12
ﻄﺧطفى أﺖمﺛ ﺐابﺌ

ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

  • Upload
    others

  • View
    13

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

طخطفى أتمث بابئ

Page 2: ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

سؤال المعنىفـــي رحلة العقل البشـــري فـــي الحياة، يعترب الســـؤال عـــن الغاية

والمعنـــى من أهم أســـئلة الوجود الكربى، لمـــاذا وجدنا في هذه

الدنيا؟ ما هو معنى الحياة؟ هل لهذا الوجود غاية؟ كيف يمكن أن

ـــعادة؟ وهل هناك طري£ق آخر للســـعادة غـــري الجري وراء أنـــال الس§

اللذات الجسمانية العاجلة؟

والمؤمـــن عن أدلة وبراهني ال تقبل الشـــك، وصـــدق بأن للكون خالقا وبأنه أرســـل إليه الرســـل ليبينوا له وجهته في الدنيا ومراد اهللا منـــه، يعتقـــد أن الغاية التـــي من أجلها خلق اإلنســـان هي أن يعـــرف اهللا وأن يحبه، وي§وحده ويســـعى في عمـــارة األرض وتزكية النفـــس؛ ويتحلـــى بمـــكارم األخـــالق كالعـــدل والشـــجاعة والعفـــة والصرب والحكمة، ليســـت§كمل تحصيله للكمال البشـــري شـــيئا فشيئا، فهذه هي وظيفة اإلنســـان وفق الرؤية الدينية اإلســـالمية التي يرتتـــب عليهـــا تحقيـــق الســـعادة فـــي الدنيـــا واآلخـــرة، ويفهـــم من

خاللها الغاية من وجوده، ومعنى حياته.

1

Page 3: ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

2

هل ألفعال الله دوافع نفسية؟ولكـــن ألن الحيـــاة بنيـــت على الصعوبـــات والمشـــاق، ويختلط فيها الحب باأللم، والسعادة بالكدر، وقد يشتد األلم واالبتالء على بعض الناس في الدنيا فيتمنى أن لو كان عدما لم يوجد، ويتمنى أن لم يكـــن مكلفـــا بالصرب، فإن الســـؤال عـــن الحكمة من خلـــق اهللا لنا قد يتعـــدى مـــن إرادة معرفة وظيفة اإلنســـان في الدنيـــا ومراد اهللا منه، وما هي الفوائد والكماالت والسعادة التي سيجنيها البشر مـــن إدراك غايـــة وجودهـــم، إلـــى الســـؤال عـــن دوافـــع خلـــق اهللا للخلـــق؛ بمعنـــى ما هـــي الفوائد والمنافـــع التي جناهـــا اهللا من خلق الدنيا والناس؟ فيســـأل ســـائل: ما الذي سيســـتفيده اهللا من خلقـــه للعالـــم؟ ولمـــاذا يأمرنا اهللا بعبادتـــه إن كان غنيا عـــن عباده وخلقه؟ ولماذا لم يخلقنا اهللا منعمني في الجنة مباشـــرة ما دام غنيـــا عنا؟ وبعضهم يقول وحاشـــاه ســـبحانه: "هـــل كان اإلله ضجرا

يشعر بالملل فخلق الخلق كي يتسلى؟".

Page 4: ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

3

والحقيقة أن منشـــأ الحرية والمغالطة في كل هذه األسئلة هي

افـــرتاض أن اهللا ســـبحانه يشـــبه الخلق في وجود دوافع نفســـية،

وبواعـــث وشـــهوات ترجـــع إليـــه وتدفعـــه إلـــى الفعل مثل البشـــر

Anthropomorphism تماما، أو ما يمكن أن نســـميه بأنسنة اإلله

أي إكســـاب اإلله الصفات البشـــرية في الصورة أو المعنى، وهي

التاريـــ£خ، فـــي الوثنيـــة العقائـــد مـــن كثـــريا أنتجـــت التـــي الفكـــرة

فآلهـــة اليونـــان مثال مثـــل أبوللـــو وأفروديت وزيـــ£وس كانت آلهة

تحركهـــا دوافـــع العشـــق والغـــرية والشـــهوة واالنتقـــام مثل أي

إنســـان متهور، وكذلك انتشـــر التشـــبيه في اليهـــود، فإله العهد

القديم هو إله يمشـــي في الجنة وي£جلس على كرسيه كما يجلس

البشـــر ويصارع بعض خلقه في األرض، وخلق السماوات واألرض ثم

اســـرتاح فـــي اليـــوم الســـابع، إلى غـــري ذلك مـــن التشـــبيه الواضح

واألنسنة الصريحة لحقيقة اإلله.

Page 5: ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

4

والحقيقة أن اإلســـالم جاء لينفي هذا التصور الوثني لإلله وينفي عنه مشـــابهة المخلوقـــني، ليحقق معنى التوحيـــد الخالص، ولذلك كان أول ما نزل من القرآن المكي ما يدعو إلى تنزيه الخالق ونفي التشـــبيه عنه ونزع الصفات البشـــرية التي ألصقها به وثنيو قريش والعرب من جهة أو اليهود واألمم السابقة من جهة، فجاء يقول: {شق تدربـــعا � افطبال} [الظتض: ٧٤] أي ال تشـــبهوه بالمخلوقني، ويقول في ســـورة مريم: {عض تسطط له جمغا} [طرغط: ٦٥] أي مثال أو شـــبها، وجاء أيضا يقول: {لغج ضمبطه حـــغء} [الحـــعرى: ١١] وجاء ـــماوات وافرض وطا بغظعما غش جائ أغام وطا يقول: {ولصث خطصظا السظا طظ لشعب} أي ما أصابنا من تعب [ق: ٣٨] وقال: {ولط غضظ له طس

ضفعا أتث} [ا�خقص: ٤] أي ليس له شبيه أو مثيل.

فمـــن يســـأل عـــن «الدوافـــع النفســـية» و«المصلحـــة» و«الفائدة» التي ســـيجنيها اإلله من أفعاله؛ أو من يتصور أن الحياة الدنيا هي مجـــرد لعبة شـــبيهة بــ "ألعاب الــــفيديو" صنعها اإلله ليتســـلìى بها ر جـــر لـــم يســـتطع أن يفـــارق التصو§ ìويدفـــع عـــن نفســـه الملـــل والضالوثنـــي لإللـــه الـــذي يجـــاري اإلنســـان في رغباتـــه، ويتحـــرك بنفس دوافعـــه، ويفعل ليحصل لنفســـه فائدة وكماال أو يدفع عن نفســـه ضـــررا، فهذا صورة إلله صنعه وهم اإلنســـان، وليس هو اإلله الحق الـــذي يقول: {إن تضفـــروا أظاط وطظ غش افرض جمغسا شإن ا� لشظغ ماء تمغث} [إبراعغط: ٨] وليس هو اإلله الذي يقـــول: {وطا خطصظا السوافرض وطـــا بغظعما قسئظغ (١٦) لع أردظا أن ظاثث لععا قتثثظاه طظ لثظـــا إن ضظا شاسطظغ (١٧)} [افظئغاء: ١٦، ١٧] ومعلوم أن حرف "لو" في اللغة العربñية هو حرف امتناع المتناع أي يستحيل على اهللا أن يتخذ

لهوا ألن ذلك ال يتصور في حق اإلله المنزه عن أوصاف البشر.

Page 6: ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

5

كذلـــك ليس معنـــى نفي األغـــراض والدوافع النفســـية في أفعال

اهللا أنه –سبحانه وتعالى –غري موصوف بالحكمة، ألن الحكمة في

أفعالـــه هـــي المصالـــح والمنافع العائـــدة على المخلـــوق ال عليه،

فكل فعل من أفعاله في السماوات واألرض أو في نفس اإلنسان

دال عليـــه وموصـــل إليـــه، وأعظـــم الحكـــم والثمـــرات العائـــدة على

اإلنســـان من خلق اهللا هي أن يصل لرتبة الكمال النســـبي بمعرفة

الحـــق ســـبحانه ومحبتـــه، والخلـــود فـــي دار النعيم ونيل الســـعادة

األبدية التي ليس فيها نقص أو كدر.

Page 7: ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

6

لماذا لم يخلقنا الله في الجنة مباشرة؟

إذا فهمنـــا أن أفعـــال اهللا ليســـت مبنيـــة علـــى البواعـــث النفســـية، أو االحتياج إلى غريه حتى يحصل كماال كالبشر، فينبغي أن نفهم أن أفعال اهللا مبنية فقط على إرادته، واإلرادة هـــي صفة من صفـــات اهللا يرتجح بها جانب فعل معـــني على جانـــب تركـــه، فالحق ســـبحانه اختـــار أن يخلق العالـــم ولو شـــاء لـــم يخلقه، واختـــار أن يخلق البشـــر ولو شـــاء مـــا خلقهم، واختـــار أن يكـــون هناك جزاء فـــي الدار للكافريـــ£ن وعـــذاب الصالحـــني، للمؤمنـــني وجنـــة اآلخـــرة والظالمني، ولو شاء اهللا ألدخل الناس جميعا إلى الجنة مـــن غـــري ســـابقة ت£كليف، وهـــذه اإلرادة ليس لها أســـباب وبواعـــث على ترجيح فعـــل معني مثل إرادة اإلنســـان، بل هـــي ترجـــح بذاتهـــا، وهذا معنـــى قول النبـــي صلى اهللا عليه وســـلم: «طا حـــاء ا� ضان، وطا لط غحـــأ لط غضظ» أي أن وجود األشـــياء وظهورها من حيز العدم إلى حيز الوجود متعلق فقط بالمشيئة واإلرادة، ال ألي سبب آخر كالرغبة أو الشـــهوة أو االحتياج ســـبحانه وتعالى، وهذا ال ينفي كما قلنا أن يكون ألفعاله سبحانه حكمة، لكن هذه الحكم والمنافـــع راجعـــة إلـــى خلقه وليســـت راجعة إليـــه، فهو

غني عن العالمني.

Page 8: ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

7

وقـــد شـــاءت إرادة اهللا أن يعطـــي لإلنســـان الكمـــال شـــيئا فشـــيئا،

ويكـــون هذا الكمال مرتتبا علـــى حرية اإلرادة التي أعطاها له حتى

يقيم عليه الحجة في اآلخرة، فإن اهللا قد خلق المالئ£كة غري مخريي£ن

فهم ال يعصون اهللا ما أمرهم، وخلق الجمادات ال تسمع وال تعقل،

ثـــم أراد أن يكـــون اإلنســـان أكمل الموجـــودات بما أعطـــاه من حرية

اإلرادة واالختيـــار فلذلك كلفـــه في الدنيا، وأهـــل الجنة متفاوتون

في مراتبهم منهم من هو في الفردوس األعلى ومنهم من هو

فـــي درجـــة أدنى، وكذلك أهل العـــذاب والجحيم منهم من هو في

الدرك األسفل من النار، ومنهم من يخفف عنه العذاب، وكل قد نال

ذلك بإرادته وعمله وسعيه، {وق غزطط ربك أتثا} [الضعش: ٤٩].

كمـــا أن الســـعادة الحقيقيـــة هـــي التـــي يتقـــدم عليهـــا المشـــاق

والصعوبـــات الموصلة إليها، حتـــى يعرف قيمتهـــا، وإدراك الكمال

والنعيـــم ومعرفتـــه حـــق المعرفة يكون مـــع إدراك النقـــص واأللم،

ولـــوال الظلمة ما عرف اإلنســـان نعمة النور، ولـــوال الضالل ما عرف

نعمـــة الهدايـــة، ولـــوال التعب لما شـــعر بلذة الراحة، ولـــذا ورد في

القـــرآن أن أهـــل الجنة يحمـــدون اهللا على مـــا آتاهم فيهـــا، مع أنه

ليـــس في الجنـــة ت£كليف أو أمـــر بالحمد كما هو فـــي الدنيا، فيقول

اهللا عـــن أهـــل الجنـــة: {وصالعا التمث � الثي عثاظـــا لعثا وطا ضظا

} [افسراف: ٤٣] لظعاثي لعق أن عثاظا ا� لصث جاءت رجض ربظا بالتص

Page 9: ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

8

فانظر كيف كان من أعظم لله وشكرهم سعادتهم أذهب بما أنهم قارنـــوا اللـــه عنهـــم مـــن الغم والحزن،والنصب واللغوب

وهو التعب والمشقة.

ويقول عنهم: {وصالـــعا التمث � الثي خثصظا وسثه وأوربظا افرض

ظائعأ طظ الةظئ تغث ظحاء شظسط أجر الساططظغ} [الجطر: ٧٤].ويقـــول أيضـــا: { جظات سثن غثخطعظعا غتطعن شغعا طظ أجـــاور طظ

ذعإ ولآلآا ولئاجعط شغعا ترغر (٣٣) وصالعا التمث � الثي أذعإ سظا التجن إن ربظا لشفعر حضعر (٣٤) الثي أتطظا دار ا�صاطئ طظ شدطه

ظا شغعا لشعب} [شاذر: ٣٣ - ٣٥]. ظا شغعا ظخإ وق غمس ق غمس

Page 10: ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

أما النموذج األول،

9

مقارنة بين موقفينمـــا دمنـــا نت£كلم علـــى الحكمـــة والهدف مـــن الحياة، فيجـــدر بنا هنا

المقارنـــة بني موقفني ونموذجني معرفيñني في نظرتيهما للحياة

بينهمـــا، الموازنـــة ìحـــق للقـــارئ وحـــده ونـــرتك والغايـــة منهـــا،

واستنتاج تصور لحياة الجنس البشري على كال النموذجني.

فهـــو يقـــول إن اهللا كـــر§م اإلنســـان، ونفـــخ فيـــه روحـــه، وأســـجد له ر له ما في األرض جميعا من أجله، وأرسل له األنبياء ìالمالئ£كة، وسخســـل ليبينوا له مراد اهللا منـــه، وليعرفوه جزاء اإليمان والعمل üوالرالصالـــح، ورفـــع اهللا قدره على الحيـــوان والنبات، وأبـــاح له االنتفاع بهمـــا في الطعام وغريه مع اإلحســـان إليهما، وضمان حق األجيال طظا بظغ آدم وتمطظاعط غش القادمـــة فيهمـــا؛ قال ســـبحانه: {ولصث ضرظ خطصظا طظاعط سطى ضب� طم ال� والئتر ورزصظاعط طظ الطغئات وشد

تفدغق } [ا�جراء: ٧٠].نمـــوذج جعل لإلنســـان كرامة ولحياته معنى وحـــرم على كل أحد أن يؤذيـــه أو يتعـــدى عليه بغري حق وجعل عاقبـــة ذلك العذاب العظيم فـــي اآلخرة، يقول اهللا في ســـورة المائدة: {طـــظ أجض ذلك ضائظا سطى بظغ إجـــرائغض أظه طظ صاض ظفسا بش� ظفج أو شساد غش افرض شضأظما صاض الظاس جمغسا وطـــظ أتغاعا شضأظما أتغا الظاس جمغسا}

[ا�ائثة: ٣٢].وأحـــد أهم ركائز هذا الموقف أنـــه يعتقد بوجود حياة أخرى يتحقق فيهـــا العدل، ويقتـــص فيها من الظالم، ويثـــاب فيها الطيب الصالح

في حياة أبدية ال تنقطع فيها السعادة.

Page 11: ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

10

وهناك نموذج آخر، يقـــول إن اإلنســـان قـــد وجـــد فـــي رحلـــة ليـــس مقصـــودة، غـــري بصدفـــة الحيـــاة لوجـــوده قيمـــة، وال يتميز عـــن غريه من الموجودات إال عـــن طري£ق مجموعة من اآلليات التـــي أدت عن طري£ق تطوره إلى أن يكتســـب الوعـــي، ويصـــري أرقـــى مـــن بعض الحيوانات، بتعبري الفيزيائي الراحل حثالـــة «مجـــرد هـــو هوكنـــج ســـتيفن كيميائيـــة علـــى كوكـــب متوســـط الحجم، يدور حول نجم متوســـط، فـــي مجموعة

طرفيـــة، في واحـــدة من بني مئات مليارات المجرات، نحن أتفه من أن أتخيل أن الكـــون كلـــه موجـــود مـــن أجلنـــا»(1) ، ثـــم ليـــس هنـــاك قيـــم مجـــردة وال أخـــالق موضوعية، وال حتى وجود لما نســـميه بالخري والشـــر والمعنـــى، وأن آالمه ال معنـــى لها، وأنـــه ليس هناك عدالة أو قصاص، وليس هنـــاك جزاء على الصرب

على الشدائد والمحن وليس هناك عقاب على الجرائم والظلم.كما يقول عالم األحياء التطوري والملحد المشهور ريتشارد دوكنز في كتابه: «ما دام الكـــون مجرد إلكرتونات فليس هناك معنى لمشـــكلة الشـــر أو المعانـــاة»(2) ، ويقـــول أيضـــا: «فـــي كـــون مكـــون مـــن والت£كاثـــر العميـــاء الفيزيائيـــة القـــوى الوراثـــي بعـــض النـــاس يصابـــون بـــاألذى والبعـــض اآلخر يصبـــح محظوظا بدون أي تناغم أو ســـبب أو عدالة فـــي ذلك، في النهاية ليـــس هناك قصـــد أو غاية ليس

هناك خري أو شر، ال شيء إال الال مباالة العمياء التي ال تشوبها شائبة»(3).

STEPHEN HAWKING, From an interview with Ken Campbell on the 1995, Reality on the Rocks: Beyond Our Ken مرجع ١:النهر الخارج من جنة عدن ص 132. مرجع 2:النهر الخارج من جنة عدن ص 133. مرجع 3:

Page 12: ﺌباﺐ ﺛمﺖأ ىفطﺧﻄ…طوية-لماذا-خلقنا-الله.pdf · 3 † ˜‰Š°ˆ •† • ˜Ó˙˛˝ƒ˙ˆ€ œ ˙ˆ È˘˘˘’Ž “‹ ˜ ˙ˆ€´ ˜ ˘˘˘

11طئادرة جآال عغ إتثى طئادرات طآجسئ ذابئ لفبتاث واقجاحارات

وهـــذه الرؤية المادية العمياء تزرع في وعي اإلنســـان دون قصد معنى األنانية وحب الســـيطرة وفكرة البقاء لألقوى، ألن الضعيف ال مكان له أو اســـتحقاق لالستمرار في الحياة حســـب هذا النموذج المعرفي، ومعنى عـــدم وجـــود القيم الموضوعيـــة من خري أو شـــر، ونزوع اإلنســـان إلى حب البقـــاء وقضـــاء الشـــهوة، يســـقط معنـــى العدالـــة أو الرحمـــة أو اإلخوة، فيقل الشـــعور بت£أنيب الضمري عند ارتـــ£كاب الجرائم في حق اآلخري£ن، يظهر هذا بصورة واضحة عند قطاعات واســـعة من المجرمني في العالم، وقد

جسدت السينما األمريكية هذا المعنى بصورة واضحة.

The Equalizer للنجم دنزل واشـــنطن، يقول له غريمه ديف ففـــي فيلم 2والـــذي قـــام به الفنان بيدرو باســـكال بعد أن قتل صديقته ســـوزان لمجرد حصوله على أجر نظري ذلك حيث يعمل كقاتل محرتف ومأجور، يقول بيدرو را قتل سوزان: « لم يعد هناك أشخاص طيبون باسكال لدنزل واشنطن مربأو أشـــرار يا ماك، لم يعد هناك أعداء، فقط يوجد أشخاص حظهم سيء». اهـ فيســـأله دنزل: -«وماذا عن ســـوازن؟» فيقول له: «ســـيئة الحظ».، ثم ينهي ديف الحوار قائال: «أعفني من خطاب الت£أنيب، كان هذا هو التطور

الطبيعي Natural Evolution وهذا ما نحن عليه».

يمكنك عزيزي القـــارئ أن توازن بين هذين الموقفين وهذين النموذجين، ثم تسأل نفسك ببساطة وبوضوح:

أي الفريقين أهدى سبيال؟