97
* رأ ق أ** لّ ز ن* هد ش ست أ* ارك س ي ف ي ك ي و صدر م* ي ح# ن% ب# ان( ظ ق ي# ن م ي ك ي و صدر، م ة% ب ت ك م ل أ رة ح ل أ ت ل و ح( حة ف ص ل أ# ن م# ن% ب أ ل ي ف لط أ ي ح- # ن% ب# ان( ظ ق ي) % ب ه أذ ى: لM أ ح ف ص ت, ب ح% ب ل أ ر ك ذ ا ي ف ل س ح ل صا ل أ ي ض ر- لة ل أ م ه عن# ن أ- زة ن ر% ج# ن م ز ن أ ر% ج د ي ه ل أ ي لت أ ب ح ت ط خ وأء ت س ألا ي ه و زة ن ر% ح ل أ ي لت أ ولد ت ي ها% ب# c سان نM ألا# ن م ر ي غ م أ ولا، % ب أ ها% ب و ر% ح ش ر م ث ي ساء، ن ي ه و ي لت أ ر ك ذ وذي ع س م ل أ ها ب أ زة ن ر% ج وأق ق و ل أ# لان ك ل ي زة ن ر% ح ل أ أعدل اع ق% ي رض ألا وأء؛ ه ها م م ت أ روق ش ل ور ت ل أ ي عل ألا ها لن ع، ً عدأذ ت س أ# وأن# كان ك ل ذ لاف خ ما زأة ن ور ه م% ج ة ف س لا ق ل أ ار% ي ك و اء،% ي ط ألا م ه ب ا ف# زون ن# نM أ أعدل ما ي ف ورة م ع م ل أ م ي ل فM ألا ع،% ب رأ ل أ# ان ف وأ ن كا وأ ل ا ف ك ل ذ ة ن لا ح ص م ه د ي ع ة أن س لت ي عل ط خc وأء ت س ألا مارة ع ع ب ما ل# ن م ع ب وأ م ل أ، ة ب ض ر ألا# ن م: أ ه ل و ق ل ف م ي ل فM ألا ع% ب رأ ل أ أعدل اع ق% ي رض ألا ة،% وج# وأن وأ ن كا ما تM أ رأذوأ أ ك ل د% ي# نM أ ما ي عل ط خc وأء ت س ألا د دي س، أرة ر ح ل أ ي كالد رح ص ت ة% نc م ه ر كي أ و ه ف ظا خ وم ق ي# رهان% لي أ ي عل ة. لاف خ

Hayy Ibn Yaqdhaan

Embed Size (px)

DESCRIPTION

The first philosophical novel ever written.

Citation preview

Page 1: Hayy Ibn Yaqdhaan

ل* * اقرأ* * مصدر ويكي في شارك* استشهد* نّز�

يقظان بن حي

الحرة المكتبة مصدر، ويكي من( يقظان بن - حي الطفيل ابن من الصفحة )حولت البحث, تصفحإلى: اذهب

جّزائر من جّزيرة - أن عنهم الله - رضي الصالح سلفنا ذكر بها يتولد التي الجّزيرة وهي االستواء، خط تحت التي الهند

التي وهي نساء، يثمر شجر وبها أب، وال أم غير من اإلنسان اعدل الجّزيرة تلك الن الوقواق جّزيرة أنها المسعودي ذكر استعدادX، عليها األعلى النور لشروق أتممها هواء؛ األرض بقاع األطباء، وكبار الفالسفة جمهور يراه ما خالف ذلك كان وان

كانوا فان الرابع، اإلقليم المعمورة في ما اعدل إن يرون فانهم عمارة االستواء خط على ليس انه عندهم صح ألنه ذلك قالوا اعدل الرابع اإلقليم فلقولهم: أن األرضية، الموانع من لمانع خط على ما إن بذلك أرادوا إنما كانوا وان وجه، األرض بقاع

خطأ فهو أكثرهم به يصرح كالذي الحرارة، شديد االستواءخالفه. على البرهان يقوم

لتكون سبب ال أنه الطبيعية العلوم في تبرهن قد أنه وذلك وتبين واإلضاءة؛ الحارة األجسام مالقاة أو الحركة إال الحرارة

X فيها من بشيء متكيفة وال حارة غير بذاتها الشمس إن أيضاX فيها تبين وقد المّزاجية؛ الكيفيات هذه التي األجسام إن أيضا الشفافة، غير الصقيلة األجسام هي القبول، أتم اإلضاءة تقبل

فأما الصقيلة، غير الكثيفة األجسام ذلك قبول في ويليها الضوء تقبل فال الكثافة من فيها الشيء التي الشفافة األجسام

بوجه.

من يذكره ولم خاصة، علي أبو الشيخ برهنه مما وحده وهذا ال الشمس أن عنها فالالزم المقدمات، هذه صحت فإذا تقدمه، تماسها، أخر أجسام الحارة األجسام تسخن كما األرض تسخن

X األرض وال حارة غير ذاتها في الشمس الن تسخن أيضا الشمس شروق في واحدة حالة وعلى ساكنة ألنها بالحركة

Page 2: Hayy Ibn Yaqdhaan

والتبريد، التسخين في وأحوالها عنها مغيبها وقت وفي عليهاالوقتين. هذين في للحس االختالف ظاهرة

X الشمس وال X الهواء تسخن أيضا األرض ذلك بعد تسخن ثم أوال قرب ما أن نجد ونحن ذلك يكون وكيف الهواء، سخونة بتوسط

X أسخن الحر، وقت في األرض من الهواء من الهواء من كثيراX؟ منه يبعد الذي هو إنما لألرض الشمس تسخين أن فبقي علواX: حتى الضوء تتبع الحرارة فان غير، ال اإلضاءة سبيل على أبدا

حاذاها. ما أشعل المقعرة، المرأة في افرط إذا الضوء إن

الشمس أن القطعية، بالبراهين التعاليم علوم في ثبت وقد من أعظم الشمس وأن كذلك، األرض وأن الشكل، كرويةX، األرض X الشمس من يستضيء الذي وأن كثيرا أعظم هو أبدا

وقت كل في األرض من المضيء النصف هذا وأن نصفها، من من المواضع أبعد ألنه وسطه، في الضوء يكون ما أشد

X الشمس من يقابل وألنه المظلمة، من قرب وما أكثر، أجّزاءاX أقل كان المحيط محيط عند الظلمة إلى ينتهي حتى ضوءا يكون وإنما قط، األرض من موقعه أضاء ما الذي الدائرة سمت على الشمس كانت إذا الضياء دائرة وسط الموضع الموضع ذلك في الحرارة تكون وحينئذ فيه، الساكنين رؤوس

مسامتة عن الشمس تبعد مما الموضع كان فان يكون ما أشدX، البرودة شديد كان أهله، رؤوس فيه تدوم مما كان وان جدا

بقاع أن الهيئة علم في ثبت وقد الحرارة، شديد كان المسامتة رؤوس الشمس تسامت ال االستواء خط على التي األرض

وعند الحمل؛ برأس حلولها العام: عند في مرتين سوى أهلهاالميّزان. برأس حلولها

X أشهر ستة العام سائر في وهي X أشهر وستة منهم، جنوبا شماال مفرط. وأحوالهم برد وال مفرط، حر عندهم منهم: فليس

متشابهة. ذلك بسبب

نحن بما يليق ال هذا، من أكثر بيان إلى يحتاج القول وهذا ما بصحة تشهد التي األمور من ألنه عليه، نبهناك وإنما بسبيله؛

أب. وال أم غير من البقعة بتلك اإلنسان تولد تجويّز من ذكر

Page 3: Hayy Ibn Yaqdhaan

من يقظان بن حي بأن القضية وجّزم الحكم بت من فمنهم من ومنهم أب، وال أم غير من البقعة تلك في تكون من جملةX أمره من وروى ذلك أنكر كان فقال: انه عليك، نقصه خبرا كثيرة األكتاف، متسعة عظيمة جّزيرة الجّزيرة، تلك بازاء

األنفة شديد منهم رجل يملكها بالناس، عامرة الفوائد، فعضلها باهر وحسن جمال ذات أخت له وكانت والغيرة،

X. وكان لها يجد لم إذا األزواج ومنعها يسمى قريب له كفواX فتّزوجها يقظان في المشهور مذهبهم في جائّز وجه على سرازمنهم.

X. فلما ووضعت منه حملت إنها ثم أمرها يفتضح أن خافت طفال أروته أن بعد زمه أحكمت تابوت في وضعته سرها، وينكشف

خدمها من جملة في الليل أول في به وخرجت الرضاع؛ منX به، صبابةX يحترق وقلبها البحر، ساحل إلى وثقاتها عليه، وخوفا

يكن ولم الطفل هذا خلقت انك وقالت: "اللهم ودعته إنها ثمX X، شيئا تم حتى به وتكفلت األحشاء، ظلمات في ورزقته مذكورا

X فضلك، له ورجوت لطفك، إلى سلمته قد واستوى. وأنا خوفاالعنيد. الجبار الغشوم الملك هذا من

اليم. في به قذفت الراحمين" ثم أرحم يا تسلمه، وال له، فكن إلى ليلته من فاحتمله المد، بقوة الماء جري ذلك فصادف في يصل المد ذكرها. وكان المتقدم األخرى الجّزيرة ساحل

الماء علم. فأدخله بعد إليه يصل ال موضع إلى الوقت ذلك الرياح عن مستورة التربة، عذبة الشجر ملتفة أجمة إلى بقوته

وتميل طلعت، إذا عنها تّزاور الشمس عن محجوبة والمطر،الجّزر. في الماء أخذ غربت. ثم إذا

الرياح، بهبوب الرمال وعلت الموضع، ذلك في التابوت وبقي األجمة. تلك إلى الماء مدخل سدت حتى ذلك بعد وتراكمت

فلقت، قد التابوت مسامير وكانت إليها، ينتهي ال المد فكان األجمة. فلما تلك في الماء رمي عند اضطربت قد وألواحه

فوقع الحركة، وعالج واستغاث بكى الطفل، بذلك الجوع أشتد فحمله كناسه من خرج طالها، فقدت ظبية أذن في صوته

ولدها. ظنته الصوت سمعت فلما العقاب،

Page 4: Hayy Ibn Yaqdhaan

التابوت، إلى وصلت حتى طالها تتخيل وهي الصوت فتتبعت عن طار حتى داخله، من ويئن ينوء وهو بأظالفها عنه ففحصت به، ورئفت عليه وحنت الظبية أعاله. فحنت من لوح التابوتX وأروته حلمتها وألقمه X. ومازالت لبنا وتدفع وتربيه تتعهده سائغا

التولد. ينكره من عند أمره ابتداء من كان ما األذى. هذا عنه يبلغ حتى أحواله في أنتقل وكيف تربى كيف هنا نصف ونحن فانهم األرض من تولد أنه زعموا الذين العظيم. وأما المبلغX إن قالوا مر على طينه فيه تخمرت الجّزيرة تلك أرض من بطنا

والرطب بالبارد، الحار فيها امتّزج حتى واألعوام، السنين الطينة هذه القوى. وكانت في وتعادل تكافؤ امتّزاج باليابس،

X كبيرة المتخمرة X يفضل بعضها وكان جدا اعتدال في بعضااألمشاج. لتكون والتهيؤ المّزاج

اإلنسان: بمّزاج مشابهة وأتمه فيها ما أعدل منها الوسط وكان لشدة الغليان نفاخات شبه فيها وحدث الطينة، تلك فتمخضت

X، صغيرة ونفاخة لّزوجة منها الوسط في لّزوجتها: وحدث جدا لطيف بجسم ممتلئة رقيق، حجاب بينها بقسمين، منقسمة

ذلك عند به فتعلق به، الالئق االعتدال من غاية في هوائيX به وتشبث تعالى الله أمر من هو الذي الروح يعسر تشبثا

الروح هذا أن تبين قد إذ العقل؛ وعند الحس عند عنه انفصاله الشمس نور بمنّزلة وأنه وجل، عّز الله عند من الفيضان دائمالعالم. على الفيضان دائم هو الذي

X؛ الشفاف الهواء وهو به، يستضيء ال ما األجسام فمن جدا الكثيفة األجسام وهي االستضاءة، بعض به يستضيء ما ومنها

بحسب وتختلف الضياء، قبول في تختلف وهذه الصقيلة غير وهي االستضاءة غاية به يستضيء ما ومنها ألوانها، ذلك

ونحوها. كالمرأة الصقيلة األجسام

فيها حدث مخصوص، شكل على مقعرة المرأة هذه كانت فإذا الله أمر من هو الذي الروح، هو الضياء. الذي إلفراط النار

X فياض تعالى، يظهر ال ما فمنها الموجودات؛ جميع على أبدا لها، حياة ال التي الجمادات وهي األستعداد، اعدم فيه أثره

أثره يظهر ما ومنها المتقدم، المثال في الهواء بمنّزلة وهذه بمنّزلة وهذه استعداداتها بحسب النبات أنواع وهي فيه،

Page 5: Hayy Ibn Yaqdhaan

فيه أثره يظهر ما ومنها المتقدم؛ المثال في الكثيفة األجسامX X، ظهورا المتقدم. المثال في الصقيلة األجسام وهي كثيرا

لضياء قبوله شدة على يّزيد ما الصقيلة األجسام هذه ومنX ومثالها. وكذلك الشمس، صورة يحكي أنه الشمس من أيضا الروح يحكي أنه للروح قبوله شدة على يّزيد ما الحيوانخاصة. اإلنسان وهو بصورته ويتصور

أدم خلق الله وسلم: "إن عليه الله صلى بقوله اإلشارة واليه جميع تتالشى حتى الصورة هذه في قويت صورته". فان على

كل نورها سبحات وتحرق وحدها، هي وتبقى حقها، في الصور نفسها على المنعكسة المرأة بمنّزلة حينئذ كانت أدركته، ما

عليهم الله صلوات لألنبياء إال يكون ال وهذا لسوها المحرقة إلى فليرجع به، الالئقة مواضعه في مبين كله أجمعين. وهذا

التخلق. ذلك وصف من حكوه ما تمام

جميع له خضعت القرارة، بتلك الروح هذا تعلق قالوا: فلما فتكون كمالها، في تعالى الله بأمر وسخرت له وسجدت القوى قرارت ثالث إلى منقسمة أخرى نفاخة القرارة تلك بازاء

ذلك بمثل وامتألت نافذة، ومسالك لطيفة، حجب بينهما منه. ألطف أنه إال األولى؛ القرارة منه امتألت الذي الهوائي

تلك من طائفة واحد، من المنقسمة الثالثة البطون هذه وفي وإنهاء عليها، والقيام بحراستها وتوكلت له خضعت التي القوى

األول الروح إلى وجليلها األشياء دقيق من فيها يطرأ مااألولى. بالقرارة المتعلق

الثانية، للقراءة المقابلة الجهة من القرارة هذه بازاء وتكونX مملوءة ثالثة نفاخة X، جسما األولين من أغلظ أنه إال هوائيا

الخاضعة، القوى تلك من فريق القرارة هذه في وسكن األولى القرارة هذه فكانت عليها؛ القيام و بحفظها وتوكلت على المتحمرة الطينة تلك من تخلق ما أول والثالثة، والثانية منها بعض: فاألولى إلى بعضها ذكرناه. واحتاج الذي الترتيبوتسخير. استخدام حاجة اآلخرين، إلى حاجتها

الرئيس، إلى المرؤوس حاجة األولى إلى حاجتهما واألخريان األعضاء من بعدهما يتخلق لما وكالهما المدبر؛ إلى والمدبر

Page 6: Hayy Ibn Yaqdhaan

من رئاسة أتمم الثاني، وهو مرؤوس. وأحدهما، ال رئيس حرارته واشتعلت الروح، به تعلق لما منهما فاألول الثالثX وتشكل لصنوبري النار بشكل تشكل الغليظ الجسم أيضا

X وتكون شكله، على به المحدق X، لحما غالف عليه وصار صلباX كله العضو وسمي يحفظه صفيق الحرارة يتبع لما واحتاج قلبا

ويخلف ويغذوه، يمده شيء إلى الرطوبات وافناء التحليل منX واحتاج بقاؤه، يطل لم وإال الدوام، على منه تحلل ما إلى أيضا

له فيدفعه. فتكفل يخالفه وبما فيجذبه، يالئمه بما تحسس بحاجته منه أصلها التي القوى من فيه بما الواحد العضو

األخرى. بحاجته اآلخر العضو له وتكفل الواحدة،

الكبد؛ هو بالغذاء المتكفل الدماغو هو بالحس المتكفل وكان وبالقوى بحرارته، يمدها أن في إليه هذين من واحد كل واحتاج

كله لذلك بينهما فانتسجت ، منه أصلها التي بهما المخصوصة تدعواليه ما بحسب بعض من أوسع وطرق: بعضها مسالك

في الطبيعيون العروق. وصفه و الشرايين فكانت الضرورة،X، ذلك من يغادروا لم الرحم، في الجنين خلقة كمل أن إلى شيئا

البطن، من الجنين خروج حد في وحصل أعضاؤه، وتمت خلقه، المتخمرة، الكبيرة الطينة بتلك ذلك كمال وصف في واستعانوا

خلق في إليه يحتاج ما كل منها يتخلق الن تهيأت قد كانت وأنها كمل فلما وغيرها بدنه لجملة المجللة األغشية من اإلنسان الطينة باقي وتصدع المخاض، بشبه األغشية، تلك عنه انشقت

الجفاف. لحقه قد كان إذ

جوعه، واشتداد غذائه مادة فناء عند الطفل ذلك استغاث ثم بعد هؤالء وصفه ما عبد استوى طالها. ثم فقدت ظبية فلبته التربية؛ معنى في األولى الطائفة وصفه وما الموضع، هذا

X: إن فقالوا X وافقت به تكفلت التي الظبية جميعا ومرعى خصبا،X أحسن الطفل ذلك بغذاء قام حتى لبنها، وكثر لحمها فكثر أثيثا

الطفل الرعي. وألف لضرورة إال عنه تبعد ال معه قيام. وكانت بكاؤه اشتد عنه أبطأت هي إذا بحيث كان حتى الظبية تلك

إليه. فطارت

الطفل فتربى العادية، السباع من شيء الجّزيرة بتلك يكن ولم في وتدرج حوالن، له تم أن إلى الظبية تلك بلبن واغتذى ونما

Page 7: Hayy Ibn Yaqdhaan

و به ترفق هي وكانت الظبية، تلك يتبع فكان وأثغر المشي ما تطعمه فكانت مثمر شجر فيها مواضع إلى وتحمله ترحمه

صلب منها كان وما النضيجة؛ الحلوة ثمراتها من تساقط ومتى أروته، اللبن إلى عاد ومتى بطواحنها؛ له كسرته القشرأدفأته. خصر ومتى ظللته؛ ضحا متى أرودته، الماء إلى ظمئ

وبريش بنفسها وجللته األول مكان إلى صرفته الليل جن وإذاX التابوت به ملئ مما هناك؛ كان فيه. الطفل وضع وقت في أوال

ويبيت يسرح ربرب ألفهما قد ورواحهما غدوهما في وكان تلك على الظباء مع الطفل زال مبيتهما. فما حيث معهما

وكذلك بينهما؛ يفرق يكاد ال حتى بصوته نغمتها الحال: يحكي سائر وأنواع الطير أصوات من يسمعه ما جميع يحكي كان

كانت ما يريده لما انفعاله لقوة شديدة محاكاة الحيوان واالستئالف االستصراخ في الظباء ألصوات محاكاته

األحوال هذه في للحيوانات واالستدفاع. إذ واالستدعاء تنكره ولم وألفها؛ الوحوش فألفته مختلفة أصوات المختلفة

أنكرها. وال

مشاهدته، عن مغيبها بعد األشياء أمثلة نفسه في ثبت فلما كله ذلك في لبعض. وكان وكراهية بعضها؛ إلى نّزوغ له حدث و األشعار و باالوبار كاسية فيراها الحيوانات جميع إلى ينظر لها وما البطش، وقوة العدو من لها ما يرى وكان الريش، أنواع

و القرون مثل ينازعها، من لمدافعة المعدة األسلحة من نفسه، إلى يرجع المخالب. ثم و الصياصي و الحوافر و األنياب وقلة العدو، وضعف السالح، وعدم العري من به ما فيرى

وتستبد الثمرات، أكل الوحوش تنازعه كانت عندما البطش، وال نفسه، عن المدافعة يستطيع فال عليها، وتغلبه دونه، بها

قد الظباء، أوالد من أترابه يرى منها. وكان شيء عن الفرار في ضعفها بعد قوية وصارت تكن، لم أن بعد قرون، لها تبتت

العدو.

X لنفسه ير ولم ما يدري وال ذلك في يفكر فكان ذلك من شيئا يجد فال الناقص والخلق العاهات ذوي إلى ينظر سببه. وكان

X لنفسه X فيهم. وكان شبيها من الفضول مخارج إلى ينظر أيضا الفضلتين أغلظ مخرج مستورة: أما فيراها الحيوانات، سائر

Page 8: Hayy Ibn Yaqdhaan

وما فباالوبار أرقهما مخرج وأما مخرج وأما فباالذناب،X كانت أشبههما. وألنها X اخفى أيضا ما ذلك منه. فكان قضبانا

ويسؤه. يكربه

ويئس اعوام، سبعة قارب قد وهو كله، ذلك في همه طال فلما الشجر أوراق من اتخذ نقصه، به أضر قد ما له يكمل أن من

X العريضة من وعمل قدمه، بعضه و خلفه بعضه جعل شيئا األوراق تلك به علق وسطه، على حّزام شبه والحلفاء الخوض

X إال يلبث فلم وتساقط. فما وجف الورق ذلك ذوى حتى يسيرا وربما مضاعفة، طاقات ببعض بعضه ويخصف غيره يتخذ زالالمدة. قصير حال كل على انه إال لبقائه أطول ذلك كان

X الشجر أغصان من واتخذ متنها. وعدل أطرافها وسوى عصيا الضعيف على فيحمل له، المنازعة الوحوش على بها وكان بعض نفسه عند قدره بذلك فنبل منها، القوي ويقاوم منها،X ليده أن ورأى نباله، X فضال ستر بها له أمكن أيديها: إذ على كثيرا

به استغنى ما حوزته، عن بها يدافع التي العصي واتخاذ عورته ترعرع ذلك خالل الطبيعي. وفي والعذاب الذنب من أراده عما

األوراق تجديد في العناء به وطال سنين، السبع على واربىبها. يستتر كان التي

ذنوب من ذنب اتخاذ إلى تنازعه ذلك عند نفسه فكانت أحياء يرى كان أنه إال نفسه، على ليعلقه الميتة الوحوش ذلك على األقدام له يتأتى فال عنه وتفر ميتها تتحامى الوحوش

X األيام في صادف أن إلى الفعل، X نسرا أمله نيل إلى فهدي ميتا فأقدم نفرةX عنه للوحوش ير لم إذ في، الفرصة واغتنم منه،

X وذنبه جناحيه وقطع عليه، ريشها وفتح هي، كما صحاحا قطعتين: ربط على وفصله جلده، سائر عنه وسلخ وسواها، وعلق تحتها، وما سرته على وأخرى ظهره، على إحداهما

ذلك فأكسبه عضديه، على الجناحين وعلق خلفه، من الذنبX X سترا ال كانت حتى الوحوش، جميع نفوس في ومهابة ودفئا

الظبية سوى منها شيء إليه اليدنو تعارضه. فصار وال تنازعه أن إلى فارقها، وال تفارقه لم وربته: فانها أرضعته كانت التي

لها ويجتني الخصبة المراعي بها يرتاد فكان وضعغت، اسنتويطعمها. الحلوة، الثمرات

Page 9: Hayy Ibn Yaqdhaan

أدركها أن إلى ويتوالى، عليها يستولي والضعف الهّزل ومازل أفعالها. فلما جميع وتعطلت بالجملة، حركاتها فسكنت الموت،

X جّزع الحالة، تلك على الصبي رأها X، جّزعا نفسه وكادت شديداX تفيض أن عادتها كانت الذي بالصوت يناديها عليها. فكان أسفا ذلك عند لها فال عليه، يقدر ما بأشد ويصيح سماعه، عند تجيبهX. فكان وال حركة بها يرى فال عينيها والى أذنيها إلى ينظر تغييرا

يرى فال أعضائها جميع إلى ينظر كان وكذلك ظاهرة، آفةآفة. منها بشيء

إلى فترجع عنها، فيّزيلها اآلفة موضع على يعثر إن يطمع فكان استطاعة. وكان وال ذلك من شيء له ياتت فلم عليه كانت ما

ذلك: قبل نفسه في اعتبره قد كان ما الرأي لهذا أرشده الذي يبصر ال بشيء حجبهما أو عينيه غمض إذا انه يرى كان النه

إصبعه ادخل اذا انه يرى كان وكذلك العائق، ذلك نّزول حتىX يسمع ال وسدها أذنيه في وإذا العارض، ذلك يّزول حتى شيئا

X يشم ال بيده أنفه امسك أنفه. يفتح حتى الروائح من شيئا قد األفعال و االدراكات من ماله جميع إن ذلك اجل من فاعتقداألفعال. عادت العوائق أزيلت فإذا تعوقها، عوائق لها تكون

- ظاهرة آفة فيها ير ولم الظاهرة أعضاء جميع إلى نظر فلما عضو بها يختص ولم اشتملها قد العطلة ذلك مع يرى وكان هي إنما بها، نّزلت التي اآلفة أن خاطرة في - وقع عضو دون

ذلك وان الجسد، باطن في مستكن العيان عن غائب العضو الظاهرة. األعضاء هذه من شيء فعله في عنه يغني ال العضو

لو وطمع العطلة، وشملت المضرة، عمت اآلفة به نّزلت فلما الستقامت به يّزال ما عنه وأزال العضو ذلك على عثر أنه

ما إلى األفعال وعادت نفعه، البدن سائر على وفاض أحوالهعليه. كانت

الوحوش من الميتة األشباح في ذلك قبل شاهد قد وكان القحف، إال فيها تجويف ال مصمتة أعضائها جميع أن وسواها

الصفة بتلك الذي العضو أن نفسه في والبطن. فوقع والصدر، غلبة ظنه على يغلب وكان الثالثة، المواضع هذه أحد يعدو لن

المواضع هذه من المتوسط الموضع في هو إنما أنه قوية

Page 10: Hayy Ibn Yaqdhaan

وأن إليه، محتاجة األعضاء جميع أن نفسه في استقر إذ الثالثة،الوسط. في مسكنه يكون أن ذلك بحسب الواجب

X وكان صدره في العضو هذا بمثل شعر ذاته، إلى رجع إذا أيضاX يعترض كان النه واالنف، واألذن، والرجل، كاليد، اعضائه سائرا

وكان عنها، يستغني كان أنه له فيتاى مفارقتها، ويقدر والعين، في فكر فإذا عنه، يستغني أنه ويظن ذلك مثل رأسه في يقدر

طرفة عنه االستغناء له يتأت لم صدره، في يجده الذي الشيءعين.

من يتقي كان ما أكثر للوحوش محاربته عند كان وكذلك جّزم فيه. فلما الذي بالشيء لشعوره صدره، على صياصيهم

صدورها، في هو إنما اآلفة به نّزلت الذي العضو بان الحكم آفته ويرى به، يظفر لعله عنه، والتنقير عليه البحث على اجمع

اآلفة من أعظم هذا فعله نفس يكون أنه خاف انه ثم فيّزيلهاX بها نّزلت التي رأى تفكر: هل أنه عليها. ثم سعيه فيكون أوال إلى عاد ثم الحال، تلك مثل في ضار من وسواها، الوحوش منX! فحصل يجد فلم األول؟ حاله مثل من اليأس ذلك، من له شيئا

الرجاء بعض له وبقي تركها، هو إن األولى حالها إلى رجوعها اآلفة وأزال العضو ذلك وجد هو إن الحال تلك إلى رجوعها في

كسور من فاتخذ فيه، ما وتفتيش صدرها شق على عنه. فعّزم السكاكين، أشباه اليابسة، القصب وشقوق الصلدة األحجار

األضالع، بين الذي اللحم قطع حتى أضالعها بين بها وشقX، فراه لألضالع المستبطن الحجاب إلى وأفضى ظنه فقوي قويا

إذا بأنه وطمع العضو ذلك لمثل إال يكون ال الحجاب ذلك مثل اآلالت، لعدم عليه، فصعب شقه، فحاول مطلوبه ألفى تجاوزه ثانية فاستجدها والقصب، الحجارة من إال تكن لم وألنها

فأفضى له، انخرق حتى الحجاب خرق في وتلطف واستحدها موضع ويطلب يقلبها زال فما مطلوبه، أنها فظن الرئة إلى

بها. اآلفة

X وكان مائلة راها الواحد. فلما الجانب في هو الذي نصفها أوال في إال يكون ال العضو ذلك أن اعتقد قد وكان واحدة، جهة إلى

طوله. فمازال في الوسط في كما البدن، عرض في الوسط بغشاء مجلل وهو القلب ألفى حتى الصدر وسط في يفتش

Page 11: Hayy Ibn Yaqdhaan

مطيفة والرثة الوثاقة، غاية في بعالئق مربوط القوة غاية في كان نفسه: إن في فقال منها، بالشق بدأ التي الجهة من به

في فهو الجهة من له ما مثل األخرى الجهة من العضو لهذا له أرى ما مع سيما مطلوبي. ال أنه محالة وال الوسط، حقيقة وأنه اللحم، وقوة التشتت، وقلة الشكل، وجمال الوضع، حسن

من لشيء مثله أر لم الذي الحجاب هذا بمثل محجوب فيه فوجد الصدر، من اآلخر الجانب عن األعضاء. فبحث

هذه من وجد ما كمثل الرئة ووجد لألضالع، المستبطن الحجابالجهة.

وشق حجابه، هتك فحاول مطلوبه، هو العضو ذلك بان فحكم استفراغ بعد ذلك، على قدر ما، واستكراه فبكد شغافه،

X فراه القلب مجهوده. وجرد هل فنظر جهة، كل من مصمتاX! فشد فيه ير فلم ظاهرة؟ آفة فيه يرى فتبين يده، على شيئا

X، فيه أن له في هو إنما األقصى مطلوبي فقال: لعل تجويفا عليه، إليه. فشق أصل لم اآلن حتى وأنا العضو، هذا داخل

من واآلخر اليمنى الجهة من احدهما اثنين تجويفين فيه فألقى منعقد، بعقد مملوء اليمنى الجهة من والذي اليسرى، الجهةبه. شيء ال خال اليسرى الجهة من والذي

البيتين. ثم هذين أحد مسكنه يكون أن مطلوبي يعدو فقال: لن المنعقد. الدم هذا إال فيه أرى فال األيمن، البيت هذا قال: أما

- إذ الحال هذا إلى كله الجسد صار حتى ينعقد لم أنه شك وال ولم وجمدت انعقدت وخرجت سالت متى الدماء شاهد قد كانX إال هذا يكن موجود الدم هذا أن أرى - وأنا الدماء كسائر دما ليس وأنا أخر، دون عضو به يختص ال األعضاء سائر في

X مطلوبي به يختص الذي الشيء مطلوبي إنما الصفة بهذه شيئا واليه العين، طرفة عنه أستغني ال أجدني الذي الموضع هذا جرحتني مرة فكم الدم هذا أول. واما من انبعاثي كان

وال ذلك ضرني فما منه كثير مني فسال المحاربة في الوحوشX افقدني مطلوبي. وأما فيه ليس بيت فهذا أفعالي، من شيئا

X فأراه األيسر البيت هذا لباطل، ذلك أرى وما فيه، الشيء خاليا فكيف به، يختص لفعل إنما األعضاء من عضو كل رأيت فانيX؟ شرفه من شاهدت ما على البيت هذا يكون إال أرى ما باطال

طرأ ذلك، وأخاله. وعند عنه فيه! فارتحل كان مطلوبي أن

Page 12: Hayy Ibn Yaqdhaan

وعدم اإلدراك ففقد طرأ، ما العطلة من الجسد هذا على قبل ارتحل قد البيت ذلك في الساكن أن رأى الحراك. فلما

بعد إليه يعود ال أن أحرى أنه تحقق بحاله، وهو وتركه انهدامه عنده حدث. فصار ما والتخريق الخراب من فيه حدث أن

X كله الجسد الذي الشيء ذلك إلى باإلضافة له قدر ال خسيساذلك. بعد عنه ويرحل مدة يسكنه أنه نفسه في اعتقد

وما هو؟ وكيف هو؟ ما الشيء ذلك في الفكرة على فاقتصر خرج األبواب أي ومن صار؟ اين والى الجسد؟ بهذا ربطه الذي خرج كان إن أزعجه الذي السبب وما الجسد؟ من خروجه عند

X؟ كان إن فارقه حتى الجسد، إليه كره الذي السبب وما كارهاX؟ خرج الجسد عن وسال كله، ذلك في فكره وتشتت مختارا

كانت إنما وأرضعته، عليه عطفت التي أمه أن وعلم وطرحه، ال كلها، األفعال تلك تصدر كانت وعنه المرتحل، الشيء ذلك كاآللة هو إنما بجملته، الجسد هذا وأن العاطل الجسد هذا

الوحوش. فانتقلت لقتال هو اتخذها التي العصي وبمنّزلة له يبق ولم ومحركه، الجسد صاحب إلى الجسد عن عالقته منه وقامت الجسد، ذلك نتن ذلك خالل إليه. وفي إال شوق سنح انه ثم يراه ال أن وود عنه، نفرته فّزادت كريهة، روائح

X. ثم اآلخر أحدهما صرع حتى يقتتالن غرابان لنظره جعل ميتا الميت ذلك فيها فوارى حفرة حفر حتى األرض في يبحث الحي

في الغراب هذا صنع ما أحسن نفسه: ما في فقال بالتراب كنت اياه! وأنا قتله في أساء قد كان وان صاحبه جيفة مواراة

فيها وألقى حفرة بآمي! فحفر الفعل هذا إلى باالهتداء أحقالتراب. عليها وحثا أمه، جسد

هو! ما يدري ال للجسد المصرف الشيء ذلك في يتفكر وبقي شكل على فيراها كلها، الظباء أشخاص إلى ينظر كان أنه غير منها واحد كل أن ظنه، على يغلب فكان صورتها وعلى أمه، أمه يحرك كان الذي الشيء مثل هو شيء ويصرفه يحركه إنما

الشبه. ذلك لمكان إليها ويحن الظباء يألف فكان ويصرفها، والنبات الحيوان أنواع يتصفح الّزمن، من برهة ذلك على وبقي

لنفسه يجد أو يرى هل ويتطلب الجّزيرة، تلك بساحل ويطوفX والنبات الحيوان أشخاص من واحد لكل يرى حسبما شبيها

X X يجد فال كثيرة، أشباها أحدق قد البحر يرى ذلك. وكان من شيئا

Page 13: Hayy Ibn Yaqdhaan

سوى أرض الوجود في ليس أنه فيعتقد جهة، كل من بالجّزيرةتلك. جّزيرته

على قلخ أجمة في نار انقدحت أن االحيان بعض في واتفقX رأى بها بصر المحاكة. فلما سبيل X هاله، منظرا يعهده لم وخلقاX، منها يتعجب فوقف قبل، X منها يدنو ومازال مليا X، شيئا فشيئا تعلق ال حتى الغالب والفعل الثاقب الضوء من للنار ما فرأى

بها، العجب فحمله، نفسها، إلى وأحالته عليه أتت إال بشيء أن على القوة، و الجراءة من طباعه في تعالى الله ركب وبماX منها يأخذ أن وأراد إليها، يده فلم يده أحرقت باشرها فلما شيئا

X يأخذ أن إلى فاهتدى عليها القبض يستطع النار تستول لم قبسا اآلخر، طرفه في والنار السليم بطرفه فأخذ جميعه، على

- وكان إليه يأوي كان الذي موضعه إلى وحمله ذلك له فتاتي يمد مازال ذلك. ثم قبل للسكنى استحسنه جحر في خال قد

X الجّزل، والحطب بالحشيش النار تلك X ويتعهدها X ليال ونهاراX X منه استحسانا منها. وتعجبا

X، بها انسه يّزيد وكان في الشمس مقام له تقوم كانت ألنها ليال األشياء أفضل أنها واعتقد ولوعه، بها فعظم الدفء، و الضياء

X لديه: وكان التي وتطلب فوق جهة إلى تتحرك يراها دائما التي السماوية الجواهر جملة من أنها ظنه على فغلب العلو،

يلقيها بأن األشياء جميع في قوتها يختبر يشاهدها. وكان كان قوة بحسب ببطء واما بسرعة أما عليه مستولية فيراها فيها،

من ضعفه. وكان أو لالحتراق يلقيه كان الذي الجسم استعداد من شيء لقوتها، االختبار سبيل على فيها القى ما جملة

- ساحله إلى البحر ألقاه قد - كان البحرية الحيوانات أصناف إليه، شهوته تحركت قتاره وسطع الحيوان ذلك أنضجت فلما

X منه فأكل فصرف اللحم، أكل بذلك فاعتاد فاستطابه، شيئا محبته ذلك. وزادت في مهر حتى والبحر، البر صيد في الحيلة له يتأت لم شيء الطيب االغتذاء وجوه من بها له تأتي إذ للنار،ذلك. قبل

اقتدارها، وقوة آثارها أحسن من رأى لما بها شغفه اشتد فلما الظبية أمه قلب من ارتحل الذي الشيء أن نفسه في وقع يجانسه، شيء من أو الوجود هذا جوهر من كان أنشأته، التي

Page 14: Hayy Ibn Yaqdhaan

مدة طول الحيوان حرارة من يراه كان ما ظنه، في ذلك وأكد كان وما يختل، ال دائم هذا وكل موته، بعد من وبرودته حياته، الموضع بازاء صدره، عند الحرارة شدة من نفسه في يجده أخذ لو أنه نفسه في فوقع الظبية، من عليه شق قد كان الذي

X X حيوانا صادفه الذي التجويف ذلك إلى ونظر قلبه وشق حياX الحي الحيوان في لرأه الظبية، أمه في عليه شق عندما خاليا جوهر من هو هل وتحقق فيه الساكن الشيء بذلك مملوء وهو

إلى فعمد ال؟ آم والحرارة، الضوء من شيء فيه وهل النار؟X منه واستوثق الوحوش بعد شق التي الصفة على وشقه كتافاX القلب. فقصد وصل حتى الظبية بها اليسرى الجهة إلى أوال

X الفراغ ذلك فرأى وشقها، منه يشبه بخاري، بهواء مملوءا حد في الحرارة من فوجده فيه، إصبعه فأدخل االبيض، الضباب

الفور. على الحيوان ذلك ومات يحرقه، كاد

هذا يحرك كان الذي هو الحار البخار ذلك أن عنده فصح ذلك، مثل الحيوانات أشخاص من شخص كل في وأن الحيوان،

الشهوة نفسه في تحركت مات. ثم الحيوان عن انفصل ومتى وكميتها وأوضاعها وترتيبها الحيوان أعضاء سائر عن للبحث الحار البخار هذا من تستمد وكيف ببعض، بعضها ارتباط وكيفية

التي المدة البخار هذا بقاء وكيف به، الحياة لها تستمر حتى كله ذلك فتتبع حرارته؟ تنفذ ال وكيف يستمد، أين ومن يبقى،

فيها النظر ينعم يّزل ولم االموات، و األحياء الحيوانات بتشريح الطبيعيين، كبار مبلغ كله ذلك في بلغ حتى الفكرة، ويجيدX كان وان الحيوان، أشخاص من شخص كل أن له فتبين كثيرا

الذي الروح بذلك واحد فانه وحركاته حواسه وتفنن بأعضائه األعضاء سائر في وانقسامه وانقسامه واحد، قرار من مبدؤه مؤدية أو له، خادمة هي إنما األعضاء جميع منه. وأن منبعث

من كمنّزلة الجسد، تصريف في الروح ذلك منّزلة وأن عنه، والبحر، البر صيد جميع ويصيد التام، بالسالح األعداء يحارب

ما تنقسم: إلى بها يحارب والتي بها يصيده آلة جنس لكل فيمدغيره. بها ينكي ما والى غيره، نكيلة به يدفع

والى البحر، لحيوان يصلح ما تنقسم: إلى الصيد آالت وكذلك تنقسم: بها يشرح التي األشياء وكذلك البر، لحيوان يصلح ما

يصلح ما والى للكسر، يصلح ما والى للشق، يصلح ما إلى

Page 15: Hayy Ibn Yaqdhaan

التصريف من أنحاء ذلك يصرف وهو الواحد، والبدن للثقب، بذلك تلتمس التي الغايات وبحسب آلة، كل له تصلح ما بحسب

بالة عمل وإذا واحد، الحيواني الروح ذلك التصرف. كذلك؛X، فعله كان العين X، فعله كان اآلذن بآلة عمل وإذا أبصارا سمعا

X، فعله كان اآلنف بآلة عمل وإذا كان اللسان بآلة عمل وإذا شماX، فعله X، فعله كان واللحم بالجلد عمل وإذا ذوقا عمل وإذا لمسا

غذاء فعله كان بالكبد عمل وإذا حركه، فعله كان بالعضدواغتذاء.

هذه من لشيء يتم تخدمه. وال أعضاء هذه، من واحد ولكل التي الطريق على الروح، ذلك من إليها يصل بما إال فعل

X. ومتى تسمى تعطل انسدت، أو الطرق تلك انقطعت عصبا بطون من الروح تستمد إنما األعصاب العضو. وهذه ذلك فعل

النه كثير، أرواح فيه والدماغ القلب، من الروح يستمد الدماغ الروح هذا عدم عضو كثيرة: فآي أقسام فيه تتوزع موضع المطرحة، اآللة بمنّزلة وصار فعله تعطل األسباب من بسبب

بجملته الروح هذا خرج بها. فان ينتفع وال الفاعل يصرفها التي الجسد تعطل الوجوه، من بوجه تحلل أو فني، أو الجسد، عن منشئه، من هذا إلى به فانتهى الموت، حالة إلى وصار كله،

X. وعشرون أحد وذلك عاما

واكتسى حيله، وجوه في تفنن المذكورة المدة هذه خالل وفي الخيوط واتخذ بها، واحتذى يشرحها، كان التي الحيوانات بجلود

نبات وكل والقنب، والخباري الخطمية قصب ولحا األشعار من الحلفاء من أخذ أنه ذلك، إلى اهتدائه أصل خيط. وكان ذي

على المحدد والقصب القوي الشوك من خطاطيف وعملالحجارة.

X فاتخذ الخطاطيف فعل من رأى بما البناء إلى واهتدى مخّزناX المربوط القصب من بباب عليه وحصن غذائه، لفضلة وبيتا

مغيبه عند الحيوانات من شيء إليه يصل لئال بعض، إلى بعضه الطير جوانح شؤونه. واستألف بعض في الجهة تلك عن

واتخذ وفراخها، ببيضها الدواجن واتخذ الصيد، في بها ليستعين القصب في وركبها االسنة، شبه الوحشية البقر الصياصي من

بالنار ذلك في واستعان وغيرها، الّزان عصي وفي القوي،

Page 16: Hayy Ibn Yaqdhaan

من ترسه واتخذ الرماح، شبه صارت حتى الحجارة، وبحروف الطبيعي. السالح عدمه من رأى لما ذلك مضاعة: كل جلود يقاومه ال وكان ذلك، من فاته ما بكل له تفي يده أن رأى ولما

عنه كانت أنها إال أنواعها، اختالف على الحيوانات من شيءX، فتعجّزه X ير فلم ذلك، في الحيلة وجه في فكر هربا أنجع شيئا

إليها ويحسن العدو، الشديدة الحيوانات بعض يتالف أن من له عليها الركوب له يتأتى حتى لها، يصلح الذي الغذاء بأعداد

بها. األصناف سائر ومطاردة

ما منها فاتخذ وحشية، وحمر البرية خيل الجّزيرة بتلك وكان من عليها وعمل غرضه، بها كمل حتى وراضها له، يصلح

ما بذلك له فتاتي والسروج الشكائم أمثال والجلود الشرك أخذها. في الحيلة عليه صعبت التي الحيوانات طرد من امله التشريح، اشتغاله وقت ف كلها األمور هذه في تفنن وانما

وبماذا الحيوان، أعضاء خصائص على وقوفه في وشهوته وعشرين بأحد منتهاها حددنا التي المدة في وذلك تختلف،

X. ثم فتصفح النظر، من أخر مآخذ في أخذ ذلك بعد انه عاما الحيوانات والفساد: من الكون عالم في التي األجسام جميع الحجارة وأصناف والمعادن والنبات أنواعها، اختالف على

واللهيب والدخان والبرد، والثلج والبخار والماء والترابX لها فرأى والجمر، X كثيرة أصوافا وحركات مختلفة، وأفعاال

تتفق أنها فرأى والتثبت، ذلك في النظر وأنعم ومضادة، متفقة بها تتفق التي الجهة من وأنها ببعض، وتختلف الصفات ببعض

فكان ومتكثرة متغايرة فيها تختلف التي الجهة ومن واحدة، بعض، عن بعضها به يتفرد وما األشياء خصائص ينظر تارة

ال انتشار الوجود له وينتشر الحصر، عن تخرج كثرة عنده فتكثر أجّزاء إلى القسمة يحتمل أنه فيرى منها عضو يضبط. كل

X، كثيرة كل ذات على وكذلك بالكثرة، ذاته على فيحكم جداشيء.

أعضاءه، أن فيرى ثان، طريق من آخر نظر إلى يرجع كان ثم بينها انفصال ال ببعض، بعضها كلها متصلة فهي كثيرة كانت وان

بحسب إال تختلف ال وأنها الواحد، الحكم في فهي بوجه، إليها يصل ما بسبب هو إنما االختالف ذلك أن أفعالها، اختالف

X، نظره إليه انتهى الذي الحيواني، الروح قوة من ذلك وأن أوال

Page 17: Hayy Ibn Yaqdhaan

كلها األعضاء وسائر الذات، حقيقة وهو ذاته، واحد الروحالطريق. بهذا ذاته عنده تتحد فكانت كاآلالت،

شخص كل فيرى الحيوانات، أنواع جميع إلى ينتقل كان أنه ثمX منها منها: نوع إلى ينظر كان النظر. ثم من النوع بهذا واحدا

X الطير وأصناف والخيل كالظباء X، صنفا يرى فكان صنفاX بعضه يشبه نوع كل أشخاص الظاهرة األعضاء في بعضاX بينها يرى وال والمنازع، والحركات االدراكات والباطنة اختالفا

فيه. اتفقت ما إلى باإلضافة يسيرة أشياء في إال

وأنه واحد، شيء النوع ذلك لجميع الذي الروح بان يحكم وكان أن أمكن لو وأنه كثيرة، قلوب على انقسم أنه إال يختلف لم

وعاء في ويجعل منه القلوب تلك في افترق الذي جميع يجمعX كله لكان واحد، X، شيئا واحد، شراب أو واحد، ماء بمنّزلة واحدا حالتي في ذلك. فهو بعد يجمع ثم كثيرة، أوان على يفرق

ما، بوجه التكثر له الغرض إنما واحد، شيء وجمعه تفريقهX، النظر بهذا النوع يرى فكان أشخاصه كثرة ويجعل واحدا

في كثرة تكن لم التي الواحد، الشخص أعضاء كثيرة بمنّزلةالحقيقة.

فيراها ويتأملها نفسه في كلها الحيوانات أنواع يحضر كان ثم جهة أي إلى باإلرادة وتتحرك وتغتذي، تحس، أنها في تتفق

الروح أفعال أخص هي األفعال هذه أن علم قد وكان شاءت، االتفاق، هذا بعد بها تختلف التي األشياء سائر وأن الحيواني،

بهذا له الحيواني. فظهر بالروح االختصاص شديدة ليست واحد الحيوان جنس لجميع الذي الحيواني الروح أن التأمل،

نوع: دون نوع به اختص يسير، اختالف فيه كان وان بالحقيقة، من أبرد بعضه كثيرة، أوان على مقسوم واحد ماء بمنّزلةبعض.

البرودة، من واحدة طبقة في كان ما وكل واحد أصله في وهو وان واحد، بنوع الحيواني الروح ذلك اختصاص بمنّزلة فهو

X كله الحيوان جنس يرى ما. فكان بوجه التكثر له عرض واحدا على النبات أنواع إلى يرجع كان النظر. ثم من النوع بهذا

X بعضها أشخاصه تشبه منها نوع كل اختالفها. فيرى في بعضا يقيسها فكان واألفعال والثمر، والّزهر والورق، األغصان،

Page 18: Hayy Ibn Yaqdhaan

X لها أن ويعلم بالحيوان، X شيئا الروح بمنّزلة لها فيه: هو واحدا جنس إلى ينظر كان واحد. وكذلك الشيء بذلك وأنها الحيواني

في فعله اتفاق من يراه ما بحسب باتحاده فيحكم كله، النباتوينمو. يتغذى أنه

فيراهما النبات، وجنس الحيوان جنس نفسه في يجمع كان ثمX على يّزيد الحيوان أن أال والنمو، االغتذاء في متفقين جميعا

النبات في ظهر وربما والتحرك؛ واالدراك الحس بفضل النبات، الشمس، جهة إلى الّزهر وجوه تحول مثل به، شبيه شيء

بينهما، مشترك واحد شيء بسبب الغذاء، إلى عروقه وتحرك وأن ما، عائق عاقه قد اآلخر وفي وأكمل، أتمم أحدهما في هو

واآلخر جامد أحدهما بقسمين، قسم واحد ماء بمنّزلة ذلك األجسام إلى ينظر والحيوان. ثم النبات عنده فيتحد سيال،

والتراب، الحجارة، من تنمو، وال تغتذي وال تحس ال التي الطول لها مقدر أجسام أنها فيرى واللهب، والهواء، والماء، ال وبعضها لون ذو بعضها أن إال التختلف، وأنها وعمق وعرض

وكان االختالفات من ذلك ونحو بارد، واآلخر حار وبعضها له لونX، يصير منها الحار أن يرى يرى وكان حار يصير والبارد باردا

X يصير الماء X، تصير المحترقة واألشياء ماء، والبخار بخارا جمرا،X X، ورمادا X، ولهيبا حجر قبة صعوده في وافق إذا والدخان ودخانا

بهذا له فيظهر األرضية، األشياء سائر بمنّزلة وصار فيه انعقد الكثرة لحقتها وان الحقيقة، في واحد شيء جميعها أن التأمل،

والنبات. للحيوان الكثرة لحقت ما مثل فذلك ما، بوجه

فيرى والحيوان، النبات عند به اتحد الذي الشيء إلى ينظر ثم وهو وعمق، وعرض طول األجسام: له هذه مثل ما جسم أنه وال تحس ال التي األجسام هذه من كواحد بارد، واما حار إما

الحيوانية باآلالت عنه تظهر التي بأفعاله خالفها وانما تتغذى، تسري وانما ذاتية، ليست األفعال تلك ولعل غير، ال والنباتية

لكانت اآلخر، األجسام هذه إلى سرت ولو آخر شيء من إليهX بذاته إليه ينظر فكان مثله تظهر التي األفعال، هذه عن مجردا

X إال ليس أنه يرى فكان عنه، صادرة أنها الرأي، ببادئ من جسما شيء كلها األجسام أن التأمل، بهذا له فيظهر األجسام، هذه

لبعضها أن يظهر أنه إال وساكنها، متحركها وجمادها، واحد: حيهاX أليها سارية أو لها، ذاتية األفعال تلك هل يدري وال باالت، أفعاال

Page 19: Hayy Ibn Yaqdhaan

X يرى ال الحال هذه في غيرها. وكان من األجسام غير شيئاX كله الوجود يرى الطريق بهذا فكان X، شيئا األول وبالنظر واحدامدة. الحالة هذه بحكم تتناهى. وبقي وال تنحصر ال كثرة

عنده هي التي وجامدها. وهي حيها األجسام جميع تأمل انه ثمXواحد شيء تارة Xكل إن فرأى لها، نهاية ال كثرة كثيرة وتارة العلو جهة إلى يتحرك أن أمرين: إما أحد من يخلو ال منها، واحد أن واما الماء تحت حصل إذا والهواء، واللهيب الدخان مثل

مثل السفل، جهة وهي الجهة، لتلك المضادة الجهة إلى يتحرك هذه من جسم كل وأن النبات، و الحيوان وأجّزاء الماء،

إال يسكن ال وأنه الحركتين هاتين إحدى عن يعرى لن األجسام يصادف النازل الحجر مثل طريقه، عن يعوقه مانع منعه إذا

X، األرض وجه انثنى لما ذلك أمكنه ولو يخرقه، أن يمكن فال صلبا عليك يتحامل وجدته رفعته، إذا ولذلك يظهر، فيما حركته عن

X السفل، جهة إلى بميله في الدخان للنّزول. وكذلك طالبا فحينئذX تحبسه، صلبة قبة يصادف أن إال ينثني ال صعوده،X ينعطف X يمينا الهواء خرق القبة، تلك من تخلص إذا ثم وشماالX يحبسه. أن يمكنه ال الهواء ألن صاعدا

تحت غوص ثم وربط جلد، زق به ملئ إذا الهواء إن يرى وكان وال الماء، تحت يمسكه من على وتحامل الصعود طلب الماء من بخروجه وذلك الهواء، موضع يوافي حتى ذلك يفعل يّزال إلى والميل التحامل ذلك عنه ويّزول يسكن فحينئذX الماء تحتX يجد هل ذلك. ونظر قبل منه يوجد كان الذي العلو جهة جسما

في إحداهما إلى الميل أو الحركتين هاتين إحدى عن يعرى طلب وانما لديه، التي األجسام في ذلك يجد فلم ما؟ الوقت

هو حيث من الجسم طبيعة فيرى يجده، أن طمع النه ذلك، منشأ هي التي األوصاف، من وصف به تقترن أن دون جسم،

أقل هي التي األجسام إلى ونظر ذلك أعياه التكثر. فلماX األجسام هذين أحد عن تعرى يرها فلم لألوصاف حمال فنظر والخفة بالثقل عنهما يعبر اللذان وهما بوجه، الوصفين

هما أو جسم؟ هو حيث من للجسم هما هل والخفة، الثقل إلى على زائد لمعنى أنهما له فظهر الجسمية؟ على زائد لمعنى

إال وجد لما جسم، هو حيث من للجسم كانا لو النهما الجسميةله. وهما

Page 20: Hayy Ibn Yaqdhaan

فيه يوجد ال والخفيف الخفة، فيه توجد ال الثقيل نجد ونحن به منفرد معنى منهما واحد ولكل جسمان محالة ال وهما الثقل،

كل غاير به الذي المعنى، جسميته. وذلك على زائد األخر عنX لكانا ذلك ولوال اآلخر، منهما واحد X شيئا جميع من واحدا

الوجوه.

من مركبة والخفيف، الثقيل من واحد كل حقيقة أن له فتبينX، منهما االشتراك فيه يقع ما معنيين: أحدهما معنى وهو جميعا

على منهما واحد كل حقيقة به تنفرد ما واآلخر الجسمية؛ االخر، في الخفة واما احدهما في الثقل أما وهما االخر،

أحدهما يحرك الذي المعنى أي الجسمية، بمعنى المقترنانX األخر X. وكذلك واألخر علوا من األجسام سائر إلى نظر سفال

منهما واحد كل وجود حقيقة أن فرأى واألحياء، الجمادات على زائد أخر شيء ومن الجسمية، معنى من مركبة

صور له فالحت واحد؛ من أكثر واما واحد، الجسمية: أما الروحاني، العالم من له الح ما أول وهو اختالفها على األجسام

النظر من ما بضرب تدرك وانما بالحس، تدرك ال صور هي اذالعقلي.

الذي الحيواني الروح أن ذلك، من الح ما جملة في له والحX شرحه تقدم الذي - وهو القلب مسكنه X له - البد أوال من أيضا

هذه يعمل ألن المعنى بذلك يصلح جسميته على زائد معنى االحساسات، ضروب من به تختص التي الغريبة، األعمال صورته هو المعنى وذلك الحركات، وأصناف االدراكات وفنون عنه يعبر الذي وهو األجسام، سائر عن به انفصل الذي وفضلهX الحيوانية. وكذلك بالنفس النظار يقوم الذي للشيء ايضا صورته، هو يخصه شيء للحيوان، الغريّزي الحار مقام للنبات

لجميع النباتية. وكذلك بالنفس النظار عنه يعبر الذي وهو عالم في مما والنبات الحيوان عدا ما الجمادات: وهي األجسام

الذي فعله منها واحد كل يفعل به، يخصها شيء والفساد الكون المحسوسة الكيفيات وضروب الحركات صنوف مثل به يختص يعبر الذي وهو منها، واحد كل صورة هو الشيء وذلك عنها،

بالطبيعة. عنه النظار

Page 21: Hayy Ibn Yaqdhaan

الذي الحيواني، الروح حقيقة ان على النظر بهذا وقف فلماX، اليه تشوقه كان معنى ومن الجسمية، معنى من مركبة ابدا ولسائر مشترك، الجسمية معنى وان الجسمية، على زائد أخر

معنى عنده هان وحده، هو به المقترن األخر والمعنى األجسام، يعبر الذي وهو الثاني، بالمعنى فكره وتعلق فاطرحه، الجسمية

وجعل فيه، الفكرة فالتّزم به التحقق إلى فتشوق النفس؛ عنه هي ما جهة من ال كلها، األجسام تصفح ذلك في النظر مبدأ

خواص، عنها تلّزم صور ذوات هي ما وجهة من بل أجسام، فرأى نفسه، في وحصره ذلك ببعض. فتتبع بعضها بها ينفصل

ما، فعل عنها يصدر ما صورة في تشترك األجسام، من جملةX ورأى ما، أفعال أو يشارك أنه مع الجملة، تلك من فريقا

ما، عنها يصدر أخرى، بصورة عليها يّزيد الصورة، بتلك الجملة في الفريق تشارك أنها مع الفريق، ذلك من طائفة ورأى

عنها تصدر ثالثة، بصوره عليه تّزيد والثانية، األولى الصورة مثل األرضية، األجسام ذلك: إن بها. مثال خاصة ما أفعال

األجسام وسائر والحيوان، والنبات والمعادن والحجارة التراب عنها تصدر واحدة صورة في تشترك واحدة جملة وهي الثقيلة، النّزول: ومتى عن عائق يعقها لم ما األسفل، إلى الحركة إلى بصورتها تحركت تركت، ثم بالقسر العلو جهة إلى تحركت

مع والحيوان، النبات وهو الجملة، هذه من األسفل. وفريق صورة عليها يّزيد الصورة، تلك في المتقدمة الجملة مشاركة

يخلف أن والنمو. والتغذي: هو التغذي عنها يصدر أخرى، بجوهره التشبه ما إلى يحيل بان منه، تحلل ما بدل المتغذي،

نفسه. إلى يجتذبها منه، قريبة مادة

محفوظة نسبة على الثالثة، األقطار في الحركة والنمو: هووالعمق. والعرض الطول في

صادران محالة ال وهما والحيوان، للنبات عامان الفعالن فهذان النباتية. بالنفس عنها المعبر وهي لهما، مشتركة صورة عن

مشاركته مع خاصة، الحيوان وهو الفريق، هذا من وطائفة بصورة عليه تّزيد والثانية، األولى الصورة في المتقدم الفريق

X أخر. ورأى إلى حين من والتنقل الحس عنها يصدر ثالثة، أيضا سائر عن بها ينحاز خاصية له الحيوان، أنواع من نوع كل

X بها وينفصل األنواع، عن صادر ذلك إن عنها. فعلم متميّزا

Page 22: Hayy Ibn Yaqdhaan

له المشتركة الصورة معنى عن زائدة هي تخصه له صورة ذلك. مثل النبات أنواع من واحد لكل وكذلك الحيوان، ولسائر

الكون عالم في التي المحسوسة األجسام إن له فتبين على زائدة كثيرة، معان من حقيقته تلتئم بعضها والفساد،

األقل معرفة إن وعلم اقل؛ معان من وبعضها الجسمية، معنىX فطلب األكثر؛ معرفة من أسهل الحقيقة على الوقوف أوال الحيوان إن ورأى األشياء، اقل من حقيقته تلتئم الذي لشيء

أفعالها؛ لتفنن كثيرة، معان من إال حقائقها تلتئم ال والنبات، بعضها األرض أجّزاء إن رأى صورهما. وكذلك في التفكير فأخر

وكذلك عليه قدر ما ابسط إلى منها فقصد بعض، من ابسط صورته عن يصدر ما لقلة التركيب، قليل شيء الماء إن رأى ظنه إلى سبق قد والهواء. وكان النار راى وكذلك أفعال، من

،X X لها وان بعض، إلى بعضها يستحيل األربعة هذه أن أوال شيئاX الشيء ذلك وان الجسمية، معنى وهو فيه، تشترك واحداX يكون إن ينبغي من واحد كل بها تميّز التي المعاني من خلوا إلى وال فوق إلى يتحرك أن يمكن فال األخر، عن األربعة هذه

X يكون إن وال اسفل، X، يكون وال حارا X، يكون وال باردا وال رطبا،X األجسام، جميع يعم ال االوصاف، هذه من واحد كل الن يابسا

جسم. هو بما للجسم إذن فليست

الجسمية، على زائدة فيه صورة ال جسم وجود أمكن فإذا تكون إن يمكن وال الصفات، هذه من صفة فيه تكون فليس

بضروب المتصورة، األجسام سائر تعم وهي إال صفة فيهX يجد هل الصور. فنظر X وصفا األجسام: حيها جميع يعم واحدا

X يجد فلم وجمادها، االمتداد معنى كلها. إال األجسام يعم شيئا عنها يعبر التي الثالثة، األقطار في جميعها في الموجود من للجسم هو المعنى هذا فعلم والعمق، والعرض، بالطول،

بهذه جسم وجود بالحس له يتأت لم لكنه جسم، هو حيث االمتداد على زائد معنى فيه يكون ال حتى وحدها، الصفة

X بالجملة ويكون المذكور في تفكر الصور. ثم سائر من خلوا بعينه، الجسم معنى هو هل الثالثة، األقطار إلى االمتداد هذا

هذا وراء أن فرأى كذلك، األمر ليس أو أخر معنى ثم وليس وان االمتداد، هذا فيه يوجد الذي هو أخر، معنى االمتداد الشيء ذلك إن كما بنفسه يقوم إن يمكن ال وحده االمتداد هذه ببعض ذلك امتداد. واعتبر دون تقوم أن يمكن ال الممتد،

Page 23: Hayy Ibn Yaqdhaan

X، كالطين الصور، ذوات المحسوسة األجسام طول له كان مثالما. قدر على وعمق وعرض

أو مكعب شكل إلى وردت أخذت لو بعينها الكرة تلك إن ثم وصارت العمق، وذلك العرض وذلك الطول ذلك لتبدل بيض، لم بعينه واحد والطين عليه، كانت الذي أخر. غير قدر على

قدر أي على وعمق وعرض طول من له بد ال أنه غير يتبدل، له تبين عليه، لتعاقبها أنها غير عنها؛ يعرى إن يمكن وال كان، له تبين عنها، بالجملة يعرى ال ولكونه حياله؛ على معنى أنها جسم، هو بما الجسم، إن االعتبار، بهذا له حقيقة. فالح من أنها

الطين مقام منه يقوم معنين: أحدهما من الحقيقة على مركب وعرضها الكرة طول مقام المثال. واألخر: يقوم هذا في للكرة

الجسم يفهم ال له. وانه كان شكل أي أو المكعب، أو وعمقها،X إال األخر. عن يستغني ال احدهما وان المعنين، هذين من مركبا

وهو كثيرة، أوجه على ويتعاقب يتبدل أن يمكن الذي ولكن الصور، ذوات األجسام لسائر التي الصورة يشبه االمتداد معنى في الطين منّزلة ينّزل الذي وهو واحدة، حال على يثبت والذي األجسام لسائر التي الجسمية معنى يشبه المتقدم، المثالالصور. ذوات

الذي هو المثال هذا في الطين بمنّزلة هو الذي الشيء وهذا جملة. الصورة عن عارية وهي والهيولى المادة النظار يسميه

مفارقة، بعض المحسوس وفارق الحد، هذا إلى نظره فلما ألفه ما إلى وحن استوحش العقلي، العالم تخوم على وأشرف

X فتقهقر الحس، عالم من إذ اإلطالق، على الجسم وترك قليال أبسط تناوله. فاخذ على يقدر وال الحس، يدركه ال أمر هو

كان التي األربعة تلك وهي شاهدها، التي المحسوسة األجسامعليها. نظره وقف قد

صورته، تقتضيه وما خلي إذا انه فرأى الماء إلى نظر ما فأول سخن فإذا اسفل إلى النّزول وطلب محسوس، برد منه ظهر

X البرد عنه زال الشمس، بحرارة واما بالنار أما فيه وبقي أوال طلب عنه زال بالتسخين، عليه أفرط فإذا النّزول، طلب

عنه فوق. فّزال إلى الصعود يطلب اسفل. وصار إلى النّزولX كانا اللذان الوصفان بالجملة ولم صورته، عن يصدران أبدا

Page 24: Hayy Ibn Yaqdhaan

زال عنها. فلما الفعلين هذين صدور من أكثر صورته من يعرف عن المائية الصورة فّزالت الصورة، حكم بطل الفعالن هذان عن تصدر أن شأنها من أفعال منه ظهرت عندما الجسم ذلك

وصدر تكن، لم أن بعد أخرى، صورة له وحدثت أخرى، صورة بصورته وهو عنه تصدر أن شأنها من يكن لم أفعال بها عنه

محدث. من له بد ال حادث كل أن بالضرورة األولى. فعلمX للصورة، فاعل االعتبار، بهذا نفسه في فارتسم على ارتساما قبل عاينها قد كان التي الصور تتبع أنه تفصيل. ثم دون العموم

من لها بد ال وأنها حادثة، كلها أنها فرأى صورة، صورة ذلك، من أكثر شيء أنها ير فلم الصور، ذوات، إلى نظر فاعل. ثم إذا فانه الماء، مثل الفعل، ذلك عنه يصدر الن الجسم استعداد

لها. وصلح فوق إلى للحركة استعد التسخين، عليه افرط

وأشياء جسم إال هنا ها ليس إذ صورته، هو االستعداد فذلك الحركات لبعض الجسم فصلوح تكن؛ لم أن بعد عنه، تحس جميع في ذلك مثل له والح بصورته، واستعداده بعض، دون

الحقيقة في ليست عنها، الصادرة األفعال أن له فتبين الصور، وهذا إليها؛ المنسوبة األفعال بها يفعل لفاعل هي وانما لها،

الصالة عليه الله الرسول قول هو له، الح الذي المعنى به" يبصر الذي وبصره به يسمع الذي سمعه والسالم: "كنت

تقتلوهم الرحيم" فان الرحمن الله التنّزيل: "بسم محكم وفي رمى! صدق الله ولكن رميت، إذا رميت وما قتلهم؛ الله ولكن

على الح ما الفاعل، هذا أمر من له الح العظيم. فلما الله على معرفته إلى حثيث شوق له حدث تفصيل، دون اإلجمال

هذا يطلب جعل الحس، عالم فارق بعد يكن لم والنه التفصيل، واحد هو هل بعد يعلم ال وهو المحسوسات، جهة على الفاعل

كانت التي وهي لديه، التي األجسام جميع فتصفح كثير؟ أوX فكرته لم وما أخرى، وتفسد تارة تتكون كلها فرأها فيها، أبدا الماء مثل أجّزائه الفساد على وقف جملته، فساد على يقف

رآه الهواء وكذلك بالنار، تفسد أجّزاءهما راى فانه واألرض، ماء. وكذلك فيسيل الثلج منه بتكون حتى البرد، بشدة يفسدX منها ير ولم لديه، كانت التي األجسام سائر X شيئا عن بريئا

وانتقلت كلها فاطرحها المختار، الفاعل إلى واالفتقار الحدوثالسماوية. األجسام إلى فكرته

Page 25: Hayy Ibn Yaqdhaan

منشئه، من أسابيع أربعة رأس على النظر هذا إلى وانتهىX. فعلم وعشرون ثمانية وذلك من فيها وما السماء إن عاما

الثالثة: الطول، األقطار في ممتدة ألنها األجسام، كواكب ما وكل الصفة، هذه عن منها شيء ينفك ال والعمق؛ والعرض،

أجسام. ثم كلها إذن فهي جسم؛ فهو الصفة، هذه عن ينفك الX وذاهبة نهاية، ال ما إلى ممتدة هي هل تفكر الطول في أبدا

بحدود محدودة متناهية هي أو نهاية، ال ما إلى والعمق والعرض االمتداد؟ من شيء وراءها يكون أن يمكن وال عندها، تنقطع وذكاء فطرته، بقوة انه الحيرة. ثم بعض ذلك بعد فتحير

X أن راى خاطره، يمكن، ال وشيء باطل، أمر له نهاية ال جسما سنحت كثيرة، بحجج عنده الحكم هذا وتقوى يعقل، ال ومعنى

فهو السماوي الجسم قال: أما أنه وذلك نفسه وبين بينه له حسي، عليها وقع التي والناحية تليني التي الجهة من متناه هذه تقابل التي الجهة وأما ببصر، أدركه ألنني فيه شك ال فهذا

X فاني الشك، فيها يداخلني التي وهي الجهة، من أعلم أيضا اثنين، خطين أن تخيلت إن ألني نهاية، غير إلى تمتد أن المحال الجسم سمك في ويمران المتناهية، الجهة هذه من يبتدئان

هذين أحد أن تخيلت ثم الجسم، امتداد حسب نهاية غير إلى أخذ ثم المتناهي، طرفه ناحية من كبير جّزء منه قطع الخطين،

الذي الخط على منه المقطوع الخط واطبق شيء منه بقي ما التي الجهة إلى معهما كذلك الذهن وذهب شيء، منه يقطع لم

X خطين نجد أن فأما متناهية، غير إنها يقال غير إلى يمتدان أبدا جّزء منه قطع الذي فيكون األخر، عن أحدهما ينقص وال نهاية

X مثل الكل أن كما محال، وهو شيء منه يقطع لم للذي مساوياX، معه الناقص يمتد ال أن واما المحال؛ الجّزء دون ينقطع بل ابداX، فيكون االمتدادمعه، عن ويقف مذهبه عليه رد فإذا متناهياX، منه قطع الذي القدر X، كان وقد أوال X كله صار متناهيا أيضا

،X شيء، منه يقطع الذي األخر الخط عن يقصر ال وحينئذ متناهياX فذلك متناه، وهو مثله إذن فيكون عليه يفضل وال متناه، أيضا

جسم وكل متناه، الخطوط هذه فيه تفرض الذي فالجسممتناه. جسم فكل الخطوط، هذه فيه تفرض أن يمكن

X أن فرضنا فإذا X فرضنا فقد متناه، غير جسما X. فلما باطال ومحاال جسم أن الجهة، هذه لمثل التي الفائقة بفطرته عنده صح

وكيفية هو، شكل أي على يعرف أن أراد متناه، السماء

Page 26: Hayy Ibn Yaqdhaan

X تحده. فنظر التي بالسطوح انقطاعه والقمر الشمس إلى أوال وتغرب المشرق، جهة من تطلع كلها فرأها الكواكب، وسائر

يقطع رأه رأسه، سمت على يمر كان فما المغرب، جهة من إلى أو الشمال إلى رأسه سمت عن مال وما عظمى، دائرة

عن أبعد كان تلك. وما من أصغر دائرة يقطع رأه الجنوب، دائرة من أصغر دائرته كانت الجانبين، أحد إلى الرأس سمت

عليها تتحرك التي الدوائر أصغر كانت أقرب. حتى هو ما وهي الجنوبي، القطب حول اثنتين: إحداهما دائرتين الكواكب،

المدار وهي الشمالي، القطب حول واالخرى سهيل، مدار وصفناه الذي االستواء خط على مسكنه كان الفرقدين. ولما

،X في آفة. ومتشابهة سطح على كلها الدوائر هذه كانت أوالX القطبان وكان والشمال الجنوب يترقب وكان له، ظاهرين معا

كوكب وطلع كبيرة، دائرة على الكواكب من كوكب طلع إذاX، طلوعهما وكان صغيرة، دائرة على آخر يرى فكان معا

X. واطرد غروبهما جميع وفي الكواكب جميع ذلك في له معا ذلك وقوى الكرة، شكل على الفلك أن بذلك له فتبين األوقات،

الكواكب وسائر والقمر الشمس رجوع من رآه ما اعتقاده، فيX رآه وما بالمغرب، مغيبها بعد المشرق، إلى تظهر أنها من أيضا

وتوسطها طلوعها حال في العظم من واحد قدر على لبصره ال لكانت الكرة شكل غير على حركتها كانت لو وأنها وغروبها،

آخر، وقت في منها بصره إلى أقرب األوقات، بعض في محالة بصره عند تختلف واعظامها مقاديرها لكانت كذلك، كانت ولو

البعد، حال في يراها مما أعظم القرب حال في فيراهااألول. على بخالفها حينئذ مركّزه عن أبعادها الختالف

الشكل. وما كروية عنده تحقق ذلك؛ من شيء يكن لم فلما إلى المغرب من آخذه فيراها القمر، حركة يتصفح زال

قدر له تبين حتى كذلك، السيارة الكواكب وحركات المشرق بأفالك إال تكون ال حركتها أن له وظهر الهيئة، علم من كبير

يحرك الذي أعالها. وهو هو واحد، فلك في مضمنة كلها كثيرة، كيفية والليلة. وشرح اليوم في المغرب إلى المشرق من الكل

يحتاج وال الكتب، في مثبت وهو يطول؛ ذلك انتقاله. ومعرفة هذه إلى انتهى أردناه. فلما الذي للقدر إال غرضنا في منه

عليه، يحتوي وما بجملته الفلك أن على ووقف المعرفة، كان التي األجسام جميع وأن ببعض، بعضه متصل واحد كشيء

Page 27: Hayy Ibn Yaqdhaan

X: كاألرض فيها ينظر وما والحيوان والنبات والهواء والماء أوال أشبه كله وأنه عنه، خارجة وغير ضمنه في كلها هي شاكلها،

الكواكب من فيه وما الحيوان؛ أشخاص من بشخص شيء ضروب من فيه وما الحيوان؛ حواس بمنّزلة هي المنيرة وما الحيوان؛ أعضاء بمنّزلة هي ببعض، بعضها المتصل األفالك،

الحيوان جوف في ما بمنّزلة هي والفساد الكون من داخله فيX التي والرطوبات، الفضول أصناف من X فيها يتكون ما كثيرا أيضا

كله أنه له تبين األكبر. فلما العالم في يتكون كما حيوان، بنوع الكثيرة أجّزاؤه عنده واتحدت الحقيقة، في واحد كشخص

الكون عالم في التي األجسام عنده به اتحدت الذي النظر من إن بعد حدث شيء هو هل بجملته، العالم في تفكر والفساد،

X كان أمر هو أو العدم؟ بعد الوجود إلى وخرج يكن، لم موجودا في فتشك الوجوه؟ من بوجه العدم يسبقه ولم سلف، فيما كان أنه اآلخر. وذلك على الحكمين أحد عنده يترجح ولم ذلك من كثيرة، عوارض اعترضه القدم، اعتقاد على أزمع إذا

وجود به عنده استحال الذي بمثل له، نهاية ال ما وجود استحالةX وكذلك نهاية ال جسم من يخلو ال الوجود هذا أن يرى كان أيضا

يتقدم أن يمكن ال وما عليها، تقدمه يمكن ال فهو الحوادث،X فهو الحوادث، على اعتقاد على أزمع محدث. وإذا أيضا

معنى أن يرى كان أنه وذلك أخرى، عوارض اعترضته الحدوث، تقدمه، الّزمان أن على إال يفهم ال يكن لم أن بعد حدوثه،

تأخر يفهم ال فإذن عنه، منفك وغير العالم جملة من والّزمانX الّزمان. وكذلك عن العالم X، كان يقول: إذا كان أيضا فال حادثا

اآلن أحدثه لم أحدثه، الذي المحدث وهذا محدث؛ من له بد غيره، هناك شيء وال عليه طرأ الطارئ ذلك، قبل يحدثه ولم التغيير؟ ذلك احدث الذي فما كان فان ذاته؟ في حدث لتغير أم

سنين. عدة ذلك في يتفكر زال وما

على االعتقادين أحد عنده يترجح وال الحجج، عنده فتتعارض واحد كل عن يلّزم الذي ما يتفكر جعل ذلك، أعياه اآلخر. فلما

X يكون عنهما الالزم فلعل االعتقادين، من X. فرأى شيئا انه واحدا فالالزم العدم، بعد الوجود إلى خروجه العالم حدوث اعتقد إن

وانه بنفسه، الوجود إلى يخرج أن يمكن ال انه ضرورة، ذلك عن يمكن ال الفاعل ذلك وان الوجود، إلى يخرجه فاعل من له بد ال

الحواس من بشيء أدرك لو النه الحواس، من بشيء يدرك إن

Page 28: Hayy Ibn Yaqdhaan

X لكان X كان ولو األجسام، من جسما لكان األجسام من جسماX وكان العالم، جملة من ذلك كان ولو محدث، إلى واحتاج حادثا

X الثاني المحدث X، أيضا والثالث ثالث، محدث إلى لحتاج جسما البد باطل. فإذن وهو نهايةX غير إلى ذلك ويتسلسل رابع، إلى

X يكن لم وإذا بجسم، ليس فاعل من للعالم إلى فليس جسما ال الخمس الحواس اآلن سبيل، الحواس من لشيء إدراكه يتخيل، أن يمكن فال يحس أن يمكن ال وإذا األجسام، إال تدرك

X ليس التخيل الن غيبتها، بعد المحسوسات صور إحضار إال شيئاX يكن لم وإذا وأول عليه، تستحيل كلها األجسام فصفات جسما

وهو والعمق، والعرض الطول في االمتداد هو األجسام صفات صفات من الوصف هذا يتبع ما جميع وعن ذلك، عن منّزه

X كان األجسام. وإذا وعالم عليه قادر محالة ال فهو للعالم فاعال اللطيف وهو خلق، من يعلم الرحيم" إال الرحمن الله "بسم به

X العظيم. وراى الله صدق الخبير؟ قدم اعتقد إن انه أيضا الالزم فان هو، كما يّزل لم وانه يسبقه، لم العدم وان العالم،

لم إذ االبتداء، جهة من لها نهاية ال قديمة حركته أن ذلك عن من لها فالبد حركة وكل منه، مبدؤها يكون سكون يسبقها جسم في سارية قوة يكون أن أما والمحرك ضرورة، محرك

خارج أخر جسم واما نفسه، المتحرك جسم - أما األجسام من جسم. قي شائعة وال سارية ليست قوة تكون أن - واما عنه تنقسم فانها فيه، وشائعه جسم في سارية قوى وكل

X. بالحجر الثقل مثل بتضاعفه، وتتضاعف بانقسامه، مثالاألسفل. إلى المحرك

في زاد مثله، أخر عليه زيد نصفين. وان الحجر قسم إن فانه نهاية، غير إلى الحجر يتّزايد أن أمكن فان مثله، أخر الثقل ما حد إلى الحجر وصل وان نهاية، غير إلى الثقل هذا كتّزايد

قد لكنه ووقف، الحد ذلك إلى الثقل وصل ووقف، العظم من في قوة كل فإذن متناه، محالة ال فانه جسم كل أن تبرهن

X تفعل قوة وجدناها متناهية. فان محالة ال فهي الجسم ال فعال يتحرك الفلك وجدنا وقد جسم، في ليست قوة فهي له، نهايةX X فرضناه إذ انقطاع وال لها النهاية حركة أبدا له ابتداء ال قديما

في ليست تحرك التي القوة تكون أن ذلك على فالواجب عن بريء لشيء إذا عنه. فهي خارج جسم في وال جسمه،

وقد الجسمية، أوصاف من بشيء موصوف وغير األجسام،

Page 29: Hayy Ibn Yaqdhaan

حقيقة إن والفساد الكون عالم في األول نظره في له الح كان استعداده هي التي صورته جهة من هي إنما جسم، كل وجود

وجود مادته جهة من له الذي وجوده وان الحركات، لضروب جهة من هو إنما كله العالم وجود فان يدرك؛ يكاد ال ضعيف

صفات وعن المادة، عن البريء المحرك هذا لتحريك استعداده خيال، إليه يتطرق أو حس، يدركه أن عن المنّزه األجسام،X كان وإذا سبحانه، أنواعها، اختالف على الفلك لحركات فاعال

X قادر محالة ال فهو قصور، وال فيه فتور وال فيه تفاوت ال فعالبها. وعالم عليها

األول، بالطريق إليه انتهى ما إلى الطريق بهذا نظره فانتهى له وصح حدوثه، أو العالم قدم في تشككه ذلك في يضره ولمX الوجهين على بجسم متصل وال الجسم، غير فاعل وجود جميعا

إذ: االتصال، عنه، خارج وال فيه، داخل وال عنه، منفصل وال وهو األجسام، صفات من كلمات هي والدخول، واالنفصال،

إلى مفتقرة جسم كل في المادة كانت عنها. ولما منّزه وكانت دونها، حقيقة لها تثبت وال بها إال تقوم ال إذ الصورة، افتقار له تبين الفاعل هذا فعل من إال وجودها يصح ال الصورة

قيام ال وأنه الفاعل هذا إلى وجودها في الموجودات جميع سواء له، معلومة وهي لها، علة إذن فهو به إال منها لشيء لها االبتداء كانت أو العدم، سبقها أن بعد الوجود، محدثة كانت

كال على فانها قط، العدم يسبقها ولم الّزمان، جهة من به، الوجود متعلقة الفاعل، إلى ومفتقرة معلولة، الحالتين

تكن لم قدمه ولوال توجد، لم وجوده ولوال تدم، لم دوامه ولوال يكون ال منها! وكيف وبريء عنها غني ذاته في وهو قديمة، األجسام جميع وأن متناهية، غير قدرته أن تبرهن وقد كذلك

منقطع. متناه هو التعلق، بعض ولو بها، يتعلق أو بها يتصل وما وما والكواكب، واألرض السماوات في بما كله العالم فإذن بالذات، عليه ومتأخر وخلقه؛ فعله تحتها، وما فوقها، وما بينها، في أخذت إذا انك بالّزمان. كما عليها ماخرة غير كانت وان

X قبضتك الجسم ذلك فان يدك، حركت ثم األجسام، من جسماX يتحرك محالة ال حركة عن متأخرة حركة يدك، لحركة تابعا

X يدك، كان بل عنها، بالّزمان تتأخر لم كانت وان بالذات؛ تأخراX، ابتداؤهما الفاعل لهذا ومخلوق معلول كله، العالم فكذلك معا

X أراد إذا أمره الرحيم" إنما الرحمن الله "بسم زمان بغير شيئا

Page 30: Hayy Ibn Yaqdhaan

جميع إن راى العظيم. فلما الله صدق فيكون كن له يقول أنX ذا بعد من تصفحها فعله، الموجودات طريق على تصفحا

ولطيف صنعته، غريب من والتعجب فاعلها؛ قدرة في االعتبارX الموجودة، األشياء اقل في له فتبين علمه ودقيق حكمته، فضال

كل منه قضى ما الصنعة، وبدائع الحكمة، أثار من أكثرها عن في مختار فاعل عن إال يصدر ال ذلك إن عنده وتحقق العجب،

الرحيم" ال الرحمن الله "بسم الكمال وفوق الكمال غاية اصغر وال األرض في وال السموات في ذرة مثقال عنه يغرب

العظيم. الله صدق أكبر وال ذلك من

الرحمن الله "بسم كيف الحيوان، أصناف جميع في ثمتأمل العظيم الله صدق هداه ثم خلقه، شيء كل الرحيم" أعطى

خلقت التي األعضاء تلك الستعمال هداه أنه فلوال الستعماله، الحيوان، بها انتفع لما بها، المقصود المنافع وجوه في له

X وكانت الرحماء. وارحم الكرماء، أكرم أنه بذلك فعلم عليه، كال ومن وجوده، - ومن جالله - جل المختار الفاعل ذلك فيض من

واتمم وأكمل، منها، أعظم ذاته في هو الذي أن فعلم فعله، تلك. فما إلى لهذه نسبة ال وأنه وأدوم، وأجمل وأبهى وأحسن،

أنه ويرى عنه، وصادرة له فيراها كلها، الكمال صفات يتتبع زال كلها النقص صفات دونه. وتتبع بها يوصف ما كل من بها أحقX فرآه X منها، بريئا X يكون ال وكيف عنها؛ ومنّزها وليس منها بريئا

وكيف بالعدم؟ يتعلق ما أو المحض، العدم إال النقص معنى الواجب المحض، الموجود هو بمن تلبس، أو تعلق العدم يكون

هو: إال وجود فال وجوده، وجود ذي لكل المعطي بذاته، الوجود البهاء، وهو الحسن، وهو التمام، وهو الكمال، وهو الوجود، فهو الرحيم" الرحمن الله "بسم و هو، وهو العلم، وهو القدرة، وهو به العظيم. فانتهت الله صدق وجهه إال هالك شيء كل

منشئه، من أسابيع خمسة رأس على الحد، هذا إلى المعرفةX، وثالثون خمسة وذلك الفاعل، هذا من قلبه في رسخ وقد عاما

فيه كان عما وذهل فيه، إال شيء كل في الفكرة عن شغله ما بصره يقع ال بحيث صار حتى عنها، والبحث الموجودات تصفح حينه، ومن الصنعة، أثر فيه ويرى إال األشياء، من شيء على

حتى المصنوع، ويترك الصانع إلى الفور على بفكره فينتقل األدنى العالم عن بالكلية قلبه وانّزعج إليه، شوقه اشتد

له حصل المعقول. فلما األرفع بالعالم وتعلق المحسوس،

Page 31: Hayy Ibn Yaqdhaan

لوجود سبب ال الذي الوجود الثابت الرفيع الموجود بهذا العلم العالم، هذا له حصل شيء بأي يعلم أن أراد األشياء، جميع وهي: كلها حواسه الموجود: فتصفح هذا أدرك قوة وبأي

تدرك ال أنها فرأى واللمس، والذوق، والشم، والبصر، السمع،X X، إال شيئا يدرك ال السمع أن وذلك الجسم، في هو ما أو جسما

تصادم عند الهواء تموج من يحدث ما وهي المسموعات، الروائح، يدرك والشم األلوان، يدرك إنما والبصر األجسام،

والصالبة األمّزجة يدرك واللمس الطعوم، يدرك والذوق تدرك ال الخيالية القوة وكذلك والمالسة، والخشونة واللين،

X كلها المدركات وهذه وعمق؛ وعرض طول له يكون أن إال شيئا سواها، شيء أدراك الحواس لهذه وليس األجسام، صفات من

بانقسامها، ومنقسمة األجسام، في شائعة قوى ألنها وذلكX إال تدرك ال لذلك فهي X، جسما كانت إذا القوة هذه الن منقسما

X أدركت إذا أنها محالة فال منقسم، شيء في شائعة من شيئا فانها جسم، في قوة كل فإذن بانقسامها؛ ينقسم فانه األشياء،

X إال تدرك ال محالة ال جسم. هو ما أو جسما

صفات من بريء الوجود، الواجب الموجود هذا إن تبين وقد إال إدراكه إلى سبيل ال فإذن االتجاهات، جميع من األجسام

من وجه له تعلق وال جسم، في قوة هو وال بجسم، ليس بشيء متصل وال عنها، خارج وال فيها داخل هو وال باألجسام، الوجوه

ورسخت بذاته، أدركه أن له تبين كان عنها. وقد منفصل وال بها أمر بها أدركه التي ذاته أن بذلك له فتبين عنده، به المعرفة

وان األجسام، صفات من شيء عليه يجوز وال جسماني، غير حقيقة ليست فانها الجسمانية من ذاته ظاهر من يدركه ما كل

الموجود به أدرك الذي الشيء ذلك ذاته حقيقة وانما ذاته، هذه ليست ذاته أن علم الوجود. فلما الواجب المطلق

عنده هان أديمه، بها ويحيط بحواسه، يدركها التي المتجسمة التي الشريفة، الذات تلك في يتفكر وجعل جسمه، بالجملة

في ونظر الوجود، الواجب الشريف الموجود ذلك بها أدرك هي أو وتضمحل، تفسد أو تبيد أن يمكن هل الشريفة، تلك ذاته

صفات من هو إنما واالضمحالل الفساد إن فرأى البقاء؟ دائمة إذا الماء مثل أخرى، صورة وتلبس صورة تخلع بأن األجسام

X، صار إذا والنبات ماء، صار إذا والهواء هواء، صار والتراب تراباX، صار إذا الفساد. معنى هو هذا نباتا

Page 32: Hayy Ibn Yaqdhaan

جسم، إلى قوامه في يحتاج وال بجسم، ليس الذي الشيء وأما البتة. فساده يتصور فال الجسمانية، عن بالجملة منّزه وهو يعلم إن أراد فسادها، يمكن ال الحقيقة ذاته أن له ثبت فلما له تبين كان وقد عنه، وتخلت البدن اطرح إذا حالها يكون كيف القوى جميع فتصفح لها، آلة يصلح لم إذا إال تطرحه ال أنها

بالقوة، مدركة تكون تارةX منها واحدة كل أن فرأى المدركة،Xأو تغميضها حال في العين بالفعل: مثل مدرة تكون وتارة

مدركه - ومعنى بالقوة مدركة تكون فانها البصر، عن أعراضها حال - وفي المستقبل في وتدرك اآلن تدرك ال أنها بالقوة مدركة - ومعنى بالفعل مدركه تكون للمبصر، واستقبالها فتحها

القوى هذه من واحدة كل - وكذلك تدرك اآلن أنها بالفعل هذه من واحدة وكل بالفعل، مدركة وتكون بالقوة مدركة تكون ال بالقوة دامت ما فهي بالفعل، قط تدرك لم كانت إن القوى

به تتعرف لم ألنها بها المخصوص الشيء إدراك إلى تتشوق بالفعل أدركت قد كانت وان البصر؛ مكفوف خلق من مثل بعد،،Xإلى تشتاق بالقوة دامت ما فانها بالقوة، صارت ثم تارة

به، وتعلقت المدرك، إلى تعرفت قد ألنها بالفعل اإلدراكX كان من مثل إليه، وحنت يشتاق يّزال ال فانه عمي ثم يصيرا

وأبهى أتم المدرك الشيء يكون ما المبصرات. وبحسب إلى كان ولذلك اعظم، لفقده والتألم أكثر؛ الشوق يكون وأحسن،

شمه، يفقد من تألم من أعظم الرؤية بعد بصره يفقد من تألم يدركها التي من وأحسن أتم البصر يدركها التي األشياء إذ

غاية وال لكماله، نهاية ال شيء األشياء في كان فان الشم، والجمال، والبهاء الكمال فوق وهو وبهائه، وجماله لحسنه صادر إال جمال وال بهاء، وال حسن، وال كمال، الوجود في وليس

بعد الشيء ذلك إدراك فقد فمن قبله، من وفائض جهته، من ال أالم في يكون له، فاقد دام ما أنهما محالة فال به، تعرف إن

X كان من أن كما لها، نهاية في يكون فانه الدوام، على له مدركا ال وسرور وبهجة ورائها، لها غاية ال وغبطة لها، انفصام ال لذة

الوجود. الواجب الموجود أن له تبين لهما. وقد نهاية

النقص الصفات عن ومنّزه كلها، الكمال بأوصاف متصف أدركه إلى يتوصل به الذي الشيء أن له منها. وتبين وبريء

أن بذلك له فظهر لفسادها؛ يفسد وال األجسام، يشبه ال أمر فانه اإلدراك؛ هذا لمثل المعدة الذات، هذه مثل له كانت من

Page 33: Hayy Ibn Yaqdhaan

مدة - في ذلك قبل يكون أن فإما بالموت؛ البدن أطرح إذا الوجود؛ الواجب الموجود بهذا قط يتعرف - لم للبدن تصريفه

إلى يشتاق ال البدن فارق إذا فهذا عنه؛ سمع وال به؛ اتصل وال الجسمانية، القوى جميع لفقده. واما يتألم وال الموجود ذلكX تشتاق فال الجسم؛ ببطالن تبطل فانها تلك مقتضيات إلى أيضا

غير البهائم حال لفقدها. وهذه تتألم وال إليها، تحن وال القوى، تكن. واما لم أو اإلنسان صورة من كانت كلها: سواء الناطقة

بهذا تعرف - قد للبدن تصريفه مدة - في ذلك قبل يكون إن والسلطان والعظمة الكمال من عليه هو ما وعلم الموجود، وهو منيته وافته حتى هواه، واتبع عنه أعرض انه إال والحسن

فيبقى إليها الشوق وعنده المشاهدة، فيحرم الحال، تلك على تلك من يتخلص من لها. فأما نهاية ال وأالم طويل، عذاب في

أن واما ذلك، قبل إليه تشوق ما ويشاهد طويل، جهد بعد اآلالمX، بقاءX آالمه في يبقى من واحد لكل استعداده بحسب سرمديا

الجسمانية. لحياته الوجهين

يفارق أن قبل الوجود، الواجب الموجود بهذا تعرف من واما وحسن جالله في الفكرة والتّزم عليه بكليته واقبل البدن، من حال على وهذا منيته، وافته حتى عنه يعرض ولم بهائه،

ال لذة في بقي البدن فارق إذا بالفعل. فهذا والمشاهدة اإلقبال لذلك مشاهدته التصال دائم، وفرح وسرور وغبطة لها، نهاية

الكدر من المشاهدة تلك وسالمة الوجود، الواجب الموجود من الجسمانية القوى هذه تقتضيه ما عنه ويّزول والشوائب؛

- أالم الحال تلك إلى - باإلضافة هي التي الحسية األمور هو إنما ولذتها ذاته كمال أن له تبين وعوائق. فلما وشرور

مشاهدة الدوام، على الوجود الواجب الموجود ذلك بمشاهدةX، بالفعل منيته، توافيه لكي عين طرفة عنه يعرض ال حتى أبدا

يتخللها أن دون لذته فتتصل بالفعل، المشاهدة حال في وهو بالفعل، المشاهدة هذه دوام له يتأتى كيف يتفكر جعل ألم. ثم

الموجود ذلك في الفكرة يالزم فكان أعراض منه يقع ال حتى من ما محسوس لبصره يسنح إال هو فما ساعة، كل

أو الحيوان، بعض صوت سمعه يخرق أو المحسوسات، أو اعضائه، أحد في ألم يناله أو الخياالت، من خيال يتعرضه

لدفع القيام يحتاج أو الحر، أو البرد أو العطش أو الجوع يصيبه عليه ويتعذر فيه، كان عما ويّزول فكرته، فتختل فضوله؛

Page 34: Hayy Ibn Yaqdhaan

جهد. بعد إال المشاهدة، حال من عليه كان ما إلى الرجوع فيفضي األعراض، حال في وهو منيته تفاجأه أن يخاف وكانالحجاب. وألم الدائم، الشقاء إلى

الحيوانات أنواع يتصفح الدواء. فجعل وأعياء ذلك، حاله فساءه أنها بعضها في يتفطن لعله فيه، تسعى وما أفعالها وينظر كلها،

ما منها فيتعلم نحوه، تسعى وجعلت الموجود، بهذا شعرت تحصيل في تسعى إنما كلها نجاته. فرآها سبب في يكون

والمنكوح، والمشروب المطعوم من شهواتها ومقتضى غذائها، حين إلى ونهارها ليلها ذلك في وتجد واالستدفاء، واالستظالل

X ير مدتها. ولم وانقضاء مماتها الرأي، هذا عن ينحرف منها شيئا لم أنها بذلك له فبان األوقات، من وقت في لغيره يسعى وال

من بوجه إليه تعرفت وال إليه، اشتاقت وال الموجود بذلك تشعر بالعدم. شبيه حال إلى أو العدم، إلى صائرة كلها وأنها الوجوه،

النبات على الحكم أن علم بالحيوان، ذلك على حكم فلما للحيوان. وإذا ما بعض إال االدراكات من للنبات ليس إذ أولى،

X األكمل كان X فاألنقص المعرفة، هذه إلى يصل لم إدراكا إدراكاX رأى انه مع يصل، ال أن أحرى ال كلها النبات أفعال أن أيضا الكواكب إلى نظر ذلك بعد انه والتوليد. ثم الغذاء تتعدى

ورآها نسق؛ على جارية الحركات، منتظمة كلها فرآها واألفالكX فحدس والفساد، التغيير قبول عن بعيدة ومضيئة شفافة حدسا

X الواجب الموجود ذلك تعرف أجسامها، سوى ذوات لها أن قويا منطبعة وال بأجسام، ليست العارفة الذوات تلك وأن الوجود،

تلك مثل لها يكون ال وكيف العارفة، هو، ذاته، مثل أجسام في من به ما على لمثله ويكون الجسمانية، عن البريئة الذوات جملة من وأنه المحسوسة، األمور إلى االحتياج وشدة الضعف عن ذلك يعقه فلم النقص، من به ما ومع الفاسدة؟ األجسام

أن بذلك له فتبين تفسد، ال األجسام عن بريئة ذاته تكون أن الموجود ذلك تعرف أنها وعلم بذلك، أولى السماوية األجسام التي العوائق ألن بالفعل، الدوام على وتشاهد الوجود الواجب المحسوسة، العوارض من المشاهدة الدوام عن هو به قطعت

السماوية. لألجسام مثلها يوجد ال

بهذه الحيوانات أنواع سائر بين من هو اختص تفكر: لم انه ثمX له تبين كان السماوية. وقد األجسام بها أشبه التي الذات أوال

Page 35: Hayy Ibn Yaqdhaan

على ما جميع وأن بعض، إلى بعضها واستحالة العناصر آمر من متعاقبان والفساد الكون بل صورته؛ على يبقى ال األرض وجهX، عليه أشياء من مركبة مختلطة األجسام هذه أكثر وأن أبدا

شيء منه يوجد ال وانه الفساد، إلى تؤول ولذلك متضادة،،X X منها كان وما صرفا X يكون أن من قريبا X صرفا شائبة ال خالصا

X الفساد عن بعيد فهو فيه، وأن والياقوت، الذهب مثل جدا الفساد، عن بعيدة هي ولذلك صرفة، البسيطة األجسام األجسام جميع أن هنالك له عليها. وتبين تتعاقب ال والصور

بصورة حقيقتها تتقوم ما منها والفساد، الكون عالم في التي االسطقسات هي - وهذه الجسمية معنى على زائدة واحدة كالحيوان ذلك من أكثر حقيقتها تتقوم ما - ومنها األربع

أقل، أفعاله كانت أقل، بصور حقيقته قوام كان والنبات. فما إلى فيه يكن لم جملة الصورة عدم فان أكثر، الحياة عن وبعده قوام كان وما بالعدم، شبيه حال في وصار طريق، الحياة

الحياة حال في ودخوله أكثر، أفعاله كانت أكثر، بصور حقيقته مفارقتها إلى سبيل ال بحيث الصورة تلك كانت وان أبلغ؛

الظهور كامل حينئذ الحياة كانت بها اختصت التي لمادتها الهيولى هو جملة للصورة العديم والقوة. فالشيء والكمال والشيء بالعدم، شبيهة وهي فيها الحياة من شيء وال والمادة، أول في وهي األربع االسطقسات هي واحدة بصورة المتقوم األشياء تتركب ومنها والفساد الكون عالم في الوجود مراتبX، الحياة ضعيفة االسطقسات الكثيرة. وهذه الصور ذوات جدا

الن الحياة ضعيفة كانت وانما واحدة، حركة إال تتحرك ليست إذX منها واحد لكل طبيعته، مقتضى في يخالفه العناد ظاهر ضدا

صورته. يغير أن ويطلب

حياة أقوى والبات ضعيف، وحياته متمكن، غير لذلك فوجوده هذه من كان ما أن منه. وذلك حياة أظهر والحيوان منه

يغلب فيه فلقوته واحد، أسطقس طبيعة عليه تغلب المركبات المركب ذلك ويصير قواها، ويبطل الباقية، االسطقسات طبائع

الحياة من ذلك الجل يستأهل فال الغالب، االسطقس حكم فيX، شيئا آل الحياة من يستأهل ال االسطقس ذلك إن كما يسيراX إال X يسيرا عليه تغلب ال المركبات هذه من كان وما ضعيفا

فيه تكون االسطقسات فان منها، واحد أسطقس طبيعة بأكثر اآلخر قوة اآلخر ألحدهما يبطل ال فإذن متكافئة، متعادلة

Page 36: Hayy Ibn Yaqdhaan

X بعض في بعضها يفعل بل قوته، اآلخر ذلك يبطل مما فعال،X وال فيه، أظهر االسطقسات أحد فعل يكون فال متساويا من واحد كل من الشبه بعيد فيكون أحدها، عليه يستولي

بذلك. الحياة فيستأهل لصورته، مضادة ال فكأنه االسطقسات، بعده كان االنحراف، من وأبعد أتم وكان االعتدال هذا زاد ومتى

الروح كان أكمل. ولما حياته وكانت أكثر، ضد له يوجد أن عن من ألطف النه االعتدال، شديد القلب، مسكنه الذي الحيواني

الوسط حكم في صار والهواء، النار من وأغلظ والماء األرضبينه. مضادة االسطقسات من شيء يضاده ولم

أن ذلك إلى الواجب أن فرأى الحيوانية، الصورة بذلك فاستعدX الحيوانية األرواح هذه في ما أعدل يكون ما التمم مستعدا ذلك يكون وأن والفساد، الكون عالم في الحياة من يكونX الروح هذه لذلك فيشبه لصورته، ضد ال أنه يقال أن من قريبا

ذلك روح ويكون لصورها؛ ضد ال التي السماوية األجسام ال التي االسطقسات بين بالحقيقة وسط وكأنه الحيوان،

لو بل السفل، جهة إلى وال اإلطالق، على العلو جهة إلى تتحرك ما وأعلى المراكّز بين المسافة وسط في يجعل أن أمكن لثبت الفساد، عليه يطرأ ولم العلو جهة في النار إليه تنتهي المكان، في تحرك نّزول. ولو وال الصعود يطلب ولم هناك

تحرك ولو السماوية، األجسام تتحرك كما الوسط حول لتحرك يمكن ال إذ الشكل كروي وكان نفسه، على لتحرك الوضع، في كان السماوية. ولما باألجسام الشبه شديد هو فإذن ذلك، غير شعر انه به يظن ما فيها ير ولم الحيوان، أحوال أن اعتقد قد

شعرت قد ذاتها من علم كان وقد الوجود، الواجب بالموجود الشيبة الروح، المعتدل الحيوان هو أنه على ذلك قطع به،

وانه الحيوان، لسائر مباين نوع انه لو وتبين السماوية باألجسام من شيء له يعد لم عظيم، المر وأعد أخرى، لغاية خلق إنما

X به وكفى الحيوان، أنواع - وهو جّزأيه أحس يكون أن شرفا عن الخارجة السماوية بالجواهر األشياء - أشبه الجسماني

واالستحالة النقص الحوادث عن المنّزهة والفساد، الكون عالم عرف به الذي الشيء فهو جّزأيه، أشرف والتغيير. وأما

رباني أمر العارف، الشيء وهذا الوجود، الواجب الموجود توصف مما بشيء يوصف وال الفساد، يلحقه وال يستحيل الهي

وال يتخيل، وال الحواس، من بشيء يدرك وال األجسام، به

Page 37: Hayy Ibn Yaqdhaan

العارف فهو به؛ إليه يتوصل بل سواه، بآلة معرفته إلى يتوصل يتباين ال والعلم؛ والمعلوم، العالم، وهو والمعرفة؛ والمعروف،

األجسام صفات من واالنفصال التباين إذ ذلك، من شيء في بجسم! الحق وال جسم صفة وال هنالك جسم وال ولواحقها،

أصناف سائر بين من به اختص الذي الوجه له تبين فلما أن عليه الواجب إن رأى السماوية، األجسام بمشابهة الحيوان بجّزئه أنه رأى جهده. وكذلك بها ويتشبه أفعالها ويحاكي يتقبلها

ما شبه فيه الوجود، الواجب الموجود عرف به الذي االشرف الواجب أن وكما األجسام، صفات عن منّزه هو حيث من منه

X فرأى عنها، منّزه الوجود في يسعى أن عليه يجب انه ايضا بأخالقه يتخلق وان أمكن، وجه أي من لنفسه صفاته تحصيل له، اآلمر ويسلم إرادته، تنفيذ في ويجد بأفعاله، ويقتديX قلبه من رضى حكمه، بجميع ويرضى X، ظاهرا بحيث وباطنا

X كان وان به يسر X لجسمه مؤلما X به وضارا لبدنه ومتلفتاX فيه رأى بالجملة. وكذلك بجّزئه الحيوان أنواع سائر من شبها

البدن وهو والفساد، الكون عالم من هو الذي الخسيس من المحسوسات بأنواع يطالبه الذي والكثيف، المظلم

X ورأى والمنكوح، والمشروب المطعوم لم البدن ذلك أن أيضاX له يخلق يتفقده أن عليه ويجب باطل، المر به قرن وال عبثا

أفعال يشبه بفعل إال منه يكون ال التفقد شأنه. هذا من ويصلح أن عليه يجب التي األعمال عنده الحيوان. فاتجهت سائر

الغير بالحيوان يتشبه عمل أغراض: أما ثالثة نحو يفعلهاالناطق.

به يتشبه عمل السماوية. واما باألجسام به يتشبه عمل واما حيث من عليه األول: يجب الوجود. فالتشبه الواجب بالموجود

المختلفة، والقوى المنقسمة، األعضاء ذو المظلم البدن له حيث من عليه الثاني: يجب المتفننة. والتشبه والمنازع

البدن، لسائر مبدأ وهو القلب، مسكنه الذي الحيواني الروح هو، حيث من عليه الثالث: يجب القوى. والتشبه من فيه ولما

الواجب الموجود ذلك عرف بها التي الذات هو حيث أي: منX الوجود. وكان الشقاء، من وفوزه سعادته أن على وقف قد أوال

الوجود، الواجب الموجود لهذا المشاهدة دوام في هي إنما بالوجه نظر أنه عين. ثم بطرفة يعرض ال بحيث يكون حتى عليه يجب أنه النظر له فأخر الدوام، هذا به له يتأتى الذي

Page 38: Hayy Ibn Yaqdhaan

التشبه التشبيهات: آما من الثالثة األقسام هذه في االعتمال هو بل المشاهدة، هذه من شيء به له يحصل فال األول، األمور في تصرف هو إذ دونها، وعائق عنها صارف

تلك دون معترضة حجب كلها المحسوسة واألمور المحسوسة، الروح هذا الستدامة التشبه هذا إلى احتيج وانما المشاهدة؛

السماوية. باألجسام الثاني التشبه به يحصل الذي الحيواني

تلك من يخلو ال كان الطريق،ولو هذا من إليه تدعو فالضرورة من عظيم حظ به له فيحصل الثاني، التشبه المضرة. واما

من اذ شوب؛ يخالطها مشاهدة لكنها الدوام، على المشاهدة تلك مع فهو الدوام على المشاهدة من النحو ذلك يشاهد

هذا. واما بعد يتبين حسبما إليه ويلتفت ذاته يعقل المشاهدة واالستغراق الصرفة، المشاهدة به فتحصل الثالث، التشبه

الموجود إلى اال الوجوه من بوجه فيه التفات ال الذي المحض عنه غابت قد المشاهدة هذه يشاهد والذي الوجود، الواجب

كانت كثيرة الذوات، سائر وتالشت. وكذلك وفنيت نفسه ذات وتعالى - جل الوجود الواجب الحق الواحد ذات إال قليلة، أو

الثالث، التشبه هذا هو األقصى مطلوبه أن له تبين وعّز. فلما في طويلة مدة واالعتمال التمرن بعد إال له يحصل ال وأنه

وعلم األول، بالتشبه له تدوم ال المدة هذه وان الثاني، التشبهX، كان - وان األول التشبه أن كان وان بذاته عائق فانه ضروريا

X يجعل ال أن نفسه ضروري- فألّزم لكنه بالذات ال بالعرض معيناX لها الكفاية وهي الضرورة، بقدر إال األول، التشبه هذا من حظا

إليه تدعو ما منها. ووجد بأقل الحيواني للروح بقاء ال التي من يمده أمرين: أحدهما: ما الروح هذا بقاء في الضرورة الغذاء. واألخر: ما وهو منه يتخلل ما بدل عليه ويخلف الداخل،

والحر البرد األذى: من وجوه عنه ويدفع الخارج، من يقيه ذلك. ورأى ونحو المؤذية والحيوانات الشمس ولفح والمطر

X هذه من ضرورية تناول إن أنه في وقع ربما اتفق، كيفما جّزافا ال حيث من نفسه على سعيه الكفاية. فكان فوق واخذ السرفX فيها لنفسه يفرض أن له الحّزم أن فرأى يشعر، ال حدودا

يكون أن يجب الفرض له وبأن يتجاوزها، ال ومقادير يتعداها، وفي مقداره وفي يكون شيء به. وأي يتغذى ما جنس في

X إليه. فنظر العبادات بين تكون التي المدة ما أجناس إلى أوالX: أما ثالثة فرآها يتغذى، به بعد يكمل لم نبات أضرب: أوال

Page 39: Hayy Ibn Yaqdhaan

الرطبة البقول أصناف وهي تمامه، غاية إلى ينته ولم نضجهبها. االغتذاء يمكن التي

X: واما ليتكون بذرة وأخرج وانتهى تم الذي النبات ثمرات ثانياX نوعه من أخر منه رطبها الفواكه أصناف وهي له، حفظا

X: واما بها: أما يتغذى التي الحيوانات من حيوان ويابسها. ثالثا كلها، األجناس هذه أن عنده صح قد البحرية. وكان واما البرية

سعادته أن له تبين الذي الوجود الواجب الموجود ذلك فعل من بها االغتذاء أن محالة وال به، التشبه وطلب منه، القرب في القصوى الغاية وبين بينها ويحول كمالها عن يقطعها مما

الفاعل. وهذا فعل على اعتراض ذلك بها. فكان المقصودة به. فرأى والتشبه منه القرب من يطلبه لما مضاد االعتراض

واحدة، جملة الغذاء عن يمتنع أن أمكن لو له كان الصواب أن فساد إلى ذلك أل عنه امتنع أن النه ذلك، يمكنه لم لما لكنه

X ذلك فيكون جسمه، هو إذ األول، من أشد فاعله على اعتراضاX فسادها يكون التي اآلخر األشياء تلك من أشرف لبقائه. سببا

ورأى االعتراضين، اخف في وتسامح الضررين، أيسر فاستهل الذي بالقدر له، تيسر آيها عدمت إذا األجناس هذه من يأخذ إن

حينئذ له فينبغي موجودة كلها كانت إن هذا. فأما بعد له يتبين على اعتراض كبير أخذه في يكن لم ما منها ويتخير يتثبت إن

في تناهت قد التي الفواكه لحوم مثل وذلك فاعل، فعل على التحفظ الشرط على البّزر لتوليد فيها ما وصلح الطيب،

يصلح ال موضع في يلقيه وال يفسده وال يأكله ال بان البّزر، ذلك وجود عليه تعذر ونحوهما. فان والسبخة الصفاة مثل للنبات،

والكمثرى كالتفاح الغاذي، الطعم ذات الثمرات هذه مثل ال التي الثمرات آما يأكل إن ذلك عند له كان ونحوها، واألجاص

البقول من واما والقسطل، كالجوز البّزر، نفس إال منها يغذو ألن هذين في عليه كمالها. والشرط حد بعد تصل لم التي

X أكثرها يقصد X، وأقواها وجودا وال أصولها يستأصل ال وان توليدا من آو الحيوان من يأخذ أن فله هذه، عدم بّزرها. فان يفني

X، أكثره من يأخذ إن الحيوان من عليه والشرط بيضه، وجوداX منه ويستأصل به. يتغذى ما جنس في رأى ما بأسره. هذا نوعا

يّزيد وال الجوع خلة يسد ما بحسب يكون أن فرأى المقدر واما اخذ إذا انه فرأى عودتين، كل بين الذي الّزمان عليها. واما

Page 40: Hayy Ibn Yaqdhaan

يلحقه حتى لسواه، يتعرض وال عليه يقيم أن الغذاء، من حاجته التشبه في عليه تجب التي األعمال بعض به يقطع ضعف إليه تدعو ما هذا. فأما بعد ذكرها يأتي التي وهي الثاني،

فكان خارج، من يقيه مما الحيواني الروح بقاء في الضرورةX: إذ فيه الخطب X كان يسيرا مسكن له كان وقد بالجلود، مكتسيا

االشتغال يرى ولم بذلك فاكتفى خارج، من عليه يرد مما يقيه التي وهي لنفسه، رسمها التي القوانين غذائه في والتّزم به،

باألجسام التشبه وهو الثاني، العمل في اخذ شرحها. ثم تقدم في عنده فانحصرت أوصافها، والتقبل بها، واالقتداء السماوية

تحتها ما إلى باإلضافة لها األول: أوصاف أضرب: الضرب ثالثة التسخين من إياه تعطيه ما وهي والفساد، الكون عالم من

إلى والتكثيف، والتلطيف واإلضاءة بالعرض، التبريد آو بالذات، الصور لفيضان يستعد بها التي األمور من فيه تفعل ما سائر

الوجود. والضرب الواجب الفاعل عند من عليه الروحانية وناصعة شفافة كونها مثل ذاتها، في لها الثاني: أوصاف

ومتحركة الرجس، وضروب الكدر عن منّزهة وطاهرةغيرها. مركّز على وبعضها نفسها، مركّز على بعضها باالستدارة

الواجب الموجود إلى باإلضافة لها الثالث: أوصاف والضرب عنه، وتعرض دائمة، مشاهدة تشاهد كونها مثل الوجود، وال إرادته، تتميم في وتتسخر بحكمه، وتتصرف إليه، وتتشوق

كل في جهده بها يتشبه قبضته. فجعل وفي بمشيئته إال تتحرك بها تشبه األول: فكان الضرب الثالثة. آما االضرب هذه من

ذا أو مضرة، آو عاهة آو حاجة ذا يرى ال إن نفسه ألّزم فيه: إن إال عنه أزالتها على يقدر وهو النبات، أو الحيوان من عائق

الشمس عن حجبه قد نبات على بصره وقع ويّزيلها. فمتىX عطش أو يؤذيه، آخر نبات به تعلق آو حاجب يكاد عطشا

بينه وفصل يّزال، ما كان إن الحاجب ذلك عنه أزال يفسده، ما بالسقي وتهده المؤذي، يضر ال بفاصل المؤذي ذلك وبين

به نشب آو سبع أرهقه قد حيوان على بصره وقع أمكنه. ومتى شيء آذنيه آو عينيه على سقط آو شوك، به تعلق آو ناشب، جهده عنه كله ذلك بإزالة تكفل جوع، آو ظمأ مسه آو يؤذيه،

سقي إلى يسيل ماء على بصره وقع وسقاه. ومتى واطعمه سقط حجر من عائق، ذلك ممره عن عاقه وقد حيوان أو نبات في يمعن زال عنه. وما كله ذلك ازال عليه، انهار جرف آو فيه،

Page 41: Hayy Ibn Yaqdhaan

الضرب الغاية. واما فيه بلغ حتى التشبه ضروب من النوع هذا الطهارة دوام نفسه الّزم إن فيه بها تشبهه الثاني: فكان

أكثر في بالماء واالغتسال جسمه عن والرجس الدنس وإزالة بدنه، ومغابن واسنانه أظافره من كان ما وتنظيف األوقات، العطرة، الدهون وصنوف النبات طيبات من أمكن بما وتطيبها

X يتألأل كان حتى والتطييب بالتنظيف لباسه وتعهد X حسنا وجماالX. والتّزم ونظافة االستدارة: على الحركة ضروب ذلك مع وطيبا

Xويسيح ساحلها على ويدور بالجّزيرة، يطوف كان فتارة أدوارا الكدى ببعض او ببيته، يطوف كان وتارةX باكنافها،

X، معدوده: آما حتى نفسه على يدور وتارة هرولة؛ آما مشياعليه. يغشه

الفكرة يالزم كان إن فيه، بها تشبهه الثالث: فكان الضرب وأما عالئق يقطع ثم الوجود، الواجب الموجود تلك في

عن جهده ويضرب أذنيه، ويسد عينيه، المحسوسات. ويغمض وال سواه، شيء في يفكر ال إن طاقته بمبلغ ويروم الخيال، تتبع

X به يشترك نفسه على باالستدارة ذلك على ويستعين احدافيها. واالستحثاث

المحسوسات، جميع عنه غابت االستدارة، في اشتد اذا فكان الجسمانية، األألت إلى التي القوى وسائر الخيال وضعف بعض في - فكانت الجسم من بريئة هي - التي ذاته فعل وقوي

الموجود بها ويشاهد الشوب عن تخلص قد فكرته األوقات عليه فتفسد الجسمانية القوى عليه تكر ثم الوجود، الواجب

فان قبل، ذي من السافلين. ويعود اسفل إلى وترده حاله، عن األغذية بعض تناول غرضه عن به يقطع ضعف لحقه

باألجسام التشبه من شأنه إلى انتقل المذكورة. ثم الشرائط وهو مدة ذلك على المذكورة. ودأب الثالثة باألضرب السماوية

األوقات في وتنازعه وينازعها وتجاهده، الجسمانية قواه يجاهد يلوح الشوب، عن فكرته وتتخلص الظهور، عليها له يكون التي

الثالث. التشبه أهل أحوال من شيء له

في فينظر تحصيله، في ويسعى الثالث، التشبه يطلب جعل ثم نظره أثناء له تبين كان الوجود. وقد الواجب الموجود صفات

Page 42: Hayy Ibn Yaqdhaan

صفة ضربين: آما على إنها العمل، في الشروع قبل العلميوالحكمة. والقدرة ثبوت: كالعلم

األجسام صفات وعن الجسمانية عن سلب: كتنّزه صففة وأمابعد. على ولو بها، يتعلق وما ولواحقها،

فيها يكون ال حتى التنّزيه هذا فيها يشترط الثبوت صفات وأن تتكثر فال الكثرة، جملتها من التي األجسام صفات من شيء هي واحد معنى إلى كلها ترجع ثم الثبوتية، الصفات بهذه ذاته

من واحد كل في به يتشبه كيف يطلب ذاته. فجعل حقيقة راجعة كلها انها علم فلما االجاب، صفات الضربين. آما هذين

الكثرة إذ الوجوه، من بوجه فيها كثرة ال وانه ذاته، حقيقة إلىX معنى ليس بذاته؛ علمه إن وعلم األجسام؛ صفات من زائدا

تبين ذاته، هو بذاته وعلمه لذاته؛ علمه هي ذاته بل ذاته، على به علم الذي العلم ذلك فليس ذاته، يعلم إن هو أمكنه إن انه له

X معنى ذاته من به التشبه إن هو! فرأى هو بل ذاته، على زائداX به يشرك إن دون فقط يعلمه ان هو االجاب، صفات من شيئا فانها السلب، صقات بذلك. واما نفسه فاخذ األجسام؛ صفات

اوصاف يطرح الجسمية. فجعل عن التنّزه إلى راجعة كلهاX منها طرح قد ذاته. وكان عن الجسمية رياضته في كثيرا انه السماوية. إال باألجسام بالتشبه بها ينحو كان التي المتقدمة

أخص من - والحركة االستدارة كثيرة: كحركة بقايا منها أبقى والرحمة والنبات الحيوان بأمر االعتناء - وكل األجسام صفات

X هذه عوائقها. فان بإزالة واالهتمام لها، صفات من أيضاX يراها ال إذ األجسام، بأمرها يكدح ثم جسمانية، بقوة إال أوال

X. فاخذ جسمانية بقوة هي إذ نفسه، عن كله ذلك طرح في أيضااآلن. يطلبها التي الحالة بهذه يليق ال مما بجملتها

X، مغارته قصر في السكون على يقتصر زال وما X مطرقا غاضاX بصره، الجسمانية، والقوى المحسوسات جميع عن معرضا دون وحده الوجود الواجب الموجود في والفكرة الهم مجتمع جهده، خياله عن طرده سواه، سانح بخياله سنح فمتى شركه؛ بحيث طويلة، مدة فيه ودأب ذلك، على نفسه وراض ودافعه

شدة خالل يتحرك. وفي وال فيها يتغذى ال أيام عدة عليه تمر األشياء جميع وفكره ذكره عن تغيب كانت ربما هذه مجاهدته

Page 43: Hayy Ibn Yaqdhaan

بمشاهدة استغراقه وقت في عنه تغيب ال كانت فانها ذاته، إالالوجود. الواجب الحق األول الموجود

المحضة، المشاهدة في شوب انه ويعلم ذلك، يسوءه فكان نفسه عن الفناء يطلب المالحظة. ومازال في وشركه

عن وغابت ذلك، له تأتى حتى الحق مشاهدة في واإلخالص الصور وجميع بينهما، وما واألرض السموات وفكره ذكره

للمواد، المفارقة القوى وجميع الجسمانية، والقوى الروحانية في ذاته وغابت الحق؛ بالموجود العارفه الذوات هي والتيX، هباءX وصار واضمحل، الكل وتالشى الذوات، تلك جملة منثوراالوجود. الثابت الموجود الحق الواحد إال يبقى ولم

X معنى ليس الذي بقوله يقول وهو الله ذاته: "بسم على زائدا الله صدق القهار الواحد لله اليوم الملك الرحيم" لمن الرحمن ال كونه فهمه عن يمنعه ولم ندائه وسمع كالمه ففهم العظيميتكلم. وال الكالم، يعرف

إذن وال رأت عين ال ما وشاهد هذه حالته في واستغرق آمر بوصف قلبك تعلق بشر. فال قلب على خطر سمعت! وال

X فان بشر، قلب على يخطر لم تخطر التي األمور من كثيرا إلى سبيل ال بأمر فكيف وصفه، يتعذر قد البشر قلوب على

ولست طوره!؟ من وال عالمه من هو وال القلب، على خطورة أعني بل تجويفه في التي الروح وال القلب، جسم بالقلب أعني

كل فان اإلنسان، بدن على بقواها الفائضة الروح تلك صورة لخطور سبيل ال ولكن قلب له يقال قد الثالثة هذه من واحد عما إال التعبير يتأتى وال الثالثة، هذه من واحد على اآلمر ذلك

علها. الخطر

X رام فقد الحال، تلك عن التعبير رام ومن بمنّزلة وهو مستحيال أن ويطلب األلوان، هي حيث من األلوان يذوق أن يريد من

X السواد يكون X مثال X. أو حلوا حامضا

شاهده ما إلى بها نومئ إشارات عن نخيلك ال ذلك، مع لكنا، على ال المثل، ضرب سبيل على المقام، ذلك عجائب من

ذلك في بما التحقق إلى سبيل ال الحقيقية. إذ باب قرع سبيلإليه. بالوصول إال المقام

Page 44: Hayy Ibn Yaqdhaan

لعلك اليك به أشير ما إلى ييصر وحدق قلبك، بسمع اآلن فأصغX منه تجد أن أن عليك الطريق! وشرطي جادة على يلقيك هديا ما على بالمشافهة بيان مّزيد الوقت هذا في مني تطلب ال

على باأللفاظ والتحكم ضيق، المجال فان االوراق هذه أودعهخطر. به يلفظ أن شأنه من ليس آمر

ولم الذوات جميع وعن جميع ذاتهوعن عن فني لما فأقول: انه إلى عاد ثم شاهد، ما وشاهد القيوم، الواحد إال الوجود في ير

بالسكر، شبيه التي تلك حالة من آفاق عندما االغيار مالحظة حقيقة وان تعالى، الحق ذات بها يغاير له ذات ال انه بباله خطرX يظن كان الذي الشيء وان الحق، ذات هي ذاته ذات انه أوال

X ليس الحق، لذات المغايرة ثم ليس بل الحقيقة، في شيئا يقع الذي الشمس نور بمنّزلة ذلك وان الحق، ذات إال شيءفيها. يظهر فتراه الكثيفة األجسام على

في هو فليس فيه، يظهر الذي الجسم إلى نسب وإن فإنهX الحقيقية زال الجسم ذلك زال الشمس. وان نور سوى شيئا

ذلك حضور عند ينقص لم بحاله الشمس نور وبقي نوره،مغيبه. عند يّزد ولم الجسم

عدم فإذا قبله، النور، ذلك لقبول يصلح جسم حدث ومتى الظن هذا عنده معنى، له يكن ولك القبول، ذلك عدم الجسم

من بوجهه تتكثر ال وجل، عّز الحق، ذات إن من له بان قد بمابعينها. ذاته وهو بذاته، علمه وأن الوجوه،

حصلت فقد بذاته، العلم عنده حصل أن هذا من عنده فلّزمالذات. عنده فحصلت العلم عنده حصل كان وقد ذاته، عنده

الذات؛ هو حصولها ونفس ذاتها، عند إال تحصل ال الذات وهذه للمادة المفارقة الذوات جميع بعينها. وكذلك الذات هو فإذن

X يراها كان التي الحقه الذات بتلك العارفة وصارت كثيرة، أوالX الظن بهذا عنده X. وكادت شيئا في ترسخ الشبه هذه واحدا إن فعلم بهدايته، وتالفاه برحمته الله تداركه أن لوال نفسه

وكدورة األجسام، ظلمة بقايا من عنده ثارت انما الشبهة والجمع والوحدة، والواحد والقليل الكثير المحسوسات. فان

وتلك األجسام، صفات من كلها هي واالفتراق، واالجتماع،

Page 45: Hayy Ibn Yaqdhaan

عن لبرائتها وجل، عّز الحق، بذات العارفة المفارقة الذوات انما الكثرة الن واحدة، وال كثيرة، انها يقال إن يجب ال المادة،

X والوحدة لبعض، بعضها الذوات مغايرة هي إال تكون ال أيضا المركبة المعاني في إال ذلك من شيء يفهم باالتصال. وال

تضيق قد الموضع هذا في العبارة إن بالمادة. غير المتلبسةX الجمع بصيغة المفارقة الذوات تلك عن عبرت إن النك جدا

عن بريئة وهي فيها، الكثرة معنى ذلك أوهم هذا، لفظنا حسب معنى ذلك اوهم اإلفراد، بصيغة عبرت أنت الكثرة. وان

الموضع هذا على يقف بمن عليها. وكأني مستحيل وهو االتحاد، في يتحرك أعينهم في الشمس تظلم الذين الخفافيش من

قد انك حتى تدقيقك في افرطت ويقول: لقد جنونه، سلسلة من فان معقول، حكم واطرحت العقالء، غريّزة عن انخلعت غلوائه، في فليتئد كثير، واما واحد آما الشيء إن العقل أحكام بالعالم وليعتبر نفسه، وليتهم لسانه غرب من وليكف

بن حي به اعتبر ما بنحو أطباقه هو الذي الخسيس المحسوسX فيراه بنظر فيه بنظر كان حيث يقظان وال تنحصر ال كثرة كثيراX. وبقي فيراه آخر، بنظر فيه ينظر ثم حد، تحت تدخل في واحداX ذلك اآلخر. هذا دون الوصفين بأحد يقطع إن يكنه ولم مترددا

االنفصال وفيه واإلفراد، الجمع منشأ المحسوس فالعالم ظنه فما واالختالف، واالتفاق والمغايرة، والتحيّز واالتصال،

في ينطق وال بعض، وال كل فيه يقال ال الذي اإللهي بالعالم على شيء فيه وتوهم إال المسموعة، األلفاظ من بلفظ أمره

إال حقيقته تثبت وال شاهده؛ من إال يعرفه فال الحقيقة، خالف غريّزة عن انخلعت قوله: حتى فيه. واما حصل من عند

ونتركه ذلك، له نسلم المعقول. فنحن حكم واطرحت العقالء، هو انما أمثاله، هو يعنيه الذي العقل فان وعقالئه، عقله مع

المحسوسة، الموجودات أشخاص تتصفح التي الناطقة القوة هم يعنيهم، الذين الكلي. والعقالء المعنى منها وتقتنص كله، هذا فوق فيه كالمنا الذي والنمط النظر هذا من ينظرون

وكلياتها، المحسوسات سوى يعرف ال من سمعه عنه فليسد الرحيم" يعملون الرحمن الله "بسم الذين فريقه إلى وليرجعX غافلون. صدق هم اآلخرة عن الدنيا. وهم الحياة من ظاهرا

التلويح من النوع بهذا يقتنع ممن كنت العظيم. فان اللهX تحمل وال اإللهي، العالم في ما إلى واإلشارة من ألفاظا نّزيدك فنحن إياه، تحميلها في بها العادة جرت ما على المعاني

Page 46: Hayy Ibn Yaqdhaan

X الذي الصدق أولي مقام في يقظان بن حي شاهده مما شيئا والفناء المحض، االستغراق بعض فتقول: انه ذكره، تقدم جسم ال الذي األعلى، للفلك وشاهد الوصول، وحقيقة التام،

X ورأى له، الحق، الواحد ذات هي ليست المادة، عن بريئة ذاتا التي الشمس صورة وكأنها غيرها؛ هي وال الفلك، نفس هي وال

الشمس هي ليست فانها الصقيلة، المرائي من مرآة في تظهر من المفارقة الفلك ذلك لذات غيرهما. وراى وال المرأة وال

ويدق بلسان، يوصف إن عن يعظم ما والحسن، والبهاء الكمال والسرور، اللذة من غاية في وراه صوت، آو بحرف يكسى إن

X جالله. وشاهد جل الحق ذات بمشاهدة والفرح، والغبطة ايضاX الثابتة، الكواكب فلك وهو يليه، الذي للفلك عن بريئة ذاتاX، المادة الفلك ذات وال الحق، الواحد ذات هي ليست أيضا صورة غيرها. وكأنها هي وال نفسه، وال المفارقة، األعلى

مرآة من إليها انعكست قد المرآة في تظهر التي الشمسX الذات لهذه ورأى للشمس، مقابلة أخرى البهاء من ايضا

األعلى. وشاهد للفلك التي لتلك راى ما مثل واللذة والحسنX X زحل فلك وهو هذا، يلي الذي للفلك ايضا للمادة مفارقة ذاتا

X هي ليست غيرها؛ هي وال قبله شاهدها التي الدواب من شيئا إليها انعكست قد مرآة في تظهر التي الشمس صورة وكأنها

X الذات لهذه وراى للشمس؛ مقابلة مرآة من الصورة مثل ايضا فلك لكل يشاهد واللذة. ومازال البهاء من قبلها آمل راى ما

X X هي ليست المادة عن بريئة مفارقة ذاتا التي الذوات من شيئا من تنعكس التي الشمس صورة وكأنها غيرها هي وال قبلها األفالك. ترتيب بحسب مرتبة رتب على مرآة، على مرآة

واللذة والبهاء، الحسن من الذوات هذه من ذات لكل وشاهد قلب على خطر وال سمعت، أذن وال رأت، عين ال ما والفرح،

جميعه وهو والفساد، الكون عالم إلى انتهى أن بشر. إلىX له القمر. فرأى فلك حشو X ليست المادة عن بريئة ذاتا شيئا

سبعون سواها. ولهذه هي وال قبلها، شاهدها التي الذوات من سبعون فم كل في فم، ألف سبعون وجه كل في وجه، ألف ال ويمجدها، ويقدسها الحق، الواحد ذات بها يسبح لسان، ألف

كثيرة، وليست الكثرة فيها توهم التي الذات، لهذه ورأى يفتر؛ الذات هذه قبلها. وكأن لما رآه الذي مثل واللذة، الكمال من

انعكست وقد مترجرج، ماء في تظهر التي الشمس صورة على االنعكاس إليها انتهى التي المرايا آخر من الصورة إليها

Page 47: Hayy Ibn Yaqdhaan

بعينها. الشمس قابلت التي األولى المرآة من المتقدم الترتيبX لنفسه شاهد ثم السبعين ذات تتبعض إن جاز لو مفارقة، ذاتا

إن بعد حدثت الذات هذه إن بعضها. ولوال انها لقلنا وجه، ألف لقلنا حدوثه، عند ببدنه اختصاصها هي! ولوال إنها لقلنا تكن، لم

X، الرتبة هذه في تحدث! وشاهد لم إنها الجسام ذاته، مثل ذواتا وهي الوجود، في معه تّزل لم والجسام اضمحلت، ثم كانت

أو كثيرة، لها يقال أن جاز إن تتناهى ال بحيث حد في الكثرة من ولتلك لذاته واحدة. وراى لها يقال إن جاز إن متحدة كلها هي

المتناهية، غير واللذة والبهاء الحسن من رتبته في التي الذوات وال بشر، قلب على خطر وال سمعت، أذن وال رأت عين ال ما

العارفون. وشاهد الواصلون إال يعقله وال الواصفون، يصفهX عليها ران قد صدئة، مرايا كأنها للمادة مفارقة كثيرة ذواتا

ارتسمت التي الصقيلة للمرايا مستدبرة ذلك مع وهي الخبث، الذوات لهذه وراى بوجوهها، عنها ومولية الشمس، صورة فيها ال أالم في وراها قط؛ بباله يقم لم ما والنقص القبح من

العذاب، سرادق بها أحاط قد تنمحي؛ ال وحسرات تنقضي، االنّزعاج بين بمناشير ونشرت الحجاب، نار وأحرقتها

X هنا واالنجذاب. وشاهد ثم تلوح المعذبة هذه سوى ذواتا فرأى إليها، النظر وأنعم فيها فتثبت تنحل، ثم وتنعقد تضمحل،

X X هوال X عظيما X، وخطبا X جسيما X، وخلقا X حثيثا بليغة، وأحكاماX وتسوية X. فما وإنشاء ونفخا X، تثبت إن إال هو ونسخا فعادت قليال

بالغشي، شبيهة كانت التي تلك حاله من وتنبه حواسه، إليه وغاب المحسوس، العالم له والح المقام، ذلك عن قدمه وزلت

إذ واحدة، حال في اجتماعهما يكن لم اإللهي: إذ العالم عنه األخرى، أسخطت احدهما أرضيت إن كضرتين، والدنيا األخرى

الذوات إن المشاهدة، هذه من حكيته مما يظهر قلت فان كانت كاألفالك، يفسد، ال الوجود دائم لجسم كانت إن المفارقة

الفساد إلى يؤول لجسم كانت وان الوجود؛ دائمة هي حسبما وتالشت، واضمحلت هي فسدت الناطق، كالحيوان

ثبات إال لها ثبات ال الصورة فان االنعكاس، المرايا في به مثلث الصورة فساد صح المرآة فسدت فإذا المرآة، بثبات

وحلت العهد، نسيت ما ألسرع لك: ما فأقول هي؛ واضمحلت وان ضيق، هنا العبارة مجال إن إليك نقدم ألم الربط، عن

توهمته الذي وذلك الحقيقة غير توهم حال كل على األلفاظ واحد حكم على به والممثل المثال جعلت إن فيه، أوقعك إنما

Page 48: Hayy Ibn Yaqdhaan

أصناف في ذلك يفعل أن ينبغي الوجوه. وال جميع من وصورتها ونورها، والشمس هنا ها فكيف المعتادة، المخاطبات

مفارقة غير أمور كلها فيها، الحاصلة والصور والمرايا وتشكلها وجودها في افتقرت فلذلك وفيها؟ بها إال لها قوام وال لألجسام،

الربانية، واألرواح اإللهية، الذوات ببطالنها. واما وبطلت إليها التنّزيه غاية ومنّزهة ولواحقها األجسام عن بريئة كلها فانها بطالن إليها باإلضافة وسواء بها، لها تعلق وال ارتباط فال عنها،

وتعلقها ارتباطها وانما عدمها؛ أو ووجودها ثبوتها، أو األجسام أولها هو الذي الوجود، الواجب الموجود الحق الواحد بذات

بالبقاء ويمدها الدوام يعطيها وهو وموجدها، وسببها ومبدؤها المحتاجة األجسام بل األجسام إلى بها حاجة وال والتسرمد؛ انه كما مبديها، هي فانها األجسام لعدمت عدمها جاز إليها. ولو

ال ذلك؛ عن وتقدس - تعالى الحق الواحد ذات تعدم إن جاز لو األجسام، ولعدمت كلها، الذوات هذه هو! - لعدمت إال اله

مرتبط الكل إذ موجود، يبق ولم بآسره، الحسي العالم ولعدمX كان وان المحسوس ببعض. والعالم بعضه اإللهي، للعالم تابعا مع فانه منه وبريء عنه مستغن اإللهي والعالم له؛ الظل شبيه للعالم تابع محالة ال هو إذ عدمه، فرض يستحيل قد ذلك

نطق وبذلك بالجملة، يعدم إن ال يبدل، إن فساده وانما اإللهي، الجبال تسيير في منه المعنى هذا وقع حيثما العّزيّز الكتاب

والقمر، الشمس كالفراش. وتكوير والناس كالعهن وتسييرها والسموات. فهذا األرض غير االرض تبدل يوم وتفجيرالبحار

حي شاهده فيما به إليك أشير أن اآلن امكنني الذي هو القدر من عليه الّزيادة تلتمس فال الكريم المقام ذلك في يقظان بن

- فسأتلوه خبره تمام كالمعتذر. واما ذلك فان األلفاظ جهة العالم إلى عاد لما انه تعالى: وهو الله شاء إن عليك

الحياة تكاليف سئم جال، حيث نه جوال بعد وذلك المحسوس، الحياة إلى شوقه واشتد الدنيا، الحياة إلى شوقه واشتد الدنيا،

الذي بالنحو المقام ذلك إلى العود يطلب فجعل القصوى،X طلبه X به وصل الذي السعي من بأيسر إليه وصل حتى أوال أوالX فيه ودام الحس. عالم إلى عاد األولى. ثم من أطول مدة ثانيا

من عليه ايسر فكان ذلك بعد مقامه إلى الوصول تكلف ثم ذلك إلى الوصول زال أطول. وما دوامه وكان والثانية األولىX فيه يّزيد والدوام سهولة، عليه يّزيد الكريم المقام مدة طوال

متى إال عنه ينفصل وال شاء، متى إليه يصل صار حتى مدة، بعد

Page 49: Hayy Ibn Yaqdhaan

بدنه لضرورة إال عنه ينثني وال ذلك مقامه يالزم فكان شاء؛ كل في منها. وهو اقل يوجد ال كان حتى قللها، قد كان التي يدعوه الذي بدنه كل من وجل عّز الله يريحه إن يريد كله ذلكX لذته إلى فيتخلص ذلك، مقامه مفارقة إلى X، تخلصا ويبرأ دائما ضرورة إلى ذلك مقامه عن األعراض عند األلم من يجده عما

من أسابيع سبعة على أناف حتى تلك حالته على البدن. وبقيX. وحينئذ خمسون وذلك منشئه أسال صحبة له اتفقت عاما تعالى. الله شاء إن هذا بعد ذكره يأتي ما معه قصته من وكان

بن حي بها ولد التي الجّزيرة من قريبة جّزيرة ذكروا: إن انتقلت مبدئه، صفة على المختلفين القولين أحد على يقظان

األنبياء بعض على الماخوذه الصحيحة الملل من ملة إليه لجميع محاكية ملة عليهم. وكانت الله صلوات المتقدمين، تلك خياالت التي المضروبة باألمثال الحقيقية الموجودات

العادة به جرت حسبما النفوس، في رسومها وتثبت األشياء، الجّزيرة بتلك تنتشر الملة تلك زالت فما الجمهور؛ مخاطبة في

التّزامها. على الناس وحمل ملكها بها قام حتى وتظهر، وتقوى أحدهما يسمى والخير، الفضل أهل من فتيان بها نشأ قد وكان قبول، احسن وقبالها الملة هذه فتلقيا سالمان واآلخر أسال على والموظبة شرائعها جميع بالتّزام على أنفسهما على واخذ بعض في يتفقهان ذلك. وكانا على واصطحبا أعمالها، جميع

عّز الله صفة في الشريعة تلك ألفاظ من ورد فيما األوقات أسال والعقاب. فأما والثواب الميعاد وصفات ومالئكته، وجلX أشد فكان X وأكثر الباطن، على غوصا المعاني على عثورا

أكثر فكان صاحبه سالمان التأويل. واما في واطمع الروحانيةX X وأشد بالظاهر، احتفاظا التصرف عن وأوقف التأويل، عن بعدا النفس، ومحاسبة الظاهرة، األعمال في مجد وكالهما والتأمل؛ عن تحمل أقوال الشريعة تلك في الهوى. وكان ومجاهدة

واقوال فيهما؛ والنجاة الفوز إن على وتدل واالنفراد، العّزلة أسال الجماعة. فتعلق ومالزمة المعاشرة على تحمل أخر

دوام من طباعه في كان لما فيها القول ورجح العّزلة، بطلب كان ما وأكثر المعاني، على والغوص العبرة، ومالزمة الفكرة،

بمالزمة سالمان باالنفراد. وتعلق ذلك من أمله له يتأتى عن الجبن من طباعه في كان لما فيها القول ورجح الجماعة،

يدرأ مما عنده الجماعة مالزمته والتصرف. فكانت الفكرة همّزات من ويعيد المعترضة الظنون ويّزيل الوسواس،

Page 50: Hayy Ibn Yaqdhaan

افتراقهما. سبب الرأي هذا في اختالفهما الشياطين. وكان يقظان بن حي أن ذكر التي الجّزيرة عن سمع قد أسال وكان المعتدل، والهواء والمرافق الخصب من بها ما وعرف بها تكون ويعتّزل إليها يرتحل إن فأجمع لملتمسه، يتأتى بها االنفراد وان

واشترى المال، من له كان ما عمره. فجمع بقية بها الناسX ببعضه على باقيه وفرق الجّزيرة، تلك إلى تحمله مركبا

فحمله البحر؛ متن وركب سالمان صاحبه وودع المساكين، عنها. وانفصلوا بساحلها؛ ووضعوه الجّزيرة؛ تلك إلى المالحون

ويعظمه وجل؛ عّز الله يعبد الجّزيرة بتلك أسال فبقي ينقطع فال العليا؛ وصفاته الحسنى اسمائه في ويفكر ويقدسه؛ من تناول غذاء إلى احتاج فكرته. واذا تتكدر وال خاطره؛ على جوعته. وأقام بها يسد ما وصيدها الجّزيرة تلك ثمرات

ربه. بمناجاة أنس وأعظم غبطة أتم في وهو مدة الحال تلك في عليه وتيسره تحفة ومّزايا ألطافه من يشاهد يوم كل وكان

المدة تلك في عينه. وكان ويقر يقينه يثبت ما وغذائه مطلبه ال فكان الكريمة؛ مقاماته في االستغراق شديد يقظان بن حي

الغذاء، من سنح ما لتناول االسبوع في مرة إال مغارته عن يبرح بأكناف يتطوف كان بل وهلة، ألول أسال عليه يعثر لم فلذلك

X يرى فال أرجائها، في ويسبح الجّزيرة تلك X يشاهد وال أنسيا أثرا من عليه عّزم قد كان لما نفسه وتنبسط أنسه بذلك فيّزيد

تلك بعض في اتفق إن واالنفراد. إلى العّزلة طلب في التناهي ألم قد وأسال غذائه اللتماس يقظان بن حي خرج إن األوقات

فلم أسال اآلخر. فإما على منهما كل بصر فوقع الجهة، بتلك لطلب الجّزيرة تلك وصل المنقطعين، العباد من أنه يشك

له تعرض هو إن إليها. فخشي هو وصل كما الناس عن العّزلةX يكون إن به وتعرف X حاله فساد في سببا أمله. وبين بينه وعائقا

صورة على يره لم النه هو، ما يدر فلم يقظان بن حي واما عليه ذلك. وكان قبل عاينها قد كان التي الحيوانات من شيء

طبيعي. لباس إنها فظن والصوف، الشعر من سوداء مدرعةX. وولى منه يتعجب فوقف X أسال مليا يشغله أن خيفة منه هاربا

من طباعه في كان لما أثره يقظان بن حي فاقتفى حاله، عن عنه الهرب. خنس في يشتد رآه الحقائق. فلما عن البحث تلك من وتباعد عنه انصرف قد انه أسال ظن حتى له، وتوارى

والبكاء، والدعاء والقراءة، الصالة في أسال الجهة. فشرع حي شيء. فجعل كل عن ذلك شغله حتى والتواجد، والتضرع

Page 51: Hayy Ibn Yaqdhaan

X منه يتقرب يقظان بن X، قليال دنا حتى به يشعر ال وأسال قليال وبكائه. خضوعه ويشاهد وتسبيحه، قراءته يسمع بحيث منه

X فسمع X صوتا شيء من مثلها يعهد لم منظمة، وحروف حسنا على فرآه وتخطيطه أشكاله إلى الحيوان. ونظر أصناف من

X ليست عليه التي المدرعة أن له وتبين صورته، X، جلدا طبيعيا خشوعه حسن رأى ولما هو، لباسه مثل متخذ لباس هي وانما

بالحق؛ العارفة الذوات من انه في يشك لم وبكائه وتضرعه بكاءه أوجب الذي وما عنده، ما يرى إن واراد إليه فتشوق

في فاشتد أسال؛ به أحس حتى منه الدنو في فّزاد وتضرعه؛ كان - لما به التحق حتى أثره في يقظان بن حي واشتد العدو، - فالتّزمه والجسم العلم في والبسطة القوة من الله أعطاه وهو أسال إليه نظر البراح. فلما من يمكنه ولم عليه؛ وقبض جلل حتى طال قد وشعره االوبار؛ ذوات الحيوان بجلود مكتس

X فرق البطش، وقوة العدو سرعة من عنده ما ورأى منه، كثيراX منه X، فرقا يفهمه ال بكالم إليه ويرغب يستعطفه وجعل شديدا الجّزع. شمائل فيه يميّز أنه غير هو، ما يدري وال يقظان بن حي

يده ويجر الحيوانات، من تعلمها قد كان بأصوات يؤنسه فكان البشر ويظهر إليه، أعطافه. ويتملق ويمسح رأسه، على

X. به يريد ال أنه وعلم أسال جأش سكن به. حتى والفرح سوءاX أسال كان أكثر تعلم التأويل. قد علم في لمحبته قديما

عن ويسائله يقظان بن حي يكلم فيها. فجعل ومهر األلسن، بن وحي يستطيع، فال أفهامه ويعالج يعلمه لسان بكل شأنه

أنه هو. غير ما يدري وال يسمع مما يتعجب كله ذلك في يقظان أمر منهما واحد كل والقبول. فاستغرب البشر له يظهر

الجّزيرة من اصطحبه قد كان زاد من أسال عند صاحبه. وكان لم النه هو، ما يدر فلم يقظان بن حي إلى فقربه المعمورة،

ففكر ليأكل إليه وأشار أسال منه ذلك. فأكل قبل شاهده يكن لتناول الشروط من نفسه ألّزم كان فيما يقظان بن حي

وهل هو، ما له قدم الذي الشيء ذلك اصل يدر ولم الغذاء، يرغب أسال يّزل اآلكل. ولم عن ال! فامتنع أم تناوله له يجوز إن فخشي يقظان بن حي به اولع كان ويستعطفه. وقد إليه منه. وأكل الّزاد ذلك على فاقدم يوحشه، إن امتناعه على دام

في عهوده نقض من صنع ما سوء له بدا واستطابه ذاقه فلما أسال عن االنفصال وأراد فعله، على وندم غذاء، شرط

فلما الكريم، مقامه إلى الرجوع طلب من شأنه على واإلقبال

Page 52: Hayy Ibn Yaqdhaan

عالم في أسال مع يقيم أن بسرعة. فرأى المشاهدة له تتأت هو نفسه في يبقي وال شأنه، حقيقة على يقف حتى الحس شاغل. يشغله إن دون مقامه إلى ذلك بعد وينصرف إليه، نّزوع

X أسال رأى ولما أسال صحبة فالتّزم من آمن يتكلم، ال انه أيضا فيكون والدين، والعلم الكالم يعلمه أن ورجا دينه، على غلوائه

تعليمه في أسال الله. فشرع عند وزلفى أجر أعظم بذلك لهX الكالم وينطق الموجودات أعيان إلى له يشير كان بأن أوال

بها فينطق النطق، على ويحمله عليه ذلك ويكرر بأسمائهاX X ودرجه كلها، األسماء علمه حتى باالشارة، مقترنا X قليال قليال

ومن شأنه عن يسأله أسال مدة. فجعل أقرب في تكلم حتى يدري ال انه يقظان بن حي فأعلمه الجّزيرة، تلك إلى صار أين

X وال ابتداء لنفسه X وال أبا ووصف ربته، التي الظبية من أكثر أما درجة إلى انتهى حتى بالمعرفة، ترقى وكيف كله شأنه له

الوصول.

المفارقة والذوات الحقائق تلك وصف منه أسال سمع فلما الحق ذلك ووصفه وجل، عّز الحق بذات العارفة الحس لعالم مما وصفه أمكنه ما له ووصف الحسنى، بأوصافه وجل تعالى

لم المحجوبين، وأالم الواصلين لذات من الوصول عند شاهده من شريعته في وردت التي األشياء جميع أن في أسال يشك

اآلخر، واليوم ورسله، وكتبه، ومالئكته، وجل، عّز الله أمر يقظان؛ بن حي شاهدها التي هذه أمثلة هي وناره، وجنته المعقول عنده وتطابق خطره نار وانقدحت قلبه بصر فانفتح

مشكل عليه يبق ولم التأويل، طرق عليه وقربت والمنقول، اتضح، إال غامض وال انفتح، إال مغلق وال له، تبين إال الشرع في

يقظان بن حي إلى نظر ذلك األلباب. وعند أولى من وصار ال الذين الله أولياء من أنه عنده وتحقق والتوقير، التعظيم بعين

به واالقتداء خدمته يحّزنون. فالتّزم هم وال عليهم خوف قد التي الشرعية األعمال من عنده تعارض فيما بإشارته أمره عن يستفصحه يقظان بن حي ملته. وجعل في تعلمها

العالم، من فيها وما جّزيرته شأن له يصف أسال فجعل وشأنه،اليهم. الملة وصول قبل سيرهم كانت وكيف

في ورد ما جميع له وصف إليهم، وصولها بعد اآلن هي وكيف والبعث والنار، والجنة اإللهي، العالم وصف من الشريعة

Page 53: Hayy Ibn Yaqdhaan

حي والصراط. ففهم والميّزان والحساب، والحشر والنشور، في شاهده ما خالف على شيء فيه ير ولم كله ذلك يقظان بن

في محق به وجاء ذلك وصف الذي أن الكريم. فعلم مقامه وصدقه به فأمن ربه؛ عند من ورسول قوله، في صادق وصفه،برسالته. وشهد

العبادات؛ من ووضعه الفرائض، من به جاء عما يسأله جاء ثم من أشبهها وما والحج، والصيام والّزكاة، الصالة له فوصف بأدائه نفسه وأخذ والتّزمه، ذلك فتلقى الظاهرة؛ األعمالX قوله. صدق عنده صح الذي لآلمر امتثاال

وجه يدري وال منهما يتعجب كان أمران نفسه في بقي انه إال للناس األمثال الرسول هذا ضرب - لما فيهما: أحدهما الحكمة

عن وأضرب اإللهي، العالم أمر من وصفه ما أكثر في التجسيم، من عظيم أمر في الناس وقع حتى المكاشفة

منها؟ وبريء عنها منّزه هو الحق ذات في أشياء واعتقاد على اقتصر - لم اآلخر والعقاب! واآلمر الثواب أمر في وكذلك

والتوسع لألموال االقتناء وأباح العبادات ووظائف الفرائض هذه واألعراض بالباطل، باالشتغال الناس بفرغ حتى المأكل، فيX أحد يتناول ال هو رأيه وكان الحق؟ عن من به يقيم ما إال شيئا

معنى. عنده لها تكن فلم األموال واما الرمق؛

األموال: كالّزكاة أمر في األحكام من الشرع في ما يرى وكان يستغرب فكان والعقوبات، والحدود والربا والبيوع وتشعبها،

X، ويراه كله هذا على اآلمر فهموا لو الناس ويقول: إن تطويال الحق، على وأقبلو البواطل، هذه عن العرضوا حقيقته

عن يسأل بمال اختصاص الحد يكن ولم كله، هذا عن واستغنوا على النفوس تذهب أو سرقته، على األيدي تقطع أو زكاته،مجاهرة. أخذه

فطر ذوو كلهم الناس أن ظنه، ذلك في أوقعه الذي وكان هم ما يدري يكن ولم عازمة، ونفوس ثاقبة، وأذهان فائقة،

وأنهم العّزم، وضعف الرأي وسوء والنقص، البالدة من عليهX. أضل هم بل كاألنعام سبيال

Page 54: Hayy Ibn Yaqdhaan

على نجاتهم تكون أن وطمع الناس، على إشفاقه اشتد فلما لديهم، الحق وإيضاح إليهم، الوصول في النية له حدثت يديه، تمكنه وسأله: هل أسال صاحبه ذلك في ففاوض لهم وتبييه الفطرة نقص من فيه هم بما فأعلمه اليهم؟ الوصول في حيلة

نفسه في وبقي ذلك، فهم له يتأت فلم الله آمر عن واألعراضأمله. قد كان بما تعلق

X أسال وطمع معارفه من طائفة يديه على الله يهدي أن أيضا فساعده سواهم، من التخلص من أقرب كانوا الذين المريدين

X يفارقاه وال البحر ساحل يلتّزما أن ورأيا رأيه، على وال ليال،X وابتهال ذلك فالتّزما البحر عبور لهما السني إن الله لعل نهارا

X. أمرهما من لهما يهيء أن تعالى الله رشدأ

ودفعها مسلكها، ضلت سفينة أن وجل عّز الله أمر من فكان رأى البر من قربت ساحلها. فلما إلى األمواج وتالطم الرياحالشاطئ. على الرجلين أهلها

معهم، يحملوهما أن وسألهم أسال فكلمهم منها فدنوا إليهم الله فأرسل السفينة، وأدخلوهما ذلك، إلى فأجابوهما

X التي الجّزيرة إلى مدة أقرب في السفينة حملت رخاء ريحا به، أسال أصحاب واجتمع مدينتها، ودخال بها، فنّزال أمالها

X عليه فاشتملوا يقظان، بن حي شأن فعرفهم وأكبروا شديدا تلك أن أسال وأعلمه وبجلوه، واعظموه إليه واجتمعوا آمره،

من والذكاء الفهم إلى أقرب هم الطائفة تلك أن هم الطائفة الجمهور تعليم عن فهو تعليمهم عن عجّز إن وانه الناس، جميع

أعجّز.

كان الذي أسال صاحب وهو سالمان الجّزيرة تلك رأس وكان بن حي فشرع العّزلة، بتحريم ويقول الجماعة، مالزمة يراه

إليهم. الحكمة أسرار وبث تعليمهم في يقظان

X الظاهر عن ترقى أن إال هو فما سبق ما وصف في وأخذ قليال مما نفوسهم وتشمئّز منه ينقبضون فجعلوا خالفه، فهمهم إلى وجهه في الرضا له اظهروا وان بقلوبهم، ويتسخطونه به، يأتي

X زال أسال! وما صاحبهم لحق ومراعاة فيهم، لغربته اكراماX يستلطفهم يقظان بن حي X، ليال X الحق لهم ويبن ونهارا سرا

Page 55: Hayy Ibn Yaqdhaan

،X X إال ذلك يّزيدهم فال وجهارا X، نبوأ محبين كانوا أنهم مع ونفارا ال كانوا فطرتهم لنقص انهم إال الحق، في راغبين للخير،

وال تحقيقه، لجهة يأخذونه وال طريقة من الحق يطلبون طريق من معرفته يريدون ال كانوا بل بابه، من يلتمسونه

لقلة صالحهم من رجائه وانقطع أصالحهم، من أربابه. فيأسقبولهم.

لديهم بما حّزب كل فرأى ذلك، بعد الناس طبقات وتصفح وتهالكوا شهواتهم، ومعبودهم هواهم، ألههم اتخذوا قد فرحون،

ال المقابر، زاروا حتى التكاثر ألهاهم الدنيا، حطام جميع في وال الحسنة، الكلمة فيهم تعمل وال الموعظة فيهم تنجح

إصرارا. إال بالجدل يّزدادون

غمرتهم قد منه، لهم حظ وال إليها، لهم سبيل فال الحكمة واما قلوبهم على الله ختم يكسبون ما قلوبهم على وران الجهالةعظيم. عذاب ولهم غشاوةX أبصارهم وعلى سمعهم وعلى

قد الحجب الظالمات بهم، أحاط قد العذاب سرادق رأى فلما إال ملتهم من يتمسكون - ال اليسير - إال منهم والكل تغشتهم،

ظهورهم، وراء وسهولتها خفتها على أعمالهم نبذوا وقد بالدنيا،X بها واشتروا X، ثمنا التجارة تعالى الله ذكر عن وألهاهم قليال

X يخافوا ولم والبيع، له ألن واالبصار، القلوب فيه تنقلب يوما تمكن ال المكاشفة بطريق مخاطبتهم أن القطع، على وتحقق

أكثر حظ وأن يتفق، ال القدر هذا فوق العمل من تكليفهم وأن ال الدنيا حياتهم في هو إنما بالشريعة االنتفاع من الجمهور به، هو اختص فيما سواه عليه يتعدى وال معاشه، له يستقيم

من وهو النادر، الشاذ إال األخروية بالسعادة منه يفوز ال وانهX لها وسعى اآلخرة حرث أراد مؤمن. وهو سعيا

وأي المأوى، هي الجحيم فان الدنيا الحياة وأثر طغى من وأما وقت من أعماله تصفحت إذا ممن أطم وشقاوةX أعظم تعب

X منها تجد ال الكره إلى رجوعه حين إلى نومه من انتباهه إال شيئا المحسوسة األمور هذه من غايةX تحصيل به يلتمس وهو

X أو يقضيها شهوة أو ينالها لذة أو يجمعه مال آما الخسيسة غيطا أو به يتّزين الشرع أعمال من عمل أو يحرزه جاه أو به يتشفه

Page 56: Hayy Ibn Yaqdhaan

بحر في بعض فوق بعضها ظلمات كلها وهي رقبته، عن يدافعX ربك على كان واردها إال منكم وان لجي X. حتما مقضيا

غير الحيوان بمنّزلة أكثرهم وان الناس أحوال فهم فلما به نطقت فيما والتوفيق والهداية كلها الحكمة أن علم الناطق المّزيد يحتمل وال ذلك غير يمكن ال الشريعة به ووردت الرسل

الله "بسم له خلق لما ميسر وكل رجال عمل ولكل عليه تجد ولن قبل من خلت قد التي الله الرحيم" سنة الرحمن

X الله لسنة العظيم. الله صدق تبديال

وتبرأ معه به تكلم عما فاعتذر وأصحابه، سالمان إلى فانصرف هديهم، بمثل واهتدى رأيهم مثل رآه قد أنه وأعلمهم منه إليهم

الشرع حدود التّزام من عليه هم ما بمالزمة وأوصاهم واإليمان يعنيهم، ال فيما الخوض مقلة الظاهرة واألعمال

واألهواء البدع عن واألعراض لها، والتسليم بالمتشابهات وأمرهم األمور، لمحدثات والترك الصالح بالسلف واالقتداء واإلقبال الشريعة إهمال من العوام جمهور عليه ما بمجانبة

أسال وصاحبه هو وعلم التحذير، غاية عنه وحذرهم الدنيا، على الطريق، بهذا إال لها نجاة ال القاصرة المريدة الطائفة هذه أن

ولم عليه هي ما اختل االستبصار يفاع إلى عنه رفعت إن وأنها وساءت وانتكست وتذبذبت السعداء بدرجة تلحق أن يمكنها

اليقين يوافيها حتى عليه هي ما على دامت هي عاقبتها. وان السابقون والسابقون اليمين، أصحاب من وكانت باآلمن فازت العود في وتلطفا عنهم وانفصال دعاهم المقربون. فو أولئك

إليها. العبور عليهما وجل عّز الله يسر حتى جّزيرتهما إلىX طلبه الذي بالنحو الكريم مقامه يقظان بن حي وطلب أوال

الله وعبدا كاد أو من قرب حتى أسال به واقتدى إليه، عاد حتى وأياك الله - أيدنا اليقين. هذا أتاهما حتى الجّزيرة تلك في

وقد وسالمان وأسال يقظان بن حي نبأ من كان - ما منه بروح في يسمع وال كتاب في يوجد ال الكالم من حظ على أشتمل

أهل إال يقبله ال الذي المكنون العلم من وهو خطاب، معتاد فيه خالفنا بالله. وقد الغرة أهل إال يجهله وال بالله، المعرفة

الذي أن عليه. إال والشح به الضنانا في الصالح السلف طريق زماننا في ظهر ما الحجاب، وهتك السر هذا إفشاء علينا سهل

حتى بها، وصرحت العصر متفلسفة بها نبغت فاسده أراء من

Page 57: Hayy Ibn Yaqdhaan

الذين الضعفاء على وخشينا ضررها وعما البلدان في انتشرت السفهاء تقليد وأرادوا عليهم، الله صلوات األنبياء تقليد اطرحوا على بها المضنون األسرار هي اآلراء تلك أن يظنوا أن واألغبياء

نلمح أن فيها. فرأينا وولعهم فيها حبهم بذلك فيّزيد أهلها، غير ثم التحقيق، جانب إلى لنجتذبهم األسرار سر من بطرف إليهم

هذه أودعناه ما ذلك مع نخل الطريق. ولم ذلك عن نصدهم لطيف وستر رقيق حجاب عن األسرار من اليسيره األوراق

X ينتهك تجاوزه يستحق ال لمن ويتكاثف أهله، هو لمن سريعا أن الكالم، هذا على الواقفين إخواني أسئل يتعداه. وأنا ال حتى فلم تثبيته، في وتسامحت تبينه في تسائلت فيما عذري يقبلو مرآها. عن الطرف يّزل شواهق تسمنت ألني إال ذلك أفعل

في والتشويق الترغيب وجه على فيها الكالم تقريب وأردت من يوردنا وأن والعفو، التجاوز الله الطريق. وأسأل دخول

األخ أيها عليك كريم. والسالم منعم إنه الصفو، به المعرفةوبركاته. الله ورحمت إسعافه المفترض