عليهم السالم انفعال العجلة عند األنبياء في القرآن الكريم التربوية آثارهو

*عودة عبد هللا . د ** عبد الرحيم داودإبراهيم . أ

فلسطين -جامعة النجاح الوطنية –رئيس قسم أصول الدين * فلسطين -قلقيلية –نسق كلية الدعوة اإلسالمية م**

1

التربوية آثارهو عليهم السالم العجلة عند األنبياء انفعال في القرآن الكريم

(عبد الرحيم داودإبراهيم . أ_ عودة عبد هللا . د) ملخص البحث

ليهم السالم، من يقوم هذا البحث على دراسة الجانب النفسي عند األنبياء عوتحليل هذا عال والسلوك، على األقوال واألفخالل انفعال العجلة، وانعكاساته

.دة منه في مسيرة الدعوة المعاصرةواإلفا االنفعال،ة، التي عرضت لبعض المواقف القرآني اعتمد هذا البحث تحديدًا على المشاهد

للوقوف على أسبابه ، عليهم السالم لدى األنبياء التي حصل فيها انفعال العجلة .واآلثار المترتبة عليه

من النوع تكان ،ض األنبياء عليهم السالملبع تي حصلوتبين أن العجلة الت خالفات إلى م يؤدلم وأن هذا االنفعال. المشروع الذي ال يالم عليه البشر في العادة

ن حصل بسببه بعض الخطأ اليسير المقبول على األنبياء شرعية جوهرية، وا .باعتبارهم بشرًا، فسرعان ما كان التوجيه اإللهي يصوب ويسدد

فإننا نلمس فيه عليهم السالم هذا االنفعال في سلوك األنبياء ومن خالل دراسةفقد لمسنا من . العديد من الجوانب التربوية التي تشكل نموذجا هاديا ُيحتذى به

انفعال نفسّي التي هي أن العجلة رة عند الصفوة المختارةخالل تحليل هذه الظاه .نوح إلى الخطيئةإلى االنحراف عن المنهج الصحيح والج تؤديينبغي أال

Abstract

Fast Reaction by Prophets and Its Educational Effects

In The Holy Qur'an

This research is based on studying the psychological aspects of

the prophets through the fast reaction and its reflections on

sayings, actions and behavior, and analyzing these aspects in

order to benefit from them in the process of the contemporary

call to Islam.

Quran presented some situations in which the prophets did fast

reaction. It was indicated that the fast reaction which occurred to

some prophets, may Allah's peace be upon them, was a

legitimate kind for which human beings are not blamed. Also,

this fast reaction did not lead to essential violations of the

religious law. If little mistake which is accepted from the

prophets being human, had occurred, some divine guidance

would have corrected and rectified it. Through studying this

reaction in the prophets' behavior, we perceive many educational

aspects which form a guiding model to be emulated. Also, shown

that fast reaction, which is psychological excitement, shouldn't

lead to deviation from proper conduct..

2

المبحث األول أقسامهامفهوم العجلة و

العجلة معنى: أولا التاااي هاااي ضاااد ،السااارعة: علاااى أن العجلاااة فاااي اللغاااة معناهاااا تجمااا اللغةةةةتكااااد معااااجم

طااوأ أو : وهااي كااذلك. 2ب معلااق بهااار والغ اا ،معترضااة علااى البئاار خشاابة: وأصاال العجلااة .1الااب ءبتحريكاه حركاة إالوهذا الطوأ ال ينتج أثارا الخشبةب المعلق على ر وهذا الغ . 3قرص قابل للدوران

ومناه . 4االساتحثاث وطلاب العجلاة: إلعجال والتعجل فمعناهاا واحاد وهاووأما االستعجال وا .سريعةأسابقتم : "أي. 5( ) :قوله تعالى

.6"تم إتياني قبل الوقت الذي قدر بهقضاء ربكم واستعجلطلااب الشاايء وتحّريااه " :بأنهااااألصاافهاني فهااا الرا ااب قااد عرّ ف :الصةةحال وأمااا العجلااة فااي

كااريم حتااى قياال فلااذلك صااارت مذمومااة فااي عامااة القاارآن ال ،وهااو ماان مقتضااى الشااهوة ،قباال أوانااه . 8"7(العجلة من الشيطان)

دمحم بن , الرازي . 521ص11ج. بال ت. دار صادر: بيروت. ال طبعةب. مج11. لسان العرب: دمحم بن مكرم, ظورابن من 1

تةا العةرو : دمحم مرتضاى, الزبيادي. 511ص. م1191. دار الكتااب العرباي: بياروت. 1:ط. مختةار الصةحا : أبي بكر: إسااماعيل باان حماااد, الجااوهري . 6ص8ج. بااال تاااري . مكتبااة الحياااة: بيااروت. بااال طبعااة. مااج11. مةةن جةةواهر القةةامو

دمحم , يالفيروزآبااد. 1961ص1ج. م1191. دار العلم للماليين: بيروت. 3:ط. مج9. لصحا تا اللغة وصحا العربيةا . 12ص5ج. بال تاري . دار الجيل: بيروت. بال طبعة. مج5. القامو المحيط: بن يعقوب

طاهر الازاوي ومحماود الطنااخي باال : ق تحقي. مج 1. النهاية في غريب الحديث واألثر: المبارك بن دمحم , رابن األثي 2 . 186ص3ج. بال تاري . المكتبة اإلسالمية : بيروت . طبعة

3 . 186ص. بال تاري . مجم اللغة العربية : القاهرة . بال طبعة . المعجم الوسيط: إبراهيم وآخرون , مصطفى . 521ص11ج. لسان العرب: ابن منظور 4

.111اآلية : سورة األعراف 5عباد الشاافي معبد الساال: تحقيق . مج 6. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: عبد الحق بن الب , ابن عطية 6

. 519ص2ج. م 2119. دار الكتب العلمية : بيروت . 2: ط . دمحم ، وما مان شايء أحاب إلاى التأني من هللا والعجلة من الشيطان، وما من شيء أكثر معاذير من هللا"جزء من حديث نصه 7

: انظر. وصححه الهيثمي واأللباني..." وما من شيء أكثر "رواه أبو يعلى في مسنده بتمامه، والبيهقي بدون " هللا من الحمد. دار الكتاب العلمياة: بياروت. 1:ط. مصاطفى عطاا: تحقياق. ماج9. مسند أبةي يعلةى: أبو يعلى، أحمد بن علي الموصلي

مطبعاة : الهناد. بال طبعة. مج11، السنن الكبرى : البيهقي، أحمد بن الحسين. 553ص3ج. (5251)حديث رقم . م1118. مجمةةا الزوا ةةد ومنبةةا الفوا ةةد: الهيثمااي، علااي باان أبااي بكاار. 115ص11ج. هااا1331. مجلااس دائاارة المعااارف العثمانيااة

. سلسلة األحاديث الصحيحة .يندمحم ناصر الد, األلباني. 11ص8ج. بال تاري . دار الكتاب العربي: بيروت. 2:ط. مج11 . 515ص 5ج(. 1911)حديث رقم . م1111. مكتبة المعارف: الرياض. بال طبعة. مج8 .326ص. بال ت. المكتبة التوفيقية: القاهرة. بال طبعة. المفردات في غريب القرآن: الحسين بن دمحم, ياألصفهان 8

3

وهااذا يشاامل األمااور كلهااا ،عاادم التااأني أو التاارّوي وطلااب الشاايء قباال أوانااه إنمااا ياادل علااى اإلنسااان حرفتااه عااان مااات بااإرادةتحكّ التااي إذا فااي الغالااب ة هاااو الشااهوة والااداف لهااذه العجلاا ،تقريبااا

.المسار الصحيحوالسارعة ممدوحاة، وهاذا ماا ،وهناك من فّرأ بين العجلاة والسارعة، فجعال العجلاة مذموماة

تقاديم :والسارعة ،ماذموم وهاو وقتاه قبال شيءبال التقدم: العجلة: "فعله أبو هالل العسكري حين قال ): تعاااالى قولاااه وللاااأ ويشاااهد .محماااود وهاااو أوقاتاااه أقااارب فاااي يءالشااا

)9، تعالى وقوله:(

)10، تعااااااااااااااااااااااااااااااااااالى قولااااااااااااااااااااااااااااااااااه فااااااااااااااااااااااااااااااااااي وللثاااااااااااااااااااااااااااااااااااني(

)11"12. رد، ويعاارض ماا جااء ّطا يار م 13أن ما ذكره أبو هاالل العساكري وتبعاه فياه القرطباي ير

): ، إذ كيااااااف نفهاااااام قولااااااه تعااااااالى علااااااى لسااااااان موسااااااى عليااااااه السااااااالم فااااااي القاااااارآن الكااااااريم

)14 .ال يعقاال فاا .جلة إلى هللا تعالى أمر مذمومن العإ :يقال أن

فااااي تسااااعة قاااد وردت ومشااااتقاتهاكلمااااة العجلاااة باااالنظر فااااي القااارآن الكااااريم فإنناااا نجااااد أنّ و .على السرعة وعدم التأني في الغالب معناها يدور 15وثالثين موضعا

): تعااالىفقااال وقاد فطاار هللا الخلااق علاى العجلااة

)16 . وأناااه ،ن الماااراد الجااانسأوالظااااهر : "النسااافي رحماااه هللا اإلمااااميقاااوللمان يكثار مناه الكارم خلاق والعارب تقاول ،يكثار مناهوألناه ،العجالرّكب فيه العجلة فكأنه خلق من

.115اآلية : سورة طه 9

1اآلية : سورة النحل 10

133اآلية : ورة آل عمرانس 11

باال . دار العلام والثقافاة: القااهرة. دمحم ساليم: تحقياق. الفةرو اللغويةة: بو هالل الحسن بن عباد هللا بان ساهلأ العسكري، 12 296ص. طبعة وتاري

288ص9ج. بال تاري . دار الفكر: بيروت. بال طبعة. مج22. الجاما ألحكام القرآن: دمحم بن أحمد, القرطبي 1314 . 85اآلية : سورة طه -158ص. م2111. دار الحااديث: القااهرة. باال طبعاة. المعجةم المفهةةر أللفةاق القةرآن الكةةريم: دمحم فاؤاد, عباد البااقي 15

151.

.39اآلية : سورة األنبياء 16

5

: ناه قاالوأناه مطباوع عليهاا ثام منعاه وزجاره كأ ،العجلة إفراطعلى اإلنسان ذمفقدم أوال ،من الكرم .17"ه ب فيه فقد ركّ مجبول على ذلك وهو طبعه وسجيت نهإفليس ببدع منه أن يستعجل

خلاق اإلنساان إن: " كّونات مان االساتعجال فيقاول اإلنساانيؤكد الشي الميداني أن نفاس و وأمااا الاانفس فاادل ،مخلااوأ ماان الماااء والتارابأماا الجسااد فقااد أبااان هللا أن عنصاره ،مان جسااد ونفااسعلى أن .18( : )قول هللا تعالى

ماان صاافات الاانفس ال ألن الساارعة ؛منهااا اإلنسااانصاار الكباارى التااي كّوناات نفااس الساارعة ماان العنا .19"من صفات الجسد

لعامال النفساي أو االنفعاال وكالم النسفي والميداني يفيدنا في معرفاة مادى ارتبااط العجلاة باهاااذا االنفعاااال الاااذي يشاااترك فياااه األنبيااااء مااا يااارهم مااان البشااار، انطالقاااًا مااان طبيعاااتهم ،النفساااي، لكنه عند األنبياء ال يقود إلى االنحراف والضالل كما يحصل عناد بعاض النااس، بال فياه ريةالبش

.قيم تربوية سنحاول الوقوف عليها في هذا البحث إن شاء هللا تعالى أقسام العجلة: ثانيا

، وباااالنظر فاااي دالالت العجلاااة فاااي حالعجلاااة فاااي اللغاااة واالصاااطالبعاااد اساااتعراض مفهاااوم :العجلة يقسم إلى قسمين لين أن انفعاتب ،القرآن الكريم

هللا تعالى رضاةوهو العجلة في استجالب م: ممدو : األول ) :ماااااااااااااااااااان ذلااااااااااااااااااااك قولااااااااااااااااااااه تعااااااااااااااااااااالى

)20 .اآلية على أن العجلة ممدوحاة فاي د استدل الفخر الرازي بهذهوق : )وقولااااااااه تعااااااااالى. 21الاااااااادين

)22 . وهذه السرعة وهذا الفرار إلىيجابيتااهومدحااه و هطاعااة هللا تعااالى ونياال رضاااه دل علااى فضاايلت عليااه وماان ذلااك جااواب موسااى ، ا

) :لرباااااااااااااااه تعاااااااااااااااالى الساااااااااااااااالم

)23. 24"لتزداد عّني رضا: " والمعنى.

.98ص3ج. م 1182. دار الكتاب العربي : بيروت . بال طبعة. مج 2. النسفي تفسير: عبد هللا بن أحمد, النسفي 17 . 39اآلية : سورة األنبياء 18. 2116. دار القلاااام: دمشااااق. 1:ط. مااااج11. معةةةةار التفكةةةةر ودقةةةةا التةةةةدبر: عبااااد الاااارحمن حساااان حبّنكااااة, الميااااداني 19 . 313ص15ج

20 . 133اآلية : سورة آل عمران .18ص11ج. م1181 .دار الفكر: بيروت. 3: ط. مج11. مفاتيح الغيب وأالتفسير الكبير : الرازي، دمحم بن عمر 21

11اآلية : سورة الذاريات 22

85اآلية : سورة طه 23

1

التأني واستعجال الشيء قبل أوانهوهو الندفاع وعدم التروي و :مذموم : الثاني : ومان ذلاك قولاه تعاالى ،مان هاذا الناوعما ورد في القرآن الكريم من كلمة العجلة ومشاتقاتها البو ( )25 .ه وقول

): تعااااااالى

)26 .نماااااااا ) :وقولاااااااه تعاااااااالى .هاااااااا وزوالهاااااااالسااااااارعة فنائبالعاجلاااااااة الااااااادنياساااااااميت وا

)27 عجال ربناا: قاالوا هللا بعاذاب القرآن هددهم فلما: "قال ابن عاشور.

فاالقول... وتكذيباه بالوعياد اكتاراثهم لعادم إظهاارا الحسااب يوم قبل الدنيا في العذاب من نصيبنا لنا .28"الكفر في وتصلبهم لرقاعتهم إظهارا هنا عنهم وحكي االستهزاء وجه على قالوه هذا

: )وعناااااااااد قولاااااااااه تعاااااااااالى

)ل مااااذموم التعجاااا إن: "الزحيلااااي يقااااول الاااادكتور وهبااااة ،29

ماا ورد فاي ويمكان الارد علياه ب ،هاذا التعمايم وال نسالم للادكتور وهباة. 30"مطلقاا ولاو فاي أماور الادين فاي فعال الخيارات والمباادرة إلاىلمساارعة إلى ا واضحة تدعوأوامر القرآن الكريم والسنة النبوية من

،فعلهاا مان ماوت أو مارض أو سابب آخار بما يشاغله عان اإلنسان يفاجأقبل أن صالحةل الاألعما : )وقااااااااااااول هللا تعااااااااااااالى

)31، وقوله تعالى :(

)32، وقااااول الرسااااولعماال فتنااا بااادروا باأل: "قاال رضاي هللا عنااه لم فااي صاحيحه عاان أباي هرياارةرواه اإلمااام مسافيماا ملسو هيلع هللا ىلص

.131ص 5ج. 1191. دار الفكر: وتبير . 2: ط. مج9. تفسير القرآن العظيم: أبو الفداء إسماعيل, ابن كثير 24

. 1اآلية : سورة النحل 25

. 29اآلية : سورة اإلنسان 26

.16اآلية : سورة ص 27

23، جباال تاااري . دار ساحنون للنشار والتوزيا : تاونس. بااال طبعاة. ماج12. التحريةر والتنةوير: الطااهر دمحم, ابان عاشاور 28

.225ص . 16اآلية : سورة القيامة 29, دار الفكار: بياروت , دمشاق . 1: ط. ماج 11. التفسير المنير في العقيةدة والشةريعة والمةنه : د وهباة , الزحيلي 30

. 628ص 22ج. م1118. المعاصر دار الفكر

. 133اآلية : ة آل عمران سور 31

. 21اآلية : سورة الحديد 32

6

دليااال علاااى أن . 34" بااادروا باألعماااال سااتا: "الساااالمو الصاااالة عليااهوقولاااه ،33"كقطاا الليااال المظلاام .ممدوحة وفعل الخير والمسابقة في أمور الدين العجلة والسرعة

لعجلاة تكاون فا ،ة أو مذموماة بحساب القصاد منهاامدوحايتبين مما سبق أن العجلة تكاون متعجال للنتاااائج دون تاااوفر واسااا ،ذا كاااان فيهاااا طلاااب للشااايء قبااال أواناااهإ ،صااافة ذميماااة فاااي اإلنساااان

ماااذاقها ناااه يحااارم نفساااه إف ،كمااان يقطاااف الثمااارة قبااال نضاااجها ،فتكاااون النتيجاااة التقصاااير ،المقااادماتإيجااابي فهااذا مفهااوم ،الفاارص قباال ضااياعهاالخياار وا تنااام أمااا االسااراع فااي عماال. واكتمااال فائاادتها

تااااوفرت الشاااااروط إذا إليااااهعلااااى العمااااال والمسااااارعة اإلقاااادامباااااد ماااان ال إذ ،يجااااب الحاااارص عليااااه .والمقدمات

فاإلسااالم ال يريااد أن يعلاام أبناااءه الكساال فااي أداء الواجبااات والتمااادي فااي العماال والحركااة ا أن التااأني مطلاوب فااي ظااروف فكماا ؛ تفاري فيهااا وال إفاراطفنظاارة اإلساالم إلااى العجلااة ال ،البطيئاةلتأجياال والتسااويف فثمااة مواقااف ال يناساابها ا ،ن العجلااة كااذلك مطلوبااة فااي ظااروف أخاارى إفاا ،معينااة

. المنكارواألمر بالمعروف والنهاي عان ،وا اثة الملهوف ،وتعجيل الفطر للصائم ،كا تنام األوقات .35"ي عمل اآلخرةؤدة في كل شيء إال فالت: "ملسو هيلع هللا ىلصقال

. دار الفكار: بياروت. باال طبعاة. دمحم فؤاد عبد البااقي: ترقيم. مج1. صحيح مسلم: أبو الحسين مسلم بن الحجاج, مسلم 33

.111ص1ج(. 118) حديث رقم. ة باألعمال قبل تظاهر الفتنباب الحث على المبادر . كتاب اإليمان. م1183 .2269ص 5ج( . 2159) حديث رقم . باب في بقية من أحاديث الدجال . كتاب الفتن . صحيح مسلم: مسلم 34ط . مشهور آل سلمان: اعتنى به. سنن أبي داود: سليمان بن األشعث, أبا داود: انظر. رواه أبو داود وصححه األلباني 35 .922ص (.5811)حاديث رقام . بااب فاي الرفاق. كتااب األدب. ري باال تاا. يا مكتبة المعارف للنشار والتوز : الرياض. 1:

11، ج(5811)برنامج جظووجاا القيقاقامل اليية،ااا، اية ر ا ،صحيح وضةعي سةنن أبةي داود: اصر الدينناأللباني، دمحم

.311ص

9

المبحث الثاني في القرآن الكريم مشاهد انفعال العجلة عند األنبياء عليهم السالم

، ذكر القرآن الكريم انفعاال العجلاة عناد بعاض األنبيااء علايهم الساالم فاي مناسابات عديادة

والضاعف ومان ن حيث الشدة بينهم م ااالنفعال متفاوت هذا وقد كان ،مختلفة وضمن مشاهد ووقائ . حيث األسباب والدواف

ء علايهم الساالم فاي القارآن عجلاة عناد األنبيااوسنتكلم في هذا المبحث عن مشاهد انفعال ال :الكريم

مشاهد العجلة عند موسى عليه السالم : المحلب األول

،العجلااة عااالوخاصااة فااي انف ،عااد موسااى عليااه السااالم أشااد األنبياااء علاايهم السااالم انفعااااليُ : )تعااااااالى فااااااي قولااااااه ،بالعجلااااااة لااااااه وال أدل علااااااى ذلااااااك ماااااان وصااااااف هللا تعااااااالى

)36 . ولاااام يصااااف هللا .بهذا الوصف سواه ئهتعالى أحدا من أنبيا

:ليه السالم في القرآن الكريم فهيأما مشاهد انفعال العجلة عند موسى ع إلى هللا تعالى منفصال عن قومه القدوم في ة موسى عليه السالمعجل: المشهد األول

): قاااااااااااااااااااال تعاااااااااااااااااااالى

. 83اآلية : سورة طه 36

8

)37. ن إه الساالم حتاى نادفاع مان موساى علياففي هذا المشاهد يبارز بوضاوح انفعاال العجلاة واال

وهاام ،وعتااب عليااه أن ساابق قومااه وتااركهم ،تااهه فااي ذاعلااى كليمااه المختااار تعجل اا"عتااب هللا تعااالى .38" وهم قريبو عهد بمعاشرة الفاسقين ،يرتهإلى رعايته ومراقبة خواطرهم ببص ن يحتاجو

ما الذي :أي( : )له بقولهومعنى سؤال هللا تعالى .39" منفصاًل عن قومك" القدوم إلينا و لة دفعك إلى العج

.40"شيء عّجل بك عنهم؟ على سبيل اإلنكار أي : "قال الزمخشري

كاان علاى سابب العجلاة ؟ أمن هللا تعالى على عجلة موسى عليه الساالم اإلنكارلكن هذا .أم على العجلة ذاتها ؟ أم على كليهما ؟

كماااا ، ذاتهاااا ال علاااى العجلاااة ، علاااى سااابب العجلاااة كاااان اإلنكاااارالزمخشاااري رحماااه هللا أن يااارى ؟أي ما سبب عجلتك ؛"أي شيء عّجل بك عنهم: "يالحظ من قوله السابق

فاااي أن اإلنكاااار كاااان علاااى سااابب العجلاااة فقااا الزمخشاااري اإلمااااموقاااد تااااب أباااو الساااعود لماا فااي ، ه عانهممساوأ إلنكااار انفاراد ،ب تقدمااه علاى النقبااءرى ساؤال عان سابوهاذا كماا تاا: "بقولاه

حضاارهم معاه ال ، ذلك من مخايال إ فاالهم وعادم االعتاداد بهام ما كوناه ماأمورا باستصاحابهم وا . 41"إلنكار نفس العجلة

علاااى العجلاااة وعلاااى ،معاااا االثنااايناإلنكاااار كاااان علاااى أن ياااانير فوالبيضااااوي الااارازي أماااا والثااااني ،هما إنكاااار نفااس العجلاااةأحااد :إن ساااؤال هللا تعااالى يتضااامن شااايئين: "الاارازي يقاااول .هاساابب

. 85, 83اآليتان : سورة طه 37

.5966ص1ج. بال تاري . دار الفكر العربي: القاهرة. بال طبعة. مج11. فاسيرزهرة الت: دمحم, أبو زهرة 38 .مطبعاة الناور: فلساطين. 1:ط. ماج2. تيسير الكريم الرحمن في تفسةير كةالم المنةا ن: عبد الرحمن بن ناصر, السعدي 39 .611ص 2ج40خلياال مااأمون : تحقياق. التأويةةل الكشةةاع عةةن حقةةا التنزيةةل وعيةةون األقاويةةل فةةي وجةةوه: محمااود بان عماار, الزمخشاري

. 663ص. 2111. دار المعرفة: بيروت. 2:ط. شيحادار : بياروت . 1:ط . ماج 6. إرشاد العقةل السةليم إلةى مزايةا الكتةاب الكةريم: دمحم بن دمحم بن مصطفى , أبو السعود 41

. 211ص 5ج. م 1111. الكتب العلمية

1

ساؤال عان سابب العجلاة يتضامن إنكارهاا مان حياث : "ويقول البيضااوي .42"ال عن سبب التقدمالسؤ يهام التعظم عليهم . 43"إنها نقيصة في نفسها، انضّم إليها إ فال القوم وا

) :فهام فاي قولاه تعاالىأن أئمة التفسير متفقون على أن االسات :والخالصة

)ن يبينما نراهم مختلف ،مسل على سبب العجلة اإلنكاروأن هذا ،لإلنكار .نكار يشملها ومنهم من ال يرى ذلكفي العجلة نفسها فمنهم من يرى أن اإل

:إلى اإلنكاربهذا عليه السالميريد أن ينبه نبّيه موسى ىتعالوكأن هللا .44األوامربضرورة التقيد الحرفي -1

موعد اللقاء الذي ، ومن ذلك االلتزام باللتزام بما يرسمه هللا تعالى من منهاجضرورة ا -2

وأسااااءوا علياااه الساااالمبهاااارون فاساااتخفوا ،قوماااهمااا مكاااثي لااامو علياااه الساااالم،سااابقه موساااى .45معاملته

: )عليااه السااالم علااى سااؤال هللا تعااالى لااه بقولااهوقااد جاااء جااواب موسااى

)46 . ودلااات كلماااة األثااار ،ساااائرون علاااى أثااارهأي أن قوماااهنمااا ساابقتهم ب: "سااعودحتااى قااال أبااو ال ،علااى القاارب الشااديد يساايرة ظنناات أنهااا ال خطاااإنهاام معااي وا

.47"بالمعّية وال تقدح في االستصحاب تخللماشااي علااى األرض ماان عالمااات قاادم أو مااا يتركااه ا" :وهااو. 48العالمااة وبقيااة الشاايء: واألثاار

.49في الوصول هم أوالء سائرون على مواق قدمي أي موالون لي: والمعنى... حافر أو خف

رو المعاني في تفسير القرآن العظيم : السيد محمود, اآللوسي: وانظر . 11ص 22ج. التفسير الكبير: الفخر الرازي 42

. 251ص16ج. بال تاري . دار إحياء التراث العربي : بيروت . بال طبعة . مج 11. والسبا المثانيباال . ج ما2. بهامشاه حاشاية أباي الفضال القرشاي الصاديقي. أنةوار التنزيةل وأسةرار التأويةل: عبد هللا بن عمر, البيضاوي 43

. 28ص2ج. بال تاري . دار الجيل : بيروت . طبعة .3391ص9ج. 1181. دار السالم للطباعة والنشر: القاهرة. 1: ط. مج12. األسا في التفسير: سعيد, حّوى 44

ة وهباة مكتب: القاهرة . 1: ط . مج 5. التفسير البالغي لالستفهام في القرآن الحكيم: عبد العظيم إبراهيم , المطعني 45 . 318ص2ج. م 1111. . 85اآلية : سورة طه 46 . 211ص5ج. إرشاد العقل السليم : أبو السعود 47

. 1ص. المعجم الوسيط: مصطفى 48 . 298ص9ج . التحرير والتنوير: ابن عاشور 49

11

: )علياااااااااااااه الساااااااااااااالم وقاااااااااااااول موساااااااااااااى

)50 . فياااه بياااان الاااداف النفساااي الاااذي جعلاااه يتعجااال ويسااارع إلاااى لقااااء هللاالموضااا إلااىأي عجلاات : "قااال القرطبااي. ياال رضاااا هللا تعااالى وهااو ن ،تعااالى منفصااال عاان قومااه .51"لترضى عني إليهالذي أمرتني بالمصير

كماا صاّرح باذلك موساى -نيال رضاا هللا تعاالى فاي المتمثّالو ،أن دافا هاذه العجلاةفي وال شك ولهاذا أنكار ،كاان ماذموما( العجلاة)بحاد ذاتاه لكان العمال ،ممادوحإيجابي و هو داف -عليه السالم

أي موساى _ فاذكر " :الرا ب األصفهاني عن هذه العجلاةقال . عليه السالمهللا تعالى على موسى .52"ا محمود وهو طلبه رضا هللا تعالىفالذي دعا إليه ،ن كانت مذمومةا عجلته و _ عليه السالم

ليااه السااالمع وهناا يااأتي الاارد علاى الزمخشااري وأبااي السااعود فاي أن إنكااار هللا تعااالى علاى موسااى ماان التشااكيك اإذ إن فاي هااذا القااول نوعا ،العجلااة نفسااهاإنماا كااان علااى السابب والااداف ولاايس علاى

قولاه قاد صارح ووضاح وهاو الصاادأ فاي علياه الساالم خاصاة أن موساى ،علياه الساالم في موسى : )ن دافعاااااااااااه إلاااااااااااى هاااااااااااذه العجلاااااااااااة هاااااااااااوإ

)53 . العجلة في العتراض على تصرفات ظاهرها المنكر :يالمشهد الثان

يقتصااار هاااذا المشاااهد علاااى قصاااة موساااى مااا الخضااار عليهماااا الساااالم التاااي جااااء ذكرهاااا ): فااي سااورة الكهااف ماان قااول هللا تعااالىمفصاال

) ) :إلى قوله

)54.

. 85اآلية : سورة طه 50 .233ص11ج. الجاما ألحكام القرآن: القرطبي 51

. 326ص. ي غريب القرآنالمفردات ف: األصفهاني 52

. 85اآلية : سورة طه 53 . 82-61اآليات : سورة الكهف 54

11

تصااااارفات العباااااد الصاااااالح إنكاااااارعلاااااى علياااااه الساااااالمفمشاااااهد تكااااارار اساااااتعجال موساااااى كاان الفاارأ الزمنايكام وفاي أمكناة وأزمناة هللا أعلام ،فاي ثالثاة مواضا متفرقاة وأفعاله 55(الخضر)

: ب عناد هاذا المشاهدطايقاول سايد ق. عليه السالم االنفعالية المتعجلةدل على طبيعة موسى ،بينهاكماا يظهار مان تصارفاته فاي كال أدوار ،اندفاعياة بيعاة انفعالياةط عليه السالمطبيعة موسى إن"

ثاام لاام يصاابر علااى فعلااة نوماا ، هااي هااذه الطبيعااة عليااه السااالمطبيعااة موسااى إننعاام ...حياتااه .56"ولم يستط الوفاء بوعده الذي قطعه أمام رابتها ،لرجلا

فيهاا اعتراضاه علاى عليه السالمي استعجل موسى ة التوسنتطرأ إلى هذه المواض الثالث ،عليااه السااالم لنتبااين ماان خاللهااا شاادة انفعااال العجلااة عنااد موسااى عليااه السااالمتصاارفات الخضاار واناب البشارية التاي تصايب البشار بحكام بشاريتهم مان بعاض الج تهأم أنه اعتر ؟وهل كان محقا فيها

وقبال ذكار هاذه .المنكارخاصاة أماام تصارفات ظاهرهاا ،الصبر التعجل والذهول واالستغراب وعدمبااين موسااى والخضاار عليهمااا السااالم قباال الباادء حصاال بااد ماان اإلشااارة إلااى أن اتفاقاااً ال المواضاا

: هما ،ن قوم على ركنين رئيسيي ،بالرحلة العلميةعاان عليااه السااالمأن ال يسااأل الخضاار _ طالااب علاام بوصاافه _ عليااه السااالمعلااى موسااى :األول

وعلياااه أن يصااابر ويتحمااال وال يتعجااال االعتاااراض حتاااى يبينهاااا لاااه ،أو شااايء يقاااوم باااهأي تصااارف : )قااااااااااال تعااااااااااالى علااااااااااى لسااااااااااان الخضاااااااااار. عليااااااااااه السااااااااااالم الخضاااااااااار

)57. قااال تعااالى علااى لسااان . عليااه السااالمالطاعااة واالنقياااد للخضاار عليااه السااالمعلااى موسااى : الثاااني

: )معاهااااااااادا الخضاااااااااار علياااااااااه السااااااااااالم موساااااااااى

)58. ويكااابح ،يضاااب أعصاااابه" أن علياااه الساااالملواجاااب علاااى موساااى بعاااد هاااذا االتفااااأ كاااان ا

استحضاار نياااة الصااابر علياااه الساااالمومااا مااان شاااك أن موسااى .59"ويصااابر علااى ماااا ياااراه ،اندفاعااه

الجاما الصحيح المسند المختصر :دمحم بن إسماعيل , البخاري :انظر . كما ثبت اسمه في صحيحي البخاري ومسلم55كتاااب .م 2113. مكتبااة الصاافا : رة القاااه. 1: ط . دمحم فااؤاد عبااد الباااقي : تبويااب وتاارقيم . مااج 3. ( صةةحيح البخةةاري )

صةحيح : مسالم . 112ص2ج( . 3511) حاديث رقام . بااب حاديث الخضار ما موساى عليهاا الساالم . أحاديث األنبيااء .1859ص5ج( . 2381) حديث رقم . باب من فضائل الخضر عليه السالم .كتاب الفضائل . مسلم

56 . 2291ص5ج. 1112. دار الشروأ : بيروت , القاهرة . 19: ط . مج 6. في ظالل القرآن : سيد , قطب

. 91اآلية : سورة الكهف 57

. 61اآلية : سورة الكهف 58

.316ص3ج. 2119. دار القلم: دمشق. 2:ط. مج5. القصص القرآني عرض وقا ا وتحليل أحداث: صالح, الخالدي 59

12

،إال مان أجال أن ياتعلم علياه الساالم وكيف ال يفعل ذلك وهو ماا خارج إلاى لقااء الخضار ،والطاعة . لغايةمن النصب والتعب إال لهذه اوما القى في سفره

فيهااا االعتااراض علااى تصاارفات عليااه السااالمالمواضاا التااي تعجاال موسااى ونااأتي اآلن إلااى بيااان :عليه السالمالخضر

للسفينة عليه السالم باإلنكار على خر الخضر عليه السالم موسى عجلة: الموضا األول ): قااال تعااالى

)60. إنأي أنهماا ماا ؛ 61للترتيب والتعقيب( ): والفاء في قوله تعالى

وقااد بااّين النباااي ،الساافينةخاارأ ب عليااه السااالم فقااام الخضاار. فقااا وتعاهاادا حتااى ركبااا فااي الساافينةاتوقااد كااان الخضاار ،62"لااوح ماان ألااواح الساافينة فنزعااه إلااىفعمااد الخضاار " :بقولااه معنااى الخاارأ ملسو هيلع هللا ىلص

فاي إفساادهاذا التصارف علاى أناه إلاىينظار علياه الساالمى بينماا موسا ،السافينةيخارأ يدرك لماذاعليااه السااالم وأمااام هااذا المشااهد ينفعاال موسااى .63"ال مباارر لااه فااي نظاار المنطااق العقلااي"الساافينة .العهد واالتفاأ وينسى ،ويستعجل وال يصبر ،تراضفيسارع في اإلنكار واالع ، متعجال

) :مستفهماعليه السالم وقول موسى

) .والااالم فاااي ،هااذا االساااتفهام لإلنكاااار() األرجاااح .64اإلنكارمقام لنه األنسب أل ؛للتعليل وليس للعاقبة أنها

وذلااك ، جااء باندفاعاة نفساية وعجلاة يار مقصاودةعلياه الساالم مان موساى اإلنكااروهاذا : )عليه السالمحين قال للخضر

) ويأتي اإلرهاأ .66"تضّيق علّي وال تشدد"عجل علّي كما تعجلت وتسرعت وال أي ال ت. 65بمعنى العجل

. 93-91اآليات : سورة الكهف 60

. 5161ص1ج. زهرة التفاسير: أبو زهرة 61(. 3511) حاديث رقام. الخضار وموساى عليهماا الساالم بااب حاديث. كتااب أحادياث األنبيااء. صحيح البخاري : البخااري 62 .112ص2ج . 2291ص5ج. في ظالل القرآن: قطب 63

. 336ص 11ج. رو المعاني :لوسياآل 64 . 398ص. المعجم الوسيط: مصطفى 65

. 3211ص6ج. األسا في التفسير: حّوى 66

13

كاان عليه الساالموالظاهر في هذا الموض من هذا المشهد أن انفعال العجلة عند موسى عجيبة مرفوضاة مان ،بقل لوح السفينة عليه السالمة الخضر إن فعل" إذ ، هسّو محدودا وله ما ي

امهم باإلحساان ولايس بخارأ ويجاب أن يقابال إكار ،67أكرموهم وحملوهم مجاناا مفالقو ،يث ظاهرهاح ،، ولاذلك ساارع بااالعتراض واإلنكاارنظار للحادثاة مان حياث الظااهر عليه السالمفموسى ،السفينة

.68"ى خبرها وباطنهاحادثة ولم يقف علولم يعرف حقيقة العلياه ن هذا االنفعال سبب إخالال بالعهد الاذي قطعاه موساىأولكن هذا التبرير قد يواجه ب

) :السالم على نفسه حين قال

)69 . كما سبب له : )حاااين قاااال لااااه عليااااه الساااالممااان الخضااار إنكاااارا

)70 . متضاااااااامن "وهااااااااذا القااااااااول .71"عليه السالملإلنكار على عدم وقوع الصبر من موسى

فااي تعجاالقااد عليااه السااالمفااإذا نظرنااا إلااى هااذا االنفعااال ماان هااذا الباااب ناارى أن موسااى .عليه السالمخضر عادي من الال ير ولم يضب نفسه أمام هذا التصرف ،االعتراض واإلنكار للغالم عليه السالمالعتراض على قتل الخضر ب عليه السالمموسى عجلة: الموضا الثاني

: )قاااال تعاااالى

)72. وقااد أشااار حااديث . وزمانااه ث وقاا فااي مكااان وزمااان ياار مكااان الحاادث األولفهااذا الحااد

ااالم يلعااب مااا إذافبينماااا همااا يمشاايان علااى السااااحل ، ثااام خرجااا ماان الساافينة" :ذلااك إلااى مساالم . 73" فقتله ، فاقتلعه بيده ، الخضر برأسه فأخذ ،الغلمان

قتال الغاالم ه الساالمعلياالخضار إنأي ،للتعقياب ( :)والفااء فاي قولاه .74"إذ إن القتل كان فور اللقاء ، لقتللم يرتكب ما يسّوغ ا" الغالم وهذا يدل على أن ،ئهفور لقا

البخاري صحيح : البخاري : انظر .. " غير نول بفعرفوا الخضر فحملوهما : " ومسلم واللفظ لمسلم وفيهلحديث البخاري 67. 11ص 1ج( . 122) حاديث رقام . باب ما يستحب للعالم إذا ُسأل أي الناس أعلم فيكل العلام إلاى هللا . كتاب العلم.

.1851ص5ج( . 2381)حديث رقم . باب من فضائل الخضر عليه السالم .كتاب الفضائل . صحيح مسلم : مسلم

. 322-321ص3ج. القصص القرآني :ي دالخال 68

. 61اآلية : سورة الكهف 69

. 92اآلية : سورة الكهف 70

. 339ص11ج. رو المعاني: اآللوسي 71

. 95اآلية : سورة الكهف 72 1851ص5ج( . 2381) حديث رقم . من فضائل الخضر عليه السالم باب . كتاب الفضائل . صحيح مسلم: مسلم 73

15

نفسااه وال عليااه السااالمال يتمالااك موسااى ،والعماال الخطياار ، هااذا التصاارف الفظياا وأمااام ) :ةوعجلاااااااااااااااا ، فيقااااااااااااااااول باناااااااااااااااادفاعبهيضااااااااااااااااب أعصااااااااااااااااا

)75، عليااااه الااااذعر الااااذي أصاااااب موسااااى ملسو هيلع هللا ىلص ن النباااايد باااايّ وقااااوهااذه الحالاة النفساية التاي وصاال . 76"ذعارة منكارة علياه الساالمفاذعر عنادها موسااى : "الساالم بقولاهعليااه نكاار علاى الخضارهاي التاي دفعتااه ماتعجال دون نسايان للعهاد أن ي علياه السااالمإليهاا موساى قاصاد أن . ه قاصادولكنا ،وال اافال فاي هاذه المارة ناسايا لايس" عليه الساالمموسى ف .السالم فعلته . 77"وال يتأول له أسبابا ، ر على وقوعهنكر الذي ال يصبينكر هذا ال

أشاااد مناااه فاااي الموضااا األول لأساااباب كاااان فاااي هاااذا الموضااا ةعجلاااويبااادو أن انفعاااال ال :اآلتية: بقولاااااااه عملياااااااة قتااااااال الغاااااااالم بأنهاااااااا كانااااااات بغيااااااار حاااااااق علياااااااه الساااااااالموصاااااااف موساااااااى : أوال( ).

منكاار فااي ذاتااه تسااتنكره "وهااو . 78شااديد النكااارة أي ؛( )اعتبااار الفعاال بأنااه : ثانياااذا يمكن تداركاه بالساد وهاخرقا ألن ذلك كان ، جئت شيئا أنكر من األول: "وقيل معناه. 79"العقول

.81"في القبح االم رعظم من النكر أ : "الرازي وقال .80"ال سبيل إلى تداركهأشاد مان علياه الساالمعلاى تعجلاه إنكاارا ولوماا مان الخضار عليه السالموقد واجه موسى

): لاااه حياااث قاااال ، اإلنكاااار األول

)82 .أضاااااف كلمااااةف )) .وهااااي وكأنااه يقاااول .83"وفااي ذلاااك فضاال توكيااد للااوم ،الخطاااب كااان لااه باااأنيااذكره إذ ، تفيااد مزيااد اللااوم"

تاراض فلمااذا تعاود مارة ثانياة لالع ،كاان لاك ال لغيارك مان النااسبأن الخطاب عليه السالم لموسى .على فعل ال تدري كنهه وسّره

.5163ص 1ج. زهرة التفاسير : أبو زهرة 74

. 95اآلية : سورة الكهف 75

.1811ص5ج( . 2381)حديث رقم . عليه السالمباب من فضائل الخضر . كتاب الفضائل . صحيح مسلم : مسلم 76

.2281ص5ج. في ظالل القرآن: قطب 77

. 331ص11ج. رو المعاني: لوسي اآل 78 .5163ص1ج. زهرة التفاسير :أبو زهرة 79 . 626ص. الكشاع : الزمخشري 80 .116ص21ج. التفسير الكبير: الفخر الرازي 81 . 91اآلية : سورة الكهف 82

. 5165ص1ج. زهرة التفاسير : أبو زهرة 83

11

عليه السالم للجداربالعتراض على بناء الخضر السالم عليهعجلة موسى : الموضا الثالث ) :قااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال تعااااااااااااااااااااااااااااااااااااااالى

)84 . ال ، قريااة كااان أهلهااا لئامااا إلااىتاااب الخضاار وموسااى عليهمااا السااالم ساايرهما حتااى وصااال

: فقولاااااااه تعاااااااالى ،قاااااااد كاناااااااا جاااااااائعين يريااااااادان طعامااااااااو ، وال يضاااااااّيفون زائااااااارا ، يطعماااااااون جائعاااااااا( ) فااور اللقاااء ماا أهلهااا طلبااا "أي

فقاااد رفضاااوا ، د كاااان رد أهااال القرياااة لئيماااا خسيسااااوقااا .85"ا كاناااا فاااي جاااوع شاااديدألنهمااا... الطعاااام )أثناااااااء وجودهمااااااا فااااااي أحااااااد شااااااوارعها فااااااي و ، إطعامهمااااااا

) ومعنىتعجل نفساااه أماااام هاااذا المشاااهد فباااادر واسااا علياااه الساااالمفلااام يتمالاااك موساااى . 86أصااالحه أي ؛أقاماااه

: مان الموضاعين األول والثااني قاائالأقل حاّدة ولكن بنبرة واندفاعة ،هذا التصرفباالعتراض على ( ) . يقاااااااااااااااول

ال يعناي لاام لماا رأى الحرمااان ومسااس الحاجاة واالشااتغال بماا عليااه الساالموكاان الكلايم : "اآللوساي .87"يتمالك الصبر فاعترض

،مان هاذا المشاهد ةفاي هاذه المواضا الثالثا علياه الساالموبعد تتب انفعال العجلة عند موسى علياااه الخضااار أعماااالفاالساااتعجال فاااي االعتااراض علاااى ،أن هاااذا االنفعاااال كاااان ظاااهرا جلياااا ناارى

التااي ةمندفعااالنفعاليااة وال عليااه الساالمعلاى نفسااية موساى دلّ ،المسابق بالصاابر ما تعهااده الساالملاو كاان صابر يارحم هللا موساى: "يقاول ملسو هيلع هللا ىلصماا جعال الرساول ،بت في قط هاذه الرحلاة المباركاةسبتلااوال أنااه ، رحمااة هللا علينااا وعلااى موسااى: "ملسو هيلع هللا ىلصوفااي روايااة لمساالم قااال .88"علينااا ماان أمرهمااا يقّص لاا

. 99اآلية : سورة الكهف 84

. 5166ص 1ج. ير زهرة التفاس: أبو زهرة 85

دار : القاهرة . بال طبعة . دمحم فؤاد عبد الباقي : تخريج . مج 11. محاسن التأويل : دمحم جمال الدين , القاسمي 86 . 5182ص 11ج. بال تاري . العربيةالكتاب إحياء

. 9ص 16ج. رو المعاني :اآللوسي 87. (3511) حاديث رقام. الخضار وموساى عليهماا الساالم اب حاديثبا. كتااب أحادياث األنبيااء. صحيح البخةاري : البخااري 88 . 112ص 2ج

16

تك عااان شااايء بعااادها فاااال قاااال إن ساااأل 89ولكناااه أخذتاااه مااان صااااحبه ذماماااة ، عّجااال لااارأى العجاااب .90"ولو صبر لرأى العجب ، من لدني عذراتصاحبني قد بلغت

ريناااا حالاااة التعّجااال ي علياااه الساااالمموساااى فاااي بياااان حالاااة ملسو هيلع هللا ىلصمااان الرساااول اإليضااااحفهاااذا ن ،صامة والابالغال يؤّثر في النبوة والرسالة وال في العولكّن هذا االنفعال . عليه السالملموسى ماا وا

.رض التي تصيب البشر بحكم بشريتهمعارض من العوا وه

ملسو هيلع هللا ىلصمشاهد انفعال العجلة عند نبينا دمحم : المحلب الثاني صااابر ووزن يجاااده آياااة فاااي الحلااام واألنااااة والرفاااق وال ،وشااامائله ملسو هيلع هللا ىلصالمتتبااا لسااايرة رساااول هللا

العااوارض كااان كباااقي البشاار يعتريااه مااا يعتااريهم ماان ملسو هيلع هللا ىلصل ولكااّن الرسااو ،األمااور قباال الشااروع فيهااا التأمااال فاااي آياااات الاااذكر الحكاااايموقااااد وجااادنا بعاااد ،ومنهاااا انفعاااال العجلاااة ،البشااارية بحكااام بشاااريته

واآلخاار فاااي ، هااد المكااايفااي الع أحااادهما ،ملسو هيلع هللا ىلصمشااهدين ماان مشااااهد انفعااال العجلااة عناااد نبينااا دمحم . المدنيالعهد

في تلق ي القرآن الكريم وحفظه ملسو هيلع هللا ىلصعجلة دمحم : المشهد األول : )قااااااااااااااااااااااااااااال تعااااااااااااااااااااااااااااالى

)91 . وفياه ينهاى . 92ملسو هيلع هللا ىلصلم يختلف السلف في أن الخطاب في هاذا المشاهد موجاه إلاى رساول هللا

وهاذا النهاي فياه معناى . الاوحي نازولعناد باه أن يحارك لساانه باالقرآن ماتعجال ملسو هيلع هللا ىلصهللا تعالى رساوله صالى فقاد كاان رساول هللا .93لت في بدايات عهد النزولأن هذه اآليات نز وذلك ، والتعليم اإلرشاد

كااي يسااتطي أن ، تحريااك لسااانه وشاافتيهبل تعجااحااين يناازل عليااه الااوحي بااالقرآن يهللا عليااه وساالم فيجهااد نفساااه ،يحاارك معاااه شاافتيه باااالقراءة ملسو هيلع هللا ىلص فكااان الاااوحي يقاارأ والرساااول ، يحفظااه ويااتقن تالوتاااه

, النااووي : انظار . واألول هااو المشاهور . وقيال مالماة . اساتحياء لتكارار مخالفتااه : بفاتح الاذال المعجمااة أي : الذماماة 89

.155ص11ج. م 1181. دار الفكر : بيروت . بال طبعة . مج 1. صحيح مسلم بشر النووي : يحيى بن شرف .1811ص5ج( . 2381)حديث رقم . باب من فضائل الخضر . كتاب الفضائل . صحيح مسلم : مسلم 90 . 21-16اآليات : سورة القيامة 91. بال طبعة . دمحم فؤاد عبد الباقي : ترقيم . مج 13. شر صحيح البخاري بفتح الباري : أحمد بن علي , ابن حجر 92

. 681ص8ج. تاري بال. دار المعرفة : بيروت من حيث النزول كما أورد السيوطي ذلك في ذكره خبر جابر بن زيد في ترتيب سور القرآن من ( 31)سورة القيامة رقمها 93

اإلتقةان فةي : نلرحمعبادا, السايوطي: انظار. الترتيابهاذا ساياأ رياب فاي هاذا : وبعد سوقه لهاذا الخبار قاال. النزول حيث .33ص1ج. م1198. بعة مصطفى البابي الحلبي وأوالدهمط: القاهرة. 5:ط. از القرآن للباقالنيوبهامشه إعج .علوم القرآن

19

وقولااه .حفاظ القارآنللتعجال بالنهاي متضامنا التعلايم بعادم تحرياك اللساان فجااء ،ويشاتد علياه األمار .94"فلت منكلتأخذه على عجلة ولئال يت: "؛ أي( ) :تعالى

انفعاال العجلاة عناد رساول هللا عانكشف بجالء ووضاوح تومعرفة سبب نزول هذا المشهد روى البخااري عان ابان عبااس . آياات مان كتااب هللا الخالاد ال معاهوهو يالقي وحي السماء حام ملسو هيلع هللا ىلص

باالوحي وكااان مماا يحارك باه لسااانه علياه نازل جبريال إذا ملسو هيلع هللا ىلصكاان رسااول هللا : قاال ماارضاي هللا عنه ) (ال أقساام بياوم القيامااة ) فاأنزل هللا اآليااة التاي فاي ، عارف منااهوكاان يُ ، فيشاتد عليااه ، وشافتيه

)95. علينااااااااااااااااااااا أن نجمعااااااااااااااااااااه فااااااااااااااااااااي صاااااااااااااااااااادرك : قاااااااااااااااااااال ، (

) أنزلناه فاستم فإذا ، (

)96 أتااه إذافكاان " : قاال. نبينه بلساانكعلينا أن .97"هللا هذهب قرأه كما وعد فإذاجبريل أطرأ

يساتعجل أالأرشاده رباه عاز وجال ،وطمأناة لقلباه ،وتعليماا لاه ،ملسو هيلع هللا ىلصفتخفيفا على رساول هللا وقاد باين هللا تعاالى . إيااه ألن هللا تعاالى تكفال بتحفيظاه وتفهيماه . وال يجهد نفسه عند تلقي الوحي

): باااااالقراءة قاااااائال فياااااه ساااااورة طاااااه الوقااااات المنهاااااي عااااان التعجااااال فاااااي

)فارغ الملاك مان قراءتاه علياك فاإذا ،بل أنصات " أي 98

. 99"فاقرأه بعده فاإذا ذهاب أطارأ علياه الساالمجبريال أتااه إذا" فكاان ، ألمر ربه ملسو هيلع هللا ىلصوقد استجاب الرسول

.100"هللا عز وجل قرأه كما وعدوقااد اسااتدل الفخاار الاارازي بهاااذه اآليااة علااى أن التعجياال ماااذموم مطلقااا حتااى التعجياال فاااي

.102"العجلة أن تخرج الحدث قبل نضجه"وذلك أن . 101أمور الدين

. 1161ص. الكشاع :الزمخشري 94

.19, 16اآليتان : سورة القيامة 95 . 21اآلية : سورة القيامة 96

) باااااااااب. كتااااااااب التفساااااااير. صةةةةةةةحيح البخةةةةةةةاري : البخااااااااري 97

) [11: القيامة .] 122ص2ج. (5121)حديث رقم.

. 115اآلية : سورة طه 98 . 151ص5ج. تفسير القرآن العظيم: ابن كثير 99

( . 19) هامش رقم . سبق تخريجه 100 . 223ص31ج. رالتفسير الكبي: الفخر الرازي 101

18

ن هاذا إة أخارى فاومان جها ،هذا من جهةال نسلم للرازي تعميمه هذا في ذم العجلة مطلقا و ) :حاااااااااين اساااااااااتدل بقولاااااااااه تعاااااااااالى ، ازي نفساااااااااهالقاااااااااول يبااااااااادو متناقضاااااااااا مااااااااا ماااااااااا ذكاااااااااره الااااااااار

)103 . على أن العجلةأن العجلة مذمومة إذا أخرجت الحادث أو العمال قبال م للرازي لكننا نسلّ .104ين ممدوحةدفي أمر ال

ومماا يمكان .هعنا ملسو هيلع هللا ىلص ولاو لام يكان ماذموما ماا نهاى هللا تعاالى رساوله ،نضجه كما في هذا المشاهدفااي ( المشااهد كااان مااذموما هااو حاارف الااردع أن التعجياال فااي هااذا االسااتدالل بااه علااى

. 105( : )قولاااه تعاااالىردع لرساول : (): "ل الزمخشاري و قا يظهر من كما ملسو هيلع هللا ىلصإلى رسول هللا فيها جه الردعفقد وُ

نكار .106"وحث على األناة والتؤدة ،لها عليه هللا ملسو هيلع هللا ىلص عن عادة العجلة وا إال ملسو هيلع هللا ىلصرساااول هللا ىإلااا موجهااااً هااااالخطااااب في عااالمااان المفسااارين لااام يج أحاااداوالحقيقاااة أن

. 108والنسفي 107البيضاوي و الزمخشري ، ألن الااردع فااي اآليااة إنمااا هااو بحااق ماان يااؤثر الاادنيا مااردود باال ممجااوج هااؤالء ومااا ذهااب إليااه

.على اآلخرة، وهذا ير ممكن في حق رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلصكااان إذا ناازل ملسو هيلع هللا ىلصآنااي والنبااوي أن الرسااول ن هااذا المشااهد ثباات فيااه بااالنص القر إوماا ذلااك فاا

:فظاا وخوفاا مان النسايان حتاى قيال لاهعليه الوحي بالقرآن ينفعل عجلة وسرعة لتلقاي هاذا القارآن ح ،وا عانتاااهبتوفيااق هللا إاللكنااك يجاااب أن تعلاام أن الحفااظ ال يحصااال ،بهاااذه المعااذرة أتيااتن ا نااك و إ"

.109"وال تستعن في طلب الحفظ بالتكرارهدايتنا فاترك هذا التعجيل واعتمد على

في تمني النصر وحلبه ملسو هيلع هللا ىلصعجلة الرسول : المشهد الثاني : )قااااااااااال تعااااااااااالى

1511ص 11ج. بال تااري . أخبار اليوم : القاهرة . بال طبعة . مج 19. تفسير الشعراوي : دمحم متولي , الشعراوي 102.

. 133اآلية : سورة آل عمران 103 . 18ص11ج. التفسير الكبير: الفخر الرازي 104 . 21اآلية : سورة القيامة 105 . 1162ص. الكشاع: الزمخشري 106

. 522ص1ج. أنوار التنزيل وأسرار التأويل: البيضاوي 107

. 311ص5ج. تفسير النسفي: النسفي 108

. 1 :ط . زكرياا عميارات: تحقياق . مج 6.تفسير غرا ب القرآن ورغا ب الفرقان: الحسن بن دمحم بن حسين, يسابوري الن 109 . 513ص6ج. م 1116دار الكتب العلمية : بيروت

11

)110.

وهال كاان ،نه هذا المشهد ومدى شدته أو ضاعفهالذي تضمقبل الشروع في بيان االنفعال باد مان معرفاة ال هاذا أم كاان مخطئاا فالماه هللا تعاالى وأنكار علياه ؟ مصيبا في انفعاله ملسو هيلع هللا ىلصالرسول

: )قولاااااااااااااااه تعااااااااااااااااالى فااااااااااااااايلرساااااااااااااااول المقصاااااااااااااااود مااااااااااااااان هاااااااااااااااو ا

) و عاام لكال األنبيااء بشاكل خااص ومحادد أم ها ملسو هيلع هللا ىلص هل هو الرسول دمحمواحاد بعيناه لللجانس ال ( )يالحظ أن عامة المفسرين اعتبروا ؟عليهم السالم

فااي . 112( " )أمتااه يقااول إلااىكال رسااول بعااث " وأن . 111 .113نزول اآلية بداللة سبب ملسو هيلع هللا ىلصحين أن القرطبي مال إلى أن المقصود هو الرسول

تفسااير معرفااة ساابب الناازول ُتعااّد عاااماًل مهمااا فااي وكااالم القرطبااي هااو األقاارب للصااواب ألن وصاحابته ملسو هيلع هللا ىلصأنهاا نزلات فاي الرساول الكريماة، سبب نزول اآلياةفي عامة المفسرين ذكروا القرآن، و سااواء فااي اازوة أحااد أو الخناادأ أو مااا كااانوا يالقونااه ماان أذى المشااركين والمنااافقين وأهاال ،الكاارام .114الكتاب

.شملهم هذا المشهدمن خل ضمن دا ملسو هيلع هللا ىلص ن الرسولإوعلى كال القولين ف

.215اآلية : سورة البقرة 110

دار الكنب : بيروت. 1: ط. وجود وآخرينعادل أحمد عبد الم: تحقيق. مج8. البحر المحيط: دمحم بن يوسف, أبو حيان 111بااال . ماج5. الجةواهر الحسةةان فةةي تفسةير القةةرآن: عبااد الارحمن بان دمحم مخلااوف, الثعاالبي .151ص2ج. م1113. العلمياةدمحم , رضاا. 115ص1ج. رو المعاني: اآللوسي .161ص1ج. بال تاري . مؤسسة األعظمي للمطبوعات: بيروت. طبعة . 311ص1ج. تاري بال . دار الفكر: بيروت. 2: ط. مج12. تفسير المنار :رشيد

دمحم بن عبد الرحمن عباد : تحقيق . مج 8. زاد المسير في علم التفسير: عبد الرحمن بن علي بن دمحم , ابن الجوزي 112 .211ص1ج. م 1189. دار الفكر : بيروت . 1: ط . هللا . 31ص3ج. الجاما ألحكام القرآن : القرطبي 113دار : القاهرة. 2:ط . أحمد البكري وآخرين :تحقيق. مج11. تأويل آي القرآن عن جاما البيان: دمحم بن جرير, بري الط 114

الةدر المنثةور : عبد الارحمن بان أباي بكار, السيوطي .211ص1ج. زاد المسير: ابن الجوزي . 56ص2ج. م2119. السالم: عباد الارحمن بان أباي بكار, يالسايوط .185ص1ج. م1113. دار الفكر: بيروت. بال طبعة. مج8. في التفسير بالمأثور

لبةاب التأويةل : علي بن دمحم, الخازن .51ص. م1198. العلومدار إحياء : روتبي. 1: ط. لباب النقول في أسباب النزول .152ص1ج. بال تاري . دار المعرفة: بيروت. بال طبعة. مج 5. في معاني التنزيل

21

:وقد احتوت هذه اآلية على استفهامين هما : )قولاااااااااااه تعاااااااااااالى: األول

)115 .و( ) منقطعااااااااااااااااااااااااااة الهمازة: "وجما بينهماا الزمخشاري قاائال ،117وقيل للتقرير ،116والهمزة فيها قيل لإلنكار ،بل: بمعنى

نكار الحسبان واستبعاده يجتمعاان فاي آن ال "يه باأن التقريار واإلنكاار ّد علوقد رُ . 118"فيها للتقرير وا تعاالى ينكار علايهم فااه ،على أن الهمزة لإلنكار واللاوم وسياأ اآلية يدل .119"واحد في محل واحد

.120"نية لوم المؤمنين على ذلك الحسباوحاصل معنى اآل: "قال رشيد رضا. هذا الحسبان : )لااااااى لسااااااان الرسااااااول والااااااذين آمنااااااوا معااااااهقولااااااه تعااااااالى ع: الثاااااااني

.)وهااااذا قااااول معظاااام .أي اسااااتبطاء مجاااايء النصاااار ،121واالسااااتفهام هنااااا لالسااااتبطاء .122المفسرين

ويمكاااان الجماااا بااااين القااااولين بااااأن الرسااااول والااااذين آمنااااوا معااااه حااااين اشااااتد علاااايهم األذى اساااتعجلوا وتسااارعوا فطلباااوا م النصااار لحكماااة يعلمهاااا هللا تعاااالى وتاااأخر عااانه ،والعاااذاب واالضاااطهاد

.النصر وتمنوه نفساااّيا حتاااى اساااتعجل فاااي تمناااي ملسو هيلع هللا ىلصولكااان ماااا هاااو السااابب المباشااار الاااذي أثّااار علاااى الرساااول

.ف النفسي الذي سبب هذا االنفعالألن الذي يعنينا في بحثنا هذا هو الدا ؟النصر وطلبه عاشااها الرسااول 123"محنااة فااوأ الوصااف"ماان خااالل هااذا الاانص القرآنااي أن حااظإن المالكانات السابب المباشاار ،واقعاة معيناة أم فاي ،سايرة دعوتاهم ذلاك فاي كاانأساواء ،والاذين آمناوا معاه

ويصور رشيد رضاا هاذه المحناة ومادى تأثيرهاا علاى الحالاة . في هذا المشهدلهذه النفسية المتعجلة حتاى وصالوا إلاى الغاياة مان الشادائد واألهاوال لام ياروا فيهاا منفاذا " :بقولهسول النفسية والجسدية للر

ودناات حتااى أخااذت ،أعااداء الحااق أحاطاات بهاام ماان كاال جاناابألن قااوة ،لساابب ماان أسااباب الفااوز

. 215اآلية : سورة البقرة 115: سليمان بن عمر, الجمل. 116ص1ج. تفسير البيضاوي : البيضاوي .211ص1ج. إرشاد العقل السليم: أبو السعود 116

. 191ص1ج. بال تاري . دار الفكر: بيروت. بال طبعة. مج5. ةلهيالفتوحات اإل

. 158ص1ج. البحر المحيط : أبو حّيان 117

. 126ص. الكشاع: الزمخشري 118

. 125ص1ج. البالغي لالستفهامالتفسير : المطعني 119 . 311ص2ج. تفسير المنار: رضا 120

. 151ص1ج .البحر المحيط : أبو حيان 121

. رو المعةةةاني: اآللوسااي. 211ص1ج. إرشةةةاد العقةةةل السةةةليم: أباااو السااعود. 126ص. الكشةةةاع :الزمخشاااري : انظاار 122 .115ص2ج

. 211ص1ج. في ظالل القرآن: قطب 123

21

والنصار الاذي وعاد هللا باه مان ينصار الحاق قاد حاان اإللهياةفاعتقادوا أن وقات العناياة ،بأكظامهم 124(." : )وه بقولهموقته أو أبطأ فاستعجل

: )فقولااااااااااااااااااااااه تعااااااااااااااااااااااالى

)125 . لااى عظاام األهااوال والشاادائد وصاانوف إهااذا الاانص القرآنااي يشاايرعلهاااام ينفعلاااون وتتحاااارك فااااي وماااان آماااان معاااه فج ملسو هيلع هللا ىلصاألذى وألوانهاااا التااااي صااابت علااااى رساااول هللا

:ويلحااون علااى هللا تعااالى فااي طلبااه قااائلين ،خااواطرهم الظنااون والهااواجس فيسااتعجلون نصاار هللا ( . )

مماا رهقهام ،تجرعاوا مان صاص وكام ، لالقوا من أهواوكم : "يقول عبد الكريم الخطيب )بااااااااااااااااااااااه ساااااااااااااااااااااافهاء أقااااااااااااااااااااااوامهم ماااااااااااااااااااااان جهاااااااااااااااااااااااالت وساااااااااااااااااااااافاهات

( وظنااوا واستيأسااوا ،وتبلبلاات خااواطرهم ،اضااطربت مشاااعرهمأي .126"فاستعجلوا النصر الذي وعدهم هللا ،أنهم أحي بهم

): )ومعناااى قولاااه تعاااالى

)127، ا أصاااابهم مااان بمااا ، شاااديدا شااابيها بالزلزلاااة إزعاجااااأزعجاااوا " :أيالغايااة التااي قااال إلااى ( ) األهااوال واألفاازاعالتخويف " :والزلزلة هي. 128(" : )فيها الرسول ومن معه

الشاديد جالحركاة العظيماة واإلزعاا :والزلزلاة فاي األصال ،الشادائد واألهاوال : والازالزل ،والتحاذير .129"ض ومنه زلزلة األر ،

وكااأن القلااوب لشاادة األهااوال تحركاات ماان ،لزلااة تاادلل علااى عظاام األهااوالوهااذه المعاااني للز ماا حصال للمسالمين فاي اازوة مكانهاا كحركاة األرض وقات الزلازال كماا قاال هللا تعاالى فاي وصاف

): األحااااااااااااااااااااازاب

. 311ص2ج . تفسير المنار: رضا 124 . 215اآلية : سورة البقرة 125

.239ص2ج. بال ت. دار الفكر العربي: القاهرة. بال طبعة. مج16. التفسير القرآني للقرآن: عبد الكريم, الخطيب 126 . 215اآلية : سورة البقرة 127 . 126ص. الكشاع: الزمخشري 128 . 318ص11ج. لسان العرب: ابن منظور 129

22

)130 ومان معاه ملسو هيلع هللا ىلصالمفسارين الساابقين فاي تصاوير األهاوال التاي واجهات الرساول أما محاوالتو

تقاارب لنااا صااورة المشااهد الاااذي دفاا بالثلااة المؤمنااة وعلااى رأساااها فإنهاااا ،قرآناايماان خااالل الاانص ال ،أعلااام النااااس بااااه تعاااالى ملسو هيلع هللا ىلصمااا أن الرساااول ،اساااتعجال النصااار وتمنياااه وطلباااه إلاااى ملسو هيلع هللا ىلصرساااول هللا

.بموعود هللا تعالى كثرهم يقيناوأ ،وأشدهم توكال عليهوهااو ئهاسااتعجال النصاار وطلبااه بعااد اسااتبطا ملسو هيلع هللا ىلصكيااف يليااق بالرسااول : وهااووقااد ياارد سااؤال

.بالنصر ؟ وعد هللا تعالى الموقن بصدأ : يةتاألمور اآلعليه كونه رسوال ال يمن إن :والجواب

،ءالبااتالوا رماا يتعاارض لاه البشار ماان األذى والضار واالختبااليتعارض ،كبااقي البشاار ملسو هيلع هللا ىلص هإنا: أوال ): ملسو هيلع هللا ىلصقال تعالى على لسان الرسول

)131. .132"انتظارا له اإللهيالبشرية على الرسل كالقلق واالستبطاء للوعد ضجواز األعرا: "ثانيا

المبحث الثالث المستفادة من انفعال العجلةالتربوية اآلثار

عند األنبياء عليهم السالم

العبر والعظاات والحكام والادروس التاي يفياد با ة نيااألحداث التي عارض لهاا القارآن الكاريم رادتااه وتثبطااه ويواجااه ماان خاللهااا المحاان واآلفااات التااي تصاايب عزيمتااه ،منهااا المساالم فااي حياتااه وا

.سير قدما في طريق الدعوةعن ال

. 11, 11يتان اآل: سورة األحزاب 130 . 111اآلية : سورة الكهف 131. م1189. راسم للدعاية واإلعالن: جدة. 2:ط .مج5. أيسر التفاسير لكالم العلي الكبير: أبو بكر جابر, الجزائري 132 .161ص1ج

23

نماااذج عمليااة ن موسااى ودمحم عليهمااا السااالم اءت مشاااهد انفعااال العجلااة عنااد النبيااي وقااد جاا معانااة علايهم الساالم األنبيااءمان أكثار بل هام نبياء عليهم السالم وهم األ البشر لفئة المختارة منل .واالضطهاد من أقوامهمأذى ل

عاااال العجلاااة مااان انف التربوياااة المساااتفادة مااان اآلثااااراساااتنباط هاااو بحاااث مودورناااا فاااي هاااذا ال :اآلثار ومن هذه. خالل هذه المشاهد

ل تحمد عقباها قد يؤدي إلى نتا أنه إلكان بني ة صالحة نا انفعال العجلة و : أول : القرآنية السابقةالمشاهد فمن نتائج انفعال العجلة التي كشفت عنها

:عبادة غير هللا والتهجم على أنبياء هللا تعالى -1 بعاد أربعاين يومااعلاى جبال الطاور هو وقومه العزة عده ربقد وا عليه السالموسى فهذا م

موضااعين منهااا كاناات المواعاادة فااي ،وهااذه المواعاادة وردت فااي القاارآن الكااريم فااي ثالثااة مواضاا ، :وحده عليه السالمتختص بموسى فيها : )قااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال تعاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااالى -

)133.

: )وقااااااااااااااااااال تعااااااااااااااااااالى -

)134

: قااال تعااالى ،ثناءتعاام بنااي إساارائيل باادون اسااتفيااه المواعاادة توأمااا الموضاا الثالااث فقااد كاناا -(

)135.

وهاذه ،ماون بهاذه الضايافة الربانياةمكرّ علياه الساالمفايهم موساى إسارائيل بمان وبنا وماا دامومااه للقاااء ربااه تعااالى منفصااال أن يتعجاال ق عليااه السااالملمواعاادة اإللهيااة فمااا كااان ينبغااي لموسااى ا

علياه واختصااص موساى .عله ينفعل عجلة للقاء هللا تعالىبغض النظر عن السبب الذي ج ،عنهممنزلاة والمكاناة وبياان شارف ال ،رضااهو مزيد حب و إنما ،في الموضعين السابقين بالمواعدة السالم

.ه عند هللا تعالىل

. 11اآلية : سورة البقرة 133

. 152اآلية : سورة األعراف 134 . 81اآلية : سورة طه 135

25

لساماع هذا اللقاء إنما كاان اشاتياقا ه تعاالى وحباا لاه وأنساا عليه السالمواستعجال موسى علياه الساالملقد لب الشاوأ علاى موساى : "يقول سيد قطب ،ذلك من قبلكان قد جرب و ،كالمه

. 136"عجاااولهااا ماان قبااال فهااو إليهااا مشااتاأ وقااد ذاأ حالوت ،باااين يديااه والوقااوف ،إلااى مناجاااة ربااهولاااو بقاااي أثااار هاااذا االنفعاااال ،وانفعالاااه هاااذا اساااتحق علياااه مااان هللا تعاااالى اإلنكاااار واللاااوم والعتااااب

حياث ،لكنه تعداه إلى بني إسرائيل كلهامو ،وهان األمر لسهل عليه السالممختصا بشخص موسى :فعالكان من نتائج هذا االن

.وتزيين هذه العبادة لهم ، معبادة بني إسرائيل العجل بعد تفرد السامري به: أوال . ومحاولة قتله ،واستضعافه ، عليه السالماستخفاف بني إسرائيل بهارون : ثانيا .وتكبره عليهم عليه السالم توهم بني إسرائيل تعاظم موسى: ثالثا

: )عليااه السااالمقولاه تعااالى مخاطبااا موساى نتيجاة هااذا االنفعااالعلااى وقاد دل

)137والفاااااااااء : "يقااااااااول أبااااااااو زهاااااااارة .

)أي بساابب يبتااك وعاادم قيامااك بحااق الرقابااة النفسااية علاايهم التااي مكناااك منهااا ،للسااببية

)"138. وهاااااااذه الغيبااااااااة سااااااااببهاعليااه تاركااا إياااهم فااي عهاادة أخيااه هااارون ،منفصااال عاان قومااهللقاااء هللا تعااالى عليااه السااالمتعجلااه : )قاااااااال تعاااااااالى ،الساااااااالم

): عييقاااااااااااااول البقاااااااااااااا .139

(" )قد تسبب عن عجلتك عنهم أّنا ( )"140. وتساببت فاي لاوم هللا تعاالى ،ومهلكة لبناي إسارائيل ،يجة ال شك أنها خطيرة للغايةفهذه النت

.أن هذا االنفعال لم يكن محمودا يدل على وهذا ،عليه السالملنبيه وكليمه :والمواثي عدم القدرة على الوفاء بالعهود -2

شاارط علااى نفسااه ،لسااالمعليااه احااين عقااد ميثاقااا بينااه وبااين الخضاار عليااه السااالمفموسااى ،علياه السااالمأو تصاارف يقاوم باه الخضاار التازام الصابر وعاادم التعجال بااالعتراض علااى أي عمال

): ظااااااااهره مسااااااااتهجنا ومساااااااتغربًا قااااااااائالن كااااااااان ا حتاااااااى و

. 2356ص 5ج. رآنفي ظالل الق: قطب 136 . 81اآلية : سورة طه 137 . 5966ص1ج. زهرة التفاسير: أبو زهرة 138

. 152اآلية .: سورة األعراف 139: ط . عبد الرزاأ المهادي : خّرج أحاديثه . مج 8. نظم الدرر في تناسب اآليات والسور: إبراهيم بن عمر , البقاعي 140 . 36ص1ج .م 1111. دار الكتب العلمية : بيروت . 1

21

)هاااااااااااااااااذا الشااااااااااااااااارط بقولاااااااااااااااااه علياااااااااااااااااه الساااااااااااااااااالموقااااااااااااااااد أكاااااااااااااااااد موساااااااااااااااااى 141

(" ) 142"السين لتأكيد ما يق في المستقبلو. ،143والمساالمون عنااد شااروطهم"علااى نفسااه ملزمااا عليااه السااالمويعتباار مااا شاارطه موسااى

. 144" أو التزم لأنبياء ،وأحق الشروط أن يوّفى به ما التزمه األنبياء لام ساالمعلياه السياأ قصة موسى م الخضر عليهما السالم أكد أن موساى والظاهر أن

لماا ؛علياه الساالمتعجلاه بااالعتراض علاى تصارفات الخضار لتزاماهوأن سبب عدم ا ،يلتزم بالشرط .رأى ما في ظاهرها من نكارة

: علياااااه الساااااالمحياااااث قاااااال الخضااااار ،تااااام فسااااا االتفااااااأ والميثااااااأ بينهماااااا لاااااذلكونتيجاااااة ( )145.

أن كثاارة المجاوبااات وعاادم الصاابر هااو الااذي كااان إلااىشااير كأنااه بهااذا ي: "زهاارة يقااول أبااو .146"سبب الفراأ بيني وبينك

الصحبة انفقد -3وهاو ،علياه الساالمبسابب تعجلاه وعادم صابره يفقاد صاحبة الخضار علياه الساالم فموساى

وبعاد الظفار ،كاي يصاحبه وياتعلم مناه علياه الساالمالذي بذل جهدا كبيرا حتى يصل إلى الخضار علياه عاذاره لتعجال موساى إ وهو ينهي هذه الصحبة بعاد عليه السالمقال الخضر ،حبتهيفقد صبه

): ثاااااااااااااااااااااااااااااااااااالث مااااااااااااااااااااااااااااااااااارات الساااااااااااااااااااااااااااااااااااالم

)147. كاااان بسااابب اعتاااراض موساااى علياااه الساااالم علاااى التصااارفات هاااذا يباادو أن إعاااالن الفاااراأو

.مت ظهر البعيرصالثالثة، ولكن التصرف األخير كان بمثابة القشة التي ق

. 61اآلية : سورة الكهف 141 . 5161ص 1ج. زهرة التفاسير: أبو زهرة 142كتااب اإلجاارة، ، صحيح لبخاحي :البخااري : انظار. حديث مرفاوع رواه البخااري معلقاًا، وأخرجاه الحااكم وصاححه األلبااني 143

مصطفى : تحقيق. مج5.الصحيحين المستدرك على: الحاكم، دمحم بن عبد هللا النيسابوري . 915ص2باب أجر السمسرة، جاأللبااني، . 19ص2، ج(2311)حاديث رقام . كتاب البيوع. م1111دار الكتب العلمية، : بيروت . 1: ط. عبد القادر عطا (.2111)حديث رقم . مكتبة المعارف: الرياض. مج9. السلسلة الصحيحة: دمحم ناصر الدين

دار , دار المعرفاة : بيروت . بال طبعة . علي البجاوي : تحقيق . مج 5 . أحكام القرآن: دمحم بن عبد هللا, ابن العربي 144 . 1256ص3ج. م 1189. الجيل

. 98اآلية : سورة الكهف 145 . 5169ص1ج. زهرة التفاسير: أبو زهرة 146

. 98اآلية : سورة الكهف 147

26

فااالمعنى أن ذلاااك هااو الحاااد ،ومهمااا يكاان ماااا يشااير إليااه اسااام اإلشااارة : " يقااول أبااو زهااارة فهااو إيااذان بانتهاااء المصاااحبة التااي كااان منهااا ذلااك ،الفاصاال الااذي فاارأ بينهمااا فااي هااذه الصااحبة

. 148" التعليم مما علمه هللا تعالى .انفعال العجلة له أسباب ودوافا: ثانيا

:لعجلة عند األنبياء عليهم السالمنفعال االقرآنية المشاهد الاألسباب التي بّينتها ومن أهم إلااىقااوي وتمكاان فااي القلااب وّلااد طاقااة ضااخمة تاادف صاااحبها إذا فاإليمااان: الةةدافا اإليمةةاني -1

ذا ،هللا تعااالى باألعماااال الصااالحة إلااىالتعجاال لعماال الخياار والتقاارب فااي حاااق كااان هااذا األماار وا كال وسوساة الاذين طّهار هللا تعاالى باواطنهم مانالعادي فكيف بحاق األنبيااء علايهم الساالم المؤمن وأكثارهم طاعاة ،وأصلبهم عاودا ، إيماناوكانوا بذلك أقوى الناس ،وزّكى نفوسهم بعنايته ،وخبيئة .ه تعالى وقربى

حااين عاتبااه ،يشاا ماان كاال جوانبااه اإليمااانكلاايم هللا تعااالى كااان عليااه السااالم فهااذا موسااىعجلته في مالقاته دون قومه أجااب رباه عاز وجال باأن سابب عجلتاه والاداف الاذي هربه وأنكر علي

)جعلااااااااه يساااااااابق قومااااااااه لمالقاتااااااااه هااااااااو

)149 . والمسااااارعة فااااي ،الطلااااب لقربااااك ،ليااااك يااااا ربإ ّجلناااايالااااذي ع"أي .150"والشوأ اليك ،رضاك

أراد علياه الساالمولكان موساى ،كلهام ئاههللا تعالى قاد رضاي عان أنبياوما من شك في أن لاااى زياااادة رضاااا هللا أو أناااه ظااان أن التعجااال وسااايلة إ ،أن يااازداد هللا تعاااالى عناااه رضاااا بهاااذه العجلاااة

)ولااااااذا جااااااء فااااااي تفساااااير اآليااااااة . تعاااااالى عاااااان عباااااده

)151 . 152"لتزداد عني رضا"أي. وما . وهاذا مان الاداف اإليمااني ،زياادة يبغاي اللياه الساالم عا حاصال ولكاّن موساى فالرض

ذلك فان موسى عليه السالم تلقى العتاب اإللهي بالنكران عليه بسبب ماا آل إلياه تعجلاه مان نتاائج .سلبية على قومه

:وجود المنكر أو ظهوره -2

. 5169ص1ج. زهرة التفاسير: أبو زهرة 148 . 85اآلية : سورة طه 149 . 611ص 2ج. ريم الرحمنتيسير الك: يالسعد 150 . 85اآلية : سورة طه 151 . 131ص5ج . تفسير القرآن العظيم: ابن كثير 152

29

ماان رأى : ) قولااه عليااه السااالم فااأي منكاار يظهاار فااي المجتماا ال بااد ماان تغييااره امتثاااال لوأول الناااس وأوالهاام بتغيياار المنكاار والعماال علااى تغييااره هاام األنبياااء . 153.. ( ماانكم منكاارا فليغيااره

واساتبدالها ،أقاوامهم لتغييار منكارات إالاألنبياء عبار التااري ترساالبل ما قامت ،عليهم السالم .فهذه وظيفة األنبياء ،بالمعروف

وقصااته ماا الخضاار ،مااا سااكت أمااام منكاار قاا ومااا كااان لااه ذلااك السااالم عليااهوموسااى الظاااهر اتفاقيتااه ماا كمااا باادا فااي رؤيااة المنكاار تهفلقااد أنساا ،أكباار برهااان علااى ذلااك عليااه السااالم

.بعدم االعتراض أو اإلنكار عليه السالمالخضر منكارا عليااه أساارع ،السافينة وفيهاا ركابهااا وأصاحابها يخاارأ عليااه الساالمحاين رأى الخضار : )، قاااااائالهااااذا الفعاااال مااااتعجال وناساااايا

)أي ،154

.155شنيعا و منكرا لقد جئت شيئا عليااه الساااالمرأى الخضااار ،ياارى تصااارفا ريبااا أشااد فظاعاااة ماان األولوفااي الماارة الثانياااة

عليااه فعلتااه فيساارع منكارا ،ظاااهر أو سابب مسااّوغه دون أي ينازع رأس ااالم مان بااين الغلمااان فيقتلا : )و ضااااااب ظاااااااهر قااااااائال ،وبلهجااااااة أشااااااد ماااااان األولااااااى

)156 .

.157"ظاهر النكارة"أي . السالم عند موسى عليه المنكر سببا رئيسا من أسباب انفعال العجلة ت رؤيةفكان

:وبحشهم وتسلحهم واقا األعداء -3فاااي وساااائل ن تفنناااو يو ،هم ساااوء العاااذابمونساااو في ،أهااال اإليماااان علاااى أعاااداء الااادين يتسااال

حياث ،ا العاذاب وهاذ وقد نال األنبيااء علايهم الساالم النصايب األوفاى مان هاذا االضاطهاد ،ئهمإيذار سايد قطاب حالاة األنبيااء النفساية أماام وقاد صاوّ ،أحاد مانهم مان هاذه الشادة وهاذا الكارب يانج لم

ترسام مبلاا الشادة والكارب ،إنها صاورة رهيباة : " بطش أعداء الدين وانتفاشهم وانتفاخهم حيث قال 158"والضيق في حياة الرسل وهم يواجهون الكفر والعمى واإلصرار والجحود

حاديث رقام ... بااب كاون النهاي عان المنكار مان اإليماان . يمان اإلكناب . صحيح مسلم: مسلم : انظر . رواه مسلم 153 . 61ص1ج( . 98)

. 91آلية : سورة الكهف 154 651ص1ج. تيسير الكريم الرحمن: السعدي . 512ص5ج. تفسير القرآن العظيم: ير ابن كث. 155

. 95اآلية : سورة الكهف 156 . 512ص5ج. تفسير القرآن العظيم: ابن كثير 157

. 2131ص5ج. في ظالل القرآن: قطب 158

28

علايهم الساالم بماا فشدة المحن والكروب وكثرة األهوال والخطوب التي تعرض لها األنبيااء وطغيااان الباطاال ماا تااأخير النصاار لحكمااة أرادهااا هللا تعااالى كاناات الساابب فااي ،ملسو هيلع هللا ىلصفاايهم نبينااا دمحم ،( : )علااايهم الساااالم لهاااذا النصااار قااااائلين تعجااال األنبيااااء

مااان الرساااول . هساااؤال مااان الرساااول والاااذين آمناااوا معاااهاااذا ال إن: "ةاآليااا هيقاااول سااايد قطاااب عناااد هاااذ( )سؤالهم إن. باه والمؤمنين الذين آمنوا ،الموصول باه

محناااااة فاااااوأ إالولااااان تكاااااون . ي تزلااااازل مثااااال هاااااذه القلاااااوب الموصاااااولةليصاااااور مااااادى المحناااااة التااااا .159"الوصف

ن واقا تصايبهم حااالت الوجاوم والك باة والضايق والشادة ما ،األنبياء علايهم الساالم بشار إنفاي طلاب النصار بسابب ملسو هيلع هللا ىلصتعجال النباي لكن كيف يمكن أن نوفق باين .داء وما يالقونه منهماألع

ا جااء كما ،ن اساتعجال النصارعاللصاحابة الكارام ملسو هيلع هللا ىلصوبين نهي النباي ،ءضغ الواق وواق األعداماا يالقوناه مان شادة األذى مان المشاركين ملسو هيلع هللا ىلصفي حديث خباب بن األرت حين شكا إلاى رساول هللا

بعاااد أن باااين لاااه حالاااة أتبااااع األنبيااااء ملسو هيلع هللا ىلص طالباااا مناااه أن يااادعو هللا لهااام بالنصااار فأجاباااه الرساااول ،علااااى وهالااااذي صاااابّ العااااذاب عوأنااااوا ،وشاااادة األذى الااااذي القااااوه ماااانهم ،علاااايهم السااااالم ماااا أقااااوامهم

وهللا ليتمن هذا األمر حتى يسير الراكاب مان ": ، قالى دينهمعل ن و المؤمن وم ذلك ثبت ،رؤوسهم .؟ 160"ولكنكم تستعجلون ،يخاف إال هللا أو الذئب على نمهصنعاء إلى حضرموت ال :عن ثالثة أمور هي ال يخرج في ظنناوالجواب على ذلك

البااتالء حلااة التمحاايص وافااي مر ،رضااي هللا عنااه كاناات فااي العهااد المكاايخّباااب أن حادثااة : األولحملااة رساااالة قبااال نضااجها قااد يااؤثر علاااى قااوةهااذه المرحلااة ماان االنتقاااال فاايفالتعجاال ،واالختبااارقادر لهاا عناد باد أن تأخاذ هاذه المرحلاة زمنهاا الم فكاان ال ،وصاالبتهم الكرام لصحابةمن ا اإلسالم

.هذه المرة طلب النصر في ملسو هيلع هللا ىلصمن هنا لم يستعجل الرسول ،عالم الغيب والشهادة ) حياااث إن اآلياااة ،ن فاااي العهاااد المااادنيطلاااب النصااار كاااا ملسو هيلع هللا ىلصتعجااال الرساااول : الثةةةاني

) ،مدنياة161

أنهاااعلااى وأكثاارهم ،فااتح مكااة إلااىووقااائ ماان اازوة باادر اً أحااداثوكاال ماان ذكاار ساابب نزولهااا ذكاار األهااوالالمؤمنااون زلاازاال شااديدا وبلغاات القلااوب الحناااجر ماان شاادة حيااث زلاازل ،162األحاازاب اازوة وقلاة ،وما من شاك أن الفتناة والشادة بعاد الرخااء والنصار لهاا تاأثير عجياب علاى النفاوس ،والشدائد

. 211-218ص1ج: المرج السابق 159. (3612)حديث رقم . باب عالمات النبوة في اإلسالم. تاب المناقبك. صحيح البخاري : البخاري : انظر. رواه البخاري 160 .33ص2ج

. 215اآلةا : سورة البقرة 161 .185ص1ج. الةةدر المنثةةور: الساايوطي .211ص1ج. زاد المسةةير: اباان الجااوزي . 56ص2ج. جةةاما البيةةان: الطبااري 162

.152ص1ج. عاني التنزيللباب التأويل في م: الخازن .51ص. لباب النقول في أسباب النزول: يالسيوط

21

. ماااا لقياااه المسااالمون فاااي العهاااد المكااايشاااد مأ فكانااات هاااذه الشااادائد. مااان النفاااوس مااان تتحمااال ذلاااك .النصر هنا ملسو هيلع هللا ىلص لفاستعجل الرسو

بها الحاق تعاالى بعاد يصاوّ ،بشر يعتريه ما يعتري البشر من انفعااالت وهفاوات ملسو هيلع هللا ىلصالرسول : الثالثالنصاار يناادرج ملسو هيلع هللا ىلصكااون تعجاال الرسااول وقااد ي ، أحيانااًا أخاارى يزجاارهو يعاتبااه أو أحياناااينكاار عليااه أن

.األمرتحت هذا .ومنافا عديدة ، لة يف وت مصالح جمةانفعال العج: ثالثا

: فمن هذه المصالح التي بّينتها مشاهد العجلة عند األنبياء عليهم السالم تفويت العديد من األحداث والوقا ا التي فيها الدرو والعبر والعظات -1

التااااي عليه الساااالماالعتااااراض علاااى تصااارفات الخضااار فاااي بتعجلاااه علياااه الساااالمفموساااى فلااو .لااو تماات لكااان فيهااا الاادروس والعباار نكاار فااّوت كثياارا ماان الوقااائ والمشاااهد التاايالمظاهرهااا

ومااا تعجاال لشاااهد ورأى بااأم عينااه مزياادا ماان عليه السااالمعلااى الخضاار عليااه السااالمصاابر موسااى . رفات واألحداث التي فيها الغرابةالتص

عاان هااذه المشاااهد وتفويتااه لمعرفااة المزيااد ،عليااه السااالموهااذا التعجاال والتساارع ماان موسااى يظهاار فيهااا أحيانااا بصاايغة ،علااى تعجلااه عليااه السااالميلااوم موسااى ملسو هيلع هللا ىلصواألحااداث جعاال نبينااا دمحم

وددناا أن موساى كاان صابر حتاى يقاص : ) ملسو هيلع هللا ىلصكقولاه ر بة في االساتزادة مان معرفاة هاذه األحاداثرحماااة هللا عليناااا ) :ملسو هيلع هللا ىلصكقولاااه بالااادعاء مقترناااة بصااايغةوأحياناااا أخااارى ،163(هللا عليناااا مااان خبرهماااا

. 164(ذمامةولكنه أخذته من صاحبه . ى العجبلوال أنه عّجل لرأ. وعلى موسى :والستماع اإلنصاتوسيلة للحفظ وهي تفويت أنفا -2

لاك تالوتاه كااد ك قبل أن يتم الم لكاد بتعجله أخذ القرآن الكريم مباشرة من الم ملسو هيلع هللا ىلصفنبينا دمحم ): تعاااااااااالى قاااااااااال ،أن يفاااااااااوت أنفااااااااا الوساااااااااائل للحفاااااااااظ

)حيااث كاناات حالااة الرسااول . 165

لاك فاي ويساابق الم ،يباادر إلاى أخاذه " الاوحي فاي بداياة األمار أناه كاان إلياه النفسية حين يلقى ملسو هيلع هللا ىلصنزل عليه قبل فراغ جبريل مان قاراءة الاوحي حرصاا علاى ويحرك شفتيه ولسانه بالقرآن إذا أُ ،ته قراء

)باب. كتاب التفسير . صحيح البخاري : البخاري : انظر . رواه البخاري 163

) ( 61: الكهف ) . .511ص2ج(. 5921)حديث رقم

. (2381)حديث رقم . عليه السالمباب من فضائل الخضر . كتاب الفضائل. صحيح مسلم: مسلم :انظر. رواه مسلم 164 .1811ص5ج

. 16اآلية : سورة القيامة 165

31

): ولاااااااذا جااااااااء النهاااااااي عااااااان ذلاااااااك بقولاااااااه تعاااااااالى . 166"أن يحفظاااااااه

)167. إنماااوهااذا النهااي عاان التعجاال فااي مسااابقة الااوحي وهااو أساالوب التوجيااه فااي تعلاايم مااا هااو األفضاال عقااب ،لتعليمنااا أساالوبا ماان أساااليب التربيااة " جاااء

.168"د ممارسة عمل ال يصح التمادي فيهالممارسة التي يراد تصحيحها أو تقويمها وال سيما عنأو المعلاام أو المربااي حتااى يااتم كالمااه ماان أنجاا وسااائل نإلااى الملّقااواالسااتماع فاإلنصااات

يساتقبل الاوحي بقلاب صااف العجلاة هاذهبعد النهي عن ملسو هيلع هللا ىلصولذا رأينا النبي . علومة ودقتها حفظ الم .ولسان وشفتين صامتتين حتى يتم الملك رسالة ربه تعالى ،ونفس مطمئنة هادئة ير متعجلة

لمسااألة المعلاام ماان اقباال أن يفاارغ ،أن ال يبااادر المااتعلم للعلاام ،أدب ألخااذ العلاام"وفااي هااذا باات فااي ثكمااا ،يااأمرهم أن ينصااتواباال كااان إذا أراد أن يكلاام الناااس بااأمر مهاام ،169"التااي شاارع فيهااا

تاستنصاااا": قااااال لااااه فااااي حجااااة الااااوداع عليااااه السااااالمأن النبااااي 170الصااااحيح ماااان حااااديث جرياااار .171"الناس تفويت مصلحة الجماعة على المصلحة الفردية -3فاااي وعااادم التعجااال ،معهااام علياااه الساااالمموساااى لقاااد كانااات مصااالحة بناااي إسااارائيل توجاااب بقااااء

وال زالاات عالئااق الشاارك ،وذلااك أن القااوم حااديثو عهااد بالاادين ،عاانهم لمالقاااة هللا تعااالى االنفصاال . كما أنهم كانوا متأثرين بمن جاورهم من المشركين ،والجاهلية متأصلة فيهم

: )قاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال تعاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااالى

. 159ص21ج. التفسير المنير: الزحيلي 166

. 115اآلية : سورة طه 167

. 581ص2ج. معار التفكر: الميداني 168 . 1215ص 2ج. تيسير الكريم الرحمن: السعدي 169

كان إسالمه في العام الذي توفي فيه الرسول , سّيد قبيلته بجيلة , جرير بن عبد هللا البجلي :الجليل هو الصحابي 170كانت له أخبار , نزل الكوفة وسكنها , قال عن نفسه أسلمت قبل موت الرسول عليه السالم بأربعين يوما , عليه السالم

وقيس بن , روى عنه أنس بن مالك , وقيل إحدى وخمسين , مات سنة أرب وخمسين , م علي ومعاوية رضي هللا عنهم 1: ط . خليل شيحا : تحقيق وترتيب . الستيعاب في معرفة األصحاب: يوسف , ابن عبد البر : أنظر . و يرهم , حازم .159-151ص. م 2116. دار المعرفة : بيروت

صحيح : مسلم . 51ص1ج( . 121)حديث رقم . باب اإلنصات للعلماء . لعلم كتاب ا. صحيح البخاري : البخاري 171) حاديث رقام " . ال ترجعاوا بعادي كفاارا يضارب بعضاكم رقااب بعاض " بااب معناى قاول النباي ملسو هيلع هللا ىلص . كتااب اإليماان . مسلم .82ص1ج( . 61

31

)172 . وهام عليه السالمفخروج موسىوقاد دل . لحفاا علاى الشاريعةوا ،إنهاا مصالحة الادين ،علايهم مصالحة كبارى تعلى هذا الحال فاوّ

بااه تعااالى حتااى مااا إن خاارج ماان بياانهم مااتعجال لقاااء ر عليااه السااالم علااى هااذه المصاالحة أن موسااى .عليه السالمواعتدوا على نبي هللا هارون ،وأضلهم السامري ،فتنوا بعبادة العجل

:الخاتمة :وبعد ،األنبياء والمرسلينالم على أشرف والصالة والس ،الحمد ه رب العالمين

وتاأثير هاذا االنفعاال سالبا ،الرئيساة المتعلقاة بانفعاال العجلاةبعد أن تم اساتعراض الجواناب :تبين لنا ما يأتي ،نبياء عليهم السالم بحكم بشريتهمأو إيجابا على األ

) :قااااااال تعااااااالى ،وجبلااااااه بااااااه ،فطاااااار هللا اإلنسااااااان عليااااااه ،فطااااااري لالعجلااااااة انفعااااااا -1

)173. انفعاال العجلاة جااءت التاي وردت فاي قرآنياةال اآلياات فمعظام ،في الغالب انفعال سلبيالعجلة -2

لعجلااة ا حتااى رأينااا ماان العلماااء ماان يعاادّ ،نظاارًا للنتااائج الساايئة المترتبااة عليااه ،بصاايغة الااذم واإلنكااار .هذا كالم تعوزه الدقةو ،مذمومة حتى في أمور الدين

ألن ،نهاا أي مفسادة علاى الانفس أو النااسولام يناتج ع ،ح العجلة إذا كانت في أمور الدينمدتُ -3 .ه السالم أكبر شاهد لهذه القاعدةوما حصل لموسى علي ،ء المفاسد أولى من جلب المصالحدر إال أن هللا تعااالى كاااان ،يعتااريهم مااا يعتااري البشاار ماان العجلااة ،األنبياااء علاايهم السااالم بشاار -5 .ر عليهم ويعاتبهم في ذلك ثم يصوبهم ينك

.138اآلية : سورة األعراف 172 39اآلية : سورة األنبياء 173

32

شااءت حكمااة هللا تعاالى أن تكااون العجلاة بااارزة فااي المشااهد القرآنيااة عناد موسااى ودمحم عليهمااا -1األمر الاذي جعال ،ان من الشدة واألذى من أقوامهماوذلك لما كان يعانيه هذان النبيّ ،السالم فق

.هذا االنفعال يظهر لديهما في مواطن محددةجايال بعاد جيال ساتبقى لواألجياا ،قصص األنبياء عليهم السالم معاين زاخار باالعبر والادروس -6

. ترشف من هذا المعين ولن ينضب حتى يرث هللا األرض ومن عليها

والحمد ه في األولى واآلخرة

قا مة المراجا

طاااهر : تحقيااق. مااج1. رالنهايةةة فةةي غريةةب الحةةديث واألثةة: المبااارك باان دمحم ،راباان األثياا .1 .بال تاري . اإلسالميةالمكتبة : بيروت. بال طبعة. الزاوي ومحمود الطناخي

المكتبااة : القاااهرة. بااال طبعااة. المفةةردات فةةي غريةةب القةةرآن: الحسااين باان دمحم ،يصاافهاناأل .2 .بال تاري . التوفيقية

.معارفمكتبة ال: الرياض. مج9. السلسلة الصحيحة: لباني، دمحم ناصر الديناأل .3

.يثية، برنامج منظومة التحقيقات الحدصحيح وضعي سنن أبي داود: ااااااااااااا .5

.م1111. مكتبة المعارف: الرياض. بال طبعة. صحيح وضعي سنن الترمذي :ااااااااااااا .1ماج 11. رو المعاني في تفسير القرآن العظيم والسةبا المثةاني: السيد محماود ،لوسياآل .6

.بال تاري . ث العربي دار إحياء الترا: ت بيرو . بال طبعة . . (صةةةحيح البخةةةاري )الجةةةاما الصةةةحيح المسةةةند المختصةةةر :دمحم بااان إساااماعيل ،البخااااري .9

.م2113. مكتبة الصفا: القاهرة. 1: ط. دمحم فؤاد عبد الباقي: تبويب وترقيم. مج3ّرج خااا. ماااج 8. نظةةةم الةةةدرر فةةةي تناسةةةب اآليةةةات والسةةةور: إباااراهيم بااان عمااار ،البقااااعي .8

.م 1111. الكتب العلمية دار: بيروت . 1: ط . عبد الرزاأ المهدي : أحاديثه

33

بهامشاااه حاشاااية أباااي. أنةةةوار التنزيةةةل وأسةةةرار التأويةةةل: عباااد هللا بااان عمااار ،بيضااااوي ال .1 .بال تاري . دار الجيل :بيروت . بال طبعة . مج 2. الفضل القرشي الصديقي

: تحقياق . (الترمةذي سنن) الصحيح الجاما. السلمي ىعيس بن دمحم عيسى أبو: ترمذيال .11 .بال تاري . مكتبة المعارف : الرياض . 1: ط .الشي األلباني

باال . ماج5. الجةواهر الحسةان فةي تفسةير القةرآن: عبد الرحمن بان دمحم مخلاوف ،الثعالبي .11 .بال تاري . مؤسسة األعظمي للمطبوعات : بيروت . طبعة

راسام : جادة. 2:ط .ماج5. أيسر التفاسير لكالم العلي الكبيةر :ر جاابر أبو بك ،الجزائري .12 .م1189. دعاية واإلعالنلل

بتوضيح تفسير الجاللين للةدقا الخفيةة ةالفتوحات اآللهي: سليمان بن عمار ،جمل ال .13 .بال تاري . ار الفكر د: بيروت . بال طبعة . مج 5

: تحقياق. ماج8. اد المسير في علم التفسةيرز : عبد الرحمن بن علي بن دمحم ،ابن الجوزي .15 .م 1189. الفكردار : بيروت. 1: ط. دمحم بن عبد الرحمن عبد هللا

. 3:ماااج ط9. الصةةةحا تةةةا اللغةةةة وصةةةحا العربيةةةة: إساااماعيل بااان حمااااد ،جاااوهري ال .11 .م1191. دار العلم للماليين: بيروت

مصاطفى : تحقياق. مج5.حينالمستدرك على الصحي: حاكم، دمحم بن عبد هللا النيسابوري ال .16 .م1111دار الكتب العلمية، : بيروت . 1: ط. عبد القادر عطا

دمحم فاؤاد : تارقيم. ماج13. فةتح البةاري شةر صةحيح البخةاري : أحمد بن علاي ،ابن حجر .19 .بال تاري . ار المعرفةد: بيروت. بال طبعة. عبد الباقي

لطباعااااة دار السااااالم ل: ةالقاااااهر . 1: ط. مااااج12. األسةةةةا فةةةةي التفسةةةةير: سااااعيد ،حااااّوى .18 .1181. والنشر

عاادل أحماد عباد الموجاود : تحقياق . ماج 8. البحر المحيط: دمحم بن يوسف ،أبو حيان .11 .م1113. دار الكنب العلمية : بيروت . 1: ط . وآخرون

دار :بياروت. باال طبعاة. ماج 5. لباب التأويل فةي معةاني التنزيةل: علي بان دمحم ،خازن ال .21 .تاري بال. المعرفة

. 2: ط . ماااج5. القصةةةص القرآنةةةي عةةةرض وقةةةا ا وتحليةةةل أحةةةداث: صاااالح ،الخالااادي .21 .2119. الدار الشامية ،دار القلم : بيروت ،دمشق

دار : القاااهرة . طبعااة بااال. مااج 16. التفسةةير القرآنةةي للقةةرآن : عبااد الكااريم ،خطيااب ال .22 .بال تاري . ر العربي الفك

. 1: ط . مشاهور آل سالمان: اعتناى باه. سنن أبةي داود: سليمان بن األشعث ،أبو داود .23 .بال تاري . معارف للنشر والتوزي مكتبة ال: الرياض

35

. دار الكتااااااب العرباااااي: بياااااروت. 1: ط. مختةةةةةار الصةةةةةحا : دمحم بااااان أباااااي بكااااار ،رازي الااااا .25 . م1191

دار : بيااروت. 3: ط. مااج11. التفسةةير الكبيةةر أو مفةةاتيح الغيةةب: رازي، دمحم باان عماارالاا .21 .م1181. رالفك

. بال تاري . دار الفكر :بيروت. 2: ط. مج12. تفسير المنار :دمحم رشيد ،رضا .26

. بياروت. باال طبعاة. ماج11. تا العرو من جواهر القةامو : دمحم مرتضى ،زبيدي ال .29 .بال ت. مكتبة الحياة

. 1: ط . مااج 11. التفسةةير المنيةةر فةةي العقيةةدة والشةةريعة والمةةنه : د وهبااة ،الزحيلااي .28 .م1118. معاصر دار الفكر ال ،دار الفكر: بيروت ،شق دم

الكشةةاع عةةن حقةةا التنزيةةل وعيةةون األقاويةةل فةةي وجةةوه : محمااود باان عماار ،الزمخشااري .21 .2111. دار المعرفة: روتبي. 2:ط. خليل مأمون شيحا: تحقيق. التأويل

.بال تاري . بيفكر العر دار ال: القاهرة. بال طبعة. مج11. زهرة التفاسير: دمحم ،أبو زهرة .31

. ماج2. تيسير الكريم الةرحمن فةي تفسةير كةالم المنةا ن: عبد الرحمن بن ناصر ،سعديال .31 .مطبعة النور: فلسطين. 1: ط

. إرشةاد العقةل السةليم إلةى مزايةا الكتةاب الكةريم: دمحم بن دمحم بن مصاطفى ،أبو السعود .32 .م1111. دار الكتب العلمية: بيروت . 1:ط . مج 6

وبهامشاه إعجااز القارآن .اإلتقةان فةي علةوم القةرآن: بان أباي بكار نعباد الارحم ،السيوطي .33. الحلباااااي وأوالده شاااااركة مكتباااااة ومطبعاااااة مصاااااطفى الباااااابي: القااااااهرة. 5: ط . للبااااااقالني

.م1198

. دار الفكاااار: يااااروتب. بااااال طبعاااة. ماااج8. الةةةةدر المنثةةةةور فةةةي التفسةةةةير بالمةةةةأثور: ااااااااااااااااااا .35 .م1113

.م1198. دار إحياء العلوم: بيروت. 1: ط. لباب النقول في أسباب النزول: اااااااااااااااا .31ر اليااوم أخباا: القااهرة . باال طبعااة . ماج 19. تفسةير الشةةعراوي : دمحم متاولي ،شاعراوي ال .36

.بال تاري .

أحماد البكاري : تحقيق. مج11. جاما البيان في تأويل آي القرآن: دمحم بن جرير ،طبري ال .39 .م 2119. دار السالم: اهرةالق. 2:ط . وآخرون

دار : تااااونس . بااااال طبعااااة . مااااج 12. التحريةةةةر والتنةةةةوير: دمحم الطاااااهر ،اباااان عاشااااور .38 .بال تاري . سحنون للنشر والتوزي

دار : القااهرة. باال طبعاة . المعجةم المفهةر أللفةاق القةرآن الكةريم: دمحم فاؤاد ،عبد الباقي .31 .م 2111. الحديث

31

باااال . علااي البجااااوي : تحقياااق . مااج 5. حكةةةام القةةةرآنأ: باان عباااد هللا دمحم ،اباان العرباااي .51 .م1189. دار الجيل . دار المعرفة : بيروت . طبعة

. دمحم سااليم: تحقياق. الفةةرو اللغويةة: باو هاالل الحسان باان عباد هللا بان ساهلالعساكري، أ .51 . بال طبعة وتاري. دار العلم والثقافة: القاهرة

. مااج 6. المحاارر الاوجيز فاي تفسااير الكتااب العزياز : بان الاب عباد الحااق ،ابان عطياة .52 .م 2119. دار الكتب العلمية : بيروت . 2: ط . تحقيق عبد السالم عبد الشافي

. دار الجياال: يااروتب. بااال ط. مااج5. القةةامو المحةةيط: دمحم باان يعقااوب ،يفيااروز آبااادال .53 .اري بال ت

دمحم فؤاد عبد الباقي : تخريج . مج 11. ويل محاسن التأ: دمحم جمال الدين ،قاسمي ال .55 .بال تاري . العربية دار إحياء الكتاب : القاهرة . بال طبعة .

. دار الفكار: وتبيار . باال طبعاة. ماج22. الجةاما ألحكةام القةرآن: دمحم بن أحماد ،قرطبيال .51 .بال تاري

.م1112. وأ دار الشر : تبيرو ،القاهرة. 19: ط. مج6. في ظالل القرآن: سيد ،قطب .56

دار : بياروت . 2: ط . ماج 9. تفسير القرآن العظيم: أبو الفداء إساماعيل ،ابن كثير .59 . م 1191. الفكر

دمحم فااؤاد عبااد : تاارقيم . مااج 1. صةةحيح مسةةلم : أبااو الحسااين مساالم باان الحجاااج ،مساالم .58 .م1183. دار الفكر للطباعة والنشر : بيروت . بال طبعة . الباقي

لغااااة مجماااا ال: القاااااهرة . بااااال طبعااااة . المعجةةةةم الوسةةةةيط: اهيم وآخاااارون إباااار ،مصاااطفى .51 .بال تاري . العربية

. ماج5. التفسةير البالغةي لالسةتفهام فةي القةرآن الحكةيم: عباد العظايم إباراهيم ،مطعنيال .11 .م1111. مكتبة وهبة : القاهرة. 1: ط

دار صاادر : بياروت . باال طبعاة . ماج 11. لسةان العةرب: دمحم بان مكارم ،ابن منظاور .11 . بال تاري .

. 1: ط. ماااج11. معةةةار التفكةةةر ودقةةةا التةةةدبر: بّنكاااةعباااد الااارحمن حسااان ح ،المياااداني .12 . 2116. دار القلم : شق دم

ر الكتااب دا: بياروت . باال طبعاة. ماج 2. تفسةير النسةفي: عبد هللا بان أحماد ،نسفي ال .13 .م 1182. العربي

: ت بيارو . باال طبعاة . ماج 1. مسةلم بشةر النةووي صحيح : يحيى بن شرف ،نووي ال .15 .م1181. دار الفكر

36

. مااج6.تفسةةير غرا ةةب القةةرآن ورغا ةةب الفرقةةان: الحساان باان دمحم باان حسااين ،نيسااابوري ال .11 . م1116ار الكتب العلمية د: بيروت. 1: ط. زكريا عميرات: تحقيق