205
1 ﺣﺪﺍﺋﻖ ﺍﻷﺯﺍﻫﺮ- ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﺍﻷﺯﺍﻫﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﻻﻧﺪﻟﺴﻲ ﲢﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻠﻴﻢTo PDF: www.al-mostafa.com

To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

  • Upload
    others

  • View
    4

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 1

حدائق األزاهر

الندلسيا ابن عاصم

حتقيق عبد اللطيف عبد احلليم

To PDF: www.al-mostafa.com

Page 2: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 2

اإلهداء

دون فرناندو دي الجراخنا الشنتمري ودون فديريكو كورينطي القرطيب : إىل صديقي املستشرقني اجلليلني .حتية لعلمهما وإنصافهما، وذكرى أيام مجيلة يف األندلس العزيز

أبو مهام

مقدمة المؤلف

بسم اهللا الرمحن الرحيم وصلى اهللا على سيدنا وموالنا حممد وآله وصحبه احلمد هللا الذي نطفت حبمده صوادح األلسنة يف رياض األفكار، على أفنان األقالم، ورمت جبواهر توحيده وترتيهه ومتجيده حبار

الكالم، وصلى اهللا على سيدنا وموالنا حممد العقول والنفوس، إىل سواحل الطروس، فتحلت به صدور رسوله الذي رفع اهللا به منار اإلسالم، وبعثه رمحة لألنام، واختصه مبرتلة االصطفاء واإلكرام، فشهد له أهل السماوات واألرض بالتبجيل، ونطفت برسالته وحتقيق جاللته التوراة واإلجنيل، فهدى اخللق إىل

من ربه إىل دار السالم، ورضي اهللا عنه آله الكرام، وأصحابه الربرة قصد السبيل، ودعا على بصرية األعالم، الذين جاهدوا يف اهللا حق جهاده، وقاموا بنصرة أكرم عباده خري قيام، ففازوا يف الدنيا بصحبته،

صري ويف اآلخرة جبواره يف دار املقام، ونستوهب من اهللا سبحانه هلذا املقام العلي املؤيدي اجلهادي الناليوسفي تأييداً ومتكيناً وجمداً دائماً وعزاً مكيناً، ونصراً عزيزاً وفتحاً مبيناً، وملكاً خملداً أبداً على الدوام

ويدوم مدى األيام، مقام موالنا، وعصمة ديننا ودنيانا، املعروف باحلكم والعدل، اجلامع ألوصاف مثال، حامي محى اإلميان، الباذل نفسه الكرمية يف الفضل، ذي البأس والنوال واملكارم اليت تضرب ا األ

رضى الرمحن احلاكم يف رعيته مبا مر اهللا به من العدل واإلحسان، عني ملوك زمانه وسائر األزمان، مذل الكفار، وممهد البالد واألقطار، احمليي حبسن سريته، وخلوص سريرته، مآثر جدوده األنصار، احملرز من

ملناقب اإلمامية ما حيق للملة ا االفتخار،ناصر الدنيا والدين، فخر امللوك والسالطني، املفاخر امللوكية، واالغين باهللا أيب عبد اهللا بن موالنا أمري املسلمني أيب احلجاج بن موالنا أمري املسلمني أيب الوليد بن نصر،

ي نصر اهللا به السنة وصل اهللا تعاىل سعوده، وحرس وجوده، ونصر ألويته السعيدة وبنوده، فهو الذوالكتاب، وآوى اإلسالم وأهله منه إىل أمنع محى وأعز جناب واختصه يف هذه احلضرة اجلزيرية

األندلسية بفريضة اجلهاد، وتكتيب الكتائب وجتنيد األجناد، ومهد مبلكه العادل، وعدله الشامل األقطار به اخللق إىل طريق الرشاد، فالنفوس على والبالد، وألف على حمبته، ولزوم طاعته قلوب العباد، وهدى

Page 3: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 3

حبه مفطورة، والقلوب برجاء سيبه وهيبة سيفه معمورة، واأللسنة على مجيل ذكره، ولزوم محده وشكره مقصورة، زاده اهللا بسطة يف ملكه، وجعل مجيع البالد حتت حكمه وملكه، وأدام لإلسالم واملسلمني

. دائم، والعز القائم منازله الرفيعة وقصورهدولته السعيدة املنصورة، وعمر بالسعد ال

أما بعد فإين مجعت يف هذا الكتاب من طرف األخبار، ورائق األشعار، ومستحسن اجلواب، ومضحكات املولدين واألعراب ونوادر احلكم واألمثال واآلداب ما يستحسن ويستطرف، ويستملح ويستظرف من

بارعة، أو حكمة نافعة، أو قطعة شعر رائعة أو خماطبة فائقة، كل نادرة غريبة، أو نكتة عجيبة، أو حكاية مع ما يستفاد يف ذلك من الوقوف على مناقب امللوك ومآثرها، وحمامدها ومفاخرها، ومكارم أخالقها

وشيمها، وشرف أنفسها ومهمها، ومجيل أفعاهلا وكرمي حملها واحتماهلا، وعدهلا ووفائها، وبأسها ها، وحزمها واتقائها، وعزمها وإمضائها، وصفحها وإغضائها، وجدها وسخائها، وخوفها ورجائ

واعتنائها، وسطوا وحناا، واستقباحها واستحساا، وسريها وعوائدها، وجوائزها وفوائدها، إىل غري ذلك من معرفة سنن م تقدم من الوالة واألمراء، والكتاب والشعراء، واألئمة واخلطباء، واملؤذنني

والوعاظ واحلكماء، واألعراب والغرباء، واان والظرفاء، وانونني والعقالء، والطفيليني والفقهاء،والبخالء، وحذاق اجلواري والنساء، وأهل التصنع والرياء، والزهاد واألولياء، فأخذت يف تبويبه وترتيبه،

ه، وكل نوع على واجتهدت يف ذيبه وتقريبه، واعتنيت بتأليفه ومجعه، ورددت كل جنس إىل جنسنوعه، وجعلت الشكل فيه مع شكله وضممت املثل إىل مثله، ليسهل النظر فيه على مطالعه، وحتصل

الفائدة لقارئه وسامعه، فجاء حبمد اهللا سبحانه حسن الترتيب، بديع التهذيب، فهو روضه آداب، ومتعة للمسرات واألفراح، وراحة أحداق وأمساع ألباب، فيه تسلية للنفوس وترويح لألرواح، واستجالب

اخلاطر، وأنس االس واملسامر، وحتفة القادم، وزاد املسافر، ومسيته حدائق األزاهر يف مستحسن األجوبة يف ااوبة : احلديقة األوىل: واملضحكات واحلكم واألمثال واحلكايات والنوادر، وجعلته ست حدائق

الباب األول يف مسكت اجلواب ومفحم اخلطاب، الباب : ابالبديهية واملخاطبة املرضية، وفيها ثالثة أبوالثاين يف مستحسن األجوبة اليت هي عن ذكاء قائلها معربة، الباب الثالث يف أبيات شعر وقعت جواباً،

الباب األول يف ترويح األرواح : يف مداعبة يستجلب ا أبواب: واستعملت خطاباً، احلديثة الثانيةب الثاين يف املضحكات املستحسنة، اخلفيفة على األلسنة، الباب الثالث يف مبستحسن املزاح، البا

املضحكات املستملحة، وإن كانت ألفاظها مستقبحة، الباب الرابع يف نوادر أويل العقول واأللباب، الباب األول يف النوادر : وحكايات املستخفني واملغفلني من املولدين واألعراب، وفيها ثالثة أبواب

غربة، والنكت املستعذبة، الباب الثاين يف أخبار األعراب واملتنبئني ونوادر اان واملستخفني، الباب املستيف الوصايا : احلديقة الرابعة. الثالث يف أخبار املغفلني وأهل البله، وما حيكى عن انونني، ومن ال عقل له

Page 4: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 4

احلديقة . وحكمها، وفيها باب واحديف أمثال العامة : احلديقة اخلامسة. واحلكم وفيها باب واحدالباب األول يف احلكايات : يف احلكايات الغريبة، واألخبار العجيبة، وفيها ثالثة أبواب: السادسة

املستطرفة واألخبار املستظرفة، الباب الثاين يف خمتار احلكايات واألخبار ذوات األشعار، الباب الثالث يف والزهاد، وعسى اهللا أن ينفع ذا الباب وأهله، وجيعله كفارة حكايات األولياء والعباد، والصلحاء

.لألبواب املتقدمة من قبله، إنه ويل التوفيق، واهلادي إىل سواء الطريق

Page 5: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 5

الحديقة األولى

: يف ااوبة البديهية واملخاطبة املرضية وفيها ثالثة أبواب

الباب األول في مسكت الجواب، ومفحم الخطاب

: من للصبية؟ قال: أيب معيط لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حني أمر بضرب عنقه يوم بدرقال عقبة بن

.النار

ربنا باعد بني ": ما كان أمحق قومك حني قالوا: وقال معاوية بن أيب سفيان لرجل من سبأ أهل اليمنإن كان هذا ": لواقومك أمحق منهم حيث قا: أما كان اجتماع الشمل خرياً هلم؟ فقال اليماين"أسفارنا

إن كان هذا هو احلق : أفال قالوا"هو احلق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم .من عندك فاهدنا له

: أنتم يا بين هاشم تصابون يف أبصاركم، فقال له ابن عباس: وقال معاوية أيضاً البن عباس رضي اهللا عنه

. بصائركموأنتم يا بين أمية تصابون يف

ودخل زيد بن علي بن احلسني بن علي بن أيب طالب على هشام بن عبد امللك بن مروان فلم يوسع له يا أمري املؤمنني إنه ليس أحد إال وله من جملسك : أحد يف الس، ومل ير لنفسه موضعاً جيلس فيه، فقال

نازعتك نفسك اخلالفة، وأنت اجلس حيث انتهى بك الس ال أم لك أنت الذي: موضع فقال له هشامفقال له زيد يا أمري املؤمنني إن األمهات ال يقعدن بالرجال عن الغايات، وقد كانت أم إمساعيل . ابن أمة

عليه السالم أمة فلم مينعه ذلك من أن يبعثه اهللا نبياً، وأخرج من صلبه حممداً صلى اهللا عليه وسلم، وكان . بعض ولده قردة وخنازيرإسحاق أمه سارة حرة، وقد مسخ اهللا

إن أخي آثر دينه على دنياه، وأنت : أنا خري لك من أخيك، فقال: وقال معاوية لعقيل بن أيب طالب .آثرت دنياك على دينك فأنت خري لك من أخي، وأخي خري لنفسه منك

كانت أم يف النار مفترشاً عمتك محالة احلطب، و: أين ترى عمك أبا هلب؟ فقال: وقال له يوماً آخر .مجيل امرأة أيب هلب بنت حرب بن أمية بن عبد مشس

.أبين لك صرحاً: أين تريد يا هامان؟ قال: وقال ابن حازم يوماً لكاتبة يضحك منه

.مذ ماتت العجوز أمك: مىت عهدك بالزىن يا أبا فراس؟ قال: وقال األحوص للفرزدق

منا عهدكم بنبيكم منذ كذا، وقد فتنتم، فقال له إ: وقال يهودي حني قتل عثمان رمحه اهللا، وقعت الفتنة

Page 6: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 6

اجعل لنا إهلا كما ": يا عدو اهللا، ما جفت أقدامكم من جوار البحر حىت قلتم ملوسى: رجل من املهاجرين ."هلم آهلة

ارفع يل ذنبه : أخربين أذكر هو أم أنثى؟ فقال له األعرايب: ورمى احلجاج حجراً بني يدي أعرايب، وقال له .وأخربك

وكيف ذلك، : أنا أريكه، قال: إين أمتىن أن أرى إبليس، قالت له: وكان قبيحاً: وقال رجل المرأته .انظر إىل وجهك: فأخرجت له مرآة، وقالت له

قد : أبلغي ريقي، فقال له ابن سريج: وقال حممد بن داود يوماً البن سريج، وقد أكثر عليه يف السؤال .أبلغتك دجلة والفرات

قل احلق وإال أوجعتك ضرباً، فقال وأنت فاعمل به، فواهللا إن ما أوعدك اهللا به على : ألعرايبوقال أمري .تركه أعظم مما توعدتين به

يا أعرايب، أتشهد مبا مل تره؟ : رأيت ذا الرمة، وقد عارضه رجل فقال له، يهزأ به: وقال موىل لبين هاشم .كأشهد أن أباك نكح أم: مباذا؟ قال: نعم، قال: قال

وكان للفضل بن سهل وصيفة ظريفة، كثرية امللح والنوادر وكانت ساقية، وكان أبو نواس يولع ا .ألن وجهك واحلرام ال جيتمعان: إين أحبك وتبغضينين فلم ذلك؟ فقالت له: وميازحها، فقال هلا يوماً

ما رأى فيك مجيل : ينةويروى أن بثينة دخلت على عبد امللك بن مروان، فحدد النظر إليها، وقال يا بثيا أمري املؤمنني، ما رأى فيك الناس حني ولوك اخلالفة، فضحك عبد امللك : حني قال فيك ما قال؟ قالت

.حىت بدت له سن سوداء، كان خيفيها، وما ترك هلا من حاجة إال قضاها يومئذ

أنه أدرك مياً، وكان أخربين رجل من بين أسد: أخربين خالد بن كلثوم، قال: وحكى محاد الراوية قالما كنا نرى أا ختفى على أحد، : أيتكن مي؟ فقال النسوة: رأيتها يف نسوة من قومها، فقلت: أعور، قال

واهللا ما أدري ما كان لعجب ذا الرمة منك؟ وما أراك كما كان يصفك، فتنفست، : هذه هي، قلت .ظر إيل بعني واحدةيرحم اهللا غيالن، إنه كان ينظر إيل بعينني، وأنت تن: وقالت

وكان بسجستان رجل يقال له بدر بن املناقر، وكان أبوه طلب يف سرقة اإلبل، فجلس إىل أيب اهلندي إن أحدكم يرى القذاة يف عني أخيه، وال يرى : الشاعر، وجعل يعرض له بالشراب، فقال أبو اهلندي

.اجلذع يف است أبيه

أفسدت شرفك بإدمانك اخلمر، فقال : سكراً، فقال له نصرومر نصر بن سيار بأيب اهلندي، وهو يتمايل .لو مل أفسد شريف مل تكن وايل خرسان: أبو اهلندي

ومل : فضرطت بغلته فضحكن منه، فقال هلن الفرزدق: ومر الفرزدق مباء، وبه نسوة يغسلن ثيان، قال

Page 7: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 7

أترى اليت محلتك تسعة أشهر : تضحكن؟ واهللا ما محلتين قط أنثى إال فعلت كفعلها، فقالت له امرأة منهن .كيف كان ضراطها؟ فخجل وانصرف

من الذي يؤذن بامسه مع اسم اهللا : ونازع بشاراً رجل يف اليمانية واملضرية، وأذن املؤذن فقال له بشار . تعاىل أمن مضر هو أو من سبأ؟ فسكت الرجل

أليس اهللا قد ردك : ال له عبد امللكوقدم رجل من بين خمزوم على عبد امللك بن مروان، وكان زبريياً، فقومن رد إليك يا أمري املؤمنني فقد رد على عقبيه، فسكت عبد امللك، وعلم أن قوله : على عقبيك؟ قال

.كان خطأ

على امرئ أجرك : ودخل يزيد بن أيب مسلم كاتب احلجاج على سليمان بن عبد امللك، فقال له سليمانيا أمري : أتظن احلجاج استقر يف قعر جهنم، أو هو يهوي فيها؟ فقالرسنك وسلطك على األمة لعنة اهللا،

.املؤمنني إن احلجاج يأيت يوم القيامة بني أبيك وأخيك، فضعه يف النار حيث شئت

: خنت مال اهللا، ومال أمري املؤمنني، فقال له شريك: ودخل شريك القاضي على املهدي، فقال له الربيع

.لو كان ذلك ألتاك سهمك

ل العبثي، ملا أيت بابن هبرية إىل خالد بن عبد اهللا القسري، وهو وايل العراق، وأتى به مغلوالً مقيداً، وقاإن القوم الذين أنعموا عليك ذه النعمة قد أنعموا ا على قبلك، فأنشدك اهللا أن : فقال له أيها األمري

ابن هبرية غلمانه فحفروا حتت األرض تسنت يف سنة يسنت ا فيك من بعدك، فأمر به إىل السجن، فأمر حىت خرج احلفر حتت سريره، مث خرج منه ليالً، وقد أعدت له أفراس يداوهلا حىت أتى مسلمة بن عبد

امللك، فاستجار به فأجاره، واستوهبه من هشام بن عبد امللك فوهبه له، فلما قدم خالد بن عبد اهللا .حني منت نومة األمة: أبقت إباق العبد، فقال له: ه خالدالقسري على هشام وجد عنده إبراهيم، فقال ل

قلة : ما تعدون البالغة يا أعرايب؟ قال: وتكلم ربيعة يوماً فأكثر، وإىل جانبه أعرايب، فالتفت إليه وقال .ما كنت فيه منذ اليوم فكأنه ألقمه حجراً: مبا تعدون العي؟ قال: الكالم، وإجياز الصواب، قال

مب سودك قومك، وما أنت بأشرفهم بيتاً، وال أصبحهم وجهاً، وال : ف بن قيسوقال رجل لألحنبتركي من أمرك ما ال يعنيين، كما : خبالف ما فيك يا ابن أخي؟ قال وما ذاك؟ قال: أحسنهم خلقاً؟ قال

.عناك من أمري ما ال يعنيك، فخجل الرجل

كذبت، لو كنت كذلك : أنا، قال: لمن سيد قومك؟ قا: لرجل-وقال عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه .مل تقله

لوال أن أثقل عليك يا أبا حممد لعدتك يف كل يوم : - وأتاه عائداً يف مرضه - وقال أبو حنيفة لألعمش واهللا يا ابن أخي، إنك لتثقل علي وأنت يف بيتك، فكيف لو جئتين يف كل يوم : مرتني، فقال له األعمش

Page 8: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 8

استأذنوا يل على أمري : فقال- رضي اهللا عنه -ب عمر بن اخلطاب مرتني؟ ووقف عيينة بن حصني ببا: أنت ابن األخيار؟ قال: هذا ابن األخيار بالباب، فأذن له، فلما دخل عليه قال له: املؤمنني، وقولوا له

وأما ابن األخيار فهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم . بل أنت ابن األشرار: نعم، قال .السالم

أنت الذي تزعم أن اهللا : قدم غيالن بكلمة قد صاغها حىت وقف على ربيعة، فقال: وقال أبو ضمرة .أنت الذي تزعم أن اهللا يعصى كرهاً، فكأمنا ألقمه حجراً: أحب أن يعصى؟ قال ربيعة

فإن : نعم، قال: دخولك فيما ليس لك ظلم منك، قال: وتكلم إياس بن معاوية مع بعض القدرية فقال .مر كله هللا فال تدع أن لك شيئاً منهاأل

أما أين أسألك عن : ما تقول يف القدر؟ فقال له علي: - رضي اهللا عنه -وقال رجل لعلي بن أيب طالب نعم، فأنت أنت، فمد القوم أعناقهم ليسمعوا ما : ألكفرت، وإن قلت: ثالث، فإن قلت يف واحدة منهن

: بل كما شاء، قال: هللا كما شاء، أو كما شئت؟ قالأخربين عنك أخلقك ا: يقول، فقال له علي

فيوم القيامة تأتيه مبا شئت أو مبا شاء؟ قال مبا شاء، : ملا شاء، قال: أفخلقك اهللا ملا شاء أو ملا شئت؟ قال .قم فال مشية لك، فسكت الرجل، ومل جيد جواباً: قال

أقول : لمه، فقال له ما مذهبك؟ قالك: ودخل رجل من احلسبانية على املأمون، فقال لثمامة بن أشرسإن األشياء كلها على التوهم واحلسبان، وإمنا يدرك الناس منها على قدر عقوهلم، وال حق يف احلقيقة،

: يا أمري املؤمنني، يفعل يب هذا يف جملسك؟ قال له مثامة: فقام إليه مثامة فلطمه لطمة سوء يف وجهه، فقال

: ولعلي إمنا دهنتك بالبان، مث أنشأ يقول: لطمتين، قال: وما فعلت بك، قال

وحين جئت إلى الذهاب حين قعدت قمت فعساك

تحسبه كباب وأنت تأكل من قفاك وعساك

.فسكت الرجل، وضحك من حضر

أراك تشاركين يف : ولقي أبو العيناء رجالً من إخوانه يف السحر، فجعل يعجب من بكوره، فقال له . تعجبالفعل، وتنفرد دوين بال

أكثرهم : ما أكثر هذه البالد بكالب، فأخرجت امرأة رأسها من طاق، وقالت: ودخل رجل جباية، فقال .برانيون

ال نعلم، فرد شهادم، : كم من خنلة؟ فقالوا: وشهد عند ابن شربمة قوم على براح فيه خنل، فقال هلم كم من سارية فيه؟ فانقطع، وأجاز أنت تقضي يف هذا املسجد ثالثني سنة، فهل تعلم: فقال له بعضهم

Page 9: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 9

.شهادم

: مىت مات ؟ وما كان سبب موته؟ فجعل يقول: ودخل رجل من اهلامشيني على املنصور، فقال له املنصور

كم تترحم على أبيك بني يدي أمري : اعتل رمحه اهللا يف وقت كذا، وخلف رمحه اهللا كذا، فقال له الربيع .مك فأنت ال تعرف حالوة اآلباء، وكان الربيع يرمي بأنه ال يعرف له أبال ألو: املؤمنني، فقال اهلامشي

: أال حتمدون اهللا الذي رفع عنكم الطاعون منذ علينا أمركم؟ فقال له رجل: وقال املنصور ألهل الشام

.اهللا أعدل من أن جيمعك والطاعون علينا، فسكت، ومل يزل يطلب عليه العلل حىت قتله

نعمة، فأخذه يعقوب بن الليث وأفقرهن فلما كان بعد مدة أدخل عليه، فقال وكان بسجستان صاحب وكيف كنت أنا قدمياً؟ : كيف كنت أنت قدمياً، فقال له يعقوب: كيف أنت الساعة؟ قال له: له يعقوب

.كما أنا الساعة، فأطرق يعقوب برأسه، وأمر له بألف درهم: قال

وإن من شيء إىل عندنا خزائنه وما نرتله إال ": ز وجل يقولإن اهللا ع: وقال معاوية يف جملسه ذات يومما نطالب مبا يف خزائن اهللا، ولكن املقدار املعلوم : فلم تلومونين؟ فقال األحنف بن قيس"بقدر معلوم

.الذي أنزله اهللا من خزائنه قد جعله يف خزائنك، فانقطع معاوية، ومل جيب

قد أكلت ضيعتك : يف ضيعة غصبها له، فقال كسرىودخل رجل على كسرى يتظلم من بعض عماله أيها امللك، وما عليك أن تسلم موضعك : منذ أربعني سنة، فما عليك أن تتركها لعاملي هذه السنة؟ فقال

.إىل رام عدوك؟ فأمر برد ضيعته

بكم أخذت : ودخل ابن يزيد على هشام بن عبد امللك، وعلى رأس يزيد قلنسوة حسنة، فقال هشامنعم يا أمري املؤمنني، : سبحان اهللا، قلنسوة بألف درهم؟ قال: بألف درهم، قال: سوتك هذه؟ قالقلن

.أخذا ألكرم أطرايف، وأنت قد اشتريت جارية بألف درهم ألخس أطرافك، فأفحم هشاماً باجلواب

إىل غصبين وكيلك ضيعيت، وحازها : وجلس حممد بن الزيات للمظامل، فجاءه رجل يتظلم، فقال لهالشهود هم البينة وأشياء كثرية جتيء من : حتتاج إىل بينة وشهود، وأشياء كثرية، قال: أرضك، قال

.عندك، فبقي ابن الزيات باهتاً، مث رد عليه ضيعته

.لو كنت كذلك جلئت بآخر مثلك: يا زانية، فقالت: وقال رجل جلارية أبيه

اللهم صل على حممد : أمرت بالصالة علي؟ تقولتبغضين وقد : وقال رجل من العباسيني أليب العيناء .الطيبني الصاحلني، فتخرج أنت منهم: فإين أقول: وعلى آله، فقال أبو العيناء

ما أخجلين أحد مثل ما أخجلين ابن ظريف لعبد الرمحن بن خاقان، كنت يوماً عندهم، : وقال أبو العيناءهذا أمر هني، عليك بأم عيالك؛ فإا تأتيك بابن : بنوددت أن يل ابناً مثل ابنك، فقال اال: فقلت ألبيه

.مثلي

Page 10: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 10

صرت يا أغلف : وكان زياد األعجم يوماً يتكلم وهو قائم، والناس حوله، فمر به الفرزدق، فقال له .أو أخربتك أمك باخلرب: تتكلم بني الناس، فقال زياد

يصيبك يف أمك من شعري إذن ال: أنت تقذف احملصنات يف شعرك، فقال: وقال رجل لبعض الشعراء .شيء

.أما من طعامك، وطعام أبيك، فال: هل أصابتك ختمة؟ قال: وقال نصر بن سيار األعرايب

كان عند روح بن زنباغ هند ابنة النعمان بن بشري، وكان شديد الغرية، فأشرفت تنظر إىل : وقال املدائين . احلالل من جذام، فكيف باحلرام منهم؟إين واهللا ألبغض: وفد من جذام كانوا عنده، فزجرها، فقلت

الباب الثاني

: أشهد معاوية بدراً؟ قال: يف مستحسن األجوبة اليت هي عن ذكاء قائلها معربة قبل أليب األسود الدؤيل

.نعم، من تلك الناحية

تركت : ما وراءك؟ فقال له: ولقي احلسني بن علي رضي اهللا عنهما يف حني خروجه إىل العراق فسأله .لقلوب معك، والسيوف عليك، والنصر من عند اهللا

أتقتل األسرى عطاشاً؟ : وقدم معن بن زائدة أسرى كانوا عنده للقتل، فلما مثلوا بني يديه، قال أصغرهم .أتقتل أضيافك يا معن فعفا عنهم، وخلى سبيلهم: فأمر هلم باملاء فلما شربوا، أمر بقتلهم، فقال له

. لو نام لوجدنا الراحة: م إبليس؟ قالأينا: وقيل للحسن البصري

مل أرد هذا، : عظم، قال: ما سنك؟ قال: وسأل رجل من الشعراء رجالً من املتكلمني بني يدي املأمونلو أتى على : مل أرد هذا، ولكن كم أتى عليك؟ قال: ولكن كم تعد؟ قال من واحد إىل ألف وأزيد، قال

كم مضى من : أن تقول: يف السؤال عن هذا؟ فقالك: شيء ألهلكين، فضحك املأمون، وقال لهإي : اجلواد يعثر، فقال املؤدب: حلنت، قال: عمرك؟ وقال مؤدب يزيد بن عبد امللك بن مروان يوماً له

.نعم، ورمبا كسر أنف سائسه: واهللا ويضرب حىت يستقيم، فقال يزيد

أبو : أبو من؟ قال: بن الفرات، قالا: ابن من؟ قال: حبر، قال: ما امسك؟ قال: ولقي رجل رجالً فقال .ما ينبغي أن تلقى إال يف زورق: الفيض، قال

يا فاسقة، مل تسأيل اهللا املغفرة، وأنت : اللهم ال متتين حىت تغفر يل ذنويب، فقال: ومسع أشعث امرأة تقول .سألته عمر األبد، يريد أا ال يغفر هلا

الناس، فجاء خمرب لصاحب احلانوت بأن زوجته ولدت، وكان أسقف جنران يوماً جالساً يف حانوت بعضال إله إال اهللا، ما : مات الولد، فقال: احلمد هللا، هذا ولد سعيد، فمكث ساعة، وإذا بآخر قال له: فقال

Page 11: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 11

.وال على عمله: قضى اهللا تعاىل أن حضرنا على والدته، وال على موته، فقال له األسقف

يقام للشمس ويضرب ظله : ذا احتلم بأمي يف النوم، فقال احلاكمه: وجاء رجل إىل حاكم برجل؛ وقال .احلد

وكان رجل يهوى امرأة، فرآها يف النوم، وأمكنته من نفسها فأخربها بذلك، فرفعته إىل احلاكم، وقالت يف وك: ادفع هلا ديناراً، فقال الرجل: إنه نال مين يف املنام ما أراد، فليدفع إيل حقي، فقال له احلاكم: له

البد من ذلك، فدفع هلا ديناراً فلما جاوزت : أدفع هلا ديناراً، ومل أنل منها شيئاً إال يف املنام؟ فقال احلاكم: ارجعي إيل، فلما رجعت أخذ منها الدينار، ودفعه إىل صاحبه، وقال للمرأة: املرأة الباب، قال احلاكم

.اذهيب فقد نلت منه مبقدار ما نال منك

أيت أعرابياً بالبادية قد بسط كساءه للشمس وهو يغتلي، فجعلت أنظر، فكان يأخذ ر: وقال األصمعي .ابدأ بالفرسان، وأرجع للرجالة: الرباغيث، ويدع القمل، فقلت له يف ذلك، فقال

فرآه آخر، فلما مت الطعام، قال . ووضع ثريد بني يدي قوم، وعليه دجاج، فسرق واحد منهم واحدة منها .إا على البيض: ج الدجاجة تلتقط احلب والفتات، فقاليا فالن، اخر: له

مسعت : يا أبا هشام ما أطلعك هناك؟ قال: ورأى رجل أحدب قد طلع يف بستانه يف خوخة، فقال له .فاض املاء، وجرى على اخلوخ، فطلعت أتوضأ

ت وخرج خطيب أشبيلية يوماً يتوضأ حتت برج الذهب، وكان أصلع، دون شيء يف رأسه، فأخرجإن : إمنا أعطيك فيها مقرعاً، فقال هلا: بدرهم، قالت: بكم تلك القرعة؟ قال هلا: الرميكية رأسها وقالت

.كانت غالية رجحتها لك ذا البربير

إين صائم، فاختلفت األلوان، فرأى : يا أعرايب، هلم، قال: وضع املأمون طعاماً، وكان عنده أعرايب، فقالأقدر على صيام يوم واحد، وال أقدر : أمل تقل إنك صائم، قال: ال له املأمونجدياً مشوياً فغسل يده، فق .على إعادة جدي مثل هذا

.كذا وزنوه علي: بنواه تأكل التمر؟ فقال: وكان بالبصرة جمنون يأكل التمر بنواه، فقيل له

ال : ؟ قال هلاأحتب سواكاً: ونظر رجل إىل طاق عالية، فوجد فيه امرأة مجيلة، وهي تستاك، فقالت له: اهلوى، قالت له: فما أوقفك للهوى، قال: إهلنا، قالت: ما ساقك إىل هنا؟ قال: أحب سواك، قالت له

.ادخل إذن علي: وجهك، قالت: ما امسك؟ قال

.ألين سديد الرأي، شديد اإلقدام: كيف سدت وأنت خبيل قبيح؟ فقال: وقالت امرأة للحصني بن منذر

ألين حليم : كيف تطمح يف اخلالفة وأنت خبيل جبان؟ فقال: لك ألخيه هشاموقال مسلمة بن عبد امل .عفيف

Page 12: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 12

: أليس قد كتبنا لك إىل إبراهيم بن املدبر؟ قال: وشكى أبو العيناء حاله إىل عبد اهللا بن سليمان، فقال له

طليب، قد كتبت إىل رجل قد قصر من مهته طول الفقر، وذل األسر، ومعاناة حمن الدهر، فأخفقت يف يف ذلك، قد اختار موسى سبعني رجالً فما كان - أعز اهللا األمري - وما علي : أنت قد اخترته، قال: قال

منهم رشيد، واختار النيب صلى اهللا عليه وسلم ابن أيب سرح كاتباً، فرجع إىل املشركني مرتداً، واختار . علي بن أيب طالب أبا موسى حاكماً فحكم عليه

أي امللوك رأيت أكمل، وأي : بن مروان مسلمة بن اليزيد، وكان من املعمرين، فقالوسأل عبد امللك أما امللوك فلم أر إال حامداً أو ذاماً، وأما الزمان فيضع أقواماً، ويرفع أقواماً، : الزمان رأيت أفضل؟ فقال

.وكلهم يذم زمانه، ألنه يبلي جديدهم، ويفرق عديدهم، ويهرم صغريهم، ويهلك كبريهم

بينك : أين أنت؟ فقال إياس: عدي بن أرطاة فقال له-ودخل على القاضي إياس، وهو يف جملس القضاء نائي احملل، سحيق : أين رجل من الشام، قال: لالستماع جلست، قال: وبني احلائط، فامسع مين قال

وأريد : الفارس، قالليهنك : وولد يل غالم، قال: بالرفاء والبنني، قال: وتزوجت امرأة، قال: الدار، قالأوف هلم : وشرطت ألهلها أال أخرجها من بينهم، قال: يف حفظ اهللا، قال: الرجوع إىل وطين، قال

بشهادة : على ابن أمك، قال: فعلى من قضيت؟ قال: قد فعلت، قال: فاقضي بيننا، قال: بالشرط، قال .بشهادة ابن أخت خالتك: من؟ قال

الذكاء والفطنة، وأول ما ظهر من ذكائه، أنه دخل دمشق، وهو وهذا إياس الذي يضرب به املثل يفإنه شيخ كبري، : فصال إياس حبديثه على الشيخ، فقال القاضي. غالم، فتحاكم عند قاضيها، مع شيخ

ومن ينطق حبجيت؟ : اسكت، قال: فقال له القاضي: احلق أكرب منك: فقال له إياس. فاخفض من كالمكال إله إال اهللا أحق هذا أم باطل؟ فحكم القاضي : ول إال حقاً، قال له إياسما أراك تق: قال القاضي

.بينهما، وانصرف

وملا دخل عبد امللك البصرة، رأى إياساً وهو صيب، وخلفه أربعة من القراء، أصحاب الطيالسة والعمائم، كم سنك؟ : ليه وقالأما فيكم شيخ يقدمكم غري هذا احلدث؟ مث التفت إ: وإياس يقدمهم فقال عبد امللك

سن أسامة بن زيد حني واله رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم جيشاً - أطال اهللا بقاء األمري - سين : قال .تقدم، بارك اهللا فيك، وكان سنه سبع عشرة سنة: فيه أبو بكر وعمر، فقال

ري املؤمنني من رؤيتك ما حرمته يا أم: ما أشد ما عليك يف ذهاب بصرك؟ قال: وقال املتوكل أليب العيناء .من إمجاع الناس على مجالك

ما يسرين لو : أرأيت صائداً يبيع شبكته؟ وقال رجل ألعرايب: أتبيع مرقعتك؟ قال: وقيل ألحد املكدين .لو بت ضيفاً يل ألصبحت أبطن من أمك قبل أن تلدك بساعة: بت ضيفاً لك، قال

Page 13: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 13

يا أمري املؤمنني، إن العباءة ال تكلمك، إمنا يكلمك : فقال. ودخل أعرايب على معاوية يف عباءة فاحتقرهما رأيت رجالً أحقر أوالً، : من فيها، مث تكلم، فمأل مسعه بياناً، مث خرج، ومل يسله شيئاً، فقال معاوية

.وال أجل آخراً منه

ا أن: وتكلم رجل عند عبد امللك بكالم ذهب فيه كل مذهب، فقال له، وقد أعجبه، ابن من أنت؟ قال .صدقت: ابن نفسي اليت نلت ا هذا املقعد منك، قال

وعرض بعض األدباء على صاحب له شعراً، مبحضر مجاعة فجعل يعرض عن حماسن الشعر، ويتتبع أراك كالذباب تعرض عن املواضع السليمة، وتتبع جروح : مواضع النقد حسداً، فقال له صاحب الشعر

.اجلسد

ال تغالوا صدقات النساء؛ فإنه ال يبلغين عن : د اهللا وأثىن عليه، مث قالوروي عن عمر بن اخلطاب، أنه محأحد، أنه ساق أكثر من شيء ساقه رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، أو سيق إليه، إال جعلت فضل ذلك

كتاب اهللا : ومل؟ قالت: ليس لك ذلك يا أمري املؤمنني، قال: يف بيت املال، فقامت امرأة طويلة فقالتوأتيتم إحداهن قنطاراً فال تأخذوا ": فإن اهللا تعاىل يقول: كتاب اهللا، قالت: أن يتبع أم قولك؟ قالأحق

كنت يتكم عن أن تغالوا : امرأة أصاب، ورجل أخطأ، مث قال: فقال عمر رضي اهللا عنه"منه شيئاً .صدقات النساء، فليفعل كل واحد يف ماله ما أحب

الرفد والرفعة، واخلفض والدعة، : مسنت يا غضبان قال: ليعاقبه، فقال لهوأخرج احلجاج رجالً من سجنه مثل األمري أعزه اهللا حيمل على : ألمحلنك على األدهم، قال: ومن يكن ضيف أمري املؤمنني يسمن، قال

اضربوا به : قال. ألن يكون حديداً خري من أن يكون بليداً: إنه حديد قال: األدهم والورد واملكيث، قالامحلوه : قال"بسم اهللا جمراها ومرساها": جروه قال: قال"منها خلقناكم وفيها نعيدكم": ألرض، قالا

: فضحك احلجاج، وقال"سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنني": على األيدي فلما محل، قال

. "فاصفح عنهم وقل سالم": غلبنا هذا احلديث اخلبيث، خلوه إىل صفحي عنه، قال

ل خالد بن الوليد لعبد املسيح بن عمرو الغساين وهو ابن ثالمثائة ومخسني سنة، من أين أفضي أمرك؟ وقاعلى األرض، : فعالم أنت؟ قال: من بطن أمي، قال: من أين خرجت؟ قال: من صلب أيب، قال: قالابن رجل : قالابن كم أنت؟ : إي واهللا وأقيد، قال: أتعقل؟ قال: يف ثيايب، قال: ففيم أنت؟ قال: قال

.ما أجبتك إال عن مسألتك: ما تزيد يف مسألتك إال عناء، قال: فما سنك؟ قال عظم، قال: واحد، قال

: إين إذن لرجل سوء، أراد قوله تعاىل: أمز إسرائيل؟ قال: قلت ألعرايب: وقال الربيع بن عبد الرمحن

.إين إذن لقوي: أجتر فلسطني؟ قال: ، قلت"مهاز مشاء بنميم"

.اهلر يهمزها: أمز الفأرة؟ قال: قيل ألعرايبو

Page 14: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 14

ومما يستظرف يف هذا الباب أن رجالً من حمارب وفد على عبد اهللا بن زيد اهلاليل عامل أرمينية، وقد ما تركتنا شيوخ حمارب ننام لشدة أصواا، فقال : بات على قرب من غدير فيه ضفادع، فقال عبد اهللا

: إا ضلت برقعاً، فهن يف طلبه، أراد اهلاليل قول األخطلأصلح اهللا األمري،: احملاريب

وما خلتها كانت تريش وال تبري بال شيء شيوخ محارب تنق

عليها صوتها حية البحر فدل في ظلماء ليل تجاوبت ضفادع

: وأراد احملاريب قول اآلخر

والبن هالل برقع وقميص هاللي من اللؤم برقع لكل

ابه يف الدخول عليه، والطعام بني يديه، فلم يدعهم، مث دعا بطست، وكشف عن وأذن بشار ألصحأنت أستأذنا، وقد رأينا منك أشياء أنكرناها : سؤاله فبال، مث حضر الظهر والعصر، فلم يصل، فقالوا له

إمنا أذنت لكم بالدخول: دخلنا والطعام بني يديك فلم تدعنا إليه، قال: وما هي؟ قالوا: عليك، قال

دعوت بالطست، وحنن حضور، فبلت، وحنن نراك : لتأكلوا، ولو مل أرد هذا ملا أذنت لكم، مث ماذا؟ قالواحضرت الصالة ومل : أنا مكفوف وأنتم بصراء، وأنتم املأمورون بغض البصر دوين، مث ماذا؟ قالوا: فقال

.ن يف الثالثةأحسن يف الثنتني، ومل حيس. إن الذي يقبلها تفاريق يقبلها مجلة: تصل قال

ولكنه بئس الرسول يبعث : مل تركته، وهو رسول السرور إىل القلب؟ فقال: وترك رجل النبيذ، فقيل له .إىل اجلوف فيذهب إىل الرأس

: ومسع رجل أبا العتاهية ينشد

ترى إال بخيال فال فانظر بطرفك حيث شئت،

. سخياكذبين أنت بواحد منهم: لقد خبلت الناس كلهم، فقال: فقال

وما ": منع اجلود سوء الظن باملعبود، يقول اهللا تعاىل: أنت متالف، فقال: وقال املأمون حملمد بن عباد ."أنفقتم من شيء فهو خيلفه وهو خري الرازقني

الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء واهللا ": وخوف خبيل سخياً اإلمالق والفقر، فرد عليه السخي ."اليعدكم مغفرة منه وفض

بأيب أنتما وأمي، إن اهللا : إنك قد أسرفت يف بذل املال، فقال: وقال احلسن واحلسني لعبد اهللا بن جعفر .عودين أن يتفضل علي، وعودته أن أتفضل على عبيده، وأخاف أن أقطع العادة، فيقطع عين عادته

-ما تقول : فقالهذه، : أيكما الشعيب؟ فقال: فقال- وهو مع امرأته -ودخل رجل على الشعيب

: إن كان قال لك: يف رجل شتمين يف أول يوم من رمضان؟ هل يؤجر؟ فقال له الشعيب- أصلحك اهللا

Page 15: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 15

.أمحق فأرجو له األجر

ما تقول يف رجل أدخل أصبعه يف أنفه يف الصالة، فخرج عليه دم، أترى له أن : وسأله آخر، فقال له . إىل احلجامةاحلمد هللا الذي نقلنا من الفقه: حيتجم؟ فقال

.ذلك نكاح ما شهدناه: كيف كانت تسمى امرأة إبليس؟ فقال: وسأله فقال

مىت عميت يا أبا عمرو؟ : ودخل الشعيب احلمام فرأى داود األزدي بال مئزر فغمض عينيه، فقال له داود .مذ هتك اهللا سترك: قال

.ال، ولكن يف رجلي: يا جارية، هل يف يديك عمل؟ قلت: قلت المرأة ظريفة: وقال األصمعي

إن أيب أوصى إيل، ومل يوص : إىل من أوصى بك أبوك؟ وكان صغرياً، قال: وقال معاوية لعمرو بن سعيد .يب

ابنة من : وكان للفرزدق ندمي يسمى زياد األقطع، فأتى به يوماً، فخرجت له بنية للفرزدق صغرية، فقالقطعت يف حرب : فما بال يدك مقطوعة؟ قال: التفما بالك حبشية؟ ق: ابنة الفرزدق، قال: أنت؟ قالت

: عليك وعلى أبيك لعنة اهللا، مث أخرب الفرزدق، فقال: فقال. بل قطعت يف اللصوصية: احلرورية، قالت

.أشهد أا ابنيت حقاً

: هذا واهللا الشعر يا غالم، هل أجندت أمك؟ قال: وأنشد الفرزدق شعراً وهو صغري، مبحضر احلطيئة فقال

. أجند أيبال بل

على امرأة تدل على : ما هذه اجلماعة؟ قالوا: ونظر خالد بن صفوان إىل مجاعة يف مسجد البصرة، فقالأريدها بكراً كثيب، أو ثيباً كبكر، حلوة من : صفها، قال: ابقين امرأة، قالت: النساء، فأتاها، فقال هلا

النعمة، وذل احلاجة، إذا اجتمعنا كنا قريب، ضخمة من بعيد، كانت يف نعمة فأصاا فاقة، فيها أدبيف الرفيق األعلى من : وأين هي؟ قالت: أهل دنيا، وإذا افترقنا كنا أهل آخرة، قالت قد أصبتها لك، قال

.اجلنة فاعمل هلا

هذه ملن : يا صاحب الغنم سالم عليكم، فرفع العصا، وقال: وأتى احلطيئة رجل، وهو يف غنمه، فقال .إن شئت قمت ا إليك: للضيفان أعددا، فأعاد السالم، فقال: إين ضيف، فقال: سلم، فقال الرجل

: قد قلت ما ال ينكر، قال: السالم عليكم، فقال: ومر به ابن محامة، وهو جالس يف فناء بيته، فقال

دونك : أفتأذن يل أن آيت ظل بيتك؟ قال: ضمنت ألهلك قراك، قال: خرجت من أهلي بغري زاد قال .انصرف، وكن ابن أي طائر شئت: أنا ابن احلمامة، قال: قيك ظله، قالاجلبل ي

: ونزل الغضبان القبعثري خارج كرمان، وهي كثرية الرمضاء فضرب قبته، فورد عليه أعرايب، فقال

ما : أو تعطي؟ قال: آخذ، قال: ما امسك؟ قال: هي كلمة معقولة، قال األعرايب: السالم عليكم، فقال

Page 16: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 16

أرضاً أمشي يف : وأين تريد؟ قال: من الدلول، قال: ومن أين جئت؟ قال: امسان، قالأحب أن يكون يلفمن : الصابرون، قال: ومن بشر؟ قال: آل فرعون على النار، قال: ومن عرض؟ قال: مناكبها، قال

: لإمنا يقول األمري قا: أفتقول؟ قال: إمنا تسمع القينة، قال: أفتسمع؟ قال: حزب اهللا، قال: غلب؟ قال

إين : إنك ملنكر، قال: كتاب اهللا ينطق، قال: أفتنطق؟ قال: إمنا تسجع احلمامة، قال: أفتسجع؟ قالقد : وراءك أوسع لك، قال: الدخول إليك، قال: وما إرادتك؟ قال: ذلك أريد، قال: ملعروف، قال

: ا يربدان، قالبل عليهم: الرمضاء أحرقت قدمي، قال: الساعة يأتيك الفيء، قال: ضرتين الشمس، قال

ال تعرض ما : إين ال أريد طعامك وال شرابك، قال: ليس يل عليه من سلطان، قال: أوجعين احلر، قال .هراوة أدق ا رأسك: ما عندك؟ قال: قبل كونك، قال: سبحان اهللا، قال: فواهللا ما تذوقهما، قال

إن اهللا قد فعل ما حتب من : ء بن حيوةوأمر عمر بن عبد العزيز رضي اهللا عنه بعقوبة رجل، فقال له رجا .الظفر، فافعل ما حيب من العفو، فعفا عنه

وقعت ماء بني حييني من قريش، فأقبل أبو سفيان، فما بقي أحد واضع رأسه إال رفعه، : وقال العتيبوهل شيء أفضل من احلق؟ : يا معشر قريش، هل لكم يف احلق أو فيما هو أفضل من احلق؟ قالوا: فقال

.نعم، العفو، فتبادر القوم واصطلحوا: الق

ويروى أن نصيباً وفد على عبد امللك بن مروان، وأنشده، فاستحسن شعره، ووصله، فجاء بالطعام فأكل يا : فإين أراك، قال: يا أمري املؤمنني تأملين قال: هل لك فيما يتنادم عليه، فقال: معه، فقال له عبد امللك، والوجه قبيح، ولست يف منصب كرمي، وإمنا بلغ يب جمالستك ومواكلتك عقلي، أمري املؤمنني اجللد أسود

.وأنا أكره أن أدخل عليه ما حيول بيين وبينه، فأعجب عبد امللك كالمه وأعفاه

يداك : يا أسود، قد بلغت املدح فسلين أعطك، فقال: وأنشد يوماً هشاماً قصيدة مدحه ا، فقال له هشامهذا واهللا أجزل من الشعر وأجازه جائزة : العطية أطول من لساين باملسألة، فقال هشاميا أمري املؤمنني ب

.عظيمة

.إن هجوتين ألخرجن أمك من اللعبة: واهللا ألهجونك، فقال: وقال دعبل ملخنث

ورفع إىل األمري أن أبا نواس زنديق، وأنشد من شعره ما يستدل به على ذلك، فأمر بإحضاره، وملا حضر وما قلت؟ وما ظهر علي من : عرفت أنك زنديق قال: ما ذنيب يا أمري املؤمنني؟ قال: له، فقالأمر بقت

: قولك: ذلك؟ قال

تسقني سراً إذا أمكن الجهر وال أال فاسقني خمراً، وقل لي هي الخمر

Page 17: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 17

بعض إن ": أتقتلين على ظن؟ وقد قال ما تعاىل: كذلك أظن، قال: قال يا أمري املؤمنني أفسقاين؟ قال : فأنت الذي تقول: قال"الظن إمث

في جنة مذ مات أو في نار جاءنا أحد يخبر أنه ما

: أنت الذي تقول: أفتقتلين على الصدق؟ قال: ال، قال: أفجاء أحد يا أمري املؤمنني؟ قال: قال

قم سيدي نعص جبار السماوات أحمد المرتجى في كل نائبة يا

أطلقوه، ولو وجب عليه : أفتقتلين على أن ال تدري؟ قال: ال أدري، قال: ؟ قالأفقام يا أمري املؤمنني: قال . القتل

وكان الفرزدق يوماً ينشد، فنظر إىل الكميت بن زيد يستمع، وهو غالم يومئذ، فأعجبه ما رأى من أيب ما أحب ب: أفيسرك أين أبوك؟ قال: حسن، قال: يا غالم كيف ما تسمع؟ قال: إطغائه وتفهمه، فقال

.يا ابن أخي، استرها علي، فما لقيت مثلها: بدالً، ولكن وددت أنك أمي، قال

وقام بشار بني يدي املهدي ينشده شعراً، ودخل خال املهدي يزيد بن منصور احلمريي، وكانت يف خبايل، "أزأ"أثقب اللؤلؤ، فضحك املهدي وقال : ما صناعتك أيها الشيخ؟ قال: غفلة، فقال لبشار

يا أمري املؤمنني، وما أصنع به يرى شيخاً أعمى ينشد اخلليفة شعراً، فيسأله عن صناعته؟ وكتب إىل :فقالمن مل يصب : عبد الرمحن بن احلكم بعض مواليه يسأله عمالً رفيعاً مل يكن من شاكلته فوقع يف كتابه

.وجه مطلبه كان احلرمان أوىل به

يا أبا : أيام احلج، فدخل عليه احلجاج يعوده، فقال لهوكان أصاب عبد اهللا بن عمر زج رمح بقدمه يفغفر اهللا لك، : أنت أصبتين، فقال: عبد الرمحن، لو علمت من أصابك لفعلت وفعلت، فقال له ابن عمر

.محلت السالح يف يوم ال حيمل فيه السالح، ويف بلد ال حيمل فيه السالح: مل تقول هذا؟ قال

ال عليك يا ابن أخي، فإنه : جاج يف النار، فسأل احلسن البصري فقالوحلف رجل بطالق امرأته أن احل .مل يكن احلجاج يف النار، فما يضرك أن تكون مع امرأتك على زىن

: أمل تسمع إىل قوله تعاىل: ما تقول يف أمر احلجاج؟ قال: قلت إلبراهيم النخعي: وقال جرير بن منصور

.حلجاج كان منهم فأشهد أن ا"أال لعنة اهللا على الظاملني"

اعفين يا أمري : ما من أحد إال وهو يعلم عيب نفسه، فصف يل عيوبك، قال: وقال عبد امللك للحجاج .ما يف إبليس أشر من هذا: أنا جلوج حقود وحسود، قال عبد امللك: البد أن تقول، قال: املؤمنني، قال

.جلبت والطاغوت، كافر باهللامؤمن با: إن الناس يزعمون أن احلجاج مؤمن، قال: وقيل للشعيب

لو جاءت كل أمة مبنافقيها، وجئنا باحلجاج : وسئل عمر بن عبد العزيز رضي اهللا عنه عن احلجاج، فقال

Page 18: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 18

.لفضلناهم

: وملا قدم أبو ليلى النابغة اجلعدي على النيب صلى اهللا عليه وسلم وأنشده الشعر الذي يقول فيه

بغي فوق ذلك مظهراوإنا لن بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا

إىل اجلنة يا رسول اهللا، قال النيب صلى اهللا : إىل أين يا أبا ليلى؟ قال: فقال له النيب صلى اهللا عليه وسلم .إن شاء اهللا: عليه وسلم

أنت الذي ال تقول الشعر حىت تؤتى بالرياحني واألزهار فتوضع بني : ولقي أبو العتاهية أبا نواس فقال له: إين ألقوله على الكنيف، قال أبو نواس: كيف ينبغي للشعر أن يقال إال هكذا، قالو: يديك؟ قال

.ولذلك توجد فيه الرائحة

من يعذرين من أهل الكوفة؟ إن وليتهم التقى : وملا قدم رجال الكوفة يشكون لسعد بن أيب وقاص، قالملؤمنني إن التقي الضعيف له تقاه، يا أمري ا: ضعفوه، وإن وليتهم القوي فجروه، فقال له املغرية بن شعبة .صدقت فأنت القوي الفاجر، فاخرج إليهم: وعليك ضعفه، والقوي الفاجر لك قواه وعليه فجوره، قال

أجع كلبك يتبعك، ومسنه يأكلك، فقال له العباس : صدق الذي قال: وقال املنصور لبعض قوادهله غريك برغيف فيتبعه ويدعك؟ وكتب إىل عمر أما ختشى يا أمري املؤمنني إن أجعته أن يلوح : الطوسي

حصنها بالعدل، ونق طرقها من : بن عبد العزيز بعض عماله يستأذنه يف حتصني مدينة فكتب إليه عمر .الظلم والسالم

: إن الذي أدى هذا ألمني، قال رجل: وملا أيت عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه بتاج كسرى وسواريه قال

. أمني اهللا يؤدون إليك ما أديت إىل اهللا فإذا رتعت رتعوايا أمري املؤمنني أنت

تظن، وال : وحيك، أظنك ختونين، قال: واطلع مروان بن احلكم على صنيعة له فأنكر شيئاً، فقال لوكيلهنعم، واهللا إين ألخونك، وإنك لتخون أمري املؤمنني، وإن أمري املؤمنني ليخون : نفعل قال: تستيقنه، قال

.اهللا شر الثالثةربه، فلعن

لعاملك على البحرين، : ملن هذا؟ فقيل: ومر عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه ببنيان بين بآجر وجص، فقال .أبت الدراهم إال أن خترج أعناقها، وأرسل إليه فشاطره ماله: فقال

أما على أي ساقني؟ لو: ودخل حزمي الناعم على معاوية بن أيب سفيان، فنظر معاوية إىل ساقيه، فقال . واحدة بأخرى، والبادي أظلم: فقال. يف مثل عجيزتك يا أمري املؤمنني: جارية، فقال حزمي

يا أبا النصر، إنه تأتينا كتب من : ودخل أبو النصر سامل موىل عمر بن عبد اهللا على عامل للخليفة فقال لهقد أتاك كتاب من عند اهللا قبل كتاب : نصرعند اخلليفة فيها وفيها وال جند بداً من إنقاذها، فقال له أبو ال

Page 19: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 19

.اخلليفة، فأيهما اتبعت كنت من أهله

وما هو يا أمري : ما حديث حيدثين به أهل الشام قال: ودخل الزهري على الوليد بن عبد امللك فقال: ت، قالحيدثوننا أن اهللا إذا استرعى عبداً رعيته كتبت له احلسنات، ومل تكتب عليه السيئا: املؤمنني؟ قال

فإن اهللا يقول : بل بين خليفة، قال: باطل يا أمري املؤمنني، أبين خليفة أكرم على اهللا أم خليفة غري بين؟ قاليا داود إنا جعلنك خليفة يف األرض فاحكم بني الناس باحلق وال تتبع اهلوى ": لنبيه داود عليه السالم

فهذا يا . "م عذاب شديد مبا نسوا يوم احلسابفيضلك عن سبيل اهللا إن الذين يضلون عن سبيل اهللا هل .أن الناس ليفروننا عن ديننا: أمري املؤمنني وعده لبين خليفة، فما ظنك خبليفة غري بين؟ قال

يا أمري : وقعد معاوية بالكوفة يبايع الناس على الرباءة من علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه، فقال له رجلهذا رجل فاستوحي به : ربأ من موتاكم، فالتفت معاوية إىل املغرية، وقالاملؤمنني نطيع أحياءكم، وال ن

.خرياً

ملا مات يزيد بن معاوية، وصارت اخلالفة إىل هشام بن عبد امللك خر أصحابه سجوداً : وقال األصمعيا؟ ملاذا يا أمري املؤمنني ألنك ذهبت عن: ما منعك أن تسجد كما سجدوا؟ قال: إال األبرش الكليب، قال

.اآلن طاب السجود: نعم، قال: وتفعل يا أمري املؤمنني؟ قال: فإن ذهبت بك معي، قال: قال

إنك لتباعد اإلذن : وكان سعيد بن عتبة بن حصني، إذا حضر باب السالطني جلس جانباًن فقيل له : ألن أدعى من بعيد خري من أن أقصى من قريب، مث قال: جهدك، قال

فتح البواب بابك إصبعا إذا راًأناساً يسرعون تباد رأيت

وحلماً إلى أن يفتح الباب أجمعا سكوت جالسون رزانة ونحن

لقد طال من وقوفك يف الشمس، : ونظر رجل إىل روح بن حامت واقفاً يف الشمس عند باب املنصور فقال .ليطول جلوسي يف الظل: فقال

د اشتغل ببعض مصلحة املسلمني، فحجبه، ووقف أبو سفيان بباب عثمان بن عفان رضي اهللا عنه، وقفقال له رجل وأراد أن يغريه يا أبا سفيان، ما كنت أرى أن تقف بباب مضري فيحجبك، فقال أبو

.ال عدمت من قوي من أقف ببابه فيحجبين: سفيان

كنت جالساً عند القاضي شريح، إذ دخلت عليه امرأة تشتكي زوجها، وهو غائب، : وقال الشعيبال : لبكائها، قال: وما علمك؟ قال: أصلحك اهللا ما أراها إال مظلمة، فقال: كاء شديداً، فقلتوتبكي ب

.، وهم ظاملون"وجاءوا أباهم عشاء يبكون"تفعل فإن إخوة يوسف

وكان احلسن بن أيب احلسن ال يرى أن ترد شهادة مسلم إال أن جيرحه املشهود عليه، فأقبل إليه رجل،

Page 20: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 20

مل رددت شهادة هذا : أبا واتلة: ن إياساً رد شهاديت، فقام معه احلسن إليه، فقاليا أبا سعيد إ: فقالمن صلى قبلتنا فهو مسلم، له ما لنا وعليه ما علينا، : املسلم، وقد قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

. وهذا ممن ال نرضاه"ممن ترضون من الشهداء": يا أبا سعيد إن اهللا يقول: قال

مرحباً وأهالً بأيب املطرف، وأجلسه : صاحب خراسان يشهد عند إياس بشهادة، فقال لهوأقبل وكيع مالك وللشهادة؟ إمنا يشهد املوايل والتجار : جئت ألشهد لفالن، قال: ما جاء بك؟ قال: معه، مث قال لهلو علمت : خدعك، إنه ال يقبل شهادتك، قال: صدقت، وانصرف من عنده، فقيل له: والسوقة، قال

.ذلك لعلوته بالقضيب

. ال أحكم على غائب: أيهما أطيب اجلوزنيق أو اللوزنيق؟ قال: وقيل للقاضي شريح

أعرض عليك اإلسالم نصحاً لك يف : وملا أيت باهلرمزان إىل عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه، قال له عمرب يف اإلسالم رهبة، فدعا عمر يا أمري املؤمنني إمنا أعتقد ما أنا عليه وال أرغ: عاجلتك وآجلتك، فقال

يا أمري املؤمنني، شربة ماء، هو أفضل من قتلي على ظمأ، فأمر له عمر : بالسيف، فلما هم بقتله، قالنعم، فرمى ا، وقال الوفاء يا أمري املؤمنني نور : أنا آمن حىت أشرب؟ قال: بشربة ماء، فلما أخذها قال

اآلن يا أمري : فيك، ارفعا عنه السيف، فلما رفع قالصدقت، لك التوقف عنك والنظر: أبلج، قالأسلمت خري : املؤمنني، أشهد أن ال إله اهللا وأن حممداً عبده ورسوله، وما جاء به حق من عنده، قال عمر

إن ألهل فارس : كرهت أن تظن أين إمنا أسلمت فزعاً من السيف، قال عمر: إسالم وما أخرك؟ قالنوا فيه من امللك، مث أمر به أن يرتل ويكرم، فكان عمر يشاوره يف توجيه عقوالً ا استحقوا ما كا .اجليوش إىل أرض فارس

ملا فتح عمرو بن العاص قيسارية سار : ويشبه هذا يف التلطف والتحيل يف النجاة ما حكي أن الكليب قالما : عمرو، وقالحىت نزل على موضع، فبعث إليه علجه أن ابعث إيل رجالً من أصحابك أكلمه، ففكر

حدثين : هلذا غريي، فخرج حىت دخل على العلج، فكلمه فسمع ما مل يسمع قط كالماً مثله، فقال العلجال تسأل عن هواين عليهم، إذ بعثوا يب إليك، وعرضوا يل : عن أصحابك، هل فيهم أحد مثلك؟ قال

إذا مر بك فاضرب عنقه، وخذ : إليك، وال يدرون ما تصنع يب، فأمر له بكسوة وجائزة، وبعث إىل بوابهيا عمرو قد أحسنت الدخول، : ما عنده، فخرج من عنده، فمر برجل نصراين من غسان، فعرفه، فقال له

نظرت فيما أعطيتين فلم : ما ردك إلينا؟ قال: ففطن عمرو ملا أراد، ورجع فقال له العلج. فأحسن اخلروجم تعطيهم مثل هذه العطية، فيكون معروفك عند أجد ذلك يسع بين عمي، فأردت أن آتيك بعشرة منه

خل سبيله، فخرج . صدقت، عجل م، وبعث إىل البواب: عشرة خرياً من أن يكون عند واحد، قالأنت : ال عدت ملثلها أبداً، فلما صاحله عمرو دخل إليه العلج، قال له: عمرو وهو يلتفت حىت إذا أمن قال

Page 21: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 21

.نعم على ما كان من غدرك: هو؟ قال

بعث عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه إىل عمرو بن معدي كرب أن يبعث إليه بسيفه : وقال العتيباملعروف بالصمصامة، فبعث به إليه، فلما ضرب به وجده دون ما بلغه عنه، فكتب إليه يف ذلك فرد

.إين إمنا بعثت إىل أمري املؤمنني بالسيف، ومل أبعث له بالساعد الذي يضرب: عليه

: ما تقول يف الرمح؟ قال: يسأل أمري املؤمنني عما بدا له، فقال له: مر يوماً عن السالح، فقالوسأله ع

: هو ان وعليه تدور الدوائر، قال: فما تقول يف الترس؟ قال: أخوك، ورمبا خانك فانقصف، قال

ا حلصن مفشلة للراجل، مشغلة للراكب، وإ: فالدرع؟ قال: منايا ختطئ وتصيب، قال: والنبل؟ قالال، : هنالك ال أم لك يا أمري املؤمنني فعاله عمر بالدرة، وقال: فما تقول يف السيف؟ قال: حصني، قال .بل ال أم لك

فمن : فإن مل تكن؟ قال: من كانت له عندي يد صاحلة، قيل: أي الناس أحب إليك؟ قال: وقيل ملعاوية .كانت يل عنده يد صاحلة

رأيته عند طلب : ف رأيت مروان بن احلكم عند طلب احلاجة إليه؟ قالكي: وقيل أليب عقيل العراقياحلاجة، رغبته يف اإلنعام فوق رغبته يف الشكر، وحاجته إىل قضاء احلاجة أشد من حاجة صاحب

.احلاجة

يا أخا : وهو من أقبح الناس وجهاً، فقال. نظر زياد إىل رجل من ضبة يأكل أكالً قبيحاً: وقال األصمعيهللا دره ما ألطف : سبع بنات، أنا أمجل منهن، وهن آكل مين، فضحك زياد، وقال: عيالك؟ قالضبة كم

.جوابه، افرضوا لكل واحدة منهن مائة وخادماً وعجلوا له وهلن أرزاقهن

إن كنت غنياً قبلتها منك، وإن : كنت أريد أن تقبل مين هذه اجلبة، فقال: وقال رجل إلبراهيم بن أدهمأفكنت تود أنه : ألف دينار، قال: وكم مالك؟ قال: فإين غين، قال: مل أقبلها منك، قالمل تكن غنياً

.فأنت فقري ال أقبلها منك: نعم، قال: أربعة آالف؟ قال

إا ال تعرفك، وكانت يرضيها اليسري، : وسألت امرأة عبد اهللا بن جعفر، فأعطاها ماالً عظيماً، فقيل له . فإين ال أرضى إال بالكثري، وإن كانت ال تعرفين فأنا أعرف نفسيإن كان يرضيها اليسري : قال

مدح نصيب عبد اهللا بن جعفر، فأمر له مبال كثري وكسوة شريفة، ورواحل موقرة براً : وقال األصمعيأما واهللا إن كان عبداً إن شعره حلر، وإن كان : أتفعل هذا مبثل هذا العبد األسود؟ فقال: ومتراً، فقيل له

. إن ثناءه ألبيض، وإمنا أخذ ماالً يفىن وثياباً تبلى، ورواحل تنضى، وأعطى مدحياً يروى، وثناء يبقىأسود

أسيد الغرب أنت؟ قال ال، : فقيل له. وفد حاجب بن زرارة على كسرى، فاستأذن عليه: وقال العتيبال، ولكين رجل من : فسيد بين أبيك؟ قال: ال، قيل: فسيد قومك؟ قال: ال، قيل: فسيد مضر؟ قال: قيل

Page 22: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 22

أسيد : أليس قد قيل لك: سيد العرب، قال: من أنت؟ قال: العرب، فأذن له، فلما دخل عليه، قال لهأيها امللك مل أكن كذبك : ال، قال: ال، حىت اقتصرت بك على بين أبيك، فقلت: العرب أنت؟ فقلت

.ا فاه دراًامألو: كسرى: حىت دخلت عليك، فلما دخلت عليك صرت سيد العرب، قال

: ، قال"لو كان فيهما إهلة إال اهللا لفسدتا": ما ترى يف قتل أيب مسلم فقال: وقال املنصور ملسلم بن قتيبة

.حسبك

.بلى، ولكن منابرهم يف اجلذوع: ما أكثر اخللفاء يف بين ربيعة، قال: وقال املأمون ليزيد بن مزيد

الناشئ : من أنت يا غالم؟ قال: يالً، على أذنه قلم، فقالودخل املأمون يوماً بيت الديوان، فرأى غالماً مج .يف دولتك، املتقلب يف نعمتك، املؤكل خلدمتك احلسن بن رجاء

: وأتى عبد امللك بن مروان برجل يسرق، فأمر بقطع يده، فأنشأ يقول

أن تلقى مكاناً يشينها بعفوك يا أمير المؤمنين أعيذها يدي

ما شمالي فارقتها يمينها إذا حبيبةوال خير في الدنيا، وكانت

بئس الكاسب كان لك، وهذا : يا أمري املؤمنني واحدي وكاسيب، فقال: فأىب إال قطعها، فقالت له أمه .يا أمري املؤمنني اجعله من بعض ذنوبك اليت تستغفر اهللا منها، فعفا عنه: حد من حدود اهللا، قالت

أصلح اهللا األمري، : مع ابن األشعث أمر بقتلهم، فقال رجل منهموملا أيت احلجاج باألسرى الذين خرجوا : ذكرت يف عسكر بن األشعث، فشتم يف أبويك، فعرضت دوما، وقلت: وما هي؟ قال: يل حرمة، قال

ومن يعلم ما ذكرت؟ فالتفت إيل أقرب : ال واهللا ما يف نسبه مطعن، فقولوا فيه، ودعوا نسبه، قال: صدق، وبر األمري، فقال: ما تقول فيما قال هذا؟ قال: يعلمه، فقال له احلجاجهذا: األسرى إليه، وقال

.خليا عن هذا لنصرته، وعن هذا حلفظ شهادته

واهللا يا حجاج لئن : وأيت احلجاج بأسرى من اخلوارج، فأمر بضرب أعناقهم، فقدم فيهم شاب، فقال لههلذه اجليف، أما كان فيهم من يقول مثل هذا، أف : كنا أسأنا يف الذنب، فما أحسنت يف العقوبة، قال

.وأمسك عن القتل

ال جزاك اهللا يا حجاج عن السنة خرياً، فإن اهللا : وأيت احلجاج بأسرى، فأمر بقتلهم، فقال له رجل منهم "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حىت إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء": يقول

: قول اهللا تعاىل يف كتابه، وقول شاعركم فيما وصف به قومه من مكارم األخالقفهذا

إذا أثقل األعناق حمل القالئد نقتل األسرى ولكن نفكهم وما

Page 23: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 23

.وحيكم أعجزمت أن ختربوين ما أخربين هذا املنافق، وأمسك عمن بقي: فقال احلجاج

اقتلها أصلح اهللا : ما تقولون يف هذه؟ قالوا: ابهأيت احلجاج حبرورية، فقال ألصح: وقال اهليثم بن عديلقد كان وزراء أخيك فرعون : مل تبسمت؟ فقالت: األمري، ونكل ا غريها، فتبسمت احلرورية فقال هلا

وهؤالء يأمرونك بتعجيل "أرجه وأخاه": خرياً من وزرائك يا حجاج، استشارهم يف قتل موسى، وقالوا .قتلي، فضحك احلجاج وأطلقها

إن احلسني بن علي ابن : أنت الذي تقول: بعث احلجاج يف حيىي بن يعمر، فقال له: وقال األصمعيإن : رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم واهللا لتأتني باملخرج مما قلت، أو ألضربن عنقك، قال له ابن يعمر

براهيم على قومه نرفع وتلك حجتنا أتينها إ": اقرأ قوله تعاىل: نعم، قال: جئت باملخرج فأنا آمن؟ قالدرجت من نشاء إن ربك حكيم عليم ووهبنا له إسحق ويعقوب كال هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن

ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك جنزى احملسنني وزكريا وحيىي وعيسى ابن ابنة حممد صلى اهللا عليه فمن أبعد عيسى من إبراهيم أو احلسني؟ وإمنا هو"وإلياس كل من الصاحلني

. واهللا لكأين ما قرأت هذه اآلية قط، وواله قضاء بلده حىت مات: وسلم، قال احلجاج

يا أبت إذا مل يكن للحي إال وصية امليت، فاحلي هو : لو أوصيت بك إىل فالن؟ فقال: وقال رجل البنه .امليت

أو ما : أنت؟ كأنه ال يعرفه، فقال له الفرزدقمن : ودخل الفرزدق على سليمان بن عبد امللك، فقال لهأنا من قوم منهم أوىف العرب، وأسود العرب، وأجود العرب، وأحلم : ال قال: تعرفين يا أمري املؤمنني؟ قال

: واهللا لتبينن ما قلت، أو ألوجعن ظهرك ضرباً، قال: العرب، وأفرس العرب، وأشعر العرب، قال سليمان

أما أوىف العرب فحاجب بن زرارة الذي رهن قومه عن مجيع العرب، فوىف ا، وأما نعم يا أمري املؤمنني، هذا سيد : أسود العرب فقيس بن عاصم الذي وفد على النيب صلى اهللا عليه وسلم، فبسط له رداءه، وقال

الوبر، وأما أحلم العرب فاألحنف بن قيس الذي ضرب به املثل، وأما أجود العرب فعتاب بن ورقاء رياحي، وأما أفرس العرب فاحلريش بن عبد اهللا السعدي، وأما أشعر العرب فها أنا بني يديك، فاغتم ال

.ارجع على عقبيك؛ فما لك عندنا من ناشئ خري: سليمان مما مسع من فخره، ومل ينكره، وقال

م أعز العرب ليق: اجتمعت وفود العرب عند النعمان بن املنذر، فأخرج هلم بردين، وقال: وقال أبو عبيدمب أنت : قبيلة فليلبسهما، فقام عامر بن احلمري السعدي، فاتزر بأحدامها، وارتدى باآلخر، فقال له النعمان

العز والعدد يف العرب يف معد مث يف نزار، مث يف متيم، مث يف سعد، مث يف كعب، مث يف : أعز العرب؟ قالهذه حالتك يف : ين، فسكت الناس، فقال النعمانعوف، مث يف دلة، فمن أنكر هذا من العرب، فلينافر

فأما أنا يف . أنا أبو عشرة وعم عشرة وخال عشرة: قومك، فكيف أنت يف نفسك وأهل بيتك؟ قال

Page 24: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 24

من أزاهلا من مكاا فله مائة من اإلبل فلم يقم : نفسي فهذا شاهدي، مث وضع قدميه يف األرض، وقال .إليه أحد، فذهب بالربدين

. أنت هدمت الكنيسة اليت رأى أبوك تركها: الوليد كنيسة دمشق، كتب إليه ملك الروموروي ملا هدم

وداود وسليمان إذ حيكمان يف "فإن كان صواباً فقد أخطأ أبوك، وإن كان خطأ، فما عذرك؟ فكتب إليه يآت كُالانَ وملَيا ساهنمِعلْماًاحلرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا حلكمهم شهدين ًَفَهكْماً وا حن".

أخربين عما ال قبلة له، وعمن ال أب له، وعمن ال عشرية له، وعمن : كتب قيصر إىل معاوية: وقال العتيبسار به قربه، وعن ثالثة أشياء مل ختلق يف رحم، وعن شيء ونصف شيء وال شيء، وابعث يل ببذر كل

أما ما ال قبلة له فالكعبة، ومن ال أب له : فقالشيء، فبعث معاوية بالكتاب والقارورة إىل ابن عباس،فعيسى عليه السالم، ومن ال عشرية له فآدم عليه السالم، ومن سار به قربه فيونس عليه السالم، وأما

ثالثة أشياء مل ختلق يف رحم فكبش إبراهيم وناقة صاحل وحية موسى عليه السالم، وأما شيء فالرجل له لشيء فالذي ليس له عقل ويعمل برأي ذي العقل، وأما ال شيء فالذي ليس عقل يعمل به، وأما نصف ا

هذا بذر كل شيء، فبعث معاوية إىل : له عقل يعمل به، وال يستعني بعقل غريه، ومأل القارورة ماء، وقال .ما خرج هذا إال من بيت النبوة: قيصر، فلما وصل إليه الكتاب والقارورة قال

أكلت حلم اجلمال اليت هرب عليها أبوك من املدينة إن مل : مللك بن مروانوكتب ملك الروم إىل عبد اابعث إيل علي بن : أغزك جنوداً مائة ألف ومائة ألف ومائة ألف فبعث عبد امللك إىل احلجاج فقال

إن هللا لوحاً حمفوظاً : احلسني وتواعده، واكتب يل مبا يقول لك، ففعل احلجاج فقال له علي بن احلسني يف كل يوم ثالمثائة حلظة، ليس فيها حلظة إال وحييي فيها ومييت، ويعز ويذل ويفعل ما يشاء، وإين يلحظه

ألرجو أن يكفيك منها بلحظة واحدة، فكتب به احلجاج إىل عبد امللك، فكتب عبد امللك بذلك إىل .ما خرج هذا الكالم إال من بيت النبوة: ملك الروح، فما قرأه ملك الروم قال

ليتك ختتمه كل ثالثني، وتدري أي شيء : إين أختم القرآن كل ثالث، قال: رجل إلبراهيم النخعيوقال .تقرأ

: الناس إذا رأوا قالوا: وسار إبراهيم النخعي يف طريف، فلقيه األعمش، فانصرف معه، فقال إبراهيم

.ونسلموما عليك أن يسلموا : وما عليك أن يأمثوا، ونؤجر، قال: األعمش واألعور، فقال

.أمسك حىت تسأل عنها أخاك إبليس: وسأل رجل ابن سريين عن مسألة فيها أغلوطة، فقال له

. يكفيه منها كواكب اجلوزاء: ما تقول يف رجل طلق زوجته عدد جنوم السماء قال: وقيل البن عباس

و إال طاعة ما ه: اجتمع حممد بن واسع، ومالك بن دينار فقال مالك بن دينار: وقال الفضل بن عياضإنه : ليس كما تقول، ما هو إال عفو اهللا أو النار، مث قال مالك بن دينار: اهللا أو النار، قال حممد بن واسع

Page 25: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 25

وال هو كما تقول، ولكن يعجبين : ليعجبين أن تكون لإلنسان معيشة قدر ما تقوته، قال حممد بن واسع مع ذلك راض عن اهللا، قال مالك بن أن يصبح الرجل، وليس له غداء، وميسي وليس له عشاء، وهو

.ما أحوجين إىل من يعلمين مثلك: دينار

وكان جيلس إىل سفيان الثوري فىت كثري الفكرة، حسن االستماع، طويل اإلطراق، فأراد سفيان أن : يا فىت إن من كانوا قبلنا مروا على خيل عتاق، وبقينا على محري دبرة، فقال: حيركه ليسمع كالمه، فقال

.ا عبد اهللا إن كنا على الطريق فما أسرع حلوقنا بالقومأب

غضبه علي وأنا حي خري من : ال رب؛ فإن األمري يغضب عليك، فقال: وقيل لرجل ويل يف احلرب .رضاه عين وأنا ميت

وعرض اإلسكندر جنده، فتقدم إليه رجل على فرس أعرج، فأمر بإسقاطه، فضحك الرجل ووىل، فأنكر تعجبت من فعلك، : ما محلك على ما رأيت منك وقد أسقطتك؟ قال: وأمر برده فقال لهاإلسكندر ذلك

ألن حتتك آلة اهلروب، وحتيت آلة الوقوف والثبات فأسقطتين، فعجب اإلسكندر : وكيف ذلك؟ قال: قال .من قوله، وزاد يف عطائه

يعرفين فمن أين وقعت هذه واهللا ال أعرف أحداً منهم وال: مل ال خترج تقاتل العدو؟ قال: وقيل لرجل .العداوة بيين وبينهم

أما أن أعطيك من مايل شيئاً فال، : ومدح بعض الشعراء حممد بن عبدوس صاحب الشرطة، فقال له .ولكن اذهب فاجن جناية، ال آخذك ا

؟ إذا نزعت ثيايب، ودخلت إىل النهر ألغتسل، إىل أين أتوجه: وجاء رجل إىل ابن أيب يعقوب فقال له .أفضل ذلك أن يكون توجهك إىل ثيابك: قال

اجهد أال تكون فوقها، وكن : إذا شيعت اجلنازة أقدامها أفضل أم خلفها؟ قال: وسأله آخر، فقال له .حيث شئت من نواحيها

: مكروهة، قال: ما تقول أبقاك اهللا يف القبلة يف ار رمضان؟ قال: وجاء رجل إىل سوار القاضي، فقال

.تلك عافاك اهللا تقبل يف شوال: يقي، قالفإا من صد

أصلح اهللا األمري، ركبت : ما هذا يا حارثة؟ قال: ودخل حارثة بن زيد على زياد، وبوجهه أثر، فقال لهأما أنك لو ركبت األشهب مل يصبك منه شيء أراد حارثة باألشقر : فرس األشقر فجمح يب فقال له زياد

.النبيذ، وأراد زياد باألشهب اللنب

مل : ووقف معاوية بن مروان بباب طحان، فنظر إىل محار له يدور الرحا، يف عنقه جلجل، فقال للطحانرمبا تدركه سآمة أو نعاس، فإذا مل أمسع صوت اجللجل وعلمت أنه : جعلت اجللجل يف عنق محارك؟ قال

Page 26: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 26

له مثل عقل ومن يل حبمار يكون: أرأيت إن وقف وحرك رأسه باجللجل؟ قال: واقف، فصحت به قال .األمري

لقد أخذا كثرية املثونة، قليلة املعونة، فقال له : وباع رجل ضيعته، فلما قبض مثنها، قال للمشتري .وأنت واهللا لقد أخذا بطيئة االجتماع، سريعة االفتراق: املشتري

ني السماء فكم ب: مسرية يوم للشمس، قيل: كم بني املشرق واملغرب؟ قال: وقيل لعلي رضي اهللا عنه .مسرية ساعة لدعوة مستجابة: واألرض؟ قال

.ارفع علم احلق يتبعك أهله: أعين بأصحابك أبا عثمان، قال: وقال أبو جعفر لعمرو بن عبيد

.اتركوها تغفر لكم: وشكى قوم إىل املسيح عليه السالم ذنوم، فقال

.حاط بالعنقيكفيك من القالدة ما أ: مالك ال تطيل اهلجاء؟ قال: وقيل لعقيل

لو : قم إىل السجن، فقال: وأقبل حاكم، فرأى سكران باألرض، فأمر به إىل السجن، فقال له اخلدمة .كنت أستطيع املشي إىل السجن ملشيت إىل داري

هو أندلسي من رأسه، وغزي من أكتافه، وحمرم : فقال هلم: وكان رجل غائباً عن أهله، فسألوا عن حاله .إنه عريان باجلوع: قل لنا: ليه، ومتعبد من جسده، فقالوامن بدنه، وتوزي من رج

فقال له . إا ختونه، فطلقها وتزوج امرأة أخرى: وكان رجل له زوجة مجيلة، فقال له أحد أصحابهكنت آكل شهداً مع غريي، صرت آكل قطراناً وحدي، يريد : كيف أنت مع هذه؟ قال. صاحبه ذلك

.أا قبيحة

.رأيت الداخل راجياً، واخلارج راضياً: كيف رأيت الناس؟ قال: عند باب الرشيدوقيل لشبيب بن شيبة

ما أحسنه، لوال أنك : كيف مسعت؟ قال: وتكلم ابن السماك يوماً، وجارية له تسمع، فلما دخل قالإن كنت تردده حىت يفهمه من مل يفهمه ميله من : أردده حىت يفهمه من مل يفهمه، قالت له: تردده، قال

. همهف

ال عليك، إمنا أردت أن يستفزين الشيطان بعز : وأمسع رجل عمر بن عبد العزيز بعض ما يكره، فقال .السلطان، فأنال منك اليوم ما تناله مين غداً، انصرف إن شئت

.بكف األذى عنهم، وبذل الندى، ونصر املوىل: مب سودك قومك، قال: وقيل لقيس بن عاصم

إين أظن هذا الغالم يسود قومه، فسمعته : فقال-يب سفيان، وهو غالم صغري ونظر رجل إىل معاوية بن أ .ثكلته إن مل يسد غري قومه: أمه هند، فقالت

: ودخل ضمرة بن ضمرة على النعمان بن املنذر، وكان قبيح املنظر، فالتفت الناس إىل أصحابه، وقال

قلبه ولسانه، إن قال قال ببيان، وإن : رء بأصغريهأيها امللك؛ إمنا امل: تسمع باملعيدي خري من أن تراه، فقال

Page 27: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 27

.صدقت، وحبق سودك قومك: صال صال جبنان، قال

أخندع هلم يف مايل، وأذل منهم يف عرضي، : بأربع خصال: مب سودك قومك؟ قال: وقيل لعرابة األوسي .وال أحقر صغريهم، وال أحسد كبريهم

ممن؟ : قال. شهاب بن حرقة: ما امسك؟ قال: ل لهوجاء رجل إىل عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه فقاأدرك أهلك فقد احترقوا، : بذات لظى، قال: وأين مسكنك منها؟ قال: من أهل حرة النار، قال: قال

.فكان كما قال عمر رضي اهللا عنه

وكان أشعب الطماع خيتلف إىل قينة باملدينة، فلما أراد اخلروج سأهلا إن تعطيه خامت ذهب يف يدها إنه ذهبت وأخاف أن تذهب، ولكن خذ هذا العود، لعلك أن تعود، وناولته : ذكرها به، فقالت لهلي

.عوداً من األرض

وما مينعك من ذلك؟ ولست جبار لك وال أخ وال ابن : إين أحبك، قال: وقال رجل خلالد بن صفوان .عم، يريد أن احلسد موكل باألدىن فاألدىن

إين ال : أبا بكر، إنا قد نلنا منك فحللنا، فقال: إليه رجل منهم، فقالومر حممد بن سريين بقوم، فقام .أحل ما حرم اهللا

وكان رقبة بن مصقلة جالساً مع أصحابه، فذكروا رجالً بشيء، فطلع ذلك الرجل، فقال له بعض .أخربه، حىت يكون غيمة: أال أخربه مبا قلنا فيه لئال يكون غيبة؟ قال: أصحبه

.إمنا يقرض الدرهم الوازن: فالن يعيبك، فقال: اءوقيل لبعض احلكم

يا هذا ال تطل صالتنا، فإنه يكون ذو : فقال له األعمش. وصلى األعمى يف مسجد قوم فأطال م اإلمامأنا رسول رأس : قال األعمش"وإا لكبرية إال على اخلاشعني": احلاجة والكبري والضعيف، قال اإلمام

.حيتاجون إىل هذا منكاخلاشعني إليك، إم ال

هل لك أن تكلمين وأكلمك فمن أسرته احلجة رجع إىل قول : ولقي جهم رجالً من اليونانيني، فقال له: أفلمسته؟ قال: ال قال: أمسعته؟ قال: أخربين عن معبودك، أرأيته؟ قال: نعم، قال اليوناين: صاحبه، قال

نت مل تدركه حباسة من حواسك اخلمس؟ وإمنا فمن أين عرفته وأ: ال، قال: أفشممته؟ قال: ال، قالعقلك دائر عليها، فال يدرك إال ما أدت إليه من مجيع املعلومات، فتلجلج جهم ساعة مث استدرك فعكس

هل رأيت روحك أو مسعته أو ملسته أو مشمته : نعم، قال: أتقر أن لك روحاً؟ قال: عليه مسألته، فقال له .لمت روحك؟ فأقر له اليوناينوكيف ع: ال، قال: أو دنته؟ قال

.باحلضرة تكون، وعد لنفسك: كم تضربين؟ فقال له: ورفع ساق إىل حاكم، فأمر بضربه، فقال

.قليل خبيث، يريد ال أقل من واحد، وال أخبث من أنثى: ما لك من الولد؟ قال: وقيل ألعرايب

Page 28: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 28

ليس هذا : يبول يف الفراش، قال:وما هو؟ قال: فيه عيب، قال: واشترى رجل غالماً، فقال له البائع .عندي عيباً، إن وجد فراشاً، دعه يبول ويسلح

فقل كم : إمنا سألتك عن عمرك، فقال: ابن رجل واحد، قال: ابن كم أنت؟ قال: وقال رجل لطفلما هي حبية وال عقرب، ولكنها امرأة، : أحية أمك؟ قال: مثانية أعوام، قال: عمرك؟ فقال له كذلك، قال

.نعم: أيف األحياء أمك؟ فقال له كذلك، فقال له: قل: فكيف أقول؟ فقال له:فقال

ال تلم إال نفسك؛ إنك تركتين حىت : ودخل رجل ببنت بكر، فوجدها مسنة، فعاا بكرب سنها، فقالت له .كرب سين

.حكه أنت حتتك: إنه يشتمين يف قلبه، قال له املؤدب: واشتكى طفل بآخر إىل مؤدب، فقال له

: وقف رجل على طباخ، فأكل خبزه برائحة القدر، فدعاه إىل احلاكم وعرفه بفعله، فقال له احلاكمو

.اضرب بدرهم على رخامته، يأخذ طنينه ورد إليك درمهك

مات لنا ميت، : ما هذا؟ قال: وخطر حاكم بالليل، وهو يطوف باملدينة على سارق ينقب داراً فقال لهآخر الليل تسمع : وأين أمارة املوت؟ البكاء والصراخ؟ قال: قال له احلاكموأنا أحفر له من أين خيرج، ف

. النياح

وقال رجل ألمحد بن أيب خالد، وكان فظاً غليظاً، لقد أعطيت ما مل يعطه رسول اهللا صلى اهللا عليه ولو ": وسلمقال اهللا تعاىل لرسول اهللا صلى اهللا عليه: لئن مل خترج مما قلته ألعاقبك، فقال: وسلم، فقال

. وأنت فظ غليظ القلب، وال يربحون من حولك"كنت فظاً غليظ القلب النفضوا من حولك

.أعمى، قبيح الصوت: وما زمانتك؟ قال: ارمحوا ذا زمانتني، قيل: وقال أعمى

.كرهت أن أردك غري مأجور: تردين وتشتمين؟ قال: وسأل رجل رجالً فرده وشتمه، فقال له السائل

إن إعفاين أمري املؤمنني : كنت أشتهي منادمتك، لوال أنك ضرير البصر، قال: كل أليب العيناءوقال املتو .من قراءة نفش النصوص، ورؤية األهلة، فأنا أصلح للمنادمة

.إال يف بئر: ما بقي يف زماننا هذا أحد ينبغي أن يلقى قال: وقيل أليب العيناء

يا فاعلة، إمنا الدنيا فرح وحزن، : علينا يف الرزق، فقالاللهم وسع : وتزوج معن نائحة، فسمعها تقولوقد أخذنا بطريف ذلك، إن كان فرح دعوين، وإن كان حزن دعوك، فهل مث ثالث؟ واعتل ضرس لرجل،

.ليس هذا من عملي، ولكن من شغل الكنافني: ففتح فاه للطبيب، فشم رائحة قبيحة، فقال

.كذبت، هذا وجهك لست أرى فيه شيئاً: وضع، قالوقال رجل لطبيب؛ خرج يل خراج يف أقبح م

مر بنا سكران، فسلم علينا، فلم نرد عليه سالماً، وكنا مجاعة، فقعد يبول وسطنا، : وقال يونس بن حممد .ما ظننت أن هنا أحداً: ما تصنع؟ فقال: فقلنا له

Page 29: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 29

إين أسلبك، : يك؟ قالما يبك: وملا قتل احلسني بن علي جعل رجل يسلب بنته حليها ويبكي، فقالت له .يأخذه غريي: فدعه، قال: قالت

اتق غسل احملاجم، وشد قصب املالزم، وليكن شرطك وخزاً، : وقال أبو علقمة حلجام دعاه حيجمهابعث إىل األصمعي : ومصك زاً، وال تكره آيباً، وال تدعن آتياً، فوضع احلجام حمامجه يف منديله، وقال

.حيجمك

أما الغمغمة فال أعرفها، : إين أجد يف بطين غمغمة وقرقرة، فقال له: طبيب، فقالودخل أبو علقمة على .وأما القرقرة فضراط مل ينضج

أحب أن تردفها بأخرى، عسى اهللا أن يرزقين حجة : وقال رجل آلخر، إن لطمتك بلغتك املدينة، فقال .على يديك

دلين رجل على البصرة لوهبت له الكوفة مكافأة لو : أميا أفضل البصرة أم الكوفة؟ فقال: وقيل أليب عبيد .على فعله

وكان بعض امللوك قد أمر أهل مملكته أن جيعلوا السعي واالنتشار بالليل والسكون بالنهار، فأخذ رجل بلى، ولكن كانت يل حاجة مؤكدة، : أما مسعت ندائي؟ قال: بعد العصر، فأيت به للملك، فقال له

.امللك، وخلى سبيلهفأردت أن أبكر هلا، فضحك

.صالة ما فيها رياء وال تصنع: ما هذه الصالة؟ فقال: وقيل لرجل صلى صالة خفيفة

.نعم، إذا كان له جار ابن ثالثني: هل يولد البن تسعني؟ قال: وقيل لبعضهم

ن صدقت، ألنه كا: كان أيب ال يدخل الزقاق إال قام له الناس، فقال: ومسع رجل من الظرفاء رجالً يقول .على ظهره محل شوك

اطحنه وإال دعوت عليك، وعلى دوابك، فإين : وساق رجل قمحاً إىل طحان، فامتنع من طحنه، فقال له .مستجاب الدعوة، فقال، فادع اهللا على قمحك، يرجع لك دقيقاً، فهو أنفع لك، وأسلم لدينك

: وكيف سرق؟ قال: محاري، قالسرق : ما أخرك عنا؟ فقال: ودخل أبو العيناء على أيب الصقر، فقال له

قعد يب عن الشراء قلة يساري، وكرهت : فلم مل تأتين على غريه؟ قال: مل أكن مع اللصوص فأخربك، قال .ذل املكاري، ومنة العواري

لكل جديد لذة، وكان : هو مشغول يصلي، فقال: ووقف أبو العيناء يوماً إىل صاعد بن خملد، فقيل له .رة نصرانياًصاعد قبل أن يلي الوزا

مها اخلمر وامليسر، إمثهما أكرب من : ما تقول يف ابن مكرم والعباس يف رستم، فقال: وقيل أليب العيناء

Page 30: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 30

.نفعهما

: ذكرت لبعض القيان فأحبتين على السماع، فلما رأتين استقبحتين، فقلت: وقال أبو العيناء

قبيح أحول، ما له جسم: وقالت لما رأتني تنكرت وشاطرة

أريب، ال عيي، وال فدم أديب إن تنكري مني احوالالً، فإننيف

.إين مل أدرك أن أوليك على دير العراق: فقالت

سله، هل بقي فيه : كنت يوماً عند املنتصر، واجلماز حاضر، فقال يل املنتصر: وقال حممد بن يزيد املهليب .نعم، أقود عليهن: للنساء شيء؟ فسألته يوماً

أفلست سامعاً مطيعاً، : قد كلمت أمري املؤمنني يوليك على الكالب والقرود قال: مازوقال الفتح للج . فضحك املتوكل، وأمر له بعشرة آالف درهم

.النور والظالم ال جيتمعان: مل ال أرى يف بيتك مصحفاً؟ فقال: قلت أليب نواس: وقال زكريا النيسابوري

أحسنت، إذ أخرجته : كيف تراه؟ فقال له: يفاً، وقال لهوجاء شاعر إىل بشار بن برد، فأنشده شعراً ضع .من صدرك، لو تركته ألورثك الفاجل

إن هجوتين صورتك على باب محام، : وتوعد بشار رجالً باهلجاء، وكان ذلك الرجل زولقاً، فقال له .اللهم اخزه؛ أنا أمازجه، وهو يأىب إال اجلد: وجعلت خلفك قرداً يداعبك، فقال بشار

: كيف رأيت مصر؟ قال: أبو دالمة مصر، مث انصرف منها إىل بغداد، فلقي أبا نواس، فقال لهودخل

فأين : ثلث كالب، وثلث دواب، وثلث تراب، قال: وما هي؟ قال: رأيتها مقسمة على ثالثة أقسام، قال .يف الثلث األول منها: الناس؟ قال

نعم، ففعل به، : علمين الزندقة، فقال له: م، فقال لهوكان ابن شآنة شاعراً ماجناً ظريفاً، فجاءه يوماً غال .هذا أول باب من الزندقة: ما هذا؟ فقال: فقال له

كذا يفعل : ومرت امرأة بقوم ويف رجلها خف مقطع، فقال بعضهم، ما بال خفك يضحك؟ فقالت له .إذا يرى القرانني

فعلى أي شيء : ء يف الطبق؟ فقالتأي شي: ومرت امرأة بقوم، ويف يدها طبق مغطى، فقال هلا بعضهمألن محقة : ومل؟ قال: ال، قيل: أيسرك أن تكون أمحق ولك مائة ألف درهم؟ قال: غطيناه؟ وقبل ألعرايب

.واحدة تأيت على املائة ألف درهم، وأبقى أمحق معدماً

مخرية أنت عجنت على: ما هذا؟ فقالت: وتزوج عبادة امرأة، فأقامت عنده شهراً وولدت، فقال هلا .غريك

Page 31: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 31

اذكريين بأنك سألتين، : أذكرك به، قال: وما تصنعني به؟ قالت: وسألت أشعب صديقة له خامتاً، فقال هلا .فمنعتك

الطعام حار، قالوا : ما يبكيك؟ قال: وجلس صيب مع قوم يأكلون طعاماً حاراً، فجعل الصيب يبكي، فقالوا .أنتم ال تصربون: فاصرب حىت يربد، قال: له

ال، يا : يا بين، هذا املطر كله على رأسك، قال: غالم من مرتله يف يوم مطر شديد، فقالت له أمهوخرج .أمي، أكثره على األرض، ولو كان أكثره على رأسي ما عشت

إن : من أين جييء ضوء السراج؟ فقال له الغالم: ونظر بعض احلكماء إىل غالم ومعه سراج، فقال له .، أخربتك من أين جييءأخربتين أين يذهب إذا طفئ

ومر عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه، بصبيان يلعبون، وفيهم عبد اهللا بن الزبري، فهرب الصبيان، وبقي مل ال تفر مع أصحابك؟ قال مل يكن علي جرم فأفر، وال الطريق ضيق : عبد اهللا واقفاً، فقال له عمر

.فأوسعه لك

أميا أملح دار أمري : بته، والفتح يومئذ صيب، فقال له املعتصموأقبل املعتصم إىل خاقان يعوده من علة أصا .دار أيب إذا كان فيها أمري املؤمنني: املؤمنني أو دار أبيك؟ قال

نعم يا أمري املؤمنني، : رأيت يا فتح أحسن من هذا الفص؟ قال: وكان يف يد املعتصم خامت بفص، فقال له .اليد اليت اخلامت فيها

وجه إىل حممد : عاتبت أم جعفر حبضرا، وقال له: حدثين الفضل قال: باس قالوحكى حممد بن العما يفعل معه، إذا أفضت اخلالفة إليه؟ ففعال، فأما : وعبد اهللا خادمني خصيني يقوالن لكل واحد منهما

ابن يا : أعطيك أمواالً، وأما عبد اهللا فإنه رمى اخلادم بدواة، كانت بني يديه، وقال: حممد فإنه قالاللخناء، أتسألين ما أفعل معك يوم موت أمري املؤمنني، وخليفة رب العاملني، إين ألرجو أن أكون أنا

.ما أرى تقدمي ابنك إال ظلماً: وأنت فداء له، فرجعا باخلرب، فقال الرشيد ألم جعفر

ال عليه األمر، رأيت أعرابياً يف طريق مكة يسأل، ومل يعط شيئاً ومعه صيب صغري، فلما ط: وقال بعضهميا أبت، احملروم من سألته فبخل، ومل يعط، فعجب الناس منه، : ما أراك إال حمروساً، قال الصيب: قال

.ووهب له شيء كثري

واهللا ما : أصلحك اهللا، إن أخي مات، وما عندي ما نكفنه، قال: وجاء رجل إىل محزة بن نصري فقال: فعسى أن تأمر يل بدرهم آخذ به ملحاً، قال: يوم، فقالحضر يل اليوم شيء، ولكن تفتقدين بعد هذا ال

.أملحه لئال يننت حىت يتيسر الكفن إن شاء اهللا: وما تصنع به؟ قال

وتكلم عبد اهللا بن الزبري مع امرأة، فقال هلا يف بعض كالمه، أخرجي املال حتت استك، فقالت ملن

Page 32: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 32

كيف ترى هذا اخللع اخلفي؟ : ت البن الزبريال، فقال: سألتك باهللا، هذا كالم اخللفاء؟ قالوا: حضر

اخرج يا غالم أسائلك، وكان أراد قتله، : ومر شبيب بن زيد رئيس اخلوارج، بغالم يف الفرات، فقال لهخدعتين، وانصرف : واهللا، ال ألبسها اليوم، قال شبيب: أمين حىت ألبس ثيايب، فأمنه، فقال: فقال له الغالم

.عنه

غزوت بعض بالد السند، فوجدت شيخاً : أن عمر بن أسد صاحب السند قالوحكى بعض البصريني إن أردت أن أدلك عليهم، فاقتل هذا الغالم؛ لئال خيرب : كبرياً، ومعه غالم، فسألته عن الناس، فقال

لو كانوا حتت قدمي ما رفعتها عنهم، وإمنا خفت : بأمري، فأموت بضرب عنقه، مث سألت الشيخ فقال .فقتل الشيخ ومل خيرب: م فيدلك عليهم، قالأن تسأل الغال

ورد اخلرب على املنصور خبروج حممد بن عبد اهللا وأخيه إبراهيم، وهو يريد املدينة، فنظر إىل : وقال بعضهماجتماع يا أمري املؤمنني، فعلم : ما اسم هذه الشجرة؟ فقال: شجرة صغرية يقال هلا اخلالف، فقال للربيع

.ول الربيعأا خالف، وأعجبه ق

حماسنك يا أمري : كيف جتمعني مسواكاً؟ قالت: ونظر املأمون إىل جارية له، وبيدها سواك، فقال هلا .املؤمنني، فاستحسن ذلك منها

: واهللا ال أكلتها حىت أقتلك، قال الغضبان: وأيت احلجاج بالغضبان بن القبعثري، وبيد احلجاج لقمة، فقال

األمري، تطعمنيها، وال تقتلين، فتكون قد بررت يف ميينك، ومننت أصلحك اهللا أيها-وخري من ذلك .ادن مين، فدنا منه، فأطعمه إياها، وخلى سبيله: علي، فقال احلجاج

خري قوم : ما وراءك أيها الركب؟ قال: ويروى أن احلجاج مر يف طريق املدينة بأعرايب، فقال له األعرايبخيرجها كما أخرب : ومل؟ قال: دمره اهللا وأهلكه، قال" إليه راجعونإنا هللا وإنا": احلجاج، فقال األعرايب

وأنا ميمون غالم : أنا احلجاج، فقال األعرايب: مكة عليه لعنة اهللا، فرتع احلجاج عمامته عن رأسه، وقال .كرعان، أصرع يف اليوم ثالث مرات، فضحك احلجاج ومضى وتركه

ما : طيف احملل عنده، فأبطأ عنه يوماً، فلما جاء، قال لهوكان مزيد يداخل بعض والة املدينة، وكان لجارة يل كنت أهواها منذ زمان، فظفرت ا البارحة، ومتكنت منها، فهذا الذي : الذي أبطأك عين؟ قال

وما : قال. فامسع مين متام حديثي: واهللا آلخذنك بإقرارك فلما عزم عليه قال: حبسين، فغضب الوايل وقاليف : أصبح خرجت لطلب معرب، يعرب يل رؤياي، فلم أجده، فهذا الذي أبطأين عنك، قالفلما : قال: هو

.نعم، فسكن غضبه: رأيت هذا؟ قال- ويلك -املنام

خذ : رأيت أبا حنيفة وعنده حجام، يأخذ من شعره، فقال أبو حنيفة: وحكى رجل عن شريك قالفخذ السواد لعله يكثر، فضحك شريك، : حنيفةإذن يكثر، فقال أبو : البياض من شعري، فقال له احلجام

Page 33: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 33

.لو ترك أبو حنيفة قياسه يف موضع، لتركه مع احلجام: وقال

ال، : ما تقول يف رجل وجد معه طنبور، هل جيب عليه تأديب؟ قال: وجاء قوم إىل أيب حنيفة، فقالوا جيب عليكم حد؟ فكل واحد منكم معه آلة الزنا، فهل: ومل قد وجد معه آلة الفسوق، قال: قالوا

.فانقطعوا

من يشتري مين : وجاء رجل فوضع بني يديه عسل فيه نبيذ، على باب املسجد بالكوفة، وجعل ينادييا هذا، إنك : كذا وكذا رطالً بدرهم، وكان أبو حنيفة قد أحل النبيذ، فلما مسع أبو حنيفة قوله، قال

أن ينكح أبوك أمك يف وسط السوق، ولكن ومن احلالل: صدقت: قال. أنت أحللته: فعلت قبيحاً، قال .يكون قبيحاً

يف طاعتك : كربت يا معن، قال: ودخل معن بن زائدة على املنصور، فقارب يف خطوه، فقال له املنصورهي : وإن فيك لبقية، قال: على أعدائك يا أمري املؤمنني، قال: وإن فيك جللداً قال: يا أمري املؤمنني، قال

.ننيلك يا أمري املؤم

يا أمري املؤمنني ذنيب أعظم من نقمتك، وعفوك : ورأى املنصور بعض أوالد األشتر، فهم بقتله، فقال .أوسع من ذنيب، فإن مل أكن للعفو لسوء ما أتيته أهالً، فأنت له أهل، فاستحسن قوله، وعفا عنه

، وأنت ممن ألب علينا، ويلك: وأسر يوم اجلمل رجل، فأيت به علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه، فقال لهيا أمري املؤمنني، ألن تلقى اهللا، وقد عفوت عين خري من : دعين أضرب عنقه، فقال الرجل: فقال األشتر

.اذهب حيث شئت: أن تلقاه، وقد شفيت غيظك، قال

: ما تريد بذلك؟ قال: أخرين يوماً، قال: وأيت احلجاج برجل من اخلوارج، فأمر بضرب عنقه، فقال له

. فيه عفو األمري، مع ما جتري به املقادير فتركهأؤمل

وأيت عبد امللك بن مروان بأسري، فدعا بالسيف والنطع، فوافق ذلك دخول صغار بين عبد امللك باكياً، دعوا الغالم ما أنت فيه عن : قد ضربه املؤدب، فانزعج لذلك عبد امللك، وأرادوا تسكينه، فقال األسري

.خلوا سبيله: غي أن يشغل املؤمن عن النصيحة شيء إال أن يعوق عائق، قالما ينب: هذا القول؟ قال

وجاز املنصور يوماً، والفرج بن فضالة جالس على باب الذهب، فقام الناس مجيعاً، ومل يقم الفرج، مل : خفت أن يسألين اهللا تعاىل: ما منعك من القيام؟ قال: فاستشاط املنصور غضباً، ودعا به، وقال

مل رضيت؟ وقد كره رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ذلك، فسكن غضبه، وقربه، : يسألكفعلت؟ و .وقضى حاجته

وتتكلم : وبلغ هشام بن عبد امللك عن رجل فيه شيء قبيح، فأحضره، فتكلم حبجته، فقال له هشامجادل اهللا ، فن"يوم تأتى كل نفس جتدل عن نفسها": أيضاً؟ فقال يا أمري املؤمنني يقول اهللا عز وجل

Page 34: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 34

.تكلم مبا شئت: جداالً، وال نتكلم إليك كالماً؟ فقال هشام

إين أسأت، وليس معي : يا عم: وعربد غالم هامشي، فشكوه إىل عمه، فأراد عمه أن يوقع به احلد، فقال .عقلي، فال تسيء إيل ومعك عقلك، فصفح عنه

سهل بن عاصم، فتظلموا إليه من وجلس موسى بن عبد امللك للمظامل، فدخل عليه أهل شهرين، وفيهمما تقول يا : إن قال سهل كما قلتم صرفته عنكم، مث قال: عاملهم، وسهل ساكت، فقال له موسى

أعزك اهللا، إنه مل يظلمنا، ولكن اهللا أمر فينا ويف أمثالنا بالعدل واإلحسان، فعدل فينا، : أقول: سهل؟ قالقد صرفته عنكم، ووليتك عليهم فاعدل : فقال موسىومل حيسن، ولن تصلح أحوالنا إال باإلحسان،

.وأحسن

.ألقعد، فواله عمالً، واختذه لنفسه: مل قمت؟ فقال: وأقبل بعض السالطني، فقام إليه رجل، فقال له

.أكلهم دهر ال يشبع، يعين ماتوا: ما فعل بنوك؟ قال: وقيل ألعرايب

هي وإن أدنتين من الدنيا، فقد صانتين : دنيا؟ قالمل حتب الدراهم، وهي تدنيك من ال: وقيل ألحد الزهاد .عنها

شأنك به، : وكان يف بين اجلراح فىت خليع ماجن، فأراد العبث بأيب العيناء فنهاه نصاحه، فأىب، فقالوا لهإذن : حني كفر أهلوك، وأبوك الذين مل يؤدبوك، قال له الفىت: يا أبا العيناء، مىت أسلمت؟ قال: فقال له

شهادتك ألهلك دعوى، وشهاديت عليهم بلوى، وستعلم أي : ما أسلمت، فقال أبو العيناءعلمت أنا .السالطني أقوى، وأي الشياطني أغوى، وسيعلم أهلك ما خبأ عليهم جهلك

: يا أبا حممد، إين اكتريت محاراً بنصف درهم، وجئتك لتحدثين، قال: وأقبل رجل إىل األعمش، فقال

.فما أريد أن أحدثك: رجعاكتره بالنصف الثاين، وا

إن رأيت أن ترفع صوتك؛ فإن بسمعي : وكان عقال بن سليمان يروي احلديث، فقال له بعض من حضر .الثقل يف كل شيء منك، ليس يف مسعك: ثقالً، فقال له

وإن ": صدق، يقول اهللا عز وجل: وقال رجل البن عمران املختار بن عبيد اهللا يزعم أنه يوحى إليه قال ."اطني ليوحون إىل أوليائهمالشي

.ألنك محار يف مسلخ إنسان: ما بايل إذا تذاكرمت احلديث نعست قال: وقال رجل ليونس بن حبيب

وكان للمغرية بن عبد اهللا الثقفي، وهو وايل الكوفة جدي كل يوم يوضع على مائدته، فحضر يوماً إنك تأكله أكل حنق عليه كأن أباه نطحك، : أعرايب، فمد يده إىل اجلدي، وأسرع فيه، فقال له املغرية

.وأنت تشفق عليه كأن أمه أرضعتك: فقال له األعرايب

نعم، فقال له ابن : يل عندك حاجة يا أمري املؤمنني أفتقضيها يل؟ فقال له: وقال معاوية لعبد اهللا بن عباس

Page 35: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 35

قد : بالطائف، قالأريد أن ب يل دورك وضياعك اليت: سل حاجتك يا أمري املؤمنني، قال: عباس: حاجيت إليك أن تردها إيل، قال معاوية: قد وصلت الرحم، فسل حاجتك، قال: فعلت، فقال له معاوية

.قد فعلت

فإن : نعم، قال: وأنا يل إليك حاجة أفتقضيها؟ قال: يل إليك حاجة، قال: وقال رجل لثمامة بن أشرس .حاجيت إليك أال تسألين حاجة

قينة يعلمها، فطلبت منه درمهاً، فانقطع عنها، فعلمت له دواء، ولقيته به، فقال وكان أشعب خيتلف إىل اشربيه أنت للطمع، فلو انقطع : دواء علمته لك تشربه هلذا الفزع الذي بك، قال: ما هذا؟ فقالت له: هلا

.طمعك، النقطع فزعي

: مري املؤمنني، فقال املتوكلأحسنت يا أ: ورمى املتوكل عصفوراً بالبندق، فلم يصبه، فقال ابن محدون

. إىل العصفور الذي تركته: أزأ يب؟ كيف أحسنت؟ قال

: لو كان لك ما كنت تصنع؟ قال: ونظر أعرايب إىل درهم يف يد رجل، فأدام النظر إليه، فقال له الرجل

.كنت أنظر إليه نظرة، مث يكون آخر عهده بالشمس

سليمان بن علي، فاتقى بغلة كانت باملوضع واقفة، وقف خالد بن صفوان بباب : وحكى بعضهم قال .غري خالد: أخاف أن أكون أنا املستثىن، فيقال: إا ما ركضت أحداً قط، فقال: فقيل له

وجاء رجل إىل أيب ضمضم القاضي، يستعدي على رجل يف دابة، اشتراها منه، وا عيب، فقال أبو الرمانة، ويف ظهرها شيء مثل التفاحة، ويف عجيزا يف أصل أذا شيء مثل: وما عيبها؟ قال: ضمضم

مر عنا يا بارد؛ هذا من صفات بستان، ال : شيء مثل اجلوزة، ويف بطنها شيء مثل اللوزة، فقال القاضي .عيب دابة

قيامة بال خروج دابة، وال : قد قامت القيامة، فقال زائدة املخنث: وهبت ريح شديدة، فقال الناس .مما ال يكونخروج دجال، هذا

وكتب سليمان بن عبد امللك إىل عامله باملدينة، أن أحصي املخنثني، واخصهم، فخصاهم، وكان فيهم .اخلتان الثاين، فاآليت مت التخنيث: ما هذا؟ فقال: دالل املخنث، فمر م رجل، فقال له

مل تدعو له، وهو : لهوملا صلب ابن برحان اللص، جاز عليه خبيب بن ثابت فنظر إليه ودعا له، فقيل فلمن أدعو، أللحسن وابن سريين؟ وأتت امرأة إىل بالل بن بردة من ولد أيب موسى : برحان اللص؟ قال

يا بين موسى، : األشعري يف أمر اتفق بينها وبني زوجها، فأوجب احلاكم أن يفرق بينهما، فقالت له املرأة .ما خلقكم اهللا إال للتفريق بني الناس

بن األعمش، ومعه مجاعة، فطالبهم اجلمال بشيء، فأخذوا يف ضربه، فقيل لسليمان بن وحج سليمان

Page 36: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 36

بلى، ولكن من متام مناسك احلج ضرب : يا أبا حممد، ألست حاجاً؟ قال: األعمش، وكان يف يده عصاً .اجلمال

عمل قعدت عند ابن عباس رضي اهللا عنه، فجاءت هدية من مكة فيها ثياب من : وقال اهليثم بن عديمن جاءته : ألست تروي عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال: أهل اليمن، وأخر من مصر فقلت

يا ابن أخي، إمنا ذلك يف التمر والسويق، وما : هدية، وعنده قوم جلوس، فهم شركاؤه فيها، قال .أشبههما، وأما يف الثياب العدنية، فال

الطريق : يا أمري املؤمنني، أنا رجل أريد احلج، قال له: فقالوملا حج املأمون اعترضه رجل يف الطريق، إين جئت مستمخاً ال مستفتياً، فأمر له : قد سقط عنك الغرض، قال: وليس يل نفقة، قال: أمامك، قال

.جبائزة، وضحك

فلذلك كنت سائالً؛ ألنه : إين ولدت قبل طلوع الشمس بيسري، قال: وقال أبو علي البصري أليب العيناء .وقت انتشار الشمس

نأخذ النشاب مما : ووقع حرب يف بعض الثغور، فخرج رجل بقوس بال نشاب، فقيل له يف ذلك، فقال .ال يكون بيننا وبينهم قتال: فإن مل جييء، قال: جييئنا من العدو، قيل له

ل الطعام، إمنا كان ينبغي أن تقدمها يف أو: وتغدى أبو احلارث عند رجل، فقدمت دجاجة، فقال لغالمهإمنا يبدأ ا يف أول الطعام، : أمل أقل لك: ارفعها، فما كان يف اليوم الثاين أتى ا يف وسط الطعام، فقال

.دجاجتك هذه ميتة أطول عمراً منها حية: فقال له أبو احلارث

وكان بعضهم يقدم على مائدته خبز درمك مقدار ما يأكله وحده، ويطعم جليسه خبزاً أمحر، وكانت هذه عادته مع من يواكله، فحضر مائدته يوماً إنسان مل حيضرها قبل ذلك، فلما وضع الدرمك بني يديه،

اشتهيت أن آكل خبزي ذا اخلبز، : ما هذا؟ قال: مد الرجل يده، وأخذ منه، فقال له صاحب املوضع .فخجل رب الدار، وعلم قبح فعله

من أين كنت اكتسبتها؟ : ليها، فقال بعض الناسوسرق لرجل خبيل عشرة آالف درهم، فأظهر اجلزع عفهل كنت حتدث نفسك أن تفعل ا شيئاً من : كنت أمجع الدرهم إىل الدرهم منذ ثالثني سنة، قال: قال

ال، وإمنا كنت أجعلها يف جراب : فهل كنت تؤمل أن متتع ا نفسك؟ قال: ال، قال: أبواب الرب؟ قال .ل حتت رأسك حجراً عوضاً منهافاجع: حتت رأسي، أستلذ ا، قال

وكان بعضهم يتعاهد وقت طعام رياح اجلوهري، وال خيطئ وقته عند الزوال، ورمبا دخل وهم يأكلون، لعن اهللا القدرية، من كان يستطيع أن يصرفين عن هذا الطعام وقد كان يف : أو حني جتعل املائدة، فيقول

تعال أنت يف غري هذا الوقت، فإن : ن ذلك قال له رياحاللوح احملفوظ أين البد أن آكله؟ فلما أكثر م

Page 37: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 37

. وجدت ما تأكله، فالعن القدرية وآباءهم

وكان الواثق شديد احملبة للباذجنان، وكان يعمل له كل يوم ألوان كثرية، فيأكل منها كل يوم ثالمثائة أبلغ أمري املؤمنني، : للرسولهل أريت خليفة أعمة قط؟ قال : يا بين: باذجنانة، فوجه إليه املعتصم يقول له

.إين قد تصدقت ببصري على الباذجنان

بلغنا عنك أن لك أربعة آالف كلمة من اجلواب : وجاء بعض الثقالء إىل بعض الظرفاء، فقال لهاسكت : إن قال لك أحد: سل عما بدا لك حىت أعلمك، قال: املسكت، وأحب أن تعلمين بعضها، قال

.ت، فخجل الرجل وانصرفقل له، صدق: قال. يا ثقيل

يعلم اهللا أين استثقلتك وأنت يف بيتك، : لعلك استثقلتين؟ قال: وجلس ثقيل إىل جانب ظريف مث قاليا : فكيف وأنت جبانيب؟ ورفع رجل إىل الفضل بن حيىي رقعة بيضاء، ليس فيها شيء، فقال له الفضل

أنت ما يليق بفضلك، فكتب فيها أن يا سيدي اكتب فيها: هذا، ليس يف رقعتك شيء مكتوب، فقال له .يعطى ماالً جزيالً

ما ترى هذا الطني : وسأل أبو العيناء أمحد بن صاحل حاجة، فواعده ا، فلما طالبه باالقتضاء، قال أمحد .فحاجيت إذن صيفية، فضحك، وقضى حاجته: واملطر؟ قال أبو العيناء

. يعولين خري من عقل أعقولهمحق: وعوتب بعضهم على ما يتعاطاه من احلمق، فقال

ضراط، فقال : من هذا؟ فقيل له: ونظر احلسن يوماً إىل رجل عليه بردة حسنة، وحالة مجيلة، فقال .ما طلب أحد الدنيا مبا تستحق إال هذا: احلسن

اطبخيه، وخرج إىل شغله، فطبخته املرأة، وأكلته، فلما : واشترى رجل ثالثة أرطال حلماً، وقال المرأتهأكله السنور، فأخذ الرجل السنور ووزنه، فإذا فيه ثالثة : هات ما طبخت، فقالت له: ء زوجها، قالجا

هذا وزن السنور، فأين اللحم؟ أو هذا وزن اللحم، فأين السنور؟ وكان السمك يف : فقال هلا. أرطال: ، فقالت له جاريةزمن كسرى عزيزاً، فجاء صياد بسمكة فيها مثانية أرطال، فأمر له بأربعة آالف درهم

مسكتك هذه : فرديه، فأمرت برده مث قالت له: تعطي يف مثانية أرطال من مسك أربعة آالف درهم؟ قالذكراً نريد؛ ففطن : أنثى، فتقول: أنثى نريد، أو يقول: ذكر فتقول: ذكر هي أم أنثى؛ طمعاً يف أن يقول

زيدوه أربعة آالف درهم أخرى، فقبض : هي خنثى، ال ذكر وال أنثى، فقال كسرى: الصياد، فقال هلاانظر خساسته وسوء : الصياد املال وانصرف، فسقط له درهم، فأكب عليه وأهذه، فقالت له اجلارية

مل أسأت : أدبه، أعطيته مثانية آالف درهم، وآكب حبضرتك ألخذ درهم، فأمر كسرى برده، فقالأعطوه أربعة : يقع على األرض، فقال كسرىكان على الدرهم صورة امللك، فأجللته أن : األدب؟ قال

.هذا ما جيري من النساء: آالف درهم، مث قال

Page 38: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 38

إىل : وكان رجل قاعداً يف جملس وليمة، فكل من دخل وسعوا له، فضاق الرجل، فقام خيرج، فقيل له .أخرج وأدخل عساكم أن توسعوا يل: أين؟ قال

.يهللا وهي يف يد: ملن هذه اإلبل؟ قال: وقيل ألعرايب

إن مل : ليس هذا كنيته، فقال: يا أبا الفضل، فقيل له: وخاطب أعرايب عبد اهللا بن جعفر، فقال يف خماطبته .تكن كنيته فهي صفته

: وقعد أبو احلارث إىل قينة باملدينة صدر اره، فجعلت حتدثه وال تذكر الطعام، فلما طال ذلك به، قال

: اهللا، ما تستحي، أما يف وجهي ما يشغلك عن هذا؟ قال هلاسبحنت: ما يل ال أمسع للغداء ذكراً؟ قالت

جعلت فداك، لو أن مجيالً وبثينة قعدا ساعة ال يأكالن فيها لبصق كل واحد منهما يف وجه صاحبه، مث .افترقا

نعم، وحنن على دين اوسية؛ : أبا نواس، ليتنا بناتك، قال: وحضر أبو نواس جملساً فيه قيان، فقلن له .ألن اوس ينكحون بناموذلك

إين : ونظر عمران بن حطان إىل امرأته، وكانت من أحسن النساء، وكان هو من أقبح الرجال، فقالألنين أعطيت مثلك فشكرت، وابتليت مبثلي : وكيف ذلك؟ قال: وإياك يف اجلنة إن شاء اهللا، قالت

.فصربت

اذهب فقاتل، فإن أغنيت : ك أهل الشام، قالأعطين وأقاتل عن: وجاء أعرايب إىل ابن الزبري، فقال .أراك جعلت روحي نقداً، ودرامهك نسيئة: أعطيتك، قال

إذا كان عندك ما : فما أطيب الزمان؟ قال: نشيش املقالة، قيل: ما أحسن الفناء؟ قال: وقيل ألشعب .تنفق

ألقيناها يف املاء فطفت على وكتب عامل عمان إىل عمر بن عبد العزيز رضي اهللا عنه، إنا أتينا بساحرة، ف . لسنا من املاء يف شيء، إن قامت عليها بينة، وإال خل عنها: املاء، فكتب له عمر

أربع : كم بني اإلميان واليقني؟ قال: سأل علي بن أيب طالب ابنه احلسني رضي اهللا عنهما: وقال األصمعيدقه قلبك، واليقني ما رأته عيناك فصدق اإلميان كل ما مسعته أذناك، وص: وكيف ذلك؟ قال: أصابع، قال

.به قلبك، وليس بني األذن والعني إال أربع أصابع

يا أبا سعيد، أخاف أال أؤدي شكره، : بلغين أنك ال تأكل الفالوذج، قال: وقال احلسن لفرقد السبخيكلوا ": يقوليا لكع، هل يؤدي شكر املاء البارد يف الصيف واحلار يف الشتاء أحد؟ أما مسعت اهللا: قال

."كلوا من طيبات ما رزقنكم" و"من الطيبات

.لعاب النحل، بلباب الرب، خبالص السمن، ما عاب هذا مسلم: ومسع احلسن رجالً يعيب الفالوذج، فقال

Page 39: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 39

.إين إمنا آكل ألحيا، وغريي حييا ليأكل: مالك تقل األكل جداً؟ قال: وقيل لبقراط

ال خري يف رجل : ما يب فضل يا أمري املؤمنني، قال: الغداء، فقالودعا عبد امللك بن مروان رجالً إىل .يأكل حىت ال يكون فيه فضل

وكيف عرفت ذلك وأنت مل تشرا؟ : اخلمر، قيل له: أي الشراب أطيب؟ قال: وقيل لألحنف بن قيس .إين رأيت من حل له ال يتعداها ومن حرمت عليه إمنا يدور حوهلا: قال

ما صفا يف العني، واشتد على : أي األشربة أفضل عاقبة يف البدن فقال: ساعدةوقال قيصر لقس بن مرعي وال : فما تقول يف مطبوخه؟ قال: اللسان، وطابت رائحته يف األنف من شراب الكرم، قال

ميت أحيي فيه بعض املتعة وال يكاد حييي من مات : فما تقول يف نبيذ الزبيب؟ قال: كالسعدان، قال .مرة

.ال أشرب ما يشرب عقلي: ما لك ال تشرب اخلمر؟ قال: عرايبوقيل أل

: ما منعك من شرب اخلمر يف اجلاهلية وال حرج عليك فيها؟ قال: وقيل لعثمان بن عفان رضي اهللا عنه

.إين رأيتها تذهب العقل مجلة، وما رأيت شيئاً يذهب مجلة وال يعود مجلة

يتكم : وهم يشربون ويوقدون يف األخصاص، فقالودخل عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه على قوم، مهالً يا أمري املؤمنني، اك : عن معاقرة الشراب، وعن الوقد يف األخصاص فأوقدمت، وهم بتأديبهم، فقالوا

هاتان اتني وانصرف، وهو : اهللا عن التجسس فتجسست، واك عن الدخول بغري إذن، فدخلت، فقال . عمركل الناس أفقه منك يا: يقول

ألن نبتل علي : بللت ثيابك، فقال: وكان باملدينة أعمى، فأتى يوماً عيناً يغتسل ا، فدخل بثيابه، فقيل له .خري من أن جتف على غريي

بينما أنا بكناسة الكوفة، إذا برجل مكفوف، قد وقف إىل خناس الدواب، : وحكى اهليثم بن عدي قالال بالكبري، إذا خال الطريق تدفق، وإذا كثر الزحام ترفق، إن أقللت يعين محاراً، ليس بالقصري، و: فقال له

يا أبا عبد اهللا، : علفه صرب، وإن أكثرته شكر، إن ركبته هام، وإن ركبه غريي نام، فقال له النخاس .اصرب، فإن مسخ اهللا القاضي محاراً، أصبت حاجتك إن شاء اهللا تعاىل

الباب الثالث

، واستعملت خطاباً اجتمع ناس من الشعراء، وأتوا مرتل عدي بن الرقاع، يف أبيات شعر وقعت جواباً : نريد أباك، جوه، ونفضحه، فقالت: ما تريدون؟ قالوا: فخرجت بنت له صغرية، فقالت. وصاحوا به

على واحد، الزلتم قرن واحد من كل أوب، ووجهة تجمعتم

Page 40: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 40

.فاستحيوا، وانصرفوا خجلني

يا أبا ضمرة، أنت أنسب العرب حني : قال له الفرزدق، يعرض له بسرقته للشعرولقي كثري الفرزدق، ف : تقول

تمثل لي ليلى بكل سبيل ألنس ذكرها، فكأنما أريد

: فقال له كثري يعرض بسرقته، وأنت يا أبا فراس أفخر العرب حيث تقول

نحن أومأنا إلى الناس وقفوا وإن ترى الناس ما سرنا، يسيرون خلفنا

هل كانت أمك ترد : وهذان البيتان جلميل، سرق الفرزدق واحداً، وكثري واحداً، فقال له الفرزدق .ال، ولكن كان أيب كثرياً ما يردها، فعرض كل واحد منهما بصاحبه: البصرة؟ قال

يا أقيشر، وكان يغضب إذا دعي بذلك، فنظر : ومر األقيشر األسدي بقوم من بين عبس، فقال بعضهم : نشأ يقولإليه وأ

وأدعوك ابن مطفئة السراج األقيشر، ذلك أسمي أتدعوني

ورب العرش يعلم ما تناجي خدعها بالليل سراً تناجي

فسمي الرجل ابن مطفئة السراج ونظر رجل إىل احلسن بن عبد احلميد يزاحم الناس على باب حممد بن : أمثلك يرضى ذا؟ فقال: سليمان فقال

وال يكرم النفس الذي ال يهينها الكرمها بهملهم نفسي؛ أهين

: أتيت أبا جعفر حممد بن عبد اهللا بن عبد كان، فحجبين، فكتبت إليه: وقال أبو مسهر

تأذن عليك لي األستار والحجب أتيتك للتسليم أمس، فلم إني

ما رد إال العلم واألدب واهللا، علمت بأني لم أرد، وال وقد

: كانفأجابين ابن عبد

ابن أوس، وفيما قاله أدب قال كنت عافيت بالحسنى لقلت كما لو

السماء ترجى حين تحتجب إن ليس الحجاب بمقص عنك لي أمالً

: تقدم فقاتل، فأنشأ يقول: وقيل جلبان يف موقف حرب

أخاف على فخارتي أن تحطما لست بفاعل: تقدم، قلت :وقالوا

ولكنه رأس إذا مات أعقما اًفلو كان لي رأسان، أتلفت واحد

على هذا ترون التقدما؟ فكيف أوالداً، وأرمل نسوة وأيتم

Page 41: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 41

: ووقف بعض الشعراء بباب أمري الرقة، فلما مثل بني يديه أنشده

صفراً يدي من جود أروع مجزل أقول إذا أتيت معاشراً ماذا

األمير بما له لم يجمل بخل أعطاني كذبت، وإن أقل: إن قلت

فعلت ما لم تفعل: أن أقول من أعلم بالمكارم والعال وألنت

البد مخبرهم وإن لم أسأل لنفسك ما أقول؛ فإنني فاختر

: فأعطاه عشرة آالف درهم وكتب معها

ولو أمهلتنا لم نقلل قالً، فأتاك عاجل برنا أعجلتنا،

نحن كأننا لم نفعل ونكون فخذ القليل، وكن كأنك لم تسل

ما لك عندي حق فأعطيكه، وما يف مايل : أعطين، فقال: م احلطيئة املدينة فوقف على عيينة، فقال لهوقديا هذا، إنك وقفت إلينا، فلم : فضل عن عيايل، فخرج مغضباًن وعرفه جلساؤه، فأمر برده، مث قال له

فلك عندنا ما فاجلس؛ : هو ذاك، قال: تستأنس ومل تسلم، وكتمتنا نفسك، كأنك كنت جمتنباً، قال : الذي يقول: من أشعر الناس؟ قال: حتب، فجلس، فقال له

يغره، ومن ال يتق الشتم يشتم ومن يجعل المعروف من دون عرضه

: وأتى الشعيب مسجداً، فصادف فيه قوماً يغتابونه، فوقف عليهم، مث قال

لعزة من أعراضنا ما استحلت هنيئاً مريئاً، غير داء مخامر

ملا انفرد سفيان بن عيينة، ومات نظراؤه من العلماء، تكاثر الناس عليه يسألونه، : اهليثم بن عديوقال : فأنشأ يقول

الشقاء تفردي بالسؤود ومن خلت الديار، فسدت غير مسود

: أبا العيناء، لو مت لرقص الناس طرباً وسروراً، فقال بديهاً: وقال بعض الرؤساء أليب العيناء

بحمد اهللا ذلك، ال بحمدك تي، فأجدت مدحيمذم أردت

فقد يأتي القضاء بضد عمدك تك واثقاً أبداً بعمد فال

.أجل، الناس قد ذهبوا، فلو رآين املوتى لطربوا، فما زالوا يغبطونكم يب ويرمحوين بكم

: إن مجاعة الكتاب يلومونك، فأنشد: وقيل أليب العيناء

زال غضباناً علي لئامها فال إذا رضيت عني كرام عشيرتي

: إذا فرغت مل حنتج إليك: اعذرين؛ فإين مشغول، فقال له: وقال له يوماً عبد اهللا بن سليمان

Page 42: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 42

تناط بك اآلمال، ما اتصل الشغل تعتذر بالشغل عنا؛ فإنما فال

: الناس مع أيب علي البصري عليك، وهم إليه أميل، فقال: وقيل له

أدري: أبغضوك، فقلت: فقالوا يالردى، لما رمون سقيتهم

ذنب سوى أحد، وبدر وال بني قريش في علي كبغض

: ابن من أنت؟ فقال: فقال له. وأيت العريان بن اهليثم بغالم سكران

قدرهوإن نزلت يوماً فسوف تعود الدهر ابن الذي ال تنزل أنا

.فوالفظن أنه ابن أحد األشراف، فخلى سبيله، فكشف الغيب أنه ابن

: وسئل ابن شربمة عن إنشاد الشعر، هل ينقض الوضوء أم ال؟ فأنشد

عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول صلح إن فتاة كنت أعشقها يا

.مث قام فصلى

: يا أمري املؤمنني: ووجد املنصور على كاتب له، فأمر بإحضاره، ودعا بالسياط، فقال

م الكاتبيناللكرا فهبنا ونحن الكاتبون، وقد أسأنا

.فضحك منه وعفا عنه

: وأبطأ عبد اهللا بن حيىي عن الديوان، فأرسل إليه املتوكل يستفهمه عن حاله، فكتب إليه

من اإلفالس والدين من مكانين عليل

وحسبي شغل هذين هذين لي شغل ففي

فكيف جوين وأيب : الواهللا ألهجونك، فق: رأيت أعرابياً يضاجر أخاه، فقال له أخوه: وقال األصمعي : امسع ما أقول: أبك، وأمي أمك؟ قال

ولم يأته من إرث أم وال أب أتاه اللؤم من ذات نفسه لئيم

يا أبا سعيد، إنا نكون يف هذه البعوث : وكان الفرزدق جالساً عند احلسن البصري، فجاء رجل فقالا من غري أن يطلقها زوجها، فقال الفرزدق، والسرايا، فنصيب املرأة من العدو، وهي ذات زوج، فتحل لن

: قلت: وما قلت؟ قال: وقد قلت أنا مثل هذا يف شعري فقال له احلسن

حالالً، لمن يبني بها، لم تطلق خليل أنكحتنا رماحنا وذات

Page 43: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 43

يا أبا سعيد، ما تقول يف الرجل يشك يف الشخص يبدو : صدقت، مث أقبل رجل آخر، فقال: قال احلسنوقد قلت أنا مثل هذا، قال : هذا واهللا فالن، مث ال يكون هو، ما ترى يف ميينه؟ فقال الفرزدق: لله فيقو

: قلت: وما قلت؟ قال: له احلسن

إذا لم تعمد عاقدات العزائم مأخوذ بقول تقوله ولست

.صدقت: قال احلسن

احكم : لرؤبة بن العجاجواستعدت امرأة على زوجها عباد من منصور، وزعمت أنه ال ينفق عليها فقال : بينهما، فقال

الناس إال منفق أو مطلق فما فطلق إذن إن كنت لست بمنفق

: قلت لقينة: وقال علي بن اهلجم

تدنى إليك؛ فإن الحب أقصاني هل تعلمين وراء الحب منزلة

: تأيت من باب الذهب، وأنشدت: قالت

من ليس بالدانيفلم يزل مدنياً، شفيعك منقوشاً تقدمه اجعل

كان باملدينة رجل جعفري، من ولد جعفر بن أيب طالب، وكان حيب : وقال إسحاق بن إبراهيم املوصليقوموا معي إىل هذه اجلارية حىت نكاشفها؛ فقد : الغناء، وكان يتعشق قينة باملدينة، فقال يوماً إلخوانه

ا معه حىت وقفوا بباا، فدقه، فخرجت واهللا أيتمت أوالدي، وأرملت نسائي، وأخرجت ضيعيت، فقامو : يا جارية، أتغين: إليه، فإذا هي أملح الناس دالالً وشكالً، فقال هلا

في دياركم السالم عليكم وكنت أحبكم، فسلوت عنكم

: يا جارية، هات عودي، واهللا ما أحسن هذا، ولكن غريه: فاستحيت وخجلت وبكت، وقالت

ى آثار من ذهب العفاءعل أهلها منها فبانوا تحمل

: يا سيديت هل حتسنني أن تغين: مث تصيب عرقاً، مث قال هلا. فاستحيا واهللا صاحبنا: قال

وإن ظلموا كنت الذي أتنصل للعتبى إذا كنت ظالماً وأخضع

: واهللا ما أحسن هذا، ولكن غريه، مث غنت: قالت

زلوننزلكم منا بأفضل من تقبلوا بالود أقبل بمثله فإن

Page 44: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 44

.لعن اهللا األهل والولد والضيعة: وقال. فدفع الباب ودخل، وأرسل غالمه حيمل إليه حوائجه: قال

وكتب البعث على رجل من الكوفة، فخرج، وأفاد جارية وفرساً، وكان متزوجاً بابنة عم له، فكتب : إليها

وأغنتنا الغطارفة المج غنينا، أبلغوا أم البنين بأننا أال

وبيضاء كتمثال، زينها العقد المنكبين، إذا جرىمناط بعيد

لحاجة نفسي، حين ينصرف الجند أليام العدو، وهذه فهذا

: يا غالم، هات الدواة، مث كتبت: فلما وردها كتابه، قرأت، وقالت

وأغنتنا غطارفة المج غنينا، :أقره منا السالم، وقل له أال

ن ماء معتصر الوردم ونازعته شئت غناني غالم مرجل إذا

كبد ملساء أو كفل نهد إلى شاء منهم ناشئ مد كفه وإن

حضوراً، فتقضوها على النأي والبعد فما كنتم تقضون حاجة أهلكم

وال ندعو لك اهللا بالرد منانا، علينا بالسراح؛ فإنه فعجل

رب الناس بعداً على بعد وزادك قفل الجند الذي أنت فيهم فال

د كتاا مل يزد على أن ركب، وأردف اجلارية وحلق ا، فكان أول شيء بدأها بعد السالم أن فلما وراهللا يف قليب أجل وأعظم، وأنت يف عيين أحقر وأذل من أن أعصي : باهللا هل كنت فاعلة؟ قالت: قال هلا

.اهللا فيك، فكيف ذقت طعم الغرية؟ فوهب هلا اجلارية، وانصرف إىل بعثه

: من أنت؟ فقالت: ذيب إىل عائشة بنت طلحة تطوف بالكعبة، فقال هلاونظر ابن أيب

ليقتلن التقي المغفال ولكن من الالء لم يحججن يبغين حسبة

ال، ولكن احلسن : أفتنتك أبا عبد؟ قال: صان اهللا ذلك الوجه عن النار، قيل: مثلك أبا عبد اهللا، قال .مرحوم

ل امرأة حديثة على امرأة قدمية، فكانت جارية احلديثة متر بباب وقال الشافعي رضي اهللا عنه؛ تزوج رج : القدمية فتقول

رمى فيها الزمان فشلت ورجل رجل صحية: وما يستوي الرجالن

: مث تعود فتقول

وثوب بأيدي البائعين جديد ثوب به البلى: وما يستوي الثوبان

Page 45: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 45

: فمرت جارية القدمية بباب احلديثة، وأنشدت

الحب إال للحبيب األول ما دك حيث شئت من الهوىنقل فؤا

أبداً ألول منزل وحنينه كم منزل في األرض يألفه الفتى

كان حتت العريان بن األسود بنت عم له فطلقها، فتبعتها نفسه، فكتب إليها يعر : وقال اهليثم بن عدي : ض هلا بالرجوع، فكتبت إليه

الغزال الذي ضيعته مشغولإن كنت ذا حاجة فاطلب لها بدال إن

: فكتب إليها

لهونا به، والحبل موصول فقد كنت ذات شغل فاهللا يكلؤه إن

وفي الليالي، وفي أيامها طول قضينا من استطرافه وطراً وقد

: وطلق الوليد بن يزيد زوجته سعدى، فلما تزوجت اشتد ذلك عليه، وندم، فدخل عليه أشعب، فقال له

: عجلها، فأمر له ا، فلما قبضها قال: رسالة، ولك عندي مخسة آالف درهم، قالأبلغ سعدى عين

: ائتها وأنشدها: هات رسالتك، قال

حتى القيامة من تالق وال هل إليك لنا سبيل أسعدى،

بموت من خليلك، أو فراق ولعل دهراً أن يواتي بلى،

يا سيديت، أرسلين إليك الوليد : ك يف زيارتنا؟ قالما بدا ل: فأتاها، فاستأذن عليها، فأذنت له، وقالتيا سيديت، جعل يل على ذلك مخسة : خذن هذا اخلبيث، فقال: برسالة، وأنشدها الشعر فقالت جلواريها

لك : يا سيديت اجعلي يل شيئاً، قالت له: واهللا ألعاقبنك، أو تبلغ إليه ما أقول، قال: آالف درهم، قالت : قل له: هات رسالتك، قالت له: من عليه، فقامت فألقاه على ظهره، وقالقومي : بساطي هذا، قال

لقد ذهبت سعدى، فما أنت صانع؟ على سعدى، وأنت تركتها؟ أتبكي

إما أن نقتلك، وإما أن نطرحك من : اختر مين إحدى ثالث خصال: فلما بلغه ذلك، سقط يف يده، وقاليا : ، فتحري أشعب، وأطرق طويالً، مث رفع رأسه، وقالهذا القصر، وإما أن نلقيك إىل ذلك السباع

.ما كنت لتعذب عينني نظرتا إىل سعدى، فتبسم، وخلى سبيله: سيدي

قمت بالليل، : ما هذا؟ قال: ودخل أمية بن عبد اهللا على عبد امللك بن مروان، وبوجهه أثر، فقال : فأصاب الباب وجهي، فقال عبد امللك

المدمنين مصارع وللشاربيها فسؤتهارأتني صريع الخمر يوماً

Page 46: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 46

.بلى، وأخذك اهللا لسوء مصرعك: ال، وأخذك اهللا يا أمري املؤمنني بسوء ظنك، قال: فقال

: وشهد عند سوار القاضي رجل، فرد شهادته؛ ألنه كان يشرب النبيذ، فقال

وال شهادة لي ما دام سوار النبيذ، فإني غير تاركه أما

: يسمى كمال الدين، يهوى غالماً امسه بدر الدين فكتب إليهوكان بعض املشارقة

حبك مثل الخيال صيره بدر دين اهللا، صل مدنفاً يا

فما يعاب البدر عند الكمال تخش من عيب إذا زرته ال

: فسمع بذلك عاشق آخر، فكتب إليه

ما نمق زور محال فكل بدر، ال تسمع مقال الكمال يا

يخسف عند الكمال وإنما في نصفهالبدر يوفى الخسف

اذهب : كنت عند الرشيد، فجاءه خناس جبارية للبيع، فنظر إليها الرشيد، مث قال للنخاس: وقال األصمعيردين يا أمري : جباريتك، فلوال كلف بوجهها، وخنس بأنفها الشتريتها، فخرج ا، فلما بلغ الستر قالت

: فردت، فأنشدتاملؤمنني، أنشدك بيتني، فأمر بردها،

كال، وال البدر الذي يوصف سلم الظبي على حسنه ما

فيه كلف يعرف والبدر فيه خنس بين فالظبي

.فاشتراها الرشيد، وكانت من أحظى جواريه عنده

الحديقة الثانية

يف مداعبات يستجلب ا السرور، ومضحكات متيل إليها النفوس، وتشرح ا الصدور وفيها مخسة : أبواب

الباب األول في ترويح األرواح بمستحسن المزاح

.كان النيب صلى اهللا عليه وسلم ميزح، وال يقول إال حقاً

إن اهللا خيلقهن : إن اجلنة ال تدخلها عجوز، فلما جزعت من ذلك قال هلا: فمن ذلك قوله إلحدى عماته .يوم القيامة شواب أبكاراً

: ل زوجك الذي يف عينيه بياض، فلما جزعت من ذلك، قال هلاما فع: وقال صلى اهللا عليه وسلم المرأة

ما عندي إال ولد : امحلين، قال: أوليس يف كل عني بياض؟ وقال لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم رجل

Page 47: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 47

.وهل اإلبل إال من النوق: ما أصنع بولد الناقة؟ فقال صلى اهللا عليه وسلم: الناقة، قال

. نعيمان اجلنة ضاحكاً؛ ألنه كان يضحكيندخل: وقال صلى اهللا عليه وسلم

وروي أن نعيمان رضي اهللا عنه أصابه رمد يف عينه، فعاده رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فوجده يأكل إمنا أنا آكل من اجلهة األخرى، فضحك رسول : أتأكل التمر وأنت أرمد؟ فقال له نعيمان: متراً، فقال له

.اهللا صلى اهللا عليه وسلم

.بل سنة: املزاح هجنة، قال: ل لسفيان الثوريوقي

ال عليك؛ فإن اهللا : خلقين خالق اخلري، وخلقك خالق الشر، فبكت، فقال: وقال عبد اهللا بن عمر جلاريته .هو خالق اخلري والشر مجيعاً

وكانت سويداء لبعض األنصار، ختتلف إىل عائشة رضي اهللا عنها، تلعب بني يديها وتضحكها، ورمبا ن النيب صلى اهللا عليه وسلم يدخل على عائشة فيجدها عندها، فيضحكان مجيعاً، مث إن النيب صلى اهللا كا

إا مريضة، فجاء النيب صلى اهللا عليه وسلم : يا عائشة ما فعلت سويداء؟ قالت: عليه وسلم فقدها، فقالأعلموه، فشهدها، وصلى عليها إذا توفيت فأذنوين، فلما توفيت : يعودها فوجدها يف املوت، فقال ألهلها

.اللهم إا كانت حريصة على أن تضحكين، فأضحكها فرحاً: وقال

ويف بعض الكتب املترمجة أن حيىي ومشعون كانا من احلواريني، فكان حيىي ال جيلس جملساً إال ضحك ما :وأضحك من حوله، وكان مشعون ال جيلس جملساً إال بكى وأبكى من حوله، فقال مشعون ليحىي

ما أكثر بكاءك كأنك قد يئست من ربك، : أكثر ضحكك، كأنك قد فرغت من عملك، فقال له حيىي .أن أحب السريتني إيل سرية حيىي: فأوحى اهللا إىل عيسى عليه السالم

إنك لتبتسم تبسم : ويف بعض الكتب املرتلة أيضاً أن عيسى بن مرمي لقي حيىي بن زكرياء فقال له عيسىإنك لتعبس تعبس قانط، فأوحى اهللا إىل عيسى عليه السالم أن الذي يفعل حيىي أحب : حيىيآمن، فقال له

.إيل

وكان عبد اهللا بن حممد بن عبد الرمحن بن أيب بكر الصديق رضي اهللا عنه فيه مزاح، فدخل على عائشة كيف جتدينك : اأم املؤمنني رضي اهللا عنها، وهي عمة والده يعودها يف مرضها الذي ماتت فيه، فقال هل

ما تدع مزاحك على : فال أفديك إذن، فتبسمت وقالت له: يف املوت، قال: يا أمي، فدتك نفسي، فقالت .حال

ولقي نعيمان، وهو من قدماء الصحابة، وكان رجالً صاحلاً مع ما كان فيه من املزاح، أعرابياً معه عكة خذوا : عليه وسلم عندها، فقرع الباب، وقالعسل، فاشتراها منه، وجاء ا إىل عائشة والنيب صلى اهللا

هذه، فظن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه أهداها له، ومر نعيمان، وترك األعرايب جالساً، فلما طال

Page 48: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 48

يا هؤالء، ردوا علي عسلي إن مل حيضر الثمن، فسمع النيب صلى اهللا عليه وسلم كالمه، : جلوسه، صاحما محلك على ما فعلت يا : ان، قال له رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلمفأعطاه مثنه، فلما جاء نعيم

رأيت النيب صلى اهللا عليه وسلم حيب العسل، ومل كني عندي مثنه، فضحك النيب صلى اهللا : نعيمان؟ قال .عليه وسلم

موضع يف أريد أن أبول فأخذه بيده، ومحله إىل : ومر نعيمان بابن نوفل البصري، وهو يف املسجد، فقال له: يا أبا املغرية، إنك لفي املسجد، قال: اجلس، ومضى وتركه، فبال، فصاح الناس به: املسجد، وقال له

نعيمان أجلسين ها هنا، هللا علي أن أضربه بعصاي هذه إن وجدته، فبلغه اخلرب، فجاءه بعد ذلك، وهو ال ، وجاء به إىل عثمان بن عفان هو ذا يصلي: نعم، قال: هل أدلك على نعيمان؟ قال: يعرفه، فقال له

من قادين : وحيك، هو عثمان، فقال: هذا نعيمان، فعاله بالعصا، فضحك الناس به: رضي اهللا عنه، فقال . واهللا ال تعرضت له بسوء أبداً: نعيمان، قال: إليه؟ قالوا

سويبط على وخرج نعيمان وسويبط بن عبد العزيز، يف جتارة مع أيب بكر الصديق رضي اهللا عنه، وكانحىت جييء أو بكر، : الزاد، فجاءه نعيمان يف بعض منازهلم، فاستعطفه أن يعطيه من الطعام، فقال له

إن يل عبداً، فهل فيكم من يشتريه مين؟ : فذهب نعيمان إىل قوم من رؤساء احلي الذي هم فيه، فقال هلممنه، فال تغروين وتفسدوا علي غالمي، أنا حر، فتسمعون : إنه ذو لسان، ورمبا يقول: نعم، فقال: فقالواال عليك، حنن ال نسمع قوله، فاشتروه، منه بعشرة من اإلبل، فقبضها منهم، وجاء م إىل : فقالوا

ومن : قد اشتريناك من موالك، قال: وما اخلرب؟ قالوا: قم معنا، قال: هذا هو، فقالوا: سويبط، فقال هلم، فتلكأ، فوضعوا عمامته يف عنقه، وذهبوا به، وجاء أبو بكر كذب وفجر: نعيمان، قال: موالي؟ قالوا

وطلب سويبطاً، فلم جيده، فأخرب بفعل نعيمان، فذهب هو وأصحابه إىل القوم وخلصوه منهم، وردوا .إليهم إبلهم، فلما قوموا أخربوا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فضحك هو وأصحابه من ذلك

ا تقول يف رؤيا رأيتها، كأن يل غنماً، وكنت أعطى فيها مثانية دراهم يف م: وأتى رجل ابن سريين، فقالهاتوا أربعة أربعة، : كل رأس، فأبيت أن أبيع، ففتحت عيين، فلم أر شيئاً، فغلقتهما ومددت يدي وقلت

.ميكن ما ذكرت: لعلهم اطلعوا على عيب يف الغنم فكرهوها، فقال: فلم أعط شيئاً، فقال ابن سريين

.ال أحكم على غائب: أميا أطيب اجلوزنيق أو اللوزنيق؟ فقال: للقاضي شريحوقيل

إن كان هذا فينبغي للوزينج : من أكل سبع رطب على الريق، سبحت يف بطنه، فقال: وقيل البن سريين .إذا أكل أن يصلي التراويح

اهللا يتوىف ": ل لهتويف البارحة، فلما رأى وجه الرجل السائل، قا: وسئل ابن سريين عن رجل، فقال ."األنفس حني موا واليت مل متت يف منامها

Page 49: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 49

كيف بت البارحة؟ فدخل البيت، فأخرج فراشه وخمدته، وفرشهما واضطجع، : وقال رجل لألعمش .هكذا بت البارحة: وقال

فت إن خ: إين أخاف أال يناهلا املاء، قال: خللها، فقال: وسأل رجل الشعيب عن املسح على اللحية، فقال .ذلك فانقعها من أول الليل

وكان الشعيب جالساً مع أصحابه، وإذا جبمال على عاتقه دن، فلما رأى الشعيب وضع الدن عن عاتقه، .ذلك نكاح ما شهدته: رمحك اهللا، ما اسم امرأة إبليس؟ فقال الشعيب: وقال

مولود حىت يعرف وقت إن املنجمني ال يعرفون طالع: كيف كان طالع إبليس؟ فقال: وجاءه رجل فقال .والدته، فسل عن الوقت الذي ولد فيه وجتيء حىت أعرفك بطالعه

إن كنت تريد أن تسابق : تزوجت امرأة وهي عرجاء، أفلي أن أردها بالعيب؟ قال: وجاءه رجل فقال .عليها فلك ردها

.لباخل: مباذا أعزك اهللا؟ قال: اغسله، قال: أصاب ثويب البلل، قال: وجاءه رجل فقال

واختصم الطفاوة مع بين راسب، يف ابن يدعيه الفريقان، إىل زياد، وأقاموا مجيعاً البينة، فأشكل على زياد وما عندك يف ذلك؟ : أصلح اهللا األمري ولين احلكم بينهم، قال: أمره، فقال سعد من بين عمرو بن يربوع

فهو من بين الطفاوة، فأخذ زياد أرى أن يلقى يف النهر، فإن رسب فهو من بين راسب، وإن طفا: قالأصلح اهللا األمري حضرين : نعله وقام، وغلبه الضحك، مث أرسل إليه، أمل أك عن املزاح يف جملسي، قال

.ال تعودن: أمر خفت أن أنساه، فضحك زياد، وقال

ا، هذه حاجتان، فأنا أقضي لك إحدامه: فقال له. وجاء رجل إىل مثامة بن أشرس، أن يسلفه ويؤخره .فأنا أؤخرك ما شئت وال أسلفك: قد رضيت، قال: قال

ارم : وسأل رجل عمرو بن قيس عن حصاة املسجد جيدها اإلنسان يف ثوبه أو خفه أو جبهته، فقال لهدعها تصيح حىت ينشق حلقها، قال : ا، فقال الرجل، زعموا أا تصيح حىت ترد إىل املسجد، قال

ن تصيح إذن؟ فمن أي: أوهلا حلق؟ قال: الرجل

الباب الثاني في المضحكات الحسنة، الخفيفة على األلسنة

انزل نصلي : نعم، قال: أبا املنذر، أذنت؟ قال: صرخ ديك يف شجرة، فسمعه ثعلب، فأتى إليه، فقالأيقظ اإلمام، فتخيل للثعلب أنه ديك آخر، فرأى كلباً له ذنب أكرب من كلحته، : مجاعة، قال الديك

.انتقض الوضوء، أجدده، وأرجع إن شاء اهللا: يفوت الوقت، قال: رد رأسه، فقال له الديكفهرب، ومل ي

ال : أين الغنم؟ قال: وأخرج راع غنماً للرعي، فجاء مع الليل، والعصا على عنقه من دون غنم، فقيل له

Page 50: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 50

أي شيء نسيت يف اجلبل؟ : إله إال اهللا، وأنا أقول

ن الصيف، ينغمس يف ماء، ويقوم ومعه خيط كبري فيه عقد كثرية، رأيت أعرابياً يف زم: وقال األصمعي .جنابات اكتسبناها يف الشتاء، نقضي طهارا يف الصيف: ما هذا، قال: فقلت له

أيها الفرين املسكني، أضرمت اليوم : وأحرق فران طاجناً لفقيه، فجاء ووقف على باب الفرن، وقال، لوال أنك عندنا أمني، لضربتك ذا اإلطربزين، وأكلت من السعري، وأحرقت الطجري، فورب العاملني

وسلم على املرسلني واحلمد هللا ": السياط مائة وتسعني، ولبثت يف السجن بضع سنني، فقال له الفران ."رب العلمني

دخلت املدينة، فوجدت ا بقاالً، يوقد سراجاً يف الظهر، ويشعله، فسألته عن ذلك : وقال األصمعي .رى الناس يبيعون عندي غريي، ويشترون من عند غريي، فأظن أم ال يرونين، فأشعل السراجأ: فقال

يا بين، محلتك يف بطين تسعة أشهر، وأرضعتك وربيتك، وال : وغضبت أم حصى يوماً عليه، فقالت له تسع أنت متنني علي بدخويل يف بطنك تسعة أشهر، ادخلي أنت يف سوأيت: تكافئين على ذلك، فقال هلا

.سنني

: أوال تسمع شيئاً؟ قال: ودخل أصم احلمام، فجعل رجل خيرج رحياً، فلما كان بعد ساعة، قال له يف أذنه

.ال واهللا يا حبييب، إال خروج الريح أمسعه خياالً

".أربعة أشهر وعشراً: "ما ورثت أختك من زوجها؟ قال: وقيل لرجل

: يضحك، وكان ضحكه غريباً فسألته عن ذلك فقالأتيت مالك بن أنس يوماً وهو : وحكى مطرف قال

أعوذ باهللا من الشيطان الرجيم، فأرتج عليه، فجعل يرددها مراراً، : قام هنا إنسان يصلي، فجعل يقول .ما أعرف هنا للشيطان ذنباً، إال أنك ال حتسن أن تقرأ: فقال له رجل

د فيها شيئاً، ففكر طويالً، مث رأى الرجل وبعث الرشيد إىل أيب نواس براءة خمتومة، فلما فتحها، مل جيإن أردت اجلواب، فإمنا أكتبه يف رأسك، وإال : الذي جاء ا أصلع، وهو يطلب منه اجلواب، فقال له

وباهللا إال مزقتم الرقعة إذا : اكتب، فكتب فيه شعراً، وكتب يف آخره: انصرف دون جواب، فقال لهصفع الرجل، فصفع حىت امتحى ذلك الكتاب بالصفع، والرشيد قرأمتوها، فلما قرأ الرشيد ذلك أمر ب

.يضحك

كنت أرى : وكيف ذلك؟ قال: رأيت رؤيا، نصفها حق، ونصفها باطل، فقيل له: وقال أشعب الطماع .أمحل بدرة دراهم، فمن ثقلها كنت أسلح يف ثيايب، فانتبهت فإذا السلح، وال بدرة

هذا عملك اخلبيث، ألبسه اهللا لك، : وأنا مطلي بسلح قالت لهرأيتك يف النوم مطلية بعسل،: وقال ألمه .لعنك اهللا يا فاسق: رأيتك تلعقينين وألعقك، قالت: وما هو؟ قال: بقي يف الرؤيا شيء، قالت: قال

Page 51: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 51

وأراد رجل أن يتزوج يف قوم، فجاء خبطيب، فاستفتح خطبة النكاح حبمد اهللا، فأطال، مث ذكر خلق ما امسك : ذكر القرون املاضية حىت ضجر من حضر، مث التفت إىل اخلاطب، فقالالسماوات واألرض، مث

قد واهللا نسيت امسي من طول خطبتك، وهي طالق، وإن تزوجتها، فضحك القوم، : قال: أعزك اهللا .وقعدوا يف جملس آخر

، فلما ادعهم أنت، فدعاهم: لو دعوت الناس فخطبت فقال: وزوج خالد بن صفوان عبده أمته، فقال لهإن اهللا أجل وأعظم من أن يذكر يف نكاح الكلبني، وأنا أشهدهم أين قد : اجتمعوا تكلم خالد، فقال

.زوجت هذه الزانية من هذا ابن الزانية، فضحك القوم من ذلك

: لقنوا موتاكم ال إله إال اهللا، فقالت أم اجلارية: وخطب مصعب بن حيان خطبة نكاح، فأرتج عليه، فقال

. موتك، أهلذا دعوناك، فضحك القوم وانصرفواعجل اهللا

ووجد رجل يف شجرة تني باكورتني يف غري إبان الباكور، فجعلهما يف طيفور على رأس غالم ليهديهما امللك، فأحس الغالم خبفة الطيفور، وأراد أن يعلم ما فيه، فرفع الغطاء وأدخل يده، فلم جيد يف الطيفور

فأكلها، فلما وضع الطيفور بني يدي امللك مبحضر صاحب اهلدية، أمره فأخذ واحدة،. غري الباكورتنيما فعلت : أن يرفع الغطاء عن الطيفور، فلما رفع مل جيد يف الطيفور غري باكورة واحدة، فقال للغالم

.هكذا، وأخذ الباكورة اليت بقيت، ورمى ا يف فمه وأكلها، فضحك امللك من فعله: باألخرى؟ فقال

يا أمري املؤمنني أصيب فمي، وأنتم أهل بيت : دخل أبو بكر اهلجري على املنصور، فقال: معيوقال األصيا أمري املؤمنني : اختر بينه وبني اجلائزة، فقال: بركة، فلو أذنت يل، فقبلت رأسك لرجوت الراحة، فقال

. ائزةأهون علي من ذهاب درهم من اجلائزة أال يبقى من فمي سن، فضحك املنصور وأمر له جب

: إش قلت؟ قال: أتشتري حشيشاً طيباً، فقال له: ودخل رجل جباية، فبينما هو ميشي، وإذا برجل يقول له

قلت لك هذا اجلامع بناه يعقوب املنصور، وأنفق فيه عشر ألف درهم، اش تقول يف هذا؟ وقال رجل .الشراب واحلشيش: يا حاج احلرامني: آلخر

يا سيدي يف الطالق : هذا قليل على املهر، فقال له: املهر، فقال لهوتزوج رحل، فأعطى الفقيه أجرة .أخلف عليك إن شاء اهللا

أنا هو أعمى لو شاء اهللا كل ما نرى : أعمى أنت؟ قال: ودخل رجل املسجد فعثر يف رجل آخر، فقال له .يف هذا املسجد يكون أسرياً يف ميورقة

يلزمك كلب، أما تسمع : أطليها بالنخال، فقال له املعربرأيت نفسي وأنا: وجاء رجل إىل معرب فقال له .من اختلط مع النخال أكلته الكالب

ومل : اآلن يفتح اهللا علي، قيل له: ووجد أسقوا يوماً وزير السلطان خيرج للصيد، وهو يلبس السباط فقال

Page 52: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 52

رى سيدي الوزير يلبس ال يفتح اهللا عليك ما دام الكلب ميشي حافياً، فت: كانت أمي تقول يل: ذلك؟ قال .السباط

حبيبيت واحبسي بلحية عمك : وكانت امرأة متشي يف الطني، وهي تزلق، وكانت مجيلة، فقال هلا رجل .الطني أنقى من السلح: سعد، فقالت له

تزوجت أمي على مخسمائة درهم، فولدت لك أخيت، فزوجتها على مخسمائة، وبقيت : وقال جحا ألبيه .أنا لك فضالً

واهللا لو خريت بني طرحية أخرى وبني أال : هيذا جزا، فقال: بعض النحويني، فكان املطوف يقولوضربيا حمروم بني اإلعراب، : أمسع صوت هذا الفاحش اللحن الخترت ذلك، مث التفت للمطوف وقال له

ا واقطع بالدال قله: اسكت واختل رأسك، فقال له: هذا جزاء؛ ألنه مبتدأ وخرب، فقال له املطوف: وقلواهللا ما ضربت أبرد منك فلما دخل داره، وكانت له قطة، فجاءت تلعق : اهلمزة؛ ألنه فعل أمر، فقال له

: لئال يقال: مئو باهلمز، مث أخذها ورمى ا، فقيل له يف ذلك فقال: قويل: ميو، فقال هلا: الدم وتصيح

.قطة أيب عبد اهللا حلانة

ما رأيت موضعاً : يف وسط اإلشارة، فقيل له يف ذلك، فقالوجلس قوم للرماية، فقام أحدهم، وقعد .أسلم منه؛ ألنه مل حيصل فيه سهم

تغدت : أعطها بصلة تطيب ا فمها، فقال هلا: تقول لك أمي: وأرسلت امرأة ولدها إىل خضار، فقال له .غوالً بسلح

ان اهللا، تراها يمة سبح: وجاء جحا يكسر لوزة، فخرجت له من حتت احلجر حني ضرب عليها، فقال .وال تريد متوت

نعم، فدخل قاعة احلانوت، فنفخ شدقه : أعندك شعر إبليس؟ قال: وأتت امرأة إىل عطار، فقالت لهنعم، أو ما مسعت توزوزه : هذا هو؟ قال: وأخرج رحياً، وزنبط ونتف من إبطه شعرات، وأعطاها، قالت

.لشعراتصدقت، لعن اهللا رب ا: حني كنت أنتفه؟ فقال له

.جعلته يأكل الدويدات: ما هذا؟ فقال: ووقف حمتسب على لبان، فنظر عليه اللنب، فوجد فيه قليقاً، فقال

هكذا أنا إذا آكل؟ فحلف أال يأكل طعاماً، فلم : ونظر رجل إىل تيس يأكل، وحليته تضطرب، فقال .يأكل حىت مات جوعاً

حتمل أسرياً إن شاء اهللا إىل : ل جمبنة، فقال له املعربرأيت يف النوم أين آك: وجاء رجل إىل معرب، فقال .قيجط جننب لك: قيجاطة؛ لقول الناس

.طالوت قتل جالوت، ومل حنضر لنصرته: ما يبكيك؟ قال: ورأى رجل سكران يبكي، فقال له

Page 53: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 53

.نصةأفتش القا: ما تريد؟ فقال: وقدم لقوم لون من حلم البقر، فجعل واحد منهم خيربش بإصبعه، فقيل له

عصمك اهللا، سلمك اهللا، : وأجرى قوم خيالً، فطلع منها فرس يف أول احللبة، فجعل رجل يكرب ويقول .ال واهللا إال اللجام جلامي: هذا الفرس فرسك؟ فقال: فقيل له

قد حججت، فقال : أجتوز شهادته، وهو مل حيج؟ فقال: وشهد رجل عند قاض، فقال له املشهود عليه .ال أدري أين هو؛ ألين حججت قبل أن حيفر: ن هو؟ فسأله القاضي عنه فقالسله عن بئر زمزم أي

أمتىن أن أقعد يوم القيامة بني اجلنة والنار، فكل من ينطلق إىل اجلنة : ما تتمىن؟ قال: وقيل لبعض الفقراء .أطلب شكرانه، وكل من ينطلق إىل النار أطلب منه أن ينصف الطريق

: تري هلا كفناً، فجعل ينظر ثوباً بعد ثوب، وال يعجبه شيء، فقال له التاجروماتت امرأة، فخرج ابنها يش

.كيف تريده؟ مدنساً؛ ألا رمحها اهللا كانت مقذورة

نعم قويل حيب فيك يا ابنة أيب : هل قلت فيها شعراً رقيقاً؟ قال: وكان رجل يهوى امرأته، فقيل له . بنة عار بن عارالبطرون حمل سلح دبان يف خبيزة، وارفقي يب يا ا

ال يتم احلج إال ذا، فحلقوه، فلما ودع : وحج رجل، فلما كان عند الطواف مهوا حبلق رأسه، فقالوا .إن جئت مرة أخرى احلقوا حلييت: الكعبة قال هلم

أبول : وما تصنع؟ قال: وأنا أقوم يف الليل مراراً، قيل: ومسع أعرايب قيام الليل، وما فيه من األجر، قال .رجعوأ

البد أن تسوقيها، : املهور كثرية، قال: سوقي مهرك، قالت: وأرادت امرأة أن تتزوج، فقال هلا القاضي .فساقت مهورها، فكان يف مجلتها عشرة رجال اسم كل واحد منهم لب

إا تولول على قصيصة : وكان رجل حيلق عانته يف احلمام فأخرج رحياً، فضحك رجل كان جبانبه، فقال .أخيها

ورأى رجل مؤذن يف صومعته امرأة فأعجبته، فجعل يكلمها من الصومعة ويشري إليها، فشكت ذلك إذا طلع الصومعة وأشار عليك وكلمك فأشريي عليه، ففعلت، فرتل : لزوجها، وكان حجاماً، فقال هلا

ل عليها، من الصومعة وجاء إىل باا، فلما دخل إليها جاء زوجها، وقد كان ينظر إليه على بعد، فدخالبد من خلعها، : إن سيدي املؤذن له مطحنة موجعة، فانظرها له، فنظرها وقال: فبادرته املرأة، وقالت له

كانت صحيحة وإمنا املؤملة غريها، مث قلع له أخرى، واملؤذن : وأخرج ماعونه، وقلع له مطحنة، مث قالتزوجها، فلما كان بعد ذلك رآها ساكت، مث خرج وهو يظن أن املرأة حاولت عليه لئال يفتضح مع

وهبط إليها وزوجها ناظر إليه، فلما دخل فعل معه مثل ما فعل أوالً مث خرج، . وكلمها، وأشارت إليهوجعل يكلمها، وتشري عليه فدخل إليها، ويفعل به زوجها مثل ما فعل، وهو يظن أن ذلك حيلة من املرأة

Page 54: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 54

لك كان حيلة عليه، فطلع يوماً للصومعة، فرأته املرأة، يف ستره، حىت مل يبق يف فمه سن؛ مث شعر أن ذواهللا ما بقي فيه أبيض، فأي شيء تريدين مين؟ ورأى مؤذن امرأة : فأشارت إليه فأشار إىل فمه، وقال هلا

حاضر ناظر، فيعلم املؤذن أن زوجها : يف صومعة فتعشق ا وهي به، فإذا مت األذان رفعت صوا، وقالت .وحدك حبييب، ال شريك لك، فيرتل إليها: مل يكن يف الدار تقوليف الدار، وإذا

: من خيربين مبا يف كمي، وأعطيه أكرب خوخة؟ فقال له صيب: وخرج جحا يوماً على الصبيان، وقال

.ومن هذا الولد، زىن الذي قاهلا لك: خوخ، فقال

: ال، قال: غنيمات؟ قاليا سيدي ألك يف أرض اجلزيرة: وجاء رجل إىل سليمان الورشدي، فقال له

امش يا متاع ولد قحبة، : رأيت ا راعياً يسوق غنماً، وهو يقول: ومن أي شيء تقول ذلك؟ قال .فظننت أا متاعك

حشيش مركب على قشيش، : رأيت بالديار املصرية رجالً يبيع احلشيش وهو يقول: وقال احلاج الطنجيهذا الصرف ال : ا درهم كبري أعطين منه بقرياط، قالهذ: ينسيك ذكر اهللا مخسة أيام، فقال له رجل

.جيوز

االثنان أنس، والثالثة عرس، واألربعة دردبة، واخلمسة قرقبة، والستة كتف وامحل : وقال بعض الظرفاء .إىل احلبس

ودخل رجل يصلي الظهر، وعنده مخسة دراهم، فجعلها أمامه، فرآها الذي جبانبه، فلما سجد أخذها له، نعم، درهم وربع : أصليتم؟ قال: ت الصالة مل جيدها، فانصرف ولقيه رجل يف باب املسجد، فقالفلما مت

.للركعة، فادخل إن شئت

ترى كم معهم من ركعة؟ فقال له رجل وهو يف : وجاء رجل للصالة، فوجد الناس يصلون، فقال .دش: الصالة

لناس يف اجللسة األخرية، فقال له ومثل ذلك ما حكي يل أن رجالً دخل مسجد القيسارية ليصلي، واعار بن : ما بقي شيء، فلم يلتفت الرجل إليه، ودخل، وقال: إبراهيم النجار، وكان يصلي عند الباب

.عار، نصحناهم فما قبلوا

.اللعنة، ما نسمع إال من يلعنه، رمحه اهللا: ما ترك لك أبوك؟ قال: وقيل لولد مات والده

يا سيدي، ما : عليها الزبل، ويركب عليها أحياناً بالسرج، فقال له رجلوكان لبعض الوزراء بغلة ينقل .مث أصرب من هذه الدابة، تنقل الزبل مرة بالربصون، ومرة بالسراج

وما موتة أيب خارجة؟ : اللهم إين أسألك موتة كموتة أيب خارجة، قيل له: وكان أعرايب يقول يف دعائه .نام يف الشمس، فمات شبعان ريان دفآنأكل حلم مجل، وشرب شراب عسل، و: قال

Page 55: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 55

.من صلى كذا وكذا ركعة بكذا وكذا سورة يعطى يف اجلنة ما ال ندري: وكان واعظ يقول

يا رجل، أي شيء يراد ذا الفروض؟ واهللا ما يف الدار صعتر وال : وساق رجل المرأته فدوشاً، فقالت له .واهللا حبة من ثوم لعمله

: يا ابن أخي، أما مسعت اهللا يقول: ي، واشتكت له بكثرة عقوقه هلا، فقال لهورفعت امرأة ولدها للقاض

مىت قلت أنا لك أف؟ : فلطمها، وقال هلا"فال تقل هلما أف"

إذا أكل الطعام، جاءت الفريان تشم : وكان لرجل قط، ال تزال شواربه تنقط دماً، فسئل عن ذلك، فقال .ذلك وتلعقه فتدميه

أتضحكني واهللا لوال ما تقسم : يطفئه، فأخرج رحياً، فضحكت امرأته، فقال هلاوجاء شيخ إىل قنديل .الريح، ما تكسر إال القنديل

.واهللا ما اهتديت إليها؛ ألين إمنا دخلتها منذ أربعة أشهر: أين القبلة يف دارك؟ فقال: وقيل لرجل

. باكورةعني أعني يف: يف غرستكم هذا العام باكور، قال له: وقال مزبلح آلخر

طاق، طرطاق، : يا هذا، النقر ثالث: وكان فقيه يف داره يسمع سائالً، يسأل ويقرع الباب، فقال له .فران أنت، ودعين بال عشاء: طرطالق، فقال له السائل

فوقع ووقع اخلبز يف الطني، فرجع إىل املؤدب، : وأعطى ابن قزمان مؤدبه يطبخ له اخلبز، وكان الطنييا سيدي، وصلتك يف الطني : يا ولدي، إا مكتوبة، فقال: ي، ما تقول يف العثرات؟ قاليا سيد: فقال له .مقلوبة

وكان لرجل من أهل بلفيق بغل، فالتقى مع بغل آخر للقاضي، فضرب بغله بغل القاضي ركضة فكسره، يا : فقال لهفترك بغله البنه، وذهب قبل أن يصل اخلرب للقاضي، فدخل عليه فوجده مع مجاعة من الناس،

ال حيكم على يمة إذا فعلت شيئاً، : سيدي، احكم على بغلك، كسر بغلي بركضة، فقال له القاضيفإن بغلي هو الذي كسر : احلق ما يقول هللا، قال: امسعوا ما يقول سيدي القاضي، قالوا: فقال للناس

.بغله

مرحباً بك، واهللا ما ظننت هذا : الرجل من بين آدم، ق: من هذا؟ فقال: ومر رجل بأيب العيناء، فقال .النسل إال قد انقطع

: اللهم اغفر يل ولوالدي وألمي وألخيت، فقال له آخر: وصل رجل، فلما سجد مسعه رجل يقول

قران أنت؟ ومحل رجل قدراً إىل فرن حبمامتني، فلما طبخت أكلهما : وخلتنك، ومها يف الصالة، فقال لهامتني حيتني، فلما جاء صاحبها ورفع الغطاء طارتا، ومل جيد يف القدر الفران، وجعل عوضاً من ذلك مح

يا رب، أشهد أنك حتيي ومتيت، ولكن املرق إش طرا فيه؟ وخرج جحا من احلمام، فضربته : شيئاً، فقال

Page 56: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 56

سرقت بيضيت، مث إنه تدفأ، : مالك؟ قال: الريح، فقصرت بيضته، فرجع إىل اجلمام، يفتش الناس، فقالوا .كل شيء ال تأخذه اليد يوجد: ا، فقالوافتقده

.وتبخر يوماً، فاحترقت ثيابه، فغضب وحلف أال يتبخر إال عريان

الطريق أرى ما : وكان ميشي حافياً، فإذا وصل إىل ساقية أو واد، لبس السباط، فقيل له يف ذلك فقال .فيه، وأحتفظ منه، والوادي ال أدري ما فيه

احلمد هللا؛ إنه مل يفتين الظامل : فلم حيسن احلكم بينهما، فضرما، وقالواختصم رجالن إىل بعض الوالة، .منهما

وحيك، ما تصنع به : ومر جحا بصبيان يلعبون بباز ميت، فاشتراه منهم بدرهم، ومحله إىل أمه، فقالت له .اسكيت، فواهللا لو كان حياً ما بيع إال مبائة درهم: وهو ميت؟ فقال هلا

من يسبين وال يفحش، أعطيه هذا الثوب، وكان فيهم أعرايب، : امللك يوماً ألصحابهوقال هشام بن عبد .خذ، قاتلك اهللا، وكان هشام أحول: ألقه يا أحول، فقال: فقال

.إي واهللا على رغم أنفك: وتبكي؟ قال هلا: وضربت امرأة زوجها فقعد يبكي، قالت له

.ك مبكة إن شاء اهللاحلق اهللا حليت: وتشامت رجالن، فقال أحدمها لآلخر

"لئن شكرمت ألزيدنكم": ما فائدة هذا وموالنا يقول: وسرق محار أيب اجلهم، فشكر اهللا تعاىل، فقيل له

.لكوين مل أكن عليه فأسرق معه: فقال

.إذ جاء رمضان استوينا: من أشر أنت أو أخوك؟ قال: وقيل ألعرايب

.إا قليلة األدب: أتضرب أمك؟ قال: رأيت أعرابياً يضرب أمه، فقلت له: وقال األصمعي

سلم على : وكان لرجل ابن مزبلح، فجاءه يوماً ضيف، فلما رآه االبن مل يسلم عليه، فقال له والدهكيف حالك يا عمي عنق السياط، فخجل الرجل، : عمك عنق السياط، فقام وسلم عليه وقال له

.وضحك والده

ليتك : ا بأخبس مثن، وينفقه يف الفساد، فعاتبه يوماً وقال لهوكان لرجل ابن يسرق كل يوم حاجة، ويبيعهفاشتر مين إذن تلك املنارة؛ فإين إمنا جئت ألسرقها، وأشار : إذا سرقت احلاجة كنت تبيعها مين، فقال له

. له إىل منارة أمامه

يه بطنه، وبات رجل عند حنوي، فأكل عنده طعاماً وفاكهة كثرية، فلما كان يف نصف الليل حتركت عليا ميمونة : فتنحنح النحوي مراراً، مث صاح: يا سيدي، إين أريد أن أتروح، قال: فصاح على النحوي

أزيلي الكرى عن مقلتيك، وافتحي عينيك، والسي : مرار كثرية، حىت استجابت له بعد حني، فقالي إىل البئر، فأديل فيه ثوبيك، وقومي على قدميك، واضريب الزند، وأشعلي ناراً، وأوقدي سراجاً، واض

Page 57: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 57

الدلو، وأخرجي منه ماء، واجعليه يف قدح، وألقيه يف املستراح؛ فإن ضيفنا يريد أن يتروح، فلم يتم يا سيدي إن هذا الشغل الذي كلفت به خادمك : النحوي كالمه، إال والرجل قد سلح يف السرير، فقال

اقبلي : لف خادمك أكثر من شغل ساعة، يا ميمونةإن يسر اهللا فيه، رمبا يتهيأ يف سنة كاملة، وأنا ال أك .واغسلي السرير؛ فقد سلحت فيه

دخلت مسجداً ألصلي فيه، فوجدت رجالً وهو يصلي وقد رفع رجله، ومدها إىل : وقال األصمعيمل رفعت رجلك، : خلفه، وجعل يده يف السارية ميسك ا، فوقفت حىت فرغ من صالته، وقلت له

.كنت أم ا جناسة، فأردت أال أصلي ا: قالومددا إىل خلفك؟

يا سيدي، كنت أرى : وكان بقرطبة رجل يعرب املنامات، وكان ال حسن فيها شيئاً، فأتته امرأة وقالت لهيا سيدي، كيف يقدم زوجي : يف املنام، أين جالسة ويف يدي قيدوم، قال هلا، زوجك يقدم، قالت له

.م يسوقه، ولو كان ميتاً منذ ألف سنةيا محقاء القيدو: وهو ميت؟ قال

يا سيدي، أين يوجد ابن دحنني الذي يفسر املنام؟ : وجاءت امرأة إىل لب كاتب الشمس، فقالت لهأنا أفسر املنام أحسن منه، وأقول لك خرياً، فقصي : فنظر إليها، ويف يدها دجاجة وسلة بيض، فقال هلا

هذه منامة مليحة ينال ا كذا وكذا، ويفعل بك : قال هلارأيت كذا وكذا، ف: علي ما رأيت، فقالت لهزوجك كذا وكذا، فدفعت إليه الدجاجة والبيض وانصرفت، فأخرب ابن دحنني بذلك، فجاء إليه ولعنه،

.وأراد أن يشتكي به للقاضي

له وجاء رجالن إىل قاض خيتصمان، فكان أحدمها يدعي على اآلخر حقاً يزعم أنه من مرياث أبيه، فقالفمن أي وجه قرابتك به حىت أعرف : أعز اهللا القاضي، أنا رجل من بعض قرابته قال القاضي: اآلخر

كانت أم أبيه، جدها ألمها أخو بنت عمة خايل أخي بنت ابن ربيبيت، قال : أمركما وأحكم بينكما؟ قال .طاًيا سفلة، هذه أخالط شربة، ارفعوها إىل العشاب؛ حىت مييزها خلطاً خل: القاضي

ومل قلت أنت حبماره؟ : مل قلت باعه؟ قال له: باعه، قال: ما فعل أبوك حبماره؟ قال: وقال رجل آلخرومل تكون باؤك ختفض، وبائي ال ختفض؟ ومثل هذا ما حيكى أن رجالً لقي : للباء اجلارة، قال: فقالقد علمت : ه، مث قال لهمن عند أهلونا، فتعجب السائل من فصاحت: من أين أقبلت؟ قال: فقال له. آخر

."شغلتنا أموالنا وأهلونا": من أين أخذت هذا، من قوله تعاىل

.من كالمك احلسن، أختار لك بنوجاً: كيف تبيع اخلوخ يا أقرع؟ قال: وقال رجل لبياع اخلوخ

.من الكون يا كبة، وال من برزون: من أين تأكل؟ قال: وقال فقيه لعبيد بن طرس

اضرب : ما تصنع؟ قال: ني رجلني عبد، فقام أحدمها يضربه، فقال له شريكهكان ب: وقال األصمعياقتسما هذا على قدر : وأنا أضرب حصيت، فقاما يضربانه فسلح عليهما، وقال: حصيت منه، فقال له

Page 58: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 58

.حصتكما

نعم يا أمري : أتعلمون عنت املسلمني على عثمان بن عفان؟ فقال أحدهم: وقال املتوكل يوماً جللسائهؤمنني، ملا تويف رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قام أبو بكر على املنرب دون مقام رسول اهللا صلى اهللا امل

عليه وسلم، فلما ويل عمر قام دون مقام أيب بكر مبرقاة، فلما ويل عثمان صعد ذروة املنرب فقعد مقعد أمري املؤمنني، ما أحد أعظم منة يا: النيب صلى اهللا عليه وسلم، فأنكر ذلك املسلمون عليه، فقال عبادة

صعد ذروة املنرب فلو أنه كلما ويل خليفة نزل عن مقام من : وكيف ذلك؟ قال: عليك من عثمان، قال . تقدم لكنت ختطب علينا من بيتك، فضحك املتوكل حىت استلقى، وضحك من حضر

: اعبث به، فقال له ابن محدون:وملا محل أبو إسحاق إىل املتوكل وأدخل عليه، قال املتوكل البن محدون

وما هي؟ : ما تقول يف رؤيا رأيتها؟ قال: أنا معرب قبل أن تكون أنت ملهياً، قال: مىت تعلمت العبارة؟ قالصدقت : رأيت كأن أمري املؤمنني محلين على فرس أشهب كله، إال ذنبه، فإنه كان أخضر، قال: قال

قفاك فجلة، يغيب أصلها األبيض، ويبقى األخضر منها، رؤياك، فإن أمري املؤمنني يأمر أن تدخل يف وأنت : أنت يا أمري املؤمنني أمرتين، قال: صدقت رؤياك، هاتوا فجلة، فقال: فضحك املتوكل، وقال

.رأيت الرؤيا، قبل أن آمرك، فلم يربح حىت فعل به ذلك

أحسن رقص، فسر وقعد املتوكل يوماً يشرب، فطرب عبادة من صول لبعض املغنني، فقام ورقص،املتوكل برقصه، وقرب عبادة من مقعده، فلما جلس ضرب املتوكل بيده على قفا عبادة فأخرج رحياً،

يا سيدي أجيوز ملثلك أن ينقر على قوم فال يكلمونه؟ وأيت علي بن موسى : ويلك ما هذا؟ فقال: فقالخرج يوماً ليطلب له ذلك، فإذا الوزير ببعض العمال، وقد خرج عليه مال كثري، فطلب به وحبس، مث أ

طوىب لك، أنت طلبت مبا : هو بامرأة قد أخذت من قوم وهي تذكر أم استكرهوها يف نفسها، فقال هلاتقدرين عليه، وأنا أطلب مبا ال أقدر عليه، فبلغ ذلك علي بن عيسى، فضحك عليه، وحط عنه نصف ما

.عليه

: دي بعض الوالة، وأقيم على رأسه عونان، وقيل هلماوكان رجل من العمال يطلب مبال، فأحضر بني ي

وخراج : نعم، قال: حىت تؤدي ما عليك، قال: ومل تفعل هذا يب؟ قال: انتفا حليته، فقال الرجل للوايلانتفا على بركة اهللا، : وخراج سكان موضعك، فرفع رأسه إىل العونني، وقال: نعم، قال: أهل بيتك، قال

.فضحك وخلى سبيله

: ما ترك أبوك من املال؟ قال: بواسط رجل من املياسري يف أيام اليزيد، فأحضر ابن امليت، وقال لهومات

.كذا وكذا، وخلف من الورثة الوزير أعزه اهللا، وأنا، فضحك املتوكل، وأمره أال يتعرض له

ولد وحنن ال إله إال اهللا، : وكان بعضهم يف سفر، فوصل إليه كتاب من داره مبوت أحد أوالده، فقال

Page 59: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 59

.نعم، وعمل وأنتم غائبون: غائبون، ومات وحنن غائبون، فقال له مضحك

وكان بعض امللوك فيه ضر وشدة، فال يقدر أحد أن يبتدأه بكالم، فبينما هو جالس يوماً مع ندمائه يف ينهم براح، إذا بعارض مطر شديد، فلم يقم، ومل يتجسر أحد أن يقول له شيئاً، واملطر يف زيادة، وكان ب

اجلس ما : طيفور فيه فاكهة، فأخذه رجل من اجلمع، وفرغ ما فيه، وألقاه على رأسه، وقال للملك .شئت، فضحك من فعله، وقام من فوره

إين تشاءمت : ما ذنيب؟ فقال: ولقي بعض األمراء أسود يف بعض طرق نزهته، فأمر بقتله، فقال األسود .احبه أكثر أنا أو أنت؟ فضحك من قوله، وخلى سبيلهفمن تشاءم منا بص: برؤيتك، فقال له األسود

لعن اهللا هؤالء، يأخذون : وعرض عمرو بن الليث عساكره، فرأى فارساً، حتته دابة مهزولة، فقالأيها األمري، لو رأيت امرأيت لعلمت أا : الدراهم، فينتفعون ا، ويستمتعون بفقاح نسائهم، فقال الفارس

.مسن امرأتك، وكفل دابتك: ك عمرو، وأمر له بطعام وقال لهأهزل من كفل دابيت، فضح

وخرج املعتصم إىل بعض مترتهاته، فظهر له أسد، فقال لرجل من فرسانه أعجبه قوامه وسالحه، ومتام قبحك اهللا، وقبح : ال يا أمري املؤمنني، فضحك املعتصم، وقال: يا رجل، أفيك خري؟ فقال بعجلة: خلقته

.طلعتك

اكشفي عن وجهك، : أن يتزوج امرأة، فحضرا جملس القاضي، ليشهد هلما، فقال هلا القاضيوأراد أعمىزدها؛ فإا تستحق : أربعمائة درهم، فقال القاضي: كم أمهرا؟ قال: فكشفت، فأعجبته، فقال لألعمى

.هذا ما عندي، فإن كان عند القاضي زيادة، فهو أوىل ا: أكثر، فقال األعمى

.اشتر يل عروساً ألعب معه: وساً يلعب مع عروسه، فمضت ألبيها، وقالت لهورأت طفلة عر

وتعشى أبو سامل القاص طفيشالً وشرب عليه نبيذاً حاراً، وبكر ليقص، فدخل املسجد، وأقيمت الصالة، وكان اإلمام شيخاً كبرياً، فلما فرغ من الصالة جلس يف احملراب، فقام أبو سامل إىل جانبه يعظ الناس،

ال إله إال اهللا، فارتفعت األصوات التهليل، وخرجت : قولوا: فبينما هو يف قصصه إذ حتركت بطنه، فقاليا قوم، ال تقولوا شيئاً، فإنه يريد أن يسلح علي، فضحك الناس، وانصرف : منه ريح علم ا اإلمام، وقال

. أبو سامل

دعونا من اخلوض فيما ال : فقال أبو عقيلوحضر أبو عقيل جملس بعض العلماء، وهم يتجادلون يف الفقه،ينفعنا، أي شيء كان اسم محار العزيز، وأي شيء كان اسم هدهد سليمتان عليه السالم؟ ورفع رجل يف

واهللا : دين عليه إىل قاض، فأمر به إىل السجن لقلة ما بيده، فمر بصبيان يلعبون، فنظر إليهم، وقال هلم .ا فارقتكم ما رأيت خرياً، فضحك غرميه وأطلقهلقد كنتم نعم األصحاب، من يوم م

ال، : فيكم من انكسر؟ قالوا: كيف حالك؟ فقال هلم: وانكسر رجل، فجاء أصحابه إليه يزورونه، فقالوا

Page 60: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 60

.ما أقول لكم شيئاً: فقال

يذهبون بك واهللا إىل بيت : وكان سائل ميشي ومعه ابن له صغري، فسمع امرأة تقول، وهي خلف جنازة .لبيتنا واهللا يذهبون به: ه غطاء وال وطاء وال غداء وال عشاء، فقال ابن السائلليس في

يا أبت، هذا مقصنا الذي : ومر رجل ومعه ابن له صغري برجل يقطع مبقص، وهو يعوج فمه، فقال له ابنه .ألنه يعوج فمه، كما كنت تفعل: ومن أين علمت ذلك؟ قال: تلف لنا، فقال له أبوه

.أما أن تسكيت حىت أتكلم، وإما أن تتكلمي: ة يوماً ينشد، فأخرج رحياً، فقال لقفاهوكان ابن شبان

وحضر مزيد جملساً باملدينة، وفيه قينة تغين، ووصيفة على رأسها واقفة، فتحركت القينة، فخرج منها ريح ه، بصوت، فرفعت رأسها ولطمت الوصيفة، فلبث مزيد يسرياً، واستعمل خروج ريح بصوت، فرفع يد

.رأيت كل من خيرج رحياً يلطمها: مالك تلطم جاريت؟ فقال: ولطم الوصيفة، فقالت له املغنية

كل امرأة تقدر أن حتمل : وكان لرجل أم عجوز، فجرى يوماً حديث النسوان وتزوجيهن، فقال رجلاملاء، فقال هلا البوقل إىل أعلى السطح ينبغي أن تتزوج، فقالت العجوز أنا واهللا أقدر أن أرفع اخلابية ب

واهللا لو صعدت ا فوق منار اجلامع ما زوجتك؟ وكان لبعض الكتاب أم عجوز، وكانت ختتضب : ابنهاما : وتتصنع، فاشتكت، فجاءها الطبيب، فجعل يقول يف خالل كالمه ملا رأى من خضاا وزينتها

أنت أعلم أم : وزاسكت وحيك هي عجوز هرمت، فقالت العج: أحوجها إىل زوج، فقال هلا ابنهاوعلي الشراب، فقال : علي الطعام، وقال الثاين: الطبيب يا أمحق؟ واجتمع ثالثة نفر، فقال أحدهم

.وعلي لعنة اهللا إن فارقتكم، فضحكوا من قوله، ومروا به: الثالث

فعل، أصلحك اهللا، ال ت: اسجنوه، فقال: أخذ الطائف على املدينة ليالً رجالً سكران، فقال: وقال بعضهم .فإن علي مييناً بالطالق أال أبيت عن مرتيل، فضحك منه وخلى سبيله

أنا واهللا أحوج الناس إليها، فرمى : ونظر مالح إىل شيء على وجه املاء يف البحر، فظن أنه قطيفة، فقال :اترك القطيفة وانج برأسك، فقال: بنفسه عليها، فإذا هي من دواب البحر، فتعلقت به، فصاح به الناس

.قد تركتها، وهي ليست تتركين

: ودعا بعضهم قوماً إىل طعامه، فلما مدوا أيديهم إىل الطعام، هاله منظرهم، ومل يستطع الصرب، فقال

.هكذا واهللا تقوم القيامة

كنا على مائدة بعض الرؤساء، فقدم إلينا جدي مشوي، فلما ضرب الناس فيه بأيديهم، : وقال أبو العيناء . أما أنتم مسلمون؟ فارفقوا به رمحكم اهللا، فإنه يمة:قال صاحب البيت

: دعاين صديق يل، وكان خبيالً، فقدم على املائدة جدي، فنحن نأكله، وشاة تصيح، قلت: وقال بعضهم

وكيف ال تصيح، وقرة عينها بني أيديكم متزقونه؟ وأكل قوم : امسعوا هذه الثكلى تصيح، فقال رب البيت

Page 61: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 61

.ليس هذا أكل من أراد أن يتعشى: قد أمعنوا األكل أراد أن يقطعهم فقالعند خبيل، فلما رآهم

أعطين إجاصة : وكان ببغداد رجل غين، فسأله ابنه يوماً أن يشتري له إجاصاً، فتقدم إىل جار له، فقالكل هذه، فإنك لو أكلت منها ألفاً، فطعمها كطعم هذه : واحدة، فلما أخذها ناوهلا ابنه، وقال له

.ةالواحد

وكان ا رجل آخر، وكان ال يرى إال رث الثياب، فخرج يوماً من مرتله، فلقيه رجل من اجلند، قد أخذ ال تعط هذا شيئاً؛ فإنه أغىن من األمري، فالتفت إىل : رزقه، فلما رآه دفع إليه درمهني، فقال له رجل يعرفه

بس، وال تنفق على نفسك مما ويلك، مل ال تل: ما كان يضرك لو سكت؟ فقال اجلندي: الرجل وقال . وحيك، تعجلت ما كنت ختاف: مينعين خشية الفقر، قال: رزقك اهللا؟ قال

يكفيكم أن متسحوا خبزكم ا، فما زال كذلك حىت : واشترى رجل من أهل الكوفة جبنة لعياله، وقالجعلها يف جراب إن أيب كان مسرفاً يف ماله، ف: ضجروا منه، ومتنوا موته، فمات، وورثه ابنه فقال

.تكفيكم رائحتها، واإلمياء إليها، فترمحوا على امليت: وعلقها، وقال

كنت بالكوفة أبيع اللحم، فوقف علي رجل حسن اهليئة مليح املنظر، فحسر عن ذراعيه، : وقال بعضهما هذ: وجعل يلطم اللحم بباطن كفه، مث ميشي إىل غريي فيفعل مثل ذلك أياماً، فسألت عنه، فقيل يل

.دأبه، فإذا صار إىل داره غسل يده، وصنع بذلك املاء ثريداً

قلت مرة لرجل غين من أهل الكوفة، إنك لكثري املال، وقميصك وسخ، فلم ال تغسله؟ : وقال بعضهم .واهللا إين فكرت يف غسله منذ ستة أشهر، ولكين أغسله إن شاء اهللا: فقال يل

درمهاً : كم جيري عليك ابنك؟ قالت: ثري املال، فقيل هلاوكان لرجل من أهل الكوفة أم عجوز، وكان ك .يف كل أضحى

وخرج نفر من أهل الكوفة يف سفر، واتفقوا على أن خيرج لكل واحد منهم جعالً للسراج، فأخرجوا، .وامتنع واحد منهم، فكانوا إذا أوقدوا املصباح سدوا عينيه إىل وقت النوم، فإذا أطفأوا السراج خلوا عنه

معي رغيف، ومعك رغيف، : تعال نأكل، فقال له: حب منهم اثنان يف سفر، فقال أحدمها لآلخرواصط .تعال نأكل مجيعاً، وإال فكل وحدك، وأنا وحدي: فلوال أنك تريد أكثر، ما قلت يل

إذا مل تدعوين أنتم، ومل آت أنا، وقعت بيننا : ما الذي جاء بك؟ فقال: ودخل طفيلي على قوم فقالوا .فضحكوا منه، وأكل معهموحشة،

أعز اهللا األمري، وأي : أي شيء خربك يا ابن مضاء؟ قال: ودخل ابن مضاء على بعض األمراء، فقال لهألن اخلرا حيمل على : وكيف ذلك؟ قال: شيء يكون خربي، واخلرا عند الناس أكرم مين أفضل؟ قال

.بهااحلمري، وأنا أمشي راجالً، فضحك األمري، وأمر له ببغلة يرك

Page 62: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 62

دلين على امرأة أتزوجها، فدلين : كان باملدينة مؤنث يدل على النساء يكىن أبا احلر، فقلت له: وقال العتيبواهللا يا موالي، ألدلنك على امرأة مل تر مثلها قط، فإن مل : على عدة نساء، فلم أرض منهن واحدة، فقال

جدا أكثر مما وصف، فلما كان يف السحر، فدلين على امرأة، فلما زفت إيل و: ترضها فاحلق حلييت، قالقد وقى اهللا شعرك أبا : أبو احلر، وهذا احلجام معي، فقلت: من هذا؟ قال: إذا إنسان يدق الباب، فقلت

.احلر، األمر كما قلت

ودخل رجل على مثامة بن أشرس وبني يديه طبق بفراريج، فغطى الطبق بذيله، وأدخل رأسه يف جيبه، .كن أنت يف البيت اآلخر، حىت أفرغ من خبوري: اخلوقال للرجل الد

دخلت على حيىي بن عبيد اهللا، وقوم يأكلوه عنده، فمد يده إىل رغيف، فرفعه من املائدة، : وقال بعضهميزعمون أن خبزي صغري فمن هذا الزاين ابن الزانية، الذي يأكل منه نصف : وجعل يرطله بيده، ويقول

أخرى، واملائدة موضوعة، والقوم قد أكلوا، ورفعوا أيديهم، فمددت دخلت عليه مرة: رغيف؟ وقالعليك بالدجاجة اليت قد نيل منها، : أجهز على اجلرحى وال تتعرض لألصحا، يقول: يدي آلكل، فقال

.والفرخ املرتوع الفخذ، وأما الصحيح فال تتعرض له

واهللا لوال أنكم : نعم، قال: ن قالواهل تغديتم اليوم؟ فإ: كان املروزي يقول لزواره: وقال األصمعي: ال، قال: تغديتم ألطعمتكم لوناً ما أكلتم مثله قط، ولكنه قد ذهب أول الطعام بشهوتكم، وإن قالوا

واهللا لوال أنكم مل تتغدوا ألسقيتكم مخسة أقدام من نبيذ الزبيب ما شربتم مثله، فال يصري يف أيديهم من .الوجهني قليل وال كثري

كيف كان بيتهم ومنامهم، فإن : امة بن أشرس، إذا دخل عليه أصحابه، وقد تعشوا عنده سأهلموكان مثإنه مل ينم، : النفس إذا أخذت قوا اطمأنت، وإن قال: إنه نام ليلة فيه هدو وسكون، قال: قال أحدهم

: ثرياً، قالك: كيف كان شربكم، فإن قال أحدهم: إفراط الشبع والسرف يف البطنة، مث يقول هلم: قال

. ما تركت للماء مدخالً: قليالً، قال: التراب الكثري ال يبله إال املاء الكثري، وإن قال

وبينما قوم جلوس عند رجل من أهل املدينة يأكلون عنده حيتاناً، إذا استأذن عليهم أشعب الطفيلي، يف صحفة ناحية، ويأكل إن من شأن أشعب البسط إىل آخر الطعام، فاجعلوا كبار احلوت : فقال أحدهم

واهللا إن يل : كيف رأيك يف احليتان يا أبا أشعب؟ قال: معنا الصغار ففعلوا، وأذن له فدخل، فقالوا لهدونك فخذ بثأر أبيك، فجلس : عليها حنقاً شديداً، ألن أيب مات يف البحر وأكلته احليتان، قال له القوم

: وقد نظر إيل الصحفة اليت فيها احليتان الكبار، وقالومد يده إىل حوت منها صغري، مث وضعه عند أذنه،

إا مل حتضر موت أيب وال أدركته؛ ألا أصغر : تقول: ال ندري، قال: أتدرون ما تقول هذه احلوتة؟ قالوا .سناً من ذلك، ولكن عليك بتلك الكبار اليت يف زاوية البيت، فهي أكلت أباك

Page 63: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 63

منعتمونا من : وا الباب دونه، فطلع عليهم من اجلدار، وقالوخطر طفيلي على قوم يأكلون، وقد أغلق .األرض، جئناكم من السماء

حياك اهللا يا مدين، : ودخل طفيلي من املدينة على الفضل بن حيىي، وبيده تفاحة، فألقاها إليه، وقال .إي واهللا والزاكيات الطيبات: وحيك أتأكل التحيات؟ قال: فلزمها وأكلها، فقال له الفضل

مكوك، : من مالك، قال: من مايل أو من مال غريي؟ قيل: كم تأكل كل يوم؟ قال: وقيل لبسرة األحول .أخبز وأطرح: ومن مال غريك؟ قال: قيل

كان هالل بن أشقر التميمي أكوالً، فيزعمون أنه أكل مجالً، وأكلت امرأته فصيالً، : وقال أبو القيظانكيف تصل إيل، وبيين وبينك مجالن؟ وحكى أبو اخلطاب : ت لهفلما أراد أن ينام مل يصل إليها، فقال

كان عندنا رجل أحدب، فسقط يف بئر، فسقطت حدبته، فصار بأدرة، فدخل الناس عليه يهنئونه، : قال .الذي جاء شر من الذي ذهب: فقال

.هللاأمسينا، وأمسى امللك : رمى رجل أعور بنشابة، فأصابت عينه الصحيحة، فقال: وقال أبو حامت

جاءت امرأة إىل أيب تستعديه على زوجها، وتزعم أنه يصيب جاريتها، فأمر به : وقال الزبري بن بكارأصلح اهللا األمري، هي سوداء وخادمها سوداء، ويف بصري ضعف، : فأحضر، فسأله عما ادعت، فقال

.ويضرب الليل برواقة، فآخذ ما دنا مين

احلمد هللا، أمحده، وأستعينه وأتوكل عليه، وأشهد أن : وخطب رجل خطبة نكاح، وأعرايب حاضر، فقالال إله إال اهللا وحده ال شريك له، وأن حممداً عبده ورسوله، حي على الصالة، حي على الفالح، قد

.ال تقم الصالة؛ فإين على غري وضوء: قامت الصالة، فقال له األعرايب

قد : ما أرضعتين سوى أمي، قال: ك؟ قلتمن أرضعت: قال يل عيسى بن موسى: وقال العوام بن حوشب .علمت أن ذلك الوجه القبيح ال يصرب عليه سوى أمه

وكان رجل خمنث، قد تنسك، وتشبه باحلسن البصري، فشهد جنازة ووقف على القرب، وإىل جانبه رجل .أمك ندفنها فيها الساعة: ما أعددت هلذه احلفرة أبا فالن؟ قال: ظريف، فضحك، فقال له املخنث

يا ابن اللخناء، رحيي : جبحان اهللا، فقال له األعرايب: ودخل أعرايب احلمام فخرج منه ريح، فقال له نبطي .أفصح من تسبيحك

ويف كتاب ابن اهلندي أن ناسكاً كانت له جرة بسمن، فعلقها يف سرير، ففكر يوماً، وهو مضطجع على فأشتري مخسة أعناز، فأولدهن يف كل سنة مرتني أبيع اجلرة خبمسة دراهم،: السرير وبيده العكاز، فقال

حىت تبلغ مثانني، فأبيعها، وأشتري بكل عشرة بقرة، مث ينمى املال بيدي، فأشتري العبيد واإلماء، ويولد

Page 64: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 64

يل ولد فأؤدبه، فإن عصاين ضربته هلذه العصا، وأشار بالعصا فأصاب اجلرة فتكسرت، وانصب السمن .على رأسه

لمضحكات الشعريةالباب الثالث في ا

يا أمري : ودخل حيىي بن أكثم على املأمون، وعنده عبادة يتجارى معه يف مسائل الفقه والفرائض، فقاليعلمين فرائض الصلب؛ فإين ما رأيت أعلم ا منه، : وما هي؟ قال: املؤمنني، يل عند القاضي حاجة، قال

: املؤمنني، قد كرب عن التعليم، وقد قال الشاعريا أمري: انظر يف حاجة عبادة، فقال: فضحك املأمون وقال

كالعود يسقى الماء في غرسه من أدبته في الصبا فإن

.كيف رأيت اجلواب يا عبادة: ولكن يبعث إيل بولده أعلمه فرائض الصلب خاصة، قال له املأمون

: لشاعروكان الربيع والياً باليمامة، فأتى بكلب قد عقر كلباً، فقاد له منه، فقال ا

وأن الربيع العامري ربيع بأن اهللا حق لقاؤه شهدت

من مكمنه األرقم ينساب أقبلت، والوطء خفي، كما

ما : أنا األرقم، فأخرجوه وقالوا: فرمى الشيخ بنفسه يف الفرات بثيابه، وجعل خيبط بيديه طرباً، ويقول .إين أعلم من تأويله ما ال تعلمون: فعلت بنفسك؟ قال

حضر قاضي مكة مأدبة لرجل من األشراف، فلما قضى الطعام، اندفعت جارية : أمحد بن جعفروقال : تغين

فنعم، الفتى يرجى، ونعم المؤمل خالد، حتى أنخنا بخالد إلى

: فلم يدر القاضي ما يصنع من الطرب، حىت أخذ نعليه، فعلقهما يف أذنيه، مث جثا على ركبتيه، وقال: قال

.بدنةاهدوين؛ فإين

: وكتب علي بن اجلهم إىل قينة، كان يتعشق ا، ويكلف ا

دهراً، كأن به سحراً وتيمته خفي اهللا فيمن قد تبلت فؤاده

سألتك أمراً، ليس يعرى لكم ظهراً الهجر ال أسمع به منك، إنما دعي

.صدقت، جعلت فداك، ليس يعرى لنا ظهراً، ولكنه ميأل منه بطناً: فكتبت إليه

: أنشدين أبو وائل: حدث العتيب عن أبيه قالو

فكيف إن كان من غريب أوجع البين من حبيب ما

Page 65: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 65

تذكرته يموت إذا يكاد من شوقه فؤادي

فإن البيت األول خمفوض والثاين مرفوع، : ال تنقط أنت شيئاً، قال: هذا وباء وهذا تاء، قال: فقال يل أيب .ال تنقط، وهو يشكل: أنا أقول: قال

: وجاء أعرايب من شعراء اانني إىل نصر بن سيار بشعر، فتغزل فيه مبائة بيت، ومدحه ببيتني، فقال له

سأقول غري هذا، فعاد إليه : وال معىن إال شغلت به نسيبك دون مدحك، قال. واهللا ما تركت قافية لطيفة : بشعر يقول فيه

رع ذا، وحبر مدحة في نصر تعرف الدار ألم العمر هل

.ال ذاك، وال ذا: فقال له نصر

وكان بعض األمراء يستظرف طفيلياً، وحيضره طعامه وشرابه، وكان الطفيلي أكوالً شروباً، فلما رأى : األمري كثرة أكله وشربه اطرحه وجفاه، فكتب إليه الطفيلي

دماء كالب المسلمين تضيع لنا كلباً بكلب، ولم يدع أقاد

: م نريوز عصافري أحياء يف طبق، وجعل معها رقعة فيها مكتوبوأهدى بعضهم إىل أمري يو

ليضحك، ال ٍليأكلها األمير بعثت بها مالح عصافير

عصافير على طبق تطير أهدى إلى ملك سوائي وما

فلما وضع الطبق بني يديه، ورفع عنه الغطاء طارت العصافري، فرفع الرقعة وقرأ الشعر فضحك، وأمر له .ةجبائزة سني

: ودخل أعرايب الكوفة، فقصد متاراً، فقال له

قواصر من تمرك البارحة رأيتك في النوم أعطيتني

رأيت لكم صالحه برؤيا أبشروا: لصبياننا فقلت

نحوها طامحه قلوبهم العيال وصبيانها فأم

؛ إنها مالحه"ال: "ودع عنك ؛ إنها حلوة"نعم: "لي فقل

.ال تعد ترى مثل هذه الرؤيا مرة أخرى: لهفدفع إليه قوصرة، وقال

: رأيت أعرابياً، يصلي يف فصل الشتاء، قاعداً بغري وضوء، وهو يقول: وقال بعضهم

على غير ظهر، مومئاً نحو قبلتي اعتذاري من صالتي قاعداً إليك

ال تقوى على ثني ركبتي ورجالي لي ببرد الماء يا رب طاقة فما

Page 66: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 66

وأقضيكه إن عشت في فصل صيفتي جاهداًأحصيه يا رب ولكنني

شئت من لطمي ومن نتف لحيتي بما أنا لم أصنع، فأنت مسلط فإن

ما : رأيت بالبادية أعرابياً، قد حفر حفرة وقعد فيها، وذلك يف زمان الشتاء، فقلت له: وقال األصمعي : فهل قلت يف ذلك شيئاً؟ فقال: شدة الربد، قلت: صريك هنا؟ قال

بحالي عالم، ال تعلم وأنت ب ما للبرد أصبح كالحار أيا

ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم يك يوماً في جهنم مدخلي فإن

إنا هللا، أما واهللا، لئن فعل ذلك به، : إن املخنثني خصوا، وإن الدالل خصي، فقال: وقيل البن أيب عتيق : لقد كان حيسن

لمن ربع بذات الجيش، أمسى دارساً خلقا

اللهم إن كان ليحسن خفيفه، أما ثقيله، : مث استقبل القبلة، فلما كرب سلم، مث التفت إىل أصحابه، فقال .فال، اهللا أكرب

إن معنا جارية تغين، وحنن جنلك، : وصحب شيخ من املدينة شباناً يف سفينة، ومعهم جارية تغين، فقالوا له : وا ما شئتم، فتنحى، وغنت اجلاريةفأنا أعتزل، وافعل: فإن أنت أذنت لنا فعلنا، قال

وغابت الجوزاء والمرزم إذا الصبح بدا ضوؤه حتى

من بابة األمير وصرت قل أكلي، وقل شربي قد

أشرب الراح بالكبير أن لي، وهو في أمان فليدع

ا الشمقمق؛ أبشر، أب: ودخل على أيب الشمقمق بعض إخوانه املتلطفني به، فلما رأوا سوء حاله، قالوا له. إن صح هذا احلديث: أن العارين يف الدنيا هم الكاسون يوم القيامة، فقال: فإنا روينا يف بعض احلديث

: واهللا، ال كنت أنا يف ذلك اليوم إال بزازاً، فأنشأ يقول

فيه مطية غير رجلي لي أرى من الدهر يوماً أتراني

عليللرحيل، قربت ن قربوا :كلما كنت في جمع فقالوا

من رآني، فقد رآني ورحلي كنت، ال أخلف رحال حيثما

Page 67: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 67

قال بشار يوماً، وهو يعبث، وكان مات له محار قبل : وحكى حممد بن احلاج البزار، راوية بشار، قالإنك ركبتين يوم كذا، فمررنا على باب : ويلك، قد مت، قال: رأيت محاري البارحة، فقلت: ذلك

: فعشقتها، فمت، وأنشدينالصيدالين، فرأيت أتاناً،

باب الصيدالني عند قلبي بأتان هام

بثناياها الحسان يوم رحنا يتمتني،

جسمي وبراني سل في دالل وبغنج

خد الشنفراني مثل خد أسيل ولها

ت، إذن طال هواني مت، ولو عش فبها

. احلمري، فإذا لقيتم محاراً فاسألوههذا من غريب لغات: أبا معاذ، ما الشنفران؟ قال: فقال رجل من القوم

دخلت الكوفة يف يوم فيه مطر، فإذا كناس يفتح كنيفاً، ووقف على رأسه وهو : وقال سفيان بن عيينة : يقول

هذه روضة، وهذا غدير طيب، ويوم مطير بلد

: انزل فيه، فأىب عليه، فرتل فيه وهو يقول: مث قال لصاحبه

الحرب من يطيق النزوال وأخو نايطيقوا أن ينزلوا، ونزل لن

الحرب، وال كلهم يالقي الخيوال كل الرجال يغشى لظى ليس

: بينما أنا بالبصرة، إذا بكناس يكنس كنيفاً، وإذا هو يقول: وقال األصمعي

مسيئاً بعد أن كنت محسنا تعد والسكنى بدار مذلة فإياك

لنفسك مسكنابها، فاطلب عليك فنفسك أكرمها، وإن ضاق مسكن

واهللا ما بقي من اهلوان شيء، إال وقد امتهنتها به، فما الذي قلت من : فوقفت عليه، وقلت له: قال .واهللا لكنس ألف كنيف، أحسن من القيام على باب مثلك: كرامتها؟ فقال

قال أمس، يرزقك اهللا، فعاد إليه يوماً، فقال مثل ما: وسأل أعرايب رجالً يكىن أبا عمرو، فقال للسائل : وتنحنح، ففلتت منه ضرطة، فقال األعرايب

سألناه تمطى وضرط إذا إن أبا عمرو لمكنوس الوسط

من أرسل إليك؟ فجعل : يرزقك اهللا فقط ودخل طفيلي يف صنيع رجل من أهل القبط، فقال له: إعطاؤه : يقول

Page 68: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 68

إن المحب إذا ما لم يزر زارا أزوركم، ال أكافيكم بجفوتكم

.زرزارا؟ ليس أدري ما هو، اخرج من بييت: القبطيفقال

ودخل أبو الفضل بديع الزمان على الصاحب بن عباد، ففرح به، وأجلسه معه، فأخرج البديع رحياً هذا : يا موالي، هذا صرير التخت، فقال له الصاحب: منكرة، مث أراد أن ينفي عن نفسه التهمة، فقال

: نقطع عن الوصول إليه، فكتب إليه الصاحبصغري التحت فخرج البديع خجالً، وا

من ضرطة أشبهت ناياً على عود ال تذهب على خجل: للصفيري قل

لست أنت سليمان بن داود إذ الريح، ال تستطيع تدفعها فإنها

وخرج املهدي يتصيد، ومعه علي بن سليمان، فسنح هلما قطيع من ظباء، فأرسلت الكالب، وأجريت : هدي بسهم، فصرع ظبياً، ورمى علي بن سليمان سهماً، فصرع كلباً، فقال أبو دالمةاخليل، فرمى امل

بالسهم فؤاده شق قد رمى المهدي ظبياً

كلباً، فصاده رمى بن سليمان، وعلي

يأكل زاده امرٍئ فهنيئاً لهما، كل

.فضحك املهدي حىت كاد يسقك

إين أعطيت اهللا : ومعه وجوه بين هاشم، فقال له املهديومن ملح أيب دالمة، أنه دخل يوماً على املهدي،عهداً لئن مل ج كل من يف هذا الس ألقطعن لسانك، فنظر إىل القوم، فكلما نظر إىل واحد غمزه بأن

فعلمت أين قد وقعت، وأا عزمة من عزماته البد منها، فلم أر أدعى للسالمة من : عليه رضاه، قال : هجاء نفسي، فقلت

فليس من الكرام، وال كرامة أبلغ لديك أبا دالمة الأ

إذا نزع العمامة وخنزيراً لبس العمامة كان قرداً إذا

اللؤم تتبعه الذمامة كذاك ذمامة وجمعت لؤماً جمعت

تفرح، فقد دنت القيامة فال تك قد أصبت نعيم دنيا فإن

. فضحكوا، وأعطاه كل واحد منهم جائزة

في المضحكات المطوالتالباب الرابع

ما : كان املأمون جالساً مع ندمائه ببغداد، مشرفاً على دجلة، وهم يتذاكرون أخبار الناس، فقال املأمونطالت حلية إنسان قط، إال ونقص من عقله، مبقدار ما طال من حليته، وما رأيت قط عاقالً طويل اللحية،

Page 69: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 69

ني، قد يكون يف طول اللحى أيضاً عقل، فبينما هم وال يرد على أمري املؤمن: فقال له بعض جلسائهما تقولون يف هذا : يتذاكرون يف هذا، إذ أقبل رجل كثري اللحية، حسن اهليئة والثياب، فقال املأمون

جيب أن يكون هذا قاضياً، فقال املأمون لبعض : هذا رجل عاقل، وقال آخر: الرجل؟ فقال بعضهموصعد إليه، ووقف بني يديه، فسلم، فأجاد السالم، فأجلسه املأمون علي بالرجل، فلم يلبث إال : اخلدم

والكنية؟ علويه، فضحك : أبو محدونة، قال: ما امسك؟ فقال: واستنطقه فأحسن النطق فقال له املأموننسألك : أنا فقيه أجيد الشرع يف املسائل، فقال له: ما صنعتك؟ فقال: املأمون، وغمز جلساءه، مث قال

ما تقول يف رجل اشترة شاة من رجل، فلما : سل عما بدا لك، فقال املأمون: قال له الرجلعن مسألة، ففأطرق طويالً : أخذها املشتري خرجت من استها بعرة، فقأت عني رجل، على من جتب دية العني؟ قال

ا منجنيقاً، إا ملا باعها مل يشترط أن يف استه: جتب على البائع دون املشتري؟ قال: ينظر باألرض مث قال : فضحك املأمون حىت استلقى على قفاه، وضحك كل من حضر، وأنشأ املأمون يقول: قال

فزادت اللحية في هيئته ما أحد طالت له لحية

مما زاد في لحيته أكثر إال وما ينقص من عقله

تصم البن وكان املعتصم يأنس لعلي بن اجلنيد اإلسكايف، وكان عجيب الصورة واحلديث، فقال املع: يأ ملزاملة أمري املؤمنني، فقال: يتهيأ ليزاملين، فأتاه، فقال له: اذهب إىل ابن اجلنيد، وقل له: محاد

شروطها اإلمتاع باحلديث، : وكيف أيأ؟ أهيئ رأساً غري رأسي، أشتري حلية غري حلييت؟ فقال ابن محاد، وأن تتقدم يف الركوب إشفاقاً عليه من امليل، واملذاكرة، وأال تبصق وال تسعل، وال متتخط، وال تتنحنح

وأن يتقدمك يف الرتول، فمىت مل يفعل املعادل هذا كان هو ومثقلة الرصاص اليت تعدل ا القبة واحداً، : وقال. ما يزاملك إال من أمه زانية، فرجع إىل املعتصم وأعلمه، فضحك: اذهب، فقل له: فقال البن محاد

إن رسولك هذا األرعن جاءين : يا علي، أبعث إليك أن تزاملين، فال تفعل؟ فقال: فلما جاء قال. علي بهال تبصق، وال تعطس، وهذا ال أقدر عليه، فإن : بشروط حسان السامي، وخالويه احلاكي، فقال يل

رضيت أن أزاملك فإذا جاءين الفسا والضراط فسوت وضرطت، وإال فليس بيين وبينك عمل، فضحك يا أمري املؤمنني، قد : نعم، زاملين على هذه الشروط، فسار ساعة، وقال: ستلقى، وقالاملعتصم حىت ا

أجد يف كمي : حيضر ابن محاد، فأحضر فناوله كمه، وقال: ذلك إليك، قال: قال. حضر ذلك املساحلال أرى شيئاً، ولكين أعلم أن يف : دبيب شيء، فانظره ما هو، فأدخل رأسه فشم رائحة الكنيف، فقال

جوف ثيابك كنيفاً، والضحك قد ذهب باملعتصم كل مذهب، وابن اجلنيد خيرج رحياً متصالً، ويقول قد نضجت القدر، وأريد أن أسلح، : ال تتمخط، وال تسعل، فسلحت عليك، مث صاح: قلت: البن محاد

Page 70: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 70

.وحيك، يا غالم، األرض الساعة؛ فإين أموت: فأخرج املعتصم رأسه من العمارية، وصاح

إين : اهللا، اهللا، يف أمري، فسألته عن أمره، فقال: خرجت اخليزران إىل احلج، تلقاها أبو دالمة، فصاحوملا شيخ كبري، وأجرك يف عظيم، بني يل جارية؛ تؤنسين وترفق يب، وترحييين من عجوز عندي، قد أكلت

ا، فلما قدمت رفدي، وأطالت كدي، وعاف جلدها جلدي، ومتنيت بعدها، وتشوقت فقدها، فوعدتهاخليزران من احلج، دخل أبو دالمة على أم عبيدة حاضنة موسى وهارون، فرفع إليها رقعة، فدفعتها إىل

: اخليزران، وفيها

يا أم عبيدة ت، سيدتي، إن شئ أبلغني

كانت رشيدة وإن أرشدها اهللا، أنها،

رج للحج وليدة قبل أن تخ وعدتني

قعيدةليس في بيتي شيخ كبير إنني

ساقها مثل القديدة عجفاء عجوز غير

ت طري في عصيدة أقبح من حو وجهها

مثل عرسي بحميدة حياتي مع أنثى ما

خذي ما عندك، وامشي إليه، : حوتاً يف عصيدة، وهي تضحك، مث قالت جلارية: فضحكت، واستعادتدالمة ابنه، وأمه تبكي، فسأهلا فأخربته فلما بلغها الرسول مرتله، مل جيده، فدفعها إىل امرأته، ودخل

تدخل إىل اجلارية، : قويل ما شئت أفعل، قالت: إن أردت بري يوماً من الدهر فاليوم، قال هلا: وقالتوتعلمها أنك مالكها، فتطؤها، فتحرم عليه، وإال شغلته فجفاين وجفاك، ففعل، وجاء أبو دالمة فسأهلا

: خل، ومد يده وذهب ليقبلها، فرأت شيخاً قبيح الوجه، فقالتهي يف ذلك البيت، فد: عنها، فقالت

إا بعثتين إىل فىت، : أو ذا أوصتك سيدتك؟ فقالت: تنح عين، وإال لطمتك لطمة أدق ا أنفك، فقالمن صفته كذا وكذا، وقد نال مين حاجته، فعلم أنه وهي من دالمة وأمه، فخرج ولطمه ولببه، وحلف

ما لك؟ : له إىل املهدي، فمضى على تلك احلالة، حىت دخل على املهدي، فقال لهأال يفارقه حىت يوصعمل يب هذا ابن اخلبيثة ما مل يعمله أحد بأحد، وال يرضيين إال أن تقتله، وأخربه اخلرب، : وحيك، فقال

امسع حجيت يا أمري املؤمنني كما مسعت حجته، : علي بالسيف والنطع، فقا دالمة: فضحك منه، فقالهذا الشيخ أصفق الناس وجهاً، هو ينكح أمي منذ أربعني سنة، فما غضبت ونكحت : هات، قال: قال

دعها له، وأنا أعطيك خرياً منها، : جاريته مرة واحدة، فغضب املهدي أشد من ضحكه األول، وقال

Page 71: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 71

.إن عاد ليقتله: على أن ختبئها يل بني السماء واألرض، فصرفهما، وحلف لدالمة: قال

إن شيخي كما ترون قد كربت سنه، : دالمة إىل أبيه يف حمفل، فجلس بني يديه، وقال للجماعةوأقبلورق جلده، ورق عظمه، وبنا إىل حياته حاجة، وال أزال أشري عليه بالشيء ميسك رمقه، ويبقي قوته،

بو دالمة حباً وكرامة، فأخذ أ: فيخالفين، وأسألكم أن تسألوه قضاء حاجة، فيها صالح جسمه، فقالواإمنا يقتله كثرة : ليقل ما يريد، فستعلمون أن مل يأت إال ببلية، فقال: للخبيث: بألسنتهم، فقال وقولوا

قد مسعت، : النكاح، وال يقطعه عنه إال اخلصا، فتعاونونين عليه حىت أخصيه، فضحكوا منه، مث قالوا ألبيهه حكماً بيين وبينه، فدخلوا إليها وقصوا قد عرفتكم أنه مل يأت خبري، وقد جعلت أم: فما عندك؟ قال

قد نصح أباه وأبره، وأنا إىل بقاء أبيه، - أبقاه اهللا -إن ابين : القصة عليها، فأقبلت على اجلماعة، وقالتأحوج منه إليه، إال أن هذا أمر مل تقع به جتربة عندنا، وال جرت به عادة، وهو قد ادعى معرفة هذا،

عويف، ورأينا ذلك قد أبقى عليه أثراً حمموداً، استعمله أبوه على علم، فجعل القوم فليبدأن بنفسه، فإذا هو .يعجبون من اتفاقهم يف اخلبث

خرج رجالن من بلدمها من الضياعة والفقر، فلما وصال إىل بلد آخر، : وقال الفقيه أبو عمرو بن حكموصنعا بيتاً يف خارج البلدة، ونادى وجدا خبارج تلك البلدة وادياً فيه أشجار كثرية، فقطعا منها،

من أراد أن ينظر شيئاً ما رآه قط، فليأت املوضع الفالين، فاجتمع الناس إليهما، وقعد أحدمها : مناديهمامن أراد أن يرى عجباً يعطي درمهاً ويدخل : يف داخل البيت، ووقف اآلخر خارج البيت، وقال للناس

هذا يف : ص، فرأى الرجل وبني يديه رجل محار، فقال لهالبيت، فتشوق الناس إىل ذلك، فدخل شخادخلوا تروا ما رأيت : ما رأيت؟ قال: است من يقول ألحد ما رأى فخرج وهو يضحك، فقال له الناس

.ومضى، فلم يزل الناس يدخلون كذلك إىل آخرهم، واجتمعت له مجلة كبرية من دراهم

من أي : طرنج يلعب به، مع بعض أوالده، فقال له عبيد اهللاودخل أبو العيناء على عبيد اهللا، وبني يديه شقد غلبنا، ولزمك من القمار عشرون : معك، فلم يكن بأسرع من أن قال: احلزبني تريد أن تكون؟ قال

احضره أيها األمري، ولكن تأذن يل أن أمضي إىل داري أوصيهم مبا أحتاج إليه، : رطالً من الثلج، قالامض، وال تتأخر، فركب محاره، ومضى أليب العباس بن : افيك بالثلج، فقالحىت يدرك الطعام، وأو

األمري يدعوك الساعة، فلبس ابن ثوابة ثيابه، وركب دابته وصار معه أبو العيناء، فما شعر : ثوابة، فقال له رطالً من كلفونا أربعني: عبيد اهللا إال بأيب العيناء مع ابن ثوابة قد واىف، فسر بذلك، فقال أبو العيناء

. الثلج، وقد جئتك بثلج مذاب كله، فخذ منه ما شئت، فضحك عبيد اهللا حىت استلقى

ودخل عبادة املغين دار املتوكل، فرأى فيها رطباً قد تساقطت، فجعل يلتقطها، فمد أحد أوالد املتوكل فتح ألمك ثقبتني، الذي : يا عبادة، من فتح لك هذه الثقبة؟ قال عبادة: يده إىل است عبادة، وقال له

Page 72: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 72

فشكاه إىل أبيه، فأمر أن يؤتى به فخرج عبادة فاراً بنفسه، فبينما هو يسري، إذ رأى غاراً فدخل فيه، وبىن عليه حبجارة، ودخل إىل قعره فإذا بأسد الفتح بن خاقان متصيداً، فمر بذلك املوضع، فسمع صوت

ألسد عليهم فاراً بنفسه، وعبادة من خلفه، اهدموه، فلما فتح خرج ا: الطنبور، يف داخل الغار، فقالإن أمري املؤمنني جعلين هنا أعلم هذا األسد ضرب الطنبور، وقد نفرمتوه : ما هذا يا عبادة؟ قال: فقال

ال ختف، أنا أستوهب ذنبك، وأنسب : علي، وأنا أحشى عقوبته، وال آمن أن يقتلين عليه، فقال الفتحيا أمري املؤمنني، إين استوهبتك عبادة؛ فقد : إىل املتوكل، فقال الفتحالذنب يف ذلك إىل نفسي، فرجع معه

واهللا ما غرضي إال أن أقتله؛ ألن ذنبه كبري، : ضمنت له النجاة، وإن الذنب الذي أذنب، أنا أذنبته، قاله، ما تقدم من قول: وكيف ذلك؟ فقال له: محله عليه كثرة الدالة علينا، حىت تعرض حلرمنا، فقال الفتح

العفو يا أمري املؤمنني، واهللا ما علمت بذلك، ولكن اتفق يل معه كذا وكذا، فضحك املتوكل : فقال الفتح .عند ذلك، وأمر بإحضاره

ما يف األرض أمشى مين، فقال ابن : وكان حممد بن جعفر خبيالً، فجلس يوماً مع ندمائه، فقال بعضهمأنا : نفس، وهل حيمل الرجلني إال البطن، فقال آخروما مينعك من ذلك وأنت تأكل أكل عشرة أ: جعفر

وكيف تستطيع املشي، وأنت حتمل يف بطنك ما يثقل ثالثني رجالً، : واهللا ال أقدر أن أمشي، فقال لهوكيف : أما أنا فما منت البارحة من وجع ضرس، فقال: وهل ينطلق مشي اإلنسان إال خبفته، فقال اآلخر

ما اشتكيت قط ضرسي، وما : الدق والطحن مثل ضرسك؟ فقال آخرال تشتكي، وأي ضرس يصرب علىما أظن : ذلك من كثرة املضغ؟ فإنه يشد األسنان، ويقوي اللثة، وقال آخر: ختلخل من موضعه، فقال له

البد للبطن من املاء حىت يبله ويرويه، وأما أنت واهللا لو : أحداً أكثر شرباً للماء مين، وما أروى منه، فقاللكثرة ما : وأنا ال أشرب ماء، فقال: الفرات ما استكثرته لك؛ ملا أرى من كثرة أكلك، فقال آخرشربت

وكيف : واهللا ما أنام من الليل إال قليالً، فقال له: تأكل؛ ألن البطن إذا امتأل مل حيتج لشيء، فقال آخر إال يسحل ويبول؟ فقال تدعك التخمة تنام؟ أتدري أن من أكل كثرياً وشرب غزيراً ال يكون ليله كله

أمارة على الشبع؛ ألن الطعام إذا كثر يف البطن يسكن البدن : أما أنا فإين أنام الليل كله، قال: آخرإياك أن : أصبحت ال أشتهي شيئاً، فقال: واألعضاء، وميأل العروق، فيسترخي منه كل شيء، وقال آخر

ضر من الكثري على شهوة، وإياك من األكل الكثري؛ تأكل قليالً وال كثرياً؛ فإن القليل على غري شهوة أ .فإنه يتخم، وأكثر ما يكون املوت من التخمة، فعليكم باإلقالل من الطعام والشراب يف كل األزمان

وكان بالكوفة رجل يقال له مصلح، فبلغه أن بالبصرة رجالً من املصلحني مقدماً يف شأنه، فسار الكويف أنا مصلح، جئتك من الكوفة؛ ملا بلغين خربك، فرحب : من أنت؟ قال: ا قال لهإىل البصرة، فلما قدم عليه

عندي جنب كأنه : أعندك جنب؟ قال: به، وأدخله موضعه، وخرج يشتري له ما يأكل، فأتى جباناً فقال له

Page 73: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 73

: مل ال أشتري مسناً حني هو يضرب به املثل؟ فذهب إىل من يبيع السمن، فقال له: مسن، فقال يف نفسه

مل ال أشتري زيتاً حني هو يضرب به املثل؟ : عندي مسن كأنه زيت، فقال يف نفسه: ندك مسن؟ قالأعمل ال آخذ : عندي زيت صاف كأنه املاء، فقال يف نفسه: أعندك زيت؟ فقال: فذهب إىل زيات، وقال

يابسة، ماء حني يضرب به املثل؟ فرجع إىل بيته، وأخذ صحفة ومألها ماء، وقدمها للضيف مع كسريات . أنا أشهد أنك باإلصالح أحق من أهل الكوفة: وعرفه كيف جرى له، فقال الكويف

دعين أسأل عنك، فانصرف الرجل، : خطب رجل من بين كالب امرأة، فقالت أمها: وحكى املدائين قاللثناء فسأل عن أكرم احلي، فدل على شيخ منهم، كان حيسن احملض يف األمر، فأتاه وسأله أن حيسن عليه ا

: أنا أعرف الناس به، قالت له: وانتسب له فعرفه، مث إن العجوز غدت عليه، فسألته عن الرجل، فقال

منيع اجلار، حامي الذمار، : فكيف شجاعته؟ قال: مدره قومه وخطيبهم، قالت: كيف لسانه؟ فقال سلم، ما - واهللا -ن ما أحس: مثال قومه وربيعهم، وأقبل الفىت، فقال الشيخ: فكيف مساحته؟ قال: قالت

ما جلس ما دنا وال نأى، وذهب الفىت ليتحوط، - واهللا -ما أحسن : دار وال بار، مث جلس فقال ما أغنها، وما أطنها، وال بربرها، وال فرفرها، وض الفىت - واهللا -ما أحسن : فأخرج رحياً فقال

حسبك ذا، وجه إليك : قالت املرأة ما ض، ما أبطأ وال أسرع، ف- واهللا -ما أحسن : خجالً، فقال .من يرده، فواهللا، لو سلح يف ثيابه لزوجناه

ومسع بعض امللوك أن ملك الروم ااور له عزم على أن يدخل أرضه وحيصر بعض بالده، فأراد أن يبعث حد إليه رسوالً، يطلب منه الصلح، فشاور وزراءه، ونبهاء فرسانه فيمن يبعث إليه، فأشار عليه كل وا

ال : مل سكت؟ قال: منهم برجل من كبار خدامه، ونبهاء فرسانه، وسكت منهم واحد، فقال له امللكفالن، وذكر له رجالً غري وجيه، : فمن ترى أن ترسل؟ فقال له: أرى أن ترسل واحداً ممن ذكروا، قال

معاذ : الغضب، فقال لهأزأ يب يف مثل هذا؟ وظهر عليه : وال مشهور بنباهة وال بفصاحة، فقال له امللك: وذلك مرادي، قال: اهللا يا موالي، ولكنك تريد أن تبعث إليه من نرجو رجوعه، مقضي احلاجة، قال

وإين فكرت ونظرت فلم أجد غري ذلك الرجل؛ ألنك وجهته يف كذا فأجنح، ويف كذا فقضيت حاجته، صدقت، وأمر أن يوجه عنه، : هوما ذلك إال بنجحته، ال بفصاحته، وال نباهته وال شجاعته، فقال ل

فجاءه، وأمر أن يدفع إليه كل ما حيتاج إليه يف السفر، فدفع إليه، وخرج، فسمع ملك الروم أن يأتيه إن هذا الرسول الذي هو يأيت من أكرب من عند املسلمني، فإذا وصل فأدخلوه قبل : رسول، فقال خلدامه

ت حاجته، وإن مل يفهم عين، مل أنزله، ورددته غري مقضي إنزاله، فإن فهم عين ما أقوله له أنزلته، وقضياحلاجة، فلما وصل أدخل عليه، فلما مسع عليه أشار إليه ملك الروم بأصبعه الواحد إىل السماء، فأشار

ذلك الرجل بأصبعه إىل السماء واألرض، فأشار النصراين بأصبعه قبالة وجه الرجل، فأشار الرجل

Page 74: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 74

اين، فأخرج النصراين زيتونة من حتت بساطه، وأشار ا إىل الرجل، فأخرج بأصبعني قبالة وجه النصرفيم جاء؟ : الرجل بيضة من حتته وأشار ا إليه، فطابت نفس النصراين وأمر بإنزاله وإكرامه، مث سأله

ما : ما قلت له حىت فخمك، وقضيت حاجته؟ فقال: فأخربه، فقضى حاجته وصرفه، فقيل للنصرايناهللا واحد يف السماء، فأشار يل : نه وال أحذق، أشرت له بأصبعي إىل السماء، أقول لهرأيت أفهم م

: هو يف السماء ويف األرض، مث أشرت له بأصبعي قبالته أقول له: بأصبعه إىل السماء وإىل األرض يقول يل

م وحواء، مث أصلهم آد: مجيع ما ترى من الناس إمنا أصلهم واحد وهو آدم، فأشار إيل بأصبعني يقول يلحال هذه أغرب من : انظر، ما أغرب حال هذه، فأخرج هو بيضة، وقال: أخرجت له زيتونة أقول له

ما الذي قال : تلك؛ ألنه خيرج منها حيوان، فهي أعجب، فلذلك قضيت حاجته، فقيل بعد ذلك للرجلهل من ذلك النصراين واهللا، ما رأيت أثقل روحاً، وال أج: لك النصراين حني أشار إليك وفهمته؟ قال

أنا أرفعك بأصبعي : آخذك يف طرف أصبعي وأرفعك هكذا، فقلت له: ساعة وصويل إليه، يقول يلأنا أخرج عينيك : أخرج عينك بأصبعي هكذا، فقلت له: هكذا، وأنزلك يف األرض هكذا، فقال يل

يا : غدائي، قلت لهليس معي ما أعطيك إال هذه الزيتونة، بقيت من: االثنتني بأصبعي هذين، فقال . حمروم، وأنا أخري منك، فإين بقي يل من غدائي هذه البيضة، ودفعتها له، ففزع مين وقضى حاجيت

البد أن أختربه، حىت : فسمع أن بالبصرة رجالً آخر أبرد منه، فقال. وكان بالكوفة رجل مشهور بالربدسالم : سفراً كبرياً وسفره وكتب فيهأرى من أبرد منا، فأخذ كراريس من الكاغد كثرية، وصنع منها

تدفعه بالبصرة لفالن، : عليكم، وفرق احلروف يف بعض األوراق وترك سائرها بياضاً، ودفعه مليار، وقالوتطلب منه اجلواب، فأخذه امليار، وذهب إىل البصرة، وسأل عن الرجل، فدل عليه، فأتاه، ودفع إليه

نعم، غداً إن شاء اهللا، مث فتحه فوجد أوراقه بيضاً، فجعل حيول : أريد جواب ما فيه، قال: السفر وقال لهاألوراق، فوجد السني مث الالم حىت كمل سالم عليكم، ومل جيد غري ذلك، ففكر يف نفسه، فعلم أن ذلك

اعمل يل تابوتاً كبرياً، فعمله له، فلما عاد : من فعل بارد مثله يرى أن يقيسه فذهب إىل جنار، وقال لههذا : تأيت غداً، وتأخذ هذا التابوت وحتمله للذي لك الكتاب وتقول له: ر يطلب اجلواب، قال لهامليا

إين أسافر الليلة، فإذا كان غداً فأت إىل : جوابك، وهذا مفتاح التابوت تدفعه له، مث دفع أجرته، وقالقد جاء، فأخذ التابوت هنا، وخذ التابوت، فيه ما حيتاج من املأكول واملشروب، وغلقه، وإذا بامليار

هذا التابوت جواب كتابك، مث : فقال: وذهب، فلما وصل إىل الكوفة أتى الرجل الذي دفع له الكتابأشهد أنك أبرد مين : دفع له املفتاح ففتحه، فخرج منه الرجل، وقال وعليكم السالم ورمحة اهللا، فقال له

.ومن مجيع الناس

كان : حدثين إسحاق بن إبراهيم عن اهليثم بن عدي قال: ين مبصر قالوحكى أبو عبد اهللا بن عبد الرب املد

Page 75: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 75

رشأ ولألخرى جؤذر، وكان يعجبه : باملدينة رجل من بين هاشم، وكانت له قينتان يقال إلحدامهاالسماع، وكان باملدينة مضحك، ال يكاد يفارق جمالس املتظرفني، فأرسل اهلامشي إليه ذات يوم ليضحك

حتضر يل : وما لذتك؟ قال: أصلحك اهللا، أنت يف لذتك، وال لذة يل، قال: ل له املضحكبه، فلما أتاه قانبيذاً؛ فإنه ال يطيب يل عيش إال به، فأمر اهلامشي بإحضار نبيذ، وأمر أن يطرح فيه سكر، فلما شربه

واضطر إىل املضحك، حتركت عليه بطنه، وتناوم عنه اهلامشي، وغمز جاريتيه عليه، فلما ضاق عليه األمر،يا : ما أظن هاتني املغنيتني إال ميانيتني، وأهل اليمن يسمون الكنف املراحض، فقال هلما: الرباز، قال

: يقول غنياين: ما يقول؟ قالت: حبيبيت، أين املرحاض؟ فقالت إحدامها لصاحبتها

أهيم من الحب في كل واد فؤادي فخليتني رحضت

: ما أرامها فهمتا عين، أظنهما مكيتني، وأهل مكة يسمونه املخارج، فقال: فاندفعتا تغنيانه، فقال يف نفسه

: يقول غنياين: ما يقول؟ قالت: يا حبيبيت، أين املخرج؟ فقالت إحدامها

المنادي بالعشاء فأعتما أقام خرجت بها من بطن مكة، بعد ما

وأهل الشام يسموا املذاهب، فقال مل تفهما علي، أظنهما شاميتني، : فاندفعتا تغنيانه، فقال يف نفسه : يقول غنياين: ما يقول؟ قالت: يا حبيبيت، أين املذهب؟ فقالت إحدامها: هلما

يك حقاً كل هذا التجنب ولم ذهبت من الهجران في كل مذهب

ء، بيت اخلال: مل تفهما عين، ما أظنهما إال مدينتني، وأهل املدينة يسمونه: فغنتاه الصوت، فقال يف نفسه : يسأل أن يغىن: ما يقول؟ قالت: يا حبيبيت، أين بيت اخلالء؟ فقالت إحدامها: فقلت هلما

من بطن مكة، ألتسهيد والحزنا علي أخو األحزان إذ ظعنا خلى

، ما أحسب الفاسقتني إال بصريتني، وأهل البصرة يسموا "إنا هللا وإنا إليه راجعون": فغنتاه، قال: قال : يسأل أن يغىن: ما يقول؟ قالت: أين بيت احلش؟ فقالت إحدامها: احلشوش، فقال

فالمنزل المعمور فمناها، أوحش الخبران فالربع منها

أين الكنيف؟ : ما أرامها إال كوفيتني، وأهل الكوفة يسموا الكنف، فقال هلما: فاندفعتا تغنيانه، فقاليسأل أن : ما يقول؟ قالت: ن هذا الرجل، قالتنعس سيدنا، هل رأيت أكثر اقتراحاً م: فقالت إحدامها

: يغىن

فشيبني، وما اكتهال الهوى طفال تكنفني

كذبتما يا : فغلبته بطنه، وعلم أن ذلك منهما ازدراء عليه، واهلامشي يتقطع ضحكاً، فقال هلما: قال اهللا، أتسلح عن وطائي؟ سبحان: زانيتني، أعلمكما ما هو؟ فرفع ثيابه وسلح عليهما، وانتبه اهلامشي، فقال

Page 76: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 76

الذي خرج مين أعز علي منه؛ إن هاتني الزانيتني حسبتاين أين أسأل عن احلش إلخراج الريح، : قال . فأعلمتهما ما هو

واهللا ألحدثنك حديثاً، ما مسعه أحد مين قط، وهو : قال يل ابن وهب الشاعر: وقال إسحاق بن إبراهيمإنا عرضنا األمانة على السموات واألرض واجلبال فأبني ": ، قلتأمانة أن يسمعه أحد منك ما دمت حياً

يا أبا حممد، إنه حديث ما طن : ، قال يل"أن حيملنها وأشفقن منها ومحلها اإلنسان إنه كان ظلوماً جهوالبينما أنا بسوق اإلبل : كم هذا التعقيد باألمانة؟ آخذه على ما أحببت، قال: يف أذنك أعجب منه، قلت

د أيام املوسم، إذا أنا بامرأة من نساء مكة معها صيب يبكي، وهي تسكته، فيأىب أن يسكت، مبكة بعفسفرت وأخرجت من فيها كسر درهم، فدفعته إىل الصيب فسكت، فإذا وجه رقيق كأنه دري، وإذا

: إن شرطي احلالل، قالت: اتبعين، قلت: شكل رطب ولسان طويل، فلما رأتين أحد النظر إليها قالت

جع، ومن يريدك على احلرام؟ فخجلت، وغلبتين نفسي على رأيي، فتبعتها، فدخلت يف زقاق العطارين، ارأنا متزوجة، وزوجي رجل من بين خمزوم ولكن : اصعد، فصعدت، فقالت: فصعدت درجة، وقالت

أمجع عندي جارية، عليها وجه أحسن من العافية، يف مثل خلق ابن سريج، وترمن معبد، وتيه ابن عائشة، بدينار واحد يف يومك وليلتك، : وما أصغر سليم؟ قالت: لك هذا كله يف بدن واحد بأصغر سليم، قلت

: فذلك لك إن اجتمع يل ما ذكرت، قال: فإذا قمت جعلت الدينار وظيفة، وتزوجيها صحيحاً، قلت

وحبيايت عليك ال البسي عليك ثيابك، : قويل لفالنة: وصفقت بيديها إىل جارا، فاستجابت هلا، فقالتمتسي طيباً؛ فحسبنا بداللك وعطرك فإذا جارية قد أقبلت من أمجل ما يرى، فسلمت وقعدت كاخلجلة،

حياه اهللا، وقرب داره، : إن هذا الذي ذكرتك له، وهو يف هذه اهليئة اليت ترين، قالت: فقالت هلا األوىلال، واهللا يا بنية، لقد نسيت، مث : رطي؟ قالتأما أخربته ش: وقد بذل لك من الصداق ديناراً، قالت: قالت

أقول لك حبضرا، وما أظنها تكرهه، : ال، قالت: أتدري ما شرطي؟ قلت: نظرت إيل فغمزتين، وقالتهي واهللا، أفتك من عمرو بن معدي كرب، وأشجع من ربيعة بن مكدم، ولست بواصل إليها حىت

ما أهون هذا وأسهله، قالت : ل، ففيها مطمع، فقلتتسكر، ويغلب عليها السكر، فإذا بلغت تلك احلانعم، واهللا اعلم أنك لن تصل إليها حىت تتجرد هلا، وترى جمرداً مقبالً : وتركت شيئاً آخر، قالت: اجلارية

فصفقت بيديها مرة أخرى، : هلم دينارك، فدفعته إليها قالت: وهذا أيضاً أفعله، قالت: ومدبراً، قلتهلما الساعة، فإذا بشيخني نبيلني، قد أقبال، : قويل أليب احلسن وأيب احلسني: لت هلافأجابتها امرأة، فقا

فصعدا، فقصت عليهما القصة، فخطب أحدمها، وأجاز اآلخر، وأقررت بالتزويج، وأقرت املرأة، ودعوا : إليها، وقلتبالربكة، مث ضنا، فاستحييت أن أمحل املرأة شيئاً من املثونة فأخرجت ديناراً آخر، ودفعته

فاجعلوه لغدائنا : لست ممن ميسي طيباً لرجل، إمنا أتطيب لنفسي إذا خلوت، قلت: هذا لطيبك، قالت

Page 77: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 77

أما هذا فنعم، فنهضت اجلارية، فأمرت بإصالح ما حيتاج إليه، مث عادت فتغدينا، مث جاءت : اليوم، قالت أمسع قط مثله، وإين ألفت بوسادة وقضيت وقعدت، ودعت بنبيذ فأعدته، واندفعت تغين بصوت مل

بيوت القيان حنواً من ثالثني سنة، فما مسعت مثل ترمنها قط، فكدت أخر سروراً وطرباً، فجعلت أروم أن : تدنو مين، فتأىب، إىل أن تغنت بشعر مل أعرفه، وهو

تصيدها علي حراما ألرى راموا يصيدون الظباء وإني

على يدي حماماأو أن يذقن علي بأن أروع مثلها أعزر

اشترك فيه مجاعة، هو ملعبد، وتغىن به ابن سريج، وابن : جعلت فداك، من يغين هذا؟ قالت: فقلتعائشة، فلما نعى إلينا النهار نفسه، وجاء املغرب، تغنت بصوت مل أعرف معناه؛ للشقاء الذي كتب

: علي، فقالت

نهال القوم أو خشب البراري بالمجرد قد علته كأني

فإمنا : أنا أول من تغىن به، قلت: جعلت فداك، ما أفهم هذا البيت، وال أحسبه مما يتغىن به، قالت: قلتوجعلت : معه بيت آخر، ليس هذا وقته، وهو آخر ما أتغىن به، قال: هو بيت مفرد ال صاحب له، قالت

األخرية وضعت القضيب، ال أنازعها يف شيء إجالالً هلا، فلما أمسينا وصلينا املغرب، وجاءت العشاء يف - جعلت فداك - أتأذنني يل : فقمت وصليت، وما أدري كم صليت عجلة وشوق فلما سلمت قلت

جترد، وأشارت إىل ثياا، كأا تريد أن تتجرد، فكدت أن أشق ثيايب عجلة للخروج : الدنو منك، قالتل حىت أراك مقبالً ومدبراً، وإذا امضي إىل آخر البيت وأقب: منها، فتجردت، وقمت بني يديها، فقالت

حصري يف الغرفة عليه طريق إىل آخر البيت، فخطرت عليه، وإذا خرق إىل السوق حتته، فإذا أنا فيه، قد وقعت يف السوق قائماً متجرداً، وإذا الشيخان الشاهدان قد أعدا نعاهلما، وكمنا يل ناحية، فلما هبطت

يا أبا حممد، حىت - واهللا - قفاي، واستعانا بأهل السوق، فضربت عليهما، ضا إيل، فقطعا نعاهلما على : نسيت امسي، فبينما أن أضرب بنعال خمصوفة، وأيد شديدة، إذا صوت من فوق البيت يغين

لحاذرنا المجرد في الصحارى علم المجرد ما أردنا ولو

يف عظم صحيح، فلما انقضى وقت هذا البيت، فنجوت إىل رحلي، وما- واهللا -هذا : فقلت يف نفسيإا امرأة من آل أيب هلب، : حجنا، وانصرفنا، جعلت طريقي على ذلك املوضع، فسألت عنها فقيل يل

.لعنها اهللا، ولعن الذي هي منه: قلت

Page 78: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 78

بينما أنا ذات يوم بباب الكرخ، وأنا : وحكى أبو سويد عن أيب العتاهية عن دعبل بن علي الشاعر قال : الفكر على قليب يف أبيات شعر نطق ا اللسان، فقلتسائر، وقد استوىل

ونوم عيني له انقباض عيني لها انبساط دموع

فإذا جبارية رائعة اجلمال، فائقة الكمال، حوراء الطرف، يقصر عن نعتها الوصف، هلا وجه زاهر، ونور : باهر، فهي كما قال الشاعر

نها لها قمرفي كل جارحة م أفرغت في قشر لؤلؤة كأنما

: وكانت تسمع قويل، فقالت

بلحظها األعين المراض قليل لمن دعته هذا

: فأجبتها، فقلت

أو للذي في الحشا انقراض لموالي عطف قلب فهل

: فأجابتين فقالت

فالود مني ديننا قراض كنت تبغي الوداد منا إن

بة ألفاظها، وختتلس األرواح برباعة منطقها، قال دعبل، فما أعلمين خاطبت جارية تقطع األنفس بعذووتذهل األلباب برخيم نغمتها، مع تالعة جيد، ورشاقة قد، وكمال عقل، وبراعة شكل، واعتدال خلق،

وذهل اللب، وجل اخلطب، وجتلجل اللسان، وتعلقت الرجالن، وما ظنك - البصر - واهللا - فحار : ، وراجعين علمي، وذكرت قول بشارباحللفاء أدنيت هلا النار، مث ثاب إيل عقلي

قول تغلظه، وإن جرحا يمنعنك من محذرة ال

والصعب يمكن بعدما جمحا النساء إلى مياسرة عسر

هذا ملن حاول ما دون الطمع فيه، واليأس منه، فكيف ملن وعد قبل املسألة وبذل قبل الطلب، فقلت : مسمعاً هلا

قاً إلى مشتاق؟ويضم مشتا زمان يسرنا بتالق أترى

: فقالت جميبة يل يف أسرع من نفسي

أنت الزمان فسرنا بتالق للزمان يقال فيه، وإنما ما

ما يب إال مرتل مسلم صريع الغواين، فصرت : فالحظتها، فتبعتين، وذلك يف أيام إمالقي، فقلت: قال دعبل

Page 79: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 79

ي وجه تقل له الدنيا مبا فيها، قد حصل أمحل لك اخلري، مع: إىل بابه، فاستوقفتها وناديته، فخرج فقلتواهللا، ما : لقد شكوت ما كدت أبادرك إليه، ايت ا، فلما أتيت ودخلت قال: مع ضيقة وعسر، فقال

خذاه، ال بارك اهللا فيه، فأخذته وبعته بدينار : هو البغية، فناولنيه، وقال: أملك غري هذا املنديل، ففلتونبيذاً، وصرت إليهما، فإذا مها يتساقطان حديثاً كأنه قطع الروض عني وكسر، فاشترين حلماً وخبزاً

كيف يصلح طعام وشراب وجلوس، مع وجه نظيف بال نقل : ما صنعت؟ فأخربته، فقال: املمطور، فقالفخرجت، فاضطربت يف ذلك حىت رجعت به، : وال رحيان وال طيب؟ فارجع لتمام ما بدأت، قال

خلت، فلم أر هلما خرباً، وال شيئاً مما أتيت به أثراً، فسقط يف يدي، فألقيت باب الدار مفتوحاً، فدأرى صاحب الشرطة أخذمها؟ فبقيت متلهفاً حائراً، أرجم الظن، وأجيل الفكر سائر يومي، فلما : وقلت

يا نفسي، أفال أدور الدار؛ لعل الطلب يوقعين على أثر، ففعلت، فوقفت على سرداب، : أمسيت قلتهبطا فيه، وأنزال معهما مجيع ما حيتاجون إليه، فأكال وشربا وتنعما، فلما أحسستهما دليت وإذا مها قد

يا مسلم، وحيك، فلم جيبين حىت ناديت ثالثاً، فكان من إجابته يل أن غىن بصوت يقول : رأسي، مث ناديت : فيه

جنب القلب، طاهر األطراف في درعها، وبات رقيبي بت

استجلبت كالمهما، فلم جييباين، وبت بليلة، يقصر عمر الدهر عن ساعة منها فضحكا مث سكتا، و: قاليا صفيق : طوالً وغماً ومهاً، حىت إذا أصبحت، ومل آكل، خرج إيل مسلم، فجعلت ألومه، فقال يل

حق القيادة والفضول واهللا ال : الوجه، مرتيل ومنديلي، وطعامي وشرايب، فما شأنك يف الوسط؟ فقلت لهأما حق قيادته فتعرك أذنه، : حبيايت إال أعطيته حق قيادته وفضوله، فقالت: ىل وجهه إليها، وقالغري، فو

جرى احلكم : ما هذا؟ قال: وأما حق فضوله فتصفع قفاه، فاستقبلين فعرك أذين وصفع قفاي، فقلت .عليك مبا جرى من العدل واإلنصاف

حججت مع الفضل بن الربيع، حىت إذا كنا : حدثين احلسن بن هانئ قال: وحكى أبو بكر الوراق قالببالد بين فزارة، وذلك يف أول أيام الربيع نزلنا بإزاء باديتهم، إذا روض أريض، ونبت عريض، ختضع

لبهجته الزرايب املبثوثة، والنمارق املصفوفة، فقرت بنظرا العيون، وارتاحت إىل حسنها القلوب، ن أقبلت السماء، فأسفت غمامها، وتداىن ركامها حىت إذا كان وانفرجت لبهائها الصدور، فلم نلبث أ

: كما قال أوس بن حجر

يدفعه من قام بالراح يكاد دان مسف، فويق األرض هيدبه

Page 80: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 80

مهت برذاذ مث بطش مث برش، مث بوابل، مث أقلعت، وقد غادرت الغدران مترعة تتدفق، والقيعان تتألق، ه، فسرحت طريف، واقعاً منها بأحسن منظر، واستنشقت من ورياضاً مونقة، ونوافح من رحيها عبق

رياحها أطيب من املسلك األذفر، فلما انتهينا إىل أوائلها، إذا حنن خبباء على بابه جارية متربقعة، ترنو : بطرف مريض اجلفون، وسنان النظر، قد أشعرت لواحظها فتوراً، وملئت سحراً؛ فقلت لصاحيب

نعم ونعما عني، : استسقها، فاستسقيناها ماء، قالت: بيل إىل ذلك؟ فقلتوكيف الس: استنطقها، فقال واهللا -وإن نزلتم فعلى الرحب والسعة، مث ضت تتهادى، كأا خوط بان، أو قضيب خيزران، فراعين

وصاحيب أيضاً : حسنها، وما رأيت منها، مث أتت باملاء فشربت منه، وصببت باقيه على يدي، وقلت- : من الذي يقول: ذت اإلناء وذهبت، فقلت لصاحيبعطشان، فأخ

بارك اهللا في البرقع فال إذا بارك اهللا في ملبس

ويكشف عن منظر أشنع يريك عيون المها غرة

: قال ومسعت كالمي، فأتت، وقد نزعت الربقع، ولبست مخاراً أسود وهي تقول

اولما يعرفا مبتغاهم أطاال، حي ركبي معشر قد أراهما أر

ليستمتعا باللحظ ممن سقاهما هما استسقيا ماء على غير ظمأة

فشبهت كالمها بعقد در، وهي سلكه، فانتثر، بنغمة عذبة رخيمة لو خوطب ا صم الصالب الجنست، مع وجه يظلم لنوره ضياء العقول، وتتلف يف روعته مهج النفوس، وختف يف حماسنه رزانة احلليم، وحيار

ارفع غري مأجور، : لبصري، فلم أمتالك أن خررت ساجداً، وأطلت، من غري تسبيح، فقلتيف ائه طرف اال تذم بعدها برقعاً، فلرمبا انكشف عما مينع الكرى، وحيل القوى، ويطيل اجلوى، من غري بلوغ إرادة،

ل اللسان معقو- واهللا -وال قضاء وطر، إال احلني الوب، والقدر املكتوب، واألمل املكذوب، فبقيت عن اجلواب، حريان ال أهتدي لطريق الصواب، فالتفت إىل صاحيب فقال، ملار رأى هلعي، كاملسلي عن

: ما هذه اخلفة لوجه برقت لك منه بارقة، وال تدري ما حتته، أما مسعت قول ذي الرمة: بعض ما أذهلين

وتحت الثياب الشين لو كان باديا وجه مي مسحة من مالحة على

: أما ما ذهبت إليه، ال أبا لك، فال، واهللا؛ ألين بقول الشاعر أشبه: فقالت

على كشح مرتج الروادف أهضم منعمة حوراء، يجري وشاحها،

العينين، طائية الفم فزارية األطراف، مرية الحشا خزاعية

إيماء بأحسن معصم وأحسن بشر صاف، وعين مريضة لها

Page 81: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 81

، حىت بلغت ا حنرها، وجاوزت منكبيها، فإذا فضة قد شيبت مباء من قول األخرق، مث رفعت ثياباًالذهب، تز على مثل قضيب نقا، وصدر عليه كالرمانتني، وخصر لو رمت عقده النعقد، منطوي

االندماج، على كفل رجراج، وسرة مستديرة، يقصر فهمي عن بلوغ نعتها، وفخذان لفاوان، وساقان ال، واهللا، ولكن سبب : أشني ما ترى؟ ال أبالك، قلت: ما لسانان مث قالتخترسان اخلالخل، وقدمان كأ

مث : القدر املتاح، ومقرب من املوت الصراح، فيطبق على الضريح، ويتركين جسداً بغري روح، قالامض لشأنك؛ فإن قتيلها مطلول ال يودي، وأسريها مكبول ال يفدي، : خرجت عجوز من اخلباء، وقالت

: نه مثل قول غيالندعيه، فإ: قالت

فربتما أشجاك ما أنت عائب تعبن يوماً محياً مبرقعاً فال

: فنحن كذلك، حىت ضرب الطبل للرحيل، فانصرفت بكمد قاتل، وكرب داخل، وأنا أقول

أزف الرحيل بغربتي وبعادي حسرتي مما يحن فؤادي يا

قد تضاعف حسنه، وإذا هي تتهادى بني فلما قضينا حجنا وانصرفنا راجعني، مررنا بذلك املرتل، ومخس، ما تصلح أن تكون خادماً ألدناهن، وهن جيتلني من حسن ذلك النبات، فلما رأيننا وقفن، فقلنا

أو تعرفينه؟ : بلى، قلن هلا: وعليك السالم، ألست صاحيب؟ قلت: السالم عليكم، فقالت من بينهن: هلن: وحيك، ما زودته شيئاً يتعلل به؟ قالت: فاً، قلن هلانعم، وقصت عليهن القصة، ما تركت حر: قالت

نعم، زودته حلداً ضامراً، وموتاً حاضراً، فانربت هلا أنضرهن خداً، وأرشقهن قداً، وأسحرهن طرفاً، واهللا ما أحسنت بدءاً، وال أمجلت عوداً، ولقد أسأت يف الرد؛ إذا مل تكافيه يف : وأبرعهن شكالً، فقالت

لو أسعفته يف رغبته، أو أنصفته يف مودته، وإن املكان خلال وما معك من ينم عليك، الود، فما عليك ، "تلك إذا قسمة ضيزى": أما واهللا ال أفعل من ذلك شيئاً، أو تشركيين يف حلوه ومره، قالت هلا: فقالت

لغري ما لقد أطلنت اخلطاب من غري فائدة فسلن الرجل عن نفسه وقصته وبغيته، فلعله: قالت أخرى منهنأما االسم، : حياك اهللا، وأنعم بك عيناً، من تكون، وممن أنت، وإىل من قصدت؟ قلت: أننت فيه، فقلن

فاحلسن بن هانئ من اليمن، مث من سعد العشرية، وأحد شعراء السلطان األعظم، ومن يدين جملسه، : رقت الكبد وأذابته، قالتويتقي لسانه، ويرهب جانبه، وأما قصدي، فلتربيد غلة، وإطفاء لوعة، قد أح

لقد أضفت إىل حسن املنظر كرمي املخرب، وأرجو أن يبلغك اهللا أمنيتك، وتنال بغيتك، مث أقبلت عليهن ما لواحدة منكن عن مثله مرغب، فتعالني نشترك فيه، ونقترع عليه، فمن واقعتها القرعة منا تكن : فقالت

قامت بأمري، فعلقن إزاراً على باب غار جياورهن، بادئة، فاقترعن فوقعت القرعة على املليحة اليت

Page 82: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 82

وأدخلت فيه، وأبطأن عين، وجعلت أتشوق لدخول إحداهن علي، إذا دخل علي أسود كأنه سارية، بيده شي كاهلرارة، مث صحت بصاحيب، وكان قريباً، فجاء إيل وخلصين منه بعد عسر، فخرجنا من العار، وإذا

كان يرعى غنماً إىل : من أين أقبل األسود؟ قال: يمة، فقلت لصاحيبهن يتضاحكن، ويتهادين إىل اخلأتراك يف شك من : أتراه كان يفعل؟ قال: فدخل عليك، قالت: جانب الغار، فدعونه، ووسوسن إليه شيئاً

قال أبو بكر مالك أبعدك اهللا، لقد كتمت هذا احلديث خمافة هذا التأويل، . هذا؟ وانصرفت وأنا أختزي . فما فهمت به حىت مات: ه صدري؛ فرأيتك موضعاً له، فبحقي عليك، ال تذعه، قالحىت ضاق ب

بعث إيل املأمون، وأنا خبراسان، فطويت املراحل، حىت أتيت باب : وقال السندي بن شاهد قائد اخلليفةاج أمري املؤمنني، وقد هاج يب الدم، فوجدته نائماً، فأعلمت قصيت احلاجب، وقدمت إليه عذري، وما ه

فهاتوا حجاماً غريه، : هو حمموم، قلت: ائتوين حبجامي، فقالوا: يب من الدم، وانصرفت إىل مرتيل، فقلتهذا وجه ما أعرفه، فمن : وال يكون فضولياً، فآتوين به، فما هو إال أن دارت يداه على وجهي، فقال

من خراسان، : ك، قلتومن أين قدمت؟ فإين أرى أثر السفر علي: السندي بن شاهد، قال: أنت؟ قلتوجه أمري املؤمنني إيل، ولكن إذا فرغت سأخربك : وأي شيء أقدمك؟ وكم لك يف الطريق؟ قلت: قال

فما هو إال أن : نعم، قال: وتعرفين باملنازل اليت جئت عليها؟ قلت: بالقصة على وجهها إن شاء اهللا، قالؤمنني يقرئك السالم، وهو يعذرك فيما هاج أمري امل: فرغ ودخل رسول أمري املؤمنني، ومعه كركي، فقال

ما أهدي إلينا اليوم : بك من الدم، وقد أمرك بالتخلف يف مرتلك حىت تغدو عليه إن شاء اهللا، ويقولوعزمت على احلجام أال : يصنع كما قال: يصنع كذا وكذا، فقلت: شيء غري هذا الكركي، فقال احلجام

يعلق احلجام يف : ، مث قدم الشراب، فلما دارت األقداح قلتيربح، فحضرت الغداء فتغدينا وهو معناإنك سألتين عن املنازل اليت قدمت عليها، وأنا مشغول يف ذلك الوقت، وأنا : العقابني فعلق، مث قلت لهأوجع، فاضربه : خرجت من خراسان وقت كذا، فرتلت مبوضع كذا، يا غالم: أقصها عليك اآلن فامسع

أوجع، فاضربه عشرة أسواط مرة أخرى، فلم يزل : إىل موضع كذا، يا غالمعشرة أسواط، مث خرجت يا سيدي، أين : يضربه لكل مرتلة عشرة أسواط، حىت انتهى إىل سبعني سوطاً، فالتفت إىل احلجام وقال

فأتركك على أال: ليس تبلغ واهللا إىل الري حىت تقتلين، قلت: سألتين باهللا إىل بغداد، قال: تريد تبلغ؟ قلت

فتركته، وأمرت له بسبعني ديناراً، فلما دخلت على املأمون أخربته : واهللا ال عدت أبداً، قال: تعود؟ قال .وددت أنك بلغت به إىل الري على أن تأيت على نفسه: اخلرب، قال

كان مبكة رجل جيمع بني الرجال والنساء ويعمل هلم الشراب، فشكي إىل : وحكى الزبري بن بكار قالفما مينعكم من أن تعودوا ملا : ة، فصرفه إىل عرفات، فبىن ا مرتالً، وأرسل إىل إخوانه وقالعامل مك

محار بدرمهني، وقد صرمت إىل األمن والرتهة، ففعلوا، : وأين بك وأنت يف عرفات؟ قال: كنتم فيه؟ قالوا

Page 83: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 83

: ل فيه، فأيت به، فقالفكانوا يركبون إليه، حىت أفسد أحداث مكة، فعاودوا شكايته إىل وايل مكة، فأرس

يكذبون علي، أصلح اهللا : يا عدو اهللا، طردناك من حرم اهللا، فصرت بفسادك إىل املشعر األعظم؟ قالبذلك أصلحك اهللا على ما نقول، أن تأمر حبمري مكة وجتمع، وترسل ا أميناً إىل عرفات، : األمري، فقالوا

إن يف هذا : إذا ركبها سفهاؤا فنحن مبطلون، فقال الوايلفإن مل تقصد إىل مرتله من بني املنازل لعادا دليالً عدالً، فأمر حبمري من محري الكراء، فجمعت، مث أرسلت، فسارت إىل مرتله، حىت كأا دهلا عليه

البد، أصلحك : ما بعد هذا شيء، جردوه، فلما نظر إىل السياط قال: دليل، فأعلمه بذلك أمناؤه فقالما يف ذلك شيء هو أشد علي من أن يشمت بنا أهل : نعم، يا عدو اهللا، قال: قالاهللا، من ضريب؟

.أهل مكة جييزون شهادة احلمري، فضحك الوايل، وخلى سبيله: العراق، ويضحكون منا، ويقولون

الحديقة الثالثة

ا ثالثة يف نوادر أويل العقول واأللباب، وحكايات املستخفني واملغفلني من املولدين واألعراب وفيه : أبواب

الباب األول في النوادر المستغربة والنكت المستعذبة

هذه حامل، وهذه مرضع، وهذه بكر، فسئلن، : نظر القاضي إياس إىل ثالث نسوة فزعن من شيء، فقالملا فزعن وضعت كل واحدة يدها على أهم املواضع : من أين علم ذلك؟ فقال. فوجدن كذلك، فسئل .دها على بطنها، واملرض على ثديها، والبكر على فرجهاهلا، فوضعت احلامل ي

هذا نباح كلب مربوط على شفري بئر، فنظر، فكان كما قال، فقيل له يف ذلك، : ومسع نباح كلب، فقال . مسعت عند نباحه دوياً، مث مسعت بعده صوتاً جييبه، فعلمت أنه عند بئر: فقال

إين أرى أعورين، وأعمى : يد أحدمها يف يد اآلخر، فقالونظر بعضهم إىل أعورين يذهبان يف الطريق، وضموا عور هذا إىل عور : ال نرى إال أعورين، وليس بينهما أعمى، فقال: بينهما، فنظر أصحابه فقالوا

هذا؛ فإنه ينشأ بينهما رجل أعمى، وكان أحدمها أعور العني اليمىن، واآلخر أعور اليسرى، فاستظرف .أصحابه ذلك

جلست امرأة من العرب إىل فتيان يشربون فسقوها قدحاً، فطابت نفسها، مث سقوها : ظوقال اجلاحخربوين عن نسائكم بالعراق، هل يشربن من هذا الشراب؟ : آخر، فامحر وجهها مث سقوها ثالثاً، فقالت

.زنني ورب الكعبة، واهللا، ما يدري أحدكم عن أبوه: نعم، قالت: قالوا

واهللا، ما أدري ما : راب مل يكن يعرفه، فحركته األرحيية، فسألوه عنها، فقالوسقي أعرايب أقداحاً من ش

Page 84: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 84

.هي غري أين أراكم جتبون إيل، وأراين أسربكم، وما وهب يل أحد منكم شيئاً

ومر أعرايب بقوم يشربون، فدعوه فرتل، وعقل ناقته، فلم أخذ منهم الشراب قام إىل الناقة، فنحرها، .مهاوشوى هلم من كبدها وسنا

تأكلها من : وأضرب كم؟ قيل: ما تقول يف ثروة مغمورة بالسمن، مسقفة باللحم؟ قال: وقيل ألشعب .هذا ما ال يكون، ولكن أضرب، وأتقدم على بصرية: غري ضرب، قال

كيف لنا أن نعلم : أضاف رجل رجالً، فأطال املقام عنده، حىت كرهه، فقال الر جل المرأته: وقال املربدبالذي يبارك لك يف : إلق بيننا شراً، حىت نتحاكم إليه، ففعل، فقالت املرأة للضيف: ه؟ فقالتمقدار مضاف

.والذي يبارك يل يف مقامي عندكم شهراً أو أزيد، ما أعلم: شفرك غداً أينا أظلم؟ فقال

، فإين إذا كان غداً: ونزل بصري على مدين، وكان صديقاً له، فأطال املقام عنده، فقال املدين المرأتهكيف : كم ذراعاً تقفز؟ مث أقفز فإذا قفز هو فأغلق الباب، فلما كان من الغد، قال له املدين: أقول لضيفنا

جيد، فعرض عليه أن يقفز معه فأجابه، فوثب املدين من داره إىل خارج ذراعاً، : قفزك يا أبا فالن؟ قالوثبت أنا إىل خارج الدار ذراعاً، : قالثب أنت، فوثب الضيف إىل داخل الدار ذراعني، ف: وقال للضيف

.ذراعان يف الدار خري من أذرع برا: ووثبت أنت إىل داخلها ذراعني، فقال الضيف

فلما جاوزوا ": وما هي؟ قال: نعم، آية، قيل: هل حتفظ من كتاب اهللا شيئاً؟ قال: وسئل بنان الطفيلي ."قال لفته ائتنا غداءنا

.ة خري من ثالثة ألوانالتمكن على املائد: وكان يقول

.عصا موسى، ومنرب اخلليفة، وخوان الطعام: ليس يف األرض أكرم من ثالثة أعواد: وقال طفيل العرائس

إذا دخلتم عرساً، فال تلتفوا إىل املالهي، وختريوا يف االس، وإن كان العرس كثري : ومن وصيته ألصحابهس؛ ليظن أهل الرجل أنه من أهل املرأة، وأهل املرأة أنه الزحام، فليحضر أحدكم، وال ينظر يف عيون النا

من أهل الرجل، وإن كان البواب فظاً وقاحاً، فليبدأ به، وليأمره ولينهه من غري عنف، ولكن بني النصيحة .واإلدالل

احللواء مثل امللك، يدخل بيتاً فيه قوم جلوس، ليس فيه متسع ألحد، فإذا نظروا : وقال بعض الطفيليني .يه تضايقوا، ووسعوا لهإل

من ذا الذي : وحضر طفيلي بالكوفة طعام قوم، فجلس يأكل، فجعل الغالم حيرك الطست واإلبريق، فقال: يرجف بنا قبل انقضاء عملنا؟ وبينما طفيلي يأكل، إذ مسع صوت الطست، فامتنع عن األكل، فقيل له

.حىت يسكن هذا اإلرجاف الذي أمسع: مل ال تأكل؟ قال

: األعمش إذا حضر جملسه ثقيل أنشدوكان

Page 85: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 85

بأثقل من بعض جالسنا الفيل تحمله ميتا فما

.إين واهللا، ألبغض شقي الذي يليه من أجله: وذكر له ثقيل، كان جيلس جبانبه، فقال

."ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون": وكان محاد بن سلمة إذا رأى من يستثقله قرأ

: د اهللا حممد بن جزيوقال خايل األستاذ أبو عب

في عذاب وامتحان وثقيل نحن منه

بدعاء في الدخان دعونا إذا أتانا قد

."فانتشروا وال مستئنسني حلديث": نزلت آية يف الثقالء: وقالت عائشة رضي اهللا عنها

.من فاتته ركعة الفجر، فليلعن الثقالء: وروي عن الشعيب أنه قال

.اللهم اغفر له، وأرحنا منه: يقول، إذا استثقل رجالً- عنه رضي اهللا-وكان أبو هريرة

ألن ثقله على القلب دون اجلوارح، : ملا صار الرجل الثقيل أثقل من احلمل الثقيل؟ قال: وقيل جلالينوس .واحلمل الثقيل يستعني عليه القلب باجلوارح

. الستهم محى الروحإياك وجمالسة الثقالء، فإنا جند يف الطب أن جم: وقال طبيب للحجاج

.قد وقع عليكم: قد جاءكم اجلبل، فإن جلس عندهم قال: وكان بعض الظرفاء إذا رأى ثقيالً قال

.من هذا الذي يتكلم، وقليب يتأمل: ومسع األعمش كالم ثقيل فقال

.وعليك السالم شهراً: وسلم ثقيل على بعض الثقالء، فقال

.كانت نفسي قد عزت علي، فأردت أن أهينها بذلك: وجلس ظريف عند ثقيل، فسئل عن ذلك، فقال

ليس بعد الكبري أثقل من الصغري إال : أي أوالدك أثقل؟ فقال: وقيل لظريف كان له ثالثة أوالد ثقالء .الوسط

فمررت به : فقال. نعم، من ظل الثقالء: هل ميرض الروح؟ قال: قيل للشافعي: وقال زياد بن عبد اهللا .يف الرتع: كيف الروح؟ قال: ثقيلني، فقلتيوماً، وهو بني يدي

ومن ملح ابن عباد، أنه خرج يوماً مع مجلة وزرائه األدباء، فاجتازوا بأشبيلية باملوضع الذي يباع فيه اجلري حياء، قد كشفت عن وجهها، فأقبل ابن عمار، "هكذا"واجلبس، فلقي جارية من أمجل النساء وأقلهم

نعم يا موالي واجلباسني، وضحكا معاً، فعلم من حضر أما مل : رين، فقال لهيا ابن عمار اجليا: وقال له: وسألوا ابن عمار عن مرادمها بذلك، فقال له ابن عباد. يريدا أن يعرفا كل واحد منهما صاحبه مبا ذكر

احلياء ال تبعها منهم إال غالية، مث إن ابن عمار أخربهم أن ابن عباد أعجبه حسن اجلارية، وعاا بقلة ، فاستغربوا "واجلباسني"فجاء منه " واخلناشني"وصفحت أنا " اجليارين"فجاء منه " احلياء زين"فحصف

Page 86: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 86

.من حضور أذهاما وحسن كنايتهما

مسخ اهللا ما بك، : ودخل قوم على النضر بن مشيل، يعودونه يف مرض، فقال له رجل يكىن أبو صاحلإن السني : مبعىن أذهب، وهو كالم العرب، فقال أبو صاحلمسخ بالسني، ولكن بالصاد،: ال تقل: فقال

فأنت إذن أبو ساحل، فخجل : تبدل من الصاد، كالصراط والسراط، وسقر، وصقر، فقال له النضر .الرجل

أشكو إليك قلة اجلرذان بداري : فقالت له- رضي اهللا عنه -ووقفت امرأة على قيس بن سعد بن عبادة ما أحسن هذه الكناية، امألوا هلا بيتها براً حلماً ومسناً، وبيان ذلك أن الفئران ال : فقال- وهي الفئران -

.يقمن باملوضع الذي ليس فيه طعام

وحال عبد موالنا يف احلنطة : "وأخذ املعين أبو حفص الوراق، فكتب رقعة إىل الصاحب بن عباد، منهاه مبن أخصب رحله، فعل، إن شاء اهللا، فوقع خمتلفة، وجرذان داره عنها منصرفة، فإن رأى أن خيلط عبد

أحسنت يا أبا حفص قوالً، وسنحسن فعالً، فبشر جرذان دارك باخلصب، وأمنها من : الصاحب فيها ".اجلدب فاحلنطة تأتيك يف األسبوع، ولست من غريها من النفقة مبمنوع

لتمس من أين خيرج رأسه، فلم ووجد أعرايب سراويل يف طريق، فظنها قميصاً، فأدخل يديه يف ساقيها، وا .هذا قميص شيطان: جيد، فرمى ا وقال

مل : ما بلغ بك من طمعك؟ قال: ومن نوادر أشعب قال سامل بن عبد اهللا بن عمر رضي اهللا عنه ألشعب .أنظر الثنني يتحدثان يف شيء إال قدرت أما يأمران يل بشيء

ما زفت باملدينة امرأة إىل زوجها، إال كنست بييت، رجاء : ما بلغ من طمعك؟ قال: وقال له ابن أيب الزناد .أن يغلط ا إيل

تربيت معه يف مكان واحد، فكنت : وكانت عائشة بنت عثمان كفلته مع ابن أيب الزناد، فقال أشعب .أسفل ويعلو، حىت بلغنا ما ترون

أين : م البز، فسألته باألمسأسلمته منذ سنة يتعل: هل آنست منه رشداً؟ فقالت: وقيل لعائشة بنت عثمانتعلمت نصف العمل، وبقي نصفه، تعلمت النشر يف سنة، وبقي تعلم الطي، : بلغت يف الصناعة؟ قال

.فكيف يؤنس رشده

واهللا، لو كنت إذا رميت ا طائراً، وقع يف حجري : وساوم أشعب رجالً فين قوس بدينار، فقال أشعب .رمشوياً بني رغيفني، ما اشتريتها بدينا

ومل : فقال له الرجل. أسألك اهللا إال ما زدت فيه طوقاً أو طوقني: ووقف إىل رجل يعمل طبقاً فقال له .لعله أن يهدى يل يوماً فيه شيء: ذلك؟ قال

Page 87: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 87

ما خيطر : إ،ها قالت يل: وكيف حالك؟ قال: دعوا هذا، امرأيت أطمع مين ومن الراهب، فقيل: مث قال .اليقني إال وأنا أتيقنهعلى قلبك شيء يكون بني الشك و

كلبة آل فالن، رأت رجالً ميضع علكاً، فتبعته فرسخني، تظن أنه : أرأيت أطمع منك؟ قال: وقبل له .يأكل شيئاً

إن مبوضع كذا : أشغلهم عين، فقلت هلم: أضجرين الصبيان يوماً، فقلت: ما بلغ بك الطمع؟ قال: وقيل له . ولعل مث عرساً، فتبعتهم: نفسيعرساً، فامضوا حنوه، فلما ذهبوا، قلت يف

: قد فعلت، قالوا له: لو أنك حفظت احلديث حفظك هلذه النوادر لكان أوىل بك، قال: وقيل ألشعب

من : حدثين نافع عن ابن عمر عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال: فما حفظت من احلديث؟ قالإن هذا حديث حسن، فما هاتان اخلصلتان؟ : اكانت فيه خصلتان، كتب عند اهللا خالصاً خملصاً، قالو

.نسي نافع واحدة ونسيت أنا األخرى: قال

ما هذا؟ : ورأى بعضهم قاصاً، يقص غداة يوم، مث رآه يف العشي يف بيت مخار والقدح يف يده، فقال .أنا بالغداة قاص، وبالعش ماص: فقال

يل، وكرهت أن أضيق عليه، فانقبضت، أتيت اخلليل، فوجدته على طنفسة صغرية، فوسع : وقال بعضهمما يضيق سم اخلياط مبتحابني، وال تتسع األرض ملتباغضني، : فأخذ بعضدي، وقدمين إىل نفسه، وقال

: ولقد صدق، أخذ املعىن أبو حممد غامن بن الوليد املالقي فقال

الخياط مجال للمحبين سم فؤادك للمحبوب منزلة صير

فقلما تسع الدنيا بغيضين ةوال تسامح بغيضاً في معاشر

أسأل الناس إحلافاً، فيعطوين كرهاً فال : كيف حالك؟ قال: مر يب أعرايب سائالً، فقلت: وقال األصمعي .يؤجرون، وال يبارك يل فيما آخذ منهم

فإن يل شغالً أريد - بارك اهللا لكم -إذا فرغ الثقيل : وخطب ثقيل يف تزويج، فقام واحد من القوم وقال .بادرة إليهامل

: وكان صائد يصيد العصافري يف يوم بارد، فكان يذحبها، ودموعه تسيل من الربد، فقال عصفور لصاحبه

.ال تنظر إىل دموعه، وانظر إىل ما تصنع يده: ال عليك من الرجل، أما تراه يبكي؟ فقال له اآلخر

.ومع ذلك فإين صائم: ما أحسن صالتك، فقال: وصلى رجل مراء، فقيل له

منذ عشرين سنة، وأنا : كم لك منذ نزلت العراق؟ قال: وقال طاهر بن احلسني أليب عبد اهللا املروزي .يا أبا عبد اهللا، سألناك عن مسألة واحدة، فأجبتنا يف مسألتني: أصوم الدهر منذ ثالثني، فقال

Page 88: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 88

أسفل الثري، فقال له وقال مقاتل بن سليمان يوماً، وقد دخلته أة العلم، سلوين عما حتت العرش إىل ما نسألك عن شيء من ذلك، وإمنا نسألك عما معك يف األرض، أخربين عن كلب أهل الكهف، : رجل

.ما كان لونه؟ فأفحمه

ما الفتيل : يسألين من شاء عما شاء، فقام إليه أحد املغفلني، فقال له: وصعد ابن قتيبة يوماً للمنرب وقالخجالً، وانصرف إىل مرتله كسالً، فلما نظر اللفظتني وجد نفسه أذكر والقطمري؟ فلم حير جواباً، ونزل

.الناس هلما

يا غالم، هات نعلي، : ما مسعت شيئاً قط إال حفظته، وال حفظت شيئاً قط فنسيته، مث قال: وقال قتادة .مها يف رجليك، ففضحه اهللا: فقال

لقرآن يف سبعة أشهر، وقبضت على حفظت ما مل حيفظه أحد، ونسيت ما مل ينسه أحد، حفظت ا: وقال .حلييت، وأنا أريد أن أقطع ما حتت يدي، فقطعت ما فوقها

: ومسع كثري عدي بن الرقاع ينشد الوليد بن عبد امللك قوله

عن علم واحدة لكي أزدادها حتى ما أسائل عالما وعلمت،

املؤمنني يف صغار األمور دون كذبت، ورب البيت احلرام، فليمتحنك أمري: يف قصيدة طويلة، فقال كثري .كبارها، حىت يتبني جهلك، وما كنت قط أمحق منك اليوم، حىت تظن هذا من نفسك

ومل ذلك؟ : ما أحد متنيت أن أراه، فإذا رأيته أمرت بصفعه إال عدياً، فقيل له: وقال ابن موسى املنجم .عليه شيء ال حيسنه، أمرت بصفعهلقوله هذا البيت، كنت أعرض عليه أصناف العلوم، فكلما مر : قال

ما تقول يف القرآن؟ : وكان الواثق يقول خبلق القرآن، ويعاقب من خالفه، فأدخل عليه رجل فقال له .خملوق، وختلص منه: إياك عين، قال: من تعين يا أمري املؤمنني؟ قال: فتصامم الرجل، فأعاد السؤال فقال

التوراة واإلجنيل والزبور والقرآن، : ه، وجعل يعد أصابعهما تقول يف القرآن؟ فأخرج يد: وقيل آلخر .هؤالء األربعة خملوقة، يعين أصابعه، وختلص منه

أنا أمحد : ومما يستظرف من ذلك، أن رجالً تعذر عليه الوصول إىل املأمون يف ظالمة، فصاح على بابه: وما هي؟ قال: حكى عنك؟ قالما تقول فيما: النيب املبعوث، فأدخل عليه، وأعلم أنه تنبأ، فقال له

أنا أمحد النيب املبعوث، أفأنت يا أمري املؤمنني ممن : معاذ اهللا، إمنا قلت: أنا نيب، فقال: ذكروا أنك تقول .حيمده؟ فاستظرفه، وأمر بإنصافه

تركته يأمر وينهي، : وخرج شريح القاضي من عند زياد، وتركه جيود بنفسه، فسأله الناس عن حاله فقالتركته يأمر : زعوا لسالمته، فما راعهم إال صياح النائحات عليه، فسئل شريح عن قوله، فقالفج

Page 89: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 89

. بالوصية، وينهي عن البكاء

إن له شرفاً وقدماً وبيتاً، فنظروا فإذا هو ساقط، فقيل له يف : وسئل ابن شربمة عن رجل ليستعمل، فقال .ه الذي يأوي إليهشرفه أذناه، وقدمه الذي ميشي عليه، وبيت: ذلك، فقال

وذكر املتنيب يف جملس أمري مبحضر املعري ومجاعة، فأخذ األمري يطعن على املتنيب، ويضعف شعره، ويذكر مقاحبه، وكان املعري حامالً على األمري؛ لقلة إحسانه إليه، فحمله ذلك على أن خالفه، وأثىن على املتنيب،

: يكن له إال قصيدته اليت أوهلاهو أشعر الشعراء، وأحسنهم شعراً، ولو مل: وقال

لك يا منازل في القلوب منازل

رجل : فأمر األمري أن يضرب بالسياط، فضرب وأخرج، فعظم ذلك على من حضر الس، وقالوا لألمريليس كما قلتم، : كبري من أهل العلم تضربه؛ ملا يقول عن املتنيب، إنه أشعر الشعراء؟ ما ذاك بصواب، فقال

ألنه مل يفضله بقصيدة من عايل شعره، وإمنا فضله : وكيف ذلك؟ قال: ربته على تعريضه يب، قالواوإمنا ض : بتلك القصيدة مع أا ليست من عايل شعره؛ ألنه يسقول فيها بعد أبيات

فهي الشهادة لي بأني كامل وإذا أتتك مذمتي من ناقص

واهللا ما : وسئل املعري بعد ذلك، فقالفاستحسن من حضر فهمه، وحدة ذهنه، وعذروه فيما فعل، .قصدت غري ذلك

أنه خططه فيها " قالئد العقيان"ومثل ذلك ما حكي أن ابن الصائغ، بلغه عن الفتح بن خاقان صاحب ، فمر "رمد عني الدين وكمد نفوس املهتدين، ال يتظهر من جنابة، وال يظهر خمايل إنابة: "بذم، فقال فيه

شهادة، يا فتح، : مجاعة، فسلم على القوم، وضرب على كتف الفتح وقال لهعلى الفتح وهو جالس يفإين وصفته يف : ما قال لك؟ فقال: ومضى، فلم يدر أحد ما قال إال الفتح، فإنه فهمه، فتغري له، فقيل له

بيت ما بلغت بذلك عشر ما بلغ هو ذه الكلمة، إنه يشري يل ا إىل- واهللا - كتايب مبا تعلمون، وأنا .املتنيب

فهي الشهادة لي بأني كامل وإذا أتتك مذمتي من ناقص

ما يل ال : وحضر جحظة املغين مع مجاعة فيهم علي بن سام، فأخذ كل واحد منهم خمدة، فقال جحظة .عن فاملخاد كلها إليك تصري، يريد حني يرمونه ا: أعطى خمدة؟ فقال له ابن بسام

ما يضحككم؟ فواهللا : كأن أنفه كوز من عظمه، فرآنا نضحك منه، فقالرأيت أعرابياً: وقال أبو زيد .لقد كنت يف قوم يسموين األفطس

ما رأيت الديك يف بلد قط إال وهو يدعو الدجاجة إذا وجد احلبة، ويلتقطها هلا إال مبرو، فإين رأيته : وقال

Page 90: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 90

. جداً، وهو طبع فيهميأكل وحده، وال يدعو الدجاجة إذا وجد احلبة، فعلمت أن لؤمهم كثري

ليس تسع يف يدك، فعلمت أن : أعطنيها فقال يل: رأيت ا طفالً صغرياً، وبيده بيضة، فقلت له: وقال .املنع طبع مركب فيهم

وجلس ثقيل إىل بشار بن برد، فخرج من بشار ريح منكرة، فظن الرجل أا فلتة، فمشى يف حديثه، كل : بل مسعت، قال: رأيت أو مسعت؟ قال: يا أبا معاذ، ما هذا؟ قال:فأعادها بشار ثانية وثالثة، فقال له

.ما مسعت ريح، ال تصدق حىت ترى

أنت تعلم، فقال : وكان لعبد امللك بن مروان جارية تتكلم بلغة من يكسر حروف املضارعة فتقولبال قومك ال يكتنون؟ يا جارية، ما : افعل، قال: أتأذن يل يا أمري املؤمنني يف الغض منها؟ قال: الشعيب

ال، واهللا، ولو فعلت الغتسلت، فخجلت من ذلك، واستغرق عبد : أما فعلت ذلك؟ فقال: فقالت له .امللك يف الضحك

ما كان حوجنا إىل كن نكنت فيه، : وقال احلجاج يوماً جللسائه، وقد وصلت إليه الشمس ووجد حرهاتنوري، فواهللا ما : وأين هو؟ قال: ري كناً، قالقد أصبت لك أيها األم: فقال سعيد بن مطعم املارزي

.تلطفت يف املسألة، وأمر له جبائزة: سخن منذ ثالثني يوماً، فقال له احلجاج

إين ألبغض هذا الرجل، وما أذنب يل ذنباً، : وحكي أن رجالً قام من جملس خالد بن عبد اهللا يوماً، فقالفأوله معروفاً خيف على قلبك، ففعل، وخف : ، قالال: أوليته معروفاً قط؟ قال: فقال بعض من حضر

.على قلبه، وصار واحداً من جلسائه

من رآين فال يصغرن قدري؛ أنا كنت أحبس الرياح : رأيت قربين، مكتوب على أحدمها: وقال بعضهمفما رأيت : كذب ابن الزانية، إمنا كان جيمع الرياح يف الزق مث خيرجها، قال: وأفرقها، وعلى اآلخر

.مشاجرة بني ميتني غريمها

أنا ابن مستخدم : أنا ابن سافك الدماء، وعلى اآلخر: رأيت قربين، مكتوب على أحدمها: وقال آخر . أحدمها ابن حجام، واآلخر ابن حداد: الرياح، فسألت عنهما فقيل يل

ته، فهو مثل احلريص يف طلب الدنيا، كمثل رجل يصلي خلف اإلمام، وهو مستعجل حلاج: وقال بعضهميسبق اإلمام بالركوع والسجود، استعجاالً للفراغ، وال ينفعه ذلك وال خيرجه من الصالة إال سالم

.اإلمام

وحكى األمناطي أن املتوكل على اهللا، كان طلب من حممود الوراق جارية مغنية، وأعطاه فيها عشرة كنا أعطينا فيك ملوالك عشرة : آالف دينار، فأىب، فلما مات حممود اشتراها خبمسة آالف، وقال هلا

يا أمري املؤمنني، إن كانت اخللفاء تتربص بلذاا املواريث، : وقد اشتريناك خبمسة آالف، قالت. آالف

Page 91: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 91

.فنشتري بأرخص مما اشتريت

العب هارون الرشيد جارية من جواريه الشطرنج على إمرة : وحكى إسحاق بن إبراهيم املوصلي قالقم مليعادك، : تقوم إىل السرير، فقام، مث العبها فغلبته فقالت: مرمي شئت، فقالت: فغلبته، فقال. مطاعة

افعلي، فدعت بدواة : فاكتب يل كتاباً أن آخذك به مىت شئت، قال: ال أقدر على ذلك، قالت: قال هذا كتاب فالنة على موالها أمري املؤمنني، أن عليه فرداً آخذه به مىت شئت، وأىن: وقرطاس، مث كتبت

يا سيديت، إنك ال تأمنني احلدثان، : شئت من ليل أو ار، وكان على رأسها وصيفة هلا، فقالت هلافزيدي يف كتابك، ومن قام ذا الذكر فهو ويل ما فيه، فضحك الرشيد حىت استلقى على فراشه،

.، أم املأمونأا مراجل: واستظرفها، وأمر أن ترتل مقصورة وجيرى عليها رزق سنني، وشغف ا، ويقال

: وارتفع رجل وامرأته إىل بعض القضاة، وكانت متنقبة، فأخذ القاضي معها، ففطن الرجل لذلك، فقال

: أيها القاضي، قد شككت أا زوجيت، فمرها تسفر عن وجهها، فوقع ذلك على اختيار القاضي، وقال

، جتيء إحداكن بعيين أخزاكن اهللا: اكشفي عن وجهك، فلما كشفت عن وجهها، رآها قبيحة، فقال .مظلومة، فإذا كشفت، كشفت عن وجه ظاملة

واختصم رجالن عند قاضي يف خصومة بينهما، فأهدى إليه أحدمها منارة، واآلخر بغلة، فلما وقفا أعز اهللا القاضي، إن حقي أشهر من : للخصومة، رأى مهدي املنارة القاضي مييل عليه يف احلكومة، فقال

.يا هذا، إن البغلة كسرت املنارة برجلها: اراً، فقالمنارة، وردد ذلك مر

وجاءت امرأة إىل موثق يشهد عليها يف عقد، فوجد امسها مجيلة، فلما نظر إليها وجدها قبيحة، فرمى .ال أشهد بالزور؛ إمنا أنت قبيحة: العقد من يده وقال

يهم طعام، فيه بيض، فتكلم بعض وكان بإشبيلية فقيه لوذعي، فجلس يوماً مع طلبته يف نزهة، وبني أيد .القوم بكالم فيه ضعف، فأخذ الفقيه فص بيضة، فألقاه قدامه، ففطن القوم وضحكوا

امض يف ستر من حفظ اهللا، وحجاب من كالءته، : وودع رجل رجالً كان يف قلبه منه شيء، فقال له .اد أن يكون مصلوباًرفع اهللا مكانك، وشد ظهرك، منظوراً إليك، أر: ففطن اآلخر، وقال اآلخر

إن رأيته، فال تقل له، وإن مل تره، فقل له، فذهب : ووجه املربد غالمه يف حاجة، وقال له حبضرة الناسبعثين إىل : مل أره فقلت له، فجاءه، فلم جييء، فسئل الغالم عن معىن هذا، فقال: الغالم ورجع، وقال له

مل تر مواله، فقل له، فذهبت فلم أر مواله، فقلت إن رأيت موالك، فال تقل له، وإن: غالم، وقال يل .للغالم ما أمرين، فجاء مواله، فلم جييء الغالم

وأرسل أعرايب غالمه إىل امرأة يواعدها موضعاً، يأتيها فيه، فذهب الغالم، وأبلغها الرسالة، فكرهت املرأة ما عركاً، وأشدك إىل تلك الشجرة، واهللا لئن أخذت أذنيك ألعركه: أن تقول للغالم ما بينهما، فقالت له

Page 92: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 92

حىت تغش عليك العتمة، فانصرف الغالم إىل مواله، وحكى له قوهلا، فعلم أا واعدته حتت الشجرة، .وقت العتمة

وأراد أحد تالمذة أيب حنيفة أن يتزوج، وكان فقرياً، فلم يأخذه أحد لفقره، فشكى ذلك أليب حنيفة، واخطب، فإن سألك الناس عن حالك، وما عندك فابعثه إيل، ففعل ضع يدك على ذكرك، وسر : فقال له

الطالب ما أمره، فجاء شخص إىل أيب حنيفة، فسأله عن حال ذلك التلميذ، وهل عنده شيء أم ال؟ فقال .رأيت بيده سلعة، إذا أهلكت عليه، مثنها مخسمائة دينار، فأخذوه فلم جيدوا عنده شيئاً: أبو حنيفة

: ال، واهللا، إال كرام، فجلس، وقال: السالم عليكم معشر اللئام، قالوا: يأكلون، فقالومر طفيلي بقوم

.اللهم اجعلهم من الصادقني، واجعلين من الكاذبني

: نعم، قالوا: هل تعرف منا أحداً؟ قال: وخطر طفيلي على قوم يأكلون، فجلس يأكل معهم، فقالوا له

. هذا، وأشار إىل اخلبز: من هو؟ قال

ال خري يف احلياة بعدكم، وجعل يأكل : مساً، قال: ما تأكلون؟ فقالواً: طفيلي بقوم يأكلون، فقال هلمومر .معهم

كانت يل حاجة عند بعض احلكام، فلم يقضها يل، فجلست يف طريقه، فكل من يأيت إليه : وقال بعضهم . إيل، وقضى حاجيتأصلح بينهم بدرامهي، حىت قطعت عليه معيشته من الناس، فقيل له عين، فبعث

وكان آخر له حمفظة، هلا طاقتان، طاقة نظيفة، واألخرى غري نظيفة، وعنده دراهم طيبة، ودراهم رديئة، فإذا أراد شراء اللحم، فإن قطع بائع اللحم له ما يرضيه، جعله يف الطاقة النظيفة، وأعطى من الدراهم

عطى من الدراهم الرديئة، فإن رد الدراهم، رد له الطيبة، وإن كان غري ذلك جعله يف الطاقة األخرى، وأ .هو اللحم، وقد سوده

، وأنفق عليه مثل مثنه، فوجده ماحلاً، ال يستطيع أحد أكله، فذهب به لبائعه، "هكذا"واشترى رجل ثنا ورغب إليه يف رد مثنه، وخيسر ما ينفق عليه، فأىب من ذلك، فجلس بالقرب منه، فكل من جييء، ليشتري

إياك أن تشتري منه، وإن شئت فذق هذا، فإنه منه، فلم يشتر أحد منه، فأعطاه مثنه وما : يقول لهمنه .أنفق عليه، وانصرف عنه

وكان لنصراين قرد، فأعطاه دجاجة ينتفها، فأخذا حدأة من بني يديه، فبقي القرد خائفاً من سيده، ميت، فلما أكلت احلدأة الدجاجة، فجرح نفسه، ولطخ جسده وبقي ملقى على قفاه باألرض، كأنه

رجعت تتشوف، فرأته على تلك احلال، فرتلت إليه لتأخذه، فقبض عليها، وقطع رأسها ونتفها، ودفعها .إىل سيده، وقد كان ينظر فعله

أسلفين دراهم حىت نبيعها، ونعطيك، ففعل، فلم يرجع : وأودع رجل عند آخر جرة من زيت، وقال له

Page 93: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 93

.عها، فوجدها مألى، وعلى وجهها شيء يسري من الزيتإليه بعد، فأراد بي

خذه، : إن بالدرب مجالً مسيناً، وليس معه أحد، فقال: ومن أبو العيناء يوماً بدرب بشر، فقال له غالمهفأخذه وسار به إىل مرتله، فلما كان من الغد، جاءته رقعة من بعض الرؤساء الساكنني يف ذلك الدرب،

ك، ضاع لنا باألمس مجل، فأخربين بعض صبيان الزقاق أنك أخذته، فاردده جعلك فدا: مكتوب فيهاسبحان اهللا، مشايخ عندنا يزعمون أنك فطيم فلم أقبل قوهلم، وال صدقتهم، : متفضالً، فكتب إليه

وتصدق أنت صبياً من صبيان دربك؟ وزاحم أبا العيناء رجل باجلسر، راكب على محار، فضرب بيده .الطريق: يقول: يا رجل، قل للحمار الذي عليك: على احلمار، وقال

: وولد أليب العيناء ولد، فأتى ابن مكرم، فسلم عليه، ووضع حجراً بني يديه، وانصرف، فأحس به، فقال

: لعنة اهللا، إمنا عرض بقول النيب صلى اهللا عليه وسلم: ابن مكرم، قال: من أدخل هذا احلجر، قيل له

".جرالولد للفراش، وللعاهر احل"

انزل على ما حضر، فقدم له صحفة بلحم، وخبزاً، فأدخل : ومر أبو العيناء مبوسى بن املتوكل، فقال لهيا سيدي، هذه صحفة أو قرب؟ فضحك : أبو العيناء يده، فقلبها، فما وقعت يده إال على عظم، فقال

.موسى، وأمر له بإحضار شيء آخر

.ما أظنهم إال سرقوه، فيخافون أن يؤخذ منهم: ، فقالومر ببشار بن برد قوم، وهم يسرعون جبنازة

واهللا، يا بين منري، ما أخذمت : ومرت امرأة من األعراب بقوم من بين منري، فلحظوها بأبصارهم، فقالتقل للمؤمنني ": بواحدة من اثنتني، ال بقول اهللا سبحانه، وال بقول الشاعر، أرادت بقول اهللا سبحانه

: أرادت بقول الشاعر، و"يغضوا من أبصرهم

كعباً بلغت وال كالبا فال فغض الطرف؛ إنك من نمير

.أعرس يف بطنك؟ نرى حليتك ترقص: ومرت امرأة ماجنة، برجل، وهو يأكل، فقالت له

أريد امرأة ترضع ابين، فجعلت تعرض عليه كل ما عندها، وهو ال يرضى : وأتى رجل إىل خاطبة فقال هلافأنت : نعم، قالت له: عندي جارية بكر مليحة ظريفة، أتريدها ترضع ابنك؟ قال: منهن شيئاً، فقالت له

.تريدها لنفسك ال البنك

إن قوماً من املسلمني غزوا قوماً من الروم، فكان بني من قتل إخوة وأمهم حاضرة، : وقال بعضهمفيك احلديد به، أختلي أرأيتك إن علمتك شيئاً ال يقطع : فكرهت احلياة بعدهم، فقالت للذي صارت إليه

اضرب : نعم، فجلست، وقالت له: أول ما جتربه يف، قال: وكيف نعلم ذلك؟ فقالت له: سبيلي؟ قالعنقي، وبقيت حترك شفتيها، كأا تقول شيئاً، فضرب بالسيف، فقطع رأسها، فعلم أن ذلك كان حيلة

Page 94: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 94

. منها

نعم، هلم عندي ذلك، إال : كذا وكذا ديناراً، فقاللنا عليه : ورفع قوم غرمياً هلم إىل بعض القضاة، فقالواأين سألتهم أن يؤخروين أياماً يسرية؛ حىت أبيع عقاري وغنمي وبقري وإبلي، وأدفع هلم ما عندي،

فاشهد يل عليهم، بأم شهدوا يل، أين فقري عدمي، : كذب، واهللا، ما عنده شيء من ذلك، قال: فقالوانادوا عليه أال يعامله أحد، ففعلوا ذلك النهار كله، فلما كان العشي، قال ركبوه محاراً، و: فقال القاضي

.فيم كنا اليوم كله؟ فمضى وتركه: أعطين أجرة احلمار، قال: له صاحب احلمار

كذلك : يا ابن اللخناء، قال: وارتفع خصمان إىل سوار القاضي، وكان سوار يبغض أحدمها، فقال لهنعم، خذ له حبقه مين، وخذ يل حبقي منك، فندم سوار، : ه، قالاحكم يل علي: خصمي، قال خصمه

.وسأله الصفح

إين أدلك على شيء يكون فيه غناك، : وملا أراد شريويه قتل أبيه، وجه إليه من يقتله، فلما دخل عليه قال الصندوق الفالين، فذهب إىل شريويه فأخربه اخلرب، فأمر: وما هو؟ قال: وذلك لوجوب حقك علي، قال

من أخذ منها : بإخراج الصندوق، فوجد فيه ربعة، ويف الربعة حق، ويف احلق حب، وعلى احلق مكتوبحبة عاش من غري مضرة وال ضعف، فطمع شريويه يف صحته، فأخذه وعوضه به، مث أخذ منه حبة، فكان

.هالكه فيها

ليس يل : سعيد فأتاه فقالومرض موىل لسعيد بن العاص، ومل يكن له من خيدمه، ويقوم بأمره، فبعث إىلما : وارث غريك، وها هنا ثالثة آالف درهم مدفونة، فإذا مت فخذها، فقال سعيد حني خرج من عنده

أرانا إال قد أسأنا ملوالنا هذا، وقصرنا يف تعاهده، وهو من شيوخ موالينا، فبعث إليه من خيدمه ويتعاهده، ضر جنازته، فلما رجع حفر املوضع كله، فلم جيد شيئاً، فلما مات، اشترى له كفناً بثالمثائة درهم، وح

.لقد مهمت أن أنبش عليه: وجاء صاحب الكفن، وطلب مثناً، فقال

وجاء رجل إىل أيب حنيفة فشكى إليه أن أودع عند بعض الناس املشهورين باألمانة والديانة ماالً، وأنه تعود يل، وخال أبو حنيفة : ال أبو حنيفة للرجلأنكر الوديعة، وكان ذلك املستودع يعتين بأيب حنيفة، فق

إن هؤالء قد بعثوا إيل يستشريونين فيمن يصلح للقضاء، فهل تنشط : بالرجل الذي أودع عنده، فقال لهلذلك؟ فتمانع الرجل قليالً، وأقبل أبو حنيفة إليه يرغب فيه، مث انصرف عنه، وهو طامع يف القضاء، مث

احسبها، أنسيت : اذهب إىل الرجل، فقال له: أيب حنيفة فقال أبو حنيفةجاء الرجل صاحب الوديعة يفاحلال، وأنا أودعتك يف وقت كذا، والعالمة كذا، فذهب الرجل وقال له ما أمره به، فرد عليه الوديعة،

إين نظرت يف أمرك، فرأيت أن أرفع قدرك، وال أمسيك؛ : فلما رجع ذلك اإلنسان إىل أيب حنيفة قال له .حيضر ما هو أجل من هذاحىت

Page 95: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 95

ليس : وجاء رجل إىل أيب حنيفة فشكا إليه أن دفن ماالً، يف موضع وال يذكر املوضع، فقال أبو حنيفةهذا فقهاً، فأحتال لك، ولكن اذهب، فصل لربك الليلة، فإنك ستذكره إن شاء اهللا، ففعل الرجل ذلك،

قد علمت أن : إىل أيب حنيفة فأخربه، فقالفلم يقم إال أقل من ربع الليل، حىت ذكر املوضع، فجاء .الشيطان ال يدعك أن تقوم ليلتك حىت يذكرك، فهال أمتمت ليلتك شكراً هللا تعاىل

إن لصوصاً دخلوا علي، وأخذوا مايل، وحلفوين بالطالق أال أمسيهم، : وأقبل رجل إىل أيب حنيفة وقال له واملؤذن واملشهورين من جريانك، فأحضرهم، أحضر يل إمام مسجدك: وخرجوا عين، فقال أبو حنيفة

فامجعوا كل داعر ومتهم، : نعم، قال: هل حتبون أن يرد اهللا على هذا متاعه؟ قالوا: فقال هلم أبو حنيفةهذا من لصوصك؟ فإن مل يكن : وأدخلوهم يف دار أو يف مسجد، مث أخرجوهم واحداً واحداً، وقولوا له

.يسكت فاقبضوا عليه، ففعلوا ذلك، فرد اهللا عليه مالهال، وإن كان منهم ف: منهم فيقول

احتجت وأنا بالبادية إىل ماء، فجاءين أعرايب، ومعه قربة من ماء، فأىب أن يبيعها إال : وقال أبو حنيفةنعم، : يا أعرايب، هل لك يف سويق؟ قال: فدفعت له ذلك، وقبضت القربة، مث قلت. خبمسة دراهم

خبمسة دراهم، : شربة ماء، فقلت: بزيت، فجعل يأكل حىت امتأل، فعطش، فقالفأعطيته سويقاً ملتوتاً .فأعطاين مخسة دراهم يف قدح من ماء، وبقي بقية املاء رحباً

إن زوجي حلف بطالقي أن أطبخ قدراً فيه مكوك ملح، وال يتبني : وجاءت امرأة إىل أيب حنيفة فقالت وألقي فيه مكوك ملح، واسلقي فيه بيضاً، فإنه ال يوجد خذي قدراً،: طعم امللح فيما يؤكل منها، قال

. طعم امللح يف البيض

يا غالم جئنا بعود، فلم يدر الغالم : ودخل شريك القاضي على بعض العمال، فأخذ العمال بيده، مث قال رجالً معه أخذنا: أي عود أراد، فعاد الغالم، ومعه عود الغناء، فلما رآه العامل مل خيجل، ومل يتغري، وقال

وكان جلعفر بن عبد الواحد صديق، يوجه ! هات لنا خبور: هذا، ما ترى يف كسره؟ فأفتاه بكسره، فقالإن الغالم يأخذ من السلة، فاختمها، فختمها، فوجد السلة : له كل يوم سلة برطب مع غالم له، فقيل له

ا فتحها وطار الزنبوران علم أا مل اجعل فيها زنبورين قبل أن ختتمها فكان إذ: قد فتحت، فقال لصاحبه .تفتح

: وما الرهن؟ قالوا: ما عندنا شيء فخذ منا رهناً، فقال: وجاء فتيان إىل نباذ، فشربوا عنده نبيذاً، مث قالوا

خذ حقك ورد الرهن، : تأخذ من كل واحد منا صفعة، ففعل، فلما كان بعد أيام جاءوا إليه، فقالوا له . فلم يفعلوا، فصفعوه وضحك أهل سوقه عليهفرغب إليهم أن يتركوه،

وكان زياد بن عبد اهللا احلارثي على شرطة املدينة، وكان خبيالً، فدعا أشعب يف رمضان يفطر مع مجاعة ما أظن : عنده، فقدم إليهم معقودة، فجعل أشعب ميعن فيها وزياد يلمحه، فلما فرغ من األكل، قال زياد

Page 96: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 96

أو غري ذلك، أصلح اهللا : هذا الشهر، فليصل م أشعب، فقال أشعبألهل السجن إماماً يصلي م يف .أحلف أال آكل معقودة أبداً، فخجل زياد وتغافل عنه: وما هو؟ قال: األمري؟ قال

يبعث : وكان لزياد هذا كاتب، فأهدى له طعاماً، قد تفنن فيه، فوافاه، وقد تغدى، فغضب زياد، وقالادع يل املساكني يأكلونه، فبعث إليهم حرسياً يدعوهم، فقال له : قالأحدكم الشيء يف غري حمله، مث

اكشفوا عنه، فإذا به : إن أمرت أن يكشف لك عنه حىت تنظر إليه قال: أصلح اهللا األمري: رسول الكاتباضربوهم عشرة عشرة؛ : ارفعوه، مث جاء املساكني، فقال: دجاج ومسك وحلواء، فأعجبه ذلك، وقالوا

أم يفسون يف مسجد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، ويبولون على بابه، فرغب فيهم، فإنه بلغين .فصرفهم

وأتى طفيلي دار عرس، فمنع من الدخول، فذهب إىل بعض أصحاب الزجاج، فرهن عنده رهناً، وأخذ فأكل افتح حىت أدخل هذه األقداح اليت طلبوها، ففتح له ودخل،: منه أقداحاً، وقال للموكل بالباب

.مل يرضوها: وشرب، مث أخذ األقداح وردها إىل صاحبها، وقال

وجاء طفيلي آخر إىل باب عرس، فمنع من الدخول، فأخذ إحدى نعليه، وجعلها يف كمه، وعلق اآلخر، أخذت فردة تعلي، وتركت األخرى، فتفضل باهللا : وجاء إىل املوكل بالباب، كاملستعجل، وقال

أنا مكلف ذا الباب، ولن أتركه، فادخل أنت، وخذ متاعك، فدخل وأكل، : إخراجها، فقال له البواب .وخرج

واجتمع ثالثة من الطفيليني، فلم يظفروا بأكل، وال قدروا عليه، فاجتمع رأيهم على أن يأتوا صاحب ل الشواء والرقاق، وال يكون إقباهلم يف دفعة؛ لئال يشعر م، فتقدم أحدهم، فأخذ شواء ورقاقاً، ودخ

يأكل، فلما أمعن، أقبل الثاين، فأخذ مثل األول، وقعد ناحية يأكل، مث أقبل الثالث، فأخذ مثلها، فلما : دفعت لك، قال: هات ما عليك، قال: قارب أن خيلص أكله، قام األول يريد اخلروج، فقال له الشواء

: قام الثالث إليه حنقاً وهو يقولومىت أيضاً أعطيتين أنت؟ ف: حني أعيتك أنا، قال له: مىت؟ قال له الثاين

أتراك، يا ابن الفاعلة، تنكرين كما أنكرت هذين؟ فلما مسع الشواء كالمهم على أم طفيليون، فترك .سبيلهم

نزل رجل على ديراين بالشام، فقدم إليه أربعة أرغفة، وذهب ليأتيه بعدس، فلما جاءه به : وقال بعضهملعدس بني يديه، وذهب ليزيده رغيفاً؛ لكي يأكل به العدس، فلما وجده قد أتى على األرغفة، فوضع ا

جاء به وجده قد أكل العدس، فوضع الرغيف وذهب، فجاءه بصحفة أخرى من عدس، فوجده قد أكل الرغيف، فما زال كذلك حىت أتى على وظيف تسعة أنفس، فلما فرغ سأله الديراين عن حاله ومقصده،

أن فيه طبيباً جيداً، وأنا يف هذه املدة أصابين سوء هضم، وقلة شهوة الطعام، أريد األردن؛ فإنه بلغين: قال

Page 97: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 97

عسى باهللا، إذا رجعت، وقد تطببت أن تأخذ على غري هذا الطريق؛ فإن هذا الدير لقوم : فقال له الديراين .نعم: ضعفاء، فخجل الرجل، وقال

ما فعل : ال يونس لبعض من حضرهوكان بعض الناس يتخدم ليونس بن أسباط، فانقطع عنه مدة، فقفإنه عريان، فضحك، : أكفنه وأقربه، قال: ال أدري، ولكن لو مات ما كنت تفعل معه؟ قال: فالن؟ فقال

. وأمر له بكسوة

سل : وكان ابن هرمة مولعاً بالشراب، فحد فيه مراراً، فأتى املنصور ومدحه، فاستحسن شعره، وقال لهويلك، هذا حد : ملدينة أال حيدين إذا أويت يب سكران، فقال له املنصورتكتب إىل عامل ا: حاجتك، قال

أما هذا فنعم، وكتب إىل : فاحتل يا أمري املؤمنني، قال: من حدود اهللا عز وجل، ال جيوز يل تعطيله، قالمن أتاك بابن هرمة وهو سكران، فاجلده مائة واجلد ابن هرمة مثانني، فكان العون بعد : عامل املدينة

مررت يوماً : من يشتري مائة بثمانني؟ وحكى ابن دمهان قال: ذلك مير به وهو سكران، فيقول ابن هرمةببشار، وهو جالس على بابه وحده، وليس معه أحد، وبيده قضيب، وبني يديه طبق فيه تفاح وأترج،

رفع القضيب، وضرب فلما رأيته، وليس معه أحد، جئت قليالً قليالً، ومددت يدي ألتناول ما بني يديه، فيا أمحق، فأين احلس؟ : قطع اهللا يدك، أنت اآلن عند نفسك أعمى، قال: يدي ضربة كاد يكسرها، قلت

كنا عند بشار بن برد الضرير، فأتاه رجل يسأله عن مرتل : وحكى املدائين عن حممد بن حجاج قال : بيده، وجعل يقولفجعل بشار يصف له ويفهمه، وهو ال يفهم، فوثب بشار، وأخذ: رجل، قال

قد ضل من كانت العميان تهديه يقود بصيراً، ال أبالكم أعمى

وصفق - وحاسب بشار يوماً وكيله، وذكر يف بعض حسابه عشرة دراهم يف جالء مرآة، فقال بشار واغوثاه، جالء مرآة ألعمى بعشرة دراهم، واهللا لو صديت عني الشمس، حىت يبقى الناس يف : -بيديه .، ما ساوى جالؤها عندي عشرة دراهمظلمة

أنا : وكان أبو العتاهية يهوى عتبة، فلبس يوماً ثياب راهب، ووقف على طريق عتبة، وملا مرت به، قالراهب، وكنت يف صومعة منذ سنني كثرية، وأتاين أت يف منامي، وأمرين باإلسالم على يديك، وتقبيل

: راً، فسرت بذلك، ومدت يدها اليمىن وقبلها وقاليديك، ولست أبغي منك على ذلك جزاء وال شكو

بأيب أنت من يد قريبة العهد بأحب املواضع إيل، : إمنا أمرت بتقبيل يدك اليسرى، فمدا وقبلها، وقال .ماجن ورأس املهدي: قالت

وحكى املربد أن عتبة جاءت إىل عبد اهللا بن مالك برسالة ريطة بنت أيب العباس يف مماليك لتشتريهم

شيخ ضعيف وموايل - جعلين اهللا فداك -إين : وتعتقهم، وإذا بأيب العتاهية قد دخل وهي ال تعرفه، وقال

Page 98: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 98

أفعل : يسيئون ملكي، فإن شئت أن تأمريه جيعلين فيمن يعتق، فكلمت عبد اهللا بن مالك يف ذلك، فقالك، فمدت يدها فقبلها قد أحسنت وتفضلت فأذين يف تقبيل يد: إن شاء اهللا، فقال هلا أبو العتاهية

: هذا أبو العتاهية، فاستحيت وقالت: ال، قال: أتدرين من هو؟ قالت: وانصرف، فقال عبد اهللا بن مالك

.يا أبا العباس، ما ظننتك تعبث مثل هذا العبث

أو عمل "إنه عمل غري صلح"وقرأ احلجاج يف سورة هود، فلما انتهى إىل ابن نوح، مل يدر كيف يقرأ ائتين بقارئ، فذهب وأتى به، وقد ارتفع احلجاج من جملسه، فحبسه : فبعث حرسياً، فقالغري صاحل،

يف ابن نوح، : فيم حبست؟ قال: ونسيه، حىت عرض احلجاج حبسه بعد ستة أشهر، فلما انتهى إليه قال .أصلح اهللا األمري، فأمر بإطالقه

فارغة، وهو يعرض له باحلجاج، فبلغ قد أخذت العراق بشمايل، وبقيت مييين: وكتب زياد إىل معاويةاللهم اكفنا ميني زياد، فخرجت به : ذلك عبد اهللا بن عمر رضي اهللا عنه، فرفع يديه إىل السماء وقال

.قرحة يف ميينه، قتلته

لقد لقيت كذا وكذا زحفاً، وما يف جسدي قيس شرب، إال وفيه طعنة أو : وقال خالد بن الوليد عند موته . مث هاأنذا أموت على فراش، حتف أنفي، فال نامت أعني اجلبناءضربة أو رمية،

ووعظ مالك بن دينار فبكى وأبكى أصحابه، مث افتقد مصحفه، فلم جيده، فنظر إىل أصحابه، وكلهم كلكم تبكون، فمن أخذ مصحفي؟ ودخل أبو العيناء على إبراهيم بن املدبر، وعنده الفضل : يبكي، فقال

يف باب الفاعل واملفعول : يف أي باب هذا؟ فقال: على ابنه مسائل يف النحو، فقالبن اليزيد وهو يلقي .هذا بايب وباب الوالدة، حفظها اهللا، فغضب الفضل وانصرف: به، فقال

.نعم، بالترك: أنا أمجع بني الصالتني، قال: وقال له ابن مكرم يوماً

، ففطن به أبو يوسف، فلما فرغ من وكان أبو يوسف يكتب كتاباً، وإىل جانبه رجل يتطلع عليهجزيت عن : ال، قال أبو يوسف: هل أبصرت فيه خطأ؟ فقال: الكتاب، التفت إىل الرجل، وقال له

. اجلساسة خرياً

هذا الكبش يشبهين : واشترى رجل كبشاً يف العيد، فلما دخل به على زوجته، ورأته ضعيفاً، قالت له . يف الشحم، وإياك يف القرونيشبهين: وكيف ذلك؟ قالت: ويشبهك، قال

وكان البن أيب عتيق جارية ختدمه، وكان يتبعها جار له، فبينما هي ذات يوم توضئه، إذ وقع حجر بني .إا مشغولة، فانقطع الرجم: يديه، فتغافل، فلما كان بعد ساعة وقع حجر آخر، فقال بأعلى صوته

إذا مل آكل مال اهللا، : مال اهللا فأكلته، فكتب إليهعمدت إىل: وكتب عبد اهللا بن الزبري إىل بعض عمله .فمال من آكل؟ لقد طلبت من الشيطان ماله مرة، فما فرج عين كربة

Page 99: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 99

: وغضب بعض عمال عيسى بن صبيح امرأة موضعاً، فجاءت إليه، وجملسه قد غص بأهله، فقالت له

ل املسلمني بك إال أنصفتين، فخجل بالذي أعز النصرانية بسماء غالمك، وأعز اليهود ارون كاتبك، وأذ .ردوا عليها موضعها: عيسى وقال

وبلغ بك : مات واستراح من املكتب، قال: ما فعل وصيفك فالن؟ قال: وقال الرشيد البنه املعتصم .املكتب هذا املبلغ؟ واهللا، ال حتضره أبداً، ووجهه إىل البادية، فتعلم الفصاحة، وكان أمياً

ولوال ابن ألف كذا : ب كتاباً، وإنسان يتطلع عليه، فشق ذلك عليه، فكتبوكان بعض الكتاب يكتفمن أين لك : ما كنت أنظر يف كتابك، قال: وكذا، كان يقرأ كتايب حرفاً حرفاً ألعلمتك، فقال الرجل

معرفة ما أنكرت؟ وروي أن يزيد بن معاوية، ملا أراد توجيه مسلم بن عقبة إىل املدينة، اعترض الناس، جمن ابن ربيعة كان أحسن من جمنك، يريد : يا أخا أهل الشام: به رجل معه ترس قبيح، فقال لهفمر : قوله

كاعبان ومعصر: ثالث شخوص مجني دون من كنت أتقي فكان

ما غلبين أحد قط، إال غالم من بين احلارث بن كعب، وذلك : مسعت املغرية بن شعبة يقول: وقال الشعيبأيها األمري، ال خري لك : بين احلارث، وكان عندي شاب منهم، فأصغى إيل، فقالأين خطبت امرأة من

مث بلغين أن الفىت تزوجها، : إين رأيت رجالً يقبلها، فتركتها، قال: يا ابن أخي، وما هلا؟ قال: فيها، فقلت .نعم، رأيت أباها يقبلها: أمل ختربين أنك رأيت رجالً يقبلها؟ قال: فأرسلت فيه، فقلت

كان رجل من أألم الناس وأجنلهم، وكان عنده لنب كثري، فسمع به رجل ظريف، : حكى األصمعي قالواملوت، أو أشرب من لبنه، فأقبل ومعه صاحب له، حىت إذا كان بباب صاحب اللنب، غشي عليه : فقال

بين هذا سيد: ما باله؟ فقال: ومتاوت، فقعد صاحبه عند رأسه، يسترجع، فخرج صاحب اللنب، فقالهذا هني موجود، يا غالم، ائتين : أسقين لبناً، قال صاحب اللنب: متيم، أتاه أمر اهللا ها هنا، وكان قال

بقدح من لنب، فأتاه به، فأسند صاحبه إىل صدره، وسقاه حىت أتى عليه، وجتشأ، فقال صاحبه لصاحب .أماتك اهللا وإياه: هذا راحة املوت؟ ففطن هلما وقال: أتقول: اللنب

علي به، فأتاه : من يعشي هذا اجلائع؟ فقال: مر رجل بأيب األسود الدؤيل، وهو يقول: قال األصمعيوال أدعك : أريد أهلي، قال: أين تريد؟ قال: بعشاء كثري، فأكل حىت شبع، مث ذهب السائل ليخرج، فقال

.تؤدي املسلمني الليلة بسؤالك، اطرحوه يف األوهم، فبات مكبوالً حىت أصبح

قل هو اهللا : ال إله إال اهللا، ويف شق: درهم بيد سليمان بن مزاحم، فجعل يقبله، ويقول يف شقووقع .أحد، ما ينبغي هلذا أن يكون إال تعويذاً أو رقية، ورمى به يف الصندوق

Page 100: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 100

كم مدينة دخلتها، وأيد : وكان ابن عيسى خبيالً، وكان إذا وقع الدرهم بيده، طعنه بظفره، وقال .ن، استقر بك القرار، واطمأنت بك الدار، مث يرمي به يف الصندوقدرجتها، فاآل

أمل ينهكم سليمان بن داود عن اخلروج بالنهار؟ وحكى املدائين : ونظر أشعب إىل رجل قبيح، فقالفكثر الناس على األعمش يسألونه عن الصوم، فضجر، مث أرسل إىل . أتت ليلة الشك يف رمضان: وقال

ا، ووضعها بني يديه، فكان إذا نظر إىل رجل قد أقبل يريد أن يسأله، أخذ حبة بيته يف رمانة، فشقه .وكفى الرجل السؤال، ونفسه الرد. فأكلها

ما تقول يف رجل مات يوم اجلمعة، أيعذب عذاب : - رمحه اهللا - وقال رجل حملمد بن مطروح األعرج .يعذب يوم السبت: القرب؟ قال

. ما أشفاك إن اتكلت على خراا: ن جهنم خترب؟ قالأجتد يف بعض الكتب أ: وقال آخر

وكان جيلس إليه خصي لزرياب، قد حج وتنسك، ولزم اجلامع، يتحدث يف جملسه، بأخبار زرياب، زرياب، : من أبو احلسن هذا؟ قال: كان أبو احلسن رمحه اهللا يقول كذا وكذا، فقال له األعرج: ويقول

.بلغين أنه كان أخرق الناس: قال

.نعم، واخلصي مثل ذلك: سأله مرة أخرى، ما تقول يف الكبش األعرج، أجيوز للذبيحة؟ قالو

الباب الثاني في أخبار األعراب والمتنبئين ونوادر المجان والمستخفين

حرمت ": قدم إىل أعرايب كامخ، فأكل منه، فلم يستطبه، وخرج إىل املسجد، واإلمام يف الصالة يقرأ .والكامخ، ال تنسه، أصلحك اهللا: ، فقال األعرايب"وحلم اخلرتيرعليكم امليتة والدم

وكان موسى بن عبد امللك قد اغتال جناح بن سلمة يف شراب شربه عنده، فقال املتوكل أليب العيناء بعد فاتصل ذلك "فوكزه موسى فقضى عليه"ما قال اهللا عز وجل : ما تقول يف جناح بن سلمة؟ فقال: ذلك

: أردت قتلي، فاعتذر له، وافترقا عن صلح، فلقيه بعد ذلك موسى، فقال له: يه وقال لهمبوسى، فعتب عل

فقال "أتريد أن تقتلين كما قتلت نفسا باألمس": يا أبا عبد اهللا قد اصطلحنا، فما بالك ال تأتينا؟ فقال .ما أرانا إال كما كنا: موسى

ولن ترضى عنك اليهود وال ": إبراهيم بن نوح النصراين وجد عليك، فقال: وقال املتوكل أليب العيناء ."النصارى حىت تتبع ملتهم

إن الذين أجرموا كانوا من الذين ": إن سعيد بن عبد امللك يضحك منك، فقال: وقال له املتوكل يوماً ."أمنوا يضحكون

."وضرب لنا مثال ونسى خلقه": يا خمنث، فقال: وقال له رجل

Page 101: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 101

فلما "يا أبا فراس، ما أنت بالذي : ولقي خالد بن صفوان الفرزدق، وكان الفرزدق قبيحاً، فقال له خالديا أبت استئجره إن خري من ": وال أنت بالذي قالت الفتاة ألبيها: فقال له"رأينه أكربنه وقطعن أيديهن

."القوى األمنياستئجرت

قد ضممت لك : وبعث املنصر سليمان بن راشد، إىل املوصل، وضم إليه ألف فارس من العجم، وقال لهألف شيطان تذل م أهل األرض، فلما أتى املوصل عاشوا يف نواحيها، وقطعوا الطريق، وانتهبوا األموال،

وما كفر "ن، فكتب إليه يف اجلواب كفرت النعمة يا سليما: وانتهى خربهم إىل املنصور، فكتب إليه . فضحك املنصور، وعرف عذره، وأنذر له جبيش غريهم"سليمن ولكن الشيطني كفروا

إمنا قال هذا يوم : فقيل له"هاؤم اقرءوا كتابيه": وأيت بأعرايب إىل سلطان، وبيده كتاب فيه مكتوب وسيئايت، وأنتم جئتم بسيئايت فقط، وتركتم هذا، واهللا، أشد، فإن يوم القيامة يؤتى حبسنايت: القيامة، فقال

.حسنايت

ورأى أبو الضمضم القاضي رجالً قريباً من جملسه يسمع نوادره، فرماه بالدواة، وأمر بسجنه، فقال له ."استرق السمع فأتبعه شهاب مبني"اكتب : كيف أكتب قصته يف الديوان؟ قال له: الكتاب

اللهم ارمحين وارحم : عليه وسلم جالس، فقام يصلي، فما فرغ قالوأتى أعرايب املسجد، والنيب صلى اهللاومل حجرت واسعاً يا أعرايب؟ وقال : حممداً، وال ترحم معنا أحداً، فقال النيب صلى اهللا عليه وسلم

أيب : مالك ال تذكر أباك؟ فقال: اللهم اغفر ألمي، فقلت له: رأيت أعرابياً يقول يف الطواف: األصمعي . لنفسهرجل حيتال

: ومن هم؟ قال: أنا أعرفهم، فقيل: فقال"قل هل ننبئكم باألخسرين أعمالً": ومسع أعرايب رجالً يقرأ

.الذين يربدون ويأكل غريهم

وكان ابن أيب علقمة غزير اللحية كثريها، وكان ابن واالن قليل اللحية، فاجتمعا يوماً، فقال ابن أيب ، "والبلد الطيب خيرج نباته بإذن ربه والذي خبث ال خيرج إال نكدا": علقمة البن واالن يعرض بقلة حليته

."قل ال يستوي اخلبيث والطيب ولو أعجبك كثرة اخلبيث": فقال ابن واالن

وجلس أعرايب مع معاوية على املائدة، فقدم ثريد كثري الدسم، ففجره األعرايب بإصبعه إىل جهته، حىت ."سقنه لبلد ميت"ال، ولكن : فقال األعرايب"قتها لتغرق أهلهاأخر": سال الدهن إليه، فقال معاوية

.هؤالء خالف نسائكم العجاف: فقال"كأن الياقوت واملرجان": وقرئ بني يدي أعرايب

: ما تكون حجتك يوم القيامة؟ قال: وكان رجل شهر بالشراب واملعاصي، فوعظه أحد الناس، وقال له

.خضراء مزججة

احلمد هللا الذي خلق السماوات واألرض يف ستة أشهر، : ويد خبراسان، فقالوخطب وكيع بن أيب س

Page 102: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 102

.أردت أن أقوهلا، فاستقللتها: يف ستة أيام، فقال: فقيل له

. كلهم أعداء، كفانا اهللا مئونتهم: الروم، فقال: أمل غلبت الترك، فقيل له: وقرأ

لك، األميان تلزمين، ما يغفر يل يا رب، عبدك العار بن العار، سجد : وصلى رجل فقال يف سجوده .غريك

: وما هو؟ قال: ما ال أجده يف الدنيا وال يف اآلخرة، قيل: أي شيء تشتهي؟ قال: وقيل للحسن بن هانئ

.ركوب الصبيان على احلالل

إما أن تقصر، وإما أن تترك اجلامع، : وكان إمام يطول الصالة على الناس بالقراءة، فقال له اجلماعة .كيست من فيها: ما تقولون يف عبس، قال له اآلخر: احلم هللا، قال: اً، فلما قرأفصلى يوم

.احلطب األخضر: ما أول الدخان؟ قال: وقيل ألعرايب يدعي حفظ القرآن

أنا ال أحفظ ما كان، فكيف أحفظ ما مل يكن؟ وقرأ رجل بني : ؟ قال"مل يكن": أحتفظ: وقيل ألعرايبخجل ومل يستطع متامها، فقال آخر؛ من أراد أن حيضر بقية السورة، فليأت ف"قل هو اهللا أحد": يدي قوم

.غداً إن شاء اهللا

: هل جامعت قط بكراً؟ قال: وقيل أليب النخاس، صاحب األير الكبري، يدخل فيه سبع قوالت مصريات

."كأمنا يساقون إىل املوت وهم ينظرون": ويكف كن يأتينك؟ قال: ما أحصيهن كثرية، قيل

عملت هذه العصيدة من قبل أن يوحي ربك إىل : فقال. لت عصيدة بال عسل بني يدي أعرايبوجع .النحل

: يف أي سورة هو: وقيل ألعرايب

من لم يقلها، فنفسه ظلما؟ هللا ال شريك له الحمد

.يف حم الدخان: ففكر ساعة وقال

لك، تشبه بين النصارى بكاتب وي: أيهما أفضل عيسى بن مرمي أو معاوية؟ فقال: وقال أعرايب آلخرخرج على قوم يف بادية ريح شديدة، فيئسوا من احلياة، مث سلموا، فأعتق كل : الوحي؟ وقال األصمعي

اللهم إنه ال : واحد منهم مملوكاً أو مملوكة؛ شكراً هللا على ذلك، وكان فيهم رجل من بين غفار، فقال .لوجهكمملوكة يل وال مملوك، ولكن امرأته طالق ثالثاً

"قل أرئيتم إن أهلكين اهللا ومن معي": وكان رجل يقرأ، فقرأ سورة تبارك حىت وصل إىل قوله تعاىل

أهلكك اهللا وحدك، فما ذنب من معك؟ وحكى : فأرتج عليه، فجعل يكررها، فقال له أعرايب من خلفهإن مل يذهب : ه نبطي فأرتج عليه، فجعل يرددها، فقال ل"إنا أرسلنا نوحاً": قرأ رجل: األصمعي قال

Page 103: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 103

.نوح، فأرسل غريه

: وكان ببجاية قاض ماجن؛ فكلما أقبل إليه غالم يعجبه، أو جيلس يف حلقته، يقوم على قدميه، ويقول

آمني، اللهم ولنا أدبارهم، اللهم اكفلنا أكفاهلم، اللهم كبهم على وجوههم، اللهم أعر : قولوا عند دعائي .معورام، واللهم سلط رماحنا عليه

أبشر باجلنة، تقدم عليها، فتأكل من مثرها، وتشرب من : ومرض قاض، فدخل عليه أصحابه، فقالوا له .ولكن عندكم أحب إيل: مائها، وتنكح من حورها، فقال بصوت ضعيف

وجاء رجل إىل قومه، فجعلوه إماماً لصالم، وكان أكثر ما يطعمونه خبزاً وكاخماً، فلما طال عليه ذلك، يا أيها الذين آمنوا، اتقوا اهللا، وال تطعموا إمامكم كاخماً، : صالة ذات ليلة، بفاحتة الكتاب، مث قرأافتتح ال

بل حلماً، فإن مل يكن حلماً، فشحماً، فإن مل جتدوا شحماً فبيضاً، ومن مل يفعل ذلك فقد خسر خسراناً بيضاً فسمكاً، فإن مل يكن مسكاً فلبناً، ومن فإن مل جتدوا : مبيناً، مث قرأ يف الركعة الثانية بعد فاحتة الكتاب

يف : يف أي سورة هذا؟ قال هلم: مل يفعل ذلك فقد ضل ضالالً بعيداً، فلما فرغ من الصالة، قالوا له .سورة املائدة

خذوه فغلوه مث اجلحيم صلوه مث "ومات المرأة ولد، فأعطت القارئ الذي يقرأ عليه أجرة مل ترضه، فقرأ قرأت عليه ما : ما هذا الذي قرأت عليه؟ قال هلا: ، فقالت له"ا سبعون ذراعاً فاسلكوهيف سلسلة ذرعه

على سرر موضونة متكئني عليها متقبلني يطوف عليهم ولدن خملدون ": يناسب عطيتك، فزادته، فقرأ ."نبأكواب وأباريق وكأس من معني ال يصدعون عنها وال يرتفون وفكهة مما يتخريون ومل طري مما يشتهو

يا فقيه، ما يكون جوابك يوم احلشر، : وكان فقيه يشرب اخلمر مع شخص من أبناء الدنيا، فقال له يوماً ."بنا إنا أطعنا سادتنا وكرباءنا فأضلونا السبيال": أقول: هللا تعاىل؟ قال

، فقام من ويرددها"وما يل ال أعبد الذي فطرين": ومسع ابن أيب مرمي هارون الرشيد، يقرأ يف صالة الليل .ال تعد: ال أدري، واهللا، فقطع هارون الصالة، وضحك، وقال: فراشه وقال

."إن أنكر األصوات لصوت احلمري": صدق اهللا: ومسع أبو العيناء مغنياً غري حمسن، فقال

ما : نظرت إىل أيب نواس، وهو يصلي العصر، مث رأيته بعد ذلك يصلي ركعتني، فقلت له: وقال أبو نصر . اسكت، يصعد إىل السماء خرب طريف: لهذا؟ قا

.استزده يزدك: ومر بشار برجل يف عنقه غل، فقال الرجل، احلمد هللا، فقال بشار

بيين وبينكم : وكان رجل يقول الشعر، فيستربده قومه، فكان حيمل ذلك منهم على احلسد، فقال هلمإن : وكيف ذلك؟ قال: لنبوة، فقالأظنك من أهل بيت ا: بشار، فأتى، فأنشده، فلما فرغ قال له بشار

. فضحك القوم وانصرفوا"وما علمنه الشعر وما ينبغي له": اهللا عز وجل يقول

Page 104: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 104

ما لك تضرب هذا الغالم؟ فقال : ومسع مزيد جاراً له يضرب غالمه، وهو يستغيث، فخرج إليه، وقال لهواهللا لو سرق : به أمي، فقالسرق حبالً، حج به أيب، واعتمرت: وما ذنبه؟ قال: ذنبه عظيم، قال: له

اللهم اغفر : الكعبة حىت يبقى الناس بال حج، وما وجب عليه هذا؟ وقال منصور بن عمار يوماً يف جملسهامرأته طالق : ألعظمنا ذنباً، وأقسانا قلباً، وأقربنا باخلطيئة عهداً، وأشدنا إصراراً على الذنب، فقال مزيد

. فإن هذه اخلصال كلها فيهإن كان أراد ذا كله إال إبليس،

: ما هذا؟ قلت: آدم وحواء، فقال: ودخل مزيد على خالصة املغنية، فرأى مكتوباً يف بعض جانب البيت

يا خالصة، دخل عليهما، ومها يف : آدم وحواء، قال: مسعت أن الشيطان، ال يدخل بيتاً، مكتوب فيه .جوار رب العاملني، فكيف ال يدخل بيت مغنية

: الذنب منك، ال لك؛ ألنك تقرأ القرآن، واهللا تعاىل يقول: إىل مزيد سقوط أسنانه، فقالوشكا رجل

."إنا سنلقى عليك قوال ثقيالً"

وخرج سامل بن عبد اهللا مترتهاً بأهله وحرمه، فبلغ أشعب اخلرب، فواىف املوضع، فصادف الباب مغلقاً، قالوا لقد علمت ما لنا ": على عيايل وبنايت؟ قالويلك يا أشعب، تكتشف : فتعلق باحلائط، فقال له سامل

.، فأخرج له من الطعام، فأكل ومحل"يف بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد

يا رب، أنا سفلة من خلقك، : رأيت أعرابياً شيخاً، متعلقاً بأستار الكعبة، وهو يقول: وقال األصمعيمحت ضعفي، وخشيت وذيل، وفقري وناقيت وضيع حمروم، فمن أنا يا رب حىت تعاقبين؟ فبعزك إال ر .وحرماين وشؤمي ومشاتيت، وتفضلت علي، وغفرت يل

يا غالم، هات : وتغدى الفاخري مع بعض أشراف املدينة، وكان خبيالً، فلما أحضرت الغداء، قالاء فعل يا غالم، ارفع، فلما كان يف العش: الدجاجة، فجاء بقدر فيها دجاجة، فلما أكال منها يسرياً، قال

النار ": وكيف ذلك؟ قال: ما أظن هذه الدجاجة إال من آل فرعون، قال: مثل ذلك، فقال الفاخري ."يعرضون عليها غدوا وعشيا

ادن يا أعرايب فكل؛ فإن هذا : ودخل أعرايب على سليمان بن عبد امللك، وبني يديه جام فيه فالوذج، فقال . تقول، كان رأس األمري مثل رأس البغللو كان األمر كما: مما يزيد يف الدماغ، قال

: وما التخمة؟ قيل له: كان سبب موته التخمة، فقال األعرايب: ونظر أعرايب إىل جنازة، والناس يقولون

.اللهم اجعل مويت من التخمة: أكل كثرياً فمات، فقال األعرايب

مجلك : لق به وادعاه، فقيل لهوضل ألعرايب مجل، فبينما هو يطلبه، إذ رأى يف باب األمري خبتياً، فتع .كان عربياً فبتخت عند األمري، فرفع خربه إىل األمري، فضحك، وأمر له به: عريب، وهذا خبيت، فقال

فاستعملين : لست هلا بأهل، قال: يا أمري املؤمنني، أعطين البحرين، قال: ودخل أعرايب على معاوية، فقال

Page 105: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 105

مد أمرت : فهب يل ألف درهم وقطيفة، قال: د عزله، قالصاحب أخذته هلا، ال أري: على البصرة، قال: رضيت بعد سؤالك البحرين بألف درهم وقطيفة؟ قال: لك بذلك، فلما رجع األعرايب إىل أهله قيل له

.اسكتوا، فواهللا لوال ذلك ما أعطيت شيئاً

اللهم اغفر يل، : وحج أعرايب، فسبق الناس، فطاف بالبيت وصلى ركعتني، مث رفع يديه إىل السماء وقال .قبل أن يدمهك الناس

صعق : ووقفت امرأة على قوم يصلون مجاعة، فقرأ اإلمام بعض آيات السجود، فسجد وسجدوا، فقالت .الناس، ورب الكعبة

وصلى رجل بقوم من األعراب يف شهر رمضان، فقام يف الصالة، وخلفه نسوة خلف صف الرجال، : ج عليه فكررها مراراً، فلما انصرفوا، قالت امرأة منهن ألخوااوأرت" وأنكحوا األيامى منكم: "فقرأ

.واهللا، ما زال يأمرهم بنا حىت خشيت أن يثبوا علينا

وكان أعرايب من بين ضبة، إذا توضأ بدأ بوجهه فيغسله، مث يغسل فرجه بعد ذلك، فقيل له يف ذلك، . واهللا، ال أبدأ باخلبيث قبل وجهي: فقال

: فلما بلغ"تبت يدا أيب هلب وتب": فاقرأ شيئاً، فقرأ: نعم، قيل: حتسن القرآن؟ قالأ: وقيل ألعرايب

.ال يليق مبثلي ذكر نساء األشراف: مل تتم، قال: سكت، فقيل"وامرأته محالة احلطب"

.واهللا ال أحسن قراءة بنته، فكيف أمه: أحتسن سورة القرآن؟ قال: وقيل ألعرايب

اقرأها علي، فقرأ : نعم، مخس سور، قلت: أحتفظ من القرآن شيئاً؟ قال: قلت ألعرايب: وقال األصمعيإين علمتهما ابن عم يل، فوهبتهما له، واهللا، ال أعود : اقرأ السورتني الباقيتني، قال: ثالثاً مث سكت، فقلت

.فيما وهبت له

:بفصاحة وبيان، مث قال" احلمد هللا: "صلى أعرايب بالبادية، فقرأ: وقال األصمعي

فأصبح في قعر الركية ثاويا إذ أداله أوالد غيلة ويوسف

.بلى، واهللا، قد مسعت كالماً هذا معناه: يا أعرايب، ليس هذا يف القرآن، قال: مث ركع، فلما فرغ قلت

وصلى أعرايب خلف إمام صالة الغداة، فقرأ يف صالته سورة البقرة، وكان األعرايب مستعجالً، فلما فرغ األعرايب عن شغله، فلما كان يف الغد، بكر األعرايب ليصلي وينصرف يف حاجته، فقرأ اإلمام حىت انقطع

ما أنت إال رسول إبليس، قرأت البقرة، فلم : سورة الفيل، فقطع األعرايب صالته، ووىل هارباً، وهو يقول .تفرغ منها إىل نصف النهار، وتريد أن تقرأ الفيل، فما أظن تفرغ منه إال مع الليل

.لو نعيش إال مما نعلم، مل نعش: من أين معاشكم؟ قال: وقيل ألعرايب

Page 106: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 106

أو ما علم أن املوت أحد : ومل أجاب: دعاه ربه فأجاب، قل: وسأل رجل من بين متيم عن رجل، فقيل له: املهالك؟ ودخل أعرايب إىل احلاضرة يوم مجعة، فمر باجلامع والناس قعود، واإلمام خيطب، فقال لبعضهم

ما يرضي األعراب أن يأكلوا : هو يدعو إىل الطعام، ويقول: قول هذا؟ وكان املستول ماجناً، فقالما ييا هذا، إمنا يفعل هذا : حىت حيملوا معهم، فتخطى األعرايب رقاب الناس، حىت دنا من اإلمام، فقال

.سفهاؤنا

.لطلقتهالو قدرت أن أطلق نفسي : هل لك يف النكاح يا أعرايب؟ قال: وقيل ألعرايب

ونزل عطار يهودي ببعض أحياء العرب، فمات، فأتوا إىل شيخ هلم، ال يقطع أهل احلي يف أمر دونه، اللهم إن هذا اليهودي جار : فأعلموه خرب اليهودي، فجاءه وغسله وكفنه وتقدم وأقام الصالة خلفه وقال

.لنا، وله ذمام، فأمهلنا نقضي ذمامه يف حلده، وشأنه لقه

ما هذا عيب، إن : ال، إال أنه يبول يف الفراش، قال: أفيه عيب؟ قال: ايب غالماً، مث قال للبائعواشترى أعر .وجد الفراش فليسلح

ال، : أشبعت؟ قال: وقدم أعرايب على آخر، فقدم إليه قرصاً يابساً، وملحاً جريشاً، فأكله الضيف، فقال لهسم اهللا الطيب، على قرصك اليابس اخلبيث؟ ومر وكيف أذكر ا: ألنك مل تذكر اسم اهللا عليه، قال: قال

ويلك، : يا غالم، بعين ذلك السيف ذا الرغيف، قال: أعرايب وبيده رغيف بغالم بيده سيف، فقال له .لعن اهللا شرمها يف البطن: جمنون أنت؟ كيف أبيعك سيفاً برغيف؟ قال األعرايب

كيف : أمامي، قال: وأين تريد؟ قال: من خلقي، قال:من أين أقبلت؟ قال: ولقي أعرايب أعرابياً، فقال له .من أم وأب: ممن أنت؟ قال: ضأن ومعز، وقال: كيف املاشية؟ قال: رطب ويابس، قال: العشب؟ قال

وويل أعرايب موضعاً، فلم حيدث يف ذلك املوضع حادثة يرتفق ا، فلما طال عليه ذلك، مجع اليهود، واهللا، ال تربحوا حىت تؤدوا ديته، فلما : قتلناه وصلبناه، قال: ؟ قالواما الذي فعلتم باملسيح: وقال هلم

.برحوا حىت أدوا ما طلب منهم

وكان أعرايب والياً على اليمامة، فإذا اختصم إليه خصمان يف شيء، يشكل احلكم فيه، حيبسهما حىت .يصطلحا، ويقول جزاء ذي اللبس احلبس

احلمد هللا، فارتج : فلما كان يوم اجلمعة صعد املنرب، وقالواستعمل أعرايب على بعض كور خراسان، : أيها الناس، إياكم والدنيا؛ فإنكم لن جتدوها إال كما قال اهللا تعاىل: عليه، فقال

وال حي على الدنيا بباقي الدنيا بباقية لحي وما

Page 107: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 107

ال، : ا باقية على أحد؟ قالفالدني: أصلح اهللا األمري، هذا شعر، وليس من كالم اهللا، قال: فقال له كاتبه .فيكفيك إذن: ال، قال: أفيبقى عليها أحد؟ قال: قال

نعم، كما أشهد : وحيك، تشهد بشيء مل تره مين؟ قال: وشهد أعرايب على رجل بشيء مل يره منه، فقال . أنك ابن أبيك، ومل أر أباك حني عملك يف أمك

انظروا هل مات مع هذا امليت أحد من قرابته؟ : قالوسئل أعرايب عن مسألة يف الفرائض، ففكر ساعة، مث .ألن هذه الفريضة ال تصح إال مبوت آخر: ومل؟ فقال: فقالوا

.سررتين؛ إن الكرمي إذا حاسب تفضل: إن اهللا حماسبك، فقال األعرايب: وقال أبو العيناء ألعرايب

األعرايب منه لقمة، قال حضر أعرايب عند احلجاج، فقدم إليه فالوذج، فلما أكل: وقال األصمعيمن أكل هذا ضربت عنقه، فامتنع الناس، فجعل األعرايب ينظر إىل احلجاج مرة وإىل الطعام مرة، : احلجاجأوصيك بالصبية خرياً، وأتى على األكل، فضحك احلجاج حىت استلقى على ظهره، وأمر له : مث قال .جبائزة

إين صائم، : العشاء، قال: ملغرب، وأنا أتعشى، فقلتدخل علي أعرايب من فزارة بعد ا: وقال األصمعيقد علمت، ولكين وجدت صوم الليل أهون من صوم النهار، ومها مجيعاً : قد دخل الليل، قال: فقلت

.واحد، ولن يكلف اهللا نفساً إال وسعها

م كل جترد منا ثالثون رجالً، فصا: سألت أعرابياً عن شهر رمضان، كيف صاموه؟ قال: وقال األصمعي .واحد يومه

إي واهللا، : يا أعرايب، أتقوم الليل؟ قال: وذكر قوم قيام الليل وما فيه من األجر، وعندهم أعرايب، فقالوا له .أقوم أبول وأرجع

الكاذب، واهللا، املتزمل يف ثيابك، : كذبت، فقال األعرايب: وشهد أعرايب عند معاوية، فقال له معاوية .ئيهذا جزا: فضحك معاوية، وقال

.نعم، أم القرآن، ومدحة الرب، وهجاء أيب هلب: أتقرأ شيئاً من القرآن؟ قال: وقيل ألعرايب

مل تطلبه وقد وهبته لواجده؟ : من وجده فهو له، فقيل له: وضل ألعرايب مجل، فجعل ينشده، ويقولده، فلزمه وأين لذة الوجدان؟ وضل ألعرايب مجل، فحلف باهللا أنه إن وجده باعه بدرهم، فوج: فقال

.السنور مبائة درهم، واجلمل بدرهم، وال أبيعهما إال معاً: بيعه، فشد يف عنق اجلمل سنوراً، وقال

يا بين، أوصيكم بالناس شراً، كلموهم شزراً، وأطعموهم نزراً، وال تقبلوا هلم : ومجع أعرايب أوالده، وقال األعنة، واشحذوا األسنة، وإياكم والوهن؛ عذراً، وال تقيلوا هلم عثرة، وال ترمحوا هلم عربة، وقصروا

.فيطمع الناس فيكم

Page 108: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 108

"إنا أرسلنا نوحاً إىل قومه": إنا بعثنا نوحاً إىل قومه، فقال له رجل من خلفه: وقرأ أعرايب يف الصالة

.واهللا ما يفرق بينهما إال جاهل: فقال

بيباً، وانزع عجمه وأقماعه، ودقه خذ ز: وسقط أعرايب عن بعري، فانكسرت أضالعه، فأتى ارب، فقال لهاجعله حيث : من داخل أضمد، أو من خارج؟ قال: واعجنه بعسل، وضمد به املوضع، فقال األعرايب

.تعلم أنه ينفعك

ال تغتم؛ فإم عيال اهللا، : سوء احلال، وكثرة العيال، قيل: وقيل ألعرايب، وقد رئي مغتماً، ما شأنك؟ قال . أحب أن يكون الوكيل عليهم غرييقد صدقتم، ولكن كنت: قال

من هذا الذي تعاطي : وشوي أليب جعفر اهلامشي دجاج، ففقد فخذاً من دجاجة، فأمر، فنودي يف داره ."ألكنا مبا فعل السفهاء منا": فعقر، واهللا، ال، أخبز يف هذا التنور شهراً أو يرد، فقال ابنه األكرب

.ين أرى عليك قطيفة من نسج أضراسكإ: ورأى أعرايب رجالً مسيناً، فقال له

يا غالم، ناوله سكيناً، فقال : وحضر أعرايب على مائدة املغرية، فجعل يأكل ويتعرق، فقال املغرية .كل امرئ سكينه يف رأسه: األعرايب

ما مسعت من رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف : وغز أعرايب مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فقيل له .حط عنا نصف الصالة، وأرجو يف غزوة أخرى أن يضع عنا النصف اآلخر: ك هذه؟ قالغزوت

.كيف يكونون يل أعداء، وأنا ال أعرفهم وال يعرفونين: أال تغزو األعداء؟ قال: وقيل ألعرايب

واهللا، إين ألبغض املوت على فراش، فكيف آتيه ركضاً؟ : أال جتاهد يف سبيل اهللا؟ فقال: وقيل آلخر

في المتنبئينفصل

: أنت نيب؟ قال: أخذ رجل ادعى النبوة يف أيام املهدي، فأدخل عليه، فقال له: قال أبو الطيب اليزيدي

أو تركتموين أذهب إىل أحد؟ ساعة بعثت ثقفتموين يف السجن، فضحك : وإىل من بعثت؟ قال: نعم، قال . املهدي وخلى سبيله

أما الساعة، : أنت نيب مرسل؟ قال: ن بن علي مقيداً، فقال لهوادعى آخر النبوة بالبصرة، فأتى به سليماما هذه خماطبة األنبياء يا ضعيف العقل، واهللا، لوال أين مقيد : ويلك، من بعثك؟ قال: فإنين نيب مقيد، قال

نعم، األنبياء خاصة إذا قيدوا ال : واملقيد ال جتاب دعوته؟ قال: ألمرت جربيل يدمدمها عليكم، وقالإين أطلقك اآلن، فأمر جربيل، فإن أطاعك آمنا بك وصدقناك، : دعاؤهم، فضحك سليمان، وقاليرتفع

فضحك سليمان، وسأل عبد اهللا بن "فال يؤمنوا حىت يروا العذاب األليم": صدق اهللا حيث يقول: قال .حازم عنه فشهد له أنه ممرور، فخلى سبيله

Page 109: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 109

بن حازم ببغداد، وإذا جبماعة قد أحاطوا برجل ادعى إين جلالس يف جملس عبد اهللا: وقال خلف بن خليفةإىل الشيطان الرجيم، : فإىل من بعثت؟ قال: نعم، قال: أنت نيب؟ قال: النبوة، فقال له عبد اهللا بن حازم

.دعوه يذهب إىل الشيطان الرجيم: فضحك عبد اهللا، وقال

رجل ذو هيئة مجيلة ومنظر حسن، كنت يف السجن فأدخل علينا : وقال مثامة بن أشرس صاحب املأمونفهل عندك دليل؟ فإنك تعلم أن النبوة : أنا نيب مرسل، قلت: ؟ قال- جعلت فداك -من أنت : فقلت له

نعم، معي أكرب األدلة، ادفعوا إيل امرأة؛ فإين أحبلها لكم، فتأيت بولد ذكر، : ال تقبل إال باألدلة، قال .يشهد يل بالرسالة

ما قصة هذا؟ : أيت يف أيام الرشيد مجاعة، قد أحاطوا برجل له هيئة حسنة، فقلتر: وقال حممد بن غياثوما علمك أم : كذبتم عليه، مثل هذا ال يدعي الباطل، فرفع رأسه إيل وقال: ادعى النبوة، قلت: قالوا

، دليلي أنك ولد زىن: وما دليلك على ذلك قال: نعم، قلت: فأنت نيب؟ قال: قالوا على الباطل؟ قلت "ومن كفر فعليه كفره": أنا كافر مبا بعثت به، قال: هلذا بعثت قلت: نيب يقذف احملصنات؟ قال: قلت

ما أردمت يب خرياً؛ إذا طرحتموين يف أيدي : فإذا حبصاة قد وقعت على رأسه، فرفع رأسه إىل السماء، وقال .هؤالء اجلهال

امض بنا : ن رجل، فقال املأمون ليحىي بن أكثمادعى النبوة يف أيام املأمو: وقال حممد بن غياث أيضاًمستترين حىت ننظر إىل هذا الرجل، وإىل دعواه، فركبا يف الليل متنكرين، ومعهما خادم، حىت ضربا عليه

رجالن يريدان أن يسلما على يديك، ففتح هلما : من أنتما؟ قاال: الباب، وكان مستتراً مبذهبه، فقالإىل الناس كافة، : إىل من بعثت؟ قال: نه وحيىي عن يساره، فقال له املأمونودخال، فجلس املأمون عن ميي

جربيل، : ومن يكلمك؟ قال: بل أناجي وأكلم، قال: فيوحى إليك، أم ترى يف املنام أم تناجي؟ قال: قالإنه سيدخل عليك : فما قال لك؟ قال: أول الليل قبل جميئكم بيسري، قال: ومىت يكون عندك؟ قال: قالالن، فيجلس أحدمها عن ميينك، واآلخر عن يسارك والذي جيلس عن يسارك ألوط خلق اهللا، قال رج

.أشهد أنك رسول اهللا، وضحك من قوله، وخرجا من عنده: املأمون

إنه ظهر بالكوفة رجل : بينما أنا جالس يف مرتيل، إذ جاءين صديق يل، فقال: وحدث بعض الكوفيني قاليه نكلمه ونعرف ما عنده، فقمت معه إىل أن دخلنا عليه، فإذا شيخ خراساين، يدعي النبوة، فقم بنا إل

: افعل، قال له: دعين حىت أسائله، قلت: أخبث من رأيت على وجه األرض، فقال صاحيب، وكان أعور

أنت أعور من عينك اليمىن، فاقلع عينك : وما دليلك؟ قال: نيب، قال: من أنت؟ قال- جعلت فداك -أنصفك الرجل، فاقلع عينك، : تصري أعمى، وادعين فنرد عليك بصرك، فقلت لصاحيباليسرى، حىت

.إقلع أنت عينيك مجيعاً، وخرجنا من عنده: قال

Page 110: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 110

: نعم، عالميت أن أعلم ما يف نفسك، قال: ألك عالمة؟ قال: وأيت املأمون برجل يدعي النبوة، فقال له

صدقت، وأمر به إىل السجن، فأقام فيه أياماً : قاليف نفسك أين كذاب،: قربت علي، فما يف نفسي؟ قال .املالئكة ال تدخل السجن، فأمر بإطالقه: ومل؟ قال: ال، قال: أوحي إليك شيء؟ قال: مث أخرجه، فقال

وتنبأ رجل، وتسمى نوحاً صاحب الفلك، وذكر أنه سيكون طوفان على يديه يهلك الناس إال من ابتعه، دقه، فأتى به الوايل، فلم يتب، فأمر به فصلب، وأتى بصاحبه فتاب، ومعه صاحب له قد آمن به وص

يا نوح، قد علمت أنه ال يصحبك من : يا فالن، أسلمتين يف مثل هذه احلال؟ قال له: فناداه من اخلشبة . السفينة إال الصاري

تك يا أمري املؤمنني فهون ما أكثر املتنبئني يف دول: يا مثامة، ناظره، فقال: وتنبأ رجل يف أيام املأمون، فقالحتضر يل امرأتك يا مثامة، فأنكحها بني : ما دليلك على نبوتك؟ قال: عليك، مث التفت إىل املتنبئ فقال

ما : أشهد أنك رسول اهللا، قال له املأمون: يديك، فتلد غالماً ينطق يف املهد، وخيربك أين نيب، قال مثامةؤمنني ما أهون عليك أن ينكح امرأيت على بساطك، فضحك وأنت يا أمري امل: أسرع ما آمنت به، قال

.املأمون وأطلقه

وما : ومىت تنبأت؟ قال: نيب، قال: من أنت؟ قال: وادعى رجل النبوة يف أيام املهدي، فأتى به، فقال لهوقعنا يف شغل، ليس هذا من مسائل األنبياء، إن : يف أي موضع جاءتك النبوة؟ قال: تصنع بالتاريخ؟ قال

كان رأيك أن تصدقين يف كل ما أقول لك فاعمل بقويل، وإن كنت عزمت على تكذييب، فدعين، أذهب وا عجباً لك تغضب لفساد دينك، وال أغضب : هذا ال جيوز؛ إذ فيه فساد الدين، قال: عنك، قال املهدي

شبههما من قوادك، لفساد نبويت، أما واهللا، ما قدرت علي إال مبعن بن زائدة، واحلسن بني قحطبة، وما أشاورت هذا يف أمري، ومل : ما تقول يف هذا النيب؟ قال: وكان عن ميني املهدي شريك القاضي، فقال له

أخاصمك مبا جاء به من قبلي من الرسل، قال : هات ما عندك، قال: تشاورين يف أمره، قال له القاضيوال تطع ": فإن اهللا تعاىل يقول: قالكافر، : أكافر أنا عندك أم مؤمن؟ قال: قد رضيت، قال: القاضي

فال تطعين وال تؤذين، ودعين أذهب إىل الضعفاء واملساكني؛ فإم أتباع األنبياء، وادع "الكفرين واملنفقني .امللوك واجلبابرة؛ فإم حطب جهنم، فضحك املهدي وخلى سبيله

مسعتم : إبراهيم اخلليل، فقال املأمونشهدت املأمون، وأيت برجل يدعي النبوة، وأنه : وقال مثامة بن أشرسوما : كانت له براهني، قال- عليه السالم - يا هذا، إن إبراهيم : أجرأ على اهللا من هذا؟ فقلت له

أضرمت له نار، فألقي فيها، فصارت عليه برداً وسالماً، وحنن نضرم لك ناراً، ونطرحك : براهينه؟ قلتهات ما هو أقرب من هذا، : اهيم عليه السالم آمنا بك، قالفيها، فإن كانت عليك كما كانت على إبر

عصاه اليت ألقاها فصارت حية تسعى، : وما كانت؟ قلت: فرباهني موسى عليه السالم، قال: قلت

Page 111: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 111

فرباهني عيسى عليه : هذا صعب، هات ما هو أقرب من هذا، قلت: وضرب ا البحر فانفلق، قالما معي من هذا كله : األكمه واألبرص، وحييي املوتى، قالكان يربئ : وما هي؟ قلت: السالم، قال

إنكم توجهونين إىل شياطني، فأعطوين حجة أذهب ا إليهم، وأحتج عليهم، : شيء، وقد قلت جلربيلهاجت يب مرارة يا أمري : بدأت بالشر، اذهب اآلن، فانظر ماذا يقول لك القوم، قلت: فغضب علي وقال

.دعهقد صدقت ف: املؤمنني، قال

: حائك، قال: وما صناعتك؟ قال: نيب، قال: من أنت؟ قال: وتنبأ رجل خبراسان فأتى به العامل، فقال

. فضحك منه وأمر بإطالقه"اهللا أعلم حيث جتعل رسالته"فأردت أنت صريفياً؟ : فنيب حائك؟ قال له

عقل لهمالباب الثالث في أخبار المغفلين وأهل البله وما يحكى عن المجنونين، ومن ال

ألستشرين أول من يطلع علي، فأعمل برأيه، فأول من طلع علي : أردت النكاح، فقلت: قال بعضهمالبكر لك، : إين أستشريك يف النكاح، قال: هبنقة القيسي األمحق، وهو راكب على قصبة، فقلت له

. يف هذا الكالموالثيب عليك، وذات الولد ال تقرا، واحذر فرسي؛ لئال يضربك، فلم أر أعقل منه

وحكى بعض الناس قال، دخلت محص، ويف فمي درهم ألشتري بعض ما أشتهي، فإذا برجل بباب املسجد، جالس على كرسي، وعلى رأسه عمامة، وقد تقلد سيفاً، ويف حجره مصحف يقرأ فيه، وإىل

أمحق، وأنت يا: أترى القوم صلوا؟ فقال يل: جانبه كلب رابض ميسكه حببل، فسلمت عليه، وقلت لهنعم، ورد : مع هذه احليلة؟ قال: أنا خالد إمام املسجد، قلت: من أنت؟ قال: أعمى أما تراين قاعداً؟ قلت

رجل زنديق، يقرأ السبع الطوال، ويشتم أبا بكر الصناديقي، وعمر القواريري، وعثمان بن أيب سفيان، صلى اهللا عليه وسلم بنته يف زمن احلجاج ومعاوية بن أيب غسان، الذي هو من محلة العرش وزوجه النيب

وما خفي عليك : ما أعرفك بالتاريخ واألنساب، قال: بن يوسف، فاستولدها احلسن واحلسني، قلتوإذ قال "بسم اهللا الرمحن الرحيم، : فاقرأ شيئاً منه، قال: نعم، قلت: أحتفظ القرآن؟ قال: أكثر، قلت

وأكيد كيداً فمهل " "اك على إخوتك فيكيدوا لك كيداًال تقصص رؤي" "لقمن البنه وهو يعظه يبىنامحلوه إىل : ، فرفعت يدي فصفعته صفعة سقطت ا عمامته، فصاح بالناس"الكفرين أمهلهم رويداً

صفع : ما فعل هذا؟ قال: احملتسب، فأوصلوين إىل رجل حاسر حاف، قد لبس دراعة بال سراويل، فقالأميا أحب إليك : هذا حكم اهللا فصرباً عليه فقال: نفسك، قلتيا مسكني، هلكت: إمام املسجد، قال

مسل عينيك، أو قطع يديك، أو تدفع نصف درهم؟ فرفعت يدي، وصفعت احملتسب صفعة شديدة، مث يا سيدي، خذ نصف درهم لك، ونصفه إلمامك، وانصرفت، وبأهل : أخرجت الدرهم من فمي، وقلت

.محص يضرب املثل يف احلمق

Page 112: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 112

مررت ببعض املعلمني، ويعرف بكسرى، فرأيته يصلي بصبيان : عن عبد امللك اهلامشي قالوحدث الزبريصالة العصر، فلم أزل واقفاً أنظر إليه، فلما ركع أدخل رأسه بني رجليه؛ لينظر ما يصنع الصبيان خلفه،

.يا ابن البقال، إين أرى ما تصنع: فرأى صبياً يلعب، فقال له، وهو راكع

قال يا بين ال تقصص رؤياك على إخوتك : "مررت مبعلم، وقد كتب على لوح صيب: وقال اجلاحظوحيك أتدخل سورة يف سورة؟ : فقلت" وأكيد كيداً، فمهل الكافرين أمهلهم رويداً" "فيكيدوا لك كيداً

نعم، عافاك اهللا، إن والده يدخل أجريت شهراً يف شهر، وأنا أيضاً أدخل سورة يف سورة، فال أنا : قال .خذ شيئاً، وال الصيب يتعلم شيئاًآ

" فريق يف اجلنة وفريق يف الشعري: "مررت مبعلم، وهو ميلي على صيب بني يديه: وقال أبو بكر القبطي

أنت : فقال"فريق يف اجلنة وفريق يف السعري": ما هذا؟ ما قال اهللا من هذا كله شيئاً، إمنا قال: فقلت له: الكسائي، وأنا أقرأ على حرف أيب محزة بن عاصم املدين، فقلتتقرأ على حرف ابن عاصم بن العالء

.معرفتك بالقراء، أعجب من معرفتك بالقراءة

كان باملدينة معلم يفرط يف ضرب الصبيان، فالموه يف ذلك، فساء حاله معهم، : وحكى اجلاحظ قالبل : ، فقال املعلم"لدينوإن عليك اللعنة إىل يوم ا"يا سيدي : فجلست عنده يوماً، فاستفتح صيب فقال

ذلك أبو : ، ما بعده، قال"فاخرج منها فإنك رجيم": يا سيدي: وقال له اآلخر. عليك وعلى والدك .السجان

إين أمتىن أن أرى احلرب، فأخرجناه معنا، : وخرجنا مرة إىل حرب، ومعنا معلم كان يقول: وقال اجلاحظإن خرج الزج، ويف رأسه شيء : معاجلاً، فنظر إليه فقالفأول سهم وقع يف رأسه، فلما انصرفنا، دعونا له

: من دماغه مات، وإن مل خيرج من دماغه شيء، مل يكن عليه بأس، فسبق إليه املعلم، وقبل رأسه وقال له

ألين معلم، وما يف رءوس : ومل؟ قال: بشرك اهللا بكل خري، انزعه؛ فما يف رأسي من دماغ، قال احلجام .غ، ولو كان يف رأسي ذرة من دماغ ما كنت ها هنااملعلمني ذرة من دما

كان يف دربنا معلم طويل اللحية، فكنت أجلس إليه كثرياً، فجئته يوماً، وبني يديه صيب، : وقال غريهموسى بن : فاجلبل من خلقه؟ قال: عيسى بن مرمي، قال: ويلك، الدجلة من حفرها؟ قال: يقول له

نوح، : أحسنت، فآدم من أبوه؟ قال: شيطان، قال: ت اجلمل؟ قالفالبعر من دوره يف اس: عمران، قال: فكيف يكون نوح أباه؟ قال: نعم قلت: يا سبحان اهللا، أليس آدم أبا البشر؟ قال: أحسنت، فقلت: قال

ويلك، أتعرفين بآدم؟ وأنا أبو عبد اهللا املعلم، يا صبيان، كرفسوه، فكرفسوين بالبزاق، حىت صرت أبلق، . قف على معلم أبداًفحلفت أال أ

: أتت امرأة إىل معلم بولدها، وكان املعلم طويل اللحية، براق العينني، قبيح الوجه، فقالت: وقال اجلاحظ

Page 113: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 113

إن هذا الصيب عازم أال يطيعين، فأحب أن تفزعه، فأخذ املعلم حليته، وألقاها يف فمه، ونفخ شدقيه، وبرق أفزع الصيب، : إمنا قلت لك: ة رحياً من الفزع، وقالتعينيه، وحرك رأسه، وصاح صيحة، فأخرجت املرأ

.مري يا محقاء؛ إن البالء إذا نزل أهلك الصاحل والطاحل: ال إياي، قال هلا

: مررت مبعلم بالبصرة يضرب صبياً، مث أقام الصبيان صفاً، وجعل يدور عليهم ويقول: وقال األصمعي

.يقرأ؛ فإين لست أكلمه: قل له: ىل جانبهاقرأوا، فلما وصل إىل الصيب املضروب قال للذي إ

: دخلت يوماً على كثري يف نفر من قريش، وكنا كثرياً ما زأ به حلمقه، فقلنا له: وقال طلحة بن عبيد اهللا

نعم، مسعت الناس : خبري، هل مسعتم الناس يقولون شيئاً؟ قلت: كيف جتدك يا صخر؟ وكان مريضاً، فقال .أما واهللا، إين ألجد يف عيين ضعفاً منذ أيام: يتحدثون أنك الدجال، قال

كان أبو حية النمري جباناً مع محق وبله فيه، وكان له سيف مساه لعاب املنية، فدخل : وقال األصمعيأيها املغتر اترئ علينا، بئس ما اخترت : حتت سريره كلب، فظن أنه لص، ومسعه جار له وهو يقول

و لعاب املنية الذي مسعت به، مشهورة ضربته، ال ختاف نبوته، لنفسك، خري قليل، وسيف صقيل، وهاخرج بالعفو عنك، قبل أن أدخل بالعقوبة عليك، إين إن أدع قيساً مألت األرض عليك خيالً ورجاالً،

احلمد هللا الذي مسخك كلباً، وكفاين : سبحان اهللا، ما أكرمها وأطيبها، وخرج الكلب، فقال أبو حية .حرباً

ما شبهت تأويل الروافض إال بتأويل رجل مصفوف من بين خمزوم من أهل مكة، وجدته : يبوقال الشع يا شعيب، ما عندك يف تأويل هذا البيت؟ : قاعداً بفناء الكعبة، فقال يل

ومجاشع أبو الفوارس نهشل زرارة محتب بغنائه بيت

البيت : وما عندك أنت؟ قال: قلت لهفإن بين متيم يغلطون فيه، ويزعمون أنه إمنا قيل يف رجال منهم، فهو هذا البيت، وأشار إىل الكعبة، وزرارة احلجز زر حول البيت، وجماشع زمزم، جشع باملاء، وأبو

قد أصبته، هو : هذا أشدها، ففكر طويالً مث قال: فنهشل؟ قال: الفوارس هو أبو قبيس جبل مكة، قلت له .مصباح البيت طويل أسود، وهو النهشل

.يوم الثالثاء: أي يوم صلينا اجلمعة؟ ففكر ساعة، وقال: جل لغالمهوقال ر

نعوذ باهللا من نعمه، ونتوب إليه من إحسانه، ونسأله عوائق : وكان اجلصاص يسبح يف كل يوم، فيقولاألمور، سبحان اهللا، وحسيب اهللا واملالئكة الكرام، اللهم أدخلنا من دعائه يف بركة القصور على قبورهم،

. اهللا، قبل اهللا، سبحان اهللاسبحان

إن شاء : قل: غرقنا، واهللا، فقال اآلخر: وركب أمحقان يف زورق واحد، فتحركت الريح، فقال أحدمها

Page 114: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 114

.ال أستثين: اهللا، قال

دخلت على مؤدب، ورأسه يف حجر صيب، ويف أذنه خرقة معلقة، وكان املؤدب أصلع، : وقال اجلاحظما هذا الذي يصنع الصيب يف : خلرقة، مث يكتب مرة أخرى، فقلت لهوالصيب يكتب يف رأسه، وميحوه با

يا فالن، هذا الصيب يتيم، وليس له لوح، وال ما يشتريه، فأنا أعطيه رأسي يكتب فيه؛ : رأسك؟ قال يل .ابتغاء ثواب اهللا

ياء أغىن اهللا األغن: وكان يف زمان ابن عباد أمحق، خيرج كل يوم إىل السوق، وينادي بأعلى صوته .ليشكروا، فلم يشكروا، وأفقر الفقراء ليصربوا، فما صربوا، حرم هؤالء، وحرم هؤالء

ما هذا صواب، وال يف املدينة احتساب، يؤخذ : وكان أمحق ميشي يف األسواق يف زمان الربد، ويصيح .احلر كله وجيعل يف احلمامات، وتترك الدنيا بالربد

إي واهللا، فاضت، إن : فاضت، قال: على مجاعة، فقالوا لهوخطر أمحق بغرناطة اآلن، ويعرف بفاضت، .زراداً وقميصاً وحييي ماتوا وبقي البلد كله على أكتايف

هذا الرجل مل : وسئل رجل كان ينظر يف الفرائض، عن فريضة، فالتمسها يف كتابه، فلم جيدها، فقال .ميت، ولو كان مات لوجدت ذلك يف كتايب

. بسوط قط- واهللا -ما ضربتها : ؟ قالكيف برك بأمك: وقيل لرجل

ألنه : ألي شيء تزعم أن أبا علي اإلسواري أفضل من سالم بن املنذر؟ قال: وقيل أليب مروان عبد امللك .ملا مات سالم بن املنذر مشى أبو علي يف جنازته، وملا مات أبو علي مل ميش سالم يف جنازته

. ال تبكوا؛ فإين أرجو أن أضحي عندكم: موأراد أبو سنان احلج، فبكى أوالده، فقال هل

: شيعت عبد العزيز املخزومي قاضي مكة إىل مرتله، وبباب املسجد جمنونة تصفق وتقول: وقال اجلاحظ

.أظنه قاضي مكة: أرق عيين صوت ريح القاضي، فقلت له

ركوة فيها شراب، وركب بعض احملدثني يف سفينة، ومعه يف السفينة نصراين فتغديا، مث استخرج النصراينفصب منه يف كأس وشرب مث صب فيها وعرضها على احملدث، فأخذها وشرا من غري كأس فقال له

ومن أين علمت أا مخر؟ : إمنا عرضت عليك كما يعرض الناس على الناس، إمنا هي مخر، قال: النصراينأنت أمحق، : الً، وقال لهغالمي اشتراها من يهودي حلف له أا مخر، فشرب مرة أخرى مستعج: قال

نضعف حديث سفيان بن عيينة وزيد بن هارون، فكيف نصدق نصرانياً عن - أصحاب احلديث - حنن .غالمه عن يهودي؟ واهللا، ما شربتها إال لضعف األسانيد

اخذ : لرجل بكيس فيه دراهم، خمتوم خبيط، فقال له الرجل- رضي اهللا عنه - وأمر عمر بن اخلطاب .دع الكيس وانصرف: ، فقال له عمراخليط معه

Page 115: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 115

: ميوت، قال: اضربه ألف سوط، فإنه شتمين، قال له احلاكم: وجاء رجل إىل احلاكم بغالم، فقال له

.صدق، ما يلزمه شيء: يا مسوس، قال له: قال يل: كيف شتمك؟ قال: فاضربه نصف سوط، قال له

فته بالنحو، فيه تغفل، فتروى عنه أشياء غريبة، وكان األستاذ أبو علي الشلوبيين، على جاللة قدره، ومعرطلع يوماً يف زورق بوادي اشبيلية، مع طلبته، ومعه كراريس ينظر فيها، فسقطت له كراسة يف املاء،

.فأخذ أخرى خيرجها ا

وطلع يوماً آخر، يف زورق يف الوادي، فأعطاه بعض طلبته عنقود عنب، فألقاه يف املاء، فلما كان بعد ما تنظر يا سيدي؟ : وقد ساروا يف الوادي حنو أربعة أميال، أدخل يده يف املاء ينظره، فقالوا لهساعة،

.العنقود الذي أعطيين، كنت جعلته يف املاء يربد، فلم أجده: قال

مث قرأ يف الركعة "قل أعوذ برب الناس"احلمد هللا، و: وتقدم يوماً يصلي بقوم، فقرأ يف الركعة األوىل .اقرأ أجبد، فضحك القوم: احلمد هللا، وسكت، فقال رجل من اجلماعة: الثانية

وكان إذا جلس يقرئ الطلبة، ينضم إليهم قليالً قليالً، وهو ال يشعر، مث إذا وصل إىل الذي يليه تذكر، ورجع إىل موضعه، فاتفق الطلبة يوماً على أن يتأخروا قليالً قليالً، كما انضم إليهم، ففعلوا، فجعل ينضم إليهم، وهم يتأخرون عنه، فلما كان آخر القراءة جاء ليسند على احلائط، كما كانت عادته، فسقط على

.ظهره، ووجد نفسه يف وسط املسجد

ونصبوا له يوماً القرق، حني أراد اخلروج، وجعلوه له حموالً، فلبس الفردة، وجاء ليلبس األخرى، فلم لبس األخرى، فلم ميكنه فرتعها، ودار فلبس األخرى، وجاء ميكنه، فرتعها، ودار فلبس األخرى، وجاء ي

يلبس األوىل، فلم ميكنه، فرتعها، ومل يزل كذلك يرتع الواحدة، ويلبس األخرى، فرآه صيب صغري يفعل هللا درك؟ ما أحذقك، مث سأله عن والده، : ذلك، فأخذ الفردة الواحدة، وصوا له مع األخرى، فقال له

.دعه يقرأ؛ فما رأيت أحذق منه: هواجتمع معه، وقال ل

: يا سيدي، ما هذا الثوب؟ فنظر إليه، وقال: وجاء يوماً، وعليه ثوب امرأته، فنظر إليه الطلبة، وقالوا له

.قمت مستعجالً، فلم أدر ما لبست

.وجاء يوماً، وغفارته حمولة، صدرها من ورائه، وظهر أمامه

.فلقيه رجل، فرفع يده، ليصافحه، فظهرت عورتهوخرج يوماً، وعليه غفارة دون ثوب حتتها،

وركب يوماً بغلة، ميشي ا إىل جنان بعض أصحابه، فأخذته اهلراقة، فرتل يبول، فلما ركب دارت به .ما أنا أريد إال اجلنان: البغلة، فسار إىل أن وصل إىل البلد، فقال

فوا يف الطريق فارساً جيري، فجرى وركب يوماً فرساً، وسار مع الطلبة إىل موضع واحد منهم، فصادشد يدك يف اللجام، فرمى اللجام من يده، وأخذ بعرف الفرس، فلم يقف، فرمى نفسه : الفرس به، فقالوا

Page 116: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 116

يا سيدي، لو شددت يدك يف اللجام : يف األرض، وأسرع الطلبة فرفعوه، وأخذوا الفرس، وقالوا له: باملتصل، فكيف باملنفصل؟ وقال بعضهمما أجهلكم، هو مل يقف حني شددت يدي: لوقف، فقال

: سألت السرجي عن أربعني رأساً من الغنم، نصفها ضأن، ونصفها معز، كم جيب فيها من الزكاة؟ فقال

.شاة، نصفها ضأن ونصفها معز

.سبحان اهللا الذي يصور يف األرحام كيف يشاء: وكسر لوزة، فخرج منها لوزتان، فقال

.لست أزيد على مصه، وأرمي تفله: إنه يضر البصر، فقالال تأكل الثلج؛ ف: وقيل له

. احلمد هللا الذي مل أكن على ظهره: سرق احلمار، فقال: وقال له غالمه

.ال أدري، ولكنها يف حجم الشجرة: كم سنها؟ فقال: ودخل يوماً السوق، ليشتري نعالً البنته، فقال له

اشتر لنا حصرياً كامالً، يفرش من الطارقة إىل آخر : تهوجاء رجل من البادية إىل احلاضرة، فقالت له زوجأعطين حصرياً جيداً كامالً يفرش من الطارقة إىل : البيت، فلما وصل إىل احلاضرة، قال لصاحب احلصور

.ال أدري، هكذا قيل يل: كم يكون طوله من شرب؟ قال: آخر البيت، فقال له

اللهم اغفر يل ذنويب، : فسمعته يدعو يف إثر صالتهصليت يوماً إىل جانب ابن اجلصاص،: وقال بعضهم .ما تعلمه منها وما ال تعلمه

.لعمري، أراد ا آمني: وال الضالني، قال يل: صليت يوماً إىل جانبه يوم مجعة، فلما قال اإلمام: وقال

دعين : ؤمننييا أمري امل: ودخل ابن اجلصاص على املقتدر يوماً، واملقتدر قد حلق رأسه، ودهنه، فقال يل .واهللا، أقبله، ولو كان عليه السحل: دعه الساعة؛ قإن عليه الدهن، قال: أقبل رأسك، قال

وأخرج يده من الفراش يف ليلة باردة، مث أعادها إىل جسده يف ثقل النوم، فأيقظته بربدها، فقبض على يده كون عنده حديد، فأتوا اللص، وقد قبضت عليه، أدركوين، أدركوين؛ لئال ي: بيده األخرى وصاح

.بالسراج، فوجدوه وهو قابض على يده

وما هاروت : كفاك اهللا يا بين حمنة هاروت وماروت، فقيل له: ودخل على ابن له قد مات، فبكى، وقال: وما يأجوج ومأجوج؟ قال: لعن اهللا النسيان، إمنا أردت يأجوج ومأجوج، فسئل: وماروت؟ فقال

واهللا ما أردت غريمها، يريد ما أردت : لك تريك منكراً ونكرياً؟ قاللع: فطالوت وجالوت، قيل له .غريمها

ليس هذا يوم طعام وال شراب، فأخرب ولده بذلك، فأتاه فوجده مفكراً : وجاءت طباخته يوماً، فقال هلايش، يا بين، فكرت يف أمر، لو فكرت فيه قبل هذا ما هنأ يل ع: يا أبت، ما دهاك؟ قال: مطرقاً، فقال له

فهل : متنيت على اهللا أن خيلقين امرأة، ويزوجين من أيب بكر يف اجلنة، فقال له ابنه: وما هو؟ قال: قالقد كنت ترمي عندي بالرفض، وأنا أدافع عنك؟ : تساميت باألمنية إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم؟ قال

Page 117: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 117

. رضي اهللا عنهاألنك أردت أن أكون ضرة لعائشة: وكيف ذلك؟ قال: واآلن صح عندي، قال

فكرت يف كثرة مايل، وكثرة مصادرة : ما لك؟ قال: ودخل عليه أهله يوماً، فوجدوه كامليت، فقالوا لهالسلطان يف هذا الوقت وتعديه، فغلقت عيين، حىت أرى كيف صربي، فانتشبت، ومل أقدر على

.التخلص، حىت كدت أن أموت، لوال ما دخلتم علي

.هذا األمحق املرزوق: - رأى ابن اجلصاص إذا- وكان املعتضد يقول

اشتر التمر بالكوفة، وبعه بالبصرة، فاتفق أن خنل : إين أمتىن أن أخسر، فقيل له: وقال ابن اجلصاص يوماً .البصرة مل حتمل يف تلك السنة، فربح رحباً عظيماً

قدرت أن تضحي وكان وهب الصيدالين أكثر الناس غفلة، كتب إىل أبيه، وقد خرج يريد احلج؟ إن .عندنا؛ للفرح ذا العيد، فافعل

: وجاء إىل حجام، ليأخذ من شعره، فلما جلس بني يديه، ذكر أنه نسي منديل كمه، فقال وقال للحجام

.ال تأخذ من شعري شيئاً، حىت أعود إليك

.ال تربحي، حىت آيت مبن خيرجك: وسقطت ابنته يف البئر، فقال

قد رأيته منذ عامني، فعلمت أنه ينفتح، ولكين : قد انفتح الكنيف، قال: ل لهوأتاه ساكن يف دار له، فقا .ما ظننت أنه ينفتح ذه السرعة، وإال كنت أتغداه قبل أن يتعشاين

.وتبخر يف ثيابه فاحترقت، فحلف بالطالق أال يتبخر إال عريان

.ىت البهائمكل شيء يفر من املوت ح: وجاء ليكسر لوزة، فخرجت من حتت احلجر، فقال

ولدي الكبري افتصد، فغرق : ما شأنك؟ قال: ووقف مغفل على باب داره يبكي، فقال له بعض أصحابه .املبزق يف ذراعه، وجرى دمه

ادع اهللا؛ فقد ارتكبت أمراً : وجاء رجل الواعظ، وكان مغفالً، فوجده يبكي بكاء شديداً، وقال لهإين نكحت : لناس، فأدنين منك، فأدناه وأعطاه أذنه، فقالأريد كتمه عن ا: وما هو؟ قال: عظيماً، قال

أمنوا على دعائي؛ فإين أدعو اهللا هلذا اخلاطئ أن يتوب عليه؛ فإنه نكح : بقرة، فأعلى الواعظ صوته وقال .بقرة، فغظى الرجل وجهه وانصرف

يضحكون، فقيل له وكان أبو علقمة الصويف، جيمع الصبيان ويدهن رؤوسهم، وخيرج هلم رحياً، والصبيان . وأحييت أن أفرحهم ذا، حىت ينصرفوا مسرورين. ليس يل شيء أعطيهم: يف ذلك، فقال

اجعلين يف حل؛ : ومر بعض أهل البله بباب شوكي، فوطئ شوكة، فدخلت يف رجله، فقال للشوكي .قد جعلتك يف حل: فلست أقدر على إخراجها الساعة، فأردها لك، قال

من أهل أملرية، مع فطنته يف العلم، كثري التغفل، حيكي أنه تفقد قدراً كان يطبخ فيه وكان ابن عبد النور

Page 118: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 118

يف بعض مترتهات الطلبة، فذاقه، فوجده ناقص امللح، فزاد فيه غرفة، وبقي فيه من املرق ما يف املغرفة دون .ث ال يصلح لألكل البتةملح، مث عاد وذاق ما باملغرفة، فلم جيد طعماً، فزاد إىل أن بلغ امللح بالقدر حي

هل وجدت فيه شيئاً؟ : وأدخل يده يف مفجر صهريج، فصادفت يده ضفدعة كبرية، فقال له من حضر .نعم، حجر رطب مث: قال

وأتى يوماً إىل بعض والة أملرية، وكان له من عتاق اخليل، فطلبه له، وقد كان يعلم حاله يف التغفل، . السانية بعض اليوم، فصرفه، ووجه له دابة تليق بذلكأسقي به يف: ما يصنع به؟ قال: فسأله

واشترى يوماً فضلة ملف للباسه، فبلها فنقص من ذرعها على العادة، فسار إىل التاجر يطلبه مبا نقص .منها، فأخذ التاجر يبني له العادة، فلم يقبل منه، ومحله على الكذب

.هللا، سبحان اهللا، خلقك من عود يابسريب وربك ا: ونظر بعض أهل البله إىل اهلالل، فقال

ورقد رجل يف بيته، فدخلت عليه الشمس من طاق هناك، فعطى وجهه بكمه، فجاءت الشمس على .هذا شيء ال يغطى: كمه، فغطى كمه بثوب، فطلعت الشمس على ذلك الثوب، فقال

فدفع للدالل مثنه الذي أنا أوىل برخيصي،: وتسوق دالل ثوباً لرجل، فلم يسو له اختياره، فقال الرجل .بلغ، وأخذ ثوبه

."كل نفس ذائقة املوت": ودخل رجل على مريض يعوده، وكان شديد املرض، فقال له

ارفع صوتك؛ فإنه : وتوقف إمام يف لفظة من القرآن، فرد عليه شخص بصوت ضعيف، فقال له آخر .أصم، وكانوا مجيعاً يف الصالة

.أنظر إىل أذاين إىل أين بلغ: إىل أين؟ قال: عدا، فقلترأيت مؤذناً أذن، مث: وقال بعضهم

.أمسع أذاين من بعيد: رأيت مؤذناً آخر قد أذن، مث ذهب، فقلت إىل أين؟ قال: وقال

: وكان مؤذن يؤذن، ويف يده رقعة، فسقطت من يده، فاحتملتها الريح، فجعل جيري وراءها ويقول

.أمسكوا أذاين، أمسكوا أذاين

ذهبت األمانة : يف جارية مملوكة، فوضعوها على يد مؤذن ليلة، فلما أصبح قال املؤذنواختصم رجالنأودعوا هذه اجلارية عندي على أا بكر، وقد اختربا البارحة، : وكيف ذلك؟ قال: يف الناس، قيل له

.فوجدا ثيباً

إذا وصل املاء إىل الثقب األول وكان مؤذن قد اختذ قرعة يابسة، وثقب فيها ثقبتني، وكان ميلؤها باملاء، فأذن الظهر، وإذا وصل إىل الثقب الثاين أذن العصر، فظن به أحد املؤذنني، فوسع الثقب األول، فأسرع جري املاء، وتفقدها املؤذن على عادته، فوجد املاء قد وصل إىل الثقب األول من غري وقت أذان، فأذن

.عرف بقرعيتمهالً عليكم، فإين أ: فصاح به الناس، فقال

Page 119: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 119

ومن أين : ويلكم تسابقونين يف الصالة، قالوا: وكان لقوم إمام أمحق، فقال هلم يوماً، وقد انفتل من صالته .ما أركع ركعة وال أسجد سجدة إال التفت إليكم؛ أرى ما تفعلون: لك معرفة هذا؟ قال

الذي قدم يف نفسه، أنه وأحدث إمام يف الصالة، فتأخر وقدم رجالً، وذهب جيدد الوضوء، فظن الرجلما لكم، : ال جيوز له أن يصلي، فوقف ينتظر اإلمام، فلما طال قيامه، تنحنح له قوم، فالتفت إليهم وقال

.إمنا قدمين ألحفظ مكانه

وتقدم بعض احلمقى، فصلى بقوم املغرب يف شهر رمضان، فابتدأ سورة البقرة، فانصرف القوم وتركوه، ."إنا أعطينك الكوثر"سبحان اهللا، سبحان اهللا، : ل يقولفلما رآهم قد انصرفوا جع

احلمد هللا، ارتج : وكان عبد اهللا اليشكري عامالً ملوسى بن عيسى على املدائن، فصعد املنرب، فلما قال . الذي ابتالنا بك، فجلس وضحك على كل من حضر: عليه فسكت، فقال لول

: أما بعد، فأرتج عليه، فقال: مد اهللا وأثىن عليه مث قالوصعد أبو العنبس منرباً من منابر الطائف، فح

فما ينفعكم أن أقول لكم ما ال تدرون؟ ونزل، فلما كان : ال، قال: أتدرون ما أريد أن أقول لكم؟ قالوا: نعم، قال: أتدرون ما أقول لكم؟ قالوا: أما بعد، مث أرتج عليه، فقال: يف اجلمعة الثانية صعد املنرب، فقال

أما : اجتكم إىل أن أقول لكم ما قد علمتم؟ مث نزل، فلما كان يف اجلمعة الثالثة، صعد املنرب، فقالفما حفليخرب : بعضنا يدري، وبعضنا ال يدري، فقال: أتدرون ما أقول لكم؟ فقالوا: بعد، مث أرتج عليه، فقال

.الذي يدري للذي ال يدري، مث نزل

واهللا، ال أمجع عليكم عياً ولؤماً، : ألضحى، فأرتج عليه، فقالوخطب عبد اهللا بن عار البصري يوم عيد ا .من أخذ شاة من السوق، فهي له، وعلي مثنها

وكان بسجستان رجل يعرف بأيب العباس، يتقلد أعمال السلطان، فجاءه أبوه يف أمر إنسان، فاشتد عليه هذا الذي أقول هلم منذ : فقالليس ذلك ابين،: إذا جاءك أحد أن تكلمين فقل له: وأضجره، فقال ألبيه

.ثالثني سنة، فال يقبلون مين، فخجل االبن، وندم على ما قال

أكرم من أكرم اهللا، : وكان هبنقة حيسن إىل السمان من إبله، ويسيء إىل املهازيل، فقيل له يف ذلك، فقال .وأهني من أهان اهللا

إنكم ال تعلمون فرحة من : ن يف بعري؟ فقالأجتعل بعريي: وضل له بعري، فجعل بعريين ملن جاء به، قال .وجد ضالة

إذا فعلت، فأنت والذئب : أخلصها من الذئب، وآخذها؟ فقال له: وافترس الذئب له شاة، فقال له رجل .سواء، وترك الذئب مضى ا

: ما رأيت من محقه؟ فسكت، فلما أكثروا عليه قال: كان الفاخري من أمحق الناس، فقيل له: وقال نافع

Page 120: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 120

البحر من حفره، وأين ترابه، وهل يقدر أمري املؤمنني أن حيفر مثله يف ثالثة أيام؟ واشترى : قال يل مرةبكم اشتريتها ففتح يديه، ونشر أصابعه، وأخرج لسانه، : باقل شاة بأحد عشر درمهاً، فلقيه رجل فقال له

.فمضت الشاة طريقها

.اب املدينة؛ لئال خيرجأغلقوا أبو: وضاع باز ملعاوية بن مروان، فقال

أخشى أن : تعري لنا ثوباً، نكفن إنساناً وترده إليك، فقال: "هكذا"وجاء إليه رجل أمحق منه، فقيل له .ينجسه، فال نلبسه

ما عندي : مات جارك فالن، وما ترك شيئاً، فعسى أن تأمر له بكفن، فقال: وجاء إليه قوم، فقالوا له . يف غري هذا الوقتاليوم شيء، ولكن تعودون إلينا

: ومىت أكله الذئب؟ قال: كان اسم الذئب الذي أكل يوسف عليه السالم كذا، وقالوا له: وقال قاص

.فهو اسم الذئب الذي مل يأكله

استشهد ومل حيج، وكان : وكان بالبصرة ثالث إخوة من بين عتاب، كان أحدهم حيج عن محزة، ويقولأخطأ السنة يف ترك األضحية، وكان الثالث يفطر أيام التشريق : آخر يضحي عن أيب بكر وعمر، ويقول

.غلطت يف صومها أيام التشريق: عن عائشة ويقول

ما أريكم إال ما أرى وما ": أقول لكم كما قال العبد الصاحل: وخطب عدي بن وتاد اإليادي، فقال .ه فقد أحسنيا قوم، من قال: فرعون قال هذا، قال: فقيل له"أهديكم إال سبيل الرشاد

واهللا، لوال أنك أكرب سناً مين، لرأيت ما كنت أصنع : ووقع بني شخص وابنه كالم، فقال االبن لألب .بك

اللهم اجعلنا ممن : مث قال"يتجرعه وال يكاد يسيغه": وتال أبو بكر القاضي يف وعظه يوماً قوله تعاىل .يتجرعه ويسيغه

: وتعرف أنت من علي؟ قال: لي ومعاوية، فقال له أحد القوموكان قوم من أهل العلم يتناظرون يف أمر ع

امرأة النيب صلى اهللا عليه وسلم بنت عائشة، : ومن كانت فاطمة؟ قال: نعم، أليس هو أبا فاطمة؟ قال .قتل يف غزوة صفني مع النيب صلى اهللا عليه وسلم: فما كانت قصته؟ قال: أخت معاوية، قال

وما : أصلحك اهللا، مسعت الساعة يف السوق شيئاً منكراً، قال: فقالووقف على شيخ من أهل العلم، يا ابن : معاوية، قال له: ومن هو من األنبياء الذي شتم؟ قال له: يشتمون األنبياء، قال الشيخ: هو؟ قال

فقيه نصف نيب، أيشتم؟ وقال أبو علي اللواز يوماً لقوم من أصحابه، دخلوا : أخي، ليس معاوية نبياً، قال .واهللا، لو كان عندي دجاج مشويات، لذحبتها لكم: عليه يف داره

وتعرض األسد ألهل رفقة، فخرج إليهم رجل منهم، فلما رآه سقط الرجل يف األرض، فوثب عليه

Page 121: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 121

ال بأس علي، غري أن : كيف أنت؟ فقال: األسد، فشدوا عليه بأمجعهم، فتنحى عنه األسد، فقالوا له . األسد خرا يف سراويلي

.ينبغي أن يكون صاحب هذا القرب بيطاراً: ر رجل حبمار على املقابر، فنفر احلمار عند قرب منها، فقالوم

هذا ما وعد اهللا، وصدق املرسلون، بارك اهللا لنا إذا صرنا : ورأى أبو عوانة قوماً قد صلبوا، فجعل يقول .إىل ما صاروا إليه

باهللا، ما : ، فإذا أنا بامرأة قد عرضت يل، فقالتاجتزت يوماً يف بعض طرق بغداد: وقال أبو العباس: نعم، قالت: وأنا أحب الغرباء فهل لك أن أزوجك جارية حسنة؟ قلت: أمحد، قالت: امسك؟ فقلت

وتلد ولداً وتدعه ينصرف إىل املكتب، فيطلع يوماً للسطح، ويقع منه، وينشق رأسه وميوت، مث صاحت أن تكون جمنونة، فمضيت وتركتها، فرأيت شيخاً ينظر وصرخت وبكت ولطمت وجهها، فخفت منها

ال تأخذ عليها، ما املوت إال مصيبة، ومن يرزق مثل : ما لك؟ فحدثته فقال: إيل على باب الدار، فقال يل .فرأيت الشيخ أمحق منها: صربك؟ قال

ما باهلا : خلادمهوكان لبعضهم بغلة، فغضب عليها، وقطع عنها العلف، مث ركبها فلم تستطع املشي، فقال .أعطها علفها، وال تعلمها أين قلت لك شيئاً: ألنك قطعت عنها العلف، قال: ال متشي؟ قال

أفسد علي بعض أهلي، : ومن أين تعلم هذا؟ قال: هو رجل سوء، فقيل له: وجرى ذكر رجل، فقال آخر .أمي: ومن هن؟ قال: قيل

اقسم املال بني القواعد من النساء، وهن الالئي : بصرةوكتب املنصور إىل عبد اهللا احلارثي، وهو وايل الاكتبوه؛ فإن اهللا تعاىل : اكتبين يف العميان، قال: قعدن عن النكاح، وبني أهل األعذار، فقال له رجل فقري

: واكتب ابين يف األيتام، قال: ، قال"فإا ال تعمى األبصر ولكن تعمى القلوب اليت يف الصدور": يقول

. أباه فهو يتيم، اكتب ابنه يف األيتامنعم، من كنت

كنت بالكوفة، : أين غاب؟ قال: كان يل صديق فقدته زماناً، مث رأيته، فسألته: وقال ابن املاجشونيا أخي، صربت هلم على ما هو أشد من : وكيف صربت فيها وهم يشتمون أبا بكر وعمر؟ قال: فقلت

. على معبد يف الغناءفإم يفضلون الكتايب: وما هو؟ قال: هذا؟ قلت

خدمت موالك حق اخلدمة يف حياتك، وأنا : وماتت جارية لبعضهم، فلما محلت جنازا، جعل يقول .اليوم أكافئك، اشهدوا أين قد حررا لوجه اهللا تعاىل

إذا رأيتم العليل على هذه الصفة، فاغسلوا "إنا هللا وإنا إليه راجعون": ودخل رجل على مريض، فقال .قم عين؛ فقد قتلتين: منه، فقال له العليلأيديكم

أبا فالن : وما هي؟ قال: قد أحكمت النحو كله إال ثالث لقطات أشكلت علي، قال له: قال رجل آلخر

Page 122: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 122

أما أبو فالن فللملوك األمراء والقضاة واحلكام، : وأبو فالن، وأيب فالن، ما الفرق بينهما؟ قال له صاحبهاب األموال والوسط من الناس، وأما أيب فالن فللسفلة واألسقاط واألوباش من وأما أبا فالن فللتجار وأرب

.الناس

.ليس أنا، واهللا، من هذه البلدة: كم اليوم من الشهر؟ قال: قلت مرة لرجل: وقال عبد اهللا بن طاهر

.ارفق به، فإن هذه أول مرة ختناه: وخنت حممد بن اخلليل ولده، فقال للحجام

ال تغتم يا أخي؛ فلو رأيت ثواب : رجل قد ذهب بصره، والناس يعزونه، فقال لهودخل بعضهم على .فعل اهللا ذلك بك، وأجزل لك الثواب: ذلك لتمنيت أن يقطع اهللا يديك ورجليك، فقال له الرجل

دعهم؛ فإنس أتسابق : مررت مبؤدب، والصبيان يضربونه، فتقدمت ألخلصه منهم، فقال: وقال بعضهم .قهم ضربتهم، وإن سبقوين ضربوين، وهم اليوم قد سبقوينفإذا سب. معهم

القرون، فجمع القرون وزرع، وما زال : ما الذي يزرع حىت ينبت به اخلرفان؟ قال: وقال صيب ألبيه .أنتم مل تنبتوا بعد، وصرمت تنطحوين: يسقيها شهراً، فلم ينبت، فنبشها لينظرها، فلسعته عقرب، فقال

واهللا، ما هو يل، : أطعمين منه، فقال: بهلول انون، وهو يأكل خبيصاً، فقلت لهمررت ب: وقال الشيباين .لعائكة بنت اخلليفة، بعثته يل؛ آلكله وحدي: فلمن هو؟ قال: قلت

كان ابن إدريس عيباً، وكان هو ومجاعة خيرجون إىل العقيق يترتهون، فكان : وحدث الوليد بن بكار قالاجهدوا جهدكم؛ فقد : لسانه، فيأخذون ما يريدون، فعلم بذلك، فقال هلمأصحابه يبعثون إيل بيته على

إذا جاءكم رأسي يف طبق، فال تبعثوا إيل بشيء، فمضى الرسول إىل أهله وعرفهم ذا : قلت ألهليقد أعيتين احليلة فيكم؛ : الكالم أمارة، وطلب هلم ما أراد، فأعطوه، فلما حضر ذلك بني يديه قال هلم

. يبكمفاهللا حس

مررت مبعلم، وهو قد حبس ديكاً، وهو يضربه، ويقول له ألف شني، ألف شني، فقلت : وقال اجلاحظأنا أنصب فيها : أعزك اهللا، انظر إىل تلك املزبلة، وأشار إىل مزبلة أمام مكتبه، فقال: ما هذا؟ فقال يل: له

اش، فال يفهمين، : ه هلا، فقلت لهفخاخاً؛ لصيد العصافري، فيأيت هذا الديك، فيلتقط احلب الذي أجعل .لعله ال يعلم، وأردت أن أعلمه؛ حىت يفهمين: فقلت

بيين وبينه عداوة متقدمة، وأخاف أن يرد غيظه على : يغسله فالن، فقال: ومات ولد لبعضهم، فقيل له .ابين فيهلكه

جرى ذكر اوس، واستعمل معاوية رجالً من كلب على بعض األعمال، فحضر عنده يوماً أهل علمه، ولعن اهللا اوس ينكحون أمهام وأخوام واهللا، لو أعطيت ألف دينار ما نكحت أمي، فبلغ : فقال الكليب

.قبحه اهللا، ما أظنه إال لو زاده لفعل: اخلرب معاوية، فقال

Page 123: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 123

، وكان بالبصرة جمنون يأوي إىل دكان خياط، وبيده قصبة، قد جعل يف رأسها كرة، ولف عليها خرقةإنه قد محي الوطيس، وطاب : لئال يؤذي الناس ا، فكان إذا أحرجه الصبيان التفت إىل اخلياط، فقال له

: اللقاء، فما ترى؟ فيقول شأنك م، فيشد عليهم بالقصبة وهو يقول

أحتفي كان فيها أم سواه على الكتيبة، ال أبالي أشد

: رض، وأبدى له عورته، فيتركه وينصرف عنه، ويقولفإذا أدرك منهم صبياً، رمى الصيب بنفسه على األ

: عورة املؤمن محى، ولوال ذلك لتلفت نفس عمرو بن العاص يوم صفني، مث يقف ويناديهم

خشاش، كرأس الحية المتوقد أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه

: مث يرجع إىل دكان اخلياط، فيلقي القصبة من يده، ويقول

قر عيناً باإلياب المسافر كما بها النوىفألقت عصاها، واستقر

إنه مل ميت، فخرج وهو : ودخل أبو عتاب املصاب مع قوم يعودون مريضاً، فبدأ يعزي قومه، فقالوا .ميوت إن شاء اهللا، ميوت إن شاء اهللا: يقول

كم لن اغسلوه؛ فإن: وأغمي على رجل من األزد، فصاح النساء، وبعث إىل أخيه، فوجده حياً، فقال هلم .تفرغوا من غسله، حىت يقضي به

ووعد رجل رجالً من احلمقى بنعل حضرمية، فطال عليه االنتظار، فأخذ قارورة وبال فيها، مث أتى إىل .انظر يف هذا املاء، إن كان يهدي إىل بعض إخواين نعالً حضرمية: الطبيب فقال

به، فيصفعه فجعل سحالً يف قفاه، وقعد على وكان عيناوة األمحق جيد القفا، فرمبا مر به من يزيد العبث .شم يدك يا فىت، فلم يكن أحد يصفعه: الطريق، فكان إذا ضرب أحد قفاه، قال له

سوبق بني اخلرنفش وهبنقة، أيهما أمحق؟ فجاء اخلرنفش حبجارة خفاف من جص، : وقال األصمعيالترس، مث رمى : رفع رأسه، وقالوجاء هبنقة حبجارة ثقال وترس، فبدأ اخلرنفش، فقبض على حجر، مث

الترس فأصاب : إنه قال: مالك ازمت؟ فقال: باحلجر، فأصاب الترس، فازم هبنقة، فقال أصحابه .العني، أما كان يصيب عيين: الترس، فلو أنه قال

بعتك، لوال ما رأيت عليك من سيماء اخلري ما ات: وتبع داود بن املعتمر امرأة ظنها من الفواسد، فقال هلاإمنا كان يعتصم مثلي من مثلك بسيماء اخلري، وأما إذا صار سيماء اخلري هو : فضحكت املرأة وقالت .املعزي، فاملستعان اهللا

.ليس يف وال فيكم خري، فتبلغوا يب، حىت جتدوا خرياً مين: وقال أبو دحية القاص

. الشهادة، أنا ومجيع املسلمنياللهم ارزقين: مسعت قاصاً ببغداد، وهو يقول: وقال مثامة بن أشرس

Page 124: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 124

.ما لكم؟ كثر اهللا بكم القبور: ووقع الذباب على وجهه، فقال

وملا بقرت هند عن كبد محزة فاستخرجتها عضت عليها : ورأيت قاصاً حيدث بقتل محزة، فقال: قالاص يديه إىل السماء لو ازدرا ما مستها النار، مث رفع الق: والكتها، ومل تزدردها، فقال النيب عليه السالم

.اللهم أطعمنا كبد محزة: وقال

وتزوج مالك بن زيد فتاة من متيم، فلما دخل على امرأته، رأت منه اجلفاء واجلهل، فجلس ناحية رجالي أحق ما، فلما : فاخلع نعليك، قال: بدين أوىل ا، قالت: ضع مشلتك، قال: منقبضاً، فقالت له

.لما شم رائحة الطيب ارتاح هلارأت ذلك، قامت وجلست إليه، ف

افقأ إحدى : وأرسل ابن العجل فرساً له يف حلبة، فجاء سابقاً، فقال ألبيه عجل كيف ترى أن أمسيه؟ قال : عينيه، ومسه األعور، وفيه يقول الشاعر

وأي عباد اهللا أنوك من عجل بنو عجل بداء أبيهم رمتني

ثال تضرب في الجهلفأضحت به األم أبوهم عار عين جواده أليس

كل حقل ال يرى قفا صاحبه ال : ما كذب من قال: ومر معاوية بن مروان حبقل له، فلم يعجبه، فقال .يفلح، مث نزل عن دابته، فأحدث فيه مث ركب

إا من نسوة خيبئن ذلك ألزواجهن، ولو : مألتنا ابنتك البارحة بالدم، قال: وهو الذي قال لوالد زوجته .ما زوجناك، فعلى الذي دلنا عليك لعنة اهللاكنت خصياً

وما تصنع؟ : قوادة، قال: ما هذه؟ قال: وكان أبو العاج والياً بواسط، فأتاه صاحب شرطته بقوادة، فقال .إمنا جئتين ا لتعرفها بداري، خل عنك، لعنك اهللا ولعنها: جتمع بني الرجال والنساء، قال: قال

واهللا، ما اهتديت هلا؛ ألين إمنا دخلت هذه : أين القبلة يف دارك؟ فقال: ودخل قوم على كردم، فقالوا له .الدار منذ ستة أشهر

قليل أرز، فأكثرت : وما أكلت؟ قال: قد أكلت، فقال له: ودخل كردم على رجل فدعاه للغداء، فقال .منه

فرأسي : لال يكون ذلك، قا: رأس كبشني، قال: أي شيء تشتهي؟ قال: ومرض كردم، فقال له عمه .فلست أشتهي شيئاً: وهذا ال يكون، قال: كبش، قال

.فال صبحك اهللا إال خبري، وال حيا وجهك إال بكرامة: وكان أبو إدريس السمان يكتب

وأتى عامر بن عبد اهللا بن الزبري بعطائه وهو يف املسجد، فقام ونسيه، فلما سار إىل بيته ذكره، فقال

Page 125: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 125

وأين يوجد وقد دخل بعد ذلك املسجد مجاعة؟ : يت يف املسجد، قال لهإئتين بعطائي الذي نس: لغالمهأكره أن : وبقي أحد يأخذ ما ليس له؟ وسرقت نعله، فلم يلبس بعد ذلك نعالً حىت مات، وقال: قال

.أختذ نعالً، فيجيء من يسرقها فيأمث

إن : ا بالكما؟ فقالم: مررت ببعض طرق الكوفة، فإذا أنا برجل خياصم جاراً له، فقلت: وقال بعضهمصديقي زارين، فاشتهى رأساً فاشتريته وتغدينا، فأخذت عظامه فوضعتها على باب داري؛ أجتمل ا عند

.جرياين، فجاء هذا فأخذها، ووضعها على باب داره؛ يوهم الناس أنه اشترى الرأس

ة وثلث، أو زيتونة أفطرت البارحة على رغيف وزيتونة ونصف زيتونة أو زيتون: وقال بعض املتربدينيا فىت، إنه بلغنا من الورع ما : وربع، أو زيتونة وما علم اهللا من زيتونة أخرى، فقال له بعض احلاضرين

.يبغضه اهللا، وأحسبه ورعك

.ما أظن اهللا إال قد غفر هلم، لوال أين كنت فيهم: ونظر آخر إىل أهل عرفات فقال

دلين على شيء إذا : أال تعجب؟ أتاين رجل فقال: فقال يلأتاين عبد اهللا بن سعيد،: وحكى األعمش قالاسأل اهللا العافية؛ واستدم النعمة، : أكلته مرضت؛ فقد استبطأت العلة، وأحببت أن أعتل فأؤجر، فقلت

كل السمك اململوح، واشرب : فإن من شكر اهللا على النعمة كمن صرب على البلية، فأحل علي فقلت له .الشمس، واستمرض اهللا ميرضك إن شاء اهللالنبيذ احلار، وقم يف

ما هذا؟ نظنه يف بعض نعالكم، : ودخل قوم على رجل من الزهاد، فوجدوا عنده رائحة قبيحة، فقالوا لهليس كما قلتم، هو من حشو الكنيف، أودعته شاريب؛ رياضة للنفس وإذالالً هلا، أال تطلع : فقال الزاهد

. اجلنةإيل الروائح اليت حترم عدا رائحة

ليس هذا كما تزعمون، إمنا كان هذا قبل ابتدائي بصيام : ومسع آخر تشاجر قوم يف تاريخ شيء فقال .الدهر، فال كان هذا وال كان صيامه

حيىي، فاشترى يوماً حيىي زناراً جديداً، : حسني، ولآلخر: وكان بغرناطة رجالن أمحقان، يقال ألحدمهاجرده وألبسه أنا أقيسه، والبس أنت زناري، فلبسه حسني، وأعطاه : فرآه حسني عليه، فأعجبه، فقال له

جرد زناري، وذهب خلفه، إىل أن : زناره املبتذل، ونظر عليه مييناً ومشاالً، مث ذهب به مسرعاً، فقال لهرد زناره، ونشتري لك : وصال إىل البيازين، واجتمع عليهما الناس، فلم يقدر أحد أن جيرده له، فقالوا له

.ريه، ففعلوا، وبقي ذلك الزنار عليهغ

ومجع بعض امللوك بني جمنونني؛ ليضحك عليهما، فبعث ما، فأمسعاه ما يكره، فدعا بالسيف، فقال أحد .كنا اثنني، فصرنا ثالثة: انونني لصاحبه

Page 126: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 126

الحديقة الرابعة في الوصايا والحكم

وفيها باب الواحد

الباب األول

حاجبك؛ فإنه وجهك الذي تلقى : أوصيك بثالثة: بن سعيد إىل خراسان، قال لهملا وجه ابن هبرية مسلمبه الناس، إن أحسن، فأنت احملسن، وإن أساء فأنت املسيء، وصاحب شرطنك؛ فإنه سوطك وسيفك،

أن ختتار من كل كورة : وما عمال الفرد؟ قال: وحيث وضعتهما، وضعتهما، وعمال الفرد، قال له . أصبت فهو الذي أردت، وإن أخطأت فهم املخطئون، وأنت املصيبرجاالً لعملك، فإن

القراء ضربان، ضرب : دلين على قوم من القراء؛ أوهلم، فقال له: وقال عدي بن أرطأة إلياس بن معاويةيعملون لألخوة، ال يعملون لك، وضرب يعملون للدنيا، فما ظنك م، إذا أمكنتهم منها؟ ولكن عليك

.الذين يستحيون ألحسام، فوهلمبذوي البيوتات

إين ال أضع سيفي، حيث يكفيين سوطي، وال أضع سوطي حيث يكفيين لساين، ولو أن : وقال معاوية .إذا مدوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددا: وكيف ذلك؟ قال: بيين وبني الناس شعرة ما انقطعت، قيل له

.من تواضع هللا رفعه: وقال عليه السالم

.كل ذي نعمة حمسود عليها، إال التواضع: احلكماءوقال بعض

.أفضل الرجال من تواضع عن رفعة، وزهد عن قدرة، وأنصف عن قوة: وقال عبد امللك بن مروان

أشدها تأييداً له ثالثة : أي األمور أشد تأييداً للعقل، وأيها أشد إضراراً له؟ فقال: وسئل بعض احلكماءاالستبداد، والتهاون، : األمور، وحسن التثبت، وأشدها إضراراً بهمشاورة العلماء، وجتربة: أشياء

.والعجلة

.ما كنت كامته عن عدوك، فال تظهر عليه صديقك: وقال بعض احلكماء

ما استودعت رجالً سراً، فلمته عليه إذا أفشاه؛ ألين كنت أضيق صدراً حني : وقال عمرو بن العاص .استودعته منه حني أفشاه

كان النيب صلى اهللا عليه وسلم، إذا غزا أخذ طريقاً، وهو يريد أخرى، : بن زيد قالوحكى أسامة .اخلرب خدعة: ويقول

كان مالك بن عبد اهللا اخلثعمي، وهو على الطائفة، يقوم يف الناس، كلما أراد : وعن مالك بن أنس قالهللا، على موضع كذا وكذا إين آخذ بكم غداً، إن شاء ا: أن يرحل، فيحمد اهللا ويثين عليه، مث يقول

Page 127: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 127

.فتفترق اجلواسيس عنه بذلك، فإذا أصبح الناس سلك م طريقاً أخرى، وكانت الروم تسميه الثعلب

الفزعات ثالث، فمن كانت فزعته يف رجليه، فذاك الذي ال تقله رجاله، : وقال عمرو بن معدي كرب .عته يف قلبه، فذاك الذي يقاتلومن كانت فزعته يف رأسه، فذاك الذي يفر من أمه، ومن كانت فز

.إذا أتاكم كرمي قوم فأكرموه: قال النيب صلى اهللا عليه وسلم

.اصطناع املعروف يقي مصارع السوء: وقال عليه السالم

إن لك شريكني يف مالك، احلدثان والوارث، فإذا استطعت أال تكون أخبس الشركاء حظاً، : وقال أبو ذر .فافعل

لت الدنيا عليك، فأنفق منها؛ فإا ال تفىن، وإذا أدبرت عنك، فأنفق منها؛ فإا ال إذا أقب: وقال بعضهم : تبلى، أخذ الشاعر هذا املعىن فقال

فليس ينقصها التبذير والسرف ال تبخلن بدنيا، وهي مقبلة

فالشكر منها إذا ما أدبرت خلف تولت فأحرى أن تجود بها وإن

إذا أردمت أن تعلموا ما للعبد عند ربه، فانظروا إىل ما يتبعه من حسن : لموقال النيب صلى اهللا عليه وس .الثناء

واجعل يل لسان صدق يف ": وقال بعض أهل التفسري، يف قوله تعاىل فيما حكى عن إبراهيم عليه السالم . أنه أراد حسن الثناء من بعد"اآلخرين

.إن كل ذي نعمة حمسوداستعينوا على حوائجكم بالكتمان؛ ف: وقال عليه السالم

.من نشر معروف فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره: ويف احلديث

.لو أن فرعون مصر أسدى إيل يداً صاحلة، شكرته عليها: وقال ابن عباس رضي اهللا عنه

.إذا قصرت يداك عن املكافآت، فليطل لسانك بالشكر: وقال بعضهم

."وقليل من عبادي الشكور": ذلك بقول اهللا سبحانهما حنل اهللا عباده أقل من الشكر، واعترب: وقيل

.العقل رائد الروح، والعلم رائد العقل، والبيان ترمجان العلم: وقال سهل بن هارون

.الروح عماد البدن، والعقل عماد الروح، والعلم عقاد العقل، والبيان عماد العلم: وقيل

.شعر حلكمةإن من البيان لسحراً، وإن من ال: وقال عليه السالم

.أحق الناس بالعفو، أقدرهم على العقوبة: وقال األحنف بن قيس

.العلم أكثر من أن حياط به؛ فخذوا من كل شيء أحسنه: وقال ابن سريين

إن كان حيسن به أن يعيش، فيحسن به أن : هل حيسن بالشيخ أن يتعلم؟ قال: وقيل أليب عمرو بن العالء

Page 128: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 128

.يتعلم

العلم، فإن تكونوا صغار قوم ال حيتاج إليكم، فعسى أن تكونوا كبار قوم، ال اطلبوا: وقال عروة لبنيه .يستغىن عنكم

فكفاك بترك العلم : أريد أن أطلب العلم، وأضاف أن أضيعه، قال: وقال رجل أليب هريرة رضي اهللا عنه .إضاعة له

فلبك؛ فإن نفاذك اقصد من أصناف العلم إىل ما هو أشهى لنفسك، وأخف على : وقال بعض احلكماء . فيه على قدر شهوتك له، وسهولته عليك

يا رؤبة، لعلك من قوم إن سكت عنهم مل يسألوين، وإن : قال يل النسابة البكري: وقال رؤبة بن العجاج: فما آفة العلم ونكده وهجنته؟ قلت: أنا أرجو أال أكون كذلك، قال: حدثتهم مل يفهموين، قلت

.ن، ونكده الكذب، وهجنته نشره عند غري أهلهآفته النسيا: ختربين؟ قال

: إن العبد ال يولد عاملاً، وإمنا العلم بالتعلم، أخذه الشاعر فقال: وقال عبد اهللا بن مسعود

أخو علم كمن هو جاهل وليس فليس المرء يولد عالما تعلم؛

صغير إذا احتفت عليه المحافل كبير القوم، ال علم عنده وإن

إذا ردت إليه المسائل كبير، قوم، والعلم عندهصغير ال وإن

علم علمك من جيهل، وتعلم ممن يعلم؛ فإنك إذا فعلت ذلك حفظت ما علمت، : وقال بعض احلكماء .وعلمت ما جهلت

.ال أدري، فقد أصيبت مقاتله: إذا ترك العامل: وقال مالك بن أنس رمحه اهللا

.ال أدري فقد أحزر نصف العلم: ما ال يدري، فقالمن سئل ع: وقال عبد اهللا بن عمرو بن العاص

حديث مسند، وآية حمكمة، وال أدري، فجعلوا ال أدري من العلم، إذا كان صواباً : العلم ثالثة: وقالوا .من القول

.احلكمة إذا خرجت من القلب وقعت يف القلب، وإذا خرجت من اللسان، مل جتاوز اآلذان: وقالوا

سان العاقل من وراء قلبه، فإذا أراد الكالم تفكر، فإن كان له قال، وإن كان عليه ل: وقال احلسن البصري .سكت، قلب األمحق من وراء لسانه، فإذا أراد أن يقول قال

العقل يف الدماغ، والضحك يف الكبد، والرأفة يف الطحال، : وقال علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه .والصوت يف الرئة

.من مل ينفعه ظنه، مل ينفعه يقينه: هوقال عمر رضي اهللا عن

Page 129: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 129

.الصغري حىت يكرب، والغائب حىت يرجع، واملريض حىت يفيق: من أحب بنيك إليك؟ قال: وسئل بعضهم

ال تضعوا احلكمة عند غري أهلها؛ فتظلموها، وال متنعوها من أهلها؛ : وقال صلى اهللا عليه وسلم .فتظلموهم

. املشركنيخذ احلكمة ولو من ألسنة: ويف احلديث

.احلكمة ضالة املؤمن، يأخذها ممن مسعها، وال يبايل من أي وعاء خرجت: وقال عليه السالم

أيها الناس، ال مينعنكم سوء ما تعلمون منا، أن تنتفعوا بأحسن ما تسمعون منا؛ فإن الشاعر : وقال زياد : يقول

ينفعك قولي، وال يضررك تقصيري بقولي، وإن قصرت في عملي اعمل

وقوف : فما أفضل العلم؟ قال: معرفة الرجل نفسه، قيل له: ما أفضل املعرفة؟ قال: وقيل لقيس بن ساعدة .استبقاء الرجل ماء وجهه: فما أفضل املروءة؟ قال: املرء عند علمه، قيل له

.التقدير نصف العيش، والتوزر نصف العقل، وحسن طلب احلاجة نصف العلم: وقال احلسن

.الغىن يف النفس، والشرف يف التواضع، والكرم يف التقوى: ال تكون إال يف ثالثةثالثة : وقيل

ثالثة ال تعرف إال يف ثالثة، ذو البأس ال يعرف إال عند اللقاء، وذو األمانة ال يعرف إال عند األخذ : وقيل .والعطاء، واإلخوان ال يعرفون إال عند التوائب

وف ما أخاف عليكم شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب املرء أخ: وقال عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه .بنفسه

من طلق الدنيا، فاآلخرة صاحبته، ومن فارق احلق، فاجلذع : ومر أعرايب برجل صلبه السلطان، فقال .راحلته

.من فاته حسب نفسه، ال ينفعه حسب أبيه: وقال قس بن ساعدة

.ال دين إال مبروءة: وقال عليه السالم

املروءة ست خصال، ثالث يف السفر، وثالث يف احلضر، فأما اليت يف السفر، فبذل الزاد، : وقال ربيعة .وحسن اخللق، ومداعبة الرفيق، وأما اليت يف احلضر، فتالوة القرآن، ومالزمة املساجد، وعفاف الفرج

الديك سخاءه من أخذ من الديك ثالثة أشياء، ومن الغراب ثالثة أشياء، مت ا أدبه، من أخذ من: وقيل .وغريته وشجاعته، ومن الغراب بكوره يف طلب الرزق، وشدة حذره، وسترة سعاده

الرجال ثالثة، فرجل كالغذاء ال يستغىن عنه، ورجل كالدواء حيتاج إليه حيناً، ورجل : وقال املأمون .كالداء ال حيتاج إليه أبداً

Page 130: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 130

أنه يدري فذلك العامل فاسألوه، ورجل يدري الرجال أربعة، رجل يدري ويدري : وقال اخلليل رمحه اهللاوال يدري أنه يدري فذلك الناسي فذكروه، ورجل ال يدري، ويدري أنه ال يدري فذلك اجلاهل

.فعلموه، ورجل ال يدري وال يدري أنه ال يدري فذلك األمحق فارفضوه

: فقالإذا أحب اهللا عبداً حببه إىل الناس، أخذ املعىن ابن عبد ربه، : ويف احلديث

ومحبة تجري مع األنفاس عليه من الحياء سكينة وجه

ألقى عليه محبة للناس أحب اهللا يوماً عبده وإذا

.ال راحة حلسود، وال إخاء مللول، وال حمب لسيء اخللق: وقال علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه

الذين حيسدون الناس على ما : هللا؟ قالمن يعادي نعم ا: ال تعادوا نعم اهللا، قيل: وقال عبد اهللا بن مسعود .آتاهم اهللا من فضله

.شر الناس من اتقاه الناس لشره: وقال عليه السالم

أن يغزى عليه : ملاذا يصلح مثل هذا الفرس؟ قالوا: وعرض على أيب مسلم فرس جواد، فقال ألصحابه .ال، ولكنه يركبه الرجل، فيهرب منه من اجلار السوء: العدو، قال

ال شيء أضيع من مودة من ال وفاء له، واصطناع من ال شكر عنده، والكرمي يود الكرمي : لت احلكماءوقا .عن لقية واحدة، واللئيم ال يصل أحداً إال عن رغبة أو رهبة

من أويت حظه من الرفق، فقد أويت حظه من خري الدنيا واآلخرة، ومن حرم : وقال صلى اهللا عليه وسلم .حرم حظه من خري الدنيا واآلخرةحظه من الرفق، فقد

.العني باب القلب، فما كان يف القلب ظهر يف العني: وقال بعض احلكماء

على أربعة أشياء، علمت أن يل رزقاً ال يفوتين، فلم : عالم أسست عبادتك؟ قال: وقيل لبعض احلكماءت أن يل فرضاً ال يقيمه غريي، أشغل قليب به، ومل أطلبه، وعلمت أن يل أجالً يبادرين فأنا أبادره، وعلم

.فأنا مشتغل به، وعلمت أين ال أغيب عن نظر ريب، فأنا مستح منه

عشرة من مكارم األخالق، صدق احلديث، وصلة الرحم، وحفظ اجلار، وأداء األمانة، : وقال بعضهمن وبذل املعروف، ومكافآت األيادي، ورعاية ذمام الصاحب، وقرى الضيف، وكتمان السر، ورأسه

.احلياء

أربعة من كن فيه فقد حيزت له الدنيا واآلخرة، صدق احلديث، وأداء األمانة، وعفاف : وكان يقال .الطعمة، وحسن اخللق

Page 131: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 131

ستة إن أهينوا، فال يلوموا إال أنفسهم، املستخف بالسلطان، والالعب مع الصبيان، : وقال بعض احلكماءعه، ومن قعد مقعداً ليس بأهل له، ومن تقدم إىل طعام ومعترض السكران، واملقبل حبديثه على من ال يسم

.مل يدع إليه

.من كتم السلطان نصيحته، واألطباء مرضه، واإلخوان بثه، فقد أخل بنفسه: وقال بعض احلكماء

.إمام عادل خري من مطر وابل: وقالت احلكماء

يستفتيك - عمر بن اخلطاب يعين- إين أرى هذا الرجل : قال يل ابن عباس، قال يل أيب: وقال الشعيبويقدمك على األكابر من أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وإين موصيك خبالل أربع، ال تفش

كل : قلت البن عباس: له سراً، وال جيرين عليك كذباً، وال تطوعنه نصيحة، وال تغتابن عنده أحداً، قال .إي واهللا، ومن عشرة آالف: واحدة خري من ألف، قال

.العفو يفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكرمي: وقال بقراط احلكيم

.إمساكك ما بيدك خري من طلبك ما بيد غريك: ومن حكم البخالء ووصاياهم، قال أبو األسود الدؤيل

.لو أطعنا املساكني يف أموالنا لكنا أسوأ حاالً منهم: وقال

شاء أن يغين الناس كلهم لفعل، ولكنه علم أن قوماً ال ال جتادوا اهللا؛ فإنه أجود وأكرم، ولو: وقال هلم .يصلحهم، وال يصلح هلم إال الغىن، وقوماً ال يصلحهم وال يصلح هلم إال الفقر

يا أخا بين تغلب، إين، واهللا، لو مكنت الناس : أتيت رجالً من كندة أسأله، فقال: وقال رجل من تغلب .ي بيدي من مايل وعرضي إال ما منعه من الناسمن داري لنقضوها طوبة طوبة، واهللا ما بق

كأنك تأمل : الدهر أعرض منه، فقيل له: مالك ال تنفق؛ فإ، مالك عريض؟ فقال: وقيل خلالد بن صفوان .ال، ولكين أخاف أال أموت يف أوله: أن تعيش الدهر كله، قال

: هذا االسم؛ ألنه ال يقال يلال أعدمين اهللا: أترضى أن يقال لك خبيل؟ قال: قلت لرجل: وقال اجلاحظ

.خبيل، إال وأنا ذو مال، فسلم يل املال، ومسين بأي اسم شئت

اطلبوا األدب؛ فإن مادة العقل، دليل على املروءة، صاحب يف الغربة، مؤنس يف الوحشة، : وقال شبيب .صلة يف الس

.االًمن مل يكتسب باألدب ماالً، اكتسب به مج: - رمحه اهللا -وقال اخلليل

عليكم باألدب؛ فإنكم إن احتجتم إليه كان لكم ماالً، وإن استغنيتم عنه : وقال عبد امللك بن مروان لبنيه .كان لكم مجاالً

.الفقر يف الوطن غربة، والغىن يف الغربة وطن: مسعت بعض األعراب يقول: وقال عبد امللك بن مروان

فسي، وملن أريد رشده، أحب أن يكون بيين وبني ريب من ثالثة أحبها لن: وقال اخلليل بن أمحد رمحه اهللا

Page 132: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 132

. أفضل عباده، وأكون بيين وبني اخللق من أوسطهم، وأكون بيين وبني نفسي من شرهم

: ثالثة ينسني املصائب، مر الليايل، واملرأة احلسناء، وحمادثة الرجل وعن ابن عمر رضي اهللا عنه قال: وقيل

.ضرة، والنظر إىل املاء اجلاري، والنظر إىل الوجه احلسنثالثة جتلو البصر، النظر إىل اخل

.من مل جيلس يف الصغر حيث يكره، مل جيلس يف الكرب حيث حيب: وقال ابن عباس رضي اهللا عنه

: لعامل من عمالك، فقال: ملن هذا؟ فقيل: ومر ابن اخلطاب رضي اهللا عنه ببنيان يبىن بآجر وحصى، فقال

. أعناقها، وأرسل إليه من يشاطره مالهأبت الدراهم إال أن خترج

إن كان لك مال فلك حسب، وإن كان لك خلق : وقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم للمجاشعي .فلك مروءة، وإن كان لك دين فلك كرم

اللهم ارزقين محداً وجمداً؛ فإنه ال جمد إال بفعال، وال فعال إال : وكان سعد بن عبادة رضي اهللا عنه يقول .المب

يا بين، أوصيك، عليك بطلب املال، فلو مل يكن فيه إال أنه عز يف قلبك، وذل يف قلب : وقال حكيم البنه ."؟"غريك

.أوصيك باثنني، لن تزال خبري ما متسكت ما، درمهك ملعاشك، ودينك ملعادك: وقال آخر البنه

خلقان حيبهما اهللا، ومها السخاء : مقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسل: وعن ابن عمر رضي اهللا عنه قالوالسماحة، وخلقان يبغضهما اهللا، ومها البخل وسوء الظن، وإذا أراد اهللا بعبد خرياً استعمله على قضاء

.حوائج الناس

نعد احللم واجلود سؤوداً، ونعد العفاف، - معشر قريش - إنا : وقال عبد اهللا بن عمر رضي اهللا عنه .وإصالح املال مروءة

امسع يا : العفاف، وإصالح املعيشة، قال: ما تعدون املروءة؟ فقالوا: دم وفد على معاوية، فقال هلموق .يزيد

فالن على خبل فيه، فقال صلى اهللا : من سيدكم؟ فقالوا: وقال النيب صلى اهللا عليه وسلم لقوم من العربوالشجاعة؛ فإم أهل حسن عليكم بأهل السخاء : وأي داء أدوى من البخل؟ وقال كسرى: عليه وسلم .الظن باهللا

اصنع املعروف مع من هو أهله، ومع من ليس من أهله، فإن أصبت أهله فهو : وقال صلى اهللا عليه وسلم .من أهله، وإن مل تصب أهله، فأنت من أهله

القرابة قد تقطع، واملعروف قد يكفر، وما رأيت كتقارب : وقال عبد اهللا بن مسعود رضي اهللا عنه .لقلوبا

Page 133: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 133

.القرابة حتتاج إىل مودة، واملروءة ال حتتاج إىل قرابة: وقال أكثم بن صيفي

.ما أحب أخي إال إذا كان صديقي: من أحب إليك أخوك أو صديقك؟ فقال: وقيل لبعضهم

.أحب الناس إىل اهللا أكثرهم حتبباً إىل الناس: وقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

أيسر الرحل ابتلى بثالثة، صديقه القدمي فيجفوه، وامرأته يتزوج عليها، وداره إذا : وقال بعض احلكماء .يهدمها ويبنيها

سبقين إىل : إذا رأيت من هو أكرب سناً منك، فقل: علمين التواضع، فقال: وقال رجل لبكر بن عبد اهللاقته إىل الذنوب فهو سب: اإلسالم والعمل الصاحل، فهو خري بين، وإذا رأيت من هو أصغر سناً منك، فقل

.خري مين

.أظلم الظاملني لنفسه من تواضع ملن ال يكرمه، ورغب يف مودة من ال ينفعه: وقال الشافعي رضي اهللا عنه

من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر يف الفقه نبل مقداره، ومن تعلم اللغة رق طبعه، : وقال أيضاً . قويت حجته، ومن مل يصن نفسه مل ينفعه علمهومن تعلم احلساب جزل رأيه، ومن كتب احلديث

: أقل الدنيا يكفي، وأكثرها ال يكفي، أخذه أبو فراس فقال: وقال بعض احلكماء

وإذا قنعت فكل شيء كافي كل ما فوق البسيطة كافياً ما

.سافروا تغنموا، وصوموا تصحوا: وقال صلى اهللا عليه وسلم

ال تذموا السفر؛ فإين أدركت فيه ما مل يدرك أحد، يريد أن اهللا : وقال موسى بن عمران عليه السالم .تعاىل كله

ال، بل حترك؛ فإنه : يا أبا حمفوظ، أحترك لطلب الرزق أم أجلس؟ قال: وقال رجل ملعروف الكرخيك وهزي إلي": ما أنا قلته، ولكن اهللا تعاىل قاله وأمر به، قال ملرمي: أتقول هذا؟ فقال: أصلح لك، فقال له

: ، ولو شاء أن يرتله عليها ألنزله، أخذه الشاعر فقال"جبزع النخلة تسقط عليك رطبا جنيا

وهزي إليك النخل تساقط الرطب تر أن اهللا أوحى لمريم ألم

ولكن كل شيء له سبب جنته، شاء أن تجنيه من غير هزها ولو

لو دامت عليكم الشمس ملللتموها، :إىل كم ذا االغتراب، أما ترضى بالدعة؟ فقال: قيل ألعشى بكر : أخذ املعىن حبيب فقال

فاغترب تتجدد لديباجتيه، وطول مقام المرء في الحي مخلق

على الناس أن ليست عليهم بسرمد رأيت الشمس زادت محبة فإني

Page 134: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 134

.ال تدرك الراحة إال بالتعب، وال الدعة إال بالنصب: وقال احلكماء

النصرة على العدو بعد اهلزمية، واالستغناء بعد احلاجة، : شياء أحلى؟ قالأي األ: وسئل بعض احلكماء .والغلبة للمتكلم

أطعمونا مما : كنا بطريق مكة يف بعض املنازل، إذ وقفت علينا أعرابية، فقالت: وحكى األصمعي قال .كتب اهللا لك كل عدو إال نفسك: أطعمكم اهللا، فناوهلا بعض القوم شيئاً، فقالت

.كل الناس أقدر على أن أرضيهم إال حاسد نعمة؛ فإنه ال يرضيه إال زواهلا: عاويةقال م

.للمعروف خصال، تعجيله وتيسريه وستره، فمن أخل بواحدة فقد خبس املعروف حقه: وقيل

: أفكك وآكلك، فقالت: ما تريد أن تصنع يب؟ قال: صاد رجل قمرية، فقالت له: وحدث الشعيب قال

من جوع، وخري لك من أكلي أن أعلمك ثالث خصال، واحدة وأنا يف يدك، والثانية واهللا، ما أشبعك ال تلهفن علي شيء فات، فخلى سبيلها، : هات، قالت: وأنا على الشجرة، والثالثة وأنا على اجلبل، قال

يا : ال تصدقن مبا ال يكون أنه يكون، فلما صارت على اجلبل قالت: فلما صارت على الشجرة قالت لو ذحبتين ألخرجت من حوصليت درتني يف كل واحدة عشرين مثقاالً، فعض الرجل على يده ندماً شقي،

ال : أنت قد نسيت األوىل والثانية، فكيف أخربك بالثالثة؟ أمل أقل لك: هات الثالثة، قالت: وتلهفاً، مث قال ال يكون يف عشرون تلهفن على ما فات، وال تصدقن مبا ال يكون أنه يكون؟ أنا وحلمي ودمي وريشي

.مثقاالً مث طارت

الحديقة الخامسة في أمثال العامة وحكمها

وفيها باب واحد مرتب على حروف املعجم وفيه فصول

الفصل األول أشهر من الريحان في دار العرس

: أخذه الشاعر فقال

شهرة الريحان في دار العروس بين الورى مشتهر فضله

حرف األلف

فحام الذي يزين الفحم بالورد أذل من قط ابن أمحد الذي يغرم اجلزية للفرين أضر من أسخف من عبو الأقرع أثقل من غرمي أسلط من جمذوم أرق من دين طبينة أقدم من إبليس أكسى من بصلة أكسى من

حجارة أعز من جمتاز يف قرية تقل قدم من الذي جيلس الكلب أزلط من فار اجلامع أرق من دين يهودي

Page 135: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 135

من الطريس يسلح فعش أضيع من قنديل مع الشمس أسخف من قطاط الذي حيرز الغنم بالبطني أعجز .أغزر من جحيم أغرش من ثعلب

: قال الشاعر

ما أشبه الليلة بالبارحة أروغ من ثعلب كلهم

أحوج من أنقر لعني أحوج من مبطول املد ساق أخف من بق فشق أقل عقل من خياط املي أشط من عام ع ينظر إىل قول الشاعر اجلو

عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول نبئت أن فتاة كنت أخطبها

فصل

أهني من البول فالسرير إذا كان احملدث أمحق يكون املستمع عاقل إذا رأيت حلية جارك تنتف اجعل الفروج متاعك يف الدباغ إذا حج جارك بع دارك وإذا حج مرتني بع بالدين إذا رأيت الدجاج تبق عني

: يسر السل للبيض إذا بليت بالسعي اقصد الديار الكبار ينظر إىل قول الشاعر

فالق بالذل إن لقيت الكبار لم يكن من الذل بد وإذا

إذا وقعت البقرة اجتمعت السكاكني إذا وصلت حلاجتك ال تتكلف إذا كان القاضي خصيمك ملن : تشتكي قال الشاعر

ومن لي باإلنصاف والخصم يحكم بينهمن اإلنصاف بيني و يئست

إذا انطارب الزمار طاب العرس إذا كنت ميجم مراس وإذا كنت وتد انصب راس إذا كنت قادر كن نعم القادر إذا فاتك الطعام قل شبعت إذا بات اهلم فات إذا اجتمعت الغمار يتناصف إذا عطب الفيل فعظامه

إذا أراد اهللا يعطيك دارك يدل إذا غاب الوجه إش للقفا من راس ميل إذا أصبت الزياد أبشر بالنقصان : حرمة إذا مل ينفعك الباز انتف وهذا كقول الشاعر

أحسن من رشده فغيه إن لم يكن رشد الفتى نافعا

إذا بار الريح فالبنيس يدخل إذا رأيت محارك ميشي ال تزد منخص إذا فاق العليل اشتهى خبط الطبيب إذا : ع ادري أن آخر بلع إذا عدم الصوف جيز الكالب ينظر إىل قول الشاعررأيت حنش يلم

الشقاء تفردي بالسؤود ومن خلت الديار فسدت غير مسود

Page 136: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 136

إذا أكلت اخلرتير كول مسني إذا غال القمح اش لو حصا له إذا أصيب القمح أهرق الشعري

يسبقك به أحد إذا كثر مهك أرقدك إذا كنت فضويل كن يف جبهة املخزن إذا كان السخا من الشامل ال : إذا حبك القمر ال تبايل بالنجوم إذا كان معك جار لطيف ادعي إىل اهللا أن ال يزول وهذا كقول الشاعر

صرت أبكي من التفرق دهري كنت أشكو من التباعد دهرا

: إذا دخلت بلد خذ من سري أهل وهذا كقول الشاعر

إن كنت في الحمقى فكنت أنت أحمقاو أكيس الكيس إذا كنت منهم وكن

إذا ترى األكل إقرب وإذا ترى املقرع إهرب إذا كان الطريق آمن ال عليك من بعد إذا جيي الرزق جيي بدول إذا اشتريت افتكر يف يوم تبيع إذا كثر الطري سلح بعض لبعض إذا طارت ال تقله اش

فصل

: عرإش يعمل الكيس يف البيت الفارغ وهذا كقول الشا

ولكن ال حياة لمن تنادي أسمعت لو ناديت حياً لقد

: إش يعمل العقرب بني اجلراد وهذا كقول الشاعر

فما يدري خراش ما يصيد الظباء على خراش تكاثرت

إش جتي عزيز من القاضي إش ما يصيب الغبار حيمل للدار اشحل تاكل صامي تصبح اشحل نذري أكثر : وهو حازمخيصك وهذا كقول الشاعر

ما لم يدر أكثر مما قد درى درى عارف وجدي أن أهل

إش شيء أن ال يدري قال شيء ال ينوي إش أسود إذا قال سيدي أمحد إش دخل ضرط ملنجل إش دخل باسم اهللا يف خبزنا إش دخل قفا لقلب قال العروق متصل إش بني ترنج وبظيخ قال مبيت ليل اش شيء

ين إذا قال خذ إش كلنا حىت نشرب عليه اش برطل واش مرق وش لزم يف ساق أسرع من الربق قال يدفعاش ما كتبت أنت قريت أنا اش بني األمحق والعاقل قال كشف عورة اش يراد الطاس يبزق فيه الدمك

: وهذا كقول الشاعر وهو أبو فراس

إذا لم تكن بالعز تلك المكاسب أنا راض إن كثرن مكاسبي وال

: ع من اجلايع اش ينفع الضراط عند املوت اش يوصل غربيت ألهلي قال الشاعراش لو الشاب

الغرب أنا وفي في الشرق أحبتي

اش الشخينة يف يد سلوة إش ما يف القدير املغريف خترج اش ما وفر العرتي يف دار الدباغ خيليه

Page 137: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 137

فصل

ش املد قد القداح اش للباز إال ما اش يقوم حيط من حيط إال يف عمارة اش بنا ألف إىل الذي جيي وراه ا : حاز اش ينوح إيل مقروح اش يف البقري ما تشرب العجيال إش اطا من طا وهذا كقول أيب فراس

نفوعان للمكدي وبينهما صرف الفضة البيضاء والتبر واحد وال

: اش للراس أنقى من املس اش تريب الكشفا ولد أحد اش تعلم اليتيم البكا قال الشاعر

طعامي مذ بعت الصبا وشرابي تصفن الحرب عندي فإنها فال

اش عمل الصور إىل ألبناء احلالل اش تسع العفايف يف رأس كل أحد اش ينطب األمحق إىل فالعذران اش جيي كيس إال من مشعوف اش يرى األحدب حدبة إىل متاع غري اش عليه البغل من ركض أم اش خيرج

يف عام سو إش يقول احلق إىل صيب أو أمحق اش تشبه ضرط جلرقب اش قنديل للريح اش يكل سبع إىلاخلل طعام القطاطيس اش يضرب السارق على سرقته على قلة ذريته اش ينبح الكلب إال قدام دار اش

: ينفع احللقني بالراطل اش يصطاد باز قدام عقاب اش يهرب قط من مطباخ وهذا كقول جرير

ولو رضيت رمح استه الستقرت زاًلقد أصبحت عرس الفرزدق ناش

اش يلوم الشيء إال من ال يقدر عليه اش ميشي مركب يف الرب إش تبقى احلم دون مبطول اش يبكي إىل : على ما خيلي اش خلف كما تعرف اش يسمعين فالقلب نفسي وهذا كقول الشاعر

في غمد ويحك وهل يجمع السيفان

من سكت اش تغلي قدر يف نفسي اش اجلراز يكرب اللقم وهذا اش خترج شوكة بقطن اش يسمع القاضي : كقول ابن عمار

شرف المهند أن ترق شفاره بالنحول وإنما عيرتموني

: اش كل مدور كعك وينظر هذا إىل قول الشاعر

توقد بالليل نارا وناغر أكل امرئ تحسبين امرءاً

نفسي إش يأكل احلرام إال باالتفاق اش يقول إش يطل الكعك إىل من يد الصناع اش تقع حجة إىل يفأحد عن قط حزير اش يقال احلق إىل بشواي من باطل إش ينفض اجلوز إىل باملقرع اش قدر للحمار

رجع للربدع اش يدري محار اش زجنبيل اش يقرن اخلز لوبر املعز

دول اش يقوم كفوها إش يصطاد الكلب إال خانق اش يلد احلنش إال طويل إش زلت احلول حىت أرت ال حبفرها اش قطعت أذنيها إىل أن تكون صياد

Page 138: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 138

فصل

اش قال على الطريان أصبتين اش غريك فالعش

فصل

اهللا جيعل آخرنا أحسن من أولنا اهللا خيلطنا مع من هو أحسن منا اهللا ال يورينا ار سوء إن مندح اهللا يعطينا رزق ويعطينا فاش جنعلوه

فصل

خري من اللطام يف األندر الغربيل اجلديد أربعني يوم يعلق الناس يف العرق وهو يقول البيان يف الفدان املرددوش للغرس املفتح يف حربيت والناس يف غرفيت الكيس بالسوم وغري ذي سوق احلمار يدري يف وجه

يل من يضرط الزلط ما لومروة الكلب اجلويل إش ياكل من عظام دار العشت الطيب من حبني تظهر البويف السرير أقوى صول البيت فيت اجلبال هلا عينني واحليطان هلا أذنني الشيء كثري والشاكل قليلة الفقيه

الدكايل اعمل بقويل وال تعمل بأعمايل اللون يبيع الربذون الناس مع الناس والريق مع الفاس الدراهم ريب يقول خذوين قال إبراهيم بن جتلب الدرهم املعروف يف وقت خال البيض الشقر كيف السود النقر امل

: سهل اليهودي

المريب بأن يقول خذوني كاد هيهات ال تخفى عالمات الهوى

الزمر فاألصابع السلف مردود وصاحبه مشكور الكركر والعيش املر البالغ ال ترضيه السبع أي يدي اش اش تربح ختسر الكبار ولو يدي اجللوس بال شغل حيمق احلديد يف يد األمحق ميتد التجار مضمونة آكن

: كان حصارم وينظر هذا إىل قول املتنيب

والراكبين من األشياء ما صعبا من األشياء أهونها التاركين

الغازي والفار ال تعلمهم الدار الظن اللطيف ال تفارق السياط للسيف سالمة الضراط مع األصم نزيهة : ال ابن اجلهمالفرن انبىن قبل اجلامع الضرب يعلم الرقص وق

دعاني إلى ما قلت فيه من الشعر إحسان الخليفة جعفر ولكن

: املطري يف البيض يعتر الكل ذلك الرجل قال الشاعر

نفس كل غانية هند سجية وال تحسبن هنداً لها الغدر وحدها

Page 139: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 139

يع وحد قال اجلالس على الغدير عوام الرهن بيد القصار احلك أوكد من الفلي القرض من العرض والزر : أبو األسود

أخوها غذته أمه بعلبانها فإال يكنها أو تكنه فإنه

الطرق الكبار وإن طالت والعزبات وإن بارت اللقيته الرملي من فسيوه اجليد يف قاع السل يبقى الدخول ت إىل باملرو هني واخلروج منها صاعب والدور والتحليق على الدقيق املقتول منا والدي علينا العويني

: تورك من بعيد تضحك لك وهذا كقول الشاعر

في لحظه والتكلم وأعرفها أصادق قلب المرء من قبل جسمه

املهدي مقبول ولو كانت قول الطلي من أول شيء ما هو شيء القطيع يل نصرا إذا كان قطع فأخرى الغول إذا نور شهر يدور احلواجل باحملفل عربد الشيء فالزين نقص من القول بالعزلة ال ترى وال تدري

فصل

أرى اجلنب ومل يرى القط انبت كميمن حىت يزرعك سليمان انصف الناس وشاركهم يف أمواهلم اقسم البحر يرجع سواقي اربط صبعك صحيح جتاد أوريل حق وكل انطح موسى يقع عيسى أما قيمة اليوم

مى اسأل العليل وال تسأل الطبيب اعط ولوال ما دخل الليل كتخد واحد أو انيت أحول بوقيع جيي من أعالكبش ملن يهنك الكرش أخر العصري سل آخر الصيف قد يرى احتكت احلمار والزيتونة جى منها أهل وخثونة اذكر الكلب يسر املقرع اذكر احلبيب يسر الزبيب اعمل خري وارقد فالطريق أمنا تغري ولدنا

: و فراسجيي باألخبار أخو من شىت زياد فاألعدى قال أب

وأقربهم ممن كرهت األقارب أقصاهم من إساءتي فأقصاهم

اخدم باطل وال جتلس عاطل اسم على واه اش يغطي رجلي إما منوت بالعطش وإما منشو فالسيل وهذا : كقول أيب فراس

لنا الصدر دون العالمين أو القبر أناس ال توسط بيننا ونحن

بار أعطين قطري نبكي معك دميعه انزل عليه عمك خالك أي أسري الصلح اش لو فدى أعمش يلعب غوحش تفضي لك أعطين متاعك أو إىل نكسر دراعك اخز الصغار يشعوف الكبار أدب محوا يدق

فاجلبص ويصفر فاجلامع أسود بال سياط حبال جامع بال حصور

يف الزيت انتظار اكسر قدح جيك أملح أقل للمحروم اتغصص قال بعد العيد أرخص أطيب تينة وقعت

Page 140: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 140

ابنا خري من أكله أيام إن مضت لش تعود أشكرين مندحك أسلف يطلبك ازوج يف غرناطة ومت يف : بليش اجنربت اخلرجري بصاطل أضعف ساق اهللا يكسار وهذا كقول أيب فراس

طعناً وأثبتنا ضربا وأنفذنا رعى اهللا أوفانا إذا قال ذمة

: افتح كرنب سلقتكم إن اللحم غايل أما تستر الثياب قال أبو فراسإبليس بال بطاق أدرى إذا بطق لو

على أجسادهن ثياب ذئاباً وقد صار هذا الناس إال أقلهم

: إن حضر إش يشور وإن غاب إش ينتظر قال الشاعر

يستأذنون وهم شهود وال فيقضى األمر إن غابت تميم

وهذا كقول "جتد أحدب"الواقف ارم أحدب اقرأ النقيض مع كل أحد تفلح اخرج عن بلدك وبل ب : الشاعر

إال افتلينا غالماً سيداً فينا يهلك منا سيد أبداً وليس

انتظر من توعد جيك من مل تظن به أي م ميشي احملروم بقليه فحص جياد اشقطري حتت يد فونري ارمحوين سوا يل ذا احلمري ندخل يف الشرير خضر واحملريم إىل على احلمار ارمحين وارحم جاريت مىت الساحل احب

أعجز أوالدك شياع للحطب اتبع القليبق حىت تعميه أنا أمري وأنت أمري فمن يقود احلمري قلت الكلب قال الكلب لذناب آخر لقمة عجني أكل فقي دون زريب امدح العوام ولو كانوا أعاديك أعطين مميز تنفق

: م قال بايل جبلدي كنخلص وهذا كقول الشاعرعليه قال املميز ينفق على روح أرنب تأكل حل

رضيت من الغنيمة باإلياب طوفت في اآلفاق حتى وقد

حرف الباء

حبال من مضال ما شط وأصاب محام حبال غازي ال ينكرك وال يعطيك حبال سوق بلش فاهلبط حبال : وهذا كقول الشاعربندق أكرب من الذي عمال حبال موج إذا أراد جيوط جيوط وإذا أراد ميوا ميوا

وإذا ما أردت كنت قليبا ما أردت كنت رشاء فإذا

حبال رخام يسكت عام ويقول نسلح بد كيبوس اجعل من فوق هبط من أسفل حبال فخار إن معيوب زوج يف واحد حبال أمشاط طول النهار ويبيت الليل معنقني حبال من سعى واهتر فل حبال فاس خيدم

ج يف فج حبال خروف جنان حبال فرس القيوين أول خرجت اش يعجبك وما مضى باللقمة حبال استرنخيلى حبال ميز غمارا نفسي يف كدى حبال فروج يدن واش يصلي حبال عرس إبليس يسمع واش يرى

: حبال شرطي يأكل معك ويكسر الصحفة حبال قنديل يضي للناس وحيرق روح وهذا كقول الشاعر

Page 141: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 141

نبى بطنها هذا الضالل عن الرشد كمرضعة أوالد أخرى وضيعت

: ويشبهه أيضاً قول أيب فراس

وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر حتى ترتوي األرض والقنا وأظمأ

حبال صياح بليل عمد وال من خيرج حبال أعمى ال ندر أن مدري حبال عجوز لقول الباطل حبال اشقرا رجع حبال فرس سلطان مليح وعاقل حبال أكن اش تتكلم ز رأسك حبال قفه نيب تصل للسقف وت

فخار فالبسيس فالوحل حبال برغوت األكل والقرك والكفن حبال رحا ابزازر يدور على الشميل "حانوت"حبال يهودي يف غضب اهللا حبال حمروم يف مال حبال شريط تكسى بالنهار وتعرى بالليل حبال مشس

ال بقري اجلاموس القرن واحلفى والرقاد يف املي حبال طيز فخندق حبال بلوط زوال الششىت وارم يف النار حبفيز فرد اذن وميت قرن حبال من يرقص ربيب كبري أو فلى كبري حبال سوس ياكل واش يشروب حبال

عزى يف حبس حبال فسيس يف جنني حبال غربيل شدق وشاعر حبال جرعود رأسه يف اخلرا وذنبه مرفوع ومصارن حبال قنرب اخلوا والفرج حبال قط باخراص حبال ضبيه وترمي

فصل

بيدم التمق حامد الرامي أخذ احلصن بيدم وجيي الترياق من بيت املقدس يذهب صحيح الوجع بيدم متتد مرى يرقد زب خوان

فصل

: برور الشيخ بيد وهذا كقول زهري

ومن ال يتق الشتم يشتم يفره، ومن يجعل المعروف من دون عرضه

ميضي االبن خسارا بل صاف وادخل أصباعك يف عني احلكيم بالكيل الذي تكيل يكيل بني األخ واخلااللك بيع القط فاليد فالذنب بدلة لون أحسن من معسل بنخالتنا نستغين عن درمك جارتنا بني أخذ الدك

وإطالق ينكسر ساق

الطرج بدل جنب تصب برج أبو دالمة إن ترق إليه ترق بالطول يتمشى املبطول بنيان العمالق باخلرا وراح بيدق حاشي خري من ال شي بطن يدل أي صنيع تشكل بشي لك قل بكل شي باجلديد يغين برطل يف فمك أحسن من مي ذهب يف كمك بشهوة للموت أصبح يف املقابر برج محام أبيض من برا أسو من

داخل

Page 142: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 142

حرف التاء

شكل تعرف اخليل ركابه تاجر بال قطاع حتلق ابن بياضة تقع سري فاخلنقيق تربية احلبس ال أدب والقليل اخلروج ترد أم حكم إيل استنجت بيد املهريز تبيني الواضح فاضح حتليق للجنة خري من املقصود للنار

تنظيم قناوة جوهرة وفوقنة تنربت مرماد أطم من فسوة جمذم تد تكسب عدو ضريل سري وانقطعا لو تد مثار وال بط يف بري تربح ال تفتح تد تعيش كثري ال تطلع

حرف الثاء

ثويب فالعنق من أمارة احلمق ثوب العري ال يدوم وال يديف ثوب العري قصري مثار ريش ذل بال طعم

حرف الجيم

: جي يدعي لرب خرق الفروج يف عني وهذا كقول الشاعر

أتته الرزايا من وجوه الفوائد كان غير اهللا للمرء عدة إذا

: ت لو سيئة ويشبه هذا قول الشاعرجي يعمل حسنه خرج

حسناته إال ذنوب فما إذا لم يرزق اإلنسان بختاً

جي يعمل حكمة عمل نقمة جي يفسي عمل بو

فصل

جلسة خري من أكله جندون حر يسبح بالسلح يف فم جول جنول للشرق أوال جوب أن دا بشابع ال : عليك من جواب أبناء القحبات السكوت قال الشاعر

فخير من إجابته السكوت نطق السفيه فال تجبه ذاإ

جراد يف يدك أحسن من يرطال يطري جوجيل منصور تسمع من وراء السور جوزين ذا اخلندق واذحبين يف آخر جنيزت يهودي اجلري والسكوت جن رمل أسود مغرب مجل بدرهم وأين الدرهم

حرف الحاء

ا جارك فاضل هي صاف حكم العزيز حديث إن شاط حاج بقطاع يهودي يقضيها حاجة إن ال يدري : يف حاجة إن يسرية حسب دبوري ال قر وال عسل وهذا كقول الشاعر

Page 143: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 143

نعيم وال ظل وال ثمر وال هو الكشوت فال أصل وال ورق

محار حبمار أحسن إيل يدل الدار : حوت الشمال اش لو شوكة حزن اجلماعة فرح وهذا كقول اخلنساء حدت السبيل حقنا اش نصلول نطلبو عبار الوزانة محورا فالوجه وال ختم فالقلب حبل الدقيقة و

حرف الخاء

خذ من املوقف ورد مشرف خذ السارق قبل أن يأخذك خذ فاألمحر خذ فاألصفر خذ من يد وبقط يف : احليط خذ باملوت حىت يرضى باحلمى خذ واش جتعل قال املعري

أن تمر بها رمادا كفأوش إذا ما النار لم تطعم ضراما

خرج الغزق أكرب من الزقاع خرج خروج الوبر من العجني خرجت الشبعا يف العرق خرج خروج حضرى اصباع يف قفا جترى خبز الشرك داع حيترق خبز املقيت مرتى يطل خبز أرملة واحد أو صغري

جب املشتري خلي جدي وجدك وارجع جللدي وجلدك خل من قال خري فالناس غري خري السلع ما عخبطناهم على البول سلحوا خفت عليلش إىل اسقى الح بالدرج وثىن بالغرفة خادم شنوع شاقى ملعون

: خليفة موسى العطار ماعك حنة خري اخلري عاجل قال الشاعر

الغنيمة في العاجل فإن خذوا ما أتاكم به واعذروا

حرف الدال

ارمينا عليهم جردونا دع النيس يصري أكديس دنيا بال دقم وشفيت مقادهلم يل دقم دوة احلبس دخلناهم أكل أخرى أحسن منها دردورا وارجع لقورا

حرف الذال

: ذيب التهمت اجلد لثقب أذنيها وهذا كقول املعري

هال ونحن على عشر من العشر حول تناجي النفس ناجية أبعد

ذكرت املدون قامت اللقون ذا اجلواجل ذيب عول انبهك الطوس ذكروا األواين قام البسيس قال تراين على بزغات هيت

حرف الراء

Page 144: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 144

رأس بال خرب قراع أحسن من رأس بال عينني ما يسوى حبتني رجع حسن كما كان رجع اخلرا راه والعبد ملواله رى عيشه إىل باعت مدينة بسيول رى قحبة ان سكرانه طرفه حملول ووسطه مبلول رضى

ى بالربصنة ركض احلمار ومات رخيص كسر القراعة مبوت الفار رحم اهللا الشرطي بالشرطنة وم يرض ديك احلمري إيل كيسلح األجناص

حرف الزين

زد للمليح مرود ويتغد

زيد للطني بلة زاد اهللا للكدس كديش زياد للقراح قطاعة الرباح زقلي مقلي اش تقم خدميت بأكلي زبلني ه باحلبال فاألقارب زواج مباطل يقلب لواحد صحيح احشارش أربعة على بفقارش زواج أهل بسط

زوجين واضمن يل خبت زجة نافذة خري من سقام وإن طويل زبل خراز ال للجنان وال للفدان زن الطرار يلتهم لروح زد النقيلة فالقيلة زامر قرى لش يلهى وهذا كقول الشاعر

طبفالمندل الرطب في أوطانه ح المراحل عن أرض تهان بها واطو

حرف الطاء

طلع الريح من شرونه طلع يف قصيبة سنبل طلع لو الشرق من املغرب طري عني وادهن لو بشحيمة طالع البكور أسود بالفاضل هو طالع البكور أسود خمطط طار طريك وخاد غريك طربتنا فرحناك طاق طاق

: أحسن من سالم عليك وهذا كقول أيب فراس

لم يجد إال القنوع تقنعا ومن ندىلقد قنعوا بعدي من القطر بال

حرف الظاء

ظىن به صيدون قيد ظىن متجروه فالرمسيل ينقر ظامل أو مظلوم مع متاعك تقوم ظامل بظامل البادي أظلم ظهر الفساد بذنوب العباد ظالم الليل يستر الوبل ظلمة اهلم أشى تضي بقنديل

حرف الكاف

: حىت بويلت فالطس تصيح وهذا كقول الفرزدقكل من جيى فينا يتهجى كل شيء فيه مليح

كأن أباها نهشل أو مجاشع عجباً حتى كليب تسبني فيا

: كل أحد يضم النار خلبيزه كل طريق للجامع ينفد وهذا كقول الشاعر

Page 145: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 145

األسباب والموت واحد تنوعت ومن لم يمت بالسيف مات بغيره

: كل واحد ألصل يرجع وهذا كقول الشاعر

وتغلب عليه عن قريب طبائعه ق امرؤ لك ال يدميتخل إن

كل موجود رخيص كل ديك يف مزبلة أمري كل شهر إن لش لك فيه زرق ال تعد أيام كل أقرى بلى كل شيء يف وقته حىت البليط ينري كل أحد يدري من أش يوجع راس كل أحد يف شر غري حليم وهذا كقول

: الشاعر

جزع ان ضاقت عليه خالخلهوي أن ضقت ذرعا بهجره يصيرني

كل ما هو باطل يعشيش فيه الرباطيل كل أحد يعجاب غينه كل برطل على سيوله كل بلد وهالل وكل زمان ورجال كل أحد يف سوق يبيع حزوق

فصل

كلب الورد ال يشم وال خيلي من يشم كيف ما يبيع السارق بالفاضل هو كيف دفن جحا أم ال للظهر ال على ذا امليت كم من سالمة يف طرق الغدر كثرة الوصية من قلة االطمأنينة وال للعصر كم من مح

كثرة االطمئنني تولد القرون كالم عمي أمحد شط بارد بال فايد كالم جبواب اش ينتقض من كالم احلبيب يبكي ومىت العدو يضحك كن حبيب امليح ولطام الريح كرار خيرج ضرار كنا أصدقا صرنا

ة وال تسأل عن املبقلة كذا وجدنيها وكذا خنلوها كيكون ذا الغرس يف مرس كيجي معارف كل البقل ابريل يصيب بكري كالب احلدادرين يرقود للزبار ويقم للقم

حرف الالم

لو زويج الكلب ما نبح لو كان فالغراب خري ما يكرموه الصياد لو جا أحسن مننا كينكسر فالطريق لو الصياد لو مشى للبحر كيصيب مرج لو كان ماع أسود عاقل كيعشش كان فالبوم خري ما كيسلم على

يف قراع لو دري السارق ما يدري صاحب الدار اش كيقدرل أحد لو كان فالرباين خري ما كريمي ومن الكرنب لو جى الرزق بالطيب ما كيحل أحد لو ردت خبز وزيتون حرة داري كنكون

فصل

بناء القحبات كيمش السبع فالسوق لوال ما أصبح كيعسلج لوال حاجيت ما زرتك يا جاريت لوال أ

Page 146: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 146

فصل

ليلة بال عشا ما ختلف أبداً ليلة هيت مع معربد اللحم اش فالسوق فدا األحرش مين لقا ما يلقا فلو العطار إذا أهرق الربعا لسان العز فصيح لبد حبال شيخ على بليط للضراط مفاصل ليس البديل بيذق بفيل لطمة

وف اجلار خمل

حرف الميم

من بغض الكسبور يف شارب يكرب من بغض يد قطاع من يعمل ما يريد يلقى ما ال يريد من وفر الزز يف : رقابة حتصل وهذا كقول زهري

ومن ال يظلم الناس يظلم يهدم ومن ال يزد عن حوضه بسالحه

: من ملك مل وابزق يف دل وهذا كقول امرئ القيس

ثيابي من ثيابك تنسل فسلي يقةوإن كنت قد ساءتك مني خل

: ومثل قول أيب فراس

له إال الفراق عتاب فليس إذا الخل لم يهجرك إال قاللة

: من أراد كل فات جل من حب السقا قالل وهذا كقول أيب فراس

ومن خطب الحسناء لم يغله المهر علينا في المعالي نفوسنا تهون

وقع يف البري يقلل بالدعا من حصل ال يطرب من خطبك أزواج من لطم يد خلد إش ماع ملن يشتكي منمن اتكل على أدمي جارة تصبح قشرية على الغطا من هددك ارقد يف بيب دار من خرج غروف انتف

ريش من خرج عزيز حان زز من جاء بوحده ال تلعبوه من ردت عليه بريش ال تعامل إال بالنتف من زاد ن رفع من غديه لعشيه لشي ينتقموه أعديه من عمل اخلصلة قال ولد سهل عليك بنهار زاد عليك خببار م

قال سيف سدموم من عمل الذنب ال ينكر العقوبة من ضرا لعق العسل ميشي باصباع معوج من مات من : شبعة ال أقام اهللا منها من ال ماع بايل اش مع من جديد قال العرجي

له خلقوال جديد لشخص ما خلقاً لخلة قدمت سميتني

: من دخل بني الظفر واللحم يننت من صرب ظفر قال الشاعر

القرع لألبواب أن يلجا ومدمن أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته

من عام قلوق يفيت فيه من توضأ قبل الوقت يصلي فالوقت من عليك أن تفارق ال ختاسروا من ربا جرو : جنر عواقب وهذا كقول املتنيب

Page 147: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 147

الضرغام فيما تصيدا تصيده غام بازاً لصيدهومن يجعل الضر

من مدح العروس قال أمه وخالته من تزارع يقالعه من ال ماع راح اش ماع جتارا من انتلفت انسيل أخذ طلب ومل يعط من كذب مرة ال تصدق أكثر من خريك حريك من oتدلك أعميل من عطا ومل ي

: باع خبيز يعطيه لش ياكل وهذا كقول الشاعر

ما يشتهي وألم المخطئ الهبل من يلق خيراً قائلون له ناسوال

من ماع مغرافة اش حيترق يد من ماع فالفرن راس ما جييه نعاس من هو عبد اهللا يف عباد اهللا من هو برناط يف جنوا من أمنك ال ختونوا من اختلط مع النخال أكلوه الكالب من رق أم يف سوق النخاسني

راطه من ال يشكل قفيل يشكل جبيل من ال يسمع من كبري يرجع السلح تصري يسمع من اقه ومن ضمن هو نصيب جناح اش خيد صدره من صفت فطاع فشياع من قدم زيب يصب قنديل وهذا كقول

: الشاعر

تخدم األقوام ما لم تخدم ال خدم العلى فخدمنه وهي التي

تعجب يف قبة الفرن من صرب على جوع بالد من عرفت كسوته جاز عريه من ال أرى يف دار أم حينه يينال من رخاها من ماع ترقجه لينري يرفاعه من هو عيب يف وجه كيف خيفى من اهترق زيت يف دقيق يعمل كعك ويكل من دخل بال نفقة خرج بال أجرا من ال يقبل النصيحة أوغيه من ال ينفع ادفع وهذا

: كقول حازم يف مقصورته

حقيقة أن تقتنى فائدة قربهوالبعد مما ال يفيد

: من افتقر اختلص من واضب الرحا يطحن وهذا كقول الشاعر

القرع لألبواب أن يلجا ومدمن أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته

من غاب عن العني غاب عن القلب من غاب خاب وأكل نصيب األصحاب من اسطحى من بت عمه : ن لش ينفعك حياة فموت عرس وهذا كقول الشاعراش تنفس لو ولد من كثرة صناع قلت قطاع م

غيم حمى الشمس لم يمطر ولم يسر والمرء ما لم تفد نفعاً إقامته

من غر الرخيص وقع فالرخيص من بدل خيسر العريان من بدل حليته بأخرى خسر االثنني من عمل حزمة ش يشقي من لو حاجه يغري احلجة إن ثقيله لعنق حبماله من اشتغل بوتدي واحد يسع يف سواه من قرا ل

من ال يبيت اش ينتظر من عمل حبمق حيمل لعنق من هو يف سعود النميلة تقود من كثر بنات كني الكالب اختينوا من بىن يف غري بالد ال لو وال يل من عاند محار الوحش ينقطع يف صفاق قليب وهذا

: كقول الشاعر

Page 148: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 148

يأتي بها بضريبأن ويطمع وفي تعب من يحسد الشمس نورها

فصل

من طيور غافق جيي يسلح وينسى الطريان من بين أميه يرى النعمة ويضراط من إل فزع فيه وقع من أي ما يدور القمح لعني الرحا يرجع من طيب اجلنة ومن رطوبة الكف من درج ملدرج حىت لقبة الفرن من

: الشاعريب لبو حىت لضراط من قنطار من اهنا لغداكم من أمر ينقضي قال

يصرف الحال من حال إلى حال بين غمضة عين وانتباهتها ما

: من ذا العيب انباع ذا الدار من كثرة املصائب رجع األعدا حبايب قال الشاعر

يا ويح من يرثي له الشامت

النقط تتلف األودي من خالع جبينه يدرس الزرجونة ويشكر من اهللا جيت ذا السفنجني من أين "من" خلك يا نص خبزه من شيت تتنوع ند

فصل

: ما ال يقضى صعب ما أطيب العرس لوال النفاقة ما بعد السماس صباغ قال املتنيب

أنا الغريق فما خوفي من البلل والهجر أقتل لي من أن أراقبه

ما ما بقى للسقا فالويد الكبري ما يغلك فالزق بقله ما كان أول شرط كان آخر سالمة ما بعد العصر : ينتظر وهذا كقول الشاعر

فما بعد العشية من عرار تمتع من شميم عرار نجد

ما أهني ما هو احلرب عند النظارا ما سوي ترس ولد مبارك ما يدري قيمة للشيء حىت يفقد وهذا كقول : مهيار

حتى هجرتم وبعض الهجر تأديب كنت أعرف ما مقدار وصلكم ما

فصل

مس فالعصر مىت يعمل أبو فسس عسل مىت تريين وخرين ار مىت كان الباز ندمي مىت دخلت القصر قال أ الرخام

فصل

Page 149: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 149

: مع من تسكن حبال تكون مع كل ريح إقالع وهذا كقول الشاعر

أينما الريح تميلها تمل نابتة في حائز صعدة

: مع ساعتك كن وهذا كقول الشاعر

نت فيهاالساعة التي أ ولك ما مضى فات والمؤمل غيب

فصل

: ميزت الكلب وما متيز وبر وهذا كقول الشاعر

الغيث أيتها الخيام سقيت متى كان الخيام بذي طلوح

: مدغ الزفت أسود على البطن مسروقة هي ذا الغنم منك فيك يؤيت عليك قال أبو فراس

وأقربهم ممن كرهت األقارب أقصاهم من إساءتي فأقصاهم

سعي جت مشغول هو الفول بنوار مر إيل مشت احلمار بأم عمر وال احلمار مشرب رحا تطحن قال للرجاعت وال أم عمرو مسع له خرب مضى احلايل وبقي الفدين منت عيش بدشيشه البارد ماعك ما تاكل

: قال ال وما تغرم قال ندبر فيه حممد بسراول ولد مت مع الناس وال متش وحدك قال الشاعر

لما أحببت بالخلد انفرادا داأني حبيت الخلد فر ولو

ميت بال نياح قال آخر الليل تسمع الصياح من ريح ومن بريح مدحنهم حىت سلحناهم من أمس يف الرماد يقع است برغيفه حمبة الرايس فالقالع مسمعني إيل يا السلح أو أخوه متعلم قرين وقبح زبلح مسلم

ز صبنا الفقهاء مث يزر منقر اللحم معوج هيت ضاع يهودي أحسن من مليح ويغين مشينا ملصر إن تع

حرف النون

نفس يف القارب قال من سرق القيدوم نفس على احلاج صاحب املتاع

فصل

حنن نقرو ولش نفلح إدعي إذا نفنوا حننا نبخروها وهي تننت حنن نتقارب على امليس واه فطلب عقيد

فصل

Page 150: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 150

لى وجيي مع الفروع نزل مع اجلحترق األخضر نكونوا نفسي نسريوا صفي منل الشجر ميشوا مع امل : نصحنهم فما قبلوا نص غبار تكفي لألعمش نظر اهللا وم يعطي للمعز ذنب لش يغطي سوته قال الشاعر

وال جد إذا ازدحم الجدود فال حسب فخرت به لتيم

حرف الصاد

صفا ما طبخ صفا عرس سليمان من لو يسعى سعى صفا حيب من عتاب

فصل

خبسار عدو أحسن من صاحب مدينة فتشين عندك أحد صاحب الدابة أوىل مبقدمها صاحب صاحب : احلاجة أعمى قال الشاعر

يرى إال قضاها ال صاحب الحاجة أعمى

فصل

صحبت األسيود يشجعين برق عني وفزعين صاحب هو األكل حىت يفتدي صدف خري من وعد صاحب : مريا حمفور قال املعريالعمش للمرى صار البري يعري للمهريز يقل

قساً بالفهاهة باقل وعير إذا وصف الطائي بالبخل مادر

وقال الدجا يا ليل صبحك حائل السها للشمس أنت خفية وقال

حرف الضاد

ضريبت احلبيب حمبه ولو كينت مبرزبه ضربة يف جنب غريك أو يف احليط سوا ضريب هي الصخرا بالقطارا لناس فالسيل ضرطت لكم اغفروا يل ضبة صاحل إىل محالة ا

حرف العين

عاد الفاخر لداخل عاد جيي من موسى رجل على ساحل كيسك متد رجليك على وجه البهيمة متيز زبدة على فرد است نبول

عيشه اش معه ما تلعق على اجلريز تصدق عيشه تعطي متاعه من ميناعه عينني ضراط يف محيم عيين واش لب إن ال يوجع عنب السبيكة أسود وبارد عنب الغروس أبيض مسوس علش بكيكم عني إال يرى ق

Page 151: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 151

خطبوه قال هم يدروا عزك الرايس وعطاك دويرا فاحشا عجينة مرتني أخذ اجلوع أكله عيبك أوال رد : علي عش ار تسمع خبار علة من احلنكة وأخرى من اجلري وهذا كقول الشاعر

دنوا خوف الفراقويبكي إن فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم

عريان جيري ورا جمرد عزة الزمار ميشوا ركبان جيوا على ساقيهم عنكبوت يلعب ركض عرضت اجلوهر على البصالني قالوا عندنا ما هو أجل وأننت عود الربقوق أسود معقد عند البطون تذهب العقول عد سبع

قة عطى للرببري شرب طلب دراع عطيه أضالع واحنر عمد يالفقون من فوق تكون عند احلقيقة تنحل البني : ذراع طلب مرى فاش يتمتاع وهذا كقول الشاعر

ونفس على مقدار كفيك تطلب على مقدار كفي زماننا وهبت

حرف الغين

غزر الشد حل غزر الذهب حيمق غزر العم يضحك غزر اجلفا يقطع أصول احملبة غزر األيدي خترق أست : ح غزر الصحبا تسوان قال حبيبالنفيسة غزر اجلراد يرخص القم

إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد رأيت الشمس زيدت محبة فإني

غايل السوق خري من رخيص الدار

حرف الفاء

يف فم خالك ما تقبل وما يبقى لك يف ساقي وال يف السباط يف كل قرية بلية فأخر عقد يضراط النجار سليم فاألواخر تكرب املفاخر فالوجه ممالسه فالقفا مكناسه فرخ القق فالدنيا اش يندك يف اآلخرة نبلغ لك ال

واحدو مطيار فرخ الصقر مربوم حمروم فرخ أبو جعران لورا لورا فضول فن أكره قال أناجيت باطل فضول يف رحا عبدون فدين بشريك ما ياكل من فريك فاران قلوق ما جيي من طوبه فم حننا أي كنا

ل يف قاع مطموره قفا فحر كلب أحسن من فاألموال وال فاألبدان فارح بأحزان وكشف العورا زياد فو : فاإلشارة ما يغين عن السؤال قال الشاعر

فظن خيراً وال تسأل عن الخبر كان ما كان مما لست أذكره قد

حرف القاف

Page 152: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 152

يل ألف قرياط البخ: قم من املكني قد جي من هو أحسن منك قم أجديت أنت أخف مين قال الشاعرمثقال هو قرياط للسوق وتزول شهوة الدنوق قربوا يل نعجن لكم قبل فم تنسى آخر قرد مهاود خري من

غزال ان نفور قيحط يل جننب لك قسمة حنش النصف يل والنصف بيين وبنيك قشرية بلوط من اهللا حمار سري حىت يعطيك يك قرقول من سعا قليل ويدوم خري من كثري وينقطع قفل على مقبض قل قل لل

جتوز الواد قليب عليك ملى كلفيت وترى قرابة من شوق أهل قلوق ما يطحن فارحا قصب الفول شط خاوى قرب يهودي شط ضيق قنديل الرحى ال يضيء وال ينطفئ

حرف السين

: سود باخفاف من اخلالف سود زنت معز فست سالمة القدر شيء حممود وهذا كقول الشاعر

سالمته البد مشئوم على يزجرهومن تعرض للغربان

سالمة الفنقع ال تضر وال تنفع سبع أخوا على شربيل مرتاين وقالوا أراه على الغربة سليخة ودم وزيل اهلم : سوم سوعداوا سارق ويبغض السراق قال أبو األسود الدوىل

عار عليك إذا فعلت عظيم تنه عن خلق وتأتي مثله ال

عليك قال جييك من خديك سفر فالشتا نقيمة األعداء ساكن حلوى لني سعد يزوي حراك يزوى سالمقطع سخر العاجز يرجع كاهن سيف ينري يربق وش يقطع سوه أمل تضرا سراول جييها احلال صعب وهذا

: كقول الشاعر

وصعب على اإلنسان ما لم يعود وما كنتم عودتم الصب جفوة

حرف الشين

شيوخ جباية حين والش يرحام شرى اجلنب فاملراحل سعيه شرى فقيه طيب شيخ اخلناقني أكربهم أمحقهم ورخيص وموصل للدار شغل العكرك ال يعجبك وال يسرك شوكة مع عروجة جيي منها بطالن مشس اهللا أكثر من شقاق القصارين شقفه بلقفه شوارد جيجة شقف وخرابة شرب اخلل وال العطاله شرب الدويب

بالد شحم قرد ال يكل وال يدهن به شجرة ابلش كل من جيي يعلق مزيود يعكر املي شرارا حترق

حرف الهاء

هند غمار يعطي اجلزى للرصاص هشوش ما يقضي حلفه

هم الزاس أوكد من األضراس هم الغدى والعشى ما يتم أبدى مهك ثقب الطاجني مهي وهم الناس مىت

Page 153: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 153

رمحه اهللا هو يقل اش نبت شي وهو جيرد نفلح هم البنات للممات هرب أخزاه اهللا أحسن من قتل سراول هو وال ختبط هدرة حاوي ال ولك هز احملسا يف زر اخليل يقوم املدبر بالزوج هم عجنوها وهم

: يلطموها هرب إىل قاله هل أكسب ماال هل أموت غريباً وهذا كقول امرئ القيس

نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا فقلت له ال تبك عيناك إنما

حرف الواو

: واحد مرق وآخر يسعى فيه وهذا كقول الشاعر

ولي المالح وحزنهن المجدب سهل البالد وعذبها ولجندب

: واحد سوط وآخر ارتعش واحد مرمي واتبع البقى واحد أمري وآخر يقود احلمري قال الشاعر

وإذا يحاس الحيس يدعى جندب تكون كريهة أدعى لها وإذا

: دراع وآخر يقل ارم طريف للقط قال الشاعرواحد مبصران على

تذوق حياض الموت والطفل يلعب في كف طفل يسومها كعصفورة

واحد يقود وآخر يضرب بالعود واحد يقول وآخر يزكي وصل احلمار للماء اشرب أو فال شرب وصل ى ألف مثقال يسوى الكداب لباب دار واطليق ويف األمحق خري من عطاه وجد املقاال فقاال وجه اال ير

: وقع احلك وأصاب غطاه قال الشاعر

بدنيانا الطغام وأشبهنا وشبه الشيء منجذب إليه

وبر من است اخلرتير خري ان كثري ولدي وعبدي على قرض سعدي ولدي بال لقم حبال جرت بال رشم

حرف الم األلف

ب وال من الصياد ال مع الطيور وال ال تقل واحد حىت حتصل يف العدل ال تلطم من دنا أجل ال من الكالمع الوحوش ال سيت شيء وال سيدي شيء ال ديري وال حب امللوك ال است وال طوير ال تكذب إال

: على ميت وهذا كقول الشاعر

كذاك الحي يغلب ألف ميت على المبرد ألف بيت نقدت

ال صيب إن حيفظ وال أديب ان يعذر ال بشطاط عزيز وال بقصر ابنته ال قربة ان دي وال زبد ان جيتمع : ال مع أم وال يف العرس ال حاجة إن قضينا وال وجه ان بقينا وهذا كقول الشاعر

الحمد مكسوباً وال المال باقيا فال إذا الجود لم يرزق خالصاً من األذى

Page 154: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 154

لع النويله ال راحة ال تلهم الدب لرمي احلجار ال ترى القرد يف طلوع إال يف هبوط ال تلم العصري حىت تق مع عقاب ال جياع الذيب وال يظلم الراعي

حرف الياء

يبيع النهار ويشتري الليل يطلب جباجن يف اسفنج يطلب االسفنج فأطراف الذرو يعمل من اجلريح قريح يا علي بياع الدقيق يعقل يدخول بني الظفر واللحم يفرق مال على متعلمني يدخل اجلنة برمحه رب يزين

: س حىت يتمىن فيه رقدا وهذا كقول حبيباحلب

وددنا أننا أيتام حتى وتكفل األيتام على آبائهم

يتكي على رزق بالوظف يعيش فاخلرترا باطل يا زايرين العصري أي كنتم وقت الزبري وهذا كقول : الشاعر

وفي الكريهة أوالد لقالت أفي الوالئم أوالد لواحدة

: هذا كقول الشاعرخيدم جهنم وميوت بالربد و

أراها وأن أشم النسيما أن جل حظي منها إذا هي دارت

خيلي الصيد ويتبع األثر يضرب يف حديد ان بارد يطلب الغنيمة فاهلزمية يبين قاصر يهدم مدينة يضرب الطبل حتت الكسا يوقف زول إن ناقص للحيط يسرق مع السارق وينوح مع صاحب الدار يرقي يد لعني

سل البول بالسلح يقسم السلح بعظم اجليفة مييم سهل يكل رزق بالسكوت يقل لك اش هنا الشمس يغ .شيء

: قال الشاعر

أخذت علي مواثقاً وعهودا ال أبوح بحب بثنة إنها ال

: جيعل اهللا لكل شيء سبب قال الشاعر

وكل شيء إلى شيء له سبب من جهلنا الدنيا وتعجبنا نذم

: قال زهري املهليبيغطي عني الشمس بسلم

وجداً مثله ليس يكتم وأكتم وإني ألخفي منك ما ليس خافيا

: يرىب احلمار من النعامي الكبار وهذا كقول الشاعر

بني ضوطرى لوال الكمي المقنعا عقر النيب أفضل مجدكم تعدون

يد إن ال تقطع قبال خيرج من الورد شوكه ومن الشوكة وردة

Page 155: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 155

ي الحكايات الغريبة واألخبار العجيبةالحديقة السادسة ف

: وفيها ثالثة أبواب

الباب األول في الحكايات المستطرفة واألخبار المستظرفة

كان احلجاج قد استعمل مالك بن أمساء بن خارجة، على اجلزيرة، وكانت أخته هند حتت احلجاج، فبلغه : ظلمنا، وأخذ أموالنا، فقال بعضهم لبعض: عنه شيء، فعزله، وبعث إىل أهل اجلزيرة، وأمرهم أن يقولوا

حىت األمري يغضب عليه اليوم، ويرضى غداً، ال تتعرضوا لذلك، وملا دخلوا على احلجاج، قدموا شيخاً هلم، فسأله احلجاج عن سريته فيهم، فأثىن عليه الشيخ خرياً، فأمر به احلجاج فضرب مائة سوط، فقال

قل، : أيها األمري، مثلي ومثلك، قال: ويأخذ أموالنا فقال مالككذب الشيخ، بل كان يظلمنا : الباقونزعموا أنه كان أسد وذئب وثعلب، اشتركت مرة فيما تصيد، فصادت محار وحش، وظبياً، : فقال

لك احلمار، ويل الظيب، وللثعلب األرنب، : اقسم بيننا واعدل، فقال الذئب: وأرنباً، فقال األسد للذئباحلمار لك تتغدى : اقسم بيننا واعدل، فقال: سه، ووضعه بني يديه، وقال للثعلبفضربه األسد، وقطع رأ

ما أعدلك يف القسمة، من : به، والظيب تتعشى به، واألرنب تتفكه ا فيما بني الغداء والعشاء، قال األسد .الرأس الذي بني يديك، فضحك احلجاج، ورده إىل موضعه: علمك هذا؟ قال

القسري منرب مكة يوم اجلمعة، وهو أمري الوليد بن عبد امللك، فأثىن على احلجاج وصعد خالد بن عبد اهللاخرياً، فلما كان يف اجلمعة الثانية، وقد مات الوليد، ورد عليه كتاب سليمان، فأمر بشتم احلجاج، وذكر

يظهر من طاعة اهللا إن إبليس كان : عيوبه، وإظهار الرباءة منه، فصعد املنرب، فحمد اهللا وأثىن عليه، مث قالعز وجل، ما كانت املالئكة ترى به فضالً، وكان اهللا قد علم من غشه، ما كانت املالئكة قد خفي

عنها، فلما أراد اهللا فضيحته ابتاله السجود آلدم، فظهر هلم ما كان خيفيه عنهم، فلعنوه، وإن احلجاج ن اهللا قد أطلع أمري املؤمنني على غله وغشه، كان يظهر من طاعة أمري املؤمنني ما كنا نرى له فضالً، وكا

على خالف ما أخفي عنا، فلما أراد اهللا فضيحته، أجرى اهللا ذلك على يدي أمري املؤمنني، فالعنوه، لعنه .اهللا، مث نزل

ما : ومر غيالن بن خرشة الضيب مع عبد اهللا بن عامر، بنهر أم عبد اهللا الذي يشق البصرة، فقال عبد اهللاأجل، يا أمري املؤمنني، يتعلم العوم فيه صبيام، ويكون : ذا النهر ألهل البصرة، فقال غيالنأصلح ه

ما أضر هذا النهر ألهل هذا املصر، : لسقيهم، ويأتيهم مبريهم، مث عاد غيالن، فساير زياداً عليه، فقال زياد . وتكثر ألجله بعوضهمأجل يا أمري املؤمنني، تتهدم به دورهم، وتغرق به صبيام،: فقال غيالن

Page 156: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 156

وحيكى أن حامتاً نزل به أعرايب، فبات عنده جائعاً، فلما كان يف السحر ركب وانصرف، فتقدمه حامت، : عند حامت، فقال: أين كان بيتك البارحة؟ فقال: فلما خرج من بيت البيوت لقيه حامت متنكراً، فقال له

للحم، وسقاين اخلمر، وعلف راحليت، وسرت من خري مبيت، حنر يل ناقة، فأطعمين ا: فكيف كان؟ فقالما محلك على : أنا حامت، واهللا، ال تربح حىت ترى ما وصفت، فرده، وقال له: عنده خبري حال، فقال له

إن الناس كلهم يثنون عليك باجلود، فلو قلت شراً، لكذبوين، فرجعت مضطراً : الكذب؟ فقال له األعرايب . عليكإىل قوهلم؛ إبقاء على نفسي، ال

يا ابن شراعة، واهللا، ما أرسلت من : وأمر الوليد بن يزيد حبمل ابن شراعة من الكوفة، فلما قدم عليه قاليا أمري املؤمنني، لو سألتين عنهما لوجدتين محاراً، : الكوفة إليك؛ ألسألك عن كتاب اهللا، وسنة نبيه، قال

: ا احلكيم، وطبيها العليم فسل عما بدا لك، قالأنا دهقا: أرسلت إليك؛ ألسألك عن الفتوة، قال: قال

ما : فما تقول يف اللنب؟ قال: البد يل منه، والكلب واجلمل يشاركاين فيه، قال: أخربين عن املاء، قالشراب احملرور، واملسافر : فالسويق؟ قال: رأيته إال استحيت من أمي لطول ما أرضعتين إياه، قال

سريع االمتالء، سريع : فنبيذ التمر؟ قال: مرعى، وال كالسعدان، قال: قالفنبيذ الزبيب؟ : العجالن، قالتلك صديقة روحي، جلت عن املثل، تلك اليت : فما تقول يف اخلمر؟ قال: االنفشاش، ضراط كله، قال

يا أمري : وأنت يا ابن شراعة صديقي، إجلس، أي الطعام أحب إليك؟ قال: تزيد الدم إشراقاً، قال . س لصاحب الشراب على الطعام حكم، غري أن أنفعه أدمسهاملؤمنني، لي

إذن، : ما كنت صانعاً، لو ظفرت ا، وال يراكما غري اهللا؟ قال: وكان أعرايب قد تعشق جارية، فقيل لهواهللا، ال أجعله أهون الناظرين، لكين كنت أفعل ا ما كنت أفعله حبضرة أهلها، شكوى، وحديث

.لرب، ويقطع وصل احملبوب، إذا مسح ملثال هذا، فعصيان النصيح واجبعذب، وأعراض عما يسخط ا

إن هنا عريفاً للطفيليني، : رحلت إىل البصرة، فلما دخلتها، قيل يل: وحكي عن بشار الطفيلي أنه قاليربهم ويكسوهم، ويرشدهم إىل األعمال، ويقامسهم، فسرت إليه فربين وكساين، وأقمت معه ثالثة أيام،

يأتونه مبا يأخذون، فيأخذ النصف ويعطيهم النصف، فوجهين معهم يف اليوم الرابع، فحصلت يف وله خلق وليمة، فأكلت وأخذت شيئاً كثرياً، فجئته به، فأخذ النصف وأعطاين النصف، فبعت ما وقع يل بدراهم،

ه به فلم أزل على هذا أياماً، مث دخلت يوماً على عرس جليل، فأكلت، وخرجت بشيء كثري، فجئت: وأعطاين النصف، فلقيين إنسان، فاشتراه مين بدينار، فأخذته وكتمت أمره، وأخذ مجاعة الطفيليني وقال

إن هذا الطفيلي البغدادي خان، وظن أين ال أعلم ما فعل، فاصفعوه وعرفوه ما كتمنا، فأجلسوين شئت أكلت مصرية، : تم يدي ويقولأم أبيت، فما زالوا يصفعوين واحداً بعد واحد، يصفعين األول منهم ويش

أكلت بقيلة، حىت ذكروا كل شيء أكلته، ما غلطوا بزيادة وال : ويصفعين اآلخر ويشم يدي ويقول

Page 157: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 157

هات : بعت ما أخذت بدينار، وصفعين آخر وقال: بنقصان، مث صفعين شيخ منهم صفعة عظيمة وقالرج يا خائن يف غري حفظ اهللا، فخرجت أخ: الدينار، فدفعته إليه، وجردوين الثياب اليت أعطانيها، وقال .إىل بغداد، وحلفت أال أقيم ببلد، طفيليوها يعلمون الغيب

وكان إبراهيم بن املدبر عامالً على البصرة، وكان له ندماء، ال يأنس بغريهم، وكل واحد منهم منفرد اً، فاحتال ودخل بنوع من العلم، وكان طفيلي يعرف بابن الدراج، من أكمل الناس أدباً وأخفهم روح

ألك حاجة؟ فسقط يف يد : قل لذلك الرجل: يف مجلة الندماء، ودخل إبراهيم فرآه، فقال حلاجبهاحلاجب، وعلم أن احليلة متت عليه، وأنه ال يرضى ابن املدبر من عقوبته إال بقتله، فمر جيرر رجليه، فقال

نعم، : أنت طفيلي؟ فقال: ليهم، فقال لهال، فأدخله ع: قل له: ألك حاجة؟ فقال: يقول لك األستاذ: لهإن الطفيلي حيتمل يف دخوله خبصال، منها أن يكون العباً بالشطرنج، أو بالنرد، أو : أصلحك اهللا، فقال

العبه : أيدك اهللا، أنا ملا ذكرته يف الطبقة العليا، فقال لبعض الندماء: ضارباً بالعود، أو بالطنبور، فقال: أعطيناك ألف درهم قال: وإن غلبت، قال: أخرجناك، قال: فإن غلبت؟ قالأعزك اهللا: بالشطرنج، قال

: أحضرها؛ فإن يف حضورها قوة للنفس، فلعبا، فغلب الطفيلي، ومد يده ألخذ الدراهم، فقال احلاجب

انصرف، : أعزك اهللا، ذكر أنه يف الطبقة العليا، وإن غالمك فالناً يغلبه، فحضر الغالم فغلبه، فقيل لهلكن فالناً بوابنا يغلبه، فأحضر البواب : أحضروا النرد، فلوعب به فغلب الطفيلي، فقال احلاجب: الفق

: علي بالعود، فأعطى عوداً، فضرب فأصاب، وغىن فأطرب، فقال احلاجب: فقال. أخرج: فغلبه فقيل له

أخرج، : فقيل لهيا سيدي، إن يف جوارنا شيخاً يعلم القيان، هو أحسن منه، فأحضر، فكان أطيب منه،إن فالناً أطيب منه، فأحضر، : فالطنبور، فأحضر، فضرب ضرباً مل ير أحسن منه، فقال احلاجب: فقال

يا سيدي، : قد تقصينا لك بكل جهد، فأبت حرفتك إال طرحك، قال: فكان أحذق منه، فقال ابن املدبر مع مخسني بندقة من رصاص، تأمر أن حتضر قوس بندق،: وما هي؟ قال: بقيت معي فائدة حسنة، قال

ويقام هذا احلاجب، فأرميه يف دبره، فإن أخطأته بواحدة، فاضرب عنقي، فضج احلاجب، ووجد ابن املدبر شفاه نفسه يف عقوبته، فأمر خبشبتني، وشد احلاجب فوقهما، وأعطى الطفيلي القوس، فرماه

يا قرنان هل على : به، فقال له الطفيليخبمسني بندقة، فما أخطأ دبره بواحدة، وخال احلاجب يتأوه ملاأما ما دام الغرض اسيت، فال، وذهب الضحك : باب األستاذ من حيسن شيئاً من هذا؟ فقال له احلاجب

. بابن املدبر وأصحابه كل مذهب، مث أعطاه ألف درهم، وانصرف

مهاً، وامض اشتر لنا خذ در: وصاحب طفيلي رجالً يف السفر، فلما نزلوا ببعض املنازل، قال له الرجلقم فاطبخه، : إين متعب، واهللا، ما أقدر، فمضى الرجل واشتراه، مث قال للطفيلي: حلماً، فقال الطفيلي

قم : أنا واهللا كسالن، فثرد الرجل، مث قال له: قم فأثرد، فقال: ال أحسن، فطبخ الرجل مث قال له: قال

Page 158: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 158

قم اآلن : ف الرجل حىت ارتوى الثريد، مث قال لهأخشى أن ينقلب على ثيايب، فغر: اآلن، فاغرفه، قال .نعم، إىل مىت هذا اخلالف، قد، واهللا، استحييت من كثرة خاليف عليك، وتقدم فأكل: فكل، فقال

ووجه املأمون يف مجاعة من زنادقة البصرة، فجمعوا، فرآهم طفيلي، فمضى معهم، فأدخلوا يف سفينة، فديتكم، أي شيء : هذا آخر تطفيلي وأقبل عليهم فقال: فقالفمضى معهم، وجيء بالقيود فقيد معهم،

واهللا، ما أعرفكم، غري أين طفيلي، خرجت من : بل من أنت، وهل أنت من أصحابنا؟ قال: أنتم؟ قالوا لهشيوخ وكهول وشبان، ما اجتمع هؤالء إال لصنيع، : مرتيل، فرأيت منظراً مجيالً، ونعمة ظاهرة، فقلت

: أحدكم إىل هذا الزورق، فرأيته قد فرش ومهد، ورأيت سفراً مملوءة، فقلتفدخلت وسطكم، كأين

نزهة إىل بعض البساتني، إن هذا اليوم يوم مبارك، فزدت ابتهاجاً، إىل أن جاء هذا املوكل بكم، فقيدكم قد حصلت يف اإلحصاء، وحنن مانية على مذهب : فطار عقلي، فما اخلرب؟ فضحكوا وفرحوا به، وقالوا له

ماين القائل بالنور والظلمة، نسري إىل املأمون، فيسألنا عن مذهبنا، ويدعونا إىل التوبة، ويظهر لنا صورة ماين، ويأمرنا أن نبصق عليها، ونتربأ منها، فمن أجابه جنا، ومن مل جيبه قتل، فإذا دعيت فأخربه

ما دخلوا على املأمون دعاهم باعتقادك، وللطفيلي مداخالت وأخبار، فاقطع سفرنا ا، فكان كذلك، فلبأمسائهم وامتحنهم، فأمر عليهم بالسيف، وبقي الطفيلي، وقد استوعب العدة، فسأل املوكلني م،

يا أمري املؤمنني، امرأته طالق، إن كنت أعرف : ما خربك؟ فقال: وجدناه معهم، فجئنا به، فقال له: فقالواقص قصته معهم، فضحك املأمون كثرياً، مث أظهر له الصورة من أقواهلم شيئاً، وإ،ما أنا رجل طفيلي، مث

أعطوها يل؛ حىت أسلح عليها، واهللا، ما أدري ما ماين، أيهودي هو أم مسلم؟ : فلعنها، وتربأ منها، وقاليا أمري املؤمنني، حبياتك، إن كنت والبد : يؤدب على فرط تطفيله، وخماطرته بنفسه، فقال: فقال املأمونعل السياط كلها على بطين، فهي اليت محلتين على هذا الغرر، فعاد إىل الضحك، وكان عازماً، فاج

إبراهيم بن املدبر واقفاً على رأسه، فاستوهبه منه حبديث يف تطفيله، يذكر يف باب احلكايات ذوات .األشعار

فاقتحم كان بالبصرة طفيلي مشهور، وكان ذا أدب، فمر على قوم عندهم وليمة،: وحكى املربد قاللو صربت يا هذا حىت يؤذن لك، : عليهم وأخذ جملسه مع من دعي، فأنكره صاحب املرتل، فقالوا له

إمنا اختذت البيوت ليدخل فيها، ووضعت املوائد ليؤكل : لكان أحسن ألدبك، وأمجل ملروءتك، فقالسن إىل من أساء صل من قطعك، وأح: عليها، واحلشمة قطيعة، واطرحها صلة، وقد جاء يف بعض اآلثار

.إليك

وكان ملك من ملوك فارس، له وزير جمرب حازم، فكان يتعرف اليمن يف مشورته، فهلك امللك، وأقام كان أيب يغلط فيه، وسأريكم ذلك، : ابنه بعده، فلم يرفع له رأساً، فذكر له مكانته من أبيه، فقال

Page 159: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 159

بيعة؛ ألا أصل، واألدب فرع، وكل فرع الط: أيهما أغلب، األدب أو الطبيعة؟ فقال: فأحضره، وقال لهيرجع إىل أصله، فدعا امللك بسفرة، فوضعت، وأقبلت سنافري معلمة، بأيديها الشمع، فوقفت حول

أمهلين يف : اعترب خطأك، وضعف مذهبك، حىت كان أبو هذه السنانري مشاعاً؟ فقال له: السفرة، فقال لهوخرج الوزير، وأمر غالمه أن يسوق له فأرة، فساقها له حية، ذلك لك، : اجلواب إىل الليلة املقبلة، قال

فربطت خبيط، فلما راح إىل امللك وضعها يف كمه ودخل، فأحضرت السفرة والسنانري بالشمع، فألقى هلا كيف : الوزير الفأرة، فاستقبلت إليها، فتطايرت الشمع، حىت كاد البيت يضطرم عليهم ناراً، فقال للملك

. صدقت، ورجع إىل ما كان عليه أبوه: طبيعة األدب؟ قالرأيت، غلبت ال

وخرج فتيان يف صيد هلم، فأثاروا ضبعاً فنفرت ومرت، واتبعوها فلجأت إىل خباء هلم، فخرج هلم إا استجارت يب، فخلوا بيين : يا أبا عباد اهللا، مل متنعنا من صيدنا؟ فقال: بالسيف منصلتا، فقالوا له

وبينها، فنظر إليها مهزولة مضرورة، فجعل يسقيها اللنب صباحاً ومساء، حىت مسنت وبينها، فخلوا بينه .وحسن حاهلا، فبينا هو ذات يوم متجرد، إذ عدت عليه فشقت بطنه وشربت دمه

كنت قاعداً أنسخ وبني يدي قدح فيه : وحكى الفنجديهي بسنده إىل أيب حممد احلسن بن إمساعيل قال ولوز، فجاءت فأرة، فأخذت لوزة ومضت، مث عادت فأخذت أخرى، ماء، وطبق فيه كعك وزبيب

ففرغت املاء الذي يف القدح، فعادت الفأرة فكببت القدح عليها، واشتغلت بشغلي بساعة، فإذا فأرة أخرى قد جاءت فدارت حول القدح، فشقشقت وبقيت ساعة على ذلك، والفأرة األخرى تشقشق من

الصها فمضت وأتت بدينار فوضعته ووقفت، ومل أرفع القداح عن داخل القدح، فلم جتد حيلة يف خالفأرة فمضت وأتت بدينار آخر ووقفت، فلم أرفع القدح ففعلت ذلك إىل أن أتت بسبعة دنانري،

ووقفت ساعة فلم أرفع القدح عن الفأرة فمضت، واتت بقرطاس فارغ فعلمت أا مل يبق عندها شيء، .فخليت عن الفأرة

يا أمري املؤمنني، : وسف القاضي على الرشيد ومعه الكسائي، ومها يف مذاكرة وممازحة، فقالودخل أبو ييا أبا يوسف، إنه ليأتيين بأشياء، يشتمل عليها قليب، ويأخذ : إن هذا الكويف قد غلب عليك، فقال

فقه، بل يف: يف حنو أو فقه؟ فقال: يا أبا يوسف هل لك يف مسألة؟ فقال: مبجامعه، فقال الكسائييا أبا يوسف، ما تقول يف رجل قال : نعم، قال: تلقي على أيب يوسف الفقه؟ قال: فضحك الرشيد، وقال

أخطأت يا أبا يوسف، فضحك : إذا دخلت طلقت، قال: أنت طالق إن دخلت الدار؟ قال: لزوجهر بعد أو مل أن وجب الفعل ووقع الطالق، دخلت الدا: إذا قال: كيف الصواب؟ فقال: الرشيد، مث قال

.إن بالكسر مل جيب ومل يقع الطالق، حىت تدخل الدار: تدخل؟ وإن قال

أعصامي أنت أم : وكان لرجل عند احلجاج حاجة، فوصف له باجلهل واحلمق، فأراد أن خيتربه، فقال له

Page 160: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 160

أفتخر بنفسي بفضلي، وبآبائي : عصامي عظامي، فظن احلجاج أنه يريد: عظامي؟ فقال له الرجلهذا من أفضل الناس وقضى حاجته، مث جربه بعد ذلك، فوجده أجهل الناس وأمحقهم : فقاللشرفهم،مل أعلم : مل أصدقين، وإال قتلتك، كيف أجبتين ملا سألتك بعصامي وعظامي؟ فقال له الرجل: فقال له

فعين أقول ما معاً، فإن ضرين أحدمها، ن: معنامها، فخشيت أن أقول أحدمها، فأخطئ، فقلت يف نفسيوالعصامي هو الذي يسود بنفسه، . املنابر تصري الغيب خطيباً، فذهبت مثالً: اآلخر، فقال احلجاج

.والعظامي هو الذي يفتخر بآبائه الذين صاروا عظاماً

وحيكى أن حامد بن العباس سأل علي بن عيسى يف ديوان الوزارة عن دواء الثمل، فأعرض عن كالمه، ة، فخجل حامد منه، مث التفت إىل القاضي أيب عمرو، فسأله عن ذلك، فتنحنح ما لنا وهذه املسأل: فقال

، وقال "وما آتاكم الرسول فخذوه وما اكم عنه فانتهوا": قال سبحانه: القاضي إلضالح صوت، مث قال : لواألعشى هو املشهور باخلمر يف اجلاهلية، وقد قا" استعينوا يف الصناعات بأهلها: "الرسول عليه السالم

وأخرى تداويت منها بها شربت على لذة وكأس

: مث تاله أبو نواس يف اإلسالم فقال

بالتي كانت هي الداء وداوني دع عنك لومي؛ فإن اللوم إغراء

ما ضرك يا بارد، أن جتيب ببعض ما أجاب به قاضي القضاة، : فأسفر وجه حامد، وقال لعلي بن عيسىهللا أوالً، مث بقول الرسول صلى اهللا عليه وسلم ثانياً، وبني الفتيا وأدى وقد استظهر يف املسألة بقول ا

. املعىن، فكان خجل علي بن عيسى من حامد ذا الكالم أكثر من خجل حامد منه، ملا ابتدأه باملسألة

وحيكى عن أمية بن أيب الصلت، أنه كان يشرب مع إخوان له يف قصر غيالن بالطائف، إذ سقط غراب : يقول: ما يقول؟ قال: بغيك التراب، فقال له أصحابه: فات القصر، فصاح صيحة، فقال له أميةعلى شر

زعم أن : ما يقول؟ قال: إذا شربت الكأس اليت بيدك مت، مث صاح صيحة، فال أمية مثل ذلك، فقالوا لهبينما هم عالمة ذلك أن يقع غراب على تلك املزبلة أسفل القصر، فيأخذ عظماً، فيجش به فيموت، ف

يتكلمون إذ وقع الغراب على املزبلة ليلتقط، فأخذ عظماً، فأراد أن يبتلعه، فجشي به فمات، فانتكس ما أكثر ما مسعنا مبثل هذا، وكان : أمية، ووضع الكأس من يده وتغري لونه، فجعلوا يغريون عليه ويقولون

ال بريء فأعتذر، وال قوي : ق فقالباطالً، فأحلوا عليه حىت يشرب الكأس، فمال فأغمي عليه، مث أفا .فأنتصر، مث فاضت نفسه

وجه عبد امللك بن مروان الشعيب إىل بعض ملوك الروم يف بعض األمر، فاستكرب : وحكى األصمعي قالال، فلما أراد الرجوع إىل عبد امللك محله رقعة لطيفة، : من بيت عبد امللك أنت؟ قال: الشعيب، فقال له

Page 161: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 161

صاحبك مجيع ما حيتاج إىل معرفته من ناحيتنا، فادفع له هذه الرقعة، فلما رجع إىل إذا بلغت: وقال لهيا أمري املؤمنني، إنه محلين : عبد امللك ذكر له ما احتاج إىل ذكره وض، فلما خرج ذكر الرقعة، فقال: يف الرقعة؟ قالأعلمت ما : إليك رقعة أنسيتها فدفعها إليه وض، فقرأها عبد امللك وأمر برده، فقال له

: ال، قال: قد عجبت من العرب كيف مل متلك مثل هذا؟ أفتدري مل كتب إيل مبثل هذا؟ قال: ال، قال

لو رآك يا أمري املؤمنني ما استكربين، فبلغ ذلك ملك الروم : حسدين فيك فأراد أن يغريين بقتلك، فقال .كهللا أبوه، واهللا، ما أردت إال ذل: وما قال عبد امللك، فقال

اضربوا عنقه، : أيت عبد امللك بن مروان برجل، كان مع بعض من خرج عليه فقال: وقال األصمعيواهللا، ما خرجت مع فالن إال بالتطري : وما جزاؤك؟ قال: يا أمري املؤمنني، ما هذا جزائي منك، قال: فقال

ما ادعيت، لك، وذلك أين رجل مشئوم، ما كنت مع رجل قط إال غلب وهزم، وقد بان لك صحة .وكنت عليك خرياً من مائة ألف معك فضحك، وخلى سبيله

كنا يوماً عند سهل بن هارون وأطلنا احلديث، حىت أضر بنا اجلوع، فدعا بغدائه، فإذا : وقال دعبلبصحفة فيها مرق وحلم ديك قد هرم، حىت ما يقطع فيه سكني وال تؤثر فيه ضرس، فأخذ قطعة من خبز،

رميت : أين الرأس؟ قال: فقد الرأس، فبقي مطرقاً ساعة، مث رفع رأسه إىل الغالم فقالوحرك املرق ا، فومل ظننت ذلك؟ فواهللا إين ألمقت من يرمي برجله فضالً : ظننتك أنك ال تأكله، قال: ومل؟ قال: به، قال

ا يضرب عن رأسه، والرأس رئيس األعضاء، وفيه احلواس اخلمس، ومنه يصيح الديك، وفيه عيناه، ومشراب مثل عني الديك، ودماغه عجيب لوجع الكلية، فإن كان قد بلغ من جهلك أين ال : املثل فيقال

أنا واهللا، أدري، : واهللا، ما أدري أين رميت به؟ قال: أين هو؟ قال: آكله، فإن عندنا من يأكله، انظر .رميت به يف بطنك

حاجة وركبه دين حىت احتاج إىل بيع داره، وروي أن رجالً كان جاراً أليب دلف ببغداد، فأدركته أبيع داري خبمسمائة : إن دارك تساوي مخسمائة دينار، فقال: فساموه فيها، فسأهلم ألف دينار، فقالوا

ال تنتقل من : دينار، وجوار أيب دلف خبمسمائة دينار، فبلغ أبا دلف اخلرب، فأمر بقضاء دينه ووصله، وقال .جوارنا

ال : لو أخذت من شعرك، فقال: لضجر والتربم، فكثر عليه الشعر، فقال له تالمذتهوكان األعمش كثري اافعلوا، فأيت حبجام، : نأتيك به، ونأخذ عليه أن يسكت حىت يفرغ، قال: جند حجاماً يسكت، قالوا

ووصي أال يكلمه، فبدأ حبلقه فلما أمعن سأله عن مسألة، فنفض ثيابه، وقام بنصف رأسه حملوقاً حىت واهللا، ال أخرج حىت حتلفوه، فحلف أال يسأله، وحينئذ : بيته، فأخرج احلجام وأيت بغريه، فقالدخل . خرج

Page 162: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 162

يا ابن : دخلت على مجيل مبصر أعوده يف مرضه الذي مات منه، فقال: وقال سهل بن سعد الساعديال إله إال اهللا سعد، ما تقول يف رجل مل يزن قط، ومل يشرب مخراً قط، ومل يقتل نفساً قط، يشهد أن

إين أرجو أن أكونه، فتضاحكت : أظنه قد جنا، فمن هذا الرجل؟ قال: وأن حممداً رسول اهللا؟ فقلتإين لفي : أبعد عشرين سنة تأيت بثينة وتقول فيها األشعار؟ واهللا، ما سلمت من قول الناس، قال: وقلت

شفاعة النيب صلى اهللا عليه وسلم يوم القيامة آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام اآلخرة، فال نالتين .إن كنت حدثت نفسي حبرام قط، فضالً عما وراء ذلك

إنه لتقدمه وتؤخر بنيك، ولو : ويروى أن امرأة معن بن زائدة عاتبت معناً يف يزيد بن مزيد، وقالت له وبعد، فإم أعلق بقليب مل تبعد رمحة ويل حكم الوالد، إذ كنت عمه،: رفعتهم الرتفعوا، فقال هلا معن

ادع جساساً : وأدىن من نفسي، بقدر ما توجبه الوالدة، ولكين ال أجد عندهم ما أجده عنده، يا غالموعبد اهللا وزائدة، فلم يلبث أن جاءوا يف القالئد والغالئل املطيبة والنعال السندية، بعد هدأه من الليل

أسبل ستراً بينه وبني املرأة، وإذا بيزيد قد دخل عجالً، يا غالم ادع يزيد، وقد: فسلموا وجلسوا، وقالما هذه اهليئة يا أبا : عليه السالح كله، ووضع رحمه بباب الس، مث دخل يتبختر، فلما رآه معن قال

إن كان ذلك مضيت، ومل : جاءين رسول األمري، فسبق لنفسي أنه يريدين لوجه، وقلت: الزبري؟ قالوريت بك زندي، انصرف يف حفظ : فرتع هذه اآللة أيسر اخلطب، قال له معنأعرج، وإن كان خالفه

.قد بان يل اختيارك: اهللا، فقالت امرأة معن

: وملا بعث عبد امللك احلجاج والياً على العراق، أتى الكوفة، وصعد املنرب، وهو متلثم متنكب قوسه، فقال

اهللا الرمحن الرحيم، من عبد امللك أمري املؤمنني إىل بسم : يا غالم، اقرأ عليهم كتاب أمري املؤمنني، فقرأاسكت، يا غالم، هذا أدب : من بالكوفة من املسلمني، سالم عليكم، فلم يقل أحد شيئاً، فقال احلجاج

ابن ية، واهللا ألؤدبنكم غري هذا األدب، أو لتستقيمن، اقرأ يا غالم كتاب أمري املؤمنني، فلما بلغ إىل .وعلى أمري املؤمنني السالم، مث نزل: م، مل يبق أحد يف الس إال وقالسالم عليك: قوله

كان رجل من أهل الكوفة قد بلغه عن رجل من عمال السلطان أنه يعرض صنيعة له : وقال الشيبايناذهب : بواسط للبيع، يف مغرم لزمه للخليفة، فحمل وكيالً له على بغل، وأعطاه خرجاً بدنانري، وقال له

سط؛ فاشتر هذه الصنيعة املعروضة، فلما خرج عن البيوت حلق به أعرايب، على محار له، معه قوس إىل وانعم، فسارا حىت رأوا : فهل لك يف الصحبة؟ قال: إىل واسط، قال: إىل أين تتوجه؟ قال: وكنانة، فقال له

املتقدم، : فأذكيه لك؟ قالأي الظباء أحب إليك، املتقدم منها أم املتأخر : ظباء عنت هلما، فقال األعرايبأيها : فرماه بالسهم فاقتضه، فاشتويا وأكال، واغتبط الرجل بصحبته، مث عرض هلما سرب قطاة، فقال

تريد؟ فأشار إىل واحدة منها، فرماها فلم خيطئها مث اشتويا وأكال، فلما انقضى أكلهما، فجعل األعرايب

Page 163: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 163

البد من : اتق اهللا، واحفظ ذمام الصحبة، قال: الأين تريد أن أصيبك؟ ق: سهماً على القوس، مث قالفاخلع ثيابك، فانسلخ من ثيابه : اتق اهللا واستبقين، ودونك البغل واخلرج فإنه مترع ماالً، قال: ذلك، قال

اتق اهللا، ودع يل اخلفني؛ فإن الرمضاء حترق : اخلع خفيك، قال له: ثوباً ثوباً، حىت بقي جمرداً فقال لهفدونك اخلف فاخلعه، فوضع القوس وتناول اخلف، وذكر الرجل : بد من ذلك، قالال: قدمي، قال

االستقصاء فرقة، : خنجراً كان معه يف اخلف اآلخر، فاستخرجه، فضرب به صدره، فشقه إىل عانته وقال . فذهبت مثالً

كم ما شئت، سلين أبا دالمة، واحت: ودخل أبو دالمة على املهدي، فأنشده أبياتاً أعجب ا، فقال لهقد أمرنا لك بكلب، وها هنا بغلت مهتك، وإىل ها هنا : كلب، يا أمري املؤمنني أصطاد به، قال: قال

فرس : وما بقي عليك؟ قال: ال تعجل علي يا أمري املؤمنني، فإنه بقي علي، قال: انتهت أمنيتك؟ قالوخادم : وغالم يقود الكلب، قال:وغالم يقود الكلب، قال: قد أمرنا لك بفرس تركبه، قال: أركبه، قال

وجارية : ودار تسكنها قال: ودار نسكنها، قال: وخادم يطبخ لك الصيد، قال: يطبخ لنا الصيد، قالقد أقطعناك ألف جريب عامرة، وألف : بقي اآلن املعاش، قال: وجارية تأوي إليها، قال: آوي إليها، قال

أنا أقطع أمري املؤمنني مخسني : اليت ال تعمر، قال: ني؟ قالوما الغامرة يا أمري املؤمن: جريب غامرة، قالفيأذن يل أمري املؤمنني يف : قد جعلناها لك عامرة كلها، قال: ألف جريب غامرة من فيايف بين أسد، قال

.ما نفعتين شيئاً أيسر على أم عيايل من هذا: أما هذه فدعها، قال: تقبيل يده؟ قال

تصدق فإين نبئت أن عبد اهللا بن عباس : بن عباس، وهو ال يعرفه، فقال لهوحكي أن سائالً أتى عبد اهللاأين أنت منه يف احلسب أم : وأين أنا من عبد اهللا؟ قال له: أعطى سائالً ألف درهم واعتذر إليه، فقال له

فعلت أما احلسب يف الرجل فمروءته وفعله، وإذا شئت فعلت، وإذا : فيهما مجيعاً، قال: كثرة املال؟ قالإن مل تكن عبد اهللا فأنت : كنت حسيباً، فأعطاه ألفي درهم واعتذر له من ضيق نفقته، فقال له السائل

خري منه، وإن تكن إياه فأنت اليوم خري منك أمس، فأعطاه ألفاً آخر، فقال السائل هذه هزة حسب .كرمي

اهلند، فلما أتاه الرسل وبعث ملك اهلند إىل هارون الرشيد بسيوف قلعية وكالب وثياب من ثياب باملدينة، أمر األتراك فصفوا صفني، ولبسوا احلديد حىت ال يرى منهم إال احلدق، وأذن للرسل فدخلوا

هذه أشرف كسوة بالدنا، فأمر الرشيد أن يقطع منها أجالالً : ما جئتم به؟ فقالوا له: عليه، فقال هلمهذه سيوف : ما عندكم غري هذا؟ قالوا: قال هلمخليله فصلب الرسل على وجوههم ونكسوا رءوسهم، مث

قلعية ال نظري هلا، فدعا الرشيد أن يؤتى بالصمصامة سيف عمرو بن معدي كرب، فقطعت به السيوف بني يديه سيفاً سيفاً كما يقطع الفجل، مث عرضت عليهم الصمصامة، فإذا هي ال فل فيها، فنكس القوم

Page 164: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 164

إن عندي : ذه كالب، ال يبقى هلا سبع إال عقرته، قال هلم الرشيده: ما عندكم؟ قالوا: رءوسهم، مث قالليس عندنا : سبعاً، فإن عقرته، فهي كما ذكرم، مث أمر باألسد فأخرج، فلما نظروا إليهم هاهلم، وقالوا

فنرسلها عليه، وكانت األكلب ثالثة، فأرسلت عليه : هذه سباع بالدنا، قالوا: مثل هذا السبع، قالما نتمىن إال السيف الذي : متنوا يف هذه الكالب ما شئتم، قالوا: أعجب الرشيد ا، وقال هلمفمزقته، ف

هذا ما ال جيوز يف ديننا أن اديكم بالسالح، ولوال ذلك ما خبلنا به عليكم، : قطعت به سيوفنا، قال هلم .مث أمر هلم بتحف كثرية، وأحسن جائزم

من قيس بن عاصم املنقري، رأيته قاعداً بفناء داره، : لم؛ قالممن تعلمت احل: وقيل لألحنف بن قيسهذا ابن أخيك قتل : متحبياً حبمائل سيفه حيدث قومه، حىت أيت برجل مكتوف ورجل مقتول، فقيل له

يا ابن أخي، أمثت : فواهللا ما حل حبوته، وال قطع كالمه، مث التفت إىل ابن أخيه، فقال: ابنك، قالقم يا بين، فوار أخاك، وحل كتاف ابن : وقتلت ابن عمك، مث قال البن آخربربك، ورميت بسهمك،

.عمك، وسق إىل أمك مائة ناقة دية ابنها؛ فإا فينا غريبة

خرج أمري املؤمنني أبو العباس مترتهاً، فأمعن يف نزهته، وانتبذ من أصحابه، فواىف خباء : وقال الشيباينمن أبغض كنانة إىل : من أي كنانة؟ قال: من كنانة، قال: جل؟ قالممن الر: ألعرايب، فقال له األعرايب

من أبغض قريش إىل قريش؟ : فمن أي قريش؟ قال: نعم، قال: فأنت إذن من قريش، قال: كنانة، قالمن أبغض ولد : فمن أي ولد عبد املطلب؟ قال: نعم، قال: فأنت إذن من ولد عبد املطلب، قال: قال

فأنت إذن أمري املؤمنني، السالم عليك يا أمري املؤمنني ورمحة اهللا : طلب، قالعبد املطلب إىل عبد امل . وبركاته، فاستحسن ما رأى منه، وأمر له جبائزة عظيمة

: من هذا؟ فقال البحتري: وكان ابن الرومي الشاعر كثري التطري، فقرع البحتري يوماً عليه الباب، فقال

لزقوم، يأخذ مجيع الردم، وكل بالء كان أو يكون إىل يوم الدين، سخط احلي القيوم، واملهل والغسلني وا .يف سجن البحتري وحده القصة: فأغلق ابن الرومي بابه ولزم داره، فسأل عنه املوفق، فقيل له

: إنا نراك إذا دعاك أمري املؤمنني يتغري وجهك، ويضطرب حالك، فقال: وقيل أليب أيوب صاحب املنصور

ما رأيت أشر منك، تكون عند قوم من صغرك إىل كربك، يطعمونك : لديكمثلي معكم كباز قالفإذا أرادوا يف وقت من األوقات ينتقلون من دار إىل دار، وطلبوا أن ينقلوك معهم مل متكنهم . ويسقونك

من نفسك إال بعد جهد شديد، وأنا يرسلونين يف الصحارى اليت فيها ربيت واملواضع اليت فيها نشأت، أنت مل تر قط بازاً يف سفود، وأنا قد : ليهم، وأصيد طعمهم وال أحتاج إليهم، قال له الديكفأرجع إ

.رأيت عشرين ديكاً يف سفود مراراً كثرية

كانت أعرابية حتاجي الرجال، فال يكاد أحد يغلبها، فأتاها جين يف صورة إنسان، : وحكى بعضهم قال

Page 165: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 165

كاد املنتعل يكون : كاد، قالت: س أن يكون أمرياً، قالكاد العرو: قل، قال: أحاجيك؟ قالت: فقال هلاكاد، : كاد الفقر يكون كفراً، قال: كاد، قالت: كاد النعام يكون طائراً، قال: كاد، قالت: راكباً، قال

: قويل، فقالت: جاوبتك، فأين جوايب؟ فقال هلا: كاد املريب يقول خذوين، مث أمسك، فقالت له: قالت

عجبت : عجبت، قال: سبخة كيف ال جيف ثراها، وال ينبت مرعاها، فقالتعجبت لل: عجبت، قالعجبت حلفرة بني فخذيك، : عجيب، قال: للحصى، كيف ال يكرب صغريه، وال يهرم كبريه، فقالت

.فخجلت من جوابه، ومل تعد إىل ما كانت عليه: كيف ال يدرك قعرها، وال ميل حفرها، قال

ر غائباً، واستخفى، مث دخل آخر واستخفى، وال يعلم األول بالثاين، ودخل سارق دار تاجر، وكان التاجهات ما عندك، : فلما جن الليل خرج السارق األول، فذبح اخلادم، ودخل على املرأة، وقال هلا

وألي : فأحضرت له مجيع ماهلا وحليها وحلفت له أن ذلك مجيع ما على ملكها، فأراد ذحبها، فقالتال يؤكل مال حي، وعزم على قتلها فبكت : طيتك مجيع ما عندي، فقال هلاشيء تفعل هذا؟ وقد أع

ال خوف : وخضعت، فأشفق عليها السارق الثاين، وخرج عليه بسرعة، فقتله، فدهشت منه، فقال هلاعليك، واهللا، ال آخذ لك شيئاً، فناوليين فأساً أو مسحاة، فناولته، فحفر يف الدار، ودفن السارق واخلادم،

اخلروج، فرغبت إليه يف معرفة موضعه، فعرفها ملا جاء زوجها عرفته مبا كان يف غيبته، فمضى إليه وأراد .وقامسه ماله، وكان صديقه إىل املوت

ملا أفضت اخلالفة إىل بين العباس، اختفى رجل من بين أمية يقال : وحكى احلسن بن خضر عن أبيه قالحدثين : أخذ له أمان من بين العباس، فقال له أبو العباس يوماًإبراهيم بن سليمان بن عبد امللك حىت : له

كنت يا أمري املؤمنني متخفياً باحلرية يف مرتل على الصحراء، فبينا أنا : عما مر بك يف اختفائك، فقالذات يوم على باب بييت، إذ نظرت إىل أعالم سود، قد خرجت من الكوفة تريد احلرية، فوقع يف نفسي

فخرجت متنكراً، حىت دخلت الكوفة، وال أعرف ا أحداً، فبقيت متحرياً، فإذا أنا بباب أا تريدين،ورحبة واسعة، فدخلت الرحبة فجلست فيها فإذا رجل وسيم الوجه، حسن اهليئة على فرس، فدخل

رجل خياف على دمه، واستجار : من أنت وما حاجتك؟ فقلت: ومعه مجاعة من أصحابه وأتباعه، فقالفصريين يف حجرة تلي حرمه، فمكثت عنده حوالً كامالً يف كل ما أحببت من مطعوم : ك، قالمبرتل

أراك تدمن : ومشروب وملبوس، ال يسألين عن شيء من مال ويركب يف كل يوم، فقلت له يوماً، إن إبراهيم بن سليمان قتل أيب صرباً، وقد بلغين عنه أنه خمتف، فأنا أطلبه: الركوب، ففيم ذلك؟ فقال

أنا : وما ذلك؟ قال: يا هذا، قد وجب حقك علي، ومن حقك أن أقرب عليك اخلطوة، قال: فقلتأما أنت فستلقى أيب، فيأخذ حبقه منك، : إبراهيم بن سليمان قاتل أبيك، فخذ بثأرك، فأطرق ملياً، مث قال

فلم أقبلها منه، وأما أنا فغري خمفر ذمين، فاخرج عين؛ فلست آمن نفسي عليك، فأعطاين ألف دينار،

Page 166: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 166

. وخرجت عنه، فهذا أكرم رجل رأيت

كان يف جوار أيب عمر القاضي رجل ظهر يف يده مال جليل بعد فقر طويل، : وقال أبو الربيع البغداديورثت ماالً جليالً، فأسرعت يف إتالفه، حىت أفضيت إىل بيع أثاث داري، : فسألته عن أمره، فقال: قال

قوت عندي إال من غزل أم أوالدي، فتمنيت املوت، فرأيت ليلة من الليايل ومل يبق يل حيلة، وبقيت الغناؤك مبصر فاخرج إليه، فبكرت إىل أيب عمر القاضي وتوسلت إليه باجلواب يف : كأن قائالً يقول يل

كتب إىل مصر ففعل وخرجت، فلما وصلت مصر، ودفعت الكتب وسألت التعريف، فسد اهللا علي يت، وبقيت متحرياً، وتفكرت يف أن أسأل الناس بني العشاءين، فخرجت أمشي يف الوجوه، ونفدت نفق

الطريق، ونفسي تأىب املسألة، إىل أن مضى من الليل كثري، فلقيين الطائف، فقبض علي، ووجدين غريباً، أنا أصدقك، : رجل ضعيف، فلم يصدقين، وضربين مبقارع فصحت وقلت: فأنكر حايل وسألين فقلت

أنت أمحق، واهللا، لقد : ت، فقصصت عليه القصة من أوهلا إىل آخرها وحديث املنام، فقال يلها: فقالتببغداد يف الشارع الفالين، يف احمللة الفالنية مال، فذكر : رأيت منذ كذا وكذا سنة يف النوم قائالً يل

ه سدرة، حتتها مدفون دار يقال هلا دار فالن، فذكر داري وامسي، وفيها بستان في: شارعي وحمليت، مث قالفقوي قليب بذلك : ثالثون ألف دينار، فامض فخذها، فما فكرت يف هذا احلديث وال التفت إليه، قال

احلديث، فأطلق عين، فخرجت من مصر إىل بغداد، وقلعت السدرة، فوجدت حتتها ثالثني ألف دينار، .فأنا أعيش فيها

على رأسه قفص زجاج وهو مضطرب املشي، فما زلت كنت أمشي يوماً بني يدي رجل : وقال أبو املثىنهذا واهللا، : أرتقب وقوعه، فزلق وتكسر القفص، وتلف مجيع ما فيه، فبهت الرجل وأخذ يبكي، ويقول

مجيع بضاعيت، وواهللا، لقد أصابتين مبكة مصيبة أخرى، وما دخل على قليب مثل هذا، فاجتمع حوله مجاعة دخلت قبة زمزم، وجتردت لالغتسال، وكان يف يدي : صابك مبكة؟ قالما الذي أ: يرثون حلاله، فقالوا

هذا دملجك له : دملج وزنه مثانون مثقاالً، فخلعته واغتسلت، فخرجت ونسيته، فقال رجل من اجلماعة .معي منذ سنتني

وحكى بعضهم أن شيخاً أتى سعيد بن مسلم، فكلمه يف حاجة، فوضع زج عصاه على إصبع سعيد، حىت خفت : مل صربت على هذا ومل تعلمه؟ قال: فما تأوه سعيد لذلك وال اه، فلما فارقه قيل لسعيدأدماه،

.أن يعلم جنايته، فينقطع عن طلبه الذي جاء فيه

يا أبا علي، متوسل باهللا إليك أقعدين يف دهليزك، وأحرب علي : صاح رجل بيحىي بن خالد: وقال آخره وأجرى عليه النفقة كما ذكر ثالثني يوماً، مث انصرف، فقيل نعم، فأقعد: كل يوم ألف درهم، فقال

.مبن توسل به، لو أقام حىت ميوت لكان له كل يوم ألف درهم: إنه انصرف، فقال: ليحىي

Page 167: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 167

مظلوم، يا أمري املؤمنني، : ودخل عمارة بن محزة على املنصور، فجلس يف جملسه فقال رجل للمنصورقم يا عمارة؛ فاقعد مع خصمك، : وأخذ صنيعيت، فقال املنصورعمارة ظلمين،: من ظلمك؟ قال: قال

إن كانت الصنيعة له فلست أنازعه فيها، : وكيف ذلك؟ قال عمارة: ما هو يل خبصم، قال: فقال عمارة .وإن كانت يل فقد وهبتها له، وال أقوم من موضع شرفين به أمري املؤمنني

كان يل صديقان، أحدمها هامشي، فكنا كنفس : ه قالوحكى أبو سهل الداري عمن حدثه عن الواقدي أنأما حنن يف أنفسنا، فنصرب على البؤس : واحدة، فنالتين ضيقة شديدة، وحضر العيد، فقالت يل امرأيت

فكتبت إىل صديقي اهلامشي أسأله التوسعة علي مبا حضر، فوجه : والشدة، وأما صبياننا فال صرب هلم، فقالأن فيه ألف درهم، فما استقر قراره، حىت كتب يل صديقي اآلخر يشكو إيل حاله يل كيساً خمتوماً، وذكر

فوجهت إليه الكيس مبا فيه وخرجت إىل املسجد، فأقمت به الليل خمتفياً من امرأيت، فبينا أنا كذلك إذ خلرب، أخربين عما فعلته فيما وجهت إليه به، فعرفته ا: وافاين صديقي اهلامشي ومعه الكيس كهيئته، وقال

إنك وجهت إيل، وما أملك إال ما بعثت إليك، مث كتب إىل صديقي أسأله املواساة، فوجه إيل : فقالفاقتسمنا ألف درهم فيما بيننا ثالثاً، فوصل اخلرب إىل املأمون فدعاين، فشرحت له ما : الكيس خبامتي، قال

. كان فأمر لنا بسبعة آالف دينار، ألفني لكل واحد، وللمرأة ألف

كان رجل له مال كثري، وكان ال يقدر أحد على أن يأيت عليه يف أمر؛ لشدة حزمه، وكان يقول ملن وضيعت احلزم، فأتوا داره : ضيعت احلزم، فاتفق مجاعة على أن يفعلوا معه أمراً يقولون له بسببه: عليه أمر

أصابين وجع، وأنا أجد : لهإن مل تصيحي على سيدك، وتقويل : ليالً، وأخذوا خادمه وربطوها، وقالوا هلااخرج إليها، وانظر ما : املوت فاخرج يل، وإال قتلناك، ففعلت اخلادم وجعلت تصيح به، فقالت له زوجته

فدعين أناوهلا : ال يفتح بايب بالليل، قالت: دعين أنا أخرج إليها، قال: ال أفعل، فقالت: دهاها، فقاليدها من حتت الباب باملعجون، فقبضوا على يدها، افعلي، فأخرجت : معجوناً من حتت الباب، قال

إن مل تعطنا كذا : ضيعت احلزم، فقالوا له: أمل أقل لك: وأوثقوها بشريط، فاستغاثت بزوجها، فقال هلا: نعم، قال: إن أعطيتكم ما طلبتم وزيادة، واهللا أنكم تطلقوا؟ قالوا: وكذا، وإال قطعنا يدها، فقال هلم

الفالين فاحفروا، فذهب بعضهم وحفر، فوجد إناء فيه ألف دينار كما طبعت، فاذهبوا إىل املوضعفأخذوها، وأطلقوا يد املرأة، واقتسموا الدنانري وانصرفوا، وكان هو قد صنع تلك الدنانري مدلسة،

ضيعت احلزم، : وأعدها ملثل ما جرى له، فلما أصبح الصباح انتظروه يعلم الناس مبا جرى له، فيقولون لهلم يعلم أحد بذلك، مث ذهبوا، وتصرفوا يف تلك الدراهم، واشتروا ا أسباباً وحوائج، ووقع الناس على ف

دلسها، فرفعوا إىل احلاكم، ودخلت ديارهم، فوجدوا باقي الدراهم ا، فضربوا وطوفوا فلقيهم، وقال . لشدة حزمهضيعتم احلزم، فال محلتم امليلق معكم؟ فعلموا أنه ال يقدر ليه أحد؛ : هلم

Page 168: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 168

أما بعد، إذا أتاك كتايب هذا، فإن كنت قائماً : وكتب اإلسكندر كتاباً إىل بعض ملوك اهلند، يقول له فيهفال تقعد، وإن كنت ماشياً فال تلتفت، وإال مزقت ملكك، وأحلقتك مبن مضى من امللوك قبلك، فلما

مه أنه اجتمع عنده أشياء، مل جتتمع ورد الكتاب عليه أجاب بأحسن جواب، وخاطبه مبلك امللوك، وأعلعند غريه، فمن ذلك ابنة مل تطلع الشمس على أحسن منها، وفيلسوف خيربك مبرادك، قبل أن تسأله؛

حلدة ذهنه وحسن قرحيته، واعتدال مزاجه، واتساع علمه، وطبيب ال ختشى معه دواء وال شيئاً من ا ملئ باملاء شرب منه عسكر له جبمعه، وال ينقص منه وقدح إذ. العوارض، إال ما يطرأ من الفناء والدثور

كون هذه : شيء، وأنا منفذ مجيع ذلك إىل امللك، فلما قرأ اإلسكندر الكتاب، ووقف على ما فيه، قالاألشياء عندي، وجناة هذا امللك احلكيم من صوليت أحب إيل من أال تكون عندي ويهلك، فأنقذ إليه

إن كان صادقاً فيما كتب، : ونانيني والروم وعدة من الرجال، وقال هلماإلسكندر مجاعة من حكماء اليفسوقوا تلك األشياء، ودعوا الرجل يف موضعه، وإن تبني لكم أن األمر على خالف ذلك، فأشخصوه إيل، فمضى القوم حىت انتهوا إىل مملكة ذلك الرجل، فتلقاهم بأحسن قبول، وأنزهلم أحسن مرتلة، فلما

ثالث، جلس هلم جملساً خاصاً، للحكماء منهم، دون من كان معهم من املقاتلة، وتكلم معهم كان اليوم اليف أصول الفلسفة، مث أخرج اجلارية، فلما ظهرت ألبصارهم، ورمقوها بأعينهم مل يقع طرف واحد منهم

قدم الوعد على عضو من أعضائها إال وقف عنده، ومل ميكنه أن يتعدى إىل غريه، مث أراهم بعد ذلك ما تبه وصرفهم، وصري الفيلسوف والطبيب واجلارية والقدح معهم، فلما وردوا على اإلسكندر أمر بإنزال

الطبيب والفيلسوف، ونظر إىل اجلارية، فحار عند مشاهدا، ورت عقله، وأمر بقية جواريه بالقيام ه احلكماء ما جرى هلم من عليها، مث صرف مهته إىل الفيلسوف، وإىل علم ما عند الطبيب، وقص علي

املباحثة مع امللك اهلندي فأعجبه ذلك، مث أراد مباحثة الفيلسوف على ما خرب عنه فخلى بنفسه وأجال فكره فيما خيتربه به، فسنح له سانح من الفكر بإيقاع شيء خيتربه به، فدعا بقدح، فمأله مسناً، وبعثه إليه،

ألمر ما بعث هذا امللك : ظر الفيلسوف بصحة فهمه، فقالفلما ورد الرسول بالقدح على الفيلسوف، ناحلكيم هذا السمن إيل، فأجال فكره فيه، حىت ميز املراد به فدعا بنحو من ألف إبرة فغرز أطرافها يف

السمن مث رد القدح إىل اإلسكندر، فأمر اإلسكندر أن يعمل من اإلبر كرة مدورة، وأمر بردها إىل يه أمر ببسطها وأن يتخذ معها مرآة ترى صورة من قابلها من األشخاص الفيلسوف، فلما وصلت إل

لصفائها، وأمر بردها إىل اإلسكندر، فلما نظر إليها ورأى أحسن صورته فيها، دعا بطست، فحمل املرآة ا فيه، وأمر بإراقة املاء عليها حىت ترسب وأمر حبملها إىل الفيلسوف، فلما نظر إليها أمر باملرآة، فصنع منهإناء، وجعله يف الطست طافياً فوق املاء، وأمر برد ذلك إىل اإلسكندر، فلما وصل إليه أمر أن ميأل ذلك

اإلناء من تراب ناعم، وأمر برده إىل الفيلسوف، فلما نظر الفيلسوف إىل ذلك تغري لونه، وجرت دموعه،

Page 169: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 169

ل على اإلسكندر، وأخرب بفعله وأمر برده إىل اإلسكندر، من غري أن حيدث فيه شيئاً، فلما ورد الرسووحاله، تعجب منه، فلما كان يف صبيحة تلك الليلة، جلس له اإلسكندر جلوساً خاصاً، ودعا

بالفيلسوف، ومل يكن رآه قبل ذلك، فلما أقبل، ونظر إليه اإلسكندر، وتأمل قامته وصورته، رأى رجالً الصورة وحسن الفهم، كان صاحب ذلك إذا اجتمع حسن: معتدل البنية، حسن اخللقة، فقال يف نفسه

واحد زمانه، ولست أشك أن هذا الفيلسوف قد اجتمع له األمران، فإن كان هذا الفيلسوف علم كل ما راسلته به وأجابين عنه من غري مباحثة، فليس يف زمانه أحد يدانيه يف حكمته، وتأمل الفيلسوف

أدار الفيلسوف أصبعه السبابة حول وجهه ووضعها اإلسكندر عند دخوله عليه، واإلسكندر ينظر إليه، فعلى طرف أنفه، وأسرع حنو اإلسكندر وهو جالس على سرير ملكه، فحياه بتحية امللوك، فأشار إليه

ما بالك حني نظرت إيل أدرت أصبعك : اإلسكندر باجللوس، فجلس حيث أمره، فقال له اإلسكندرتك أيها امللك بنور عقلي، وصفاء مزاجي، فتبينت تأمل: حول وجهك، ووضعتها على طرف أنفك؟ قالإن هذه الصفة قل ما جتتمع مع احلكمة، : إنه قد قال: فكرك، وتأملك حلسن صوريت، فقلت يف نفسي

فإذا كان هذا فصاحبها واحد زمانه، فأدرت أصبعي

يس يف الوجه إال أنف مصداقاً ملا سفح لك، وأريتك مثاالً شاهداً، وجعلت وجهي مبرتلة الدنيا، فكما أنه لما أحسن ما تأيت لك، فما بالك حني : واحد، فكذلك ليس يف مملكة اهلند غريي، قال له اإلسكندر

إن قليب : علمت أنك تقول: أنفذت إليك قدحاً مملوءاً مسناً غزرت فيه إبراً ورددته إيل؟ فقال الفيلسوفكماء فيه مزيد، فأخربت امللك أن علمي سيزيد امتأل علماً مثل هذا اإلناء من السمن، فليس ألحد من احلفأخربين، ما بالك حني علمت من اإلبر كرة، : فيه، ويدخل كما دخلت هذه اإلبر يف هذا السمن، قالعلمت أنك تريد أن قلبك قد قسا من سفك : وبعثتها إليك صنعت منها مرآة صقيلة ورددت إيل؟ قال

الكرة، فال يقبل العلم، فأخربتك بسبكي هذه الكرة، واحليلة الدماء، والشغل بسياسة امللك بقساوة هذه صدقت، : يف أمرها، حىت جعلت منها مرآة ترى الصور عند املقابلة، فكذلك أفعل بقلبك، قال اإلسكندر

فأخربين أيها الفيلسوف حني جعلت املرآة يف الطست، وجعلت عليها املاء حىت رسبت، مل صنعت منها علمت أنك تريد أن األيام قد قصرت، واألجل قريب، وال يدرك : مث رددا إيل؟ قالإناء يطفو فوق املاء

العلم الكثري يف األمد القليل، فأجبتك ممثالً أين سأعمل احليلة يف إيراد العلم الكثري يف األمد القليل إىل عليه، قال قلبك، بتقريبه من فهمك، كاحتيايل للمرآة من بعد كوا راسبة يف املاء، جعلت طافية

صدقت، فأخربين، ما بالك حني مألت لك اإلناء تراباً رددته إيل، ومل حتدث فيه شيئاً كفعلك : اإلسكندرعلمت أنك تريد بالتراب املوت، وأنه البد منه، ومن حلوق هذه البنية ذا : فيما سلف؟ قال الفيلسوف

ة هلذا اجلسد، فأعلمتك حني مل أحدث فيه العنصر البارد الذي هو األرض، ومفارقة النفس الناطقة الشريف

Page 170: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 170

صدقت، وألحسنن إىل اهلند من أجلك، وأمر له : شيئاً أال حيلة يف ذلك وال عمل، قال له اإلسكندرجبوائز كثرية، فقال له الفيلسوف، لست أحتاج شيئاً يلهيين عن عملي، وال أدخل عليه ما ينافيه، وخريه

وع إىل وطنه، فاختار الرجوع إىل وطنه، فخلى عنه، وأما القدح اإلسكندر بني اإلقامة عنده، أو الرجفأدهقه باملاء، مث أورد عليه الناس، فلم ينقص منه شيء، وكان فيما يقال معموالً مبضروب من خواص

إنه كان آلدم عليه السالم بأرض سرنديب من أرض اهلند، مما نزل يف اجلنة، فورث عنه، : اهلند، وقد قيلوك إىل أن انتهى إىل هذا امللك من ملوك اهلند، وأما الطبيب، فإنه كان له معه أخبار طويلة، وتوارثه املل

.ومناظرة عجيبة يف صنعة الطب

الباب الثاني في الحكايات واألخبار ذوات األشعار

امض به إىل املسجد، وال تفارقه حىت: كان أمحد بن املدبر، إذا مدحه أحد، ومل يرض بشعره، قال لغالمه

يصلي مائة ركعة، مث خله، فتحاماه الشعراء إال األفراد ايدون، فجاءه احلسني بن عبد السالم الضرير : نعم، وأنشد: أعرفت الشرط؟ قال: املعروف باجلمل، فاستأذنه يف اإلنشاد فقال له

بالمدح تنتجع الوالة كما في أبي حسن مديحا أردنا

دجلة والفراتومن كفاه أكرم الثقلين طراً :فقلنا

عليهن الصالة جوائزه يقبل المدحات لكن :فقالوا

عيالي، إنما الشأن الزكاة وما تغني صالتي: فقلت لهم

الهموم الشاغالت وعاقتني فأما إذ أبى إال صالتي

أن تنشطني الصالت لعلي لي بكسر الصاد منها فيأمر

: يبكي، فظنوا أنه تاب، وجعلوا يهنئونه، ويقولونوحضر أبو نواس جملس منصور بن عمار، فرآه الناس

أنا أهون على اهللا من ذلك، وليس كما تظنون، ولكن أبكي لبكاء ذلك الغزال، : نرجو لك اهللا، فقال : ونظر إىل غالم بالس يبكي من وعظ منصور، مث قال

إلى الجنة والحور شوقاً لم أبك في مجلس منصور

يه نفسي كل محذورتق بكائي، لبكا شادن لكن

مدى عجز وتقصير إلى األلسن في وصفه تنتسب

إمنا حضرت ألجل : لعل اهللا تعاىل قد أقبل عليك، فقال: وحضر جملس بعض القصاص أيضاً، فقالوا له : هذا الغزال، مث قال

Page 171: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 171

ذكر القصاص ودعا والمعاصي خلياني

في أباريق الرصاص الخمر صرفا واسقياني

ليس بعاصصي طائع لوجه غزا وعلى

قد تواصوا بالمعاصي فتيان كرام بين

اهللا خالصي وعلى إن لي رباً غفوراً

: ونظر يزيد بن مزيد الشيباين إىل رجل ذي حلية عظيمة، وقد تلففت على صدره وإذا هو خاضب، فقال

: أجل، ولذلك أقول: إنك من حليتك يف مئونة، فقال

قد أيسرت منه زماني ألصبحت لحىلعمرك لو يعطي األمير على ال

للحناء، يبتدران وآخر درهم للدهن في كل جمعة لها

في حافاتها الجلمان لصوت نوال من يزيد بن مزيد ولوال

.فأمر له بعشرة آالف درهم

: ما أنتم فيه؟ فقالوا: أتانا يوماً أبو شاش الشاعر، وحنن يف مجاعة فقال: وحكى أبو جعفر الشيباين قال

: كال، الزمان وعاء ما ألقي فيه من خري أو شر كان على حاله، مث أنشأ يقول: نذكر الزمان وفساده، قال

تزال، وال تصان وأخالقاً رأيت حلى تصان على أناس

وهم فسدوا، وما فسد الزمان الزمان به فساد يقولون

مري، إين رأيت رؤيا، فأذن يل أقصها، أيها األ: ودخل ابن عبدل على بشر بن مروان ملا ويل الكوفة، فقال : قل، فقال: قال

في ساعة ما كنت قبل أنامها قبل الصبح، نوم مسهد أغفيت

حسن علي قيامها ممشوقة، أنك رعتني بوليدة فرأيت

ناجية، يصل لجامها شهباء حملت إلي، وبغلة وببدرة

امرأته طالق ثالثاً، إن : ليس عندي إال دمهاء، قالأبشر بكل شيء قلته أو مسعته عندي، إال البغلة، ف: فقال .كنت رأيتها إال دمهاء، لكين غلطت

: وقال بعض الشعراء، قدمت على علي بن حيىي، فكتبت له

ولي وصيف، وفي كفي دنانير في النوم أني راكب فرساً رأيت

مثلك لي بالفعل تبشير وعند مستبشراً، مستشعراً فرحاً فجئت

Page 172: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 172

. مث أمر يل بكل ما رأيت يف منامي"أضغاث أحالم وما حنن بتأويل األحالم بعاملني": خر كتايبفوقع يف آ

: ومن ملح الصاحب بن عباد، ما حيكى عنه أن بعض الشعراء كتب إليه

إلى راحتي من نأى أو دنا من عطاياه تدني الغنى أبا

لم يخل مثلها ممكنا كساً، المقيمين والزائرين كسوت

من الخز، إال أنا ثياب الدار يمشون في يةوحاش

امحلين أيها األمري، فأمر له بناقة وفرس : قرأت يف أخبار معن بن زائدة، أن رجالً قال له: فقال الصاحبلو علمت أن اهللا خلق مركوباً غري ما أمرت لك به حلملتك عليه، وقد : وبغلة ومحار وجارية، مث قال

، وسراويل وعمامة ومنديل ومطرف، ورداء وكساء، وجورب وكيس، أمرنا لك جببة وقميص ودراعة .ولو علمت لباساً غري هذا ألعطيناك، مث أمر بإدخاله إىل اخلزانة

يا مفضل : دخلت على الرشيد، وبني يديه جارية مليحة شاعرة وورد قد أهديت إليه، فقال: وقال املفضل : قل يف هذا الورد شيئاً تشبهه به، فقلت

فم الحبيب وقد أبقى به خجال معشوق يقبلهخد كأنه

: فقالت اجلارية

كف الرشيد، ألمر يوجب الغسال لون خدي، حين تدفعني كأنه

.قم يا مفضل؛ فإن هذه املاجنة قد هيجتنا، فقمت، وأرخيت الستور: فقال

أشار إىل غالم قائم ما جيد األمري؟ ف: دخلت على أيب العشائر، أعوده من علة، فقلت: وقال بعض الرواة : بني يديه، مث أنشد

بعينيه من سقام بما هذا الغالم جسمي أسقم

أهدى فتوراً إلى عظامي عينيه من دالل فتور

الماء بالمدام تمازج روحه بروحي وامتزجت

، وشرب املأمون وعبيد اهللا بن طاهر وحيىي بن أكثم القاضي، فتعامل املأمون وابن طاهر على سكر حيىيفغمزا به الساقي فأسكره، وكان بني أيديهم ردم من ورد ورحيان، فأمر املأمون فشق له قرب يف الردم،

عن ما على رأسه، فجلست عند رأسه وغنت : وصرياه فيه كأنه ميت، وعمل بييت شعر وقال ملغنية : ما

في ثياب من رياحين مكفن وهو حي ال حراك به ناديته

Page 173: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 173

كفي ال تواتيني: خذ، قال :فقلت لي ال تطاوعنيرج: قم، قال: فقلت

: فانتبه حيىي لرنة العود واجلارية بالبيتني فقال

قد جار في حكمه من كان يسقيني سيدي، وأمير الناس كلهم يا

تراني سليب العقل والدين كما غفلت عن الساقي، فصيرني إني

ن يدعونيأجيب لداع حي وال أستطيع نهوضاً؛ قد ذوى بدني ال

: وخرج احلسن بن هانئ، وهو أبو نواس، ومعه مطيط حاجبه، حىت أتيا دار مخار، فقال أبو نواس ملطيط

أعندك مخر : ادخل بنا نتماجن على هذا اخلمار، فدخال، فلما سلما رد عليهما السالم، فقال له احلسن : الشاعراليت يقول فيها: عندي منها أجناس، فأي جنس تريد؟ قال: عتيقة؟ قال

كجالء العروس بعد الصيان حقبة وصينت فجاءت حجبت

بالورس والزعفران سناها، األكف تصبغ من ضوء وكأن

أريد أحسن من هذا، فقال : فمأل اخلمار قدحاً من مخر صفراء، كأا ذهب حملول، فشربه احلسن وقال : اليت يقول فيها الشاعر: أي نوع تريد؟ فقال: اخلمار

جسمها كجسم الهواء صيرت أيدي الهواجر، حتى رققتها

لنار، إذ ما تصير في األحشاء كالنور في اإلناء، وكا فهي

اليت : أي جنس؟ قال: أرفع من هذه أريد قال: فمأل اخلمار قدحاً من قهوة، كأا العقيق، فشربه، وقال : يقول فيها الشاعر

ذي القدرسمح الوضيع بفعل حسا منها الوضيع ثالثة فإذا

الضلوع، كواقد الجمر بين لون ماء الغيث، إال أنها في

إي واهللا، يا : أتعرفين قال: فمأل له القدح من مخرة بيضاء، كأا ماء املزن، فشربه احلسن، فقال للخمار: أنت الذي سكر من غري مثن فضحك، وقال ملطيط: فمن أنا؟ قال: سيدي، أنا أعرف الناس بك، قال

. ما معك من النفقة، فأعطاه مائة درهم وانصرفادفع له

: وكان بالبصرة رجل ذو ضياع، فأنفق ماله يف الشراب، فباع ضيعة يوماً، فلما وقع البيع، قال املشتري

لو كنت ممن يظهر بالعشي، ما بعت الضيعة، مث أنشأ : تأيت بالعشي أدفع ذلك املال وأشاهدك، قال له : يقول

Page 174: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 174

وخرجت فيها عن عقار مالي في العقار أتلفت

رسل التجار وجاءني إذا كتب الكتاب، حتى

في صدر النهار ونحن الشهادة بالعشي، :قالوا

تعيروا بانتظاري وال ردوا الكتاب، فأجبتهم؛

لما سمحت ببيع داري كنت أظهر بالعشي، لو

أحجج معي، ولك عشرة : مةوحكى األصبهاين أن موسى بن داود اهلامشي عزم على احلج وقال أليب دالفأخذها وهرب إىل السواد، فجعل ينفقها هنالك يف شرب : هاا، فدفعها إليه، قال: آالف درهم، فقال

اخلمر، فطلبه موسى فلم يقدر عليه، وخشي فوات احلج وخرج، فلما شارف القادسية إذا هو بأيب دالمة ه وتقييده، وطرح يف حممل بني يديه، فلما سار خارجاً من قرية إىل قرية أخرى، وهو سكران، فأمر بأخذ

: غري بعيد، أقبل على موسى فناداه

اإلله على موسى بن داود صلى أيها الناس قولوا أجمعين معي يا

بدا لك في أثوابه السود إذا ديباجتي خديه من ذهب كأن

أن أكلف حجاً يا ابن داود من أعوذ بداود، وأعظمه إني

من الشراب، وما شربي بتصريد لحج معطشةأن طريق ا خبرت

وال الثناء وال ديني بمحمود واهللا ما في من أجر، فتطلبه

.ألقوه من احململ، لعنه اهللا، فألقي فعاد إىل موضعه بالسواد، حىت أنفق املال: فقال موسى

لوك، فال يؤذن وكان احلكم بن عبدل أعرج أحدب، هجاء خبيث اهلجاء، وكان الشعراء يقفون بباب امل : هلم، وكان يكتب حاجته على عصاه ويدفعها، فال تؤخر له حاجة، فقال حيىي بن نوفل

على األبواب نقصى ونحجب ونحن حكم بالباب أول داخل عصا

أدهى وأعجب لعمر اهللا وهذي عصا موسى لفرعون آية وكانت

وقد هم بالقيام، وعليه أهبة السفر، وثياب وجلس املأمون يوماً للمظامل، فكان آخر من تقدم إليه امرأة،السالم عليك يا أمري املؤمنني ورمحة اهللا وبركاته، فنظر املأمون إىل حيىي بن : رثة، فوقفت بني يديه وقالت

: وعليك السالم يا أمة اهللا ورمحة اهللا وبركاته، تكلمي يف حاجتك فقالت: أكثم القاضي، فقال حيىي

إماماً به قد أشرق البلد ويا لرشدخير منتصب يرجى له ا يا

عدا عليها، فلم يترك لها لبد أرملة إليك عميد الملك تشكو

Page 175: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 175

وفرق مني األهل والولد ظلماً مني ضياعاً بعد منعتها وابتز

: فأطرق املأمون حيناً مث رفع رأسه وقال

وأقرح مني القلب والكبد عني دون ما قلت، زال الصبر والجلد في

وأحضري الخصم في اليوم الذي أعد وان صالة العصر، فانصرفيأ هذا

منه، وإال المجلس األحد ننصفك والمجلس السبت إن يقض الجلوس لنا

وعليك : السالم عليك يا أمري املؤمنني، فقال: فجلس يوم األحد، فكانت أول من تقدم إليه، فقالتيا أمحد بن أيب خالد، : إىل ابنه العباس، فقالواقف على رأسك، وأشارت: السالم، أين اخلصم؟ قالت

يا أمة اهللا، أنت بني يدي أمري املؤمنني : أجلسه معها للخصومة، فجعل كالمها يعلو كالمه فقال هلا أمحددعها يا أمحد؛ فاحلق أنطقها، والباطل أخرسه، مث : وتكلمني األمري، فاخفضي من صوتك، فقال املأمون

.مر هلا بنفقة، وكتاب إىل عامل بلدها؛ حبسن معاملتهاقضى هلا برد ضياعها، وأ

كان أعرابيان متآخيني بالبادية، مث إن أحدمها استوطن الريف، واختلف إىل باب : وحكى األصمعي قالاحلجاج، فواله أصبهان، فسمع أخوه خربه، فسار إليه فأقام ببابه حيناً ال يصل إليه، مث أذن له يف

: سلم على األمري، فلم يلتفت إليه، مث أنشأ يقول: فمشى به وهو يقولالدخول، فأخذه احلاجب،

زيد بتسليم األمير على فلست مسلماً ما دمت حياً

: ال أبايل، فقال األعرايب: فقال زيد

وإذ نعالك من جلد البعير إذ لحافك جلد شاة أتذكر

: نعم، فقال األعرايب: قال

القعود على السريروعلمك الذي أعطاك ملكاً فسبحان

أن : وقدم أعرايب البصرة، فرتل على ابن عم له، فلما رأى البصري شعث األعرايب، فأراد أن ينظفه، فقالأدخلك احلمام؛ لتتنظف، وتتطهر : الناس يتطهرون للجمعة، وينتظفون، ويلبسون أحسن الثياب، فتعال

يت يف احلمام، ومل حيسن املشي عليه لشدة للصالة، فدخل معه احلمام، فلما وطئ األعرايب فرش أول ب : مالمسته فزلق وسقط على وجهه، فشج شجة منكرة، فخرج وهو ينشد

من الحمام غير مطهر فأبت تطهر؛ إنه يوم جمعة :وقالوا

جهاد، بئس ما كان متجري بغير منه شجة فوق حاجبي تزودت

رمرببيت ذي رخام وم فكيف وما تعرف األعراب مشياً بأرضها

Page 176: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 176

: دخلت محاماً، فخرجت وقد سرقت نعلي، فعدت إىل داري حافياً وأنا أقول: وقال حممد بن سكرة

فاق المنى طيباً وحراً وإن أزف حمام ابن موسى إليك

من يطيب به ويعرى ليحفى اللصوص عليه، حتى تكاثرت

"بشرا"وخرجت " محمداً"دخلت أفقد به ثوباً، ولكن ولم

.احلايف: حلايف، وكان من كباد الزهاد، لزم املشي حافياً، فلقببشر ا: يريد

: أنشدين ما قال محاد يف، فقال: وقال بشار لراويته

من برد؟ نكت أمك وهبك ابن برد إلى برد، وأنت لغيره دعيت

حد مخسة أحسن، واهللا، ابن الزانية، ولقد تبني له علي يف بيت وا: ال، قال: أها هنا أحد؟ قال: فقال بشارثان، وهبك ابن برد معىن ثالث، ونكت أمك، . دعيت إىل برد معي، وأنت لغريه: معان يف اهلجو وهي

.من برد؟ فأتى بالطامة الكربى: شتم واستخفاف جمرد وهو معىن رابع، مث ختمها بقوله

ى ماء، وجعل وكان احلطيئة قبيح املنظر، كثري الشر، فالتمس يوماً إنساناً يهجوه، فلم جيده، فوقف عل : يقول

بشر وال أدري لمن أنا قائله شفتاي اليوم إال تكلما أبت

: مث نظر إىل املاء، فرأى وجهه، فقال

فقبح من وجه، وقبح حامله لي وجهاً قبح اهللا خلقه أرى

لك يا أبا عبد اهللا، ما تنصفنا،: فقلت- رمحه اهللا - دخلت على الشافعي : وقال أبو القاسم بن األزرقولنا هذا الشعر، وقد جئت تداخلنا فيه، فإما أفردتنا بالشعر، أو أشركتنا يف . هذا الفقه تفوز بفوائده

إيه يا هذا، : الفقه، وقد جئت بأبيات إن أجزتنا مبثلها تبت من الشعر، وإن أعجزت عنها تبت، فقال يل : فأنشدته

الزمان، وهمتي لم تخلق خلق همتي إال مقارعة العدا ما

يسألون عن الحجى واألولق ال أعينهم إلى سلب الفتى والناس

مفترقان، أي تفرق ضدان لكن من رزق الحجى حرم الغنى

أقطار السماء تعلقي بنجوم كان بالحيل الغنى، لوجدتني لو

: أال قلت، كما أقول، ارجتاالً: فقال الشافعي

غير موفقوال أجراً، ل حمداً إن الذي رزق اليسار، فلم يصب

Page 177: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 177

يفتح كل باب مغلق والجد يدني كل شيء شاسع فالجد

عوداً، فأثمر في يديه، فحقق سمعت بأن مجدوداً حوى فإذا

ليشربه، ففاض، فصدق ماء سمعت بأن محروماً أتى وإذا

ذو همة يبلى برزق ضيق وأحق خلق اهللا بالهم امرؤ

يب عيش األحمقبؤس اللبيب، وط الدليل على القضاء وكونه ومن

منها أنني لم أخلق فأود عرضت لنفسي فكرة ولربما

.تاهللا، ال قلت شعراً بعدها: فقلت

إن أبا دالمة ال حيضر الصالة، وأنه معتكف على اخلمر، وقد أفسد فتيان العسكر، فلو : وقيل للمنصوريا أمري املؤمنني، ما لنا : ، قالأمرته بالصالة معك ألصلحته وغريه، فلما دخل عليه قال أبو دالمة املاجن

دعين من اشتكائك وتضرعك، وإياك أن تفوتك صالة الظهر والعصر يف مسجدي، فإن : واون؟ فقالفاتتك ألحسنن أدبك، وألطيلن حبسك، فوقع يف أمر عظيم، فلزم املسجد أياماً، مث كتب رقعة، ودفعها

: إىل املهدي، فأوصلها إىل أبيه، وفيها

بمسجده والقصر، ما لي وللقصر؟ أن الخليفة لزنيتعلما ألم

من األولى، وويلي من العصر فويلي أصلي بها األولى جميعاً وعصرها

فما لي في األولى، وفي العصر، من أجر بالكره من غير مسجدي أصليهما

بها عني الثقيل من الوزر يحط من بعد ما شبت توبة يكلفني

وال البر واإلحسان والخير من أمري صالتهاما لي نية في وواهللا،

ينشرح يوماً لغشيانها صدري ولم كان في قومي مساجد جمعة لقد

أن ذنوب العالمين على ظهري لو ضره، واهللا يغفر ذنبه وما

.صدق، وما يضرين ذلك، واهللا، ال يصلح هذا أبداً، دعوه يفعل ما يشاء: فقال

أحسن واهللا، فىت : على الرشيد، وهو مستلق على قفاه، وهو يقولدخلت: وحكى إسحاق املوصلي قال : فيم يا أمري املؤمنني؟ قال يف قوله: قريش وظريفها وشاعرها، قلت

نامت، وقد أسهرت عيني عيناها أسأل اهللا تغييراً لما فعلت ال

والليل أقصر شيء حين ألقاها فالليل أطول شيء حين أفقدها

Page 178: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 178

استر : نعم، هو الوليد بن يزيد، قال: حبقي عليك؟ فقلت: ال، فقال: لت بصوت ضعيفأتعرفه؟ ق: مث قال .ما مسعت مين، وإنه ليستحق أكثر مما وصفته به

، فنام يف فراش "أتى أمر اهللا فال تستعجلوه": وملا بىن املأمون على بوران، وأراد غشياا حاضت، فقالت : ئونه، ويدعون له، فأنشدهم بديهاًآخر، فلما أصبح دخل عليه أفاضل ندمائه يهن

عارف بالطعن في الظلم في الحرب منغمس فارس

من دم بدم فاتقته رام أن يدمي فريسته

واهللا، ألفصلنه لك تفصيالً ال يدرى أقميص هو أم قباء، : وجاء رجل إىل خياط؛ ليصنع له قميصاً، فقال لك دعاء ال يدرى أهو لك أم عليك، وكان واهللا، ألدعون،-أنا : ففعل ذلك، قال صاحب الثوب : اخلياط أعور يسمى بشراً فقال

ليت عينيه سواء خاط لي بشر قباء

وروي أن املنصور أنشده أبو دالمة ما أعجب به، فكساه طيلساناً، وأمر له مبال، وعاهده أال يشرب خلرب، فسقوه حىت أسكروه اخلمر، فحلف له، وخرج إىل بين داود بن علي، فضحكوا به، وقص عليهم ا

وأخرجوه، فأعلم املنصور اخلرب، فأرسل فيه، وأمر املنصور بسجنه، ومتزيق ساجه، وأال ميكن من قرطاس أطعنه يف : وال مداد، ففعل به الرسول ذلك، فانتبه يف جوف الليل، فنادى جاريته، فقال له السجان

سك، أين كنت عشاء أمس؟ فاستحلفه من سل نف: ويلك، من أنت؟ وأين أنا؟ فقال: كبدك؟ فقال لهأنا السجان، بعث بك أمري املؤمنني، وأنت سكران، فأمرين أن أحبسك مع الدجاج، فقال : أنت؟ فقال

أما السراج فنعم، : أحب أن تسرج يل سراجاً، وتأتيين بدواة وقرطاس، ولك عندي صلة، فقال له: له، فلما أتاه بالسراج وجد ساجه ممزقاً، متلطخاً بأزبال وأما القرطاس والدواة فما أمرت أن أمكنك منهما

ادع يل أبو دالمة، فدعاه، فأمره أن جييد حلق رأسه، وأن : الدجاج، ورأى نفسه جالساً بينها، فقال له : يأتيه بفحمة، فتب على رأس ابنه

شعاعها لهب السراج كأن صهباء صافية المزاج أمن

رزت ترقرق في الزجاجإذا ب لها القلوب، وتشتهيها تهش

كأني بعض عمال الخراج إلى السجون بغير جرم أقاد

حبست مع الدجاج ولكني معهم حبست، لكان خيراً ولو

ففيم حبستني وخرقت ساجي المؤمنين، فدتك نفسي أمير

بعد ذاك الشر راج لخيرك أني، وإن القيت شرا، على

Page 179: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 179

فإذا قرأت، فمزق الرقعة، مث أمر دالمة أن يدخل على أمري املؤمنني، يا أمري املؤمنني، هذه أمانة، : مث قالدعوة مظلوم، فأعلم املنصور بذلك، فأقر بإدخاله، فكشف رأسه : ويقرئه ما يف رأسه، فأتى الباب وصاح

إن ظالميت مكتوبة يف رأسي، فأدىن منه حىت قرأها، فاشتد ضحكه، وعجب من حيلته وأمر : وقال . أحوج هذه الرقعة أن متزق، مث وصله بصلة، واه أن يوجد وهو سكرانما: بإخراجه وقال

وضلت ناقة ألعرايب يف ليلة مظلمة، فأكثر طلبها، فلم جيدها، فلما طلع القمر وانبسط نوره وجدها إىل جانبه ببعض األودية، وكان قد اجتاز مبوضعها مراراً، فلم يرها؛ لشدة الظالم، فرفع رأسه إىل القمر

: وقال

كفيتني التفصيل والجمال وقد أقول، وقولي فيك حصر ماذا

زانك ربي، فهو قد فعال: قلت أو ال زلت مرفوعاً، فأنت كذا: إن قلت

: ما جاء بكم؟ فقالوا: وكان أبو هرمة أخبل الناس على ادعائه الكرم يف شعره، فأتاه يوماً مجاعة، فقال

: شعرك، حيث تقول

في قلل الربى، وأقيم وأحل اقهاأغشى الطريق بقبتي ورو

وأنكر حقه للئيم طبناً، امرءاً جعل الطريق لبيته إن

وأم يقولون ": ما على األرض عصبة أسخف منكم عقوالً، أما مسعتم قول اهللا سبحانه: فنظر إلينا، وقالا أقول، واهللا، ال عصيت يف الشعراء؟ واهللا، إين ألقول ما ال أفعل، وأنتم تريدون أن أفعل م"ما ال يفعلون

.ريب يف رضاكم

وكان عبد الصمت مؤدب الوليد لوطياً زنديقاً، وكان سعيد بن عبد الرمحن بن حسان بن ثابت مجيل الوجه شاعراً، فدخل على عبد الصمد، فأراده يف نفسه، فسبه وخرج مغضباً، فدخل على هشام بن عبد

: امللك وهو يقول

ينج مني سالماً عبد الصمد إنه واهللا، لوال أنت، لم

: ومل؟ قال: قال هشام

لم يرمها قبله مني أحد قد رام مني حطة إنه

: وما هي؟ قال: قال

يدخل األفعى إلى غيل األسد جهالً بي، وجهالً بأبي رام

Page 180: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 180

لو فعلت به شيئاً مل أنكر عليك، وهذا من أبدع الكناية، وقد أحسن التعبري حيث: فضحك هشام، وقال

.رقق هذا املنكر األكرب، وعرب عنه بلفظ يليق أن يقابل به خليفة

: اجتمعت الشعراء بباب املعتصم، فبعث إليه حممد بن عبد امللك الزيات، وقال هلم: وقال أبو بكر الصويل

من كان حيسن أن يقول مثل قول النمري يف الرشيد فليدخل، : أمري املؤمنني يقرئكم السالم، ويقول لكم : لهوأنشد

أحلك اهللا منها حيث تجتمع المكارم والمعروف أودية إن

بالصلوات الخمس ينتفع فليس من لم يكن بك، يا هارون معتصما

: فينا من يقول مثله، وأحسن منه، وأنشد له: فقال ابن وهب احلمريي

شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر تشرق الدنيا ببهجتهم ثالثة

والصمصامة الذكر الغيث ائبةأنامله في كل ن تحكي

كنا بالرقة، مع هارون الرشيد، فأتى موت : ذكر عبد اهللا بن مالك اخلزاعي قال: وقال الزبري بن بكارأخرج فصل عليهم، : الكسائي وإبراهيم املوصلي والعباس بن األحنف يف وقت واحد، فقال البنه املأمون

: الذي يقول: من تقدم منهم؟ فقال: قالوا لهفخرج يف وجوه قواده وخاصته، وقد ذهبوا له، ف

مفرراً يبكي على شجنه بعيد الدار من وطنه يا

األسقام في بدنه زادت هاجت صبابته كلما

يبكي على فننه هاتف ولقد زاد الفؤاد شجاً

يبكي على شجنه كلنا ما شفني، فبكى شفه

.فقدمه عليهمهذا، وأشاروا إىل نعش العباس بن األحنف، : فقالوا

: أنشد منشد أبا العباس املخزومي: وقال أيضاً الزبري بن بكار

ذكروا الفراق، فأصبحوا سفرا سكن بجيرتهم بيناهم

رحم اهللا : وحيهم، أما علقوا سفره، أو أوكوا قربة، أو ودعوا صديقاً؟ قال الزبري: فبكى أبو السائب وقال : األحنفأبا السائب، كيف لو مسع قول العباس بن

وداعهم بالسؤال وقرنا كيف أنتم: عن حالنا سألونا

النزول والترحال بين ما نزلنا حتى رحلنا، فما نفرق

Page 181: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 181

وقع بني أمحد بن حامد وامرأته شر، كادا خيرجان معه إىل القطيعة، وكان حيبها، : وقال أمحد بن إبراهيمذهب عنك قول العباس بن : هجرها، فقالت لهفأومأ أنه استراح، إذ . فلقيته يوماً، فسألته عن حاله

: األحنف

له من راحة في الياس خير تعب يكون به الرجاء مع الهوى

ولكنتم عندي كبعض الناس كرامتكم لما عاتبتكم لوال

.مث غنت فيه حلناً، وغنته إياه، واصطلحا

حب الناس إليه، وتأخرت غضب الفضل بن الربيع على جارية له، كانت أ: وعن إسحاق املوصلي قاللك العز والشرف، وألعدائك الذل : عن استرضائه، فوجه إيل يعلمين بذلك، ويشكوها إيل، فكتبت إليه

: والتلف، استعمل قول العباس بن األحنف

أنا ظالم: وإن كنت مظلوماً فقل عظيم الذنب ممن تحبه تحمل

أنفك راغممن تهوى، و تفارق فإنك إن لم تغفر الذنب في الهوى

.ففعل ذلك فاصطلحا، ووصلين جبائزة

افرشوا يل على : وغضب الرشيد مرة على زبيدة أم جعفر وترضاها، فأبت أن ترضى، وأرق ليلة وقال : دجلة ففعلوا، وقعد ينظر إىل املاء، فسمع غناء يف هذا الشعر

له من مقلتي غروب وفاضت جرى السيل، فاستبكاني السيل إذا جرى

بواد أنت منه قريب يمر ك إال أن تيقنت أنهذا وما

تلقى طيبكم فطيب إليكم، أجاجاً دونكم، فإذا انتهى يكون

القلب من أجل الحبيب حبيب إلى ساكني أكناف دجلة، كلكم فيا

هو : فسأل عن الناحية اليت فيها الغناء وعن املغين، فإذا هو الزبري بن دمحان، فسأله عن الشعر، فقالس بن األحنف يا أمري املؤمنني، فأمر بإحضاره، واستنشده، وجعل الزبري يغنيه، والعباس ينشده حىت للعبا

أصبح، ودخل إىل أم جعفر، فسألت عن دخوله إليها فعرفت، فوجهت إىل العباس بألف دينار، وإىل .الزبري خبمسمائة دينار

، وعلمت بذلك أم جعفر، فشق على وكان ملخارق من الكلف جبارية أم جعفر ار ما ال غاية بعدهخمارق علم أم جعفر حببه، فاستعمل اجلفاء بينه وبينها؛ إجالالً ألم جعفر، وطمعاً للسلو عنها، فبينما هو

Page 182: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 182

منصرف ليلة من الليايل من دار املأمون، وأم جعفر مشرفة على دجلة، فلما حاذى دارها رفع عقريته، : فتغىن بشعر العباس بن األحنف

أنظر من بعد إلى الدار فسوف عوني ممري قرب داركمتمن إن

مررت فتسليمي بإضماري إذا يقدرون على منعي وإن جهدوا ال

إني محب، وما بالحب من عار سيما الهوى عرفت، حتى شهرت بها

قدم، فقدم الزورق حىت حاذى باب الدار، ونزل : فسمعته أم جعفر، وأمرت خدمها، وصاحوا باملالح وطلع إىل أم جعفر، ودعت له بكرسي، وكأس فيه نبيذ، فشرب وخلعت عليه وأجازته، وقالت خمارق،

: اضربن عليه، فكان أول ما غىن به قول العباس بن األحنف: جلواريها

نأي المحل، وال صرف من الزمن عنك بود، ال يغيره أغيب

أمت، فقتيل الهم والحزن وإن أعش، فلعل الدهر يجمعنا فإن

حتى أرى حسناً، ما ليس بالحسن حسن اهللا في عيني ما صنعت قد

: فاندفعت ار تغين جواب ما غىن به خمارق فقالت

والشغل للقلب ليس الشغل للبدن تعتل بالشغل عنا ما تكلمنا

ما مسعت بألطف من خماطبتكما، خذها خمارق، وقد وهبتها لك فحملها : فضحكت أم جعفر وقالت .ه إىل دارهخمارق من وقت

ويروى أن أبا نواس والعباس بن األحنف واحلسني اخلليع، وصريع الغواين خرجوا إىل مترته هلم، ومعهم قل هو اهللا ": ، وقرأ"احلمد": حيىي بن املعلي، فحضرت الصالة فقدموه يصلي م، فنسي: رجل يقال له

: وأرتج عليه يف نصفها فقال أبو نواس"أحد

ي قل هو اهللا أحدف يحيى غلطاً أكثر

: وقال العباس بن األحنف

مرت له على خلد الحمد، وما ونسي

: وقال صريع الغواين

حتى إذا أعيا سجد طويالً راكعاً قام

: وقال احلسني اخلليع

شد بحبل من مسد لسانه كأنما

Page 183: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 183

ا بكل ما قلت من الشعر، منها سبقين أبو نواس إىل ثالثة أبيات، وددت أين سبقته إليه: وقال أبو العتاهية : قوله

له عن عدو في ثياب صديق إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت

: وقوله

فإن عصا موسى بلف خصيب يك باق إفك فرعون فيكم فإن

: وقوله

يا كثير الذنب عفو اهللا من ذنبك أكبر

.وهللا دره، ما أكثر إنصافه

يا أمري : يا أبا عمر، من أشعر الناس؟ قلت: مون، فقال يلدخلت على املأ: وقال أبو عمر الشيباينأشعر الناس امرؤ القيس إذا : املؤمنني، اختلف العلماء يف ذلك، وهم القدوة، وحنن املقتدون، وقد قالوا

: من الذي يقول: ركب، والنابغة إذا رهب، وزهري إذا رغب، واألعشى إذا طرب، قال املأمون

همه من صدره برحيل دعا ن الفتىإذا ما أتت دون اللهاة م

: فمن الذي يقول: قال: أبو نواس: قلت

كتمشي البرء في السقم في مفاصلهم فتشمت

: فمن الذي يقول: أبو نواس، قال: قلت

وتفعل ما شاءت بي الخمر من أمر الخمر ال زالت تذيع فضائحي هي

ن في الشطرويحكم رب الخرد العي أكتسب ماالً، فللخمر شطره متى

: فمن الذي يقول: هذا من ديباج قول أيب نواس، قال: قلت

أمنك من طمثه ومن حبله ما فيه من فضائله أقل

فعجبت من املأمون، : هو أشعر األولني واآلخرين من اإلنس واجلن، قال: هو أبو نواس، قال: قلت .وعنايته بأيب نواس، وحفظه لشعره

: رأيت رجال الرأي يتعجبون من أبياتك اليت يف املشورة، وهي قولك: بشارقلت يوماً ل: وقال األصمعي

نصيح، أو مشورة حازم بقول بلغ الرأي المشورة، فاستعن إذا

فإن الخوافي عدة للقوادم وال تجعل الشورى عليك غضاضة

نئوماً؛ فإن الحزم ليس بنائم وخل الهوينى للضعيف، وال تكن

Page 184: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 184

وما خير سيف لم يقيد بقائم أختهاخير كف أمسك الغل وما

أما علمت أن املشاورة على إحدى احلسنيني، صواب يفوز به، وبثمرته، أو خطأ يشارك يف : فقال بشار .أنت، واهللا، يف قولك أشعر منك يف شعرك: مكروهه، قال األصمعي

بصرك، أصلح اهللا األمري، أعرين مسعك واغضض عين: ودخل على احلجاج سليك بن سلكة فقالعصى عاص من العشرية، : قل، قال: واكفف عين عزك، فإن مسعت خطأ أو زلالً فدونك والعقوبة، قال

: هيهات، أما مسعت قول الشاعر: فخلق على امسي، وحرمت عطائي، وهدم مرتيل، فقال احلجاج

تفدي الصحاح مبارك الجرب جانيك من يجني عليك، وربما

المقارب صاحب الذنب اونج مأخوذ بذنب عشيرة ولرب

يا أيها العزيز إن له أباً ": وما ذاك؟ قال اهللا: إين مسعت اهللا يقول غري هذا، قال: أصلح اهللا األمري: قالشيخاً كبرياً فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من احملسنني قال معاذَ اهللا أن نأخذ إال من وجدنا متعنا عنده إنا

افكك هلذا عن امسه، واصكك له : يزيد بن مسلم، فوقف بني يديه، فقالعلي ب: قال احلجاج"إذاً لظاملون .صدق اهللا، وكذب الشاعر: بعطائه، وابن له مرتله، ومر منادياً ينادي يف الناس

: وملا هجا احلطيئة الزبرقان بن بدر بالشعر الذي يقول فيه

واقعد، فإنك أنت الطاعم الكاسي المكارم، ال ترحل لبغيها دع

واهللا، : ما أرى به بأساً، قال الزبرقان: عدى عليه عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه، وأنشده البيت، فقالاستانظر إن كان : يا أمري املؤمنني، ما هجيت ببيت قط أشد علي منه، فبعث إىل حسان بن ثابت فقال

اء، ولكن كره أن ما هجاه ولكن سلح عليه، ومل يكن عمر رضي اهللا عنه جيهل موضع اهلج: هجاه، فقاليا خبيث، ألشغلنك عن أعراض : يتعرض لشأنه، فبعث إىل شاعر مثله، وأمر باحلطيئة إىل السجن، وقال

: املسلمني، فكتب إليه من السجن

حمر الحواصل ال ماء وال شجر ماذا تقول ألفراخ بذي مرخ

عليك سالم اهللا يا عمر فاغفر كاسبهم في قعر مظلمة ألقيت

إليك مقاليد النهى البشر ألقت ام الذي من بعد صاحبهاإلم أنت

ألنفسهم كانت بها األثر لكن آثروك بها، إذا قدموك لها ما

يا أمري املؤمنني، إنه : وملا هجا النجاشي رهط متيم بن مقبل، استعدوا عليه عمر بن اخلطاب، وقالوا : إنه قال: فما قال فيكم؟ قالوا: هجانا، قال

Page 185: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 185

فعادى بني العجالن رهط ابن مقبل دى أهل لؤم وذلةاهللا عا إذا

فقد قال : رجل دعا، فإن كان مظلوماً استجيب له، وإن مل يكن مظلوماً مل يستجب له، قالوا: فقال عمر : بعد هذا

وال يظلمون الناس حبة خردل ال يخفرون بذمة قبيلتهم

: فإنه يقول بعد هذا: ، قالوالبيت آل بين اخلطاب مثل هؤالء: فقال عمر رضي اهللا عنه

إذا صدر الوراد عن كل منهل يردون الماء إال عشية وال

: فإنه يقول بعد هذا: ذلك أجم هلم وأمكن قالوا: فقال عمر

خذ العقب واحلب أيها العبد واعجل سمي العجالن إال لقوله وما

مر رضي اهللا عنه ينكر أن ذلك هجو، سيد القوم خادمهم، فما أرى ذا بأساً، ومل يكن ع: فقال عمر . ولكنه أراد أن يدرأ احلد بالشبهات

: وكان بنو عبد املدان احلارثيون يفخرون بطول أجسامهم، حىت قال فيهم حسان بن ثابت

البغال وأحالم العصافير جسم ال بأس بالقوم من طول ومن غلظ

.تحي من ذكر أجسامنا، بعد أن كنا نفخر بذلكيا أبا الوليد، واهللا، لقد تركتنا وحنن نس: فقالوا له

النمريي، وميد صوته حىت : وكان بنو منري أشراف قيس وذؤابتها، وكان الرجل منهم يفخر بذلك ويقول : قال جرير

كعباً بلغت وال كالبا فال فغض الطرف إنك من نمير

.فانكسرت شوكتهم من يومئذ، ومل تعرف هلم عالمة بعد ذلك

ف الناقة يسمون ذا االسم، يسأل الرجل منهم عن نسبه فيخفيه، وال ينتسب ألنف الناقة، وكان بنو أن : حىت قال فيهم احلطيئة

يسوى بأنف الناقة الذنبا ومن قوم هم األنف واألذناب غيرهم

وتقلد قف قليالً، مث دخل بيته : إين مدحتك فامسع مين، قال: وجاء أعرايب إىل أيب داود بن املهلب فقال له : قل، فإن أحسنت حكمناك، وإن مل حتسن قتلناك، فقال: سيفه، وخرج فقال

من المحدث المخشي والبؤس والفقر بداود وجود يمينه أمنت

من الحدثان، إذا شددت به أزري ال أخشى بداود نبوة فأصبحت

سليمان، وعدل أبي بكر وحكم حلم لقمان، وصورة يوسف له

Page 186: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 186

يفرق الشيطان من ليلة القدر كما ن جود كفهتفرق األموال م فتى

بل على قدري، فأعطاه : قل، فقد حكمناك، فإن شئت على قدرنا، وإن شئت على قدرك، قال: فقال لهمل يكن يف ماله ما يفي بقدره، فقال : هال احتكمت على قدر األمري؟ قال: مخسني ألفاً، فقال له جلساؤه

. شعرك، وأمر له مبثل ما أعطاهأنت يف هذا أشعر منك يف: له داود

: كنت عند الرشيد، إذ دخل عليه إبراهيم املوصلي فأنشده: وقال األصمعي

إلى ما تأمرين سبيل فليس اقصري: بالبخل قلت لها وآمرة

كما تعلمين قليل ومالي فعال المكثرين تجمالً فعالي

لأمير المؤمنين جمي ورأي وكيف أخاف الفقر، أو أحرم الغنى

أعطه : هللا أبيات، تأتينا ا، ما أحسن أصوهلا، وأبني فصوهلا، وأقل فضوهلا، يا غالم: فقال له الرشيدألن كالمك، واهللا، يا أمري املؤمنني، خري : ومل؟ قال: واهللا، ال أخذت منها درمهاً، قال: عشرين ألفاً، قال . أصيد الدراهم امللوك مينفعرفت أنه: أعطوه أربعني ألفاً، قال األصمعي: من شعري، قال

ولد أليب دالمة ابنة ليالً، فأوقد السراج، وجعل خييط خريطة شقق، فلما أصبح طواها بني : وقال الشيباين : أصابعه، وغدا ا إىل املهدي، فاستأذن عليه، فأذن له، وكان ال حيجب عنه، فأنشده

عباساقعدوا يا آل : لقيل قوم، كان يقعد فوق الشمس من كرم لو

إلى السماء، فأنتم أكرم الناس ثم ارتقوا من شعاع الشمس في درج

ولدت يل جارية، يا أمري : أحسنت، واهللا، يا أبا دالمة، فما الذي غدا بك إلينا؟ فقال: فقال املهدي : قلت: فهل قلت فيها شعراً؟ قال: املؤمنني، قال

ثوبيفبال عليك شيطان رجيم ال حييت علي بللت

يكفلك لقمان الحكيم ولم ولدتك مريم أم عيسى فما

إلى لباتها، وأب لئيم قد تضمك أم سوء ولكن

متأل يل هذه يا أمري املؤمنني، وأشار إليه : فيم تريد أن أعينك يف تربيتها؟ قال: فضحك املهدي وقال: قالنع بالقليل، مل يقنع بالكثري، من مل يق: وما عسى أن حتمل هذه؟ قال: باخلريطة بني أصابعه، قال له املهدي

.فأمر أن متأل له، فلما نشرت بلغت صحن الدار، فدخل فيها أربعة آالف درهم

: وكتب أبو دالمة إىل عيسى بن موسى، وهو وايل الكوفة رقعة فيها هذه األبيات

ورحمة الرب الرحيم عليك جئت األمير فقل سالم إذا

Page 187: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 187

بح من غريماألنصار ق من بعد ذاك فلي غريم فأما

الكلب أصحاب الرقيم لزوم ما علمت لباب داري لزوم

ونصف النصف من صك قديم مائة علي ونصف أخرى له

بها شيوخ بني تميم حبوت ما انتفعت بها ولكن دراهم

.فبعث إليه مبائة ألف

: ولقي أبو دالمة أبا دلف يف صيد له، وهو وايل العراق، فأخذ بعنان فرسه، وأنشد

بقرى العراق، وأنت ذو وفر ني حلفت لئن رأيتك سالماًإ

دراهماً حجري ولتمألن على النبي محمد لتصلين

: أما الصالة على النيب صلى اهللا عليه وسلم فنعم، وأما الدراهم، فلما نرجع إن شاء اهللا، فقال: فقال

.لتهجعلت فداك، ال تفرق بينهما، فاستسلفها له، وصبت يف حجره، حىت أثق

: ودخل رجل من الشعراء على حيىي بن خالد بن برمك فأنشده

ولكنني عبد ليحيى بن خالد ال: هل أنت حر؟ فقال: سألت الندى

عن والد بعد والد توارثني ال، بل وراثة: شراء؟ قال :فقلت

.فأمر له بعشرة آالف درهم

: اء مغنية من وراء ستر، فاندفعت تغينوصنع بعض الناس وليمة، وكان فيها املربد، وكانوا يسمعون غن

إعراضه أيسر الخطب: فقلت لهم هذا حبيبك معرض: لها وقالوا

رجاله، ويسقط للجنب فتصطك هي إال نظرة ثم حسرة وما

فطرب كل من حضر طرباً شديداً، إال املربد، فأخذ صاحب الوليمة يعاتبه على عدم طربه، فقالت له : فلعله توهم أين حلنت يف قويل؛ هذا حبيبك معرض، ومل يعلم أن ابن مسعود قرأدعه يا سيدي،: املغنية

، فبلغ الطرب باملربد أن شد يف ثيابه، وهذا من أحسن ما يوجد من طرب النساء "وهذا بعلى شيخاً" .وكماهلن

: وأهدى رجل من الثقالء إىل رجل من الظرفاء مجالً، مث نزل عليه حىت أبرمه، فقال فيه

وارتحل ألفي جمل خذ برماً أهدى جملم يا

زبيب وعسل: قلت وما أوقرها: قال

Page 188: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 188

له ألفا بطل :قلت ومن يقودها :قال

حلي وحلل: قلت وما لباسهم :قال

سيوف وأسل: قلت وما سالحهم :قال

نعم، ثم خول :قلت عبيد لي إذن :قال

أجل، ثم أجل: قلت وقد أضجرتكم :قال

األمر جلل: له قلت موقد أبرمتك :قال

فوق الثقل: له قلت وقد أثقلتكم :قال

العجل، ثم العجل: قلت فإني راحل :قال

جبل فوق الجبل في جبالً من جبل يا

: وبينما خالد بن اهللا القسري جالس يف مظلة، إذ نظر إىل أعرايب خيب إليه بعريه، مقبالً حنوه، فقال حلاجبه

: ا دخل عليه سلم وقالإذا قدم فال حتجبه، فلم

فما أطيق العيال إذ كثروا اهللا، قل ما بيدي أصلحك

إليك وانتظروا فأرسلوني دهر، ألقى بكلكله أناخ

أرسلوك وانتظروا، واهللا ال ترتل حىت تنصرف إليهم مبا يسرهم، وأمر له جبائزة عظيمة، : فقال خالد .وكسوة شريفة

: بن طاهر، فأنشدهووقف رجل من الشعراء إىل عبد اهللا

أهش إلى البأس والنائل؟ أي فتى تعلمون: قيل إذا

وأطعم في الزمن الماحل؟ للهام يوم الوغى وأضرب

غرقى إلى ساحل إشارة إليك جميع األنام أشار

.فأمر له خبمسني ألف درهم

: ة، وهيأنشدت عبد اهللا بن طاهر أبياتاً، كنت مدحت ا بعض الوال: وقال أمحد بن مطري

نعيم، فيه للناس أنعم ويوم يوم بؤس فيه للناس أبؤس له

يوم البؤس من كفه الدم ويقطر يوم الجود من كفه الندى فيقطر

الناس لم يصبح على األرض مجرم على أن يوم البؤس خلى عقابه فلو

على األرض لم يصبح على األرض معدم ولو أن يوم الجود خلى نواله

Page 189: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 189

أخطأت، ما مثن هذه إال : نعم، قال: فقبلتها؟ قلت: مخسة آالف، قال: أعطاك عليها؟ قلتكم: فقال .مائة ألف

كان أمحد بن زيدان الكاتب قاعداً بني يدي حيىي بن أكثم يكتب، وكان : وحدث أمحد بن زهري قالخذ : فقال لهشاباً مجيالً، فقرص حيىي خده، فاستحى ابن زيدان، وامحر وجهه، ورمى القلم من يده،

: القلم واكتب، فأخذ القلم وكتب

من تيه به متجنبا وأصبح قمراً جمشته فتغضبا أيا

أبداً يا مينتي متنقبا فكن إذا كنت للتخميش والقرص كارهاً

من فوق خدك عقربا وتجعلها وال تظهر األصداغ للناس فتنة

اقاضي المسلمين معذب وتترك مشتاقاً، وتفتن نكاسا فتقتل

ودخل أعرايب على خالد بن عبد اهللا القسري، فرأى عنده شعراء وهم ينشدونه فسكت األعرايب يسمع جعلت فداك، يا أمري املؤمنني، ما مينعين من إنشادي إال قلة : املدائح، وينظر إىل اجلوائز تفرق، فقام مث قال

: ما معي مما قلته فيك من الشعر، فأمر أن يكتب ما معه فكتب

حتى حسبتك تلعب وأعطيتني لي بالجود، حتى ملكتني تبرعت

وحلف الندى، ما للندى عنك مذهب فأنت الندى وابن الندى وأبو الندى

.مخسون ألف درهم، فقضاها عنه، وأمر له مبثلها: كم؟ قال: علي دين، قال: وما حاجتك؟ قال: قال

: ثب كلب فانصرف، وكتب إليهوزار إمساعيل بن خارجة صديق له، فلما كان بباب الدار و

ينكر الكلب أني صاحب الدار لم لو كنت أحمل خمراً حين زرتكم

وعنبر الهند مصبوب على الساري أتيت، وريح المسك يقدمني لكن

يعرف ريح الزق والنار وكان الكلب ريحي حين أبصرني فأنكر

.وكان جد خارجة مخاراً

هللا عليه وسلم، وسأل عن الفقهاء، فدل على ابن أيب ذيب، فأتى ودخل أعرايب مسجد رسول اهللا صلى انعم، فسأله عن مسألة يف الطالق، : أنت هو؟ قال: ما تريد؟ قال: أيكم الذيب؟ فقال: خلقته، فقال

: ما أراك خانثاً، فوىل األعرايب وهو يقول: فقال

فطلق ليلى البت، بتت أنامله أتيت ابن ذيب، أطلب الفقه عنده

Page 190: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 190

وعند ابن ذيب أهله، وحالئله؟ في فقه ابن ذيب حليلتي ركأتت

وقدم عمر بن أيب ربيعة، فأقبل إليه األحوص ونصيب، فجعلوا يتحدثون، مث سأهلما عن كثري عزة، فقال فاذهب بنا إليه، فألفوه : هو أشد باساً من ذلك، قال: هو ها هنا قريب، فلو أرسلنا إليه، قال: له نصيب

فواهللا ما قام للقرش، وال وسع له، فجلسوا إليه وحتدثوا ساعة، فالتفت كثري إىل عمر بن أيب يف خيمة له، : إنك لشاعر، لوال أنك تشبب باملرأة وتدعها، وتشبب بنفسك، أخربين عن قولك: ربيعة فقال له

تسأل أهل الطواف عن عمر ثم اسبطرت تشتد في أثري

: ثرياً، أال قلت كما قال هذا، يعين األحوصواهللا، لو وصفت ذا هرة أهلك لكان ك

ما درت حيث أدور بأبياتكم، ولوال أن أرى أم جعفر أدور،

لم يزر، البد أن سيزور إذا وما كنت زواراً، ولكن ذا الهوى

أخربين عن : فانكسر عمر بن أيب ربيعة، ودخلت األحوص زهوة، مث التفت إىل األحوص وقال له: قال : قولك

بعد وصلك ما أبالي بهجر لي أصلك، وإن تبينيفإن تص

: واهللا، لو كنت حراً لباليت، ولو كسر أنفك، أال قلت كما قال هذا األسود وأشار إىل نصيب

إن تملينا، فما ملك القلب: وقل ألمم قبل أن ينزل الركب بزينب

: عن قولكأخربين: فانكسر األحوص، ودخلت نصيباً زهوة، مث التفت إىل نصيب، فقال

فوا كبدي من ذا يهيم بها بعدي بدعد ما حييت، فإن أمت أهيم

.اهللا أكرب، استوت الفرق، قوموا بنا من عند هذا: أمهك وحيك، من يفعل ا بعدك؟ فقال القوم

: يا ابن مجعة، أخربين عن قولك يف عزة: ودخل كثري على سكينة بنت احلسني فقالت له

الندى جثجاثها وعرارها يحج الثرىروضة بالحزن طيبة وما

وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها بأطيب من أردان عزة موهناً

وحيك، وهل يف األرض زجنية منتنة اإلبطني، توقد باملندل الرطب نارها، إال طاب رحيها؟ أال قلت كما قال عمك امرؤ القيس؟

م تطيبوجدت بها طيباً؛ وإن ل ترياني كلما جئت طارقاً ألم

أنشدين بعض ما قلت يف عزة، فأنشده : وسهر عبد امللك بن مروان ذات ليلة، وعنده كثري عزة، فقال له : حىت انتهى إىل هذا البيت

Page 191: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 191

حياء، ومثلي بالحياء خليق هممت وهمت، ثم هابت وهبتها

مل يا أمري املؤمنني؟ و: أما واهللا، لوال بيت أنشدتنيه قبل هذا حلرمتك جائزتك قال: فقال له عبد امللكفأي بيت عفوت به عين يا أمري املؤمنني؟ : ألنك أشركتها يف اهليبة مث استأثرت باحلياء دوا، قال: قال : قولك: قال

هائماً، فيمن يهيم دعوني دعوتني، ال أريد بها سواها

الفرش الشريفة، والوطاء ودعا األعور بن سنان التغليب األخطل الشاعر إىل مرتله، فأدخله بيتاً قد فرش بيا أبا مالك، إنك تدخل على امللوك يف : العجيبة، وله امرأة تسمى برة، يف غاية احلسن واجلمال، فقال له

إمنا ألوم نفسي؛ إذ كنت أدخل : ما أرى يف بيتك عيباً غريك، قال: جمالسهم، فهل ترى يف بييت عيباً؟ قال : خطل، وهو يقولمثلك بييت، اخرج عليك لعنة اهللا، فخرج األ

عند األعور بن سنان وبرة وكيف يداويني الطبيب من الجوى

بطن خود دائم الخفقان إلى ويلصق بطناً منتن الريح دائماً

ودخل الشعيب على بشر بن مروان، وهو وايل العراق ألخيه عبد امللك بن مروان وعنده جارية، يف ال ينبغي لألمري أن يستحي من : العود، فقال له الشعيبحجرها عود، فلما دخل الشعيب، أمرها فوضعت

: هات ما عندك، فأخذت عودها وغنت: صدقت، مث قال للجارية: عبده، قال

تولت، وماء العين في الجفن حائر ومما شجاني أنها يوم ودعت

التفاتاً، أسلمته المحاجر إلي أعادت من بعيد بنظرة فلما

يا هذه، أرخي من فمك، واشددي يف زيرك، قال له : ا يريد الزير، مث قال هلافقال الشعيب الصغري أكيسهم .صدقت، ومن مل ينفعه ظنه مل ينفعه يقينه: أظن العمل فيهما، قال: وما علمك؟ قال: بشر

قدم أعرايب بعدل من مخر العراق إىل املدينة، فباعها إال السود، فشكى ذلك إىل الدرامي، : وقال األصمعيما جتعل يل على أن أحتال لك حبيلة حىت تبيعها : تنسك، وترك الشعر، ولزم املسجد، فقال لهوكان قد حكمك، فعمد الدرامي إىل ثياب نسكه فألقاها عنه، وعاد إىل مثل شأنه األول، وقال شعراً : كلها؟ قال

: تغن ذا الشعر: ودفعه إىل صديق له من املغنني، وقال له

أردت بزاهد متعبد ماذا سودقل للمليحة في الخمار األ

وقفت له بباب المسجد حتى كان شمر للصالة رداءه قد

ال تفتنيه بحق دين محمد عليه صالته وصيامه ردي

Page 192: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 192

قد رجع الدرامي، وتعشق صاحبة اخلمار األسود، فلم تبق مليحة : فشاع هذا الغناء باملدينة، وقالواتاجر ما كان معه، فكان إخوان الدرامي من النساك يلقون باملدينة إال اشترت مخاراً أسود، وباع ال

ستعلمون نبأه بعد حني، فلما أنفذ العراقي ما كان معه، رجع : ما صنعت؟ فيقول: الدرامي فيقولون له .الدرامي إىل نسكه وثيابه فلبسها

واريها، امض بنا إىل عقيلة نتحدث معها، ونستمع من غنائها، وغناء ج: وقال األحوص يوماً ملعبد: فمضيا، فألفيا على باا معاذ األنصاري وابن صياد، فاستأذنوا عليها، فأذنت هلم إال األحوص، فقالت

: حنن على األحوص غضاب فانصرف األحوص وهو يلوم أصحابه على استبدادهم ا، وقال

وآثرت حاجة الثاوي على الغادي عقيلة عنك اليوم بالزاد ضنت

أال حييت من وادي وللعقيق، من طللحييت: قوال لمنزلها

ومعاذ، وابن صياد لمعبد وهبت نصيبي من مودتها إني

وخرج أبو السائب مع عمر بن أيب ربيعة مترتهاً إىل بعض نواحي مكة، فذهب أبو السائب ليبول، وعليه : ةذكرت قول كثري عز: طويلة، فرجع دوا، فقال له ابن أيب عتيق؛ ما فعلت طويلتك؟ قال

إن اإلزار على ما ضم محسود اإلزار على لبنى فأحسده أرى

فتصدقت ا على الشيطان الذي أجرى هذا البيت على لساين، فأخذ ابن أيب عتيق طويلته، ورمى ا .إىل من تقدمته أنت إىل بر الشيطان: وقال

يد بن عبد امللك، فلم يصل كان أبو الطمحان شاعراً جميداً، وكان يطلب اإلذن على يز: وقال األصمعيأال أعطيك بيتني من الشعر تغين ما أمري املؤمنني، فإن سألك من قاهلا، فأخربه : إليه، فقال لبعض املغنني

: هات، فأعطاه هذين البيتني: أين بالباب، فما رزقين اهللا منه فهو بيين وبينك، قال

بارقهابن مروان، وينهل محيا يكاد الغمام الحر يرعد أن رأى

به أصداغه ومفارقه تسيل يظل فتيت المسك في رونق الضحى

أبو الطمحان، : هللا قائلهما، من هو؟ قال: فغناه ما يف وقت أرحييته، وطرب هلما طرباً شديداً وقال: قال: لهو صاحب الدير يا أمري املؤمنني، قا: ما أعرفه، فقال بعض جلسائه: وهو بالباب يا أمري املؤمنني، قال

: وما ليلة الدير؟ قال: ليلة الدير قيل له: ما أيسر ذنوبك؟ قال: قيل أليب الطمحان: وما قصة الدير؟ قال

نزلت ليلة دير نصرانية، فأكلت عندها طفيشال بلحم خرتير، وشربت من مخرها، وسرقت كساءها حان األلفني، وانسل ال يدخل علينا، فأخذ أبو الطم: ومضيت، فضحك يزيد، وأمر له بألفي درهم، وقال

.ما وخيب املغين

Page 193: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 193

دخلت على هارون الرشيد، فلما رأيته قد أخذ يف حديث اجلواري وغلبتهن على : وقال إبراهيم املوصلي : الرجال، غنيته بأبياته اليت يقول فيها

من قلبي بكل مكان وحللن الثالث اآلنسات عناني ملك

في عصيانيوهن وأطيعهن لي تطاوعني البرية كلها ما

أعز من سلطاني وبه قوين ذاك إال أن سلطان الهوى ما

.فارتاح وطرب، وأمر يل بعشرة آالف درهم

أقبلت من مكة أريد املدينة، فسمعت غناء من : حدثت أن أبا العباس عمر الوادي قال: وقال أبو العباسواهللا، : أعد علي ما مسعت، فقال: فقلتواهللا ألتوصلن إليه، فإذا هو عبد أسود، : القرى مل أر مثله، فقلت

لو كان عندي قرى أقريكه لفعلت، ولكين أجعله قراك، فإين، واهللا، رمبا غنيت هذا الصوت وأنا جائع : فأشبع، ورمبا غنيته وأنا كسالن فأنشط، ورمبا غنيته وأنا عطشان فأروى، مث اندفع يغين

ويدنو بعيدهاأرى األرض تطوى لي إذا ما زرت سعدى بأرضها وكنت

ما انقضت أحدوثة لو تعيدها إذا الخفرات البيض، ود جليسها من

.فحفظته عنه، مث تغنيت به على احلاالت اليت وصف، فهو كما ذكر: قال عمر

كان بالعراق قينة، وكان أبو نواس خيتلف إليها، فكانت تظهر له أا ال حتب غريه، : وحكى الشيباين قال : وجد عندها فىت جيلس إليها ويتحدث معها، فقال فيهاوكان كلما جاءها

بالتحية والسالم وتلقى لخلق اهللا وداً ومظهرة

أخلص إليه من الزحام فلم فؤادها أشكو إليها أتيت

خمسون ألفاً كل عام وال فيا من ليس يكفيه خليل

فهم ال يصبرون على طعام بقية من قوم موسى أراك

: هجاء األضياف، وهو القائل يف ضيف له: يد األرقط الذي يقال لهوأخبل البخالء مح

إلى الزور، ما ضمت عليه األنامل كفاه، ويحدر حلقه تجهز

وعلماً، ما الذي هو قائل بياناً وما ساواه سحبان وائل أتانا،

العي، لما أن تكلم باقل من زال عنه اللقم، حتى كأنه فما

على أيب حفصة الشاعر رجل باليمامة، فأخلى له املرتل، مث هرب؛ خمافة أن نزل : وحكى ابن عدي قال : يلزمه قراه تلك الليلة، فخرج الضيف، فاشترى ما احتاج إليه، مث رجع وكتب إليه

Page 194: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 194

من شدة الخوف وهارباً أيها الخارج من بيته يا

فارجع وكن ضيفاً على الضيف قد جاء بزاد له ضيفك

وإن شئتم : بة بأهل الكوفة الصبح ثالث ركعات، وهو سكران، مث التفت إليهم وقالوصلى الوليد بن عقزدتكم، فشهدوا عليه وجلده علي بن أيب طالب بني يدي عثمان رضي اهللا عنهما، وهو أخو عثمان

: ألمه، فقال فيه احلطيئة، وكان ندميه

أن الوليد أحق بالعذر شهد الحطيئة يوم يلقى ربه

خيراً على خير ليزيدهم ت صالتهموقد تم نادى،

بين الشفع والوتر لقرنت خيراً، ولو قبلوا ليريدهم

تركوا عنانك لم تكن تجري عنانك إذ جريت، ولو كبحوا

وكان بعض الظرفاء ينادم رجالً من الرؤساء، فكان يكسوه إذ سكر قميصاً، فإذا صحا نزعه عنه، فقال : يف ذلك

مني إذا كان صاحيا وينزعه ذا انتشىقميصاً مرتين، إ كساني

وفي الصحو روعات تشيب النواصيا فرحة في سكره بقميصه فلي

أن ال علي وال ليا بكسوته ليت حظي من سروري وترحتي فيا

بينما األمني يف قصر له، إذ مر جبارية سكرى، وعليها كساء خز، تسحب أذياله، : وحدث أبو جعفر قاليا أمري املؤمنني، أنا على ما ترى، ولكن إذا كان يف غد إن شاء اهللا، فلما : فقالتفراودها عن نفسها،

يا أمري املؤمنني، أما علمت أن كالم الليل ميحوه : امليعاد، فقالت: كان من الغد، سار إليها، فقال هلاأبو نواس، مصعب والربقاش و: من بالباب من الشعراء؟ فقيل له: النهار، فضحك، وخرج من جملسه وقال

كالم الليل : ليقل كل واحد منكم شعراً، يكون آخره: فأمر فأدخلوا عليه، فلما جلسوا بني يديه قال : فقال الرقاشي: ميحوه النهار

منع القرار، فال قرار وقد تصحو، وقلبك مستطار متى

ال تزور وال تزار فتاة، تركتك صباً مستهاما وقد

الليل يمحوه النهار كالم :إذا استنجزت منها الوعد، قالت

: وقال مصعب

ال يقر به قرار كئيب، وقلبي مستطار أتعزلني،

Page 195: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 195

بألحاظ، يخالطها احورار مليحة صادت فؤادي بحب

أللمسها بدا منها نفار أن مددت يدي إليها ولما

الليل يمحوه النهار كالم جئت مقتضياً، أجابت ولما

: وقال أبو نواس

زين السكر الوقار ولكن في القصر سكرىوليلى أقبلت

فيه رمان صغار وغصناً، الريح أردافاً ثقاال وهز

من التكريه، وانحل اإلزار سقط الردا عن منكبيها وقد

الليل يمحوه النهار كالم الوعد سيدتي، فقالت :فقلت

ري املؤمنني، عرفت ما يف نفسك، يا أم: أخزاك اهللا، يا حسن، أكنت معنا، أم مطلعاً علينا؟ فقال: فقال .فأعربت عما يف ضمريك، فأمر له بأربعة آالف درهم، ولصاحبيه مبثلها

غدوت يوماً وأنا ضجر من مالزمة دار اخلالفة، : حدثين أيب قال: وحدث محاد بن إسحاق املوصلي قالعرفوه أين ركبت يف إن جاء رسول اخلليفة، ف: فركبت عازماً على أن أطوف يف الصحراء وقلت لغلماين

مهم يل، ومضيت وطفت ما بدا يل، وعدت وقد محى النهار، فوقفت يف ظل شارع ألستريح فلم ألبث أن جاء خادم يقود محاراً فارهاً، عليه جارية، عليها لباس فاخر، فرأيت هلا مشائل ظريفة، وطرفاً فاتراً،

علقها قليب، ومل أستطع براحاً، وأقبل رجالن فحدست أا مغنية، فدخلت الدار اليت كنت واقفاً عليها، فيتماشيان، هلما هيئة تدل على قدرمها، ومها راكبا، فحملين حب اجلارية، وحسن حاهلما أن توسلت

ما، فدخلت معهما، فظنا أن صاحب الدار دعاين، وظن هو أين معهما، فجلسنا ودعا بالطعام فأكلنا ا عود، فرأيت جارية حسناء، فغنت غناء صاحلاً، فتمكنت وجيء بالشراب، فخرجت اجلارية، ويف يده

هذا طفيلي، ولكن ظريف، : من قليب وشربنا، مث قمت للبول، فسأهلما صاحب الدار عين، فأنكراين، فقال : فأمجلوا عشرته، فجئت وجلست، فغنت يف حلن يل

المطايا تستريب وتسنح أمام أم مرت بنا أم شادن ذكرتك،

الضحى في لونه يتوضح شعاع مل، إذ ماء خدهامن المؤلفات الر

: فأدته صاحلاً، مث غنت من صنعيت يف شعري

عنك جانبا ونأى لمن صد عاتبا قل

كنت العبا وإن قد بلغت الذي أردت،

Page 196: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 196

كنت كاذبا وإن بما ادعيت، واعترفنا

يت طفيلياً أصفق وجهاً ما رأ: فغنته أصلح من األول، فاستعدته منها، فأقبل علي أحد الرجلني وقالطفيلي ويقترح، فلم أجبه، وكفه عين صاحبه، : منك، مل ترض التطفيل حىت اقترحت؟ وهذا تصديق املثل

للصالة، فأخذت عود اجلارية وأصلحته إصالحاً حمكماً، وعدت إىل موضعي : فلم ينكف، مث قالواأخذت اجلارية عدوها وجسته فصليت، مث عادوا، فعاد ذلك الرجل يف عربدته علي، وأنا صامت، ف

واهللا، لقد مسه حاذق ومتقدم، وشد طبقته، : ما مسه أحد، فقالت: من مس عودي؟ فقالوا: وقالتباهللا عليك خذه واضرب به، فأخذته منها وضربت، فبدا ظريفاً عجيباً، : أنا أصلحته، فقالت: فقلت هلا

: باهللا، يا سيدنا، أتغين؟ قلت: دي وقالوافيه نقرات حمكمات، فما بقي منهم أحد إال وثب فجلس بني ي

نعم، وأعرفكم بنفسي، أنا إسحاق املوصلي واهللا، إن ألتيه على اخلليفة، وأنتم تشتمونين اليوم؛ ألين متلحت معكم بسبب هذه اجلارية، واهللا، إين ال نطقت حبرف، وال جلست معكم حىت خترجوا هذا

واهللا، ال أجلس إال أن خيرج، فقال له : ت اجلارية، فقلتاملعربد، وضت ألخرج، فتعلقوا يب، وتعلقمن شبه هذا حذرت عليه، فأخرجوه، فغنيت األصوات اليت غنتها اجلارية من صنعيت، فطرب : صاحبه

تقيم عندي شهراً، : ما هو؟ قال: هل لك يف أمر أعرضه عليك؟ قلت: رب الدار طرباً شديداً وقال يلأفعل، فأقمت عنده ثالثني يوماً ال يعرف أحد أين أنا، واملأمون : ا لك، قلتواحلمار واجلارية مع ما عليه

إسحاق، وحيك، أين كنت؟ فعرفته : يطلبين، فجئت بذلك مرتيل بعد شهر، وركبت إىل املأمون، فقال يلأنت رجل ذو مروءة، وسبيلك أن : علي بالرجل الساعة، فعرفتهم موضعه، فأحضر، وقال له: اخلرب، فقال

: ن عليها، مث أمر له مبائة ألف درهم، واه أن يعاشر ذلك املعربد الرذيل، وأمر يل خبمسني ألفاً، وقالتعاو

قد جعلت هلا نوبة يف كل يوم ثالثاء، تغين مع اجلواري، وأمر هلا : أحضروا اجلارية فأحضرت فغنته، فقال . خبمسني ألفاً

شفع إىل املأمون من طفيلي، قدمنا ذكره يف الباب قبل وتشبه هذه احلكاية حكاية إبراهيم بن املهدي، إذ ت: قل، قال: يا أمري املؤمنني، هب يل ذنبه، أحدثك حبديث يف التطفيل عن نفسي، قال: هذا، فقال إبراهيم

خرجت يوماً فمررت يف سكك بغداد، فشممت رائحة أبزار وقذور قد فاحت، فسألت خياطاً عن رب ر امسه فالن، وخرج من شباك يف أعلى الدار كف ومعصم، ما رأيت هو رجل من التجا: الدار، فقال

هذان ندمياه، ومها فالن وفالن، : مثلهما قط، فذهب عقلي وت، فإذا رجالن مقبالن، فقال يل اخلياطقد استبطأكما أبو فالن، فأتينا الباب ودخلنا، فلم يشك صاحب : فحركت دابيت، ودخلت بينهما وقلت

فرحب يب، وأجلسين يف أجل موضع، فأتينا باأللوان، فكان طعمها أطيب من رائحتها، الدار أين منهما،

Page 197: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 197

أكلت األلوان، وبقي الكف واملعصم، مث سرنا إىل جملس املنادمة، فإذا هو أنبل جملس، : فقلت يف نفسي وصاحب الدار يقبل باللطف واحلديث علي؛ ملا ظن أين منهما، فخرجت جارية تتثىن، كأا خوط بان،

: فسلمت وجلست وأخذت عوداً وجسته، فتبينت احلذق يف جسها، وغنت ذا الصوت

إني على العهد: بطرف العين فردت هل حفظت مودتي: إليها أشرت

وحادت عن اإلظهار أيضاً على العمد عن اإلظهار عمداً لسرها فحدت

: السالم، مث غنت: فجاءين ما مل أملك معه نفسي، وقلت

ال نخلو، وال نتكلم؟ وإياك، أن بيتاً يضمناعجيباً أليس

وترجع أحشاء على النار تضرم أعين تشكو الهوى بجفونها سوى

أجفان، وقلب متيم وتكسير أفواه، وغمز حواجب إشارة

مىت كنتم : يا جارية، بقي عليك شيء، فغضبت ورمت بالعود وقالت: فحسدا على حذقها وقالت : السكم مثل هذا؟ فندمت، ورأيت تغري القوم، فدعوت بالعود وغنيتحتضرون البغضاء يف جم

أم بعد المدى فبلينا أصممن ما للمنازل ال يجبن حزينا

متن متنا، أو حيين حيينا إن راحوا العشية روحة مذكورة

ه املعذرة يا سيدي، ما مسعت من يغنيه مثلك، وقام موالها وصاحبا: فأكبت على رجلي تقبلها وتقول : فصنعوا مثلها، وشربوا بالطاسات طرباً، مث غنيت

صب مدامعه تجري على جسده محبك مطوياً على كمده غداً

به، ويد أخرى على كبده مما يد تسأل الرحمن راحته له

منيته في طرفه ويده كانت من رأى كلفاً مستهدفاً أبداً يا

موالي، وسكروا، وأمر صاحب الدار غلمانه حبفظهم إىل السالم، هذا، واهللا، الغناء يا : فصاحت اجلاريةيا سيدي، ذهب، واهللا، ما خال من أيامي : منازهلم، وبقيت أشرب معه، وكان جيد الشراب، وقال يل

أنا أعجب من هذا األدب، : باطالً، إذ كنت ال أعرفك، فمن أنت؟ فأخربته، فقبل رأسي، وقال يلما بقي غري أمي وأخيت، : فقال: م واملعصم، فأحضر جواريه فلم أرهوسألين عن قصيت، فأخربته خرب الطعا

هي : أبدأ باألخت، فلما رأيت معصمها قلت: وألنزهلما إليك، فعجبت من كرمه وسعة صدره، وقلتأشهدكم أين زوجت أخيت فالنة من سيدي : هي، فأرسل إيل عشرة مشايخ، وأحضر بدرتني وقال

ه عشرة آالف درهم، فدفعت إليه بدرة، وفرقت األخرى على املشايخ إبراهيم بن املهدي، وأمهرا عن

Page 198: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 198

بل أمحلها إىل مرتيل يف : يا سيدي، أمهد لك بعض البيوت، فاحشمين، فقلت: فانصرفوا، وقال يلعمارية، فو حقك يا أمري املؤمنني، لقد مجل إيل من جهازها ما ضاق عنه بعض دوري، فتعجب املأمون

.ه فصار من خواصه؛ ألجل كرمهمن كرمه، وأمر بإحضار

الباب الثالث في حكايات األولياء والصلحاء والزهاد، وما يرجع إلى ذلك

: ما فعل اهللا بك؟ قال: رأيت حيىي بن أكثم يف املنام فقلت: حدث حممد بن مسلم الرجل الصاحل قال

ما يأخذ العبد بني يدي يا شيخ السوء، لوال شيبتك ألحرقت بالنار، فأخذين: أوقفين بني يديه، وقال يلوما حدثت : يا رب، ما هكذا حدثت عنك، فقال تعاىل: مواله، فلما أفقت، قاهلا ثانياً وثالثاً، فقلت

حدثين معمر بن راشد عن الزهري عن أنس بن مالك عن نبيك : حدثين عبد الرزاق قال: عين؛ قلتب يل عبد يف اإلسالم شيبة إال ما شا: "صلى اهللا عليه وسلم عن جربيل، عنك يا عظيم أنك قلت

صدق عبد الرزاق وصدق معمر، وصدق الزهري، وصدق : ، فقال اهللا تعاىل"استحييت أن أعذبه بالنار . أنس، وصدق نبيي، وصدق جربيل، أنا قلت ذلك، انطلقوا به إىل اجلنة

سلم رجل يتجر كان على عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه و: وجاء يف حديث أنس رضي اهللا عنه أنه قالمن بالد الشام إىل املدينة وال يصحب القافلة توكالً على اهللا، فبينما هو جاء من الشام إذ عرض له لص

املال مايل، وإمنا : شأنك ومايل؟ فقال له اللص: قف، فوقف التاجر وقال له: على فرس، فصاح بالتاجرلك، فصلى أربع ركعات، ورفع رأسه إىل افعل ما بدا : أنظرين حىت أصلي، فقال: أردت نفسك، فقال له

يا ودود، يا ودود، يا ذا العرش ايد، يا فعاالً ملا يريد، أسألك بنور وجهك الذي : السماء وجعل يقولمأل أركان عرشك، وأسألك بقدرتك اليت قدرت ا على خلقك، وبرمحتك اليت وسعت كل شيء، ال

ذا بفارس بيده حربة، فلما نظر إليه اللص ترك التاجر إله إال أنت، يا مغيث أغثين، ثالث مرات، وإاعلم أين ملك من السماء : ومضى حنوه، فلما دنا منه طعنه الفارس فأداره عن فرسه وقتله، وقال للتاجر

أمر حدث، مث دعوت الثانية ففتحت أبواب : الثالثة، دعوت األوىل فسمعنا ألبواب السماء قعقعة، فقلنامن هلذا املكروب؟ فدعوت اهللا أن يوليين قتله، : دعوت الثالثة، فهبط جربيل يناديالسماء وهلا شرر، مث

واعلم يا عبد اهللا أنه من دعا بدعائك هذا يف كل شدة أغاثه وفرج عنه، مث جاء التاجر إىل النيب صلى اهللا .ئل ا أعطىلقد لقنك اهللا أمساء اهللا احلسىن اليت إذا دعي ا أجاب، وإذا س: عليه وسلم فقال له

ووجه سليمان بن عبد امللك حممد بن يزيد إىل العراق، فأطلق أهل سجون احلجاج، وضايق على يزيد بن اللهم احفظ يل : أيب مسلم كاتب احلجاج، فظفر به بعد ذلك يزيد، ملا ويل أفريقية فجعل حممد يقول

يا حممد، مازلت أسأل اهللا أن : قالإطالق األسرى، وإعطاء الفقراء، فلما دنا يزيد منه، ويف يده عنقود

Page 199: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 199

فواهللا، ما أجارك وال أعاذك مين، واهللا، : وما زلت أستجري اهللا منك، قال: يظفرن بك، فقال له حممدألقتلنك قبل أن آكل هذه احلبة من العنب، واهللا لو رأيت ملكاً يريد قبض روحك لسبقته إليها، وأقيمت

تقدم فصلى م، وكان أهل أفريقية قد اجتمعوا على قتل يزيد، الصالة، ووضعت حبة العنب بني يديه، و .اذهب حيث شئت: فلما ركع ضربه رجل بعمود فقتله، وقيل حملمد

صحبت الفضيل ثالثني سنة، ما رأيته ضاحكاً وال مبتسماً إال يوم مات ابنه، : وقال أبو علي الدارينبته، والفضيل هذا من رجال رسالة القشريي، إن اهللا تعاىل أحب أمراً فأحب: فقلت له يف ذلك، فقال

أخلو لريب، وإذا أبصرت : إذا رأيت الليل مقبالً فرحت، وقلت: مشهور بزهد وصالح، وكان يقولالصبح استرجعت؛ كراهة أن جييء من يشغلين، وكان يف أول أمره شاطراً يقطع الطريق، وسبب توبته أنه

أمل يأن للذين آمنوا أن ختشع ": واز إليها، إذ مسع تالياً يتلوعشق جارية، فبينما هو ذات ليلة، يرتقب اجليا رب، قد آن، فرجع إىل خربة، فإذا فيها قافلة، فقال : ، فقال"قلوم لذكر اهللا وما نزل من احلق

.حىت يصبح؛ فإن الفضيل على الطريق يقطع علينا، فأمنهم وجاور احلرم: نرحتل، وقال بعضهم: بعضهم

كنت مع إبراهيم بن أدهم يف طريق بيت املقدس فرتلنا وقت القيلولة حتت شجرة : املباركوقال حممد بن يا أبا إسحاق، أكرمنا بأن تأكل منا، : رمان، فصلينا ركعات، فسمعت صوتاً من أصل الرمانة يقول

يا أبا : يا حممد، كن شفيعنا إليه، ليتناول منا شيئاً، فقلت: فطأطأ رأسه قال ذلك ثالث مرات، مث قالإسحاق، لقد مسعت، فقام فأخذ رمانتني، فأكل الواحدة وناولين األخرى، فأكلتها، وهي حامضة،

وكانت قصرية، فلما رجعنا مررنا ا، وهي شجرة عالية، ورماا حلو، وهي تثمر يف كل عام مرتني، . القشرييومسوها رمانة العابدين، وإبراهيم هذا من كبار شيوخ الصوفية وهو من رجال رسالة

وركب يف مركب فهاجت ريح شديدة، فلف رأسه، وطرح نفسه مع الناس، فسمعوا من البحر صوت أين إبراهيم بن أدهم، مث سكنت : ال ختافوا؛ ففيكم إبراهيم بن أدهم، وصاح الناس يف املركب: يقول

. الريح، فخرجوا وما عرفوه

كان مسرفاً على نفسه، وحني حضرته الوفاة وتويف رجل على عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وال : نبكي؛ إلسرافك على نفسك، فقال: ما يبكيكما فقاال: رفع رأسه، فإذا أبواه يبكيان عليه، فقال

تبكيا؛ فواهللا ما سرين أن الذي بيد اهللا من أمري بأيديكما، فأتى جربيل إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم، شهده بأنه من أهل اجلنة، فاستكشف رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أبويه فأخربه أن فىت تويف اليوم، فأ

كذا وكذا فقال رسول اهللا صلى : ما علمنا عنده شيئاً من خري إال أنه قال عند املوت: عن عمله، فقاال ".من ها هنا، إن حسن الظن باهللا من أفضل العمل عنده: اهللا عليه وسلم

: ملا بلغين موته أشفقت عليه، فرأيته يف املنام، فقلت: اً أليب نواس، قالوكان حممد بن نافع الناسك صديق

Page 200: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 200

: غفر يل، قلت: ما فعل اهللا بك؟ قال: نعم، قلت: احلسن؟ قال: الت حني كنية، قلت: أبو نواس فقال

هي عند أهلي، فسرت إىل : وما هي؟ قال: بتوبة تبتها قبل مويت بأبيات شعر قلتها، قلت: بأي شي؟ قال فلما رأتين أخذت يف البكاء، فأخربا مبا رأيت، ومبا قال، فسكتت، وأخرجت إيل كتباً منظمة، أمه،

: فوجدت خبطه كأنه قريب

علمت بأن عفوك أعظم فلقد يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة

فمن الذي يرجو المسيء المجرم كان ال يرجوك إال محسن إن

دي، فمن ذا يرحم؟رددت ي فإذا أدعوك رب، كما أمرت تضرعاً

وجميل ظني، ثم إني مسلم ما لي إليك وسيلة إال الرجا

ما عبدته خوف النار، وال رجاء اجلنة، : ما حقيقة إميانك؟ قالت: وقال سفيان الثوري لرابعة العدوية : فأكون كاألجري السوء، بل عبدته حباً فيه وشوقاً إليه، وقالت يف معىن ذلك

وحبا ألنك أهل لذاكا ب الهوىحبين، ح أحبك

بذكرك عمن سواكا فشغلي الذي هو حب الهوى فأما

فكشفك لي الحجب حتى أراكا وأما الذي أنت أهل له

لك الحمد في ذا وذاكا ولكن الحمد في ذا وال ذاك لي فال

ن ميلكها، فكيف من واهللا، ال أطلب الدنيا مم: لو بعثت إىل فالن، فقالت: واحتاجت إىل شيء، فقيل هلا .ال ميلكها

اسكتوا من ذمها؛ فلوال موضعها من : وزارها أصحاا، فذكروا الدنيا، وأقبلوا على ذمها، فقالت .قلوبكم، ما أكثرمت من ذكرها، أال من أحب شيئاً أكثر من ذكره

منفتحة، وكأن رأيت ليلة مات احلسن البصري يف النوم أبواب السماء، كأا : وقال عبد الواحد بن زيداحلسن البصري قدم على اهللا، وهو عنه : إن هذا ألمر عظيم، فقال يل قائل: املالئكة صفوف، فقلت

.راض

يا : وكان للمأمون غالم، فبينما هو يصب املاء على يده، إذ سقط اإلناء، فغضب املأمون، فقال له اخلادموالعافني عن ": قد كظمت غيظي، قال: قال،"والكاظمني الغيظ": أمري املؤمنني، إن اهللا عز وجل يقول

.اذهب، فأنت حر: قال"واهللا حيب احملسنني": قد عفوت عنك، قال: ، قال"الناس

: دخلنا على مالك بن أنس رضي اهللا عنه يف العشية اليت قبض فيها، فقلنا: وقال بكر بن سليمان الصواف

عاينون من عفو اهللا تعاىل ما مل يكن يف ال أدري ما أقول لكم، ست: يا عبد اهللا، كيف جتدك؟ فقال

Page 201: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 201

.حسابكم، مث ما خرجنا حىت غمضنا عينيه

تعالوا، حىت نعرض أنفسنا على موالنا، : إن ثالثة نفر من العابدين اجتمعوا يف املوقف، فقالوا: وقيلي نفسي معيوب، وكالم: ونصف حالتنا، فتقدم أحدهم ورمى بثوبه عن عاتقه، وبقي يف املتزر، مث قالعبدي، مل : فنودي يف سره: معيوب، والكل مين معيوب، فإن كنت تقبل معيوباً، فلبيك اللهم لبيك، قال

نفسي : تعيب نفساً أنا خلقتها وبلطفي رزقتها، ولوال أين غفرت هلا ملا أدنيتها، وتقدم الثاين فقالعبدي، مل : دي يف سرهمطلوب، وعقلي مغلوب، ولساين مقر بالذنوب، فما حيليت يا عالم الغيوب؟ فنو

موالي، ما : تقبح نفسك ومل أجعل بيين وبينك ثالثاً، عصيتين سراً، وغفرت لك سراً، وتقدم الثالث فقاليل لسان أناديك، وال سر أناجيك، وال يد أرفعها لك، فارحم تضرعي وتذللي بني يديك، فنودي يف

نا لك أهل املوقف، فمن جاءنا، عبدي حجك مربور، وسعيك مشكور، وذنبك مغفور، وقد وهب: سره . بالذلة واالفتقار، استقبلناه بالعز واالفتخار، ومن جاءنا بالذلة واخلضوع استقبلناه حبسن الرجوع

اعلموا، رمحكم اهللا، أين كنت ألفت حوضاً من : وسئل سهل بن عبد اهللا التستري عن أصل عبادته فقالكان يوم مجعة، توضأت وأسرعت إىل املسجد، فوجدته قد اجلامع أصلي فيه، فلما كان يف بعض األيام، و

غص بالناس، فبقيت متحرياً، فأسأت األدب، وختطيت رقاب الناس، حىت وصلت إىل ذلك احلوض، فركعت وجلست، فإذا عن مييين شاب حسن الصورة، وعليه ثياب صوف بيض، وعلى كتفيه طيلسان

خبري، أصلحك اهللا، وبقيت مفكراً يف معرفته يل، وأنا : كيف جتدك يا سهل؟ فقلت: أبيض، فنظر إيل وقالمل أعرفه، فبينما أنا كذلك إذ أخذتين حرقة بول، فأكربتين، وبقيت على وجل حياء من الناس أن أسيء

يا : أديب وأختطاهم ثانية، وإن جلست مل يكن يل صالة، فبينما أنا كذلك، إذ التفت إيل الشاب وقاليا سهل : أجل، فرتع طيلسانه من منكبيه، وغشاين به، مث قال يل: ل؟ فقلتسهل، هل أخذتك حرقة البو

فأغمي علي مث فتحت عيين، فإذا أنا باب مفتوح، ومسعت : اقضي حاجتك، وأسرع تلحق الصالة، قالجل، يرمحك اهللا فوجلت الباب، فإذا قصر على البنيان شامخ األركان، وإذا يف وسطه خنلة : قائالً يقولذا جانبها مطهرة مملوءة ماء، ونظرت إىل موضع إراقة املاء، وإذا منشفة معلقة وسواك، فحللت قائمة، وإ

: قد قضيت أربك؟ قلت: سراويلي وبلت واغتسلت، وتوضأت وضوءاً كامالً، وتنشفت، فسمعته يقول

حل يب، نعم، فوضع الطيلسان، فإذا أنا جالس يف مكاين، مل يشعر يب أحد، فبقيت متحرياً، ال أدري ما وأنا مكذب لروحي فيما جرى، وقامت الصالة، فلم أدر ما صليت، ومل يكن مهي غري الفىت، فلما خرج

يا سهل، : تتبعت أثره، فإذا به قد دخل إىل درب عظيم وأنا خلفه، فالتفت إىل ورائه، فلما رآين قال بعينه، فوجلت القصر، جل الباب يرمحك اهللا، فنظرت إىل الباب: كال، فقال: كأنك ما أيقنت؟ فقلت

يا سهل، من : آمنت باهللا تعاىل فقال: فرأيت النخلة واملطهر واحلال بعينه، واملنشفة مبلولة حباهلا، فقلت

Page 202: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 202

أطاع اهللا أطاعه كل شيء، يا سهل، اطلبه جتده، فتغرغرت عيناي بالدموع، فلما مسحتهما فتحتهما، تين منه متأسفاً، فاجتهدت عند ذلك يف اخلدمة، فلم أر الفىت وال القصر، فبقيت متحرياً على ما فا

.واستعنت باهللا تعاىل فأعانين

إن سهالً هذا صام من يوم خروجه من بطن أمه إىل دخوله إىل القرب، مل يفطر يف عمره إال أيام : وقيلالعيدين، وذلك أن أمه كانت تعرض عليه ثديها بالنهار فال يرضعه فإذا كان املغرب رضعه، فلم يزل

.كذلك إىل أن بلغ سبع سنني، فأخذ يف الصيام والعبادة، حىت لقي اهللا عز وجل

معشر الناس، هل : ملا كان يوم وفاته، خرج الناس بنعشه يف يوم حر ومشس، فإذا بيهودي يصيح: وقيلترون ما أرى؟ فنظروا، فإذا بنسور قد سدت األفق، ونشرت أجنحتها؛ تستر الناس من الشمس، فقال

أشهد أن ال إله إال اهللا، وأشهد أن حممداً رسول اهللا حقاً حقاً، مث قضى حنبه من : عند ذلكاليهودي .ساعته، فأخذوا يف غسله وتكفينه، وصلى عليهما مجيعاً، ودفن إىل جانب قرب سهل

هذا ربك خياطبك، : رأيت البارحة يف املنام كأن قائالً يقول: وقال ابن شريح يف مرضه الذي مات فيهماذا أجبتم املرسلني فوقع يف قليب أنه يراد مين زيادة يف اجلواب، فقلت؛ باإلميان والتصديق، : "عتفسم

. أما أين سأغفرها لكم: غري أنا قد أصبنا من هذه الذنوب، فقال

وكان رجل شريف مجع قوماً من ندمائه ودفع إىل غالم له أربعة دراهم ليشتري ا فواكه للمجلس، فمر من دفع له أربعة دراهم دعوت : س منصور بن عمار الواعظ، وهو يسأل لفقري شيئاً، ويقولالغالم مبجل

أن : ما الذي تريد أن أدعو لك به؟ فقال: أربع دعوات، فدفع له الغالم الدراهم، فقال له املنصور له فقال أن خيلف اهللا والثانية يا غالم؟ : يعتقين اهللا من العبودية، فدعا منصور، وأمن الناس على دعائه، قالأن يتوب اهللا على موالي، فدعا : على الدراهم فدعا له وأمن الناس، مث قال له والثالثة يا غالم؟ فقال

أن يغفر اهللا يل وملوالي ولك يا منصور وللحاضرين، فدعا : والرابعة يا غالم؟ قال: وأمن الناس، مث قالومب : مل أبطأت؟ فقص عليه القصة، قال: ه موالهمنصور، وأمن الناس على دعائه، فرجع الغالم فقال ل

أن خيلف اهللا على الدراهم، : والثانية؟ قال: اذهب، فأنت حر، قال: سألت لنفسي العتق، قال: دعا؟ قال: تبت إىل اهللا عز وجل، قال: أن يتوب اهللا عليك، قال: والثالثة؟ قال: لك أربعة آالف درهم، قال: قال

هذه واحدة ليست إيل، فلما بات رأى يف املنام : اهللا يل ولك وله وللحاضري، قالأن يغفر : والرابعة؟ قالأنت فعلت ما كان إليك، أتراين ال أفعل ما كان إيل؟ قد غفرت لك وللغالم وملنصور : كأن قائالً قال له

.وللحاضرين أمجعني

وال قوة إال باهللا العظيم، وصلى اهللا على سيدنا وموالنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، وال حول. وآخر دعواهم أن احلمد هللا رب العاملني

Page 203: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 203

الفهرس

2..................................................................................................اإلهداء

2...........................................................................................مقدمة املؤلف

5...........................................................................................احلديقة األوىل

5................................................الباب األول يف مسكت اجلواب، ومفحم اخلطاب

10.......................................................................................الباب الثاين

39......................................................................................الباب الثالث

46.........................................................................................احلديقة الثانية

46................................................الباب األول يف ترويح األرواح مبستحسن املزاح

49........................................الباب الثاين يف املضحكات احلسنة، اخلفيفة على األلسنة

64............................................................الباب الثالث يف املضحكات الشعرية

68...........................................................الباب الرابع يف املضحكات املطوالت

83.........................................................................................احلديقة الثالثة

83.............................................ةالباب األول يف النوادر املستغربة والنكت املستعذب

100............................الباب الثاين يف أخبار األعراب واملتنبئني ونوادر اان واملستخفني

108................................................................................فصل يف املتنبئني

111.........الباب الثالث يف أخبار املغفلني وأهل البله وما حيكى عن انونني، ومن ال عقل هلم

126..................................................................احلديقة الرابعة يف الوصايا واحلكم

126....................................................................................الباب األول

134..........................................................احلديقة اخلامسة يف أمثال العامة وحكمها

134.................................................الفصل األول أشهر من الرحيان يف دار العرس

134...................................................................................حرف األلف

135............................................................................................فصل

136............................................................................................فصل

137............................................................................................فصل

Page 204: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 204

138............................................................................................فصل

138............................................................................................فصل

138............................................................................................فصل

139............................................................................................فصل

140.....................................................................................حرف الباء

141............................................................................................فصل

141............................................................................................فصل

142.....................................................................................حرف التاء

142.....................................................................................حرف الثاء

142....................................................................................حرف اجليم

142............................................................................................فصل

142.....................................................................................حرف احلاء

143.....................................................................................حرف اخلاء

143....................................................................................حرف الدال

143....................................................................................حرف الذال

143.....................................................................................حرف الراء

144....................................................................................حرف الزين

144....................................................................................حرف الطاء

144....................................................................................حرف الظاء

144..................................................................................حرف الكاف

145............................................................................................فصل

145.....................................................................................حرف الالم

145............................................................................................فصل

146............................................................................................فصل

146......................................................................................حرف امليم

148............................................................................................فصل

148............................................................................................فصل

Page 205: To PDF: 3 ﻢﺻﺎﻋ ﻦﺑﺍ-ﺮﻫﺍﺯﻷﺍ ﻖﺋﺍﺪﺣ ﻩﺮﻜﺷﻭ ﻩﺪﲪ ﻡﻭﺰﻟﻭ ،ﻩﺮﻛﺫ ﻞﻴﲨ ﻰﻠﻋ ﺔﻨﺴﻟﻷﺍﻭ ،ﺓﺭﻮﻤﻌﻣ

ابن عاصم-حدائق األزاهر 205

148............................................................................................فصل

148............................................................................................فصل

149............................................................................................فصل

149....................................................................................حرف النون

149............................................................................................فصل

149............................................................................................فصل

150....................................................................................حرف الصاد

150............................................................................................فصل

150............................................................................................فصل

150....................................................................................حرف الضاد

150.....................................................................................حرف العني

151.....................................................................................حرف الغني

151.....................................................................................حرف الفاء

151...................................................................................حرف القاف

152....................................................................................حرف السني

152....................................................................................حرف الشني

152.....................................................................................حرف اهلاء

153.....................................................................................حرف الواو

153...............................................................................حرف الم األلف

154.....................................................................................ف الياءحر

155...........................................احلديقة السادسة يف احلكايات الغريبة واألخبار العجيبة

155......................................الباب األول يف احلكايات املستطرفة واألخبار املستظرفة

170............................................الباب الثاين يف احلكايات واألخبار ذوات األشعار

198...................الباب الثالث يف حكايات األولياء والصلحاء والزهاد، وما يرجع إىل ذلك

203.............................................................................................الفهرس

To PDF: www.al-mostafa.com