممكنا وجوده إذ ال حال اإلمكان ال أول له أي مل يزل ثابتا ومل يزل يكون ممتنعا مث يصري ممكنا وهذا يستحيل أن

فاملمكن على وفق اإلمكان أيضا مل فإذا كان اإلمكان مل يزل. الوجود يوصف العامل فيه بأنه ممتنعاألحوال ميكن أن من

Page 19: تهافت الفلاسفة

مل يكن حماال وجوده أبدا وإال فإذا كان ممكنا وجوده أبدا. حماال وجوده معىن قولنا أنه ممكن وجوده أنه ليس يزل فإنوجوده أبدا بطل قولنا إن اإلمكان مل وده أبدا وإن بطل قولنا إنه ممكنوج كان حماال وجوده أبدا بطل قولنا إنه ممكن فإنأوال كان قبل ذلك غري ممكن قولنا إن اإلمكان له أول وإذا صح أن له وإن بطل قولنا إن اإلمكان مل يزل صح يزل

احلدوث االعتراض أن يزل ممكنالعامل مل: اعتراض. اهللا عليه قادرا حال مل يكن العامل ممكنا وال كان فيؤدي إىل إثباتموجودا أبدا مل يكن حادثا فلم ويتصور أحداثه فيه وإذا قدر العامل مل يزل ممكن احلدوث فال جرم ما من وقت إال :يقال

جسم فوق كقوهلم يف املكان وهو أن تقدير العامل أكرب مما هو أو خلق وهذا. اإلمكان بل خالفه يكن الواقع على وفقفوجود مالء مطلق ال إلمكان الزيادة ومع ذلك فال اية. وكذى آخر فوق ذلك اآلخر وهكذا إىل غري اية ممكنالعامل

كما يقال املمكن جسم متناهي السطح ولكن ال تتعني طرفه غري ممكن بل فكذلك وجود ال ينتهي. اية له غري ممكن لوجود ال تتعني يف الرابع املمكن احلدوث ومبادئ ا الكرب والصغر فكذلك مقاديره يف

تسبقه إذ ال يستغين احلادث عن مادة فال حادث فاملادة اليت فيه كل: وهو أم قالوا... كل حادث تسبقه مادة: قوهلمأن كل حادث فهو قبل ممكنة له وبيانه. ... واألعراض والكيفيات على املواد حادثة وإمنا احلادث الصور تكون املادةممتنعا ألن املمتنع يف ذاته واجب الوجود وحمال أن يكون إما أن يكون ممكن الوجود أو ممتنع الوجود أوخيلوا حدوثه ال

فإذن . بذاته الواجب لذاته ال يعدم قط فدل أنه ممكن الوجود يكون واجب الوجود لذاته فإن ال يوجد قط وحمال أنوال له بنفسه فال بد له من حمل يضاف إليه قوامقبل وجوده وإمكان الوجود وصف إضايف ال إمكان الوجود حاصل له

السواد والبياض أو احلركة والسكون أي هذه املادة قابلة للحرارة والربودة أو :حمل إال املادة فيضاف إليها كما نقول فال ميكن واملادة ال يكون هلا مادة .التغريات فيكون اإلمكان وصفا للمادة ممكن هلا حدوث هذه الكيفيات وطريان هذه

مضاف إىل شيء مع سابقا على وجودها وكان اإلمكان قائما بنفسه غري إذ لو حدثت لكان إمكان وجودها أن حتدثإىل كونه مقدورا وكون القدمي إن معىن اإلمكان يرجع وال ميكن أن يقال... اإلمكان ال يرجع إىل كونه مقدورا أنه معىن

هو مقدور ألنه ممكن وليس مبقدور ألنه ليس: فنقول. بكونه ممكنا ء مقدورا إالالشي قادرا عليه ألنا ال نعرف كونمبقدور ألنه ليس مبقدور مقدور وليس هو مقدور ألنه: هو ممكن يرجع إىل أنه مقدور فكأنا قلنا: قولنا فإن كان. مبمكن

. عرف القضية الثانية وهو كونه مقدورايف العقل ظاهرة ا ت أخرى فدل أن كونه ممكنا قضية. وهو تعريف الشيء بنفسهفاإلمكان . معلوما معلوما ويستحيل أن يرجع ذلك إىل علم القدمي بكونه ممكنا فإن العلم يستدعي وال إىل كونه...

فكل حادث فقد سبقه مادة . إليه وليس إال املادة يضاف املعلوم غري العلم ال حمالة مث هو وصف إضايف فال بد من ذات :االعتراض أن يقال... موجودا اإلمكان هو قضاء العقل وهو يستدعي شيئا: اعتراض .حادثة حبال تكن املادة األوىلفلم

قدر العقل وجوده فلم ميتنع عليه تقديره مسيناه ممكنا وإن امتنع فكل ما. اإلمكان الذي ذكروه يرجع إىل قضاء العقل .موجود حىت جتعل وصفا له فهذه قضايا عقلية ال حتتاج إىل. ه مسيناه واجباعدم وإن مل يقدر على تقدير مسيناه مستحيالإمكانه الستدعى االمتناع شيئا موجودا يضاف إليه ويقال إنه أحدها أن اإلمكان لو استدعى شيئا: بدليل ثالثة أمورإمكان . االمتناع إىل املادة ال حىت يضافذاته وال مادة يطرى عليها احمل امتناعه وليس للممتنع وجود يف موجودا يقال إنه

هذا اإلمكان مضافا إىل فإن كان. قبل وجودمها بكوما ممكنني والثاين أن السواد والبياض يقضي العقل فيهما السوادنفسه ممكنا وال أن يسود وأن يبيض فإذن ليس البياض يف عليه حىت يقال معناه إن هذا اجلسم ميكن اجلسم الذي يطريان

Page 20: تهافت الفلاسفة

ما حكم نفس السواد يف ذاته أو هو ممكن أو واجب :فنقول. اجلسم واإلمكان مضاف إليه له نعت اإلمكان وإمنا املمكن وضع ذات موجود يضيف إليه ممكن فدل أن العقل يف القضية باإلمكان ال يفتقر إىل أو ممتنع وال بد من القول بأنه

. جبسم ومادة وال منطبع يف مادة جواهر قائمة بأنفسها ليس عندهمإمكان النفوس والثالث أن نفوس اآلدميني. اإلمكانوصف فإمكاا. منهم وهلا إمكان قبل حدوثها وليس هلا ذات وال مادة ابن سينا واحملققون وهي حادثة على ما اختاره

فإذا قدر عدم القضاء مل العقل ليس بقضاء اإلمكان: يرجع إىل قدرة القادر وإىل الفاعل فإىل ماذا يرجع قوهلم إضايف والفاإلمكان معلوم . العقل حمال إذ ال معىن لقضاء العقل إال العلم باإلمكان قضاء رد اإلمكان إىل: يزل اإلمكان فإن قيل

واملعلوم إذا قدر . ينعدم املعلوم العلم بل العلم حييط به ويتبعه ويتعلق به على ما هو والعلم لو قدر عدمه مل غري وهو ولو قدرنا إعراض العقالء عن تقدير اإلمكان. أحدمها تابع واآلخر متبوع اثنان فالعلم واملعلوم أمران. فى العلمانتفاؤه انت

العقول غفلت عنها أو عدمت ال يرتفع اإلمكان بل املمكنات يف أنفسها ولكن العقول: لكنا نقول وغفلتهم عنه وأما األمور الثالثة فال حجة فيها فإن االمتناع أيضا وصف... موضوع لالمتناع. فيبقى اإلمكان ال حمالة. والعقالء

أن يسود مع احملل أبيض كان ممتنعا عليه ومعىن املمتنع اجلمع بني الضدين فإذا كان. يضاف إليه إضايف يستدعي موجودامتناع وصفا ممتنع عليه فيكون اال ضده: فعند ذلك يقال. موصوف بصفة وجود البياض فال بد من موضوع يشار إليه

وإلمكان السواد موضوع .فال خيفى أنه مضاف إىل الوجود الواجب وأما الوجوب. قائما مبوضوع مضافا إليه إضافياممكنا وإمنا يصري ممكنا أخذ جمردا دون حمل حيله كان ممتنعا ال فإنه إن. السواد يف نفسه ممكنا فغلط وأما الثاين وهو كون

مفردة حىت يوصف ممكن على اجلسم وإال فليس للسواد نفس فاجلسم مهيأ لتبدل هيئة والتبدل. ميف جس إذا قدر هيئة عند فريق ولكن ممكن هلا التعلق باألبدان فال يلزم وأما الثالث وهو النفس فهي قدمية وإلمكان النفوس موضوع. بإمكانيف ما دل عليه كالم جالينوس تابع للمزاج علىاعتقد فريق منهم أنه منطبع يف املادة ومن سلم حدوثه فقد. على هذا

حادثة وليست منطبعة فمعناه أن وعلى مذهب من سلم أا .بعض املواضع فتكون يف مادة وإمكاا مضاف إىل مادا فلهافيها اإلمكان السابق على احلدوث مضافا إىل املادة فإا وإن مل تنطبع نفس ناطقة فيكون املادة ممكن هلا أن يدبرها

اجلواب اإلمكان هو قضاء العقل كما . الطريق ذا عالقة معها إذ هي املدبرة واملستعملة هلا فيكون اإلمكان راجعا إليهارد اإلمكان والوجوب واالمتناع إىل قضايا عقلية صحيح وما ذكر بأن معىن أن يصرح بأن الكليات موجودة واجلواب

قضايا الكلية ثابتة يف العقل وسائر معلوم كما أن اللونية واحليوانية: فنقول له. العقل علم والعلم يستدعي معلوما قضاءملعلوماا يف األعيان حىت صرح الفالسفة بأن الكليات موجودة ال وجود عندهم وهي علوم ال يقال ال معلوم هلا ولكن

ألن ينتزع ولكنها سبب سوسة غري معقولةوإمنا املوجود يف األعيان جزئيات شخصية وهي حم. األعيان ال يف يف األذهانالعقل سوى السوادية والبياضية وال يتصور يف قضية مفردة يف فإذن اللونية. العقل منها قضية جمردة عن املادة عقلية

هي صورة : غريه من األلوان ويثبت يف العقل صورة اللونية من غري تفصيل ويقال وال بياض وال الوجود لون ليس بسوادعدم لو قدر: وأما قوهلم... لو قدر عدم العاقل. ما ذكرناه مل ميتنع هذا مل ميتنع فإن. ا يف األذهان ال يف األعيانوجوده

واألنواع القضايا الكلية وهي األجناس ولو قدر عدمهم هل كانت: كان اإلمكان ينعدم فنقول العقالء أو غفلتهم ما وإن زعموا أا. اإلمكان وال فرق بني البابني ية يف العقول فكذلك قولنا يفقض نعم إذ ال معىن هلا إال: تنعدم فإذا قالوا

امتناع وجود شريك . تناقض كالمهم فاإللزام واقع واملقصود إظهار. يف اإلمكان تكون باقية يف علم اهللا فكذى القول

Page 21: تهافت الفلاسفة

كل حمال كذلك فإن وجود ضده فليساملادة املوصوفة بالشيء إذ ميتنع عليه العذر عن االمتناع بأنه مضاف إىل هللا وأماانفراد اهللا تعاىل بذاته أن معىن استحالة الشريك أن فإن زعموا. حمال وليس مث مادة يضاف إليها االمتناع شريك هللا

فإن زعموا أن انفراده . العامل موجود معه فليس منفردا ليس واجب فإن: إليه فنقول وتوحده واجب واالنفراد مضافالنظري فإن ليس كانفراده عن نعين أن انفراد اهللا عنها: الواجب ممتنع وهو إضافة إليه قلنا ب ونقيضالنظري واج عن

فنتكلف إضافة اإلمكان إليه ذه احليلة كما غري واجب انفراده عن النظري واجب وانفراده عن املخلوقات املمكنة .جوب مث بإضافة االنفراد إليه بنعت الوجوببقلب عبارة االمتناع إىل الو ذاته تكلفوه يف رد االمتناع إىل

إن عين بذلك يف الوجود فنعم وإن نفس له وال ذات منفردا السواد هو يف العقل وأما العذر عن السواد والبياض بأنه ال

عل إىل الفا وهو يف احلق يضاف. الكلي وحيكم عليه باإلمكان يف ذاته فإن العقل يعقل السواد عين بذلك يف العقل فال. مث ما يضاف إليه وإمكانا سابقا على احلدوث وليس العذر باطل بالنفوس احلادثة فإن هلا ذواتا مفردة وإىل املادة مث

إمكان احلادث معىن: فإن اكتفيتم ذا فال يبعد أن يقال .أن يدبرها النفس فهذه إضافة بعيدة إن املادة ممكن هلا: وقوهلمالبدن املنفعل أنه ليس منطبعا فيه كما أنه إضافة إىل أن حيدثها فيكون إضافة إىل الفاعل معحقه أن القادر عليها ميكن يفقابلتم : قوهلم .املنفعل إذا مل يكن انطباع يف املوضعني فرق بني النسبة إىل الفاعل والنسبة إىل وال. مع أنه ال ينطبع فيه

على مقابلة اإلشكاالت باإلشكاالت ومل حتلوا ما عتراضاتفقد عولتم يف مجيع اال: قيل اإلشكاالت باإلشكاالت فإنوجه اإلشكال يف الكالم ال حمالة وينحل املعارضة تبني فساد: املعارضة تبني فساد الكالم قلنا :أوردوه من اإلشكال قولناومل . لتهم مبا نبني افتهمتكدير مذهبهم والتغبري يف وجوه أد هذا الكتاب إال وحنن مل نلتزم يف. تقدير املعارضة واملطالبة

على احلدث إذ الدالة مذهب معني فلم خنرج لذلك عن مقصود الكتاب وال نستقصي القول يف األدلة الذب عن نتطرق .غرضنا إبطال دعواهم معرفة القدم

غ من هذا إن كتابا بعد الفرا املذهب احلق فسنصنف فيه إثبات املذهب احلق يكون يف كتاب قواعد العقائد وأما إثباتهذه . واهللا أعلم ونعتين فيه باإلثبات كما اعتنينا يف هذا الكتاب باهلدم ونسميه قواعد العقائد ساعد التوفيق إن شاء اهللا

بداية لوجوده فهو أبدي ال العامل عندهم كما أنه أزيل ال ليعلم أن هذه املسألة فرع األوىل فإن... األوىل املسألة فرعال تزال جارية واألدلة األربعة اليت ذكرت. يزال أيضا كذلك فساده وفناؤه بل مل يزل كذلك وال تصوراية آلخره وال ي

إن العامل : يقولون فإم. واالعتراض كاالعتراض من غري فرق ذكرناها يف األزلية جارية يف األبدية وأدلتهم األربعة اليتوعليه بنوا منع احلدوث وهو .تتغري العلة مل يتغري املعلول إذا مل: ولونويق. أبدية فكان املعلول مع العلة معلول علته أزلية

فيكون األول واملسلك الثاين ومسلكهم الثاين أن العامل إذا عدم الدليل. وهذا مسلكهم األول .بعينه جار يف االنقطاعيستحيل بقاء العامل فاسد ألنه الالثالث وهو الدليل األول واملسلك. فيكون له بعد ففيه إثبات الزمان عدمه بعد وجوده

فكذلك الوجود املمكن جيوز أن يكون . الوجود ال ينقطع الثالث إن إمكان ويعرف الواقع من الشرع ومسلكهم: أبدا اهللا تعاىل أبد إذا أبديا لو أبقاه هذا الدليل ال يقوى فإنا حنيل أن يكون أزليا وال حنيل أن يكون إال أن. اإلمكان على وفق

ومل يوجب أن يكون . يكون حادثا وأن يكون له أول ضرورة الفعل أن ليس من ضرورة احلادث أن يكون له آخر ومناملستقبل وهو يف كما يستحيل يف املاضي دورات ال اية هلا فكذلك: اهلذيل العالف فإنه قال إال أبو للعامل ال حمالة آخر

متساوقا واملاضي قد دخل كله يف الوجود متالحقا وإن ال متالحقا والفاسد ألن كل املستقبل قط ال يدخل يف الوجود

Page 22: تهافت الفلاسفة

الواقع من قسمي يعرف أنا ال نبعد بقاء العامل أبدا من حيث العقل بل جنوز بقاءه وإفناءه فإمنا تبني وإذا. مل يكن متساوقا .املمكن بالشرع فال يتعلق النظر فيه باملعقول

العامل بقي إمكان وجوده إذ املمكن إذا عدم: ألم يقولون بع وأما مسلكهم الرابع فهو جار الدليل األول واملسلك الراينعدم حادث بزعمهم إىل مادة سابقة وكل منعدم فيفتقر إىل مادة فيفتقر كل. وصف إضايف ال ينقلب مستحيال وهو

دليالن آخران اجلواب ما سبق ويضاف إليه .ال تنعدم وإمنا تنعدم الصور واألعراض احلالة فيها فاملواد واألصول. عنهالو : تقبل االنعدام ما متسك به جالينوس إذ قال جالينوس ال يظهر أن الشمس ال األول دليل. واجلواب عن الكل ما سبق

مقدارها منذ آالف سنني ال تدل فيها ذبول يف مدة مديدة واألرصاد الدالة على الشمس مثال تقبل االنعدام لظهر كانالوجه األول لعلها تفسد بغري االعتراض من. الطويلة دل أا ال تفسد هذا املقدار فلما مل تذبل يف هذه اآلماد علىإال

إن كان الشمس تفسد : يقال األول إن شكل هذا الدليل أن: وجوه الذبول كما يف حال البغتة االعتراض عليه من طريقالزمة وهو قياس يسمى عندهم الشرطي املتصل وهذه النتيجة غري قدم حماللكن التايل حمال فامل فال بد وأن يلحقها ذبوليلزم هذا وأن تذبل فهذا التايل ال إن كان تفسد فال بد: ما مل يضف إليه شرط آخر وهو قوله ألن املقدم غري صحيح

أو يبني أنه ال فساد . املدةبد وأن تذبل يف طول فسادا ذبوليا فال إن كان تفسد: املقدم إال بزيادة شرط وهو أن نقولوال يبعد .وجوه الفساد وال نسلم أنه ال يفسد الشيء إال بالذبول بل الذبول أحد. للمقدم حىت يلزم التايل بطريق الذبول

للحس الثاين أنه لو سلم له هذا وأنه ال فساد إال ال يظهر أن يفسد الشيء بغتة وهو االعتراض من الوجه الثاين الفساد. بالتقريب يعتريها الذبول وأما التفاته إىل األرصاد فمحال ألا ال تعرف مقاديرها إال ليس ل فمن أين عرف أنهبالذبو

منها مقدار جبال مثال لكان ال يبني للحس والشمس اليت يقال إا كاألرض مائة وسبعني مرة أو ما يقرب منه لو نقصواحلس ال يقدر على أن يدرك ذلك ألن تقديره يف علم املناظر . وأكثرجبال مقدار فلعلها يف الذبول وإىل اآلن قد نقص مركبان من العناصر عندهم وهي قابلة للفساد مث لو وضع ياقوته أن الياقوت والذهب مل يعرف إال بالتقريب وهذا كما

الياقوت ا ينقص مناألرصاد كنسبة م حمسوسا فلعل نسبة ما ينقص من الشمس يف مدة تاريخ مائة سنة مل يكن نقصانهليست أكثر قوة وقد أعرضنا عن إيراد وباقي األدلة. يف غاية الفساد وذلك ال يظهر للحس فدل أن دليله. يف مائة سنة

واقتصرنا على األدلة وأوردنا هذا الواحد ليكون عربة ومثاال ملا تركناه هذا اجلنس يستركها العقالء أدلة كثرية منهلم يف استحالة عدم العامل ... ال يعقل سبب معدم: الدليل الثاين تكلف يف حل شبهها كما الثايناليت حيتاج إىل األربعةفال بد وأن يكون بسبب معدم له وما مل يكن منعدما مث انعدم العامل ال تنعدم جواهره ألنه ال يعقل سبب :أن قالوا

تغري أو نه إذا مل يكن مريدا لعدمه مث صار مريدا فقدحمال أل من أن يكون إرادة القدمي وهو وذلك السبب ال خيلوا إماالوجود مث من الوجود إىل يتغري من العدم إىل القدمي وإرادته على نعت واحد يف مجيع األحوال واملراد يؤدي إىل أن يكون

.يدل على استحالة العدم حادث بإرادة قدمية وما ذكرناه من استحالة وجود. العدماملراد فعل املريد ال حمالة وكل آخر أقوى من ذلك وهو أن ألقوال ذا األمر باطلة ويزيد هاهنا إشكال وال فعله فإن ا

فإنه لو . يكن موجودا يف نفسه فال بد وأن يصري فعله موجودا بعد أن مل صار فاعال فإن مل يتغري هو من مل يكن فاعال مثيكون فعال وإذا والعدم ليس بشيء فكيف. مل يفعل شيئا عل له فإذنإذ مل يكن له فعل واآلن أيضا ال ف بقي كما كان

العامل وعدم وهو حمال إذا انقطع الوجود أو فعله عدم مل يكن فما ذلك الفعل أهو وجود العامل أعدم العامل وجتدد له فعل

Page 23: تهافت الفلاسفة

: يقال س شيئا موجودا حىتموجودا وعدم العامل لي فعال فإن أقل درجات الفعل أن يكون العامل ليس بشيء حىت يكونفرقة التقصي عن هذا أربع فرق وكل افترق املتكلمون يف: وإلشكال هذا زعموا. املوجد هو الذي فعله الفاعل وأوجده

فعله الصادر منه موجود وهو الفناء خيلقه ال يف حمل :املعتزلة فإم قالوا أما... قول املعتزلة خبلق الفناء. اقتحمت حماالوهو فاسد .فيتسلسل إىل غري اية وينعدم الفناء املخلوق بنفسه حىت ال حيتاج إىل فناء آخر كل العامل دفعة واحدة فينعدم

كان موجودا فلم ينعدم بنفسه من غري معدم مث حىت يقدر خلقه مث إن من وجوده أحدها أن الفناء ليس موجودا معقوالجاز يف حلظة فإذا وحل فيه فهو حمال ألن احلال يالقي احمللول فيجتمعان ولوالعامل فإنه إن خلق يف ذات مل يعدم العامل

يضاد وجوده وجود العامل مث يف هذا حمل فمن أين وإن خلقه ال يف العامل وال يف. اجتماعهما مل يكن ضدا فلم يفنهيقدر إال على إحداث فناء إعدام بعض جواهر العامل دون بعض بل ال يقدر على املذهب شناعة أخرى وهو أن اهللا ال

. ألا إذا مل تكن يف حمل كان نسبتها إىل الكل على وترية العامل كله يعدمتعاىل عن قوهلم فيصري العامل ذاته إن فعله اإلعدام واإلعدام عبارة عن موجود حيدثه يف: الكرامية حيث قالوا الثانية الفرقة

وهذا أيضا فاسد إذ فيه كون القدمي . ذاته فيصري املوجود به موجودا يفوكذلك الوجود عندهم بإجياد حيدثه. به معدوماشيء آخر سوى فإثبات .خروج عن املعقول إذ ال يعقل من اإلجياد إال وجود منسوب إىل إرادة وقدرة مث حمل احلوادث

... لق البقاءاألشعرية بعدم خ وقول. اإلعدام اإلرادة والقدرة ووجود املقدور وهو العامل ال يعقل وكذىبقاءها ألنه لو تصور بقاءها ملا تصور فناؤها بأنفسها وال يتصور أما األعراض فإا تفىن: الفرقة الثالثة األشعرية إذ قالوا

لعدم خيلق اهللا البقاء انعدم باقية بأنفسها ولكنها باقية ببقاء زائد على وجودها فإذا مل وأما اجلواهر فليست .هلذا املعىنوالبياض كذلك وأنه متجدد الوجود والعقل يف أن السواد ال يبقى وهو أيضا فاسد ملا فيه من مناكرة احملسوس. املبقى

الشعر الذي على اجلسم متجدد الوجود يف كل حالة والعقل القاضي بأن إن: ينبوا عن قول القائل ينبوا عن هذا كماآخر وهو أن مث فيه إشكال. أيضا به يف سواد الشعر ه يقضييوم هو الشعر الذي كان باألمس ال مثل رأس اإلنسان يف

والفرقة الرابعة بعدم خلق احلركة أو السكون وذلك وقول الفرقة. أن تبقى صفات اهللا ببقاء الباقي إذا بقي ببقاء فيلزمحركة أن ال خيلق اهللا فيهاوأما اجلواهر فإا تفىن ب إن األعراض تفىن بأنفسها: قالوا الرابعة طائفة أخرى من األشعرية إذ

األشعرية مالوا وكأن فرقيت. متحرك فينعدم وال افتراقا فيستحيل أن يبقى جسم ليس بساكن وال وال سكونا وال اجتماعاوإذا بطلت هذه الطرق مل يبق وجه . العدم فعال الفعل ملا مل يعقلوا كون إىل أن اإلعدام ليس بفعل إمنا هو كف عن

تسليمهم حادث فإم مع هذا لو قيل بأن العامل... باستحالة انعدام النفس احلادثة وقوهلم. عدام العاملإ للقول جبواز .مما ذكرناه حدوث النفس اإلنسانية يدعون استحالة انعدامها بطريق يقرب

وجوده سواء كان انعدامه بعد بنفسه ال يف حمل ال يتصور وباستحالة انعدام كل قائم بنفسه وباجلملة عندهم كل قائم

فاملادة وهي . خبارا مث ماء املاء انعدم املاء قالوا مل ينعدم ولكن انقلب مهما أغلي النار حتت: قيل هلم وإذا. قدميا أو حادثاوإذا . املائية ولبست صورة اهلوائية لصورة املاء وإمنا خلعت اهليوىل صورة باقية يف اهلواء وهي املادة اليت كانت اهليوىل. وإمنا يتبدل عليها صورها جتددت بل املواد مشتركة بني العناصر اهلواء برد كثف وانقلب ماء ال من مادة ابأص

عن كل واحد أن ما ذكرمتوه من األقسام وإن أمكن أن نذب: العدم واجلواب بإرادة اهللا الذي أجد اإلعدام: اجلوابونقتصر على قسم ولكنا ال نطول به لى ما هو من جنسهإبطاله على أصلكم ال يستقيم الشتمال أصولكم ع ونبني أن

Page 24: تهافت الفلاسفة

القادر فإذا أراد اهللا أوجد وإذا أراد أعدم وهذا معىن واإلعدام بإرادة اإلجياد: مب تنكرون على من يقول: واحد ونقولبد وأن يصدر الالفاعل إن: وأما قولكم. وهو يف مجلة ذلك ال يتغري يف نفسه وإمنا يتغري الفعل على الكمال كونه قادرا

: قوهلم. يكن عدم مث جتدد العدم فهو الصادر عنه إذ مل الصادر منه ما جتدد وهو العدم: منه فعل فما الصادر منه قلنا وهو ليس بشيء فكيف: قلنا... هو واقع فهو معقول: ليس بشيء فكيف صدر منه قولنا إنه :العدم ليس بشيء فإن قلتم

إضافته إىل القدرة وما الفرق تعقل أن ما وقع مضاف إىل قدرته فإذا عقل وقوعه مل الوقع وليس معىن صدوره منه إال العدم ليس بشيء فكيف يطرى وكيف يوصف : والصور ويقول األعراض بينهم وبني من ينكر طريان العدم أصال على

مسى شيئا أو معقول وقوعهالعدم يتصور طريانه على األعراض فاملوصوف بالطريان وال نشك يف أن بالطريان والتجدد .يسم فإضافة ذلك الواقع املعقول إىل قدرة القادر أيضا معقول مل

ما الذي : بعد وجوده فيقال له مذهب من جيوز عدم الشيء هذا إمنا يلزم على: ال يقع العدم بل أضداد الطريان فإن قيلالعدم ض طريان أضدادها اليت هي موجودات ال طرياناألعرا املوجود وإمنا معىن انعدام طرى وعندنا ال ينعدم الشيءفالطاري هو البياض فقط وهو ما ليس بشيء كيف يوصف بالطريان فإذا ابيض الشعر ارد الذي ليس بشيء فإن

طريان البياض هل أحدمها أن: العدم وهذا فاسد من وجهني يقع: قولنا. وال نقول الطاري هو عدم السواد موجودهو : عينه فإن قالوا نعم فاملتضمن غري املتضمن أم: قالوا وإن. ال فقد كابروا املعقول: فإن قالوا واد أم التضمن عدم الس

فبم عرفتم أنه :ال قلنا: فذلك الغري معقول أم ال فإن قالوا وإن قالوا غريه. الشيء ال يتضمن نفسه عينه كان متناقضا إذعدم السواد نعم فذلك املتضمن املعقول وهو :وإن قالوا. كونه معقوالبكونه متضمنا اعتراف ب متضمن واحلكم عليه

ال : باحلدوث كيف ال يكون معقوال وإن قالوا حادث فاملوصوف: وإن قالوا .قدمي فهو حمال: فإن قالوا. قدمي أو حادث إنه معدوم كان: قيل االسواد معدوم كان كذبا وبعده إذ: طريان البياض لو قيل حادث فهو حمال ألنه قبل قدمي وال

.قادر منسوبا إىل قدرة فهذا الطاري معقول فيجوز أن يكون. صدقا فهو طار ال حمالةعندهم ال بضده فإن احلركة ال ضد من األعراض ما ينعدم احلركة وما إليها تنعدم دون وقوع أضدادها الوجه الثاين أن

. عدم احلركة امللكة والعدم أي تقابل الوجود والعدم ومعىن السكون وبني السكون عندهم تقابل هلا وإمنا التقابل بينهما اليت هي من قبيل االستكمال كانطباع مل يطر سكون هو ضده بل هو عدم حمض وكذلك الصفات فإذا عدمت احلركة

فتاح وجود من فإا ترجع إىل است العني بل انطباع صور املعقوالت يف النفس أشباح احملسوسات يف الرطوبة اجلليدية منعن عدم حمض قد طرى فعقل فزواهلا عبارة. غري استعقاب ضده زوال ضده وإذا عدم كان معناها زوال الوجود من غري

فتبني ذا أنه مهما تصور وقوع حادث بإرادة قدمية مل. الوجود حتدث العدم كما حتدث قدرة القادر يف إمكاا أنالعامل وصانعه وأن العامل اهللا فاعل مسألة يف بيان تلبيسهم بقوهلم إن. أو وجوداأن يكون الواقع عدما يفترق احلال بني

ال يتصور على مساق أصلهم أن يكون العامل من صنع اهللا : قولنا حبقيقته صنعه وفعله وبيان أن ذلك جماز عندهم وليسالعامل فعله وصنعه وهذا عامل وفاعله وأنالفالسفة سوى الدهرية على أن للعامل صانعا وأن اهللا هو صانع ال وقد اتفقت

وجه يف الفاعل ووجه : العامل من صنع اهللا من ثالثة أوجه بل ال يتصور على مساق أصلهم أن يكون. تلبيس على أصلهم .مشتركة بني الفعل والفاعل يف الفعل ووجه يف نسبة

Page 25: تهافت الفلاسفة

عاملا مبا يريده حىت يكون فاعال ملا مريدا خمتارايكون خباهلم من ثالثة وجوه أما الذي يف الفاعل فهو أنه ال بد وأن والثاين أن العامل قدمي .صفة له أصال وما يصدر عنه فيلزم منه لزوما ضروريا عندهم ليس مريدا بل ال واهللا تعاىل. يريده

حد من كل وجه عندهم إال وا وجه والواحد ال يصدر منه والثالث أن اهللا واحد عندهم من كل. والفعل هو احلادثواحد ولنحقق وجه كل... أن العامل من اهللا باللزوم تقولون: فكيف يصدر عنه يف الفاعل والعامل مركب من خمتلفات

يصدر منه الفعل مع اإلرادة للفعل على الفاعل عبارة عمن: األول فنقول. يف دفعه من هذه الوجوه الثالثة مع خباهلمدفعه لزوما ضروريا ال يتصور من اهللا أن العامل من اهللا كاملعلول من العلة يلزم وعندكم.االختيار ومع العلم باملراد سبيل

الفاعل فاعال إال على وجه اإلرادة وال يقال. هذا من الفعل يف شيء لزوم الظل من الشخص والنور من الشمس وليسخارجا من وتوسع يف التجوز توسعاوالشخص يفعل الظل فقد جازف قال إن السراج يفعل الضوء واالختيار بل منالفاعل سبب على يف وصف واحد وهو أن اللفظ اكتفاء بوقوع املشاركة بني املستعار له واملستعار عنه احلد واستعار

فاعال صانعا مبجرد كونه سببا بل بكونه سببا ولكن الفاعل مل يسم .اجلملة والسراج سبب الضوء والشمس سبب النورواجلماد بفاعل اجلدار ليس بفاعل واحلجر ليس: اإلرادة واالختيار حىت لو قال القائل وهو على وجه صوصعلى وجه خم

وللحجر فعل عندهم وهو اهلوى والثقل وامليل إىل .ليس بفاعل وإمنا الفعل للحيوان مل ينكر ذلك ومل يكن قوله كاذبا و امليل إىل املركز ووقوع الظل فإن كل ذلك صادر منه وهذاالتسخني وللحائط فعل وه املركز كما أن للنار فعال وهو

موجود بغريه فإنا نسمي ذلك كل موجود ليس واجب الوجود بذاته بل هو: فإن قيل... الفعل جنسان: قوهلم. حمالكان فاعال بآلة فاعال بالطبع أو باإلرادة كما أنكم ال تبالون أنه السبب الشيء مفعوال ونسمي سببه فاعال وال نبايل كان

بل الفعل جنس وينقسم إىل ما يقع بآلة وإىل ما يقع بغري آلة فكذلك هو جنس وينقسم إىل ما يقع بالطبع .بغري آلة أو ضدا" بالطبع " قولنا بالطبع مل يكن" فعل " واالختيار بدليل أنا إذا قلنا بالطبع" فعل : " ويقال .وإىل ما يقع باالختيار

مباشرة بغري آلة مل يكن نقضا بل كان "فعل " الفعل كما إذا قلنا وال دفعا ونقضا له بل كان بيانا لنوع"فعل " لقولنا فعل " بل كان بيانا لنوع الفعل كقولنا حيوان إنسان: باالختيار مل يكن تكرارا مثل قولنا "فعل " وإذا قلنا . وبيانا تنويعا

بالطبع" فعل " حيث أنه فعل لكان قولنا اإلرادة وكانت اإلرادة ذاتية للفعل من ضمنيت" فعل " ولو كان قولنا . بآلة" فاسدة وال جيوز أن يسمى كل سبب بأي هذه التسمية: قلنا... اجلماد ال فعل له :قولنا. متناقضا كقولنا فعل وما فعل

الفعل للحيوان وهذه د ال فعل له وإمناكان كذلك ملا صح أن يقال اجلما ولو. فاعال وال كل مسبب مفعوال وجه كانيسمى طالبا مريدا على سبيل فاعال فباالستعارة كما قد إال باالستعادة فإن مسى اجلماد. املشهورة الصادقة من الكلمات

طلوب والامل ويطلبه والطلب واإلرادة حقيقية ال يتصور إال مع العلم باملراد ألنه يريد املركز ااز إذ يقال احلجر يهوى .يتصور إال من احليوان

وإىل ما هو باإلرادة غري مسلم وهو وينقسم إىل ما هو بالطبع عام" فعل " إن قولنا : فالفعل يتضمن اإلرادة وأما قولكميريد وهو فاسد إذ يريد مع العلم باملراد وإىل من يريد وال يعلم ما عام وينقسم إىل من" أراد " قولنا: كقول القائل

بالطبع ليس "فعل " إن قولنا : وأما قولكم. بالضرورة العلم بالضرورة فكذلك الفعل يتضمن اإلرادة رادة تتضمناإل الفهم التناقض وال يشتد نفور الطبع عنه نقض له من حيث احلقيقة ولكن ال يسبق إىل بنقض لألول فليس كذلك فإنه

الفعل باالختيار حقيقة هو فعل حقيقي. جمازا اعل أيضا سبب مسي فعالبوجه ما والف ألنه يبقى جمازا فإنه ملا أن كان سببا

Page 26: تهافت الفلاسفة

فعل " يقال إال أنه ملا تصور أن. أراده وهو عامل مبا" أراد " تكرير على التحقيق كقوله باالختيار فهو" فعل " وإذا قال وكان معناه فعل فعال حقيقيا ال جمازياباالختيار "فعل " تنفر النفس عن قوله وهو حقيقة مل" فعل " وهو جماز ويقال "

الرأس واليد حىت والكالم يف حتريك ونظر بعينه فإنه ملا جاز أن يستعمل النظر يف القلب جمازا تكلم بلسانه: كقول القائللة القدم فهذا مز. بعينه ويكون معناه نفي احتمال ااز بلسانه ونظر قال: يقال قال برأسه أي نعم مل يستقبح أن يقال

يعرف من اللغة وإال فقد إمنا تسمية الفاعل فاعال: يقال النار حترق فإن قيل: قوهلم. هؤالء األغبياء اخنداع فليتنبه حمللووقع الرتاع يف أن اسم الفعل على . مريدا وإىل ما ال يكون يكون ظهر يف العقل أن ما يكون سببا للشيء ينقسم إىل ما

والسقمونيا النار حترق والسيف يقطع والثلج يربد: ال وال سبيل إىل إنكاره إذ العرب تقول أم كلى القسمني حقيقة" معناه تفعل االحتراق وقولنا " حترق " وقولنا معناه يفعل الضرب" يضرب " وقولنا . تسهل واخلبز يشبع واملاء يروي

يف نار من ألقى إنسانا: قولنا. يه من غري مستندإن كل ذلك جماز كنتم متحكمني ف :قلتم فإن. معناه يفعل القطع" يقطع والدليل عليه أنا . ما يكون باإلرادة الفعل احلقيقي واجلواب أن كل ذلك بطريق ااز وإمنا... فمات هو القاتل دون الناروكذى .اديأحدمها إرادي واآلخر غري إرادي أضاف العقل الفعل إىل اإلر حصوله على أمرين لو فرضنا حادثا توقف يف

ألنه خمتار . ما قتله إال فالن صدق قائله: هو القاتل دون النار حىت إذا قيل: ألقى إنسانا يف نار فمات يقال اللغة فإن منمنه فلم وكون اآلخر مستعارا املريد وغري املريد على وجه واحد ال بطريق كون أحدمها أصال كان اسم الفاعل على فإن

القتل وكأن امللقى مل يتعاط إال اجلمع بينه وبني النار هي العلة القريبة يف لغة وعرفا وعقال مع أنيضاف القتل إىل املريدفدل . االستعارة تسم النار قاتال إال بنوع من باإلرادة وتأثري النار بغري إرادة مسي قاتال ومل ولكن ملا أن كان اجلمع. النار

نعين : قوهلم وال خمتارا لفعل مل يكن صانعا وال فاعال مل يكن اهللا مريدا عندهموإذا أن الفاعل من صدر الفعل عن إرادتهوأن العامل فاعال أنه سبب لوجود كل موجود سواه حنن نعين بكون اهللا: العامل قوامه به فإن قيل بكون اهللا فاعال أن

النعدم النعدم العامل كما لو قدر عدم الشمس تصور وجود العامل ولو قدر عدم البارئ قوامه به ولوال وجود البارئ ملااملعىن فعال فال مشاحة يف األسامي بعد ظهور كان اخلصم يأىب أن يسمي هذا فهذا ما نعنيه بكونه فاعال فإن. الضوءإمنا املعىن بالفعل و يسمى فعال وصنعا غرضنا أن نبني أن هذا املعىن ال: العامل قلنا" صانع " ال تقولوا إن اهللا: قولنا .املعىن

الفعل ونطقتم بلفظه جتمال باإلسالميني وال يتم الدين نفيتم حقيقة معىن وقد. والصنع ما يصدر عن اإلرادة حقيقيةوال . املسلمني لدين فصرحوا بأن اهللا ال فعل له حىت يتضح أن معتقدكم خمالف. عن املعاين األلفاظ الفارغة بإطالق

أطلقتموها ونفيتم حقيقتها ومقصود هذه املسألة الكشف عن امل وأن العامل صنعه فإن هذه لفظةتلبسوا بأن اهللا صانع الع .هذا التلبيس فقط

أصلهم بشرط يف الفعل وهو أن الفعل العامل فعال هللا على الثاين إن كان العامل موجودا فال ميكن إجياده يف إبطال كونوذلك . بإحداثه ومعىن الفعل إخراج الشيء من العدم إىل الوجود حبادثوالعامل عندهم قدمي وليس عبارة عن األحداثيكون فعال أن يكون حادثا والعامل قدمي عندهم فكيف فإذن شرط الفعل. املوجود ال ميكن إجياده ال يتصور يف القدمي إذ

الصادر الفاعل إذا أحدث كانعدم فلنبحث أن معىن احلادث موجود بعد: فإن قيل... بالفاعل الوجود متعلق: هللا قوهلميف إن املتعلق به العدم السابق إذ ال تأثري للفاعل: يقال وباطل أن. ارد أو كالمها منه املتعلق به الوجود ارد أو العدم

فبقي إىل فاعل البتة كونه عدما ال حيتاج كالمها إذ بان أن العدم ال يتعلق به أصال وأن العدم يف :العدم وباطل أن يقال

Page 27: تهافت الفلاسفة

فإن فرض الوجود دائما . وأنه ال نسبة إليه إال الوجود الصادر منه جمرد الوجود أنه متعلق به من حيث أنه موجود وأن .بالفاعل حبال يتعلق العدم دامت هذه النسبة كان املنسوب إليه أفعل وأدوم تأثريا ألنه مل النسبة دائمة وإذا فرضت

معىن لكونه حادثا إال أنه به من حيث أنه حادث وال إنه متعلق: فبقي أن يقال ال سبق العدم وإن كان مشترطا به املتعلق به وجود خمصوص ال كل وجود: الوجود وقيل يتعلق به فإن جعل سبق العدم وصف وجود بعد عدم والعدم مل

الوجود ال يتصور فإن هذا مسبوقا بالعدم ليس من فعل فاعل وصنع صانع كونه: وهو وجود مسبوق بالعدم فيقالالفاعل فال تعلق فكونه مسبوق العدم ليس بفعل. بفعل الفاعل إال والعدم سابق عليه وسبق العدم ليس صدوره من فاعله

ميكن إجياده إن عنيتم به إن املوجود ال: وأما قولكم. حبال كونه فعال اشتراط ما ال تأثري للفاعل فيه فاشتراطه يف. له بهموجدا ملوجود وإن عنيتم به أنه يف حال كونه موجودا ال يكون ال إجياد إال. عدم فصحيح وجود بعدأنه ال يستأنف لهموجدا إذا كان الفاعل فإنه إمنا يكون الشيء .موجدا يف حال كونه موجودا ال يف حال كونه معدوما فقد بينا أنه يكون

واإلجياد مقارن لكون الفاعل موجدا . وجود الشيء منه لالعدم بل يف حا موجدا وال يكون الفاعل موجدا يف حالملوجود إن إجياد إال فإذن ال. عبارة عن نسبة املوجد إىل املوجد وكل ذلك مع الوجود ال قبله موجدا ألته وكون املفعول

أن العامل فعل اهللا أزال وأبدا وهلذا قضينا ب: قالوا. موجدا واملفعول كان املراد باإلجياد النسبة اليت ا يكون الفاعل موجداانقطع ال كما انقطع وهو فاعل له ألن املرتبط بالفاعل الوجود فإن دام االرتباط دام الوجود وإن إال وما من حال

س كالبناء مع البناء فإنه ينعدم ويبقى البناء فإن بقاء البناء لي ختيلتموه من أن البارئ لو قدر عدمه لبقى العامل إذ ظننتم أنهالشكل احلادث بفعل بقاء باليبوسة املمسكة لتركيبه إذ لو مل يكن فيه قوة ماسكة كاملاء مثال مل يتصور بالباين بل هوإن الفعل يتعلق بالفاعل من حيث حدوثه ال من : واجلواب ... حدوثه الفعل يتعلق بالفاعل من حيث: قولنا. الفاعل فيه وهو موجود بل يتعلق دا فقط فإنه ال يتعلق به يف ثاين حال احلدوث عندناكونه موجو السابق وال من حيث حيث عدمه

احلدوث مل يعقل كونه فعال فإن نفى منه معىن به يف حال حدوثه من حيث أنه حدوث وخروج من العدم إىل الوجود .وال تعلقه بالفاعل

وكونه مسبوقا بالعدم ليس من فعل بالعدمكونه مسبوقا إن كونه حادثا يرجع إىل: وال يتعلق به سبق العدم وقولكمالذي فالوجود. الوجود فعل الفاعل أعين كونه مسبوقا بالعدم كذلك لكنه شرط يف كون الفاعل وجعل اجلاعل فهويكون يشترط يف كون الفعل فعال ينبغي أن دائم ال يصلح ألن يكون فعل الفاعل وليس كل ما ليس مسبوقا بعدم بل هو

أثر الفعل ولكن ال يعقل فعل إال من وإرادته وعلمه شرط يف كونه وليس ذلك من اعل فإن ذات الفاعل وقدرتهبفعل الفالفعل مع الفاعل . أثر الفاعل وعلمه ليكون فاعال وإن مل يكن من موجود فكان وجود الفاعل شرطا وإرادته وقدرته

أن يكون الفعل از كون الفعل مع الفاعل غري متأخر عنه فيلزماعترفتم جبو إن: حتريك املاء فإن قيل كاملاء مع اليد يفالفاعل بالزمان فهذا حمال إذ من يتأخر الفعل عن وإن شرطتم أن. إن كان الفاعل حادثا وقدميا إن كان قدميا حادثا

املاء قبل تنحيه يف حيزال قبله وال بعده إذ لو حترك بعده لكان اليد مع حركة اليد حرك اليد يف قدح ماء حترك املاء معفرضنا اليد قدمية يف املاء فإن .ولو حترك قبله النفصل املاء عن اليد وهو مع كونه معه معلوله وفعل من جهته واحد

وال ميتنع ذلك بفرض الدوام فكذلك نسبة . معلولة ومفعولة متحركة كانت حركة املاء أيضا دائمة وهي مع دوامهاالفاعل بعد كون ال حنيل أن يكون الفعل مع: وليس الكالم عن املعلول قلنا! يكون الفعل حادثا :قولنا. العامل إىل اهللا

Page 28: تهافت الفلاسفة

. سواء كان متأخرا عن ذات الفاعل أو مقارنا له فعال مث الفعل حادثا كحركة املاء فإا حادثة عن عدم فجاز أن يكونفيجوز أن املعلول مع العلة وأما. ه فعال جماز جمرد ال حقيقة لهليس حادثا عن عدم فتسميت القدمي فإن ما وإمنا حنيل الفعل

القدمي عاملا وال كالم فيه وإمنا الكالم فيما يسمى القدمي علة لكون إن العلم: يكونا حادثني وأن يكونا قدميني كما يقال حادثا عن عدم فإن جتوز متجوز العلة إال جمازا بل ما يسمى فعال فشرطه أن يكون ومعلول العلة ال يسمى فعل فعال

.متجوزا يف االستعارة بتسمية القدمي الدائم الوجود فعال لغريه كانخيرج حركة املاء عن كونه فعال اإلصبع قدميا دائما مل لو قدرنا حركة اإلصبع مع: احلركة دائمة احلدوث وقولكم

فعال له من حيث املريد ولو قدر قدميا لكانت حركة اإلصبعوهو فعل له وإمنا الفاعل ذو اإلصبع تلبيس ألن اإلصبع البل هو من وأما حركة املاء فقد ال نقول أنه من فعله فحادث عن عدم فبهذا االعتبار كان فعال أن كل جزء من احلركة

.حادثاحلدوث وهو فعل من حيث أنه فكونه فعال من حيث أنه حادث إال أنه دائم وعلى أي وجه كان. فعل اهللاالفاعل من حيث أنه موجود كنسبة فإذا اعترفتم بأن نسبة الفعل إىل :ال تسمي هذا فعال بل معلوال فإن قيل: قوهلم

معلوال دائم النسبة إىل اهللا العلة فنحن ال نعين بكون العامل فعال إال كونه مث سلمتم تصور الدوام يف نسبة املعلول إىل العلةوال : جماز قلنا" فعل " استعمالكم لفظة :قولنا. التسميات بعد ظهور املعاين ا فعال فال مضايقة يفتعاىل فإن مل تسموا هذ

العامل فاعال حتقيقا وال تتجملون ذه األمساء من غري حتقيق وأن اهللا عندكم ليس هذه املسألة إال بيان أنكم غرض من .له وقد ظهر هذا قفعله حتقيقا وأن إطالق هذا االسم جماز منكم ال حتقي

كون العامل فعال هللا على أصلهم شيء واحد يف استحالة الثالث ال يكون العامل فعل اهللا إذا ال يصور من الواحد إالوالعامل يصدر من الواحد إال شيء واحد واملبدأ واحد من كل وجه ال: والفعل وهو أم قالوا بشرط مشترك بني الفاعلجبملته ليس العامل: فإن قيل... بطريق التوسط :قوهلم. صور أن يكون فعال هللا مبوجب أصلهميت مركب من خمتلفات فال

وهو عقل جمرد أي هو جوهر قائم بنفسه الصادر منه موجود واحد هو أول املخلوقات صادرا من اهللا بغري واسطة بلالثالث ومن الثالث رابع وتكثر در منهلسان الشرع بامللك مث يص غري متحيز يعرف نفسه ويعرف مبدأه ويعرب عنه يف

أنا نفعل الفعل وكثرته إما أن يكون الختالف القوى الفاعلة كما عن أسباب الكثرة فإن اختالف .املوجودات بالتوسطاملغسول وتسود الشمس تبيض الثوب ما نفعل بقوة الغضب وإما أن يكون الختالف املواد كما أن بقوة الشهوة خالف

كالنجار الواحد ينشر باملنشار وينحت الختالف اآلالت وتذيب بعض اجلواهر وتصلب بعضها وإماوجه اإلنسان .الفعل الفعل بالتوسط بأن يفعل فعال واحدا مث ذلك الفعل يفعل غريه فيكثر تكون كثرة بالقدوم ويثقب باملثقب وإما أن

اختالف واثنينية وكثرة كما سيأيت يف أدلة ليس يف ذاتهوالتوسط وحده ممكن وهذه األقسام كلها حمال يف املبدأ األول إذموجود يف املعلول األول والذي هي املادة األوىل مثال وال مث اختالف آلة إذ ال الكالم التوحيد وال مث اختالف مواد فإن

من اهللا بطريق التوسط العامل صادرة الكثرة يف فالكالم يف حدوث اآللة األوىل فلم يبق إال أن تكون. اهللا يف رتبته مع العامل شيء واحد مركب من أفراد بل تكون املوجودات كلها آحادا وكل ال يكون يف فيلزم من هذا أن: قلنا. كما سبق

جهة التصاعد إىل علة كما انتهى يف لواحد آخر فوقه وعلة آلخر حتته إىل أن ينتهي إىل معلول ال معلول له واحد معلولواإلنسان . صار باجتماعهما شيئا واحدا من صورة وهيوىل وقد ك فإن اجلسم عندهم مركبوليس كذل. ال علة له

جرم والفلك عندهم كذلك فإنه. بل وجودمها مجيعا بعلة أخرى ليس وجود أحدمها من اآلخر مركب من جسم ونفس

Page 29: تهافت الفلاسفة

التقاء الواحد واملركب يقعحيث. من علة سوامها ذو نفس مل حتدث النفس باجلرم وال اجلرم بالنفس بل كالمها صدرا ال يصدر من: املركبات أمن علة واحدة فيبطل قوهلم منه إال واحد فكيف وجدت هذه يبطل القول بأن الواحد ال يصدر

فإن املبدأ . بالضرورة مركب ببسيط فيتوجه السؤال يف تركيب العلة إىل أن يلتقي الواحد إال واحد أو من علة مركبة. الواحد ال يصدر منه إال واحد بالتقاء وحيث يقع التقاء يبطل قوهلم إن كيب وال يتصور ذلك إالويف األواخر تر بسيطاملوجودات تنقسم إىل ما هي يف عرف مذهبنا اندفع اإلشكال فإن إذا: فإن قيل... مذهبنا يف انقسام املوجودات :قوهلم

مبحال هي حمال لغريها كاألجسام وإىل ما ليستينقسم إىل ما وإىل ما ليست يف حمال وهذا حمال كاألعراض والصورال يؤثر يف ونسميها نفوسا وإىل ما جواهر قائمة بأنفسها وهي تنقسم إىل ما يؤثر يف األجسام كاملوجودات اليت هي

دثة يف احملال كاألعراض فهي حادثة وهلا علل حا أما املوجودات اليت حتل .األجسام بل يف النفوس ونسميها عقوال جمردة .دائم من وجه وهي احلركة الدورية وليس الكالم فيها مبدأ هو حادث من وجه وتنتهي إىل

أجسام وهي أخسها وعقول جمردة وهي :يف حمال وهي ثالثة القائمة بأنفسها وإمنا الكالم يف األصول القائمة بأنفسها الباألجسام وهي أشرفها ونفوس وهي أوسطها فإا تتعلقباالنطباع فيها بالعالقة الفعلية وال اليت ال تتعلق باألجسام ال

مث األجسام . األجسام تتأثر من العقول وتؤثر يف وهو التأثري والفعل فيها فهي متوسطة يف الشرف فإا نوعا من التعلقوهلا والسموات التسع حيوانات هلا أجرام ونفوس اليت هي حشو مقعر فلك القمر عشرة تسع مسوات والعاشر املادة

األول وهو موجود قائم وهو أن املبدأ األول فاض من وجوده العقل... الصدور ترتيب. يف الوجود كما نذكره ترتيبيف األسامي مسي وقد مسيناه العقل األول وال مشاحة ليس جبسم وال منطبع يف جسم يعرف نفسه ويعرف مبدأه بنفسه

الفلك الفلك األقصى وهي السماء التاسعة وجرم عقل ونفس: ة أمورويلزم عن وجوده ثالث .ملكا أو عقال أو ما أريدمن العقل الثالث عقل رابع ونفس فلك ثالث ونفس فلك الكواكب وجرمه مث لزم مث لزم من العقل الثاين عقل. األقصى

ي لزم الذ ونفس فلك املشتري وجرمه وهكذى حىت انتهى إىل العقل ولزم من العقل الرابع عقل خامس زحل وجرمهالعقل الفعال ولزم والعقل األخري هو الذي يسمى . وأخريا العقل الفعال واملادة اخل. القمر وجرمه منه عقل ونفس فلك

مث إن املواد متتزج بسبب حركات. الفعال وطبائع األفالك للكون والفساد من العقل حشو فلك القمر وهي املادة القابلةاية ألن كل عقل عقل إىل غري ها املعادن والنبات واحليوان وال يلزم أن يلزم منحيصل من الكواكب امتزاجات خمتلفة

.لآلخر هذه العقول خمتلفة األنواع فما ثبت لواحد ال يلزمتسعة وجمموع هذه املبادئ الشريفة املبدأ األول عشرة واألفالك يف املعلول األول ثالثة أشياء فخرج منه أن العقول بعد

فال بد وأن عقل ونفس فلك وجرمه: العقول األول ثالثة أشياء عشر وحصل منه أن حتت كل عقل من عةبعد األول تسنفسه من وجه واحد وهو أنه يعقل مبدأه ويعقل حمالة وال يتصور كثرة يف املعلول األول إال يكون يف مبدئه تثليث ال

واألشرف من املعلوالت. خمتلفة هذه معان ثالثةوجوب وجوده بغريه ال بنفسه و وهو باعتبار ذاته ممكن الوجود ألنيعقل مبدأه ويصدر نفس الفلك من فيصدر منه العقل من حيث أنه الثالثة ينبغي أن ينسب إىل األشرف من هذه املعاين

واحد ال يصدر من املبدأ األول لزوما إال. ممكن الوجود بذاته ويصدر جرم الفلك من حيث أنه حيث أنه يعقل نفسهاألول إال واحد مل يصدر من املبدأ :هذا التثليث من أين حصل يف املعلول األول ومبدؤه واحد فنقول :قى أن يقالفيب

املبدأ إن عقل املبدأ وهو يف ذاته ممكن الوجود وليس ضرورة ال من جهة وهو ذات هذا العقل الذي به يعقل نفسه ولزمه

Page 30: تهافت الفلاسفة

املبدأ ال من جهة ال نبعد أن يوجد من الواحد واحد يلزم ذلك املعلولوحنن. بل هو لذاته املبدأ األول له اإلمكان منفعلى هذا الوجه ميكن أن . لوجود الكثرة مبدأ أمور ضرورية إضافية أو غري إضافية فيحصل بسبه كثرة ويصري بذلك

هو القول يف تفهيمفهذا . االلتقاء وال ميكن إال كذلك فهو الذي جيب احلكم به يلتقي املركب بالبسيط إذ ال بد منوهي على التحقيق ذكرمتوه حتكمات ما: قلنا: واالعتراضات ال تنحصر وإليكم بعضها! إا ترهات: قولنا .مذهبهم

مزاجه أو أورد جنسه يف الفقهيات اليت الستدل به على سوء ظلمات فوق ظلمات لو حكاه اإلنسان عن منام رآهتنحصر ولكنا ومداخل االعتراض على مثله ال. ال تفيد غلبات الظنون هاتختمينات لقيل أا تر قصارى املطلب فيها :صدورها عن وجوب الوجود األول هو أنا نقول إن جاز صدور الكثرة عن إمكان الوجود جاز .نورد وجوها معدودة

كان وده أو غريه فإنالوجود عني وج كونه ممكن: املعلول األول أنه ممكن الوجود فنقول ادعيتم أن أحد معاين الكثرة يفموجود وهو مع ذلك واجب الوجود يف املبدأ األول كثرة ألنه :عينه فال ينشأ منه كثرة وإن كان غريه فهال قلتم

لوجوب الوجود إال ال معىن: وإن قيل. الوجود فليجز صدور املختلفات منه هلذه الكثرة فوجوب الوجود غري نفسكونه ممكنا فهو غريه يعرف كونه موجودا وال يعرف ميكن أن: فإن قلتم. الوجودفال معىن إلمكان الوجود إال الوجود

عام وباجلملة الوجود أمر. دليل آخر فليكن غريه يعرف وجوده وال يعرف وجوبه إال بعد فكذا واجب الوجود ميكن أنإمكان : قوهلم. لثاين وال فرقالفصل ا فصل أحد القسمني زائدا على العام فكذى ينقسم إىل واجب وإىل ممكن فإن كان

ذاته وما له من غريه له من ذاته ووجوده من غريه فكيف يكون ما له من إمكان الوجود: غري الوجود فإن قيل الوجودينفى وجوب الوجود عني الوجود وميكن أن وكيف يكون وجوب الوجود: كذلك وجوب الوجود قلنا: قولنا واحدا

موجود وليس مبوجود : واإلثبات إذ ال ميكن أن يقال الذي ال يتسع للنفي ن كل وجه هوويثبت الوجود والواحد احلق مموجود :موجود وليس بواجب الوجود كما ميكن أن يقال: الوجود وميكن أن يقال وليس بواجب أو واجب الوجود

كروه من أن إمكان ذ صح ما وإمنا يعرف الوحدة ذا فال يستقيم تقدير ذلك يف األول إن. مبمكن الوجود وليس .الوجود غري الوجود املمكن

عقله مبدأه عني : أن نقول األول االعتراض الثاين هو إن جاز صدور الكثرة عن قوة العقل جاز صدورها عن املبدأالكثرة ذاته إال يف العبارة عن ذاته وإن كان غريه فهذه غريه فإن كان عينه فال كثرة يف وجوده وعني عقله نفسه أم

مبدأ لغريه ذاته وال يعقل ذاته ما مل يعقل أنه فإن زعموا أن عقله ذاته عني. ذاته ويعقل غريه ودة يف األول فإنه يعقلموجنفسه ذاته عني ذاته فإنه عقل جبوهره فيعقل واملعلول عقله: فنقول. راجعا إىل ذاته فإن العقل يطابق املعقول فيكون

فليعقل ذاته معلوال لعلة فإنه كذلك والعقل مث إذا كان عقله ذاته عني ذاته .احدوالعقل والعاقل واملعقول منه أيضا و .فليصدر منه املختلفات وإن كانت هذه كثرة فهي موجودة يف األول. فال كثرة إذن املعقول فريجع الكل إىل ذاته يطابق

األول ال يعقل إال ذاته : قوهلم .ثرةذا النوع من الك ولنترك دعوى وحدانيته من كل وجه إن كانت الوحدانية تزولال :قولنا. عني ذاته فالعقل والعاقل واملعقول واحد وال يعقل غريه ذاته وعقله ذاته هو األول ال يعقل إال: فإن قيل

األول يعلم نفسه مبدأ وزعموا أن أحدمها أن هذا املذهب لشناعته هجره ابن سينا وسائر احملققني: وجهني واجلواب مناملبدأ األول ال : كليا ال جزئيا إذ استقبحوا قول القائل عقال ن ما يفيض منه ويعقل املوجودات كلها بأنواعهالفيضا

نفسه ويعقل واحد مث ال يعقل ما يصدر منه ومعلوله عقل ويفيض منه عقل ونفس فلك وجرم فلك يصدر منه إال عقل

Page 31: تهافت الفلاسفة

وقد فاض من . ما فاض منها إال واحد أن العلة ن العلة من حيثومعلوالته الثالث وعلته ومبدأه فيكون املعلول أشرف م ومن قنع أن يكون قوله يف اهللا. نفسه ونفس املبدأ ونفس املعلوالت نفسه وهذا عقل هذا ثالثة أمور واألول ما عقل إال

منه إذا كان شرفيعقله ويعقل نفسه أ الرتبة فقد جعله أحقر من كل موجود يعقل نفسه ويعقله فإن ما راجعا إىل هذهأبطلوا املتكربين فقد انتهى منهم التعمق يف التعظيم إىل أن هكذا يعامل اهللا! اجلاهل أنزلوا اهللا مرتلة. هو ال يعقل إال نفسه

يف شعوره يف العامل إال أنه فارق امليت وقربوا حاله من حال امليت الذي ال خرب له مما جيري كل ما يفهم من العظمةما أشهدم خلق السموات " :املنكرين لقوله هكذى يفعل اهللا بالزائغني عن سبيله والناكبني لطريق اهلدىو. بنفسه فقط

املعتقدين أن األمور الربوبية يستويل على كنهها القوى البشرية "باهللا ظن السوء الظانني" " واألرض وال خلق أنفسهم اجلواب الثاين يعقل املعلول األول غريه فال وال. الرسل وأتباعهمزاعمني أن فيها مندوحة عن تقليد املغرورين بعقوهلم

عقله غريه غري : الكثرة إذ لو قال به للزم أن يقال نفسه إمنا حاذر من لزوم هو أن من ذهب إىل أن األول ال يعقل إال و غريه لكان ذلك غري ذاتهاألول أ األول فينبغي أن ال يعقل إال نفسه ألنه لو عقل وهذا الزم يف املعلول. نفسه عقله

يعلم إال ذاته وتبطل الكثرة اليت نشأت ذاته وهو املبدأ األول فينبغي أن ال والفتقر إىل علة غري علة ذاته وال علة إال علةال يلزمه ذلك بعلة وجوده : قولنا. املبدأ ملا وجد وعقل ذاته لزمه أن يعقل :يعقل املبدأ فإن قيل: قوهلم. هذا الوجه من يتصور أن يصدر منه إال واحد كان بعلة فال علة إال املبدأ األول وهو واحد وال لزمه ذلك بعلة أو بغري علة فإن :ناقل

األول موجودات بال علة كثرية بغري علة فليلزم وجود وقد صدر وهو ذات املعلول فالثاين كيف يصدر منه وإن لزمواملمكن واجب الوجود ال يكون إال واحدا والزائد على الواحد ممكن يعقل هذا من حيث أن فإن مل. وليلزم منها الكثرة

الوجود واحد وإن كان واجب: بطل قوهلم إن كان واجب الوجود بذاته فقد. فهذا الالزم يف حق املعلول يفتقر إىل علة .وجوده ممكنا فال بد له من علة وال علة له فال يعقلالوجود ضروري يف كل ممكن الوجود فإن إمكان رة املعلول األول لكونه وال بعلة إمكان وجوده وليس هو من ضرو

يف وجود ذاته كما أن كون العلة عاملا باملعلول ليس ضروريا بالعلة ليس ضروريا يف وجود أما كون املعلول عاملا. معلولفإنه ال مبدأ له من علمه باملبدأ حمالالكثرة احلاصلة باملعلول أظهر من لزوم العلم بالعلة فبان أن بل لزوم العلم. ذاته

االعتراض الثالث املعلول األول أكثر من التثليث يف. ذات املعلول وهذا أيضا ال خمرج منه وليس هو من ضرورة وجود عينه فهو حمال ألن العلم غري املعلوم وإن كان غريه فإن كان. عني ذاته أو غريه هو أن عقل املعلول األول ذات نفسه

ممكن الوجود ذاته وعقله مبدأه وإنه فيلزم منه كثرة ويلزم فيه تربيع ال تثليث بزعمهم فإنه كن كذلك يف املبدأ األولفلياالعتراض الرابع أن . يتعرف تعمق هؤالء يف اهلوس فيظهر ختميس وذا وميكن أن يزاد أنه واجب الوجود بغريه. بذاتهتركيب املبدأ وفيه فإن جرم السماء األول لزم عندهم من معىن واحد من ذاتاملعلول األول ال يكفي يف التثليث: نقول

:من ثالثة أوجهبد لكل واحد من فال. وهكذى كل جسم عندهم ال بد له من صورة وهيوىل أحدها أنه مركب من صورة وهيوىل

يكون أحدمها بواسطة اآلخر مستقلة لألخرى حىت كل واحدة على مذهبهم علة وليست. مبدأ إذ الصورة ختالف اهليوىلفاختصاصه بذلك القدر .الثاين أن اجلرم األقصى على حد خمصوص يف الكرب ...ومقدار. علة أخرى زائدة عليه من غري

بذلك املقدار زائد ممكنا أصغر منه وأكرب فال بد له من خمصص املقادير زائد على وجود ذاته إذ كان ذاته من بني سائر

Page 32: تهافت الفلاسفة

فيجوز أن . املقادير ال خيتص مبقدار مقابل لسائر املوجب لوجوده ال كوجود العقل فإنه وجود حمض على املعىن البسيطمستغىن سببه أنه لو كان أكرب منه لكان: حتصيل النظام فإن قيل ال غىن عنه يف: قوهلم .ال حيتاج إال إىل علة بسيطة: يقال

النظام هل هو كاف يف وتعني جهة :فنقول. لنظام املقصودالنظام الكلي ولو كان أصغر منه مل يصلح ل عنه يف حتصيلفقد استغنيتم عن وضع العلل فاحكموا بأن كون النظام يف كافيا وجود ما به النظام أم يفتقر إىل علة موجدة فإن كان

يكفي الاملوجودات بال علة زائدة وإن كان ذلك ال يكفي بل افتقر إىل علة فذلك أيضا هذه هذه املوجودات اقتضى .لالختصاص باملقادير بل حيتاج أيضا إىل علة التركيب

وأجزاء . ال يفارقان وضعهما القطبان ومها ثابتا الوضع خواص القطب الثالث أن الفلك األقصى انقسم إىل نقطتني مهاسائر النقط تني من بنيالفلك األقصى متشاا فلم لزم تعني نقط خيلوا أما إن كان مجيع أجزاء املنطقة خيتلف وضعها فال

األقصى مل مبدأ تلك االختالفات واجلرم أجزاؤها خمتلفة ففي بعضها خواص ليست يف البعض فما لكوما قطبني أوالكرى ومتشاا يف املعىن وهو اخللو عن يوجب إال بسيطا يف الشكل وهو يصدر إال من معىن واحد بسيط والبسيط ال

لعل يف: ال من جهة املبدأ فإن قيل لعل يف املبدأ أنواعا من الكثرة الزمة: قوهلم .ال خمرج منهاملميزة وهذا أيضا اخلواصعينه والباقي مل نطلع عليه وعدم عثورنا على املبدأ وإمنا ظهر لنا ثالثة أو أربعة املبدأ أنواعا من الكثرة الزمة ال من جهة فإذا: قلنا... تكون صادرة عن املعلول األول املوجودات كلها: قولناالواحد ال ال يشككنا يف أن مبدأ الكثرة كثرة وأن

األول فال حيتاج أن يقتصر على كلها على كثرا وقد بلغت آالفا صدرت من املعلول إن املوجودات: جوزمت هذا فقولوايع األجسام األرضية واإلنسانية ومج مجيع النفوس الفلكية جرم الفلك األقصى ونفسه بل جيوز أن يكون قد صدر منه

.عليها فيقع االستغناء باملعلول األول الزمة فيها مل يطلعوا والسماوية بأنواع كثرةكثرة يقال إا الزمة ال بعلة مع أا ليست فإنه إذا جاز تولد ال بل عن العلة األوىل مث يلزم منه االستغناء بالعلة األوىل

إا لزمت وال :قدر ذلك مع العلة األوىل ويكون وجودها ال بعلة ويقالي املعلول األول جاز أن ضرورية يف وجودمع األول والثاين إذ : لقولنا مع الثاين بل ال معىن وكلما ختيل وجودها بال علة مع األول ختيل ذلك بال علة يدرى عددها

خيتص ن موجودا بال علة مليف مكان وزمان وجيوز أن يكو فما ال يفارقهما. وال مكان ليس بينهما مفارقة يف زمانعلى ألف لقد كثرت األشياء حىت زادت: قيل يبعد أن يبلغ األلف يف املعلول األول فإن: قوهلم .أحدمها باإلضافة إليه

رجم هذا" يبعد : " قول القائل: وملاذا قلنا: قولنا .هذا احلد فلذلك أكثرنا الوسائط ويبعد أن تبلغ الكثرة يف املعلول إىل املرد والفيصل مهما جاوزنا الواحد مل يستحيل وما: فنقول. إنه يستحيل: أن يقول حيكم به يف املعقوالت إالظن ال

احمليل ألربع ومخس وهكذى إىل األلف من جهة العلة الزم واثنان وثلث فما واعتقدنا أنه جيوز أن يلزم املعلول األول الالكواكب صدر املعلول عن تلك. زة مرد الواحد وهذا أيضا قاطعجماو يتحكم مبقدار دون مقدار فليس بعد وإال فمنكوكب وهي خمتلفة منه فلك الكواكب وفيه ألف ونيف ومئتا هذا باطل باملعلول الثاين فإنه صدر: نقول مث... الثاين

على ضهاصورة احلمل والثور واألسد وبع واللون والتأثري والنحوسة والسعادة فبعضها على العظم والشكل والوضعوالتسخني والسعادة والنحوس وختتلف العامل السفلي يف التربيد صورة اإلنسان وخيتلف تأثريها يف حمل واحد من

.مقاديرها يف ذاا

Page 33: تهافت الفلاسفة

كل أجسام العامل : أن يقال هذا االختالف ولو جاز هذا الكل نوع واحد مع: ففيه أنواع من العلل فال ميكن أن يقالفكذى صفاا وجواهرها وطبائعها دل على اختالفها فإن كان اختالف. كفيها علة واحدةفي نوع واحد يف اجلسمية

الختصاصه بطبيعته املسخنة أو املربدة أو واحد إىل علة لصورته وعلة هليواله وعلة الكواكب خمتلفة ال حمالة ويفتقر كلوهذه الكثرة إن تصور أن تعقل . املختلفةمث الختصاص مجلها بأشكال البهائم املسعدة أو املنحسة والختصاصه مبوضعه

ملما يضحك منها االعتراض اخلامس هو بيان العلل اليت ذكرمتوها إن. املعلول الثاين تصور يف األول ووقع االستغناء يف إن كون املعلول: والتحكمات الفاسدة ولكن كيف ال تستحيون من قولكم األوضاع الباردة سلمنا هذه: أنا نقولوعقله األول الفلك منه الوجود اقتضى وجود جرم الفلك األقصى منه وعقله نفسه اقتضى وجود نفس كناألول مم

غائب وأنه ممكن الوجود وأنه يعقل نفسه إنسان يقتضي وجود عقل منه وما الفصل بني هذا وبني قائل عرف وجود كونه ممكن الوجود وبني وجود فلك منه وأي مناسبة بني: وجود فلك فيقال الوجود يلزم من كونه ممكن: وصانعه فقال

يف موجود آخر فكذى وهذا إذا قيل يف إنسان ضحك منه. من كونه عاقال لنفسه ولصانعه شيئان آخران يلزم وكذلكفلست أدري كيف يقنع انون . ملكا أو فلكا أو إذ إمكان الوجود قضية ال ختتلف باختالف ذات املمكن إنسانا كان

أنتم فماذا تقولون: اعتراض. العقالء الذين يشقون الشعر بزعمهم يف املعقوالت ل هذه األوضاع فضال منيف نفسه مبثمن كل وجه شيئان الشيء الواحد فإذا أبطلتم مذهبهم فماذى تقولون أنتم أتزعمون أنه يصدر من: قال قائل فإن

تركون التوحيد أو تقولون ال كثرة يف العامل فتنكرون احلس فت األول فيه كثرة املبدأ: خمتلفان فتكابرون املعقول أو تقولونمن واحد وهذا املعقول أن يصدر اثنان ليس من غري: بالوسائط فتضطرون إىل االعتراف مبا قالوه قولنا لزمت: تقولون أو

.صلغرضنا أن نشوش دعاويهم وقد ح هذا الكتاب خوض ممهد وإمنا حنن مل خنض يف: ما ورد به األنبياء قلنااملبدأ بصفات قدمية أزلية مكابرة املعقول أو اتصاف ومن زعم أن املصري إىل صدور اثنني من واحد: على أنا نقول

عليهما فإنه ليس يعرف استحالة صدور االثنني من واحد كما باطلتان ال برهان هلم مناقض للتوحيد فهاتان دعوتان: يقال وما املانع من أن. بالنظر اجلملة ال يعرف بالضرورة والالواحد يف مكانني وعلى يعرف استحالة كون الشخص

واملتجانسات كما يريد وعلى ما يريد وحيكم ما يريد خيلق املختلفات املبدأ األول عامل قادر مريد يفعل ما يشاء عن الكيفية من البحث .به األنبياء املؤيدون باملعجزات فيجب قبوله ال يعرف بضرورة وال نظر وقد ورد فاستحالة هذا

طلب والذين طمعوا يف. ففضول وطمع يف غري مطمع عن كيفية صدور الفعل من اهللا باإلرادة الفضول وأما البحثصدر منه فلك ومن حيث أنه إىل أن املعلول األول من حيث أنه ممكن الوجود املناسبة ومعرفته رجع حاصل نظرهم

فلتتقبل مبادئ ! من األنبياء فلتتقبل مبادئ هذه األمور .إظهار مناسبةنفسه صدر منه نفس الفلك وهذه محاقة ال يعقلذلك يتسع فليس. حييلها وليترك البحث عن الكيفية والكمية واملاهية وليصدقوا فيها إذ العقل ال هذه األمور من األنبياء

يقولون إن صانع : قولنا .هللايف ذات ا تفكروا يف خلق اهللا وال تتفكروا: البشرية ولذلك قال صاحب الشرع له القوىرأوا أن العامل حادث وعلموا ضرورة أن احلادث ال يوجد بنفسه احلق وقد فرقة أهل: الناس فرقتان: العامل قدمي فنقول

كما هو عليه ومل يثبتوا فيعقل مذهبهم يف القول بالصانع وفرقة أخرى هم الدهرية وقد رأوا العامل قدميا صانع فافتقر إىلوأما الفالسفة فقد رأوا أن العامل قدمي مث أثبتوا له مع ذلك .بطالنه ا ومعتقدهم مفهوم وإن كان الدليل يدل علىله صانعللعامل صانع : قلنا حنن إذا: قيل هو املبدأ األول فإن: قوهلم. بوضعه متناقض ال حيتاج فيه إىل إبطال وهذا املذهب صانعا

Page 34: تهافت الفلاسفة

أصناف الفاعلني من اخلياط والنساج والبناء بل نعين به علة كما نشاهد يف ن مل يفعلمل نرد به فاعال خمتارا يفعل بعد أ .التأويل صانعا فبهذا األول على معىن أنه ال علة لوجوده وهو علة لوجود غريه فإن مسيناه ونسميه املبدأ العامل

عليه الربهان القطعي على قرب فإنا ه يقومموجود ال علة لوجود وثبوت. ألنه من احملال أن تتسلسل العلل إىل غري ايةأم ال علة هلا وكذى القول فإن كان له علة فتلك العلة هلا علة. ال علة له وموجوداته إما أن يكون له علة أو العامل: نقولودها فنسميه أوىل ال علة لوج وإما أن ينتهي إىل طرف فاألخري علة فإما أن يتسلسل إىل غري اية وهو حمال: العلة يف علة

إال موجودا ال علة له وهو فقد ظهر املبدأ األول فإنا مل نعن به وإن كان العامل موجودا بنفسه ال علة له .املبدأ األولألا عدد ودليل ال جيوز أن يكون املبدأ األول هي السموات اخلالف يف الصفات مسألة غري هذه نعم .ثابت بالضرورة

أو غريه ألنه إنه مساء واحد أو جسم واحد أو مشس نه بنظر يف صفة املبدأ وال جيوز أن يقالبطال التوحيد مينعه فيعرف واملقصود أن. يكون مركبا وذلك يعرف بنظر ثان واهليوىل واملبدأ األول ال جيوز أن جسم واجلسم مركب من الصورة: قولنا .نعنيه باملبدأ األول ات وهو الذيوإمنا اخلالف يف الصف. بالضرورة واالتفاق موجودا ال علة لوجوده ثابت

مذهبكم أن تكون أجسام العامل قدمية أنه يلزم على مساق أحدمها: األجسام تكون ال علة هلا واجلواب من وجهني بنظر ثان فسيبطل ذلك عليكم يف مسألة التوحيد ويف نفي الصفات بطالن ذلك يعلم إن: وقولكم. كذلك ال علة هلاتقديرا أن هذه املوجودات هلا علة ولكن ثبت: املسألة هو أن يقال ن إىل غري اية الثاين وهو اخلاص ذه تلك العلل تكو

إنه يستحيل إثبات علل :وتقولون إا حوادث هكذا وقولكم. غري اية ولعلة العلة علة كذلك وهكذى إىل لعلتها علة. دعوى الضرورة بغري وسط أو عرفتموه بوسط وال سبيل إىل رورةعرفتم ذلك ض: يستقيم منكم فإنا نقول ال اية هلا ال

اية له فلم جاز أن يدخل يف الوجود ما ال وإذا. النظر بطل عليكم بتجويز حوادث ال أول هلا وكل مسلك ذكرمتوه يفب اآلخر إىل علة ال معلول له وال ينتهي من اجلان الطرف األخري إىل معلول يبعد أن يكون بعضها علة للبعض وينتهي من

فإن زعمتم كالنفوس البشرية حىت املوجودة معا. السابق له آخر وهو اآلن الراهن وال أول له كما أن الزمان ال علة هلاواملعدوم ال يوصف بالتناهي وعدم التناهي بعض األحوال أن احلوادث املاضية ليست موجودة معا يف احلال وال يف

ألعدادها إذ مل لألبدان فإا ال تفىن عندكم واملوجود املفارق للبدن من النفوس ال اية فارقةامل فيلزمكم النفوس البشريةفقد بقي نفسه وهو بالعدد غري نفس من مات مات مث كل إنسان. تزل نطفة من إنسان وإنسان من نطفة إىل غري اية

ال: قوهلم. كل حال نفوس ال اية ألعدادهاواحدا فعندكم يف الوجود يف بالنوع قبله ومعه وبعده وإن مكان الكلوإمنا حنيل حنن موجودات وال بالوضع النفوس ليس لبعضها ارتباط بالبعض وال ترتيب هلا ال بالطبع: فإن قيل ترتيب هلا

للمرتبة بعضها فوق البعض أو كان هلا ترتيب بالطبع كالع كاألجسام فإا ال اية هلا إذا كان هلا ترتيب بالوضعبأوىل من احلكم يف الوضع ليس طرده وهذا: الترتيب بالزمان يكفي قلنا: قولنا. فليست كذلك واملعلوالت وأما النفوس

إن هذه النفوس اليت ال اية : من يقول الربهان املفرق ومب تنكرون على عكسه فلم أحلتم أحد القسمني دون اآلخر وماوإذا قدرنا وجود نفس واحد . هلا البعض فإن األيام والليايل املاضية ال اية لختلوا عن ترتيب إذ وجود بعضها قب هلا ال. الوجود أي بعضها بعد البعض خارجا عن النهاية واقعا على ترتيب يف يوم وليلة كان احلاصل يف الوجود اآلن يف كلفإذا مل يستحل ذلك يف . الذات ال باملكانيقال إا فوق املعلول ب إا قبل املعلول بالطبع كما: غايتها أن يقال والعلةفوق البعض جيوزوا أجساما بعضها وما باهلم مل. فينبغي أن ال يستحيل يف القبل الذايت الطبعي احلقيقي الزماين القبل

Page 35: تهافت الفلاسفة

اية وهل هذا إال حتكم بارد ال أصل له قبل البعض بالزمان إىل غري باملكان إىل غري اية وجوزوا موجودات بعضهااستحالة علل إىل غري اية أن الربهان القاطع على: فإن قيل. علة زائدة العلل إن كانت ممكنة افتقرت إىل إن: قوهلموإن كانت ممكنة فالكل فإن كانت واجبة فلم تفتقر إىل علة. واجبة واحد من آحاد العلل ممكنة يف نفسها أو كل: يقال

كل واحد ممكن : قولنا .فيفتقر الكل إىل علة خارجة عنها ائدة على ذاتهوكل ممكن فيفتقر إىل علة ز موصوف باإلمكان أن يراد بالواجب ما ال علة لوجوده ويراد باملمكن ما املمكن والواجب لفظ مبهم إال لفظ: قلنا. والكل ليس مبمكن

ذاته له علة زائدة علىمعىن أن كل واحد ممكن على: هذا فلنرجع إىل هذه اللفظة فنقول وإن كان املراد. لوجوده علةأريد بلفظ املمكن غري ما أردناه فهو ليس وإن. ذاته خارجة منه والكل ليس مبمكن على معىن أنه ليس له علة زائدة على

. حمال فهذا يؤدي إىل أن يتقوم واجب الوجود مبمكنات الوجود وهو: قيل الوجود وهو حمال فإن مبمكنات. مبفهومفال نسلم أنه حمال وهو . املطلوب ذكرناه فهو نفس إن أردمت بالواجب واملمكن ما: باألوائل قلنايتقوم القدمي كما: قولنا

والزمان عندهم قدمي وآحاد الدورات حادثة وهي ذوات أوائل القدمي باحلوادث يستحيل أن يتقوم: كقول القائل. اموع يصدق على ائل على اآلحاد وملفقد تقوم ما ال أول له بذوات أوائل وصدق ذوات األو .ال أول له واموع

صدق على اآلحاد يلزم أن يصدق على كل ما للمجموع علة وليس: إن له علة وال يقال: فكذلك يقال على كل واحدوكل موضوع عيناه من . بعض وأنه جزء وال يصدق على اموع اموع إذ يصدق على كل واحد أنه واحد وأنه

واموع .وكل واحد حادث بعد أن مل يكن أي له أول. شمس يف النهار وأظلم بالليلبال األرض فإنه قد استضاء .عندهم ما له أول

هلا وهي صور العناصر األربعة من جيوز حوادث ال أول فال سبيل هلم إىل الوصول إىل إثبات املبدأ األول فتبني أناملبدأ األول هلذا هذا أنه ال سبيل هلم إىل الوصول إىل إثباتوخيرج من .إنكار علل ال اية هلا واملتغريات فال يتمكن من

الدورات ليست موجودة :يف املوجود يف األعيان فإن قيل إمنا الكالم: قوهلم. ويرجع فرقهم إىل التحكم احملض اإلشكالالتناهي إال ناهي وعدمبالفعل وما ال وجود له ال يوصف بالت وإمنا املوجود منها صورة واحدة يف احلال وال صور العناصريفرض املقدرات أيضا بعضها علال لبعض فاإلنسان قد وال يبعد ما يقدر يف الوهم وإن كانت إذا قدر يف الوهم وجودها

نفوس ال يكون فيها عدد ال يبقي إال نفوس األموات. املوجود يف األعيان ال يف األذهان ذلك يف ومهه وإمنا الكالم يفباألبدان وعند مفارقة األبدان تتحد فال يكون واحدة أزلية قبل التعلق بعض الفالسفة إىل أا كانتوقد ذهب . األموات

عدمها وال قوام هلا النفس تابع للمزاج وإمنا معىن املوت: وقال آخرون. اية هلا من أن توصف بأنه ال فيه عدد فضالاملوجودون حمصورون وال تنتفي النهاية واألحياء ألحياءفإذن ال وجود يف النفوس إال يف حق ا. جبوهرها دون اجلسم

هذا ما أوردناه على ابن: النهاية وال بعدمها إال يف الوهم إذا فرضوا قولنا بوجود عنهم واملعدمون ال يوصفون أصال الني منهم إذ حكموا بأن والفارايب واحملقق إن هذا اإلشكال يف النفوس أوردناه على ابن سينا: واجلواب. والفارايب اخل سينا

عوض النفس قدروا أي حادث : ونقول لغريهم. واملعتربين من األوائل أرسطاليس النفس جوهر قائم بنفسه وهو اختياروإن ال فهو حمال: قالوا هل يتصور أن حيدث شيء يبقى أم ال فإن: عن هذا املسلك فنقول له ومن عدل. ينقضي ال

فالدورة وإن . موجودات ال اية هلا اجتمع إىل اآلن ال حمالة يوم حدوث شيء وبقاءهفإذا قدرنا كل : نعم قلنا: قالوايف أن وال غرض. وذا التقدير يتقرر اإلشكال. غري مستحيل موجود فيها يبقي وال ينقضى كانت منقضية فحصول

Page 36: تهافت الفلاسفة

م على كل مذهب هلم إذوهو الز. املوجودات أو جين أو شيطان أو ملك أو ما شئت من يكون ذلك الباقي نفس آدمي .أثبتوا دورات الاية هلا

واجيب الوجود كل واحد منهما ال ال جيوز فرض اثنني مسألة يف بيان عجزهم عن إقامة الدليل على أن اهللا واحد وأنهعليه وما قيل. لكان نوع وجوب الوجود مقوال على كل واحد منهما إما لو كانا اثنني :علة له املسلك األول قوهلملعلة يكون لغريه أو وجوب الوجود له خيلوا إما أن يكون وجوب وجوده لذاته فال يتصور أن أنه واجب الوجود فال

بواجب الوجود إال ما ال ارتباط وحنن ال نريد. علة له وجوب الوجود فيكون ذات واجب الوجود معلوال وقد اقتضتمقول على زيد وعلى وحده إنسانا وزعموا أن نوع اإلنسان ليسزيد هو معلول ألنه . جبهة من اجلهات لوجوده بعلة

جعل عمرا أيضا وقد. كان عمرو إنسانا بل لعلة جعله إنسانا لذاته إذ لو كان إنسانا لذاته ملا وليس زيد إنسانا. عمروفكذلك ثبوت وجوب . إلنسانيةا باملادة معلول ليس لذات وتعلقها. اإلنسانية بتكثر املادة احلاملة هلا إنسانا فتكثرت

وإن كان لعلة فهو إذن معلول وليس بواجب الوجود وقد ظهر لذاته فال يكون إال له الوجود لواجب الوجود إن كاننوع : قولكم :قلنا... علة له هذا التقسيم ال يطبق على الذي ال: قولنا. بد وأن يكون واحدا أن واجب الوجود ال ذا

بينا أن لفظ وجوب الوجود فيه إمجال إال أن وضعه فإنا قد لوجود لذاته أو لعلة تقسيم خطأ يفوجوب الوجود لواجب ا لآلخر مل يستحيل ثبوت موجودين ال علة هلما وليس أحدمها علة: فنقول. العبارة فلتستعمل هذه يراد به نفي العلة

واستغناء الوجود عن العلة ال يطلب له العلة نفيإن الذي ال علة له ال علة له لذاته أو لسبب تقسيم اخلطأ ألن: فقولكمال علة له سلب حمض والسلب احملض ال : له ال علة له لذاته أو لعلة إذ قولنا علة إن ما ال: فأي معىن لقول القائل. علة

.إنه لذاته أو ال لذاته: وال يقال فيه. له سبب يكونال علة لوجوده فهو غري لواجب الوجود سوى أنه موجود ابتا وعلى واجب الوجود وإن عنيتم بوجوب الوجود وصفا ث

إنه لذاته أو لعلة حىت يبىن: سلب حمض ال يقال فيه من لفظه نفى العلة لوجوده وهو والذي ينسبك. مفهوم يف نفسهلة واجب الوجود أنه ال ع معىن أنه: بل نقول. هذا برهان من خرف ال أصل له على وضع هذا التقسيم غرض فدل أن

وال . لكونه بال علة أصال أيضا بذاته بل ال علة لوجوده وال علة لكونه بال علة وليس كونه بال علة معلال لوجوده والفضال عما يرجع التقسيم ال يتطرق إىل بعض صفات اإلثبات فهل اللونية لذاا أم لعلة كيف وهذا :يطبق على األسود

يكون هذا لذاته فينبغي أن ال تكون احلمرة لونا وأن ال فإن كان: ن لذاته أو لعلةالسواد لو :إىل السلب إذ لو قال قائلبلون أي مل جتعله لونا فينبغي أن يعقل سواد ليس لذات السواد وإن كان السواد لونا لعلة جعلته النوع أعين اللونية إال

: يقال ولكن. عدمه يف الوهم وإن مل يتحقق يف الوجودتقدير زائدا على الذات بعلة ميكن فإن ما يثبت للذات. العلة لوناإن هذا : ال يقال وكذلك. يكون ذلك لغري ذاته إنه لون لذاته قوال مينع أن: الوضع فال يقال للسواد هذا التقسيم خطأ يف

جيب الوجود فإن كانالو فرضنا وا: قوهلم. لغري ذاته حبال قوال مينع أن يكون ذلك املوجود واجب لذاته أو ال علة له لذاتهمن كل وجه الوجود لكانا متماثلني لو فرضنا واجيب: مسلكهم الثاين أن قالوا... يبطل تعددمها متماثلني من كل وجه

إذ السوادان مها اثنان إذا كانا يف حملني أو يف حمل التعدد واالثنينية فإن كانا متماثلني من كل وجه فال يعقل. أو خمتلفنيخيتلف أما إذا مل .السواد واحلركة يف حمل واحد يف وقت واحد مها اثنان الختالف ذاتيهما وقتني إذيف واحد ولكن

سوادان جلاز : يف وقت واحد يف حمل واحد: يقال أن الذاتان كالسوادين مث احتد الزمان واملكان مل يعقل التعدد ولو جاز

Page 37: تهافت الفلاسفة

وإذا ... وإن كانا خمتلفني يكونا متركبني. غايرةولكن ليس يبني بينهما م إنه شخصان: أن يقال يف حق كل شخص. االختالف يف الذات إال التماثل من كل وجه وال بد من االختالف ومل ميكن بالزمان وال باملكان فال يبقى استحال

يلزم فإن مل يشتركا يف شيء فهو حمال إذ . يشتركا يف شيء مل ومهما اختلفا يف شيء فال خيلوا إما أن اشتركا يف شيء أواشتركا يف وإذا. يف وجوب الوجود وال يف كون كل واحد قائما بنفسه ال يف موضوع الوجود وال أن ال يشتركا يفومن احملال أن . ..مث تركيب وانقسام بالقول يف شيء كان ما فيه االشتراك غري ما فيه االختالف فيكون شيء واختلفا

بالكمية فال ينقسم أيضا بالقول الشارح إذ كيب فيه وكما ال ينقسمالوجود ال تر يكون واجب الوجود مركبا وواجبما تقوم به ماهية اإلنسان فإنه على تعدده كداللة احليوان والناطق على ال يتركب ذاته من أمور يدل القول الشارح

أجزاء تنتظم يف احلد نمدلول لفظ الناطق فيكون اإلنسان متركبا م ومدلول لفظ احليوان من اإلنسان غري .حيوان وناطقهذا : قولنا. التثنية ال يتصور ودون هذا ال تتصور وهذا. تلك األجزاء ويكون اسم اإلنسان موعه بألفاظ تدل على

وأن أنه مسلم أنه ال تتصور التثنية إال باملغايرة يف شيء ما يف املبدأ األول واجلواب النوع من التركيب ليس من احملال. األول حتكم حمض حمال يف املبدأ إن هذا النوع من التركيب: ولكن قولكم. وجه ال يتصور تغايرمها لاملتماثلني من ك

حياهلا فإن من كالمهم املشهور أن املبدأ األول ال ينقسم املسألة على فما الربهان عليه يف وحدانية اهللا ولنرسم هذهتنفي الكثرة بل اهللا الوحدة يف: قوهلم. حدانية اهللا عندهمينقسم بالكمية وعليه ينبىن إثبات و كما ال بالقول الشارح

وجه وإثبات الوحدة بنفي الكثرة من كل وجه زعموا أن التوحيد ال يتم إال بإثبات الوحدة لذات الباري من كلاجلسم يكنفلذلك مل. األول بقبول االنقسام فعال أو ومها... كثرة األجزاء :أوجه والكثرة تتطرق إىل الذوات من مخسة

. وهذا حمال يف املبدأ األول. بالكمية يف الوهم واحدا مطلقا فإنه واحد باالتصال القائم القابل للزوال فهو منقسم الواحداهليوىل ال بطريق الكمية كانقسام اجلسم إىل. يف العقل إىل معنيني خمتلفني ينقسم الشيء واهليوىل والصورة الثاين أن...

شيئان خمتلفان باحلد بنفسه دون اآلخر فهما واحد من اهليوىل والصورة وإن كان ال يتصور أن يقومفإن كل والصورةوهذا أيضا منفي عن اهللا فال جيوز أن يكون الباري صورة يف جسم . اجلسم واحلقيقة حيصل مبجموعهما شيء واحد هو

التجزئة فعال أو ومها ما أنه منقسم بالكمية عندأما جمموعهما فلعلتني إحديه .هيوىل جلسم وال جمموعهما وال مادة يفالصورة وواجب الوجود مستغن من كل يكون مادة ألا حتتاج إىل والثانية أنه منقسم باملعىن إىل الصورة واهليوىل وال

ة أيضا الكثر وتنفي. ... يكون صورة ألا حتتاج إىل مادة يرتبط وجوده بشرط آخر سواه وال وجه فال جيوز أنالوجود كان فإن هذه الصفات إن كانت واجبة. واإلرادة الكثرة بالصفات بتقدير العلم والقدرة الثالث... بالصفات

وباجلنس. ... الوجود وانتفت الوحدة الذات وينب هذه الصفات ولزمت كثرة يف واجب وجوب الوجود مشتركا بنيوالسوادية غري اللونية يف حق العقل فإن السواد سواد ولون. عاجلنس والنو الرابع كثرة عقلية حتصل بتركيب... والنوع

اإلنسان حيوان جنس وفصل واحليوانية غري اإلنسانية يف العقل فإن جنس والسوادية فصل فهو مركب من بل اللونيةعن منفي فزعموا أن هذا أيضا. كثرة جنس والناطق فصل وهو مركب من اجلنس والفصل وهذا نوع وناطق واحليوان

فإن لإلنسان . ماهية وتقدير وجود لتلك املاهية كثرة تلزم من جهة تقدير وباملاهية والوجود واخلامس. ... املبدأ األولأضالع حييط به ثالثة وكذى املثلث مثال له ماهية وهو أنه شكل. عليها ويضاف إليها الوجود والوجود يرد ماهية قبل

العاقل ماهية اإلنسان وماهية املثلث وليس أن يدرك ة مقوما هلا ولذلك جيوزوليس الوجود جزءا من ذات هذه املاهي

Page 38: تهافت الفلاسفة

.ولو كان الوجود مقوما ملاهيته ملا تصور ثبوت ماهيته يف العقل قبل وجوده. ال أم يدري أن هلما وجودا يف األعيانكالسماء أو عارضا بعد ما مل يكن ةفالوجود مضاف إىل املاهية سواء كان الزما حبيث ال تكون تلك املاهية إال موجود

.فزعموا أن هذه الكثرة أيضا جيب أن تنفى عن األول. الصور احلادثة كماهية اإلنسانية من زيد وعمرو وماهية األعراضفالوجود . له كاملاهية لغريه إليها بل الوجود الواجب ليس له ماهية الوجود مضاف: الواجب الوجود كاملاهية فيقال

الوجود اإلنسانية والشجرية والسمائية ماهية إذ لو ثبت ماهية لكان وطبيعة حقيقية كما أن ماهية وحقيقة كليةالواجب . مناقض لكونه واجبا الوجود الواجب معلوال وهو لتلك املاهية غري مقوم هلا والالزم تابع ومعلول فيكون الواجب الزما

إنه مبدأ وأول وموجود وجوهر وواحد: يقولون للباري ومع هذا فإم... وأول موجود ومع هذا يقولون إن اهللا مبدألذيذ وملتذ وجواد وخري ومعقول وفاعل وخالق ومريد وقادر وحي وعاشق ومعشوق وقدمي وباق وعامل وعقل وعاقل

هيم أوال مذهبهم للتف فينبغي أن حنقق. وهذا من العجائب وزعموا أن كل ذلك عبارة عن معىن واحد ال كثرة فيه .حمضإىل السلب ويردون هذه األمور. ... التفهيم رمي يف عماية االعتراض على املذاهب قبل متام مث نشتغل باالعتراض فإنإضافته إىل تكثر األسامي بإضافة شيء إليه أو ذات املبدأ واحد وإمنا: مذهبهم أم يقولون واإلضافة والعمدة يف فهم

توجب كثرة فال ينكرون إذا كثرة كثرة يف ذات املسلوب عنه وال اإلضافة وجبشيء أو سلب شيء عنه والسلب ال يأول فهو : إذا قيل له: فقالوا... واجلوهر واملبدأ واملوجود وكثرة اإلضافات ولكن الشأن يف رد هذه األول السلوب

. معلوالته له فهو إضافة إىلمبدأ فهو إشارة إىل أن وجود غريه منه وهو سبب :وإذا قيل. بعده إضافة إىل املوجودات: وإذا قيل. موضوع وهذا سلب عنه احللول يف جوهر فمعناه الوجود مسلوبا: وإذا قيل. موجود فمعناه معلوم: قيل وإذاباق فمعناه سلب العدم عنه آخرا ويرجع حاصل : وإذا قيل. أوال العدم عنه قدمي فمعناه سلب... والقدمي والباقي... الوجود فمعناه أنه واجب :وواجب الوجود وإذا قيل. ... إىل وجود ليس مسبوقا بعدم وال ملحوقا بعدم والباقي القدمي

.واإلضافة إذ نفي علة له سلب وجعله علة لغريه إضافة موجود ال علة له وهو علة لغريه فيكون مجعا بني السلبفهو عقل أي يعقل ذاته ويشعر موجود هذا صفته وكلعقل فمعناه أنه موجود بريء عن املادة: وإذا قيل... والعقل ...

عاقل :وإذا قيل... والعاقل واملعقول... املادة فإذن هو عقل ومها أي هو بريء عن به ويعقل غريه وذات اهللا هذا صفتهه عقل وذات فذاته معقول وذاته عاقل الذي هو عقل فله معقول هو ذاته فإنه يشعر بنفسه ويعقل نفسه فمعناه أن ذاته

ذاته الذي هو عقل مبعىن أنه ماهية جمردة جمردة عن املادة غري مستورة عن والكل واحد إذ هو معقول من حيث أنه ماهيةمعقوال لنفسه كان معقوال وملا كان عقل نفسه كان عاقال وملا كان نفسه وملا. املادة ال يكون شيء مستورا عنه عن

كونه عاقال عقله بكونه وال يبعد أن يتحد العاقل واملعقول فإن العاقل إذا عقل عقالال بزائد على ذاته كان عقله بذاتهما لألول بالفعل أبدا وما لنا يكون يفارق عقل األول فإن عاقال فيكون العاقل واملعقول واحدا بوجه ما وإن كان ذلك

خالق : كل شيء لزوما بعلم منه ال غفلة وإذا قيلوالبارئ الذي عنه يفيض واخلالق والفاعل .بالقوة تارة وبالفعل أخرىالزما وإن وجود فيضانا وبارئ وسائر صفات الفعل فمعناه أن وجوده وجود شريف يفيض عنه وجود الكل وفاعل

وال تشبه نسبة العامل إليه نسبة النور إىل الشمس . النار واإلسخان غريه حاصل منه وتابع لوجوده كما يتبع النور الشمساإلسخان فهو بفيضان فقط وإال فليس هو كذلك فإن الشمس ال تشعر بفيضان النور عنها وال النار معلوال إال يف كونه

. يفيض عنه معلوم له فليس به غفلة عما يصدر منه ما طبع حمض بل األول عامل بذاته وأن ذاته مبدأ لوجود غريه ففيضان

Page 39: تهافت الفلاسفة

وبني الشمس فاندفع حر الشمس عن املريض بسببه ال باختياره ولكنهوقف بني مريض وال هو أيضا كالواحد منا إذاالظل نفسه ال جسمه الراضي بوقوع به وهو غري كاره أيضا له فإن املظل الفاعل للظل شخصه وجسمه والعامل عامل

ه يف أن يفيض أنه غري كاره وأنه عامل بأن كمال العامل وهو الراضي أي ويف حق األول ليس كذلك فإن الفاعل منه هو .منه غريه

بعينه بوقوع الظل وهو املظل بعينه هو العامل فيكون علمه علة فيضان كل شيء بل لو أمكن أن يفرض كون اجلسممبدأ الفاعل وعلمه هو مبدأ فعله فإن علمه بنفسه يف كونه فإن األول هو العامل وهو الراضي مل يكن أيضا مساويا لألول

كونه عاملا واقع به فكونه فاعال غري زائد على النظام املوجود تبع للنظام املعقول مبعىن أنه فإنللكل علة فيضان الكل يعلم أنه على علمه بذاته فإنه ال يعلم ذاته ما مل الكل عنه وكونه عاملا بالكل ال يزيد بالكل إذ علمه بالكل علة فيضان نعن به إال كونه فاعال على الوجه الذي قررناه وهو قادر مل: ذا قيلوإ... والقادر . .مبدأ للكل فيكون املعلوم بالقصد الكمال وجوه اإلمكان يف املقدورات اليت بفيضاا ينتظم الترتيب يف الكل على أبلغ أن وجوده وجود يفيض عنه

نه وليس كارها له بل هو يفيض عنه ليس هو غافال ع إال أن ما مريد مل نعن به: وإذا قيل... واملريد والعامل. ... واحلسنتكون فال. مريد إنه: هو راض وجاز أن يقال للراضي: فيجوز ذا املعىن أ ن يقال. عنه فيضان الكل عامل بأن كماله يف

علم العلة . ... فالكل إذن يرجع إىل عني الذات الذات اإلرادة إال عني القدرة وال القدرة إال عني العلم وال العلم إال عنيوهو باألشياء ليس مأخوذا من األشياء وإال لكان مستفيدا وصفا أو كماال من غريه علمه وهذا ألن... املعلولال علم

كعلمنا بصورة السماء علم شيء حصل من صورة ذلك الشيء: ولكن علمنا على قسمني. حمال يف واجب الوجودفيكون وجود الصورة مستفادا . سنا مث أحدثناهأنف واألرض وعلم اخترعناه كشيء مل نشاهد صورته ولكن صورناه يف

. ...ذاته األول حبسب القسم الثاين فإن متثل النظام يف ذاته سبب لفيضان النظام عن وعلم من العلم ال العلم من الوجودفيا يف أو كتابة خط يف نفوسنا كا حضور صورة نقش وليس هذا شأننا فإننا حنتاج مع العلم إىل القدرة نعم لو كان جمرد

إلجياد ولكنا لقصورنا فليس يكفي تصورنا. بعينها واإلرادة بعينها بعينه منا هو القدرة حدوث تلك الصورة لكان العلممنهما معا القوة احملركة للعضل واألعصاب مع ذلك إىل إرادة متجددة تنبعث من قوة شوقية ليتحرك الصورة بل حنتاج

حبركة ويتحرك حبركته القلم أو آلة أخرى خارجة وتتحرك املادة اب اليد أو غريهواألعص فيتحرك حبركة العضل. اآلليةقدرة نفس وجود هذه الصورة يف نفوسنا فلذلك مل يكن. مث حتصل الصورة املتصورة يف نفوسنا القلم كاملادة أو غريه

احملرك الذي هو مبدأ القدرة وليس لذلك احملرك للعضل وهذه الصورة حمركة وال إرادة بل كانت القدرة فينا عند املبدأواإلرادة والعلم والذات منه أجسام تنبث القوى يف أطرافه فكانت القدرة واجب الوجود فإنه ليس مركبا من كذلك يفيسمى فعال له فإن احلي هو إال أنه عامل عليما يفيض عنه املوجود الذي حي مل يرد به: وإذا قيل له... واحلي . ...واحداكحياتنا فإا ال تتم إال بقوتني األفعال على الوجه الذي ذكرناه ال الدراك فيكون املراد به ذاته مع إضافة إىل عالالف

: شيئا وإذا قيل له واجلواد الذي ال يكتسب جبوده. ... عني ذاته أيضا عنهما اإلدراك والفعل فحياته خمتلفتني ينبعثيكون للمنعم فائدة فيما وهب أحدمها أن: بشيئني واجلود يتم. ض يرجع إليهأريد به أن يفيض عنه الكل ال لغر جواد

والثاين أن ال حيتاج اجلواد إىل اجلود فيكون إقدامه على . باجلود عنه ال يوصف منه فلعل من يهب شيئا ممن هو مستغنوإمنا اجلود جبواد ليسوكل من جيود ليمدح أو يثىن عليه أو يتخلص من مذمة فهو مستعيض و. نفسه حلاجة اجلود

Page 40: تهافت الفلاسفة

فيكون اجلواد امسا منبئا عن وجوده مع إضافة إىل . مبدح احلقيقي هللا فإنه ليس يبغي به خالصا عن ذم وال كماال مستفاداوجوده به خري حمض فإما أن يراد: وإذا قيل... واخلري احملض. ... إىل الكثرة يف ذاته يؤدي الفعل وسلب للغرض فال

عدم صالح حال اجلوهر وإال فالوجود جوهر أو نقص وإمكان العدم فإن الشر ال ذات له بل يرجع إىل عدمبريئا عن الخري ملا هو سبب لنظام األشياء : وقد يقال. إلمكان النقص والشر إىل السلب من حيث أنه وجود خري فريجع هذا االسم

: قيل وواجب الوجود وإذا . ...جود مع نوع إضافةشيء فهو خري ويكون االسم داال على الو مبدأ لنظام كل واألول .وآخرا وإحالة علة لعدمه أوال واجب الوجود فمعناه هذا الوجود مع سلب علة لوجوده

هو أن كل مجال واء وكمال ومعشوق ولذيذ وملتذ فمعناه عاشق: والعاشق واملعشوق واللذيذ وامللتذ وإذا قيل ... ومن عرف كمال نفسه يف إحاطته. الكمال املالئم وال معىن للذة إال إدراكالكمال فهو حمبوب ومعشوق لذي

إدراكه حلضور كل كمال هو ممكن صورته ويف كمال قدرته وقوة أعضائه وباجلملة باملعلومات لو أحاط ا ويف مجالبتقدير العدم والنقصان فإن حمبا لكماله وملتذا به وإمنا تنتقص لذته أمكن أن يتصور ذلك يف إنسان واحد لكان له لو

. هو ممكن له فهو حاضر له األكمل واجلمال األمت إذ كل كمال يتم مبا يزول أو خيشى زواله واألول له البهاء السرور ال والكمال احلاصل له فوق كل كمال فإحبابه وعشقه. والزوال األمن من إمكان النقصان وهو مدرك لذلك الكمال مع

أن يعرب عنها بل هي أجل من حباب والتذاذه به فوق كل التذاذ بل ال نسبة لذاتنا إليها البتةإ لذلك الكمال فوق كلاملعاين ليس هلا عبارات عندنا فال بد من اإلبعاد يف أن تلك عدم وجود العبارات اخلاصة إال. باللذة والسرور والطيبةوعلمه عن قدرتنا القطع ببعد إرادته عن إرادتنا وبعد قدرتهلفظ املريد واملختار والفاعل منا مع له االستعارة كما نستعري

.وعلمنا وال بعد يف أن يستبشع عبارة اللذة فيستعمل غريهيكون مغبوطا وحالة املالئكة أحوال املالئكة وأحرى بأن اهللا مغبوط وهو اخلري احملض واملقصود أن حالته أشرف من

املالئكة والفرج لكان حال احلمار واخلرتير أشرف من حال هوة البطنتكن لذة إال يف ش أشرف من أحوالنا ولو ملال بالشعور مبا خص ا من الكمال واجلمال الذي املالئكة اردة عن املادة إال السرور وليس هلا لذة أي للمبادئ من

ردة وجود ممكن يف ذاتهالعقول ا الذي للمالئكة فإن وجود املالئكة اليت هي ولكن الذي لألول فوق. خيشى زوالهسوى األول فهو اخلري احملض فليس شيء بريئا عن كل شر مطلقا واجب الوجود بغريه وإمكان العدم نوع شر ونقص

وكل . يعقله أو مل يعشقه كما أنه عاقل ومعقول عقله غريه أو مل مث هو معشوق عشقه غريه. األكمل وله البهاء واجلمالفريجع الكل إىل معىن عني ذاته فإنه عقل جمرد ه وإىل إدراكه لذاته وعقله له وعقله لذاته هوإىل ذات هذه املعاين راجعة

فاسد فهذا طريق تفهيم مذهبهم وهذه األمور منقسمة إىل ما على أصلهم وما هو سنبني بذلك ما ال يصح: قولنا. واحداخلمسة يف أقسام إىل املراتب ولنعد. نبني فسادهأنه ال يصح على أصلهم وإىل ما ال يصح اعتقاده ف اعتقاده فنبني جيوز

.واحد مسألة على حياهلا ولنرسم كل الكثرة ودعواهم نفيها ولنبني عجزهم عن إقامة الدليلوالقدرة واإلرادة للمبدأ األول استحالة إثبات العلم مسألة الفالسفة أمجعوا على نفي الصفات اتفقت الفالسفة على

كما وردت شرعا وجيوز إطالقها لغة ولكن ترجع إىل ذات واحدة وزعموا أن هذه األسامي ليهكما اتفقت املعتزلة ع. ... ذاتنا وقدرتنا وصفا لنا زائدا على زائدة على ذاته كما جيوز يف حقنا أن يكون علمنا سبق وال جيوز إثبات صفات

علينا لكنا نعلم أا زائدة على ت لو طرتذلك يوجب كثرة ألن هذه الصفا ألا توجب الكثرة يف اهللا وزعموا أن

Page 41: تهافت الفلاسفة

فكل شيئني إذا . باملقارنة تأخر ملا خرج عن كونه زائدا على الذات جتددت ولو قدر مقارنا لوجودنا من غري الذات إذال خترج هذه هذا فلو اقترنا أيضا عقل كوما شيئني فإذن اآلخر وعلم أن هذا ليس ذاك وذاك ليس طرى أحدمها على

وهو ذلك كثرة يف واجب الوجود مقارنة لذات األول عن أن تكون أشياء سوى الذات فيوجب فات بأن تكونالصومب عرفتم استحالة : مقارنة للذات فيقال هلم أن تكون الصفات ما املانع: قولنا. فلهذا أمجعوا على نفي الصفات. حمال

يف الكثرة حمال :املعتزلة فما الربهان عليه فإن قول القائلمن كافة املسلمني سوى وأنتم خمالفون الكثرة من هذا الوجهوليس استحالته . وفيه الرتاع الصفات واجب الوجود مع كون الذات املوصوفة واحدة يرجع إىل أنه يستحيل كثرة

.معلومة بالضرورة فال بد من الربهانأو يستغين واحد عن اآلخ واحد إىل اآلخريفتقر كل قوهلم إما أن يستغين كل واحد من الصفة واملوصو عن اآلخ أو

فإما أن الصفة واملوصوف إذا مل يكن هذا ذاك وال ذاك هذا الربهان عليه أن كل واحد من :األول قوهلم: وهلم مسلكان فإن. يستغين واحد عن اآلخر وحيتاج اآلخر يف وجوده أو يفتقر كل واحد إىل اآلخر أو يستغين كل واحد عن اآلخر

كل واحد منهما إىل اآلخر فال وإما أن حيتاج. وهو التثنية املطلقة وهو حمال احد مستغنيا فهما واجبا وجودفرض كل ووجه عن غريه فما احتاج قوامه بذاته وهو مستغن من كل واحد منهما واجب الوجود إذ معىن واجب الوجود ما يكون

أحدمها: وإن قيل. ده فال يكون وجوده من ذاته بل من غريهوجو رفع ذلك الغري المتنع إىل غريه فذك الغري علته إذ لوفيؤدي إىل أن افتقر إىل سبب فالذي حيتاج معلول والواجب الوجود هو اآلخر ومهما كان معلوال حيتاج دون اآلخر

ألول القسم األخري هذا وإنكم ال تنفون القسم ا األقسام هو قولنا املختار من هذه. ترتبط ذات واجب الوجود بسبب التثنية ولكن إبطالكم القسم األول وهو. املختار من هذه األقسام هو القسم األخري :يقال واالعتراض على هذا أن

إال بالبناء على نفي الكثرة يف هذه املسألة وما تتم املطلقة قد بينا أنه ال برهان لكم عليها يف املسألة اليت قبل هذه وأا ال إىل الذات يف قوامه غري حمتاج: كيف تنبىن هذه املسألة عليه ولكن املختار أن يقال سألةفما هو فرع هذه امل. بعدها

إن : واجب الوجود فيبقى قوهلم يكون احملتاج إىل غريه ال: قوهلم. الصفات والصفة حمتاجة إىل املوصوف كما يف حقناإن أردت بواجب الوجود أنه ليس له : ا فيقالقدمية ال فاعل هل الصفة: قولنا .احملتاج إىل غريه ال يكون واجب الوجود

معه له فكذلك صفته قدمية كما أن ذات واجب الوجود قدمي ال فاعل: ذلك ومل استحال أن يقال فاعلية فلم قلت علةالوجود على هذا التأويل ولكنه مع قابلية فهو ليس بواجب وال فاعل هلا وإن أردت بواجب الوجود أن ال يكون له علة

له علة فاعلية واجب الوجود املطلق هو الذي ليس: هي معلولة فإن قيل: فما احمليل لذلك قوهلم .مي ال فاعل لههذا قدالقابلة علة قابلية من اصطالحكم تسمية الذات: قلنا .فإذا سلم أن له علة قابلية فقد سلم كونه معلوال. قابلية وال

وإمنا دل على إثبات طرف ينقطع به تسلسل العلل كمواجب وجود حبكم اصطالح والدليل مل يدل على ثبوتال فاعل هلا كما ال فاعل لذاته القدر وقطع التسلسل ممكن بواحد له صفات قدمية واملعلوالت ومل يدل إال على هذا

يدل إال على قطع الوجود فإنه ممكن التلبس فيه فإن الربهان مل فليطرح لفظ واجب. تكون متقررة يف ذاته ولكنهاجيب قطع التسلسل يف كما: العلل القابلية فإن قيل ال يف: قوهلم. فدعوى غريه حتكم. على غريه البتة لتسلسل ومل يدلا

كما لو إىل حمل يقوم فيه وافتقر احملل أيضا للزم التسلسل القابلية إذ لو افتقر كل موجود العلة الفاعلية جيب قطعها يفصدقتم فال جرم :التسلسل بالذات قلنا يكفي أن ينقطع: قولنا. لة أيضا إىل علةعلة وافتقرت الع افتقر كل موجود إىل

Page 42: تهافت الفلاسفة

قائما بغريه كما أن علمنا يف ذاتنا وذاتنا حمل له وليس ذاتنا ذاته وليس ذاته إن الصفة يف: قطعنا هذا التسلسل أيضا وقلناتزل الذات ذه الصفة للذات بل مل ا كما ال فاعلانقطع تسلسل علتها الفاعلية مع الذات إذ ال فاعل هل فالصفة. حمل يف

ومن أين يلزم أن ينتفي احملل حىت . ينقطع تسلسلها إال على الذات القابلية مل وأما العلة. موجودة بال علة له وال لصفتهلربهان بقضية ا وفاء فكل طريق أمكن قطع التسلسل به فهو. والربهان ليس يضطر إال إىل قطع التسلسل العلة تنتفي

.الداعي إىل واجب الوجودفاعلية حىت ينقطع به شيء سوى موجود ليس له علة واجب الوجود ما ليس له علة فاعلية وإن أريد بواجب الوجود

موجود قدمي ال علة لوجوده اتسع لقبول قدمي ومهما اتسع العقل لقبول. أصال التسلسل فال نسلم أن ذلك واجبإن العلم والقدرة : الثاين قوهلم تكون الذات علة العلم املسلك: قوهلم. مجيعا اته ويف صفاتهال علة لوجوده يف ذ موصوف

داخال يف ماهية ذاته بل كان وإذا أثبت هذه الصفات لألول مل يكن أيضا .ليس داخال يف ماهية ذاتنا بل هو عارض فيناوإذا . يصري بذلك مقوما لذاته أو يكون الزما ملاهية واليفارق ورب عارض ال. باإلضافة إليه وإن كان دائما له عارضا

األول مع تغيري فيه فكان معلوال فكيف يكون واجب الوجود وهذا هو تابعا للذات وكان الذات سببا كان عارضا كانول للذات فليس مفع الذات علة فاعلية له وأنه إن عنيتم بكونه تابعا للذات وكون الذات سببا له أن :فنقول. عبارة

وإن عنيتم أن الذات حمل وأن. ليست بعلة فاعلة لعلمنا باإلضافة إىل ذاتنا إذ ذواتنا كذلك فإن ذلك ليس يلزم يف علمناأو ما أراده املعرب أو العارض أو املعلول فبأن يعرب عنه بالتابع. غري حمل فهذا مسلم فلم ميتنع هذا الصفة ال تقوم بنفسها يف

قيام الصفات باملوصوفات ومل يستحيل أن يكون قائما يف ذات أنه قائم بالذات عىن إذا مل يكن املعىن سوىمل يتغري امل .فاعل له ذلك قدمي وال وهو مع

بتسميته ممكنا وجائزا وتابعا والزما ومعلوال ويل بتقبيح العبارة فإن أريد هذا املعىن فليعرب عنه بغري عبارة فكل أدلتهم فاعل له ولكن له حمل هو وإن مل يرد به إال أنه ال. بذلك أن له فاعال فليس كذلك إن أريد: فيقال. مستنكر كوإن ذل

إىل أن يكون األول حمتاجا إىل الصفات هذا يؤدي: قوهلم. استحالة فيه قائم فيه فليعرب عن هذا املعىن بأي عبارة أريد فال ! ا يتم له الكمال: إىل هذه قولنا هذا يؤدي إىل أن يكون األول حمتاجا: قالواف هولوا بتقبيح العبارة من وجه آخر ورمبا

فإذا مل يزل . إنه حمتاج إىل غريه :الكمال ال تباين ذات الكامل حىت يقال وهذا كالم وعظي يف غاية الركاكة فإن صفاتمالزمة الكمال باحلاجة وهو ن يعرب عنحمتاجا أو كيف جيوز أ يزال كامال بالعلم والقدرة واحلياة فكيف يكون وال

ال معىن لكونه: إىل وجود صفات الكمال لذاته ناقص فيقال ال حيتاج إىل كمال فاحملتاج الكامل من: كقول القائلفكيف تنكر .املنافية للحاجات لذاته فكذلك ال معىن لكونه غنيا إال وجود الصفات. لذاته كامال إال وجود الكمال

إذا : فيحتاج إىل مركب فليس هو جسما فإن قيل :التخييالت اللفظية قوهلم اليت ا تتم اإلهلية مبثل هذهصفات الكمالأن يكون األول بالذات فهو تركيب وكل تركيب حيتاج إىل مركب ولذلك مل جيز ذاتا وصفة وحلوال للصفة أثبتمكل موجود : مركب كقوله تركيب حيتاج إىل كل: ائلقول الق: كله قدمي اجلسم حادث قلنا: قولنا. ألنه مركب جسما

هو موصوف قدمي وال علة لذاته وال : فكذلك يقال. موجد ال علة له وال األول موجود قدمي: حيتاج إىل موجد فيقال لهث أنه حي حادث من وأما اجلسم فإمنا مل جيز أن يكون هو األول ألنه. بل الكل قدمي بال علة صفته بذاته لصفته وال لقيام

Page 43: تهافت الفلاسفة

العلة األوىل جسما كما سنلزمه عليكم تكون ال خيلوا عن احلوادث ومن مل يثبت له حدوث اجلسم يلزمه أن جيوز أن .من بعد

الذات مث إم ال يقدرون على رد يقدرون رد اجلميع إىل نفس ال. فاألدلة باطلة وكل مسالكهم يف هذه املسألة ختييالت: الوجود فيقال هلم عاملا ويلزمهم أن يكون ذلك زائدا على جمرد فإم أثبتوا كونه. تنفس الذا مجيع ما يثبتونه إىلفأما األول ...علمه بالكليات. ال يعلم إال ذاته: قال يعلم غري ذاته ومنهم من يسلم ذلك ومنهم من أتسلمون أن األول

اجلزئيات اليت يدخل حتت الزمان وال يعلم ي الفإنه زعم أنه يعلم األشياء كلها بنوع كل. سينا فهو الذي اختاره ابن بوجود كل األنواع واألجناس اليت ال اية هلا عني علمه علم األول: فنقول. العامل يوجب جتدد اإلحاطة ا تغريا يف ذات

من يدعي أن علم عن عينه مل تتميزوا إنه: وإن قلتم. إنه غريه فقد أثبتم كثرة ونقضتم القاعدة: قلتم فإن. بنفسه أو غريهفالعلم . يستحيل يف الوهم اجلمع فيه بني النفي واإلثبات الواحد أن حد الشيء: غري علمه بذاته وقيل... اإلنسان

الوهم أن يستحل يف شيئا واحدا استحال أن يتوهم يف حالة واحدة موجودا ومعدوما وملا مل ملا كان بالشيء الواحدبنفسه إذ لو كان هو هو لكان نفيه نفيا له علمه إن علمه بغريه غري: لمه بغريه قيليقدر علم اإلنسان بنفسه دون ع يف يكون زيد موجودا وزيد معدوما أعين هو بعينه يف حالة واحدة وال يستحيل مثل ذلك وإثباته إثباتا له إذ يستحيل أنيتوهم وجود أحدمها دون اآلخر ميكن أن ه إذوكذى يف علم األول بذاته مع علمه بغري. العلم بالغري مع العلم بنفسه

فكل . فلو كان الكل كذلك لكان هذا التوهم حماال. وجود ذاته ذاته دون وال ميكن أن يتوهم وجود. فهما إذن شيئان .بأن األول يعرف غري ذاته فقد أثبت كثرة ال حمالة من الفالسفة من اعترف

هو ال يعلم الغري بالقصد األول بل :بالقصد الثاين فإن قيل أن يعلم األشياء قوهلم كونه يعلم ذاته مبدأ للكل يؤدي إىل

ذاته وال ميكن أن يعلم الثاين إذ ال ميكن أن يعلم ذاته إال مبدأ فإنه حقيقة فيلزمه العلم بالكل بالقصد يعلم ذاته مبدأ للكلوذلك ال يوجب كثرة . لوازم يبعد أن يكون لذاتهواللزوم وال مبدأ لغريه إال ويدخل الغري يف علمه بطريق التضمن ذاته

للكل واجلواب علمه بوجود ذاته غري علمه بكونه مبدأ: قولنا .ميتنع أن يكون يف نفس الذات كثرة يف ماهية الذات وإمناأ يزيد مبد فأما العلم بكونه. يعلم وجود ذاته فقط إنه يعلم ذاته مبدأ حتكم بل ينبغي أن: قولكم األول أن: من وجوه

إضافة لتكثر يعلم إضافته ولو مل تكن املبدئية املبدئية إضافة للذات وجيوز أن يعلم الذات وال على العلم بالوجود ألنذاته وال يعلم كونه معلوال إىل أن يعلم ألن وكما جيوز أن يعرف اإلنسان. شيئان ذاته وكان له وجود ومبدئية ومها

كونه مبدأ إنه يعلم: جمرد قوهلم فاإللزام قائم يف. فكذلك كونه علة إضافة له إىل معلوله معلوال إضافة له إىل علته كونهباإلضافة غري العلم بالذات بالدليل الذي ذكرناه واإلضافة غري الذات فالعلم إذ فيه علم بالذات وباملبدئية وهو اإلضافة

ألن الذات دون العلم بالذات ميكن أن يتوهم العلم بالذاتبالذات دون العلم باملبدئية وال ميكن أن يتوهم العلم وهو أنه .واحدة

الثاين كالم غري معقول فإنه مهما الكل معلوم له بالقصد إن: هناك معلومان فهناك علمان الوجه الثاين هو أن قوهلموتغايره يوجب تعدد علوممعلومان متغايران وكان له علم ما وتعدد امل كما حييط بذاته كان له كان علمه حميطا بغريه

إذ لو كان لتعذر يكون العلم بأحدمها عني العلم باآلخر أحد املعلومني الفصل عن اآلخر يف الوهم فال العلم إذ يقبل

Page 44: تهافت الفلاسفة

. الثاين فهذا ال خيتلف بأن يعرب عنه بالقصد .اآلخر وليس مث آخر مهما كان الكل واحدا تقدير وجود أحدمها دونال يعزب عن علمه مثقال ذرة يف إنه: يقدم على نفي الكثرة من يقول ليت شعري كيفمث! الكليات ال تتناهىاملتعلق ا مع كثرا والكليات املعلومة له ال تتناهى فيكون العلم األرض إال أنه يعرف الكل بنوع كلي السموات وال يف

يف هذا غريه من الفالسفة د خالف ابن سيناوق" الكثرة " فابن سينا ال حيترز من لزوم. واحدا من كل وجه وتغايرهاإثبات العلم فكيف شاركهم يف نفي الكثرة مث باينهم يف. لزوم الكثرة يعلم إال نفسه احترازا من الذين ذهبوا إىل أنه ال

فيعرفه ويعرف نفسه فقط وأما غريه واآلخرة وإمنا يعلم إن اهللا ال يعلم شيئا أصال يف الدنيا: استحيا أن يقال بالغري وملا فترك هذا حياء من هذا املذهب واستنكافا منه مث مل يستحي من. العلم أشرف منه يف أيضا نفسه وغريه فيكون غريه

غري مزيد وهو عني ذاته من نفي الكثرة من كل وجه وزعم أن علمه بنفسه وبغريه بل وجبميع األشياء هو اإلصرار علىفإذن ليس ينفك فريق منهم عن خزي يف . أول النظر فيه يف السفة لظهور التناقضالتناقض الذي استحيا منه سائر الف العلم: قوهلم. سبيله وظن أن األمور اإلهلية يستويل على كنهها بنظره وختييله عن مذهب وهكذى يفعل اهللا مبن ضل

يل اإلضافة فالعلم باملضاف سب على إذا ثبت أنه يعرف نفسه مبدأ: فإن قيل... علم األب واالبن: يكون مبعرفة واحدةفكذلك . باألب وباألبوة والبنوة ضمنا فيكثر املعلوم ويتحد العلم العلم واحد إذ من عرف االبن عرفه مبعرفة واحدة وفيه

ومل يوجب ذلك وإضافته إليه مث إذا عقل هذا يف معلول واحد. لغريه فيتحد العلم وإن تعدد املعلوم ذاته مبدأ هو يعلم العلم يكون بعلم الشيء وبعلم العلم بالشيء وكذلك من. يادة فيما ال يوجب جنسه كثرة ال توجب كثرةكثرة فالز

اية هلا إن معلومات اهللا ال: تقولون فكل علم هو علم بنفسه. بالشيء فإنه يعلمه بذلك العلم يعلم الشيء ويعلم علمه .وعلمه واحد وال تصفونه بعلوم ال اية ألعدادها اية هلاأن معلومات اهللا ال وعلمه واحد ويدل عليه أيضا أنكم ترون

يقتضي ذلك: قولنا. ألعدادها وهذا حمال ذات العلم فليكن يف ذات اهللا علوم ال اية فإن كان تعدد املعلوم يوجب تعدديقتضي لقه مبعلومني بليتصور تع مهما كان العلم واحدا من كل وجه مل: ماهية قلنا كثرة أكثر مما إذا أضيف وجود إىل

لو كان لألول ماهية موصوفة : بالغوا فقالوا تقدير الكثرة حىت ذلك كثرة ما على ما هو وضع الفالسفة واصطالحهم يفإىل شيئا واحدا له حقيقية مث يوصف بالوجود بل زعموا أن الوجود مضاف فلم يعقلوا. كثرة بالوجود لكان لذلك

إال ويلزم فيه نوع كثرة مبعلومات كثرية فعلى هذا الوجه ال ميكن تقدير علم يتعلق. رةوهو غريه فيقتضي كث احلقيقةوأما العلم باالبن وكذى سائر املضافات ... القول األول باطل .إىل ماهية أجلى وأبلغ من الالزم يف تقدير وجود مضاف

الثالث مضمن هذا نعم. الث وهو اإلضافةوعلم ث. من العلم بذات االبن وذات األب ومها علمان إذ ال بد ففيه كثرةفهي علوم متعددة بعضها . أوال ال تعلم اإلضافة املضاف بالعلمني السابقني إذ مها من شرطه وضرورته وإال فما مل يعلم

اته ذ يعلم األول ذاته مضافا إىل سائر األجناس واألنواع بكونه مبدأ هلا افتقر إىل أن علم فكذلك إذا. مشروطة يف البعضوأما ... والثاين أيضا. ... اإلضافة معلومة له وآحاد األجناس وأن يعلم إضافة نفسه باملبدئية إليها وإال مل يعقل كون

كونه بل يعلم عاملا بذلك العلم بعينه فيكون املعلوم متعددا والعلم واحدا فليس كذلك كونه إن من علم شيئا علم: قوهلمغري اية بل ينقطع على علم متعلق مبعلومه يتسلسل إىل :وال نقول. علم يغفل عنه وال يعلمهعاملا بعلم آخر وينتهي إىلالنفس مبعلومه الذي ال عن وجود املعلوم كالذي يعلم السواد وهو يف حال علمه مستغرق وهو غافل عن وجود العلم

وأما . ... إىل أن ينقطع التفاته قر إىل علم آخرإليه افت سواد وغافل عن علمه بالسواد وليس ملتفتا إليه فإن التفت هو

Page 45: تهافت الفلاسفة

: والعلم عندكم واحد فنقول عليكم يف معلومات اهللا فإا غري متناهية إن هذا ينقلب: الربهان وأما قوهلم الثالث فعليكم ال الفالسفة افت: اهلادمني املعترضني ولذلك مسينا الكتاب هذا الكتاب خوض املمهدين بل خوض حنن مل خنض يف

نلزمكم مذهب فرقة إنا ال: الفرق فإن قيل يف األمر إشكال على مجيع: قوهلم. يلزمنا هذا اجلواب فليس. متهيد احلقيف إشكاله فال جيوز لكم إيراده وهذا اإلشكال منقلب اخللق وتستوي األقدام فأما ما ينقلب على كافة. معينة من الفرق

تعجيزكم عن ال بل املقصود: املقصود تشكيككم يف دعاويكم قلنا: ناقول. الفرق عنه حميص ألحد من عليكم والوإذا ... تعترضون على املؤمنني بالرسول أنتم .دعواكم معرفة حقائق األمور بالرباهني القطعية وتشكيككم يف دعاويكم

.ة البشر اإلطالع عليهحقائق األمور اإلهلية ال تنال بنظر العقل بل ليس يف قو ظهر عجزكم ففي الناس من يذهب إىل أنالفرقة املعتقدة صدق إنكاركم على هذه فما. تفكروا يف خلق اهللا وال تتفكروا يف ذات اهللا: قال صاحب الشرع ولذلك

املرسل احملترزة عن النظر يف الصفات بنظر العقل املتبعة العقل على إثبات ذات الرسول بدليل املعجزة املقتصرة من قضيةما مل والقادر واحلي املنتهية عن إطالق صفات اهللا املقتفية أثره يف إطالق العامل واملريد أتى به منصاحب الشرع فيما

إنكاركم عليهم بنسبتهم إىل اجلهل مبسالك وإمنا! وحنن نعترض عليكم ... .يؤذن فيه املعترفة بالعجز عن درك العقلوقد بان عجزكم . عقلية م أنا قد عرفنا ذلك مبسالكاملقاييس ودعواك ووجه ترتيب املقدمات على أشكال الرباهني

فأين من يدعي أن براهني اإلهليات . هذا البيان وافتضاحكم يف دعوى معرفتكم وهو املقصود من وافت مسالككماإلشكال إمنا لزم على ابن سينا حيث زعم أن هذا: نفسه فإن قيل األول مل يعلم إال: قاطعة كرباهني اهلندسيات قوهلم

كل واحد: قولنا. اإلشكال الفالسفة قد اتفقوا على أنه ال يعلم إال نفسه فيندفع هذا فأما احملققون من .ألول يعلم غريهاالركاكة ملا استنكف املتأخرون عن ذا املذهب ولوال أنه يف غاية ناهيكم خزيا: فنقول! من العقالء يعلم أشياء كثرية

واحد من العقالء يعرف تفضيل معلوالته عليه إذ امللك واإلنسان وكل ه فإن فيهننبه على وجه اخلزي في وحنن. نصرتهبل البهيمة باإلضافة إىل آحاد الناس فضال عن املالئكة غريه واألول ال يعرف إال نفسه فهو ناقص نفسه ومبدأه ويعرف

عاشق إنه: فأين قوهلم. صانعدمه نق وال شك يف أن العلم شرف وان. أمورا أخر سواها مع شعورها بنفسها تعرفله وال حقيقة وال خرب له مما جيري يف مجال لوجود بسيط ال ماهية ومعشوق ألن له البهاء األكمل واجلمال األمت وأي

وليتعجب العاقل من !نقصان يف عامل اهللا يزيد على هذا بلغ الفالسفة هذا املبلغ يلزم ذاته ويصدر منه وأي العامل وال ممااألسباب ال علم له أصال مبا رب األرباب ومسبب مقون يف املعقوالت بزعمهم مث ينتهي آخر نظرهم إىل أنطائفة يتع

علمه بنفسه وأي كمال يف علمه بنفسه مع جهله بغريه وهذا مذهب امليت إال يف وأي فرق بينه وبني. جيري يف العامل .االفتضاح عن اإلطناب واإليضاح صورته يف تغين

اقتحام هذه املخازي أيضا فإنا تتخلصوا عن الكثرة مع مل: العلم بالذات كما يف اإلنسان مث يقال هلؤالء الذات غري بينكم وبني إنه عينه فما الفصل: إنه غريه فقد جاءت الكثرة وإن قلتم :فإن قلتم. أو غري ذاته علمه بذاته عني ذاته: نقولمث تزول غفلته ويتنبه يف حالة هو فيها غافل عن ذاته ة إذ يعقل وجود ذاتهاإلنسان بذاته عني ذاته وهو محاق إن علم: قائل

إن اإلنسان قد :قد يطرى عليه العلم فيكون غريه فإن قلتم اإلنسان: قوهلم. غري ذاته ال حمالة لذاته فيكون شعوره بذاتهبالطريان الغريية ال تعرف: ات فنقوليقدر طريان الذ :قولنا. فيطرى عليه فيكون غريه ال حمالة خيلوا عن العلم بذاته

كونه الشيء مل يصر هو هو ومل خيرج عن جيوز أن يطرى على الشيء وغري الشيء إذا قارن واملقارنة فإن عني الشيء ال

Page 46: تهافت الفلاسفة

ذاته ويتسع الوهم لتقدير الذات مث طريان ال يدل على أن علمه بذاته عني فبأن كان األول مل يزل عاملا بذاته. غرياعقل وعلم فليس له ذاته: فإن قيل... ذاته عقل وعلم: قوهلم. تصور هذا التوهم كان هو الذات بعينه ملا ولو. رالشعوظاهرة يف هذا الكالم فإن العلم صفة احلماقة: قلنا !... يردون اهللا إىل حقائق األغراض: قولنا. مث علم قائم به ذات

به: ولو قيل. هو قدرة وإرادة وهو قائم بنفسه: قل وعلم كقولهذاته ع هو يف: القائل وعرض يستدعي موصوفا وقول. وكذى يف كل األعراض .بنفسه إنه قائم: إنه قائم بنفسه ويف كمية وتربيع وتثليث: القائل يف سواد وبياض فهو كقول

أن هو غري الصفات بعني ذلك الطريق يعلم جسم وبالطريق الذي يستحيل أن تقوم صفات األجسام بنفسها دون فاحلياة تقوم بالذات فيكون. واإلرادة أيضا ال تقوم بنفسها وإمنا تقوم بذات صفات األحياء من العلم واحلياة والقدرة

واملاهية حىت سلبوه أيضا احلقيقة فإذن مل يقنعوا بسلب األول سائر الصفات وال بسلبه. ا وكذلك سائر الصفات حياته ...وال يقيمون الدليل على كونه عاملا. ... قوام هلا بنفسها والصفات اليت ال عراضالقيام بنفسه وردوه إىل حقائق األ

مسألة يف . بنفسه وبغريه يف مسألة مفردة سنبني بعد هذا عجزهم عن إقامة الدليل على كونه عاملا وسنبني ذلك على أناال يتطرق إليه انقسام يف حق العقل باجلنس وأنه غريه يف جنس ويفارقه بفصل إبطال قوهلم أن األول ال جيوز أن يشارك

مبعىن فصلي فلم يكن له حد إذ عليه أنه إذا مل يشارك غريه مبعىن جنسي مل ينفصل عنه وقد اتفقوا على هذا وبنوا رأيهمأنه : وزعموا أن قول القائل .وهذا نوع من التركيب. حد له احلد ينتظم من اجلنس والفصل وما ال تركيب فيه فال

اجلنس بل لغريه ويباينه بشيء آخر ال حمالة فليس هذا مشاركة يف كونه موجودا وجوهرا وعلة ي املعلول األول يفيساوعرف يف وإن مل يفترقا يف العموم على ما يف اجلنس وفرق بني اجلنس والالزم يف احلقيقة. عام هو مشاركة يف الزم

فكون. الشيء احملدود ويكون مقوما لذاته ما هو ويدخل يف ماهيةاملقول يف جواب املنطق فإن اجلنس الذايت هو العام وخملوقا الزم له ال يفارقه قط ولكنه ليس وكونه مولودا. احليوانية فكان جنسا اإلنسان حيا داخل يف ماهية اإلنسان أعين

إن الوجود ال يدخل يف: قوهلم. افيه عاما ويعرف ذلك يف املنطق معرفة ال يتمارى وإن كان الزما. داخال يف املاهيةإما الزما ال يفارق : املاهية ماهية األشياء بل هو مضاف إىل وزعموا أن الوجود ال يدخل قط يف... ماهية األشياء

" يدخل فيها وال. ... احلادثة فاملشاركة يف الوجود ليس مشاركة يف اجلنس أن مل يكن كاألشياء كالسماء أو واردا بعدالزمة ال تدخل أيضا يف املاهية فإن يف إضافة وأما مشاركته يف كونه علة لغريه كسائر العلل فهو مشاركة"... علة كونه

فليس املشاركة فيه إال. بل يلزمان الذات بعد تقوم الذات بأجزاء ماهيته الذات املبدئية والوجود ال يقوم واحد منهمافإن حدث باللوازم كان ذلك باملقومات ولذلك ال حتد األشياء إال. نسيف الزم عام يتبع الذات لزومه ال يف ج مشاركة

املثلث إنه الذي تساوي زواياه القائمتني وإن كان ذلك الزما يف حد فال يقال. رمسا للتمييز ال لتصوير حقيقة الشيءوكذلك املشاركة يف .. .جوهرا وال يدخل فيها كونه . ...عاما لكل مثلث بل يقال إنه شكل حييط به ثالثة أضالع

أنه فبأن يضاف إليه أمر سليب وهو. موضوع واملوجود ليس جبنس جوهرا أنه موجود ال يف كونه جوهرا فإن معىن كونهوهذا موضوع مل يصر جنسا يف العرض جنسا مقوما بل لو أضيف إليه إجيابه وقيل موجود يف ال يف موضوع فال يصري

يعرف كونه موجودا فضال أن وهو أنه موجود ال يف موضوع فليس ذي هو كالرسم لهألن من عرف اجلوهر حبده الحقيقة ما إذا رسم اجلوهر أنه املوجود ال يف موضوع أي أنه أو ال يف موضوع بل معىن قولنا يف يعرف أنه يف موضوع

بل . ...ة فيه مشاركة يف جنسالتحديد فليس املشارك ولسنا نعين به أنه موجود بالفعل حالة .وجد وجد ال يف موضوع

Page 47: تهافت الفلاسفة

املباينة بعده يف اجلنس احملوج إىل لغريه بل املشاركة يف مقومات املاهية هي املشاركة الوجود الواجب هو لألول الوإذا . طبيعة حقيقية وماهية يف نفسه هو له ال لغريه فالوجود الواجب .بالفصل وليس لألول ماهية سوى الوجود الواجب

تفهيم املطالبة فهذا :قولنا. مل يشارك غريه فلم ينفصل عنه بفصل نوعي فلم يكن له حد لوجود إال لها مل يكن وجوبهذا حكاية املذهب فبم عرفتم استحالة : يقال فهو أن أما املطالبة. مطالبة وإبطال: والكالم عليه من وجهني. مذهبهم

ما لثاين ينبغي أن يشاركه يف شيء ويباينه يف شيء والذي فيهإن ا: التثنية إذ قلتم نفي ذلك يف حق األول حىت بنيتم عليهوال من أين عرفتم استحالته هذا النوع من التركيب: يشارك به وما يباين به فهو أبطلنا إمكان التركيب يف األول فنقول

ء فإن كان يصح جمتمع من أجزا أن املركب من اجلنس والفصل دليل عليه إال قولكم احملكي عنكم يف نفي الصفات وهووجود دون الوجود دون ما عداه وإن كان ال يصح لألجزاء اجلملة وجود دون اآلخر فهو واجب لواحد من األجزاء أو

عليه يف الصفات وبينا أن ذلك ليس مبحال وقد تكلمنا. األجزاء فالكل معلول حمتاج اتمع وال للمجتمع وجود دون التسلسل فقط فأما العظائم اليت الربهان ال يدل إال على قطع. قطع التسلسل علىقطع تسلسل العلل والربهان مل يدل يف

ما وصفوه به وهو أنه ال فإن كان واجب الوجود. عليه دليل اخترعوها يف لزوم اتصاف واجب الوجود به فلم يدلالتسلسل الدليل دل على قطعإذن على إثبات واجب الوجود وإمنا قوامه إىل غريه فال دليل يكون فيه كثرة فال حيتاج يف

انقسام الشيء إىل يف هذا النوع أظهر فإن ليس بني اجلنس والفصل مباينة تامة وهو. منه يف الصفات فقط وهذا قد فرغناالذات والذات غري الصفة والنوع ليس غري وصفة فإن الصفة غري اجلنس والفصل ليس كانقسام املوصوف إىل ذات

زيادة وإذا ذكرنا اإلنسان فلم نذكر إال احليوان مع. ذكرنا اجلنس وزيادة ذكرنا النوع فقد اجلنس من كل وجه فمهماتستغين عن نفسها إذا انضم إليها هل إن اإلنسانية: إن اإلنسانية هل تستغين عن احليوانية كقوله: فقول القائل .نطق

ومن أي وجه يستحيل أن تنقطع ... نة يف الفصلإن مل تكن املباي .شيء آخر فهذا أبعد عن الكثرة من الصفة واملوصوفاألجسام واآلخر علة علتني إحديهما علة السموات واألخرى علة العناصر أو أحدمها علة العقول على سلسلة املعلوالت

أن حمل واحد فإما يتباينان باملعىن من غري واحلرارة يف كلها ويكون بينهما مباينة ومفارقة يف املعىن كما بني احلمرةيقدح يف وحدة وفصليا حبيث يقبل االنفصال بل إن كان فيه كثرة فهو نوع كثرة ال تركيبا جنسيا نفرض يف احلمرة

.إهلني صانعني فمن أي وجه يستحيل هذا يف العلل وذا يتبني عجزهم عن نفي .الذاتإمنا يستحيل هذا من حيث : قيل لني فإنيصح يف احلا إما أن يكون هذا شرطا يف وجوب الوجود وإما أن ال يكون وال

يتباينان وإن مل وجوب الوجود فينبغي أن يوجد لكل واجب وجود فال الذاتني إن كان شرطا يف أن ما به من املباينة بني. بغريه فوجوده مستغىن عنه ويتم وجوب الوجود اآلخر شرطا فكل ما ال يشترط يف وجوب الوجود يكن هذا شرطا وال

مجيع ذلك يف لفظ واجب الوجود فليطرح ومنشأ التلبيس يف. وقد تكلمنا عليه ذا عني ما ذكرمتوه يف الصفاته: قلناوإن كان املراد هذا فليترك مل يكن املراد به موجود ال فاعل له قدمي نسلم أن الدليل يدل على واجب الوجود إن فإنا ال

بعض التباين . عليه دليل فاعل يستحيل فيه التعدد والتباين وال يقوم الوجود وليبني أن موجودا ال علة له وال لفظ واجبهوس فإن ما ال علة له شرط يف أن ال يكون له علة فهو إن ذلك هل هو: اللون لونا فيبقى قوهلم" كون "هو شرط يف

لونا شرط يف كون اللونإن السوادية هل هي : كقول القائل علة له حىت يطلب شرطه أو هو قد بينا أنه ال يعلل كونه الاللونية يف العقل منهما أعين ثبوت حقيقة أما يف حقيقته فال يشترط واحد: احلمرة لونا فيقال فإن كان شرطا فلم كان

Page 48: تهافت الفلاسفة

فكذلك من يثبت علتني ويقطع . الوجود إال وله فصل ال ميكن جنس يف وأما يف وجوده فالشرط أحدمها ال بعينه أي وجوب الوجود :قوهلم. بفصل وأحد الفصول شرط الوجود ال حمالة ولكن ال على التعني باينانيت: فيقول التسلسل ما

إىل املاهية زائدا على املاهية وال جيوز يف مضافا هذا جيوز يف اللون فإن له وجودا: كوجود اللونية ال كماهيته فإن قيلوكما أن فصل السواد وفصل احلمرة . الوجود إليهاالوجود وليس مث ماهية يضاف وجوب واجب الوجود إذ ليس له إال

يشترط يف الوجود الواجب فإن ال يشترط للونية يف كوا لونية إمنا يشترط يف وجودها احلاصل بعلة فكذلك ينبغي أن الال نسلم : اكال وسيأيت الكالم عن األمر قلن: قولنا. إىل اللونية املضاف الوجود الواجب لألول كاللونية للون ال كالوجود

. خارج عن املعقول بال ماهية إنه وجود: وقوهلم. موصوفة بالوجود على ما سنبينه يف املسألة اليت بعده حقيقة بل له نفي التركيب اجلنسي والفصلي مث بنوا ذاك على نفي املاهية وراء ورجع حاصل الكالم إىل ام بنوا نفي التثنية على

ضعيف بطل عليهم الكل وهو بنيان ود فمهما أبطلنا األخري الذي هو أساس األساساألخري الوج الوجود فمهما أبطلناإن مل : املسلك الثاين اإللزام وهو أنا نقول بني األول واملعلول األول العقلية مشتركة. الثبوت قريب من بيوت العنكبوت

عقل جمرد كما أن سائر العقول ول عندكمألنه ليس مقوال يف جواب ما هو فاأل الوجود واجلوهرية واملبدئية جنسا يكناملواد فهذه احلقيقة تشمل اليت هي معلومات األول عقول جمردة عن املبادئ للوجود املسمى باملالئكة عندهم اليت هي

مشتركان يف أن كل تركيب يف ذاته إال من حيث لوازمه ومها األول فإن املعلول األول أيضا بسيط ال األول ومعلولهاملاهية اردة للذات من اللوازم بل هي املاهية وهذه فليس العقلية. وهذه حقيقة جنسية قل جمرد عن املادةواحد ع

فما به املباينة غري اثنينية من غري مباينة وإن باينها فإن مل يباينها بشيء آخر فقد عقلتم. العقول مشتركة بني األول وسائرنفسه واملشاركة فيها مشاركة يف احلقيقية فإن األول عقل ة هي يف ذات كليهماوهذه املشارك .ما به املشاركة والعقليةالذي املعلول األول وهو العقل األول ذلك من حيث أنه يف ذاته عقل جمرد عن املادة وكذى وعقل غريه عند من يرى

ت أنواع خمتلفة وإمنا اشتراكها يف هي معلوال والدليل عليه أن العقول اليت أبدعه اهللا من غري واسطة مشارك يف هذا املعىن القاعدة أو املصري إىل أن وكذلك األول شارك مجيعها يف العقلية فهم فيه بني نقض وافتراقها بفصول سوى ذلك العقلية

.العقلية ليست مقومة للذات وكالمها حماالن عندهمالوجود إليها بل الوجود حقيقة يضافوال ماهية وال مسألة يف إبطال قوهلم إن وجود األول بسيط أي هو وجود حمض

أبضرورة أو مب عرفتم ذلك: األول املطالبة بالدليل فيقال: وجهني بالدليل والكالم عليه من الواجب له كاملاهية املطالبةألنه لو كان :الواجب معلوال وهو حمال فإن قيل يكون الوجود: قوهلم. فال بد من ذكر طريق النظر نظر وليس بضروري

. متناقض معلول فيكون الوجود الواجب معلوال وهو إليها وتابعا هلا والزما هلا والتابع ه ماهية لكان الوجود مضافال :التلبيس يف إطالق لفظ الوجود الواجب فإنا نقول هذا رجوع إىل منبع: فاعلية فنقول هو حمال إذا مل يكن له علة: قولنا

أحبوا أن يسموه تابعا ة أي ليست معدومة منفية ووجودها مضاف إليها وإنموجود له حقيقة وماهية وتلك احلقيقةفإن . الوجود قدميا من غري علة فاعلية للوجود بل مل يزل هذا والزما فال مشاحة يف األسامي بعد أن يعرف أنه ال فاعل

يدل إال على ستحالة فيه إذ الدليل ملفليس كذلك وإن عنوا غريه فهو مسلم وال ا أن له علة فاعلية عنوا بالتابع واملعلولاملاهية سببا للوجود الذي هو تابع له فيكون فتكون :تكون املاهية سببا فاعال فإن قيل: قطع تسلسل العلل وقطعه قوهلم

فكيف يف للوجود املاهية يف األشياء احلادثة ال تكون سببا: أي أنه ال يستغىن عنه قلنا :قولنا .الوجود معلوال ومفعوال

Page 49: تهافت الفلاسفة

يستغىن عنه فليكن كذلك فال استحالة فيه إمنا القدمي إن عنوا بالسبب الفاعل له وإن عنوا به وجها آخر وهو أنه ال فقد اندفعت اإلستحالة وما عدى ذلك مل تعرف استحالته فال بد من برهان على انقطع اإلستحالة يف تسلسل العلل فإذا

الدليل قد دل على وتسلم أن ها على أخذ لفظ واجب الوجود مبعىن له لوازموكل براهينهم حتكمات مبنا .استحالته إن كل ماهية موجودة فمتكثرة : يقال من الضالل أن .واجب الوجود بالنعت الذي وصفوه وليس كذلك كما سبق

ض وأضعف ألن إال أنه أغم اإلنقسام اجلنسي والفصلي وعلى اجلملة دليلهم يف هذا يرجع إىل دليل نفي الصفات ونفيموجودة كل ماهية: لتقدير ماهية واحدة موجودة وهو يقولون جمرد اللفظ وإال فالعقل يتسع هذه الكثرة ال ترجع إال إىل

بكل حال وال موجود إال وله حقيقة وهذا غاية الضالل فإن املوجود الواحد معقول. ووجود فمتكثرة إذ فيه ماهيةوجود بال ماهية : هو أن نقول وال حقيقة غري معقول املسلك الثاين د بال ماهيةوجو. ووجود احلقيقة ال ينفي الوحدة

وجود مرسال إال باإلضافة إىل موجود يقدر عدمه فال نعقل معقول وكما ال نعقل عدما مرسال إال وال حقيقة غريحقيقة له فإن نفي عن غريه باملعىن واليتعني واحدا متميزا ال سيما إذا تبني ذاتا واحدة فكيف باإلضافة إىل حقيقة معينة

ال يعقل يف . وهو متناقض وجود وال موجود: فكأم قالوا للحقيقة وإذا نفى حقيقة املوجود مل يعقل الوجود املاهية نفيارك له يش هذا معقوال جلاز أن يكون يف املعلوالت وجود ال حقيقة الوجود ويدل عليه أنه لو كان املعلول نفي املاهية من

يف املعلوالت وهل له له فلم ال يتصور هذا ال حقيقة وال ماهية له ويباينه يف أن له علة واألول ال علة األول يف كونهينفي علته ال يصري معقوال وما يعقل فبأن يقدر له علة ال يعقل يف نفسه فبأن سبب إال أنه غري معقول يف نفسه وما ال

كالمهم إىل يقولون فانتهى إىل هذا احلد غاية ظلمام فقد ظنوا أم يرتهون فيماوالتناهي .عن كونه معقوال خيرجالوجود غري : قولنا. حقيقته أنه واجب وهو املاهية: قيل واجب فإن ماهيته هي أنه: النفي ارد فإن نفي املاهية نفي قوهلم

ونفي العلة عن وهو سلب ال يتقوم به حقيقة ذاتوال معىن للواجب إال نفي العلة: املاهية قلنا عن املعلول ال يستغين. هلا وال يتصور عدمها إذ ال معىن للوجوب إال هذا احلقيقة الزم احلقيقة فلتكن احلقيقة معقولة حىت توصف بأنه ال علة

ذى فك فقد جاءت الكثرة وإن مل يزد فكيف يكون هو املاهية والوجود ليس مباهية الوجود على أن الوجوب إن زاد على .يزيد عليه ما ال

هذا : كان األول جسما قدميا فنقول وما األمر إذا: جبسم قولنا مسألة يف تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن األول ليسفأما أنتم إذا . حمدث ال خيلوا عن احلوادث وكل حادث فيفتقر إىل ملن يرى أن اجلسم حادث من حيث أنه إمنا يستقيم

مركبا فإن األول ال يقبل القسمة واجلسم ال يكون إال: قوهلم أول لوجوده مع أنه ال خيلوا عنال عقلتم جسما قدميااملعنوية وإىل أوصاف اهليوىل والصورة بالقسمة يكون إال مركبا منقسما إىل جزئني بالكمية وإىل ألن اجلسم ال: قيل

ساوية يف أا أجسام وواجب الوجود واحد ال يقبل القسمةمت األجسام وإال فاألجسام خيتص ا ال حمالة حىت يباين سائرسوى أن اتمع إذا ال دليل لكم عليه وقد أبطلنا هذا عليكم وبينا أنه: أبطلنا هذا فيما سبق قلنا :قولنا. ذه الوجوه

ال موجد له مل يبعد تقدير وبينا أنه إذا مل يبعد تقدير موجود تكلمنا عليه وقد. افتقر بعض أجزائه إىل البعض كان معلوالونفي التركيب التركيب وتقدير موجودات ال موجد هلا إذ نفي العدد والتثنية بنيتموه على نفي مركب له مركب ال

.وبينا حتكمكم فيه استأصلناه على نفي املاهية سوى الوجود وما هو األساس األخري فقد

Page 50: تهافت الفلاسفة

إن مل يكن له نفس ال يكون اجلسم: علة له فإن قيل س فنفسه قوهلم اجلسم بال نفس ال يكون فاعال وإن كان له نف نفسنا ليس علة لوجود جسمنا وال نفس الفلك: قلنا كال: علة له فال يكون قولنا فاعال وإن كان له نفس فنفسه

. لةقدميا جاز أن ال يكون هلما ع مها يوجدان بعلة سوامها فإذا جاز وجودمها مبجردها علة لوجود جسمه عندكم بلهو : كانا قدميني قلنا وما املانع إذا: اجتماع النفس واجلسم قولنا كيف اتفق: كيف اتفق اجتماعهما فإن قيل :قوهلم

. كيف اتفق فأما ما مل يزل موجودا فال يقال هذا سؤال عن حادث: كيف اتفق وجود األول فيقال :كقول القائلألن اجلسم ال خيلق غريه والنفس ال : صانعا قوهلم يبعد أن يكونموجودا مل فكذلك اجلسم ونفسه إذا مل يزل كل واحد

إال باجلسم ال تفعل ألن اجلسم من حيث أنه جسم ال خيلق غريه والنفس املتعلقة: قيل إال بواسطة اجلسم فإن ختلق. األجسامالنفوس وأشياء ال تناسب يف إبداع بواسطة اجلسم وال يكون اجلسم واسطة للنفس يف خلق األجسام وال

ال جيوز أن يكون يف النفوس نفس ختتص خباصية تتهيأ ا ألن توجد ومل :هذا أمر ال يدل عليه برهان قلنا: قولناهذه األجسام من األجسام منها فاستحالة ذلك ال يعرف ضرورة وال برهان يدل عليه إال أنه مل نشاهد األجسام وغري

األول مبا ال يضاف إىل موجود أصال ومل املوجود تحالة فقد أضافوا إىلاملشاهدة وعدم املشاهدة ال يدل على االس اجلسم يقدر: قوهلم. يدل على استحالته منه فكذى يف نفس اجلسم واجلسم غريه ال نشاهد من غريه وعدم املشاهدة من

زيد عليه وينقص منه جيوز أن ي اجلسم األقصى أو الشمس أو ما قدر من األجسام فهو متقدر مبقدار: قيل مبقدار فإن: وهذا املقدار يكون على حسب نظام الكل قلنا: قولنا .خمصص فال يكون أوال فيفتقر اختصاصه بذلك املقدار اجلائز إىل

ولو كان أصغر منه أو اجلسم يكون على مقدار جيب أن يكون عليه لنظام الكل إن ذلك: تنكرون على من يقول مباملقادير بالنسبة إىل ذات األقصى منه متقدرا مبقدار وسائر املعلول األول يفيض اجلرمإن: جيز كما أنكم قلتم أكرب مل

ومل جيز خالفه فكذى النظام متعلقا به فوجب املقدار الذي وقع متساوية ولكن تعني بعض املقادير لكون املعلول األوليف املعلول األول ز التخصيص بغري علة بل لو أثبتواإىل جتوي قولنا إذا أثبتم مبدأ للتخصيص اضطررمت .إذا قدر غري معلولهذا املقدار دون ومل أراد: ينقطع السؤال إذ يقال األقصى عندهم مبدأ للتخصيص مثل إرادة مثال مل الذي هو علة اجلرم

هة حركة السماءالقدمية وقد قلبنا عليهم ذلك يف تعني ج إضافتهم األشياء إىل اإلرادة غريه كما ألزموه على املسلمني يف .ويف تعني نقطيت القطبني

مثله يف الوقوع بعلة فتجويزه بغري جتويز متيز الشيء عن فليطلق ذلك على غري املعلول أيضا فإذا بان أم مضطرون إىل

لعلة يف ا مل اختص ذا القدر وبني أن يتوجه: يف نفس الشيء فيقال فرق بني أن يتوجه السؤال علة كتجويزه بعلة إذ الالنظام مرتبط هذا املقدار ليس مثل غريه إذ ذا القدر عن مثله فإن أمكن دفع السؤال عن العلة بأن ومل خصصه: فيقال

خمرج عنه فإن هذا املقدار املعني الواقع إن الشيء ومل يفتقر إىل علة وهذا ال به دون غريه أمكن دفع السؤال عن نفسوهم ينكرون اإلرادة املميزة كيف ميز الشيء عن مثله خصوصا على أصلهم أنهكان مثل الذي مل يقع فالسؤال متوجه

راجع ما سبق .كذلك قدميا كما وقعت العلة القدمية بزعمهم وقع: مثال له فال يثبت اجلواز بل يقال وإن مل يكنيف نقطة القطب قلبنا ذلك عليهماإلرادة القدمية و الكالم مما أوردناه هلم من توجيه السؤال يف وليستمد الناظر يف هذا

Page 51: تهافت الفلاسفة

األجسام فال يقدر على إقامة دليل على أن األول ليس ذا أن من ال يصدق حبدوث اخلامتة وتبني. وجهة حركة الفلك .أصال جبسم

كل جسم فهو حادث ألنه ال من ذهب إىل أن: وعلة فنقول مسألة يف تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن للعامل صانعا

الدهرية وهو وأما أنتم فما الذي مينعكم من مذهب. صانع وعلة إنه يفتقر إىل: مذهبهم يف قوهلم وا عن احلوادث عقلخيلحتدث حيدث يف العامل جسم وال ينعدم جسم وإمنا علة له وال صانع وإمنا العلة للحوادث وليس أن العامل قدمي كذلك وال

حشو فلك القمر وأجسامها وموادها قدمية والعناصر األربعة اليت هيالسموات وهي الصور واألعراض فإن األجسام هيوالنباتية وهذه احلوادث تنتهي عللها واالستحاالت وحتدث النفوس اإلنسانية قدمية وإمنا تتبدل عليها الصور باالمتزاجات

وال صانع ألجسامه بل هو ملومصدرها نفس قدمية للفلك فإذن ال علة للعا احلركة الدورية واحلركة الدورية قدمية إىلوجودها بعلة وهي قدمية معىن قوهلم إن هذه األجسام فما. عليه مل يزل قدميا كذلك بال علة أعين األجسام كما هوعلة له فهو واجب الوجود وقد ذكرنا من صفات واجب كل ما ال: حمال فإن قيل ال يكون واجب الوجود وهو: قوهلم

ادعيتموه بينا فساد ما وقد: بل ينقطع تسلسل العلل قلنا: قولنا. يكون واجب الوجود م التبني به أن اجلس الوجود ماال : انقطع عند الدهري يف أول األمر إذ يقول وقد من صفات واجب الوجود وأن الربهان ال يدل إال على قطع السلسلة

ركة الدورية وهي بعضها سبب للبعض فبعضها علة للبعض إىل أن تنتهي إىل احل علة لألجسام وأما الصور واألعراضاألجسام عن دعوى ومن تأمل ما ذكرناه علم عجز كل من يعتقد قدم. مذهب الفالسفة وينقطع تسلسلها ا كما هو

األجسام غري واجبة الوجود : قوهلم. مبقتضى نظر هؤالء علة هلا ولزمه الدهر واإلحلاد كما صرح به فريق فهم الذين وفوا عليه أن هذه األجسام إما أن كانت واجبة الوجود وهو حمال وإما أن كانت ممكنة وكل الدليل: قيلفهي ممكنة فإن

وممكن الوجود فكل تلبيسام مغباة الوجود ال يفهم لفظ واجب: ومل ال تكون بغري علة قلنا: قولنا. ممكن يفتقر إىل علة .يف هاتني اللفظتني

ال علة هلا : ال علة هلا فيقول الدهري هذه األجسام هلا علة أم :ثباته فكأم يقولون فلنعدل إىل املفهوم وهو نفي العلة وإعلى اجلملة فإن إن األجزاء تكون سابقة يف الذات: إنه واجب وليس قوهلم :عين باإلمكان هذا فنقول فما املستنكر وإذا

: قولنا. الذات على اجلملة ألجزاء تكون سابقة يفباألجزاء وأن ا ينكر أن اجلسم له أجزاء وأن اجلملة إمنا تتقوم ال: قيللألجزاء وال فاجلملة تقومت باألجزاء واجتماعها وال علة ليكن كذلك: على إبطال الكثرة قلنا ال ميكنكم الرد

ل األو مبا ذكروه من لزوم نفي الكثرة عن املوجود فال ميكنهم رد هذا إال. بال علة فاعلية الجتماعها بل هي قدمية كذلك. أصال األجسام فال أصل العتقاده يف الصانع اخلامتة فبان أن من ال يعتقد حدوث. سواه وقد أبطلناه عليهم وال سبيل هلم

دليل املسلمني دليل : بنوع كلي قولنا يعلم غريه ويعلم األنواع واألجناس مسألة يف تعجيز من يرى منهم أن األولإال اهللا وصفاته عندهم الوجود يف حادث ويف قدمي ومل يكن عندهم قدمي أما املسلمون ملا احنصر: فنقول ...صحيحبالضرورة ال بد وأن يكون علمه فإن املراد عداه حادثا من جهته بإرادته حصل عندهم مقدمة ضرورية يف ما. وكان

هو حادث بإرادته ومل يبق مراد له وحادث بإرادته فال كائن إال و له ألن الكل معلوما للمريد فبنوا عليه أن الكل معلوم

Page 52: تهافت الفلاسفة

ذاته أوىل فصار يعرف ثبت أنه مريد عامل مبا أراده فهو حي بالضرورة وكل حي يعرف غريه فهو بأن ذاته ومهما إال .مريد إلحداث العامل أنه الكل عندهم معلوما هللا وعرفوه ذا الطريق بعد أن بان هلم

أين عرفتم أنه يعرف غري ذاته فال بد قدمي مل حيدث بإرادته فمن ن العامل وأما أنتم فما هو دليلكم فأما أنتم فإذا زعمتم أحتقيق ذلك يف إدراج يعقل مجيع املعقوالت وحاصل ما ذكره ابن سينا يف املوجود ال يف مادة: قوهلم .من الدليل عليهوكل ما هو فهو عقل حمضمادة وكل موجود ال يف مادة أن األول موجود ال يف: الفن األول: إىل فنني كالمه يرجع

اآلدمي التعلق باملادة واالشتغال ا ونفس مكشوفة له فإنه املانع عن درك األشياء كلها عقل حمض فجميع املعقوالتبالشهوات البدنية والصفات الرذيلة املتعدية انقطع شغله باملوت ومل يكن قد تدنس مشغول بتدبري املادة أي البدن وإذا

يعرفون مجيع املعقوالت وال ولذلك قضى بأن املالئكة كلهم. حقائق املعقوالت كلها طبيعية انكشف لهمن األمور ال إليهاألول موجود ال يف : قولكم: برهان فنقول النتيجة حتتاج إىل: قولنا .يشذ عنهم شيء ألم أيضا عقول جمردة ال يف مادة

جبهة فهو م بل هو قائم بنفسه من غري حتيز واختصاصوال هو منطبع يف جس املعىن به أنه ليس جبسم مادة إن كانسائر األشياء فهذا نفس ما يعقل وما هذا صفته فهو عقل جمرد فماذا تعين بالعقل إن عنيت: فيبقى قولكم .مسلم

وإن عنيت به غريه وهو أنه يعقل نفسه فرمبا يسلم لك املطلوب املطلوب وموضع الرتاع فكيف أخذته يف مقدمات قياس ومل ادعيت هذا وليس ذلك: يرجع حاصله إىل أن ما يعقل نفسه يعقل غريه فيقال ولكن انك من الفالسفة ذلكإخو

املادة : فما الربهان عليه قوهلم نظريا بضروري وقد انفرد به ابن سينا عن سائر الفالسفة فكيف تدعيه ضروريا وإن كانقياسهم على وينتظم. نسلم أنه مانع وال نسلم أنه املانع فقط: ان فنقوليتفق واملادة ال املانع: مانع من درك األشياء قولنا

. يف املادة فإذن يعقل األشياء األشياء ولكنه ليس إن كان هذا يف املادة فهو ال يعقل: القياس الشرطي وهو أن يقال شكلفهو حيوان إن كان هذا إنسانا: لمنتج باالتفاق وهو كقول القائ واستثناء نقيض املقدم غري فهذا استثناء نقيض املقدم

نعم استثناء نقيض . إنسانا ويكون فرسا فيكون حيوانا فهذا ال يلزم إذ رمبا ال يكون. فإذن ليس حبيوان لكنه ليس بإنسان: باحلصر وهو كقوهلم يف املنطق بشرط وهو ثبوت انعكاس التايل على املقدم وذلك نقيض التايل على ما ذكر املقدم ينتج

النهار ال سبب له فالنهار غري موجود ألن وجود كانت الشمس طالعة فالنهار موجود لكن الشمس ليست طالعة إناألوضاع واأللفاظ يفهم يف كتاب مدارك العقول وبيان هذه. منعكسا على اآلخر سوى طلوع الشمس فكان أحدمها

أن املانع حمصور يف املادة فال نحن ندعي التعاكس وهوف: يتفقان فإن قيل: قوهلم .صنفناه مضموما إىل هذا الكتاب الذيإن األول مريد األحداث : إنا وإن مل نقل :من فعل األول الفن الثاين قوله الكل: فما الدليل عليه قوهلم: قولنا. مانع سواهني فلم يزل فاعال فال الفاعل إنه فعله وقد وجد منه إال أنه مل يزل بصفة :الكل حادث حدوثا زمانيا فإنا نقول وال إن: قولنا. فعله فالكل عندنا من فعله فال وإذا وجب الفاعل عاملا باالتفاق غرينا إال يف هذا القدر وأما يف أصل الفعل نفارقوطبيعي كفعل الشمس يف إرادي كفعل احليوان واإلنسان: قسمان أحدمها أن الفعل: الزم واجلواب من وجهني ففعله

الصناعات البشرية وأما العلم بالفعل يف الفعل اإلرادي كما يف وإمنا يلزم. التسخني واملاء يف التربيد اإلضاءة والنار يفبطريق اإلرادة واالختيار بل عن ذاته بالطبع واالضطرار ال وعندكم إن اهللا فعل العامل بطريق اللزوم. فال الفعل الطبيعي

للشمس على كف النور وال للنار على كف التسخني فال قدرة رةالنور الشمس وكما ال قد لزم الكل ذاته كما يلزميقتضي علما للفاعل بتسميته فعال فال أفعاله تعاىل عن قوهلم علوا كبريا وهذا النمط وإن جتوز لألول على الكف عن

Page 53: تهافت الفلاسفة

هو سبب فيضان بسبب علمه بالكل فتمثل النظام الكلي الكل عن ذاته بني األمرين فرق وهو إن صدر: فإن قيل. أصالالنور من خبالف بالكل والعلم بالكل عني ذاته فلو مل يكن له علم بالكل ملا وجد منه الكل سوى العلم الكل وال مبدأ له

. الشمسمنه ذاته ذات يلزم: ويف هذا خالفك إخوانك فإم قالوا: إذا نفيت اإلرادة فما املانع أن حيال هذا املذهب قلنا: قولنا

نفي هلذا املذهب مهما وافقتهم على بالطبع واالضطرار ال من حيث أنه عامل ا فما احمليل على ترتيبهوجود الكل يقتصر . فليقدر ذلك يف األول وال مانع منه للزوم النور بل يتبعه النور ضرورة اإلرادة وملا مل يشترط علم الشمس بالنور

الشيء من الفاعل يقتضي العلم أيضا ثاين هو أنه إن سلم أن صدورحمال الوجه ال األول على علم املعلول األول وهو علميكون عاملا إال به واملعلول األول األول الذي هو عقل بسيط فينبغي أن ال بالصادر فعندهم فعل اهللا واحد وهو املعلول

واللزوم فالذي يصدر مما يصدر والتولد يوجد من اهللا دفعة بل بالوساطة عاملا أيضا مبا صدر منه فقط فإن الكل مل يكونفكيف يف الطبيعي فإن منه إال شيء واحد بل هذا ال يلزم يف الفعل اإلرادي أن يكون معلوما له ومل يصدر منه مل ينبغي

مبا يتولد منه بوساطته احلركة وال يوجب العلم احلجر من فوق جبل قد يكون بتحريك إرادي يوجب العلم بأصل حركةإن كان األول ال يعرف إال نفسه أمست املعلوالت فوقه : قوهلم .ال جواب له عنه فهذا أيضا. ه غريهمن مصادمته وكسر

ويعرفه ويعرف غريه نفسه قضينا بأنه ال يعرف إال نفسه لكان ذلك يف غاية الشناعة فإن غريه يعرف لو: فإن قيل شرفا فهذه الشناعة الزمة من مقاد : قلنا!... هذا أمر الزم :اقولن فيكون يف الشرف فوقه كيف يكون املعلول أشرف من العلة

الفلسفة ونفي حدث العامل فيجب ارتكاا كما ارتكب سائر الفالسفة أو ال بد من ترك الفلسفة يف نفي اإلرادة .واالعتراف بأن العامل حادث باإلرادة

شرف فإن العلم إمنا احتاج إليه ليس بزيادةالفالسفة إن ذلك مب تنكر على من قال من: أو ال بد من إبطاله مث يقالالعواقب يف الدنيا شرف باملعقوالت إما ليطلع على مصلحته يف كماال فإنه يف ذاته قاصر واإلنسان غريه ليستفيد به

لو قدر له وأما ذات اهللا فمستغنية عن التكميل بل. املخلوقات ذاته املظلمة الناقصة وكذى سائر واآلخرة وإما لتكملوهذا كما النقصان كذلك علمه بالكليات فكما أن علمه باخلواص من. ذاته من حيث ذاته ناقصا علم يكمل به لكان

وافقت سائر الفالسفة بأن اهللا مرته عنه وأن الداخلة حتت الزمان فإنك قلت يف السمع والبصر ويف العلم باجلزئياتومل يكن يف يف ذاته وتأثرا ويكون ال يعرفه األول ألن ذلك يوجب تغريااملنقسمة إىل ما كان الداخلة يف الزمان املتغريات

إليها ولوال نقصان اآلدمي ملا احتاج إىل حواس واحلاجة سلب ذلك عنه نقصان بل هو كمال وإمنا النقصان يف احلواس نعرف احلوادث كلهافإذا كنا. وكذلك العلم باحلوادث اجلزئية زعمتم أنه نقصان .لتحرسه عما يتعرض للتغري به

يكون ذلك نقصانا احملسوسات وال احملسوسات كلها واألول ال يعرف شيئا من اجلزئيات وال يدرك شيئا من وندرك .وال يكون فيه نقصان أيضا وهذا ال خمرج عنه لغريه وال يثبت له فالعلم بالكليات العقلية أيضا جيوز أن يثبت

عرفوا حدوث العامل بإرادته استدلوا املسلمون ملا: فنقول ليل على أنه يعرف ذاته أيضا مسألة يف تعجيزهم عن إقامة الدفيعرف ذاته على احلياة مث باحلياة على أن كل حي يشعر بنفسه وهو حي باإلرادة والعلم مجيعا باإلرادة على العلم مثوزعمتم أن ما يصدر منه فإذا نفيتم اإلرادة واإلحداث وأما أنتم فال فأما أنتم. معقوال يف غاية املتانة فكان هذا منهجا

فقط مث يلزم ذاتا من شأا أن يوجد منه املعلول األول الضرورة والطبع فأي بعد أن تكون ذاته يصدر بلزوم على سبيل

Page 54: تهافت الفلاسفة

السخونة والشمس ذلك ال يشعر بذاته كالنار يلزم منها الثاين إىل متام ترتيب املوجودات ولكنه مع املعلول األول املعلولوقد . غريه يعرف ذاته يعرف ما يصدر منه فيعرف واحد منهما ذاته كما ال يعرف غريه بل ما يلزم منها النور وال يعرف

حبكم وضعهم وإذا مل يعرف غريه مل يبعد أن ال وألزمنا من خالفهم يف ذلك موافقتهم بينا من مذهبهم أنه ال يعرف غريه إن: يكون األول ميتا قولنا كل من ال يعرف نفسه فهو ميت فكيف: فإن قيل! ميتا ألوليكون ا: قوهلم. يعرف نفسه

مذهبكم إذ ال فصل بينكم وبني فقد لزمكم ذلك على مساق :نفيت الصفات من األول فما حاجته إىل معرفة نفسه قلنافإن جاز . ال يعرف غريه فهو ميتيسمع وال يبصر فهو ميت ومن وقدرة واختيار وال كل من ال يفعل بإرادة: من قال

املادة أن كل بريء عن عن هذه الصفات كلها فأي حاجة به إىل أن يعرف ذاته فإن عادوا إىل يكون األول خاليا أنالربهان عليه أن : أشرف من امليت فإن قيل احلي: قوهلم .عقل بذاته فيعقل نفسه فقد بينا أن ذلك حتكم ال برهان عليه

أقدم وأشرف من امليت واألول أقدم واشرف فليكن حيا وكل حي يشعر بذاته ميت واحلي إىل حي وإىلاملوجود ينقسم هذه : من العلة قلنا أشرف مل يستحيل كون املعلول: قولنا. أن يكون يف معلوالته احلي هو ال يكون حيا يستحيل إذ

فسه بالوسائط الكثرية أو بغري واسطة فإن كان يعرف ن ما مل يستحيل أن يلزم مما ال يعرف نفسه: حتكمات فإنا نقولمن العلة فلم يستحيل أن يكون املعلول أشرف من العلة وليس هذا بديهيا فيكون احمليل لذلك كون املعلول أشرف

الكل تابع لذاته ال يف علمه مبدأ لذوات املعرفة مث مب تنكرون أن شرفه يف أن وجود معرفة الذات بل يف كونه شرفه ال يفاملوجود ينقسم : قال قائل ولو. ويسمع وهو ال يرى وال يسمع الدليل عليه أن غريه رمبا عرف أشياء سوى ذاته ويرى

تنكرون ذلك لكنكم. وليكن األول بصريا وعاملا باألشياء والعامل واجلاهل فليكن البصري أقدم إىل البصري واألعمىالكل البصر والعلم وكون الذات حبيث يوجد منه بل يف االستغناء عنالبصر والعلم باألشياء ليس الشرف يف: وتقولون

.لذوات املعرفة وهذا شرف خمصوص به ال شرف يف معرفة الذات بل يف كونه مبدأ فكذلك. فيه العلماء وذوو األبصارلمه أيضا بذاته إذ يضطرون إىل نفي ع إال من نظر العقل فبالضرورة اخلامتة ليس هناك دليل على تلك األمور إن مل تؤخذ

وبفساد ذلك يفسد هذا كله على. على اإلرادة سوى حدث العامل ذلك سوى اإلرادة وال يدل ال يدل على شيء منختمينات وظنون هلم عليها إال فجميع ما ذكروه من صفات األول أو نفوه ال حجة. من نظر العقل من يأخذ هذه األمور

اإلهلية وال عجب إمنا العجب من عجبهم يف الصفات غرو لو حار العقلوال. تستنكف الفقهاء منها يف الظنيات اجلزئيات املنقسمة. هذه األمور معرفة يقينية مع ما فيها من اخلبط اخلبال أم عرفوا بأنفسهم وبأدلتهم ومن اعتقادهم

ى ذلك فإن من ذهب منهم إىل أنه عل اتفقوا بانقسام الزمان إىل الكائن وما كان وما يكون اتفاقهم على هذه املسألة وقد إىل أنه يعلم غريه وهو الذي اختاره ابن سينا فقد زعم أنه يعلم مذهبه ومن ذهب ال يعلم إال نفسه فال خيفى هذا عن

علمه ذلك زعم أنه ال يعزب عن ال يدخل حتت الزمان وال خيتلف باملاضي واملستقبل واآلن ومع األشياء علما كلياأوال من فهم مذهبهم مث االشتغال وال بد. اجلزئيات بنوع كلي لسموات وال يف األرض إال أنه يعلممثقال ذرة يف ا

.باالعتراض

مبثال وهو أن الشمس مثال بعلوم ثالثة ونبني هذا قوهلم إن كسوف الشمس يف املستقبل واحلاضر واملاضي نعلمه أحوال أعين الكسوف حالة هو فيها معدوم منتظر الوجود أي مث يتجلى فيحصل له ثلثة ينكسف بعد أن مل يكن منكسفا

Page 55: تهافت الفلاسفة

ولنا بإزاء األحوال الثلثة. قبل أي هو كائن وحالة ثالثة هو فيها معدوم ولكنه كان من سيكون وحال هو فيها موجودنا اآلن وهذه وثالثا أنه كان وليس كائ معدوم وسيكون وثانيا أنه كائن ثلثة علوم خمتلفة فإنا نعلم أوال أن الكسوف

بعد االجنالء أن الكسوف موجود احملل يوجب تغري الذات العاملة فإنه لو علم الثلثة متعددة وخمتلفة وتعاقبها على العلومإن اهللا ال يعلم ألنه .معدوم كان جهال فبعض هذه ال يقوم مقام بعض جهال ال علما ولو علم عند وجوده أنه اآلن كان

التغري وما مل خيتلف حاله مل يتصور أن الثلثة فإنه يؤدي إىل أن اهللا ال خيتلف حاله يف هذه األحوالفزعموا ... يتغري الحمالة والتغري على تغري العامل ال املعلوم فإذا تغري املعلوم تغري العلم وإذا تغري العلم فقد الثلثة فإن العلم يتبع يعلم هذه األمور

الكسوف ومجيع صفاته وعوارضه ولكن علما هو يتصف به يف أنه يعلم ومع هذا زعمإال بعلم ال خيتلف . ... اهللا حمالاليت مسوها يعلم مثال أن الشمس موجود وأن القمر موجود فإما حصال منه بواسطة املالئكة مثل أن األزل وال خيتلف

اطع على نقطتني مها الرأس والذنب فلكيهما تق باصطالحهم عقوال جمردة ويعلم أا تتحرك حركات دورية ويعلم أن بني العقدتني فينكسف الشمس أي حيول جرم القمر بينهما وبني أعني الناظرين فيستتر وأما جيتمعان يف بعض األحوال يف

أخرى وأن ذلك اإلنكساف ينكسف مرة عن األعني وأنه إذا جاوز العقدة مثال مبقدار كذى وهو سنة مثال فإنه الشمسوهكذى إىل مجيع أحوال الكسوف وعوارضه فال يعزب أو ساعتني أو ثلثه أو نصفه وأنه ميكث ساعةيكون يف مجيعه

الكسوف وحالة الكسوف وبعد االجنالء على وترية واحدة ال خيتلف وال يوجب ذا قبل عن علمه شيء ولكن علمه .ذاته تغريا يف

احلوادث فإا إمنا حتدث بأسباب لزمان وكذى علمه جبميعا فجميع احلوادث مكشوفة له انكشافا واحدا ال يؤثر فيهحتريك احلركة الدورية السماوية وسبب احلركة نفس السموات وسبب أخر إىل أن تنتهي إىل وتلك األسباب هلا أسباب

با ال يؤثر فيه متناس منكشف له انكشافا واحدا فالكل معلوم له أي هو. التشبه باهللا واملالئكة املقربني النفس الشوق إىل موجود اآلن وال يعلم بعده أنه اجنلى اآلن وكل ما جيب إنه يعلم أن الكسوف: يقال الزمان ومع هذا فحالة الكسوف ال

يعلم فهو يعلم اخلواص وال. ينقسم بالزمان فال يتصور أن يعلمه ألنه يوجب التغري هذا فيما يف تعريفه اإلضافة إىل الزمانال يعلم عوارض : فإم يقولون باملادة واملكان كأشخاص الناس واحليوانات بهم فيما ينقسموكذى مذه... عوارضها

ينبغي أن يكون بدنه مركبا من ويعلم عوارضه وخواصه وأنه وعمرو وخالد وإمنا يعلم اإلنسان املطلق بعلم كلي زيد وأن قواه ينبغي أن تكون مبثوثة يفوبعضها زوج وبعضها فرد للمشي وبعضها لإلدراك أعضاء بعضها للبطش وبعضها

عن علمه ولوازمه حىت ال يعزب كل صفة يف داخل اآلدمي وباطنه وكل ما هو من لواحقه وصفاته أجزائه وهلم جرا إىلفإمنا يتميز عن شخص عمرو للحس ال احلس فأما شخص زيد وأما العوارض فال مييزها إال. ... شيء ويعلمه كلياهذا وهذا معينة والعقل يعقل اجلهة املطلقة الكلية واملكان الكلي فأما قولنا اإلشارة إىل جهة ييز إليهللعقل فإن عماد التم

معينة وذلك يستحيل يف بعد أو جهة إشارة إىل نسبة حاصلة لذلك احملسوس إىل احلاس بكونه منه على قرب أو فهوستأصلوا ا الشرائع بالكلية إذ مضموا أن زيد مثال لو وا اعتقدوها وبذلك يستأصلون األديان وهذه قاعدة: قولنا. حقه

وأفعاله حادثة بعد أن مل مل يكن اهللا عاملا مبا يتجدد من أحواله ألنه ال يعرف زيدا بعينه فإنه شخص عصاه أطاع اهللا أو كفر اإلنسان وإسالمه يعلم كفر زيد وال إسالمه وإمنا يعلم تكن وإذا مل يعرف الشخص مل يعرف أحواله وأفعاله بل ال

تلك مل يعرف يف حتدى حممد صلى اهللا عليه وسلم بالنبوة وهو: باألشخاص بل يلزم أن يقال خمصوصا مطلقا كليا ال

Page 56: تهافت الفلاسفة

بالنبوة وأن صفة أولئك كذى احلالة أنه حتدى ا وكذلك احلال مع كل نيب معني وإنه إمنا يعلم أن من الناس من يتحدىال يعرفها ألا أحوال تنقسم يعرف باحلس واألحوال الصادرة منه ني بشخصه فال يعرفه فإن ذلكوكذى فأما النيب املع

مذهبهم أوال مث فهذا ما أردنا أن نذكره من نقل. اختالفها تغريا من شخص معني ويوجب إدراكها على بانقسام الزمانعلما خمتلفا متعاقبا تغري من علم: قوهلم. خباهلم ووجه بطالنه فلنذكر اآلن. من القبايح الالزمة عليه ثالثا تفهيمه ثانيا مثفإن كان حالة . حمالة تعاقبت على حمل واحد أوجبت فيه تغريا ال هذه أحوال ثلثة خمتلفة واملختلفات إذا وخباهلم أن

عاملا بأنه ليس لك كانوإن كان عاملا بأنه كائن وقبل ذ سيكون كما كان قبله فهو جاهل ال عامل الكسوف عاملا بأنهمن مل يعلم شيئا معىن للتغري إال اختالف العامل فإن اختلف علمه واختلف حاله فلزم التغري إذ ال بكائن وأنه سيكون فقد

ثلثة يف اإلضافة وحققوا هذا بأن األحوال. الوجود فقد تغري علم بأنه كائن مث حصل حالة مث علمه فقد تغري ومل يكن لهالشيء الذي إضافة حمضة فإن حتول ككونك ميينا ومشاال فإن هذا ال يرجع إىل وصف ذايت بل هو افة حمضةحالة هي إض

ومن . تبدل إضافة على الذات وليس بتبدل الذات ذاتك حبال وهذا كان على ميينك إىل مشالك تغريت إضافتك ومل تتغري قوتك ك فانعدمت األجسام أو انعدم بعضها مل تتغريحتريك أجسام حاضرة بني يدي قادرا على هذا القبيل إذا كنت

املعني ثانيا من حيث أنه جسم فلم تكن الغريزية وال قدرتك ألن القدرة قدرة على حتريك اجلسم املطلق أوال مث على والثالث. دربل إضافة حمضة فعدمها يوجب زوال إضافة ال تغريا يف حال القا ذاتيا إضافة القدرة إىل اجلسم املعني وصفا

.الذات وهو أن ال يكون عاملا فيعلم أو ال يكون قادرا فيقدر فهذا تغري تغري يفحقيقة ذات العلم تدخل فيه املعلوم يوجب تغري العلم فإن تغري املعلوم يوجب تغري علم العامل وهي اإلضافة وتغري

به على وجه آخر علم علوم املعني على ما هو عليه فتعلقهبذلك امل اخلاص إذ حقيقة العلم املعني تعلقه اإلضافة إىل املعلومبالكون بعد إن للذات علم واحد فيصري علما: يقال وال ميكن أن. فتعاقبه يوجب اختالف حال العامل آخر بالضرورة

وقد والبأنه كائن فالعلم واحد متشابه األح يصري علما بأنه كان بعد أن كان علما كونه علما بأنه سيكون مث هوتبدل ذات العلم فيلزم منه التغري وهو حمال حقيقة ذات العلم فتبدهلا يوجب تبدلت عليه اإلضافة ألن اإلضافة يف العلم

إن :تنكرون على من يقول مب: أحدمها أن يقال: اإلضافة احملضة واالعتراض من وجهني مع تغري ما يرتل مرتلة .على اهللاوجوده علم بأنه سيكون وهو بعينه عند وذلك العلم قبل الكسوف مثال يف وقت معنياهللا تعاىل له علم واحد بوجود علم باالنقضاء وإن هذه االختالفات ترجع إىل إضافات ال توجب تبدال يف بعد االجنالء الوجود علم بالكون وهو بعينه

الواحد يكون على ميينك مث الشخص فإنفال توجب تغريا يف ذات العامل وأن ذلك يرتل مرتلة اإلضافة احملضة ذات العلمواملتغري ذلك الشخص املنتقل دونك وهكذى ينبغي أن بفهم اإلضافات يرجع إىل قدامك مث إىل مشالك فتتعاقب عليك

التغري وهو متفق نسلم أنه يعلم األشياء بعلم واحد يف األزل واألبد واحلال ال يتغري وغرضهم نفي فإنا احلال يف علم اهللا .عليه

اآلن واالنقضاء بعده تغري فليس مبسلم إثبات العلم بالكون من ضرورة: يف إمكان اهللا أن خيلق لنا مثل هذا العلم وقوهلم

لنا علما آخر بقدوم زيد غدا عند طلوع الشمس وأدام هذا العلم ومل خيلق لو خلق اهللا لنا علما فمن أين عرفوا ذلك بلبأنه قدم من قبل وكان السابق بقدومه اآلن وبعده ند طلوع الشمس عاملني مبجرد العلمعن هذا العلم لكنا ع وال غفلة

Page 57: تهافت الفلاسفة

املعني إن اإلضافة إىل املعلوم: اعتراضهم فيبقى قوهلم. الثلثة يف اإلحاطة ذه األحوال ذلك العلم الواحد الباقي كافياوالتعاقب فقد له ومهما حصل االختالف ذاتيةومهما اختلفت اإلضافة اختلف الشيء الذي اإلضافة داخلة يف حقيقتهإن صح هذا فاسلكوا مسلك إخوانكم من :اخل فنقول" اإلنسان املطلق "تقولون بأن اهللا ال يعلم . حصل التغري

املطلق واحليوان املطلق واجلماد علمه بذاته عني ذاته ألنه لو علم اإلنسان إنه ال يعلم إال نفسه وإن: قالوا الفالسفة حيثيكون علما باملختلفات ألن ختتلف ال حمالة فال يصلح العلم الواحد ألن وهذه خمتلفات ال حمالة فاإلضافات إليها املطلقواختالفا ال تعددا فقط مع التماثل إذ ذاتية للعلم فيوجب ذلك تعددا خمتلف واإلضافة خمتلفة واإلضافة إىل املعلوم املضاف

بالبياض يسد مسد العلم والعلم باحليوان ال يسد مسد العلم باجلماد وال العلم د البعضما يسد بعضها مس املتماثالت. والعوارض الكلية ال اية هلا وهي خمتلفة األنواع واألجناس فكم باألحرى ذا األمر مث هذه. ... بالسواد فهما خمتلفان لعامل من غري مزيد عليه وليت شعري كيفواحد مث ذلك العلم هو ذات ا تنطوي حتت علم فالعلوم املختلفة كيف

واملستقبل واآلن وهو ال حييل املاضي من نفسه أن حييل االحتاد يف العلم بالشيء الواحد املنقسم أحواله إىل يستجري العاقل دة أشد مناملختلفة واالختالف والتباعد بني األجناس واألنواع املتباع واألنواع االحتاد يف العلم املتعلق جبميع األجناس

واختالفا كيف يوجب تعددا الواقع بني أحوال الشيء الواحد املنقسم بانقسام الزمان وإذا مل يوجب ذلك االختالفدون اختالف األجناس واألنواع وأن ذلك مل يوجب األزمان هذا تعددا واختالفا ومهما ثبت بالربهان أن اختالف

ختالف وإذا مل يوجب االختالف جاز اإلحاطة بالكل بعلم واحد دائم يف يوجب اال ال التعدد واالختالف فهذا أيضاوما املانع على : يقال هال تعقلون قدميا متغريا اإلعتراض الثاين هو أن .ذلك تغريا يف ذات العامل األزل واألبد وال يوجب

يستحيل عليه كما ذهب من التغري الاعتقدمت أن هذا النوع أن يعلم هذه األمور اجلزئية وإن كان يتغري وهال أصلكم منينكر مجاهري الكرامية من عند آخرهم أنه حمل احلوادث ومل علومه باحلوادث حادثة وكما اعتقد جهم من املعتزلة إىل أن

. بقدمي خيلوا عن التغري واحلوادث فهو حادث وليس أن املتغري ال خيلوا عن التغري وما ال أهل احلق عليهم إال من حيثغريه واحلال العلم حادثا إما من جهته أو من جهة قوهلم يكون. قدمي وأنه ال خيلوا عن التغري أنتم فمذهبكم أن العاملوأما

غريه ذاته ال خيلوا إما أن حيدث من جهته أو من جهة إمنا أحلنا ذلك ألن العلم احلادث يف :أنه حمال يف احلالني فإن قيلتغريا وقد أن مل يكن فاعال فإنه يوجب القدمي ال يصدر منه حادث وال يصري فاعال بعدأن وباطل أن حيدث منه فإنا بينا

يكون غريه مؤثرا فيه ومغريا له حىت تتغري ذاته من جهة غريه فكيف قررناه يف مسألة حدث العامل وإن حصل ذلك يفواحد من كل: قلنا... احلال األولعليكم أال ترفضوا: من جهة غريه قولنا التسخر واالضطرار أحواله على سبيل

كيف . يف تلك املسألة حادث قفد أبطلناه إنه يستحيل أن يصدر من القدمي: أما قولكم. غري حمال على أصلكم القسمنياستحالته كونه أوال وإال فهذه احلوادث ليست احلوادث فشرط وعندكم يستحيل أن يصدر من القدمي حادث هو أول

الفلكية فالنفس. تنتهي بواسطة احلركة الدورية إىل شيء قدمي هو نفس الفلك وحياته اية بل غريهلا أسباب حادثة إىلفإذن احلوادث . متجدد ال حمالة بعده قدمية واحلركة الدورية حتدث منها وكل جزء من أجزاء احلركة حيدث وينقضي وما

ان احلوادث منه على الدوام كما يتشابه أحوال احلركة القدمي تشابه فيض صادرة من القدمي عندكم ولكن إذ تشابه أحوالمن قدمي إذا صدور حادث فاستبان أن كل فريق منهم معترف بأنه جيوز. تصدر من قدمي متشابه األحوال كانت ملا أن

.هذا القبيل كانت تصدر على التناسب والدوام فلتكن العلوم احلادثة من

Page 58: تهافت الفلاسفة

ومل يستحيل : العلم فيه من غريه فنقول القسم الثاين وهو صدور هذا وأما... التغريوذلك ال للزوم : وال احلال الثاين ... ... التغري من جهة غريه وال حلدوث. ... التغري وقد بينا لزومه على أصلكم أحدها: فيه إال ثلثة أمور ذلك عندكم وليس

: العلم به كما أنكم تقولون ء سببا حلدوثعندكم فليكن حدوث الشي كون الغري سببا لتغري الغري وهو غري حمال والثايناحلدقة عند توسط اهلواء مثال الشخص يف الطبقة اجلليدية من املتلون بإزاء احلدقة الباصرة سبب النطباع متثل الشخص

ن فلم يستحيل أ النطباع الصورة يف احلدقة وهو معىن اإلبصار فإذا جاز أن يكون مجاد سببا. واملبصر املشف بني احلدقةحصول أا مستعدة لإلدراك ويكون سببا حلصول علم األول ا فإن القوة الباصرة كما يكون حدوث احلوادث

األول عندكم مستعدا لقبول العلم وخيرج اإلدراك فليكن ذات املبدأ الشخص املتلون مع ارتفاع احلواجز سببا حلصولمستحيل وإن زعمتم أن غري القدمي فالقدمي املتغري عندكم غريفإن كان فيه ت .الفعل بوجود ذلك احلادث من القوة إىل

العلل واملعلوالت كما دليل إال قطع سلسلة يستحيل يف واجب الوجود فليس لكم على إثبات واجب الوجود ذلكهو كون القدمي واألمر الثالث الذي يتضمنه هذا " لتسخر " وال. ... متغري وقد بينا أن قطع التسلسل ممكن بقدمي. سبقيكون هو سببا هذا وهو أن ومل يستحيل عندكم: وإن ذلك يشبه التسخر واستيالء الغري عليه فيقال متغريا بغريه القدمي

ا فكأنه هو السبب يف حتصيل العلم لنفسه العلم له حلدوث احلوادث بوسائط مث يكون حدوث احلوادث سببا حلصول .ولكن بالوسائط

فليكن كذلك فإنه الئق وقولكم إن ذلك يشبه التسخر اهللا يصور على سبيل اللزوم والطبع تقولون إن ما يصدر من وهذا أيضا يشبه. والطبع وال قدرة له على أن ال يفعل اهللا يصدر على سبيل اللزوم بأصلكم إذ زعمتم أن ما يصدر من

كماله يف أن يكون مصدرا جلميع ار ألنإن ذلك ليس باضطر: يكون مصدر الكل فإن قيل كماله يف أن: نوعا من قوهلماألشياء ولو حصل لنا علم مقارن بتسخر فإن كماله يف أن يعلم مجيع ويف أن يعلم الكل فهذا ليس:... قولنا. األشياء

إقامة الدليل على مسألة يف تعجيزهم عن. فليكن كذلك يف حقه .ذلك كماال لنا ال نقصانا وتسخرا لكل حادث لكانبدن السماء قالوا إن السماء حيوان وإن له نفسا نسبته إىل هللا تعاىل حبركته الدورية قوهلم وقد اء حيوان مطيعأن السم

وإن غرض بتحريك النفس فكذى السموات أبداننا وكما أن أبداننا تتحرك باإلرادة حنو أغراضها كنسبة نفوسنا إىل . سنذكرهوجه السموات حبركتها الذاتية عبادة رب العاملني على

اهللا قادر على أن خيلق احلياة يف كل وال يدعى استحالته فإن ال ينكر إمكانه ومذهبهم يف هذه املسألة مما ال ينكر إمكانهاحليوانات مع مستديرا فإن الشكل املخصوص ليس شرطا للحياة إذ مينع من كونه حيا وال كونه جسم فال كرب اجلسم

بدليل العقل ولكنا ندعى عجزهم عن معرفة ذلك ولكن ال يعرف بدليل العقل. ول احلياةمشتركة يف قب اختالف أشكاهلايبعد أن نعم ال. وحي وقياس العقل ليس يدل عليه عليه إال األنبياء بإهلام من اهللا أو وإن هذا إن كان صحيحا فال يطلع

ال يصلح إال إلفادة ظن فأما أن يفيد قطعا وساعد ولكنا نقول ما أوردوه دليال يتعرف مثل ذلك بدليل إن وجد الدليلوكل جسم متحرك . حسية السماء متحرك وهذه مقدمة: متحرك وخباهلم فيه أن قالوا الضالل يف قوهلم بأن السماء .فالكل متحرك إما أن يكون .لكان كل جسم متحركا حمرك وهذه مقدمة عقلية إذ لو كان اجلسم يتحرك لكونه جسما فله

منبعثا عن ذات املتحرك كالطبيعة يف حركة احلجر إىل أسفل واإلرادة فإما أن يكون أو طبيعيا أو إراديا وكل حمركقسريا وكل ما . احلجر إىل فوق احليوان مع القدرة وإما أن يكون احملرك خارجا ولكن حيرك على طريق القسر كدفع حركة يف

Page 59: تهافت الفلاسفة

وحنن نسميه طبيعة كحركة احلجر إىل أسفل وإما أن يشعر يء باحلركةيتحرك مبعىن يف ذاته فإما أن ال يشعر ذلك الشقسرية طبيعية ونفسانيا فصارت احلركة ذه التقسيمات احلاصرة الدائرة بني النفي واإلثبات إما به وحنن نسميه إراديا

.وإما طبيعية وإما إرادية وإذا بطل قسمان تعني الثالثيتحرك باإلرادة أو بالقسر وينتهي احملرك القاسر إما جسم آخر كن أن يكون قسريا ألن وال ميكن أن يكون قسريا وال مي

حركات متحرك باإلرادة فقد حصل الغرض فأي فائدة يف وضع ومهما أثبت يف أجسام السموات ال حمالة إىل إرادةوهو حمال هللا هو احملرك بغري واسطةبالقسر وا إنه يتحرك: الرجوع إىل اإلرادة وإما أن يقال قسرية وباآلخرة ال بد من

وأن ختتص احلركة بصفة به يتميز عن وأنه خالقه للزم أن يتحرك كل جسم فال بد ألنه لو حترك به من حيث أنه جسميقال إن اهللا حيركه باإلرادة ألن وال ميكن أن. إما باإلرادة أو الطبع من األجسام وتلك الصفة هي احملرك القريب غريه

ميكن أن يكون هذا اجلسم على اخلصوص ألن يراد حتريكه دون غريه وال األجسام نسبة واحدة فلم استعد ناسبإرادته تفيه صفة هو مبدأ هذا اجلسم ينبغي أن يكون فإن ذلك حمال كما سبق يف مسألة حدث العامل وإذا ثبت أن ذلك جزافا

فهو إذا . طبيعيا ألنه يعود إىل املكان املهروب عنه يكونوال أن. القسرية احلركة بطل القسم األول وهو تقدير احلركةاحلركة للحركة ألن معىن هي طبيعية وهو غري ممكن ألن الطبيعة مبجردها قط ال تكون سببا :فيبقى أن يقال إراديا

حرك زق مملوء فال يتحرك عنه وهلذا ال يت مالئما له هرب من مكان وطلب ملكان آخر فاملكان الذي فيه اجلسم إن كان ولكن إن املاء حترك إىل وجه املاء فإنه وجد املكان املالئم فسكن والطبيعة قائمة غمس يف من اهلواء على وجه املاء وإذا

واحلركة الدورية ال يتصور أن . اهلواء نقل إىل مكان ال يالئمه هرب منه إىل املالئم كما هرب من وسط املاء إىل حيزفهو عائد إليه واملهروب عنه بالطبع ال يكون مطلوبا بالطبع ولذلك منه وأين يفرض اهلربتكون طبيعية ألن كل وضع

فلم يبق إال القسم .اهلوى اهلواء إىل باطن املاء وال احلجر ينصرف بعد االستقرار على األرض فيعود إىل زق ال ينصرف .الثالث وهي احلركة اإلرادية

سوى مذهبكم ال برهان حنن نقرر ثلث احتماالت :االعتراض هو أنا نقول االعتراض هناك ثالث احتماالت أخرى

حلركتها يديرها على الدوام وذلك اجلسم احملرك ال السماء قهرا جلسم آخر مريد األول أن يقدر حركة. على بطالا وهذا الذي ذكرناه. وانالسماء حي يكون مساء فيبطل قوهلم إن حركة السماء إرادية وإن يكون كرة وال يكون حميطا فال

:احلركة قسرية ومبدؤها إرادة اهللا فإنا نقول بإرادة اهللا الثاين هو أن يقال أو تكون. ممكن وليس يف دفعه إال جمرد استبعادحركات األجسام اليت ليست خبلق اهللا احلركة فيه وكذى القول يف سائر حركة احلجر إىل أسفل أيضا قسري حيدث

األجسام تشاركها يف استبعادهم أن اإلرادة مل اختصت به وسائر ض على اإلرادة قد أبطلناه فيبقىواالعترا .حيوانيةهذا شأا يف مثله وأم مضطرون إىل إثبات صفة أن اإلرادة القدمية من شأا ختصيص الشيء عن اجلسمية فقد بينا

والقول الوجيز إن ما استبعدوه يف اختصاص هموضع القطب والنقطة فال نعيد تعيني جهة احلركة الدورية ويف تعيني جسم السماء بتلك ومل متيز: بصفة ينقلب عليهم يف متيزه بتلك الصفة فإنا نقول اإلرادة به من غري متيز اجلسم بتعلق

مل حيصل يف غريه فإن علل ذلك فلم حصل فيه ما الصفة اليت ا فارق غريه من األجسام وسائر األجسام أيضا أجسام

Page 60: تهافت الفلاسفة

يتسلسل إىل غري اية فيضطرون باآلخرة إىل التحكم يف اإلرادة األخرى وهكذى فة أخرى توجه السؤال يف الصفةبص .مييز الشيء عن مثله وخيصصه بصفة عن أمثاله املبادئ ما وأن يف

ة تلك السماء اختص بصف منه الثالث هو أن يسلم أن أو تكون بالطبع وبدون أن تشعر ال لطلب املكان وال للهربال إن املطلوب بالطبع: وقوهلم. أنه ال يشعر به كاحلجر يف هوى احلجر إىل أسفل إال الصفة مبدأ احلركة كما اعتقدوه

واحدة فال اجلسم واحد واحلركة الدورية فتلبيس ألنه ليس مث أماكن متفاصلة بالعدد عندهم بل يكون مهروبا عنه بالطبعاحلركة لطلب املكان وال للهرب من وإمنا يتجزى بالوهم فليست تلك بالفعلللجسم جزء بالفعل وال للحركة جزء

املعىن ال أن حركة دورية وتكون احلركة نفسها مقتضى ذلك أن خيلق جسم ويف ذاته معىن يقتضي فيمكن. املكان إن كل حركة :املقتضى ال لطلب مكان وقولكم احلركة نفس. تكون حركة للوصول إليه مقتضى املعىن طلب املكان مث

احلركة غري مقصودة ضروريا فكأنكم جعلتم طلب املكان مقتضى الطبع وجعلتم لطلب مكان أو هرب منه إذا كان فهومكان فما الذي حييل ذلك املقتضى ال لطلب ال يبعد أن تكون احلركة نفس: نفسها بل وسيلة إليه وحنن نقول يف

فاحلكم على السماء بأنه . آخر فال يتيقن قطعا انتفاء غريه من احتمالأغلب اخلالصة فاستبان أن ما ذكروه إن ظن أنه .مستند له حتكم حمض ال حيوان

إن السماء مطيع هللا : وقد قالوا السماء متقرب إىل اهللا مسألة يف إبطال ما ذكروه من الغرض احملرك للسماء قوهلم إنكان ال يتصور أن يصدر الفعل واحلركة من حيوان إال إذاإذ كل حركة باإلرادة فهو لغرض حبركته ومتقرب إليه ألنمعناه طلب الكمال مث التقرب إىل اهللا ليس يف. وإال فلو استوى الفعل والترك ملا تصور الفعل الفعل أوىل به من الترك

ا عن األلفاظ فعلى سبيل ااز يكين عن السخط والرضا وإن أطلق هذه الرضا واحلذر من السخط فإن اهللا يتقدسحمال فال يبقى إال طلب القرب يكون التقرب بطلب القرب منه يف املكان فإنه العقاب وإرادة الثواب وال جيوز أن إرادة

فامللك فباإلضافة إىل وجوده ناقص وللنقصان درجات وتفاوت فإن الوجود األكمل وجوده وكل وجود يف الصفاتتفىن وال تستحيل وتعلم األشياء اليت ال تتغري وال ئكة املقربني أي اجلواهر العقليةمكانا وهو املراد باملال أقرب إليه صفة ال

امللك يف الصفات ازداد قربا من اهللا ومنتهى طبقة اآلدميني التشبه ازداد قربا من على ما هي عليه واإلنسان كلما .باملالئكة

يرجع إىل طلب القرب منه يف الصفات التقرب إىل اهللا وأنه املالئكة املقربون كماهلم ال يزداد وإذا ثبت أن هذا معىن

على الكمال بقاء مؤبدا على أكمل أحواله املمكن له فإن البقاء حقائق األشياء وبأن يبقى وذلك لآلدمي بأن يعلمشيء بالقوة حاضر معهم يف الوجود إذ ليس فيهم واملالئكة املقربون كل ما ميكن هلم من الكمال فهو .األقصى هو اهللا

واملالئكة السماوية يزداد كماهلم. اهللا الغاية القصوى باإلضافة إىل ما سوى حىت خيرج إىل الفعل فإذن كماهلم يفللسموات وفيها ما بالقوة وكماالا السماوية هي عبارة عن النفوس احملركة بتحريك السماء ويتشبهون باهللا واملالئكة

وما من . الوضع واألين واهليئة وذلك حاضر وإىل ما هو بالقوة وهو اهليئة يف الكريإىل ما هو بالفعل كالشكل منقسمةغري ممكن فلما مل ميكنها فإن اجلمع بني مجيعها معني إال وهو ممكن له ولكن ليست له سائر األوضاع بالفعل وضع

د وضع وأينا بعد أين وال ينقطع قط فال يزال يطلب وضعا بع قصد استيفاءها بالنوع استيفاء آحاد األوضاع على الدوام

Page 61: تهافت الفلاسفة

حسب اإلمكان يف األقصى على تنقطع هذه احلركات وإمنا قصده التشبه باملبدأ األول يف نيل الكمال اإلمكان فال هذا .حقه وهو معىن طاعة املالئكة السماوية هللا

استيفاء كل وضع ممكن له دمهاأح: التشبه من وجهني فإم يستوفون كل وضع ممكن فيفيض منه اخلري وقد حصل هلا

واملقارنة حركته من اختالف النسب يف التثليث والتربيع والثاين ما يترتب على. األول بالنوع وهو املقصود بالقصدكلها حتت فلك القمر وحيصل منه هذه احلوادث بالنسبة إىل األرض فيفيض منه اخلري على ما واملقابلة واختالف الطوالع

واالعتراض على هذا هو أن يف. بذاا وكل نفس عاقلة فمتشوقة إىل االستكمال .ال النفس السماويةفهذا وجه استكم. عنيتموه آخرا ونبطله من وجهني نطول به ونعود إىل الغرض الذي مقدمات هذا الكالم ما ميكن الرتاع فيه ولكنا ال

يكن له شغل قة ال طاعة وما هذا إال كإنسان ملأن يكون له محا االستكمال بالكون يف كل أين ميكن أحدمها أن طلبيستكمل بأن حيصل أنه يتقرب إىل اهللا فإنه شهواته وحاجاته فقام وهو يدور يف بلد أو بيت ويزعم وقد كفي املؤونة يف

ولست أقدر على اجلمع بينها بالعدد فأستوفيه الكون يف األماكن ممكن يل لنفسه الكون يف كل مكان أمكن وزعم أن إىل حيز ومن مكان إىل االنتقال من حيز: فيسفه عقله فيه وحيمل على احلماقة ويقال فيه استكماال وتقربا النوع فإنب

.وبني هذا مكان ليس كماال يعتد به أو يتشوف إليه وال فرق بني ما ذكروهملغربية فلم كانت احلركة األوىل ا الغرض حاصل باحلركة ما ذكرمتوه من: ملاذا ال ختتلف احلركة والثاين هو أنا نقول

كان يف اختالفها غرض فهال اختلفت بالعكس فكانت اليت هي الكل إىل جهة واحدة فإن مشرقية وهال كانت حركات احلركات من التثليثات مغربية مشرقية فإن كل ما ذكروه من حصول احلوادث باختالف مشرقية مغربية واليت هي

املمكن هلا احلركة إىل األوضاع واأليون كيف ومن وكذى ما ذكروه من استيفاء. والتسديسات وغريها حيصل بعكسهممكن استيفاء ملا ميكن هلا إن كان يف استيفاء كل تتحرك مرة من جانب ومرة من جانب اجلهة األخرى فما باهلا ال

االت ال حاصل هلا وأن أسرارأن هذه خي سبيل اإلهلام ال على سبيل االستدالل فدل كمال هذه األمور يطلع عليها على وأولياءه على سبيل اإلهلام ال على سبيل اخلياالت وإمنا يطلع اهللا عليه أنبياءه ملكوت السموات ال يطلع عليه بأمثال هذه

-االستكمال باحلركة . واختيارها عن بيان السبب يف جهة احلركة االستدالل ولذلك عجز الفالسفة من عند آخرهماحلوادث استكماهلا حيصل باحلركة من أي جهة كانت وكان انتظام ملا كان: اخلري وقال بعضهم فاضةوذه احلركة إوالداعي إىل جهة التقرب إىل اهللا اختالف حركات وتعني جهات كان الداعي هلا إىل أصل احلركة األرضية يستدعي

أحدمها أن ذلك إن أمكن أن . باطل من وجهنيوهذا يكون بالسكون قد: قولنا. احلركة إفاضة اخلري على العامل السفليالتغري عن السكون احترازا عن احلركة والتغري وهو التشبه باهللا على التحقيق فإنه مقدس طبعه يتخيل فليقض بأن مقتضى

ملانع من وليس يثقل عليه احلركة وليس تتعبه فما ا واحلركة تغري ولكنه اختار احلركة إلفاضة اخلري فإنه كان ينتفع به غريهجهات احلركات النسب املتولدة من اختالف هذا اخليال أو باختالف احلركات والثاين أن احلوادث تنبىن على اختالف

فلم تعينت جهة . وحيصل به تفاوت النسب مشرقية وقد حصل به االختالف فلتكن احلركة األوىل مغربية وما عداها. يف هذا الغرض ختالف فأما جهة بعينها فليس بأوىل من نقيضهااال االختالفات ال تستدعي إال أصل واحدة وهذه

باللوح احملفوظ احلادثة يف هذا العامل وإن املراد قوهلم إن نفوس السموات مطلعة على مجيع اجلزئيات مسألة يف إبطال

Page 62: تهافت الفلاسفة

اإلنسان ال يف دماغاحملفوظات يف القوة احلافظة املودعة جزئيات العامل فيها يضاهي انتقاش نفوس السموات وإن انتقاش للمكتوب عليه اية وال يتصور جسم ال اية عليه وإذا مل يكن للمكتوب اية مل يكن أنه جسم صلب عريض مكتوب

مذهبهم وقد زعموا أن. معدودة جسم وال ميكن تعريف أشياء ال اية هلا خبطوط له وال ميكن خطوط ال اية هلا علىاردة اليت هي جواهر قائمة بأنفسها الكرويني املقربني هي العقول لسموات وأن املالئكةاملالئكة السماوية هي نفوس ا

من املالئكة الصور اجلزئية تفيض على النفوس السماوية منها وهي أشرف تتصرف يف األجسام وأن هذه ال تتحيز والعلم بالقلم : فقال تعاىل ن األشرف بالقلمع ألا مفيدة وهي مستفيدة واملفيد أشرف من املستفيد ولذلك عرب السماوية

.هذا مذهبهم .املستفيد باللوح ألنه كالنقاش املفيد مثل املعلم وشبهفإن ما ذكروه من قبل ليس حماال إذ خيالف الرتاع فيما قبلها هو حمال فنطالبهم بالدليل عليه والرتاع يف هذه املسألة

اليت ال اية هلا أما هذه فترجع إىل إثبات علم ملخلوق باجلزئيات. ممكن هوحيوانا متحركا لغرض و منتهاه كون السماءبإرادة دورية جزئية إرادة احلركة: استدالهلم. يف نفسه يعتقد استحالته فنطالبهم بالدليل عليه فإنه حتكم وهذا رمبا

إليه إال إرادة كلية ملراد الكلي ال يتوجهتتبع املراد وا ثبت أن احلركة الدورية إرادية واإلرادة :استدلوا فيه بأن قالواعلى معني جزئي واإلرادة الكلية نسبتها إىل آحاد اجلزئيات منها شيء فإن كل موجود بالفعل واإلرادة الكلية ال يصدربإدراك جزئي فهي تدرك اجلزئيات .عنها شيء جزئي بل ال بد من إرادة جزئية للحركة املعينة وترية واحدة فال يصدر

لتلك احلركة فله ال حمالة تصور لتلك احلركات معينة إرادة جزئية لفلك بكل حركة جزئية معينة من نقطة إىل نقطةفل لذلك املراد أي ال تدرك إال بالقوى اجلسمانية فإن كل إرادة فمن ضرورا تصور جسمانية إذ اجلزئيات اجلزئية بقوة

.علم به سواء كان جزئيا أو كلياحمالة مبا يلزم منها من اختالف احلركات وإحاطة ا أحاط ال رك لوازمها ومهما كان للفلك تصور جلزئيات وبالتايل تد

يعلم غاربة وبعضها يف وسط مساء قوم وحتت قدم قوم وكذلك كون بعض أجزائه طالعة وبعضها النسب مع األرض مناحلوادث واملقابلة واملقارنة إىل غري ذلك من يساليت تتجدد باحلركة من التثليث والتسد ما يلزم من اختالف النسب اجلملة فكل حادث فله سبب حادث إىل أن وعلى. بواسطة واحدة وإما بوسائط كثرية السماوية إما بغري واسطة وإما

فإذن األسباب واملسببات يف سلسلتها .األبدية اليت بعضها سبب للبعض ينقطع التسلسل باالرتقاء إىل احلركة السماوية وبالتايل. السلسلة فاملتصور للحركات متصور للوازمها ولوازم لوازمها إىل آخر احلركات اجلزئية السماوية تنتهي إىل

. مهما حتققت العلة فحدوثه واجب عن علته تدرك كل ما سيحدث فبهذا يطلع على ما حيدث فإن كل ما سيحدثأسباا ولو علمنا مجيع األسباب لعلمنا املسببات فإنا مهما علمنا ال نعلم مجيع وحنن إمنا ال نعلم ما يقع يف املستقبل ألنا

سيأكل فنعلم أنه سيشبع وإذا سيلتقي بالقطن مثال يف وقت معني فنعلم احتراق القطن ومهما علمنا أن شخصا النار أن تعثر رجله بالكرت مغطى بشيء خفيف إذا مشى عليه املاشي علمنا أن شخصا سيتخطى املوضع الفالين الذي فيه كرت

املسبب ولكن هذه األسباب ال نعلمها ورمبا نعلم بعضها فيقع لنا حدس بوقوع. بوجود الكرت وعرفه فنعلم أنه سيستغينجبميع األسباب حلصل جبميع املسببات إال فلو حصل لنا العلم. فإن عرفنا أغلبها وأكثرها حصل لنا ظن ظاهر بالوقوع

األرضية وليس يف القوة البشرية االطالع عليه ونفوس السموات مطلعة باحلوادث اختالطأن السماويات كثرية مث هلايكون يف املستقبل يرى النائم ما: قوهلم .على السبب األول ولوازمها ولوازم لوازمها إىل آخر السلسلة عليها الطالعها

Page 63: تهافت الفلاسفة

يف نومه ما يكون يف املستقبل وذلك باتصالهالنائم يرى: الفلك وهلذا زعموا وذلك باتصاله باللوح احملفوظ أي بنفسحماكاا ورمبا تسارعت القوة املتخيلة إىل اطلع على الشيء رمبا بقي ذلك بعينه يف حفظه باللوح احملفوظ ومطالعته ومهما احلقيقي عن االنتقال منها إىل أضدادها فينمحى املدرك بأمثلة تناسبها بعض املناسبة أو فإن من غريزا حماكاا األشياء

أواين تعبري ما ميثل اخليال الرجل بشجر والزوجة خبف واخلادم ببعض يف احلفظ فيحتاج إىل احلفظ ويبقى مثال اخلياليتشعب عن سبب الضياء وعلم التعبري الرب والصدقات بزيت البذر فإن البذر سبب للسراج الذي هو الدار وحافظ مال

أن االتصال بتلك النفوس مبذول إذ ليس يقظتنا مبا تورده احلواس وزعموا ه يفوهذا االتصال مشغولون عن. هذا األصلاألمور احلسية صرفنا عنه وإذا احلواس والشهوات علينا فاشتغالنا ذه ولكنا يف يقظتنا مشغولون مبا تورده مث حجابأن النيب مطلع على اليقظة وزعمواوالنيب يرى يف . استعداد ما لالتصال النوم بعض اشتغال احلواس ظهر به سقط عنا يفالظاهرة فال جرم يرى هو يف قوة ال تستغرقها احلواس إال أن القوة النفسية النبوية قد تقوى. الطريق أيضا الغيب ذا

يفتقر مثلمثاله ف متثل له ما رآه ورمبا يبقى الشيء بعينه يف ذكره ورمبا يبقى مث القوة اخليالية .اليقظة ما يراه غريه يف املنامالكائنات ثابتة يف اللوح احملفوظ ملا عرف ولوال أن مجيع .هذا الوحي إىل التأويل كما يفتقر مثل ذلك املنام إىل التعبري

أن ما أردنا فهذا. جف القلم مبا هو كائن إىل يوم القيامة ومعناه هذا الذي ذكرناه وال منام لكن األنبياء الغيب يف يقظةمب تنكرون على من يقول إن النيب : نقول ال دليل لكم يف هذا عن النيب واجلواب أن: جوابنا. منورده لتفهيم مذهبه

وكذى من يرى يف املنام فإمنا يعرفه بتعريف أو بتعريف ملك من املالئكة االبتداء يعرف الغيب بتعريف اهللا على سبيلأهل الشرع مل يفهموا باللوح والقلم فإن ورود الشرعإىل شيء مما ذكرمتوه فال دليل يف هذا وال دليل لكم يف فال حيتاج

وما ذكرمتوه وإن اعترف . التمسك مبسالك العقول متمسك يف الشرعيات يبقي من اللوح والقلم هذا املعىن قطعا فالتعرف وإمنا السبيل فيه أن ي عن هذه املعلومات فال يعرف وجوده وال يتحقق كونه مهما مل يشترط نفي النهاية بإمكانه .الشرع ال من العقل من

مقدمات كثرية لسنا نطول بإبطاهلا العقلي أوال فمبين على ننازع يف ثالث من املقدمات وأما ما ذكرمتوه من الدليل. السماء إرادية الفلك اإلرادية املقدمة األوىل قولكم إن حركة تكلمنا عن حركة: مقدمات منها ولكننا ننازع يف ثلث

إن سلم ذلك مساحمة اإلدراك إىل إرادة جزئية الثانية أنه ال نسلم افتقار. املسألة وإبطال دعواكم فيها هذهوقد فرغنا من شيء واحد بل ليس مث جزء عندكم يف اجلسم فإنه إىل تصور جزئي للحركات اجلزئية فغري مسلم به فقولكم إنه يفتقر

إىل استيفاء األيون املمكنة هلا كما ذكروه ل فيكفي تشوقهافإا واحدة باالتصا وإمنا يتجزا بالوهم وال يف احلركةكان فإذا. مثاال لتفهيم غرضهم املتوجه إىل مكان ولنمثل لإلرادة الكلية واجلزئية ويكفيها التصور نسلم هذا يف شأن

تقع جزئية يف جهة منها احلركة ال احلركة اإلرادة الكلية ال يصدر لإلنسان غرض كلي يف أن حيج بيت اهللا مثال فهذهيتخطاه واجلهة لإلنسان يف توجهه إىل البيت تصور بعد تصور للمكان الذي خمصوص بل ال يزال يتجدد خمصوصة مبقدار

فهذا ما أرادوه باإلرادة اجلزئية .املوصول إليه باحلركة يسلكها ويتبع كل تصور جزئي إرادة جزئية للحركة عن احملل اليتعن متعددة يف التوجه إىل مكة واملسافة غري متعينة فيفتقر تعني مكان مسلم ألن اجلهات وهوالتابعة للتصور اجلزئي

.عن جهة إىل إرادة أخرى جزئية مكان وجهة

Page 64: تهافت الفلاسفة

نفسها ويف حيزها ال جتاوزها الكرة إمنا تتحرك على ال يف شأن الفلك وأما احلركة السماوية فلها وجه واحد فإنواحد فهو كهوى احلجر إىل أسفل فإنه يطلب األرض يف ه واحد وجسم واحد وصوبوج واحلركة مرادة وليس مث إال

سبب حادث سوى الطبيعة الكلية املستقيم فتعني اخلط املستقيم فلو يفتقر فيه إىل جتدد طريق وأقرب الطرق اخلط أقربك احلركة اإلرادة الكلية تل حد والصدور عنه فكذلك يكفي يف الطالبة للمركز مع جتدد القرب والبعد والوصول إىل

التحكم البعيد نبطل معرفة لوازم احلركة املقدمة الثالثة وهي .فهذه مقدمة حتكموا بوضعها. مزيد للحركة وال يفتقر إىلاإلنسان إذا ولوازمها وهذا هوس حمض كقول القائل إن تصور احلركات اجلزئية تصور أيضا توابعها جدا قوهلم إنه إذاوحتته وهو نسبته إىل األجسام اليت فوقه يعرف ما يلزم من حركته من موازاة وجماوزة ته ينبغي أنحترك وعرف حرك

واملواضع اليت ال يقع وما حيصل من ظله من يعلم املواضع اليت عليها ظله ومن جوانبه وأنه إذا مشى يف مشس ينبغي أنمن التفرق فيها وما جزاء األرض حتت قدمه وما حيصلوما حيصل من اإلنضغاط أل بقطع الشعاع يف تلك املواضع الربودةأجزائه إىل العرق وهلم جرا إىل وما يستحيل من يف أخالطه يف الباطن من االستحالة بسبب احلركة إىل احلرارة حيصل

يغتر احلركة علة فيه أو شرط أو مهيء ومعد وهو هوس ال يتخيله عاقل وال بدنه مما مجيع احلوادث يف بدنه ويف غريه منعلى أنا . املوجودة يف احلال فقط اجلزئيات املعلولة لنفس الفلك قد ال تكون. جاهل وإىل هذا يرجع هذا التحكم إال به

. هي املوجودة يف احلال أو ينضاف إليها ما يتوقع كوا يف االستقبال الفلك هذه اجلزئيات املفصلة املعلومة لنفس: نقولالنوم على ما وسائر اخللق يف حلال بطل إطالعه على الغيب وإطالع األنبياء يف اليقظةاملوجود يف ا قصرمتوه على فإن

الشيء عرف لوازمه وتوابعه حىت لو عرفنا فإنه حتكم بأن من عرف سيكون يف االستقبال بواسطة مث بطل مقتضى الدليلفإا هي احلركة السماوية ضرة يف احلالاملستقبلة وأسباب مجيع احلوادث حا األشياء لعرفنا مجيع احلوادث مجيع أسباب

. يف االستقبال إىل غري اية وال. تقتضي املسبب إما بواسطة أو بوسائط كثرية ولكن

غري اية وكيف جيتمع يف نفس اجلزئيات يف االستقبال إىل وإذا تعدى إىل املستقبل مل يكن له آخر فكيف يعرف تفصيلعقله ال اية ألعدادها وال غاية آلحادها ومن ال يشهد له قب علوم جزئية مفصلةغري تعا خملوق يف حالة واحدة مناهللا علينا يف علم اهللا فليس تعلق علم نفس الفلك أشبه بنفس اإلنسان فإن قلبوا هذا. عقله باستحالة ذلك فلييأس من

الفلك دورة نفس اإلنسان كان من قبيل اليت هي للمخلوقات بل مهما دار نفس باالتفاق مبعلوماته على حنو تعلق العلومالغالب على الظن أنه من قبيله للجزئيات بواسطة فإن مل يلتحق به قطعا كان اإلنسان فإنه شاركه يف كونه مدركا نفسنفس اإلنسان تدرك مجيع إن: قوهلم. يبطل دعواهم القطع مبا قطعوا به يكن غالبا على الظن فهو ممكن واإلمكان فإن ملولكن اشتغاهلا بنتائج جوهرها أن تدرك أيضا مجيع األشياء حق النفس اإلنسانية يف: انشغاهلا فإن قيل شياء لوالاأل

أقبلت وباجلملة عوارض البدن وما يورده احلواس عليه حىت إذا واحلقد واحلسد واجلوع واألمل الشهوة والغضب واحلرصشاغل وال هذه الصفات ال يعتريها أما النفوس الفلكية فربية عنو. شيء واحد شغلها عن غريه النفس اإلنسانية على

ومب عرفتم أنه ال شاغل هلا وهال : تنشغل قلنا لعل نفس الفلك: قولنا .يستغرقها هم وأمل وإحساس فعرفت مجيع األشياءآخر الذي حييل تقدير مانع مستغرقا هلا وشاغال هلا عن تصور اجلزئيات املفصلة أو ما واشتياقها إىل األول كانت عبادا

القدر الذي شاهدناه من أنفسنا ويف احنصار املانع يف سوى الغضب والشهوة وهذه املوانع احملسوسة ومن أين عرف

Page 65: تهافت الفلاسفة

يستحيل تصوره عند األطفال وال يعتقدوا شاغال ومانعا فمن أين وطلب الرئاسة ما العقالء شواغل من علو اهلمة .عندهم باإلهلية امللقبة مها يف النفوس الفلكية هذا ما أردنا أن نذكره يف العلومما يقوم مقا يعرف استحالة

يقتضي املنازعة فيها وال إنكارها ليعرف أن الشرع ليس أما امللقب بالطبيعيات وهي علوم كثرية وصفها نذكر أقسامهايلحق أصوهلا مثانية األول يذكر فيه ما:وأصوهلا مثانية أقسام .منقسمة إىل أصول وفروع وهي. إال يف مواضع ذكرناها

ويشتمل من الزمان واملكان واخلالء من االنقسام واحلركة والتغري وما يلحق احلركة ويتبعه اجلسم من حيث أنه جسمالسموات وما يف مقعر فلك القمر من العناصر أقسام أركان العامل اليت هي الثاين يعرف أحوال. عليه كتاب مسع الكيان

الثالث يعرف فيه . والعامل منها موضعا متعينا ويشتمل عليه كتاب السماء وطبائعها وعلة استحقاق كل واحد عةاألربعلى فساد األشخاص واالستحاالت وكيفية استبقاء األنواع الكون والفساد والتولد والتوالد والنشوء والبلى أحوال

للعناصر الرابع يف األحوال اليت تعرض. والفساد كتاب الكونالشرقية والغربية ويشتمل عليه باحلركتني السماويتني واألمطار والرعد والربق واهلالة وقوس قزح والصواعق حتدث اآلثار العلوية من الغيوم األربعة من اإلمتزاجات اليت منها

طبائع وفيه كتاباحليوانات السابع يف. السادس يف أحكام النبات. اجلواهر املعدنية اخلامس يف. والرياح والزالزلميوت مبوت البدن وأنه جوهر روحاين وأن نفس اإلنسان ال الثامن يف النفس احليوانية والقوى الدراكة. احليوانات

.يستحيل عليه الفناءوأحواله من الصحة واملرض مبادئ بدن اإلنسان األول الطب ومقصوده معرفة: وفروعها سبعة أما فروعها فسبعة

أحكام النجوم وهو ختمني يف االستدالل من أشكال الكواكب الثاين يف. وحيفظ الصحة ا ليدفع املرضوأسباا ودالئلهعلى الفراسة وهو استدالل من اخللق الثالث علم. أحوال العامل وامللك واملواليد والسنني وامتزاجاا على ما يكون من

النفس من عامل الغيب فخيلته القوة املتخيلة على ما شاهدتهاملتخيالت احللمية الرابع التعبري وهو استدالل من. األخالقاألرضية ليأتلف من ذلك قوة تأليف للقوى السماوية بقوى بعض األجرام اخلامس علم الطلسمات وهو. مبثال غريه. غريبةمنه أمور النريجنات وهو مزج قوى اجلواهر األرضية ليحدث السادس علم. غريبا يف العامل األرضي تفعل فعالال . بنوع من احليل إىل حتصيل الذهب والفضة الكيمياء ومقصوده تبديل خواص اجلواهر املعدنية ليتوصل السابع علم

من هذه العلوم وإمنا خنالفهم من مجلة هذه العلوم يف خمالفتهم شرعا يف شيء خنالفهم شرعا يف شيء منها وليس يلزم :مسائل أربعة

األسباب واملسببات اقتران تالزم املشاهد يف الوجود بني األوىل حكمهم بأن هذا االقتران خنالفهم يف أربعة مسائلالثانية قوهلم إن .السبب دون املسبب وال وجود املسبب دون السبب املقدور وال يف اإلمكان إجياد بالضرورة فليس يفبانقطاع املوت انقطاع عالقتها عن البدنوإن معىن جواهر قائمة بأنفسها ليست منطبعة يف اجلسم النفوس اإلنسانية

يستحيل الثالثة قوهلم إن هذه النفوس. العقلي وزعموا أن ذلك عرف بالربهان. يف كل حال التدبري وإال فهو قائم بنفسهيستحيل رد هذه النفوس إىل : قوهلم والرابعة. سرمدية ال يتصور فناؤها عليها العدم بل هي إذا وجدت فهي أبدية

ينبىن عليها إثبات املعجزات وإمنا يلزم الرتاع يف األوىل من حيث أنه إلثبات املعجزات فقط: املسألة األوىل .اداألجسالزمة لزوما ضروريا أحال ومن جعل جماري العادات. القمر للعادة من قلب العصا ثعبانا وإحياء املوتى وشق اخلارقة

العصا سحر وأولوا تلقف. أراد به إزالة موت اجلهل حبياة العلم: وقالوا وتىالقرآن من إحياء امل وأولوا ما يف. مجيع ذلك

Page 66: تهافت الفلاسفة

فرمبا أنكروا وجوده وزعموا وأما شق القمر على إبطال احلجة اإلهلية الظاهرة على يد موسى شبهات املنكرين السحرة ثلثة من املعجزات اخلارقة للعادات إال يفالقوة املتخيلة ومل يثبت الفالسفة إال يف ال تكون املعجزات: قوهلم. أنه لو يتواتر

احلواس واالشتغال اطلعت على اللوح يستغرقها أحدها يف القوة املتخيلة فإم زعموا أا إذا استولت وقويت ومل: أمورقوة العقلية املستقبل وذلك يف اليقظة لألنبياء ولسائر الناس يف النوم ويف ال الكائنة يف احملفوظ وانطبع فيها صور اجلزئيات

القوة العقلية النظرية وهو راجع إىل قوة احلدس وهو وأقرا الثانية خاصية يف ألن البعض ينتبهون يف أسرع األوقاتمن نفسه وإذا ذكر له الدليل تنبه للمدلول فرب ذكي إذا ذكر له املدلول تنبه للدليل. معلوم سرعة االنتقال من معلوم إىل النتيجة خطر بباله احلد األوسط اجلامع بني طريف للنتيجة وإذا حضر يف ذهنه حدا د األوسط تنبهوباجلملة إذا خطر له احل

تنبيه ومنهم من ال يدرك مع التنبيه إال فمنهم من يتنبه بنفسه ومنهم من يتنبه بأدىن والناس يف هذا منقسمون. النتيجة لفهم املعقوالت مع التنبيه جاز أن ه أصال حىت ال يتهيأالنقصان إىل من ال حدس ل وإذا جاز أن ينتهي طرف. بتعب كثري

وال سيما النيب وخيتلف . األوقات وأقرا املعقوالت أو ألكثرها ويف أسرع ينتهي طرف القوة والزيادة إىل أن ينتبه لكل صافية يستمر نفس مقدسة فرب. ويف الكيفية حىت يتفاوت يف السرعة والقرب بالكمية يف مجيع املطالب أو بعضها ذلك

فال حيتاج يف املعقوالت إىل له معجزة من القوة النظرية فهو النيب الذي. مجيع املعقوالت ويف أسرع األوقات حدسها يف الثالث القوة. زيتها يضيء ولو مل متسسه نار نور على نور وهو الذي وصف بأنه يكاد تعلم بل كأنه يتعلم من نفسه

خدمته األعضاء منا إذا توهم شيئا ومثاله أن النفس. حد تتأثر ا الطبيعيات وتتسخرتنتهي إىل النفسية العملية وقدتوهم شيئا طيب املذاق حتلبت أشداقه وانتهضت القوة املطلوبة حىت إذا والقوى اليت فيها فحركت إىل اجلهة املتخيلة

على ممدود ت اآللة بل إذا مشى على جذعمعادا وإذا تصور الوقاع انتهضت القوة فنشر باللعاب من امللعبة فياضةذلك على األرض ملشى عليه ومل كان فضاء طرفاه على حائطني اشتد تومهه للسقوط فانفعل اجلسم بتومهه وسقط ولو

خادمة مسخرة للنفوس وخيتلف ذلك باختالف صفاء النفوس يسقط وذلك ألن األجسام والقوى اجلسمانية خلقت .وقوا

القوة الطبيعية يف غري بدنه ألن نفسه النفس إىل حد ختدمه عال حىت يف غري البدن فال يبعد أن تبلغ قوة وقد يكون االنف

بدنه مل إىل تدبريه خلق ذلك يف جبلته فإذا جاز أن تطيعه أجسام إال أن له نوع ونزوع وشوق ليست منطبعة يف بدنه صاعقة أو تزلزل أرض لتخسف بقوم وذلك طر أو هجومفيتطلع نفسه إىل هبوب ريح أو نزول م ميتنع أن يطيعه غريه

والربودة ويتولد منه حركة يف اهلواء فيحدث يف نفسه تلك السخونة موقوف حصوله على حدوث برودة أو سخونة أومستعد للقبول ولكنه إمنا حيصل ذلك يف هواء غري حضور سبب طبيعي ظاهر ويكون ذلك معجزة للنيب هذه األمور من

هذا ال ننكره ولكنا نثبت معجزات : قولنا. اإلخنراق وينفلق القمر الذي ال يقبل إىل أن ينقلب اخلشب حيواناوال ينتهيننكر يكون لألنبياء وإمنا يف املعجزات وحنن ال ننكر شيئا مما ذكروه وأن ذلك مما يستثنوا فهذا مذهبهم غريها

يف هذه املسألة إلثبات املعجزات وألمر آخر وغريه فلزم اخلوض وتىاقتصارهم عليه ومنعهم قلب العصا ثعبانا وإحياء امل .فلنخض يف املقصود. أن اهللا قادر على كل شيء املسلمون من وهو نصرة ما أطبق عليه

Page 67: تهافت الفلاسفة

االقتران بني ما يعتقد يف العادة سببا وما مسببا ليس ضروريا مسألة االقتران بني ما يعتقد يف العادة سببا وما يعتقدإلثبات اآلخر وال شيئني ليس هذا ذاك وال ذاك هذا وال إثبات أحدمها متضمن ليس ضروريا عندنا بل كل يعتقد مسببا

عدم اآلخر مثل وال من ضرورة عدم أحدمها متضمن لنفي اآلخر فليس من ضرورة وجود أحدمها وجود اآلخر نفيهواملوت وجز الرقبة والشفاء وشرب الدواء نور وطلوع الشمسولقاء النار وال الري والشرب والشبع واألكل واالحتراق

والصناعات واحلرف كل املشاهدات من املقترنات يف الطب والنجوم البطن واستعمال املسهل وهلم جرا إىل وإسهالبل يف املقدور التساوق ال لكونه ضروريا يف نفسه غري قابل للفرق من تقدير اهللا سبحانه خيلقها على وإن اقتراا ملا سبقاملقترنات وأنكر الرقبة وهلم جرا إىل مجيع األكل وخلق املوت دون جز الرقبة وإدامة احليوة مع جز خلق الشبع دون

يف هذه األمور اخلارجة عن احلصر يطول فلنعني مثاال واحدا النار والقطن والنظر مثال. الفالسفة إمكانه وادعوا استحالتهوجنوز حدوث انقالب القطن االحتراق ن مثال مع مالقاة النار فإنا جنوز وقوع املالقاة بينهما دونالقط وهو االحتراق يف

فاعل االحتراق هو النار فقط وهو فاعل بالطبع وللكالم : قول اخلصم .جوازه رمادا حمترقا دون مالقاة النار وهم ينكرونفاعل بالطبع ال باالختيار وهو ن فاعل االحتراق هو النار فقطاملقام األول أن يدعي اخلصم أ: ثلثة مقامات املسألة يف

فاعل االحتراق خبلق السواد يف القطن والتفرق يف : ننكره بل نقول فاعل االحتراق ليس هو النار بل اهللا وهذا مما: قولنا .فال فعل هلا مجاد حراقا أو رمادا هو اهللا إما بواسطة املالئكة أو بغري واسطة فأما النار وهي أجزائه وجعله

إال مشاهدة حصول االحتراق عند الفاعل وليس له دليل وهذا يكون باحلصول عنده ال باحلصول به فما الدليل على أاانسالك على احلصول به وأنه ال علة سواه إذ ال خالف يف أن على احلصول عنده وال تدل مالقاة النار واملشاهدة تدلوالرطوبة احملصورة يف احلرارة والربودة ركة يف نطفة احليوانات ليس يتولد عن الطبائعواحمل الروح والقوى املدركة

حيوته وبصره ومسعه وسائر املعاين اليت هي فيه النطفة يف الرحم وال هو فاعل واليبوسة وال أن األب فاعل ابنه بإيداعبغري واسطة وإما بواسطة املالئكة األول إماموجودة به بل وجودها من جهة ومعلوم أا موجودة عنده ومل نقل أا

تبني أن الوجود عند الشيء به الفالسفة القائلون بالصانع والكالم معهم فقد ذه األمور احلادثة وهذا مما يقطع املوكلنيا يف هو السبب يف انطباعه األلوان ال يعلم أن نور الشمس فاألكمه إذا بصر فجأة ورأى. يدل على أنه موجود به ال

غشاوة ومل يسمع من الناس الفرق بني الليل والنهار لو أن األكمه لو كان يف عينه بصره بل نبني هذا مبثال وهوفاعله فتح عينه لصور األلوان ارا وفتح أجفانه فرأى األلوان ظن أن اإلدراك احلاصل يف انكشفت الغشاوة عن عينه

املقابل متلونا فيلزم ال حمالة أن يبصر وال يعقل مرتفعا والشخص واحلجابالبصر وأنه مهما كان بصره سليما ومفتوحا أين فمن .الشمس وأظلم اهلواء علم أن نور الشمس هو السبب يف انطباع األلوان يف بصره إذا غربت أن ال يبصر حىت

بينها إال أا ثابتة ليست حصول مالقاة يأمن اخلصم أن يكون يف املبادئ للوجود علل وأسباب يفيض منها احلوادث عندانعدمت أو غابت ألدركنا التفرقة وفهمنا أن مث سببا وراء ما شاهدناه وهذا تنعدم وال هي أجسام متحركة فتغيب ولو

واحلوادث اليت حتصل األعراض وهلذا اتفق حمققوهم على أن هذه...! وواهب الصور. منه على قياس أصلهم خمرج الإمنا تفيض من عند واهب الصور وهو ملك أو مالئكة اختالف نسبها األجسام وعلى اجلملة عندعند وقوع املالقاة بني

السليمة واجلسم العني حيصل من جهة واهب الصور وإمنا طلوع الشمس واحلدقة صورة األلوان يف انطباع: حىت قالوا

Page 68: تهافت الفلاسفة

يدعي أن النار هي ذا يبطل دعوى منحادث و معدات ومهيئات لقبول احملل هذه الصورة وطردوا هذا يف كل املتلون .للصحة إىل غري ذلك من األسباب للشبع والدواء هو الفاعل الفاعلة لالحتراق واخلبز هو الفاعل

ذه األسباب املقام الثاين مع من االستعداد لقبول الصور حيصل قوهلم احلوادث تفيض من املبادئ باللزوم والطبع ولكن

املشاهدة احلاضرة ولكن االستعداد لقبول الصور حيصل ذه األسباب يض من مبادئ احلوادثاحلوادث تف يسلم أن هذهمن الشمس ال على سبيل التروي واالختيار صدور النور أيضا تصدر األشياء عنها باللزوم والطبع إال أن تيك املبادئ

به شعاع الشمس ويرده حىت يستضيء بلالقبول الختالف استعدادها فإن اجلسم الصقيل يق وإمنا افترقت احملال يفاألشياء يلني بالشمس وبعضها يتصلب وبعضها نوره واحلجر مينع وبعض موضع آخر واملدر ال يقبل واهلواء ال مينع نفوذ

مبادئ واملبدأ واحد واآلثار خمتلفة الختالف االستعدادات يف احملل فكذى وبعضها يسود كوجهه يبيض كثوب القصارميكن إلبراهيم أال يكون قد احترق فال. القوابل مبا هو صادر منها ال منع عندها وال خبل وإمنا التقصري منفياضة الوجود

وفرضنا قطنتني متماثلتني القتا النار على وترية واحدة فكيف يتصور أن بصفتها وإذا كان كذلك فمهما فرضنا النارمع عدم االحتراق وبقاء النار عىن أنكروا وقوع إبراهيم يفإحديهما دون األخرى وليس مث اختيار وعن هذا امل حتترق

النار وذلك خيرجه عن كونه نارا أو بقلب ذات إبراهيم وبدنه احلرارة من النار نارا وزعموا أن ذلك ال ميكن إال بسلباألول : مسلكان واجلواب لهباإلرادة إن اهللا يفعل: جوابنا. فيه النار وال هذا ممكن وال ذاك ممكن شيئا ال يؤثر حجرا أو باإلرادة وقد فرغنا عن إبطال دعواهم يف ذلك يف باالختيار وأن اهللا ال يفعل ال نسلم أن املبادي ليست تفعل: أن نقول

مع النار أمكن يف العقل أن ال خيلق الفاعل خيلق االحتراق بإرادته عند مالقاة القطنة وإذا ثبت أن. مسألة حدث العاملارتكاب حماالت شنيعة فإنه إذا أنكرت فهذا جير إىل: سباعا ضارية فإن قيل أفال أرى بني يدي: قوهلم. قاةوجود املال

متعني بل أمكن تفننه وتنوعه خمترعها ومل يكن لإلرادة أيضا منهج خمصوص املسببات عن أسباا وأضيف إىل إرادة لزومونريان مشتعلة وجبال راسية وأعداء مستعدة باألسلحة وهو ال واحد منا أن يكون بني يديه سباع ضارية فليجوز كل

يف بيته يف بييت أفال أعلم أنه انقلب غالما ومن وضع كتابا إذا وضعت كتابا. الرؤية له يراها ألن اهللا تعاىل ليس خيلقغالما يف بيته فليجوز أو تركمتصرفا أو انقلب حيوانا انقلب عند رجوعه إىل بيته غالما أمرد عاقال فليجوز أن يكون قدشيء من هذا وإذا سئل عن. احلجر ذهبا والذهب حجرا الرماد فليجوز انقالبه مسكا وانقالب انقالبه كلبا أو ترك

لطخ أين تركت يف البيت كتابا ولعله اآلن فرس وقد البيت اآلن وإمنا القدر الذي أعلمه ال أدري ما يف: فينبغي أن يقول تفاح فإن اهللا قادر على كل شيء تركت يف البيت جرة من املاء ولعلها انقلبت شجرة تب ببوله وروثه وإينبيت الك

بل ليس من ضرورته أن خيلق ضرورة الشجرة أن ختلق من البذر وليس من ضرورة الفرس أن خيلق من النطفة وال منفليتردد :هل هذا مولود: سان مل يره إال اآلن وقيل لهنظر إىل إن يكن هلا وجود من قبل بل إذا شيء فلعله خلق أشياء مل

كل شيء ممكن اإلنسان فإن اهللا قادر على يكون بعض الفواكه يف السوق قد انقلب إنسانا وهو ذلك وليقل حيتمل أن بأن هذه إن اهللا خيلق لنا علما: وهذا القدر قولنا يتسع اال يف تصويره وهذا ممكن فال بد من التردد فيه وهذا فن

بعدم كونه لزم هذه إن ثبت أن املمكن كونه ال جيوز أن خيلق لإلنسان علم: أن نقول مل يعلمها واجلواب املمكناتهذه املمكنات مل يفعلها ومل ندع أن خلق لنا علما بأن وحنن ال نشك يف هذه الصور اليت أوردمتوها فإن اهللا. احملاالت

Page 69: تهافت الفلاسفة

وجيوز أن ال تقع واستمرار العادة ا مرة بعد أخرى يرسخ يف أذهاننا ز أن تقعجيو هذه األمور واجبة بل هي ممكنة .وفق العادة املاضية ترسخا ال تنفك عنه جرياا على

اليت ذكرمتوها أن فالنا ال يقدم من نيب من األنبياء بالطرق العلم حبدوث املمكن جيوز للنيب ال للعامي بل جيوز أن يعلم

الغيب يف أمر املمكن بل كما ينظر إىل العامي فيعلم أنه ليس يعلم ممكن ولكن يعلم عدم وقوع ذلك مهسفره غدا وقدويدركه األنبياء تتقوى نفسه وحدسه حبيث يدرك ما يدرك املعقوالت من غري تعلم ومع ذلك فال ينكر أن من األمور وال

انسلت العادة بإيقاعها يف زمان خرق العادات فيها اهللايعلمون أن ذلك مل يقع فإن خرق على ما اعترفوا بإمكانه ولكنيف مقدورات اهللا ويكون قد جرى يف سابق فال مانع إذن من أن يكون الشيء ممكنا .هذه العلوم عن القلوب ومل خيلقها

ا الكالم إالالوقت فليس يف هذ األوقات وخيلق لنا العلم بأنه ليس يفعله يف ذلك أنه ال يفعله مع إمكانه يف بعض علمهمن هذه التشنيعات وهو أن نسلم أن املسلك الثاين وفيه اخلالص إن اهللا يغري صفة النار أو صفة إبراهيم. تشنيع حمض

هذا جنوز أن أحرقتهما ومل تفرق بينهما إذا متاثلتا من كل وجه ولكنا مع القاها قطنتان متماثلتان النار خلقت خلقة إذامن املالئكة صفة يف النار يقصر النيب فيحدث من اهللا أو ترق إما بتغيري صفة النار أو بتغيري صفةيف النار فال حي يلقى نيب

سخونتها وتكون على صورة النار وحقيقتها ولكن ال تتعدى تتعداه فيبقى معها سخونتها على جسمها حبيث ال .ا فيدفع أثر الناريف بدن الشخص صفة وال خيرجه عن كونه حلما وعظم وأثرها أو حيدث سخونتها

والذي مل . تنور موقدة وال يتأثر به نفسه بالطلق مث يقعد يف من يطلي نفسه بالطلق ال يتأثر بالنار فإنا نرى من يطلياالحتراق على إثبات صفة من الصفات يف النار أو يف البدن مينع فإنكار اخلصم اشتمال القدرة .يشاهد ذلك ينكره

أقرب مما مل إن اهللا يغري األشياء يف وقت ويف مقدورات اهللا غرائب وعجائب وحنن. لق وأثرهالط كإنكار من مل يشاهد املادة قابلة لكل شيء فالتراب وسائر العناصر ثعبانا ميكن ذا الطريق وهو أن عهد فيه وكذلك إحياء امليت وقلب العصا

وهذا املين ينصب يف الرحم فيتخلق حيوانا يستحيل منيا مثأكل احليوان دما مث الدم يستحيل نباتا مث النبات يستحيل عند يدير املادة يف هذه األطوار يف وقت أقرب حييل اخلصم أن يكون يف مقدور اهللا أن حبكم العادة واقع يف زمان متطاول فلم

. معجزة النيبوحيصل به ما هو لألقل فتستعجل هذه القوى يف عملها مما عهد فيه وإذا جاز يف وقت أقرب فال ضبطاملبادئ وهذا يصدر من نفس النيب أو من مبدأ آخر من: آخر فإن قيل من نفس النيب أم من مبدأ أيصدر هنا: اعتراض

والصواعق وتزلزل األرض بقوة جواز نزول األمطار وما سلمتموه من: من اهللا إلثبات النبوة قلنا: قولنا. النيب عند اقتراحكقولكم يف ذاك واألوىل بنا وبكم إضافة ذلك إىل اهللا إما بغري فقولنا يف هذا .مبدأ آخرنفس النيب حيصل منه أو من

ظهوره الستمرار اخلري يف ولكن وقت استحقاق حصوهلا انصراف مهة النيب إليه وتعني نظام. املالئكة أو بواسطة واسطةواملبدأ به مسحا جوادا ولكن ال يفيض منه ممكنا نفسه نظام الشرع فيكون ذلك مرجحا جهة الوجود ويكون الشيء يف

إثبات نبوته إليه وجوده وصار اخلري متعينا فيه وال يصري اخلري متعينا فيه إال إذا احتاج نيب يف إال إذا ترجحت احلاجة إىل .إلفاضة اخلري

اب االختصاص للنيب خباصية ب كالمهم والزم هلم مهما فتحوا هذا الئق مبساق كالمهم والزم هلم فهذا كله الئق مبساقنقله وورد العقل إمكانه فلم جيب معه التكذيب ملا تواتر مقادير ذلك االختصاص ال ينضبط يف ختالف عادة الناس فإن

Page 70: تهافت الفلاسفة

النطفة ملا كان ال يقبل صورة احليوان إال خمتلفة بسبب اختالف االستعداد وعلى اجلملة تقبل الصور. الشرع بتصديقه عندهم ومل يتخلق قط من نطفة اإلنسان إال املالئكة اليت هي مبادي املوجودات حليوانية عليها منوإمنا تفيض القوى ا

صورة الفرس على سائر حصوله من الفرس أوجب ترجيحا ملناسبة إنسان ومن نطفة الفرس إال فرس من حيث أنمث . تفاح ري حنطة وال من بذر الكمثرىينبت قط من الشع الصورة املترجحة ذا الطريق ولذلك مل الصور فلم يقبل إالمجيعا كالفار واحلية ومنها ما يتولد ويتوالد احليوانات تتولد من التراب وال تتوالد قط كالديدان رأينا أجناسا من

الصور بأمور غابت عنا ومل يكن يف القوة البشرية اإلطالع استعدادها لقبول والعقرب وكان تولدها من التراب وخيتلفقبوله له بكونه ما تعني الصور عندهم من املالئكة بالتشهي وال جزافا بل ال يفيض على كل حمل إال ليس تفيض ها إذعلي

الكواكب واختالف نسب األجرام العلوية يف امتزاجات مستعدا يف نفسه واالستعدادات خمتلفة ومبادئها عندهم .حركاا

فيها غرائب وعجائب حىت مبادىء االستعدادات انفتح من هذا أن مبادىء االستعدادات فيها غرائب وعجائب فقدالنجوم إىل مزج القوى السماوية باخلواص املعدنية اجلواهر املعدنية وعلم توصل أرباب الطلسمات من علم خواص

دفعوا احلية لعامل فرمباأمورا غريبة يف ا وطلبوا هلا طالعا خمصوصا من الطوالع وأحدثوا ا أشكاال من هذه األرضية فاختذواملاذا ال حيصل هذا يف أقرب زمان . الطلسمات ذلك من أمور تعرف من علم والعقرب عن بلد والبق عن بلد إىل غري

حصرها فمن االستعدادات ومل نقف على كنهها ومل يكن لنا سبيل إىل فإذا خرجت عن الضبط مبادىء فتكون معجزةصورة ما األطوار يف أقرب زمان حىت يستعد لقبول يف بعض األجسام لالستحالة يفحصول االستعداد أين نعلم استحالة

واألنس باملوجودات العالية والذهول عن معجزة ما إنكار هذا إال لضيق احلوصلة كان يستعد هلا من قبل وينتهض ذلكاهللا ما حيكى من معجزات األنبياء قدرة استقرأ عجائب العلوم مل يستبعد من أسرار اهللا سبحانه يف اخللقة والفطرة ومن

مقدور هللا وأنتم فنحن نساعدكم على أن كل ممكن: احملال هكذا فإن قيل إذا حددمت: اعتراض. األحوال حبال منإمكاا ومنها ما يقف العقل استحالتها ومنها ما يعرف على أن كل حمال فليس مبقدور ومن األشياء ما يعرف تساعدون

واحد احملال عندكم فإن رجع إىل اجلمع بني النفي واإلثبات يف شيء فاآلن ما حد. إمكان الة والفال يقضي فيه باستحشيئني ليس هذا ذاك وال ذاك هذا فال يستدعي وجود أحدمها وجود اآلخر فاهللا قادر على خلق احملال فقولوا إن كل

ويقعده غري حيوة ويقدر على أن حيرك يد ميتوخلق علم من إرادة من غري علم باملراد وقولوا إن اهللا يقدر على خلقعليه ال يرى وال حيوة فيه وال قدرة له صناعات وهو مفتوح العني حمدق بصره حنوه ولكنه ويكتب بيد جملدات ويتعاطى

ركةاهللا وبتجويز هذا يبطل الفرق بني احل تعاىل مع حتريك يده واحلركة من جهة وإمنا هذه األفعال املنظومة خيلقها اهللاوعلى قلب األجناس وينبغي أن يقدر .احملكم على العلم وال على قدرة الفاعل االختيارية وبني الرعدة فال يدل الفعل

اقتدر على قلب اجلماد العلم قدرة والسواد بياضا والصوت رائحة كما األجناس فيقلب اجلوهر عرضا ويقلب على قلبأن احملال غري مقدور عليه واحملال ال واجلواب: جوابنا. حصر له احملاالت ما الواحلجر ذهبا ويلزم عليه أيضا من حيوانا

فليس األعم أو إثبات االثنني مع نفي الواحد وما ال يرجع إىل هذا أو إثبات األخص مع نفي إثبات الشيء مع نفيه .مبحال فهو مقدور مبحال وما ليس

Page 71: تهافت الفلاسفة

السواد والبياض فمحال ألنا ال اخل أما اجلمع بني... مكانني لشخص يف احملال أن جيمع بني السواد والبياض وأن يكون اإثبات السواد ووجود السواد فإذا صار نفي البياض مفهوما من السواد يف احملل نفي هيئة البياض نفهم من إثبات صورةكونه يف غري ه يف البيت عدممكانني ألنا نفهم من كون وإمنا ال جيوز كون الشخص يف. نفيه حماال كان إثبات البياض مع

طلب وكذلك نفهم من اإلرادة. غري البيت غري البيت مع كونه يف البيت املفهم لنفيه عن البيت فال ميكن تقديره يفيستحيل أن خيلق فيه العلم ألنا نفهم من واجلماد. فكان فيه نفي ما فهمناه معلوم فإن فرض طلب وال علم مل تكن إرادة

فتسميته احلادث علما وال فتسميته مجادا باملعىن الذي فهمناه حمال وإن مل يدرك رك فإن خلق فيه إدراكال يد اجلماد مالعدم وجود مادة مشتركة وأما قلب يقدر على قلب األجناس إن اهللا ال. يدرك به حمله شيئا حمال فهذا وجه استحالته

انقلب قدرة صري الشيء شيئا آخر غري معقول ألن السواد إذام: فنقول املتكلمني أنه مقدور هللا األجناس فقد قال بعضموجودا مع القدرة فلم ينقلب غريه وإن كان فالسواد باق أم ال فإن كان معدوما فلم ينقلب بل عدم ذاك ووجد مثال

انقلب الدم منيا: وإذا قلنا. معدومة فلم ينقلب بل بقي على ما هو عليه والقدرة ولكن انضاف إليه غريه وإن بقي السوادوصورة حدثت عدمت أن تلك املادة بعينها خلعت صورة ولبست صورة أخرى فرجع احلاصل إىل أن صورة أردنا به

بالتسخني أردنا به أن املادة القابلة لصورة املائية هواء انقلب املاء: وإذا قلنا. ومث مادة قائمة تعاقب عليها الصورتانوالتراب انقلب العصا ثعبانا: وكذلك إذا قلنا. أخرى فاملادة مشتركة والصفة متغرية صورة خلعت هذه الصورة وقبلت

بني سائر األجناس مادة مشتركة فكان هذا وال حيوانا وليس بني العرض واجلوهر مادة مشتركة وال بني السواد والقدرة .حماال من هذا الوجه

ويكتب حىت حيدث من حركة ونصبه على صورة حي يقعد يد ميت إن امليت إذا حرك اهللا يده يكتب وأما حتريك اهللا

. العادة خبالفه احلوادث إىل إرادة خمتار وإمنا هو مستنكر الطراد مبستحيل يف نفسه مهما أحلنا يده الكتابة املنظومة فليساآلن هو اهللا إن الفاعلعلى علم الفاعل فليس كذلك ف تبطل به داللة أحكام الفعل: وقولكم. الفاعل لكن الدليل يف علم

ذلك من أنفسنا إمنا أدركنا: واحلركة املختارة فنقول وأما قولكم إنه ال يبقى فرق بني الرعشة .وهو احملكم وهو فاعل بهأحدمها بالقدرة فعرفنا أن الواقع من القسمني املمكنني بني احلالتني فعربنا عن ذلك الفارق ألنا شاهدنا من أنفسنا تفرقة

وأما إذا . أخرى احلركة دون القدرة يف حالة وهو إجياد احلركة مع القدرة عليها يف حالة وإجياد واآلخر يف حالةيف حالةفهذه علوم خيلقها اهللا تعاىل مبجاري العادات يعرف منظومة حصل لنا علم بقدرا نظرنا إىل غرينا ورأينا حركات كثرية

.تحالة القسم الثاين كما سبقوال يتبني به اس وجود أحد قسمي اإلمكان ابنفسه ال يتحيز وليس جبسم اإلنساين جوهر روحاين قائم مسألة يف تعجيزهم عن إقامة الربهان العقلي على أن النفس

وكذى عنه كما أن اهللا ليس خارج العامل وال داخل العامل هو متصل بالبدن وال هو منفصل وال منطبع يف اجلسم والعندهم والقوى احليوائية تنقسم. واإلنسانية هذا يستدعي شرح مذهبهم يف القوى احليوانية وض يفاملالئكة عندهم واخل

اخلمسة وهي معان منطبعة يف والظاهرة هي احلواس. ظاهرة وباطنة: قسمان واملدركة. حمركة ومدركة: إىل قسمنياخليالية يف مقدمة الدماغ وراء ية إحديها القوةتنقسم إىل خيال والباطنة: وأما الباطنة فثلثة. أعين هذه القوى األجسام

فيجتمع فيه بعد تغميض العني بل ينطبع فيها ما تورده احلواس اخلمس تبقى صور األشياء املرئية القوة الباصرة وفيه

Page 72: تهافت الفلاسفة

يدرك فإذا رآه ثانيا ال حالوته إال بالذوق ولواله لكان من رأى العسل األبيض ومل يدرك. املشترك لذلك ويسمى احلسبأن هذا األبيض هو احللو فال بد وأن يكون عنده حاكم قد فيه معىن حيكم حالوته ما مل يذق كاملرة األوىل ولكن

.اللون واحلالوة حىت قضى عند وجود أحدمها بوجود اآلخر األمر أعين اجتمع عندهواملراد بالصور ما ال بد لوجوده . الصور كالقوة األوىل تدر وومهية والثانية القوة الومهية وهي اليت تدرك املعاين وكان

كالعداوة واملوافقة يستدعي وجوده جسما ولكن قد يعرض له أن يكون جسم واملراد باملعاين ما ال من مادة أي جسموتدرك السخلة .يف جسم وتدرك أيضا كونه خمالفا هلا من الذب لونه وشكله وهيئته وذلك ال يكون إال فإن الشاة تدرك

من واملخالفة واملوافقة ليس. خلف األم موافقته ومالميته ولذلك رب من الذئب وتعدو األم ولونه مث تدركشكل األجسام أيضا فكانت هذه القوة والشكل ولكن قد يعرض هلا أن تكون يف ضرورا أن تكون يف األجسام ال كاللون

القوة اليت تسمى يف مفكرة أما الثالثة فهي-ومتخيلة . من الدماغ الثانية وهذا حمله التجويف األخري مباينة للقوةاملعاين على الصور احملسوسة بعضها مع بعض وتركب متخيلة ويف اإلنسان مفكرة وشأا أن تركب الصور احليوانات

يقدر اإلنسان على أن يتخيل فرسا يطري وشخصا ولذلك. الصور وحافظ املعاين وهي يف التجويف األوسط بني حافظتلحق هذه القوة غري ذلك من التركيبات وإن مل يشاهد مثل ذلك واألوىل أن إنسان وبدنه بدن فرس إىل رأسه رأسالقوى وإليها تضم القوة احلافظة والقوة الذاكرة احملركة كما سيأيت ال بالقوى املدركة وإمنا عرفت مواضع هذه بالقوى

بعد القبول والشيء سات باحلواس اخلمس حتفظ تلك الصور حىت تبقىاحملسو القوة اليت تنطبع فيها صور مث زعموا أنخبالف املاء فكانت والشمع يقبل برطوبته وحيفظ بيبوسته بالقوة اليت ا يقبل فإن املاء يقبل وال حيفظ حيفظ الشيء ال

تسمى ذاكرة وحتفظها قوةاملعاين تنطبع يف الومهية وكذى. غري القابلة فتسمى هذه قوة حافظة احلافظة ذا االعتبارتنقسم والقوى املتحركة. كما كانت الظاهرة مخسة االعتبار إذا ضم إليها املتخيلة مخسة فتصري اإلدراكات الباطنة ذامعىن باعثة على احلركة وإىل حمركة على القوى احملركة فتنقسم إىل حمركة على معىن أا إىل باعثة شهوانية وغضبية وأما

الشوقية وهي اليت إذا ارتسم يف القوة اخليالية اليت أا باعثة هي القوة الرتوعية واحملركة على. للحركة فاعلةأا مباشرةشهوانية شعبتان شعبة تسمى قوة وهلا. مهروب عنه بعثت القوة احملركة الفاعلة على التحريك ذكرناها صورة مطلوب أو

طلبا للذة وشعبة تسمى قوة غضبية وهي قوة ضرورية أو نافعة ملتخيلةوهي قوة تبعث على حتريك يقرب به من األشياء ااألعصاب الشيء املتخيل وفاعلة وأما القوة احملركة على أا فاعلة هي قوة تنبعث يف تبعث على حتريك يدفع به

الذي فيه القوة باألعضاء إىل جهة املوضع شأا أن تشنج العضالت فتجذب األوتار والرباطات املتصلة والعضالت منفهذه قوى النفس احليوانية على طريق اإلمجال .والرباطات إىل خالف اجلهة أو ترخيها ومتددها طوال فتصري األوتار

بالناطقة املسماة الناطقة عندهم واملراد عملية ونظرية فأما النفس العاقلة اإلنسانية :للنفس العاقلة قوتان. التفصيل وتركعاملة وقوة عاملة وقد يسمى كل واحدة قوة: الظاهر فنسبت إليه فلها قوتان خص مثرات العقل يفالعاقلة ألن النطق أ

املرتبة اإلنسانية املستنبط ترتيبها مبدأ حمرك لبدن اإلنسان إىل الصناعات فالعاملة قوة هي. ولكن باشتراك االسم عقالحقائق املعقوالت اردة عن رية وهي قوة من شأا أن تدركاليت تسمى النظ وأما العاملة فهي. اخلاصة باإلنسان بالرويةأخرى وتسميها الفالسفة يسميها املتكلمون أحواال مرة ووجودها واملكان واجلهات وهي القضايا الكلية اليت املادة

القوة النظرية : نبتنيج املالئكة فإذن للنفس قوتان بالقياس إىل األوىل تنقاد للبدن والثانية مأخوذة من .الكليات اردة

Page 73: تهافت الفلاسفة

دائمة القبول من جهة احلقيقية وينبغي أن تكون هذه القوة املالئكة إذ ا تأخذ من املالئكة العلوم بالقياس إىل جنبةعلى وتدبريه وإصالح األخالق وهذه القوة ينبغي أن تتسلط بالنسبة إىل أسفل وهي جهة البدن والقوة العملية هلا. فوق

بل تنفعل تلك تنفعل وال تتأثر هي عنها تكون سائر القوى متأدبة بتأديبها مقهورة دوا حىت ال ية وأنسائر القوى البدنتسمى رذائل بل تكون هي الغالبة ليحصل للنفس البدنية هيآت انقيادية القوى عنها لئال حيدث يف النفس من الصفات

.تسمى فضائل بسببها هيآت

بذكرها مع اإلعراض عن ذكر القوى واإلنسانية وطولوا فصلوه من القوى احليوانية هذه كلها ال تنكر فهذا إجياز ماأجرى اهللا مما ذكروه مما جيب إنكاره يف الشرع فإا أمور مشاهدة وليس شيء. ذكرها يف غرضنا النباتية إذ ال حاجة إىل

كون النفس جوهرا ن على دعواهم معرفةنعترض اآل اعتراضنا عليهم ألم يقصدون الداللة وإمنا نريد أن .العادة ارمبا قدرة اهللا أو يرى أن الشرع جاء بنقيضه بل ولسنا نعترض اعتراض من يبعد ذلك من .قائما بنفسه برباهني العقل

.جمرد العقل عليه واالستغناء عن الشرع فيه الشرع مصدق له ولكنا ننكر دعواهم داللة نبني يف تفصيل احلشر والنشر أنإن العلم ال ينقسم فهو ليس جسما قوهلم أن حمل: األول دليلهم األول. كثرية بزعمهم طالبهم باألدلة وهلم فيه براهنيفلن

بد وأن يكون حمله أيضا ال ينقسم وكل حمصورة وفيها آحاد ال تنقسم فال العلوم العقلية حتل حمل النفس اإلنساين وهييقال إن كان وميكن إيراد هذا على شرط املنطق بأشكاله ولكن أقربه أن .فدل أن حمله شيء ال ينقسم جسم فمنقسم

وهذا هو قياس . جسما غري منقسم فاحملل ليس جسما منقسما فالعلم احلال أيضا منقسم لكن العلم احلال حمل العلمأيضا يف املقدمتني فإن فال نظر يف صحة شكل القياس وال املقدم باالتفاق شرطي استثىن فيه نقيض التايل فينتج نقيض

والثاين قولنا إن التشكك فيه يف منقسم ينقسم ال حمالة بفرض القسمة يف حمله وهو أويل ال ميكن قولنا إن كل حال األولغري اية كان حماال وإن كان له اية فيشتمل على آحاد ال انقسم إىل العلم الواحد حيل يف اآلدمي وهو ال ينقسم ألنه لو

مب : املقام األول أن يقال :مقامني ملاذا ال يكون حمل العلم جوهرا فردا واالعتراض على: وعلى اعتراضنا .تنقسم حمالة الوال يبقى بعده إال . ينقسم وقد عرف هذا من مذهب املتكلمني ال حمل العلم جوهر فرد متحيز. تنكرون على من يقولواالستبعاد ال خري .رد وتكون مجيع اجلواهر املطيفة ا معطلة جماورةحتل العلوم كلها يف جوهر ف استبعاد وهو أنه كيف

يكون داخل البدن وال يتحيز وال يشار إليه وال على مذهبهم أيضا أنه كيف تكون النفس شيئا واحدا ال فيه إذ يتوجهيف مسألة ر هذا املقام فإن القوليطول حلها إال أنا ال نؤث لكن هذه املسألة. منفصال عنه خارجه وال متصال باجلسم وال جوهر فرد بني جوهرين هل: مجلتها قوهلم وهلم فيه أدلة هندسية يطول الكالم عليها ومن اجلزء الذي ال يتجزى طويل

منه تالقي الطرفني فإن مالقي اآلخر أو غريه فإن كان عينه فهو حمال إذ يلزم يالقي أحد الطرفني منه عني ما يالقيهيطول حلها وبنا غنية عن اخلوض فيها التعدد واالنقسام وهذه شبهة ق وإن كان ما يالقيه غريه ففيه إثباتاملالقي مال

عليكم مبا ما ذكرمتوه من أن كل حال يف جسم فينبغي أن ينقسم باطل: نقول املقام الثاين أن. آخر فلنعدل إىل مقامللعداوة بعض حىت يقدر تقسيمه إذ ليس وحد ال يتصورالقوة من الشاة من عداوة الذئب فإا يف حكم شيء تدركه

عندكم فإن نفس البهائم منطبعة يف األجسام ال تبقى بعد جسمانية إدراك بعضه وزوال بعضه وقد حصل إدراكها يف قوةالقوة املشترك وب فإن أمكنهم أن يتكلفوا تقدير االنقسام يف املدركات باحلواس اخلمس وباحلس عليه وقد اتفقوا. املوت

Page 74: تهافت الفلاسفة

ليس الكالم : قد يقال. من شرطها أن تكون يف مادة ليس احلافظة للصور فال ميكنهم تقدير االنقسام يف هذه املعاين اليتاملشخص املعني الشاة ال تدرك العداوة املطلقة اردة عن املادة بل تدرك عداوة الذئب :قيل عن العداوة اردة فإن .املواد واألشخاص لعاقلة تدرك احلقائق جمردة عنوالقوة ا. مقرونا بشخصه وهيكلهينطبع يف القوة الباصرة وكذى عداوته فإن كان اللون الشاة قد أدركت لون الذئب وشكله مث: اإلدراك ال ينقسم قلنا

اإلدراك تدركها فإن أدرك جبسم فلينقسم وليت شعري ما حال ذلك البصر فالعداوة مباذى الشكل وينقسم بانقسام حمل كل قسم إدراك لكل العداوة فتكون أهو إدراك لبعض العداوة فكيف يكون هلا بعض أو إذا قسم وكيف يكون بعضه

مشكلة هلم يف برهام فال بد من فإذن هذه شبهة. من أقسام احملل العداوة معلومة مرارا بثبوت إدراكها يف كل قسمفإنكم مهما مل تقدروا قضة يف املعقوالت واملعقوالت ال تنقضمنا هذه: ال شك يف املقدمتني فإن قيل :قد يقال. احلل

ميكنكم الشك يف ما ال ينقسم ال يقوم جبسم منقسم مل املقدمتني وهو أن العلم الواحد ال ينقسم وأن على الشك يفيف كالم اقضما صنفناه إال لبيان التهافت والتن أقواهلم تتناقض واجلواب أن هذا الكتاب بينا أن: جوابنا. النتيجة

.الناطقة أو ما ذكروه يف القوة الومهية إما ما ذكروه يف النفس: األمرين الفالسفة وقد حصل إذ انتقض به أحد

ولعل موضع االلتباس قوهلم إن عن موضع تلبيس يف القياس هذه املناقضة تبني أم غفلوا: ليس العلم كاللون مث نقولواخللل يف لفظ . حمله اللون بانقسام املتلون فينقسم العلم بانقسام يف املتلون وينقسمانطباع اللون العلم منطبع يف اجلسم

ومنطبع فيه ومنتشر اللون إىل املتلون حىت يقال إنه منبسط عليه أن ال تكون نسبة العلم إىل حمله كنسبة االنطباع إذ ميكناالنقسام عند انقسام احملل آخر وذلك الوجه ال جيوز فيه فلعل نسبة العلم إىل حمله على وجه. بانقسامه يف جوانبه فينقسم

نسبة األوصاف إىل حملها ليست حمصورة يف فن واحد وال هي ووجوه. العداوة إىل اجلسم بل نسبته إليه كنسبة إدراكم وعلى هل ال دليل. موثوق به علما نثق به فاحلكم عليه دون اإلحاطة بتفصيل النسبة حكم غري معلومة التفاصيل لنا

معلوما يقينا علما ال جيوز الغلط فيه وال يتطرق إليه وإمنا ينكر كونه اجلملة ال ينكر أن ما ذكروه مما يقوي الظن ويغلبهباملعلوم الواحد العقلي العلم إن كان: للعلم نسبة إىل العامل قالوا: دليل ثان دليلهم الثاين. فيه القدر مشكك الشك وهذا

األعراض يف اجلوهر اجلسمانية لزم انقسامه بالضرورة بانقسام اجلسم انطباع رد عن املواد منطبعا يف املادةوهو املعلوم اهل للعلم : أخرى ونقول مل يكن منطبعا فيه وال منبسطا عليه واستكره لفظ االنطباع فنعدل إىل عبارة وإن كما سبق

عنه فكونه عاملا به مل صار أوىل من كون غريه عاملا وهذه النسبة عتنسبة إىل العامل أم ال وحمال قطع النسبة فإنه إن قطخيلوا من ثلثة له نسبة فال أقسام إما إىل الكل أو إىل البعض أو ال تكون وثالثتها باطلة وإن كان من ثالثة النسبة تكون

البعض أو ال يكون لواحد من أجزاء احملل دون أو تكون لبعض إما أن تكون النسبة لكل جزء من أجزاء احملل: أقسام للمجموع نسبة فإن نسبة لواحد من األجزاء فإنه إذا مل يكن لآلحاد نسبة مل يكن ال: وباطل أن يقال .األجزاء نسبة إليه

شيء وليس هو من معناه يف الذي ال نسبة له ليس النسبة للبعض فإن: وباطل أن يقال. اتمع من املباينات مباينالنسبة إىل ذات العلم بأسره فمعلوم كل إىل الذات ألنه إن كانت لكل جزء مفروض نسبة: باطل أن يقالو. كالمنا عنه

كان كل جزء له نسبة كما هو فيكون معقوال مرات ال اية هلا بالفعل وإن ليس هو جزءا من املعلوم واحد من األجزاءأن العلم باملعلوم الواحد من إذن منقسمة يف املعىن وقد بينا علمالنسبة اليت للجزء اآلخر إىل ذات العلم فذات ال أخرى غري

Page 75: تهافت الفلاسفة

أقسام ومن هذا شيء من ذات العلم غري ما إليه نسبة يف احلس املعىن وإن كان نسبة كل واحد إىل كل وجه ال ينقسم يفحصول مثال دراك معناهلصور جزئية منقسمة فإن اإل املنطبعة يف احلواس اخلمس ال تكون إال أمثلة يتبني أن احملسوسات

. اآللة اجلسمانية جزء من مثال احملسوس نسبة إىل جزء من املدرك يف نفس املدرك ويكون لكل

يدرأ الشبهة تبديل لفظ االنطباع بلفظ النسبة ال عداوة الذئب واالعتراض على هذا ما سبق فإن وهذا شأن: اعتراضناما إدراك ال حمالة وله نسبة إليه ويلزم يف تلك النسبة الذئب كما ذكروه فإنهمن عداوة فيما ينطبع يف القوة الومهية للشاة

أجزائه مقدر وتنتسب أجزاؤها إىل أمرا مقدرا له كمية مقدارية حىت ينطبع مثاهلا يف جسم ذكرمتوه فإن العداوة ليساملضادة والعداوة والزيادة على املخالفة و شيئا سوى شكله وهو وكون شكل الذئب مقدرا ال يكفي فإن الشاة أدركت

.فهذه الصور مشككة يف هذا الربهان كما يف األول. أدركته جبسم مقدر هلا مقدار وقد الشكل من العداوة ليسمن اجلسم يف جوهر العلم حيل هال دفعتم هذه الرباهني بأن: تعترضون على اجلوهر الفرد فإن قال قائل هال: قد يقال

ألن الكالم يف اجلوهر الفرد يتعلق بأمور هندسية : فيه قلنا هذا البحث طويل ال فائدة: وابنامتحيز ال يتجزى وهو جفإن لإلنسان اجلزء ليس فيه ما يدفع اإلشكال فإنه يلزم أن تكون القدرة واإلرادة أيضا يف ذلك مث .يطول القول يف حلها

وقدرة الكتابة يف اليد واألصابع والعلم ا ليس يف اليد بعلم فعال وال يتصور ذلك إال بقدرة وإرادة وال يتصور اإلرادة إال .القدرة بل لعدم إرادا يف اليد فإنه قد يريدها بعد شلل اليد وتتعذر ال لعدم اإلرادة اليد وال إذ ال يزول بقطع

سم لكان العامل ذلك اجلزء جزء من اجل العلم لو كان يف: العامل قوهلم اإلنسان دون اجلزء هو: دليل ثالث دليلهم الثالث

: إىل حمل خمصوص جوابنا والعاملية صفة له على اجلملة من غري نسبة أجزاء اإلنسان واإلنسان يقال له عامل دون سائرإدراك وكذى البهيمة توصف به وذلك ال يدل على أن هوس فإنه يسمى مبصرا وسامعا وذائقا وهذا! وهو املبصر

قد: هو يف دليل رابع دليلهم الرابع من التجوز كما يقال فالن يف بغداذ وإن كان هو نوعاحملسوسات ليس باجلسم بلمثال فاجلهل ضده فينبغي أن جيوز قيامه العلم حيل جزءا من القلب أو الدماغ يكون العلم واجلهل يف احملل الواحد إن كان

استحال ذلك تبني أن ا وجاهال بشيء واحد فلمااإلنسان يف حالة واحدة عامل آخر من القلب أو الدماغ ويكون جبزءمنقسما ملا استحال قيام اجلهل الضدين فيه فإنه لو كان اجلهل هو حمل العلم وأن ذلك احملل واحد يستحيل اجتماع حمل

والبياض ضده يف حمل آخر كما جتتمع البلقة يف الفرس الواحد والسواد الشيء يف حمل ال يضاده ببعضه والعلم ببعضه ألن .الواحدة ولكن يف حملني يف العني

يدرك وقد ال يدرك فليس بينهما إال ضد إلدراكاا ولكنه قد احلواس ال ضد إلدراكاا وال يلزم هذا يف احلواس فإنه ال

يف. تناقض أجزائه كالعني واألذن وال يدرك بسائر بدنه وليس فيه يدرك ببعض: فال جرم نقول .تقابل الوجود والعدمإذ يستحيل أن للجاهلية واحلكم عام جلميع البدن ااز وال يغين عن هذا قولكم إن العاملية مضادة احملل الواحد بغري

هو يف : يقال أطلق االسم على اجلملة فبااز كما فالعامل هو احملل الذي قام العلم به فإن يكون احلكم يف غري حمل العلةأن حكم اإلبصار ال يثبت للرجل واليد بل مبصر وإن كنا بالضرورة نعلم: يقال بغداذ وإن كان هو يف بعضها وكما

Page 76: تهافت الفلاسفة

املهيأ لكل من العلم واجلهل وال يف احملل. فإن األحكام تقتصر على حمل العلل بالعني وتضاد األحكام كتضاد العلل خيتصفيتضادان عليه فإن عندكم أن كل جسم العلم واجلهل من اإلنسان واحد خيلص من هذا قول القائل إن احملل املهيأ لقبول

قبول العلم على سوى احليوة شريطة أخرى وسائر أجزاء البدن عندكم يف قابل للعلم واجلهل ومل تشترطوا فيه حيوة فهوعليكم يف الشهوة والشوق االعتراض أن هذا ينقلب وال تكون الشهوة والنفرة يف احملل الواحد : اعتراضنا .وترية واحدة

فيجتمع معان تنطبع يف اجلسم مث يستحيل أن ينفر عما يشتاق إليه للبهائم واإلنسان وهي ادة فإن هذه األمور تثبتواإلرأا ال حتل األجسام ال يدل على وامليل إىل شيء واحد بوجود الشوق يف حمل والنفرة يف حمل آخر وذلك فيه النفرة

خمتلفة فلها رابطة واحدة وهي النفس وذلك للبهيمة آالت وذلك ألن هذه القوى وإن كانت كثرية ومتوزعة علىمنطبع غري الرابطة استحالت اإلضافات املتناقضة بالنسبة إليه وهذا ال يدل على كون النفس واإلنسان مجيعا وإذا احتدت .يف اجلسم كما يف البهائم

املعقول بآلة جسمانية فهو ال العقل يدركإن كان : نفسه قوهلم لوال ذلك ملا عقل العقل: دليل خامس دليلهم اخلامساستثناء نقيض التايل ينتج مسلم أن: ما الدليل عليه قلنا: جوابنا .حمال فإنه يعقل نفسه فاملقدم حمال يعقل نفسه والتايلاإلبصار ال : قد يقال ما يسلم لزوم التايل وما الدليل عليه: بل نقول إذا ثبت اللزوم بني التايل واملقدم نقيض املقدم ولكن

ال ترى والسمع ال يسمع ال يتعلق باألبصار فالرؤية الدليل عليه أن اإلبصار ملا كان جبسم فاإلبصار: قيل يبصر فإنفلم يدرك نفسه والعقل كما يعقل غريه يعقل نفسه فإن أيضا ال يدرك إال جبسم فإن كان العقل. وكذى سائر احلواس

ذكرمتوه فاسد من ما: قلنا هذا جيوز خبرق العادات : سه ويعقل أنه عقل غريه جوابنايعقل نف منا كما يعقل غريه الواحدإبصارا لغريه ولنفسه كما يكون العلم الواحد علما بغريه فيكون أحدمها أن اإلبصار عندنا جيوز أن يتعلق بنفسه: وجهني

.العادة جارية خبالف ذلك وخرق العادات عندنا جائز ولكن. وعلما بنفسهذلك يف بعض احلواس ميتنع يف احلواس ولكن مل إذا امتنع فيكون حاسة منفردة والثاين وهو أقوى أنا سلمنا هذا يف

يف اشتراكها يف أا جسمانية كما اختلف البصر واللمس حكم احلواس يف وجه اإلدراك مع بعض وأي بعد يف أن يفترق وخيالفه البصر فإنه يشترط فيه االنفصال آللة الالمسة وكذى الذوقباتصال امللموس با أن اللمس ال يفيد اإلدراك إال

االختالف يف احلاجة إىل اجلسم فال ألنه مل يبعد عنه وهذا االختالف ال يوجب حىت لو أطبق أجفانه مل ير لون اجلفن: ادس دليلهم السادسدليل س .وخيالف سائرها يف أا تدرك نفسها أن يكون يف احلواس اجلسمانية ما يسمى عقال يبعد

احلواس ولكنه يدرك بآلة جسمانية كاألبصار ملا أدرك آلته كسائر لو كان العقل: العقل القلب قالوا لوال ذلك ملا أدرككما سبق واالعتراض على :اعتراضنا. ملا أدركه والقلب وما يدعى آلته فدل أنه ليس آلة له وال حمال وإال يدرك الدماغ

مل : أو نقول. يدرك اإلبصار حمله ولكنه حوالة على العادة ال يبعد أن: نقول فإنا. الذي قبلههذا كاالعتراض علىقائم يف أن ما هو يف هذا املعىن وإن اشتركت يف االنطباع يف األجسام كما سبق ومل قلتم أن تفترق احلواس يستحيل

ال حيكم ببعض على كلي مرسل معني جسم يستحيل أن يدرك اجلسم الذي هو حمله ومل يلزم أن حيكم من جزئيبسبب جزئي أو جزئيات كثرية على كلي وذكر يف املنطق أن حيكم احلواس على مجيعها ومما عرف باالتفاق بطالنه

احليوانات كلها فرأيناها فإنه حيرك عند املضغ فكه األسفل ألنا استقرأنا قال اإلنسان إن كل حيوان حىت مثلوه مبا إذافوجدوها على األعلى وهؤالء مل يستقرئوا إال احلواس اخلمس ك لغفلته عن التمساح فإنه حيرك فكهذل كذلك فيكون

Page 77: تهافت الفلاسفة

احليوانات احلواس جمرى التمساح من سائر فلعل العقل حاسة أخرى جتري من سائر. الكل به وجه معلوم فحكموا علىال يدرك كما انقسمت إىل ما يدرك مدركه اإىل ما يدرك حملها وإىل م فتكون إذن احلواس مع كوا جسمانية منقسمة

فال يورث يقينا فما ذكروه أيضا إن أورث ظنا. باتصال كالذوق واللمس كالبصر وإىل ما ال يدرك إال من غري مماسةلسنا نعول على جمرد االستقراء :يدركه أبدا فإن قيل على العقل أن يدرك القلب دائما إما أال: قد يقال. به موثوقا

أو الدماغ هو نفس اإلنسان لكان ال يعزب عنه إدراكهما حىت ال لو كان القلب: ونقول للحواس بل نعول على الربهانبل يكون مثبتا لنفسه يف ذاته عن ذاته يعقلهما مجيعا كما أنه ال خيلوا عن إدراك نفسه فإن أحدا ال يعزب خيلوا عن أن

مل يشاهد بالتشريح من إنسان آخر ال يدركهما وال يعتقد والدماغ أو قلبنفسه أبدا واإلنسان ما مل يسمع حديث الاألمرين من حاال يف جسم فينبغي أن يعقل ذلك اجلسم أبدا أو ال يدركه أبدا وليس واحد العقل فإن كان. وجودمها

.بصحيح بل يعقل حالة وال يعقل حالةله إىل احملل وال يتصور أن يكون حمل إمنا يدرك احملل لنسبة ال يف فهناك نسبة واحدة وهذا التحقيق وهو أن اإلدراك احل

إذ ال ميكن أن يكون كان هذه النسبة ال تكفي فينبغي أن ال يدرك أبدا احللول فيه فليدركه أبدا وإن له نسبة إليه سوىاإلنسان يشعر جبسده :جوابنا. أبدا ومل يغفل عنه حبال إليه كما أنه ملا أن كان يعقل نفسه عقل نفسه له نسبة أخرى

وصورته وشكله نعم ال يتعني له اسم القلب. جبسده وجسمه يشعر بنفسه وال يغفل عنه فإنه يشعر اإلنسان ما دام: قلنا دائما وإن. الذي ذكروه ال يناسب البيت والثوب يثبت نفسه يف ثيابه ويف بيته والنفس ولكنه يثبت نفسه جسما حىت

مقدم الشم وإما زائدتان يف اجلسم مالزم له وغفلته عن شكله وامسه كغفلته عن حمل فإثباته ألصلعلى وجه غري معنيولكن حمل اإلدراك ال يتشكل له وال يتعني يدرك الرائحة جبسمه الدماغ شبيهتني حبلميت الثدي فإن كل إنسان يعلم أنه

.لرأس إىل داخل األنف أقرب منه إىل داخل األذنإىل العقب ومن مجلة ا الرأس أقرب منه وإن كان يدرك أنه إىلفإنه يقدر نفسه باقيا مع إىل رجله اإلنسان بنفسه ويعلم أن هويته اليت ا قوامه إىل قلبه وصدره أقرب منه فكذلك يشعر

القلب فما ذكروه من أنه يغفل عن اجلسم تارة وتارة ال عدم عدم الرجل وال يقدر على تقدير نفسه باقيا معقالوا القوى الدراكة باآلالت املواظبة على العمل كالل أن القوى اآللية يعرض هلا من: دليل سابع دليلهم السابعفتكلها وكذلك اإلدراك كالل ألن إدامة احلركة تفسد مزاج األجسام املواظبة على العمل بإدامة اجلسمانية يعرض هلا من

العظيم للسمع والنور عقيبها األخفى األضعف كالصوت ا تفسدها حىت ال تدركاجللية اإلدراك توهنها ورمب األمور القويةالشديدة ال اخلفي واملرئيات الدقيقة بل من ذاق احلالوة أو مينع عقيبه من إدراك الصوت العظيم للبصر فإنه رمبا يفسد

إىل املعقوالت ال لعكس فإن إدامتها للنظرالعقلية با واألمر يف القوة العقلية بالعكس واألمر القوة .حيس بعده حبالوة دونهكالل يضعفها وإن عرض هلا يف بعض األوقات اجللية يقويها على درك النظريات اخلفية وال يتعبها ودرك الضروريات

عن بعضها احلواس ختتلف: قولنا. فال ختدم العقل واستعانتها ا فتضعف آلة القوة اخليالية فذلك الستعماهلا القوة اخلياليةللبعض يف هذه األمور فليس ما يثبت منها ال يبعد أن ختتلف احلواس اجلسمانية: نقول بعض وهذا من الطراز السابق فإنا

نوع من احلركة ومنها ما يقويها نوع من األجسام فيكون منها ما يضعفها جيب أن يثبت لآلخر بل ال يبعد أن تتفاوت هذا ممكن إذا احلكم فكل. ون مث سبب جيدد قوا حبيث ال حتس باألثر فيهافيك يوهنها وإن كان يؤثر فيها احلركة وال

.الثابت لبعض األشياء ليس يلزم أن يثبت لكله

Page 78: تهافت الفلاسفة

قواها بعد منتهى النشو والوقوف أجزاء البدن كلها تضعف: الشيخوخة قالوا العقل ال تعتريه: دليل ثامن دليلهم الثامن. األمر إمنا تقوى بعد ذلك وسائر القوى والقوة العقلية يف أكثر لبصر والسمعاألربعني سنة فما بعدها فيضعف ا عند

الشيخوخة فإنه املعقوالت عند حلول املرض يف البدن وعند اخلرف بسبب يلزم على هذا تعذر النظر يف يعوقه املرض والال يوجب كونه تعطل البدنبنفسه فتعطله عند يتقوى مع ضعف البدن يف بعض األحوال فقد بان قوامه مهما بان أنه

القوة العقلية قائمة بالبدن فيضعفها ضعف البدن بكل إن كانت: ينتج فإنا نقول قائما بالبدن فإن استثناء عني التايل الومل يشغلها بذاا إذا مل يعق عائق وهلذا األمر مدلول مث السبب فيه أن النفس هلا فعل. حمال والتايل حمال فاملقدم حال

وتدبريه وفعل بالقياس إىل مبادئه وإىل ذاته وهو إدراك وهو السياسة له فعل بالقياس إىل البدن: فإن للنفس فعلنيشاغل وشواغله .األمرين متعاندان فمهما اشتغل بأحدمها انصرف عن اآلخر وتعذر عليه اجلمع بني ومها متمانعان املعقوالت

فإذا أخذت تفكر يف معقول تعطل عليك والوجع واخلوف والغممن جهة البدن اإلحساس والتخيل والشهوات والغضبمن إدراك العقل ونظره من غري أن يصيب آلة العقل شيء أو يصيب ذاا مينع بل جمرد احلس قد. كل هذه األشياء األخر

نه أيضا واخلوف فإ يف كل ذلك اشتغال النفس بفعل عن فعل ولذلك يتعطل نظر العقل عند الوجع واملرض آفة والسببوتعدد اجلهة الواحدة قد يوجب التمانع فإن النفس وكيف يستبعد التمانع يف اختالف جهيت فعل. مرض يف الدماغ

.والنظر يف معقول عن معقول آخر الغضب الفرق يذهل عن الوجع والشهوة عن

دن ليس يتعرض حملل العلوم أنه إذا الب أن املرض احلال يف إذا عاد املريض صحيحا عاد العلم من غري استئناف تعلم وآيةنقصان القوى :أسباب كثرية لزيادة بعض احلواس واالعتراض أن نقول هناك: إىل تعلم اعتراضنا عاد صحيحا مل يفتقر

يف اآلخر وأمر العمر وبعضها يف الوسط وبعضها أسباب كثرية ال تنحصر فقد يقوى بعض القوى يف ابتداء وزيادا هلا أن خيتلف الشم والبصر يف أن الشم يقوى بعد مثل الشم وال بعد يف. يدعى الغالب فال يبقى إال أن. كذلكالعقل أيضا

القوى يف احليوانات فيقوى الشم من كوما حالني يف اجلسم كما تتفاوت هذه األربعني والبصر يضعف وإن تساويا يفيبعد أن يكون ا ال ميكن الوقوف على ضبطه فالالختالف يف أمزجته والسمع من بعضها والبصر من بعضها بعضها

الضعف إىل أحد األسباب يف سبق والعقل ويكون. أيضا خيتلف يف حق األشخاص ويف حق األحوال مزاج اآلالتإال بعد مخسة عشر سنة أو زيادة على ما يشاهد فطرته وال يتم عقله البصر دون العقل أن البصر أقدم فإنه مبصر يف أول

األسباب إن فهذه. إىل شعر الرأس أسبق منه إىل شعر اللحية ألن شعر الرأس أقدم حىت قيل إن الشيب لناس فيهاختالف اعلم موثوق به ألن جهات االحتمال ينبىن عليها خاض اخلائض فيها ومل يرد هذه األمور إىل جماري العادات فال ميكن أن

.ء من ذلك يقيناشي فال يورث فيما تزيد ا القوى أو تضعف ال تنحصركيف يكون اإلنسان عبارة عن :بعينه ومعه علوم قالوا مهما تبدل اجلسم فاإلنسان يبقى: دليل تاسع دليلهم التاسعاجلنني مسد ما ينحل حىت إذا رأينا صبيا انفصل من األجسام ال تزال تنحل والغذاء يسد اجلسم مع عوارضه وهذه

األربعني شيء من األجزاء اليت كانت موجودة مل يبق فيه بعد: ا فيمكننا أن نقولوينمو فيمرض مرارا ويذبل مث يسمن .بل احنل كل ذلك وتبدل بغريه أجزاء املين فقط ومل يبق فيه شيء من أجزاء املين عند االنفصال بل كان أول وجوده منأنه يبقى معه علوم من أول صباه ىتهو ذلك اإلنسان بعينه وح هذا اإلنسان: ونقول. فيكون هذا اجلسم غري ذلك اجلسم

Page 79: تهافت الفلاسفة

وكلك الشجرة االعتراض أن هذا. سوى البدن وأن البدن آلته فدل أن للنفس وجودا. أجسامه ويكون قد تبدل مجيعاإلنسان وليس بعينه كما يقال يف إذا قيست حالة كربمها حبالة الصغر فإنه يقال إن هذا ذاك ينتقض بالبهيمة والشجرة

ذكر يف العلم يبطل حبفظ الصور املتخيلة فإنه يبقى املتخيلة وما وتبقى الصور. له وجودا غري اجلسميدل ذلك على أنالقلب أجزاء سائر أجزاء الدماغ فإن زعموا أنه مل يتبدل سائر أجزاء الدماغ فكذى سائر وإن تبدل يف الصيب إىل الكرب

مثال فال اإلنسان وإن عاش مائة سنة: بقى منه شيء بل نقول واإلنسان ي ومها من البدن فكيف يتصور أن يتبدل اجلميعهذا : كم أنه يقال ذلك اإلنسان باعتبار ما بقي قد بقي فيه أجزاء من النطفة فأما أن تنمحى عنه فال فهو بد وأن يكون

ما تأخذ منه مثالهمثل املاء الذي تصب عليه و. والتبدل بقاء املين مع كثرة التحلل ذاك الشجر وهذا ذاك الفرس ويكونرطل مث صب عليه رطل آخر مث مث صب عليه رطل آخر حىت اختلط به مث أخذ منه إذا صب يف موضع رطل من املاء

األول باق وأنه ما من املرة األخرية حنكم بأن شيئا من املاء رطل مث ال يزال يفعل كذلك ألف مرة فنحن يف أخذ منهالثانية والرابعة من الثالثة الكرة الثانية والثالثة قريبة من املاء ألنه كان موجودا يفوفيه شيء من ذلك رطل يؤخذ منه إالالبدن واحنالل انقسام األجسام إىل غري اية فانصباب الغذاء يف وهذا على أصلهم ألزم حيث جوزوا .وهكذى إىل اآلخر

القوة : كليات عامة قالوا يف العقل: دليلهم العاشر شردليل عا. يضاهي صب املاء يف هذا اإلناء واغترافه عنه أجزاء البدن املتكلمون أحواال فتدرك اإلنسان املطلق عند مشاهدة احلس لشخص العقلية اليت يسميها العقلية تدرك الكليات العامة

خمصوص ووضع غري الشخص املشاهد فإن املشاهد يف مكان خمصوص ولون خمصوص ومقدار إنسان معني وهوعليه اسم اإلنسان وإن مل يكن على ينطلق نسان املعقول املطلق جمرد عن هذه األمور بل يدخل فيه كل ماخمصوص واإل

وجوده يف املستقبل يدخل فيه بل لو عدم اإلنسان يبقى حقيقة ميكن لون املشاهد وقدره ووضعه ومكانه بل الذي ذلك س مشخصا فيحصل منه للعقل حقيقةجمردا عن هذه اخلواص وهكذى كل شيء شاهده احل اإلنسان يف العقل

للشجر واحليوان واحليوانية كاجلسمية الشخص كليا جمردا عن املواد واألوضاع حىت تنقسم أوصافه إىل ما هو ذايتوالشجر وحيكم بكونه ذاتيا وعرضيا على جنس اإلنسان لإلنسان لإلنسان وإىل ما هو عرضي له كالبياض والطول

.وثابتة يف عقله الشخص املشاهد فدل أن الكلي ارد عن القرائن احملسوسة معقولة عنده ال على ركوالشجر وكل ما يدإليه وال وضع له وال مقدار فإما أن الكلي املعقول ال إشارة جتردها عن القرائن احملسوسة تتعلق بالنفس اردة وذلك

وإما أن يكون وهو حمال فإن املأخوذ منه ذو وضع وأين ومقداراملأخوذ منه واملادة باإلضافة إىل يكون جترده عن الوضعمقدار وإال لو ثبت ذلك وضع وال إليه إشارة وال له إىل اآلخذ وهو النفس العاقلة فينبغي أن ال يكون للنفس باإلضافة

وضعتموه كلي الذيولكن مفصال واالعتراض أن املعىن ال ما حيل يف احلس حيل يف العقل :اعتراضنا. لثبت للذي حل فيه حيل يف احلس جمموعا وال يقدر احلس على ال حيل يف العقل إال ما حيل يف احلس ولكن حاال يف العقل غري مسلم بل

إذا فصل كان املفصل املفرد عن العقل النسبة إىل مجيع املفردات نسبة واحدة مث يف. تفصيله والعقل يقدر على تفصيلهيناسب املعقول وأمثاله مناسبة واحدة فيقال إنه إال أن الثابت يف العقل زئيا كاملقرون بقرائنهالقرائن يف العقل يف كونه ج

آحاد الصورة إىل سائر العقل صورة املعقول املفرد الذي أدركه احلس أوال ونسبة تلك املعىن وهو أن يف كلي على هذاإذا رأى فرسا بعد إنسان فإنه حيدث فيه يئة أخرى كماه ذلك اجلنس نسبة واحدة فإنه لو رأى إنسانا آخر مل حيدث له

.صورتان خمتلفتان

Page 80: تهافت الفلاسفة

صورة فلو رأى الدم بعده رأى املاء حصل يف خياله ومثل هذا يف احلس ومثل هذا قد يعرض يف جمرد احلس فإن منء مثال لكل الصورة اليت انطبعت يف خياله من املا مل حتدث صورة أخرى بل حصلت صورة أخرى فلو رأى ماء آخر

اخليال ويف العقل وضع أجزائه فكذلك إذا رأى اليد مثال حصل يف. كلي ذا املعىن آحاد املياه فقد يظن أنه واحد منوحيصل مع ذلك صغره وكربه عليه وانتهاء األصابع على األظفار بعضها مع بعض وهو انبساط الكف وانقسام األصابع

إحداث شيء صورة أخرى بل ال تؤثر املشاهدة الثانية يف كل شيء مل يتجدد لهأخرى متاثله يف فإن رأى يدا. ولونهوالقدر واحد وقد يرى يدا أخرى ختالفه يف اللون املاء بعد املاء يف إناء واحد على قدر جديد يف اخليال كما إذا رأى

د يشارك اليد الكبري األبيض يفاألسو حيدث له صورة جديدة لليد فإن اليد الصغري فيحدث له لون آخر وقدر آخر والتلك الصورة هي هذه الصورة بعينها يساوي فيه األول ال تتجدد صورته إذ وضع األجزاء وخيالفه يف اللون والقدر فما

العقل واحلس مجيعا كلي يف العقل ال وضع له أصال فهذا معىن الكلي يف وهذا ال يؤذن بثبوت. يتجدد صورته وما خيالفهيف اخليال بإدراك صورة جديدة يف اجلسمية كما إذا أدرك صورة اجلسم من احليوان فال يستفيد من الشجر فإن العقل

على أن العقل قد حيكم . بثبوت كلي ال وضع له أصال متشاني وهذا ال يؤذن صورة املاءين يف وقتني وكذى يف كل جبسم ويف هذا ن من أين أن ذلك ال يتصور قيامهوضع كحكمه بوجود صانع العامل ولك ال إشارة إليه وال بثبوت شيء

.املأخوذ من املواد فوجهه ما ذكرناه فأما .القسم يكون املنتزع عن املادة هو املعقول يف نفسه دون العقل والعاقلهم سرمدية ال يتصور فناؤها دليل العدم بعد وجودها وأا مسألة يف إبطال قوهلم إن النفوس اإلنسانية يستحيل عليها

عليها أو بقدرة ال خيلوا إما أن يكون مبوت البدن أو بضد يطرى البدن أحدمها قوهلم إن عدمها ال يكون مبوت: األولاليت يف البدن هو آلة تستعملها النفس بواسطة القوى تنعدم مبوت البدن فإن البدن ليس حمال هلا بل وباطل أن. القادر

اجلسمانية وألن منطبعا كالنفوس البهيمية والقوى ة إال أن يكون حاال فيهامستعمل اآلل وفساد اآللة ال يوجب فسادفال هلا مبشاركة اآللة التخيل واإلحساس والشهوة والغضب وفعال مبشاركتها فالفعل الذي النفس فعال بغري مشاركة اآللة

املواد وال حاجة يف ملعقوالت اردة عنا ويفوت بفواته وفعلها بذاا دون مشاركة البدن إدراك جرم يفسد بفساد البدنعن املعقوالت ومهما كان هلا فعل دون البدن ووجود االشتغال بالبدن يعوقها كونه مدركا للمعقوالت إىل البدن بل

ولذلك ال اجلواهر ال ضد هلا وال بالضد وباطل أن يقال إا تنعدم بالضد إذ. إىل البدن مل تفتقر يف قوامها دون البدنصورة املائية بضدها وهو صورة اهلوائية واملادة اليت األشياء إذ تنعدم نعدم يف العامل إال األعراض والصور املتعاقبة علىي

وال بالقدرة وباطل أن جوهر ليس يف حمل فال يتصور عدمه بالضد إذ ال ضد ملا ليس يف تنعدم قط وكل هي احملل القررناه بالقدرة وهذا عني ما ذكروه يف مسألة أبدية العامل وقد حىت يتصور وقوعهشيئا تفىن بالقدرة إذ العدم ليس: يقال

النفس ال ميوت مبوت األول أنه بناء على أن :راجع ما سبق واالعتراض عليه من وجوه: اعتراضنا األول .وتكلمنا عليه حدوث النفس ال يكون: اعتراضنا الثاين: ال نسلم ذلك بناء على املسألة األوىل فقد البدن ألنه ليس حاال يف جسم وهو

ابن هذا ما اختاره. حيدث إال حبدوث البدن ال حيل البدن عندهم فله عالقة بالبدن حىت مل إال حبدوث البدن الثاين هو أنه مركما حتقق األ. باألبدان مبسلك برهاين حمقق النفس قدمية ويعرض هلا االشتغال سينا واحملققون وأنكروا على أفالطن أنوإن زعم أنه . ال يعقل انقسامه واحدة فكيف انقسمت وما ال عظم له وال مقدار وهو أن النفوس قبل األبدان إن كانت

معلومة لعمرو نفس عمرو ولو كانت واحدة لكانت معلومات زيد فهو حمال إذ يعلم ضرورة أن نفس زيد غري مل ينقسم

Page 81: تهافت الفلاسفة

وإن كانت النفوس متكثرة فماذى مع الذات يف كل إضافةالنفس وصفات الذات تدخل فإن العلم من صفات ذاتيوجب اختالف الصفة خبالف النفوس وال بالصفات إذ ليس فيها ما تكثرت ومل تتكثر باملواد وال باألماكن وال باألزمنة

تتماثل من يرى بقاءها ألا استفادت من األبدان هيئات خمتلفة ال تتكثر باختالف الصفات عند بعد موت البدن فإااألخالق فإن هيئاا حتصل من هيئاا حتصل من األخالق واألخالق قط ال تتماثل نفسان منها نفسان منها فإن

.الشتبه علينا زيد بعمرو يتماثل ولو متاثلت واألخالق قط ال تتماثل كما أن اخللق الظاهر قط الحدوث النطفة يف الرحم هذا الربهان حدوثه عند والنفس تتعلق بالبدن املخصوص ببعض الوسائط ومهما ثبت حبكم

لتوأمني يف نفس فقط إذ قد تستعد يف رحم واحد نطفتان املدبرة مث قبلت النفس ال ألا واستعداد مزاجها لقبول النفس جلسمأو بغري واسطة وال يكون نفس هذا مدبرا نفسان حيدثان من املبدأ األول بواسطة حالة واحدة للقبول فيتعلق ما

وبني ذلك البدن فليس اإلختصاص إال لعالقة خاصة بني النفس املخصوص ذاك وال نفس ذاك مدبرا جلسم هذامعا واستعدت اآلخر وإال فقد حدثت نفسان فال يكون بدن أحد التوأمني بقبول هذه النفس أوىل من املخصوص وإال

املخصص فإن كان ذلك املخصص هو االنطباع فيه فيبطل فماالبدن انعدمت النفس فإذا بطل. نطفتان لقبول التدبري معااخلصوص حىت آخر به العالقة بني هذه النفس على اخلصوص وبني هذا البدن على البدن وإن كان مث وجه ببطالنيعود العالقة انعدمت النفس مث ال فإذا انقطعت تلك العالقة شرطا يف حدوثه فأي بعد يف أن تكون شرطا يف بقاءه كانت

ليست هذه: قد يقال. سبيل البعث والنشور كما ورد به الشرع يف املعاد وتعاىل على وجودها إال بإعادة اهللا سبحانهوشوق جبلي خلق فيها إىل نزاع طبيعي أما العالقة بني النفس والبدن فليس إال بطريق: بطريق الشوق فإن قيل العالقة إال

األبدان وال خيليها يف حلظة فتبقى مقيدة بذلك الشوق اجلبلي من ا عن غريههذا البدن خاصة يشغلها ذلك الشوقنعم قد يبقى .تدبريه وذلك ال يوجب فساده بفساد البدن الذي هو مشتاق باجلبلة إىل. مصروفا عن غريه بالبدن املعني

الشهوات وطلب املعقوالت وإعراضها عن كسر بالبدن ذلك الشوق بعد مفارقة البدن إن استحكم يف احليوة اشتغاهلا .الشوق إىل مقتضاها اآللة اليت فيتأذى بذلك الشوق مع فوات

البدن والنفس ال حمالة حىت احلدوث فلسبب ومناسبة بني ومبناسبة ختفى علينا وأما تعني نفس زيد لشخص زيد يف أولإدراك ح اختصاصه وليس يف القوة البشريةمناسبة بينهما فترج هلذه النفس من اآلخر ملزيد يكون هذا البدن مثال أصلح خمصص وال يضرنا أيضا يف قولنا إن اطالعنا على تفصيله ال يشككنا يف أصل احلاجة إىل خصوص تلك املناسبات وعدممهما غابت املناسبة عنا وهي :على وجه حيوج النفس يف بقائها قلنا قد تكون: جوابنا. النفس ال تفىن بفناء البدن

إىل بقاء البدن حىت إذا اهولة على وجه حيوج النفس يف بقائها لالختصاص فال يبعد أن تكون تلك املناسبة املقتضيةوجود النفس فإن التالزم أم ال فلعل تلك النسبة ضرورية يف اهول ال ميكن احلكم عليه بأنه يقتضي فسد فسدت فإن

ال يبعد أن بقدرة اهللا االعتراض الثالث هو أنه تنعدم: الثالثاعتراضنا. بالدليل الذي ذكروه انعدمت انعدمت فال ثقة لعل هناك طرق غريها االعتراض: اعتراضنا الرابع .قررناه يف مسألة سرمدية العامل تنعدم بقدرة اهللا تعاىل كما: يقال

يتصور عدم الشيء العلى أن فما الدليل. هذه الطرق الثلث يف العدم تنحسم فهو مسلم ذكرمت أن: الرابع هو أن يقالواإلثبات فال يبعد أن يزيد على الثلث واألربع دائرا بني النفي إال بطريق من هذه الطرق الثلث فإن التقسيم إذا مل يكن

كل: دليلهم الثاين .سوى ما ذكرمتوه فحصر الطرق يف هذه الثلث غري معلوم بالربهان رابعا وخامسا فلعل للعدم طريقا

Page 82: تهافت الفلاسفة

فيستحيل عليه العدم بل البسائط ال جوهر ليس يف حمل كل: يه العدم دليل ثان وعليه تعويلهم أن قالواجوهر يستحيل عل .البدن ال يوجب انعدامه ملا سبق أوال أن موت وهذا الدليل يثبت فيه. تنعدم قط

ألن كل ما ينعدم بسبب آخر يستحيل أن ينعدم بسبب آخر : ما ينعدم ففيه قوة الفساد وحامله يبقى فبعد ذلك يقال على االنعدام كما أن ما يطرى وجوده من احلوادث قوة الفساد أي إمكان العدم سابق بسبب ما أي سبب كان ففيه

وكما أن . العدم قوة الفساد الوجود ويسمى إمكان الوجود قوة الوجود وإمكان فيكون إمكان الوجود سابقا علىالعدم ولذلك قيل إن كل إمكانا باإلضافة إليه فكذلك إمكان حىت يكونالوجود وصف إضايف ال يقوم إال بشيء إمكان

اليت فيها قوة وقوته كما سبق يف مسألة قدم العامل فاملادة سابقة يكون فيها إمكان وجود احلادث حادث فيفتقر إىل مادةفكذلك قابل .ند طريانه وهو غريهموجودا مع املقبول ع الطاري والقابل غري املقبول فيكون القابل الوجود قابلة للوجودبقي فيه شيء ويكون ما عدم غري ما موجودا عند طريان العدم حىت يعدم منه شيء كما وجد العدم ينبغي أن يكون

طريان الوجود يكون غري ما طرى وقد كان وإمكانه كما أن ما بقي عند ويكون ما بقي هو الذي فيه قوة العدم وقبولهومن قابل فيلزم أن يكون الشيء الذي طرى عليه العدم مركبا من شيء انعدم وهو كاملادة. اريالط ما فيه قوة قبول

القوة كاملادة واملنعدم منها ويكون حامل بقي مع طريان العدم وقد كان هو حامل قوة العدم قبل طريان العدم للعدم .كالصورة

فرض فيها تركيب من املادة ال تركيب فيها فإن ن لكن النفس غري مركبة ولكن النفس بسيطة وهي صورة جمردة ع

األول إذ ال بد وأن ينتهي إىل أصل فنحيل العدم على املادة اليت هي السنخ واألصل صورة ومادة فنحن ننقل البيان إىل عدم منهاإمنا حتدث عليها الصور وتن حنيل العدم على مادة األجسام فإا أزلية أبدية ذلك األصل وهو املسمى نفسا كما

السواء وقد ظهر من هذا الوجود انعدام الصور منها فإا قابلة للضدين على الصور وفيها قوة طريان الصور عليها وقوةوميكن تفهيم هذا الوجود للشيء يكون لغري ذلك الشيء إن قوة. موجود أحدى الذات يستحيل عليه العدم أن كل

. لغري ذلك الشيء وال يكون نفس قوة الوجود قبل وجود الشيء فيكونللشيء يكون بصيغة أخرى وهو أن قوة الوجود بد منها يف العني ليصح بالقوة أي فيه قوة اإلبصار ومعناه أن الصفة اليت ال أن الصحيح البصر يقال أنه بصري بيانه

لعني قبل إبصار السواد مثال موجودا ل اإلبصار للسواد اإلبصار موجودة فإن تأخر اإلبصار فلتأخر شرط آخر فيكون قوة يكن قوة إبصار ذلك السواد موجودا عند وجود ذلك اإلبصار إذ ال ميكن أن بالفعل مل بالفعل فإن حصل إبصار السواد

لو انعدم الشيء البسيط الجتمع مهما حصل اإلبصار فهو مع كونه موجودا بالفعل موجود بالقوة بل قوة الوجود :يقالإمكان لو انعدم الشيء البسيط لكان: ثبتت هذه املقدمة فنقول مع حصول الوجود وإذا لوجوديف الشيء الواحد قوة افليس أيضا حاصال فإن ما أمكن عدمه لذلك الشيء وهو املراد بالقوة فيكون إمكان الوجود العدم قبل العدم حاصال

إىل أن جيتمع يف الشيء الواحد قوة يؤديالوجود إال إمكان الوجود ف واجب الوجود فهو ممكن الوجود وال نعين بقوةاإلبصار تكون يف بالفعل هو عني قوة الوجود وقد بينا أن قوة حصول وجوده بالفعل ويكون وجوده وجود نفسه معمتناقضان بل إىل أن يكون الشيء بالقوة والفعل ومها اإلبصار وال تكون يف نفس اإلبصار إذ يؤدي العني اليت هي غري

العدم إثبات ويف إثبات قوة العدم للبسيط قبل يكن بالفعل ومهما كان بالفعل مل يكن بالقوة شيء بالقوة ملمهما كان ال

Page 83: تهافت الفلاسفة

العامل وهذا بعينه هو الذي قررناه هلم يف مصريهم راجع ما سبق يف مسألة أزلية .لقوة الوجود يف حالة الوجود وهو حمالاإلمكان وصفا التلبيس وضعهم ا يف مسألة أزلية العامل وأبديته ومنشأوالعناصر واستحالة عدمه استحالة حدوث املادة إىل

فإن املسألة هي املسألة فال فرق بني أن يكون املتكلم فيه فال نعيد وقد تكمنا عليه مبا فيه مقنع. مستدعيا حمال يقوم به .نفس جوهر جوهر مادة أو

اجلسمانية ووجود اجلنة واحلور العني األبدان ووجود النار مسألة يف إبطال إنكارهم لبعث األجساد ورد األرواح إىلمها أعلى رتبة من أمثلة ضربت لعوام اخللق لتفهيم ثواب وعقاب روحانيني الناس وقوهلم إن كل ذلك وسائر ما وعد به

على ما خيالف لنعترض معتقدهم يف األمور األخروية مث فلنقدم تفهيم. وهو خمالف العتقاد املسلمني كافة اجلسمانيةبقاء سرمديا والعمل وقد قالوا إن النفس تبقى بعد املوت اللذة السرمدية ال تكون إال بالعلم :قوهلم. اإلسالم من مجلته

ينمحى به لعظمه مث قد يكون ذلك األمل خملدا وقد ا لعظمها وإما يف أمل ال حييط الوصف إما يف لذة ال حييط الوصفالدنيوية حمصور كما يتفاوتون يف املراتب طبقات الناس يف درجات األمل واللذة تفاوتا غري فاوتمث تت. على طول الزمان

واألمل السرمدي للنفوس الناقصة امللطخة واألمل السرمدية للنفوس الكاملة الزكية ولذاا تفاوتا غري حمصور واللذةوالزكاء والطهارة والكمال بالعلم ال بالكمال والتزكيةفال تنال السعادة املطلقة إ املنقضي للنفوس الكاملة امللطخة

.بالعمل

درك املعقوالت كما أن القوة الشهوانية العقلية غذاؤها ولذا يف تلتذ ما القوة العقلية ووجه احلاجة إىل العلم أن القوة وإمنا مينعها من االطالع على .ئر القوىيف النظر إىل الصور اجلميلة وكذلك سا املشتهى والقوة البصرية لذا لذا يف نيل

تتأمل بفوات لذة النفس ولكن اجلاهلة يف احليوة الدنيا حقها أن والنفس. املعقوالت البدن وشواغله وحواسه وشهواتهبقيت ناقصة حىت احنط حيس باألمل وكاخلدر ال حيس بالنار فإذا ينسيه نفسه ويلهيه عن أمله كاخلائف ال االشتغال بالبدن

دفعة واحدة حيس باألمل فإذا زال اخلدر شعر بالبال العظيم صورة اخلدر إذا عرض على النار فال عنه شغل البدن كان يفطباعه وذلك أيضا التذاذا خفيا قاصرا عما يقتضيه عنها والنفوس املدركة للمعقوالت قد تلتذ ا والبدن يشغل. هجوما

يف فيه مرارة يستبشع الشيء الطيب احللو ويستهجن ومثاله مثال املريض الذي. بشهواا لشواغل البدن وأنس النفس .يف حقه فال يتلذذ به ملا عرض من املرض الغذاء الذي هو أمت أسباب اللذة

عنها أعباء البدن وشواغله باملوت كان الكاملة بالعلوم إذا احنط فإذا احنط عنها أعباء البدن أدركت اللذة دفعة فالنفوس

فأدرك اللذة وكان به عارض مرض مينعه من اإلدراك فزال العارض عرض للطعم األلذ والذوق األطيب اله مثال منمثوهو نائم أو مغمى عليه أو سكران فال من اشتد عشقه يف حق شخص فضاجعه ذلك الشخص أو مثال. العظيمة دفعة

تفهم باجلسمانية وهذه اللذات اللذات الروحانية. احدةطول االنتظار دفعة و به فتنبه فجأة فيشعر بلذة الوصال بعد حيسشاهدها الناس يف هذه احليوة وهذا كما ال ميكن تفهيمه إال بأمثلة مما باإلضافة إىل اللذات الروحانية العقلية إال أنه حقرية

باللعب الذي هو ألذ األشياء اجلماع مل نقدر عليه إال بأن منثله يف حق الصيب أن نفهم الصيب أو العنني لذة أنا لو أردنايعلم أن ما فهمه باملثال ليس حيقق ليصدق بأصل وجود اللذة مث عنده ويف حق العنني بلذة األكل الطيب مع شدة اجلوع

Page 84: تهافت الفلاسفة

أن لعدم وجودها يف املالئكة والدليل على: وهذه أحط من األوىل .ذلك ال يدرك إال بالذوق عنده لذة اجلماع وأنواخلنازير من من حال السباع أحدمها أن حال املالئكة أشرف: من اللذات اجلسمانية أمرانأشرف اللذات العقلية

الشعور بكماهلا ومجاهلا الذي خص ا يف نفسها يف هلا لذة البهائم وليس هلا اللذات احلسية من اجلماع واألكل وإمناحصلت املوجودات املكان ويف رتبة الوجود فإنوقرا من ريب العاملني يف الصفات ال يف األشياء اطالعها على حقائق

.أعلى من اهللا على ترتيب وبوسائط فالذي يقرب من الوسائط رتبته ال حمالة

على احلسية فإن من يتمكن من غلبة قد يؤثر اللذات العقلية ولكن اإلنسان يفضلها على غريها والثاين أن اإلنسان أيضاالشطرنج والنرد واألطعمة بل قد يهجر األكل طول النهار يف لذة غلبة الذ األنكحةيف حتصيله م عدو والشماتة به يهجر

بقضاء الوطر والرئاسة يتردد بني اخنرام حشمته وكذلك املتشوف إىل احلشمة. فيه وال حيس بأمل اجلوع مع خسة األمر يستحقر ذلك حمافظة على ماء الوجهالوطر و وينتشر عنه فيصون احلشمة ويترك قضاء من عشيقته مثال حبيث يعرفه غريه

مستحقرا خطر املوت شغفا مبا يتومهه الشجاع على جم غفري من الشجعان فيكون ذلك ال حمالة ألذ عنده بل رمبا يهجم العقلية األخروية أفضل من هي للذات العقلية األخروية فإذن اللذات: فاألفضلية .لذة الثناء واإلطراء عليه بعد املوت من

لعبادي الصاحلني ما ال عني رأت وال أعددت: اهللا عليه وسلم ات احلسية الدنيوية ولوال ذلك ملا قال رسول اهللا صلىاللذ فهذا وجه احلاجة إىل" ال تعلم نفس ما أخفي هلم من قرة أعني " :وقال تعاىل. قلب بشر أذن مسعت وال خطر على

ومالئكته وكتبه وكيفية وجود وصفاته العقلية احملضة وهي العلم باهللالعلوم نافعة والنافع من مجلته العلوم بعض. العلمنافع ألجله وإن مل يكن وسيلة إليه كالنحو واللغة والشعر وأنواع فهو األشياء منه وما وراء ذلك إن كان وسيلة إليه

.فهي صناعات وحرف كسائر الصناعات العلوم املفترقة

النفس فإن النفس يف هذا البدن العمل والعبادة فلزكاء األذى وأما احلاجة إىل النفس املواظبة على الشهوات تنال مقتضياته وهذا البدن بل الشتغاله ونزوعه إىل شهواته وشوقه إىل األشياء ال لكونه منطبعا يف مصدود عن درك حقائقاألنس وات واملثابرة علىعلى اتباع الشه للنفس تترسخ فيها وتتمكن منها بطول املواظبة الرتوع والشوق هيئة

. من النفس ومؤذية من وجهني النفس فمات البدن كانت هذه الصفات متمكنه باحملسوسات املستلذة فإذا متكنت مناالتصال باملالئكة واإلطالع على األمور عن لذا اخلاصة ا وهو عاجزة عن االتصال باملالئكة أحدمها أا متنعها فتكون

معه والثاين أنه يبقى وعن اللذة اجلسمانية. الشاغل فيلهيه عن التأمل كما قبل املوت يكون معه البدنوال اجلميلة اإلهليةهو اآللة للوصول إىل تلك اللذات فيكون حاله اآللة فإن البدن احلرص وامليل إىل الدنيا وأسباا ولذاا وقد استلب منه

تروح إىل مال وابتهج حبشمة فقتل معشوقه وعزل عن رئاستهواستأنس بأوالد واس رئاسة حال من عشق امرأة وألفخيفى وهو يف هذه احليوة غري أوالده ونساؤه وأخذ أمواله أعداؤه وأسقط بالكلية حشمته فيقاسي من األمل ما ال وسيب

ن الدنيا وال فاألوىل أن يعرض ع ورائح فكيف إذا انقطع األمل غاد منقطع األمل عن عود أمثال هذه األمور فإن الدنياالعلم والتقوى واإلعراض عن الدنيا واإلقبال بكنه اجلد على اهليئات إال كف النفس عن اهلوى ينجي عن التضمخ ذهكاملتخلص عالقته مع األمور األخروية فإذا مات كان األمور الدنيوية وهو يف الدنيا وتستحكم حىت تنقطع عالئقه عن

Page 85: تهافت الفلاسفة

الصفات إليها وال ميكن سلب مجيع هذه لكن الضرورات البدنية جاذبة. فهو جنتهمطالبه عن سجن فالواصل إىل مجيعوإن " :تضعيف تلك العالقة ولذلك قال تعاىل جاذبة إليها إال أنه ميكن عن النفس وحموها بالكلية فإن الضرورات البدنية

اطلع تد نكاية فراقها وعظم االلتذاذ مباتش إال أنه إذا ضعفت العالقة مل". مقضيا منكم إال واردها كان على ربك حتماعلى قرب كمن يستنهض من وطنه إىل منصب أثر مفارقة الدنيا والرتوع إليها عليه عند املوت من األمور اإلهلية فأماط

يستأنفه من لذة على أهله ووطنه فيتأذى أذى ما ولكن ينمحى مبا مرتفع فقد ترق نفسه حالة الفراق عظيم وملكالشرع يف وإذا مل يكن سلب هذه الصفات ورد ولذلك ورد الشرع بالتوسط يف األخالق. والرئاسة امللكاالبتهاج ب

بارد فكأنه بعيد عن الصفتني فال ينبغي أن يبالغ يف ألن املاء الفاتر ال حار وال األخالق بالتوسط بني كل طرفني متقابلنيجبانا وال ممتنعا عن كل األمور فيكون يكون مبذرا وال أن يكوناملال وال يف اإلنفاق ف إمساك املال فيستحكم فيه حرص

البخل والتبذير والشجاعة فإا الوسط بني اجلنب اجلود فإنه الوسط بني منهمكا يف كل أمر فيكون متهورا بل يطلب ذيب األخالق إال وعلم األخالق طويل والشريعة بالغت يف تفصيلها وال سبيل يف وكذلك يف مجيع األخالق والتهور

هواه بل يقلد الشرع فيقدم وحيجم بإشارته قد اختذ إهله مبراعاة قانون الشرع يف العمل حىت ال يتبع اإلنسان هواه فيكون .ال باختياره فتتهذب به أخالقه

مجيعا يف اخللق والعلم كامل ومن عدم هذه الفضيلة فمنهم من يكونون تعساء ومنهم سعداء على وجه كامل أو غري

فهو ومن مجع الفضيلتني العلمية والعملية". قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " :فهو اهلالك ولذلك قال تعاىلالفاسق ويتعذب مدة ولكن ال يدوم العامل العارف العابد وهو السعيد املطلق ومن له الفضيلة العلمية دون العملية فهو

لطخته تلطيخا عارضا على خالف جوهر النفس وليس تتجدد البدنية ضألن نفسه قد كمل بالعلم ولكن العوار األمل وال حيظى طول الزمان ومن له الفضيلة العملية دون العلمية فيسلم وينجو عن فينمحى على األسباب اددةصور فالقصد الشرع من ال صور وأما ما ورد يف يف الشرع. وزعموا أن من مات فقد قامت قيامته. بالسعادة الكاملة

يفهمون مث ذكر هلم أن تلك اللذات فوق ما وصف هذه اللذات فمثل هلم ما ضرب األمثال لقصور األفهام عن دركهذه األمور ليس على أكثر: األمور صحيحة ولكن ال تعرف إال بالشرع وحنن نقول أكثر: جوابنا. مذهبهم فهذا. هلم

النفس عند مفارقة البدن أعظم من احملسوسات وال ننكر بقاء ع من اللذاتالشرع فإنا ال ننكر أن يف اآلخرة أنوا خمالفةقبل دعواهم معرفة ذلك إال ببقاء النفس وإمنا أنكرنا عليهم من بالشرع إذ ورد باملعاد وال يفهم املعاد ولكنا عرفنا ذلك

.مبجرد العقلاللذات اجلسمانية يف اجلنة جساد وإنكارحشر األ فالشرع يعلمنا حشر األجساد ولكن املخالف للشرع منها إنكار

السعادتني فما املانع من حتقيق اجلمع بني. وصف يف القرآن وإنكار وجود جنة ونار كما واآلالم اجلسمانية يف النارلعبادي أعددت: وقوله. أي ال يعلم مجيع ذلك ال تعلم نفس ما أخفي هلم: وكذى الشقاوة وقوله الروحانية واجلسمانية

غريها بل اجلمع بني األمرين أكمل تلك األمور الشريفة ال يدل على نفي حلني ما ال عني رأت فكذلك وجودالصاما ورد فيه أمثال : قيل هذه أمثال فإن: قد يقال. على وفق الشرع أكمل األمور وهو ممكن فيجب التصديق به واملوعود

اإلهلية مقدسة وإخباره أمثال على حد فهم اخللق والصفات اخللق كما أن الوارد من آيات التشبيه ضربت على حد أفهام

Page 86: تهافت الفلاسفة

أحدمها أن : وجهني بينهما حتكم بل مها يفترقان من ال حمل للتأويل واجلواب أن التسوية: قولنا .عما خييله عامة الناس نار وتفصيل تلكاالستعارة وما ورد يف وصف اجلنة وال التأويل على عادة العرب يف األلفاظ الواردة يف التشبيه حتتمل

وال لالستحالة والثاين أن نقيض احلق التأويل فال يبقى إال مخل الكالم على التلبيس بتخييل األحوال بلغ مبلغا ال حيتملعلى اهللا اجلارحة وعني اجلارحة وإمكان االنتقال واالستقرار املكان واجلهة والصورة ويد أدلة العقول دلت على استحالة

على ظاهر حماال يف قدرة اهللا تعاىل فيجب اجلري بأدلة العقول وما وعد من األمور اآلخرة ليس ويلسبحانه فوجب التأبعث وقد دل الدليل العقلي على استحالة :هناك أمور حمالة فإن قيل: قوهلم. صريح فيه الكالم بل على فحواه الذي هو

إما : وهلم فيه مسالك مسلكهم األول .البهم بإظهارهفنط. اهللا تعاىل األجساد كما دل على استحالة تلك الصفات على اإلنسان عبارة عن: أن يقال إما. تقدير العود إىل األبدان ال يعدوا ثلثة أقسام :واحلياة املسلك األول قوهلم أن يعاد البدن

مدبر للجسم فال هي قائم بنفسه و املتكلمني وأن النفس اليت البدن واحليوة اليت هي عرض قائم به كما ذهب إليه بعضإعادة اهللا للبدن اخلالق عن خلقها فتنعدم والبدن أيضا ينعدم ومعىن املعاد انقطاع احليوة أي امتناع وجود له ومعىن املوت

ترابا ومعىن املعاد أن جيمع ويركب مادة البدن تبقى :انعدم ورده إىل الوجود وإعادة احليوة اليت انعدمت أو يقال الذي .قسم ابتداء فهذا وخيلق فيه احليوةعلى شكل آدمي

البدن األول جبمع تلك األجزاء ويبقى بعد املوت ولكن يرد النفس موجود: إما أن ترد النفس إىل البدن وإما أن يقالتلك األجزاء أو يرد النفس إىل بدن سواء كان من: وإما أن يقال أن ترد النفس إىل بدن أيا كان إما. بعينها وهذا قسم

اإلنسان ليس إنسانا فأما املادة فال التفات إليها إذ العائد ذلك اإلنسان من حيث أن النفس تلك النفس ريها ويكونمن غانعدمت احليوة والبدن باطلة أما األول فظاهر البطالن ألنه مهما وهذه الثالثة. األقسام الثلثة باطلة وهذه. ا بل بالنفس

شيء كما العود املفهوم هو الذي يفرض فيه بقاء شيء وجتد ال لعني ما كان بلإجياد ملثل ما كان فاستئناف خلقهاباجلنس ولكنه غريه بالعدد عاد إىل ما هو األول اإلنعام أي أن املنعم باق وترك اإلنعام مث عاد إليه أي فالن عاد إىل: يقال

فعاد بقي موجودا خارجا وقد كان له كون يف البلدعاد إىل البلد أي فالن: ويقال. إليه فيكون عودا باحلقيقة إىل مثله الإال أن يسلك مذهب يتم اسم العود فإن مل يكن شيء باق وشيئان متعددان متماثالن يتخللهما زمان مل إىل مثل ذلكر وينقطع تارة ويعود أخرى فيتحقق معىن العود باعتبا له مرة املعدوم شيء ثابت والوجود حال يعرض: املعتزلة فيقال

الوجود املطلق الذي هو النفي احملض وهو إثبات للذات مستمرة الثبات إىل أن يعود إليه للعدم بقاء الذات ولكنه رفع .وهو حمال

فنقول . فيكون باقيا فتعود إليه احليوة تراب البدن ال يفىن : فال يعود اإلنسان بعينه وإن احتال ناصر هذا القسم بأن قاللإلنسان وال رجوع بعد أن انقطعت احليوة عنه مرة وال يكون ذلك عودا عاد التراب حيا: ليقا عند ذلك يستقيم أن

أو أكثرها بالغذاء وهو فيه إذ يتبدل عليه سائر األجزاء بعينه ألن اإلنسان إنسان ال مبادته والتراب الذي ذلك اإلنسانيستأنف مثله الروح فما عدم ال يعقل عوده وإمناأو باعتبار روحه أو نفسه فإذا عدمت احليوة ذاك األول بعينه فهو

نبات كان ذلك ابتداء خلق اإلنسان فاملعدوم تراب حيصل من بدن شجر أو فرس أو ومهما خلق اهللا حيوة إنسانية يف ىلاحلالة فالعائد هو التراب إ أي عاد إىل حالة كانت له من قبل أي إىل مثل تلك يعقل عوده والعائد هو املوجود قط ال

الفرس غذاء اإلنسان فيتخلق منه نطفة ببدنه إذ قد يصري بدن وليس اإلنسان قائما ببدنه وليس اإلنسان. صفة احليوة

Page 87: تهافت الفلاسفة

بقي إال إنسانا بل الفرس فرس بصورته ال مبادته وقد انعدمت الصورة وما الفرس انقلب: يقال حيصل منها إنسان فال .املادة

ورده إىل ذلك البدن بعينه فهو لو الثاين وهو تقدير بقاء النفس دن الفاسد وأما القسم وأما الثاين فال ميكن أن يرد البتأكله الديدان والطيور مفارقته ولكن حمال إذ بدن امليت ينحل ترابا أو أي عودا إىل تدبري البدن بعد تصور لكان معادا

مجع أجزاء امليت وحدها ولكن متزاجا يبعد انتزاعه يستقبحومائه ا دما وخبارا وهواء وميتزج واء العامل وخباره ويستحيلفينبغي أن يكون معاد األقطع جيمع األجزاء اليت مات عليها فقط اتكاال على قدرة اهللا فال خيلوا إما أن إن فرض ذلك

يف اقصنيمستقبح ال سيما يف أهل اجلنة وهم الذين خلقوا ن وناقص األعضاء كما كان وهذا وجمذوع األنف واألذناألجزاء املوجودة هذا إن اقتصر على مجع .إىل ما كانوا عليه من اهلزال عند املوت يف غاية النكال ابتداء الفترة فإعادم

وإن مجع مجيع أجزائه اليت كانت موجودة يف مجيع كانت يف طول عمره وال ميكن مجع مجيع األجزاء اليت. عند املوت ويكثر أحدمها أن اإلنسان إذا تغذى بلحم إنسان وقد جرت العادة به يف بعض البالد :من وجهني عمره فيه فهو حمال

وصارت بالغذاء بدنا لآلكل وال للمأكول وقوعه يف أوقات القحط فيتعذر حشرمها مجيعا ألن مادة واحدة كانت بدنا ويدا ورجال فإنه ثبت بالصناعة الطبية أنيعاد جزء واحد كبدا وقلبا جيب أن والثاين أنه. ميكن رد نفسني إىل بدن واحد

فنفرض أجزاء . األعضاء سائر العضوية يغتذي بعضها بفضلة غذاء البعض فيتغذى الكبد بأجزاء القلب وكذلك األجزاءال حيتاج يف تقرير االستحالة األوىل إىل أكل الناس الناس بل معينة قد كانت مادة جلملة من األعضاء فإىل أي عضو تعاد

وغرس وصار التربة املعمورة علمت بعد طول الزمان أن تراا جثث املوتى قد تتربت وزرع فيها إنك إذا تأملت ظاهرفمن مادة يشار إليها إال وقد كانت بدنا ألناس فما حبا وفاكهة وتناوهلا الدواب فصارت حلما وتناولناها فعادت بدنا لنا

لألبدان غري بل يلزم منه حمال ثالث وهو أن النفوس املفارقة. مث حلما مث حيوانانباتا مث كثرية فاستحالت وصارت ترابا .بأنفس الناس كلهم بل تضيق عنهم اإلنسان متناهية واألبدان أجسام متناهية فال تفي املواد اليت كانت مواد

إنساين من أي مادة كانت وأي بدنالثالث وهو رد النفس إىل وأما الثالث فهو حمال فاألنفس هي متناهية وأما القسمميكن عليها القابلة للكون والفساد حمصورة يف مقعر فلك القمر ال أحدمها أن املواد: من وجهني تراب اتفق فهذا حمالأن التراب ال يقبل فليس هناك طرق مقبولة والثاين. ا واألنفس املفارقة لألبدان غري متناهية فال تفي مزيد وهي متناهية

واحلديد ال يقبل هذا يضاهي امتزاج النطفة بل اخلشب ترابا بل ال بد وأن متتزج العناصر امتزاجا ري النفس ما بقيتدب ال يكون إنسانا إال إذا انقسم أعضاء بدنه إىل اللحم وبدنه من خشب أو حديد بل التدبري وال ميكن إعادة اإلنسان

فيتوارد على للنفوس حدوث نفس لقبول نفس استحق من املبادئ الواهبةاستعد البدن واملزاج والعظم واألخالط ومهماوهذا املذهب هو عني التناسخ فإنه رجع إىل اشتغال مذهب التناسخ وال يسلم بالتناسخ وذا بطل. البدن الواحد نفسان

على التناسخ يدلفاملسلك الذي يدل على بطالن . بتدبري بدن آخر غري البدن األول البدن النفس بعد خالصها من .بطالن هذا املسلك

تنكرون على من خيتار القسم األخري مب: واالعتراض هو أن يقال اعتراضنا أن خنتار القسم الثالث وهو ال خيالف الشرعوال " :يف قوله بنفسه وأن ذلك ال خيالف الشرع بل دل عليه الشرع باقية بعد املوت وهو جوهر قائم ويرى أن النفس

أرواح الصاحلني يف حواصل طري خضر : السالم وبقوله عليه "ذين قتلوا يف سبيل اهللا أمواتا بل أحياء عند رم حتسنب ال

Page 88: تهافت الفلاسفة

وغريه بشعور األرواح بالصدقات واخلريات وسؤال منكر ونكري وعذاب القرب من األخبار معلقة حتت العرش ومبا وردوذلك ممكن .والنشور بعده هو بعث البدن ذلك على البعثوفيه عود حمقق نعم قد دل مع. على البقاء وكل ذلك يدل

من مادة استؤنف خلقها فإنه هو بنفسه ال مادة البدن األول أو من غريه أو بردها إىل بدن أي بدن كان سواء كان من وهو ذلك وخيتلف مزاجه مع ذلك إىل الكرب باهلزال والسمن وتبدل الغذاء إذ يتبدل عليه أجزاء البدن من الصغر ببدنه

واللذات لذلك النفس فإنه كان قد تعذر عليه أن حيظى باآلالم فهذا مقدور هللا ويكون ذلك عودا اإلنسان بعينه .اآللة وقد أعيدت إليه آلة مثل األوىل فكان ذلك عودا حمققا اجلسمانية بفقد

املواد متناهية حمال ال أصل له ناهية وكونالنفوس غري مت النفوس ليست غري متناهية وما ذكرمتوه من استحالة هذا بكون

لألبدان عنده متناهية الدوام ومن ال يعتقد قدم العامل فالنفوس املفارقة العامل وتعاقب األدوار على فإنه بناء على قدمنكار لقدرة االختراع وإنكاره إ تعاىل قادر على اخللق واستئناف من املواد املوجودة وإن سلم أا أكثر فاهللا وليست أكثر

إحالتكم الثانية بأن أما التناسخ فال مشاحة يف األمساء وأما. العامل وقد سبق إبطاله يف مسألة حدث .اهللا على األحداث. التناسخ يف هذا العامل تصديقه فليكن تناسخا وإمنا حنن ننكر مشاحة يف األمساء فما ورد الشرع به جيب هذا تناسخ فالاستعد لقبول نفس على تدبري األمر وقولكم إن كل مزاج واهللا قادر. ي تناسخا أو مل يسمننكره مس فأما البعث فال

. باإلرادة وقد أبطل ذلك يف مسألة حدث العامل رجوع إىل أن حدوث النفس بالطبع ال استحق حدوث نفس من املبادئموجودة فتستأنف يكن مث نفسإمنا يستحق حدوث نفس إذا مل : أيضا أن يقال وال يبعد على مساق مذهبكم كيفلعل األنفس : بل يف عاملنا هذا فيقال البعث والنشور فلم مل تتعلق باألمزجة املستعدة يف األرحام قبل: فيبقى أن يقال نفس

وال بعد يف أن يفارق االستعداد املشروط. وال يتم سببها إال يف ذلك الوقت االستعداد املفارقة تستدعي نوعا آخر منبتدبري البدن مدة واهللا تعاىل أعرف كماال لكاملة املفارقة االستعداد املشروط للنفس احلادثة ابتداء اليت مل تستفدا للنفس

.ورد الشرع به وهو ممكن فيجب التصديق به وقد بتلك الشروط وبأسباا وأوقات حضورها

يقلب احلديد ثوبا منسوجا حبيث يف املقدور أنليس: قالوا مسلكهم الثاين كما أن قلب احلديد ثوبا املسلك الثاين أنالعناصر مث جتمع العناصر بأسباب تستويل على احلديد فتحلله إىل بسائط حتلل أجزاء احلديد إىل العناصر يتعمم به إال بأن

م املعلوم االنتظا يكتسب القطن صورة الغزل مث الغزل يكتسب أطوار يف اخللقة إىل أن تكتسب صورة القطن مث وتدار يفاألطوار على قطنية ممكن من غري االستحالة يف هذه ولو قيل إن قلب احلديد عمامة. هيئة معلومة الذي هو النسج على

االستحاالت جيوز أن حتصل كلها يف زمان متقارب ال جيوز أن خيطر لإلنسان أن هذه نعم. سبيل الترتيب كان حماالوإذا عقل اإلنسان لترد النفس إليه هذا ما يقتضيه أيضا جتدد بدن. دفعة واحدةوقع فجأة اإلنسان بطوهلا فيظن أنه حيس

تراب حمض مل يكن إنسانا بل ال يتصور أن حجر أو ياقوت أو در أو هذا فاإلنسان املبعوث احملشور لو كان بدنه من لحوم والغضاريف واألخالطبالشكل املخصوص مركبا من العظام والعروق وال يكون متشكال يكون إنسانا إال أن

املركبة ما مل تكن العظام األعضاء املفردة تتقدم على املركبة فال يكون البدن ما مل تكن األعضاء وال تكون واألجزاءاألخالط وال تكون األربعة ما مل تكن موادها من الغذاء وال يكون تكن واللحوم والعروق وال تكون هذه املفردات ما مل

Page 89: تهافت الفلاسفة

مجيعا ممتزجة األربعة حيوان أو نبات وهو اللحم واحلبوب وال يكون حيوان ونبات ما مل تكن العناصر الغذاء ما يكن .بدن إنسان لترد النفس إليه إال ذه األمور ميكن أن يتجدد فإذن ال. بشرائط خمصوصة طويلة أكثر مما فصلنا مجلتها

كن أو بأن متهد أسباب انقالبه يف لتراب إنسانا بأن يقال لها أفينقلب: وهذا حمال من مجيع الوجوه وهلا أسباب كثرية

الطمث ومن الغذاء لباب بدن اإلنسان يف رحم حىت يسمد من دم وأسبابه هي إلقاء النطفة املستخرجة من هذه األدوارمعقول إذ ن غرييقال له كن فيكو: فقول القائل. كهال علقة مث جنينا مث طفال مث شابا مث مدة حىت يتخلق مضغة مثاألسباب وتردده يف هذه األطوار دون جريان هذه .إنسانا دون التردد يف هذه األطوار حمال التراب ال خياطب وانقالبه طويل واالعتراض أنا نسلم أن الترقي يف هذه األطوار ال هذا ال بد منه ولو يف زمان :اعتراضنا. حمال فيكون البعث حماالبل ال بد وأن حديدا ملا كان ثوبا اإلنسان كما ال بد منه حىت يصري احلديد عمامة فإنه لو بقي بد منه حىت يصري بدن

ومل ينب لنا أن البعث يكون يف أوحى ما يقدر إذ حلظة أو يف مدة ممكن ولكن ذلك يف. يصري قطنا مغزوال مث منسوجا القدرة من غري واسطة لترقي يف هذه األطوار حيصل مبجردواسطة وإمنا النظر يف أن ا بقدرة اهللا إما من غري وهذا حيصل

الطبيعيات عند الكالم على إجراء املسألة األوىل من أو بسبب من األسباب وكالمها ممكنان عندنا كما ذكرناه يفتعاىل هذه على طريق التالزم بل العادات جيوز خرقها فيحصل بقدرة اهللا الوجود اقتراا ليس العادات وإن املقترنات يف

.وجود أسباا األمور دون

يكون السبب هو املعهود بل بأسباب ولكن ليس من شرط أن ذلك يكون: أو بواسطات غريبة وأما الثاين فهو أن نقولالسحر من يظن أن ال وجود إال ملا شاهده كما ينكر طائفة وغرائب مل يطلع عليها ينكرها يف خزانة املقدورات عجائب

قوة من استنكر. غريبة ال يطلع عليها واملعجزات والكرامات وهي ثابتة باالتفاق بأسباب والطلسماتوالنارجنات وجذبه للحديد وحكي له ذلك يتعجبون بل لو مل ير إنسان املغناطيس املغناطيس مث شاهدها تعجب منها فهكذا

شاهده تعجب منه اهد يف اجلذب حىت إذاوجيذب فإنه املش ال يتصور جذب للحديد إال خبيط يشد عليه :الستنكره وقال املنكرة للبعث والنشور إذا بعثوا ورأوا عجائب صنع وكذلك امللحدة. بعجائب القدرة وعلم أن علمه قاصر عن اإلحاطة

" تكذبون هذا الذي كنتم به " :تنفعهم ويتحسرون على جحودهم حتسرا ال يغنيهم ويقال هلم اهللا فيه ندموا ندامة الخلق اإلنسان من النطفة بل لو خلق إنسان خلق عاقال ألنكر إن اإلنسان لو. كذب باخلواص واألشياء الغريبةكالذي ي

خمتلفة أعضاء القذرة املتشاة األجزاء تنقسم أجزاؤها املتشاة يف رحم آدمية إىل هذه النطفة عاقال ابتداء وقيل له إنطبقات خمتلفة يف املزاج واللسان فيكون منه العني على سبعحلمية وعصبية وعظمية وعرقية وغضروفية وشحمية

جتاورمها وهلم جرا إىل البدائع اليت يف الفطرة لكان إنكاره أشد من واألسنان على تفاوما يف الرخاوة والصالبة مع .أئذا كنا عظاما خنرة اآلية: حيث قالوا امللحدة إنكار

الوجود فيما شاهد ومل يبعد من أين عرف احنصار أسباب ر املنكر للبعث أنه فيجب عدم إنكار ما مل يشاهد فليس يتفك

قطراا يف بعض األخبار أنه يعم األرض يف وقت البعث مطر وقد ورد. منهاج غري ما شاهده أن يكون يف إحياء األبدان

Page 90: تهافت الفلاسفة

ن ال نطلع عليه ويقتضي ذلكيشبه ذلك وحن فأي بعد يف أن يكون يف األسباب اإلهلية أمر تشبه النطف وختتلط بالتراب إن الفعل: االستبعاد ارد قد يقال احملشورة وهل هلذا اإلنكار مستند إال انبعاث األجساد واستعدادها لقبول النفوس

وما أمرنا إال " :ولذلك قال تعاىل اإلهلي له جمرى واحد مضروب ال يتغري الفعل: اإلهلي ال يتغري وهو دوري فإن قيلاألسباب اليت أومهتهم إمكاا إن كانت فينبغي أن وهذه" اهللا تبديال ولن جتد لسنة: " وقال" البصر واحدة كلمح ب

االعتراف وبعد. إىل غري غاية وأن يبقى هذا النظام املوجود يف العامل من التولد والتوالد وتتكرر إىل غري غاية تطرد أيضاولكن يكون ذلك التبدل أيضا دائما أبديا كل ألف ألف سنة مثال يفبالتكرر والدور فال يبعد أن خيتلف منهاج األمور

.فإن سنة اهللا ال تبديل فيها على سنن واحداإلهلية واملشيئة اإلهلية ليست متعينة اإلهلي يصدر عن املشيئة ويصدر عن اإلرادة وهي غري متعينة وهذا ملكان أن الفعل

وستكون اآلخرة فيكون الصادر منها كيف ما كان منتظما انتظاما جيمع انظامها باختالف جها اجلهة حىت خيتلفزمان طويل على سبيل اآلن أو عود هذا املنهاج ولو بعد جوزمت استمرار التوالد والتناسل بالطريق املشاهد والقيامة فإن

وجودنا هذا ن يكون قد تقدم علىالشرع إذ يلزم عليه أ القيامة واآلخرة وما دل عليه ظواهر التكرر والدور فقد رفعتم إىل ثالثة وإن قلتم إن السنة اإلهلية وال ميكن انقسام احلاالت. على الترتيب البعث كرات وسيعود كرات وهكذىقسم قبل خلق العامل إذ كان : أقسام هذه السنة وتنقسم مدة اإلمكان إىل ثالثة بالكلية تتبدل إىل جنس آخر وال تعود قط

االتساق واالنتظام وحصل به االختتام وهو املنهاج البعثي بطل وقسم بعد خلقه على هذا الوجه وقسموال عامل اهللاجمرى واحد خمتلفة باختالف األحوال أما املشيئة األزلية فلها حمال فإن هذا إمنا ميكن مبشيئة التبديل لسنة اهللا وهووهذا ال يناقض ختتلف باإلضافة إىل األزمان سنن واحد الألن الفعل مضاه للمشيئة واملشيئة على مضروب ال تتبدل عنه

قولنا إن اهللا قادر على كل شيء فإنا نقول إن اهللا قادر وزعموا أن هذا ال يناقض " قادر على كل شيء " القول بأن اهللا وال أن ن يشاءقولنا هذا أ األمور املمكنة على معىن أنه لو شاء لفعل وليس من شرط صدق البعث والنشور ومجيع علىنفسه ويصدق ذلك على معىن أنه لو شاء نفسه ويبعج بطن وهذا كما أنا نقول إن فالنا قادر على أن جيز رقبة. يفعل

يناقض قولنا ال يشاء وال يفعل ال: وقولنا" ال يشاء وال يفعل " يناقضه أنه وال. وال يفعل لفعل ولكنا نعلم أنه ال يشاءلو شاء لفعل شرطي : إذ قولنا ذكر يف املنطق اء لفعل فإن احلمليات ال تناقض الشرطيات كماقادر مبعىن أنه لو ش إنه

فإذن الدليل الذي دلنا على . والسالبة احلملية ال تناقض املوجبة الشرطية سالبتان ما شاء وما فعل محلتان: موجب وقولناوإن اختلفت يف آحاد األوقات انتظام يكون إال علىمشيئة أزلية وليست متفننة يدلنا على أن جمرى األمر اإلهلي ال أن

ميكن انقسام احلاالت إىل: جوابنا. والعود وأما غري هذا فال ميكن بالتكرر فيكون اختالفها أيضا على انتظام واتساقأنه ال يبعد ذلك وبيناالعامل قدميا وقد أبطلنا من مسألة قدم العامل وأن املشيئة قدمية فليكن ثالثة واجلواب أن هذا استمدادنظما ثانيا العامل على النظم املشاهد مث يستأنف أن يكون اهللا موجودا وال عامل مث خيلق يف العقل وضع ثلثة أقسام وهوواجلنة لوال أن الشرع قد ورد بأن الثواب والعقاب الكل حىت ال يبقى إال اهللا وهو ممكن وهو املوعود يف اجلنة مث يعدم

مسئلتني وهذه املسألة كيف ما رددت تنبىن على تنبىن على املسألتني األوىل والسابعة عشرة املسألة. آخر هلماوالنار الاملسببات دون األسباب أو إحداث قدمي الثانية خرق العادات خبلق إحديهما حدث العامل وجواز حصول حادث من

Page 91: تهافت الفلاسفة

قد : قائل خامتة الكتاب هل هم كافرون فإن قال. عااملسئلتني مجي غري معتاد وقد فرغنا عن أسباب على منهج آخر هؤالء أفتقطعون القول بكفرهم ووجوب القتل ملن يعتقد اعتقادهم فصلتم مذاهب

ال بد منه يف ثلث مسائل إحديها تكفريهم: والسابعة عشرة قلنا تكفريهم ال بد منه يف املسائل األوىل والثالثة عشرةاحلادثة من األشخاص والثانية قوهلم إن اهللا ال حييط علما باجلزئيات جلواهر كلها قدميةوقوهلم إن ا مسألة قدم العامل

. معتقد كذب األنبياء ال تالئم اإلسالم بوجه ومعتقدها إنكارهم بعث األجساد وحشرها فهذه املسائل الثلث والثالثة يفيعتقده أحد هيما وهذا هو الكفر الصراح الذي ملوتف سبيل املصلحة متثيال جلماهري اخللق وإم ذكروا ما ذكروه على

اإلسالمية فأما ما عدا هذه املسائل الثلث املسائل فمذهبهم قريب من مذاهب الفرق ويف غريها من. من فرق املسلمني ومذهبهم يف تالزم األسباب التوحيد فيها فمذهبهم قريب من مذاهب املعتزلة تصرفهم يف الصفات اإلهلية واعتقاد من

به فريق من فرق اإلسالم إال هذه ما نقلناه عنهم قد نطق الطبيعية هو الذي صرح املعتزلة به يف التولد وكذلك مجيع اإلسالم يكفرهم أيضا به ومن يتوقف عن التكفري يقتصر على تكفري أهل البدع من فرق فمن يرى. األصول الثلث

.تكفريهم ذه املسائلالبدع وما يصح منه وما ال يصح اخلوض يف تكفري أهل ض فيها وأما حنن فلسنا نؤثر اآلن املسائل اليت ال حيسن اخلو

.املوفق للصواب هذا الكتاب واهللا تعاىل كيال خيرج الكالم عن مقصود

نقال عن موقع الوراق بأضافات هامة منها املقدمة مع حتيات موقع الفلسفة اإلسالمية

www.muslimphilosophy.com/gz