44
1 ﺠﺎﻤﻌــﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻤﻘﻴـﺎﺱ: ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤـــﺔ ﺍﻟﻤﻘــﺎﺭﻨﺔ ﺒﺤﺙ ﺤﻭل: اﻟﻮﻻﯾﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ و ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﺒﺤ ﺙ ﻤﻘﺩﻡ ﻀﻤﻥ ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﻨﻴل ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺘﺨﺼﺹ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺇﺩﺍﺭﻴ: ﻓﺭﻉ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ: ﺃﺴﺘﺎﺫﺓ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ: ﻜﺎﻫﻲ ﻤﺒﺭﻭﻙ. ﺩ ﻀﻴﻑ ﺍﷲ ﻋﻘﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ/ 2007 - 2008

الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

1

جامعــة الجزائر كلية العلوم السياسية و اإلعالم

اإلدارة العامـــة المقــارنة: مقيـاس : بحث حول

الوالیات املتحدة األمریكیة و بریطانیا

العظمى

في العلوم السياسية و العالقات الدولية ث مقدم ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستيربح

فرع إدارة الموارد البشرية: ةتخصص تنظيمات سياسية إداري :أستاذة المقياس :من إعداد الطالب

د ضيف اهللا عقيلة .أ كاهي مبروك

2008-2007/ السنة الجامعية

Page 2: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

2

جامعــة الجزائر

كلية العلوم السياسية و اإلعالم

اإلدارة العامــــة المـــــقارنة: مقياس

: بحث حول

الوالیات املتحدة األمریكیة و بریطانیا

العظمى

في العلوم السياسية و العالقات الدولية بحث مقدم ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير

فرع إدارة الموارد البشرية: ةتخصص تنظيمات سياسية إداري

من إعداد الطالب: أستاذة المقياس

د ضيف اهللا عقيلة .كاهي مبروك أ

2008-2007/ السنة الجامعية

Page 3: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

3

شعار الوالیات المتحدة األمریكیة

Page 4: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

4

ر بریطانیا العظمىشعا

Page 5: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

5

: مقدمــــة

احلايل فهو يعترب عصر اإلدارة كان القرن العشرين يعترب ، قرن الثورة املعلوماتية ، فإن القرن اإذهذا املنطلق فإن دراسة اإلدارة التنظيمات الناجحة ، إذ ال وجود جلماعات منفردة ، و من وفدراسة اإلدارة العامة هو موضوع يكتسي أمهية باألخص اإلدارة العامة أصبح يكتسي أمهية بالغة ،و

بالغة ، ألن اإلدارة العامة مل تعد تقوم بالدور التقليدي املعروف سابقا ، و هو تنفيذ السياسة العامة ، بل تعد األمر هذا املقصد ، فأصبحت تشارك بشكل فعال يف رسم السياسة العامة ، و جناح هذه

، ولقد تطور ميدان اإلدارة العامة از اإلداري لدولة ما هفعالية اجل األخرية هو مرتبط مبدى جناعة واملداخل يف اية القرن التاسع عشر ، ليتطور هذا العلم ، لتعدد ولدرو ويلسون مند املقالة اليت نشرها

نذكر على سبيل املثال املدخل القانوين ، الذي يركز على اجلانب القانوين لإلدارة العامة و املدخل والنظمي الذي يركز على اجلانب النظمي لإلدارة العامة ، و املدخل البيئي الذي يركز على اجلانب البيئي لإلدارة العامة ، و هناك أيضا املدخل البيئي املقارن ، الذي تعتمده معظم مراكز البحث العلمي

دخل القانوين خرى ، امليف العامل نظرا للخصائص اليت تتوفر يف هذا املدخل دون غريه من املداخل األيات اليت صيغت يف هذا اال ، النظر لقد تعددتو اخل ،........... و النظمي و املدخل النفسي

بالشكل الذي يتماشى مع من مث أصبحت كل الدول تم ذا اجلانب ، و تعمل على تطويره وو متخصصني يف التنظيمات خصوصية الدولة ، و من هذا املنطلق كوننا دارسني يف العلوم السياسية

اإلدارية و السياسية ، فهدفنا هو الوصول إىل احلكم الراشد يف اإلدارة العامة ، مع العلم أن هذا ، أن تصبح اإلدارة هي نفسها املواطن يف حد ذاتهاهلدف ال ميكن أن يتحقق إال بطريقة واحدة وهي

معرفة مواضع الشبه ، و مواضع االختالف بني أنظمة هذه الدول من أجلولذاك فإن عملية املقارنة اإلدارة ، و لقد مت اختيار موضوع و تعد الدول الغربية هي الرائدة يف هذا اال بني هذه األنظمة ،

العامة املقارنة بني بريطانيا و الواليات املتحدة األمريكية بناء على عدة معايري ، حيث تعرب بريطانيا شأة ، كما تعد الواليات املتحدة األمريكية أحدث الدول الرأمسالية حداثة ، أقدم الدول الرأمسالية ن

السياسية و االجتماعية مقارنة مع الدول الرأمسالية الغربية ، و منه فلقد كانت لكل دولة ظروفهاا ، ومن هذا املنطلق فإن عملية الدراسة ستكون شاملة جلميع النواحي ، سواء كانت اخلاصة .أكثر باملوضوع ، و بالتايل أكثر دقة وموضوعية أو االجتماعية حىت تكون الدراسة ملمة السياسية

Page 6: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

6

أما فيما خيص الدراسات السابقة ملوضوع اإلدارة العامة ، فيمكن اإلشارة الدراسة ، اليت قام ا ن أمحد الدكتور أمحد صقر عاشور ، الذي قام بإجراء مقارنة بني النظامني مع إعطاء مالحظة وهو أ

صقر عاشور ركز على اجلانب البيئي املقارن أي بيئة اإلدارة العامة يف كلتا الدولتني ، كما ميكن ا كل من أملوند و فربا اللذين توصال إىل تصنيف بريطانيا اإلشارة كذالك إىل الدراسة اليت قام

لك ثقافة مشاركة ، باإلضافة العظمى أا متلك ثقافة متخصصة ، بينما الواليات املتحدة األمريكية متإىل وجود العديد من الدراسات األخرى اليت تناولت موضوع اإلدارة العامة يف كال الدولتني ، فمنهم من ركز على اجلانب البريوقراطي مثل فريل هيدي ، و منهم كذالك من ركز على اجلانب الوظيفي ،

، إىل غريها من الدراسات اليت تناولت باإلضافة كذالك إىل وجود من ركز على اجلانب القانوين موضوع اإلدارة العامة يف كلتا الدولتني

:و بناء على ما سبق نطرح اإلشكالية التالية

ما هي خصائص اإلدارة العامة يف كل من بريطانيا و الواليات املتحدة األمريكية ؟

العامة يف كلتا الدولتني ؟ و إىل أي مدى سامهت الظروف السياسية يف تباين مستويات اإلدارة

و لقد مت التركيز يف هذا البحث على البيئة السياسية لإلدارة العامة يف كال الدولتني ، مع العلم أن البيئة االقتصادية هي تكاد تكون متشاة ، و أن تأثريها على اإلدارة يكون قليال مقارنة باملتغري

اقتصاد رأمسايل ة األمريكية ، ألن كال الدولتني ذات السياسي لكل من بريطانيا و الواليات املتحدليربايل ، و تأثريه يكون من حيث احلجم و اهلياكل وليس الوظائف و األداء ، فكلما كان االقتصاد حجمه أكرب كلما دعت الضرورة إىل إجياد هياكل جديدة و مؤسسات إدارية متخصصة تضبط هذا

التركيز يف الدراسة على املتغري السياسي دون غريه املتغريات االقتصاد ومن هذا املنطلق فلقد كان .األخرى كاالقتصادي و االجتماعي

أما عن الفرضيات فتمت صياغتها على الشكل التايل االستقرار السياسي و التغيري السلمي للسلطة انيا و الواليات حافظ على استقرار اهلياكل اإلدارية يف بريط –تغيري ثوري –خبالف أملانيا و فرنسا

.املتحدة األمريكية و حافظ عليها على مدى فترات طويلة من الزمن

Page 7: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

7

يف بريطانيا نظام –نظرا الختالف أنظمة احلكم يف كل من بريطانيا و الواليات املتحدة األمريكية ظم فإن هذا االختالف انعكس بدوره على ن –برملاين و يف الواليات املتحدة األمريكية نظام رئاسي

اإلدارة العامة يف كال الدولتني

طبيعة االحتاد يف الواليات املتحدة األمريكية بني الواليات هي اليت فرضت عليها نظام إدارة عامة .يتميز باخلصوصية عن بريطانيا العظمى

بيعة ألنه يتالءم مع ط ، فقد مت االعتماد على املدخل البيئي املقارنأما عن املناهج املتبعة يف الدراسة املوضوع حمل الدراسة ، باإلضافة كذالك إىل املنهج املقارن الذي أصل الدراسة موضوع البحث ، كذلك املسح التارخيي يف نشأة كلتا الدولتني ، و املنهج الوصفي يف وصف اإلدارة العامة يف كل من

، الذي يربز لوظيفي و األهم من ذالك و هو االقتراب ا الواليات املتحدة األمريكية و بريطانيا ،دمة املدنية يف كل من بريطانيا ترتيب الوظائف يف كال الدولتني ، ووضعية املوظف العام و اخل

.الواليات املتحدة األمريكية و

أما عن خطة البحث فقد مت تقسيم البحث إىل أربعة فصول أساسية ، الفصل األول و هو فصل ، بينما الفصل الثالث فيتناول لسياسية يف كال الدولتنيمتهيدي ،و الفصل الثاين يتناول اخلصائص ا

اخلصائص اإلدارية ، و الفصل الرابع فقد مت التطرق فيه إىل البريوقراطية و الرقابة السياسية يف كل من .بريطانيا و الواليات املتحدة األمريكية ، و يف األخري اخلامتة

Page 8: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

8

: الفصل التمهيدي

تقع الواليات املتحدة األمريكية يف أمريكا الشمالية حيدها من :مريكية الواليات املتحدة األ -1ومن الشرق احمليط األطلسي ، و من الغرب احمليط اهلادي ، الشمال دولة كندا اجلنوب املكسيك ومن

والية ، أما العاصمة السياسية للبالد فهي واشنطن ، وتعد 52وهي دواة فدرالية مكونة من إحتاد .يورك أكرب املدن األمريكية و أكثرها نشاطا و حركة مدينة نيو

ومل يستمر الوفاق بني األمريكيني و الربيطانيني طويال ، فقد صدرت قوانني بريطانية جديدة تثري أرسلت قواا إىل كل من بوسطن لدى األمريكيني إىل درجة أن بريطانيا االستياءالغضب و

بوسطن ، اليت رد عليها األمريكيون مبذحبةفيما مسي املواطننيحيث قتلوا بعض نيويورك ، وفعاقبت بريطانيا املتمردين بإغالق ميناء بوسطن و زيادة " ببوسطن يت باريت " املعروف باالحتجاج

ورد املستعمرون سلطة احلاكم الربيطاين ، و إجبار املستعمرين على إيواء و إطعام الربيطانيني ، مستعمرة ، و الذي أجرب بريطانيا على 13ل بفيالدلفيا ، و الذي يضم بتشكيل الس القاري األو

عن بريطانيا االستقاللأعلن الس القاري الرابع 1776سحب القوانني القسرية ، ويف جويلية ذالك احلرب الطاحنة بني أمريكا العظمى مكونا الواليات املتحدة األمريكية ، واستمرت بعد

م يف معركة يوركتاون بفرجينيا ، مث وقع الطرفان 1781األمريكان يف بريطانيا و حىت انتصروم وقع املندوبون من 1787م وكانت مبثابة اية الثورة األمريكية ، و يف عام 1783معاهدة فرساي

.م1788على اتفاقية دستور البالد اليت مت التصديق عليها مجيع الواليات املتحدة

م عن اململكة املتحدة ، 1776ة جويلي 04األمريكية استقالهلا يف ولقد نالت الواليات املتحدةوهي بذالك تعد من 2وتقدر مساحتها اإلمجالية حبويل أكثر منن تسعة ماليني كم) بريطانيا العظمى (

أكرب دول العامل مساحة حيث حتتل املراتب األوىل بعد مجهورية روسيا ودولة كندا ، أما عدد سكاا ، أما حسب إحصائيات 2000وهذا حسب إحصائيات عام مليون نسمة 281ره بـ فقد مت تقدي

مليون نسمة أي زيادة سكانية مرتفعة ، ويعكس هذا 300فقد مت تقديره بـ أكثر من 2007عام العدد الكبري من السكان يف حقيقة األمر، التنوع العرقي يف الواليات املتحدة األمريكية ، حيث جند

وهنود محر وهم السكان األصليني للبالد ، باإلضافة إىل فريقي ، و آسيويني ،زنوج من أصل إ .مهاجرين من أصل أوريب ، وهو بذالك جمتمع متعدد األعراق و األجناس

Page 9: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

9

، أما من العملة الرمسية للبالد هي الدوالر األمريكي ، أما اللغة الرمسية للبالد فهي اللغة اإلجنليزية عل التنوع انعكستن كرب املساحة و إطاللتها على واجهتني حبريتني كبريتني ، ناحية التضاريس ، فإ

، فطبيعة الواليات املتحدة األمريكية جبلية يف الشرق ، حيث جبال األبالش أهم التضاريسي للبالدمصادر الفحم يف البالد و يف الغرب جبلية أيضا حيث جبال الروكي و يف الوسط توجد السهول ،

، و يفرض شكل الواليات املتحدة األمريكية امليسيسييبوم فيها الزراعة معتمدة على مياه اليت تققساوة املناخ القاري حيث الفروق احلرارية و األمطار و العواصف و تقع على سواحلها مراكز

، ففي فصل الشتاء تتقدم الضغوط املنخفضة شبه ) اهلادي و األطلسي ( الضغط اجلوي فوق احمليطات و خاصة احلواجز اجلبلية لتقدم هذه الضغوط ، مما يسمح هلا بالوصول حىت القطبية حنو اجلنوب ،

خليج املكسيك ، يف حني تتراجع الضغوط املدارية و تتشكل فوف القارة ضغوط جوية تشكل رياح كس و تسمى موجات الربد ، و على الع كجافة و باردة ب باجتاه احمليط األطلسي و خليج املكسي

.سواحل احمليط اهلادي حيث تأيت من اجلهة اجلنوبية الغربية و رياح حبرية و دافئة ة و املنجمية مثل الفحم و الغاز و متتلك الواليات املتحدة األمريكية ثروات هائلة من املصادر الطاقوي

.اخل .......البترول وعلى املستوى العاملي ، سواء من حيث ومتثل الواليات املتحدة األمريكية أول قوة فالحيه يف العامل

أو الصادرات زيادة على متتع الواليات املتحدة األمريكية بأرضي خصبة ومناخ مناسب اإلنتاجتربية األبقار زراعة للزراعة باإلضافة إىل املسطحات املائية اهلائلة ومن أهم القطاعات الزراعية جند

.احلبوب باإلضافة إىل قطاع الصيد البحري

Page 10: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

10

:التقسیم اإلداري للوالیات المتحدة األمریكیة

/ أوریغون / إندیانا / إلینوي / أالسكا / أالباما / أریزونا / آیوا / أركنسو داكوتا / جورجیا / تینیسي / تكساس / بنسیلفانیا / أیداھو / أوكالھوما أوھایو

/ فیرجینیا الغربیة / نیا فیرجی/ رود أیلند / دیالویر / داكوتا الشمالیة / الجنوبیة / كالیفورنیا / كاروالینا الشمالیة / كاروالینا الجنوبیة / فیرمونت / فلوریدا / ماساتشوتس / ماریالند / لویزیانا / كنتاكي كولورادو / كونیتیكت / كانزاس

/ نیفادا / نبراسكا / مینسوتا / مین / میزوري / مونتانا / میشغان / میسیسیبي / وایومنغ / واشنطن / ھاواي / نیویورك / نیو ھامبشر/ نیومكسیكو / نیو جیرزي

1ویسكنسن / یوتا

2007اإلدارة المحلیة للوالیات المتحدة األمریكیة ، ویكیبیدیا الموسوعة الحرة ، دیسمبر 1

Page 11: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

11

حوايل تقع بريطانيا يف أقصى غرب أوربا و هي عبارة عن جمموعة من اجلزر :بريطانيا - 2و يعود تاريخ اململكة املتحدة اليت تشكلت بني ، حتيط ا املياه من مجيع اجلوانب ، ) جزيرة1098(

و إجنلترا كوحدتني مستقلتني عن بعضهما و ذالك مند القرن العاشر للميالد ، حيث اسكتلندامن كلم حتت اإلدارة اإلجنليزية ، مث ضمت ائيا و أصبحت 1284مند سنة ) بالد الغال ( أصبحت ويلز

دت م ، مث توح1707تبع ذالك إعالن آخر سنةم 1536جزءا من أراضي اململكة مع إعالن الوحدة م حيكمهما نفس امللك ، أصبحت اململكة 1603و إجنلترا اللتان كانتا مند اسكتلندافيه مملكتا

ارتباطاأكثر ايرلندام ودخول اإلجنليز أصبحت 1169اجلديدة تسمى مملكة بريطانيا العظمى مند ، و اليت أيرلندامملكة اسمم عندما أطلق الربيطانيون عليها 1603بإجنلترا ، و رسم هذا االرتباط سنة

إىل اململكة ، مع إعالن إحتاد جديد و أصبح أيرلنداو ضمت إجنلترا كان حيكمها ملك إجنلترا نفسه ،م تشكل 1926املتحدة ، ومع حلول سنة وأيرلندااملمالك الثالثة اجلديدة مملكة بريطانيا العظمى اسم

الد أيرلندا احلرة ، بقيت املقاطعات الست ب اسمعليه أطلقمقاطعة األيرلندية 26احتاد من املقاطعات األخرية و الواقعة يف الشمال حتت سيادة اململكة املتحدة ، ومحلت هذه الظروف اجلديدة البالد على

أصبح اسم البالد الرمسي مملكة بريطانيا العظمى ومشال أيرلندا م 1927مرة أخرى ، مند امسهاتغيري .املتحدة

لقوة الصناعية و البحرية الرائدة يف العامل يف القرن التاسع عشر وتطورت فيها كانت اململكة املتحدة ادميقراطية برملانية هي األوىل يف العامل ، كما عرفت العلوم و اآلداب عصرا ذهبيا أثناء هذه الفترة ، يف

ك أوج قوا سيطرت اإلمرباطورية الربيطانية على أراض شكلت ربع مساحة العامل املأهول آنذاومسيت بريطانيا يف ذالك الوقت باإلمرباطورية اليت ال تغيب عنها الشمس ، و مع احلربني العامليتني

بدأت ، مع اية النصف األول من القرن املاضي ، األوىل و الثانية بدأت قوة اإلمرباطورية يف التراجع مل متنع من اململكة من عملية التفكك باستقالل العديد من املستعمرات السابقة ، هذه األحداث

حتديث نفسها و احتالل موقع ريادي ضمن أوربا اجلديدة ، مع اعتبارها عضوا يف اإلحتاد األوريب ، إال اململكة أعطت األولوية لالعتبارات السياسية و الداخلية ، و أخرت بذالك الدخول إىل منطقة

.اليورو

Page 12: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

12

إلحتاد األوريب و حلف الناتو ، كما أا عضو دائم اململكة املتحدة هي عضو يف منظمة الكومنولث و ا .يف جملس األمن التابع ملنظمة األمم املتحدة ، وهي متلك حق الفيتو

أما من حيث التضاريس فتتوكن منطقة إجنلترا أو بريطانيا من أراضي وعرة تكثر التضاريس اجلبلية .، و ر السيفرون زالتاميالد يف ر و من أهم األار املوجودة يف الب.فيها يف منطقة الشمال

أما أهم مدن الربيطانية الكربى فهي مدينة لندن و مدينة برمنغهام ، مانشستر ، شفيلد ، ليفربول ، من دوفر اجلزيرة بني بريطانيا ويربط القنال اإلجنليزي بالقرب. لنيوكاسيليدز ، برستول ، و

.فرنساو

ومساؤها و يصعب التكهن مبساره ، وذالك بسبب موقعها اجلغرايف ، جو اململكة املتحدة سريع التغريغائمة معظم األوقات ، ويسقط املطر يف معظم فصول السنة ، و األيام املشمسة قليلة جدا ، ويضيف هبوب الرياح على املناطق القريبة من البحر ، برودة و رطوبة ، و بسبب مسائها الغائمة ، فال يوجد يف

تالف شاسع يف درجات احلرارة يف الليل و النهار ، الطقس يكون قارصا يف الشتاء و بريطانيا اخمعتدال يف الصيف مع ورود بعض املوجات احلارة ملدد متراوحة أقصاها أسبوع ، و نظرا لعلو منطقة

الثلج فإن الثلوج تكسوها طيلة فصل الشتاء أما يف املناطق اجلنوبية من بريطانيا فيندر تساقط اسكتلندا . خالل فصل الشتاء

اململكة املتحدة قوة رائدة يف التجارة العاملية ، ومركز مايل أيضا ، و هي ذات نظام رأمسايل ، وواحدة من أكرب االقتصاديات يف العلم الغريب ، خالل العقدين املاضيني ، ولقد متكنت اململكة املتحدة من

صصة ، الزراعة قطاع متطور جدا ، وتعتمد اململكة ختفيض العجز يف املوازنة عن طريق برنامج خواملتحدة يف األغلب على الزراعة املكثفة و اآللية و اليت تعطي مردودا يعد األكرب يف االحتاد األوريب ،

من جمموع القوى العاملة يف البالد ، إال أن %1ال متثل سوى رغم أن القوة العاملة يف هذا القطاع من االحتياجات احمللية ، ومتلك بريطانيا خمزونا معتربا من املوارد %60غطي املنتجات الزراعية ت

.الطاقوية و املنجمية كالفحم و الغاز الطبيعي و النفط

Page 13: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

13

التقسیم اإلداري بریطانیا العظمى لمملكة المتحدة

إنجلترا الشمال الشرقیة -1 إنجلترا الشمال غربیة -2 یوركاشیر و الھمبر -3 میدالندز الشرقیة -4 دالندز الغربیةمی -5 شرق إنجلترا -6 لندن الكبرى -7 إنجلترا الجنوب شرقیة -8 إنجلترا الجنوب غربیة -9

Page 14: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

14

اخلصائص السياسية لكال الدولتني :الفصل األول

بالرغم من أن من أن الدولتان تصنفان يف مصاف : طبيعة النظام السياسي لكال الدولتني -1ب بل و حىت من الناحية السياسية و مها الدول املتقدمة ليس فقط من الناحية االقتصادية فحس

مينع من وجود يصنفان من الدميقراطيات الغربية الليربالية الرائدة يف جمال الدميقراطية ، إال أن هذا المن وجود فروقات جوهرية يف كال النظامني ، فطبيعة النظام السياسي الربيطاين هو نظام برملاين ،

مريكي فهو نظام رئاسي و لكل من النظامني طبيعته وخصائصه بينما طبيعة النظام السياسي األ . اخلاصة به

تعود اجلذور التارخيية للنظام الربملاين القائم إىل بدايات القرون : النظام السياسي الربيطاين - أالوسطى و نالحظ أن يف هذا النظام أن امللك ميلك و ال حيكم ، بينما يتوىل جملس الوزراء رسم

.هاذامة للدولة و يشرف على تنفيالسياسة الع

ولقد كان جملس الوزراء يعاون امللك قدميا ، ومع مرور الزمن و التطورات التارخيية اليت عرفتها بريطانيا ، سواء يف الداخل أو يف اخلارج ، أصبح هذا الس لديه صالحيات أكرب ، وامام تزايد

مللك بالتوازي ، ليستحوذ جملس الوزراء على صالحيات الس فإن ذالك قابله بتقلص صالحيات ا .السلطة التنفيذية ، ورسم السياسة العامة للبالد ، أما دور امللك فأصبح يقتصر على امللكية فقط

للملكة املتحدة هو امللكية الدستورية ،مع حكومة تتمتع بسلطات تنفيذية ، حتكم النظام الرمسي لربملان عن طريق الشعب ، ومدينة لندن هي مقر اهليئات باسم امللك ، ويتم مساءلتها من طرف ا

الثانية احلاكم األول ورأس الدولة يف اململكة املتحدة ، تولت مند إليزابيثاحلكومية و تعترب ، وتشكل اجلوانب الربتوكولية أكثر أعمال امللكة اليوم و م 1952م و مت تتوجيها رمسيا سنة 1952

.1وين األعلى يف البالد و يتألف من جملسني يعترب الربملان املرجع القان

عضوا من 290ويضم ) HOUS OF LORDS( أو جملس الشيوخ : جملس اللوردات - أ .األساقفة و اللوردات وسلطاته حمدودة جدا

55ص 1999دار الجامعة الحدیثة للطباعة و النشر : اإلسكندریة . النظم السیاسیة عادل ثابت ، 1

Page 15: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

15

وهو السلطة التشريعية ) house of commons( أو جملس النواب : جملس العموم - ب .هم الشعب ملدة أقصاها مخس سنوات نائبا ينتخب 650احلقيقية و يتألف من

لك الدورة الربملانية بإلقاء خطاب ، و يتضمن اخلطاب الذي تعده احلكومة اخلطوط العامة ويفتتح امللربامج احلكومة من خالل الدورة الربملانية ، وهناك أحزاب خمتلفة أمهها ، حزب احملافظني

conservative party وحزب العمالlabor party زب األحرار الدميقراطيني،و ح

Liberal démocrates و أي حزب حيصل على األغلبية يف جملس النواب ، يتوىل احلكم و ،يصبح زعيم احلزب رئيسا للوزراء بتكليف من امللك أو امللكة ، مث خيتار رئيس الوزراء وزراء

.عماهلا أمام الربملان إىل حزبه ، و احلكومة مسئولة يف أحلكومته من بني النواب و املنتمني

Westminsterو تتمتع اململكة املتحدة بنظام مركزي قوي ، مع احتكار برملان وستمنستر

parlement إال أنه ومند سنوات قليلة . يف لندن ألغلب القرارات السياسية اهلامة يف البالد . 1ا وويلزبدأت بعض الصالحيات يف االنتقال إىل االس احمللية يف كل من اسكتلند

Government

على األنترنت جامعة القدس الخضر بیت لحم ، مقالة منشورة " النظام السیاسي البریطاني " مأمون سلیمان ، ناجي شحادة ، 1 فلسطین

Senior MP-s

They all form the cabinet

Government departments

Members of the Lords

Prime minister

Page 16: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

16

Parliament

The Parties

The Labour Party The Conservative Party

The Liberal Democrats

• emerged at the end of the 19

th century

• came to power in 18

th century

• Formed in the late 1980s

• The leader is Golden Brawone

• M.Thatcher was deposed as leader in 1990

• Close relations whit Labour Party

• It returned to power in 1997

• It is popular among older people

House of Lords The House of Commons

The Queen

Page 17: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

17

هو نظام املتحدة األمريكية تإن طبيعة النظام السياسي يف الواليا :النظام السياسي األمريكي احلكم الدميقراطية ، وهو نظام حكم فريد من نوعه حيث يكاد ينعدم رئاسي وهو نوع من أنظمة

، وهو نظام يضع اهليئة التنفيذية بيد رئيس الدولة منوذج مماثل له يف العامل

كما أن تنظيم احلكومة يف الواليات املتحدة األمريكية يعمل على أربعة مستويات ، وهي احلكومة الوالية ، و حكومة املقاطعة ، وحكومة املدينة ، وتبعا لذالك فإن ،وحكومة ) االحتادية ( الفيدرالية

األحزاب السياسية هلا تنظيماا يف كل مستوى من هذه املستويات ، ومن املالحظ أن القوانني اليت حتكم النشاط احلزيب ، ختتلف من والية إىل أخرى ، و أن على األحزاب أن تتقيد بقوانني كل والية

يصدف وجود اختالف يف القوانني بني مدينة و أخرى ويف نفس الوالية ، وهذا على حدة ، وقديعين أنه ال يوجد منط موحد للنشاط احلزيب ، على مستوى الدولة ، وهناك أيضا تنظيم حزيب على

فأعضاء كل حزب لس املنتخبة األخرى ،امستوى جملس الكونغرس ، النواب و الشيوخ و ااألعضاء اجلمهوريون يف جملس الشيوخ ، أو : ومثال ذالك عندما نسمع يشكلون كتلة أو جبهة

و بصفة عامة فلكل مواطن أمريكي بلغ السابعة عشر من األعضاء الدميقراطيني يف جملس النواب ،العمر احلق بااللتحاق باحلزب الذي خيتاره ، باستثناء بعض احملكومني عليهم جبرائم أو يعانون من

.لي قصور ذهين وعق

يوجد هناك مركز ثقل اجتاه رئيس الدولة ، أي سيطرة السلطة و يف النظام الرئاسي األمريكي ، التنفيذية على احلياة السياسية و خاصة السياسة اخلارجية للبالد اجتاه السلطة التشريعية ، فالسلطة

، و اليت ممثلة يف شخص رئيس ة األمريكية التنفيذية ، أو ما يطلق عليها بالتعبري األدق و األصح اإلدارالدولة و كتباه ، ليس مسئولني أمام السلطة التشريعية ، فالرئيس منتخب من طرف الشعب وهو مسئول أمام الشعب ، كما أن يف النظام الرئاسي األمريكي ال يوجد رئيس احلكومة ، بل هناك رئيس

ي يعني وزراءه الذين يساعدونه يف إدارة الدولة ، مث يأيت بعده نائب الرئيس ، ورئيس الدولة هو الذشؤون البالد ، و الوزراء يف الواليات املتحدة األمريكية ال يسمون وزراء بل يطلق عليهم لقب كتاب دولة ، أو سكرتري الدولة للشؤون اخلارجية مثال ، وهذا اللقب مل يأيت اعتباطيا بل له مدلوله اخلاص،

األمريكية فعلى رأس هذه اإلدارة جند الرئيس مث يأيت مساعده ، وهو جيسد التسلسل اهلرمي لإلدارةأي أم ومهمتهم األساسية هي تنفيذ أوامر الرئيس بدقة و بإتقان وهلذا السبب فالرئيس يعني كتابه

Page 18: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

18

األشخاص املخلصني له و الذين تتفق وجهات نظرهم مع سياسة الرئيس ، ويف حالة عدم منففي هذه احلالة يتوجب عليهم تقدمي االستقالة للرئيس ، و هلذا السبب اقتناعهم يتوجهان الرئيس

.فإن النظام الرئاسي يعرف بأنه ذالك النظام الذي ترجح فيه كفة الرئيس يف ميزان السلطات

و يعترب الدستور األمريكي من أقدم الدساتري املوجودة يف العامل ، هذا لسبب بسيط وهو أن الدستور ز بالبساطة ، وعدم التعقيد باإلضافة كذالك إىل وضوحه وعدم غموضه ، ومرونته يف األمريكي يتمي

تطبيق القوانني ومتاشيه مع الواقع األمريكي ، الذي يتميز خباصية انفرادية عن غريه من دول العامل ، فإن وهلذا السبب فإن عدد املواد اليت مت تعديلها هي حمدودة جدا ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى

عدد الوزارات يف الدستور األمريكي هو حمدد دستوريا بعشر وزارات خذماتية ، وهي كلها وزارات تقوم بنشاطها على أحسن وجه ، وذات كفاءة و فعالية عالية ، مقارنة باإلحتاد السوفييت سابقا الذي

.لدفاع وزارة كلها كانت تعاين العجز واإلفالس مبا فيها وزارة ا 57بلغ عدد وزاراته

:أما أسس النظام الرئاسي األمريكي فنذكر أمهها

الرئيس منتخب من قبل الشعب و مسئول أمام الشعب

الفصل املطلق بني السلطات مع وجود تعاون و تنسيق بني السلطات الثالث

املساعدين وهم مسئولني أمامه و ليس أما ) الكتاب ( الرئيس هو الذي يعني الوزراء . 1اهليئة التنفيذيةالكونغرس أي

56ص. عادل ثابت ، مرجع سابق 1

Page 19: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

19

:األحزاب السياسية يف كال الدولتني

سية يف أي بلد من البلدان ، السياسية هي احملرك الرئيسي و األساسي للعملية السيا بتعد األحزا ومن املعروف كذالك يف هذا الصدد ، أن األنظمة احلزبية يف العامل متنوعة و متعددة ، فيوجد نظام

، كما توجد أو يوجد نظام الثنائية احلزبية ، كما يوجد ) احلزب الواحد سابقا ( حزب األغلبية .كذالك نظام التعددية احلزبية

ويف هذا الصدد فإن كال الدولتني تتميزان بالثنائية احلزبية ، حيث نالحظ أن هناك سيطرة حزبان د هناك حزب العمال و حزب كبريان على احلياة السياسية يف كال الدولتني ، ففي بريطانيا يوج

باإلضافة إىل وجود حزب األحرار لكن دوره يف العملية السياسية حمدود ويكاد يكون احملافظني ، أما يف الواليات املتحدة األمريكية فنفس األمر تقريبا مع وجود اختالف جوهري و .دور هامشي

رئاسي ، بينما يف بريطانيا هو نظام برملاين هو أن طبيعة النظام يف الواليات املتحدة األمريكية هو نظام فاحلزبني السياسيني اللذان يسيطران على احلياة السياسية يف الواليات املتحدة األمريكية ، جند أن هناك احلزب اجلمهوري و احلزب الدميقراطي مها اللذان يتداوالن على السلطة ، ورئاسة البالد ،

وتعيني أعضاء سبق ذكرمها إىل رئاسة احلكومة ، ومن مت تشكيل ففي بريطانيا يسعى احلزبني الذين هذه احلكومة بالشكل الذي يضمن السري احلسن لألعمال هذه احلكومة ، وعدم عرقلة مهامها ، وهذا ال يتأتى إال مبشاركة األحزاب األخرى يف هذه احلكومة ، كما أن التسلسل اهلرمي يف سلم

حلكومة يف املرتبة الثانية بعد امللك أو امللكة ، وهذا بالرغم من أن السلطة يف بريطانيا يضع رئيس اكم أن األحزاب السياسية يف بريطانيا هي األكثر عراقة يف السلطة التنفيذية هي بيد رئيس احلكومة ، . العامل ، أي أا رائدة يف جمال الدميقراطية

كل من احلزب الدميقراطي و احلزب اجلمهوري أما األمر بالنسبة للواليات املتحدة األمريكية فيسعى إىل رئاسة البالد بعد خوض معركة انتخابية يف أغلبها تكون مثرية و حامسة ، وهذا أحد الفروق اجلوهرية بني النظامني الربيطاين و األمريكي ، وبعد أن حيصل مرشح أحد احلزبني على أغلبية أصوات

إدارته بالتعبري الصحيح و األدق من ه يعمل على تشكيلالناخبني يف االنتخابات الرئاسية ، فإناألعضاء الذين يشاركونه نفس التوجه و االجتاه ، ونفس الرؤى ، و ال توجد ما يعرف باحلكومة يف

Page 20: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

20

النظام األمريكي خبالف النظام الربيطاين وهذه اخلاصية يتميز ا النظام األمريكي عن غريه من أنظمة ع على السلطة يكون على أشده ، كما توجد نقطة خالف أخرى يف التنظيم العامل لذلك فإن الصرا

احلزيب لكال الدولتني ، وهو من ناحية االتفاق و اإلمجاع خاصة من جانب أعضاء األحزاب السياسية اها قيادة احلزب السياسي ، ففي الواليات املتحدة األمريكية اجتاه السياسة العامة اليت تتخذها و تتبن

هناك انقسام واختالف داخل احلزب فخري مثال على ذالك وهو فترة الرئيس األمريكي احلايل جند أنبوش االبن و سياسته اخلارجية ، خاصة فيما يتعلق بقرار احلرب على العراق ، حيث أننا جند أن هناك

من ساند القرار و أعضاء آخرين من نفس احلزب اجلمهوري من يأعضاء داخل احلزب اجلمهورارض قرار احلرب على العراق ، وخالف سياسة الرئيس اخلارجية ، مع العلم أن الرئيس هو من ع

احلزب اجلمهوري ، ونفس األمر ينطبق على احلزب الدميقراطي ، حيث جند أن هناك انقسام داخل أناحلزب بشأن قرار احلرب على العراق ، بني مساند ومعارض هلذا القرار ، مع مالحظة مهمة وهو

وال خترج عن أطرها الشرعية ، حىت ال تتعطل االنقسام داخل احلزب تبقى يف حدودها الدميقراطية هذا فيما خيص الواليات املتحدة األمريكية ، بينما يف بريطانيا األمر خمتلف . مصاحل العباد و البالد

و القرارات اليت تتخذها متاما فجميع أعضاء األعضاء املنتمني للحزب يساندون بيان السياسة العامة ، القيادة السياسية للحزب ، كما ميكن للعضو يف احلزب الربيطاين أن جيمع بني عضويتني أن يكون نائبا يف الربملان و أن يكون عضوا يف احلكومة كذالك ، وهذا األمر ال ميكن توفره يف الواليات

.املتحدة األمريكية

Page 21: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

21

ة املشتركة لكال الدولتني اخلصائص اإلداري: الفصل الثاين

:اإلدارة احمللية يف كال الدولتني

تعترب الواليات املتحدة األمريكية هي مثرة : اإلدارة احمللية يف الواليات األمريكية -1اإلصالح يف أوربا فبعد أن نالت الواليات األمريكية استقالهلا يف أواخر القرن السابع عشر امليالدي ،

، ويف هذا الصدد استفادت الواليات املتحدة األمريكية من التجربة األوربية يف عن اململكة املتحدة األمريكيني األوائل ، وهو األمر الذي جيرنا إىل القول أن نعصر التنوير و اخلربة العملية للمستعمري

. احلرية و احلكم الذايت يف اتمع األمريكي مها احملور األساسي حلياة الفرد األمريكي التدرج اهلرمي للبنيان احلكومي و يالحظ أن سلطة الرئيس يف اختاذ القرارات الفيدرالية ، أي اليت

، بينما ال متتد هذه السلطة و نائب الرئيس –مساعدو الرئيس –ختص البالد كلها متتد إىل الوزراء فيدرالية ، كما أا ال متتد إىل أي من ىل السلطة القضائية الإ إىل الكونغرس مبجلسيه ، كما ال متتد

سلطات اإلدارة أو احلكم يف الواليات على أن تقوم السلطات الواليات بعدم اختاذ القرارات ميكن أن .تتعارض مع القرارات الفيدرالية

أما خصائص اإلدارة احمللية األمريكية فهي ال مركزية متطرفة ولديها استقالل ذايت حملي ووحدات السلطة رة احمللية األمريكية هي عبارة عن الوالية و التنظيم اإلداري على مستوى الوالية هو اإلدا

القضائية يف الواليات اختصاصات حكومة الوالية األنشطة الثقافية ، أنشطة الرعاية االجتماعية قاطعة ، ومن مث األنشطة االقتصادية، املقاطعة ، اجلهاز التنفيذي يف املقاطعة ، اجلهاز القضائي يف امل

.الوحدة الرئيسية لإلدارة احمللية و هي البلدية

حىت ، و يتميز بنمط إدارة ال مركزي ) احتادية ( و تعترب الواليات املتحدة األمريكية دولة فيدرالية ، مستقلة إن وحدات احلكم يف اإلدارة احمللية األمريكية ، و هي الواليات إمنا متثل كيانات سياسية

. 1هر االستقالل هلاته الواليات ميكن استعراضها على النحو التايلمظاو

151ص 1977دار المعارف : القاھرة . نظم الحكم و اإلدارة المحلیة أحمد رشید ، 1

Page 22: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

22

ا ، إىل جانب الدستور الفيدرايل لكل والية من الواليات املتحدة األمريكية دستور خاص دستورا للواليات و االحتاد 52ومن مث يوجد يف الواليات املتحدة األمريكية

ملنظمات احمللية اليت تناظر أجهزة السلطة يوجد يف كل والية جمموعة من األجهزة و ا الفيدرالية على مستوى االحتاد

باختيار حاكم الوالية ، ليكون هو –عن طريق االنتخابات العامة –يقوم مواطنو الوالية الرئيس األعلى للسلطة التنفيذية يف الوالية

من احملاكم يف الواليات ختتص كل والية جبهازها القضائي احمللي ، و بالتايل فهناك نوعني املتحدة األمريكية حماكم الواليات و احملاكم الفيدرالية

ا وتتميز الواليات األمريكية بأن لكل منها سلطتها التشريعية اخلاصة

الواليات : تحدة األمريكية من و يتكون هيكل وحدات احلكم احمللي يف الواليات امل املقاطعات و البلديات و

املقاطعة البلدية الواليات )1

، يف الواليات املتحدة ، و التنظيم احمللي على و تعترب الوالية هي الوحدة األساسية لإلدارة احمللية م بدأت جهود إعادة التنظيم يف الواليات على أساس دمج وتكامل 1912مستوى الوالية ، مند

هام اليت تقوم ا ، حبيث ميتد خط السلطة من حاكم الوالية إىل أدىن الوحدات اإلدارية تبعا ، للماإلدارية املختلفة ، كما بدا تدرجييا التخلي عن نظام انتخاب اهلرم اإلداري من خالل املستويات

املوظفني اإلداريني يف بعض الواليات و منح حاكم الوالية احلق يف تعيني و فصل رؤساء املصاحل و .دارية ، كما منح أيضا كافة السلطات اليت جتعل منه السلطة التنفيذية العليا يف الوظيفة الوحدات اإل

و عادة من جملس ، وقاضي مث جمموعة من املسئولني التنفيذيني مقاطعةلل جلهاز التنفيذي او يتكون و لس املقاطعة من قبل مواطين املقاطعة االنتخابالتنفيذيني عن طريق املسئولنييتم اختيار اللجنة و

لكن سلطة جملس املقاطعة تكون بعض القواعد املنظمة لألمن ، إصدارصالحيات فرض الضرائب و . 1عادة مقيدة وحمدودة بالقوانني اخلاصة بالوالية يف مثل هذه املسائل

503ص 1ط 1979دار النھضة العربیة : بیروت . اإلدارة العامة مدخل بیئي مقارنأحمد صقر عاشور ، 1

Page 23: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

23

يف تكوين هيكل اإلدارات احمللية يف تعترب البلديات احلضرية و الريفية هي الوحدات الصغرى: البلدية هو يف ااالت اخلدماتية إمناالواليات املتحدة األمريكية ، و دور البلديات الرئيسي و الذي متارسه

وهو الدور الكبري نسبيا مقارنة باملقاطعة ،كما ال يوجد للبلديات شكل تنظيمي واحد ، ومن مث : 1نالحظ وجود ثالثة أشكال تنظيمية شائعة

i. العمدة

ii. جملس أو جلنة منتخبة

iii. جملس منتخب + عمدة

160موسوعة الحكم المحلي ، الجزء الثاني ص . الحكم المحلي في الوالیات المتحدة األمریكیة طرس ، ظریف ب 1

Page 24: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

24

نظام احلكم احمللي يف الواليات املتحدة األمريكية

الدستور االتحادي أو الفیدرالي

االختصاصات الداخلیة للدولة

الحكومة المحلیة أو نظام الحكم المحلي

االختصاصات الخارجیة للدولة

الحكومة الفیدرالیة

سلطــــــــــة

تشریعیـــــــة

ــــــــة سلطــ

تشریعیـــــــة

سلطــــــــــة

تنفیذیــــــــــة

سلطــــــــــة

ئیــــــــةقضا

الفیدرالیة الحكومة

سلطــــــــــة

تنفیذیــــــــــة

سلطــــــــــة

قضائیـــــــة

توزیع االختصاصات

االختصاصــات على المستوى

الفیدرالي

ــــات االختصاص على

المستوى المحلي

Page 25: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

25

:اإلدارة احمللية يف بريطانيا

بعدة حماوالت من أجل تطويرها ، و كانت لقد مر نظام اإلدارة احمللية يف بريطانيا يف العقود املاضية م تتكون من مناطق 1934حماوالت التغيري شديدة يف بريطانيا ، إذ كانت اإلدارة احمللية فيها و حىت

، ) كبرية و صغرية ( اء ، و األحي) احلضرية و الريفية ( إدارية و حملية ، كاملقاطعات و املراكز فعلت م حنو إنشاء نظام املناطق كمشروع مستقبلي للنظام احمللي ، كما1944واجتهت بريطانيا سنة

بية بعض احلرب العاملية الثانية ، حلل مشكالت اإلدارة احمللية ، و قد قدم املشروع بعض الدول األورة كربى تقام على مساحة واسعة من حزب العمال الربيطاين و الذي يتضمن إنشاء مناطق حملي

األراضي و يسند إليها اختصاصات إدارية واسعة من األراضي و يسند اختصاصات إدارية واسعة اليت تقام عليها ، و تتفق مع املوارد املالية اليت توفرها هذه املناطق ، و تتكون مع مساحتها تتفق

افظات تتوىل مباشرة االختصاصات اليت تسند املناطق من عدد من الوحدات احمللية األخرى مثل احملم ومل جيد القبول 1946إليها من قبل جملس املنطقة بالتفويض ، ورفض املشروع مث عاد للظهور سنة

م إجراء أي تغيري على وحدات نظام احلكم ، و صدر سنة 1956و رفضت احلكومة الربيطانية سنةية تتوىل إعداد خريطة جديدة ختص وحدات م قانون احلكم احمللي ، و شكلت جلنة حكوم1958

و بدأ government localم قانون نظام احلكومة احمللية ، 1972النظام احمللي ، و صدر سنة م ، و يتكون 1973م و يف اسكتلندا 1972م و يف ويلز و أيرلندا الشمالية 1974تطبيقه يف اجنلترا

: 1النظام احمللي من مستويني رئيسيني مها

طعات احلضرية و املقاطعات غري احلضرية و يوجد ا جمالس رئيسية منتخبة و ينتخب املقا )1 .رئيسها منها

و هلا جملس منتخب و ينتخب رئيسها منها ، أما لندن فقد ) البلديات الصغرية ( األبراشبات )2كان هلا نظام حملي خاص ا يتكون من بلديات لندن الفرعية ، و جملس مدينة لندن الكربى ويوجد ا تنظيمات حملية فرعية ، كاألحياء ، كما يوجد مستوى آخر هو منطقة املعربات

109ص : الریاض . اإلدارة المحلیة مفاھیم نظریة و نمااذج تطبیقیةعلي الصاوي ، 1

Page 26: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

26

م فعدل النظام احمللي الربيطاين و أصبح 1985التارخيية ، صدر قانون احلكم احمللي سنة .مقاطعات حضرية ، و مقاطعات ريفية و ألغي جملس لندن الكربى: يتكون من

:ناطق أساسية و هي و تنقسم بريطانيا إىل تسع م

north East Englandاجنلترا الشمال الشرقية -1

North west Englandاجنلترا الشمال الغربية -2

Yorkshire and Humberيوركاشري و اهلمرب -3

East Midlandsميدالندز الشرقية -4

West Midlandsميدالندز الغربية -5

West En gland شرق اجنلترا -6

Greater Londonلندن الكربى -7

South East Englandاجنلترا اجلنوب شرقية -8

North West Englandاجنلترا اجلنوب الغربية -9

و تتشكل كل منطقة من إقليم أو أقاليم حضرية ، أو دوائر وحدوية ، االستثناء الوحيد هلذه القاعدة منطقة لندن الكربى اليت تتشكل من بلديات

الية مقسمة إىل الشم أيرلندادائرة وحدوية ، 22يلز حتوي منطقة ، و 32و تتكون اسكتلندا من أقاليم ، عدا عن املقاطعات املعروفة ، تضم اململكة املتحدة العديد 06مدنيتني ، و 02دائرة ، 24

. 1من األراضي األخرى أو ما يعرف باسم مستعمرات التاج الربيطاين

مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزیع : عمان .تشكیل المجالس المحلیة و أثره على كفایتھا في نظم اإلدارة المحلیةخالد الزغبي ، 1 25ه ص 1413

Page 27: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

27

:نظام اخلدمية املدنية يف كال الدولتني -2

اخلدمة املدنية يف بريطانيا و الواليات املتحدة األمريكية مل يكن ينظم على أساس اجلدارة إال إن نظامكانت تتم ، على أساس احملسوبية ، و كذالك الوظائف بعضها التعييناتم و كذالك 19يف القرن

.كان امسيا و ليس هلا أي عمل حقيقي

North cout tremblé: ير جلنة و ملا جاءت إصالحات اخلدمية املدنية عن طريق تقرمتأثرا بالفساد اإلداري يف دولة م وهذا التقرير صدر بناء على دراسة البريوقراطية يف بريطانيا 1954

ومن توصيات هذا التقرير القضاء على نظام –دولة اهلند كان مستعمرة بريطانية سابقة –اهلند مبكرة ، من خالل االعتماد على االمتحانات احملسوبية ، و إحالل نظام التعيني الدائم ،يف سن

التنافسية ، و أيضا بتبين سياسة اخلدمة املوحدة ، و التفريق بني األعمال الذهنية و األعمال الروتينية ، .مع حتكيم نظام الترقية يف الوظائف

ن صدر عن اليت جاء ا التقرير إذ توجت بقانو اإلصالحاتو يف الواليات املتحدة األمريكية نفس ، و لكن جهود هذا القانون كانت حمدودة األثر م Bill Denton 1983الكونغرس مسي بقانون

بسبب متوقع هذه اجلهود على اجلهاز اإلداري الفدرايل ، دون األجهزة احمللية األخرى ، و يف .دنية الواليات املتحدة أيضا مل تطبق معايري الكفاءة كأساس للترقية ، على مستوى اخلدمة امل

و يف النظام الربيطاين يتمتع مبزايا عديدة مثل املركز االجتماعي و اهليئة اليت يتمتع ا العاملون و الثبات النسيب للمركز احلكومي ، باملقارنة مع املهن يف القطاع اخلاص ، ويف بريطانيا تتوىل وزارة

إىل غريها من ... وتدريب و تدريب اخلزانة مسئولية اإلشراف على جهاز اخلدمة املدنية ،من تعيني و فيما بعد انتقلت إدارة شؤون املوظفني إىل ظاهرة اخلدمة املدنية حتت . شؤون اخلدمة املدنية .1إشراف رئيس الوزراء

إدارة : بينما يف الواليات املتحدة األمريكية توزعت مسئولية اخلدمة املدنية بني جهازين اثنني ، مها . هاز محاية أنظمة اجلدارةجو شؤون املوظفني

212ص 2000الدار العلمیة الدولیة للنشر و التوزیع : عمان . أصول و مبادئ اإلدارة العامة عبد العزیز جبتور ، 1

Page 28: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

28

ذوي القدرات العامة ، بينما يف الواليات املرشحنياخلدمة املدنية يف بريطانيا تعتمد على تعيني .املتحدة األمريكية يفضلون ذوي القدرات املتخصصة على أساس الربامج

يعكس نظام ، ليس هناك تقسيم واضح لفئات املوظفني و يف الواليات املتحدة األمريكية أيضا الدرجات يف املستويات املختلفة على مستوى التوظيف ،

و يف بريطانيا و حىت اية احلرب العاملية الثانية كانت تعقد االمتحانات التنافسية باإلضافة إىل موضوعات أخرى تستخدم ملعرفة القدرات اإلنشائية ، و أيضا اإلطالع على الشؤون املعاصرة مع

، بينما تغري األمر بعد احلرب العاملية الثانية إذ مسح للمحاربني القدماء للدخول يف اء التركيز على األدم ، 1971السلك احلكومي ، واعتمدت يف التوظيف على املقابالت الفردية و اجلماعية و يف سنة

متدربني إداريني ، هم اجلامعيني املتخرجني برتبة اختيارجرت هناك إصالحات فيما خيص نظام شرف مع وجود عدد منهم يتم اختيارهم من ذوي اخلربة إضافة إىل إخضاعهم إىل دورات تدريبية ال

.و أدائهم اإلداري قصد الرفع من مستواهم

نظام االمتحانات التخصصية من خرجيي و يف الواليات املتحدة األمريكية ، النهج يقوم على إتباع، فكانت املواضيع عامة لكن نظام ندرجهم يف اجلامعات ، بغرض االلتحاق إىل السلك احلكومي

.الوظائف ليس خمطط كما هو احلال يف النظام الربيطاين إمنا هو عشوائي

Page 29: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

29

:املوظف العمومي يف كال الدولتني -3

تعريف دويل للموظف العام ينطبق على مجيع البلدان ، و ذالك نظرا الختالف النظام ليس هناك .البلدان حسب تارخيها و أوضاعها السياسية و االجتماعية الذي تنتهجه كل من هذه

خادم التاج من غري شاغلي املناصب السياسية و القضائية ، (( ففي بريطانيا يعرف املوظف العام بأنه )) .، و الذي يتقاضى كل راتبه من األموال اليت يعتمدها الربملان الذي يستخدم بصفته املدنية

كل فرد يعمل للدولة ، على (( يعرف القانون املوظف العام بأنه : حدة األمريكية أما يف الواليات املت .))املستوى القومي أو الوالية أو اإلدارة احمللية يف الواليات املتحدة األمريكية يف وظيفة عامة ودائمة

مل ونالحظ من خالل هذين التعريفني أن تعريف املوظف العام يف كال الدولتني هو مرتبط بعواقليلة يف ففي بريطانيا كانت حتصر املستويات العليا على فئات . سياسية أكثر منها قانونية و إدارية

اموعة اإلدارية ، قبل احلرب العاملية الثانية ، تتركز على الطبقات االجتماعية العليا ، باإلضافة إىل لك جعل املنح املمنوحة لطالب و كذا) و كامربيدج –أكسفورد ( خرجيي اجلامعات ، الشهرية مثل

و تدرجهم يف التحاقهماجلامعات من الطبقات الفقرية ، حىت حيصلوا على شهادات عليا ومن مثة .السلك احلكومي

و يف الواليات املتحدة األمريكية مستويات البريوقراطية متثل كل الطبقات ، ألن اتمع األمريكي التعيني و الترقية ، وهناك دراسة تشري إىل أن ربع املوظفني متفتح وال يتميز بتمييز واضح يف طرق

أما السلبية فتنحصر معظمها يف اجلنس و اخللفية العرقية ، إال أن اإلدارة ينحدرون من طبقة عمالية . 1من أجل التخفيف من حدة هذه السلبيات جمهوداناألمريكية تبذل

ت املتحدة األمريكية ، ميارسون أدوارا مهمة يف اختاذ املوظفون الكبار يف كل من بريطانيا و الوالياالقرارات احلكومية ، ففي بريطانيا املوظف الكبري يعمل وفق اتفاق و عرف يفرضان عليه التعاون و احلياد و السرية و يقدم للوزير النصح لتحمل املسئولية السياسية ، ولكن يستوجب عليه تنفيذ ما

شروق للطباعة و دار ال: عمان . اإلدارة العامة ھیكلة األجھزة و صنع السیاسات و تنفیذ البرامج الحكومیة موفق حدید محمد ، 1

.199ص 2004النشر

Page 30: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

30

ر أن حيمي املوظف من القادة السياسيني خوفا من أن تكشف ماهية يقرره الوزير ، و على الوزيويف هذا الصدد نالحظ العالقة الوطيدة بني املوظف اإلداري و الوزير ، فهي .مقترحاته اليت قدمها

ليست عالقة تسلطية كما سنالحظ ذالك يف النظام األمريكي ، بل هي عالقة تعاونية تبادلية ، و هي احملترفة ، أي كيف جنعل املوظفني اإلداريني ، و بصفة خاصة ةما يعرف بالبريوقراطياليت أنتجت لنا

حىت ال يؤدي ذالك إىل عرقلة املصاحل . موظفي اخلدمة املدنية بعيدين عن صراعات القادة السياسيني العامة العامة و احملافظة على السري احلسن للوظائف األساسية اليت أنشئت أو وجدت من أجلها اإلدارة

، حول تأثر و هو جتسيد وتنفيذ السياسة العامة للحكومة ، وقد يشترك النظام الربيطاين و األمريكي –العليا –املوظفني العموميني بالصراع السياسية خاصة ، يف املستوى األول من اإلدارة العامة

ن يكونون أكثر عرضة الذي يشغله ما يطلق عليه بكبار املوظفني ، أو املوظفون السامون الذيولضغوطات القادة السياسيني ، وهذا ما جعل املوظف السامي يف بريطانيا حيظى بدعم الوزير و محايته أما فيما خيص موظفي اإلدارة الوسطى فهم أقل عرضة للضغوطات السياسية ، مع العلم أن هذه

حدة األمريكية ال خترج عن الصراعات يف الدول املتقدمة و بصفة خاصة بريطانيا و الواليات املتاملستوى األدىن من اإلدارة العامة ، و اليت حترص كل إطارها الشرعي و القانوين ، مث يأيت بعد ذالك

دولة أن تبقيه بعيدا عن صراع القادة السياسيني ، نظرا الرتباط موظفي هذا القطاع بصفة مباشرة . 1باملواطنني و حيام اليومية

، حبيث به املوظف يف وضع السياسة العامة يهدف إىل إعطاء طبيعة الدور الذي يقوم فالنظام الربيطاينيسمح هلم باختاذ املبادرات و االختيار بني البدائل السياسية بعد موافقة الوزير فدور املوظف العام يف

:بريطانيا

و هو تنفيذ السياسات العامة للدولة الدور التقليدي

بة له و املساندة يف ذات الوقتالنصح للوزير وهو مبثا

أو يوفر محاية سياسية –الوزير –العالقة الطفيلية بني املوظفني و الوزير إذ يقدم هذا األخريمساندته يف سياسته م هؤالء املوظفني لسمعة الوزير وللموظف العام من القادة السياسيني مقابل دع

2001الدار الجامعیة : اإلسكندریة . المدخل الحدیث في اإلدارة العامة ثابت عبد الرحمن إدریس ، 1

Page 31: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

31

في رتبط مبدى استجابة و تفاعل و قبول موظالعامة ، ألن جناح أي سياسة عامة مهما كانت هو م .اإلدارة العامة هلذه السياسة

و املوظفون اإلداريني يف بريطانيا رغم أمهية الدور الذي يقومون به إال أم ال يشاركون يف أي نشاط .حزيب فعال

عما هو فاالختاليف الواليات املتحدة األمريكية ، فطبيعة الدور ختتلف كل أما املوظف اإلداري موجود يف بريطانيا ، وطبيعة العالقة بني املوظف اإلداري و الوزير ، فهي تتسم بالغموض ، فاملوظف

اليات األمريكية ، عليه أن خيدم رئيسه بإخالص و إال فعليه أن يقدم استقالته ، فطابع اإلداري يف الويقتصر على هذا املستوى بل يتعدى التشاور بني الوزير و املوظف اإلداري تكون منعدمة ، و األمر ال

األمر ، إىل املستوى األعلى من اإلدارة أي بني الوزير و رئيس الدولة الذي يعترب أعلى رأس اإلدارة يف ، إذ أن وهذا ما أثبته التجربة مند قيام الواليات املتحدة األمريكية الواليات املتحدة األمريكية ،

بارة عن وزراء ، و إمنا هم عبارة عن موظفون يف إدارة الرئيس ، الوزراء أو كتاب الدولة هم ليسو عو إال وجب عليهم تقدمي االستقالة ، و إذا ومن هذا املنطلق وجب عليهم خدمة رئيسهم بإخالص ،

مل يفعلوا ذالك فإن الرئيس هم من يقوم بإقالتهم ، وهذا ما نالحظه يف اإلدارة األمريكية احلالية ، كولن –مريكي بوش االبن بإقالة أو استقالة كل من كاتب الدولة للشؤون اخلارجية إدارة الرئيس األ

و لعل هذه العالقة انعكست بدورها - دونالد رامسفيلذ –، و كاتب الدولة لشؤون الدفاع -باول ، على العالقة بني الوزير و املوظف العام فهي عالقة تتسم بالغموض وبعد تقدمي االستقالة فإن

ف اإلداري ينتقل للعمل أو اخلدمة يف جهاز إداري آخر غري اجلهاز اإلداري الذي كان يعمل فيه املوظمن قبل و يف األخري ميكن القول أنه ليس هناك يف الواليات املتحدة األمريكية خط فاصل بني

.الوظائف السياسية و اإلدارية ال يف القانون و ال يف األنظمة و ال يف العرف

أميف املستويات العليا السياسية للموظفني املدنيني االجتاهاتأخرى أكد بنتام يف دراسة و يف دراسةمييلون حنو النهج السياسي أكثر من ميلهم حنو النهج البريوقراطي للموظف ، من حيث قبوله ملبدأ

.الطاعة و االستجابة للمؤسسات السياسية

Page 32: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

32

لسياسية يف كال الدولتني و الرقابة ا ةالبريوقراطي: الفصل الثالث

:بني األجهزة اإلدارية يف كال الدولتني التنسيق )1

:بريطانيا -أ

يف رئيس جملس الوزراء مبعاونة عدد من اجلهاز اإلداري للدولة يف النظام الربملاين تتركز سلطة كتنسيق املكاتب و اللجان املتخصصة

يف رئيس اجلمهورية ، على أن تعاونه يف هذا الشأن أما يف النظام الرئاسي فإن مهمة التنسيق تنحصر جمموعة من اهليئات و املكاتب التابعة له

الذي تتركز يف يده سلطة التوجيه و التنسيق ألنشطة يرأس جملس الوزراء يف بريطانيا -أ -الدولة املختلفة وهلذا فهو ال يرأس وزارة من الوزارات ولكنه حيمل لقب رئيس الوزراء

مهمته عدد من السكريتريني و املوظفني ويعاونه يف

يضم مجيع أعضاء احلكومة و يتوىل ويتكون جملس الوزراء من عدد حمدود من الوزراء فهو الحتديد سياسة احلكومة اليت تعرض على الربملان من جهة ، ويراقب ويشرف على تنفيذ تلك

مهمة التنسيق بينهما السياسة ويقوم بتحديد أنشطة مجيع الوزراء وتقع على عاتقه

مكتب جملس الوزراء الذي و التنسيق بني األنشطة احلكومية االتصالويعاون جملس الوزراء يف مث محل " سكرتارية جملس الوزراء" اسميف أثناء احلرب العاملية األوىل حتت 1916أنشئ عام

عها جملس الوزراء كما يساعد على تنفيذ السياسات اليت يض 1920من سنة ابتداءاحلايل اسم والتنسيق بني الوزارات عدد من اللجان الوزارية اليت ميكن تصنيفها إىل ثالثة أنواع

هناك جلان للشؤون الداخلية )1

هناك جلان للشؤون املالية )2

هناك جلان للشؤون الدفاع الوطين )3

Page 33: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

33

:الواليات املتحدة األمريكية ) ب

كبري عما جيري عليه العمل يف اململكة املتحدة ىل حديف الواليات املتحدة األمريكية إخيتلف الوضع نظام احلكم ذاته الختالفنظرا

فقد أقتضى النظام الرئاسي للواليات املتحدة األمريكية إن تتركز السلطة يف يد رئيس اجلمهورية ، الذي يقوم بتعيني عدد من الوزراء املعاونني له لتنفيذ سياسة الدولة

اجلمهورية يف النظام الرئاسي أشد إىل إجياد عدد من املكاتب و اللجان وهلذا فإن حاجة رئيس املتخصصة ملعاونته يف إدارة اجلهاز اإلداري للدولة و التنسيق بني وزاراته

وهذا بالفعل ما حدث هناك حتت ضغط احلاجة إذ مت إنشاء عدد من املكاتب و اللجان املتخصصة يرج تاريخ إنشاء بعضهما إىل ما بعد احلرب العاملية األوىل لصدد ملعاونة رئيس اجلمهورية و يف هدا ا

منها

االحتاديةملعاونة الرئيس يف إعداد مشروع امليزانية 1921مكتب امليزانية الذي أنشئ عام -1

1939مكتب البيت األبيض أنشئ -2

إدارة التقارير احلكومية-3

إدارة مواجهة الطوارئ -4

1950الوطين الذي مت إنشاؤه عقب احلرب الكورية مكتب التعبئة للدفاع-5

الذي أخذ أمهية خاصة يف الوقت احلاضر نظرا للظروف احلالية ي جملس األمن القوم-6

حماطا بشبكة كبرية من املكاتب وهكذا أصبح رئيس اجلمهورية يف الواليات املتحدة األمريكية 1ات و اهليئات احلكومية املختلفةواللجان و اإلدارة ملساعدته يف التنسيق بني الوزار

1989، ت محمد قاسم القریوتي عمان اإلدارة العامة المقارنة فیرل ھیدي ، 1

Page 34: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

34

:اخلصائص البريوقراطية لكال الدولتني - 2

يف بريطانيا ما زالت تتحمل قسطا كبريا من اختاذ القرارات السياسية ، ميكن القول بأن البريوقراطية وظفني العوامل املختلفة اليت تؤثر على امل االعتباررغم أا ال حتتكر هذه السلطة و رغم األخذ بعني

املدنيني احلالة املزاجية و التنشئة و املوقف و توفر املوارد ، فإن املوظفني املدنيني يف وضع ميكنهم ممارسة تأثري على نتائج السياسة يف بريطانية

الواليات املتحدة األمريكية ، فليس هناك تناقض كبري بني النظامني ، من حيث عن الوضع يف أماارسه املوظفون العموميون ، على عملية رسم السياسات رغم اختالف القواعد األثر ، العام الذي مي

يف هذا الصدد ، حيث أن عملية رسم السياسات يف النظام األمريكي ، يتم حتت األضواء مما يعطي املوظفني صالحية أكرب ، وهناك خاصة بالنظامني و هو أن آثار البريوقراطية ، تعكس تفاعل القوى

حيث تصل نسبة مشاركة املواطنني يف الشؤون العامة إىل أعلى مراحل كال الدولتني ، االجتماعية يف .تطورها

اري الربيطاين حيافظ على و لعل أهم أوجه االختالف بني البريوقراطيتني ، تتمثل يف أن التنظيم اإلد كبار املوظفني و فاعليته ، وهذا عن طريق االعتماد على التقليد الربيطاين القدمي ، الذي مييز بني

.اظ على حدود التماسك الضروري باحلف و الذي يلزم الرؤساء و املرؤوسنيصغارهم

إىل إصدار قواعد شخصية جمردة ، أما يف الواليات املتحدة األمريكية فقد اضطرت التنظيمات اإلدارية،بالطابع االستشاري الذي لتحقيق نفس النتائج ، و حتضا البريوقراطية يف الواليات املتحدة األمريكية

يقوم على أساس االستفادة من مبدأ تقسيم العمل ، و التخصص و االستعانة مبستشارين يف ظل . 1هيكل تنظيمي رأسي أو تنازيل ، تتمحور فيه السلطات يف القيادة العليا

يات صانعي القرارات يف مثل هذا النمط من املنظمات العامة و خاصة يف الوالو بالرغم من أن املتحدة األمريكية ، يسترشدون و يأخذون بآراء و نصائح املستشارين و الفنيني املتخصصني أثناء عملية اختاذ القرارات ، فإن مسئولية فشل قرارام يف حتقيق النتائج احملددة تعود إليهم ، األمر الذي

260ص 2001الجامعة المفتوحة : طرابلس . مبادئ علم اإلدارة العامة مصطفى عبد أبو القاسم خشیم ، 1

Page 35: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

35

ئولني عن نتائج استشارام يترتب عليه حدة الصراع و التنافس بني املستشارين و الفنيني غري املسو ال ميكن القول . و الفنيني املتخصصني آراء املستشارين بإتباعوبني القادة اإلداريني غري امللزمني

أن البريوقراطية يف الواليات املتحدة األمريكية ختتلف اختالفا جوهريا عن بريطانيا ، فهناك تشابه كبري من النظامني يف أملانيا و فرنسا حيث جند أن اخلصائص بني هذين النظامني ، ولكن خبالف كل

منها إىل بريطانيا و –ماكس فيرب –البريوقراطية يف كلتا الدولتني ، هي أقرب إىل اخلصائص الفيربية الواليات املتحدة األمريكية ، حيث نصل أن النظام الفرنسي توصل إىل ما يعرف بالبريوقراطية احملترفة

. ال يتأثرون بالقرارات السياسية ، الناجتة عن الصراع القائم بني األحزاب السياسية أي تكوين إدارينيأما البريوقراطية يف الواليات املتحدة األمريكية و بريطانيا ، فأهم ميزة ميكن أن متيزها فهي طابع

الذي يقتل معه املرونة و اإلجراءات التبسيطية بعيد عن التعقيد ، الذي قد ينتج الروتني البريوقراطي ،روح اإلبداع و االبتكار ، باإلضافة إىل ميزة أخرى هو سهولة االتصال ، سواء االتصال العمودي

. 1من القمة إىل القاعدة أو االتصال األفقي من القاعدة إىل القمة

يف أما . و يف األخري ميكن القول أن البريوقراطية يف بريطانيا تتميز بالتنظيم و التناسق و القوة .الواليات املتحدة األمريكية ميكن أن البريوقراطية يف هذا البلد تتميز بالدينامكية و احلركية

265ص 2001الجامعة المفتوحة : ، طرابلس مبادئ علم اإلدارة العامة مصطفى أبو القاسم خشیم ، 1

Page 36: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

36

:الرقابة السياسية على أعمال اإلدارة العامة يف كال الدولتني )3

نظرا ألا تقوم تتسم عملية الرقابة يف اإلدارة العامة ، أمهية بالغة ، :الرقابة السياسية يف بريطانيا الظروف البيئية احمليطة بأبعادها و جوانبها املختلفة إىل خمرجات أصال بتحويل املدخالت اليت تعكس

تتمثل يف تنفيذ أمناط و أساليب معينة من الرقابة ، ولعل أهم سلطة متارس أعمال الرقابة على اإلدارة لتشريعية على اإلدارة العامة يف بريطانيا ، مببدأ و تتمثل إعمال الرقابة ا.العامة هي السلطة التشريعية

الربملانية الربيطانية املتخصصة ال تستغل بشكل كبري املسئولية الوزارية ، كما أن املالحظ أن اللجان فتتسم الرقابة الربملانية من خالل اللجان املتخصصة اليت هذا الشأن ، أما يف الواليات املتحدة األمريكية

بشكل منتظم و لقد كانت الرقابة الربملانية يف بريطانيا على سلطات الوزير و املوظفني متارس عملها العموميني املدنيني وكان مبدأهم أن ميارس كل موظف أعماله باسم الوزير الذي يتحمل املسئولية أمام

ا لكن الرقابة الربملانية على أعمال احلكومة أصبحت تتأثر بعدة عوامل نذكر أمههالربملان

تطور النشاطات احلكومية إىل درجة مل يعد معها مبقدور الوزير أن يلم متاما بكل عمل يقومبه املوظفون يف وزارته مما أضعف تطبيق هذا املبدأ يف حالة إساءة املوظفني إستعمال السلطة

اليت يستمدوا من مركزهم الوظيفي

األمر الذي أخفى مبدأ املسئولية عن سلطة الربملانتزايد سلطة احلزب أو جملس الوزراء ، .الوزارية بإحالل مبدأ املسئولية اجلماعية حمله

باإلضافة كذالك إىل الفصل املرن بني السلطات ، السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية ، مما يزيد من رقابية يف ذات عملية الرقابة السياسية على أعمال اإلدارة العامة ، حبيث تكون هناك عالقة تعاونية و

الوقت ، و لعل أهم أوجه الرقابة على السلطة التنفيذية هي عملية سحب الثقة من احلكومة ، يف حالة وقوع جتاوزات ، و بعد سحب الثقة من احلكومة تقدم هذه األخرية بطريقة آلية ومباشرة استقالتها ،

تواجه اإلدارة العامة حىت يف الدول ومع ذالك تبقى أهم مشكلة لتنظم بعدها انتخابات نيابية مسبقة ، . 1املتقدمة و هي حيادها أثناء االستحقاقات االنتخابية الكربى

54ص 1992دار المسیرة : ، ت عامر الكبیسي ، قطر صنع السیاسات العامة جیمس أندرسون ، 1

Page 37: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

37

ور املهم الذي يقوم به املشرعون يف الواليات املتحدة األمريكية إن الد: الواليات املتحدة األمريكية ، وال ميكن إضفاء هذه هو الدور املركزي لتشريع القوانني و صنع السياسات يف النظام السياسي

السمة عليهم رد أم خمولون دستوريا ، يستلزم األمر ممارستهم الفعلية لذالك ، فالشواهد تؤكد أن للمشرعني يف الواليات املتحدة األمريكية ميارسون فعليا تشريع القوانني ، الكوجنرس مثال متتلك

وق املدنية و الرفاهية و عالقات العمل يتم اللجان الدائمة الصالحيات ، فسياسات الضرائب و احلقمراقبتها من جانب جلان الكوجنرس ، أما السياسات اخلارجية فإن الكوجنرس غالبا ما حيرص على

االتفاق مع الرئيس ،

و يف الواليات املتحدة األمريكية يتباين دور السلطة التشريعية تبعا الختالف القضايا املطروحة للنقاش فكثري من أعضاء السلطة التشريعية يف الواليات املتحدة األمريكية ، بسبب عدم و التشريع ،

و اعتمادية باستقالليةاستمراريتهم أو كفاية املساعدين الفنيني من حوهلم ، غري قادرين على التصرف ذاتية ، يف بعض القضايا ذات الطابع التقين و املتخصص ، بينما يسارعون للموافقة على تشريع

م 1965، ففي ولية تكساس مثال أقر املشرعون قانون للوائح املتفق عليها يف الواليات األخرى ا باستطاعتهمحول آبار حقول البترول ، كما وضعته و ناقشته املنظمات املمثلة للمنتجني ، و مل

و رفض القانون يف حني يقر املشرعون الئحة اجلرائم دون تأثري أو اعتمادا على أحد الفنيني . 1املتخصصني لكوا ال حتتاج إىل ذالك

إشرافو اللجان التشريعية متارس رقابة فعالة على جوانب عدة من عمليات األجهزة اليت تقع حتت كل منها ، و قد متثلت االقتراحات اإلصالحية بتوصيات إلضعاف الدور الرقايب للجان املختلفة ، و

يضمن اإلشراف الربملاين على هلا بربامج أكثر مركزية وتنسيقا سلطاا على األجهزة اإلدارية ، واستبداالرقابية على جتزئة السلطة اإلجراءاتاملسائل اهلامة بدل املسائل الصغرى ، و تتركز التحفظات حول

ملقاصد شخصية و انتخابية خلدمة أهداف و مجاعات استخدامهايف الكوجنرس األمريكي و احتمال .املصاحل

53ص 1992 دار المسیرة : قطر . ر الكبیسي ، ت عامصنع السیاسات العامة جیمس أندرسون ، 1

Page 38: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

38

ز الدور الذي تقوم به السلطة التشريعية من أعمال الرقابة على أعمال اإلدارة العامة يف و من هنا يربالدول املتقدمة ،و خباصة يربز الدور يف األنظمة الرئاسية الواليات املتحدة األمريكية مقارنة باألنظمة

.الربملانية يف بريطانيا

Page 39: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

39

:اخلامتـــــة

يف النظامني الربيطاين و األمريكي ، يهدف إىل دراسة أثر البيئة سواء قرنة لإلدارة العامة إن الدراسة املكانت داخلية أو خارجية ، على أداء و سري عمل اإلدارة العامة يف كال الدولتني ، و من خالل تقدمي

ئة هلا دور مهم على فالبيهذا البحث لقد مت التعرف على أثر املتغري السياسي على عمل اإلدارة العامة ، السري احلسن لإلدارة العامة يف كلتا الدولتني ، ومن خالل هذا البحث مت التعرف على الدور البارز الذي يلعبه متغري البيئة السياسية على السري احلسن و األداء الفعال ، ألن عملية املقارنة دف إىل شيء

و أصل املقارنة تكون دوما يف األنظمة اليت امة ، مهم و هو مدى تأثري هذه العوامل على اإلدارة الع - األمريكي و النظام الربيطاينالنظام –حتمل قدرا من االختالف و قدرا من التشابه ، و يف هذه احلالة

.جند أما حيمالن قدرا كبريا من التشابه ، كما حيمالن كذالك قدرا كبريا من االختالف

لعامة يف أي دولة من الدول ينكون من نظم فرعية تعمل يف تناسق وميكن القول أن نظام اإلدارة ايتطلب منا أوال تناغم تام ، و تربطها عالقات اعتماد متبادل ، و بالتايل فإن فهم و دراسة هذا النظام

معرفة األجزاء أو النظم الفرعية املكونة لنظام اإلدارة العامة ، و يتطلب منا ثانيا فهم طبيعة العالقة بنيالنظم الفرعية مع بعضها البعض من ناحية ، و فهم طبيعة العالقة بني هذه النظم الفرعية و نظام اإلدارة العامة ككل من ناحية أخرى ، ومن هذا املنطلق فإن أي فهم لنظام اإلدارة العامة بالنسبة ألصحاب يف

و دينامكية نظم اإلدارة العامة خمتلف النظم السياسية يتطلب من الباحث أو الدارس فهم طبيعة العالقة الظروف البيئية احمليطة ، ببعديها احمللي و الدويل و جبوانبها السياسية و االقتصادية و الفرعية املتمثلة يف

.االجتماعية و الثقافية

كما أن املقارنة بني إدارتني تكون على أساس اهلياكل فقط ، أي دينامكية التفاعل اليت هلا بعد تارخيي يف اإلدارة العامة ، و فيما خيص طور هذه األنظمة ، أي كيف أثرت التغريات البيئية السالفة الذكر لت

أهم النتائج اليت مت التوصل إليها من خالل هذا البحث

أن النظامني الربيطاين و األمريكي يتميزان بتراث سياسي مشترك -

Page 40: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

40

لنسيب على خالف تطور السياسي باالستقرار افيما خيص الثقافة املدنية اإلدارية ، نقول انه متيز ال -الوضع يف فرنسا و أملانيا ، فقد ساعد هذا التطور على تطوير املؤسسات السياسية بشكل تدرجيي

.دون عنف و حافظت عليها على مدى فترات زمنية طويلة

ليت تؤكد كما ميكن القول عن اخلصائص السياسية يف كال البلدين باخلصائص الثقافية املدنية ، ا -اليت تقوم على وسائل االتصال و اإلقناع ، و هي ثقافة تعتمد على ضرورة املشاركة اجلماعية

على اإلمجاع و التنوع ، و مبا أن الثقافة السياسية و اهليكل السياسي يف توافق فإن شرعية النظام .السياسي و استقراره شيء متأسس

أن تستفيد منه اإلدارة اجلزائرية من خالل هذه املقارنة ميكن ويف األخري فإن النتيجة األساسية ما الذي بني النظامني الربيطاين و األمريكي ؟

بالرغم من أن كلتا الدولتني من الدول املتقدمة و األوىل عامليا ، إال أن لكل دولة طابعها اخلاص .وخصوصية أفرزها الواقع السياسي و االجتماعي و الثقايف لكل دولة

يتوجب على اإلدارة العامة اجلزائرية أن تأخذ يف احلسبان طابع اخلصوصية ، الناجتة عن طبيعة ومنه . النظام السياسي ، و الواقع االجتماعي و الثقايف و ذهنية املواطن اجلزائري

Page 41: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

41

قائمة املراجـــــــــــــع

1977رف دار املعا: القاهرة . نظم احلكم و اإلدارة احملليةأمحد رشيد ، )1

دار النهضة : بريوت . اإلدارة العامة مدخل بيئي مقارن أمحد صقر عاشور ، )2 1979العربية

دار اجلامعة احلديثة للطباعة و النشر : اإلسكندرية . النظم السياسية عادل ثابت ، )31999

موسوعة احلكم . احلكم احمللي يف الواليات املتحدة األمريكية ظريف بطرس ، )4 لثايناحمللي اجلزء ا

الرياض. اإلدارة احمللية مفاهيم نظرية و مناذج تطبيقية علي الصاوي ، )5

تشكيل االس احمللية و أثره على كفايتها يف نظم اإلدارة احمللية خالد الزغيب ، )6 مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع : عمان

لعلمية الدولية الدار ا: عمان . أصول و مبادئ اإلدارة العامة عبد العزيز جبتور ، )7 2000للنشر و التوزيع

اإلدارة العامة هيكلة األجهزة و صنع السياسات و تنفيذ موفق حديد حممد ، )8 2004دار الشروق للطباعة و النشر : عمان . الربامج احلكومية

: اإلسكندرية . املدخل احلديث يف اإلدارة العامة ثابت عبد الرمحن إدريس ، )9 2001الدار اجلامعية

: عمان . ، ت حممد قاسم القريويت اإلدارة العامة املقارنة ل هيدي ، فري )101989

: طرابلس . مبادئ اإلدارة العامة مصطفى عبد اهللا أبو القاسم خشيم ، )11 2001اجلامعة املفتوحة

Page 42: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

42

: قطر . ، ت عامر الكبيسي صنع السياسات العامة جيمس أندرسون ، )12 1992دار امليسرة

:مواقـــــــع أنترنت 13) www.qustia .com 14) www.search results university wide . com 15) www.wikipedia.com 16) air university press . com

Page 43: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

43

:الفهــــــــــــرس :املقدمـــــة

:ل التمهيديــــــــــــــــــــــالفص 04ص........................................... تاريخ الواليات املتحدة األمريكية 06ص.......................................... تاريخ بريطانيا العظمـــــى

اخلصائص السياسية لكال الدولتني: ل األول ـــــــــالفص 11ص.................................... ...............النظام السياسي الربيطاين 13ص.................................................. النظام السياسي األمريكي

15ص.................................................... األحزاب السياسيــة اخلصائص اإلدارية لكال الدولتني: ل الثاين ــــــــــالفص

17ص.................................................... ارة احمللية األمريكية اإلد 21ص..................................................... اإلدارة احمللية الربيطانية 23ص..................................................... نظام اخلدمة املدنيــة

25ص.................................................... مـــي املوظف العمو البريوقراطية و الرقابة السياسية يف كال الدولتني: ل الثالث ــالفص

28ص............................................... التنسيق بني األجهزة اإلدارية 28ص............... ......................................بريطانيا - أ

29ص........................................ الواليات املتحدة - ب

30ص....................................... اخلصائص البريوقراطية لكال الدولتني 32ص.................................. الرقابة السياسية على أعمال اإلدارة العامة

ـــــــةاخلامت

Page 44: الإدارة العامة مقارنة بين أمريكا وبريطانيا -كاهي مبروك

44