بسم الله الرحمن الرحيم · 5 ر°س»ا في ±Öاط».ÈGu½D ÔÙÐ¾Á SDm¹k DÍ ،Oh/DÍ ،lEMd/DÍ ،يرq½D NQ¹ »½k¹Í.ËÐ½J sEÆ½D Óm¦ÅÍ ،Ë½DÎ\FÍ

$Page 1: بسم الله الرحمن الرحيم · 5 ر°س»ا في ±Öاط».ÈGu½D ÔÙÐ¾Á SDm¹k DÍ ،Oh/DÍ ،lEMd/DÍ ،يرq½D NQ¹ »½k¹Í.ËÐ½J sEÆ½D Óm¦ÅÍ ،Ë½DÎ\FÍ$
لطائف يف السفر 3

بسم اهلل الرمحن الرحيم

، والصالة والسالم على رسول اهلل نبينا حممد احلمد هلل

، أما بعد:وعلى آله وصحبه ومن وااله

نوع حركة وخمالطة، وفيه فوائد، وله آفات. فإن السفر

وهو وسيلة إىل اخلالص من مهروب عنه، أو الوصول إىل

مطلوب ومرغوب فيه.

ال ديث والبحث، وجزءوموضوع السفر مادة خصبة للح

يتجزأ من حياة األمم، وثقافتها وتارخيها؛ فال غنى عن السفر

ل حبال، بل ال حميد عنه يف أكثر األحيان؛ فالناس حمتاجون للح

واالرحتال؛ لقضاء حاجاتهم، ودفع ضروراتهم، ولتحقيق

التعاون على مرافق احلياة، وللسعي يف الرقي والعمران.

لفون يف مقاصدهم من السفر؛ فمنهم من وأفراد الناس خيت

سافلة، ومنهم دنيئة عالية، ومنهم من مقاصده نبيلة مقاصده

بني. نيمن هو ب

املقدمة


وخيتلفون _أيضا_ يف نظرتهم للسفر؛ فمنهم من هو مغرم

ي عصا التسيار، ولو قلسفر، كلف بالتنقل؛ فال يكاد يبال

ال وارحتاال.، وجلعل دهره حملا مكث يف بلد أياما أعطي اخليار

ه قيد أمنلة، بلد ومنهم من يكره السفر، وال يطيق مفارقة

ولو كان األمر بيده ملا سافر البتة.

ومنهم من هو بني ذلك.

ه، ه، وآدابأحكام ولقد اعتنت الشرائع بالسفر من حيث

وما جرى جمرى ذلك.

مبوضوع السفر؛ من غريها أوسع وللشريعة اإلسالمية عناية

فلقد تظاهرت آيات الكتاب العزيز، وأحاديث السنة النبوية يف

ذكر السفر من حيث أحكامه وآدابه وحنو ذلك بصيغ عديدة،

السفر، وتارة يذكر ما يرادفه ويدل عليه ظفل فتارة يذكر

، كالظعن، والسياحة، واملرور بالديار، والسري يف األرض

والضرب فيها، وغري ذلك.

ح احلديث حافلة بهذا وكما أن كتب التفسري، والفقه، وشر


الشأن.

واألدب، واملذكرات مليئة وكذلك كتب السري، واألخبار،

بذكر السفر، وأحواله، ونظرة الناس إليه.

واحلديث ههنا سيكون حول بعض اللطائف واخلواطر

؛ وإمنا مسائلهيف أمر السفر، دون إطالة، أو تفصيل يف املتفرقة

السفر، وآدابه، أحكاممتفرقات تدور يف جمملها حول بعض هي

املمارسات اخلاطئة وما ورد يف شأنه، والوقوف على شيء من

، واهلل املستعان وعليه التكالن.اخلواطرفيه؛ فإىل تلك اللطائف و

حممد بن إبراهيم احلمد

064: ص.ب: الزلفي

هـ3/1103/ 6

سالمية_ت اإلجامعة القصيم _كلية الشريعة والدراسا

قسم العقيدة واملذاهب املعاصرةwww.toislam.net

[email protected]

mailto:[email protected]


السفر مقاصدأوال:

السفر _كما مر_ وسيلة إىل اخلالص من مهروب عنه، أو

مطلوب ومرغوب فيه. الوصول إىل

والبواعث على السفر ال ختلو من هرب أو طلب.

=املسافر إما أن يكون له ×: الغزالي يقول أبو حامد

د يسافر إليه، وإما أن صققامه، ولواله ملا كان له معن م مزعج

يكون له مقصد ومطلب.

دنيوية، ليف األمور ا كايةواملهروب عنه إما أمر له ن

، أو ةنتف هببس أو خوف ،والوباء إذا ظهر ببلد كالطاعون،

سعر. ، أو غالءخصومة

بأذية يف دصقكما ذكرناه، أو خاص كمن ي وهو إما عام

فيهرب منها. ،بلده

يف بلده جباه ومال ليوإما أمر له نكاية يف الدين كمن ابت

اخلمول، و ربةه عن التجرد هلل، فيؤثر الغدصواتساع أسباب ت

ئف يف السفرلطا


عى إىل بدعة قهرا، أو إىل دوجيتنب السعة واجلاه، أو كمن ي

منه. رارالف فيطلب ؛همباشرت لحال ت عمل والية

وأما املطلوب فهو إما دنيوي كاملال واجلاه، أو ديين والديين

وإما عمل. ،إما علم

ما علم بأخالق نفسه إوالعلم إما علم من العلوم الدينية، و

ته على سبيل التجربة؛ وإما علم بآيات األرض وصفا

وعجائبها كسفر ذي القرنني وطوافه يف نواحي األرض.

والعمل إما عبادة وإما زيارة.

والعبادة هو احلج والعمرة واجلهاد.

والزيارة _أيضا_ من القربات وقد يقصد بها مكان كمكة

(1) .+واملدينة وبيت املقدس، والثغور فإن الرباط بها قربة

فهذه إشارة إىل شيء من مقاصد السفر، وسيأتي مزيد بيان

الناس من أسفارهم يف فقرات آتية. ملقاصد

.2/202إحياء علوم الدين للغزالي _ 1


حكم السفر: ثانيا

واألعمال، ويقسم خيتلف حكم السفر باختالف املقاصد

على هذا النحو باعتبارات، وميكن حصرها يف ثالثة أقسام،

ن األفراد.ويدخل حتت كل قسم منها ما ال ميكن حصره م

(1) .احملمود، واملذموم، واملباحوهذه األقسام هي:

وإليك بيان ذلك بشيء من اإليضاح.

وهو ما كان قربة هلل القسم األول: السفر احملمود شرعا:

_تبارك وتعاىل_ فيكون من مجلة هه_عز وجل_ ومرادا به وج

.بها إىل اهلل برقتة املشروعة اليت ياألعمال الصاحل

شرطا العبادة، العمل صاحلا إال إذا توافر فيه وال يكون

وهما: اإلخالص هلل، واملتابعة للرسول".

.7هود:[ ليبلوكم أيكم أحسن عمالقال اهلل _عز وجل_: ]

يف معنى قوله _تعاىل_: × قال الفضيل بن عياض

[.أحسن عمال]

.2/209إحياء علوم الدين _ انظر 1


.وأصوبهقال: =أخلصه

أبا علي: ما أخلصه وأصوبه. قالوا يا

قال: إن العمل إذا كان خالصا ومل يكن صوابا مل يقبل،

وإذا كان صوابا ومل يكن خالصا مل يقبل حتى يكون خالصا

صوابا، واخلالص أن يكون هلل، والصواب أن يكون على

(1)السنة+.

+.من عمل عمال ليس عليه أمرنا فهو ردوقال النيب": =

على صاحبه. أي مردود

من أحدث يف أمرنا هذا ما ليس منه فهو ويف رواية: =

(2)+.رد

هو ما ورد محده يف على ذلك فإن السفر احملمود اوبناء

الشرع، كالسفر ألداء احلج أو العمرة، أو زيارة مكة أو املدينة

أو بيت املقدس، أو ألجل الرب والصلة، أو الدعوة إىل اهلل،

.76العبودية البن تيمية ص_ 1

(.1711( ومسلم )2697أخرجه البخاري )_ 2


هي عن املنكر، أو إلصالح ذات بني، أو واألمر باملعروف والن

ل العلم، هإغاثة ملهوف، أو زيارة أخ يف اهلل، أو زيارة أ

واإلفادة منهم.

مه.لعلم، أو تعل: السفر لتعليم اويدخل يف السفر احملمود

إىل اهلل _عز املقرب الشرعي العلم :وأعظم ما يدخل يف هذا

من الكتاب والسنة. وجل_ املستمد

عليه من علوم اآللة نيعت وسيلة كل ويدخل يف ذلك العلم

وغريها، من العلوم النافعة

أمثر علم ويدخل يف العلم النافع وما جاء يف فضله كل

ىما زك فكل ،الثمار النافعة، وأوصل إىل املطالب العالية

فهو من العلم _ وهدى إىل السبيل ،ى األرواح، ورقاألعمال

فرشفرق يف ذلك بني ما تعلق بالدنيا أو باآلخرة؛ ف نافع، الال

بسعادة املعاد. املعاش مقرتنة لشرف الدنيا، وسعادة الدين الزم

بتعلم مجيع العلوم رتموالشريعة بكماهلا ومشوهلا أ

النافعة من العلم بالتوحيد وأصول الدين، ومن علوم الفقه


ة، واالجتماعية، واالقتصادية، واألحكام، ومن العلوم العربي

والسياسية، واحلربية، والطبية، إىل غري ذلك من العلوم اليت

(1)يكون بها قوام األمة، وصالح األفراد و اجملتمعات.

بالدين من بلد إىل بلد، فهذه الفرار: ومن السفر احملمود

هي اهلجرة الشرعية.

ستشفيات، : السفر إلنشاء املدارس، واملومن السفر احملمود

واجلمعيات اخلريية، واملشروعات النافعة عموما.

، وجرى جمراه داخل يف السفر احملمود، ذكره فكل ما مضى

وهذا النوع من السفر قد يكون واجبا، وقد يكون مندوبا

.فهذا هو السفر احملمود ؛حبسب األحوال واألشخاص

، وتضاعف لصاحبه، ب األجرتكفيه وإذا حسنت النية

روجه من بلده إىل حني قدومه إليه، وصار يف عبادة منذ خ

وصار كل ما يناله يف ذلك السفر من أذى، أو نصب، أو

، 24صحيح حيل مجيع املشاكل للشيخ ابن سعدي صانظر الدين ال _1

والدالئل القرآنية يف أن العلوم النافعة داخلة يف الدين اإلسالمي للشيخ ابن سعدي

.130، وانظر ومضات فكر للشيخ حممد الفاضل بن عاشور ص6ص


خسارة مال، أو حنو ذلك _ مكتوبا له، مذخورا عند اهلل _عز

وجل_.

وهو السفر احملرم، السفر املذموم شرعا: القسم الثاني:

سجد احلرام، واملسجد كشد الرحل لغري املساجد الثالثة: امل

النبوي، واملسجد األقصى.

وكالسفر ألجل الطواف يف مكان غري الكعبة املشرفة، أو

احلج لغري بيت اهلل احلرام، كقصد املشاهد والقبور واملزارات

البقاع، إىلمها الشرع، ومل يأمر بقصدها؛ فالسفر اليت مل يعظ

ملا فيه من رم؛وطلب الربكة فيها _ كل ذلك حم وشد الرحل هلا،

الشرك، أو الذرائع املوصلة إىل الشرك.

: سفر املعصية كمن يسافر القرتاف ومن السفر احملرم

شراب اخلمور، وتعاطي املخدرات.تالفواحش، و

وكمن يسافر ألجل إفساد ذات البني، وتفريق مشل

املسلمني.

لتعلم العلوم احملرمة كالسفر ألجل : السفرومن السفر احملرم


م السحر أو تعليمه.تعل

لالجتار باملخدرات، وتروجيها، : السفرومن السفر احملرم

وبيعها، وشرائها.

كل سفر يراد منه جلب الضرر على ويدخل يف السفر احملرم

املسافر أو غريه يف دينه أو دنياه.

شرعا السفر املكروه، كسفر ويدخل يف السفر املذموم

لك.اإلنسان وحده لغري حاجة وحنو ذ

وهو ما مل يكن لطاعة، أو القسم الثالث: السفر املباح:

معصية؛ فال قربة فيه، وال حرمة.

وذلك كحال من يسافر لطلب رزق، أو ابتغاء عالج، أو

إمجام نفس، أو مرافقة قريب أو صديق أو حنو ذلك؛ فهذا

داخل يف املباح؛ فإن أعان على طاعة دخل فيها، وإن أعان

وإال بقي على أصله.مها، أخذ حكعلى معصية

طلب هقصده بسفر كان ثم إن مرجع املباح إىل النية؛ فإن

املال؛ ألجل التعفف، ورعاية سرت املروءة على األهل


ل على مبلغ احلاجة _ صار هذا ضفوالعيال، والتصدق مبا ي

(1) املباح بهذه النية من أعمال اآلخرة.

ى بعد ذلك على يتقونفسه؛ ل ولو سافر وأراد بسفره إمجام

يف قبيل السفر العبادة، وطلب العلم، وتعليمه _ لدخل ذلك

القربات.

وكذلك احلال لو سافر بوالديه، أو أهله، وأوالده،

فإنه يؤجر بتلك ليهمواحتسب إسعادهم، وإدخال السرور ع

النية.

، وفضائلهومنافعه ،السفر حماسن :ثالثا

_ من يريد السفر أن خصوصا ما ينبغي لإلنسان _مف

ع ، ومساوءه؛ حتى يأخذ بالنافع ويدالسفر يستحضر حماسن

أو ،الضار، وألجل أن يوجه اآلثار اليت وردت يف مدح السفر

ه.ذم

.2/209انظر إحياء علوم الدين _ 1


ذه الفقرة سيكون حول حماسن السفر، واحلديث يف ه

وفضائله.

أما احلديث عن مساوئه فسيكون يف الفقرة اليت تليها.

:ما يلي ضل السفريف ف يذكرمما ف

يرى من عجائب زيادة العلم بقدرة اهلل وعظمته: _ 1

_ ما يزيده علما األمصار، وبدائع األقطار، وحماسن اآلثار

قدرة اهلل وحكمته، ويدعوه إىل تعظيمه، وشكر نعمته.ب

ويكسب ،يفتح املذاهب، وجيلب املكاسب _ أن السفر2

ط األبدان، وينش دويش ،ع على العجائبلطوي التجارب،

، ويبعث رالكب ةروس طحالكسالن، وينسي األحزان، وي

(1)على طلب الذكر.

قال اهلل _تعاىل_: ]قل االعتبار بأحوال األمم املاضية، _3

.11األنعام: [سريوا في األرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبني

الق عربية حملمد حكم وأخ، و399التمثيل واحملاضرة للثعاليب ص _ انظر 1

.333 صنياملكي بن احلس


األمم املاضية أحوال األمم احلاضرة متى ويلحق بأحوال

كان يف النظر إليها عربة ينتفع بها يف وجه من وجوه اإلصالح.

فقد ؛سببا يف رفعة الشأن فقد يكون السفررفعة الشأن: _ 0

بلد إىلينشأ الفتى يف نبوغ، ويضيق بلده عن أنظاره، فريحل

فاع حبكمته.جماال، فتعظم مكانته، ويكثر االنت يكون أوسع

أن القاضي يوسف بن أمحد بن كج ومن الشواهد على ذلك

يه: يا قل نم الدينوري قد بلغ يف العلم مرتبة كبرية، وقال له بعض

ألبي حامد الغزالي، والعلم لك؟ أستاذ! االسم

(1) ر.ونيي الدنتطفقال القاضي: ذاك رفعته بغداد، وأنا ح

أثر يف صقل العقل، وأصالة فللسفرصقل العقل: _ 2

النظر، وسعة األفق، وقوة اإلرادة خصوصا إذا دعوب ،الرأي

كان اإلنسان ذا فطنة، ونباهة، واعتبار.

=تشهد أساتذة ×:يقول الشيخ حممد اخلضر حسني

االختبار والتجربة الفلسفة، ويزكيه طول ، وجهابذةاحلكمة

.13_2/76انظر رسائل اإلصالح للشيخ حممد اخلضر حسني _ 1


البالد، وعاشر ، وجاس خاللن انتشر باألمصارم أن الصادقة _

ةنال تأخذه س لقد، وعيج طبطوائف الناس بنباهة قائمة، وض

باعا يف معرفة ما لنوعه ذراعا، وأطول يكون أبسط الذهول

، خمتلفة متباينة، وآراء متشعبة، وعوائد البشري من طباع

ال اليت تقربه ، وأنه أشد متكنا يف التخلق باألحومتفرقة وأهواء

عند أولي األلباب، حبيث ال تصدر أقواله وأفعاله إال عن إرادة

قوية وروية ثابتة، فما يلفظ من قول إال صادف مرماه، وال

يكسب عمال إال كان حسنة يف عيون أهل الفضيلة، وذلك

إلحاطة مداركه بأوجه السياسة العامة خربا، يعرف حيث

بدال عن ستعمل الشدةحني ت أية، ويفدباحل يستبدل اللني

األناة، وال خيفى عليه يف أي املواضع يتعاظم بعزة النفس، وإىل

(1)ينتهي التواضع، وهلم جرا+. أي حد

من التعارف وذلك مبا حيصل بسببهتقوية الروابط: _6

، والشعوب، والدول وما يرتتب على والصداقات بني األفراد

.101_104من أقوال اإلمام حممد اخلضر حسني ص_ 1


رية اليت ال ختفى.من املصاحل الكث ذلك

املسافر يفيد أخالقا كثرية من ف_ اكتساب األخالق احلميدة: 7

جراء سفره؛ سواء باملران أو االقتداء، كالصرب، والكرم،

واملداراة، وحسن التأتي.

يف علمه دعفكم من كتاب ي ؛، واتساع دائرتهامناء العلوم_ 1

.والسفر من أمهات الكتب هو وليد الرحلة

الفرات الراحل من القريوان إىل بن أن أسد ثال ذلكوم

يف احلجاز والعراق. ى العلمقلبعد أن ت رصم درو _ الشرق

يطلب اجلواب عنها على وألقى على ابن القاسم أسئلة

مقتضى مذهب اإلمام مالك، ومجع تلك األسئلة وأجوبتها يف

كتاب كان يسمى األسدية.

لقريوان باألسدية إىل ابن القاسم ثم رحل سحنون من ا

بها، وأضاف إليها مسائل أخرى، وصارت وعرضها عليه، وهذ

نة، وهي املشار إليها بقول بعض أهل العلم:ودتسمى امل

أصبحت فيمن له علم بال أب

عالالالالالن لالالالالال ن عالالالالال ومالالالالالن لالالالالاله أب

منفرب أصبحت فيهم فقي لشكل

يف ب الا حالحنا حسال تبيك


ه من الشعر هو قوله:يف املدونة غري دروبيت حسان الذي مل ي

بالالالالي لالالالال وهالالال علالالالال حالالالر

(1)ا ر مسالالالالالالال ربالالالالالالال لب حر الالالالالالال

، حفظته جانبا عظيما من التاريخ حفظتأن الرحلة _ 9

الكتب اليت يودعها مؤلفوها ما شاهدوه يف أسفارهم من وقائع

العبدري، ورحلة ابن وأحوال، مثل رحلة ابن بطوطة، ورحلة

جبري، ورحلة خالد بن عيسى البلوي، وغريها، فإنا نرى يف هذه

ال جندها فيما بني أيدينا من كتب التاريخ. أشياء الرحالت

ال يقل عن أثرها يف ثراء للرحلة أثر يف ثراء األدب_ 14

ال ينظمها الشاعر إال حني يعزم على فكم من قصيدةالعلم،

بني يدي ملك، أو وزير، أو وجيه، مثل لقائهاإلالرحلة

قصيدة:

أب ك خبيلك خيالل أد لسال

إ لسالالالالبيل إج منا دهالالالال ب حالالالال

فإن صاحبها أبا عبداهلل بن األبار الراحل من األندلس قد

(2) نظمها استنجادا ألمري تونس، وألقاها بني يديه.

يرولعل من أشهر ما يذكر يف هذا السياق ما جاء يف خرب وز

.12_2/76انظر رسائل اإلصالح _2_ 12 _


املعروف بـ: لسان األندلس املشهور حممد بن اخلطيب السلماني

الدين بن اخلطيب، ذلك اخلرب الذي يعد من مناقب الوزير،

وذلك أن سلطان غرناطة حممد بن أبي احلجاج بعثه إىل

السلطان أبي عنان سلطان املغرب؛ ليستمد منه العون على

ارجتل أبياتا مؤثرة أبي عنان علىابن اخلطيب مدعدوه، فلما ق

بها، حيث قال: همدح

لالقالالالالالالال حال عالالالالالالال خليفالالالالال

ك مالالالالال ال يف لالالالالال مالالالالالر عالالالالال

وب فعالالالالت عنالالالالك كالالالال دالالالاله

مالالالال لالالالاليع سالالالال يش ب ف ع الالالاله بشالالالالر

بالالال ن أد لالالالالعرو لنالالال الالال

نالالالالالا وا عمالالالالالرو لالالالالالااك مالالالالال و

المالهالالالالالالالالو الالالالالالالال أهمالالالالالالالال هم دالفالاح

ظالالالالالالالالالرو دفا هالالالالالالالالاد إليالالالالالالالالك و

ومجلالالالالالال نمالالالالالالر أدالالالالالاله و الالالالالالالن

يف غالالالالالالر عليالالالالالال ك مالالالالالال لالالالالالاله و الالالالالالر

فاهتز السلطان أبو عنان هلذه األبيات، وبلغت منه كل

ما ترجع إليهم إال جبميع مبلغ، وقال البن اخلطيب:

فسلم عليه. ،وأذن له يف اجللوس ،مطالبهم

وكان من مجلة _ (1)قال القاضي أبو القاسم الشريف

_ هو أبو القاسم حممد بن أمحد احلسيين السبيت ثم الغرناطي قاضي غرناطة 1

وله الشرح املشهور على مقصورة حازم القرطاجين. 764نة املتوفى س


سفارته قبل أن يسلم على ىمل نسمع بسفري قض= _:الوفد

.(1)+السلطان إال هذا

أخبار، وآثار، وأشعار ولقد ورد يف ذكر فضائل السفر

يطول ذكرها.

قال بعضهم: =اطلبوا الرزق يف البعد؛ فإنكم إن مل تكسبوا

(2).ماال غنمتم عقال كثريا+

(3)العطن+. قيالوطن إال ض وقال آخر: =ال يألف

الفقري من األهل مصروم، والغين يف الغربة =وقيل:

(0).+موصول

×:وقال الشافعي

م يف مل قال م لالذ عقالالل وي أب

نو الال و غالال مالالن حالالـ فالالال

و دص ب فإ لذ ذ لعيش يف لنصب حال فر جتال عاضال عمالن دف اله

ح ل وإ مل جير مل بإ إد أ الت و الاف ملال ء فسالال ه

و لسهم لاا فر ق لقا مل صب و ن ح لاا فالر ق ن ن م ف حت

الم ومالن عالر اال من ع ملل ه لن ال الالالالالالو لشمالع لا و فت يف لفلك ب ئم

، 7_ انظر اللمحة البدرية يف الدولة النصرية، للسان الدين ابن اخلطيب ص 1

.013_ 012/ 1 البن عاشور وتفسري التحرير والتنوير


و لعالاب يف أ ضه دا مالن ششالب ك ل الر ملقال يف أم كناله (1)و ل بالر

دغالالالر هالالالالذ عالالالالب م لبالالاله فالالإ

(2)وإ دغالالالر ي ك عالالالب ك لالالالالذهب

وقال _أيضا_:

غر بالالالالال أدالالالالالال ل مالالالالالالر ب أو أمالالالالالا ح ضر يف ال لب ب وعرضهال

فالالإ دلفالالت دفسالالال فللالالاله ب هالالال

(3)وإ حاللمت كالال لر الا ر بالال

وقال:

فا ئ مخعوح فر فف نحف دغر عن نو يف لب لع

دفر ج هالم و ك سالال معيشالال ـ

(0)وعلالالالالم وب وصالالالالحب م الالالالالال

وقال ابن قالقس:

حالالالالالالالالال فر إي ح ولالالالالالالالالالت الالالالالالالالال

حالالالالالالالالال بالالالالالالالالال ل فصالالالالالالالالال بالالالالالالالالال

مالالالالالالال الالالالالالالر بس الالالالالالال ك و ملالالالالالالال ء

مالالالالالالالال حالالالالالالالال قر ثبالالالالالالالالخ يبالالالالالالالال و

_ الترب: الذهب. 1

.11_ ديوان الشافعي ص 2




لنفيالالالالالالالالالالالالال لالالالالالالالالالالالال وبن ق لالالالالالالالالالالالال

(1)لت بالالالالالال لبحر الالالالالالر بالالالالالال الالالالالالالس

وأخذه بعضهم فقال:

دقالالالالالالالالالل ك بالالالالالالالالالك يف لفالالالالالالالالال

للقصالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا لغالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا د وب

لالالالالالالالاا ل نقالالالالالالالل مالالالالالالال دقالالالالالالال

إج لنحالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا لبحالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا ب

مالالالالالالالالال ملالالالالالالالالال ك ا ب ضالالالالالالالالالالهم

(2) لقبالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا ك سالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالإا ك

قال النابغة:

شالك لفقر أو ام لص ف ك ر إي ملرء مل لب مع ش لنفسه

دعالالالالالش ي سالالالالالال أو االالالالالالا ف عالالالالالالذ و ل مالع لغن فسر يف ب ب

: =قال تعليقا على بيت النابغة الثاني× قال ابن عبدالرب

بعض العقالء: أعرف بيتا قد بيت أكثر من مائة ألف رجل يف

املساجد، ويف غري أوطانهم، وهو:

فسر يف ب ب و ل مالع لغن

(3) دعالالالالش ي سالالالالال أو االالالالالا ف عالالالالذ

الغيث املسجم يف شرح المية العجم للطغرائي شرح صالح الدين خليل ابن _ 1

.2/17أيبك الصفدي

.2/17الغيث املسجم _ 2

.1/226 البن عبدالرب _ بهجة اجملالس 3


(1)وقيل ألعرابي: أين منزلك؟ قال: حبيث ينزل الغيث.

(2)ومن أمثال العامة: الربكات مع احلركات.

يف قصيدته املشهورة املعروفة بـ: المية غرائيوقال الط

:العجم

إ لعال حال ين ي وهال ئلالال

فيمالالال الالالال ل أ لعالالالالب يف لن قالالالالل

لالالا أ يف شالالرف ملالال و بلالالا منالال

(0)(3)دربل لشمع ام ب حلم ل مل

بهيمساوئ السفر ومعا: رابعا

بأقوال، وآثار، ، وتؤيدركذفكما أن للسفر حماسن ت

ب.يوأشعار _ فكذلك له معا

_ هذا ذكر فيه وألجل أن تتسع النظرة للسفر، وما قيل

حماسنه. تركب السفر بعد أن ذييف معا وردلبعض ما

.1/222بهجة اجملالس _ 1


ل: أول بروج الشمس.محل_ ا 3

.143و 2/12انظر الغيث املسجم _ 0


السفر يف شدة السفر قول النيب": = جاءأبلغ ما لعل و

؛ مينع أحدكم نومه، وطعامه، وشرابه؛ فإذا قطعة من العذاب

.(1)+قضى أحدكم نهمته فليعجل إىل أهله

وهلذا شرع التخفيف للمسافر يف أمور كثرية كاجلمع

نهار رمضان، وكاملسح وكإباحة اإلفطاروالقصر للصالة،

ة ثالثة أيام إىل غري ذلك من رخص السفر.على اخلفني مد

اليت يتعرض فللمشاق واألخطار أما كونه قطعة من العذاب

(2) هلا املسافر، ولرتكه مألوفات قد اعتادها يف حله.

وقد يكون _كما قال بعضهم_ بسبب فرقة األحباب كما قال

:وهو نفطويه األول

يدالالالالالال بالالالالالالذه عينالالالالالال ك ح الالالالالال شيئ لا ر ل م ء عليهم

ملعشال مالن ح ق يهمالال مل بلال

(3)فق الال لشالالب وف ر الال نحبالال

ومن اللطائف أنه ملا سئل إمام احلرمني اجلويين حني جلس

(.1927( ومسلم )1140و 3441_ رواه البخاري ) 1

.3/623انظر فتح الباري _ 2

.220_1/223بهجة اجملالس _ 3


.موضع أبيه: =لم كان السفر قطعة من العذاب؟+

(1)أجاب على الفور: =ألن فيه فراق األحباب+.

ما يلقاه املسافر من تعب، ولعل من أسباب كونه عذابا

ومداراة، وتحمل لبعض من يصحبهم خصوصا إذا كانوا ذوي

بتلى بأمثال هؤالء يف سفر سيجد أملا، بة؛ فإن من يأمزجة متقل

وعذابا، ومعاناة ال يعلمها إال اهلل.

يسفر عن ألنه ؛ن السفر مسي بذلكإوهلذا قيل:

طويال؛ حيث تظهر خصوصا إذا كان السفر؛ (2)خالقاأل

على حقيقتها؛ ألن املسافر متر به أوقات تعب، معادن الناس

وجوع، وإرهاق، وحنو ذلك؛ فيصعب عليه إخفاء ما هو عليه

من طبائع، خبالف ما إذا كان غري مسافر.

: =هل الشهود للذي زكى عنده بعض÷ ولذلك قال عمر

أخالقه؟ فقال: به على مكارم دلتسصحبته يف السفر الذي ي

.3/620_ فتح الباري 1

.2/206انظر إحياء علوم الدين _ 2


(1)ال؛ فقال: ما أراك تعرفه+.

=فإن النفس يف الوطن مع ×:قال أبو حامد الغزالي

أخالقها؛ الستئناسها مبا يوافق مواتاة األسباب ال تظهر خبائث

السفر، ها من املألوفات املعهودة؛ فإذا حملت وعثاءعبط

شاق الغربة، مب تنحوصرفت عن مألوفاتها املعتادة، وامت

على عيوبها _ فيمكن الوقوف عغوائلها، ووق تفشكوان

(2)االشتغال بعالجها+.

:السفر سبعة متاعبقال بعض احلكماء: =

األول: مفارقة اإلنسان من يألفه.

الثاني: مقارنة من ال يشاكله.

الثالث: املخاطرة مبا ميلكه.

الرابع: خمالفة عادته يف مأكله ومنامه.

خلامس: جماهدة احلر والربد بنفسه.ا

.2/206إحياء علوم الدين _ 1



السادس: احتمال منة املالح واملكاري.

(1)السابع: السعي كل يوم يف حتصيل منزل جديد.

ب يذكرها احلكماء األوائل، وال ريب أن بعضها يوهذه املعا

قد ال يكون موجودا يف عصرنا احلاضر، أو قد يكون موجودا يف

ألشخاص.بعض األماكن، ويف حق بعض ا

منها أنه سبب للذلة، وتشتيت وهناك عيوب أخرى للسفر

خصوصا ،وضياعهم األوالد يف تشتت يتسبب الذهن، ورمبا

إذا كان صاحبه مكثرا من السفر، والبعد عن األهل.

أولئك الذين يف ضياع املال، كحال اوقد يكون السفر سبب

النعيم.رون املال، ويسرفون يف الرتف واإلغراق يف ذبي

ما جاء يف حديث دعاء السفر، متاعب السفريف وردومما

.(2)+ احلديثاللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفروفيه: =

، 2/36 ستطرف لألبشيهي، وامل1/122لموسوي _ انظر نزهة اجلليس ل 1

.330وأخالق عربية ص

(.3339_ رواه مسلم ) 2


(1): املشقة.والوعثاء يف السفر

(2)=هو شدة النصب واملشقة+.×: قال أبو عبيد

وعثاء السفر:أي شدته، ومشقته.×: =وقال ابن األثري

شتد على صاحبه ل واملشي فيه يموهو الر ،وأصله: الوعث

(3).+أوعث، ورملة وعثاء ويشق، يقال: رمل

ومما نطقت به العرب على الثنية قوهلم: العذابان: السفر

والبناء.

ويف بعض اآلثار: عذابان ال يشعر بهما: السفر والبناء؛ ألن

(0) السفر ينهك البدن، والبناء ينهك املال.

ئان ال يعرفهما إال من ابتلي بهما: =شي×: قال الثعاليب

السفر الشاسع، والبناء الواسع+.

؛ فالسفرمتقاربة وقال: =السفر، والسقم، والقتال ثالثة

.171_ انظر القاموس ص 1

.0/097و 1/219ألبي عبيد القاسم بن سالم _ غريب احلديث 2

.2/160 _ النهاية يف غريب احلديث 3

.332انظر حكم وأخالق عربية ص_ 0


(1)املنايا+. بتنم اجلسد، والقتال األذى، والسقم حريق سفينة

وقال بعضهم:

لعذ ع مالن لسالفر كل

(2) حلضالالر الال ج الال فالال ببد إ

وقيل ألعرابي: ما الغبطة؟ قال: الكفاية ولزوم األوطان،

واجللوس مع اإلخوان.

والتنحي عن ،قيل: فما الذلة؟ قال: التنقل يف البلدان

البلدان.

ة، وإن ؛ فإن ردفتها علوقال بعض األدباء: الغربة ذلة

أعقبتها قلة _ فتلك نفس مضمحلة.

ة، والذلة قلة.العرب: الغربة ذل توقال

وشبهت العرب واحلكماء الغريب باليتيم اللطيم الذي ثكل

(3) عليه. بدحأبويه؛ فال أم ترأم له، وال أب ي

وكان يقال: =اجلالي عن مسقط رأسه كالعري الناشز عن

.041التمثيل واحملاضرة ص_ 1

.332حكم وأخالق عربية ، و041اضرة صالتمثيل واحمل _ انظر 2

.300، واحملاسن واملساوئ ص120احملاسن واألضداد ص_ 3


قنيصة، فريسة، ولكل كلب عبموضعه الذي هو لكل س

(1)ة+.يمولكل رام ر

زهة اجلليس ومنية األديب األنيس تأليف وجاء يف كتاب ن

دخل الشيخ العباس بن علي بن نور الدين احلسيين املوسوي:

عبدالرزاق الشييب سادن بيت اهلل احلرام على احلسن بن أبي

يستأذنه يف السفر، وركوب البحر، فأنشده مني _شريف مكة_

الشريف قول الطغرائي من الميته:

دركباله ك ل ال لبحالر ح م يم ف

لاشالالل م صالال وأدالالت دكفيالالك منالاله

فأنشده الشيخ عبدالرزاق الشييب على البديهة:

ح عني به ك سأ ب

علالالال ضالالال ء حقالالالاق للعالالال بلالالال

فأمر له الشريف بقضاء دينه، وأمر له بألف أمحر، وترك

(2)الشيخ السفر.

أته، وقد عبيدة أن احلطيئة أراد سفرا، فأتته امر يوعن أب

.041، وانظر التمثيل واحملاضرة ص120احملاسن واألضداد ص_ 1

نقال عن نزهة 91_94هكذا علمتين الكتب للشيخ حممد بن سعود احلمد ص_ 2

اجلليس للموسوي.


قدمت راحلته؛ لريكب، فقالت:

إليالالالك وشالالالا ن ن الالالحن يكالالالر د

ك إدهالالالالالالن صالالالالالالالغ و يكالالالالالالر بن دالالالالالالال

(1)ال رحلت لسفر أبدا. ،واطفقال: ح

أراد أعرابي السفر فقال المرأته =: ×وقال ابن عبدالرب

:_نه احلطيئةإ :_وقيل

ر ع لسنني لغيبيت ودصالب

وي لشالالالالالالالالها فالالالالالالالالإدهن صالالالالالالالال

فأجابته:

يكر صب ب ن إليالك وشالا ن

ك إدهالالالالالالالن صالالالالالالالغ و حالالالالالالالم بن دالالالالالالال

(2).+وترك سفره ،فأقام

وقال هرم بن حيان العبدي:

(3)دناصالالالر مظلامالالال عليالالاله و ملالالال و لف م ك يف غر امه

وقال آخر:

وا ف الالالالالالـ سالالالالالالما بالالالالالال لعايالالالالالب وإ غ ملرء من غر ح الـ

.2/69_ األغاني 1

.1/227الس _ بهجة اجمل 2

.147محاسة البحرتي ص_ 3


(1)ولا دال ل ملكال أ قالال لر غر الب سب لف يا وإ أب ك لغن وح

وقال آخر:

ا ألفينالالالالالالك ين و الالالالالال يف غربالالالالالال

(2)إ لغر الالالب بكالالالل حالالالهم رش الالال

وأنشدوا:

إ لغر ب له ح ك د مالذدبـ

(3)وخضالالالالالا مالالالالال ويل مر الالالالالب

ذرا _ رمحهما اهلل _ حم وقال الطرطوشي معارضا الشافعي

من السفر.

ففالال نحالالف حالالبش عا ئالال جنالال ن نحف إ كنت لب د خل ع

دفالالالالالرق إخالالالالالا وفقالالالالال أحبالالالالال ـ

ودشالالالال يت أمالالالالا ل وخيفالالالال حالالالال ق

وك الالالالر إ الالالال و لالالالال مالالالال دع

(0)وأعظمه ص ل حالكن لفنال بق

فالالالالالالالال ئ وصالالالالالالالالحب وعلالالالالالالالالم وب فإ يلر يف نحف كسب معيشـ

فق لر ك ي بهالر دقال بم عهال ه

وأعقبالالالالاله بهالالالالالر كالالالالال ر لعا ئالالالالال

.126احملاسن واألضداد ص_ 1

.1/223_ بهجة اجملالس 2

.1/220_ بهجة اجملالس 3

: الفندق: نزل يهيأ إلقامة املسافرين باألجر، 2/743جاء يف املعجم الوسيط _ 0

مجعه: فنادق.


وهالالالذ مقالالال ل و لسالالال م م الالال

و الالر ففالال ل ار الالب علالالم حلقالال ئ

، وال ريب أن أكثر ما ورد من هذا بعض ما قيل يف ذم السفر

ذلك صحيح، خصوصا يف الزمن األول؛ ملا يف السفر من

املشاق والكلفة العظيمة.

ت املسافات، وتيسرت السبل؛ بررنا احلاضر قويف عص

بفضل ما هيأه اهلل _عز وجل_ من تعبيد الطرق، وتوافر وسائل

، النقل احلديثة الربية، والبحرية، واجلوية، من سيارات

، وطائرات؛ فحصلت الراحة، ، وبواخر، وسفنوقطارات

نعم والرفاهية من هذه الناحية؛ حيث السرعة يف الوصول، والت

بوسائل التكييف الباردة واحلارة.

ومع ذلك كله يبقى السفر شاقا مرهقا للنفس، والبدن

عموما.

ما يكون من تعطل هذه املراكب، وكثرة تلك املشقةومن

حوادثها اليت تزهق األرواح، وتتسبب يف كثري من العاهات،

املرحية.واألمراض؛ فهذه احلوادث تعكر صفو تلك املراكب


ويعكر صفوها _أيضا_ تأخر الرحالت اجلوية يف كثري من

األحيان عن مواعيدها، بسبب خلل أو عطل.

وإذا فات موعد الرحلة ترتب عليه تأخر، ورمبا يطول؛

فيبقى السفر سفرا مهما كان.

ولعل من حكمة الشريعة، وعظم مقاصدها أن ناطت

نظر عن راحة املسافر يف السفر بكونه سفرا بغض ال أحكام

سفره من عدمها.

؟أيهما أفضل: السفر أو اإلقامة: خامسا

، وحكمهوبعد أن تبني شيء من مفهوم السفر، ومقاصده،

ومنافعه، ومعايبه _ لسائل يسأل، فيقول: أيهما أفضل السفر أو

اإلقامة؟

يف أن ذلك يضاهي النظر× واجلواب _ كما قال الغزالي

(1) هو العزلة أو املخالطة. األفضلأن

.224_2/209إحياء علوم الدين _ 1


ومعنى ذلك أن األفضل يف السفر واحلضر خيتلف باختالف

األحوال واألشخاص.

ومجاع ذلك أن السفر إن كان فيه تعاون على الرب والتقوى

فهو مأمور به، وإن كان فيه تعاون على اإلثم والعدوان فهو

منهي عنه.

النتفاعه به، أو إما السفر مما يزداد به العبد إميانا كان وإذا

لنفعه له، فهو خري.

وإن كان بالعكس فاإلقامة أفضل.

والشخص الواحد قد يكون السفر أفضل يف حقه تارة، وقد

تكون اإلقامة يف حقه أفضل تارة أخرى وهكذا...

على الرتحال، مكفي مؤونة األهل ويمن الناس من هو قو

ع به يفرض عليه طوته الواجب عليه، أو املواألوالد، وعمل

التنقل من بلد إىل بلد _ فالسفر يف حق هذا أفضل.

يف فتكون اإلقامةن هو بعكس ذلك متاما، س مومن النا

حقه أفضل.


التفقه يف أحكام السفر :سادسا

ولو على سبيل باملسافر أن يتفقه يف أحكام السفرفيحسن

ى اخلفني،أحكام صالة املسافر، واملسح علباإلمجال؛ كالعلم

أدعية السفر.و والتيمم،

يف السفر، وزمانه، واالستشارة االستخارة :ومن ذلك

ومكانه، ورفقته، والطريق الذي سيسلكه.

، أو إضافة ما يريد ومن ذلك كتابة الوصية قبل السفر

التخلص من حقوق العباد، وتوصية األهل من إضافته إليها

بتقوى اهلل _ عز وجل _.

سفر معرفة األوقات اليت يستحب فيها ومن أحكام ال

؛ فمن األوقات اليت يستحب فيها السفر يوم اخلميس، السفر

قال: ÷ فقد جاء يف صحيح البخاري عن أبي بن كعب

=لقلما كان رسول اهلل " خيرج إذا خرج يف سفر إال يوم

(1)اخلميس+.

(.2909البخاري )_ 1


(1)ويف رواية: =كان حيب أن خيرج يوم اخلميس+.

؛ فقد أخرج أبو داود يف سننه عن ر أول النهارومن ذلك السف

الغامدي عن النيب" قال: =اللهم بارك ألميت يف بكورها+. صخر

بعثهم من أول النهار، وكان وكان إذا بعث سرية أو جيشا

رجال تاجرا، وكان يبعث جتارته من أول النهار؛ فأثرى وكثر صخر

(2)+.ماله

، ألذكار اخلاصة به كالتكبريومن أحكام السفر معرفة ا

(3)حنا+.ب=إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا س÷: والتسبيح، قال جابر

عند النزول حال ومن أحكام السفر كراهية تفرق املسافرين

، فقد جاء يف سنن أبي داود من حديث أبي ثعلبة سفرهم

قال: كان الناس إذا نزلوا منزال _ قال عمرو: كان ÷ اخلشين

إذا نزل رسول اهلل" منزال _ تفرقوا يف الشعاب واألودية؛ الناس

فقال رسول اهلل": =إن تفرقكم يف هذه الشعاب واألودية إمنا

(.9024البخاري )_ 1

(.2646أبو داود )_ 2

(.2993البخاري )_ 3


ذلكم من الشيطان+.

فلم ينزل بعد ذلك منزال إال انضم بعضهم إىل بعض حتى

(1) يقال: لو بسط عليهم ثوب لعمهم.

ه مستجابة، فعن أبي ومما ينبغي للمسافر أن يستحضر أن دعوت

أن النيب" قال: =ثالث دعوات مستجابات ال شك ÷ هريرة

(2)فيهن: دعوة الوالد، ودعوة املسافر، ودعوة املظلوم+.

سريد إىل غري ذلك من األحكام الكثرية املتعلقة بالسفر، واليت

؛ إذ املقام ال يسمح ذكر لبعضها يف فقرات آتية حبسب ما يتيسر

(3) بالتفصيل.

التأمري: عاساب

واألصل يف التأمري يف السفر ما جاء يف سنن أبي داود عن

إذا خرج ثالثة أن رسول اهلل" قال: =÷ أبي سعيد اخلدري

(.2621أبو داود )_ 1

(.1236أخرجه أبو داود )_ 2

من أحسن ما كتب يف هذا: كتاب ضياء السالكني يف أحكام وآداب _ 3

املسافرين، للشيخ حييى احلجوري.


(1)+.يف سفر فليؤمروا أحدهم

فإذا كان املسافرون مجاعة فعليهم أن يؤمروا أمريا، وأن

ذا خربة وسداد رأي، وعليهم أن يلزموا طاعته يف غري يكون

يرفق أن كما عليه، ة اهلل، وليحذروا من االختالف عليهمعصي

، وأال يستنكف من خدمتهم.بهم، وأن يستشريهم

ومن حكمة األمري أن يكون واسع الصدر، حازما حكيما،

عاملا بطبائع أصحابه، معامال هلم بذلك املقتضى.

هم أخالقا، =وليؤمروا أحسن×: قال أبو حامد الغزالي

إىل اإليثار وطلب املوافقة. همصحاب، وأسرعهم باألوأرفق

وإمنا يحتاج إىل األمري؛ ألن اآلراء ختتلف يف تعيني املنازل

والطرق ومصاحل السفر، وال نظام إال يف الوحدة، وال فساد إال

يف الكثرة.

لو كان ؛ ألن مدبر الكل واحد ]ملالعا رموإمنا انتظم أ

.22األنبياء:[ الله لفسدتا فيهما آلهة إال

حسن صحيح(.( وقال األلباني يف صحيح سنن أبي داود: )2641أبو داود )_ 1


، وإذا كثر املدبرون واحدا انتظم التدبري رومهما كان املدب

ال ختلو اإلقامة فسدت األمور يف احلضر والسفر إال أن مواطن

من أمري عام كأمري البلد، وأمري خاص كرب الدار.

؛التأمريإال بالتأمري؛ فلهذا وجب وأما السفر فال يتعني له أمري

(1)ليجتمع شتات اآلراء+.

=ثم على األمري أن ال ينظر إال ملصلحة ×: إىل أن قال

عن عبداهلل املروزي نقل ، وأن جيعل نفسه وقاية هلم كما القوم

، فقال: =على أن تكون أنت األمري أنه صحبه أبو علي الرباطي

أو أنا، فقال: بل أنت، فلم يزل حيمل الزاد لنفسه، وألبي

على ظهره، فأمطرت السماء ذات ليلة، فقام عبد اهلل علي

الليل على رأس رفيقه ويف يده كساء مينع املطر، فكلما طول

قال له أبو علي: ال تفعل، يقول: أمل تقل: إن اإلمارة مسلمة

قال أبو لي؟! فال تتحكم علي، وال ترجع يف قولك، حتى

، فهكذا : أنت األمري: وددت أني لو مت ومل أقل لهعلي



(1)+.ينبغي أن يكون األمري

يف السفر لزوم التقوى: ثامنا

فالتقوى هي خري الزاد، وخري اللباس، واإلنسان حمتاج إىل

التقوى أعظم من حاجته إىل مطعمه ومشربه وملبسه سواء كان

ذلك يف حال إقامته أو سفره.

ة، منها:واملسافر حيتاج إىل الوصية بالتقوى ألسباب كثري

_ أن التقوى _ كما مر _ مطلوبة بكل حال.1

للمخاطر يف سفره؛ فقد تفجؤه املنية ضرع_ أن املسافر م2

.تلك احلالوهو يف

_ أن املسافر قد يالقي ما يالقي من الفنت والصوارف سواء 3

كان ذلك من فنت الشبهات، أو الشهوات؛ فيحتاج إىل إميان

يردعه، وتقوى تزمه.

رأسه. معلى أ ىإال ولغ يف الشرور، وهوو



ال جيد يف سفره من وازع ، والغريب_ أن املسافر غريب0

بني ظهراني أناس يعرفونه احلياء، والسرت ما جيده حال إقامته

ويعرفهم.

_ أن املسافر قد ال جيد من يعينه على الرب والتقوى كما 2

املعاصي أزا؛ فقد ه إىل جيدها حال إقامته؛ بل قد جيد من يؤز

يقيم يف مكان تكثر فيه املنكرات، وقد يتعرض إلغراء؛

فتضعف نفسه، ويتالعب به الشيطان؛ فإذا لزم التقوى أعانه

عنه اآلفات والشرور. وصرفاهلل،

_ أن املسافر قد جيد من اهلم، والغم، والضيق، وأمل 6

ب من الغربة ما يكدر صفوه خصوصا يف بداية سفره؛ فكلما قر

نفسه، ووجد ما ربه، وكثر جلؤوه إليه أنس قلبه، وأطمأنت

، وليس شعثه؛ ففي اهلل عوض من كل شيء مليغين قلبه، وي

.عن اهلل عوض من أي شيء

لكالالالل شالالال ء إي ف الالاله عالالالان

ولالالاليع إ ف الالالت مالالالن عالالالان

حال سفره، وتنقذه اإلنسان _ أن التقوى ترفع من قدر7


فيها كثري ممن علسقوط والورطات اليت يق_بإذن اهلل_ من ا

يفرطون جبانب التقوى.

فلهذه األسباب وغريها تكاثرت الوصية بالتقوى، ولزومها

يف كل حال؛ فالقرآن الكريم مليء باألمر بالتقوى، وتعداد

ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب ]قال اهلل _ عز وجل _: مثراتها

.131النساء:[كم وإياكم أن اتقوا اللهمن قبل

[ وتزودواوملا أمر اهلل _عز وجل_ احلجاج بالتزود بقوله: ]

.197البقرة: [فإن خير الزاد التقوىعقب بقوله: ]

وشرع للمسافر إذا خرج للسفر أن يدعو بدعاء السفر

.املشتمل على سؤال اهلل التقوى

صحيح مسلم عن ابن عمر _رضي اهلل عنهما_ أن جاء يف

رسول اهلل" كان إذا استوى على بعريه خارجا إىل سفر كبر

سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنني، = :ثالثا، ثم قال

هذا الرب ناسألك يف سفرن االلهم إنوإنا إىل ربنا منقلبون،

ينا سفرنا ن علوالتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هو


ه، اللهم أنت الصاحب يف السفر، دععنا ب وهذا، واط

واخلليفة يف األهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر،

.+وكآبة املنظر، وسوء املنقلب يف املال واألهل

آيبون تائبون عابدون لربنا وإذا رجع قاهلن وزاد فيهن: =

.(1)+حامدون

فيه بني الرب والتقوى؛ وهما عمويالحظ يف هذا الدعاء أنه ج

إذا اجتمعا افرتقا، وإذا افرتقا اجتمعا؛ فإذا اجتمعا صار الرب

يعين فعل األوامر، والتقوى ترك النواهي.

ن يف هذا كل واحد منهما يف اآلخر؛ فكأوإذا افرتقا دخل

فعل األوامر، وترك حاجة املسافر إىل شدة الدعاء إشارة إىل

النواهي.

خامتة ذلك الدعاء تضمنه معنى األوبة والتوبة ويالحظ يف

والرجوع إىل اهلل؛ ألن املسافر قد يعرتيه النقص والتقصري

والتفريط يف شأن التقوى؛ فيحسن به إذا عاد من سفره أن جيدد

(.3339_ مسلم ) 1


التوبة والرجوع إىل اهلل؛ فيكون ذلك الدعاء كالطابع لتلك

حسانا، وإن كان مسيئا الرحلة؛ فإن كان حمسنا زاد بذلك الدعاء إ

كما يف دعاء كفارة اجمللس، واالستغفار بعد له كان كالكفارة

الصاحلة الصالة، واحلج، ويف آخر الليل، ويف نهاية األعمال

فإنه يستحب أن ختتم باالستغفار الذي يتممها، ويرقع ما عموما؛

لى حبمد اهلل _عز وجل_ ع االستغفار فإذا قرن ذلكتخرق منها؛

، كما يف قوله _تعاىل_تيسري السفر كان ذلك نورا على نور

: لنبيه" بعد أن أدى األمانة، وكمل الرسالة، ونصح لألمة

.3النصر: [فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا]

قال: جاء رجل إىل ÷ وجاء يف سنن الرتمذي عن أنس

اهلل! إني أريد سفرا؛ فزودني، قال: النيب" فقال يا رسول

+.دك اهلل من التقوىزو=

+.وغفر ذنبكقال: زدني، قال: =

ويسر لك اخلري حيثما قال: زدني بأبي أنت وأمي، قال: =


(1)+.كنت

، عنه، داعيا ا بعث النيب" معاذا إىل اليمن مبلغاومل

خلريي بتلك الوصية اجلامعةأوصاه ومفقها، ومفتيا، وحاكما

وأتبع ،اتق اهلل حيثما كنت، فقال ": =(2)الدنيا واآلخرة

.(3)+خبلق حسن الناس ها، وخالقحمت احلسنة السيئة

فهذا احلديث العظيم من األحاديث اليت عليها مدار

اإلسالم، وهو جامع حلق اهلل، وحق عباده، وهو منهج حياة

للمسلم يف حله وترحاله.

+ اتق اهلل حيثما كنتلصالة والسالم _: =فقوله _ عليه ا

جامع لكل خصال اخلري، بل ال وصية أمجع منها.

: الزم تقوى اهلل على أي حال كنت، يف أي زمان أو ومعناها

مكان، يف حال إقامتك، أو سفرك، أو سوقك، أو متجرك، أو

(، وقال: =حديث حسن+.3200_ الرتمذي ) 1

.14/620انظر جمموع الفتاوى البن تيمية _ 2

( وحسنه، والدارمي 1917، والرتمذي )121و 2/123_ رواه أمحد 3

2/323.


منزلك، أو مقر عملك.

وسواء كان ذلك يف مسعك، أو بصرك، أو يدك، أو

وتك.لأو ج ،كتولأو يف حال خرجلك،

ومن كان كذلك فهو من احملسنني الذين يعبدون اهلل كأنهم

يرونه. وم أبصر عين أمجل من ف ال

خيالالالالالالالال ف مقالالالالالالالال م يف شلالالالالالالالالا

(1)

يف جانب من التقوى فليبادر اإلنسان إىل وإذا حصل تقصري

ة.االستغفار والتوبة واألوبة، وإتباع السيئة احلسن

احلديث جامع حلق اهلل وحق الناس؛ وهكذا يتبني أن هذا

ني، وحق الناس يتحقق يف يفحق اهلل يتحقق يف اجلملتني األول

+.وخالق الناس خبلق حسنقوله: =

ولعظم شأن هذا احلديث شرحه شيخ اإلسالم ابن

املعروفة بـ: سؤال أبي (2)يف الوصية الصغرى× تيمية

.22حسني، انظر ديوانه: خواطر احلياة ص البيت للشيخ حممد اخلضر_ 1

اهلل لي شرح تلك الوصية يف وقد يسر ،662_14/623انظر جمموع الفتاوى _ 2

.1/397جملد، وانظر جامع العلوم واحلكم


القاسم املغربي.

يف كتابه العظيم × احلافظ ابن رجب شرحهيف وأطال

)جامع العلوم واحلكم(.

ثالث بل يكاد يكون أطول حديث شرحه؛ حيث شرحه يف

(1) صفحة. وستني

باملسافر أن يضع ذلك احلديث نصب عينيه؛ لمجفأ

نرباسا يسري على ضوئه؛ فيكون بذلك قائما حبق اهلل، فيجعله

الحه.وحق عباده، وذلك سر سعادته، وف

، وهلذا تتابعت وصايا السلف بالتقوى لعموم الناس

وللمسافر على وجه اخلصوص.

أوصين، فقال × بن عبيد سقال رجل يريد احلج ليون

(2)له: =اتق اهلل؛ فمن اتقى اهلل فال وحشة عليه+.

: كنت إذا أردت اخلروج قلت بن احلجاج وقال شعبة

.021_1/392انظر جامع العلوم واحلكم _ 1

.1/046_ جامع العلوم واحلكم 2


صيك مبا ألك حاجة؟ فقال: أو :بن عتيبة الكويف للحكم

+ اتق اهلل حيثما كنتأوصى به النيب " معاذ بن جبل =

(1)احلديث.

وأوصت أعرابية ابنها يف سفر، فقالت: =يا بين! إنك جتاور

الغرباء، وترحل عن األصدقاء، ولعلك ال تلقى غري األعداء؛

(2)فخالط الناس جبميل البشر، واتق اهلل يف العالنية والسر+.

عة العالمة الشيخ حممد اخلضر ومن أبدع ما رقمته يرا

=إذا أغلق ×: قوله (3)حسني من خواطر وهو يف غربته يف أملانيا

.1/047_ جامع العلوم واحلكم 1

.031داب للحصري القريواني صزهر اآل _ 2

وذلك ملا رحل إىل أملانيا لالتصال باألسرى من أبناء املغرب، وأقام هناك تسعة _ 3

م1911م، ثم أقام فيها مدة سبعة أشهر عام 1917أشهر عام

وقد سجل خالصة تلك الرحلة يف كتابه املاتع )مشاهد برلني( حيث تكلم يف ذلك

وعن من القطع املتوسط عن مرافق احلياة يف أملانيا صفحة 64الكتاب الذي جاء يف

ديانتهم، وجدهم، وعملهم، ومعاهدهم، ونظاماتهم العلمية، ومشروعاتهم

اخلريية، وترمجاتهم للقرآن، وعنايتهم بالعربية واللسان العثماني، كما حتدث عن

أخالقهم، وآدابهم وضبطهم اإلداري، وحنو ذلك.


احمليط أعني رقبائك، وختم على أفواه عذالك، ثم راودك على

(1)أن تنزع حلية أدبك _ فقل: ليس للفضيلة وطن+.

احملافظة على الصالة يف السفر: تاسعا

يف عموم لزوم التقوى وإمنا أفردت وهذه الفقرة داخلة

منزلتها يف اإلسالم، ها، وعظمألهميتها؛ فالصالة ال خيفى شأن

لكثرة واحلديث ههنا سيكون حول أداء الصالة يف السفر؛

ألن السفر األحاديث الواردة يف صالة املسافرين، وفضلها، و

تضييع الصالة؛ لكثر التنقل، وضيق الوقت أحيانا، إىل نةظم

غري ذلك من األسباب.

ذلك على إميانه، ه دلسفر فإذا حافظ عليها اإلنسان حال

وإخالصه، وتعلقه بربه، وقربه منه.

؛ فعن الصالة يف السفر فضل نةيبوهلذا جاءت األحاديث م

الصالة يف مجاعة قال: قال رسول اهلل": =÷ أبي سعيد

.03مشاهد برلني ص_ 1


الة، فأمت تعدل مخسا وعشرين صالة، فإذا صالها يف ف

(1)+.ركوعها وسجودها بلغت مخسني صالة

إذا كان الرجل مرفوعا: =÷ وروى عبدالرزاق عن سلمان

، فإن مل جيد فليتيمم؛ فإن بأرض فحانت الصالة، فليتوضأ

ن وأقام صلى خلفه من جنود اهلل ذاه، وإن أكلقام صلى معه م

(2)+.ما ال يرى طرفاه

اختصاص صالة الفالة =واحلكمة من×: قال الشوكاني

بهذه املزية أن املصلي فيها يكون يف الغالب مسافرا، والسفر

مظنة املشقة؛ فإذا صالها املسافر مع حصول املشقة تضاعف

إىل ذلك املقدار.

الفالة يف الغالب من مواطن اخلوف، والفزع؛ ملا وأيضا

بن ا(، موقوفا على سعيد 204(، ورواه مالك )264_ رواه أبو داود ) 1

، ووافقه 1/341(، واحلاكم 3422و 1709املسيب، وصححه ابن حبان )

.2/12الذهيب، وجوده الزيلعي

(، وقال ابن حجر يف 2277(، وابن أبي شيبة )1922_ مصنف عبدالرزاق ) 2

: =سنده صحيح+.3/207الفتح


جبلت عليه الطباع البشرية من التوحش عند مفارقة النوع

نساني؛ فاإلقبال _ مع ذلك _ على الصالة أمر ال يناله إال من اإل

والقبول. ر عنه كثري من أهل اإلقبالصقبلغ يف التقوى حد ي

يف مثل هذا املوطن تنقطع الوساوس اليت تقود إىل وأيضا

أهل اإلخالص. الرياء؛ فإيقاع الصالة فيها شأن

راد ملظلم الذي ال يومن ههنا كانت صالة الرجل يف البيت ا

فيه أحد إال اهلل _ عز وجل _ أفضل الصلوات على اإلطالق.

وليس ذلك إال النقطاع حبائل الرياء الشيطانية اليت يقتنص

الفالة مع انقطاع بها كثريا من املتعبدين؛ فكيف ال تكون صالة

(1)+.؟!تلك احلبائل، وانضمام ما سلف إىل ذلك بهذه املزية

خبار األهل عن وجهة السفرإ: عاشرا

فيحسن باملسافر إذا أراد السفر أن خيرب أهله عن وجهة

هم، وألجل أن سفره، ومدة غيبته؛ حتى ال يطول انتظار

.3/121ر للشوكاني _ نيل األوطا 1


ه.، وانقطع اتصالهغيابيعرفوا مكانه إذا فقدوه، وطال

يقال هذا ألن كثريا من الناس يسافر دون علم أهله عن

لنزهة، أو صيد، أو حنو ذلك. سفره، أو وجهته؛ فرمبا سافر

أو ورمبا تعرض ألذى، أو مرض، أو حجز يف مكان ما،

بعطل، ومل يستطع االتصال، بل رمبا مات يف تهبكرأصيبت م

سفره.

فإذا مل يكن عند أهله علم بذلك صاروا يف حرية، وبالء ال

يعلمه إال اهلل.

له وقد يتعلل بعض الناس بأنه ال يريد تكدير صفو أه

خصوصا والديه إذا أراد السفر مدة قصرية.

أحد كالزوجة، أو أحد أي فيقال: إذا ال بد من إخبار

اإلخوة، أو األقارب، أو األصدقاء.

أهله بسالمة ملعيلوإذا وصل إىل املكان الذي يريده ف

هتبحأ نم غريهم ملعوصوله إذا كانوا عاملني بسفره، أو ي

بذلك.


بعض الناس وخصوصا من فئة الشباب ال يأبه بهذا األمر، و

إما قلة مباالة، أو يرى أنه كبري يتحمل املسؤولية، وال يريد

_بزعمه_ أن تكون ألحد وصاية عليه.

وال ريب أن ذلك خطأ، ونقص.

ومما يذكر يف سرية مساحة شيخنا اإلمام عبدالعزيز ابن

إليه سواء كان يسافري ه إىل البلد الذوصول روأنه ف ×باز

مكة، أو الطائف، أو غريهما أنه يبادر إىل االتصال بأهله

الذين ليسوا بصحبته، وخيربهم بسالمة وصوله.

توديع املسافر: احلادي عشر

فالتوديع والوداع للمسافر من حلظات العمر املليئة

ما يكون بني أروعبالدموع، والوفاء، واحلب؛ لذا فإن من

ات الوداع اليت يعقبها السفر، والفراق؛ خصوصا األحبة حلظ

إذا كان السفر طويال.

ولعل ما يف موقف التوديع من الرقة، والرمحة، والصدق

ما يكون سببا إلجابة الدعاء للمسافر بالتوفيق والسداد.


، فعن سامل ، والدعاء لهبتوديع املسافر نةوهلذا جاءت الس

_ أن عبداهلل بن عمر عنهمرضي اهلل بن عبداهلل بن عمر _ا

_رضي اهلل عنهما_ كان يقول للرجل إذا أراد سفرا: =ادن مين

حتى أودعك كما كان رسول اهلل" يودعنا، فيقول: استودع

(1)اهلل دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك+.

قال: كان رسول اهلل" ÷ بن يزيد اخلطميهللوعن عبدا

وأمانتكم، ودع اهلل دينكم،استإذا أراد أن يودع اجليش يقول: =

(2)+.وخواتيم أعمالكم

وقول الراوي: =كان رسول اهلل" يفعل أو يقول كذا

( وقال: =حديث حسن صحيح+.3003رواه الرتمذي )_ 1

قال ،(712( وصححه النووي يف رياض الصاحلني )2641رواه أبو داود )_ 2

: =يف احلديث كمال فضله" ثاحلدييف تعليقه على × الشيخ فيصل آل مبارك

وتوديعه ألصحابه مع علو مقامه.

يف أمره، واألمانة: التكاليف الشرعية، التساهل ةنظم ؛ ألن السفرينالد ركوذ

وذكر خواتيم األعمال؛ اهتماما بشأنها؛ ألن األعمال باخلواتيم+ تطريز رياض

.061الصاحلني للشيخ فيصل املبارك ص


وكذا...، يدل على أنه السنة املعتادة.

رسول يا :فقال " قال: جاء رجل إىل النيب÷ وعن أنس

+.زودك اهلل من التقوىاهلل! إني أريد سفرا؛ فزودني، قال: =

+.وغفر ذنبكقال: زدني، قال: =

ويسر لك اخلري حيثما قال: زدني بأبي أنت وأمي، قال: =

(1)+.كنت

يف كتاب اجلهاد والري من × وعقد اإلمام البخاري

صحيحه بابا قال فيه: =باب التوديع+.

وقال ابن وهب أخربني عمرو بن بكري عن سليمان ابن

أنه قال: بعثنا رسول اهلل " يف بعث،÷ ر عن أبي هريرةايس

إذا لقيتم فالنا وفالنا _ لرجلني من قريش مساهما _ وقال لنا: =

+.فحرقوهما بالنار

إني كنت =قال: ثم أتيناه نودعه حني أردنا اخلروج، فقال:

أمرتكم أن حترقوا فالنا وفالنا بالنار، وإن النار ال يعذب بها إال

(، وقال: =حديث حسن+.3200الرتمذي )أخرجه _ 1


(1)+.اهلل، فإن أخذمتوهما فاقتلوهما

الت أعرابية البنها وقد ودعته وهو =ق×: قال ابن عبدالرب

بك عدوا، اهلل تمشصاحبا مكلوءا، ال أ: امض ميريد سفرا

فيك سوءا+. وال أرى حمبيك

عدو لك إال كل اهلل تبوودع أعرابي رجال فقال: =ك

(2)+.كلك ما ولي أجعمل ك، وجعل خرينفس

م لعند أهل الع وصهذا وإن لكلمة الوداع نصيبا غري منق

يف الشعراء، والعلماء، و ؛ فهي جتري على ألسنةواألدب

منشآت األدباء؛ فللوداع لوعته، ودموعه، وزفراته، وللشعراء

مذاهبهم املختلفة يف تصويره، ونظرتهم له.

قال: =ودع احلسن رجال، × فعن املعتمر بن إياس

وعيناه تهمالن، وهو يقول:

لهوم ل هر إا هكذ ف ص رب

(3) مالالالالال ل أو فالالالالالر ق حبيالالالالالب ئالالالالالز

(.2920البخاري )_ 1


.2/32ن األخبار البن قتيبة _ عيو 3


برمن غ فكوقال آخر لرجل ودعه: بقي علينا أن ن

، ونستعني على فرقة الوحشة بالكتب؛ فإنها ألسن (1)الشؤون

(2)ناطقة، وعيون رامقة+.

هم يكره أيام الوصال؛ ألنها مؤذنة بالفراق هذا أحدو

نها قد تفضي إىل والوداع، وحيب أيام اهلجر والبعاد؛ أل

اللقاء، فيقول:

عس ل هر د بعال ه باصال ل به لي ل بار ا فرح أحب

وأكالالالره أ الالال م لاصالالال ل ندالالالي

أ كالالالل وصالالالالل زكمالالالال بالالالالبو ل

وهذا ابن زريق يصور موقف الوداع فيقول:

أح اب يف بغ ب ل مر

بالال لكرم مالالن فلالالك نز م لعالاله

اب لالالالالالا الالالالالابعيوبع الالالالاله وبالالالالال

يالالالالالب حليالالالالال وأدالالالالال ا أوبعالالالالاله

(3)وأبمعالالالالالال مسالالالالالال ه وأبمعالالالالالاله وكم دشبث ب ام لرحيل ضح

وهذا آخر يؤمل يوم الوداع بالرجوع، واللقاء، فيقلب

_ قوله: غرب الشؤون: الغرب: مسيل الدمع، والشؤون: الدموع. 1

.2/32_ عيون األخبار 2

.071_076_ مثرات األوراق البن حجة احلموي ص 3


تفاؤال باالجتماع مرة (عادوا)كلمة الوداع، فتكون كلمة

أخرى، فيقول:

ا دالالالالال الالالالال لالالالالالب مالالالالالالن وب

عالالالالالالالالالال بو فالالالالالالالالالالإ لالالالالالالالالالالب لالالالالالالالالالالاب

؛ فها هو وقفات مع الوداع متأل ديوانه املتنيب وألبي الطيب

يصور لوعة الوداع، فيقول:

حش ش دفالع وبعالت الام وبعالا

فلالالالالالالالالالالم أب أ لظالالالالالالالالالال عنني أشالالالالالالالالالاليش

أشالالال و ب سالالالليم فاالالال د بالالال دفع

دسالالالالاليل مالالالالالن مالالالالال ق و لسالالالالالم أبمالالالالالش

حش عل مجالر يكال مالن بالا

ن حلسالالن دردالالش وعينالال يف ون مالال

ولا حملت صم جلبال ل لالذ بنال

(1)غالالالال ف نالالالال أوشالالالالكت د صالالالال

ويقول يف موضع آخر:

شا إليك دف لذ ذ هااع

فالالالالال ي ف الالالالال م بالالالالالني ضالالالالاللاع

أومالال و الال ا يف لصالالر ملاحالال

ممالالالال أ الالالالرق يف لفالالالالر بمالالالالاع

م زلت أحذ من وب عك هال

عل ل اب الش ح غ أحف

حالالالالل لعالالالالب ء بالالالالرحليت فك الالالال

(2)أدبع الالالالالاله ندفالالالالالال لل شالالالالالالالييش

.104_2/139_ ديوان املتنيب بشرح العكربي 1

.209_2/201_ ديوان املتنيب 2


ويقول يف موضع آخر:

حيلهم ومل أ ك نحل ام

بع ن بكل لق ل من كل مشف

ك دهالالالال عيادالالالال حالالالال ئر ـ أب

زئبالالالالال ه فالالالالالاق حالالالالالأ مركبالالالالال

عشي ع ود عالن لنظالر لبكال

(1)اف ل فالرق وعن لذ ل اب ش خال

ميدح أبو متام هما قال أبدع ما قيل يف وداع األصدقاء ومن

بن اجلهم القرشي الشاعر، وقد جاءه يودعه لسفر فيها علي

أراده، وكان أصدق الناس له:

ه ف ر من ص حـب لك م

مالالالالال بمالالالالش كالالالالل فغالالالال إي بالالالال

هف ف ب إج يخالر لش ال و وغربال

ب عض ه جل هال ف ل مش ذهب

وإي فقال أخال ولالم د ف قال لالاله

واص الالالالالبر فلسالالالالالت بف الالالالال ب معالالالالال

بن جلهم إدالك بفالت لال أعل

لالالالالبال لبالالالالال ب ومخالالالالر يف محالالالال

اد بع الالال أب الالال وا د بعالالال فمالالال

(2)ب ب عالال بالال ر لر ضالالأخ الالك ش

.341_2/347_ ديوان املتنيب 1

العني: يعين ال تهلك، دعاء له بالسالمة. بفتحدن قوله: ال تبع_ 2

من بعد يبعد ال تفارق، وال تذهب عنا؛ فبعد أي وقوله: ال تبعد بضم العني:

املكان، وبعد يبعد يف معنى اهلالك.


فإدنالال ف إلخالال ءر الال مك الالإ

د لالالالالالال دغالالالالالال و و د سالالالالالالر يف إ خ الالالالالال ءـ

أو خي ل م ء لاصال ل فم ندال

عالالالالذ الالالال مالالالالن غمالالالال م و حالالالال

ب يننال ف الرق د س الب لال أو

أب أ منالالالالالالالالالالال ه مقالالالالالالالالالالال م لا لالالالالالالالالالالال

كنت غر م فش ف رلا كنت

(1)أو للذ ئالالالالالذ شالالالالالقر جلعالالالالال لأل

ب دالاله خلالت أو ال م ك لسالن

(2)مالن لف ظالالك شالال ق ت ب غالال خ لالال

مص ال أو كنت ام ب لن اام

لب ع مالالالالت أدالالالالك أدالالالالت بك الالالالر ع الالالال ب

مس ز صعب فإ حازت كنت

ك يف ميالالالني لق ئالالال الالالرر حلسالالال

لبست فاق بيال ن دال ك دعمال أ

ب يضالالال ء ح ل الالالت يف ح الالالا ب حل حالالال

غالالالالالـب و م الالالالالا ب ا ز هالالالالال يف

وا هالالالالال غبالالالالالت يف ز هالالالالال امالالالالال

غ ال غنال ء لاليع بمنكالر أ

يف وضالالالاله لر عالالالال أمالالالال م لر ئالالالال

حال ببـ م أبع لك دب مالن

(3)وأدالالالالت عليالالالاله أعالالالال ل شالالالال ه إا

ما ذكره عالمة اجلزائر الشيخ ومن لطيف ما يذكر يف التوديع

وذلك يف مقالة له × هـ 1312حممد البشري اإلبراهيمي ت

_ الطرف: احلصان. 1

غة._ يعين خبالد: خالد بن صفوان التميمي، املشهور بالبال 2

.217_1/212_ شرح ديوان أبي متام للخطيب التربيزي 3


.عنوانها )من نفحات الشرق: األستاذ حممد بهجة البيطار(

وما كان × حيث تكلم يف تلك املقالة عن صديقه البيطار

لم، وخلق، كما حتدث فيها عن ذكرياته يف دمشق، عليه من ع

واليت أقام فيها أربع سنني إال قليال، وما كان يف تلك األيام من

جمالس علمية، ومسامرات أدبية مع علماء وأدباء، وعلى

إذ كان × رأسهم صاحبه الشيخ حممد اخلضر حسني التونسي

يف الشام. مقيما الفرتة يف تلك

الة املاتعة الرائعة قال متحدثا عن يوم ويف خامتة تلك املق

ويا يوم الوداع ما أقساك، وإن كنت ال أنساك. الودائع: =

ال أنسى بعد ثالثني سنة ولن أنسى ما حييت موقف الوداع

مبحطة الربامكة واألستاذ اخلضر يكفكف العربات، وتالمذتي

األوفياء: مجيل صليبا، وبديع املؤيد، ونسيب السكري،

بي، يقدمون إلي خبطوطهم كلمات يف ورقات، ما زلت واأليو

حمتفظا بها احتفاظ الشحيح مباله.

عهود مل يبق إال ذكراها يف النفس، وصداها يف اجلوانح،


واحلنني إليها يف جمامع األهواء من الفؤاد.

ولوال أن السلو كالزمن يتقادم، وأن اهلوى مع العقل

(1)... م آدم!يتصادم، لقلت مع املتنيب: أبوك

ولقد راجعت = مذكراتي + املنقوشة يف ذاكرتي فوجدتها

حافظة لتلك العهود بأيامها ولياليها وأحاديثها، فليت شعري

(2)+.أيذكر األحياء من إخوان الصفا مثل ما أذكر؟

العالمة هديما ق ومن طريف ما يذكر يف حلظات التوديع

ابه رحلة احلج إىل بيت اهلل الشيخ حممد األمني الشنقيطي يف كت

=اعلم أننا خرجنا من عند أهلنا جبانب ×:احلرام حيث قال

الوادي ذي البطاح، واملياه، والنخيل، وودعنا كل قريب

املتنيب يف قصيدة شعب بوان : يشري إىل قول _1

ان حصانيويقول بشعب ب

املعاصي سن أبوكم آدم

سار إىل الطعانأعن هذا ي

وعلمكم مفارقة اجلنان

، وقد 3/260براهيمي انظر املقالة بتمامها يف آثار اإلمام حممد البشري اإل _2

م، وانظرها _كذلك_ يف مقاالت لكبار كتاب العربية يف العصر 1909كتبها عام

للكاتب. 001_3/033احلديث


قلوب الداء الدخيل، فرتى ورد الوخليل، والبني يهيج يف

واهلجوع، ةناخلدود يطله مجود الدموع، واألعني تنكر الس

فن حائر حسبما قال الشاعر:ماء العيون يف اجل

ومم شا د أدهال الام وبعالت

دالت وم ء لعالني يف جلفالن حال ئر

فلمال أعالال ب مالالن بعيالال بنظالالر

إلالالالال ل ف دالالالال أحالالالاللم ه الالالال ر

وكان يوم اخلروج هلذه القاعدة الكبرية لسبع مضني من

مجادى اآلخرة من سنة سبع وستني وثالمثائة وألف، أمننا اهلل

(1) .+خنشاه من األمام واخللفمما

الشيخ أخينا وآخر ما وقفت عليه يف توديع األحبة قول

ذلك الصديق ، وكانحممود العمراني يف وداع أحد أصدقائه

أبياتا قال يف حممود ، فأنشأيعاني من مرض شديد خموف

مقدمتها: =يف املطار كنت أجترع غصص الوداع، وأنا أنظر إىل

صحبتها ليومني، كانا أمجل يومني ميران الروح اليت نعمت ب

على العاصمة الرياض، أظنها شعرت بذلك.

.32يت اهلل احلرام ص_ رحلة احلج إىل ب 1


كنت أنظر إىل روحه عرب عينيه، وعندما هممت بوداعه،

دلف قبلي إىل صالة املسافرين، فمنعين رجل املطار من

اللحاق به.

أردت أن أفهمه ماذا يعين لي فراقه، ولكن مالحمه قالت

!لي: ال تفعل، ال فائدة

فاكتفينا بعناق األعني من بعيد.

ح لاب حر مت مناله فليال ي

أ فالال بعالالض لشالالاق يف داب عالاله

و بـ و فالالت مالالن عينيالاله خالالر

ل كالالالالالا ملالالالالالهميت ليالالالالالام اعالالالالاله

ه و حلالالالت يف أعم الالالهوضالالالمم

وغر الالالالالت فيالالالالاله ب فئالالالالاله وصالالالالالقيعه

الالالالالالال ليالالالالالالال ي لكنهالالالالالالال أ منيالالالالالالال

م دالالت علالال كفالال لالال دشالالييعه

شال و غ قت أدظر و لال ما و ف

وأ ه نظالالالالالالالر مالالالالالالالن و ء بماعالالالالالالاله

وأشال لالال عنالال لرحيالالل بكفالاله

عالالالال هميعالالالاله بالالالالل الالالال أشالالالال ماب

فك دالالالالاله ميشالالالالال علالالالالال ي الالالالال ـ

مالالالن دا يعالالاله و لعالالالبف مبحاحالالالـ

ليت لذ ح ل بو وب عنال

كالالالالالالا بلاعالالالالالال خالالالالالال ف وولاعالالالالالاله


لا ك م ل فرق مل ل

(1)ي ق دالالالالالالب ضالالالالالاللاعه لكنالالالالالاله مالالالالالال

البعد عن املخاطرات: الثاني عشر

فبعض الناس يسافر إىل أماكن موحشة، أو يسلك يف سفره

بذلك، ودون أن يكون خربة طرقا وعرة دون أن يكون له سابق

له حاجة ماسة إىل الذهاب إىل تلك األماكن، أو سلوك تلك

الطرق.

رية، فيخاطر برية أو حب صيد وبعضهم يذهب إىل رحالت

خماطرة خارجة عن الطور، ويعرض نفسه للمعاطب.

وقد يذهب إىل غابات يف بعض البلدان، ويكون يف تلك

الغابات حيوانات مفرتسة وهو ال يدري من أين تأتيه، وال

قيها.كيف يت

وبعضهم يذهب إىل أماكن غري آمنة، كتلك اليت يكثر فيها

هناك محاية للسابلة.اللصوص، وقطاع الطريق دون أن يكون

، واحملاسن 30_2/31انظر مزيد حديث عن الوداع يف عيون األخبار _ 1

.226_1/206البن عبدالرب ، وبهجة اجملالس329_321واملساوئ للبيهقي


يف جماري السيول غري مبال بالعاقبة؛ هوبعضهم يبيت يف طريق

أو ال يستطيع تفادي ،وهو نائم فيها فرمبا سالت تلك األودية

ما ال حتمد عقباه. فيحصل سيوهلا،

وقد يبيت يف الطريق الذي متر به السيارات، أو يبيت يف

مباشرة.له الطريق احملاذي

وقد جاء يف صحيح مسلم النهي عن ذلك؛ ويف ذلك خطر،

فأعطوا اإلبل إذا سافرمت يف اخلصبقال: =÷ فعن أبي هريرة

حظها من األرض، وإذا سافرمت يف السنة فأسرعوا عليها

السري، وإذا عرستم بالليل فاجتنبوا الطريق؛ فإنها مأوى اهلوام

+.بالليل

نها طرق وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق؛ فإويف رواية: =

(1)+.الدواب، ومأوى اهلوام

وبعضهم يسلك طرقا رملية طويلة ليس فيها عالمات

طبخ طبخ، ويعمياء نتيهتدى بها، وإمنا يركب فيها م

(.1926مسلم )_ 1


؛ فيتوغل يف عمقها، وقد يتعرض للعطل، أو عجز واءشع

املركبة عن السري.

وال ،هاروغ يدركال مفاوزوقل مثل ذلك يف الدخول يف

دون أن يتزود بالوقود الكايف. مسافتها دعب

، ، أو احملميةاملمنوعة من األماكن القرب ومن املخاطرات

يف يف حدود دولة أخرى دون أن يشعر، أو التجول أو الدخول

أماكن مشبوهة، أو حمظورة أمنيا.

وبعضهم يقود سيارته يف سفره وهو يف حال إجهاد، وإعياء

للنوم. غالبةشديد، وم

، أوأو الغبار بالضباب وبعضهم يواصل سريه يف جو مغطى

مطري جدا، حبيث ال يستطيع رؤية ما أمامه إال بشق يف جو

األنفس.

بيته من إذا كان بصحبته أهل على املسافر بطويعظم اخل

زوجة وأطفال، ونساء.

اليت قد فهذه األمور وما جرى جمراها داخلة يف املخاطرات


تقود إىل اهللكات.

فيجب على املسافر أن ينأى بنفسه عن تلك املخاطرات

ال قبل له بها. سبب له متاعبتلقي به إىل التهلكة، أو ت قد اليت

قدرا وقف عن املسري، ويأخذتفلي إعياءوإذا كان يشكو من

من الراحة، وإذا كان اجلو ال يساعد على املواصلة فليقف إن

مكان آمن؛ حتى يناسب السري.أمكنه يف

وإذا كان يستعني بأجهزة املالحة اليت ترشد إىل األماكن،

تلك األجهزة، وليطمئن على دقفتيلوحتدد املسافات _ ف

سالمتها، ثم ليوطن نفسه على أنها رمبا أصيبت بعطل،

ه.واستعداد هتبهفليأخذ أ

وكذلك احلال بالنسبة هلاتفه اجلوال.

يف السفر احلرص على إيناس الرفقة :الثالث عشر

فإن ذلك من أعظم أخالق السفر؛ إذ السفر جيتمع فيه

التعب، والنصب، وفراق األحبة؛ فإذا اجتمع إىل ذلك

، وكزازة كان ذلك ظلمات بعضها فوق بعض.انقباض


فيحسن مبن سافر مع أصحابه أن يؤنسهم، ويالطفهم،

أمزجتهم، ردكهم، وتل جفوتتحموميازحهم بذوق ولطف، وي

وليحتسب ذلك على اهلل _عز وجل_ وليعلم أن تلك األخالق

أخالق األكابر والعظماء الذين يتحملون الناس، وال حيملونهم

همهم.

تي مزيد بيان لذلك يف فقرات آتية _ إن شاء اهلل_.وسيأ

التماس الرضا، وقلة اخلالف :الرابع عشر

ة السفر يعرتيهم ما يعرتيهم من اختالف وجهات ألن رفق

النظر، وتباين اآلراء سواء يف وقت السفر، أو مكانه، أو أي

بالرفقة إذا سافروا أن يتطاوعوا، وأال شأن من شؤونه؛ فيحسن

أن يلتمس ةقفبالعاقل إذا اصطحب ر خيتلفوا، وجيدر

رضاهم، وأن يتجنب خالفهم ما أمكنه؛ فذلك من أعظم ما

حيفظ الود، ويطفئ نار احلقد.

ولذلك ملا بعث النيب" معاذا وأبا موسى األشعري إىل

يسرا وال تعسرا، وبشرا وال تنفرا، وتطاوعا وال اليمن قال: =


(1)+.ختتلفا

=لو جلست إىل مائة ألحببت ×: قال األحنف بن قيس

(2)منهم+. واحد أن ألتمس رضا كل

دني لك ويصف ثالث×: = يالسبيع وقال أبو إسحاق

ه بأحب أمسائه، وأال وأخيك: السالم إذا لقيته، وأن تدع

(3) .+متاريه

ر ض: اجتمعت أنا وحممد بن النكليب بن قال أبو غسان غناة

احلارثي وعبداهلل بن املبارك والفضيل ورجل آخر، فصنعت

شيء، فقال له علينا يفر ضالنهلم طعاما، فلم خيالف حممد بن

ابن املبارك: ما أقل خالفك، فأنشد:

وإي ص حبت ف صحب م

ي حيالالالالالالالالالالال ـء وعفالالالالالالالالالالالال ـف وكالالالالالالالالالالالالرم

الالالالالاله للشالالالالال ء ا إ لالالالالالت ا

(0)دعالالالالالالم ردعالالالالالالم الالالالالال ل روإي لالالالالالالت

(.1733(، ومسلم )7172أخرجه البخاري ) _ 1


.121الصداقة والصديق ألبي حيان التوحيدي ص_ 3

.110_113الصداقة والصديق ص _ 0


×: وقال الشافعي

ما د أحب من إلخا كل

ل رف عن ع ر د غضيض وكل

الال هأ سالال ع د يف كالالل أمالالر

و فظالالالالالي حيالالالالال وبعالالالالال ممالالالالال د

أصالالب هفمالالن لالال بهالالذ ليالالت أدالال

(1) مالن حلسالن ق مس ه م لل

=إياك وخمالفة اجلليس، ومعارضة ×: وقال ابن حزم

أهل زمانك فيما ال يضرك يف دنياك وال أخراك وإن قل؛ فإنك

تستفيد بذلك األذى واملنافرة، والعداوة، ورمبا أدى ذلك إىل

(2)لبة والضرر العظيم دون منفعة أصال+.املطا

هم فقة بعضمعرفة الر ومما يعني على قلة اخلالف يف السفر

، وأن يتعاملوا بذلك املقتضى؛ فبعض الناس بعض طبائع

يكون من طبعه حسن احلديث، وقبول الناس له، وحبهم

ىل حلديثه، فيحسن به أال يبخل عليهم بذلك، ما مل يصل إ

حد اإلمالل واإلثقال.

.36ديوان الشافعي ص _ 1

.61األخالق والسري البن حزم ص _ 2


به أن حيسن االستماع؛ فيجملومنهم من ال حيسن احلديث،

ومنهم من هو جمبول على اخلدمة ألصحابه، والقيام على

أال مين عليهم بذلك. فينبغي لهشؤونهم بكل تدفع ومتعة ؛

ومنهم من قد يكون كسوال مؤثرا للبطالة؛ فيجمل به أال

به أن يستشعر جيدرالنفس، بل لقني الكسل، وثجيمع ب

ه، وتبرمه منه، وأن يطلق لسانه بالدعاء، والثناء والشكر لسك

احلال م إخوانه، وهكذا؛ فإن مل تسعدملن يعمل، وخيد

فليسعد النطق.

رف، وسرعة البديهة، وحضور ومنهم املطبوع على الظ

ح؛ فيكون كالفاكهة للرحلة؛ فال حيلو ل املزابقالنكتة، وت

ه؛ الستخراج ما عنده من ه، ومداعبتارتثألصحابه إال است

فيه؛ روزاملغ ر هذا الطبعنوادر، ومواقف؛ فيحسن به أن يقد

ما يصدر يتحمللمن قيمته؛ ف صقنأن ذلك ال ي وليستحضر

دال من ه على أحسن احملامل بلمحيمن أصحابه من مزاح، ول

.ليس األمر كذلكوف به، متجرأ عليه، ختسأن يظن أنه م


ببل إن ذلك دليل على خفة ظله، وطهارة نفسه، وح

يحتسب إيناسهم، وطردأصحابه، ول دعسيلأصحابه له؛ ف

عنهم. السآمة

الصدر. قالوا: ال يصلح للصدر إال واسع وقدميا

يف املزاح، أو اإلفراط فيه إىل سفافعلى أنه ال ينبغي اإل

عن الطور، أو يرتتب عليه تعكر مزاج صاحبهم، جرخي دح

أو إهانته، واالستخفاف به.

وهكذا تتنوع الطبائع، وختتلف القدرات.

الرحلة مفعما باحلب، والسرور، وانطالق وبذلك يكون جو

تكره أو دون بعضابعضهم كل واحد منهم على سجيته، وقبول

ملل.

اختيار الرفقة الطيبة املالئمةاحلرص على :عشر اخلامس

، وبيتك ألفتهم، وألفوكالذين ألنك ستغيب عن أهلك

ك يف قورفيه، وستواجه أمورا قد ال تالعيش الذي اعتدت

سفرك؛ فإذا كنت مع رفقة طيبة حتبهم وحيبونك، ويعرفون


كان سفرك نافعا، سارا، وتعرف طباعهم _كما مر_ ،طباعك

ممتعا.

.وإن كانت األخرى صار سفرك وباال عليك

وكم من أناس سافروا، وعادوا متقاطعني.

وإذا أردت أن تعرف سرورك يف سفرك من عدمه فانظر هل

مرور الكرام؟ أيام سفرك متر عليك

وإذا رجعت من سفرك هل تشعر بعد مدة يسرية جدا بشوق

رت معهم، ووحشة من جراء فراقهم؟إىل لقاء من ساف

.إذا كنت كذلك فهو سفر حمبب إىل النفس

أيام السفر ثقيلة طويلة، وكنت ال جتد شوقا إىل وإن كانت

متعب. فإنه سفر ممل من سافرت معهم

إىل احلاجة عدفاختيار الرفقة _إذا_ مطلب ملح، ما مل ت

، بل تفرضهم عليك احلاجة؛ السفر مع أناس ال ختتارهم أنت

فحينئذ ال بد من توطني النفس على قبوهلم، والعرب تقول يف

أمثاهلا: =إذا مل يكن ما تريد فأرد ما يكون+.


=ليس حبكيم من مل يعاشر ×: قال حممد بن احلنفية و

باملعروف من مل جيد من معاشرته بدا حتى يأتيه اهلل بالفرج، أو

(1)املخرج+.

اإلنسان وهو يريد السفر فليحاول قدر ذا كان اخليار بيدأما إ

الذي يالئم اإلنسان املساعف املناسب املستطاع أن خيتار الرفيق

يف سفره.

وال يعين اختيارك ألحد من الناس أو األصحاب دون غريه

أن ذلك تقليل من مكانة غريه.

وإمنا املقصود أن بعض الناس قد يالئم يف السفر، وال

ئم يف احلضر، أو العكس، أو قد يكون بعضهم أكثر مالئمة يال

من غريه يف احلضر، والعكس.

وقد يناسب يف رحلة معينة أن يصحبك فالن من الناس

.دون فالن

وقد يناسب يف رحلة أخرى أن يرافقك شخص آخر دون

.74روضة العقالء ص _ 1


األول وهكذا...

وقد يكون نوع الرحلة أو زمانها، أو مكانها، أو مدتها، أو

الذين سرتحل إليهم _ كل ذلك قد يكون له دور يف الناس

اختيار من يناسب للذهاب مع اإلنسان.

وقد يناسب رحلة من الرحالت أن يصحبك عدد معني،

أقل أو أكثر من عدد وقد يناسب يف رحلة أخرى أن يصحبك

العدد األول.

وقد يكون بعض الناس مناسبا للرحلة مع كل أحد، ويف

كل وقت، وهكذا...

واملقصود من ذلك أن يكون السفر مفيدا نافعا مسعدا، وأن

يكون سببا يف زيادة القربى بني الناس ال أن يكون سببا يف الكدر

والفرقة.

اختار إنسان رفيقا أو أكثر من أصحابه يف نوإذا حصل أ

سفر ما _ فال يعين ذلك أن يصرم بقية األصحاب، وإمنا

يتواصل معهم.


ر جمموعة ممن اعتادوا السفر مجيعا، ثم نسوا وإذا ساف

واحدا منهم _ فعليهم أن يعتذروا منه، ويطيبوا نفسه.

وإذا حصل أن سافر صديق لك مع أحد أصدقائه دون أن

يعلمك، أو يطلب منك مرافقته _ فال يكبر ذلك يف نفسك،

أنه زاهد بصحبتك، مائل عنك إىل غريكوال تفهم من ذلك

إحراجك، ألمر أهون من ذلك؛ فقد ال يريد صاحبكال؛ إن ا

وقد يرى أن فالنا غريك أنسب يف هذه الرحلة للذهاب معه،

وهكذا...

ينبغي أن تعرض عالقاتنا للتوتر بسبب هذه األمور فال

اليسرية اليت ال تستدعي سوى غض الطرف.

واملداراة االعتدال املسافر لزوم :عشر السادس

االستسالم للعوارض زاج، وتركامل عتدالوأعين بذلك ا

ال للعزلة، وللتعارف ال النفسية؛ فالناس خلقوا لالجتماع

.مبرافق حياته منهم واحد كل للتناكر، وللتعاون ال لينفرد


ولإلنسان عوارض نفسية كاحلب، والبغض، والرضا،

والغضب، واالستحسان، واالستهجان.

بكل ما يعرض له من هذه فلو سار على أن يكاشف الناس

الشؤون يف كل وقت وعلى أي حال _ الختل االجتماع،ومل

نقبضت األيدي عن التعاون.الوالتعارف، لصحي

أ اإلنسان ألدب يتحامى يه نمة اهلل يف خلقه أكح نفكان م

حدث تقاطعا،أو يدعو إىل ختاذل،ذلك األدب هو به ما ي

املداراة.

وجيمع اآلراء املشتتة، زرع املودة واأللفة،فاملدارة مما ي

والقلوب املتنافرة.

ما بنجالكالم،وت واملداراة ترجع إىل حسن اللقاء، ولني

يكون أو غضب، أو استنكار إال يف أحوال ،يشعر ببغض

اإلشعار به خريا من كتمانه، وذلك راجع إىل حكمة اإلنسان،

وحسن تبصره يف األمور.

؛ فإذا املداراةحيتاج إىل نأعظم م نن املسافر موال ريب أ


وإذا كانت لها، وأخذ بها كان أنسا، وسعادة ألصحابه، ثمت

.األخرى كان عليهم كال

االعتدال يف األكل والنوم؛ ومن االعتدال املطلوب يف السفر

فقد ال جيد املسافر ما يروقه من الطعام، وقد ال ينام النوم

؛ فيحسن به أن يوطن نفسه على ذلك، وأال يكلف الكايف

له طعام مناسب، أو أصحابه ما ال يطيقون؛ حبيث إذا مل يتهيأ

نوم كاف تكدر، وكدر على من معه.

احرتام املواعيد :عشر السابع

من واحد كل أن حيرتم الرحلة وفمن أعظم ما يصفي ج

ل رب، فإذا اتفقوا على موعد حتضاليت املواعيد األصحاب

عهم بنوم، أو تباطؤ؛ طقي حد منهم أنينبغي أل فال ؛أو ارحتال

منهم، ريعتذفلفإذا حصل خطأ يف موعد، أو تأخر عنه

لومتهم. بلقيتول

إن حصل خطأ أو تقصري يف بالصحبة أن يتعاذروا جيملكما

لة.الرح وفحتى ال يكدروا ص ؛موعد


الدقيق مبواعيد السفر عرب ديقالت ومن احرتام املواعيد

تأخر عن هذه الرحالت الطائرات أو القطارات؛ ألن أي

الرحلة. سيرتتب عليه فوات

وإذا فاتت وقع املسافر يف حيص بيص خصوصا إذا كان يف

كان يف دولة غري دولته. وأ ،صحبة أهله أو أصحابه

بقدر أو فات موعدها _ فليتعز املسافروإذا تأخرت الرحلة،

ذلك عند اهلل؛ فهذا هو بستحي، ولةرياهلل، وليتحر اخل

إميانا بالقدر، وحبسا للشكوى، ورعاية ؛األليق، واألكمل

لألدب مع اهلل.

وضع اخلطة للسفر: عشر الثامن

لسفره، تتضمن وقت فإن مما ينبغي للمسافر أن يضع خطة

وتتضمن ما حيتاجه ذلك من ميزانية مالية، ر والعودة، السف

وتشتمل على تفصيل ما سيجري يف تلك الرحلة من زيارات

ألشخاص وأماكن، وقضاء بعض األعمال إىل غري ذلك مما

_ولو على هذا النحو مطلوب اخلطة فوضعسيكون يف الرحلة،


إىل التخطيط على سبيل اإلمجال_ على أنه ال يلزم أن يصل

أو الطوارئ فرصة. للمفاجآتحد الصرامة املفرطة اليت ال تدع

بل حيسن أن يكون فيها شيء من املرونة والقابلية للتعديل

.ومشاورات حبسب ما يكون من أحوال

مراعاة أدب الغربة :عشر التاسع

يف بلد ما، إما لعمل، أو زيارة، أو فقد ترميك الغربة

ضر أنك سفري ألهلك، وبلدك، فاستح ؛سدراسة، أو تدري

ودينك.

على فثم عليك باآلداب السنية؛ فهي كمال اإلنسانية،

اإلنسان أن حيتفظ بها يف وطنه كما حيتفظ بها يف غربته.

بل إن من احلكماء من يولون الغريب ومن رام الغربة عناية

: خاصة، فيؤكدون عليه االحتفاظ باآلداب الشريفة، كما قالوا

.(يا غريبا كن أديبا)

ومن هذا القبيل وصية عبدامللك بن سعيد األندلسي البنه

حييى عند عزمه على الرحلة إىل بالد الشرق، تلك الوصية


اليت يقول فيها:

أ وبعالالالالك لالالالالربن يف غرب الالالالك

مردقبالالالالالالالالالالال بالالالالالالالالالالال ه يف أوب الالالالالالالالالالالك

فالالال د الالالل ح بالالالل لنالالالا إدالالالي

و مشالالالالالالالالالالالالالال ق إج لع الالالالالالالالالالالالالالك

وقال:

ولالاليع الال أصالالل ي غربالالال ـ

شالالالالالالالاليم ك نف مالالالالالالالالر عالالالالالالالالوإ الالالالالالالال د

ونبهه آلداب سامية فقال:

و مالالالش با نالالال مظهالالالر عفالالال

ضالالال نعالالالني عالالالن هيئ الالالك و بالالال

وكالالالل مالالال ف ضالالال لعالالالذ فالالال

جتعل الالالالاله يف لغربالالالالال مالالالالالن إ ب الالالالالك

وا جتالالالالالالالال بل ح حالالالالالالالال أبالالالالالالالال

فإدالالالالالالالالالالالاله أبعالالالالالالالالالالالال إج هيب الالالالالالالالالالالالك

و د حبيالث لعال مسال قب

(1)و صمت حبيالث شالر يف حالك ك

هذا وإن مما حيسن بالعاقل مراعاته حال غربته ما يلي:

فادة ر فوائد الغربة، وأن حيرص على اإل_ أن يستحض1

فللغربة فوائد كثرية، ومن أنفس ما يكتسبه الرجل يف منها:

قبل؛ فكم من عامل مل غربته أن يعلم أشياء مل يكن يعلمها من

، ورسائل اإلصالح وهما للشيخ حممد اخلضر حسني 11انظر الرحالت ص _ 1

.10_13ص


يبلغ املقام الذي يشار إليه بالبنان إال بالرحلة، وكم من

صاحب موهبة مل تكشف موهبته إال بالغربة.

كما أن يف الغربة عونا على التمكن من بعض األخالق

السامية، مثل خلق الصرب؛ لكثرة ما يالقيه الراحل من متاعب

وآالم نفسية. ،بدنية

ة؛ فإن البعيد عن وطنه أشد شعورا ومثل خلق املدارا

باحلاجة إىل األدب ممن يعيش بني قوم يعرفون من حسبه

على أمساعهم. ه خفيفةومكانة بيته ما جيعل صراحت

ال خيلو من أن يالقي يف رحلته رجاال صاروا كما أن الراحل

ىل إباالقتداء بهم كماال مثال عالية يف مكارم األخالق، فيزداد

ذكر مر ، إىل غري ذلك من فوائد الغربة ومنافعها اليتكمال

لشيء منها عند احلديث عن منافع السفر؛ فيحسن باملتغرب أن

يستحضر فوائد الغربة، وأن يسعى سعيه لإلفادة منها.

كما عليه أن يستحضر مساوئ الغربة، ومعايبها، وحيذر


(1) كل احلذر من الوقوع يف شيء من ذلك.

فمما ينبغي التنبيه عليه أن أن يكون ذا فطنة مستيقظة: _ 2

ي له ملكة األدب إال إذا برصاحبه، وال ي السفر ال يذكي همة

مستيقظة، تبحث عن أسرار االجتماع، وتدقق ةنطقارنته ف

ال يزيدهم نالناس م نن من املعيب؛ ألن مسالنظر يف متييز احل

إميانهم. ةدقرا يف طباعهم، واحنالال يف عواالغرتاب إال خ

ب منها ضبل إن منهم من غمسوا وجوهم يف الشرور حتى ن

كثيف. دل عليها من السماجة قناعساحلياء، وان ماء

األوطان كيفما اتفق، وال ليس مبارحة _إذا_فالسفر النافع

(2) باجلوالن بالبلدان كيفما كان احلال.

فتجد من الناس : يف الغربة لى إفادة اآلخرين_ احلرص ع 3

وكانوا ذوي فضل وعلم ،روا إىل الغربةطمن إذا تغربوا أو اض

.79_2/71انظر رسائل اإلصالح _ 1

، ورسائل 131انظر السعادة العظمى للشيخ حممد اخلضر حسني ص _ 2

.12_2/72اإلصالح


وحنوهم_ ال يأبهون مبسألة إفادة والدعاة كبعض املعلمني

الناس، ونشر اخلري بينهم.

دفهم، ونطالتب ترثبل إن من آفاتهم أنهم إذا تغربوا ك

هم.عدم يف الناس أثرهم، وقل أو صرب

وما ذلك إال لضعف هممهم، وركونهم إىل امللذات

العاجلة.

وإال لو استشعروا املسؤولية، ومشروا عن ساعد اجلد

لسعدوا وأسعدوا.

هلم نعم األنيس تكونف_ اإلحسان إىل الزمالء يف الغربة: 0

جيدون عندك من حسن العشرة، وتحمل حبيث والسمري؛

وكرم النفس _ ما ينسيهم أهليهم؛ فذلك مما يدل على اجلفاء،

رسوخ القدم يف الفضيلة.

وكل ذلك عائد عليك باألجر، واملثوبة، وانشراح

الصدر، وطيب الذكر.

أن متصرمة، و ومما يعينك على ذلك أن تتذكر أن األيام


منقضية. الغربة

قال: صحبت جرير بن عبداهلل، ÷ فعن أنس بن مالك

دمين، وهو أكرب من أنس، قال جرير: =إني رأيت فكان خي

(1)األنصار يصنعون شيئا ال أجد أحدا منهم إال أكرمته+.

قال: =كنا مع النيب " أكثرنا ظال الذي ÷ وعن أنس

ظل بكسائه، وأما الذي صاموا فلم يعملوا شيئا، وأما تسي

الذي أفطروا فبعثوا الركاب، وامتهنوا، وعاجلوا، فقال

(2)+.ذهب املفطرون اليوم باألجرلنيب": =ا

وعقد اإلمام البخاري يف صحيحه بابا قال فيه: =باب فضل

من محل متاع صاحبه يف السفر+.

عن النيب" ÷ ثم ساق احلديث بسنده عن أبي هريرة

سالمى عليه صدقة، كل يوم يعني الرجل يف دابته، كلقال: =

ه صدقة، والكلمة الطيبة، وحيامله عليها، أو يرفع عليها متاع

(.2111رواه البخاري )_ 1

(.1119( ومسلم )2194رواه البخاري )_ 2


(1)+.الطريق صدقة لوكل خطوة ميشيها إىل الصالة صدقة، ود

غربتك أن تتودد فمما حيسن بك حال_ التودد للناس: 2

البلد الذين حللت بينهم منازهلم؛ للناس، وأن تنزل أهل

لقولك؛ فإن فذلك مما يعطف القلوب إليك، ويصيخ األمساع

با لك، وإقباال عليك.بني مسلمني زادوا ح كانت غربتك

وإن كنت بني قوم غري مسلمني كانت تلك األخالق محببة

هلم بدينك، ورمبا كانت سببا لدخوهلم فيه، ونزوعهم عن

كفرهم.

ويتأكد هذا األدب يف حق من سافر ألجل الدعوة إىل اهلل؛

، يتمثل أدب الدعوة من إخالص هلل به أن يكون فحري

وحرص على تبليغ اخلري، واغتنام للفرص، وتواضع للناس،

عليهم؛ ألن الناس وخصوصا يف البلدان اليت صدر وسعة

تخفت فيها أنوار الرسالة حيتاجون إىل سعة الصدر، والتودد

اليت هم املنكرةمن بعض أحوال ما يراه الداعية لمحإليهم، وت

(.1449( وأخرجه مسلم )2747و 2191) البخاري_ 1


اجلراح الغائرة، وطب األدواء اعتادوها؛ فتلك اخلصال بلسم

املستعصية.

خبالف إذا ما واجههم مبا يكرهون، واستعجل يف إصالح

أحواهلم.

فمن مجيل املعاشرة أن : مراعاة العادات واألعراف_ 6

هم على أهلها وعادات ترميك الغربة يف بلد ما، فتجد أن خالئق

يأخذون غري ما تعرف، فترتك كثريا مما كنت تعرف، وتأخذ مبا

به؛ فإن ذلك من مجيل املعاشرة، ومن حسن املداراة.

يف ب هالالالالم مالالالالت هم مالالالال بفالالالال

(1)هم مالالال بمالالالت يف أ ضالالالهم وأ ضالالال

ومما يدخل يف ذلك مراعاة الذوق العام، ونظام ذلك البلد

الذي ستذهب إليه.

وكل هذا مشروط بأال يكون فيما تأتي أو تذر حمذور

تعين تقديم األمر الشرعي رعيش ؛ فإن كان ثم حمذورشرعي

على كل عادة وعرف.

.122عنب األدب والسياسة لعلي بن هذيل ص _ 1


قال أحد احلكماء:

هالالمهالال كلإ ئالالت أ ضالال أهل

(1)عالالالا فغ مالالالض عينالالالك لا حالالال ه

فمن أدب الغربة أن : إنصاف بلد الغربة، وذكره باخلري_ 7

ينصف الراحل البلد الذي ينزل بها، فيذكر حماسنها، ويغتبط

فذلك دال على يالقيه من أهلها من احتفاء ومؤانسة؛ مبا

؛ ألن النفس، وإشراقة العشرة، وحسن املعدن، وكرم الوفاء

ةلقمن الناس من إذا تغرب أساء إىل نفسه وإىل أهل بلده ب

نفعه، وبسوء عشرته، وأساء إىل من يتغرب عندهم بذمهم

م، خصوصا إذا وذكر معايبهم، والتأوه من البقاء بني ظهرانيه

كانوا ذوي كرم ومروءة.

ن، طعلى ضيق الع وما ذلك املسلك برشيد؛ إذ هو دال

العشرة. الوفاء، وسوء وقلة

فالالئق بك _أيها العاقل_ أن تذكر من تغربت عندهم خبري،

لذكر شيء من أخطائهم فليكن ألجل وإن كان ثم داع

.279عني األدب والسياسة ص _ 1


واللمز والتجريح. اإلصالح والتصحيح، ال ألجل الغمز

وإنك لتعجب حني تسأل شخصني كانا يف بلد ما عن ذلك

يقدح، مع أن البلد واآلخر ،هما ميدحالبلد، فتجد أن أحد

هو هو، وأن الناس هم هم، ولكن اختلفت النظرة؛ الختالف

األنفس والطبائع.

أن تاج الدين بن محويه ومن مجيل ما يذكر يف هذا الشأن

ورد بالد املغرب، فسأله سلطان املغرب يعقوب ابن السرخسي

يوسف بن عبداملؤمن قائال: أين هذه البالد من بالدك الشامية؟

فقال السرخسي: بالدكم حسنة أنيقة، وفيها عيب واحد،

فقال السلطان: وما هو: قال: أنها تنسي األوطان.

صاحب العالمة املقري وممن قاموا على هذا األدب اجلميل

كتاب )نفح الطيب( فقد نظم يف الثناء على دمشق أشعارا،

فيها بأشعار، ومما أنشده قول مشس الدين األسدي: ومتثل

إي يكالالر بقالال ن ن امالال

ينالالالم عيالالال (1)فقالالاللر حالالالقي لال الالال

.جلق: من أمساء دمشق _ 1


و الالالل يف وصالالالفه ا يف حالالالا ه

(1)بهالالال مالالال شالالالئت مالالالن ب الالالن وبديالالال

كثري مما مضى وما سيأتي داخل هذه بعض آداب الغربة، و

يف الغربة، ولكن ما ذكر يف هذه الفقرة ألصق بها.

حسن العهد لألحبة، وإظهار األشواق هلم حال الغربة :العشرون

باحملبة واإلعالم ،األشواق ، وإظهارفحسن العهد من اإلميان

من مؤكدات األخوة.

، اخلصالوذلك كله من مجيل األخالق، وحماسن

السؤدد واملروءة، ودالئل السمو واألملعية.ات وعالم

إظهارفال بد لدوام املودة، والقضاء على روح البغضاء من

القلبية، والشعور احملبة العاطفة املكنونة؛ فال يكفي جمرد

الصلة، أسباب املضمر، بل ال بد من إظهار ذلك؛ حتى تتأكد

أخيه. مودة منعلى ثقة ويقني املرء وألجل أن يكون

إظهار األشواق_ داد هذا الباعث _أعين حسن العهد وويز

هوإبداء، إذا كان ذلك يف حال الغربة؛ فإن ذكر اإلنسان ألحبته

.12_2/10انظر رسائل اإلصالح _ 1


_ من أقوى دواعي الصلة وتأكيدها؛ فذلك مما مهل الشوق

ويقضي على جراثيم املادية يرهف الشعور، ويزيل الوحشة،

فس من يتمثل ذلك ل املروءة يف نالبحتة، ويدل على تأص

اخللق الفاضل.

أما العاطل من تلك املعاني فال خيطر بباله أقرب األقربني

من بعد بهم العهد. ركذإليه، فضال عن ت

=قيل لبعض احلكماء: بأي شيء ×: قال ابن عبدالرب

واختبار؟ ةبرجدون ت الرجل يعرف وفاء

ما مضى من قال: حبنينه ألول أوطانه، وتلهفه على

(1)زمانه+.

=روى أبو العالء زكريا بن حييى ابن ×: وقال ابن عبدالرب

خالد عن األصمعي قال: قال أعرابي: إذا أردت أن تعرف

وفاء الرجل، ودوام عهده فانظر إىل حنينه إىل أول أوطانه،



(1)وتشوقه إىل إخوانه، وبكائه على ما مضى من أزمانه+.

وبعث ؤال،سوال ،: الدعاءنىاملع ومما يتحقق به ذلك

السالم، والتهادي، واملراسالت عرب الكتب، أو اجلوال، أو

اإلنرتنت.

ولك أن تتصور ما تفعله الرسالة، وما حتمله من معاني الود

ه، وتفعل فيه ما ال يفعله ئيف القلب؛ إنها تتسلل إىل سويدا

السحر، وال البابلي املعتق.

عند العلماء، واألدباء، وهلذا األدب العالي مكانته

والفضالء.

قال أبو طائع الطلحي: =كتب اجلراحي إلي مرة: اهلل يعلم

أنك ما خطرت ببالي يف وقت من األوقات إال مثل الذكر منك

إليك، وضنا بك، واغتباطا لي حماسن تزيدني صبابة

.(2)بإخائك+


.07_ الصداقة والصديق ألبي حيان التوحيدي ص 2


ة ما والغرب ومن أحسن ما قيل يف التشوق يف حال السفر

قال: قال عوف بن محلم: عادلت × ذكره ابن عبدالرب

يف _ طهران _ عبداهلل بن طاهر إىل خراسان، فدخلنا الري

ن شجرة، فقال عبداهلل: نالسحر، فإذا قمرية تغرد على ف

يف قوله:(1)أحسن واهلل أبو كبري

أا ب م ن الك إ ل ف الك ح ضالر

ففالالالالالالاليم دنالالالالالالالال يالالالالالالال بوغ صالالالالالالالنك م

ثم قال: يا عوف! أجزها، فقلت: شيخ كبري، وحملت

على البديهة، وهي معارضة أبي كبري، ثم انفتح لي شيء،

فقلت:

أيف ك الالالالالل عالالالالال م غ رب الالالالال ودالالالالالبول

أم الالالالال للنالالالالالا مالالالالالن و دي الالالالالـ ف الالالالالر

لق ل لب الين مل شالت كال ئ

ب الالالالين وهالالالالا لالالالالي فهالالالالل أ الالالالن ل

الالالالي بالالالال لر د الالالالال ب مالالالال ـ أو

فنحت و يو لشالاا لقالر نالال

ع بر عل أده د حت ومل د ذ

و دحالالالت وأحالالالر لالالال ما حالالالف ال

ود حت وفرخ هال بحيالث در همال

(2)ومالالن بو أفر خالال م ه مالاله فالالي

_ يعين أبا كبري اهلذلي الشاعر املشهور. 1



ن يف البيت األخري.مكيف هذه األبيات تالسحر ونفثة

تنوح بالبكاء، وهي ترى أفراخها ومعناه: أن هذه القمرية

غ!أمامها، فليس لنواحها مسو

أما أنا فإن نواحي على أوالدي البعيدين الذين حال بيين

الواسعة. وبينهم القفار

بن ما قاله احملدث ا ومما يذكر من التشوق يف حال الغيبة

متشوقا إىل زوجته ليلى احللبية:× حجر

حلت وخل فت حلبيالب بال ه

برغ م ومل أ ن إج غره مالي

أش غل دفس ب حل ث دعل

(1)دهالال ويف ليلالال أحالالن إج ليلالال

ومما كان جيري من العلماء يف هذا الشأن ما كان بني عاملني

ء الزيتونة الذين مل ومن علما كبريين من علماء تونس الكبار

زمالة دراسة، تخرج بعدهم مثلهم؛ حيث انعقدت بينهما

تعد مثال حيتذى يف الصداقة يف العصور املتأخرة، صداقةو

هـ، 1377_ 1293وهما الشيخ العالمة حممد اخلضر حسني

.64_29انظر اهلداية اإلسالمية للشيخ حممد اخلضر حسني ص _ 1


هـ .1393_1296والشيخ العالمة حممد الطاهر بن عاشور

هـ بعد أن 1331من تونس عام فبعد هجرة الشيخ اخلضر

حكم عليه االستعمار الفرنسي باإلعدام، وصادروا أمالكه _

أنذاك بعث إليه صديقه حممد الطاهر وهو كبري القضاة بتونس

:اليت تقطر شوقا، وحبا، ووفاء رسالة مصدرة باألبيات التالية

ب ع ودفس يف لق ك دصي

فلم غن عنهال يف حلنال صالي

وخل فت م بالني جلالا د غ صال

بالالال بالالالني أحشالالال ء لضالالاللا و الالالاب

ضالئيل وأضحت أم د لقر منك

ومالالالالالر لليالالالالال ل ضالالالالالعفه حالالالالاليب

أدالذكر إي وبع نالال صالب ليلالال ـ

ميالالالالالالاج بهالالالالالال أدالالالالالالع لنالالالالالال وبالالالالالالروب

وهل ك ي مب ل اب ش أدسالن

وهالالل بعالال هالالذ لالالبني حالالاف عالالاب

هذ لال هر كيال د عبالت أمل در

ب لالالالالالالال وهالالالالالالالا دضالالالالالالالي هعأصالالالالالالال ب

إي يكرو للاب شخصال ز فظال

جتلالالالالال لنالالالالال مالالالالالرك وهالالالالالا بعيالالالالال

إي يلر م ن للعلم و لفكر و ل ق

يكردالالالالالالك إ ق دالالالالالال ب دالالالالالالك فر الالالالالال

فقل للي ل ر ب من دظ منال

فحسبك م ك فهالا شال

: =هذه كلمات جاشت بها ثم كتب حتت هذه األبيات

تها، وهي النفس اآلن عند إرادة الكتابة إليكم؛ فأبثها على عال


واإلخاء فإن الود والفصاحة البالغة وإن مل يكن هلا رونق

يرتقرق يف أعماقها+. النفسي والوجدان

وملا وصلت تلك الرسالة إىل الشيخ حممد اخلضر حسني

أجاب باألبيات التالية:

نعم لالالالال بالالالال ل وأدالالالالت بعيالالالال أ الالالال

وأحالالالالالاللا ب يالالالالالال و ملنالالالالالال م شالالالالالالر

إي أ ات يكر ك شالا أ خضاللت

لعمالالالالر بالالالال مش ملقلالالالال ني خالالالال وب

ب عالالال ومالالال ب حليالالال كالالال ر

(1)ولألمالالالال نمسالالالال علالالالال عهالالالالاب

بع ه مال د و وحال هينال

لالالالالالال ك وللالالالالالالاب لصالالالالالالميم يالالالالالالاب

حنالال عرف الالك إي ز لالالاز ر و الال

(2)علالالالالالال بإ بالالالالالال ل وأدالالالالالالت شالالالالالالهي

فك غرو لشمع فار صال ـ

بالالال بالالالالني أحنالالالال ء لضالالالاللا خلالالالالاب

لقيت لاب ب حلر من لب م ال ـ

وأص ق من صف لاب ب دي

مل د رم لإلص ل عن ا د فـذأ

ب كيالال رعالال الال ف ودليالال

يعين باألمد األمسى: خدمة الدين، والقيام بالدعوة، وحماربة االستعمار. _1

سياسة ( من كبار رجال ال1322_ 1204الوزير: هو حممد العزيز بو عتور ) _2

والعلم يف تونس، وهو جد ابن عاشور ألمه، والبيت إشارة إىل أول لقاء بني اخلضر

وابن عاشور.


ه و مت عل ب مال ال مي

فالالال أ غالالال عليالالاله الالال خم

أدالالذكر إي كنالال دبالال كر معهالال

(1)حميالالالالال ه عل الالالالالم و لسالالالالالق أحالالالالالاب

ي كنالال الالر نني عنالال م إأدالالذكر

الالالالالالالالني صالالالالالالالال و أو الالالالالالالالني و وب

مس هالال لالاليتأفالال ن لي لينالال و

دبالالالالل بهالالالال عنالالالال لظمالالالال ء كبالالالالاب

ليال ل ضالين ه ب الادع لي هال

(2)دعالاب و اليش لغ صالبني ر الال

تونس أثناء رجوعه من اآلستانة مرت بالشيخ اخلضر مروملا

الباخرة بالقرب من شاطئ )املرسى( حيث كان يقيم صديقه

العالمة ابن عاشور، فقال اخلضر:

ن لالال ييالالك إي مالالر حالالفين

دلالالالال م و ب الالالالك و نمالالالالا ج داالالالال ه

بهالال لشالال لشالالاق يالال أبالالرق

(3) نال ظم ل يف حلك وب ب ص لرو

وباجلملة فإن التواصل مع األحبة حال الغربة دليل مروءة،

نباكر: نأتي مبكرين، واملعهد: جامع الزيتونة، واحلميا: شدة الغضب _1

وأوله، ويعين به هنا: النشاط، ويريد بالسقاة: أساتذة املعهد وما كان هلم من مهابة

.تعلمنيوإجالل يف قلوب امل

.92_93_ ديوان خواطر احلياة للشيخ حممد اخلضر حسني ص2

، وانظر كتاب الصداقة بني العلماء للكاتب 231_ انظر ديوان خواطر احلياة ص3

ففيه مناذج كثرية من هذا القبيل.


ووفاء.

أما نسيانهم، وقطع الصلة بهم فليس من فعل الكرماء

األوفياء.

من أجله سافراحلرص على إجناز العمل الذي : احلادي والعشرون

أن يضع يف حسبانه إجناز ما هو بصدده من املسافرفعلى

طالبا مبتعثا فليضع نصب عينيه إكمال دراسته مهمة؛ فإن كان

والتفوق فيها، وليضرب صفحا عن كل سبب يدعوه إىل

سواء من أجله ، وبذل املالالغربة دبكواللهو؛ فلقد ت طالةالب

من قبله، أو من قبل أهله أو دولته؛ فليكن ما بذل من أجله يف

حمله.

املال للهو، والفساد، وضياع فرصة تكون الغربة أن أما

والوقت _ فذلك خسارة يف الدين والدنيا.

ذلك فليحرص على ، أو حنو ةعنوإذا سافر ألجل تعلم ص

.اإتقانها، وإجادته

إىل إجنازها يف أسرع وقت. وإذا سافر ألجل مهمة ما فليبادر


فليعجل إىل أهله _ كما قال _عليه الصالةمته هوإذا قضى ن

(1).والسالم_

يف شرح احلديث السابق: =يف × قال احلافظ بن حجر

احلديث كراهة التغرب عن األهل لغري حاجة، واستحباب

خشى عليهم الضيعة استعجال الرجوع إىل أهله، ال سيما من ي

بالغيبة، وملا يف اإلقامة يف األهل من الراحة املعينة على صالح

(2)الدين والدنيا+.

سلكه بعض الناس وخصوصا من هم يف سن أما ما ي

ال يبالون مبا ذهبوا من والشباب؛ حيث يسافرون للدراسة

هم هم وأوطانمبسلك رشيد وال سديد؛ فبينا أهل أجله_ فليس

ينتظرون قدومهم متسلحني بالعلم إذا هم خيلفون الظن،

ويرجعون خبسارة الدين والدنيا.

أن رسول اهلل" قال: ÷ كما جاء يف الصحيحني من حديث أبي هريرة_ 1

م نومه، وطعامه، وشرابه؛ فإذا قضى أحدكم =السفر قطعة من العذاب، مينع أحدك

(.1927( ومسلم )1140و 3441نهمته فليعجل إىل أهله+ البخاري)

.3/623فتح الباري _ 2


إىل احلج: مراعاة أدب السفر الثاني والعشرون

فرياعى يف تلك الرحلة عامة ما مضى ذكره، وما سيأتي.

ومما تخص به رحلة احلج، ويؤكد عليه يف شأنها آداب

عظيمة، وأخالق قومية، حيسن باحلاج أن يقف عليها،

وجيمل به أن يأخذ بها؛ ليكون حجه مربورا، وسعيه مقبوال

مشكورا، ومن ذلك ما يلي:

فال يقصد يف حجه رياء وال _: تعاىل _هلل إخالص النية _1

. مسعة، وال ليقال: حج فالن، وال ليطلق عليه لقب احلاج

وإمنا حيج حمبة هلل، ورغبة يف ثوابه، وخشية من عقابه،

فاإلخالص عليه مدار ؛وطلبا لرفع الدرجات، وحط السيئات

العمل.

الله مخلصني له ا ليعبدو إال وما أمروا]: _ تعاىل_ قال

إمنا األعمال بالنيات، وإمنا : =" وقال النيب ،2 : البينة[الدين

(1).+لكل أمرئ ما نوى

(.1947( ومسلم )2229و 2041أخرجه البخاري )_ 1


وهي التوبة الناصحة املبادرة إىل التوبة النصوح: _2

أن فحري باحلاجاخلالصة، اليت تأتي على مجيع الذنوب؛

مل؛ فذلك أرجى يبادر إىل تلك التوبة، وأن يتحلل من املظا

لقبول حجه، ورفعة درجاته، ومغفرة سيئاته، بل وتبديلها

حسنات.

ولو على سبيل اإلمجال؛ فإن التفقه يف أحكام احلج: _3

األشرطة ما يفيده يف وأمن الكتب فليأخذ معهمل يستطع؛

معرفة أحكام احلج، وأن يسأل عما يشكل عليه.

اليت تعينه على احلرص على اصطحاب الرفقة الطيبة: _0

سي، واليت يستفيد من ناخلري إذا تذكر، وتذكره باخلري إذا

جراء صحبتها العلم النافع، واخللق الفاضل.

فيختار احلاج النفقة الطيبة من املال تخير النفقة الطيبة: _ 2

إن اهلل =:" احلالل، حتى يقبل حجه ودعاؤه، قال النيب

(1).+طيب ال يقبل إال طيبا

(.1412رواه مسلم )_ 1


أيها = :" قال النيب لزوم السكينة، واستعمال الرفق: _6

(2).+(1)ليس باإليضاع فإن الرب الناس! عليكم بالسكينة؛

إن الرفق ال يكون يف شيء إال زانه، وال ينزع من =وقال:

.(3)+شيء إال شانه

: فعلى احلرص على راحة احلجاج، واحلذر من أذيتهم _7

على راحة إخوانه احلجاج، وأن احلاج أن حيرص كل احلرص

يبتعد عن كل ما فيه أذى هلم، من رفع للصوت، أو إطالق

لألبواق بال داع، أو أن يزامحهم، أو يضيق عليهم، أو أن

يؤذيهم بالتدخني أو حنو ذلك.

ومما يجمل به أيضا أن: حيب إلخوانه احلجاج ما حيب

ذاهم، لنفسه، وأن يكره هلم ما يكرهه لنفسه، فيتحمل أ

ويصرب على بعض ما يصدر منهم من زحام، أو تصرفات

اإليضاع: اإلسراع._ 1

(.1212( ومسلم )1671رواه البخاري )_ 2

(.2290مسلم ) رواه_ 3


؛ فاإلنسان الكريم يصرب على أذى مقصودة أو غري مقصودة

ضيوفه حرصا على إكرامهم، فكيف بضيوف ربه؟! إن

،إكرامهم أوىل ثم أوىل، وإنه لدليل على إجالل اهلل وتوقريه

حسن من وإنه لدليل على كمال العقل، ومتانة الدين؛ ألنه ال أ

درء اإلساءة باإلحسان.

الغيبة والنميمة، نعوذلك بالبعد حفظ اللسان:_ 1

والسخرية بالناس، وباحلذر من كثرة املزاح أو اإلسفاف فيه،

وبصيانة اللسان من السب والشتم.

: أن حيذر احلاج من املماحكة، وكثرة املماكسة، ومن ذلك

ن جداال إلحقاق وأن حيذر من املخاصمة واجلدال إال إذا كا

احلق، وإبطال الباطل باليت هي أحسن.

ألن احلاج يعرض له ما يعرض من الفنت، غض البصر: _9

فمن النساء من خترج سافرة عن وجهها، ويديها، وقدميها

ورمبا أكثر من ذلك؛ فعلى احلاج أن يغض بصره، وأن حيتسب

ش، ويسلم وبذلك يسلم قلبه من التشو_ تعاىل_ اهلل دذلك عن


حجه من النقص، وحيفظ على نفسه دينه، ويبتعد عن الفنت

والباليا، وحيصل على مثرات غض البصر املتنوعة، واليت

منها: الفراسة الصادقة، واحلالوة اليت جيدها يف قلبه، إىل غري

ذلك من مثرات غض البصر العديدة.

فعليهن ذلك،وعليهن لزوم النساء السرت والعفاف: _14

ذر من خمالطة الرجال وفتنتهم، وعليهن احلذر من التربج احل

والسفور، والسفر بال حمرم.

األمر باملعروف، والنهي عن املنكر، والدعوة إىل اهلل: _11

كل ذلك حسب القدرة، واالستطاعة مع لزوم الرفق، واللني،

واحلكمة، واملوعظة احلسنة، والرمحة باملدعوين والتلطف

بعض ما يصدر منهم. بهم، والصرب على

وذلك بقدر املستطاع، كأن يرشد إعانة احلجاج: _12

. وحنو ذلك من اإلعانات املتعددة ضاهلم، ويعلم جاهلهم

ليواسي احملتاجني، ولريفد االستكثار من النفقة: _13

إخوانه إذا احتاجوا، وليبادر إىل إعانتهم إذا شعر بأنهم يف


حاجة ولو مل يطلبوا.

: فذلك يبعث احلاج ار عظمة الزمان واملكاناستشع _10

ذلك ومن _:] تعاىلله _ ألداء نسكه خبضوع هلل، وإجالل

، ثم (32احلج: [)يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب

إن ذلك يصبره على بعض ما يلقاه من نصب أو تعب، أو

أذى.

لى احلاج أن يغتنم وقته مبا يقربه : فعاغتنام األوقات _12

من ذكر أو دعاء، وقراءة للقرآن، وذلك يف _ تعاىل_ إىل اهلل

أي مكان من تلك البقاع املباركة، فذلك سبب النشراح

هود صدره، ومضاعفة أجره، وإمداده بالقوة والطاقة، وش

تلك األماكن له يوم القيامة.

م هذا املعنى؛ يقال هذا ألن فئاما من احلجاج يغيب عنه

عن اغتنام وقت الدعاء عند فتالحظ _على سبيل املثال_ الغفلة

الصفاء واملروة، وبعد رمي اجلمرة الصغرى، والوسطى، بل

عصر اهفرت ؛بعض احلجاج ال حيلو له النوم إال عشية عرفة


يف نوم عميق. طغذلك اليوم ي

لكايفولو أنه استشعر ذلك املوقف، واستعد له االستعداد ا

ملا ضاعت عليه تلك الفرص اليت ال تعوض.

: فهي قليلة معدودة، استحضار انقضاء أيام احلج _16

وسرعان ما تنقضي، فإذا استحضر احلاج ذلك كان دافعا له

إىل اغتنامها، والبعد عما يفسد حجه، أو ينقص أجره.

: وذلك باحلرص على أداء احملافظة على أداء الفرائض _17

ملكتوبة مع اجلماعة، وأن حيذر كل احلذر من الصلوات ا

تأخريها عن وقتها.

: فذلك سبب البعد عن إجهاد النفس فيما ال يعين _11

ألن يتوفر اإلنسان على النشاط، ويتقوى على أداء املناسك،

بيسر وسهولة.

أما إذا أجهد نفسه بال داع، وفيما ال يعين كان ذلك مدعاة

داء النسك على الوجه الذي أ لتعبه، ومرضه، وتكاسله عن

، وذلك كصنيع من يتكلفون صعود اجلبال يف منى، ينبغي


وعرفات، وغريها من املشاعر.

: بل فحسب أال يكون هم احلاج أن يقضي نسكه _19

ما يقوم به، وأن يكون قلبه منطويا عليه أن يستشعر عظمة

به؛ على تعظيم أمر اهلل، وأن حيرص على أن يتلذذ مبا يقوم

فذلك من أعظم ما يعينه على انشراح صدره، وإتيانه بالنسك

على الوجه األكمل.

فليحرص احلاج على كل ما يقربه إىل ربه، وباجلملة:

وعلى كل ما يعينه على أداء نسكه، وليحذر كل احلذر من كل

ما يفسد عليه حجه، أو ينقص أجره من قول أو عمل.

لسفر مع األهلمراعاة أدب ا :الثالث والعشرون

بالوالد أو املسؤول جيدرفإذا كان السفر بصحبة األهل فإنه

هم، أو لجع، وأال يره عليهمع صديوساألول عن الرحلة أن

ف من كثري من التصرفات اليت حتدث يف السفر خصوصا يتأف

أن ال يضيق على ينبغي لهإذا كان يف صحبتهم أطفال، كما

إذا كان قادرا م يف مكان ال يليق بهميسكنه حبيثاألهل؛


.مستطيعا

، وأال يذكرهم بني الفينة مين عليهم أالبه جيملكما

عليهم كذا وكذا، وأن فرواألخرى بأنه قد سافر بهم، وص

غريهم ال يسافرون؛ فإن ذلك يؤذيهم، ويكدر عليهم؛ فاملنة

ان ذلك من تهدم الصنيعة، وتصدع قناة العزة؛ اللهم إال إذا ك

باب شكر اهلل، وتذكريهم بذلك.

وينبغي على األهل وخصوصا ربة األسرة أن تعلم أوالدها

يله ما ال يطيق.حتم له، وترك ، والدعاءمهشكر والد

جيه أوالده أثناء السفر، وتعليمهم ووينبغي على الوالد ت

ئدة.آداب السفر، وإشغالهم مبا يعود عليهم باملتعة والفا

كما عليه أن حيافظ على صحتهم، وسرتهم، وحشمتهم،

لعامة يف األمكنة اليت يرتادونها، من وإرشادهم إىل اآلداب ا

خفض الصوت، وتنظيف املكان بعد القيام منه، وحنو ذلك.

وعليه أن يلزم يف ذلك كله احللم، وضبط النفس، وكظم

رحة؛ فإن ذلك العنف والتلفظ بالكلمات اجلا الغيظ، وجتنب


رحلتهم. وفص ركعر عليهم، ويدكي

ماهلوهذا بدوره يرجع إىل الوالد أو املسؤول عن الرحلة _ ب

والكدر.

وإن حصل شيء من الغضب، أو التكدير من الوالد

مع غضبه وتكديره. إىل رشده، وال يسرتسل فلريجع

ىل تهدئة ومما يعني الوالد على لزوم السكينة أن يسعى إ

الصغار يف السيارة أثناء السفر.

عن بأنفسهم يشغلهمومن الطرق اجملدية يف ذلك أن

زعاج، وذلك بإشغاهلم ببعض املسابقات، أو قراءة بعض اإل

اليت تعود املرئيةالقصص، أو استعمال بعض املواد الصوتية أو

عليهم باملتعة، والفائدة، ولزوم اهلدوء.

، وأن يتفقد املركبةالكافية النفقة ذأن يأخ على الوالدكما

ه الرمسيةمعه أوراق إذا كان سيذهب على سيارة، وأن حيمل

بالسفر، وحيافظ عليها. اخلاصة

إذا كان سلكهأن يسأل عن الطريق الذي سي عليه يتأكدكما


مكانا للسكن قبل أن يصل إىل مل مير به من قبل، وأن يهييء

نفسه ومن ر إليه إن استطاع؛ ألجل أال يرهقالبلد الذي سيساف

معه يف البحث عن سكن مالئم.

ومن أعظم ما ينبغي لرب األسرة إذا كان يف سفر، وحصل

من أحد أفراد االسرة يف الرحلة تأخر، أو قطع هلم عن املسري

أي تكدر منه سيعكر جو أن يلزم اهلدوء قدر املستطاع؛ ألن

الرحلة _كما مر_.

مما حيسن ذكره يف هذا الصدد موقف لسماحة شيخنا اإلمام و

×.عبدالعزيز بن باز

وقد ذكر لي ذلك املوقف الشيخ حممد املوسى مدير مكتب

، يقول الشيخ حممد _حفظه اهلل_: =يف يوم من تهبيت مساح

يريد السفر يف × األيام كان مساحة الشيخ عبدالعزيز

إحدى أسرتيه عن الطائرة، فحضر مبكرا كعادته، وتأخرت

موعد تلك الرحلة أكثر من ساعة، وتأخرت بسبب ذلك رحلة

الطائرة اخلاصة اليت ستقله.


ومع ذلك مل يبد على مساحته أي تضجر أو سآمة، بل كنا

نقرأ عليه املعامالت دون انقطاع، وكلما مضى عشر دقائق أو

ربع ساعة سألنا: هل جاؤوا؟ فإذا قيل له: ال، واصل

الستماع.ا

وملا وصلوا مل يبد أي عتاب، ومل تبدر منه كلمة واحدة؛

ألنه كان يلتمس هلم العذر، ويدرك أنهم مل يتأخروا إال

لعارض، وإمنا ركب الطائرة، وواصل االستماع ملن يقرؤون

عليه املعامالت+.

مراعاة أدب السفر مع الوالدين :الرابع والعشرون

من حسن صحبتهما _ السفر بهما، فمن الرب بالوالدين، و

سواء كان ذلك للعالج، أو العمرة، أو احلج، أو الزيارة، أو

املباحة. املشروعة، أو النزهة، أو أي غرض من أغراض السفر

إذا سافر مع والديه أن خيفض هلما فحقيق على اإلنسان

هما، ما يستطيع، وأن يلزم مدارات اجلناح، وأن يرتفق بهما غاية

احلذر من زجرهما، ونهرهما، بهما، وأن حيذر كل لطفوالت


الوالدين بسبب مزاج بلقي تأن يراعو، والتأفف من أوامرهما

السفر.

مرض، فيحسن به أن يرعاهما ورمبا كان مع السفر زيادة

إليهما بعني العطف والرمحة. ، وأن ينظررعاية خري

ة، أو يكون ممن حاد الوالدين ذا طبيعة وقد يكون بعض

اليت قد ال تكون وجيهة، أو يكون عجوال يكثر االقرتاحات

حبسن التدبري، أو ه جديرملوال، أو يكون ممن ال يرى أن ابن

، أو يكون ذا طبيعة متقلبة.به ولده بر يكون ممن يريد امتحان

الولد فإذا كان ذه الطبائع تثور وتزداد يف السفر؛وكل ه

حسن معه لده، يعامله بذلك املقتضى، ويلزميعرف طبيعة وا

دل ذلك على سداد ،األدب، والتأتي، واللطف، والرفق

.الولد، وتوفيقه، ومروءته

_ حييا، ال يحب باملقابل مما مضى وقد يكون الوالد _

معه نتكليف أحد ولو كان من أبنائه، وقد يكون ممن يعطي م

، وال ، وال يقرتحفال يوجه الصالحية يف السفر، كامل


بالولد إذا علم فيجملرغبته؛ ض، ولو كان ذلك خالفعاري

ذلك من والده أن يبادره، وأن يسابق إىل مراده وهواه، وأن

يستشريه، وأن حيرص كل احلرص على ما يسعده.

إذا سافر مع أوالده وكانوا كبارا أن كما حيسن بالوالد

سري الرحلة. للتدبري، وتنظيم الكافية ة، والفرصيعطيهم الثقة

وإذا كان لديه ما يريد إبداءه فليبده بتلطف، ومشورة؛ حتى

يكون صديقا ألوالده، قريبا منهم.

أو أما _ أن يعرب الولد بني أبا ا كان_ أي إيناس الوالدومن

الفينة واألخرى عن فرحه وسعادته بسفر والده معه؛ وأنه شاكر

ر له هذه الرحلة، وشاكر لوالده أن شرفه بذلك؛ فهذه هلل أن يس

ها يف قلب الوالد؛ ألنه قد يتصور أنه ثقيلعتقع موق املشاعر

علق قد يما عنه زال الطيبة على ولده؛ فإذا مسع هذه الكلمات

خباطره من ظنون سيئة تساوره.

، وكان لدهإذا سافر معه وا الولد ى بهصويومن مجيل ما

أن يرفد _ فقريا أو حمتاجا، وكان الولد قادرا مستطيعا الوالد


والده بشيء من املال؛ حتى يتمكن الوالد من التصدق إن أراد،

أو شراء ما يرغبه من هدايا، أو حاجات خاصة به.

، موسر وكذلك حيسن بالوالد إذا سافر مع أوالده وهو قادر

أن يقوم مبا حتتاجه الرحلة من قليلي ذات اليد من وأوالده

مالية. تكاليف

الولد _ أن يراعي ومن حسن الصحبة يف السفر مع الوالد

إليه ولو كانت تلك االستماع نسحيأدب احلديث مع والده، ف

، تكرر على مسعه كثرياتاحلكايات اليت يسمعها الولد

يردد متعددة؛ ألن اإلنسان إذا كبر يف السن صار برواياتو

قاهلا قبل ذلك يف مناسبات ه دون أن يشعر أنهه وحكاياتقصص

البر، راسخا يف الفضيلةيف سابقة؛ فإذا كان الولد متفننا

ه أول عم_ صار يستمع لتلك األحاديث وكأنها تطرق سوالعقل

مرة؛ إرضاء لوالده، وحرصا على إدخال السرور عليه.

بو متام بقوله:أشار إليه أ رفيع وذلك أدب

مالالالن لالالال بإدسالالال إي أغضالالالب ه

ا بالالاله ب و هلالالالت كالالال حللالالالم


ودالالر ه صالالغ للحالال ث بقلبالاله

(1)وبسالالالالالالالالالمعه ولعلالالالالالالالالاله أب بالالالالالالالالاله

يف الفضيلة صار ال يكتفي باإلنصات لوالده وإذا ترقى الولد

ه إذا حتدث حبكايات مسعها كثريا، بل أصبح يستطعم والد

ذالقصص واألخبار اليت يتلذ بعض ركاحلديث، ويطلب منه ذ

الوالد بذكرها، والتحدث عنها.

أما الذين ال يعرفون هذا املعنى فإنهم ال حيسنون إىل والديهم

من هذه الناحية، فيفوتهم خري كثري؛ فكأنهم يقولون لوالديهم

ما عندكم من أخبار لك: ال تتكلموا بشيء؛ فحاهلمبلسان

رية.وقصص نعلمها بروايات كث

،ومن أين للوالد أن يأتي باجلديد، وقد صار ثاويا يف بيته

أو قليل الذهاب واإلياب؟!

مراعاة أدب السفر مع األكابر :العشرونو اخلامس

كالعلماء، والوجهاء، ومن هلم قدر سن، أو علم، أو

جاه، أو حنو ذلك؛ فمن حسن األدب معهم أن يراعي اإلنسان

.34شرح ديوان أبي متام ص_ 1


قرات ماضية، وأن يقوم على أولئك مضى ذكره يف فعامة ما

مبا يستطيع من خدمة، وتلطف، وترك للتقدم بني أيديهم،

اإلفادة من أخالقهم، وأال يذيع ما حماولةأن حيرص على و

بعض بستغرالسفر من مزاح، أو أمور رمبا ي يكون بينهم يف

ها منهم.دورص الناس

فيها مأثم؛ ألن مروءة به أال ينكرها إذا مل يكن جيملبل

، وحسنالسفر ليست كمروءة احلضر؛ فلئن كان احلياء

يف احلضر لألكابر _ فإن مروءة املتكلف غري ، والوقارالسمت

مروءة مجلة التطلق، والتبسط، ورفع الكلفة معدود من

السفر.

املروءة مروءتان؛ فللسفر ×: =بن عبدالرمحن قال ربيعة

، وقلةالزاد لذبف السفر ؛ فأما مروءةضر مروءة، وللحمروءة

املزاح يف غري مساخط اهلل. اخلالف على األصحاب، وكثرة

يف اإلخوان وأما مروءة احلضر فاإلدمان إىل املساجد، وكثرة

+.القرآن اهلل، وقراءة


ويف رواية أخرى عن ربيعة أنه قال: =املروءة ست خصال:

يف السفر؛ فأما اليت يف السفر فبذل الثيف احلضر، وث ثالث

اخللق، ومداعبة الرفيق. ، وحسنالزاد

املساجد، ، ولزومالقرآن وأما اليت يف احلضر فتالوة

(1)الفرج+. وعفاف

وباجلملة فإن املروءة مما جيمل وحيسن يف السفر وغريه،

كالم يف حدودها وتفصيالتها يطول، ومجاعها خصلتان لوا

ا يقول ابن حبان_ وهما: =اجتناب ما يكره اهلل واملسلمون، _كم

(2)واستعمال ما حيب اهلل واملسلمون+.

مراعاة أدب الزيارة يف السفر :والعشرون السادس

فقد يسافر جمموعة من الناس، ويكون من ضمن برناجمهم

زيارة وجيه، أو عامل، أو حنو ذلك؛ فيحسن بهم خصوصا إذا

ممن مع من سيزورونه موعد يتأكدوا من أخذن كانوا كثريين أ

.2/602، وبهجة اجملالس 232روضة العقالء البن حبان ص_ 1

.2/602، وبهجة اجملالس 232روضة العقالء ص_ 2


أن يكون ذلك كمضى ذكرهم، وأن يسألوا عن مقر إقامته،

عن طريق أحد معارفهم يف ذلك البلد؛ ألنه حيصل كثريا أن

زائر، ثم يتصلون مبن يريدون زيارته مرارا؛ ألجل يأتي وفد

منزله. فصأن يعطيهم و

ويف ذلك حرج، وإثقال، وإمالل.

، وإن طلب منهم بهم إذا أتوا أن حيددوا الوقت جيدركما

املزيد من املكث فال بأس أن ينزلوا عند رغبته ما مل يكن هناك

مانع.

؛ ألن بعض كما جيمل بهم أن يأخذوا زينتهم املالئمة

املسافرين إذا أرادوا زيارة عامل، أو وجيه، أو كبري _ مل يبالوا

اء السفر، ورمبا أتوا بثياب ثعبذلك، بل رمبا أتوه وعليهم و

غري الئقة بهم.

وهم يفعلون ذلك حبجة أنهم مسافرون، وأن السفر يغتفر

فيه ما ال يغتفر يف احلضر.

ولكن األوىل أن يتهيؤوا قبل اجمليء باللباس، وحسن اهليئة.

أسوة؛ فإنه ملا قدم على × ولنا يف األحنف بن قيس


الدخول عليه، وأخرج ثوبا يف وفد متيم تأخر قبل ÷ عمر

فلبسه، وتهيأ للدخول على عمر؛ فوقع (1)بتهيحسنا من ع

وتفرس فيه النجابة واحلكمة والعقل، ،ذلك موقعه من عمر

خصوصا بعدما حاوره.

تدوين بعض ما مير أثناء السفر :العشرونو السابع

وثقافة أن يأخذ معه كان ذا علم نمل فيستحسن خصوصا

،، وارتساماتبعض ما مير به من خواطر فيهااشة يسجل كن

أثناء ومواقف ،، وعجائب، وغرائب، وفوائدولطائف

جغرافية، أو ، أو، أو علميةالسفر؛ سواء كانت فكرية

تارخيية، أو تربوية، أو اجتماعية.

أن يدون ما يستطيع تدوينه من مواقف أو يستحسن منهبل

رمبا تكون تافهة ال تستحق الذكر يف نظره. كلماتأو ،زيارات

ولكن قد يكون هلا قيمة فيما بعد خصوصا إذا تقادم عليها

العهد.

هي ما يوضع فيها الثياب وغريها. _ العيبة: 1


، ولو أنيف كتب الرحالت لرأينا عجبا ولو ألقينا نظرة

ال يف جتركوا التقييد لما رأوه، ومسعوا به، و أصحابها

يف رحالت ذهانهم أثناء رحالتهم حلرمنا من خري كثري، كما أ

ابن بطوطة، وابن جبري، وكما يف كتاب: االرتسامات اللطاف

ألمري البيان شكيب أرسالن، وكتاب: ما مسعت وما رأيت

، وكتاب مشاهد برلني للشيخ العالمة حممد اخلضر للزركلي

حسني، وكتاب رحلة احلج إىل بيت اهلل احلرام للشيخ حممد

األمني الشنقيطي _ رحم اهلل اجلميع_.

الشيخ األديب معالي نهقل مثل ذلك أو أكثر فيما دوو

الرحالة حممد بن ناصر العبودي _ حفظه اهلل _ يف مؤلفاته

مشاهداته يف أسفاره.اليت تتحدث عن الكثرية

ال تبالغ إذا قلت: إنه ال يضاهيه أحد يف هذا املضمار.و

بل إن من أعظم الكتب اليت كتبت يف السرية النبوية،

.زاد املعاد يف هدي خري العباد( البن قيم اجلوزية: )كتاب

وهو يف طريقه إىل × وإمنا كتب يف السفر؛ حيث كتبه


مكة املكرمة.

×ولقد كان مساحة شيخنا اإلمام عبدالعزيز بن باز

نسيج وحده يف العصور املتأخرة يف اغتنام الوقت يف السفر؛

إىل من يلتفت ، فبمجرد ركوبه السيارة وذكره لدعاء السفر

؟ فيبدأ بسماع أخبار ما معك: ويقول له، جبانبه من الكتاب

أو عرض بعض القضايا ، أو قراءة بعض الكتب، الصحف

واملعامالت.

وبعد أن ، وهكذا حاله وهو ينتظر موعد إقالع الطائرة

فيتعاقبون ، أو كاتبان أو أكثر، حيث يكون معه كاتب ؛تقلع

ائرة إىل مكان هبوطها يف القراءة عليه إىل حني وصول الط

أو غريهما. ، أو الطائف، الرياض

الشيخ لي ومما حيضرني من القصص يف هذا القبيل ما ذكره

كتاب مساحة وهو من قدامى× عبدالرمحن بن دايل

يقول؛ وقد عاش مع مساحته ما يقارب أربعني سنة، الشيخ

جلامعة كنا يف املدينة إبان عمل مساحته يف ا=: الشيخ ابن دايل


وذات يوم سافر مساحته إىل قرية بدر اليت تقع ، اإلسالمية

حيث ؛على الطريق بني جده واملدينة على الطريق القديم

وكنت أنا والشيخ ،ذهب ملهمة دعوة يلقي خالهلا حماضرة

فلما بدأ ؛ معه يف السيارة×بن عبدالرمحن احلصني إبراهيم

توكلوا : وقال×سرينا ودعا مساحته بدعاء السفر التفت

_غفر يا شيخ: فقلنا _ يعين ابدؤا بقراءة املعامالت _ على اهلل

وال نتمكن من اخلروج خارج ، حنن دائما نقرأ _اهلل لك

وننظر إىل ، بالرحلة نا نستمتععد؛ وهذه هي فرصتنا، املدينة

ونتفكر يف خملوقات اهلل. ، اجلبال واألودية

اللهم ، هديتاللهم اهدنا فيمن : فضحك مساحته وقال

ر يف كفوأنت ت، ليقرأ الشيخ إبراهيم؛ اهدنا فيمن هديت

أملي ، وبعد أن ينتهي الشيخ إبراهيم، خملوقات اهلل كما تقول

، ويتفكر وقت اإلمالء ،وينظر الشيخ إبراهيم، عليك

قرية بدر+اهـ. إىل ؛ فما زال ذلك دأبنا حتى وصلناوهكذا

العظيم بسبب اغتنام هذه ولقد أجرى اهلل _ عز وجل _ اخلري


األوقات اليسرية اليت كان مساحة الشيخ يقتنصها يف سفره.

يف السفر؛ ولكن ال يعين أن يكون كل أحد كسماحة الشيخ

فالناس مواهب، ومشارب، ويليق بسماحة الشيخ ما ال يليق

بغريه.

وإمنا املقصود أال يغفل اإلنسان موضوع الكتابة يف السفر

قدر استطاعته.

هلذا فإنه حيسن مبن أراد ذلك أن يضع دفرتا صغريا يف و

ما مر به يف الصةخ جيبه، أو عند رأسه قبل النوم، فيسجل

أو يدون ما جييش يف ذهنه من ليوم، تاريخ ذلك ا يومه، وكتابة

خواطر؛ متليها البديهة، أو ترهفها الغربة.

لعالمة ا ومن لطيف ما يذكر يف هذا الصدد ما ذكره الشيخ

، حيث 02حممد اخلضر حسني يف كتابه مشاهد برلني ص

=وأذكر أني كنت ذات يوم يف مقعد من أحد املنازه ×: قال

أكتب بها بعض ما يسنح من العامة، ويف يدي صحيفة

فسألين عما أكتب، ،األساتيذ أحد اخلواطر، فوقف علي


فقرأت عليه من حديث تلك الصحيفة اجلمل اآلتية:

ضي إىل موتها، وأقول: التفرق في األمة قرفون: ت_ يقول1

أجزاؤه. فتفرق ،فإن اجلسم ميوت ؛املوت أثر

بعد أو ينشأ بشملن ي لمعت ك باعتقاداتك_ اربط نفس2

إذ تكون بضاعتك بني يف صدرك حرج؛ حتى ال يكون موتك؛

أهل عصرك كاسدة.

ببلوغ شهوته، ذذ الفاسقبعفته، كما يتل _ يتلذذ املستقيم3

اإلرادة. ال يقتحمها إال قوي لذة االستقامة عقبة ولكن أمام

_ ال تثق يف نفسك فيما تدعي من اإلخالص ألمتك، 0

اخللل يف نظامهم وهم ال يشعرون. لك أن تصلح ذلحتى ي

إىل أن متر جتحإذا وثقت بعرى التوكل على اهلل مل ت _2

ر من الباطل.ساحلق على ج

يعجب مما يصنع الساحرون، أفال يعجب من لج_ إن الر6

يف تلبث السحاب، ثم تنقلب خمازي رعلى قلبه م رمت لذة

صحيفة حياته أحقابا.


_ يكفيك فيما جتتين من مثرة العلم الصحيح أن يرفع 7

ن به اجلاهلون من زهرة هذه احلياة.تهمتك عما ف

بائك، وختم على أفواه قر أعني احمليط _ إذا أغلق1

ليس :ك، فقلبدأ حلية عزنالك، ثم راودك على أن تذع

.للفضيلة وطن

كيف تسرتسل مع األصحاب إىل أن حتيد عن جانب _ 9

فيقفوا لك عندما تقف يف ،الفضيلة وهم ال يرقبون ذمتك

دائرتها.

فإن مته؛الرجل على قدر ما أدرك من قي _ أسري مع14

_إليه على حسب وجاهته أو كساد مسعته عند الناس نظرت

من التقليد. أةمفقد ألقيت بنفسي يف ح

مل يكن _ _ إذا أحببت الذي جياملك وهو حيارب اهلل11

وأمسك عن مصانعتك من قبيل الغرية ،ك ملن حارب اهللضغب

على حرم الشريعة.

ملتناسقة غري أشجار_ ال يدرك قصري النظر من احلدائق ا12


عن منابتها وأطوار بقن، وإمنا يألوان ذات ومثار ،أفنان ذات

نشأتها ذو فكرة متيقظة.

أو خنوة وضيع نةك ما ال تطيق من مسفل نمح_ ال ت13

فاصنع ماذا يف صدرك باحلاجة إليه _ تسسفإذا أح، خورف

.ه الثانيةتأو أدركته موت ،تصنع لو بقي يف موتته األوىل

ه أو يألف ما أنكرته، تفلما أ ركني لذوق _ ال تعجب10

كفيها ذوق بلقواملشاهدات اليت ت حتى يتقلب يف التجارب

أطوارا.

واة، حتى إذا _ قد يقف لك األجنيب على طرف املسا12

، واختذ من عنقكأسفل دفعك إىل درك حل يف وطنك غالبا

موطئا.

إال إذا دخلت عليه اسمب ال يالقيك بثغر ن_ يف الناس م16

ظ فاحتف غباوة، أو خرجت له عن قصد السبيل؛من باب ال

فإمنا يأسف على طالقة وجهه قوم ال بأملعيتك واستقامتك؛

يفقهون.


، فعلمه جيهو قاميرمي على م نن اجلهال م_ إن م17

ال ترجح على العلم وزنا، وإن هالةأن اجل مةيبسريتك الق

الطائلة. أو الثروة ،الغالبة وضع بإزائها السلطة

_ يكفي الذي يسري يف سبيل مصلحة األمة وهو يالحظ 11

من وخزات لأن يكون يف ح من ورائها منفعة لنفسه _

أقالمها، أما أطواق الشكر الصادق فإمنا يتقلدها املخلصون.

ار، كيف اء الذي تلقى يف جماريه األقذترى امل أال_ 19

؛السوء عن قلبك خواطر فاطرد يتجهم منظره، وخيبث طعمه؛

الظاهرة. كفإنه املنبع الذي تصدر عنه أعمال

الذي يفضى به إليك عن ثقة حديث لقن_ ال ت24

أن جتعل _ متى كان يرمي إىل غاية سيئة_ ، وميكنك بأمانتك

له، فتحفظ للمروءة عهدها، وتقضي مساعيك عرضة يف سبي

للمصلحة العامة حقها.

مل ت يف لسانك حني يعرض الطراء نفسك_ لو فكر21

ال حيتاج عن ألسنة تقع يف ذمها إال بأنه يلصق بك نقيصة هزيمت


إىل بينة. اإثباته

فقلت ما ال تفعل، الشعر بكريف السياسة م تبكإذا ر _22

ك من بوث ضففان فيه على حق _ جرعال ت ديف وا تمأوه

فإنه ليس بالغبار الذي يصيبك يف سبيل اهلل. غبارها؛

إىل هذه اخلاطرات، فابتسم هلا األملاني أصغى ذلك األستاذ

ابتسام املستحسن، ولكنه ناقشين يف اخلاطرة األخرية منها

من دائرة احلقيقة. قائال: إن جمال السياسة أو سع

فلم يسعين يف اجلواب عن هذا النقد سوى أن قلت: إن

وصياغتها يف ،ال متنع من سبك املقاالت املوجزة النادرة الوقائع

(1).+أساليبها املطلقة

هذا الكالم ملا فيه من احلكمة، ولكونه يبعث أوردتوقد

احلكم تنفع املسافر وغريه. هذهعلى تقييد اخلواطر، وألن

اإلتيان باهلدايا حال القدوم من السفر :والعشرون الثامن

فاملسافر الذي يبتعد عن أهله، ووالديه، وأوالده، وإخوانه،

منزلته عندهم، ، وشوق بقدروسائر أحبابه _ يكون له وحشة

.02_02مشاهد برلني ص_ 1


بعد ليلة ينتظرون ون الليالي ليلةدعومنزلتهم عنده؛ فهم ي

ليهم؛ فمما يزيد عليهم، ويدعون اهلل بأن يرده ساملا إ هتإطالل

باب لفغتلك الرابطة، ويدل على كرم نفس اإلنسان أال ي

على شراء بعض ما يراه مناسبا من البلد صرحياهلدايا؛ ف

لبعض من حيب من حنو والد، أو الذي سافر إليه؛ ليكون هدية

زوج، أو ولد، أو أخ، أو صديق، وذلك حبدود طاقته، وما

ف عليه.كلال ي

من ذلك ولو كان قليال يف نظره، شيئا سن به أال حيقروحي

مبعناها ال حلوى، أو عود سواك؛ فاهلدية ولو كانت قطعة

بقيمتها، وهي مما جيتذب القلوب، ويستل السخائم، ويكذب

سوء الظن.

، قال النيب ": ى إليهدهبل إن هلا أثر السحر يف نفس امل

(1)+.تهادوا حتابوا=

ابن حجر يف التلخيص (، وحسنه290أخرجه البخاري يف األدب املفرد ) _ 1

.3/69احلبري


احلكيم العربي:وقال

إ ب الالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالال حلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا

ك لسالالالالالالالالحر جت الالالالالالالالذ لقلابالالالالالالالال

دالالالالالال د لبعيالالالالالال مالالالالالالن بالالالالالالا

ح الالالالالالالالالالالالالالالال دصالالالالالالالالالالالالالالالاليره ر بالالالالالالالالالالالالالالالال

ودعيالالالالالالالالال مضالالالالالالالالال غن لعالالالالالالالالال

و بعالالالالالالالالالالالالال بغضالالالالالالالالالالالالال ه حبيبالالالالالالالالالالالالال

دنف لسخيم عن يو لشال

(1)الالالالالالالالالالالحن وا حالالالالالالالالالال لالالالالالالالالالالذداب

وقال أعرابي: =اهلدية سحر+.

، وجرب ذلك من يدهبل إن هلا أثرا وفرحة يف نفس امل

نفسك إذا اشرتيت بعض اهلدايا يف سفرك، كيف تتمنى أن

ما إليهمإىل من حتب؛ لتهدي تطوى لك األرض؛ كي تصل

أتيت به معك.

معك هدايا. وهذا األثر ال يكون يف نفسك إذا مل تصحب

اهلل: امحدوا قدم إىل أهله بعد سفره قالفال تكن ممن إذا

لسالمة؛ فأنا أعظم من كل هدية!أنين وصلت إليكم با

. 203روضة العقالء ص _ 1


استقبال املسافر بعد عودته: والعشرون التاسع

فاملسافر إذا قدم من سفر سيجد شوقا إىل أهله، وأحبته

سواء كان قادما من سياحة، أو عالج، أو عمل.

ومما يسعده، ويفرح قلبه، ويشعره بقيمته، ويزيده قربا إىل

له خصوصا إذا كان قادما عرب اجلو وصو روأن يستقبل ف _ أحبته

وقر عينا باإلياب، ،بالده أو البحر؛ فإذا وطأت قدماه أرض

ورأى أول ما رأى أحبته بانتظاره يف صاالت االستقبال وهم يف

كان ذلك أدعى ملزيد سروره، وفرحه. _ إليه هلفة وشوق

قدم من لذا فإنه حيسن بأهل املسافر وأحبته خصوصا إذا

، أو شفي أو كان قادما من سفر نال خالله جناحا ،طويل سفر

ما وصوله؛ ليكونوا أمامه أول_ أن يعرفوا موعد من مرض

الذي ال جيهل؛ إال عليهم؛ فلذلك موقعه ؛ فال تقع عينهيصل

التفاصل، وتكون فرحة التواصل منسيا حسرة فيكون سرور

أو ك،يك وأنت ترى والدفالفراق؛ فما موق لوعة مذهبةاللقاء

إخوانك، أو أعزة أصحابك ينتظرون وأأو أوالدك، أهلك،


ويعدونها من ،كجميئك على أحر من اجلمر، ويرتقبون طلعت

اهلل اليت ال تكفر؟! معنأ

ال شك أن تلك اللحظات من أسعد حلظات العمر.

، واستقبله أحبته أن لذلك فإنه حيسن باملسافر إذا قدم

لهم بشوق، وحفاوة، وحرارة، ولسان رطب، وجبني يقاب

وضاح؛ حتى يشعرهم من خالل ذلك أنه فرح بهم، متشوق

إىل لقائهم، شاكر هلم حسن استقباهلم.

يقال هذا ألن بعض الناس يتكلف أحبابه الستقباله ثم

يقابلهم بربود وهمود؛ فريجعون خبيبة أمل، وقد ال يعاودون

ى إال إذا كان يساقون إىل ذلك سوقا.استقباله مرة أخر

طروق األهل بعد طول الغيبة والسفر: الثالثون

فمن األزواج من يغيب عن زوجته فرتة من الزمن، كأن

لتجارة، أو عمل، أو حنو ذلك. يسافر

إذا عاد من غيبته فاجأ زوجته بالدخول عليها دون إعالم ف

أو إشعار بأنه سيأتي. ،هلا


قلة مباالة الزوج، أو لرغبته يف مفاجأة وذلك ناتج عن

مبا مل تكن قد توقعته، أو جلهله بعواقب حتى تفرح ؛الزوجة

ذلك من دواعي املفاجأة وأسبابها. املفاجأة، أو غري

؛ ملا قد يرتتب عليه من عواقب للسنة خمالف وهذا العمل

وخيمة؛ فالذي ينبغي للزوج أن يتجنب مفاجأة زوجته بعد

املستطاع. غياب قدرطول ال

قال: كنا مع رسول ÷ واألصل يف ذلك ما جاء عن جابر

ها، فقال رسول لاهلل"يف غزوة، فلما قدمنا املدينة ذهبنا لندخ

حتى متتشط =أمهلوا، ال تدخلوا ليال ـ يعين عشاء ـاهلل":

. (3)+(2)ةيبغامل وتستحد ،(1)الشعثة

اء الرغبة يف الزوجة قوية؛ إبق واهلدف من هذا التشريع

حبيث ال حيدث منها ما يطلع الزوج على شيء من عيوبها، أو

_ الشعثة: البعيدة العهد بالغسل، وتسريح الشعر والنظافة.1

_ املغيبة: اليت غاب عنها زوجها.2

(.712(، ومسلم )0910_ رواه البخاري )3


الشعر، وإهمال الزينة، وحنو ثعشما ينايف كمال زينتها من ت

ذلك.

ه أن بل جيدها دائما يف حال من اجلمال والزينة، وما شأن

يبقي على سرور النفس، وشدة الرغبة.

قرطفال ي إذا أطال أحدكم الغيبةري: =ويف رواية للبخا

. (1)+أهله ليال

ليال من سفر =الطروق بالضم اجمليء×: قال ابن حجر

أو من غريه على غفلة.

. (2)يقال لكل آت بالليل طارق، وال يقال بالنهار إال جمازا+

ففي هذا احلديث دليل على أنه يستحب التأني للقادم على

روا بقدومه قبل وصوله بزمان يتسع فيه حتى يشع ،أهله

يف حال انفرادها على التجمل واالستعداد؛ فلرمبا كانت الزوجة

وضع ال يليق، ورمبا كانت مشغولة ببعض أعمال املنزل،

(.2200_ البخاري )1



واستعدادها للقاء الزوج. ،فأهملت بعض زينتها

على زوجته وهي على دخلوالزوج راغب فيها، فإذا

تنفر منها النفس ـ كان ذلك مدعاة للنفور هيئة تقذفها العني، و

من الزوجة، وقلة الرغبة فيها.

الزوجة وإعالمها بقدوم الزوج أوىل ومن هنا كان تنبيه

بها، وأحفظ من النفور وامللل ونبو العني قلبهوأدوم لتعلق

. (1)عنها

يف شرح احلديث السابق: =فلما كان ×قال ابن حجر

ويرجع ليال ال يتأتى له ما حيذر ،نهارا الذي خيرج حلاجته مثال

من األمن ةنظالغيبة م من الذي يطيل الغيبة ـ كان طول

، (2)اهلجوم، فيقع الذي يهجم بعد طول الغيبة غالبا ما يكره

إما أن جيد أهله على غري أهبة من التنظف والتزين املطلوب من

، وعودة احلجاب73للشيخ عبدالقادر عطا ص _ انظر اللقاء بني الزوجني 1

.2/217 د.حممد املقدم

_ لعلها: على ما يكره. 2


. (1)+املرأة، فيكون ذلك سببا للنفرة بينهما

واحلاصل أن الزوج ال ينبغي له أن يفاجأ زوجته إذا قدم من

غيبته؛ اتباعا للسنة، وتالفيا ملا ذكر؛ فعليه أن يرسل من

بعد وصول اخلرب ألهله، أو أن خيربهم بقدومه، وأن يرتيث

يرسل إليهم بأنه سيأتي يف اليوم الفالني إن يسر اهلل له القدوم.

فبإمكان الزوج أن يتصلبل؛ ويف هذا الوقت تيسرت الس

ه بأنه قادم يف أهل ، وخيرب، أو اجلوال، أو الرسالةعرب اهلاتف

اليوم الفالني أو الساعة الفالنية.

ثم إن على الزوجة إذا علمت بقدوم زوجها أن تأخذ

له أمت االستعداد. زينتها، وأن تستعد

هذا ما تيسر تقييده من لطائف السفر، واحلمد هلل رب

عاملني.ال



3 ملق م _

6 لطائف يف السفر

6 ر مق ص لسفررأوا

6 _ كلمة للغزالي حول مقاصد السفر

1 ر حكم لسفررين دي

1 السفر احملمود شرعا، وأمثلة عليه لقسم نولر

12 السفر املذموم شرعا، وأمثلة عليه لقسم ل د ر

13 ثلة عليهالسفر املباح، وأم ر ل لث لقسم

10 :ز حن لسفر ومن فعه وفض ئله: ين ل

12 زيادة العلم بقدرة اهلل وعظمته_ 1

12 _ أن السفر يفتح املذاهب...2

12 _ االعتبار بأحوال األمم املاضية3

16 :_ رفعة الشأن0

16 _ شاهد على ذلك

16 _ صقل العقل2

16 _ كلمة للشيخ اخلضر يف ذلك

الفهرس


17 لروابطتقوية ا_ 6

11 _ اكتساب األخالق احلميدة7

11 :_ مناء العلوم، واتساع دائرتها1

11 _ مثال على ذلك

19 _ أن الرحلة حفظت جانبا من التاريخ9

19 :_ للرحلة أثر يف ثراء األدب14

19 _ قصيدة ابن األبار يف رحلته ألمري تونس

19 نان_ خرب سفارة لسان الدين ابن اخلطيب إىل أبي ع

21 :أخبار، وآثار، وأشعار يف فضائل السفر_

21 _ أبيات للشافعي يف فضل السفر

22 _ أبيات البن قالقس يف السفر

23 _ بيتان للنابغة الذبياني

23 _ تعليق ابن عبدالرب على بيت للنابغة

20 _ كلمة ألعرابي، ومثل، وبيتان للطغرائي

20 مس وئ لسفر ومع بهر: بع

22 _ أبلغ ما قيل يف شدة السفر

22 _ معنى كون السفر قطعة من العذاب


26 _ السفر يسفر عن األخالق

26 ÷_ كلمة لعمر

27 السفر وأثرها مشاق_ كلمة ألبي حامد الغزالي يف

27 _ كلمة لبعض احلكماء يف متاعب السفر

21 _ من عيوب السفر

29 _ معنى وعثاء السفر

29 لبعض احلكماء يف ذم السفر_ أقوال

31 يب مع شريف مكةي_ قصة للشيخ الش

31 _ أبيات وقصة للحطيئة قبل سفره

32 _ أبيات يف ذم السفر

33 _ معارضة الطرطوشي للشافعي

30 تعليق على ما ورد ذكره من ذم السفرتوجيه و_

32 أ هم أفضلر لسفر أو إل م ؟: خ مس

37 ريف أحك م لسفرر ل فقه ح بح

37 ذكر جلملة من أحكام السفر_

37 _ معرفة األوقات اليت يستحب فيها السفر

31 _ معرفة األذكار اخلاصة بالسفر


31 _ كراهية تفرق املسافرين عند النزول

39 _ استحضار أن دعوة املسافر مستجابة

للغزالي، ، وكلمةهاألصل في ل مرر : ح بع

39 ة يف ذلكوذكر لقص

02 ريف لسفر لبوم ل قا : ين من

حاجة املسافر إىل الوصية تبني أسباب سبعة _

02 بالتقوى

00 السفر واردة يف مع أدعية ات_ وقف

09 وصايا السلف للمسافرمن _

21 فظ عل لص يف لسفرر: د حع

21 _ أحاديث يف فضل الصالة يف السفر

22 اني يف فضل صالة السفر_ كالم للشوك

23 إخب نهل عن و ه لسفرر: ع شر

22 _ من سرية الشيخ ابن باز يف ذلك

22 داب ش ملس فرر: عشر حل ب

26 _ ورود السنة يف ذلك

21 _ أخبار ولطائف وأشعار يف الوداع


64 الوداع معاملتنيب وقفات_ من

61 قاءوداع األصد_ من أبدع ما قيل يف

62 _ وداع أبي متام البن اجلهم

60 _ وداع البشري اإلبراهيمي يف الشام

62 _ وداع الشنقيطي يف رحلته للحج

67 _ وداع صديق لصديقه

67 لبع عن ملخ ر ر: ل د عشر

74 على ذلك عدد من األمثلة_

74 _ وصايا للمسافر؛ كي ينأى بنفسه عن املخاطرات

حلرص عل إ ن لرفق يف : ر ل لث عش

74 لسفر

71 ل م لرض و ل ش فر: لر بش عشر

71 _ وصية النيب" ملعاذ وأبي موسى

72 _ كلمة لألحنف وأبي إسحاق السبيعي

72 _ قصة يف قلة اخلالف

73 _ أبيات للشافعي، وكلمة البن حزم

73 _ أمور تعني على قلة اخلالف يف السفر


مع عشرر حلرص عل خ ي لرفق ش

72 ل يب مل ئم ر

72 _ أهمية ذلك

77 _ كلمة البن احلنفية

77 _ وصايا يف اختيار الرفقة

79 و مل ر لبوم ملس فر اع ل لس ب عشر

11 ر ح م ملا عي لس بش عشر

12 ر وضش ش للسفر ل من عشر

13 أب لغرب رمر ع : ل حش عشر

13 _ وصايا للمتغرب

10 ر_ ما حيسن بالغريب حال غربته

_ أن يستحضر فوائد الغربة، وأن حيرص على 1

10 اإلفادة منها

16 ذا فطنة مستيقظة املغرتب _ أن يكون2

16 يف الغربة _ احلرص على إفادة اآلخرين 3

17 :_ اإلحسان إىل الزمالء يف الغربة 0

11 ذلك_ آثار يف


19 _ التودد للناس 2

94 _ مراعاة العادات واألعراف6

91 :ه باخلريركوذ ،الغربة بلد _ إنصاف7

92 _ قصة للسرخسي، واملقري يف هذا املعنى

ر حسن لعه لألحب وإ ه لعشرو

93 نشا ق بم ح ل لغرب ر

90 _ كلمات يف ذلك املعنى لبعض احلكماء

92 املعنى ذلكق به _ مما يتحق

قصة :_ من أحسن ما قيل يف التشوق حال السفر

96 وأبيات لعوف بن محلم

97 _ شوق ابن حجر لزوجته يف حال الغيبة

_ أشواق وأبيات متبادلة بني ابن عاشور واخلضر

97 يف حال الغربة حسني

ر حلرص عل إجن ز حل ب و لعشرو

141 لعمل لذ ح فر من أ لهر

تعليق ابن حجر على حديث: =إذا قضى أحدكم _

142 نهمته+


143 ر مر ع أب لسفر إج حلر ل د و لعشرو

143 _ تعاىل _إخالص النية هلل _ 1

140 املبادرة إىل التوبة النصوح_ 2

140 التفقه يف أحكام احلج_ 3

140 احلرص على اصطحاب الرفقة الطيبة_ 0

140 النفقة الطيبةتخير _ 2

142 لزوم السكينة، واستعمال الرفق_ 6

142 احلرص على راحة احلجاج، واحلذر من أذيتهم_ 7

146 _ حفظ اللسان1

146 غض البصر_ 9

147 لزوم النساء السرت والعفاف_ 14

األمر باملعروف، والنهي عن املنكر، والدعوة _ 11

147 إىل اهلل

147 إعانة احلجاج_ 12

147 االستكثار من النفقة_ 13

141 استشعار عظمة الزمان واملكان_ 10

141 اغتنام األوقات_ 12


149 استحضار انقضاء أيام احلج_ 16

149 احملافظة على أداء الفرائض_ 17

149 البعد عن إجهاد النفس فيما ال يعين_ 11

114 فحسب أال يكون هم احلاج أن يقضي نسكه_ 19

114 ث و لعشرو ر مر ع أب لسفر مش نهلر ل ل

114 :_ أمور تعني على ذلك

114 _ سعة الصدر عليهم

111 _ ترك املنة

111 _ تعليم األوالد بعض آداب السفر

112 _ إشغال األوالد يف الطريق مبا ينفع ويسلي

112 _ أخذ النفقة الكافية للسفر

112 _ التأكد من الطريق الذي سيسلك

113 _ موقف للشيخ ابن باز مع أهله يف السفر

لر بش و لعشرو ر مر ع أب لسفر مش

110 لا ل نر

110 _ طرق جمدية يف ذلك

ش مع و لعشرو ر مر ع أب لسفر مش

111 نك برر


119 _ كلمة لربيعة بن عبدالرمحن يف مروءة السفر

يف لس ب و لعشرو ر مر ع أب لب

124 لسفرر

124 _ التأكد من أخذ موعد الزيارة

121 _ حتديد وقت الزيارة

121 _ أخذ الزينة املالئمة

لس بش و لعشرو ر د و ن بعض م مير أينن ء

122 لسفرر

122 _ أهمية ذلك

123 _ مؤلفات وكتابات أثناء السفر

120 _ من أخبار الشيخ ابن باز يف ذلك

للشيخ حممد اخلضر حسني أثناء غربته _ خواطر رائعة

126 يف أملانيا

ر إلدي ب ب ح ل ل من و لعشرو

131 ر لق وم من لسفر

132 _ أهمية اهلدية

132 _ اهلدية ال تحتقر


132 _ أثر اهلدية يف املهدى إليه

133 _ آثار وأشعار يف اهلدية

133 _ أثر اهلدية يف نفس املهدي

130 حش و لعشرو ر ح قب ل ملس فر بع عابدهر ل

130 _ أثر ذلك يف قلب املسافر القادم

132 هتبح_ ما حيسن باملسافر إذا استقبله أ

ل ينا ر روق نهل بع ال لغيب

132 و لسفرر

136 _ الطروق خمالفة للسنة

136 الطروق عن_ األصل يف النهي

136 لنهي عن الطروق_ اهلدف من تشريع ا

137 _ كلمة البن حجر يف ذلك

139 بأي وسيلة بالقدوم _ إعالم الزوجة

104 _ لفهر

Documents

بسم الله الرحمن الرحيم · 5 ر°س»ا في ±Öاط».ÈGu½D ÔÙÐ¾Á SDm¹k DÍ ،Oh/DÍ ،lEMd/DÍ ،يرq½D NQ¹ »½k¹Í.ËÐ½J sEÆ½D Óm¦ÅÍ ،Ë½DÎ\FÍ