861
1 ﺍﻟﻜﺸﻜﻮﻝ- ﺍﻟﺒﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﺍﻟﻜﺸﻜﻮﻝ ﺍﻟﺒﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻲTo PDF: www.al-mostafa.com

ﻝﻮﻜﺸﻜﻟﺍ ﻲﻠﻣﺎﻌﻟﺍ ﺀﺎﻬﺒﻟﺍhasanat.net/80-096.pdf · 5 ﻲﻠﻣﺎﻌﻟﺍ ﺀﺎﻬﺒﻟﺍ-ﻝﻮﻜﺸﻜﻟﺍ ﺪﻴﻌﻟﺍ ﺕﺮﻀﺣ

  • Upload
    others

  • View
    21

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • البهاء العاملي-الكشكول 1

    الكشكول

    البهاء العاملي

    To PDF: www.al-mostafa.com

  • البهاء العاملي-الكشكول 2

    المجلد األول

    بسم اهللا الرمحن الرحيم وبه نستعني

    وبعد فإين ملا فرغت من تأليف كتايب . احلمد هللا الواحد املعني، وصلى اهللا على سيدنا حممد وآله أمجعني وأحاله، وهو كتاب كتب يف عنفوان الشباب، قد املسمى باملخالة، الذي حوى من كل شيء أحسنه

    من جواهر التفسري وزواهر : لفقته ونسقته وأنفقت فيه ما رزقته، وضمنته ما تشتهي األنفس وتلذ األعنيالتأويل، وعيون األخبار وحماسن اآلثار، وبدائع حكم يستضاء بنورها، وجوامع كلم يهتدي ببدورها،

    ح وواردات أنسية حتيي رميم األشباح، وأبيات رائقة تشرب يف ونفحات قدسية تعطر مشام األرواالكؤوس لسالستها، وحكايات شايقة متزج بالنفوس لنفساا، ونفايس عرايس تشاكل الدر املنثور،

    وعقائل مسائل تستحق أن تكتب بالنور على وجنات احلور، ومباحثات سديدة سنحت للخاطر الفاتر دة مسح ا الطبع القاصر أيام اإلشتغال، مع ترتيب أنيق مل أسبق إليه، حال فراغ البال، ومناقشات عدي

    وذيب رشيق مل أزاحم عليه، مث عثرت بعد ذلك على نوادر تتحرك هلا الطباع، وش هلا األمساع، وطرائف تسر احملزون، وتزري بالدر املخزون، ولطائف أصفى من رايق الشراب، وأى من أيام الشباب،

    ذب من املاء الزالل، وألطف من السحر احلالل، ومواعظ لو قرئت على احلجارة النفجرت، وأشعار أعأو الكواكب النتثرت، وفقر أحسن من ورد اخلدود، وأرق من شكوى العاشق حال الصدود، فاستخرت

    ترك كم : اهللا تعاىل، ولفقت كتاباً ثانياً حيذو حذو ذلك الكتاب الفاخر، ويستبني به صدق املثل السائر .األول لآلخر

    وملا مل يتسع اال لترتيبه، وال وجدت من األيام فرصة لتبويبه، جعلته كسفط خمتلط رخيصه بغاليه، أو بالكشكول ليطابق امسه اسم أخيه ومل أذكر شيئاً مما ذكرته : عقد انفصم سلكه فتناثرت لئاليه، ومسيته

    الشوارد يف رياضها كيال يكون به عن سعة فيه، وتركت بعض صفحاته على بياضها ألقيد ما يسنح منذلك نكول، فإن السائل يف معرض احلرمان إذا امتأل الكشكول فسرح نظرك يف رياضه، وأسق قرحيتك

    من حياضه، وارتع بطبعك يف حدائقه واقتبس أنوار احلكم من مشارقه، وعض عليه أنياب حرصك عضاً وأخاه جليسني لوحدتك وأنيسني لوحشتك وموجبني وال تفضه على من كان غليظ القلب فضاً، واختذه

  • البهاء العاملي-الكشكول 3

    لسلوتك وصاحبني يف خلوتك ورفيقني يف سفرك، وندميني يف حضرتك، فإما جاران باران، ومسريان ساران، وأستاذان خاضعان ومعلمان متواضعان، ال بل مها حديقتان تفتحت ورودمها وخريدتان توردت

    ؛ مائستان يف برود جالهلما فصنهما عن غري طالبهما وال تبذهلما خدودمها وغانيتان ال بستان حلل مجاهلما إال خلاطبهما

    ومن منع المستوجبين فقد ظلم منح الجهال علماً أضاعه فمن

    ذكر المفسرون في قوله تعالى

    وجوهاً عديدة لإلتيان بنون اجلمع واملقام مقام اإلنكسار واملتكلم واحد، ومن" إياك نعبد وإياك نستعني"إنه قد ورد يف الشريعة املطهرة أن : جيد تلك الوجوه ما أورده اإلمام الرازي يف تفسريه الكبري وحاصله

    من باع أجناساً خمتلفة صفقة واحدة، مث خرج بعضها معيباً فاملشتري خمري بني رد اجلميع وإمساكه وليس ن عبادته ناقصة معيبة مل يعرضها له تبعيض الصفقة برد املعيب وإبقاء السليم وهيهنا حيث يرى العابد أ

    من األنبياء واألولياء والصلحاء : وحدها على حضرة ذي اجلالل بل ضم إليها عبادة مجيع العابدينإذ بعضه مقبول ورد ! وعرض الكل صفقة واحدة راجياً قبول عبادته يف الضمن ألن اجلميع ال يرد البتة؟

    بحانه عباده عنه؟ فكيف يليق بكرمه العظيم فلم يبق إال املعيب وإبقاء السليم تبعيض للصفقة وقد ى س .قبول اجلميع وفيه املراد

    إنه كان يقول يوماً ألصحابه لو أين خريت بني دخول اجلنة وبني صالة : عن بعض أصحاب احلالألين يف اجلنة مشغول حبظي ويف الركعتني : ركعتني الخترت صالة ركعتني؟ فقيل له وكيف ذلك قال

    !.ق وليي وأين ذاك عن هذا؟مشغول حبناقشين حجيت يئست فلما رأى : يف اإلحياء رأى بعضهم الشبلي يف املنام فسأله ما فعل اهللا بك فقال

    .يأسي تغمدين برمحته : ورأى بعضهم بعض أصحاب الكمال يف املنام فسأله عن حاله فأنشد

    يرفقواهكذا شيمة الملوك بالمماليك فدققوا ثم منوا فأعتقوا حاسبونايا ليتين كنت : نظر عبد امللك بن مروان عند موته يف قصره إىل قصار يضرب بالثوب املغسلة، فقال

    .قصاراً، مل أتقلد اخلالفة فبلغ كالمه أبا حازم

    .فقال احلمد هللا الذي جعلهم إذا حضرهم املوت يتمنون ما حنن فيه وإذا حضرنا املوت مل نتمن ما هم فيه

  • البهاء العاملي-الكشكول 4

    قلت للرسول صلى اهللا عليه وسلم أخربين بعمل يدخلين اجلنة ويباعدين من النار : ل قالعن معاذ بن جبتعبد اهللا وال تشرك به : لقد سألتين عن عظيم وإنه ليسري على من يسره اهللا: قال صلى اهللا عليه وآله وسلم

    أال أدلك : آله وسلمشيئاً وتقيم الصالة وتؤيت الزكاة وتصوم رمضان وحتج البيت مث قال صلى اهللا عليه والصوم جنة والصدقة تطفي اخلطيئة كما يطفي املاء النار : على أبواب اخلري قلت بلى يا رسول اهللا قال

    تتجاىف جنوم عن : وصالة الرجل يف جوف الليل شعار الصاحلني مث تال صلى اهللا عليه وآله وسلم .املضاجع حىت بلغ يعملون

    رأس األمر اإلسالم : وده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول اهللا قالمث قال أال أخربك برأس األمر وعم: أال أخربكم مبالك ذلك كله قلت بلى يا رسول اهللا قال: وعموده الصالة وذروة سنامه اجلهاد؛ مث قال

    كف عليك هذا وأشار إىل لسانه؛ قلت يا نيب اهللا وإنا ملؤاخذون مبا نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ : لناس يف النار على وجوههم أو قال على مناخريهم إال حصايد ألسنتهم قال بعض العبادوهل يكب ا

    أعدت صالة ثالثني سنة كنت أصليها يف الصف األول ألين ختلفت يوماً لعذر فما وجدت موضعاً يف الصف األول فوقفت يف الصف الثاين فوجدت نفسي تستشعر خجالً من نظر الناس إيل وقد سبقت

    ول فعلمت أن مجيع صاليت كانت مشوبة بالرياء ممزوجة بلذة نظر الناس إيل ورؤيتهم إياي من بالصف األ .السابقني إىل اخلريات

    .من كالم بعض األعالم العزلة بدون عني العلم زلة وبدون زاء الزهد علة .من كالم بوذرمجهر عاداين األعداء فلم أر عدواً أعدى من نفسي

    لم يغلبين أحد كصاحب السوء أكلت الطيب وضاجعت احلسان فلم أر ألذ عاجلت الشجعان والسباع ف .من العافية

    .أكلت الصرب وشربت املر فما رأيت أشد من الفقر .صارعت األقران وبارزت الشجعان فلم أر أغلب من املرأة السليطة

    .رميت بالسهام ورمجت باألحجار فلم أجد أصعب من كالم السوء خيرج من فم مطالب حبقتصدقت باألموال والذخاير فلم أر صدقة أنفع من رد ذي ضاللة إىل اهلدى سررت بقرب امللوك

    .وصالم فلم أر أحسن من اخلالص منهماستمرت العادة يف أقاصي بالد اهلند على إقامة عيد كبري على رأس كل مائة سنة فيخرج أهل البلد مجيعاً

    بلد، فيها حجر كبري منصوب فينادي منادي امللك ال من شيخ وشاب وصغري وكبري إىل صحراء خارج اليصعد على هذا احلجر إال من حضر هذا العيد قبل هذا، مبا جاء الشيخ اهلرم الذي ذهبت قوته وعمي

    بصره والعجوز الشوهاء وهي ترجف من الكرب فيصعدان على ذلك احلجر أو أحدمها ورمبا ال جييء أحد

  • البهاء العاملي-الكشكول 5

    فمن صعد على ذلك احلجر نادى بأعلى صوته قد حضرت العيد وقد يكون قد فين ذلك القرن بأسرهالسابق وأنا طفل صغري وكان ملكنا فالناً ووزيرنا فالناً وقاضينا فالناً، مث يصف األمم املاضية من ذلك

    القرن كيف طحنهم املوت وأكلهم البلى وصاروا حتت أطباق الثرى، مث يقوم خطيبهم فيعظ الناس الدنيا ولعبها بأهلها فيكثر يف ذلك اليوم البكاء وذكر املوت والتأسف على ويذكرهم املوت وغرور

    .صدور الذنوب والغفلة عن ذهاب العمر، مث يتوبون ويكثرون الصدقات وخيرجون من التبعاتومن عادام أيضاً أنه إذا مات ملك من ملوكهم أدرجوه يف أكفانه ووضعوه على عجلة وشعر رأسه

    اعتربوا : فه عجوز بيدها مكنسة تدفع ا ما تعلق من التراب بشعره وهي تقوليسحب على األرض وخلأيها الغافلون مشروا ذيل اجلد أيها املقصرون املغترون وهذا ملككم فالن انظروا إىل ما صريته إليه الدنيا

    دع يف حفرته بعد ذلك العزة واجلاللة وال تزال تنادي خلفه كذلك إىل أن تدور به مجيع أزقة البلدة مث يو .وهذا رمسهم يف كل ملك ميوت يف أرضهم

    .كالم بعض األكابر إذا عصتك نفسك فيما تأمرها فال تطعها فيما تشتهيهمررت ببالد املغرب على طبيب واملرضى بني يديه وهو يصف هلم عالجهم فتقدمت : قال بعض األبدال

    وورق الصرب مع : خذ عرق الفقر: لإليه وقلت عاجل مرضي يرمحك اهللا فتأمل يف وجهي ساعة مث قاإهليلج التواضع، وامجع الكل يف إناء اليقني، وصب عليه ماء اخلشية، وأوقد حتته نار احلزن، مث صفه

    مبصفاة املراقبة يف جام الرضا، وامزجه بشراب التوكل، وتناوله بكف الصدق، واشربه بكأس اإلستغفار .لطمع فإن اهللا يشفيك إن شاءومتضمض بعده مباء الورع واحتم عن احلرص وا

    التهامي

    قصارى غناها أن يعود إلى الفقر في الدنيا غروراً وإنما تنافس وقوفا والزمان بنا يجري نظن لفي الدنيا كركب سفينة وإنا

    أجالس قوماً ال : خرجت يوماً إىل املقابر فرأيت البلهول فقلت ما تصنع هنا؟ قال: قال بعض العباد .وإن غفلت عن اآلخرة يذكروين وإن غبت مل يغتابوينيؤذوين،

    ماذا قلت هلم : وقد أقبل من املقربة من أين جئت؟ فقال من هذه القافلة النازلة قيل: وقيل لبعض اانني .قلت هلم مىت ترحلون؟ فقالوا حني تقدمون: قال

    ريب، وإذا رأيت الصبح قريباً إذا رأيت الليل مقبالً فرحت، وأقول أخلوا ب: كان بعض أهل الكمال يقول

  • البهاء العاملي-الكشكول 6

    .استوحشت كراهة لقاء من يشغلين عن ريبما : جئت آلنس بك فقال أويس: ما جاء بك فقلت: أتيت أويس القرين، فقال يل: قال هرم بن حيان

    .كنت أرى أحداً يعرف ربه فيأنس بغريهعظين، : الزاهد لداود الطائيمن الشيخ العطار عطر اهللا مرقده بالرضوان من منطق الطري قال أبو الربيع

    .صم عن الدنيا واجعل فطرك على اآلخرة، وفر من الناس فرارك من األسد: فقاليا إخوان الصفا هذا زمن السكوت، ومالزمة البيوت، وذكر احلي : وكان بعض أصحاب احلال يقول

    .الذي ال ميوتبينما : لم علي قال أبو سليمان الداراينإين ألجد للرجل عندي يداً إذا لقيين أن ال يس: كان الفضيل يقول

    الربيع بن خيثم جالس على باب داره، إذ جاءه حجر فصك وجهه فشجه فجعل ميسح الدم عن جبهته، .لقد وعظت يا ربيع فقام ودخل داره، ومل خيرج حىت أخرجت جنازته: ويقول

    فإن تكن فضيحة كان من أقل من معرفة الناس فإنك ال تدري حالك يوم القيامة: وقال بعض العرفاء .يعرفك قليالً

    كانت الرباب بنت امرىء القيس إحدى زوجات احلسني بن علي رضي اهللا عنه وشهدت معه الطف وولدت منه سكينة وملا رجعت إىل املدينة خطبها أشراف قريش فأبت وقالت ال يكون يل محو بعد ابن

    .م مل يظلها سقف، حىت ماتت كمداً عليهرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وبقيت بعده عليه السالكان إبراهيم بن أدهم حيفظ البساتني، فجاءه يوماً جندي، وطلب : قال ابن اجلوزي ي معراجه خماطباً له

    اضرب رأساً طال ما : منه شيئاً من الفاكهة، فأىب فضربه على رأسه بسوط، فطأطأ إبراهيم له رأسه وقال .الرأس الذي يليق له االعتذار تركته ببلخ: العتذار إليه فقال إبراهيمعصى اهللا فعرفه اجلندي وأخذ يف ا

    .إذا مات أحدنا فمن يصحبه اآلخر، فليصحبه اآلن: أريد أن أصحبك فقال: قال رجل لسهليا ويح : قد وددت أين يف مكان أرى الناس وال يروين فبكى الفضيل وقال: إن ابنك يقول: قيل للفضيل

    .أراهم وال يروينابين أفال أمتها ال كل فعل يقرب صاحبه من " لن تنالوا الرب حىت تنفقوا مما حتبون: "عند قوله تعاىل: قال العارف الكاشي

    اهللا فهو بر وال حيصل التقرب إليه إال بالتربي عما سواه؛ فمن أحب شيئاً فقد حجب عن اهللا تعاىل ومن الناس من يتخذ من دون اهللا : "ل تعاىلوأشرك شركاً خفياً لتعلق حمبته بغري اهللا سبحانه، كما قا

    وآثر به نفسه على اهللا فقد بعد من اهللا بثالثة أوجه فإن آثر اهللا به على نفسه " أنداداً حيبوم كحب اهللاوتصدق به وأخرجه من يده فقد زال البعد وحصل القرب وإال بقي حمجوباً وإن أنفق من غريه أضعافه

    .مبا ينفق واحتجابه لغريهفما نال براً، لعلمه تعاىل

  • البهاء العاملي-الكشكول 7

    الفائدة السادسة اخلالص من مشاهدة الثقالء واحلمقى : قال يف اإلحياء من كتاب العزلة وبيان فوائدها: مل عمشت عينك فقال: قيل لألعمش. ومقاساة خلقهم وأخالقهم، فإن رؤية الثقيل هو العمى األصغر

    جاء يف اخلرب من سلب اهللا كرميتيه : فة، فقال لهأنه دخل عليه أبو حني: وحيكى. من النظر إىل الثقالءعوضين عنهما أن كفاين : عوضه عنهما ما هو خري منهما فما الذي عوضك؟ فقال يف معرض املطايبة

    : هللا در من قال. رؤية الثقالء وأنت منهم فطاب األنس لي وصفى السرور بوحدتي ولزمت بيتي أنست

    أزار وال أزورال بأني الزمان فال أبالي وأدبني الجند أم ركب األمير أسار بسائل ما عشت يوماً ولست

    أبو الفتح البستي

    بأمر ال يزال يعالجه معنى ألم تر أن المرء طول حياته ويهلك غماً وسط ما هو ناسجه كدود القز ينسج دائماً كدود .بحإجعل اآلخرة رأس مالك، فما أتاك من الدنيا فهو ر: قال بعض العباد

    .من كالم حممد بن احلنفية رضي اهللا تعاىل عنه من كرمت عليه نفسه، هانت عليه دنياه .ومن كالم بعضهم يا ابن آدم إمنا أنت عدد، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك

    .وقع املأمون إىل عامل تظلم منه أنصف من وليت أمره وإال أنصفه من ويل أمرك .فل عنه طرفة عنيالعجب ممن عرف ربه ويغ: لبعض األكابر

    .أعلم الناس بالدنيا أقلهم منها تعجباً: بوذر مجهر .لو قيل أي شيء أعجب عندك؟ لقلت قلب عرف اهللا مث عصاه: بعض الصوفية

    .عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ال يكون العبد من املتقني، حىت يدع ما ال بأس به .اً أضر بقلوب الرجال من خفق النعال وراء ظهورهمما أرى شيئ: عن أمري املؤمنني علي رضي اهللا عنه

    قد أبطأت يف الزيارة : ونقل له كالماً عن بعض معارفه، فقال له العابد: زار بعض العلماء بعض العباد .وجئتين بثالث جنايات، بغضت إيل أخي وشغلت قليب الفارغ، وامت نفسك

    ما من مؤمن إال وقد جعل اهللا : عنه أنه قالعن الصادق جعفر بن حممد رضي اهللا: روى عبيد بن زرارة .له من إميانه أنساً يسكن إليه حىت لو كان على قلة جبل مل يستوحش

  • البهاء العاملي-الكشكول 8

    وحيداً . إن أردت لقائي غداً يف حظرية القدس، فكن يف الدنيا غريباً: أوحى اهللا سبحانه إىل بعض أنبيائهاملقفرة ويأكل من رؤوس األشجار املثمرة فإذا حمزوناً مستوحشاً كالطري الوحداين الذي يطري يف األرض

    من ظلم خرب : كان الليل آوى إىل وكره ومل يكن للطري إال استيناساً يب واستيحاشاً من الناس يف التورية ".فتلك بيوم خاوية مبا ظلموا: "بيته وقد ورد هذا يف القرآن العزيز قوله تعاىل

    أبو العتاهية

    شاهقة القصورظل في ما بدا لك سالماً عش الرواح وفي البكور لدى إليك بما اشتهيت يسعى

    في وقت حشرجة الصدور فإذا النفوس تغرغرت كنت إال في غرور ما تعلم موقناً فهناك

    العاصمي

    يلوذ به صغير أو كبير فليس في الدنيا كريم تسل وحزب الفضل ليس لهم نصير وربع المجد ليس له أنيس

    ألن سادتنا حمير فقلت ك على حماروقائلة أرا

    الشريف الرضي

    بيد البلى نهب وطلولها ولقد وقفت على ديارهم نضوي وعج بعذلي الركب حتى ضج من لغب وبكيت

    الطلول تلفت القلب عني وتلفتت عيني فمذ خفيت

    ابن بسام

    من معشر فيك لوال أنت ما نطقوا صبرت على المكروه أسمعه ولقد ما كنت أدري أنهم خلقوا لوالك داريت قوماً ال خالق لهم وفيك

    آخر

  • البهاء العاملي-الكشكول 9

    قد أضاعت منك حقاً مؤكدا فكم هذه األيام ما تستحقه على علواً وصاغت نعل نعلك عسجدا أنصفت شادت محلك بالسها فلو

    آخر

    في حبه أوقعتني مقلتي أنت التي يا ونسيت قسوة قلبه رقة خده غرتك

    العشق قوة غريزية متولدة من وساوس الطمع وأشباح التخيل للهيكل الطبيعي، حتدث :قال أفالطون .للشجاع جبناً وللجبان شجاعة وتكسو كل إنسان عكس طباعه

    .احلسن مغناطيس روحاين ال يعلل جذبه للقلوب بعلة سوى اخلاصية: وقال بعض احلكماءكل ذي روح ليتحصل له به ما ال ميكن حصوله العشق اهلام شوقي أفاضه اهللا سبحانه على : وقال بعضهم

    .له بغريهإنه دخل يوماً على املأمون وهو يرقص ويصفق بيديه : ذكر صاحب كتاب األغاين يف أخبار علوية انون

    : ويغين ذين البيتني صفا لي وال إن صرت طوع يديه من اإلنسان ال إن جفوته عذيري

    صفو إن كدرت عليهيروق وي لمشتاق إلى ظل صاحب وإنيادن يا : فسمع املأمون ومجيع من حضر الس من املغنني وغريهم ما مل يعرفوه واستطرفه املأمون وقال .علوية وردده، فردده عليه سبع مرات فقال املأمون يا علوية خذ اخلالفة وأعطين هذا الصاحب

    حائط، فلما توسطت اخلربة أبصرت دخلت خربة فرأيت قربة مملوءة ماء مستندة إىل: قال أبو نواسنصرانياً وفوقه سقاء فلما رآين قام عن النصراين وأخذ قربته وهرب فقام النصراين غري وجل يشد سراويله

    يا أبا نواس إياك أن تلوم أحداً على مثل هذه احلال فإن لومك له إغراء قال : يف وجهي وهو يقول .اللوم إغراءفأخذت من كالمه قويل هذا دع عنك لومي فإن

    كنت يف نوبيت يف احلرس يف أربعة آالف إذ رأيت املأمون قد خرج ومعه : حدث عمرو بن سعيد قالمن أنت؟ فقلت عمرو عمرك اهللا، ابن سعيد أسعدك اهللا، ابن : غلمان صغار ومشوع فلم يعرفين فقال

    ملؤمنني وهو خري حافظاً وهو أنت تكلؤنا منذ الليلة فقلت اهللا يكلؤك يا أمري ا: فقال. مسلم سلمك اهللا : أرحم الرا محني فتبسم من مقايل مث قال

  • البهاء العاملي-الكشكول 10

    يضر نفسه لينفعك ومن إن أخا الهيجاء من يسعى معك شمل نفسه ليجمعك بدد إذا ريب زمان صدعك ومن

    .يا غالم أعطه أربع مائة فقبضتها وانصرفترء يهيم ا قلبه وتتأثر ا نفسه فقال له سوانح تسنح للم: ما العشق؟ فقال: قال املأمون ليحىي بن أكثم

    اسكت يا حيىي إمنا عليك أن جتيب يف مسألة طالق أو حمرم صاد صيداً فأما هذه فمن مسائلنا فقال : مثامةميلك ... هو جليس ممنع وصاحب مالك مذاهبه غامضة وأحكامه جارية: يا مثامة فقال: املأمون قل

    وقوة تصريفها فقال . قد أعطي عنان طاعتها. والعقول وألباا. اوالقلوب وخواطره. األبدان وأرواحها .أحسنت وأعطي ألف دينار: له

    قال يف كتاب حياة احليوان نقالً عن ابن األثري يف كامل التاريخ يف حوادث سنة ستمائة وثالث وعشرون .ر وخرج هلا حليةكان لنا جار وله بنت امسها صفية، فلما صار عمرها مخس عشرة سنة نبت هلا ذك: قال

    ونظري هذا ما أورده محداً هللا املستويف يف كتاب نزهة القلوب وأورده بعض : قال كاتب األحرفأن بنتاً كانت يف قمشة وهي من واليات أصفهان فزوجت فحصل هلا ليلة الزفاف حكة : املؤرخني أيضاً

    ذلك يف زمن السلطان اجلايتو يف عانتها مث خرج هلا يف تلك الليلة ذكروانثيان وصارت رجالً وكان .خدابنده ره

    كتب الصفي احللي إىل بعض الفضالء وقد بلغه أنه اطلع على ديوانه وقال ال عيب فيه سوى أنه خال عن : األلفاظ الغريبة والنقاح والعلطبيس والطخا الحيزبون والدردبيس إنما

    والعيطموس والخربصيص والغطاريس والشقحطب والسقعب والعسطوس والطرفسان والعقنقس والعفلق يجوالحراج

    تتلى وتشمئز النفوس حين تنفر المسامع منها لغة ويترك المأنوس منها أن يسلك النافر وقبيح

    منه وطاب فيه الجليس السامع خير األلفاظ ما طرب إن عفقل قدموس ومقالي أين قولي هذا كثيب قديم

    العود إذ تدار الكؤوسعلى نجد شادناً يغني قفا نبك لم أنه العزيز النفيس درى إن قلت للحب يا علق أتراني

  • البهاء العاملي-الكشكول 11

    أن أقول سار العيس العير تراه يدري إذا قلت خب أو الناس ما يقول الرئيس مذهب درست هذه اللغات وأضحى

    األلفاظ مغناطيس ولذيذ هذه القلوب حديد إنما

    بعض األكابر

    أو فتور أو سآمة اللم جميع الكتب يدرك من قراها ال تمل إلى القيامة بدايع هذا الكتاب، فإن فيه سوى

    قال احملقق الزركشي يف شرحه على تلخيص املفتاح الذي مساه جملي األفراح وهو كتاب ضخم يزيد على اعلم أن األلف والالم : املطول وقفت عليه يف القدس الشريف سنة تسعمائة واثنان وتسعون وهذه عبارته

    وهي : لتعريف اجلنس، واختاره الزخمشري ومنع كوا لإلستغراق، قيل: لالستغراق وقيل: احلمد قيليفأن املطلوب من العبد إنشاء احلمد، ال اإلخبار به، : نزعة اعتزالية، ويشبه أن يقال يف تبيني مراد الزخمشري

    امد منه ومن غريه، خبالف كوا وحينئذ يستحيل كوا لالستغراق إذ ال ميكن للعبد أن ينشىء مجيع احمل .للجنس

    ومن آياته منامكم "قال الزخمشري يف قوله تعاىل : ومن الكتاب املذكور يف حبث اللف والنشر ما صورتههذا من باب اللف وترتيبه ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من : ، قال"بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله

    فصل بني القرينتني األوليني بالقرينتني األخريتني، ألما زمانان، والزمان فضله بالليل والنهار إال أنه والواقع فيه كشيء واحد، مع إعانة اللف على اإلحتاد، وجيوز أن يراد منكم يف الزمانني وابتغاؤكم فيهما،

    ان املعىن ما ذكره الزخمشري مشكل من جهة الصناعة، ألنه إذا ك: أقول. والظاهر األول لتكرره يف القرآنمث يلزم العطف على . ما ذكره يكون النهار معمول ابتغاؤكم وقد تقدم عليه وهو مصدر، وذلك ال جيوز

    .معمويل عاملني، فالتركيب ال يسوغأن العشق ال : الشيخ الرئيس أبو علي ابن سينا صنف رسالة يف العشق أطنب فيها املقال، وذكر فيها

    مجيع املوجودات من الفلكيات والعنصريات واملواليد الثالث خيتص بنوع اإلنسان، بل هو سار يف .املعدنيات والنباتات واحليوان

    كان لبهرام جور ولد واحد، وكان ساقط اهلمة دين النفس، فسلط عليه اجلواري والقيان احلسان حىت

  • البهاء العاملي-الكشكول 12

    اهلمة أيب النفس، أنا ال أصلح إال لعايل : جتين عليه وقويل له: عشق واحدة، فلما علم امللك بذلك قال هلا .فترك الولد ما كان عليه حىت ويل امللك وهو من أحسن امللوك رأياً وشهامة

    ابن خفاجة

    بها نسر السماء على وكر يحوم جبت دون الحي كل تنوفة لقد ودست عرين الليث ينظر عن جمر ظالم الليل يسود فحمه وخضت ألنجم الزهرثوب األفق با ينمنم ديار الحي والليل مطرق وجئت بأطراف المثقفة السمر عثرت بها برق الحديد وربما أشيم

    فقلت قضيب قد أطل على نهر فلم ألق إال صعدة فوق المة حباب يستدير على خمر فقلت شمت إال غرة فوق أشقر وال

    وعين النجم تنظر عن شزر هناك وقلب البرق يخفق غيرة وسرت

    ابن العفيف التلمساني

    المدامع بين الحزن والطرب أفنى طرف بين الجد واللعبتحرش ال الشك بين الصدق والكذب تردد ذا اردد في أرض الحمى قدمي كم

    أحط بها رحلي وال قتبي ولم لم أعرس في مضاربها كأنني روضها بين در الحلي والذهب في أغازل فتاة الحي مأيسة ولم

    معنى الرضا في صورة الغضبيا حسن النفار دالالً وهي آنسة تبدي : البيت األخري من هذه األبيات حيوم حول قول العارف السامي الشيخ نظامي يف كتاب خسرو وشريين

    لكاتب األحرف

    الثريا وثور الثرى فثور حاطا بهذا الورى وثورين مسرحة في قرى حمير ومن تحت هذا ومن فوق ذا

    فهاين من الد اخلامس منه وهو مما وقفت عليه يف القدس ملخص من كتاب األغاين أليب الفرج اإلصأعشى مهدان هو عبد الرمحن بن عبد اهللا بينه وبني مهدان ثالثة عشر أباً ومهدان بن مالك ابن : الشريف

  • البهاء العاملي-الكشكول 13

    زيد بن نزار بن واثلة بن ربيعة بن اجلبار بن مالك بن زيد بن كهالن بن سبأ بن يشخب بن يعرب بن .قحطان

    ى شاعراً فصيحاً، وهو زوج أخت الشعيب الفقيه والشعيب زوج أخته وكان ممن خرج على وكان األعشاحلمد هللا الذي أمكنين منك، ألست : احلجاج وحاربه مرات فظفر به وأيت به أسرياً فقال له احلجاج

    قتاله، القائل كذا؟ ألست العامل كذا؟ وذكر له أبياتاً كان قد قاهلا يف هجو احلجاج وحتريض الناس على : مث قال له ألست القائل

    فاليوم أصبر للزمان وأعرف وأصابني قوم وكنت أصبتهم فكل غيابة تتكشف فاصبر تصبك من الحوادث نكبة وإذا

    أما واهللا لتكونن نكبة ال تتكشف غيابتها عنك أبداً يا حرسي اضرب عنقه فضربت عنقه وكان قد أسر علج الذي كان أسره أحبته وصالت إليه ليالً ومكنته من نفسها فأصبح مدة يف بالد الديلم مث إن بنتاً لل

    هذا : نعم، فقالت: يا معشر املسلمني أهكذا تفعلون بنسائكم، فقال: وقد واقعها مثان مرات، فقالت لهنعم وعاهدها فلم : أفرأيت أن خلصتك أتصطفيين لنفسك؟ فقال: مث قالت. هو العمل الذي به نصرمت

    : قيوده وأخذت به طريقاً تعرفها وهربت معه، فقال يف ذلك شاعر من أسراء املسلمنيكان الليل حلت يفديها الغدة ايورها فهمدان فمن كان يفديه من األسر ماله

    الصفي الحلي

    كنت على البعد قوياً وأمين بل ملت عن العهد وحاشاي أمين ما ا ازددت يقينبل لو كشف الغطاء م تحسبني إذا قسي الهجر ألين ال

    .الفاضل األديب مجال البلغاء علي بن احلسني املغريب واملصرع األول هذيان جرى على لسانه وهو حمموم علي بن الحسين المغربي أنا درن درن دبي درن

    قد ركبت للمسير في البالد فاركبي ها تهيئي عساكري تأهبي سناجقي الحرب ال تجفل بي في الذي أسد الشرى أنا امرؤ أنكر ما يعرف أهل األدب أنا تمطيت وفرقعت عليهم ذنبي إذا

    الفرآء في النحو بجلد الثعلب يصانع كالم نحوه ليس كنحو العرب ولي سألت مذهبي فذاك خير مذهب فإن ونقصد التثليث في نتف سال قطرب

  • البهاء العاملي-الكشكول 14

    القطن وال أكره لبس القصب وألبس ما أحبه ورغبتي في الطيب آكل من يحبني ال من غدا معذبي أحب شقي مثل عشق الجاهل الغرالغبيع وليس فنجتلي بنت الكروم أو بني العنب قصدي خلوة أكون فيها مع صبي وكل

    حتى إذا ما جادلي برشف ذاك الشنب نأخذ في الشكوى وفي التعتب ونبتذي ما أرومه منه ببذل الذهب ونلت في الرأس إذ حكمني في الذنب حكمته

    عن مذهبي سألتني هو المذهب إن ذاه هوى نفسي في الجدال والتعصب وال أنا ذا ترفض كال وال تنصب ما

    امرىٍء مصدق وآخر مكذب بين جلست جاثياً في الجمع فوق الركب وال قلت قط ها أنا ولم أقل كان أبي ما وال فاخرت بالنفس وال بالنسب كال دخلت قط في عمري بيت الكتب الو أزاحم أحداً على علو منصب ولم عرفت النحو غير الجر بالمنتصب وال وال كررت درسي في ظالم غيهب كال وال عرفت من عروض الشعر غير السبب وال اجتهدت في حفظ لغات العرب كال وال اشتغلت بالنجوم والتطبب كال بحثت منه في المجتث والمقتضب وال

    مني البحث في البسيط والمركب وأين ى إربيفي المنطق والحكمة أضح وليس ربطت ضفدع الماء بصوف األرنب وال ما عرفته معرفة المجرب والسحر

    وال سحرت باللبان مع قشور المحلب وال كتبت اسم من أهوى بماء الطحلب ولست آتي قط في فصل الشتا بالرطب طلبت السيمياء من فتى يسخر بي وال

    وليس في التقطير والتكليس أضحى تعبي أنفق فيها نشبيوالكيمياء لم أكن وال مخرقت للناس ألجل الطلب كال طمعت في المحال قط مثل أشعب وال حملت طاسة أقرعها بالغضب وال ضربت مندالً لجاهل يمر بي وال وال دعوت الشيصبان دعوة لم يجب وال أظهرت في المندل رأس قهرب كال أقل المرأة في حلقتي قومي اذهبي ولم د سليمان النبيوال ذكرته عه كال أن أطرده عني إلى ذي لعب أريد أقل بينكم ابن الزنا مخيب ولم

    كتبت الهذيان شهلب بن سهلب وال كيال يروح جمعهم في شعبي أوهمهم

  • البهاء العاملي-الكشكول 15

    هذا للسالطين وأهل الرتب أقول كاغد بأحمر وأسود مكتب في أرد يا قوم به مسافراً لم يؤب في كربللمحبوس أو من قد غدا يصلح

    في طلسمه المبغض المحبب والسر كتبت فيه دعوة عن ذي العلى لم يجب أقول يا قوم انظروا عندي فنون العجب وال اتخذت حية ألجعلنها سببي

    قد كان قدماً صادها في بلد الغرب أبي قد سليبي لها رأس كرأس األرنب أين طالب الباه وراخي العقب أقول ين على الغر الغبيوال بعت المعاج كال وال خاطبتكم بلفظ أهل المغرب كال الذي يجعل متن أيره كالخشب هذا

    صحبت حاجة زارت معي قبر النبي وقد أقول هذا مقصدي إليكم من يثرب سافرت في البحر ألجل المكسب وإنني أحدثكم بما لقيته من عجب ولم

    إذا ما غرق المركب بالتقلب حتى تروم كسر المركبحوتة فعاندتنا لي جزيرة تلوح مثل كوكب والح فوق ساحة وذو العلى يلطف بي طفوت

    صعدت أوعى في رياض أرضها والعشب وصلت أرضها بعد العنا والنصب لما من ثمارها ما طعمه كالرطب آكل في صيد طيور أرضها بالقصب أصطاد

    أنا في صعٍد من أرضها أو صبب بينا لعذب النمير الطيبمن مائها ا ومشربي لي بكفه يعني به تقرب لوح شيخاً جالساً في ظل كرم العنب لقيت

    الشيخ سالم مؤذن بالرحب فسلم أمشي نحوه أنظر ما يريد بي فرحت هممت بالجلوس صار فوق منكبي لما لي اجلس بكالم لفظ غير العرب وقال

    مثل السيور أو حبال القنب طويلة ت بغير ركبمطوقي منه بساقا : ولكاتب األحرف وهو مما كتبته إىل بعض األصحاب وكان يف املشهد األقدس الرضوي رضي اهللا عنه

    أعني طوس فقل ألهل الربع ريح إذا أتيت أرض الجمع يا إال وسقى رياضها بالدمع حل بروضٍة بهائيكم ما

    : ته إىل بعض اإلخوان بالنجف األشرفولكاتب األحرف وهو مما كتب نائباً ترابها ثم قف فالثم ريح إذا أتيت أرض النجف يا

  • البهاء العاملي-الكشكول 16

    واديه وقص قصتي وانصرف واذكر خبري لدى عريٍب نزلوا

    الصفي الحلي

    بتختيمه لسر حقيقي حر قيل إن العقيق قد يبطل الس فيك خاتم من عقيق وعلى مقلتيك تنفث سحراً وأرى

    : د أشرف على املدينة املشرفة صلى اهللا على ساكنهاوله وق أوقفوا المحمل كي ألثم خفي جملي قبة موالي وأقصى أملي هذه

    : مما كتبت إىل والدي طاب ثراه وهو يف اهلراة سنة تسعمائة وتسع ومثانون الفراق بلى وحق المصطفى هذا ساكني أرض الهراة أما كفى يا

    من بعد التباعد ما غفى والجفن عفاعودوا علي فربع صبري قد في بالي والقلب في بلبال وخيالكم

    لها أهالً وسهالً مرحبا قلنا إن أقبلت من نحوكم ريح الصبا للروح منه قد سبا وفراقكم وإليكم قلب المتيم قد صبا

    والقلب ليس بخالي من حب ذات الخال لغضا في أضلعيشب ا فغزاله يا حبذا ربع الحمى من مربع

    تجري وقلب موجع بمدامع أنسه يوم الفراق مودعي لم ليس بسالي عن ثغره السلسال والصبر

    لكاتب األحرف

    كل من يمشي على الغبرا هذا الموت يكرهه إن الراحة الكبرى لرأوا العقل لو نظروا وبعين

    .وله ملا حج البيت احلرام وشاهد تلك املشاعر العظام ذي زمزم ذي منى وهذا الخيف على مكة هذه أنا ضيفيا قوم

    في اليقظة ما أراه أم هذا طيف أعرك عيني ألستيقن هل كم مما مسح به الطبع اجلامد فيها بني حلب وآمد عند هبوب الرياح يف وقت الصباح

  • البهاء العاملي-الكشكول 17

    مما أنشده الشبلي

    ما تراه قليالً قتل على إن دام هم النفوس خليلي ربة الخدر غني رمل ويا وم ال تنسنيساقي الق فيا

    سمعنا به ما فعل قديماً لقد كان شيء يسمى السرورإمنا بعث يوسف على نبينا وعليه السالم قميصه من مصر إىل أبيه، ألنه : من كالم بعض أصحاب القلوب

    ن حيث كان كان سبب ابتداء حزنه ملا جاءوا به جاءوا به ملطخاً بالدم، فأحب يوسف أن يكون فرحه م .حزنه

    نظرت يف لذات الدنيا فرأيتها مملولة خال سبعة، خبز احلنطة وحلم الغنم : قال احلسن بن سهل للمأمون: واملاء البارد، والثوب الناعم والراحية الطيبة والفراش الوطيء والنظر إىل احلسن من كل شيء، فقال له

    .صدقت هي أوالهن: قال. فأين أنت عن حمادثة الرجال

    قريب من هذا قول الرضي رحمه اهللا

    من بالعراق لقد أبعدت مرماك أصاب وراميه بذي سلم سهم

    آخر

    مكة صيدهن حرام كظباء حرائر ما هممن بريبة بيض عن الخنا اإلسالم ويصدهن يحسبن من لين الحديث زوانياً

    للتهامي

    يغدو شهراً ويرتاح شهرا فهو أعارت خيالك الريح سيرا؟ هل طيف سرى تفكك أسرى لك زارني في دمشق من أرض نجد

    دون المراشف سترا لثامي الخيال لثمي فصيرت وأراد الرقاد بدراً فبدرا بعد ظبآ نجد بأرض الشام واختلسنا

    هللا أن أرشف خمرا حاش فاصرفي في الكأس من رضا بك عني

  • البهاء العاملي-الكشكول 18

    ألصبحت مثل طيفك ذكرا زرت قد كفاني الخيال منك ولو

    للتهامي و

    سرار البدر يومين في الشهر وكان البدر لكن تستر مدى الدهر هي نفيس القدر ذو مطلب وعر وكل نيل األهلة دونها هاللية

    أر سيفاً قط في جفنه يفري ولم سيف طرف ال يزايل جفنه لها صباح وهل لليل بقيامع الفجر ويقصر ليلي إن ألمت ألنها

    أعدي لبعدي ما استطعت من الصبر لنوىلها والعيس تحدج ل أقول طلب العلياء أو طلب األجر على سأنفق ريعان الشبيبة دائباً

    تمر بال نفٍع وتحسب من عمري من الخسران أن ليالياً أليس

    وله من أبيات يرثي بها ولده

    من السبب األوثق وخان الدهر من حيث ال أتقي أتى شئت أو حلقيبمن أسفي للحوادث من بعده فقل

    الحمام وال أتقي عليه لم يبق لي ما أخاف أمنتك سكنت لوعة المشفق فقد كنت أشفق مما دهاه وقد أن الردى ينتقي تيقنت قضى دونه أترابه ولما إذا طرق الخطب لم أطرق على حاسدي أنني يعز

    الحوادث لم تقلق رياح طود إذا صادمته وإني

    وله أيضاً

    بأهداء السالم زمامها فيقضي إال أن تلوح خيامهاالوجد هل أفراسي ويدعو حمامها وتصهل وقفت بها أبكي فترزم أنيقي

    محى أطواقهن انسجامها بعيني بكت الورق الحمائم شجوها ولو بردتيني عليه لثامها إلى كبدي أستغفر اهللا غلة وفي

  • البهاء العاملي-الكشكول 19

    امهاشربته النفس زاد هي إذا رضاب سلسل غير أنه وبرد من السلسبيل العذب زاد ضرامها عجباً من غلة كلما ارتوت فيا

    كما يأتي إلي سالمها سالمي هل يأتي مع الطيف نحوها خليلي سفرت حتى تجلى ظالمها فما بنا في ليلة مكفهرة ألمت

    عن عفة ومنامها تيقظها مني الطيف نفساً أبية فأبصر عندي نأيها ومقامها فسيان كان حظي حيث حل خيالها إذا

    مكاٍن وهو صعب مرامها بكل نافعي أن يجمع اهللا بيننا وهل هل يحلو لنفس حمامها بعيشك أرى النفس تستحلي الهوى وهو حتفها

    بالبعد عنك غرامها يعذبها رفقاً بمهجة عاشٍق أسيدتي صيف ليس يرجى دوامها سحابة الخير جودي بالجمال فإنه لك

    : قق أيب السعود أفندي صاحب التفسري واملفيت بقسطنطنيةالفاضل احمل هواها لوعة وغرام وغير سليمى مطلب ومرام أبعد

    ودون زراها موقف ومرام حماها ملجأ ومثابة وفوق

    المطايا أو يشد حزام عنان أن يثنى إلى غير بابها وهيهات حراممني الدنيا على فكل الغاية القصوى فإن فات نيلها هي

    كأن لم يجر فيه قالم فأضحى محوت نقوش الجاه عن لوح خاطري عزة الدنيا عليك سالم فيا آنست بألواء الزمان وذله

    يأن عنها سلوة وسآم ألم كم أعاني تيهها وداللها؟ إلى وديباج البهاء رمام فأضحت أخلق األيام جلباب حسنها وقد هام الشعر وهو ثغامد وعاد حين شيب قد ألم بمفرقي على

    بميدان المزاج قتام وثار ضعف قد أغارت على القوى طالئع وال أنا في عهد المجون مدام فال هي في برج الجمال مقيمة

    يبق فينا نسبة ولئام ولم تقطعت األسباب بيني وبينها

  • البهاء العاملي-الكشكول 20

    جب منها غارب وسنام وقد قلوص العزم عنها كليلة وعادت أبيات له وخيام وقوض ركابهبها والقلب زمت كأني

    إليها والدموع رهام يحن وسيقت إلى دار الخمول حمولة وفيها أنة وضغام إليه عجول غرها البو فانثنت حنين

    زمان غاية وتمام لكل تولت ليال للمسرات وانقضت ولكن ما لهن دوام تدوم ما مرت وولت وليتها فسرعان

    تولى بالمسائة عام ويوم تقضت بالمسرة ساعة دهور حياة والغموم سهام بطول در الغم حيث أمدني فلله

    مع صحبي عشرة وندام ولي بتيهاء التحير مفرداً أسيح كالم في القلوب كالم ورب وكم عشرة ما أورثت غير عسرة

    أن ينسى لدي ذمام وهيهات عشت ال أنسى حقوق صنيعة فما فئام إثر ذاك فئام ليهع كما اعتاد أبناء الزمان وأجمعت

    لنيران الضالل ضرام وشب نار أعالم المعارف والهدى خبت القباب السبع وهي عظام يناغي سرير العلم صرحاً ممرداً وكان عزيزاً منيعاً ال يكاد يرام رفيعاً ال يطار غرابه متيناً بدا بين السحاب تسام كبرق سنا برق الهدى من بروجه يلوح

    عروش منه ثم دعام فخرت ه الراسيات ذيولهاعلي فجرت أسير ال يزال يضام مساق وسيق إلى دار المهانة أهله

    منها جائر وتوام طرائق تحكم األيام بين الورى على كذا كل أفراد الحديد حسام وما كل قيل قيل علم وحكمة فما

    وبؤس صحة وسقام نعيم ثارات تمر على الفتى وللدهر فليس عليها معتب ومالم ي الدنيا فال يعتبنهايك ف ومن

    ذا الذي تبغيه فهو حطام وما ما الدنيا وما ذا متاعها أجدك والناس عنه نيام يعانده تشكل فيها كل شيء بشكل ما

  • البهاء العاملي-الكشكول 21

    على رأس ربات الحجال عمام النقص في زي الكمال كأنما ترى وسوامتك فيها رغبة وال وما فيها هنيئاً ألهلها فدعها ما تصدى للطعام طغام إذا العرانين السماط على الخوى يعاف

    ليس فيها عروة وعصام لما على أنه ال يستطاع منالها جاوز الطيبين منك حرام وقد أنت تسعى إثرها ألف حجة ولو

    حنين ال تزال تالم بخفي وقد ضلت مساعيك كلها رجعت الدنيا وأنت هماملك ودانت أن مقاليد األمور ملكتها هب

    بحتم بعد ذاك حمام؟ أليس باللذات دهراً بغبطة ومتعت

    المنايا والنفوس لزام وبين البرايا والخلود تباين فبين حاد عنها سيد وغالم وما إنقاد األنام لحكمها قضية

    إن كان فيها مرية وخصام سل تقضي العقول بصدقها ضرورية فوق فرق الفرقدين مقام لهم التي خلتسل األرض عن حال الملوك

    للعاكفين زحام بأعتابهم للوافدين تراكم بأبوابهم جواباً ليس فيه كالم عليهم عن أسرار الشؤون التي جرت تحبك طاش عن مرمى لهن سهام وما المنايا أقصدتهم تبابها بأن

    منهم منزل ومقام وأقفر وسيقوا مساق الغابرين إلى الردى لهم حتى القيام قيام فليس وا محالً غير ما يعبدونهوحل تحت أطباق الرغام رغام فهم بهم ريب المنون فغالهم ألم

    هذا آخر ما انتخبته منها وهي اثنان وتسعون بيتاً يف غاية اجلودة واية السالسة

    أيضاً لكاتب األحرف قالها على لسان الحال

    لناس طراً خدوم إذ هم استخدمونيل الفقير المعنى ذو رقة وحنين أنا أسلو هواهم يوماً ولو قطعوني ولست مقامي قدراً إذا هم لمسوني يعلو

    لست أذكر إال عقيب رفع الصحون أن هذا ومن سوء حظي وكسرتي وشجوني

  • البهاء العاملي-الكشكول 22

    من كالمهم الوقت سيف قاطع وقد نظم هذا املضون بعضهم بالفارسية وأظنه اجلامي قال الزخمشري عند استعظم كيد النساء ألنه وإن كان يف الرجال أيضاً إال أن النساء ألطف " إن كيدكن عظيم: " تعاىلقوله

    والقصريات منهن معهن ما ليس مع غريهن من البوايق وعن : كيداً وأنفذ حيلة، وهلن يف ذلك رفق مث قالنه يقول إن كيد بعض العلماء أنه قال أنا أخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان ألنه سبحا

    إذا قيل كم حيصل من تركيب حروف " إن كيدكن عظيم"الشيطان كان ضعيفاً وقال سبحانه يف النساء املعجم كلمة ثنائية سواء كانت مهملة أو مستعملة بشرط أن ال جيتمع حرفان من جنس واحد، فاضرب

    .مثانية وعشرين يف سبعة وعشرين فاحلاصل جوابلمة ثالثية بشرط أن ال جيتمع حرفان من جنس واحد فاضرب مثانية وعشرين فإن قيل كم يتركب منها ك

    وإن سأل عن . يف سبعة وعشرين مث املبلغ يف ستة وعشرين يكن تسعة عشر ألفاً وستمائة وستة ومخسني .الرباعية فاضرب هذا املبلغ يف مخسة وعشرين والقياس فيه يطرد يف اخلماسي فما فوقه

    جسام املشكلة املساحة كالفيل واجلمل بأن يلقى يف حوض مربع ويعلم املاء مث رمبا يستعلم مساحة األ .خيرج منه ويعلم أيضاً وميسح ما نقص فهو املساحة تقريباً

    كان حيىي بن معاذ كثرياً ما يقول أيها العلماء إن قصوركم قيصرية وبيوتكم كسروية ومراكبكم قارونية وائدكم جاهلية ومذاهبكم سلطانية فأين احملمدية صلى اهللا عليه وأوانيكم فرعونية وأخالقكم منرودية وم

    ! وسلم؟

    القاضي أبو الحسن في الغيم والبرق

    وكيف طبق وجه األرض صيبه؟ أين للعارض الساري تلهبه؟ من استعان فؤادي فهو يلهبه أم استعار جفوني فهي تنجده هل

    لبعضهم

    اما كان أحالها وأهناه أيام تقضت لنا هللا سوى أن نتمناها شيء فلم يبق لنا بعدها مرت

    قبة الشافعي قبة عظيم البناء، واسعة الفضاء قصدت زيارا، يف هذه السنة وهي سنة تسعمائة واثنان وتسعون ويف رأس ميل القبة سفينة صغرية من حديدة، وأنشد بعض الشعراء ملا زار القبة ورأى ذلك امليل

    : والسفينة يف رأسه

  • البهاء العاملي-الكشكول 23

    مقدارها السكينة لعظم موالي قد عالهاقبة ما كان من فوقها سفينة لم يكن تحتها بحار لو

    الشافعي

    قليل كأن الحكم لم يكن عما تحكموا فاستطالوا في تحكمهم الدهر باألحزان والمحن عليهم لو أنصفوا أنصفوا لكن بغوا فبغى

    الزمنهذا بذاك وال عتب على فأصبحوا ولسان الحال ينشدهم

    لغيره

    فهل المنهاج هذا الصب منهاجي كم مذهبي والحب منهاجي وال

    لو قطعوا بسيوف الصد أوداجي سادة ال أداجي في محبتهم يا غني وإني أي محتاج عني لي في حمى ربعكم بالرقمتين رشا

    الدجى بسراج منه وهاج ليل تجلى انجلى من نور طلعته لما عنه وقد ذكره عنده عرفة واملشعر فقال ما وقف أحد بتلك اجلبال إال استجيب له عن الرضا رضي اهللا

    .فأما املؤمنون فيستجاب هلم يف آخرم، وأما الكفار فيستجاب هلم يف دنياهم .لعل الكلمة اليت تنفعين مل أكتبها بعد: قيل البن املبارك إىل كم تكتب؟ فقال

    حوادث سنة، ستمائة ومخس وأربعون يف هذه السنة وقع قال ابن اجلوزي يف كتاب صفوة الصفوة يفالطاعون اجلارف بالبصرة، وكان مدة الطاعون أربعة أيام، فمات يف اليوم األول سبعون ألفاً، ويف اليوم

    الثاين أحد وسبعون ألفاً، ويف اليوم الثالث ثالثة وسبعون ألفاً، وأصبح الناس يف اليوم الرابع موتى إال .آحاداًخط لنا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم خطاً مربعاً وخط وسطه خطاً خارجاً منه : عبد اهللا قالعن

    هذا اإلنسان : اهللا ورسوله أعلم قال: وخط خطوطاً صغاراً إىل جنب اخلط وقال أتدرون ما هذا؟ قلنانهشه إن أخطاه اخلط الذي يف الوسط، وهذا األجل حميط به، وهذه اخلطوط الصغار األعراض اليت حوله ت

    هذا شه هذا وإن أخطاه هذا شه هذا، وذلك اخلط اخلارج األمل كان ابن األثري جمد الدين أبو السعادات صاحب جامع األصول والنهاية يف غريب احلديث من أكابر الرؤساء حمظياً عند امللوك، وتوىل

  • البهاء العاملي-الكشكول 24

    مرتله وترك املناصب واالختالط هلم املناصب اجلليلة، فعرض له مرض يف كف يديه ورجليه فانقطع يف بالناس، وكان الرؤساء يغشونه يف مرتله فحضر إليه بعض األطباء والتزم بعالجه، فلما طببه وقارب الربء

    امض بسبيلك، فالمه أصحابه على ذلك، وقالوا : وأشرف على الصحة دفع إليه شيئاً من الذهب، وقال عوفيت طلبت املناصب ودخلت فيها وكلفت قبوهلا وأما مىت: هال أبقيه إىل حصول الشفاء فقال هلم إنين

    ما دمت على هذه احلالة فإين ال أصلح لذلك فأصرف أوقايت يف تكميل نفسي ومطالعة كتب العلم وال أدخل معهم فيما يغضب اهللا ويرضيهم، والرزق البد منه فاختار عطلة جسمه ليحصل له بذلك اإلقامة

    .ك املدة ألف كتاب جامع األصول والنهاية وغريمها من الكتب املفيدةعلى العطلة عن املناصب ويف تلوسخر لكم ما يف السموات وما يف األرض مجيعاً : "يف تفسري النيشابوري عند قوله تعاىل يف سورة اجلاثية

    سخر لك الكون وما فيه : ما صورته قال أبو يعقوب النهرجوري" منه إن يف ذلك آليات لقوم يتفكرونخرك منه شيء وتكون مسخراً ملن سخر لك الكل فمن ملكه شيء من الكون وأسرته زينة الدنيا لئال يس

    وجتها فقد جحد نعمة اهللا وجعل فضله وآالءه عنده إذ خلقه حراً من الكل عبداً لنفسه فاستعبد الكل .ومل يشتغل بعبودية احلق حبال

    فقرياً أتى النيب صلى اهللا عليه وسلم وعنده رجل عن أيب عبد اهللا جعفر بن حممد الصادق رضي اهللا عنه أنغين فكف الغين ثيابه عنه، فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ما محلك على ما صنعت؟ أخشيت أن

    إذا قلت هذا فله نصف مايل، فقال رسول اهللا : فقال يا رسول اهللا! يلصق فقره بك أو يلصق غناك به؟ .ومل؟ قال أخاف أن يدخلين ما دخله: لال، قا: أتقبل منه قال: للفقري

    روى أنه كان يف جبل لبنان رجل من العباد مرتوياً عن الناس يف غار يف ذلك اجلبل، وكان يصوم النهار ويأتيه كل ليلة رغفيف يفطر على نصفه ويتسحر بالنصف اآلخر، وكان على ذلك احلال مدة طويلة ال

    نقطع عنه الرغيف ليلة من الليايل، فاشتد جوعه وقل هجوعه فصلى يرتل من ذلك اجلبل أصالً، فاتفق أن االعشائني وبات يف تلك الليلة يف انتظار شيء يدفع به اجلوع فلم يتيسر له شيء، وكان يف أسفل ذلك

    اجلبل قرية سكاا نصارى فعندما أصبح العابد نزل إليهم واستطعم شيخاً منهم فأعطاه رغيفني من خبز ا وتوجه إىل اجلبل وكان يف دار ذلك الشيخ كلب جرب مهزول، فلحق العابد ونبح عليه الشعري، فأخذمه

    وتعلق بأذياله فألقى عليه العابد رغيفاً من ذينك الرغيفني ليشتغل به عنه، فأكل الكلب ذلك الرغيف ه تارة ثالثة وحلق العابد مرة أخرى وأخذ يف النباح واهلرير فألقى إليه العابد الرغيف اآلخر فأكله وحلق

    إين مل أر كلباً أقل حياًء منك إن ! واشتد هريره وتشبث بذيل العابد ومزقه فقال العابد سبحان اهللاصاحبك مل يعطين إال رغيفني وقد أخذما مين ماذا تطلب ريرك ومتزق ثيايب، فأنطق اهللا تعاىل الكلب

  • البهاء العاملي-الكشكول 25

    أحرس غنمه وأحفظ داره وأقنع مبا يدفع إيل لست أنا قليل احلياء، إعلم أين ربيت يف دار النصراين: فقالمن خبز أو عظام، ورمبا نسيين فأبقى أياماً ال آكل شيئاً رمبا متضي أيام ال جيد هو لنفسه شيئاً وال يل ومع

    ذلك مل أفارق داره منذ عرفت نفسي وال توجهت إىل باب غريه، بل كان دأيب أنه إن حصل شيء قطاع الرغيف عنك ليلة واحدة مل يكن عندك صرب وال كان لك شكرت وإال صربت، وأما أنت فبان

    حتمل حىت توجهت من باب رزاق العباد إىل باب نصراين وطويت كشحك عن احلبيب وصاحلت عدوه املريب فقل أينا أقل حياًء أنا أم أنت؟ فلما مسع العابد ذلك ضرب بيديه على رأسه وخر مغشياً عليه مات

    ار فكتب إليه بعض أصحابه أليب احلسني بن اجلزار مح مضى وقد فات فيه ما فاتا حمار األديب قلت لهم مات

    خلف مثل األديب ما ماتا من مات في عزه استراح ومن

    فأجابه ابن الجزار

    أمشي ألطلب رزقا من جهول رآني كم ماش ملقى وكل فقال لي صرت تمشي

    أنت وتبقى تعيش مات حماري فقلت األعظم الشيخ حممد البكري الصديقي خلدت أيام إفاداته وهو مما كتبته عنه مبصر من كال األستاذ

    .احملروسة سنة اثنني وتسعني وتسعمائة سر يدق عنه المقال هو بين أهل القلوب والحق حال

    وال في الحديث عنهم مجال ال لشخص إلى عالهم طريق ما الإنهم فحول رج أمرهم احذر أهل القلوب وسلم احذر

    األقوال منها صقال فسيوف ال يكن منك ذرة بنكير يطفي لوقدها اشتعال ليس وشباها يشب نار انتقام

    فتية الوغى األبطال سلها بترتقد وتفري مرهفات اإلنكار واإلشكال ليزول ما رأيت نكراً فأول فإذا حال يضيق عنه المقال رب ترد وسعة المقال لحال ال

    أديرت الجريال وعليهم ي الدياج سكارىلو ترى القوم ف

  • البهاء العاملي-الكشكول 26

    عطف لسكرهم ميال كل بسط من بسطهم مستفاد كل عن كشفها الرفيع منال جل شاهدوا الحق من سرايا نفوس

    تجلت فما هناك خيال إنما العين بالحقيقة للعين سواها جميعه أسمال ما تحت أستار عزة وجالٍل

    الندمان منها خباللعقل ما لقومي من سكرة بمدام يا فما عليك مقال واسقنيها هاتها على كل حال هاتها

    يذقها فقوله بطال لم تبالي لعاذل في هواها ال لمحتسيها مقال وعشار ذنب لشاربيها سماح كل

    ويمين ال كأس فيها شمال والكأس فيها يمين فشمال .ض الثقات وخطه سنة تسعمائة واثنان وتسعونالذي بقسطنطنية من العمارات يف يومنا هذا من تقرير بع

    محالت حارات المسلمين

    - الزوايا اليت فيها املشايخ والعباد- األبنية العالية واخلانقاهات- مكتب خانه-اجلوامع مساجد احلارات املواضع الوسيعة اليت- مدارات الرحى- الفرون- احملال املعدة للوضوء- العيون املبين عليها-اخلانات

    . احلمامات-جيلب إليها أشياء

    حارات الكفار

    . املنارات- الكنايس-حارات اليهود. النصارى : ملا دىن موت الشبلي قال بعض احلاضرين وهو حمتضر أيها الشيخ قل ال إله إال اهللا فأنشد الشبلي

    غير محتاج إلى السرج بيتاً أنت ساكنه إن : كتب ابن دقيق إىل ابن نباتة يف سفره

    نعرف الغمض وال نستريح ال ليلة فيك وصلنا السرى مك من شكويهم أو يريح يزيل األصحاب ما ذا الذي واختلف

    وقيل بل ذكراك وهو الصحيح تعريسهم ساعة فقيل

  • البهاء العاملي-الكشكول 27

    فأجابه ابن نباتة مسراك والعود بعزم نجيح ذمة اهللا وفي حفظه في يحفرشنا كل جفن قر إذاً جاز أن تسلك أجفاننا لو

    وأنت ال تسلك إال الصحيح لكنها بالبعد معتلة .الشيخ حممد البكري الصديقي وهو ما كتبته عنه مبصر احملروسة

    على العبادة للعباد تعين قهوة من قشر بن شربنا زائباً وسط الزباد زباداً حكت في كف أهل اللطف صرفاً

    ميعاد بيننا وبينه أن جيلس على حايط مث : ق، فقالسئل حممد بن سريين عن الرجل يقرأ عليه القرآن فيصع : يقرأ عليه القرآن من أوله إىل آخره فإن سقط فهو كما قال هللا در من قال

    كنت أعلم ما تقول عذلتكا أو لو كنت تعلم ما أقول عذرتني أنك جاهل فعذرتكا وعلمت جهلت مقالتي فعذلتني لكن

    إن لفظ اسم ميكن أن يكون مقحماً كما يف قول لبيد : بسم اهللاقال كثري من املفسرين عند قوله تعاىل : وقد بلغ مائة ومخسة وأربعني سنة وهو القائل

    هذا الناس كيف لبيد؟ وسؤال ولقد سئمت من الحياة وطولها

    ولما احتضر قال يخاطب ابنتيه

    وهل أنا إال من ربيعة أو مضر ابنتاي أن يعيش أبوهما تمنى وال تخمشا وجهاً وال تحلقا شعر بالذي تعلمانهوقوال فقوما وال خان الخليل وال غدر أضاع هو المرؤ الذي ال صديقه وقوال

    يبك حوالً كامالً فلقد عذر ومن الحول ثم اسم السالم عليكما إلىسم ضربت اسم زيد وأكلت ا: لو جاز إقحام االسم، جلاز أن يقول: ونازع يف بعض فضالء العربية وقال

    واحلق أن السالم اسم من أمساء اهللا تعاىل والكالم إغراء واملعىن الزما اسم اهللا تعاىل فكأنه : الطعام مث قال .قال عليكما بسم اهللا وتقدم املغرى به ورد يف اللغة

    إن املراد اسم اهللا حفيظ عليكما كما : قال الراجز يا أيها املاتح دلوي دونكا أي دونك دلوي أو يقالملخص من حاشية السيوطي على . اسم اهللا عليه يعوذه بذلك من السوء: الناظر إىل شيء يعجبهيقول

  • البهاء العاملي-الكشكول 28

    .البيضاويقال يف حياة احليوان عند ذكر احلجل إن بعض مقدمي األكراد حضر على مساط بعض األمراء، وكان

    طعت الطريق ق: على السماط حجلتان مشويتان فنظر الكردي إليهما وضحك فسأله األمري عن ذلك فقاليف عنفوان شبايب على تاجر، فلما أردت قتله تضرع فما أفاد تضرعه فلما رآين أقتله ال حمالة التفت إىل

    اشهدا عليه أنه قاتلي، فلما رأيت هاتني احلجلتني تذكرت محقه، فقال : حجلتني كانتا يف اجلبل، فقال .األمري قد شهدتا مث أمر بضرب عنقه

    لبعضهم

    ما فيه إال أنتم وحياتكم تعدد ظاهراًالوجود وإن إن ووجود هذي الكائنات توهم حقيقة كل موجود بدا أنتم أفتى بسفك دمي الذي ال يعلم باطني من حبكم ما لو بدا في

    صب بأنواع العذاب لينعم بالعذاب وحبذا نعمتموني : لبعض أصحاب الشهود أظنه شيخ حميي الدين

    لم يكن ديني إلى دينه داني إذا صاحبيلقد كنت قبل اليوم أنكر لغزالن وديراً لرهبان فمرعى صار قلبي قابالً كل صورة فقد

    تورية وأوراق قرآن وألواح ألوثان وكعبة طائف وبيتاً أرسلت ديني وإيماني ركائبه بدين الحب أنى توجهت أدين

    غيره

    زور وبهتان وقوله قال لي العاذل في حبه وال قولك قرآن قلت من أحببته قبلةما وجه

    آخر

    من معضالت الزمن ما القيته أعظم حب وجه حسن في قبيح المني وجه

  • البهاء العاملي-الكشكول 29

    البدر البشتكي

    مليحاً دونه السمر الرشاق يا قبيح الوجه تهوى وقالوا يفوتني هذا الطباق فكيف فقلت وهل أنا إال أديب

    النواجي

    يه وعذلمن هممت ف الالحي على غالطني الدجى قلت أجل بدر يحكي وجهه وقال

    في التضمين لبعضهم

    حسناً ومثلك من يفوق قريضه كنت تعجز أن تفوه بوصفه إن بالليل الطويل مريضه يخبرك سل عن سواد الشعر نرجس طرفه

    : ابن اخلراط يف غالم على خده ثالث خاالت كنقط الشني مات بدت عن حقيقثالث شا خده الروضي ال تحسبوا في بالعنبر شين الشقيق نقط كاتب الحسن على خده بل

    لكاتب األحرف

    مذ فارقني وزاد في بلبالي بدر دجى خياله في بالي يا مضت بأسوء األحوال واهللا أيام نواك ال تسل كيف مضت

    وله

    دع لومك وانصرف كفاني ما بي عاذل كم تطيل في أتعابي يا قلبي فرقة األحباب ذاق من الشوق فمالوم إذا همت ال

    .مما كتبته إىل اهلراة إىل والدي طاب ثراه من قزوين سنة تسعمائة وواحد ومثانني الهراة وسكانها بأرض بقزوين جسمي وروحي ثوت

    أقامت بأوطانها وتلك تغرب عن أهله وهذا

  • البهاء العاملي-الكشكول 30

    القيراطي

    هجرانه متحسرا يبك حين بكيت من لم المصقول صورة ما جرى حكى لك خده لكن

    .جمال العارفين الشيخ محيي الدين بن عربي

    بذكرها علالني علالني من مريضة األجفان مرضي شجو هذا الحمام مما شجاني شدت الورق في الرياض وناحت

    رسم دارها بعياني ألرى خليلي عرجا بعناني يا صاحباي فلتبكيان وبها ما بلغتما الدار حطا وإذا

    أو ابك مما دهاني نتباكى بي على الطلول قليالً قفاو للهوى بغير بنان أكؤساً ترانا براته نتعاطى لو

    مرباً بغير لسان طيباً بيننا يسوق حديثاً والهوى والشآم معتنقان يمن ما يذهل العقل فيه لرأيتم عقله قد رماني وبأحجار الشاعر الذي قال قبلي كذب اهللا كيف يلتقيان عمرك ثريا سهيالًالمنكح ال أيها

    إذا استهل يماني وسهيل هي شامية إذا ما استهلت .مطلب العارفني الصدق يف العبودية والقيام حبقوق الربوبية

    أنشد الشيخ مشس الدين حممد الغااليت لصاحبه مشس الدين احمللي املشهور بالسبع وقد غابت زوجته : ، وبقيت مثانية أيام وكان امسها الست، أخرى امسها رابعةبإيهام أا ذاهبة إىل احلمام

    ثالثة وخل رابعة بالخمس طلق واحد بال ثان منير الدمس بحق تسعى لغيرك فعاشر غيرها يا شمسي الست يا سبع غابت يوم ثامن أمس ذي

    : ابن الوردي فيمن طال شعره إىل قدميه ع في لديهكان الشفي وهو كيف أنسى جميل شعر حبيبي؟

    نفسه على قدميه فرمى الشعر أنه رام قتلي شعر : وله فيمن وصل شعره إىل ردفه

  • البهاء العاملي-الكشكول 31

    وتأملوا قلقي وذوبوا قفوا تقول لعاشقيه ذوائبه عليه تحسد الحدق القلوب قد وصلت إلى مكان فإني

    الصنوبري

    ألبس خديك من الورد نقابا والذي بالذي ألهم تعذيبي ثناياك العذابا أودع في فيك من الشهد شرابا والذي الذي صير حظي منك هجراً واجتناباو .الذي قالته عيناك لقلبي فأجابا ما

    ابن الزين في أعمى

    من حيائه ليس يلمح طرفه قد تعشقت فاتر اللحظى أعمى

    فهو في روض حسنه لم يفتح ال تعيبن نرجس اللحظ منه

    غيره في محموم

    أحسد حماكا وإنما لى نعمةال أحسد الناس ع حتى قبلت فاكا قدك كفاها أنها عانقت أما

    : مرض ابن عنني، فكتب إىل السلطان هذين البيتني يولي الندى وتالف قبل تالف إلي بعين مولى لم يزل انظر

    دعائي والثناء الوافي فاغنم أنا كالذي أحتاج ما تحتاجه .أنت الذي وهذه الصلة وأنا العايد: يه بألف دينار وقال لهفحضر السلطان إىل عيادته، وأتى إل

    قول امللك وأنا العايد ميكن محله على ثالثة وجوه ثالثها أن يكون من العود بالصلة مرة : قال بعض األدباء .أخرى

    : إلبراهيم بن سهل وكان يهودياً فأسلم وحسن إسالمه و كان نافعاالتعليل ل ويسعدني اآلمال كهالً ويافعا تنازعني

    لهول الفال والشوق والنوق رائعا اعتنق العليا سوى مفرد غدا وما

  • البهاء العاملي-الكشكول 32

    اهللا النوى والنوازعا فساعدني غرمات الحق قد نزعت به رأى فما وجدت إال مطيعاً وسامعا دعتهم نحو يثرب نية وركباً بالشوق المدى والمدامعا فينفون وخد العيش ماء شؤونهم يسابق عليها جنوب ما ألفن المضاجعا الحق بالحق وانطوتعرفن قلوب

    الجسم في أسر العالئق كانعا أرى خذوا القلب يا ركب الحجاز فإنني تلقت من يد الشوق صارعا حصاة الجمرات ارموه يا قوم إنه مع

    أمانتكم أن ال تردوا الودائعا وال ترجعوه إن قفلتم فإنما غلق سدت علي المطامعا ىإل أقوام وأسلمني الهوى تخلص

    أن ألفى لبيتي قارعا وحسبي دخلوا باب القبول بقرعهم هم يفك الهوى عن طيبة القلب طايعا؟ عزمي عن قيود األناة أو أنيفك

    ويترك سوف فعل عزمي المضارعا ليت في قضاء لبانتي ويسعف تبعث شمس السراب المخادعا كما أشرق اإلرشاد خابت بصيرتي إذا

    النصح يثنيني وإن كان ناصعا وال فال الزجر ينهاني وإن كان مرهباً لتأثير العوامل مانعا فصار فيا من بناء الحرف خامر طبعه

    ترى فيه منيباً وراجعا بفعل نصاب األربعين فزكها بلغت وقوع الفتق إن كنت راقعا وعاجل بوادي السم إن كنت راقيا وبادر

    إليها من يقينك ظالعا ركبت جاة وإنمااشتبهت طرق الن فمانقل يف اإلحياء عن الصادق . ال تطلب من الكرمي يسرياً فتكون عنده حقرياً: كان بعض احلكماء يقول

    مودة يوم صلة، ومودة شهر قرابة ومودة سنة رحم، ماسة من : جعفر بن حممد رضي اهللا عنه أنه قالالقرابة حتتاج إىل املودة، : أخ مل تلده أمك وقال بعضهمكم من: وكان احلسن يقول. قطعها قطعه اهللا

    إمنا أحب األخر إذا : أميا أحب إليك أخوك أو صديقك فقال: واملودة ال حتتاج إىل القرابة وقيل حلكيم .كان صديقاً من باب حقوق األخوة

    الناظر عليه أنشد الشيخ شهاب الدين ابن حجر حني ادمت منارة جامع املؤيد مبصر احملروسة وكان .قاضي القضاة بدر الدين حممود العيين جلامع موالنا املؤيد

    منارته بالحسن تزهو بال مين لجامع موالنا المؤيد رونق

  • البهاء العاملي-الكشكول 33

    فليس على جسمي أضر من العيني وقد مالت عليه تأملوا تقول : وملا وصل ذلك إىل العيين

    أنشد

    والقدربقضاء اهللا وهدمها منارة كعروس الحسن قد جليت آفة الهدم إال خسة الحجر ما أصيبت بعين قلت ذا غلط قالوا

    .ابن نباتة يف غالم حضر يف وليمة طهور طهور البنين طاووسا يوم غالم األمير يحسب في قام

    وصاد ذاك الطهور تنجيسا فأنزل الحاضرون من شبق الشيخ عالء الدين الودائي يف مليح من املغل

    ألتراك حلو التيه والدلوظبي من بني ا قد كغصن البان ميال إلى العدل له

    أقول لعاذلي فيه رويدك يا أبا جهل من بني تيم وعقلي من بني ذهل فقلبي

    وما يبرى هو المشتاق األريقة المغلن ال تسبوا الريح فإا م: النفس يف قول صلى اهللا عليه وسلم: يف القاموس عند ذكر النفس ما صورته

    اسم وضع موضع املصدر من نفس تنفيساً أي فرج تفرجياً، : نفس الرمحن وأجد نفس ربكم من قبل اليمنواملعىن أنه تفرج الكرب وتنشر الغيث وتذهب اجلدب وقوله صلى اهللا عليه وسلم من قبل اليمن املراد ما

    .يواءتيسر له صلى اهللا عليه وسلم من أهل املدينة، فإم ميانون من النصرة واإلمدت السماط بني يدي كسرى، فلما صحنت الصحون انقلب من بعضها شيء على السفرة فنظر

    كسرى إىل ماد السماط شزراً، فعلم أنه يقتله البتة، فأكفاء الصحن بأمجعه على السفرة فقال له كسرى ب القتل فتكون أيها امللك تيقنت أنك قاتلي على ذلك األمر احلقري الذي ال يوج: ما هذا الفعل، فقال

    .مذموماً عند الناس فأردت أن أفعل ما لو قتلتين به مل تذم فعفى عنه وقربهوجعلها " وكذلك زين لكثري من املشركني قتل أوالدهم شركائهم: "طعن الزخمشري يف قرائة ابن عامر

  • البهاء العاملي-الكشكول 34

    .مسجة وقد شنع عليه كثري من الناسكب حمظوراً، وأنه غري ثقة، ألنه يأخذ القراءة من بأن ابن عامر ارت: كالم الزخمشري يشعر: قال الكواشي

    املصحف ال من املشايخ، ومع ذلك أسندها إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم وليس الطعن يف ابن عامر طعناً فيه، وإمنا هو طعن يف علماء األمصار، حيث جعلوه أحد القراء السبعة املرضية ويف الفقهاء حيث مل

    .ا يف حماريبهم واهللا أكرم من أن جيمعهم على اخلطأ انتهى كالمهينكروا عليه وإم يقرؤوأعجب لعجمي ضعيف يف النحو يرد على عريب صريح حمض قرائة متواترة موجود نظريها : قال أبو حيان

    يف كالم العرب، وأعجب لسوء ظن هذا الرجل بالقراء األئمة الذين ختريم هذه األمة لنقل كتاب اهللا .، واعتمدهم املسلمون لضبطهم ومعرفتهم وديانتهمشرقاً وغرباً

    هذا أشد اجلرم حيث طعن يف إسناد القراء السبعة وروايتهم، وزعم أم إمنا يقرؤن : وقال احملقق التفتازاينمن عند أنفسهم، وهذه عادته يطعن يف تواتر القراءات السبع، وينسب اخلطأ تارة إليهم كما يف هذا

    .رواة عنهم وكالمها خطأ؛ ألن القراء ثقات، وكذا الروايات عنهماملوضع، وتارة إىل النتربأ إىل اهللا ونربأ من مجلة كالمه عما رماهم به فقد ركب عميا، وختيل القرائة اجتهاداً : وقال ابن املنري

    يل كما واختياراً، ال نقالً وإسناداً، وحنن نعلم أن هذه القرائة قرأها النيب صلى اهللا عليه وسلم على جربئأنزهلا عليه وبلغت إلينا بالتواتر عنه، فالوجوه السبعة متواترة مجالً وتفصيالً، فال مباالة بقول الزخمشري

    وأمثاله، ولوال عذر أن املنكر ليس من أهل علمي القرائة واألصول، خليف عليه اخلروج عن ربقة فاصيل الوجوه السبعة فيها ما ليس اإلسالم، ومع ذلك فهو يف عهدة خطرية وزلة منكرة، والذي ظن أن ت

    متواتراً غلط، ولكنه أقل غلطاً من هذا، فإن هذا جعلها موكولة إىل اآلراء ومل يقل ذلك أحد من .مث إنه شرع يف تقرير شواهد من كالم العرب هلذه القرائة. ام�