32
/ 2015 1 ﺍﻝﻤﻨﻅﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻝﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻝﺩﻭﻝﻲ ﺍﻝﻤﻌﺎﺼﺭ ﻤﻘﺎﺭﺒﺔ ﻨﻅﺭﻴﺔ. ﺴﺎﻤﻲ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻝﺨﺯﻨﺩﺍﺭ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺍﻝﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻝﺩﻭﻝﻴﺔ ﻭ ﺍﻝﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻝﻤﺸﺎﺭﻙ ﻗﺴﻡ ﺍﻝﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻝﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻝﻬﺎﺸﻤﻴﺔ/ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺍﻝﻤﻠﺨﺹ: ﻴﺴﻌﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻝﺒﺤﺙ ﺇﻝﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺭﺅﻴﺔ ﺘﺄﺼﻴﻠﻴﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺤﻀﺎﺭﻱ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻝﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻝﺩﻭﻝﻴـﺔ ﺍﻝﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺫﺍﺕ ﺍﻝﻬﻭﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻝﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ، ﻭﻤﺎ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻝﻤﻨﻅﻭﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻝﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻝﻘﻴﻡ ﺍﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻝﻀﺎﺒﻁﺔ ﻝﻠﺴﻠﻭﻙ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺘﺠﺎﻩ ﻫﺫﻩ ﺍﻝﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻝﺩﻭﻝﻴﺔ ﻭﺍﻝﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ. ﺇﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻝﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻝﺩﻭﻝﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻝﺤﻴﺎﺓ ﺍﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻝﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭ ﺍﻝﺩﻭﻝﻲ، ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭﺼـﻴﺎﻏﺔ ﹰ ﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻝﻌﻤﺭﺍﻥ ﻭﺍﻝﺼﺎﻝﺢ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻝﻌ ﻫﺫﺍ ﺍﻝﻤﻨﻅﻭﺭ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﺼﺎﻝﺢ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ، ﻭ ﺘﻔﻌﻴﻼ ﺎﻡ. ﺍﻝﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻝﻤﻔﺘﺎﺤﻴﺔ: ﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺩﻭﻝﻴﺔ ، ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﺇﺴﻼﻤﻲ، ﺍﻝﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻝﺩﻭﻝﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ، ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻭ ﺍﻝﺴﻴﺎﺴـﺔ، ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻝﺴﻴﺎﺴﻲ. Abstract: This paper seeks to build an Islamic perspective to the contemporary international political organizations, which have non-Arab or Islamic identity. The impact of international organizations on the political life of Arab, Islamic & International society makes this perspective important need to protect the interests of the Islamic nation and human society. Keywords: Political Islam, International Organizations, Islamization of Politics, International Relations in Islam, Islam & Politics.

ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

  • Upload
    others

  • View
    0

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

1

المنظور اإلسالمي تجاه التنظيم الدولي المعاصر مقاربة نظرية

سامي إبراهيم الخزندار. د

أستاذ العالقات الدولية و الدراسات االستراتيجية المشارك قسم العلوم اإلنسانية و االجتماعية

األردن / الجامعة الهاشمية

:الملخصرؤية تأصيلية إسالمية أو منظور حضاري إسالمي تجاه المنظمات السياسية الدوليـة تقديمهذا البحث إلى يسعى

، وما يرتبط بهذا المنظور من معرفة لمنظومة القيم السياسية الضابطة المعاصرة ذات الهوية غير العربية أو اإلسالمية .والتعامل معهاهذه المنظمات الدولية اإلسالمي تجاهللسلوك تأثير المنظمات الدولية على الحياة السياسية للمجتمع العربي واإلسالمي و الدولي، يجعل من بناء أوصـياغة إن

.امهذا المنظور ضرورة لحماية مصالح األمة اإلسالمية ، و تفعيال لعالمية دورها في العمران والصالح اإلنساني الع

، ، اإلسـالم و السياسـة ، منظور سياسي إسالمي، العالقات الدولية في اإلسالم منظمات دولية: الكلمات المفتاحية . اإلسالم السياسي

Abstract :

This paper seeks to build an Islamic perspective to the contemporary international political organizations, which have non-Arab or Islamic identity.

The impact of international organizations on the political life of Arab, Islamic & International society makes this perspective important need to protect the interests of the Islamic nation and human society.

Keywords:

Political Islam, International Organizations, Islamization of Politics, International Relations in Islam, Islam & Politics.

Page 2: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

2

:تمهيدسـريعا و تطورا هائال ،حتى اآلنو ـ،شهد المجتمع اإلنساني في النصف الثاني للقرن العشرين

محورية في تفاعالت وحـدات و شكلت المنظمات الدولية ظاهرة أساسيةو في مجال العالقات الدولية،المنظمات مكونـا أساسـيا مـن مكونـات هذه أصبحت و خاصة بين الدول،و ،هذا المجتمع اإلنساني

إن ما يعيشه المجتمع اإلنساني من أزمة غياب قيـادة حضـارية فمن ناحية أخرى، . العالقات الدوليةالعيش المشـترك فـي آن و القيمو قوم على مبادىء العدالةياري إنساني، بديل حضوجود ، أو عالمية

قـد و .الغايةو هيمنة المشروع الحضاري الغربي المادي المنطلقـ ،إلى حد كبير ،واحد، تسبب بهااألمن والسالم في المجتمع التعاون المشترك و قيسلبا على فعالية أدوات تحقانعكست آثار هذه األزمة

.على رأسها األمم المتحدةو المنظمات الدولية، :مثلاإلنساني، هذه األزمة الحضارية تجعل من الضرورة البحث أو النظر في نموذج قادر علـى أن يقـدم إن

هذا البـديل البحث عن و خدمته،و كون أحد مكونات قيادة المجتمع اإلنسانييصلح ألن ي حضاريا بديال المجتمع السياسي اإلنسـاني فـي إدارة ناء عن أدوات أو خبرات ليس بالضرورة يعني إلغاء أو االستغ

نسانية في مجال العالقات التي تشكل حاجة إتطويره، مثل المنظمات الدولية، و قيادة المجتمع اإلنسانيومع محاولة إزالة العوامل التي تحدث ،إنما المطلوب هو معرفة كيفية االستفادة منها حضارياو الدولية،

خلال أو انحرافا في مسيرتها أو دورها في خدمة جميع المجتمع اإلنساني الدولي على أساس من العدالة . المصالح المشتركةو المساواةو

جي للدراسةااإلطار المنه: مدخل عام: أوالظـاهرة تجاه اإلسالمي المنظورو الرؤيةماهية تحديد يتناول هذا البحث :الدراسة ومشكلةطبيعة -1

ذات ،اإلسـالمية غير و غير العربية لدولية المعاصرة، االحكومية المنظمات التنظيم الدولي أو القواعـد التـي و مع تحديد طبيعة األسس ،العسكرية -ة يالسياسالطبيعة أو الطبيعة السياسية

الرؤية اإلسالمية في مجـال تناول من جزءا شكلتي التو يرتكز عليها هذا المنظور اإلسالمي،رؤية تأصـيلية و تقديم فإن هذا البحث يتناول طرح ،عنى آخرمبو .العالقات الدولية المعاصرة

منظومة القيم أو ل"ما يرتبط بها من معرفة و ،المنظمات الحكومية الدولية المعاصرةتجاه إسالمية تجـاه التنظـيم الـدولي أو اإلسـالمي السياسي للسلوك هةوالموج" ة الضابطةياألسس السياس

هذا البحث الرؤيـة سوف يتناول و .كيفية التعامل معهاو ،ظمات الدولية السياسية المعاصرةنالم :المنظمات الدولية في ضوء االعتبارات التاليةالتنظيم أو اإلسالمية تجاه

فـي ظـروف الضـعف قـع يقع في مرحلة اختالل معادالت القوة الدولية، فهـو ي إن التعامل � .المسيطرة على المنظمات الدوليةالكبرى القوة للدول مقابل و ،اإلسالمي

Page 3: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

3

أي ؛الدولية من خارج الدائرة العربية واإلسالمية السياسية الرؤية تختص بالتعامل مع المنظمات �ن أدوات المشروع الحضـاري أو كجزء م ،من المشروع اإلنساني االمنظمات التي تعتبر جزء

. الغربي

قائمة ليس مجاله دراسة حاالت تطبيقية لمنظمات دولية و يتناول إطارا نظريا فقط،إن هذا البحث �لهذا مكملة و تكون مجال دراسة أخرى، هي قدو األمم المتحدة أو االتحاد األوروبي،فعال، مثل،

. البحث

مـع أحـد ة في أسلوب التعامل اإلسـالمي إلى تقديم رؤى جديدالدراسة هدف ت :أهداف الدراسة -2سعيا في بناء وتعزيز ،وهي المنظمات الدولية المعاصرة ،الفاعلين األساسيين في المجتمع الدولي

، المجتمـع الـدولي شعوب و وحداتبين اإليجابية والتعاون والمشاركة ،األمن والسالم الدولي . جتمع اإلنسانيلملخدمة

:إلى تحقيق ما يليـ عموما ـ تهدف الدراسة و .اإلسهام في بلورة الرؤية الحضارية اإلسالمية في مجال العالقات الدولية المعاصرة .1 .التعرف على طبيعة األسس ومنظومة القيم السياسية المستخدمة في العمل السياسي الدولي .2 .ميدراسة أشكال التعامل مع المنظمات الدولية المعاصرة من خالل المنظور الحضاري اإلسال .3هدف التعاون الدولي وفـق المنظـور و إدراك طبيعة العالقة بين مفاهيم األمن والسالم الدوليين .4

.الوسطي اإلسالميو أتشكل قاعدة جديدة للتعامل مع التنظيم الـدولي ،توفير رؤية حضارية مختلفة لصناع القرار .5

.المنظمات الدولية المعاصرة في واقع العولمة الحالي :هذه الدراسة من خالل الحاجة إلى أهميةتظهر :الدراسةهمية أ -3

في )New Approach( اجديد اعربي توفير مجموعة قواعد وقيم سياسية، بحيث تشكل مدخال .1 .دراسة وتحليل التنظيم الدولي وفق منظومة حضارية إسالمية

الحضـاري اإلسـالمي مـع بلورة وتحديد األسس النظرية التي يستند عليها التفاعل والتعايش .2األساسـيين فـي العالقـات الدوليـة )Actor(والتي تشكل أحد الفـاعلين ،المنظمات الدولية

.المعاصرةترتكـز علـى األصـول الفكريـة والحضـارية أصيلة، أكاديمية توفير دراساتالمساهمة في .3

.المعاصرحول موضوع التنظيم الدولي تعالج الندرة في األدبيات العلميةاإلسالمية، وظهر في منتصـف القـرن ،مصطلح التنظيم الدولي هو مصطلح حديث نسبيا :مفاهيم الدراسة -4

"المنظمـات الدوليـة "للتعبيـر عـن "الـدولي التنظـيم "مفهـوم قد شاع استخدامو .العشرينInternational Organizations من . المنظمات الدولية المعاصرةو في أدبيات القانون الدولي

Page 4: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

4

تنص ،معروفاو غدا اصطالحا متداوال" منظمة دولية"أو " تنظيم دولي"تعبير فإن ناحية أخرى، يعنـى بشـكل "التنظيم الدولي"ن حيث إ؛ 1"المواثيق الدوليةو تشير إليه غالبية المعاهداتو عليه

ال إال فعو ال يتصور قيامه بهذا الدور على وجه مالئمو تحقيق التعاون،و أساسي بحل المشكالتانطالقـا و .العمل على تحقيق ذلك -عن طريقهاو - ئة أو منظمة دائمة يتم من خاللهابوجود هيهي مقتضى جوهر فكرة التنظيم الدولي، باإلضافة إلى أنها تقـدم "المنظمة الدولية "فإن ،من هذا

ظروف عالم في –نه ال يتصور أكما .... لنا الدليل الخارجي أو الظاهر على وجود هذا التنظيم .2"تحقيق هذا التنظيم بدون منظمة أو منظمات دولية -اليوم

،"التنظيم" :تتشارك في عنصرين أساسيين، هما إال أنها عموما ،"التنظيم الدولي"تنوعت تعاريف بصفة الـدوام يتمتع ،تنظيم دولي"من التعاريف السائدة للمنظمات الدولية أنها عبارة عن و". الدولي"ومنحه الصالحيات و على إنشائه اتفاقية تتفق مجموعة من الدول بموجب ميثاق أوو بالشخصية الدولية،و

العمل على توثيق و لإلشراف جزئيا أو كليا على بعض شؤونها المشتركة،) المطلقة أو المقيدة( الالزمةا ووجهات نظرها في المجتمع التعبير عن مواقفهو ،القيام بتمثيلهاو التقارب فيما بينها،و أواصر التعاون

ـ هيئة تشترك فيها مجموعة من الدول على وجه الدوام، لال" :بأنهاعرفها البعض يو .3"الدولي طالع ض .4"تمنحها اختصاصا ذاتيا تباشره هذه الهيئات في المجتمع الدوليو بشأن من الشؤون العامة المشتركة،

نظـيم الدراسة ليس مجالها دراسة اختالف فقهاء القانون الدولي حول مفهوم الت ن هذهأل ونظرا .سابقاإليها نارأشاعتماد المفاهيم التي ستكتفي بفإنها الدولي، أو المنظمات الدولية؛

:هداف البحث ونتائجه المرجوة سوف يتم اتباع الخطوات التاليةأل اتحقيق :دراسةمنهجية ال -5الدولي والعالقات الدوليـة، وكـذلك إجراء عملية مسحية ألهم األدبيات العلمية في مجال التنظيم .1

.ذات العالقة بموضوع الدراسة مصادر وأدبيات التراث السياسي اإلسالميلبعض ـ ةالسياسـي الظاهرةالقيام بعملية تحليل منطقي ومنهجي للعمليات التي تضع .2 ع الدراسـة وموض

ويشكل إضافة ،في إطار منتظم متماسك له معنى) التنظيم الدولي والرؤية اإلسالميةالعالقة بين ( .عمليةو فكرية

، والذي يقوم Synthetic Method متابعة الخطوة السابقة باللجوء إلى استخدام المنهج التركيبي .3جميع وبناء أي إعادة ت حيد المفاهيم والمكونات المبعثرة والعالقات المفككة إلى كل واحد؛على تو

.أو المنظومة السياسية المنشودة األجزاء لتكوين الكل صياغة المنظومة اإلسالمية التي تعمل على تفسـير الظـاهرة السياسـية و وضع القواعد العامة .4

.اوتفاعالته) التنظيم الدولي المعاصر(وتزاوج بين النظرية ،إن خطوات البحث هذه يفترض أن تتميز بدرجة عالية من االنتظامأخيرا،

.بهدف تحقيق غايات الدراسة ونتائجها ،ومعطيات الواقع

Page 5: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

5

؟إسالميالدولي المعاصر من منظور تنظيمدراسة ال ضرورة ما أهمية و: ثانياأن النظرية اإلسالمية والفلسفة التي تقوم عليها العالقات بين الدول " سليمانأبو عبد الحميد يرى

إلى وحدة األصـل اإلنسـاني قطعيالرؤية اإلسالمية للسالم تستند بشكل و .تركز على فكرة السالماألسس الثابتة والوحيدة لفهم طبيعـة اإلنسـان تشكل هي و ،والمصالح المشتركة أو المصير المشترك

من المهم أن ندرك أن اإلسالم و ."وطبيعة العالقات الشخصية البيئية والتفاعالت الدائرة بين الجماعاتأن طبيعة اإلنسان ومصالحه وعالقاته في تفاعلها وتالحمها إنما تماثل الحلقات الدائرية المتداخلة، يقرر

تركـز فـي العالمية األخرى األيدلوجياتو الفلسفات فإن ،في المقابلو .تبدأ بالفرد وتنتهي باإلنسانيةهـذه و .أضـرارها ، ومحاولة الحـد مـن جهودها نحو السالم على كيفية إدارة المنازعات والحروب

الفلسفات الغربية إنما تقوم على أساس مفهوم القومية وصراع الجماعات والطبقات، وبذلك تؤكد علـى وعادة ما ،العامل السلبي في العالقات اإلنسانية في اختالف المفاهيم والمصالح والتوجهات المتعارضة

وبـالرغم .الحياة واألحياءالدمار بوإنزال األضرار و ،يؤدي هذا الموقف التنازعي إلى وقوع الحروبالطريق الطويل الذي يسلكه المجتمع العـالمي علـى خطـى أن فإنه ال بد لنا أن ال نتجاهل ،من ذلك

كما يمكن إلبقاء عليه،ويجب ا ،الوظيفية العالمية ونمط المنظمات الدولية يعتبر تقدما عظيما وملموسا .5اق والسالم التي يكفلها اإلسـالم ء، وفي ظل مباديء الوفتطويره وتحسينه من خالل إطار فلسفي بنا

غايـة و بالرغم من أن ارتكاز الرؤية اإلسالمية للعالقات الدولية على السالم كأصلو من جانب آخر،لعالقـات الدوليـة، أخذ مكانه في الواقع العملـي ل ، إال أن المنظور اإلسالمي لم يفي العالقات الدوليةدفع نحو بناء منظومة إسـالمية أو يهو ما و النزاعات الدولية،و تسوية الصراعاتخاصة على صعيد

.الدراسةو هو مجال آخر للبحثو فض المنازعات،و إطار فكري مكمل في مجال إدارة الصراعاتوالعالقات الدولية المعاصرة أصبحت من التداخل والتفاعل الدولي إن الواقعفمن ناحية أخرى،

نظمـات الدوليـة كالدولـة القطريـة أو الم ـ من وحداته أو مكوناتـه وحدة ألي بد بشكل أصبح الوذلك حسب موارد ،هفيه ويتأثر ب يؤثربشكل أي مجتمع إنساني في تتفاعل أن ـ ، وغيرهاواإلقليمية

واإلسالمية من أكثـر المجتمعـات تـأثرا بطبيعـة المجتمعات العربيةتعتبر و .إدارتهاالقوة وطبيعة .حجم االهتمام الدولي بالمنطقـة و ،بحكم األهمية االستراتيجية ة المعاصرة؛يالدول السياساتات والعالق

إيجابـا علـى وأعربية أو اإلسالمية فاعال مهما في التأثير سلبا الالمنظمات الدولية غير وقد أصبحتالمنظمات الدوليـة أن ذلك في ضوء معطيات الضعف الذي نعيشه، خاصة ،الواقع العربي واإلسالمي

فـي عهـد القرن العشرين، بداياتمنذ نشأت ،معاصرةة ظاهربشكلها المتعارف عليها حاليا تعتبر واستنزاف األمة ، والواقع السياسي المتدهور للمجتمعات العربية اإلسالمية،الضعف العربي واإلسالمي

اإلسرائيلي، والخالفـات _ العربي راعقضية الصو ،العربية واإلسالمية في قضايا االستقالل القطريب الرؤية أو الدور السياسي للمنظور اإلسالمي عن قضايا يالسياسية بين دول هذه األمة، وتغي تجزئةوال

. العصر

Page 6: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

6

تلعب دورا أساسيا في المجتمع الـدولي، ات الدولية السياسية أصبحت فإن المنظم ،في المقابلو . ودورها السياسي في مختلف مناحي الحياةتها أهميال يمكن ألي مشروع حضاري تجاهل و

البحث عن ماهية الرؤية اإلسالمية تجاه المنظمـات الدوليـة ال بد منما سبق فإنه وفي ضوء مسـتجدات العصـر و سالم تدعو إلى االجتهاد في قضـايا ن طبيعة اإلخاصة أ ،وكيفية التعامل معها

هذه الظواهر اإلنسـانية التـي امالسلبية أم وأوعدم الوقوف أو الجمود الفكري والسياسي وظواهرها، العربي واإلسالمي إلى ظـاهرة وضرورة انتقال المجتمع ،تؤثر في حياة المجتمع العربي واإلسالمي

كمـا أننـا .ولكن ضمن رؤية فكرية حضارية واضـحة ،ل والتأثير والفاعلية تجاه هذه الظواهرالفعيسـتطيع أن يتعامـل مـع الذي ،طالبون بتقديم البديل السياسي الدولي الحضاري اإلسالمي العالميم

إلى إحداث نظام عـالمي تباعه أن اإلسالم يدعو ذلك أ اصرة؛مستجدات العصر وظواهره الدولية المع بالدخول فـي ، الذي أمر الناس جميعاأداء واجب الطاعة والتسليم هللا تعالى" تحقيق يعني جديد، وهذا

وألن ذلك هـو ... .وتنظيم شؤونهم وتدبير أمور حياتهم في عدل موثوق وإخاء مسؤول ،سالماإلدين ومن ،بالحاضر الخاويةيمة واآلالم لمنافسة المتواصلة والمعاناة العقنقاذ البشرية من اإلالطريق الوحيد

يسـوده السـالم والعدالـة ،فإن التزام المسلمين بنظام عالمي ،ولذلك ...الوشيك في المستقبل الدمار .6"هو التزام ديني ومنفعي معا ،واإلخاء

الحضارات واألمـم بن طبيعة عالمية اإلسالم تدعو إلى االتصال أ ومما يؤكد ضرورة ما سبقرسالة حضارية إلى أمم أخرى غير مسلمة يفرض "األخرى، فما دامت األمة والدولة اإلسالمية تحمل

عليها الشرع االتصال مع هذه األمم، وعملية االتصال هي في حقيقتها تفاعل حيوي، أي تتفاعل مـع إن هذه الطبيعـة العالميـة .7"ع الدائمالتجديد المستمر والتنو يقتضيهذه األمم تأثيرا وتأثرا، والتفاعل

يعني تجاوز مجموعة من المثالب في هذا ،التصال الحضاري مع اآلخريق اوتوجهه نحو تحق ،لإلسالم :8أهمها ،المجال ).وهو ما يعني غياب الحركة والتفاعل مع اآلخر(مثلب الجمود والتوقف .1

وهو يعني التخلف عن لحظتهـا وواقعهـا المعـاش (مثلب العيش خارج نطاق الزمن الحاضر .2 ).عهاومتابعة التطورات والمستجدات والتفاعل م

موقع األمة أن يكون لهالعجز اتبريرووهو يعني رضا باألمر الواقع، (اهن مثلب الدفاع عن الر .3 ).في النشاط اإلنساني العام

وهو ما يرتبط بضرورة التجديد في الفكر والحركة (وعي الموقف المحيط بالحركة مثلب افتقاد .4والتجديد في إدراك مقاصـد ، الخارجي، والتجديد في التعامل والمؤسسات والرؤى والسياسات

حتى ال تعيش هذه األمـة خـارج دائـرة ؛ هذا التعامل، وفي ترتيب أولويات القضايا والواجب .)العصر

Page 7: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

7

أو مغالبـة هـذه هو جزء مـن دفـع ، رؤية إسالميةخالل من ، إن دراسة المنظمات الدوليةواالنتقال إلى الحركة والتواصل الحضاري، وكذلك جزء من الفعالية الكونية لإلسالم، وبشكل ،المثالب

.خاص في المحيط السياسي الدوليال بد أن نؤكـد ،المنظمات الدولية التعامل معتجاه وقبل أن نخوض في بلورة الرؤية اإلسالمية

: علىالمتغيرات التي تخضـع و) ديطار العقائخاصة في اإل(ضرورة التفريق بين الثوابت اإلسالمية .1

وبشـكل خـاص ،)خاصة في إطار المعامالت(اإلسالمي في مستجدات العصر آللية االجتهاد " ."والسياسة الشرعية خصوصا ،عموما" السياسة"فيما يعرف بـ

،ال ينبغي أن نجعل أكبر همنا مقاومة كل جديد، وإن كان نافعا، وال مطاردة كل غريب"وكذلك .2وإن كان صالحا، وإنما يجب أن نفرق بين ما يحسن اقتباسه وما ال يحسن، وما يجب مقاومتـه

.9"فيه الثبات والتشدد، وما تقبل فيه المرونة والتطورا ال يجب، وأن نميز بين ما يلزم وم . 10"ن تطبيق الشريعة وتنزيلها على الواقع منوط باالستطاعة واإلمكانإ"وكذلك .3

، وهـو مـا ، كما تنص على ذلك القاعدة الفقهية)تغير األحكام بتغير األزمانال ينكر (وأخيرا، .4يتغير عرف أهلـه كثير من األحكام تختلف باختالف الزمان، "فـ يؤكده المحققون من العلماء،

منـه أوال للـزم عليه فساد أهل الزمان، بحيث لو بقي الحكم على ما كانلحدوث ضرورة، أو خالف قواعد الشريعة المبنية على التخفيف والتيسير، ودفع الضـرر لر بالناس، والمشقة والضر

اتفقت كلمة " :أحد العلماء بقولهإليها يشير التي تتغير بتغير الزمانضابط األحكام و. 11"والفسادهي األحكام االجتهادية التـي الق الناسخالمذاهب على أن األحكام التي تتبدل بتبدل الزمان وأ

على القياس ودواعي المصلحة، فإذا أصبحت ال تتالءم وأوضاع الزمان ومصلحة النـاس بنيت ـ و .12"والشريعة منزهة عن ذلك ،وجب تغييرها، وإال كانت عبثا وضررا هرة اال شـك أن ظ

رتبط بمصـالح وت ،مستجدات العصردائرة صب في ، تالتعامل معهاكيفية و ،المنظمات الدولية .المسلمين

األهداف و األسسماهيته و :المعاصر الدولي التنظيمالمنظور اإلسالمي تجاه : ثالثامن خالل تحديد العناصـر ه المنظمات الدولية المعاصرةاإلسالمي تجا تحديد ماهية المنظور سيتم

:األساسية التالية .اإلسالمي المنظور التنظيم الدولي المعاصر وغايات و أهداف - أ .المنطلقات العامة للمنظور اإلسالمي تجاه المنظمات الدولية المعاصرةو القواعدو األسس - ب

Page 8: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

8

:و المنظور اإلسالمي التنظيم الدولي المعاصرغايات أهداف و -أ مع اإلشارة إلـى مـدى توافقهـا ،غايات المنظمات الدوليةو هدافطبيعة أسنتناول هنا تحديد

.المنظور اإلسالمياشتراكها مع والمعلنة المنظمات الدولية المعاصرة تدور أهدافها وغاياتها ومبررات وجودها التنظيم الدولي أو ها أعضـائ بين " التعاون"تحقيق و ،"األمن والسلم"تحقيق : هما ،غايتين أساسيتين ـ بشكل عام ـ حول

فتـوح مين هذين الهـدف مضمون ولكن. 13في جميع أو بعض المجاالت التي يتفق عليها بين األعضاءمـا مـن سـوء وال يعني براءته ،ايخضعان لتفسير أعضائهو ن في المعنىفضفاضافهما ؛ضوابطال

ا نحـو متوجيهه وأ فقط،أعضاء المنظمات بعض مصالح تفسير يخضع للأو خضوعهما االستخدام، حقق األمن تبحيث ي ،أو تسخير اآلخرين ،قوم على تمجيد الذات والهيمنةتالتي نانيةالمصلحة الذاتية األعناصـر ممن يملكون ،األعضاء أو لبعض األعضاء المتنفذينمن محدودة جموعة والسلم والتعاون لم

وما تراه وتقرره لها أو لألعضاء هذه المجموعة،ه سرفهم األمن والسلم إال بما تفيال و ،القوة والهيمنة .األقوياء في بعض المنظمات الدولية

بين أعضاء " التعاون"غاية وتحقيق ،"األمن والسلم"هدف تحقيق فإن ، اإلسالميمنظور ال ووفقمبدأ يحكم الحراك اإلسـالمي فـي السياسـة أو و غايةهو ،المجتمع اإلنساني أو مجموعة من الدول

،أي الخيرية للصالح اإلنساني العام ؛"البر والتقوى"التعاون على مرتبط بإطار ، ولكنه العالقات الدولية مسلو صلى اهللا عليهـ ، لقوله آلخرينباأو إضرار ضرر بشرط عدم إلحاق ،مجموعة دول لصالحأو منظومة و ،عموما عدم اإلخالل بمنظومة القيم اإلنسانية األساسيةكذلك و .14"ال ضرر وال ضرار": ـ

العدالة، الوفاء ، ووحدة األصل اإلنساني ،المساواة: مثل( ،خصوصاالقيم اإلسالمية في العالقات الدولية ال ينفي أو الغايات في المنظمات الدولية من جانب آخر، إن سمو هذه األهداف). وغيرها ...بالعهود،وهو ما يسميه علماء مدى تطابقها مع هذه األهداف، و ،النظر إلى طبيعة الممارسات ونتائجهاضرورة الـنـظر "مما هو معلوم أن الشاطبي كما يقول اإلمامو ،15"مآالت األفعال"الفقه اإلسالمي بـ أصول

.16"كانت األفعال موافقة أو مخالفة ،في مآالت األفعال معتبر مقصود شرعا

: العامة للمنظور اإلسالمي تجاه المنظمات الدولية المعاصرةالقواعد و األسس -باإلسـالمي لحـراك لاإلطار العام شكلء العامة تىالمباد وأهناك مجموعة من القواعد واألسس

من والمبادئالقواعد هذه تكون تو .منظمات دوليةما تشمله من و على صعيد العالقات الدوليةورؤيته :التالية المستويات

.د العامة للشريعة اإلسالميةالمقاص مستوى -1

.المبادىء اإلسالمية العامة في مجال العالقات الدوليةمستوى -2 .الفقهيةو القواعد األصوليةمستوى -3

Page 9: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

9

."فقه االعتبارات"و االجتهاد التطبيقيمستوى -4 :المقاصد العامة للشريعة اإلسالميةمستوى )1

يشكل محورا أساسيا أو جوهريا في المقاصد العامة للشريعة اإلسالمية ب يعرفاللجوء إلى ما إن نطاق السياسة والعالقات الدولية، فيسواء ،حراك اإلسالميالو الحضاريةرؤية عام للالطار تكوين اإل

. في بقية مجاالت الحياة أومكونات المجتمع الدولي، تجاه وأالمنظمات الدولية مقاصد وأهداف و قبل الخوض في تحليل العالقة بين المقاصد العامة للشريعةو

.وطبيعتهامن تحديد ماهية المقاصد بد ال ،كأحد مكونات العالقات الدولية والمجتمع الدولي

:ماهية المقاصد العامة للشريعة اإلسالميةوإنما تم التركيز ،17"لم تحظ مقاصد الشريعة بتعريف دقيق جامع مانع" أنهالباحثين بعض يرى

اكتفـى ، مؤسس علم المقاصدفالشاطبي، .و جوهر الرسالة الحضارية للشريعةعلى الغايات العامة، أأي مصلحة العبـاد فـي . 18"لمصالح العباد في العاجل واآلجل معاهو إن وضع الشرائع إنما " :بالقول

المقصد العام للشريعة اإلسالمية هو " أنالبعض اآلخر من علماء المسلمين إلى ويشير. الدنيا واآلخرةواستمرار صالحها بصالح المستخلفين فيها، وقيامهم بمـا ،عمارة األرض، وحفظ نظام التعايش فيها

. 19"واستقامة كلفوا به من عدلوقد لخص أحد الباحثين المعاني التي تداولها العلماء في موضوع المقاصـد العامـة للشـريعة،

:20نستعرض أهمها فيما يأتيدرءا لمفسدة، أمعن المقاصد بمطلق المصلحة، سواء أكانت هذه المصلحة جلبا لمنفعة البعض عبر -

تخص منفعـة معينـة أو بعـض المنـافع القليلـة ، أم كانت تىأم كانت مصلحة جامعة لمنافع شفإن مقاصد الشريعة مبناها وأساسها على " :بقوله ةوالمحصورة، وهو ما عبر عنه ابن القيم الجوزي

الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمـة .21"كلها

وعبـر عنهـا ."رفع المشـقة "أو ،"ورفعه وقطعه ،الضررنفي "ـ ب هاعناآلخر كما عبر البعض - . "وتقرير التيسير والتخفيف ،رفع الحرج والضيق"ـ بآخرون

المصلحة "في نطاق تأتيإن التعريفات أو المفاهيم تراوحت ما بين مفاهيم أو تعاريف ف وبصورة عامة، :الشرعية الخمس الشهيرة، وهـي الكليات جاءت في إطار م، أو ما عبر عنه ابن القيمثل ،"العامة

.حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمالرة الكون والصالح اإلنسـاني وعما" مصلحة العباد"ن مجمل هذه المقاصد تدور حول أوال شك

،اإلنسـانية أو مصلحة وخيـر التعاون على صالح يدور في فلك لمقاصد امعنى ، فإن ومن هنا .العام . وإقامة العدل في األرض ،شريوالتعايش الب ،المجتمع اإلنسانيتنمية و ،وإصالح الكون

Page 10: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

10

فمن المعلوم أن أحكام الشـريعة إنمـا : "يلخص العالمة يوسف القرضاوي هذه المعاني بقولهو . 22"جاءت لتحقيق مصالح العباد، وإقامة القسط بينهم، وإزالة المظالم والمفاسد عنهم

شكل أرضية أساسية فـي بنـاء المقاصد العامة للشريعة تن إيمكن أن يقال ،بناء على ما سبقالصالح اإلنسـاني " أو " مصلحة العباد"طالما اتجهت نحو ،المنظمات الدولية المنظور اإلسالمي تجاه

"األمـن والسـالم "أي طالما كانت تتجه نحـو تحقيـق ؛"إصالح المجتمع اإلنساني وخيره" وأ" العام . خصوصـا اإلسالميالمجتمع و عموما، المجتمع اإلنساني العادل والخيرتنمية و نحو بناء" التعاون"وفـي المنظمـات " السالمو األمن"ربما من المهم اإلشارة هنا إلى مفارقة حول مفهوم أو هدف تحقيق و

التعديل إذا قرر أعضاء هذه المنظمات و قابل للتغيير Functionalالدولية هو مفهوم أو هدف وظيفي استمرارية هذه المنظمات، بينمـا فـي المنظـور و ييره أو تعديله، مع الحافظة على وجودالدولية تغ

هو جزء عضوي أو بنيوي مـن الكينونـة الحضـارية " السلمو األمن"اإلسالمي فإن مفهوم أو هدف . للرسالة اإلسالمية ال يمكن إلغاؤها أو تغييرها برغبة من أصحاب هذه الرسالة اإلسالمية

وقواعـد أو منطلقـات المقاصد واالعتبارات المذكورة سابقا تمثل تأطيرا أساسيا إن جميع هذهأطـر التعامـل و المنظمات الدولية المعاصـرة لبناء المنظور اإلسالمي تجاه عامة للحراك اإلسالمي،

اإلسالمية من دائرة الفعاليـة فـي المجتمـع الـدولي أو األدوار لمواقفنسحاب امنعا المعها، وذلك .ودائرة الحياة اإلنسانية عموما ،ومؤسساته ،23ترتبط المقاصد العامة للشريعة بضرورة التحقق من مـآالت األفعـال يجب أن ،في المقابلو

فاإليمان يـرتبط ،إنما يسعى للتحقق من ذلك عمليا أو فعلياو بتحديد المقاصد العامة، بالتالي ال يكتفىوسواء علـى الصـعيد ،ممارساتهاو فإن نتائج المشاركة في المنظمات الدولية ،لذلكو .بالعمل الصالح

ورلدا مدى تفعيلتقرر مدى تحقق المقاصد العامة، والتي هي ،الداخلي للمنظمات أو الدور الدولي لها المجتمع الدولي، لية ليس فقط علىالفعاو سحب هذا الدورعلى أن ين الحضاري في المجتمع اإلنساني،

إخضـاعها و إنما أيضا ضمن دائرة توجيه هذه المنظمات الدولية نفسها، من خالل محاولة توجيههـا و . قراراتهاو المساواة في ممارساتهاو لمبدأ العدالة

من جانب آخر، ربما كان من المناسب اإلشارة هنا إلى عالقة نظرية القواعد الدوليـة اآلمـرة، طبيعة المنظور الحضـاري و تي تخضع لها أو التي يجب أن تلتزم بها المنظمات الدولية المعاصرة،ال

كما يشير الباحث محمد الموسى في دراسته حول القواعـد عموما، . اإلسالمي تجاه المنظمات الدوليةـ حسب آراء بعض الباحثين الغربيين، بأنه -الدولية اآلمرة ال و للدول ال يجوز ـ كما هو معروف

و .ظـر الخـروج عليهـا أي يح للمنظمات الدولية مخالفتها؛ ألنها تمثل مبادىء دولية عرفية حظريةأفق االتجاهـات الدوليـة المعاصـرة و هذه القواعد الدولية اآلمرةيستعرض في دراسته أهم و يلخص

:24المؤيدة لهذه القواعد في

Page 11: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

11

.اإلنسانيةالجرائم ضد و تحريم اإلبادة الجماعية .1 .حماية حقوق اإلنسان األساسية .2 .الحق في تقرير المصير .3أن استخدام القوة من المنظمات الدوليـة و ،في تسوية النزاعات استخدام القوةالعدوان و تحريم .4

. يجب أن يكون منضبطا وفق االلتزام بالقواعد المذكورة أعاله استثنائية وفي حاالت يكون

هذه القواعد، التي تخضع لها المنظمات الدولية المعاصرة، تتوافق مـع عموما، يمكن القول إن المقاصد العامة للشريعة اإلسالمية، سواء من حيث حفظ الضروريات الخمس، أو من حيث االلتـزام

.عدم قتل المدنيين، أو غير ذلـك : األسس األخالقية التي فرضها اإلسالم في الحرب، مثلو بالضوابطممارساتها في العالقات الدولية، باإلضافة إلـى قواعـدها و مبادئهاكذلك و لشريعة،إن كانت مقاصد او

.الحروب، سابقة بمئات السنين على هذه القواعد الدولية اآلمرةو األخالقية في الصراعاتتفعيال لتطبيق جوهر مقاصد و من ناحية أخرى، إن هذه القواعد تشكل إطارا معاصرا أكثر قبوال

كذلك تشكل هذه القواعد و .المللو قبل المنظمات الدولية التي تحتوي أعضاء كافة األديان الشريعة منمبادئها و مقاصد الشريعة اإلسالميةو مقبوال لممارسات المنظمات الدولية بشكل يتوافقو إطارا ضابطا

.الدولية :العامة اإلسالمية في مجال العالقات الدولية المبادئمستوى )2

وأالعامة اإلسالمية التي تؤطر الحراك اإلسالمي الدولي تجاه بيئة المبادىءهناك مجموعة من تتالقى في المبادىءهذه و ،)والتي منها المنظمات الدولية المعاصرة( ،نظام ومؤسسات المجتمع الدولي

اإلسالمي التشريعي النظام وهي منبثقة منأحيان كثيرة مع طبيعة المقاصد العامة للشريعة اإلسالمية، .سالمته ومنطقيته وصالحيتهجزء من تعبر عن و ،

التي ،طبيعة القواعد العامة اإلسالمية حيعملية توضمن اجزءالعامة المبادىء ويعتبر تناول هذه .المنظمات الدولية المعاصرة تجاهوالحراك اإلسالمي ماهية الرؤيةتحدد

:25يلي العامة ما المبادىءوأهم هذه العـدل مبـادىء و قـيم ، وما يقتضي ذلـك تحقيـق "األخوة اإلنسانية" أووحدة األصل اإلنساني .1

:والحرية والمساواةيا أيهـا " تقرر الشريعة اإلسالمية وحدة الجنس البشري وانتسابه إلى أصل واحد هو آدم وحواء

فـإن وحـدة ،بالتاليو .دينه عرقه أو يز في لونه أويتم بدونو ،26"أنثى و الناس إنا خلقناكم من ذكراإلسالم يدعو ف أفراده،قتضي العدل والمساواة في التعامل مع المجتمع اإلنساني وهذه تاألصل اإلنساني

وال يجرمنكم شنآن قوم: "تعالى هم، قالبغض النظر عن دين حتى لو كانوا أعداءه، ،مع اآلخرين للعدل

كمـا أن الـدين ، 27"الله إن الله خبير بمـا تعملـون اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقواعلى أال تعدلوا متى اسـتعبدتم ( على أساس مبدأ المساواة بينهم ؛فراده، ورفض االستعبادألحرية مبدأ ال اإلسالمي كفل

Page 12: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

12

يعنـي واة والحرية في العالقات الدوليـة والمساوإن تحقيق العدل . )الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارافيها من جهة، والتعـاون ضد كياناته أو وحداته زياتخاذ كل الوسائل الممكنة لمنع الظلم والفساد والتمي

لـذي االقانون جوهر و نظام الحياةأساس الحرية و ع اإلنساني لجعل العدل والمساواةمع وحدات المجتم و بذلك فإن أي منظمات تحمل في أهدافها و دوافعها الدعوة .ن جهة ثانيةم ينظم حياة المجتمع الدولي

في المجتمع اإلنساني، تعتبر وسائل وأدوات ضرورية والزمـة الحرية و والمساواةإلى تحقيق العدالة في و ،المنظور اإلسالمي متوافقة معتعتبر ها، وبالتالي فإنتلك األهداف والمباديءفي تحقيق للمساهمة

.أهدافهو من وسائله في تحقيق مبادئه االوقت جزء نفس

: لم هو األصل في العالقات الدوليةالس .2

اآلخرينلى بناء عالقاته الخارجية على أساس السلم أو السالم مع في دعوته عاإلسالم يحرص ،الدوليـة هو األصل في عالقاته هذا و وكيانات دولية،دوال ا أمأفراد سواء أكانوا من غير المسلمين،

.28وا هذا المبدأكاآلخرين لم ينتهأن طالمارسالة حضارية يدور حراكه و ،في اإلسالم هو مبدأ وغاية حضارية كونية" السالم"أو " السلم"إن

فإن سياساته وعالقاته مع المجتمع الدولي ،وبالتالي .ها لبني البشر أو المجتمع الدوليالدولي نحو تحقيقاألمن والسـلم "المنظمات الدولية المعنية بتحقيق مثل ،الهيئاتوإن كل األدوات أو . بهذا المبدأتأطر ت

يصب في مصلحة الخيـر إنساني، تمثل نقطة التقاء مع الرؤية اإلسالمية نحو عمل مشترك ،"الدوليينـ ن السالم العالمي هو أ"ومعتقداته أو طوائفه، كما تهاة ديانكافاإلنساني العام، ب ة الهدف النهائي للنظري

والوصول إلى هذا الهدف هو مطلب المستقبل لجميع األمم، والطريـق اإلسالمية في العالقات الدولية،وإن اإلسالم يعلم كافة البشر أن باستطاعتهم دومـا .ديات التي تفوق طاقة أمة بمفردهاإليه مليء بالتح

ف الحقول المشتركة فيما بينهم، ولكـي يعمقـوا أن يتشاوروا وأن يتحاوروا ويتعارفوا من أجل اكتشاإدراكهم للمثل اإلنسانية الفطرية التي تجمعهم، وليسهموا معا في بناء عالقـات دوليـة بنـاءة تتسـم

.29"باإليجابية والموضوعية والمستقبلية، وبالعدالة قبل ذلك كله

:التعاون واالعتماد المتبادل .3حيـث هو ضرورة بشرية؛و ،اإلنسانية الحياةدأ التعاون واالعتماد المتبادل سنة من سنن مب يعد

ال يستطيع سد حاجاته أو القيام بمهامه أو أهداف وجوده بمفرده، فكـان ،"الطبعباجتماعي " اإلنسان نإ .لتحقيق المصالح المشتركة وما ينتج عنه من عملية االعتماد المتبادل ،ال بد من التعاون

" :مالئم لطبيعة اإلنسان أو البشرية، كما تشير اآلية الكريمةالهو و ،وهذا الدين هو دين الفطرةفأقم وجهك للدين حنيفا فطرة اهللا التي فطر الناس عليها ال تبديل لخلق اهللا ذلك الدين القيم ولكن أكثـر

ه مـع الحيـاة اإلنسـانية أسسـه ومبـادؤ تتالءم و من الطبيعي أن تتناسقفكان . 30"الناس ال يعلمونلهـذا ـ أيضـا ـ التعاون واالعتماد المتبادل هو غاية ووسيلة فإن ناحية أخرى، من و. وضروراتها

Page 13: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

13

ويتضمن األمر بالتعاون تقرير االعتمـاد المتبـادل ."وتعاونوا على البر والتقوى: "تعالى قال ،الدينبين الـدول أو ،كسياسة عامة في تسيير العالقات بين مختلف أطراف الوجود اإلنساني بجميع مكوناته

إال أن التعاون واالعتماد المتبادل في ضوء الطرح اإلسالمي منضبط بمنظومـة ،المنظمات أو األفراد" التعـاون "خرى كالعدالة والمساواة وغيرها، وإال فقد تحولـت عالقـات اإلسالمية األ المبادىءو القيم

والتكتالت نحو الهيمنة لصالح القوى وخدمة منافع األقوياء من واالعتماد المتبادل إلى نوع من التحالف ضمن النظرية ]المرتبط مع القيم[ن هذا النمط من التعاون أ"كما .تدفع اإلنسانية ثمنا لهاوالتي الدول،

ي والحضاري العام، وهـو الـذي اعهو أحد عوامل التطور االجتم ،اإلسالمية العامة للعالقات الدوليةيؤسس لبناء السالم الحقيقي بين مختلف األمم والشعوب، ويحد من إمكانيـات حـدوث النزاعـات أو

.31"وب الحروب والصراعات فيما بينهانشيانات والجماعات كإلى ال ،بدءا من األفراد ،متبادل مستويات عدةيتخذ مبدأ التعاون واالعتماد الوالتعاون "تحقيق الالزمة لو األساسية المعنية الكياناتفإن المنظمات الدولية هي أحد ،من هناو .والدول

بالخطاب أو المستهدفة الهيئات المعنية ىحدإوبالتالي هي بين المصالح اإلنسانية، " المتبادلواالعتماد الصالح "الداعي إلى تحقيق التعاون البشري ضمن منظومة القيم الفطرية المنضبطة لتحقيق ،اإلسالمي

".اإلنساني العام

:"عولمة الرحمة"و "البالغ" / "الدعوة" / "العالمية" .4قال ،جمعاءلإلنسانية والبشرية " عالمية دعوة"فهي عالمية؛ رسالةالمية الرسالة الحضارية اإلس

هذا يقتضي مـن أصـحاب هـذه الرسـالة و .32"ونذيراوما أرسلناك إال كافة للناس بشيرا : "تعالىللمجتمعات اإلنسانية والمجتمع الدولي بجميـع مكوناتـه بها" البالغ"بـ الحضارية العالمية، التكليف

االنفتـاح " البالغ"و "العالمية"و "الدعوة"مقتضيات وإن ).إلخ...مات، دول، منظمات دولية،أفراد، حكو(وما أرسلناك إلا " ،"عولمة الرحمة"أيضا الرسالة اإلسالمية معنية بـ . والتواصل الحضاري مع اآلخر

ينالمة للعمحالتـراحم "بالتالي بناء العالقات الدولية أو على مستويات أخرى على أساس من و ،33"ر"، الحـراك و للرؤيـة هذا كله يمثل إطارا عاما إن . الخير اإلنسانيو قيق السالمهو ما يشكل دافعا لتحو

غيـر " المنظمـات الدوليـة " والتي منها ،اإلسالمي الدولي تجاه المجتمع اإلنساني أو الدولي بمكوناتهفهـي المي أو للدعوة والبالغ اإلسـالمي، هذه المنظمات تعتبر غاية ووسيلة للحراك اإلسف اإلسالمية،

هانإالرسالة الحضارية اإلسالمية، ووسيلة من حيث مضامين و غاية من حيث ضرورة إبالغها بطبيعةلخيـر أو ا"في السعي نحـو تحقيـق افههديساعد أو يتشارك في بعض جوانبه وأ" ادولي انبرم"تعتبر

إلى مكوناتقضايا الفي مختلف الرؤية اإلسالمية غالبمنبرا إلتعتبر اكما أنه ،"الصالح اإلنساني العامال يعني أن هـذا ال ينفي أو إن تفاعل الرؤية اإلسالمية في هذا المنبر و .المجتمع اإلنسانيأعضاء ون الرسالة الحضارية أكما .ه الذين يتحكمون في حركته ودورهوالعبوليست له قوانينه " المنبر الدولي"

Page 14: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

14

ومقاومـة ،إعمار الكونو ،في األرض بمحاربة الفساد دعوتهاو في رسالتها العالمية اإلسالمية معنيةلمنظمات تحالفات مع الدول وابإقامة ضي قيمما ؛ضخمة ، وهذا يتطلب جهودا جماعيةالظلم والعدوان

مـن بعض المنظمات الدولية لهوهو ما تهدف ،المعنية في تحقيق الخير والعدالة لإلنسانية والشعوب .قلالناحية النظرية على األ

:المواثيق واحترامها و بالعهود الوفاء .5العدالـة و حقيق التعاون واالعتماد المتبادل،تحقيق األمن والسالم للبشرية، وتن أمما ال شك فيه

،"الـبالغ "و "الدعوة"و "العالمية"لتفاعل اإلسالمي مع محيطه الدولي ضمن طبيعة او والخير لإلنسانية،أشـرنا اكمـ يتطلبن والفساد في األرض وإعمار الكون، لمحاربة الظلم والعدوا السعي اإلسالمي و

الـدول مـع و األمة اإلسالمية مـع األمـم األخـرى، هاتشترك في ،جهودا ضخمة وجماعيةـ سابقا تعاون عالقاتحتاج إلى كله يإن هذا . والمنظمات الدولية المعنية بتحقيق الخير والصالح اإلنساني العام

تحقيـق هـذه من مكن نتحتى ؛الدوليةوالمنظمات األخرى األمم ومة اإلسالمية األبين تعاقد و وتحالف التحالفـات تقتضـي إيجـاد و هذه العالقاتو ،التي يدعو لها اإلسالمالغايات والقيم اإلنسانية السامية

تشكل مرجعا ضابطا و ،ووسائله ومجاالته اتهوتحدد غاي ،معاهدات واتفاقيات تنظم أشكال هذا التعاونفإن اإلسالم معني تماما بااللتزام بهـذه العهـود ،ومن هنا. لمنع حدوث المنازعات بين هذه األطراف

والدول الدولية، المية والمنظماتسمن تنظيم العالقات الدولية بين األمة اإلتعتبر جزءا التي ،والمواثيقحرصـه مع اآلخر كجزء من يؤكد على االلتزام واحترام العهود والمواثيق هأنو خاصة غير المسلمة،

يـا أيهـا : "قد أكد القرآن ذلك في قوله تعالىو مصالح األمة اإلسالمية،و اإلنساني العام،الصالح على .34" أوفوا بالعقود الذين ءآمنوا

في العالقات الدولية أو التعـاون إن احترام العهود والمواثيق جزء أصيل في النظرية اإلسالميةبما ،و غيرهاأالعسكرية وأالسياسية وأاالجتماعية وأسواء االقتصادية ،معاهداتوإن عقد ال ،الدولي

،وبالتـالي . هو ضرورة أساسية ضمن آلية التعاون على البر والتقوى وإعمار الكون ،خدم اإلنسانيةي ،وإعمـار الكـون ،تحقيق العدالة والسـالم لهدف التي ت ،ليةالمنظمات الدو فإن التفاعل اإليجابي تجاه

أصيل في الرؤيـة جزء هو والصراعات بين الدول، لحروبا ومنع ،ومحاربة الفساد والظلم والعدوان هـذه الغايـات و .األهـداف و ما دامت في إطار هذه الغايات والمقاصـد ،اإلسالمية من حيث المبدأ

" حلف الفضـول "في قبل اإلسالم دخل عندما ـ صلى اهللا عليه وسلم ـ الرسول المقاصد حث عليها ولقد حضرت بدار عبداهللا بن جدعان حلفا مـا : "وقال فيهأقره في مرحلة ما بعد اإلسالم، و لدفع الظلم،

. 35"لو دعيت إليه في اإلسالم ألجبتو يسرني به حمر النعم،

Page 15: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

15

:"التضامنية"أو " مبدأ المسؤولية الجماعية" .6ن التي تسعى للخير اإلنساني العام وتحقيق األم ،الدخول في المعاهدات واالتفاقيات الدولية يرتبط

بين وحدات المجتمع " التضامنية"أو " المسؤولية الجماعية"بمبدأ إسالمي آخر هو مبدأ والسالم والعدالة، فـي حلـف ـ صلى اهللا عليه وسـلم ـ كما فعل الرسول ،محاربة الفساد والعدوان والظلملاإلنساني

قولـه فـي كمـا ، الضعيف ومقاومة الظلم، وكذلك سعيا لتحقيق الخير اإلنساني العامالفضول لنصرة ومبدأ المسؤولية الجماعية أو التضامنية أوضح ما يكـون فـي ."وتعاونوا على البر والتقوى: "تعالى

ائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا مثل الق(:" ـصلى اهللا عليه وسلم ـ حديث الرسول من الماء، مروا على سفينة، فأصاب بعضهم أعالها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا

لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركـوهم ومـا أرادوا : اعلى من فوقهم، فقالوألمـر بـالمعروف ل أن دعوة اإلسالمكما .36هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا

لـم وتحقيـق الخيـر بمحاربة الفساد والظالبة كل مستطيع طجوهرها على م والنهي عن المنكر يدورالنهي عن المنكر هو تحمـل و لمعروفبا األمرفالتضامن أو التعاون الجماعي، و التشاركو ،والصالح

ولتكن {: ل تعالىاق ،الخيرية للبشريةو محاربة الظلمو الجماعية في تحقيق اإلصالحو المسؤولية الفرديةادع إلـى { : ويقول تعـالى ،37}يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر منكم أمة

مـن رأى (:ـعليه الصالة والسالم ـ يقول سيدنا محمد و .38}سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة . 39 )وذلك أضعف اإليمان ،فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ،منكم منكرا فليغيره بيده

التي تسعى إلى تحقيـق السـالم ،في المنظمات الدوليةالمنظور اإلسالمي يرى فإن ،ومن هناجزء من مبـدأ المشـاركة أو المسـؤولية الجماعيـة أو ، أنهاالخير اإلنساني العامو واألمن الدولي،

وتحقيـق العدالـة ،الفسادو التضامنية، بين األمة اإلسالمية مع األمم األخرى لمحاربة العدوان والظلمإن عدم التفاعل أو الفعالية اإليجابيـة تجـاه المنظمـات و .في األرضالخير اإلنساني العام و والسالم

سيؤدي إلى اإلضرار بالجميع وبوحدات ودول المجتمع اإلنسـاني الدولية في إطار تحقيق هذه الغايات أصـحاب القـوة من قبـل ، ويؤدي إلى نشر الحروب والصراعات، وخاصةغير المسلمةو المسلمة

.ة أو المستضعفةالضعيفالكيانات على ةالقويالكيانات و الجبروتو :الفقهيةاألصولية والقواعد مستوى )3

بفضل ما -نصوص الوحي المنزل"و الصالحية لكل زمان ومكان،ب اإلسالميطبيعة الدين تمتاز أن تحتفظ بقدرتها تستطيع -تزخر به من قيم كونية متعالية، ومبادئ إنسانية سامية لنظام واقعي أفضل

.40"على التكيف مع مختلف التحوالت اإليجابية التي تحاول النظم الوضعية المعاصرة أن تصل إليهـا التعامل مع متغيرات ومسـتجدات كـل قادرا علىبد لهذا الدين من مقومات معينة تجعله كان ال ،هنا

لهالقواعد األصولية والفقهية التي توفر و )الضوابط(مجموعة من وقد قام الفقه اإلسالمي على ،عصربط تكون بمثابة المرجع والضـا ، بحيث ومتغيراته اإلمكانية والقدرة على التعامل مع مستجدات العصر

Page 16: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

16

بما يجعله مرنا ،وتوفير الديناميكية الالزمة له ،في التعامل مع المتغيرات الجديدة" االجتهاد"العام آللية في ضوء اختالف خاصةمتطلباتها، و الحاجات البشرية بما يلبي متغيراتال متجددا قادرا على استيعاب

لقواعد هي بمثابة مصادر تشـريعية وهذه ا .تحقيق مقاصد الشريعةنحو سعياقوى البشرية، موازين الوأهم هذه القواعد أو .ختلفةطبيعة الواقع بمتغيراته المالحراك اإلسالمي وو الرؤيةوضوابط للعالقة بين

مـا المنظمات الدولية، تتمثـل ب تجاهللمنظور اإلسالمي التي تعطينا إطارا أو تشكل مصدرا الضوابط : يلي بنـاء استنباط الحكم في واقعه ال نص فيها وال إجماع، " :ويعني :)المصالح المرسلة(االستصالح .1

.41"اوال على إلغائهة ال دليل من الشارع على اعتبارها مصلحمراعاة على تقدير المصـلحة إلـى العقـول أمر أن يوكل"اإلرسال قد يراد به يشير أحمد بو عود إلى أن و

االجتهـاد المقصـود بـالعقول البشـرية و ...اعتباره لهاعدم وأ الشارع عتبارباالبشرية، دون التقيد .من خالل ما كسب من معارف وعلوم وتجارب وفهم للواقع ،البشري

بالمصـالح ) مسـتجدات العصـر (في حكمه على ما يستجد من أحداث مختلفـة هديتقيد المجت .رمت إليها الشريعة اإلسالميةواألهداف التي

إلى العقول البشرية، أو ال يتقيد في حكمه على ما يستجد من عندما يوكل أمر تقدير المصلحة واألخـذ وقد اختلف في ... ا إهدارا للنصوصاألحداث بالقياس على أصل منصوص، فإنه ال يعني طبع

بالمصالح المرسلة بين معتبر لها وغير معتبر، وقد يكون لمن قال بعدم األخذ بها من األسالف عـذره يوم فإن الغفلة عنها تعني أن الشـريعة عـاجزة عـن مواكبـة المسـتجدات لكن الو .في ذلك الزمان

بالتـالي و خيرهم الذي هو أعلـى مقاصـد الشـريعة، و متطلبات الحياة، غير عابثة بمصالح الناسو .42"مكانو مية في صالحيتها لكل زمانيناقضون ميزة الشريعة اإلسال

الطرق التشـريعية فيمـا ال أخصب"بأنها يقول عبد الوهاب خالف عن دور المصلحة المرسلة ويقـول .43"وحـاجتهم المتسع لمسايرة التشريع تطورات الناس، وتحقيق مصالحهم اوفيه نص فيه،

يها التشريع وجمهور فقهاء المسلمين يعتبرون المصلحة دليال شرعيا يبنى عل": ـأيضا ـ القرضاوي ـ .أو الفتوى أو القضاء ل إال بمطلـق ومن قرأ كتب الفقه وجد مئات األمثلة من األحكام التي لـم تعل

. 44"دفعأو ضرر ي مصلحة تجلبإن حاصل المصلحة المرسلة يرجع إلى حفظ أمر ضروري، ورفع حرج الزم في الدين، وأيضا "

من المقاصد، ، فهي إذن من الوسائل ال"ما ال يتم الواجب إال به"مرجعها إلى حفظ الضروري من باب .45"إلى باب التخفيف ال إلى التشديدورجوعها إلى رفع الحرج راجع د طبيعـة أطـر تحـد يدور في جوهره على قواعد و) االستصالح(إن العمل بالمصالح المرسلة

فـي الدواعي من استخدامه، وهذا الجوهر هو الذي يفتح الباب على كيفية استخدام المصالح المرسـلة .ومنها ظاهرة المنظمات الدولية المعاصرة ،العصر مستجداتو ظواهر

Page 17: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

17

درء المفاسد وجلب المصالح هو مقصـود الشـارع "إن : جلب المصالح ودرء المفاسدقاعدة .2م، وهذا المقصود حول اعتبار الشارع في تنزيل األحكام على الوقائع، بيد أن حـدوث الوقـائع األعظ

كون فعل في الوجود أبدا خالص المصلحة أو المفسـدة، تكون المصالح فيه مشوبة بالمفاسد، بحيث ال ي .46لوجوداصة عزيزة لن المصالح الخاإإذ

:47المفسدة ال بد من وأأنه حتى يحقق الوصف المصلحة ويشير بعض العلماء إلى .أن يكون النفع أو الضرر محققا مطردا ���� .غالبا واضحا، تنساق إليه عقول العقالء والحكماء رأن يكون النفع أو الضر ���� .زاء عنه في توصيل الصالح وحصول الفسادأن ال يمكن االجت ���� .من جنسه بمرجحا دضومعه، لضدأن يكون أحد األمرين من النفع أو الضر، مع كونه مساويا ����

درء و المعتبرة المصالحجوهر جلب في جعل ـ كما قال الشاطبي ـ وأهمية هذا المحور تتمثل إنمـا فعة مجتلبة شرعا والمفاسد المستدالمصالح ال" :إذ يقولالمفاسد إقامة الحياة الدنيا للحياة األخرى،

تعتبر من حيث تقام الحياة الدنيا للحياة األخرى، ال من حيث أهواء النفوس في جلب مصالحها العادية .48"أو درء مفاسدها العادية

البناء للصالح و جلب المصالح ودرء المفاسد هي حركة الخيريةإن عملية الحراك نحو ف ،وعليه اضابط اعام اإن هذه القاعدة تحدد إطار .ليه الرسالة الحضارية اإلسالميةالذي تسعى إ ،اإلنساني العام

ـ لمصالح أو المنـافع و ظمات الدولية في إطار تحقيق جلب االمن حراكه تجاهو للمنظور اإلسالمي عمن .األمة اإلسالمية خصوصاو ،لمفاسد والضرر لصالح اإلنسانية عموماا :كام بتغير الزمان والمكان والحالتغير األحقاعدة .3

قابلـة ،التي تقوم على األعراف ودواعي المصلحة ،ن األحكام والفتاوى الشرعيةيرى العلماء أال ولكن التغيـر هنـا . بما يخدم ويحقق المصلحة اإلسالمية ،ل بتغير الظروف والمكان والزمانبدللت

المستجدات و القاعدة مهمة جدا في التعامل مع الظواهرهذه و. بتغير األصول والثوابت الشرعيةيتعلق وطبيعـة .ريها من تبدل وتغير أو نشوء جديدلما يعت ؛بحياة الناس ومعاشهم عموما ةرتبطاإلنسانية الم

ونظـام ،معاشـهم وتسـهيل وتنظـيم ،تغير هذه الظواهر اإلنسانية هو جزء من طبيعة حياة النـاس اإلنسانية المستجدات و الظواهرهذه من ظاهرة المنظمات الدولية تعتبر عموما .المعامالت في حياتهم

تلبيـة و ،معاشـهم تسهيل سبل و ،والمساهمة في رعايتهم ،وحفظ أمنهم ،التي نشأت لخدمة حياة الناس .احتياجاتهماألحكام إليها وفق النظر يمكنفإنه ،معاصرةن ظاهرة المنظمات الدولية ظاهرة إنسانية إحيث و

تدخل هذه الظاهرة ضمن دائـرة األحكـام و تغير اعتبارات الحال والزمان، اإلسالمية الخاصة بقاعدةفي الحكـم، إال أنـه ال تبدال"هذا التغيير كان إن و مصالح األمة،و االجتهادية التي تراعي مستجدات

Page 18: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

18

إذ هو من أساسه ليس إال تطبيقا ألوجه متعـددة تبدال لحكم شرعي ثابت عن األصل؛ يعتبر في حقيقته .49"لحكم شرعي ثابت

لتغيـر من األحكام تختلف باختالف الزمان؛كثير " :"نشر العرف"يقول ابن عابدين في رسالته عرف أهله لحدوث ضرورة، أو لفساد أهل الزمان، بحيث لو بقي الحكم على ما كان أوال للزم المشقة

. 50"والضرر بالناس، وخالف قواعد الشريعة المبنية على التخفيف والتيسير، ودفع الضرر والفسادل الزمان وأخـالق تتبدل بتبداتفقت كلمة المذاهب على أن األحكام التي " :ويقول محمد الزحيلي

هي األحكام االجتهادية التي تتالءم وأوضاع الزمان ومصلحة الناس وجب تغييرها، وإال كانـت الناسعبثا وضررا، والشريعة منزهة عن ذلك وال عبث فيها، أما األحكام األساسية التي جـاءت الشـريعة

بدل الزمان، بل هي أصول جاءت بها فهذه ال تتبدل بت.. .اآلمرة والناهية، لتأسيسها بنصوصها األصلية الشريعة إلصالح، الزمان واألجيال، ولكن وسائل تحقيقها وأساليب تطبيقها، قد تتبدل باختالف األزمنة

. 51"اتحدثالموـ التغير في األحكام بحسب الزم عموما رتبط بتحقيـق ان أو المكان أو الظـروف واألحـوال م الرؤيـة اإلسـالمية تجـاه فإن ،ومن هنا .مرتبطة بضوابط معينة، وهذه المصلحة )العامة(المصلحة

بحسب الظـروف والزمـان ، مرتبط بالمصلحة سلبا أو إيجاباطبيعة التعامل معها و المنظمات الدوليةفالخير فـي والمكان، فقد يكون التعامل مع بعض المنظمات الدولية مفيدا في مرحلة ما أو قضية ما،

نظمات في مرحلة ما أو في قضية ما؛وقد تكون المصلحة في مقاطعة هذه الم ها،التواصل والتفاعل معفاألمر عائد إلى الترجيح بين طرفـي المصـلحة " مترتب على هذا التعامل،منعا لضرر أو فساد أكبر

فالمصالح والمفاسد الراجعة إلى الدنيا إنما تفهـم علـى ،ةبلسدة، الحاكم على األفعال بحسب الغوالمففإذا كان الغالب جهة المصلحة فهي المصلحة المفهومة عرفا، وإذا غلبـت الجهـة : ضى ما غلبمقت

.52"األخرى فهي المفسدة المفهومة عرفاإنما هـي متغيـرة وفـق و قضية ثابتة أو مطلقة،نسبة المصلحة والمفسدة ليست فإن ،عموماودور بارز في الموازنة بين النفـع يبقى للقائم على األمر أو صانع القرار و ،المكانو الزمان اعتباراتتصـرف اإلمـام علـى الرعيـة منـوط " ، انطالقا من القاعدة الفقهية التي تنص على أن والضرر .53"بالمصلحة

:قاعدة ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب .1رية خاصـة المقاصـد الضـرو ،ن تحقيق المقاصد العامة للشريعة اإلسـالمية ال خالف في أ

أقـر ،وبالتـالي اجب،ومطلوب وأمر ،التي أشير إليها سابقاو ،)تحقيق العدالةو الضروريات الخمس(ويشـير ".للوسائل حكم المقاصد"؛ إذ إن عية التي تحقق هذه المقاصد واجبةالعلماء بأن الوسائل الشر

حاصل المصلحة المرسلة يرجع إلى حفظ أمر ضروري، ورفـع "ن إلى أالشاطبي في كتابه االعتصام

Page 19: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

19

، فهي إذن "ما ال يتم الواجب إال به"ضروري من باب أمر حرج الزم في الدين، وأيضا مرجعها حفظ .54"يدالتشدراجع إلى باب التخفيف ال إلى من المقاصد، ورجوعها إلى رفع الحرج من الوسائل ال

وبالتـالي من مقاصد الشريعة، هينساني العام لح اإلامساواة والصوقد بين سابقا أن العدالة والفإن التعـاون ،ومن هنا .ي لتحقيق ذلك هو أمر مطلوب شرعاأو كيان دولفإن أي تعاون مع أية دولة طالما هو يصب في رؤيته الحضارية و السياق اإلسالميو المنظوريدخل في مع المنظمات الدولية أمر

تحقيـق :مقاصد، مثلهذه البعض تحقيق المقاصد العامة للشريعة، ويعتبر هذا التعاون وسيلة لتحقيق . غيرهاو إعمار األرض،و ،)حفظ النفس(األمن اإلنساني،

:المشقة تجلب التيسير قاعدة .2تحقيق مقاصـده تأثير الفاعلين فيو ،على فهم أو فقه الواقعيقوم المنظور الحضاري اإلسالمي

الظلـم، و قـوى العـدل و لمصالحتصارع فيه الكثير من ات دولييحتوي على نظام الواقعاإلنسانية، وفي كثير من األحيان واقع الضعف يفرض معادالت و .المستبدالقوي و ،الضعيف صاحب الحقوهناك

في سبيل تحقيق ما أمكـن تخفيف المشقةو اتدريجي يتطلب هذا الواقع تعامالو غير عادلة من األقوياء،فإن قاعدة المشقة تجلب التيسـير تشـكل إحـدى ،من هناو .المقاصد اإلسالمية في الحياةو من العدل

تقـوم و بما فيها المنظمات الدولية، ،القواعد التي يقوم عليها المنظور اإلسالمي تجاه العالقات الدوليةابتـة باسـتقراء وتتبـع الجزئيـات الفقهيـة أحكام التيسير والرخص الشـرعية الث هذه القاعدة على

ثـم إن ... من القواعد والمبادئ الكلية، وليست مبنية على ما يمليه العقل ويبينه الهوى، ستخالصواالالمشقة الجالبة للتيسير هي المشقة غير المعتادة، التي ال يقدر عليها المكلف، أما المشقة المعتـادة فـال

.55أو مضرةشرا، منفعة وأ ، خيرامناص منها، وهي من طبيعة الحياة ومستلزمات أي فعل بشريوطبيعـة ،لألمـة اإلسـالمية ) ياالقتصادي، واالجتماعو السياسي، واقع الضعف (إن الواقع

حقوقها، وعن هاعنرد المظالم الدولية و السياسة والقوى الدولية المحيطة، وعجز هذه األمة عن الفعاليةالكثير من القهر واالضطهاد هو واقع مشقة تؤثر على حياة األمة ودولها وأفرادها، وهو تأثير كبير فيه

مظالم أو ال هأدوات لهذتكون دولية إما ، فإن بعض المنظمات المن جانب آخر. وتضييع الحقوق والظلم. أو جلب بعـض التيسـير ،كن االستعانة بها لتخفيف ورد بعض المظالم والعدوانأو أدوات يم ،القهر

على توجيه جزء من قراراتها تجـاه األمـة العمل و ،فإن التعامل مع بعض هذه المنظمات ،ومن هنا لتيسير على األمة من شراسـة لتخفيف واوسيلة إيجابية ل، يجعل منها اءبنو اإلسالمية توجيها إصالحيا

قوانينـه، و النظـام الـدولي في " التدافع" حالة من خالل ذلك و قوى االستعباد والقهر الدولي، بعضهي ت في أحيان أخرى إن كان و. بدفع بعض األذى والضررـ ا أحيانـ أدواته التي تسمح استخدامو

غالبا و كن أن يكون كامال،ن جلب المصالح ودرء المفاسد ال يمسبب من أسباب أو أدوات المظالم، ولك .في ضوء واقع الضعف الحالي لألمة ،تعظيمها ما أمكنو لموازنة وغلبة المصلحةما يخضع ل

Page 20: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

20

:"فقه االعتبارات"و للمنظور اإلسالمي االجتهاد التطبيقي مستوى )4اإلطار العـام الجتهـاد في التشريع اإلسالميفقهية الو صوليةاألقواعد العامة والمقاصد ال تمثل

ويستجيب إلى متطلبات ومستجدات الواقع المعاصـر، وهـي ،معاصر يناسب الزمان والمكان والحالكمـا أنهـا تشـكل ، السياسي المعاصر تضبط وتدير العالقة بين الطروحات اإلسالمية وطبيعة الواقع

.ت الدولية خصوصـا تجاه المنظماوة عموما، في محيط العالقات الدولي ةرؤية اإلسالمياإلطار العام لل ،إعمال العقل"المقصود باالجتهاد التطبيقي و ما يعرف باالجتهاد التطبيقي، بمعالجةهذا اإلطار يكتمل و

، على الوقائع الفرديـة الثابت بمدركه الشرعي راسخة متخصصة في إجراء حكم الشرعمن ذي ملكة يف مشـتق مـن تعريـف وهذا التعر. 56"تحقيقا لمقاصد الشارع، وتبصرا بمآالت التنزيل والجماعية؛ ،وهو التعريف الذي صاغه فتحي الدريني بتعريفـه لالجتهـاد . االستنباط والتطبيقي وبعديهاالجتهاد

الستنباط الحكم الشرعي العملـي مـن ،من ملكة راسخة متخصصة ،بذل الجهد العقلي" :وبقوله بأنهالشريعة، نصا وروحا، والتبصر بما عسى أن يسخر تطبيقه من نتائج على ضوء قواعد أصولية مشتقة

.57"من خصائص اللغة وقواعد الشرع أو روحه العامة في التشريعمطلب شرعي دعا إليه "هو ) التنزيلي أو إنزال األحكام الشرعية على الواقع("االجتهاد التطبيقي"ووأكدته السنة ببيان، وشهدت له السوابق التاريخية باالعتبار، فضال عن كونه ضرورة حيويـة ،القرآن

طروء النوازل المفتقرة إلى تكييفها حسب ما يناسبها مـن و ،غير المصالح وتشعبهالتطور المجتمع وت .58"أحكام ضابطة لها، لتسير الحياة وفق حقائق الوحي ومقررات التنزيل

لى ع االرتكازممارسة االجتهاد التطبيقي في المنظور اإلسالمي تجاه المنظمات الدولية يتطلب وفـي "النسبية"، وفقه األولويات، وقاعدة أخف الضررين، وفقه الموازنات :التاليةاالعتبارات و القواعد

."فقه االستطاعة"و "فقه الواقع "، ومآالت األفعال، والممارسات :تفصيلما سبق بشيء من الوفيما يلي نتناول

:فقه الموازنات .1وصعوبة الفصل ،والتداخل الكبير بين المصالح والمفاسد ،في ضوء تعقد الواقع الدولي المعاصر

هنـا سنتناولو ."فقه الموازنات"بد من االستعانة بما يسميه بعض العلماء كان ال، في واقعنا المعاصرالتعامل اإلسالمي و ارتباطه في المنظورو دورهومن ثم ، وأهميته عموما،مقصودهو ،ح طبيعتهيوضت

:59جملة أمور يقصد به" فقه الموازنات" نيشير القرضاوي إلى أ . المنظمات الدولية تجاهاستمراريتها، وبعض، من حيث حجمها وسعتها، ومن حيث تأثيرها ة بين المصالح بعضها بالموازن -أ

.وأيها ينبغي أن يقوم وأيها ينبغي أن يلغىذات في ضوء نفس الحيثيات التي ذكرت في شأن المصـالح . (بعضبعضها ب المفاسد الموازنة بين -ب

.)االستمراريةو التأثيرو السعة،و العالقة بالحجم

Page 21: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

21

يم درء المفسدة علـى تقدبين المصالح والمفاسد، إذا تعارضتا، بحيث يتم التعرف متى يتم الموازنة - ج المصالح والمفاسد فالمقرر توإذا تعارضر المفسدة من أجل المصلحة، تى تغتفجلب المصلحة، وم

:ا ومداهاأن ينظر إلى حجم كل من المصلحة والمفسدة، وأثره .فتغتفر المفسدة اليسيرة لجلب المصلحة الكبيرة - .تغتفر المفسدة المؤقتة لجلب المصلحة الدائمة أو البعيدة المدىو - .إذا كانت إزالتها تؤدي إلى ما هو أكبر منهاـ وإن كبرت ـ وتقبل المفسدة - .يقدم درء المفسدة على جلب المصلحة: الحاالت المعتادةوفي -

: زناتأهمية وضرورة فقه المواه يقوم على أساس" مبدأ فقه الموازنات" فيرى أنضاوي إلى أهمية وضرورة هذا الفقه، يشير القر

سددنا على أنفسنا كثيرا من أبواب السعة "فقه الموازنات"إذا غاب عنا " :يقولف، بنيان السياسة الشرعيةللفـرار مـن مواجهـة أةتكنغالق على الذات سفة الرفض أساسا لكل تعامل، واالوالرحمة، واتخذنا فل

في كل أمر يحتاج إلـى إعمـال فكـر " حرام"أو " ال"سيكون أسهل شيء علينا أن نقول ... المشكالتوالمفاضلة بين ،فسنجد هناك سبيال للمقارنة بين وضع ووضع ،"فقه الموازنات"أما في ضوء .واجتهاد

وعلى المدى الطويـل، وعلـى والخسائر، على المدى القصير،كاسب حال وحال، والموازنة بين المالمستوى الفردي، وعلى المستوى الجماعي، ونختار بعد ذلك ما نراه أدنـى لجلـب المصـلحة ودرء

.60" المفسدةبل يفرضه الواقع من فقط، ليس أمرا مقبوال مع المنظمات الدولية، اإلسالمي لتعامل افإن ،وعليه

، أمستحب أوإن الدخول في هذه الميادين الهامة ليس مشروعا ف" "فقه الموازنات"كما أنه في ضوء ،جهةالباطل والمنكر بقدر المستطاع، وما ال يـتم ةومقاوم الدعوة ألنه وسيلة إلى أداء أمانة ؛واجبهو بل

ي لهـذه المنظمـات لملعينفي أن الواقع ا هذا الو .61"الواجب إال به فهو واجب، كما هو مقرر ومعلوم لتحققاالستبداد في سلطة القرار من قبل بعض القوى الدولية و يحتوي على الكثير من الخلل أو التحكمال شك أن فإنه ،من هناو .دة مع مصالح بعض الدول اإلسالميةمصالحها التي تتعارض في أحيان عديوإن ذلك هـو التحـدي والحياة العملية،في الواقع " فقه الموازنات"هناك صعوبة في ممارسة وتطبيق

تجعل اإلسالم منهجا علميا ) والقواعد األخرى التي ذكرناها ( "فقه الموازنات"األساسي الذي يجعل من .وينظم دورته وواقعه ،معهويتفاعل ،لعصرمواكبا ل

فمـثال ت،تظهر عند محاولة التطبيق العملي لفقه الموازناالصعوبات و إن الكثير من اإلشكاليات :في ضوء فقه الموازنات

في المنظمات الدولية ضد نظام هل يقبل الدخول أو الوقوف أو التعاون مع قوى دولية غير مسلمة - ة عربية أو مسلمة يمارس عدوانا ما ضد كيان مسلم أو غير مسلم لمنعها من العـدوان؟ وفـي دول

Page 22: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

22

لظلم وازدواجيـة بافي أحيان كثيرة القوى الدولية تتسم سياستها الدولية هبعض هذ إنالوقت فنفس ؟اإلسالمي لمافي مناطق أخرى من الع المعايير

المنظمات الدولية غير اإلسالمية ضد كيان مسلم يمارس اضـطهادا لحقـوق هل يقبل التعاون مع - سواء أكانوا مسلمين أم أقليات غير مسلمة؟ ،اإلنسان داخله

يقبل التعاون مع المنظمات الدولية إلسقاط نظام عربي دكتاتوري يمارس القتل وأشـد أنـواع هل - االضطهاد لشعبه المسلم؟

هل يقبل للدول العربية واإلسالمية األعضاء في المنظمات الدولية االلتزام بمواثيق المنظمات الدولية -لدولة مسلمة، وحققت مصـلحة ، أو خالفت مصلحة أو بعض قراراتها ولو خالفت مصلحة إسالمية

؟في نفس الوقت أخرى لدولة مسلمةمنظـور فـي " االجتهاد السياسي اإلسـالمي "إعمال مزيد من ن هذه اإلشكاليات تفتح المجال لأ شك ال

بالطبع ليس في إطار معارضتها للثوابت و .هذه المنظمات الدولية اإلسالمي معو التعاون أالتعامل .اإلسالمية

:أخف الضررينقاعدة . 2 :وخالصتها ،)أخف الضررين( قاعدةبندخل في ما يسمى عند العلماء "فقه الموازنات"في ضوء

إذا تعارضت المفاسد والمضار، ولم يكن بد من بعضها، فمن المقرر أن يرتكب أخـف المضـرتين "أن الضرر يزال بقدر اإلمكان، وأن الضرر ال يزال بضرر مثله : هكذا قرر الفقهاء. وأهون الضررين

ـ اأو أكبر منه، وأنه يتحمل الضرر األدنى لدفع الضرر األعلى، ويتحمل الضرر الخ رر ص لدفع الض: في ضوء هذه القاعدة واجه المنظور اإلسالمي أسئلة إشكالية تحتاج إلى رؤية عملية، منهاو .62"العام أو ضرر أوهو مصلحة خروج األمة اإلسالمية عن دائرة التعامل أو التعاون مع المنظات الدوليةهل

بعض معادلتـه في ومحاولة إحداث أو تغيير ،هل الدخول في دائرة قانون النظام الدولي أشد ضررا؟قاعدة في ضوء قاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد، وفي ضوء و أخف الضرر؟ أو منفعة أو هو ضرر

المنظمـات الدوليـة، اإلسالمية العامة تجاهيمكن تحديد المصلحة "فقه الموازنات"و أخف الضررين،عن الفاعلية والتغيير الشامل فـي المجتمـع في ضوء واقع ضعف األمة اإلسالمية وعجزهاخاصة و

.المعاصر اإلنساني الدولي :فقه األولويات. 3

وضع كل شيء في مرتبته، فال يؤخر ما حقه التقديم، أو يقدم ما حقـه : "األولويات يقصد بفقهقررة ومن المقرر كذلك أن المصالح الم... "التأخير، وال يصغر األمر الكبير، وال يكبر األمر الصغير

، فالمصالح الضرورية مقدمة على الحاجية والتحسينية، والمصـالح الحاجيـة شرعا متفاوتة فيما بينهاالمتعلقة بمصالح األمة وحاجياتها أولى بالرعاية من المصـالح المتعلقـة تلكمقدمة على التحسينية، و

"فقـه األولويـات " و ... ."اتفقه األولوي"يلتقي مع "فقه الموازنات"باألفراد عند التعارض، وهنا نجد

Page 23: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

23

مرتبط بفقه الموازنات، وفي بعض المجاالت يتداخالن أو يتالزمان، فقد تنتهي الموازنة إلـى أولويـة . 63"معينة، فهنا تدخل في فقه األولويات

:64أجزاء، هي ةيتكون من ثالث "فقه األولويات"يشير بعض الباحثين إلى أن و .الخريطة الشرعية لألحكام مراتبها، أوو فقه بأحكام الشرع .1 .عليها ترجيح حكم على آخر بناءفقه بالضوابط التي يتم .2 .الظروف التي تحرك صانع القرار في الدولة المسلمةو فقه بالواقع .3

أهمية وضـرورة ، وتكمن65هناك الكثير من األدلة الشرعية التي تؤكد على فقه األولويات وضرورتههذا الفقه في الحراك اإلسالمي تجاه المنظمات الدولية، كأن تعرف مثال ما هو أولى من قضـايا ،المنظمات الدولية بالرعاية واالهتمام والتعاون لدى العرب والمسلمين، ما هو األكثر نفعا منهـا

؟وما هو األقل ضررا :)تداعيات النتائج المتوقعة( مآالت األفعال .4

يخـرج ،أو النظر في النتائج المتوقعة للممارسات السياسـية ،االهتمام بمراعاة مآالت األفعال المنظور الحضاري اإلسالمي من التطبيق اآللي الحرفي للنصوص الشرعية إلـى تحقيـق الغايـات

حقيـق و قد يتخلف ت": حيث يشير إلى هذا المعنى أحد الباحثين بقوله ،المقاصد اإلسالمية أو الشرعيةوحكـام دون ن الحكمة ال تقتضي التطبيق اآللـي لأل إهذه المقاصد لعدم التحقق من مآالت األفعال، إذ

ما يسببه من تداعيات قد تعود على المقاصد الشرعية بـالنقض، و النظر لما قد يؤول إليه ذلك التطبيقاألمـة و ي هذه المرحلةنحن فو بل هو محكوم بأصل النظر في المآالت الواقعة أو المتوقعة، ال سيما

إن المنظور اإلسـالمي يقـوم علـى و .66"تتطلع إلى استيعاب الكسب الحضاري اإلنساني، ثم إثرائههو بذلك يقوم بصياغة نتائج و المنظمات الدولية، منهاو عناصره،و مكوناتهو دوليالتفاعل مع المحيط ال

وفـق المنظمـات الدوليـة تجاه هحراكو هصنع النتائج المرجوة لنشاطمحاولة و ،بناء مستقبلهو أفعاله . مصالح الخير اإلنساني العامو تحقيق مقاصد اإلسالم

تحمل المسؤولية و ،االنعزالعدم و ،إن االهتمام بمآالت األفعال يعني المشاركة في صنع القرار الواقـع، فهـم و غياب حسن التقديريؤدي إلى ها االهتمام بوإهمال ،اإلسالمية تجاه المجتمع اإلنساني

إال إذا كان ثمة تفهم واع للوقائع بمكوناتها سالمة تطبيقه ال تتمو فالنص الشرعي يبقى في حيز النظر،"ية المتوخاة من االجتهاد ملألنها الثمرة الع سى أن يسفر عنه التطبيق من نتائج؛تبصر بما عو ظروفها،و

اإلدراك لمعطيـات و ساسي من اإلحاطةفإن مآالت األفعال هي جزء أ ،في الحقيقةو .67"التشريعي كله . الذي سنتناوله الحقا ،"فقه الواقع"أو ما يعرف بـ ،الواقع

:"النسبية"قاعدة .5إدارة و في المقابل فإن طبيعة الفكر اإلنسانيو صفة الكمال هي هللا وحده فقط، من المتفق عليه أن

السمة اإلنسانية فـي القيـام الخطأ، ذلك أنة الكمال أو التنزه عن ال تحمل صفشؤون الحياة اإلنسان ل

Page 24: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

24

المنـافع أو و و المسـاوئ أأو بين السـلبيات ،الخطأو الصوابتجمع بين شؤونها و على إدارة الحياةيعبـر عنهـا على قاعدة شـرعية " النسبية"يقوم مفهوم قاعدة ،بالتاليو .بدرجات متفاوتة ،اإليجابياتالتي وردت و ،68 )فسق دون فسقو ظلم دون ظلم،و دون كفر،كفر (: الجليل ابن عباس بقوله يالصحاب

الفسق يكون على درجات متفاوتة، فـالظلم و الظلمو أي أن الكفر .69على لسان عدد من علماء السلف درجـة األذى و ولكن قد يختلف كل منهما فـي مسـتوى ،العدوان في المجتمع اإلنساني كالهما شرو تحقيقهالحسنات ال يمكن و ن الفصل المطلق بين المساوىءأكما . المجتمع اإلنسانيو الضرر لإلنسانو

تقدر فيها األفضل أو األقل ضـررا، " رمادية"على العموم، ففي كثير من األحيان هناك منطقة ضبابية .في منطقة تخضع لالجتهاد ،سواء من حيث الممارسات أو من حيث الرؤى

ال يمكـن أن يحمـل صـفة الكمـال المنظمات اإلسالمي تجاهاإلنساني فإن الحراك ،من هناوتطغى إيجابيات هذا يسعى ألن بحيث ،ازنة بين السلبيات واإليجابياتوبد أن يقوم على الم ، فالالمطلق

وأ عني أن هذا الحراك معصوم عـن الخطـأ وال شيء ي. الحراك من حيث الكم والنوع على السلبياتالرؤية المثالية أو المقاصد اإلسالمية بشكل كامل أو منـزه نه يمكن أن يحقق أأو ،صائمنزه عن النقذلـك فـي و إنما قد يتحقق في ضوء معطيات الواقع خير دون خير، أو شر دون شر،و عن النقائض،فـالحراك .االجتهادات اإلسالمية تجاه المصالح العامةو وفق الرؤى ،ليس بشكل مطلقو ،إطار نسبي

فال يسـتطيع تحقيـق لم، الذي ال يستطيع تحقيق الكمال،الفرد المسفعل إدراك أو اإلسالمي هو نتاج ن السوء كله، وإنما ال بد في أي حراك مـن ربـح وخسـارة خلص مأو يت ،أو بشكل كاملالخير كله

إدارة و فإن الحراك اإلسالمي فـي معـامالت ،وبالتالي .، فالعملية نسبيةمنفعةو ، أو من ضررأيضامـن .إال ما حددته ثوابت شرعية قطعيـة ،"المطلق"ضمن وليس ،"ةيالنسب"العملية الحياة تقع ضمن

الذي سنتناول الحديث عنها الحقا على الطبيعـة " ما ال يدرك كله ال يترك جله"جانب آخر فإن قاعدة الشؤون الدولية بصفتها جـزءا مـن شـؤون و النسبية في شؤون الحياة بما فيها إدارة العمل السياسي

.التغييراتو التي تخضع للكثير من المستجداتالمعامالت اإلنسان يسعى فوبالتالي ،كون أساسي من دائرة الفعل اإلنسانيمو في الحياة هي جزء" النسبية"و

بشـكل إلغاء الشـر كلـه و ولكن ال يمكن تحقيق الخير كله ،صلحاألو فضلفي حراكه نحو تحقيق األاجتهـادات و وفق تقديرات ،والمساوئ وتحجيم الخسائر ،والفوائدظيم المنافع وإنما يسعى إلى تع ،كامل

.تحقيق الممكن من المصلحة العامةالتي ،"النسبية"يقع ضمن دائرة المعاصرة الحراك اإلسالمي تجاه المنظمات الدولية فإن ،ولذلكفي إطار ،معهاعل والتفاتعامل الدائرة الفوائد والمنافع وتحجيم المساوئ والخسائر في تعظيم تقوم على ."ظلم دون ظلم"و "خير دون خير"من وجود

Page 25: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

25

":فقه االستطاعة" "/فقه الواقع" .6 فـي من االعتبارات األساسية للمنظور اإلسـالمي " أو الممكن فقه االستطاعة"و "فقه الواقع" يعد

المنظمـات بما فيهـا ظـاهرة الشؤون السياسية، و العالقات الدولية منها شؤونو شؤون الحياة عامة،يدور على المضمون تعريفهجوهر إال أن ،"فقه الواقع" مفهوم بالرغم من تباين اآلراء حولو .الدولية "فقه االستطاعة"أما . 70"ما يوجههاو ،ما يعترضهاو ،هو الفهم العميق لما تدور عليه حياة الناس: "التالي

، وقوله 71"ال يكلف اهللا نفسا إال وسعها"ة المصالح اإلسالميو تحقيق الممكن من المقاصد"فهو يدور على .72"باهللا توفيقي إال ماو استطعت إن أريد إال اإلصالح ما“: تعالى

المنظور اإلسالمي تجاه يظهران و يرتكزان "فقه االستطاعة"و "الواقعفقه "ن ، يمكن القول إعموما :من خالل استخدام القاعدتين التاليتين ،بشكل أساسيالمنظمات الدولية

.ما ال يدرك كله ال يترك جله .1 .73سددوا وقاربوا .2

السياسـية الممارسـة و الحراكفي "الممكن"أو "االستطاعةفقه "تين تعبران عن قاعدال ينهاتإن الحراك فـي و في الحياة، بما فيها العمل" الواقعية"صورة من انوتعكس اإلسالمية على أرض الواقع،

السـعي لتحقيـق تعبيرا عن انكما تعكس. في ضوء معادالت وتوازنات القوى الدوليةالمحيط الدولي مبـدأ على أن تؤكدان كما .مكن منهابأكبر قدر ممكن أو ما أ ةالمقصودأو اإلسالمية / المصالح العامة

بهـدف ، سياق طبيعـي "وماتالتفاوض والمسا"من خالل ،فيما هو خارج الثوابت القطعية،"التنازالت"التفاعـل والرؤيـة و وهذا كله يجعـل الحـراك . الوصول إلى تحقيق المصالح اإلنسانية، واإلسالمية

المصالح، في " تبعيض"أو تحقيق بعض و اإلسالمية تجاه المنظمات الدولية في ضوء التسديد والمقاربة، . "الممكن"أو "الستطاعةفقه ا"و ما يرتبط بها من أ ،القيود الدوليةو ضوء المحددات

يتم النجاح في تحقيق الرؤيـة اإلسـالمية "فقه الواقع"فإنه بمقدار النجاح في تقدير وبشكل عام، اإلسالمي تجاه المنظمات يعطي إطارا استراتيجيا إضافيا في الحراك الفقه هذاال شك أن و .ومقاصدهاالعملـي للرؤى اإلسالمية على الواقـع " االجتهاد التطبيقي"بـ ساعد على تطبيق ما سمي الدولية، وي .المعاصر

:اإلسالمية العامة" المصلحة"مراعاة .7مقصدا ألي حراك إنساني إسالمي في أي مجال مـن اإلسالمية العامة" المصلحة"مراعاة تشكل

:ابن القيم الجوزية ليقوفي هذا و ارة السياسية أو السلطة السياسية،خاصة اإلدو مجاالت إدارة الحياة،المنظمات الدولية يجب أن تجاه الرؤية اإلسالمية بالتالي فإنو ،74"فثمة شرع اهللا أين وجدت المصلحة"

.تراعي تحقيق المصلحة العامة للمسلمينبتحديد مفهوم ذلك، قام العديد من العلماء" المصلحة العامة اإلسالمية"مفهوم ضوء صالحية في و .سوء التقدير أو االسـتخدام لهـا و ،التأويل الشخصي للمصلحةو منعا للتفسير ضوابطها؛و المصلحة

Page 26: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

26

الدرينيإلى ذلك حيث يشير ،"المصلحة"تحديد ب" العلم"الرتباط ـ أيضا ـ لذلك كانت هناك ضرورة وينها، في تب ]على العلم [ التي يعتمد" بالمصلحة"التصاله ؛إن العلم هو موضوع الحكم السياسي: "بقوله

مدى تحققها في الوقائع المعروضة عمالو نظرا،مفهومها وضوابطها والتعرف على طبيعتها، وتحديدأيضا، لو انفصل الحكم السياسي عن موضوعه، وهو العلم، ألضحى بال ... .تطبيقا ليعلم مدى جديتهاو

، قصدا أو إلى الظلم والفسادما أضحى وسيلة موضوع، وهو عبث وتحكم، والشرع منزه عنهما، بل ربعمـارة و تفضيال من اإلصالحو هذا على النقيض من غاية التشريع السياسي في اإلسالم جملةو مآال، .75"الدنيا

للمصـلحة، علـى هتحديد "أشار في سياق – رحمه اهللا –اإلمام مالك يشير الدريني إلى أنوأنها إذا عرضـت -فيما اشترط -تنوعها، واختالف طبيعتها، وشروط اعتبارها شرعا، حيث اشترط

على العقول تلقتها بالقبول، والمقصود هنا العقول العلمية التي تتعلق المصلحة باختصاصها، إذ ال يعقل التـي هـي " المصلحة"لصلة بين أن تعرض المصالح العليا للدولة على العقول العامية، وبذلك كانت ا

.76"في اعتبار المصلحة شرعا ألنها شرط ؛ال تنفصم يقةكم وغايته بالعلم، وثمناط الح ،جب مراعاتها عند األخـذ بالمصـلحة اإلمام الشاطبي أمورا ثالثة ي حددـ أيضا ـ في هذا السياق و

: وهي .قتها بالقبولأن تكون معقولة في ذاتها، بحيث إذا عرضت على العقول تل .1بحيث ال تنافي أصال من أصوله، وال دليال من أدلتـه ،أن تكون مالئمة لمقاصد الشرع في الجملة .2

رع تحصيلها، بأن تكون من جنسها أو قريبـة االقطعية، بل تكون متفقة مع المصالح التي قصد الش .منها، ليست غريبة عنها، وإن لم يشهد دليل خاص باعتبارها

.77حفظ أمر ضروري، أو رفع حرج الزم في الدينأن ترجع إلى .3لمصلحة المبتغاة في لبمثابة ضابط أو شروط ،التي تناولها الشاطبي ،يمكن اعتبار هذه الشروط

.التعامل مع هذه المنظماتفي أيضا ضوابط و ،العالقة مع المنظمات الدوليةيجعله اإلجراء العملي ،الستة السابقةاستخدامه لالعتبارات و ،االجتهاد التطبيقيإن ف، وبشكل عام

اإلدراك النظري لألحكام الشرعية على واقع األفعال، وتكييف السـلوك و لما حصل على مستوى الفهمهذا في الحقيقة ال يقل خطرا وأهمية عن األول، إذ هو مناط ثمرات التشريع، وال و ..الممارسات بهاو

. 78جدوى من التكلم بحق ال نفاذ لهي ن االجتهاد التطبيقي هو أحد المرتكزات التي يستند عليها المنظور الحضاريمكن القول إ أيضا

هو أحد األشكال التي ينتقل و ،المنظمات الدولية على الصعيد العمليو اإلسالمي تجاه العالقات الدولية ،معنى آخرب . ى حالة عملية أو ممارسات فعليةفيها المنظور الحضاري اإلسالمي من إطار نظري إل

،المآالت النظرية تجاه المنظمات الدولية لتكون واقعا عملياو فإن االجتهاد التطبيقي يعكس الطروحات

Page 27: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

27

غيرهـا مـن أشـكال و ،سياسات عامةو سواء على شكل قرارات أو مواقف سياسية أو استراتيجيات . المحيط الدوليو التفاعل مع المنظمات الدولية

من جهة اإلسالمية و الضرورة اإلنسانيةو الحاجةو الضوابط من جهة،في إطار هذه فإنه وعليه،الدولية اإلسالمية من جهة تأثيرها على المجتمعاتو نفوذهاو طبيعة واقع هذه المنظمات الدوليةو ثانية،للحراك هامو أساسيجزء ،المشاركة في قراراتها وإدارتهاو ،مع المنظمات الدولية التعامل يكون ثالثة،إدارة فـي في الفعالية العالمية للمجتمع اإلسالمي، أو عالمية اإلسالم الفعلية في مشـاركته المياإلس

، "االسـتطاعة "فـق و ،جلب مصالح لألمة العربية اإلسالميةو درء مفاسدو ،من جهة الحياة اإلنسانية . من جهة أخرى ،عليها" ظلم دون ظلم"دفع و

المنظور اإلسالمي في المنظمات الدولية المعاصرة تطبيقتحديات تواجه و إشكاليات: رابعامن الرؤيـة اجزء، الذي تناولته هذه الدراسة الدولية،المنظور اإلسالمي تجاه المنظمات يعتبر

من إطار التفاعـل هذه الرؤية ما تشكله و العالقات الدولية،و اإلسالمية الحضارية تجاه المجتمع الدولي . على رأسها المنظمات الدوليةو مؤسساته،و اإلسالمي مع أطرافه

التحديات، خاصة في ويواجه مجموعة من اإلشكاليات لهذا المنظور العملي تطبيق الال شك أن وأي ناتجة مـن ؛داخلية هاالضعف العربي واإلسالمي الذي نعيشه، بعضو ضوء معطيات حالة العجز

و طبيعة أقع المجتمع أو النظام الدولي المعاصر، وا، مرتبطة ببعضها خارجيةو البيئة اإلسالمية نفسها، .المنظمات الدولية ذاتها

:التحدياتو فيا يلي أهم هذه اإلشكالياتون أي من المعـروف أ و ضاري الذي يعيشه العالم اإلسالمي،االنحطاط الحو التفككو حالة الضعف .1

.مسموع لهال صوت ف ،قوة فعلية له على أرض الواقع ليس لديهحق أو منظور حضاري السياسية"صياغة النظرية أو المنظومة و بناءصناع القرار في و جهود الباحثينضعف أو محدودية .2

العالقات للدولة اإلسالمية المعاصرة في العالم اإلسالمي للتعامل مع مستجدات "الدولية -الفكرية –امة شرعية إسـالمية فـي وجود أطر عبالطبع هذا ال ينفي و مفاهيمها الحديثة،و الدولية المعاصرة

.79مجال العالقات الدولية أو الخارجية ترشد في هذا المجالشبه غياب لإلرادة السياسية العليا في العالم اإلسالمي لممارسة المنظور اإلسالمي في العالقـات )1

.األسباب وراء هذا الواقعو بغض النظر عن الدوافع ،المنظمات الدوليةو الدوليةالمبـادىء السياسـية و القـيم و البنود الثالثة أعاله إلى شبه غياب لعملية تدويل المنظـور أدت )2

هو ما أضعف تأثيرها و المنظمات الدولية،و اإلنسانية ضعف نشرها في المجتمعاتو اإلسالمية، . التطبيقو على صعيد الممارسة

Page 28: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

28

:التحديات الخارجيةو اإلشكالياتالهيمنة األحادية القطبية للمنظومة السياسية الغربية على النظام الدولي المعاصر على حساب تعزيز .1

هذه الهيمنة عملت على محاولة جعل العالم اإلسالمي و في هذا النظام،السياسية و الحضاريةالتعددية لى محاولة فـرض الذي يقوم ع ،"اإللحاق الحضاري"أو ما يمكن أن يطلق عليه ،يقع ضمن التبعية

من ناحية أخرى، إن . خضوعها للمنظومة أو الحضارة الغربيةو و الحضارة اإلسالميةأتبعية العالم فلسفة الهيمنة أو اإللحاق الحضاري جعلت الحضارة الغربية تعمل على تقديم تجربتهـا التاريخيـة

أنوذج للحضارات األخرى، النموو المعيارو الحضارية بمثابة المقياسو قيمها السياسيةو معاييرهاوسياساتها على المجتمع و فرض معاييرهاو في الوصاية في وضع القيم العالميةـ أيضا ـ لها الحق . 80على سلطة القرار في المنظمات الدوليةو ،الدولي

المنظمـات السياسـية فـي عضاءالدول األلدى معظم " اإلسالموفوبيا"ظاهرة الخوف من اإلسالم .2 .تسيطر على سلطة القرار في المنظمات الدولية الهامـة التي خاصة لدى الدول الغربية، و الدولية،

اإلرث التاريخي الصراعي بين :ناتجة عن عدة عوامل، منها" فوبيااإلسالمو"هذه الظاهرة تأثيرات و ن،المسلميو صناعة الصورة النمطية السلبية تجاه العربو ،سوء الفهم :مثل ،األوروبيينو المسلمين

المؤثرة في قرارات و األطراف الفاعلةو الدوافع السياسية لدى بعض القوىو المصالحدور أيضا، و . المنظمات الدولية الكبرى، خاصة فيما يتعلق بقضية فلسطين

: الخاتمةمما ال شك فيه أن ظاهرة المنظمات الدولية المعاصرة أصبحت ظاهرة تلعب دورا مؤثرا، سلبا

اإلسـالمية، و في الحياة السياسية للمجتمع الدولي بكافة أعضائه، بما فيها الـدول العربيـة أو إيجابا، تطـور و اإلسالمي،و تأثيرها على المجتمع العربيو بالتالي أصبحت ظاهرة ال يمكن تجاهل دورهاو

ـ . العشرينو بداية القرن الحاديو ذلك الدور بشكل كبير في حقبة ما بعد الحرب الباردة، ة مـن ناحيتعـدد : أدوارها؛ نتيجة عوامل عدة، منهـا و تأثيراتها و أخرى، فإن هذه الظاهرة معقدة في تفاعالتها

كـذلك و مهامها،و طبيعة المنظمات الدوليةو الفاعلين أو األعضاء في المنظمات الدولية، وتعدد أشكالتأثير المنظمـات الدوليـة و إن تطور دور. طبيعة القضايا التي تقوم بمعالجتها أو التدخل فيهاو أهمية

علـى " التـدخل "للدول، أو " السيادة الوطنية"وصل إلى حد أنه أصبح لها القدرة على تجاوز موضوع . دوافع شتىو للدول بذرائع" السيادة"حدود و حساب مفهوم

يخضع في كثير مـن األحيـان لنفـوذ من جانب آخر، إن مسار هذه المنظمات الدولية أصبحبالتالي همشت في كثير من ممارساتها الضـوابط و بغض النظر عن حقوق اآلخرين؛مصالح الكبار، و

". الرسالة الحضارية العالمية"و "المساواة"و "العدالة"غاب عنها في أحيان كثيرة قيمة و القيمية،في ضوء ما سبق، سواء من حيث تأثير هذه المنظمات على حياة المجتمع العربي اإلسـالمي و

نحراف في بعض األحيان في مسيرة أو ممارسات هذه المنظمات على حساب العدالـة من جهة، أو اال

Page 29: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

29

في المقابل السعي لتأكيـد صـالحية و دورها الحضاري اإلنساني العالمي من جهة ثانية،و المساواةو المستجدات السياسية المعاصرة؛ كل ذلك يجعـل مـن بنـاء و اإلسالم على التوجيه اإليجابي للظواهر

ور حضاري إسالمي تجاه هذه المنظمات الدولية ضرورة لحماية مصالح األمة اإلسالمية صياغة منظوالصالح اإلنساني العـام مـن جهـة و إعماال أو تفعيال لعالمية دور هذه األمة في العمرانو من جهة، .أخرى

"التقعيـد "العناصر، من خالل محاولتهـا المسـاهمة فـي و لعل هذه الدراسة تبرز هذه القدرةو . التعامل معهاو اإلسالمي تجاه المنظمات الدولية المعاصرة" التأصيل"و

: الهوامش

منشورات الحلبي الحقوقيـة، : ، بيروتالنظرية والمنظمات العالمية واإلقليمية والمتخصصة: التنظيم الدولي .محمدالمجذوب، 1 .63، ص 2002، 7ط

. 8، ص1986الدار الجامعية، : ، بيروتالعامة واألمم المتحدةالنظرية : التنظيم الدولي .شلبي، إبراهيم أحمد 2 .المرجع نفسه 3دار الثقافـة للنشـر : الوسيط في القانون الدولي العام، الكتاب الرابـع، عمـان : المنظمات الدولية .خضير، عبد الكريم علوان 4

:نظر أيضاولمزيد من التفاصيل حول مفهوم المنظمات الدولية، ا .13، ص2002والتوزيع،

- Pease, Kelly-Kate S.. International organizations: Perspectives on Governance in the Twenty – First Century, Upper Saddle River, N.J.: Prentice- Hall, 2002.

- Armstrong, David, & Lloyd , Lorna, and Redmond, John. International Organization in World Politics (Making of the Twentieth Century), London: Palgrave. 2005.

- Barnett, Michael and Finnemore, Martha. Rules for the World: International Organizations in Global Politics, New York: Cornell University Press, 2004.

- Samuel, Barkin. International Organization: Theories and Institutions, London: Palgrave Macmillan, 2006.

المعهـد : ، القـاهرة اتجاهات جديدة للفكر والمنهجية اإلسالمية: لعالقات الدوليةالنظرية اإلسالمية ل. أبو سليمان، عبد الحميد 5 . 20-19، ص 1993العالمي للفكر اإلسالمي،

.44 -43ص لمرجع نفسه،ا 6مشـروع ، )المشـرف العـام (ناديـة ،، في مصطفىلدولة اإلسالمية وحدة العالقات الخارجية في اإلسالما. منجود، مصطفى 7

.140، الجزء الرابع، ص 1996المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : القاهرة الدولية في اإلسالم،العالقات 142-141، ص المرجع نفسه 8 181، ص 1، ط1996دار القلم للنشر والتوزيع، : ، الكويتاالجتهاد في الشريعة اإلسالمية. القرضاوي، يوسف 9

، 93وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، العـدد : ، قطرسلسلة كتاب األمة، "يفي االجتهاد التنزيل. "بن مولود جحيش، بشير 10 .11، ص 2003آذار

. 125، الجـزء الثـاني، البـاب الثـاني، ص مجموعـة رسـائل ابـن عابـدين ). الشهير بابن عابدين(أفندي، محمد أمين، 11http://ia600506.us.archive.org/9/items/rabdin_pdf_ara/rabden2.pdf

وزارة األوقـاف : ، قطرسلسلة كتاب األمة، "القواعد الشرعية ودورها في ترشيد العمل اإلسالمي. "البيانوني، محمد أبو الفتح 12 .129-128، ص 2001، حزيران 82والشؤون اإلسالمية، العدد

:ظر على سبيل المثالان 13

Page 30: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

30

.8، صمرجع سبق ذكره. المجذوب، محمد - .2، صمرجع سبق ذكره. خضير، عبد الكريم علوان -عن عمروا بن يحيى ، عن أبيه : ورواه مالك في الموطأ مرسال . حديث حسن، رواه ابن ماجة و الدارقطني وغيرهما مسندا 14

شرح األربعين النووية،: عن النبي صلى اهللا عليه وسلم ، انظر//www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=77768http:

. 52وص 20ص ،مرجع سبق ذكره. بن مولود جحيش، بشير: حول تفصيل ذلك انظر 15

هــ 1416، 2، ط)552/ 2( دار المعرفة، : ، بيروتالموافقات في أصول الشـريعة . اللخمي، أبو إسحق إبراهيم بن موسى 16 م، 1996

، أيار 75وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، العدد : ، قطرسلسلة كتاب األمة، "أصول وضوابط: فقه الواقع. "بو عود، أحمد 17 .144، ص 2000

المكتبة التجاريـة الكبـرى، : ، القاهرة 2/2، شرح الشيخ عبداهللا دراز، الموافقات في أصول الشـريعة . أبو اسحق الشاطبي، 18 . 6، ص2ت، ج.د

. 45، ص1993، 5دار الغرب اإلسالمي، ط: ، بيروترمهاامقاصد الشريعة ومك. الفاسي، عالل 19: ، قطر، سلسلة كتاب األمة، الجزء األول"مجاالته.. ضوابطه... حجيته: االجتهاد المقاصدي. "الخادمي، نور الدين بن مختار 20

.49-48، ص 1998، أيلول 65وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، العدد دار الكتب العلمية، الجزء الثالث، : ، بيروتإعالم الموقعين عن رب العالمين ).ابن القيم الجوزية(الزرعي، محمد بن أبي بكر 21

، 12، ص 1991http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=336&idto=694&bk_no=34&ID=302

.75، ص 1985، 1دار الصحوة للنشر، ط: ، القاهرةعوامل السعة والمرونة في الشريعة اإلسالمية. القرضاوي، يوسف 22 . 52وص 20ص ،رهمرجع سبق ذك. راجع ماهية ذلك وتفصيله في بن مولود جحيش، بشير 23، ينـاير 37، ع مجلة الشريعة والقانون سلطات مجلس األمن في ضوء نظرية القواعد الدولية اآلمرة،. الموسى، محمد خليل 24

. 41- 30، ص 2009 : انظر حول هذه المبادئ 25، العددان الثـاني والخمسـون االجتهادمجلة المبادىء العامة للنظرية اإلسالمية في العالقات الدولية، . غانم، إبراهيم البيومي -

.215-198، ص ص 215 -187، ص ص 2002 -2001والثالث والخمسون، .2000مطابع الدستور التجارية، : عمان مقاصد الشريعة وأصول الفقه،. الخياط، عبد العزيز عزت -: ، الريـاض القات الدولية واإلنسـانية مبادىء اإلسالم ومنهجه في قضايا السلم والحرب والع. ميقا، أبو بكر اسماعيل محمد -

.53-23هـ، ص ص 1410، 2مكتبة التوبة، ط . 271 – 228، ص ص 48-41ص مرجع سبق ذكره،. عبد الحميد أحمد أبو سليمان، -

. 43 -41، ص ص 1، ط1996جامعة القدس المفتوحة، : ، عمانمقرر العالقات الدولية في اإلسالم. أبو عيد، عارف خليل -

-21، ص ص2005، 1المؤسسة الجامعية للدراسات والنشـر، ط : ، بيروتالعالقات الدولية في اإلسالم. عدنان السيد حسين، -47.

. 13سورة الحجرات، آية 26

. 8سورة المائدة، آية 27مرجع سبق . حمدميقا، أبو بكر اسماعيل م: لالطالع حول المدارس الفكرية اإلسالمية في هذا األصل، انظر على سبيل المثال 28

.68-56، ص ص ذكره . 215-214، ص مرجع سبق ذكره. إبراهيم البيومي غانم، 29

. 30سورة الروم، آية 30

Page 31: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

31

208 -207، ص مرجع سبق ذكره. إبراهيم البيومي غانم، 31

. 28سورة سبأ، آية 32 107سورة األنبياء، آية 33 . 1سورة المائدة، آية 34 . 287، ص 4في سننه، كتاب األدب، جالحديث رواه أبو داود 35 ) 2493(أخرجه البخاري في كتاب الشركة 36 . 104سورة آل عمران، آية 37 . 125سورة النحل، آية 38 . 19، كتاب اإليمان، متن صحيح مسلمانظر 39 : ، انظر الرابط التالي2011، مايو"مقدمة في الخطاب الديني". ريشة، رمضان 40

http://kenanaonline.com/users/ramadanresha/topics/90915/posts/262309 . . 70، ص 1993دار القلم للنشر والتوزيع، : ، الكويتمصادر التشريع اإلسالمي فيما ال نص فيه. خالف، عبد الوهاب 41

153، صمرجع سبق ذكره. أحمد بو عود، 42

. 70، صمرجع سبق ذكره. خالف، عبد الوهاب 43 .20، مرجع سبق ذكره، صعوامل السعة والمرونة في الشريعة اإلسالمية. القرضاوي، يوسف 44 .2/129، االعتصام، مرجع سبق ذكره، الموافقات في الشريعة اإلسالمية. الشاطبي، أبو إسحاق 45 .14، ص1990مؤسسة الريان، : بيروت قواعد األحكام في مصالح األنام،. أبو محمد عز الدين بن عبد السالم السلمي، 46 .67، ص2001دار النفائس للنشر والتوزيع، : ، عمانمقاصد الشريعة اإلسالمية. ابن عاشور، محمد الطاهر 47 . 2/25مرجع سبق ذكره، ،الموافقات في الشريعة اإلسالمية. الشاطبي، أبو إسحاق 48-280، ص 5، ط1986مؤسسة الرسـالة، : ، بيروتضوابط المصلحة في الشريعة اإلسالمية. محمد سعيد رمضان البوطي، 49

281. .2/125 مجموعة رسائل ابن عابدين 50 .314-323للزحيلي ص القواعد الفقهية 51 .2/26مرجع سبق ذكره، ، الموافقات في الشريعة اإلسالمية. الشاطبي، أبو إسحاق 52 . 122-121، ص 1، دار الكتب العلمية، طاألشباه والنظائر. السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر 53

.2/129، االعتصام ، مرجع سبق ذكره، كتابالموافقات في الشريعة اإلسالمية. الشاطبي، أبو إسحاق54 162، ص مرجع سبق ذكره. الخادمي، نور الدين بن مختار55

36ص ،مرجع سبق ذكره. بن مولود جحيش، بشير56

، 2الشركة المتحدة للتوزيـع، ط : ، دمشقالمناهج األصولية في االجتهاد بالرأي في التشريع اإلسالمي. الدريني، محمد فتحي 57 .17-16، ص1985

.36ص ،مرجع سبق ذكره. بن مولود جحيش، بشير 58 32-30، مرجع سبق ذكره، صية في المرحلة القادمةأولويات الحركة اإلسالم. القرضاوي، يوسف 59

.36، مرجع سبق ذكره، ص أولويات الحركة اإلسالمية في المرحلة القادمة. يوسف القرضاوي، 60 .37، صالمرجع نفسه 61 .32-31، صالمرجع نفسه62 .39، صالمرجع نفسه 63، 1997، سلسلة الرسـائل الجامعيـة، العالمي للفكر اإلسالميدراسة في الضوابط، المعهد :فقه األولويات. البوكيلي، محمد 64

.16ص

Page 32: ﺭﺼﺎﻌﻤﻝﺍ ﻲﻝﻭﺩﻝﺍ ﻡﻴﻅﻨﺘﻝﺍ ﻩﺎﺠﺘ …2015 ˇ / 4 ﺹﻨﺘ ،ﺎﹰﻓﻭﺭﻌﻤ ﻭ ﻻﹰﻭﺍﺩﺘﻤ ﺎﹰﺤﻼﻁﺼﺍ ﺍﺩﻏ

����� ����� ������� ����� ������ ���/ ��� 2015

32

. 44، وص42 – 39، ص المرجع نفسه 65

.20ص ،مرجع سبق ذكره. بن مولود جحيش، بشير 66مؤسسة (الشركة المتحدة للتوزيع : ، دمشقالمناهج األصولية في االجتهاد بالرأي في التشريع اإلسالمي. الدريني، محمد فتحي 67

.23ص ،مرجع سبق ذكره. ، نقال عن بن مولود جحيش، بشير 5، ص1985، )رسالةال . بتصرف 4/457أخرجه الحاكم وصححه البيهقي في سننه عن ابن عباس، تفسير ابن عطية 68

، محمـد البيانوني: ، وأدلتها الشرعية انظر)كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق(لمزيد من التفاصيل حول قاعدة 69 .71 -68، ص مرجع سبق ذكره. أبو الفتح

.45-44ص ،مرجع سبق ذكره. أحمد بو عود، 70 . 286سورة البقرة، آية 71 . 88سورة هود، آية 72

و ال أنت يا رسـول : سددوا و قاربوا و أبشروا، فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله، قالوا: "قال رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم 73رواه مسلم في صـحيحه ". و ال أنا، إال أن يتغمدني اهللا منه برحمة، و اعلموا أن أحب العمل إلى اهللا أدومه و إن قل: اهللا؟ قال

.في كتاب صفات المنافقين و أحكامهم .12، مرجع سبق ذكره، الجزء الثالث، صأعالم الموقعين. الجوزية، ابن القيم 74 .40-36، مرجع سبق ذكره، صيع اإلسالمي في السياسة والحكمخصائص التشر. االدريني، فتحي 75 .40، صاالمرجع نفسه 76 .، مطبعة المعاهد310، ص 2بداية المجتهد، ج 77 .19المصدر بشير بن جحيش، ص 78مركز اإلمـارات للدراسـات : أبوظبي .تطور عالقة حركات اإلسالم السياسي بالبيئتين اإلقليمية والدولية. الخزندار، سامي 79

. 48، ص2008االستراتيجية، مركـز : ، أبـوظبي سلسلة دراسـات اسـتراتيجية .نحو أسلوب أفضل للتعايش: المسلمون واألوروبيون. الخزندار، سامي 80

.20-14، ص1997اإلمارات للدراسات االستراتيجية،