849
"""""" صفحة رقم """""" ادس الجزء الس( / ) """""" صفحة رقم """""" ب صية الخوف كتا( / ) """""" صفحة رقم """""" فارغة( / ) """""" صفحة رقم """""" ن الرحيم الرحم بسم ا

Shrh sahih al bukhari 6 كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري

  • Upload
    mhmas

  • View
    167

  • Download
    29

Embed Size (px)

DESCRIPTION

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لااله الاانت استغفرك واتوب اليك اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب اليك اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات الى يوم الدين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته و عدد ما علم الله السميع العليم لا إله إلا الله محمد رسول الله سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم واتوب إليه اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته و عدد ما علم الله السميع العليم اللهم انى اصبحت اشهدك واشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لااله الا انت وحدك لاشريك لك وان محمد عبدك ورسولك عدد خلقه ورضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته

Citation preview

"""""" صفحة رقم """""" الجزء السادس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كتاب صبلة الخوف

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بسم اهلل الرحمن الرحيم

صبلة الخوفذا ضربتم في األرض فميس عميكم ) : ) وقول اهلل وا

بلة إن خفتم أن يفتنكم الذين جناح أن تقصروا من الصذا كنت فييم ) كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا وا

بلة فمتقم طائفة منيم معك وليأخذوا فأقمت ليم الصيم فإذا سجدوا فميكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أسمحت

أخرى لم يصموا فميصموا معك وليأخذوا حذرىم وأسمحتيم إن المو أعد لمكافرين عذأبا ميينا : ) إلى قولو )

ذا : ) عالى قولو ت[ - : النساء ) ] وا ضربتم في األرض فميس عميكم جناح أن تقصروا من

بلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) .الصقد ذكر طائفة من السمف أنيا نزلت في صبلة في السفر ، ال في صبلة السفر بمجرده ؛ وليذا ذكر عقبييا قولو

بلة : ) تعالى ذا كنت فييم فأقمت ليم الص ، ثم ذكر ) وا صفة صبلة الخوف ، فكان ذلك تفسيرا لمقصر المذكور

وىذا ىو الذي يشير إليو البخاري ، . في اآلية األولى وىو مروي عن مجاىد والسدي والضحاك وغيرييم ،

.واختاره ابن جرير وغيره :وتقدير ىذا من وجيين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن المراد بقصر الصبلة قصر أركانيا باإليماء : أحدىما فأما صبلة . ونحوه ، وقصر عدد الصبلة إلى ركعة

السفر ، فإنيا ركعتان ، وىي تمام غير قصر ، كما قالو ) .عمر

: سمعت ابن عمر يقول : وروى سماك الحنفي ، قال قصر ، إنما القصر صبلة الركعتان في السفر تمام غير

.المخافة .خرجو ابن جرير وغيره

وروى ابن المبارك عن المسعودي ، عن يزيد الفقير ، سمعت جابر بن عبد اهلل يسأل عن الركعتين في : قال

إنما القصر ركعة عند القتال : أقصرىما ؟ قال : السفر

ن الركعتين في السفر ليستا بقصر .، وا ني من طريق زائدة بن عمير الطائي ، أنو وخرج الجوزجا

: سأل ابن عباس عن تقصير الصبلة في السفر ؟ قال إنيا ليست بتقصير ، ىما ركعتان من حين تخرج من

.أىمك إلى أن ترجع إلييم وخرج اإلمام أحمد بإسناد منقطع ، عن ابن عباس ،

ركعتين ركعتين ، وحين أقام ) صمى رسول اهلل : قال .بعا أربعا أر

فمن صمى في السفر أربعا كمن : وقال ابن عباس .صمى في الحضر ركعتين

لم تقصر الصبلة إال مرة واحدة حيث : وقال ابن عباس . ركعتين ، وصمى الناس ركعة واحدة ) صمى رسول اهلل

.في الخوف : يعني وروى وكيع ، عن سفيان ، عن سالم األفطس ، عن

:سعيد بن جبير ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قال . صبلة الخوف ركعة ركعة ) صمى رسول اهلل .كيف تكون مقصورة وىما ركعتان : سعيد

أن القصر المذكور في ىذه اآلية مطمق : والوجو الثاني ، يدخل فيو قصر العدد ، وقصر األركان ومجموع ذلك

يختص بحالة الخوف في السفر ، فأما إذا انفرد أحد فإنو يختص بأحد -وىو السفر أو الخوف -مرين األ

نوعي القصر ، فانفراد السفر يختص بقصر العدد ، لكن ىذا ممالم . وانفراد الخوف يختص بقصر األركان

نما بين داللة عميو رسول اهلل يفيم من ظاىر القرآن ، وا ن كان ظاىرىا ال يدل عميو . واآلية ال تنافيو ) واهلل . وا

.عالى أعمم سبحانو وتذا ضربتم في األرض فميس عميكم : ) إن قولو : وقيل وا

بلة نزلت بسبب القصر في ) جناح أن تقصروا من الصن بقية اآلية مع اآليتين بعدىا السفر من غير خوف ، وا

نزلت بسبب صبلة الخوف

) .روي ذلك عن عمي . إسناد ضعيف جدا ، اليصح خرجو ابن جرير ، عنو ب

.أعمم ) واهلل وقد روي ما يدل عمى أن اآلية األولى المذكور فييا

.قصر الصبلة إنما نزلت في صبلة الخوف فروى منصور ، عن مجاىد ، عن أبي عياش الزرقي ،

وعمى المشركين -بعسفان ) كنا مع رسول اهلل : قال لقد : المشركون فصمينا الظير ، فقال -خالد بن الوليد

أصبنا غرة ، لقدأصبنا غفمة ، لو كنا حممنا عمييم وىم في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الصبلة ، فنزلت آية القصر بين الظير والعصر ، فمما مستقبل القبمة ) حضرت العصر قام رسول اهلل

والمشركون

صف ، وصف بعد ) أمامو ، فصف خمف رسول اهلل وركعوا ) صف آخر ، فركع رسول اهلل ذلك الصف

جميعا ، ثم سجدوا وسجد الصف الذين يمونو ، وقام اآلخرون يحرسونيم ، فمما صمى ىؤالء سجدتين وقاموا ، سجد اآلخرون الذين كانوا خمفو ، ثم تأخر الصف الذي يميو إلى مقام اآلخرين ، وتقدم الصف اآلخر إلى مقام

وركعوا جميعا ، ثم ) هلل الصف األول ، ثم ركع رسول اسجد وسجد الصف الذي يميو ، وقام االخرون يحرسونيم

والصف الذي يميو سجد ) ، فمما جمس رسول اهلل اآلخرون ، ثم جمسوا جميعا فسمم عمييم جميعا ،

.فصبلىا بعسفان ، وصبلىا يوم بني سميم والنسائي -وىذا لفظو -خرجو اإلمام أحمد وأبو داود

.والحاكم ( ( صحيحو ) ) بان في وابن ح .عمى شرطيما : وقال

نا أبو : وفي رواية لمنسائي وابن حبان ، عن مجاىد .فذكره -) كنا مع رسول اهلل : عياش الزرقي ، قال

أن مجاىدا لم : ورد ابن حبان بذلك عمى من زعم

.يسمعو من أبي عياش ، وأن أبا عياش ال صحبة لو عن ( ( عممو ) ) نقمو الترمذي في كأنو يشير إلى ما كل الروايات عندي صحيح في : البخاري ، أنو قال

صبلة الخوف ، إالحديث مجاىد ، عن أبي عياش

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الزرقي ، فأني أراه مرسبل وابن حبان لم يفيم ما أراده البخاري ، فإن البخاري لم

لو صحبة ، وقد عدة في ينكر أن يكون أبو عياش من الصحابة ، وال أنكر سماع مجاىد ( ( تاريخو ) )

نما مراده أن ىذا الحديث : من أبي عياش ، وا من غير ذكر ) عن مجاىد إرسالو عن النبي : الصواب

أبي عياش ؛ كذلك رواه أصحاب مجاىد ، عنو بخبلف رواية منصور ، عنو ، فرواه عكرمة بن خالد وعمر بن

وأيوب بن موسى ثبلثتيم ، عن مجاىد ، عن النبي ذر

.مرسبل من غير ذكر أبي عياش ) وىذا أصح عند البخاري ، وكذلك صحح إرسالو عبد

.العزيز النخشبي وغيره من الحفاظ في حديث منصور ، -وأما أبو حاتم الرازي ، فإنو قال قيل . إنو صحيح : -عن مجاىد ، عن أبي عياش

فنزلت آية القصر بين الظير ) ) زيادة فيذه ال: لو .نعم : محفوظة ىي ؟ قال ( ( والعصر

كل حديث روي في صبلة الخوف : وقال اإلمام أحمد .فيو صحيح

ذا كنت فييم فأقمت ليم ) فنزلت : وقد جاء في رواية وا بلة فنزلت آية : ) ) وىذا الينافي رواية ) الصين أنو لم تنزل آية القصر بانفرادىا في بل تب( ( القصر

ىذا اليوم ، بل نزل معيا اآليتان بعدىا في صبلة .الخوف

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وىذا كمو مما يشيد الن آية القصر أريد بيا قصر

ن دلت عمى قصر السفر بغير الخوف في السفر ، وا .ى أعمم واهلل سبحانو وتعال. خوف بوجو من الداللة

: -رحمو اهلل -قال البخاري ثنا شعيب ، عن الزىري ، : نا أبو اليمان - صبلة الخوف ؟ فقال ) ىل صمى النبي : سألتو : قال

غزوت مع : أخبرني سالم ، أن عبد اهلل بن عمر قال قبل نجد ، فوازينا العدو ، فصاففنا ليم ، ) رسول اهلل

، فقامت طائفة معو وأقبمت يصمي لنا ) فقام رسول اهلل بمن معو وسجد ) طائفة عمى العدو ، وركع رسول اهلل

سجدتين ، ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تصل ، بيم ركعة وسجد سجدتين ، ) فجاءوا فركع رسول اهلل

ثم سمم ، فقام كل واحد منيم فركع لنفسو ركعة ) ) ( ( .وسجد سجدتين

.من رواية معمر وخرجو في موضع آخر وخرجو مسمم من رواية معمر وفميح كبلىما ، عن

وقد روي عن حذيفة نحو رواية . بمعناه -الزىري ، بو .أيضا -ابن عمر

وخرجو الطبراني من رواية حكام بن سمم ، عن أبي : جعفر الرازي ، عن قتادة ، عن أبي العالية ، قال

صمى بنا أبو موسى األشعري بأصبيان صبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الخوف ، فقام ) وما كان كبير خوف ؛ ليرينا صبلة رسول اهلل

فكبر ، وكبر معو طائفة من القوم ، وطائفة بإزاءالعدو ، فصمى بيم ركعة فانصرفوا ، وقاموا مقام اخوانيم ،

فجاءت الطائفة األخرى فصمى بيم ركعة أخرى ، ثم سمم .واحد منيم الركعة الثانية وحدانا ، فصمى كل

ورواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي العالية ، أن أبا موسى كان بالدار من أرض اصبيان ، وما بيا

كبير خوف ، ولكن أحب أن يعمميم دينيم وسنة نبييم ، طائفة معيا السبلح مقبمة عمى عدوىا : فجعميم صفين

مى بالذين بإزائو ركعة ، ثم ، وطائفة من ورائيا ، فصنكصوا عمى أدبارىم حتى قاموا مقام األخرى ، وجاءوا

يتخممونيم حتى قاموا وراءه فصمى بيم ركعة أخرى ، ثم سمم ، فقام الذين يمونو واآلخرون فصموا ركعة ركعة ، ثم

سمم بعضيم عمى بعض ، فتمت لئلمام ركعتان في .جماعة يعني في . جماعة ، ولمناس ركعة ركعة

.خرجو ابن أبي شيبة ، وعنو بقي بن مخمد في مسنده وىو في حكم المرفوع ؛ لما ذكر فيو . وىو إسناد جيد

.من تعميميم بسنة نبييم ورواه أبو داود الطيالسي ، عن أبي حرة ، عن الحسن ،

-صمى بأصحابو ) عن أبي موسى ، أن رسول اهلل أن : ن عمر فذكر نحوه ، وفيو زيادة عمى حديث اب

الطائفة األولى لما صمت ركعة وذىبت لم تستدبر القبمة .، بل نكصت عمى أدبارىا

نحو ) عن ابن مسعود ، عن النبي -أيضا -وروي

ذلك ، من رواية خصيف ، عن أبي عبيدة ، عن عبد صبلة) صمى بنا رسول اهلل : اهلل ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قاموا صفين ، فقام صف خمف رسول اهلل الخوف ، فبالصف ) وصف مستقبل العدو ، فصمى رسول اهلل )

الذين يمونو ركعة ، ثم قاموا فذىبوا ، فقاموا مقام أولئك مستقبمي العدو ، وجاءوا أولئك فقاموا مقاميم ، فصمى

ركعة ، ثم سمم ، ثم قاموا فصموا ) بيم رسول اهلل م ذىبوا ، فقاموا مقام أولئك ألنفسيم ركعة ، ثم سمموا ث

مستقبمي العدو ، ورجع أولئك إلى مقاميم ، فصموا .ألنفسيم ركعة ثم سمموا

.بمعناه -وأبو داود -وىذا لفظو -خرجو اإلمام أحمد وأبو عبيدة ، لم يسمع من . وخصيف ، مختمف في أمره

أبيو ، لكن رواياتو عنو أخذىا عن أىل بيتو ، فيي

وىذه الصفة توافق حديث ابن عمر . صحيحة عندىم .وحذيفة ، إال في تقدم الطائفة الثانية بقضاء ركعة

وذىابيم إلى مقام أولئك مستقبمي العدو ، ثم مجيء .الطائفة األولى إلى مقاميم فقضوا ركعة

قيام الطائفتين يقضون : وحديث ابن عمر وحذيفة فييما ة وقضوا ركعة ركعة أنيم قاموا جمم: ألنفسيم ، وظاىره

.واحدانا وقد رواه جماعة ، عن خصيف ، عن أبي عبيدة ، عن

كبر وكبرالصفان ) أن النبي : ابن مسعود ، وزادوا فيو .وقد خرجو كذلك اإلمام أحمد وأبو داود . معو جميعا

واختمف ( ( وىم في صبلة كميم : ) ) وزاد اإلمام أحمد ة المذكورة في العمماء في صبلة الخوف عمى الصف

حديث ابن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فذىب األكثرون إلى أنيا جائزة : عمر ، وما وافقو

ن كان غيرىا أفضل منيا ، ىذا قول وحسنة ، وا سحاق وغيرىم -في أصح قوليو -الشافعي .وأحمد وا

ىي غير جائزة عمى ىذه الصفة ؛ لكثرة : وقالت طائفة عمال المباينة لمصبلة من استدبار القبمة ما فييا من األ

والمشي الكثير ، والتخمف عن اإلمام ، وادعوا أنيا .منسوخة ، وىو أحد القولين لمشافعي .ودعوى النسخ ىاىنا ال دليل عمييا

ىي جائزة كغيرىا من أنواع صبلة : وقالت طائفة ، ال فضل لبعضيا عمى ) الخوف الواردة عن النبي

نقمو عن ابن منصور ونقل : قول إسحاق بعض ، وىو حرب ، عن إسحاق ، أن حديث ابن عمر وابن مسعود

.يعمل بو إذا كان العدو في غير جية القبمة وكذلك حكى بعض أصحاب سفيان كبلم سفيان في

.العمل بحديث ابن عمر عمى ذلك ىي افضل انواع صبلة الخوف ، ىذا : وقالت طائفة

كوفة وأبي حنيفة وأصحابو ، قول النخعي ، واىل الورواية عن سفيان ، وحكي عن األوزاعي واشيب

.المالكي وروى نافع ، ان ابن عمر كان يعمم الناس صبلة الخوف

وحكي عن الحسن بن صالح ، أنو . عمى ىذا الوجو أن الطائفة الثانية : ذىب إلى حديث ابن مسعود ، وفيو إذا سمم قضت ركعة تصمي مع اإلمام الركعة الثانية ، ثم

، ثم ذىبت إلى مكان الطائفة األولى ، ثم قضت إن ىذا ىو : الطائفة األولى ركعة ، ثم تسمم وقد قيل

.قول أشيب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-وحكى ابن عبد البر ، عن أحمد ، أنو ذىب إلى ىذا .أيضا

ىو أحسن من الصبلة عمى : وقال بعض أصحابنا

ابن عمر ؛ ألن صبلة الطائفة الثانية خمت عن حديث .مفسد بالكمية

وحكي عن أبي يوسف ومحمد والحسن بن زياد لظاىر ) أن صبلة الخوف ال تجوز بعد النبي : والمزني

بلة : ) قول اهلل تعالى ذا كنت فييم فأقمت ليم الص وا . اآلية [ : لنساء ا) ] فمتقم طائفة منيم معك

نما يصمي الناس صبلة الخوف بعده بإمامين ، : قالوا وا .كل إمام يصمي بطائفة صبلة تامة ، ويسمم بيم

وىذا مردود باجتماع الصحابة عمى صبلتيا في حروبيم عمي بن أبي طالب ، : ، وقد صبلىا بعده ) بعد النبي

حضور وحذيفة بن اليمان ، وأبو موسى االشعري ، مع .غيرىم من الصحابة ، ولم ينكره أحد منيم

وكان ابن عمر وغيره يعممون الناس صبلة الخوف ، وجابر ، وابن عباس وغيرىما يروونيا لمناس تعميما ليم

) .أن ذلك من خصائص النبي : ، ولم يقل أحد منيم ال يمنع مشاركة أمتو لو في األحكام ، كما ؟ ) وخطابو

يا أييا النبي إذا طمقتم النساء : )في قولو تعالى

خذ من : ) وقولو [ : الطبلق ) ] فطمقوىن لعدتين أمواليم صدقة تطيرىم وتزكييم بيا وصل عمييم

[ : التوبة ) ] ضر ، وحكي عن مالك ، أنيا تجوز في السفر دون الح .وىو قول عبد الممك بن الماجشون من أصحابو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ويحتج لو بحمل آية القصر عمى صبلة الخوف ، وقد السفر والخوف ، كما سبق ؛ وألن : شرط ليا شرطان

إنما كان يصمي صبلة الخوف في أسفاره ، ولم ) النبي مدينة عام الخندق يصميا في الحضر مع أنو حوصر بال

، وطالت مدة الحصار ، واشتد الخوف ، ولم يصل فييا إن صبلة الخوف إنما شرعت : وقد قيل . صبلة الخوف

.بعد غزوة األحزاب في السنة السابعة -من كتابو ىذا ( ( المغازي ) ) وقد ذكر البخاري في

من حديث عمران القطان ، عن يحيى بن أبي -تعميقا صمى رسول : بي سممة ، عن جابر ، قال كثير ، عن أ

غزوة : بأصحابو في الخوف في غزوة السابعة ) اهلل .ذات الرقاع

وخرجو اإلمام أحمد من رواية ابن لييعة ، عن أبي ست مرار ) غزا رسول اهلل : الزبير ، عن جابر ، قال

.قبل صبلة الخوف ، وكانت صبلة الخوف في السابعة ي عياش ، أن أول صبلة الخوف وقد تقدم في حديث أب

.كانت بعسفان وعمى المشركين خالد وقد روى الواقدي بإسناد لو ، عن خالد بن الوليد ، أن

.إلى عمرة الحديبية ) ذلك كان في مخرج النبي وقد تقدم أن أبا موسى صمى بأصبيان ىذه الصبلة ، نما صمى بيم ليعمميم ولم يكن ىناك كبير خوف ، وا

.الخوف سنة صبلة وىذا قد يحمل عمى أنو كان ثم خوف يبيح ىذه الصبلة

.، ولم يكن وجد خوف شديد يبيح باإليماء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لو صمى صبلة : وقد قال أصحابنا وأصحاب الشافعي الخوف عمى ما في حديث ابن عمر في غير خوف لم

ال تصح معو تصح صبلة المأمومين كميم ؛ إلتيانيم بماالصبلة في غير حالة الخوف من المشي والتخمف عن

.اإلمام فأما اإلمام ، فؤلصحابنا في صبلتو وجيان ، بناء عمى

أن اإلمام إذا بطمت صبلة من خمفو ، فيل تبطل صبلتو لنيتو اإلمامة وىو منفرد ، أو يتميا منفردا

.وتصح ؟ وفيو وجيان لؤلصحاب

(/)

"""""" رقم صفحة """"""

باب صبلة الخوف رجاال وركبانا - .قائم : راجل

أنا : حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي - نا ابن جريج ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، : أبي

إذا اختمطوا : نحوا من قول مجاىد -عن ابن عمر .قياما

ن كانوا أكثر) : ) ) وزاد ابن عمر ، عن النبي من وا ذلك فميصموا قياما

( ( .وركبانا وخرج مسمم من حديث سفيان عن موسى بن عقبة ، عن

صبلة ) صمى رسول اهلل : نافع ، عن ابن عمر ، قال الخوف في بعض أيامو ، فقامت طائفة معو ، وطائفة

بإزاء العدو ، فصمى بالذين معو ركعة ، ثم ذىبوا ، وجاء ت الطائفتان ركعة ، اآلخرون فصمى بيم ركعة ، ثم قض

فإذا كان خوف أكثر من : وقال ابن عمر : قال . ركعة .ذلك فصل راكبا أو قائما تومىء إيماء

.فجعل ىذا الوجو من قول ابن عمر ، ولم يرفعو وروى أبو إسحاق الفزاري ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر الحديث مرفوعا ، ولم يذكر في

إلى -( ( ا كان خوف أكثر من ذلك فإذ: ) ) آخره .آخره

من ( ( صحيحو ) ) وخرج ابن ماجو وابن حبان في حديث جرير ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن في صبلة الخوف فذكر صفتيا بمعنى حديث ) النبي

فإن كان : موسى بن عقبة ، وقال في آخر الحديث .خوفا أشد من ذلك فرجاال أو ركبانا

وقد خالف جريرا يحيى القطان وعبد اهلل بن نمير ومحمد بن بشر وغيرىم ، رووه عن عبيد اهلل ، عن نافع ، عن

.موقوفا كمو -ابن عمر ، عن نافع عن ابن عمر ( ( الموطإ ) ) ورواه مالك في

فإن :وفي آخره -في صفة صبلة الخوف بطولو -

كان خوفا ىو أشد من ذلك صموا رجاال قياما عمى أقداميم ، أو ركبانا ، مستقبمي القبمة ، أو غير

.مستقبمييا ال أرى ابن عمر ذكر ذلك إال : قال نافع : قال مالك

) .عن رسول اهلل من طريق مالك ( ( التفسير ) ) وخرجو البخاري في

.كذلك ، عن نافع عمى الشك في رواه مالك : قال ابن عبد البر

رفعو ، ورواه عن نافع جماعة لم يشكوا في رفعو ، ابن أبي ذئب وموسى بن عقبة وأيوب بن : منيم

.موسى أن إسحاق الطباع رواه عن مالك : وذكرالدارقطني

.ورفعو من غير شك وىذا الحديث ينبغي أن يضاف إلى األحاديث التي

أربعة سبق ذكرىا اختمف في رفعيا نافع وسالم ، وىي بيذا االختبلف في رفع أصل الحديث في صبلة الخوف

.عن نافع

: في قولو في آخر الحديث : وبقي اختبلف آخر ، وىو إلى آخره ؛ فإن ( ( أكثر من ذلك [ خوفا ] فإن كان ) )

ىذا قد وقفو بعض من رفع أصل الحديث ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كما وقفوفيان ، عن موسى بن عقبة ، وجعمو مدرجا في س

.الحديث أن ابن جريج رفعو عن موسى ، : وقد ذكر البخاري

.وخرجو من طريقو كذلك روى : وأما قول مجاىد المشار إليو في رواية البخاري

:ابن أبي نجيح ، عن مجاىد إذا وقع [ : البقرة ) ] فإن خفتم فرجاال أو ركبانا )

الخوف صمى عمى كل وجية ، قائما أو راكبا أو ما قدر .، ويومئ برأسو ، ويتكمم بمسانو

وروى أبو إسحاق الفزاري ، عن ابن أبي أنيسة ، عن سمعت جابرا سئل عن الصبلة عند : أبي الزبير ، قال ركعتين ركعتين ، حيث توجيت عمى : المسايفة ؟ قال

.دابتك تومئ إيماء .يحيى ، وىو ضعيف : أبي أنيسة ، أظنو ابن

، وخرجو من ( ( صحيحو ) ) وخرجو اإلسماعيمي في طريقو البييقي ، من رواية حجاج بن محمد ، عن ابن

إذا اختمطوا : جريج ، عن ابن كثير ، عن مجاىد ، قال .، فإنما ىو التكبير واإلشارة بالرأس

نافع ، حدثني موسى بن عقبة ، عن: قال ابن جريج إذا : بمثل قول مجاىد -) عن ابن عمر ، عن النبي

.اختمطوا ، فإنما ىو التكبير واإلشارة بالرأس فإن كثروا فميصموا ركبانا أو ) : ) ) عن النبي : وزاد

.صبلة الخوف : يعني ( ( قياما عمى أقداميم من رواية سعيد بن يحيى األموي ، -أيضا -وخرجو

عن أبيو ، عن ابن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نحوا من قول -عن ابن عمر : جريج ، ولفظو شارة بالرأس : مجاىد .إذا اختمطوا ، فإنما ىو الذكر وا

ن كانوا أكثرمن ) : ) ) عن النبي : وزاد ابن عمر وا ذلك فميصموا قياما

( ( .وركبانا .كذا قرأتو بخط البييقي مستخرجو عمى صحيح ) )وخرجو أبو نعيم في

قياما : ) ) من ىذا الوجو ، وعنده ( ( البخاري .وىو أصح ( ( وركبانا

.وىذه الرواية أتم من رواية البخاري أن صبلة الخوف تجوز عمى : ومقصود البخاري بيذا

فإن خفتم : ) ظيور الدواب لمركبان ، كما قال تعالى قياما عمى ( ( : رجاال : ) ) ويعني) فرجاال أو ركبانا

أرجميم ، فيو جمع راجل ، ال جمع رجل ، و وقد خرج فيو حديثا . عمى الدواب ( ( الركبان ) )

.مرفوعا .وقد روي عن ابن عمر وجابر ، كما سبق

أجمع أىل العمم عمى أن المطموب : وقال ابن المنذر كذلك قال عطاء بن أبي رباح ، -يصمي عمى دابتو

ذا كان -األوزاعي ، والشافعي ، وأحمد ، وأبو ثور و وا .طالبا نزل فصمى باألرض

إال في حالة واحدة ، وذلك أن يقل : قال الشافعي الطالبون عن المطموبين ، ويقطع الطالبون عن

أصحابيم ، فيخافون عودة المطموبين عمييم ، فإذا كانوا .ى انتي. ىكذا كان ليم أن يصموا يومئون إيماء

الحسن والنخعي : يصمي إلى دابتو ويومئ : وممن قال :والضحاك ، وزاد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أنو يصمي عمى دابتو طالبا كان أو مطموبا

.وكذا قال األوزاعي ىل يصمي الطالب عمى : واخمفت الرواية عن أحمد

دابتو ، أم ال يصمي إال عمى األرض ؟ عمى روايتينعنو ، إال أن يخاف الطالب المطموب ، كما قال

.الشافعي ، وىوقول أكثر العمماء أما المطموب ، فبل : قال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر

يختمف القول فيو ، أنو يصمي عمى ظير الدابة ، ينزل فيصمي عمى : واختمف قولو في الطالب فقالوا عنو

ن خاف عمى نفسو صمى وأعاد ن أخر األرض ، وا ، وا أنو إذا خاف أن ينقطع عن : فبل بأس ، والقول اآلخر

أصحابو أن يعود العدو عميو ، فإنو يصمي عمى ظير .انتيى . دابتو ، فإنو مثل المطموب لخوفو ، وبو أقول

وما حكاه عن أحمد من أن الطالب إذا خاف فإنو يصمي ويعيد ، فمم يذكر بو نصا عنو ، بل قد نص عمى أنو

.المطموب مثل إذا كان طالبا وىو ال : -في رواية أبي الحارث -قال

يخالف العدو ، فما عممت أحدا رخص لو في الصبلة

عمى ظير الدابة ، فإن خاف إن نزل أن ينقطع من الناس ، وال يأمن العدو فميصل عمى ظير دابتو ويمحق

.بالناس ، فإنو في ىذه الحال مثل المطموب أبو طالب : عنو جماعة ، منيم ونقل ىذا المعنى

.واألثرم ولو أن يصمي مستقبل القبمة وغير مستقبميا عمى حسب

.القدرة وفي وجوب استفتاح الصبلة إلى القبمة روايتان عن

الروايتان مع القدرة ، : فمن أصحابنا من قال : أحمد .فأما مع العجز فبل يجب رواية واحدة

يجب مع : لك ، قال وقال أبو بكر عبد العزيز عكس ذ .القدرة ، ومع عدم اإلمكان ، روايتان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وجوب االستفتاح إلى القبمة مع : أعني -وىذا بعيد جدا

.العجز ، ولعل فائدة إيجاب اإلعادة بدونو وليم أن يصموا صبلة شدة الخوف رجاال وركبانا في

قول الشافعي ومحمد جماعة ، نص عميو أحمد ، وىو .بن الحسن

ال يصمون جماعة : وقال أبو حنيفة والثوري واألوزاعي بل فرادى ؛ ألن المحافظة عمى الموقف والمتابعة ال

.تمكن يعفى عن ذلك ىاىنا ، كما : وقال أصحابنا ومن وافقيم

يعفى عن استدبار القبمة والمشي في صموات الخوف ، ن كان مع االنفراد يمكن .ترك ذلك وا

ومتى تعذرت المتابعة لم تصح الجماعة ببل : قالوا .خبلف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب -

يحرس بعضيم بعضا في صبلة الخوفنا محمد بن حرب ، : حدثنا حيوة بن شريح -

عن الزبيدي ، عن الزىري ، عن عبيد اهلل بن عبد اهلل وقام ) قام النبي : ، قال بن عتبة ، عن ابن عباس

الناس معو ، فكبر وكبروا معو ، وركع وركع ناس منيم ، ثم سجد وسجدوامعو ، ثم قام لمثانية ، فقام الذين

سجدوا وحرسوا اخوانيم ، وأتت الطائفة األخرى فركعوا وسجدوا معو ، والناس كميم في صبلة ، ولكن يحرس

.بعضيم بعضا ن عثمان بن سعيد بن كثير وخرجو النسائي عن عمرو ب

، عن محمد بن حرب بيذا اإلسناد ، وزاد فيو الفاظا بعد ثم قام إلى الركعة فتاخر الذين سجدوا معو : ) ) قولو

( ( .وحرسوا أخوانيم ورواه النعمان بن راشد ، عن الزىري بيذا اإلسناد ، وزاد

وقمنا ) قام رسول اهلل : ) ) فيو زيادات كثيرة ، ولفظو مفو صفين ، فكبر وركع وركعنا جميعا ، الصفان خ

كبلىما ، ثم رفع رأسو ، ثم خر ساجدا ، وسجد الصف

الذي يميو وثبت اآلخرون قياما يحرسون أخوانيم ، فمما فرغ من سجوده وقام خر الصف المؤخر سجودا ، فسجد سجدتين ، ثم قاموا فتأخر الصف المقدم الذي بين يديو

، فركع وركعوا جميعا ، وسجد ، وتقدم الصف المؤخروالصف الذي يميو ، وثبت اآلخرون قياما ) رسول اهلل

خر الصف ) يحرسون أخوانيم ، فمما قعد رسول اهلل المؤخر سجودا ، ثم سمم النبي

. ( .خرجو الدارقطني ، ومن طريقو البييقي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كعوا معو ، ورواية أن الصفين ر : وفي ىذه الرواية الزبيدي تدل عمى أن بعضيم ركع معو ، وبعضيم لم

.يركع ورواه أبو بكر بن أبي الجيم ، عن عبيد اهلل بن عبد اهلل

صمى بذي قرد ) بن عتبة ، عن ابن عباس ، أن النبي ، فصف الناس خمفو صفين ، صف خمفو ، موازي ء العدو ، فصمى بالذين خمفو ركعة ، ثم انصرف ىؤال

إلى مكان ىؤالء ، وجاء أولئك فصمى بيم ركعة ، ولم .يقضوا

.خرجو النسائي من طريق سفيان ، عنو صبلة ) صمى رسول اهلل : وخرجو اإلمام أحمد ، ولفظو

، -أرض من أرض بني سميم -الخوف بذي قرد فصف الناس خمفو صفين ، صفا موازي العدو ، وصفا

ثم نكص ىؤالء إلى خمفو ، فصمى بالذي يميو ركعة ،مصاف ىؤالء ، وىؤالء إلى مصاف ىؤالء ، فصمى بيم

.ركعة أخرى ركعتين ، ) ثم سمم ، فكانت لمنبي : وفي رواية أخرى لو

ولكل طائفة ركعة وىذه الزيادة مدرجة من قول سفيان ؛ .كذلك ىو في رواية البييقي

( ( .صحيحييما ) ) وخرجو ابن خزيمة وابن حبان في وقال ابن ( ( : ) ) المغازي ) ) قال البخاري في و

ولم -( ( الخوف بذي قرد ) صمى رسول اهلل : عباس .يزد عمى ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىو حديث ال يثبت أىل العمم بالحديث : وقال الشافعي نما تركناه الجتماع األحاديث عمى : قال . مثمو وا

ال يثبت عندنا مثمو لشيء في بعض خبلفو ، وألنو .انتيى . إسناده

ذا اختمف أبو بكر بن أبي الجيم والزىري ، فالقول قول وا الزىري ، ولعل مسمما ترك تخريج ىذا الحديث

.لبلختبلف في متنو ، وقد صحح اإلمام أحمد إسناده : -في رواية عمي بن سعيد في صبلة الخوف -قال

ركعة ركعة : ابن عباس يقول قد روي ركعة وركعتان ،ركعتان ولمقوم ركعة ، وما يروى ) ، إال أنو كان لمنبي

.كميا صحاح ) عن النبي

كل حديث روي في صبلة : -في رواية حرب -وقال الخوف فيو صحيح اإلسناد ، وكل ما فعمت منو فيو

.جائز وقد حمل بعضيم معنى رواية أبي بكر أبي الجيم عمى

إنما المراد أن الصفين : الزىري ، وقال معنى رواية، ثم حرس أحد الصفين في الركعة ) صموا مع النبي

نما لم يقضوا بعد سبلم األولى ، واآلخر في الثانية ، وا ألنيم قضوا ما تخمفوا بو عنو قبل سبلمو ، كما ) النبي

.في رواية النعمان بن راشد ، عن الزىري ( ( ركعتان ولمقوم ركعة ) فكانت لمنبي: ) ) وأما قولو

، فيو من قول سفيان ، كما ىو مصرح بو في رواية .البييقي ، وذلك ظن ظنو ، قد خالفو غيره فيو

أنو قد روي عن ابن عباس : ويشيد ليذا التأويل .التصريح بيذا المعنى من وجو

: خرجو اإلمام أحمد والنسائي من رواية ابن إسحاق حدثني داود بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ما : الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال كانت صبلة الخوف إال كصبلة أحراسكم ىؤالء اليوم خمف أئمتكم ىؤالء إال أنيا كانت عقبا ، قامت طائفة

منيم وىم جميعا مع، وسجدت معو طائفة ، ثم قام رسول اهلل ) رسول اهلل

ياما ألنفسيم ، ثم قام الرسول اهلل وسجد الذين كانوا ق) وقاموا معو جميعا ، ثم ركع وركعوا معو جميعا ، ثم )

سجد فسجد معو الذين كانوا قياما أول مرة ، فمما جمس والذين سجدوا معو في آخر صبلتيم سجد ) رسول اهلل

الذين كانوا قياما ألنفسيم ، ثم جمسوا فجمعيم رسول اهلل .بالتسميم )

إلمام أحمد من رواية النضر أبي عمر ، عن وخرج افي ؟ ) خرج رسول اهلل : عكرمة ، عن ابن عباس قال

ذا كنت فييم ) غزاة فمقي المشركين بعسفان فأنزل اهلل وا بلة اآلية ، فمما صمى رسول اهلل ) فأقمت ليم الص

العصر وكانوا في القبمة صمى المسممون خمفو صفين ) -فذكر صبلة الخوف -فكبروا معو ) رسول اهلل فكبرتأخر الصف الذين يمونو في الركعة الثانية وتقدم : وفيو

فمما نظر إلييم : وقال في آخر الحديث -اآلخرين المشركون يسجد بعضيم ويقوم بعضيم ينظر إلييم ،

.لقد أخبروا بما أردناىم : قالوا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .صحيح عمى شرط البخاري : وقال

.وليس كما قال ؛ والنضر أبو عمر ، ضعيف جدا .أيضا -وخرجو البزار

وقد تقدم حديث أبي عياش الزرقي في صبلة النبي .بعسفان بيذا المعنى )

من حديث جابر ، من رواية عبد -أيضا -وروي الممك بن أبي سميمان ، عن

ت مع رسول اهلل شيد: عطاء ، عن جابر ، قال صبلة الخوف ، وصفنا صفين ، صف خمف رسول )

وكبرنا ؟ ) والعدو بيننا وبين القبمة ، فكبر النبي ) اهلل جميعا ، ثم ركع وركعنا جميعا ، ثم رفع رأسو من الركوع ورفعنا جميعا ، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يميو ،

نبي وقام الصف المؤخر في نحر العدو ، فمما قضى الالسجود ، وقام الصف الذي يميو انحدر الصف )

المؤخر بالسجود وقاموا ، ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر وركعنا جميعا ، ثم ) الصف المقدم ، ثم ركع رسول اهلل

رفع رأسو من الركوع ورفعنا جميعا ، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يميو الذي كان مؤخرا في الركعة األولى ،

ف المؤخر في نحور العدو ، فمما قضى النبي وقام الصالسجود والصف الذي يميو انحدر الصف المؤخر )

.وسممنا جميعا ) بالسجود فسجدوا ، ثم سمم النبي [ .بأمرائيم ] كما يصنع حرسكم ىؤالء : قال جابر

.خرجو مسمم من رواية أبي الزبير ، عن جابر ، -أيضا -وخرجو

قوما من جيينة ، فقاتمونا ) اهلل غزونا مع رسول: قال .ثم ذكره بمعناه -قتاال شديدا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .من حديث حذيفة -أيضا -وروي

خرجو اإلمام أحمد من رواية أبي إسحاق ، عن سميم بن كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان : عبد السمولي ، قال

صبلة الخوف ؟ ) أيكم صمى مع رسول اهلل: ، فقال أنا ، فأخر أصحابك يقومون طائفتين ، : فقال حذيفة

طائفة خمفك وطائفة بازاء العدو ، فتكبر فيكبرون جميعا ، ثم تركع فيركعون جميعا ، ثم ترفع فيرفعون جميعا ،

ثم تسجد ويسجد معك الطائفة التي تميك ، والطائف التي و ، فإذا رفعت رأسك من بازاء العدو قيام بازاء العد

، ثم يتأخر ىؤالء ويتقدم اآلخرون ، [ يسجدون ] السجود فقاموا مقاميم ، فتركع ويركعون جميعا ، ثم ترفع

ويرفعون جميعا ، ثم تسجد فتسجد الطائفة التي تميك ، والطائفة األخرى قائمة بازاء العدو ، فإذا رفعت رأسك

مت ويسمم بعضيم عمى من السجود سجدوا ، ثم سمبعض ، وتأمر أصحابك أن ىاجيم ىيج من العدو ، فقد

.حل ليم القتال والكبلم ( ( .ثقاتو ) ) وسميم بن عبد ، ذكره ابن حبان في

وقد روي حديث حذيفة بالفاظ محتممة ، وىذه الرواية .مفسرة لما أجمل في تمك

: ل كما روى األسود بن ىبلل ، عن ثعمبة بن زىدم ، قاإيكم : كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان ، فقام ، فقال

أنا : صبلة الخوف ؟ فقال حذيفة ) صمى مع رسول اهلل .، فصمى بيؤالء ركعة ، وبيؤالء ركعة ، وانفضوا

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود ، وىذا لفظو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" حذيفة ، فصف الناس فقام: وخرجو النسائي ، ولفظو

خمفو صفين ، صفاخمفو ، وصفا موازي العدو ، فصمى بالذين خمفو ركعة ، ثم انصرف ىؤالء إلى مكان ىؤالء ، وجاء أولئك فصمى

.بيم ركعة ولم يقضوا صبلة ) صمى رسول اهلل : قال لو حذيفة : وفي رواية

الخوف بطائفة ركعة ، صف خمفو ، وأخرى بينو وبين فصمى بالطائفة التي تميو ركعة ، ثم نكص العدو ،

.ىؤالء إلى مصاف أولئك ، فصمى بيم ركعة غزونا : وروى أبو روق ، عن مخمل بن دماث ، قال

من شيد منكم صبلة : مع سعيد بن الحارث ، فقال أنا ، صمى : ؟ فقال حذيفة ) الخوف مع رسول اهلل

و ، ثم بإحدى الطائفتين ركعة ؛ واألخرى مستقبمة العد ذىبت ىذه الطائفة فقامت مقام

أصحابيم ، وجاءت الطائفة األخرى فصمى بيم رسول ركعتان ، ولكل طائفة ) ركعة ، فصار رسول اهلل ) اهلل

.أيضا -وقد خرجو اإلمام أحمد وغيره . ركعة ركعة فيذا اإلختبلف في حديث حذيفة يشبو االختبلف في

وبعضو مفسر ، حديث ابن عباس ، وبعضو محتمل ،فيرد المحتمل إلى المفسر المبين ، كما قمنا في حديث

وقد ذىب . أعمم -سبحانو وتعالى -واهلل . ابن عباس أكثر العمماء إلى صحة الصبلة عمى وجو

الحرس ، عمى ما في حديث أبي عياش الزرقي وما وافقو من رواية جابر وابن عباس وحذيفة ، وقد أمر بيا

.ق حذيفة كما سب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى حطان بن عبد اهلل ، أن أبا موسى صبلىا في بعض حروبو ، واستحبيا طائفة منيم إذا كان العدو في

سحاق وأبويوسف : جية القبمة ، منيم .سفيان وا أنو ال يجوز الصبلة بيا ، وال : وروي عن أبي حنيفة

ا وافقو ، كما يجوز إال عمى حديث ابن مسعود وم .سبق

والصبلة بيذه الصفة والعدو في جية القبمة إذا لم يخش ليم كمين حسن ؛ فإن أكثر ما فييا تأخر كل صف عن

متابعة اإلمام في السجدتين وقضاؤىما في الحال قبل سبلمو ، وتكون الحراسة في السجود خاصة ، وىذا قول

.الشافعي وأصحابو يحرسون في الركوع مع أنيم : ولمشافعية وجو آخر

السجود ، وقد سبق في رواية البخاري لحديث ابن عباس .ما يدل عميو

أبواب صبلة ) ) وأعمم ؛ أن البخاري لم يخرج في في أنواع صبلة الخوف ) مما ورد عن النبي ( ( الخوف

سوى حديث ابن عمر ، وابن عباس ، وخرج في ي حثمة ، حديث جابر وسيل بن أب( ( المغازي ) )

.تعميقا -وذكر حديث أبي ىريرة نا يحيى بن : وقال أبان : ) ) فأما حديث جابر ، فقال

كنا مع : أبي كثير ، عن أبي سممة ، عن جابر ، قال

: -فذكر الحديث إلى أن قال -بذات الرقاع ) النبي وأقيمت الصبلة ، فصمى بطائفة ركعتين ، ثم تأخروا

أربع ) رى ركعتين ، وكان لمنبي وصمى بالطائفة األخ ( ( .ركعات ولمقوم ركعتين

.ىكذا ذكره تعميقا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: قال : وخرجو مسمم مسندا من حديث أبان ، ولفظو .وذكره -فنودي بالصبلة

دليل عمى أن صبلة الخوف ينادي ليا : في الحديث باإلذان واإلقامة كصبلة

، وال أعمم في ىذا خبلفا ، إال ما حكاه أصحاب األمنليس في : سفيان الثوري في كتبيم ، عنو ، أنو قال

.صبلة الخوف إذان وال إقامة في حضر وال سفر وخرج الدارقطني من حديث الحسن ، عن جابر ، أن

كان يحاصر بني محارب بنخل ، ثم نودي في ) النبي ر معنى حديث أبي وذك -أن الصبلة جامعة : الناس

.سمم بين كل ركعتين ) سممة ، وصرح فيو بأن النبي من رواية حماد بن -مختصرا -وقد خرجو النسائي

سممة ، عن قتادة ، عنأيضا ، وليس -بذكر السبلم -الحسن ، عن جابر

.ذكر الصبلة جامعة : فيو عن سميمان اليشكري ، عن جابر -أيضا -ورواه قتادة

أن يومئذ أنزل : السبلم بين كل ركعتين ، وفيو بذكر -اهلل في إقصار الصبلة ، وأمر المؤمنين بأخذ السبلح ،

.وفي الحديث أن ذلك كان بنخل والحسن ، لم يسمع من جابر ، وقتادة ، لم يسمع من

.سميمان اليشكري وقد رواه أشعث ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، عن

، أنو صمى) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في خوف ثقيف ركعتين ، ثم سمم ، ثم جاء اآلخرون أربعا ، ) فصمى بيم ركعتين ، ثم سمم ، فكانت لمنبي

.وألصحابو ركعتين ركعتين خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان في

( ( .صحيحو ) ) .وبذلك كان يفتي الحسن : وعند أبي داود

أن يصمي اإلمام أربع : صبلة الخوف عمى ىذه الصفة و :ركعات ويصمي كل طائفة خمفو ركعتين ، ليا صورتان

أن يسمم اإلمام من كل ركعتين ، فيو جائز : إحداىما .عن الشافعي وأصحابو

التي -ىل ىي أفضل من صبلة ذات الرقاع : واختمفوا .يأتي ذكرىا ؟ عمى وجيين ليم

جوزجاني ىذه الصبلة عمى غيرىا من وكذلك اختار الأنواع صموات الخوف ؛ لما فييا من تكميل الجماعة لكل

.طائفة

:واختمف أصحابنا في ذلك فمنيم من أجازىا في صبلة الخوف دون غيرىا ، وىو

-أيضا -منصوص أحمد ، وىو قول الحسن البصري .واختاره طائفة من أصحابنا

خرجة عمى االختبلف ىي م : ومن أصحابنا من قال عن أحمد في صحة ائتمام المفترض بالمتنفل ، كما

.سبق ذكره .ومنع منيا أصحاب أبي حنيفة ؛ لذلك

أن اليسمم اإلمام ، ويكون ذلك في : والصورة الثانية ىل يصح أن يقتدي القاصر : سفر ، فينبني عمى أنو

بالمتم في السفر ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

واألكثرون عمى أنو إذا اقتدى المسافر بمن يتم الصبلة .فأدرك معو ركعة فصاعدا ، فإنو يمزمو اإلتمام

فإن أدرك معو دون ركعة ، فيل يمزمو اإلتمام ؟ال يمزمو ، وىو : قال الزىري وقتادة والنخعي ومالك

أنو يمزمو اإلتمام بكل : والمشيور ، عنو . رواية أحمد ول الثوري وأبي حنيفة وأصحابو واألوزاعي حال ، وىو ق

.والميث والشافعي وأبي ثور ال يمزمو اإلتمام ، ولو القصر بكل حال : وقالت طائفة

سحاق .وىو قول الشعبي وطاوس وا التردد في جواز أن يصمي اإلمام : فعمى قول ىؤالء

أربع ركعات في السفر ، وتصمي معو كل طائفة .ركعتين

فيل يجوز ذلك في صبلة الخوف : ولين وعمى قول األ .خاصة ؟ فيو ألصحابنا وجيان

ليس في حديث جابر تصريح بأن : ومن منع ذلك قال لم يسمم بين كل ركعتين بل قد ورد ذلك صريحا ) النبي

في روايات متعددة ، فتحمل الروايات المحتممة عمى .الروايات المفسرة المبينة

كنا : ل أبو الزبير ، عن جابر وقا: ) ) ثم قال البخاري

-وقال ( ( . بنخل ، فصمى الخوف ) مع رسول اهلل : -أيضا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ثنا ىشام ، عن أبي الزبير ، عن : وقال معاذ ) )

فذكر صبلة -بنخل ) كنا مع النبي : جابر ( ( .الخوف

الزبير ، وقد خرجو النسائي من رواية سفيان ، عن أبيبنخل ، والعدو ) كنا مع رسول اهلل : عن جابر ، قال

فكبروا جميعا ، ثم ركع ) بيننا وبين القبمة ، فكبر النبي والصف الذي يميو ، ) فركعوا جميعا ، ثم سجد النبي

واآلخرون قيام يحرسونيم ، فمما قاموا سجد اآلخرون مصاف مكانيم الذي كانوا فيو ، ثم تقدم ىؤالء إلى

ىؤالء ، ثم ركع فركعوا جميعا ، ثم رفع فرفعوا جميعا ، والصف الذين يمونو ، واآلخرون قيام ) ثم سجد النبي

يحرسونيم ، فمما سجدوا وجمسوا سجد اآلخرون مكانيم ، .ثم سمم

.كما يفعل أمراؤكم : قال جابر من رواية زىير بن معاوية ، -بمعناه -وخرجو مسمم ( ( .بنخل : ) ) بير ، وليس عنده عن أبي الز

تعميقا ، عن جابر من طريقين -أيضا -وذكر البخاري حدثني زياد : وقال بكر بن سوادة : ) ) آخرين ، فقال

صمى : بن نافع ، عن أبي موسى ، أن جابرا حدثيم .بيم يوم محارب وثعمبة ) النبي

سمعت : سمعت وىب بن كيسان : وقال ابن إسحاق إلى ذات الرقاع من نخل ، فمقي ) خرج النبي : برا جا

جمعا من غطفان ، فمم يكن قتال ، وأخاف الناس ( ( . ركعتي الخوف ) بعضيم بعضا ، فصمى النبي

.انتيى وأبو موسى ، ليس ىو األشعري ، بل تابعي ، ذكره أبو

ركعتان ، ) أنو كان لمنبي : داود ، وذكر في حديثو .ة ولكل طائفة ركع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد رواه ابن وىب ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكر صمى صبلة الخوف ) بن سوادة بيذا اإلسناد ، أن النبي

.يوم محارب وثعمبة ، بكل طائفة ركعة وسجدتين أن أبا موسى ىذا ىو : وذكر أبو مسعود الدمشقي وغيره

عمي بن رباحمالك : إنو أبو موسى الغافقي ، واسمو :المخمي ، وقيل

.بن عبادة ، ولو صحبة . والقول األول أولى ( ( : التيذيب ) ) قال صاحب

.واهلل سبحانو وتعالى أعمم ثنا : ) ) فقال البخاري : وأما حديث سيل بن أبي حثمة

قتيبة ، عن مالك ، عن يزيد بن رومان ، عن صالح بن يوم ذات الرقاع ) اهلل خوات ، عمن شيد مع رسول

أن طائفة صفت معو ، وطائفة وجاه : صبلة الخوف

العدو ، فصمى بالتي معو ركعة ، ثم ثبت قائما وأتموا ألنفسيم ، ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو ، وجاءت الطائفة األخرى ، فصمى بيم الركعة التي بقيت من . صبلتو ، ثم ثبت جالسا وأتموا ألنفسيم ثم سمم بيم

.وذلك أحسن ما سمعت في صبلة الخوف : قال مالك ثنا يحيى ، عن يحيى بن سعيد األنصاري : حدثنا مسدد

، عن القاسم بن محمد ، عن صالح بن خوات ، عن يقوم اإلمام: سيل بن أبي حثمة ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بل مستقبل القبمة ، وطائفة منيم معو ، وطائفة من قالعدو ، ووجوىيم إلى العدو ، فيصمي بالذين معو ركعة ، ثم يقومون فيركعون ألنفسيم ركعة ويسجدون سجدتين في مكانيم ، ثم يذىب ىؤالء إلى مقام أولئك ، فيجيء

أولئك فيركع بيم ركعة ، فمو ثنتان ، ثم يركعون

.ويسجدون سجدتين حمن ثنا يحيى ، عن شعبة ، عن عبد الر : حدثنا مسدد

بن القاسم ، عن أبيو ، عن صالح بن خوات ، عن سيل ) .بن أبي حثمة ، عن النبي ثنا ابن أبي حازم ، عن : حدثنا محمد بن عبيد اهلل

أخبرني صالح بن خوات ، عن : سمع القاسم : يحيى ( ( .قولو -سيل ، حدثو

حاصل االختبلف في إسناد ىذا الحديث الذي خرجو ن يزيد بن رومان رواه عن صالح بن أ: البخاري ىاىنا

يوم ذات الرقاع ، ولم) خوات ، عمن شيد النبي .يسمو

ورواه القاسم بن محمد ، عن صالح بن خوات ، عن :سيل بن أبي حثمة ، واختمف عميو في رفعو ووقفو

فرواه يحيى بن سعيد االنصاري ، عن القاسم ، فوقفو .عمى سيل

طريق يحيى القطان وابن وقد خرجو البخاري ىاىنا من .أبي حازم ، عن يحيى األنصاري

كذلك رواه شعبة ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن ) .أبيو ، فرفعو إلى النبي

رفعو عبد الرحمن ، ويحيى لم : قال اإلمام أحمد حسبك: ثم قال . يرفعو

فرواه عن عبد : قيل لو . بعبد الرحمن ، ىو ثقة ثقة ثقة ر شعبة ؟الرحمن غي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ما عممت : قال

قد رواه يزيد بن رومان ، عن صالح بن خوات : ثم قال .، فيذا يشد ذاك ) ، عمن صمى مع النبي

.أنو يقوي رفعو : يريد عن البخاري ، أنو ( ( العمل ) ) ونقل الترمذي في

، حديث سيل بن أبي حثمة ىوحديث حسن : قال . وىومرفوع ، رفعو شعبة ، عن عبد الرحمن بن القاسم

.انتيى ولكن رواه حرب الكرماني ، عن إسحاق بن راىويو ، : عن الثقفي ، عن يحيى األنصاري ، وقال في حديثو

( ( .من السنة ) ) .رفع لو -أيضا -وىذا

.وىو غريب عن األنصاري هلل ، عن القاسم ورواه عبد اهلل العمري ، عن أخيو عبيد ا

بن محمد ، عن صالح بن خوات ، عن أبيو ، عن النبي . (

عن : ) ) ، إنما ىو ( ( عن أبيو : ) ) وأخطأ في قولو .قالو أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان ( ( : سيل رواه أبو أويس ، عن يزيد بن رومان ، -أيضا -وقاال

- ، وأخطأ -أيضا -عن صالح بن خوات ، عن أبيو ( ( .عن أبيو : ) ) في قولو -أيضا

أن الذي قال صالح بن : وقد ذكر أبو حاتم الرازي وغيره حدثني من : ) ) خوات في رواية يزيد بن رومان ، عنو

، ىو سيل بن أبي حثمة ، كما قالو ) ( ( شيد النبي

.القاسم ، عن صالح وسيل بن أبي حثمة بايع تحت الشجرة ،: قال أبو حاتم

وكان دليل النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ليمة أحد ، وشيد المشاىد كميا إال بدرا ) سمعت رجبل من ولده ، : قال عبد الرحمن بن أبي حاتم .سألو أبي عن ذلك ، فأخبره بو

: ولكن ذكر أكثر أىل السير كالواقدي والطبري وغيرىما وىو ابن ثمان ) أن سيل بن أبي حثمة توفي النبي

.سنين إن الذي : وقد حفظ عنو ، وقيل : قال الواقدي والطبري

إلى أحد وشيد معو المشاىد ىو أبو ) كان دليل النبي .واهلل سبحانو أعمم . حثمة والد سيل

وقد ذكر اإلمام أحمد وأبو داود أن رواية يحيى بن سعيد

م ؛ ، عن القاسم تخالف رواية يزيد بن رومان في السبلسمم ؟ ) أن النبي : فإن في رواية يزيد بن رومان

أنيم : بالطائفة الثانية ، وفي رواية يحيى بن سعيد .قضوا الركعة بعد سبلمو

وقد خرجو أبو داود من رواية مالك ، عن يحيى بن فركع بيم وسجد بيم ويسمم ، : سعيد كذلك ، وفي حديثو

.اقية ، ثم يسممون فيقومون فيركعون ألنفسيم الركعة البوقد روى يحيى القطان الحديث ، عن يحيى األنصاري ،

ورواه عن شعبة عنال أحفظ : عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيو ، وقال

.حديثو ، ولكنو مثل حديث يحيى .كذا خرجو الترمذي وابن ماجو

أن يحيى القطان رواه عن : وكذلك في رواية البخاري .ى بن سعيد شعبة مثل حديث يحي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :ولكن بينيما فرق في السبلم

فقد رواه معاذ بن معاذ ، عن شعبة ، عن عبد الرحمن وتأخر الذين كانوا قداميم ، : بيذا اإلسناد ، وقال فيو

فصمى بيم ركعة ، ثم قعد حتى صمى الذين تخمفوا ركعة .، ثم سمم

.يقو كذلك خرجو مسمم من طر ورجح ابن عبد البر رواية يحيى القطان ، عن شعبة ،

: عمى رواية معاذ بن معاذ ، عنو ، وقال في القطان وخالفو البييقي ، ورجح . ىو أثبت الناس في شعبة

رواية معاذ بن معاذ ؛ الن يحيى القطان لم يحفظ حديث .شعبة روح بن عبادة ، عن شعبة ، -أيضا -رواه : وقال وكذلك رواه الثوري ، عن : قال . واه عنو معاذ كما ر

وىذا : قال . يحيى األنصاري بخبلف رواية مالك ، عنو أولى أن يكون محفوظا ؛ لموافقتو رواية عبد الرحمن بن

.عن يزيد بن رومان . القاسم ، عن أبيو ، ورواية مالك

فقد رواه أحمد ، عن غندر ، عن شعبة ، عن : قمت أما : د وعبد الرحمن بن القاسم ، وقال يحيى بن سعي

ثم : عبد الرحمن فرفعو ، وساق الحديث ، وفي آخره .يقعد حتى يقضوا ركعة أخرى ، ثم يسمم عمييم

وىذا يوافق رواية معاذ ، وغندر مقدم في أصحاب .شعبة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خوف وقد ذىب كثير من العمماء إلى استحباب صبلة ال .بذات الرقاع في ىذا الحديث ) عمى ما صمى النبي ما سمعت في صبلة الخوف : قال القاسم بن محمد

.أحب إلي منو وبو يقول مالك والشافعي وأحمد وأبو ثور وداود والثوري

وحكاه إسحاق عن أىل المدينة وأىل -في رواية -الحجاز ، وىو قول عبد الرحمن بن ميدي ، وحكاه

.، عن إسحاق الترمذيوصرح إسحاق في رواية ابن منصور عمى أنو يجوز

إال أنيم . العمل بو ، وال يختاره عمى غيره من الوجوه ىل تقضي الطائفة الركعة الثانية قبل سبلم : اختمفوا

اإلمام ، أو بعده ؟تقضي قبل سبلم اإلمام ، : فعند الشافعي وأحمد وداود مالك ، ثم رجع عنيا ، ثم يسمم بيم وىو رواية عن

إنما يقضون بعد سبلم اإلمام ، وىو قول أبي : وقال ثور وأبي بكر عبد العزيز بن جعفر من أصحابنا ، ذكره

( ( .الشافي ) ) في كتابو ونص أحمد عمى أن ىذه الصبلة تصمى وأن كان العدو

إنما تصمى : وقال القاضي أبو يعمى . في جية القبمة و في غير جية القبمة ، وكذلك حمل بعض إذا كان العد

.أصحاب سفيان قولو عمى ذلك نص أحمد محمول عمى ما إذا لم : قال بعض أصحابنا

يمكن صبلة عسفان الستتار العدو ، وقول القاضي محمول عمى ما إذا أمكن أن يصموا صبلة عسفان

.لظيور العدو وكذا قال أصحاب الشافعي ، لكنيم جعموا ذلك شرطا

.ستحباب صبلة ذات الرقاع ، ال لجوازىا ال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:قال البخاري في غزوة ) صميت مع رسول اهلل : وقال أبو ىريرة ) )

وىذا الحديث خرجو اإلمام أحمد ( ( نجد صبلة الخوف إال أن -وأبو داود والنسائي من رواية حيوة وابن لييعة

كبلىما ، عن أبي -جل آخر النسائي كنى عنو بر االسود ، أنو سمع عروة بن الزبير

ىل : يحدث ، عن مروان بن الحكم ، أنو سأل أبا ىريرة : صبلة الخوف ؟ قال أبو ىريرة ) صميت مع رسول اهلل

عام غزوة: متى ؟ قال أبو ىريرة : قال مروان . نعم إلى صبلة العصر ، فقامت ) نجد ، قام رسول اهلل

فة معو ، وطائفة أخرى مقابل العدو ، وظيورىم إلى طائالذين معو : فكبروا جميعا ) الكعبة ، فكبر رسول اهلل

ركعة واحدة ، ) والذين مقابمو العدو ، ثم ركع رسول اهلل وركعت الطائفة الذين معو ، ثم سجد فسجدت الطائفة

سول التي تميو ، واآلخرون قيام مقابل العدو ، ثم قام ر وقامت الطائفة التي معو ، فذىبوا إلى العدو فقابموه ) اهلل

، واقبمت الطائفة التي كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا قائم كما ىو ، ثم قاموا فركع رسول اهلل ) ، ورسول اهلل

ركعة أخرى وركعوا معو ، وسجد وسجدوا معو ، ثم ) ، فركعوا وسجدوا أقبمت الطائفة التي كانت مقابل العدو

قاعد ، ومن كان معو ، ثم كان السبلم ، ) ورسول اهلل وسمموا جميعا ، فكان لرسول اهلل ) فسمم رسول اهلل

.ركعتان ، ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة ) .والمفظ ألبي داود

ركعتان ، ولكل رجل ) فكان لرسول اهلل : ولفظ النسائي رواية -حينئذ -فتحمل . من الطائفتين ركعتان ركعتان

أبي داود عمى أنو كان لكل واحد من الطائفتين ركعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

والركعة األخرى ىو صبلىا لنفسو ، وعمى ) مع النبي مثل ذلك تحمل كثير من أحاديث صبلة الركعة في

.الخوف ورواية ابن إسحاق ، عن أبي االسود ، عن عروة أنو

فذكر الحديث -أبا ىريرة ومروان بن الحكم يسألو سمع .بمعناه

( ( .صحيحييما ) ) خرجو ابن خزيمة وابن حبان في ورواية من روى عن عروة ، عن مروان ، عن أبي ىريرة

.قالو الدارقطني : -أشبو بالصواب : عن البخاري ، أنو قال ( ( عممو ) ) ونقل الترمذي في

حديث عروة ، عن أبي .ىريرة ، حسن

وقد روي ىذا الحديث عن ابن إسحاق ، عن محمد بن

.جعفر بن الزبير ، عن عروة ، عن أبي ىريرة .خرجو األثرم

في ) أن الطائفتين كبرت مع النبي : وليس في حديثو وروي عن ابن إسحاق ، عن محمد بن . أول صبلتو

.جعفر ، عن عروة ، عن عائشة .خرجو أبو داود

وكبرت الطائفة ) كبر رسول اهلل : قالت : حديثو ولفظ الذين صفوا معو ، ثم ركع فركعوا ، ثم سجد فسجدوا ،

جالسا ، ثم سجدوا ) ثم رفع فرفعوا ، ثم مكث رسول اهلل ىم ألنفسيم الثانية ، ثم قاموا فنكصوا عمى أعقابيم

يمشون

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن ورائيم ، وجاءت الطائف القيقري حتى قاموا مفكبروا ، ثم ركعوا ألنفسيم ، ثم سجد [ األخرى فقاموا ]

ثم سجدوا ) فسجدوا معو ، ثم قام رسول اهلل ) رسول اهلل ألنفسيم الثانية ، ثم قامت الطائفتان جميعا فصموا مع

فركع فركعوا ، ثم سجد فسجدوا جميعا ، ثم عاد ) النبي عو سريعا كأسرع اإلسراع جاىدا ، فسجد الثانية فسجدوا م

فسمموا ، فقام ) ال يألون إسراعا ، ثم سمم رسول اهلل .وقد شاركو الناس في الصبلة كميا ) رسول اهلل

سناده .فقد اضطرب ابن إسحاق في لفظ الحديث وا ، بنحو -مرسبل -وقد رواه ىشام بن عروة ، عن أبيو

.حديث أبي عياش الزرقي .تعميقا - ذكره أبو داود

سحاق وأبو خيثمة وابن أبي وقد أجاز اإلمام أحمد وا شيبة وابن جرير وجماعة من الشافعية صبلة الخوف

، وأن رجحوا بعض ) عمى كل وجو صح عن النبي .الوجوه عمى بعض

-وأما صبلة الخوف ركعة ، فيأتي الكبلم عميو فيما بعد ) .إن شاء اهلل

.يجوز أنو : وظاىر كبلم البخاري

كل : ، أنو قال ( ( العمل ) ) وقد نقل الترمذي عنو في الروايات في صبلة الخوف عندي صحيح ، وكل نما ىو عمى قدر الخوف ، إال حديث يستعمل ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.مجاىد ، عن أبي عياش ، فإني أراه مرسبل بلة وىذا يدل عمى أنو يستعمل كل وجو من وجوه ص

الخوف عمى قدر ما تقتضيو حال الخوف ، ويكون ذلك .الوجو أصمح لو

وروي نحو ذلك عن سميمان بن داود الياشمي ، وحكي .، وقالو بعض أصحابنا -أيضا -عن إسحاق

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة عند مناىضة الحصون ولقاء العدوييأ الفتح ، ولم يقدروا عمى إن كان ت: وقال األوزاعي

الصبلة صموا إيماء ، كل امرىء لنفسو ، فإن لم يقدروا حتى ينكشف القتال أو [ الصبلة ] عمى االيماء أخروا

يأمنوا ، فيصموا ركعتين ، فإن لم يقدروا صموا ركعة . وسجدتين ، فإن لم يقدروا فبل يجزئيم التكبير

.ويؤخرونيا حتى يامنوا .ل وبو قال مكحو

إنما يقول مكحول بتأخير الصبلة لممطموب دون .الطالب

: قال الفزاري ، عن يزيد بن السمط ، عن مكحول ، قال إذا حضر القتال فمزم بعضيم بعضا ، لم يطيقوا أن

: يصموا ، أخروا الصبلة حتى يصموا عمىاألرض ، وقال أن ينزل فيصمي ، فيؤثر صبلتو عمى : صبلة الطالب

أن يصمي حيث كان : وصبلة اليارب ما سواىا ،

.ركعة الصبلة حيث وجيوا : قال أبو إسحاق ، وقال األوزاعي

عمى كل حال ، ألن الحديث جاء أن البصر ال يرفع ما أن يصمي القوم كما : دام الطمب ، وصبلة الخوف

فإن كان خوف أكثر من ذلك صموا فرادى ) صمى النبي جدون ، فإن كان خوف ، مستقبمي القبمة ، يركعون ويس

.أكثر من ذلك أخروا الصبلة حتى يقدروا ، فيقضوىا إن ثمموا في الحصن ثممة ، : وقال األوزاعي : قال

وحضرت الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فإن قدروا أن يصموا جموسا أو يومئون إيماء أو يتعاقبون ال أخروا الصبلة إن خافوا إن صم وا أن يغمبوا فعموا وا

عميو ، وقد طمعوا في فتحو ، صموا حيث كانت وجوىيم .، ويتمموا أن خافوا

.وقد تضمن ما حكاه البخاري عن األوزاعي مسائل :منيا

أن الطالب يصمي صبلة شدة الخوف راكبا وماشيا .كالمطموب ، وىو رواية عن أحمد

يصمي باألرض : -فيما نقمو عن حرب -وقال إسحاق .ويومىء إيماء

وفي صبلة الطالب ماشيا باإليماء حديث ، خرجو أبو داود من حديث عبد اهلل بن أنيس ، وىو مما تفرد بو ابن

.إسحاق وذىب الجميور إلى أن الطالب ال يصمي إال باألرض

الحسن ومكحول : صبلة األمن ، إال أن يخاف ، منيم وقد -ة عنو في رواي -ومالك والثوري والشافعي وأحمد

.سبق ذكر ذلك :ومنيا

أن صبلة شدة الخوف ال تكون جماعة ، بل فرادى ، .وقد سبق أن الجميور عمى خبلف ذلك

:ومنيا

أنيم إذا لم يقدروا عمى اإليماء في حال شدة الخوف .أخروا الصبلة حتى يأمنوا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ة مكحول كما سبق عنو ، وىو وممن قال بتأخير الصبل .قال أبي حنيفة وأصحابو

وحكى ابن عبد البر ، عن ابن أبي ليمى وأبي حنيفة وأصحابو أنو ال يصمي أحد في الخوف إال إلى القبمة ،

.وال يصمي في حال المسايفة ، بل يؤخر الصبلة أنو يخير بين الصبلة باإليماء وبين : وعن أحمد رواية

.التأخير سألت أبا عبد اهلل عن الصبلة صبيحة : ل أبو داود قا

المغار ، فيؤخرون الصبلة حتى تطمع الشمس ، أو .كل أرجوا : يصمون عمى دوابيم ؟ قال

واستدل أصحابنا ليذه الرواية بصبلة العصر في بني

قريظة وفي الطريق ، وأنو لم يعنف واحد منيما ، ) .إن شاء اهلل -با وسيأتي ذكره والكبلم عمى معناه قري

وجميور أىل العمم عمى أنو ال يجوز تأخير الصبلة في حال القتال ، وتصمى عمى حسب حالو ، فإنو ال يأمن

.ىجوم الموت في تمك الحال فكيف يجوز ألحد أن يؤخر فرضا عن وقتو ، مع أنو

يخاف عمى نفسو مداركة الموت لو في الحال ، وىذا في . تيا التي ال يجوز تأخيرىا لمجمع تأخير الصبلة عن وق

فأما صبلة يجوز تأخيرىا لمجمع فيجوز تأخيرىا لمخوف ، ولو كان في الحضر عند أصحابنا وغيرىم من

.العمماء بالمدينة من غير ) جمع رسول اهلل : وقول ابن عباس

خوف ، يدل بمفيومو عمى جواز الجمع لمخوف ؛ فإن ى من الجمع لممطر الخوف عذر ظاىر ، فالجمع لو أول

.والمرض ونحوىما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فأما قصر الصبلة في حال الخوف في الحضر ، وحكى القاضي أبو يعمى رواية . فالجميور عمى منعو

عن أحمد بجوازه ، مخرجة عن رواية حنبل عنو ، بجواز .الفطر في رمضان لقتال العدو

اليقصر الصبلة : ، أنو قال وروي عن عثمان بن عفإن .إال من كان شاخصا أو بحضرة العدو

أنو يجوز القصر بحضرة العدو في غير السفر : وظاىره ( ( .غريبو ) ) وبذلك فسره أبو عبيدة في -أيضا -

وذكر ابن المنذر عن عمران بن حصين مثل قول .أيضا -عثمان

ل السفر أو وقد يفسر بأنو اليجوز القصر إال في حا اإلقامة في دار الحرب لقتال

العدو ، وىذا قول كثير من العمماء ، ويأتي بيانو في إن شاء اهلل( ( كتاب قصر الصبلة ) ) . (

وسيذكر البخاري في ىذا الباب ما يستدل بو عمى جواز التأخير في حال شدة

.الخوف :ومنيا

صموا أنيم إذا عجزوا عن صبلة ركعتين جاز ليم أن ي .ركعة واحدة تامة

.ابن عباس : وىذا قول كثير من العمماء ، منيم فرض اهلل : ، عنو ، قال ( ( صحيح مسمم ) ) ففي

في السفر ركعتين ، وفي ) الصبلة عمى لسان نبيكم .الحضر أربعا ، وفي الخوف ركعة

وقد روي نحو ذلك عن جابر وابن عمر ، وقد سبق ذكر .قوليما -لحسن ، عن حطان الرقاشي ، عن أبي موسى ورواه ا .أنو فعمو -أيضا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عن الحسن وطاوس ومجاىد -أيضا -وىو مروي

وسعيد بن جبير والنخعي والضحاك والحكم وقتادة وحماد .، وقول إسحاق ومحمد بن نصر المروزي زم وغيره حتى قالو في صبلة الصبح ، مع أن ابن ح

حكوا اإلجماع عمى أن الفجر والمغرب الينقص عن ركعتين وثبلث ، في خوف وال أمن ، في حضر وال

.سفر ولم يفرق ىؤالء بين حضر والسفر ، وىذا يدل عمى أنيم رأوا قصر الصبلة في الحضر لمخوف أشد القصر وأبمغو

.، وىو عود الصموات كميا إلى ركعة واحدة عن أحمد ، وىوظاىر كبلمو في رواية وحكي رواية

جماعة ، ورجحو بعض المتأخرين من أصحابنا ، .المنع : والمشيورعنو

وىو . اليعجبني ذلك : وقد نقل جماعة عنو ، أنو قال .أصحابنا ] . . . . [ قول

والمنع منو قول النخعي والثوري وأبي حنيفة ومالك

.والشافعي كل طائفة من الناس وتقدم من حديث ابن عباس ، أن

ومن . ركعة ركعة وأنيم لم يقضوا ) صموا خمف النبي .وما في ذلك من التأويل -أيضا -حديث حذيفة

صمى ) وروى يزيد الفقير ، عن جابر ، أن رسول اهلل بيم صبلة الخوف ، فقام صف بين يديو ، وصف خمفو

، صمى بالذي خمفو ركعة وسجدتين ، ثم تقدم ىؤالء اموا في مقام أصحابيم ، وجاء أولئك فقاموا مقام حتى ق

ركعة وسجدتين ، ثم ) ىؤالء ، فصمى ليم رسول اهلل .ركعتان ، وليم ركعة ؟ ) سمم ، فكانت لمنبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خرجو اإلمام أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في ( ( .صحيحيما ) )

سمم فسمم الذين خمفو ) ثم إن النبي : وفي رواية النسائي

.، وسمم أولئك أن بعضيم قال في ( ( : سننو ) ) وذكر أبو داود في .أنيم قضوا ركعة أخرى : حديث يزيد الفقير

نا أبوىريرة ، أن رسول اهلل : وروى عبد اهلل بن شقيق نزل بين ضجنان)

أن ليؤالء صبلة ىي أحب : وعسفان ، فقال المشركون إلييم من آباىم وأبنائيم ، وىي العصر ، فأجمعوا أمركم

، فميموا عمييم ميمة واحدة ، وأن جبريل أتى النبي فأمره أن يقيم أصحابو شطرين ، فيصمي بيم ، وتقوم )

طائفة أخرى وراءىم ، وليأخذوا حذرىم وأسمحتيم ، ثم يأتي األخرون ويصمون معو ركعة ، ثم يأخذ ىؤالء

يم ، فيكون ليم ركعة ركعة ، ولرسول اهلل حذرىم وأسمحت .ركعتان )

خرجو الترمذي والنسائي وابن حبان في ( ( .صحيحو ) )

.حسن صحيح : وقال الترمذي عن البخاري ، أنو ( ( العمل ) ) ونقل الترمذي في

.ىوحديث حسن : قال وقد حممو بعضيم عمى أن كل واحدة من الطائفتين

، فأما األخرى فإنيا صمتيا ) ع النبي كانت ليم ركعة م .مفردة

يكون ليم مع رسول اهلل : وخرجو النسائي عنده .ركعتان )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىذا المعنى من ( ( صحيحو ) ) وخرج ابن حبان في حديث زيد بن ثابت ، عن النبي

( ( .سنن النسائي ) ) ، وأصمو في ) بأن الروايات إذا اختمفت ، وكان في وقد أجاب بعضيم

بعضيا عدم القضاء ، وفي بعضيا القضاء ، فالحكم لئلثبات ؛ ألن المثبت قد حفظ ما خفي عمى الباقي وىذا

صحيح أن لو كانت الروايات كميا حكاية عن واقعة

واحدة ، فأما مع التعدد فيمكن أن القضاء وجد في واقعة .ولم يوجد في األخرى

لم يصل صبلة الخوف إال ) أن النبي : مجاىد وقد زعم .مرتين ، مرة بذات الرقاع ، ومرة بعسفان

واختبلف الروايات في صفة صبلة الخوف يدل عمى أن .ذلك وقع أكثر من مرتين

واستدل بعض من رأى أن صبلة الخوف ركعة بأن ظاىر القرآن يدل عميو ؛ فإن اهلل تعالى ذكر أن الطائفة

مي معو حتى يسجد ، فتكون من وراء الناس األولى تص، وأن الطائفة الثانية التي لم تصل تأتي وتصمي معو ،

أن الطائفة األولى تجتزئ بما صمت معو من : فظاىره تمك الركعة ، وأن الثانية تكتفي بما أدركت معو ، ولم

يذكر قضاء عمى واحدة من .الطائفتين

:ومنيا ة بأركانيا في حال الخوف ، أنيم إذا عجزوا عن الصبل

.ال يجزئيم التكبير بمجرده : فقال األوزاعي

لى ىذا ذىب األكثرون ، وىو أنو ال يجزئ في حال : وا شدة الخوف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

االقتصار عمى التكبير ، وىو قول أبي حنيفة ومالك سحاق .والشافعي وأحمد وا

سحاق ، قإال ونقل ابن منصور ، عن أح البد من : مد وا القراءة ، وال يجزئيم

.التكبير البد في صبلة : ونقل جماعة عن أحمد ، أنو قال

الخوف من القراءة والتشيد .والسبلم

.وذىب آخرون إلى أنيم يجزئيم التكبير تجزئيم تكبيرة واحدة ، وعن : روي عن جابر وابن عمر

.مجاىد والسدي

ن لم يقدر : ىاب بن بخت ، وزاد وكذا قال عبد الو وا .عمى التكبير ، فبل يتركيا في نفسو

.النية : يعني وروي عن عبد اهلل بن الزبير ، أنو ارتث يوم الجمل قبل

ال استطيع : فقال . الصبلة : غروب الشمس ، فقيل لو .أن أصمي ، ولكني أكبر

إن لم يستطع أن يومئ كبر تكبيرة أو : وعن الضحاك .يرتن تكب

إن لم يستطع أن يقرأ يجزئو التكبير في : وقال الثوري ن لم يستطع أن يتوضأ تيمم بغبار كل خفض ورفع ، وا

.سرجو إذا لم : وكذلك مذىب الثوري في المريض المدنف

يستطع أن يصمي عمى جنبو ، فإنو يكبر لكل ركعة .تكبيرة ، مستقبل القبمة ، وتجزئو

إن لم يقدروا عمى : قال ونقل حرب ، عن إسحاق ، ركعة فسجدة واحدة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فاتقوا : ) فإن لم يقدروا فتكبيرة واحدة ، واستدل بقولو [ . : التغابن ) ] المو ما استطعتم

فإذا قدر عمى اإلتيان بشيء من الصبلة ، وعجز عن وقتو ويجزئو ، وال يجوز لو الباقي لزمو أن يأتي بو في

.تأخيره عن الوقت وذكر ابن جرير بإسناده ، أن ىرم بن حيان كان معو أصحابو يقاتمون العدو مستقبمي المشرق ، فحضرت

الصبلة الصبلة ، فسجد الرجل حيث : الصبلة ، فقالوا .كان وجيو سجدة ، وىم مستقبموا المشرق

ليس بصبلة ، فبل ويستدل لمجميور بأن ما دون الركعة يكون مأمورا بو من عجز عن الصبلة ، وأقل ما ورد في صبلة الخوف أنيا ركعة ، فما دون الركعة ليس بصبلة ، وال يؤمر بو في خوف وال غيره ، وال يسقط بو فرض

.الصبلة : -رحمو اهلل -ثم قال البخاري

حضرت مناىضة حصن تستر : وقال أنس بن مالك ، فمم يقدروا -واشتد اشتعال القتال - عند صبلة الفجر

عمى الصبلة ، فمم نصل إال بعد ارتفاع النيار ، .فصميناىا ونحن مع أبي موسى ، ففتح لنا

.وما يسرني بتمك الصبلة الدنيا وما فييا : قال أنس -رضي اهلل عنو -ىذه الواقعة كانت في زمن عمر

.سنة عشرين نا ابن زريع ، ( ( : تاريخو ) ) قال خميفة بن خياط في عن سعيد ، عن قتادة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عن

لم نصل يومئذ صبلة الغداة حتى انتصف : أنس ، قال .النيار ، فما يسرني بتمك الصبلة الدنيا كميا

.وذلك سنة عشرين : قال خميفة

:ثم قال البخاري ن عمي بن المبارك ثنا وكيع ، ع: حدثني يحيى -

، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سممة ، عن جابر بن عبد اهلل ، قال جاء عمر يوم الخندق ، فجعل يسب

يارسول اهلل ، ما صميت العصر : كفار قريش ، ويقول ) : فقال رسول اهلل . حتى كادت الشمس أن تغيب

فنزل إلى بطحان ، : قال ( ( . وأنا ما صميتيا بعد ) ) توضأ وصمى العصر بعدما غابت الشمس ، ثم صمى ف

.المغرب بعدىا إنو ابن جعفر بن : شيخ البخاري ، قيل ( ( يحيى ) )

إنو ابن موسى بن عبد ربو ابن : وقيل . أعين البيكندي .خت البخمي ، وكبلىما يروي عن وكيع

من غير ( ( المواقيت ) ) وقد خرجو البخاري في آخر .بن أبي كثير وجو ، عن يحيى

الصبلة في ذلك ) وسبق الكبلم عمى وجو تأخير النبي ىل كان نسيانا ، أو اشتغإال بالحرب ؟: اليوم

فيل ىو منسوخ بنزول آيات صبلة : وعمى ىذا التقدير

الخوف ، كما روي ذلك عن أبي سعيد الخدري ، أو ىو محكم باق ؟

.خ والبخاري يشير إلى بقاء حكمو من غير نس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنو نسخ بصبلة الخوف ، : وقال كثير من العمماء وحديث أبي سعيد يدل عميو ، وقد ذكرناه ىنالك ، وممن

.الشافعي ، وكثير من أصحابنا وغيرىم : ذكر ذلك إن صبلة عسفان وذات الرقاع : وأما قول ابن إسحاق

كانت قبل الخندق ، ففيو .واهلل سبحانو وتعالى أعمم . نظر

أن غزوة ذات الرقاع كانت عمى : وكذلك ذكر ابن سعد رأس سبعة وأربعين شيرا من اليجرة ، وفييا صمى رسول

.، وىو أول ما صبلىا ) اهلل من ( ( المغازي ) ) وقد رد البخاري في

:ىذا بوجيين ( ( صحيحو ) ) ع ، وأبو أن أبا موسى شيد غزوة ذات الرقا: أحدىما

.موسى إنما جاء بعد خيبر ، وذلك بعد الخندق أن جابرا ذكر أن صبلة الخوف إنما كانت في : والثاني

السنة السابعة ، وقد ذكرنا حديثو ىذا في الباب األول ( ( .أبواب صبلة الخوف ) ) من

حديث : أعني -وقد استدل اإلمام أحمد بيذا الحديث عمى جواز تأخير -الخندق جابر في تأخير الصبلة يوم

الصبلة في حال الخوف لمن لم يقدر عمى الوضوء إال .في رواية جماعة من أصحابو -بعد الوقت

أنو يتيمم ويصمي في الوقت ، وقد : وعنو رواية أخرى ( ( .التيمم ) ) سبق ذلك في

فحمل اإلمام أحمد تأخير الصبلة يوم الخندق عمى أنو .ب ، كما حممو البخاري كان لبلشتغال بالحر

إن ذلك كان قبل نزول ىذه : وقد قيل : قال اإلمام أحمد فإن: ) اآلية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حديث : يعني [ : البقرة ) ] خفتم فرجإال أو ركبانا .أبي سعيد

وحديث أبي سعيد إنما يدل عمى أن ذلك قبل نزول لخوف باإليماء رجإال وركبانا ، لم يدل عمى صبلة شدة ا

.أن صبلة الخوف لم تكن نزلت أن صبلة ( ( كتاب المغازي ) ) والبخاري قد قرر في

إنما شرعت في السنة السابعة ، وذلك بعد [ الخوف ] الخندق ببل ريب ، ومع ىذا فجعل التأخير يوم الخندق

محكما غير منسوخ بصبلة الخوف ، ويكون الجمعبينيما بأنو مخير حال شدة الخوف بين التأخير وبين

في رواية -الصبلة باإليماء ، كما يقولو اإلمام أحمد .عنو

واجتماع الصحابة كميم عمى النسيان يوم الخندق بعيد ىو الناسي ، وأن ) إن النبي : جدا ، إال أن يقال

الصحابة اتبعوه عمى التأخير من غير سؤال لو عن

.سببو أن النبي : أنو جاء في رواية لئلمام أحمد : يشيد لو و ىل عمم أحد منكم أني صميت العصر : ) ) قال ) .ال ، فصبلىما : قالوا ( ( ؟

ىل : دليل عمى رجوع الشاك في أصل صبلتو : وفيو صبلىا ، أو ال ؟ إلى قول غيره ، كما يرجع إلى قولو

.في الشك في عدد ما صمى ىل صمى ، أم ال ؟ : في الرجل يشك -وقد قال الحسن

بلة ، فإذا ذىب : - يعيد ما كان في وقت تمك الص .الوقت فبل إعادة عميو

.ذكره عبد الرزاق ، بإسناده عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - صبلة الطالب والمطموب راكبا وايماء أو قائما

شرحبيل بن السمط ذكرت لؤلوزاعي صبلة : وقال الوليد وأصحابو عمى ظير

.ذلك األمر عندنا ، إذا تخوفت الفوت : الدابة ، فقال ال يصمين أحد العصر ) : ) ) واحتج الوليد بقول النبي

( ( .إال في بني قريظة نا جويرية : حدثنا عبد اهلل بن محمد بن أسماء -

لما ) قال لنا النبي : ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال ال يصمين أحد العصر إال في : ) ) رجع من األحزاب

فأدرك بعضيم العصر في الطريق ، ( ( بني قريظة : ال نصمي حتى نأتييا ، وقال بعضيم : وقال بعضيم

فمم ) فذكر ذلك لمنبي . بل نصمي ، لم يرد منا ذلك .يعنف واحدا منيم

د بن الولي: ومنيم -وقد تقدم أن األوزاعي وأصحابو يرون جواز صبلة شدة الخوف لمطالب ، كما -مسمم

وىو رواية عن أحمد ، وأنيم يرون يجوز لممطموب تأخير الصبلة عن وقتيا إذا لم يقدروا عمى فعميا في

.أيضا -وقتيا عمى وجو تام ، كما تقدم

وقد استدل الوليد بن مسمم لذلك بحديث ابن عمر في .البعث إلى قريظة

ة شرحبيل بن السمط التي استدل بيا األوزاعي وأما صبل. ] . . . . [

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ومما يتفرع عمى جواز صبلة الطالب صبلة شدة أن من كان ليمة النحر قاصدا لعرفة ، وخشي : الخوف

أن تفوتو عرفة قبل طموع الفجر ، فإنو يصمي صبلة وىو أحد الوجيين شدة الخوف وىو ذاىب إلى عرفة ،

.أيضا -ألصحابنا ، وألصحاب الشافعي .وضعفو بعض أصحابيم ، بأنو ليس بخائف بل طالب

تجوز صبلة الطالب جازت : أنا إن قمنا : والصحيح ال فبل تجوز ، أو يكون فيو وجيان .صبلتو ، وا

-وىل يجوز تأخير العشاء إلى بعد طموع الفجر ؟ فيو

.عية وألصحابنا وجيان لمشاف -أيضا وأما استدالل الوليد بحديث ابن عمر في ذكر بني قريظة

، فإنما يتم ذلك إذا كان الذين لم يصموا العصر حتى بمغوا بني قريظة لم يصموىا إال بعد غروب الشمس ،

وليس ذلك في ىذا الحديث ، فإن حديث ابن عمر إنما د يدل عمى ان بعضيم أخر العصر إلى بني قريظة ، فق

يكونوا صموىا في آخر وقتيا ، وىذا ال إشكال في .جوازه

الخطابي ، ورد بو عمى من : وممن ذىب إلى ذلك .استدل بالحديث عمى أن كل مجتيد مصيب

وذىب آخرون إلى أن الذين صموا في بني قريظة صموا واستدلوا بأن مسمما خرج الحديث ، . بعد غروب الشمس

رسول اهلل [ فينا ] نادى : عن ابن عمر ، قال : ولفظو ال يصمي أحد ) ) أن : يوم انصرف من األحزاب )

فتخوف ناس فوت الوقت ( ( العصر إال في بني قريظة فصموا دون بني قريظة ، وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأن فاتنا ) ال نصمي إال حيث أمرنا رسول اهلل : آخرون واحدا من ) رسول اهلل فما عنف: قال . الوقت

.الفريقين وخرج البييقي ، بإسناد فيو نظر ، عن الزىري ، عن عبد الرحمن بن عبد اهلل بن كعب بن مالك ، أن عمو

عزم عمى الناس لما رجع ) عبد اهلل أخبره ، أن النبي من األحزاب أن ال يصموا صبلة العصر إال في بني

، فمم يأتوا بني فمبس الناس السبلح : قال . قريظة قريظة حتى غربت الشمس ، فاختصم الناس عند غروب

عزم عمينا إال ) إن رسول اهلل : الشمس ، فقال بعضيم نصمي حتى نأتي بني قريظة ، فإنما نحن في عزيمة

فميس عمينا إثم ، وصمى طائفة من الناس ) رسول اهلل احتسابا ، وتركت طائفة منيم الصبلة حتى غربت

فصموىا حين جازوا بني قريظة احتسابا ، فمم الشمس ، .واحدا من الفريقين ) يعنف رسول اهلل

.وىذا مرسل عن الزىري ( ( مغازيو ) ) وقد ذكره موسى بن عقبة في

.، بغير إسناد لمزىري بالكمية ، وىو أشبو -مرسبل -من طريق عبد اهلل بن -أيضا -وخرج البييقي نحوه خيوعمر العمري ، عن أ

: عبيد اهلل ، عن القاسم ، عن عائشة ، وفي حديثيا فغربت الشمس قبل أن يأتوىم ، فصمت طائفة إيمانا ) )

واحتسابا ، وتركت طائفة إيمانا واحتسابا ، ولم يعنف ( ( .واحدا من الفريقين ) رسول اهلل

واالستدالل بيذا الحديث عمى تأخير الصبلة لبلشتغال بالحرب ، استدالل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ضعيف ، وكذلك االستدالل بو عمى تأخير الصبلة لطالب العدو ؛ فإن يوم ذىابيم إلى بني قريظة لم تكن

ىناك حرب تشغل عن صبلة ، وال كانوا يخافون فوات نما العصر ببني قريظة باالشتغال بالصبلة بالكمية ، وا

لعصر في الطريق وقع التنازع بين الصحابة في صبلة الى معنى كبلمو ومراده ) ، إلتفاتا إلى النبي ، وا

:ومقصوده فمنيم من تمسك بظاىر المفظ ، ورأى أنو ينبفي أن

ن فات وقتيا ، يصمي العصر إال في بني قريظة ، وا وتكون ىذه الصبلة مخصوصة من عموم أحاديث

المواقيت بخصوص ىذا ، وىو النيي عن الصبلة إال .قريظة في بني

ذلك ، ) ومنيم من نظر إلى المعنى ، وقال لم يرد النبي نما أراد منا تعجيل الذىاب إلى بني قريظة في بقية وا النيار ، ولم يرد تأخير الصبلة عن وقتيا ، وال غير

وقت صبلة العصر في ىذا اليوم ، بل ىو باق عمى ما .كان عميو في سائر األيام

.أعمم واهلل . وىذا ىو األظير وال داللة في ذلك عمى أن كل مجتيد مصيب ، بل فيو

داللة عمى أن المجتيد سواء أصاب أو أخطأ فإنو غير ن مموم عمى اجتياده ، بل إن أصاب كان لو أجران ، وا

.أخطأ فخطؤه موضوع عنو ، ولو أجر عمى اجتياده ومن استدل بالحديث عمى أن تارك الصبلة عمدا يقضي

د وىم ؛ فإن من أخر الصبلة في ذلك كان بعد الوقت فقباجتياد سائغ ، فيو في معنى النائم والناسي ، وأولى ؛

فإن التأخير بالتأويل السائغ أولى بأن يكون صاحبو .معذورا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - التبكير والتغميس بالصبح والصبلة عند اإلغارة والحرب

ثنا حماد بن زيد ، عن عبد : ثنا مسدد حد - العزيز بن صييب

صمى الصبح بغمس ) وثابت ، عن أنس ، أن رسول اهلل

اهلل: ) ) ، ثم ركب ، فقال أكبر ، خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم ، فساء

( ( .صباح المنذرين وذكر بقية الحديث ، وفي آخره قصة صفية ، وتزوج

.وجعل عتقيا صداقيا ليا ، ) النبي من ( ( أبواب األذان ) ) وقد تقدم أول الحديث في

.حديث عبد العزيز بن صييب ، عن أنس لما أراد اإلغارة عمى ) أن النبي : والمقصود منو ىاىنا

، ) أىل خيبر ، ولم يكن عندىم عمم من قدوم النبي بالصبح ، وصبلىا بغمس ، ثم أغار ) بكر النبي

.عمييم أنو يستحب لمن أراد اإلغارة عمى : تفاد من ذلك فيس

المشركين أن يعجل بصبلة الصبح في أول وقتيا ، ثم :يغير بعد ذلك

، عن عمران بن حدير ، ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في :عن أبي عمران ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

دة صميت مع أبي موسى الغداة ثبلث مرات في غداة واح .، كأنو أراد أن يغير عمى قوم

أن أبا موسى األشعري لما أراد اإلغارة : ومعنى ىذا عجل بصبلة الصبح ، ثم تبين أنو صبلىا قبل طموع .الفجر ، فأعادىا ، فعل ذلك ثبلث مرات في يوم واحد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كتاب العيدين

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بسم اهلل الرحمن الرحيم أبواب العيدين

باب في العيدين والتجمل فييما -انا شعيب ، عن الزىري ، : حدثنا أبو اليمان - أخبرني سالم بن: قال

أخذ عمر جبة من : عبد اهلل ، أن عبد اهلل بن عمر قال ؟ ) فأخذىا فأتى رسول اهلل استبرق تباع في السوق

. يا رسول اهلل ، ابتع ىذه تجمل بيا لمعيد والوفود : فقال إنما يمبس ىذه من ال خبلق ) : ) ) فقال لو رسول اهلل

( ( .لو بجبة ديباج إلى ) ثم ذكر بقية الحديث في إرسال النبي

.عمر من طريق مالك ، ( ( كتاب الجمعة ) ) وقد سبق في

لو اشتريت ىذه : ) ) عن ابن عمر ، وفيو عن نافع ، .وىي قضية واحدة واهلل أعمم ( ( لمجمعة والوفود ؟

وقد يكون أريد بالعيد جنس األعياد ، فيدخل فيو العيدان .والجمعة

وقد دل ىذا الحديث عمى التجمل لمعيد ، وأنو كان .معتادا بينيم

. ألحمر في العيدين برده ا) وقد تقدم حديث لبس النبي لى ىذا ذىب األكثرون ، وىو قول مالك والشافعي وا

.وأصحابنا وغيرىم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان ابن عمر يصمي الفجر وعميو : وقال ابن المنذر .ثياب العيد سمعت أىل العمم يستحبون الزينة والطيب : وقال مالك .في كل عيد

.واستحبو الشافعي قي بإسناد صحيح ، عن نافع ، أن ابن عمر وخرج البيي

.كان يمبس في العيدين أحسن ثيابو أنو يخرج إلى : والمنصوص عن أحمد في المعتكف

.العيد في ثياب اعتكافو ، وحكاه عن أبي قبلبة أنو يخير : وأما غير المعتكف ، فالمنصوص عن أحمد

.بين التزين وتركو أن تخرج : أحب إليك أيما : قمت ألحمد : قال المروذي

أما طاوس : يوم العيد في ثياب جياد أو ثياب رثة ؟ قال فكان يأمر بزينة الصبيان حتى يخضبوا ، وأما عطاء

فإلى ما : فقمت ألحمد . ال ، ىو يوم تخشع : فقال .قد روي ىذا وىذا ، واستحسنيما جميعا : تذىب ؟ قال

، عن ( ( الشافي ) ) ذكره أبو بكر ابن جعفر في كتابو .الخبلل ، عنو

مختصرا ، ( ( شرح المذىب ) ) وحكاه القاضي في .ال ، ىو يوم تخشع ، وىذا أحسن : وقال عطاء : وفيو

الغسل لمعيدين ، وقد نص أحمد : ومما يتصل بذلك

.عمى استحبابو .وحكى ابن عبد البر اإلجماع عميو

عنو ، ورواه عن وكان ابن عمر يفعمو ، كذا رواه نافع ، مالك وعبيداهلل بن عمر وموسى بن عقبة وابن : نافع

.عجبلن وابن إسحاق وغيرىم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ما رأيت ابن عمر : وروى أيوب ، عن نافع ، قال اغتسل لمعيد ، كان يبيت في المسجد ليمة الفطر ، ثم

.يغدو منو إذا صمى الصبح إلى المصمى .ره عبد الرزاق ، عن معمر ، عنو ذك

وعجب ابن عبد البر من رواية أيوب ، لمخالفتيا رواية .مالك وغيره ، عن نافع

بأن ابن عمر : وال عجب من ذلك ، فقد يجمع بينيما كان إذا اعتكف بات ليمة الفطر في المسجد ، ثم يخرج

إلى العيد عمى ىيئة اعتكافو ، كما قالو أحمد ومن قبمو ن لم يكن -أيضا -السمف ، وىو قول مالك من وا

.معتكفا ، اغتسل وخرج إلى المصمى : من الصحابة -أيضا -وممن روي عنو الغسل لمعيد

عمي بن أبي طالب ، وابن عباس ، وسممة بن األكوع ، .والسائب بن يزيد .ىو سنة الفطر : وقال ابن المسيب

لسباق ، أن وروى مالك ، عن الزىري ، عن عبيد بن ايا معشر : ) ) قال في جمعة من الجمع ) رسول اهلل

المسممين ، إن ىذا اليوم جعمو اهلل عيدا ، فاغتسموا ، ومن كان عنده طيب فبل يضره أن يمس منو ، وعميكم

( ( .بالسواك وىذا تنبيو عمى أن ذلك مأمور بو في كل عيد

.لممسممين ي ، عن عبيد رواه صالح بن أبي األخضر ، عن الزىر

.، عن ابن عباس .خرجو ابن ماجو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ورواية مالك أصح ورواه بعضيم ، عن مالك ، عن سعيد المقبري ، عن

) .أبيو ، عن أبي ىريرة ، عن النبي .خرجو كذلك الطبراني وغيره

قالو أبو حاتم الرازي والبييقي : وىو وىم عمى مالك .رىما وغي

ثنا عقبة بن صيبان ، عن : وروى صبيح أبو الوسيم الغسل واجب في ىذه ) : ) ) أبي ىريرة ، عن النبي

يوم الجمعة ، ويوم الفطر ، ويوم النحر ، ويوم : األيام ( ( .عرفة

.وصبيح ىذا ، اليعرف . غريب جدا ولو صحبة -وخرج ابن ماجو من رواية الفاكو بن سعد

كان يغتسل يوم الجمعة ، ويوم عرفة ، ) ي ، أن النب -

ويوم الفطر ، ويوم النحر ، وكان الفاكو يأمر أىمو .بالغسل في ىذه األيام

يوسف بن خالد السمتي ، وىو ضعيف : وفي إسناده .جدا

وخرج ابن ماجو عن جبارة بن مغمس ، عن حجاج بن كان : تميم ، عن ميمون بن ميران ، عن ابن عباس

.يغتسل يوم الفطر ويوم األضحى ) هلل رسول ا .وحجاج بن تميم وجبارة بن مغمس ، ضعيفان

وروى مندل ، عن محمد بن عبيد اهلل بن أبي رافع ، عن .كان يغتسل لمعيدين ) أبيو ، عن جده ، أن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو البزار .ومحمد ىذا ، ضعيف جدا

وقد حكى ابن عبد البر . يد غير واجب والغسل لمع

.اإلجماع عميو ، وألصحابنا وجو ضعيف بوجوبو االغتسال : وروى الزىري ، عن ابن المسيب ، قال

.لمفطر واألضحى قبل أن يخرج إلى الصبلة حق وخرج أبوبكر عبد العزيز بن جعفر في كتاب

بإسناد ضعيف ، عن الحارث ، عن ( ( الشافي ) ) كان بعضنا يغتسل وبعضنا يتوضأ ، فبل : قال عمي ،

) .يصمي أحد منا قبميا وال بعدىا حتى يخرج النبي .التطيب والسواك في العيدين -أيضا -ويستحب

.وكان ابن عمر يتطيب لمعيد وروى أبو صالح ، عن الميث بن سعد ، حدثني إسحاق

أمرنا رسول اهلل: بن بزرج ، عن الحسن بن عمي ، قال أن نمبس أجود ما نجد ، ونتطيب بأجود ما نجد ، وأن )

نضحي بأسمن ما نجد ، وأن نظير التكبير ، وعممنا .السكينة والوقار

.خرجو الطبراني والحاكم لوال جيالة إسحاق بن بزرج لحكمنا لمحديث : وقال

.بالصحة

: ورويناه من وجو آخر ، من طريق ابن لييعة : قمت من بن زياد بن أنعم ، عن عتبة بن حدثني عبد الرح

حميد ، عن عبادة بن نسي ، عن عبد الرحمن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إذا غدا ) كان رسول اهلل : بن غنم ، عن معاذ ، قال إلي المصمى أمرنا أن نمبس أجود ما نقدر عميو من

الثياب ، وأن نخرج وعمينا السكينة ، وأن نجير .بالتكبير

.وىذا منكر جدا ولعمو مما وضعو المصموب ، وأسقط أسمو من اإلسناد

؛ فإنو يروى بيذا اإلسناد أحاديث عديدة منكرة ترجع إلى المصموب ، ويسقط اسمو من إسنادىا كحديث التنشف

.واهلل سبحانو وتعالى أعمم . بعد الوضوء وىذا التزين في العيد يستوي فيو الخارج إلى الصبلة

.الس في بيتو ، حتى النساء واألطفال والج .وقد تقدم ذلك عن طاوس

تزين الصبيان بالمصبغ والحمي ، ذكورا : وقال الشافعي كانوا أو إناثا ؛ ألنو يوم

زينة ، وليس عمى الصبيان تعبد ، فبل يمنعون لبس .الذىب

اتفق األصحاب عمى إباحة زينة : قال بعض أصحابو المصبغ وحمي الذىب والفضة ، الصبيان يوم العيد ب

.واختمفوا في غير يوم العيد عمى وجيين وأما أصحابنا ، فمم يفرقوا بين عيد وغيره ، وحكوا في

.جواز إلباس الولي الصبي الحرير والذىب روايتين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الحرب والدرق يوم العيد -انا عمرو ، أن : نا ابن وىب: حدثنا أحمد -

محمد بن عبد الرحمن األسدي حدثو ، عن عروة ، عن وعندي جاريتان ) دخل عمي النبي : عائشة ، قالت

تغنيان بغناء بعاث ، فاضطجع عمى الفراش وحول وجيو ، ودخل أبو بكر

؟ فأقبل ) مزمارة الشيطان عند النبي : فانتيرني ، وقال فمما غفل ( ( يما دع: ) ) فقال ) عميو رسول اهلل .غمزتيما فخرجتا

وكان يوم عيد يمعب السودان بالدرق والحرب ، - ما قال ) فإما سألت رسول اهلل تشتيين تنظرين : ) ) وا

فأقامني وراء خدي عمى خده ، . نعم : ، فقمت ( ( ؟ ، حتى إذا مممت ( ( دونكم يابني أرفدة : ) ) وىو يقول

: قال . نعم : ، قمت ( (حسبك ؟ : ) ) قال ( ( .فأذىبي ) ) .الراوي عن ابن وىب سبق االختبلف فيو ( ( أحمد ) ) .ابن الحارث : ، ىو ( ( عمرو ) ) و

.أبو األسود يتيم عروة : وشيخو ، ىو أبواب ) ) وقد سبق الحديث باختبلف طرقو وألفاظو في

أصحاب الحراب في : باب ) ) في ( ( المساجد ( ( .المسجد

أن ىذا العيد كان أحد عيدي اإلسبلم ، : وذكرنا فيو أن ىذا : والظاىر . إنو كان يوم عاشوراء : وأنو قد قيل

خدي عمى : ) ) كان قبل نزول الحجاب ؛ لقوليا ( ( .خده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ويحتمل أنو كان بعده ؛ فإن البخاري خرجو في : بزيادة ( ( ب الحراب في المسجد أصحا: باب ) ) ( ( .وىو يسترني بردائو ) )

والمعب بالحراب والدرق في األعياد مما الشبية في جوازه ، بل واستحبابو ؛ ألنو مما يتعمم بو الفروسية ،

.ويتمرن بو عمى الجياد وقد رخص إسحاق وغيره من األئمة بالمعب بالصولجان

والكرة ، لمتمرن عمى .الجياد

إن شاء اهلل -وأما ذكر الغناء ، فنذكره في الباب اآلتي . (

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - سنة العيدين ألىل اإلسبلم

:فيو حديثان :األول : أخبرني زبيد : انا شعبة : حدثنا حجاج -

يخطب ، ) سمعت النبي : سمعت الشعبي ، عن البراء ما نبرأ في يومنا ىذا أن نصمي ، ثم إن أول: ) ) فقال

( ( .نرجع فننحر ، فمن فعل ىذا فقد أصاب سنتنا االستدالل بيذا الحديث عمى أن سنة أىل : ومراده

الصبلة : في عيد النحر ) اإلسبلم التي سنيا ليم نبييم .ثم النحر بعد رجوعيم من الصبلة

حر ، وىذا مما اتفق المسممون عمى أنو سنة في يوم الننما اختمفوا ىل ىو واجب ، أم ال ؟: وا

إن -فأما النحر ، فيأتي الكبلم عميو في موضع آخر .شاء اهلل سبحانو وتعالى

وأما صبلة العيد ، فاختمف العمماء فييا عمى ثبلثة :أقوال .أنيا سنة مسنونة ، فمو تركيا الناس لم يأثموا : أحدىا

سحاق وأبي يوسف ، ىذا قول الثوري ومالك والشافعي و ا .وحكي رواية عن أحمد

ىل يقاتمون عمى تركيا ؟ وفيو وجيان : واختمفوا آمرىم وأضربيم ؛ ألنيا فوق : وقال أبويوسف . لمشافعية

.النوافل ، وال أقاتميم ؛ ألنيا دون الفرائض عن المصمي يوم ) وقد يتعمق ليذا القول بإخبار النبي

.العيد أنو أصاب السنة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وال دليل فيو ؛ فإن السنة يراد بيا الطريقة المبلزمة سنة المو التي قد خمت من قبل ولن : ) الدائمة ، كقولو

[ . : الفتح ) ] تجد لسنة المو تبديبل ل بمد عمى أنيا فرض كفاية فإذا أجمع أى: والقول الثاني

.تركيا أثموا وقوتموا عمى تركيا وىو الظاىر مذىب أحمد ، نص عميو في رواية

وىو قول طائفة من الحنفية . المروذي وغيره .والشافعية

.أنيا واجبة عمى األعيان كالجمعة : والقول الثالث .وىو قول أبي حنيفة ، ولكنو ال يسمييا فرضا

رواية عن -أصحابنا من -وحكى أبو الفرج الشيرازي .أنيا فرض عين : أحمد

من : -( ( مختصر المزني ) ) في -وقال الشافعي وجب عميو حضور الجمعة وجب عميو حضور

.العيدين

.وىذا صريح في أنيا واجبة عمى األعيان .وليس ذلك خبلفا إلجماع المسممين ، كما ظنو بعضيم

بعيدة ، حتى إن وكثيرمن أصحابو تأولوا نصو بتأويبلت .منيم من حممو عمى أن الجمعة فرض كفاية كالعيد

أن العيد : أن يحمل عمى أن مراده : وأقرب ما يتأول بو فرض كفاية ؛ ألن فروض الكفاية كفروض األعيان في

أصل الوجوب ، ثم يسقط وجوب فرض الكفاية بفعل .البعض دون فرض العين

يعمق الوجوب في العيد إن الشافعي أراد أن: فقد يقال بمن يتعمق بو وجوب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن كانت العيد تسقط بحضور بعض الناس الجمعة وا .دون الجمعة

وىذا أشبو مما تأولو بو أصحابو ، مع مخالفتو لظاىر

كبلمو وبعده منو ؛ فإنو صرح بوجوب الحضور في .العيد كحضور الجمعة

:ي الحديث الثاننا أبو اسامة ، عن : نا عبيد بن اسماعيل -

دخل أبو بكر : ىشام ، عن أبيو ، عن عائشة ، قالت وعندي جاريتان من جواري االنصار ، تغنيان بما

تقاولت األنصار يوممزامر : فقال أبو بكر . وليستا بمغنيتين : قالت . بعاث

فقال وذلك في يوم عيد ،) الشيطان في بيت رسول اهلل يا أبا بكر ، إن لكل قوم عيدا وىذا ) : ) ) رسول اهلل

( ( .عيدنا الرخصة لمجواري في يوم العيد في : في ىذا الحديث

ن سمع ذلك النساء . المعب والغناء بغناء األعراب وا ن كان معو دف مثل دف العرب ، وىو والرجال ، وا

.يشبو الغربال من ( ( اب العيدين كت) ) وقد خرجو البخاري في آخر

رواية الزىري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن أبا بكر

دخل عمييا وعندىا جاريتان في أيام منى تدففان متغش بثوبو ، فانتيرىما أبو بكر ، ) وتضربان ، والنبي

دعيما يا أبا: ) ) عن وجيو ، فقال ) فكشف النبي .منى أيام [ األيام ] ، وتمك ( ( بكر ؛ فإنيا أيام عيد

وال ريب أن العرب كان ليم غناء يتغنون بو ، وكان ليم دفوف يضربون بيا ، وكان غناؤىم بأشعار أىل

الجاىمية من ذكر الحروب وندب من قتل فييا ، وكانت دفوفيم مثل الغرابيل ، ليس فييا جبلجل ، كما في

حديث عائشة ، عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( .أعمنوا النكاح واضربوا عميو بالغربال ) ) ) :

.وخرجو الترمذي وابن ماجو ، بإسناد فيو ضعف يرخص ليم في أوقات األفراح ، كاألعياد ) فكان النبي

والنكاح وقدوم الغياب في الضرب لمجواري بالدفوف ،

.والتغني مع ذلك بيذه األشعار ، وما كان في معناىا ارس والروم ظير لمصحابة ما كان فمما فتحت ببلد ف

أىل فارس والروم قد أعتادوه من الغناء الممحن باإليقاعات الموزونة ، عمى طريقة الموسيقى باألشعار

التي توصف فييا المحرمات من الخمور والصور الجميمة المثيرة لميوى الكامن في النفوس ، المجبول

سماعيا محبتو فييا ، بآالت الميو المطربة ، المخرج عن االعتدال ، فحينئذ أنكر الصحابة الغناء واستماعو ،

.ونيوا عنو وغمظوا فيو الغناء ينبت النفاق في القمب ، : حتى قال ابن مسعود .مرفوعا -وروي عنو . كما ينبت الماء البقل

وىذا يدل عمى أنيم فيموا أن الغناء الذي رخص فيو ، وال آالتو ىي ىذه ألصحابو لم يكن ىذا الغناء ) النبي

اآلالت ، وأنو إنما رخص فيما كان في عيده ، مما .يتعارفو العرب بآالتيم

ن فأما غناء األعاجم بآالتيم فمم تتناولو الرخصة ، وا سمي غناء ، وسميت آالتو دفوفا ، لكن بينيما من

التباين ما ال يخفى عمى عاقل ، فإن غناء األعاجم غير الطباع ، ويدعو إلى بآالتيا يثير اليوى ، وي

وغناء األعراب المرخص . المعاصي ، فيو رقية الزنا بو ، ليس فيو شيء من ىذه المفاسد بالكمية البتة ، فبل يدخل غناء األعاجم في الرخصة لفظا وال معنى ، فإنو ليس ىنالك نص عن الشارع بإباحة ما يسمى غناء وال

نما ىي قضايا أعيان ، وقع اإلق رار عمييا ،دفا ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عموم [ من ] وليس ليا وليس الغناء والدف المرخص فييما في معنى ما في

غناء األعاجم ودفوفيا المصمصمة ، ألن غنائيم ودفوفيم تحرك الطباع وتييجيا إلى المحرمات ، بخبلف غناء أقبح األعراب ، فمن قاس أحدىما عمى اآلخر فقد أخطأ

الخطأ ، وقاس مع ظيور الفرق بين الفرع واألصل ،

.فقياسو من أفسد القياس وأبعده عن الصواب بذم من يستمع القينات ) وقد صحت األخبار عن النبي

في آخر الزمان ، وىو إشارة إلى تحريم سماع آالت .المبلىي الماخوذة عن األعاجم

عبد حديث ( ( األشربة ) ) وقد خرج البخاري في -أو أبي عامر -الرحمن بن غنم ، عن أبي مالك

في ذلك ، كما سياتي في ) األشعري ، عن النبي .إن شاء اهلل سبحانو وتعالى -موضعو .فذكره -( ( قال ىشام بن عمار : ) ) فقال فيو .أنو سمعو من ىشام : والظاىر

.وقد رواه عن ىشام الحسن بن سفيان النسوي .و البييقي وغيره وخرجو من طريقنا : نا محمد بن يزيد بن عبد الصمد : وخرجو الطبراني .ىشام بن عمار

.فصح واتصل عن ىشام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وخرجو أبو داود من وجو آخر مختصرا وقد بينت عائشة أن الجاريتين إنما كانا يغنيان بغناء

وب الجاىمية بعاث ، ويوم بعاث يوم من أيام حر .مشيور

وباؤه مثمثة وعينو ميممة ، ومنيم من حكى أنيا معجمة ىو يوم مشيور من أيام العرب ، : ، قال الخطابي

كانت فيو مقتمة عظيمة لؤلوس عمى الخزرج ، وبقيت الحرب قائمة مائة وعشرين سنة إلى اإلسبلم ، عمى ما

.ذكره ابن إسحاق وغيره تغنيان بو في وصف الشجاعة وكان الشعر الذي : قال

والحرب ، وىو إذا صرف إلى جياد الكفار كان معونة في أمر الدين ، فأما الغناء بذكر الفواحش واالبتيار لمحرم ، فيو المحظور من الغناء ، حاشاه أن يجري

بحضرتو شيء من ذلك فيرضاه ، أو يترك النكير لو ، . وكل من جير بشيء بصوتو وصرح بو فقد غنى بو

، إنما بينت ( ( ليستا بمغنيتين : ) ) وقول عائشة : قال ذلك ؛ ألن المغنية التي اتخذت الغناء صناعة وعادة ، وذلك ال يميق بحضرتو ، فأما الترنم بالبيت والتطريب لمصوت إذا لم يكن فيو فحش ، فيو غير محظور وال

.قادح في الشيادة ال ينكر من - رضي اهلل عنو -وكان عمر بن الخطاب الغناء النصب والحداء

.ونحوىما ، وقد رخص فيو غير واحد من السمف يريد أن إظيار السرور ( ( ىذا عيدنا : ) ) وقولو : قال

في العيد من شعار

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.انتيى . الدين ، وحكم اليسير من الغناء خبلف الكثير تحريمو في غير أيام العيد ؛ وفي الحديث ما يدل عمى

عمل بأنيا أيام عيد ، فدل عمى أن ) ألن النبي

المقتضي لممنع قائم ، لكن عارضو معارض وىو الفرح .والسرور العارض بأيام العيد

وقد أقر أبا بكر عمى تسمية الدف مزمور الشيطان ، وىذا يدل عمى وجود المقتضي لمتحريم لوال وجود

.المانع الشيطان قرآنو : قتادة : ال كثير من السمف ، منيم وقد ق

.الشعر ، ومؤذنو المزمار ، ومصايده النساء .مرفوعا -وروي ذلك من حديث أبي أمامة

وقد وردت الشريعة بالرخصة لمنساء لضعف عقولين بما حرم عمى الرجال من التحمي والتزين بالحرير والذىب ،

نما أبيح لمرجال منيم اليسير دون الكثير ، فكذلك وا ن سمع الغناء يرخص فيو لمنساء في أيام السرور ، وا

.ذلك الرجال تبعا وليذا كان جميور العمماء عمى أن الضرب بالدف لمغناء

ال يباح فعمو لمرجال ؛ فإنو من التشبو بالنساء ، وىو ممنوع منو ، ىذا قول األوزاعي وأحمد ، وكذا ذكر

.ة الحميمي وغيره من الشافعي

نما كان يضرب بالدفوف في عيد النبي النساء ، أو ) وا بنفي ) من يشبو بين من المخنثين ، وقد أمر النبي

خراجيم من البيوت .المخنثين وا سحاق ، عمبل بيذه السنة وقد نص عمى نفييم أحمد وا

.الصحيحة وسئل أحمد عن مخنث مات ووصى أن يحج عنو ،

كسب المخنث: فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

.خبيث ، كسبو بالغناء ، نقمو عنو المروذي وفي تحريم ضرب المخنث بالدف حديث مرفوع ، خرجو

فأما الغناء بغير ضرب دف . ابن ماجو بإسناد ضعيف وقد . ، فإن كان عمى وجو الحداء والنصب فيو جائز

.رويت الرخصة فيو عن كثير من الصحابة .قالو اليروي وغيره : -الحداء شبيو : والنصب

.وىذا من باب المباحات التي تفعل أحيانا لمراحة فأما تغني المؤمن فإنما ينبغي أن يكون بالقرآن ، كما

( ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) : ) ) قال النبي أنو يجعمو عوضا عن الغناء فيطرب بو ويمتذ ، : والمراد

وحو ، كما يجد غيره ذلك ويجد فيو راحة قمبو وغذاء ر .في الغناء بالشعر

.أيضا -وقد روي ىذا المعنى عن ابن مسعود وأما الغناء المييج لمطباع ، المثير لميوى ، فبل يباح

لرجل وال المرأة فعمو والاستماعو ؛ فإنو داع إلى الفسق والفتنة في الدين والفجور

يمة فيحرم كما يحرم النظر بشيوة إلى الصور الجم؛ فإن الفتنة تحصل بالنظر وبالسماع ؛ ] . . . . [

زنا العينين النظر ، وزنا األذن ) وليذا جعل النبي .االستماع

وال خبلف بين العمماء المعتبرين في كراىة الغناء وذمو .وذم استماعو ، ولم يرخص فيو أحد يعتد بو .وقد حكيت الرخصة فيو عمى بعض المدنيين

ام أحمد ، عن إسحاق الطباع ، أنو سأل وقد روى اإلم: مالكا عما يرخص فيو أىل المدينو من الغناء ؟ فقال

.إنما يفعمو عندنا الفساق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذا قال إبراىيم بن المنذر الحزامي ، وىو من عمماء .أيضا -أىل المدينة

دنيين في وقد نص أحمد عمى مخالفة ما حكي عن المسحاق عمى كراىة الشعر الرقيق . ذلك وكذا نص ىو وا

.الذي يشبب بو النساء الغناء الذي وردت فيو الرخصة ىو غناء : وقال أحمد

.أتيناكم أتيناكم : الراكب وأما استماع آالت المبلىي المطربة المتمقاة من وضع

األعاجم ، فمحرم مجمع عمى تحريمو ، وال يعمم عن أحد نو الرخصة في شيء من ذلك ، ومن نقل الرخصة فيو م

.عن إمام يعتد بو فقد كذب وافترى وأما دف األعراب الخالي من الجبلجل المصوتة ونحوىا

:فقد اختمف العمماء فيو عمى ثبلثة مذاىب .أنو يرخص فيو مطمقا لمنساء : أحدىا

وقد روي عن أحمد ما يشيد لو ، واختاره طائفة من ( ( المغني ) ) أخرين من أصحابنا ، كصاحب المت

.وغيره إنما يرخص فيو في االعراس ونحوىا ، وىو : والثاني

مروي عن عمر بن عبد العزيز واألوزاعي ، وىو قول .كثير من أصحابنا أو أكثرىم

وىو قول النخعي . أنو ال يرخص فيو بحال : والثالث .وأبي عبيد

كانوا يتبعون الدفوف وجماعة من أصحاب ابن مسعود .مع الجواري في األزقة فيحرقونيا

. ليس الدف من أمر المسممين في شيء : وقال الحسن .ولعمو أراد بذلك دفوف األعاجم المصمصمة المطربة

وقد سئل أحمد عمى ذلك فتوقف ، وكأنو حصل عنده ىل كانت: تردد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لدفوف لدفوف األعراب أو لدفوف كراىة من كره االدف فيو جرس : االعاجم فيو جرس ؟ وقد قيل ألحمد

.ال : ؟ قال .وقد نص عمى منع الدف المصمصل

ىو من الميو الخفيف ، فإذا دعي : وقال مالك في الدف .إلى وليمة ، فوجد فييا دفا فبل أرى أن يرجع

.وقالو القاسم من أصحابو .يرجع لذلك : - منيم -وقال أصبغ

:وفي الرخصة في الدف في العيد أحاديث أخر شيد عياض : خرج ابن ماجو من رواية الشعبي ، قال

ما لي ال أراكم تقمسون : األشعري عيدا باألنبار ، فقال

) .كما يقمس رسول اهلل ما كان : ومن رواية الشعبي ، عن قيس بن سعد ، قال

وقد رأيتو ، إال شيء إال ) شيء عمى عيد رسول اهلل .كان يقمس لو يوم الفطر ) واحد ، فإن رسول اهلل .ضرب الدف : التقميس : قال يزيد بن ىارون

أن يقعد الجواري : التقميس : وقال يوسف بن عدي والصبيان عمى أفواه الطرق ، يمعبون بالطبل وغير

.ذلك ب وقد بسطنا القول في حكم الغناء وآالت الميو في كتا

نزىة األسماع في مسألة : ) ) مفرد ، سميناه نما أشرنا إلى ذلك ىاىنا إشارة لطيفة ( ( السماع ، وا .مختصرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ما روى حماد بن سممة ، : ومما يدخل في ىذا الباب

المدينة ) قدم رسول اهلل : عن حميد ، عن أنس ، قال ما ىذان اليومان : ) ) ما ، فقال وليم يومان يمعبون فيي

) : فقال رسول اهلل . نمعبيما في الجاىمية : قالوا ( ( ؟ يوم: إن اهلل قد أبدلكم بيما خيرا منيما ) )

( ( .الفطر ، ويوم األضحى .خرجو أبو داود والنسائي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - األكل يوم الفطر قبل الخروج

نا سعيد بن : حدثنا محمد بن عبد الرحيم - أنا عبيد اهلل بن أبي بكر ، عن : سميمان ، أنا ىشيم ال يغدو يوم ) كان رسول اهلل : أنس بن مالك ، قال

.الفطر حتى ياكل تمرات : حدثني عبيد اهلل بن أبي بكر : وقال مرجأ بن رجاء

.وياكمين وترا ) حدثني أنس ، عن النبي .حديث مما تفرد بو البخاري ، ولم يخرجو مسمم ىذا ال

نما ذكر متابعة مرجى بن رجاء لثبلثة فوائد :وا :أحدىا

: أنو حديث أنكره اإلمام أحمد من حديث ىشيم ، وقال إنما كان ىشيم يحدث بو عن محمد بن إسحاق ، عن

نما ثناه عمي : قال . حفص بن عبيد اهلل ، عن أنس وا .يد اهلل بن أبي بكر بن عاصم ، عن عب

.كذا نقمو عن أحمد ابنو عبد اهلل ، عن ىشيم ، عن ابن إسحاق ، عن [ قتيبة ] وقد رواه

حفص ، كما قالو اإلمام أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ومن ىذه الطريق خرجو الترمذي ، وصححو وقد رواه كذلك عن ىشيم بيذا اإلسناد اإلمام أحمد ،

ى ، وابن أبي شيبةويحي .وغيرىم

ورواه سعيد بن سميمان ، عن ىشيم : قال البييقي .باإلسنادين معا

وىذا يدل عمى أنيما محفوظان عن ىشيم ، فبين .البخاري أنو قد توبع عميو ىشيم

ويأكمين ) ) وقد خرجو اإلمام أحمد من حديث مرجى ( ( .أفرادا

الدارقطني من و ( ( صحيحو ) ) وخرجو ابن خزيمة في ( ( .ويأكمين وترا : ) ) حديثو ، وعندىما

وثقو أبو زرعة ، . ومرجى بن رجاء ، مختمف في أمره عمي بن عاصم ، : -أيضا -وضعفو غيره وتابعو

: سمعت أنسا يقول : فرواه عن عبيد اهلل بن أبي بكر يوم فطر قط حتى يأكل ) ما خرج رسول اهلل ) )

( ( .تمرات .مام أحمد ، عنو خرجو اإل

: ، وزاد ( ( كتاب العيدين ) ) وخرجو ابن شاىين في

ثبلث تمرات أو خمسا ، [ يأكل ] ثبلثا ، وكان أنس ) ) ن شاء زاد ، إال أنو يجعمين وترا ( ( .وا

نا عبيد اهلل بن أبي : عتبة بن حميد -أيضا -ورواه سمعت: بكر بن أنس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يوم فطر حتى يأكل ) ما خرج رسول اهلل : أنسا قال ثمرات ، ثبلثا أو خمسا أو سبعا ، أو أقل من ذلك أو

.أكثر ، وترا .خرجو الطبراني

: إلى قولو ( ( صحيحو ) ) وخرجو ابن حبان في ( ( .سبعا ) )

أبو جزي نصر بن طريف ، عن عبيد -أيضا -ورواه .ن أنس اهلل بن أبي بكر ، ع

كما ترى -فقد رواه جماعة ، عن عبيد اهلل ، عن أنس

نما استنكره أحمد من حديث ىشيم - .، وا :الفائدة الثانية

.إن في رواية مرجى زيادة الوتر :والثالثة

.إن فييا التصريح بسماع عبيد اهلل لو من أنس .وقد ذكرنا أنو توبع عمى ىاتين الزيادتين

.أخر ، ليست عمى شرط البخاري وفي الباب أحاديثوقد استحب أكثر العمماء األكل يوم الفطر قبل الخروج

.إلى المصمى ، ومنيم عمي وابن عباس .ىو السنة : وروي عنيما أنيما قاال .وكان ابن عمر يفعمو

خالفوا أىل الكتاب ، فإنيم : وعن أم الدرداء ، أنيا قالت .ا ال يفطرون في أعيادىم حتى يرجعو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .كان الناس يؤمرون بذلك : وعن ابن المسيب ، قال

.ىو السنة : وعن الشعبي ، قال .كان الناس يفعمونو : وعن عكرمة ، قال

وىو قول أبي حنيفة والثوري ومالك والشافعي وأحمد .وغيرىم

ن: وروي عن النخعي ، قال شاء لم إن شاء فعل ، وا .يفعل

.كانوا ال يبالون بذلك : وروي عنو ، أنو قال .إن شاء لم ياكل : وعن ابن مسعود

ولعمو أراد بو بيان أن األكل قبل الخروج ليس بواجب ، وىذا حق ، وان أراد أنو ليس ىو األفضل فالجميور

.عمى خبلفو ، والسنة تدل عميو .ونص الشافعي عمى أن تركو مكروه

عمل األكل يوم الفطر قبل الخروج بالمبادرة إلى وقد الفطر في يوم العيد ، ليظير مخالفتو لرمضان حيث

.كان تحريم األكل في نياره

تعميمو بمخالفة أىل : وقد تقدم ، عن أبي الدرداء .الكتاب

وقد عمل بأن السنة تأخير الصبلة يوم الفطر ، فيكون ف صبلة النحر ؛ األكل قبل الخروج اسكن لمنفس ، بخبل

.فإن السنة تعجيميا ثنا عبد الرزاق ، عن ابن : وقد روى اإلمام أحمد

إن : أخبرني عطاء ، أنو سمع ابن عباس يقول : جريج استطعتم أن ال يغدوا أحدكم يوم الفطر حتى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن أكل قبل أن أغدو منذ فمم أدع: يطعم فميفعل قال فعمى ماذا تأول ىذا : قمت . سمعت ذلك من ابن عباس

كانوا ال : قال ) . أظن سمعو من النبي : ؟ قال نطعم حتى ال : يخرجون حتى يمتد الضحى ، فيقولون

.نعجل عن صبلتنا

وذكر بعضيم معنى آخر ، وىو أن يوم الفطر قبل ة عمى المساكين بما يأكمونو الصبلة تشرع الصدق

خصوصا التمر ، فشرع لو أن يأكل معيم ويشاركيم ، وفي النحر ال تكون الصدقة عمى المساكين إال بعد الرجوع من الصبلة ، فيؤخر األكل إلى حال الصدقة

.أيضا -عمييم ، ليشاركيم : ما خرجو ابن ماجو ، عن ابن عمر ، قال : ويشيد لو

ال يغدو يوم الفطر حتى يغدي أصحابو )كان رسول اهلل .من صدقة الفطر

سناده ضعيف جدا .وا أمر بزكاة الفطر أن ) أن النبي : إن صوابو : وقد قيل

.قالو العقيمي . تؤدى قبل خروج اإلمام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب -

األكل يوم النحرب ، عن نا إسماعيل ، عن أيو : حدثنا مسدد -

) : قال النبي : محمد بن سيرين ، عن انس بن مالك : فقام رجل ، فقال ( ( . من ذبح قبل الصبلة فميعد ) )

ىذا يوم يشتيى فيو المحم ، وذكر من جيرانو ، فكأن وعندي جذعة أحب إلي من : صدقو ، فقال ) النبي

فبل أدري أبمغت الرخصة ) شاتي لحم ، فرخص لو النبي .، أم ال من سواه

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - المشي والركوب إلى العيد بغير اذان وال اقامة

نا أنس ، عن عبيد : حدثنا إبراىيم بن المنذر - اهلل ، عن نافع ، عن عبد اهلل بن عمر ، ان رسول اهلل

كان يصمي في األضحى والفطر ، ثم يخطب بعد )

.الصبلة أنا ىشام ، أن ابن : حدثنا إبراىيم بن موسى -

أخبرني عطاء ، عن جابر بن : جريج أخبرىم ، قال خرج يوم ) إن النبي : سمعتو يقول : عبد اهلل ، قال

.الفطر ، فبدأ بالصبلة قبل الخطبة وأخبرني عطاء ، أن ابن عباس أرسل : قال -

م يكن يؤذن أنو ل: إلى ابن الزبير في أول ما بويع لو نما الخطبة بعد الصبلة .بالصبلة يوم الفطر ، وا

وأخبرني عطاء ، عن ابن عباس ، وعن جابر - لم يكن يؤذن يوم الفطر ، وال يوم : بن عبد اهلل ، قاال

.األضحى : سمعتو يقول : وعن جابر بن عبد اهلل ، قال -

د ، فمما قام فبدأ بالصبلة ثم خطب الناس بع) إن النبي نزل ، فأتى النساء فذكرىن ، وىو يتوكأ ) فرغ نبي اهلل

عمى يد ببلل ، وببلل باسط ثوبو ، يمقي فيو النساء صدقة

أترى حقا عمى اإلمام اآلن أن يأتي النساء : قمت لعطاء

إن ذلك لحق عمييم ، : فيذكرىن حين يفرغ ؟ قال وماليم أن ال يفعموا ؟

(/)

"""""" حة رقم صف""""""

[ ]

وال إقامةمن طريق عبد الممك بن أبي سميمان -أيضا -وخرج

شيدت مع رسول اهلل : ، عن عطاء ، عن جابر ، قال يوم العيد ، فبدأ بالصبلة قبل الخطبة بغير أذان وال )

.إقامة طاوس وخرج أبو داود من طريق الحسن بن مسمم ، عن

صمى العيد ببل أذان وال ) ، عن ابن عباس ، أن النبي .أو عثمان -إقامة وأبا بكر وعمر

.وخرجو ابن ماجة مختصرا

وخرج أبو داود من حديث سفيان ، عن عبد الرحمن بن أشيدت العيد : سأل رجل ابن عباس : ] عباس ، قال نو ما نعم ، ولوال منزلتي م : ؟ قال ) مع رسول اهلل

العمم الذي ) أتى رسول اهلل [ شيدتو من الصغر ، ف كثير بن الصمت ، فصمى ثم خطب ، ولم [ دار ] عند

.وذكر الحديث -يذكر إذانا وال إقامة .عن ابن عمر : وفي الباب

.خرجو اإلمام أحمد والنسائي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.اده مقال وفي إسنخرجو اإلمام أحمد من رواية الزىري ، عن سالم ، عن

.وأبا بكر وعمر ) وذكر النبي -أبيو وىو من رواية عبد الرزاق بن عمر والنعمان بن راشد ،

.عن الزىري

.ىو حديث منكر : وقال أبو حاتم وخرجو النسائي ، من رواية الفضل بن عطية ، عن

.ر أبا بكر وعمر ولم يذك -سالم ، عن أبيو .والفضل بن عطية ، مختمف فيو .وروي عنو عن عطاء عن جابر

وخرج مسمم من حديث سماك ، عن جابر بن سمرة ، العيد غير مرة بغير أذان وال ) صميت مع النبي : قال

.إقامة وأبا بكر ) وال خبلف بين أىل العمم في ىذا ، وأن النبي

.أذان وال إقامة وعمر كانوا يصمون العيد بغير .تمك السنة التي ال اختبلف فييا عندنا : قال مالك

واتفق العمماء عمى أن األذان واإلقامة لمعيدين بدعة .ومحدث

عبد الرحمن بن أبزى والشعبي : إنو بدعة : وممن قال .والحكم

.وىو محدث : وقال ابن سيرين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أول من أحدث األذان : بن المسيب والزىري وقال سعيد .في العيدين معاوية .أول من أحدثو آل مروان : وقال ابن سيرين

أول من أحدثو بالكوفة ابن دراج ، : وعن الشعبي ، قال .وكان المغيرة بن شعبة استخمفو

.أول من أذن في العيدين زياد : وقال حصين عيد ، عن ابن نا يحيى بن س: وروى ابن أبي شيبة

جريج ، عن عطاء بن يسار ، أن ابن الزبير سأل ابن ال : فقال -وكان الذي بينيما حسنا يومئذ -عباس

.تؤذن وال تقم ، فمما ساء الذي بينيما أذن وأقام يأمر في ) وكان النبي : قال الزىري : وقال الشافعي

.الصبلة جامعة : العيدين المؤذن فيقول .افعي وأصحابنا واستحب ذلك الش

واستدلوا بمرسل الزىري ، وىو ضعيف ، وبالقياس عمى صح عنو أنو أرسل مناديا ) صبلة الكسوف ؛ فإن النبي

.الصبلة جامعة : ينادي وقد يفرق بين الكسوف والعيد ، بأن الكسوف لم يكن

الناس مجتمعين لو ، بل كانوا متفرقين في بيوتيم ك ، وأما العيد ، فالناس كميم وأسواقيم ، فنودوا لذل

.مجتمعون لو قبل خروج اإلمام يدخل ( ( وال إقامة وال نداء وال شيء : ) ) وقول جابر

فيو نفي النداء ( ( .الصبلة جامعة ) ) ب

ىي بدل إقامة ( ( الصبلة جامعة ) ) إن : وقد يقال بلة لممكتوبات عند خروج اإلمام حتى يعمم الناس الص

بلة ؛ فيتييئون ليا بالقيام ، وليس كميم ح ضور الصيشاىد اإلمام ودخولو وصبلتو ، فاحتيج إلى ما يعمم بو

.ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" واإلقامة مكروىة ليذه الصبلة ، فتعين إبداليا ب

( ( .الصبلة جامعة ) ) الصبلة ) )بدل ( ( حي عمى الصبلة : ) ) وفي كراىة

.وجيان لمشافعية ( ( جامعة .أنو خبلف األولى : والمنصوص عن الشافعي

أن اإلمام إذا رأى أنو لم يسمع الموعظة : وفي الحديث النساء ، فإنو يأتيين بعد فراغو من موعظة الرجال ،

.فيعظين ويذكرىن .إن ذلك حق عميو : وقد قال عطاء

.تأكد الندب ولعمو أراد أنو مندوب إليو ، مإذا عمم اإلمام أن : قال طائفة من أصحاب الشافعي

قوما فاتيم سماع الخطبة استحب أن يعيد ليم الخطبة ، .سواء كانوا رجاال أو نساء ، واستدلوا بيذا الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الخطبة يوم العيد :فيو ثبلثة أحاديث

:األول أخبرني الحسن : أنا ابن جريج : أبو عاصم نا -

شيدت : بن مسمم ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال وأبي بكر وعمر وعثمان ، فكميم ) العيد مع رسول اهلل

.كانوا يصمون قبل الخطبة دليل عمى أنيم كانوا يخطبون لمعيدين ، وأنيم : فيو

بلة .كانوا يخطبون بعد الص .طريق عبد الرزاق ، بسياق طويل وخرجو فيما بعد من

:الحديث الثاني نا عبيد : نا أبو اسامة : نا يعقوب بن إبراىيم -

كان رسول اهلل : اهلل ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال .وأبو بكر وعمر يصمون العيدين قبل الخطبة )

وقد خرجو مسمم بنحوه من حديث أبي أسامة وعبدة بن

.ن عبيد اهلل سميمان كبلىما ، عما : -في رواية ابنو عبد اهلل -وقد قال اإلمام أحمد

أبو بكر : ) ) سمعت من أحد يقول في ىذا الحديث .إال عبدة ( ( وعمر

.كذا قال ، وكأنو لم يسمعو من أبي أسامة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثالث عن عدي بن نا شعبة ،: نا سميمان بن حرب -

ثابت ، عن سعيد بنصمى يوم ) إن النبي : جبير ، عن ابن عباس ، قال

الفطر ركعتين ، لم يصل قبميما وال بعدىما ، ثم أتى النساء ومعو ببلل ، فأمرىن بالصدقة ، فجعمن يمقين ،

.تمقي المرأة خرصيا وسخابيا أنو بعد الصبلة خطب النساء ، وليس كذلك ، : ظاىره

نما خطب الرجال ثم أتى النساء بعد الرجال ، وسيأتي وا .ذلك من حديث طاوس

حمقة في اإلذن ، ( ( القرط ) ) ، و ( ( الخرص ) ) و .وربما كانت فييا حبة

.قبلدة تتخذ من أنواع الطيب ( ( : السخاب ) ) و دليل عمى جواز صدقة المرأة بدون إذن : وفي الحديث

.زوجيا :الحديث الرابع

سمعت : نا زبيد ، قال : نا شعبة : نا آدم - ) : قال النبي : الشعبي ، عن البراء بن عازب ، قال

إن أول ما نبدأ في يومنا ىذا ، أن نصمي ، ثم نرجع ) ) فننحر ، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ، ومن نحر

قبل الصبلة فإنما ىو لحم قدمو ألىمو ، ليس من النسك أبو : يقال لو -فقال رجل من األنصار ، ( ( في شيء

يا رسول اهلل ، ذبحت ، وعندي جذعة : -بردة بن نيار -اجعمو مكانو ، ولن توفي : ) ) خير من مسنة ؟ قال

( ( .عن أحد بعدك -أو تجزي

دليل عمى أن الخطبة كانت بعد : في ىذا الحديث بلة ؛ لقولو ذا أن إن أول ما نبدأ بو يومنا ى: ) ) الص

ولو كان يخطب قبل ، لكان أول ما بدأ بو ( ( نصمي .الخطبة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا القول قالو في خطبتو ، كما خرجو البخاري فيما بعد ، عن سميمان بن حرب ، عن

.شعبة ، بيذا اإلسناد أن اإلمام أحمد خرجو من رواية أبي جناب : وقد تقدم

ن يزيد بنالكمبي ، عقالو قبل الصبلة ، ثم ) البراء ، عن أبيو ، أن النبي

من : ) ) صمى ، ثم خطب ، وذكر أنو قال في خطبتو ( ( كان منكم عجل ذبحا فإنما ىي جزرة اطعميا أىمو

( ( يا ببلل : ) ) ، ثم قال -وذكر قصة أبي بردة -

حتى أتى النساء ، ) فمشى ، واتبعو رسول اهلل : قال يا معشر النسوان ، تصدقن ، الصدقة خير : ) ) قال ف

فما رأيت يوما قط أكثر خدمة مقطوعة : قال ( ( . لكن .، وال قبلدة ، وال قرطا من ذلك اليوم

نا أبو : نا يحيى بن آدم : -أيضا -وقال اإلمام أحمد األحوص ، عن منصور ، عن الشعبي ، عن البراء بن

يوم النحر بعد الصبلة ) هلل خطبنارسول ا: عازب ، قال .ولم يزد عمى ذلك -

وأما ذكر الخطبتين في العيد ، فخرجو ابن ماجو من نا أبو الزبير ، عن جابر ، : رواية إسماعيل بن مسمم

-أو أضحى -يوم الفطر ) خرج رسول اهلل : قال .فخطب قائما ، ثم قعد قعدة ، ثم قام

سماعيل ، ىو المكي .ا ضعيف جد. وا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ما يكره من حمل السبلح في العيد والحرمنيوا عن حمل السبلح يوم العيد ، إال أن : وقال الحسن .يخافوا عدوا

:ىذا الذي ذكره عن الحسن ، قد روي مرفوعا بإسناده ، عن ( ( مراسيمو ) ) فروى أبو داود في

نيى أن يخرج يوم العيد ) اهلل الضحاك ، أن رسول .بالسبلح

إنما كانت الحربة تحمل : وبإسناده ، عن مكحول ، قال .يوم العيد ألنو كان يصمي إلييا ) مع رسول اهلل

وخرج ابن ماجو بإسناد ضعيف جدا ، عن ابن عباس ، نيى أن يمبس السبلح في ببلد االسبلم ) أن رسول اهلل

.كونوا بحضرة العدو في العيدين ، إال أن ي .إسماعيل بن زياد ، متروك : وفي إسناده : -رحمو اهلل -قال البخاري

نا : حدثنا زكريا بن يحيى أبو السكين -

نا محمد بن سوقة ، عن سعيد بن جبير ، : المحاربي كنت مع ابن عمر حين أصابو سنان الرمح في : قال

زلت فنزعتيا ، أخمص قدمو ، فمزقت قدمو بالركاب ، فن: وذلك بمنى ، فبمغ الحجاج فجاء يعوده ، فقال الحجاج

: قال . أنت أصبتني : لو نعمم من أصابك ؟ قال حممت السبلح في يوم لم يكن يحمل فيو : وكيف ؟ قال

، وأدخمت السبلح الحرم ولم يكن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.السبلح يدخل الحرم حدثني إسحاق بن : ا أحمد بن يعقوب حدثن -

: سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، عن أبيو ، قال كيف : دخل الحجاج عمى ابن عمر وأنا عنده ، فقال

أصابني : من أصابك ؟ قال : قال . صالح : ىو ؟ قال -من أمر بحمل السبلح في يوم ال يحل فيو حممو

.الحجاج : يعني لسكين الطائي الكوفي ، روى عنو زكريا بن يحيى أبو ا

، ( ( كتابو ) ) البخاري ىذا الحديث ، ولم يرو عنو في .ولم يخرج لو أحد من أىل الكتب الستة سواه

وكذلك أحمد بن يعقوب المسعودي الكوفي ، لم يروعنو البخاري من أىل

الكتب ، لكنو روى عنو في موضوع أخر من ( ( .كتابو ) )

يقتضي أن حمل السبلح يوم : عمر وظاىر كبلم ابن النحر غير جائز ، سواء كان في الحرم أو غيره ،

.وكذلك حممو في الحرم من حديث معقل ، عن أبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

الزبير ، عن جابر ، عناليحل ألحدكم أن يحمل بمكة : ) ) ، قال ) النبي

( ( .السبلح ، في ( ( ل فيو لم يكن يحم: ) ) وقول ابن عمر قال

معنى رفعو ؛ ألنو إشارة إلى أن ذلك كان عادة مستمرة

.إلى ذلك الزمان ) من عيد النبي ولعل النيي إنما ىو عن إشتيار السبلح ال عن حممو

.في القراب ، كما نيى عن ذلك في المساجد قاضى أىل مكة عام الحديبية ) أن النبي : ويدل عميو

وأن ال يدخميا إال بجمبان عمى أن يدخميا من قابل ، .السبلح ، وىي السيوف في القراب

ولكن ألفاظ األحاديث عامة ، وقد يكون دخولو مكة عام .القضية بالسبلح ؛ ألنو كان خائفا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد حكي عن عطاء ومالك والشافعي ، أنو يكره إدخال .إليو السبلح إلى الحرم لغير حاجة

وأما حمل السبلح يوم العيد ، فقد حكى البخاري عن نيوا: الحسن ، أنو قال

.عنو ، إال أن يخافوا عدوا

.وقد روي عنو مرفوعا كتاب ) ) خرجو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في

ثنا إسماعيل : ، من طريق عمي بن عياش ( ( الشافي : ر ، قال ، عن ابن أبي نعم ، عن الحسن ، عن جاب

.أن يخرج السبلح في العيدين ) نيى رسول اهلل .ابن عياش : كأنو : إسماعيل .الموقوف : والصحيح

القول في لبس السبلح : باب : ) ) وبوب عميو أبو بكر في العيدين وذكر

( ( .الثغور يشير إلى أنو في الثغور التي يخاف فييا من ىجم العدو

.غير منيي عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب التبكير إلى العيد -

إن كنا قد فرغنا في ىذه الساعة : وقال عبد اهلل بن بسر .، وذلك حين التسبيح

نا شعبة ، عن زبيد ، : حدثنا سميمان بن حرب - يوم ) خطبنا النبي : عن الشعبي ، عن البراء ، قال

بو في يومنا ىذا أن إن أول ما نبدأ : ) ) النحر ، فقال ( ( .نصمي ، ثم نرجع فننحر

-يعني حديث آدم ، عن شعبة -ثم ذكر بقية الحديث ( ( اجعميا مكانيا : ) ) ، وقد سبق قريبا ، إال أنو قال

اذبحيا ، ولن تجزي جذعة عن أحد : ) ) -أو قال - ( ( .بعدك

: وجو االستدالل بحديث البراء عمى التبكير بصبلة العيدأخبر أن أول ما يبدأ بو في يوم النحر ) أن النبي

بلة ، ثم النحر بعد رجوعو ، والمراد باليوم الصما بعد طموع الشمس ، فإنو ال يجوز صبلة : ىا ىنا

.باالتفاق [ ذلك ] العيد قبل وىذا مما يرد قول من قال من أصحابنا بجواز صبلة

.الجمعة قبل طموع الشمس

دل بو من يرى أن صبلة العيد تجوز قبل زوال وقد يست وقت النيي

ويجاب عنو بان ذكره أول ما يبدأ بو في وقت متسع ، ال يمزم منو أن يكون

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فعمو لو في أول الوقت إن : أنا الثقة ، أن الحسن كان يقول : وقال الشافعي

حى والفطر حين تطمع كان يغدو إلى األض) النبي .الشمس ، فيتتام طموعيا

:وأما حديث عبد اهلل بن بسر الذي ذكره تعميقا فخرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو من حديث يزيد

-خرج عبد اهلل بن بسر : بن خمير الرحبي ، قال أو -مع الناس في يوم عيد فطر -) صاحب النبي

أنا كنا قد : ، وقال ، فأنكر إبطاء اإلمام -أضحى

.فرغنا ساعتنا ىذه ، وذلك حين التسبيح .صبلة الضحى : والمراد بصبلة التسبيح

.وقتيا المختار ، وىو إذا اشتد الحر : والمراد بحينيا فيذا التأخير ىو الذي أنكره عبد اهلل بن بسر ، ولم ينكر

تأخيرىا إلى أن يزول وقت النيي ؛ فان ذلك ىو .باالتفاق ، فكيف ينكره األفضل

:وقد اختمف في أول وقت صبلة العيد أول وقتيا إذا ارتفعت الشمس ، : فقال أبو حنيفة وأحمد

.وزال وقت النيي .وىو أحد الوجيين لمشافعية

أول وقتيا إذا طمعت الشمس ، وان : -ليم -والثاني .لم يزل وقت النيي

.وىو قول مالك إن ذوات : مو ، عمى قوليم ويتخرج ألصحابنا مث

.األسباب كميا تفعل في أوقات النيي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد خرجو بعضيم في صبلة االستسقاء ، وصبلة العيد .مثميا

وعمل السمف يدل عمى األول ؛ فإنو قد روي عن ابن عمر ورافع بن خديج وجماعة من التابعين ، أنيم كانوا

ن إلى العيد حتى تطمع الشمس ، وكان ال يخرجو بعضيم يصمي الضحى في المسجد قبل أن يخرج إلى

.العيد وىذا يدل عمى أن صبلتيا إنما كانت تفعل بعد زوال

.وقت النيي ىل يستحب إقامة العيدين في وقت واحد : واختمفوا

.بالسوية ، أو يعجل أحدىما عن آخر ؟ عمى قولين .يان بالسوية ، وىو قول مالك انيما يصم: أحدىما

-إذا طمعت الشمس فالتعجيل بيما : وقال ربيعة .أحسن من التأخير -الفطر واألضحى : يعني

كانوا يؤخرون العيدين حتى يرتفع النيار : قال الزىري

.جدا وروى عن عمر بن عبد العزيز ، أنو كان يبكر بالخروج

.إلى الصبلة ؛ كيبل يصمي أحد قبميا ( ( كتاب العيدين ) ) خرجو كمو جعفر الفريابي في

يستحب أن يؤخر صبلة الفطر ، وتقدم : والثاني .األضحى ، وىو قول أبي حنيفة والشافعي وأحمد

وفي حديث مرسل ، خرجو الشافعي ، أن النبي كتب أن عجل األضحى -وىو بنجران -إلى عمرو بن حزم

.، وأخر الفطر اىيم بن محمد بن أبي يحيى ، وىو إبر : وفي إسناده .ضعيف جدا

أنو بتأخير صبلة عيد الفطر يتسع : والمعنى في ذلك وقت إخراج الفطرة المستحب إخراجيا فيو ، وبتعجيل

صبلة األضحى يتسع وقت التضحية ، وال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" من يشق عمى الناس أن يمسكوا عن األكل حتى يأكموا

.ضحاياىم وقد تقدم في حديث ابن عباس المخرج في

وكانوا ال يخرجون حتى يمتد الضحى ( ( : المسند ) ) .نطعم حتى ال نعجل عن صبلتنا : ، فيقولون

.و أظنو من قول عطاء ويكون تعجيل صبلة األضحى بمقدار وصول الناس من

نص عميو أحمد في -المزدلفة إلى منى ورمييم وذبحيم ؛ ليكون أىل األمصار تبعا لمحاج في -اية حنبل رو

ذلك ؛ فإن رمي الحاج الجمرة بمنزلة صبلة العيد ألىل .األمصار

.زوال الشمس : وأما آخر وقت صبلة العيد فيو .كل عيد في صدر النيار : قال عطاء

.كانوا يعدون العيد في صدر النيار : وقال مجاىد سممين فيو قبل نصف كل عيد لمم: وقال مجاىد

.النيار

.ال يكون الخروج لمعيدين إال قبل الزوال : وقال أحمد وأما إن لم يعمم بالعيد إال في أثناء النيار ، فإن عمم بو

قبل زوال الشمس خرجوا من وقتيم ، وصموا صبلة .العيد

ن شيدوا بعد الزوال في أثناء النيار ، فقال أكثر وا لغد لمصبلة ، وىو قول عمر بن يخرجون من ا: العمماء

عبد العزيز والثوري وأبي حنيفة واألوزاعي والميث سحاق وأحمد وابن المنذر وا

حدثني : واستدلوا بما روى أبو عمير بن أنس ، قال غم : قالوا ) عمومة لي من األنصار من أصحاب النبي

عمينا ىبلل شوال ، فأصبحنا صياما ، فجاء ركب من أنيم رأوا اليبلل ) فشيدوا عند رسول اهلل آخر النيار ،

باألمس ، فأمر الناس أن يفطروا من يوميم ، وأن .يخرجوا لعيدىم من الغد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجو .وصححو إسحاق بن راىويو والخطابي والبييقي

.واحتج بو أحمد .لو ثبت قمنا بو : قف فيو الشافعي ، وقال وتو

تسقط وال تصمي بعد ذلك ، كما ال : وقالت طائفة تقضى الجمعة إذا فاتت ، وىو قول مالك وأبي ثور

.في قول لو -والشافعي أنو إن أمكن جمع الناس في : والقول المشيور ، عنو بقية يوميم لصغر البمد

.ال أخروه إلى الغد خرجوا ، وصموا في بقية اليوم ، وا وبنى ذلك أصحابو عمى أن التأخير إلى الغد قضاء ، أو

.أداء إنو أداء ، لم تصل بعد الزوال ؛ ألن وقت : فإن قيل

.أدائيا قد فات ن قيل ، قضيت -وىو أصح عندىم -إنو قضاء : وا

.في بقية النيار ، إذا أمكن جمع الناس فيو

خيرىا إلى الغد ، في من تأ -عندىم -وىو أفضل وال خبلف عندىم ، أنو إذا لم . أصح الوجيين عندىم

.يعمم بالعيد إال في الميمة الثانية ، أنو يصمي من الغد .ويكون أداء ، بغير خبلف : قالوا

واتفقوا عمى أن ىذه الشيادة ال تقبل بالنسبة إلى صبلة .العيد ، بل تصمى من الغد أداء بغير خبلف

ليس يوم : قال أصحابنا ( ( : شرح الميذب ) ) قال فينما ىو اليوم الذي يفطر فيو الفطر أول شوال مطمقا وا

:الناس ؛ بدليل حديث ( (فطركم يوم تفطرون ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذلك يوم النحر ، وكذلك يوم عرفة ىو اليوم الذي ء كان التاسع أو يظير لمناس ، أنو يوم عرفة ، سوا

عقب ىذا ( ( األم ) ) العاشر وقال الشافعي في

نما كمف العباد الظاىر : قال . فبيذا نأخذ : الحديث وا .انتيى . ، ولم يظير الفطر إال يوم أفطروا

فيمن شيد بيوم عرفة بعرفة -وقال أصحاب أبي حنيفة ، عمى وجو ال يتمكن الناس فيو من تبلفي الوقوف ،

إن : -قدير صحة شيادتيم في ذلك العام عمى تشيادتيم غير مقبولة ؛ لما يؤدى إليو قبوليا من إيقاع

.الناس في الفتنو ، بتفويت حجيم .منيم -( ( الكافي ) ) ذكره صاحب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب فضل العمل في أيام التشريق -( ( : أيام معمومات واذكروا اهلل في) ) وقال ابن عباس

.أيام التشريق : واأليام المعدودات . أيام العشر وكان ابن عمر وأبو ىريرة يخرجان إلى السوق في أيام

.العشر ، ويكبران ويكبر الناس بتكبيرىما

.وكبر محمد بن عمي خمف النافمة .بوب عمى فضل أيام التشريق والعمل فييا

يام العشر ، وفضميما وذكر في الباب أيام التشريق وأ .جميعا

أن األيام المعمومات المذكورة في : وذكر ابن عباس سورة الحج ىي أيام العشر ، واأليام المعدودات المذكورة

.في سورة البقرة ىي أيام التشريق :وفي كل منيما اختبلف بين العمماء

:فأما المعمومات جة ، فقد روي عن ابن عباس ، أنيا أيام عشر ذي الح

.كما حكاه عنو البخاري عن ابن عمر ، وعن عطاء والحسن -أيضا -وروي

.ومجاىد وعكرمة وقتادة في المشيور ، -وىو قول أبي حنيفة والشافعي وأحمد

.عنو يوم النحر ويومان : األيام المعمومات : وقالت طائفة

بعده ، روي عن ابن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ىي أيام الذبح : وقالوا . ر وغيره من السمف عم

عن عمي وابن عباس ، وعن عطاء -أيضا -وروي الخراساني والنخعي وىو قول مالك وأبي يوسف ومحمد

.في رواية عنو -وأحمد ىي يوم النحر : أيام الذبح أربعة ، قال : ومن قال

.وثبلثة أيام بعده في -و قال وقد روي عن أبي موسى األشعري ، أن

ىذا يوم الحج األكبر ، وىذه : -خطبتو يوم النحر األيام المعمومات التسعة التي ذكر اهلل في القرآن ، ال

يرد فيينالدعاء ، ىذا يوم الحج األكبر ، وما بعده من الثبلثة

.البلئي ذكر اهلل األيام المعدودات ، ال يرد فيين الدعاء .ذكره عمى الذبائح وىؤالء جعموا ذكر اهلل فييا ىو

وروي عن محمد بن كعب ، أن المعمومات أيام التشريق .خاصة

بعد -والقول األول أصح ؛ فان اهلل سبحانو وتعالى قال ثم ليقضوا تفثيم : ) ذكره في ىذه األيام المعمومات

فوا بالبيت العتيق : الحج ) ]وليوفوا نذورىم وليطو . ]

.ىو ما يصيب الحاج من الشعث والغبار : والتفث .إكمالو : وقضاؤه

وذلك يحصل يوم النحر بالتحمل فيو من اإلحرام ، فقد جعل ذلك بعد ذكره في األيام المعمومات ، فدل عمى أن األيام المعمومات قبل يوم النحر الذي يقضى فيو التفث

.ويطوف فيو بالبيت العتيق و كانت األيام المعمومات أيام الذبح لكان الذكر فييا فم

بعد قضاء التفث ووفاء النذور والتطوف بالبيت العتيق ، .والقران يدل عمى أن الذكر فييا قبل ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمى ما رزقيم من بييمة األنعام : ) وأما قولو تعالى [ . : الحج ) ]

إن ذكره عمى الذبائح يحصل في يوم : فأما أن يقال .النحر ، وىو أفضل أوقات الذبح ، وىو آخر العشر

ما أن يقال إن ذكره عمى ما رزقنا من بييمة األنعام : وا ، ليس ىو ذكره عمى الذبائح ، بل ذكره في أيام العشر كميا ، شكرا عمى نعمة رزقو لنا من بييمة األنعام ؛ فإن

.هلل تعالى عمينا فييا نعما كثيرة دنيوية ودينية وقد عدد بعض الدنيوية في سورة النحل ، وتختص عشر

يصاليم إلى ذي الحجة منيا بحمل أثقال الحاج ، وا قضاء مناسكيم واالنتفاع بركوبيا ودرىا ونسميا وأصوافيا

.وأشعارىا شعاره و : وأما الدينية فكثيرة ، مثل تقميده إيجاب اليدي وا

، وغالبا يكون ذلك في أيام العشر أو بعضيا ، وذبحو في آخر العشر ، والتقرب بو إلى اهلل ، واألكل من لحمو

طعام القانع والمعتر .، وا فمذلك شرع ذكر اهلل في أيام العشر شكرا عمى ىذه النعم

رىا : ) كميا ، كما صرح بو في قولو تعالى كذلك سخ، كما [ : الحج ) ] بروا المو عمى ما ىداكم لكم لتك

كمال العدة ، أمر بالتكبير عند قضاء صيام رمضان ، وا شكرا عمى ما ىدانا إليو من الصيام والقيام المقتضي

.لمغفرة الذنوب السابقة :وأما األيام المعدودات

فالجميور عمى أنيا أيام التشريق ، وروي عن ابن عمر .ابن عباس وغيرىما و

ل في يومين فبل : ) واستدل ابن عمر يقولو فمن تعجنما يكون التعجيل في [ : البقرة ) ] إثم عميو وا

.ثاني أيام التشريق .ما أحسن ما قال ابن عمر : قال اإلمام أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يوم : س وعطاء ، أنيا أربعة أيام وقد روي عن ابن عبا .النحر ، وثبلثة بعده

.وفي إسناد المروي عن ابن عباس ضعف وأما ما ذكره البخاري عن ابن عمر وأبي ىريرة ، فيو من رواية سبلم أبي المنذر ، عن حميد األعرج ، عن

مجاىد ، أن ابن عمر وأبا ىريرة كانا يخرجان في العشر . يخرجان إال لذلك إلى السوق يكبران ، ال

كتاب ) ) خرجو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في كتاب ) ) وأبو بكر المروزي القاضي في ( ( الشافي ( ( .العيدين

: فذكره ، ولفظو -نا سبلم أبو المنذر : ورواه عفان كان أبو ىريرة وابن عمر يأتيان السوق أيام العشر ،

ال يأتيان لشيء إال فيكبران ، ويكبر الناس معيما ، و .لذلك

وروى جعفر الفريابي ، من رواية يزيد بن أبي زياد ، رأيت سعيد بن جبير: قال

أو اثنين من -وعبد الرحمن بن أبي ليمى ومجاىدا ومن رأينا من فقياء الناس يقولون في -ىؤالء الثبلثة اهلل أكبر اهلل أكبر ، ال إلو إال اهلل واهلل: ) ) أيام العشر

( ( .اهلل أكبر وهلل الحمد . أكبر أدركت : وروى المروزي ، عن ميمون بن ميران ، قال

نيم ليكبرون في العشر ، حتى كنت أشبيو الناس وا إن الناس قد نقصوا في : باألمواج من كثرتيا ، ويقول

.تركيم التكبير .وىو مذىب أحمد ، ونص عمى أنو يجير بو

.ؤية األضاحي يكبر عند ر : وقال الشافعي وكأنو أدخمو في التكبير عمى بييمة األنعام المذكور في ن كان داخبل فيو ، إال أنو ال يختص بو القران ، وىو وا

.، بل ىو أعم من ذلك كما تقدم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" في أن األيام : وىذا عمى اصل الشافعي وأحمد المعمومات ىي أيام العشر ، كما

.سبق ىي أيام الذبح ، فمنيم من لم يستحب : فأما من قال

.التكبير في أيام العشر ، وحكي عن مالك وأبي حنيفة ومن الناس من بالغ ، وعده من البدع ، ولم يبمغو ما في

.ذلك من السنة سالت الحكم وحمادا عن التكبير : وروى شعبة ، قال .ال ؛ محدث : أيام العشر ؟ فقاال

.جو المروزي خر وخرج اإلمام أحمد من حديث ابن عمر ، عن النبي

ما من أيام اعظم عند اهلل وال أحب إليو : ) ) قال ) العمل فيو من ىذه األيام العشر ؛ فاكثروا فيين من

( ( .التيميل والتكبير والتحميد : مرفوعا ، وفيو -ويروي نحوه من حديث ابن عباس

ميل والتكبير ؛ فإنيا أيام تيميل فاكثروا فيين التي) )

( ( .وتكبير وذكر اهلل عز وجل وأما ما ذكره عن محمد بن عمي في التكبير خمف النافمة

.، فيو في أيام التشريق أن التكبير يشرع في أيام العشر وأيام التشريق : ومراده

جميعا ، وسيأتي ذكر التكبير في أيام التشريق فيما بعد . سبحانو وتعالى إن شاء اهلل -

: -رحمو اهلل تعالى -قال البخاري نا شعبة ، عن سميمان ، : نا محمد بن عرعرة -

عن مسمم البطين ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: قال ) سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي -ما العمل في أيام أفضل منيا في ىذه األيام ) )

: وال الجياد ؟ قال : قالوا ( ( -أيام العشر : يعني وال الجياد ، إال رجل يخرج يخاطر بنفسو ومالو ، ) )

ىكذا في أكثر النسخ المعتمدة ، ( ( . فمم يرجع بشيء ما العمل في العشر أفضل منو : ) ) وفي أكثر النسخ ، -وكأنو يشير إلى أيام التشريق -( ( في ىذه األيام

.ذا المفظ غير معروف والحديث بيتفصيل العمل في أيام التشريق وأيام العشر : وفيو

.جميعا ولعل ىذا من تصرف بعض الرواة ، حيث أشكل عميو

فضل : باب ) ) إدخال الحديث بالمفظ المشيور في ( ( .العمل في أيام التشريق

والبخاري اتبع عبد الرزاق ؛ فانو خرج ىذا الحديث في -( ( فضل أيام التشريق : باب ) ) في( مصنفو )

.أيضا ن بوب عمى أيام التشريق ، لكنو وقد ذكر أن البخاري وا ذكر في الباب فضل أيام العشر وأيام التشريق جميعا ،

وليذا ذكر عن ابن عباس تفسير األيام المعمومات ، وعن ابن عمر وأبي ىريرة التكبير . واأليام المعدودات

وعن محمد بن عمي التكبير في أيام .في أيام العشر

التشريق خمف النوافل ، فعمم انو أراد ذكر فضائل ىذه األيام جميعيا ، وليس في فضل العمل في أيام التشريق حديث مرفوع ، فخرج فيو حديث فضل العمل في أيام

.العشر .وىذا الحديث حديث عظيم جميل

د رواه وسميمان الذي رواه عنو شعبة ىو األعمش ، وق جماعة عن األعمش

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.قالو الدارقطني وغيره : -بيذا اإلسناد ، وىو المحفوظ :واختمف عمى األعمش فيو

حبيب بن أبي : ورواه عن مسمم البطين مع األعمش .عمرة ومخول بن راشد

أبو صالح : ورواه عن سعيد بن جبير مع البطين ممة بن كييل وأبو إسحاق والحكم وعدي بن ومجاىد وس

.ثابت وغيرىم ، مع اختبلف عمى بعضيم فيو ورواه عن ابن عباس مع سعيد بن جبير ، عطاء

وطاوس ومجاىد وعكرمة .ومقسم ، مع اختبلف عمى بعضيم يطول ذكره واهلل . ولعل مسمما لم يخرجو لبلختبلف في إسناده

.سبحانو وتعالى أعمم ديث نص في أن العمل المفضول يصير فاضبل وىذا الح

إذا وقع في زمان فاضل ، حتى يصير أفضل من غيره .من األعمال الفاضمة ؛ لفضل زمانو

وفي أن العمل في عشر ذي الحجة أفضل من جميع .األعمال الفاضمة في غيره

وال يستثنى من ذلك سوى أفضل أنواع الجياد ، وىو أن يخرج الرجل بنفسو

.، ثم ال يرجع منيما بشيء ومالومن : ) ) ، قال ( ( أي الجياد أفضل ؟ : ) ) وقد سئل

عقر جواده ، وأىريق ( ( .دمو

الميم اعطني أفضل ما تعطي : وسمع رجبل يقول :عبادك الصالحين ، فقال لو

( ( .إذن يعقر جوادك ، وتستشيد ) ) عشر ، فيذا الجياد بخصوص يفضل عمى العمل في ال

وأما سائر أنواع الجياد مع سائر األعمال ، فإن العمل .في عشر ذي الحجة أفضل منيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .وأحب اهلل عز وجل : ) ) وفي رواية فإذا كان كذلك فينبغي أن يكون الحج أفضل : فإن قيل

من الجياد ؛ ألن الحج يختص بيده العشر ، وىو من أفضل أعمالو ، ومع ىذا فالجياد أفضل منو ؛ لما في

أنو ) ، عن أبي ىريرة ، عن النبي ( ( الصحيحين ) ) أفضل األعمال اإليمان باهلل ورسولو ، ثم : ) ) قال

( ( .الجياد في سبيل اهلل ، ثم حج مبرور

:لمجمع بينيما وجيان : قيل ئر أنواع الجياد بان يكون الحج أفضل من سا: أحدىما

، إال الجياد الذي ال يرجع صاحبو منو بشيء من نفسو ومالو ، فيكون ىذا الجياد ىو الذي يفضل عمى الحج

.خاصة وقد روي عن طائفة من الصحابة تفضيل الحج عمى

عمر وابنو وأبو موسى وغيرىم ، عن : الجياد ، ومنيم .مجاىد وغيره

ا الجياد الخاص ، فيحمل عمى تفضيمو عمى ما عدا ىذ .ويجمع بذلك بين النصوص كميا

أن الجياد في نفسو أفضل من الحج ، : الوجو الثاني لكن قد يقترن بالحج ما يصير بو أفضل من الجياد ، .وقد يتجرد عن ذلك فيكون الجياد أفضل منو حينئذ

:ولذلك أمثمو أن يكون الحج مفروضا ، فيكون حينئذ أفضل : منيا

.ع بالجياد ، ىذا قول جميور العمماء من التطو .وقد روي صريحا ، عن عبد اهلل بن عمرو بن العاص

من وجوه متعددة ، في أسانيدىا -مرفوعا -وروي .لين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ونص عميو اإلمام أحمد وغيره : حكاية عن ربو عز وجل ) قول النبي : وقد دل عميو

ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت ) ) ( ( .عميو

.ىذا ( ( كتابو ) ) وقد خرجو البخاري في أن يكون الحاج ليس من أىل الجياد ، فحجو : ومنيا

أفضل من جياده ، .كالمرأة

يا رسول : وقد خرج البخاري حديث عائشة ، أنيا قالت : اهلل نرى الجياد أفضل العمل ، أفبل نجاىد ؟ قال

( ( لكن أفضل الجياد حج مبرور ) )

أن يستوعب عمل الحج جميع أيام العشر ، : ومنيا ويؤتي بو عمى أكمل الوجوه ، وجوه البر من أداء

الواجبات وفعل المندوبات واجتناب المحرمات والمكروىات ، مع كثرة ذكر اهلل عز وجل واإلحسان إلى

قد يفضل عمى عباده ، وكثرة العج والثج ، فيذا الحج .الجياد

وقد يحمل عميو ما روي عن الصحابة من تفضل الحج .عمى الجياد ، كما سبق

ن وقع عمل الحج في جزء يسير من العشر ، ولم وا يؤت بو عمى الوجو الكامل من البر ، فإن الجياد حينئذ

.أفضل منو أن النبي لما سئل عن عمل : -أيضا -ويدل عميو

ىل تستطيع إذا خرج المجاىد : ) ) فقال يعدل الجياد ، ( ( .، أن تقوم فبل تفتر ، وتصوم فبل تفطر ؟

في أي وقت كان يعدل [ فتور ] فدل عمى أن العمل من الجياد ، فإذا وقع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىذا العمل الدائم في العشر بخصوصو في عدد أيامو ضل الجياد بخصوصو كما من سائر السنة ، إال من أف

.تقدم وىو راوي ىذا الحديث ، -وليذا كان سعيد بن جبير

إذا دخل العشر اجتيد اجتيادا حتى -عن ابن عباس .ما يكاد يقدر عميو

ال تطفئوا مصابيحكم في العشر : وروي عنو ، أنو قال .يعجبو العبادة -

تفضيل العمل في ىذه العشر : ىل المراد : فإن قيل عمى العمل في كل عشر غيره من أيام الدنيا ، فيدخل في ذلك عشر رمضان وغيره ، أم عمى العمل في أكثر

ن طالت المدة ؟ من عشر أخر من األيام ، وا أما تفضيل العمل فيو عمى العمل في كل عشر : قيل

.غيره ، فبل شك في ذلك ، ( ( صحيحو ) ) ما خرجو ابن حبان في : ويدل عميو

ما من أيام : ) ) قال ) ن حديث جابر ، عن النبي مفقال ( ( . أفضل عند اهلل من أيام عشر ذي الحجة

يا رسول اهلل ، ىو أفضل أو عدتين جياد في : رجل ىو أفضل من عدتين جياد في : ) ) سبيل اهلل ؟ قال

( ( .سبيل اهلل عز وجل فيدخل في ذلك تفضيل العمل في عشر ذي الحجة عمى

لعمل في جميع أعشار الشيور كميا ، ومن ذلك عشر ا .رمضان

لكن فرائض عشر ذي الحجة أفضل من فرائض سائر األعشار ، ونوافمو أفضل من نوافميا ، فأما نوافل العشر

فميست أفضل من فرائض غيره ، كما سبق تقريره في .الحج والجياد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يام عشر رمضان أفضل من صيام عشر وحينئذ ؛ فص

.ذي الحجة ؛ ألن الفرض أفضل من النفل وأما نوافل عشر ذي الحجة فأفضل من نوافل عشر رمضان ، وكذلك فرائض عشر ذي الحجة تضاعف

.أكثر من مضاعفة فرائض غيره وقد كان عمر يستحب قضاء رمضان في عشر ذي

مي ، وعمل الحجة ؛ لفضل أيامو ، وخالفو في ذلك عقولو باستحباب تفريغ أيامو لمتطوع وبذلك عممو أحمد

سحاق ، وعن أحمد في ذلك روايتان .وا وأما تفضيل العمل في عشر ذي الحجة عمى العمل في

أكثر من عشرة أيام من .غيره ، ففيو نظر

:وقد روي ما يدل عميو فخرج الترمذي وابن ماجو من رواية النياس بن قيم ،

قتادة ، عن ابنعن ما من : ) ) المسيب ، عن أبي ىريرة ، عن النبي قال

أيام احب إلى اهلل أن يتعبد لو فييا من عشر ذي الحجة ، يعدل صيام كل يوم منيا بسنة ، وكل ليمة منيا بميمة

( ( .القدر .و النياس ، ضعفوه

وذكر الترمذي عن البخاري ، أن الحديث يروى عن .مرسبل -المسيب قتادة ، عن ابن

، عن -وفيو ضعف -وروى ثوير بن أبي فاختة ليس يوم أعظم عند اهلل : مجاىد ، عن ابن عمر ، قال

من يوم الجمعة ، ليس العشر ؛ فإن العمل فيو يعدل .عمل سنة

أن صيام كل يوم من العشر يعدل : وممن روي عنو ابن سيرين وقتادة: سنة

(/)

"""""" رقم صفحة """"""

.صيام يوم منو يعدل شيرين : وعن الحسن سمعت الحسن يحدث : وروى ىارون بن موسى النحوي

كان يقال في أيام العشر بكل ألف : ، عن أنس ، قال

.يوم ، ويوم عرفة عشرة اآلف يوم -، من حديث أبي قتادة ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

( ( .إن صيامو كفارة سنتين ) ) -مرفوعا تدل عمى أن كل عمل في العشر فإنو : وىذه النصوص

أفضل من العمل في غيره ، أما سنة أو أكثر من ذلك .واهلل سبحانو وتعالى أعمم بحقيقة ذلك كمو . أو اقل

يدل عمى أن أيام : وحديث جابر الذي خرجو ابن حبان .العشر أفضل من األيام مطمقا

الوجو الذي خرجو ابن وقد خرجو أبو موسى المديني من وال ليالي أفضل من : ) ) حبان ، بزيادة فيو ، وىي

( ( .لياليين من وجو آخر ، عن جابر ، ( ( مسند البزار ) ) وفي

( ( .أفضل أيام الدنيا العشر : ) ) ، قال ) عن النبي .وروي مرسبل

.إنو أصح : وقيل عمى يوم وقد سبق قول ابن عمر في تفضيل أيام العشر

.الجمعة ، الذي ىو أفضل أيام الدنيا

ىي أفضل أيام ) وليال عشر : ) وقال مسروق في قولو .السنة

.وىذه العشر تشتمل عمى يوم عرفة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : -مرفوعا -عن جابر ( ( صحيح ابن حبان ) ) وفي .يوم النحر : يو وف( ( إنو أفضل أيام الدنيا ) )

: قال ) وفي حديث عبد اهلل بن قرط ، عن النبي ( ( .أعظم األيام عند اهلل يوم النحر ، ثم يوم القر ) )

.خرجو أبو داود وغيره أن صيام كل يوم : وقد سبق في الحديث المرفوع

.بسنة ، وقيام كل ليمة منو يعدل ليمة القدر [ منو ] الحجة أفضل من عشر وىذا يدل عمى أن عشر ذي

.رمضان ، لياليو وأيامو أن ليمة الجمعة أفضل : وقد زعم طائفة من أصحابنا

.من ليمة القدر وقد تقدم عن ابن عمر ، أن أيام العشر أفضل من يوم

الجمعة ، فبل يستنكر حينئذ تفضيل ليالي عشر ذي .الحجة عمى ليمة القدر

عض أعيان وعمى تقدير أن ال يثبت ذلك ، فقال بمجموع عشر ذي الحجة أفضل : أصحابنا المتأخرين

ن كان في عشر رمضان من مجموع عشر رمضان ، وا .واهلل سبحانو وتعالى أعمم . ليمة ال تفضل عمييا غيرىا

: وروى سييل بن أبي صالح ، عن أبيو ، عن كعب أحب الزمان إلى اهلل الشير الحرام ، وأحب األشير

الحجة ، وأحب ذي الحجة إلى اهلل الحرم إلى اهلل ذو .العشر األول

مرفوعا -وروي عن سييل ، عن أبيو ، عن أبي ىريرة ، وال يصح ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ما من الشيور أعظم حرمة : وكذا قال سعيد بن جبير

.من ذي الحجة مرفوعا -من حديث أبي سعيد ( ( مسند البزار ) ) وفي

سيد الشيور) ) : - ( ( .رمضان ، و أعظميا حرمة ذو الحجة

.وفي إسناده مقال ، عن أبي سعيد ، أن ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) وفي -في خطبتو في حجة الوداع يوم النحر -قال ) النبي

أال إن أحرم األيام يومكم ىذا ، وأحرم الشيور : ) ) . ( (شيركم ىذا ، وأحرم الببلد بمدكم ىذا

وروي ىذا من حديث جابر ، ووابصة ، ونبيط بن شريط .أيضا -وغيرىم

وىذا كمو يدل عمى أن شير ذي الحجة أفضل األشير .الحرم ؛ حيث كان أعظميا حرمة

.أن أفضميا المحرم : وروي عن الحسن

: أن أفضميا رجب : وأما ما قالو بعض الفقياء الشافعية .عالى أعمم واهلل ت. فقولو ساقط مردود

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذا غدا إلى عرفة - باب التكبير أيام منى ، وا وكان عمر يكبر في قبتو بمنى فيسمع أىل المسجد

.فيكبرون ، ويكبر أىل األسواق حتى ترتج منى تكبيرا وكان ابن عمر يكبر بمنى تمك األيام ، وخمف الصموات

فسطاطو ومجمسو وممشاه ، تمك ، وعمى فراشو ، وفي .األيام جمعا

.وكانت ميمونة تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خمف أبان بن عثمان وعمر عبد

.العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد أن األيام المعدودات التي أمر اهلل بذكره فييا : قد تقدم

.ىي أيام منى

م الذبح منيا ؟ فيو خبلف وىل ىي األربعة كميا ، أو أيا .سبق ذكره

ىل ىو ذكره عمى : وىو مبني عمى أن ذكر اهلل فييا أو أعم من ذلك ؟. الذبائح

.أنو أعم من ذلك : والصحيح قال في أيام ) ، أن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي إنيا أيام أكل وشرب وذكر اهلل عز : ) ) منى ( ( .وجل

:في ىذه األيام نوعان وذكر اهلل .مقيد عقيب الصموات : أحدىما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.مطمق في سائر األوقات : والثاني :فأما النوع األول

فاتفق العمماء عمى أنو يشرع التكبير عقيب الصموات في

ىذه األيام في الجممة ، وليس فيو حديث مرفوع صحيح ثار عن الصحابة ومن بعدىم ، وعمل ، بل إنما فيو آ .المسممين عميو

وىذا مما يدل عمى أن بعض ما أجمعت األمة عميو لم ، بل يكتفى ) ينقل إلينا فيو نص صريح عن النبي

.بالعمل بو .إنو واجب : وقد قال مالك في ىذا التكبير

.يعني وجوب سنة : قال ابن عبد البر .وىو كما قال

.ختمف العمماء في أول وقت ىذا التكبير وآخره وقد ايكبر من صبلة الصبح يوم عرفة إلى : فقالت طائفة

.صبلة العصر من آخر أيام التشريق فإن ىذه أيام العيد ، كما في حديث عقبة بن عامر ،

:، قال ) عن النبي يوم عرفة ، ويوم النحر ، وأيام التشريق عيدنا أىل ) )

( .( اإلسبلم خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي ،

.وصححو وقد حكى اإلمام أحمد ىذا القول إجماعا من الصحابة ،

.حكاه عن عمر وعمي وابن مسعود وابن عباس ىذا ىو : فابن عباس اختمف عنو ؛ فقال : فقيل لو

الصحيح عنو ، وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

. يصح عنو ال .نقمو الحسن بن ثواب ، عن أحمد لى ىذا ذىب أحمد ؛ لكنو يقول إن ىذا في حق أىل : وا

األمصار ، فأما أىل الموسم فإنيم يكبرون من صبلة .الظير يوم النحر ؛ ألنيم قبل ذلك مشتغمون بالتمبية

.ىو قول حسن : وحكاه عن سفيان بن عيينة ، وقال عمى -أيضا -ى آخر أيام التشريق ويمتد تكبيرىم إل .المشيور عنو

ونقل حرب ، عنو ، أنيم يكبرون إلى صبلة الغداة من .آخر أيام التشريق

. أبو ثور : وممن فرق بين الخارج وأىل األمصار وروى الخضر الكندي ، عن

إذا كان : عبد اهلل بن أحمد بن حنبل ، عن أبيو ، قال .التكبير ، ثم التمبية عميو تكبير وتمبية بدأ ب .لم يروىا غيره : قال أبو بكر بن جعفر

الخضر ىذا ، غير مشيور ، وىو يروي عن عبد : قمت اهلل بن أحمد المناكير التي تخالف روايات الثقات ، عنو

، والذي نقل الثقات ، عن أحمد ، أن الحاج ال يكبر حتى يقطع التمبية ، فكيف يجتمعان عميو ؟

ا أبو بكر إلى ما إذا اخر الحاج رمي جمرة وقد حممي العقبة حتى صمى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" -حينئذ -الظير ؛ فإنو يجتمع عميو في صبلة الظير

.تمبية وتكبير نما صار وقت : ووجيو بأن ىذا الوقت وقت التكبير ، وا

و ، تمبية في حق ىذا لتأخيره الرمي ، وىو نوع تفريط من .فمذلك بدأ بالتكبير قبل التمبية

واالجماع الذي ذكره أحمد ، إنما ىو في ابتداء التكبير .يوم عرفة من صبلة الصبح

.أما اخر وقتو ، فقد اختمف فيو الصحابة الذين سماىم فأما عمي ، فكان يكبر من صبح يوم عرفة إلى العصر

.من آخر أيام التشريق اإلمام أحمد ، عن ابن وىي الرواية التي صححيا

.عباس .وكذلك روي عن عمر

إلى صبلة الظير من آخر أيام : وروي ، عنو .التشريق

.وأنكره يحيى القطان

لى قول عمي ذىب الثوري وابن أبي ليمى وشريك وا سحاق .وا

.ولم يفرق بين أىل منى وغيرىا .وكذلك أكثر العمماء ، وىو قول الثوري

.أجتمع التكبير والتمبية بدأ بالتكبير إذا : وكذلك قال وأما ابن مسعود ، فإنو كان يكبر من صبلة الغداة يوم

عرفة إلى الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.العصر يوم النحر وىو قول أصحابو ، كاألسود وعمقمة ، وقول النخعي

.وأبي حنيفة : ال وروى خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قالتكبير من الصبلة الظير يوم عرفة إلى آخر أيام

.التشريق

.وىذه الرواية التي ضعفيا أحمد ، وذكر أنيا مختمفة .مثمو -وبمغني عن زيد بن ثابت : قال عبد الرزاق

يكبر من صبلة الظير يوم النحر : وعن الحسن ، قال .إلى صبلة الظير من يوم النفر األول

عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان وروى العمري ، يكبر من صبلة الظير يوم النحر إلى صبلة الفجر ،

.من آخر أيام التشريق وروى الواقدي بأسانيده ، عن عثمان وابن عمر وزيد بن

- ثابت وأبي سعيد .نحوه

وعن عطاء ، أن األئمة كانوا يكبرون صبلة الظير يوم .خر أيام التشريق النحر ، يبتدؤن بالتكبير كذلك إلى آ

وقد روي عن عمر بن عبد العزيز التكبير من صبلة .الظير يوم النحر إلى صبح آخر أيام التشريق

ليو ذىب مالك والشافعي .في أشير أقوالو -وا .ولو قول آخر كقول عمي ومن وافقو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صبلة الفجر من يبدأ من ليمة النحر إلى: ولو قول ثالث .آخر أيام التشريق

والمحققون من أصحابو عمى أن ىذه االقوال الثبلثو في حق أىل األ مصار ، فأما أىل الموسم بمنى ، فإنيم يبدءون بالتكبير عقيب صبلة الظير يوم النحر إلى

الصبح من آخر أيام التشريق بغير خبلف ، ونقموه عن .الشافعي

.ي ابتدائو وىذا يوافق قول أحمد فوأختار جماعة من أصحابو القول بأن ابتداءه في

األمصار من صبح يوم عرفة وانتياءه عصر آخر يوم .من أيام التشريق

منيم المزني وأبن سريج وابن المنذر والبييقي وغيرىم .من الفقياء المحدثين منيم

.وعميو عمل الناس في األمصار : قالوا .أخر وفي المسألة لمسمف أقوال

.وفي الباب حديث مرفوع ، اليصح إسناده .وخرجو الحاكم من حديث عمي وعمار

.وضعفو البييقي ، وىو كما قال .وقد أشار البخاري إلى مسألتين من مسائل ىذا التكبير

:إحداىما .أن التكبير يكون خمف الفرائض وىل يكبر خمف صبلة التطوع ؟

-حمد بن عمي فقد تقدم في باب الماضي ، عن م .، أنو كان يكبر خمف النوافل -أبو جعفر : وىو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لى قولو ذىب الشافعي وابن -في أشير قوليو -وا .المنذر

.اليكبر عقب النوافل : وقال أكثر العمماء :وأختمفوا في التكبير عقب صبلة عيد النحر

.يكبر : فقال مجاىد إن ذىب رجل إلى ذا فقد روي فيو عن : ل أحمد وقا

.بعض التابعين ، والمعروف في المكتوبة يكبر ؛ : -من أصحابنا -وقال أبو بكر ابن جعفر

ألن صبلة العيد عندنا فرض كفاية ، فيي ممحقة بالفرائض ، وىو قول إسحاق بن راىويو ، وحكاه عن

ابن عمر وعمر بن عبد العزيز والشعبي وعطاء .الخراساني وغيرىم .ولمشافعي قوالن

ىل يكبر من صمى الفرض وحده ؟ عمى : واختمفوا .قولين

.اليكبر ، وىومروي عن ابن عمر : أحدىما .وذكره سفيان الثوري ، عن أبي جعفر ، عن أنس

ليس بالتكبير في أيام التشريق عمى : وقال ابن مسعود .في جماعة الواحد واالثنين ، التكبير عمى من صمى

الثوري : اليكبر إذا صمى الفرض وحده : وممن قال في -وأبو حنيفة وأحمد

.رواية وىو قول الشعبي والنخعي واألوزاعي : والقول الثاني

في رواية -والثوري والحسن بن صالح ومالك والشافعي وأحمد في -أخرى

.رواية أخرى .يكبر في السفر والحضر : وقال ىؤالء كميم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

اليكبر المسافر إال إذا اقتدى بالمقيم ، : وقال أبو حنيفة .تبعا لو ، واتفقوا عمى أن الحاج يكبرون بمنى

:المسألة الثانية أن النساء كن يكبرن إذا صمين مع الرجال في المسجد

: يعني -خمف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز .في ليالي أيام التشريق -المدينة مسجد

وىذا يدل عمى أن النساء إنما كن يشيدن المساجد بالميل

.، كما سبق وال خبلف في أن النساء يكبرن مع الرجال تبعا ، إذا صمين معيم جماعة ، ولكن المرأة تخفض صوتيا

.بالتكبير ن صمت منفردة ، ففي تكبيرىا الرجل المنفرد ، بل ىي وا

.بعدم التكبير أولى ن صمى النساء جماعة ، ففي تكبيرىن قوالن أيضا -وا

.، وىما روايتان عن الثوري وأحمد - .اليكبرن : ومذىب أبي حنيفة

.يكبرن : ومذىب مالك والشافعي :النوع الثاني

.التكبير المطمق ، الذي ال يتقيد بوقت وقد ذكر البخاري عن عمر وابن عمر ، أنيما كانا

، وأن -في غير إدبار الصموات : يعني -كبران بمنى ي .الناس كانوا يكبرون بتكبير عمر حتى ترتج منى

.وعن ميمونة ، أنيا كانت تكبر يوم النحر

حدثني يحيى بن سعيد ، عن ابن : وقد روى أبو عبيد جريج ، عن عطاء ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمر كان يكبر في قبتو بمنى عن عبيد بن عمير ، أن ، فيسمعو أىل المسجد فيكبرون ، فيسمعو أىل السوق

.فيكبرون حتى ترتج منى تكبيرا وخرجو عبد الرزاق ، عن ابن عيينة ، عن عمر بن

.فذكره بمعناه -سمعت عبيد بن عمير : دينار ، عن طمحة ، عن ( ( كتابو ) ) وخرجو وكيع في

.عطاء ، عن عبد اهلل بن نافع ، عن أبيو ، -أيضا -وخرجو

التكبير : أن عمر كان يكبر تمك األيام بمنى ، ويقول واذكروا المو : ) واجب عمى الناس ، ويتأول ىذه اآلية

[ . : البقرة ) ] في أيام معدودات

، انو بمغو ، أن عمر بن ( ( الموطأ ) ) وذكر مالك في يوم النحر ، حين ارتفع النيار الخطاب خرج الغد من

شيئا ، فكبر الناس بتكبيره ، ثم خرج حين زاغت الشمس ، فكبر ، فكبر الناس بتكبيره ، حتى يتصل التكبير ويبمغ

.البيت ، فيعمم أن عمر قد خرج يرمي إذا سمم : وىذا منصوص الشافعي ، قال في المصمي .كبر خمف الفرائض والنوافل وعمى كل حال

من ىذا الباب ، أنو يكبر ( ( األم ) ) في وذكرالحائض والجنب وغير المتوضىء في جميع الساعات من الميل والنيار ومذىب مالك ، انو ال يكبر في أيام

كذلك كان من : قال . التشريق في غير دبر الصموات .يقتدي بو يفعل ( ( .تيذيب المدونة ) ) ذكره صاحب

مر بمنى عمى أنو كان وتأول بعض أصحابو تكبير ع عند رمي الجمار

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو تأويل فاسد ولم يذكر أصحابنا التكبير في عيد النحر إال في أدبار الصموات ، غير أنيم ذكروا إظيار التكبير في ليمة العيد ، وفي الخروج إلى المصمى إلى

ذا كبر في أن يخرج اإلمام ، والتكبير مع اإلمام إ .خطبتو

وحكى بعضيم خبلفا عن أحمد في التكبير في حال .الرجوع من المصمي إلى المنزل

:خرج البخاري في ىذا الباب حديثين :األول ثنا مالك بن أنس ، حدثني محمد : ثنا أبونعيم -

ونحن غاديان -سألت أنسا : بن أبي بكر الثقفي ، قال كيف كنتم تصنعون : التمبية عن -من منى إلى عرفات

كان يمبي الممبي ، الينكر عميو ، : ؟ قال ) مع النبي ويكبر المكبر ، ال ينكر عميو

، عن عبد اهلل بن ( ( كتاب الحج ) ) وقد أعاده في

كيف كنتم تصنعون في ىذا اليوم : يوسف ، وفي حديثو ركان ييل منا الميل فبل ينك: ؟ فقال ) مع رسول اهلل

.عميو ، ويكبر منا المكبر ، فبل ينكر عميو دليل عمى أن إظيار التكبير يوم عرفة : في ىذا الحديث

مشروع ، ولو كان صاحبو محرما قاصدا عرفة لموقوف .بيا ، مع أن شعار اإلحرام التمبية

فإذا لم ينكر عميو إظيار التكبير لممحرم الذي وظيفتو .م من أىل األمصار أولى إظيار التمبية ، فمغير المحر

فيذا من أحسن ما يستدل بو عمى استحباب إظيار التكبير يوم عرفة في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

األمصار وغيرىا ؛ فإن يوم عرفة أول أيام العيد الخمسة ألىل اإلسبلم ؛ ولذلك يشرع إظيار التكبير في الخروج

.إلى العيدين في األمصار

وي ذلك عن عمر وعمي وابن عمر وأبي قتادة ، وقد ر .وعن خمق من التابعين ومن بعدىم

وىو إجماع من العمماء اليعمم بينيم فيو خبلف في عيد النحر ، إال ما روى

األثرم ، عن أحمد ، أنو ال يجير بو في عيد النحر ، .ويجير بو في عيد الفطر

ن الجير أنو يجير بو في عيد النحر دو : ولعل مراده .آكد -عنده -في عيد الفطر ؛ فإن تكبير عيد الفطر

كانوا في عيد الفطر : وقد قال أبو عبد الرحمن السممي .أشد منيم في األضحى

.في التكبير : يعني وروي عن شعبة مولى ابن عباس ، عن ابن عباس ،

انو سمع تكبير الناس يومما شأن : قال . ال: أيكبر اإلمام ؟ قالوا : العيد ، فقال

.الناس أمجانين ؟ وشعبة ىذا ، متكمم فيو .ولعمو أراد التكبير في حال الخطبة

وروي التكبير في الخروج يوم الفطر عن أبي أمامة

.وغيره من الصحابة .خرجو الجوزجاني بإسناد ضعيف

وعن النخعي وأبي حنيفة ، أنو ال يكبر في عيد الفطر .بالكمية

.موافقة الجماعة وروي عنيماكأنو واجب ؛ : وقال أحمد في التكبير في عيد الفطر

ولتكمموا العدة ولتكبروا المو عمى ما ىداكم : ) لقولو [ . : البقرة ) ]

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وىذه اآلية نظيرىا قولو تعالى في سياق ذكر اليدايا رىا لكم لتكبروا المو عمى ما ىداكم ) كذلك سخ

واهلل . ، فأستوى العيدان في ذلك [ : الحج ) ] .سبحانو وتعالى أعمم

:الحديث الثاني

ثنا أبي ، عن عاصم ، : ثنا عمر بن حفص - كنا نؤمر أن نخرج : عن حفصة ، عن أم عطية ، قالت

تى نخرج البكر من خدرىا ، وحتى نخرج يوم العيد حالحيض ، فيكن خمف الناس ، فيكبرون بتكبيرىم ، .ويدعون بدعائيم ، يرجون بركة ذلك اليوم وطيرتو

دليل عمى أن إظيار التكبير لمرجال : في ىذا الحديث مشروع في يوم العيد ، ولوال إظياره من الرجال لما كبر

.النساء خمفيم بتكبيرىم ظيا ر التكبير يكون في حال انتظار اإلمام قبل وا

.خروجو وىذا مما يستدل بو عمى أن التكبير ال ينقطع ببموغ

.المصمى ، كما ىو قول طائفة ويكون في حال تكبير اإلمام في خطبتو ؛ فإن الناس

يكبرون معو ، كما كان ابن عمر يجيب اإلمام بالتكبير .إذا كبر عمى المنبر

.ر بذلك بقدر ما يسمعون أنفسيم وكان عطاء يأم .خرجو الجوزجاني

ما يدل عمى ان إظيار الدعاء مشروع : -أيضا -وفيو في ذلك اليوم ، ولعل إظيار الدعاء حيث كان النبي

.يدعو في خطبتو ، ويؤمن الناس عمى دعائو ) وروي عن أبي موسى األشعري ، أنو كان يقول في

ىذا: خطبتة في العيدين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يوم ال يرد فيو الدعاء ، فارفعوا رغبتكم إلى اهلل عز وجل .، ثم يرفع يديو ويدعو

.خرجو الفريابي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الصبلة إلى الحربة يوم العيد -

ثنا : ثنا عبد الوىاب : حدثنا محمد بن بشار - كان ) ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي عبيد اهلل

.تركز لو الحربة قدامو يوم الفطر والنحر ، ثم يصمي سترة : أبواب ) ) قد سبق ىذا الحديث والكبلم عميو في

( ( .المصمي وذكرنا أن ابن ماجو خرجو من رواية األوزاعي ، عن

أن العنزة كانت تحمل : ) ) نافع ، وفي أول حديثو زيادة أن المصمىكان فضاء ، : ) ) ، وفي آخره ( ( ين يديو ب

( ( .ليس شيء يستتر بو .ولعل ىذه الزيادة في آخره مدرجة

.وقد خرجو البخاري بدونيما في الباب اآلتي إنما كانت تحمل الحربة : قول مكحول -أيضا -وتقدم

.يوم العيد ؛ ألنو كان يصمي إلييا ) مع النبي ارة إلى أنو لم يكن يفعل ذلك تعاظما إش: وفي ىذا

.وتكبرا ، كما كان أمراء بني أمية ونحوىم يفعمونو أن الحربة من السبلح ، : -أيضا -وقد يريد بو

والسبلح يكره حممو في العيدين ، إال من حاجو ، كما

سبق ذكره ، والحاجو إلى الحربة الصبلة إلييا في .الفضاء

ى سترة مبنية ، فبل حاجو إلى فأما إن كان في المصم .حمل عنزة مع اإلمام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد أشار إلى ىذا جماعة من العمماء من أصحابنا أبو بكر: وغيرىم ، منيم

.عبد العزيز بن جعفر فقد يحتاج إلييا اإلمام ليعتمد عمييا في حال : وال يقال

، أنو كان يعتمد ) ن النبي خطبتو ؛ ألن ىذا لم ينقل ع .في خطبتو لمعيدين عمى العنزة من وجو يعتمد عميو

ابن : ىو -فقد رواه الشافعي ، عن إبراىيم بن محمد ، عن ليث ، عن عطاء ، أن رسول اهلل -أبي يحيى

.كان إذاخطب يعتمد عمى عنزة إعتمادا )

وىذا مرسل . عمى عنزة أو عصا : وفي رواية .ف ضعي

أعطي قوسا أو ) وقد سبق من حديث البراء ، أن النبي .عصا ، فاتكأ عميو لما خطب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب حمل العنزة أو الحربة بين يدي اإلمام يوم العيد -ثنا أبو : ثنا الوليد : حدثنا إبراىيم بن المنذر -

افع ، عن ابن حدثني ن: -األوزاعي : ىو -عمرو لى المصمى والعنزة بين ) كان النبي : عمر ، قال يغدوا

يديو .تحمل ، وتنصب بالمصمى بين يديو ، فيصمي إلييا

قد ذكرنا في الباب الماضي معنى حمل العنزة بين يديو .، فبل حاجة إلى إعادتو

أبواب ) ) وسبق الفرق بين العنزة والحربة في

( ( .السترة التصريح بسماع األوزاعي ليذا : رواية وفي ىذه ال

.الحديث من نافع حدثني الزىري : وقد رواه الوليد بن مزيد ، عن األوزاعي

.فذكره -، عن نافع أن األوزاعي لم يصح لو سماع : وقد ذكر غير واحد

.من نافع ، منيم ابن معين ويحيى بن بكير .سمع منو حديثا واحدا : وقيل

أ ) ) لشاميين كانوا يتسمحون في لفظة إن ا: وقد قيل .، ويستعممونيا في غير السماع ( ( ثنا ) ) ، و ( ( نا

.ذكره اإلسماعيمي وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب خروج الحيض إلى المصمى -ثنا حماد بن زيد : حدثنا عبداهلل بن عبد الوىاب -

يرين ، عن أم عطية ، ، عن أيوب ، عن محمد بن س .أمرنا أن نخرج العواتق وذوات الخدور : قالت

بنحوه ، وزاد في حديث -وعن أيوب ، عن حفصة العواتق وذوات الخدور ويعتزلن : أو قالت : حفصة

.الحيض المصمى ( ( كتاب الحيض ) ) قد سبق ىذا الحديث بتمامو في

شيود الحائض العيدين ودعوة : باب ) ) في : أن حفصة قالت ألم عطية : ، وفيو ( ( مسممين ال

.أليست تشيد عرفة وكذا وكذا : الحيض ؟ فقالت .وتقدم ىنالك الكبلم عميو مستوفى

أمر النساء بالخروج إلى العيدين حتى : وفي الحديث شوابين وذوات الخدور

.منين وأنيا جمع عاتق ، وىي ( ( العواتق ) ) وقد تقدم تفسير

.بالغ التي لم تزوج البكر الوفي خروج النساء إلي العيدين أحاديث كثيرة ، قد سبق

.أيضا -بعضيا ، ويأتي بعضيا :وقد اختمف العمماء فيو عمى أقوال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أنو مستحب ، وحكي عن طائفة من السمف ، : أحدىا

.منيم عمقمة وروى عنو . يخرج نساءه وروي عن ابن عمر ، أنو كان

.، أنو كان يحبسين حق عمى كل ذات : وروى الحارث ، عن عمي قال

.نطاق أن تخرج في العيدين ولم يكن يرخص لين قي شيء من الخروج إال في

.العيدين .وىو قول إسحاق وابن حامد من أصحابنا

ال أحب منعين : -في رواية ابن منصور -وقال أحمد .روج إذا أردن الخ

أنو مباح ، غير مستحب وال مكروه ، حكى : والثاني .عن مالك ، وقالو طائفة من أصحابنا

، وىو قول النخعي ) أنو مكروه بعد النبي : الثالث .ويحيى األنصاري والثوري وابن المبارك

اليعجبني في زماننا : ، قال -في رواية حرب -وأحمد ) .حال تغير بعد النبي ؛ ألنو فتنة واستدل ىؤالء بأن ال

ما أحدث ) لو أدرك رسول اهلل : وقد قالت عائشة النساء بعده لمنعين

.المساجد ، وقد سبق أنو يرخص فيو لمعجائز دون الشواب ، روي : والرابع

وىو قول أبي حنيفة وأصحابو ، -أيضا -عن النخعي .ونقمو حنبل عن أحمد

عف ، أنو أفتى بذلك وروي عن ابن عباس بإسناد فيو ضسعيد بن العاص ، فأمر مناديو أن ال تخرج يوم العيد

.شابة ، وكل العجائز يخرجن يستحب الخروج لمعجائز : -قول الشافعي -: الخامس

ومن ليست من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ذوات الييئات وفسر أصحابو ذوات الييئات بذوات الحسن والجمال ،

ن تميل النفوس إلييا ، فيكره لين الخروج ؛ لما فيو وم .من الفتنة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب خروج الصبيان إلى المصمى -ثنا : ثنا عبد الرحمن : حدثنا عمرو بن عباس -

سمعت : سفيان ، عن عبد الرحمن ابن عابس ، قال أو -م فطر يو ) خرجت مع النبي : ابن عباس يقول

، فصمى ثم خطب ، ثم أتى النساء ، -أضحى

.فوعظين وذكرىن ، وأمرىن بالصدقة حدثني : قال سفيان : ثنا يحيى : حدثنا مسدد -

-سمعت ابن عباس : عبد الرحمن بن عابس ، قال نعم : ؟ قال ) أشيدت العيد مع رسول أهلل : -وقيل لو

خرج حتى اتى " و ولوال مكاني من الصغر ما شيدت" ثم " فصمى " العمم الذي عند دار كثير بن الصمت

خطب ثم أتى النساء ومعو ببلل فوعظين وذكرىن وأمرىن بالصدقة فرأيتين ييوين بايديين يقذفنو في ثوب

.ببلل ، ثم انطمق ىو وببلل إلى بيتو وضوء الصبيان : باب ) ) قد سبق ىذا الحديث في

وذكرنا ىنالك مايتعمق بو من خروج ( (وصبلتيم ن ىذا الحديث يدل عمى أن الصبيان إلى العيد ؛ وا

األصاغر من الصبيان لم يكونوا يشيدون العيد إال من .كان منيم أقارب اإلمام فميم خصوصية عمى غيرىم

كان يخرج إلى العيد ومعو من أىمو ) وقد روي أن النبي .كبارىم وصغارىم

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

عن ابن أخي ( ( صحيحو ) ) خرجو ابن خزيمة في ابن وىب ، عن عمو ، عن

عبد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن كان يخرج في العيدين مع الفضل بن عباس ) رسول اهلل

وعبد اهلل بن عباس وعمي وجعفر والحسن والحسين وأيمن بن أم أيمن ، رافعا وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة

صوتو بالتيميل والتكبير ، فيأخذ طريق الحدادين حتى يأتي المصمى ، فإذا فرغ رجع عمى الحذائين حتى يأتي

.منزلو في القمب من ىذا الخبر ، وأحسب الحمل فيو : وقال

عمى العمري ، إن لم يكن الغمط من ابن اخي ابن .انتيى . وىب

أخي ابن وىب ؛ فقد رواه جماعة والحمل فيو عمى ابن عن ابن وىب ، وعن العمري ليس فيو شيء من ىذه

.األلفاظ المستنكرة

وروى حجاج بن أرطاة ، عن عبد الرحمن بن عابس ، .كان يخرج نساءه وبناتو في العيدين ) أن النبي

.واحتج بو إسحاق بن راىويو ، عن -أيضا -وخرج اإلمام أحمد من رواية حجاج

كان يخرج في ) كان رسول اهلل : عطاء عن جابر قال .العيدين ويخرج أىمو

والعمم الذي عند دار كثير بن الصمت ، ودار كثير بن الصمت ، الظاىر أن ذلك كمو محدث ، أحدث بعد النبي

.في مكان المصمى ) وقد تقدم أن المصمى كان فضاء ، ليس فيو سترة ؛

.لو الحربة ؛ ليصمي إلييا تحمل) فمذلك كان النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

[في خطبة العيد ] باب استقبال اإلمام الناس - .مقابل الناس ) قام النبي : وقال أبو سعيد

.حديث أبي سعيد ، قد خرجو فيما سبق ثنا محمد بن طمحة ، عن زبيد : حدثنا أبو نعيم -

، عن الشعبي ، عنيوم االضحى إلى البقيع ، ) خرج النبي : براء ، قال ال

إن : ) ) فصمى ركعتين ، ثم أقبل عمينا بوجيو ، وقال أول نسكنا في يومنا ىذا أن نبدأ بالصبلة ، ثم نرجع

فننحر ، فمن فعل ذلك فقد وافق سنتنا ، ومن ذبح قبل ذلك ، فإنو شيء عجمو ألىمو ، ليس من النسك في

يارسول اهلل ، إني ذبحت : رجل ، فقال فقام ( ( . شيء أذبحيا ، : ) ) قال . ، وعندي جذعة خير من مسنة

( ( .فبل تفي عن أحد بعدك أن خروجو وصبلتو كانت بالبقيع ، : في ىذا الحديث نما المراد : وليس المراد بو : أنو صمى في المقبرة ، وا

أنو صمى في الفضاء المتصل بيا ، واسم البقيع يشمل الجميع

صمى العيد ) وقد ذكر ابن زبالة ، بإسناد لو ، أن النبي خارج المدينة في خمسة مواضع ، حتى استقر من

صبلتو في الموضع الذي عرف بو ، وصمى فيو الناس .بعده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بعد الصبلة عند : وأما استقبالو الناس ، فالمراد بو .الخطبة

يدل عمى أنو لم يرق منبرا ، وأنو : كر استقبالو الناس وذ .كان عمى األرض واهلل سبحانو وتعالى أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب موعظة اإلمام النساء يوم العيد -ثنا ابن : ثنا عبد الرزاق : حدثنا اسحاق - : ال أخبرني عطاء ، عن جابر بن عبد اهلل ، ق: جريج

يوم الفطر فصمى ، فبدأ ) قام النبي : سمعتو يقول بالصبلة ، ثم خطب ، فمما فرغ نزل فأتى النساء فذكرىن

، وىو يتوكأ عمى ببلل ، وببلل باسط .ثوبو ، يمقي فيو النساء الصدقة

ولكن صدقة . ال : زكاة يوم الفطر ؟ قال : قمت لعطاء .يتصدقن حينئذ ، تمقي فتخيا ويمقين

أترى حقا عمى اإلمام ذلك ، يأتيين ويذكرىن ؟ : قمت إنو لحق عمييم ، وما ليم ال يفعمون ؟: قال واخبرني حسن بن مسمم ، عن : قال ابن جريج -

شيدت الفطر مع : طاوس ، عن ابن عباس ، قال وأبي بكر وعمر وعثمان ، يصمونيا قبل ) رسول اهلل

كأني أنظر ؟ ) خرج النبي الخطبة ، ثم يخطب بعد ،إليو حين يجمس بيده ، ثم أقبل يشقيم حتى جاء النساء

يا أييا النبي إذا جاءك المؤمنات : ) ، معو ببلل ، فقال حين فرغ -اآلية ، ثم قال [ : الممتحنة ) ] يبايعنك

قالت امرأة واحدة ،( ( أأنتن عمى ذلك ؟ : ) ) -منيا ال يدري حسن من ىي -نعم : منين ، لم يجبو غيرىا

فتصدقن ، فبسط ببلل ثوبو ، ثم قال ، ىمم : قال - لكن فداء أبي وأمي ، فيمقين الفتخ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.والخواتيم في ثوب ببلل الخواتيم العظام ، كانت في: الفتخ : قال عبد الرزاق

.الجاىمية وأنو ( ( فمما فرغ نزل : ) ) قد تقدم الكبلم عمى قولو

.يشعر بانو كان عمى موضع عال دليل عمى أن : وموعظتو لمنساء وىو يتوكأ عمى ببلل

اإلمام إذا وعظ قائما عمى قدميو فمو أن يتوكأ عمى .إنسان معو ، كما يتوكأ عمى قوس أو عصا

من مكان خطبتو لمرجال ، لما انتقل) أن النبي : وفيو .اشار الييم بيده أن ال يذىبوا

دليل عمى أن األولى لمرجال استماع خطبة : وفيو

لينتفعوا بسماعيا وفعميا ، كما تنتفع -أيضا -النساء .النساء

أن اإلمام يفرد النساء بموعظة إذا لم يسمعوا : وقد تقدم عي موعظة الرجال ، وىو قول عطاء ومالك والشاف

.وأصحابنا يخطب قدر ما ترجع النساء إلى : وقال النخعي

.بيوتين .وىذا يخالف السنة ، ولعمو لم يبمغو ذلك

أنو خير الناس بين استماع ) وقد روي ، عن النبي .الخطبة والذىاب

شيدت : فروى عطاء ، عن عبد اهلل بن السائب ، قال أنا ) ) :العيد ، فمما قضى الصبلة قال ) مع النبي

نخطب ، فمن أحب أن يجمس لمخطبة فميجمس ، ومن ( ( .أحب أن يذىب فميذىب

خرجو أبو داود والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة في ، من رواية الفضل بن موسى السيناني ( ( صحيحو ) )

.، عن ابن جريج ، عن عطاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن عطاء ، عن -مرسبل - ويروى: وقال أبو داود ) .النبي

وصمو : وروى عباس الدوري ، عن ابن معين ، قال نما ىو عن عطاء مرسبل .خطأ من الفضل ، وا

.المرسل ىو الصحيح : وكذا قال أبو زرعة .وكذا ذكر اإلمام أحمد أنو مرسل

.إن شاء فميذىب : وكان عطاء يقول بو ، ويقول عطاء ، أرأيت لو ذىب الناس ال نقول بقول: قال أحمد

كميم عمى من كان يخطب ؟ولم يرخص باالنصراف قبل فراغ الخطبة ، ولعمو أراد انصراف الناس كميم ، فيصير اإلمام وحده فتتعطل

.واهلل اعمم . الخطبة واختمف قول اإلمام أحمد في جواز الكبلم واإلمام يخطب

في العيد ، عمى .روايتين ، عنو

بإسناده ، عن ابن عباس ، أنو كره الكبلم وروى وكيعفي الجمعة ، والفطر ، واألضحى ، : في أربع مواطن

.واالستسقاء ، واإلمام يخطب .وكرىو الحسن وعطاء

من صمى مع اإلمام فبل ينصرف حتى : وقال مالك .ينصرف اإلمام

وكذلك مذىبو فيمن حضر من النساء العيدين ، فبل ينصرف إال بإنصراف

.اإلمام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .تيذيب المدونة ) ) ذكره في إن : كقول عطاء [ من أصحابنا ] ومذىب الشافعي

.استماع الخطبة مستحب غير الزم أنو يجوز لمرجال كميم اإلنصراف وتعطيل : وظاىره

.الخطبة ؛ ألنيا مستحبة غير واجبة .ا بخبلف ذلك وقد رأيت كبلم أحمد مصرح

وفي حديث ابن عباس ، أنو يجوز لئلمام أن يشق .الناس ويتخطاىم إذا كان لو في ذلك مصمحة

: بأجابة امراة واحدة بعد قولو لمنساء ) وفي اكتفائو دليل عمى أن إقرار واحد من ( ( أأنتن عمى ذلك ؟ ) )

الجماعة في األمور الدينية كاف ، إذا سمع الباقون ، .عن اإلنكار وسكتوا: حسن ، ىو ( ( ال يدري حسن من ىي : ) ) وقولو

.صاحب طاوس -ابن مسمم : ليذا الحديث ( ( صحيحو ) ) وفي رواية مسمم في

( ( .ال يدرى حينئذ من ىي ) ) إن رواية البخاري : وقد قال بعض الحفاظ المتأخرين

.ىي الصحيحة ( ( الفتخ ) )وقد فسر عبد الرزاق في رواية البخاري

.بالخواتيم العظام حمقة من ذىب أو فضة ال فص ( ( الفتخة : ) ) وقيل

.ليا ، وربما اتخذ ليا فص إنيا تكون في أصابع اليدين والرجمين من : وقيل

.النساء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وىي بفتح الفاء والتاء والخاء المعجمة يا تاء التأنيث ، كأسماء الجنس ويفرق بين مفردىا وجمع

الجمعي ، وىو في المخموقات كثير كتمرة وتمر ، وفي .فتخة وفتخ : ومنو . المصنوعات قميل كعمامة وعمام

.أيضا -عمى فتخات وفتوخ ( ( فتخة ) ) وتجمع التفدية باألب واألم ، ولبسط القول فيو : وفي الحديث

.انو وتعالى إن شاء اهلل سبح -موضع آخر ، يأتي .وفيو جواز صدقة المرأة بدون إذن زوجيا تطوعا

ولعل ابن جريج استشكل ذلك فظن أن ىذه الصدقة كانت صدقة الفطر ؛ ألن الصدقة الواجبة ال إشكال في

إخراج المرأة ليا بدون إذن زوجيا ، فسأل عطاء عن نما ذلك ، فأخبره عطاء أنيا لم تكن صدقة الفطر ، وا

.ة تطوع ىي صدقولم يستدل عطاء بأن صدقة الفطر التؤخذ فييا القيمة ،

.فمعمو كان يرى جواز إخراج القيمة فييا نما أخذ النبي معو ببلل ليتوكأ عميو ، وليحمل ) وا

.الصدقة التي تمقييا النساء دليل عمى أن اإلمام يستصحب معو المؤذن في : وفيو

ن لم يكن يؤذن الصموات التي يجمع ليا ويخطب ، وا .ليا ويقام ، ويستعين بو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب إذا لم يكن ليا جمباب في العيد -

ثنا أيوب ، : ثنا عبد الوارث : حدثنا أبو معمر - كنا نمنع جوارينا أن : عن حفصة بنت سيرين ، قالت

ف يخرجن يوم العيد ، فجاءت امرأة فنزلت قصر بني خمثنتي ) ، فأتيتيا فحدثت أن زوج أختيا غزا مع النبي

. عشرة غزوة ، فكانت أختيا معو في ست غزوات : وكنا نقوم عمى المرضى ونداوي الكممى فقالت : قالت

يارسول اهلل ، أعمى إحدانا بأس إذا لم يكن ليا جمباب لتمبسيا صاحبتيا من جمبابيا ، : ) ) أن التخرج ؟ قال

( ( .خير ودعوة المؤمنين فميشيدن ال: فمما قدمت أم عطية أتيتيا ، فسألتيا : قالت حفصة

وقمما ذكرت -نعم بأبي : أسمعت في كذا ؟ فقالت ليخرج العواتق : ) ) قال -بأبي : إال قالت ) النبي

العواتق وذوات : ) ) أو قال -( ( ذوات الخدور فيعتزل والحيض ، ) ) -شك أيوب -( ( الخدور

الحيض المصمى ، وليشيدن الخير ودعوة ( ( .المؤمنين نعم ، أليس الحائض تشيد : الحيض ؟ قالت : فقمت ليا

عرفات ، وتشيد كذا وكذا ؟بالبصرة ، منسوب إلى بني ( ( قصر بني خمف ) )

خمف الخزاعيين ، وخمف ىذا جد طمحة الطمحات بن .عبد اهلل بن خمف بيان أن ذكر الجمباب إنما : عن أيوب وفي ىذه الرواية

روتو حفصة بنت سيرين ، عن امرأة غير مسماة ، عن ن بقية الحديث ترويو حفصة ، ) أختيا عن النبي ، وا

) .عن أم عطية ، عن النبي .أيضا -وكذا رواه ابن عمية ، عن أيوب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.بن عيينة ، عن أيوب ونحوه رواه حماد بن زيد وا .وىذا ىو الصحيح عند أبي بكر الخطيب وغيره

وروى حماد بن سممة الحديث كمو ، عن أيوب ويونس

بن حبيب ويحيى بن عتيق وىشام في آخرين ، عن .بتمامو -محمد بن سيرين ، عن أم عطية

وكذا رواه أبو جعفر الرازي ، عن ىشام بن حسان ، عن .بتمامو -عن أم عطية محمد وحفصة ، كبلىما

من حديث عيسى ( ( صحيحو ) ) وقد خرجو مسمم في -بن يونس ، عن ىشام ، عن حفصة ، عن أم عطية

.قصة الجمباب : بتمامو ، حتى ذكر فيو وكذا خرجو الترمذي من حديث منصور بن زاذان ، عن

.أيضا -ابن سيرين ، عن أم عطية وفيو قصة الجمباب في وخرجو البخاري الحديث بتمامو ،

من طريق يزيد بن -كما تقدم -( ( كتاب الحيض ) ) .أيضا -إبراىيم ، عن ابن سيرين ، عن أم عطية

.تأكيد في خروج النساء في العيدين : وفي الحديث .وقد ورد التصريح بوجوبو

فخرج اإلمام أحمد من رواية طمحة بن مصرف ، عن ن أخت عبد اهلل بن رواحة امرأة من بني عبد القيس ، ع

وجب الخروج عمى : ) ) ، قال ) االنصاري ، عن النبي

( ( .كل ذات نطاق .امرأة ال تعرف : وفيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من حديث ( ( كتاب العيدين ) ) وخرج ابن شاىين في ابن عباس ، عن النبي

الم ، من ذكر العيدان واجبان عمى كل ح: ) ) ، قال ) ( ( .وأنثى

.عمرو بن شمر ، ضعيف جدا : وفي إسناده حق عمى كل ذات : وروى الحارث عن عمي ، قال

.نطاق أن تخرج في العيدين وجوب الخروج عمى : أعني -وىذا مما ال يعمم بو قائل

.النساء في العيد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لمصمىباب اعتزال الحيض ا -ثنا ابن أبي عدي ، : حدثنا محمد بن المثنى -

أمرنا أن : قالت أم عطية : عن ابن عون ، عن محمد وقال -نخرج ، فنخرج الحيض والعواتق وذوات الخدور

فأما الحيض ، -أو العواتق ذوات الخدور : ابن عون فيشيدون جماعة المسممين ودعوتيم ، ويعتزلن

.مصبلىم كتاب ) ) لكبلم عمى ىذا الحديث في قد سبق اىل : وذكرنا وجو اعتزال الحيض المصمى ( ( الحيض

ىو ألن حكم المصمى حكم المساجد ، أو خشية التضييق عمى من يصمي من النساء ، فيكون االعتزال

في حالة الصبلة خاصة ؟ .واهلل سبحانو وتعالى أعمم . وىو األظير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب النحر والذبح بالمصمى -حدثني : ثنا الميث : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

كثير بن فرقد ، عن نافع عن ابن عمر ، أن النبي .بالمصمى -أو يذبح -كان ينحر )

عن يحيى بن بكير ، عن ( ( األضاحي ) ) وخرجو في .كان يذبح وينحر بالمصمى : الميث ، وقال فيو

: من رواية عبيد اهلل ، عن نافع ، قال -أيضا -رج وخ .كان عبد اهلل ينحر في المنحر

) .يعني منحر النبي : قال عبيد اهلل وخرج أبو داود من رواية أسامة بن زيد ، عن نافع ،

كان يذبح أضحيتو بالمصمى ) عن ابن عمر ، أن النبي .، وكان ابن عمر يفعمو

.را مختص -وخرجو ابن ماجو .ىو منكر -في رواية حنبل -وقال اإلمام أحمد

وخرج ابن ماجو بإسناد فيو ضعف ، عن سعد القرظ ،

ذبح أضحيتو عند طرف الزقاق طريق بني ) أن النبي .زريق بيده بشفرة

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث المطمب ، عن جابر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" األضحى بالمصمى ، فمما ؟ ) شيدت مع النبي : قال

قضى خطبتو نزل من منبره ، فأتي بكبش فذبحو رسول بسم اهلل ، وباهلل ، واهلل أكبر ، : ) ) بيده ، وقال ) اهلل

( ( .ىذا عني وعمن لم يضح من أمتي .وىذا لفظ الترمذي

إنو لم يسمع من : غريب ، والمطمب يقال : وقال .جابر

وخرج اإلمام أحمد من حديث عبد اهلل بن محمد بن عقيل ، عن عمي بن حسين ، عن أبي رافع ، أن النبي

كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أممحين ، ) فإذا صمى وخطب أتي بأحدىما وىو قائم في مصبله ،

وذكر -فذبحو بنفسو بالمدية ، .الحديث

براء بن عازب ، وقد يعارض ىذه األحاديث حديث الإن أول ما نبدأ بو في يومنا ىذا ) : ) ) وقول النبي

( ( .نصمي ، ثم نرجع فننحر حدثني : وخرج النسائي من رواية عبد اهلل بن سميمان

نافع ، عن عبد اهلل بن. نحر يوم األضحى بالمدينة ) عمر ، أن رسول اهلل

وكان إذا لم ينحر ذبح: قال .بالمصمى اية يجمع بيا بين سائر الروايات ، وأنو كان إذا فيذه الرو

نحر ما ينحر نحره .بالمدينة ، فإن ذبح الغنم ذبحيا بالمصمى

وعمى ىذا ، فتكون رواية البخاري الصحيحة لحديث ابن -( ( بالمصمى -أو ينحر -كان يذبح : ) ) عمر

.بالشك وذبح ابن عمر بالمصمى يدل عمى أنو كان يرى

.لك لئلمام وغيره استحباب ذ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

. يستحب ذلك لئلمام ، منيم مالك [ من ] ومن العمماء .ال نرى ذلك عمى غيره : وقال إشارة إلى أن غيره ال يتأكد في حقو ذلك : وفيو

.كاإلمام لئلمام أن يحضر أضحيتو عند المصمى ؛ : وقال سفيان

لصبلة والخطبة ؛ لئبل يذبح أحد ليذبح حين يفرغ من ا .وذلك من األمر المعروف : قال . قبمو

كان يذبح ) وروى الواقدي بأسانيد لو متعددة ، أن النبي .يوم النحر عند طرف الزقاق ، عند دار معاوية

.وكذلك يصنع األئمة عندنا بالمدينة : ثم قال الواقدي

ن ، أنو رأى عمر عن عمرو بن عثما -أيضا -وروى خطب يوم النحر ، ثم -رحمو اهلل -بن عبد العزيز

أتي بكبش في مصبله ، فذبحو بيده ، ثم أمر بو فقسم عمى

.المساكين ، ولم يحمل إلى منزلو منو شيئا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب كبلم اإلمام والناس في خطبة العيد - .فيو ثبلثة أحاديث

:ل األو ثنا منصور ، : ثنا أبو األحوص : ثنا مسدد -

خطبنا : عن الشعبي ، عن البراء بن عازب ، قال من : ) ) يوم النحر بعد الصبلة ، فقال ) رسول اهلل

صمى صبلتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ، ومن ( ( .نسك قبل الصبلة فتمك شاة لحم

يا رسول اهلل ، واهلل لقد : فقام أبو بردة بن نيار ، فقال نسكت قبل أن أخرج إلى الصبلة ، وعرفت أن اليوم يوم

. أكل وشرب ، فعجمت وأكمت وأطعمت أىمي وجيراني فإن : قال ( ( . تمك شاة لحم ) : ) ) فقال رسول اهلل

عندي عناقا جذعة ، ىي خير من شاتي لحم ، فيل نعم ، ولن تجزي عن أحد: ) ) تجزي عني ؟ قال

( ( .بعدك االستدالل عمى جواز أن : مقصود البخاري بيذا الحديث

يكمم اإلمام أحدا من الناس أو يكممو أحد ، وىو يخطب .لمعيد

أن الكبلم في حالة خطبة العيد قد كرىو : وقد تقدم .الحسن وعطاء ، وأباحو الشافعي وغيره

وروى الشافعي بإسناد ضعيف ، عن عمر بن عبد نو كان يترك المساكين يطوفون يسألون الناس العزيز ، أ

في المصمى في خطبتو األولى يوم األضحى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.والفطر ، فإذا خطب خطبتو األخيرة أمر بيم فأجمسوا وسواء األولى واآلخرة ، أكره ليم المسألة : قال الشافعي

ن فعموا فبل شيء عمييم فييا ، إال ترك الفضل في ، وا .االستماع

باحتو -وعن أحمد .روايتان -في تحريمو وا كبلم اإلمام لمصمحة ، : -عنده -ويستثنى من ذلك

وكبلم من يكممو لمصمحة ، كما قال في خطبة .الجمعة

وىذا الذي في ىذا الحديث من ىذا الجنس ، فبل يستدل .بو عمى إباحة الكبلم مطمقا

:الحديث الثاني ثنا حامد بن عمر ، عن حماد ، عن أيوب ، -

إن رسول اهلل : عن محمد ، أن أنس بن مالك قال صمى يوم النحر ، ثم خطب ، فأمر من ذبح قبل )

: الصبلة أن يعيد ذبحو ، فقام رجل من األنصار ، فقال

بيم: إما قال -يا رسول اهلل ، جيران لي ما قال ني -فقراء : خصاصة ، وا ذبحت قبل الصبلة وا

من شاتي لحم ، [ إلي ] ، وعندي عناق لي أحب .فرخص لو فييا

.وىذا الحديث ، كالذي قبمو في الداللة :الحديث الثالث

ثنا شعبة ، عن األسود ، عن جندب : ثنا مسمم - يوم النحر ، ثم خطب ، ثم ذبح ، ) صمى النبي : ، قال ي فميذبح أخرى مكانيا من ذبح قبل أن يصم: ) ) فقال

( ( .، ومن لم يذبح فميذبح باسم اهلل في االستدالل بيذا الحديث عمى الكبلم في خطبة العيد

:نظر ؛ لوجيين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو ليس فيو التصريح بأن ذلك كان في : أحدىما

.الخطبة فيحتمل أنو قالو قبميا ، أو بعدىا من ىذا ( ( صحيحو ) ) قع في رواية لمسمم في وقد و

: الحديث ما يدل عمى أنو قالو قبل الخطبة ؛ فإنو قال فمم يعد إن صمى وفرغ من صبلتو سمم ، فإذا ىو يرى : لحم أضاحي قد ذبحت قبل أن يفرغ من صبلتو ، فقال

.إلى آخره -( ( من كان ذبح ) ) أنو : ذكروا فيو ولكن رواه غير واحد ، عن شعبة ، ف

.قالو في خطبتو أن ىذا لم يكن خطابا ألحد معين ، وال في : والثاني

الحديث أن أحدا قام إليو فخاطبو ، كما في حديث البراء .وحديث أنس المتقدمين

وحينئذ ؛ فيكون ذكره ليذا في الخطبة من جممة تعميم أحكام األضاحي ، وال شك في أن اإلمام لو أن يعمم

اس في خطبة عيد النحر أحكام األضاحي ، وما الن .يحتاجونو إلى معرفتو منيا

.أيضا -وحديث البراء وأنس يدالن عمى ذلك .وىذا كمو مستحب ، وقد نص عميو الشافعي وأصحابنا

يسن لئلمام أن يعمم الناس في خطبة -أيضا -وقالوا .عيد الفطر حكم إخراج الفطرة

، أنو خطب بالبصرة يوم الفطر وقد روي عن ابن عباس .، فعمم الناس صدقة الفطر

( ( .كتاب العيدين ) ) خرجو ابن شاىين في .ضعف : وفي إسناده خطب ابن عباس : ما روى الحسن ، قال : والصحيح

في آخر رمضان عمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فكأن . أخرجوا صدقة صومكم : منبر البصرة ، فقال من ىاىنا من أىل المدينة ؟ : الناس لم يعمموا ، فقال

.وذكر بقية الحديث -قوموا إلى إخوانكم فعمموىم .خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي

والحسن ، لم يسمع من ابن عباس ، ولم يكن بالبصرة

.يوم خطب ابن عباس : ل وخرج اإلمام أحمد وأبو داود ، من رواية الزىري ، قا

خطب رسول اهلل : قال عبد اهلل بن ثعمبة بن صعير ادوا صاعا من : ) ) الناس قبل الفطر بيومين ، فقال ) .الحديث -( ( بر

.اختبلف كثير عمى الزىري : وفي إسناده ىل لو صحبة ، أم ال ؟: واختمف في عبد اهلل بن ثعمبة

( ( مسائمو ) ) وقد روى عبد اهلل ابن اإلمام أحمد في كان النبي : بإسناده ، عن الزىري عن ابن المسيب

يخطب قبل الفطر بيومين ، ويأمرىم بأداء زكاة الفطر ) .، فيخرجونيا قبل الصبلة

وروى الواقدي بأسانيد لو متعددة ، عن عائشة وابن عمر كان يخطب ) أن النبي : وأبي سعيد حديثا طويبل ، فيو

أمر بإخراج صدقة الفطر قبل أن قبل الفطر بيومين ، في .يغدو إلى المصمى

.دكره ، عنو محمد بن سعد ثنا عمرو بن عثمان : -أيضا -وذكر ابن سعد ، عنو

سمعت عمر بن عبد العزيز بخناصرة : بن ىانئ ، قال ، وىوخميفة ، خطب الناس قبل يوم الفطر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

م الجمعة ، فذكر الزكاة فحض عمييا ، بيوم ، وذلك يو :وقال

: وقال . عمى كل انسان صاع تمرا ومدان من حنطة .انو ال صبلة لمن الزكاة لو ، ثم قسميا يوم الفطر

ويدل عمى أن اإلمام إنما يعمم الناس حكم صدقة الفطر :قبل يوم الفطر

أمر بزكاة الفطر أن تؤدى ) حديث ابن عمر ، أن النبي .خروج الناس إلى الصبلة قبل

.وقد خرجو البخاري في موضع آخر دليل واضح عمى انو كان يامر بذلك قبل يوم : وفيو

الفطر ، واالفكيف كان يأمر بعد الصبلة بأن تؤدى قبل

الصبلة ؟وبقية ما دل عميو ىذه األحاديث ، من الذبح قبل الصبلة

ن أحكام ، ومن األمر لمن ذبح قبميا باالعادة ، ومالجذع من الضأن والمعز موضعو غيرىذا ، ويأتي فيو

.إن شاء اهلل سبحانو وتعالى -

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد -ثنا أبو تميمة يحيى بن واضح ، : حدثنا محمد -

عن فميح بن سممان ، عن سعيد بن الحارث ، عن جابرإذا كان يوم عيد خالف ) كان النبي : بن عبد اهلل ، قال

.الطريق يونس بن محمد ، عن فميح ، عن سعيد ، عن : تابعو

.أبي ىريرة .وحديث جابر أصح

يونس ، عن فميح ، : تابعو : ) ) كذا في بعض النسخ عن سعيد ، عن أبي

.وىي رواية ابن السكن ( ( ىريرة .حو إن ذلك من إصبل: ويقال

يونس بن محمد ، عن : تابعو : ) ) وفي أكثر النسخ فميح ، وحديث جابر

( ( .أصح : أن البخاري قال : وذكر أبو مسعود الدمشقي

: وقال : قال . تابعو يونس بن محمد ، عن فميح ) ) عن فميح ، عن سعيد ، عن أبي : محمد بن الصمت

( ( .ىريرة ، وحديث جابر أصح متابعة يونس ألبي : يعني -ك وىم منو ثم ذكر أن ذل

نما رواه يونس ومحمد بن الصمت ، كبلىما -تميمة ، وا .عن فميح ، عن سعيد ، عن أبي ىريرة

وكذا رواه الييثم بن جميل ، عن فميح ، وأن البخاري ( ( .عن جابر : ) ) أراد أن يونس قال فيو

ن إشارة إلى أن غيرىما خالف في ذكر جابر : وفيو ، وا ذكره أصح ، وما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ذكره أبو مسعود تصريح بذلك .يدل عميو ، واهلل أعمم ( ( وحديث جابر : ) ) وقولو

:أنو اختمف في إسناده عمى فميح : وحاصل األمر محمد بن الصمت : فرواه ، عنو األ كثرون ، منيم عن سعيد بن الحارث : ا والييثم بن جميل وسريج ، فقالو

.، عن أبي ىريرة وخالفيم أبو تميمة يحيى بن واضح ، فرواه عن سعيد بن

.الحارث ، عن جابر .وعند البخاري ، أن ىذا أصح

:وأما يونس بن محمد ، فرواه عن فميح ، واختمف عنو أنو رواه ( ( : جامعو ) ) فذكر البخاري والترمذي في

عن فميح عن سعيد ، عن .جابر ، متابعة ألبي تميمة

وكذا رواه ابن خزيمة وابن حبان في ( ( .صحيحييما ) )

وكذلك خرجو البييقي من رواية محمد بن عبيد اهلل .المنادي ، عن يونس

ىل سمع سعيد بن الحارث : قمت ألحمد : وقد قال مينا .من أبي ىريرة ؟ فمم يقل شيئا

روي عنو ، عن فميح ، أن أبا تميمة : وقد ذكر البييقي .أيضا -عن سعيد ، عن أبي ىريرة

ثم خرجو من طريق أحمد بن عمرو الحرشي ، عن أبي .تميمة كذلك أن أبا تميمة ويونس اختمف عمييما في : فتبين بيذا

أبي ىريرة: ) ) ذكر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عن أبي ) : ) ، وأن اكثر الرواة قال فيو ( ( وجابر أبي ) ) ، ومنيم من اختمف عميو في ذكر ( ( ىريرة

( ( .ىريرة وجابر وقد ذكر اإلمام أحمد ، أنو حديث أبي ىريرة ، وىذا يدل

( ( عن أبي ىريرة : ) ) عمى أن المحفوظ قول من قال .، كما قالو أبو مسعود ، خبلف ما قالو البخاري

.شرط البخاري أحاديث أخر ، ليست عمى : وفي الباب حديث عبد اهلل بن عمر العمري ، عن : ومن أجودىا

أخذ يوم العيد في طريق ) نافع ، عن ابن عمر أن النبي .، ثم رجع من طريق آخر

.خرجو أبو داود أن ابن عمر كان يخرج إلى : وخرجو ابن ماجو ، وعنده

العيد في طريق ، ويرجع في أخرى ، ويزعم أن رسول .يفعمو كان ) اهلل

.لم أسمع ىذا قط : وقد استغربو اإلمام أحمد ، وقال العمري يرفعو ، ومالك وابن عيينة ال : -أيضا -وقال

.يرفعانو .يقفانو عمى ابن عمر من فعمو : يعني

أخا العمري ، عن : يعني -قد رواه عبيد اهلل : قيل لو نافع ، عن ابن عمر ؟

عبد العزيز بن : ل لو من رواه ؟ قي: فأنكره ، وقال .الدراوردي : يعني -محمد

.عبد العزيز يروي مناكير : قال -ىل رواه عن نافع : سألت الدارقطني : وقال البرقاني

:غير العمري ؟ قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

روي عن مالك ، عن : ثم قال . من وجو يثبت ، ال .انتيى . نافع ، ولكن اليثبت

.وقفو دون رفعو : والصحيح عن مالك وغيره .موقوفا -وكذا رواه وكيع عن العمري

وقد استحب كثير من أىل العمم لئلمام وغيره إذا ذىبوا في طريق إلى العيد أن يرجعوا في غيره ، وىو قول

.مالك والثوري والشافعي وأحمد .وألحق الجمعة بالعيد في ذلك

.طريق الذي خرج منو لم يكره ولو رجع من الأن أصحاب : حديث ، فيو ( ( سنن أبي داود ) ) وفي

. .كانوا يفعمون ذلك في زمانو ) رسول اهلل وتكمم الناس في المعنى الذي ألجمو يسحب مخالفة .الطريق ، وكثر قوليم في ذلك ، وأكثره ليس بقوي

وقد روي في حديث عبد الرحمن بن عبد اهلل بن عمر ،كان ) عن أبيو ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي

يغدو من طريق ويرجع من اخر ؛ ليتسع الناس في .الطريق

.وعبد الرحمن ىذا ، ضعيف جدا أنو يخشى كثرة الزحام في : ومعنى االتساع في الطريق

.الطريق األول

.وىذا أحد ما قيل في معناه .ليشيد بو الطريقان : وقيل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ليتصدق عمى من كان فييما من السؤال : وقيل ليكثر التقاء المسممين بعضيم ببعض لمسبلم : وقيل

.والتودد لمتفاؤل بتغير الحال إلى الرضى والمغفرة ؛ فإنو : وقيل

.يرجى لمن شيد العيد أن يرجع مغفورا لو ن ويرجع في كان يغدو في أطول الطريقي: وقيل

.أقصرىما ؛ لتكثر خطاه في المشي إلى الصبلة .وىذا ىو الذي رجحو كثير من الشافعية

:وقد روي في حديث عكس ىذا فرواه سميمان بن أرقم ، عن الزىري ، عن ابن المسيب

وأبو بكر وعثمان إذا ) كان النبي : ، عن أبي ىريرة

خر أبعد خرجوا إلى العيد من طريق رجعوا في طريق آ .منو

.وسميمان بن أرقم ، متروك .وال أصل لحديثو ىذا بيذا اإلسناد

وعمى تقدير أن يكون لو أصل ، فيمكن توجييو بأن القاصد لصبلة العيد ينبغي لو قصدىا من أقرب الطرق

؛ ألنو إن كان أماما فمئبل يطول انتظاره ، وان كان ا ، أو أن مأموما فخشية أن يسبق بالصبلة أو بعضي

يتمكن من صبلتيا في مكان يمكنو االقتداء فيو باإلمام .؛ وليذا شرع لو التبكير ؛ ليقرب من اإلمام

بلة قد أمن ذلك كمو ، فيمشي حيث شاء والراجع من الص، ويسمك أبعد الطرق ، ويقف فييا لحاجتو ولمقاء الناس

.صالح والسبلم عمييم والدعاء ليم ، وغير ذلك من الموقد روي عن جماعة من الصحابة والتابعين ، أنيم كانوا

.يتبلقون يوم العيد ، ويدعو بعضيم لبعض بالقبول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال أبتدئ بو أحدا ، : ورخص فيو اإلمام أحمد ، وقال .فإن قالو لي ، رددت عميو

.الشيرة ما أحسنو ، إال أن يخاف : -مرة -وقال كأنو يشير إلى أنو يخشى أن يشتير المعروف بالدين

.والعمم بذلك ، فيقصد لدعائو ، فيكره لما فيو من الشيرة وقد خرج اإلمام أحمد من حديث المنكدر بن محمد ، : عن أبيو ، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي ، قال

قائما في السوق يوم العيد ، ينظر ) رأيت رسول اهلل الناسو

.يمرون حدثني معاذ بن : ورواه الشافعي ، عن إبراىيم بن محمد

عبد الرحمن التيمي ، عن أبيو ، عن جده ، أنو رأى رجع من المصمى في يوم عيد ، فسمك عمى ) رسول اهلل

التمارين أسفل السوق ، حتى إذا كان عند موضع البركة التي بالسوق قام فاستقبل فج

.ف أسمم ، فدعا ثم انصر فأحب أن يصنع اإلمام مثل ىذا ، وأن : قال الشافعي

.، مستقبل القبمة ) يقف في موضع يدعو اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب إذا فاتو العيد يصمي ركعتين ، وكذلك النساء ، -ىذا ) : ) ) والقرى ؛ لقول النبي ومن كان في البيوت (عيدنا أىل اإلسبلم

. وأمر أنس بن مالك موالىم ابن أبي عتبة بالزاوية ، فجمع أىمو وبنيو ، فصمى بيم كصبلة أىل المصر

.وتكبيرىم أىل السواد يجتمعون في العيد ، يصمون : وقال عكرمة

ركعتين ، كما يصنع اإلمام .وكان عطاء إذا فاتو العيد صمى ركعتين

.ذكر البخاري في ىذا الباب مسائل :أحدىا

من فاتو صبلة العيد مع اإلمام من أىل المصر ، فإنو .يصمي ركعتين

.وحكاه عن عطاء عن أبي حنيفة والحسن وابن سيرين -أيضا -وحكي

ومجاىد وعكرمة والنخعي ، وىو قول مالك والميث .في رواية ، عنو -واألوزاعي والشافعي وأحمد

مام ، أم ىل يصمي ركعتين بتكبيركتكبيراإل: ثم اختمفوا يصمي بغير تكبير ؟

في -فقال الحسن والنخعي ومالك والشافعي وأحمد .يصمي بتكبير ، كما يصمي اإلمام : -رواية

واستدلوا بالمروي عن أنس ، وأنس لم يفتو في المصر بل كان ساكنا خارجا من المصر بعيدا منو ، فيوفي

.حكم أىل القرى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.في رواية عنو -وقد أشار إلى ذلك اإلمام أحمد والقول بانو يصمي كما يصمي اإلمام قول أبي حنيفة

اليكبر إال كما : وأبي بكر بن أبي شيبة ، حتى قال .يكبر اإلمام ، ال يزيد عميو وال ينقص

.في رواية أبي طالب -وكذا قالو اإلمام أحمد انوا يستحبون إذا فات الرجل ك: وعن ابن سيرين ، قال

العيدان أن يمضي إلى الجبان ، فيصنع كما يصنع .اإلمام

أن صميت ذىب إلى : -في رواية األثرم -وقال أحمد ن شاء صمى مكانو .الجبان فصمى ، وا

إذا صمى : -في رواية إسماعيل بن سعيد -وقال ن جير جاز .وحده لم يجيربالقراءة ، وا

المصمي الصبلة الجيرية مفردا ، فمو وىذا عنده حكمصبلىا في جماعة جير بيا بغير إشكال ، كما فعمو

.الميث بن سعد

وقد ذىب جماعة من العمماء إلى أن اإلمام اليجير بالقرأة في صبلة العيدين إال بمقدار ما يسمع من يميو ،

روي ذلك عن عمي ، وىو قول الحسن والنخعي .والثوري

وأبا بكر وعمر كانوا ) عن أن النبي وذكر الحسن ، .يسمعون القراءة في العيدين والجمعة من يمييم

( ( .كتاب العيدين ) ) خرجو المروزي في .وىو قول الثوري في الجمعة والعيدين جميعا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: -في الرواية األخرى -وقال عطاء واألوزاعي وأحمد .فاتو العيد ركعتين بغير تكبير يصمي من

ىذه الرواية ، حكاىا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في ( ( .الشافي ) ) كتاب

.إنما التكبير مع الجماعة : وقال أحمد

وجعمو أبو بكر عبد العزيز كالتكبير خمف المكتوبة في .أيام التشريق

وروى حنبل ، عن أحمد ، أنو مخير ، إن شاء صمى ن شاء صمى بغير تكبير بتكبي .ر ، وا

من فاتتو صبلة العيد مع اإلمام صمى : وقالت طائفة .أربع ركعات

.روي ذلك عن ابن مسعود من غير وجو وسوى ابن مسعود بين من فاتتو الجمعة ، ومن فاتو

.يصمي أربعا : -في كل منيما -العيد ، فقال .واحتج بو اإلمام أحمد ن المنذر لو ؛ فإنو روي بأسانيد وال عبرة بتضعيف اب

.صحيحة في رواية أخرى ، -وىذا قول الشعبي والثوري وأحمد

، وىي اختيار أبي بكر عبد العزيز بن جعفر من -عنو أصحابنا ، بناء عمى اختيارىم اشتراط الجماعة لمعيد

.واالستيطان ، ويكون األربع عيدا .نص عميو أحمد في رواية الميموني

إن أدرك تشيد الجمعة : ا يشبو قول ابن شاقبل وىذ .يصمي أربعا ، وىي جمعة لو ، كما سبق ذلك

وعمى ىذا ، فيصمي وحده من غير جماعة ، نص عميو أحمد في رواية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

محمد بن .الحكم ، وكذا ذكره أبو بكر عبد العزيز

نما يصمي في جماعة إذا قمنا يصمي صبلة العيد : وا .عمى صفتيا

وىل يصمي األربع بسبلم واحد ، أو يخير بين ذلك وبين صبلتيا بسبلمين ؟

.فيو عن أحمد روايتان واختار أبو بكر صبلتيا بسبلم واحد ، تشبييا لصبلتيا

.بصبلة من تفوتو الجمعة

.يخير بين أن يصمي ركعتين أو أربعا : وعن أحمد .وري الذي حكاه أصحابو ، عنو وىذا مذىب الث

واستدل أحمد ، بأنو روي عن أنس ، أنو صمى ركعتين .، وعن ابن مسعود أنو صمى أربعا

وكذلك روي عن عمي ، أنو أمر من يصمي بضعفة .الناس في المسجد أربعا ، وال يخطب بيم

وروي أحمد بن القاسم ، عن أحمد الجمع بين فعل أنس إن صمى من : وجو آخر ، وىو وقول ابن مسعود عمى

فاتو العيد جماعة صمى كصبلة اإلمام ركعتين ، كما ن صمى وحده صمى أربعا ، كما قال ابن فعل أنس ، وا

.مسعود إن صبلىا في بيتو صبلىا أربعا كالظير : وقال إسحاق

ن صبلىا في المصمى صبلىا ركعتين بالتكبير ؛ ، وا الناس في المسجد أن ألن عميا أمر الذي يصمي بضعفة

يصميأربعا ، ركعتين مكان صبلة العيد ، وركعتين مكان

خروجيم إلى الجبان ، كذا رواه حنش بن المعتمر عن

.عمي واعمم ؛ أن االختبلف في ىذه المسألة ينبني عمى أصل

أن صبلة: ، وىو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ذن اإلمام ؟ىل يشترط ليا العدد واال: العيد ستيطان وا

.فيو قوالن لمعمماء ، ىما روايتان عن أحمد وأكثر العمماء ، عمى أنو اليشترط ليا ذلك ، وىو قول

.مالك والشافعي سحاق .أنو يشترط ليا ذلك : ومذىب أبي حنيفة وا

يصمييا المنفرد لنفسو في السفر : فعمى قول األولين والحضر والمرأة والعبد ومن

.تو ، جماعة وفرادى فاتلكن ال يخطب ليا خطبة اإلمام ؛ ألن فيو افتئاتا عميو ،

.وتفريقا لمكممة

اليصمييا إال اإلمام أو من أذن لو : وعمى قول اآلخرين ، وال تصمى إال كما تصمى الجمعة ، ومن فاتتو ، فإنو

اليقضييا عمى صفتيا ، كما اليقضي الجمعة عمى .صفتيا :وا ثم اختمف

التقضى بالكمية ، بل تسقط : فقال أبو حنيفة وأصحابو نما ، وال يصمي من فاتتو مع اإلمام عيدا أصبل ، وا

ن شاء يصمي تطوعا مطمقا ، إن شاء صمى ركعتين ، وا صمى .أربعا

سحاق بل تقضى كما قال ابن مسعود : وقال أحمد وا .وغيره من الصحابة

يصمييا اإلمام والناس وليست العيد كالجمعة ؛ وليذامعو إذا لم يعمموا بالعيد إال من آخر النيار من غد يوم

الفطر ، والجمعة ال تقضى بعد خروج وقتيا ، وألن الخطبة ليست شرطا ليا ، فيي كسائر الصموات ،

.بخبلف الجمعة

تقضى إذا فاتت مع اإلمام ، لم يختمفوا : والذين قالوا اقيا أنيا تقضى ما دام وقتيا ب

فإن خرج وقتيا ، فيل تقضى ؟ .ال تقضى : قال مالك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وعن الشافعي قوالن .إنما تقضى : والمشيور عندنا

.أنيا التقضى : وخرجوا فييا رواية اخرى ىل تقضى في غير : أن السنن الرواتب : وأصل ذلك

وقتيا ، أم ال ؟وروايتان عن أحمد ؛ فإن فرض العيد يسقط وفيو قوالن ،

.بفعل اإلمام ، فيصير في حق من فاتتو سنة ولو أدرك اإلمام وقد صمى وىو يخطب لمعيد ففيو

:أقوال

أنو يجمس فيسمع الخطبة ، ثم إذا فرغ اإلمام : أحدىا صمى قضاء ، وىو قول األوزاعي والشافعي وأبي ثور ،

.أيضا -ونص عميو أحمد أنو يصمي واإلمام يخطب ، كما يصمي الداخل : ثاني وال

في خطبة الجمعة واإلمام يخطب ، وىو قول الميث ؛ .لكن الميث صمى العيد بأصحابو واإلمام يخطب

إن كان اإلمام يخطب في المصمى ، : وقال الشافعية جمس واستمع ؛ ألنو مالم يفرغ من الخطبة فيو في

يما بقي منو ، وال يشغل عنو شعار اقامة العيد ، فيتابع فن كان يخطب في المسجد ؛ فإنو يصمي بالصبلة ، وا

.قبل أن يجمس :ثم ليم وجيان

يصمي تحية المسجد ، كالداخل يوم الجمعة ، : أحدىما .أيضا -وىو قول بعض أصحابنا

يصمي العيد ؛ ألنيا آكد ، وتدخل التحية ضمنا : والثاني يوم الجمعة وعميو صبلة وتبعا ، كمن دخل المسجد

.الفجر ؛ فإنو يقضييا وتدخل التحية تبعا

أن استماع الخطبة من : ووجو قول األوزاعي وأحمد كمال متابعة اإلمام في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىذا اليوم ، فإذا فاتت الصبلة معو لم يفوت استماع عة ؛ ألن الخطبة ، وليس كذلك الداخل في خطبة الجم

.المقصود االعظم الصبلة ، وىي التفوت بالتحية :المسألة الثانية

صبلة النساء في بيوتين في المصر ، وكذلك المريض .ونحوه

ىل يشترط ليا العدد : وىذا مبني عمى أن صبلة العيد ذن اإلمام ، أم ال ؟ واالستيطان وا

ة ال يشترط ذلك جوز لممرأة أن تصمي صبل: فمن قال العيد في بيتيا عمى وجييا ، وكذلك المريض ، بل يجيز

ذلك لكل من تخمف في بيتو ، أن يصمي كما يصمي

اإلمام ، وال سيما إن كان يقول مع ذلك أن صبلة .العيدين سنة ، كما يقولو الشافعي وغيره

فإذا : -في المسافر يدركو األضحى -وقال الحسن .، ويضحي إن شاء طمعت الشمس صمى ركعتين

ذن اإلمام ، فبل يرى لمن وأما من يشترط ليا العدد وا تخمف في بيتو أن يصمي صبلة العيد عمى وجييا ، بل

، عمى ما -أو أربعا -يصمي ركعتين بغير تكبير .سبق

سحاق يصمين في : -في النساء -قال الثوري وا .بيوتين أربعا

.بحال ، كما تقدم التقضي: وعند أبي حنيفة وأصحابو :المسألة الثالثة

ىل يصمون العيد في قراىم كما يصمي : أىل القرى اإلمام في المصر ونوابو في األمصار ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وقد حكى عن عكرمة ، أنيم يصمونيا كصبلة أىل

.األمصار ن ثنا شعبة ، ع: ثنا محمد بن جعفر : قال اإلمام أحمد

قتادة ، عن عكرمة ، في القوم يكونون في السواد في فيجتمعون ، : سفرتيم عيد فطر أو أضحى ، قال

.فيصمون ، يؤميم أحدىم وقد تقدم أن جميور العمماء عمى أن الجمعة تقام في

.القرى ، فالعيد أولى في رواية -لكن من يشترط العدد لصبلة العيد ، كأحمد

سحاق ، يقول - د أن يكون في القرية أربعون الب: وا .رجبل كالجمعة ن لم يخطب بيم صموا أربعا : قال إسحاق -أيضا -وا

ذا لم تكن خطبة فميس بعيد : قال .وا وذىب أبو حنيفة وأصحابو إلى أنو العيد إال في مصر

.جامع ، كقوليم في الجمعة نما وال خبلف أنو يجب عمى أىل القرى والمسافرين ، وا

في صحة فعميا منيم ، واألكثرون عمى صحتو الخبلف .وجوازه

ويستدل لذلك بفعل أنس بن مالك ؛ فإنو كان يسكن .خارجا من البصرة عمى أميال منيا

فيما رواه عنو ابنو عبد اهلل في -فروى اإلمام أحمد أنا: ثناىشيم : -( ( مسائمو ) )

و عبيد اهلل بن أبي بكر ، عن جده أنس بن مالك ، أنكان إذا لم يشيد العيد مع الناس بالبصرة ، وكان منزلو بالطف جمع أىمو وولده ومواليو ، ثم يامر مواله عبد اهلل

يكبر بيم تسع : قال . بن أبي عتبة أن يصمي بيم تكبيرات ، خمس في األولى ، وأربع في اآلخرة ، ويوالي

.بين القراءتين تفوتو صبلة فيمن -وروى محمد بن الحكم ، عن أحمد

يجمع: -العيد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أىمو

وولده ، كما فعل أنس ، ويكبر تسع تكبيرات في .الركعتين ، ويوالي بين القراءتين

وىذا يدل عمى أنو أخذ بجميع ما روي عن أنس فيمن تفوتو صبلة العيد مع

ك ، وأنو اإلمام ، سواء كان لبعده عن اإلمام أو لغير ذل .يكبر تسع تكبيرات في الركعتين ، ويوالي بين القراءتين وىذا خبلف مذىبو في تكبير اإلمام ونوابو في االمصار ، فإنو يرى أنيم يكبرون في األولى سبع تكبيرات ، وفي

.الثانية خمس تكبيرات :وفي مواالتو بين القراءتين روايتان عنو

.ءة في الركعتين أنو يكبر قبل القرا: أشيرىما واختارىا أبو بكر بن . أنو يوالي بينيما : والثانية .جعفر

فأما التكبير في االولى سبعا وفي الثانية خمسا ، وىو قول جميور العمماء ، وقد روي عن عمر وعثمان وعمي

وابن عمر وابن عباس وأبي ىريرة ، عن عمر بن عبد : ، وقال العزيز وسعيد بن جبير ومجاىد والزىري

.مضت السنة بو .وحكاه ابن أبي الزناد عن فقياء المدينة السبعة

وىو قول مكحول وربيعة والميث واألوزاعي ومالك سحاق وداود .والشافعي وأحمد وا

ابن المديني وابن أبي شيبة : وأكثر أىل الحديث ، منيم .وأبو خثيمة وسميمان بن داود الياشمي وغيرىم

ىل يكبر في األولى سبعا غير تكبيرة : ولكن اختمفوا افتتاح الصبلة ، أم بيا ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يحسب منيا تكبيرة االفتتاح : فقال مالك وأحمد .وروي ذلك عن ابن عباس صريحا

.ال يحسب منيا : وقال الشافعي

.وعن الميث واألوزاعي قوالن ، كالمذىبين يكبر في األولى خمسا بتكبيرة االفتتاح ، : وقالت طائفة

وفي الثانية أربعا بعد .القراءة ، بتكبيرة الركوع

سحاق ، وىو قول سفيان روى ذلك عن ابن مسعود وا .وأىل الكوفة

.في رواية عنو -وروي عن ابن عباس وفي عدد التكبير أقوال متعددة لمسمف ، فيو احاديث

لم يخرج منيا البخاري شيئا ، -أيضا -مرفوعة معددة .، وليس منيا عمى شرطو شيء

: وقد روى ىارون بن عبد اهلل ، عن أحمد ، أنو قال ليس يروى في التكبير في العيدين حديث صحيح عن

) .النبي .ذكره الخبلل

.وروى حرب ، عن أحمد قريبا من ذلك ىل صح فيو عن : وسألت ابن المديني : قال حرب

حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيو ، : ؟ قال )النبي

-ويروى عن أبي ىريرة : قال ) عن جده ، عن النبي .انتيى . صحيح -من قولو

، عن البخاري ، أنو ( ( عممو ) ) وحكى الترمذي في .صحح ىذا الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

. أنا اذىب إليو: -في رواية -وقال أحمد وأبو داود وابن ماجة ( ( المسند ) ) وقد خرجو في

أن التكبير في األولى : بألفاظ مختمفة ، ومعناىا واحد .سبع ، وفي الثانية خمس

.أن القراءة بعدىما : وفي رواية أحمد وأبي داود وقد استوفينا األحاديث في ذلك ، والكبلم عمييا في

بحمد( ( شرح الترمذي ) ) .نو اهلل وم

التكبير في العيدين : ونقل الميموني ، عن أحمد ، قال

سبعا في األولى وخمسا ، وقد اختمف أصحاب رسول .في التكبير ، وكمو جائز ) اهلل

وىذا نص منو عمى أنو يجوز التكبير عمى كل صفة ن كان االفضل رويت عن الصحابة من غير كراىة ، وا

.الثانية عنده سبعا في األولى وخمسا في ورجح ىذا ابن عبد البر ، وجعمو من االختبلف المباح ،

.كأنواع األذان والتشيدات ونحوىا :ثم خرج البخاري في ىذا الباب

حديث عائشة في الجاريتين المتين كانتا عندىا - .تدففان وتغنيان

سنة العيدين ألىل : باب ) ) وقد ذكرنا لفظو في دعيما يا أبا بكر ؛ فإنيا : ) ) إلى قولو ( ( اإلسبلم .وتمك األيام أيام منى ( ( أيام عيد :وزاد فيو

يسترني ، وأنا ) رأيت النبي : وقالت عائشة - أنظر إلى الحبشة ، وىم يمعبون في المسجد فزجرىم

-( ( دعيم ، أمنا بني أرفدة ) : ) ) عمر ، فقال النبي .من األمن : يعني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خرجو عن يحيى بن بكير ، عن الميث ، عن عقيل ، .عن الزىري ، عن عروة ، عن عائشة

ولكن ؛ ليس فيو المفظ الذي احتج بو في أول الباب ، ، إنما خرجو ( ( ىذا عيدنا أىل اإلسبلم : ) ) وىو قولو

.كما تقدم ( ( سنة العيدين : باب ) ) بيذا المفظ في ، ولم أجده بيذه ( ( أىل اإلسبلم : ) ) وليس فيو لفظة

نما تعرف ىذه الزيادة في شيء من الكتب الستة ، وا ) : المفظة في حديث عقبة بن عامر ، عن النبي

يوم عرفة ، ويوم النحر وأيام منى عيدنا أىل ) ) ( ( .اإلسبلم

أن : ووجو االستدالل بو عمى ما بوب عميو البخاري

جعل العيد عاما ألىل اإلسبلم كميم ، فدل عمى ) النبي أنيم يشتركون فيمايشرع فيو جميعيم ، رجاليم

ونساؤىم ، أىل أمصارىم ، وأىل قراىم فتكون صبلة .العيد مشروعة لجميعيم من غير تخصيص ألحد منيم

أنا ال أمنع ذلك ، وال أن : والمنازع في ذلك قد يقول إذا صبلىا اإلمام أو نائبو يشيد العيد جميع المسممين

في المصمى ، فأما اإلنفراد بصبلتيا آلحاد الناس في بيوتيم ، فيذا لم ينقل عن أحد من السمف فعمو ، ولو

.كان مشروعا لما تركوه ، ولو فعموه لنقل أن : وأيضا ؛ فمما يدل عمى أن االستيطان يعتبر ليا

ع كثرة أسفاره ، وقد لم يفعميا قط في اسفاره م ) النبي ادركو عيد النحر بمنى ، وأدركو عيد الفطر في غزوة

الفتح وىو مسافر ، ولم ينقل أنو صمى العيدين في شيء من أسفاره ، ولو فعل ذلك لما أىمل

. نقمو ؛ لتوفر الدواعي عمى نقمو ، وكثرة الحاجة إليو .أعمم ) واهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنيا : وأيضا ؛ فالحديث إنما ورد في ايام منى ، وظاىره .أيام التشريق

إن يوم النحر يدخل فييا ، فبل يمزم من كونيا : ولو قيل عيدا لممسممين جميعا أن يشترك المسممون جميعيم في كل ما يشرع فييا ؛ فإنو يشرع فييا لمحاج ما ال يشرع

يمتنع أن يشرع ألىل لغيرىم من أىل األمصار ، فبلاألمصار االجتماع عمى ماال يشرع لغيرىم بإنفرادىم ،

.أعمم ) واهلل . كالنساء والمسافرين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الصبلة قبل العيد وبعدىا -كره : سمعت سعيدا ، عن ابن عباس : وقال أبو المعمى .الصبلة قبل العيد

أخبرني عدي بن : ثنا شعبة : بو الوليد حدثنا أ - سمعت سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، : ثابت ، قال خرج يوم عيد الفطر ، فصمى ركعتين ، ولم ) أن النبي

.يصل قبميا وال بعدىا ، ومعو ببلل يحيى بن ميمون الكوفي ، : ، ىو ( ( أبو المعمى ) )

.ثقة مشيور الصبلة يوم ) النبي وقد اختمف الناس في معنى ترك

ألنو كان إماما ، : فمنيم من قال : العيد قبميا وبعدىا واإلمام اليتطوع موضع صبلة العيد قبميا وال بعدىا ؛ ذا ألن حضوره كاقامة الصبلة ، فبل يتطوع بعده ، وا

خطب انصرف وانصرف الناس معو ، فمو صمى فمربما .احتبس الناس لو ، وفيو مشقة

سميمان بن حرب وطائفة : يل جماعة ، منيم وىذا تأو .من الشافعية وغيرىم

إنما لم يصل قبميا وال : وأنكر ذلك اإلمام أحمد ، وقال .بعدىا ؛ ألنو ال صبلة قبميا وال بعدىا

لم ) واستدل بأن ابن عباس وابن عمر رويا أن النبي

يصل قبميا وال بعدىا وكرىا الصبلة قبميا وبعدىا بما روياه ، فعميم أنيما فيما مما روياه كراىة استدالال

.الصبلة قبميا وبعدىا ، وىما أعمم بما رويا فأما كراىة ابن عباس ، فقد ذكره البخاري تعميقا ، وروي

.عنو من وجوه أخر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، فمن رواية أبان بن عبد [ ] وأما حديث ابن عمر بجمي ، عن أبي بكر بناهلل ال

حفص ، عن ابن عمر ، أنو خرج يوم عيد فطر ، ولم .فعمو ) يصل قبميا والبعدىا ، وذكر أن النبي

.خرجو اإلمام أحمد والترمذي .حسن صحيح : وقال

ىو : عن البخاري ، أنو قال ( ( عممو ) ) وحكى في .حديث صحيح ، وأبان البجمي صدوق

صدوق : معين ، وقال أحمد وأبان ىذا ، وثقو ابن .صالح الحديث

وروى مالك وغيره ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان .ولم يرفعو -ال يصمي قبل العيد وال بعدىا

.وكذا رواه عبد اهلل بن دينار ، عن ابن عمر روي عن ابن عمر وابن عباس : قال اإلمام أحمد

ميا وال وسممة بن األكوع وبريدة ، أنيم لم يصموا قب .انتيى . بعدىا .عن عمي وجابر وابن أبي أوفى -أيضا -وروي

ما عممنا أحدا كان يصمي قبل خروج : وقال الزىري .اإلمام يوم العيد وال بعده

.ذكره عبد الرزاق ، عن معمر ، عنو وخرجو جعفر الفريابي من رواية يونس ، عن الزىري ،

لم يبمغنا أن: قال

(/)

"""""" صفحة رقم """" ""كان يسبح يوم الفطر ) احدا من أصحاب النبي

واألضحى قبل الصبلة وال بعدىا ، إال أن يمر منيم مار .، فيسبح فيو ) بمسجد رسول اهلل

: وخرجو األثرم من رواية الزبيدي ، عن الزىري ، قال لم أسمع أحدا من عممائنا يذكر عن أحد من سمف ىذه

.نو كان يصمي قبميا وال بعدىا األمة ، أوكان عمر بن عبد العزيز ال يسبح قبميا وال بعدىا ، ويبكر بالخروج إلى الخطبة والصبلة ، كما ال يصمي

.أحد قبميا .وحكى اإلمام أحمد ىذا القول عن أىل المدينة

أتيت المدينة وىم متوافرون ، : وروي عن الشعبي ، قال .ء يصمي قبميا وال بعدىا فمم أر أحدا من الفقيا

.خرجو الفريابي سحاق .وىو قول مالك وأحمد وا .وحكاه الترمذي عن الشافعي

وىؤالء ، منيم من كان ينيى عن الصبلة قبميا ، ويزجر

.عنو ، وروي عن أبي قتادة األنصاري وحذيفة وغيرىما ومنيم من كان يخبر بأنو ليس من السنة ، وال ينيى

) .مي بن أبي طالب عنو ، ومنيم عوحكى اإلمام أحمد عن أىل البصرة ، أنيم رجعوا في

الصبلة قبميا وبعدىا ، روي عن أنس وأبي برزة االسممي والحسن وأخيو سعيد وجابر بن زيد وأبي بردة بن أبي

.موسى ، وىو المشيور عن الشافعي عن أنس -في رواية األثرم -وقد حكاه اإلمام أحمد

.وأبي برزة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نا : -في رواية ابنو عبد اهلل -وروى اإلمام أحمد نا سعيد ، عن: محمد بن جعفر

قتادة ، أن أبا برزة األسممي وأنس بن مالك والحسن وعطاء بن يسار ، كانوا ال يرون بالصبلة قبل اإلمام وال

.بعده بأسا داناج ، أنو رأى أبا بردة وقد خرج البييقي من رواية ال .يصمي يوم العيد قبل اإلمام

، أن من حكاه عنة ( ( شرح الميذب ) ) فظن صاحب .أبي برزة األسممي فقد وىم وصحف ، وليس كما قال

ورخصت طائفة أخرى في الصبلة بعدىا دون ما قبميا ، .وحكاه اإلمام أحمد عن أىل الكوفة .وقد روي عن عمي من وجو ضعيف

.وعن ابن مسعود وأصحابو وعن ابن أبي ليمى والنخعي والثوري وأبي حنيفة

.واألوزاعي وفرقت طائفة بين أن يصمي العيد في المصمى ، فبل يصمي قبميا وال بعدىا ، وبين أن يصمي في المسجد فيصمي قبميا وبعدىا ، وىو قول الميث ، ورواية عن

.مالك .سواىا ( ( تيذيب المدونة ) ) ولم يذكر في

.وعنو ، الرخصة أن يصمي قبميا في المسجد خاصة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا كمو في حق غير اإلمام ، فأما اإلمام فبل نعمم في .كراىة الصبلة لو خبلفا قبميا وبعدىا

وكل ىذا في الصبلة في موضع صبلة العيد ، فأما الصبلة في غير موضع صبلة

د ، كالصبلة في البيت أو في المسجد ، إذا صميت العيال تكره الصبلة فيو : العيد في المصمى ، فقال أكثرىم

.قبميا وبعدىا .روي ذلك عن بريدة ورافع بن خديج

، أنيم ) وذكره عباس بن سيل ، عن أصحاب النبي .كانوا يفعمونو

.وكان عروة يفعمو عد العيد في وروي عن ابن مسعود ، أنو كان يصمي ب

.بيتو

سحاق .وىو مذىب أحمد وا وروى عبد اهلل بن محمد بن عقيل ، عن عطاء بن يسار

كان ال يصمي قبل العيد ) ، عن أبي سعيد ، أن النبي .شيئا ، فإذا رجع إلى منزلو صمى ركعتين

خرجو اإلمام أحمد وابن ماجو وابن خزيمة في .والحاكم ( ( صحيحو ) ) .زيزة ، بإسناد صحيح سنة ع: وقال

.كذا قال ؛ وابن عقيل مختمف فيو .ال صبلة يوم العيد حتى تزول الشمس : وقالت طائفة

.وصح عن ابن عمر ، أنو كان يفعمو وعن كعب بن عجرة ، أنو أنكر عمى من صمى بعد

العيد في المسجد ، وذكر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىاتان الركعتان سبحة ىذا : وقال أنو خبلف السنة ،

.اليوم حتى تكون الصبلة تدعوك واختار ىذا القول أبو بكر اآلجري ، وأنو تكره الصبلة

.يوم العيد حتى تزول الشمس ، وحكاه عن أحمد .وحكايتو عن أحمد غريبة التصمي قبل العيد ، ولو : وعند أحمد وأكثر أصحابو

.زوال وقت النيي صميت في المسجد ودخل إليو بعدلو كان : -في رواية أحمد بن القاسم -وسئل أحمد

: ىل يصمي ؟ قال : عمى رجل صبلة في ذلك الوقت فإن يكن : قيل لو . أخاف أن يقتدي بو بعض من يراه

.ال أكرىو ، وسيل فيو : ممن يقتدى بو ؟ قال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

كتاب الوتر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بسم اهلل الرحمن الرحيم أبواب الوتر

باب ما جاء في الوتر - :فيو أربعة أحاديث

:الحديث األول

ع انا مالك ، عن ناف: حدثنا عبد اهلل بن يوسف - وعبد اهلل بن دينار عن ابن عمر ، أن رجبل سأل النبي

صبلة الميل ) : ) ) عن صبلة الميل ، فقال رسول اهلل ) مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح ، صمى ركعو

( ( .واحدة ، توتر لو ما قد صمى وعن نافع ، أن عبد اهلل بن عمر كان يسمم بين -

.، حتى يأمر ببعض حاجتو الركعة والركعتين في الوتر : يعني -( ( صبلة الميل مثنى مثنى ) : ) ) وقولو

.ركعتين ركعتين انو يسمم في كل ركعتين ، وبذلك فسره ابن : والمراد .عمر

( ( .صحيحو ) ) أخرجو مسمم في ويدل بمفيومو عمى أن صبلة النيار ليست كذلك ، وأنو

.يجوز أن تصمى أربعا

(/)

"""""" صفحة رقم """ """يصمي -وىو راوي الحديث -وقد كان ابن عمر

.بالنيار أربعا ، فدل عمى أنو عمل بمفيوم ما روى فروى يحيى األنصاري وعبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ،

، ال ( ( بأربع ) ) أن ابن عمر كان يتطوع بالنيار .يفصل بينين

يث المروي ، عن وبيذا رد يحيى بن معين وغيره الحدصبلة الميل والنيار : ) ) قال ) ابن عمر ، عن النبي

( ( .مثنى مثنى خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجو ، من رواية شعبة ، عن يعمى بن عطاء ، عن عمي االزدي ،

.عن ابن عمر وقد أعمو الترمذي ، بأن شعبة اختمف عميو في رفعو

.ووقفو .أن شعبة كان يتييبو : ام أحمد وذكر اإلم

وأعمو ابن معين وغيره ، بأن أصحاب ابن عمر الحفاظ صبلة الميل مثنى ) : ) ) رووا كميم ، عنو ، عن النبي

، من غير ذكر النيار ، أكثر من خمسة ( ( مثنى .عشر نفسا ، فبل يقبل تفرد عمي االزدي بما يخالفيم

عن ابن عمر ، أنو وأعمو اإلمام أحمد وغيره بأنو رويكان يصمي بالنيار أربعا ، فمو كان عنده نص عن النبي

.لم يخالفو ) .في حديث األزدي -في رواية ، عنو -وتوقف أحمد

.إسناده جيد ، ونحن ال نتقيو : -مرة -وقال -أيضا -وقد روي ، عن ابن عمر موقوفا عميو

( ( .صبلة الميل والنيار مثنى مثنى ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.من وجو آخر -مرفوعا -وروي عنو .إنو ليس بمحفوظ : وقيل

.قالو الدارقطني وغيره صبلة : وذكر مالك ، أنو بمغو ، أن ابن عمر كان يقول

.الميل والنيار مثنى مثنى ، يسمم من كل ركعتين ة والميل صبل) : ) ) ال مفيوم لقولو : من يقول : قمت

إن ذكر الميل إنما كان جوابا : يقول ( ( مثنى مثنى لسؤال سائل ، سأل عن صبلة الميل ، ومثل ىذا يدفع

.واهلل سبحانو وتعالى أعمم . أن يكون لو مفيوم معتبر عمى ( ( أبواب صبلة التطوع ) ) وقد بوب البخاري في

صبلة النيار مثنى) ) أن إن شاء اهلل -يو في موضعو ، ويأتي الكبلم ف( ( مثنى .تعالى

.والكبلم ىنا في صبلة الميل يدل عمى أن التطوع بالميل كمو مثنى : وىذا الحديث

.مثنى ، سوى ركعة الوتر ، فإنيا واحدة وقد عارض ىذا حديث عائشة الذي خرجو مسمم ، خرجو من طريق ىشام بن عروة ، عن أبيو ، عن

ي من الميل ثبلثكان يصم) عائشة ، أن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عشرة ركعة ، يوتر في ذلك بخمس ، ال يجمس في شيء .منين ، إال في آخرىن

.وقد تكمم في حديث ىشام ىذا غير واحد مذ صار : وقال . قد أنكر مالك : قال ابن عبر البر

.ىشام إلى العراق أتانا عنو ما لم يعرف منو كان يوتر : ) ) و األثرم ، بأن يقال في حديثو وقد أعم .، كذا رواه مالك وغيره عن الزىري ( ( بواحدة

ورواه عمرو بن الحارث ويونس ، عن الزىري ، وفي يسمم من كل ركعتين ، ويوتر : ) ) حديثيما ( ( .بواحدة

.أيضا -وقد خرجو مسمم من طريقيما .ن الزىري وكذا رواه ابن أبي ذئب واألوزاعي ، ع

خرج حديثيما أبو داود وقد روى ىذا الحديث عن عائشة غير واحد : قال األثرم

، لم يذكروا في حديثيم ما ذكره ىشام عن أبيو ، من

.سرد الخمس يوتر : ) ) ورواه القاسم ، عن عائشة ، في حديثو

( ( .بواحدة ولم يوافق ىشاما عمى قولو إال ابن إسحاق ، فرواه عن

مد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، عن مح .بنحو رواية ىشام -عائشة

.وخرجو أبو داود من طريقو كذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" سعد بن ىشام ، عن عائشة ، واختمف -أيضا -ورواه

:عميو فيو فخرجو مسمم من رواية قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن

، ) شام ، أنو سال عائشة عن وتر النبي سعد بن ىكان يصمي تسع ركعات ، ال يجمس إال في : فقالت

الثامنة ، فيذكر اهلل ويحمده ويدعوه ، ثم ينيض وال يسمم

، ثم يقوم فيصمي ركعة ، ثم يقعد ، فيذكر اهلل ويحمده ويدعوه ، ثم يسمم تسميما يسمعنا ، ثم يصمي ركعتين

د ، فتمك إحدى عشرة ركعة ، فمما بعدما يسمم وىو قاعوأخذه المحم أوتر بسبع ، وصنع في ) أسن نبي اهلل

.الركعتين مثل صنيعو األول ، فتمك تسع يا بني أن قتادة اخبره سعد بن ىشام بيذا ، : وفي رواية لو .وكان جارا لو

كان يصمي ) أنو : وقد خرجو أبو داود بمفظ آخر ، وىو جمس فيين إال عند الثامنة ، فيجمس ثمان ركعات ، ال ي

فيذكر اهلل ، ثم يدعو ، ثم يسمم تسميما ، ثم يصمي ركعتين وىو جالس بعدما يسمم ، ثم يصمي ركعة ، فتمك

.إحدى عشرة ركعة أنو كان يصمي الركعتين جالسا قبل : وفي ىذه الرواية

.الوتر ، ثم يوتر بعدىا بواحدة .م وىذا يخالف ما في رواية مسم

ورواه سعد بن ىشام ، عن عائشة ، واختمف عميو في

:لفظو .بواحدة : الوتر بتسع ، وروى عنو : فروي عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان النبي : ورواه أبان عن قتادة بيذا اإلسناد ، ولفظو .يوتر بثبلث ، وال يقعد إال في آخرىن )

.رواية خطأ فيذه ال: قال اإلمام أحمد .يشير إلى إنيا مختصرة من رواية قتادة المبسوطة وقد روي في ىذا المعنى من حديث ابن عباس وأم

.سممة .وقد تكمم األثرم في إسنادىما

وطعن البخاري في حديث أم سممة بانقطاعو ، وذكر أن .حديث ابن عمر في الوتر بركعة أصح من ذلك

ن عباس في وصفو وكذلك الروايات الصحيحة عن اب: ليمة بات عند خالتو ميمونة ، يدل عميو ) صبلة النبي

.من كل ركعتين وأوتر بواحدة ) أنو فميذا رجحت طائفة حديث ابن عمر وابن عباس ،

ال يصمي بالميل إال مثنى مثنى ، ويوتر : وقالوا .بواحدة

.وىذه طريقة البخاري واألثرم ل الحجاز ، وبعض ىو قول أى: وقال ابن عبد البر

أىل العراق ثم حكى عن مالك والشافعي وابن أبي ليمى وأبي يوسف

ومحمد ، أن صبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الميل مثنى مثنى إن شئت : وقال أبو حنيفة في صبلة الميل : قال

ن شئت ستا وثمانيا ، وال ن شئت أربعا ، وا ركعتين ، وا .آخرىن تسمم إال في

صبلة الميل ما شئت ، : وقال الثوري والحسن بن حي .بعد أن تقعد في كل ركعتين وتسمم في آخرىن

أن العمل عند أىل ( ( كتابو ) ) وحكى الترمذي في .العمم عمى أن صبلة الميل مثنى مثنى

وىو قول سفيان وابن المبارك والشافعي وأحمد : قال سحاق .وا

غيره عن ابن عمر وعمار ، وعن وحكاه ابن المنذر و الحسن وابن سيرين والشعبي والنخعي وسعيد بن جبير

.وحماد ومالك واألوزاعي : في صبلة الميل والنيار : وحكي عن عطاء ، أنو قال

.يجزئك التشيد وىذا يشبو ما حكاه ابن عبد البر ، عن الثوري والحسن

.بن حي ة ، وأنو يخرج وىو مبني عمى أن السبلم ليس من الصبل

.منيا بدونو ، كما سبق ذكره .وقد روي عن النخعي نحوه

ومذىب سفيان الذي حكاه أصحابو أنو ال بأس أن

يصمي بالميل والنيار أربعا أو ستا أو أكثر من ذلك ، ال .يفصل بينين إال في آخرىن

ذا صمى بالميل مثنى ، فيو أحب إلي : قال .وا يصمي ) كان النبي : ) ) ائشة وحمل ىؤالء كميم قول ع

عمى أنو كان ال يسمم بينيا ، ( ( أربعا ، ثم أربعا .إن شاء اهلل سبحانو وتعالى -وسيأتي حديثيا بذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وحممو اآلخرون عمى أنو كان يفصل بينيا بسبلم وىذا كمو في التطوع المطمق في الميل ، فأما الوتر

:فاختمفوا فيو عمى أقوال أنو ركعة واحدة ، مفصولة مما قبميا ، عمى : أحدىا

مقتضى حديث ابن عمر ، وبعض ألفاظ حديث .عائشة

: يقول [ روينا عن ابن عمر ، أنو : ] قال ابن المنذر

وأبي ) كان ذلك وتر رسول اهلل : ويقول . الوتر ركعة .بكر وعمر

عثمان وسعد : وتر ركعة ال: وممن روينا عنو : قال وزيد بن ثابت وابن عباس ومعاوية وأبو موسى وابن

الزبير وعائشة ، وفعمو معاذ القاري ، ومعو رجال من .، ال ينكر ذلك منيم أحد ) أصحاب رسول اهلل

وبو قال ابن المسيب وعطاء ومالك واألوزاعي والشافعي سحاق عي أبو ثور ، غير أن مالكا واألوزا] وأحمد وا

سحاق رأوا أن يصمي ركعتين ، ثم [ والشافعي وأحمد وا .انتيى . يسمم ، ثم يوتر بركعة أن عمل المدينة كان عمى ذلك : وذكر الزىري وغيره

.إلى زمن الخير فقياء أىل : -أيضا -ركعة : وممن قال الوتر

الحديث ، سميمان بن داود

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .مي أبو خيثمة وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرىم الياش

أن يصمي ركعة يوتر بيا بعد : واألفضل عندىم .ركعتين

أما إن اقتصر عمى ركعة يوتر بيا ، ففي كراىتو :قوالن

في أكثر الروايات -وىو قول أحمد . أنو يكره : أحدىما .، عنو

ويستثني من ذلك من يستيقظ قرب الفجر ، ويخاف أن .عميو الفجر ، فيوتر بواحدة يطمع

.إال من عذر مرض أو سفر : وىو قول إسحاق ، قال .وكذا قال أبو بكر من أصحابنا

.إنما جاء الوتر بركعة بعد تطوع مثنى : قال أحمد إن خشي الفجر فأوتر بواحدة أجزأه ، : وقال سفيان

.والثبلث أحب إلينا لوتر شفع يسمم البد أن يكون قبل ركعة ا: ومذىب مالك

.بينيما في الحضر والسفر

.ما أحب إن يكون وتري إال عمى صبلة : وقال مجاىد وروى ابن عبد البر ، بإسناد فيو نظر ، عن عثمان بن محمد بن ربيعة ، عن الدراوردي ، عن عمرو بن يحيى

، أنو نيى ) ، عن أبيو ، عن أبي سعيد ، عن النبي .لرجل ركعة واحدة ، يوتر بيا عن البتيراء ، أن يصمي ا .الغالب عمى حديثو الوىم : وعثمان ىذا ، قال العقيمي

.وقبمو في اإلسناد من ال يعرف .مرسبل -وقد روي ىذا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خرجو سعيد بن منصور ، من حديث محمد بن كعب .مرسبل -القرظي

.ال يكره : والقول الثاني وروي عن سعد بن أبي وقاص ، وأبي موسى ، ومعاوية

.أنيم فعموه

.وعن ابن عباس ، أنو صوب فعل معاوية .ال بأس بو : -في رواية الشالنجي -وقال أحمد

.وىو قول الشافعي ىل الركعة المفردة أفضل من ثبلث : واختمف أصحابو

موصولة ؟ عمى وجيين .ليم

افضل من إحدى عشرة المنفردة : ومنيم من قال .موصولة

حدثني المطمب بن عبد اهلل المخزومي : وقال األوزاعي : كيف أوتر ؟ قال : أتى ابن عمر رجل ، فقال : ، قال

إنيا : إني أخشى أن يقول الناس : قال . أوتر بواحدة ىذه سنة اهلل : يريد -سنة اهلل ورسولو : قال . البتيراء .ورسولو

.يسمع من ابن عمر المطمب ، لم وروى ابن إسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي

سألت ابن : منصور مولى سعد ابن أبي وقاص ، قال وتر الميل واحدة ، بذلك أمر : عمر عن الوتر ، فقال

يا أبا عبد الرحمن ، إن الناس : قمت ) . رسول اهلل راء ، يا بني ، ليس تمك البتي: البتيراء ؟ قال : يقولون

إنما البتيراء إن يصمي الرجل الركعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

التامة في ركوعيا وسجودىا وقياميا ، ثم يقوم في األخرى وال يتم ليا ركوعا وال سجودا وال قياما ، فتمك

.البتيراء .خرجيما البييقي

سحاق أن يوتر بثبلث : وأجاز أحمد وأصحابو وا لة ، وأن يوتر بخمس ال يجمس إال في آخرىن ، موصو

وبتسع ال يجمس إال في الثامنة ، وال يسمم ثم يقوم فيصمي ركعة ، ثم يسمم ؛ لما جاء في حديث عائشة

.المتقدم وجعموا ىذه النصوص خاصة ، تخص عموم حديث

في التسع والسبع -صبلة الميل مثنى مثنى ، وقالوا .ن بسبلم واحد ؛ لذلك األفضل أن تكو : -والخمس

فأما الوتر بسبع ، فنص أحمد عمى أنو ال يجمس إال في .آخرىن

يجمس عقيب السادسة بتشيد ، : ومن أصحابنا من قال .وال يسمم

.وقد اختمف ألفاظ حديث عائشة في ذلك ن فأما الوتر بإحدى عشرة ، فيكون بست تسميمات ، وا

عاشرة ، ولم يسمم صبله بتسميمة واحدة ، وتشيد عقب ال ] . . . . [ .قالو بعض : -جاز

:ومنيم من حكى في الجميع وجيين أن األفضل أن يسمم من كل ركعتين ، : أحدىما

.وصححو غير واحد من أصحابنا األفضل سرد الجميع بسبلم واحد ، وال يجمس : والثاني

.إال في آخر االشفاع ، فيتشيد ، ثم يصمي ركعة ويسمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن أوتر بإحدى عشرة ركعة في كل : ومذىب إسحاق .ركعتين

عند أصحابنا أن يتطوع بأربع ، وبأكثر من [ يجوز ] و أربع ، بسبلم واحد ، وحكوه عن أكثر العمماء ، إال عن

ال بد أن يتشيد : محمد بن الحسن وزفر ، فإنيما قإال .عقيب كل ركعتين

صحة التنفل باإلشفاع ، كثبلث ركعات ، وخمس وفي ركعات ، وسبع في غير صبلة الوتر عن أحمد

.روايتان أنو يجوز أن يصمي بسبلم : ومذىب الشافعي وأصحابو

واحد ، ما شاء من الركعات ، من واحدة إلى ما النياية ن كان األفضل أن يسمم فييما في لو بالميل والنيار ، وا

.تر وغيره كل ركعتين ، والو عمى أنو يجوز لو أن ( ( اإلمبلء ) ) ونص الشافعي في

يصمي عددا ال يعممو ، ثم يسمم ، كما روى عن أبي ذر

.أنو فعمو أنو ال يجوز الزيادة عمى ثبلثة عشر : وألصحابو وجو

ركعة بتسميمة واحدة ؛ ألنو أكثر المنقول في الوتر ، ىو .ضعيف عندىم

ن صمى فإن صمى ركعة واحدة تشيد عقيبيا وسمم ، وا أكثر من ذلك فمو أن يقتصر عمى تشيد في آخر

ن كثرت -الركعات ، ويسمم عقيبو بغير خبلف -وا .عندىم ، إال في وجو ضعيف ال يعبأ بو

ن أراد الزيادة عمى تشيد واحد ، ففيو أوجو ليم :وا ن كثرت : أحدىا أن لو أن يتشيد في كل ركعتين ، وا

، ويتشيد في األخيرة ، ولو أن يتشيد في كل التشيدات .أربع ، أو ثبلث أو ست ، أو غير ذلك

وال يجوز أن يتشيد في كل ركعة ؛ ألنو اختراع صورة .في الصبلة ال عيد بيا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" لو أن يتشيد في كل ركعتين ، وفي كل : والثاني .يم وضعفو المحققون من. ركعة

.أيضا -ال يجمس إال في األخيرة ، وغمطوه : والثالث ال يجوز الزيادة عمى تشيدين بحال في الصبلة : والرابع

الواحدة ، وال يجوز أن يكون بين التشيدين أكثر من ن كان وترا لم يجز ركعتين ، أن كان العدد شفعا ، وا

.بينيما أكثر من ركعة وىو قوي ، : ( (شرح الميذب ) ) قال صاحب

.وظواىر السنة تقتضيو وىذا كمو في النوافل المطمقة ، فأما في الوتر بخصوصو

، فيل يجوز أن يزاد فيو عمى :تشيدين ؟ فيو وجيان

ال يجوز ؛ ألنو خبلف المروي : -عندىم -أصحيما ، وألن النوافل المطمقة ال حصر لركعاتيا ) عن النبي

.وتشيداتيا ، بخبلف الوتر وذىبت طائفة إلى أنيا ال تجوز الزيادة عمى ركعتين

بتسميمة واحدة ، وال زياد الوتر عمى .ركعة

وىو الذي رجحو األثرم ، وقال لم يصح في الوتر بثبلث .فما زاد من غير تسميم حديث واحد ، وال أكثر منو

وذىب أبو حنيفة وأصحابو إلى أن الوتر بثبلث ركعات م كالمغرب ال يجوز زيادتو وال بتشيدين من غير تسمي

.نقصو .وروي الوتر بثبلث عن جماعة من الصحابة والتابعين

.وحكاه الحسن ، عن عمر وأبي بن كعب .وىو منقطع عنيما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى األعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن عبد الوتر : سعود قال عبد اهلل بن م: الرحمن بن يزيد ، قال

.بثبلث كوتر النيار المغرب

ىو صحيح عن ابن مسعود ، ورفعو رجل : قال البييقي إن رفعو : وكذا قال الدارقطني ضعيف عن األعمش

.ال يصح .عن أنس بن مالك -أيضا -وروي

وىو قول ابن المسيب ، وأبي العالية ومكحول والنخعي .وعمر بن عبد العزيز

ن لم يفصل : وقال األوزاعي إن فصل فحسن ، وا .فحسن

وأجاز أحمد الفصل وتركو ، والفصل عنده أحسن ، ) .األحاديث فيو أقوى وأكثر وأثبت عن النبي : وقال

.وكذلك مذىب الشافعي ، كما سبق أن الوتر بثبلث موصولة بتشيد : وألصحابنا وجو

.واحد ين وروي عن عطاء ، أنو كان يوتر بثبلث ال يجمس في

.، وال يتشيد إال في آخرىن بإسناده ، عن ( ( تاريخو ) ) وروى البخاري في

إسماعيل بن زيد بن ثابت ، أن زيدا كان يوتر بخمس ،

.ال يسمم إال في الخامسة ، وكان أبي يفعمو .مقيدا ( ( أبي ) ) كذا وجدتو : قال البييقي

.ابن أبي بن كعب : بالتشديد ، يريد : يعني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى وكيع ، عن األعمش ، عن بعض أصحابو ، الوتر سبع أو خمس ، وال أقل من : قال عبد اهلل : قال

.ثبلث ال توتروا : وروي عن عراك ، عن أبي ىريرة ، قال

بثبلث ؛ تشبيوا بالمغرب ولكن أوتروا بخمس ، أو سبع .ثر من ذلك ، أو تسع ، أو إحدى عشرة أو أك

.مرفوعا -وروي ، عنو .خرجو الحاكم ، وصححو

.وفي رفعو نكارة أوتر بخمس ، أو بثبلث ، : وقال أبو أيوب األنصاري

.أو بواحدة .موقوفا -خرجو النسائي وغيره

وابن ماجو -أيضا -وخرجو أبو داود والنسائي .مرفوعا

األثرم والموقوف أصح عند أبي حاتم والنسائي و .وغيرىم

كانوا يوترون بخمس ، وبثبلث ، : وقال ابن سيرين .وبركعة ، ويرون كل ذلك حسنا

.خرجو الترمذي ن شئت : وقال سفيان : قال إن شئت أوترت بخمس ، وا

ن شئت أوترت بواحدة والذي : قال . أوترت بثبلث ، وا .استحب أن يوتر بثبلث

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وحكى أصحاب سفيان ، عنو ، أنو إن شاء أوتر بخمس

، أو سبع ، أو تسع ، أو إحدى عشرة ، ال يسمم إال في .آخرىن ، إذا فرغ

الوتر ثبلث عشرة ، وىو قول : ومن العمماء من قال .بعض الشافعية ، ووجو ألصحابنا

ولو زاد عمى ذلك لم يجز ولم يصح وتره عند جميور .ة الشافعي

.بصحتو وجوازه : وليم وجو آخر وىذا إذا كان الجميع بسبلم واحد ، أو نوى بالجميع

.الوتر وروى الشافعي بإسناده ، عن كريب ، عن ابن عباس ،

ىي واحدة ، أو خمس ، أو سبع ، أو أكثر من : قال .ذلك ، الوتر ما شاء

و ال يكون إال سبع أ: وقد كره قوم الوتر بثبلث ، وقالوا .خمس

إني : قمت لمقسم : فروى شعبة ، عن الحكم ، قال أسمع األذان فأوتر بثبلث ، ثم أخرج إلى الصبلة ؛

أن ذلك ال يصمح إال بخمس ، : خشية أن تفوتني ؟ قال

عن الثقة ، عن الثقة ، : فسألتو عمن ؟ فقال . إال سبع ) .عن عائشة وميمونة ، عن النبي

.خرجو اإلمام أحمد وروى الشافعي بإسناده ، عن ابن مسعود ، أنو كان

.يوتر بخمس أو سبع بإسناد منقطع عنو ، أنو كان يكره أن يكون ثبلثا [ و ]

.تترى ، ولكن خمسا أو سبعا صبلة الميل : ) ) في حديث ابن عمر ) وقول النبي

مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح صمى ركعة يدل عمى أن ىذه ( ( صمى واحدة ، توتر لو ما قد

الركعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الواحدة جعمت مجموع ما صمى قبميا وترا ، فيكون الوتر .ىو مجموع صبلة الميل الذي يختم بوتر

) : واستدل بقول النبي وىذا قول إسحاق بن راىويو نما أراد صبلت ( ( أوتروا يا أىل القرآن ) ) ، وا . .يل الم

الوتر ىو الركعة األخيرة ، وما قبمو فميس : وقالت طائفة .منو

الخرقي وأبو بكر : وىو قول طائفة من أصحابنا ، منيم .وابن أبي موسى

.وفي كبلم أحمد ما يدل عميو .الجميع وتر : ومن أصحابنا من قال

: وقد اختمفت الرواية عن أحمد فيمن فاتو الوتر ، وقمنا ىل يقضي ركعة واحدة ؟ أو ثبلث ركعات ؟ : يقضيو

.عمى روايتين ، عنو ىل ىو الركعة : ويحسن أن يكون مأخذىما أن الوتر

الواحدة ، وما قبمو تنفل مطمق ؟ أو الوتر مجموع الثبلث ؟

لى ىذا أشار أبو حفص البرمكي من أصحابنا .وا

وقد نقل األثرم وغيره ، عن أحمد ، أنو إذا قضى الوتر .د طموع الفجر فإنو يقضي ثبلث ركعات بع

(/)

"""""" صفحة رقم """""" نما أراد الوتر : وقال .لم يرد التطوع ، وا

وىذا ظاىر في أن المجموع وتر ، ويحتمل أن يكون مراده أن الركعتين قبل الوتر متأكدة تابعة لموتر ،

.أيضا -فتقضي معو في أوقات النيي .لمالكية ، أن ما قبل الوتر ىو شفع لو وقد تقدم عن ا

.أيضا -وقالو بعض أصحابنا أن أصحاب الشافعي : وقد ذكر أبو عمرو ابن الصبلح

:اختمفوا في ذلك عمى أوجو أن من أوتر بثبلث ينوي بالركعتين مقدمة الوتر : أحدىا

.قالو أبو محمد الجويني : -، وباألخيرة الوتر -الركعتين سنة الوتر وبالثالثة الوتر أنو ينوي ب: والثاني

.حكاه الروياني : وفي ىذين الوجيين تخصيص لموتر بالركعة : قال

األخيرة ، والثاني يشعر بأن لموتر سنة ، وال عيد لنا .بسنة ليا سنة ىي صبلة

.وفي الوجيين أن الركعتين قبل الوتر ليما تعمق بالوتر ة األخيرة التيجد أو قيام أن ينوي بما قبل الركع: والثالث

.الميل ، وفي ىذا قطع لذلك عن الوتر وما اتفقت عميو ىذه الوجوه من تخصيص الوتر : قال

بالركعة المفردة عمى وفق قول الشافعي في رواية .الوتر ركعة واحدة : -البويطي

أن الوتر : ال يختمف قول الشافعي : وقال الماوردي .ركعة واحدة صبلة الميل : ) ) الثالث حديث ابن عمر ويشيد لموجو

( ( .مثنى مثنى ، فإذا خشيت الصبح ، فأوتر بواحدة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" قالو القاضي أبو : -أنو ينوي بالجميع الوتر : والرابع

.الطيب الطبري ، واختاره الروياني وتر أقل ال: قول الشيخ أبي إسحاق وغيره : ويشيد لو

.ركعة ، وأكثره إحدى عشرة ركعة .وفي بعض كبلم الشافعي إيماء إليو

وىو المختار ؛ ألن فيو جمعا بين األحاديث كميا : قال ؛ إذ الواحدة األصل في اإليتار ، وبيا يصير ما قبميا

.وترا ، ( ( توتر لو ما قد صمى : ) ) واستدل برواية من روى

افعا ذكر عن ابن عمر ، كما خرجو البخاري ، وبأن نأنو كان يسمم بين الركعة والركعتين في الوتر فإنو يدل

.عمى أن الجميع من الوتر فييا محذوف ، ( ( فأوتر بواحدة : ) ) ورواية من روى

فأوتر ما مضى من صبلتك بواحدة ، كما صرح : تقديره .بو في الرواية األخرى

ان األوالن ، ويمي ىذا الوجو في القوة الوجي: قال

.واهلل سبحانو وتعالى أعمم . وأبعدىا الثالث -الصحيح المنصوص ( ( : شرح الميذب ) ) وفي و ( ( األم ) ) عن الشافعي في : يعني .أن الوتر يسمى تيجدا : -( ( المختصر ) )

.أنو ال يسمى تيجدا بل الوتر غير التيجد : وفيو وجو .نا وىذا ىو الذي ذكره بعض أصحاب

وينبغي أن يكون مبنيا عمى القول بأن الوتر ىو الركعة الوتر الركعة بما قبميا ، : المنفردة وحدىا ، فأما إن قمنا

ن لم ينو بو الوتر .فالوتر ىو التيجد ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد كان ابن عمر يفصل بين الركعة التي يوتر بيا وما .كما في رواية البخاري قبميا بكبلم ،

. واستحب أحمد أن يكون عقيبيا ، وال يؤخرىا عما قبميا كان ابن عمر يستحب أن يتكمم بينيما بالشيء ، : وقال

ىذا عندنا ثبت ، ونحن : وقال ثم يقوم فيوتر بركعة .نأخذ بو

وينبغي أن يكون االختبلف في تسمية ما قبل الركعة إذا كانت الركعات مفصولة األخيرة وترا مختصا بما

بالتسميم بينيا ، فأما إن أوتر بتسع ، أو بسبع ، أو بخمس ، أو ثبلث بسبلم

.واحد ، فبل ينبغي التردد في أن الجميع وتر ما خرجو مسمم ، عن عائشة ، أن النبي : ويدل عميو

كان يصمي من الميل ثبلث عشرة ركعة ن يوتر في ) .ي آخرىن ذلك بخمس ، وال يجمس إال ف

فجعمت الوتر الخمس الموصولة بسبلم واحد ، دون ما .قبميا فإذا خشي : ) ) -في حديث ابن عمر -) وقولو

( ( أحدكم الصبح صمى ركعة واحدة ، توتر لو ما صمى ( ( فاركع ركعة واحدة : ) ) وفي رواية تأتي فيما بعد -. ل يدل عمى أن األفضل تأخير الوتر اإلمام آخر المي -

إن شاء اهلل سبحانو -ويأتي الكبلم فيو فيما بعد

.وتعالى .ويدل عمى أن الوتر مأمور بو

وىل األمر بو لموجوب ، أم لتأكد االستحباب ؟ فيو قوالن .مشيوران

وأكثر العمماء عمى أنو لبلستحباب ، وىو قول مالك سحاق وغيرىم .والشافعي وأحمد وا .عبادة بن الصامت وروي عن عمي بن أبي طالب و

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وروي عن أبي أيوب األنصاري ، أنو واجب .وعن معاذ ، من وجو منقطع

وىو قول أبي حنيفة وأصحابو ، أبي بكر بن جعفر من ( ( .كتاب التنبيو ) ) أصحابنا ، ذكره في

وكذا قال في صبلة التراويح ، مع أنو صرح في بأن الوتر ليس بواجب ، وليس ىو ( ( اب الشافي كت) )

.بفرض كالصموات الخمس بغير خبلف عند ( ( كتاب اإليمان ) ) وقد سبق الكبلم في ذلك في

عن اإلسبلم ) ذكر حديث طمحة ، أن أعرابيا سال النبي ىل عمي غيرىا ؟ : ، فذكر لو الصموات الخمس فقال

.( ( ال ، إال أن تتطوع : ) ) قال أن الوتر واجب عمى أىل القرآن : وذكرنا قول من قال

دون غيرىم ، وأنو يرجع إلى القول بوجوب قيام شيء .من الميل عمى أن أىل القرآن خاصة

البد من قيام الميل ، ولو قدر : وعن الحسن وابن سيرين .حمب شاة

.وعن عبيدة السمماني .وفيو حديث مرفوع ، وال يصح

(/)

"""""" صفحة رقم """ """

من صمى بالميل تيجدا وجب : ومن المتأخرين من قال

عميو أن يوتره ، ويجعل آخره وترا ؛ لحديث ابن عمر ، .ومن لم يتيجد فبل وتر عميو

من ترك الوتر فيو رجل سوء ؛ ىو سنة : وقال أحمد ) .سنيا رسول اهلل

وء ، ال ىو رجل س: في رواية جعفر بن محمد -وقال .شيادة لو

:فاختمف أصحابنا في وجو ذلك فمنيم من حممو عمى أنو أراد أنو واجب ، كما قالو أبو

بكر ابن جعفر ، وىو بعيد ؛ فإن أحمد صرح بأنو .سنة

أراد إن داوم عمى تركو أو أكثر منو ؛ : ومنيم من قال فإنو ترد شيادتو بذلك ؛ لما فيو من التياون بالسنن

وكذا حكم سائر السنن الرواتب ، وىذا قول . المؤكدة .المحققين من أصحابنا

ىو يدل عمى أن ترك المستحبات : ومنيم من قال .المؤكدة يمحق بيا إثم دون إثم ترك الفرائض

من داوم عمى ترك السنن : وقال القاضي أبو يعمى

.الرواتب أثم كتاب ) ) وىو قول إسحاق بن راىويو ، قال في

ال يعذب أحد عمى ترك شيء من ترك ( ( : ع الجامسننا غير الفرائض التي ) النوافل ، وقد سن رسول اهلل

فرضيا اهلل ، فبل يجوز لمسمم أن يتياون بالسنن التي ، مثل الفطر واألضحى والوتر ) سنيا رسول اهلل

واألضحية ، وما أشبو ذلك ؛ فإن تركيا تياونا بيا فيو ني ألخشى في ركعتي معذب ، إال أن يرحم و اهلل ، وا

الفجر والمغرب ؛ لما وصفيما اهلل في كتابو وحرض ، [ : ق ) ] فسبحو وأدبار السجود : ) عمييا ، قال

دبار النجوم : ) وقال [ . : الطور ) ] فسبحو وا لو تركت الركعتين بعد المغرب : وقال سعيد بن جبير

.انتيى . شيت أن ال يغفر لي لخ

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :الحديث الثاني

ابن عباس ، أنو بات عند ميمونة : حديث - .وىي خالتو

وصبلتو بالميل ركعتين ) فذكر الحديث في وضوء النبي .ركعتين ست مرات

ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن ، فقام ، فصمى ركعتين .فصمى الصبح ، ثم خرج

القراءة : باب ) ) في ( ( الوضوء ) ) وقد خرجو في .، عن إسماعيل ، عن مالك ( ( بعد الحدث

.وخرجو ىاىنا ، عن عبد اهلل بن مسممة ، عن مالك ست : وقد خرجو أبو داود ، عن القعنبي ، وقال القعنبي

( ( .الركعتين : ) ) لفظة : يعني -مرات لم يختمف عمى مالك في إسناده ، : قال ابن عبد البر

.وال في لفظو ، في ( ( كتاب العمم ) ) وقد خرجو البخاري في أواخر

، من حديث شعبة ، عن ( ( السمر في العمم : باب ) )

: الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، وفيو صمى قبل أن ينام أربع ركعات ، ثم نام ، ثم ) أن النبي

الميل صمى خمس ركعات ، ثم صمى ركعتين لما قام من .، ثم نام ، ثم خرج إلى الصبلة

.وىذا قد يشعر بأنو أوتر بخمس لم يسمم إال في آخرىن .بنحوه -أيضا -( ( أبواب الصفوف ) ) وخرجو في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من رواية كريب ، فقال فيو ، -أيضا -وخرجو فييا .ثبلث عشرة ركعة ، ثم نام حتى نفخ فصمى

وخرج أبو داود من حديث يحيى بن عباد ، عن سعيد ، أن -في ىذا الحديث -بن جبير ، عن ابن عباس

.أوتر بخمس لم يجمس بينين ) النبي وخرجو أبو داود من حديث محمد بن قيس األسدي ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ،

ثم صمى سبعا أو خمسا ، أوتر بين ، لم يجمس :وفيو .إال في آخرىن

ورده األثرم بمخالفتو الروايات الكثيرة الصحيحة عن ابن أوتر تمك الميمة بركعة بعد أن صمى ) عباس ، أن النبي

.قبميا ركعتين ، ثم ركعتين ستا أو خمسا كان قبل ركعتي ) أن اضطجاع النبي : وفي رواية مالك

.ر الفجوأكثر الروايات تدل عمى خبلف ذلك ، كرواية سممة بن

كييل ، عن كريب ، ورواية عبد ربو بن سعيد ، عن .مخرمة ، عن كريب ( ( .الصحيحين ) ) وكبلىما مخرجة في

.وكذلك رواية بكير بن األشج ، عن كريب ( ( .صحيح مسمم ) ) وىي مخرجة في

مة ، عن كريب لكن رواه الضحاك بن عثمان ، عن مخر ، عن ابن عباس ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو صمى إحدى عشرة ركعة ، ثم : وقال في حديثو احتبى حتى أني ألسمع نفسو راقدا ، فمما تبين لو الفجر

.صمى ركعتين خفيفتين .خرجو مسمم مالك ، إال أنو يخالفيا في ذكر [ رواية ] وىذا يوافق .دون االضطجاع االحتباء

بنحو رواية -ورواه سعيد بن أبي ىبلل ، عن مخرمة .أيضا -مالك

.خرجو أبو داود والنسائي وقد روي في ىذا الحديث ، عن ابن عباس ، أن النبي

من -صمى تمك الميمة ثمان ركعات ، ثم أوتر بثبلث ) .وجوه غير قوية

.خرجو أبو داود من بعضيا رواية محمد بن عمي بن عبد اهلل بن وخرج مسمم من

صمى ) عباس ، عن أبيو ، عن جده ، وذكر أن النبي

تمك الميمة ست ركعات ، ثم أوتر بثبلث ، ثم أذن المؤذن .، فخرج إلى الصبلة

أنو صمى ركعتي الفجر : وخرجو أبو داود ، وزاد فيو .حين طمع الفجر رة تكون كل صبلتو إحدى عش: فعمى ىذه الرواية

.ركعة صمى ثبلث عشرة ) وأكثر الروايات تدل عمى أنو

.ركعة أن : لكن رواية مالك وسعيد بن أبي ىبلل ، فييما

.الثبلث عشرة بدون ركعتي الفجر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذلك رواه األعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن .كريب ، عن ابن عباس

.ي خرج حديثو النسائ

.وذكر اإلمام حمد ، أن األعمش وىم في إسناده وأكثر الروايات تدل عمى أن ركعتي الفجر من الثبلث .عشرة ، ورواية الضحاك عن مخرمة مصرحة بذلك

.وقد خرجيا مسمم ذلك من رواية شريك بن أبي -أيضا -وخرج البخاري

نمر ، عن كريب ، عن ابن عباس وكذلك خرج أبو داود ن رواية ابن طاوس ، عن عكرمة بن خالد ، عن ، م

صمى ) أن النبي : فذكر الحديث ، فيو -ابن عباس ثبلث عشرة ركعة ، منيا ركعتا الفجر ، حزرت قيامو في

[ . : المزمل ) ] يا أييا المزمل ) كل ركعة بقدر وفي رواية سعيد بن جبير ، عن ابن عباس التي خرجيا

صمى قبل نومو أربعا ، ثم بعد قيامو ) أنو البخاري ، .من نومو خمسا ، ثم صمى ركعتين

.فيذه إحدى عشرة ركعة .أن الركعتين بعد الخمس ىما ركعتا الفجر : والظاىر

أن نومو كان قبل الركعتين ، : وخرجو أبو داود ، وعنده ثم صمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.رج فصمى الغداة الركعتين ، ثم خ . وىو يدل عمى ما قمناه

أنو صمى خمسا ، ثم ركعتين : وخرجو النسائي ، وعنده .، ثم نام ، ثم صمى ركعتين ، ثم خرج إلى الصبلة

.صبلتو ثبلث عشرة ركعة : فعمى ىذه الرواية .من رواية شعبة ، عن الحكم : وكل ىذه الروايات

:الحديث الثالث أخبرني : ثنا ابن وىب : ى بن سميمان ثنا يحي -

عمرو ، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثو ، عن أبيو ، صبلة ) : ) ) قال النبي : عن عبد اهلل بن عمر ، قال

الميل مثنى مثنى ، فإذا أردت أن تنصرف فاركع ركعة ( ( .توتر لك ما صميت

أناسا منذ أدركنا يوترون بثبلث ،: ورأينا : قال القاسم

ن كبل لواسع ، أرجو أن ال يكون بشيء منو باس .وا .ىذه الروية بمعنى رواية نافع ، عن ابن عمر المتقدمة وما ذكره القاسم بن محمد يدل عمى أنو يجوز الوتر

بركعة واحدة ، وبثبلث ركعات ، وأنو أدرك أناسا يوترون .بثبلث

.وقد سبق الكبلم في قدر الوتر بما فيو كفاية :يث الرابع الحد: انا شعيب ، عن الزىري : ثنا أبو اليمان -

حدثني عروة ، أن عائشة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان يصمي إحدى عشرة ركعة ) أخبرتو ، أن رسول اهلل ، فيسجد -بالميل : تعني -، كانت تمك صبلتو

أن السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية ، قبل يرفع رأسو ، ويركع ركعتين قبل صبلة الفجر ، ثم

يضطجع عمى شقو األيمن ، حتى يأتيو المؤذن .لمصبلة

.كذا روى شعيب ، عن الزىري ىذا الحديث بمعناه -ورواه عمرو بن الحارث ويونس ، عن الزىري

أنو كان فيما بين أن يفرغ من : ، وفي حديثيما -عشرة ركعة ، يسمم من صبلة العشاء إلى الفجر إحدى

كل ركعتين ، ويوتر بواحدة ، فإذا سكت المؤذن من صبلة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين ، ثم اضطجع

.شقو األيمن ، حتى يأتيو المؤذن لئلقامة .خرجو مسمم من طريقيما

وخرجو أبو داود من طريق األوزاعي وابن أبي ذئب ، .بنحوه أيضا -عن الزىري

.ابن ماجو من طريق األوزاعي وحده وخرج -وخرجو النسائي من طريق عقيل ، عن الزىري

.بمعناه كان ) أن النبي : ورواه مالك ، عن الزىري ، ولفظو

يصمي من الميل إحدى عشرة ركعة ، يوتر منيا بواحدة ،

فإذا فرغ منيا أضطجع عمى شقو األيمن حتى يأتيو .ن المؤذن فيصمي ركعتين خفيفتي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو مسمم ما يقرأ في ركعتي ) ) وخرجو البخاري فيما بعد ، في

كان يصمي بالميل : ، ولفظو -مختصرا - -( ( الفجر ثبلث عشرة ركعة ، ثم يصمي إذا سمع النداء بالصبح

.ركعتين خفيفتين .كذا خرجو عن عبد اهلل بن يوسف ، عن مالك

نما ىو في ( ( ثبلث عشرة : ) ) ولفظ غريب ، وا إحدى : ) ) كما خرجو مسمم ( ( الموطأ ) )

( ( .عشرة .وكذا خرجو الترمذي وغيره من طريق مالك

؛ ألن ( ( االضطجاع : ) ) ذكر : واسقط البخاري منو

مالكا خالف أصحاب ابن شياب فيو ، فإنو جعل ابن شياب كميم االضطجاع بعد الوتر ، وأصحاب

.جعموه بعد ركعتي الفجر مسمم في : وىذا مما عده الحفاظ من أوىام مالك ، منيم

( ( .كتاب التمييز ) ) .وحكى أبو بكر الخطيب مثل ذلك عن العمماء يمكن : وحكاه ابن عبد البر عن أىل الحديث ، ثم قال

كان مرة ) أن يكون ذلك صحيحا ، وأن يكون النبي .بل ركعتي الفجر ، ومرة بعدىا يضطجع ق

وعضده برواية مالك ، عن مخرمة ، عن كريب ، عن .ابن عباس ، كما سبق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وقد عضد ذلك أحاديث آخر ما ألفى رسول : رواية أبي سممة ، عن عائشة : منيا

.اهلل ، السحر األعمى في بيتي إال نائما .، ولفظو لمسمم ( ( الصحيحين ) ) خرجاه في

( ( .بعد الوتر : يعني : ) ) وخرجو مسمم ، وزاد فيو كان ينام قبل ) وفي رواية أبي سممة ، عن عائشة ، أنو

: وأن عائشة سألتو عن ذلك ، فقال -أيضا -الوتر وىذا يدل عمى ( ( أن عيني تنامان ، وال ينام قمبي ) )

. أن وقت نومو كان يختمف .كذا في رواية مالك ، عن المقبري ، عن أبي سممة

.فيما بعد -وقد خرجيا البخاري ورواه عبد الرحمن بن إسحاق ، عن المقبري ، فذكر في

أنو كان ينام بعد العشاء ، ثم يقوم فيصمي أربعا : حديثو ، ثم ينام ، ثم يقوم فيصمى أربعا ، ثم ينام ، ثم يقوم

بواحدة ، ثم يضطجع ما شاء اهلل ، فيصمي ثبلثا ، يوتر حتى إذا سمع النداء قام فصمى ركعتين ، حتى يأتيو

.المؤذن ، فيخرج إلى الصبلة ( ( .مسنده ) ) خرجو بقي بن مخمد في

عن األسود ، عن -أيضا -( ( الصحيحين ) ) وفي

كان ينام أول الميل ، ويقوم آخره ، ) عائشة ، أن النبي لى فراشو ، فإذا أذن المؤذن وثب ، فيصمي ثم يرجع إ

ال توضأ وخرج .فإن كان بو حاجة اغتسل ، وا .وىذا لفظ البخاري

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .ثم صمى الركعتين : ) ) -في رواية -وزاد مسمم .أنو كان يوتر ، ثم ينام : وفي رواية غيرىما

م ، عن عائشة ، وخرج النسائي من حديث سعد بن ىشاكان يصمي من الميل ، ثم يوتر ، ثم يصمي ) أن النبي

ركعتين جالسا ، ثم يضع جنبو ، وربما جاء ببلل فآذنو قبل أن يغفى ، وربما أغفى ، وربما شككت أغفى أم

.ال ) .فما زالت تمك صبلتو : قالت

.مختصرا -وخرجو أبو داود

نا : بيب بن الشييد نا إبراىيم بن ح: وروى اإلمام أحمد : قمت البن عمر : أبي ، عن أنس ابن سيرين ، قال

كان النبي : ركعتا الفجر ، أطيل فييما القراءة ؟ فقال يصمي صبلة الميل مثنى مثنى ، فإذا خشي الصبح )

نام ، : أوتر بركعة ، ثم يضع رأسو ، فإن شئت قمت ن شئت قمت ذان في لم ينم ، ثم يقوم إلييما واأل: وا

أذنيو ، فأي طول يكون ثم ؟من طريق حماد ، عن ( ( الصحيحين ) ) وخرجو في

.مختصرا -أنس بن سيرين وقد استحب طائفة من السمف الفصل بين صبلة الميل

والنيار باالضطجاع .بينيما

، عن سفيان ، عن عطاء ( ( كتابو ) ) روى وكيع في ، عن سعيد بن بن السائب ، عن القاسم ابن أبي أيوب

.اضطجع ضجعة بعد الوتر : جبير ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وعن عاصم بن رجاء ، عن أبيو ، عن قبيصة بن ذؤيب مر بي أبو الدرداء من آخر : ، عن أبي الدرداء ، قال افصل بضجعة بين صبلة : الميل وأنا اصمي ، فقال

.الميل وصبلة النيار .يعني بعد الوتر ، قبل الركعتين : يعني

.فيذه رواية الزىري ، عن عروة ، عن عائشة وقد سبق أن ىشام بن عروة رواه ، عن أبيو ، عن

كان يصمي من الميل ثبلث عشرة ) عائشة ، وأن النبي .ركعة ، يوتر منيا بخمس ، ال يجمس إال في آخرىن

.بمعناه -وقد خرجو مسمم أنو كان يصمي قبل ىذه الخمس وفي رواية عن ىشام ،

.ثمان ركعات ، يجمس في كل ركعتين ويسمم ورواه ابن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ،

يصمي ) كان النبي : عن عروة ، عن عائشة ، قالت ثبلث عشرة ركعة ، بركعتيو قبل الصبح ، يصمي ستا

مثنى مثنى ، ويوتر بخمس ، ال يقعد بينين إال في .ىن آخر

.خرجو أبو داود ، عن الشافعي ( ( كتاب المعرفة ) ) وذكر البييقي في

، أنو اختار حديث الزىري ، من غير أن يضيق غيره ؛ لفضل حفظ الزىري عمى حفظ غيره ؛ ولموفقتو رواية

عمر [ ابن ] القاسم ، عن عائشة ، ورواية الجميور عن ) .وابن عباس ، عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم " """""وبيذا النوع من الترجيح ترك البخاري رواية ىشام : قال

في الوتر ، ورواية سعد بن ىشام ، عن عائشة في الوتر ، مع ( ( صحيحو ) ) ، فمم يخرج واحدة منيما في

.كونيما من شرطو في سائر الروايات الزىري اثبت : ثم ذكر بإسناده ، عن أبي معين ، قال

روة من ىشام بن عروة في عروة في عوخرج مسمم من حديث عراك ، عن عروة عن عائشة ،

كان يصمي ثبلث عشرة ركعة ، بركعتي ) أن رسول اهلل .الفجر

أبو سممة والقاسم : وقد روى ىذا المعنى ، عن عائشة .بن محمد ومسروق

.فيما بعد -وقد خرج البخاري أحاديثيم ، وتأتى سألت عائشة عن : قال : سروق ، عنده ولفظو حديث م

حدى : بالميل ، فقالت ) صبلة رسول اهلل سبع وتسع وا .عشرة

وخرج مسمم من حديث عبد اهلل بن شقيق ، عن عائشة ، أن النبي ، كان يصمي في بيتيا بعد العشاء ركعتين ،

.وكان يصمي من الميل تسع ركعات فيين الوتر ى عشرة التي كان يصمييا أن اإلحد: ففي ىذه الرواية

.بالميل منيا ركعتان بعد العشاء ، قبل أن ينام وقد تقدم في رواية عمرو بن الحارث ويونس ، عن

.أيضا -الزىري ، عن عروة عن عائشة ما يشيد لذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد روي عنيا ، أن اإلحدى عشرة ركعة منيا ركعتان .بعد الوتر كان يصمييما

.أبو سممة وسعد بن ىشام : روى ذلك عنيا أن شاء اهلل سبحانو -وسنذكر حديثيما فيما بعد

.وتعالى أنو كان يصمي إحدى عشرة ، : وفي حديث سعد ، عنيا

.ثم لما أسن واخذ المحم صمى تسعا .خرجو مسمم

وخرج أبو داود من رواية أبي إسحاق ، عن األسود ، يصمي ثبلث ) كان رسول اهلل : ، قالت عن عائشة

عشرة ركعة من الميل ، ثم أنو صمى إحدى عشرة ركعة وترك ركعتين ، ثم قبض حين قبض وىو يصمي من

.الميل تسع ركعات

وخرج الترمذي والنسائي وابن ماجو من رواية األعمش ، عن إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة ، أن النبي

.تسع ركعات كان يصمي من الميل) .وحسنو الترمذي

.اختبلف عن األعمش : وفي إسناده وقد روي عن األعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن

كان رسول اهلل : يحيى بن الجزار ، عن عائشة ، قالت يصمي من الميل تسع ركعات ، فمما كثر لحمو وسن )

.صمى سبع ركعات

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .النسائي خرجو

ورواه أبو معاوية ، عن األعمش ، عن عمرو بن مرة ، يوتر ) كان النبي : عن يحيى بن الجزار ، عن أم سممة

.بثبلث عشرة ، فمما كبر وضعف أوتر بسبع

.خرجو اإلمام أحمد والنسائي والترمذي ، وحسنو أبو معاوية ، مقدم عمى أصحاب األعمش ، إال أن

عن عمارة بن : ) ) قال فيو من: الدارقطني قال : فيو أشبو بالصواب من قول من قال ( ( عمير ( ( .عمرو بن مرة ) )

. اضطرب األعمش في إسناده وفي متنو : وقال األثرم .ويحيى الجزار ، لم يمق عائشة ، وال أم سممة : قال

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من حديث معاوية بن سألت : أبي قيس ، قال صالح ، عن عبد اهلل بن

بأربع : يوتر ؟ قالت ) بكم كان رسول اهلل : عائشة وثبلث ، وست وثبلث ، وثمان وثبلث ، وعشرة وثبلث ، ولم يكن يوتر بأكثر من ثبلث عشرة ، وال بأنقص من

.سبع ، وكان ال يدع ركعتين قبل الفجر أن مجموع صبلة الميل تسمى وترا ، : ففي ىذه الرواية

و كان يوتر بثبلث عشرة سوى ركعتي الفجر ، ولعميا وأنأدخمت في ذلك الركعتين بعد صبلة العشاء حتى توافق

سائر الروايات عنيا

وأما إطالة السجود المذكور في حديث عائشة الذي خرجو ، فقد بوب عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يو الحديث ، ، و اعاد ف( ( أبواب قيام الميل ) ) في

إن شاء اهلل سبحانو -ويأتي الكبلم عمى معناه ىنالك .وتعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ساعات الوتر - .بالوتر قبل النوم ) أوصاني النبي : وقال أبو ىريرة

أبواب صبلة ) ) حديث أبي ىريرة ىذا ، قد أسنده في لجريري ، عن أبي ثنا ا: من رواية شعبة ( ( الضحى

أوصاني خميمي : عثمان النيدي ، عن أبي ىريرة ، قال صيام ثبلثة أيام من : بثبلث ، ال أدعين حتى أموت )

. كل شير ، وصبلة الضحى ، ونوم عمى وتر عن عباس الجريري وأبي : وخرجو مسمم ، وزاد فيو

.شمر الضبعي كبلىما ، عن أبي عثمان رواية أبي التياح ، عن أبي من -أيضا -وخرجاه

وأن : بنحوه ، وفي حديثو -عثمان ، عن أبي ىريرة .أوتر قبل أن أنام

وخرجو مسمم وحده من رواية أبي رافع الصائغ ، عن مثل حديث أبي عثمان ، -) أبي ىريرة ، عن النبي

.عنو ولو طرق كثيرة جدا ، عن أبي ىريرة ، قد ذكرت كثيرا

( ( .ب شرح الترمذي كتا) ) منيا في وذكر الحافظ أبو موسى المديني ، أنو رواه عن أبي

.ىريرة قريب من سبعين رجبل : اختبلف ، إال أن المحفوظ منو -أيضا -وفي متنو

ذكر ىذه الخصال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الثبلث المذكورة في رواية أبي عثمان وصاه بيذه ) أن النبي وقد روي عن أبي الدرداء ،

.أيضا -الخصال الثبلث ( ( .صحيحو ) ) خرجو مسمم في

.أوصاه بيا ) عن أبي ذر ، أن النبي -أيضا -وروي .خرجو اإلمام أحمد والنسائي

وخرج ابن ماجو من حديث عمر بن الخطاب ، أن النبي ( ( .ال تنم إال عمى وتر : ) ) ، قال

.صحيح اإلسناد : قال وخرجو الحاكم ، و .أيضا -وىو قطعة من حديث ، خرج بعضو أبو داود

.إسناده مجيول : وقال عمى بن المديني وخرج اإلمام أحمد بإسناد فيو انقطاع ، عن سعد بن أبي

: وقاص ، أنو كان يوتر بعد العشاء بركعة ، يقول

الذي ال ينام حتى يوتر : ) ) يقول ) سمعت النبي .( ( حازم

وخرج البزار بإسناد ضعيف جدا ، عن عمي بن أبي .أن أنام إال عمى وتر ) نياني رسول اهلل : طالب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج ابن عدي بإسناد ضعيف ، عن عمار بن ياسر ، ( ( .أوتر قبل أن تنام ) : ) ) قال لي رسول اهلل : قال

ثنا عبد : بو سممة الخزاعي ثنا أ: وروى اإلمام أحمد أخبرني نافع بن ثابت ، عن : الرحمن بن أبي الموالي

إذا صمى العشاء ) كان رسول اهلل : ابن الزبير ، قال ركع أربع ركعات ، وأوتر بسجدة ، ثم نام حتى يصمي

.بعد صبلتو بالميل نافع ، ىو ابن ثابت بن عبد اهلل بن الزبير ، ورواياتو

في ظاىر كبلم البخاري -زبير منقطعة عن جده ابن ال

.وأبي حاتم :خرج البخاري في ىذا الباب حديثين

:األول نا أنس بن : نا حماد بن زيد : نا أبو النعمان -

أرأيت ركعتين قبل : قمت البن عمر : سيرين ، قال كان النبي : صبلة الغداة ، أطيل فييما القراءة ؟ قال

ل مثنى مثنى ، ويوتر بركعة ، ويصمي يصمي من المي) قال . الركعتين قبل صبلة الغداة ، وكان األذان بأذنيو

.سرعة : أي : حماد .بمعناه -وخرجو مسمم

وخرجو من حديث شعبة ، عن أنس بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ويوتر بركعة من آخر الميل : سيرين ، وزاد فيو م أحمد من حديث حبيب بن الشييد ، عن وخرجو اإلما

فإذا خشي الصبح أوتر : أنس بن سيرين ، وفيو .بركعة

.وقد تقدم لفظو بتمامو ) : وقد تقدم حديث نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي

صبلة الميل مثنى مثنى ، فإذا خشيت الصبح فأوتر ) ) ( ( .بواحدة

ر سمعت ابن عم: خرج مسمم من حديث أبي مجمز الوتر ركعة من آخر : ) ) ، قال ) يحدث ، عن النبي

( ( .الميل سألت ابن عباس عن الوتر ، : -أيضا -وفي رواية

ركعة من آخر : ) ) يقول ) سمعت رسول اهلل : فقال سمعت رسول اهلل : ، وسألت ابن عمر ، قال ( ( الميل

( ( .ركعة من آخر الميل : ) ) يقول ) :ني الحديث الثا

نا : نا األعمش : نا أبي : نا عمر بن حفص - كل الميل : مسمم ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت

.، وانتيى وتره إلى السحر ) أوتر رسول اهلل

ابن صبيح أبو الضحى ، وصبيح : ، ىو ( ( مسمم ) ) .بضم الصاد : من طريق األعمش ، ولفظو -أيضا -وخرجو مسمم

لميل قدمن كل ا) ) .الحديث -( ( أوتر

وخرجو من حديث سعيد بن مسروق ، عن أبي الضحى ( ( كل الميل أوتر : ) ) أعني -، كما خرجو البخاري

( ( .فانتيى وتره إلى آخر الميل : ) ) ، إال أنو قال -

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرجو أيضا من رواية أبي حصين ، عن يحيى بن من كل : وثاب ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت

من أول الميل ، وأوسطو ، ) : الميل أوتر رسول اهلل وآخره ، فانتيى وتره إلى السحر كان يوتر أحيانا ) أنو : وىذه الرواية تصرح بأن المراد

من أول الميل ، وأحيانا من وسطو ، و أحيانا من آخره ، قع في كل ساعة ساعة من أن وتره و : وأنو ليس المراد

.الميل ، أو في كل جزء جزء منو من رواية -بمعناه -وروي ىذا الحديث عن عائشة

ربيعة الجرشي ، وعبد اهلل بن أبي قيس عنيا ، وغضيف .بن الحارث ، ويحيى بن يعمر

وروي عن عمي من رواية أبي إسحاق ، عن عاصم بن أوتر رسول من كل الميل قد : ضمرة ، عن عمي ، قال

.من أولو ، وأوسطو ، وانتيى وتره إلى السحر ) : اهلل .خرجو اإلمام أحمد وابن ماجو

من رواية أبي إسحاق ، عن -أيضا -وخرجو أحمد .بنحوه -الحارث ، عن عمي

.ىو إسناد كوفي حسن : وقال عمي بن المديني .أيضا -بنحوه -وروي عن عبد خير ، عن عمي

بإسناد جيد ، عن أبي -أيضا -مام أحمد وخرج اإليوتر من ) كان رسول اهلل : مسعود األنصاري ، قال .أول الميل وأوسطو وآخره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من رواية أبي ( ( مسند عمر ) ) وخرج اإلسماعيمي في بكر بن أبي مريم ، عن ضمرة بن حبيب ، عن الحارث

سألت عمر عن الوتر في أول الميل : ال بن معاوية ، قكل ذلك قد : ، أو في وسطو ، أو في آخره ؟ فقال عمر

، ولكن ائت أميات المؤمنين فسمين ) عمل رسول اهلل عن ذلك ؛ فإنين أبصر بما كان يصنع من ذلك ،

كل ذلك قد عمل رسول اهلل : فأتاىن فسألين ، فقمن لو .الميل ، وقبض وىو يوتر من آخر)

.أبو بكر بن أبي مريم ، ضعيف ، أنو حسن الوتر من أول الميل ) وقد روي عن النبي

.ومن آخره كما خرجو اإلمام أحمد وابن ماجو من رواية عبد اهلل بن

قال رسول اهلل : محمد بن عقيل ، عن جابر ، قال

أول الميل : قال ( ( أي حين توتر ؟ : ) ) ألبي بكر ) آخر : قال ( ( فأنت يا عمر ؟ : ) ) قال ة بعد العتم

أما أنت يا أبا بكر فقد أخذت ) : ) ) قال النبي . الميل ( ( .بالوثقى ، وأما أنت يا عمر فقد أخذت بالقوة

وخرجو أبو داود من حديث عبد اهلل بن رباح ، عن أبي .نحوه -) قتادة األنصاري ، عن النبي

سناده ثقات ، إال أن ال عن : صواب عند حذاق الحفاظ وا .مرسبل -ابن رباح

وقد روي ىذا الحديث من رواية ابن عمر وعقبة بن .عامر وغيرىما ، بأسانيد لينة

، -مرسبل -ورواه الزىري ، عن سعيد بن المسيب .وىو من أجود المراسيل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ي كذا رواه الزبيدي وغيره عن الزىر

ورواه بعضيم ، عن ابن عيينة ، عن الزىري ، عن .سعيد ، عن أبي ىريرة

.قالو الدارقطني : -والصواب إرسالو : ورواه مسعر ، عن سعد بن إبراىيم ، واختمف عنو

عن مسعر ، عن سعد ، عن أبي سممة ، عن : فقيل .أبي سعيد الخدري

.مرسبل -عنو ، عن سعد ، عن أبي سممة : وقيل عنو ، عن سعد ، عن ابن المسيب ، عن أم : وقيل .سممة

.أنو غير ثابت : والظاىر أن : وخرجو ابن مردويو من ىذا الوجو ، وفي حديثو

: أما أنت يا أبا بكر ، كما قال القائل : ) ) قال ) النبي وأما أنت يا عمر ، أحرزت نيبي وأبتغي النوافل

( ( .ء عمل األقويا -أو تعمل -فتأخذ عن معسر ، عن ابن ( ( كتابو ) ) ورواه وكيع في

قال ألبي ) أن النبي : ، وزاد فيو -مرسبل -المسيب أحرزت نيبي وأبتغي : أنت مثل الذي قال : ) ) بكر

( ( .النوافل .واهلل سبحانو وتعالى أعمم وىذه الرواية أصح

، وقد رواه الشافعي ، عن إبراىيم بن سعد ، عن أبيو .أيضا -بيذه الزيادة -مرسبل -عن ابن المسيب

:والكبلم في وقت الوتر في مسألتين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:إحداىما .في وقت جوازه

فذىب أكثر أىل العمم إلى أن أول وقتو من بعد صبلة العشاء ، فمو أوتر من قبل صبلة العشاء لم يقع موقعا

.وأمر بإعادتو ولو كان ناسيا ، أو ظانا أنو قد صمى العشاء ، مثل أن يصمي العشاء محدثا ناسيا ، ثم يتوضأ ويصمي الوتر ،

ثم يذكر بعد الصبلة أنو صمى العشاء ناسيا ، فإنو

.يقضي القضاء ثم الوتر الثوري و األوزاعي : ىذا قول جميور العمماء ، منيم

. .د ومالك والشافعي وأحمد وأبو يوسف ومحموقتو وقت العشاء ؛ فإنو واجب عنده ، : وقال أبو حنيفة

ويجب الترتيب بينيما ، بشرط الذكر ويسقط بالسيو ، .في الصورة المذكورة -عنده -فبل يعيد الوتر

وكذلك مذىب سفيان ، إذا صمى الوتر ناسيا لمعشاء ، .ثم ذكر ، أنو يصمي العشاء وال يعيد الوتر

:آخران ولمشافعية وجيانأن وقتو يدخل بدخول وقت العشاء ، ويجوز : أحدىما

.فعمو قبل صبلة العشاء ، تعمد ذلك أو لم يتعمد أن وقتو ال يدخل إال بعد العشاء وصبلة أخرى : والثاني

، فإن كان وتره بأكثر من ركعة صح فعمو بعد صبلة ن أوتر بركعة لم يصح حتى يتقدمو نفل بينو العشاء ، وا

.صبلة العشاء وبين : واستدل لقول الجميور بحديث خارجة بن حذافة ، قال

خرج عمينا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن اهلل قد أمدكم بصبلة ىي : ) ) ، فقال ) رسول اهلل الوتر ، جعمو اهلل لكم فيما بين : خير لكم من حمر النعم

( ( .صبلة العشاء إلى أن يطمع الفجر -اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجة والترمذي خرجو .وصححو -والحاكم -وغربو

.ليس بقوي : وقال األثرم وخرجو اإلمام أحمد بإسناد جيد ، عن أبي بصرة ، أن

إن اهلل زادكم صبلة ، وىي الوتر ، : ) ) قال ) النبي ( ( .فصموىا ما بين العشاء إلى أن يطمع الفجر

: ، قال ) اع ، عن معاذ ، عن النبي وبإسناد فيو انقطزادني ربي صبلة ، ىي الوتر ، ووقتيا بين صبلة ) )

( ( .العشاء إلى طموع الفجر وأما آخر وقتو ، فذىب األكثرون إلى أنو يخرج وقتو

بذىاب الميل ، فإذا طمع الفجر صار فعمو قضاء ، وما .دام الميل باقيا ، فإن وقتو باق

خبلفا ، إال ما ذكره القاضي أبو يعمى وال نعمم في ذلك ، أنو إذا ( ( شرح المذىب ) ) من أصحابنا في كتابو

وىو نصف -أخره حتى خرج وقت العشاء المختار .صار قضاء -الميل ، أو ثمثو

وىذا قول ساقط جدا ؛ ألن صبلة العشاء ال تصير ن قيل : قضاء بتأخيرىا حتى يخرج وقتيا المختار ، وا

خيرىا إليو عمدا ال يجوز ، كما سبق ذكره في إن تأ، فكيف يصير تأخير الوتر إلى ذلك ( ( المواقيت ) )

الوقت قضاء ؟ وأما إذا خرج الميل بطموع الفجر ، فإنو يذىب وقت أدائو عند جميور العمماء ، ويصير قضاء

.حينئذ

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، -في المشيور عنيما -د وىو قول الشافعي وأحم

.وقول أبي حنيفة والثوري وروي عن عمر وابن عمر وأبي موسى وأبي الدرداء

.وسعيد بن جبير وعطاء والنخعي ألن يدركني الفجر وأنا أتسحر أحب : حتى قال النخعي

.إلي من أن يدركني وأنا أوتر فإذا خشيت الصبح فأوتر : ) ) حديث : ويدل عميو

اجعموا آخر صبلتكم : ) ) ، وسيأتي حديث ( ( بواحدة وخرج مسمم من طرق ، عن عبد اهلل ( ( . بالميل وترا

) : بن شقيق ، عن ابن عمر ، أن رجبل سأل النبي مثنى مثنى ، فإذا خشيت : ) ) كيف صبلة الميل ؟ قال

( ( .الصبح فصل ركعة ، واجعل آخر صبلتك وترا ة ، عن عاصم األحوال ، وخرجو من طريق ابن أبي زائد

، ) عن عبد اهلل بن شقيق ، عن ابن عمر ، عن النبي ( ( .بادروا الصبح بالوتر : ) ) قال

.وىذا لعمو رواه بالمعنى من الحديث الذي قبمو

وخرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث ابن أبي زائدة ، عن عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن

بادروا الصبح : ) ) ، قال ) ، عن النبي عمر ( ( .بالوتر

.وصححو الترمذي أن ابن أبي زائدة تفرد بيذا : وقد ذكر الدارقطني وغيره

.الحديث باإلسنادين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أحمد بن : يعني -أنو ذكر ألبي عبد اهلل : وذكر األثرم : ىذا من الوجيين ، فقال حديث ابن أبي زائدة -حنبل

عاصم ، لم يرو عن عبد اهلل بن : في اإلسناد األول . شقيق شيئا ، ولم يروه إال ابن أبي زائدة ، وما أدري

ىذا أراه اختصره : فذكر لو اإلسناد الثاني ، فقال أحمد صبلة الميل مثنى مثنى ، فإذا خفت : ) ) من حديث

فقمت : قال . اه ، وىو بمعن( ( الصبح فأوتر بواحدة .ال : روى ىذين أحد غيره ؟ قال : لو

والظاىر أنو اختصر حديث عبد اهلل بن شقيق ، : قمت ، كما اختصر حديث عبيد اهلل ، -عن ابن عمر أيضا

.واهلل أعمم . عن نافع ، عنو أخبرني : من حديث ابن جريج -أيضا -وخرج مسمم

مى بالميل من ص: نافع ، أن ابن عمر كان يقول فميجعل صبلتو وترا قبل الصبح ، كذلك كان رسول اهلل

.يأمرىم نا حجاج بن محمد ، : خرجو ، عن ىارون بن عبد اهلل

.فذكره -قال ابن جريج : قال وخرجو الترمذي عن محمود بن غيبلن ، عن عبد

أنا ابن جريج ، عن سميمان بن موسى ، عن : الرزاق إذا طمع : ) ) ، قال ) النبي نافع ، عن ابن عمر ، عن

صبلة الميل والوتر ، فأوتروا قبل [ كل ] الفجر فقد ذىب ( ( .طموع الفجر

.تفرد بو سميمان بن موسى عمى ىذا المفظ : وقال

لم يسمعو ابن : وذكر المروذي عن أحمد ، أنو قال قال : ) ) جريج من سميمان بن موسى ، إنما قال

عن ابن: إن عبد الرزاق قد قال : قيل لو ( ( . سميمان

(/)

"""""" صفحة رقم """""" نحن كتبنا من : أنا سميمان ؟ فأنكره ، وقال : جريج

كتب عبد الرزاق ، ولم يكن بيا ، وىؤالء كتبوا عنو .بأخرة

نا : وخرجو الحاكم من طريق محمد بن الفرج األزرق دثني ح: قال ابن جريج : حجاج بن محمد ، قال

: نا نافع ، أن ابن عمر كان يقول : سميمان بن موسى من صمى من الميل فميجعل آخر صبلتو وترا ؛ فإن

أمر بذلك ، فإذا كان الفجر فقد ذىب كل ) رسول اهلل أوتروا قبل : ) ) قال ) صبلة الميل ؛ فإن رسول اهلل

( ( .الفجر

.إسناد صحيح : وقال الترمذي ؛ فإن فييا أن وىذه الرواية أشبو من رواية

ذىاب كل صبلة الميل بطموع الفجر ، إنما ىو من قول .بالوتر قبل الفجر ) ابن عمر ، واستدل لو بأمر النبي

-ورواية ابن جريج التي صرح فييا بسماعو من نافع ليس فييا شيء مما تفرد بو سميمان -كما خرجو مسمم

. بن موسى ، وسميمان مختمف في توثيقو: من رواية يحيى بن أبي كثير -أيضا -وخرج مسمم

أخبرني أبو نضرة ، أن أبا سعيد أخبرىم ، أنيم سألوا ( ( .أوتروا قبل الصبح : ) ) عن الوتر ، فقال ) النبي

الوتر : ) ) قال : وخرجو اإلمام أحمد ، ولفظو ( ( .بميل

وخرجو ابن خزيمة والحاكم ، من حديث قتادة ، عن أبي نضرة ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" من أدرك الصبح : ) ) قال ) أبي سعيد ، أن رسول اهلل

( ( .ولم يوتر فبل وتر لو .صحيح عمى شرط مسمم : وقال الحاكم

وذىب طائفة إلى أن الوتر ال يفوت وقتو حتى يصمي الوتر ما : فروي عن عمي وابن مسعود ، وقال : الصبح

.الصبلتين بين .صبلة العشاء وصبلة الفجر : يريدان

.معنى ذلك -وعن عائشة عبادة بن : وممن روي عنو ، أنو أوتر بعد طموع الفجر

الصامت وأبو الدرداء وحذيفة وابن عمر وابن مسعود .وابن عباس وعائشة وفضالة بن عبيد وغيرىم

أكثر وترنا لبعد طموع : وقال أيوب وحميد الطويل .فجر ال

.وىو قول القاسم بن محمد وغيره أنو ال يعرف ليؤالء الصحابة : وذكر ابن عبد البر ويحتمل أن يكونوا قالوه فيمن : قال مخالف في قوليم

.نسيو أو نام عنو ، دون من تعمده -في القديم -مالك والشافعي : وممن ذىب إلى ىذا

سحاق -في رواية عنو -وأحمد وا حديث أبي بصرة ، عن النبي -فيما تقدم - وقد ذكرنا

صموىا ما بين العشاء إلى طموع : ) ) ، أنو قال ) ( ( .الفجر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج الطبراني بإسناد ضعيف ، عن عقبة بن عامر -، أنو قال ) وعمرو بن العاص كبلىما ، عن النبي

ما بين صبلة العشاء ىي لكم : ) ) -في صبلة الوتر ( ( .إلى طموع الشمس

وقد حكى يحيى بن آدم ، عن قوم ، أن الوتر ال يفوت .وقتو حتى تطمع الشمس

أنو يوتر بعد صبلة الصبح ، ما لم تطمع : وظاىر ىذا

.الشمس ، وتكون أداء كان يوتر ) ، عن عمي ، أن النبي ( ( المسند ) ) وفي

.عند اآلذان .في الصبلة إذا أقيمت الصبلة وقد سبق ذكره

: بإسناد فيو جيالة ، عن عمي ، قال -أيضا -وفيو أن نوتر ىذه الساعة ، ثم أمر المؤذن ) أمرنا رسول اهلل .أن يؤذن أو يقيم

أمرني رسول : وخرج الطبراني من حديث أبي ذر ، قال بالوتر بعد) اهلل

.الفجر .وفي إسناده اختبلف

.وروي مرسبل .والمرسل أصح عند أبي حاتم وأبي زرعة الرزايين

أخبرني زياد بن سعد ، أن أبا نييك : وروى ابن جريج من أدركو الصبح : أخبره ، أن أبا الدرداء خطب ، فقال

يدركو الصبح ) كان النبي : فقالت عائشة فبل وتر لو .فيوتر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

. خرجو الطبرانيكان يدركو بصبح : وخرجو اإلمام أحمد ، ولفظو

.فيوتر ىل سمع من : وال يدرى . وأبو نييك ، ليس بالمشيور

عائشة ، أم ال ؟ .وقد روي عن أبي الدرداء خبلف ىذا

وخرج الحاكم من رواية أبي قبلبة ، عن أم الدرداء ، عن ام يوتر ، وقد ق) ربما رأيت النبي : أبي الدرداء ، قال

.الناس لصبلة الصبح .صحيح اإلسناد : وقال من رواية محمد بن فميح ، عن أبيو ، -أيضا -وخرج

عن ىبلل بن عمي ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، إذا أصبح أحدكم ولم ) : ) ) عن أبي ىريرة ، عن النبي

( ( .يوتر فميوتر .صحيح عمى شرطيما : وقال

.ناد كثيرا والبخاري يخرج بيذا اإلسوروى زىير بن معاوية ، عن خالد بن أبي كريمة ، عن

يا : معاوية بن قرة ، عن األغر المزني ، أن رجبل قال إنما الوتر : ) ) رسول اهلل ، أصبحت ولم أوتر ؟ فقال

قم : ) ) ، ثم قال -ثبلث مرات أو أربعة -( ( بميل ( ( .فأوتر

من أدركو : ) ) ظو مختصرا ، ولف -وخرجو البزار ( ( .الصبح ولم يوتر فبل وتر لو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن خالد بن أبي كريمة ، ( ( كتابو ) ) ورواه وكيع في .مرسبل -عن معاوية بن قرة

.وىو أشبو

وروى وكيع ، عن الفضل بن دليم ، عن الحسن ، عن الوتر حتى عن: ، إال أنو قال -مثمو -) النبي

.أصبحت -عن أبي سعيد الخدري -أيضا -وفي المعنى

.من وجيين ، ال يصح واحد منيما -مرفوعا وروى أيوب بن سويد ، عن عتبة بن أبي حكيم ، عن طمحة بن نافع ، عن ابن عباس ، أنو بات عند النبي

، فجعل يسمم من كل ركعتين ، ) ليمة ، فصمى النبي ) لفجر قام فأوتر بركعة ، ثم ركع ركعتي فمما انفجر ا

.الفجر ، ثم اضطجع ( ( .صحيحو ) ) خرجيا الطبراني وابن خزيمة في

.إنما أوتر بعد طموع الفجر األول : وحممو ثم خرج من رواية عباد بن منصور ، عن عكرمة بن

-) خالد ، عن ابن عباس ، أنو بات ليمة عند النبي ما كان ) فصمى النبي [ ذكر ف] فذكر الحديث ، وفيو

عميو من الميل ، مثنى مثنى ، ركعتين ركعتين ، فمما طمع الفجر األول ، قام فصمى تسع ركعات ، يسمم في

كل ركعتين ، وأوتر بواحدة ، وىي التاسعة ، ثم أمسك حتى إذا أضاء الفجر جدا قام فركع ركعتي الفجر ، ثم

.نام

(/)

"""""" صفحة رقم """""" واهلل سبحانو . وكبل الحديثين إسناد ضعيف : قمت

.وتعالى أعمم وعمى تقدير صحة ىذه األحاديث ، أو شيء منيا ، فقد تحمل عمى أن الوتر يقضى بعد ذىاب وقتو ، وىو الميل

.، ال عمى أن ما بعد الفجر وقت لو أن الوتر يقضى بعد طموع الفجر : والمشيور عن أحمد

ن كان ال يتطوع عنده في ىذا ، ما لم يص ل الفجر ، وا وفيما لو سبب عنو فيو خبلف ، . الوقت بما ال سبب لو

.فأما الوتر فإنو يقضى في ىذا الوقت ال خبلف عنو في ذلك ، : ومن األصحاب من يقول

ابن أبي موسى: منيم .وغيره

أنو يقضي الوتر ما لم : وحكي لمشافعي قول كذلك .يصل الفجر

يقضي ما لم تطمع : -من أصحابنا -ل أبو بكر وقا .الشمس

وىذا القول يرجع إلى أن الوتر يقضيو من نام عنو أو .نسيو

:وقد اختمف العمماء في قضاء الوتر إذا فات ال يقضى ، وىو قول أبي حنيفة ومالك ، : فقالت طائفة

سحاق ، وأحد قولي الشافعي .ورواية عن أحمد وا .أكثر العمماء وحكاه أحمد عن

ويروى عن النخعي ، أنو ال يقضى بعد صبلة الفجر ، .وعن الشعبي يقضى ، وىو قول الثوري والميث بن : وقالت طائفة

.سعد ، والمشيور عن الشافعي ، ورواية عن أحمد أن الخبلف في : والصحيح عند أصحاب الشافعي

.قضاء الوتر والسنن الرواتب سواء يقضي ما يستقل بنفسو كالوتر ، دون : ومنيم من قال

.ما ىو تبع كالسنن الرواتب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سحاق أنو يقضي السنن : والمنصوص عن أحمد وا .الرواتب دون الوتر ، إذا صمى الفجر ولم يوتر .ونص عميو في رواية غير واحد من أصحابو

كان إذا ) النبي ال يقضي الوتر بأن : واستدل من قال نام أو شغمو مرض أو غيره عن قيام الميل صمى بالنيار

.ثنتي عشرة ركعة .خرجو مسمم من حديث عائشة

.فدل عمى أنو كان يقضي التيجد دون الوتر بأنو يحتمل أنو كان إذا كان لو عذر : ويجاب عن ىذا

.يوتر قبل أن ينام ، فمم يكن يفوتو الوتر حينئذ

المرض ونحوه ظاىر ، وأما في حال غمبة ىذا في حال .النوم فيو نظر

كان إذا لم يصل : وخرج النسائي حديث عائشة ، ولفظو أو وجع ، [ غمبو عنو ] من الميل منعو من ذلك نوم

.صمى من النيار ثبلث عشرة ركعة فإن كانت ىذه الرواية محفوظة دلت عمى أنو كان

.يقضي الوتر ن نام عن الوتر وصبلة الفجر واستثنى إسحاق أن يكو

يقضي الوتر ، ثم يصمي : حتى طمعت الشمس ، فقال .سنة الفجر ، ثم يصمي المفروضة

.وقد ورد في ىذا حديث ، ذكرناه في قضاء الصموات وخرجو النسائي من حديث محمد بن المنتشر ، عن أبيو ، أنو كان في منزل عمرو بن شرحبيل ، فأقيمت الصبلة

إني: ينتظرونو ، فجاء فقال ، فجعموا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ىل بعد األذان وتر : سئل عبد اهلل : وقال . كنت أوتر

، أنو ) نعم ، وبعد اإلقامة ، وحدث عن النبي : ؟ قال .نام عن الصبلة حتى طمعت الشمس ، ثم صمى

ن كان أنو نام عن الوتر فذا: فإن كان مراده ك ، وا أنو نام عن الفريضة ثم قضاىا ، فيكون مراده : مراده

.إلحاق القضاء الوتر بالقياس وكذا روي عن ابن عمر ، أنو قاس قضاء الوتر عمى

.قضاء الفرض من نام عن صبلة : ) ) و أخذه بعضيم من عموم قولو

( ( .أو نسييا فميصميا إذا ذكرىا .و وقد سبق في موضع. خرجو مسمم

.فيدخل في عمومو الوتر وجاء في حديث التصريح بو ، من رواية عبد الرحمن

بن زيد بن اسمم ، عن أبيو ، عن عطاء بن يسار ، عن من نام : ) ) ، قال ) أبي سعيد الخدري ، عن النبي

( ( .عن الوتر أو نسيو فميصمو إذا ذكره

.خرجو اإلمام أحمد والترمذي وابن ماجو من رواية عبد اهلل بن زيد بن -أيضا -مذي وخرجو التر

من نام : ) ) ، قال ) اسمم ، عن أبيو ، أن رسول اهلل ( ( .عن وتره فيصمو إذا أصبح

.ىذا أصح : وقال أن عبد اهلل بن زيد ثقة ، وأخاه عبد الرحمن : وذكر

.ضعيف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

م من حديث أبي غسان ولكن خرجو أبو داود والحاكمحمد بن مطرف ، عن زيد بن أسمم ، عن عطاء ، عن

.مرفوعا -أبي سعيد .صحيح عمى شرطيما : وقال الحاكم

.كذلك -وخرجو الدارقطني من وجو آخر ، عن زيد .لكنو إسناد ضعيف

أوتروا ) : ) ) ورده بعضيم بأن أبا سعيد روى عن النبي يخالفو وليس كذلك ؛ فإن ، وىذا( ( قبل أن تصبحوا

األمر باإليتار قبل الصبح أمر بالمبادرة إلى أدائو في وقتو ، فإذا فات وخرج وقتو ، ففي ىذا أمر بقضائو ،

.فبل تنافي بينيما وفي تقييد األمر بالقضاء لمن نام أو نسيو يدل عمى أن العامد بخبلف ذلك ، وىذا متوجو ؛ فإن العامد قد رغب

ة ، وفوتيا في وقتيا عمدا ، فبل سبيل لو عن ىذه السن .بعد ذلك إلى استدراكيا ، بخبلف النائم والناسي عمي : وممن روي عنو األمر بقضاء الوتر من النيار

وابن عمر وعطاء وطاوس ومجاىد والحسن والشعبي .وحماد

في -وأحمد -في صحيح عنو -وىو قول الشافعي .رواية

يقضيو نيارا وبالميل ما لم : أنو قال واألوزاعي ، إال يدخل وقت الوتر بصبلة العشاء اآلخرة ، وال يقضيو بعد

.ذلك ؛ لئبل يجتمع وتران في ليمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يقضيو من الميل القابمة : وعن سعيد بن جبير ، قال لميل ، أنو ال يقضيو إال ليبل ؛ ألن وقتو ا: وظاىر ىذا

.فبل يفعل بالنيار :المسألة الثانية

.في وقت أفضل الوتر : قد كان كثير من الصحابة يوتر من أول الميل ، منيم أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان وعائذ بن عمرو

.وأنس ورافع بن خديج وأبو ىريرة وأبو ذر وأبو الدرداء بذلك ، فتمسكوا ) وىؤالء الثبلثة أوصاىم النبي

.بوصيتو ومنيم من كان يفعل ذلك خشية من ىجوم الموت في

.النوم ؛ فإنيم كانوا عمى نياية من قصر األمل وذىب طائفة إلى أن الوتر قبل النوم افضل ، وىو أحد

.الوجيين لمشافعية وىو مقتضى قول القاضي أبي يعمى من أصحابنا في

ر ، حيث ذكر أن وقت الوت( ( شرح المذىب ) ) كتابو تابع لوقت العشاء ، وأنو يخرج وقتو بخروج وقت العشاء

.المختار في شير -وقال أبو حفص البرمكي من أصحابنا

فإن : -رمضان خاصة لمن صمى التراويح خمف اإلمام .األفضل أن ال ينصرف المأموم حتى ينصرف إمامو ونقل مينا ، عن أحمد ، أنو كان يوتر قبل أن ينام ،

.حوط ، وما يدريو ؟ لعمو ال ينتبو ىو أ: وقال .وىذا يدل عمى أن األخذ باالحتياط أفضل

النوم : وروى شير بن حوشب ، عن ابن عباس ، قال .عمى وتر خير

(/)

"""""" صفحة رقم """""" األكياس يوترون أول الميل ، واألقوياء : وقال عمر

.يوترون آخر الميل .خرجيما وكيع

.ق ىذا المعنى مرفوعا من وجوه وقد سبىو الحذر الحازم المحتاط لنفسو ، الناظر إلى : والكيس

.عواقب األمور .ابن المسيب والشعبي : وممن كان يقدم الوتر

: وكان أكثر من السمف يوتر في آخر الميل ، منيم عمر وعمي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس

.وغيرىم بن صبيح ، عن ابن سيرين ، وروى وكيع ، عن الربيع

.ما يختمفون أن الوتر من آخر الميل أفضل : قال في -واستحبو النخعي ومالك والثوري وأبو حنيفة وأحمد

سحاق ، إن قوي ووثق بنفسو القيام -المشيور عنو وا من آخر الميل ، فأما من ليس كذلك فاألفضل في حقو

.أن يوتر قبل النوم

.عائشة وروي ىذا المعنى عنواستدلوا بما خرجو مسمم من حديث أبي سفيان ، عن

من خاف أن ال يقوم : ) ) ، قال ) جابر ، عن النبي من آخر الميل فميوتر أولو ، ومن طمع أن يقوم آخره فميوتر آخر الميل ، فان صبلة آخر الميل مشيودة ،

( ( .وذلك افضل ( ( .محضورة : ) ) وفي رواية لو

من رواية أبي الزبير ، عن جابر ، -أيضا -وخرجو .بنحوه -) عن النبي

وحمل بعض ىؤالء أحاديث األمر بالوتر قبل النوم عمى من خاف أن ال يقوم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.آخر الميل وىذا بعيد جدا في حق أولئك الصحابة ، الذين أمروا

ن شدة اجتيادىم ، بالوتر قبل النوم ، مع ما عرف م .وكثرة تيجدىم

.ومنيم من حممو عمى بيان الجواز ، وعدم الكراىة .ومنيم من أشار إلى نسخة

بإسناد مجيول ( ( مسند عمي ) ) وروى اإلسماعيمي في خرج عمينا : ، عن السدي ، عن الربيع بن خثيم ، قال

إن جبريل أتى نبيكم : عمى حين يبمج الصبح ، فقال ، فأمره أن يوتر أول الميل ، فأوتر كما أمره اهلل )النبي

، ثم أتاه فأمره أن يوتر وسطا من الميل ، فأوتر كما أمره اهلل ، ثم أتاه فأمره أن يوتر ىذه الساعة ، فقبض نبيكم

وىو يوتر من ىذه الساعة ، أين السائمون عن الوتر ، ) .نعم ساعة الوتر قد ( ( ره إلى السحر أنو انتيى وت: ) ) وحديث عائشة

يشعر بذلك ، وأنو ترك الوتر من أول الميل ووسطو ، نما كان ينتقل من واستقر عممو عمى الوتر من آخر ، وا

فيل األفضل الوتر إذا : الفاضل إلى األفضل وعمى ىذا خشي طموع الفجر ، كما دل عميو حديث ابن عمر ،

.وكان ابن عمر يفعل ذلك ، ويوتر من السحر كانوا يحبون أن يؤخروا الوتر آخر الميل ، : الثوري قال

.وقد بقي عمييم من الميل شيء يستحبون أن يوتروا آخر الميل ، [ كانوا : ] وقال إسحاق

وأن يوتروا وقد بقي من الميل نحو مما ذىب منو من :صبلة المغرب ، واستدل بقول عائشة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( .نتيى وتره إلى السحر فا) )

.نقمو عنو حرب عن األعمش ، عن ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في

أي : إبراىيم ، أنو بات عند عبد اهلل ابن مسعود ، فسئل إذا بقي من الميل مثل ما مضى إلى : ساعة أوتر ؟ قال

.صبلة المغرب وعن سفيان ، عن عاصم بن كميب ، عن أبيو ، عن

.نحوه ب -ابن عباس أنو يوتر وقد بقي من الميل قبل طموع : ومعنى ذلك

الفجر مقدار ما يصمي فيو صبلة المغرب ، بعد دخول .الميل وغروب الشمس

.أنو ال يوتر إال في ليل محقق بقاؤه : والمراد .الوتر بميل ، والسحور بميل : وىو معنى قول النخعي

ألن فجعل وقتو كوقت السحور بل أشد ؛ فإنو قال يدركني الفجر وأنا اتسحر أحب إلي من أن يدركني وأنا

.أوتر وكان عمي بن أبي طالب يرخص في تأخير الوتر حتى

.ينشق الفجر ، وربما روي عنو أنو أفضل .وقد سبق عن طائفة من السمف نحوه

-أيضا -وىؤالء ، منيم من رخص في تأخير السحور . سبحانو وتعالى إن شاء اهلل -، كما يأتي في موضعو

أن الوتر في الميل كمو ، سواء في : وألصحابنا وجو شاذ .الفضل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - أىمو بالوتر) في إيقاظ النبي

ثنا أبي ، : ثنا يحيى ، ثنا ىشام : حدثنا مسدد - يصمي وأنا راقدة ) كان النبي : عن عائشة ، قالت

عمى فراشو ، فإذا أراد ان يوتر أيقظني معترضة .فأوترت

: باب ) ) قد سبق ىذا الحديث بيذا اإلسناد بعينو في ( ( .الصبلة خمف النائم

وقد دل ىذا الحديث عمى إيقاظ النائم بين يدي .المصمي

لكن ىل كان إيقاظيا لتوتر أو لتتنحى عن قبمتو في الوتر ؟

ي ، قد سبق ذكرىا في قد وردت أحاديث تدل عمى الثان ( ( .ال يقطع الصبلة شيء : من قال : باب ) )

وروى األعمش ، عن تميم بن سممة ، عن عروة ، عن

يصمي من الميل ، فإذا ) كان النبي : عائشة ، قالت ( ( .قومي فأوتري : ) ) انصرف قال لي

.خرجو اإلمام أحمد قاظ النائم فإن كان إيقاظيا لبليتار استدل بو عمى إي

لمصبلة ، ال سيما إذا تضايق وقتيا ؛ فإن ايتار النبي استقر في آخر عمره عمى أنو كان في السحر ، كما )

.سبق في الباب الماضي يوقظ أىمو في العشر األواخر من ) وقد كان النبي

رمضان لمصبلة بالميل والذكر والدعاء ، ففي سائر السنة صة ؛ فإنو من آكد السنن كان إيقاظو ليم لموتر خا

.الرواتب ن كان إيقاظيا لتتنحى عن قبمتو في الوتر ، استدل بو وا

عمى الرخصة في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" بلة إلى النائم في النفل المطمق دون النفل المعين الص

.المؤكد ، فالفرض أولى وقد أشار إليو اإلمام أحمد ، كما سبق ذكره في

.موضعو وعمى التقديرين ، فيستدل بو عمى ان من لو من يوقظو لموتر في آخر الميل ال يكره لو ان ينام قبل ان يوتر ، ولو كان امرأة أو صبيا ، ممن يغمب عميو النوم ؛ فان

يدل عمى أنيا كانت تؤخر الوتر ( ( فأوترت : ) ) قوليا .إلى ذلك الوقت ، وتنام قبمو

(/)

"""""" صفحة رقم """"" " باب -

ليجعل آخر صبلتو وترا نا يحيى بن سعيد ، عن عبيد : حدثنا مسدد -

حدثني نافع ، عن عبد اهلل بن عمر ، عن النبي : اهلل ( ( .اجعموا آخر صبلتكم بالميل وترا : ) ) ، قال )

.وخرجو مسمم ، ان من حديث األسود ، عن عائشة -أيضا -وخرج كان يصمي من الميل حتى يكون آخر صبلتو ) النبي .الوتر

.مطوال -وخرجو أبو داود .جعل الوتر آخر صبلة الميل يستفاد منو فوائد عديدة

تأخير الوتر إلى آخر الميل ؛ فان صبلة وسط : فمنيا الميل وآخر الميل أفضل من صبلة أولو ، فتأخير الوتر

بلة .في وسط الميل وآخره يتسع بو وقت الصأنو ال ينبغي التنفل في الميل بوتر غير الوتر : ومنيا

الذي يقطع عميو صبلة الميل ، كما ال ينبغي التنفل في ، حتى تكون صبلة المغرب -أيضا -النيار بوتر

.وتره أنا ىشام ، : ثنا يزيد بن ىارون : فروى اإلمام أحمد

ابن: ىو -عن محمد

: ، قال ) ابن عمر ، عن النبي ، عن -سيرين صبلة المغرب وتر النيار ، فاوتروا صبلة ) ) ( ( .الميل

رواه أيوب ، عن نافع وابن سيرين ، : قال الدارقطني -عن ابن عمر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ورواه مالك ، عن عبد اهلل بن دينار ، عن ابن . موقوفا .موقوفا -عمر .عو بعضيم عن مالك ورف

وىذا قد يستدل بو عمى جواز الوتر ، بعد طموع الفجر ، ويكون ايتارا لصبلة الميل ، وان كان بعد خروج الميل ، نما يفعل بعد خروج كما يوتر صبلة النيار بالمغرب ، وا

.النيار فيذا يدل عمى ان ال وتر لصبلة النيار غير صبلة

غير الوتر المأمور بو ، المغرب ، وال وتر لصبلة الميلفمن تطوع في ليل أو نيار بوتر غير ذلك ، فقد زال

.ايتاره لصبلتو ، وصارت صبلتو شفعا وفي صحة التطوع بشفع في الميل والنيار عن أحمد

والصحة قول الشافعي ، وعدم الصحة قول . روايتان .وقد ذكرنا ما يستدل بو لممنع . أبي حنيفة

من وافقو بان عمر دخل المسجد ، واستدل الشافعي و ىو تطوع ، فمن شاء زاد ، ومن : فصمى ركعة ، ثم قال

.شاء نقص : وقد يعارض ذلك بالحديث المرفوع والموقوف

صبلة الميل والنيار مثنى) ) ( ( .مثنى

.بأن جماعة نقضوا وترىم بركعة -أيضا -واستدلوا :وىذا استدالل مردود ؛ لوجيين

.أنو قد أنكره عمييم غيرىم من الصحابة : أحدىما أنيم إنما نقضوه لتصير صبلتيم شفعا ، ثم : والثاني .يوترون

ومن تطوع بركعة في الميل ، من غير نقض ، ثم أوتر .لم يبق لوتره فائدة ؛ فإنو صار وتره شفعا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:ونحن نذكر ىاىنا مسألة نقص الوتر :إذا أوتر اإلنسان من الميل ، ثم أراد أن يصمي : وىي

يصمي ركعة واحدة فيصير : فقال كثير من الصحابة بيا وتره الماضي شفعا ، ثم يصمي ما أراد ، ثم يوتر في

آخر صبلتو ، ( ( اجعموا آخر صبلتكم وترا : ) ) وىؤالء اخذوا بقولو

ن ينقض وتره وليذا روى ابن عمر ىذا الحديث ، وىو كا .، فدل عمى أنو فيمو منو

وروي عن أسامة بن زيد وغير واحد من الصحابة ، وروي ذلك عن اثني عشر رجبل من : حتى قال أحمد

.الصحابة

عمر وعثمان وعمي وسعد : وممن روي ذلك عنو ، منيم ، وىو قول -في رواية -وابن مسعود وابن عباس

.ة ومكحول عمرو بن ميمون وابن سيرين وعور .في رواية اختارىا أبو بكر وغيره -وأحمد

.ىي األظير عنو : قال ابن أبي موسى ن لم يفعل ذلك لم يكن : وقول إسحاق ، قال إسحاق وا

اجعموا آخر صبلتكم بالميل ) : ) ) قد عمل بقول النبي ( ( .وترا .وجو لمشافعية -أيضا -وىو

ال وتران في ) : ) ) ورد بعضيم ىذا القول بقول النبي ( ( .ليمة

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ، عن قيس بن طمق ، عن ( ( صحيحو ) ) حبان في

) .أبيو ، عن النبي .وحسنو الترمذي

.ىذا يؤدي إلى ثبلثة أوتار ، فيكون منييا عنو : وقالوا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ال ينقض وتره ، بل يصمي مثنى : األكثرون وقال .مثنى

وأبي ىريرة -في المشيور عنو -وىو قول ابن عباس وعائشة وعمار وعائذ بن عمرو وطمق بن عمي ورافع بن

.خديج .وروي عن سعد

.ورواه ابن المسيب ، عن أبي بكر الصديق ، فاقره ) أن الصديق ذكر ذلك لمنبي : وفي رواية ، عنو

.يو ، ولم ينكره عم .خرجو حرب الكرماني

.ورواه خبلس ، عن عثمان ، ولم يسمع منو وىو قول عمقمة وطاوس وسعيد بن جبير وأبي مجمز

والشعبي والنخعي واألوزاعي والثوري ومالك وابن المبارك في رواية عنو وصححيا بعض -والشافعي وأحمد

.أصحابنا

، وقد تقدم ، ( ( ليمة ال وتران في: ) ) واستدلوا بحديث إذا قام أحدكم من الميل يصمي ، ) : ) ) وبقول النبي

( ( .فميفتتح صبلتو بركعتين خفيفتين .خرجو مسمم من حديث أبي ىريرة

.وىو عام فيمن كان أوتر قبل ذلك ، ومن لم يوتر كان يصمي ركعتين بعد ) بأن النبي -أيضا -واستدلوا

.اء اهلل سبحانو وتعالى إن ش -وتره ، وسنذكره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وبأن النقض يفضي إلى التطوع باألوتار المعددة ، وىو .مكروه أو محظور

.ذاك يمعب بوتره : وقد روي عن عائشة ، أنيا قالت .كرىتو عائشة ، وأنا أكرىو : قال أحمد ميعا أنو مخير بين األمرين ؛ ألنيما ج: وعن أحمد

.مرويان عن الصحابة

.وقد روي عن عمي ، أنو خير بين األمرين .خرجو الشافعي بأسناد عنو ، فيو ضعيف

نا عبد اهلل بن : نا مقدام بن داود : وخرج الطبراني نا ابن لييعة ، عن عياش بن عباس القتباني ، : يوسف

كان رسول اهلل : عن عروة ، عن عائشة ، قالت ، ثم يصمي في المسجد قبل أن يرجع يصمي العتمة)

إلى بيتو سبع ركعات ، يسمم في األربع في كل ثنتين ، ويوتر بثبلث ، يتشيد في األوليين من الوتر تشيده في التسميم ، ويوتر بالمعوذات ، فإذا رجع إلى بيتو صمى

-ركعتين ويرقد ، فإذا انتبو من نومو صمى ركعتين .و أوتر في آخر الميل وذكرت الحديث ، ولم تذكر أن

وىو غريب جدا ، ومنكر ؛ مخالف جميع الروايات .الصحيحة عن عائشة

ومقدام بن داود ، من فقياء مصر ، ولم يكن في وقال . تكمموا فيو : الحديث محمودا قال ابن يونس

.ليس بثقة : النسائي :الكبلم عمى حكم الصبلة بعد الوتر : ويتصل بيذا

) : قول النبي : ومستندىم . ائفة من السمف وقد كرىو ط .، وما أشبيو ( ( اجعموا آخر صبلتكم بالميل وترا ) )

وروى عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، أنو كره وكان أبو مجمز ال يصمي بعد الوتر . الصبلة بعد الوتر

.إال ركعتين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إذا أوترت ثم قمت فاقرأ وأنت : باد وقال قيس بن ع .جالس

.أنو يقرا من غير صبلة : وظاىر ىذا ولكن . و أما األكثرون ، فمم يكرىوا الصبلة بعد الوتر

.كما سبق -اختمفوا في نقضو إذا أوتر قي المسجد ، ثم أراد أن يتنفل : ومذىب مالك

ن انصرف بعد وتره إلى بيتو تنف ل بعده تربص قميبل ، وا .ما أحب

( ( .تيذيب المدونة ) ) نقمو في واستحب أحمد أن يكون بين وتره وبين صبلتو بعد الوتر

.فصل الرجل يوتر ، ثم يصمى بعد : قمت ألحمد : قال حرب : قال . ال بأس بو ، يصمي مثنى مثنى : ذلك ؟ قال

وأحب أن يكون بينيما ضجعة أو نوم أو عمل أو غير نوم ؟ فما أدري ما ضجعة من: قمت . شيء .قال

في الرجل يصمي شير -وروى المروذي ، عن أحمد رمضان ، يقوم فيوتر بيم ، وىو يريد يصمي بقوم آخرين

.يشتغل بينيما بشيء ، يأكل أو يشرب أو يجمس : -وذلك ألنو يكره أن يوصل : قال أبو حفص البرمكي

صبل بين بوتره صبلة ، ويشتغل بينيما بشيء ؛ ليكون فبلة الثانية ، وىذا إذا كان يصمي بيم في وتره وبين الصموضعو ، فإما إن كان موضع آخر ، فذىابو فصل ،

.انتيى وال يعيد الوتر ثانية ؛ ألنو ال وتران في ليمو :والمنصوص عن أحمد خبلف ذلك

في رجل أوتر مع اإلمام ، ثم -في رواية صالح -قال بني أن يكون بعد ضجعة أو حديث يعج: -دخل بيتو

طويل واختمفت الرواية عن أحمد في التعقيب في أن يقوموا في: رمضان ، وىو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

جماعة في المسجد ، ثم يخرجون منو ، ثم يعودون إليو .فيصمون جماعة في آخر الميل

من وبيذا فسره أبو بكر عبد العزيز بن جعفر وغيرهال بأس بو ، : فنقل المروذي وغيره ، عنو . أصحابنا

.وقد روي عن أنس فيو أكرىو ، أنس يروى عنو : ونقل عنو ابن الحكم ، قال

أنو كرىو ، ويروى عن أبي مجمز وغيره أنيم كرىوه ، .ولكن يؤخرون القيام إلى آخر الميل ، كما قال عمر

الحكم قول لو قول محمد بن: قال أبو بكر عبد العزيز

. قديم ، والعمل عمى ما روى الجماعة ، أنو ال بأس بو .انتيى

.التعقيب محدث : وقال الثوري ومن أصحابنا من جزم بكراىيتو ، إال أن يكون بعد رقدة

أن يكون : ، أو يؤخره إلى بعد نصف الميل ، وشرطوا قد اوتروا جماعة في قياميم األول ، وىذا قول ابن حامد

.ولم يشترط أحمد ذلك . قاضي وأصحابو وال .وأكثر الفقياء عمى أنو ال يكره بحال

وكره الحسن أن يأمر اإلمام الناس بالتعقيب ؛ لما فيو من كان فيو قوة فميجعميا : من المشقة عمييم ، وقال

.عمى نفسو ، وال يجعميا عمى الناس .وىذه الكراىة لمعنى آخر غير الصبلة بعد الوتر

ونقل ابن المنصور ، عن إسحاق بن راىويو ، أنو إن أتم اإلمام التراويح في أول الميل كره لو أن يصمي بيم في آخره جماعة أخرى ؛ لما روي عن أنس وسعيد بن

ن لم يتم بيم في أول الميل وآخر . جبير من كراىتو وا .تماميا إلى آخر الميل لم يكره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فأما صبلة ركعتين بعد الوتر ، فقد رويت عن النبي .من وجوه متعددة ، ولم يخرج البخاري منيا شيئا )

لكنو خرج من حديث عراك ، عن أبي سممة ، عن كان يصمي بعد العشاء ثمان ) عائشة ، أن النبي

.ركعات ، وركعتين جالسا ، وركعتين بين النداءين .ي ىذه الرواية ، وال بد منو ولم تذكر الوتر ف

أن الركعتين المتين صبلىما جالسا كانتا بعد : والظاىر .وتره ، ويحتمل أن يكون قبمو

فقد خرج مسمم من حديث يحيى بن أبي كثير ، عن أبي كان يصمي ثبلث ) : سممة ، عن عائشة ، أن النبي

عشرة ركعة ، يصمي ثمان ركعات ، ثم يوتر ، ثم يصمي تين وىو جالس ، فإذا أراد أن يركع قام فركع ، ثم ركع

.يصمي ركعتين بين النداء واإلقامة من صبلة الصبح

من رواية زرارة بن أوفى ، عن سعد -أيضا -وخرج كان يوتر بتسع ) بن ىشام ، عن عائشة ، أن النبي

، ثم يصمي ركعتين بعدما -وذكرت صفتيا -ركعات وأخذه المحم أوتر بسبع ، يسمم وىو قاعد ، فمما أسن

.صنع في الركعتين مثل صنيعو األول كان يصمي : وفي رواية ألبي داود في ىذا الحديث

ثمان ركعات ، ال يسمم إال في آخرىن ، ثم يصمي .ركعتين وىو جالس بعدما يسمم ، ثم يصمي ركعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تو ركعتين جالسا قبل تكون صبل: فعمى ىذه الرواية .الوتر ، ال بعده من رواية بيز بن حكيم ، -أيضا -وخرج أبو داود

كان يوتر بتسع ، ) عن زرارة ، عن عائشة ، أن النبي يسمم في التاسعة تسميمة شديدة ، ثم يقرأ وىو قاعد بأم

الكتاب ، ويركع وىو قاعد ، ثم يقرأ في الثانية ، فيركع م يدعو ما شاء أن يدعو ، ثم ويسجد وىو قاعد ، ث

.يسمم وىذه الرواية تخالف رواية أبي سممة ، عن عائشة ، أنو

كان إذا أراد أن يركع .قام

وخرج أبو داود من رواية عمقمة بن وقاص ، عن عائشة كان يوتر بتسع ركعات ، ثم اوتر بسبع ) ، أن النبي

ركعات ، وركع ركعتين وىو جالس بعد الوتر ، فقرأ .يما ، فإذا أراد أن يركع قام فركع ثم سجد في

قمت : عن عمقمة ، قال : وخرجو مسمم ، ولفظو في الركعتين وىو ) كيف كان يصنع رسول اهلل : لعائشة

يقرأ فييما ، فإذا أراد أن يركع قام: جالس ؟ قالت .فركع

.وقد روي عن عائشة ، من وجوه أخر سمعت : حاكم وخرج النسائي من حديث شعبة ، عن ال

سعيد بن جبير يحدث ، عن ابن عباس ، أن النبي

صمى من الميل خمس ركعات ، ثم ركعتين ، ثم نام ، ) .ثم صمى ركعتين ، ثم خرج إلى الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج اإلمام أحمد وابن ماجو من حديث ميمون المرئي مة ، أن النبي ، عن الحسن ، عن أمو ، عن أم سم

.كان يصمي بعد الوتر ركعتين خفيفتين وىو جالس ) ( ( .ركعتين : ) ) وخرجو الترمذي إلى قولو

وذكر العقيمي أن ميمونا تفرد برفعو ، وغيره يرويو .موقوفا عمى أم سممة

.عن أبي أمامة وأنس وثوبان وغيرىم -أيضا -وفيو ر ؟واختمف العمماء في الركعتين بعد الوتكثير بن ضمرة : فمنيم من استحبيا وأمر بيا ، ومنيم

.وخالد بن معدان .وفعميا الحسن جالسا

.وتقدم عن أبي مجمز ، أنو كان يفعميا .ىي من السنن الرواتب : ومن أصحابنا من قال

وفي حديث سعد بن ىشام ما يدل عمى مواظبة النبي .عمييما )

بعد الوتر سنة لو ، كسنة الركعتان : ومن ىؤالء من قال المغرب بعدىا ، ولم يخرج بذلك المغرب عن أن يكون

.وترا ليا ومن العمماء من رخص فييما ، ولم يكرىيما ، ىذا قول

.األوزاعي وأحمد ارجوا إن فعمو أن ال يضيق ، ولكن يكون ذلك : وقال

تفعمو أنت : قيل لو . وىو جالس ، كما جاء في الحديث .ال : ؟ قال

.ال يكره ذلك : وقال ابن المنذر ذلك أحيانا لبيان ) إنما فعل النبي : ومن ىؤالء من قال

.الجواز فقط

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وحكي عن طائفة كراىة ذلك ، منيم قيس بن عبادة .ومالك والشافعي

: -فأما مالك ، فمم يعرف ىاتين الركعتين بعد الوتر .ره عنو ابن المنذر ذك

أن ) أمر النبي : وأما الشافعي ، فحكي عنو أنو قال نجعل آخر صبلتنا بالميل وترا ، فنحن نتبع أمره ، وأما

.فعمو فقد يكون مختصا بو و أشار البييقي إلى أن ىاتين الركعتين تركيما النبي

بعد فعميما ، وانتيى أمره إلى أن جعل آخر صبلتو ) .ترا بالميل و

.وىذا إشارة إلى نسخيما ، وفيو نظر ذا كان مذىب الشافعي أنو ال تكره الصبلة بعد الوتر وا بكل حال ، فكيف تكره ىاتان الركعتان بخصوصيما ،

مع ورود األحاديث الكثيرة الصحيحة بيا ؟كان يصمي ركعتين ) أن النبي : وقد ذكر بعض الناس

يوتر من الميل ويجعل بعد وتره جالسا ، لما كان الركعتين جالسا كركعة قائما ، فيكون كالشفع لوتره ،

حتى إذا قام ليصمي من آخر الميل لم يحتج إلى نقضو .بعد ذلك

في ) كنا مع النبي : وربما استأنسوا لذلك بحديث ثوبان إن ىذا السفر جيد وثقل ، فإذا أوتر : ) ) سفر ، فقال

ال كانتا لو أحدكم فميركع ركعتين ( ( .، فإن استيقظ ، وا ( ( .صحيحو ) ) خرجو ابن حبان في

:وىذا القول مردود ؛ لوجيين عمى أن -لمن تأممو -أن حديث عائشة يدل : أحدىما

يفعمو في وتره من آخر الميل ، ال من ) ىذا كان النبي .أولو ، وكذلك حديث ابن عباس

لم تكن كصبلة غيره من أن صبلتو جالسا : وثانييما أمتو عمى نصف صبلة

.القائم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من ( ( صحيحو ) ) ما خرجو مسمم في : يدل عميو ، ) أتيت النبي : حديث عبد اهلل بن عمرو ، قال حدثت يا رسول اهلل ، : فوجدتو يصمي جالسا ، فقمت

:إنك قمت ، وأنت ( ( عمى نصف الصبلة صبلة الرجل قاعدا ) )

أجل ؛ ولكني لست كأحد : ) ) تصمي قاعدا ؟ قال ( ( .منكم

إذا : و أما حديث ثوبان ، فتأولو بعضيم عمى أن المراد .أراد أن يوتر فميركع ركعتين

وكأنو يريد أنو ال يقتصر في وتره في السفر عمى ركعة يما واحدة ، بل يركع قبميا ركعتين ، فيحصل لو ب

نصيب من صبلة الميل ، فإن لم يستيقظ من آخر الميل ن استيقظ صمى ما كان قد اخذ بحظ من الصبلة ، وا

.واهلل سبحانو وتعالى أعمم . كتب لو ، وىذا متوجو ، أنو كان يصمي في السفر صبلتو ) وروي عن النبي

.من الميل قبل أن ينام ، عن من حديث شرحبيل بن سعد ( ( المسند ) ) ففي

-في سفر ، فصمى العتمة ) جابر ، أنو كان مع النبي ، ثم صمى بعدىا ثبلث عشرة -وجابر إلى جنبو

.سجدة .وشرحبيل ، مختمف فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - الوتر عمى الدابة

حدثني مالك ، عن أبي بكر : حدثنا إسماعيل - عبد اهلل بن عمر بن بن عمر بن عبد الرحمن بن

كنت أسير : الخطاب ، عن سعيد بن يسار ، أنو قال فمما : قال سعيد . مع عبد اهلل بن عمر بطريق مكة

خشيت الصبح نزلت فأوترت ، ثم لحقتو ، فقال

خشيت الصبح : أين كنت ؟ فقمت : عبد اهلل بن عمر أليس لك في رسول اهلل : قال عبد اهلل . فنزلت فأوترت

قال فإن رسول اهلل . بمى ؛ واهلل : سوة حسنة ؟ فقمت أ) .كان يوتر عمى البعير )

ىذا الحديث قد روي عن ابن عمر من وجوه متعددة ، قد من ىذا الوجو ، ومن ( ( الصحيحين ) ) خرجاه في

.لم ، عن أبيو حديث الزىري ، عن ساوخرجو البخاري من حديث نافع ، ومسمم من حديث عبد

.اهلل بن دينار وىذا مما استدل بو عمى أن الوتر غير واجب ، وأنو

ممتحق بالنوافل ؛ فإنو لو كان واجبا أللحق بالفرائض ، .ولم يفعل عمى الدابة جالسا ، مع القدرة عمى القيام

:الوتر عمى الراحمة وقد اختمف العمماء في جواز ابن عمر ، وروي : فذىب أكثرىم إلى جوازه ، ومنيم

عن عمي وابن عباس ، وىو قول سالم وعطاء والشافعي سحاق وأبي ثور .وأحمد وا

.ال بأس بو ، وباألرض أحب إلي : وقال الثوري :وكذا مذىب مالك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أن المسافر إذا كان لو ( ( : تيذيب المدونة) ) في

حزب ، فميوتر عمى األرض ، ثم يتنفل في المحمل بعد .الوتر

وىذا يدل عمى أن تقديم الوتر عمى األرض عمى قيام .الميل أفضل من تأخيره مع عمى الراحمة

ومنع من الوتر عمى الراحمة من يرى أن الوتر واجب ، .وىو قول أبي حنيفة

.وا يصمون الفريضة والوتر باألرض كان: وقال النخعي عن أحمد في -من أصحابنا -وحكى ابن أبي موسى

جواز صبلة ركعتي الفجر عمى الراحمة روايتين ، دون .الوتر

وحكي عن بعض الحنفية ، أنو ال يفعل الوتر وال ركعتا .الفجر عمى الراحمة ثنا أيوب ، عن : ثنا إسماعيل : وروى اإلمام أحمد

ن جبير ، أن ابن عمر كان يصمي عمى راحمتو سعيد ب .تطوعا ، فإذا أراد أن يوتر نزل فأوتر عمى األرض

نما أنكر من ال يراه [ عمى ] ولعمو فعمو استحبابا ، وا .جائزا

ثنا األوزاعي ، عن يحيى بن : وروى محمد بن مصعب أبي كثير ، عن محمد بن

كان النبي : عبد الرحمن بن ثوبان ، عن جابر ، قال يصمي عمى راحمتو حيث توجيت بو تطوعا ، فإذا أراد )

.أن يصمي الفريضة أو يوتر أناخ فصمى باألرض ( ( : مسند األوزاعي من جمعو ) ) قال ابن جوصا في

( ( أو يوتر : ) ) لم يقل أحد من أصحاب األوزاعي .غير محمد بن مصعب وحده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرجو من طرق كثيرة عن األوزاعي ، ليس في شيء .ذكر الوتر : منيا

. ليس حديثو بشيء : ومحمد بن مصعب ، قال يحيى ساء حفظو فكان يقمب األسانيد ويرفع : وقال ابن حبان

.المراسيل ، ال يجوز االحتجاج بو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - الوتر في السفر

ثنا جويرية بن : حدثنا موسى بن إسماعيل - كان النبي : أسماء ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال

يصمي في السفر عمى راحمتو حيث توجيت بو ، يومئ ) إيماء ، صبلة الميل ، إال الفرائض ، ويوتر عمى

.راحمتو الوتر في السفر مستحب كالوتر في الحضر ، وقد كان

.ره ابن عمر يوتر في سفوروى وكيع ، عن شريك ، عن جابر ، عن عامر ، عن

الوتر في السفر : ابن عباس وابن عمر ، أنيما قاال .سنة

.ال يترك الوتر في السفر إال فاسق : وقال مجاىد عن خالد بن دينار ، عن شيخ ، -أيضا -وروى وكيع

صحبت ابن عباس في سفر ، فبل أحفظ أنو : قال .أوتر

.د مجيول وىذا إسنا .ال يدل عمى أنو لم يوتر ( ( لم أحفظ : ) ) وقولو

يصمي ) والوتر تابع لصبلة الميل ، وقد كان النبي .صبلتو بالميل وترا

نما اختمف العمماء في فعل السنن الرواتب في السفر ؛ وا ألنيا تابعة لمفرائض ، والفرائض تقصر في السفر

ويحافظ عمى تخفيفا ، فكيف يحذف شطر المفروضة سننيا ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.لو كنت مسبحا ألتممت صبلتي : وليذا قال ابن عمر كان يصمي في السفر ركعتي الفجر ) وقد روي ، أنو

.والمغرب ؛ ألن فريضتيما ال تقصر .وىو من مراسيل أبي جعفر محمد بن عمي

، أنو ال يدع -في رواية المروذي -ونص عميو أحمد .في السفر ركعتي الفجر والمغرب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب -

القنوت قبل الركوع وبعدهلم يبوب البخاري عمى القنوت إال في عقب أبواب الوتر ، وىذا يدل عمى أنو يرى القنوت في الوتر ، إما دون

.غيره من الصموات أو مع غيره منيا .حديث أنس بن مالك من طرق أربعة وخرج فيو

:الطريق األول نا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن : ثنا مسدد -

في ) أقنت النبي : سئل أنس بن مالك : محمد ، قال بعد : أو قبل الركوع ؟ قال : فقيل . نعم : الصبح ؟ قال .الركوع يسيرا قنت ) ي يدل عمى أن النب: -بيذا المفظ -ىذا الحديث

.في الصبح ، وأنو قنت بعد الركوع ، وأنو قنت يسيرا يحتمل أن يعود إلى القنوت ، ( ( يسيرا : ) ) وقولو

قنت قنوتا يسيرا ، ويحمتل أنو يعود إلى : فيكون المراد قنوتو زمانا يسيرا ، فيدل عمى : زمانو ، فيكون المعنى

أنو لم يدمنما كان مدة يسيرة عميو ، بل وال كان غالب أمره ، وا

.فقط أخبرني خالد : ما روى عمي بن عاصم : ويدل عميو

حدثني أنس ، أن النبي : وىشام ، عن محمد بن سيرين .قنت شيرا في الغداة ، بعد الركوع ، يدعو )

( ( : يسيرا ) ) بدل : وقد خرجو أبو داود ، وعنده ( ( .يسر ) ) أو ( ( يسرا ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

وىذه الرواية إن كانت محفوظة فإنما تدل عمى أنو اسر .بالقنوت ، ولم يجير بو

:الطريق الثاني ثنا عاصم ، : ثنا عبد الواحد : ثنا مسدد - قد : سألت أنس بن مالك ، عن القنوت ؟ فقال : قال

. قبمو :قبل الركوع أو بعده ؟ قال : قمت . كان القنوت بعد الركوع ؟ : فإن فبلنا أخبرني عنك ، أنك قمت : قمت

بعد الركوع شيرا ، ) كذب ، إنما قنت رسول اهلل : فقال القراء ، زىاء سبعين : أراه كان بعث قوما ، يقال ليم

رجبل إلى قوم من المشركين دون أولئك ، وكان بينيم شيرا يدعو) عيد ، فقنت رسول اهلل ) وبين النبي

.عمييم عن موسى بن ( ( المغازي ) ) في -أيضا -وخرجو

إسماعيل ، عن عبد الواحد ، .عاصم ، بأتم من ىذا [ عن ]

من طريق ثابت بن ( ( الجياد ) ) وخرجو في أواخر [ : قال ] سألت أنسا عن القنوت ، : يزيد ، عن عاصم بعد : إن فبلنا يزعم أنك قمت : قبل الركوع ، فقمت

، أنو قنت ) كذب ، ثم حدث عن النبي : ركوع ؟ قال ال .فذكره -شيرا بعد الركوع

من طريق عباد بن عباد ، ( ( األحكام ) ) وخرجو في من طريق أبي ( ( الدعاء ) ) وفي . عن عاصم

مختصرا ، في القنوت شيرا ، -األحوص ، عن عاصم ولم يذكر فيو

( ( .قبل : ) ) م من رواية أبي معاوية ، عن عاصم ، عن وخرجو مسم :أنس ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: سألتو عن القنوت قبل الركوع ، أو بعد الركوع ؟ فقال فإن ناسا يزعمون أن رسول اهلل : قمت . قبل الركوع

شيرا ) إنما قنت رسول اهلل : قنت بعد الركوع ؟ فقال ) : تموا أناسا من أصحابو ، يقال ليم ، يدعو عمى أناس ق

.القراء في -وخرجو من طرق أخرى ، عن عاصم ، عن أنس

شيرا) قنوت النبي .فقط

مدوامة القنوت ، : وليس في شيء من ىذه الروايات كما في رواية عبد الواحد بن زياد التي خرجيا البخاري ،

عمى تقدير أن تكون -مع أنو ال داللة فييا عمى ذلك ىو ) ؛ فإنو ليس فييا تصريح بأن النبي -محفوظة

الذي كان يقنت قبل الركوع ، فيحتمل أن يريد أن مدة كانت شيرا بعد الركوع ، وكان غيره من ) قنوت النبي

الخمفاء يقنت قبل الركوع ، ولعمو يريد قنوت عمر ، لما كان يبعث الجيوش إلى ببلد الكفار ، فكان يقنت

.ر ليم ويستغفولكن روى الطبراني ، عن الدبري ، عن عبد الرزاق ، : عن أبي جعفر الرازي ، عن عاصم ، عن أنس ، قال

في الصبح يدعو عمى احياء من احياء ) قنت رسول اهلل .قبل الركوع -العرب ، وكان قنوتو

.ولكن ىذه الرواية شاذه منكرة ، ال يعرج عمييا عيسى بن ماىان ، قد وثقو :وأبو جعفر الرازي ، اسمو

يحيى وغيره ؛ فإنو من أىل الصدق وال يتعمد الكذب ، ولكنو سيئ الحفظ ؛ فمذلك نسبو ابن معين إلى الخطإ

.والغمط مع توثيقو لو . ىو يخمط مثل موسى بن عبيدة : وقال ابن المديني

وقال . ليس بالقوي في الحديث : وقال أحمد والنسائي فيو ضعف ، : وقال الفبلس . ثيرا ييم ك: أبو زرعة

: وقال ابن خراش . وىو من أىل الصدق سيئ الحفظ ينفرد بالمناكير : وقال ابن حبان . سيئ الحفظ صدوق

.عن المشاىير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد روى أبو جعفر ىذا ، عن الربيع بن أنس ، عن .ى فارق الدنيا يقنت حت) ما زال النبي : أنس ، قال

.خرجو اإلمام أحمد وغيره .منكر -أيضا -وىذا

ىو حديث ضعيف ، مخالف : قال أبو بكر األثرم .لؤلحاديث

يشير إلى أن ما ينفرد بو أبو جعفر الرازي ال يحتج بو ، وال سيما إذا خالف

.الثقات عمرو بن عبيد الكذاب المبتدع ، فرواه : وقد تابعو عميو

.بنحوه -، عن أنس عن الحسنإسماعيل بن مسمم المكي ، وىو : -أيضا -وتابعو

.مجمع عمى ضعفو ، فرواه عن الحسن ، عن أنس .وقد خرج حديثو البزار ، وبين ضعفو

ذلك عن أنس من وجوه كثيرة ، ال -أيضا -وروي .يثبت منيا شيء ، وبعضيا موضوعة

، أن رسول وروى خميد بن دعمج ، عن قتادة ، عن أنسقنت في صبلة الفجر بعد الركوع ، وأبو بكر وعمر ) اهلل

وعثمان صدرا من خبلفتو ، ثم طمب إليو المياجرون .واألنصار تقديم القنوت قبل الركوع

.خميد بن دعمج ، ضعيف ، وال يعتمد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، وقد روى مصعب بن المقدام ، عن عاصم األحول

قنت: عن أنس ، قال .شيرا قبل الركوع ) رسول اهلل

وروى الحسن بن الربيع ، عن أبي األحوص ، عن قنت شيرا في صبلة ) عاصم ، عن أنس ، أن النبي

.الفجر ، يدعو عمى خيبر ىو قبل : سألت أنسا عن القنوت ؟ قال : قال عاصم

.الركوع قبل الركوع كان تدل عمى أن القنوت: وىاتان الروايتان

.شيرا ، بخبلف رواية عبد الواحد ، عن عاصم : قمنا ألنس : وروى قيس بن الربيع ، عن عاصم ، قال

لم يزل يقنت بالفجر ؟ ) إن قوما يزعمون أن النبي شيرا واحدا ، يدعو ) كذبوا ؛ إنما قنت رسول اهلل : قال

.عمى حي من أحياء المشركين بي جعفر الرازي ، عن عاصم ، فيذه تعارض رواية أ

.وتصرح بأن مدة القنوت كميا تزد عمى شير

ن كان وليس قيس بن الربيع بدون أبي جعفر الرازي ، وا فقد أثنى عميو -أيضا -قد تكمم فيو ؛ لسوء حفظو

سفيان الثوري وابن عيينة وشريك وشعبة : أكابر ، مثل .وأبي حصين

يو ، وأنكر ابن المبارك وأنكر شعبة عمى القطان كبلمو ف .عمى وكيع كبلمو فيو لم يكن قيس عندنا بدون سفيان : وقال محمد الطنافسي

، إال أنو استعمل ، فأقام عمى رجل حدا ، فمات ، فطفئ .أمره

ىو عند جميع أصحابنا صدوق : وقال يعقوب بن شيبة .وكتابو صالح ، إنما حفظو فيو شيء

ستقيمة ، وقد حدث عنو رواياتو م: وقال ابن عدي شعبة وغيره من الكبار ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .أنو ال بأس بو : والقول فيو ما قال شعبة

:وقد توبع قيس عمى روايتو ىذه ثنا أحمد بن محمد بن : فروى أبو حفص ابن شاىين

ثنا الحسن بن عمي : -ابن عقده الحافظ : ىو -سعيد ثنا عبد الحميد الحماني ، عن سفيان ، عن : بن عفان

لم يقنت إال شيرا واحدا ) عاصم ، عن أنس ، أن النبي .حتى مات

وابن عقده ، حافظ كبير ، إنما أنكر عميو التدليس ، وقد صرح في ىذا

.بالتحديث وعبد الحميد الحماني ، وثقو ابن معين وغيره ، وخرج لو

.البخاري يث قبيصة ، عن سفيان ، عن وخرج البييقي من حد

. شيرا ) إنما قنت النبي : عاصم ، عن أنس ، قال .بعد الركوع : كيف القنوت ؟ قال : فقمت

.وىذه تخالف رواية من روى عنو القنوت قبل الركوع

و أما القنوت شيرا ، فقد سبق أن البخاري خرجو من .رواية عباد بن عباد

ة ، وغير واحد ، كميم وخرجو مسمم من رواية ابن عيين .عن عاصم

.وىو المحفوظ عن سائر أصحاب أنس في -أن رواية عاصم األحول عن أنس : فتبين بيذا

مضطربة -محل القنوت ، و اإلشعار بدوامو .متناقضة

وعاصم نفسو ، قد تكمم فيو القطان ، وكان يستضعفو ، .وال يحدث عنو

.لم يكن بالحافظ : وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد حدث عاصم ، عن حميد بحديث ، فسئل حميد عنو .، فأنكره ولم يعرفو

وحينئذ ؛ فبل يقضى برواية عاصم ، عن أنس ، مع اضطرابيا عمى روايات بقية أصحاب أنس ، بل األمر

.بالعكس وقد أنكر األئمة عمى عاصم روايتو عن أنس القنوت قبل

:الركوع أحمد بن : يعني -قمت ألبي عبد اهلل : ألثرم قال اقنت ) إن النبي : يقول أحمد في حديث أنس : -حنبل

ما عممت أحدا : قبل الركوع غير عاصم األحول ؟ قال .خالفيم عاصم كميم : قال أبو عبد اهلل : يقولو غيره

.خالف أصحاب أنس : يعني لنبي ىشام ، عن قتادة ، عن أنس ، أن ا: ثم قال

والتيمي ، عن أبي مجمز ، عن . الركوع [ بعد ] قنت ) وحنظمة -. سألت أنسا : وأيوب ، عن محمد . أنس

.أربعة أوجو : -السدوسي ، عن أنس أما ( ( : كتاب القنوت ) ) وقال أبو بكر الخطيب في

حديث عاصم األحول ، عن أنس ، فإنو تفرد بروايتو ، س ، فرووا عنو القنوت بعد وخالف الكافة من أصحاب أن

.الركوع ، والحكم لمجماعة عمى الواحد كذا قالو الخطيب في القنوت قبل الركوع ، فأما في دوام القنوت ، فإنو جعمو أصبل اعتمد عميو ، ويقال لو فيو

إن أصحاب : كما قال ىو في محل القنوت ، فيقال ولم أنس إنما رووا عنو إطبلق القنوت أو تقييده بشير ،

.يرو عن أنس دوام القنوت من يوثق بحفظو وأما القنوت قبل الركوع ، فقد رواه عبد العزيز بن

صييب ، عن أنس ، كما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، ( ( السير ) ) خرج البخاري عنو من طريقو في .إن شاء اهلل سبحانو وتعالى -وسنذكره

رين حديث عاصم ، عن وقد حمل بعض العمماء المتأخإطالة : أنس في القنوت قبل الركوع عمى أن المراد بو

أفضل الصبلة طول: ) ) القيام ، كما في الحديث

( ( .القنوت كان يطيل القيام قبل الركوع لمقراءة ) أن النبي : والمراد

نما أطال القيام بعد الركوع شيرا حيث دعا عمى من ، وا .قتل القراء ، ثم تركو

.وقد صح عن ابن عمر مثل ذلك ثنا ابن نمير ، عن عبيد اهلل بن : وروى ابن أبي شيبة

عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان ال يقنت في الفجر ، وال في الوتر ، وكان إذا سئل عن القنوت ،

.ما نعمم القنوت إال طول القيام وقراءة القرآن : قال .أيضا -اهلل ورواه يحيى بن سعيد ، عن عبيد

:الطريق الثالث ثنا أحمد بن يونس ، ثنا زائدة ، عن التيمي ، -

قنت رسول : عن ابن مجمز ، عن أنس بن مالك ، قال .شيرا ، يدعو عمى رعل وذكوان ) اهلل

من رواية ابن المبارك ، عن ( ( المغازي ) ) وخرجو في ( ( .بعد الركوع : ) ) سميمان التيمي ، وزاد فيو

عصية عصت اهلل : ويقول : ) ) فيو -أيضا -وزاد

( ( .ورسولو وكذلك خرجو مسمم من رواية المعتمر بن سممان التيمي

، عن أبيو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .في صبلة الصبح : ) ) وزاد فيو :الطريق الرابع

عن أبي أنا خالد ،: ثنا إسماعيل : ثنا مسدد - كان القنوت في : قبلبة ، عن أنس بن مالك ، قال

.المغرب والفجر فضل الميم ربنا : باب ) ) في -فيما تقدم -وخرجو

، عن عبد اهلل بن أبي األسود ، عن ( ( ولك الحمد .أيضا -، بو -ابن عمية : وىو -إسماعيل

، ) وليس في ىذا الحديث أن ذلك كان من فعل النبي في عيده ، فيحتمل أنو اخبر عما كان في زمن وال

.بعض خمفائو ، واهلل أعمم وقد روي حديث القنوت عن أنس من طرق أخرى ، وقد

من ( ( المغازي ) ) و ( ( السير ) ) خرجو البخاري في .بعضيا

:طريق آخر ثنا عبد : ثنا عبد الوارث : ثنا أبو معمر : قال البخاري

سبعين رجبل ) بعث النبي : ل العزيز ، عن أنس ، قاالقراء ، فعرض ليم حيان من بني : لحاجة ، يقال ليم

شيرا ) رعل وذكوان ، فقتموىم ، فدعا النبي : سميم عمييم في صبلة الغداة ، وذلك بدء

.القنوت ، وما كنا نقنت بعد الركوع أو عند : وسأل رجل أنسا عن القنوت : قال

.بل عند فراغ من القراءة : فراغ من القراءة ؟ قال ولكن ؛ ليس في ىذه الرواية تصريح بأن قنوت النبي

واهلل سبحانو . كان قبل الركوع ، إنما ىو من فتيا أنس ) .وتعالى أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد تقدم عنو ما يخالف ذلك ، وما يوافقو ، فالروايات .مختمفة عن أنس في محل القنوت

وفي ىذه الرواية التصريح بأن ىذا كان بدأ القنوت ، وأنيم لم يقنتوا قبمو ، والتصريح بأن القنوت كان شيرا ،

إنو : وال شك أن ىذا القنوت ترك بعد ذلك ولم يقل أنس .واهلل سبحانو وتعالى أعمم . استمر القنوت بعد الشير

:طريق آخر ثنا مالك ، عن : ر ثنا يحيى بن بكي: قال البخاري

بن عبد اهلل بن أبي طمحة ، عن أنس بن مالك ] إسحاق عمى الدين قتموا أصحابو ببئر ) دعا النبي : ، قال

ثبلثين صباحا حين يدعوا عمى رعل ولحيان ، وعصية ) .عصت اهلل ورسولو

-فأنزل اهلل تعالى لنبيو في الذين قتموا : قال أنس - أصحاب بئر معونة

بمغوا قومنا ، فقد لقينا ربنا ، : ، حتى نسخ بعد قرانا [ . . .فرضي عنا ورضينا عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كتاب االستسقاء

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ابب] - الجير بالقراءة في االستسقاء

ثنا ابن أبي ذئب ، عن الزىري : ثنا أبو نعيم - خرج النبي : ، عن عباد بن تميم ، عن عمو ، قال

يستسقي ، فتوجو إلى القبمة يدعو ، وحول رداءه ، ثم ) [ .صمى ركعتين ، وجير فييما بالقراءة

.الصواب سناده ، فبل يبعد أن النعمان أخطأ في إ: فتبين بيذا

.أيضا -خطؤه في متنو أنو يخير بين أن يخطب قبل : وعن أحمد رواية ثالثة

الصبلة وبعدىا ، اختارىا جماعة من أصحابنا ؛ لورود .النصوص بكبل األمرين

واألولى لئلمام أن يختار األرفق : قال بعض أصحابنا

بالناس ، في كل وقت .بحسبو

أنو ال يخطب ، ولكن يدعو ؛ :وعن أحمد رواية أخرى لم يخطب خطبتكم ىذه ، ولكن لم : لقول ابن عباس

.يزل في التضرع والتكبير ، وصمى ركعتين .خرجو الترمذي وغيره

يدل عمى أنو لم يزد : وظاىر حديث عبد اهلل بن يزيد ، وعمى ذلك حممو اإلمام أحمد -أيضا -عمى الدعاء

.في رواية المروذي أبواب ) ) ئشة الذي ذكرناه في وحديث عا يدل عمى أن النبي( ( : االستسقاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

استفتح خطبتو بالحمد والتكبير ، ثم شرع في الدعاء ، ) واستفتحو بتبلوة أول سورة الفاتحة ، ثم بكممات من الثناء

عمى اهلل عز وجل ، إلى أن نزل ، وأنو كان في أول ة قاعدا عمى المنبر ، وقد ثبت أنو دعا قائما في خطب

حديث عبد اهلل بن يزيد ، فيذا القدر ىو المروي عن .، ولم يرو عنو أزيد منو في الدعاء االستسقاء ) النبي

: وروى حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عباس ، قال يا رسول اهلل ، لقد : ، فقال ) جاء أعرأبي إلى النبي

قوم ال يتزود ليم راع ، وال يخطر ليم جئتك من عند الميم : ) ) فحل ، فصعد المنبر ، فحمد اهلل ، ثم قال

اسقنا غيثا مغيثا مريئا طبقا مريعا غدقا عاجبل ، غير قد : ثم نزل ، فما يأتيو أحد من وجو إال قال ( ( راث

.أحييتنا .خرجو ابن ماجو .مرسبل ، وىو أشبو -وروي عن حبيب

صمى ثم ) وخرج الطبراني من حديث أنس ، أن النبي استقبل القوم بوجيو ، وقمب رداءه ، ثم جثا عمى ركبتيو

، ورفع يديو ، وكبر تكبيرة قبل أن يستسقي ، ثم .دعا

سناده ضعيف .وا وقد تقدم عن عمر وعبد اهلل بن يزيد األنصاري ، أنيما

.لم يزيدا عمى االستغفار ىل : -وىم الجميور -بأنو يخطب واختمف القائمون

يخطب خطبة واحدة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:أو خطبتين ؟ عمى قولين يخطب خطبة واحدة ، وىو قول ابن ميدي : أحدىما

.وأحمد وأبي يوسف ومحمد أنو يخطب خطبتين ، بينيما جمسة كالعيد ، : والثاني

، وروي عن الفقياء وىو قول الميث ومالك والشافعي .السبعة ، وىو وجو ضعيف ألصحابنا

يخير بين األمرين ، وىو قول ابن جرير : وقالت طائفة .أيضا -الطبري ، وحكي مثمو عن أبي يوسف ومحمد

بمإذا تستفتح الخطبة ؟: واختمفوا بالحمد هلل ، وحكى عن مالك وأبي يوسف : فقالت طائفة

.صحابنا ، وىو األظير ومحمد ، وىو قول طائفة من أ .توجيو ذلك ( ( الجمعة ) ) وقد سبق في : -ليس في خطبة االستسقاء تكبير : ومذىب مالك

تيذيب) ) ذكره في ( ( .المدونة

يفتتحيا بالتكبير كخطبة العيدين ، وىو : وقالت طائفة قول أكثر أصحابنا ، وطائفة من الشافعية ، ونقل أنو

.نص الشافعي .دم من حديث عائشة ما يشيد لو وقد تق

يستفتحيا باالستغفار ، وىو قول أبي بكر : وقالت طائفة .بن جعفر من أصحابنا ، وأكثر أصحاب الشافعي

يستفتحيا باالستغفار ، : -من أصحابنا -قال أبو بكر .ويختميا بو ، ويكثر من االستغفار بين ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىو منصوص الشافعي ، ونص عمى أنو يختميا و .استغفر اهلل لي ولكم : بقولو

وىو الجير بالقراءة في صبلة االستسقاء -وأما الثاني فحديث ابن أبي ذئب عن الزىري الذي خرجو : -

.صريح بذلك -البخاري كنت : -في رواية محمد بن الحكم -قال اإلمام أحمد

ة معمر عن الزىري كما قال أنكره ، حتى رأيت في رواي .ابن أبي ذئب

.أنو جير بالقراءة : يعني وحديث معمر ، خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي

.من رواية عبد الرزاق ، عنو صبلة االستسقاء [ يرون ] وال اختبلف بين العمماء الذين

، أنو يجير فييا بالقراءة ، وقد تقدم عن عبد اهلل بن يزيد .ي ، أنو فعمو بمشيد من الصحابة الخطم

وأكثر العمماء عمى أنو يقرأ فييما بما يقرأ في العيدين ،

.وىو قول الثوري ومالك والشافعي وأحمد وغيرىم ن قرأ : قال الشافعي [ : نوح ) ] إنا أرسمنا نوحا ) وا .كان حسنا

صمى في االستسقاء ) إن النبي : وقد قال ابن عباس .كعتين ، كما كان يصمي في العيد ر

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن .ماجو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وصححووقد روي عن ابن عباس ، أنو كان يفعل . الترمذي .كذلك

، أن النبي -مرفوعا -وخرج الطبراني من حديث أنس ىل أتاك حديث الغاشية ) و ( ( سبح ) ) قرأ فييما ) . (

سناده ال يصح ؛ فيو مجاشع بن عمرو ، متروك وا .الحديث

وروى عبد الرزاق بأسناده ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان يقرا في ركعتي االستسقاء بالشمس وضحاىا

.والميل إذا يغشى واختار ىذا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر من

.ا أصحابن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ظيره إلى الناس ؟) باب كيف حول النبي -نا بن أبي ذئب ، عن الزىري ، : حدثنا آدم -

يوم ) رأيت النبي : عن عباد بن تميم ، عن عمو قال خرج يستسقي ، فحول إلى الناس ظيره ، واستقبل القبمة

م صمى بنا ركعتين ، جير يدعو ، ثم حول رداءه ، ث .فييما بالقراءة

دعا مستقبل القبمة ، وأنو حول ؟ ) أنو : ظاىر الحديث رداءه بعد ذلك ، وقد سبق الكبلم في وقت تحويل

.الرداء يستدل بو أنو ليس في االستسقاء : وظاىر الحديث

.خطبة ، بل دعاء مجرد ، من حديث شعيب -فيما تقدم -وقد خرج البخاري .دعا قائما ، ثم توجو إلى القبمة ) عن الزىري ، أنو

وىذا صريح في أنو ابتدأ الدعاء مستقبل الناس ، ثم أتمو .مستقبل القبمة إذا أنيى : إنو يخطب ، فإنو يقول : وأما من يقول

خطبتو ودعا استقبل القبمة ، وحول ظيره إلى الناس .فدعا

.أثناء خطبتو يستقبل القبمة في : وأكثرىم قالوا يكون ذلك في أثناء الخطبة الثانية ؛ : وقال الشافعية

.ألن عندىم يسن ليا خطبتان ، كما تقدم نما استقبل القبمة في االستسقاء لمدعاء دون خطبة وا

الجمعة ؛ ألن خطبة الجمعة خطاب لمحاضرين وموعظة

ليم فيستقبميم بيا ، والدعاء تابع لذلك ، ولو كان . لبلستسقاء

وأما االستسقاء المجرد ، فإنو إنما يقصد منو الدعاء ، والدعاء المشروع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خفاؤه دون إظياره ، فمذلك شرع إسراره دون إعبلنو ، وا إسراره في االستسقاء وتولية الظير إلى الناس ، واستقبال

.القبمة ؛ ألن الدعاء إلى القبمة أفضل يستقبل القبمة إذا استنصر عمى ) ان النبي وقد ك

.المشركين في يوم بدر وغيره وأيضا ؛ فإن استدبار الناس في الدعاء واستقبال القبمة أجمع لقمب الداعي ؛ حيث ال يرى أحدا من الناس ،

وادعى إلى حضوره وخشوعو في الدعاء ، وذلك أقرب .إلى إجابتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب صبلة االستسقاء ركعتين -نا سفيان ، عن عبد اهلل بن أبي : حدثنا قتيبة -

بكر ، عن عباد بن تميم ، عن عمو ، أن النبي .استسقى ، فصمى ركعتين ، وقمب رداءه )

دليل عمى الصبلة لبلستسقاء ، وقد تقدم : في الحديث .في حديث عائشة وابن عباس -أيضا -

.يور العمماء عمى أنو تشرع صبلة االستسقاء وجم: وخالف فيو طائفة من عمماء اىل الكوفة ، منيم

النخعي ، وىو قول أبيإنما يستحب في االستسقاء الدعاء : حنيفة ، وقالوا

.واالستغفار خاصة وىؤالء لم تبمغيم سنة الصبلة ، كما بمغ جميور

.العمماء

تسقاء ركعتان ، وىذا ال دليل عمى أن صبلة االس: وفيو إنو يشرع لبلستسقاء : اختبلف فيو بين من يقول

.صبلة ىل تصمى بتكبير كتكبير صبلة العيد ، : ولكن اختمفوا

أم بغير تكبير كسائر الصموات ، فتستفتح بتكبيرة اإلحرام .، ثم يقرأ بعدىا ؟ عمى قولين

راءة أنيا تصمى كما تصمى العيد بتكبير قبل الق: أحدىما وقد روي عن ابن عباس ، وعن ابن المسيب وعمر بن

عبد العزيز وأبي بكر بن حزم ، وىو قول الشافعي .وأبي يوسف ومحمد -في ظاىر مذىبو -وأحمد تصمى بغير تكبير زائد ، وىو قول مالك : والثاني

سحاق وأبي -في رواية -والثوري واألوزاعي وأحمد وا .ن داود الياشمي ثور وأبي خيثمة وسميمان ب

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يحتمل أن ىذه : قال أبو إسحاق البرمكي من أصحابنا .الرواية عن أحمد قول قديم رجع عنو

ن شاء : وحكي عن داود إن شاء صمي بتكبير زائد ، وا .صمى بتكبيرة اإلحرام فقط

يصمي بتكبير بظاىر حديث ابن : واستدل من قال ، ( ( وصمى ركعتين كما يصمي في العيد : ) ) اس عب

.وقد سبق ذكره وقد روي عنو صريحا بذكر التكبير ، لكن إسناده

.ضعيف -( ( المستدرك ) ) خرجو الدارقطني والحاكم في

وغيرىم ، من ( ( مسنده ) ) والبزار في -وصححو رواية محمد بن عبد العزيز الزىري ، عن أبيو ، عن

صمى في ) عبد اهلل بن عوف ، أن النبي طمحة بنسبح ) االستسقاء ، كبر في األولى سبع تكبيرات ، وقرأ

، وقرأ في الثانية [ : األعمى ) ] اسم ربك األعمى ، وكبر [ : الغاشية ) ] ىل أتاك حديث الغاشية )

.فييا خمس تكبيرات ي ىذا ، متروك الحديث ، ومحمد بن عبد العزيز الزىر

.ال يحتج بما يرويو وروى يزيد بن عياض ، حدثني أبو بكر بن عمرو بن

ويزيد بن عبد اهلل بن -عبد اهلل ومحمد -حزم وابناه أسامة وابن شياب ، كميم يحدثو عن عبد اهلل بن يزيد ،

: قال -فذكر الحديث -استسقى ) رأيت النبي : قال فييما بالقراءة ، فكبر في الركعة ثم صمى ركعتين يجير

األولى سبعا ، وفي اآلخرة خمسا ، يبدأ بالتكبير قبل .القراءة في الركعتين كمييما

ويزيد بن عياض جعدبة المدني ، متروك الحديث ، ال .يحتج بو

وقد روي خبلف ىذا ، من رواية عبد اهلل بن حسين بن أن النبي عطاء ، عن شريك ابن أبي نمر ، عن أنس ،

صمى في االستسقاء ، في كل ركعة)

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.تكبيرة ، وخطب قبل الصبلة ، وقمب رداءه لما دعا .خرجو أبو القاسم البغوي

، -مختصرا -( ( كتاب العمل ) ) وخرجو الترمذي في ىذا خطأ ، وعبد : سألت البخاري عنو ، فقال : وقال بن حسين منكر الحديث ؛ روى مالك وغيره ، عن اهلل

استسقى ، ليس فيو ) شريك ، عن أنس ، أن النبي .ىذا

يشير البخاري إلى حديث االستسقاء في الجمعة ، وىذا المتن غير ذلك المتن ؛ فإن ىذا فيو ذكر صبلة

االستسقاء والخطبة ليا وقمب الرداء في الدعاء ، لكنو .يك ، عن أنس غير محفوظ عن شر

ووقت صبلة االستسقاء وقت صبلة العيد ، وقد تقدم ليا حين بدا حاجب ) حديث عائشة في خروج النبي

الشمس ، وأنو قعد عمى المنبر ودعا ، ثم صمى بعد .ذلك

وذكر ابن عبد البر أن الخروج ليا في أول النيار عند : جماعة العمماء ، إال أبا بكر بن حزم ؛ فإنو قال

.الخروج إلييا عند زوال الشمس .وكأنو ألحقيا بالجمعة

وال يفوت وقتيا بفوات وقت العيد ، بل تصمى في جميع .النيار

إال أنو ال تصمى في أوقات النيي : قال بعض أصحابنا .بغير خبلف ، إذ ال حاجة إلى ذلك ، ووقتيا متسع

ومن أصحابنا من حكى وجيا آخر بجواز صبلتيا في قت النيي ، إذا جوزنا فعل ذوات األسباب فيو ، وىو و

.ضعيف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إذا لم يصل : ، قال ( ( األم ) ) وكذا قال الشافعي في .لبلستسقاء قبل الزوال يصميا بعد الظير وقبل العصر

.أنو ال يصمى بعد العصر في وقت النيي : ومراده .وجيان وألصحابو في ذلك

.وقتيا وقت صبلة العيد : ومن أصحابو من قال أول وقتيا وقت العيد ، ويمتد إلى أن : ومنيم من قال .يصمى العصر

.وىذا موافق لنص الشافعي كما تقدم الصحيح أنيا ال تختص بوقت ، بل : ومنيم من قال

يجوز وتصح في كل وقت من ليل ونيار ، إال أوقات ؛ ألنيا ال تختص بيوم -الوجيين عمى أصح -الكراىة

.وال تختص بوقت كصبلة اإلحرام واالستخارة وىذا مخالف لنص الشافعي ، لما عمم من سنة النبي

وأصحابو في صبلة االستسقاء ؛ فإنيم كانوا يخرجون ) نيارا ال ليبل ، وجمع الناس لصبلة االستسقاء ليبل مما

رىم ، فبل يشق عمييم ، وىو سبب المتناع حضور أكث .يكون ذلك مشروعا بالكمية

وىذا بخبلف صبلة اإلحرام واالستخارة ، فإنو ال يشرع

ليم االجتماع ، فبل يفوت بفعميما ليبل شيء من .مصالحيما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب االستسقاء في المصمى -أنا سفيان ، عن : حدثنا عبد اهلل بن محمد -

سمع عباد بن تميم ، عن عمو : عبد اهلل بن أبي بكر إلى المصمى يستسقي ، واستقبل القبمة ) خرج النبي : ،

.، فصمى ركعتين ، وقمب رداءه : وأخبرني المسعودي ، عن أبي بكر ، قال : قال سفيان

جعل اليمين عمى .الشمال

الخروج لصبلة االستسقاء إلى المصمى مجمع عميو بين إن : مع قولو -ء ، حتى وافق الشافعي عميو العمما

.األفضل في العيد أن يصمى في الجامع إذا وسعيم

وذلك ألن االستسقاء يجتمع لو الخمق الكثير ، فيو مظنة ضيق المسجد عنيم ، ويحضره النساء والرجال

وأىل الذمة والبيائم واألطفال ، فبل يسعيم غير .الصحراء

(/)

"""""" رقم صفحة """"""

باب استقبال القبمة في االستسقاء -نا عبد : -وىو ابن سبلم -حدثنا محمد - أخبرني أبو بكر بن محمد : نا يحيى بن سعيد : الوىاب

، أن عباد بن تميم أخبره ، أن عبد اهلل بن زيد خرج إلى المصمى ) األنصاري أخبره ، أن رسول اهلل

استقبل -أو أراد أن يدعو -يصمي ، وأنو لما دعا .القبمة ، وحول رداءه

وقد سبق ىذا المعنى في كثير من الروايات ، وأنو حول ظيره في الدعاء إلى الناس واستقبل القبمة ، ودعا ،

.وسبق الكبلم عمى معنى ذلك ىذا ( ( كتابو ) ) من ( ( الدعاء ) ) وخرج البخاري في

اد بن تميم ، عن ، من حديث عمرو بن يحيى ، عن عبخرج رسول اهلل إلى ىذا : عبد اهلل بن زيد ، قال

المصمىيستسقي ، فدعا واستسقى ، ثم استقبل القبمة ، وقمب

.رداءه .ثم اقبل عمى الناس ونزل : وفي حديث عائشة

دليل عمى أنو يقبل عمى الناس بعد ذلك وقبل : وفيو .نزولو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب رفع الناس أيدييم مع اإلمام في االستسقاء -حدثني أبو بكر بن : وقال أيوب بن سميمان -

قال يحيى بن : أبي اويس ، عن سممان بن ببلل

أتى رجل أعرابي : سمعت أنس بن مالك ، قال : سعيد يا : يوم الجمعة ، فقال ) من أىل البدو إلى رسول اهلل

لماشية ، ىمك العيال ، ىمك الناس ، رسول اهلل ، ىمكت ا، ورفع الناس أيدييم مع [ يدعو ] يديو ) فرفع رسول اهلل

فما خرجنا من المسجد حتى : قال . يدعون ) رسول اهلل مطرنا ، فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة األخرى ،

يا رسول اهلل : ، فقال ) فاتى الرجل إلى رسول اهلل .لطريق بشق المسافر ، ومنع ا)

حدثني محمد بن جعفر ، : وقال األويسي - عن يحيى بن سعيد وشريك ، سمعا أنسا ، عن النبي

.، رفع يديو حتى رأيت بياض إبطيو ) .ىكذا ذكر البخاري تعميقا

وخرجو البييقي من رواية أبي إسماعيل بن محمد بن -نا أيوب بن سميمان بن ببلل : إسماعيل الترمذي

لثق المسافر ، ومنع : ) ) ، إال أنو قال في آخره فذكره ( ( .الطريق

كذا قرأتو بخط البييقي ، وقد ضبب عمى لفظة

( ( لثق ) ) -أيضا -بخطو ، ووجدتيا ( ( لثق ) ) من رواية أبي إسماعيل الترمذي في غير كتاب

.البييقي ىي ( ( صحيح البخاري ) ) وأما الرواية التي في

.بالباء -( ( بشق ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كذا قيده االصيمي ، وذكر ( ( : المطالع ) ) قال في -بكسر الباء -( ( بشق : ) ) عن بعضيم أنو قال

.ضعف : وقيل . مل : وقال غيره . تأخر وحبس ، ( ( الباشق ) ) ىو مشتق من : وقيل . حبس : وقيل

.إذا كثر المطر وىو طائر ال ينصرف وسئل أبو محمد بن حزم الظاىري عن ىذه المفظة ،

ىي لفظة قد أعيتنا قديما ، وما رأيت : فقال في جوابو ولقد أخبرني بعض إخواننا ، أنو سأل عنيا . من يعرفيا

جماعة ممن نظن بيم عمم مثل ىذا ، فما وجد فيو شيئا ب ، وأكثر ما وجدنا في ىذه المفظة ما ذكره صاح

، فمو أشتق ىذا ( ( بشق ) ) وأما : فقال ( ( العين ) ) ( (الباشق ) ) الفعل من اسم

طائر ، وىذا كبلم ال يحصل ( ( الباشق ) ) جاز ، و .منو عمى كثير فائدة

إنو : وذكر أن السائل ذكر في سؤالو أنو قد قيل ، وأن المحياني ذكر في -بالنون -( ( نشق ) ) : -بالنون -( ( نشق ) ) أن معنى ( (نوادره ) ) .كل

ولقد كان ىذا حسنا ، إذا صح ، لو وافق : قال ابن حزم .انتيى ما ذكره . الرواية ، وروايتنا بالباء

قد : ، أنو قال ( ( نوادره ) ) والمنقول عن المحياني في نشق فبلن في حبالي ،

نبق ونشب ، وعمق ، واستورط ، وارتبط ، واستبرق واتر .وانربق في معنى واحد

بالنون -( ( نشق ) ) الصواب : وعن غيره ، أنو قال وىو مشتق من: قال -

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

النشقة ، وىي العقدة التي تكون عمى يد البعير من .تقيد المسافر : الصيد ، فكأنو قال ليس ( ( بشق ( ( : ) ) األعبلم ) ) وقال الخطابي في

، من( ( لثق ) ) بشيء إنما ىو إذا أصابو : المثوق ، وىو الوحل ، لثق الطريق والثوب

: ندى المطر ، وبكى الرجل حتى لثقت لحيتو ، أي : ، أي ( ( مشق ) ) اخضمت ، ويحتمل أن يكون

صار منزلو زلقا ، ومنو مشق الخط ، والميم والباء .انتيى ما ذكره . متقاربان

أن : صود من ىذا الحديث في ىذا الباب والمقالمأمومين يرفعون أيدييم إذا رفع اإلمام يده ، ويدعون

.معو : إن الناس يدعون ويستسقون من اإلمام : وممن قال

.مالك وأحمد إن سمعوا دعاء اإلمام أمنوا : وقال أصحاب الشافعي

ن لم يسمعوا دعوا .عميو ، وا .خمف اإلمام وكذا قالوا في قنوت المأموم

وأما مذىب أحمد ، فإن لم يسمع المأموم قنوت إمامو .المشروع دعا

ن سمع ، فيل يؤمن ، أو يدعو ، أو يخير بينيما ، أو وا يتابعو في الثناء ، ويؤمن عمى دعائو ؟ حكي عنو فيو

.روايات

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب رفع اإلمام يده في االستسقاء -نا يحيى وابن أبي : حدثنا محمد بن بشار -

عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، ال يرفع يديو في شي من دعائو إال ) كان النبي : قال في

نو كان يرفع حتى يرى بياض إبطيو .االستسقاء ، وا وقد سبق في الباب الماضي ، في الرواية التي عمقيا

رفع في دعائو يوم الجمعة ) عن أنس ، أن النبي .باالستسقاء حتى رئي بياض إبطيو

في -تعميقا -وال يوجد ذلك في كل النسخ ، وقد ذكره ( ( .صحيحو ) ) في آخر ( ( كتاب األدعية ) )

وروى معتمر بن سميمان ، عن أبيو ، عن بركة ، عن استسقى ) بشير بن نييك ، عن أبي ىريرة ، أن النبي

: قال معتمر بياض إبطيو -أو رئي -حتى رأيت .أراه في االستسقاء .خرجو ابن ماجو

في ( ( بركة : ) ) وقد رواه بعضيم ، فمم يذكر .إسناده

.قالو الدارقطنى : -والصواب ذكره

.المجاشعي : وبركة ، ىو .ثقة : قال أبو زرعة

لم ) وقد تقدم حديث عائشة في االستسقاء ، وأن النبي .يرفع حتى يرى بياض إبطيو يزل

( ( كان ال يرفع يديو إال في االستسقاء : ) ) وقول أنس :، في معناه قوالن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، وقد ) أن أنسا اخبر عما حفظو من النبي : أحدىما أنو رفع يديو في الدعاء في غير ) حفظ غيره عن النبي

.أيضا -االستسقاء ( ( : كتاب األدعية ) ) وقد ذكر البخاري في

( ( :رفع األيدي في الدعاء : باب ) ) ، ثم رفع يديو ، ورأيت ) وقال أبو موسى ، دعا النبي

.بياض إبطيو

الميم : ) ) يديو ، وقال ) رفع النبي : وقال ابن عمر ( ( .إني أبرأ إليك مما صنع خالد وقد ذكرناىا في الباب ثم ذكر رواية األويسي تعميقا ،

.الماضي أن أنسا أراد أنو لم يرفع يديو ىذا الرفع الشديد : والثاني

.حتى يرى بياض إبطيو ، إال في االستسقاء اليرفع ) كان النبي : وقد خرج الحديث مسمم ، ولفظو

يديو في شىء من دعائو اال في االستسقاء حتى يرى غيره رفع يديو ىذا ومع ىذا ؛ فقد رأه . بياض إبطيو

.أيضا -الرفع في غير االستسقاء من حديث أبي ( ( األدعية ) ) وقد خرج البخاري في

بماء فتوضأ ، ثم رفع يديو ، ) دعا النبي : موسى ، قال ورأيت بياض ( ( الميم اغفر لعبيد أبي عامر : ) ) وقال .إبطيو

.أيضا -وخرجو مسمم ، عن ثابت ، عن أنس ، وخرجو مسمم من حديث شعبو

رايت: قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يرفع يديو في الدعاء ، حتى يرى بياض ) رسول اهلل .إبطيو

ولم يذكر في ىذه الروايو االستسقاء ، لكن في روايو ( ( .في االستسقاء : يعني : ) ) خرجيا البييقي

: عبة قال ش: في ىذا الحديث [ ] إنما ذلك : فأتيت عمي بن زيد ، فذكرت ذلك لو ، فقال

أسمعتو من أنس ؟: قمت . في االستسقاء : أسمعتو من أنس ؟ قال : قمت سبحان اهلل : قال

.سبحان اهلل ما : وخرج اإلمام أحمد من حديث سيل بن سعد ، قال

، شاىرا يديو قط يدعو عمى منبر وال غيره) رأيت النبي ما كان يدعو إال يضع يديو حذو منكبيو ، ويشير

.بإصبعو إشارة

وخرج أبو يعمى الموصمي بإسناد ضعيف ، عن أبي برزة رفع يديو في الدعاء حتى رئي ) األسممي ، أن النبي

.بياض إبطيو وخرج مسمم من حديث ابن عباس ، عن عمر بن

ثم مد يوم بدر استقبل القبمة ،) الخطاب ، أن النبي الميم أنجز لي ما : ) ) يديو ، فجعل ييتف بربو

وعدتني ، الميم آتني ما وعدتني ، الميم إن تيمك ىذه ، فما ( ( العصابة من أىل اإلسبلم ال تعبد في األرض

زال ييتف بربو ، مادا يديو ، مستقبل القبمة حتى سقط .وذكر الحديث -رداءه عن منكبيو

نا عبد ( ( : كتاب الدعاء ) ) قال الوليد بن مسمم في : سمعت الزىري ومكحوال يقوالن : اهلل بن العبلء ، قال

أنو رفع يديو) لم نحفظ عن رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عشية عرفة ، وفي : كل الرفع إال في ثبلث مواطن

.االستسقاء ، واالنتصار استحباب رفع اليدين وال أعمم أحدا من العمماء خالف في

نما اختمفوا في غيره من الدعاء في دعاء االستسقاء ، وا إن شاء اهلل سبحانو -، كما سنذكره في موضعو

.وتعالى وانما اختمفوا في صفة الرفع ، عمى حسب اختبلف

.في ذلك في االستسقاء ) الروايات عن النبي :في االستسقاء في ىذا خمسة أنواع ) وقد روي ، عنو

.اإلشارة بإصبع واحدة إلى السماء : أحدىا روي عامر بن خارجة بن سعد ، عن أبيو ، عن جده

قحط المطر ، ) سعد ، أن قوما شكوا إلى رسول اهلل يا رب ، يا : اجثوا عمى الركب ، وقولوا : ) ) فقال ورفع السبابة إلى السماء ، فسقوا حتى أحبوا أن ( ( رب

.يكشف عنيم .براني خرجو الط

: ، وعنده ( ( معجمو ) ) وخرجو أبو القاسم البغوي في .عن عامر بن خارجة ، عن جده سعد

يشير إلى أنو ليس ( ( سعد أبو خارجة ) ) وترجم عميو .سعد بن أبي وقاص

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. ] . . . . . . . . عشية عرفة ، وفي : كل الرفع إال في ثبلث مواطن

.االستسقاء ، واالنتصار وال أعمم أحدا من العمماء خالف في استحباب رفع اليدين نما اختمفوا في غيره من الدعاء في دعاء االستسقاء ، وا

إن شاء اهلل سبحانو -، كما سنذكره في موضعو .وتعالى

نما اختمفوا في صفة الرفع ، عمى حسب اختبلف وا .في ذلك في االستسقاء ) الروايات عن النبي

:في االستسقاء في ىذا خمسة أنواع ) وقد روي ، عنو .اإلشارة بإصبع واحدة إلى السماء : أحدىا

روى عامر بن خارجة بن سعد ، ؟ عن أبية ، عن جده قحط المطر ، ) ول اهلل سعد ، أن قوما شكوا إلى رس

يا رب ، يا : اجثوا عمى الركب ، وقولوا : ) ) فقال ورفع السبابة إلى السماء ، فسقوا حتى أحبوا أن ( ( رب

.يكشف عنيم .خرجو الطبراني

: ، وعنده ( ( معجمو ) ) وخرجو أبو القاسم البغوي في .عن عامر بن خارجة ، عن جده سعد

، يشير إلى أنو ( ( أبو خارجة سعد) ) وترجم عميو ليس سعد بن أبي وقاص

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [. ] . . . . . . . . . .

واإلشارة باإلصبع ، تارة تكون في الدعاء ، كما روي ، أنو كان يفعمو في دعائو عمى المنبر كما ) عن النبي ( ( .كتاب الجمعة ) ) تقدم في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وقد تقدم قريبا حديث سيل بن سعد في ذلك وتاره تكون في الثناء عمى اهلل ، كما اهلل ، كما في

: بإصبعو بعرفة ، وقال ) التشيد ، وكما أشار النبي ، وكما أشار بإصبعو لما ركب ( ( الميم ، اشيد ) )

الميم ، أنت الصاحب في : ) ) راحمتو ، وقال ( ( .السفر

إذا دعا أحدكم فيكذا : وروي عن أبي ىريرة ، أنو قال .ورفع يديو جميعا -وىكذا -ورفع إصبعو المشيرة -

( ( .كتاب الدعاء ) ) خرجو الوليد بن مسمم في أن يشير : واالستغفار : وروى عن ابن عباس ، قال

.بإصبع واحدة .عنو مرفوعا وموقوفا ، ذكره أبو داود روي

إن اهلل يحب أن يدعا ىكذا : وروى عن عائشة ، قالت .وأشارت بالسبابة -

.مرفوعا -وروي عنيا

إنكم تدعون أفضل الدعاء ، : وعن ابن الزبير ، قال .وأشار بإصبعو -ىكذا

إذا أثنيت عمى اهلل ، فأشر : وعن ابن سيرين ، قال .ة بإصبع واحد

.بمغنات أنو اإلخبلص : وعن ابن سمعان ، قال في : يعني -رأيت الحميدي يشير بالسبابة : قال حرب

.ىذا السؤال : ىذا الدعاء ، ويقول : ، ويقول -الدعاء وذىب طائفة من العمماء إلى أن المصمي إذا قنت ال

.يرفع يديو في دعاء القنوت ، بل يشير بإصبعو ، عن األوزاعي ( ( كتابو ) ) مسمم في ذكره الوليد بن

وسعيد بن عبد العزيز

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

براىيم بن ميمون .ويزيد بن أبي مريم وابن حبان وا إن : ونقل ابن منصور ، عن إسحاق بن راىويو ، قال

ن شاء أشار بإصبعو .شاء رفع يديو ، وا طيما ، وجعل بطونيما رفع اليدين وبس: النوع الثاني .إلى السماء

وىذا ىو المتبارد فيمو من حديث أنس في رفع النبي .يديو في دعاء االستسقاء يوم الجمعة عمى المنبر )

وخرجو أبو داود من رواية محمد بن إبراىيم التيمي ، يدعو عند أحجار الزيت ) أخبراني من رأي النبي : قال

.باسطا كفيو .في االستسقاء :يعني

-وقد خرج أبو داود وابن ماجو ، عن ابن عباس إذا سألتم اهلل فسموه ببطون أكفكم ، وال : ) ) -مرفوعا

( ( .تسألوه بظيورىا سناده ضعيف ، وروى مرفوعا .وا

عن ابن عمر وأبي ىريرة وابن سيرين -أيضا -وروي .وغيرىم

.السؤال وروي حرب ، عن الحميدي ، قال ىذا ىو أن يرفع يديو ، ويجعل ظيورىما إلى : النوع الثالث

.القبمة ، وبطونيما مما يمي وجيو وخرج أبو داود من حديث محمد بن إبراىيم التيمي ، عن

يستسقي عند ) عمير مولى آبي المحم ، أنو رأى النبي أحجار الزيت ، قائما يدعو ، يستسقى ، رافعا يديو قبل

.اوز بيما رأسو وجيو ، ال يج

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مقببل بباطن كيفو إلى : ) ) وخرجو اإلمام أحمد ، وزاد ( ( .وجيو

.بيذه الزيادة -وخرجو ابن حبان وخرجو جعفر الفريابي من وجو آخر ، عن عمير ، أنو

قائما يدعو ، رافعا كفيو قبل وجيو ، ال ) رأى النبي .ما رأسو ، مقببل ببطن كفيو إلى وجيو يجاوز بي

وخرج اإلمام أحمد ، من حديث خبلد بن السائب ، أن .كان إذا دعا جعل باطن كفيو إلى وجيو ) النبي

إذا جعل باطن ) كان النبي : -أيضا -وفي رواية لو ذا استعاذ جعل ظاىر ىما إليو .كفيو إليو وا

.يعية وفي إسناده اختبلف عمى ابن لعن : -في رواية لو -وخرجو جعفر الفرابي ، وعنده

كان إذا دعا ) خبلد بن السائب ، عن أبيو ، أن النبي .جعل راحتو إلى وجيو

بمغنا : وذكر الوليد بن مسمم ، عن ابن سمعان ، قال أن رفع اليدين إلى المنكبين دعاء ، وأن قمبيما

ن تضرع ، وأن رفعيما واالستقبال ببطونيما وجو اإلنسا .إلى اهلل جدا ابتيال

رفع : وعن أبي عمرو ، عن خصف الجزري ، قال - يعني يكفيو -اليدين

-قمبيما مما يمي وجيو : يعني -تضرع ، وىكذا .رىبة

عكس الثالث ، وىو أن يجعل ظيورىما : النوع الرابع .مما يمي وجو الداعي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نا حماد بن : نا عمرو بن عاصم : قال الجوزجاني سممة ، عن ثابت وحميد ، عن أنس ، أن النبي

يقبل ببياض كفية عمى القبمة ، -استسقى ودعا ىكذا ) .وظاىر ىما إلى وجيو

وفي ىذا بيان أنو قمب كفية ، وجعل ظاىر : ثم قال .ىما إلى وجيو

-بن السائب ىذه الصفة وقد تقدم في حديث خبلد .أيضا

.وروى عن ابن عباس ، أن ىذا ىو االبتيال .خرجو أبو داود

.ىو استجارة : وعنو قال .أيضا -وروي عن أبي ىريرة ، أنو االستجارة

.خرجو الوليد بن مسمم إذا سأل أحدكم ربو ، : وروي عن ابن عمر ، قال

فميجعل باطن كفيو إلى

ذا ا .ستعاذ فميجعل ظاىرىما إلى وجيو وجيو ، وا .خرجو جعفر الفريابي

وروي عن عمر بن عبد العزيز ، أنو كان يدعو إذا رفع .يديو حذو منكبيو ، ظيورىما مما يمي وجيو

أن يقمب كفيو ، ويجعل ظيورىما مما : النوع الخامس يمي السماء ، وبطونيما مما يمي األرض ، مع مد اليدين

.لسماء ورفعيما إلى اخرج مسمم من حديث حماد بن سممة ، عن ثابت ، عن

أنس ، أن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.استسقى ، فأشار بظير كفيو إلى السماء ) رأيت رسول اهلل : وخرجو اإلمام أحمد ، ولفظو

يستسقي ، بسط يديو ، وجعل ظاىر ىما مما يمي ) .السماء

ومد يديو : يعني -استسقى : ود ، وعنده وخرجو أبو دا، وجعل بطونيما مما يمي األرض ، حتى رأيت -

.بياض إبطيو .وىو عمى المنبر : وفي رواية

.خرجيا البييقي .وخرج أبو داود من رواية عمر بن نبيان ، تكمم فيو

وخرج اإلمام أحمد من رواية بشر بن حرب ، عن أبي واقفا بعرفة يدعو ) كان رسول اهلل : سعيد الخدري ، قال

، ىكذا ، ورفع يده حيال ثندوتيو ، وجعل بطون كفيو .مما يمي األرض

وجعل ظير كفيو مما يل : -أيضا -وفي رواية لو وجيو ، ورفعيما فوق

.ثندوتيو ، وأسفل من منكبيو .وبشر بن حرب ، مختمف فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وقد تأول بعض المتأخرين حديث أنس عمى أن النبي

لم يقصد قمب كفيو ، إنما حصل لو من شدة رفع يديو ) .انحاء بطونيما إلى األرض

وليس األمر كما ظنو ، بل ىو صفة مقصود لنفسو في .رفع اليدين في الدعاء

: روى الوليد بن مسمم بإسناده ، عن ابن سيرين ، قال ذا استخرت اهلل ، فقل إذا سألت ا هلل فسل ببطن كفيك ، وا

ال : ، وقال -ووجو يديو إلى األرض -ىكذا .تبسطيما

وروى اإلمام أحمد ، عن عفان ، أن حماد بن سممة يديو بعرفة ، ووضع عفان وكفيو مما ) وصف النبي .يمي األرض رأيت الحميدي مد يديو ، وجعل بطن كفيو : وقال حرب .ىكذا االبتيا : ، وقال إلى األرض

وحماد بن سممة والحميدي من أشد الناس تشددا في السنة ، وردا عمى من خالفيا من الجيمية والمعتزلة

.ونحوىم وقد ذىب مالك إلى رفع اليدين في االستسقاء عمى ىذا

:الوجو ( ( : كتاب الصبلة ) ) في ( ( تيذيب المدونة ) ) ففي

عد الجمرتين ، واستبلم الحجر ضعف مالك رفع اليدين، وبعرفات ، والموافق ، وعند الصفا والمروة ، وفي

المشعر ، وواالستسقاء ، وقد رئي مالك رافعا يديو في االستقاء ، حين عزم عمييم اإلمام ، وقد جعل بطونيما

.مما يمي األرض ، وقال إن كان الرفع فيكذا في مواضع يريد في االستسقاء : قال ابن القاسم

.الدعاء :وكذا ذكره أصحاب الشافعي

قال ( ( : االستسقاء ) ) في ( ( شرح الميذب ) ) ففي قال : الرافعي وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """""" السنة لكل من الدعا لرفع ببلء أن يجعل ظير : العمماء

ن دعا لطمب شيء جعل بطن كفيو كفيو إلى السماء ، وا .السماء إلى

وقال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر من أصحابنا في في ( ( كتاب االستسقاء ) ) في ( ( الشافي ) ) كتابو ، ( ( القول في رفع اليدين في الدعاء وصفتو : باب ) )

ثم روى فيو حديث قتادة ، عن أنس الذي خرجو البخاري ثابت ، ثم حماد بن سممة ، عن ( ( في الدعاء وصفتو

ومد يديو ، -يستسقى ىكذا ) كان النبي : ، عن أنس .وجعل بطونيما مما يمي األرض حتى بياض إبطيو

ولم يذكر في الرفع وصفتو غير ذلك ، وىذا يدل عمى أنو عمي أنو يرى أن ىذا ىوصفتو رفع اليدين في

االستسقاء ، أو مطمقا ؛ لكن مع رفع اليدين إلى السماء .ياد في رفعيما ، إال أن يرى منو بياض االبطين واالجت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ما يقول إذا أمطرت - .المطر [ : البقرة ) ] كصيب ) وقال ابن عباس

.صاب وأصاب يصوب : وقال غيره : حدثنا محمد بن مقتل أبو الحسن المروزني -

أنا عبيد اهلل ، عن : -لمبارك ابن ا: ىو -أنا عبد اهلل نافع ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ، أن رسول

( ( .صيبا نافعا : ) ) كان إذا رأى المطر قال ) اهلل .القاسم بن يحيى ، عن عبيد اهلل : تابعو

.ورواه األوزاعي وعقيل ، عن نافع أما ذكر المتابعات عمى ىذا اإلسناد ؛ ال ختبلف وقع

: فيو فإنو روي عن عبيد اهلل ، عن القاسم ، عن عائشة ، أن

( ( .نافع : ) ) من غير ذكر -) رسول اهلل .فيو ( ( نافع : ) ) ذكر : والصحيح يحيى القطان وعبدة بن سميمان ، -أيضا -وقد رواه

ذكره الدار قطني في : -عن عبيد اهلل كذلك ( ( .عممو ) )

ا عنيما ، فكيف لم يذكر البخاري فإن كان ذلك محفوظمتابعتيما البن المبارك ، وعدل عنو إلى متابعة القاسم

بن يحيى ؟ .وأما عقيل ، فرواه عن نافع ، عن القاسم ، عن عائشة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .أيوب ، عن القاسم ، عن عائشة -أيضا -ورواه

اق ، عن معمر ، عنو خرجو اإلمام أحمد ، عن عبد الرز ( ( .الميم صيبا ىنيئا : ) ) ، ولفظ حديثو

وأما األوزاعي ، فقد رواه عن نافع ، عن القاسم ، عن الميم : ) ) عائشة ، كما ذكره البخاري ، ولفظ حديثو

( ( .اجعمو صيبا ىنيئا .وقد خرج حديثو كذلك اإلمام أحمد وابن ماجو

أخبرني : ) ) أن األوزاعي قال : وفي رواية ابن ماجو ، كذا خرجو من طريق عبد الحميد بن أبي ( ( نافع

.العشرين ، عنو وقد روي التصريح بالتحديث فيو عن الوليد بن مسمم ،

.أيضا -عن األوزاعي ورواه إسماعيل بن سماعة ، عن األوزاعي ، عن رجل ،

.عن نافع ، عن القاسم ، عن عائشة عن األوزاعي ، عن محمد بن الوليد : متي وقال الباب

.الزبيدي ، عن نافع ، عن القاسم ، عن عائشة عن األوزاعي ، عن الزىري ، : وقال عقبة بن عمقمة

.عن نافع عن القاسم ، عائشة .وىو غير محفوظ : قال الدار قطني

عن األوزاعي : وقال عيسى بن يونس وعباد بن جويرية ، عن الزىري

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : من غير ذكر -عن القاسم ، عن عائشة

( ( .نافع ) ) .وكذا روي عن ابن المبارك ، عن األوزاعي

فإن كان ذلك محفوظا عن األوزاعي ، : قال الدارقطني .فيو غريب عن الزىري

نا : وخرجو البييقي من رواية الوليد بن مسمم كان ابن معين يزعم أن : ي نافع ثم قال حدثن: األوزاعي

.األوزاعي لم يسمع من نافع شيئا حدثني : نا األوزاعي : ثم خرجو من طريق الوليد مزيد

.فذكره -رجل ، عن نافع .وىذا يشيد لقول ابن معين : قال وقد سبق الكبلم عمى رواية األوزاعي عن نافع : قمت ( ( بين يدي اإلمام يوم العيد حمل العنزة : باب ) ) في

؛ فإن البخاري خرج حديثا لؤلوزاعي عن نافع مصرحا .فيو بالسماع

.وقد روي ىذا الحديث عن عائشة من وجو آخر

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود ووالنسائي وابن ماجو من حديث المقدم بن شريح ، عن أبيو ، عن عائشة ، أن

-( ( الميم صيبا ىنيئا : ) ) النبي ، كان إذا أمطر قال .لفظ أبي دواد ( ( .الميم اجعمو سيبا نافعا : ) ) ولفظ النسائي

مرتين أو -( ( الميم ، سيبا نافعا : ) ) ولفظ ابن ماجو .ثبلثا

( ( : كتاب المطر ) ) وفي رواية البن أبي الدنيا في ( ( .الميم سقيا نافعا ) ) ج مسمم من طريق جعفر بن محمد ، عن عطاء ، وخر

عن عائشة ، أن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( .رحمة : ) ) كان يقول إذا رأى المطر ) النبي

صيبا ) : ) ) وقد أشار البخاري إلى تفسير قولو

، فذكر عن ابن عباس ، أن الصيب ىو ( ( ىنيئا .المطر

( ( كتاب المطر ) ) الدنيا في كتاب وقد خرجو ابن أبيمن رواية ىارون بن عنترة ، عن أبيو ، عن ابن

.عباس .ىو المطر الشديد : وقال غيره

وقد ذكر البخاري عن بعضيم ، أن الفعل الماضي : ، والمضارع منو ( ( صاب وأصاب : ) ) منو ( ( .يصوب ) )

ماضي إنما تقال في( ( أصاب ) ) وىذا عجيب ؛ فإن .، من اإلصابة التي ىي ضد الخطإ ( ( يصيب ) ) نزل من عمو : ، فنعمناه ( ( صاب يصوب ) ) وأما

.إلى سفل بالسين ، فيجوز أن ( ( سيبا ) ) وأما رواية من روى

تكون السين مبدلة من .الصاد .العطاء : بل ىو بسكون الياء ، معناه : وقيل

، أنو رجح ىذه وروي عن محمد بن أسمم الطوسي الرواية ؛ ألن العطاء يعم المطر وغيره من أنواع الخير

الدعاء ببأن يكون : والرحمة وفي ىذه األحاديث كميا النازل من السماء نافعا ، وذلك سقيا الرحمة ، دون

.العذاب وروي ابن أبي الدنيا بإسناده ، عن عبد الممك بن جابر

قاعدا عند عمر بن عتيك ، أن رجبل من األنصار كان في مطر ، فأكثر األنصار الدعاء باالستسقاء ، فضربو

ما يدريك يكون في السقيا أال : عمر بالدرة ، وقال .سقيا وادعة ، نافعة ، تسع األموال واألنفس : تقول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حتى يتحار عمى لحيتو[ في المطر ] باب من تمطر - :و خرج في: نا إسحاق بن عبد اهلل : األوزاعي : حديث -

) .أصاب الناس سنة عمى النبي : نا أنس ، قال ( ( كتاب الجمعة ) ) فذكر الحديث ، وقد تقدم في

:بتمامو ، وفيو عن منبره حتى رأيت -) النبي : يعني -ثم لم ينزل

.المطر يتحادر عمى لحيتو .ابن المبارك ، عن األوزاعي خرجو من طريق

وفي االستدال بيذا الحديث عمى التمطر نظر ؛ فإن أن يقصد المستسقي أو غيره الوقوف في : معنى التمطر

قصد الوقوف في ) المطر يصيبو ، ولم يعمم أن النبي ذلك اليوم عمى منبره حتى يصيبو المطر ، فمعمو إنما

.وقف إلتما الخطبة خاصة االستمطار أحاديث أخر ، ليست عمى شرط وفي

:البخاري فخرج مسمم ، من رواية جعفر بن سميمان ، عن ثابت ،

أصابنا ونحن مع : -قال أنس -عن أنس ، قال ثوبو ، حتى ) مطر ، فحسر رسول اهلل ) رسول اهلل

يارسول اهلل ، لم صنعت ىذا : أصابو من المطر ، فقمنا ؟ قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

( ( .ألنو حديث عيد بربو ) ) وخرج ابن أبي االدنيا ، من رواية الربيع بن صبيح ، عن

يمقي ) كان رسول اهلل : زيد الرقاشي ، عن أنس ، قال .ثيابو أول مطره ، ويتمطر .والرقاشي ، ضعف جدا

وروى بإسناده ، عن جابر الجعفي ، عن عبد اهلل بن إذا مطرت السماء خرج -) -كان عمي : ، قال نجي

فإذا أصاب صمعتو الماء مسح رأسو ووجيو وجسده ، بركة نزلت من السماء لم تمسيا يد وال : ) ) وقال ( ( .سقاء

وبإسناده ، عن عبد اهلل بن مؤمل ، عن ابن أبي مميكة

يا عكرمة ، : كان ابن عباس يتمطر ، يقول : ، قال ل ، أخرج كذا ، أخرج كذا ، حتى يصيبوأخرج الرح

.المطر وبإسناده ، عن وكيع ، عن أم غراب ، عن نباتةة ،

.كان عثمان بن عفان يتمطر : قال رأيت أبا حكيم إذا : وبإسناده ، عن أبي األشعر ، قال

إن عميا كان يفعمو ، : كانت أول مطر تجرد ، ويقول .ويقول ، أنو حديث عيد بالعرش

وىذا يدل عمى أن عميا كان يرى أن المطر ينزل من .البحر الذي تحت العرش

في -) وحديث العباس بن عبد المطمب ، عن النبي ذكر السحاب والمزن

والعنان ، وبعد ما بين السماء واألرض ، وبعد ما بين السموات بعضيما من بعض ، وأن فوق السماء السابعة

-مثل ما بين سماء إلى سماء بحر بين أعبله وأسفمو ، .شيد ذلك

وقد خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجو .والحاكم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .صحيح اإلسناد : وقال

.حسن غريب : وقال الترمذي وكذلك قالو عكرمة وخالد بن معدان وغيرىما من

.العرش أالمطر ينزل من تحت : السمف .وروي عن ابن عباس من وجوه ما يدل عميو

أن المطر كمو من ماء البحر ؛ فإنو ما : وأما من قال .ال عمم لو بو

فإن استدل بإنو يشاىد اغتراف السحاب من البحر ، فقد حكم حكما كميا بنظر جزئي ، ومن أين لو أن كل

السحاب كذلك ؟: عن خالد بن يزيد وقد خرج ابن أبي الدنيا بإسناده ،

منو من السماء ، فبل ما يستقيو الغيم من البحر ، فيعذبو الرعد والبرق ، فإما ما يكون من البحر ، فبل يكون لو نبات ، وأما النبات فما كان من ماء السماء ، وقال إن

شئت أعذبت ماء البحر ، فأمر بقبلل من ماء ، ثم .وصف كيف يصنع حتى تعذب

شافعي وأصحابنا عمى استحباب التمطر في أول ونص ال .مطرة تنزل من السماء في السنة

وحديث أنس الذي خرجو البخاري إنما يدل عمى التمطر بالمطر النازل

ن لم يكن أول مطرة في تمك السنة .باالستسقاء ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب إذا ىبت الريح -أنا محمد بن : بن أبي مريم حديثا سعيد - : أخبرني حميد ، أنو سمع أنس بن مالك يقول : جعفر

كانت الريح الشديدة إذا ىبت عرف ذلك في وجو النبي . (

الخوف من اشتداد ) إنما كان يظير في وجو النبي الريح ؛ ألنو كان يخشى أن تكون عذابا أرسل إلى

.أمتو عمى أمتو شفقة عمييم ، كما ) ي وكان شدة الخوف النب

عزيز عميو : ) وصفة اهلل سبحانو وتعالى بذلك في قولو ما عنتم حريص عميكم بالمؤمنين رؤوف رحيم

[ . من اآلية : التوبة ) ] فكيف إذا جئنا من كل : ) ولما تبل عميو ابن مسعود

ة : النساء ) ] بشييد وجئنا بك عمى ىؤالء شييدا أم .بكى [

اآلية ) إن تعذبيم فإنيم عبادك : ) ولما تبل قولو الميم ، : ) ) بكى ، وقال [ من اآلية : المائدة ]

إن : ) ) ، فأرسل اهلل جبريل يقول لو ( ( أمتي ، أمتي ( ( .إنا سنرضيك في أمتك وال نسوءك : قول اهلل ي

( ( .شيبتني ىود وأخواتيا : ) ) وكان يقول ( ( .قصفن عمي األمم : ) ) وجاء في رواية مرسمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يشير إلى أن شيبو منيا ما ذكر من ىبلك األمم قبل .أمتو وعذابيم

مى من معو من المؤمنين وكان عند لقاء العدو يخاف ع، ويستغفر ليم ، كما فعل يوم بدر ، وبات تمك الميمة

الميم ، إن : ) ) يصمي ويبكي ويستغفر ليم ، ويقول ( ( .تيمك ىذه العصابة ال تعبد في األرض

:وكل ىذا من خوفو وشفقتو من اشتداد الريح التصريح بسبب خوفو من : وقد جاء في رويات متعددة

:داد الريح اشتمن حديث سميمان بن يسار ، ( ( الصحيحين ) ) ففي

كان إذا رأى غيما أو ريحا ) عن عائشة ، أن النبي

أرى الناس : يارسول اهلل : عرف ذلك في وجيو ، فقمت إذا رأوا الغيم فرحوا ؛ رجاء أن يكون فيو المطر ، وأراك

إذا رأيتو عرفت في وجيكيا عائشة ، يؤمني أن يكون فيو : ) ) الكراىية ؟ فقال

ىذا ) عذاب ، قد عذب قوم بالريح ، وقد العذاب ، فقالوا [ ( ( . من اآلية : االحقاف ) ] عارض ممطرنا

من رواية ابن جريح ، عن عطاء ، -أيضا -وخرجا إذا رأى مخيمة في ) عن عائشة ، قالت كان رسول اهلل

ر ، ودخل وخرج ، وتغير وجيو ، فإذا السماء أقبل وأدبأمطرت السماء سري عنو ، فعرفتو عائشة ذلك ، فقال

ا رأوه : ) وما أدري لعمو كما قال قوم ) : ) ) النبي فمم[ من اآلية : االحقاف ) ] عارضا مستقبل أوديتيم

( ( .اآلية إذا عصفت ) النبي كان : -في أولو -وزاد مسمم الميم ، أني أسألك خيرىا وخير ما فييا : ) ) الريح قال

وخير ما أرسمت بو ، وأعوذ بك من شرىا وشر ما فييا ( ( .وشر ما أرسمت بو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( كان إذا رأى ريحا : ) ) وخرجو النسائي ، ولفظو . ( (مخيمة : ) ) بدل

من حديث جعفر بن محمد ، -أيضا -وخرج مسمم إذا ) كان رسول اهلل : عن عطاء ، عن عائشة ، قالت

كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجيو ، فأقبلقالت . وأدبر ، فإذا مطر سر بو ، وذىبت عنو ذلك

إني خشيت أن يكون عذابا : ) ) فسألتو ، فقال : عائشة ( ( . سمط عمى أمتي

وخرج اإلمام أحمد وابن ماجو من حديث المقدام بن كان إذا ) شريح ، عن أبيو ، عن عائشة ، أن النبي

رأى سحابا مقببل من أفق من اآلفاق ترك ما ىو فيو ، ن كان صبلتو ، حتى يستقبمو ، فيقول الميم ، : ) ) وا

: ل ، فإن أمطر قا( ( إنا نعوذ بك من شر ما أرسل

، فإن -مرتين أو ثبلثا -( ( الميم سقيا نافعا ) ) .كشفو اهلل ولم يمطر حمد اهلل عمى ذلك

.ولفظو البن ماجو كان إذا رأى ناشئا في أفق : وخرجو أبو داود ، ولفظو

بلة ، ثم يقول ن كان في الص : السماء ترك العمل ، وا ( ( .شرىا الميم ، أني أعوذ بك من) )

كان إذا رأى ناشئا في أفق : وخرجو أبو داود ، ولفظو ن كان في صبلة ، ثم يقول : السماء ترك العمل ، وا

( ( .الميم ، إني أعوذ بك من شرىا ) ) كان إذا رأى في السماء : وخرجو ابن السني ، ولفظو

ن وا ] ناشئا ، غبارا أو ريحا ، استقبمو من حيث كان ، .تعوذ باهلل من شره [ كان في الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وكذا خرجو ابن أبي الدينا

اليوم ) ) وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي في ( ( صحيحو ) ) وابن ماجو وابن حبان في ( ( والميمة

ال : ) ) ، قال ) من حديث أبيو ىريرة ، عن النبي الميم ، إنا : بوا الريح ، فإذا رأيتم ما تكرىون فقالوا تس

نسألك من خير ىذه الريح وخير ما فييا ، وخير ما أمرت بو ، ونعوذ بك منشر ىذه الريح ، وشر ما فييا

( ( .وشر ما أمرت بو .حسن صحيح : وقال

مرفوعا وموقوفا ( ( اليوم والميمة ) ) وخرجو النسائي في ) .عب عمي أبي ك .أحاديث أخر متعددة : وفي الباب

ال تسبوا الريح ؛ فإنيا : وروي عن ابن مسعود ، قال بشر ونذر ولواقح ، ولكن استعيذوا باهلل من شر ما

.أرسمت بو ال تسبوا الريح ؛ فإنيا تجئ : وعن ابن عباس ، قال

الميم ، اجعميا : بالرحمة ، وتجئ بالعذاب ، وقولوا .وال تجعميا عذابا رحمة ،

.خرجيما ابن أبي الدنيا بئلسناده ، عن عمي ، أنو كان إذا -أيضا -وخرج

الميم ،: ىبت الريح قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن كنت إن كنت أرسمتيا رحمة فارحمني فيمن ترحم ، وا .أرسمتيا عذابا فعافني فيمن تعافي

ن عمر ، أنو كان يقول إذا عصفت وبإسناده ، عن ابمالك يا : شدوا التكبير ؛ منتقع المون ، فقال : الريح

ويحك ، وىل ىمكت أمة إال : أمير المؤمنين ؟ قال بالريح ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( [ : " صمى اهلل عميو وسمم ] ) باب قول النبي -

" نصرت بالصبا ، وأىمكت عاد بالدبور ثنا شعبة ،: حدثنا مسمم -

عن الحكم ، عن مجاىد ، عن ابن عباس ،نصرت : " قال ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) أن النبي

" .بالصبا ، وأىمكت عاد بالدبور وخرجو

.أيضا -مسمم من طريق شعبة ومن طريق األعمش ، عن مسعود بن مالك ، عن سعيد

بن جبير ، عن ابن عباس .بمثمو -( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي ، عن

وىذا مما يدل عمى أن الريح تأتي تارة بالرحمة ، وتارة .بالعذاب

وخرج الحاكم من، ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) حديث جابر ، عن النبي

:أنو كان يدعو الميم ، أعوذ بك من شر الريح ، ومن شر ما تجيء "

بو الريح ، ومن ل ؛ريح الشما

" .فإنيا الريح العقيم ، -إن شاء اهلل -ومن حديث سممة بن األكوع رفعو

أنو كان إذا اشتدت " .الميم ، لقحا ال عقيما : " الريح تقول

ما ىاجت ريح قط إال لسقم : وروينا عن شريح ، قال .صحيح أو برء سقيم

صمى اهلل عميو ] ) ، أن النبي " صحيح مسمم " وفي ان في سفر ، فيبت ريح شديدة ،ك( [ وسمم

ىذه الريح ( [ : " صمى اهلل عميو وسمم ] ) فقال النبي لموت منافق ، فوجدوا قد مات في" عظيم النفاق

وىو رفاعة بن . ذلك اليوم عظيم من المنافقين .التابوت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ما قيل في الزالزل واآليات - :ن فيو حديثا :األول أنا: أنا شعيب : نا أبو اليمان -

أبو الزناد ، عن عبد الرحمن ، عنصمى اهلل عميو ] ) قال النبي : أبي ىريرة ، قال

ال تقوم الساعة حتى يقبض العمم وتكثر( [ : " وسمم الزالزل ، ويتقارب الزمان ، وتظير الفتن ، ويكثر اليرج

، -وىو القتل القتل - [ " .ى يكثر فيكم المال فيفيض حت]

" ىذا قطعة من حديث طويل ، قد خرجو بتمامو في " .كتاب الفتن

وقبض العمم ، قد سبق الكبلم عميو بما فيو

.كفاية وتقارب الزمان ، فسر بقصر األعمار ، وفسر بقصر

.األيام في زمن الدجال وقد روي في ذلك أحاديث

.متعددة ، اهلل أعمم بصحتيا أما كثرة الزالزل ، فيو مقصود البخاري في ىذا الباب و

.من الحديث أنو: والظاىر

حممو عمى الزالزل المحسوسة ، وىي ارتجاف األرض .وتحركيا

ويمكن حممو عمى الزالزل المعنوية ، وىي كثرة الفتن المزعجة الموجبة

.الرتجاف القموب .تن واألول أظير ؛ ألن ىذا يغني عنو ذكر ظيور الف

وكأن البخاريذكر ىذا الباب استطرادا لذكر الرياح واشتدادىا ، فذكر

بعده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.اآليات والزالزل إنو أشار إلى أن الزالزل ال يصمى ليا ؛ فإن : وقيل ذكر ظيورىا( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي

وكثرتيا ، ولمكما أمر بو في كسوف الشمس يأمر بالصبلة ليا ،

والقمر ، وكما أنو لم يكن يصمي لمرياح إذا اشتدت ، فكذلك الزالزل

.ونحوىا من اآليات :وقد اختمف العمماء في الصبلة لآليات

ال يصمى لشيء منيا سوى كسوف: فقالت طائفة الشمس والقمر ، وىو قول

.مالك والشافعي الخطاب ، ولم ينقل وقد زلزلت المدينة في عيد عمر بن

أنو صمى ليا ، ىو

.وال أحد من الصحابة وروى عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن صفية بنت

:أبي عبيد ، قالت زلزلت

األرض عمى عيد عمر حتى اصطفقت السرر ، وابن عمر يصمي ، فمم يدر

بيا ، ولم يوافق أحدا يصمي فدرى بيا ، أحدثتم ،: فخطب عمر الناس ، فقال

لئن عادت : وال أعممو إال قال : قالت . لقد عجمتم ألخرجن من بين

ظيرانيكم.

.خرجو البييقي -وخرجو حرب الكرماني ، من رواية أيوب ، عن نافع

.مختصرا

وروي أيضا من زلزلت المدينة عمى عيد: رواية ليث ، عن شير ، قال

، فقال النبي ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي إن اهلل يستعتبكم ( [ : " صمى اهلل عميو وسمم ] )

" .فاعتبوه .وىذا مرسل ضعيف

وقالت طائفة ، يصمى لجميع اآليات في البيوت فرادى ، وىو قول سفيان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وأبي حنيفة وأصحابو : وكذلك إسماعيل بن سعيد الشالنجي ، عن أحمد ، قال

صبلة اآليات وصبلة الكسوف

.واحد

" كذا نقمو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في كتابو من طريق" الشافي

الجوزجاني ، عن الشالنجي ، عن .أحمد من طريق الفضل بن زياد وحبيش بن -أيضا -ونقمو

- مبشر ، عن أحمد .أيضا

والذي نقمو، عن إسماعيل بن " المترجم " الجوزجاني في كتابو

سعيد ، سألت أحمد عن صبلة كسوف الشمس والقمر: قال

تصمى: والزالزل ؟ قال .جماعة ، ثمان ركعات وأربع سجدات ، وكذلك الزلزلة

- وبذلك قال أبو أيوب : قال .وأبو خيثمة -سميمان بن داود الياشمي : يعني .ابن أبي شيبة يرى فييا الخطبة وجماعة : وقال

وقد نقل أبو

من طريق -أيضا -ىذا " ي الشاف" بكر في .الجوزجاني

وخرج الجوزجاني من حديث عبد اهلل بن الحارث بن صمى: نوفل ، قال

بنا ابن عباس في زلزلة كانت ، فصمى بنا ست ركعات في ركعتين ، فمما انصرف

التفت إلينا .ىذه صبلة اآليات : وقال

فالمنصوص عن أحمد إنما يدل عمى الصبلة لمزلزلة ، وىو الذي عميوخاصة عامة

أصحابنا ، وخصوه بالزلزلة الدائمة التي يتمكن من .الصبلة ليا مع وجودىا

وروي عن ابن عباس ، أنو صمى .لمزلزلة بعد سكونيا وانقضائيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو يصمى : وحكى بعض أصحاب الشافعي قوال لو .لمزلزلة

.ميع اآليات ومنيم من حكاه في ج وحكى ابن عبد

سحاق وأبي ثور الصبلة لمزلزلة: البر ، عن أحمد وا .والطامة والريح الشديدة

وىذا يدل عمى استحبابيا لكل آية ، كالظممة في النيار ، والضياء المشبو

لمنيار بالميل ، سواء كان في السماء أو انتثار الكواكب .، وغير ذلك

وىومن أصحابنا ، وظاىر كبلم أبي اختيار ابن أبي موسى

بكر عبد العزيز في .أيضا -" الشافي "

وممن روي عنو ،

.ابن عباس : أنو يصمي في اآليات ، عنو ، أنو سجد " سنن أبي داود " و " المسند " وفي

لموت بعض أزواجسمعت : ، وقال ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي إذا رأيتم آية : " يقول [ (صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي

" .فاسجدوا صبلة اآليات: وروي عن عائشة ، قالت

.ست ركعات وأربع سجدات .مرفوعا -وروي عنيا

خرجو الجوزجاني من طريق حماد بن سممة ، عن قتادة ،

عن عطاء ، عنكان رسول اهلل : عبيد بن عمير ، عن عائشة ، قالت

م في صبلةيقو ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) اآليات ، فيركع ثبلث

ركعات ، ويسجد سجدتين ، ثم يقوم فيركع ثبلث ركعات

، .ثم يسجد سجدتين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.واستدل بو عمى الصبلة لمزلزلة ولكن رواه وكيع ، عن ىشام الدستوائي ، عن قتادة ،

فوقفو عمى عائشة ، وىو

.الصواب ، من رواية " كتاب المطر " الدنيا في وخرج ابن أبي

مكحول ، عن أبي صخر زياد بن صخر ، عنصمى اهلل عميو ] ) كان النبي : أبي الدرداء ، قال

إذا كانت ليمة ريح كان( [ وسمم ذا حدث في مفزعو إلى المسجد ، حتى تسكن الريح ، وا

السماء حدث من كسوف .ينجمي شمس أو قمر كان مفزعو إلى الصبلة ، حتى

نعيم بن: وىو منقطع ، وفي إسناده .حماد ، ولو مناكير

: وخرج أبو داود من رواية عبيد اهلل بن النضر ، قال أخبرني أبي ،

كانت ظممة عمى: قال أتيت أنس بن مالك ، فقمت: قال . عيد أنس بن مالك

ىل كان يصيبكم ىذا عمى عيد النبي : يا أبا حمزة ؟ فقال( [ وسمم صمى اهلل عميو] ) معاذ اهلل ، إن:

.كانت الريح تشتد فنبادر المسجد مخافة القيامة " .الصبلة عند الظممة : باب : " وبوب عميو

.أيضا -وىو دليل عمى الصبلة عند اشتداد الريح .وأبو داود ، من أجل أصحاب اإلمام أحمد

ثم بوب عمىعباس السجود عند اآليات ، وذكر فيو حديث ابن

.المتقدم يدل عمى أن اآليات يسجد عندىا سجودا : وظاىره

مفردا ، كسجود الشكر .من غير صبلة

وذكر الشافعي ، أنو بمغو عن عباد ، عن عاصم األحول ، عن قزعة ، عن

عمي ، أنو صمى في زلزلة ست ركعات في أربع خمس ركعات: سجدات

وسجدتين[ وركعة ] وسجدتين في ركعة ، .عة في رك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ولو ثبت ىذا الحديث عندنا لقمنا بو : قال الشافعي .ىو ثابت عن ابن عباس : قال البييقي

ثم ذكر بنحو ما .تقدم

ولو طرق صحيحة ، عن عبد اهلل بن الحارث ، عن ابن .عباس

نا إسحاق ، نا جرير ،: وروى حرب يم ، عنعن األعمش ، عن إبراى

إذا فزعتم من أفق من آفاق السماء : عمقمة ، قال .فافزعوا إلى الصبلة

وخرجوالبييقي من رواية حبيب بن حسان ، عن الشعبي ، عن

عمقمة ، إذا سمعتم ىادا من السماء ،: قال عبد اهلل : قال

.فافزعوا إلى الصبلة وخرجو ابن عدي من رواية حبيب بن حسان ، عن

لشعبي ،إبراىيم وا عن عمقمة ، عن عبد

: " ، قال ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) اهلل ، عن النبي

إذا فزعتم من أفق من آفاق " .السماء ، فافزعوا إلى الصبلة

حبيب بن حسان: وقال .، قد اتيم في دينو ، وال بأس برواياتو

رواية األعمش ، عن إبراىيم ، عن : الصحيح : قمت . من قولو -عمقمة

.واهلل سبحانو وتعالى أعمم أظممت : وروى حرب بإسناده ، عن أبي الجبر ، قال

يوما نيارا ، حتى رأينا الكواكب

، فقام تميم بن حذلم ، فصمى ، فأتاه ىني بن نويرة ، فسألو ما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.صنع ؟ فأمره أن يرجع إلى بيتو فيصمي

بالصبلة في البيوت فرادى عند اآليات واعمم ؛ أن الشغل أكثر الناس

عمى .استحبابو ، وقد نص عميو الشافعي وأصحابو

كما يشرع الدعاء والتضرع عند ذلك ؛ لئبل يكون عند ذلك

.غافبل نما محل االختبلف ىل تصمى جماعة ، أم ال ؟ : وا

وىل تصمى ركعة بركوعين كصبلة الكسوف ، أم ال ؟

أنو ال تسن الصبلة : ك وأكثر أصحابنا وظاىر كبلم مال لآليات جماعة وال

.فرادى " :تيذيب المدونة " وفي

.أنكر مالك السجود لمزلزلة وال وجو لكراىة ذلك ، إال إذا نوى بو الصبلة ألجل تمك

اآلية الحادثة دون

ما إذا نوى .بو التطوع المطمق

انوا وقد روي عن طائفة من عمماء أىل الشام ، أنيم ك يأمرون عند الزلزلة بالتوبة واالستغفار

، ويجتمعون لذلك ، وربما وعظيم بعض عممائيم وأمرىم .ونياىم ، واستحسن ذلك اإلمام

وروي عن عمر بن عبد إن ىذه الرجفة: العزيز ، أنو كتب إلى أىل األمصار

شيء يعاتب اهلل بو العباد ، وقد كنت كتبت إلى أىل بمد كذا وكذا رجوا يومأن يخ

كذا وكذا ، فمن استطاع أن يتصدق فميفعل ؛ فإن اهلل قد أفمح من: ( يقول :األعمى ) ] تزكى ربنا ظممنا أنفسنا : ( ، وقولوا كما قال أبوكم آدم [

ن لم وا

) ]تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين :، وقولوا كما قال نوح [ : األعراف

ال تغفر لي وترحمن( ىود ، ) ] ي أكن من الخاسرين وا ]،

:وقولوا كما قال موسى [ : القصص ) ] رب إني ظممت نفسي فاغفر لي (

:، وقولوا كما قال ذو النون

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال إلو إال أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ( [ . : األنبياء ) ]

" كتاب العمل " وقال أبو بكر الخبلل في :نا أبو بكر المروذي ، قال :

سألني : يقول -أحمد : يعني -سمعت أبا عبد اهلل إنسان عن الرجفة ، فكتبت

لو ىذا: أنا أبو المغيرة ، قال : -ما أحسنو : وقال -الحديث

أصاب الناس رجفة بحمص ، سنة أربع وتسعين ، ففزع

الناس إلى المسجد ، فمما صمى أيفعن عبد الكبلعي صبلة الغداة ، قام في الناس ، فأمرىم ب

بتقوى اهلل ، وحذرىموأنذرىم ، ونزع القوارع من القرآن ، وذكر الذين أىمكوا

بالرجفة قبمنا ، ثم واهلل ، ما أصابت قوما قط قبمكم إال: قال

أصبحوا في دارىم جاثمين ،ما فاحمدوا اهلل الذي عافاكم ودفع عنكم ، ولم ييمكم ب

أىمك بو الظالمين قبمكم ، وكان أكثر

ال إلو إال اهلل ، واهلل أكبر ، والحمد هلل ، : دعائو وسبحانو اهلل ،

:وال حول وال قوة إال باهلل ، واستغفروا اهلل ، ويقول

يا أييا الناس ، عميكمبيؤالء الكممات ؛ فإنين القرآن ، وىي الباقيات

.الصالحات ضمرةثم إن أيفع قال ألبي

قم في الناس ، فقام فصنع كما صنع ،: القاضي أيفع ، فمما قضى موعظتو انصرف ، ثم صنع ذلك دبر

الصموات ثبلثة أيام ،

.فاستحسن ذلك المسممون ىل يجوز الخروج منيا واليرب : ومما يتعمق بالزلزلة

إلى الصحراء ؟ال بأس بو ؛ كل يعمم أنو ليس يسبق : قال األوزاعي

من فر ومنقدر اهلل .والجموس أحب إلي : جمس ، قال

.خرجو حرب ، من رواية الوليد بن مسمم ، عنو وسألت إسحاق بن راىويو ، عن الرجل : قال حرب يكون في

بيتو ،إن : ىل يقوم فيخرج من البيت ؟ قال : فتصيبو الزلزلة .فعل فيو أحسن

وقد صنف في ىذه المسألة أبو افظ الدمشقي مصنفا ،القاسم ابن عساكر الح

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولم يذكر في ذلك أثرا عمن تقدم من العمماء ، لكنو حكى عن بعض من في

.زمانو ، أنو استحب الفرار منيا ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) واستدل بحديث مرور النبي أكره موت: " بحائط مائل ، فأسرع ، وقال

" .الفوات ىذا حديث مرسل ،و

" .مراسيمو " خرجو أبو داود في

.وقد روي مسندا ، وال يصح ورد أبو القاسم عمى ىذا القائل قولو ، وألحق

الفرار منيا بالفرار من .الطاعون

وفي ذلك نظر ؛ ألن الفرار من الطاعون ال يتيقن بو النجاة ، بل الغالب فيو

التي يخشى عدم النجاة ، وأما الخروج من المساكن وقوعيا بالرجفة فيغمب عمى

الظن منو السبلمة ، فيو كاليرب من .النار والسيل ونحوىما

واهلل سبحانو . والحديث المرسل الذي ذكرناه يشيد لو .وتعالى أعمم

نما جاء النيي عن وا الخروج من الرجفة إلى الدجال ، إذا حاصر المدينة ،

إليو كل منافق فترجف المدينة ثبلث رجفات ، فيخرج .ومنافقة

:الحديث الثاني

: نا حسين بن الحسن : نا محمد بن المثنى - نا ابن عون ، عن نافع ،

عن ابن عمر: الميم ، بارك لنا في شامنا وفي يمننا ، قالوا : ، قال

:قال . وفي نجدنا :وقالوا . الميم بارك لنا في شامنا وفي يمننا

ناك الزالزل والفتن ،ى: قال . وفي نجدنا .وبيا يطمع قرن الشيطان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ىكذا خرجو البخاري ىاىنا موقوفا وحسين بن الحسن بصري ، من آل مالك بن يسار ،

أثنى عميو اإلمام أحمد ، .كان يحفظ عن ابن عون : وقال

-ان من رواية أزىر السم" الفتن " وخرجو البخاري في

.مرفوعا وكذا رواه

-عبد الرحمن بن عطاء ، عن نافع ، عن ابن عمر - مرفوعا .أيضا

.خرج حديثو اإلمام أحمد وكذا رواه أبو

نا أبو : -عمى ضعفو -فروة الرىاوي يزيد بن سنان رزين ،

، عن نافع ، عن -صاحب سميمان -عن أبي عبيد .مرفوعا -ابن عمر عن سالم بن عبد اهلل بن عمر ، -أيضا -وقد روي

عن أبيو ، عن النبي ( [ .صمى اهلل عميو وسمم ] ) ذكره

.تعميقا -" كتابو " الترمذي في آخر بشر بن حرب ، عن ابن عمر ، عن -أيضا -ورواه

( [ .صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي خرجو

.أيضا -اإلمام أحمد صبلة لمزلزلة بعيد ، واالستدالل بيذا الحديث عمى أن ال

واالستدالل- بالحديث الذي قبمو

؛ ألن ىذا إنما سيق لذم نجد وما يحدث فيو ، -أيضا كما

أن الذي قبمو سيق لذم آخر الزمان ، وما يحدث فيو ، دون

أحكام ما ذكر من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.قبض العمم وتقارب الزمان وكثرة اليرج .ذه الحوادث مذكورة في مواضع أخر وأحكام ى

فبل يدل السكوتعنو ىاىنا عمى شيء من أحكاميا بنفي وال إثبات ،

فكذلك .واهلل أعمم . يقال في أحكام الزالزل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وتجعمون رزقكم أنكم : ( باب قول اهلل عز وجل - [ : الواقعة ) ] تكذبون

شكركم: س قال ابن عبانا ىشيم ، عن " : تفسيره " قال آدم بن أبي إياس في

جعفر بن إياس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ،

شكركم: أي ) وتجعمون رزقكم : ( في قولو مطرنا بنوء كذا : ىو قوليم : قال ) أنكم تكذبون (

.وكذا

وما مطر قوم إال أصبح بعضيم بو : قال ابن عباس مطرنا: لون كافرا ، يقو

.بنوء كذا وكذا ثم خرج في سبب

نزوليا من رواية الكمبي ، عن أبي صالح ، عن ابن .عباس

من رواية عكرمة بن" صحيحو " وقد خرجو مسمم في حدثني: عمار

مطر الناس عمى : حدثني ابن عباس ، قال : أبو زميل ،( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) عيد رسول اهلل ( [ : "صمى اهلل عميو وسمم ] ) فقال رسول اهلل

ىذه : أصبح من الناس شاكر ، ومنيم كافر ، قالوا رحمة

" لقد صدق نوء كذا وكذا : وضعيا اهلل ، وقال بعضيم ،

فبل( فنزلت ىذه اآلية وتجعمون رزقكم أنكم ( حتى بمغ -) أقسم بمواقع النجوم

) .تكذبون وروى عبد

د الرحمن السممي ، عن األعمى الثعمبي ، عن أبي عب عمي ، عن

وتجعمون رزقكم ( [ : ( صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي قال) أنكم تكذبون

مطرنا: شكركم ، تقولون : " " .بنوء كذا وكذا ، ونجم كذا وكذا .خرجو اإلمام أحمد والترمذي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إال من -فوعا مر -حسن غريب ، ال نعرفو : وقال

حديث إسرائيل ، عن .عبد األعمى

ورواه سفيان عن عبد

.، ولم يرفعو -نحوه -األعمى .موقوفا عمى عمي -ثم خرجو من طريق سفيان وكان سفيان ينكر عمى من

.رفعو .ووثقو ابن معين . وعبد األعمى ىذا ، ضعفو األكثرون أحكام" وخرج القاضي إسماعيل في كتابو

كبلم ابن عباس باإلسناد" رآن القالمتقدم ، عن سعيد بن جبير ، أن ابن عباس كان

وتجعمون: ( يقرؤىا (شكركم

عمى ما أنزلت من الغيث والرحمة ، : ، تقولون ^ مطرنا بنوء: تقولون

فكان ذلك كفرا منيم لما أنعم: قال . كذا وكذا .اهلل عمييم

: -رحمو اهلل -قال البخاري حدثني مالك ، عن صالح بن : نا إسماعيل -

كيسان ، عن عبيد اهلل بن

عبد اهلل بن عتبة بن مسعود ، عن زيد بن خالد الجيني صمى لنا: ، أنو قال صبلة الصبح ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) رسول اهلل بالحديبية

عمى إثر سماء كانت من الميل ، فمماأقبل عمى ( [ سمم صمى اهلل عميو و ] ) انصرف النبي " ىل تدرون ماذا قال ربكم ؟ : " الناس ، فقال

أصبح من عبادي : " قال . اهلل ورسولو أعمم : قالوا :مؤمن بي وكافر ، فأما من قال

مطرنا بفضل اهلل ورحمتو ، بنوء: فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال

" .كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب عمى: " لو قو

.مطر كان من الميل : ، أي " إثر سماء

(/)

"""""" صفحة رقم """""" والعرب تسمي المطر سماء ؛ لنزولو من السماء ، كما

:قال بعضيم إذا نزل السماء بأرض قوم

رعيناه ،ن كانوا غضابا وا

وفي بعض -" ىل تدرون ماذا قال ربكم ؟ : " وقولو :الروايات

، وىي تدل عمى" ميمة ال" .أن اهلل تعالى يتكمم بمشيئتو واختياره

.لم يزل اهلل متكمما إذا شاء : كما قال اإلمام أحمد أصبح من: " وقولو

مطرنا بفضل اهلل: عبادي مؤمن بي وكافر ، فمن قال : ورحمتو ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، ومن قال

بنوء كذا وكذا ، فذلك " .ن بالكوكب كافر بي مؤم

نزالو إلى األرض : يعني أن من أضاف نعمة الغيث وا إلى اهلل عز وجل

وفضمو ورحمتو ، فيو مؤمن باهلل حقا ، ومن أضافو إلى األنواء ، كما كانت

الجاىمية تعتاده ، فيو كافر باهلل ، مؤمن .بالكوكب

واحد أنواء : النوء في كبلم العرب : قال ابن عبد البر وبعضيم النجوم ،

يجعمو الطالع ، وأكثرىم يجعمو الساقط ، وقد تسمى منازل القمر كميا أنواء ،

.وىي ثمانية وعشرون وقال الخطابي ، النوء واحد األنواء ،

وىي الكواكب الثمانية والعشرونالتي ىي منازل القمر ، كانوا يزعمون أن القمر إذا نزل

ببعض تمك الكواكب مطروا،

سقوط المطر ( [ صمى اهلل عميو وسمم ) ] فجعل النبي

.انتيى . من فعل اهلل دون غيره ، وأبطل قوليم ىذه الثمانية: وقال غيره

وعشرون منزال تطمع كل ثبلثة عشر يوما منزلصبلة الغداة بالمشرق ، فإذا طمع رقيبو من المغرب ؛

فسميت أنواء .ليذا المعنى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ناء إذا طمع ، وناء إذا غرب : وىو من األضداد ، يقال ، وناء فبلن إذا

.قرب ، وناء إذا بعد وقد أجرى اهلل

العادة بمجيء المطر عند طموع كل منزل منيا ، كما أجرى

.العادة بمجيء الحر في الصيف ، والبرد في الشتاء

فإضافة نزول الغيث إلى األنواء ، إن اعتقد أن األنواء ىي الفاعمة لذلك ،

المدبرة لو دون اهلل عز وجل ، فقد كفر باهلل ، وأشرك بو كفرا ينقمو عن ممة

اإلسبلم ، ويصير بذلك مرتدا ، حكمو حكم المرتدين عن اإلسبلم ، إن كان قبل

ذلك .مسمما

ن لم يعتقد ذلك ، فظاىر الحديث يدل عمى أنو كفر وا .نعمة اهلل

أنو جعمو كفراوقد سبق عن ابن عباس ، .بنعمة اهلل عز وجل

كفر : أن الكفر كفران " اإليمان : كتاب " وقد ذكرنا في ينقل عن الممة ،

وكفر دون ذلك ، ال .ينقل عن الممة ، وقد بوب البخاري عميو ىنالك

فإضافة النعم إلى غير المنعم بيا بالقول كفر لممنعم في

ن نعمو ، وا كان

.اإلعتقاد يخالف ذلك .األحاديث واآلثار متظاىرة بذلك و

، عن أبي ىريرة ، عن" صحيح مسمم " وفي ألم تروا: " ، قال ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي

ما أنعمت عمى عبادي من : إلى ما قال ربكم ؟ قال نعمة إال أصبح فريق منيم بيا

" .الكوكب وبالكوكب : كافرين ، يقولون بي ىريرة ، عن النبي وروي من وجو آخر ، عن أ

إن اهلل: " ، قال ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) عز وجل ليبيت القوم بالنعمة ، ثم يصبحون وأكثرىم بيا

مطرنا: كافر ، يقولون

(/)

"""""" صفحة رقم """""" " .بنوء كذا وكذا

صمى اهلل عميو ] ) وروى أبو سعيد الخدري ، عن النبي لو أمسك اهلل القطر عن: " ل ، قا( [ وسمم

الناس سبع سنين ، ىذا من نوء: ثم أرسمو ، كفرت طائفة منيم ، فقالوا

" .المجدح مطرنا عمى عيد: الدرداء ، قال [ أبو ] وروى

ذات ليمة ،( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) رسول اهلل ورجل ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) فأصبح رسول اهلل

بنوء كذا وكذا ، فقال رسول اهلل مطرنا: يقول قمما( [ : " صمى اهلل عميو وسمم ] )

أنعم اهلل عمى قوم نعمة ، إال أصبح كثير منيم بيا " .كافرين ، عن أبي مالك األشعري ، عن" صحيح مسمم " وفي :، قال ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي

الفخر : ن أربع في أمتي من أمر الجاىمية ، ال يتركوني"

في األحساب ، والطعن في األنساب ،

" .واالستسقاء بالنجوم ، والنياحة ، من رواية ابن عيينة ، " صحيحو " وخرج البخاري في

:عن عبيد اهلل سمع

الطعن : خبلل من خبلل الجاىمية : " ابن عباس يقول في األنساب ،

ويقولون: قال سفيان . ، ونسي الثالثة " والنياحة " .االستسقاء باألنواء " إنيا :

من وجو آخر -مرفوعا -وروي عن ابن عباس .ضعيف

" وخرج ابن حبان في .مرفوعا -من حديث أبي ىريرة -معناه -" صحيحو

وروى ابن عيينة ، عن إسماعيل بن أمية ، أن النبي ( [صمى اهلل عميو وسمم ] )

سمع رجبل في

ض عثانين األسد ، فقال مطرنا ببع: بعض أسفاره يقول ( [ :صمى اهلل عميو وسمم ] ) رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

" .كذبت ، بل ىو سقي اهلل عز وجل ، ورزقو " : وذكر مالك ، أنو بمغو عن أبي ىريرة ، أنو كان يقول

مطرنا بنوء الفتح ،

حمة فبل ما يفتح اهلل لمناس من ر : ( ثم يتمو ىذه اآلية [ . : فاطر ) ] ممسك ليا

وذكر الشافعيوقد مطر -، أنو بمغو ، أن عمر سمع شيخا يقول

: -الناس .أجاد ما أقرى المجدح الميمة ، فأنكر ذلك عمر عميو : وروى ابن أبي الدنيا بإسناده ، عن سمم العموي ، قال

كنا عند أنس ، : فقال أنس. إنيا لمخيمة لممطر : فقال رجل

.إنيا لربيا لمطيعة يشير أنس إلى أنو ال يضاف المطر إلى السحاب ، بل

.إلى أمر اهلل ومشيئتو وذكر ابن عبد

طمع سييل ،: البر ، عن الحسن ، أنو سمع رجبل يقول إن سييبل لم يأت قط : وبرد الميل ، فكره ذلك ، وقال

بحر .وال برد

ما : السحابة وكره مالك أن يقول الرجل لمغيم و : قال .أخمقيا لممطر

وىذا يدل عمى أن القوم: قال احتاطوا ، فمنعوا الناس من الكبلم بما فيومطرنا بنوء : أدنى متعمق من كبلم الجاىمية في قوليم

.انتيى . كذا وكذا " مطرنا بنوء كذا وكذا : " واختمف الناس في قول القائل

من غير اعتقاد أىل روه ، أو محرم ؟ىل ىو مك: الجاىمية

محرم ، وىو قول أكثر أصحابنا ، [ ىو : ] فقالت طائفة والنصوص تدل

.عميو ، كما تقدم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىو مكروه ، وىو قول الشافعي وأصحابو ، : وقال طائفة .وبعض أصحابنا

،" مطرنا في بنوء كذا وكذا : " فأما إن قال :وجيان ففيو ألصحابنا

، " في وقت كذا وكذا : " أنو يجوز ، كقولو : أحدىما وىو قول القاضي .أبي يعمى وغيره -أنو قال لمعباس -رضي اهلل عنو -وروي عن عمر

، -رضي اهلل عنو يا عباس ، كم بقي من: وىو يستسقي

يا أمير المؤمنين ، إن: نوء الثريا ؟ فقال ترض باألفق بعد وقوعيا أىل العمم بيا يزعمون أنيا تع

سبعا ، فما مضت تمك

.السبع حتى أغيث الناس رواه ابن إسحاق ، عن محمد بن إبراىيم بن الحارث ،

عن ابن المسيب ، :قال

.فذكره -حدثني من ال أتيم ، عن عمر : " أنو يكره ، إال أن يقول مع ذلك : والوجو الثاني

" برحمة اهلل عز وجل ،

.لحسن اآلمدي من أصحابنا وىو قول أبي ا، أنو بمغو ، " الموطإ " واستدل لؤلول بما ذكر مالك في

( [صمى اهلل عميو وسمم ] ) أن النبي

كانإذا نشأت بحريتيا فشاءمت ، فتمك عين غديقة : " يقول . "

وىذا من الببلغات لمالك التي قيل ، إنو ال يعرف .إسنادىا

م بن محمد بن أبي يحيى وقد ذكره الشافعي ، عن إبراىي ، عن إسحاق بن

- ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) عبد اهلل ، عن النبي إذا نشأت بحرية ، ثم استحالت: " ، قال -مرسبل

" .شامية ، فيو أمطر ليا ابن أبي يحيى ؛: قال ابن عبد البر

.مطعون عميو متروك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سحاق ، ى -أيضا -ابن أبي فروة ، ضعيف : و وا

.متروك .وىذا ال يحتج بو أحد من أىل العمم

وقد: قمت نا عبد الحكيم : خرجو ابن أبي الدنيا من طريق الواقدي

بن: سمعت عوف بن الحارث : عبد اهلل بن أبي فروة

سمعت :عائشة تقول إذا : " يقول ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) سمعت النبي

- " شأت السحابة بحرية ، ثم تشاءمت ، فتمك عين أن عام: " أو قال " .غديقة .مطرا كثيرا : يعني

.أيضا -متروك : والواقدي أن السحابة إذا طمعت بالمدينة من: والمعنى

جية البحر ، ثم أخذت إلى .ناحية الشام ، جاءت بمطر كثير ، وىو الغدق

(ا ألسقيناىم ماء غدق: ( قال تعالى [ . : الجن ] ^

.بضم الغين بالتصغير " غديقة : " وقيده ابن عبد البر قول اهلل عز وجل: ومن ىذا المعنى

،[ : الذاريات ) ] فالحامبلت وقرا ( وفسره عمي بن أبي طالب وابن عباس ومن بعدىما

.بالسحاب قال

.تحمل المطر : مجاىد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ال يدري متى يجيء المطر إال اهلل -صمى اهلل عميو ] ) وقال أبو ىريرة ، عن النبي

خمس ال يعممين إال اهلل( [ : " وسمم . "

" اإليمان : كتاب " حديث أبي ىريرة ىذا ، قد خرجو في في حديث سؤال عن اإلسبلم( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) جبريل النبي

:ن ، وأنو تبل عند ذلك ىذه اآلية واإليمان واإلحسا: لقمان ) ] إن اهلل عنده عمم الساعة وينزل الغيث ( ]

اآلية ، وقد تقدم ذكره .والكبلم عميو

نا سفيان ، عن عبد : حدثنا محمد بن يوسف - اهلل بن دينار ، عن

ابن( [ : " صمى اهلل عميو وسمم ] ) قال النبي : عمر ، قال

يب خمس ، ال يعمميا إال اهلل ، ال يعمم أحدمفتاح الغ ،[ إال اهلل ] ما يكون في غد

وال يعمم أحد ما يكون في األرحام ، وال تعمم نفسما تكسب غدا ، وما تدري نفس بأي أرض تموت ، وما

يدري أحد

متى يجيء .المطر

اإلشارة إلى اختصاص : قد سبق في الباب المشار إليو اهلل بعمم ىذه

مس ، التي ىي مفاتحالخ وعنده مفاتح الغيب ال: ( الغيب ، التي قال فييا

[ . : األنعام ) ] يعمميا إال ىو وىذه الخمس المذكورة في

حديث ابن عمر ، ليس فييا عمم الساعة ، بل .فييا ذكر متى يجيء المطر ، بدل الساعة

وىذا مما يدل عمى أن لم ينحصر فيعمم اهلل الذي استأثر بو دون خمقو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خمس ، بل ىو أكثر من ذلك ، مثل عممو بعدد خمقو ،

وما تسقط: ( كما قال من ورقة إال يعمميا وال حبة في

[ . : األنعام ) ] ظممات األرض وال رطب وال يابس :ومثل استئثاره بعممو بذاتو وصفاتو وأسمائو ، كما قال

يحيطون بووال ( [ . : طو ) ] عمما

أو : " -في ذكر أسمائو -وفي حديث ابن مسعود استأثرت بو في

عمم الغيب " .عندك

نما ذكرت ىذه الخمس لحاجة الناس إلى معرفة وا اختصاص اهلل بعمميا ،

والعمم بمجموعيامما اختص اهلل بعممو ، وكذلك العمم القاطع بكل فرد فرد

من .أفرادىا

أما االطبلع عمى شيء يسير من أفرادىاو

بطريق غير قاطع ، بل يحتمل الخطأواإلصابة فيو غير منفي ؛ ألنو ال يدخل في العمم الذي

اختص اهلل بو ، ونفاه .عن غيره

( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) أن النبي -أيضا -وتقدم .أوتي عمم كل شيء ، إال ىذه الخمس

و لو عمىفأما اطبلع اهلل سبحان ، -أيضا -شيء من أفرادىا ، فإنو غير منفي

عالم الغيب فبل يظير : ( وىو داخل في قولو تعالى عمى غيبو أحدا

إال من( ) .اآلية [ ، : الجن ) ] ارتضى من رسول

ولكن عمم الساعة مما اختص اهلل بو ، ولم يطمع عميو غيره ، كما تقدم في

، ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) بي حديث سؤال جبريل لمن .وكذلك جممة العمم بما في غد

وقد قالت جارية

وفينا نبي يعمم ( [ : صمى اهلل عميو وسمم ] ) بحضرتو ( [صمى اهلل عميو وسمم ] ) ما في غد ، فنياىا النبي

.عن قول ذلك " .النكاح " وقد خرجو البخاري في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأما العمم بما في األرحام ، فينفرد اهلل تعالى بعممو ، قبل أن يأمر ممك

األرحام بتخميقو وكتابتو ، ثم بعد ذلك قد يطمع اهلل عميو من يشاء من خمقو ، .كما أطمع عميو ممك األرحام

ن فإن كان من الرسل فإنو يطمع عميو عمما يقينا ، وا كان من غيرىم منحين ، فقد يطمعو اهلل تعالى عميو الصديقين والصال

.ظاىرا

كما روى الزىري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن أبا بكر لما حضرتو الوفاة

. إنما ىو أخواك وأختاك : -في كبلم ذكره -قال ليا فقمت ىذا: قالت

أخواي ،ذو بطن ابنة خارجة ، فإني أظنيا : فمن أختاي ؟ قال

.جارية و ، عن عائشة ، أنياورواه ىشام ، عن أبي إنما ىي: قالت لو عند ذلك

وذات بطن بنت خارجة ، أظنيا : أسماء ؟ فقال .جارية

قد: ورواه ىشام ، عن أبيو ألقي في روعي ، أنيا جارية ، فاستوصي بيا

.فولدت أم كمثوم . خيرا وأما عمم النفس بما تكسبو غدا ، وبأي أرض تموت ، ومتى يجيء المطر ،

.عمى عمومو ال يعممو إال اهلل فيذا

وأما االطبلع عمى بعض أفراده ، فإن كان بإطبلع من اهلل لبعض رسمو ، كان

صمى ] ) مخصوصا من ىذا العموم ، كما أطمع النبي عمى كثير من الغيوب المستقبمة ،( [ اهلل عميو وسمم .وكان يخبر بيا

بن فبعضيا يتعمق بكسبو ، مثل إخباره أنو يقتل أمية خمف ، وأخبر سعد بن معاذ بذلك أمية بمكة

.واهلل ، ما يكذب محمد : ، وقال أمية وأكثره ال يتعمق بكسبو ، مثل إخباره عن الصور

المستقبمة في أمتو وغيرىم،

.وىو كثير جدا تيب الميمة ريح شديدة ، فبل " وقد أخبر بتبوك ، أنو

،" يقومن أحد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وكان كذلك واالطبلع عمى ىبوب بعض الرياح نظير االطبلع عمى

نزول بعض األمطار في .وقت معين

ابنتو فاطمة ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) وكذلك إخباره .في مرضو ، أنو مقبوض من مرضو

: " ، أنو قال ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) وقد روي عنو ما بين قبري ضة من رياضومنبري رو

" .الجنة خرجو اإلمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري ،

والنسائي من حديث أم

( [ .صمى اهلل عميو وسمم ] ) سممة ، عن النبي .وىو دليل عمى أنو عمم موضع موتو ودفنو

لم يقبض نبي: " وقد روي عنو ، أنو قال " .إال دفن حيث يقبض

.خرجو ابن ماجو وغيره -بلع غير األنبياء عمى بعض أفراد ذلك فيو وأما إط كما تقدم

ال يحتاج إلى -استثنائو ؛ ألنو ال يكون عمما يقينا ، بل ظنا غالبا ،

وبعضو وىم ، وبعضو حدس وتخمين ، وكل

ىذا ليس بعمم ، فبل يحتاج إلى استثنائو مما انفرد اهلل سبحانو

.ى أعمم واهلل سبحانو وتعال. وتعالى بعممو ، كما تقدم ( ) إلى صفحة ( ) من صفحة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" صفحة فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كتاب الكسوف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صفحة فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بسم اهلل الرحمن الرحيم

وفكتاب الكس باب الصبلة في كسوف الشمس -

:فيو أربعة أحاديث :الحديث األول

نا خالد ، عن يونس ، : نا عمرو بن عون - ، ) كنا عند النبي : عن الحسن ، عن أبي بكرة ، قال

يجر رداءه ، حتى دخل ) وأنكسفت الشمس ، فقام النبي ، فصمى بنا ركعتين ، حتى انجمت [ فدخمنا ] المسجد ،

إن الشمس والقمر الينكسفان لموت : ) ) الشمس ، فقال أحد ، فإذا رأيتموىما فصموا ، وادعوا ، حتى يكشف ما

( ( .بكم سماع الحسن من أبي بكرة صحيح عند عمي بن المديني

والبخاري وغيرىما ، وخالف فيو ابن معين ، وقد سبق .ذلك

ة أن مبارك بن فضال -فيما بعد -وقد ذكر البخاري .حدثني أبو بكرة : رواه عن الحسن ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وخرجو اإلمام أحمد كذلك وقد رواه قتادة ، عن الحسن ، عن النعمان بن بشير ،

) .عن النبي .خرج حديثو النسائي

وىذا مخالف لروايات أصحاب الحسن ، عنو ، عن أبي .بكرة

ىاىنا ؛ ألنو قام عجبل دىشا ، كما رداءه ) وجر النبي فقام فزعا يخشى أن تكون : ) ) في حديث أبي موسى

.فيما بعد -، وسيأتي ( ( الساعة نما يكره جر الرداء تعمدا لذلك .وا

فقام يجر : ) ) وفي رواية اإلمام أحمد ليذا الحديث ( ( .ثوبو مستعجبل

صفة ، لم يذكر( ( فصمى بنا ركعتين : ) ) وقولو .الركعتين

وقد رواه ابن عمية ويزيد بن زريع ، عن يونس ، فزادا

فصمى بيم ركعتين نحو ما : ) ) في الحديث ( ( .يصمون

من رواية أشعث ( ( صحيحو ) ) وخرجو ابن حبان في ، عن الحسن ، عن أبي

، أنو صمى في كسوف الشمس ) بكرة ، عن النبي .والقمر ركعتين ، مثل صبلتكم

: ، وعنده ( ( القمر : ) ) رجو النسائي ، ولم يذكر وخ ( ( .مثل صبلتكم ىذه ) )

.أراد بو مثل صبلتكم في الكسوف : وقال ابن حبان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا التأويل متجو في رواية ابن عمية ويزيد بن زريع ، .أيضا -عن يونس

وبذلك تأوليا البييقي التشبيو بصبلة ركعتين ، يتطوع : ادر إلى الفيم والمتب

.بيما إن صبلة الكسوف ليس : وىذا مما تعمق بو من قال

إن شاء اهلل سبحانو -فييا ركوع زائد ، وسيأتي ذكره تعالى

وفيو دليل عمى أن صبلة الكسوف تستدام حتى تنجمي .الشمس رة إلى ، إشا( ( إنيما ال يكسفان لموت أحد : ) ) وقولو

إن الشمس كسفت لموت إبراىيم عميو : ) ) قول الناس ( ( .السبلم

وذلك أن : ) ) -فيما بعد -وفي رواية خرجيا البخاري إبراىيم ، فقال الناس في : ابنا لمنبي مات ، يقال لو

( ( .ذلك ىذا الحديث محمد بن دينار الطاحي ، عن [ روى ] و

ن اهلل إذا تجمى لشيء و : ) ) يونس ، فزاد في الحديث ا ( ( .من خمقو خشع لو .خرجو الدارقطني

.نوح بن قيس ، عن يونس : تابعو : -[ وقال ]

[ ثنا : ] من رواية بكار بن يونس -أيضا -وخرجو -بيذه الزيادة -حميد ، عن الحسن ، عن أبي بكرة

أيضا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ورويت ىذا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" كتاب

العمل في الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب استعانة اليد في الصبلة إذا كان من أمر الصبلة -يستعين الرجل في صبلتو من جسده : وقال ابن عباس

.بما شاء .ووضع أبو إسحاق قمنسوتو في الصبلة ، ورفعيا

ووضع عمي كفو عمى رسغو األيسر ، إال أن يحك جمدا

.، أو يصمح ثوبا يجوز من شرع البخاري من ىاىنا في الكبلم فيما

.األفعال في الصبلة ، وما يكره فييا ، وما اليجوز وابتدأ من ذلك باستعانة المصمي بيده في صبلتو ، فيما

.يحتاج إليو من أمر صبلتو يستعين الرجل في : وحكى عن ابن عباس ، قال .صبلتو من جسده بما شاء

وعن أبي إسحاق ، أنو وضع قمنسوتو في صبلتو .ورفعيا ال لكان عبثا ، وىو : ر والظاى أن ىذا كان لحاجة ، وا .مكروه

وعن عمي بن أبي طالب ، أنو وضع كفو عمى رسغو .األيسر ، إال أن يحك جسدا أو يصمح ثوبا

عن عبد السبلم بن شداد ( ( كتابو ) ) روي وكيع في الجريري ، عن غزوان بن جرير الضبي ، عن أبيو ،

ي الصبلة وضع يمينوكان عمي إذا قام ف: قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمى رسغو ، فبل يزال كذلك حتى يركع متى ما ركع ، .إال أن يصمح ثوبو ، أو يحك جسده

وروى بإسناده ، عن إبراىيم ، أنو كره أن يحدث الرجال وكان : قال . في الصبلة شيئا ، حتى زر القميص

استرخى إزاره في الصبلة أن إبراىيم اليرى بأسا إذا .يرفعو

، عن الثوري ، عن ( ( كتابو ) ) وروى عبد الرزاق في كان يقال في مسح المحية : منصور ، عن مجاىد ، قال

واحدة أو دع : في الصبلة أخبرني حصين ، عن عبد الممك بن سعيد : وعن ىشيم

ى إذا صمى وضع يده اليمنى عم) قد كان النبي : ، قال يده اليسرى ، وكان ربما يضع يده عمى لحيتة في

بلة .الصمن رواية شعبة ، ( ( مراسيمو ) ) وخرجو أبو داود في

عن حصين ، عن عبد الممك بن أخي عمرو بن حريث

) .، عن النبي سألت عطاء عن : وذكر عبد الرزاق ، عن ابن جريج

كل : قال االحتكاك في الصبلة ، واالرتداء ، واالتزار ؟ .ذلك ال تفعمو في الصبلة

.وىذا محمول عمى أنو لم يكن لو حاجة إليو أنو كان يفعمو [ عمى ] والمروي عن عمي محمول

.لمحاجة إليو يكره أن يمبس النعل أو الرداء ، : وقال سفيان الثوري

وأن يضع القمنسوة عمى رأسو ، وينزع خفيو أو نعميو ، ، وال بأس أن يحك شيئا من جسده ، إذا إال لشيء يؤذيو

.آذاه ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كل عمل يسير يعرض في الصبلة : وعند أصحابنا .لحاجة فبل يكره

من حديث وائل -رحمة اهلل -واستدلوا بما خرجو مسمم رفع يديو حين دخل في ) بن حجر ، أنو رأى النبي

بر ثم التحف بثوبو ، ثم وضع يده اليمنى الصبلة ، كعمى يده اليسرى ، فمما أراد أن يركع أخرج يديو من

وذكر -كبر فركع [ ثم ] الثوب ، ثم رفعيما ، .الحديث

.أيضا -ومذىب الشافعي نحوه وروى حرب ، عن أحمد في الرجل يسقط رداؤه عن

ق أرجو أن ال يضي: ظيره في الصبلة ، فيحممو ، قال .ذلك

: وروى حرب بإسناده ، عن أبي جعفر والشعبي ، قاال .ال بأس أن يسوي الرجل رداءه في الصبلة

سألت أحمد عن الرجل يصمي فتحتك ساقو : وقال حرب ىو : يحكو بقدمو ؟ قال : قمت . ، فيحكو ؟ فكأنو كرىو

.بالقدم أسيل ، وكانو رخص فيو حك الذي ال يصبر ال: ومن متأخري أصحابنا من قال

ن كثر .عنو المصمي ال يبطل صبلتو وا

:خرج في ىذا الباب مالك ، عن مخرمة ، عن كريب ، : حديث -

.بت عند خالتي ميمونة : عن ابن عباس ، قال بالميل ، وصبلة ابن ) فذكر الحديث في صبلة النبي

.عباس معو :قال : وفيو

يده اليمنى عمى ) فقمت إلى جنبو ، فوضع رسول اهلل رأسي ، وأخذ بأذني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.اليمنى يفتميا بيده ، فصمى .وذكر الحديث ، وقد سبق بتمامو في غير موضع

.أيضا -وخرجو مسمم وخرجو من طريق الضحاك بن عثمان ، عن مخرمة ،

:وفي روايتو

مني في شقو فقمت إلى جنبو األيسر ، فأخذ بيدي فجع .األيمن ، فجعل إذا أغفيت أخذ بشحمة أذني

بأذن ابن عباس في ) أن أخذ النبي : فتبين بيذه الرواية الصبلة إنما كان عند .نعاسو ، إيقاظا لو

وكذلك خرجو أبو داود والنسائي من رواية سعيد بن أبي فقمت إلى جنبو ، : ىبلل ، عن مخرمة ، وفي حديثة

ني عن يمينو ، ووضع يده عمى رأسي عن يساره ، فجعم .، وجعل يمسح أذني ، كأنو يوقظني

فييما داللة عمى أنو إنما أخذ بأذنو : فياتان الروايتان .بعد أن أداره عن يمينو

أن أخذه بأذنو وفتميا إنما كان : رد عمى من زعم : وفيو ليديره عن شمالو إلى

.يمينو ، كما قالو ابن عبد البر ذا المعنى لم يقمو مالك في حديثو ، وقد ذكره وى: قال

.أكثر الرواة . إنما فتل أذنو ليذكر ذلك وال ينساه : وقيل : قال

.ليذىب نومو : وقيل .انتيى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ورواية الضحاك مصرحة بيذا المعنى األخير ، ورواية .أيضا -سعيد بن أبي ىبلل تدل عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ما ينيى عنو من الكبلم في الصبلة - :وفيو حديثان

:األول ثنا األعمش ، : ثنا ابن فضيل : ثنا ابن نمير -

كنا : عن إبراىيم ، عن عمقمة ، عن عبد اهلل ، قال

وىو في الصبلة ، فيرد عمينا ، فمما ) نسمم عمى النبي ند النجاشي سممنا عميو ، فمم يرد عمينا ، رجعنا من ع

( ( .إن في الصبلة لشغبل : ) ) وقال ثنا : ثنا إسحاق بن منصور السمولي : حدثنا ابن نمير

ىريم بن سفيان ، عن األعمش ، عن إبراىيم ، عن .نحوه -) عمقمة ، عن عبد اهلل ، عن النبي

في مواضع أخر ، من رواية أبي -أيضا -وخرجو .نحوه -عوانة عن األعمش

أبو بدر شجاع بن الوليد ، عن األعمش -ورواه أيضا .بيذا اإلسناد -

نما احتيج إلى ذكر ىذه المتابعات عن األعمش ؛ ألن وا الثوري وشعبة وزائدة وجريرا وأبا معاوية وحفص بن

غياث رووه ، عن األعمش ، عن إبراىيم ، عن عبد اهلل .، فيصير منقطعا ( ( عمقمة ) ) : ، لم يذكروا فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أبو [ : منيم ] وقد رجح انقطاعو كثير من الحفاظ ،

.حاتم الرازي .أنيا خطأ : وقال في رواية ابن فضيل الموصولة

الذين أرسموه : وقال الحافظ أبو الفضل بن عمار الشييد .أثبت ممن وصمو

، عن إبراىيم ، -أيضا -الحكم بن عتبة ورواه : قال إال ما رواه أبو خالد -أيضا -عن عبد اهلل مرسبل

األحمر ، عن شعبة ، عن الحكم موصوال ؛ فإنو وىم .انتيى . فيو أبو خالد

وتصرف البخاري يدل عمى خبلف ذلك ، وأن وصمو .صحيح

؛ فإنو خرجو من ( ( صحيحو ) ) وكذلك مسمم في كما -موصوال -بن فضيل وىريم بن سفيان طريق ا

خرجو البخاري ولو عن ابن مسعود طريق اخرى متعددة ، ذكرتيا

شرح) ) مستوفاة في

( ( .الترمذي ( ( :صحيحو ) ) وقال البخاري في أواخر

إن اهلل يحدث من ) : ) ) وقال ابن مسعود ، عن النبي ن مما أحدث أن ال تكممو ا في أمره ما يشاء ، وا

بلة ( ( .الصوىذا الحديث المشار إليو ، خرجو اإلمام أحمد والنسائي من رواية ابن عيينة ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن

كنا نسمم عمى: ابن مسعود ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، فيرد عمينا السبلم ، حتى قدمنا من أرض ) النبي

فمم يرد عمي ، فأخذني ما قرب الحبشة ، فسممت عميو ،إن : ) ) وما بعد ، فجمست حتى إذا قضى الصبلة قال

.فذكره -( ( اهلل يحدث ورواه الحميدي وغيره من أصحاب سفيان ، عنو ، عن

.عاصم ، عن زر ، عن ابن مسعود .أنو المحفوظ : وزعم الطبراني

ابن أبي النجود ، كان يضطرب : عاصم ، ىو : قمت ديث زر وأبي وائل ، فروى الحديث تارة عن زر ، في ح

.وتارة عن أبي وائل ورواه عبد الغفار بن داود الحراني ، عن : قال الطبراني

ابن عيينو ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد .اهلل .فإن كان حفظو ، فيو غريب : قال سفيان : ليس ىو بمحفوظ ، إنما المحفوظ رواية : قمت

.كما تقدم -صم ، عن عامن طريق سفيان ، عن الزبير -أيضا -وخرج النسائي

كنت : بن عدي ، عن كمثوم ، عن ابن مسعود ، قال وىو يصمي ، فأسمم عميو ، فيرد عمي ، ) آتي النبي

فأتيتو ، فسممت عميو وىو يصمي ، فمم يرد عمي ، فمما إن اهلل: ) ) سمم أشار إلى القوم ، فقال

أحدث في الصبلة أن ال تكمموا إال -يعني - عز وجل

( ( .بذكر اهلل ، وما ينبغي لكم ، وأن تقوموا هلل قانتين لو : ابن المصطمق الخزاعي ، يقال : وكمثوم ، ىو

صحبة ، وذكره ابن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.من التابعين ( ( كتابو ) ) حبان في ( ( حدث أن ال تكمموا في الصبلة إن اهلل أ: ) ) وقولو

إشارة إلى أنو شرع ذلك بعد أن لم يكن شرعو ، ومنعو بعد أن لم يكن قد منعو

:الحديث الثاني : ىو -ثنا عيسى : ثنا إبراىيم بن موسى -

، -ابن أبي خالد : ىو -ثنا إسماعيل : -ابن يونس ، عن الحارث بن شبيل ، عن أبي عمرو الشيباني

إن كنا لنتكمم في الصبلة : قال لي زيد بن أرقم : قال ، فيكمم أحدنا صاحبو) عمى عيد رسول اهلل

موات : ) بحاجتو ، حتى نزلت حافظوا عمى الصبلة الوسطى .فأمرنا بالسكوت [ : البقرة ) ] والص

، ( ( ونيينا عن الكبلم : ) ) وخرجو مسمم ، وزاد فيو ) .ذكر عيد النبي : ليس عنده و

فأمرنا حينئذ : ) ) وخرجو النسائي ، وعنده ( ( .بالسكوت

كنا نتكمم خمف رسول اهلل : وخرجو الترمذي ، ولفظو في الصبلة ، فيكمم الرجل منا صاحبو إلى جنبو ، )

[ . : البقرة ) ] وقوموا لمو قانتين ) حتى نزلت .سكوت ، ونيينا عن الكبلم فأمرنا بال: قال

.وىذه الرواية صريحة برفع آخره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بلة ىبل كان : واختمف الناس في تحريم الكبلم في الص .كان بمكة : بمكة ، أو بالمدينة ؟ فقالت طائفة

امتنع ) واستدلوا بحديث ابن مسعود المتقدم ، وأن النبي نما قدم ابن من الكبلم ع ند قدوميم عميو من الحبشة ، وا

مسعود عميو من الحبشة إلى مكة ، ثم ىاجر إلى .المدينة ، كذا ذكره ابن إسحاق وغيره

أن امتناعيم من الكبلم كان : أنو روي : ويعضد ىذا ذا قرئ القرآن فاستمعوا لو وأنصتوا : ) بنزول قولو وا

.وىذه اآلية مكية [ : األعراف ) ] حمون لعمكم تر فروى أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن المسيب

:قال ابن مسعود : بن رافع ، قال كنا نسمم بعضنا عمى بعض في الصبلة ، فجاء القرآن

ذا قرئ القرآن فاستمعوا لو وأنصتوا ) ) .وا .وأخرجو ابن جرير وغيره

.ذا اإلسناد منقطع ؛ فإن المسيب لم يمق ابن مسعود وىوروى اليجري ، عن أبي عياض ، عن أبي ىريرة ،

بلة ، فمما نزلت ىذه اآلية : قال كانوا يتكممون في الصذا قرئ القرآن ) فأمرنا : واآلية األخرى ، قال ) وا

.باإلنصات

( ( .مسنده ) ) وخرجو بقي بن مخمد في -( ( أو اآلية األخرى : ) ) جو غيره ، وعنده وخر

.بالشك .واليجري ، ليس بالقوي

ولكن يشكل عمى أىل ىذه المقالة حديث زيد بن أرقم ، الذي خرجو البخاري ىاىنا ؛ فإن زيدا األنصاري ، لم

بمكة ، إنما صمى) يصل خمف النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ينة ، وقد أخبر أنيم كانوا يتكممون حتى خمفو بالمد [ . : البقر ) ] وقوموا لمو قانتين : ) نزلت

.وىي مدنية باالتفاق إن تحريم : وىو ممن يقول -وأجاب أبو حاتم ابن حبان

:واجيب عن ىذا بجوابين : -كبلم كان بمكة م أن زيد بن أرقم حكى حال األنصار وصبلتي: أحدىما

إلييم ، وأنيم كانوا يتكممون ) بالمدينة قبل ىجرة النبي حينئذ في الصبلة ؛ فإن الكبلم حينئذ كان مباحا ، وكان النبي إذ ذاك بمكة ، فحكى زيد صبلتيم تمك األيام ، ال

.أن نسخ الكبلم كان بالمدينة :ىذا ضعيف ؛ لوجيين : قمت

كنا نتكمم خمف : ) ) أن في رواية الترمذي : أحدىما بلة ) النبي ، فدل عمى أنو حكى حاليم في ( ( في الص

.بعد ىجرتو إلى المدينة ) صبلتيم خمف النبي أنو ذكر أنيم لم ينيوا عن الكبلم حتى نزلت : والثاني

االية ، وىي إنما نزلت بعد اليجرة باالتفاق ، فعمم أن زلت ىذه كبلميم استمر في الصبلة بالمدينة ، حتى ن

اآلية :ثم قال ابن حبان أن زيدا حكى حال الصحابة مطمقا ، : والجواب الثاني

من المياجرين وغيرىم ، ممن كان يصمي مع النبي في الصبلة ، ولم يرد ( ( الكبلم ) ) قبل تحريم )

األنصار ، وال أىل المدينة بخصوصيم ، كما يقول نما فعمو بعضيم: القائل . فعمنا كذا ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ؛ فإنو ( ( حتى نزلت اآلية : ) ) وىذا يرده قولو : قمت

يصرح بأن كبلميم استمر إلى حين نزوليا ، وىي إنما .نزلت بالمدينة

:وأجاب غير ابن حبان بجوابين آخرين أنو يحتمل أنو كان نيي عن الكبلم متقدما ، : أحدىما

.م نيي عنو لما نزلت اآلية ثم أذن فيو ، ثأنو يحتمل أن يكون زيد بن أرقم ومن كان : والثاني

، فمما نزلت ) يتكمم في الصبلة لم يبمغيم نيي النبي .اآلية انتيوا

نما انتيوا عند نزول اآلية ، وكبل الجوابين فيو بعد ، وا .بالسكوت ، ونييو عن الكبلم ، كما تقدم ) بأمر النبي

إنما حرم الكبلم في الصبلة بالمدينة : أخرى وقال طائفة؛ لظاىر حديث زيد بن أرقم ، ومنعوا أن يكون ابن

إنما رجع : مسعود رجع من الحبشة إلى مكة ، وقالوا .من الحبشة إلى المدينة ، قبيل بدر

( ( مسنده ) ) واستدلوا بما خرجو أبو داود الطيالسي في من حديث عبد اهلل بن

إلى ) بعثنا النبي : بن مسعود ، قال عتبة ، عن االنجاشي ، ونحن ثمانون رجبل ، ومعنا جعفر بن أبي

فذكر الحديث في دخوليم عمى النجاشي ، وفي -طالب .فجاء ابن مسعود ، فبادر ، فشيد بدرا : -آخره

حدثنا أبو ( ( : تفسيره ) ) وروى آدم ابن أبي إياس في قدم النبي :معشر ، عن محمد بن كعب ، قال

المدينة ، والناس يتكممون بحوائجيم في الصبلة ، كما ) وقوموا لمو قانتين ) يتكمم أىل الكتاب ، فأنزل اهلل

.، فسكت القوم عن الكبلم [ : البقرة ) ] نجيح السندي ، : وأبو معشر ، ىو . وىذا مرسل .يتكممون فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد اتفق العمماء عمى أن الصبلة تبطل بكبلم اآلدميين فييا عمدا لغير مصمحة الصبلة ، واختمفوا في كبلم

.الناسي والجاىل والعامد لمصمحة الصبلة .قريبا -فأماكبلم الجاىل ، فيأتي ذكره

وأما كبلم الناسي والعامد لمصمحة ، فيأتي ذكره في .إن شاء اهلل تعالى -ريبا ق( ( أبواب سجود السيو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ما يجوز من التسبيح والحمد في الصبلة لمرجال

ثنا عبد العزيز بن : حدثنا عبد اهلل بن مسممة -

خرج : أبي حازم ، عن أبيو ، عن سيل بن سعد ، قال يصمح بين بني عمرو بن عوف ، وحانت ) النبي

، ) حبس النبي : صبلة ، فجاء ببلل أبا بكر ، فقال النعم ، إن شئتم ، فأقام ببلل الصبلة : فتؤم الناس ؟ فقال

يمشي في ) ، فتقدم أبو بكر فصمى ، فجاء النبي -الصفوف يشقيا شقا ، حتى قام في الصف األول ، فأخذ

تدرون ما التصفيح ؟ ىو : قال سيل -الناس بالتصفيح ، وكان أبو بكر اليمتفت في صبلتو ، فمما -لتصفيق ا

في الصف ، فأشار إليو ) أكثروا إلتفت ، فإذا النبي مكانك ، فرفع أبو بكر يديو ، فحمد اهلل ، ثم رجع

القيقرى .، فصمى ) وراءه ، وتقدم النبي

ىما بمعنى : التصفيق والتصفيح ، من الناس من قال قالو األصمعي: -واحد .ه وغير

.التصفيق بصفحتي الكف : التصفيح : وقال الخطابي . ضرب بباطن الراحة عمى األخرى : التصفيق : وقيل

الضرب بظاىر الكف عمى ظير األخرى ، : والتصفيح اإلعبلم واإلنذار ، بخبلف : ويكون المقصود بو

.واهلل أعمم التصفيق ؛ فإنو يراد بو الطرب والمعب ، ( ( أبواب اإلمامة ) ) في وقد سبق ىذا الحديث

.خرجو البخاري فييا من رواية مالك ، عن أبي حازم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وذكرنا ىنالك عامة فوائده ، وأشرنا إلى االختبلف فيمن حمد اهلل في صبلتو أو سبح لحادث حدث لو ، وىل

تبطل بذلك صبلتو ، أم ال ؟إجابة : باب ) ) في -أيضا -وذكرنا ذلك

( ( .المؤذن .وأكثر العمماء عمى أنو ال تبطل صبلتو بذلك

سحاق فحكاه ابن المنذر عن األوزاعي والثوري وأحمد وا .وأبي ثور

.قول مالك والشافعي -أيضا -وىو .وسواء قصد بذلك تنبيو غيره ، أم لم يقصد

ية فييا إن قرأ آ: -فيما نقمو ، عنو حرب -قال إسحاق ن ( ( ال إلو إال اهلل ) ) ، فأعادىا التفسد صبلتو ، وا

، تعجبا ( ( ال إلو إال اهلل : ) ) انقض كوكب ، فقال وتعمدا ، فيو كبلم يعيد الصبلة ، وكذا إذا لدغتو عقرب

( ( .بسم اهلل : ) ) ، فقال فيمن رمي في صبلتو ، : وقال عبيد اهلل بن الحسن

لم تنقطع صبلتو ، ىو كمن ( ( : هلل بسم ا: ) ) فقال وقال في الذي يذكر النعمة وىو في . عطس فحمد اهلل

ن ذلك حسنا .الصبلة ، فيحمد اهلل عمييا ، وا ما جرى عمى لسان الرجل في الصبلة ، : وقال عطاء

.فما لو أصل في القرآن فميس بكبلم تبطل صبلتو ، وىو رواية عن أحمد : وقالت طائفة

سحا .ق وا ن : ومذىب أبي حنيفة إن قالو ابتداء فميس بكبلم ، وا .قالو جوابا فيو كبلم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىذه الرواية عن أحمد بالبطبلن ، : قال بعض أصحابنا ىي قول أبي حنيفة ومحمد ، أنو يبطل الصبلة ، فكل و ذكر يأتي بو المصمي في غير موضعو ، إال في تنبي

.المأموم عمى سيوه ، وتنبيو المار بين يده ليرجع الحمد : ) ) وكذلك الخبلف إذا بشر بما يسره ، فقال

نا إليو : ) ) ، أو بما يسوؤه ، فقال ( ( هلل إنا هلل وا ، أو عطس ، فحمد اهلل ، أو فتح عمى غير ( ( راجعون

إمامو ، أو خاطب إنسانا بشيء من القرآن قاصدا لمقراءة .التنبيو و

أن الصبلة ال تبطل بذلك ، : وأصح الروايتين عن أحمد .كقول جميور العمماء

، عن عائشة ، أن أسماء ( ( الصحيحين ) ) وفي أختيا لما سالتيا وىي تصمي صبلة الكسوف ، فأشارت

( ( .سبحان اهلل : ) ) برأسيا إلى السماء ، وقالت في صبلة واحتج أحمد بما ذكره عن عمي ، أنو كان

لئن أشركت : ) الفجر ، فمر بعض الخوارج ، فناداه ، فأجابو عمي وىو في [ : الزمر ) ] ليحبطن عممك

فاصبر إن وعد المو حق وال يستخفنك الذين : ) صبلتو [ . : الروم ) ] ال يوقنون

أنو استأذن عميو رجل وىو وروي عن ابن مسعود ، ادخموا مصر إن شاء المو آمنين : ) يصمي ، فقال

[ . : يوسف ) ] .وكان عبد الرحمن بن أبي ليمى يفعمو

كانت لي : وخرج اإلمام أحمد من حديث عمي ، قال ، فإن كان في ) ساعة من السحر أدخل عمى النبي

.صبلة سبح ، فكان إذنو لي إذن : ) ) قال ) يث أبي ىريرة ، عن النبي ومن حد

الرجل إذا كان في صبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذن المرأة أن تصفق ( ( .أن يسبح ، وا ، أن رجبل عطس وراءه في ) وقد روي ، عن النبي

لما قضى صبلتو ) الصبلة ، فحمد اهلل ، فأخبر النبي .بتيا بابتدار المبلئكة ليا ، وكتا

وقد خرجو أبو داود والترمذي والنسائي ، من حديث .رفاعة بن رافع

من حديث عامر بن ربيعة -أيضا -وخرجو أبو داود .بمعناه -

وحكى الترمذي عن بعض أىل العمم ، أنيم حمموا ذلك .في المكتوبة يحمد اهلل في نفسو : عمى التطوع ، وقالوا

.ورواية عن أحمد وىذا التفريق ، ىو قول مكحول ،، ويحتمل أنيم ( ( يحمد اهلل في نفسو : ) ) وقوليم

أرادوا أنو يحمده بقمبو وال يتمفظ بو ، ويحتمل أنيم أرادوا .انو ال يجير بو

: في الرجل يعطس في الصبلة : وكذا قال النخعي

.يحمد اهلل ، وال يجير .يحمد اهلل في المكتوبة وغيرىا : وقال الحسن

.نقمو حرب ، عن إسحاق وكذاسمعت أبا : وروى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر

سمعت ابن عمر يقول في العاطس في : طمحة .يجير بالحمد : الصبلة

وأما تخصيص البخاري جواز التسبيح والحمد في الصبلة لمرجال ؛ فؤلن المرأة تخالف الرجل في التسبيح لمتنبيو ،

نما تنبو بالتصفيح ، كما ياتي ذكره ،وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أيضا -فبل يشرع ليا التسبيح والتحميد في غير ذلك لكن حكميا حكم الرجل في القول باإلبطال وعدمو ، نما يختمفان في الكراىة ؛ فإن المرأة اليشرع ليا رفع وا

بلة بقرآن وال ذكر .صوتيا في الص

(/)

"""""" رقم صفحة""""""

باب - من سمى قوما أو سمم في الصبلة عمى غيره وىو ال

يعممحدثنا أبو عبد : حدثنا عمرو بن عيسى -

ثنا حصين : الصمد العمي عبد العزيز بن عبد الصمد بن عبد الرحمن ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود ،

مم التحية في الصبلة ، ونسمي ، ويس: كنا نقول : قال : ، فقال ) بعضنا عمى بعض ، فسمعو رسول اهلل

( ( .قولوا التحيات هلل ) ) :فذكر التشيد بتمامو ، ثم قال

فإنكم إذا فعمتم ذلك فقد سممتم عمى كل عبد هلل ) ) صالح في السماء

( ( .واألرض

بألفاظ ( ( أبواب التشيد ) ) وقد تقدم ىذا الحديث في .أخر

السبلم عمى اهلل ، : انوا يقولون أنيم ك: وفي بعضيا .والسبلم عمى جبريل وميكائيل ، وعمى فبلن وفبلن

فأماالسبلم عمى اهلل فيو كبلم غير جائز ، وليذا قال ليم ( ( .ال تقولوا السبلم عمى اهلل ) : ) ) النبي

.وقد خرجو البخاري فيما تقدم بة وأما السبلم عمى أشخاص معينين ، فإن كان بمفظ الغي

.، فأكثر العمماء عمى أنو اليبطل الصبلة .ىو كبلم : وقال الثوري وأبو حنيفة ( ( .أبواب التشيد ) ) وقد سبق ذكر ذلك في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن كان بمفظ الخطاب ، فيو كرد السبلم في الصبلة وا .إن شاء اهلل تعالى -عمى من يسمم ، ويأتي ذكره

دليل عمى أن من تكمم في صبلتو : ذا الحديث وفي ىجاىبل ، أنو ال تبطل صبلتو ؛ فإن كبلم الجاىل

:قسمان أن يتكمم في صبلتو جاىبل بأن الكبلم في : أحدىما

الصبلة ممنوع ، وىذا يقع من كثير من أعراب البوادي وغيرىم ممن ىو حديث عيد باإلسبلم ، وقد كان ىذا

.يرا يقع في أول اإلسبلم كثوال يعذر بذلك إال قريب العيد باإلسبلم : قالت الشافعية

، فأمامن طال عيده باإلسبلم فتبطل صبلتو ؛ لتقصيره في التعمم ، وكذا لو عمم تحريم الكبلم في الصبلة ، ولم يعمم أنو مبطل ليا ، كما لو عمم تحريم الزنا ، ولم يعمم

.حده ، فإنو يحد بغير خبلف أن يتكمم بكبلم يظنو جائزا ، وىو في نفسو : والثاني

: غير جائز التكمم بو في الصبلة وغيرىا ، كقوليم ، أو يتكمم بكبلم يظنو جائزا في( ( السبلم عمى اهلل ) )

الصبلة ، كما أنو جائز في غيرىا ، كرد السبلم وتشميت .العاطس

:وقد اختمف العمماء في حكم الجاىل في الصبلة حكمو حكم كبلم الناسي ، وىو قول : من قال فمنيم

.مالك والشافعي ، وىو أحد الوجيين ألصحابنا تبطل ، بخبلف كبلم الناسي ، وىو : ومنيم من قال .قول المالكية

ن قمنا : والثالث يبطل كبلم الناسي ، وىو : ال تبطل وا .قول طائفة من أصحابنا

من ( ( دب األ) ) ما خرجو البخاري في : ويدل لو ىذا من( ( صحيحو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إلى الصبلة ، ) قام رسول اهلل : حديث أبي ىريرة ، قال الميم : -وىو في الصبلة -وقمنا معو ، فقال أعرابي

ارحمني ومحمدا ، وال ترحم معنا أحدا ، فمما سمم النبي ، : يريد -( ( سعا لقد حجرت وا: ) ) قال لؤلعرابي

.رحمة اهلل عن معاوية بن الحكم ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

، فعطس رجل من ) أنو صمى خمف النبي : السممي فرماني القوم : قال . يرحمك اهلل : القوم ، فقال لو

واثكل أمياه ، ما شأنكم ، تنظرون : بأبصارىم ، فقمت . اذىم فجعموا يضربون بأيدييم عمى أفخ: إلي ؟ قال

فمما رأيتيم يصمتونني ، لكني سكت ، فمما صمى : وقال إن ىذه الصبلة اليصمح فييا شيء : ) ) قال لو ) النبي

من كبلم الناس ، إنما ىي التسبيح والتكبير وقراءة ) .أو كما قال رسول اهلل -( ( القران

.ولم ينقل أنو أمر أحدا باإلعادة ن جبل وأبي موسى األشعري وكذلك روي ، عن معاذ ب

.وغيرىما وألن الكبلم كان مباحا في أول اإلسبلم ، : قال أصحابنا

ثم نسخ ، والنسخ ال يثبت في حق الجاىل قبل العمم ، .بدليل قصة أىل قباء في القبمة

ولكن ىذا إنما يصح في حق من تمسك باإلباحة السابقة

من ذلك ، فبل ، ولم يبمغو نسخيا ، فأمامن ال يعمم شيئا .يصح ىذا في حقو

وكذلك من تكمم بكبلم محرم في نفسو ، وىو يظن جوازه :، كقول القائل

الميم ، : ) ) ، وقول اآلخر ( ( السبلم عمى اهلل ) ) ارحمني ومحمدا ، وال ترحم معنا

( ( .أحدا فيمن عمم أن جنس الكبلم محرم في -ولمشافعية

االصبلة ، ولم يعمم أن م

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-ىل يعذر بذلك وال تبطل صبلتو ؟ : تكمم بو محرم .يعذر بو : وجيان ، أصحيما

.وكذلك لو جيل أن التنحنح ونحوه مبطل لمصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - التصفيق لمنساء

:فيو حديثان :أحدىما ثنا : ثنا سفيان : بن عبد اهلل حدثنا عمي -

عن النبي ] الزىري ، عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، التسبيح لمرجال ، والتصفيق : ) ) ، قال ) [

( ( .لمنساء .أيضا -وخرجو مسمم

من طريق يونس ، عن الزىري ، عن -أيضا -وخرجو سعيد وأبي سممة ، عن أبي ىريرة ومن طريق األعمش ،

.لح ، عن أبي ىريرة عن أبي صاومن طريق ىمام بن منبو ، عن أبي ىريرة ، وزاد في

( ( .في الصبلة : ) ) حديثو .وخرجو النسائي من طريق ابن سيرين ، عن أبي ىريرة

وخرج أبو داود من حديث رجل من الطفاوة ، عن أبي إن نساني : ) ) ، أنو قال ليم ) ىريرة ، عن النبي

بلتي فميسبح القوم ، وليصفق الشيطان شيئا من ص ( ( .النساء

.ولو طرق أخرى ، عن أبي ىريرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثاني ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن : حدثنا يحيى -

:أبي حازم ، عن سيل بن سعد ، قال التسبيح لمرجال ، والتصفيق ) : ) ) قال النبي

. ( (لمنساء وخرجو فيما تقدم من طريق مالك ، عن أبي حازم ، عن

بين بني ) قصة إصبلح النبي : سيل ، وذكر فيو عمرو بن عوف ، وصبلة أبي بكر بالناس ، وقال في

من نابو شيء في صبلتو فميسبح ؛ : ) ) آخر الحديث نما التصفيح فإنو إذا سبح ألتفت إليو ، وا

( ( .لمنساء .وخرجو مسمم

الباب أحاديث أخر ، لم يخرج منيا شيء في وفي ( ( .الصحيح ) )

.أن العمل عمى ىذا عند أىل العمم : وقد ذكر الترمذي أبو ىريرة ، وسالم بن : وممن روي عنو ، أنو أفتى بذلك

.أبي الجعد سحاق وأبو ثور وقال بو األوزاعي والشافعي وأحمد وا

.وأبو يوسف .لتسبيح إذا كان رجبل وأن المأموم ينبو أمامو با

وقد تقدم عن أبي حنيفة ، أنو إن سبح إبتداء فميس والجميور عمى . بكبلم ، وأن كان جوابا فيو كبلم

.خبلفو .أنو يسبح الرجال والنساء : ومذىب مالك وأصحابو

عمى أن ( ( إنما التصفيق لمنساء : ) ) وحمموا قولو

يفعل في الصبلة أنو من أفعال النساء ، فبل : المراد نما يسبح فييا .بحال ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا إنما يتأتى في لفظ رواية مالك ، عن أبي حازم ، التسبيح : ) ) عن سيل بن سعد ، وأما رواية غيره

فبل يتأتى ىذا ( ( لمرجال ، والتصفيق لمنساء في الصبلة .التأويل فييا

إذا نساني الشيطان شيئا من : ) ) وى وأما رواية من ر فصريحة في ( ( صبلتي فميسبح القوم ، وليصفق النساء

.المعنى ال يسخر : ) الرجال ، كما قال تعالى : فالمراد بالقوم

قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منيم وال نساء من .ة اآلي[ : الحجرات ) ] نساء

، ) وخرجو اإلمام أحمد من حديث جابر ، عن النبي

إذا أنساني الشيطان شيئا في صبلتي فميسبح : ) ) قال ( ( .الرجال ، وليصفق النساء

.وىو قول من رواية ابن لييعة جبر بن [ عن ] وخرج األثرم ، من رواية أبي نعامة ،

حبيب ، عن القاسم بنأبو بكر يستأذن ، جاء: محمد ، عن عائشة ، قالت

وعائشة تصمي ، فجعمت تصفق ، وال يفقو عنيا فجاء ما منعك أن : ) ) وىما عمى تمك الحال ، فقال ) النبي

وذكر دعاء جامعا -( ( تأخذي بجوامع الكمم وفواتحو ؟ ( ( .ثم نادي ألبيك ) ) ، -

وىذا إسناد جيد ، دون وقد خرج اإلمام أحمد وابن ماجو ذكر الدعاء

.قصة االستئذان عمييا التصفيق ، وال أمرىا بالتسبيح ، ) ولم ينكر النبي

نما تصفق المرأة إذا كان ىناك رجال .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فأما إن لم يكن معيا غير النساء ، فقد سبق أن عائشة سبحت ألختيا أسماء في صبلة الكسوف ، فإن المحذور

رجال صوت المرأة ، وىو مأمون ىاىنا ، فبل سماع الويكره أن تسبح . يكره لممرأة أن تسبح لممرأة في صبلتيا

.مع الرجال .اليكره : ومن أصحابنا من قال

.الصحيح : واألول مع -أيضا -األفضل في حقيا : وقال بعض أصحابنا

.أيضا -النساء التنبيو بالتصفيق كبلم في جير المرأة بالقراءة إذا والكبلم في ىذا ، يشبو ال

.أمت النسوة أن تضرب بظير كفيا عمى بطن : وتصفيق المرأة ، ىو

.األخرى ، ىكذا فسره أصحابنا والشافعية وغيرىم وال تضرب بطن الكف عمى بطن الكف ؛ فإن : قالوا

.فعمت ذلك كره

القاضي أبو الطيب : وقال بعض الشافعية ، منيم طل صبلتيا بو ، إذا كان عمى وجو المعب ؛ تب: الطبري

.لمنافاتو صبلتيا ، فإن جيمت تحريمو لم تبطل ولو سبحت المرأة ، أو صفق الرجل ، فقد خالفا : قالوا

.السنة ، ولم تبطل صبلتيما بذلك أن الصحابة أكثروا التصفيق خمف أبي : ويدل عميو

نما باإلعادة ، و ) بكر الصديق ، ولم يأمرىم النبي ا .أمرىم باألكمل واألفضل

متى أكثروا التصفيق بطمت : وقد قال طائفة من الفقياء .الصبلة

والحديث يدل عمى خبلفو ، إال أن يحمل عمى أنيم لم .يكونوا يعممون منعو ، فيكون حكميم حكم الجاىل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب -

تقدم ألمر ينزل بو من رجع القيقرى في الصبلة أو ) .رواه سيل بن سعد ، عن النبي

حديث سيل ، قد سبق قريبا ، وفيو رجوع أبي بكر .، فصمى مكانو ) القيقرى في صبلتو ، وتقدم النبي

قال : ثنا عبد اهلل : حدثنا بشر بن محمد - أخبرني أنس أن المسممين بينا ىم : قال الزىري : يونس

ثنين ، وأبو بكر يصمي بيم ، ففجأىم في الفجر يوم اال، قد كشف ستر حجرة عائشة ، فنظر إلييم وىم ) النبي

صفرف ، فتبسم يضحك ، فنكص أبو بكر عمى عقبيو ، يريد أن يخرج إلى الصبلة ، وىم ) وظن أن النبي

المسممون أن يفتتنوا ، فرحا بالنبي حين راوه ، فأشار وأرخى الستر ، وتوفي بيده أن أتموا ، ثم دخل الحجرة ،

) .ذلك اليوم عمى ) وقد تقدم حديث سيل بن سعد في صبلة النبي

المنبر ، وأنو كان يقوم عميو ، ثم ينزل فيسجد في .األرض

( ( أبواب صبلة الكسوف ) ) في -أيضا -وقد سبق

مد يده في صبلة ) من حديث ابن عباس ، أن النبي .تأخره : تكعكع أي الكسوف ، كأنو يتناول شيئا ، ثم

وخرج مسمم من حديث جابر ، في صبلة الكسوف ، أن تأخر) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" في

صبلتو ، فتأخرت الصفوف خمفو ، حتى انتيى إلى النساء ، ثم تقدم وتقدم الناس معو ، حتى قام في

.مقامو ن وروى برد بن سنان ، عن الزىري ، عن عروة ، ع

يصمي في البيت ، ) جئت ورسول اهلل : عائشة ، قالت والباب عميو مغمق ، فمشى حتى فتح لي ، ثم رجع إلى

.مكانو ، ووصفت الباب في القبمة وىذا -خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي

.لفظو .حسن غريب : وقال

.و واستنكره أبو حاتم الرازي والجوزجاني ؛ لتفرد برد ب: وقال أحمد . وبرد ، شامي قدري ، وثقو ابن معين

.صالح الحديث كان : وقال أبو حاتم . البأس بو : وقال أبو زرعة

.صدوقا حديث ( ( الركوع دون الصف : باب ) ) وقد تقدم في

أبي بكرة ، أنو ركع دون الصف ، وأنو مشى حتى دخل .في الصف

.خرجو أبو داود بيذا المفظ زيد بن : م فيو عن جماعة بأنيم فعموا ذلك ، منيم وتقد

.ثابت وروي عن أبي بكر الصديق ، وعن خمق من التابعين ،

.ومن بعدىم وعن سعيد بن جبير و عطاء ، انيما رخصا في ان يركع قبل ان يصل إلى صفوف النساء ، ثم يمشي

وكل ىذا يدل عمى أن المشي اليسير في الصبلة التبطل نو قول جميور السمف بو الصبل .ة ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذلك أبو برزة مشى في صبلتو إلى فرسو لما انفمتت ، .فأخذىا

.وخرج البخاري حديثو فيما بعد .إذا فعل كفعل أبي برزة فصبلتو جائزة : وقد قال أحمد في : يعني -يفتح الباب : قمت ألحمد : وقال حرب

.في التطوع : حيال القبمة ؟ قال -ة الصبلولعمو أراد أنو اليكره في التطوع خاصة ، ويكره في

.الفريضة وأكثر أصحابنا عمى أن ذلك يرجع فيو إلى العرف ، فما

عد في العرف مشيا كثيرا أبطل ، وما لم يعد كثيرا لم .يبطل ، وكذلك سائر األعمال في الصبلة

في حد الكثرة ، فمم يعف إال عن ومنيم من جعل الثبلث .المرة والمرتين

.ولمشافعية في الضربتين والخطوتين وجيان ومن الحنفية من قدر المشي المبطل بما جاوز محل

.السجود .وما دلت السنة عميو ، مع اتباع السمف فيو أولى

نما يبطل العمل الكثير إذا توالى ، وما : قال أصحابنا وا طل ؛ ألن األصل دوام الصحة ، فبل يزول شك فيو لم يب

.بالشك في وجود المنافي وما تفرق من ذلك ، وكان إذا جمع كثيرا لم يبطل ؛ ألنو

تكرر منو حمل أمامة في صبلتو ووضعيا ، وقد سبق ) .حديث أمامة والكبلم عميو بما فيو كفاية

ومذىب الشافعية كمذىب أصحابنا في ذلك كمو ، في : لى العرف عمى الصحيح عندىم ، مع قوليم الرجوع إ

إن الثبلث في حد الكثرة بغير خبلف ، وفي الثنتين .وجيان

ما لم : وأصحابنا يخالفونيم في ىذا خاصة ، ويقولون يكن المشي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.والضرب يسمى كثيرا عرفا فيو غير مبطل الناسي والجاىل ، فأكثر وىذا كمو في العامد ، فأما

.أصحابنا والشافعية أن عممو الكثير يبطل كعمده : فيو وجيان ، أصحيما : ومن الشافعية من قال

.اليبطل ، كالكبلم وكذلك حكى بعض أصحابنا رواية عن أحمد ، أنو

ن اليبطل عمل الساىي وا .كثر .ىي أصح : وقال

ن ، حين سمم في خبر ذي اليدي) واستدل بما فعمو النبي

ساىيا ، ثم لما ذكر بني عمى صبلتو ، وسيأتي الحديث .إن شاء اهلل تعالى -في موضعو من الكتاب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - إذا دعت األم ولدىا في الصبلة

حدثني جعفر بن ربيعة ، عن : وقال الميث - قال : ىريرة قال أبو: عبد الرحمن بن ىرمز ، قال

نادت امرأة ابنيا وىو في صومعتو ، ) : ) ) رسول اهلل : فقالت . الميم أمي وصبلتي : فقال . ياجريج : فقالت . ياجريج : قالت . الميم أمي وصبلتي : قال . ياجريج

يموت [ ال ] الميم : قالت . الميم أمي وصبلتي : قال وي إلى جريج حتى ينظر في وجوه المياميس ، وكانت تأممن : صومعتو راعية ترعى الغنم ، فولدت ، فقيل ليا

. من جريج ، نزل من صومعتو : ىذا الولد ؟ قالت

: أين ىذه التي تزعم أن ولدىا لي ؟ قال : جريج : قال ( ( .راعي الغنم : يابابوس من أبوك ؟ قال

ىكذا ذكره ىاىنا تعميقا ، من رواية األعرج ، عن أبي .ىريرة

أخبار ) ) ، وفي ( ( الغصب ) ) د خرجو في آخر وقمسندا ، من رواية جرير بن حازم ، ( ( بني إسرائيل

.بتمامو -عن ابن سيرين ، عن أبي ىريرة جمع مومسة ، وىي البغي ، ( ( : المياميس ) ) و

قالو أبو: -وتجمع عمى مياميس .زيد

.وىكذا في جميع روايات البخاري ؛ -بالواو -( ( مواميس ) ) تجمع عمى إنما : وقيل

.ألن الكممة من ذوات الواو .باليمزة -( ( المأميس ) ) ورواه بعضيم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ىو الصغير الرضيع من بني آدم ، ( ( البابوس ) ) و

.أيضا -وىو الصغير من أوالد اإلبل .و بعيد إنو اسم لذلك المولود ، وى: وقيل

دليل عمى تقديم الوالدة عمى صبلة : وفي الحديث التطوع ، وأنيا إذا دعت ولدىا في الصبلة فإنو يقطع

.صبلتو ويجيبيا نا ( ( : كتاب األدب ) ) قال حميد بن زنجويو في

نا ابن أبي: الحسن بن الوليد : قال ) ذئب ، عن محمد بن المنكدر ، أن رسول اهلل

بواك وأنت تصمي فأجب أمك وال تجب إذا دعاك أ) ) ( ( .أباك

مكتوب في : وبإسناد ، عن شبيب بن يزيد ، قال لبيك ، فإذا : إذا دعتك أمك وأنت تصمي ، فقل : التوراة

.سبحان اهلل : دعاك أبوك ، فقل ومرسل ابن المنكدر ، قد رواه يزيد بن ىارون ، عن ابن

.فذكره -أبي ذئب ، عن ابن المنكدر

.فتبين أنو لم يسمعو ابن أبي ذئب من ابن المنكدر إذا : ) ) الحديث الذي جاء : قيل ألحمد : وقال حرب

؟ فرأيتو يضعف ( ( دعاك أبوك وأنت في الصبلة فأجبو .الحديث

إذا دعتك أمك وأنت في : وقال األوزاعي ، عن مكحول .الصبلة فأجب أمك ، وال تجب أباك

في المكتوبة : قمت لؤلوزاعي : قال الوليد بن مسمم: نعم ، وىل وجو إال ذلك ؟ ثم قال : يجيبيا ؟ قال

يؤذنيا في المكتوبو بتسبيحة ، وفي التطوع يؤذنيا .بتمبية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن األم برىا آكد من بر األب ؛ : ووجو التفريق بينيما ثبلث مرات ، ثم وصى ببر ببرىا ) وليذا وصى النبي

.األب بعده

.لؤلم ثمثا البر : قال الحسن وقد روي ، عنو في رجل حمف عميو أبوه بكبلم ، وحمف

.يطيع أمو : عميو أمو بخبلفو ؟ قال وقال عطاء ، في رجل أقسمت عميو أمو أن ال يصمي

.يطيعيا : إال الفريضة ، وال يصوم إالرمضان ؟ قال نما قدم ط اعتيا عمى التطوع ؛ ألن طاعتيا واجبة ، وا

.وىذا يشترك فيو الوالدان وقد سوى أصحابنا بينيما في إجابتيما في الصبلة ،

التجب إجابتيما: وقالوا .فييا ، وتبطل الصبلة

لكن إذا كان في نفل خرج وأجابيما ، بخبلف إجابة : -في الصبلة لمن دعاه ؛ فإنيا كانت واجبة ) النبي

.التبطل بيا الصبلة : نص عميو أحمد ، وقال وكذلك قالو إسحاق بن راىويو ، وذكر أن ذلك من

.، وليست ألحد بعده ) خصائص النبي .وكذلك ىو الصحيح من مذىب الشافعي وأصحابو

السبلم : ) ) واستدلوا بأن المصمي يقول في صبلتو

بطمت ، ولو خاطب بذلك غيره ل( ( عميك أييا النبي .صبلتو

ولو قيل بوجوب إجابة األم في الصبلة ، وأنيا التبطل بيا الصبلة ، لم يبعد ، وىو ظاىر قول مكحول

.واألوزاعي ، كما سبق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذا قال األوزاعي في تحذير الضرير والصبي في .أنو الباس بو : الصبلة من الوقوع في بئر ونحوىا

دليل عمى استجابة دعاء األم عمى : وفي الحديث .ولدىا

ن كانت : قال بعض السمف يستجاب دعاؤىا عميو ، وا .ظالمة

ثبلث دعوات : ) ) وفي حديث أبي ىريرة المرفوع ودعوة : ) ) فذكر منيا -( ( تستجاب ، الشك فيين

( ( .الوالدين عمى ولدىما الوالد ، : دعوتيم ثبلث الترد : وعن ابن مسعود ، قال .والمظموم ، والمسافر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - مسح الحصى في الصبلة

ثنا شيبان ، عن يحيى ، عن : حدثنا أبو نعيم - قال في ) حدثني معيقيب ، أن النبي : أبي سممة ، قال

إن كنت : ) ) الرجل يسوي التراب حين يسجد ، قال ( ( .فواحدة فاعبل

.وخرجو مسمم ، من طريق شيبان من طريق ىشام الدستوائي ، عن -أيضا -وخرجو ذكر : ، ولفظ حديثو -ابن أبي كثير : ىو -يحيى ، -الحصى : يعني -المسح في المسجد ) النبي

( ( .إن كنت البد فاعبل فواحدة : ) ) قال عن ) النبي وفي رواية لو ، بيذا اإلسناد ، أنيم سألوا

( ( .واحدة : ) ) المسح في الصبلة ، فقال عن جماعة من الصحابة ، لم يخرج منو : وفي الباب

.غير حديث معيقيب ( ( الصحيح ) ) في .والعمل عمى ىذا عند أىل العمم : قال الترمذي

عمى كراىة مسح الحصى ، والرخصة في المرة : يعني .الواحدة منو

اختمف أىل العمم في مس الحصى :وقال ابن المنذر .في الصبلة

.وكان ابن عمر يصمي فيمسح الحصى برجميو .وروي عن ابن مسعود ، أنو يسويو مرة واحدة إذا سجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكان أبو ىريرة وأبو ذر يرخصان في مسحة مرة

.واحدة .وكان مالك ال يرى بالشيء الخفيف بأسا

.وكره ذلك األوزاعي وأصحاب الرأي ال بأس بو مرة ، وتركو أحب : وقال أصحاب الرأي

.إلينا وكان عثمان بن عفان وابن عمر يمسحان الحصى

.لموضع السجود ، قبل إن يدخبل في الصبلة ىذا أحب إلي ، وال يخرج أن مسحو : قال ابن المنذر

.ى انتي. مرة ؛ لحديث معيقيب ، وتركو أفضل .ورويت كراىيتو عن عمي وابن مسعود وابن عباس

.ىو من الشيطان : وعن ابن عمر ، قال .ورخص فيو مرة واحدة أبو عبد الرحمن السممي

.وىو قول سفيان الثوري : سمعت العمماء يقولون : وقال ليث بن أبي سميم

.تحريك الحصى ومسحو في الصبلة أذى لمممكين إن الرحمة تواجو المصمي : يتو وقد روي في سبب كراى

، فإذا أزال ما يواجيو من التراب والحصى ، فقد أزال ما

.فيو الرحمة والبركة فروى الزىري ، عن أبي األحوص ، عن أبي ذر ، عن

إذا قام أحدكم إلى الصبلة فبل : ) ) ، قال ) النبي ( ( .يمسح الحصى ؛ فإن الرحمة تواجيو

داود والنسائي وابن ماجو خرجو اإلمام أحمد وأبو .والترمذي

.حديث حسن : وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وأبو األحوص ىذا ، ضعفو ابن معين وغيره عن األوزاعي ، ( ( كتابو ) ) وروى ابن المبارك في

إن : قال ابن مسعود : عن ىارون بن رئاب ، قال دكم ، فإن كان األرض لتزين لممصمى ، فبل يمسحيا أح

ماسحيا المحالة فمرة مرة ، وألن يدعيا خير لو من مائة .ناقة لمنقمة

واعمم ؛ أن مسح الحصى في الصبلة يكون عمى :وجيين أن يكون عبثا محضا لغير وجو ، فيذا مكروه : أحدىما

؛ ألن العبث في الصبلة مكروه ، كما يكره ذلك في حال .استماع الخطبة

ومن مس الحصى فقد : ) ) ث الصحيح وفي الحدي ( ( .لغا

فإن كانت الرخصة في المرة الواحدة من ىذا النوع ، أن المرة الواحدة تقع عن سيو : فيشبو أن يكون معناه

وغفمة ، والمعاود إنما يكون عن تعمد وقصد ، كما قال إن لك األولى ، وليست لك : ) ) في نظر الفجأة

( ( .األخرى ما خرجو اإلمام أحمد من رواية شرحبيل : ذا ويشيد لي

إلن : ) ) ، قال ) بن سعد ، عن جابر ، عن النبي يمسك أحدكم يده عن الحصى خير لو من مائة ناقة ، كميا سود الحدقة ، فإن غمب أحدكم الشيطان فميمسح

( ( .مسحة واحدة

.وشرحبيل ، مختمف في أمره : حصى ، فقال ورأى سعيد بن المسيب رجبل يعبث بال .لو خشع قمب ىذا لخشعت جوارحو

أن يكون عن حاجة إليو ، مثل أن يشتد : الوجو الثاني حر الحصى ، فيقمبو ليتمكن من وضع جبيتو عميو في

السجود ، أو يكون فيو ما يؤذيو السجود عميو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ا يزول بو فيصمحو ويزيمو ، فيذا يرخص فيو بقدر م .األذى عنو ، ويكون ذلك مرة واحدة

.ال بأس بتسوية الحصى إن اضطر : قال أحمد وروى األثرم بإسناده ، عن ابن مسعود ، أنو ركع ، ثم

.سجد فسوى الحصى ، ثم تقبطو بيده وروى الزبرقان بن عبد اهلل بن عمرو بن أمية ، عن أبي

: بيو ، قال سممة ، عن جعفر بن عمرو بن أمية ، عن أ

.يسوى الحصى ) رأيت رسول اهلل .وىذا غريب جدا ما خرجو اإلمام أحمد وأبو داود : وقريب من ىذا

كنت أصمي مع النبي : والنسائي من حديث جابر ، قال ، فأخذ قبضة من الحصى ؛ لتبرد في كفي [ الظير ) ]

.اضعيا لجبيتي اسجد عمييا لشدة الحر أن الرخصة في المرة الواحدة : وزعم أبو بكر األثرم .ناسخة لمنيي المطمق

.وفيو نظر يكره أن ينقل الحصى من موضع الظل : ومذىب مالك

إلى موضع الشمس ، فيسجد عميو ، وال يكره أن يسجد .عمى ثوبو في الحر

إنو اليرخص في الصبلة في : واستدل بعض من قال أكثر من عمل واحدة ، كخطوة أو ضربة ، بيذا

.الحديث نما يدل ىذا الحديث عمى كراىة ما زاد عمى المرة وا

الواحدة ، حيث كان ال يحتاج إلى الزيادة عمى ذلك ، بمرة -غالبا -فإن تسوية الحصى المقصود منو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

واحدة ، وىذا خبلف ما يحتاج منو إلى زيادة عمى المرة والضرب ونحوىما ، وبذلك يجمع بين الواحدة ، كالمشي

.النصوص كميا في ىذا الباب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - بسط الثوب في الصبلة لمسجود

ثنا غالب ، عن بكر : ثنا بشر : حدثنا مسدد - بن عبد اهلل ، عن أنس بن

في شدة الحر ، ، ) كنا نصمي مع النبي : مالك ، قال لم يستطع أحدنا أن يمكن وجيو من األرض بسط فإذا

.ثوبو ، فسجد عميو في -أيضا -من ىذا الوجو -فيما تقدم -وقد خرجو

أبواب المباس في) ) بلة .، وسبق الكبلم ىناك عميو مستوفى ( ( الص

نما المقصود منو أنو إذا شق عميو السجود عمى : وا ثوبو في األرض من شدة حرىا ، جاز لو أن يبسط

صبلتو في األرض ، ثم يسجد عميو ، وال يكون ىذا العمل في الصبلة مكروىا ؛ ألنو عمل يسير لحاجة إليو ؛ فإن السجود عمى الحصى الشديد حره يؤذي ويمنع من

كمال الخشوع في الصبلة ، وىو مقصود الصبلة .األعظم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" العمل في الصبلةباب ما يجوز من -

:فيو حديثان :األول نا مالك ، عن أبي : نا عبد اهلل بن مسممة -

كنت : النضر ، عن أبي سممة ، عن عائشة ، قالت وىويصمي ، فإذا سجد ) أمد رجمي في قبمة النبي

.غمزني فرفعتيا ، فإذا قام مددتيا .قد تقدم ىذا الحديث في غير موضع

أن غمز المصمي امرأتو النائمة : ا والمقصود منو ىاىن .بين يديو في صبلتو جائز

وقد روي ، أن غمزىا كان برجمو ، وىذا عمل يسير في الصبلة ؛ لحاجة إليو ، وىو إخبلء موضع السجود ؛

.ليتمكن من السجود فيو .يطيل السجود في صبلة الميل ) وقد كان النبي

.وقد تقدم ذكر ذلك كمو يدل عمى أنو كان ( ( فإذا سجد غمزني ) ) : وقوليا

يتكرر ذلك منو كمما سجد في كل ركعة ، فكان يفعمو في كل ركعة مرة عند سجوده ، ولم تكن تمدىا حتى

يقوم إلى الركعة األخرى ، فما دام ساجدا أو جالسا بين السجدتين فرجبلىا مكفوفة ، فإذا قام وقرأ في الركعة

.بمتو حتى يسجد األخرى مدت رجميا في ق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثاني : نا شبابة : -ابن غيبلن : ىو -نا محمود -

نا شعبة ، عن محمد بن زياد ، عن أبي ىريرة ، عن إن الشيطان : ) ) ، أنو صمى صبلة ، فقال ) النبي

نو عرض لي ، فشد عمي ليقطع الصبلة ، فامكنني اهلل م، فذعتو ، ولقد ىممت أن اوثقو إلى سارية حتى تصبحوا

ىب . . . . رب : ) فتنظروا إليو ، فذكرت قول سميمان ، [ : ص ) ] لي ممكا ال ينبغي ألحد من بعدي

.فرده اهلل خاسئا دفعتو دفعا عنيفا ، ومنو قول ( ( : دعتو ) ) معنى : الطور ) ] عون إلى نار جينم دعا يوم يد : ) تعالى

. ] -بالدال الميممة وبالذال المعجمة ( ( دعتو : ) ) ويقال

( ( .الجميرة ) ) ذكره في : ( ( :كتاب الصحيح ) ) وفي بعض نسخ

-[ بالذال ] -( ( فذعتو : ) ) قال النضر بن شميل : ل اهلل تعالى من قو ( ( [ فدعتو ) ) و ] خنقتو ، : أي يدفعون ، : أي [ : الطور ) ] يوم يدعون )

، إال أنو كذا قال بتشديد ( ( فدعتو : ) ) والصواب .العين والتاء

: شدة الخنق ، ويقال ( ( : الذعت : ) ) وقال الخطابي .ذعت وسات إذا خنق ، انتيى

بالدال ( ( دعتو ) ) التصح رواية من رواه : ويقال الميممة وتشديد الدال ، فإنو لو كان من الدع كان أصمو

.دعتو ، وتدغم العين في التاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أيضا -وخرجو مسمم من طريق شعبة ، بمعناه وخرج اإلمام أحمد بإسناد جيد ، عن أبي سعيد الخدري

قام فصمى صبلة الصبح ، فالتبست) ، أن رسول اهلل [ لو : ) ) ] عميو القراءة ، فمنا فرغ من الصبلة قال

بميس ، فأىويت بيدي ، فما زلت أخنقو حتى رأيتموني وا اإلبيام والتي -وجدت برد لعابو بين أصبعي ىاتين

، ولوال دعوة أخي سميمان ، ألصبح مربوطا -تمييا بسارية من سواري المسجد يتبلعب بو صبيان

( ( .المدينة أن دفع المؤذي في الصبلة : ا الحديث من العمم وفي ىذ

ن لم يندفع إال بعنف وشدة دفع جاز دفعو جائز ، وا .بذلك

إن ) ) وقد سبق في دفع المار بين يدي المصمي ، أنو

( ( .أبى فميقاتمو ؛ فإنو شيطان وىذا إذا كان أذاه يختص بالصبلة كالمار ، والشيطان

كان أذاه اليختص المميي عن الصبلة وكذلك إن .بالصبلة كالحية والعقرب

وروى يحيى بن أبي كثير ، عن ضمضم بن جوس ، أمر بقتل األسودين في ) عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل

.الحية والعقرب : الصبلة خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجو

.والترمذي .حسن صحيح : وقال

ليس بو بأس ، : ال أحمد وضمضم ىذا ، يمامي ، ق .ووثقو ابن معين والعجمي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأخذ أكثر العمماء بيذا الحديث ، ورخصوا في قتل الحية

ابن عمر ، والحسن ، : والعقرب في الصبلة ، منيم سحاق وغيرىم .وىو قول أبي حنيفة والشافعي وأحمد وا

.السنة لم تبمغو في ذلك وكرىو النخعي خاصة ، ولعلفي : يعني -البأس أن يقتل الرجل : وقال سفيان

الحية والعقرب والزنبور والبعوضة والبق -صبلتو .والقمل ، وكل ما يؤذيو

وقد سبق القول في قتل القمل في الصبلة وفي المسجد وذكرنا ىناك ( ( دفن النخامة في المسجد : باب ) ) في

قتل القمل في المسجد ودفنو فيو ، االختبلف في كراىةلقائو وا .فيو

أنو يقتميا في صبلتو ، بل إن كان في : ومذىب مالك ن كان في المسجد لم يمقيا فيو ، غير المسجد ألقاىا ، وا

.ولم يقتميا .الميث وأبو يوسف : وكذلك كره قتل القممة في الصبلة

.تركو احب الي : وقال األوزاعي سحاق وأكثر ولم يكرىو الح سن وأبو حنيفة ومحمد وا

.أصحابنا دليل عمى إمكان ربط الشيطان وحبسو : وفي الحديث

يثاقو ، وعمى جواز ربطو في المسجد ، كما يربط وا األسير فيو ، وعمى جواز رؤية غير األنبياء لمجن

.والشياطين ، وتبلعب الصبيان بيم وقبيمو من حيث ال إنو يراكم ىو : ) وأما قولو تعالى

فإنو خرج عمى األعم [ : األعراف ) ] ترونيم .األغمب ، وليس المراد بو نفي إمكان رؤيتيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من : وقد ظن بعض الناس ، أنو دال عمى ذلك ، فقال [ .فسق ] ادعى رؤيتيم

الصحابة ، وستأتي وقد رآىم أبو ىريرة وغيره من إن شاء اهلل -األحاديث بذلك متفرقة في أماكنيا

.تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب إذا انفمتت الدابة في الصبلة - .إن أخذ ثوبو يتبع السارق ويدع الصبلة : وقال قتادة

، عن معمر ، عن ( ( كتابو ) ) وروى عبد الرزاق في في رجل كان يصمي ، فأشفق أن تذىب الحسن وقتادة ،

.ينصرف : دابتو أو أغار عمييا السبع ؟ قاال الرجل : سألتو ، قمت : وعن معمر ، عن قتادة ، قال

يصمي فيرى صبيا عمى بئر ، يتخوف أن يسقط فييا ، فيرى سارقا يريد أن : قمت . نعم : أفينصرف ؟ قال

يأخذ .ينصرف : نعميو ؟ قال إذا عرض الشيء المتفاقم والرجل في : ن ومذىب سفيا

.الصبلة ينصرف إليو .رواه ، عنو المعافى

.وكذلك إن خشي عمى ماشيتو السيل ، أو عمى دابتو ومذىب مالك ؛ من انفمتت دابتو وىو يصمي مشى فيما قرب ، إن كانت بين يديو ، أو عن يمينو أو عن يساره

ن بعدت طمبيا وقطع الصبلة .، وا لو رأى غريقا ، أو حريقا ، أو : ذىب أصحابنا وم

صبيين يقتتبلن ، ونحو ذلك ، وىو يقدر عمى إزالتو .قطع الصبلة وأزالو

.ومنيم من قيده بالنافمة .أنو يعم الفرض وغيره : واألصح

فيمن كان يبلزم غريما لو ، فدخبل في -وقال أحمد يخرج في : -الصبلة ، ثم فر الغريم وىو في الصبلة

.طمبو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إذا رأى صبيا يقع في بئر ، : -أيضا -وقال أحمد

.يقطع صبلتو ويأخذه إنما يقطع صبلتو إذا احتاج إلى : قال بعض أصحابنا

عمل كثير في أخذه ، فإن كان العمل يسيرا لم تبطل بو .الصبلة

إنو يعود : ورأى غريمو وكذا قال أبو بكر في الذي خرج .ويبني عمى صبلتو

.وحممو القاضي عمى أنو كان يسيرا ىو خائف عمى مالو ، فيغتفر عممو : ويحتمل أن يقال

ن كثر .، وا :خرج البخاري في ىذا الباب حديثين

: -وىو موقوف -األول ثنا األزرق بن قيس ، : ثنا شعبة : ثنا آدم - ز نقاتل الحرورية ، فبينا أنا عمى حرف كنا باألىوا: قال

ذا لجام دابتو بيده ، فجعمت نير ، إذا رجل يصمي ، وا ىو أبو : وقال شعبة -الدابة تنازعو ، وجعل يتبعيا

الميم : ، فجعل رجل من الخوارج يقول -برزة األسممي إني : ، افعل بيذا الشيخ ، فمما انصرف الشيخ ، قال

سمعتني غزو أو -ست غزوات ) ت مع رسول اهلل قولكم ، وا

ني إن -سبع غزوات أو ثمانيا ، وشيدت تيسيره ، وا كنت أرجع مع دابتي أحب الي من أن ادعيا ترجع إلى

.مألفيا ، فيشق عمي [ بتوبيخ ] ما يشعر : فيذا موقوف عمى أبي برزة ، وفيو

) ( ( .شيدت تسير النبي : ) ) من رفع ؛ لقولو ما استدل بو عمى أن ) أنو شاىد من تيسيره : والمعنى

.ىذا العمل في الصبلة غير مضر بالصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إذا فعل في صبلتو كفعل : وقد تقدم أن اإلمام أحمد قال أبي برزة فصبلتو

.جائزة ومتى كان يخاف من ذىاب دابتو عمى نفسو ، فحكمو

طل عممو في الصبلة لتحصيل حكم الخائف ، فبل يبن كثر .دابتو ، وا

من ( ( األدب ) ) وقد خرج البخاري حديث أبي برزة في ىذا ، من طريق حماد بن زيد ، عن ( ( صحيحو ) )

فانطمقت الفرس ، فخمى : األزرق ، بو ، وفي حديثو صبلتو واتبعيا ، حتى أدركيا ، فأخذىا ، ثم جاء فقضى

.صبلتو المراد بترك صبلتو ترك العمل فييا ، أن : والظاىر

اشتغاال بطمب الفرس ، ثم جاء فبنى عمى مامضى من .صبلتو :الثاني أنا يونس ، : نا عبد اهلل : نا محمد بن مقاتل -

خسفت : قالت عائشة : عن الزىري ، عن عروة ، قال فقرأ سورة طويمة ، ثم ركع ) الشمس ، فقام رسول اهلل

رفع رأسو ، ثم استفتح سورة أخرى ، ثم ركع فأطال ، ثم : حين قضاىا وسجد ، ثم فعل ذلك في الثانية ، ثم قال

إنيما آيتان من آيات اهلل ، فإذا رأيتم ذلك ، فصموا ) )

حتى يفرج عنكم ، لقد رأيت في مقامي ىذا كل شيء وعدتو ، حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفا من الجنة ،

قدم ، ولقد رأيت جينم ، يحطم بعضيا حين رأيتموني أتبعضا ، حين رأيتموني تأخرت ، ورأيت فييا عمرو بن

( ( .لحي ، وىو الذي سيب السوائب ما يستدل بو عمى أنو لم يقرا الفاتحة : في ىذا السياق

في قيامو الثاني من كل .ركعة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" الكسوف في كربة وشدة أن الناس في حال : وفيو

.تحتاج إلى التفريج أنو تقدم وتأخر في صبلتو ، وأنو أخبر أن سبب : وفيو

تقدمو أنو أراد أن يأخذ قطفا من الجنة ، وأن سبب تأخره .قرب جينم فتباعد عنيا

.وقد سبق القول في المشي في الصبلة والتقدم والتأخر عمل الدنيا وأما تناول القطف من الجنة ، فميس ىو من

، حتى يستدل بو عمى تناول الحاجات في الصبلة ، نما ىو من أمور اآلخرة ، وكذلك االشتغال بالنظر إليو وا

.في الصبلة ، وقد سبق ذكر ىذا المعنى عن ابن جريج ، ( ( مصنف عبد الرزاق ) ) ولكن في

عن إسماعيل بن أمية ، أن إنسانا قدم عمى النبي .وىو في الصبلة ) النبي بيدية ، فأخذىا )

.وىذا مرسل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصبلة -في سجوده ) نفخ النبي : ويذكر عن عبد اهلل بن عمرو

.في الكسوف حديث عبد اهلل بن عمرو ىذا ، ىو من رواية عطاء بن

: عمرو ىذا ، قال السائب ، عن أبيو ، عن عبد اهلل بن ، فقام) انكسفت الشمس عمى عيد رسول اهلل

-فذكر الحديث إلى أن قال -إلى الصبلة ) رسول اهلل فجعل ينفخ في آخر سجوده من الركعة الثانية ، :

لم تعدني ىذا وأنا فييم ، لم تعدني : ) ) ويبكي ويقول .وذكر باقي الحديث -( ( ىذا ونحن نستغفرك

ام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن خرجو اإلم حبان في

( ( .صحيحيما ) ) .وعطاء بن السائب ، ثقة ، تغير بآخرة

وخرج اإلمام أحمد من حديث مجالد ، عن الشعبي ، كان في الصبلة ، ) عن المغيرة بن شعبة ، أن النبي

فجعل ينفخ بين يديو ، ثم مد يده كأنو يتناول شيئا ، فمما إن النار أدنيت مني ، حتى نفخت : ) ) نصرف قال ا

( ( .حرىا عن وجيي .ومجالد ، فيو ضعيف

:خرج في ىذا الباب حديثين

:األول ثنا حماد ، عن أيوب : ثنا سميمان بن حرب -

رأى نخامة في ) ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي :قبمة المسجد ، فتغيظ عمى أىل المسجد ، وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إن اهلل قبل أحدكم إذا كان في صبلتو ، فبل ) )

، ثم نزل -( ( اليتخمن : ) ) أو قال -( ( يبزقن .فحتيا بيده

.إذا بزق أحدكم فميبزق عن يساره : وقال ابن عمر من حديث مالك ، ( ( أبواب القبمة ) ) وقد خرجو في

. مختصرا -عن نافع :الثاني : ثنا شعبة ، قال : ثنا غندر : حدثنا محمد -

إذا : ) ) ، قال ) سمعت قتادة ، عن أنس ، عن النبي

كان أحدكم في الصبلة ، فإنو يناجي ربو ، فبل يبزقن بين يديو ، وال عن يمينو ، ولكن عن شمالو ، تحت

( ( .قدمو اليسرى .عن شعبة ، عن آدم ، -فيما تقدم -وقد خرجو البزاق والتنخم في ) االستدالل بإباحة النبي : ومقصوده

الصبلة ، عمى أن النفخ ونحوه كالنحنحة اليبطل الصبلة ؛ ألن لمتنخم صوتا كالتنحنح ، وربما كان معو نوع من

.النفخ عند القذف بالنخامة .وقد سبق أن ابن عبد البر ذكر مثل ذلك

ىل ىو كبلم : فخ في الصبلة وقد اختمف العمماء في الن يبطميا إذا تعمده ، أم ال ؟

.ىو كبلم : فقال طائفة .كرىو ابن مسعود وابن عباس : قال ابن المنذر

وروي عن ابن عباس وأبي ىريرة ، أنو بمنزلة الكبلم ، .وال يثبت عنيما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وى األعمش والحسن كذا قال ، وليس كما قال ، فقد ر وىو ثقة خرج لو مسمم -بن عبيد اهلل أبو عروة النخعي

: كبلىما ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس ، قال - .النفخ في الصبلة كبلم واإلمام أحمد في ( ( كتابو ) ) وقد خرجو وكيع في

رواية ابنو عبد اهلل ، عنو في ( ( .مسائمو ) )

.صبلة يقطع الصبلة النفخ في ال: وفي رواية لو النفخ في الصبلة أخشى : وخرجو الجوزجاني ، وعنده

.أن يكون كبلما وأما المروي عن أبي ىريرة ، فمن طريق قيس ، عن : أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي ىريرة ، قال

.النفخ في الصبلة كبلم خرجو عبد اهلل بن اإلمام أحمد عن أبيو في

( ( .مسائمو ) )

.ابن الربيع : يس ، ىو وق .ىو كبلم : وروي عن النخعي ، أنو قال

إنما كانوا يكرىونو في : ، قال -[ أيضا ] -وروي عنو .الصبلة مخافة أن يؤذي الرجل جميسو

.ىو بمنزلة الكبلم : وعن سعيد بن جبير ، قال أبو : وممن رأى أنو بمنزلة الكبلم في إبطال الصبلة

حنيفة ومحمد بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في رواية -الحسن والثوري والشافعي وأصحابو وأحمد :وابن القاسم المالكي ، وعن أبي يوسف روايتان -

.أن أراد بو التافيف فيو كبلم : أحداىما .ليس بكبلم بكل حال ، وىي التي رجع إلييا : والثانية

، من غير [ ير أبي كث] وكرىو ابن سيرين ويحيى بن .إفساد الصبلة بو

سحاق وسميمان -في رواية -وىو قول مالك وأحمد وا .بن داود الياشمي وأبي خيثمة

أخشى أن يكون قد فسدت صبلتو : -مرة -وقال أحمد .من نفخ في صبلتو فقد تكمم : ؛ يروى عن ابن عباس

فحكى أكثر أصحابنا المتقدمين عن أحمد في ذلك .روايتين

وأما القاضي أبو يعمى وأصحابو ، فنزلوىما عمى حالين إن بأن منو حرفان فيو كبلم مبطل الصبلة ، : ، قالوا ال فبل .وا

واليعرف ىذا التفصيل عن أحمد ، والعن غيره ممن تقدم .، سوى الشافعي وأصحابو ، وىو قول أبي ثور

واستدلوا بأن الكبلم عند العرب ما دل عمى معنى ، وأقمو .حرفان

ولكن الكبلم المقصود يدل عمى معناه الموضوع لو بالوضع ، وداللة النفخ والتأوه ونحو ذلك إنما ىو بالطبع ال بالوضع ، فميس في شيء من ذلك حروف موضوعة

.لمداللة عمى معنى خاص

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-لصبلة يعني في ا -إذا رأيت ما يريبك : وقال الحسن .فانفخ

.وىذا يدل عمى اباحتو لمحاجو إليو وفي . مثمو عن بعض الصحابة -أيضا -وروي حديث مرفوع ، عن أم سممة ، اختمف في : الباب

فروي عنبسو بن األزىر ، عن سممة بن : إسناده ولفظو مر النبي : كييل ، عن كريب ، عن أم سممة ، قالت

: في سجوده ، فقال بغبلم ليم وىو يصمي فنفخ ) . خرجو النسائي ( ( التنفخ ؛ إن من نفخ فقد تكمم ) )

.وىو مما تفرد بو عنبسة ىذا .البأس بو : وقد قال فيو ابن معين وأبو داود وأبو حاتم

.يكتب حديثو وال يحتج بو : لكن قال أبو حاتم كان : ، وقال ( ( ثقاتو ) ) وذكره ابن حبان في

.يخطىء ترمذي من حديث ميمون أبي حمزة ، عن أبي وخرج ال

غبلما لنا ، ) رأى النبي : صالح ، عن أم سممة ، قالت أفمح ، : ) ) أفمح ، إذا سجد نفخ ، فقال لو : يقال لو

( ( .ترب وجيك إسناده ليس بذاك ، وميمون أبو حمزة ، ضعفو : وقال

.أىل العمم .أيضا -وخرجو اإلمام أحمد

.متروك : ر أبو حمزة ، قال أحمد وميمون األعو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:ولكنو توبع عميو فخرجو اإلمام أحمد من طريق سعيد أبي عثمان الوراق ،

-دخمت عمى أم سممة : عن أبي صالح ، قال ( ( .ترب وجيك هلل : ) ) فذكرالحديث مرفوعا ، وفيو

من طريق عدي ( (صحيحو ) ) وخرجو ابن حبان في بن عبد الرحمن ، عن داود بن أبي ىند ، عن أبي

كنت عند أم : صالح مولى آل طمحة بن عبيد اهلل ، قال .فذكر الحديث -سممة

، ( ( أبو صالح مولى آل طمحة : ) ) كذا في الرواية ( ( .مولى أم سممة : ) ) وجاء في رواية ، أنو

أبو صالح ( ( : خو تاري) ) قال أبو زرعة الدمشقي في مولى أم سممة ، يحدث عنيا في كراىة نفخ التراب في

.انتيى . زاذان : السجود ، اسمو .وىو مع ىذا غير مشيور

يدل عمى أن النفخ ليس بكبلم ، : والحديث بيذا المفظ نما يكره نفخ التراب عن موضع السجود ؛ ألنو يمنع وا

اجد أن يترب تتريب الجبية في السجود ، واألفضل لمسوجيو هلل ، وليذا كان سجوده عمى التراب افضل من

.سجوده عمى حائل بينو وبين التراب وفي كراىة النفخ في الصبلة أحاديث أخر مرفوعة ، ال

.تصح

من لم يمسح جبيتو وأنفو حتى : باب ) ) وقد سبق في في ذلك حديث مرفوع ، من رواية بريدة ، ( ( صمى

.وبيان عمتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب من صفق جاىبل من الرجال في صبلتو - لم تفسد صبلتو

.لم يخرج فيو شيئا .حديث سيل بن سعد وقد خرجو فيما تقدم : وفيو

ومجرد التصفيق ليس مما يبطل الصبلة ، إنما يبطل .اإلكثار منو بو بكر أنيم أكثروا التصفيق حتى التفت أ: وفي الحديث

، ولم يكونوا يعممون أن التصفيق .منيى عنو الرجال في الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

[فانتظر ] تقدم أو انتظر ، : باب إذا قيل لممصمي - فبل بأسنا سفيان ، عن أبي : حدثنا محمد بن كثير -

كانوا يصمون مع : حازم ، عن سيل بن سعد ، قال وىم عاقدوا أزرىم من الصغر عمى رقابيم ، ) النبي

الترفعن رءوسكن حتى يستوي الرجال : ) ) فقيل لمنساء ( ( .جموسا أن البخاري حمل الحديث عمى أن النساء قيل : الظاىر

.لين ذلك في نفس الصبلة إنما تقدم إلييم بذلك : وقد أنكر ذلك اإلسماعيمي ، وقال

ضيق أزر الرجال ، فميس قبل الصبلة ؛ لما عمم من .الحديث مما ترجم عميو

في صبلتو إلى ) ولو خرج في الباب إشارة النبي : قمت أن : -وكان ىو قاعدا -الذين صموا وراءه قياما

اجمسوا ، إذ أشار بو ألبي بكر ، وىو يصمي بالناس ،

أن اثبت مكانك ، في حديث مرضو ؛ وفي حديث ان دليبل عمى ما بوب اصبلحو بين بني عوف ، لك

.عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن أمر المصمي بما فيو مصمحة : وحاصل األمر لصبلتو غير مكروه ، وأما أمره بما ليس من الصبلة

.فيكره قال إنسان : ذكر عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال

برني الخبر يأتيني إنسان وأنا في المكتوبة ، فيخ: لعطاء ما أحبو ، وأخشى أن يكون سيوا : ، فأستمع إليو ؟ قال

.، إنما ىي المكتوبو ، فتفرغ ليا حتى تفرغ منيا أفتكره كل شيء من اإليماء في : فقمت لعطاء : قال

المكتوبة ، حتى إن مر بي إنسان وأنا في المكتوبة ، صميت الصبلة ، كرىت أن : ، فقال [ إذا جاء رجل ]

نعم ، أكره كل شيء من : أشير إليو برأسي ؟ قال .ذلك

إن كان شيء : أفعل ذلك في التطوع ؟ قال : فقيل لو .البد منو ، وأحب أن اليفعل

إن شاء اهلل -وسيأتي ذكر إشارة المصمي والسبلم عميو .تعالى

إذا كمم : باب : ) ) -فيما بعد -وقد بوب البخاري ار بيده ، أووىو يصمي فأش

.إن شاء اهلل تعالى -، وسيأتي في موضعو ( ( يستمع ، عن معمر ، عن ( ( كتابو ) ) وروى عبد الرزاق في

رأيت أصحاب : ثابت البناني ، عن أبي رافع ، قال ، وأن أحدىم ليشيد عمى الشيادة وىو قائم) رسول اهلل

.يصمي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ب ال يرد السبلم في الصبلةبا -

:فيو حديثان :األول ثنا ابن فضيل : حدثنا عبد اهلل بن أبي شيبة -

، عن األعمش ، عنكنت أسمم : إبراىيم ، عن عمقمة ، عن عبد اهلل ، قال

وىو في الصبلة ، فيرد عمي ، فمما رجعنا ) عمي النبي : ال من عند النجاشي سممت عميو ، فمم يرد عمي ، وق

( ( .إن في الصبلة لشغبل ) ) .قد سبق ىذا الحديث ، مع الكبلم عمى إسناده

أن المصمي ال يرد : والمقصود منو في ىذا الباب السبلم عمى من سمم عميو ؛ الشتغالو بما ىو فيو من اإلقبال عمى مناجاة اهلل عز وجل ، فبل ينبغي لو أن

.يتشاغل بغيره ، ما دام بين يديو :لثاني ا

ثنا كثير بن : ثنا عبد الوارث : ثنا أبو معمر -

: شنظير ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر ، قال في حاجة لو ، فانطقت ، ثم رجعت وقد) بعثني النبي

، فسممت عميو ، فمم يرد عمي ) قضيتيا ، فأتيت النبي لعل : ، فوقع في قمبي ما اهلل أعمم بو ، فقمت في نفسي

وجد عمي أني أبطات عميو ، ثم سممت ) سول اهلل ر عميو ، فمم يرد عمي ، فوقع في قمبي أشد من المرة

األولى ، ثم سممت عميو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنما منعني أن أرد عميك ، أني : ) ) فرد عمي ، فقال ، وكان عمى راحمتو متوجيا إلى غير ( ( كنت أصمي

.القبمة :وقد دل ىذان الحديثان عمى مسائل

:منيا أن المصمي إذا سمم عميو في الصبلة ، لم يرد السبلم

.بقولو ، وىذا قول جميور أىل العمم وذىب طائفة إلى أنو يجوز أن يرد السبلم بقولو ، روي

.ذلك عن أبي ىريرة .وىو قول سعيد بن المسيب والحسن وقتادة

ا كان جالسا في التشيد يرد عميو إذ: وقال عطاء .األخير

إن المصمي يخرج من صبلتو : وىذا مبني عمى قولو .بدون السبلم ، كما سبق

أن : وقد نقل يونس بن عبد األعمى ، عن الشافعي .يرحمك اهلل : المصمي يشمت العاطس ، يقول لو

في صبلتو لقوم ) ىو دعاء لو ؛ وقد دعا النبي : وقال .ين ، ودعا عمى آخر

-أنو يرد عميو السبلم ؛ ألنو دعاء لو : وقياس ىذا .أيضا

الدعاء لمعين اليكون إال عمى وجية الخطاب : وال يقال لو ؛ فإنو قد ورد ذلك عمى وجو الخطاب لممعين ، كما

السبلم عميك: ) ) يقول المصمي في تشيده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .اهلل وبركاتو أييا النبي ورحمة، عن أبي الدرداء ، أن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

أعوذ : ) ) قال في صبلتو لمشيطان الذي تفمت عميو ) .ثبلثا -( ( باهلل منك ، ألعنك بمعنة اهلل

ومتى كان رد السبلم بدون لفظ الخطاب ، مثل أن أو( ( عميو السبلم : ) ) يقول م تبطل الصبلة بو عند الشافعية ل( ( يرحمو اهلل ) )

.وغيرىم ، كالدعاء لمعين في الصبلة .وقد سبق ذكره واالختبلف فيو

امتنع من رد السبلم ) األول ؛ ألن النبي : والصحيح بلة في الصبلة ، وعمل بأنو يصمي ، فدل عمى أن الص

.تمنع من ذلك وقال وقد نيى معاوية بن الحكم عن تشميت العاطس ،

إن صبلتنا ىذه اليصمح فييا شيء من كبلم : ) ) لو ( ( .اآلدميين

، فمخصوص من بين الناس ؛ ) وأما السبلم عمى النبي بلة لم يكن مبطبل ، كما سبق ألن خطابو في الص

.ذكره :ومنيا

أن المصمي اليرد عمى المسمم في صبلتو باإلشارة ، وال .بعد سبلمو

بن مسعود ، أنو رد عميو بالكمية ، فإنو ليس في حديث اوال في حديث جابر ، أنو رد عميو بعد سبلمو ، إال لما

.سمم عميو حينئذ .وقد اختمف العمماء في رد المصمي لمسبلم عميو

يرد في الصبلة باإلشارة ، روي عن ابن : فقالت طائفة .عمر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .د من وجو منقطع وروي عن ابن مسعو

ىو قول مالك والحسن بن حي والشافعي وأحمد [ و ] سحاق .وا

وروي عن ابن عباس ، أنو رد عمى من سمم عميو في .صبلتو ، وقبض عمى يده

.وعن أحمد ، أنو يرد باإلشارة في النفل ، دون الفرض ال يرد في نفل وال فرض ، : وحكي عنو رواية أخرى

.بإشارة وال غيرىا .وىو قول أبي حنيفة وأصحابو

فالسبلم اليجب رده بحال ؛ ألنو مكروه ، : وعمى ىذا .كما سيأتي ذكره ، فبل يستحق ردا

يرد إذا سمم من الصبلة ، وىو قول عطاء : وقال طائفة .والنخعي والثوري

ن كان قد ذىب : قال النخعي إن كان قريبا يرد ، وا .فأتبعو السبلم كما قال -ىو مخير بين أن يفعل بو :وقال إسحاق

.، وبين أن يرد في الصبلة باإلشارة -النخعي ىو مخير بين الرد باإلشارة في الصبلة : وقال أصحابنا

.، والتأخير حتى يسمم ، واألول أفضل : النسيان ، ومنيا : ألن لمتأخير آفات ، منيا : قالوا

.ذىاب المسمم

(/)

"""""" صفحة رقم""""""

أنو إن أخر الرد حتى سمم ، وكان المسمم : وظاىر ىذا .قد مضى لم يرد عميو

اليرد بإشارة وال غيرىا ، الفي الصبلة : واستدل من قال أنو لم يرد : وال بعدىا ، بحديث ابن مسعود ؛ فإن ظاىره

.عميو في الصبلة ، وال بعدىا ى عاصم ، عن يؤخر الرد ، بما رو : واستدل من قال

رد عميو السبلم ) أبي وائل ، عن ابن مسعود ، أن النبي .بعد السبلم

.خرجو أحمد وأبو داود .ابن أبي النجود ، وليسي بذاك الحافظ : وعاصم ، ىو

.وخرجو أبو يعمى الموصمي ، من وجو آخر منقطع من وجو آخر ( ( كتابو ) ) وخرجو عبد الرزاق في

.أيضا -منقطع يرد في صبلتو باإلشارة ، بما روى : واستدل من قال

ثنا عبد اهلل بن رجاء ، عن : محمد بن الصمت التوزي ىشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي ىريرة

لما قدمت من الحبشة ، أتيت : ، عن ابن مسعود ، قال .ىو يصمي ، فسممت عميو ، فأشار إلي ) النبي

. خرجو الطبراني وغيره: وقد أنكر ابن المديني وصمو بذكر أبي ىريرة ، وقال

.إنما ىو عن ابن سيرين ، أن ابن مسعود .أنو مرسل : يعني

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، عن ابن عون ، عن ( ( كتابو ) ) وكذا رواه وكيع في لما قدم عبد اهلل من الحبشة ، أتى : ابن سيرين ، قال

، ) ىو يصمي ، فسمم عميو ، فأومأ النبي و ) النبي فأومأ برأسو ، أو : بنحوه ، وقال فيو -فأشار برأسو

.فأشار برأسو : قال من طريق حماد بن ( ( مراسيمو ) ) وخرجو أبو داود في

.زيد ، عن أيوب ، عن ابن سيرين وخرجو عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن ابن

فمم : ، ولكن قال في حديثو -أيضا -سيرين مرسبل إن في الصبلة : ) ) وقال . يرد عميو حتى انفتل

( ( .لشغبل : وخرج مسمم من حديث أبي الزبير ، عن جابر ، قال

وفي -بعثني لحاجة ، ثم أدركتو وىو يسير ) إن النبي ، فسممت عميو ، فأشار إلي ، -[ يصمي : ] رواية لو

إنك سممت عمي آنفا ، وأنا ) : ) فمما فرغ دعاني ، فقال .، وىو موجو حينئذ قبل المشرق ( ( أصمي

ويحتمل أنو إنما أشار إليو ليكف عن كبلمو حينئذ ، لم فمم يرد عمي ، وذكر : يكن ردا لمسبلم ؛ وليذا قال جابر

أنو وجد في نفسو ما اهلل بو عميم ، ولو عمم أنو رد عميو .باإلشارة لم يجد في نفسو

سممت عميو ، فأشار بيده ، ثم : ي رواية لمنسائي وف سممت فأشار بيده ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: ، فأتيتو ، فقمت ( ( ياجابر : ) ) فانصرفت ، فناداني : يا رسول اهلل ، أني سممت عميك ، فمم ترد عمي ؟ فقال

( ( .إني كنت أصمي ) ) .قد رددت عميك : ل ولو كانت إشارتو ردا ، لقا

، وىو منطمق ) أرسمني رسول اهلل : وفي رواية لمسمم إلى بني المصطمق ، فأتيتو وىو يصمي عمى بعيره ،

وأنا -فقال لي بيده ىكذا ، ثم كممتو ، فقال لي ىكذا

أسمعوإنو لم : ) ) ، فمما فرغ قال -يقرأ ، يومئ برأسو

.( ( يمنعني أن أكممك إال أني كنت أصمي تدل عمي أن إيماءه إليو إنما كان ليكف : فيذه الرواية

.عن كبلمو في تمك الحال صاحب -يرد إشارة ، بما روى نابل : واستدل من قال

مررت : ، عن ابن عمر ، عن صييب قال -العباء وىو يصمي ، فسممت عميو ، فرد عمي ) برسول اهلل

.إشارة ي والترمذي ، خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائ

.وحسنو .ىو صالح اإلسناد : يعقوب بن شيبة : وقال

ىو مديني : ونابل ، قال ابن المديني ويعقوب بن شيبة .ليس بالمشيور

.أثقة ىو ؟ فأشار برأسو ، أن ال : وسئل الدارقطني وخرج اإلمام أحمد والنسائي وابن ماجو من رواية زيد بن

-) ، عن النبي أسمم ، عن ابن عمر ، عن صييب .معناه

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن زيدا لم يسمعو من ابن عمر ، وقد سئل : وقد قيل : أما أنا فقد كممتو وكممني ، ولم أقل : عن ذلك فقال

.سمعتو ابن المديني : لم يسمعو من ابن عمر : وممن قال

.ويعقوب بن شيبة نحوه من -ود والترمذي وخرج اإلمام أحمد وأبو دا

حديث ىشام بن سعد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن ) .ببلل ، عن النبي

وقد تكمم فيو ابن المديني ويعقوب بن شيبة ؛ لتفرد ىشام .بن سعد بو ، وليس بالحافظ جدا

حدثني ابن عجبلن ، عن زيد بن أسمم ، : وروى الميث

دري ، أن رجبل عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخ )في الصبلة ، فرد عميو النبي ) سمم عمى النبي

قد كنا نرد السبلم في : ) ) إشارة ، فمما سمم قال ( ( .الصبلة ، فنيينا عن ذلك

( ( .مسنده ) ) خرجو الجوزجاني والطبراني والبزار في وعندي ؛ أن ىذا يعمل برواية ابن عيينة وغيره ، عن زيد

بن أسمم ، عن ابن .عمر ، عن صييب ، كما تقدم .وابن عجبلن ليس بذاك الحافظ

وروى قيس بن سعد ، عن عطاء ، عن محمد بن عمي وىو يصمي ، ) ، عن عمار ، أنو سمم عمى رسول اهلل

.فرد عميو ( ( .رد السبلم باإلشارة : باب ) ) خرجو النسائي في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" مام أحمد ، من طريق حماد بن سممة ، عن وخرجو اإل

-ابن الحنفية : ىو -أبي الزبير ، عن محمد بن عمي .فذكره -، عن عمار

فرد عميو : ) ) ، وعنده ( ( مسنده ) ) وخرجو البزار في ( ( .إشارة

وحممو ابن عيينة ، عمى أنو رد عميو بالقول قبل تحريم .الكبلم ، وأن رده انتسخ

: أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين ، أنو قال ونقل ابن .ىذا الحديث خطأ

ورواه ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن محمد بن ) .عمي ، أن عمارا سمم عمى النبي .وىذه الرواية مرسمة ، وىي أصح

، عن ابن جريج ( ( كتابو ) ) وكذا رواه عبد الرزاق في -سين ، عن عطاء ، عن محمد بن عمي بن ح

.مرسبل ثم لقيت محمد بن عمي بن حسين ، : قال ابن جريج

.فحدثني بو أن محمد بن عمي الذي روى ىذا الحديث : فتبين بيذا

عن عمار ىو أبو جعفر الباقر ، وليس ىو ابن الحنفية .، كما ظنو بعضيم

: إنو خطأ ، يشير إلى من قال : وقول ابن معين .خطأ ىو( ( عن ابن الحنفية ) )

: ىو : ) ) وأما رواية أبي الزبير ، عن محمد بن عمي ، فيو ظن من بعض الرواة ، فبل نحكم ( ( ابن الحنفية

.بو .وروايات حماد بن سممة ، عن أبي الزبير غير قوية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، أو عن -أيضا -ولعل أبا الزبير رواه عن أبي جعفر .و ودلسو عطاء ، عن

أو لعل حماد بن سممة أراد حديث أبي الزبير ، عن

.وىو صمي ، فأشار إليو ) جابر ، أنو سمم عمى النبي :ومنيا

لم ينو من سمم عميو في الصبلة عن السبلم ) أن النبي .عميو

إنو ال يكره السبلم عمى المصمي : واستدل بذلك من قال س في رواية -حاق ، وىو قول ابن عمر ومالك وأحمد وا

.ومروان بن محمد الدمشقي -عنيم يكره ، وىو قول جابر بن عبد اهلل وعطاء : وقالت طائفة

سحاق في رواية -والشعبي ، الشافعي ومالك وأحمد وا .عنيم

إن في الصبلة : ) ) واستدلوا بقولو البن مسعود ؛ فإن في ذلك إشارة إلى كراىة السبلم عيمو ؛ ( ( شغبل

المصمي ، وربما سيى بسببو ] . . . . [ نو ينشغل وأل .فبادر الرد عميو

إن كان المصمي : ومن أصحابنا المتأخرين من قال ال عالما ، يفيم كيف يرد عميو ، لم يكره السبلم عميو ، وا

.كره

إنو ال يكره السبلم عمى المصمي ، فمقتضى : فمن قال إنو اليستحق: قولو

. يجب الرد عميو جوابا ، والاليستحق جوابا ، : اليكره ، فمنيم من قال : ومن قال

نما يستحب الرد في الحال باإلشارة ، وىو قول وا .الشافعية

.وحكى أصحابنا في وجوب الرد روايتين مطمقا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب رفع األيدي في الصبلة ألمر ينزل بو -حدثنا عبد العزيز ، عن أبي : ا قتيبة حدثن -

أن ) بمغ رسول اهلل : حازم ، عن سيل بن سعد ، قال بني عمرو بن عوف بقباء ، كان بينيم شيء ، فخرج

.يصمح بينيم في أناس من أصحابو :فذكر الحديث بطولو ، وفيو

اشار إلى أبي بكر يأمره أن يصمي ، فرفع ) أن النبي اهلل ، ثم رجع القيقرى وراءه ، حتى أبو بكر يديو ، فحمد

يصمي لمناس ، فمما ) قام في الصف ، وتقدم رسول اهلل ياأييا الناس ، مالكم : ) ) فرغ أقبل عمي الناس ، فقال

حين نابكم شيء في الصبلة أخذتم في التصفيح ؟ إنما : التصفيح لمنساء ، من نابو شيء في صبلتو فميقل

يا : ) ) تفت إلى أبي بكر ، فقال ، ثم ال( ( سبحان اهلل أبا بكر ، ما منعك أن تصمي بالناس حين أشرت إليك

ما كان ينبغي البن أبي : ، فقال أبو بكر الصديق ( ( ؟ قحافة أن يصمي بين يدي النبي

. ( دليل عمى جواز رفع األيدي في الصبلة : في الحديث

ديو ؛ فإن لمن تجددت لو نعمة ، فيحمد اهلل عمييا رافعا ي، ولم ينكره ، مع أنو ) ىذا فعمو أبو بكر بحضرة النبي

أنكر عمى الناس التصفيح ، وأمرىم بإبدالو بالتسبيح ، ) ما منعك أن تصمي لمناس حين : ) ) وسأل أبا بكر .ولم ينكر عميو ما فعمو ( ( أشرت إليك ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يا اإلمام أحمد في ىذا الحديث ، أن وفي رواية ، خرج: قال ( ( لم رفعت يديك ؟ : ) ) قال ألبي بكر ) النبي

وذكر -رفعت يدي ألني حمدت اهلل عمى ما رأيت منك .الحديث

وقد سبق الكبلم عمى أن من تجددت لو نعمة في ىل يحمد اهلل عمييا ؟ وأن عبيد اهلل العنبري : الصبلة

يره جوزه ، وخبلف من خالف في ذلك ؛ استحسنو ، وغ .فإن البخاري بوب عمى ذلك فيما سبق

زيادة استحباب رفع األيدي عند الثناء : ومراد بيذا الباب .عمى اهلل في الصبلة

من ( ( صحيحو ) ) ما خرجو مسمم في : ويعضده كنت بأسيم لي : حديث عبد الرحمن بن سمرة ، قال

، إذ كسفت الشمس فنبذتيا ، )بالمدينة في حياة النبي

في ) واهلل ، ألنظرن إلى ما حدث لرسول اهلل : فقمت فأتيتو وىو قائم في الصبلة ، : قال . كسوف الشمس

رافعا يديو ، فجعل يسبح وييمل ويكبر ، ويدعو حتى حسر عنيا ، فمما حسر عنيا قرأ سورتين ، وصمى

.ركعتين فع يديو في القنوت إنو ير : ويستدل بيذا القول من قال

سحاق في الصبلة ، وىو قول النخعي والثوري وأحمد وا .في رواية عنيما -ومالك واألوزاعي

.وىو الصحيح عند أكثر أصحاب الشافعي يرفعيما أوال لتكبير القنوت ، ثم : ومنيم من قال

يرسميما ، وىو قول أبي حنيفة والميث بن سعد والحسن .بن حي

.يرفعيما أصبل ال: وقالت طائفة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وروي رفع اليدين في القنوت عن عمر وابن مسعود وابن

.عباس وأبي ىريرة وخرج اإلمام أحمد من حديث أنس ، في حديث القراء

فما رأيت : السبعين الذين قتميم حي من بني سميم ، قال مقد رأيتو كمما وجد عمى شيء قط وجده عمييم ، ف) النبي

.صمى الغداة رفع يديو فدعا عمييم نما كان يدعو عمييم في قنوت الفجر بعد الركوع ، كما وا

.واهلل أعمم . سبق ذلك صريحا عن أنس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الخصر في الصبلة -ثنا حماد ، عن أيوب ، : حدثنا أبو النعمان -

نيي عن الخصر : أبي ىريرة ، قال عن محمد ، عن .في الصبلة

نا : حدثنا يحيى : حدثنا عمرو بن عمي - نيي أن : ثنا محمد ، عن أبي ىريرة ، قال : ىشام

وقال ىشام وأبو ىبلل ، عن . يصمي الرجل مختصرا ) . نيى رسول اهلل : ابن سيرين ، عن أبي ىريرة ، قال

أن ىذا الحديث اختمف :حاصل ما ذكره في ىذا الباب :في لفظو عمى ابن سيرين

: فرواه أيوب ، عنو ، عن أبي ىريرة ، قال ( ( .نيي ) )

ثم خرجو من طريق يحيى القطان ، عن ىشام ، عنو .كذلك وقال ىشام وأبو ىبلل ، عن ابن سيرين ، عن : ثم قال

.فصرحا برفعو -) نيى النبي : أبي ىريرة كيف يخرجو من : بعضيم ، فقال وقد أشكل ىذا عمى

] . . . [ .طريق ىشام ؟) ثم يذكر أن ىشاما صرح فيو بذكرالنبي

إن الحديث في رواية أبي ذر اليروي ، : وقال بعضيم مرفوعا ، وأنو -من طريق يحيى ، عن ىشام

.الصواب وىذا ىو عين الخطأ ؛ فإن يحيى إنما رواه عن ىشام

( ( .نيي ) ) بمفظ نما أن ىشاما اختمف عميو في ذكر : مراد البخاري وا

، فخرجو من) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، ثم ذكر أنو ( ( نيي : ) ) طريق القطان ، عنو بمفظة .روي مصرحا برفعو

أن ىشاما ( ( : عممو ) ) وكذا ذكره الدارقطني في اختمف عميو فيو ، فرواه جماعة

زائدة وعبد الوىاب : ، منيم ) نيى النبي : وقالوا عنو ، .الثقفي وجرير بن عبد الحميد وغيرىم

وقال الثوري والقطان وحفص بن غياث وأسباط بن محمد : ويزيد بن ىارون وحماد بن زيد ، عن ىشام

.، ولم يصرحوا برفعو ( ( نيي ) ) ، وىذا ( ( نيينا : ) ) إال أن في رواية أسباط

.ريح كالتصورواه أيوب وأشعث بن عبد الممك ، عن محمد ، عن

.أبي ىريرة عن أبي . وراوه عمران بن خالد ، عن ابن سيرين : قال

) .ىريرة ، عن النبي وكذا روي عن أبي جعفر الرازي ، عن قتادة ، عن ابن

.سيرين وقد تقدم قولنا في أن ابن سيرين من : قال الدارقطني

ارة يصرح بالرفع ، وتارة يوميء ، وتارة تورعو وتوقيو ، ت .يتوقف ، عمى حسب نشاطو في الحال انتيى

ولم يذكر رواية أبي ىبلل ، عن ابن سيرين ، المصرحة .بالرفع ، التي عمقيا البخاري من رواية ( ( صحيحو ) ) وخرج ىذا الحديث مسمم في

، عن -جميعا -أبي خالد وأبي أسامة وابن المبارك [أنو نيى ) ] ، مصرحا برفعو عن النبي ىشام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أن يصمي الرجل مختصرا من طريق عيسى ( ( صحيحو ) ) وخرج ابن حبان في

بن يونس ، عن ىشام ، عن محمد ، عن أبي ىريرة ، االختصار في الصبلة راحة أىل : ) ) قال ) أن النبي

( ( .النار أنو فعل الييود والنصارى ، وىم أىل : عني ي: وقال .النار

نما رواه عيسى بن يونس ، عن عبيد اهلل كذا خرجو ؛ وا .بن األزور ، عن ىشام بيذا المفظ

وكذا خرجو الطبراني والعقيمي من رواية عيسى بن يونس اليتابع عبيد اهلل بن األزور عمى : ، عنو وقال العقيمي

.لفظو ، فسره األكثرون بوضع اليد عمى ( ( االختصار ) ) و

الخاصرة في الصبلة ، وبذلك فسره الترمذي في .، وعميو يدل تبويب النسائي ( ( جامعو ) )

عن يزيد بن ( ( مسنده ) ) وروى اإلمام أحمد في ىارون ، عن ىشام ، عن محمد ، عن أبي ىريرة ،

ما : قمنا ليشام . نيي عن االختصار في الصبلة : قال . يضع يده عمى خصره وىو يصمي : االختصار ؟ قال

؟) ذكره عن النبي : قمنا ليشام : قال يزيد .نعم : أي -قال برأسو

وبيذا التفسير فسره جميور أىل المغة ، وأىل غريب الحديث ، وعامة المحدثين والفقياء ، وىو الصحيح الذي

.عميو الجميور

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنو إنما نيى عنو ؛ ألنو فعل المتكبرين ، فبل : وقد قيل .يميق بالصبلة

.إنو فعل الييود : وقيل .فعل الشيطان : وقيل

.فمذلك كرىو بعضيم في الصبلة وغيرىا ذكر بني ) ) ىذا في ( ( كتابو ) ) قد خرج البخاري في

، من رواية( ( إسرائيل انت تكره أن يجعل يده في مسروق ، عن عائشة ، أنيا ك

.إن الييود تفعمو : خاصرتو ، وتقول : ، ولفظو ( ( سننو ) ) وخرجو سعيد بن منصور في

: أن عائشة كانت تكره االختصار في الصبلة ، وتقول .التشبيوا بالييود

إن عائشة نيت أن يجعل : وخرجو عبد الرزاق ، ولفظو ما تصنع الرجل أصابعو في خاصرتو في الصبلة ، ك

.الييود .ىكذا أىل النار : وروي عن عائشة ، أنيا قالت

.إن الشيطان يحضر ذلك : وعن ابن عباس ، قال .ىو استراحة أىل النار في النار : وعن مجاىد ، قال

.خرجو كمو وكيع بن الجراح ، وعنو ابن أبي شيبة

وروى ابن أبي شيبة بإسناده ، عن حميد اليبللي ، ا كره الخصر في الصبلة أن إبميس أىبط إنم: قال

.مختصرا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إذا : وروى صالح مولى التوأمة ، عن أبي ىريرة ، قال قام أحدكم إلى الصبلة ، فبل يجعل يديو في خاصرتو ؛

.فإن الشيطان يحضر ذلك .خرجو عبد الرزاق

ن زياد بن صبيح ، وروى سعيد بن زياد الشيباني ، ع صميت جنب ابن: قال

-عمر ، فوضعت يدي عمى خصري ، فقال لي ىكذا يا أبا عبد الرحمن ، : ، فمما صميت قمت -ضربو بيده

نيانا ) إن ىذا الصمب ، وأن النبي : مارابك مني ؟ قال .عنو

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي الحنفي ، وثقو -صباح ابن : ويقال -وزياد بن صبيح

ابن معين والنسائي .يعتبر بو : وغيرىما ، وقال الدارقطني

وسعيد بن زياد الشيباني ، الراوي عنو ، اليحتج : قال ال أعرف لو إال ىذا : بو ، ولكن يعتبر بو ، قال

.نقمو عنو البرقاني : -الحديث ووثقو ابن . صالح : وسعيد بن زياد ، قال ابن معين

.ن حباوحكى ابن المنذر كراىة االختصار في الصبلة عمى ىذا

الوجو عن ابن عباس وعائشة ومجاىد والنخعي وأبي .انتيى . مجمز ومالك واألوزاعي وأصحاب الرأي

.أيضا -وىو قول عطاء والشافعي وأحمد ومن الناس من فسر االختصار في حديث أبي ىريرة

بأن يمسك بيده شيئا

(/)

"""""" صفحة رقم """ """

يعتمد عميو في الصبلة ؛ فإن العصى ونحوىا مما يعتمد .عميو يسمى مخصرة

.وفسره بعضيم باختصار السورة ، فيقرأ بعضيا وفسره بعضيم باختصار افعال الصبلة ، فبل يتم قياميا

وال ركوعيا وال .سجودىا

ر التخص) ) عمى ( ( سننو ) ) وقد بوب أبو داود في حديث ابن عمر : ، فخرج فيو ( ( واإلقعاء في الصبلة

.المشار إليو ، وخرج ( ( االختصار في الصبلة ) ) ثم بوب عمى

.حديث أبي ىريرة ىذا : فيو يعتمد في الصبلة عمى : باب : ) ) ثم اتبعو ( ( .عصى

. فمعمو فسر االختصار باالعتماد ، كما قال بعضيم .عمم واهلل سبحانو وتعالى أ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب تفكر الرجل الشيء في الصبلة - .إني ألجيز جيشي وأنا في الصبلة : وقال عمر

قال أبو موسى : روى ابن عون ، عن الشعبي ، قال لم تقرأ ، : صمى بنا عمر ولم يقرأ ، فقمت : األشعري

ا ، فأعادلقد رأيتني أجيز عيرا بكدى وأفعل كذ: فقال .الصبلة

ورواه يونس ، عن الشعبي ، عن زياد بن عياض األشعري ، أن عمر صمى بيم المغرب فمم يقرأ ، ثم

إنما شغمني عن الصبلة عير جيزتيا إلى الشام ، : قال .فجعمت أفكر في أحبلسيا وأقتابيا ، عن ( ( مسائمو ) ) خرجو صالح ابن اإلمام أحمد في

.أبيو بإسناده من وجو آخر عن الشعبي ، عن -أيضا -جو وخر

.مرسبل -عمر أبواب القراءة في ) ) وقد سبق ذكر بعض طرقو في

( ( .الصبلة وروى األعمش ، عن إبراىيم ، عن ىمام بن الحارث ، أن عمر صمى بالناس المغرب ، ولم يقرأ فييا شيء ،

يئا ؟ يا أمير المؤمنين ، إنك لم تقرأ ش: فمما فرغ قالوا لو لم أزل أنزل البعير منزال منزال ، حتى وردت الشام : قال

بلة .، ثم أعاد الص .الجوزجاني [ خرجو ]

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وليس فكر عمر في تجييز الجيوش في الصبلة من حديث النفس المذموم ، بل ىو من نوع الجياد في سبيل

يم االىتمام بذلك ، فكان يغمب عميو اهلل ؛ فإنو كان عظ .الفكر فيو في الصبلة وغيرىا

ومن شدة اىتمامو بذلك غمب عميو الفكر في جيش سارية بن زنيم بأرض

العراق ، وىو يخطب يوم الجمعة عمى المنبر ، فأليمو اهلل ، فناداه ، فاسمعو اهلل صوتو ، ففعل سارية ما أمره

.والنصر بو عمر ، فكان سبب الفتح إني ألحسب : بمغني أن عمر قال : وقال سفيان الثوري

.جزية البحرين وأنا في الصبلة ورواه وكيع ، عن ىشام بن عروة ، عن أبيو ، أن عمر

.قالو وىذا كمو من شدة اىتمام عمر بأمر الرعية ، وما فيو

صبلحيم ، فكان يغمب عميو ذلك في صبلتو ، فتجتمع ر األمة وسياستو ليم في حالة لو صبلة وقيام بأمو

.واحدة :خرج البخاري في ىذا الباب ثبلثة أحاديث

:االول عمر بن سعيد ، عن ابن أبي مميكة : حديث -

صميت مع النبي : ، عن عقبة بن الحارث ، قال

العصر ، فمما سمم قام سريعا ، ودخل عمى بعض ) تعجبيم نسائو ، ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من

ذكرت وأنا في الصبلة تبرا عندنا ، : ) ) لسرعتو ، فقال عندنا ، فأمرت -أو يبيت -فكرىت أن يمسي

( ( .بقسمتو .خرجو عن إسحاق بن منصور ، عن روح

من طريق عيسى بن يونس ، عن -فيما تقدم -وخرجو .عمر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من طريق أبي -أيضا -( ( الزكاة) ) وخرجو في أنو كان من تبر : عاصم ، عن عمر ، بو ، وفيو

.الصدقة من جنس ما كان يقع لعمر ؛ ) وىذا الذي وقع لمنبي

فإن مال الصدقة تشرع المبادرة بقسمتو بين أىمو

بذلك يتذكره ) ومستحقيو ، فكان من شدة اىتمام النبي حتى يقسمو بين في صبلتو ، فيقوم عقب ذلك مسرعا

.أىمو وىذا كمو من اجتماع العبادات وتداخميا ، وليس ىم من

.باب حديث النفس المذموم :الحديث الثاني

نا الميث ، عن جعفر ، : نا يحيى بن بكير - إذا ) : ) ) قال رسول اهلل : قال أبو ىريرة : عن األعرج

يسمعأذن بالصبلة ادبر الشيطان ولو ضراط ، حتى الالتأذين ، فإذا سكت المؤذن أقبل ، فإذا ثوب أدبر ، فإذا

اذكر ما لم يكن : سكت أقبل ، فبل يزال بالمرء يقول لو ( ( .يذكر ، حتى اليدري كم صمى إذا فعل ذلك أحدكم ، : قال أبو سممة بن عبد الرحمن

.فميسجد سجدتين وىو قاعد .وسمعو أبو سممة من أبي ىريرة

من رواية مالك ، ( ( التأذين : باب ) ) في وقد خرجو عن أبي الزناد ، عن

اليدري كم : ) ) إلى قولو -األعرج ، عن أبي ىريرة .أيضا -( ( صمى

وأما باقي الحديث ، وىو األمر بسجود السيو لذلك ، فإنما رواه أبو سممة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ع ، وليس من قول أبي عن أبي ىريرة ، وىو مرفو .ىريرة . ، لعمو جعفر بن ربيعة ( ( قال أبو سممة : ) ) والقائل

.واهلل أعمم ، كما يأتي ( ( أبواب السيو ) ) وقد خرجو البخاري في

من رواية ىشام الدستوائي -إن شاء اهلل تعالى -قريبأ ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سممة ، عن أبي

) .نبي ىريرة ، عن الومن رواية مالك ، عن ابن شياب ، عن أبي سممة ،

عن أبي ىريرة ، عن النبي. (

( ( .فميسجد سجدتين وىو جالس : ) ) وفي حديثيما من طريق األوزاعي ، ( ( بدء الخمق ) ) وخرجو في

.أيضا -عن يحيى بن أبي كثير أن الشيطان يأتي : والمقصود من تخريجو في ىذا الباب

صمي ، فيذكره ما لم يكن يذكره ، حتى يمبس عميو المن صبلتو التبطل بذلك صبلتو ، فبل يدري كم صمى ، وا

.، بل يؤمر بسجود السيو ؛ لشكو في صبلتو .وقد حكى غير واحد من العمماء اإلجماع عمى ذلك

.ىو إجماع من يعتد بو : ومنيم من قال . وىذا يشعر بأنو خالف فيو من ال يعتد بو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وقد قال طائفة قميمة من متأخري أصحابنا والشافعية

أنو إذا غمب الفكر عمى المصمي في أكثر صبلتو ، .فعميو اإلعادة ؛ لفوات الخشوع فييا

وكذا قال أبو زيد المروزي من الشافعية ، في المصمي لك خشوعو ، فعميو أنو إذا اذىب ذ : وىو يدافع األخبثين

.اإلعادة متى كثر عمل القمب : وقال ابن حامد من أصحابنا

وفكره في الصبلة في أمور الدنيا أبطل الصبلة ، كما .يبطميا عمل الجسد إذا كثر

.والحديث حجة عمى ىذه األقوال كميا وقد استدل لوجوب الخشوع في الصبلة بحديث مختمف

اإلشارة إلى ىذه المسألة في في إسناده ، وقد ذكرناه مع .، فيما مضى ( ( الخشوع في الصبلة : باب ) )

:الحديث الثالث : حدثنا عثمان بن عمر : نا محمد بن المثنى -

قال أبو : أنا ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، قال أكثر أبو ىريرة ، فمقيت رجبل : يقول الناس : ىريرة ال : البارحة في العتمة ؟ قال ) هلل بم قرأ رسول ا: فقمت

:لم تشيدىا ؟ قال : فقمت . أدري .لكن أنا أدري ، قرأ سورة كذا وكذا : فقمت . بمى

أن يبين لمناس : -رضي اهلل عنو -مراد أبي ىريرة ، واعنائو بيا ، ) امتيازه عن غيره بضبط أمور النبي

ذا كان كذا لم يستبعد أن يكون قد حفظ وحفظو ليا ، وا .ما لم يحفظو غيره

، فحفظ ) وىذه الواقعة كانت جرت لو في حياة النبي في صبلة العشاء ، ولم يحفظيا بعض من ) قراءة النبي

) .شيد العشاء معو ، مع رسول اهلل أكثر : يقضي أنو من حينئذ كان يقال : وظاىر السياق

.أبو ىريرة ، وىو بعيد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو إنما قيل ذلك بعد وفاة : -واهلل اعمم -والظاىر .، حين أكثر أبو ىريرة من الرواية عنو ) النبي

فاستدل أبو ىريرة بحفظو ما لم يحفظو غيره بيذه القصة التي جرت لو مع بعض الصحابة ، حيث حفظ ما قرأ

في صبلة العشاء ، ولم يحفظ ذلك غيره ممن ) بو النبي .معو صمى

واعمم ؛ أن عدم حفظ المصمي لما قرأ بو امامو ليا :حالتان أن يكون ذلك عقب انصرافو من الصبلة ، : أحدىما

فيذا إنما يكون غالبا من عدم حضور القمب في الصبلة .، وغمبو الفكر والوساوس فييا

، عن ( ( القراءة في الصبلة : باب ) ) وقد ذكرنا في فيمن صمى مع إمام ، فمما خرج من -قال أحمد ، أنو

: قال -ال أدري : ما قرأ اإلمام ؟ قال : الصبلة قيل لو بلة .يعيد الص

ن األصحاب اختمفوا في وجييا عمى ثبلث طرق ليم وا .فييا

وقد ورد حديث مرفوع ، يستدل بو عمى أن ال اعادة :عمى من لم يحفظ ذلك

: عن عمرو بن عمي ،( ( مسنده ) ) فروى البزار حدثنا الجريري ، عن : سمعت يحيى بن كثير ، قال

صمى رسول اهلل : عبد اهلل بن بريدة ، عن أبيو ، قال كيف رأيتموني صميت : ) ) يوما بأصحابو ، فقال ) قد نسيت : ) ) ما أحسن ما صميت ، قال : قالوا ( ( ؟

ن من حسن صبلة المرء أن يحفظ آية كيت وكيت ، وا ( ( .قراءة اإلمام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن يكون ذلك بعد مضي مدة من الصبلة : الحالة الثانية ، فيذا يكون غالبا من النسيان بعد الحفظ ، ال من سيو

القمب في الصبلة ، وىذا ىو الذي أراده أبو ىريرة .بحديثو ىذا

ن الباب معقود وحينئذ ؛ ففي تخريجو في الباب نظر ؛ أللحديث النفس في الصبلة والوسوسة فييا ، وىو ينقسم

[ الدنيا ] وىو حديث النفس بأمور -إلى المذموم لى محمود -وتعمقاتيا وىو حديث النفس بأمور -، وا

، ومنو ما يرجع إلى ما فيو مصمحة -اآلخرة وتعمقاتيا .المسممين من أمور الدنيا ، كما كان عمر يفعمو

حديث ( ( أبواب الوضوء ) ) خرج البخاري في وقدعثمان ، فيمن توضأ ثم صمى ركعتين ، ال يحدث فييما

نفسو ، أنو يغفر لو ما تقدم من ذنبو ، وسبق الكبلم .عميو في موضعو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كتاب السيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .صفحة فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بسم اهلل الرحمن الرحيم باب ما جاء في السيو إذا قام من ركعتي الفرض -

حدثنا عبد اهلل - أخبرنا مالك ، عن ابن شياب ، عن: بن يوسف

صمى لنا : األعرج ، عن عبد اهلل بن بحينة ، أنو قال ( [صمى اهلل عميو وسمم ] ) اهلل رسول

ركعتين منبعض الصموات ، ثم قام فمم يجمس ، فقام الناس معو ،

فمما قضى صبلتو ونظرنا تسميمو ، كبر قبل

.التسميم ، فسجد سجدتين وىو جالس ، ثم سمم

نا مالك ، عن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - يحيى بن سعيد

، عنن عبد اهلل بن بحينة ، أنو عبد الرحمن األعرج ، ع

قام من( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) إن رسول اهلل : قال اثنتين من الظير ، لم

يجمس بينيما ، فمما قضى صبلتو سجد سجدتين ، ثم سمم

.بعد ذلك "قد خرج البخاري ىذا الحديث فيما سبق في

، من حديث" أبواب التشيد بن ربيعة ، شعيب ، عن الزىري ، ومن حديث جعفر

.عن األعرج :وفي حديثيما

.أن ذلك كان في صبلة الظير وقد أجمع العمماء عمى أن من ترك التشيد األول من

الصبلة الرباعية أو

المغرب ،وقام إلى الثالثة سيوا ، فإن صبلتو صحيحة ، ويسجد

.لمسيو .وقد روي ذلك عن خمق من الصحابة ، بأنيم فعموه

(/)

"""""" صفحة رقم "" """"

وروي عن عمر ، أنو تشيد مرتين ، فقضى التشيد األول في تشيده

.األخير حدثني أبي ،: روى سفيان الثوري

عن الحارث بن شبيل ، عن عبد اهللقام عمر في الركعتين فمضى ، فمما : ابن شداد ، قال

سمم في آخر صبلتو سجد .سجدتين ، وتشيد مرتين

إذا قام : قال عطاء : عن ابن جريج : لرزاق وقال عبد ا

في قعود ، فإذا فرغ من صبلتو

.سجد سجدتي السيو ، وتشيد تشيدين ن كان ترك التشيد األول عمدا ، ففي بطبلن صبلتو وا

اختبلف ، ذكرناه في .التشيد

ذا كان ساىيا فمو ثبلثة أحوال :وا لثة ، أن يستمر سيوه حتى يقرأ في الركعة الثا: أحدىا

فإنو يستمر وال يرجع

.إلى السجود عند جميور العمماء ن قرأ ، ما لم وروي عن الحسن ، أنو يجمس لمتشيد ، وا

.يركع وىذا

.يدل عمى أن التشيد األول عنده واجب متأكد لو : أن ال يستمر قائما ، فقال الجميور : الحالة الثانية

.أن يرجع

إن ىذا : عمى قولو يجب أن يرجع ، بناء: وقال أحمد .التشيد واجب

ن رجع ، عند جميور ويسجد لمسيو ، وا [قول ] العمماء ، وىو

.عبد الرحمن بن أبي ليمى والشافعي وأحمد وروي عن النعمان بن بشير ، وعن أنس بن

.مالك ، أنيما فعبله

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ىو السنة : وروي عن أنس ، أنو فعمو ، وقال رواه سميمان بن ببلل ، عن يحيى بن سعيد ، عن

.أنس قال

وزيادة الثقة : قال . لم يقمو عن يحيى غيره : الدارقطني .مقبولة

إذا رجع لم يسجد لمسيو ، وىو قول: وقال طائفة عمقمة واألوزاعي ،

.وىو أحد قولي الشافعي -وىو ابن حامد -أيضا -وحكي عن بعض أصحابنا

، أنو إذا رجع قبل أن

.يستتم قائما لم يسجد إذا فارقت أليتو األرض وناء لمقيام لم يرجع : وقال مالك ، ويسجد .لمسيو

إذا تجافت ركبتاه عن األرض : وقال حسان بن عطية .مضى

إن كان إلى القعود أقرب عاد: وعند أبي حنيفة ن كان فجمس وتشيد ، وا .ويسجد لمسيو إلى القيام أقرب لم يقعد ،

أن يستتم قائما وال يقرأ ، وفيو: الحالة الثالثة :قوالن

ال يجوز أن يجمس ، وحكي عن عمقمة : أحدىما والضحاك وقتادة ، وىو

قول أبي حنيفة واألوزاعي ومالك ، وىي -في رواية -والشافعي وأحمد

.المذىب عند ابن أبي موسى سعد: وممن كان ال يجمس إذا استتم قائما

بن أبي وقاص وعقبة بن عامر .وابن الزبير وغير واحد من الصحابة

أن لو أن يرجع ، ما لم يشرع في: والثاني القراءة ، وىو قول النخعي

.مع قولو بكراىة الرجوع -وحماد والثوري

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، وىو قول أحمد -أيضا -وروي نحوه عن األوزاعي في المشيور ، عنو -

، ووجو -عند أكثر أصحابو ألصحاب الشافعي ، وحكاه ابن عبد البر عن مالك

.والشافعي واستدلوا بأن القراءة ىي المقصود األعظم من القيام

، من لم يأت بو فمم .يأت بالمقصود من القيام ، فكأنو لم يوجد القيام تاما

.وفي ىذا نظر وحكى ابن عبد البر

:يور العمماء القائمين بأنو ال يرجع إذا تم قيامو عن جمأنو إذا رجع لم تفسد صبلتو ؛ ألن األصل ما فعمو ،

وترك .الرجوع لو رخصة

: قال . وحكى عن بعض المتأخرين أنو تفسد صبلتو .وىو ضعيف

.كذا قال ومذىب

أنو إن رجع عالما بالحال بطمت : الشافعي عند أصحابو

.صبلتو ن لم تفسد بووالجميو ر عمى كراىة الرجوع ، وا

الصبلة عند من يرى ذلك ،نما حكي الخبلف في كراىتو عن أحمد .وا

إن الرجوع ىو األصل ، وتركو: " وقولو ، ليس كما قال ، بل" رخصة

األصل أن من تمبس بفرض أنو يمضي فيو ، وال يرجع إال إلى ما ىو فرض

مثمو ،ة ، فميس ىو األصل ، فأما إن رجع من فرض إلى سن

نما يجيء الرجوع وا إن التشيد واجب ،: عمى قول من يقول

.وابن عبد البر ال يرى ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" واستدل من لم يجوز الرجوع بما روى جابر الجعفي ،

عن المغيرة بن شبيل ، عن قيس بن أبي حازم ، عن المغيرة

، ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) بن شعبة ، عن النبي :قال ذا استتم " إذا قام أحدكم فمم يستتم قائما فميجمس ، وا

قائما فبل يجمس ، ويسجد " .سجدتي السيو

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو .وجابر الجعفي ، ضعفو األكثرون

وىذا كمو فيقيامو من التشيد األول في الصبلة المفروضة ، كما

وب عميوب البخاري ، فإن كانت صبلتو نفبل ، وكان نوى ركعتين ،

ثم قام إلى ثالثة نيارا ،وىو أفضل ؛ ألن -فيو مخير ، إن شاء أتميا أربعا

صبلة أربع بالنيار ال كراىة فييا ،

ن -وبذلك يصون عممو عن اإللغاء ، فكان أولى ، وا شاء رجع وتشيد

ميوروسجد لمسيو ، ىذا قول أصحابنا وج .العمماء

األفضل أن يرجع ؛ لئبل يزيد : ومن الشافعية من قال .عمى ركعتين

األفضل: وروي عن مالك .السجود ، ما لم يركع في الثالثة

ما لم يرفع رأسو من ركوعيا ، ثم يكون المضي : وعنو .أفضل

ومتى أتمياإن كان قد تشيد عقيب الركعتين : أربعا ، فعند أصحابنا

لمال سجد يس .جد ، وا

وحكي عن مالك واألوزاعي

يسجد لتأخيره السبلم عن ىذا: والشافعي .التشيد

ن كان ذلك في صبلة الميل ، فإنو يرجع وال يتميا وا أربعا ، ويسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.نص عميو أحمد : -لمسيو عمى فإن أتميا أربعا ، ففي بطبلن صبلتو وجيان ، بناء

الوجيين في صحة تطوعو

.بالميل بأربع أن األفضل أن يمضي : وحكي عن مالك والشافعي

.فييا : -في رواية -وقال األوزاعي ومالك

إن كان قد ركع في الثالثة لمال رجع .يرجع ، وا أنو يراعي الرفع في الركوع ، كما : وعن مالك رواية

سبق عنو.

طوعا ركعتين ، فسيا في رجل صمى ت -وقال الثوري كان: -فقام في الثالثة يمضي ويجعميا: الشعبي يقول

.أربعا .وأحب إلي أن يجمس ويسمم : وقال الثوري

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب إذا صمى خمسا -نا شعبة ، عن الحكم ، عن : حدثنا أبو الوليد -

إبراىيم ، عن عمقمة ،

صمى اهلل عميو ] ) ، أن رسول اهلل عن عبد اهلل أزيد في : صمى الظير خمسة ، فقيل لو ( [ وسمم

الصبلة ؟ صميت: قالوا " وما ذاك ؟ : " قال

.خمسا ، فسجد سجدتين بعد ما سمم فيما -" أبواب استقبال القبمة " وقد خرجو البخاري في

، من -مضى رواية

ياق مطول ، منصور ، عن إبراىيم بيذا اإلسناد ، بس قال: وفي حديثو

" .ال أدري زاد أو نقص : " إبراىيم وذكر

( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) أن النبي : في الحديث .سجد سجدتين ، ثم سمم ذا شك أحدكم في صبلتو : " وزاد في آخر الحديث وا

فميتحر الصواب ،

" .فميتم عميو ، ثم ليسمم ، ثم يسجد سجدتين رواية األعمش ، عن إبراىيم ، بو ،وخرجو مسمم من

صمى: ولفظو ، فزاد أو نقص ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) رسول اهلل

يا رسول: فقيل -الوىم مني : قال إبراىيم - أزيد في الصبلة: اهلل

إنما أنا بشر مثمكم ، أنسى كما تنسون ، : " شيء ؟ قال فإذا

م تحول، ث" نسي أحدكم فميسجد سجدتين وىو جالس ، فسجد( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) رسول اهلل .سجدتين

أن : وقد اتفقت الروايات عن إبراىيم في ىذا الحديث لما ذكر( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي بسيوه

.لم يزد عمى أن سجد سجدتين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بنقص ، فإنو لو وىذا يدل عمى أنو كان سيوه بزيادة وال كان سيوه بنقص

ألتى بما نقص من صبلتو ثم سجد ، فمما اقتصر عمى سجدتي السيو دل عمى أن

صبلتو كانت قد تمت ، وأن السيو كان في الزيادة .فييا

ولكن رواه أبوبكر الحنفي ، عن مسعر ، عن منصور ، وقال في

:حديثو فأتم صبلتو ، ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) ثم قام النبي

، وسجد سجدتين بعد ما سمم.

محفوظة ، لم يقميا [ غير ] وذكر إتمامو صبلتو زيادة غير أبي بكر

الحنفي ، وىو ثقة يتفرد بغرائب ، ولم يتابع

.عمى ىذه الزيادة وقد روى ىذا الحديث إبراىيم بن سويد النخعي ، عن

عمقمة ، عن ( [وسمم صمى اهلل عميو] ) ابن مسعود ، أن النبي

صمى بيم الظير خمسا ، فمما انفتل توشوش القوميا رسول اهلل ، ىل : قالوا " ما شأنكم ؟ : " فقال . بينيم زيد في

الصبلة ؟، قالوا ، فإنك قد صميت خمسا ، فانفتل ، " ال : " قال

ثم سجد سجدتين ، ثم إنما أنا بشر: " سمم ، ثم قال

" .مثمكم ، أنسى كما تنسون .جو مسمم خر

فإذا نسي : " -بيذا اإلسناد -أيضا -وفي رواية لو أحدكم فميسجد

" .سجدتين من طريق أبي بكر النيشمي ، -أيضا -وخرجو مسمم

عن عبد الرحمن بن األسود ، عن أبيو ، عن

صمى اهلل عميو ] ) صمى بنا رسول اهلل : عبد اهلل ، قال خمسا ،( [ وسمم وما : " ، أزيد في الصبلة ؟ قال يا رسول اهلل: فقمنا

قالوا" ذاك ؟ صميت:

إنما أنا بشر مثمكم ، أذكر كما تذكرون : " قال . خمسا ،" ، وأنسى كما تنسون

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ثم سجد سجدتي السيو لى ىذا الحديث ذىب جميور أىل العمم ، وأنو إذا وا

صمى رباعية خمسا ر من ذلكأو أكث

، أو المغرب أربعا أو أكثر ، أو الفجر ثبلثا أو أكثر ، ثم ذكر بعد

.سبلمو أنو يسجد سجدتي السيو ، وتجزئو صبلتو وروي ذلك عن عمقمة والحسن وعطاء والزىري والنخعي

، وىو قول مالك والميث واألوزاعي والشافعي وأحمد

سحاق وأبي ثور ، وفقياء أىل الحديث وا .جممة

إن لم يكن قعد بعد الركعة األخيرة من : الت طائفة وق صبلتو قدر

التشيدن كان قعد عقيب فسدت صبلتو ، وعميو اإلعادة ، وا

انقضاء صبلتو قدر التشيد أجزأه ، وىو قول جماعة من

.حماد وأبو حنيفة والثوري : الكوفيين ، منيم إذا لم يذكر حتى سجد في الخامسة ، ولم يكن : وقالوا

د عقيبقع

الرابعة .تحولت صبلتو نفبل ، وشفعيا بسادسة

ولو لم يشفعيا جاز عند أبي حنيفة وأصحابو إال عند زفر ؛ فإنو ال

بد أنيشفعيا ؛ ألنو بتمبسو بالخامسة لزمو إتمام ما شرع فيو

.من النفل ن كان جمس عقيب الرابعة ، ثم ذكر بعد وا

تمام الخامسة ضم إلييا ركعة .نت الركعتان نافمة أخرى ، وكا

ىل تجزئانو من سنة الصبلة بعدىا: واختمف الحنفية ، أو ال ؟

واستدل الجميور بحديث ابن مسعود ، وقد روي عنو أنو عمل بمقتضاه ،

وكذلك عمل بو عمقمة راوية .عنو ، وىما أعمم بمدلول ما روياه

أنو لم يكن قعد عقيب الرابعة ؛ ألنو قام إلى : والظاىر

امسة معتقدا أنوالخ قام

عن ثالثة ، وألن ىذا زيادة في الصبلة من جنسيا سيوا ، فبل تبطل بو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الصبلة ، كما لو ذكر قبل أن يسجد في الخامسة ، فإن ىذا قد وافقوا عميو ، وأن

صبلتو ال تبطل بذلك ، وأنو يرجع وال فرقفيتشيد ويسمم ، وتجزئو صبلتو ،

.في ىذا بين صبلة وصبلة أن من صمى: وحكي عن قتادة واألوزاعي المغرب أربعا ، ثم ذكر ، أنو

.يأتي بخامسة ، يقطعيا عمى وتر وروى جابر ، الجعفي ، عن الشعبي وسالم والقاسم

في رجل -وعطاء .يعيد : ، قالوا -صمى المغرب أربعا

.إنما يرويو جابر : قال أحمد أنو تفرد بو ،: يعني

.وىو ضعيف مشيور وذىب بعض المالكية إلى أن من زاد في صبلتو مثل

نصفيا سيوا ، أن ورد. صبلتو تبطل

.ابن عبد البر ردا بميغا وروى زياد بن عبيد اهلل الزيادي ، عن حميد ، عن أنس

( [صمى اهلل عميو وسمم ] ) ، أن النبي صمى الظير ست

.ركعات ، عن معاوية بن صالح ، " مسنده " ىب في وروى ابن و

عن أبي الزاىرية ، صمى الظير( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) أن النبي

سبع ركعات ، وعميو حمة حرير ، أىداىا لو أكيدر

إني نظرت إلييا : " دومة ، فمما انصرف نزعيا ، وقال ، فأليتني

" .عن صبلتي .وىذا مرسل و يسجد لمسيو ، إذا لم يذكره دليل عمى أن: وفي الحديث

إال بعد السبلم ،ن وا

كان قد تكمم بينيما ، وبيذا قال عمقمة وعطاء والثوري سحاق والشافعي وا

.وأحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ألن السجود مرسل ىنا ، منقول بعد السبلم ، فبل يمنع الكبلم فعمو ،

عممو بعض كالتكبير في أيام التشريق ، ىكذا

.أصحابنا أنو ال يمنع السجود فيو إن تكمم بعد : ويقتضي ذلك

.ذكره عمدا وفي بعض روايات حديث ابن مسعود

صمى اهلل عميو ] ) ما يدل عمى ذلك ، وأن النبي ( [وسمم

.تكمم بعد تذكيرىم لو بزيادتو ، ثم سجد متى تكمم لم يسجد ؛: وقال أبو حنيفة

.الصبلة ألن الكبلم ينافي ىل يعتبر أن ال يطول الفصل بين السبلم من : واختمفوا

الصبلة والسجود ، أم ال ؟ وفيو

:قوالن يعتبر ذلك ، فإن طال الفصل امتنع السجود ؛ : أحدىما

ألن سجود السيو تكممة لمصبلة ، فبل يبنى عمييا

مع طول الفصل ، كسائر أفعال الصبلة ، وىذا

-وليو ، وىو الجديد منيما في أصح ق -قول الشافعي في -وأحمد إحدى

.الروايتين أال يكون خرج من المسجد ، وعميو -أيضا -واعتبر

.أكثر أصحابو ومنيم من لم يعتبره ،

وىو قول الشافعي وأصحابو ، وىو رواية أخرى من .أحمد ، ومذىب الثوري وغيره من العمماء

ال: والثاني ن طال الفصل ، وىو يعتبر قرب الفصل ، بل يسج د وا

قول الضحاك ويحيى بن سعيد والثوري ومكحول واألوزاعي

والحسن بن حيفي الرواية -وأحمد -في قولو اآلخر -والشافعي .األخرى

ألنو جبران ، يفعل بعد التحمل من

العبادة ، فيجوز فعمو بعد طول الزمان .كجبران الحج م جاز فعمو إذا إن كان السجود بعد السبل: وقال مالك

ذكرهن طال ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن كان قبل السبلم لم يفعمو إال مع قرب الزمان ، وا الفصل ، فإن تباعد أعاد

.الصبلة ؛ ألنو جزء من الصبلة ن وروى ابن وىب ، عن مالك ، أنو يفعمو مطمقا ، وا

طال الزمان ، ما لم .ينتقض وضوؤه

شبرمة وعن ابن يسجد ما لم يخرج من المسجد ، فإن خرج أعاد: والحكم

.الصبلة يسجد ما لم يخرج من المسجد: وقال أبو حنيفة

.أو يتكمم يسجدىما ما لم يتم ، ولو اتكأ ، ثم ذكر ، : وقال عطاء جمس فسجد ،

ن قام فميصل ركعتين ، وال وا .يسجد لمسيو

.تقض وضوؤه يسجد ما لم ين: وقال الميث بن سعد يسجد ما لم: وعن الحسن وابن سيرين

يصرف وجيو عن قبمتو ، فإن صرفو .لم يسجد

وحديث ابن مسعود صريح في رد ىذا ، وقد سبق القول " فيو في أبواب

" .استقبال القبمة أيضا -أنو ال يسجد مع قرب الفصل : ولمشافعية وجو

؛ لفوات محمو ، -

وىو قبل .السبلم عندىم .وىذا غمط ؛ لمخالفتو لمسنة : قال بعضيم

وىل يكون ىذا السجود عائدا إلى حكم الصبلة: قالوا .؟ فيو وجيان :وليما فوائد

لو تعمد الكبلم في ىذا السجود والحديث ، فإن : منيا إنو عائد إلى: قيل

الصبلة .بطمت صبلتو ، وعمى اآلخر ال تبطل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عائد إلى الصبلة ، لم يكبر االفتتاح ، : إن قيل : ومنيا

ولم يتشيد ، بل يسمم بعد السجود ، وعمى اآلخر يكبر لبلفتتاح

. ال يتشيد ؛ ألنو لم : وفي تشيده وجيان ، أصحيما

( [صمى اهلل عميو وسمم ] ) يصح فيو عن النبي .شيء ويسمم عمى: قالوا

و ال ؛ لؤلحاديث الصحيحةالصحيح ، سواء تشيد أسجد ثم ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) المصرحة بأنو

.سمم ومذىب الثوري إذا أحدث في

سجدتي السيو لم تبطل صبلتو ، وليست .بمنزلة الصبلة

واستدل طائفة بيذا الحديث عمى من زاد في صبلتو سيوا ، فإنو يسجد لذلك( [ ميو وسمم صمى اهلل ع] ) بعد السبلم ؛ ألن النبي

سجد بعد السبلم ، وىذا قول مالك وأبي ثور ورواية .عن أحمد

أن زيادة عدد الركعات خاصة يسجد : وحكي عن أحمد

ليا بعد السبلم " جامعو " وىو الذي حكاه الترمذي في -مطمقا

عن أحمد ، وحكىلو ذكر قبل السبلم -القاضي أبو يعمى في ذلك روايتين

سجد، أنو يسمم ثم ي .بعد السبلم

وقد .ذىب إليو بعض أىل الحديث صمى اهلل ] ) أن النبي : والذي عميو جميور العمماء

إنما سجد في حديث ابن مسعود( [ عميو وسمم بعد

سبلمو ؛ ألنو لم يشعر بسيوه إال بعد السبلم من صبلتو ، فكان سجوده بعد

السبلم ؛ فإنو إنما سمم ظانا أن صبلتو النما عمم بالزيادة فييا بعدزيادة ف ييا ، وا .ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد صرح اإلمام أحمد بيذا المعنى في رواية حرب ، .وغيره

إن -وسيأتي القول في محل سجود السيو فيما بعد .شاء اهلل تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - [سجدتين ] ين أو في ثبلث سجد إذا سمم في الركعت

مثل سجود الصبلة أو أطول -

ثنا شعبة ، عن سعد بن إبراىيم ، عن أبي : حدثنا آدم سممة ، عن

صمى اهلل ] ) صمى بنا رسول اهلل : أبي ىريرة ، قال

الظير( [ عميو وسمم :أو العصر ، فقال لو ذو اليدين

صمى ] ) نبي الصبلة يا رسول اهلل ، نقصت ؟ فقال ال " أحق ما يقول ؟ : " ألصحابو ( [ اهلل عميو وسمم

قالوا .فصمى ركعتين أخريين ثم سجد سجدتين . نعم :

ورأيت عروة بن الزبير صمى من المغرب : قال سعد ركعتين ،

فسمم وتكمم ،ىكذا فعل : ثم صمى ما بقي ، وسجد سجدتين ، وقال

( [ .صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي بوب البخاري ىذا الباب ، عمى أن

من سمم من نقص ركعتين أو ركعة منصبلتو ، فإنو يأتي بما بقي عميو ، ويسجد سجدتين مثل

سجود الصبلة أو .أطول ، وتجزئو صبلتو

وسجد : " ولم يخرج الحديث من الرواية التي فييا

سجدتين مثل سجوده ،" أو أطول

نما خرجيا فيما بعد من حديث ا بن سيرين ، عن أبي وا .ىريرة

وىذه الرواية المخرجة في ىذا الباب من أىل المدينة ، رواىا سعد بن

إبراىيم الزىري ، عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، عن عن[ و ] ، ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي

عروة ، عن ( [ .صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولعل البخاري إنما صدر طرق حديث أبي ىريرة برواية المدنيين ؛ ألن ىذه

الرواية فييا متابعة لرواية البصريين

ن كانت رواية في ذلك السجود لمسيو ، وا .البصريين فييا زيادة ذكر طول السجود

أنو ال يعمم: وقد ذكر النسائي أحدا ذكر عن أبي سممة في ىذا

.غير سعد بن إبراىيم " م سجد سجدتين ث: " الحديث ثم خرجو من طريق عمران

بن أبي أنس ويحيى بن أبي كثير والزىري ، عنولم يذكر فيو سوى قضاء -أبي سممة ، عن أبي ىريرة

.الركعتين وخرجو مسمم من طريق يحيى بن أبي كثير ، عن أبي

ولم يتم -سممة .لفظ الحديث ، بل اختصره

وقال أبورواه يحيى بن أبي كثير وعمران بن أبي أنس ، : د داو

عن أبي عن -والعبلء بن عبد الرحمن ، عن أبيو -سممة

أنو: ولم يذكروا -أبي ىريرة

.سجد السجدتين ورواه ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن أبي ىريرة ،

:وقال فيو ولم"

" .يسجد لمسيو ، عن ابن قد خرجو اإلمام أحمد ، عن حجاج: قمت

فذكر -أبي ذئب الحديث ، وقال في

سألت أىل: قال الزىري : قال ابن أبي ذئب -آخره صمى اهلل ] ) العمم بالمدينة ، فما أخبرني أحد أن النبي

.صبلىما ( [ عميو وسمم .سجدتي السيو : يعني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ي ، ورواية الزىري فرجعت رواية نفي السجود إلى الزىر

بذلك غير معروفة .مشيورة [ وال ]

وقد روى الزىري ىذا الحديث عن سعيد وأبي سممة وعبيد اهلل بن

.عبد اهلل ، عن أبي ىريرة خرجو أبو داود من طريق

:األوزاعي ، عنو بيذا اإلسناد ، وفي حديثو .ولم يسجد سجدتي السيو حتى يقنو اهلل ذلك

وخرجو أبو داود النسائي من رواية صالح بن كيسان ، عن الزىري ،و

.مرسبل -عن أبي بكر بن سميمان بن أبي حثمة قال

-وأخبرني سعيد بن المسيب ، عن أبي ىريرة : الزىري وأبو سممة

وأبو بكر بن الحارث بن ىشام وعبيد اهلل بن .عبد اهلل

من " صحيحو " وخرجو اإلمام أحمد وابن حبان في

، عن طريق معمر الزىري ، عن أبي سممة وأبي

.بكر بن سميمان ، عن أبي ىريرة وخرج النسائي من طريق الميث ، عن عقيل ، عن ابن

شياب ، عن سعيد

وأبي سممة وأبي بكر بن عبد الرحمن وابن أبي حثمة ، عن أبي ىريرة ،

، أنو لم يسجد ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) عن النبي يومئذ قبل .وال بعده التسميم

عن الزىري ، عن سعيد " الموطأ " وخرجو مالك في وأبي سممة

- وأبي بكر بن أبي حثمة .مرسبل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رسالو .واختمف عمى األوزاعي في وصمو عن الزىري وا .وقد أنكر ىذا عمى الزىري غير واحد من األئمة

من أوىام " التمييز كتاب" وعده مسمم بن الحجاج في الزىري ؛ لصحة

صمى اهلل عميو ] ) الروايات بخبلف روايتو ، وأن النبي سجد( [ وسمم

.لمسيو يومئذ أن الزىري روى ىذا : -واهلل أعمم -الذي يظير : قمت

الحديث عن سعيد وأبي سممة وغيرىما ،

من غير ذكر سجود السيو بنفي وال إثبات ، وأنلم يسجد النبي : " ك بقولو من عنده الزىري أتبع ذل

يومئذ لمسيو( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) . "

في الحديث ، فمن [ وأدرجو ] فيذا مما أرسمو الزىري

اقتصر عمى ىذاالقدر من حديث الزىري ووصمو فقد وىم ؛ ألنو أسند

.المدرج بانفراده وقد ذكر الزىري أنو لم

م بالمدينة ،يخبره بالسجود أحد من أىل العمفكان ينفي السجود ليذا ، وىذا بمجرده ال يبطل رواية

الحفاظ األثبات .لمسجود

وقد روي عن الزىري ، أنو حمل ترك السجود لمسيو في ىذه القصة عمى

:أحد وجيين أنو: أحدىما

.كان ىذا قبل أن يشرع سجود السيو : قال ثم كان ىذا قبل بدر ،: فروى عنو معمر ، أنو قال

.استحكمت األمور

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو كان يرى أنو لم يسجد يومئذ لمسيو ؛ ألن : والثاني الناس يقنوا النبي

.حتى استيقن ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) وكبل الوجيين

.ضعيف أما األول ؛ فؤلن أبا ىريرة شيد ىذه القصة ، وكان

، إسبلمو بعد بدر بكثير- وسيأتي بسط ذلك فيما بعد

.إن شاء اهلل تعالى وأما الثاني ؛ فمضمونو أنو إنما يسجد لمسيو إذا استدام

الشك ، فأما إذا تيقن األمر ، وعمل عميو

ن كان قد زاد في الصبلة ، وىذا ، فإنو ال يسجد ، وا .مذىب غريب

نعم ؛ لو شك في شيء من صبلتو ، ثم زال

وتبين أنوشكو قبل السبلم ، لم يزد في صبلتو ولم ينقص ، فينا يستحب السجود وال

نقمو ابن: -يجب منصور ،

سحاق .عن أحمد وا : الصحيح من مذىبنا ومذىب الشافعي : وقال أصحابنا

أنو ال يسجد إال أن يكون قد فعل قبل

.زوال شكو ما يجوز أن يكون زائدا ، فإنو يسجد سجد بحال ؛ ألن السجود ال ي: وفي المذىبين وجو آخر

إنما يشرع [من ]

.زيادة أو نقص أو تجويزىما ، ولم يوجد شيء من ذلك .وىذا قول سفيان الثوري

وقد روي عن أبيسجد ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) ىريرة ، أن النبي

لمسيو في ىذه القصة من :وجوه أخر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لك ، عن داود بن الحصين ، عن أبي فروى ذلك ما سفيان مولى ابن

فذكر ىذا الحديث -أبي أحمد ، عن أبي ىريرة فأتم رسول اهلل: ، وقال فيو

بقي من الصبلة ، [ ما ( [ ] صمى اهلل عميو وسمم ] ) .ثم سجد سجدتين وىو جالس بعد التسميم

وقد خرجو .مسمم من ىذا الوجو

ن يزيد بن أبي حبيب ، عن الميث ، ع -أيضا -رواه جعفر بن ربيعة ، عن

ابن مالك ،

( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) عن أبي ىريرة ، أن النبي سجد يوم ذي اليدين سجدتين

.بعد السبلم .خرجو النسائي

- أيضا -ورواه عكرمة بن عمار ، عن ضمضم بن جوس اليفاني ،

:قال أن : كر فيو ، وذ -بيذا الحديث -حدثني أبو ىريرة

النبي ثم[ سمم ( [ ] صمى اهلل عميو وسمم ] )

.سجد سجدتي السيو وىو جالس ، ثم سمم " .صحيحو " خرجو أبو داود والنسائي وابن حبان في

عمران بن : في ىذه القصة -أيضا -وروى السجود حصين ، عن النبي

( [ .صمى اهلل عميو وسمم ] ) فروى خالد الحذاء ، عن أبي

قبلبة ، عن أبي الميمب ، عن عمران بن

صمى اهلل عميو ] ) سمم رسول اهلل : حصين ، قال في ثبلث ركعات من العصر ، ثم قام( [ وسمم فدخل

أقصرت : الحجرة ، فقام رجل بسيط اليدين ، فقال الصبلة يا رسول اهلل ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

التي كان ترك ، ثم سمم ، فخرج مغضبا ، فصمى الركعة سجد سجدتي[ ثم ]

.السيو ، ثم سمم .خرجو مسمم فخرج غضبان ، حتى انتيى : -أيضا -وفي رواية لو إلى الناس ،

نعم ، فصمى: قالوا " أصدق ىذا ؟ : " فقال ركعة ، ثم سمم ، ثم سجد

.سجدتين ، ثم سمم منع وىذه الرواية تدل عمى أن الخروج من المسجد ال ي

البناء عمى الصبلة

لمن سمم من نقص في صبلتو ، فؤلن ال سجود السيو .فبمجرده أولى

أن الرجل الذي: وفي رواية لمسمم ، كان اسمو ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) قال لمنبي الخرباق ،

.وكان في يده طول ىو ذو اليدين المذكور في حديث: فمن الناس من قال

.أبي ىريرة ىما رجبلن ، وواقعتان متعددتان ، ونص : ائفة وقال ط

عمى ذلك اإلمام .أحمد

وقد دل ىذاعمى أن من سمم من -من جميع طرقو -الحديث

نقصركعة فأزيد من صبلتو ناسيا ، ثم ذكر قريبا ، أنو يبني

عمى ما مضى من صبلتو ،

.وال يمزمو إعادتيا ، وىو قول جميور أىل العمم د في صبلتو سبلما ناسيا ،فإن ىذا إنما زا

والسبلم مشروع في الصبلة ، لكنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أتى بو قبل محمو ، فبل تبطل بو الصبلة ، كما لو زاد .سجدة سيوا

إن كبلم: ووافق عمى ذلك أكثر من يقول الساىي يبطل الصبلة ، كأبي

.في رواية -حنيفة وأحمد .ان الثوري واختمف عن سفي

فروى عنو كذلك ، ىو .المشيور عنو

وروى يعمى بن عبيد ، عنو ، أنو إذا سمم ساىيا قطع صبلتو ؛ ألنو تكمم في

.صبلتو ساىيا .حكاه أصحابو عنو في كتبيم

-وحكاه ابن عبد البر عن بعض أصحاب أبي حنيفة .أيضا

وكذلك روى عبد إال أن: قال الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، ثم

صنع الذي ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) يكون النبي .يقولون [ثم ] سمم : يعني

بنى عمى صبلتو ، فتوقف في ذلك حيث لم يكن .الحديث عنده

ىل يشترط لمبناء عمى ما مضى من: واختمفوا الصبلة أن يذكر مع

قرب الفصل ، أو ال يشترط ذلك ، بل يبني ولو ذكر بعد فصل ؟ عمىطول ال :قولين

ال يبني إال مع قرب الفصل ، فإن طال : أحدىما الفصل بطمت الصبلة

أبي حنيفة ومالك[ قول ] واستأنفيا ، وىذا والشافعي وأحمد وأبي خيثمة .وسميمان بن داود الياشمي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يبني ولو طال الفصل ، وىو قول مكحول : والثاني األوزاعي ويحيىو

.األنصاري والحسن بن حي ونقل صالح

.أيضا -وغيره ، عن أحمد ما يدل عمى ذلك

يبني ما لم ينتقض وضوؤه الذي صمى بو : وقال الميث .تمك الصبلة

وفي حديث عمران بن حصين ما يدل عمى البناء مع .طول الفصل

.واهلل أعمم ىل: -أيضا -واختمفوا

مبل كثيرا ينافي الصبلة مثمو ،يبني مع عممو عأو ال يبني معو ؟ وفيو خبلف عن الشافعي وأحمد ،

سبق ذكره ؛ وأن العمل

ىل تبطل بو الصبلة ، أم ال ؟: الكثير مع السيو ما يدل عمى: وفي حديث أبي ىريرة وعمران بن حصين

أنو يبني مع .كثرة العمل في ىذه الحال سيوا [ ذلك ]

ن خرج من المسجد ، أو ال يبنيىل ي: واختمفوا بني ، وا إال مع كونو في

المسجد ؟ وفيو خبلف سبق ذكره في تأخير سجود

.السيو نسيانا ىل يبني مع تكممو: واختمفوا

في ىذه الحال ، أم كبلمو يقطع البناء ويستأنف مع الصبلة ؟

إن تكمم بطمت صبلتو ، واستأنفيا ،: فقالت طائفة وىو قول النخعي

الثوري وأبي حنيفة ، وروي عن الحسن وعطاء ، وىو و رواية عن قتادة ، وعن

أحمد اختارىا .كثير من أصحابو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما : لكن أحمد لم يقل إن الكبلم في الصبلة نسخ ، وا قالو طائفة من

.أصحابو ، موافقة لمكوفيين

واستدلوا بقولقبل -قصة ذي اليدين : يعني -كان ىذا : الزىري بدر ،

.ثم استحكمت األمور بعد وقد ذكر الزىري في روايتو

( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) كمم النبي [ الذي ] أن : ىو ذو الشمالين

.ابن عمر حميف بني زىرة صحيح ابن" و " مسند أحمد " كذا في " .حبان

.و وكذا خرج النسائي أنو ذو الشمالين بن عمر وكذا سماه عمران بن أبي أنس في روايتو ، عن أبي

:سممة ، عن أبي ىريرة .ذا الشمالين

.وىذه متابعة لمزىري ذو الشمالين قتل يوم بدر ، وتحريم الكبلم: قالوا

.إنما شرع بعد ذلك

وروى محمد بن أبي السري ، عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، عن

أيوب ، عن ابنصمى ] ) والحسن ، عن أبي ىريرة ، أن النبي سيرين

سجد بعد( [ اهلل عميو وسمم .السبلم والكبلم قبل النسخ ، فنسخ ، وثبت السجدتان

أنو نسخ السجود بعد الكبلم ، وصار الكبلم : والمراد مبطبل تعاد معو

.الصبلة ومحمد بن أبي السري ، ليس

.بالحافظ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ولعل ىذا من تصرف بعض الرواة بالمعنى عنده إن كبلم الناسي يبطل : وكل من قال ىذا ، قال

.الصبلة ن تكمم في ىذه الحال : وقال طائفة أخرى بل يبني ، وا

، إذا ظن تمام صبلتو ؛ فإنو إنما تكمم ناسيا الصبلة ، وىذا قول

في رواية -الشافعي وأحمد .عنو قصة السيو كانت بعد تحريم الكبلم ، فمم إن: قالوا

ينسخ ، بل دلت عمى أن

كبلم الناسي مستثنى من عموم الكبلم المبطل لمصبلة ، كما أن األكل في

.الصيام ناسيا معفو عنو ال يبطل بو الصيام واستدلوا عمى تأخر قصة ذي اليدين ، بأن أبا ىريرة

شيدىا ، وأبو ىريرة إنما :وممن ذكر ذلك أسمم عام خيبر ، .الشافعي وأحمد

نما أسمم بعد بدر ، فيما وشيدىا عمران بن حصين ، وا

.قيل وشيدىا معاوية بن حديج ،

وغيره ،" كتاب النسائي " وحديثو مخرج في إنو : ومعاوية بن حديج ممن تأخر إسبلمو ، حتى قيل

أسمم قبل موت النبي ،

.بشيرين الصبلة ؛ فإنو كان إما وىذا كمو بعد تحريم الكبلم في

بمكة قبل اليجرة ، أو عقيب اليجرة قبل

بدر ، كما دل عميو حديث ابن مسعود ، وقد سبق الكبلم .عمى ذلك

إن ذلك كان قبل بدر: " وقول الزىري : قالوا :وىم منو ، وكذلك قولو " ذو ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) كمم النبي [ الذي ] إن "

نما ىو ذو اليدين ، و " الشمالين .ا وقد بقي ذو: قالوا

، وأما ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) اليدين بعد النبي المقتول ببدر ، فيو ذو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الشمالين ، وقد ذكر ذلك الشافعي وأحمد ، وأنكر أحمد أن يكون ذو اليدين

.قتل ببدر وذىب طائفة إلى أنيما واحد

. وىؤالء ذىبوا إلى أن كبلم الناسي ال يبطل الصبلة ،

وروي عن ابن عباس .وابن الزبير

وروي عن الزبير .بن العوام بإسناد منقطع

في -وىو قول الشعبي وعروة وعطاء والحسن وقتادة

وعمرو -رواية عنيم ابن دينار

سحاق وأبي خيثمة -في رواية -والشافعي وأحمد وا وغيرىم من فقياء

.الحديث إنما تكمم: فعمى ىذه المقالة

بعد سبلمو نسيانا ؛ ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) النبي لظنو أن صبلتو

.قد تمت حدثنا حماد: وخرج الطبراني من رواية معمى بن ميدي

بن زيد ، عنأيوب وابن عون وىشام وسممة بن عمقمة ، عن محمد ،

عن أبي ىريرة ، أن تكمم في( [ عميو وسمم صمى اهلل] ) النبي

.الصبلة ناسيا ، فبنى عمى ما صمى .وىذا مروي بالمعنى ، مختصرا من قصة ذي اليدين

واختمفت الرواية عن

ىل يختص كبلم الساىي بما كان من مصمحة: أحمد ( [ صمى اهلل عميو وسمم ] ) الصبلة ؛ لحال كبلم النبي

وأصحابو في قصة ذي اليدين ، أم كانيعم ما

.لمصمحة الصبلة وغيره ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ورجح طائفة من المتأخرين من أصحابنا اختصاصو بما كان لمصمحة الصبلة ؛ ألن الرخصة إنما وردت في ؛ وألنو إذا كان لمصمحة الصبلة ، وفعمو ساىيا ، فيو

شبيو بالسبلم من الصبلة ساىيا ، وىو غير مبطل عند .جميور العمماء كما تقدم

ىل محل الخبلف إذا سمم من : واختمف أصحابنا صبلتو ، يظن أنيا قد تمت ، ثم تكمم حينئذ ؛ ألن ىذه ىي الصورة التي وردت فييا الرخصة ، وىي التي يقع

فييا كبلم الساىي غالبا ، أم تعم ذلك وغيره لمن تكمم ب في صمب صبلتو ساىيا ؟ وفيو طريقان لؤلصحا

.أحمد يدل عمى األول [ كبلم اإلمام ] وأكثر إن حديث : أن أحمد لم يقل -فيما تقدم -وقد ذكرنا

نما اختمفت الرواية ذي اليدين نسخ ، كما يقولو غيره ، وا وبمن كممو ، أو ىو ) ىل كان ذلك خاصا بالنبي : عنو

عام ، أم يختص بعده باإلمام دون المأموم ؟ .ومن كممو ) كان خاصا بالنبي فروي عنو ، أنو

.وىذه الرواية اختيار أبي بكر الخبلل وصاحبو إنو كان مخصوصا بجواز : ، فقد يقول ) فأما النبي

.الكبلم في الصبلة لمصمحتيا ، إما سيوا أو مطمقا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كانت )وأما المجيبون لو ، فقد صرح بأن إجابتيم لمنبي واجبة ، فبل تبطل صبلتيم بذلك ، وكبلم ذي اليدين لو

كان في ( ( قصرت الصبلة ، أم نسيت ؟ : ) ) بقولو يظن -أيضا -وقت يجوز فيو قصر الصبلة ، فكان

.أن صبلتيم تمت ، وىذا اليوجد بعدىم بل نسيت يارسول : ) ) وأما قول ذي اليدين بعد ذلك

، فقد ( ( قد كان بعض ذلك : ) ) وفي رواية -( ( اهلل تكمم وىو عالم أن صبلتيم لم تتم ، لكنو لم يعمم أنيم في الصبلة ، وأن البناء يجوز ليم عمى ما مضى ، بل قد يكون ظن أن ما مضى من الصبلة بطل ولغي ، وأنيم اآلن ليسوا في صبلة ، وربما كان تكمم غير ذي اليدين

لبناء إنما عمم من فعل من الصحابة لذلك ؛ فإن جواز ا .يومئذ ، ال قبمو ) النبي

لكن ىذا يقع لمناس كثيرا ، فيل حكم ىذا حكم من تكمم يظن أنو ليس في

صبلة ، فيوكالساىي ، أم ال ؟أن ىذا ممحق بالجاىل بأنو في صبلة ، يعذر : الظاىر

في كبلمو ، بخبلف الصائم ، إذا جيل الوقت فاكل .ن أنو نيارا يظنو ليبل ، فتبي

وحكوا الخبلف عن أحمد ، في كل من تكمم وىو يعتقد أنو ليس في صبلة ، وأنو خرج منيا ، يكون جاىبل بأن

.كبلمو يبطل الصبلة [ عمل ] الصيام ما ال يعتقد [ في ] وألصحابنا وجيان فيمن أكل

-أيضا -أنو يفطره ، ىل يفطربو ، أم ال ؟ وىو .جاىل

من أكل ناسيا ، فظن أنو أفطر ، وأنو ال وليم وجيان في يمزمو اإلمساك ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثم جامع ، ىل عميو كفارة بجماعو ، أم ال ؟

وحكى ابن المنذر ، أنو ال كفارة عميو عند جميور .العمماء ؛ ألنو لم يتعمد افساد الصوم

.أيضا -ولمشافعية فيو وجيان

يم يدل عمى أنو يفطر بذلك ؛ فإن الجيل اليعذر وكبلمبلة ، فإذا سمم من بو في الصوم ، ويعذر بو في الص

صبلتو ، يظن أنيا تمت ، ثم عمم أنيا لم تتم ، وظن أن .صبلتو بطمت ، فتكمم ، فيو كالجاىل

وكذا إذا سمم اإلمام ناسيا ، والماموم يعمم ، فتكمم ظانا أن صبلتو بطمت

سبلم ، فأحمد جعل ىذا الحكم خاصا بالنبي بال .في رواية عنو -وأصحابو )

عاما لؤلمة في حق -في رواية أخرى عنو -وجعمو كل من تكمم وىو يظن أن صبلتو قد تمت ، خاصة كما

.يقولو الشافعي بين اإلمام والمأموم ؛ -في رواية أخرى عنو -وفرق

الوىو شاك ، ألن اإلمام اليسأل عن تمام صبلتو اوالمأموم إنما يجيب وىو عالم بأن صبلتو لم تتم ،

، فإن بعضيم تكمم ) بخبلف حال الصحابة مع النبي بلة قد تمت ؛ الحتمال قصرىا عنده ، وىو يظن أن الص

وكبل األمرين اليوجد في ) وبعضيم تكمم مجيبا لمنبي

.حق من بعدىم صبلتيم قد ولكن يوجد في حق من بعدىم من يظن أن

تمت كاإلمام ، ومن يظن أن صبلتو تبطل بالسبلم .نسيانا ، فيتكمم حينئذ ، جاىبل بأنو في صبلة

وخرج أبو داود من حديث حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إحدى صبلتي ) صمى النبي : عن أبي ىريرة قال وذكرالحديث ، -عتين ، ثم سمم العشي ، فصمى رك

( ( .أصدق ذو اليدين ؟ : ) ) قال : وفيو .وذكر الحديث -نعم : أي -فاومئوا

( ( .فأومئوا : ) ) وذكر أن حماد بن زيد تفرد بقولو وقول إسحاق بن راىويو في ىذا كقول أحمد ، بالتفريق

.بين اإلمام والمأمومين

نو ظن تمأم صبلتو ، وذو ؛ أل) إنما تكمم النبي : قال اليدين ظن أن الصبلة قصرت وتمت ، والصحابة اجابوا

؛ ألن اجابتو بالكبلم عمييم واجبة ، لم يجدوا من ) النبي .ذلك بدا

ن تكمم اإلمام اليوم ، وىو شاك في تمام صبلتو : قال وا ، واستثبت من معو ، جاز لو ذلك ، ولو كانوا قدو نبيوه

لتسبيح ، وال يجوز ليم أن يتكمموا إذا عمموا أن با .صبلتيم لم تتم ، وتبطل بو صبلتيم

.روى كل ذلك حرب وابن منصور ، عن إسحاق ونقل ابن قرة الزبيدي ، عن مالك ، أن من تكمم في

أعاد صبلتو ؛ ألن الصحابة تكمموا ) صبلتو بعد النبي ذلك وىم يظنون أن الصبلة قد قصرت ، فبل يجوز

.اليوم لى ىذه الرواية ذىب ابن كنانة من أصحابو .وا

وذكر الحارث بن مسكين وابن وضاح أن سائر أصحاب .مالك خالفوا ابن القاسم فيما رواه عن مالك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حديث ذي اليدين يتخرج عمى أن الكبلم : وقالت طائفة ، عمدا وال سيوا ، وىو قول لمصمحة الصبلة ال يبطميا

.األوزاعي وأيوب وحماد بن زيد وربيعة .نقمو ابن القاسم ، عنو : -في المشيور عنو -ومالك

.وىو رواية عن أحمد .وروي عنو ، اختصاصو باإلمام

اختصاصو باإلمام والمأموم ، دون : ومذىب مالك .المنفرد

.من المتقدمين وروي ىذا المعنى عن ابن الزبير وغيره الذي يأتي -ويستدل لو بأن في حديث معاوية بن حديج

.أمر ببلال أن يقيم الصبلة ) أن النبي : -ذكره .مرسبل -وكذا رواه عبيد بن عمير

وىذا يدل عمى أن إقامة الصبلة واألمر بيا اليبطل البناء عمى ما مضى من

.الصبلة

لنبي أن ىذا كان من خصائص ا: وادعى قوم وأصحابو ، وىذا رواية عن مالك وأحمد ، قد سبق )

.ذكرىا وقد رويت ىذه القصة من حديث أبي ىريرة ، وأن النبي

ىو ذي ) من ركعتين ، وأن الذي كمم النبي [ سمم ) ] .اليدين

سمم من ) ومن حديث عمران بن الحصين ، أن النبي .ثبلث ركعات ، وأن الذي كممو ىو الخرباق

.مسمم خرجو وقد نص أحمد عمى أنيما حديثان ، وليسا بقصة واحدة

.نقمو عنو عمي بن سعيد : -

(/)

"""""" صفحة رقم """""" صمى ) معاوية بن حديج ، أن النبي -أيضا -وروى

يوما ، فسمم ، وقد بقيت من الصبلة ركعة ، فادركو رجل

المسجد نسيت من الصبلة ركعة ، فرجع فدخل: ، فقال فأخبرت : قال . ، وأمر ببلال فأقام ، فصمى لمناس ركعة

ال ، اال أن : تعرف الرجل ؟ قمت : بذلك الناس ، فقالوا ىذا طمحة بن : ىو ىذا ، فقالوا : أراه ، فمر بي ، فقمت

.عبيد اهلل .خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم

.صحيح حسن اإلسناد : وقال .أنو المغرب . رواية وفي

وقد أنكر اإلمام أحمد أن يكون لمعاوية بن حديج صحبة .، وأثبتو البخاري واألكثرون

ىذا يدل عمى أن ىذه ثبلثة أحوال : قال ابن حبان .متباينة في ثبلث صموات ، ال في صبلة واحدة

ورجح ابن عبد البر وغيره أنيا صبلة واحدة ، وأن .ييا اختمفت بعض الروايات ف

.واهلل أعمم . وىذا أشبو وعمى القول بأن الكبلم نسيانا أو جاىبل اليبطل الصبلة

، إنما ىو في اليسير ، فأما إن كثر وطال ، ففيو

.وجيان نقمو : -، أنو يبطل حينئذ [ أحمد ] والمنصوص عن

.عنو أبو داود وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أيضا -الشافعي وجيان وكذلك ألصحابنقمو عنو : -أيضا -أنو يبطل : والمنصوص ، عنو

.البويطي لم ينصرف ) ال يشك مسمم أن النبي : الشافعي : قال

إال وىو يرى أن قد أكمل الصبلة ، وظن ذو اليدين أن الصبلة قد قصرت بحادث من اهلل ، ولم يقبل

، ولما سأل من ذي اليدين ؛ إذ سأل غيره ) رسول اهلل غيره احتمل أن يكون سأل من لم يسمع كبلمو ،

، واحتمل أن -مثل ذي اليدين : يعني -فيكونون مثمو رد عميو ) يكون سأل من سمع كبلمو ، ولو سمع النبي

رد عميو كان في معنى ذي اليدين ، ) ، فمما سمع النبي بلة أم نسي النبي : من أنو لم يدر فأجابو ) أقصرت الص

.، ومعناه معنى ذي اليدين مع أن الفرض عمييم جوابو تناىت الفرائض فبل ) فمما قبض رسول اهلل : ثم قال

.يزداد فييا ، وال ينتقص منيا أبدا فيذا فرق ما بيننا وبينو ، إذا كان أحدنا إماما : قال .اليوم

وفي حديث أبي ىريرة المخرج في ىذا الباب فوائد كثير دا ، يطولج

:استقصاؤىا ، ولكن نشير إلى بعضيا إشارة أن اليقين ال يزال بالشك ؛ فإن ذا اليدين كان : فمنيا

عمى يقين من أن صبلتيم تمك أربع ركعات ، فمما صمى ركعتين احتمل أن يكون قصرت الصبلة ، ) النبي

أقصرت ) : واحتمل أن يكون ناسيا ، فسأل النبي الصبلة أم نسيت ؟

أن انفراد الواحد من بين الجماعة بشيء اليمكن : ومنيا

في مثمو أن ينفرد بعممو عنيم ، يتوقف في قولو ، حتى .يتابعو عميو غيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن القول قول الجماعة : ) ) وىذا اصل جيابذة الحفاظ ن كانوا ، السيما أ( ( دون المنفرد عنيم بزيادة ونحوىا

زيادة الثقة مقبولة مطمقا ، وليس ذلك بشيء ، فإذا توبع .عمى قولو اعتمد عميو

أنو قد استدل بو بعض من اليقبل خبر الواحد : ومنيا المنفرد بو ، حتى يتابع

.عميو إنما ) ورد ذلك اإلمام أحمد ، وفرق بينيما بأن النبي زما أنو أتم سمم من صبلتو ؛ ألنو كان يعتقد اعتقادا جا

صبلتو ، فمذلك توقف في قول ذي اليدين وحده ، دون .بقية الجماعة الذين شيدوا الصبلة

وأما خبر الواحد الثقة الذي ليس لو معارض أقوى منو ، فإنو يجب قبولو ؛ ألدلة دلت عمى ذلك ، وقد يتوقف فيو احيانا ؛ لمعارضتو بما يقتضي التوقف فيو ، كما توقف

.في قول ذي اليدين حتى توبع عميو ) نبي الأنو يستدل بو عمى أن الحاكم إذا نسي حكمو ، : ومنيا

فشيد عميو شاىدان ، أنفده وأمضاه ، وأن لم يذكره ، .وىو قول مالك وأحمد

الينفذه حتى يذكر حكمو : وعند أبي حنيفة والشافعي .بو

ذكرىا فيما وفيو فوائد أخر ، تتعمق بسجود السيو ، ياتي .تعالى [ شاء اهلل ] إن -بعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب من لم يتشيد في سجدتي السيو - وسمم

.أنس بن مالك ، والحسن ، ولم يتشيدا اليتشيد ؟: وقال قتادة

أما المروي عن أنس . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [

. . . .. ] . . . . . . . . . . . . . وأما المروي عن الحسن ، فروى عبد الرزاق ، عن

معمر ، عن رجل ، عن .ليس فييا تشيد وال تسميم : الحسن ، قال

.يتشيد في سجدتي السيو ويسمم : وأما قتادة ، قال وعن عبد اهلل بن كثير ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن

وىم في صبلتو ، فسمم ، عبد الرحمن بن أبي ليمى ، أنو .فسجد سجدتي السيو ، ثم سمم مرة أخرى

يتشيد في : فسألت الحكم وحمادا ، فقاال : قال شعبة .سجدتي السيو

ليس في سجدتي : وعن ابن جريج ، عن عطاء ، قال .السيو تشيد

بل اجمس ، فيو : أجعل نيضتي قيامي ؟ قال : قمت

.أحب إلي ، وأوفى ليا السجود بعد السبلم ، أنو ال : دل عمى أن مراده وىذا ي

يتشيد لو ، وال يسمم .منو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى عبد الرزاق بإسناده ، عن النخعي ، أنو كان .يتشيد ويسمم

عبيدة ، عن [ أبي ] وعن الثوري ، عن خصيف ، عن .عبد اهلل ، أنو تشيد في سجدتي السيو

أنو قد اختمف في التشيد ، وفي التسميم : األمر وحاصل :في سجود السيو

فروي ثبوتو عن ابن مسعود والشعبي : فأما التشيد -والنخعي وسالم بن عبد اهلل والقاسم بن محمد ، وقتادة

والحكم وحماد ويزيد بن قسيط والثوري -وفي رواية

.والميث واألوزاعي وأبي حنيفة .أحب إلي أن يتشيد : ، قال وروي عن ابن سيرين

عن أنس والحسن وعطاء وابن ] . . . . [ وروي .سيرين

.وحكاه البخاري عن قتادة .وىذا كمو في السجود بعد السبلم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأما السجود قبمو ، فبل يتشيد فيو عند أحد من العمماء ، .بن وىب إال رواية عن مالك ، رواىا عنو ا

وروي عن ابن مسعود من وجو فيو انقطاع ، ومختمف في لفظو ، وفي رفعو

.ووقفو : وحديث ابن بحينة يدل عمى أنو تشيد بعده ؛ ألنو قال

ن سجد ( ( سجد قبل السبلم ) ) ، ولم يتشيد بعده ، وا

.بعد السبلم تشيد بعده ، ثم سمم .أنو اليتشيد : وحكي لمشافعي قول آخر

.أنو يتشيد ثم يسجد ، ثم يسمم : حكي قول ثالث و أنو ال يتشيد في الموضعين ، ال : واختار الجوزجاني

.قبل السبلم ، وال بعده أن من نسي : وقد روي عن عمر بن الخطاب وعطاء

تشيد تشيدين ، [ و ] التشيد األول يسجد بعد صبلتو .وقد ذكرناه فيما تقدم

عن ابن مسعود وعمران بن وأما التسميم ، فروي فعموحصين ، وعمقمة والشعبي والنخعي وعبد الرحمن بن

.أبي ليمى والقاسم وسالم وقتادة والحكم وحماد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو قول الثوري وأبي حنيفة والميث والشافعي وأحمد سحاق .وا

سحاق :ثم قال الثوري وأبو حنيفة والشافعي وأحمد وا .يسمم تسميمتين

.وروي عن ابن مسعود من وجو منقطع .يسمم تسميم الجنازة : وقال النخعي

.واحدة : يعني .أيضا -وقالو بعض الحنفية

.وقد حكى البخاري ، عن أنس والحسن ، أنيما سمما .وحكى غيره ، عنيما ، أنيما لم يسمما

ال ليس فييا تشيد و : وقد تقدم عن الحسن ، أنو قال .، وعن عطاء -تسميم

فييا تشيد : وروى الربيع بن صبيح ، عن عطاء ، قال .وتسميم

ن شاء لم : وروي عن عطاء إن شاء تشيد وسمم ، وا .يفعل

وىذا كمو في السجود بعد السبلم ، وأما السجود قبل السبلم فإنو يعقبو السبلم من الصبلة ، فبل يحتاج إلى

.تسميم آخر

: -رحمو اهلل -قال البخاري أنا مالك ، عن أيوب : ثنا عبد اهلل بن يوسف -

السختياني ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي ىريرة ، أن : انصرف من اثنتين فقال لو ذو اليدين ) رسول اهلل

اقصرت الصبلة أم نسيت يارسول اهلل ؟ فقال رسول اهلل أصدق) : ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نعم ، فقام رسول اهلل : ، فقال الناس ( ( ذو اليدين ؟ كبر ، فسجد [ سمم ، ثم ] فصمى اثنتين أخرتين ، ثم )

.مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع ثنا حماد ، عن سممة بن : حدثنا سميمان بن حرب

: في سجدتي السيو تشيد ؟ قال : قمت لمحمد : عمقمة .ليس في حديث أبي ىريرة

واية ابن سيرين عن أبي ىريرة ، إنما فييا ذكر ر

السجدتين ، كل سجدة ورفع منيا .بتكبير

وقد خرجو البخاري كذلك بتمامو في الباب اآلتي ، من .حديث يزيد بن إبراىيم التستري ، عن ابن سيرين

وكذلك خرجو مسمم ، من حديث ابن عيينة وحماد بن .زيد ، عن أيوب ، عن ابن سيرين

.عن أيوب بتمامو ( ( الموطأ ) ) لك ىو في وكذ .وكذلك خرجو الترمذي من طريق مالك

: -ابن سيرين : يعني -وفي رواية مسمم ، قال ثم : ) ) واخبرت عن عمران بن حصين ، أنو قال

( ( .سمم تشبيك األصابع : باب ) ) وىكذا خرجو البخاري في

ن ابن من طريق ابن عون ، ع( ( المسجد [ في ] ثم: فربما سألوه : ) ) سيرين ، بسياق تام ، وفي آخره

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : نبئت عن عمران بن حصين ، قال : سمم ؟ فيقول

( ( .ثم سمم ) ) في -أيضا -وىذا يدل عمى أن ذكر السبلم ليس

حديث أبي ىريرة ، إنما ىو في حديث عمران بن .حصين

نم ا رواه ابن سيرين ، عن خالد الحذاء ، عن أبي وا قالو اإلمام : -قبلبة ، عن أبي الميمب ، عن عمران

.أحمد ورواه كذلك عن يحيى القطان ، عن أشعث ، عن ابن

.سيرين وخرج الطبراني ، من رواية معاوية بن عبد الكريم

الضال ، عن ابن سيرين ، عن أبي ىريرة حديث السيو فقام فصمى الركعتين ، ثم سجد سجدتين : و بطولو ، وفي

.، وىو جالس ، ثم سمم ىذه الزيادة غير محفوظة في حديث أبي ىريرة ، إنما

ذكرىا ابن سيرين بعد حديث أبي ىريرة ببلغا عن عمران

.بن حصين وخرجو مسمم من طريق الثقفي وابن عمية ، عن خالد

عن عمران الحذاء ، عن أبي قبلبة ، عن أبي الميمب ، ) .بن حصين ، عن النبي

حدثنا أشعث ، عن : وروى محمد بن عبد اهلل األنصاري ابن سيرين ، عن خالد ، عن أبي قبلبة ، عن أبي

صمى بيم ) الميمب ، عن عمران بن حصين ، أن النبي .فسيا ، فسجد سجدتين ، ثم تشيد ، ثم سمم

.خرجو أبو داود والترمذي .ب حديث حسن غري: وقال

.والحاكم ( ( صحيحو ) ) وابن حبان في .صحيح عمى شرطيما : وقال

ذكر التشيد فيو غير محفوظ : وضعفو آخرون ، وقالوا محمد بن: ، منيم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .يحيى الذىمي والبييقي ، ونسبا الوىم إلى أشعث

.ابن عبد الممك الحمراني ، ثقة : وأشعث ، ىو وعندى ؛ أن نسبة الوىم إلى األنصاري فيو أقرب ،

وليس ىو بذاك المتقن جدا في حفظو ، وقد غمزه ابن .معين وغيره أن يحيى القطان رواه عن أشعث ، عن : ويدل عمى

ابن سيرين ، عن خالد ، عن أبي قبلبة ، عن أبي الميمب ، عن عمران في السبلم خاصة ، كما رواه عنو

ذكره ابنو عبد اهلل ، عنو في : -مد اإلمام أح ( ( .مسائمو ) )

-مع جبللتو وحفظو واتقانو -فيذه رواية يحيى القطان .، عن أشعث ، إنما فييا ذكر السبلم فقط

وخرجو النسائي ، عن محمد بن يحيى بن عبد اهلل ، عن .األنصاري ، عن اشعث ، ولم يذكر التشيد

ف عميو في ذكره ، وىو فإما أن يكون األنصاري اختمما أن يكون النسائي ترك دليل عمى أنو لم يضبطو ، وا

.ذكر التشيد من عمد ؛ ألنو استنكره وقد روى معتمر بن سميمان ، وىشيم ، عن خالد الحذاء

أن النبي : حديث عمران ابن حصين ، وذكرا فيو صمى ركعة ، ثم تشيد وسمم ، ثم سجد سجدتي السيو ) .ثم سمم ،

فيذا ىو الصحيح في حديث عمران ، ذكر التشيد في .الركعة المقضية ، ال في سجدتي السيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وأشار إلى ذلك البييقي التشيد في سجود السيو ، من ) وقد روي عن النبي

:حديث ابن مسعود ، ولو طرق يدة ، عنو ، مع رواية خصيف عن أبي عب: أجودىا

االختبلف في رفع الحديث ، ووقفو أشبو ، أو مع .االختبلف في ذكر السجود فبل السبلم وبعده

.وروي من وجوه أخر ، ال يثبت منيا شيء .مرفوعا -من حديث عائشة -أيضا -وروي

.خرجو الطبراني سناده ساقط .وا

النعمم في شيء من فعل الرسول : وقال الجوزجاني في سجدتي السيو قبل السبلم وبعده ، أنو يتشيد )

.بعدىما ليس في التشيد في سجود السيو : -أيضا -وقال

.سنة قائمة تتبع السبلم في سجود السيو ثابت عن : وقال ابن المنذر

من غير وجو ، وثبت عنو أنو كبر فييما أربع ) النبي .تكبيرات

.ظر فييما ن) وفي ثبوت التشيد عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" من حديث سممة بن ( ( سننو ) ) وخرج أبو داود في

عمقمة ، عن محمد ، عن أبي ىريرة ، عن النبي يعني : قمت لمحمد : بحديث السيو ، وفي آخره )

لم أسمع في التشيد ، وأحب إلي أن : التشيد ؟ قال .يتشيد

رواية اشعث عنو في التشيد تدل عمى أن : وىذه الرواية ال اصل ليا ؛ ألن ابن سيرين أنكر أن يكون سمع في

.التشيد شيئا والرواية التي ساقيا البخاري من رواية سممة بن عمقمة ،

ليس في حديث : ) ) عن ابن سيرين ، إنما فييا أنو قال .التشيد : يعني -( ( أبي ىريرة

حكام ، لم يتقدم وقد بقي من فوائد حديث أبي ىريرة أ :ذكرىا أن اإلمام إذا سيا ، ولم يتيقن سيوه ، فذكره : فمنيا

المامومون ، فإن ذكر سيوه عمل بذكره ، بغير خبلف .بين العمماء

إنما أنا بشر ، أنسى كما تنسون ، فإذا ) : ) ) وقد قال ( ( .نسيت فذكروني

وأما إن لم يذكر سيوه حين ذكروه ، فظاىر حديث أبي ىريرة يدل عمى أنو يرجع إلى قول المأمومين ، إذا لم

يقينا ، وكذلك حديث عمران [ الصواب ] يتيقن أنو عمى .بن حصين ، وحديث معاوية بن حديج

: وقد بوب البخاري عمى ذلك في ابواب اإلمامة ( ( .ىل ياخذ اإلمام إذا شك بقول الناس ؟ : باب ) )

طريق ابن سيرين ، وخرج فيو حديث أبي ىريرة ، من .ومن طريق أبي سممة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وبيذا قال جميور اىل العمم ، وىو قول عطاء وأبي .وأحمد وغيرىم -في رواية -حنيفة والثوري ومالك

ىل يجب الرجوع إلى قوليم ، أم يستحب ؟: واختمفوا

.يجب : فقال أبو حنيفة وروي عنو ، أنو يستحب الرجوع .وىو ظاىر أحمد

إلييم ، ولو أن يبني عمى يقين نفسو ، أو يتحرى ، كما .لو كان منفردا

إنما يرجع إلى قول : وقال ابن عقيل من أصحابنا إن اإلمام يتحرى ، وال يعمل بيقين : المأمومين ، إذا قمنا

نفسو ؛ فإن أكثر ما يفيد قوليم غمبة الظن ، فيكون يعمل : م من باب التحرى ، فأما إذا قمنا الرجوع إليي

.باليقين ، لم يمتفت إلييم وجميور أصحابنا عمى خبلف ىذا ، وأنو يرجع الييم

عمى كبل القولين ؛ فإن قول اثنين فصاعدا من ن لم المأمومين حجة شرعية ، فيجب العمل بيا ، وا

يوجب العمم ، كسائر الحجج الشرعية التي يجب العمل نما محل الخبلف في التحري بيا من ا لبيات وغيرىا ، وا

.باألمارات المجردة عن حجة شرعية ال يرجع : -في رواية أخرى -وقال الشافعية ومالك

اإلمام إلى قول المأمومين ، إذا لم يذكر ما ذكروه بو ،

.بل يبني عمى يقين نفسو إنو يرجع إلييم ، إذا كثروا ؛ : وألصحابيما قول آخر

.تفاقيم عمى الخطإ ، فأما الواحد واالثنان ، فبل لبعد اوذىب أبو حنيفة إلى أنو يجب الرجوع إلى قول واحد من

المأمومين ؛ ألنو خبر ديني ، فيو كاإلخبار بالقبمة .ونحوىا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يرجع إلى قول واحد : وكذا قال إسحاق ع إلى قول واحد من ال يرج: ومذىب مالك وأحمد

المامومين ، بل إلى ما زاد عمى الواحد ؛ لحديث أبي لم يكتف بقول ذي اليدين حتى سال ) ىريرة ؛ فإن النبي

غيره ، فمما اخبروه عمل بقوليم ، وألن انفراد الواحد من بين المامومين بالتنبيو عمى السيو ، مع اشتراكيم جميعا

اج إلى قول آخر في الصبلة يوجب ريبة ، فمذلك احت

.يعضده وقد تقدم القول في ىذا بابسط من ىذا الكبلم في

( ( .ىل ياخذ اإلمام إذا شك بقول الناس ؟ : باب ) ) كان قد وقع منو في ىذه الصبلة ) أن النبي : ومنيا

سبلم من نقص وقيام ومشي وكبلم ، وكل واحد من ىذه .إال سجدتين سبب يقتضي السجود بانفراده ، ولم يسجد

ترك ) وكذلك حديث ابن بحينة ، فإن فيو أن النبي التشيد األول والجموس لو ، ويقتضي ذلك ترك التكبيرة

.لمقيام منو ، وقد سجد سجدتين فدل عمى أن السيو إذا تعدد ، لم يوجب أكثر من

.سجدتين وىذا قول جميور العمماء ، إذا كان من جنس واحد ،

نما خالف فيو ا .ألوزاعي وا ن تعدد السيو أنو : ويدل عمى االكتفاء بسجود واحد ، وا شرع تأخر السجود إلى آخر الصبلة ، فدل عمى أنو

يكتفى بو لجميع ما يتجدد في الصبلة من السيو ، إذ لو كان لكل سيو سجود ، لشرع السجود عقب كل سيو

.عنده أنو سجد لمسيو بعد السبلم ، وسنذكره ىذه : ومنيا

.إن شاء اهلل تعالى -مسألة مستوفاة فيما بعد ال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - يكبر في سجدتي السيو

:وفيو حديثان :األول ثنا يزيد بن إبراىيم ، : حدثنا حفص بن عمر -

عن محمد ، عن أبي -إحدى صبلتي العشي ) صمى النبي : ىريرة ، قال ركعتين ، ثم سمم ، -ثر ظني العصر وأك: قال محمد

ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد ، فوضع يده عمييا ، وفييم أبو بكر وعمر ، فيابا أن يكمماه ، وخرج سرعان

قصرت الصبلة ، ورجل يدعوه النبي : الناس ، فقالوا : أنسيت ، أم قصرت ؟ فقال : ذا اليدين ، فقال )

لم أنس ، ولم) ) بمى ، قد نسيت ، فصمى ركعتين ، : قال ( ( . تقصر

ثم سمم ، ثم كبر ، ثم سجد مثل سجوده أو اطول ، ثم رفع رأسو فكبر ، ثم وضع رأسو فكبر ، فسجد مثل

.سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسو فكبر ىما الظير والعصر ؛ ألنيما ( ( : صبلتا العشي ) )

.العشي بعد زوال الشمس ، وذلك زمن .وأكثر ظن ابن سيرين ، أنيا العصر سماىا أبو ىريرة : وفي رواية ابن عون ، عنو ، أنو قال

.، ونسيتيا أنا .وروي مجزوما بذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .خرجو اإلمام أحمد أنو قام من مكانو الذي صمى فيو إلى : وفي ىذه الرواية

.يده عمى الخشبة مقدم المسجد ، ووضعوفي رواية ابن عون ، عن ابن سيرين ، أنو شبك

.أصابعو .فيما مضى -وقد خرجيا البخاري

وأما ىيبة أبي بكر وعمر أن يكمماه ، مع قربيما منو ، واختصاصيما بو ، فمشدة معرفتيما بعظمتو وحقوقو ، وقوة المعرفة توجب الييبة ، كما أن اشد الناس معرفة

جبلال ، كما كان النبي باهلل أ شدىم لو خشية وىيبة وا .كذلك )

، وىم الذين أسرعوا الخروج من ( ( وسرعان الناس ) ) .المسجد ، فظنوا أن الصبلة قصرت ، فتحدثوا بذلك

وىذا يدل عمى أنو لم يخف ذلك عمى عامة من كان في .المسجد أو كميم

قام ) ي وفي رواية ابن عون ، عن ابن سيرين ، أن النب

إلى خشبة فاتكأ عمييا ، وشبك بين أصابعو ، ووضع .خده عمى ظير كفو ، كأنو غضبان

كان في حال الصبلة مشغول ) أن النبي : والظاىر البال بأمر أوجب لو ذلك الغضب ، وىو الذي حممو

.عمى أن صمى ركعتين وسمم ، ولم يشعر بذلك : ، فيو ( ( ذا اليدين) ورجل يدعوه النبي : ) ) وقولو

دليل عمى أنو يجوز دعاء اإلنسان بغير اسمو ، وال سيما إذا كان ليس من األلقاب المكروىة ، وربما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان يدعى بذلك من باب الفكاىة والمزاح ، كما قال ( ( .ياذا األذنين : ) ) لرجل ) النبي وىكذا في رواية ابن ( (لم أنس ولم تقصر : ) ) وقولو .، عن ابن سيرين -أيضا -عون

نفي مجموع األمرين ، : أن مراده : وزعم بعضيم

لم يجتمع القصر: يعني .والنسيان ، ولم يرد نفي أحدىما بانفراده

وىذا ليس بشيء ؛ فإنو لو كان كذلك لكان ذاكرا لنسيانو فيكون حينئذ ، مثبتا لو ؛ فإن القصر منتف قطعا ،

مثبتا لنسيانو حينئذ ، ولو كان حينئذ ذاكرا لنسيانو لم يحتج إلى قول ذي اليدين لو ، وال الستشياده بالناس

أكما : ) ) فقال : عمى صدقو ؛ فإن في رواية ابن عون .نعم : ، قالوا ( ( يقول ذو اليدين ؟

ولو كان لنسيانو حينئذ لما تكمم ، فإنو كان يكون متكمما نما قال لم ) : ) ) وىوعالم بأنو في صبلة أو حكميا ، وا

باعتبار ما كان في اعتقاده ، بأنو ( ( أنس ولم تقصر أتم صبلتو ، ولم ينس منيا شيئا ، فإنو إنما سمم من

( ( لم أنس : ) ) فقولو . ركعتين العتقاده أنو أتميا إخبار عن حالو التي كان عمييا في الصبلة ، وىي

.تمرة إلى حين تكمم بيذا مسإنما أنا بشر ، أنسى كما : ) ) وقد صح عنو ، أنو قال

( ( .تنسون ، فإذا نسيت فذكروني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولعميم امتنعوا من تذكيره في ىذه الصبلة بالتسبيح ؛ ألنيم كانوا عمي رجاء منو أن يقوم من التشيد إلى

نما تيقنوا تركو ليما بسبلمو ، الركعتين الباق يتين ، وا وكانوا حينئذ غير متيقنين لسيوه ، فإنو كن يحتمل

عندىم أن تكون الصبلة قد قصرت ، فمذلك لم يسبحوا .بو عند سبلمو

، إنما جزم بو لنفي ( ( قد نسيت : ) ) وقول ذي اليدين قصر الصبلة ، مع عمى الناس بأنو إنما صمى ) النبي

.قط ، فتعين أن يكون ترك الركعتين نسيانا ركعتين فلما سجد سجدتي ) أن النبي : والمقصود من ىذا الباب

السيو كبر فييا أربع تكبيرات ، كبر في كل سجدة تكبيرة .لمسجود ، وتكبيرة لمرفع منو

:الحديث الثاني

ثنا الميث ، عن ابن شياب ، : حدثنا قتيبة - حميف - بن بحينة االسدي عن االعرج ، عن عبد اهلل

قام في صبلة ) ، أن رسول اهلل -بني عبد المطمب الظير وعميو جموس ، فمما أتم صبلتو سجد سجدتين ،

يكبير في كل سجدة وىو جالس ، قبل أن يسمم ، .وسجدىما الناس معو ، مكان ما نسي من الجموس

.ابن جريج ، عن ابن شياب ، في التكبير : تابعو لحديث ؛ خرجو مسمم عن قتيبة ، كما خرجو ىذا ا

.البخاري أخبرني عمرو : وخرجو النسائي من طريق ابن وىب

-فذكره بيذا المفظ -ويونس والميث ، عن ابن شياب .أيضا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: ورواه مالك ، عن ابن شياب ، وقال في حديثو

( ( .فكبر ثم سجد سجدتين ) ) .من طريق مالك ( ( الصحيحين ) ) وىو مخرج في

أيضا -وخرجو البخاري من طريق شعيب ، عن الزىري .كذلك -

:وأما متابعة ابن جريج لميث بن سعد في ذكر التكبير فخرج اإلمام أحمد ، عن محمد بن بكر ، عن ابن

: فذكر الحديث ، وفيو -أخبرني ابن شياب : جريج تين االخريين ، وانتظر الناس أن فمما صمى الركع) )

( ( .يسمم كبر ، فسجد ، ثم كبر فسجد ، ثم سمم -، عن ابن جريج ( ( كتابو ) ) وخرجو عبد الرزاق في

.يكبر في كل سجدة : ، وعنده -أيضا ورواه األوزاعي ، عن الزىري ، فذكر في حديثو أربع تكبيرة تكبيرات ، لكل سجدة تكبيرتين ، تكبيرة لمسجود ، و

.لمرفع ، كما في حديث أبي ىريرة المتقدم والعمل عمى ىذا عند أىل العمم ، أنو يكبر في كل

.سجدة تكبيرة لمسجود وتكبيرة لمرفع منو

.وبو قال عطاء والشافعي وأحمد وغيرىم .وال فرق في ذلك بين السجود قبل السبلم وبعده

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يكبر : لشافعية من قال في السجود بعد السبلم ومن ا

تكبيرة اإلحرام ، ثم يكبر لمسجود ، كقوليم في سجدة .التبلوة ، كما سبق

وقد دل حديث ابن بحينة عمى السجود قبل السبلم ، .وحديث أبي ىريرة عمى السجود بعد السبلم

وكذلك حديث عمران بن حصين ، وحديث معاوية بن .ذكرىما حديج ، وقد سبق

وقد اختمف العمماء في محل سجود السيو ، عمى ستة :أقوال

.أنو كمو بعد السبلم : أحدىما روي ذلك عن عمي وسعد بن أبي : قال ابن المنذر

وقاص وابن مسعود وعمار وأنس وابن الزبير وابن عباس ، وبو قال الحسن والنخعي وابن أبي ليمى والثوري

.رأي والحسن بن صالح وأصحاب ال .أبا حنيفة وأصحابو : يعني .ويجزئ عندىم أن يسجدىما قبل السبلم : قال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .قتادة : -يسجد بعد السبلم : وممن قال : قمت

.أيضا -وروي عن عمران بن حصين .أن كمو قبل السبلم : والقول الثاني

ة ، وبو قال مكحول روي عن أبي ىرير : قال ابن المنذر والزىري ويحيى األنصاري وربيعة واألوزاعي والميث

.انتيى . والشافعي .وحكي رواية عن أحمد

.إنو لم يوجد بيا نص عنو : وقيل

إن ( ( : كتابو شرح المذىب ) ) وقد ذكر القاضي في سمم من نقص ركعة تامة فأكثر ، فإنو يسجد لو بعد

.م نجد عن أحمد فيو خبلفا السبلم ، رواية واحدة ، ول[ و ] عن أبي ىريرة ( ( كتابو ) ) وأسنده الترمذي في

.السائب القارئ السجود قبل ) وذكر الشافعي ، أن أخر فعل النبي

السبلم ، وأنو ناسخ لما .عداه

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروي عن مطرف بن مازن ، عن معمر ، عن الزىري ، سجدتي السيو قبل السبلم وبعده ) سجد رسول اهلل :قال

.، وآخر األمرين قبل السبلم .ومطرف ىذا ، ضعيف

وغاية ىذا ، أنو من مراسيل الزىري ، وىي من أوىى

.المراسيل قبل السبلم وبعده ، إن كان في صورتين ) وسجود النبي

ن كان في صورة واحدة ، ، أمكن العمل بيما معا ، وا جواز األمرين ، والعمل بيما جميعا ، والنسخ دل عمى

.ال يصار إليو مع إمكان الجمع ، ولو توجو بعد السبلم في ) وادعى جماعة منيم ، أن سجود النبي

حديث أبي ىريرة كان سيوا ، حيث كانت تمك القصة .تضمنت أنواعا من السيو

وىذا قول ساقط جدا ، فان السيو كان قبل إعبلم النبي الحال ، وأما بعد إعبلمو ، فمو تطرق السيو إلى فعمو ب)

لم يحتج بو كمو ، وقد اجتمعت األمة عمى االحتجاج بو ، كيف ؛ وقد رواه عمران بن حصين ومعاوية بن حديج

.إنيا وقائع متعددة ، كما سبق : وغير واحد ، وقد قيل أن كان السيو من نقصان من الصبلة ، : والقول الثالث

ده قبل السبلم ، وان كان من زيادة فييا ، فان فان سجو سجوده بعد السبلم ؛ لئبل يجتمع في الصبلة زيادتان ،

.وأبي ثور -في القديم -وىو قول مالك والشافعي

.وىو رواية عن أحمد عنده كالنقص ، يسجد لو -عمى ىذه الرواية -والشك

.نص عميو أحمد : -قبل السبلم سحاق ، مثل ىذا القول ، إال أنو قال ونقل حرب ، عن إ

.يسجد لو بعد السبلم ، ويبني عمى اليقين : في الشك .وىو قول مالك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وروي ىذا المعنى عن ابن مسعود رواه إسحاق بن راىويو ، عن عتاب بن بشير ، عن ل ك: خصيف ، عن أبي عبيدة ، عن ابن مسعود ، قال

شيء في الصبلة من نقصان من ركوع أو سجود أو غير

ذلك ، فسجدتا السيو قبل التسميم ، وما كان من زيادة ، .سجدىا بعد التسميم

.وعتاب ىذا ، مختمف فيو .وقد رواه غيره ، عن خصيف ، بغير ىذا المفظ

روى الطبراني في ىذا المعنى حديثين مرفوعين ، من عمي بن ميمون ، وىو حديث عائشة ، في إسناده

.متروك الحديث وأىل ىذه المقالة جمعوا بيذا بين حديثي ابن بحينة

وحديث أبي ىريرة ، وما في معناه ؛ فان في حديث أبي ىريرة ، وما في معناه ؛ كان قد وقع في تمك الصبلة زيادة كبيرة سيوا من سبلم وكبلم وعمل ، فمذلك سجد

انو سجد قبل : ة ، فيو بعد السبلم ، وحديث ابن بحينالسبلم ؛ لترك التشيد األول ، فيمحق باألول كل زيادة ،

.وبالثاني كل نقصن صمى الظير خمسا ، فسجد ) أن النبي : ويشيد لذلك

.لو بعد السبلم ، كما في حديث ابن مسعود ، وقد سبق

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أنو ال داللة فيو ؛ فإن -فيما تقدم -لكن قد ذكرنا

إنما عمم بسيوه بعد أن سمم ، فكان سجوده بعد ) النبي .السبلم ضرورة ، ال عن قصد

أن سجود السيو كمو قبل السبلم ، إال في : القول الرابع :موضعين من سمم من نقص ركعة تامة فأكثر من : أحدىما

صبلتو سيوا ، فإنو يأتي بمابلم ، كما في حديث أبي ىريرة فاتو ، ويسجد بعد الس

.وعمران بن حصين وغيرىما إذا شك في عدد الركعات ، وعمل بالتحري ، : والثاني

فإنو يسجد لو بعدإن -السبلم ، كما في حديث ابن مسعود ، ويأتي ذكره

.شاء اهلل وما عدا ىذين الموضعين ، فإنو يسجد لو قبل السبلم ،

أن يسمم ، فإنو يسجد لو إال أن ال يذكر سيوه إال بعدبعد السبلم ضرورة ، كما في حديث ابن مسعود

.المتقدم وىذا ىو ظاىر مذىب اإلمام أحمد ، وعميو عامة

: أصحابو ، ووافقو عميو طائفة من أىل الحديث ، منيم .سميمان بن داود الياشمي ، وأبو خيثمة وابن المنذر

.ييا وفي ىذا عمل بجميع األحاديث كميا عمى وجغير أن ترك التشيد األول قد روي عن المغيرة ، عن

أنو سجد لو بعد السبلم ، ولكن حديث ابن بحينة ) النبي أصح منو ، فأخذ أحمد بأصح الحديثين فيما اختمفت

.الرواية فيو بعينو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن القياس أن يكون : وقد قال طائفة من أصحابنا جود كمو قبل السبلم ؛ ألنو تتمة الصبلة ، كما في الس

إياي : ) ) ، قال ) حديث عثمان بن عفان ، عن النبي وأن يتمعب بكم الشيطان في صبلتكم ، من صمى منكم

فمم يدر أشفع أم وتر ، فميسجد سجدتين ؛ فإنيما من ( ( .تمام صبلتو

.خرجو اإلمام أحمد ذا كانت السجدتان من تم ام الصبلة ، فتكون قبميا ، وا

ولكن إنما ترك ذلك في تمك الصورتين لورود النص .فييما ، فما عداىما باق عمى األصل في رواية ابن -وقد أشار أحمد إلى ىذا المعنى بعينو

.بدينا بل القياس يقتضي التفريق بين : ومن المتأخرين من قال

ص فقد ىاتين الصورتين وغيرىما ؛ فان من سمم من نقزاد في صبلتو زيادة ، لو تعمدىا لبطمت صبلتو ، فيكون السجود بعد السبلم ؛ لئبل يجتمع في الصبلة زيادتان ، ويكون السجود ىنا بمنزلة صبلة مستقمة ،

جبر بيا النقص الداخل في صبلتو ، وىو إرغام .الشيطان

وأما من شك وتحرى وبنى عمى غالب ظنو ، فإنو قد أتم را ، فيسجد بعد السبلم سجدتين زائدتين عمى صبلتو ظاى

( ( إرغأما لمشيطان ) : ) ) صبلتو ، كما سماىا النبي ؛ فإنو قصد تنقيص صبلتو ، فأتميا وزاد عمييا زيادة

.أخرى وأما إذا بنى عمى اليقين ، فإنو يحتمل الزيادة في صبلتو

احتماال ظاىرا ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

والزيادة ىنا من جنس الصبلة بخبلف الزيادة في صورة السبلم من النقص ، فكانت السجدتان كركعة تشفع لو .صبلتو ؛ لئبل تكون صبلتو وترا ، فيسجد قبل السبلم

في كبلمو وتعميمو ، كما ) وىذا كمو قد أشار إليو النبي سيأتي لفظ األحاديث

.فيو خمسا ساىيا ، وذكر قبل يتبين أن من صمى: ومن ىنا

.سبلمو ، أنو يسجد حينئذ قبمو ، حتى ال يسمم عن وتر

فمو ذكر أنو صمى ركعتين زائدتين كان : لكن يقال .الحكم كذلك ، مع أنو لم يسمم عن وتر

إن ما فيو نص عن : كالقول الرابع : القول الخامس ، فإنو يتبع نصو ، وما ليس فيو ، فإن كان ) النبي

ن كان زيادة نق صا في الصبلة فسجوده قبل السبلم ، وا .فسجوده بعده

.وىذه رواية ابن منصور ، عن إسحاق بن راىويو أن ورود بعض النصوص بالسجود : والقول السادس

قبل السبلم ، وبعضيا بالسجود بعده يدل عمى جواز كبل .األمرين ، من غير كراىة ، فيعمل بيما في الجواز

:المقالة ليم قوالن وأىل ىذه أنيما سواء في الفضل ، وحكي ذلك قوال : أحدىما

.لمشافعي ، كما سيأتي ذكره ن كان : والقول الثاني أنيما سواء في الجواز ، وا

.بعضيما أفضل من بعض وقد حكى ابن المنذر ، عن أىل الرأي ، أنيم يرون

السجود قبل السبلم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.جائزا ، والسجود بعده أفضل وكذلك حكى ابن عبد البر اختبلف العمماء في محل

لو سجد بعد : كل ىؤالء يقولون : السجود ، ثم قال السبلم فيما فيو السجود قبمو فيما لم يضره ، وكذلك لو سجد قبمو فيو السجود بعده لم يضره ، ولم يكن عميو

.شيء في كتابو -عية من الشاف -وقال الماوردي

جميع : يعني -ال خبلف بين الفقياء ( ( : الحاوي ) ) أن سجود السيو جائز قبل السبلم وبعده ، -العمماء

نما اختمفوا في المسنون واألولى ىل ىو قبل السبلم : وا .، أو بعده

.ثم ذكر اختبلف العمماء في ذلك وكذلك صرح بيذا طوائف من الحنفية والمالكية

فعية ، ومن أصحابنا كالقاضي أبي يعمى وأبي والشا .وغيرىما من بعد ( ( خبلفييما ) ) الخطاب في

ومن وجب عميو : لممالكية ( ( تيذيب المدونة ) ) وفي سجود سيو بعد السبلم ، فسجده قبل السبلم ، رجوت أن

.يجزئو وأنكر ذلك طوائف أخرون من أصحابنا والشافعية ،

بلف في محل السجود في وجوبو عند إنما االخت: وقالوا من يراه واجبا ، وفي االعتداد بو وحصول السنة عند من

.يراه سنة وىذا ظاىر عمى قواعد أحمد وأصحابو ؛ ألنيم يفرقون في بطبلن الصبلة بترك سجود السيو عمدا ، بين ما محمو قبل السبلم وما محمو بعده ، فيبطمون الصبلة

محمو قبل السبلم ، دون الذي محمو بترك السجود الذيبعده ، ولو كان ذلك عمى األولوية لم يكن لو أثر في

بلة .إبطال الصلو كان : وقال القاضي أبو يعمى الصغير من أصحابنا

عميو سجود بعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىل يجزئو ، ويعتد بو ؟ عمى : السبلم ، فسجده قبمو . وجيين

.ولم يذكر حكم ما لو سجد بعد السبلم ، لما قبمو .أنو ال يجزئو بغير خبلف : وظاىر كبلمو

طريقة أبي المعالي الجويني من -أيضا -وىذه الشافعية ومن اتبعو ، فإنو حكى في المسألة طريقين

.ألصحابو :أحدىما

: -لمشافعية : يعني -إن في المسألة ثبلثة أقوال .أنو قبل السبلم ، فإن أخره لم يعتد بو : يا الصحيح في

ن : الثاني أن كان السيو زيادة ، فحممو بعد السبلم وا .كان نقصا فقبمو ، وال يعتد بو بعده

ن شاء أخره : والثالث .إن شاء قدمو ، وا

:والطريق الثاني نما األقوال في بيان األفضل :يجزئ التقديم والتأخير ، وا

.قديم أفضل الت: ففي قول .التقديم والتأخير سواء في الفضيمة : وفي قول ال : وفي قول إن كان زيادة فالتأخير أفضل ، وا .فالتقديم

صحة األخبار في التقديم : ووجو ىذه الطريقة : قال .والتأخير

والطريقة المشيورة األولى ، ويجعل الخبلف في : قال األجزاء والجواز ، كما

.سبق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - - ثبلثا أو أربعا -إذا لم يدر كم صمى

سجدة سجدتين وىو جالس.

ثنا ىشام الدستوائي ، : ثنا معاذ بن فضالة - عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سممة ، عن أبي

إذا نودي بالصبلة ) : ) ) قال رسول اهلل : ىريرة ، قال لو ضراط حتى ال يسمع األذان ، فإذا أدبر الشيطان و

قضى األذان أقبل ، فإذا ثوب بيا أدبر ، فإذا قضي : التثويب أقبل ، حتى يخطر بين المرء ونفسو ، يقول

حتى يظل الرجل إن -مالم يكن يذكر -أذكر كذا وكذا ثبلثا أو -يدري كم صمى ، فإذا لم يدر أحدكم كم صمى

( ( .جالس ، فميسجد سجدتين وىو -أربعا أنو : بضم الطاء عند األكثر ، والمراد ( ( يخطر ) )

يمر ، فيحول بين المرء وما يريد من نفسو ، من إقبالو .عمى صبلتو

تحرك : ، يعني -بكسر الطاء -( ( يخطر ) ) وروي .حركتو بالوسوسة : ، فيكون المعنى

، ىكذا الرواية ( ( حتى يظل الرجل : ) ) وقولو

يصير ، : ورة بالظاء القائمة المفتوحة ، والمراد المشي: النحل ) ] ظل وجيو مسودا : ) كما في قولو تعالى

. ] بالضاد المكسورة ، من ( ( يضل ) ) وروى بعضيم .انو ينسى ويتحير : الظبلل ، يعني

بفتح اليمزة ، حكاه ( أن ) ، ( ( إن يدري : ) ) وقولو عن ابن عبد البر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.اليدري : معناه : األكثرين ، وقال ليست ىذه الرواية بشيء ، إال مع : وقال القرطبي

مع الفعل ( ( أن : ) ) ، فتكون ( ( الضاد : ) ) رواية إن ، بأسقاط حرف ( ( ضل ) ) بتأويل المصدر مفعول

.كعاتو الجر ، أي يضل عن درايتو وينسى عدد ر بكسر ( ( إن : ) ) وفيو بعد ، ورجح أن الرواية : قال

.ما يدري : اليمزة ، يعني المكسورة نافية فظاىر ، وأما ( ( إن ) ) أما وقوع : قمت المفتوحة ، فقد ذكر بعضيم أنيا تأتى نافية ( ( أن ) ) .، وأنكره أخرون -أيضا -

الرواية ىاىنا فعمى قول من أثبتو ، ال فرق بين أن تكون .بالفتح أو بالكسر

ثبلثا أو -فإذا لم يدر أحدكم كم صمى : ) ) وقولو ، فميسجد -أربعا

، ليس في ىذا الحديث سوى األمر بسجود ( ( سجدتين .السيو عند الشك ، من غير أمر بعمل بيقين أو تحر

.وروي عن أبي ىريرة ، أنو أفتى بذلك : عن ىمام بن منبو قال عبد الرزاق ، عن معمر ،

: قال . شككت في صبلتي : سالت أبا ىريرة ، فقمت .اسجد سجدتين وأنت جالس : يقولون

وىذا كمو ، ليس فيو بيان انو يتحرى أو يبني عمى اليقين ، وال بد من العمل بأحد األمرين ، وكبلىما قد ورد في

.أحاديث أخر ، تقضي عمى ىذا الحديث المجمل

(/)

"""""" صفحة رقم """" ""

وقد روي من حديث أبي ىريرة التحري ، بالشك في رفعو .ووقفو

فروى شعبة ، عن ابن إدريس األودي ، عن أبيو ، عن : ؟ قال ) عن النبي : قمت : قال شعبة -أبي ىريرة

، أنو -) عن النبي : أحسبو ، أكبر عممي ، أنو قال ، ( ( وبو شيء من الخبث ال يصمي أحدكم : ) ) قال

( ( .يتحرى : ) ) وقال في الوىم وروي في حديث أبي ىريرة ذكر السجود قبل السبلم في

حدثني الزىري ، عن أبي : ىذا ، من رواية ابن إسحاق ) :قال رسول اهلل : سممة ، عن أبي ىريرة ، قال

إن الشيطان يأتي أحدكم في صبلتو ، فيدخل بينو ) ) ، حتى ال يدري زاد أو نقص ، فإذا كان ذلك وبين نفسو

( ( .، فميسجد سجدتين قبل أن يسمم ، ثم يسمم

.خرجو أبو داود وابن ماجو -من رواية ابن إسحاق -أيضا -وخرجو ابن ماجو

عن ] اخبرني سممة بن صفوان بن سممة ، : -أيضا -بنحوه -) ، عن أبي ىريرة ، عن النبي [ أبي سممة ( ( .فميسجد سجدتين قبل أن يسمم : ) ) ، وقال

وخرجو أبو داود من طريق ابن أخي الزىري ، عن فميسجد سجدتين : ) ) الزىري ، بيذا اإلسناد ، ولفظو

( ( .وىو جالس قبل التسميم وخرجو الدارقطني من رواية عكرمة بن عمار ، عن

يحيى بن أبي كثير ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فذكره ، -عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، عن النبي ، فميسجد سجدتين وىو : ) ) بعد قولو -: وقال ( ( .ثم يسمم : ) ) -( ( جالس

أن سميمان وعمي بن المبارك ( ( العمل ) ) وذكر في وىشاما واألوزاعي وغيرىم رووه ، عن يحيى ، ولم

.التسميم قبل وال بعد : يذكروا فيو .وكذلك قال الزىري ، عن أبي سممة : قال

ولم يذكر رواية ابن إسحاق وابن أخي الزىري ، عن الزىري ، وذكر رواية ابن إسحاق ، عن سممة بن

صفوان بن سممة ، كما رواه عكرمة بن عمار ، عن .يحيى .وىما ثقتان ، وزيادة الثقة مقبولة : قال صفوان ، ورواه فميح بن سميمان ، عن سممة بن: قال

، ( ( وليسمم ، ثم ليسجد سجدتين : ) ) وقال فيو .بخبلف رواية ابن إسحاق

أما ابن إسحاق ، فمضطرب في حديث الزىري : قمت خصوصا ، وينفرد عنو بما ال يتابع عميو ، وروايتو عن

.سممة بن صفوان ، قد خالفو فييا فميح ، كما ترى بي كثير ، ورواية عكرمة بن عمار ، عن يحيى بن أ

كثيرة االضطراب عند يحيى القطان وأحمد وغيرىما من

.األئمة .واهلل تعالى أعمم . ففي ثبوت ىذه الزيادة نظر

وقد روي من غير حديث أبي ىريرة البناء عمى اليقين .والتحري

:فأما األول فخرجو مسمم ، من طريق سميمان بن ببلل ، عن زيد بن

أسمم ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال إذا شك أحدكم في) : ) ) قال رسول اهلل

صبلتو ، فبل يدري كم صمى ثبلثا أو أربعا ، فميطرح الشك ، وليبن عمى ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسمم ، فان كان صمى خمسا ، شفعن لو صبلتو ، وان

( ( .تمأما ألربع ، كانتا ترغيما لمشيطان كان صمى إ

من رواية داود بن قيس ، عن زيد بن -أيضا -وخرجو .بمعناه -أسمم ، بو

وخرجو الدارقطني من طريق عبد العزيز بن أبي سممة الماجشون ، وىشام بن سعد بن سميمان وغيرىم ، عن

.كذلك -زيد بن أسمم صالح ، عن الميث وكذلك رويناه من حديث عبد اهلل بن

.بيذا اإلسناد -، عن ابن عجبلن ، عن زيد بن أسمم أنو لم يذكر في : والمعروف من رواية ابن عجبلن

( ( .قبل السبلم : ) ) حديثو .وكذا رواه أبو غسان وغيره ، عن زيد بن أسمم

والثوري و يعقوب ، عن ( ( الموطأ ) ) ورواه مالك في .مرسبل -زيد بن أسمم ، عن عطاء

.ووصمو الوليد بن مسمم وغيره ، عن مالك .وليس بمعروف عنو وصمو .أيضا -ووصمو بعضيم عن الثوري

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ولعل البخاري ترك تخريجو ؛ إلرسال مالك والثوري لو اإلمام أحمد : وحكم جماعة بصحة وصمو ، منيم

.والدارقطني إنيم يختمفون في : قيل لو . اذىب إليو : د وقال أحمإنما قصر بو مالك ، وقد أسنده عدة ، : قال . إسناده

.ابن عجبلن وعبد العزيز بن أبي سممة : فذكر منيم ورواه الدراوردي وعبد اهلل بن جعفر وغيرىما ، عن زيد بن أسمم ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عباس ، عن

) .النبي .طني ذكره الدارق

.عطاء ، عن أبي سعيد : القول قول من قال : وقال ولو شاىد عن أبي سعيد من وجو أخر ، من رواية

حدثني : عكرمة بن عمار ، عن يحيى بن أبي كثير : حدثني أبو سعيد الخدري ، قال : ىبلل بن عياض إذا صمى أحدكم ، فبل يدري زاد ) : ) ) قال رسول اهلل

( ( .ين وىو جالس أو نقص ، فميسجد سجدت .خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو والترمذي

.حديث حسن : وقال ( ( .ثم يسمم : ) ) وخرجو النسائي ، وزاد في رواية لو

.وشيخ يحيى بن أبي كثير ، مختمف في اسمو ، وحالو وروى ابن إسحاق ، عن مكحول ، عن كريب ، عن ابن

عباس ، عنإذا : ) ) ، قال ) ف ، عن النبي عبد الرحمن بن عو

سيا أحدكم في صبلتو ، فمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يدر واحدة صمى أم ثنتين ، فميبن عمى واحدة فان لم يدر ثنتين صمى أو ثبلثا ، فميبن عمى ثنتين ، فإن لم يدر

صمى ثبلثا أو أربعا ، فميبن عمى ثبلث ، وليسجد ( ( .سمم سجدتين قبل أن ي

.خرج اإلمام أحمد وابن ماجو والترمذي .حسن صحيح : وقال

.صحيح عمى شرط مسمم : والحاكم ، وقال .ولو عمة ذكرىا ابن المديني

وكان عندي حسنا ، حتى وقفت عمى عمتو ، : قال وذلك أن ابن إسحاق سمعو من مكحول مرسبل ، وسمع

بن عباس ، إسناده من حسين بن عبد اهلل بن عبيد اهلل .يضعف الحديث من ىاىنا : قال . عن مكحول

.من جية حسين الذي يرجع إسناده إليو : يعني وخرجو اإلمام أحمد ، عن ابن عمية ، عن ابن إسحاق

.كما ذكره ابن المديني -وكذا رواه عبد اهلل بن نمير وعبد الرحمن المحاربي ،

حسين وعن -مرسبل -عن ابن إسحاق ، عن مكحول .متصبل -عن مكحول

ورواه حماد بن سممة وغيره ، عن ابن إسحاق ، عن .مرسبل -مكحول

.ذكره الدارقطني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من رواية إسماعيل بن -أيضا -وخرجو اإلمام أحمد مسمم ، عن الزىري ، عن عبيد اهلل بن عبد اهلل ، عن

) .الرحمن بن عوف ، عن النبي ابن عباس ، عن عبد سماعيل ، ىو .المكي ، ضعيف جدا : وا

نما مرجعو إلى : وقد قيل إنو توبع عميو ، وال يصح ، وا .ذكره الدارقطني : -إسماعيل

روى أيوب بن سميمان بن ببلل ، عن أبي بكر بن أبي أويس ، عن سميمان بن ببلل ، عن عمر بن محمد بن

: ، قال ) أبيو ، عن النبي زيد ، عن سالم ، عن -ثبلثا أو أربعا -إذا لم يدر أحدكم كم صمى ) )

فميركع ركعتين ، يحسن ركوعيما ( ( .وسجودىما ، ثم ليسجد سجدتين

.خرجو الحاكم

.صحيح عمى شرطيما : وقال والبخاري يخرج من ىذه النسخة كثيرا ، ولكن ىذا رواه

ر بن محمد ، عن ، عن عم( ( الموطإ ) ) مالك في .موقوفا -سالم ، عن أبيو ،

.رفعو غير ثابت : قال الدارقطني .ال يصح رفعو : وقال ابن عبد البر

ورواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزىري ، عن سالم إذا شك الرجل في صبلتو ، فمم : ، عن أبيو ، أنو قال

يدر ثبلثا صمى أم أربعا ، فميبن عمى أتم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ذلك في نفسو ، وليس عميو سجود يسجد سجدتي السيو وىو : فكان الزىري يقول : قال

.جالس :وىو التحري : وأما الثاني

، ( ( أبواب استقبال القبمة ) ) فقد خرجو البخاري في من رواية جرير ، عن منصور ، عن إبراىيم ، عن

فذكر الحديث -) عن النبي عمقمة ، عن ابن مسعود ،ذا شك أحدكم في صبلتو ، : ) ) -، وقال في آخره وا

فميتحرى الصواب ، فميتم عميو ، ثم ليسمم ، ثم يسجد ( ( .سجدتين

.أيضا -وخرجو مسمم : وخرجو من طرق أخرى ، عن منصور ، وفي بعضيا

( ( .فمينظر أحرى ذلك لمصواب ) ) ( ( .أقرب ذلك إلى الصواب فميتحرى : ) ) وفي رواية ( ( .فميتحرى الذي يرى أنو صواب : ) ) وفي رواية

: وخرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي ، وزادوا فيو ( ( .ثم يسمم ، ثم يسجد سجدتي السيو ) )

وقد رواه جماعة من ثقات أصحاب منصور ، عنو ، .بيذا الزيادة

مم ويسجد ويس: ) ) وخرجو ابن ماجو ، وعنده .بالواو -( ( سجدتين

وحديث التحري : -في رواية األثرم -قال اإلمام أحمد ليس يرويو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

غير منصور ، إال أن شعبة روى عن الحكم ، عن أبي ذا شك : نحوه ، قال -موقوفا -وائل ، عن عبد اهلل وا

.أحدكم فميتحر .كذلك وخرجو النسائي

.مرفوعا -وقد روي عن الحكم .الموقوف عن الحكم أصح : قال الدارقطني

وقد روي عن ابن مسعود التحري من وجو آخر ، :مختمف فيو

فروى خصيف ، عن أبي عبيدة ، عن عبد اهلل ، عن إذا كنت في صبلة ، فشككت في : ) ) ، قال ) النبي

شيدت ، ثم ثبلث أو أربع ، وأكثر ظنك عمى أربع ، ت

سجدت سجدتين ، وأنت جالس قبل أن تسمم ، ثم ( ( .، ثم تسمم -أيضا -تشيدت

.وخرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وذكر أبو داود ، أنو اختمف في رفعو ووقفو ، وفي لفظو

.أيضا -حديث اليقين أصح في الرواية من : وقال أحمد

.التحري صحيح ، وري من غير ىو: وقال في حديث التحري

.وجو ويظير من تصرف البخاري عكس ىذا ؛ ألنو خرج

.حديث التحري دون اليقين .وخرج مسمم الحديثين جميعا

وقد دلت ىذه األحاديث عمى أن من شك في عدد صبلتو ، فإنو ليس عميو

إعادتيا ، وال تبطل صبلتو بمجرد شكو ، بل يسجد سجدتي السيو بعد بنائو عمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يقينو أو تحريو ، وىو قول جميور العمماء .وروي عن طائفة ، أن من شك في صبلتو فإنو يعيدىا

.رواه ىمام بن منبو وابن سيرين ، عن ابن عمر وىو خبلف رواية ابنو سالم ومواله نافع وعبد اهلل بن

، عن ابن دينار ومحارب بن دثار وغيرىم ، كميم رووا .عمر ، أنو يسجد وال يعيد

.وقد سبق عن ابن عمر رواية أخرى ، أنو ال يسجد إن نسيت : وذكر عطاء ، انو سمع ابن عباس يقول

وأنو بمغو عن ابن عمر . الصبلة المكتوبة فعد لصبلتك وابن عباس ، أنو إذا شك أعاد مرة واحدة ، ثم ال يعيد ،

، ويسجد سجدتين بعد ويبني عمى أحرى ذلك في نفسو .ما يسمم

.يعيد مرة ، ثم ال يعيد : وكذلك قال طاوس أحب إلي أن أعيد ، إال أن أكون أكثر : وقال النخعي

.النسيان ، فأسجد لمسيو

.وىو قول أبي حنيفة والثوري ورويت اإلعادة مع الشك مطمقا عن الشعبي وشريح

.ومحمد ابن الحنفية .فعمى أنو ال يعيد الصبلة وأما جميور العمماء ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، أو -وىو اليقين -ىل يبني عمى األقل : لكن اختمفوا يبني عمى غالب ظنو ؟

.يبني عمى غالب ظنو : فقالت طائفة روي عن ابن مسعود ، وىو قول الكوفيين كالنخعي وأبي

.حي والحسن بن -في رواية -حنيفة والثوري .وحكاه ابن المنذر عن طائفة من أىل الحديث

يتحرى ، فإن قام : وحكى ابن عبد البر عن األوزاعي .فمم يدر كم صمى ، استأنف

.في رواية عنو -والتحري قول أحمد

وعمى ىذه الرواية ، فيل ذلك عام في المنفرد واإلمام ، .أم خاص باإلمام ؟ عمى روايتين فيو

أنو يختص باإلمام ؛ ألنو يعتمد عمى :وظاىر مذىبو غمبة ظنو بإقرار المأمومين ومتابعتيم لو من غير نكير

.، فيقوى الظن بذلك .واستدل ىؤالء بأحاديث تحري الصواب

وأما حديث إطراح الشك ، والبناء عمى ما استيقن ، فحمموه عمى الشك

.المساوي ، أو األضعف يسمى شكا عند اإلطبلق ، ال : فأما غمبة الظن ، فقالوا

ن كان الفقياء كما يدعيو أىل األصول ومن تبعيم ، وا .يطمقون عميو اسم الشك في مواضع كثيرة

.بل يبني عمى اليقين ، وىو األقل : وقالت طائفة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وروي عن عمر وعمي وابن عمر ، وعن الحسن والزىري

-في رواية -الميث والثوري ، وىو قول مالك و سحاق -في رواية عنو -والشافعي وأحمد .وا

إن كان أول ما شك : كانوا يقولون : وعن الثوري ، قال ، فإنو يبني عمى

ن ابتمي بالشك ن -أنو يتحرى : يعني -اليقين ، وا ، وا .زاد بو الشك ورأى انو من الشيطان ، لم يمتفت إليو

ث أبي سعيد الخدري المتقدم في وىؤالء استدلوا بحدي .البناء عمى ما استيقن

وأما أحاديث التحري ، فمنيم من تكمم فييا ، حتى اعل حديث ابن مسعود المرفوع المخرج في

، من رواية منصور ، عن إبراىيم ، ( ( الصحيحين ) ) عن عمقمة ،

عنو ، بأنو روي موقوفا ، من طريق الحكم ، عن أبي .كما فعل النسائي وغيره وائل ، عنو ،

وقد رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن منصور ، عن

.موقوفا -النخعي ، عن عمقمة ، عن ابن مسعود وىذا قد يتعمق بو من يدعي أن ىذه الرواية في أخر

.الحديث مدرجة من قول ابن مسعود ومنيم من حمل تحري الصواب عمى الرجوع إلى اليقين

عي وأصحابو وسميمان الياشمي الشاف: ، ومنيم .والجوزجاني وابن عبد البر وغيرىم

وفي بعض ألفاظ الحديث ما يصرح بخبلف ذلك ، كما .تقدم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

التحري عمى اإلمام ؛ -في ظاىر مذىبو -وحمل أحمد ألن عممو بغالب ظنو ، مع إقرار المأمومين لو واتباعيم

يقوي ظنو ، فيصير كالعمل باليقين ، بخبلف إياه .المنفرد ، فإنو ليس عنده إمارة تقوي ظنو

وقد نص أحمد ، أنو يجوز لئلمام إذا شك أن يمحظ ما

يفعمو المأمومون خمفو ، من قيام أو قعود ، وغير ذلك ، .فيتبعيم فيو

يحمل األمر بالتحري : ومن متأخري أصحابنا من قال و ، بوجود إمارات توجب لو غمبة الظن عمى من قدر عمي

، وال يختص ذلك باإلمام ، بل المنفرد إذا كان عنده أمارة يتحرى بيا عمل بيا ، فإن لم يكن عند المصمي

أمارة توجب ترجيح أحد األمرين ، فقد استوى عنده .األمران ، فيطرح الشك حينئذ ، ويعمل باليقين

.وعمى ىذا يحمل حديث أبي سعيد وىو حمل األمر بالتحري عمى : ىنا مسمك أخر وىا

الرخصة والجواز ، وحمل األمر بإطراح الشك والبناء استيقن عمى األفضل واالحتياط ، فيجوز [ ما ] عمى

لممصمي إذا شك العمل بكبل األمرين ، ويكون األفضل .األخذ باالحتياط

وصرح بيذا القاضي أبو يعمى من أصحابنا في كتاب ، وتبعو عميو جماعة من ( ( القرآن أحكام) )

.أصحابنا

وىذه المسألة ترجع إلى قاعدة تعارض األصل والظاىر ، ولممسالة أقسام قد ذكرناىا مستوفاة في كتاب

( ( .القواعد في الفقو ) ) وحممت طائفة أحاديث البناء عمى اليقين عمى من لم عمى يعتبر الشك ، ولم تمزمو أحاديث العمل بغمبة الظن

من لزمو الشك ، وصار لو عادة ووسواسا ، فبل يمتفت إليو حينئذ ، بل يجعل وجوده كالعدم ، ويبني عمى غالب

.ظنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وذكر ابن عبد البر أن ىذا تفسير الميث وابن وىب .أيضا -لمحديث ، وأنو مذىب مالك

وصار وسواسا ، لم أن الشك إذا لزم صاحبو : يعني .يمتفت إليو

وىو قول الثوري ، وروي عن القاسم بن محمد ، وصرح

.أيضا -بو أصحابنا وعمى ىذا ؛ يحمل حديث األمر لمن شك في صبلتو

.بان يسجد سجدتين ، من غير ذكر تحر وال يقين وليذا ذكر في أول الحديث تمبيس الشيطان عميو ، حتى

.كم صمى : ال يدري : ما روي عم بعض المتقدمين -أيضا -و يحمل وعمي

واهلل . أن سجدتي السيو تكفي من شك في صبلتو .سبحانو وتعالى أعمم

وأما محل السجود لمشك ، فقد تقدم ذكره في الباب الماضي ، واختبلف العمماء فيو ، وأن أحمد يعمل

.باألحاديث كميا في ذلك ن بنى عمى فإن شك وتحرى ، سجد بعد السبلم ، وا

.اليقين سجد قبمو .أيضا -وىو قول أبي خيثمة زىير بن حرب

.أيضا -وذكرنا المعنى في ذلك فيما تقدم ومذىب إسحاق ، أنو يبني عمى اليقين ، ويسجد بعد

نقمو عنو: -السبلم

.حرب ولعمو حمل تحري الصواب في حديث ابن مسعود عمى

.أنيم قالوه األخذ باليقين ، كما تقدم عن جماعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وسوسة الشيطان لممصمى ، وأمره ) وفي ذكر النبي بالسجود إذا لم يدر كم صمى ، يدل عمى أنو ال يسجد .بمجرد وسوسة الصبلة ، إذا لم يشك في عدد صبلتو .وعمى ىذا جميور العمماء ، وحكاه بعضيم إجماعا

ن بن عمي ، أنو سجد في وحكى إسحاق ، عن الحسإني حدثت : الصبلة عن غير سيو ظير منو ، وقال

.نفسي : وروي عن أحمد ، أنو سجد لمسيو في صبلتو ، وقال

.إني لحظت ذلك الكتاب .وىذا خبلف المعروف من مذىبو

إن استطعت أن : وحكى أحمد ، عن ابن عباس ، قال [ .عل فاف] ال تصمي صبلة إال سجدت بعدىا سجدتين

بسجود السيو في حديث أبي ىريرة ) وفي أمر النبي دليل عمى أن سجود السيو : وابن مسعود المتفق عمييما

.واجب ، إذا كان لما يبطل الصبلة تعمده :واختمف العمماء في وجوب سجود السيو

الحكم وابن : فذىب إلى وجوبو كثير من العمماء ، منيم -ه الكرخي ، عنو فيما حكا -شبرمة وأبو حنيفة

سحاق .والثوري وأحمد وا لكن أحمد إنما يوجبو إذا كان لما يبطل عمدة الصبلة خاصة ، فأما ما ال يبطل الصبلة عمده ، كترك السنن

وزيادة ذكر في غير محمو ، سوى السبلم ، فميس بواجب عنده ؛ ألن السجود من أجمو ليس بواجب فعمو أو تركو

ما يجب فعمو أو تركو ، فيجب ، فجبرانو أولى ، فأما .جبرانو بالسجود كجبرانات الحج

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن كان من نقصان وجب ؛ : وحكي عن مالك وأبي ثور ألن محمو قبل السبلم ، فيكون من جممة أجزاء الصبلة ، بخبلف ما محمو بعد السبلم ؛ ألن محمو بعد التحمل من

.الصبلة .ىو سنة بكل حال : ال الشافعي وق

.وحكي رواية عن أحمد ، وتأوليا بعض أصحابو واستدل لذلك ، بأنو روي في حديث أبي سعيد الخدري

فإن كانت صبلتو تامة ، كانت الركعة : ) ) المتقدم ( ( .نافمة والسجدتان

بأن المراد بالنافمة الزيادة عمى آخر الصبلة ، : وأجيب ، أنو توضأ ، ) مان ، عن النبي كما في حديث عث

من توضأ ىكذا غفر لو ما تقدم من ذنبو ، : ) ) وقال ( ( .وكانت صبلتو ومشيو إلى المسجد نافمة

.خرجو مسمم زيادة في حسناتو ؛ حيث كان الوضوء : وأراد بالنافمة

.مكفرا لمذنوب إن سجود السيو سنة ، لم تبطل الصبلة : فمن قال

.، وىو قول الشافعي وعبد الممك المالكي بتركو بحالإذا فعل وقع : وكذلك مذىب أبي حنيفة ، لكنو عنده

موقع الفرض ، والتحقن كان بعد السبلم حين لو أحدث فيو أو خرج بو ، وا

.الوقت بطمت الصبلة المتقدمة ىل تبطل الصبلة بترك : واختمفت الرواية عن أحمد :السجود لمسيو عنو روايتان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن تركو عمدا ، وكان محمو قبل السبلم بطمت : أحدىما ن كان ن كان محمو بعد السبلم لم تبطل ، وا الصبلة ، وا

.تركو نسيانا لم تبطل بكل حال .وحكي مثمو عن أبي ثور

ىو كالجزء -وىو واجب -ألن ما محمو قبل السبلم ما محمو بعد السبلم ، فإنو خارج من الصبلة ، بخبلف

عن الصبلة ، فيو كاألذان ، عند من يقول بوجوبو ، ال .يبطل الصبلة تركو

إذا نسيو حتى طال الفصل أعاد : والرواية الثانية .الصبلة

وىذا يدل عمى أن تركو يبطل الصبلة بكل حال ، وىو قول الحكم وابن شبرمة ؛ ألنو سجود واجب في الصبلة

بلة أو .ألجميا ، فيو كسجود صمب الص .وكذلك قال مالك ، فيما قبل السبلم

.اليبطل تركو مطمقا : وقال فيما بعده اختصاص البطبلن فينا قبل السبلم : وروي عن مالك

.بترك األفعال دون األقوال أن سجود السيو واجب ، وليس ىو : ومذىب الثوري

حدث ، فبل من صمب الصبلة ، فمن ضحك فيو أو أ .شيء عميو

ولكنو قال ، فيمن سمم وىو يرى أنو ينبغي أن يسجد

أعاد الصبلة ؛ ألنو أدخل في صبلتو : صبلتو [ في ] .زيادة

.السبلم : يعني بو وىذا يدل عمى تفريقو بين سجود السيو الذي قبل السبلم

.وبعده ، كقول أحمد قبل وكذلك قال الميث ، فيمن نسي سجود السيو الذي

السبلم ، فمم يذكره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حتى صمى صبلة أخرى ، أنو يعيد الصبلة التي نسي سجودىا ، فإن كان السجود بعد السبلم سجد سجدتي

.السيو ، ولم يعد صبلتو لو ، ( ( كتاب سجود السيو ) ) نقمو عنو ابن وىب في

.ووافقو عميو

(/)

"""""" فحة رقم ص""""""

باب - في الفرض والتطوع[ السيو ]

.وسجد ابن عباس سجدتين بعد وتره قد تقدم أن اإلمام أحمد حكى عن ابن عباس ، أنو

إن استطعت أن ال تصمي صبلة إال سجدت : قال .بعدىا سجدتين فافعل

.وحممو أحمد عمى سجود السيو بو تصمي بعد كل أراد [ أنو ] ومن الناس من حممو عمى

.مفروضة ركعتين وىذا عمى عمومو ال يصح ؛ فإن الفجر والعصر

.اليصمى بعدىما السجود بعد الفراغ من ) ) وقد بوب النسائي عمى

بلة كان النبي : حديث عائشة : ، وخرج فيو ( ( الصيصمي فيما بين أن يفرغ من صبلة العشاء إلى الفجر )

ر بواحدة ، ويسجد سجدة قدر ما إحدى عشرة ركعة ، يوت

.يقرا أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسو ( ( .ويسجد السجدة : ) ) وقد تقدم ىذا الحديث بمفظ

أنو مقدار السجدة الواحدة من سجوده بالميل ، : والمراد .ال أنو يسجد بعد وتره سجدة واحدة

وأما حكم السيو في الوتر ، فحكمو حكم السيو في .الصموات سائر

ومذىب الثوري وأبي حنيفة ، إذا صمى الوتر أربعا ، أنو إن قعد في الثالثة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن لم يكن قدر التشيد أجزاه ، وسجد سجدتي السيو ، وا جمس بعد الثالثة أعاد الوتر ، كقوليم في صبلة المغرب

.، كما تقدم حكاية مذىبيم في ذلك ومن شفع ( ( : تيذيب المدونة ) ) مالك في ومذىب

وتره ساىيا سجد بعد

السبلم ، واجتزأ بوتره ، يعمل في السنن كما يعمل في الفرائض ، ومن لم يدر جموس في الشفع أو في الوتر ن لم يدر سمم وسجد بعد السبلم ، ثم أوتر بواحدة ، وا أفي األولى ىو جالس أو في الثانية ، أو في الوتر ،

.انتيى . أتى بركعة ، وسجد بعد السبلم ، ثم أوتر ففرق بين أن يتحقق الزيادة ، فيسجد لمسيو ، ويجتزئ

بوتره ، وبين أن يشك فييا ، فيبني عمى اليقين ، ويسجد .لمسيو ، ثم يوتر

:وقد روي عن ابن عباس ، أنو يسجد في التطوع ثنا حد: نا يحيى بن عبد الحميد : قال حرب الكرماني

ابن المبارك ، عن يعقوب بن القعقاع ، عن عطاء ، إذا اوىم في التطوع ، سجد : عن ابن عباس ، قال

سجدتي .السيو

.وىذا قول جميور العمماء .ولمشافعي قول قديم ، أنو اليسجد في التطوع

.وروي عن ابن سيرين

.عنو منقطعة -في رواية -وعن ابن المسيب .صل خبلفو وروي عنو من وجو مت

.البأس أن ال يسجد لمسيو في التطوع : وقال عطاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال يعيد التطوع إذا شك فيو ، وبني : وعنو ، أنو قال .عمى أحرى ما عنده ، وسجد

إن الشاك في الفريضة يعيد : وىذا بناء عمى قولو .صبلتو

أيسجد بعد الوتر :وسئل عطاء ، عمن سيا قبل الوتر .نعم : ؟ قال

ولعمو أراد أنو سيا قبل الركعتين قبل الوتر ، إذا صمى أنو أراد أن ] . . . . . . . . . . . [ الوتر ثبلثا متصمة

الركعة التي يوتر بيا ال يسجد فييا لمسيو حتى يتم وتره ن كانت مفصولة بالسبلم بينيما ؛ ألن الجميع ، وا

، وىو الوتر ، فيكون السجود لمسيو يشمميا اسم واحد .واهلل سبحانو وتعالى أعمم . بعد كماليا وتماميا

:قال البخاري أنا مالك ، عن ابن : نا عبد اهلل بن يوسف -

شياب ، عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل إن أحدكم إذا قام يصمي ، جاء الشيطان : ) ) قال )

ال يدري كم صمى ، فإذا وجد ذلك فمبس عميو ، حتى ( ( .أحدكم فميسجد سجدتين وىو جالس أمر النبي : مراده من ىذا الحديث في ىذا الباب

بسجود السيو لمن صمى ولبس الشيطان عميو صبلتو ) ، ولم يفرق بين أن تكون صبلتو فريضة أو نافمة ،

واألفعال نكرات ، والنكرات في سياق الشرط تعم ، كما .واهلل سبحانو وتعالى أعمم . في سياق النفي تعم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وألن النفل ينقص بالسيو ، فشرع جبره بالسجود لو ، كما

.يجبر الحج ، فرضو ونفمو نما يشرع لمسيو في النفل بركعة تامة فأكثر ، فأما وا صبلة الجنازة فميس فييا سجود سيو ؛ ألنو ال سجود

يا بالكمية ، وكذلك سجود التبلوة ليس فيو سجودفيسيو ، ألن المشروع لمتبلوة سجدة واحدة ، وال يجبر

.بأكثر من أصمو .واهلل أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - إذا كمم وىو يصمي فأشار برأسو أو استمع

: نا ابن وىب : حديثا يحيى بن سممان - .مرو ، عن بكير ، عن كريب أخبرني ع

ما يصمى : باب ) ) فذكر حديثا قد ذكرناه بتمامو في :، وفيو ( ( بعد العصر من الفوائت

-) رسول اهلل : يعني -دخل عمي : أن أم سممة قالت األنصار ، فأرسمت [ بني حرام من ] وعندي نسوة من

تقول: قومي بجنبو ، وقولي لو : إليو الجارية ، فقمت يارسول اهلل ، سمعتك تنيى عن ىاتين : لك أم سممة

الركعتين ، وأراك تصمييما ، فإن أشار بيده ، فاستأخري عنو ، ففعمت الجارية ، فأشار بيده فاستأخرت عنو ، ،

يابنة أبي أمية ، سألت عن : ) ) فمما انصرف قال الركعتين بعد العصر ، أنو أتاني ناس من عبد القيس ،

الركعتين المتين بعد الظير ، فيما فشغموني عن ( ( .ىاتان

بيذا اإلسناد ، -أيضا -( ( المغازي ) ) وخرجو في وقال بكر بن: ) ) ثم قال

فذكر -مضر ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكر ( ( .نحوه

أن المصمي يجوز أن يكمم في : ومقصوده بيذا الباب صبلتو ، ويستمع لمن

(/)

"""""" حة رقم صف""""""

لم ينكر عمى ) كممو ، ويشير بيده أو برأسو ؛ فإن النبي أم سممة إرساليا الجارية إليو ؛ لتكممو وىو يصمي ، بل أشار إلييا فاستأخرت عنو ، ثم أجاب عن سؤاليا بعد

.الصبلة . فمنيم من رخص فيو : وقد اختمف السمف في ىذا

.ومنيم من كرىو ، عن معمر ، عن ( ( كتابو ) ) ق في قال عبد الرزا

رأيت أصحاب رسول اهلل : ثابت ، عن أبي رافع ، قال .، وأن أحدىم ليشيد عمى الشيادة وىو قائم يصمي )

وعن ابن جريج ، عن عطاء ، في الرجل كان يصمي ، فعمت كذا وكذا ؟ : فيمر بو رجل ، فيقول لو

تو ، ثم ليسجد ليتم صبل: قال ] . . . . . . . . . . . [ .سجدتي السيو

أتكره كل شيء من اإليماء في : وقمت لعطاء : قال المكتوبة ، حتى أن يمر بي إنسان وأنا في المكتوبة ،

صميت الصبلة ؟ كرىت أن أشير إليو برأسي ، : فقال .أكره كل شيء من ذلك : نعم ؟ قال : فأقول

إن كان شيئا : ؟ فقال فإن كان في التطوع : فقيل لو .البد منو ، وأحب إلي أن ال تفعل

يأتيني إنسان وأنا في : وقال إنسان لعطاء : قال ما أحبو : المكتوبة ، فيخبرني الخبر ، فأسمع إليو ؟ قال

، وأخشى أن يكون سيوا ، إنما ىي المكتوبة ، فتفرغ ليا .حتى تفرغ منيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ففرق عطاء بين المكتوبة وغيرىا ، فكرىو في المكتوبة ،

إن كان شيئا البد منو ، وأحب إلي : وقال في التطوع .أن اليفعل ، لم يكرىو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - اإلشارة في الصبلة

) .، عن النبي [ عن أم سممة ] قالو كريب ، سممة ، ىو الذي خرجو في الباب حديث كريب ، عن أم

.الذي قبمو :ثم خرج في ىذا الباب ثبلثة أحاديث

:األول ثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، : حدثنا قتيبة -

بمغو ، ) عن أبي حازم ، عن سيل بن سعد ، أن النبي أن بني عمرو بن عوف كان بينيم شيء ، فخرج يصمح

.ث بطولو فذكر الحدي -بينيم ، في أناس معو

وقد تقدم قريبا بنحو سياقو ، عن قتيبة ، عن عبد العزيز .بن أبي حازم ، عن أبيو ، عن سيل

فالحديث ؛ رواه قتيبة ، عن عبد العزيز بن أبي حازم ، وعن يعقوب بن

.عبد الرحمن ، كبلىما عن أبي حازم ، عن سيل جاء يشق ) أن النبي [ : ىذا الحديث ] والمقصود من

وف ، حتى قام في الصف ، فالتفت أبو بكر فرآه ، الصف ، يأمره) فأشار إليو رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إلى أبي بكر ) أن يصمي ، فاستدل البخاري بإشارة النبي .عمى جواز اإلشارة في الصبلة

كان عند إشارتو ) وليس في الحديث تصريح بأن النبي الصبلة ، بل كان قائما في الصف ، إلى أبي بكر في

فيحتمل أنو كان كبر لمصبلة ، ويحتمل أنو لم يكن

.كبر لو لم يكن كبر ألمره بالقول دون اإلشارة ؛ : وال يقال

الستارة يوم اإلثنين ، ) ألن حديث أنس في كشف النبي أنو : والناس خمف أبي بكر في صبلة الفجر ، فيو

ا ، ثم أرخى الستر ، ولم يكن حينئذ أشار إلييم أن أتمو ) .في صبلة

، لما ) وكذلك في حديث عائشة ، في مرض النبي بين رجمين ، فأشار إلى ) صمي أبو بكر ، وخرج النبي

إلى) أبي بكر أن صل ، وتأخر أبو بكر ، وقعد النبي .جنبو

( ( .أبواب اإلمامة ) ) وقد خرج البخاري ذلك كمو في أن اإلشارة إلى المصمي بما : عنى في ذلك ولعل الم

يفعمو في صبلتو أقل لشغل بالو من خطابو بالقول ، لما يحتاج إلى تفيم القول بقمبو ، واإلصغاء إليو بسمعو ،

واإلشارة إليو يراىا ببصره ، وما يراه ببصره قد يكون أقل .واهلل سبحانو وتعالى أعمم . إشغاال لو مما يسمعو بأذنو

:ث الثاني الحدي

نا : نا ابن وىب : نا يحيى بن سميمان - الثوري ، عن ىشام ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

دخمت عمى : فاطمة ، عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت ما : عائشة ، وىي تصمي قائمة ، والناس قيام ، فقمت

ية ؟ آ: فقمت . شأن الناس ؟ فأشارت برأسيا إلى السماء .أي نعم : فقالت برأسيا

ىذا قطعة من حديث صبلة الكسوف ، وقد سبق في .مواضع مطوال ومختصرا

واإلشارة فيو ، من فعل عائشة وىي تصمي خمف النبي .، وليس ذلك بمرفوع )

:الحديث الثالث حدثني مالك ، عن ىشام ، عن : نا إسماعيل -

في ) مى رسول اهلل ص: أبيو ، عن عائشة ، أنيا قالت

جالسا ، وصمى وراءه قوم قيام ، -وىو شاك -بيتو إنما : ) ) فأشار إلييم أن اجمسوا ، فمما انصرف قال

ذا رفع جعل اإلمام ليؤتم بو ، فإذا ركع فاركعوا ، وا ( ( .فارفعوا

-( ( أبواب اإلمامة ) ) وقد سبق ىذا الحديث في .أيضا

، عن الزىري ، عن أنس وسبق ىناك من حديث مالك أشار إلييم أن : ) ) ، غير أنو لم يذكر فيو -معناه -

( ( .أجمسوا .وقد رواه معمر ، عن الزىري ، وذكر فيو ىذه الزيادة

.خرجو اإلمام أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن : ىو وأبو داود ، بيذا اإلسناد -أيضا -وخرجو .ر في الصبلة كان يشي) النبي

.إنو مختصر من ىذا الحديث : وقد قيل وفي اإلشارة في الصبلة أحاديث أخر ، سبق بعضيا في

، وبعضيا في ( ( رد السبلم في الصبلة : باب ) ) ( ( . .أبواب المرور بين يدي المصمي ) )

وأكثر العمماء عمى أن اإلشارة في الصبلة ال بأس بيا ، فعمو ابن عمر وسعيد بن جبير روي ذلك عن عائشة ، و

.وغيرىما .البأس باإليماء في الصبلة : وقال الحسن

سحاق وغيرىما .وىو قول الشافعي وأحمد وا لكن فعمو من غير حاجة من باب العبث ، وىو مكروه

.في الصبلة إن في : وسئل النخعي ، عن اإلشارة في الصبلة ، فقال

.الصبلة لشغبل .وكذا قال الثوري

وكرىو عطاء خصوصا في المكتوبة ، وقد تقدم قولو في .ذلك

وكره اإلشارة في الصبلة ، بما ليس شأن الصبلة ،

.أبو زرعة الرازي وأبو بكر األثرم : منيم وقد روي عن عائشة ، أنيا كانت تشير في الصبلة بما

.ليس من شأن الصبلة .وعن أوس بن أوس وغيره يي بن عبد اهلل ، عن أبي عبد وروى ابن لييعة ، عن ح

الرحمن الحبمي ، عنكان يصمي ، فأشارت إليو ) عائشة ، أن رسول اهلل

بثوبو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أن اغسميو ) فأشار إلييا .خرجو الجوزجاني .وىو إسناد ضعيف

ن صح ، فإنما فيو إباحة اإلشارة في الصبلة بما فيو وا .ينية ، وليس دنيويا محضا مصمحة د

وروى ابن إسحاق ، عن يعقوب بن عتبة بن األخنس ، : ، قال ) عن أبي غطفان ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

التسبيح لمرجال والتصفيق لمنساء ، من أشار في ) ) ( ( .الصبلة إشارة تفيم عنو فميعد ليا

.الصبلة : يعني .خرجو اإلمام أحمد وأبو داود

( ( .فميعد صبلة أفسدت : ) ) رجو البزار ، ولفظو وخ .ىذا الحديث وىم : وقال أبو داود

ال يثبت ىذا : -في رواية ابن ىانئ -وقال أحمد .الحديث ، إسناده ليس بشيء

ال أعمم رواه غير ابن : -في رواية غيره -وقال .إسحاق

ىو عندي ليس بذاك الصحيح ،: وقال أبو زرعة الرازي .ولم يروه غير ابن إسحاق

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ليس بقوي اإلسناد : وقال األثرم

أبو غطفان : قال لنا ابن أبي داود : وقال الدارقطني ىذا رجل مجيول ، وآخر الحديث زيادة في الحديث ،

.لعمو من قول ابن إسحاق ديث أن آخره مدرج ، ليس ىو من تمام الح: يعني

.المرفوع .وىذا ىو الظاىر

وىذا يدل عمى أن أبا غطفان ىذه ليس ىو المري الذي .خرج لو مسمم ، بل ىو غيره

وابن إسحاق ، مدلس ، ولم يصرح بسماعو من يعقوب .بن عتبة ، فمعمو دلسو عن ضعيف

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

استدراك :فائدة

، لما ( ( شرح البخاري ) ) قال الحافظ ابن رجب في :تكمم عمى حديث النزول ، قال

:أىل الحديث في النزول عمى ثبلث فرق فرقة منيم ، تجعل النزول من األفعال االختيارية التي

يفعميا اهلل بمشيئتو وقدرتو ، وىو المروي عن ابن سحاق بن راىويو وعثمان المبارك ونعيم بن حماد وا

.الدارمي من يصرح : وىو قول طائفة من أصحابنا ، ومنيم

بموازم ذلك من إثبات .الحركة

وقد صنف بعض المحدثين المتأخرين من أصحابنا

مصنفا في إثبات ذلك ، ورواه عن االمام أحمد من وجوه .كميا ضعيفة ، ال يثبت عنو منيا شيء

ينزل بذاتو ، كابن حامد من : ل وىؤالء ؛ منيم من يقو .أصحابنا

وقد كان الحافظ إسماعيل من التميمي األصبياني الشافعي يقول بذلك ، وجرى بينو وبين طائفة من أىل

.الحديث بسببو فتنة وخصام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان من اعتقاد اإلمام : قال الحافظ أبو موسى المديني نزول اهلل تعالى بالذات ، وىو مشيور من إسماعيل أن

مذىبو ؛ لكنو تكمم في حديث نعيم بن حماد الذي رواه وىو إسناد مدخول ، : قال . بإسناده في النزول بالذات

وفيو مقال ، وفي بعض رواتو مطعن ، وال تقع بمثمو ) .الحجة ، فبل يجوز نسبة قولو إلى رسول اهلل

إن النزول إنما ىو نزول :تقول : والفرقة الثانية .الرحمة

فاضة : ومنيم من يقول ىو إقبال اهلل عمى عباده ، وا .الرحمة واإلحسان عمييم

تخصيصو بالسماء الدنيا ، وىذا نوع : ولكن ؛ يرد ذلك .من التأويل ألحاديث الصفات

وقد مال إليو في حديث النزول خاصة طائفة من أىل .تيبة والخطابي وابن عبد البر ابن ق: الحديث ، منيم

.وقد تقدم عن مالك ، وفي صحتو عنو نظر وقد ذىب إليو طائفة ممن يميل إلى الكبلم من أصحابنا

، وخرجوه عن أحمد من رواية حنبل عنو في قولو : ، أن المراد [ : الفجر ) ] وجاء ربك : ) تعالى

.وجاء أمر ربك ض أصحابنا حكى عن أبي رأيت بع: وقال ابن حماد

وىذا : قال . تأتي قدرتو : عبد اهلل في اإلتيان ، أنو قال .عمى حد الوىم من قائمو ، وخطأ في إضافتو إليو

إن نزول اهلل تعالى : ) ) وقد روي فيو حديث موضوع ( ( .إقبال عمى الشيء من غير نزول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .الموضوعات ) ) زي في وذكره ابن الجو وىذا الحديث مقابل لحديث نعيم بن حماد الذي رواه في

.النزول بالذات .وكبلىما باطل ، وال يصح

أطمقت النزول كما ورد ، ولم تتعد ما : والفرقة الثالثة ورد ، ونفت الكيفية عنو ، وعمموا أن نزول اهلل تعالى

.ليس كنزول المخموق حماد بن زيد ، وأحمد ؛ فإن : لسمف وىذا قول أئمة ا

ىو في مكانو ، : حماد بن زيد سئل عن النزول ، فقال .يقرب من خمقو كيف شاء

:إلى أن قال

ينزل اهلل تعالى إلى : قمت ألبي عبد اهلل : وقال حنبل :السماء الدنيا ؟ قال

اسكت : نزولو بعممو ، أو بماذا ؟ قال لي : قمت . نعم وليذا ؟ أمض الحديث عمى ما روي ، عن ىذا ، مالك

ببل كيف وال حد ؛ إال بما جاءت بو اآلثار وبما جاء بو فبل تضربوا لمو األمثال : ) الكتاب ؛ قال اهلل عزوجل

، ينزل كيف شاء بعممو وقدرتو [ : النحل ) ] وعظمتو ، أحاط بكل شيء عمما ، ال يبمغ قدره واصف

.انتيى . ىارب ، وال ينأى عنو :إلى ان قال

والزيادة عمى ما ورد في النزول من ذكر الحركة واالنتقال وخمو العرش

.وعدمو ؛ كمو بدعة ، والخوض فيو غير محمود كان سفيان الثوري وشعبة : قال أبو داود الطيالسي

وحماد بن زيد وحماد بن سممة وشريك وأبو عوانة ال يمثمون الحديث ،يجسدون ، وال يشبيون ، وال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذا سئموا أجابوا باألثر : ال يقولون .كيف ، وا .خرجو البييقي

[ ]

(/)