1

لهجرة الخارجية السوريةا

تطورها، موجاتها وحجمها، عواملها وآثارها االقتصادية وآفاق تشكيل إدارة

وطنية رشيدة لها في ضوء تجارب عربية مقارنة

2

الفهرس قدمةم

الهجرة الداخلة والهجرة الخارجة :رة الخارجيةاتجاهات الهج -أوال )خلةالدا(الهجرة الخارجية - 1

موجات الهجرة الخارجية السورية الكبرى): الخارجة(الهجرة الخارجية - 2

الكبرى األولى وجةالم - أ

الثانيةالكبرى وجةالم -ب

الموجة الكبرى الثالثة -ج

خالصة - 3

الحجم الكلي للهجرة الخارجية السورية -ثانيا

التحويالت -ثالثا تعريفها -1

صافي للتحويالتاألثر اإليجابي ال: أهميتها -2

أكبر من حجم المساعدات الدولية واالستثمارات األجنبية المباشرة: حجمها -3

التحويالت على مستوى سورية -رابعا )المنظورة وغير المنظورة(إجمالي التحويالت : الحجم - 1

التحويالت في بيانات مصرف سورية المركزي - أ

:حصة الفرد من السكان من التحويالت -ب

جماليتحويالت إلى الناتج المحلي اإلنسبة ال -ج

:نسبة التحويالت إلى الصادرات والواردات -د

نسبة التحويالت إلى االستثمار األجنبي المباشر -ـه

التحويالت غير المنظورة - 2

االتجاهات - أ

الخصائص -ب

العوامل -ج

الفرص - د

هجرة األدمغة والكفاءات -خامسا مقاربة تعريفية - 1

ية والسلبيةاآلثار االيجاب - 2

اآلثار اإليجابية- أ

اآلثار السلبية -ب

غلبة اآلثار السلبية على اآلثار اإليجابية -ج

هجرة األدمغة والكفاءات السورية -3 تضافر العامل االقتصادي مع عوامل أخرى - أ

3

تقدير حجم هجرة األدمغة والكفاءات السورية -ب

تقييم آثار هجرة األدمغة والكفاءات السورية -ج

الية إعادة جذب األدمغة والكفاءات المهاجرةإشك - د

تجارب عربية ودولية مقارنة لبرامج نقل المعرفة عن طريق المغتربين -هـ

إدارة الهجرة -سادسا الدول المستقبلة في دول الشمال في سياسات - 1

)ل مجلس التعاون الخليجي نموذجادو( في سياسات الدول المستقبلة في دول الجنوب - 2

)الدول العربية نموذجا( سياسات الدول المرسلة في - 3

نحو إدارة وطنية فاعلة للهجرة - 4

المنطلقات - أ

افكار ومقترحات -ب

المالحق 2007-1922تقديرات عدد السوريين والمهاجرين إلى الخارج خالل الفترة -1الملحق

وللقطاع الخاص والتحويالت واالستثمار األجنبي المباشر التحويالت بالنسبة إلى الصادرات والمستوردات اإلجمالية -2الملحق

اإلطارات مانينياتانكماش الهجرة الخارجية في الث -)1(اإلطار

مسح ميداني للهجرة ضمن عينة من المجتمع -)2(اإلطار

مشكالت تقدير أعداد المهاجرين -)3(اإلطار

تحويالت المغتربين عوامل تراجع تحويالت العاملين مقابل تصاعد -)4(اإلطار

العمالة السورية في لبنان نموذجا: صغر التحويالت وتبعثرها -)5(اإلطار

النمطان الضروري والمدخر -)6(اإلطار

إلغاء التقييدات المفروضة على تحويالت المهاجرين -)7(اإلطار

رة من البلدان الناميةالكفاءات العربية المهاجرة إلى الغرب تشكل ثلث الكفاءات المهاج -)8(اإلطار

ندرة في الكفاءات وتراجع في عدد الخريجين -)9(اإلطار

اتجاهات أساسية في سياسات استقطاب األدمغة والكفاءات - )10(اإلطار

:األشكال )2007-1922(معدل الهجري السنوي ) 1(الشكل

)2006-2002(تحويل المغتربين والعاملين في الخارج ) 2(الشكل

حصة الفرد المقيم من إجمالي تحويالت المغتربين والعاملين في الخارج) 3(الشكل

تحويالت المغتربين والعاملين في الخارج منسوبة إلى الناتج المحلي الغجمالي بسعر السوق) 4(الشكل

4

مقدمة

محمد جمال باروت الوطنية التي شرعت منظمة الهجرة الدولية بالتعاون مع حكومة دراسات والبحوثفي عداد ال بحثا اليندرج هذ

وهو يمثل التقرير المكثف األول عن دراسة حالة . الجمهورية العربية السورية والسيما منها هيئة تخطيط الدولة بإعدادها

وتعدد موجاتها الكبرى، فإن هذا البحث ) الخارجة(للهجرة الخارجية وبالنظر إلى الحجم الكبير نسبيا. الهجرة الخارجية السورية

التي ارتبطت على نحو محدد ) الداخلة( من دون إغفال الهجرة الخارجية) الخارجة( الهجرة الخارجية يختص بالتركيز على

وطبيعتها ووظائفها المختلفة ، والتي تتطلب بسبب خصائصهاتاريخيا في استقبال المجتمع السوري لموجاتها بالهجرة القسرية

.عن الهجرة الخارجية الخارجة إفراد دراسة مستقلة لها، بعد توفير البيانات الالزمة لها

بدرجة أساسية إلى دائرة صنع القرارات والسياسات وإلى كافة المعنيين بقضايا الهجرة، وإدماجها في بحثيتوجه هذا ال

المكثف أن يفتح حوارا معمقا حول قضايا وإشكاليات الهجرة الخارجية السورية، بحثهذا ال ويأمل. السياسات التنموية الوطنية

بما يتكامل مع السياسات التنموية الوطنية، ويدعمها على مستوى التحليل البحثي والفكري، وبما يساعدها على تطوير رؤية

يمهد إلعداد دراسات أن و .بقطاع الهجرة واالغتراب استراتيجية وطنية يتم في ضوئها وضع السياسات التنموية المتعلقة

.وبحوث أخرى تحلل القضايا والجوانب األخرى للهجرة الخارجية

وباعتبار ظاهرة الهجرة . مثل هذا البحث نوعا من مغامرة علمية في قطاع لم يحظ حتى اآلن بدراسة علمية موثوق بها له

ة متعددة في إطار التداخل التفاعلي بين المنهجيات الذي يسم ثورة العلوم االجتماعية ظاهرة مركبة فإنه استخدم مقاربات منهجي

على االستناد إلى أكبر البحث حرص وقد. واإلنسانية بالمعنى الواسع للكلمة، وتوظيف المعطيات الكمية في إطار رؤية أشمل

ته، وإخضاعها إلى حوار نقدي تواصلي فعال، وفي قدر ممكن من البيانات والبحوث الوطنية والدولية ذات الصلة بإشكالي

، والتقرير )2008( والتقرير الوطني األول عن حالة السكان في سورية) 2025سورية ( طليعتها تقارير ودراسات مشروع

ة وتحليلية ، وهو مازود البحث بثروة معلوماتي)2008( والتقرير الوطني األول للتنافسية) 2005( الوطني الثاني للتنمية البشرية

واستند التقرير في هذا السياق إلى أحدث األرقام الوطنية المتاحة عن التطور السكاني واالقتصادي والتقاني واالجتماعي . هائلة

والسياسي السوري، كما استند بطريقة نقدية إلى أحدث التقارير الدولية، وفي مقدمتها التقارير التي أنتجتها منظمة العمل العربية

، مع العودة إلى ماقبلها من تقارير 2008-2005وا وفريق بحث الهجرة المتوسطية في االتحاد األوروبي بين األعوام واألسك

وقدم من خالل عمل بحثي نقدي وتواصلي اتسم بالدأب والحوار العلمي الذي جهد . دولية للبنك الدولي ولجامعة الدول العربية

.نوعية لمسألة الهجرة الخارجية السورية -أن يكون معمقا مقاربة علمية كمية

، ويخص بالذكر الدكتور مروان الزبيبيا البحثالبد للباحث من أن يتوجه بالشكر الجزيل لكل الذين ساعدوا على إعداد هذ

ا وفق حوار الذي عالج مسألة الحجم الكمي للهجرة الخارجية بكفاءة عالية، ومحاولة التوصل إلى تقدير أقرب إلى الواقعية بشأنه

كما يخص بالذكر . تفاعلي مع الباحث، أدمج بعين االعتبارات النوعي مع الكمي، ومسألة الموجات بمعدالت النمو الكمية

األستاذ فضل اهللا غرزالدين الذي أعد الجانب المعلوماتي المتعلق بالتحويالت، وقام باحتسابها بالنسبة إلى الوارادات والصادرات

إلجمالي، وحصة الفرد منها، وإلى االستثمارات األجنبية المباشرة وفق أحدث األرقام المتاحة التي أنتجها والناتج المحلي ا

مصرف سورية المركزي، وكذلك األستاذ حسني العظمة الذي أثرى البحث بمساهماته القيمة، ومعالجاته العلمية الفريدة من

، والدكتورة الحظاته السوسيولوجية المعمقة التي تتسم بالخبرة والعمقي أثرى البحث بمذوالدكتور محمد أكرم القش ال .نوعها

كما يتوجه الباحث بالشكر الجزيل إلى الدكتور سمير العيطة الذي .نجوة قصاب حسن التي استأنس البحث بمالحظاتها المعمقة

حث، وإلى األستاذ سالم الكواكبي عضو أجاز للباحث استخدام أحدث دراساته المتعلقة بالهجرة الخارجية المتوسطية في هذا الب

فارغ على مقترحاته القيمة ومساهماته التوجييهية، والوصل بمصادر فريق بحث الهجرة المتوسطية الذي أداره األستاذ ال

انالسيد لقم قاهرة في مجالها، كما يشكر المعلومات، والتي اليفوت الباحث هنا التنويه بدعم الدكتور أحمد يوسف أحمد في ال

5

مدير منظمة العمل العربية في جامعة الدول العربية الذي دعم هذا البحث فنيا وإجرائيا، وكذلك العاملين في األسكوا الذين أحمد

" و( 2025سورية (واليفوته في هذا المجال أن يشكر فريق البحث في مشروعي .يسروا الوصول إلى بعض أهم التقارير

ويخص بالذكر . على التواصل معه في كافة القضايا واإلشكاليات" 2008-لسكان في سوريةالتقرير الوطني األول عن حالة ا

أما أولئك الذين أجابوا عن األسئلة في حوارات تواصلية مباشرة ضمن منهج . والدكتور مصطفى جطل أوزن جورجالدكتور

) المؤقتين( والمغتربين) الدائمين( هاجرينالتحليل بواسطة المالحظة والقصة والتشريح الشفوي، ويضمون كثرة كاثرة من الم

إلى وفي النهاية البد له أن يتوجه بمشاعر االمتنان . فإن تفاعلهم فاق التصور، وإليهم يتوجه الباحث بالتقدير ومشاعر العرفان

والسيد ،المنظمة عمة التي تابعت هذا البحث فية للهجرة، وإلى السيدة ليلى طالمنظمة الدولي مكتبالسيدة ماريا رمان مديرة

والسيد الدكتور إبراهيم الدراجي مستشار المنظمة على ما بذلوه من جهد شريف عودة الذي رافق هذا البحث في كافة مراحله،

لقضايا الهجرة الخارجية تسهم في مدخلية ويأمل هذا البحث أن يكون قد قدم مقاربة موضوعية. في تحفيز هذا البحث ودعمه

في تذليل عقبات تجسير العالقة مع المهاجرين والمغتربين السوريين، وجعل وطنهم -وهذا األهم -، وتساهموضع بحوث أخرى

هتمامها المتزايد بقطاع الهجرة التنموية الوطنية والرفد العلمي الأهداف الخطط األم قلب المغترب السوري، وتساعد في تنوير

.يةواالغتراب، والعمل على إدماجه في عملية التنم

6

وحجمها تطورها، موجاتها :الهجرة الخارجية السورية

وآثارها االقتصادية عواملها

وآفاق تشكيل إدارة وطنية رشيدة لها في ضوء تجارب عربية مقارنة

لة للهجرة،في جدول أعمال الدول المستقب ا ومكثفا بهالهجرة الدولية تشهد في الحقبة األخيرة اهتماما متزايدا أخذت مسألة

خصوصا، والسيما في مجال العالقات منطقة المتوسطو محورية في العالقات الدولية مع المنطقة العربية عموما وتحتل مكانة

فحسب بل تعقد آثارها اإليجابية والسلبية إلى واليعود ذلك. والبلدان العربية المتوسطية خصوصا بين دول االتحاد األوروبي

، أخذت فيها ظواهر فقاتها الكبيرة في مرحلة العولمة التي أضفت على الهجرة الدولية خصائص وسمات جديدةوإلى استمرار تد

.بالبروز ومخاطر الهجرة القسرية وغير الشرعية واالتجار بالبشر عبر شبكات إجرامية منظمة عابرة للحدود

مليون ) 191(حوالي 2005شملت في العام ، فقدعالمعلى مستوى ال أعدادا كبيرة من المهاجرين الهجرة الدولية تشمل

أما إذا مانظرنا إلى المنطقة العربية فإننا نجد أن حصة دول مجلس . من سكانه%) 3(مايقترب من مهاجرا في العالم يشكلون

ليون مهاجرا، وبذلك م) 20( التعاون الخليجي التي تعتبر من أكبر البلدان المستقبلة للهجرة في العالم قد بلغت في ذلك العام

بلغت حصتها مهاجرا واحدا من كل عشرة مهاجرين على مستوى العالم،ومهاجرا واحدا من كل أربعة مهاجرين على مستوى

من مجموع المهاجرين في البلدان النامية في العام %) 18( كما زاد نصيب المنطقة العربية من المهاجرين من.البلدان األقل نموا

، حيث بات ستة مهاجرين من كل عشرة مهاجرين يعيشون في بلدان مجلس التعاون 2005في العام %) 26( إلى 1990

.1الخليجي، ويبلغ نصيب المملكة العربية السعودية وحدها مهاجرا واحدا من أصل كل ثالثة مهاجرين

ول مجلس التعاون بعد أن كانوا يشكلون غير أن المهاجرين اآلسيويين بدرجة أساسية باتوا يشكلون أغلب المهاجرين إلى د

، والسيما بعد ارتفاع سعر لقد شكل المهاجرون العرب في سبعينيات القرن العشرينف. منهم فقط في السبعيينات%) 10( حوالي

إلى البلدان "الوافدين" أو من مجموع المهاجرين%) 85(حوالي )1973إثر حرب تشرين ( إلى معدالت مرتفعة برميل النفط

حيث بلغت نسبة المهاجرين للعمل من الدول العربية كثيفة السكان إلى دول ،2لتي يضمها اليوم مجلس دول التعاون الخليجيا

من حجم قوة العمل في %) 15-10( ماليين مهاجر، ومثلت حوالي) 10( الخليج العربي قليلة السكان بعد الفورة النفطية حوالي

طردا مع انهيار سعر برميل النفط ثم منذ منتصف الثمانينيات بشكل كبير أخذت تتراجع غير أن هذه النسبة 3الدول المرسلة

المتدنية األجور، لتنحدر بدءا من أول التسعينيات إلى حوالي لصالح العمالة اآلسيوية )1990( مع آثار حرب الخليج الثانية

.4كبير إلى التناقص لصالح العمالة اآلسيوية بشكل من مجموع الوافدين، أو حوالي الثلث، ومايزال اتجاهها يسير%) 34(

قارن 5، ص2007نيويورك، / التحديات والفرص، اإلسكوا، األمم المتحدة: السكان والتنمية، العدد الثالث، الهجرة الدولية والتنمية في المنطقة العربية 1

.47، ص 2006يوليو / ، تموز165في القرن الحادي والعشرين، السياسة الدولية، العددمع سمير رضوان، هجرة العمالة بد من وضع اهتمام الدول المستقبلة في الخليج للمهاجرين العرب في سياق تقسيم الوظائف في النظام ال ،7-5السكان والتنمية، المصدر السابق، ص 2

وبعدها بين دول مواجهة تتسم بزيادة القوة العاملة وارتفاع حجم ) 1973( العربي في دعم حرب تشرينالعربي الذي تبنى استراتيجية التضامن اإلقليمي

وقد أثرت استراتيجية التضامن العربي في اتباع الدول المستقبلة لسياسات استقطاب . السكان ودول مساندة تتسم بضعف تلك القوة ومحدودية حجم السكان

.أمامهاالعمالة العربية وفتح األبواب .47رضوان، مصدر سبق ذكره، ص 3بد من وضع اهتمام الدول المستقبلة في الخليج للمهاجرين العرب في سياق تقسيم الوظائف في النظام ال ،7-5السكان والتنمية، المصدر السابق، ص 4

اع حجم السكان ودول مساندة تتسم بضعف تلك القوة بين دول مواجهة تتسم بزيادة القوة العاملة وارتف) 1973( اإلقليمي العربي بعد حرب تشرين

.ومحدودية حجم السكان

7

وكي نفهمها البد من مقاربة موجاتها .لهجرة الدوليةتجاهات اتقع الهجرة الخارجية السورية في إطار الفضاء العام ال

يد مواضع التدخل في األساسية وحجمها وخصائصها وطبيعتها االنتقائية وغير االنتقائية، وعوائدها اإليجابية والسلبية، لتحد

، والتعرف على اتجاهاتها األساسية في إطار السمتين اللتين تميز بهما المجتمع تحويل اآلثار السلبية إلى آثار إيجابية

).الخارجة( واإلرسال للهجرة) الداخلة( السوري الحديث، وهما سمة االستقبال للهجرة

:والهجرة الخارجةالهجرة الداخلة :رة الخارجيةاتجاهات الهج -أوال). الخارجة( والهجرة الخارجية) الداخلة( يمكن التمييز في الهجرة الخارجية بين نوعين أساسيين هما الهجرة الخارجية

بسمتين مزدوجتين، هما سمة دولة االستقبال ث تبعا لهذين النوعين من الهجرة الخارجيةاتسم المجتمع السوري الحدي ولقد

كن سمة دولة اإلرسال غلبت من ناحية الحجم الكلي على سمة دولة االستقبال، بمعنى أن الحجم اإلجمالي ودولة اإلرسال، ول

من إجمالي عدد السكان، قد كان %) 18( الذي يقدر وفق إجراءات هذا البحث بحوالي) Sortante( "الخارجة" للهجرة الخارجية

) الداخلة( م ذلك البد من وقفة مكثفة عند اتجاهات كل من الهجرتينوكي يتم فه )Entrante( "الداخلة" أكبر من حجم الهجرة

وعلى الرغم من أن هذا البحث يهتم بدرجة أساسية بالهجرة الخارجية بداللتها الثانية المرتبطة بالهجرة الخارجية ).الخارجة(و

الهجرة الخارجية عموما، والتعرف على بالنظر إلى أهميتها في فهم اتجاهات) الداخلة(، فإنه سيتوقف عند الهجرة )ارجةالخ(

.العوامل األساسية التي حكمتها وتحكمت بها

)الداخلة( الهجرة الخارجية -1من البلدان التي وفدت إلى سورية )الداخلة( الخارجية باستيعاب موجات الهجرة ة االستقبالسمة دول بطتارت - ا

بمعدل استقبال ) الداخلة( ول من القرن العشرين تدفقات من الهجرة الخارجيةخالل النصف األ وقد استقبلت سورية. المجاورة

واليمكن تقدير حجم هذه الهجرة بسبب غياب البيانات اإلحصائية، إال أنه يمكن تحديد سماتها . كل عقد) داخلة( موجة مهاجرة

والجماعية ،)اوح حجمها بين مئات وألوفيتر( الكثافة: سماتب )الداخلة( حيث اتسمت حركة الهجرة واتجاهاتها األساسية،

توطنت واستقرت في المناطق الطرفية والنائية والمحيطة بالبادية التي تتسم ( والتركز الجهوي )هجرة جماعية وليس فردية(

كراد واألرمن والسريان واأل موجات كثيفة من المهاجرين الجراكسة( والتنوع الثقافي) بضعف الكثافة السكانية المأهولة فيها

نتجت هذه التدفقات كافة عن هجرة قسرية بفعل الحروب واالضطرابات ( والقسرية 5)إلخ.. واآلشوريين والفلسطنيين

، ثم الموجة الجماعية الكثيفة 6في النصف األول من القرن العشرين ، وكانت هجرة الالجئين الفلسطينيين أكبرهاالسياسية

وموجة المهاجرين اللبنانيين إثر حرب تموز .20037ن بعد احتالل العراق في العام األكبر من المهاجرين القسريين العراقيي

التي استقر أفرادها في سورية واكتسبوا جنسيتها كمواطنين )الدائمة( واكتسبت هذه الهجرات كافة سمة الهجرة .2006

الروسية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ثم موجات كثيفة من المهاجرين -في البداية هجرة الجراكسة بنتيجة الحرب والمعارك العثمانية 5

، ثم موجة كثيفة من المهاجرين األكراد من 1922-1915ا إلى خارجها خالل سنوات السكان القسرية من تركي" نقل" األرمن والسريان بنتيجة عملية

ي العام تركيا خالل الفترة الواقعة بين النصف الثاني من القرن العشرين وثالثينيات هذا القرن، والتي ترافقت مع موجة هجرة كثيفة أخرى حدثت ف

.ولكن في إطار اتفاق مابين سلطات االنتداب الفرنسي والحكومة العراقية العراق ، وتمثلت باستيعاب سورية للمهاجرين اآلشوريين من1933، وتعتبر من أكبر مجوات الهجرة القسرية خالل النصف األول )1948( اإلسرائيلية األولى-هجرة الالجئين الفلسطينيين بعد الحرب العربية حدثت 6

إلى أكثر من 2007فلسطيني وصل عددهم في العام ئألف الج) 100( ستقبلت سورية حواليومن أكثرها قابلية للقياس، حيث ا من القرن العشرين،

التقرير الوطني األول :قارن مع. ألف منهم في سورية) 380( يتمتعون بكافة حقوق المواطنة ماعدا حق االنتخاب، ويعيش حوالي ئألف الج) 450(

.51، ص2008سرة وهيئة تخطيط الدولة وصندوق األمم المتحدة للسكان، دمشق، عن حالة السكان في سورية، الهيئة السورية لشؤون األ .2007مليون مهاجر وفق تقديرات وزارة الداخلية السورية عام 1.5والتي تقدر بـحوالي 2006-2003لهجرة العراقية القسرية خالل سنوات ا 7

8

اتسمت هجرتهم بسمات الهجرة القسرية استثناء الالجئين العراقيين الذينب، و8باستثناء الالجئين الفلسطينيين من جهة

.2006، وكذلك الهجرة المؤقتة لالجئين اللبنانيين في العام المؤقتة

، التي بخصائص الهجرة القسرية) الداخلة( الخارجية الجماعية بهذا المعنى ارتبطت الموجات األساسية للهجرة - ب

بقدر وتفاعلها اإليجابي وتسامحها, كبة التي اتسمت بتعددها وثرائهااستوعبها المجتمع السوري في إطار هويته الثقافية المر

الضغوط الكبيرة التي نتجت عن استقبال سورية ألكثر من مليون و باستثناء .ما شجعت الالجئين على اإلقامة والتوطن فيه

لمجمل األثر العام الصافي ونصف الجىء قسري عراقي على نظام الخدمات العامة، ورفع كلفته نتيجة دعم الدولة له، فإن

جابيا أكثر مماكان أثرا سلبيا، وهو كان أثرا إي التي تدفقت إلى سورية خالل تاريخها الحديث )الداخلة( لهجرة الخارجيةا

:ماتبرزه النقاط التالية

بارتفاع مستوى كثافتها لم تتمركز تدفقات الهجرة في المدن التي تتميز : إعمار المناطق المتدنية بكثافتها السكانية -

السكانية المأهولة بل في المناطق التي تتسم بمحدودية الكثافة السكانية العامة أو المأهولة في آن واحد، فتوطنت هذه

التدفقات إما حول أطراف المراكز المدينية المتصلة بالبادية كي تحمي استقرار المدن، وهو ماتمثل في حالة استقرار

ورفع الكثافة السكانية في األرض المأهولة .، أو في منطقة الجزيرة التي تضمها اليوم محافظة الحسكةكسةالمهاجرين الجرا

ولم يشكل هذا التركز أي ضغط على الموارد، إذ كانت الموارد فائضة عن معدل النمو السكاني، بل ساهم هذا . أو المعمورة

محلي السوري اإلجمالي، بماانعكس على وتيرة التقدم النسبي في المجتمع ر الناتج الالتركز في االستفادة من الموارد، وتطوي

.السوري ككل

أدى استقرار تدفقات الهجرة في المناطق التي تتسم بمحدودية كثافتها السكانية : تسريع نمو المدن الصغيرة والمتوسطة -

رة والمتوسطة، وتسريع حركة التحول من البداوة في هذه المناطق، ونمو المدن الصغي) التحضر( إلى تسريع وتيرة التمدين

يقتصر على 1928، كما في نموذج نمو مدينة الحسكة، وتحولها من مركز إداري فرنسي في العام )التحضر( إلى التمدين

. بضعة مبان إلى مدينة متوسطة في محيطها

مناطق المحيظة بالبادية بمحدودية كثافتها اتسمت منطقة الجزيرة وال: التوسع باستصالح األراضي القابلة للزراعة -

السكانية العامة والمأهولة، وبندرة اليد العاملة نتيجة التوازن السكاني التقليدي السلبي الناتج عن ارتفاع معدالت الوفيات

سعةالشا وقد ساهمت تدفقات الهجرة في التعويض عن ذلك من خالل التوسع باستصالح األراضي. والوفيات في آن واحد

وتأمين اليد العاملة الزرعية المحلية، والسيما أن معظم المهاجرين كانوا فالحين أو يعملون في األرض في القابلة للزراعة،

في منطقة الجزيرة دثين في المجال الزراعي على تكون شريحة رائدة من المستح هذه التدفقات وساعدت .مواطنهم األصلية

لناتج المحلي ووسع من مساحات هذه األخيرة بما زاد وتيرة ا ، ورية المتصلة بالبادية،السورية أو في أطراف المدن الس

اإلجمالي الذي شكلت الزراعة مصدره األساسي والمهمين على القطاعات االقتصادية األخرى، ورفع من وتيرة استثمار تجار

ض االستثمار الزراعي في الربع الثاني من ، ومكنننة الزارعة التي شكلت أساس نهوالمدن في الزراعة في تلك المناطق

.القرن العشرين

تميزت بعض تدفقات الهجرة بغنى الخبرات التقانية التي : رفد االقتصاد السوري بالخبرات والمهارات التقانية التطبيقية -

ألرمنية والسريانية التي وقد ارتبط ذلك بدرجة أساسية بتدفقات الهجرة ا. نقلتها معها من مواطن هجرتها الجماعية األصلية

تسارع وقد وجدت هذه الخبرات بيئة تمكينية لها في شروط. انحدر قسم منها من مدن اتسمت بالتطور االقتصادي النسبي

، حيث السورية الحديثة وتقدمها في ثالثينيات القرن العشرين )المعملية( التحويلية نشوء الصناعةو وتيرة مكننة الزراعة،

هارات بالحلول التقنية والصناعية البديلة لآلال ت المستوردة في شروط منع االستيراد وازياد صعوباته زودتها هذه الم

، والتوسع بمنشآت التصنيع البديل لآلالت، وتوفير مهارات )1945- 1939( وارتفاع كلفته بفعل نشوب الحرب العالمية الثانية

.تهم إلى وطنهملم يتم تجنيسهم بسبب التزام سورية بالقرارات الدولية بحق عود 8

9

مو اليد العاملة السورية الماهرة، قد وضع ذلك أحد أبرز أسس نو. لصيانة أدوات ووسائل النقل الحديثة مثل السيارات

.وتكوين فروع صناعية جديدة

بسبب تأصل قيم إغناء الهوية الثقافية المركبة والمتعددة للمجتمع السوري الذي يتسم في األصل بتنوعه الثقافي، وتمثيله -

أحد وقد شكل ذلك .قافية أو قومية في البلدان التي هاجروا منهاللمضطهدين ألسباب ث التسامح في المجتمع السوري مالذا أمانا

، واالندماج االجتماعي والوطني بدورة الحياة عوامل جذب المهاجرين للتوطن واالستقرار، واختيار سورية وطنا نهائيا لهم

.الوطنية العامة

:ىالكبر السورية موجات الهجرة الخارجية): الخارجة( الهجرة الخارجية -2) الداخلة( وعلى خالف اتجاهات الهجرة. تشكل وتيرة الهجرة الخارجية الخارجة وحجمها أبرز محدد لمفهوم دولة اإلرسال

االتجاه األساسي لسمة دولة اإلرسال بأحد أبرز مضامين مفهوم الهجرة الدولية، التي اتسمت بخصائص الهجرة القسرية، فإن

ويمكن التمييز هنا تبعا للعالقة مابين موجات الهجرة ومضمون الهجرة من أجل العمل . وهو مضمون الهجرة من أجل العمل

، أو )كما هو الحال مع موجة الهجرة الكبرى األولى(تكون دائمة بين ثالث موجات كبرى من هذا النوع من الهجرة التي قد

أو الهجرة الدائرية قصيرة المدى) يج بدرجة أساسيةكماهو الحال مع موجة الهجرة الكبرى الثانية إلى دول الخل( متوسطة المدى

وسنتوقف عند هذه الموجات بشكل مكثف بغية التعرف على االتجاهات ).كماهو الحال مع موجة الهجرة الكبرى الثالثة(

).الخارجة( األساسية التي حكمت ظاهرة الهجرة الخارجية السورية الحديثة

وبهذا المعنى . 9في العالم )1914-1880( في سياق الهجرة الدولية الثالثة هذه الموجة تمت: الكبرى األولى وجةلما -أ

ية لكنها اختلطت وقد كانت دوافعها اقتصادية بدرجة أساس. كانت جزءا من موجة هجرة عالمية عمت العالم في تلك الفترة

، 1925بدءا من العام هذه الموجة انحسرتقد و .واتسمت بتركز اتجاهها صوب األمريكيتين .أخرى اسية وثقافيةسي واملبع

نشوء أساس ومثلوا .10يومئذ ربع عدد سكان سوريةعن قليال ما يزيد ، شكلوا مهاجر سوري ألف )500( وهاجر خاللها حوالي

.بأجياله المختلفة في العالم السوري" المهجر" أو" المغترب" سنصطلح على تسميته بـ ما

الستينيات في المرتفعة في الستينيات وشهدت أعلى درجات وتيرتها هذه الموجة انطلقت :ثانيةالموجة الكبرى ال -ب

معدل نمو واتسمت بتركزها في دول الخليج العربي وليبيا وبدرجة أدنى الجزائر، إذ ارتفع. والسبعينيات من القرن العشرين

باأللف سنويا خالل الفترة) 10،8( إلى) 1970-1960( ةباأللف سنويا خالل الفتر%) 3،8( الهجرة الخارجية السورية من

أي أنه ارتفع نحو ثالثة أمثال ماكان عليه، وهو ما خفض معدل النمو السكاني لسكان سورية بنحو. 11)1970-1981(

در بـبحوالي الربع من إجمالي معدل النمو السكاني االفتراضي في حال تحييد عامل الهجرة الخارجية، والمق ، أو%)1،1(

254- 253، ص1986حول هذه الموجة قارن مع فاضل األنصاري، جغرافية السكان، المطبعة الجديدة، دمشق، 9

د السوريون المقصودون هم من هاجروا من مناطق تقع في إطار الحدود السياسية الالحقة للجمهورية العربية السورية، وليس المهاجرين من بال 10

، مع مالحظة أنه يبقى في إطار التقدير )2025سورية (الذي خضع إنتاجه إلى دراسات وحوارات معمقة في مشروع فاجئنا هذا الرقميجب أال ي .الشام

وهو في كل األحوال أدنى من تقديرات الدراسات التحليلية التي تمت بأسلوب التقدير والمالحظة، والتي يقف في . بسسب غياب بيانات موثوقة عنه

، فقد شملت ماهو على مستوى العالم إذ شملت موجة الهجرة الدولية الثالثة أعدادا كبيرة من المهاجرين .ل المؤرخ الكبير فيليب حتي وغيرهمقدمتها عم

عدد المهاجرين ر أكثر من نصف اإليرلنديين، إلى درجة بات فيها اليوم عدد المهاجرين من إيرلندا يفوق عدد السكان اإليرلنديين المقيمين فيها، بينما قد

ماليين نسمة، يحيى أبو زكريا، التجربة السويدية 4السويديين في إطار تلك الموجة بمليونين ومائة ألف نسمة من أصل عدد سكان السويد البالغ يومئذ

.366، ص2006، دولة الرفاهية االجتماعية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت: نشوؤها وتطورها، ندوة: في الرفاهية االجتماعيةممدوح مبيض وعصام الشيخ أوغلي وأحمد الكيالني، دينامية السكان في سورية وأثرها، هيئة تخطيط الدولة وصندوق األمم المتحدة للسكان، 11

.14، ص2005دمشق،

10

ويقترب معدل النمو االفتراضي هذا من معدل النمو السكاني للمواطنين السوريين، والذي يظهره سجل األحوال %). 4,4(

أي إلى 199413-1981باأللف خالل الفترة )3.6( حوالي عت إلى ، إال أنها تراج12في السبعينيات%) 3،9( المدنية، وهو

التي لجأت إليها بلدان مجلس التعاون الخليجي بسبب سياسات إحالل العمالة اآلسيوية ثلث ماكانت عليه في السبعييناتحوالي

.وفي عدادها العمالة السورية ن العمالة العربية الوافدةمكا

)1(اإلطار

مانينياتانكماش الهجرة الخارجية في الث

جا شديدا نتج عن زيادة عرض قوة العمل السورية واجهت الهجرة الخارجية السورية في الثمانيينيات من القرن العشرين حر

التي أخذت تنمو بمعدل يفوق معدل النمو السكاني وضيق الطلب عليها بسبب األزمة االقتصادية التي واجهتها سورية في ذلك

وسياسية العقد من جهة، وتضييق دول الخليج العربي فرص استقبال المهاجرين السوريين والعرب عموما ألسباب اقتصادية

معقدة، ولكن األسباب االقتصادية كانت هي األهم، إذ أدى االنخفاض الكبير في سعر برميل النفط خالل الفترة الممتدة بين

إلى انخفاض الناتج 1986دوالرا في العام ) 13.5( إلى 1983دوالرا في العام ) 32( من حوالي 1986-1983العامين

سياسيا " اآلمنة"دفع تلك الدول إلى البحث عن العمالة الرخيصة و ، مما14حوالي النصف تقريبا المحلي اإلجمالي لتلك الدول إلى

وفكريا، والتي وجدتها في العمالة اآلسيوية الرخيصة، حيث نتج عن ذلك نوع من محاولة إحالل العمالة اآلسيوية مكان العمالة

ي الثمانينات عدد العمال العرب، ليتقلص عدد الوافدين العرب في العربية، وأدى ذلك إلى أن يفوق عدد العمال اآلسيويين ف

لقد شهدت موجة الهجرة في الثمانينيات انكماشا .15كان عليه في الثمانينيات بلدان مجلس التعاون الخليجي إلى حوالي ثلث ما

االنكماش، فلم تتمكن موجة الهجرة ظاهرا، وشكل تضخم القطاع غير المنظم والنمو المفرط للعشوائيات أحد أبرز مظاهر هذا

النمو في القوة البشرية إذ ينعكس سواق العمل الخارجية إال بشكل محدودأالداخلية الكثيفة التي سببها الجفاف من النفاذ إلى

وسطيا % 8.6بما يعادل 1990و 1980مباشرة في عرض قوة العمل في اإلقتصاد الوطني، فلقد نمت قوة العمل بين أعوام

مما يعني أن قوة العمل قد كانت تنمو بمعدالت أعلى ،% 9.13وسنويا، وخالل نفس الفترة كان المشتغلون ينمون بما يعادل

من تلك للقوة البشرية، وفي نفس الوقت كانت معدالت نمو المشتغلين تفوق معدالت النمو في قوة العمل، وهذا يشير إلى أن

طلين عن العمل، ومن األفراد وخاصة اإلناث والذين كانوا خارج قوة العمل العتبارات التشغيل كان قد استوعب نسبة من العا

آثار األزمة االقتصادية الهيكلية الثقيلة التي عانت منها سورية إن .16متعددة والتحقوا بقوة العمل نتيجة توفر الفرص المناسبة

م خاصة، وارتفاع التضخم بمعدالت غير مسبوقة والتهامه في تلك الحقبة على المجتمع عامة وعلى العاملين في القطاع العا

وانكماش استثمارات القطاع ، لألجور، وانعكاس التضخم مباشرة على ذوي الكفاءات والمهارات العاملين بأجر في القطاع العام

تجميد عملية لعمل، بسبب طاع العام، وأعاق استيعابه للعمالة الجديدة الداخلة إلى سوق االعام وتقليصها، مما جمد تطور الق

.17اتيوبروز حالة بطالة الخريجين ألول مرة بعد عقد من نجاح سياسة التشغيل الكامل في مرحلة السبعين. التوظيف

.60التقرير الوطني األول للسكان، مصدر سبق ذكره، ص 12 14مبيض وآخرون، مصدر سبق ذكره، ص 13 .336، ص1988إبراهيم، الدولة والمجتمع في الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، سعد الدين 14 ).و(السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص 15 ).2008( مرزوق، ورقة عمل خلفية لصالح التقرير الوطني األول عن حالة السكان في سورية 16 .%3البطالة تتعدى نسبة يكون التشغيل كامال حين ال 17

11

التي تمكن العامل المهاجر من ،18بخصائص الهجرة الدائرية المؤقتة اتسمت هذه الموجة :الموجة الكبرى الثالثة -ج

بعد (إلى العمل في لبنان ولىواتجهت في الدرجة األ تظم بسبب قصر المسافة وسهولة االنتقال،التردد على أسرته بشكل من

بعد ازدهار السوق العقارية فيه بشكل غير مسبوق إثر ( وفي األردن) إقرار اتفاق الطائف وبدء مرحلة اإلعمار في لبنان

و سد جزء ،)1990 ن بنتيجة آثار حرب الخليج الثانيةعودة المهاجرين الفلسطينيين واألردنيين من دول الخليج إلى األرد

بعد خروج قسم كبير من العمالة العربية االنتقائية وغير االنتقائية من ( في دول مجلس التعاون الخليجي" العمالة" من فراغ

).الكويت بنتائج حرب الخليج الثانية

" أو حاجة إلى " كفالء" ة الوصول المباشرة دون وسطاء أوإمكاني ويسر هذه الهجرة بالنسبة إلى كل من لبنان واألردن

، بينما يسرها بالنسبة إلى دول مجلس التعاون الخليجي والسيما الكويت والسعودية إلى السوق مباشرة) فيزا( "تأشيرة دخول

العمالة الذي " فراغ" لءعلى استقبال العمالة السورية بعد حرب الخليج الثانية، والحاجة إلى م" التحفظات" واإلمارات رفع

.سببته نتائج تلك الحرب

وقد جذبت السوقان اللبنانية واألردنية العمالة السورية غير االنتقائية التي توسع حجمها بفعل ارتفاع وتيرة التسرب من

الثمانينيات بفعل التعليم األساسي والتعليم الفني والمهني والتقني، وارتفاع حجم البطالة نتيجة ضيق السوق السورية في

بينما اتسمت في الدرجة الثانية بفتح الباب أمام . األزمة االقتصادية عن استيعاب األعداد الجديدة النازلة إلى سوق العمل

.نتقائية أو الماهرة إلى بلدان مجلس التعاون الخليجياستقبال الخبرات السورية اال

مديرية ، فبينما أشارت بياناتالعمالة السورية في لبنانا عن حجم موثوق به سورية أو لبنانية بيانات أية والتتوفر

إجازة 1056ال يتخطى 1995عدد إجازات العمل التي منحت للسوريين في العام الى أن اإلحصاء المركزي في لبنان

الذي شهد فيه لبنان 1995 خبراء برنامج األمم المتحدة اإلنمائي قدروا عدد العاملين السوريين في لبنان في العامفقط، فإن

- 1991ارتفع فيه معدل النمو االقتصادي بين تم فيه السيطرة على التضخم وتخفيضه، و اإلعمار، و ة عملية إعادةوذر

2000انخفض عددهم في العام 19عامال سوريا 450.000بحوالي سنويا%) 9،1( بنتيجة تلك العملية إلى حوالي 1995

) 700( بينما تذهب بعض الدراسات إلى تقدير حجمها بـ .20مال وفق تقديرات رسمية سوريةألف عا) 225( إلى حوالي

ألف 700- 500بين (ك الفترة خالل تل يتراوح العمالة الوافدة في لبنان حجم في حين تبين دراسات أدق أن ،21ألف نسمة

ترى دراسات أخرى أنه من المستحيل في حين ،22منها ألف عامال) 450( يشكل العمال السوريون حوالي) عامل وافد

نهاية األسبوع أو الهجرة الدائرية هي تطوير لمفهوم الهجرة الدائرية الداخلية بين الريف والمدينة، والتي يتمكن فيها المهاجر من العودة إلى قريته في 18

ن من خاللها المهاجر المؤقت من العودة إلى وقد تم تطوير هذا المفهوم على الهجرة الخارجية المؤقتة في البلدان المتصلة جغرافيا، والتي يتمك. خالله

وتنطبق الهجرة الدائرية بالمعنى الموسع هنا على حالة هجرة العمل . البعد في مفاهيم الهجرة/ مسقط رأسه بطرق انتقال متوفرة، وفق مفهومي القرب

وبمعنى آخر . رة المؤقتة عموما وليس إلى نمط الهجرة الدائريةبينما تنتمي الهجرة إلى دول الخليج إلى سمة الهج. السورية إل لبنان واألردن وكردستان

.والمحدد هنا هو االتصال المباشر والقرب الجغرافيين. كل هجرة دائرية هي هجرة مؤقتة لكن ليست كل هجرة مؤقتة هي هجرة دائريةاستنادا إلى دراسات خلفية مقدمة إلى برنامج . 134- 133، ص2005ألبر داغر، أية سياسة صناعية للبنان؟، المركز اللبناني للدراسات، بيروت، 19

استنادا إلى . http://www.ilo.org/public/arabic/region/arpro/beirut/infoservices/report/report05.htmاألمم المتحدة اإلنمائي،

أوال، يعمل هؤالء العمال لقاء أجور أدنى من أجور . ثةألسباب ثال" المؤقتين"جريديني يفضل أصحاب العمل اللبنانيون استخدام العمال األجانب و

وثالثا، يسهل استغاللهم، . ثانيا، ليسوا مسجلين في الضمان االجتماعي وال يغطيهم أي تأمين صحي). دون الحد األدنى لألجور عادة(المواطنين اللبنانيين

تجدر اإلشارة إلى أن االستحصال على إجازة عمل يفترض إبرام تأمين صحي لكن (بمعنى أنهم أكثر رضوخا ويعملون بجهد أكبر ولساعات أطول

عالوة على ذلك، إن قبول اليد العاملة األجنبية المتدنية األجر في لبنان يعتبر، من األوساط السياسية ). لتغطية األجانب الذين يكفلهم صاحب العمل رسميا

.لتضخمواالقتصادية، أحد التدابير اآليلة إلى احتواء ا .2000/ 3/2وزير العمل والشؤون االجتماعية في سورية، النهار، 20 12العيطة، استنادا إلى سالم الكواكبي، مصدر سبق ذكره، ص 21 .134داغر استنادا إلى دراسة لنجيب عيسى، مصدر سبق ذكره، ص 22

12

وينطبق ذلك على مشكالت تقدير حجم العمالة السورية في األردن الذي ارتفع . 23قياس حجم العمالة السورية في لبنان

، وارتفع فيه معدل نمو قطاع التشييد سنويا%) 6,9( إلى حوالي 1994-1990معدل النمو االقتصادي فيه خالل الفترة

رتفعت مساهمته في تشكيل الناتج المحلي اإلجمالي بوتيرة غير مسبوقة في االقتصاد األردني، وهو القطاع والبناء، كما ا

.الذي تركزت فيه العمالة السورية

ومهما كانت تقديرات حجم العمالة السورية في السوقين اللبنانية واألردنية مختلفة أشد االختالف، فإن هذا الحجم على

ذات الحجم الكبير المؤلف من عدة مئات بهجرة العمل المؤقتة ه المنخفضة والمرتفعة والمتوسطة قد اتسممختلف تقديرات

إضافة إلى انتعاش االقتصاد السوري في النصف األول من التسعينيات بسبب نتائج قانون ولقد ساهم ذلك . من األلوف

الي فرص العمل، وتحسن المواسم الزراعية، وارتفاع حصة في استحداث المشاريع وبالت 1991للعام ) 10( االستثمار رقم

تراجع في إلخ،.. مساهمة النفط في الناتج المحلي، والمساعدات العربية التي تدفقت على سورية بعد حرب الخليج الثانية

نصف إلى درجة برزت فيها خالل ال 24 1991عام % 0.68إلى نحو 1980من قوة العمل عام % 8.7معدل البطالة من

.إلخ".. حكم المستقيل" األول من التسعينيات ظاهرة هجر العمل في القطاع العام والتسرب منه بطريقة االستقالة أو بطريقة

تتوفر بيانات عن حجم العمالة السورية فيها خالل هذه الموجة أما بالنسبة إلى دول مجلس التعاون الخليجي فال

في الكويت بعد " العمالة العربية" فراغ" ، حيث احتلت العمالة السورية المهاجرة بسببالكويتالجديدة من الهجرة سوى في

حرب الخليج الثانية المرتبة الثانية من ناحية الحجم والنسبة في دولة الكويت بعد العمالة المصرية، وشكل المهاجرون السوريون

وقد احتلت فيها الكفاءات السورية . 25وع سكان الكويتمن مجم%) 0،0411( يعادل مهاجرا، أو ما) 94،230( حوالي

.االنتقائية من معلمين ومهنيين مكانة ملحوظة

التوجد الدراسات والمسوح علمية موثوق بها عن تطورات الهجرة الخارجية واتجاهاتها في المرحلة الراهنة، تسمح بدراسة

وتشتد . جية السورية في الماضي بتطوراتها الراهنة والمستقبليةمدى استمرار تحكم العوامل التي حكمت ظاهرة الهجرة الخار

إذ بينت تجربة هذه الدراسة في محاولة التعرف على بعض اتجاهات الهجرة . الحاجة للقيام بمسوح معمقة وشاملة عن ذلك

والتكفي نتائج مسح . ياالخارجية من خالل عينة صغيرة مقصودة تسمح باإلنارة واالسئتناس أن هذا الحجم مايزال كبيرا نسب

.هذه العينة لبناء أية مواقف لكنها تسمح على سبيل التمثيل بالدراية ببعض االتجاهات

.176، ص2005غ ، الهجرة المتوسطية، تقرير عام فار: فاديا كيوان، البعد السياسي واالجتماعي للهجرات في لبنان، بحث في 23 .مرزوق، ورقة خلفية لصالح التقرير الوطني األول للسكان، مصدر سبق ذكره 24 15السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص 25

13

)2( اإلطار مسح ميداني للهجرة ضمن عينة من المجتمع

شخص من 78. فردا 405رية بمجموع أفراد يساوي تم اجراء مسح ألحد االحياء الدمشقية والذي يقطنه ثمانون أسرة سو

أرباب تلك االسر من حملة شهادة الدكتوراه في العلوم والهندسة واثنان من حملة شهادة الماجستير وجميعهم يعمل في البحث

. ة النفقاتالعلمي التطبيقي وهم من الشريحة الوسطى وجميعهم يملكون منازلهم رفيعة المستوى ولديهم سيارات عمل مدفوع

.الف دوالر سنويا 20-12ويحصولون على دخول تتراوح مابين

عدا محافظتي دير الزور (وسكان هذا الحي قادمون من معظم المحافظات السورية . وسطي أفراد تلك األسر خمسة أفراد

.ذقيةأي أمضوا دراستهم قبل الجامعية كل في محافظته ومعظمهم من محافظات دمشق وحمص والال) والرقة

مهاجرا من أبناء هذه االسر بغرض التخصص الدراسي أو االلتحاق بالزوج المهاجر إلى أمريكا وأوربا أو / 39/تبين أن هناك

:سنة في المهجر وموزعين كمايلي 12-3للعمل في دول الخليج وأمضوا فترة تتراوح مابين

6 هجرة دائمة ألمريكا •

3 هجرة طويلة ألمريكا للدراسة والعمل •

9 هجرة دائمة ألوربا •

8 هجرة طويلة للعمل والدراسة في أوربا •

13 هجرة للعمل في الدول الخليج العربي •

من إجمالي عدد سكان الحي، حيث تشكل مجمل الهجرة إلى دول الخليج % 9.6يصل معدل الهجرة ضمن هذا الحي إلى حوالي

. بة وأمريكاإلى أور% 6.4من إجمالي عدد سكان الحي و% 3.2العربي

مسح عينة صغيرة تمثيلية مقصودة قام به مروان الزبيبي لصالح التقرير: المصدر

:خالصة -3حيث . باأللف 5كان بحدود 2007-1922معدل الهجرة خالل الفترة وسطي أن إلى وفي الخالصة تشير نتائج هذا البحث

بدأت الموجة الثانية للهجرة فارتفع المعدل حين ى مطلع الستينيات وحت 1922مهاجر باأللف منذ عام 3.4معدل الهجرة كان

باأللف خالل فترة السبعينيات مع الطفرة النفطية وارتفاع معدالت الهجرة إلى دول الخليج العربي، ثم انخفض إلى 10.8إلى

باأللف منذ 10ارتفع المعدل إلى ، ثم )11وهذا يتقارب إلى حد كبير مع ما ورد في المرجع (باأللف خالل الثمانينيات 3.8

وحتى منتصف التسعينيات مع ارتفاع معدل الهجرة الدائرية إلى لبنان مع بدء عملية اإلعمار بعد اتفاق الطائف الثمانيينات أوائل

وانتهاء لكن عاد معدل الهجرة إلى االنخفاض بعد حلول العمالة االسيوية محل العمالة العربية في دول الخليج . 1990في عام

باأللف خالل العقد األول من القرن الحادي والعشرين والذي 4.3عملية اإلعمار في لبنان، واستقر على قيمة منخفضة بحدود

هجرة دائرية مؤقتة على من أطباء ومهندسين إلى أوربا وأمريكا وكندا والخليج العربي و والكفاءات هجرة األدمغة يشتمل على

. لقضاء خمس سنوات تفاديا لخدمة العلمإلى دول الخليج العربي

14

0

2

4

6

8

10

12

1922

1927

1932

1937

1942

1947

1952

1957

1962

1967

1972

1977

1982

1987

1992

1997

2002

2007

مةنس

ف ألكلر لاجمه

معدل الهجرة السنوي

)2007-1922(معدل الهجري السنوي ) 1(الشكل

:لهجرة الخارجية السوريةالكلي ل حجمال -ثانيا :للهجرة في المنطقة العربية ثاني مجتمع مرسل المجتمع السوري

وينطلق هذا االلتباس من اختالف تعريف . ي العالمإن توثيق معطيات الهجرة الخارجية محاط بكثير من االلتباسات ف 1

المهاجر، وعدم وجود تعريف موحد له، فمن يحتسب مثال في سورية مهاجرا يحتسب في بلد االستقبال مواطنا بعد حصوله

ويشتد .بيرااختالفا ك وبالتالي تختلف تقديرات المهاجرين بين دول اإلرسال ودول االستقبال. على جنسية البلد المستقبل

هذا االختالف في حالة الهجرة السورية، حيث يجيز القانون السوري للجنسية حق اكتساب المواطن جنسية ثانية إلى

مهاجرين السوريين الدائمين أو المؤقتين مواطنين سوريين مثبتين في السجل لجانب الجنسية السورية، ويعتبر كافة ا

.المدني لعدد السكان السوريين

)3( راإلطا

مشكالت تقدير أعداد المهاجرين

لم تفلح كافة المحاوالت التي جرت حتى اآلن في توفير بيانات موثوقة حول حجم الهجرة الخارجية السورية، وخصائص

المغتربين وأماكن إقامتهم ،لذلك بقيت التعدادات السكانية وسجالت األحوال المدنية المصدرين الوحيدين الستنباط مؤشرات

فالتعدادات السكانية توفر بيانات عن عدد السوريين المتواجدين داخل البالد إضافة إلى غير السوريين ة الخارجية،الهجر

وتعتبر التعدادات السكانية العامة مهمة .26بينما تشمل سجالت األحوال المدنية السوريين في الخارج والداخل وقت التعداد،

باستثناء النظام اإلحصائي السكاني المتطور الذي يسجل بشكل مستمر التغيرات ففي تقدير حجم الهجرة في كافة البلدان،

الحيوية السكانية وتغيرات إقامة كل السكان المقيمين، والقائم في قلة من البلدان األوروبية مثل بلجيكا والدانمرك وهولندا

رة في بقية البلدان هو التعداد العام المقارن ج والسويد وإلى حد ما ألمانيا، فإن المصدر األساسي لبيانات الهجووالنرو

27للسكان والذي يجري كل عشرة أعوام

14ممدوح مبيض وآخرون، مصدر سبق ذكره، ص 26 www.carim.org.10، ص2007يا، ، إيطال2005، الهجرة المتوسطية، تقرير عام )مشرف( فيليب فارغ 27

15

) الدولية( عن حجم الهجرة الخارجية بشكل متيقن منه موثوق بها وطنية أو دولية بيانات تبعا لذلك االلتباس توجد ال 2

منذ أواسط مليون مهاجرا سوريا) 20( ليويفسر ذلك تضارب البيانات حول هذا الحجم بين من يقدرها بحوا .السورية

وبين نتائج هذا البحث الذي يقدرها وفق إجراءات علمية منضبطة ومستندة إلى مؤشرات ،28القرن التاسع عشر وحتى اآلن

.29مليون نسمة) 9,84(يتجاوز متعددة بما ال

موجة الهجرة السورية األولى الثالث، وهيجية السورية بين موجاتها الكبرى ينبغي التمييز هنا في حجم الهجرة الخار 3

وموجة الهجرة ) في حركة الهجرة الدولية 1925-1880الكبرى ت في إطار الموجة الدولية الثالثةالتي تم( الكبرى

لبنان واألردن ( وموجة الهجرة الثالثة) ات إلى دول الخليج وليبيايهجرة الستينيات والسبعين(الثانية السورية الخارجية

الذي شكلت الموجة األولى قوامه " المهجر السوري" اصطلحنا على تسميته بـ ويعني ذلك التمييز بين ما. ) جة أساسيةبدر

األساسي، وبين الموجتين األخريين اللتين تتسمان عموما بسمة الهجرة المؤقتة متوسطة أو قصيرة المدى يعقبها العودة

.النهائية إلى الوطن

يمكن القول في ضوء نتائج هذا البحث أن الذي يرتبط بموجة الهجرة الكبرى األولى، فإنه " السوري المهجر" بالنسبة إلى 4

% 2.5لف نسمة، ويساوي مع المتحدرين منهم بمعدل زيادة سنوية أ 500يساوي 1922تقديرات عدد المهاجرين قبل عام

.نسمة) 4.180.444( حوالي

2007وحتى نهاية العام ) الذي يعتبر عام البدء بسجل األحوال المدنية السورية( 1922بينما يقدر عدد المهاجرين بعد العام 5

. نسمة) 4,208,138(بـ%) 2.5( مليون نسمة، كما يقدر عددهم مع المتحدرين منهم بمعدل زيادة سنوية) 2.023(بـ

يمثلون العمال ألفا 450وكما أن هناك ما يزيد عن مليون سوري يمثلون العمالة السورية في دول الخليج العربي

من مجمل عدد السكان %) 15.7(نسبة وال يستهان بهذا العدد فهو يمثل. السوريين في لبنان وبدرجة أدنى في األردن

بينما لو تم األخذ بعين االعتبار عدد المهاجرين قبل )مليون نسمة 21.850مليون مهاجر من أصل 3.45(السوريين

ة عن نسبة المهاجرين اللبنانيين وتزيد هذه النسب .من عدد السوريين الحالي%) 18(نسبة إلى الرتفعت ال 1922العام

وفي حال اعتماد تلك 30من عدد السكان اللبنانيين%) 16( بحوالي 2005في تقرير الهجرة المتوسطي للعام المقدرة

لى في إرسال الهجرة الخارجية بين سائر النسبة التي يحددها تقرير الهجرة المتوسطي فإن سورية تحتل المرتبة األو

من عدد السكان %) 23.8( دول المنطقة العربية، أما في حال تقديرها وفق نسبة أكثر واقعية تذهب إلى تقديرها بـ

كماتزيد بالنسبة إلى سورية ولبنان عن .اللبنانيين فإن سورية تحتل المرتبة الثانية بعد لبنان في إرسال الهجرة الخارجية

.31من عدد السكان في كل دولة% 10دل الهجرة الذي سجلته كافة الدول المتوسطية العربية، والذي هو أقل من مع

، وبالمغتربين )المرتبط بالموجة األولى" (المهجر السوري" وبالتالي يقدر إجمالي عدد المهاجرين والمتحدرين منهم في

مليون نسمة) 9.84(بحوالي ) تبطون بالموجتين الثانية والثالثةالمر( للعمل في الخليج العربي ولبنان والدول األخرى

.12العيطة، مصدر سبق ذكره، ص 28بحوالي 2008في مطلع العام يفوق حجم المهجر السوري في التقدير األول عدد سكان سورية المقدر وفق تقديرات المكتب المركزي لإلحصاء 29

سكان السوريين المسجلين وفق سجل األحوال المدنية والمحدد منذ العام مليون نسمة متضمنا السوريين وغير السوريين، وبما يقترب من عدد ال) 19.4(

مليون نسمة، أو بما يصل حسب نتائج هذا البحث المقترن بمؤشر الحصول الفعلي على البطاقة 22.33بحوالي 2007وحتى نهاية العام 1922

مسجلين في السجل كأحياء لكنهم في الواقع في عداد 1922اليد ماقبل ألف نسمة من مو) 480( مليون نسمة بعد حذف) 21.85(الشخصية الحديثة إلى

.األموات كونهم لم يتقدموا للحصول على بطاقة شخصيةحتى ولو كانت تقديرات تقرير الفارغ التشمل األسالف اللبنانيين للمهاجرين اللبنانيين الحاليين، فإنه يمكن القول إن 16فارغ، مصدر سبق ذكره، ص 30

وم في لهجرة السورية تقترب من نسبة الهجرة اللبنانية في حال أسقطنا مهاجري الموجة السورية األولى من االحتساب من المناطق التي تعتبر الينسبة ا

.9، مصدر سبق ذكره، ص%)23،8( ومع العيطة الذي يقدرها بـ .إطار الحدود السياسية للجمهورية العربية السورية .16ق، صالفارغ، المصدر الساب 31

16

مجبرون على ) الهجرة الدائرية المؤقتة(علما بأن العمال السوريين في الخليج العربي ولبنان والدول العربية )1الملحق (

غتراب نظرا لعدم إمكانية تسجيل المتحدرين منهم في السجل المدني في سورية عن طريق القنصليات السورية في بلدان اال

.32منحهم جنسية في تلك البلدان بينما تبقى غالبا أسر العاملين السوريين في لبنان مقيمة في سورية وفي الخالصة يعتبر المجتمع السوري من بين أكثر المجتمعات العربية التي تتسم بارتفاع وتيرة الهجرة الخارجية 6

مرتبة الثانية بين دول المنطقة العربية كافة في نسبة إرسال المهاجرين بعد لبنان، ، ويحتل الالمؤقتة أو الدائمة فيها

بينما يعتبر حجم الهجرة الخارجية السورية أكبر من نظيره في لبنان بالنسبة إلى ارتفاع حجم السكان السوريين عن

الهجرة الخارجية السورية في صميم وهو مايفرض تطوير مقاربة تنموية وطنية جديدة لمسألة. حجم السكان اللبنانيين

. السياسات واالستراتيجيات الوطنية، تستثمر عوائد الهجرة الخارجية من كفاءة وتنظيم وتحويالت في عملية التنمية

.وهو مايقود إلى التوقف عند موضوع التحويالت الخارجية الذي يعتبر سمة مرافقة للهجرة في بلدان العالم كافة

:التحويالت -ثالثا :هاتعريف -1 في بلد اإلرسال من تحويالت عينية ونقدية المهاجر في بلد االستقبال إلى أسرته المعيشيةالتحويالت هي كل مايرسله

وإلى وحصة الفرد منها وهي تكون منظورة ويسهل حسابها بالنسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي. منظورة غيرو منظورة

حين يتم تحويلها عبر القنوات ،حين يتم تحويلها عن طريق النظام المصرفي، بينما تكون غير منظورة راتالواردات والصاد

.غير المصرفية النظامية، ويصعب حسابها وتقديرها

:األثر اإليجابي الصافي للتحويالت :أهميتها -2تعد التحويالت المادية والعينية للمهاجرين من كافة، و تتالزم ظاهرة الهجرة الدولية مع ظاهرة التحويالت في بلدان العالم -أ

والسيما منها أهم المؤشرات التي توضح اآلثار الملموسة لعائدات الهجرة الدولية ومكاسبها على اقتصادات بلدان اإلرسال،

وتحسين إطار قطع النادر،التي تشكل تحويالت العمال المهاجرين لكثير منها مصدرا رئيسيا لحصولها على ال البلدان النامية

، وتحسين مؤشرات التنمية البشرية، وأحد أهم مصادر تمويل عملية ولخفض معدالت الفقر االقتصاد الكلي وميزان المدفوعات،

التنمية، إذ تقدر بعض التقارير حجم هذه التحويالت بثالثة أضعاف المساعدات التنموية التي قدمتها البلدان الغنية إلى البلدان

ويرى البعض أن حجم التحويالت الذي تتلقاه البلدان النامية من مهاجريها يسهم إلى حد ما في الحد من التكافؤ الناتج .33النامية

عن نظام المنافع غير المتكافىء الناتج عن عملية العولمة، من منطلق أن ثلثي التحويالت على مستوى العالم يتجه إلى البلدان

.34النامية

يساوي إلى 2006تشير ارقام أولية من إدارة الهجرة والجوازات أن مجمل عدد السوريين الذين غادرو سورية في عام على سبيل المثال 32

من مجمل % 17.4أي بمعدل 619.314بفارق وقدره 3.933.756وعدد القادمين من السوريين إلى سورية في نفس العام يساوي 3.553.070

لكن طبعا هذه النسبة . مليون نسمة 19من أعداد السكان البالغة % 3.2ويشكل هؤالء نسبة . لم يعودوا في نفس العام 2006رين في عام المغاد

. 2007التمثل معدل الهجرة السنوي ألنه ربما عاد قسم كبير منهم في بداية عام

ممن يغادرون ويعود لسورية كل أسبوع وخاصة العمال السوريين في لبنان بد من توضيح أن األعداد المذكورة أعاله تتضمن أسماء مكررة ال

وبالتالي هذه األرقام بشكلها الحالي التعطي مؤشرا عن حجم الهجرة السورية والبد من . واالردن إضافة إلى المسافرين للتسوق والسياحة في لبنان

.داد من غادر ولم يعد وذلك على مدى عامين متتالييندراسة قواعد بيانات المسافرين بشكل أفضل واستنتاج أسماء وأع . 50مغاوري شلبي، األبعاد االقتصادية لهجرة العمالة، المصدر السابق، ص 33 305، ص)2008منظمة العمل العربية، القاهرة، تموز (التقرير العربي األول حول التشغيل والبطالة في الدول العربية، نحو سياسات وآليات فاعلة 34

17

ة يمكن أن تستقطب التحويالت بما يفيد في عملية زيادة اإلنتاج وتوفير الوظائف إذا ماأحسن استثمارها إنتاجيا عبر وبصفة عام

والمقصود هنا ليس حجم التحويالت . توفير مناخ اقتصادي جاذب لالستثمار بدال من التركز في مجال االستهالك غير المنتج

.35العام يبقى إيجابيا صافي عائدها لكن مهما كان مصير التحويالت فإن. مارهابحد ذاتها بل بدرجة أساسية كيفية استث

:أكبر من حجم المساعدات الدولية واالستثمارات األجنبية المباشرة :حجمها -3قط تشير تقارير منظمة العمل الدولية إلى أن حجم تحويالت المهاجرين إلى بلدانهم مستمر بالتصاعد، فخالل عقد واحد ف - ا

إلى 2005مليار دوالر في العام ) 102(ارتفعت تحويالت المهاجرين على المستوى العالمي من حوالي ) 1995-2005(

، 36من هذه التحويالت إلى البلدان النامية%) 72( ، واتجه2005مليار دوالر في العام ) 232( حوالي

ير تقديرات البنك الدولي في ضوء تقديرات خبراء ينطبق ذلك على البلدان العربية المرسلة للمهاجرين، حيث تش -ب

المؤسسة المالية الدولية إلى أن حجم تحويالت المهاجرين إلى دول االستقبال في ثماني دول متوسطية عربية تتصف بسمات

غير . 2007مليار دوالر في العام ) 26(إلى 2000مليار دوالر في العام ) 11(دول اإلرسال من بينها سورية قد ارتفعت من

أن هذه التقديرات منخفضة جدا إذ أنها تتعلق بالتحويالت التي تتم عن طريق النظام المصرفي فقط، بينما تتراوح التحويالت

وبأخذ . من التحويالت الرسمية %)80-79( في لبنان وبين أعالها في سورية والسودان%) 7( أدناها وهو بينغير الرسمية

مليار دوالر وليس بـ) 40( بـ 2004ن االعتبار فإنه يمكن تقدير إجمالي التحويالت في العام التحويالت غير الرسمية بعي

.37مليار دوالر حسب البيانات الرسمية) 21(

) حالة سورية(%) 3(ما يتراوح بين 38في ثماني دول متوسطية عربية 2007و 2000التحويالت بين العامين شكلت -ج

و تبرز أهمية هذه . )حالة الجزائر(%) 6,1( تج المحلي اإلجمالي لهذه البلدان، وما يتراوح بينمن النا) حالة لبنان(%) 23(و

التحويالت في اقتصادات دول اإلرسال الثماني في أن حجمها اإلجمالي في هذه البلدان يتجاوز حجم المساعدات الدولية

لدول الثماني والمنطقة عموما بل وعلى المستوى العالمي في وتبلغ أعالها بين ا. 39واالستثمارات األجنبية المباشرة مجتمعة

لبنان الذي يحتل المرتبة الثانية في حجمها على مستوى العالم بعد الهندوراس، والمرتبة األولى بحسب عدد السكان، وتشكل

من %) 16( ث تشمل الهجرةحي 40من االستثمار األجنبي المباشر%) 301،40( من الناتج المحلي اإلجمالي اللبناني و) 22،2(

ولتقدير الحجم االقتصادي للتحويالت تلجأ الدراسات الخاصة بالتحويالت إلى تقدير حجم 41 2005السكان اللبنانيين للعام

التحويالت بالنسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي، واستخراج حصة الفرد منها، وإلى الصادرات والواردات، واالستثمارات

.وهو ماسنتتهجه في دراسة تحويالت المهاجرين السوريين .شرةاألجنبية المبا

.303المصدر السابق، ص 35 .47، ص 2006يوليو / ، تموز165سمير رضوان، هجرة العمالة في القرن الحادي والعشرين، السياسة الدولية، العدد 36ء، قارن مع محمد األمين فارس، تحويالت العمال المهاجرين إلى المنطقة العربية، السمات واآلثار، اجتماع الخبرا. 6عيطة، المصدر السابق، ص 37

، 305ولمزيد من التوسع قارن مع التقرير العربي األول حول التشغيل، مصدر سبق ذكره، ص. 38و 35تقرير السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص

.وهذا التقرير األخير يستند إلى بيانات البنك الدولي وجامعة ساكس سورية ومصر وفلسطين واألردن والمغرب وتونس والجزائر وليبيا 38

39 Samir Aita,Le marché du travail dans les pays arabes méditerranéens: Enjeux et Perspectives,P6. استنادا إلى Freund et Spatafora 2005 et: FEMIP 2005

.1/10/2007مجلة الدفاع الوطني، ،لبنان إدارة الثروة البشرية كمنطلق لكبح هجرة األدمغة والكفاءات في حوراني،. ج غيتا 40 من عدد سكان لبنان ممن هم في الفئة العمرية%) 23,8(لكن تقديرات أخرى تحدد نسبة المهاجرن اللبنانيين بـ 16فارغ، مصدر سبق ذكره، ص 41

.9، قارن مع العيطة، مصدر سبق ذكره، ص)سنة 54- 25(

18

:التحويالت على مستوى سورية -رابعا

:)المنظورة وغير المنظورة(إجمالي التحويالت :الحجم -1تشمل التحويالت في بيانات مصرف سورية المركزي التحويالت :التحويالت في بيانات مصرف سورية المركزي -أ

ويقصد بهم ( إلى مغتربين) 1الملحق ( وتصنفهم تلك البيانات. وغير المنظورة لكافة المقيمين السوريين في الخارج المنظورة

. 42)ويقصد بهم العاملين السوريين في لبنان فقط( وإلى عاملين) لبنان اكل المهاجرين السوريين المتواجدين في الخارج ماعد

في التحويالت المنظورة وغير المنظورة الواردة من فئتي 2006و 2000العامين يبين المخطط التالي منحى التغيرات بين و

:والعاملين، وفي مجموع تحويالت الفئتين المغتربين

الشكل ( 2) تحويالت المغتربين والعاملين في الخارج 2000- 2006

0

5

10

15

20

25

30

35

40

45

50

2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006

ريةسو

رة لييارمل

تحويالت المغتربينتحويالت العاملينالمجموع

، مقابـل 2004إلى التناقص عموما وبصورة سريعة جدا بعد العام )العمالة السورية في لبنان( يالحظ ميل تحويالت العاملين

.ميل تحويالت المغتربين إلى التزايد

ي مصرف سورية المركزي، وأكد في حوار مابين الباحث ونائب تم ذلك في ضوء المعلومات التي أفادنا بها الموظف المسؤول عن التحويالت ف 42

.)2008أغسطس / آب 6( حاكم مصرف سورية المركزي

19

)4(اإلطار

عوامل تراجع تحويالت العاملين مقابل تصاعد تحويالت المغتربين

إلى تراجع حجم العمالة السورية في لبنان إثر األحداث )العاملون السوريون في لبنان( تراجع حجم تحويالت العاملين يعودقد

مـن ( 2003أما تزايد تحويالت المغتربين بصورة كبيرة بعد العام . 2005-2004منطقة خالل العامين داهمت لبنان والالتي

فيعزى إلى عودة جزء من األموال السورية المودعة في البنـوك ) مليار ليرة سورية سنويا 40مليار إلى مستوى 25مستوى

4-3والتي تشير بعض التقديرات إلى تخطيها حجم الـ ،ةفي لبنان والمنطق 2005-2004أحداث اللبنانية إلى سورية بعد

، وإلى إحجام قسم كبير من المهاجرين السوريين فـي دول 43مليار ليرة سورية 200والـ 150مليار دوالر، أي بين الـ

ا خـالل مجلس التعاون عن االستثمار في أسواق األوراق المالية في دول مجلس التعاون الخليجي إثر الخسائر التـي تكبـدوه

أما الشروط التي مكنت من ذلـك . ، و إقبال المغتربين السوريين في الخارج على االستثمار في سورية2005-2004العامين

فقد تمثلت في تسارع وتيرة التحرير االقتصادي، وانطالق عمل المصارف الخاصة، وتحسين بيئة األعمال، وتوفير أطر قانونية

%28إلـى 2000في العام %92من تحديث التشريعات وتخفيض معدل ضريبة الدخل لتفعيل دور القطاع الخاص، عبر

بهدف تحفيز القطاع الخاص الوطني واالغترابي والعربي على االسـتثمار و 200744منذ مطلع العام فقط لجميع المكلفين

ية بشكل خـاص، وبـروز حركـة أدى إلى انتعاش قطاع الخدمات واالستثمارات العقار جذب االستثمارات عموما، و هو ما

.االندماج بين رأس المال السوري في الخارج ورأس المال السوري الخاص في الداخل

:حصة الفرد من السكان من التحويالت - ب

الشكل (3) حصة الفرد المقيم من إجمالي تحويالت المغتربين والعاملين في الخارج

1,600

1,800

2,000

2,200

2,400

2,600

2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006

ريةسو

رة لي

ريكي للفرد بالسنة،دوالر أم 50تراوحت حصة الفرد من هذه التحويالت المنظورة وغير المنظورة صعودا وهبوطا حول

305ص ،2025لمشروع سورية ، التقرير االقتصادي)2005-1970( مسح المسارات االقتصادية الكلية وتحليل اتجاهاتها األساسية في سورية 43في %92تم خفض وسطي سقف معدل ضريبة الدخل على كافة القطاعات والمكلفين من . ، مصدر سبق ذكرهالحسين، السياسات المالية في سورية 44

حيث أصبح هذا المعدل بدءا من مطلع 2007وحتى مطلع العام 2004بدءا من العام %35، وإلى 2004حتى مطلع العام %35إلى 2000العام

.فقط لجميع المكلفين %28ذلك العام

20

.45من التحويالت المنظورة فقط دوالرا في اليمن 65،2في األردن، و 381،1دوالرا في لبنان، و 1410مقابل

:جماليإلى الناتج المحلي اإل نسبة التحويالت -ج

الشكل (4) تحويالت المغتربين والعاملين في الخارج منسوبة إلى الناتج المحلي االجمالي بسعر السوق أسعار جارية

2.0%

2.5%

3.0%

3.5%

4.0%

2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006

-3من مسـتوى ( بأكثر من نقطة مئوية واحدة 2006-2005 تراجع خصوصا في العامين يظهر هذا الشكل جليا الميل إلى ال

لة )2006في العـام % 2.4إلى 2004-2000بين العامين % 3.5 ى مستوى سلس ا عل بة 2006-2000أم ذه النس د بلغت ه فق

نسـبة وسـطي لـغ يب بينمـا . 2006-2005آمتوسط للفترة % 2.6في المتوسط لتتراجع إلى 2004-2000خالل الفترة % 3.3

وقد يعود تدني نسبة التحويالت 46البلدان العربية الناتج المحلي اإلجمالي في إلى %)8( المنظورة وغير المنظورة التحويالت

) المنظورة وغير المنظـورة (حصة سورية من إجمالي التحويالت إلى الناتج المحلي اإلجمالي على سبيل التمثيل إلى أن

التحـويالت من أصل إجمالي%) 2.2( ، بـ2004لهجرة في العام التي تلقتها ثماني دول متوسطية عربية مرسلة ل

مجمل وهي نسبة متدنية بالقياس إلى أن .47مليار دوالر) 40( وفق أحدث التقارير الدولية بـ 2004المقدرة للعام

3(ن من مجمل عدد السكان السـوريي % 13.7يمثلون نسبة 1922أعداد المهاجرين السوريين والمغتربين بعد العام

بينما تبلغ نسـبة المهـاجرين 200748 -1922خالل الفترة الممتدة من عام ) مليون نسمة 21.850مليون من أصل

يقل عـن ، لكن تحويالتهم تشكل ماال1922منذ موجة الهجرة األولى ماقبل العام من حجم السكان%) 16( اللبنانيين

.49دل ثالثة أضعاف صادراته ونصف قيمة وارداته، حيث تعامن الناتج المحلي اإلجمالي اللبناني) 26،2%(

36السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، صتقرير 45 .34تقرير السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص 46 .38السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص 47والتقرير الوطني األول عن حالة السكان في 2025مروان الزبيبي، ورقة خلفية لهذا التقرير وأوراق خلفية خاصة بالهجرة إلى مشروع سورية 48

.2008سورية 41السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص 49

21

:والواردات الصادراتنسبة التحويالت إلى -د

في % 7.8و% 9.6إال أن نسبتها تراجعت إلى ،2004-2000من الصادرات للفترة % 11.6شكلت التحويالت •

تحويالت بلغت ، أي أن ال2006-2005كمتوسط خالل عامي % 8.7على التوالي، وبلغت 2006و 2005العامين

خالل العامين % 17وتراجعت إلى ما دون 2004-2000من صادرات القطاع الخاص للفترة % 50ما يقارب

وتراجعت نسبة تلك التحويالت .على التوالي 2006و 2005لعامي % 14و% 19.4 حيث بلغت 2006و 2005

لعام % 8.5(كمتوسط 2006-2005خالل عامي % 9إلى 2004-2000للفترة % 13.8إلى المستوردات من

خالل الفترة % 18.4، بنفس الوقت الذي تراجعت فيه نسبة التحويالت إلى مستوردات القطاع الخاص من )2006

، على الرغم من تراجع نسبة مستوردات القطاع الخاص من إجمالي 2006-2005خالل % 14.3األولى إلى

.المستوردات في الفترة األخيرة

بـين البلـدان تعتبر من أدنى النسب في سورية اتة التحويالت إلى الصادرات والواردنسب وعلى الرغم من أن •

فإنه يجب أال يتم االستهتار بوزنها في شروط الخصائص الريعية وشـبه الريعيـة 50العربية المستقبلة للتحويالت

مليـون دوالرا ) 870( بـوالمقدر 2005-2004فلقد فاق مثال حجم التحويالت في العامين ، لالقتصاد السوري

%3.5مليون دوالر أمريكي أو 700صافي حصيلة النقد األجنبي من الصادرات النفطية السورية المقدرة بحوالي

الكبيرة التي " القفزة" تراجعها في سورية يعود إلى ، غير أن200551من إجمالي الناتج المحلي اإلجمالي في العام

، حيث تضاعفت واردات القطاع الخـاص 2005-2004ارداته خالل العامين شهدتها صادرات القطاع الخاص وو

في غضـون كما ارتفعت صادراته 52العامين ينكمليون دوالر خالل ذ 10-8مليار دوالر سنويا إلى 5-4من

دوالر وثلث في إلى ثالثة مليارات 2003مليار دوالر أمريكي في العام 1.196 حدودعامين متتاليين من

من مجموع قيمة %28لتشكل حوالي . 200553، ثم بلغت أربعة مليار دوالر وربع في العام 2004العام

الصادرات السورية في ذينك العامين، ولتحتل فيهما المرتبة الثانية في قيمة الصـادرات السـورية بعـد

والذي يرتبط " التصدير تهريبا" تصنفه السلطات الجمركية تحت اسم لكن هذه الصادرات تشمل ما .54النفط

تقرير السكان : بين تسع دول عربية في 2004-2000قارن مع نسبة التحويالت إلى الناتج المحلي اإلجمالي والواردات والصادرات خالل سنوات 50

42والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص .21- 20أيلول، ص 14السورية، قضايا مختارة، دمشق، تقرير بعثة صندوق النقد الدولي إلى الجمهورية العربية 51مشكلة اقتصادية أم مشكلة سياسية نقدية؟ مسح المسارات االقتصادية الكلية وتحليل اتجاهاتها األساسية في : غالء األسعار في سورية سمير العيطة، 52

.296، ص2025لمشروع سورية ، التقرير االقتصادي)2005- 1970(سوريةوعليه فإن الزيادة في قيمة الواردات ،"لعبته"بأرقام الصادرات وتزييف بيانات المستوردات سمة من سمات سلوك القطاع الخاص السوري أو المبالغة 53

مقابلة تليفزيونية مع السيد راتب. والصادرات ترجع إلى التغير في طريقة الحساب من ناحية وإلى التغيرات الحقيقية في األسعار من ناحية أخرىإنها لعبة القطاع الخاص والتي من خاللها يخفض كميات وارداته حتى يتهرب من الرسوم : "شالح، رئيس غرفة التجارة في سوريا، حيث قال

نفذ إنها اللعبة التي استخدمها القطاع الخاص لي. الجمركية ويزيد صادراته حتى يحصل على النقد األجنبي من خالل التسهيالت االئتمانية الممنوحة لهوعلق على ذلك في ". منها خالل السنوات السابقة، لكن اإلصالحات األخيرة في المؤسسات الجمركية السورية وضعت حدا لهذا النشاط االحتيالي

كنها تبلغ مليار ليرة سورية كما ذكرت وزارة االقتصاد، ل 249بأن قيمة صادراتنا ليست 2005سبتمبر عام 11 مقال صدر في جريدة تشرين بتاريخيعزى هذا التناقض الكبير إلى سياسة التسعير التي تتخذها وزارة االقتصاد للصادرات . مليار ليرة سورية حسب مصادر القطاع الخاص 500قرابة

سبق ذكره، قارن مع منتدى البحوث االقتصادية، تقرير الواقع االقتصادي في سورية، الفصل الثالث، مصدر. كما تؤكده مصادر القطاع الخاص .91-90وص 89ص

291-290، مصدر سبق ذكره، ص2025التقرير االقتصادي لمشروع سورية 54

22

" تهريـب " أو" تصدير أسود" ، وهوب المشتقات النفطية والسيما منها مادة المازوتيبصورة أساسية بتهر

.55بكلمة واضحة

والذي بلغ لقطاع الخاص من القطع النادرالتجارة الخارجية ل لقد لعبت التحويالت التي يفترض بها أن تمول عجز •

دورا نسبيا في تغطية ذلك العجز، غير أنها لم تكن كافية لتلك التغطية في ر دوالر، مليا) 4( مايقارب 2005في العام

نصف هـذا العجـز، 2006كما أن التغطية الحكومية الرسمية لم تبلغ حتى العام شروط ارتفاع وارداته وصادراته،

ص لم يستطع مصـرف سـورية وهو ما يشير إلى وجود كتلة نقدية كبيرة عائمة خارج النظام المصرفي العام والخا

وقد شـكلت .56المركزي أن يسيطر عليها، وشكلت المصدر األساسي لتمويل عجز التجارة الخارجية للقطاع الخاص

أو حجم السوق غير النظامية في توفير القطـع " السوق السوداء" كان يطلق عليه اسم هذه الكتلة النقدية الكبيرة قوام ما

وقد شكلت التحويالت إحدى .57من مجموع المستوردات% 80 -%57لخاص، بحوالي األجنبي لمستوردات القطاع ا

أبرز مكوناتها، إلى جانب مكونين آخرين هما حركة سحب الودائع من المصارف يومئذ بسبب تخفيض معدل الفائدة،

.وإنفاق قسم كبير من الالجئين العراقيين بالقطع النادر لتغطية احتياجاتهم

:الت إلى االستثمار األجنبي المباشرنسبة التحوي -ـهالي أربع مرات، غير أنـه بحو 2004-2000تثمار األجنبي المباشر في سورية خالل فترة االس فاق حجم التحويالت حجم

مـن إجمـالي االسـتثمار صل إلى أعلى بمرة وثلـث لي 2006-2005إلى مرة ونصف تقريبا خالل السنتين األخيرتين تراجع

االستثمارات األجنبية المباشرة في سورية خـالل فاق حجم التحويالت حجموفي األحوال كافة . 2006 عامباشر الم األجنبي

مع أن حصة سورية من االستثمار األجنبي المباشر ارتفعـت مـن )2 الملحق( ،بمرتين ونصف 2006-2000مجمل الفترة

مـن إجمـالي %) 4,4( إلـى 200358-1999 ية في فتـرة مخزون االستثمار المسجل في الدول المتوسطية العرب من%) 2(

، وهي في األحـوال 2005منه في العام %) 9،9( ، ثم إلى2004العام االستثمارات األجنبية المتدفقة على المنطقة العربية في

.59كافة رغم ارتفاعها النسبي تشكل نسبة متواضعة من تدفقات االستثمار األجنبي المباشر في البلدان النامية

بضائع بصحبة "هما زمرة 2005و 2004صادرات القطاع الخاص المسجلة في بيانات العامين " طفرة"في تكوين العاملين األساسيين يبدو أن 55

مليون دوالر 2.652.4مبلغ 2003عن بيانات العام 2005يشكل مجموع الزيادة فيهما في بيانات العام ، إذ "وقود وزيوت معدنية"وزمرة ،"المسافرين

مليون دوالر 3.031.6أو الزيادة المسجلة لصادرات القطاع الخاص بين بيانات العامين المذكورين والبالغة " الطفرة"من إجمالي % 88أمريكي تمثل

من اإليرادات التقديرية للموازنة الموحدة في % 3.1نحو وتعادل ،"التصدير تهريبا"ات السلطات الجمركية تحت اسم أمريكي، وليست إال ما تصنفه تسمي

، مصدر سبق ذكره، 2025من الناتج المحلي اإلجمالي، قارن مع التقرير االقتصادي لمشروع سورية % 1.2ونحو 2005العام نفسه وهو العام

.293ص .305، ص 2025كره، والتقرير االقتصادي لمشروع سوريةالعيطة مصدر سبق ذ 56العيطة، مصدر سبق ذكره، وحول تقدير الخطة لحجم السوق غير النظامية في تأمين القطع لمستوردات القطاع الخاص، قارن مع الخطة الخمسية 57

ارن مع البيان الختامي لبعثة دائرة الشرق األوسط وحول السياسة االئتمانية التوسعية للمصارف الخاصة، ق. 108العاشرة، الفصل الخامس، ص

% 75قارن مع إفادة جورج أوزن للباحث حول تقدير نسبة تمويل السوق غير النظامية بـ. 7، ص2006وشمالي أفريقيا لصندوق النقد الدولي، أيار

.لمستوردات القطاع الخاص .87- 86عقارات، صالخطة الخمسية العاشرة، الفصل الخامس، المال والتأمين وال 58، قارن مع التقرير 8، ص2007/ 3/4محمود عبد الفضيل، كفاءة االستثمار في االقتصادات العربية وعالقتها بالتنمية، جمعية العلوم االقتصادية، 59

.287، مصدر سبق ذكره، ص)2025سورية ( االقتصادي لمشروع

23

:التحويالت غير المنظورة -2

:االتجاهات -أ

مغتربين ومتحدرين من (تشكل التحويالت غير المنظورة الكتلة النقدية األساسية من إجمالي تحويالت عدد المهاجرين السوريين

وفـق وتتبـاين تحـويالت المهـاجرين السـوريين . )أصل سوري وعاملين في لبنان، سواء أكانت هجرتهم نهائية أم مؤقتة

ويمكن تقدير اتجاهاتها في أن المهاجرين المؤقتين يحولون أكثـر مـن المهـاجرين . خصائصهم وأعمارهم، وأماكن تركزهم

الدائمين، وأن المهاجرين االنتقائيين من ذوي المهارات يحولون أكثر من المهاجرين غير االنتقـائيين بسـبب ارتفـاع دخـل

هاجرين غير االنتقائيين، وأن المهاجرين في أعمال حرة يحولون أكثر من العاملين بأجور المهاجرين االنتقائيين بالنسبة إلى الم

ولبنان واألردن يحولون مبالغ أكبر من المهاجرين إلى كنـدا أو CCG الخليجي ثابتة، وأن المهاجرين إلى دول مجلس التعاون

. OCEDالعديد من دول منظمة التعاون والتنمية

:الخصائص -ب

إذ يقدر بعـض . في بعض بلدان االستقبال أكثر من غيرها تركز التحويالت ويقصد به: مصدر الجهوي للتحويلتركز ال •

خبراء مصرف سورية المركزي أن كتلتها األساسية تأتي من المهاجرين السوريين إلى دول مجلس التعاون الخليجي أكثر

وينطوي هذا التقدير على قدر كبير من المعقولية فـي . 60المتأتي من المهاجرين السوريين في البلدان األخرى في الع مما

ضوء ارتفاع حجم المهاجرين السوريين إلى دول مجلس التعاون الخليجي عموما وإلى المملكة العربية السعودية خصوصا

لى حوالي مليـون ، والذي قد يصل في تقديرات معقولة إ61التي تعد ثاني أكبر مصدر لتحويالت المهاجرين في العالم كافة

يشـير إليـه تقريـر الهجـرة وهو ما 62يعادل ثالثة أرباعهم مهاجر يمثل المهاجرون إلى المملكة العربية السعودية ما

.من مجمل المهاجرين السوريين في العصر الحديث يتوجهون إلى البلدان العربية% 71حوالي المتوسطية الذي يقدر بأن

وتتمثل أهمية هذا المصدر الجهـوي فـي .مجلس التعاون الخليجي ولبنان واألردن وليبياويقصد بها بدرجة أساسية بلدان

التحويل، وبشكل محدد السعودية ودول التعاون في كون المملكة العربية السعودية تسهم بأكبر حجم تحويالت في المنطقـة

حجم في المرتبة الثانية على مستوى العـالم وفي العالم، إذ تأتي في هذا ال) بليون دوالر 12( بـ 2003قدرت في العام (

بليون دوالر، ثم ) 2،3( بليون دوالر، ثم دولة الكويت) 5,4( ، ثم تليها دولة اإلمارات العربية المتحدةبعد الواليات المتحدة

تج المحلـي من النا%) 8( بليون دوالر، ويبلغ إجمالي هذه التحويالت) 1,3( بليون دوالر، ثم البحرين) 1,5( سلطنة عمان

حيث يتركز المهاجرون السوريون إلـى دول مجلـس . 200363لهذه البلدان وفق تقديرات صندوق النقد الدولي في العام

التعاون الخليجي بدرجة أساسية في المملكة العربية السعودية و في الكويت ودولة اإلمارات العربية المتحدة وقطر، أي في

.ي العالمالدول األكثر تصديرا للتحويالت ف

تعتبر سورية من أعلى الدول العربية في حجـم :بالنسبة إلى التحويل المنظور ارتفاع حجم التحويل غير المنظور •

ـ 2004ك االستثمار األوروبي للعـام وفق أحدث دراسة صدرت عن بن المنظورة، حيث يقدر حجمها غير التحويالت بـ

.)2008أغسطس / آب 6( مركزيمن حوار الباحث مع جورج أوزون نائب حاكم مصرف سورية ال 60 .34السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص 61لومات المعلومات حول حجم المهاجرين السوريين إلى المملكة العربية السعودية مستمدة من عدد المسجلين في السفارة السعودية في الرياض وفق مع 62

قارن حول تركز معظم المهاجرين السوريين إلى . داد غير المسجلين تقدر بعشرات اآلالففي السفارة المذكورة، علما أن أع استمدها الباحث من قناصل

.12دول مجلس التعاون في السعودية والتي تعزز تلك المعلومات مع العيطة، مصدر سبق ذكره، ص 306التقرير العربي األول حول التشغيل والبطالة ، مصدر سبق ذكره، ص 63

24

بعـد السـودان الـذي تبلـغ نية في حجم هذه التحويالتالمرتبة الثا، وبذلك تحتل سورية من إجمالي التحويالت %)79(

في حالة الـيمن، %) 60( بفارق طفيف جدا عن تقديرها بالنسبة إلى سورية، مقابل%) 80( التحويالت غير المنظورة إليه

فـي ) %7(في حالة تونس، و%) 20(في حالة المغرب، و%) 34(في حالة األردن و%) 53(في حالة مصر، و%) 56(و

ويلتقي هذا التقدير الدولي مع تقدير الخبراء الوطنيين الموثوق بخبرتهم ومعارفهم، حيث يقـدرون أن نسـبة 64حالة لبنان

للتحويالت غير المنظورة، وهذا هو األساس ) %80( مقابل) %20( تعادل 2007التحويالت المنظورة مازالت حتى العام

ويستنتج من ذلك أن حجم التحـويالت غيـر . 65خيرة لتقدير مجموع التحويالتالمعتمد في البيانات الرسمية للسنوات األ

مليار ليرة سورية 36-24بين 2006-2000في ضوء بيانات مصرف سورية المركزي بين العامين المنظورة قد تراوح

.66سنويا تدخل في حساب الميزان التجاري والتدفقات النقدية

و المنقولة أحـد أشـكال أيشكل تحويل السلع المعمرة :إلى التحويل العيني ارتفاع حجم التحويل المالي بالنسبة •

التحويل غير المنظور، وفي اآلن الذي ليست فيه هناك أية تقديرات أو إحصاءات يعتد بها للسلع المعمرة التي يصـطحبها

م في سورية، فإن المتاح هـو المهاجرون السوريون معهم في زياراتهم وعطلهم، أو يرسلونها إلى ذويهم أومن ينوب عنه

تقدير االتجاه المقارن مع حجم السلع المعمرة التي يحولها المهاجرون المصريون، في ضوء مؤشرات التشابه فـي تلبيـة

وقـد .67من حجم التحويالت غير المنظـورة %) 20( الحاجات بين المهاجرين المصريين والسوريين، والتي تبلغ حوالي

وتشابكها حويل تحت شكل السلع المعمرة قد تراجع في سورية بشكل كبير بعد عملية انفتاح السوقيمكن تقدير أن حجم الت

، والشـراكات التجاريـة )غافتا( مع األسواق العربية بشكل خاص بفعل تطبيق أحكام منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى

.الثنائية بين سورية وعدة بلدان أخرى

تبعا لمصادر تركزها األساسية في األسـواق الخليجيـة الصافية ويالت المهاجرين السوريينتتسم تح :الصغر والتبعثر •

وتتحكم عوامل متعددة فـي حجـم .واللبنانية واألردنية وحديثا سوق كردستان في العراق عموما بسمتي الصغر والتبعثر

أعلى منه في دول مجلس التعاون الخليجي منـه فهو ( مستوى األجور في البلد المستقبل التحويل الصافي يأتي في مقدمتها

، )متـزوج / عـازب ( ووضعيته العائلية مهنة المهاجر والعائد الذي يحصل عليه،، و)في لبنان واألردن وكردستان العراق

من واالدخار الصافي الذي يتمكن ،فيما إذا كان متزوجا وحجم مستوى اإلعالة الذي يتواله في سورية أو في بلد االستقبال

تحقيقه بعد دفع كلفة حياته اليومية األساسية، ومدى االستقرار االقتصادي في بلد اإلرسال من ناحية تـدني الضـغوطات

في والسيما الصحية والتعليمية منها ، ومدى مايتيحه نظام الخدمات العامةالتضخمية على الدخل الذي يحصل عليه المهاجر

.، ومستوى السلوك االدخاري، والذي يختلف من بلد إلى آخرفي إطار دولة االستقباللكافة المقيمين ذلك البلد من استفادة

46وص 15السكان واتنمية، مصدر سبق ذكره، ص محمد األمين فارس، تقرير 64 .)2008أغسطس / آب 6( من حوار الباحث مع الدكتور جورج أوزون نائب حاكم مصرف سورية المركزي 65ف غير منظور في كل األحوال تبقى تلك األرقام في إطار التقديرات التي يمكن أخذها باإلعتبار ولكن مع التحفظ، فغير المنظور يبقى في خاتمة المطا 66

.)الباحث( مهما حاولنا االحاطة به أو توخينا الموضوعية في ذلك .39ص السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، 67

25

)5( اإلطار

العمالة السورية في لبنان نموذجا: صغر التحويالت وتبعثرها

حجـم بصفة عامة يمكن القول بالنسبة إلى ماهو متاح من تقديرات تتسم بالقرب من الواقعية والدقة النسبية حول صـغر

التحويالت وتبعثرها، أن أجور العمالة السورية في لبنان تنتمي إلى فئة المداخيل التي تقع لبنانيا تحت خط الفقر المـدقع،

من العمال السوريين لم يصل فـي فـورة النمـو %) 90( دوالرا شهريا، حيث أن األجر الشهري لـ) 300( المقدر بـ

دوالرا يحول العامـل ) 300( حوالي 2008وهو يبلغ اآلن في العام 68را أمريكيادوال) 300( اللبناني في التسعينيات إلى

دوالرا على حساب تقليص سلوكه االستهالكي إلى أدنى درجة ممكنة 225-200منها في الشروط القصوى مايتراوح بين

عدد العمال السوريين في لبنان وليس إن الحجم الكبير للتحويالت يأتي من النسبة الكبيرة ل. 69في شروط عمل شديدة القساوة

حجم المرتب الشهري لكل منهم، كما تلعب عوامل أخرى دورها في قيمة التحويالت الفعلية وفي مقدمتها عامل " كبر" من

.التضخم في بلد االستقبال أم في بلد اإلرسال

عامال في سورية رة أم غير منظورةسواء أكانت منظو في مجملها تشكل التحويالت : والمدخر بين النمطين الضروري •

، فهي تصب في أساسيا في توازن نظام المدفوعات الذي ينطوي على تسجيل قيمة القطع األجنبي الوارد والصادر وحركته

والواقع أن نظام مصرف سورية المركزي يدمج بينها في ظل عدم .النهاية في السوق سواء أكانت نظامية أم غير نظامية

السيطرة على التحويالت غير المنظورة التي تشكل أحد أهم مصادر تغطية العجز التجاري للقطاع الخـاص، القدرة على

صغر يالت، يأتي في مقدمتها وتتحكم عدة عوامل في مصير التحو .وبغية الحفاظ على التوازن الحسابي لنظام المدفوعات

العاملين السوريين في دول مجلس التعاون ولبنان واألردن يمكن القول إن أكثر من ثلث تحويالت ، إذالتحويالت وتبعثرها

يذهب إلى االستهالك الضروري ألساسيات الحياة، من دون القدرة على تحقيق ادخار يمكن أن يدخل احتماليـا فـي دورة

مثلـون من العمال السوريين في لبنان واألردن وكردستان العراق، وهـم ي %) 95( وينطبق ذلك على أكثر من. االستثمار

نمطين أساسيين فـي بين تمييزال ولفهم ذلك البد من وضعه في إطار. أكثر من ثلث العمالة السورية المؤقتة خارج سورية

.لنمط الفائض أو المدخرالنمط الضروري وا: ير التحويالت وفق هذه الخاصة هما مص

.1994، استنادا إلى دراسة أنطوان حداد، الفقر في لبنان، األسكوا، بيروت، 135داغر، مصدر سبق ذكره، ص 68 .اللبنانية-لعمال السوريين على نقطتي الحدود السوريةمقابالت ميدانية للباحث أجراها مع عشرات من ا 69

26

)6( اإلطار

خرالنمطان الضروري والمد

هو النمط المرتبط بتلبية االحتياجات الحياتية األساسية وتطوير إشباع االسـتهالك العـائلي : النمط الضروري -1

ليف الزواج وتأسيس عائلة، أو اقتنـاء منـزل، وإلـى افيذهب قسم مهم من التحويالت إلى تغطية تك. الخاص لها

ا الصحي والتعليمي والسكني وتجهيزهـا بالتقانـات االستهالك العائلي الخاص لألسرة المعيشية، وتحسين مستواه

المنزلية الكهربائية واالستخدامية الحديثة، وتشير منهجية التحليل بواسطة المالحظة والقصص أن األسر السـورية

التي تتلقى تحويالت تتمتع نسبيا وفق مؤشر تلبية االحتياجات األساسية بمتوسط أعلى في مستوى المعيشة، أكثر من

التحـويالت لرفـع وهو ما يشير على مستوى الدورة االقتصادية الكلية إلى تحفيز. سر التي ال تتلقى تحويالتاأل

التحويالت للطلب على السلع والخدمات والسكن، أو علـى مؤشرات التنمية البشرية للمستفيدين منها، وإلى تحفيز

يقع تأمين مسكن في صلب النمط الضـروري االستهالك، وإلى تحسن قطاع العقارات والخدمات بشكل خاص، إذ

الوثيق الصلة بغايات التنمية البشرية وأهداف األلفية في تخفيض عدد الفقراء، وفـي تعمـيم التعلـيم اإللزامـي،

بينما يقع تأمين سـيارة فـي صـلب إلخ.. والوصول إلى مياه آمنة ،وتخفيض األمية، وتقليل نسبة وفيات األمهات

وبصفة عامة فإن تحويالت كتلة كبيرة من المهاجرين السوريين يمثلون العمالـة غيـر . خرالنمط الفائض أو المد

االنتقائية في السوقين اللبنانية بدرجة أساسية واألردنية والكردستانية في شمال العراق بدرجة ثانوية تنتمي برمتهـا

.ر ذي شأنإلى نوع النمط الضروري الذي يستهلك التحويالت، واليسمح فعليا بأي ادخا

ويرتبط هذا النمط بماهو فائض عن النمط الضـروري، أو بمـاهو فـائض عـن : النمط الفائض أو المدخر-2

ولكن مالحظة اتجاهات النمط الفائض تشير . االستهالك العائلي الخاص، والذي يسمح باالدخار ومن ثم باالستثمار

دخارية المؤسسية في االقتصاد الـوطني فـي شـراء إلى أن توظيفه يتم بدرجة أساسية في ظل ضيق األوعية اال

في التقليدين االقتصادي وذات دورة سريعة من ناحية العائد األراضي والعقارات والمصوغات باعتبارها تعتبر آمنة

والثقافي على حد سواء في الحفاظ على قيمة الفائض، وقد يشتمل ذلك على استحداث مشاريع صغيرة ومتناهية في

لد دخال مستمرا ألصحابها، أو تطوير مشاريع قائمة، أو المساهمة فيها بطريقة توظيـف األمـوال فـي الصغر تو

غير أن السمة العامة لمصير التحويالت هو ذهابها . مشروعات خاصة مقابل عائد ريعي منتظم محدد أو شبه محدد

غير إنتاجية وريعية استهالكية إلى مجاالت.

:العوامل -جيعتبر التحويل غير المنظور سمة مالزمة لالقتصادات التي تتسم بتقييدات التحويل المنظـور وارتفـاع :ة التقييديةالبني •

وتمثل هذه التقييدات العامل األساسـي فـي تجنـب . كلفته، وتعقد دورته البيروقراطية وبطئها، واختالف أسعار الصرف

مـن %) 10( بلغت كلفة التحويل وسطيا في البلدان العربية برمتها، إذالتحويل عبر النظام المصرفي في المنطقة العربية

وينطبق ذلك بشكل نموذجي على حالة التحويالت السورية غير المنظورة، التي ال يلجأ فيها المهـاجر . 70المبلغ المحول

ل نسبة معينة من عقده أو فـي إلى التحويل عبر النظام المصرفي إال في حالة الضرورة الشديدة أو اإللزام القانوني بتحوي

وقد شكلت هذه التقييدات مجتمعة والسيما منها ارتفاع كلفة التحويل التي . شكل رسم اغتراب، او انتفاء الخيارات األخرى

وهي من أعلى كلف التحويل في المنطقـة العربيـة -في لبنان%) 4( في سورية مقابل 71%)16،9( وصلت إلى حوالي

.خيرة تعديل كبير لهااألغير أنه جرى في السنوات .ا للتحويل المنظورعامال طارد -والعالم

.47و 36السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص 70 .37ص المصدر السابق، 71

27

)7( اإلطار

إلغاء التقييدات المفروضة على تحويالت المهاجرين

المصرفي، وتحرير القطاع المصرفي بما لقد تم إلغاء تلك التقييدات في سورية قانونيا بالتالزم مع دفعة كبيرة في مرونة النظام

سعر الصرف، وتقليص الفجوة بين السوق النظامية وغير النظامية إلـى " توحيد" سمح للقطاع الخاص أن ينشىء مصارفه، و

، غير أنه التوجد هناك دراسات موثوق بها تحلل أثر ذلك في تنـاقص حجـم 72معدالت بسيطة جدا، وتقليص كلفة التحويالت

إن التجربة المصرية التي انتهجت سياسة التبادل الحر للجنيه المصري، وإصدار سندات االسـتثمار . ت غير المنظورةالتحويال

الدوالرية للعاملين في الخارج وإعفاء عوائدها من الضرائب، وإيجاد فروع مصرفية في بلدان مجلس التعـاون الخليجـي قـد

غير أنه التوجد حتى اآلن في سورية دراسات تحليلية . 73المصارف المصريةأسفرت عن تدفق ملفت للعائدات واإليداعات في

وتقديرية يعتد بها لحجم سياسات التحرير ورفع القيود عن عملية التحويل على تدفقه ضمن القنوات المصرفية، فمازالت ظاهرة

سبت فقط في العامين األخيرين طبيعـة التحويل غير المنظور الشخصية أو المباشرة أو عبر شركات التحويل الخاصة التي اكت

وهو ما يرتبط بعامل آخر لم تستطع أن تحلـه سياسـات تحريـر القطـاع . قانونية مستمرة، ومهيمنة على اتجاهات التحويل

ويدفع ذلك وما يزال يدفع معظم من يقومون بالتحويالت إلى التحويل عبر شركات . المصرفي، وهو عامل البطء والبيروقراطية

دمة المصرفية الخاصة التي تتسم بأنها أكثر سرعة ومباشرة من المصارف النظامية مع أن كلفتها قد تكون أعلى، ومحاطـة الخ

وكمثال على . بالمخاطر، مقابل مزايا انخفاض كلفة التحويل النظامي المصرفي نسبيا وأمانه، وتسديده التحويل بالعملة المحولة

م فرضا في قطر إلى سورية عبر النظام المصرفي الخاص ما يزال يحتاج إلى ثالثـة أيـام ذلك فإن تحويل مهاجر سوري مقي

وربما أكثر، وأكثر بكثير في حال وجود عطل رسمية واعتيادية، يمر فيها التحويـل فـي بيـروت، بينمـا تـتقلص الـدورة

الواضح أن السرعة مفضلة في كثيـر ومن. البيروقراطية إلى ما هو أدنى من ذلك في حالة شركات خدمات التحويل الخاصة

وفي كل األحوال باتـت شـركات التحويـل . من هذه الحاالت مع ارتفاع كلفتها نسبيا على التحويل بواسطة النظام المصرفي

بينما يلعب عامـل . الخاصة مع توفير إطار قانوني لعملها في سورية تنافس المصارف العامة والخاصة في السرعة والمرونة

القرب الجغرافي، فليس متوقعا لفئة العاملين وفق تصنيف المصـرف / تغذية التحويل غير المنظور، وهو عامل البعدآخر في

ويمكن ان نضم إليهم العاملين السوريين في األردن وكردستان العراق، أن تحول عبـر قنـوات ) العاملون في لبنان( المركزي

.النظام المصرفي الخاص أو العام

يقابل تلك البنية التقييدية اتباع السياسات النقدية في سورية لمنهج السماح بإدخال أية :يز إدخال القطع النادرسياسات تحف •

، وإجازة القطاع الخاص بتأمين حاجته من القطع كميات من القطع النادر بأية طريقة بمافيها طريقة التحويل غير المنظور

استقطاب أكبر كتلة ممكنة من القطع النادر في وقد هدفت هذه السياسة إلى. من دون سؤال عن المصدر ل مستورداتهويلتم

السوق السورية بغض النظر عن طبيعة هذه السوق، لكنها لعبت في شروط التقييد االقتصادي العام، وفجوات تعدد أسـعار

ة المهاجرين بكفاءة النظـام ، وبطء عملية التحويل المنظوروارتفاع كلفتها وتعقدها، وضعف ثق 2004الصرف ماقبل العام

، وساهمت في تكوين كتلة نقديـة كبيـرة المصرفي عموما دورا أساسيا في توجيه التحويالت نحو القنوات غير المنظورة

.خارج سيطرة مصرف سورية المركزي

ف إلى عمولة التحصيل، لكن كلفة لباأل 2باأللف بالنسبة إلى الحواالت و 1تعتبر كلفة التحصيل في النظام المصرفي السوري العام بسيطة وهي تعادل 72

.حويل من المصرف المرسل قد تكون أعلى من ذلك، وهو يشكل العامل األساسي في ارتفاع الكلفةالت .312والبطالة ، ص التقرير العربي األول حول التشغيل 73

28

لريفيـة التـي في مراكز مدن المحافظات، وعدم شمولها المدن الصغيرة والمتوسطة والمناطق ا :تركز الشبكة المصرفية •

.ينحدر قسم كبير من المهاجرين منهايساعد القرب الجغرافي بين سورية وبين بعض الدول المستقبلة التي يكثر فيها عدد العمال السـوريين :القرب الجغرافي •

دون تكلفـة ألكثر مرونة والذي غالبا ما يكـون امثل لبنان وسابقا األردن على التحويل غير المنظور، باعتباره األسرع و

.غير المأجورة" الخدمة" وعلى سبيل

:الفرص -د

تشير التجارب المقارنة في الدول المرسلة للهجرة الخارجية إلى وجود جانبين أساسيين السـتثمار تحـويالت المهـاجرين -1

اهية في لمشاريع الصغيرة والمتنا ييمستو على ورؤوس األموال التي يملكونها أو يدخرونها أو يستثمرونها في بلدان االستقبال

إن سياسات استثمار التحويالت الترتهن بحجم تلك التحويالت فحسب بل وفي الحالتين ف .المتوسطة والكبيرةالمشاريع والصغر،

إن السمة العامة لصغر التحويالت وتبعثرها تجعل منها األكثر تناسبا مع توظيـف ادخاراتهـا . .أيضا وفي كيفية استثمارها

الفائضة عن االستهالك الضروري في المشاريع الصغيرة والمتناهية في الصغر، التي تتسم بتأمين فرصـة عمـل مسـتدامة

وهذا التوجه اليمكن أن يتم تلقائيا بل البد له من سياسات .تسهم في عملية التنمية، وتخفف من حدة الفقر والعوز للمهاجر العائد

متكامل على مستوى المشاريع الصغيرة والمتناهية في الصغر من جهة أولى، وعلى مسـتوى بشكل تحفيزية وتوجيهية مساندة

أن تتحول إلـى اسـتثمارات صـغيرة تتيح للمدخرات الصغيرة فالسياسات األولى. المشاريع المتوسطة والكبيرة من جهة ثانية

ودعم المؤسسات المساندة لها، وتمكينها من الولوج ومتناهية في الصغر، وتزويد هذه االستثمارات بالدعم الفني وببناء القدرات

بينما تتيح السياسة الثانية استقطاب رؤوس األموال السورية المهاجرة المتوسطة والكبيـرة التـي تتسـم . إلى السوق والتطور

.بخبرتها في استحداث األعمال، واكتساب مهاراتها

تمع المرسل للهجرة الخارجية التي نتج عنها تكـون المغتـرب على الرغم من أن المجتمع السوري يتسم بخصائص المج -2

السوري في العالم، فإن السياسات التنموية الوطنية لم تطور نظرتها إلى قطاع المغتربين من قطاع يشكل أحد مصـادر القطـع

-2004يدا بدءا من العامين النادر لتحسين نظام المدفوعات إلى شريك في عملية التنمية إال في السنوات الثماني األخيرة وتحد

صادي وتحسين اإلطار القانوني والمؤسساتي والسياساتي العام لبيئة تاللذين شهدا منعطفا في تسارع وتيرة التحرير االق 2005

مرسوما تشـريعيا وقانونـا ) 160( مايقارب من 2006-2005األعمال بهدف جذب االستثمارات، حيث صدر خالل العامين

وقد ساهم ذلك نسبيا في بروز اتجاهات تحول سورية من مصدر . منها بتحديث مناخ األعمال وتطويره%) 50( ر منيتعلق أكث

احتلت سورية المرتبة الرابعة في التصدير الصافي للرأسمال بعد دولة اإلمارات 2001ففي العام . لالستثمارات إلى جاذب لها

المرتبة الرابعة بين الدول العربية في جـذب 2005ة السعودية، بينما احتلت في العام العربية المتحدة والكويت والمملكة العربي

قفزت حصة سورية من االسـتثمارات العربيـة البينيـة مـن 2005-2004وخالل عامين فقط . االستثمارات البينية العربية

. 74 2005في العام ) 1,672,6( إلى 2004مليون دوالر في العام ) 427,2(

قد لعب تحسين مناخ االستثمار، ووجود فوائض مالية ضخمة نتيجة ارتفاع سعر برميل النفط في الدول المستقبلة للهجرة ل -3

بعض استثمارات المهاجرين السـوريين 2000وفي هذا السياق جذبت سورية ألول مرة منذ العام . دورا كبيرا في هذا التحسن

الخليجي من المشاريع -بلغت حصة رأس المال السوري المغترب شكل خاص، حيثالمقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي ب

، ومـن 2004من مجموع المشاريع المسجلة فـي العـام %) 30( وفق قانون االستثمار حوالي 2005التي رخصت في العام

مناخ تقرير -، استنادا إلى تقرير المؤسسة العربية لضمان االستثمار283، مصدر سبق ذكره، ص)2025سورية (التقرير االقتصادي لمشروع 74

ود عبد الفضيل، كفاءة االستثمارات في االقتصادات مقارن مع مح. 2006والتقرير االقتصادي العربي الموحد للعام 2001االستثمار في الدول العربية

.5-3، ص3/4/2007العربية وعالقتها بالتنمية، جمعية العلوم االقتصادية، دمشق،

29

من إجمـالي النـاتج %) 5( عادلالمعتقد أن قسما منها كان األسرع في االستثمار الفعلي لمشاريعه، وهو ماقد يكون ساهم بما ي

ويعزى هذا التغير النسبي في اتجاهات رأس المال السوري المهاجر إلى ارتفاع االستثمار فـي قطـاع .75المحلي غير النفطي

الخدمات اإلنتاجية وفي مقدمتها االتصاالت والخدمات المالية والمصارف الخاصة والسياحة والعقارات إضافة إلـى الجامعـات

في حين كان االستثمار في الصناعة التحويلية محدودا، لكن برزت في مجال االستثمار الصناعي بعض المشاريع التي الخاصة،

سوى لم يشكلإال أن حجم هذه االستثمارات . تعتبر كبيرة على مستوى المنطقة ككل، والتي أقامها بعض المهاجرين السوريين

ي الخارج، سواء في دول مجلس التعاون الخليجي أم في المغترب السـوري نسبة صغيرة من حجم رؤوس األموال السورية ف

مليار دوالرا وفق بعض الدراسات المعتبرة علميا، والأدل على ذلك من أن حجم رأس ) 135( الدائم، والتي قد تصل إلى حوالي

.76ةالمال السوري في الخارج قد فاق خالل مرحلة السبعينيات فقط حجم ديون سورية الخارجي

مثال الناتج المحلي اإلجمالي إلـى االسـتثمار أالتي تفوق خمسة يمثل جذب هذه الكتلة الكبيرة من رأس المال السوري -4

ويتطلب ذلك كما تبين كافة .وتمثل حصة المغتربين والمهاجرين من هذه الكتلة حصة كبيرة جدا .أحد أبرز التحديات التنموية

ة األعمال بشكل مستمر، ومراجعة هذه البيئة دوريا لتطوير كفاءتها وفعاليتها، بمـا فـي ذلـك تحسين بيئ التجارب المقارنة

والتطوير المسـتمر وبناء قاعدة معلومات استثمارية متكاملة، االستخدام األمثل للبنية التحتية واستكمال تطويرها وتحديثها،

بحيث تتمكن كافة المدن الصغيرة وماتية المترابطة فيما بينها،لقطاعات الخدمات المالية والمصرفية والمعل األفقي والعمودي

تعتبر من القطاعات األكثر حساسية وتأثيرا بـين سـائر هذه القطاعات باتت وقد .والمتوسطة من الوصول إليه واستخدامه

واق المالية بطيئة التطـور فمازالت األس .، وتكييف البنية التشريعية والمؤسسية مع متطلبات ذلكقطاعات الخدمات اإلنتاجية

ويمثل اكتمـال هـذه األسـواق . سواء أكان ذلك يتعلق بسوق األوراق المالية أم بسندات الخزينة أم بأسواق القطع األجنبي

عنصرا أساسيا فـي عمليـة ، وتطوير نظام خدمات مالية ومصرفية فعال ومنتشر في المدن المتوسطة والصغيرةوتطويرها

وتحضر هنا تجربة مزدوجة تتمثل في شـدة . ، وتسهيل الحصول على التمويلالمدخرات الصغيرة ئةتعبجذب االستثمارات و

إقبال السوريين مقيمين ومغتربين على توظيف مدخراته في المشاريع غير المنظمة التي عرفت بظاهرة جامعي األموال فـي

اد إلى سوق األوراق الماليـة والشـركات المسـاهمة، ن سببه غياب أوعية مؤسسية ادخارية، واالفتقاالتسعينيات، والذي ك

يقابل ذلك بروز مؤشرات إقبال المغتربين السوريين بشكل كثيف في بعض بلدان الخليج على أسواق األسـهم الماليـة بعـد

واعتماد يفترض أن يشكل اكتمال سوق األوراق المالية وفي ضوء هذا التجربة المزدوجة . السماح للوافدين باالستثمار فيها

عنصـرا جاذبـا بشـكل كبيـر للمـدخرات الصـغيرة وتشريع قانون يحمي المدخرين الصغار والمتوسطين سندات الخزينة

للمقيمين والمهاجرين من المواطنين، والتي تتسم بقوة اتجاهاتها نحو األوعية االستثمارية اآلمنة والتي تتـدنى والمتوسطة

في المنظومة المصرفية الوطنية العامة والخاصة، ممـا يمكـن تسـميته 77المودعة وتعاني المدخرات .فيها درجة المخاطر

االستثماري، إذ أن دور هذه المنظومة في تمويل المشاريع مـايزال محـدودا جـدا، ومصـحوبا " الهدر" أو" الفاقد" بظاهرة

مؤسسات الخاصة عـن التعامـل معهـا من ال% 80بإجراءات تقييدية كبيرة، وبارتفاع في كلفة القرض، وبإحجام مايقارب

.78ألسباب دينية، وهو ماينتتظر من تجربة المصرف اإلسالمي أن توجد حال له

: الشركات المساهمة والمساهمة التعاونية باعتبارها الشكل األكثر تجانسا مع المدخرات الصغيرة والمتوسطة للمهاجرين -5

ات العائلية التي تهيمن على تركيبته مع معايير الشركات المسـاهمة التـي يواجه االقتصاد السوري هنا مشكلة تكيف الشرك

، 2006تموز 13ورية العربية السورية، تقرير خبراء الصندوق في إطار مشاورات المادة الرابعة، تقرير بعثة صندوق النقد الدولي إلى الجمه 75

.11ص .88ص ،2005قارن مع رمزي زكي، االقتصاد العربي تحت الحصار، أورده العيطة، تقرير الواقع االقتصادي في سورية، دمشق، 76 .إحجام نسبة كبيرة من المدخرين ومن المشاريع عن التعامل مع المصارف ألسباب دينية علما أنها تمثل جزءا يسيرا فقط من الودائع بحكم 77 .85-84، ص2008هيئة تخطيط الدولة وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي، دمشق، ،)2007-2006(االقتصاد السوري التقرير الوطني األول لتنافسية 78

30

وقناة أساسية من تجتذب مدخرات المغتربين واالدخار الوطني العام، وتمثل بحد ذاتها شكال من أشكال توسيع دائرة الملكية،

سورية قد ارتبط طيلة الفترة الممتـدة على الرغم من أن تطور الشركات ال تعبئة المدخرات الصغيرة والمتوسطة للمهاجرين،

لقد بدأت الشركات المساهمة تظهر و تطرح أسـهمها .بين ثالثينيات القرن العشرين وخمسينياته بنمط الشركات المساهمة

ليوفر اإلطار القانوني لتحول الشركات العائلية إلـى شـركات 2007لعام 61لالكتتاب العام، وصدر في هذا السياق القانون

البد من االعتراف بأن المجتمع السوري قد انقطع مدة طويلـة عـن . اهمة عامة تطرح جزءا من أسهمها لالكتتاب العاممس

، وأن هناك ضرورة الستئناف التثقيف بهذا النوع االستثماري من ناحية انسجامه مع ثقافة االستثمار في الشركات المساهمة

بئة المدخرات الصغيرة في شكل أسهم، وتوفيره التمويل الالزم للمشاريع والسيما توسيع قاعدة الملكية، وقيامه على شكل تع

والتي تجيزها التشريعات المعمول بها في الشركة المساهمة التعاونية ويمكن اعتبار نمط . منها المشاريع الكبيرة والمتوسطة

اجرين والمغتربين وتحويالتهم التي تتسم بالصغرالجمهورية العربية السورية من أكثر األشكال استجابة لطبيعة مدخرات المه

حيث يقـوم .من ناحية كما تعتبر متسقة مع مبادىء وغايات اقتصاد السوق االجتماعي الذي تبنته الخطة الخمسية العاشرة

ينص ف .بحقاعدة توزيع الدخل والرو بالتالي توسيع هذا النوع من الشركات على منع تركز الملكية وتوسيع قاعدة امتالكها،

عقد تأسيسها على أنه ال يجوز ألي مساهم فيها أن يملك نسبة تزيد عن واحد باأللف أو واحـد بالعشـرة آالف أو واحـد

ألن ملكية أي نسبة كبيـرة . سواء على نحو معلن أو مستتر) بحسب حجم الشركة وقيمة رأسمالها(بالمائة ألف من األسهم

تمنح لهذا النوع من الشركات أكثـر التيالمزايا ويجب أن تكون. ويتصرف بإدارتهاستتيح لمالكها أن يسيطر على الشركة

.79مر كبير واحد أو بضعة مستثمرينثمن المزايا التي تمنح للشركات المساهمة التي يحتكرها مست

ربين كبديل مـن استخدام أذونات الخزينة التي يمكن أن تستقطب المدخرات الصغيرة عموما ومدخرات المهاجرين والمغت -6

لجوء الحكومة لتمويل عجز الموازنة بالتضخم أي بواسطة االقتراض من المصرف المركزي، الذي يزيد من عـرض النقـد

المتداول، ويضعف القيمة الشرائية لليرة السورية، ويسهم في تآكل المدخرات التي التجد أوعية مناسبة لها، وبالتالي تآكـل

تفرضـها الحكومـة علـى المـواطنين " خفيـة " أن التمويل بالتضخم هو في حقيقته ضريبة الدخول الحقيقة لألفراد، حيث

ويظهر هذا االقتراض السيولة التـي تمتلكهـا . من دون أن يكون هذا االقتراض واجب الرد بمشاركتهم في دخولهم النقدية

رة، بينما هذا الفاض في حقيقتـه المصارف التجارية في صورة مضللة هي صورة وجود سيولة وإمكانات ادخار غير مستثم

.80نتاج عجز الموازنة أي نتاج االدخار السلبي للحكومة، وليس مظهرا من مظاهر االدخار

قد حاولت التشريعات التي تم سنها خالل السنوات األربع األخيرة أن توفر اإلطار القانوني لعملية الجذب تلك، وخفضـت ل -7

.دخل والضريبة على الشركات بحيث باتت من أدنى المعدالت الضريبية في المنطقـة المعدالت الضريبية من جهة ضريبة ال

بتخفيض ضرائب الـدخل القاضي 2006لعام 51ثم تعديله بالقانون رقم 2003لعام 24صدر قانون ضريبة الدخل رقم فلقد

هو كفاءة تطبيق هذه التشريعات غير أن األهم في هذا المجال .وهي نسبة منخفضة بكل المقاييس، %28 -%14لتكون بين

ويبرز في هذا المجـال التنـاقض بـين مرونـة . من قبل اإلدارة الضريبية، وإرساء آلية مراجعة دورية للسياسة الضريبية

، إذ بينما 81التشريعات الجاذبة وبين البنية اإلدارية والمؤسسية التقليدية والمعقدة الكابحة و الطاردة لعملية استحداث األعمال

ويظهـر األثـر . تسارعت وتيرة اإلطار التشريعي الهادف إلى تحسين بيئة األعمال فإن البنية المؤسسية مـاتزال تقييديـة

الملموس والمباشر لهذه البنية في إعاقة االستثمارات وإضعاف تنافسية االقتصاد الوطني، وتشجيع القطاع غير المنظم على

.2008شباط 19اد السوق االجتماعي في سوريا، جمعية العلوم االقتصادية، دمشق، الثالثاء سمير سعيفان، توسيع قاعدة توزيع الدخل في اقتص 79وللتعمق في ذلك بالنسبة إلى سورية قارن مع تقرير االقتصاد . 87- 86، ص 1998حازم الببالوي، دور الدولة في االقتصاد، دار الشروق، القاهرة، 80

.301-307ذكره، ص، مصدر سبق 2025واإلنتاجية لمشروع سورية هو منتشر عن ارتباط قطاع األعمال بالمشاريع الكبيرة فإن مصطلح قطاع األعمال يشمل كافة األعمال الصغيرة والكبيرة بكل أشكالها خالفا لما 81

.إلخ.. الخصة والمشتركة والتعاونية

31

ووفق تقرير للبنك الـدولي . والتي ماتزال تعتبر من أعقد اإلجراءات في المنطقة. معقدةالنمو هربا من اإلجراءات التقييدية ال

دولة في العام 165من أصل 130المرتبة مقابل 2007دولة في العام 178من أصل 137 احتلت سورية المرتبة )2007(

135الذي احتلت فيه سورية المرتبـة 2005محرزة تقدما بسيطا مقداره نقطتان مئويتان، وست نقاط فقط عن العام 2006

أيام في تركيا وأسبوعين ) 9( يوما مقارنة بـ) 47( وعلى سبيل المثال يتطلب ترخيص المشروع في سورية. دولة 160من

وتشتمل التعقيدات على طول وبطء وتعقد و تعدد اإلجراءات والجهات التي يجب أن تمر بها دورة الترخيص من . في تونس

.82ة المحلية والوزارات والجهات المختلفة األخرىاإلدار

تمثل التجربة الصينية في إدماج المهاجرين في عملية االستثمار إحدى أبرز التجارب :التجربة الصينية: جارب مقارنةت -8

التي 2004عام من االستثمارات األجنبية المباشرة في ال% 45تفيد منظمة التعاون والتنمية أن الناجحة في هذا المجال، إذ

بلدا ما حفز الهند 130تحققت في الصين تعود إلى أصول صينية، نظرا لكبر حجم الجاليات الصينية والنتشارها الواسع في

وتيسير استثمارهم الذي تدفق 83على بحث الموضوع على مستوى صنع القرار والتخطيط لزيادة استثمارات المغتربين الهنود

والرات، وشكل أساس ازدهار قطاع المعلوماتية الذي بات يمثل أحد أهم قطاعات التحديث والتقدم في على الهند بمليارات الد

إن المهاجرين الصينيين اليحولون األموال إلى عائالتهم فحسب بل ويسهمون في االستثمار المباشر في . 84االقتصاد الهندي

س مالهم المادي والمعرفي والبشري إلى وطنهم، حيث تشير مشاريع صناعية وزراعية، وبذلك ينقلون معارفهم وخبراتهم ورأ

ون خارج وطنهم، شبعض الدراسات إلى أن النهضة التي تشهدها المناطق الجنوبية في الصين تعود بشكل كبير إلى صينين يعي

ولم 85الماضيةسنويا في السنوات العشر %) 25-10( وبفضل هؤالء نما قطاع المعلومات وصناعة اآلالت بنسبة تتراوح بين

يكن ذلك ممكنا لوال اتباع الحكومة الصينية لسياسات تأشيرية تحفيزية بشكل مباشر وغير مباشر، وعبر استخدام كافة

األدوات المالية والنقدية، وتطوير كفاءة المناخ االستثماري ومنظومة الخدمات المصرفية والمالية والمعلوماتية، والبنية

بشري متفوق متكامل مع حاجات االستثمار واستحداث المشاريع، من أجل جذب هذه االستثمارات التحتية، وتوفير رأس مال

إذ مثلت سياسة الحكومة العقل الموجه لعملية الجذب تلك التي حققت نجاحا كبيرا جعل من . إلى دورة التنمية الوطنية

.التجربة الصينية تجربة رائدة في هذا المجال

رأس مال السوريين المغتربين والمهاجرين المؤقتين والدائمين مخزونا كبيرا جدا بالنسبة إلى الناتج وفي الخالصة يمثل - 9

المحلي اإلجمالي، من شأن توفير اإلطار المناسب الستثماراته في حال رؤوس األموال المتوسطة والكبيرة أو األوعية

وشبه المتوسطة، أو تشجيع المشروعات الصغيرة والمتناهية في االدخارية المرنة واآلمنة بالنسبة إلى المدخرات الصغيرة

الصغر، أن يحقق معدال مرتفعا لالدخار الوطني الالزم لرفع وتيرة االستثمار، وارتفاع معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي،

أن يسهم كما يمكنه . ءالذي يمكن أن تتساقط آثاره على الجميع بشكل منصف في حال اتباع سياسات توزيع منصفة للفقرا

في تطوير الكفاءة التنافسية لالقتصاد السوري من خالل خبرة مستحدثي المشاريع وكفاءاتهم، ومعرفتهم بتكامل مؤسسات

السوق، بما يجعل من هجرة الكفاءات ذات أثر إيجابي مستعاد على عملية التنمية، وهذا مايقود إلى مقاربة مسألة هجرة

.سوريةاألدمغة والكفاءات ال

.79- 78المصدر السابق ص 82 محمود عبد الفضيل، العرب والتجربة اآلسيوية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،قارن مع .43السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص 83

.104، ص2000 ,، مصدر سبق ذكرهحوراني 84 .305-304ص ،حول التشغيل والبطالة في الدول العربية قارن مع التقرير العربي األول 85

32

:هجرة األدمغة والكفاءات -خامسا :مقاربة تعريفية -1

بشري وتطال إجماال هجرة ذوي الكفاءات تحويل عالمي للموارد بشكل رأسمال"أنها ة والكفاءات العالية باألدمغ هجرةتعرف

المهندسين، واألطباء والعلماء"، وليس حصراويشمل هؤالء إجماال، "الدول المتقدمة العالية من المتعلمين من الدول النامية إلى

تشمل البلدان الفقيرة والغنية، هذه الهجرة ظاهرة عالمية تعتبرو . 86"وغيرهم من أصحاب الكفاءات العالية والشهادات الجامعية

قل تقدما في منظومة الدول ومن البلدان األ المتقدمة، الشمال بلدانمن بلدان الجنوب النامية إلى اتجاهها النمطيب تتسم غير أنها

.فيما بينها في جذب هذا النوع االنتقائي من الهجرة" تتبارى" المتقدمة إلى الدول األكثر تقدما التي باتت

:اآلثار اإليجابية والسلبية -2ية العربية التي تحرص سمات الهجرة االنتقائية الخارج أبرز إحدى في المنطقة العربية عموما "هجرة األدمغة والكفاءات" تمثل

وهي ككل ظاهرة ذات جوانب . ابها واستيعابها وإدماجها في سياساتها التنمويةالبلدان المتقدمة المستقبلة على جذبها واستقط

.إيجابية وسلبية في آن واحد

في واالقتصادي العالمي، تتمثل اآلثار اإليجابية لهجرة األدمغة في إغناء التقدم العلمي والتقني والمعر :اآلثار اإليجابية - أ

وفي ارتفاع قيمة البالد المرسلة في المساهمة في التقدم العالمي، وتوفير البلدان المستقبلة التي تتميز بتقدمها المعرفي

والعلمي إطارا طبيعيا لتفتح إمكانيات وقدرات هذه الكفاءات واألدمغة، وإمكانية استفادة الدول المرسلة منها إيجابيا في

كما في استفادة الهند من كفاءاتها وأدمغتها المهاجرة إلى أوروبا والواليات المتحدة األمريكية في تطوير قدراتها ستقبلالم

.في مجال اقتصاد المعرفة

للبلد " هجرة أدمغة" أو" نزف أدمغة"تتمثل هذه اآلثار بشكل رئيس في أن هذا النوع من الهجرة يمثل :اآلثار السلبية - ب

تبديد الموارد البشرية والمالية التي أنفقت في تعليم وتدريب الكفاءاتالمستقبل، ويؤدي إلى للبلد" كسب أدمغة"و المرسل

والبحثي في البلدان العربية بالمقارنة مع التي تحصل عليها البلدان الغربية دون مقابل، وإلى ضعف وتدهور اإلنتاج العلمي

ويمثل مردودها االقتصادي في عصر اقتصاد المعرفة ربحا صافيا لبلدان الغربية، ا اإلنتاج العلمي للعرب المهاجرين في

خسارة صافية للبلدان المرسلة، والسيما أن التقانات واالختراعات المتطورة التي تسهم فيها للبلدان المستقبلة بقدر ماتمثل

توسيع الهوة المعرفية والتقانية بين الدول هو مايسهم فيو . للبلدان المستقبلة" ملكية فكرية" تلك األدمغة والكفاءات تعتبر

الدول يتسم وتعتبر منظمة اليونسكو أن هجرة العقول هي نوع شاذ من أنواع التبادل العلمي بين .الفقيرة الغنية والدول

العقول هي فعال نقل العكسي للتكنولوجيا ، ألن هجرة أو ما يعرف بالنقل) ناحية الدول المتقدمة(بالتدفق في اتجاه واحد

ومع ازدياد معدالت هجرة العقول العربية إلى الغرب يزداد اعتماد . وهو العنصر البشري مباشر ألحد أهم عناصر اإلنتاج،

وبعبارة .كثير األحيان العربية على الكفاءات الغربية في ميادين شتى بتكلفة اقتصادية مرتفعة ومبالغ فيها في غالبية البلدان

مزدوجة لضياع ما أنفقته من أموال وجهود في تعليم وإعداد البلدان العربية تتحمل بسبب هذه الهجرة خسارة أخرى فإن

الغربية ، ومواجهة نقص الكفاءات وسوء استغاللها واإلفادة منها عن طريق استيراد الكفاءات الكفاءات العربية المهاجرة

87. بتكلفة كبيرة

86 F. Docquier and H. Rapoport, “The Brain Drain”, Institut de Recherches Économiques et Sociales, Département des Sciences Économiques, Université Catholique de Louvain, Octobre 2006, p.

إلى هامذكرة األمانة العامة لجامعة الدول العربية حول جوهر األدمغة العربية، ووضع سياسة واضحة الستيعاب الكفاءات العربية والحد من هجرت 87

.2001ديسمبر /الخارج، مجلة البرلمان العربي، السنة الثانية والعشرون، العدد الثاني والثمانون، كانون األول

33

تشتد االثار السلبية لهجرة األدمغة والكفاءات في البلدان التي تعاني من : ثار اإليجابيةاآل غلبة اآلثار السلبية على -ج

بينها وبين لفجوة العلميةالي تعاني من اتساع ا ندرة العقول واألدمغة والكفاءات العليا، وهو ماينطبق على البلدان العربية

في تخصصات دقيقة مثل الهندسة والطب ك العقول والكفاءاتومن ندرة عدد ماتمتلكه من تل العربية، ،البلدان المتقدمة

عالما ) 371( ، حيث اليزيد عدد العلماء والمهندسين العرب الذين يعملون في البحث العلمي علىوالفيزياء وغيرها

الواليات لكل مليون مواطن في 3700 ، و88عالما ومهندسا للعالم بأكمله) 979( ومهندسا لكل مليون من السكان مقابل

عالم و باحث لكل مليون مواطن في بريطانيا، 5600مواطن لكل مليون مواطن في اليابان، و في 6000المتحدة، إلى

النسبة المقبولة المعتمدة لتفجير بينما تقدر. وهي البلدان التي يتركز توجه هجرة الكفاءات في العالم والمنطقة العربية إليها

يقابل ندرة األدمغة والكفاءات العربية ارتفاع وتيرة و 89الم و باحث لكل مليون شخصع 1500الطاقات الخالقة بـ

سنويا من خريجي مختلف %) 15( تشير بعض تقارير جامعة الدول العربية إلى هجرة أكثر من حيث هجرتها الخارجية،

، بينما تقدرها تقارير دولية أخرى بما الجامعات والمعاهد العليا العربية من ذوي االختصاصات الدقيقة إلى بلدان الشمال

ألفا 90عدد الكفاءات العلمية العربية في الخارج يصل إلى مليون و يصل مجموع 90من الخريجين%) 20( اليقل عن

على الرغم من كفاءة علمية للهند، 484ألفا و 50كفاءة علمية للصين ومليون و 815ألفا و 717مقابل كفاءة علمية 282و

.91السكان في الوطن العربي بأجمعه أضعاف على عدد 4كل دولة من الدولتين على حدة يزيد بمعدل أن عدد سكان )8(اإلطار

الكفاءات العربية المهاجرة إلى الغرب تشكل ثلث الكفاءات المهاجرة من البلدان النامية

العمل العربية ومنظمة ها جامعة الدول العربية ومنظمةتشير اإلحصاءات المأخوذة من الدراسات التي قامت ب .

: الظاهرة إلى الحقائق التالية اليونسكو وبعض المنظمات الدولية واإلقليمية المهتمة بهذه

. البلدان النامية في ثلث هجرة الكفاءات من يساهم الوطن العربي -

مجموع الكفاءات العربية المتخرجة يهاجرون منمن العلماء % 15من المهندسين و% 23من األطباء و% 50إن -

.وكندا بوجه خاص متوجهين إلى أوروبا والواليات المتحدة،

. إلى بلدانهم من الطالب العرب الذين يدرسون في الخارج ال يعودون% 54إن -

.األطباء العاملين فيها من مجموع% 34يشكل األطباء العرب العاملون في بريطانيا حوالي -

. من المهاجرين العرب% 75وبريطانيا تصطاد إن ثالث دول غربية غنية هي الواليات المتحدة وكندا -

اتيمليار دوالر في عقد السبعين 11البلدان العربية من جراء هجرة األدمغة العربية بلغت الخسائر التي منيت بها -

مغة العربية، ووضع سياسة واضحة الستيعاب الكفاءات العربية والحد من مذكرة األمانة العامة لجامعة الدول العربية حول جوهر األد

.2001ديسمبر /هجرتها إلى الخارج، مجلة البرلمان العربي، السنة الثانية والعشرون، العدد الثاني والثمانون، كانون األول

88 United Nation Developnent Programme(UNDP), Arab Human Development,2003.Building Knowledge Society(New York: UNDP,2003,P1-13

.العربية وأثرها على المجتمع العربي، محاضرات الجمعية الكونية السورية ، هجرة األدمغةعبد اللطيف زرنجي 89- 299ص) 2008منظمة العمل العربية، القاهرة، تموز، ( التقرير العربي األول حول التشغيل والبطالة في الدول العربية، نحو سياسات وآليات فاعلة 90

300. 27بق ذكره، صقارن مع السكان والتنمية، مصدر س 91

34

:هجرة األدمغة والكفاءات السورية -3

:تضافر العامل االقتصادي مع عوامل أخرى -أ

يمثل العامل االقتصادي أهم العوامل المحركة للهجرة الخارجية في البلدان كافة، لكن هذا العامل يتضافر عادة مع عوامل

تي في مقدمة هذه ويأ. ة لألدمغة والكفاءات السوريةأخرى نوعية في حالة الهجرة االنتقائية، وفي عدادها الهجرة االنتقائي

وتدني نسبة اإلنفاق العام على البحث العلمي، وغياب منظومة ئة المؤسسية للكفاءات والمهارات،العوامل النوعية ضعف البي

في وعدم تناسب المستوى العلمي والمعرفي للكفاءات السورية مع مستوى التطور التقني واالقتصادي البحث العلمي واالبتكار،

طية، وعلو منزلة أصحاب الوالء على منزلة تفاع قيمة البيروقرامقابل ار إلى فترة قريبة ، وتبخيس قيمتها المعنويةسورية

وتدني الدخل الذي تحصل عليه من عملها في وتعيين أصحاب الكفاءات في أماكن التتناسب مع اختصاصاتهم، اصحاب الكفاءة،

ن عملها، ومواجهة الكثير مما يؤدي إلى اغترابها ع وتعرضها لفقر الدخل، جهاز الخدمة المدنية باعتباره أكبر رب عمل لها،

، واتباع الدول المستقبلة سياسات استقطاب الهجرة االنتقائية والتي من المشكالت الفكرية والنفسية التي تحول دون التكيف معه

.تمثل الكفاءات عمودها الفقري

:تقدير حجم هجرة األدمغة والكفاءات السورية - ب

إحدى أبرز خصائص الهجرة الخارجية السورية عموما، والهجرة االنتقائية ى سوريةبالنسبة إل تمثل هجرة األدمغة والكفاءات -

التتوفر أية دراسات أو إحصائيات وطنية معتبرة وذات موثوقية علمية معينة عن حجمها غير أنه .خصوصا السورية

الدولية التي تتسم بقربها من بيانات دول ومن هنا المفر من االستنارة بالتقديرات. البلدان التي تتوجه إليهاعن ووتيرتها و

االستقبال التي تنتجها أنظمة إحصائية متطورة، علما أن هذه االستنارة التهدف إلى تحديد األرقام بحد ذاتها بقدر ماتهدف إلى

.استقراء اتجاهاتها الكلية

السوريين ممن هم في المستوى التعليمي الثالث نسبة المهاجرين لخبراء الهجرة والتنمية في األمم المتحدة دراسة لقد قدرت -

من إجمالي %) 35,1( بأنها تشكل 2000في العام OECD إلى دول منظمة التعاون االقتصادي والتنمية) الجامعي ومافوق(

ألجانبا أي أقل من واحد بالمائة من مجمل المهاجرين% 0.9نسبة الذين يمثلونو عدد المهاجرين السوريين حتى ذلك العام،

أقرانهم في سورية، هؤالء المهاجرين توازي من% 3.7نسبة لكن .92%)11,8( والمقدرة نسبتهم بـ منظمة التعاون في بلدان

بينما قدرت نسبة من ،%)3,6( مقتربين في ذلك من نسبة مهاجري المستوى التعليمي الثالث في مصر إلى أقرانهم والمقدر بـ

من ذلك اإلجمالي، ونسبة من هم دون التعليم الثانوي بـ%) 31،2( ق التعليم الثانوي بـومافو يحملون الشهادة الثانوية

ويعني ذلك على مستوى االتجاه العام أن نسبة هجرة الكفاءات ومن هم في طور الكفاءات وفق 93من المهاجرين%) 33.8(

.استنادا إلى بحوث في تقارير أوروبية ودولية 16لمنظمة قارن مع السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، صان األجانب في دول جريحول نسبة المها 92

93 Jean-Christophe Dumont , IMMIGRANTS FROM ARAB COUNTRIES TO THE OECD: FROM THE PAST TO THE FUTURE, UNITED NATIONS EXPERT GROUP MEETING ON INTERNATIONAL MIGRATION AND DEVELOPMENT IN THE ARAB REGION, Population Division ,Department of Economic and Social Affairs, United Nations Secretariat, Beirut, 15-17 May 2006

35

، بما يتسق مع اتجاه جذب دول OECD94ل مؤشر مستوى التعليم تشكل أكثر من ثالثة أخماس المهاجرين السوريين إلى دو

لبنك الدولي أن عدد المهاجرين السوريين الذين بينما قدرت دراسة ل .تلك المنظمة والدول الغربية عموما للكفاءات في العالم

السوريين ينمن إجمالي عدد المهاجر) %5،2( ، أي كل مراحل تعليمهم في سورية يمثلون سنويا)جامعيا( تلقوا تعليما ثالثيا

، وأن نسبة األطباء من إجمالي عدد السكان) %2،5( أو 95مهاجرا) 480،708( المقدر وفق تلك الدراسة بـ 2005حتى العام

والواقع أن .96ينمن عدد األطباء الخريج )%9،5( السوريين المهاجرين الذين تلقوا تعليمهم الطبي في سورية تقدر سنويا بـ

ين الذين تلقوا تكوينهم في سورية قد تفوق هذا التقدير الذي اليشمل في الواقع سوى األطباء السوريين نسبة األطباء المهاجر

واليشمل األطباء السوريين المهاجرين إلى دول مجلس التعاون المهاجرين إلى بعض بلدان منظمة التعاون والتنمية،

مخزون سورية من األطباء هو الوجه اآلخر لزيادة معدل إذ كان ارتفاع نزيف .والسيما إلى المملكة العربية السعودية

.وكلية الطب في جامعة تشرين للدفعة األولى 1974تخريج كليات الطب لهم بعد تخريج كلية الطب في جامعة حلب في العام

هي أضعاف من سوريةيهاجرون الذين األطباء المكونين في النظام التعليمي السوريالقول بشكل معقول إن نسبة مما يدفع إلى

مصادر الجمعية الطبية العربية األمريكية أن عدد وكمثال مقطعي تبين.النسبة المحددة في التقرير المتوسطي للهجرة

ألف طبيب عربي، ويحتل 15طبيبا من أصل حوالي 6000األطباء السوريين في الواليات المتحدة األمريكية يفوق

بينما يقدر عدد األطباء السوريين المقيمين 97رتبة األولى في عدد األطباء العرباألطباء السوريون والمصريون الم

.98ألف) 59( ألف طبيبا من أصل عدد الجالية السورية المقدر بـ) 18( في ألمانيا بـ

:ريةآثار هجرة األدمغة والكفاءات السوتقييم - ج

. إيجابي واحد، بل تشتمل دوما على أبعاد إيجابية وسلبية ليست آثار هجرة األدمغة والكفاءات عموما ذات اتجاه سلبي أو -

،وهي تكون إيجابية حين يتمكن بلد االستقبال من إعادة استقطاب عقوله وكفاءاته المهاجرة مباشرة أو بشكل غير مباشر

ابك األسواق والمؤهلة لمايسمى بعملية نقل المعرفة في مرحلة دخول االقتصاد العالمي في عصر اقتصاد المعرفة، وتش

ة حين تغيب سياسات االستقطاب تلك مع اتباع الدول لسياسات تحرير اقتصادية عامة بينما تكون سلبي .وانفتاحها وتنافسيتها

.وتحرير التجارة بشكل خاص، والتي تفترض مواجهة تحديات السوق المتشابكة التي باتت أكثر تعولما من أي وقت مضى

ن األثر الصافي لهجرة األدمغة والكفاءات السورية مايزال في سورية سلبيا أكثر منه وفي ضوء ذلك يمكن أن نقيم أ

يمكن القول بصفة عامة أن األثر السلبي لهجرة األدمغة والكفاءات على مخزون أي بلد من رأس المال المعرفي و. إيجابيا

والسيما في اختصاصات العلوم الدقيقة العاليوالبشري يكون واضحا وكبيرا حين تكون نسبة خريجي التعليم التقني و

وهذا ماينطبق إلى حد . متدنية أو متوسطة ، بينما يكون أقل سلبية حين تكون نسبته مرتفعة كما في الهند والصين مثال

دو هذه ففي المنظور المقارن لهجرة األدمغة والكفاءات السورية مع نظيرها في دول المنطقة، تب .كبير على حالة سورية

بين ثماني )الجامعي( التي أتمت التعليم الثالث في هجرة الكفاءات) 3،7( النسبة متدنية، حيث تحتل سورية المرتبة السابعة

وهؤالء يشكلون نسبة معينة لكنهم . ة العليا أو الجامعية من تلك النسب ومن هاجر بقصد العملتسمح البيانات بتمييز من هاجر بقصد إكمال الدراس ال 94

ي التعليم ليسوا بالضرورة النسبة األكبر، ذلك أن بعض بلدان منظمة التعاون مثل الواليات المتحدة تركز في قبول طلبات الهجرة على استقطاب خريج

سنوات معينة يدخل في عدادها تخرجهم من معاهد متوسطة أو تقنية وسيطة بين التعليم الثانوي والتعليم الجامعيالثانوي ممن يمتلكون مهارات وخبرات لدان مجلس يطابق هذا الرقم الحجم الفعلي للمهاجرين السوريين إلى دول العالم، إذ أنه يركز على الهجرة إلى األمريكيتين والبلدان األوروبية وبل ال 95

.يالتعاون الخليج 12العيطة، مصدر سبق ذكره، ص 96 2008 آب 5مقابلة أجراها الباحث مع كمال خلف الطويل عضو لجنة وقف الجمعية الطبية العربية األمريكية يوم 97

98 http://www.irinnews.org/report.aspx?reportid

36

%) 15( والجزائر%) 19,5( بالقياس إلى المغرب%) 3،6( وهي قريبة من مصر التي تحتل المرتبة الثامنة 99دول عربية

مع األخذ بعين و . ، لكنها تبدو مرتفعة في إطار المنظور النسبي100%)4,4( ودانوالس%) 7،6( والعراق%) 14( وتونس

، والتضم 2000عاون والتنمية فقط في العام االعتبار أن هذه النسبة تشمل الكفاءات المهاجرة إلى بعض بلدان منظمة الت

السورية في أسواقها، إال أنها تبدو المهاجرين إلى دول مجلس التعاون الخليجي التي تتسم بتركز قدر كبير من الكفاءات

السورية، ودخول ) رأس مال بشري( والكفاءات) رأس مال معرفي( مرتفعة في التقييم النسبي في ضوء ندرة األدمغة

من جهة، وارتفاع وتيرة تراجع عدد الخريجين "التصحر العلمي" سورية منذ حوالي العقد تقريبا في مايمكن تسميته بمرحلة

على -الوسيطة -التي تعتبر في تخصصات العلوم الدقيقة والتخصصات التقنية العليا والوسيطة أو المساعدة السوريين

في معاهد وزارة التعليم %) 82( معاهدها في سورية من أكثرها فاقدا في سورية بمعدالت تنوس بين" كثرة" الرغم من

من طلبة التعليم %) 22,8( اليقل عن عاهد المتوسطة ماللوزارات األخرى، بينما يشكل طالب الم %)69( العالي وبين

.101.مابعد التعليم الثانوي

.التوالي المغرب والجزائر وتونس والعراق واألردن والسودان وسورية ومصر على 99

.27قارن مع السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص. ديمون، مصدر سبق ذكره 100 .103، ص2005التقرير الوطني الثاني للتنمية البشرية، هيئة تخطيط الدولة وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي، دمشق، 101

37

)9( اإلطار

في عدد الخريجين وتراجعفي الكفاءات ندرة

""التصحر العلمي" ندرة الكفاءات السورية ودخول سورية في مرحلة -1

اآلن في تخريج النظام التعليمي الوطني الختصاصات ويتمثل ذلك في الوتيرة المتراجعة بشكل متسارع منذ ثالثة عقود وحتى

العلوم والهندسة التي تشكل الجسم األساسي من الهجرة االنتقائية الخارجية السورية، والتراجع الشديد في مخرجات التعليم الفني

" مجازيا بظاهرة )2025سورية ( ، وهي الوتيرة التي وصفها مشروع)المهني وفق الوصف السائد اآلن( والمهني والتقني

امتلكت سورية في أواسط الثمانينيات من القرن العشرين على الرغم من انكشاف أزمتها االقتصادية فلقد " التصحر العلمي

من مجموع % 0.5الهيكيلة في تلك الفترة، أكبر مجموعة من خريجي العلوم والهندسة في الشرق األوسط، واندرج قرابة

عدد الطالب في مجالي تقنية، مما جعل منها محورا إقليميا للتدريب العلمي والهندسي، إال أن سكانها في االختصاصات ال

فقط، لتتسارع خالل الفترة الواقعة بين العام 1999و 1990آالف طالب سنويا بين عامي 5الهندسة والعلوم أخذ ينخفض بواقع

روع العلمية إلى الفروع الف" هجران" وتيرة -هذه الدراسةألسباب متعددة يخرج تحديد أسبابها عن مهام - 2007و 2000

الفرع األدبي مساويا تقريبا لعدد الطالب الناجحين في -كان عدد الطالب الناجحين في الثانوية العامة 2000ففي العام .األدبية

لناجحين في الفرع العلمي عن الفرع بينما انخفض عدد ا) 96319بلغ إجمالي الناجحين في الثانوية العامة طالب(الفرع العلمي

، بينما في العام الدراسي )طالب 136728بلغ إجمالي الناجحين في الثانوية العامة (إلى الثلث 2005العام األدبي في

من إجمالي المتقدمين للثانوية العامة بفرعيها % 31.11وصلت نسبة المتقدمين للشهادة الثانوية في الفرع العلمي 2007/2008

170186من إجمالي الناجحين البالغ % 36.13طالب ونسبة الناجحين في الفرع العلمي 264765لعلمي واألدبي والبالغ ا

.102طالب

تراجع مستمر في عدد الخريجين - 2

نهاية ، بارتفاع نسبة الراسبين في)2005( التعليم والتنمية البشرية: ويرتبط ذلك وفق التقرير الوطني الثاني للتنمية البشرية

، وبتراجع عدد الناجحين في امتحانات الثانوية العامة، وفي عدد %)37( مرحلة التعليم األساسي والتي وصلت إلى حوالي

المقيدين منهم في الجامعات، والسيما في الفروع العلمية والتقنية، و بطء التخرج من الجامعات، وعدم إكمال ثلثي المسجلين في

فقط ، ونسبة % 4.27نسبة خريجي الماجستير من عدد المسجلين إلى لدراسة الديبلوم، وتدني ديبلومات الدراسات العليا

عن العودة إلى سورية بعد انتهاء مدة ينموفدال ، وإحجام عدد كبير من% 11.2خريجي الدكتوراه من عدد المسجلين إلى

ة الدراسة في هذا االختصاص، وارتفاع فاقد في الصف األول المهني عن متابع من المسجلين%) 41،2(، وإحجام اإليفاد

ويترافق ذلك مع تدني أعداد الخريجين من الجامعة .103من المسجلين فيها%) 70( المعاهد المتوسطة التقنية إلى حوالي

.104 2005 خريجا في العام) 22796(مقارنة بالدول األخرى في المنطقة والعالم، إذ لم يتجاوز عدد الخريجين

يعتبر اإلنفاق العام على التعليم في سورية بالنسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي من أعلى المعدالت الذي : لفةارتفاع الك -

على التعليم بحدود تتراوح في اإلنفاق" أونيسكو" يفوق متوسط إنفاق الدول متوسطة الدخل في العالم، ويفوق توصية منظمة

.15/7/2008امتحانات الثانوية العامة وفق اإلعالن الصادر عن وزارة التربية في نتائج 102 102-100التقرير الوطني الثاني للتنمية البشرية، التعليم والتنمية البشرية، مصدر سبق ذكره، ص 103- 70، ص 2008األمم المتحدة اإلنمائي، دمشق، ، هيئة تخطيط الدولة وبرنامج ،)2007- 2006( االقتصاد السوري التقرير الوطني األول لتنافسية 10471

38

وتشتد كلفة المعيد الموفد رسميا أو الذي يتابع ال أعلى من إنفاقه الجاري،ولكن إنفاقه االستثماري مايز. 105%)5-4( بين

وقد ساهمت الدولة بتحمل جزء كبير . دراسته العليا على نفقته الخاصة في الجامعات األوروبية واألمريكية ذات األقساط،

تزود من يدرس على نفقته 1990، إذ ظلت حتى العام )نظام اإلشراف(من كلفة من يدرسون على نفقتهم الخاصة وفق

ليرة سورية بينما سعره في السوق السوداء يتراوح في فترات ) 4( ةمالخاصة في البلدان الغربية بالدوالر المحتسب بقي

.مختلفة بين خمسة إلى عشرة أضعاف أحيانا

الدكتوراه حسب بلد اإليفاد تختلف نفقات اإليفاد السنوية للطالب الموفدين على نفقة الدولة لتحضير الماجستير أو

ألف يورو في بعض االختصاصات 15فمثال تتفاوت الرسوم السنوية من ألف يورو في فرنسا إلى حوالي . واالختصاص

خاصة (ألف يورو 25وبشكل وسطي بحدود وبالتالي تبلغ كلفة الموفد سنويا). آالف جنيه استرليني 10(في بريطانيا

اسات العليا هم من المتزوجين ولديهم أسرة صغيرة وبالتالي يحصل الموفد على تعويض شهري وأن الكثير من طالب الدر

فالموفد لتحضير الماجستير فقط يحتاج إلى ). عن الزوجة واألوالد وتعويضات سنوية عن الكتب والمالبس ونفقات السفر

سنوات اه والماجستير ضمنا يحتاج إلى خمس ألف يورو بينما الموفد لتحضير الدكتور 50سنتين دراسيتين بكلفة إجمالية

.ألف يورو 125ويكلف حوالي

واستيعابيا ) دفوعات رمزية من المنتسبين( نسبة مهمة مماخرجه نظام التعليم السوري الذي كان حتى سنوات قليلة مجانيا إن -

ليمي السوري مثال على أطبائه بشكل مرتفع للغاية فينفق النظام التع. في موجتيها الثانية والثالثة ذهبت إلى الهجرة الخارجية

. لكن قسما كبيرا من الخريجين يهاجر وقد تلقى تكوينه في سورية التي تميزت كلياتها الطبية بالنوعية والمهارات العليا

ي الكليات ويخرج نظام كليات الهندسة مهندسين بمعارف هائلة قد تفوق في الحجم وليس النوعية خريجيهم المماثلين ف

فيما بينما يمكن أن تستفيد منها سورية . ، غير أن من يستفيد من أفضل مخرجاتها هو الغرب وليس سوريةالغربية المماثلة

ادس في سورية كانت وعلى العموم فإن خبرة أي طبيب جراح في صف االختصاص الس .لواتبعت سياسة استقطاب لها

وهذا ماجعل من الجراحين السوريين بعض أهم .ي العالم، بسبب المراسأضعاف خبرة الكثير من األطباء الجراحين ف

2004لكن هذا لم يلعب دورا في حد هجرة العالج الطبية السورية نحو األردن مثال، والتي قدرت في العام .جراحي العالم

مايلقي الضوء على المشكلة األطباء، وهو كفاءة والسبب هنا هو غياب النظام الطبي وليس غياب. 106مريضا) 5200( بـ

.المؤسسية

والمقصود هنا أثر هجرة األدمغة والكفاءات السورية في إضعاف : األثر السلبي على القدرات التنافسية لالقتصاد السوري -

التي يرتكز عليها االقتصاديون عادة عند المحاسبة على مصادر النمو ) TFP( اإلنتاجية الكلية لمجمل عوامل اإلنتاج

قتصادي، وتبين فيما إذا كان هذا النمو قد تم توسعيا عبر مدخالت اإلنتاج الكمية التوسعية أم نوعيا عبر إنتاجية مجمل اال

من النمو االقتصادي في العديد %) 70( عوامله التي تمثل المصدر النوعي للنمو االقتصادي، والذي يعزى إليه أكثر من

والكفاءات أي مدى نوعية الكفاءة الداخلية والخارجية لرأس المال المعرفي والبشري وتمثل األدمغة . من البلدان المتقدمة

المصدر األساسي إلنتاجية مجمل عوامل اإلنتاج، والذي يمكن تحديده بالمصدر المعرفي الذي يولد القيم المضافة، والذي

دمغة في العالقة مابين األ" فرسمربط ال" أو وهذا هو الجوهري .107مثل أساس انطالق اقتصاد المعرفة في العالم

لقد ضيعت سورية في السبعينيات فرصة . والكفاءات وبين اإلنتاجية النوعية لمجمل عوامل اإلنتاج في االقتصاد العالمي

فريدة لتوطين التقانة بواسطة منهج الهندسة العكسية الذي يمثل المرحلة األولى في توطين التقانة على غرار ماسارت فيه

.168التقرير الوطني األول لحالة السكان في سورية، مصدر سبق ذكره، ص 105 .179لمعلومات معمقة قارن مع المصدر السابق، ص 106 التقرير االقتصادي لمشروع: ارن معلمزيد من اطالع معمق حول ذلك وقياس إنتاجية االقتصاد السوري وفق المصدر النوعي للنمو االقتصادي، ق 107

.ومابعدهما. 85- 83، ص2007، دمشق، )2025سورية (

39

إلخ، بسبب عدم االستثمار األمثل .. اآلسيوية وتجارب الهند والبرازيل وإيرلندا" النمور" نجاح التنمية في تجاربقصة

، فكان استثمار التجديد التكنولوجي هافلكفاءاتها وعقولها في تلك العملية، وارتفاع وتيرة الهجرة الخارجية في صفو

وثلث الطاقة اإلنتاجية الكامنة التي تتطلب كفاءات ومهارات رأس المال متواضعا وينحدر أحيانا إلى مايتراوح بين نصف

ويمكن القول إنه على الرغم من التقدم النسبي الذي . 108البشري والمعرفي لتحويلها من إنتاجية بالقوة إلى إنتاجية بالفعل

ن مايقابل هذا التقدم هو ارتفاع وتيرة أحرزه االقتصاد السوري في العديد من مؤشرات التنافسية خالل السنوات األخيرة، فإ

لالقتصاد السوري وفق التركيب التعليمي للعمالة السورية، وهيمنة األمية أو اإللمام على أكثر من ضعف القدرات التنافسية

يف %6،8وانخفاض نسبة حملة اإلجازة الجامعية إلى إجمالي القوة العاملة بشكل كبير، إذ لم تتجاوز ثالثة أخماسها،

إلى 2006في العام ) 96( مراتب من الترتيب) 8-( وتراجع ترتيب التدريب والتعليم العالي ،2005مسح العمل في العام

وفق وكذلك )2007- 2006( وفق المؤشرات الرئيسة لتنافسية االقتصاد السوري ،2007في العام ) 104( الترتيب

ليحتل المرتبة مرتبة وفق هذا المؤشر، و) 62( رة سريعة بنحو، حيث تراجع االقتصاد السوري بوتيكفاءاتمؤشر هجرة ال

النقاط األكثر ضعفا في تنافسية االقتصاد ، ليعتبر من86ة المرتب 2006فيما كان يحتل عام ،2007عام 112

.109السوري

:إشكالية إعادة جذب األدمغة والكفاءات المهاجرة - د

مة التجارية، وتشابك األسواق وانفتاحها في سياق أكبر عملية تمت في على الرغم من تسارع وتيرة عملية العول

حماية الملكية " التاريخ لتحرير التجارة العالمية، فإن هذه العملية قد فرضت قيودا شديدة على عملية نقل التقانة ضمن قوانين

خاص بمهارات رأس المال المعرفي الذي ويرتبط ذلك بشكل. التي باتت من أبرز قوانين منظمة التجارة العالمية" الفكرية

قد باتت " الملكية الفكرية" والفكرة هنا أن تقييدات حماية". األدمغة" يشتمل على المبتكرين والمبدعين أو من يتم تصنيفهم في فئة

المنضمة إلى وقد كيفت سورية كما كل الدول. الوجه اآلخر لعملية انفتاح األسواق وتحرير التجارة في إطار عملية العولمة

منظمة التجارة العالمية أو الساعية لالنضمام إليها قوانينها الوطنية مع اتفاقية حماية الملكية الفكرية، مما يتطلب وضع سياسة

واالستفادة .األدمغة والكفاءات السورية الموجودة أو المهاجرة على حد سواء، والسيما تجاه الفئة األخيرة جذب واضحة تجاه

والمقصود بالوسائل غير التقليدية الوسائل التي تستفيد من الكفاءات والخبرات المهاجرة في . ل غير التقليدية في جذبهامن الوسائ

وتشير االتجاهات العالمية في البلدان المتقدمة كما في العديد .أماكن استقرارها بواسطة استخدام ماتيحه ثورة االتصاالت الحديثة

ن سياسة اجتذاب األدمغة والكفاءات، والحد من هجرتها هي السياسة السائدة في العالم طردا مع ارتفاع من البلدان النامية إلى أ

وتتطلب توفر منظومة علمية متطورة للبحث العلمي واالبتكار تسمح باستثمار .وتيرة التشابك التجاري واالقتصادي العالمي

العلمي وتطويره وربط مدخالته ومخرجاته مع عملية التنمية، ورفع معدل كفاءات المغتربين، واستخدامها في إعادة إنتاج البحث

من الناتج المحلي اإلجمالي، وهي النسبة الحرجة الموصى بها عالميا، بينما يقل %) 1( اإلنفاق على البحث العلمي بما اليقل عن

.110ليمن الناتج المحلي اإلجما%) 0،18( معدل اإلنفاق على البحث العلمي في سورية عن

:تجارب عربية ودولية مقارنة لبرامج نقل المعرفة عن طريق المغتربين -ـهيمكن القول في ضوء التجارب المقارنة إن أحد أبرزأشكال االستقطاب المتطورة وغير التقليدية تقوم على برامج

من " هجرة األدمغة" لى مفهوموقد غير نجاح هذه البرامج النظرة إ .مشاريع نقل المعرفة والخبرة عن طريق تلك الكفاءات

).2025سورية ( ومع محور التقانة والعلم في مشروع 107-103حول ذلك قارن مع المصدر السابق، ص 108 71وص 26و ص9االقتصاد السوري، مصدر سبق ذكره، ص التقرير الوطني األول لتنافسية 109ل اإلنفاق على البحث العلمي في سورية قارن مع الفصل الثالث، قطاع العلم والتقانة والبحث والتطوير، الخطة الخمسية العاشرة، حول معد 110

.556ص

40

وتنطوي هذه البرامج بالنسبة إلى . خسارة صافية للبلد المرسل إلى ربح له بعد أن اكتسبت الخبرة والتأهيل في بلد االستقبال

.سورية على فائدة كبيرة وثمينة في مجال البحوث التطبيقية

عم من برنامج األمم المتحدة اإلنمائي واليونيسكو تجربة مهمة تتم بد هناك البلدان العربية المرسلة للهجرةوفي

نقل المعرفة عبر ( )TOKTEN (وبعض مراكز البحوث في الجامعات الغربية، وتقوم على برنامج نقل المعرفة والخبرة

ق هذا البرنامج وقد تم تطبي .والمقصود بالمعرفة هنا نقل التقانات العليا المرتبطة باقتصاد المعرفة ).الكفاءات الوطنية المهاجرة

.بعض بلدان المغرب العربيو لنقل معرفة وخبرة الكفاءات المغتربة إلى الوطن األم في كل من مصر ولبنان وفلسطين

من استقدام أكثر 2005وقد تمكنت فلسطين بفضل تطبيق هذا البرنامج في األراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام

بخصائص الكفاءات العليا واألدمغة في مجاالت العلوم واالختصاصات الدقيقة والتنمية خبيرا فلسطينيا يتسمون ) 234( من

شبكة العلماء والتكنولوجيين الفلسطينيين ( PALISTAوقد عزز هذا البرنامج آثار مشروع باليستا. الزراعية والرعاية الصحية

المعرفة العلمية والتكنولوجية للمهندسين إلى توظيف 1998ويهدف هذا المشروع الذي انطلق في العام ). في الشتات

وتتضمن شبكة . الفلسطينيين في الشتات لصالح التطوير االقتصادي واالجتماعي في فلسطين، وتحقيق آثار تنموية ملموسة

ية وتعتمد هذه الشبكة على االنترنت في إجراء حلقات نقاش. باليستا قاعدة بيانات عن علماء ومهندسين فلسطينيين في الشتات

، وقد تمكنت هذه الشبكة 111عن المشتركين لتقديم معرفتهم وخبرتهم العلمية في مواضيع تهم تنمية االقتصاد والمجتمع الفلسطيني

من التشبيك مع بعض المنظمات األهلية التنموية الفاعلة الناشطة في مجال التنمية الزراعية، وتطوير نوعية البذور والمحاصيل

المبتكرة واألقل كلفة، واستخدام وسائل الري الحديثة في ظل الشحة المائية التي تعاني منها فلسطين، ومكافحة اآلفات بالطرق

في حين تمحورت . وتحول عملها إلى أثر تنموي فاعل يمكن قياس نتائجه. وبناء قدرات المزارعين، وتطوير الخبرات المحلية

سع يضم ممثلي المهندسين اللبنانيين في الخارج لالستفادة منهم، وزجهم التجربة اللبنانية حول عقد جمعية المهندسين لمؤتمر مو

في برامج الجمعية، واالعتماد على خبرات الكفاءات المتميزة في تخطيط مشاريع اإلعمار، ودعوة كلية الطب في الجامعة

في تخصصات محددة للتدريس في ساتذةس فيها والعمل في مشفاها، ودعوة أاألمريكية األطباء اللبنانيين المهاجرين للتدري

. وقد أحدثت الجامعة األمريكية لهذا الغرض مكتبا دائما لها في نيويورك لالتصال بالكفاءات اللبنانية وجذبها. الكليات األخرى

وهو مااحتذته المؤسسات المصرفية والمنشآت االقتصادية الكبيرة، حيث ضمت في عضوية مجالس إداراتها ومستشاريها عددا

وتتميز التجربة اللبنانية بنجاح برنامج نقل المعرفة من خالل المغتربين، حيث يتم التنسيق مع برنامج . من أبرز تلك الكفاءات

عة بالفعل من إعادة كفاءات متنو مشروع اللبنانيوقد تمكن ال. األمم المتحدة اإلنمائي وبعض الجامعات الغربية في هذا المجال

، ومن تطوير عدد من المشاريع الصناعية المهمة باالستعانة بالخبرات اللبنانية في الخارج، ومن نهاإلى لبنان واالستفادة م

.112األمثلة على ذلك إنتاج البرمجيات وتصديرها إلى الخارج، وخاصة إلى فرنسا

برة من االستفادة من ما التجربتان التونسية والجزائرية فقد تمكنتا بواسطة هذا النوع من برامج نقل المعرفة والخوأ

مشروعا إنمائيا في مجاالت الصحة والتعليم والطب النووي في الجزائر، ومن االستفادة من ) 19( الكفاءات في بناء وتطوير

وقدمت ، وتحديث المناهج والتعليم في المؤسسات الجامعية المختلفة،تلك الكفاءات في وضع سياسات البحث العلمي والتقاني

.فية لها من خالل إعفاء العديد منهم من الخدمة العسكرية، وإتاحة تمثيلهم في البرلمانتحفيزات إضا

وبالنسبة إلى التجارب العالمية فهناك النموذجان الكوري الجنوبي والكولومبي، وهما من منطقتين مختلفتين في

جرة للعودة على أساس توفير الظروف المادية العالم، فقد قامت تجربة النموذج الكوري الجنوبي على تحفيز الكفاءات المها

.31قارن مع السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص 111

.31- 30المصدر السابق، ص 112

41

اتبع النموذج الكولومبي تجربة غير تقليدية تمثلت في تأسيس شبكة امتاحة لها في بلدان الهجرة، بينموالمعنوية والقانونية ال

.113منها طة المهاجرينسللباحثين في مختلف التخصصات في إطار برامج نقل المعرفة بوا

ن العربية كافة التي تميزت بتطبيق برامج نقل المعرفة والخبرة تتسم بخصائص الدول المرسلة ومن المالحظ أن البلدا

وتتفاوت دون أي شك فعاليات هذه البرامج بين بلد عربي وآخر، . للهجرة الخارجية، وبكثافة نسبة الكفاءات العليا بين مهاجريها

ة للهجرة بين كافة الدول العربية المرسلة التي ماتزال تفتقد إلى مثل لكن مايالحظ أن سورية هي الدولة العربية الوحيدة المرسل

تفاعلية بين الكفاءات السورية لقد جرت محاولة من قبل بعض الكفاءات السورية المغتربة لتشكيل شبكة .هذا النوع من البرامج

، وعقدت كجمعية غير حكومية )نوستيا -المبتكرين السوريين في المغتربالتقانيين وشبكة العلماء و( المغتربة حملت اسم

وقد هدفت . كفاءة مغتربة مع مايعادلهم من خبراء وطنيين في داخل سورية) 50( بمشاركة 2001مؤتمرها األول في العام

المتقدمة في سورية من خالل نقل معرفة المهارات السورية المغتربة، ووجدت رعاية الشبكة إلى دعم استخدام التقانات العلمية

. قوية من المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، ومن الجمعية السورية للمعلوماتية، ومن المدرسة العليا لالتصاالت في فرنسا

ووضعت الشبكة أفكارا للعمل في قطاعات الطاقة والمياه والمعلوماتية، لكن العراقيل المؤسسية الكبيرة التي واجهتها حالت دون

كل عامين، وعقدت حتى اآلن ) ICTTAD( ى تنظيم مؤتمر علمي دولي لتقاناة المعلومات واالتصاالتذلك ليقتصر نشاطها عل

من دون أن تتمكن من تحقيق تكامل بينها وبين الخطط والسياسات التنموية الوطنية، ) 2008و 2006و 2004( ثالث مؤتمرات

.مل مؤسسيوليقصر عملها الفعلي على جهود فردية مبادرة أكثر من قيامه على ع

)10(اإلطار

اتجاهات أساسية في سياسات استقطاب األدمغة والكفاءاتالمتقدمة جهودها للمحافظة على أدمغتها بينما تسعى الدول المتطورة الجتذاب األدمغة من الدول األخرى، تحشد الدول

تكنولوجيا من الواليات المتحدة لتحفيز علمائها مثال قامت الحكومة باستيراد ال ففي بريطانيا. وعلى وضع حوافز لعدم هجرتها

الجامعية على العمل لمدة خمس البقاء فيها وعدم الهجرة ، أما في الصين فلقد وضعت سياسة تجبر أصحاب اإلجازات على

ي اجتماعات أما في أوروبا، فقد أقرت ف. دوالر تدفع للسلطات المعنية 6.000شهاداتهم بـ" افتداء"سنوات داخل البالد، أو

زيادة مخصصات سياسة) 2003وبروكسل 2002، برشلونه 2001، ستوكهولم 2000لشبونه (األوروبي المتعاقبة المجلس

أدمغتها، وكي تعيد استقطاب األدمغة األوروبية التي من الناتج المحلي اإلجمالي، وذلك للحيلولة دون هجرة% 3األبحاث بنسبة

اآلالف من أما الهند، والتي كانت قد فقدت. الدول بما فيها الواليات المتحدة األميركية هاجرت، وتجذب األدمغة من باقي

بهدف التواصل مع المهاجرين وتسهيل مشاركتهم أدمغتها، فقد اعتمدت أوال إنشاء وزارة لشؤون الهنود المقيمين في الخارج،

والوقوف ئدين منهم حيث ال يعوزهم التنقل بين إدارات الدولةاالقتصادية، ومساعدتهم كما العا على مستوى أكبر في حياة الهند

تأدية كل حاجاتهم اإلدارية واالستثمارية في هذه في الصفوف الطويلة واختبار البيروقراطية وغيرها من العوائق، فيستطيعون

مع نود المغتربين إلى العودةبدأت السماح بالجنسية المزدوجة، ما دفع بالكثيرين من اله الوزارة، حتى أن الدولة الهندية

لالستثمار واألعمال، وفرح كبير بأنهم عادوا المليارات من الدوالرات، يستقطبهم أيضا وضع اقتصادي مزدهر وبيئة مضيافة

ات سياس الدول النامية مثل أثيوبيا وكوريا الشمالية وجنوب أفريقيا فلقد شرع أيضا باتباع وأما في. إلى وطنهم وإلى عائالتهم

بالتصاعد، فلسوف نرى منافسة حادة بين الدول وإذا ما استمرت هذه السياسات. تساعد على الحد من هجرة الكفاءات العالية

ارتفاع أثمان هذه الكفاءات وإفادة تلك الدول التي أعدت نفسها بشكل منظم وجدي الستقطاب هذه الثروات البشرية، ما يعني

.تدخل سوق المنافسة لكي

.مصدر سبق ذكره ،لبنان إدارة الثروة البشرية آمنطلق لكبح هجرة األدمغة والكفاءات فيحوراني،. غيتا ج: مصدرال

31- 30السكان والتنمية، مصدر سبق ذكره، ص 113

42

:إدارة الهجرة -سادسا

: في دول الشمال سياسات الدول المستقبلة في -1

حديثا مثل دول أو إلخ .. وستراليامثل الواليات المتحدة األمريكية وكندا وأ تتسم الدول المستقبلة تاريخيا للهجرة الدولية

أو التي تعاني مجتمعاتها من إشكاليات اندماج المهاجرين مثل بعض دول االتحاد األوروبي بصياغة ، الخليجيالتعاون مجلس

هجرة وبينما تتسم الهجرة الخارجية إلى دول الشمال بأنها من نموذج .رؤية استراتيجية وسياساتية لتنظيم الهجرة وفق أولوياتها

.جنوب-، فإن الهجرة الخارجية إلى دول مجلس التعاون يغلب عليها سمة هجرة جنوب)مستقبل( شمال -)مرسل( جنوب

وبصفة عامة فإن اتجاه الدول المستقبلة تاريخيا للهجرة وكذلك دول االتحاد األوروبي قد فرضت قيودا مشددة على حركة انتقال

السمات الواقعية الرئيسة في إليها، مجسدة إحدى" غير القانونية" أو" غير الشرعية" لهجرة اليد العاملة إليها، وعلى تدفقات ا

وقد زادت القيود .قيامه على حرية التجارة وفرض قيود شديدة على حركة تنقل األشخاص التناقض بين العولمة من ناحية نظام

بعد أحداث الحادي عشر من أيلول إليها القيود الثقافية، وأضيف على حركة الهجرة الخارجية في الدول الغربية المستقبلة

وقد اتسمت .، وزادت من موجات الهجرة غير القسرية في العالم، وما أفرزته من مضاعفات هزت أسس النظام الدولي2001

اهات اليمينية هذه القيود بمواقف تصل إلى درجة العنصرية مثل فحص الحمض النووي لهجرة األسر أو لم الشمل، وإذكاء االتج

على محاولة استقطاب الكفاءات والمهارات البشرية والمعرفية عموما وتقوم هذه السياسات .والشوفينية ضد المهاجرين

والتأكد من مقومات اندماجها اللغوي والثقافي في مجتمعات ،"الهجرة االنتقائية" المتوسطة ذات الخبرة والعليا فيما يسمى بـ

ففي الواليات المتحدة األمريكية أكبر مستقبل للهجرة الدولية تاريخيا الهجرة إلى الواليات المتحدة محدودة . البلدان المستقبلة

التي تخول حاملها اإلقامة الدائمة في الواليات المتحدة ) كرين كارد( للحصول على بطاقة 2009للعام ) قرعة أمريكا(خصصت

هاجر حاصال كحد أدنى على البكالوريا، وأن يكون ذا مهنة قضى سنتين منها في األمريكية أعداد المهاجرين بشرط أن يكون الم

أما االتحاد األوروبي الذي تعاني بعض دوله من التدفقات الكبيرة لموجات الهجرة غير .114التدريب وسنتين في مزاولتها

توسط من خالل اتفاقيات الشراكة متعددة مشاريع التنمية والتكامل الدولي مع جنوب الم الشرعية، فيحاول اتباع سياسات دعم

متوسطية أو أخيرا االتحاد المتوسطي للحد من تدفقات الهجرة غير االنتقائية عموما - األطراف مثل اتفاقية الشراكة األورو

قوارب " ظاهرةبوالهجرة غير الشرعية خصوصا والسيما منها الهجرة األفريقية التي تتم من خالل البوابة المغاربية فيما ارتبط

ط ومآسيها، وبشكل يمكن القول فيه إن إشكالية الهجرة قد باتت بندا ثابتا في عالقات االتحاد األوروبي مع جنوب المتوس" الموت

للهجرة، نعم ال( ومحاولة تجميدها وفق قاعدة) الداخلة(ومع القارة األفريقية بشكل خاص، وتقوم على تقييد الهجرة الخارجية

).للتعاون

):التعاون الخليجي نموذجا دول مجلس( مستقبلة في دول الجنوبفي سياسات الدول ال -2

بدول مجلس التعاون الخليجي التي تعتبر أحدث تلك الدول المستقبلة حديثا للهجرة الخارجية سياسة الدول المستقبلة ترتبط

ويعود ذلك إلى ضعف . جنوب-ن بأنه نمط هجرة جنوبى اإلطالق في استقبال الهجرة التي يتميز نمطها المهميوأضخمها عل

مع فيض مواردها وعائداتها من هذه ) Under Population( النسبي" االفتقار السكاني"هيكلها السكاني الذي يتسم بمايسمى بـ

ل مجلس التعاونوبسبب هيمنة العمالة الوافدة والسيما منها اآلسيوية على سوق العمل، وتشكيلها في العديد من دو .الموارد

1986مايترواح بين ثلثي السكان إلى ثالثة أرباعهم، فقد تبنت دول مجلس التعاون الخليجي منذ العام باستثاء السعودية

114 www.franceservice.com

43

وعدة اتفاقيات أخرى تعتبر ) مشروع اإلطار العام الستراتيجية التنمية والتكامل لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية(

اليد العاملة ) إحالل( اعتماد سياسة على هذه االستراتيجيات تقوم رؤيةومن أبرزها، ) 1998( السكاني استراتيجية التوازن

، واتباع )الوافدين( المهني للمهاجرين االنتقائية في التركيبالوطنية مكان اليد العاملة الوافدة، والتركيز على مواصفات الهجرة

والتأمينات الصحية واالجتماعية، وحظر ى العودة إلى بلدانهم، ورفع كلفة اإلقامةبعض السياسات التقييدية في حض الوافدين عل

) %35( وفي إطار هذه السياسات وضعت الكويت سياسات تمنع الوزارات من إعادة استخدام أكثر من. تشغيل العمال األجانب

لتحديد عدد الوافدين ) عشر سنوات( شريامن األجانب الذين يعملون لديها، ووضعت المملكة العربية السعودية برنامجا ع

غير أنه اليوجد في هذه السياسات مايتعلق بتحفيزات خاصة للعمالة العربية، باستثناء . )%20( وأسرهم بنسبة أقصاها

للعمالة العربية، وإعطاء بعض قانون العمل القطري أفضلية للعمالة ) %30( تخصيص دولة اإلمارات العربية المتحدة لـ

إن تقويم هذه السياسات مايزال محل تضارب وناقصا من ناحية المعطيات والتحليل، لكن التقدير العام هو أنها لم , 115يةالعرب

.تستطع أن تحقق ألسباب متعددة المجال هنا لفحصها غاياتها

):الدول العربية نموذجا( في سياسات الدول المرسلة -3

لدول المرسلة للهجرة الخارجية إلى تشكيل إدارة وطنية للهجرة، تتخطى النظرة تبين التجارب المقارنة لجوء العديد من ا

التقليدية لقطاع المغتربين بوصفه مصدرا أساسيا لتحويالت القطع النادر، تستخدمه الدولة لتخفيف العجز في ميزان المدفوعات،

دارة الوطنية وبمعنى آخر طور نظام اإل .ي عملية التنميةولتحسين إطار االقتصاد الكلي إلى النظرة إليه بوصفه شريكا أساسيا ف

وقد لجأت معظم .للهجرة في العديد من الدول المرسلة النظر إلى التحويالت والعائدات من النظرة الجبائية إلى النظرة التنموية

ومجالسية للمهاجرين تشكل الدول المرسلة للهجرة الخارجية إلى تشكيل وزارات خاصة بالمهاجرين، وبناء مؤسسات تمثيلية

صلة الوصل بين الجاليات المهاجرة والوطن األم، ورفع القيود عن تحويالتهم، واستخدام قنوات التعاون الدولي في تنظيم

.الهجرة الخارجية وتوجيهها

)الخارجـة (نانيـة وفي حين قامت السياسة اللبنانية في إدارة الهجرة على سياسة الباب المفتوح تجاه الهجرة الخارجية اللب

، وكانت من السياسات التي لجـأت 116بموجب أذونات اإلقامة والعمل )الداخلة( ، وتنظيم الهجرة الخارجيةبوصفها قرارا فرديا

بشكل مبكر على مستوى الدول العربية المرسلة للهجرة الخارجية إلى تشكيل وزارة المغتربين في إطـار وزارة الخارجيـة،

وتفاعلية إيجابية مع جمعيات ومنظمات المغتربين وجدنا في أساليب جذب الكفاءات واألدمغة سياسات تحفيزية فإنها اتبعت كما

المؤسسي وفي تشكيل الجمعيات، وفي استخدامها في مجال الطلب الضاغط " التجمع" اللبنانيين الذين يتسمون بعراقة خبرتهم في

مغترب اللبناني والقضايا اللبنانية بصفة عامة، أو في مجال جماعات الضغط في والمؤثر في عملية صنع القرار في لبنان تجاه ال

منهـا ) الخارجـة ( مصر التي تتسم بحداثة الهجرة الخارجية الدول المستقبلة فيما يتعلق بالقضايا اللبنانية لجماعة الضغط، فإن

1996تدخلية لصالح مهاجريها، فشكلت فـي العـام ت تنظيمية ابالقياس إلى لبنان وسورية وبالد الشام عموما قد قامت بسياس

وزارة القوى العاملة والمغتربين التي تضطلع بمهام تدخلية منها تزويد المهاجرين بالمعلومات الالزمة عن فرص العمل المتاحة

مـن أبـرز هـذه في بلدان االستقبال، ووقعت عدة اتفاقيات ثنائية مع بعض البلدان المستقبلة للهجرة الخارجيـة المصـرية، و

للعمل فـي الوظـائف االتفاقيات مشروع نظام معلومات الهجرة بالتعاون مع إيطاليا بهدف تسهيل انتقال المهاجرين المصريين

ومع السكان والتنمية، مصدر سبق . 339- 325التقرير العربي األول حول التشغيل والبطالة، مصدر سبق ذكره، ص: لمزيد من التفاصيل قارن مع 115

).ط(ذكره، صزامات قانونية تجاه هذه وجرى غض النظر عنها بما يعكس مصالح المستخدمين بسبب غياب أي الت" مؤقتة" باستثناء العمالة السورية التي اعتبرت 116

.العمالة

44

دول المغرب العربي تتسم بسياساتها المنظمة التي اتبعتها بعد سنوات قليلة من حصولها أما . المتاحة في سوق العمل اإليطالية

و تملكها االستقالل السياسي التام، في مجال إدارة الهجرة ومحاولة توجيهها تنمويا باعتبارها ركنا أساسيا فـي على االستقالل أ

تحسين إطار االقتصاد الكلي، والتخفيف من عجز ميزان المدفوعات وتمويل المستوردات وخلق فرص العمل والتخفيـف مـن

ذ يفوق حجم تحويالت المهاجرين في تونس والمغرب والجزائر حجم كل مـن إ .البطالة واختالل أسواق العمل والحد من الفقر

.المساعدات الخارجية واالستثمارات األجنبية المباشرة، كل على حدة ومجتمعين

وتعود اإلدارة الوطنية للهجرة في دول المغرب العربي إلى ستينيات القرن العشرين حين وقعت تونس والمغرب فـي

التي كانت تتم بشكل غيـر رسـمي واتبعتـا مع فرنسا لمحاولة تنظيم تدفقات الهجرة الخارجية المغاربية اتفاقيات 1963العام

سياسة تشجيع الهجرة الخارجية، إذ لعب مكتب التدريب والتوظيف الحرفي في تونس دور الذراع المؤسسية إلدارة هجرة اليـد

من حجم الهجرة ) %75( نعكس على تنظيم الدولة للهجرة، حيث أنالعاملة التونسية، عبر البحث عن أسواق عمل لها، وهو ماا

وقد واصلت التجربة التونسية تنظيم الهجرة مـن خـالل 117بمساعدة من الدولة 1972الخارجية التونسية بات يتم منذ العام

ية لتنظيم هجرة التونسيين إلـى على اتفاق 2008التعاون الدولي واالتفاقيات الثنائية، حيث وقع الرئيسان التونسي والفرنسي في

وينص على منح تأشيرة دخول وعمـل . ، وهو األول من نوعه بين فرنسا وشمالي أفريقيا"الهجرة المتوازنة" فرنسا، في إطار

ويعبر ذلك عن . عمل ةمهنة انتقائية ومن بينها مهن البناء والفندقة، لخلق تسعة آالف فرص 77سنوات في 5-1للتونسيين من

العديد من دول االتحاد األوروبي لالستعاضة عن هجرة األيدي العاملة بهجرة العمل المؤقتة القائمة على عقود قصيرة أو اتجاه

متوسطة المدى، بينما يلتقي مع اهتمام السياسات التنموية التونسية مؤخرا في حض المهاجرين التونسيين في ظل ارتفاع معدل

ونس، والعمل على تنظيم الهجرة التونسية تحت إشراف الدولة في شكل هجرة عقود عمـل النمو االقتصادي على العودة إلى ت

، وانخفاض معدل خصوبة المرأة التونسية إلى مادون معـدل اإلحـالل "ر السكانييالتعم" مؤقتة بسبب دخول تونس في مرحلة

).للمرأة الواحدة 2،1(

وازدياد انخراط أعداد عمل بين ضيق الطلب واتساع العرض،من اختالالت كبيرة في سوق الأما المغرب الذي يعاني

اإلدارة الوطنية التنموية من أكثر دول اإلرسال التي تتميز بخبرة كبيرة في مجال رفيعتب ،كبيرة من القوة البشرية في قوة العمل

وزارة مكلفـة بشـؤون 1990وأحدث فـي العـام ،)CES( إذ أسس بشكل مبكر الهيئة المركزية للهجرة للهجرة الخارجية،

التي تقوم بتنظيم الخدمات للمهاجرين الـذين يبلـغ ) مؤسسة محمد الخامس للتضامن( إحداثب وطور ذلكالمهاجرين المغاربة،

بموجـب ) مجلس الجالية المغربية بالخارج( وإحداث حجمهم حوالي مليوني ونصف مليون مهاجر في دول االتحاد األوروبي،

محاولة تعبئة تحويالتها في مشاريع إنتاجيـة اتباع سياسة وطنية منظمة لب، و2007كانون األول / سمبردي 12مرسوم ملكي في

.مؤسسي يتمثل بمؤسسة الحسن الثاني التنمويـة صغيرة ومتوسطة لتوليد فرص عمل والتخفيف من حدة الفقر عبر ذراع فني و

، واستهدافها فـي الخطـط زية والتنظيمية في تشجيع الهجرة الخارجيةوتتسم اإلدارة الوطنية المغربية بسياستها الثابتة والتحفي

المرتبة الرابعة فـي العـالم بحجـم 2003بالنظر إلى عائداتها الكبيرة، إذ تحتل المغرب في تقديرات العام الخمسية التنموية،

رة، وحوالي ستة أمثـال المسـاعدات التحويالت، وتفوق هذه التحويالت مايزيد على خمسة أمثال االستثمارات األجنبية المباش

، ووضعت بالتعاون مع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي )وزارة الجالية الجزائرية في الخارج( فقد أحدثت الخارجية، أما الجزائر

علـى فتتسم إدارتها للهجرة بمحاولة تقليصها في اآلن الذي تعتمـد فيـه كثيـرا برنامجا لنقل المعرفة عن طريق المهاجرين،

وعلى الرغم من أنها دولة نفطية وغازية وغنية بـالموارد الطبيعيـة الموجهـة . تحويالتها في تصحيح اختالالت سوق العمل

للتصدير التي توفر القطع األجنبي، فإن تحويالت مهاجريها توفر حوالي ثالثة أمثال ماتوفره االستثمارات األجنبية المباشـرة،

.118المساعدات الخارجيةوحوالي ثمانية أمثال ماتوفره

.321-320التقرير العربي األول حول التشغيل والبطالة، مصدر سبق ذكره، ص 117 .48- 47 ص، و)ي-ط( ن والتنمية، مصدر سبق ذكره، صقارن مع السكا 322-321المصدر السابق، ص 118

45

:نحو إدارة وطنية فاعلة للهجرة -4

:المنطلقات -أ

على الرغم من التحول الكبير في رؤية االستراتيجيات التنموية الوطنية للمهاجرين الدائمين والمؤقتين من حدود

عالمة مهمة في سياقها، 2000عام الرؤية الجبائية الضيقة إلى حدود الرؤية التنموية، والتي شكل إحداث وزارة المغتربين في ال

فإن الحاجة ماتزال ماسة إلى تطوير أطر مؤسسية متطورة وغير تقليدية في تجسير العالقة بين المهاجرين الدائمين في

تنطلق هذه . المغترب السوري والمغتربين المؤقتين في إطار هجرة العمل، والمتركزة في لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي

:التالية رؤىة من الالحاج

، حيث تحتل نسبة المهاجرين )الخارجة( اتسام المجتمع السوري بسمة الدول المرسلة بشكل كثيف للهجرة الخارجية -1

السوريين إلى الخارج مع لبنان المرتبة األولى في نسبة المهاجرين من كافة الدول المتوسطية العربية األخرى، سواء تم

أم تم إسقاطها من التقدير، وهي أعلى في التقديرين ) المغترب السوري( لى التي شكلتاحتساب مهاجري الموجة األو

.نقاط عن معدل الهجرة الوسطي في البلدان المتوسطية العربية األخرى 8-6أعلى بحدود

وقد بين . اباتسام المجتمع السوري باستمرار تحكم العوامل التي دفعت إلى الهجرة الخارجية به، والسيما في أوساط الشب -2

، وهي الفئة التي تعرفها المعايير الدولية بأنها فئة )24-15( أحدث مسح وطني التجاهات الشباب في الفئة العمرية

من إجمالي عدد %) 22( مليون شاب وشابة أو مايعادل) 4،214( 2007الشباب، ويشكل حجمها وفق تقديرات العام

، وعند سؤالهم عن األسباب التي تدفعهم لذلك أوضح الخارجية بالهجرةيفكرون %) 34،3( السكان، أن ثلث المبحوثين

وتشير مسوحات إحصائية دقيقة لحجم .119أكثر من ثلثيهم أن أهم سبب هو البحث عن فرصة عمل ودخل أفضل

أن موجة 2008أغسطس / المهاجرين في بعض المحافظات التي تتسم بتدني مؤشرات تنميتها البشرية حتى شهر آب

ة تشتد طردا مع سوء المواسم وشح الهطوالت المطرية، وتدهور الموارد المائية، إذ يبين مسح إحصائي داخلي الهجر

لوزارة الزراعة لعدد المهاجرين من قرى محافظة الحسكة أن نسبة المهاجرين من قوة العمل في منطقتي االستقرار

، لتصل في 2007في العام %) 30( إلى 2006ي العام ف%) 25( الرابعة والخامسة في المحافظة قد ارتفعت من حوالي

يالحظ أن نسبة كبيرة منها يتجه إلى الهجرة الخارجية المؤقتة، للعمل في و%). 38( إلى 2008أغسطس / شهر آب

فرص العمل المتاحة في أسواق البلدان العربية المجاورة، والسيما لبنان واألردن، مع توفر سوق عمالة جديدة في إقليم

إذ تعتبر محافظة الحسكة من .120كردستان في العراق أخذ يستقطب بضعة ألوف من الشباب العاطلين عن العمل

المحافظات التي يرتفع فيها حجم البطالة بسبب تدني معدل النمو االقتصادي وسوء المواسم الزراعية التي تشكل عماد

في الفئة %) 53،65( نسبة البطالة في المحافظة المذكورة بـاإلنتاج المحلي في تلك المحافظة، فقد حددت تلك المؤشرات

ومن الطبيعي في ظل ضعف معدل النمو . 121)سنة فمافوق 25( في الفئة العمرية%) 10،75( وبـ) 24- 15( العمرية

كة االجتماعية للشباب، التقرير الكمي، الهيئة السورية لشؤون األسرة بالتعاون مشروع دعم االستراتيجية الوطنية للشباب في سورية، التمكين والمشار 119

.223-222قارن مع التقرير الوطني األول عن حالة السكان في سورية، مصدر سبق ذكره، ص. 66، ص2008مع هيئة تخطيط الدولة، دمشق، ما تقدير اتجاه الهجرة إلى إقليم كردستان أ. تقرير داخلي لوزارة الزراعةمستمدة من 2008-2006أرقام الهجرة في محافظة الحسكة خالل سنوات 120

:قارن مع. بهدف العمل فمستمد من ورقة خلفية تمت لصالح التقرير Drought Assessment Mission 2007-2008 Syria (FAO.WFP,UNDP.WHO.UNICEF.IOM) August 2008

.2007ط الدولة، مؤشرات البطالة، ورقة داخلية، هيئة تخطي 121

46

دف االقتصادي، وتدهور المواسم أن تشكل الهجرة الوجه اآلخر للبطالة عن العمل، وأن تشتد وتيرة الهجرة الخارجية به

.العمل على وتيرة الهجرة الداخلية بسبب ضيق األسواق المحلية

عدم كفاية األطر المؤسسية الراهنة لتجسير العالقة مع المهاجرين والمغتربين السوريين بالمقارنة مع نظيرها في الدول -3

.المرسلة للهجرة التي اتبعت نظام إدارة الهجرة

من ) %18( ، والتي تصل في مجملها إلى حوالييين بالنسبة إلى عدد السكانارتفاع نسبة المهاجرين والمغتربين السور -4

مما يتطلب قنوات مؤسسية مرنة وغير تقليدية لتجسير التواصل والتفاعل 2007تقدير عدد السكان السوريين في العام

خبراتهم في ار، ومنفي االستثم الكبير اإليجابي معهم، بهدف االستفادة من رأس مالهم البشري والمعرفي والمادي

.استحداث المشاريع وإدارتها

اعتماد االستراتيجيات التنموية الوطنية لمبادىء وسياسات الشراكة مابين الدولة والقطاع الخاص ومؤسسات العمل األهلي -5

طاع ومنح الق. التنموي والجيل التنموي -غير الربحي، ومحاولة تطويرها من الجيل الخيري المحض إلى الجيل الخيري

عملية الخاص االستثمار في المجاالت التي يستطيع أن يستثمر فيها، وجذب رأس المال العربي والسوري المهاجر إلى

.التنمية واستحداث المشاريع، واعتبار قطاع االغتراب أحد الالعبين في أدوار عملية التنمية

رات رأس المال السوري المهاجر والمغترب وجود مطارح استثمارية كبيرة جاذبة لالستثمارات عموما والستثما -6

.وتوقع ارتفاع وتيرة جذبها مع التحسين المتزايد في بيئة األعمال .وشركاته ومؤسساته العاملة في الدول األخرى

اكتساب سورية لبعض مالمح دولة االستقبال، والتي برزت معالمها مع تنظيم العمالة اآلسيوية المنزلية، ووضوح سمتها -7

في أوقات األزمات اإلقليمية الناتجة عن االضطراب ) الداخلة( مستقبلة لموجات كبيرة من الهجرة الخارجية القسرية كدولة

اإلسرائيلي، كما وضحت ذلك خالل السنوات القليلة المنصرمة -اإلقليمي في المنطقة، وعن استمرار الصراع العربي

وهو مايفرض تشكل إطار مؤسسي إلدارة أزمات الهجرة القسرية في . ينموجة الهجرة القسرية لالجئين العراقيين واللبناني

.كية مضطربة، وربما سيبقى اضطرابها مستمرا خالل المنظور المتوسط المدىيبوليت -منطقة جيو

تشغيل والعمل وبين دخول المجتمع السكاني في مرحلة التحول الديموغرافي، بمايرتبه ذلك من ربط أعمق بين سياسات ال -8

تسارع وتيرة معدل نمو ت إذ .ياسات الهجرة من جهة، وبين نتائج التحول الديموغرافي والنمو االقتصادي من جهة ثانيةس

وهو مايشير إلى انفتاح النافذة الديموغرافية في العديد من األقاليم القوة البشرية بأعلى من وتيرة معدل النمو السكاني،

مدينة دمشق وريفها ( وبعض محافظات اإلقليم الجنوبي) الالذقية وطرطوس( السورية والسيما منها إقليما الساحل

نتيجة تغير التركيبة العمرية للسكان، وتراجع عنيه ذلك من ارتفاع حجم القوة البشريةبما ي) والسويداء والقنيطرة ودرعا

طلبه ذلك من سياسات تنموية ومايت ،)سنة 65-15( وأن الزيادة السكانية تطال من هم في سن العمل معدالت اإلعالة،

الهبة " كامنة فيما تطلق عليه أدبيات السكان والتنمية مصطلح" هبة" أو" إلى نعمة" نقمة" وطنية تستوعبها وتحولها من

من % 57.25أصبحت تشكل 1981من مجموع السكان عام % 48.33فالقوة البشرية التي شكلت نحو ".الديموغرافية

نقاط خالل عقدين وهو مؤشر هام وتغير سريع 9، أي أن حصتها قد ازدادت بما يقارب 2004مجموع السكان في العام

هذه الزيادة في حصة القوة البشرية لم تكن ثابتة خالل العقدين وقلما يحدث في المجتمعات الفتية كالمجتمع السوري،

نقاط خالل عقد 5و) 1994 -1981( عاما 13نقاط خالل 4الماضيين ، بل كانت متسارعة في اتجاهها حيث كسبت

2،73( وفق الفرض المنخفض وإلى%) 2,7( ومن المتوقع أن يرتفع معدل نموها سنويا إلى. )2004 -1994(واحد (%

وفق الفرض المرتفع، وأن يرتفع إجمالي حجم القوة البشرية وفق إسقاطات التقرير الوطني األول لحالة السكان إلى

وهذا يعني بلغة األرقام أن عدد من هم داخل القوة البشرية سيرتفع . 2025حتى العام %) 65,1 -%62،9( مايتراوح بين

مليون نسمة من أصل عدد السكان المقدر ) 7،91 -17,85( إلى مايتراوح بين 2005عام مليون نسمة في ال) 10,45( من

47

أن مايتراوح بين ثلثي السكان إلى ثالثة ، أي2025حتى العام مليون نسمة )28,48 -27.34( ارتفاعه بمايتراوح بين

122أخماسهم سيكونون في عداد القوة البشرية

حرج الهجرة السورية تجاه سياسات الهجرة االنتقائية التي تتبعها الدول المستقبلة في دول مجلس التعاون الخليجي وفي -9

وتأثرها , إلخ.. الواليات المتحدة وكندا وأوستراليادول االتحاد األوروبي، والدول المستقبلة تاريخيا للهجرة الخارجية مثل

.، وسياسات إحالل هجرة العمل مكان هجرة اليد العاملة"إيصاد األبواب" بسياسة

الذي أخذ (في طور مرحلة إعادة إعماره . ارتفاع حجم العمالة السورية في لبنان وتوقع ارتفاع الطلب عليها في العراق -10

، )هجرة ألسباب اقتصادية وليس قومية من العاطلين عن العمل في اإلقليم الشرقي من سورية إقليمه الشمالي يشهد معالم

.ووجود نسبة ملحوظة من العمالة السورية في األردن بعد تنظيمه للمهن التي يعمل فيها المهاجرون

:أفكار ومقترحات - ب

ار إدارة وطنية متكاملة للهجرة ة المغتربين في إطتطوير اآلليات العملية والتنفيذية لالستراتيجية التي تبنتها وزار -1

.الخارجية

العمل على إعادة بناء استراتيجية وزارة المغتربين في إطار تشكيل هيئة متكاملة للهجرة الخارجية، على أن تنبني عملية -2

.نموية الشاملةإعادة البناء على انطالق هذه االستراتيجية من مقترحات المغتربين وتوفيقها مع السياسات الت

ا في عقد المؤتمرات النوعية للمغتربين، والعمل على تطبيق توصياته اوتعزيز منهجه عملها وزارة المغتربين وتطوير دعم -3

.العالقة مع مؤسسات الجوالي السورية في المغترب بما يخدم عملية التنمية، ومواصلة سياستها في توثيق

الخارجة ( لإلدارة الوطنية للهجرة إداريا وماليا وذات صالحياتمستقلة )بين وزارية( هيئة وزارية مشتركةتشكيل -4

اتها ذات الصلة، وإدماج كافة الوزارات لبعد الهجرة في سياس ، ولتنسيق العمل مع الوزارات األخرى)والداخلة والقسرية

االجتماعية والعمل، وزارة التعليم وزارة االقتصاد والتجارة، وزارة الشؤون وزارة الخارجية، وزارة الداخلية،( وخططها

والنقابات ) إلخ..هيئة تخطيط الدولة، الهيئة السورية لشؤون األسرة( والهيئات الحكومية..) ، وزارة الماليةالعالي

)إلخ.. إلخ إضافة إلى الجمعيات مثل الجمعية السورية للمعلوماتية.. نقابات األطباء والمهندسين( المهنية النظيرة

بهدف تعزيز روابطهم مع ) على مستوى االختصاصات( وابط وجمعيات ومجالس الجاليات السورية أفقيا وعمودياتعزيز ر -5

هيئات التخطيط الوطنية والبحث بإدماجها في النظام التمثيلي على مستوى مجلس نحها مركزا تشاركيا معوم، الوطن األم

وتنسـيق .لمحلية واإلدارات التنموية اإلقليمية في حـال تشـكلها واإلدارات ا على غرار التجربة المغربية، وفي الشعب

.نشاطاتها وأسابيعها في سورية

إدماج المغتربين كقطاع نوعي بين القطاعات التي تتألف منها الخطط الخمسية التنموية، ولحظ ذلك في الخطـة الخمسـية -6

.هجرة مثل الممكلة المغربيةالحادية عشر القادمة، على غرار ماهو قائم في بعض الدول المرسلة لل

تعزيز االندماج والتحالف االستراتيجي ومختلف أشكال الشراكة بين رأس المال السوري المهاجر والعامل في المغتـرب -7

وبين رأس المال الوطني الخاص أو العام كأحد أشكال جذب االستثمارات األجنبية المباشرة وللتعـويض عـن ضـعف

.ك من خالل المشاريع الخاصة أو المشاريع المشتركة في إطار أولويات التنمية الوطنيةتدفقاتها في آن واحد، وذل

.117- 114، مصدر سبق ذكره، ص)2008( حالة السكان في سورية: لمزيد من التفصيل واالطالع المعمق قارن مع التقرير الوطني األول 122

48

بالتعاون مع البرامج الدولية ذات الخبرة في هذا المجال بهدف االستعادة غير التقليدية والخبرة وضع برنامج لنقل المعرفة -8

.العلمي من الناتج المحلي اإلجمالي ورفع معدل اإلنفاق على البحث .والكفاءات العليا المهاجرة لللعقو

إعطاء األولوية في اعتماد الخبراء إلى الكفاءات العليا السورية وفق نظام المسابقة استئناسا بالتجربة اللبنانية الناجحة فـي -9

.هذا المجال

لطالبـي فـي اسـتقبال وضع برنامج لتعليم اللغة العربية في أماكن تركز الجاليات السورية، واالستئناس بنظام التبادل ا -10

.المتعلمين لفترة معينة

تعزيز مبادرات المغتربين في العمل المؤسسي الخيري العام في مناطقهم ومحافظاتهم وعلى المستوى الوطني ككل، مـن -11

أو وقفيات خيرية تنموية غير ربحيـة يصـرف عائـدها علـى Trustأو Fondationخالل تيسير تشكيلهم لمؤسسات

التنموية التي وضعت الوقفيات ألجلها، وتعمل في مجال دعم البحث العلمـي والقـروض الصـغيرة -األغراض الخيرية

وإعادة صياغة قانون الجمعيات والمؤسسات الخاصة الذي . إلخ... والمتناهية في الصغر وفي مجاالت الرعاية االجتماعية

ء بعض المغتربين إلى تخصيص وقفيات لدعم وكمثال على ذلك لجو .يؤطر عمل الجمعيات في سورية بما ينسجم مع ذلك

إلخ.. المنح في بعض الجامعات السورية الخاصة

الخارجة والداخلـة ( مرصد وطني للهجرة، يطور قواعد البيانات والمعلومات حول مختلف أبعاد الهجرة الخارجيةتشكيل -12

ويحصر الكفـاءات السـورية ها وأنواعها،على مختلف أبعاد بيانات شاملة بالخبرات االغترابية ، ويضع قاعدة)والقسرية

العليا في الدول المستقبلة أو في دول المغترب السوري، ويسهم في وضع خارطة استثمارية لتعبئة التحويالت والمدخرات

والتمهيد لذلك بوضع التقرير األساسي األول عـن حالـة . ويضع تقارير دورية عن حالة الهجرة .واالستثمارات الممكنة

.ليكون مرجعا مساعدا في عملية بناء إدارة وطنية متكاملة للهجرةالهجرة

وضع برامج حماية اليد العاملة السورية المهاجرة وتنظيمها، وتنسيق ذلك من خالل التعاون الدولي عبر الحكومـة مـع -13

. الدول التي تتسم بعدم ضمانها القانوني لهذه العمالة

.وتيسير عودتهم أو تواصلهم إلى الوطن وتحويالتهم أمام استقطاب المهاجرين تحرير القوانين كافة مما يشكل عوائق -14

استخدام التعاون الدولي في تنظيم الهجرة استئناسا بالتجربتين التونسية والمغربية، وبتجربة سورية العريقـة فـي مجـال -15

مستشرفة لبعض قطاعات العمالة السورية ، والعمل عبر الحكومة لتوقيع اتفاقيات مع األسواق الفي مجال التعليم )اإلعارة(

وتوظيـف .والسيما مع لبنان والعراق واألردن باعتبارها األسواق المتالصقة جغرافيا وثقافيـا مـع سـورية . المهاجرة

.مدركات األقلمة في هذا المجال عبرالتعاون اإلقليمي العربي

طـار الشـراكة إالتعاون مع االتحاد األوروبي سواء في العمل على إدماج مسألة الهجرة الخارجية السورية في اتفاقيات -16

األوروبية أم االتحاد المتوسطي، واالستئناس بالتجربة المصرية والتجربة التونسية في توقيع اتفاقيات رسمية مع -السورية

ملة الذي تتشدد بعض الدول المتوسطية لتنظيم الهجرة السورية في مهن محددة وفق عقود العمل كبديل من هجرة اليد العا

به دول االتحاد األوروبي، وتأهيل المهاجرين المقترحين على غرار التجربة اليمينية، حيث تعتبر هذه الهجرة مـن نـوع

الهجرة الدائرية المؤقتة إلقامة عمل بين سنة وخمس سنوات، ويعود في نهايتها المهاجرون المؤقتون بتحويالت وخبـرات

.ودراية أعمق بالعالم

49

حقالمال

)1( الملحق 2007-1922د السوريين والمهاجرين إلى الخارج خالل الفترة اعدأتقديرات

1.025معدل نمو المهاجرين

معدل

0.0034 الهجرة

السنة مسلسل

عدد السوريين في نهاية العام وفق األعداد المسجلة في

السجل المدني حتى عام 1995

عدد السوريين اية العام في نه

وفق تقديرات السجل المدني

حتى عام 1922

تقديرات معدل النمو

السنوي للسجل المدني

%

تقديرات أعداد

المهاجرين ألوربا وأمريكا

وفق معدل هجرة

سنوي 0.34%

تقديرات عدد

المهاجرين والمتحدرين منهم وفق

معدل زيادة سنوي

2.5%

التراآم السنوي ألعداد

المهاجرين ين المسجل

بالسجل المدني بنسبة

باأللف 3.4

وسطي معدل الهجرة ألوربا وأمريكا باأللف

تقديرات أعداد

المهاجرين إلى دول الخليج ولبنان

تقديرات معدل الهجرة

السورية اإلجمالي باأللف

1 2007 22,331,165 2.8 69,281 71,013 2,023,642 3.4 20,098 4.32 2006 21,660,309 2.8 67,229 70,632 1,954,361 3.4 19,494 4.33 2005 21,070,339 2.8 65,445 70,478 1,887,132 3.4 18,963 4.34 2004 20,496,439 2.8 63,711 70,325 1,821,687 3.4 18,447 4.35 2003 19,938,170 2.8 62,024 70,174 1,757,976 3.4 17,944 4.36 2002 19,395,107 2.8 60,382 70,025 1,695,952 3.4 17,456 4.37 2001 18,866,836 2.8 58,786 69,878 1,635,570 3.4 16,980 4.38 2000 18,352,953 2.8 57,234 69,734 1,576,784 3.4 20,188 4.59 1999 17,853,067 2.8 55,723 69,591 1,519,550 3.4 19,638 4.5

10 1998 17,366,797 2.8 54,255 69,450 1,463,827 3.4 27,787 511 1997 16,893,772 2.8 52,826 69,312 1,409,572 3.4 27,030 512 1996 16,433,630 2.8 51,436 69,176 1,356,746 3.4 59,161 713 1995 15,986,021 2.8 50,085 69,042 1,305,310 3.4 57,550 714 1994 15,432,012 3.59 48,366 68,339 1,255,225 3.4 70,987 815 1993 14,897,202 3.59 46,706 67,644 1,206,860 3.4 98,322 1016 1992 14,380,927 3.59 45,104 66,957 1,160,154 3.4 94,914 1017 1991 13,882,544 3.59 43,558 66,278 1,115,050 3.4 77,742 918 1990 13,401,432 3.59 42,065 65,607 1,071,492 3.4 34,844 619 1989 12,936,994 3.59 40,624 64,943 1,029,427 3.4 5,175 3.820 1988 12,488,652 3.59 39,233 64,288 988,804 3.4 4,995 3.821 1987 12,055,847 3.59 37,890 63,640 949,571 3.4 4,822 3.822 1986 11,638,041 3.59 36,594 62,999 911,681 3.4 4,655 3.823 1985 11,234,715 3.59 35,343 62,366 875,086 3.4 4,494 3.824 1984 10,845,366 3.59 34,135 61,741 839,744 3.4 4,338 3.825 1983 10,469,511 3.59 32,969 61,123 805,608 3.4 4,188 3.826 1982 10,106,681 3.59 31,844 60,513 772,639 3.4 4,043 3.827 1981 9,756,425 3.59 30,758 59,910 740,795 3.4 25,367 628 1980 9,383,885 3.97 29,592 59,080 710,037 3.4 52,550 929 1979 9,025,570 3.97 28,470 58,262 680,446 3.4 66,789 10.830 1978 8,680,937 3.97 27,392 57,456 651,975 3.4 64,239 10.831 1977 8,349,463 3.97 26,354 56,662 624,584 3.4 61,786 10.832 1976 8,030,646 3.97 25,356 55,879 598,230 3.4 59,427 10.833 1975 7,724,003 3.97 24,397 55,109 572,873 3.4 57,158 10.8

50

34 1974 7,429,069 3.97 23,474 54,349 548,476 3.4 54,975 10.835 1973 7,145,397 3.97 22,586 53,602 525,003 3.4 52,876 10.836 1972 6,872,557 3.97 21,732 52,865 502,416 3.4 50,857 10.837 1971 6,610,134 3.97 20,911 52,139 480,684 3.4 48,915 10.838 1970 6,349,793 4.10 20,094 51,355 459,773 3.4 46,988 10.839 1969 6,099,705 4.10 19,310 50,583 439,678 3.4 34,158 940 1968 5,859,467 4.10 18,556 49,824 420,369 3.4 15,235 641 1967 5,628,690 4.10 17,832 49,077 401,813 3.4 1,126 3.642 1966 5,407,003 4.10 17,137 48,342 383,981 3.4 1,081 3.643 1965 5,194,047 4.10 16,468 47,619 366,844 3.4 1,039 3.644 1964 4,989,479 4.10 15,827 46,907 350,376 3.4 998 3.645 1963 4,792,967 4.10 15,210 46,208 334,549 3.4 959 3.646 1962 4,604,195 4.10 14,618 45,519 319,339 3.4 921 3.647 1961 4,422,858 4.10 14,049 44,842 304,720 3.4 885 3.648 1960 4,240,516 4.30 13,475 44,084 290,671 3.4 848 3.649 1959 4,065,691 4.30 12,925 43,341 277,196 3.4 0 3.450 1958 3,898,074 4.30 12,397 42,610 264,271 3.4 0 3.451 1957 3,737,367 4.30 11,891 41,893 251,874 3.4 0 3.452 1956 3,583,286 4.30 11,406 41,188 239,983 3.4 0 3.453 1955 3,435,557 4.30 10,941 40,497 228,577 3.4 0 3.454 1954 3,293,918 4.30 10,495 39,817 217,636 3.4 0 3.455 1953 3,158,119 4.30 10,068 39,150 207,141 3.4 0 3.456 1952 3,027,919 4.30 9,658 38,496 197,073 3.4 0 3.457 1951 2,903,086 4.30 9,265 37,853 187,415 3.4 0 3.458 1950 2,804,914 3.50 8,961 37,529 178,151 3.4 0 3.459 1949 2,710,062 3.50 8,668 37,209 169,189 3.4 0 3.460 1948 2,618,417 3.50 8,385 36,894 160,521 3.4 0 3.461 1947 2,529,872 3.50 8,112 36,583 152,135 3.4 0 3.462 1946 2,444,321 3.50 7,848 36,276 144,023 3.4 0 3.463 1945 2,361,662 3.50 7,592 35,974 136,176 3.4 0 3.464 1944 2,281,799 3.50 7,346 35,676 128,583 3.4 0 3.465 1943 2,204,637 3.50 7,108 35,382 121,237 3.4 0 3.466 1942 2,130,084 3.50 6,878 35,092 114,130 3.4 0 3.467 1941 2,058,052 3.50 6,655 34,807 107,252 3.4 0 3.468 1940 2,005,117 2.64 6,497 34,831 100,597 3.4 0 3.469 1939 1,953,544 2.64 6,344 34,857 94,099 3.4 0 3.470 1938 1,903,297 2.64 6,194 34,885 87,755 3.4 0 3.471 1937 1,854,161 2.65 6,047 34,911 81,562 3.4 0 3.472 1936 1,806,295 2.65 5,905 34,940 75,514 3.4 0 3.473 1935 1,759,663 2.65 5,766 34,970 69,609 3.4 0 3.474 1934 1,714,236 2.65 5,630 35,003 63,844 3.4 0 3.475 1933 1,669,982 2.65 5,499 35,039 58,213 3.4 0 3.476 1932 1,626,870 2.65 5,370 35,077 52,714 3.4 0 3.477 1931 1,584,871 2.65 5,245 35,117 47,344 3.4 0 3.478 1930 1,543,956 2.65 5,124 35,160 42,099 3.4 0 3.479 1929 1,504,097 2.65 5,005 35,205 36,975 3.4 0 3.480 1928 1,465,268 2.65 4,890 35,254 31,970 3.4 0 3.481 1927 1,427,440 2.65 4,777 35,305 27,080 3.4 0 3.482 1926 1,390,590 2.65 4,668 35,358 22,302 3.4 0 3.483 1925 1,354,690 2.65 4,561 35,415 17,634 3.4 0 3.484 1924 1,319,718 2.65 4,458 35,475 13,073 3.4 0 3.485 1923 1,285,648 2.65 4,357 35,538 8,615 3.4 0 3.486 1922 1,252,458 2.65 4,258 35,604 4,258 3.4 0 3.4

2,023,642 1,453,431 5.029

51

1922مجموع المهاجرين بعد عام وسطي مجموع المهاجرين إلى الخليج العربي ولبنان 4,208,138 2008والمتحدرين منهم حتى مطلع عام

معدل الهجرة

500,000 1922المهاجرين قبل

والمتحدرين منهم 1922المهاجرين قبل 4,180,444 %2.5بنسبة زيادة 2008مطلع عام

8,388,582 2008مجمل عدد المهاجرين دون دول الخليج ولبنان في مطلع عام 9,842,013 2008مجمل عدد المهاجرين بما فيها الخليج ولبنان في مطلع عام

قتصادية وسوسيولوجية وتاريخية معمقة، جرت على عدة خلوات وجلسات إعداد الدكتور مروان الزبيبي في ضوء تشاورات علمية سكانية وا: المصدر

رة أدارها الباحث، وشارك فيها كل من محمد أكرم القش وحسني العظمة، واعتمدت على أحدث األرقام التي أنتجها المكتب المركزي لإلحصاء ووزا

.الداخلية بعد أتمتة سجالتها

)2( الملحق الصادرات والمستوردات اإلجماليةإلى التحويالت بالنسبة

وللقطاع الخاص والتحويالت واالستثمار األجنبي المباشر

2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 س.مليون ل 523980 454569 372572 283548 326998 273697 228914 الصادرات

288189 224126 172377 58855 80016 56878 42349 )قطاع خاص(الصادرات 478713 462044 359026 218000 252461 232371 195607 االستيراد 282441 306373 258404 166920 180603 182045 148661 )قطاع خاص(االستيراد

30690 26430 14193 7874 5656 5294 12898 االستثمار األجنبي المباشر 40665 43504 44127 33266 30000 31429 31338 التحويالت

1708745 1490798 1263139 1067265 1016520 974008 903944 الناتج المحلي اإلجمالي

:نسبة التحويالت إلى وسطي

2000 -2004 وسطي

2005 -2006 2.6 3.3 2.4 2.9 3.5 3.1 3.0 3.2 3.5 الناتج المحلي اإلجمالي

8.7 11.6 7.8 9.6 11.8 11.7 9.2 11.5 13.7 الصادرات 16.8 49.8 14.1 19.4 25.6 56.5 37.5 55.3 74.0 )قطاع خاص(الصادرات 9.0 13.8 8.5 9.4 12.3 15.3 11.9 13.5 16.0 االستيراد 14.3 18.4 14.4 14.2 17.1 19.9 16.6 17.3 21.1 )قطاع خاص(االستيراد

148.6 420.1 133 165 311 422 530 594 243 االستثمار األجنبي المباشر

2008مستخلص من بيانات مصرف سورية المركزي حتى أحدث نشراته في العام : المصدر