20
علميلي و البحث اللعاتعليم ا وزارة المعة وهران جاياسيةوم السعل ق والية الحقو كلت الدوليةقاسية والعلسياعلوم ا قسم المنراتيجية و استس ا مقيا) وقستاذ محند برقضرات ا محا( صير تخصنة أولى ماجستطلبة سضرات مقدمة ل محا: من الدوليت الدولية و اقا " الع" لطالب ا: عربي بومدينلجامعية السنة ا: 1122 / 1121

دراسة الأمن الدولي: مقاربة نظرية

Embed Size (px)

Citation preview

وزارة التعليم العالي و البحث العلمي

جامعة وهران

كلية الحقوق والعلوم السياسية

قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية

مقياس اإلستراتيجية و األمن

) محاضرات األستاذ محند برقوق (

:محاضرات مقدمة لطلبة سنة أولى ماجستير تخصص

"" العالقات الدولية و األمن الدولي

:الطالب

بومدين عربي

1122/1121 :السنة الجامعية

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

2

نظريةاألمن الدولي: مقاربة ةدراس

م، 5491منذ International Securityتغريت الدراسات حول األمن الدويلمصدر التهديد األساسي هو التنافس بني الدول العظمى اعتبارهاحيث تطورت من

واألسلحة النووية، إىل تنوعها احلايل أين يلعب كل من أمن البيئة، اإلقتصاد، اإلنسان، إىل جانب األمن العسكري، وسنحاول فيما يلي التطرق ملفهوم األمن الدويل، من خالل

.حوصلة ألهم ما جاد به رواد هذا اجملال

:من الدولي كأحد المجاالت الفرعية للعالقات الدوليةمفهوم األ

)حاجة( لكل هو ،دولةيقصد ب"األمن الدويل" كمفهوم أربعة أشياء: هو)هاجس( لكل .دولة، هو)غاية( لكل دولة، ولكن أيضا هو)معضلة( كل دولة

نتكلم عن األمن، فإننا نتكلم عن تصور غائي للمجتمع الدويل، وخاصة ما يتعلق وعندمابالتعامل مع الظواهر املهددة لألمن والسلم الدوليني، ويرتبط هذا التصور، من منظور علم

:السياسة، بفرضيتني متكاملتني

:أن الطبيعة التعددية للدول تنتج فوضى بنيوية في النظام الدولي.1

م، والذي ارتبط 51ذهبت إليه معظم الدراسات حول األمن الدويل، منذ القرن وهذا ما سواء realismاألساسية للواقعية وهو الركيزةم، Westphalia 5491وستفاليا مبعاهدة

للحرب بني إسربطا وأثينا يف كتابه Thucydideالكالسيكية منذ تفسري "ثيوسيدس" .القدمية"احلرب البيلوبونيزية" يف اليونان

يف كتابه "الرسائل"، NiccolòMachiavelliلي"يوهذا ما ذهب إليه أيضا "ماكياف .عندما حتدث عن أن الفوضى املنتجة للحرب منتجة حلاجة األمري لإلكتفاء الذايت

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

3

عندما حتدث يف كتابه عن Thomas Hobbesمفهوم الفوضى إرتبط أيضا ب"هوبز"أن تكون مؤمنة على نفسها وال على ال ميكنهااألمنية" والذي يعين أن كل دولة "املعضلة

.مصاحلها، ولذلك فعليها أن حتضر للحرب قبل السالم

م، 5494وهذا املفهوم جنده أيضا مفهوما حموريا يف الدراسات حول األمن الدويل منذ ث أن التضارب يف خاصة يف كتابات "كال" يف كتابه "عشرون سنة أزمة" عندما حتد

.املصاحل هو منطق الالأمن الدويل

وهذا ما رأيناه أيضا بعد احلرب العاملية الثانية، يف مقالة نشرت يف جملة الشؤون اخلارجية، ، عندما حتدث George Canning من طرف وزير اخلارجية األمريكي "جورج كينن"

احل جزء ال يتجزأ من بنية النظام على أنه بعد احلرب العاملية الثانية، أصبح تضارب املص .الدويل

Hans" مورغا نتوهانسوهذا ما رأيناه أيضا سنة بعد ذلك يف كتاب "Morgenthau ،"السياسة بني الدول"، عندما حتدث على ما أمساه "الواقعية الدولتية"

ة بأن القوة ليست فقط أداة لتحقيق األمن، وإمنا هي أساس مبتغى لكل دولة، أي أن القو .والسعي للحصول عليها يشكل مصدر للفوضى

يف كتابه Paul Hadleyونرى أيضا نفس السياق لدى الكاتب الربيطاين "هاديل بول" ما وهذا"اجملتمع الفوضوي"، عندما حتدث أن بنية النظام الدويل هي بطبيعتها فوضوية،

– املصلحة – القوة) ثالثية أن حتدث عندما ،"القوة سياسة" يف ،"رايت إين" إليه ذهب .الدويل األمن قلة تنتج ما هي( الدولية التفاعالت

العاملي التوزيع يف الالتكافؤ طبيعة بأن قال عندما" ستني ووليت" كتابات يف رأيناه ما وهو القوة، من مزيد على دوما احلصول يف قوي هو ما رباطة حبكم التنافس، ينتج ما هو للقوة من والرفع قوهتا على للحفاظ تسعى الدول جعل وهو ،"التفكيكي التنافس" أمساه ما وهو

. اهليمنة مبتغى على احلصول هبدف مكانتها

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

4

على مستوى Antonio Gramsciوهي فكرة عكست ما حتدث عنه "غرامشي" سيطرة القوة كقيمة، كانت يف صميم نظرية اهليمنة اليت أتى هبا املفكر اإلرلندي "روبرت

، عندما قال أن اهليمنة منطق إنساين ومنطق للدولة القوية، اليت Robert Coxكوكس"ال تقوم فقط باللجوء إىل بناء قواعد تنظم تفاعالهتا مع دول أخرى، لكن أيضا تتبع

.إسرتاتيجيات للهيمنة

:أنه عندما نتحدث عن األمن الدولي، نتحدث عن ثالث مفاهيم مكملة.2

والذي يعين وضع القيمة املركزية للدولة، ذلك أن الدول ختتلف يف أ/ مفهوم التهديد: The national interestتعريفها للمصلحة الوطنية، مما جيعل "املصلحة الوطنية"

حمل شك وعدم يقني، فالعناصر اليت تدخل يف تعريف املصلحة الوطنية يف اجلزائر تتمثل يف قعة اجلغرافية، ومنع أي تغيري، يف حني أن اإلحتفاظ بالسيادة، اإلستقالل، وحدة الر

الواليات املتحدة على خالف ذلك، كمنطق هيمين على املصلحة األمنية، تعرفها على أهنا "مصلحة كونية"، وهذا ما جيعل املصلحة الوطنية كقيمة معرفة مبكانة الدولة يف

خيارات الكربى التوزيع العاملي للقوة، وهذا ما جيعل أن التهديد يصبح موجه لل (.للدولة)التوجه إلستخدام وسائل احلسم العسكري عندما تس هذه املصاحل

واملثال الذي ميكن أن نسوقه يف هذا السياق، هو استصدار الكونغرس األمريكي لقرار منع تصدير النفط OPECم، بعد إقرار منظمة األوبك 5419احتالل آبار النفط يف

ويف تلك الفرتة مل تكن الطاقة جزءا من املصلحة األمنية للدول اليت ساندت إسرائيل، :م من خالل نصني اثنني6004األمريكية، ومل تصبح كذلك إال يف سنة

يف الربازيل عند عقد إتفاق George W. Bushالنص األول هو خطاب "بوش" *قة جزء ال تصدير الوقود احليوي من الربازيل إىل الواليات املتحدة، أين إعترب "بوش" الطا

.يتجزأ من املصلحة األمريكية

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

5

م والذي أكد علية يف 6006النص الثاين هو "اإلسرتاتيجية األمريكية لألمن القومي * .م6050الوثيقة األمنية ألفريل

، Truman Doctrineم، ومن خالل مبدأ ترومان5491املثال اآلخر هو أنه منذ لغرب إىل غاية إتفاق "ريكيفك" الذي اعترب إعتربت الواليات املتحدة نفسها قائدة قاطرة ا

هناية احلرب الباردة، هذا اليقني اإلسرتاتيجي القائم مع احلرب الباردة إنتهى مع اهنيار الكتلة م، وفعليا بإندثاراإلحتاد 5414نوفمرب 04اإلشرتاكية رمزيا بسقوط جدار برلني يوم

.اليقني م، وهو ما مسي بنهاية5445ديسمرب 61السوفيييت يوم

م أكرب وثيقة معرفة للمنظور األمين األمريكي، 5446بعد ذلك، مت استصدار يف مارس وهي ما ميس ب"الوثيقة التوجيهية للدفاع األمريكي"، واليت تنص على أنه ال ميكن

للواليات املتحدة أن تقبل بأي حال بروز أي قطب منافس هلا مهما كان حليفها ، أي ، وهذا ما تأكد يف "الوثيقة األمريكية multipolarityعددية القطبيةرفض العودة إىل الت

م" والذي يقضي بضرورة إنتشار الواليات 5441ملشروع القرن األمريكي

املتحدة عرب كل العامل، خاصة يف املناطق اليت كانت سابقا حتت مظلة اإلحتاد السوفيييت، ومثال ذلك "العقيدة العسكرية وأيضا أينما تواجدت التوجهات اجلديدة حنو القوة،

، إلحتواء الصني مقابل U.S. military doctrineم"6056األمريكية اجلديدة .خلق حتالف إسرتاتيجي مع اهلند وإنشاء قواعد عسكرية يف آسيا

واليت يقصد هبا غياب اإلستقرار أو ضعفه يف املنظومة اإلقتصادية، ب/ مفهوم الهشاشة:والقيمية يف الدولة، يف اجلهة أو على مستوى العامل، واملثال الذي السياسية، العسكرية

من إبادة مجاعية ، Rwandaميكن أن يساق حول املنظومة القيمية، ما وقع يف رواندامما أدى إىل بروز نقاش يف األمم املتحدة حول جعل هذه العناصر املكونة للهشاشة

Kofiادة، كما ورد يف خطاب "كويف عنان"القيمية، مدخال إلعادة صياغة حمتوى السيAnnan م، عندما قال بأنه ال ميكن بأي حال اإلفالت من العقاب 5444يف سبتمرب

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

6

الفردي، اجلماعي والدوليت، من مثل هذه اجلرائم باسم السيادة، وهذا ما دفع إلنشاء "جلنة سحنون" أحد م، واليت كان السفري اجلزائري السابق "حممد 6005واجب احلماية" يف

أعضائها، واليت طورت يف أول تقرير هلا، هذا املفهوم بربطه بالسلم واألمن الدوليني، مما م حبضور 6001تقريرها الثاين يف الستصدار ،السياقمسح بإنشاء جلنة ثانية يف نفس

، والذي El-Akhdar El-Ibrahimiخضر اإلبراهيمي"ألا"

ف الدول، ضد أي دولة يستخدم نظامها جيعل من استخدام القوة العسكرية من طر .السياسي العنف املفرط ضد املدنيني، حتت غطاء األمم املتحدة

م، والذي ربط محاية املدنيني بالسلم 6055الصادر يف 54/19وهذا ما رأيناه يف القرار .واألمن الدوليني، حتت الفصل السابع من امليثاق

وهو األقل أمهية يف فهم األمن الدويل، ألنه يربط باألساس مبستوى ج/ مفهوم الخطر:إدراك مرحلي، جمايل، لتهديد يف بدايته، ميكن إحتواءه إن مل يتفاقم، ففي كتاب املفكر

األملاين "بيك": "جمتمع املخاطر"، يقول بأن األمن ال يعين خلو النظام من املخاطر بقدر

ما يعين قدرة هذا النظام على إكتساب وسائل إحتوائها أو إدارهتا ملنع تفاقمها لتشكل .هتديدا هلا

:منهجية التحليل في الدراسات حول األمن الدولي

هنالك مناهج كثرية تستخدم يف الدراسات حول األمن الدويل، لكن املنهج األكثر )هوla méthode FASP:إستخداما (وتتمثل فيما يلي

(Facteur / Acteur / Secteur / Process)

...العوامل: وقد تكون هذه العوامل إقتصادية أو سياسية أو ثقافية أو دينية*

.الفواعل: اليت تشكل مصدرا للتهديد أو فواعل لبناء األمن أو إدارته*

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

7

.القطاعات: واليت تعين القطاعات العسكرية، السياسية، اإلقتصادية، أو بنية األمن*

العمليات: اليت تسمى عمليات الصراع واحلرب، وعمليات التعايش والتفاوض، واليت تعين * .ماهي العمليات املهددة لألمن واملغذية لألمن

.وهي منهجية كثرية اإلستخدام على مستوى الدراسات االمنية

:الفرق بين األمن الدولي واألمن العالمي

األمن الدويل هو األمن مبنظور مرتبط بفكرة الدولة كفاعل أساسي وكفاعل مرجعي، الذي يعين أنه صانع لالأمن وصانع لإلستقرار وهو ناظم هلما، ويشمل األمن الدويل يف عصرنا احلايل على جمموعة من القطاعات اليت مل تكن موجودة يف التصور الذي تأسست عليه

، والذي يعين منع بروز احلروب من خالل تطوير ONUم5491األمم املتحدة يف كمدخل هلذا التصور التعاقدي حول collective securityمفهوم "األمن اجلماعي"

م داخل األمم املتحدة من خالل تقرير 5416األمن الدويل، إذ رأينا منذ

كل عندما أقر بضرورة توسيع مفهوم األمن الدويل ليشملWilly Brant"ويلي برانت" نتجة لعدم اإلستقرار بني الدول وداخل الدول خاصة املعطى اإلقتصادي،

التهديدات امل

.م يف املنظومة املالية الدولية5444وجاء هذا على خلفية أزمة

م، رأينا أيضا داخل األمم املتحدة ما يسمى "إمجاع 5416ويف نفس السنة، أي ن الدويل، وهذا ما جعل تقرير آخر وهو تقرير ستوكهومل" بإعتبار البيئة هتديد جديد إىل األم

"بروتالند" يقر بضرورة قراءة األمن الدويل يف كل أبعاده العسكرية، السياسية، اإلقتصادية .والثقافية

، أي من Asymmetricthreatsكما رأينا أيضا مع تنامي "التهديدات الالمثاثلية" جديدة معرفة لألمن الدويل بروز طروحات Terrorismغري الدول، خاصة اإلرهاب،

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

8

م والقاضي جبعل اإلرهاب هتديد لألمن الدويل، 5444يف 56/41سواء ما تعلق بالقرار .أي جعل فواعل أخرى غري الدول جزء من القراءات لألمن الدويل

سبتمرب 61الصادر يف 59/11كما رأينا أيضا أن هذا التوجه كرس إبتداءا من قرار واإلرهاب مصادرة مهددة على املستوى اإلسرتاتيجي لألمن م جيعل التطرف 6005

وهذا التوسيع جاء Global securityالدويل، فأصبحنا نتحدث عن "األمن العاملي"، ليشمل التهديدات النامجة عن التباين اإلقتصادي، "األمن العاملي"يف كتاب "بيرت هو" :

نتج عن حركيات اإلنتقالالدميغرايف كاهلجرة السرية، وأيضا بروز املخاطر البيئية كاجلفاف امل

اليت تنتج اهلجرة البيئية عرب احلدود، وقد تنتج أزمات بني الدول، فضال عن بروز أوبئة عابرة .للقارات

وهذا ما جيعل من هذه التهديدات مهددة لألمن الشامل، مما جيعل أي قراءة لألمن الدويل غري قادرة لإلملام بإستخدام املناظري السابقة، ولكن جيب قراءة قواعد القانون يف هذا القرن

، طبيعة الفواعل، مصادر التهديد التماثلية international lawالدويل

والالتاثلية، باإلضافة إىل مستويات التهديد الصحية، البيئية،...وهذا ما جيعل دراسة األمن اد صعوبة خاصة فيما خيص الربط بني القراءات التقليدية الدويل من هذا املنظور أمرا يزد

.لألمن الدويل، مسألة احلرب وربطها باملؤشرات اجلديدة

:النظريات األمنية الحديثة

عندما نتحدث عن األمن الدويل مبعىن الدولة، هناك تركيز يف الدراسات العسكرية على :نظريتني، الواقعية واملعيارية

بنقاشاهتا الثمانية اليت تقوم على فرضية أن :realismtheoryالنظرية الواقعية*األمن هو غاية مدركة أو/وتصور للدولة يقتضي لتحقيقه إستخدام كل الوسائل املتاحة فال ميكن اجلزم بالقول بأن األمن هو حالة، فهو حاجة مستمرة بشكل لوليب تصاعدي، ألن

دوما بني قوهتا وقوة املنافس هلا، وهذا ما جيعلها الطبيعة التنافسية للدول جتعل الدولة تقارن

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

9

، The securitydilemmaتعاين من ال يقني أمين، يعرب عنه نظريا ب"املأزق األمين" .وهو ما جيعل الدولة تسعى للرفع من مقدراهتا العسكرية

م 6004وميكن يف هذا السياق أن نسوق املثال بني اجلزائر واملغرب، حيث صدر يف فرباير عن املؤسسة امللكية تقرير حتت عنوان "امليزان العسكري" الذي قال أن الطبيعة التارخيية للعالقات بني اجلزائر واملغرب، خلقت شكا مرضيا جيعل الدولتني يف تنافس مستمر على

يف املئة من 1مليار دوالر أي ما يعادل 1.5املستوى العسكري، مما جعل املغرب يصرف .ام، يف التسلح، وهي أكرب نسبة على املستوى اإلفريقيدخله الوطين اخل

هناك أيضا يف هذا املنظور حول التنافس، مقرتح نظري لتفسري السباق حنو التسلح بني يف Brzezinskiاإلحتاد السوفيييت والواليات املتحدة، يف مفهوم قدمه "برجينسكي"

افق" عندما قال أن أحسن طريقة م خلنق العدو السوفيييت فيما أمساه "نظرية التو 5449 لكسر هذا العدو هو بدفعه حنو سباق للتسلح، ال ميكنه أن يستمر فيه، وذلك جبعله ي

حول ميزانيته اإلقتصادية حنو التسلح، وقد شهدنا نقاشات فكرية يف م يف اجلزائر 6004 .لتطبيق ذلك بينها وبني املغرب

اليت يشكل "فولك" أحد أقطاهبا : theorynormative النظرية المعيارية*عندما حتدث عن مفهومني، من ناحية "أخلقة األمن الدويل" وذلك جبعل محاية حقوق

ليس فقط يف احلروب ولكن أيضا من خالل دعم مسارات HumanRightsاإلنسان التنمية، ومحاية حقوق األقليات كجزء منظومة، لرتقية األمن الدويل، كما حتدث من ناحية

ى على ضرورة توسيع قواعد القانون الدويل لدعم كل األشكال اليت تضمن اإلستباق أخر للحروب، لكن أيضا إنتاج قواعد قانونية جديدة للتعامل مع الظواهر اإلقتصادية، البيئية،

.الصحية، الثقافية، يف عالقاهتا املنتجة لألزمات وحىت احلروب

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

10

األخالق والقانون، بقدر ما يتحدث عن وهذا ما جيعل "فولك" يتحدث ليس عن ثنائية غيبة للحق التلقائي

راقبة لألمن الدويل، وامل

فكرة توسيع األرضية املعيارية املنتجة للسلم، امل

.لدى الدول للجوء إىل العنف

والذي يتحدث عن ضرورة اإلنتقال من مبدأ المدخل اإلقتصادي لألمن الدولي:*كرسة التنافس الصفري إىل فكرة التنافس

نتج لقواعد التعاون والتعايش، امل

غري الصفري، امل

نتجة لقناعة بضرورة دعم األمن الدويل، ألنه خيدم املصاحل املشرتكة، وهذا للثقة املتبادلة وامل

."ما ذهب إليه املفكر املاليزي "شاندرا موال

الذي يعكس خمتلف املقاربات السلوكية حول النزاع المدخل النفسي لألمن الدولي:*يف كتابه Anatol Rapoport رابابولت" والعنف، ومنها تلك اليت طورها "أناطول

، عندما قال أن الطبيعة اإلنسانية هي طبيعة سلبية، وأن الدولة "بنية النزاع"حول

.ن كان خادما ملصلحتهامثل اإلنسان، هلا أنانية، فلجوؤها للعنف مثل جنوحها للسالم، إ

وعلى العكس من ذلك جند من يقول بأن السلم قيمة، واألمن الدويل عمليات مرتبطة أساسا بالقناعة الناشئة عن رغبة يف البقاء، خاصة مع توجه معظم الدول حنو األنظمة

ن الدميقراطية، وهو ما يسمى ب"مقاربة السلم الدميقراطي لألمن الدويل" اليت بدأت يف القر م من طرف املفكر اإليطايل "دونيت" ، عندما حتدث عن رومنسية الدميقراطية 51

م يف كتاب "السلم الدائم" 54وأخالقيات السالم، وهذا ما رأيناه يف القرن ، ويف خمتلف املسامهات الفكرية حول األمن الدويل لدى Immanuel Kant"طل"كان

.""دافيد هيلد رواد الطرح الكومسوبوليتاين اجلديد، من أمثال

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

11

اليت وسعت من جمال األمن من حيث احملتوى، لتشمل األبعاد الطروحات النقدية: *السياسية، اإلقتصادية، اجملتمعية، الثقافية، البيئية، إىل جانب البعد العسكري، وذلك

من نقد حمورية الدولة، وتوسيع رقعة الفواعل ورفض أولوية الدافع العسكري، إنطالقاوتفضيل الدوافع البنائية، واهلدف منها تكريس ثقافة األمن الدويل باسم اجلنس اإلنساين

(.وليس مبنطق الدولة )أنسنة األمن اإلنساين

م من 5449نة وهذا ما جعل بروز تصورات خاصة مبفهوم األمن اإلنساين الذي طور سخالل برنامج األمم املتحدة للتنمية يف فصله الثاين، من طرف حماضريه اإلثنني، األمريكي

صاحب جائزة نوبل لإلقتصاد، والباكستاين AmartyaKumar Sen"أمارتياسن"

حمبوب احلق" ، اللذان عرفا األمن اإلنساين كتحرر من اخلوف بكل أشكاله، من اجملهول، احلرب، لكن أيضا حتريره من احلاجات اإلجتماعية، السياسية، املرض، اجلهل،

البيولوجية، النفسية،..فمفهوم األمن اإلنساين هو جزء من موضوع كالين، إنطالقا من تبين حقوق اإلنسان كفلسفة، مبعىن القيم املعيارية، فإدراج البيئة، اإلقتصاد، الصحة، الغذاء،

:من اإلنساين جندها تتقاطع مع مقاربتني جزئيتنياجملتمع، الثقافة، كلها كأبعاد لأل

يف حديثه عن مثلث Johan Galtungاألوىل هي للمفكر النوروجيي "يوهان غالتونغ" *السالم، عندما حتدث عن السالم كقناعة مكرسة يف قيم مشرتكة هي ثقافة السالم املعرب

.عنها بالتصورات املشرتكة لألمن الدويل

كما أهنا تتقاطع أيضا مع املنظورات املختلفة ملدرسة كوبنهاغن ذات الصفة التطويرية، اليت *يف كتابه "الشعوب الدول Barry Gordon Buzanبدأت مع "باري بوزان"

م، عندما حتدث عن القطاعات اخلمس لألمن واملوسعة لألمن 5415اخلوف" لسنة لسياسي، اجملتمعي، والبيئي، األمر الذي الدويل، وهي القطاع العسكري، اإلقتصادي، ا

تكرس يف كتاب مشرتك له مع عمادين آخرين من مدرسة كوبنهاغن، ومها "أويل يف كتاب حتت عنوان "األمن Wildeو "وايلد دو جاب" . OleWaeverوايفر"

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

12

إطار جديد للتحليل" الذي صدر يف هناية التسعينيات، عندما حتدثوا على أن األمن الدويل ميكن أن يقرأ من مناظري الدول، لكن جيب أن يشمل على خمتلف مستويات ال

التكامل: )الفرد، اجلماعة، اجملتمع، الدولة، اإلقليم، اجلهة، الدويل(، ليضاف إليها يف كتاب بعنوان"املركب األمين اجلهوي" )العاملي( ، مع اإلبقاء BarryBuzanآخر ل"باري بوزان"

.سكرية، اإلقتصادية، السياسية، اجملتمعية، البيئيةعلى القطاعات اخلمس:الع

وبالتايل، عندما نقرأ األمن الدويل، جيب أن ننظر إليه كمفهوم حركي غري جامد، على مستوى احملتوى والفواعل) مصادر التهديد والفواعل الناظمة(، ولكن أيضا جيب أن يقرأ

ي أي فاعل وال هنمش أي قطاع، األمن الدويل من جوانب خمتلفة، بشكل جيعلنا ال نلغوهذا ما جيعل أي حملل للظاهرة األمنية الدولية، يقرأ بشكل حتليلي مسار األمن الدويل،

.بشكل يساعده على تقدمي صور بديلة ملستقبل موضوع الدراسة

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

13

التفاعالت األساسية لألمن الدولي

م، جمموعة من القراءات والتصورات 5445ديسمرب 61بعد هناية احلرب الباردة، ظهر :اخلاصة باألمن الدويل ملا بعد احلرب الباردة، نقدمها من حيث الرتكيز على أمهيتها كاآليت

:القراءة األولى

(2991الوثيقة المرجعية للدفاع الوطني األمريكي )مارس

دويل رهني اإللتزام العاملي للقوة األمريكية، وذلك من حتدثت ألول مرة على أن األمن ال :خالل إقرار جمموعة من املبادئ

هناية القطبية الثنائية جتعل من اليقني اإلسرتاتيجي أمرا صعبا، أي غياب العدو املعلوم 1. .جيعل خارطة التهديدات مفتوحة

اإلسرتاتيجية األمريكية، وهو أن الواليات املتحدة يف الوثيقة، تقر بأن مركز الثقل يف2.سيبقى "أوربا"، مع ضرورة توسيع إنتشارها العسكري عرب العامل، خاصة حماولة بناء

.شراكات وحوارات مع الدول اليت كانت منضوية حتت غطاء حلف وارسو

إقرار أنه ال ميكن للواليات املتحدة أن تقبل بروز قطب منافس هلا، حىت وإن كان 3. .ضروري لإلبقاء على منطق اهليمنة األمريكيةصديقا، وذلك شرط

ذلك أنه يف إعتقاد هذا النص، فإن اللحظة التارخيية هي حلظة أمريكية، جتعل قواعد األمن و"الفعل اإلسرتاتيجي األمريكي" Legitimacyالدويل حمددة بثنائية "الشرعية األممية"

.احملققني لألمن الدويل

:القراءة الثانية

(1222-2999-2992اإلستراتيجية للحلف األطلسي )العقيدة

م هو5445احللف األطلسي هو املناول األول يف األمن الدويل، وأول ما نتج عنه سنة

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

14

املفهوم اإلسرتاتيجي األول الذي أشار أن تالشي منطق اإلحتواء، جيعل هذا احللف يبحث ك يف ظل تراجع عن شركاء جدد من أجل بناء السلم والوقاية من األزمات، وذل

اإلختالالت األيديولوجية، وتراجع التنافس بني الشرق والغرب، وهذا ما جعل احللف يفعل جمموعة من املبادرات، إنطالقا من قناعة أن اإلحتاد األوريب يبقى جمال اإلهتمام األول،

مع دول حلف وارسو، كل دولة على 1وذلك بإطالق مبادرة" الشراكة من أجل السالم"حدى، يف ظل تكييف تدرج للقوى العسكرية وللعقيدة العسكرية هلذه الدول احلديثة العهد باإلستقالالإلسرتاتيجي، مع حماولة فتح قنوات اإلتصال مع روسيا، لكوهنا احللقة الضرورية

.لنجاح فكرة توسيع احللف حنو الشرق

يف الدول العربية واإلسالمية، خاصة اجلزائر كما أن وجود عدد من حاالت الإلستقرار ومصر، جعلت األمني العام السابق للحلف "ويلي كنايس"، يقر صراحة أنه مع سقوط

اإلحتاد السوفيييت وهناية األيديولوجية الشيوعية، أصبح العدو اإلسرتاتيجي هو "التطرف .طلسية للدفاعاإلسالمي" الذي يشكل حسبه، مصدر التهديد األول للمنظومة األ

وهذا ما جعله يعلن عن حوار متوسطي مع الدول اليت كانت تشرتك معهم يف نفس القراءة اخلاصة باإلسالموية، وهي:) إسرائيل واألردن ومصر وتونس وموريتانيا

واملغرب(، على خلفية ما كان يقع يف اجلزائر من أعمال إرهابية ذات التهديد على املصاحل نطقة وخارجها، وهذا ما جعل التهديد اإلرهايب وحماربته جزءا من العقيدة الغربية يف امل

.اإلسرتاتيجية األطلسية منذ ذلك احلني

م على خلفية تدخل 5444لنرى هذه العقيدة تتوسع يف املفهوم الثاين، الذي إعتمد سنة بإسم محاية األقليات والدفاع عن Kosovoيف "كوسوفو" NATOاحللف األطلسي

اإلنسان، وهذا ما جعل هذا املفهوم الثاين يعيد قراءة "السيادة" حقوق Sovereigntyبشكل يضمن "حق التدخل ألغراض إنسانية" كما رأيناه يف ليبيا.

1L »approche des 3 paix

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

15

م، وبروز توجه حنو الربط بني 6005سبتمرب 55وبالنظر إىل تنامي اإلرهاب بعد أحداث منية األخرى" ومنها املهام اليت تقوم هبا املسرح التقليدي للحلف وهو "أوربا" و"الوظائف األ

كنموذجني للعمل اجلماعي، Afghanistanأفغانستانقوات احللف يف كوسوفو ويف يشرف احللف مع دول أخرى حتت غطاء األمم املتحدة، وهبدف حتويل هذا احللف إىل

"املتدخل األول" على مستوى الفعل األمين، وهذا ما جعل املفهوم الثالث

م، يشمل توجه جديد ليشرك ليس فقط الدول العضو يف 6050إعتمد سنة الذي وهي) اليابان وكوريا اجلنوبية 2" االتصالاحللف، ولكن أيضا ما أصبح يسمى ب"دول

على اخلارطة العاملية مبا يتوافق وقراءة وأسرتاليا وزيلندا اجلديدة(، بشكل جيعل احللف يتموقع مستقبلية للعامل، تكون فيها آسيا مركز الثقل املستقبلي للعامل، ليس فقط على

املستوى الدميغرايف أو اإلقتصادي أو املايل، ولكن أيضا على املستوى العسكري وعلى .مستوى التهديدات املستقبلية للتحالف التارخيي األوريب األطلسي

:القراءة الثالثة

:هي ما ميكن تسميته القراءات الصينية للعامل منها

(م1222الورقة البيضاء للدفاع الوطني الصيني )

واليت فككت بشكل مقارن القوة األمريكية والقوة الصينية، لتقول أن "اجلوار اإلسرتاتيجي إقتصاديني "املكسيك وكندا"، األمريكي" هو "اجلوار املستقر" حبكم املوقع املتوسط حلليفني

9دولة حدودية، مبا يف ذلك 59وغياب أي صراع جديد بينهما، يف حني أن للصني دول نووية) اهلند وباكستان وكوريا الشمالية وروسيا(، وتاريخ صراعي مع اهلند على األقل

ية يف حربني بريتني، وأن الواليات املتحدة، رغبة يف اإلبقاء على مستوى من "السلب، من خالل دعم منحى إستقالل "طايوان" Chinaاإلسرتاتيجية" يف إجتاه الصني

2Les pays contacte

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

16

Taiwan ودعمها على املستويات العسكرية والتكنولوجية، كما أن هذه السلبية اإلسرتاتيجية تقوم على دعم حقوق األقليات يف "التبت"،كما أن السلبية

ان، سواء بدعم املعارضات لكن اإلسرتاتيجية حتمل حماوالت التدخل بإسم حقوق اإلنس .أيضا بدعم األقليات املختلفة يف هذا البلد

كما تشمل القراءة الصينية لإلسرتاتيجية األمنية، أن الواليات املتحدة تتجه حنو منطق نقل من "الغرب األطلسي" أي Strategichegemony"اهليمنة اإلسرتاتيجية"

ب ترومن، إىل نقل القوة األمريكية مذهب مونرو و"الغرب األوريب" مبعىن مذهاألورمتوسطية، لكي تكون آسيوية ويف منطقة "احمليط اهلادي"، وذلك منذ بداية إهتمام

.م على املستوى اإلقتصادي5444سنة Bill Clintonحكومة كلينتون

وهذا ما جيعل هذا اإلهتمام ميثل بوادر الصراع، وهذا ما يستدعي من املنظور الصيين :من العملياتجمموعة

دعم املسار التنموي مبا جيعل الصني قوة إقتصادية ثابتة ورائدة، ولكن أيضا مبا ميول 1.مليار دوالر، يف حني 190امليادين األخرى..).حجم الديون األمريكية عند الصني تبلغ

(.ترليون دوالر 9أن للصني خمزون نقدي يفوق

طريق توطني التكنولوجيا ودعم كل عمليات جيب دعم مسار التطوير الصناعي، عن 2. .اإلبداع العملي والتكنولوجي، خاصة على مستوى ترقية األطر التكوينية للكفاءات الصينية

م 6051كما تقر هذه الوثيقة على اإلستمرار يف اإلنفاق العسكري لريتفع يف حدود 3.فوق مجلة اإلنفاقات مليار دوالر، وهذا ما جيعله الثاين عامليا، ي 600إىل أزيد من

.العسكرية لإلحتاد األوريب

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

17

اإلسرتاتيجية، بالربامج تعلق ما سواء العسكري، املستوى على اإلسرتاتيجية الربامج دعم مع ببناء اإلسرتاتيجي املستوى على أيضا القيام مع...فاعلية أكثر وجعله التكنولوجي، التصغري

...والربازيل آسيا مع إسرتاتيجية

واإلستمرار يف سياسة اإلفرتاق لألسواق والتموقع يف مصادر الطاقة ومصادر التعدين واملواد .األولية

:القراءة الرابعة

م من طرف مجلس اإلستعالمات األمريكية 1222هي التقرير الصادر في نوفمبر م1212 بالتوجهاتالعالميةالكبرىآفاقالخاص

يقر بأن العامل لن يبقى كما هو، فالقوة األمريكية لن تكون وحيدة بل فريدة أي والذي .شاملة بكل األبعاد الدبلوماسية، الثقافية، التكنولوجية، املالية، ولكن أيضا العسكرية

فعلى الرغم ن إقرتاب الصني وتقلص هامش الريادة األمريكية، إال أن الواليات املتحدة م، كما يرى هذا التقرير بأن 6090مع إحتمال تراجعها يف آفاق تبقى القوة األوىل،

اإلنفاق العسكري األمريكي والقوة العسكرية األمريكية ستبقى األوىل وإن كانت الصني والواليات املتحدة تدخالن يف تنافس يف هذا اجملال، فمع إمتالك الواليات املتحدة ألقطاب

ولوجي والتمويل السخي، فإن اهلوة التكنولوجية يف تكنولوجية والتجارب يف اإلبداع التكن .اجملال العسكري ستبقى مستمرة

كما يرى هذا التقرير، أننا لن نكون أمام ثنائية قطرية، بل أمام تعدد األقطاب...وسوف نكون أمام الصني يف آسيا، والواليات املتحدة يف األطلسي، مع بروز عدد من القوى

.أندونيسيا وتركيا وإيراناجلديدة، مثل الربازيل و

وهذا ما جيعل القراءات حول األمن الدويل تقتضي إعادة إصالح منظومة الشرعية األممية، بشكل يسمح بربوز مجاعات جديدة بإمكاهنا أن حتد من الصراعات بني القوى الفاعلة يف

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

18

ل العامل ألن الصراع لن يكون عسكريا بالضرورة، لكن باألساس سوف نبقى يف اجملااإلقتصاديواإلسرتاتيجي مبفهومه الواسع، مع إحتمال بقاء الصراعات من أجل الدين،

.الكوريةChessgameوالنتافس من أجل القوة وحول رقعة التأثري يف لعبة الشطرنج

:القراءة الخامسة

التهديدات األمنية المستقبلية

واليت تقوم أساسا على تصور حركي هلذه التهديدات، بعضها داخلي مرتبط بإحتماالت فشل الدول بسبب عجزها الدميقراطي أو التنموي، وآخر عرب احلدود مثل اجلرمية املنظمة والتهريب، وبعضها اآلخر إرهايب وقد يشمل إحتماالت اإلرهاب

جيعل التهديدات "الالمثاثلية" أو البيولوجي، وهذا ما Nuclearterrorismالنوويتكون املصدر األول للقلق األمين على خمتلف املستويات اإلقتصادية، اجلهوية، الدولية والعاملية، ولكن أيضا ستكون سببا لربوز نزاعات مسلحة بني الدول، خاصة على مستوى

.إفريقيا

دة، من طرف جمموعة وهذا يتوافق مع بعض القراءات اليت صدرت منذ بداية األلفية اجلدي، واليت شرحت حركيات القوة 3من مراكز البحوث الفرنسية حتت عنوان "بنية القوة"

:وتطوراهتا لتصل إىل خالصتني متكاملتني

بالواليات املتحدة، وتوسعه أن اإلحتاد األوريب ضعيف اهلوية األمنية إلرتباطهإسرتاتيجيا1.املفرط خارج حدوده، وهذا ما مل ميكنه من حل معضالت أمنية على املستوى األوريب، وما

.حدث أيضا يف التدخل يف كوسوفو حول التصفية العرقية

التبعية العضوية أن اإلحتاد األوريب مازال حيمل تناقضات املاضي، بني إسرتاتيجية 2. الربيطانية ألمريكا، وفكرة اإلستقالل وضعف األداء اجلماعي، وهذا ما جيعل املستقبل يف

3La structure de la puissance

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

19

تراخي، وجيعل القوة الفرنسية يف مرحلة النهاية، بعد الذروة اليت وصلت إليها يف القرن .م54

ز احلاجة فبعد قراءة هذا التقرير، نقول إن كل التهديدات مرتبطة بضعف التنمية وبرو .لتصدير األزمات

:القراءة السادسة

وهي التي قدمت في دراسة جماعية حول التحوالت السياسية في المنطقة العربية وتداعياتها على االمن في إفريقيا

:اليت أنتجها األمن اإلفريقي يف ليبيا، وصل إىل نتائج مهمة

أن ضعف البناء السياسي والثقايف للدولة، تنتج حركيات عدم إستقرار داخلي، عندما 1. .تكون مهوم اهلوية مشرتكة داخل الدولة، ميكن أن تنتقل عدوى اإلستقرار داخل الدول

شساعة احلدود وإنتشار أشكال اجلرمية واإلرهاب، ميكن أن يضعف من أدائها، وهذا 2. .شرتكةما قد خيلق هشاشات أمنية م

أن كل تدخل أجنيب هو مبثابة ضربة قاضية لفلسفة األمن على املستوى الوطين أو 3. .اإلفريقي

مقياس اإلستراتيجية و األمنمحاضرات في

20

4حو مقاربة مبدعة لألمن الدولين

واليت هي احلد األدىن يف اإلسرتاتيجيات االمنية للتعامل :Protectionالحماية -1 .مع التهديدات واملخاطر

وهي األهم، وتعين تقدمي قراءات إستشرافية :Preemptionاإلستباق - 2للتطورات اخلاصة بالظواهر األمنية ملنع بروز أسباب التهديد، حملو احلركيات املنتجة ألسباب

.التهديد

وهي التعامل مع أسباب التهديد واملخاطر ملنع تفاقمها :Preventionالوقاية - 3 .للحد من تأثرياهتا السلبية على األمن

ترقية لسياسة أمنية شاملة متعددة األبعاد، تنع خروج التهديد : Upgradeالترقية - 4عن احلد األدىن احملتمل. مع التطوير املستمر وبعقالنية لألدوات القانونية والتنظيمية واملادية الضرورية لتنفيذ إسرتاتيجية أمنية فعالة، جيب أن يعاد تقييمها بشكل دوري، وأن تقيم

وعي وعقالين، جلعلها ناجعة على املستوى املايل، وفاعلة على مستوى بشكل موض .العمليات

لذلك نرى يف فرنسا وجود قوانني للدفاع، فضال عن الكتاب األبيض حول األمن الوطين، مع إجياد جلان متخصصة داخل الربملان حول األمن والدفاع ووجود مديرية خاصة بالدفاع

ن املراكز البحثية املتخصصة يف شؤون اإلسرتاتيجي، وإنتاج شبكة م

األمن والدفاع، يف تقدمي وجهات األمن واخلرباء، تساعد على التقييم والتقومي، وهذا ما .نلحظه على مستوى الدول املتقدمة

[email protected]

4L’approche des 4 paix