الجواب الباهر لزوار المقابر

اجلواب الباهر

مقدمة الناشراحلمد هللا املستحق للعبادة وحده والصالة والسالم على نبينا

حممد وعلى آله وصحبه وبعد: فإن من تأمل حال العامل اإلسالمي اليوم جيد احنرافا عن العقيدة

الصحيحة، واجنرافا حنو الشرك يف عبادة اهللا وحده، فقد انتشرت األضرحة يف طول العامل وعرضه وقدمت هلا النذور وذحبت على

أعتاا القرابني، وارتفعت عندها أصوات الدعاء واالستنجاد باملقبورين. وهذا من أعظم الباليا وأنكى الرزايا.

ومن تبعه بإحسان، يسرنا أن وملا كان احلق طريق حممد نقدم هذا الكتاب العظيم «اجلواب الباهر يف زوار املقابر» لشيخ

اإلسالم ابن تيمية -رمحه اهللا- الواقع يف جمموع فتاوى شيخ من الد السابع والعشرين. 433-314اإلسالم ص

ندعو اهللا -عز وجل- أن ينفع به إنه ويل ذلك والقادر عليه. وصلى اهللا على نبينا حممد.

* * * *


بسم اهللا الرمحن الرحيم

وحسبنا اهللا ونعم الوكيلاحلمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ باهللا من شرور أنفسنا ومن

، من يهده اهللا فال مضل له ومن يضلل فال هادي له،سيئات أعمالنا ونشهد أن حممدا عبده ،ونشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له

ورسوله صلى اهللا عليه وعلى آله وسلم تسليما. يقول أمحد ابن تيمية: إنني ملا علمت مقصود ولي ..أما بعد

يما-األمر السلطانكتبت إذ ذاك رسم ب أيده اهللا وسدده ف -ه وهذا فيه شرح احلال ، لأن احلاضر استعجل باجلواب؛كالما خمتصرا. أيضا خمتصرا

أحضرت له كتبا - أيده اهللا وسدده-وإن رسم ولي األمر كثرية من كتب املسلمني - قدميا وحديثا - مما فيه كالم النبي

وكالم أئمة املسلمني األربعة وغري األربعة ،والصحابة والتابعنيوأتباع األربعة مما يوافق ما كتبته في الفتيا؛ فإن الفتيا خمتصرة ال

حتتمل البسط. وال عن وال يقدر أحد أن يذكر خالف ذلك؛ ال عن النبي

ال األربعة وال ؛الصحابة وال عن التابعني وال عن أئمة املسلمني وإمنا خالف ذلك من يتكلم بال علم وليس معه بما يقوله ،غريهم

وال عن الصحابة وال عن التابعني وال عن أئمة نقل ال عن النبي وال ميكنه أن حيضر كتابا من الكتب املعتمدة عن أئمة ،املسلمني

وال يعرف كيف كان الصحابة والتابعون ،املسلمني بما يقوله وغريه .يفعلون في زيارة قرب النبي


وأنا خطي موجود بما أفتيت به وعندي مثل هذا كثري كتبته فمن ؛بخطي ويعرض على مجيع من ينسب إىل العلم شرقا وغربا

ن عنده علما يناقض ذلك فليكتب خطه بجواب مبسوط أقال يعرف فيه من قال هذا القول قبله وما حجتهم في ذلك؟ وبعد

إذا رأى ما كتبته وما كتبه - السلطان أيده اهللا-ذلك فولي األمر يعرفه أقل غلمان ، فأنا أعلم أن احلق ظاهر مثل الشمس،غريي

زاده اهللا علما ،السلطان الذي ما رئي في هذه األزمان سلطان مثله وتسديدا وتأييدا.

الرسل ال ؛فاحلق يعرفه كل أحد ي بعث اهللا بهفإن احلق الذ على العارف ص باملغشوش ، يشتبه بغريهكما ال يشتبه الذهب اخلال

دخامت ،على الناق احلجة وأبان احملجة بمحمد واهللا تعاىل أوضح فالعلماء ورثة األنبياء ؛املرسلني وأفضل النبيني وخري خلق اهللا أمجعني عليهم بيان ما جاء به الرسول ورد ما خيالفه.

فإن ؛فيجب أن يعرف " أوال " ما قاله الرسول األحاديث املكذوبة كثرية وبعض املنتسبني إىل العلم قد صنف في

هذه املسألة وما يشبهها مصنفا ذكر فيه من الكذب على رسول اهللا لونا يغتر بها اجلاهألوان ب؛ ، وعلى الصحابةوهو مل يتعمد الكذ

لكن ال خربة له بالتمييز بني ؛ معظم لهبل هو حمب للرسول فإذا وجد بعض املصنفني في فضائل البقاع ؛الصدق والكذب

أو إىل الصحابة اعتقده وغريها قد نسب حديثا إىل النبي ا وبىن عليهيحيفا،صحيث ضعك احلدند ، ويكون ذلا عببل كذ هبسنت أهل املعرفة، م بني ما قاله الرسولمث إذا ميز العال وما


وجيمع بني ، ويفقه ما قاله،مل يقله فإنه حيتاج أن يفهم مرادهيثاألحاد،هفيجمع بني ما مجع اهللا بينه ؛ ويضم كل شكل إىل شكل

فهذا هو العلم الذي ؛ ويفرق بني ما فرق اهللا بينه ورسوله،ورسوله وبه ساد أئمة املسلمني ، وجيب تلقيه وقبوله،ينتفع به املسلمون

كاألربعة وغريهم رضي اهللا عنهم أمجعني. هو أحق الناس - سلطان املسلمني أيده اهللا وسدده-وولي األمر

وزجر من ، بنصر دين اإلسالم وما جاء به الرسول عليه السالم ويأمر بما ى عنه رسول ،خيالف ذلك ويتكلم في الدين بال علم

ومن يسعى في إطفاء دينه إما جهال وإما هوى. وقد نزه اهللا والنجم إذا هوى عن هذين الوصفني فقال تعاىل: اهللا رسوله

ىا غومو كمباحل صا ضم ىون الهع قطنا يمو إلا وإن هإن يتبعون إلا الظن وقال تعاىل عن الذين خيالفونه: ،وحي يوحى

وخيالفون ،وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدىشريعته وما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة املسلمني الذين

بحسب جهدهم رضي يعرفون سنته ومقاصده ويتحرون متابعته اهللا عنهم أمجعني.

فولي األمر السلطان أعزه اهللا إذا تبني له األمر فهو صاحب ي سبيل اهللا باليدف هادي هو أوىل الناس بوجوب اجلالذ ؛السيف

لهين كله لي العليا ويكون الدمة اهللا هتكون كليق ،لويبني حتق يديقة التوحا رسول اهللا وتظهر حقأن ال إله إال اهللا وأن حممد شهادة

ويظهر ،ورسالة الرسول الذي جعله اهللا أفضل الرسل وخامتهمث بهي بعين احلق الذي أوح،اهلدى ودي والنور الذويصان ، إليه


خيلطه به أهل اجلهل والكذب الذين يكذبون على اهللا ماذلك ع ويحدثون في دينه من البدع ما يضاهي ،ورسوله وجيهلون دينه

؛ وينتقصون شريعته وسنته وما بعث به من التوحيد،بدع املشركنيففي تنقيص دينه وسنته وشريعته من التنقص له والطعن عليه ما

يستحق فاعله عقوبة مثله. هي سبيلف هادواجل هني أحق بنصر اهللا ورسولمفوالة أمور املسل

التي هي أفضل وإعالء دين اهللا وإظهار شريعة رسول اهللا وما تضمنته ،الشرائع التي بعث اهللا بها خامت املرسلني وأفضل النبيني

ال ، وأن يعبد بما أمر وشرع،من توحيد اهللا وعبادته ال شريك له يعبد باألهواء والبدع.

وما من اهللا به على والة األمر وما أنعم اهللا به عليهم في الدنيا رةي اآلخاهللا ف ن نعمةلرسول -وما يرجونه مهم لباعإمنا هو بات،

ونصر ما جاء به من احلق. ،ا كتبتهمموقد طلب ولي األمر أيده اهللا وسدده املقصود

هواملقصود طاعة اهللا عز وجل ورسول وأن نعبد اهللا وحده ال وهو ما ، وال تكون العبادة إال بشريعة رسول اهللا ،نشرك به شيئا

كالصلوات اخلمس وصيام شهر رمضان وحج ؛أوجبه اهللا تعاىلالبيت،رسول اهللا ؛ أو ندب إليه يام الليل والسفر إىل مسجدكق

واملسجد األقصى للصالة فيهما والقراءة والذكر والاعتكاف وغري عند مع ما في ذلك من الصالة والسالم على النبي ،ذلك

فيما وفي الصالة والاقتداء بالنبي ،دخول املسجد واخلروج منه فإن الدين هو ؛كان يفعل في املساجد وفي زيارة القبور وغري ذلك

0 اجلواب الباهر

هأمتيما سنه لف داء بهاقتيما أمر واليما ،طاعته ففال تتجاوز سنته ف يهف قباء والصالة ثل الذهاب إىل مسجدم :هبادتي عفعله ف، وزيارة

.شهداء أحد وقبور أهل البقيعفأما ما ال حيبه اهللا ورسوله وال هو مستحب فهذا ليس من

باداتي يتقرب بها إىل اهللا عز وجل: كعالت والطاعات باداتالعأهل البدع من املشركني وأهل الكتاب ومن ضاهاهم؛ فإن هلم

باداتثل عا وال بعث بها رسوال؛ متابما أنزل اهللا بها ك باداتع كعبادات الكواكب أو املالئكة أو األنبياء أو عبادة ؛املخلوقني

كما تفعله النصارى في ،التماثيل التي صورت على صورهم يقولون إم يستشفعون بهم. ؛كنائسهم

خير الكلام « كان يقول في خطبته :وفي الصحيح أن النبي دمحم يدي هداله ريخو الله ا،كلامهثاتدحور مالأم رشو ،

وقد يكون ، أي ما كان بدعة في الشرع؛»وكل بدعة ضلالة كقول عمر رضي اهللا عنه ؛مشروعا لكنه إذا فعل بعده مسي بدعة

نعمت البدعة «في قيام رمضان ملا مجعهم على قارئ واحد فقال: هي ،هذنامون عنها أفضلت والت« .

«إن الله قد فرض فقال: وقيام رمضان قد سنه رسول اهللا «هاميق لكم تننسان وضمر اميص كمليع، هوكانوا على عهد

ويصلي الرجل ومعه ، يصلي الرجل وحده؛يصلون أوزاعا متفرقني وقال: ، مجاعة مرة بعد مرة وقد صلى بهم النبي ،مجاعة مجاعة

«لةلي اميق له بكت رفصنى يتام حالإم على مل إذا صجإن الر»، لكن مل يداوم على اجلماعة كالصلوات اخلمس خشية أن يفرض


فلما مات أمنوا زيادة الفرض فجمعهم عمر على أيب بن ،عليهم كعب.

جيب علينا أن حنبه حىت يكون أحب إلينا من أنفسنا والنبي ونعظمه ونوقره ونطيعه باطنا ،وآبائنا وأبنائنا وأهلنا وأموالنا

ونعلم أنه ال طريق ، من يواليه ونعادي من يعاديهي ونوال،وظاهرا هإىل اهللا إال بمتابعت،لها ليا ؛ وال يكون وليدا وال سعنبل وال مؤم

وال وسيلة ، إال من آمن به واتبعه باطنا وظاهرا،ناجيا من العذاب يتوسل إىل اهللا عز وجل بها إال اإلميان به وطاعته.

يامةني واآلخرين وخامت النبيني واملخصوص يوم القوهو أفضل األول صاحب املقام ،بالشفاعة العظمى التي ميزه اهللا بها على سائر النبيني

واء املعقودوالل ؛احملمودواء احلمدل ،هوائفمن دونه حتت ل وهو أول ، آدم اجلنة ح بابتفتسمن ي .دمحا مقول: أن؟ فيتأن نازن: مقول الخفي»

. بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك»:فيقول فاحلج إىل ؛وقد فرض على أمته فرائض وسن هلم سننا مستحبة

بيت اهللا فرض والسفر إىل مسجده واملسجد األقصى للصالة فيهما ،والقراءة والذكر والدعاء والاعتكاف مستحب باتفاق املسلمني

ويسلم عليه في ، عليهيوإذا أتي مسجده فإنه يسلم عليه ويصل«إن الله وملائكته فإن اهللا يقول: ؛الصالة ويصلى عليه فيها

يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا ومن سلم عليه ، ومن صلى عليه مرة صلى اهللا عليه عشرا،تسليما»

سلم اهللا عليه عشرا.


«إذا كما ثبت في الصحيح أنه قال: ،وطلب الوسيلة له فإنه من ، ثم صلوا علي،سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول

ثم سلوا الله لي ،صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشرا ، فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله؛الوسيلة

دبالع كا ذلو أن أكون أنجأرو، لتيلة حسي الول أل اللهس نفم «ةاميالق موي يتفاعش هليوروى البخاري عنه .ع .مرواه مسل

«من قال حني يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة أنه قال: ةمالقائ لاةالصو ةاميلة،التالفضيلة وسا الودمحم آت ، ثهعابو

اديعالم فلخك لا تته إندعي وا الذودمحا مقامم- له لتح «ةاميالق موي يتفاعش، .به وهذا مأمور

زاملكرم جائ ند قربهع ي السنن عن النبي ؛والسالم عليهما فل «ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد أنه قال:

«لامالس هلين مشارق األرض .عم وحيث صلى الرجل وسلم عليه ل صالته وسالمه إليهي السنن عن ؛ومغاربها فإن اهللا يوصما فل

«أكثروا علي من الصلاة يوم قال: أوس بن أوس أن النبي ةعملة الجليو ةعمقالوا: ؛الج .لية عوضرعم كملاتو فإن ص فكي

قال: إن -تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ - أي صرت رميما : ولهذا قال ؛الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء»

فإن صلاتكم ؛ وصلوا علي حيثما كنتم،«لا تتخذوا قبري عيدا فالصالة تصل إليه من البعيد كما .. رواه أبو داود وغريهتبلغني»

«إن لله أنه قال: وفي النسائي عنه ،تصل إليه من القريب«لامي الستأم نوني علغبي نياحيكة سلائم .


ي عليهوقد أمرنا اهللا أن نصل،ي كل صالةك لنا ف؛ وشرع ذل ياتمث نقول: ،أن نثني على اهللا بالتح بيا النهك أيليع لامالس»

هكاتربو ة اللهمحرن مشارق األرض .»وم ل إليهوهذا السالم يص «اللهم صل على محمد وكذلك إذا صلينا عليه فقلنا: ،ومغاربها

دمحلى آل معو،يماهرلى آل إبت عليا صكم ، يدمك حإن جيدم،دمحلى آل معو دمحلى مع اركبلى ، وكت عارا بكم

«جيدم يدمك حإن يماهرآل إب . وكان املسلمون على عهده وعهد أبي بكر وعمر وعثمان

هي مسجديصلون ف يوعل،ي الصالةف مون عليهك ، ويسلوكذل وال حيتاجون أن ،يسلمون عليه إذا دخلوا املسجد وإذا خرجوا منه

وال أن يتوجهوا حنو القرب ويرفعوا أصوام ،يذهبوا إىل القرب املكرم بل هذا بدعة مل يستحبها أحد ؛ كما يفعله بعض احلجاج،بالسالم

وقد رأى عمر بن ، بل كرهوا رفع الصوت في مسجده؛من العلماءهي مسجدما فأصوا ي اهللا عنه رجلني يرفعانورآمها ،اخلطاب رض

غريبني فقال: أما علمتما أن األصوات ال ترفع في مسجد رسول وعذرمها باجلهل ،؟ لو أنكما من أهل البلد ألوجعتكما ضربااهللا

فلم يعاقبهما. ، ملا مات دفن في حجرة عائشة رضي اهللا عنهاوكان النبي

هيلبوق ي املسجدي شرقف هر نسائجي وحمل يكن شيء ؛وكانت ه ي املسجدال فك داخن ذلك إىل أن انقرض ،مواستمر األمر على ذل

.ينةباملد عصر الصحابة


مث بعد ذلك في خالفة الوليد بن عبد امللك بن مروان بنحو من هن بيعتم سنة-لضرورةاحلجرة ل يهلت فع املسجد وأدخفإن ؛ وس

الوليد كتب إىل نائبه عمر بن عبد العزيز أن يشتري احلجر من رضي - فإن كن قد توفني كلهن؛مالكها ورثة أزواج النبي

فهدمها ، فأمره أن يشتري احلجر ويزيدها في املسجد-اهللا عنهني املسجدها،وأدخلها فشة على حاليت حجرة عائوكانت ، وبق

ال لصالة عنده ؛مغلقة ال ميكن أحد من الدخول إىل قرب النبي ي احلياةشة فني كانت عائك إىل حدعاء وال غري ذلي ،وال لوه

فإا ؛توفيت قبل إدخال احلجرة بأكثر من عشرين أو ثالثني سنة .توفيت في خالفة معاوية

مث عبد امللك بن ، مث ابن الزبري في الفتنة،مث ولي ابنه يزيد وكانت واليته بعد مثانني من اهلجرة وقد ، مث ابنه الوليد،مروان

يل،مات عامة الصحابةاهللا: ق إال جابر بن عبد ينةإنه مل يبق باملد - فإنه آخر من مات بها في سنة مثان وسبعني قبل ؛رضي اهللا عنهما

إدخال احلجرة بعشر سنني. ففي حياة عائشة - رضي اهللا عنها - كان الناس يدخلون

يثسماع احلدها،عليها لن غري أن يكون إذا ، والستفتائها وزيارتم ال لصالة وال لدعاء وال غري ؛دخل أحد يذهب إىل القرب املكرم

، بل رمبا طلب بعض الناس منها أن تريه القبور فتريه إياهن،ذلك وقد ، مبطوحة ببطحاء العرصة،وهي قبور ال الطئة وال مشرفة

أا : والذي في البخاري؟ هل كانت مسنمة أو مسطحة؛اختلف . مسنمانه رأى قرب النبي أمسنمة. قال سفيان التمار


«ما من أحد لقوله: ؛ ولكن كان الداخل يسلم على النبي «لامالس هليع دى أرتي حوحر ليع الله دإلا ر ليع لمسوهذا .ي

وهذا السالم هو القريب ،السالم مشروع لمن كان يدخل احلجرة وأما السالم املطلق الذي يفعل ، على صاحبهالذي يرد النبي

ي الصالةف ثل السالم عليهفهو م ي كل مكانوف خارج احلجرة، .عليه ثل الصالةك موذل

ويسلم ،واهللا هو الذي يصلي على من يصلي عليه مرة عشرا فهذا هو الذي أمر به املسلمون ؛على من يسلم عليه مرة عشرا

فإن هذا قدر ؛ بخالف السالم عليه عند قربه؛خصوصا للنبي فإن كل مؤمن يسلم عليه عند قربه ؛مشترك بينه وبني مجيع املؤمنني

وأما الصالة والسالم في كل ،كما يسلم عليه في احلياة عند اللقاء فهو ؛ فهذا إمنا أمر به في حق النبي ،مكان والصالة على التعيني

صلى اهللا عليه ،الذي أمر العباد أن يصلوا عليه ويسلموا تسليما وعلى آله وسلم تسليما.

يهبلوق يهشرق كانت خارجة عن املسجد هنسائ رجهذا ،فحول هذا .«ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة: «قال

فإنه حينئذ مل ؛ ليس في الصحيح"قربي" ولفظ ،لفظ الصحيحنييكن قرب، ل بهومسجده إمنا فض ي بناه وأسسه علىأنه هو الذل «صلاة في وقد ثبت في الصحيحني عنه أنه قال: ،التقوى

مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا «امرالح جدسالم .


ومجهور العلماء على أن املسجد احلرام أفضل املساجد والصالة صالة ألف ائةبم يهف، هكذا روى أمحد والنسائي وغريمها بإسناد

يل،جيديم اخللوبإبراه ل بهيم ؛ واملسجد احلرام هو فضفإن إبراه ومل يوجبه على ،اخلليل بىن البيت ودعا الناس إىل حجه بأمره تعاىل

وإمنا فرض في ؛ ولهذا مل يكن احلج فرضا في أول اإلسالم،الناس ملا وفد ، والصحيح أنه إمنا فرض سنة نزلت آل عمران،آخر األمر

ومن قال: في سنة ست فإمنا استدل ،أهل جنران سنة تسع أو عشر فإن هذه نزلت عام «وأتموا الحج والعمرة لله»بقوله تعاىل:

احلديبية باتفاق الناس لكن هذه اآلية فيها األمر بإمتامه بعد الشروع يهف،داء بهيها إجياب ابتيلة بناء ، ليس ففالبيت احلرام كان له فض

، وصارت له فضيلة ثانية، ودعاء الناس إىل حجه،إبراهيم اخلليل وهو ، هو الذي أنقذه من أيدي املشركني ومنعه منهمفإن حممدا

وقد حجه الناس من مشارق ،الذي أوجب حجه على كل مستطيع أضعاف ما كان فعبد اهللا فيه بسبب حممد ،األرض ومغاربها

سيد فإن حممدا ؛ وأعظم مما كان يعبد،يعبد اهللا فيه قبل ذلك ولد آدم.

في قالت: قال رسول اهللا ،وملا مات دفن في حجرة عائشة :همرض موت همائبيأن ورذوا قبخى اتارصالنو ودهالي الله نلع»

«اجدسر ما فعلوامي اهللا عنها، حيذشة رضك ، قالت عائولوال ذل ألبرز قربه ولكن كره أن يتخذ مسجدا.

«إن من وفي صحيح مسلم أنه قال قبل أن ميوت بخمس: اجدسم ورذون القبختوا يكان لكمكان قب، ورذوا القبختألا فلا ت


اجدس؛م«كذل نع اكمهي أنا أنه فإنم أيضيح مسلي صحوف . عن فنهى ،«لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها»قال:

ولعن اليهود والنصارى ،اتخاذ القبور مساجد وعن الصالة إليها لأن هذا كان هو أول أسباب ؛لكونهم اختذوا قبور أنبيائهم مساجد

وقالوا لا تذرن آلهتكم الشرك في قوم نوح قال اهللا تعاىل عنهم: ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثرياقال ابن عباس وغريه من السلف: هؤالء كانوا قوما صالحني في

مث صوروا متاثيلهم مث ، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم،قوم نوح عبدوهم. لكمال نصحه لأمته حذرهم أن يقعوا فيما وقع فيه فهو

وعن ، فنهاهم عن اتخاذ القبور مساجد،املشركون وأهل الكتاب كما اهم عن الصالة وقت ، لئال يتشبهوا بالكفار؛الصالة إليها

لئال يتشبهوا بالكفار. ؛طلوع الشمس ووقت غروبها يدالول الفةي خاملفضل ف هي مسجدلت احلجرة فهذا ملا أدخول

؛بن عبد امللك - كما تقدم - بنوا عليها حائطا وسنموه وحرفوه وفي موطأ مالك عنه أنه قال: ،لئال يصلي أحد إىل قربه الكرمي

«اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم «اجدسم همائبيأن ورذوا قبخفلم يتخذ ، وقد استجاب اهللا دعوتهات

ذ قرب غريها كما اختاحلمد وثن لهن الدخول ،ولم بل وال يتمكن أحد وقبل ذلك ما كانوا ميكنون أحدا ،إىل حجرته بعد أن بنيت احلجرة

ن أن يدخل إليهما ؛مك منده وال غري ذلي عنده وال يصليدعو عل .ند قرب غريهيفعل ع


لكن من اجلهال من يصلي إىل حجرته أو يرفع صوته أو يتكلم ، وهذا إمنا يفعل خارجا عند حجرته ال عند قربه،بكالم منهي عنه

فلم ميكن أحد قط أن ،وإال فهو ولله احلمد استجاب اهللا دعوته نده أو يدعو أو يشرك بهي عفيصل يدخل إىل قربه، ل بغريهكما فع

. اختذ قربه وثنا فإنه في حياة عائشة رضي اهللا عنها ما كان أحد يدخل إال

، ومل تكن متكن أحدا أن يفعل عند قربه شيئا مما ى عنه،لأجلهاوبعدها كانت مغلقة إىل أن أدخلت في املسجد فسد باا وبني

أن يتخذ بيته عيدا وقربه كل ذلك صيانة له ،عليها حائط آخر وإال فمعلوم أن أهل املدينة كلهم مسلمون وال يأتي إىل هناك ،وثنا

ملرسول ،إال مسلمون لوكلهم معظ ي البالدف هأمت وقبور آحاد بل فعلوه لئال يتخذ ؛ فما فعلوا ذلك ليستهان بالقرب املكرم،معظمة

ولئال يفعل به كما فعل أهل الكتاب ،وثنا يعبد وال يتخذ بيته عيدا بقبور أنبيائهم.

وهو الرمل الغليظ - والقرب املكرم في احلجرة إمنا عليه بطحاء - ليس عليه حجارة وال خشب وال هو مطني كما فعل بقبور

وهو ،غريه ى عن الصالة كما لذريعةا لك سدى عن ذل إمنا ركك إىل الشي ذلئال يفضوقت طلوع الشمس ووقت غروبها ل،

ودعا اهللا عز وجل أن ال يتخذ قربه وثنا يعبد؛ فاستجاب اهللا دعاءه ا ال يدخلذت قبورهم مساجد فإن أحدين اختثل الذفلم يكن م

فإن من كان قبله من األنبياء إذا ابتدع أممهم بدعة ،عند قربه ألبتة فعصم ، خامت األنبياء ال نبي بعده وهو ،بعث اهللا نبيا ينهى عنها


ع على ضاللةا،اهللا أمته أن جتتموعصم قربه املكرم أن يتخذ وثن ، ،فإن ذلك والعياذ باهللا لو فعل مل يكن بعده نبي ينهى عن ذلك

قد أخرب أنه ال وكان الذين يفعلون ذلك قد غلبوا األمة وهو تزال طائفة من أمته ظاهرين على احلق ال يضرهم من خالفهم وال

من خذهلم إىل يوم القيامة فلم يكن لأهل البدع سبيل أن يفعلوا ل بقبور غريهاملكرم كما فع بقربه.

* * * *


فصل

قد ذكرت فيما كتبته من املناسك أن السفر إىل مسجده وزيارة حاحلج - عمل صال كي مناسني فممة املسلكما يذكره أئ - قربه

احلج- وقد ذكرت ،مستحب كمناس ي عدةك -في ذلالسنة ف ،وكيف يسلم عليه وهل يستقبل احلجرة أم القبلة؟ على قولني وأبو ،فاألكثرون يقولون: يستقبل احلجرة كمالك والشافعي وأمحد

حنيفة يقول: يستقبل القبلة وجيعل احلجرة عن يساره في قول لأن احلجرة املكرمة ملا كانت خارجة عن املسجد :وخلفه في قول

وكان الصحابة يسلمون عليه مل يكن ميكن أحد أن يستقبل وجهه ي املسجدها فا بعد دخولنك ممكبلة كما صار ذلويستدبر الق ،

بلة صارت عن يسارهفإن كانوا ،بل كان إن استقبل الق ذينئوح وإن كانوا ،يستقبلونه ويستدبرون الغرب فقول األكثرين أرجح

يستقبلون القبلة حينئذ وجيعلون احلجرة عن يسارهم فقول أبي حنيفة أرجح.

،والصالة تقصر في هذا السفر املستحب باتفاق أئمة املسلمني ،مل يقل أحد من أئمة املسلمني إن هذا السفر ال تقصر فيه الصالة

هر إىل مسجدوإن كان املساف هعن السفر إىل مسجد ى أحد وال وال في شيء ، بل هذا من أفضل األعمال الصالحةيزور قربه

من كالمي وكالم غريي ي عن ذلك وال ي عن املشروع في زيارة قبور األنبياء والصالحني وال عن املشروع في زيارة سائر

القبور؛ بل قد ذكرت في غري موضع استحباب زيارة القبور كما داء أحدهشيع وقل البأه ورزي لمسو هليع لى اللهص بيكان الن»،


كمليع لامالس :ملهقول قائأن ي وروا القبارإذا ز هابحأص لمعيو بكم اء اللها إن شإنو نيملسالمو ننيمؤالم نار ميل الدأه

، ويرحم الله المستقدمني منا ومنكم والمستأخرين،لاحقوننسأل الله لنا ولكم العافية. اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا

«ملها ولن راغفو مهدعنني بوإذا كانت زيارة قبور عموم املؤم . مشروعة فزيارة قبور األنبياء والصالحني أوىل؛ لكن رسول اهللا

وهو أنا أمرنا أن ،له خاصية ليست لغريه من األنبياء والصالحنيي كل صالةف م عليهوأن نسل ي عليهنصل، ي الصالةك فويتأكد ذل

يةر األدعوسائ ند األذانند دخول ،وعع م عليهي ونسلوأن نصل نه فكل من -املسجدند اخلروج موع - هوغري مسجد همسجد

.ي الصالةف م عليهويسل يهي فدخل مسجده فال بد أن يصل ن العلماء فرقوا بينه وبني غريهلك مشروع هوالسفر إىل مسجد

؛ لأن حىت كره مالك رحمه اهللا أن يقال: زرت قرب النبي وذلك ،املقصود الشرعي بزيارة القبور السالم عليهم والدعاء هلم

السالم والدعاء قد حصل على أكمل الوجوه في الصالة في هوغري مسجد همسجد،ند مساع األذانند كل دعاء،وعوع ،

أولى بالمؤمنني من فتشرع الصالة عليه عند كل دعاء فإنه فسهمأن م علىقبل أن يسل ي الصالةف ي عليهم املصلهذا يسلول .

«السلام عليك أيها نفسه وعلى سائر عباد اهللا الصالحني فيقول: الله ادبلى ععا ونليع لامالس هكاتربو ة اللهمحرو بيالن

«نيحالالصنفسهفيدعو له قبل أن يدعو ل ي عليهوأما غريه ،. ويصل فليس عنده مسجد يستحب السفر إليه كما يستحب السفر إىل


هوأما ، وإمنا يشرع أن يزار قربه كما شرعت زيارة القبور،مسجد وى عما يوهم أنه سفر إىل غري ، فشرع السفر إىل مسجدههو

.الثالثة املساجد وجيب الفرق بني الزيارة الشرعية التي سنها رسول اهللا

بل ى عنها مثل اتخاذ قبور ،وبني الزيارة البدعية التي مل يشرعها وقد ، والصالة إىل القرب واتخاذه وثنا،األنبياء والصالحني مساجد

«لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة ثبت عنه في الصحيحني أنه قال: ،مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى»حىت إن أبا هريرة سافر إىل الطور الذي كلم اهللا عليه موسى بن

عمران عليه السالم فقال له بصرة بن أبي بصرة الغفاري: لو «لا يقول: أدركتك قبل أن خترج ملا خرجت مسعت رسول اهللا

تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي . فهذه املساجد شرع السفر إليها هذا ومسجد بيت المقدس»

لعبادة اهللا فيها بالصالة والقراءة والذكر والدعاء والاعتكاف؛ واملسجد احلرام خمتص بالطواف ال يطاف بغريه. وما سواه من

املساجد إذا أتاها اإلنسان وصلى فيها من غري سفر كان ذلك من أنه قال: أفضل األعمال كما ثبت في الصحيحني عن النبي

هاتطوخ تكان جدسإلى الم جرخ ثم هتيي بف رطهت نم»إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة؛ والعبد في صلاة ما

دام ينتظر الصلاة؛ والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في ا لمم .همحار مالله له راغف مالله :يهلى في صالذ لاهصم

. ولو سافر من بلد إىل بلد مثل أن سافر إىل دمشق من يحدث»


ن بلدقباء م ها أو بالعكس أو سافر إىل مسجدأجل مسجدصر لم يدم-بعوغريه األربعة مةفاق األئا باتولو نذر ،مل يكن هذا مشروع

ذلك مل يف بنذره باتفاق األئمة األربعة وغريهم؛ إال خالف شاذ عن الليث بن سعد في املساجد وقاله ابن مسلمة من أصحاب

مالك في مسجد قباء خاصة. ولكن إذا أتى املدينة استحب له أن يأتي مسجد قباء ويصلي

كان يأتي لأن النبي ؛فيه لأن ذلك ليس بسفر وال بشد رحل«من مسجد قباء راكبا وماشيا كل سبت ويصلي فيه ركعتني وقال

«ةرمكع قباء كان له جدسى مأت ثم هتيي بف رطهي تذرمرواه الت يهوابن أبي شيبة وقال سعد بن أبي وقاص وابن عمر: صالة ف

.كعمرة

،ولو نذر املشي إىل مكة للحج والعمرة لزمه باتفاق املسلمني :قوالن يهس ففاملقد أو بيت ينةاملد ولو نذر أن يذهب إىل مسجد؛ أحدمها: ليس عليه الوفاء وهو قول أبي حنيفة وأحد قويل الشافعي

والثاني: عليه الوفاء وهو ،ألنه ليس من جنسه ما جيب بالشرعمذهب مالك وأمحد بن حنبل والشافعي في قوله اآلخر؛ ألن هذا

لهيح البخاري عن النبي ،طاعة لي صحوقد ثبت ف :أنه قال «من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا

«هصعي . ولو نذر السفر إىل غري املساجد أو السفر إىل جمرد قرب نبي أو

صالح مل يلزمه الوفاء بنذره باتفاقهم فإن هذا السفر مل يأمر به النبي ، :بل قد قال جدسالم :اجدسم ال إلا إلى ثلاثةحالر دشلا ت»


وإمنا جيب بالنذر ما ،الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى» ينةوغريه بأن من نذر السفر إىل املد ككان طاعة وقد صرح مال

وىف النبوية إن كان مقصوده الصالة في مسجد رسول اهللا ي ،بنذرهف ن غري صالةالقرب م وإن كان مقصوده جمرد زيارة

بنذره مل يف أن النبي ؛املسجدل :إلا إلى قال يطل الممعلا ت»«اجدسم ثلاثة.

" ي " املبسوطيل بن إسحاق في إمساعواملسألة ذكرها القاض ومعناها في " املدونة " و " اخلالف " وغريهما من كتب أصحاب

كالنبي ،مال يقول: إن من نذر إتيان مسجد لزمه الوفاء بنذره لأن املسجد ال يؤتى إال للصالة ومن نذر إتيان املدينة النبوية فإن

وىف بنذره ي املسجدثل ،كان قصده الصالة فوإن قصد شيئا آخر مزيارة من بالبقيع أو شهداء أحد مل يف بنذره لأن السفر إمنا يشرع

.الثالثة إىل املساجد وهذا الذي قاله مالك وغريه ما علمت أحدا من أئمة املسلمني

هبل كالمهم يدل على موافقت هالفوقد ذكر أصحاب ،قال بخ ،الشافعي وأمحد في السفر لزيارة القبور قولني: التحرمي واإلباحة

متهم قالوا: إنه حمرموقدماؤهم وأئ، كك أصحاب مالوكذل «لا تشد وغريهم وإمنا وقع النزاع بني املتأخرين لأن قوله

«اجدسم ال إلا إلى ثلاثةحيغة خرب ومعناه النهي فيكون الرص وقال بعضهم: ليس بنهي وإمنا معناه أنه ال يشرع وليس ،حراما

فيقال ،بواجب وال مستحب بل مباح كالسفر في التجارة وغريهاله: تلك األسفار ال يقصد بها العبادة بل يقصد بها مصلحة دنيوية


والعبادة إمنا تكون ،مباحة والسفر إىل القبور إمنا يقصد به العبادةبواجب أو مستحب فإذا حصل الاتفاق على أن السفر إىل القبور ليس بواجب وال مستحب كان من فعله على وجه التعبد مبتدعا

لكن من مل يعلم أن ، والتعبد بالبدعة ليس بمباح ،خمالفا لإلمجاع فإذا بينت له السنة مل جيز له خمالفة النبي ،ذلك بدعة فإنه قد يعذر

،ى عنه ند طلوع ،وال التعبد بماكما ال جتوز الصالة ع وكما ال جيوز صوم يوم العيدين وإن ،الشمس وال عند غروبها

كانت الصالة والصيام من أفضل العبادات؛ ولو فعل ذلك إنسان فالطوائف متفقة على أنه ليس ،قبل العلم بالسنة مل يكن عليه إمث

وما علمت أحدا من أئمة املسلمني قال إن السفر إليها ،مستحبانوإن كان قاله بعض األتباع فهو ممك مة ،مستحبوأما األئ

وإذا قيل هذا كان قوال ثالثا في ،اتهدون فما منهم من قال هذااملسألة، لسنةل فأن هذا القول خطأ خمال بهصاحفيبني ل ذينئوح

إمجاع الصحابةول . في خالفة أبي بكر -فإن الصحابة- رضوان اهللا عليهم أمجعني

مل الصديق وعمر وعثمان وعلي ومن بعدهم إىل انقراض عصرهم و " قرب اخلليل عليه ،يسافر أحد منهم إىل قرب نبي وال رجل صالح

ن الصحابةم أحد ر إليهوكانوا يأتون ،السالم " بالشام مل يساف ، البيت املقدس فيصلون فيه وال يذهبون إىل قرب اخلليل عليه السالم

بل كان في البناء الذي بناه سليمان بن داود ؛مل يكن ظاهراووال كان: " قرب يوسف الصديق " يعرف ولكن ، عليهما السالم

جرةن اهلم سنة ائةمن ثالثك بعد أكثر مأظهر ذل، يههذا وقع فول


ره؛نزاعلم ينكن أهل العم ريفكث ،وغريه كك عن مالل ذلأن ؛ ونقل وملا استوىل النصارى على ،الصحابة مل يكونوا يزورونه فيعرف

الشام نقبوا البناء الذي كان على اخلليل عليه السالم واختذوا املكان وأما على عهد ، مث ملا فتح املسلمون البلد بقي مفتوحا،كنيسة

ومل يكن أحد من ،الصحابة فكان قرب اخلليل مثل قرب نبينا بل كانوا يأتون ؛الصحابة يسافر إىل املدينة لأجل قرب النبي

ي الصالةف مون عليهويسل هي مسجدم ،فيصلون فم من يسلويسل مدفون في حجرة وهو ،عند دخول املسجد واخلروج منه

فال يدخلون احلجرة وال يقفون خارجا عنها ،عائشة رضي اهللا عنها أبي بكر الصديق ة وكان يقدم في خالف،في املسجد عند السور

وهم ،وعمر بن اخلطاب أمداد اليمن الذين فتحوا الشام والعراق ،فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونهالذين قال اهللا فيهم:

ومل يكن أحد يذهب إىل القرب ،ويصلون في مسجده كما ذكرناي املسجد؛وال يدخل احلجرة وال يقوم خارجها ف بل السالم عليه

.ن خارج احلجرةم ، وعمدة مالك وغريه فيه على فعل ابن عمر رضي اهللا عنهما

هني لكان له حكم أمثالموبكل حال فهذا القول لو قاله نصف املسل فإما أن جيعل هو الدين احلق ؛من األقوال في مسائل النزاع

فهذا خالف إمجاع ، أو يقال بكفره،وتستحل عقوبة من خالفه فإن كان املخالف ؛املسلمني وخالف ما جاء به الكتاب والسنة

ي خالف سنته وإمجاع الصحابةيكفر فالذ املسألة هي هذلرسول فلني باخلطأمن املسلا مر أحدر. وحنن ال نكففهو الكاف ه؛وعلماء أمت


، ولكن إن قدر تكفري املخطئ،ال في هذه املسائل وال في غريها -فمن خالف الكتاب والسنة واإلمجاع- إمجاع الصحابة والعلماء تاب والسنة والصحابة وسلف األمةمن وافق الكأوىل بالكفر م

وبني ما ى ، فأئمة املسلمني فرقوا بني ما أمر به النبي ؛وأئمتهاي هذا وغريهبادة وطاعة وقربة؛عنه فهو ع ى عنه ، فما أمر به وما

بل قد يكون شركا كما يفعله أهل الضالل من ؛بخالف ذلك حيث يتخذون املساجد ؛املشركني وأهل الكتاب ومن ضاهاهم

على قبور األنبياء والصالحني ويصلون إليها وينذرون هلا وحيجون بل قد جيعلون احلج إىل بيت املخلوق أفضل من احلج إىل بيت ؛إليها

وصنف هلم شيوخهم ، ويسمون ذلك " احلج األكرب "،اهللا احلرامفي ذلك مصنفات كما صنف املفيد بن النعمان كتابا في مناسك

وشبه بيت املخلوق ببيت ، مناسك حج املشاهد ""املشاهد مساه اخلالق. وأصل دين اإلسالم أن نعبد اهللا وحده وال جنعل له من

فاعبده واصطبر لعبادته قال تعاىل: ،خلقه ندا وال كفوا وال مسيا وقال ولم يكن له كفوا أحد وقال تعاىل: ،هل تعلم له سميا

فلا وقال تعاىل: ليس كمثله شيء وهو السميع البصريتعاىل: وفي الصحيحني عن ابن مسعود تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون

أن تجعل لله قلت يا رسول الله: أي الذنب أعظم؟ قال:«قال: أن تقتل ولدك خشية أن قلت ثم أي؟ قال:ندا وهو خلقك.

فأنزل ». قال: أن تزاني بحليلة جارك ثم أي؟:قلتيطعم معك. هيق رسولاهللا تصد لونقتلا يو را آخإله الله عون معدلا ي ينالذو

لقي كل ذلفعي نمون ونزلا يو قإلا بالح الله مري حالت فسالن


ومن الناس من يتخذ من دون الله وقال تعاىل: ،اآلية...أثامالها لبح دوا أشنآم ينالذو الله بكح مهونبحا ياددأن ىفمن سو .

بني اخلالق واملخلوق في احلب له أو اخلوف منه والرجاء له فهو والنبي ،مشرك هيلوجل ركيق الشى أمته عن دق ، حىت قال :

»كرأش فقد ر اللهيبغ لفح نرواه أبو داود وغريه. .»م » قال لهو أجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله ما شاء الله وشئت؛ فقال: رجل:هدحقولوا « وقال: ».و نلك؛ ودمحاء مشو اء اللها شقولوا ملا ت

دمحاء مش ثم اء اللها شو ».م » له دجة فسرل مبج ناذ بعاء مجفقال: يا رسول الله رأيتهم في الشام ما هذا يا معاذ؟ فقال:

.همفتاقأسون لدجساذيعا مفقال: ي ، لهإلا ل ودجالس لحصلا ي هإن دجسأة أن ترت المرلأم دأحل دجسا أن يدا أحرت آمكن لوو

بني زيارة أهل . فلهذا فرق النبي »لزوجها من عظم حقه عليهاركأهل الش وبني زيارة يدقبور ؛التوحل يدفزيارة أهل التوح

وهي مثل الصالة على ،املسلمني تتضمن السالم عليهم والدعاء هلم وزيارة أهل الشرك تتضمن أم يشبهون املخلوق ،جنائزهم ينذرون له ويسجدون له ويدعونه وحيبونه مثل ما حيبون ؛باخلالق فيكونون قد جعلوه لله ندا وسووه برب العاملني. وقد ى ،اخلالق

ما كان فقال تعاىل: ،اهللا أن يشرك به املالئكة واألنبياء وغريهملبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا

ابتون الكلمعت متا كنبم نيانيبوا ركون نلكو الله وند ني ما لادبع وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيني أربابا

ونملسم متإذ أن دعبالكفر ب كمرأمأي، :وقال تعاىل واعقل اد


الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويال ونجريو بأقر مهيلة أيسالو همبون إلى رغتبون يعدي ينالذ كأولئ

قال طائفة .رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورامن السلف: كان أقوام يدعون األنبياء كاملسيح وعزير ويدعون

فأخربهم تعاىل أن هؤالء عبيده يرجون رمحته وخيافون ،املالئكة وى سبحانه أن يضرب له مثل ،عذابه ويتقربون إليه باألعمال

فال يشبه باملخلوق الذي حيتاج إىل األعوان واحلجاب ؛باملخلوقوإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب قال تعاىل. ؛وحنو ذلك

،دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدونقل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال وقال تعاىل:

ا لهمو كرش نا ميهمف ما لهمض وي الأرلا فو اتاومي السف ةذر وحممد، ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له منهم من ظهري

سيد الشفعاء لديه ،ند اهللا ، وشفاعته أعظم الشفاعاتوجاهه ع ويوم القيامة إذا طلب اخللق الشفاعة من آدم مث من ،أعظم اجلاهات

كل واحد حييلهم ،نوح مث من إبراهيم مث من موسى مث من عيسى عبد ،وا إىل املسيح يقول: اذهبوا إىل حممدؤ فإذا جا؛على اآلخر

فإذا رأيت ،فأذهب« قال: .غفر اهللا له ما تقدم من ذنبه وما تأخرربي خررت له ساجدا وأحمد ربي بمحامد يفتحها علي لا

وقل يسمع وسل ، فيقال: أي محمد ارفع رأسك،أحسنها الآن ملهخا فأددي حل دحقال: في .فعشت فعاشو طهعت

في أهل الكبائر فهو فمن أنكر شفاعة نبينا ؛احلديث..».الجنة ومن قال: إن خملوقا ، كما ينكرها اخلوارج واملعتزلة،مبتدع ضال


ند اهللا بغري إذنهني ونصوص ،يشفع عمفقد خالف إمجاع املسل وقال تعاىل: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنهالقرآن؛ قال تعاىل:

ىضتن ارمون إلا لفعشلا يو :وقال تعاىل يف لكم نم كموالسماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء

وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا وقال تعاىل: ويرضىيومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له همساما وقال تعاىل: ما من شفيع إلا من بعد إذنه وقال تعاىل: قوال

؛ ومثل هذا في القرآن كثري،لكم من دونه من ولي ولا شفيع عما ى عنه ى بأن يؤمر بما أمر به وينه؛فالدين هو متابعة النبي

وحيب ما أحبه اهللا ورسوله من األعمال واألشخاص ويبغض ما واهللا سبحانه وتعاىل ،أبغضه اهللا ورسوله من األعمال واألشخاص

ففرق بني هذا وهذا؛ فليس ؛ بالفرقانقد بعث رسوله حممدا لأحد أن جيمع بني ما فرق اهللا بينه.

األقصى أو مسجد احلرام أو املسجد فمن سافر إىل املسجد فصلى في مسجده؛ وصلى في مسجد قباء وزار القبور الرسول

فهذا هو الذي عمل العمل كما مضت به سنة رسول اهللا فإن تاب وإال ؛ ومن أنكر هذا السفر فهو كافر يستتاب،الصالح

وأما من قصد السفر لمجرد زيارة القرب ومل يقصد الصالة في ،قتلهمسجد، هي مسجدفلم يصل ف هينتوسافر إىل مد وال سلم عليه

ي الصالةبل أتى القرب مث رجع؛ف - سنةل فضال خمال عفهذا مبتد ولإمجاع أصحابه ولعلماء أمته. وهو الذي ذكر فيه رسول اهللا

.القوالن: أحدمها أنه حمرم والثاني أنه ال شيء عليه وال أجر له


والذي يفعله علماء املسلمني هو الزيارة الشرعية: يصلون في همسجدي الصالةوف لمسجدي الدخول لف مون عليهويسل ،

وهذا مشروع باتفاق املسلمني. وقد ذكرت هذا في املناسك وفي الفتيا وذكرت أنه يسلم

وهذا هو الذي مل أذكر فيه نزاعا في ، وعلى صاحبيهعلى النبي الفتيا مع أن فيه نزاعا؛ إذ من العلماء من ال يستحب زيارة القبور

كما نقل ذلك عن إبراهيم ، ومنهم من يكرهها مطلقا،مطلقا وهؤالء من أجلة التابعني. ونقل ،النخعي والشعبي وحممد بن سريين

كك عن مالا مباحة ليست مستحبة،ذلوهو أحد القولني ، وعنه أ في مذهب أمحد؛ لكن ظاهر مذهبه ومذهب اجلمهور: أن الزيارة

وهو أن يزور قبور املؤمنني للدعاء هلم فيسلم ؛الشرعية مستحبة وأما ، وتزار قبور الكفار؛ لأن ذلك يذكر اآلخرة،عليهم ويدعو هلم

وهو أن املقصود ؛ فله خاصة ال مياثله فيها أحد من اخللقالنبي عند قرب غريه من الدعاء له هو مأمور [به] في حق الرسول في

وعند دخول املساجد واخلروج منها وعند األذان ،الصلوات اخلمس وى أن ، وهو قد ى عن اتخاذ القبور مساجد،وعند كل دعاء

فمنع أحد أن ،يتخذ قربه عيدا وسأل اهللا أن ال جيعله وثنا يعبدفيزوره كما يدخل إىل قرب غريه ي ،يدخل إىل قربهوكل ما يفعل ف

مسجده وغري مسجده من الصالة والسالم عليه أمر خصه اهللا على غريه وفضله به،ند قرب غريهك عما يفعل عوإن ، وأغناه بذل

كان جائزا.


، فهذا ينهى عنه عند كل قرب" وأما " اتخاذ القبور مساجد فكيف إذا كان ،وإن كان املصلي إمنا يصلي لله وال يدعو إال اهللا

يدعو املخلوق أو يسجد له وينذر له وحنو ذلك مما يفعله أهل والبدع والضاللة ركر أن من أتى املسجد فلم يصل ،الشوأما إذا قد

فهذا هو الذي أنكره األئمة كمالك ،فيه؛ ولكن أتى القرب مث رجعن العلماء،وغريهم ند أحدا ع؛ وهو حمل النزاع، وليس هذا مستحب

هل هو حرام أو مباح؟ وما علمنا أحدا من علماء املسلمني استحب بل أنكروا إذا كان مقصوده بالسفر جمرد القرب من غري أن ؛مثل هذا

ي املسجدد الصالة فن السفر املنهي عنه،يقصوال ، وجعلوا هذا م بل كان الصحابة إذا سافروا إىل ؛كان أحد من السلف يفعل هذا

هواجتمعوا بخلفائ يهصلوا ف هثل أبي بكر وعمر وعثمان ؛مسجدم ي الصالةف ويصلون عليه مون عليهيسل يك من ،وعلويفعل ذل ومل يكونوا يذهبون ،يفعله منهم عند دخول املسجد واخلروج منه

ال يقدر أحد أن ينقل عنهم أو عن ؛ وهذا متواتر عنهم،إىل القربواحد منهم أنه كان إذا صلى خلف اخللفاء الراشدين يذهب في

ذلك الوقت أو غريه يقف عند احلجرة خارجا منها. فإذا كانوا بعد السفر ؛ وأما دخول احلجرة فلم يكن ميكنهم

ي الصالة والسالم عليهيفعلون ما سنه هلم ف هوال ،إىل مسجد دون ،يذهبون إىل قربه؟ أو يقصروا إليهدون أن يساففكيف يقص

؟ ومن قال: إن هذا مستحبي املسجدف دون الصالة بالسفر إليه. مث إذا نقله يكون قائله قد ،فلينقل ذلك عن إمام من أئمة املسلمني

كما خالف فاعله فعل األمة وخالف سنة ،خالف أقوال العلماء


ومن قال تعاىل: ، وإمجاع أصحابه وعلماء أمتهرسول اهللا ننيمؤبيل المس رغي بعتيى وداله له نيبا تم دعب نول مسق الراقشي

إنما الأعمال « :. ونوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصريا .»بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى

وعلماء املسلمني قد ذكروا في مناسكهم استحباب السفر إىل هاملكرم،مسجد ني ، وذكروا زيارة قربهمن املسلا ممت أحدوما عل

ولو قالوا ،نه من مل يقصد إال زيارة القرب يكون سفره مستحباأقال ي قرب غريهك فمن ال يكون ؛ذلده بعض الناس من هذا مل يقصلك

وغايته أن يعذر ، وى عنهعارفا بالشريعة وبما أمر به النبي بجهله ويعفو اهللا عنه.

وأما من يعرف ما أمر اهللا به ورسوله وما ى اهللا عنه ورسوله ال نبي ؛فهؤالء كلهم ليس فيهم من أمر بالسفر لمجرد زيارة قرب

ن ؛وال غري نبيثل هذا السفر مبل صرح أكابرهم بتحرمي م نه أ وإمنا قال؛أصحاب مالك والشافعي وأمحد بن حنبل وغريهم

طائفة من متأخري أصحاب الشافعي وأمحد.-مباح غري حمرم

وتنازعوا حينئذ فيمن سافر لمجرد زيارة قبور األنبياء والصالحني هل يقصر الصالة؟ على قولني كما ذكر في جواب الفتيا. وبعضهم فرق بني قبور األنبياء وغريهم وقال: إن السفر

القبور حمرم زيارة مجردل.وأصحابه كوقول ، كما هو مذهب مال فهؤالء عندهم أن العاصي ؛املتقدمني من أصحاب الشافعي وأمحد

لكن الذين ، فعلى قولهم ال تقصر الصالة؛بسفره ال يقصر الصالةرون ال يعلمون أن هذا حمرممل يفعله،يساف م أنه حمرمفإنه ؛ ومن عل


وحينئذ فسفرهم الذي مل ،ال غرض لمسلم أن يتقرب إىل اهللا باحملرم كان ذلك جائزا وال إعادة -يعلموا أنه حمرم إذا قصروا فيه الصالة

كما لو سافر الرجل لطلب العلم أو مساع احلديث من ؛عليهم فإن قصر الصالة في مثل هذا ؛شخص فوجده كذابا أو جاهال

.زالسفر جائ وقد ذكر أصحاب أمحد في السفر إىل زيارة قبور األنبياء والصالحني هل تقصر فيها الصالة؟ أربعة أقوال: قيل: ال يقصر

. مطلقا. وقيل: يقصر مطلقا وقيل: ال يقصر إال إىل قرب نبينا وقيل: ال يقصر إال إىل قربه املكرم وقبور األنبياء؛ دون قبور

لقولهم وجهان: أحدمها: - والذين استثنوا قرب نبينا .الصالحني وهذا ، أن السفر املشروع إليه هو السفر إىل مسجده:وهو الصحيح

وهؤالء رأوا مطلق السفر ،السفر تقصر فيه الصالة بإمجاع املسلمنيومل يفصلوا بني قصد وقصد؛ إذ كان عامة املسلمني ال بد أن يصلوا

هي مسجد؛ف هاملكرم فقد سافر إىل مسجد فكل من سافر إىل قربه املفضل. وكذلك قال بعض أصحاب الشافعي: فمن نذر زيارة قرب

أنه يوفي بنذره وإن نذر قرب غريه فوجهان. وكذلك كثري النبي وعندهم أن هذا يتضمن ،من العلماء يطلق السفر إىل قربه املكرم

السفر إىل مسجده؛ إذ كان كل مسلم ال بد إذا أتى احلجرة املكرمة أن يصلي في مسجده؛ فهما عندهم متالزمان. مث من هؤالء من هي مسجدداء السفر الصالة في ابتد فم ال بد أن يقص؛يقول: املسل

الزم نهم من ،فالسفر املأمور بهالقرب. وم مجردروا لوهؤالء مل يساف زالقرب جائ قصد مجردثناء .قال: بل السفر لاستوظن هؤالء أن ال


هخصوصا؛ليس لنبي كونهي السفر إىل ، بل لفقال: تقصر الصالة ف قبور األنبياء دون غريهم. وحقيقة األمر: أن فعل الصالة في

فكل من سافر إىل قربه املكرم ال بد ؛مسجده من لوازم هذا السفر.هي مسجدف أن حتصل له طاعة وقربة يثاب عليها بالصالة

وأما نفس القصد فأهل العلم باحلديث يقصدون السفر إىل إذا مل يعلم ،مسجده وإن قصد منهم من قصد السفر إىل القرب أيضا

وأما من مل يعرف هذا فقد ال يقصد إال السفر إىل ،أنه منهي عنه وما فعله ، مث إنه ال بد أن يصلي في مسجده فيثاب على ذلك،القرب

عنه ال يعاقب عليه عنه ومل يعلم أنه منهي فيحصل له ؛وهو منهي السفر إىل قرب غريه الف؛ بخوزر وال يكون عليه فإنه ليس ،أجر

عنده شيء يشرع السفر إليه؛ لكن قد يفعل هذا طاعة يثاب عليها .ويغفر له ما جهل أنه حمرم

الفعنها مطلقا؛ بخ على القبور منهي املبنية ي املساجدوالصالة ف ه؛مسجدصالة بألف يهس على التقوى؛ فإن الصالة ففإنه أس ،

هي حياتوكان حرمته ف ين قبل دخولدالراش هخلفائ وحياة ، يصلي فيه واملهاجرون واألنصاراحلجرة فيه حني كان النبي

يهف ي بعد إدخال احلجرةما بقإذ ذاك أفضل وأعظم م يهبادة ف؛والع فإا إمنا أدخلت بعد انقراض عصر الصحابة في إمارة الوليد بن

كاملل كما ،عبد النبوية جرةن اهلوهو توىل سنة بضع ومثانني م ذلك فقالوا: طردوا ف، وظن بعضهم أن الاستثناء كونه نبيا،تقدم

يسافر إىل سائر قبور األنبياء كذلك.


؟ مع اتفاقهم بأنه ال هل حيلف بالنبي ؛ولهذا تنازع الناس ي والكعبةكالعرش والكرس املعظمة ن املخلوقاتحيلف بشيء م

كةي وأبي حنيفة ؛واملالئعوالشاف كفذهب مجهور العلماء كمال قوليه ي أحدني،وأمحد فد اليمكما ، إىل أنه ال حيلف بالنبي وال تنعق

ال حيلف بشيء من املخلوقات وال جتب الكفارة على من حلف قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال: فإنه ؛بشيء من ذلك وحنث

»فوا إلا باللهلحوقال: »لا ت .» أو بالله فلحفا فليالكان ح نمتمصيي السنن: »لوف .»كرأش فقد ر اللهيبغ لفح نوعن »م .

خاصة؛ لأنه جيب اإلميان أمحد بن حنبل رواية أنه حيلف بالنبي ي الشهادتني واألذانكره فا وجيب ذخصوص ؛به به إلميانفل

.اختصاص ال يشركه فيه غريه. وقال ابن عقيل: بل هذا لكونه نبيا مع أن الصواب الذي عليه عامة .وطرد ذلك في سائر األنبياء

علماء املسلمني سلفهم وخلفهم أنه ال حيلف بمخلوق ال نبي وال غري نبي وال ملك من املالئكة وال ملك من امللوك وال شيخ من الشيوخ. والنهي عن ذلك ي حترمي عند أكثرهم كمذهب أبي

ي مذهب أمحد كما تقدم،حنيفة وغريهحىت ، وهو أحد القولني ف أن ابن مسعود وابن عباس وغريمها يقول أحدهم: ألن أحلف باهللا

كاذبا أحب إيل من أن أحلف بغري اهللا صادقا. وفي لفظ: ألن ركف بغري اهللا شي. فاحللن أن أضاها أحب إيل مبف باهللا كاذأحل

ركب أن يشبه بالشب. وغاية الكذن الكذرك أعظم مكما ؛والش عدلت شهادة الزور « أنه قال: في احلديث الصحيح عن النبي

بالله اكرقاهلا مرتني أو ثالثا. وقرأ قوله تعاىل».بالإش : وانبتاجو


حنفاء لله غير مشركني به ومن يشرك بالله فكأنما قول الزور ،خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق

الذي هو أعظم من اليمني الفاجرة عند ، بل احملرم؛وهذا املنهي عنه قد ظن طائفة من أهل العلم أنه ،الصحابة رضوان اهللا عليهم

مشروع غري منهي عنه. أطيعوا الله وأطيعوا لكن قال اهللا تعاىل ،ولهذا نظائر كثرية

إلى الله وهدء فريي شف متعازنفإن ت كمنر مي الأمأولول وسالر نسأحو ريخ كر ذلم الآخواليو ون باللهنمؤت متول إن كنسالرو

وما أمر اهللا ورسوله به فهو احلق.،تأويال ى عن احللف بغري اهللا وعن الصالة عند طلوع وهو

،الشمس وغروبها وعن اتخاذ القبور مساجد واتخاذ قربه عيدا لتحقيق ؛وى عن السفر إىل غري املساجد الثالثة وأمثال ذلك

لهين لاهللا وحده ال شريك له،إخالص الد بادةفهذا كله حمافظة ؛ وع على توحيد اهللا عز وجل وأن يكون الدين كله لله فال يعبد غريه وال يتوكل إال عليه وال يدعى إال هو وال يتقى إال هو وال يصلى وال يصام إال له وال ينذر إال له وال حيلف إال به وال حيج إال إىل

هها وهو املسجد ؛بيتوأقدم هفاحلج الواجب ليس إال إىل أفضل بيوت لكونهما بنامها ؛ والسفر املستحب ليس إال إىل مسجدين،احلرامأسسه على التقوى خامت ؛نبيان ينةفاملسجد النبوي مسجد املد

ففي ؛ ومسجد إيليا قد كان مسجدا قبل سليمان،املرسلنيقلت: يا رسول الله أي « :الصحيحني عن أبي ذر رضي اهللا عنه

قلت: ثم أي؟ :قالالمسجد الحرام. مسجد وضع أوال؟ قال:


المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة ثم :قالجدسلك م هل فإنلاة فصك الصكترا أدث ميح« ي لفظوف .

كان ؛ وهذه سنة رسول اهللا ».فإن فيه الفضل«البخاري: فاملسجد األقصى كان من عهد ؛يصلي حيث أدركته الصالة

؛ لكن سليمان عليه السالم بناه بناء عظيما- عليه السالم-إبراهيم فلما ،فكل من املساجد الثالثة بناه نبي كرمي ليصلي فيه هو والناسكانت األنبياء - عليهم السالم - تقصد الصالة في هذين

بادةيهما والعف لصالةداء ؛املسجدين شرع السفر إليهما لاقت كما أن إبراهيم اخلليل - ، وتأسيا بهم- عليهم السالم-باألنبياء

ي الناس بحجهن فالسالم - ملا بىن البيت أمره اهللا تعاىل أن يؤذ عليهفكانوا يسافرون إليه من زمن إبراهيم عليه السالم ومل يكن ذلك

كما مل يكن ذلك مفروضا في ،فرضا على الناس في أصح القولني في آخر األمر ملا نزلت وإمنا فرضه اهللا على حممد ؛أول اإلسالم

" سورة آل عمران ". وفي البقرة أمر بإمتام احلج والعمرة لمن شرع ولهذا كان التطوع بهما يوجب إمتامهما عند عامة العلماء. ،فيهما واألول هو الصحيح.. إن األمر باإلمتام إجياب هلما ابتداء:وقيل

بىن كال منهما فكذلك املسجد األقصى ومسجد النبي ومل ينب ،رسول كرمي ودعا الناس إىل السفر إليهما للعبادة فيهما

مسجدا ودعا الناس إىل السفر - عليهم السالم-أحد من األنبياء ولكن كان هلم مساجد يصلون ،للعبادة فيه إال هذه املساجد الثالثة

عليه - كما كان إبراهيم،فيها ومل يدعوا الناس إىل السفر إليها وال ، وإمنا دعا الناس إىل حج البيت، يصلي في موضعه-السالم


دعا نبي من األنبياء إىل السفر إىل قربه وال بيته وال مقامه وال غري ن آثارهك ماهللا وحده ال شريك له،ذل بادةقال ، بل هم دعوا إىل ع

ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو :تعاىل ملا ذكرهمأولئك الذين آتيناهم أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون

الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما رينا بكافوا بهسلي هداقت ماهدفبه ى اللهده ينالذ كأولئ .

هععن موض الثالثة املساجد هن هذم دهذا ال جيوز تغيري واحول، يهيصلى ف وبيت لهل ا مسجدن أيلتها مففض ر املساجدوأما سائ،

بني املساجد مشترك وهذا قدر،يهبادة فوإن كان بعضها تكثر الع ، فهذه املزية موجودة في عامة ؛أو لكونه أعتق من غريه وحنو ذلك

ن بعض. فلو ،املساجدن بعض وبعضها أعتق مبادة مبعضها أكثر ع .املساجد ر إىل عامةك لسوفذلشرع السفر ل

؛ ولكل أمة حج،والسفر إىل البقاع املعظمة هو من جنس احلجفاملشركون من العرب كانوا حيجون إىل الالت والعزى ومناة الثالثة

ن األوثانك مهذا ملا ،األخرى وغري ذلول » رشي بالذ ربقال الحبالنبي صلى الله عليه وسلم لأمية بن أبي الصلت: إنه قد أظل زمان

رشعم نحة: نيفقال أم .برالع هجحي تيب نم وهث وعبي بين نم هإن كمنم سلي هإن :رب؛ فقال الحبرالع هجحي تيا بينف يفثق

. فأخرب أمية أن العرب كانت حتج إىل الالت .إخوانكم من قريشوقد ذكر طائفة من السلف أن هذا كان رجال يلت السويق للحاج

فلما مات عكفوا على قربه وصار وثنا حيج إليه ،ويطعمهم إياهأفرأيتم وقرأ مجاعة من السلف: ،ويصلى له ويدعى من دون اهللا

اللاتالتاء؛ يدأهل ، بتشدوالعزى ل فأهل الطائوكانت الالت ل


قال أبو سفيان يوم أحد لما جعل :مكة ومناة لأهل املدينة. ولهذالمسو هليع لى اللهص بيل فقال النبل هفقال: اع جزتر؟ :يوهجيبألا ت

فقال أبو سفيان: إن قولوا: الله أعلى وأجل. قالوا: وما نقول؟ قال:لمسو هليع لى اللهص بيفقال الن .ى لكمزلا عى وزا الع؟ :لنوهجيبألا ت

. فالسفر إىل »قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم :قالوا: وما نقول؟ قال واملشركون من أجناس األمم حيجون ،البقاع املعظمة من جنس احلج

إىل آلهتهم كما كانت العرب حتج إىل الالت والعزى ومناة الثالثة وهم مع ذلك حيجون إىل البيت ويطوفون به ويقفون ،األخرىهذا كانوا تارة يعبدون اهللا وتارة يعبدون غريه،بعرفاتوكانوا ، ول

يقولون في تلبيتهم: لبيك ال شريك لك إال شريكا هو لك متلكه وما ضرب لكم مثال من أنفسكم هل لكم من ملك. ولهذا قال تعاىل:

ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء كمفسأن كميفتكخ مهافونختيقول تعاىل: إذا كان أحدكم ال ؛

ثل نفسهفكيف جتعلون ،يرضى أن يكون مملوكه شريكا له م مملوكي شريكا لي؟ وكل ما سوى اهللا من املالئكة والنبيني

وهو سبحانه ال إله إال ،والصالحني وسائر املخلوقات هو مملوك لهيرل ،هو له امللك وله احلمد وهو على كل شيء قدهذا جعول

ولا يأمركم أن تتخذوا الشرك باملالئكة واألنبياء كفرا فقال تعاىل: . وذم الملائكة والنبيني أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون

اتخذوا أحبارهم ورهبانهم النصارى على شركهم فقال تعاىل: أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها

.واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون


واملشركون في هذه األزمان من اهلند وغريهم حيجون إىل وكذلك النصارى ،ناة وغريه من آلهتهمسمآلهتهم كما حيجون إىل

حيجون إىل قمامة وبيت حلم وحيجون إىل القونة التي بصيدنايا والقونة الصورة وغري ذلك من كنائسهم التي بها الصور التي

يعظموا ويدعوا ويستشفعون بها. وقد ذكر العلماء من أهل التفسري والسري وغريهم أن أبرهة

ملك احلبشة الذي ساق الفيل إىل مكة ليهدمها حني استولت مث بعد هذا وفد سيف بن ذي ،احلبشة على اليمن وقهروا العرب

يزن فاستنجد كسرى ملك الفرس فأجنده بجيش حىت أخرج احلبشة وكانت آية الفيل التي أظهر اهللا ، وهو ممن بشر بالنبي ،عنها

تعاىل بها حرمة الكعبة ملا أرسل عليهم الطري األبابيل ترميهم أي مجاعات متفرقة واحلجارة من سجيل طني ؛بحجارة من سجيل

وهو من دالئل نبوته وأعالم ،قد استحجر وكان عام مولد النبي هل شريعتودالئ هإال هو ،رسالت ي إليهحج وال يصلي ال يوالبيت الذ

وأمته. قالوا: كان أبرهة قد بىن كنيسة بأرض اليمن وأراد أن فدخل رجل من العرب فأحدث في ،يصرف حج العرب إليها

مها حىت جرى ،الكنيسةيهدل ك أبرهة وسافر إىل الكعبةذلب لفغض ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيلما جرى. قال تعاىل:

يللضي تف مهدل كيعجي ألم ابيلا أبرطي همليل عسأرو يلجس نم ةارجبح يهممرت أكولم فصكع ملهعفج، وهذا

أنه بىن ؛معروف عند عامة العلماء من أهل التفسري والسري وغريهمكنيسة أراد أن يصرف حج العرب إليها. ومعلوم أنه إمنا أراد أن


يفعل فيها ما يفعله في كنائس النصارى. فدل على أن السفر إىل الكنائس عندهم هو من جنس احلج عند املسلمني وأنه يسمى حجا

وأن من قصد أن جيعل بقعة للعبادة فيها ،ويضاهى به البيت احلرامكما يسافر إىل املسجد احلرام فإنه قصد ما هو عبادة من جنس

ى أن حيج أحد أو يسافر إىل غري املساجد احلج. والنبي ا إمنا هو إىل ،الثالثةند اإلطالق حجي يسمى عواحلج الواجب الذ

والسفر إىل بقعة للعبادة فيها هو إىل ،املسجد احلرام خاصةهو من ف وما سوى ذلك من األسفار إىل مكان معظم ،املسجدين

جنس احلج إليه، يثي حدك فعنه. وكذل ك منهيأبي « وذل نم مالع نع ذكرو يالثقف لتن أبي الصب ةيبأم عمتا اجان لمفيس

علماء النصارى أنه أخبره بقرب نبي يبعث من العرب قال أمية: قلت نحن من العرب. قال: إنه من أهل بيت يحجه العرب قال سلي هقال: إن برالع هجحي تيا بينف يفثق رشعم نحفقلت: ن

. كما تقدم. وثقيف كان فيهم »منكم إنه من إخوانكم قريش أفرأيتم اللات والعزى :الالت املذكورة في القرآن في قوله تعاىل

ىرثة الأخاة الثالنمو ثىالأن لهو الذكر ألكم. اوقد ذكروا أ فلما مات عكفوا ،مكان رجل كان يلت السويق ويسقيه للحجاج

والسفر إليه كانوا يسمونه ،على قربه وصار ذلك وثنا عظيما يعبد ، فدل ذلك على أن السفر إىل املشاهد حج إليها،حجا كما تقدم

.ي حتج املطايا إليهوحق النبي الذ :ن العامةكما يقول من يقول مقال عبد بن محيد في تفسريه: حدثنا قبيصة عن سفيان عن منصور

:دعن جماهىزالعو اللات متأيأفر قال: كان رجل يلت السويق


فاختذ قربه مصلى. وقال: حدثنا سليمان بن داود عن أبي ،فماتاألشهب عن أبي اجلوزاء عن ابن عباس قال: " الالت " رجل يلت السويق للحجاج. وكذلك رواه ابن أبي حاتم عن أبي اجلوزاء عن

فال يشرب منه أحد ،ابن عباس قال: كان يلت السويق على احلجرإال مسن فعبدوه. وروي عن األعمش قال: كان جماهد يقرأ " الالت

" مثقلة ويقول: كان رجل يلت السويق على صخرة في طريق الطائف ويطعمه الناس فمات فقبر فعكفوا على قربه. وقال سليمان بن حرب: حدثنا محاد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي اجلوزاء

الالت ". " الالت " حجر كان يلت السويق عليه فسمي "قال: وقال: حدثنا عبيد اهللا بن موسى عن إسرائيل عن السدي عن أبي

وكان يلت ،صالح قال: " الالت " الذي كان يقوم على آلهتهم ، والعزى " خنلة كانوا يعلقون عليها الستور والعهن" ،هلم السويق

ن السلففة موقد قرأ طائ .يدبقد الالت"" ومناة " حجر" يدبتشد إا اسم معدول عن عن اسم اهللا. قال اخلطايب: :التاء. وقيل

هم فصرفه اهللا إىل الالتبعض أصناما لاملشركون يتعاطون اهللا امسصيانة لهذا الاسم وذبا عنه. قلت: وال منافاة بني القولني

فإنه كان رجل يلت السويق على حجر وعكفوا على ؛والقراءتني كما . هو اإلله: وقصدوا أن يقولوا،قربه ومسوه بهذا الاسم وخففوه

فاجتمع في الاسم هذا وهذا. وكانت ،كانوا يسمون األصنام آلهة" الالت " لأهل الطائف وكانوا يسموا " الربة " " والعزى " لأهل

قال أبو سفيان يوم أحد: إن لنا العزى ولا عزى لكم. ولهذا ،مكةلمسو هليع لى اللهص بيقول؟ قال :فقال النا ن؟ فقالوا: موهجيبألا ت


»لى لكمولا ما ولانوم يث...»قولوا: اللهوكانت ، وقد تقدم،احلد ينةأهل املدجاز كان هلا ؛مناة لن أهل احلن مدائم ينةفكل مد

طاغوت حتج إليه وتتخذه شفيعا وتعبده. وما ذكره بعض املفسرين من أن " العزى " كانت لغطفان فذلك لأن غطفان كانت تعبدها

فإن العزى كانت ببطن ؛ وأهل مكة حيجون إليها،وهي في جهتهاخنلة من ناحية عرفات. ومعلوم بالنقول الصحيحة أن أهل مكة

كما علم بالتواتر أن أهل الطائف كان هلم ،كانوا يعبدون العزىيديهلون هلاو ،الالت ومناة كانت حذو قد ينةكما ،كان أهل املد

وأما ما ذكره .ثبت ذلك في الصحيحني عن عائشة رضي اهللا عنها الكعبة ي جوفا فالثالثة كانت أصنام هن أن هذمعمر بن املثىن م

لم بهذا الشأنفاق أهل العل باتفهو باط جارةن حي ،موإمنا كان ف أبو سفيان يوم أحد وقال: اعل هبل الكعبة " هبل " الذي ارجتز له

لمسو هليع لى اللهص بيل. فقال النبل ه؟« :اعوهجيبقالوا: »ألا ت. . كما تقدم ذكره»قولوا: الله أعلى وأجل« :وما نقول؟ قال

لة على الصفا واملروةوكان حول ، هذا وكان إساف ونائ وهذه األمساء الثالثة مؤنثة: الالت ،الكعبة ثالمثائة وستون صنما

ينا بيتوالعزى ومناة. وبكل حال فقد قال أمية بن أبي الصلت: ف وأبو سفيان يوافقه على ذلك. فدل ذلك على أن .حيجه العرب

ي يسافر إليها فالسفر إليها حجالبقاع الت،واحلج نسك ، وهو حج كما أن الدعاء هلا صالة لغري اهللا. ،إىل غري بيت اهللا ونسك لغري اهللا

قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما وقد قال تعاىل: نيركشالم نا كان ممنيفا وح يماهرلة إبم يكسني ولاتقل إن ص


نيالمالع بر لهي لاتممو اييحمو اأنو ترأم كبذلو له ريكلا شنيملسل المأوفاهللا تعاىل أمر نبيه ؛ أن تكون صالته ونسكه

لهل.

فمن سافر إىل بقعة غري بيوت اهللا التي يشرع السفر إليها ودعا ى والنبي ،غري اهللا فقد جعل نسكه وصالته لغري اهللا عز وجل

ن بيوتا موإن كان بيت الثالثة غري املساجد عن السفر إىل مسجد ومن وال شرع هو ، مل تكن له خاصية تستحق السفر إليهااهللا إذ

فإن كل مسجد منها ؛ بخالف الثالثة،قبله من األنبياء السفر إليهن األنبياء ودعا الناس إىل السفر إليهم ص ؛بناه نبيفلها خصائ

فإذا كان السفر إىل بيوت اهللا غري الثالثة ليس ،ليست لغريها فكيف ،بمشروع باتفاق األئمة األربعة؛ بل قد ى عنه الرسول

بالسفر إىل بيوت املخلوقني الذين تتخذ قبورهم مساجد وأوثانا حىت إن كثريا من ،وأعيادا ويشرك بها وتدعى من دون اهللا

فيجعل الشرك ،معظميها يفضل احلج إليها على احلج إىل بيت اهللا كما يفعل ذلك ،وعبادة األوثان أفضل من التوحيد وعبادة الرمحن

إن الله لا يغفر أن يشرك به وقال تعاىل: ،من يفعله من املشركنيويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلاال

إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا بعيداالله هنلع، مهم وتتراءى هلم. قال ابنني تكلوكانت هلا شياط

عباس: في كل صنم شيطان يتراءى للسدنة ويكلمهم. وقال أيب بن كعب: مع كل صنم جنية. وقد قيل: اإلناث هي املوات. وعن

احلسن: كل شيء ال روح فيه كاخلشب واحلجر فهو إناث. قال


ن املؤنث. فتقول في عالزجاج: واملوات كلها خيرب عنها كما خيرب ذلك: األحجار تعجبني والدراهم تنفعك. وليس ذلك خمتصا

التأنيث وى اهللا. تعاىل جيمع بلفظبل كل ما س فيقال: ؛باملوات قل أي ويقال لما يعبد من دون اهللا: آلهة. قال تعاىل: .املالئكة

شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا

وقال تعاىل: أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون امنلى أصكفون ععم يلى قوا عوفأت رحيل البائرني إسا ببنزاوجو

مقو كمة قال إنهآل ما لها كما إلهل لنعى اجوسا مقالوا ي ملهقال إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون تجهلون

نيالملى العع لكمفض وها وإله يكمغأب الله رأغي يي أوثان وهه أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله مؤنثة قال تعاىل:

سكاتمم نل هه ةمحني برادأر أو هرض فاتكاش نل هه ربض فاآللهة املعبودة ؛رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون.

املثابة هاهللا كلها بهذ من دون، ي تتخذ من دوني األوثان التوه ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيني أربابا قال تعاىل: ،اهللا

يا وقال يوسف الصديق: أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمونارالقه داحالو أم الله ريقون خفرتم اببن أأرجي السباحص ام

تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها لطانس نم اهللا فإمنا يعبد أمساء ما أنزل ن دونوكل من عبد شيئا م

ن سلطانكة أو األنبياء ال ،اهللا بها مين يعبدون املالئا فالذوأيض وإمنا يعبدون متاثيل صوروها على مثال صورهم وهي من ،يروم


تراب وحجر وخشب فهم يعبدون املوات. وفي الصحيح - صحيح مسلم - عن أبي اهلياج األسدي قال: قال لي علي بن أبي

أال أبعثك على ما بعثني عليه رسول اهللا : رضي اهللا عنه-طالبته« ؛يورفا إلا سشا مرلا قبته وسثاال إلا طممت عثني أن لا أدعب« .

وإن تعدوا أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرونوقال تعاىل: يمحر فورلغ ا إن اللهوهصحلا ت ة اللهمنع ونسرا تم لمعي اللهو

والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم وما تعلنون ومجيع أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون يخلقون

فال يعلم بقيام الساعة إال اهللا عز ؛األموات ال يشعرون أيان يبعثونالصحيح: يوجل. وف » هليع لى اللهص ول اللهسر فيوا تلم هأن

وسلم خطب الناس أبو بكر الصديق فقال: من كان يعبد محمدا .وتملا ي يح فإن الله الله دبعكان ي نمو اتم ا قددمحفإن م

وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن وقرأ قوله تعالى الله رضي فلن هيبقلى عع بقلني نمو قابكملى أعع متقلبل انقت أو اتم

ريناكالش زي اللهجيسئا ويش«. عوها حىت تالهاوكأن الناس ما مس أبو بكر فال يوجد أحد من الناس إال وهو يتلوها. والناس تغيب عنهم معاني القرآن عند احلوادث فإذا ذكروا بها عرفوها. وقال

إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا تعاىل: . وأما وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون هم مبصرون أي ؛تلك إذا قسمة ضيزى ألكم الذكر وله الأنثىقوله تعاىل

إذ جتعلون لكم ما حتبون وهم الذكور ؛قسمة جائرة عوجاء حيث . وهذا من قولهم: املالئكة بنات اهللا،وجتعلون لي اإلناث


؛ وهم يكرهون أن يكون ولد أحدهم أنثى،جعلوا له أوالدا إناثاكالنصارى الذين جيعلون لله ولدا وجيلون الراهب الكبري أن يكون له ولد. وأما الالت والعزى ومناة الثالثة األخرى فلما قال تعاىل:

ثىالأن لهو الذكر ألكم، م كانوابأ نهم الكلبيفة مفسرها طائ يقولون: هذه األصنام بنات اهللا. وهذا هو الذي ذكره طائفة من

وليس كذلك؛ فإم مل يكونوا يقولون عن هذه األصنام ،املتأخرين وإمنا قالوا ذلك عن املالئكة كما ذكر اهللا عنهم في ،ا بنات اهللاأ

إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة قوله تعاىل بعد هذا: وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا وقال: تسمية الأنثى

ملقهوا خهدأش :وقال تعاىل نمحلرل برا ضبم مهدأح رشإذا بويمكظ وها ودوسم ههجثال ظل ومك ؛ل أباه وكذلفإن الولد مياث

فهم ضربوا اإلناث مثال وهم جعلوا هذه ،الشريك مياثل شريكهلها لا أندادسبحانه فكانوا جيعلو له؛ والشريك كاألخ،شركاء ل

، فجعلوا له بنات وأخوات،فجعلوا له أوالدا إناثا وشركاء إناثاوهم ال حيبون أن تكون لأحدهم أنثى ال بنت وال أخت؛ بل إذا ،كان األب يكره أن تكون له بنت فاألخت أشد كراهة له منها

واألخوات هم،ومل يكونوا يورثون البناتهم وظلم؛ فتبني فرط جهل فكانت أنفسهم عندهم أعظم ،إذ جعلوا لله ما ال يرضونه لأنفسهم

ويجعلون من اهللا سبحانه. وهذا كما ضرب هلم مثال فقال تعاىل: لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون

ونهتشا يم ملهو هانحبس اتنالب لهلون لعجيو :هإىل قول ينلذل زيزالع وهلى وثل الأعالم لهلء ووثل السم ةرون بالآخنمؤلا ي


يمكالح وقال تعاىل ام نم ل لكمه فسكمأن نثال مم لكم برض مهافونخاء توس يهف متفأن اكمقنزا ري مكاء فرش نم كمانمأي لكتم

فهم ال ؛كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون وقد جعلوا مملوكي الرب ،يرضون أن يكون مملوك أحدهم شريكه

ومن ، فجعلوا لله ما ال يرضونه لأنفسهم من الشركاء؛شركاء له لهيهم أن يكونوا شركاء وقد جعلوهم لال يرضون مملوك األوالد

فال يرضوا ولدا وال ، وال يرضون من األوالد باإلناث،شركاء وهم جعلوا اإلناث لله أوالدا ونظراء.،نظريا

وهم ، والنكتة أن اهللا أجل وأعظم وأعلى وأكرب من كل شيء وهذا يتناول كل من وصف ،قد جعلوا لله ما ال يرضونه لأنفسهم

كالذين قالوا: إنه فقري وإنه خبيل. ؛اهللا بصفة ينزه عنها املخلوق أو ال يوصف ال بسلب ،والذين قالوا: إنه ال يوصف إال بالسلوب

ن ،وال إثباتي شيء ملة له فمماث ين جعلوا بعض املخلوقاتوالذ ثل حبهأو حبها م له أو دعاء له أو توكل عليه بادةي عاألشياء ف،

والذين قالوا: يفعل ال لحكمة؛ بل عبثا. والذين قالوا: إنه جيوز أن يضع األشياء في غري مواضعها فيعاقب خيار الناس ويكرم شرارهم. والذين قالوا: ال يقدر أن يتكلم بمشيئته. والذين قالوا: إنه ال يسمع

وال يبصر. والذين قالوا: إنه جيوز أن حيب غريه كما حيب هو والقرآن ، ونظائر ذلك كثرية،ويدعى ويسأل فجعلوا مملوكه ندا له

فال ميثل به شيء ،مآلن من توحيد اهللا تعاىل وأنه ليس كمثله شيء ال في ؛ إذ ليس كمثله شيء؛من املخلوقات في شيء من األشياء

واحملبة بادةن العقه ميما يستحوال ف هي أفعالوال ف هفاتي صوال ف هذات


هر حقوقوالدعاء وسائ قال تعاىل: ؛والتوكل والطاعة بر له لمعل ته هتادبعل طبراصو هدبا فاعمهنيا بمض والأرو اتاومالس

وال يستحق أن يسمى بما خيتص به من ، فال أحد يساميه؛سميااألمساء وال يساويه في معىن شيء من األمساء ال في معىن احلي وال

وال في معىن الذات ،العليم وال القدير وال غري ذلك من األمساءن األمساء العامةك موحنو ذل ا وال ،واملوجودوال يكون إهلا وال رب

لم يلد ولم الله الصمد قل هو الله أحد فقال تعاىل: ،خالقاولدي دا أحكفو له كني لمو، ي شيءيكافيه ف فلم يكن أحد

من األشياء: فال يساويه شيء وال مياثله شيء وال يعادله شيء. قال الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات تعاىل:

فكبكبوا فيها وقال تعاىل: والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلونقالوا وهم فيها وجنود إبليس أجمعون هم والغاوون

إذ نسويكم برب تالله إن كنا لفي ضلال مبني يختصموننيالمالع :وقال تعاىل قارز مله كلما لا يم الله وند نون مدبعيو

فلا تضربوا لله من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون .الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون

وهذا الذي ذكرنا من أن السفر إىل األماكن املعظمة - القبور وغريها - عند أصحابه كاحلج عند املسلمني هو أمر معروف عند

فإم يقصدون من دعاء املخلوق ؛املتقدمني واملتأخرين لفظا ومعنىواخلضوع له والتضرع إليه نظري ما يقصده املسلمون من دعاء اهللا

ومن الناس تعاىل واخلضوع له والتضرع إليه؛ لكن كما قال تعاىل: دوا أشنآم ينالذو الله بكح مهونبحا ياددأن الله وند نذ مختي نم


لها لبح ندع ا إليها وهذا معروفك حجوهم يسمون ذل متقدميهم ومتأخريهم. وكذلك أهل البدع والضالل من املسلمني

كالرافضة وغريهم حيجون إىل املشاهد وقبور شيوخهم وأئمتهم ويسمون ذلك حجا. ويقول داعيتهم: السفر إىل احلج األكرب

ويظهرون علما للحج إليه ومعه مناد ينادي إليه كما يرفع املسلمون .علما للحج لكن داعي أهل البدع ينادي: السفر إىل احلج األكرب

عالنية في مثل بغداد يعني السفر إىل مشهد من املشاهد فيجعلون السفر إىل قرب بعض املخلوقني هو احلج األكرب واحلج إىل بيت اهللا

وقد ذكر ذلك أئمتهم في مصنفاتهم. ومن جهال ،عندهم األصغرالناس من يقول: وحق النبي الذي حتج املطايا إليه. فلما كان

املشركون يصلون ويدعون املخلوق وحيجون إىل قربه قال تعاىل: نيفاح يماهرلة إبا مميا قينيم دقتسم اطري إلى صباني ردني هقل إن

نيركشالم نا كان ممو ياتممو اييحمي وكسني ولاتقل إن صنيالمالع بر لهل نيملسل الما أوأنو ترأم كبذلو له ريكلا ش

.ولا تدع مع الله إلها آخروقال تعاىل: قد ذكروا في تفسريه: الذبح لله ونسكي : وقوله تعاىل

واحلج إىل بيت اهللا. وذكروا أن لفظ النسك يتناول العبادة مطلقا. المها منسكأن الذبح واحلج ك ي القرآنقال ؛واهللا سبحانه قد بني ف

ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم تعاىل: من ذبح بعد الصلاة فقد أصاب » وقال النبي من بهيمة الأنعام

هلأها للهجم عاة لحش وا همفإن لاةل الصقب حذب نمو كسالن. وقال تعاىل عن إبراهيم وإمساعيل: »ليس من النسك في شيء


يملالع يعمالس تأن كا إننل مقبا تنبر ن لكيملسا ملنعاجا ونبر تأن كا إننليع بتا وكناسنا مأرنو ة لكملسة ما أمنتيذر نمو

يمحالر ابوالتي ؛ع التيل املواضيم وابنه إمساعفأرى اهللا إبراه تقصد في احلج واألفعال التي تفعل هناك: كالطواف والسعي

ن السلفم دك غري واحوالرمي كما ذكر ذل والصالة ،والوقوف ،تتناول الدعاء الذي هو بمعىن العبادة والذي هو بمعىن السؤال

وقال ربكم ادعوني أستجب قال تعاىل: ؛فالصالة جتمع هذا وهذاريناخد منهلون جخديي ستادبع نون عكبرتسي ينإن الذ لكم؛

قل إن أمره اهللا أن يقول: فالنبي ؛ه بسؤالهؤفقد فسر دعانيالمالع بر لهي لاتممو اييحمي وكسني ولاتص فأمره تعاىل أن

يكون الدعاء لله والصالة لله وال تبىن املساجد إال لله؛ ال تبىن على وقد ى أن ،قرب خملوق وال من أجله وال يسافر إىل بيوت املخلوقني

وهذا ،حيج ويسافر إىل بيوت اهللا التي ليست هلا تلك اخلصائص وما ، وسنته وسنة خلفائه الراشدينوحنوه يعرف من كالم النبي

كان عليه الصحابة من بعده والتابعون هلم بإحسان وما ذكره أئمة ولهذا ال يقدر أحد أن ينقل عن إمام من ،املسلمني األربعة وغريهم

،أئمة املسلمني أنه يستحب السفر إىل زيارة قرب نبي أو رجل صالح وإذا كان األمر كذلك وليس في ،ومن نقل ذلك فليخرج نقله

فك خمالذلف لني وعلماؤهم فاملخالممة املسلالفتيا إال ما ذكره أئ ولما ،لدين املسلمني وشرعهم ولسنة نبيهم وسنة خلفائه الراشدين

بعث اهللا به رسله وأنزل به كتبه من توحيده وعبادته وحده ال وأنه إمنا يعبد بما شرعه من واجب ومستحب ال يعبد ،شريك له


واهللا سبحانه بعث حممدا باهلدى ودين ،بما ى عنه ومل يشرعه فبعثه بدين اإلسالم ؛احلق ليظهره على الدين كله وكفى باهللا شهيدا

فإن الدين عند اهللا اإلسالم ومن يبتغ ؛الذي بعث به مجيع األنبياءهنل مقبي ا فلنينلام دالإس رن اآلخرين. ؛غيني وال من األولال م

كما في الصحيحني عن ،ومجيع األنبياء كانوا على دين اإلسالم الأنبياء إخوة ،إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد« أنه قال: النبي لاتعيل »ليم وإسرائعن نوح وإبراه ي القرآنوقد أخرب تعاىل ف .

وأتباع موسى واملسيح وغريهم أم كانوا مسلمني متفقني على ؛ وأن يعبد بما أمر هو سبحانه وتعاىل،عبادة اهللا وحده ال شريك له

في ى فلما أمر أن يصل،فال يعبد غريه وال يعبد هو بدين مل يشرعه مث ملا ،أول اإلسالم إىل بيت املقدس كان ذلك من دين اإلسالم

،نسخ ذلك وأمر باستقبال البيت احلرام كان هذا من دين اإلسالملكل جعلنا وذلك املنسوخ ليس من دين اإلسالم. وقد قال تعاىل:

فللتوراة شرعة ولإلجنيل شرعة وللقرآن ؛منكم شرعة ومنهاجا فمن كان متبعا لشرع التوراة أو اإلجنيل الذي مل يبدل ومل ؛شرعة

كالذين كانوا على شريعة التوراة بال ؛ينسخ فهو على دين اإلسالم ين كانوا على شريعةالسالم والذ املسيح عليه يل قبل مبعثتبد

حممد يل قبل مبعثيل بال تبداإلجن.

وأما من اتبع دينا مبدال ما شرعه اهللا أو دينا منسوخا فهذا قد كاليهود الذين بدلوا التوراة كذبوا املسيح ؛خرج عن دين اإلسالم

والنصارى الذين بدلوا اإلجنيل ،عليه السالم مث كذبوا حممدا فهؤالء ليسوا على دين اإلسالم الذي كان عليه ؛وكذبوا حممدا


بل هم خمالفون هلم فيما كذبوا به من احلق وابتدعوه من ؛األنبياء الباطل.

وكذب ببعض وكذلك كل مبتدع خالف سنة رسول اهللا ؛ما جاء به من احلق وابتدع من الباطل ما مل تشرعه الرسل

فإن عصوك فالرسول بريء مما ابتدعه وخالفه فيه. قال تعاىل: إن الذين فرقوا دينهم وقال تعاىل: فقل إني بريء مما تعملون

فاحلالل ما حلله اهللا ورسوله ؛وكانوا شيعا لست منهم في شيء والدين ما شرعه اهللا ورسوله. وقد ،واحلرام ما حرمه اهللا ورسوله

ا مل يأذن بهينم حللوا وحرموا وشرعوا دني على أذم اهللا املشركأم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به اهللا فقال تعاىل:

الله. يين العام الذي الدية أنزهلا اهللا تبارك وتعاىل فوالسور املك بعث به مجيع الرسل كاإلميان باهللا ومالئكته وكتبه ورسله واليوم

وأمته خري أمة ، خامت املرسلني ال نبي بعده وحممد ،اآلخر ،أخرجت للناس. وقد بعثه اهللا بأفضل الكتب وأفضل الشرائع

، ورضي هلم اإلسالم دينا، وأمت عليه النعمة،وأكمل له ولأمته الدينوإنك لتهدي كما قال تعاىل: ؛وهو قد دعا إىل الصراط املستقيم

صراط الله الذي له ما في السماوات وما في إلى صراط مستقيمورالأم ريصت ض ألا إلى اللهالأر راطوقد أمرنا اهللا أن نتبع هذا الص

ل عنه إىل السبل املبتدعةيم وال نعدفقال تعاىل: ،املستق ذاأن هو هبيلس نع بكم قفرل فتبوا السبعتلا تو وهبعا فاتيمقتسي ماطرص

وقال عبد الله بن مسعود رضي » ذلكم وصاكم به لعلكم تتقونهنع ط :اللهخا وطخ لمسو هليع لى اللهص ول اللهسا رط لنخ

: هذا سبيل الله وهذه سبل على خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال


.هو إليعدطان ييا شهنبيل مأ:كل سقر ثم ياطرذا صأن هوهبيلس نع بكم قفرل فتبوا السبعتلا تو وهبعا فاتيمقتسم.« هذاول

صراط اهدنا الصراط المستقيمأمرنا اهللا أن نقول في صالتنا: النيلا الضو همليوب عضغر المغي همليع تمعأن ينالذ وقال النبي .

: »الونى ضارصالنو همليع وبضغم ودهوهو »الي . مل تركتكم على البيضاء «ميت حىت بين الدين وأوضح السبيل وقال:

كالي إلا هدعا بهنزيغ عا لا يارهها كنلهلي ةيقوقال »الن .: ما تركت من شيء يقربكم من الجنة إلا وقد حدثتكم به ولا «

به كمثتدح قدار إلا والن نع كمدعبء ييش نوقال»م .: » نم هإن ةنسي وتنبس كمليا فعريلافا كثتى اخريي فسدعب كمنم شعي

تمسكوا بها وعضوا ،الخلفاء الراشدين المهديني من بعديعليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة

. قال الترمذي: حديث صحيح. ولهذا كان »وكل بدعة ضلالةأئمة املسلمني ال يتكلمون في الدين بأن هذا واجب أو مستحب أو

تاب أو السنةن الكم ييل شرعإال بدل أو مباح حرام، .وما دال عليه لهالرسول؛ فإن أمته ول جاء به مون فهو حقاملسل وما اتفق عليه

إن الله « فقال: احلمد ال جتتمع على ضاللة كما أخرب هو لالةلى ضوا ععمتجأن ت كمبين انسلى لع كماروما تنازعوا »أج .

تاب والسنةردوه إىل الك يهكما قال تعاىل: ،ف وانآم ينا الذها أييأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء

كر ذلم الآخواليو ون باللهنمؤت متول إن كنسالرو إلى الله وهدفر فقد يكون عند ؛ كما كان السلف يفعلون.خير وأحسن تأويال

واآلخر مأجور ،هذا حديث مسعه أو معنى فهمه خفي على اآلخر


ههادبعد اجت ي عليهيما خفف ا. وال إمث عليهأيض ههادكما ؛على اجت إذا اجتهد الحاكم فأصاب « أنه قال: في الصحيحني عن النبي

رأج طأ فلهفأخ دهتإذا اجو انرأج ولو صلى أربعة أنفس »فله . لهل يعفكلهم مط ههادإذا أغيمت السماء كل باجت إىل أربع جهات

لكن الذي أصاب جهة الكعبة واحد وله ،عز وجل وتربأ ذمتهوداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث أجران. وقد قال تعاىل:

ينداهش همكمحا لكنم والقو مغن يهف تفشإذ ن ااهنمففه فأثىن تعاىل على النبيني مجيعا مع ؛سليمان وكال آتينا حكما وعلما

لك احلكومةين كله مأخوذ عن ،أنه خص أحدمها بفهم توالد هذا دين ، ليس لأحد بعده أن يغير من دينه شيئاالرسول فإم جيوزون لعلمائهم وعبادهم أن ؛ بخالف النصارى؛املسلمني

اتخذوا أحبارهم يشرعوا شرعا خيالف شرع اهللا قال تعاىل: ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا

قال النبي ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون: » لالالح همليوا عمرحو موهفأطاع امرالح ملوا لهأح مهإن

ماهإي مهتادبع لكت تفكان موهني »فأطاعممة املسلهذا كان أئول . ييل شرعبادة وطاعة وقربة إال بدلي شيء أنه عال يتكلمون ف

ال يتكلمون في الدين بال علم فإن اهللا حرم ؛واتباع لمن قبلهمقل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما ذلك بقوله تعاىل:

ل بهزني ا لمم ركوا باللهشأن تو قر الحيبغ يغالبو الإثمو طنب .سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون

:الثالثة ين على أنه يشرع السفر إىل املساجدمة الدوقد اتفق أئ بخالف غري ؛ واملسجد األقصىاملسجد احلرام ومسجد الرسول


لا تشد الرحال « أنه قال: هذه الثالثة؛ لأن في الصحيحني عنه جدسالمذا وي هجدسمام ورالح جدسالم :اجدسم إلا إلى ثلاثة

.»الأقصى

ن السلففة مالقبور فقال طائ ي زيارةمون فإن :وتنازع املسل فإن أحاديث النسخ مل يروها ؛ذلك كله منهي عنه مل ينسخ

احتج ، وملا ذكر البخاري زيارة القبور،البخاري ومل تشتهربحديث املرأة التي بكت عند القرب. ونقل ابن بطال عن الشعبي أنه

ى عن زيارة القبور لزرت قرب ابني. قال: لوال أن رسول اهللا وعن ابن سريين مثله. .وقال النخعي: كانوا يكرهون زيارة القبور

قد كان ى :قال ابن بطال: وقد سئل مالك عن زيارة القبور فقال فلو فعل ذلك إنسان ومل يقل إال ،عنها عليه السالم مث أذن فيها

خريا مل أر بذلك بأسا وليس من عمل الناس. وروي عنه أنه كان يضعف زيارا.

قد ى أوال عن زيارة القبور باتفاق العلماء. وكان النبي لأجل النياحة عندها. :فقيل: لأن ذلك يفضي إىل الشرك. وقيل

وقيل لأم كانوا يتفاخرون بها. وقد ذكر طائفة من العلماء في أم كانوا حتى زرتم المقابر ألهاكم التكاثرقوله تعاىل

يتكاثرون بقبور املوتى. وممن ذكره ابن عطية في تفسريه قال: وهذا تأنيب على اإلكثار من زيارة القبور أي حىت جعلتم أشغالكم

القاطعة لكم عن العبادة والعلم زيارة القبور تكثرا بمن سلف كنت نهيتكم عن زيارة القبور « :وإشادة بذكره. مث قال النبي

مث أباح ، فكان يه في معىن اآلية»؛فزوروها ولا تقولوا هجرا


الزيارة بعد لمعىن الاتعاظ ال لمعىن املباهاة والتفاخر وتسنيمها هذا لفظ .باحلجارة الرخام وتلوينها سرفا وبنيان النواويس عليها

ابن عطية. ى عن زيارة قون على أنه كانواملقصود أن العلماء متف

وى عن الانتباذ في الدباء واحلنتم واملزفت واملقري.،القبور واختلفوا هل نسخ ذلك؟ فقالت طائفة: مل ينسخ ذلك؛ لأن

ولهذا مل خيرج أبو عبد اهللا ،أحاديث النسخ ليست مشهورةالبخاري ما فيه نسخ عام. وقال اآلخرون: بل نسخ ذلك. مث قالت طائفة منهم: إمنا نسخ إىل اإلباحة فزيارة القبور مباحة ال مستحبة.

وهذا قول في مذهب مالك وأمحد. قالوا: لأن صيغة افعل بعد كنت « في احلديث الصحيح: احلظر إمنا تفيد اإلباحة. كما قال

نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها وكنت نهيتكم عن الانتباذ في فزوروها ولا تقولوا « وروي »الأوعية فانتبذوا ولا تشربوا مسكرا

. وهذا يدل على أن النهي كان لما كان يقال عندها من »هجرا ؛األقوال املنكرة سدا للذريعة كالنهي عن الانتباذ في األوعية أواللأن الشدة املطربة تدب فيها وال يدرى بذلك فيشرب الشارب

اخلمر وهو ال يدري. وقال األكثرون: زيارة قبور املؤمنني مستحبة هليع لى اللهص بيا كان النلموتى مع السالم عليهم كملدعاء لل

مو لهعديع فيقإلى الب جرخي لمسوكما ثبت عنه ،و يف أنه خرج إلى شهداء أحد فصلى عليهم صلاته على :الصحيحني

اتوالأماء ويلأحع لدوى كالمتووثبت عنه ،الم هيح أني الصحف السلام عليكم أهل « كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا:


ننيمؤالم نار ميالد، الله محرقون يلاح بكم اء اللها إن شإنو نسأل الله لنا ولكم ،المستقدمني منا ومنكم والمستأخرين

اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ،العافيةملهنني»وقبور املؤم ي زيارةر ،. وهذا فوأما زيارة قرب الكاف

وقد ثبت ،فرخص فيها لأجل تذكار اآلخرة وال جيوز الاستغفار هلمزار قبر أمه فبكى وأبكى من أنهفي الصحيحني عن النبي

لهوقال: ،حي« ون لا فأذهرقب وري أن أزي فبت رأذنتاس، فإنها ؛ فزوروا القبور،واستأذنته في أن أستغفر لها فلم يأذن لي

والعلماء املتنازعون كل منهم حيتج بدليل .»تذكركم الآخرةشرعي ويكون عند بعضهم من العلم ما ليس عند اآلخر - فإن

وداود وسليمان إذ يحكمان العلماء ورثة األنبياء - وقال تعاىل: ينداهش همكمحا لكنم والقو مغن يهف تفشإذ ن ثري الحف

المعا وكما حنيكال آتان ومليا ساهنمففه واألقوال الثالثة .صحيحة باعتبار؛ فإن الزيارة إذا تضمنت أمرا حمرما: من شرك أو وقول هجر: فهي حمرمة باإلمجاع كزيارة ب أو ندب أو نياحةكذ

املشركني باهللا والساخطني لحكم اهللا فإن هؤالء زيارم حمرمة. فإنه وهو الاستسالم لخلقه وأمره. فيسلم ؛ال يقبل دين إال دين اإلسالم

وهذا نفعله وندعو إليه ،لما قدره وقضاه ويسلم لما يأمر به وحيبهعليه يهمه ونتوكل فا ،وذاك نسلينا وباإلسالم دفنرضى باهللا رب

مثل إياك نعبد وإياك نستعني ونقول في صالتنا: ،وبمحمد نبيااستعينوا بالصبر وقوله تعاىل: فاعبده وتوكل عليهقوله تعاىل

ابرينالص عم إن الله لاةالصو وقوله تعاىل فيلاة طرم الصأقو


النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى رينلذاكل سننيحالم رأج يعضلا ي فإن الله براصو والنوع .

هأو صداقت هقرابتل على امليت احلزن مجردالثاني: زيارة القبور لفهذه مباحة كما يباح البكاء على امليت بال ندب وال نياحة. كما

لهوح نكى مأبكى وفب هأم رقب لمسو هليع لى اللهص بيالن ارز فهذه الزيارة كان ؛»زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة« وقال:

ى عنها لما كانوا يفعلون من املنكر فلما عرفوا اإلسالم أذن فيها فيها مصلحة وهو تذكر املوت. فكثري من الناس إذا رأى قريبه ؛لأن

نه جزعوقد حيصل م رةآلخذكر املوت واستعد ل وهو مقبورمباح ونفس احلزن .طاعة كان طاعة ؛فيتعارض األمران إن قصد به

وإن عمل معصية كان معصية. وأما النوع الثالث: فهو زيارا نازةعلى اجل لدعاء هلا كالصالةي دلت ،لفهذا هو املستحب الذ وكان يعلم أصحابه ما ، فعلهالسنة على استحبابه؛ لأن النبي

يقولون إذا زاروا القبور. وأما زيارة قباء فيستحب لمن أتى املدينة أن يأتي قباء فيصلي

وكذلك يستحب له عند اجلمهور أن يأتي البقيع ،في مسجدها فزيارة القبور للدعاء للميت ؛ يفعلوشهداء أحد كما كان النبي

من جنس الصالة على اجلنائز يقصد فيها الدعاء هلم ال يقصد فيها وال جيوز أن تتخذ مساجد وال تقصد ،أن يدعو خملوقا من دون اهللا

.والبيوت ي املساجدن الدعاء فندها أو بها أفضل مالدعاء ع كونل والصالة على اجلنائز أفضل باتفاق املسلمني من الدعاء للموتى

وهذا مشروع بل فرض على الكفاية متواتر متفق عليه ،عند قبورهم


ولو جاء إنسان إىل سرير امليت يدعوه من دون اهللا ،بني املسلمني ولو ندبه ،ويستغيث به كان هذا شركا حمرما بإمجاع املسلمني

فمن احتج بزيارة النبي ؛وناح لكان أيضا حمرما وهو دون األوللأهل البقيع ولأهل أحد على الزيارة التي يفعلها أهل الشرك وأهل النياحة فهو أعظم ضالال ممن حيتج بصالته على اجلنازة على أنه

اهللا ويندب ويناح عليه ن دونويدعى م جيوز أن يشرك بامليت، - كما يفعل ذلك بعض الناس يستدل بهذا الذي فعله الرسول

وهو عبادة لله وطاعة له يثاب عليه الفاعل وينتفع به املدعو له ركالرب عز وجل - على أنه جيوز أن يفعل ما هو ش ويرضى به

نفسهل ن العبدم وظلم لميتني وأهل ،باهللا وإيذاء لاملشرك كزيارة ما حكم بهمون لين وال يسلالد لهصون لين ال خيلاجلزع الذ

فكل زيارة تتضمن فعل ما ى عنه وترك ما أمر به ؛سبحانه وتعاىل- كالتي تتضمن اجلزع وقول اهلجر وترك الصرب أو تتضمن الشرك

وهذه ،ودعاء غري اهللا وترك إخالص الدين لله - فهي منهي عنها الثانية أعظم إمثا من األوىل.

وال جيوز أن يصلى إليها بل وال عندها بل ذلك مما ى عنه رواه ».لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها« فقال: النبي

هيحي صحف مى عنه ؛مسل فزيارة القبور على وجهني: وجه واتفق العلماء على أنه غري مشروع وهو أن نتخذها رسول اهللا

فال جيوز أن تقصد للصالة ،مساجد ونتخذها وثنا ونتخذها عيداالشرعية وال أن تعبد كما تعبد األوثان وال أن تتخذ عيدا جيتمع

إليها في وقت معني كما جيتمع املسلمون في عرفة ومنى. وأما "


الزيارة الشرعية " فهي مستحبة عند األكثرين. وقيل: مباحة. وقيل: كلها منهي عنها كما تقدم. والذي تدل عليه األدلة الشرعية أن

ل الزيارة إىل ثالثةونفص ن كالم العلماء على املقيدل املطلق محنم كوهو الصواب. قال مال عنه ومباح ومستحب أنواع: منهي

ومسجد قباء وأهل وغريه: ال نأتي إال هذه اآلثار: مسجد النبي يع وأحدفإن النبي ؛البق د إال هذين املسجدينمل يكن يقص

كان يصلي يوم اجلمعة في مسجده ويوم السبت ،وهاتني املقربتنييذهب إىل قباء كما في الصحيحني عن ابن عمر - رضي اهللا

تبي قباء كل سأتكان ي لمسو هليع لى اللهص بيعنهما - أن الن راكبا وماشيا فيصلي فيه ركعتين.

وأما أحاديث النهي فكثرية مشهورة في الصحيحني وغريهما هكقول » همائبيأن ورذوا قبخى اتارصالنو ودهالي الله نلعاجدسا.»مهنع الله يضة رشائع قالت : هرقب رزلأب كلا ذللوو

ولكن خشي أن يتخذ مسجدا. رواه البخاري ومسلم. وفي صحيح إن من كان قبلكم كانوا « قال قبل أن ميوت بخمس: مسلم أنه

يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني كذل نع اكمهي »أنشة وابن عباس رضيحني عن عائي الصحوف .

قطف لمسو هليع لى اللهص ول اللهسل برزا ناهللا عنهم قالوا: لم :ككذل وها فقال وفهكش مفإذا اغت ههجلى وع ة لهيصمخ حطري

»اجدسم همائبيأن ورذوا قبخى اتارصالنو ودهلى اليع ة اللهنلع«. حيذر ما صنعوا. وفي الصحيحني عن أبي هريرة رضي اهللا عنه عن

قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور « أنه قال: النبي


اجدسم همائبيأن« :ي لفظى «. وفارصالنو ودهالي الله نلعاجدسم همائبيأن ورذوا قبخات« شة أن أميحني عن عائي الصحوف .

اويرصا تيهف ةشبض الحا بأرهنأية را كنيستة ذكرلمس أمة وبيبحلمسو هليع لى اللهص ول اللهسفقال ر: » يهمإذا كان ف كإن أولئ

لكت يهوا فروصا وجدسم رهلى قبا عونب اتفم حالل الصجالرةاميالق موي الله دنلق عالخ اررش كأولئ اويرصشة »التوعائ .

رضي اهللا عنها أم املؤمنني صاحبة احلجرة النبوية قد روت أحاديث هذا الباب مع مشاركة غريها من الصحابة كابن عباس وأبي هريرة

فيما رواه ابن مسعود :وجندب وابن مسعود وغريهم. وقد قال » ينالذاء ويأح مهة واعالس مركهدت ناس مار النرش نإن م

اجدسم ورذون القبختواإلمام »ي هيحي صحم فرواه أبو حات .لا تتخذوا « أنه قال: أمحد في مسنده. وفي سنن أبي داود عنه

. وفي »قبري عيدا وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغنياللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد « أنه قال: موطأ مالك عن النبي

اجدسم همائبيأن ورذوا قبخم اتلى قوع الله بغض دتي »اشوف .سنن سعيد بن منصور أن عبد اهللا بن حسن بن حسني بن علي بن

أبي طالب - أحد األشراف احلسنيني بل أجلهم قدرا في عصر تابعي التابعني في خالفة املنصور وغريه - رأى رجال يكثر

لا « قال: فقال: يا هذا إن رسول اهللا الاختالف إىل قرب النبي كملاتفإن ص متا كنث ميح ليلوا عصا ويدري عذوا قبختت

. فما أنت ورجل باألندلس إال سواء. فلما أراد األئمة »تبلغنياتباع سنته في زيارة قربه املكرم والسالم عليه طلبوا ما يعتمدون


عليه من سنته. فاعتمد اإلمام أمحد على احلديث الذي في السنن ما من أحد « قال: عن أبي هريرة رضي اهللا عنه أن رسول اهللا

لامالس هليع دى أرتي حوحر ليع الله دإلا ر ليع لمسوعن »ي .أمحد أخذ ذلك أبو داود فلم يذكر في زيارة قربه املكرم غري هذا

باب زيارة القرب " مع أن داللة احلديث " وترجم عليه ،احلديث فإنه ال يدل على كل ما تسميه ؛على املقصود فيها نزاع وتفصيل

الناس " زيارة " باتفاق املسلمني. ويبقى الكالم املذكور فيه: هل هو السالم عند القرب كما كان من دخل على عائشة رضي اهللا عنها

ن خارج احلجرةم ؟ أو يتناول هذا والسالم عليهم عليهين ؛يسلفالذ وهو غاية ما كان عندهم في ،استدلوا به جعلوه متناوال لهذا وهذا

يسمع السالم من القريب وتبلغه وهو ،هذا الباب عنه والسالم عليه من البعيد كما في النسائي عنه ،املالئكة الصالة

. وفي »إن لله ملائكة سياحني يبلغوني عن أمتي السلام«أنه قال: أكثروا « قال: السنن عن أوس بن أوس رضي اهللا عنه أن النبي

علي من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة .ليت؟عمأر قدك وليا عنلاتص ضرعت فكيفقال: إن قالوا: و

. صلى اهللا عليه »الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياءوعلى آله وسلم تسليما. وذكر مالك في موطئه أن عبد اهللا بن

عمر كان يأتي فيقول: السالم عليك يا رسول اهللا السالم عليك يا أبا بكر السالم عليك يا أبت مث ينصرف. وفي رواية: كان إذا قدم من سفر. رواه معمر عن نافع عنه. وعلى هذا اعتمد مالك رحمه اهللا فيما يفعل عند احلجرة؛ إذ مل يكن عنده إال أثر ابن عمر رضي


مع اهللا عنهما. وأما ما زاد على ذلك مثل الوقوف للدعاء للنبي كثرة الصالة والسالم عليه فقد كرهه مالك وقال: هو بدعة مل

يفعلها السلف. ولن يصلح آخر هذه األمة إال ما أصلح أوهلا. وأما السفر إىل قبور األنبياء والصالحني فهذا مل يكن موجودا

الثالثة وإمنا حدث هذا بعد القرون كي زمن مالي اإلسالم ف؛ف قرن فأما هذه القرون التي أثىن عليها ؛الصحابة والتابعني وتابعيهم

فلم يكن هذا ظاهرا فيها ولكن بعدها ظهر اإلفك رسول اهللا ولهذا ملا سأل سائل لمالك عن رجل نذر أن يأتي قرب ،والشرك

. فقال: إن كان أراد املسجد فليأته وليصل فيه وإن كان النبي لا تعمل المطي إلا إلى «أراد القرب فال يفعل للحديث الذي جاء

اجدسم ني »ثلاثةحك من يزور قبور األنبياء والصالوكذل . كونهندهم لد الدعاء عنهم الدعاء أو يقصيدعوهم أو يطلب مل

ي ظنهند ،أقرب إجابة فال ع كمال فهذا مل يكن يعرف على عهد وال غريه. وإذا كان مالك رحمه اهللا يكره أن يطيل قرب النبي

فكيف بمن ال يقصد ال السالم ، للدعاءالرجل الوقوف عنده عليه وال الدعاء له وإمنا يقصد دعاءه وطلب حوائجه منه ويرفع

ومل يعتمد ،صوته عنده فيؤذي الرسول ويشرك باهللا ويظلم نفسهاألئمة؛ ال األربعة وال غري األربعة على شيء من األحاديث التي

من زارني «يرويها بعض الناس في ذلك. مثل ما يروون أنه قال: من زارني وزار « ومن قوله: »في مماتي فكأنما زارني في حياتي

فإن ؛ وحنو ذلك»أبي في عام واحد ضمنت له على الله الجنة ومل يروها ال ،هذا مل يروه أحد من أئمة املسلمني ومل يعتمد عليها


أهل الصحاح وال أهل السنن التي يعتمد عليها كأبي داود لأا ضعيفة بل موضوعة كما قد بني العلماء الكالم ؛والنسائي

عليها. هي حياتومن زاره ف دوالواح ن املهاجرين إليهكان م

وهو ،بعدهم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم وال نصيفهثل الصحابةض ال يكون مثلهم ،إذا أتى بالفرائفكيف يكون م

بالنوافل أو بما ليس بقربة أو بما هو منهي عنه. وكره مالك رضي كره هذا اللفظ لأن ؛اهللا عنه أن يقول القائل: زرت قرب النبي

،السنة مل تأت به في قربه. وقد ذكروا في تعليل ذلك وجوهاورخص غريه في هذا اللفظ لألحاديث العامة في زيارة القبور. ينةن السفر إىل املدر العلماء مبه سائب ما يستحيستح كومالوالصالة في مسجده وكذلك السالم عليه وعلى صاحبيه عند

لأنه قد رأى ؛ ومالك من أعلم الناس بهذا،قبورهم اتباعا لابن عمرينةين رأوا الصحابة باملدني الذباع ،التابعب اتهذا كان يستحول

ويكره أن يبتدع أحد هناك بدعة. فكره أن يطيل ،السلف في ذلك لأن الصحابة رضوان اهللا ؛الرجل القيام والدعاء عند قرب النبي

وكره مالك لأهل املدينة كلما دخل ،عليهم ما كانوا يفعلون ذلك لأن السلف مل يكونوا يفعلون ؛إنسان املسجد أن يأتي قرب النبي

ذلك. قال مالك رمحة اهللا عليه: ولن يصلح آخر هذه األمة إال ما أصلح أوهلا. بل كانوا يأتون إىل مسجده فيصلون فيه خلف أبي

فإن ؛بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي رضي اهللا عنهم أمجعنيهؤالء األربعة صلوا أئمة في مسجده واملسلمون يصلون خلفهم


وهم يقولون في الصالة: السالم عليك ،كما كانوا يصلون خلفههي حياتك فأيها النبي ورمحة اهللا وبركاته. كما كانوا يقولون ذل،

ومل يكونوا يأتون القرب ،مث إذا قضوا الصالة قعدوا أو خرجوا ،للسالم لعلمهم بأن الصالة والسالم عليه في الصالة أكمل وأفضل

وهي املشروعة. هناك أو الصالة والسالم عليه لصالةل ند قربهوأما دخوهلم ع

لا تتخذوا قبري عيدا « بل اهم وقال: ؛والدعاء فإنه مل يشرعه هلم فبني أن ؛»وصلوا علي حيث ما كنتم؛ فإن صلاتكم تبلغني

ومن صلى عليه مرة ،الصالة تصل إليه من البعيد وكذلك السالم ، ومن سلم عليه مرة سلم اهللا عليه عشرا،صلى اهللا عليه بها عشرا

بالصالة يص احلجرةوختص .يثي بعض األحادكما قد جاء فوالسالم جعل هلا عيدا وهو قد اهم عن ذلك واهم أن يتخذوا

ولعن من فعل ذلك ليحذروا أن يصيبهم ،قربه أو قرب غريه مسجداوكان أصحابه خري القرون .ن اللعنةثل ما أصاب غريهم موهم ،م

أمرهل وأطوع األمة هبسنت أعلم األمة، هوكانوا إذا دخلوا إىل مسجد ال يذهب أحد منهم إىل قربه ال من داخل احلجرة وال من خارجها.

وكانت احلجرة في زمانهم يدخل إليها من الباب إذ كانت ، وبعد ذلك إىل أن بني احلائط اآلخر،عائشة رضي اهللا عنها فيها

وهم مع ذلك التمكن من الوصول إىل قربه ال يدخلون إليه؛ ال يثسؤال عن حدأنفسهم وال لدعاء لوال ل عليه صالةسالم وال لل

وال كان الشيطان يطمع فيهم حىت يسمعهم كالما أو ،أو علم فيظنون أنه هو كلمهم وأفتاهم وبني هلم األحاديث أو أنه ،سالما


قد رد عليهم السالم بصوت يسمع من خارج كما طمع الشيطان وقرب غريه ند قربهم فأضلهم عي غريهب القرب ،فحىت ظنوا أن صاح

وأنه خيرج من القرب ،حيدثهم ويفتيهم ويأمرهم وينهاهم في الظاهرويرونه خارجا من القرب ويظنون أن نفس أبدان املوتى خرجت من

كما رآهم النبي ،القرب تكلمهم وأن روح امليت جتسدت هلم فرأوهااعراج يقظة ال منامفإن الصحابة رضوان اهللا عليهم خري ؛ ليلة امل

وهم تلقوا الدين ،قرون هذه األمة التي هي خري أمة أخرجت للناس وعاينوا من أفعاله ففهموا من مقاصده ؛ بال واسطةعن النبي

ومسعوا منه شفاها ما مل حيصل لمن بعدهم. وكذلك كان يستفيد بعضهم من بعض ما مل حيصل لمن

بعدهم وهم قد فارقوا مجيع أهل األرض وعادوهم وهجروا مجيع في قال ،الطوائف وأديام وجاهدوهم بأنفسهم وأموالهم

لو ،لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده«احلديث الصحيح: يفهصلا نو مهدأح دلغ ما با مبذه دثل أحم كمدأح فقوهذا »أن .ملا تشاجر هو وعبد الرمحن بن عوف يدبن الول دخالأن عبد ؛قاله لل

وهم الذين أنفقوا من ،الرمحن بن عوف كان من السابقني األولنيد هو وعمرو بن العاص ،قبل الفتح وقاتلوا وهو فتح احلديبيةوخال

وعثمان بن طلحة أسلموا في مدة اهلدنة بعد احلديبية وقبل فتح وأما ، فكانوا من املهاجرين التابعني ال من املهاجرين األولني؛مكة

الذين أسلموا عام فتح مكة فليسوا بمهاجرين فإنه ال هجرة بعد بل كان الذين أسلموا من أهل مكة يقال هلم الطلقاء لأن ،الفتح ، أطلقهم بعد الاستيالء عليهم عنوة كما يطلق األسريالنبي


والذين بايعوه حتت الشجرة هم ومن كان من مهاجرة احلبشة هم وفي الصحيح عن جابر .السابقون األولون من املهاجرين واألنصار

هليع لى اللهص ول اللهسا را قال: قال لنمهنع الله يضر الله دبن عب:ةبييدالح موي لمسض« ول الأرأه ريخ متوكنا ألفا »أن .

وأربعمائة. ولهذا مل يطمع الشيطان أن ينال منهم من اإلضالل واإلغواء ما ناله ممن بعدهم فلم يكن فيهم من يتعمد الكذب على

وإن كان له أعمال غري ذلك قد تنكر عليه. ومل يكن فيهم النبي ض والقدريةكاخلوارج والرواف :ن أهل البدع املشهورةم أحد

ومل يكن ، بل كل هؤالء إمنا حدثوا فيمن بعدهم؛واملرجئة واجلهميةفيهم من طمع الشيطان أن يتراءى له في صورة بشر ويقول: أنا

أو أن . أو املسيح. أو عيسى. أو موسى. أو أنا إبراهيم.اخلضريكلمه عند قرب حىت يظن أن صاحب القرب كلمه؛ بل هذا إمنا ناله فيمن بعدهم. وناله أيضا من النصارى حيث أتاهم بعد الصلب

وهذه مواضع املسامري - وال يقول: أنا .وقال: أنا هو املسيحشيطان فإن الشيطان ال يكون جسدا - أو كما قال. وهذا هو الذي اعتمد عليه النصارى في أنه صلب؛ ال في مشاهدته؛ فإن أحدا منهم مل يشاهد الصلب وإمنا حضره بعض اليهود وعلموا

املصلوب وهم يعتقدون أنه املسيح. ولهذا جعله اهللا من ذنوبهم وإن لكنهم قصدوا هذا الفعل وفرحوا به قال تعاىل: ؛مل يكونوا صلبوه

ايمظا عانتهب ميرلى مع هملقوو مبكفرهو النا قتإن هملقوو هبش نلكو وهلبا صمو لوها قتمو ول اللهسر ميرم نى ابيسع سيحالم اعبلم إلا اتع نم به ما لهم هنم كي شلف يهلفوا فتاخ ينإن الذو مله


. وبسط هذا له موضع بل رفعه الله إليه الظن وما قتلوه يقينا آخر.

واملقصود أن الصحابة رضوان اهللا عليهم مل يطمع الشيطان أن يضلهم كما أضل غريهم من أهل البدع الذين تأولوا القرآن على

هن اخلوارق ،غري تأويلا معوا أمورأو جهلوا السنة أو رأوا ومس فظنوها من جنس آيات األنبياء والصالحني وكانت من أفعال

فهم يتبعون ؛ كما أضل النصارى وأهل البدع بمثل ذلك،الشياطني وكذلك يتمسكون باملتشابه من احلجج ،املتشابه ويدعون احملكم

ا فيظن أنه رمحانيفيسمع ويرى أمور سيةواحل يةوإمنا هو ؛العقل ك مل يطمع ،شيطانيوكذل .يهي ال إمجال فويدعون البين احلق الذ

يث من استغاث بهويغ هي صورتل ،الشيطان أن يتمثل فأو أن حيم لأن الذين رأوه علموا أن هذا شرك ال ؛إليهم صوتا يشبه صوته

ولهذا أيضا مل يطمع فيهم أن يقول أحد منهم لأصحابه: إذا ،حيل ال في حمياه وال .كانت لكم حاجة فتعالوا إىل قربي واستغيثوا بي

هي مماتع ،فرين. وال طمن املتأخري مكثثل هذا لكما جرى م أو من ،الشيطان أن يأتي أحدهم ويقول: أنا من رجال الغيب

األربعة األوتاد،نهم. إذ ، أو السبعةني. أو يقول له: أنت مأو األربع وال طمع الشيطان ،كان هذا عندهم من الباطل الذي ال حقيقة له

أو خياطبه عند القرب كما .أن يأتي أحدهم فيقول: أنا رسول اهللا كما ،وقع لكثري ممن بعدهم عند قربه وقرب غريه وعند غري القبور

يرون بعد املوت من ؛يقع كثري من ذلك للمشركني وأهل الكتاب فأهل اهلند يرون من يعظمونه من شيوخهم ؛يعظمونه من شيوخهم


والنصارى يرون من يعظمونه من األنبياء ،الكفار وغريهم والضالل من أهل القبلة يرون من يعظمونه: ،واحلواريني وغريهم

وقد ، يقظة وخياطبهم وخياطبونه، وإما غريه من األنبياءإما النبي يستفتونه ويسألونه عن أحاديث فيجيبهم. ومنهم من خييل إليه أن

، وعانقه هو وصاحباهاحلجرة قد انشقت وخرج منها النبي ومنهم من خييل إليه أنه رفع صوته بالسالم حىت وصل مسرية أيام

يدبع من وقع له هذا وأشباهه ،وإىل مكانوهذا وأمثاله أعرف م وقد حدثني بما وقع له في ذلك وبما أخرب به غريه من ،عددا كثريا

الصادقني من يطول هذا املوضع بذكرهم. وهذا موجود عند خلق كثري كما هو موجود عند النصارى

وكثري منهم إذا ، لكن كثري من الناس يكذب بهذا؛واملشركنييةاإلهل ن اآلياتيظن أنه م ك رآه ،صدق بهي رأى ذلوأن الذ

ينهود هصالحلم ،لع لةوأنه بحسب ق ن الشيطانومل يعلم أنه م ومن كان أقل علما قال له ما يعلم أنه ،الرجل يضله الشيطان

ومن عنده علم منها ال يقول له ما ،خمالف للشريعة خالفا ظاهرايعلم أنه خمالف للشريعة وال مفيدا فائدة في دينه؛ بل يضله عن

وهو وإن ظن أنه قد ، فإن هذا فعل الشياطني؛بعض ما كان يعرفه ولهذا مل يقل قط أحد ، فالذي خسره من دينه أكثر،استفاد شيئا

ن الصحابةع رد أميسى وال أنه مسر أتاه وال موسى وال عن اخلض وابن عمر كان يسلم إذا قدم من سفر ومل يقل قط ، عليهالنبي

وكذلك التابعون وتابعوهم.،إنه يسمع الرد


وإمنا حدث هذا من بعض املتأخرين. وكذلك مل يكن أحد من الصحابة - رضوان اهللا عليهم - يأتيه فيسأله عند القرب عن بعض ما

، ال خلفاؤه األربعة وال غريهم؛تنازعوا فيه وأشكل عليهم من العلم م أخص الناس بهمع أ، - ي اهللا عنهامة - رضحىت ابنته فاط

مل يطمع الشيطان أن يقول هلا: اذهبي إىل قربه فسليه هل يورث أم ال يورث. كما أم أيضا مل يطمع الشيطان فيهم فيقول هلم: اطلبوا منه أن يدعو لكم باملطر ملا أجدبوا. وال قال: اطلبوا منه أن يستنصر لكم. وال أن يستغفر كما كانوا في حياته يطلبون منه أن يستسقي

أن فلم يطمع الشيطان فيهم بعد موته ،هلم وأن يستنصر هلم وإمنا ظهرت ؛ وال طمع بذلك في القرون الثالثة،يطلبوا منه ذلك

هذه الضالالت ممن قل علمه بالتوحيد والسنة فأضله الشيطان كما أضل النصارى في أمور لقلة علمهم بما جاء به املسيح ومن قبله

من األنبياء صلوات اهللا وسالمه عليهم. وكذلك مل يطمع الشيطان أن يطري بأحدهم في اهلواء وال أن

قريبة ي مدةيدة فاألرض البع ن ،يقطع بهري مكثثل هذا لكما يقع م ا كانت طاعاتي كانوا يسافروأن األسفار الترين؛ لكسفر ؛املتأخ

هادواجل احلج والعمرة،يها فخيطو يثابون على كل خطوة هوهذ ، كالذي خيرج من بيته إىل ؛وكلما بعدت املسافة كان األجر أعظم

فلم ،املسجد فخطواته إحداها ترفع درجة واألخرى حتط خطيئة بأن حيملهم في اهلواء أو ؛ميكن الشيطان أن يفوم ذلك األجر

يدة بسرعةا حىت يقطعوا املسافة البعي األرض أزوقد ،يؤزهم ف إمنا أسرى به اهللا عز وجل من املسجد احلرام إىل علموا أن النبي


؛ وكان هذا من خصائصه،املسجد األقصى لرييه من آياته الكربى ولكن الشيطان خييل إليه معاريج ،فليس لمن بعده مثل هذا املعراج

شيطانية كما خيلها لجماعة من املتأخرين. وأما قطع النهر الكبري بالسري على املاء فهذا قد حيتاج إليه املؤمنون أحيانا مثل أن ال

فلهذا كان اهللا ؛ميكنهم العبور إىل العدو وتكميل اجلهاد إال بذلك كما ؛يكرم من احتاج إىل ذلك من الصحابة والتابعني بمثل ذلكأكرم به العالء بن احلضرمي وأصحابه وأبا مسلم اخلوالين

وبسط هذا له موضع آخر غري هذا الكتاب.،وأصحابه لكن املقصود أن يعرف أن الصحابة خري القرون وأفضل اخللق

فما ظهر فيمن بعدهم مما يظن أا فضيلة للمتأخرين ؛بعد األنبياءن الشيطانا ميهم فإيلة،ومل تكن فيصة ال فضي نقسواء ؛ وه

كانت من جنس العلوم أو من جنس العبادات أو من جنس وامللك ن جنس السياسةأو م بل خري الناس ؛اخلوارق واآليات

بعدهم أتبعهم هلم. قال عبد اهللا بن مسعود رضي اهللا عنه من كان ؛ فإن احلي ال تؤمن عليه الفتنة؛منكم مستنا فليسنت بمن قد مات

أولئك أصحاب حممد أبر هذه األمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها قوم اختارهم اهللا لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا هلم حقهم ،تكلفا

فإم كانوا على اهلدي املستقيم.؛ومتسكوا بهديهم واملقصود هنا: أن الصحابة ، وبسط هذا له موضع آخر

رضوان اهللا عليهم تركوا البدع املتعلقة بالقبور كقربه املكرم وقرب ؛غريه نهيهل كين ، هلم عن ذلتاب الذئال يتشبهوا بأهل الكول

وإن كان بعضهم يأتي من خارج فيسلم ،اختذوا قبور األنبياء أوثانا


بل كانوا في حياته ؛عليه إذا قدم من سفر كما كان ابن عمر يفعلند كل صالةع ال يأتون إليه ن املسجدمث خيرجون م مون عليهيسل،

وكذلك من ، السالموإذا جاء أحدهم يسلم عليه رد عليه النبي ، وكانوا يدخلون على عائشة،يسلم عليه عند قربه رد عليه السالم

هي حياتف مون عليهكما كانوا يسل مون عليهويقول ،فكانوا يسل أحدهم: السالم على النبي ورمحة اهللا وبركاته. وقد جاء هذا عاما

فما من رجل مير بقرب الرجل كان يعرفه في ؛في مجيع قبور املؤمنني فإذا ،الدنيا فيسلم عليه إال رد اهللا روحه عليه حىت يرد عليه السالم

كان رد السالم موجودا في عموم املؤمنني فهو في أفضل اخللق وإذا سلم املسلم عليه في صالته فإنه وإن مل يرد عليه لكن اهللا ،أوىل

من سلم علي مرة سلم « كما جاء في احلديث ،يسلم عليه عشرا فاهللا جيزيه على هذا السالم أفضل مما حيصل .»الله عليه عشرا

ا،بالردبها عشر مرة صلى اهللا عليه وكان ، كما أنه من صلى عليه ال يقف ال لدعاء له وال لنفسه. ؛ابن عمر يسلم عليه مث ينصرف

من وقوف له أو ؛ولهذا كره مالك ما زاد على فعل ابن عمرنفسه؛لن الصحابةم ك مل ينقل عن أحدأن ذلفكان بدعة حمضة. ، ل

مع أن فعل ،قال مالك: لن يصلح آخر هذه األمة إال ما أصلح أوهلا ؛ابن عمر إذا مل يفعل مثله سائر الصحابة إمنا يصلح للتسويغ كأمثال ذلك فيما فعله بعض الصحابة رضوان اهللا عليهم.

وأما القول بأن هذا الفعل مستحب أو منهي عنه أو مباح فال ييل شرعحباب ؛يثبت إال بدلاستفالوجوب والندب واإلباحة وال

يةالشرع لةنها إال باألدلة ،والكراهة والتحرمي ال يثبت شيء مواألد


صلوات اهللا وسالمه عليه ية مرجعها كلها إليهفالقرآن هو ؛الشرع واإلمجاع بقوله عرف أنه ، والسنة هو الذي علمها،الذي بلغه

ثل األصل ،معصوممنا أن الفرع مياس إمنا يكون حجة إذا علوالق فال حيكم ؛ ال يتناقض وقد علمنا أنه ،وأن علة األصل في الفرع

وال حيكم باحلكم لعلة تارة ومينعه ،في املتماثلني بحكمني متناقضنيأخرى مع وجود العلة إال لاختصاص إحدى الصورتني بما يوجب

ال ؛ وسنته ما سنها هو، فشرعه هو ما شرعه هو ؛التخصيصيضاف إليه قول غريه وفعله - وإن كان من أفضل الناس - إذا

، بل وال يضاف إليه إال بدليل يدل على اإلضافة؛وردت سنتهولهذا كان الصحابة كأبي بكر وعمر وابن مسعود يقولون

هسنتني لقيبني موافم ويكونون مصههادن يقول أحدهم: ،باجتلك فإن يكن صوابا فمن اهللا وإن كان خطا فمني ،أقول في هذا برأيي

ن الشيطاننه،ومم فإن كل ما خالف سنته ؛ واهللا ورسوله بريئان لكن اتهدون وإن قالوا بآرائهم ،فهو شرع منسوخ أو مبدل

وا فلهم أجر وخطؤهم مغفور هلم.ؤوأخط وكان الصحابة إذا أراد أحدهم أن يدعو لنفسه استقبل القبلة

هي مسجدودعا ف،هي حياتدون ، كما كانوا يفعلون فال يقص والسالم عليه قد ،الدعاء عند احلجرة وال يدخل أحدهم إىل القرب

شرع للمسلمني في كل صالة وشرع للمسلمني إذا دخل أحدهم : ي فالنوع األول كل صالة يقول املصل؛ أي مسجد كان؛املسجد

مث يقول: السالم علينا .السالم عليك أيها النبي ورمحة اهللا وبركاتهفإذا قلتم ذلك أصابت » قال النبي ؛وعلى عباد اهللا الصالحني


. وقد شرع للمسلمني »كل عبد صالح لله في السماء والأرض خصوصا وعلى عباد اهللا في كل صالة أن يسلموا على النبي

نيحني عي الصحا. وفن عمومواإلنس واجل كةن املالئني محالصال هليع لى اللهص ول اللهسر لفقول خا نقال: كن هأن ودعسن ماب

فلانو لى فلانع لامالس :لاةي الصف لمسو، لى اللهص بيفقال الن لاةي الصف كمدأح دفإذا قع لامالس وه إن الله لمسو هليع

التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها «فليقل: نيحالالص الله ادبلى ععا ونليع لامالس هكاتربو ة اللهمحرو بيالن

ولهسرو هدبا عدمحأن م دهأشو إلا الله أن لا إله دهوقد ،»أش روي عنه التشهد بألفاظ أخر كما رواه مسلم من حديث ابن

ورواه مسلم من ،عباس وكما كان ابن عمر يعلم الناس التشهدن هو تشهد ابن مسعودأبي موسى لك يثن مل خيرج ،حدولك

زك جائوكل ذل فإن القرآن أنزل ؛البخاري إال تشهد ابن مسعود ذكر أن املصلي على سبعة أحرف فالتشهد أوىل. واملقصود أنه

ني أصابت كل عبدحاهللا الصال بادإذا قال: السالم علينا وعلى عصالح لله في السماء واألرض. وهذا يتناول املالئكة وصالحي

وأنا منا الصالحون ومنا دون اإلنس واجلن كما قال تعاىل عنهم: .ذلك كنا طرائق قددا

ند دخول املسجدع ي ، والنوع الثاني: السالم عليهكما ف ورضي اهللا عنه أن املسند والسنن عن فاطمة بنت رسول اهللا

إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: بسم الله « قال: النبي ول اللهسلى رع لامالسو، ابوي أبل حافتوبي وي ذنل راغف مالله


ول اللهسلى رع لامالسو م اللهقال: بس جرإذا خك. وتمحر، . وقد روى مسلم »اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك

هبأن يفتح له أبواب رمحت ند دخول املسجدالدعاء ع هيحي صحف، وعند خروجه يسأل اهللا من فضله. وهذا الدعاء مؤكد في دخول

ولهذا ذكره العلماء فيما صنفوه من املناسك لمن ،مسجد النبي هأتى إىل مسجدكند ؛ أن يقول ذلا عمشروع فكان السالم عليه

ي نفس كل صالةنه وفواخلروج م وهذا أفضل ،دخول املسجد وهذا مصلحة حمضة ال ،وأنفع من السالم عليه عند قربه وأدوم

فبها يرضى اهللا ويوصل نفع ذلك إىل رسوله ؛مفسدة فيها ختشى وهذا مشروع في كل صالة وعند دخول املسجد ،وإىل املؤمنني

مع أن قربه من حني دفن ؛واخلروج منه؛ بخالف السالم عند القربمل ميكن أحد من الدخول إليه ال لزيارة وال لصالة وال لدعاء وال

وكانت ناحية عن ، ولكن كانت عائشة فيه لأنه بيتها؛غري ذلكم احلجرةي مقدأن القبور فر ،القبور؛ لي مؤخي فوكانت ه

وكانت احلجرة على ، ومل يكن الصحابة يدخلون إىل هناك،احلجرة لة بهمتص خارجة عن املسجد الصحابة ي ،عهدف يهلت فوإمنا أدخ

خالفة الوليد بن عبد امللك بن مروان بعد موت العبادلة: ابن عمر بل بعد موت مجيع الصحابة ؛وابن عباس وابن الزبري وابن عمرو

ينةين كانوا باملدي ؛الذاهللا ف ر من مات بها جابر بن عبدفإن آخ ومل يكن ، ووسع املسجد في بضع ومثانني سنة،بضع وسبعني سنة

الصحابة يدخلون إىل عند القرب وال يقفون عنده خارجا مع أم صلاة في « : وقد قال ،يدخلون إىل مسجده ليال وارا


مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا امرالح جدسوقال »الم . » ال إلا إلى ثلاثةحالر دشلا ت

»،مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصىوكانوا يقدمون من األسفار للاجتماع باخللفاء الراشدين وغري ذلك

فيصلون في مسجده ويسلمون عليه في الصالة وعند دخول وال يأتون القرب إذ كان هذا عندهم مما مل ،املسجد واخلروج منه

وإمنا أمرهم وسن هلم الصالة والسالم عليه ؛يأمرهم به ومل يسنه هلم ولكن ابن عمر كان ،في الصالة وعند دخولهم املساجد وغري ذلك

وقد يكون ،يأتيه فيسلم عليه وعلى صاحبيه عند قدومه من السفر فلهذا رأى من رأى من العلماء هذا جائزا ،فعله غري ابن عمر أيضا

وابن عمر كان يسلم مث ،اقتداء بالصحابة رضوان اهللا عليهم يقول: السالم عليك يا رسول اهللا السالم عليك ؛ينصرف وال يقف

ومل يكن مجهور .يا أبا بكر السالم عليك يا أبت مث ينصرفالصحابة يفعلون كما فعل ابن عمر بل كان اخللفاء وغريهم

إذ مل يكن هذا ؛يسافرون للحج وغريه ويرجعون وال يفعلون ذلك وكذلك أزواجه كن على عهد اخللفاء ،عندهم سنة سنها هلم

وبعدهم يسافرون إىل احلج مث ترجع كل واحدة إىل بيتها كما وكانت أمداد اليمن الذين قال اهللا تعاىل فيهم: ،وصاهن بذلك

هونبحيو مهبحم يبقو ي اللهأتي فوفس أبي بكر على عهد ،الصديق وعمر يأتون أفواجا من اليمن للجهاد في سبيل اهللا

هي مسجدنهم ،ويصلون خلف أبي بكر وعمر فم وال يدخل أحد ال لدعاء وال ؛إىل داخل احلجرة وال يقف في املسجد خارجا


وكانوا عالمني بسنته كما علمتهم ،لصالة وال سالم وال غري ذلك وأن ، وأن حقوقه الزمة لحقوق اهللا عز وجل،الصحابة والتابعون

هوحقوق رسول هن حقوقوأحبه م يع ما أمر اهللا بهبها ؛مجفإن صاح فليست الصالة والسالم عند ؛يؤمر بها في مجيع املواضع والبقاع

ك املكاني غري ذلك فن ذلاملكرم بأوكد م ؛قربه بها مأموربل صاح هلا كالصالة دةند األسباب املؤكبها حيث كان: إما مطلقا وإما ع

والدعاء واألذان، باداتن العوال شيء م هن حقوقومل يكن شيء م لك البقعةي غري تنه فأفضل م ند قربهله ؛هو ع هبل نفس مسجد

؛فضيلة لكونه مسجده. ومن اعتقد أنه قبل القرب مل تكن له فضيلة وإمنا حدثت له ، يصلي فيه واملهاجرون واألنصارإذ كان النبي

الفضيلة في خالفة الوليد بن عبد امللك ملا أدخل احلجرة في همسجد،ري اجلهل أو كافل مفرط ففهو ؛ فهذا ال يقوله إال جاه

مكذب لما جاء به مستحق للقتل. وكان الصحابة يدعون في مسجده كما كانوا يدعون في

هي ؛حياتي علمهم إياها فالت مل حتدث هلم شريعة غري الشريعة هم حاجة أن يذهب إىل قرب ،حياتهأحدوهو مل يأمرهم إذا كان ل

عنده ويدعوه أو يدعو بال صالة أو يسأل ينبي أو صالح فيصل فقد علم الصحابة - رضوان اهللا ؛حوائجه أو يسأله أن يسأل ربه

مل يكن يأمرهم بشيء من ذلك وال عليهم - أن رسول اهللا ال له وال ؛ ال بصالة وال دعاء؛أمرهم أن خيصوا قربه أو حجرته

فلم يقل هلم كما يقول ؛ بل قد اهم أن يتخذوا بيته عيدا؛لأنفسهمبعض الشيوخ اجلهال لأصحابه: إذا كان لكم حاجة فتعالوا إىل


.قربي ذوا قربه أو قرب غريهك أن يتخن ذلاهم عما هو أبلغ م بل

فصلى اهللا ، ليسد ذريعة الشرك؛مسجدا يصلون فيه لله عز وجلها عن أمتا وجزاه أفضل ما جزى نبييموسلم تسل هوعلى آل ؛عليه

قد بلغ الرسالة وأدى األمانة ونصح األمة وجاهد في اهللا حق ن ربهني موعبد اهللا حىت أتاه اليق هأفضل ،جهاد وكان إنعام اهللا به

بادأنعم بها على الع وقد دهلم ، نعمة باداتعلى أفضل الع وأفضل البقاع كما في الصحيحني عن ابن مسعود رضي اهللا عنه

قلت يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على «أنه قال: مواقيتها. قلت: ثم أي؟ قال بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال:

.بيل اللهي سف ادني:قالالجهادته لزدزتاس لوو نهنألته عس « . أنه قال: وفي املسند وسنن ابن ماجه عن ثوبان عن النبي

استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا «نمؤوء إلا مضلى الوظ عافحي« .

وهي أحب ،والصالة قد شرع لألمة أن تتخذ هلا مساجد في صحيح مسلم وغريه أنه قال: البقاع إىل اهللا كما ثبت عنه

» البقاع إلى الله ضغأبو اجدسالم البقاع إلى الله بأحاقوالأس« .

ومع هذا فقد لعن من يتخذ قبور األنبياء والصالحني مساجد وهو في مرض موته نصيحة لألمة وحرصا منه على هداها كما نعته

:هاهللا بقول منتا عم هليع زيزع فسكمأن نول مسر اءكمج لقديمحر ءوفر ننيمؤبالم كمليع ريصحيحني عن ؛ي الصحفف


قال رسول الله صلى الله عليه «عائشة رضي اهللا عنها أا قالت: وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: لعن الله اليهود والنصارى

.اجدسم همائبيأن ورذوا قبخة: اتشائع قالت رزلأب كلا ذللوو هرا؛قبجدسذ مختأن ي كره نلكو .« :ي روايةش« وفخ نلكيو

أن ىغير أني أخش«. وفي رواية للبخاري »أن يتخذ مسجدا . »يتخذ مسجدا

لما نزل برسول الله صلى الله «وعن عائشة وابن عباس قاال: عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها

عن وجهه فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى اجدسم همائبيأن ورذوا قبخر ما صنعوا. ».اتحيذ

ومن حكمة اهللا أن عائشة أم املؤمنني صاحبة احلجرة التي دفن وإن كان غريها من ، تروي هذه األحاديث وقد مسعتها منهفيها

الصحابة أيضا يرويها: كابن عباس وأبي هريرة وجندب بن عبد اهللا وابن مسعود - رضي اهللا تعاىل عنهم. وفي الصحيحني عن أبي

قاتل الله اليهود: » هريرة رضي اهللا عنه قال: قال رسول اهللا اجدسم همائبيأن ورذوا قبخشة »اتيحني عن عائي الصحأن «. وف

اويرصا تيهف ةشبا بالحهنأية را كنيستة ذكرلمس أمة وبيبح أم لى اللهص ول اللهسفقال ر لمسو هليع لى اللهص ول اللهسرل

لمسو هليا :عونب اتفم حالل الصجالر يهمإذا كان ف كإن أولئ على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق

ةاميالق موي الله دنم عن »عيح مسلي صحوف .» دبن عب بدنج هليع لى اللهص ول اللهست رعمقال: س هنع الله يضر الله


وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: إني أبرأ إلى الله أن فإن الله قد اتخذني خليال كما اتخذ ؛يكون لي منكم خليل

إبراهيم خليال ولو كنت متخذا من أمتي خليال لاتخذت أبا بكر ألا ، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد،خليال

اجدسم ورذوا القبخت؛فلا تكذل نع اكمهي أنيح » فإني صحوف .لا تجلسوا على « قال: مسلم عن أبي مرثد الغنوي أن النبي

. وفي املسند وصحيح أبي حاتم أنه »القبور ولا تصلوا إليهاإن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين «قال:

اجدسم ورذون القبختا»ييدذوا قربه عيه أن يتخ وقد تقدم .، فلما علم الصحابة أنه قد اهم عن أن يتخذوه مصلى للفرائض التي يتقرب بها إىل اهللا عز وجل لئال يتشبهوا باملشركني الذين

كان يهم عن دعائها أعظم -يدعوا ويصلون هلا وينذرون هلا كما أنه ملا اهم عن الصالة عند طلوع الشمس وعند ،وأعظم

كان يهم عن السجود -غروبها لئال يتشبهوا بمن يسجد للشمس فكان الصحابة رضوان اهللا عليهم يقصدون ؛للشمس أوىل وأحرى

الصالة والدعاء والذكر في املساجد التي بنيت لله دون قبور األنبياء وإمنا هي بيوت ،والصالحني التي وا أن يتخذوها مساجد

وكانوا يفعلون بعد موته ما كانوا يفعلون في حياته ،املخلوقني صلى اهللا عليه وآله وسلم تسليما.

ومما يدل على ما ذكره مالك وغريه من علماء املسلمني من الكراهة لأهل املدينة قصدهم القرب إذا دخلوا أو خرجوا منه وحنو

والصالة ك وإن كان قصدهم جمرد السالم عليهأن النبي -ذل


كان يأتي قباء راكبا وماشيا كل سبت كما ثبت ذلك في كان رسول الله صلى الله «الصحيحني من حديث ابن عمر قال:

وكان ابن عمر .»عليه وسلم يأتي قباء كل سبت راكبا وماشيا. »فيصلي فيه ركعتين« يفعله. زاد نافع عن ابن عمر عن النبي

وهذا احلديث الصحيح يدل على أنه كان يصلي في مسجده يوم يوم السبت يهي فقباء فيصل ويذهب إىل مسجد المها ،اجلمعةوك

لمسجد أسس على التقوى وقد قال تعاىل: ،أسس على التقوى اللهوا ورطهتون أن يبحال يرج يهف يهف قومأن ت قم أحول يأو نم

رينطهالم بحي. من غري وجه أنه سأل أهل قباء عن هذا وقد روي عن النبي

وفي ، فذكروا أم يستنجون باملاء،الطهور الذي أثىن اهللا عليهم ،نزلت هذه الآية في مسجد أهل قباء« :سنن أبي داود وغريه قال

قال: كانوا يستنجون باملاء. فنزلت »فيه رجال يحبون أن يتطهرواسعد أنه سأل النبي «فيهم هذه اآلية. وقد ثبت في الصحيح عن

وهى وقولى التع سي أسالذ جدسالم نع لمسو هليع لى اللهص ثم ضالأر به برى فضصح نا مذ كففأخ هائض نسعب تيي بف

ةيندالم جدسمذا له كمجدسم وال »قال: هفتبني أن ك .املسجدين أسس على التقوى لكن مسجد املدينة أكمل في هذا

اسم. ومسجد قباء كان سبب نزول اآليةفهو أحق بهذا ال النعت.يهيام في عن الق يرار الذالض مسجدل أنه جماورل

واملقصود أن إتيان قباء كل أسبوع للصالة فيه كان ابن عمر يفعله ومل يكن ابن عمر وال غريه إذا كانوا مقيمني ،اتباعا للنبي


؛ ال في األسبوع وال في غري األسبوعباملدينة يأتون قرب النبي وكثري من الصحابة ،وإمنا كان ابن عمر يأتي القرب إذا قدم من سفر

أو أكثرهم كانوا يقدمون من األسفار وال يأتون القرب ال لسالم وال فلم يكونوا يقفون عنده خارج احلجرة في ؛لدعاء وال غري ذلك

ومل يكن أحد منهم يدخل ،املسجد كما كان ابن عمر يفعلاحلجرة لذلك؛ بل وال يدخلوا إال لأجل عائشة رضي اهللا عنها ملا

وحينئذ فكان من يدخل إليها يسلم على النبي ،كانت مقيمة فيها،.ندهإذا حضروا ع مون عليهكما كانوا يسل

وأما السالم الذي ال يسمعه فذلك سالم اهللا عليهم به عشرا وهذا ،كالسالم عليه في الصالة وعند دخول املسجد واخلروج منه

وزمان ي كل مكانف به ن السالم ،السالم مأموروهو أفضل م املختص بقربه. فإن هذا املختص بقربه من جنس حتية سائر املؤمنني

أحياء وأمواتا.

وأما السالم املطلق العام فاألمر به من خصائصه كما أن األمر هصن خصائم بالصالة، والسالم على غريه ي الصالةوإن كان ف

ا نزاعخصوص على غريه ي الصالةا وفوقد عدى بعضهم ،عموم ذلك إىل السالم فجعله خمتصا به كما اختص بالصالة. وحكي هذا عن أبي حممد اجلويين؛ لكن مجهور العلماء على أن السالم ال خيتص

به،مشهور يها نزاعي ؛ وأما الصالة ففك أن اهللا تعاىل أمر فوذل إن الله كتابه بالصالة والسالم عليه خمصوصا بذلك فقال تعاىل:

وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا وأما في حق عموم املؤمنني فأخرب ومل ، فهنا أخرب وأمرتسليما


. ولهذا إذا هو الذي يصلي عليكم وملائكتهيأمر فقال تعاىل: ذكر اخلطباء ذلك قالوا: إن اهللا أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثىن

هن بريتنني مباملؤم هوأي هكتأي قال ؛بمالئ وانآم ينا الذها أيي؛ هكتوثىن بمالئ يها بنفسهنني بدأ فن ؛فإن صالته تعاىل على املؤملك

هن بريتنني ميها باملؤممل يؤيه ف، :يثي احلدوقد جاء ف » إن اللهرياس الخلم النعلى ملون عصي هكتلائمو«.

مون على أنه تشرع الصالة عليهوقد اتفق املسل ي الصالةف ي غري الصالة؛قبل الدعاء وف عليه ي وجوب الصالةوإمنا تنازعوا ف

املكتوبة ي الصالةي اخلطب،في ومل ؛ وفعك الشاففأوجب ذل كيوجبه أبو حنيفة ومال،يل ، وعن اإلمام أمحد روايتانوإذا ق

بوجوبها فهل هي ركن أو تسقط بالسهو؟ على روايتني. وأظهر األقوال أن الصالة واجبة مع الدعاء فال ندعو حىت نبدأ

به،ي الصالةف به مأمور ي ، والسالم عليهالذ ي التشهدوهو ف فتبطل ؛هو ركن في الصالة عند الشافعي وأمحد في املشهور عنه

والتشهد األخري عند مالك وأبي ،الصالة بتركه عمدا أو سهواحنيفة وعند مالك وأمحد في املشهور عنه: إذا ترك التشهد األول

وهذا ، وإن تركه سهوا فعليه سجود السهو،عمدا بطلت صالته ،يسميه اإلمام أمحد واجبا ويسميه أصحاب مالك سنة واجبة

معنوي ك نزاعي ذلمع القول بأن ،ويقولون: سنة واجبة. وليس ف ومالك ،من تعمد تركه يعيد ومن تركه سهوا فعليه سجود السهو

ي الصالةندمها األفعال فوأبو ، أنواع كأفعال احلج ثالثةوأمحد ع حنيفة جيعلها ثالثة أنواع؛ لكن عنده أن النوع الواجب يكون مسيئا


وأما الشافعي ،بتركه وال إعادة عليه سواء تركه عمدا أو سهوا فإنه باتفاقهم فيه ؛فعنده الواجب فيها هو الركن بخالف احلج

واجب جيرب بالدم غري الركن وغري املستحب.

وصل كما قال تعاىل. ، يصلي على غريهوال نزاع أنه هو همليع، :يح أنه قالي الصحلى آل « وكما ثبت فل عص مالله

قال لامرأة: صلى الله عليك وعلى «. وكما روي أنه »أبي أوفى ، وكانت قد طلبت منه أن يصلي عليها وعلى زوجها».زوجك

وأيضا ال نزاع أنه يصلى على آله تبعا كما علم أمته أن يقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على «

دمحلى آل معو دمحلى مع اركبو جيدم يدمك حإن يماهرإبجيدم يدمك حإن يماهرلى آل إبكت عارا بكم«.

مثل أن يقال: صلى اهللا على ؛وأما صالة غريه على غريه منفردايأبي بكر أو عمر أو عثمان أو عل،يها قوالنك : ففأحدمها: أن ذل

زع،جائي غري موضك بأن ، وهو منصوص أمحد فواستدل على ذل مجهور أصحابه عمر: صلى اهللا عليك. وعليها قال ليي ؛علكالقاض

ومل يذكروا في ذلك ،أبي يعلى وابن عقيل والشيخ عبد القادرنزاعا. والثاني: املنع من ذلك كما ذكر ذلك طائفة من أصحاب

وهو الذي ذكره جدنا أبو ،مالك والشافعي ونقل ذلك عنهما واحتج بما رواه مجاعة ، مل يذكر غريه،الربكات في كتابه الكبري

قال: ال أعلم الصالة تنبغي من أحد على أحد إال ،عن ابن عباس وقال من منع: أما صالته على غريه فإن الصالة .على رسول اهللا

وأما الصالة على غريه تبعا فقد جيوز تبعا ، فله أن يعطيها لغريه؛له


ما ال جيوز قصدا. ومن جوز ذلك حيتج باخلليفتني الراشدين عمر وعلي وبأنه ليس في الكتاب والسنة ي عن ذلك؛ لكن ال جيب

فتخصيصه كان ؛ذلك في حق أحد كما جيب في حق النبي باألمر واإلجياب ال باجلواز والاستحباب. قالوا: وقد ثبت أن

إن الملائكة « على املؤمنني كما في الصحيح: ياملالئكة تصللاهصي مف اما دم كمدلى أحلي عصكته »تفإذا كان اهللا ومالئ .

يصلون على املؤمن فلماذا ال جيوز أن يصلي عليه املؤمنون؟ وأما فهذا ذكره ملا صار أهل البدع خيصون بالصالة عليا ؛قول ابن عباس

وهم ال ، فهذا بدعة بالاتفاق،أو غريه وال يصلون على غريهميصلون على كل أحد من بني هاشم من العباسيني وال على كل

احلسن واحلسني وال على أزواجه ن ولدم ي ،أحدمع أنه قد ثبت ف . »اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته« :الصحيح

فحينئذ ال حجة لمن خص بالصالة [بعض] أهل البيت دون سائر وملا كان اهللا تعاىل أمر بالصالة ،أهل البيت ودون سائر املؤمنني

نها أ من قال : مث قال،والسالم عليهم ممنوع ن الصالة على غريه .اجلويين فقالوا: ال يسلم على غريه نهم أبو حممدفة مك طائطرد ذلوهذا مل يعرف عن أحد من املتقدمني وأكثر املتأخرين أنكروه. فإن السالم على الغري مشروع سالم التحية يسلم عليه إذا لقيه وهو إما

مؤكد أو مستحب ؛واجب لعلماء ومها قوالنك قولني لي ذلفإن ف في مذهب أمحد والرد واجب باإلمجاع إما على األعيان وإما على

.فايةالك


واملصلي إذا خرج من الصالة يقول: السالم عليكم السالم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن عليكم. وقد كان النبي السلام عليكم أهل الديار من المؤمنني « يسلموا عليهم فيقولوا:

نيملسالمن »وال مينعون م هصن خصائين جعلوا السالم مفالذ .السالم على احلاضر لكن يقولون: ال يسلم على الغائب. فجعلوا

السالم عليه مع الغيبة من خصائصه. وهذا حق. لكن األمر بذلك وإجيابه هو من خصائصه كما في التشهد. فليس فيه سالم على معني إال عليه. وكذلك عند دخول املسجد واخلروج منه وهذا يؤيد أن السالم كالصالة كالمها واجب له في الصالة وغريها.

وغريه فليس واجبا إال سالم التحية عند اللقاء فإنه مؤكد بالاتفاق. وهل جيب أو يستحب؟ على قولني معروفني في مذهب أمحد

ي ،وغريهف موقد روى مسل .النصوص أنه واجب ي تدل عليهوالذ خمس تجب للمسلم على المسلم: « أنه قال: صحيحه عنه

هجيبيو اتإذا م هعيشيو رضإذا م هودعيو هيإذا لق هليع لمسياهعإذا د.ويرو : طسإذا ع هتمشيوقد أوجب أكثر الفقهاء »و .

.إجابة الدعوة والصالة على امليت فرض على الكفاية بإمجاعهم والسالم عند

الدعوة ن إجابةقاء أوكد مي ،الليادة املريض والشر الذك عوكذل حيصل إذا مل يسلم عليه عند اللقاء ومل يعده إذا مرض أعظم مما حيصل إذا مل جيب دعوته. والسالم أسهل من إجابة الدعوة ومن

العيادة. وهذه املسائل لبسطها مواضع أخر. ي املماتي احمليا وفقاء فند اللع يةواملقصود هنا: أن سالم التح


إذا زار قرب املسلم مشروع في حق كل مسلم لكل من لقيه حيا أو م عليهفالصحابة رضوان اهللا عليهم كانوا يعرفون ؛زار قربه أن يسل

:يهي قال فالذ ند قربهع أن هذا السالم عليه» لمسي دأح نا مملامالس هليع دى أرتي حوحر ليع الله دإلا ر لين ».عليس م

يلة له على غريهفض يهوال ف هصي حق كل ؛خصائف بل هو مشروع وميت م حيمسل،ن يرد السالم على من سلم عليهوكل مؤم ،

ا بنفسه؛وهذا ليس مقصوديه سلم عليهوهكذا إذا زار ، بل إذا لق م على امليت؛القرب يسل مجردقاء لوالل ال أنه يتكلف قطع املسافة

ذلك. ؛ والسالم عليه في الصالة وعند دخول املسجد واخلروج منه

هصن خصائأن و ،فهو م ي القرآنف ي أمر اهللا بهن السالم الذهو مم عليهإذا ،يسل ي عليها كما يصلعشر م اهللا عليهومن سلم يسل

األفضل األنفع األكمل ، فهو املشروع املأمور به؛صلى عليه عشرايهي ال مفسدة فالذ، وال يؤمر بقطع املسافة ال خيتص به وذاك جهد

،لمجرده؛ بل قصد نية الصالة والسالم والدعاء هو اتخاذ له عيدا. فلهذا كان العمل الشائع في »لا تتخذوا بيتي عيدا« :وقد قال

الصحابة - اخللفاء الراشدين والسابقني األولني من املهاجرين ي الصالةف م يدخلون مسجده ويصلون عليهواألنصار - أ

مون عليهي ، كما أمرهم اهللا ورسوله،ويسلأنفسهم فويدعون ل كما في الصحيح من ،الصالة مما اختاروا من الدعاء املشروع

ثم ليتخير بعد ذلك من «حديث ابن مسعود ملا علمه التشهد قال: هإلي هبجاء أععالد«.


ومل يكونوا يذهبون إىل القرب ال من داخل احلجرة وال من هن حقوقك موال سالم وال غري ذل دعاء وال صالةخارجها؛ ال ل

ي كل مكانجهم كما ؛املأمور بها فحوائدوها لفضال عن أن يقص فإن هذا مل يكن يعرف في القرون ؛يفعله أهل الشرك والبدع

ني ؛الثالثةوال التابع ي زمن الصحابةال ف وال قرب غريه ند قربهال ع وال تابعيهم.

فهذه األمور إذا تصورها ذو اإلميان والعلم عرف دين اإلسالم وفرق بني من يعرف التوحيد والسنة واإلميان ومن ،في هذه األمور

وقد تبني أن اخللفاء الراشدين ومجهور الصحابة كانوا ،جيهل ذلك وال يسلمون عليه عند ،يدخلون املسجد ويصلون فيه على النبي

بل يدخلون املسجد ؛اخلروج من املدينة وعند القدوم من السفر وال يأتون القرب ومقصود ،فيصلون فيه ويسلمون على النبي

بعضهم التحية.

وأيضا فقد استحب لكل من دخل املسجد أن يسلم على النبي ي ذنوبي ، فيقول: بسم اهللا والسالم على رسول اهللار لاللهم اغف

وافتح لي أبواب رمحتك. وكذلك إذا خرج يقول: بسم اهللا والسالم على رسول اهللا اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك. فهذا السالم عند دخول املسجد كلما يدخل يغني عن

وهو ، وهو من خصائصه وال مفسدة فيه،السالم عليه عند القربي الصالةك ف؛يفعل ذلي الصالةف مون عليهفيصلون ويسل ،

لما رواه مسلم ؛ويصلون عليه إذا مسعوا األذان ويطلبون له الوسيلةفي صحيحه عن عبد اهللا بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اهللا


: »قولا يثل مذن فقولوا مؤالم متعمإذا س،ليلوا عص ؛ ثم ثم سلوا الله لي ،فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا

الله ادبع نم دبعي إلا لغبنلا ت ةني الجة فجرا دهيلة؛ فإنسالووا هو أن أكون أنجأرو، هليع لتيلة حسي الوأل لس نفم

ةاميالق موي يتفاعش«. ند قربهي يستحب عموا أن الذوقد عل كما يستحب ،املكرم من السالم عليه هو سالم التحية عند اللقاء

كما قال: ،ذلك عند قرب كل مسلم وعند لقائه فيشاركه فيه غريه» هليع دى أرتي حوحر ليع الله دإلا ر ليع لمسل يجر نا مم

لاموقال: ،»الس » رفهعن كان يمؤالم يهر أخبقب رمل يجر نا مملامالس هليع درو فهرإلا ع هليع لمسوكان إذا أتى املقابر »في .

السلام عليكم أهل الديار من المؤمنني والمسلمني وإنا إن «قال: أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع. أسأل الله ؛شاء الله بكم لاحقون

لكما وة لنيافم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا».العوكان يعل : »نيملسالمو ننيمؤالم نار ميل الدأه كمليع لاموالسالم »الس .

هصن خصائند القرب وهو مع ن السالم عليهأفضل م ي الصالةف عليه.به وهو مأمور

ي على من صلى عليهكما يصل بهم على صاحفإنه ؛ واهللا يسل ا ومن سلم عليهبها عشر دة صلى اهللا عليهواح من صلى عليه

واحدة سلم اهللا عليه عشرا. وقد حصل مقصودهم ومقصوده من هوغري مسجد هي مسجدف عليه والصالة ي ؛السالم عليهفلم يبق ف

فإم كانوا ؛ بخالف إتيان مسجد قباء؛إتيان القرب فائدة هلم وال له ، فإن الصالة فيه كعمرة؛يأتونه كل سبت فيصلون فيه اتباعا له


يوم اجلمعة هي مسجدف إذ كان ؛وجيمعون بني هذا وبني الصالة بل حيصل بهذا أجر زائد. وكذلك ؛أحد هذين ال يغني عن اآلخر

يع وأهل أحدكما كان خيرج إليهم النبي ،إذا خرج الرجل إىل البق ايها؛ يدعو هلم كان حسنأن هذا مصلحة ال مفسدة فوهم ال ، ل

يدعون هلم في كل صالة حىت يقال: هذا يغني عن هذا. ومع هذا ومل يأخذ في هذا بفعل ،فقد نقل عن مالك كراهة اتخاذ ذلك سنة

كما مل يأخذ بفعله في التمسح بمقعده على املنرب وال ،ابن عمر لكون الصالة أدركته ؛باستحباب قصد األماكن التي صلى فيها

وكان مجهور ، فكان ابن عمر يستحب قصدها للصالة فيها،فيها ؛ يستحبهالصحابة ال يستحبون ذلك؛ بل يستحبون ما كان

وكان أبوه عمر بن اخلطاب ،وهو أن يصلي حيث أدركته الصالةينهى من يقصدها للصالة فيها ويقول: إمنا هلك من كان قبلكم

من أدركته الصالة فيه ؛ فإم اختذوا آثار أنبيائهم مساجد؛بهذا فأمرهم عمر بن اخلطاب بما سنه هلم رسول ؛فليصل وإال فليذهب

إذ كان عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه من اخللفاء ؛اهللا داء بهاقتهم وله خصوص األمر بالباع سنتين أمرنا باتين الذدالراش

اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر « حيث قال: ؛وبأبي بكررمعو«ن األمر بالسنةداء أرفع ماقتي ،. فاألمر بالكما قد بسط ف

مواضع. خشية ؛ وكذلك نقل عن مالك كراهة ايء إىل بيت املقدس

فإنه كره ذلك ملا جعل لهذا وقت معني ؛أن يتخذ السفر إليه سنة مل يفعل هذا ال فإن النبي ؛كوقت احلج الذي يذهب إليه مجاعة


كما فعل ،في قباء وال في قبور الشهداء وأهل البقيع وال غريهمي اجلمع واألعيادي احلج وفك فثل ذلفيجب الفرق بني هذا ؛م

مع أنه صلى التطوع في مجاعة مرات في قيام الليل ،وبني هذاي ،ووقت الضحى وغريهثل تطوع فماع ماجتن مل جيعل الولك

وقت معني سنة كالصلوات اخلمس وكصالة الكسوف والعيدين .واجلمعة

وأما إتيان القرب للسالم عليه فقد استغنوا عنه بالسالم عليه في وفي إتيانه بعد الصالة ،الصالة وعند دخول املسجد واخلروج منه

وهو ،مرة بعد مرة ذريعة إىل أن يتخذ عيدا ووثنا وقد وا عن ذلكشةعائ ي حجرةر حجر ، مدفون فشة وسائوكانت حجرة عائ

؛ مل تكن داخلة في مسجده؛أزواجه من جهة شرقي املسجد وقبلتهإىل املسجد ن احلجرةبل كان خيرج م، يدالول الفةي خن فولك

وعمر املسجد احلرام ، وكان حيب عمارة املساجد،وسع املسجد فأمر نائبه عمر بن عبد العزيز أن يشتري ،ومسجد دمشق وغريمها

ويزيدها في احلجر من أصحابها الذين ورثوا أزواج النبي ؛املسجد ك بعد موتوذل ي املسجددخلت احلجر ف ذينئن حفم

الصحابة: بعد موت ابن عمر وابن عباس وأبي سعيد اخلدري وبعد موت عائشة؛ بل بعد موت عامة الصحابة ومل يكن بقي في املدينة

منهم أحد. وقد روي أن سعيد بن املسيب كره ذلك. وقد كره كثري من الصحابة والتابعني ما فعله عثمان رضي اهللا عنه من بناء

، وهؤالء لما فعله الوليد أكره،املسجد باحلجارة والقصة والساج لكن بناه على ما كان من بنائه ،وأما عمر رضي اهللا عنه فإنه وسعه


ومل ينقل أن أحدا ،من اللبن وعمده جذوع النخل وسقفه اجلريد كره ما فعل عمر؛ وإمنا وقع النزاع فيما فعله عثمان والوليد.

وكان من أراد السالم عليه على عهد الصحابة رضوان اهللا يهعليهم يأت إما مستقبل احلجرة م عليهفيسل ن غربي احلجرةم

بلةوإما مستقبل الق،بلةالق ن جهةي منه أن يأتهذا كان ، واآلن ميكفل م عليهبون أن يستقبل احلجرة ويسلنهم من ،أكثر العلماء يستحوم

م عليهبلة ويسليد ؛ كقول أبي حنيفة،يقول: بل يستقبل القفإن الول بن عبد امللك توىل بعد موت أبيه عبد امللك سنة بضع ومثانني من

جرةاهل، ي عامة الصحابةوكان قد مات هؤالء الصحابة كلهم وتوف مثل أنس ؛ ومل يكن بقي باألمصار إال قليل جدا،في مجيع األمصاربالبصرة كني؛بن مالسعسنة بضع وت يدالول الفةي خي ففإنه توف ،

ينةني باملدوسبع اهللا مات سنة مثان ر من ،وجابر بن عبدوهو آخ والوليد أدخل احلجرة بعد ذلك بمدة طويلة حنو عشر ،مات بها

سنني. فلم يكن قد بقي باملدينة ؛ وبناء املسجد كان بعد موت جابر

أحد، ي املسجدي اهللا عنه فزاد فوأما عثمان بن عفان رض بل ترك احلجرة ؛ ومل يدخل فيه شيئا من احلجرة،والصحابة كثريون

يهن شرقم لة بهمتص خارجة عن املسجد النبوية على ما كانت عليه، وكانت عائشة ، وأبي بكر وعمركما كانت على عهد النبي

، ومل تزل عائشة فيها إىل أواخر خالفة معاوية،رضي اهللا عنها فيهاياحلسن بن عل يت بعد موتي ،وتوفا فوكان احلسن قد استأذ

لكن كره ذلك ناس آخرون ورأوا ،أن يدفن في احلجرة فأذنت له


وكادت ،أن عثمان رضي اهللا عنه ملا مل يدفن فيها فال يدفن غريه وملا احتضرت عائشة رضي اهللا عنها أوصت أن تدفن مع ،تقوم فتنة

فعلت هذا تواضعا أن تزكى به ؛صواحباتها بالبقيع وال تدفن هناك، إال أو مكروه زيد هل هو جائيما فعله الولهذا مل يتكلم ففل

هبن املسيب وأمثال يدن أجل ،التابعون كسعإذ ذاك م يدوكان سع قيل لأمحد بن حنبل: أي التابعني أفضل؟ قال: سعيد بن ،التابعني

املسيب. فقيل له: فعلقمة واألسود؟ فقال: سعيد بن املسيب. ك بمدةكانا قد ماتا قبل ذل ك ،وعلقمة واألسود هذانن ذلوم

ي املسجددخلت ف الوقت، يهوكان املسجد قبل دخول احلجر ف بناه لنفسه وللمؤمنني وكانت فضيلة املسجد بأن النبي ،فاضال

يامةنون إىل يوم القهو واملؤم يهي فل ؛يصلله. قلتب ففض هقال :بنائ وبأنه كان هو ،مالك: بلغني أن جربيل هو الذي أقام قبلته للنبي

اجلمعة واجلماعة إىل أن مات وما صلى مجعة بغريه يهد في يقصالذهي مقاموال ف ي سفرهيها حيث ،قط ال فوأما اجلماعة فكان يصل

أدركته.

هباعوحنن مأمورون بات ي كل ما أخربقه فك بأن نصدوذل به ونطيعه في كل ما أوجبه وأمر به ال يتم اإلميان به إال بهذا وهذا.

ي بهي يشرع لنا أن نقتدالت هي أفعالف ي بهك أن نقتدن ذلفما ؛وم نفعله على وجه حباب أو اإلباحةاستالوجوب أو ال فعله على وجه

حباب أو اإلباحةاستري العلماء،الوجوب أو الوهو مذهب مجاه ، صاصه بهشرع لنا أن ؛إال ما ثبت اخت ي مكانبادة ففإذا قصد ع

ك املكاني ذلبادة فلك العد تفلما قصد السفر إىل مكة ؛نقص


والطواف به يهاحلرام والصالة ف بادة باملسجدوبني الصفا ،وقصد الع واملروة والصعود على الصفا واملروة والوقوف بعرفة وباملشعر احلرام

اجلمار والوقوف للدعاء عند اجلمرتني األوليني دون الثالثة يورمي مجرة العقبةي ها لنا،التك كله مشروعا وإما ؛ كان ذلإما واجب

ومل يذهب بمكة إىل غري املسجد احلرام وال سافر إىل ،مستحباجرةملا سافر سفر اهل يهي مكث فراء ،الغار الذد إىل غار حوال صع وكان ذلك عبادة لأهل ،الذي كان يتحنث فيه قبل أن يأتيه الوحي

وصلى عقب الطواف ركعتني . إنه سنها هلم عبد املطلب: قيل،مكة وحني دخل املسجد ،ومل يصل عقب الطواف بالصفا واملروة شيئا

ية ،احلرام طاف بالبيتمل يصل قبله حت ية املسجدوكان الطواف حت ر املساجدي سائني ،كما تصلى فح العقبة كما أنه افتتح برمي مجرة

وبعدها حنر هديه مث حلق رأسه مث ، وتلك هي العبادة،أتى منىى يرمون مث يذحبون،طاف بالبيتنهذا صارت السنة أن أهل مول ،

وليس بمنى صالة عيد وال ،والرمي هلم بمنزلة صالة العيد لغريهم وال ، مل يصل بهما صالة عيد فإن النبي ؛مجعة ال بها وال بعرفة ، وال كان في أسفاره يصلي مجعة وال عيدا،صلى يوم عرفة مجعة

وليس ،ولهذا كان عامة العلماء على أن اجلمعة ال تصلى في السفر في ذلك إال نزاع شاذ.

ومجهور العلماء على أن العيد أيضا ال يكون إال حيث تكون وال كان يصلي في ، مل يصل عيدا في السفراجلمعة؛ فإن النبي

ومل يكن أحد يصلي العيد ،املدينة على عهده إال عيدا واحدا ولهذا صار ، وفيه نزاع مشهور، وهذا قول مجهور العلماء،منفردا


هسنتا لباعى يرمون مث يذحبون النسك اتنمون بماملسلفما فعله ؛ وما أعرض ،على وجه التقرب كان عبادة تفعل على وجه التقرب

،عنه ومل يفعله مع قيام السبب املقتضي مل يكن عبادة وال مستحباوما فعله على وجه اإلباحة من غري قصد التعبد به كان مباحا. ومن العلماء من يستحب مشاته في هذا في الصورة كما كان ابن عمر

وأما ، وأكثرهم يقول: إمنا تكون املتابعة إذا قصدنا ما قصد،يفعلاملشاة في الصورة من غري مشاركة في القصد والنية فال تكون

فما فعله على غري العبادة فال يستحب أن يفعل على وجه ؛متابعةبادة؛ بل خمالفة؛العك ليس بمتابعةيح . فإن ذلي الصحوقد ثبت ف

قال « وثبت في الصحيح أنه ،أنه كان يصلي حيث أدركته الصالةلأبي ذر حني سأله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ فقال:

المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى ثم حيث ما أدركتك جدسم هل فإنلاة فصيح: »الصي الصحوروي ف .» يهفإن ف

. فمن أدركته الصالة هو وأصحابه بمكان فتركوا الصالة »الفضلفيه وذهبوا إىل مكان آخر لكونه فيه أثر لبعض األنبياء فقد خالفوا

السنة. وقد رأى عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه قوما ينتابون مكانا

فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا مكان صلى فيه صلى فيه رسول اهللا أتريدون أن ، فقال: ومكان صلى فيه رسول اهللا.رسول اهللا

؛تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ إمنا هلك بنو إسرائيل بمثل هذا فمسجده املفضل ؛فمن أدركته الصالة فيه فليصل فيه وإال فليذهب

صلاة « فكيف وقد قال: ،ملا كان يفضل الصالة فيه كان مستحبا


جدسإلا الم اهوا سيمف لاةص ألف نم ريذا خي هجدسي مفامروقال: »الح » جدسالم :اجدسم ال إلا إلى ثلاثةحالر دشلا ت

وهذه الفضيلة ثابتة .»الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا بل كان حينئذ الذين يصلون فيه ،له قبل أن تدخل فيه احلجرة

يامةإىل يوم الق يهمن صلى فوال جيوز أن يظن أنه بعد ،أفضل م هخلفائ وحياة هي حياتما كان فصار أفضل م يهف دخول احلجرة

بل الفضيلة إن اختلفت األزمنة والرجال فزمنه وزمن ؛الراشدين فاملسجد حينئذ قبل دخول ؛اخللفاء الراشدين أفضل ورجاله أفضل

، وإن مل ختتلف فال فرق،احلجرة فيه كان أفضل إن اختلفت األموروبكل حال فال جيوز أن يظن أنه صار بدخول احلجرة فيه أفضل

مما كان. وهم مل يقصدوا دخول احلجرة فيه وإمنا قصدوا توسيعه

فدخلت فيه احلجرة ضرورة مع بإدخال حجر أزواج النبي ن السلفك ممن كره ذل ن ،كراهةم لهواملقصود أن ما بني ل

املساجد فضيلتها بعبادة اهللا فيها وحده ال شريك له وبمن عبد اهللا فيها من األنبياء والصالحني وببنائها لذلك. كما قال تعاىل:

يهف يهف قومأن ت قم أحول يأو نى مقولى التع سأس جدسلمرينطهالم بحي اللهوا ورطهتون أن يبحال يرج:وقال تعاىل

سأس نم أم ريخ انورضو الله نى مقولى تع هانينب سأس نأفمبنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي

نيمالظال مالقو.


واألعمال تفضل بنيات أصحابها وطاعتهم لله تعاىل وما في لههم لبطاعت ن اإلميانيح أن النبي ،قلوبهم مي الصحكما ثبت ف

إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى «قال: كمالمأعو ما فرضه اهللا »قلوبكم ك يثابون وعلى تركوبذل .

وما أصام من ، وبذلك يندفع عنهم بالء الدنيا واآلخرة،يعاقبونإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن املصائب فبذنوبهم. قال تعاىل:

ما أصابك من حسنة فمن الله وما وقال تعاىل: ،أسأتم فلهافسكن نفم ئةيس نم كابأص ن نصرقال العلماء: أي ما أصابك م

وما أصابك من املصائب ،ورزق وعافية فهو من نعم اهللا عليكوما أصابكم من مصيبة فبما كسبت كما قال تعاىل: ،فبذنوبك

كما أم متفقون كلهم على أنه ال تكون ،أيديكم ويعفو عن كثري وال تكون ، وال يكون التوكل إال عليه وحده،العبادة إال لله وحده

له حق ال يشركه فيه والرسول ،اخلشية والتقوى إال لله وحدهن األمةم ي كل ما يوجب ويأمر؛أحدف هثل وجوب طاعتقال ، م

وما أرسلنا وقال تعاىل: من يطع الرسول فقد أطاع اللهتعاىل: الله بإذن طاعيول إلا لسر نملههذا كانت مبايعته مبايعة لول .،

فإم ؛إن الذين يبايعونك إنما يبايعون اللهكما قال تعاىل: وهذه ،عاقدوه على أن يطيعوه في اجلهاد وال يفروا وإن ماتوا

لهي طاعة لن ،الطاعة له هوعلينا أن يكون الرسول أحب إلينا م كما في احلديث الصحيح عن ،أنفسنا وآبائنا وأبنائنا وأهلنا وأموالنا

والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون « أنه قال: النبي نيعماس أجالنو هلدوو هدالو نم هإلي برواه البخاري ».أح


مم: .ومسلمسلل ي لفظوف »هالمو هلأهو« ي البخاري عن عبدوف .كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو «اهللا بن هشام أنه قال:

بأح تلأن ول اللهسا ري :رمع طاب فقال لهن الخب رمع دذ بيآخلمسو هليع لى اللهص بيفسي. فقال النن نء إلا ميكل ش نم إلي:

فقال له لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. عمر: فإنك الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي. فقال النبي صلى

لمسو هليع الله:رما عوقد قال تعاىل: » الآن ي . قل إن كانآباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشريتكم وأموال

كمإلي با أحهنوضرت ناكسما وهادن كسوشخة تارجتا ووهمفتراقت اللهو رهبأم الله يأتى يتوا حصبرفت هبيلي سف ادجهو هولسرو الله نم

نيقالفاس مي القودهلا ي، :وقد قال تعاىل ننيمؤلى بالمأو بيالنفسهمأن نم، يحني عنهي الصحوف أنه قال : لى بكلا أوأن

فسهن نن ممؤم . وال وصول له إىل رمحة ،وذلك أنه ال جناة لأحد من عذاب اهللا

وهو ، باإلميان به وحمبته ومواالته واتباعه؛اهللا إال بواسطة الرسولرةن عذاب الدنيا واآلخم اهللا به ي ينجيهله إىل ،الذي يوصوهو الذ

رةوال حتصل إال ؛خري الدنيا واآلخ فأعظم النعم وأنفعها نعمة اإلميان به،هومال ن نفسهم كل أحدي ؛ وهو أنصح وأنفع لفإنه الذ

وأما نفسه ،خيرج اهللا به من الظلمات إىل النور ال طريق له إال هو وهو دعا اخللق إىل اهللا بإذن اهللا. ،وأهله فال يغنون عنه من اهللا شيئا

إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه قال تعاىل: ومن ، واملخالف له يدعو إىل غري اهللا بغري إذن اهللا،وسراجا منريا


: فإنه إمنا يدعو إىل اهللا ورسوله. وقوله تعاىلاتبع الرسول بإذنه :لم كما قال تعاىلن العوما أنزله م أي بأمره هذقل ه

فمن اتبع الرسول ؛سبيلي أدعو إلى الله على بصرية أنا ومن اتبعنيريةن ؛دعا إىل اهللا على بصبمنزل م لم يدعو إليهوع أي على بينة

كما ، بخالف الذي يأمر بما ال يعلم أو بما مل ينزل به وحيا؛اهللاويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس :قال تعاىل

.لهم به علم وما للظالمني من نصري هن حقوقم أو ندب إليه وكل ما أمر اهللا به فإنه ال خيتص

بل يفعل في مجيع األمكنة ؛بحجرته ال من داخل وال من خارج كاإلميان به وحمبته فليس فعل شيء من حقوقه ؛التي شرع فيها

هيائأول ومواالة على ما جاء به هادلم عنه واجليغ العوتبل هومواالتومعاداة أعدائه والصالة والسالم عليه وكل ما حيبه اهللا ويتقرب

يما بعد عن -إليهنه فأفضل م هند حجرتك عن ذلليس شيء م احلجرة ال الصالة والسالم عليه وال غري ذلك من حقوقه؛ بل قد

فنهى أن يقصد بيته بتخصيص شيء ؛ أن جيعل بيته عيداى هو فمن قصد أو اعتقد أن فعل ذلك عند احلجرة أفضل فهو ؛من ذلك

والشهادة له ، وهذا مما كان مشروعا كاإلميان به،خمالف له .والسالم عليه بأنه رسول اهللا والصالة

وأما ما مل يشرعه اهللا ومل ينزل به سلطانا إليه بل ى عنه كدعاء غري اهللا وعبادتهم من مجيع املخلوقات املالئكة واألنبياء

فهذه إمنا يأمر بها من -وغريهم واحلج إىل املخلوقني وإىل قبورهم فهم يضاهون الذين ؛ليس معهم بذلك علم وال وحي منزل من اهللا


يعبدون من دون اهللا ما مل ينزل به سلطانا وما ليس هلم به علم أو هم نوع منهم.

:هثل قولي موحق الرسول ف هوقد ميز اهللا بني حق عطي نموقهتيو الله شخيو ولهسرو الله ؛ لهوالرسول واخلشية ل لهفالطاعة ل

ال ؛ ال خيشى خملوق وال يتقى خملوق؛وحده والتقوى لله وحدهوقال الله لا تتخذوا إلهين ملك وال نبي وال غريمها. قال تعاىل: ونبهفار ايفإي داحو إله وا همن إنياثن اتاومي السا فم لهو

إنما يعمر وقال تعاىل: والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقونمساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة

يندتهالم نوا مكونأن ي كى أولئسفع إلا الله شخي لمو وقال .. فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليالتعاىل:

ولو أنهم رضوا ما آتاهم :وكذلك ميز بني النوعني في قوله تعاىلالله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى

لأن الرسول ؛آتاهم الله ورسوله ففي اإليتاء قال: ؛الله راغبون هوحترمي هيلوحتل يهو يغ أمرهي تبلطة بيننا وبني اهللا فهو الواس

هيدووع هفاحلالل ما حلله اهللا ورسوله واحلرام ما حرمه اهللا ؛ووعد وما آتاكم ورسوله والدين ما شرعه اهللا ورسوله. قال تعاىل:

ولو فلهذا قال تعاىل: ؛الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهواا اللهنبسقالوا حو ولهسرو الله ماها آتوا مضر مهأن، :ومل يقل هنا

كما قال ،؛ لأن اهللا وحده حسب مجيع عباده املؤمنني» ورسوله « أي هو ؛يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمننيتعاىل:

إن وليي الله حسبك وحسب من اتبعك من املؤمنني. وقال تعاىل:


نيحاللى الصوتي وهو ابتل الكزي نالذ، :هذكر هذا بعد قول إنثالكمأم ادبع الله وند نون معدت ينالذ هإىل قول - : واعقل اد

ونرظنفلا ت ونيدك ثم كاءكمرش ابتل الكزي نالذ الله ييلإن ونيحاللى الصوتي وهو لونين ال يعدعن ابن عباس قال: هم الذ .

كما قال ، فيتوالهم وينصرهم وال تضرهم عداوة من عاداهم،باهللاإنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم تعاىل: ادهالأش :ما يأمرهممث قال تعاىل م . هلفض نم ا اللهينتؤيس

فأمرهم أن جيعلوا الرغبة لله وحده ؛ورسوله إنا إلى الله راغبون وهذا ،وإلى ربك فارغب فإذا فرغت فانصبكما قال تعاىل:

وهذا عام في أهل ،لأن املخلوق ال ميلك للمخلوق نفعا وال ضراقل ادعوا الذين زعمتم من قال تعاىل: ،السموات وأهل األرض

أولئك الذين دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويال هتمحون رجريو بأقر مهيلة أيسالو همبون إلى رغتبون يعدي

. قال طائفة من ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراكة -السلفين عبدوا املالئي الذاآلية ف هابن عباس وغريه: هذ

وقال عبد اهللا بن مسعود: كان قوم من ،واألنبياء كاملسيح وعزيراإلنس يعبدون قوما من اجلن فأسلم اجلن وبقي أولئك على

فاآلية تتناول كل من دعا من دون اهللا من هو صالح عند ؛عبادتهم هؤالء الذين دعومتوهم قال تعاىل: ،اهللا من املالئكة واإلنس واجلن

أولئك الذين يدعون فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويال هذابافون عخيو هتمحون رجريو بأقر مهيلة أيسالو همبون إلى رغتبي

.إن عذاب ربك كان محذورا


قال أبو حممد عبد احلق بن عطية في تفسريه: أخرب اهللا تعاىل أن هؤالء املعبودين يطلبون التقرب إليه والتزلف إليه وأن هذه حقيقة

والوسيلة هي ، للمبتغني أو للجميع) (ربهم: والضمري في،حالهمالقربة وسبب الوصول إىل البغية وتوسل الرجل إذا طلب الدنو

من سأل الله لي « ومنه قول النبي ،والنيل لأمر مااحلديث. وهذا الذي ذكره ذكر سائر املفسرين [حنوه ...»الوسيلة

و أقرب ابتداء وخربه أيهمإال أنه] برز به على غريه فقال: و كأولئ داء وخربهيراد بهم املعبودون وهو ابت ونغتبي .

للمعبودين. والتقدير يبتغون للكفار وفي يدعونوالضمري في . وهذا كما قال عمر بن اخلطاب أيهم أقربنظرهم وذكرهم

رضي اهللا عنه في حديث الراية بخيرب: فبات الناس يدوكون ليلتهم وطفف : أي يتبارون في طلب القرب. قال رحمه اهللا؛أيهم يعطاها

فإن الزجاج ؛ ولقد صدق في ذلك.الزجاج في هذا املوضع فتأمله :هي قولذكر فبأقر مهأي وقد .الفساد ي غايةالمها فوجهني ك

،ذكر ذلك عنه ابن اجلوزي وغريه وتابعه املهدوي والبغوي وغريمهاولكن ابن عطية كان أقعد بالعربية واملعاني من هؤالء وأخرب

فعرف تطفيف الزجاج مع علمه رحمه ،بمذهب سيبويه والبصرينين املعاني والبيانبما يعرفه م هومعرفت هوسبق ك ،اهللا بالعربيةوأولئ لكن داللة ؛هلم براعة وفضيلة في أمور يربزون فيها على ابن عطية

وإن كانوا هم أخرب بشيء ،األلفاظ من جهة العربية هو بها أخرب آخر من املنقوالت أو غريها.


وقد بني سبحانه وتعاىل أن املسيح وإن كان رسوال كرميا فإنه قال تعاىل: ، فمن عبده فقد عبد ما ال ينفعه وال يضره؛عبد اهللا اي سيحقال المو ميرم ناب سيحالم وه قالوا إن الله ينالذ كفر لقد

مرح فقد بالله ركشي نم هإن كمبري وبر وا اللهدبيل اعائرني إسبلقد كفر الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمني من أنصار

الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا يمأل ذابع مهنوا مكفر ينالذ نسمقولون ليا يمع ونوبتأفلا ي

يمحر غفور اللهو هونرفغتسيو إلى الله إلا ميرم ناب سيحا المم امالطع أكلانا ييقة كاندص هأمل وسالر هلقب نم لتخ ول قدسر

قل أتعبدون من انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكونيملالع يعمالس وه اللها وفعلا نا ورض لكم كلما لا يم الله وند .

نه ال ميلك لنفسه ضرا وال نفعا أوقد أمر تعاىل أفضل اخللق أن يقول قل لا أملك لنفسي فقال تعاىل: ،وال ميلك لغريه ضرا وال رشدا

اء اللها شا إلا مرلا ضا وفعن :وقال لاا ورض لكم كلي لا أمقل إنقل إني لن يجريني من الله أحد ولن أجد من دونه رشدا

يقول: لن جيريني من اهللا أحد إلا بلاغا من الله ورسالاته ملتحداقل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب كما قال تعاىل: .إن عصيتهإلا ؛ أي ملجا أجلأ إليه؛ولن أجد من دونه ملتحدا، يوم عظيم

هالاترسو الله نلاغا مبغ ؛إال طاعته أن أبل نه أحدأي ال جيريني م فبذلك حتصل اإلجارة واألمن. وقيل أيضا: ،ما أرسلت به إليكم

ادشلا را ورض لكم كللا أم؛ لت بهيغ ما أرسك إال تبلال أمل .ريكث ي القرآنثل هذا فنه. ومم


هإمنا هو بطاعت ن عذاب اهللا وحصول السعادةفتبني أن األمن م :هقولتعاىل لمتنآمو متكرإن ش ذابكمبع ل اللهفعا يم، وقال

أي لو مل تدعوه كما ؛قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكمتعاىل: هيعوا رسله فإنه ال يعبأ بكم شيئا. وهذيعوه فتعبدوه وتطأمر فتط

يا أيها الذين آمنوا الوسيلة التي أمر اهللا أن تبتغى إليه فقال تعاىل: قال عامة املفسرين كابن عباس ،اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة

وجماهد وعطاء والفراء: الوسيلة القربة. قال قتادة: تقربوا إىل اهللا بما يرضيه. قال أبو عبيدة: توسلت إليه أي تقربت. وقال عبد الرمحن

إمنا هو بطاعة حتببوا إىل اهللا. والتحبب والتقرب إليه :بن زيدهيلة اخللق إىل اهللا؛رسولليس هلم ، فاإلميان بالرسول وطاعته هو وس

وليس لأحد ،وسيلة يتوسلون بها ألبتة إال اإلميان برسوله وطاعتهمن اخللق وسيلة إىل اهللا تبارك وتعاىل إال بوسيلة اإلميان بهذا

الرسول الكرمي وطاعته. وهذه يؤمر بها اإلنسان حيث كان من ي كل وقتوف نةكاحلج أو ،األمك بمكان باداتن العوما خص م كالصوم واجلمعة زمان،وزمانه ي مكانهنفس ، فكل فوليس ل

اختصاص -احلجرة من داخل - فضال عن جدارها من خارج فالقرب من اهللا ؛بشيء في شرع العبادات وال فعل شيء منها

واملسجد خص بالفضيلة في ،أفضل منه بالبعد منه باتفاق املسلمني هحياتالقرب ك وال ، قبل وجودذلل هيلة مسجدفلم تكن فض

وال أحد من أصحابه وال علماء أمته أن جياور أحد استحب هو ند قرب وال يعكف عليه؛عاملكرم وال قرب غريه د ، ال قربهوال أن يقص

أي قرب كان.؛السكىن قريبا من قرب


لهي حق من تتكرر طاعته لهو أفضل ف النبوية ينةوسكىن املد كما كان األمر ملا كان الناس مأمورين باهلجرة ،ورسوله فيها أكثر

مكة ؛ فكانت اهلجرة إليها واملقام بها أفضل من مجيع البقاع؛إليها فلما فتحت مكة ، بل كان ذلك واجبا من أعظم الواجبات؛وغريها

وكان من ،»لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية« :قال النبي أتى من أهل مكة وغريهم ليهاجر ويسكن املدينة يأمره أن يرجع إىل

كما كان عمر بن اخلطاب رضي اهللا ،مدينته وال يأمره بسكناها لئال يضيقوا على ؛عنه يأمر الناس عقب احلج أن يذهبوا إىل بالدهم

وكان يأمر كثريا من أصحابه وقت اهلجرة أن خيرجوا ،أهل مكةوغريه مكان واليةن أخر لوكانت طاعة الرسول بالسفر ،إىل أماك

جرةني كانت دار اهلح ينةنده باملدن املقام عأفضل م ينةإىل غري املد، هي ينفع الناس طاعة اهللا ورسولك؟ إذ كان الذفكيف بها بعد ذل،

وأما ما سوى ذلك فإنه ال ينفعهم ال قرابة وال جماورة وال غري يا فاطمة بنت « كما ثبت عنه في احلديث الصحيح أنه قال: ،ذلك

يا صفية عمة رسول الله لا ،محمد لا أغني عنك من الله شيئا يا عباس عم رسول الله لا أغني عنك ،أغني عنك من الله شيئا

،إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء« :قال و. »من الله شيئاننيمؤالم حالصو ي اللهيلا ومقون «. وقال: »إنتي المائيلإن أو

إن الله يدافع عن «. وقد قال تعاىل: »حيث كانوا ومن كانوا ؛ فهو تبارك وتعاىل يدافع عن املؤمنني حيث كانوا»؛الذين آمنوا

يقول في وكان النبي ،فاهللا هو الدافع والسبب هو اإلميان :هلا «خطبت ها فإنهمصعي نمو دشر فقد ولهسرو الله عطي نم


ومن يطع الله قال تعاىل: ،»يضر إلا نفسه ولن يضر الله شيئا نييقدالصو نيبيالن نم همليع الله معأن ينالذ عم كول فأولئسالرو

.والشهداء والصالحني وحسن أولئك رفيقا وأما ما يظنه بعض الناس من أن البالء يندفع عن أهل بلد أو

كما يظن ،إقليم بمن هو مدفون عندهم من األنبياء والصالحنيبعض الناس أنه يندفع عن أهل بغداد البالء لقبور ثالثة: أمحد بن

ويظن بعضهم أنه يندفع ،حنبل وبشر احلافي ومنصور بن عمار يل وغريهن قبور األنبياء اخللندهم مالبالء عن أهل الشام بمن ع

وبعضهم يظن أنه يندفع البالء عن أهل مصر بنفيسة ،عليهم السالم وأهل البقيع أو أو غريها. أو يندفع عن أهل احلجاز بقرب النبي

خمالف للكتاب والسنة ، فكل هذا غلو خمالف لدين اإلسالم؛غريهم فالبيت املقدس كان عنده من قبور األنبياء والصالحني ما ؛واإلمجاع فلما عصوا األنبياء وخالفوا ما أمر اهللا به ورسله سلط ،شاء اهللا

والرسل املوتى ما عليهم إال البالغ املبني وقد ،عليهم من انتقم منهمإن قال اهللا تعاىل في حقه : وكذلك نبينا ،بلغوا رسالة ربهموما على الرسول إلا البلاغ وقال تعاىل: ،عليك إلا البلاغ

بنيالم. فمن ؛ وقد ضمن اهللا لكل من أطاع الرسول أن يهديه وينصره

،خالف أمر الرسول استحق العذاب ومل يغن عنه أحد من اهللا شيئا يا عباس عم رسول الله :قال النبي صلى الله عليه وسلم«كما

لا أغني عنك من الله شيئا. يا صفية عمة رسول الله لا أغني نك منلا أغني ع ول اللهسر تة بنما فاطئا ييش الله نك منع


لا ألفني أحدكم « لمن واله من أصحابه :. وقال »الله شيئا ول اللهسا رقول: يغاء ير له ريعب هتقبلى رع ةاميالق موي يأتي

وكان أهل ».أغثني. فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتكاملدينة في خالفة أبي بكر وعمر وصدر من خالفة عثمان على

رةالرسول؛أفضل أمور الدنيا واآلخ هم بطاعةتمسكمث تغريوا ، ل وخرجت اخلالفة النبوية من ،بعض التغري بقتل عثمان رضي اهللا عنه

مث تغريوا بعض التغري فجرى عليهم ،عندهم وصاروا رعية لغريهمعام احلرة من القتل والنهب وغري ذلك من املصائب ما مل جير عليهم

قبل ذلك. والذي فعل بهم ذلك وإن كان ظالما معتديا فليس هو أظلم

أولما وقد قال اهللا تعاىل: ، وأصحابه ما فعلممن فعل بالنبي دنع نم وذا قل هى هأن ما قلتهثليم متبأص ة قديبصم كمتابأص

فسكمأن، وقد كان النبي ينةوالسابقون األولون مدفونني باملد ، مث ، كانوا في أول اإلسالم في سعادة الدنيا والدين؛وكذلك الشام

مث سلط عليهم املنافقون ،جرت فنت وخرج امللك من أيديهماملالحدة والنصارى بذنوبهم واستولوا على بيت املقدس وقرب

مث صلح ، وفتحوا البناء الذي كان عليه وجعلوه كنيسة،اخلليلدينهم فأعزهم اهللا ونصرهم على عدوهم ملا أطاعوا اهللا ورسوله

فطاعة اهللا ورسوله قطب السعادة ؛واتبعوا ما أنزل إليهم من ربهمومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله :وعليها تدور

كأولئ نسحو نيحالالصاء ودهالشو نييقدالصو نيبيالن نم همليعمن يطع الله ورسوله « يقول في خطبته : وكان النبي ،رفيقا


.»فقد رشد ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا ومكة نفسها ال يدفع البالء عن أهلها وجيلب هلم الرزق إال

هورسول لههم لالسالم،بطاعت يل عليهكما قال اخلل : يا إننبرأسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا

اترالثم نم مقهزارو هموي إليهاس تالن نة مدل أفئعلاة فاجالص. وكانوا في اجلاهلية يعظمون حرمة احلرم لعلهم يشكرون

،وحيجون ويطوفون بالبيت وكانوا خريا من غريهم من املشركنيثقال ذرةم موكانوا يكرمون ما ال يكرم غريهم ،واهللا ال يظل

، لكونهم كانوا متمسكني بدين إبراهيم؛ويؤتون ما ال يؤتاه غريهم وهم في اإلسالم إن كانوا أفضل من ،بأعظم مما متسك به غريهم

وإن كانوا أسوأ عمال من ،غريهم كان جزاؤهم بحسب فضلهم فاملساجد واملشاعر إمنا ينفع ؛غريهم كان جزاؤهم بحسب سيئاتهم

وإال فمجرد البقاع ال ،فضلها لمن عمل فيها بطاعة اهللا عز وجلقابوال ع قاب على األعمال ؛حيصل بها ثوابوإمنا الثواب والع

قد آخى بني سلمان وكان النبي ،املأمور بها واملنهي عنها وكان أبو الدرداء بدمشق وسلمان الفارسي ،الفارسي وأبي الدرداء

.راق فكتب أبو الدرداء إىل سلمان: هلم إىل األرض املقدسةبالعفكتب إليه سلمان: إن األرض ال تقدس أحدا وإمنا يقدس الرجل

عمله. باتفاق ين واملقام بالثغور للجهاد أفضل من سكىن احلرم

هادواجل لهجرةأفضل ل ينةباملد هذا كان سكىن الصحابةالعلماء. ول، وهو الذي يهديهم ويرزقهم ،واهللا تعاىل هو الذي خلق اخللق


كما قال تعاىل: ، وكل من سواه ال ميلك شيئا من ذلك،وينصرهم يف ةثقال ذركون ململا ي الله وند نم متمعز ينوا الذعقل اد

نم مهنم ا لهمو كرش نا ميهمف ما لهمض وي الأرلا فو اتاومالس وقد فسروها بأنه .ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ظهري

فإن سيد الشفعاء يوم القيامة ؛يؤذن للشافع واملشفوع له مجيعافإذا رأيت ربي خررت له « إذا أراد الشفاعة قال: حممدا

فيقال لي: ،ساجدا وأحمده بمحامد يفتحها علي لا أحسنها الآن .فعشت فعاشو طهعل تسو عمسقل تك وأسر فعي :قالارل دحفي

ولهذا ،. وكذلك ذكر في املرة الثانية والثالثة»حدا فأدخلهم الجنةولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد قال تعاىل:

فأخرب أنه ال ميلكها أحد دون اهللا.؛بالحق وهم يعلمون أي ؛ استثناء منقطعإلا من شهد بالحق وهم يعلمون وقوله:

منهم الشافع ؛ هم أصحاب الشفاعة،من شهد باحلق وهم يعلمونأنه سأله: » وقد ثبت في الصحيح عن النبي ،ومنهم املشفوع له

أبو هريرة فقال: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ فقال: يا أبا هريرة لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول

أسعد الناس ، لما رأيت من حرصك على الحديث؛منكقلبه نا مصالخ إلا الله قال لا إله نم ةاميالق موي يتفاعرواه »بش .

وقال في ، فجعل أسعد الناس بشفاعته أكملهم إخالصا؛البخاريإذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم «احلديث الصحيح:

ليلوا ع؛ص ا ثمرشا عبه هليع لى اللهة صرم ليلى عص نم هفإن فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من ؛سلوا الله لي الوسيلة


دبالع كو أن أكون ذلجأرو الله ادبيلة ؛عسي الول أل اللهس نفم ةاميالق موي يتفاعش هليع لتن جنس العمل»حفقد ؛. فاجلزاء م

ومن سأل ، أنه من صلى عليه مرة صلى اهللا عليه بها عشراأخرب يامةشفاعته يوم الق يلة حلت عليهومل يقل كان أسعد ،اهللا له الوس

أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من «الناس بشفاعتي بل قال: قلبه نا مصالخ إلا الله قال لا إله« لعبدم أن ما حيصل لفعل .

بالتوحيد واإلخالص من شفاعة الرسول وغريها ال حيصل بغريه من فكيف بما مل ؛ كسؤاله الوسيلة للرسول؛األعمال وإن كان صالحا

يأمر به من األعمال بل ى عنه؟ فذاك ال ينال به خريا ال في الدنيا رةي اآلخالسالم؛وال ف ي املسيح عليهثل غلو النصارى ففإنه ؛ م

أنه قال: ونظري هذا ما في الصحيحني عنه ،يضرهم وال ينفعهمإن لكل نبي دعوة مستجابة وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي «

. يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئايدي أهل التوحها إمنا يشفع فكل يث الشفاعةي أحادك ف؛وكذل

ق كرامة الشفاعةيستح لهينه لد هوإخالص لهل العبد يدفبحسب توح وهو سبحانه علق الوعد والوعيد والثواب والعقاب واحلمد ،وغريها

هوطاعت هيدوتوح به ك كان ؛والذم باإلمياني ذلفمن كان أكمل ف رةي اهللا له بخري الدنيا واآلخمهم ،أحق بتولمسل هباديع عمث مج

هو الذي يرزقهم وهو الذي يدفع عنهم املكاره وهو ،وكافرهموما بكم من نعمة فمن قال تعاىل: ،الذي يقصدونه في النوائب

قل من وقال تعاىل: الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون أي بدال عن الرمحن. هذا ؛يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن


ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في كقوله تعاىل: ،أصح القولني ، أي جلعلنا بدال منكم كما قاله عامة املفسرين؛الأرض يخلفون

ومنه قول الشاعر: مربدة باتت على الطهيان فليت لنا من ماء زمزم شربة

فال يكأل اخللق بالليل والنهار فيحفظهم ؛أي بدال من ماء زمزمأمن هذا الذي هو جند قال تعاىل: ،ويدفع عنهم املكاره إال اهللا

أمن لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور. ومن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور

ظن أن أرضا معينة تدفع عن أهلها البالء مطلقا لخصوصها أو فأفضل البقاع ؛لكونها فيها قبور األنبياء والصالحني فهو غالط

وضرب الله فقال تعاىل: ، وقد عذب اهللا أهلها عذابا عظيما،مكة كانكل م نا مغدا رقها رزيهأتة ينئطمة منآم تة كانيثال قرم

فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم يصنعون .ظالمون

* * * *


فصل

وما جاء به من ووالة األمر أحق الناس بنصر دين الرسول و[بإنكار] ما ى عنه وما نسب إليه بالباطل من ،اهلدى ودين احلق فإن أصل الدين هو ؛ إما جهال من ناقله وإما عمدا؛الكذب والبدع

، ورأس املعروف هو التوحيد،األمر باملعروف والنهي عن املنكر باهلدى ودين وقد بعث اهللا حممدا ،ورأس املنكر هو الشرك

به فرق اهللا بني التوحيد والشرك وبني احلق والباطل وبني ؛احلق فمن ؛اهلدى والضالل وبني الرشاد والغي وبني املعروف واملنكر

إما ؛أراد أن يأمر بما ى عنه وينهى عما أمر به ويغير شريعته ودينه كان السلطان أحق بمنعه بما ،جهال وقلة علم وإما لغرض وهوى

وكان هو أحق بإظهار ما جاء به الرسول من ،أمر اهللا به ورسوله فإن اهللا سبحانه ال بد أن ينصر رسوله والذين ؛اهلدى ودين احلق

فمن كان النصر على ؛آمنوا في احلياة الدنيا ويوم يقوم األشهادرةكان له سعادة الدنيا واآلخ يديه، وإال جعل اهللا النصر على يد

وما ربك بظالم للعبيد.،غريه وجازى كل قوم بعملهم واهللا سبحانه قد وعد أنه ال يزال [هذا الدين ظاهرا وال يظهر]

؛ وأنه من نكل عن القيام باحلق استبدل من يقوم باحلق،إال باحلقيا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في فقال تعاىل:

سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما إلا تنفروا يعذبكم عذابا متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل

أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء يرقد :وقال تعاىل ينهد نع كمنم دتري نوا منآم ينا الذها أيي


فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنني أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل

يملع عاسو اللهاء وشي نم يهتؤي الله. يوقد أرى اهللا الناس ف يق ما أخرب بهتصد موا بهتعاىل،أنفسهم واآلفاق ما عل هقوليقا لحتق :

قالح هأن مله نيبتى يتح فسهمي أنفي الآفاق وا فناتآي ريهمنسهيدء شيلى كل شع هأن كببر كفي لمأو.واهللا أعلم ، لهواحلمد ل

رب العاملني.

* * * *


الفهرس

UاملقدمةU ......................................................... 6

20 ..... يف السفر إىل مسجده صلى اهللا عليه وسلم وزيارة قربه فصل

114 ................ ووالة األمر أحق الناس بنصر دين الرسولفصل

116 .................................................... الفهرس

* * * *

Education

الجواب الباهر لزوار المقابر