96
ﻛﺘﺎﺏ: ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳌﺆﻟﻒ: ﺳﻌﻴﺪ ﺃﰊ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺃﰊ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻋﺒﺪ ﺃﻋﻦ ﻳﺴﺮ ﺭﺏ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺍﷲ ﺃﺩﺍﻡ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﰊ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻷﻭﺣﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺎﻝ ﺍﳉﻮ ﺫﻱ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﻣﺎﻧﺢ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻛﺎﺷﻒ ﺍﳊﻤﺪ ﻋﻦ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺍﳌﺘﻮﺣﺪ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﺀ ﻭﺍﻹﻋﺎﺩﺓ ﻭﺍﻹﻳﺪﺍﺀ ﺁﻟﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺳﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺰﻫﺔ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﳌﻨﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺍﳊﲔ ﺍﻟﻨﺤﻮﻳﲔ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﻣﻦ ﻛﺜﲑﺍ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﺳﺮﺍﺭ ﺍﳌﻮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻘﺪ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻷﺻﻔﻴﺎﺀ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﻣﺎ ﻓﺴﺎﺩ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺍﻟﻐﻠﻴﻞ ﺷﻔﺎﺀ ﺑﻪ ﳛﺼﻞ ﲟﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻫﺒﺖ ﻣﺎ ﻭﺻﺤﺤﺖ ﻭﺍﻟﻜﻮﻓﻴﲔ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﲔ ﻣﻦ ﻭﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﻬﻠﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻞ ﺍﻹﺳﻬﺎﺏ ﻣﻦ ﻭﺃﻋﻔﻴﺘﻪ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺇﱃ ﻛﻔﻪ ﺫﻟﻚ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺑﻮﺍﺿﺢ ﻋﺪﺍﻩ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﻭﻧﻌﻢ ﺣﺴﱯ ﻭﻫﻮ ﺑﻪ ﻳﻨﻔﻊ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻜﻠﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﺃﺷﺒﻪ ﻭﻣﺎ ﻭﺛﻔﻦ ﻭﺛﻔﻨﺔ ﻭﻟﱭ ﻭﻟﺒﻨﺔ ﻭﻧﺒﻖ ﻧﺒﻘﺔ ﻛﻘﻮﻟﻚ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺗﻪ ﺟﻨﺲ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻜﻠﻢ ﻗﻴﻞ ﺍﻟﻜﻠﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﺋﻞ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻠﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﳛﺴﻦ ﻣﻌﲎ ﻋﻠﻰ ﺑﺘﺄﻟﻴﻔﻪ ﺩﺍﻻ ﺍﳊﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﻠ ﺃﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻗﻴﻞ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﻻ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻓﻼ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﻏﲑ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﳜﻄﺮ ﻣﺎ ﲨﻴﻊ ﻋﻦ ﻳﻌﱪ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻷﻧﺎ ﻗﻴﻞ ﳍﺎ ﺭﺍﺑﻊ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻥ ﻗﻠﺘﻢ ﻓﻠﻢ ﻗﻴﻞ ﻓﺈﻥ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﺒﻘﻲ ﺭﺍﺑﻊ ﻗﺴﻢ ﻫﻬﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻟﻮ ﺍﳋﻴﺎﻝ ﻭﻳﺘﻮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﺳﻘﻂ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺗﺮﻯ ﺃﻻ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻜﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﲨﻴﻊ ﻋﻦ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡﺬﻩ ﻋﱪ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻘﻂ ﻣﺎ ﺑﺈﺯﺍﺀ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﳝﻜﻦ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﺒﻘﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻓﺴﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺇﻻ ﻟﻴﺲ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﻮﻥ ﻓﺬﻫﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻮﻳﻮﻥ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻗﻴﻞ ﺍﲰﺎ ﺍﻻﺳﻢ ﲰﻲ ﻗﻴﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﲰﺎ ﲰﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻮﺟﻬﲔ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﲰﺎ ﻓﺴﻤﻲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﲢﺘﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻼ ﻣﺴﻤﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﲰﻲ ﺃﻧﻪ ﺇﺣﺪﳘﺎ ﻣﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻗﺎﺋﻢ ﺯﻳﺪ ﳓﻮ ﺍﻻﺳﻢ ﻭﻫﻮ ﻋﻨﻪ ﻭﳜﱪ ﻳﻪ ﳜﱪ ﻣﺎ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺛﻼﺙ ﳍﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﻣﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺯﻳﺪ ﻗﺎﻡ ﳓﻮ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻫﻮ ﻋﻨﻪ ﳜﱪ ﻭﻻ ﺑﻪ ﳜﱪ ﺫﻟﻚ ﺃﺷﺒﻪ ﻭﻣﺎ ﻭﺑﻞ ﻫﻞ ﳓﻮ ﺍﳊﺮﻑ ﻭﻫﻮ ﻋﻨﻪ ﳜﱪ ﻭﻻ ﺑﻪ ﳜﱪ ﻭﻻ ﺑﻪ ﳜﱪ ﻭﺍﳊﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﳜﱪ ﻭﻻ ﺑﻪ ﳜﱪ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻨﻪ ﻭﳜﱪ ﻳﻪ ﳜﱪ ﺍﻻﺳﻢ ﻛﺎﻥ ﻓﻠﻤﺎ! ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﻢ ﲰﺎ ﻓﻘﺪ ﻋﻨﻪ ﺧﱪ ﺃﻭﻟﻪ ﺍﳍﻤﺰﺓ ﻭﻋﻮﺿﻮﺍ ﺁﺧﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻭ ﺣﺬﻓﻮﺍ ﺇﻻ ﲰﻮ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺃﻱ ﻭﺍﳊﺮﻑ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻭﺯﻧﻪ ﺍﲰﺎ ﺼﺎﺭ ﲰﻮ ﺍﻟﻮﺍﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻻﻣﻪ ﻣﻨﻪ ﺣﺬﻑ ﻗﺪ ﻷﻧﻪ ﺇﻓﻊ ﺣﺬﻓﻮﺍ ﺇﻻ ﻭﺳﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺔ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﲰﺔ ﻷﻧﻪ ﺍﲰﺎ ﲰﻲ ﺃﻧﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻮﻓﻴﻮﻥ ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﻮﺍ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻷﻣﻪ ﻣﻨﻪ ﺣﺬﻑ ﻗﺪ ﻷﻧﻪ ﺇﻋﻞ ﻭﻭﺯﻧﻪ ﺍﲰﺎ ﻓﺼﺎﺭ ﺍﳍﻤﺰﺓ ﻣﻜﺎ ﻋﻮﺿﻮﺍ ﺃﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻭ ﻭﺳﻢ

كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

  • Upload
    others

  • View
    10

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

لعربية: كتاب أسرار ا كتاب أيب سعيد: املؤلف عبيداهللا بن بن الوفاء حممد بن أيب لرمحن ا عبد

رب يسر و أعن قال الشيخ اإلمام العامل األوحد كمال الدين أبو الربكات عبد الرمحن ابن حممد بن أيب سعيد األنباري أدام اهللا أيامه

د واإليداء واإلعادة واإلبداء املتوحد بالذات القدمية املقدسة عن احلمد هللا كاشف الغطاء ومانح العطاء ذي اجلواحلني والفناء املنفرد بالصفات األزلية املنزهة عن الزوال والفناء والصالة على حممد سيد األنبياء وعلى آله املتقدمني وأصحابه األصفياء وبعد فقد ذكرت يف هذا الكتاب املوسوم باسرار العربية كثريا من مذاهب النحويني

واملتأخرين من البصريني والكوفيني وصححت ما ذهبت إليه منها مبا حيصل به شفاء الغليل و أوضحت فساد ما عداه بواضح التعليل ورجعت يف ذلك كفه إىل الدليل وأعفيته من اإلسهاب والتطويل وسهلته على املتعلم غاية

التسهيل قال تعاىل ينفع به وهو حسيب ونعم الوكيل

باب علم ما الكلم

إن قال قائل ما الكلم قيل الكلم اسم جنس واحدته كلمة كقولك نبقة ونبق ولبنة ولنب وثفنة وثفن وما أشبه ذلك فإن قيل ما الكالم قيل ما كان من احلروف داال بتأليفه على معىن حيسن السكوت عليه فإن قيل ما الفرق بني الكلم

م ينطلق على املفيد وعلى غري املفيد وأما الكالم فال ينطلق إال على املفيد خاصة والكالم قيل الفرق بينهما أن الكلفإن قيل فلم قلتم ان أقسام الكالم ثالثة ال رابع هلا قيل ألنا وجدنا هذه األقسام الثالثة يعرب هبا عن مجيع ما خيطر

كن التعبري عنه أال ترى أنه لو سقط آخر بالبال ويتوهم يف اخليال ولو كان ههنا قسم رابع لبقي يف النفس شيء ال ميهذه األفسام الثالثة لبقي يف النفس شيء ال ميكن التعبري عنه بإزاء ما سقط فلما عرب هبذه األقسام عن مجيع األشياء

دل على أنه ليس إال

أنه مسى امسا هذه األقسام الثالثة فإن قيل مل مسي االسم امسا قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب البصريون إىل لوجهني

إحدمها أنه مسي على مسماه وعال على ما حتته من معناه فسمي امسا لذلك والوجه الثاين أن هذه األقسام الثالثة هلا ثالث مراتب فمنها ما خيرب يه وخيرب عنه وهو االسم حنو زيد قائم ومنها ما

خيرب به وال خيرب عنه وهو احلرف حنو هل وبل وما أشبه ذلك خيرب به وال خيرب عنه وهو الفعل حنو قام زيد ومنها ما ال خرب عنه فقد مسا االسم على ! فلما كان االسم خيرب يه وخيرب عنه والفعل خيرب به وال خيرب عنه واحلرف ال خيرب به وال

صار امسا ووزنه الفعل واحلرف أي ارتفع واألصل فيه مسو إال أهنم حذفوا الواو من آخره وعوضوا اهلمزة يف أوله ف إفع ألنه قد حذف منه المه اليت هي الواو يف مسو

وذهب الكوفيون إىل أنه مسي امسا ألنه مسة على املسمى يعرف هبا والسمة العالمة واألصل فيه وسم إال أهنم حذفوا و يف وسم الواو من أوله و عوضوا مكاهنا اهلمزة فصار امسا ووزنه إعل ألنه قد حذف منه ألمه اليت هي الوا

Page 2: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

مله والصحيح ما ذهب إليه البصريون وما ذهب إليه الكوفيون وان كان صحيحا من جهة املعىن إال أنه فاسد من جهة التصريف وذلك من أربعة أوجه الوجه األول أنك تقول يف تصغريه مسي حنو حنو وحين وقنو وقين ولو كان

عدة وعيدة و يف تصغري زنة وزينة فلما قيل مسي دل مأخوذا من السمة لوجب أن تقول وسيم كما تقول يف تصغريعلى أنه من السمو ال من السمة وكان األصل فيه مسيو إال أنه ملا اجتمعت الياء والواو والسابق منهما ساكن قلبوا

الواو ياء وجعلومها ياء مشددة كما قالوا سيد وهني وميت واألصل فيه سيود وهيون وميوت إال أنه ملا اجتمعت لياء والواو والسابق منهما ساكن قلبوا الواو ياء وجعلومها ياء مشددة وقلبوا الواو إىل الياء ومل يقلبوا الياء إىل ا

الواو ألن الياء أخف والواو اثقل فلما وجب قلب إحدمها إىل اآلخر كان قلب الواو اليت هي اثقل إىل الياء اليت هي ه أمساء حنو حنو و أحناء وقنو وأقناء و لو كان مأخوذا من السمة أخف أوىل الوجه الثاين أنك تقول يف تكسري

لوجب أن تقول يف تكسريه أوسام فلما قيل أمساء دل على أنه من السمو ال من السمة وكان األصل فيه أمساو إال و كساو و أنه ملا وقعت الواو طرفا وقبلها ألف زائدة قلبت مهزة كما قالوا حذاء وكساء ومساء واألصل فيه حذاو

مساو إال أنه ملا وقعت الواو

طرفا وقبلها ألف زائدة قلبت مهزة وقيل قلبت ألفا ألهنا ملا كانت متحركة وقبل األلف فتحة الزمة قدروا أهنا قد حتركت وانفتح ما قبلها ألن األلف ملا

ألفا فاجتمع ألفان ألف زائدة كانت خفية زائدة ساكنة واحلرف الساكن حاجز غري حصني مل يعتدوا هبا فقلبوا الواووألف منقلبة واأللفان ساكنان ومها ال جيتمعان فقلبت املنقلبة مهزة اللتقاء الساكنني وكان قلبها إىل اهلمزة أوىل ألهنا

اقرب احلروف إليها والوجه الثالث أنك تقول أمسيته ولو كان مأخوذا من السمة لوجب أن تقول ومسته فلما قيل أنه من السمو ال من السمة وكان األصل فيه أمسوت إال أنه ملا وقعت الواو رابعة قلبت ياء كما أمسيته دل على

قالوا أدعيت وأغزيت وأشقيت واألصل فيه أدعوت وأغزوت وأشقوت إال أنه ملا وقعت الواو رابعة قلبت ياء وإمنا زو ويشقو وإمنا قلبت ياء يف املضارع قلبت باء محال على املضارع حنو يدعى ويغزى ويشقى واألصل فيه يدعو ويغ

للكسرة قبلها فأما تغازيت وترجيت فإمنا قلبت الواو فيهما ياء وان مل تقلب ياء يف لفظ املضارع ألن األصل يف تفاعلت فاعلت ويف تفعلت فعلت وفاعلت وفعلت جيب قلب الواو فيهما ياء فكذلك تفاعلت وتفعلت و

زة التعويض ومهزة التعويض إمنا الوجه الرابع أنك جتد يف أوله مه

تكون فيما حذف منه المه ال فاؤه أال ترى أهنم ملا حذفوا الواو اليت هي الالم من بنو عوضوا اهلمزة يف أوله فقالوا ابن وملا حذفوا الواو اليت هي الفاء من عدة وحنو ذلك مل يعوضوا اهلمزة يف أوله فلما عوضوا اهلمزة ههنا يف أوله

ن األصل فيه مسو كما أن األصل يف ابن بنو إال أهنم ملا حذفوا الواو اليت هي الالم عوضوا اهلمزة يف أوله دل على أفقالوا اسم فدل على أنه مشتق من السمو ال من السمة السمة ومما يؤيد أنه مشتق من السمو ال من السمة أنه قد

حتركت الواو و انفتح ما قبلها قلبوها ألفا وحذفوا جاء يف اسم مسي على وزن هدي واألصل فيه مسو إال أنه ملا األلف لسكوهنا وسكون التنوين فصار مسي

باسم الذي يف كل سورة مسه -الرجز -ويف االسم مخس لغات اسم واسم وسم وسم ومسي قال الشاعر من من الرجز -ويروي مسه وقال اآلخر

Page 3: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

-من الرجز -وقال اآلخر ) مسه يدعى أبا السمح وقرضاب... وعامنا اعجبنا مقدمه ( وكسرت اهلمزة يف اسم حملا لكسرة سينه يف مسو ألنه األصل ) آثرك اهللا به ايثاركا ... واهللا أمساك مسي مباركا (

وضمت اهلمزة يف اسم حملا لضمة سينه يف مسو ألنه أصل ثان واالذي يدل على ذلك اللغتان األخريان ومها سم وسم افع ووزن سم فع ووزن -بضم اهلمزة -ما وبقيت فاؤمها على حركتها يف األصلني ووزن اسم فإهنما حدفت المه

سم فع ووزن مسي فعل فإن قيل ما حد االسم قيل كل لفظة دلت على معىن حتتها غري مقترن بزمان حمصل وقيل ما عه دل على معىن وكان ذلك املعىن شخصا أو غري شخص وقيل ما استحق اإلعراب يف أول وض

وقد ذكر فيه النحويون حدودا كثرية تنيف على سبعني حدا وأحصرها أن نقول كل لفط دل على

معىن مفرد ميكن أن يفهم بنفسه وحده من غري أن يدل ببنيته ال بالعرض على الزمان احملصل بويه وإمنا اكتفى فيه الذي فيه ذلك املعىن فهذا احلد أحصر وغريه أخصر ومنهم من قال ال حد له وهلذا مل حيده سي

باملثال فقال االسم رجل وفرس فإن قيل ما عالمات االسم قيل عالمات االسم كثرية فمنها ا األلف والالم حنو الرجل والغالم ومنها التنوين حنو رجل وغالم ومنهاحرف اجلر حنو من زيد وإىل عمرو ومنها التثنية حنو الزيدان

والعمرون ومنها النداء حنو يا زيد ويا عمرو ومنها الترخيم حنو يا حار ويا مال والعمران ومنها اجلمع حنو الزيدونيف ترخيم حارث ومالك وقد قرأ بعض السلف ونادوا يا مال ليقض علينا ربك ومنها التصغري حنو زييد وعمري يف

زيد العاقل ومنها تصغري زيد وعمرو ومنها النسب حنو زيدي وعمري يف النسب إىل زيد وعمرو ومنهاالوصف حنو أن يكون فاعال أو مفعوال حنو ضرب زيد عمرا ومنها أن يكون مضافا أو مضافا إليه حنو غالم زيد وثوب خز ومنها

أن يكون خمربا عنه كما بينا فهذه معظم عالمات االسم

ى نفس الضرب فإن قيل مل مسي الفعل فعال قيل ألنه يدل على الفعل احلقيقي أال ترى أنك إذا قلت ضرب دل علالذي هو الفعل يف احلقيقة فلما دل عليه مسي به ألهنم يسمون الشيء بالشيء اذا كان منه بسبب وهو كثري يف

كالمهم فإن قيل فما حد الفعل قيل حد الفعل كل لفظة دلت على معىن حتتها مقترن بزمان حمصل وقيل ما أسند إىل حبدود كثرية فإن قيل ما عالمات الفعل قيل عالمات الفعل شيء ومل يسند إليه شيء وقد حده النحويون أيضا

كثرية فمنها قد والسني وسوف حنو قد قام وسيقوم وسوف يقوم ومنها تاء الضمري وألفه و واوه حنو قمت و قاما خلفيفة وقاموا ومنها تاء التأنيث الساكنة حنو قامت وقعدت ومنها أن اخلفيفة املصدرية حنو أريد أن تفعل و منها إن ا

الشرطية حنو إن تفعل أفعل ومنها مل حنو مل يفعل وما أشبه ذلك ومنها التصرف حنو فعل يفعل و كل األفعال إال تتصرف ستة أفعال و هي نعم و بئس و عسى و ليس وفعل التعجب و حبذا وفيها كلها خالف

حرفا قيل ألن احلرف يف اللغة هو الطرف و هلا كلها أيواب نذكرها فيها إن شاء اهللا تعاىل فإن قيل مل مسي احلرف ومنه يقال حرف اجلبل أي طرفه فسمي حرفا ألنه يأيت يف طرف الكالم

فإن قيل فما حده قيل ما جاء ملعىن يف غريه وقد حده النحويون أيضا حبدود كثرية ال يليق ذكرها هبذا املختصر فإن املعمل هو احلرف املختص كحرف اجلر وحرف اجلزم قيل فإىل كم ينقسم احلرف قيل إىل قسمني معمل ومهمل ف

واملهمل غري املختص كحرف االستفهام وحرف العطف مث احلروف املعملة واملهملة كلها تنقسم إىل ستة أقسام فمنها ما يغري اللفظ واملعىن ومنها ما يغري اللفظ دون املعىن ومنها ما يغري املعىن دون اللفظ ومنها ما يغري اللفظ

Page 4: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ىن وال يغري احلكم ومنها ما يغري احلكم وال يغري ال لفظا وال معىن ومنها ما ال يغري ال لفظا وال معىن وال حكما واملعفأما ما يغري اللفظ واملعىن فنحو ليت تقول ليعت زيدا منطلق ف ليت قد غريت اللفظ وغريت املعىن أما تغيري اللفظ

عىن فألهنا أدخلت يف الكالم معىن التمين وأما ما يغري اللفظ دون فألهنا نصبت االسم ورفعت اخلرب وأما تغيري املاملعىن فنحوا إن تقول إن زيدا قائم ف أن قد غريت اللفظ ألهنا نصبت االسم ورفعت اخلرب ومل تغري املعىن ألن

ول هل زيد قائم ف معناها التأكيد والتحقيق وتأكيد الشيء ال يغري معناه وأما ما يغري املعىن دون اللفظ فنحو هل تقهل قد غريت املعىن ألهنا نقلت الكالم من اخلرب الذي حيتمل الصدق والكذب إىل االستخبار الذي ال حيتمل صدقا وال كذبا ومل تغري اللفظ ألن االسم بعد دخوهلا مرفوع باالبتداء كما كان يرتفع به قبل دخوهلا وأما ما يغري اللفظ

لالم يف قوهلم ال يدي لزيد فالالم ههنا غريت اللفظ جلرها االسم وغريت املعىن واملعىن وال يغري احلكم فنحو ا إلدخال معىن

االختصاص ومل تغري احلكم ألن احلكم حذف النون لالضافة وقد بقي احلذف بعد دخلوها كما كان قبل دخوهلا فلم إذا جاءك املنافقون قالوا نشهد ( قوله تعاىل تغري احلكم وأما ما يغري احلكم وال يغري ال لفظا وال معىن فنحو الالم يف

فالالم ههنا ما غريت ال لفظا وال معىن ) أنك لرسول اهللا واهللا يعلم أنك لرسوله واهللا يشهد أن املنافقني لكاذبون ولكن غريت احلكم ألهنا علقت الفعل عن العمل ا وأما ما ال يغري ال لفظا وال معىن وال حكما فنحو ما يف قوله

اىل ء فبما رمحة من اهللا لنت هلم ف ههنا ما غريت ال لفظا وال معىن وال حكما ألن التقدير فربمحة من اهللا لنت هلم تعفإن قيل كيف اسم أو فعل أو حرف قيل اسم والدليل على ذلك من وجهني أحدمها أنه قد جاء عن بعض العرب

على أهنا اسم إال أن هذا الوجه ضعيف ألن دخول أنه قال على كيف تبيع األمحرين ودخول حرف اجلر عليها يدل حرف اجلر عليها إمناجاء شاذا

و هو أنا نقول ال ختلو كيف من أن -وهو الصحيح -والوجه الثاين

تكون امسا أو فعال أو حرفا بطل أن يقال هي حرف ألن احلرف ال يفيد مع كلمة واحدة و كيف تفيد مع كلمة يف زيد فيكون كالما مفيدا فإن قيل فقد أفاد احلرف مع كلمة واحدة يف النداء حنو يا واحدة أال ترى أنك تقول ك

زيد قيل إمنا حصلت الفائدة يف النداء مع كلمة واحدة ألن التقدير يف قولك يا زيد أدعو زيدا أو أنادي زيدا يكون حرفا وبطل أيضا أن فحصلت الفائدة باعتبار اجلملة املقدرة ال باعتبار احلرف مع كلمة واحدة فبطل أن

يكون فعال ألنه ال خيلو إما أن يكون فعال ماضيا أو مضارعا أو أمرا بطل أن يكون فعال ماضيا ألن أمثلة الفعل املاضي ال ختلو إما أن تكون على وزن فعل كضرب أو على فعل كمكث أو على فعل كسمع وعلم و كيف على

يكون فعال مضارعا ألن الفعل املضارع ما كانت يف أوله إحدى وزن فعل فبطل أن يكون فعال ماضيا وبطل أنالزوائد األربع وهي اهلمزة والنون والتاء والياء و كيف ليس يف أوله إحدى هذه الزوائد األربع فبطل أن يكون

وإذا بطل فعال مضارعا وبطل أن يكون أمرا ألنه يفيد االستفهام وفعل األمر ال يفيد االستفهام فبطل أن يكون أمرا أن يكون فعال ماضيا أو مضارعا أو أمرا بطل أن يكون فعال والذي يدل أيضا على أنه ليس بفعل أنه يدخل على

الفعل يف حنو قولك كيف تفعل كذا ولو كان فعال ملا دخل على الفعل ألن الفعل ال يدخل على الفعل وإذا بطل أن يكون فعال أو

Page 5: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

عالمة االسم ال حتسن فيه كما ال حيسن فيه عالمة الفعل واحلرف فلم جعلتموه حرفا وجب أن يكون امسا فإن قيل فامسا ومل جتعلوه فعال أو حرفا قيل ألن االسم هو األصل والفعل واحلرف فرع فلما وجب محله على أحد هذه

دم االسم على األقسام الثالثة كان محله على االسم الذي هو األصل أوىل من محله على ما هو فرع فإن قيل فلم قالفعل والفعل على احلرف قيل إمنا قدم االسم على الفعل ألنه األصل ويستغين بنفسه عن الفعل حنو قولك زيد قائم وآخر الفعل عن االسم ألنه فرع عليه وال يستغين عنه فلما كان االسم هو األصل ويستغين عن الفعل والفعل فرع

و إمنا قدم الفعل على احلرف ألن الفعل يفيد مع اسم واحد حنو قام زيد عليه ومفتقر إليه كان االسم مقدما عليه وآخر احلرف عن الفعل ألنه ال يفيد مع اسم واحد فإنك لو قلت بزيد أو لزيد من غري أن تعلق احلرف بشيء مل

اعرفه تصب يكن مفيدا فلما كان الفعل يفيد مع اسم واحد واحلرف ال يفيد مع اسم واحد كان الفعل مقدما عليه ف إن شاء اهللا تعاىل

باب اإلعراب و البناء إن قال قائل مل مسي اإلعراب إعرابا والبناء بناء قيل أما اإلعراب ففيه ثالثة أوجه إحدها أن يكون مسي بذلك ألنه يبني املعاين مأخوذ من قوهلم أعرب الرجل عن حجته إذا بينها ومنه قوله

-من الطويل -ويوضح قال الشاعر الثيب يعرب عنها لساهنا أي يبني فلما كان اإلعراب يعني املعاين مسي إعرابا ) وجدنا لكم يف آل حم آية تأوهلا منا تقي ومعرب (

والوجه الثاين أن يكون مسي إعرابا ألنه تغري يلحق أو آخر الكلم من قوهلم عربت معدة الفصيل إذا تغريت فإن قيل يل معناه الفساد فكيف يكون اإلعراب مأخوذا منه قيل معىن قولك أعربت العرب يف قوهلم عربت معدة الفص

الكالم أي أزلت عربه وهو فساده وصار هذا كقولك أعجمت الكتاب إذا أزلت عجمته وأشكيت الرجل إذا أي أزيل خفاءها وهذه ) إن الساعة آتية أكاد أخفيها ( أزلت شكايته و على هذا محل بعض املفسرين قوله تعاىل

اهلمزة تسمى مهزة السلب والوجه الثالث أن يكون مسي إعرابا ألن املعرب للكالم كأنه يتحبب إىل السامع باعرابه أي متحببات إىل أزواجهن فلما ) عربا أترابا ( من قوهلم امرأة عروب إذا كانت متحببه إىل زوجها قال اهللا تعاىل

مسي إعرابا كان املعرب للكالم كأنه يتحبب إىل السامع بإعرابهوأما البناء أما البناء فهو منقول من هذا البناء املعروف للزومه وثبوته فإن قيل فما حد اإلعراب والبناء قيل أما

اإلعراب فحده اختالف أواخر الكلم باختالف العوامل لفظا أو تقديرا وأما البناء فحده لزوم أواخر الكلم حبركة أو سكون

ب والبناء قيل مثانية أربعة لإلعراب و أربعة للبناء فألقاب اإلعراب رفع ونصب وجر فإن قيل كم ألقاب اإلعرا وجزم

وألقاب البناء ضم وفتح وكسر ووقف ا وهي وإن كانت مثانية يف املعىن فهي أربعة يف الصورة فإن قيل فلم كانت كسر فالضم من الشفتني والفتح من أربعة قيل ألنه ليس إال حركة أو سكون فاحلركة ثالثة أنواع الضم والفتح وال

أقصى احللق واجلر من وسط الفم والسكون هو الرابع فإن قيل هل حركات اإلعراب أصل حلركات البناء أو حركات البناء أصل حلركات اإلعراب قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب بعض النحويني إىل أن حركات

ألن األصل يف حركات اإلعراب أن تكون لألمساء وهي األصل اإلعراب هي األصل وأن حركات البناء فرع عليهافكانت أصال واألصل يف حركات البناء أن تكون لألفعال واحلروف وهي الفرع فكانت فرعا وذهب آخرون إىل

Page 6: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ألن حركات البناء ال تزول وال تتغري عن حاهلا ! أن حركات البناء هي األصل وأن حركات اإلعراب فرع عليها عراب تزول وتتغري ال يتغري أوىل بأن يكون أصال مما يتغري وحركات اإل

فإن قيل هل اإلعراب والبناء عبارة عن هذه احلركات أو عن غريها قيل اإلعراب والبناء ليسا عبارة عن هذه احلركات و إمنا مها معنيان يعرفان

بالقلب ليس للفظ فيهما حظ أواخر الكلم باختالف العوامل ويف حد البناء لزوم أواخر الكلم أال ترى أنك تقول يف حد اإلعراب هو اختالف

حركة أو سكونا وال خالف أن االختالف واللزوم ليسا بلفظني وإمنا مها معنيان يعرفان بالقلب ليس للفظ فيهما حظ والذي يدل على ذلك أن هذه احلركات إذا وجدت بغري صفة االختالف مل تكن لألعراب و إذا وجدت بغري

ة اللزوم مل تكن للبناء فدل على أن اإلعراب هو االختالف والبناء هو اللزوم والذي يدل على صحة هذا صفإضافة هذه احلركات إىل اإلعراب والبناء فيقال حركات اإلعراب وحركات البناء ولو كانت احلركات أنفسها هي

ال جتوز أال ترى أنك لو قلت حركات اإلعراب أو البناء ملا جاز أن يضاف إليه ألن إضافة الشيء إىل نفسهاحلركات مل جيز فلما جاز أن يقال حركات اإلعراب وحركات البناء دل على أهنما غريها فاعرفه تصب إن شاء اهللا

تعاىل

باب املعرب و املبين

وهو على ضربني إن قال قائل ما املعرب واملبين قيل أما املعرب فهو ما تغري آخره بتغري العامل فيه لفظا أو تقديرااسم متمكن وفعل مضارع فاالسم املتمكن ما مل يشابه احلرف ومل يتضمن معناه والفعل املضارع ما كانت يف أوله

إحدى الزوائد األربع و هي اهلمزة والنون والتاء و ا لياء فإن قيل مل زيدت هذه األحرف دون غريها قيل ألن والياء واأللف إال أن األلف ملا مل ميكن زيادهتا أوال ألن األلف ال األصل أن تزاد حروف املد واللني وهي الواو

تكون إال ساكنة واالبتداء بالساكن حمال أبدلوا منها اهلمزة لقرب خمرجيهما ألهنما هوائيان خيرجان من أقصى احللق وا منها التاء ألهنا تبدل وكذلك الواو ايضا ملا مل ميكن زيادهتا أوال ألنه ليس يف كالم العرب واو زيدت أوال أبدل

منها كثريا أال ترى أهنم قالوا تراث

-من الرجز -وجتاه وختمة وهتمة وتيقور وتوجل قال الشاعرا ... ) متخذا من عضوات توجلا (

وهو بيت الصائد واألصل وراث ووجاه وومخة وومهة وويقور ألنه من الوقار وووجل ألنه من الولوج فأبدلوا التاء او يف هذه املواضع كلها وكذلك ههنا من الو

وأما الياء فزيدت ألهنا مل يعرض فيها ما مينع من زيادهتا كما عرض يف األلف والواو وأما النون فإمنا زيدت ألهنا تشبه حروف املد واللني وتزاد معها يف باب الزيدين و الزيدين التاء مث الياء وذلك ألن اهلمزة للمتكلم وحده والنون والتحقيق يف ترتيب هذه األحرف أن تقدم اهلمزة مث النون مث

للمتكلم وملن معه والتاء للمخاطب والياء للغائب واألصل أن خيرب اإلنسان عن نفسه مث عن نفسه وعمن معه مث املخاطب مث الغائب فهذا هو التحقيق يف ترتيب هذه األحرف يف أول الفعل املضارع

Page 7: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

على االسم يف اإلعراب أم هو اصل فيه قيل ال بل هو حممول على االسم يف فإن قيل فالفعل املضارع حممولاإلعراب وليس بأصل فيه ألن األصل يف اإلعراب أن يكون لألمساء دون األفعال واحلروف وذلك ألن األمساء

عض يدلك على تتضمن معاين خمتلفة حنو الفاعلية واملفعولية واإلضافة فلو مل تعرب اللتبست هذه املعاين بعضها ببذلك أنك لو قلت ما أحسن زيدا لكنت متعجبا ولو قلت ما أحسن زيد لكنت نافيا ولو قلت ما أحسن زيد لكنت

مستفهما ا فلو مل تعرب يف هذه املواضع اللتبس التعجب بالنفي والنفي باالستفهام واشتبهت هذه املعاين بعضها ببعض وإزالة االلتباس واجب

ف فإهنا تدل على ما وضعت له بصيغها فعدم اإلعراب ال خيل مبعانيها وال يورث لبسا فيها وأما األفعال واحلروواإلعراب زيادة واحلكيم ال يزيد شيئا لغري فائدة فإن قيل فإذا كان األصل يف الفعل املضارع أن يكون مبنيا فلم

راب ألنه ضارع االسم وهلذا مسي محل على االسم يف اإلعراب قيل إمنا محل الفعل املضارع على االسم يف اإلعمضارعا واملضارعة املشاهبة ومنها مسي الضرع ضرعا ألنه يشابه أخاه ووجه املشاهبة بني هذا الفعل واالسم من مخسة

أوجه الوجه األول أنه يكون شائعا فيتخصص كما أن االسم يكون شائعا فيتخصص أال ترى أنك تقول يقوم أدخلت فيصلح للحال واالستقبال فإذا

عليه السني أو سوف اختص باالستقبال كما أنك تقول رجل فيصلح جلميع الرجال فإذا أدخلت عليه األلف والالم اختص برجل بعينه فلما اختص هذا الفعل بعد شياعه كما أن االسم خيتص بعد شياعه فقد شاهبه من هذا والوجه

االسم أال ترى أنك تقول أن زيدا ليقوم كما تقول أن زيدا الوجه الثاين أنه تدخل عليه الم االبتداء كما تدخل علىلقائم والم االبتداء ختتص باألمساء فلما دخلت على هذا الفعل دل على مشاهبة بينهما والذي يدل على ذلك أن

يا فعل األمر والفعل املاضي ملا بعدا عن شبه االسم مل تدخل هذه الالم عليهما أال ترى أنك لو قلت ألكرم زيدا عمرو أو إن زيدا لقام لكان خلفا من القول والوجه الثالث أن هذا الفعل يشترك فيه احلال واالستقبال فأشبه

األمساء املشتركة كالعني ينطلق على العني الباصرة وعلى عني املاء وعلى غري ذلك و الوجه الرابع أنه يكون صفة مررت برجل ضارب كما يكون االسم كذلك تقول مررت برجل يضرب كما تقول

فقد قام يضرب مقام ضارب والوجه اخلامس أن الفعل املضارع جيري على اسم الفاعل يف حركاته وسكونه أال ترى أن يضرب على وزن ضارب يف حركاته وسكونه وهلذا عمل اسم الفاعل عمل الفعل فلما أشبه الفعل املضارع

االسم

الرفع والنصب واجلزم ولكل واحد من هذه األنواع عامل خيتص من هذه األوجه استحق مجلة اإلعراب الذي هو به أما عامل الرفع فاختلف النحويون فيه فذهب البصريون إىل أنه يرتفع لقيامه مقام االسم وهو عامل معنوي ال يقوم لفظي فأشبه االبتداء وكما أن االبتداء يوجب الرفع فكذلك ما أشبهه فإن قيل هذا ينتقض بالفعل املاضي فإنه

مقام االسم وال يرتفع قيل إمنا مل يرتفع ألنه مل يثبت له استحقاق مجلة اإلعراب فلم يكن هذا العامل موجبا له الرفع ألنه نوع منه خبالف الفعل املضارع فإنه يستحق مجلة اإلعراب للمشاهبة اليت ذكرناها قبل فبان الفرق بينهما وأما

أنه يرتفع بالزائد يف أوله وذهب الفراء إىل أنه يرتفع لسالمته من العوامل الكوفيون فاختلفوا فذهب الكسائي إىلالناصبة واجلازمة فأما قول الكسائي فظاهر الفساد ألنه لو كان الزائد يف أوله ا هو املوجب للرفع لوجب أال جيوز

نصب الفعل وال جزمه مع وجوده ألن عامل النصب واجلزم ال يدخل

Page 8: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

وجب نصبه بدخول النواصب و جزمه بدخول اجلوازم دل على أن الزائد ليس هو العامل على عامل الرفع فلماوأما قول الفراء فال ينفك من ضعف وذلك ألنه يؤدي إىل أن يكون النصب واجلرم قبل الرفع ألنه قال لسالمته

ما عوامل النصب فنحو ملي العوامل الناصبة واجلازمة والرفع قبل النصب واجلزم فلهذا كان هذا القول ضعيفا وأ أن ولن وكي وإذن وأما عوامل اجلزم فنحو مل وملا والم األمر وال يف النهى

ولعوامل النصب واجلزم موضع نذكرها فيه إن شاء اهللا تعاىل وأما املبين فهو ضد املعرب وهو ما مل يتغري آخره بتغري فأما االسم غري املتمكن فنحو من وكم وقبل وبعد العامل فيه فمن ذلك االسم غري املتمكن و الفعل غري املضارع

وأين كيف وأمس وهؤالء وإمنا بنيت هذه األمساء ألهنا أشبهت احلروف أو تضمنت معناها فأما من فإهنا بنيت ألهنا ال ختلو إما أن تكون استفهامية أو شرطيه أو امسا موصوال أو نكرة موصوفة فإن كانت استفهامية فقد تضمنت معىن

االستفهام وان كانت شرطية فقد تضمنت معىن حرف الشرط وإن كانت امسا موصوال فقد تنزلت منزلة حرف بعض الكلمةا وبعض الكلمة مبين وان كانت نكرة موصوفة فقد تنزلت منزلة املوصولة وأما كم فإمنا بيت ألهنا ال

ختلو إما أن تكون استفهامية او خربية فإن

معىن حرف االستفهام وإن كانت خربية فهي نقيضة رب ألن رب للتقليل و كم كانت استفهامية فقد تضمنت للتكثري وهم حيملون الشيء على ضده كما حيملونه على نظريه وبنيت من و كم على السكون ألنه األصل يف البناء

ومل يعرض فيهما ما يوجب بناءمها على حركة فبقيا على األصل صل فيهما أن يستعمال مضافني إىل ما بعدمها فلما اقتطعا عن اإلضافة واملضاف مع وأما قبل وبعد فإمنا بنيا ألن األ

األمر من قبل ومن ( املضاف إليه مبنزلة كلمة واحدة تنزال منزلة بعض الكلمة وبعض الكلمة مبين قال اهللا تعاىل هللا ء فوجب أن يبنيا على حركة متييزا و إمنا بنيا على حركة ألن كل واحد منهما كان له حالة إعراب قبل البنا) بعد

هلما على ما بين وليس له حالة إعراب حنو من وكم وقيل إمنا بنيا على حركة اللتقاء الساكنني والقول الصحيح هو األول فإن قيل فلم كانت احلركة ضمة قيل لوجهني أحدمها أنه ملا حذف املضاف إليه بنيا على أقوى احلركات وهي

ذوف وتقوية هلما الضمة تعويضا عن احمل

والوجه الثاين إمنا بنومها على الضم ألن النصب واجلر يدخلهما حنو جئت قبلك ومن قبلك وأما الرفع فال يدخلهما البتة فلو بنومها على الفتح أو الكسر اللتبست حركة اإلعراب حبركة البناء فبنومها على حركة ال تدخلهما وهي

ركة البناء وأما أين و كيف فإمنا بنيا ألهنما تضمنا معىن حرف االستفهام ألن الضمة لئال تلتبس حركة اإلعراب حبأين سؤال عن املكان و كيف سؤال عن احلال فلما تضمنا معىن حرف االستفهام وجب أن يبنيا وإمنا بنيا على

هنا تضمنت معىن الم حركة اللتقاء الساكنني وإمنا كانت احلركة فتحة ألهنا أخف احلركات وأما أمس فإمنا بنيت ألالتعريف ألن األصل يف أمس األمس فلما تضمنت معىن الالم تضمنت معىن احلرف فوجب أن تبىن وإمنا بنيت على حركة اللتقاء الساكنني وإمنا كانت احلركة كسرة ألهنا األصل يف التحريك اللتقاء الساكنني ومن العرب من جيعل

من الرجز - مصروفة قال الشاعر أمس معدولة عن الم التعريف فيجعلها غري

وأما هؤالء فإمنا بنيت لتضمنها معىن حرف االشارة وأن مل ) لقد رأيت عجبا مذ أمسا عجائزا مثل السعايل قعسا ( ينطق به ألن األصل يف اإلشارة أن تكون باحلرف كالشرط والنفي والتمين والعطف إىل غري ذلك من املعاين إال أهنم

Page 9: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

لك ضمنوا هؤالء معىن حرف اإلشارة فبنوها ونظري هؤالء ما اليت يف التعجب فإهنا بنيت لتضمنها معىن ملا مل يفعلوا ذحرف التعجب وان مل يكن له حرف ينطق به ألن األصل يف التعجب أن يكون باحلرف كغريه من املعاين إال أهنم ملا

ا تضمنت معىن حرف االستفهام والشرط مل يفعلوا ذلك ضمنوا ماا معىن حرف التعجب فبنوها كما بنوا ما إذفكذلك ههنا وأما الفعل غري املضارع فهو على ضربني أحدمها الفعل املاضي واآلخر فعل األمر فأما الفعل املاضي

فنحو ذهب وعلم وشرف واستخرج ودحرج واحرجنم وأما فعل األمر فنحو اذهب واعلم واشرف واستخرج املاضي على الفتح ومل بين فعل األمر على الوقف وخالف النحويني فيه يف ودحرج واحرجنم وسنذكر مل بين الفعل

بابه إن شاء اهللا تعاىل وأما احلروف فكلها مبنية مل يعرب منها شيء لبقائها على اصلها يف البناء فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب إعراب االسم

على ضربني صحيح ومعتل فالصحيح يف عرف النحويني ما مل ا املفرد إن قال قائل على كم ضربا االسم املفرد قيل يكن آخره الفا وال ياء قبلها كسرة حنو رجل وفرس وما أشبه ذلك وهو على ضربني منصرف وغري منصرف

فاملنصرف ما دخله احلركات الثالث مع التنوين حنو هذا زيد و رأيت زيدا و مررت بزيد وهذا الضرب يسمى متمكنا األمكن وقد يسمى أيضا

فإن قيل مل جعلوا التنوين عالمة للصرف دون غريه قيل ألن أوىل ما يزاد حروف املد واللني وهي األلف والياء والواو إال أهنم عدلوا عن زيادهتا إىل التنوين ملا يلزم من اعتالهلا وانتقاهلا أال ترى أهنم لو جعلوا الواو عالمة للصرف

قبلها وكذلك حكم الياء واأللف يف االعتالل واالنتقال من حال إىل حال وكان النقلبت ياء يف اجلر النكسار ماالتنوين أوىل من غريه ألنه خفيف يضارع حروف العلة أال ترى أنه غنة يف اخليشوم وأنه ال معتمد له يف احللق احلق

فأشبه األلف إذ كان حرفا هوائيا نحويون يف ذلك فإن قيل وملاذا دخل التنوين الكالم قيل اختلف ال

فذهب سيبويه إىل أنه دخل الكالم عالمة لألخف عليهم و األمكن عندهم و ذهب بعض النحويني إىل أنه دخل فرقا بني الفعل واالسم وذهب آخرون إىل أنه دخل فرقا بني ما ينصرف وما ال ينصرف وأما غري املنصرف فما مل

مررت بأمحد و إبراهيم وما أشبه ذلك وإمنا منع هذا الضرب من يدخله اجلر مع التنوين وكان ثانيا من جهتني حنو األمساء الصرف ألنه أشبه الفعل فمنع من التنوين ومنع من اجلر تبعا للتنوين ملا بينهما من املصاحبة وذهب بعض

ب يسمى النحويني إىل أنه منع اجلر ألنه أشبه الفعل والفعل ال يدخله جر وال تنوين فكذلك ما أشبهه وهذا الضراملتمكن وال يسمى أمكن و كل أمكن متمكن وليس كل متمكن أمكن فإن قيل فلم يدخل اجلر مع األلف والالم

واإلضافة قيل لألمن من دخول التنوين مع األلف والالم واإلضافة وسترى هذا يف موضعه إن شاء اهللا تعاىل واملعتل منقوص و مقصور ما كان آخره ألفا أو ياء قبلها كسرة وهو على ضربني

أما املنقوص فما كان يف آخره ياء خفيفة قبلها كسرة وذلك حنو القاضي و الداعي فإن قيل فلم مسي منقوصا قال ألنه نقص الرفع واجلر تقول هذا قاض يا فىت ومررت بقاض يا فىت واألصل هذا قاضي ومررت بقاضي إال أهنم

قيت الياء ساكنة والتنوين ساكن فحذفوا الياء اللتقاء الساكنني استثقلوا الضمة والكسرة على الياء فحذفومها فبوكان حذف الياء أوىل من حذف التنوين لوجهني أحدمها أن الياء إذا حذفت بقي يف اللفظ ما يدل عليها وهي

Page 10: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

الكسرة خبالف التنوين فإنه لو حذف مل يبق يف اللفظ ما يدل على حذفه فلما وجب حذف أحدمها كان حذف ما اللفظ داللة على حذفه أوىل يف

و الثاين أن التنوين دخل ملعىن وهو الصرف وأما الياء فليست كذلك فلما وجب حذف أحدمها كان حذف ما مل يدخل ملعىن أوىل من حذف ما دخل ملعىن وأما إذا كان منصوبا فهو مبنزلة الصحيح خلفة الفتحة فإن قيل احلركات

قوهلم باب وناب واألصل فيهما بوب ونيب إال أهنم استثقلوا الفتحة على كلها تستثقل على حرف العلة بدليلالواو والياء فقلبوا كل واحدة منهما ألفا قيل الفتحة يف هذا النحو الزمة ليست بعارضة خبالف الفتحه اليت على ياء

ثقلوها يف حنو قاض قاض فإهنا عارضة وليست بالزمة فلهذا املعىن استثقلوا الفتحة يف حنو باب وناب ومل يست

فإن وقفت على املرفوع واجملرور من هذا الضرب كان لك فيه مذهبان إسقاط الياء وإثباهتا واختلف النحويون يف األجود منهما فذهب سيبويه إىل أن حذف الياء أجود إجراء للوقف على الوصل ألن الوصل هو األصل وذهب

حذفت ألجل التنوين وال تنوين يف الوقف فوجب رد الياء وقد قرأ هبما يونس إىل أن إثبات الياء أجود ألن الياء إمنابغري ياء وقد قرأ بعضهم بالياء فإن كان منصوبا أبدلت من ) ما عندكم ينفد وما عند اهللا باق ( القراء قال تعاىل

ه ألف والم كان تنوينه ألفا كاألمساء املنصرفة الصحيحة فتقول رأيت قاضيا كما تقول رأيت ضاربا فإن كان فيحكمه يف الوصل حكم ما ليس فيه ألف والم يف حذف الضمة والكسرة ودخول الفتحة وكان لك أيضا يف الوقف يف حالة الرفع واجلر إثبات الياء و حذفها واثبات الياء أجود الوجهني ألن التنوين ال جيوز أن يثبت مع األلف والالم

وكان يعض العرب يقف بغري ياء وذلك أنه قدر حذف الياء يف قاض فإذا زالت علة إسقاط الياء وجب أن تثبتوحنوه مث أدخل عليه األلف والالم وبقي احلذف على حاله وهذا ضعيف جدا وقد قرأ به بعض القراء قال تعاىل

أجيب دعوة

وذلك ألنه ) غت التراقي كال إذا بل( فإن كان منصوبا مل يكن الوقف عليه إال بالياء قال اهللا تعاىل ) الداع إذا دعان تنزيل باحلركة منزلة احلرف الصحيح فتحصن هبا من احلذف

وأما املقصور فهو املختص بألف مفردة يف آخره حنو اهلوى واهلدى والدنيا واألخرى ومسي مقصورا ألن حركات حور ( تعاىل اإلعراب قصرت عنه أي حبست والقصر احلبس ومنه يقال امرأة مقصورة وقصرية وقصورة قال اهللا

) إيل ومل تعلم بذاك الفصائر ... أي حمبوسات وقال الشاعر وأنت اليت حببت كل قصرية ) مقصورات يف اخليام ويروي قصورة والبهاتر -من الطويل -) قصار اخلطا شر النساء البهاتر ... عنيت قصريات احلجال ومل أرد (

ى ضربني منصرف وغري منصرف فاملنصرف ما دخله التنوين وذلك القصار ويروي البحاتر ومها مبعىن واحد وهو عل حنو هذه رحى وعصا و رأيت رحى وعصا ومررت برحى وعصا

واألصل فيه رحى وعصو إال أن الياء والواو ملا حتركا وانفتح ما قبلهما قلبا ألفني وحذفت األلف منهما لسكوهنا الياء من حنو قاض فإن وقفت على شيء من هذا الضرب وسكون التنوين وكان حذفها أوىل ملا ذكرناه يف حذف

فقد اختلف النحويون فيه على مذاهب فذهب سيبويه إىل أن الوقف يف حالة الرفع واجلر على األلف املبدلة من احلرف األصلي ويف حالة النصب على

ن الوقف يف األحوال الثالثة على األلف املبدلة من التنوين محال للمعتل على الصحيح وذهب أبو عثمان املازين إىل أاأللف املبدلة من التنوين ألهنم إمنا خصوا اإلبدال حبال النصب يف الصحيح ألنه يؤدي إىل األلف اليت هي أخف

Page 11: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

احلروف ومل يبدلوا يف حالة الرفع واجلر ألنه يفضي إىل الثقل واللبس وذلك غري موجود هنا ألن ما قبل التنوين ههنا وحا فأبدلوا منه ألفا ألنه ال جيلب ثقال وال يوجب لبسا وذهب أبو سعيد السريايف إىل أن الوقف يف ال يكون إال مفت

أو أجد ( األحوال الثالثة على األلف املبدلة من احلرف األصلي وذلك ألن بعض القراء ج مييلوهنا يف قوله تعاىل ال ترى أنك لو أملت األلف يف حنو رأيت عمرا ولو كانت مبدلة من التنوين ملا جازت إمالتها أ) على النار هدى

لكان غري جائز فلما جازت اإلمالة ههنا دل على أهنا مبدلة من احلرف األصلي ال من التنوين وغري املنصرف ما مل يلحقه التنوين وذلك حنو حبلى وبشرى و سكرى وتثبت فيه األلف وصال ووقفا إذ ليس يلحقها تنوين حتذف من

ا ساكن من كلمة أخرى حذفت اللتقاء الساكنني فإن قيل مل أعربت األمساء الستة املعتلة باحلروف ا اجله فإن لقيهوهي أمساء مفردة قيل إمنا أعربت باحلروف توطئة ملا يأيت من باب التثنية واجلمع فإن قيل فلم كانت هذه األمساء

اإلضافة ومنها ما تلزمه اإلضافة أوىل بالتوطئة من غريها قيل ألن هذه األمساء منها ما تغلب عليهفما تغلب عليه اإلضافة أبوك و أخوك ومحوك وهنوك وما تلزمه اإلضافة فوك وذو مال واإلضافة فرع على اإلفراد كما أن التثنية واجلمع فرع على املفرد فلما وجدت بينهما املشاهبة من هذا الوجه كانت أوىل من غريها وملا وجب

ذه املشاهبة أقاموا كل حرف مقام ما جيانسه من احلركات فجعلوا الواو عالمة للرفع واأللف أن تعرب باحلروف هلعالمة للنصب والياء عالمة للجر وذهب الكوفيون إىل أن الواو والضمة قبلها عالمة للرفع و األلف والفتحة قبلها

قد بينا فساده يف مسائل اخلالف بني عالمة للنصب والياء والكسرة قبلها عالمة للجر فجعلوه معربا من مكانني و البصريني والكوفيني

وذهب بعض النحويني إىل أن هذه األمساء إذا كانت يف موضع رفع كان فيها نقل بال قلب وإذا كانت يف موضع نصب كان فيها قلب بال نقل و إذا كانت يف موضع جر كان فيها نقل وقلب أال ترى أنك إذا قلت هذا أبوك كان

يه هذا أبوك فنقلت الضمة من الواو إىل ما قبلها فكان فيه نقل بال قلب وإذا قلت رأيت أباك كان األصل األصل ف فيه رأيت أبوك فتحركت

الواو وانفتح ما قبلها فقلبت الواو ألفا فكان فيه قلب بال نقل وإذا قلت مررت بأبيك كان األصل فيه مررت بأبوك ا وانقلبت الواو ياء لسكوهنا وانكسار ما قبلها فكان فيه نقل وقلب وذهب فنقلت الكسرة من الواو إىل ما قبله

-من البسيط -بعض النحويني إىل أن الياء والواو واأللف نشأت عن إشباع احلركات كقول الشاعر كوا أدنو و إنين حيثما يثين اهلوى بصري من حيثما سل) يوم الفراق إىل إخواننا صور ... اهللا يعلم أنا يف تلفتنا (

و أنت من الغوائل -من الوافر -فأنظور أراد فأنظر فاشبع الضمة فنشأت الواو كما قال اآلخر يف إشباع الفتحة حني ترمي ومن ذم الرجال مبنتزاح

-من البسيط -أراد مبنتزح فأشبع الفتحة فنشأت األلف وكما قال اآلخر يف إشباع الكسرة أراد الصيارف فأشبع الكسرة فنشأت الياء ... ) ة نفى الدراهيم تنقاد الصياريف تنفي يداها احلصى يف كل هاجر(

والشواهد على إشباع الضمة والفتحة والكسرة كثرية جدا وهذا القول ضعيف ألن إشباع احلركات إمنا يكون يف حالة االختيار أن تقول ضرورة الشعر كهذه األبيات وأما يف حالة االختيار فال جيوز ذلك باإلمجاع فلما جاز ههنا يف

هذا أبوه ورأيت أباه ومررت بأبيه دل على أن هذه احلروف ما نشأت عن إشباع احلركات وقد حيكى عن بعض

Page 12: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

العرب أهنم يقولون هذا أبك و رأيت أبك ومررت بأبك من غري واو وال ألف وال ياء وحيكى عن بعض العرب أهنم يقولون هذا أباك ورأيت أباك ومررت

باأللف يف حالة الرفع والنصب واجلر كقوله ل من الرجز بأباكوالذي يعتمد عليه هو القول األول وقد بينا ذلك مستقصى يف كتابنااملوسوم ب األمساء ... ) ان أباها وابا أباها (

يف شرح األمساء إن شاء اهللا تعاىل

باب التثنية و اجلمع

نية للداللة على االثنني واصل التثنية العطف تقول قام الزيدان وذهب إن قال قائل ما التثنية قيل التثنية صيغة مبالعمران واألصل فيه قام زيد وزيد وذهب عمرو وعمرو إال أهنم حذفوا أحدمها وزادوا على اآلخر زيادة دالة على

التثنية طلبا لإلجياز واالختصار -االضطرار ويعدلون عنها إىل التكرار كقوله والذي يدل على أن األصل هو العطف أهنم يفكون التثنية يف حال

-من الرجز ) فارة مسك ذحبت يف سك ... كأن بني فكها والفك (

-من الرجز -وكقول اآلخر ليث وليث يف جمال ضنك -من الرجز -وكقول اآلخر ) كشة افعي يف يبس قف ... كان بني خلفها واخللف (

فإن قيل ما اجلمع قيل صيغة مبنية للداللة على -ر يف حالة االضطرار ألنه األصل أراد ليثان إال أنه عدل إىل التكراالعدد الزائد على االثنني واألصل فيه أيضا العطف كالتثنية إال أهنم ملا عدلوا عن التكرار يف التثنية طلبا لالختصار

كان ذلك يف اجلمع أوىل

ون احلركات قيل ألن التثنية واجلمع فرع على املفرد و فإن قيل فلم كان إعراب التثنية واجلمع باحلروف داإلعراب باحلروف فرع على احلركات فكما أعرب املفرد الذي هو األصل باحلركات اليت هي األصل فكذلك أعرب التثنية واجلمع اللذان مها فرع باحلروف اليت هي فرع فأعطي الفرع الفرع كما أعطي األصل األصل و

والياء أوىل من غريها ألهنا أشبه احلروف باحلركات كانت األلف والواوفإن قيل فلم خصوا التثنية يف حال الرفع باأللف واجلمع السامل بالواو وأشركوا بينهما يف اجلر والنصب قيل إمنا على خصوا التثنية باأللف واجلمع بالواوا ألن التثنية اكثر من اجلمع ألهنا تدخل على من يعقل وعلى ما ال يعقل و

احليوان وعلى غري احليوان من اجلماد والنبات خبالف اجلمع السامل فإنه يف األصل ألويل العلم خاصة فلما كانت التثنية أكثر واجلمع أقل جعلوا األخف وهو األلف لألكثر واألثقل وهو الواو لألقل ليعادلوا بني التثنية واجلمع وإمنا

ية واجلمع هلما ستة أحوال و ليس إال ثالثة أحرف فوقعت الشركة ضرورة أشركوا بينهما يف النصب واجلر ألن التثنفإن قيل هل النصب حممول على اجلر أو اجلر حممول على النصب قيل بل النصب حممول على اجلر ألن داللة الياء

كذلك ما على اجلر أشبه من داللتها على النصب ألن الياء من جنس الكسرة والكسرة يف األصل تدل على اجلر ف أشبهها

Page 13: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

فإن قيل فلم محل النصب على اجلر دون الرفع قيل خلمسة أوجه الوجه األول أن اجلر ألزم لألمساء من الرفع ألنه ال يدخل على الفعل فلما وجب احلمل على أحدمها كان محله على اإللزام أوىل من محله على غريه

أنك تقول مررت فال يفتقر إىل أن تقول بزيد أو حنوه كما أنك والوجه الثاين أهنما يقعان يف الكالم فضلة أال ترى إذا قلت رأيت ال يفتقر إىل أن تقول زيدا أو حنوه والوجه الثالث أهنما يشتركان يف الكتابة حنو رأيتك و مررت بك

اجلر أخف والوجه الرابع أهنما يشتركان يف املعىن تقول مررت بريد فيكون يف معىن جزت زيدا والوجه اخلامس أن من الرفع فلما أرادوا احلمل على أحدمها كان احلمل على األخف أوىل من احلمل على األثقل وحيتمل عندي وجها سادسا وهو أن النصب من أقصى احللق واجلر من وسط الفم والرفع من الشفتني فكان النصب إىل اجلر اقرب من

فلما أرادوا محل النصب على أحدمها كان محله على الرفع ألن أقصى احللق اقرب إىل وسط الفم من الشفتني األقرب أوىل من محله على األبعد واجلار أحق بصقبه والذي يدل على اعتبار هذه املناسبة بينهما أهنم ملا محلوا

النصب على

اجلر يف باب التثنية واجلمع محلوا اجلر على النصب يف باب ما ال ينصرف التثنية واجلمع قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب سيبويه إىل أن األلف والواو فإن قيل فما حرف اإلعراب يف

والياء هي حروف اإلعراب وذهب ابو احلسن األخفش و أبو العباس املربد ومن تابعهما إىل أهنا تدل على اإلعراب وليست بإعراب وال حروف

قطرب والفراء والزيادي إىل أهنا هي اإلعراب إعراب وذهب أبو عمر اجلرمي إىل أن انقالهبا هو اإلعراب وذهب والصحيح هو األول وأما من ذهب إىل أهنا تدل على اإلعراب وليس حبروف إعراب ففاسد ألنه ال خيلو إما أن تدل

على اإلعراب يف الكلمة أو يف غريها فإن كانت تدل على اإلعراب يف الكلمة فال بد من تقديره فيها فريجع هذا قول األول وهو مذهب سيبويه وان كانت تدل على إعراب يف غري الكلمة فليس بصحيح ألنه يؤدي القول إىل ال

إىل أن يكون التثنية واجلمع مبنيني وليس مبذهب لقائل هذا القول وإىل أن يكون إعراب

الكلمة ترك إعراهبا وذلك حمال ألنه يؤدي إىل أن يكون املثنية واجلمع مبنيني وأما من ذهب إىل أن انقالهبا هو اإلعراب فقد ضعفه بعض النحويني

يف حال الرفع ألنه مل ينقلب عن غريه إذ أول أحوال االسم الرفع وليس من مذهب هذا القائل بناء التثنية واجلمع يف حال من األحوال

مة و لو من ذهب إىل أهنا أنفسها هي ا اإلعراب فظاهر الفساد وذلك ألن اإلعراب ال خيل سقوطه ببناء الكلأسقطنا هذه األحرف لبطل معىن التثنية واجلمع واختل معىن الكلمة فدل ذلك على أهنا ليست بأعراب وإمنا هي

حروف إعراب على ما بيناه فإن قيل فلم فتحوا ما قبل ياء التثنية دون ياء اجلمع قيل لثالثة اوجه الوجه األول أن التثنية اكثر من اجلمع واجلمع أقل أعطوا األكثر احلركة اخلفيفة وهي التثنية أكثر من اجلمع على ما بينا فلما كانت

الفتحة واألقل احلركة الثقيلة وهي الكسرة والوجه الثاين أن حرف التثنية ملا زيد على الواحد للداللة على التثنية ها فكذلك ما أشبهها وكانت أشبه تاء التأنيث اليت تزاد على الواحد للداللة على التأنيث وتاء التأنيث يفتح ما قبل

التثنية أوىل بالفتح هلذا املعىن من اجلمع ألهنا فبل اجلمع والوجه الثالث أن بعض عالمات التثنية األلف واأللف ال يكون ما قبلها إال مفتوحا ففتحوا ما قبل الياء لئال خيتلف إذ ال علة ههنا توجب املخالفة

Page 14: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

اجلمع قيل اختلف النحويون يف ذلك فإن قيل فلم أدخلت النون يف التثنية وفذهب سيبويه إىل أهنا بدل من احلركة والتنوين وذهب بعض النحويني إىل أهنا تكون على ثالثة أضرب فتارة تكون

بدال من احلركة والتنوين وتارة تكون بدال من احلركة دون التنوين وتارة تكون بدال من التنوين دون احلركة ة والتنوين ففي حنو رجالن وفرسان وكوهنا بدال من احلركة دون التنوين ففي حنو الرجالن فكوهنا بدال من احلرك

والفرسان وكوهنا بدال من التنوين فقط ففي حنو رحيان وعصوان وذهب بعض الكوفيني إىل أهنا زيدت للفرق بني ثنية وفتحوا نون اجلمع قيل التثنية وبني الواحد املنصوب يف حنو قولك رأيت زيدا فإن قيل فلم كسروا نون الت

للفرق بينهما مع تباين صيغتيهما فإن قيل وما احلاجة إىل الفرق بينهما مع تباين صيغتيهما قيل ألهنم لو مل يكسروا نون املثنية ويفتحوا نون اجلمع اللتبس مجع املقصور يف حالة اجلر والنصب بتثنية الصحيح أال ترى أنك تقول يف

) وأهنم عندنا ملن املصطفني ( ني ومررت مبصطفني قال اهللا تعاىل مجع مصطفى رأيت مصطف

األخيار فلفظ مصطفني كلفظ زيدين فلو مل يكسروا نون التثنية ويفتحوا نون اجلمع اللتبس هذا اجلمع هبذه التثنية لوجه األول أن فإن قيل فهال عكسوا ففتحوا نون املثنية وكسروا نون اجلمع وكان الفرق حاصال قيل لثالثة اوجه ا

نون التثنية تقع بعد ألف أو ياء مفتوح ما قبلها فلم يستثقلوا فيها الكسرة وأما نون اجلمع فإهنا تقع بعد واو مضموم ما قبلها أو ياء مكسور ما قبلها فاختاروا هلا الفتحة لتعادل خفة الفتحة ثقل الواو والضمة والياء والكسرة و لو

ستثقال إما لتوايل األجناس وأما للخروج من ضم إىل كسر والوجه الثاين أن التثنية عكسوا ذلك ألدى ذلك إىل االقبل اجلمع واألصل يف التقاء الساكنني الكسر فحركت نون التثنية مبا وجب هلا يف األصل وفتحت نون اجلمع ألن

فأعطوا األخف األثقل الفتح أخف من الضم والوجه الثالث أن اجلمع أثقل من التثنية والكسر اثقل من الفتح واألثقل األخف ليعادلوا بينهما فإن قيل فلم قلتم أن األصل يف اجلمع السامل أن يكون ملن يعقل قيل تفضيال هلم

ولقد كرمنا بين آدم ( ألهنم املقدمون على سائر املخلوقات بتكرمي اهللا تعاىل هلم وتفضيله إياهم قال اهللا تعاىل ومحلناهم يف الرب والبحر

) رزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثري ممن خلقنا تفضيال وفإن قيل فلم جاء هذا اجلمع يف األعداد من العشرين إىل التسعني قيل إمنا جاء هذا اجلمع يف األعداد من العشرين

وكذلك إىل التسعني ألن األعداد ملا كانت تقع على من يعقل حنو عشرون رجال وعلى ما ال يعقل حنو عشرون ثوباإىل التسعني غلب جانب من يعقل على ما ال يعقل كما يغلب جانب املذكر على املؤنث يف حنو أخواك هند وعمرو

فقال هلا ولألرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا ( وما أشبه ذلك فإن قيل فمن أين جاء هذا اجلمع يف قوله تعاىل ( ن صفات من يعقل أجرامها جمرى من يعقل وعلى هذا قوله تعاىل قيل ألنه ملا وصفهما بالقول والقول م) طائعني

ألنه ملا وصفها بالسجود وهو من صفات من ) إين رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم يل ساجدين يعقل أجراها جمرى من يعقل فلهذا مجعت مجع من يعقل

مجع سنة سنون قيل ألن األصل يف أرض أرضة فإن قيل فلم جاء هذا اجلمع يف قوهلم يف مجع أرض أرضون و يف بدليل قوهلم يف التصغري أريضة وكان القياس يقتضي أن جتمع باأللف والتاء إال أهنم ملا

حذفوا التاء من أرض مجعوه بالواو والنون تعويضا من حذف التاء وختصيصا له بشيء ال يكون يف سائر أخواته م يف اجلمع سنوات أو سنهة على قول بعضهم إال أهنم ملا حذفوا الالم وكذلك األصل يف سنة سنوة بدليل قوهل

Page 15: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

مجعوه بالواو والنون تعويضا من حذف الالم وختصيصا له بشيء يف التام وهذا وهذا التعويض تعويض جواز ال سنة تعويض وجوب ألهنم ال يقولون يف مجع مشس مشسون وال يف مجع غد غدون وهلذا ملا كان هذا اجلمع يف أرض و

على خالف األصل ادخل فيه ضرب من التكسري ففتحت الراء من أرضون و كسرت السني من سنون إشعارا بأنه مجع مجع السالمة على خالف األصل فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب مجع التأنيث

يزاد حروف املد واللني إن قال قائل مل زادوا يف آخر هذا اجلمع ألفا وتاء حنو مسلمات وصاحلات قيل ألن أوىل ماوهي األلف والياء والواو وكانت األلف أوىل من الياء والواو ألهنا أخف منهما ومل جتز زيادة أحدمها معها ألنه كان

يؤدي إىل أن ينقلب عن اصله ألنه كان يقع طرفا وقبله ألف زائدة فينقلب مهزة فزادوا التاء بدال عن الواو ألهنا تراث و جتاه وهتمة وختمة وتكلة و ما أشبه ذلك واألصل يف مسلمات وصاحلات مسلمتات تبدل منها كثريا حنو

وصاحلتات إال أهنم حذفوا التاء لئال جيمعوا بني كالميت تأنيث يف كلمة واحدة و إذا كانوا قد حذفوا التاء مع املذكر وكوفيت لئال يقولوا يف املؤنث يف حنو قوهلم رجل بصري وكويف يف النسب إىل البصرة والكوفة واألصل بصريت

امرأة بصرتية وكوفتية فيجمعوا بني عالميت تأنيث فألن حيذفوا ههنا مع حتقق اجلمع كان ذلك من طريق األوىل فإن قيل فلم كان حذف التاء األوىل أوىل قيل ألهنا تدل على التأنيث فقط والثانية تدل على اجلمع والتأنيث فلما

معىن كان تبقيتها وحذف األوىل أوىل كان يف الثانية زيادة

فإن قيل فلم مل حيذفوا األلف يف مجع حبلى كما حذفوا التاء فيقولوا حبالت كما قالوا مسلمات قيل ألن األلف تنزلت منزلة حرف من نفس الكلمة ألهنا صيغت عليها يف أول أحواهلا وأما التاء فليست كذلك ألهنا ما صيغت

واهلا وإمنا هي مبنزلة اسم ضم إىل اسم كحضرموت وبعلبك وما أشبه ذلك فإن قيل فلم عليها الكلمة يف أول أحوجب قلب األلف قيل ألهنا لو مل تقلب لكان ذلك يؤدي إىل حذفها ألهنا ساكنة وألف اجلمع بعدها ساكن

وساكنان ال جيتمعان فيجب حذفها اللتقاء الساكنني ومل تقلب واوا قيل لوجهني أحدمها أن الياء تكون عالمة للتأنيث والواو فإن قيل فلم قلبت األلف ياء فقيل حبليات

ليست كذلك فلما وجب قلب األلف إىل أحدمها كان قلبها إىل الياء أوىل من قلبها إىل الواو والوجه الثاين أن الياء بها إىل األثقل فإن قيل أخف من الواو والواو أثقل فلما وجب قلبها إىل أحدمها كان قلبها إىل األخف أوىل من قل

فلم قلبوا اهلمزة واوا يف مجع صحراء فقالوا صحراوات قيل لوجهني أحدمها أهنم ملا أبدلوا من الواو مهزة يف حنو أقتت وأجوه أبدلوا

اهلمزة ههنا واوا لضرب من النقاض والتعويض من األلف والياء أقرب إليه منها فلو أبدلوها ياء والوجه الثاين أهنم إمنا أبدلوها واوا ومل يبدلوها ياء ألن الواو ابعد

ألدى ذلك ىل أن تقع ياء بني ألفني فكان اقرب إىل اجتماع األمثال وهم إمنا قلبوا اهلمزة فرارا من اجتماع األمثال ا واوا ألهنا تشبه األلف وقد وقعت بني ألفني فإذا كانت اهلمزة إمنا وجب قلبها فرارا من اجتماع األمثال وجب قلبهألهنا ابعد من الياء يف اجتماع ا ألمثال فإن قيل مل محل النصب على اجلر يف هذا اجلمع قيل ألنه ملا وجب محل

النصب على اجلر يف مجع املذكر الذي هو األصل وجب أيضا محل النصب على اجلر يف مجع املؤنث الذي هو الفرع نعد على يعد يف االعتالل وإن مل يكن فرعا عليه فألن حيمل مجع محال للفرع على األصل و إذا كانوا قد محلوا أعد و

Page 16: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

املؤنث على مجع املذكر وهو فرع عليه كان ذلك من طريق األوىل فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب مجع التكسري

هو إزالة التئام إن قال قائل مل مسي مجع التكسريا قيل إمنا مسي بذلك على التشبيه بتكسري اآلنية ألن تكسريها إمناأجزائها فلما أزيل نظم الواحد وفك نضده يف هذا اجلمع مسي مجع التكسري وهو على أربعة أضرب أحدها أن يكون

لفظ اجلمع اكثر من لفظ الواحد والثاين أن يكون لفظ الواحد أكثر من لفظ اجلمع والثالث أن يكون مثله يف احلروف و احلركات فأما ما لفظ اجلمع أكثر من الواحد فنحو احلروف دون احلركات والرابع أن يكون مثله يف

رجل ورجال ودرهم ودراهم وأما ما لفظ الواحد اكثر من لفظ اجلمع فنحو كتاب وكتب وإزار وأزر وأما ما لفظ اجلمع كلفظ الواحد يف احلروف دون احلركات فنحو أسد وأسد ووثن ووثن وأما ما لفظ اجلمع مثل لفظ الواحد

يف الفلك ( حلروف واحلركات فنحو الفلك فإنه يكون واحدا ويكون مجعا فأما كونه واحدا فنحو قوله تعاىل يف ا ا فأراد به الواحد ولو أراد به اجلمع لقال املشحونة ) املشحون

بحر مبا والفلك اليت جتري يف ال( وقال تعاىل ) حىت إذا كنتم يف الفلك و جرين ( وأما كونه مجعا فنحو قوله تعاىل فأراد به اجلمع لقوله وجرين واليت جتري غري أن الضمة فيه إذا كان واحدا غري الضمة فيه إذا كان ) ينفع الناس

مجعا وان كان اللفظ واحدا ألن الضمة فيه إذا كان واحدا كالضمة يف قفل وقلب وإذا كان مجعا كانت الضمة فيه كالضمة يف كتب

يكون واحدا ويكون مجعا تقول ناقة هجان ونوق هجان ودرع دالص ودروع و أزر وكذلك قوهلم هجان ودالصدالص فإذا كان واحدا كانت الكسرة فيه كالكسرة يف كتاب و إذا كان مجعا كانت الكسرة فيه كالكسرة يف كالم واهلجان الكرمي من اإلبل والدالص الدرع الرباقة ويقال دالمص ودالص ودمالص ودملص ودملص مبعىن

فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل واحد

باب املبتدأ

إن قال قائل ما املبتدأ قيل كل اسم عريته من العوامل اللفظية لفظا او تقديرا فقولنا اللفظية احترازا ألن العوامل تنقسم إىل قسمني إىل عامل لفظي و إىل عامل معنوي

ا وقولنا تقديرا احترازا من تقدير الفعل يف حنو قوله فأما ا للفظي فنحو كان وأخواهتا وإن وأخواهتا وظننت وأخواهتوما أشبه ذلك وأما املعنوي فلم يأت إال يف موضعني عند سيبويه وأكثر البصريني هذا ) إذا السماء انشقت ( تعاىل

أحدمها وهو االبتداء والثاين وقوع الفعل املضارع موقع االسم يف حنو مررت برجل يكتب فارتفع يكتب لوقوعه موقع كاتب

و أضاف أبو احلسن األخفش إليهما موضعا ثالثا وهو عامل الصفة فذهب إىل أن االسم يرتفع لكونه صفة ملرفوع وينتصب لكونه صفة ملنصوب وينجر لكونه صفة جملرور وكونه صفة يف هذه األحوال معىن يعرف بالقلب ليس

مل يف الصفة هو العامل يف املوصوف وهلذا موضع نذكره للفظ فيه حظ وسيبويه وأكثر البصريني يذهبون إىل أن العا

Page 17: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

فيه إن شاء اهللا تعاىل فإن قيل مباذا يرتفع االسم املبتدأ قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب سيبويه ومن تابعه من ىن اإلخبار البصريني إىل أنه يرتفع بتعريه من العوامل اللفظية وذهب بعض البصريني إىل أنه يرتفع مبا يف النفس من مع

عنه وقد ضعفه بعض النحويني وقال لو كان األمر كما زعم لوجب أال ينتصب إذا دخل عليه عامل النصب ألن دخوله عليه مل يغري معىن اإلخبار عنه ولوجب أال يدخل عليه مع بقائه فلما جاز ذلك دل على فساد ما ذهب إليه

أهنما يترافعان وأن كل واحد منهما يرفع اآلخر وقد بينا فساده وأما الكوفيون فذهبوا إىل أنه يرتفع باخلرب وزعموا يف مسائل اخلالف بني البصريني والكوفيني

فإن قيل فلم جعلتم التعري عامال وهو عبارة عن عدم العوامل قيل ألن العوامل اللفظية ليست مؤثرة يف املعمول حقيقة وإمنا هي أمارات وعالمات

كما تكون بوجود شيء أال ترى أنه لو كان معك ثوبان و أردت أن متيز أحدمها عن فالعالمة تكون بعدم شيء اآلخر لكنت تصبغ أحدمها مثال وتترك صبغ اآلخر فيكون عدم الصبغ يف أحدمها كصبغ اآلخر فتبني هبذا أن

ظية عامال العالمة تكون بعدم شيء كما تكون بوجود شيء وإذا ثبت هذا جاز أن يكون التعري من العوامل اللففإن قيل فلم خص املبتدأ بالرفع دون غريه قيل لثالثة أوجه أحدها أن املبتدأ وقع يف أقوى أحواله وهو االبتداء

فأعطي أقوى احلركات وهو الرفع والوجه الثاين أن املبتدأ أول والرفع أول فأعطي األول األول عنه والفاعل مرفوع فكذلك ما أشبهه فإن قيل ملاذا ال يكون والوجه ا الثالث أن املبتدأ خمرب عنه كما أن الفاعل خمرب

املبتدأ يف األمر العام إال معرفة قيل ألن املبتدأ خمرب عنه و اإلخبار عمن ال يعرف ال فائدة فيه فإن قيل فهل جيوز ذهب تقدمي خرب املبتدأ عليه حنو قائم زيد قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب البصريون إىل أنه جائر و

الكوفيون إىل أنه غري جائر وأنه إذا تقدم عليه اخلرب يرتفع به ارتفاع الفاعل بفعله وقالوا لو جوزنا تقدمي خرب املبتدأ عليه ألدى ذلك إىل تقدمي ضمري االسم على ظاهره وذلك ال جيوز وهذا الذي ذهبوا إليه فاسد وذلك ألن اسم

ليه فال يعمل حىت يعتمد ومل يوجد ههنا فوجب أال يعمل وقوهلم أن الفاعل اضعف من الفعل يف العمل ألنه فرع عهذا يؤدي إىل تقدمي ضمري االسم على ظاهره فاسد أيضا ألنه وان كان مقدما لفظا إال أنه مؤخر تقديرا وإذا كان

فاهلاء يف نفسه ) فأوجس يف نفسه خيفة موسى ( مقدما يف اللفظ مؤخرا يف التقدير كان تقدميه جائزا قال اهللا تعاىل ضمري موسى وان كان يف اللفظ مقدما على موسى إال أنه ملا كان موسى مقدما يف التقدير والضمري يف تقدير التأخري

كان ذلك جائزا فكذلك ههنا والذي يدل على جواز ذلك وقوع اإلمجاع على جواز ضرب غالمه زيد وهذا بني ملبتدأ حنو عندك زيد فذهب البصريون إىل أنه يف موضع اخلرب كما وكذلك اختلفوا يف الظرف إذا كان مقدما على ا

لو كان متأخرا وذهب الكوفيون إىل أن املبتدأ يرتفع بالظرف وخيرج عن كونه مبتدأ و وافقهم على ذلك أبو ختصر احلسن األخفش يف أحد قوليه ويف هذه املسالة كالم طويل بيناه يف املسائل اخلالفية ال يليق ذكره هبذا امل

باب خرب املبتدأ

إن قال قائل على كم ضربا ينقسم خرب املبتدأ قيل على ضربني مفرد و مجلة ينقسم املفرد قيل على ضربني أحدمها أن يكون امسا غري صفة واآلخر أن يكون صفة أما ! فإن قيل على كم ضربا

وكذلك عمرو مبتدأ وغالمك خربه االسم غري الصفة فنحو زيد أخوك وعمرو غالمك فزيد مبتدأ و أخوك خربه وليس يف شيء من هذا النحوا ضمري يرجع إىل املبتدأ عند البصريني وذهب الكوفيون إىل أن فيه ضمريا يرجع إىل

Page 18: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

املبتدأ وبه قال علي بن عيسى الرماين من البصريني واألول هو الصحيح ألن هذه أمساء حمضة واألمساء احملضة ال ان صفة فنحو زيد ضارب وعمرو حسن وما أشبه ذلك وال خالف بني النحويني يف أن تتضمن الضمائر وأما ما ك

هذا النحو يتحمل ضمريا يرجع إىل املبتدأ ألنه يتنزل منزلة الفعل ويتضمن معناه فإن قيل على كم ضربا تنقسم اجلملة قيل على ضربني مجلة امسية

ول منها امسا وذلك حنو زيد أبوه منطلق فزيد مبتدأ أول و أبوه ومجلة فعلية فأما اجلملة االمسية فما كان اجلزء األمبتدأ ثان ومنطلق خرب عن املبتدأ الثاين واملبتدأ الثاين وخربه خرب عن املبتدأ األول وأما اجلملة الفعلية فما كان اجلزء

ف وحرف اجلر األول منها فعال وذلك حنو زيد ذهب أبوه و عمرو إن تكرمه يكرمك وما أشبه ذلك أما الظرفاختلف النحويون فيهما فذهب سيبويه ومجاعة من النحويني إىل أهنما يعدان من اجلمل ألهنما يقدر معهما الفعل فإذا

قال زيد عندك وعمرو يف الدار كان التقدير زيد استقر عندك وعمرو استقر يف الدار ا مستقر وهو اسم الفاعل واسم الفاعل ال يكون وذهب بعض النحويني إىل أهنما يعدان من املفردات ألنه يقدر معهم

مع الضمري مجلة والصحيح ما ذهب إليه سيبويه ومن تابعه والدليل على ذلك أنا وجدنا الظرف وحرف اجلر يقعان يف صلة األمساء املوصولة حنو الذي واليت ومن وما وما أشبه ذلك تقول الذي عندك زيد والذي يف الدار عمرو

معلوم أن الصلة ال تكون إال مجلة فإذا وجدناهم يصلون هبما األمساء املوصولة دلنا ذلك على أهنما وكذلك سائرها ويعدان من اجلمل ال من املفردات وأن التقدير استقر دون مستقر ألن استقر يصلح أن يكون صلة ألنه مجلة و

من ضمري يعود إىل املبتدأ تقول -ملة أعين اجل -مستقر ال يصلح أن يكون صلة ألنه مفرد وال بدر يف هذا النحو زيد أبوه منطلق فيكون العائد إىل املبتدأ اهلاء يف أبوه فأما قوهلم السمن منوان بدرهم ففيه ضمري حمذوف يرجع إىل

املبتدا والتقدير فيه منوان منه

بدرهم وإمنا حذف منه ختفيفا للعلم به ذلك إليه أو معه صحت املسالة ألنه قد رجع من إليه أو معه ضمري ولو قلت زيد انطلق عمرو مل جيز فلو أضفت إىل

إىل املبتدأ وعلى هذا قياس كل مجلة وقعت خربا ملبتدأ وإمنا وجب ذلك لريتبط الكالم الثاين باألول م ولو مل يرجع ثة جاز أن يقع يف خربه منه ضمري إىل األول مل يكن أوىل به من غريه فتبطل فائدة اخلرب فإن قيل فلم إذا كان املبتدأ ج

ظرف املكان دون ظرف الزمان قيل إمنا جاز أن يقع يف خربه ظرف املكان دون ظرف الزمان ألن يف وقوع ظرف املكان خربا عنه فائدة وليس يف وقوع ظرف الزمان خربا عنه فائدة أال ترى أنك تقول يف ظرف املكان زيد أمامك

ولو قلت يف ظرف الزمان زيد يوم اجلمعة مل يكن مفيدا ألنه ال جيوز أن فيكون مفيدا ألنه جيوز أال يكون أمامك خيلو عن يوم اجلمعة وحكم اخلرب أن يكون مفيدا

فإن قيل فكيف جاز اإلخبار عنه بظرف الزمان يف قوهلم الليلة اهلالل قيل إمنا جاز ألن التقدير فيه الليلة حدوث اهلالل أو طلوع اهلالل فحذف

م املضاف إليه مقامه واحلدوث والطلوع حدث وجيوز أن يكون خرب املبتدأ ظرف زمان إذا كان املبتدأ املضاف وأقيحدثا كقولك الصلح يوم اجلمعة والقتال يوم السبت وما أشبه ذلك ألن يف وقوعه خربا عنه فائدة فإن قيل ما

ن عامله املبتدأ على ما ذكرنا وأما العامل يف خرب املبتدأ قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب الكوفيون إىل أالبصريون فاختلفوا فذهب قوم إىل أن االبتداء وحده هو العامل يف اخلرب ألنه ملا وجب أن يكون عامال يف املبتدأ

Page 19: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

وجب أن يكون عامال يف اخلرب قياسا على العوامل اللفظية اليت تدخل على املبتدأ وذهب قوم إىل أن االبتداء عمل ملبتدأ عمل يف يف املبتدأ وا

اخلرب وذهب سيبويه ومجاعة معه إىل أن العامل يف اخلرب هو االبتداء واملبتدأ مجيعا ألن االبتداء ال ينفك عن املبتدا وال يصح للخرب معىن

إال هبما فدل على أهنما العامالن فيه والذي اختاره أن العامل يف احلقيقة هو االبتداء وحده دون املبتدأ وذلك ألن صل يف األمساء أن تعمل وإذا ثبت أن أال االبتداء له تأثري يف العمل فإضافة ما ال تأثري له إىل ما له تأثري ال تأثري له األ

والتحقيق أن نقول أن االبتداء عمل يف اخلرب بواسطة املبتدأ ال أن املبتدأ مشارك له يف العمل ويف كل واحد من هذه ملختصر فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل املذاهب كالم ال يليق ذكره هبذا ا

لفاعل! باب

إن قال قائل ما الفاعل قيل كل اسم ذكرته بعد فعل و أسندت ذلك الفعل إىل ذلك االسم حنو قام زيد وذهب عمرو فإن قيل فلم كان إعرابه الرفع قيل فرقا بينه وبني املفعول فإن قيل فهال عكسوا وكان الفرق واقعا قيل

الوجه األول هو أن الفعل ال يكون له إال فاعل واحد ويكون له مفعوالت كثرية فمنه ما يتعدى إىل خلمسة أوجهمفعول واحد ومنه ما يتعدى إىل مفعولني ومنه ما يتعدى إىل ثالثة مفعولني مع أنه يتعدى إىل مخسة أشياء وهي

اعل واحد وكذلك كل فعل الزم يتعدى املصدر وظرف الزمان وظرف املكان واملفعول له و احلال وليس له إال ف إىل هذه اخلمسة وليس له أيضا إال فاعل واحد

فإذا ثبت هذا وأن الفاعل أقل من املفعول والرفع أثقل والفتح أخف أعطوا األقل األثقل واألكثر األخف ليكون ثقل الرفع موازنا لقلة الفاعل وخفة الفتح موازنة لكثرة املفعول

الفاعل يشبه املبتدأ واملبتدأ مرفوع فكذلك ما أشبهه ووجه الشبه بينهما أن الفاعل يكون هو والوجه الثاين أن والفعل مجلة كما يكون املبتدأ مع اخلرب مجلة فلما ثبت للمبتدأ الرفع محل الفاعل عليه والوجه الثالث أن الفاعل

عطي املفعول الذي هو األضعف األضعف أقوى من املفعول فأعطي الفاعل الذي هو األقوى األقوى وهو الرفع و أ وهو النصب

والوجه الرابع أن الفاعل أول و الرفع أول واملفعول آخر والنصب آخر فأعطي األول األول اآلخر اآلخر والوجه اخلامس أن هذا السؤال ال يلزم ألنه مل يكن لغرض إال جمرد الفرق و قد حصل و بيان أن هذا السؤال ال يلزم أنا لو

ا على ما أورده السائل فنصبنا الفاعل ورفعنا املفعول لقال اآلخر هال عكستم فيؤدي ذلك إىل أن ينقلب عكسنالسؤال والسؤال مىت انقلب كان مردودا وهذا الوجه ينبغي أن يكون مقدما من جهة النظر إىل ترتيب اإليراد وإمنا

ل يرتفع بإسناد الفعل إليه ال أنه احدث فعال على احلقيقة أخرناه ألنه بعيد من التحقيق فإن قيل مباذا يرتفع الفاعل قيوالذي يدل على ذلك أنه يرتفع يف النفي كما يرتفع يف اإلجياب تقول ما قام زيد ومل يذهب عمرو فترفعه وإن كنت

قد نفيت

عنه القيام والذهاب كما لو أوجبته آله حنو قام زيد وذهب عمرو وما أشبه ذلك وز تقدمي الفاعل على الفعل قيل ألن الفاعل تنزل منزلة اجلزء من الفعل والدليل على ذلك من فإن قيل فلم ال جي

Page 20: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

و إذ وعدنا موسى أربعني ليلة ( سبعة أوجه أحدها أهنم يسكنون الم الفعل إذا اتصل به ضمري الفاعل قال اهللا تعاىل هم توايل أربعة متحركات لوازم يف كلمة لئال يتواىل أربعة متحركات لوازم يف كلمة واحدة إذ ليس من كالم)

واحدة إال أن حيذف من الكلمة شيء للتخفيف حنو عجلط وعكلط وعلبط فلو مل ينزلوا ضمري الفاعل منزلة حرف من سنخ الفعل وإال ملا أسكنوا المه أال ترى أن ضمري املفعول ال يسكن له الم الفعل إذا اتصل به ألنه يف نية

و إذ يقول املنافقون والذين يف قلوهبم ( عاىل االنفصال قال اهللا ت

و إذ ( مرض ما وعدنا اهللا ورسوله إال غرورا فلم يسكن الم الفعل إذ كان يف نية االنفصال خبالف قوله تعاىل ألنه يف نية االتصال ) وعدنا موسى

جزم والنصب فلوال أهنم جعلوا والوجه الثاين أهنم جعلوا النون يف اخلمسة األمثلة عالمة للرفع وحذفها عالمة للهذه الضمائر اليت هي األلف والواو والياء يف يفعالن وتفعالن ويفعلون وتفعلون وتفعلني يا امرأة مبنزلة حرف من

سنخ الكلمة وإال ملا جعلوا اإلعراب بعده والوجه الثالث أهنم قالوا قامت هند فاحلقوا التاء بالفعل والفعل ال يؤنث لالسم فلو مل جيعلوا الفاعل مبنزلة جزء من الفعل وإال ملا جاز إحلاق عالمة التأنيث به والوجه الرابع وإمنا التأنيث

أهنم قالوا يف النسب إىل كنت كنيت قال الشاعر فأثبتوا التاء ولو مل -من الطويل -) وشر خصال املرء كنت وعاجن ... فأصبحت كنتيا و أصبحت عاجنا (

سنخ الكلمة وإال ملا جاز إثباهتا تتنزل منزلة حرف من والوجه اخلامس أهنم قالوا حبذا وهي مركبة من فعل وفاعل فجعلومها مبنزلة اسم واحد وحكم على موضعه بالرفع

على االبتداء

والوجه السادس أهنم قالوا زيد ظننت قائم فألغوها و اإللغاء إمنا يكون للمفردات ال للجمل فلو مل يتنزل الفعل مع فاعل منزلة كلمة واحدة وإال ملا جاز اإللغاء والوجه السابع أهنم قالوا للواحد قفا على التثنية ألن املعىن قف قف ال

فثين وان كان اخلطاب مللك واحد ألن املراد به ألق ألق والتثنية ليست لألفعال وإمنا ) ألقيا يف جهنم ( قال اهللا تعاىل بعض الفعل وإال ملا جاز تثنيته باعتباره هي لألمساء فلو مل يتنزل االسم منزلة

فإذا ثبت هبذه األوجه أن الفاعل يتنزل منزلة اجلزء من الفعل مل جيز تقدميه عليه فإن قيل مل زعمتم أن قول القائل زيد قام مرفوع باالبتداء دون الفعل وال فصل بني قولنا زيد ضرب وضرب زيد قيل لوجهني أحدمها أنه من شرط

يقوم غريه مقامه مع وجوده حنو قولك قام زيد فلو كان تقدمي زيد على الفعل مبنزلة تأخريه الستحال الفاعل أال قولك زيد قام أخوه وعمرو انطلق غالمه وملا جاز ذلك دل على أنه مل يرتفع بالفعل بل باالبتداء

كان ينبغي أن يقال الزيدان قام والوجه الثاين أنه لو كان األمر على ما زعمتم لوجب أن ال خيتلف حال الفعل فوالزيدون قام كما تقول قام الزيدان وقام الزيدون فلما مل يقل إال الزيدان قاما والزيدون قاموا دل على أنه يرتفع

باالبتداء دون الفعل فإن قيل فلم استتر ضمري الواحد حنو زيد قام وظهر ضمري االثنني حنو الزيدان قاما وضمري اجلماعة حنو

زيدون قاموا قيل ألن الفعل ال خيلو من فاعل واحد وقد خيلو من اثنني ومجاعة فإذا قدمت امسا مفردا على الفعل الحنو زيد قام مل حتتج إىل إظهار ضمريه إلحاطة العلم بأنه ال خيلو من فاعل واحد و إذا قدمت امسا مثىن على الفعل

Page 21: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ب إظهار ضمري التثنية واجلمع ألنه قد خيلو من ذلك فلو مل يظهر حنو الزيدان قاما أو جمموعا حنو الزيدون قاموا وج ضمريمها لوقع االلتباس ومل يعلم أن الفعل الثنني أو مجاعة فافهمه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب املفعول إن قال قائل ما املفعول قيل كل اسم تعدى إليه فعل فإن قيل فما العامل يف املفعول قيل اختلف ذلك فذهب أكثر النحويني إىل أن العامل يف املفعول هو الفعل فقط وذهب بعض النحويني إىل أن النحويون يف

العامل فيه الفعل والفاعل معا والقول الصحيح هو األول وهذا القول ليس بصحيح وذلك ألن الفاعل اسم كما أن ل أحدمها يف صاحبه أوىل من اآلخر وإذا املفعول كذلك فإذا استويا يف االمسية واألصل يف االسم أال يعمل فليس عم

ثبت هذا وأمجعنا على أن الفعل له تأثري يف العمل فإضافة ما ال تأثري له يف العمل إىل ما له تأثري ال تأثري له فدل على أن العامل هو الفعل فقط وهو على ضربني فعل متعد بغريه وفعل متعد بنفسه فأما ما يتعدى بغريه فهو الفعل الالزم

أشياء وهي اهلمزة والتضعيف وحرف -و يتعدى بثالثة

اجلر فاهلمزة حنو خرج زيد و أخرجته والتضعيف حنو خرج املتاع وخرجته و حرف اجلر حنو خرج زيد وخرجت به وكذلك فرح زيد وأفرحته وفرحته وفرحت به وما أشبه ذلك

د كقولك ضرب زيد عمرا و أكرم عمرو بشرا وأما املتعدي بنفسه فعلى ثالثة اضرب ضرب يتعدى إىل مفعول واح و ضرب يتعدى إىل مفعولني كقولك أعطيت زيدا درمها وظننت زيدا قائما

وضرب يتعدى إىل ثالثة مفعولني كقولك أعلم اهللا زيدا عمرا خري الناس ونبأ اهللا عمرا بشرا كرميا و هذا الضرب ألن كل واحد من هذه األشياء ، وز االقتصار على أحدمها منقول باهلمزة والتضعيف مما يتعدى إىل مفعولني ال جي

الثالثة املعدية اليت هي اهلمزة والتضعيف وحرف اجلر كما أهنا تنقل الفعل الالزم من اللزوم إىل التعدي فكذلك إذا قولك فإن كان يتعدى إىل مفعول واحد صار يتعدى إىل مفعولني ك، دخلت على الفعل املتعدي فإهنا تزيده مفعوال

يف ضرب زيد عمرا أضربت زيدا عمرا ويف حفر زيد بئرا أحفرت زيدا بئرا وما أشبه ذلك وان كان متعديا إىل مفعولني صار متعديا إىل ثالثة مفعولني وحنوه ما قدمناه ال فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب ما مل يسم فاعله

كون بذكر املفعول كما تكون بذكر الفاعل وقد يكون للجهل إن قال قائل مل مل يسم الفاعل قيل ألن الغاية قد تبالفاعل وقد يكون لإلجياز واالختصار إىل غري ذلك فإن قيل ومل كان ما مل يسم فاعله مرفوعا قيل ألهنم ملا حذفوا

اعل وجب الفاعل أقاموا املفعول مقامه فارتفع بإسناد الفعل إليه كما كان يرتفع الفاعل فإن قيل فلم إذا حذف الفأن يقام اسم آخر مقامه قيل ألن الفعل ال بد له من فاعل لئال يبقى الفعل حديثا عن غري حمدث عنه فلما حذف

الفاعل ههنا وجب أن يقام اسم آخر مقامه ليكون الفعل حديثا عنه وهو ا ملفعول االستعمال فإنه إذا جاز أن يقال فإن قيل كيف يقام املفعول مقام الفاعل وهو ضده يف املعىن قيل هذا غري غريب يف

مات زيد ويسمى زيد فاعال ومل حيدث بنفسه املوت وهو مفعول يف املعىن جاز أن يقام املفعول

ههنا مقام الفاعل وإن كان مفعوال يف املعىن والذي يدل على أن املفعول ههنا أقيم مقام الفاعل أن الفعل إذا كان مفعول البتة كقولك يف ضرب زيد عمرا وأكرم بكر بشرا ضرب عمرو وأكرم يتعدى إىل مفعول واحد مل يتعد إىل

بشر

Page 22: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

وإن كان يتعدى إىل مفعولني صار يتعدى إىل مفعول واحد كقولك يف أعطيت زيدا درمها وظننت عمرا قائما أعطي دا أباك ظن زيد درمها وظن عمرو قائما ولو قلت ظن قائما عمرا كان جائزا لزوال اللبس ولو قلت يف ظننت زي

أبوك زيدا مل جيز وذلك ألن قولك ظننت زيدا أباك يؤذن بأن زيدا معلوم واألبوة مظنونة فلو أقيم األب مقام الفاعل النعكس املعىن فصارت األبوة معلومة و زيد مظنونا و ذلك ال جيوز وكذلك تقول أعطى زيد درمها و أعطى درهم

يف أعطيت زيدا غالما أعطى غالم زيدا مل جيز ألن كل واحد منهما يصح زيدا فيكون جائرا لعدم االلتباس ولو قلت أن يكون هو اآلخذ فلو أقيم غالم مقام الفاعل مل يعلم األخذ من املأخوذ فلهذا كان ممتنعا وكذلك ان كان الفعل

م زيد يتعدى إىل ثالثة مفعولني صار يتعدى إىل مفعولني كقولك يف اعلم اهللا زيدا عمرا خري الناس اعل

عمرا خري الناس لقيام املفعول األول مقام الفاعل وكان هو األويل ألنه فاعل يف املعىن فدل على أن املفعول ههنا أقيم مقام الفاعل و إذا كان األمر على هذا فبناء الفعل للمفعول به نقيض نقله باهلمزة والتضعيف وحرف اجلر أال

حد صار يتعدى هبا إىل مفعولني وان كان يتعدى إىل مفعولني صار ترى أن الفعل ان كان يتعدى إىل مفعول وايتعدى هبا إىل ثالثة مفعولني وذلك ألن بناء الفعل للمفعول به جيعل املفعول فاعال والنقل باهلمزة والتضعيف وحرف

وينقص ببنائه اجلر جيعل الفاعل مفعوال وإذا ثبت هذا فال بد أن يزيد بنقله باهلمزة والتضعيف وحرف اجلر مفعوالللمفعول مفعوال فإن قيل فلم مل وجب تغيري الفعل إذا بين للمفعول قيل ألن املفعول يصح أن يكون هو الفاعل فلو

مل يغري الفعل مل يعلم هل هو الفاعل يف احلقيقة أو قائم مقامه فإن قيل فلم ضموا األوىل وكسروا الثاين حنو ضرب األول ليكون داللة على احملذوف الذي هو الفاعل إذ زيد وما أشبه ذلك قيل إمنا ضموا

كان من عالماته وإمنا كسروا الثاين ألهنم ملا حذفوا الفاعل الذي ال جيوز حذفه أرادوا أن يصوغوه على بناء ال يشركه فيه شيء من األبنية فبنوه على هذه الصيغة فكسروا الثاين ألهنم لو ضموه لكان على وزن طنب و مجل ولو

حوه لكان على وزن نغر و صردا ولو اسكنوه لكان على وزن قلب و قفل فلم يبق إال الكسر فحركوه به فإن فتقيل فلماذا كسروا أول املعتل حنو قيل و بيع و مل يضموه ال كالصحيح قيل كان القياس يقتض أن جيري املعتل

حرف العلة فنقلوها إىل القاف فانقلبت جمرى الصحيح يف ضم أوله وكسر ثانيه إال أهنم استثقلوا الكسرة على الواو ياء لسكوهنا و انكسار ما قبلها كما قلبوها يف ميعاد وميقات وميزان وأصلها موعاد وموقات وموزان ألهنا من

الوعد والوقت والوزن وأما الياء فثبتت النكسار ما قبلها على أنه من العرب من يشري إىل الضم تنبيها على أن النحو هو الضم ومن العرب أيضا من حيذف الكسرة وال ينقلها ويقر الواو النضمام ما قبلها ويقلب األصل يف هذا

الياء واوا

لسكوهنا وانضمام ما قبلها كقول الشاعر ) ليت ليت شبابا بوع فاشتريت ... ليت وهل ينفع شيئا (

حنو موسر وموقن واألصل ميسر وميقن ألهنما أراد بيع فقلب الياء واوا لسكوهنا وانضمام ما قبلها كما قلبوها يف من اليسر واليقني إال أنه ملا وقعت الياء الياء ساكنة مضموما ما قبلها قلبوها واوا فكذلك ههنا

فإن قيل فهل جيوز أن يبىن الفعل الالزم للمفعول به قيل ال جيوز ذلك على القول الصحيح وقد زعم بعضهم أنه بنيت الفعل الالزم للمفعول به لكنت حتذف الفاعل فيبقى الفعل غري مسند إىل شيء جيوز وليس بصحيح ألنك لو

Page 23: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

وذلك حمال فإن اتصل به ظرف الزمان أو ظرف املكان أو املصدر أو اجلار واجملرور جاز أن تبنيه عليه وال جيوز أن تبنيه على احلال ألهنا ال تقع

الفاعل فكانت تقع معرفة واحلال ال تقع إال نكرة إال نكرة فلو أقيمت مقام الفاعل جلاز إضمارها كفإن قيل فلم إذا أقيم الظرف مقام الفاعل خيرج عن الظرفية وجيعل مفعوال كزيد و عمرو وما أشبه ذلك قيل ألنه

يتضمن معىن حرف اجلر فلو مل ينقل لعلقته بالفعل مع تضمن حرف اجلر والفاعل ال يتضمن حرف اجلر فكذلك ما قام مقامه

فإن قيل فاملصدر ال يتضمن حرف اجلر فهل ينقل أو ال قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب بعض النحويني إىل أنه ال ينقل ألنه ليس بينه وبني الفعل واسطة وذهب آخرون إىل أنه ينقل واستدلوا على ذلك من وجهني أحدمها أن

داال عليه بصيغته فصار وجوده وعدمه سواء والفاعل ال الفعل ال بد له من الفاعل واملصدر لو مل يذكر لكان الفعلبد منه فكذلك ما يقوم مقامه ينبغي أن جيعل مبنزلة املفعول الذي ال يستغين بالفعل عنه والوجه الثاين أن املصدر إمنا

يذكر تأكيدا للفعل أال ترى أن قولك سرت سريا مبنزلة قولك سرت سرت فكما ال جيوز أن يقوم الفعل مقام الفاعل فكذلك ال جيوز أن يقوم مقامه ما كان مبنزلته فلهذا وجب نقل ا ملصدر

فإن قيل فإن اجتمع ظرف الزمان وظرف املكان واملصدر واجلار واجملرور فأيها يقام مقام الفاعل قيل أنت خمري فيها كلها أيها شئت أقمته مقام الفاعل

ر مقام الفاعل ألنه لو مل يكن حرف اجلر مل يقم مقام الفاعل غريه بعض النحويني أن األحسن أن تقيم االسم اجملرو فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب نعم وبئس

إن قال قائل هل نعم وبئس امسان أو فعالن قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب البصريون إىل أهنما فعالن ماضيان ألول أن الضمري يتصل هبما على حد اتصاله باألفعال فإهنم ال يتصرفان واستدلوا على ذلك من ثالثة أوجه الوجه ا قالوا نعما رجلني ونعموا رجاال كما قالوا قاما و قاموا

والوجه الثاين أن تاء التأنيث الساكنة اليت مل يقلبها أحد من العرب هاء يف الوقف تتصل هبما كما تتصل باألفعال حنو ث أهنما مبنيان على الفتح كاألفعال املاضية ولو كانا امسني ملا بنيا على نعمت املرأة وبئست اجلارية والوجه الثال

الفتح من غري علة وذهب الكوفيون إىل أهنما امسان واستدلوا على ذلك من مخسه أوجه الوجه األول أهنم قالوا الدليل على أهنما امسان دخول حرف اجلر

-لطويل من ا -عليهما وحرف اجلر خيتص باألمساء قال الشاعر ) أخا قلة أو معدم املال مصرما ... الست بنعم اجلار يؤلف بيتة (

وحكي عن بعض العرب أنه بشر مبولودة فقيل ج نعم املولودة مولودتك فقال واهللا ما هي بنعم املولودة نصرهتا بكاء اجلر وحرف اجلر وبرها سرقة وحكي عن بعض العرب أنه قال نعم السري على بئس العري فادخلوا عليهما حرف

خيتص باألمساء فدل على أهنما امسان والوجه الثاين أن العرب تقول يا نعم املوىل ويا نعم النصري فنداؤهم نعم يدل على أهنا اسم ألن النداء من خصائص األمساء والوجه الثالث أهنم قالوا الدليل على أهنما ليسا بفعلني أنه ال حيسن

Page 24: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ألفعال أال ترى أنه ال حيسن أن تقول نعم الرجل أمس وال بئس الرجل غدا فلما مل حيسن اقتران الزمان هبما كسائر ا اقتران الزمان هبما دل على أهنما ليسا بفعلني

والوجه الرابع أهنما ال يتصرفان ولو كانا فعلني لكانا متصرفني ألن التصرف من خصائص األفعال فلما مل يتصرفا وجه اخلامس أنه قد جاء عن العرب أهنم قالوا نعيم الرجل زيد وليس يف أمثلة األفعال دل على أهنما ليسا بفعلني وال

شيء على وزن فعيل فدل على صحة ما ذهبنا إليه والصحيح ما ذهب إليه البصريون وأما ما استدل به الكوفيون ا دخل عليهما على تقدير ففاسد أما قوهلم أهنما امسان لدخول حرف اجلر عليهما فلنا هذا فاسد ألن حرف اجلر إمن

-احلكاية فال يدل على أهنما امسان ألن حرف اجلر قد دخل على تقدير احلكاية على ما هو فعل يف احلقيقة كقوله ... ) واهللا ما ليلي بنام صاحبه ( -من الرجز

وال ال تقدير احلكاية مل خالف أن نام فعل ماض وال جيوز أن يقال أنه اسم لدخول حرف اجلر عليه فكذلك ههنا ولو

حيسن دخول حرف اجلر على نعم وبئس ونام والتقدير يف قوله ألست بنعم اجلار يؤلف بيته ألست جبار مقول فيه نعم اجلار

وكذلك التقدير يف قول بعض العرب واهللا ما هي بنعم املولودة واهللا ما هي مبولودة مقول فيها نعم املولودة ر نعم السري على بئس العري نعم السري على عري مقول فيه بئس العري وكذلك التقدير وكذلك التقدير يف قول اآلخ

يف قول الشاعر واهللا ما ليلي بليل مقول فيه نام صاحبه إال أهنم حذفوا املوصوف و أقاموا الصفة ... ) واهللا ما ليلي بنام صاحبه (

ابغات فصار التقدير فيها ألست مبقول فيه نعم اجلار أي دروعا س) أن اعمل سابغات ( مقامه كقوله سبحانه وتعاىل وما هي مبقول فيها نعم املولودة ونعم السري على مقول فيه بئس العري وما ليلى مبقول فيه نام صاحبه مث حذفوا

الصفة اليت هي مقول و أوقعوا احملكي هبا موقعها وحذف القول يف كتاب اهللا تعاىل وكالم العرب و أشعارهم أكثر ن م

أن حيصى فدخل حرف اجلر على هذه األفعال لفظا ولكن ان كان حرف اجلر داخال على هذه األفعال يف اللفظ إال أنه داخل على غريها يف التقدير فال يكون فيه دليل على االمسية

بالنداء حمذوف وأما قوهلم أن العرب تقول يا نعم املوىل وياا نعم النصري والنداء من خصائص األمساء فنقول املقصود للعلم به والتقدير فيه يا اهللا نعم املوىل ونعم النصري أنت

وأما قوهلم أنه ال حيسن اقتران الزمان هبما وال جيوز تصرفهما فنقول إمنا امتنعا من اقتران الزمان املاضي واملستقبل داللتهما على الزمان مقصورة هبما وسلبا التصرف ألن نعم موضوعة لغاية املدح وبئس موضوعة لغاية الذم فجعل

على اآلن ألنك إمنا متدح أو تذم مبا هو موجود يف املمدوح أو املذموم ال مبا كان فزال وال مبا سيكون يف املستقبل أما قوهلم أنه قد جاء عن العرب أهنم قالوا نعيم الرجل زيد فنقول هذه رواية شاذة تفرد هبا قطرب وحده و لئن

ألن هذه الياء إمنا نشأت عن إشباع الكسرة ألن األصل يف نعم نعم بفتح النون وكسر صحت فليس فيها حجة العني فأشبعت الكسرة فنشأت الياء وهذا كثري يف كالمهم فإنه

Page 25: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

كل ما كان على وزن فعل من األمساء واألفعال وثانيه حرف من حروف احللق ففيه أربعة اوجه أحدها استعماله ضحك والثاين إسكان عينه ختفيفا كقولك فخد وقد ضحك والثالث اتباع فائه عينه على اصله كقولك فخد وقد

يف الكسر كقولك فخذ وقد ضحك و الرابع كسر فائه و إسكان عينه لنقل كسرهتا إىل الفاء حنو قولك فخذ وقد ن العني ضحك فكذلك نعم فيها أربع لغات نعم بفتح النون وكسر العني وهو األصل و نعم بفتح النون وسكو

العني بكسر النون والعني ونعم بكسر النون وسكون العني وأما نعيم يالياء فإمنا نشأت فيه الياء عن إشباع الكسرة -من الطويل -كما قال الشاعر

) على عجل مين أطأطىء شيمايل ... كأين بفتخاء اجلناحني لقوة ( من الرجز -وكما قال اآلخر

) صبحت كالشن البال أ... ال عهد يل بنيضال ( -من الوافر -و كما قال اآلخر

وهذا أكثر من أن حيصى وقد ذكرناه مستقصى يف املسائل ) مبا القت لبون بين زياد ... أمل يأتيك واألنباء تنمي ( اخلالفية فال نعيده ههنا فإن قيل فلم وجب أن يكون فاعل نعم وبئس اسم جنس قيل لوجهني أحدمها أن نعم ملا

ضعت للمدح العام وبئس للذم العام خص فاعلهما باللفظ العام و الوجه اآلخر إمنا وجب أن يكون اسم جنس و ليدل على أن املمدوح أو املذموم مستحق للمدح أو الذم يف ذلك اجلنس

مر قبل فإن قيل فلم جاز اإلضمار يف نعم وبئس قبل الذكر خاصة قيل إمنا جاز اإلضمار فيهما قبل الذكر ألن املضالذكر يشبه النكرة ألنه ال يعلم إىل أي شيء يعود حىت يفسر ونعم وبئس ال يكون فاعلهما معرفة حمضة فلما

ضارع املضمر فاعلهما جاز اإلضمار فيهما فإن قيل فلم فعلوا ذلك قيل إمنا فعلوا ذلك طلبا للتخفيف ألهنم أبدا حيصل التخفيف و اإلضمار على شريطة التفسري قيل ألن يتوخون اإلجياز واالختصار يف كالمهم فإن قيل فكيف

التفسري إمنا يكون بنكرة منصوبة حنو نعم رجال زيد والنكرة أخف من ا ملعرفة فإن قيل فعلى ماذا انتصبت النكرة قيل انتصبت النكرة على التمييز فإن قيل فلم رفع زيد يف قوهلم نعم الرجل زيد

ون مرفوعا على االبتداء و نعم الرجل هو اخلرب وهو مقدم على املبتدأ والتقدير قيل يف ذلك وجهان أحدمها أن يك فيه زيد نعم الرجل إال أنه قدم عليه كقوهلم مررت به املسكني والتقدير فيه املسكني مررت به

ال حتته فصار فإن قيل فأين العائد ههنا من اخلرب إىل املبتدأ قيل ألن الرجل ملا كان شائعا يف اجلنس كان زيد داخ -من لطويل -مبنزلة العائد الذي يعود إليه منه وصار هذا كقول هذا الشاعر

فإن القتال مبتدأ و قوله ال قتال لديكم خربه ) ولكن سريا يف عراض املواكب ... فأما القتال ال قتال لديكم ( ل على مجيع القتال فصار ذلك مبنزلة وليس فيه عائد ألن قوله ال قتال لديكم نفي عام ألن ال تنفي اجلنس فاشتم

-من الطويل -العائد إليه وكذلك قول اآلخر ولكن أعجازا شديدا ضريرها والوجه الثاين أن يكون زيد مرفوعا ألنه خرب ... فأما الصدور ال صدور جلعفر (

بتدأ كثري يف كالمهم مبتدأ حمذوف كأنه ملا قيل نعم الرجل قيل من هذا املمدوح قيل زيد أي هو زيد وحذف امل فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب حبذا

Page 26: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

إن قال قائل ما األصل يف حبذا قيل األصل فيها حبب ذا إال أنه ملا اجتمع حرفان متحركان من جنس واحد استثقلوا اجتماعهما متحركني فحذفوا حركة احلرف األول و أدغموه يف الثاين فصار حب وركبوه مع ذا فصارا

ة كلمة واحدة ومعناها املدح وتقريب املمدوح من القلب مبنزلفإن قيل فلم قلتم أن األصل حبب على فعل دون فعل وفعل قيل لوجهني أحدمها أن اسم الفاعل منه حبيت على فعيل و فعيل أكثر ما جييء فعله على فعل حنو شرف فهو شريف وظرف فهو ظريف ولطف فهو لطيف وما أشبه

من الطويل - أنه قد حكى عن بعض العرب أنه نقل الضمة من الباء إىل احلاء كما قال الشاعر ذلك والوجه الثاين- ... ) وحب هبا مقتولة حني تقتل (

فدل على أن اصله فعل فإن قيل فلماذا جعلومها مبنزلة كلمة واحدة قيل إمنا جعلومها مبنزلة كلمة واحدة طلبا المهم فإن قيل فلم ركبوه مع املفرد املذكر دون املؤنث واملثىن واجملموع للتخفيف على ما جرت به عادهتم يف ك

قيل ألن املفرد املذكر هو األصل و التأنيث والتثنية واجلمع كلها فرع عليه وهي اثقل منه فلما أرادوا التركيب م كانت حبذا يف كان تركيبه مع األصل الذي هو األخف أوىل من تركيبه مع الفرع الذي هو األثقل فإن قيل فل

التثنية واجلمع والتأنيث على لفظ واحد قيل إمنا كانت يف التثنية واجلمع والتأنيث على لفظ واحد حنو حبذا الزيدان وحبذا الزيدون وحبذا هند ألهنا جرت يف كالمهم جمرى املثل واألمثال ال تتغري بل تلزم سننا واحدا وطريقة واحدة

االمسية أو الفعلية قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب أكثر النحويني إىل أن املغلب فإن قيل فما املغلب على حبذا عليها االمسية

وذلك ألن االسم أقوى من الفعل فلما ركب أحدمها مع اآلخر كان التغليب لألقوى الذي هو االسم دون ألن اجلزء األول منهما فعل األضعف الذي هو الفعل وذهب بعض النحويني إىل أن املغلب عليها الفعلية وذلك

فغلب عليها الفعلية ألن القوة للجزء األول وذهب آخرون إىل أهنا ال يغلب عليهاامسية وال فعلية بل هي مجلة مركبة من فعل ماض واسم هو فاعل فال يغلب أحدمها على اآلخر فإن قيل فلماذا ترفع املعرفة بعده حنو حبذا زيد رجال

ألول أن جتعل حبذا مبتدأ و زيد خربه والوجه الثاين أن جتعل ذا مرفوعا ب احب ارتفاع قيل خلمسة اوجه الوجه االفاعل بفعله وجتعل زيدا بدال منه والوجه الثالث أن جتعل زيدا خرب مبتدأ حمذوف كأنه ملا قيل حبذا قيل من هو قيل

زيد أي هو زيد

امس أن تكون ذا زائدة فريفع زيد حب ألنه فاعل وهو والوجه الرابع أن جتعل زيدا مبتدا وحبذا خربه والوجه اخلاضعف األوجه فإن قيل فعلى ماذا تنتصب النكرة بعده قيل تنتصب النكرة بعده على التمييز أال ترى أنك إذا قلت

من -حبذا زيد رجال وحبذا عمرو راكبا حيسن فيه تقدير من كأنك قلت من رجل و من راكب كما قال الشاعر -البسيط

وذهب بعض النحويني إىل أنه ان كان االسم غري ) وحبذا ساكن الريان من كانا ... يا حبذا جبل الريان من جبل ( مشتق حنو حبذا زيد رجال كان منصوبا على التمييز وان كان مشتقا حنو حبذا عمرو راكبا كان منصوبا على احلال

فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب التعجب

Page 27: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

دون غريها قيل ألن ما يف غاية اإلهبام والشيء إذا كان ! مل زيدت ما يف التعجب حنو ما أحسن زيدا إن قال قائل مبهما كان أعظم يف النفوس الحتماله أمورا كثرية فلهذا كانت زيادهتا يف التعجب أوىل من غريها

ىل أهنا مبعىن شيء وهو يف موضع فإن قيل فما معناها قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب سيبويه وأكثر البصريني إرفع باالبتداءا و احسن خربه وتقديره شيء أحسن زيدا وذهب بعض النحويني من البصريني إىل أهنا مبعىن الذي

وهو يف موضع رفع باالبتداء و احسن صلته وخربه حمذوف وتقديره الذي أحسن زيدا شيء وما ذهب إليه سيبويه قوهلم مستقل بنفسه ال يفتقر إىل تقدير شيء وعلى القول اآلخر يفتقر إىل تقدير واألكثرون أوىل ألن الكالم على

شيء وإذا كان الكالم مستقال بنفسه مستغنيا عن تقدير كان أوىل مما يفتقر إىل تقدير فإن قيل هل أحسن فعل أو ثالثة اوجه اسم قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب البصريون إىل أنه فعل ماض واستدلوا على ذلك من

الوجه األول أهنم قالوا الدليل على أنه فعل أنه إذا وصل بياء الضمري فإن نون الوقاية تصحبه حنو ما أحسنين وما أشبه ذلك وهذه النون إمنا تصحب ياء الضمري يف الفعل خاصة لتقيه من الكسر أال ترى أنك تقول أكرمين و

وصاحبين غالمي و صاحيب مل جيز فلما دخلت هذه النون عليه دل أعطاين وما أشبه ذلك و لو قلت يف حنو غالمين على أنه فعل

والوجه الثاين أهنم قالوا الدليل على أنه فعل أنه ينصب املعارف والنكرات و أفعل إذا كان امسا إمنا ينصب النكرات نا املعارف دل على أنه خاصة على التمييز حنو هذا أكثر منك علما وأكرب منك سنا وما أشبه ذلك فلما نصب هه

فعل ماض والوجه الثالث أهنم قالوا الدليل على أنه فعل ماض أنه مفتوح اآلخر فلو مل يكن فعال ملا كان لبنائه على الفتح وجه إذ لو كان امسا لكان جيب أن يكون مرفوعا لوقوعه خربا ل ما باإلمجاع فلما وجب أن يكون مفتوحا

فيون إىل أنه اسم ا واستدلوا على ذلك من ثالثة أوجه الوجه األول أهنم قالوا دل على أنه فعل ماض وذهب الكوالدليل على أنه اسم أنه ال يتصرف ولو كان فعال لوجب أن يكون متصرفا ألن التصرف من خصائص األفعال فلما

مل يتصرف دل على أنه ليس بفعل فوجب أن يلحق باألمساء

من -لى أنه اسم أنه يدخله التصغري والتصغري من خصائص األمساء قال الشاعر والوجه الثاين أهنم قالوا الدليل ع -البسيط

) من هؤليائكن الضال و السمر ... يا ما أميلح غزالنا شدن لنا ( و الوجه الثالث أهنم قالوا الدليل على أنه اسم أنه يصح حنو ما أقومه و ما أبيعه كما يصح االسم يف حنو هذا أقوم

بيع منك ولو أنه فعل لوجب أن يعتل كالفعل حنو أقام و أباع يف قوهلم أباع الشيء إذا عرضه للبيع فلما مل منك وأيعتل وصح كاألمساء مع ما دخله من اجلمود والتصغري دل على أنه اسم والصحيح ما ذهب إليه البصريون وأما ما

ه ألنا أمجعنا على أن عسى وليس فعالن و مع هذا استدل به الكوفيون ففاسد أما قوهلم أنه ال يتصرف فال حجة فيال يتصرفان فكذلك ههنا وإمنا مل يتصرف فعل التعجب لوجهني أحدمها أهنم ملا مل يصوغوا للتعجب حرفا يدل عليه

جعلوا له صيغة ال ختتلف لتكون داللة على املعىن الذي أرادوه وأنه مضمن معىن ليس يف اصله تصرف ألن الفعل املضارع يصلح للحال واالستقبال و التعجب إمنا يكون مما هو موجود يف والوجه الثاين إمنا مل ي

احلال أو كان فيما مضى

Page 28: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

و ال يكون التعجب مما مل يقع فلما كان املضارع يصلح للحال واالستقبال كرهوا أن يصرفوه إىل صيغة حتتمل لتصغري وهو من خصائص األمساء قلنا اجلواب عنه من االستقبال الذي ال يقع التعجب منه وأما قوهلم أنه يدخله ا

ثالثة أوجه الوجه األول أن التصغري ههنا لفظي واملراد به تصغري املصدر ال تصغري الفعل ألن هذا الفعل منع من التصرف مقامه والفعل مىت منع من التصرف ال يؤكد بذكر املصدر فلما أرادوا تصغري املصدر صغروه بتصغري فعله ألنه يقوم

ويدل عليه ا فالتصغري يف احلقيقة للمصدر ال للفعل و الوجه الثاين أن التصغري إمنا حسن يف فعل التعجب ألنه ملا لزم طريقة واحدة أشبه األمساء فدخله بعض أحكامها والشيء إذا أشبه الشيء من وجه ال خيرج بذلك عن اصله كما

خيرج بذلك على كونه امسا و الفعل حممول على االسم يف اإلعراب أن اسم الفاعل حممول على الفعل يف العمل و ملو مل خيرج بذلك عن كونه فعال فكذلك ههنا والوجه الثالث أنه إمنا دخله التصغري محال على باب أفعل الذي

احلسن كما إال ملن بلغ الغاية يف! للتفضيل واملبالغة الشتراك اللفظني يف ذلك أال ترى أنك ال تقول ما احسن زيدا ال تقول زيد أحسن القوم إال ملن كان أفضلهم يف احلسن فلهذه املشاهبة بينهما جاز التصغري يف قوله يا أميلح

غزالنا كما تقول غزالنك أميلح الغزالن و ما أشبه ذلك والذي يدل على اعتبار هذه املشاهبة بينهما أهنم محلوا عله فجاز فيهما ما جاز فيه وامتنع فيهما ما امتنع فيه فلم يقولوا هذا أفعل منك وهو أفعل القوم على قوهلم ما أف

اعور منك وال اعور القوم ألهنم مل يقولوا ما أعوره و قالوا هو أقبح عورا منك و أقبح القوم عورا كما قالوا ما فلما كانت بينهما أقبح عوره و كذلك مل يقولوا هو أحسن منك حسنا فيؤكدوا كما مل يقولوا ما أحسن زيدا حسنا

هذه املشاهبة دخله التصغري محال على أفعل الذي للتفضيل واملبالغة وأما قوهلم أنه يصح كما يصح االسم قلنا التصحيح حصل من حيث حصل التصغري و ذلك حلمله على باب أفعل الذي للمفاضلة و ألنه أشبه األمساء ألنه

وجهني وجب أن يصح كما يصح االسم وشبهه لالسم من هذين الزم طريقة واحدة فلما أشبه االسم من هذين الالوجهني ال خيرجه عن كونه فعال كما أن ما ال ينصرف أشبه الفعل من وجهني و مل خيرج بذلك عن كونه امسا

فكذلك ههنا هذا الفعل و إن أشبه االسم من وجهني ال خيرج عن كونه فعال على أن تصحيحه غري مستنكر فان فعال املتصرفة جاءت مصححة كقوهلم أغيلت املرأة واستنوق اجلمل واستتيست كثريا من األ

وهذا كثريا يف كالمهم ) واستحوذ عليهم ا قال اهللا تعاىل استحوذ عليهم الشيطان ( الشاة و الذي يدل على أن تصحيحه ال يدل على كونه امسا أن أفعل به جاء يف التعجب مصححا مع كونه فعال باإلمجاع

أقوم به و أبيع به فكما أن التصحيح يف افعل به ال خيرجه على كونه فعال فكذلك التصحيح يف ما افعله ال حنو خيرجه عن كونه فعال وقد ذكرنا هذه املسالة مستوفاة يف املسائل اخلالفية فإن قيل فلم كان فعل التعجب منقوال من

ني ثالثي ورباعي فجاز نقل الثالثي إىل الرباعي ألنك الثالثي دون غريه قيل لوجهني أحدمها أن األفعال على ضربتنقله من اصل إىل اصل ومل جيز نقل الرباعي إىل اخلماسي ألنك تنقله من أصل إىل غري أصل ألن اخلماسي ليس

بأصل فهو و الوجه الثاين أن الثالثي أخف من غريه فلما كان أخف من غريه احتمل زيادة اهلمزة وأما ما زاد على الثالثي

ثقيل فلم حيتمل الزيادة فإن قيل فلم كانت اهلمزة أوىل بالزيادة قيل ألن األصل يف الزيادة حروف املد و اللني وهي الواو والياء واأللف فأقاموا اهلمزة مقام األلف ألهنا

Page 29: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

قريبة من األلف ساكنة و االبتداء بالساكن حمال و كان و إمنا أقاموها مقام األلف ألن األلف ال يتصور االبتداء هبا ألهنا ال تكون إال

تقدير زيادة األلف ههنا أويل ألهنا أخف حروف العلة و قد كثرت زيادهتا يف هذا النحو حنو أبيض و أسود و ما أشبه ذلك فإن قيل فلماذا ينتصب االسم يف قوهلم ما احسن زيدا ا قيل ينتصب ألنه مفعول أحسن ألن أحسن ملا

ديا بعد أن كان الزما فتعدى إىل زيد فصار زيد منصوبا بوقوع الفعل عليه فإن قيل فلم ال يشتق ثقل باهلمز صار متعفعل التعجب من األلوان و اخللق قيل لوجهني أحدمها أن األصل يف أفعاهلا أن تستعمل على أكثر من ثالثة أحرف و

ه األشياء ملا كانت ثابتة يف الشخص ال تكاد ما زاد على ثالثة أحرف ال يبىن منه فعل التعجب و الوجه الثاين أن هذتتغري جرت جمرى أعضائه اليت ال معىن لألفعال فيها كاليد و الرجل وما أشبه ذلك فكما ال جيوز أن يقال ما أيداه و

ال ما أرجله من اليد و الرجل فكذلك ال جيوز أن يقال ما أمحره و ال ما أسوده فإن كان املراد بقوله ما أيداه من ليد مبعىن النعمة و ما أرجله من الرجلة جاز وكذلك إن كان املراد بقوله ا

ما أمحره من صفة البالدة ال من احلمرة و ما أسوده من السودد ال من السواد كان جائزا وإمنا جاز يف هذه األشياء وما أشبهه قيل إمنا فعلوا ألهنا ليست بألوان و ال خلق فإن قيل فلم استعملوا لفظ األمر يف التعجب حنو أحسن بزيد

ذلك لضرب من املبالغة يف املدح فإن قيل وما الدليل على أنه ليس بفعل أمر قيل الدليل على ذلك أنه يكون على صيغة واحدة يف مجيع األحوال

تقول يا رجل أحسن بزيد ويا رجالن أحسن بزيد و يا رجال أحسن بزيد و يا هند أحسن بزيد و يا هندان أحسن د و يا هندات أحسن بزيد فيكون مع الواحد واالثنني واجلماعة واملؤنث على صيغة واحدة ألنه ال ضمري فيه و بزي

لو كان أمرا لكان ينبغي أن خيتلف فتقول يف التثنية أحسنا و يف مجع املذكر أحسنوا و يف إفراد املؤنث أحسين و يف ؤنث فلما كان على صيغة واحدة دل على أن لفظه لفظ األمر مجع املؤنث أحسن فتأيت بضمري االثنني و اجلماعة و امل

ومعناه

اخلرب فإن قيل فما موضع اجلار واجملرور يف قوهلم أحسن بزيد قيل موضعه الرفع ألنه فاعل احسن ألنه ملا كان كفى باهللا وليا و ( أحسن فعال و الفعل ال بد له من فاعل جعل اجلار و اجملرور يف موضع رفع ألنه فاعل كقوله تعاىل

أي وكفى اهللا وليا و كفى اهللا نصريا والباء زائدة فكذلك ههنا الباء زائدة ألن األصل يف ) و كفى باهللا نصريا أحسن بزيد أحسن زيد أي صار ذا حسن مث نقل إىل لفظ األمر وزيدت الباء عليه

التعجب لفظ األمر زادوا الباء فرقا بني لفظ فإن قيل فلم زيدت الباء عليه قيل لوجهني أحدمها أنه ملا كان لفظ فعل األمر الذي للتعجب و بني لفظ األمر الذي ال يراد به التعجب

و الوجه الثاين أنه ملا كان معىن الكالم يا حسن اثبت بزيد أدخلوا

الباء ألن اثبت يتعدى حبرف اجلر فلذلك أدخلوا الباء رور يف موضع نصب ألنه يقدر يف الفعل ضمرياا هو الفاعل كما يقدر و قد ذهب بعض النحويني إىل أن اجلار و اجمل

يف ما احسن زيدا و إذا قدر ههنا يف الفعل ضمري هو الفاعل وقع اجلار واجملرور يف موضع املفعول فكانا يف موضع سه يف غري نصب و الذي عليه أكثر النحويني هو األول و كان األول هو األويل ألن الكالم إذا كان مستقال بنف

إضمار كان أويل مما يفتقر إىل إضمار مث محل أحسن بزيد على ما أحسن زيدا يف تقدير اإلضمار ال يستقيم ألن

Page 30: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

أحسن إمنا أضمر فيه لتقدم ما عليه ألن ما مبتدأ و أحسن خربه و ال بد فيه من ضمري يرجع إىل املبتدأ خبالف فبان الفرق بينهما فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل أحسن بزيد فإنه مل يتقدمه ما يوجب تقدير الضمري

باب عسى

إن قال قائل ما عسى من الكلم قيل فعل ماض من أفعال املقاربة ال يتصرف و قد حكى عن ابن السراج أنه حرف ا وهو قول شاذ ال يعرج عليه والصحيح أنه فعل والدليل على ذلك أنه

فلما دخلت ) فهل عسيتم إن توليتم ( عسيت وعسيا وعسوا قال اهللا تعاىل يتصل به تاء الضمري و ألفه و واوه حنو عليه هذه الضمائر كما تدخل على الفعل حنو قمت و قاما و قاموا و قمتم دل على أنه فعل

و كذلك أيضا تلحقه تاء التأنيث الساكنة اليت ختتص بالفعل تقول عست املرأة كما تقول قامت وقعدت فدل على إن قيل فلم ال يتصرف قيل ألنه أشبه احلرف ألنه ملا كان فيه معىن أنه فعل ف

الطمع أشبه لعل و لعل حرف ال يتصرف فكذلك ما أشبهه فإن قيل فماذا تعمل عسى قيل ترفع االسم وتنصب أن اخلرب ك كان إال أن خربها ال يكون إال مع الفعل املستقبل حنو عسى زيد أن يقوم فإن قيل فلم أدخلت يف خربه

قيل ألن عسى وضعت ملقاربة االستقبال و أن إذا أدخلت على الفعل املضارع أخلصته لالستقبال فلما كانت عسى موضوعة ملقاربة االستقبال و أن ختلص الفعل لالستقبال ألزموا الفعل الذي وضع ملقاربة االستقبال أن اليت هي علم

تها النصب قيل ألن معىن عسى زيد أن يقوم قارب زيد القيام االستقبال فإن قيل وما الدليل على أن موضع أن وصلوالذي يدل على ذلك قوهلم عسى الغوير أبؤسا وكان القياس أن يقال عسى الغوير أن يبأس إال أهنم رجعوا إىل

األصل املتروك فقالوا عسى الغوير أبؤسا فنصبوه ب عسى ألهنم أجروها جمرى قارب فكأنه قيل قارب الغوير أبؤسا وهو مجع بأس أو بؤس

فإن قيل فلم حذفوا أن من خربه يف بعض أشعارهم قيل إمنا حيذفوهنا يف بعض أشعارهم ا ألجل االضطرار تشبيها هلا ب كاد فإن كاد من أفعال املقاربة كما أن عسى من أفعال املقاربة فلهذا الشبه بينهما جاز أن حتمل عليها يف حذف

-من الوافر -أن من خربها يف حنو قوله و كما أن عسى تشبه ب كاد يف حذف أن معها ) يكون وراءه فرج قريب ... عسى الغم الذي أمسيت فيه (

-من الرجز -فكذلك كاد تشبه ب عسىفي إثباهتا معها قال الشاعر ... ) قد كاد من طول البلى أن ميصحا (

فدل على وجود املشاهبة بينهما فإن قيل ومل كان فأثبت أن مع كاد و إن كان االختيار حذفها محال على عسى االختيار مع كاد حذف أن وهي ك عسى يف املقاربة قيل مها و إن اشتركا يف الداللة على املقاربة إال أن كاد أبلغ يف

تقريب الشيء من احلال و عسى اذهب يف االستقبال أال ترى أنك لو قلت كاد زيد يذهب بعد عام مل جيز ألن كاد جب أن يكون الفعل شديد القرب من احلال ولو قلت عسى اهللا أن يدخلين اجلنة برمحته لكان جائرا و إن مل يكن تو

شديد القرب من احلال فلما كانت كاد أبلع يف تقريب الشيء من احلال حذف معهاأن اليت هي علم االستقبال و ملا الستقبال فإن قيل فما موضع أن مع صلتها يف حنو كانت عسى أذهب يف االستقبال أيت معها ب أن اليت هي علم ا

عسى أن خيرج زيد قيل موضعها مع صلتها الرفع بأنه فاعل كما كان زيد مرفوعا بأنه فاعل يف حنو عسى زيد أن

Page 31: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

خيرج فإن قيل فهل جيوز أن حتذف أن إذا كانت مع صلتها يف موضع رفع قيل ال جيوز ذلك ألن من شرط الفاعل ظا ومعىن فإذا قلت عسى خيرج زيد فقد جعلت الفعل فاعال و الفعل ال يكون فاعال ألن أن يكون امسا لف

الفاعل خمرب عنه و اإلخبار إمنا يكون عن االسم ال عن الفعل بلى إن جعل زيد يف حنو عسى خيرج زيد فاعل عسى بلغ الفاعل أال ترى أنه قد يقوم وجعل خيرج يف موضع اخلرب جازت املسالة ألن املفعول ال يبلغ يف اقتضاء االمسية م

مقام املفعول ما ليس باسم حنو ظننت زيدا قام أبوه ف قام أبوه مجلة فعلية وقد قامت مقام املفعول الثاين ل ظننت وأما الفاعل فال جيوز أن يقع قط إال امسا لفظا ومعين ملا

بينا فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب كان و أخواهتا

ل أي شيء كان وأخواهتا من الكلم قيل أفعال وذهب بعض النحويني إىل أهنا حروف وليست أفعاال ألهنا إن قال قائال تدل على املصدر ولو كانت أفعاال لكان ينبغي أن تدل على املصدر فلما مل تدل على املصدر دل على أهنا ليست

من ثالثة أوجه أفعاال و الصحيح أهنا أفعال وهو مذهب األكثريين والدليل على ذلكالوجه األول أهنا تلحقها تاء الضمري و ألفه وواوه حنو كنت و كانا و كانوا كما تقول قمت وقاما وقاموا وما أشبه

ذك والوجه الثاين أهنا تلحقها تاء التأنيث الساكنة حنو كانت املرأة كما تقول قامت املرأة و هذه التاء ختتص باألفعال رف حنو كان يكون وصار يصري وأصبح يصبح وأمسى ميسي وكذلك سائرها ما عدا ليس والوجه الثالث أهنا تتص

وإمنا مل يدخلها

التصرف ألهنا أشبهت ما ألهنا تنفي احلال كما أن ما تنقي احلال وهلذا جتري ما جمرى ليس يف لغة أهل احلجاز فلما أشبهت ما وهي حرف ال يتصرف وجب أال تتصرف

دل على املصدر ولو كانت أفعاال لدلت على املصدر قلنا هذا إمنا يكون يف األفعال احلقيقية وهذه وأما قوهلم إهنا ال تأفعال غري حقيقية و هلذا املعىن تسمى أفعال العبارة فما ذكرناه يدل على أهنا أفعال و ما ذكروه يدل على أهنا أفعال

ذا الكسر فألزموها اخلرب عوضا عن داللتها على غري حقيقية فقد عملنا مبقتضى الدليلني على أهنم قد جربوا ه املصدر و إذا وجد اجلرب بلزوم اخلرب عوضا عن املصدر كان يف حكم املوجود الثابت

فإن قيل فعلى كم تنقسم كان و أخواهتا قيل أما كان فتنقسم على مخسة أوجه ان زيد قائما و يلزمها اخلرب ملا بينا و الوجه الوجه األول أهنا تكون ناقصة فتدل على الزمان اجملرد عن احلدث حنو ك

الثاين أهنا تكون تامة فتدل على الزمان و احلدث كغريها من األفعال احلقيقية وال تفتقر إىل خرب حنو كان زيد وهي أي حدث ووقع ) و إن كان ذو عسرة فنظرة إىل ميسرة ( مبعىن حدث ووقع قال اهللا تعاىل

( يف قراءة من قرأ بالرفع و قال تعاىل ) و إن تك حسنة يضاعفها ( و قال تعاىل ) ن جتارة إال أن تكو( و قال تعاىل أي وجد و حدث و صبيا منصوب على احلال و ال جيوز أن تكون كان ههنا ) كيف نكلم من كان يف املهد صبيا

كليم من كان فيما مضى يف الناقصة ألنه ال اختصاص لعيسى يف ذلك ألن كال قد كان يف املهد صبيا وال عجب يف تحال الصيب وإمنا العجب يف تكليم من هو موجود يف املهد يف حال الصيب فدل على أهنا ههنا مبعىن وجد وحدث

-من الطويل -وعلى هذا قوهلم أنا مذ كنت صديقك أي وجدت قال الشاعر

Page 32: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

-من الوافر -يوم و قال اآلخر أي حدث) إذا كان يوم ذو كواكب أشهب ... فدى لبىن ذهل بن شيبان ناقيت ( أي حدث الشتاء ) فإن الشيخ يهدمه الشتاء ... إذا كان الشتاء فادفئوين (

و الوجه الثالث أن جيعل فيها ضمري الشان واحلديث فتكون اجلملة خربها حنو كان زيد قائم أي كان الشأن و -من الطويل -احلديث زيد قائم قال الشاعرا

أي كان الشأن و احلديث الناس نصفان ) وآخر مثن بالذي كنت اصنع ... الناس نصفان شامت إذا مت كان ( -من الوافر -والوجه الرابع أن تكون زائدة غري عاملة زيد قائم قال الشاعر

من الوافر -أي على املسومة وقال آخر ) على كان املسومة العراب ... سراة بين أيب بكر تسامى (

) وجريان لنا كانوا كرام ... مررت بدار قوم فكيف إذا ( أي جريان كرام

أي صار وعلى ) فكان من املغرقني ( ا ) وكان من الكافرين ( والوجه اخلامس أن تكون مبعىن صار قال اهللا تعاىل ) كيف نكلم من كان يف املهد صبيا ( هذا محل بعضهم قوله تعاىل

أي صار وقال الشاعر -من الطويل -) قطا احلزن قد كانت فراخا بيوضها ... ملطي كأهنا بتيهاء قفر وا(

أي صارت فراخا بيوضها وأما صار فتستعمل ناقصة وتامة فأما الناقصة فتدل أيضا على الزمان اجملرد عن احلدث وتفتقر إىل اخلرب حنو صار

زيد عاملا مثل كان إذا كانت

دث وال تفتقر إىل خرب حنو صار زيد إىل عمرو مثل كان إذا كانت تامة ناقصة و أما التامة فتدل على الزمان واحلوكذلك سائر أخواهتا تستعمل ناقصة وتامة إال ظل وليس وما زال وما فتئ فإهنا ال تستعمل إال ناقصةا فإن قيل فلم

تعمل عملت هذه األفعال يف شيئني قيل ألهنا عبارة عن اجلمل دون املفردات فلما اقتضت شيئني وجب أنفيهما فإن قيل فلم رفعت االسم و نصبت اخلرب قيل تشبيها باألفعال احلقيقية فرفعت االسم تشبيها بالفاعل و

نصبت اخلرب تشبيها باملفعول فإن قيل فهل جيوز تقدمي أخبارها على أمسائها قيل نعم جيوز تقدمي أخبارها على أمسائها هة باملفعول وأمساؤها مشبهة بالفاعل واملفعول جيوز تقدميه على الفاعل وإمنا جاز ذلك ألهنا ملا كانت أخبارها مشب

فكذلك ما كان مشبها به فإن قيل فهل جيوز تقدمي أخبارها عليها أنفسها قيل جيوز ذلك فيما مل

ميه يكن يف أوله ما حنو قائما كان زيد وإمنا جاز ذلك ألنه ملا كان مشبها باملفعول و العامل فيه متصرف جاز تقدعليه كاملفعول حنو عمرا ضرب زيد فإن قيل فلم مل جيز تقدمي أمسائها عليها أنفسها كما جيوز تقدمي أخبارها عليها قيل إمنا مل جيز تقدمي أمسائها عليها ألن أمساءها مشبهة بالفاعل و الفاعل ال جيوز تقدميه على الفعل فكذلك ما كان

هنا مشبهة باملفعول واملفعول جيوز تقدميه على الفعل كما بينا فإن قيل فلم مل مشبها به و جاز تقدمي أخبارها عليها ألجيز تقدميا خرب ما يف أوله ما عليه قيل ألن ما يف أوله ما ما عدا ما دام للنفي والنفي له صدر الكالم كاالستفهام

ال يعمل ما بعده فيما قبله حنو فكما أن االستفهام ال يعمل ما بعده فيما قبله حنو عمرا اضرب زيد فكذلك النفي قائما ما زال زيد وقد ذهب بعض النحويني ا إىل أنه جيوز تقدمي خرب ما زال عليها وذلك ألن ما للنفي و زال فيها

Page 33: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

معىن النفي والنفي إذا دخل على النفي صار إجيابا فإذا صار إجيابا صار قولك ما زال زيد قائما مبنزلة كان زيد قائما ن تقول قائما وكما جيوز أ

كان زيد فكذلك جيوز أن تقول قائما ما زال زيد و أمجعوا على أنه ال جيوز تقدمي خرب ما دام عليها وذلك ألن ما فيها مع الفعل مبنزلة املصدر ومعمول املصدر ال يتقدم عليه

أنه ال جيوز تقدمي فإن قيل فهل جيوز تقدمي خرب ليس عليها قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب الكوفيون إىل خربها عليها وذهب اكثر البصريني إىل جوازه ألنه كما جاز تقدمي خربها على امسها جاز تقدمي خربها عليها نفسها و االختيار عندي ما ذهب إليه الكوفيون ألن ليس فعل ال يتصرف والفعل إمنا يتصرف عمله إذا كان متصرفا يف

يتصرف عمله وأما قوهلم أنه كما جاز تقدمي خربها على امسها جاز تقدمي نفسه وإذا مل يكن متصرفا يف نفسه مل خربها عليها ففاسد ألن تقدمي خربها على امسها ال خيرجه على كونه متأخرا عنها وتقدمي خربها عليها يوجب كونه

ا جاز تقدمي خربها متقدما عليها و ليس من الضرورة أن يعمل الفعل فيما يعده وجيب أن يعمل فيما قبله مث نقول إمنعلى امسها ألهنا اضعف من كان ألهنا تتصرف وجيوز تقدمي خربها عليها و أقوى من ما ألهنا حرف وال جيوز تقدمي

خربها على امسها فجعل هلا منزلة بني منزلتني فلم جيز تقدمي خربها عليها نفسها لتنحط عن درجة كان وجيوز تقدمي ما خربها على امسها لترتفع عن درجة

فإن قيل مل جاز ما كان زيد إال قائما ومل جيز ما زال زيد إال قائما قيل ألن إال إذا دخلت يف الكالم أبطلت معىن النفي فإذا قلت ما كان زيد إال قائما كان التقدير فيه كان زيد قائماا و إذا قلت ما زال زيد إال قائما صار التقدير

حبرف النفي فلما كان إدخال حرف االستثناء يوجب إبطال معىن النفي و كان زال زيد قائما و زال ال تستعمل إال جيوز استعماهلا من غري حرف النفي و زال ال جيوز استعماهلا إال حبرف النفي جاز ما كان زيد إال قائما و مل جيز ما

-من الطويل -زال زيد إال قائما فأما قول الشاعر فاخلرب قوله على اخلسف وتقديره ما تنفك ) على اخلسف أو نرمي هبا بلدا قفرا ... حراجيج ما تنفك إال مناخة (

على اخلسف إال أن تناخ أو نرمي هبا بلدا قفرا و قد روى مناخة بالرفع وال مزية يف هذه الرواية فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب ما

بت اخلرب قيل ألن ماأشبهت ليس ووجه الشبه إن قال قائل مل عملت ما يف لغة أهل احلجاز فرفعت االسم ونص بينهما من وجهني أحدمها أن ما تنفي احلال كما أن ليس تنفي احلال

والوجه الثاين أن ما تدخل على املبتدأ واخلرب كما أن ليس تدخل على املبتدأ و اخلرب ويقوي هذه املشاهبة بينهما ت أهنا أشبهت ليس وجب أن تعمل عملها فترفع االسم دخول الباء يف خربها كما تدخل يف خرب ليس فاذا ثب

و ذهب الكوفيون إىل أن اخلرب منصوب حبذف حرف ) ما هذا بشر ( وتنصب اخلرب و هي لغة القرآن قال اهللا تعاىل اجلر وهذا فاسد ألن حذف حرف اجلر ال يوجب النصب ألنه لو كان حذف حرف اجلر يوجب النصب لكان

كل موضع وال خالف أن كثريا من األمساء حيذف منها حرف اجلر وال تنتصب حبذفه ينبغي أن يكون ذلك يف و لو حذف حرف اجلر لكان و كفى ) و كفي باهللا وليا و كفى باهللا نصريا ( كقوله تعاىل

Page 34: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

-من الطويل -اهللا وليا و كفى اهللا نصريا بالرفع كقول الشاعر ) اإلسالم للمرء ناهيا كفى الشيب و... عمرية ودع إن جتهزت غاديا (

كذلك قوهلم حبسبك زيد و ما جاءين من أحد ولو حذفت حرف اجلر لقلت حسبك زيد وما جاءين أحد بالرفع فدل على أن حذف حرف اجلر ال يوجب النصب فإن قيل فلم مل تعمل على لغة بين متيم قيل ألن احلرف إمنا يعمل

كحروف اجلزم وإذا كان يدخل على االسم والفعل مل يعمل إذا كان خمتصا باالسم كحروف اجلر أو بالفعل كحروف العطف و ما يدخل على االسم والفعل أال ترى أنك تقول ما زيد قائم وما يقوم زيد فتدخل عليهما فلما

كانت غري خمتصة وجب أن تكون غري عاملة هنا دخلت توكيدا للنفي والثاين أن يقدر فإن قيل فلم دخلت الباء يف خربها حنو ما زيد بقائم قيل لوجهني أحدمها أ

أهنا جواب ملن قال أن زيدا لقائم فادخلت الباء يف خربها لتكون بازاء الالم يف خرب أن فإن قيل فلم بطل عملها يف لغة أهل احلجاز إذا فصلت بني امسها وخربها باال قيل ألن ما إمنا عملت ألهنا أشبهت ليس من جهة املعىن و هو

ال تبطل معىن النفي فتزول املشاهبة و إذا زالت املشاهبة وجب أال تعمل النفي و إ

فإن قيل فلماذا بطل عملها أيضا إذا فصلت بينها وبني امسها وخربها ب أن اخلفيفةا قيل ألن ما ضعيفة يف العمل فا بطل عملها مع ألهنا إمنا عملت ألهنا أشبهت فعال ال يتصرف شبها ضعيفا من جهة املعىن فلما كان عملها ضعي

الفصل وهلذا املعىن يبطل عملها أيضا إذا تقدم اخلرب على االسم حنو ما قائم زيد لضعفها يف العمل فألزمت طريقة -من البسيط -واحدة فأما قول الشاعرا

) إذ هم قريش و إذ ما مثلهم بشر ... فاصبحوا قد أعاد اهللا نعمتهم ( ى احلال ألن التقدير فيه و إذ ما بشر مثلهم فلما قدم مثلهم الذي هو صفة فمن النحويني من قال هو منصوب عل

من الوافر -النكرة انتصب على احلال ألن صفة النكرة إذا تقدمت انتصبت على احلال كقول الشاعر

-من البسيط -والتقدير فيه طلل موحش وكقول اآلخر ... ) ملية موحشا طلل ( ... ) اب والصاحلات عليها مغلقا ب(

والتقدير فيه باب مغلق إال أنه ملا قدم صفة النكرة نصبها على احلال ومنهم من قال هو منصوب على الظرف ألن قوله ما مثلهم بشر يف معىن فوقهم و منهم من محله على الغلط فإن هذا البيت للفرزدق وكان متيميا و ليس من لغته

تعمل لغة غريه غلط فظن أهنا تعمل مع تقدم اخلرب كما تعمل مع تأخره إعمال ما سواء تقدم اخلرب أو تأخر فلما اسفلم يكن يف ذلك حجة ومنهم من قال أهنا لغة لبعض العرب و هي لغة قليلة ال يعتد هبا فاعرفه تصب إن شاء اهللا

تعاىل

باب إن و أخواهتا

ينهما من مخسة أوجه الوجه األول أهنا إن قال قائل مل أعملت هذه األحرف قيل ألهنا أشبهت الفعل ووجه الشبه بمبنية على الفتح كما أن الفعل املاضي مبين على الفتح والوجه الثاين أهنا على ثالثة أحرف كما أن الفعل على ثالثة

أحرف خل والوجه الثالث أهنا تلزم األمساء كما أن الفعل يلزم األمساء والوجه الرابع أهنا تدخل عليها نون الوقاية كما تد

على الفعل حنو إنين وكأنين ولكنين وكذلك سائرها والوجه اخلامس أن فيها معاين األفعال فمعىن إن و أن حققت

Page 35: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ومعىن كأن شبهت ومعىن لكن استدركت ومعىن ليت متنيت ومعىن لعل ترجيت فلما أشبهت هذه احلروف الفعل ارة عن اجلمل ال عن املفردات كما بينا يف كان من هذه األوجه وجب أن تعمل عمله وإمنا عملت يف شيئني ألهنا عب

فإن قيل فلم نصبت االسم و رفعت اخلرب قيل ألهنا ملا أشبهت الفعل وهو يرفع و ينصب شبهت به فنصبت االسم تشبيها باملفعول ورفعت اخلرب تشبيها بالفاعل فإن قيل فلم وجب تقدمي املنصوب على املرفوع قيل لوجهني أحدمها

روف تشبه الفعل لفظا و معىن فلو قدم املرفوع على املنصوب مل يعلم هل هي حروف أو أفعال فإن قيل أن هذه احلاألفعال تتصرف واحلروف ال تتصرف قيل عدم التصرف ال يدل على أهنا حروف ألنه قد يوجد أفعال ال تتصرف

لتباس باألفعال وجب تقدمي ك انعم و بئس و عسى و ليس و فعل التعجب و حبذا فلما كان ذلك يؤدي إىل اال املنصوب على املرفوع رفعا هلذا االلتباس

و الوجه الثاين أن هذه احلروف ملا أشبهت الفعل احلقيقي لفظا ومعىن محلت عليه يف العمل فكانت فرعا عليه يف العمل وتقدمي املنصوب على املرفوع فرع فألزموا الفرع الفرع

ت الفعل من جهة اللفظ و إمنا أشبهته من جهة املعىن مث الفعل الذي أشبهته ليس و خترج على هذا ما فإهنا ما أشبه فعال حقيقيا ويف فعليته خالف خبالف هذه احلروف فإهنا أشبهت الفعل

احلقيقي من جهة اللفظ واملعىن من اخلمسة األوجه اليت بيناها فبان الفرق بينهما وقد ذهب الكوفيون إىل أن أن و االسم وال ترفع اخلرب وإمنا اخلرب يرتفع مبا كان يرتفع به قبل دخوهلا ألهنا فرع على الفعل يف العمل أخواهتا تنصب

فال تعمل عمله ألن الفرع أبدا أضعف من األصل فينبغي أال تعمل يف اخلرب وهذا ليس بصحيح ألن كونه فرعا على الفعل يف العمل ويعمل عمله على أنا قد عملنا الفعل يف العمل ال يوجب أال يعمل عمله فإن اسم الفاعل فرع على

مبقتضى كونه فرعا فإنا ألزمناه طريقة واحدة و أوجبنا فيه تقدمي املنصوب على املرفوع ومل جنوز فيه الوجهني كما جاز ذلك مع الفعل لئال جيري جمرى األصل فلما أوجبنا فيه تقدمي املنصوب على املرفوع بأن ضعف هذه احلروف

ها عن رتبة الفعل فوقع الفرق بني الفرع و األصل مث لو كان األمر كما زعموا و أنه باق على رفعه لكان واحنطاطاالسم املبتدأ أوىل بذلك فلما وجب نصب املبتدأ هبا وجب رفع اخلرب هبا ألنه ليس يف كالم العرب عامل يعمل يف

القياس و خمالفة األصول لغري فائدة وذلك ال جيوز األمساء النصب و ال يعمل الرفع فما ذهبوا إليه يؤدي إىل تركفإن قيل فلم جاز العطف علي موضع إن و لكن دون سائر أخواهتا قيل ألهنما مل يغريا معىن االبتداء خبالف سائر

احلروف ألهنا غريت معىن

ي االبتداء ألن كأن أفادت معىن التشبيه و ليت أفادت معىن التمين و لعل أفادت معىن الترجفإن قيل فهل جيوز العطف على املوضع قبل ذكر اخلربا قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب البصريون إىل أنه ال

جيوز ذلك على اإلطالق و ذلك ألنك إذا قلت أنك وزيد قائمان وجب أن يكون زيد مرفوعا باالبتداء ووجب أن تمعا معا وذلك ال جيوز يكون عامال يف خرب زيد وتكون أن عاملة يف خرب الكاف وقد اج

وأما الكوفيون فاختلفوا يف ذلك فذهب الكسائي إىل أنه جيوز ذلك على اإلطالق سواء تبني فيه عمل إن أو مل يتبني حنو إن زيدا و عمرو قائمان و إنك و بكر منطلقان و ذهب الفراء إىل أنه ال جيوز ذلك إال فيما ال يتبني فيه عمل إن

ا فعطف الصابئني على ) إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئون و النصارى ( وله تعاىل و استدلوا على ذلك بق

Page 36: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

و مبا حكى عن بعض العرب أنه قال أنك وزيد ) من آمن باهللا واليوم اآلخر ( موضع إن قبل متام اخلرب و هو قوله ذاهبان وقد ذكره سيبويه يف الكتاب

إن الذين آمنوا ( ما استدل يه الكوفيون فال حجة هلم فيه أما قوله تعاىل و الصحيح ما ذهب إليه البصريون وأما فال حجة هلم فيه من وجهني أحدمها أنا نقول يف اآلية تقدمي وتأخري والتقدير فيها إن ) والذين هادوا والصابئون

ال هم حيزنون فال خوف عليهم و -وعمل صاحلا -الذين آمنوا والذين هادوا من آمن باهللا واليوم اآلخر والصابئون والنصارى كذلك والوجه الثاين أن جتعل قوله من آمن باهللا واليوم اآلخر خربا للصابئني والنصارى

وتضمر للذين آمنوا والذين هادوا خربا مثل الذي أظهرت للصابئني والنصارى أال ترى أنك تقول زيد وعمرو قائم ر مثل الذي أظهرت لعمرو و إن شئت جعلته خربا لزيد و أضمرت فتجعل قائما خربا لعمرو و تضمر لزيد خربا آخ

-من الوافر -لعمرو خربا كما قال الشاعر فإن شئت جعلت قوله بغاة خربا للثاين وأضمرت لألول خربا ) بغاة ما بقينا يف شقاق ... وإال فاعلموا أنا وأنتم (

نا وإن شئت جعلته خربا لألول وأضمرت للثاين خربا على ما بي

-وأما قول بعض العرب أنك وزيد ذاهبان فقد ذكر سيبويه أنه غلط من بعض العرب ا و جعله مبنزلة قول الشاعر -من الطويل

فقال سابق باجلر على العطف و إن كان ) وال سابق شيئا إذا كان جائيا ... بدا يل أين لست مدرك ما مضى ( -من الطويل -كذلك قول اآلخر املعطوف عليه منصوبا لتوهم حرف اجلر فيه و

) وال ناعب إال ببني غراهبا ... مشائيم ليسوا مصلحني عشرية ( فقال ناعب باجلر بالعطف على مصلحني ألنه توهم أن الباء يف مصلحني موجودة مث عطف عليه جمرورا و إن كان

اء اهللا تعاىل منصوبا و ال خالف أن هذا نادر ال يقاس عليه فكذلك ههنا فاعرفه تصب إن ش

باب ظننت و أخواهتا

إن قال قائل على كم ضربا تستعمل هذه األفعال قيل أما ظننت فتستعمل على ثالثة أوجه أحدها مبعىن الظن و هو ( و قال تعاىل ) الذين يظنون أهنم مالقو رهبم ( ترجيح أحد االحتمالني على اآلخر و الثاين مبعىن اليقني قال اهللا تعاىل

من الطويل -وقال الشاعر ) هنم مواقعوها فظنوا أ

و هذان يتعديان إىل مفعولني ) سراهتم يف الفارسي املسرد ... فقلت هلم ظنوا بألفي مدجج ( يف قراءة من قرا بالظاءا أي مبتهم وهذا يتعدى إىل ) وما هو على الغيب بظنني ( والثالث مبعىن التهمة كقوله تعاىل

حسبت فتستعمالن مبعىن الظن وأما زعمت فتستعمل يف القول عن غري صحة قال اهللا مفعول واحد وأما خلت و تعاىل زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا وأما علمت فتستعمل على اصلها فتتعدى إىل مفعولني و تستعمل مبعىن عرفت

رؤية القلب فتتعدى إىل وأما رأيت فتكون من ) ال تعلمهم حنن نعلمهم ( فتتعدى إىل مفعول واحد قال اهللا تعاىل مفعولني حنو رأيت اهللا غالبا و تكون من رؤية البصر فتتعدى إىل مفعول واحد حنو رأيت زيدا أي أبصرت زيدا وأما

إىل مفعولني ا حنو وجدت زيدا عاملا وتكون مبعىن أصبت فتتعدى إىل -وجدت فتكون مبعىن علمت فتتعدى م

Page 37: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ا وقد تكون الزمة يف حنو قوهلم وجدت يف احلزن وجدا و وجدت يف املال مفعول واحد حنو وجدت الضالة مل وجدان وجدا و وجدت يف الغضب

-من الوافر -موجدة وحكى بعضهم وجدانا قال الشاعر ) على حنق ووجدان شديد ... كالنا رد صاحبه بغيظ (

عال و إن مل تكن مؤثرة إال أن هلا فإن قيل فلم أعملت هذه األفعال و ليست مؤثرة يف املفعول قيل ألن هذه األف تعلقا مبا عملت فيه أال ترى أن قولك ظننت يدل على الظن والظن يتعلق مبظنون وكذلك سائرها

مث ليس التأثري شرطا يف عمل الفعل وإمنا شرط عمله أن يكون له تعلق باملفعول فإذا تعلق باملفعول تعدى إليه سواء أنك تقول ذكرت زيدا فيتعدى إىل زيد وإن مل يكن مؤثرا فيه إال أنه ملا كان له به كان مؤثرا أو غري مؤثر أال ترى

تعلق ألن ذكرت يدل على الذكر و الذكر ال بد له من مذكور تعدى إليه فكذلك ههنا من فإن قيل فلم تعدت إىل مفعولني قيل ألهنا ملا كانت تدخل على املبتدأ واخلرب بعد استغنائها بالفاعل وكل واحد

املبتدأ واخلرب ال بد له من اآلخر وجب أن يتعدى إليهما فإن قيل فهل جيوز االقتصار فيها على الفعل والفاعل قيل اختلف

النحويون يف ذلك فذهب بعضهم إىل أنه جيوز واستدل عليه باملثل السائر وهو قوهلم من يسمع خيل فاقتصر على ال جيوز واستدلوا على ذلك من وجهني أحدمها أن هذه األفعال خيل و فيه ضمري الفاعل وذهب بعضهم إىل أنه

فكما ال جيوز االقتصار على القسم دون املقسم ) وظنوا ما هلم من حميص ( جتاب مبا جياب به القسم كقوله تعاىل خيلو من ظن عليه فكذلك ال جيوز االقتصار على هذه األفعال مع فاعلها دون مفعوليها و الثاين أنا نعلم أن العاقل ال

أو علم أو شك فإذا قلت ظننت أو علمت أو حسبت مل يكن فيه فائدة ألنه ال ختلو عن ذلك فإن قيل فهل جيوز االقتصار على أحد املفعولني قيل ال جيوز ألن

لك ال بد هذه األفعال داخلة على املبتدأ واخلرب وكما أن املبتدأ ال بد له من اخلرب واخلرب ال بد له من املبتدأ فكذ ألحد املفعولني من اآلخر

فإن قيل فلم أوجب إعمال هذه األفعال إذا تقدمت وجاز إلغاؤها إذا توسطت أو تأخرت قيل إمنا وجب إعماهلا إذا تقدمت لوجهني أحدمها أهنا إذا تقدمت فقد وقعت يف أعلى مراتبها فوجب إعماهلا ومل جيز إلغاؤها و الثاين أهنا إذا

على قوة العناية هبا و إلغاؤها يدل على اطراحها وقلة االهتمام هبا فلذلك مل جيز اإللغاء مع التقدمي تقدمت دل ذلك ألن الشيء ال يكون معنيا به مطرحا وأما إذا توسطت أو تأخرت فإمنا جاز إلغاؤها ألن هذه األفعال ملا كانت

عما اعتمد عليه وجعلت يف تعلقها مبا قبلها مبنزلة ضعيفة يف العمل و قد مر صدر الكالم على اليقني مل يتغري الكالم الظرف فإذا قال زيد منطلق ظننت

فكأنه قال زيد منطلق يف ظين و كما أن قولك يف ظين ال يعمل فيما قبله فكذلك ما نزل منزلته وأما من أعملها إذا غري أن اإلعمال مع التوسط أحسن تأخرت فجعلها متقدمة يف التقدير و إن كانت متأخرة يف اللفظ جمازا و توسعا

من اإلعمال مع التأخر و ذلك ألهنا إذا توسطت كانت متقدمة من وجه متأخرة من وجه ألهنا متأخرة عن أحد اجلزئني متقدمة على اآلخر وال يتم أحد اجلزئني إال بصاحبه فكانت متقدمة من وجه و متأخرة من وجه فحسن

Page 38: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ت عن اجلزئني مجيعا كانت متأخرة من كل وجه فكان إلغاؤها احسن من إعماهلا كما حسن إلغاؤها فإذا تأخر إعماهلا لتأخرها وضعف عملها فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب اإلغراء

إن قال قائل مل أقيم بعض الظروف و احلروف مقام الفعل قيل طلبا للتخفيف ألن األمساء و احلروف أخف من طلبا للتخفيف فإن قيل فلم كثر يف عليك وعندك ودونك خاصة قيل ألن الفعل إمنا األفعال فاستعملوها بدال عنها

يضمر إذا كان عليه دليل من مشاهدة حال أو غري ذلك و ملا كانت على لالستعالء و املستعلى يشاهد من حتته و ال تدل عليه عند للحضرة و من حبضرتك تشاهده و دون للقرب و من بقربك تشاهده صار هذا مبنزلة مشاهدة ح

فلهذا أقيمت مقام الفعل فإن قيل فلم خص به املخاطب دون الغائب واملتكلم قيل ألن اخلاطب يقع األمر له بالفعل من غري الم األمر حنو قم و اذهب فال يفتقر إىل الم األمر وأما الغائب و املتكلم فال يقع األمر هلما إال بالالم حنو

الم األمر فلما أقاموها مقام الفعل كرهوا أن يستعملوها ليقم زيد و ألقم معه فيفتقر إىل

للغائب واملتكلم ألهنا تصري قائمة مقام شيئني الالم و الفعل و مل يكرهوا ذلك يف املخاطب ألهنا تقوم مقام شيء اء ألن من واحد و هو الفعل وأما قوله عليه السالم ومن مل يستطع منكم الباءة فعليه الصوم فإنه له وجاء فإمنا ج

كان حبضرته يستدل بأمره للغائب على أنه داخل يف حكمه وأما قول بعض العرب عليه رجال ليسين فال يقاس عليه ألنه كاملثل

فإن قيل فهل جيوز تقدمي معمول هذه الكلم عليها أو ال قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب البصريون إىل أنه ال فرع على الفعل يف العمل فينبغي أن تتصرف تصرفه وأما الكوفيون فذهبوا إىل جواز جيوز تقدمي معموهلا عليها ألهنا

كتاب اهللا عليكم فنصب كتاب اهللا ب عليكم و استدلوا ( تقدمي معموهلا عليها و استدلوا على ذلك بقوله تعاىل من الرجز -أيضا بقول الشاعر

) ونكا إين رأيت الناس حيمد... يا أيها املائح دلوي دونكا ( ... ) يثنون خريا و ميجدونكا (

و التقدير دونك دلوي ف دلوي يف موضع نصب ب دونك فدل على جواز تقدمي معموهلا عليها كتاب اهللا عليكم ( و الصحيح ما ذهب إليه البصريون وأما ما استدل به الكوفيون فال حجة هلم فيه ألن قوله تعاىل

و منصوب على املصدر بفعل مقدر وإمنا قدر هذا الفعل مل يظهر لداللة ما تقدم ليس هو منصوبا يب عليكم وإمنا ه) اآلية ألن يف ذلك داللة على أن ذلك مكتوب ) حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم ( عليه من قوله تعاىل

) لسحاب صنع اهللا و ترى اجلبال حتسبها جامدة و هي متر مر ا( عليهم فنصب كتاب اهللا على املصدر كقوله تعاىل من الطويل -فنصب صنع اهللا على املصدر بفعل مقدر دل عليه ما قبله و حنو ذلك قول الشاعر

) تقاصر حىت كاد يف اآلل ميصح ... دأبت إىل أن ينتبت الظل بعدما ( تقدم وأما فنصب وجيف بفعل دل عليه ما ) و مل ينزلوا أبردمت فتروحوا ... وجيف املطايا مث قلعت لصحبيت (

البيت الذي أنشدوه فال حجة هلم فيه من وجهني أحدمها أن قوله دلوي دونكا يف موضع رفع ألنه خرب مبتدأ مقدر والتقدير فيه هذا دلوي دونكا

Page 39: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

والثاين أنا نسلم أنه يف موضع نصب ولكن بإضمار فعل والتقدير فيه خذ دلوي دونك و دونك تفسري لذلك الفعل إن شاء اهللا تعاىل املقدر فاعرفه تصب

باب التحذير

إن قال قائل ما وجه التكرير إذا أرادوا التحذير يف حنو قوهلم ا األسد األسد قيل أهنم أرادوا أن جيعلوا أحد االمسني قائما مقام الفعل الذي هو احذر و هلذا إذا كرروا مل جيز إظهار الفعل و إذا حذفوا أحد االمسني جاز إظهار الفعل

أن أحد االمسني قائم مقام الفعل فإن قيل فأي االمسني أوىل بأن يقوم مقام الفعل قيل أوىل االمسني بأن يقوم فدل علىمقام الفعل هو األول ألن الفعل جيب أن يكون مقدما على االسم الثاين ألنه مفعول فكذلك االسم الذي يقوم مقام

إياك والشر قيل ألن التقدير فيه إياك احذر فإياك منصوب الفعل ينبغي أن يكون مقدما فإن قيل فلم انتصب قوهلم ب احذر و الشر معطوف عليه وقيل أصله إياك احذر من الشر فموضع اجلار واجملرور النصب فلما حذف حرف

اجلر صار النصب فيما بعده

فال جيوز أن يقع الفعل فإن قيل فلم قدروا الفعل بعد إياك و مل يقدروه قبله قيل ألن إياك ضمري املنصوب املنفصل قبله ألنك لو أتيت به قبله مل جيز أن تأيت به بلفظه ألنك تقدر على الضمري املنصوب املتصل و هو الكاف أال ترى

إليك حىت -من الرجز -أنك لو قلت ضربت إياك مل جيز ألنك تقدر على أن تقول ضربتك فأما قول الشاعرا يل فلم مل يستعملوا لفظ الفعل مع إياك كما استعملوه مع غريه قيل إمنا خصت بلغت إياكا فشاذ ال يقاس علية فإن ق

إياك هبذا ألهنا ال تكون إال يف موضع نصب ألهنا ضمري املنصوب املنفصل فصارت بنية لفظه تدل على كونه مفعوال جمرورا إذ ليس يف بنية فلم يستعملوا معه لفظ الفعل خبالف غريه من األمساء فإنه جيوز أن يقع مرفوعا ومنصوبا و

لفظه ما يدل على كونه مفعوال فاستعملوا معه لفظ الفعل فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب املصدر

إن قال قائل مل كان املصدر منصوبا قيل لوقوع الفعل عليه وهو املفعول املطلق فإن قيل هل الفعل مشتق من املصدر لنحويون يف ذلك فذهب البصريون إىل أن الفعل مشتق من املصدر أو املصدر مشتق من الفعل قيل اختلف ا

واستدلوا على ذلك من سبعة أوجه الوجه األول أنه مسي مصدرا واملصدر هو املوضع الذي تصدر عنه اإلبل فلما مسي مصدرا دل على أنه قد صدر عنه الفعل و الوجه الثاين أن املصدر يدل على زمان مطلق و الفعل يدل على

ن معني فكما أن املطلق اصل للمقيد فكذلك املصدر أصل للفعل والوجه الثالث أن الفعل يدل على شيئني و زما املصدر يدل على شيء واحد و كما أن الواحد قبل االثنني فكذلك جيب أن يكون املصدر قبل الفعل

م وما يكون مفتقرا إىل غريه و ال و الوجه الرابع أن املصدر اسم وهو يستغين على الفعل والفعل ال بد له من االسيقوم بنفسه أوىل بأن يكون فرعا مما ال يكون مفتقرا إىل غريه و الوجه اخلامس أن املصدر لو كان مشتقا من الفعل لوجب أن يدل على ما يف الفعل من احلدث والزمان ومعىن ثالث كما دلت أمساء الفاعلني واملفعولني على احلدث

ملفعول به فلما مل يكن املصدر كذلك دل على أنه ليس مشتقا من الفعل و الوجه السادس أن وعلى ذات الفاعل و ا

Page 40: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

املصدر لو كان مشتقا من الفعل لوجب أن جيري على سنن واحد ومل خيتلف كما مل ختتلف أمساء الفاعلني واملفعولني فلما اختلف املصدر اختالف سائر األجناس دل على أن الفعل مشتق

ه السابع أن الفعل يتضمن املصدر و املصدر ال يتضمن الفعل أال ترى أن ضرب يدل على ما يدل عليه منه و الوجالضرب و الضرب ال يدل على ما يدل عليه ضرب و إذا كان كذلك دل على أن املصدر أصل و الفعل فرع و

وفيها زيادة ليست يف الفضة ألن صار هذا كما تقول يف األواين املصوغة من الفضة فإهنا فرع عليها و مأخوذة منها األواين فضة و ليست الفضة بأوان فدل على أن الفعل مأخوذ من املصدر كما كانت األواين مأخوذة من الفضة

فكذلك ههنا

وأما الكوفيون فذهبوا إىل أن املصدر مأخوذ ملي الفعل و استدلوا على ذلك من ثالثة أوجه الوجه األول أن املصدر الفعل و يصح لصحته تقول قمت قياما فيعتل املصدر العتالل الفعل و تقول قاوم قواما فيصح املصدر يعتل العتالل

لصحة الفعل فدل على أنه فرع عليه و الوجه الثاين أن الفعل يعمل يف املصدر و ال شك أن رتبة العامل قبل ا املؤكد قبل رتبة املؤكد فدل على أن ملعمول و الوجه الثالث أن املصدر يذكر توكيدا للفعل و ال شك أن رتبة

املصدر مأخوذ من الفعل و الصحيح ما ذهب إليه البصريون وأما ما استدل به الكوفيون ففاسد أما قوهلم أنه يصح لصحة الفعل ويعتل العتالله قلنا إمنا صح لصحته و اعتل العتالله طلبا للتشاكل ليجري الباب على سنن واحد

ف الكلمة و هذا ال يدل على األصل والفرع أال ترى أهنم قالوا يعد واألصل فيه يوعد لئال ختتلف طرق تصاريفحذفوا الواو لوقوعها بني ياء و كسرة و قالوا أعد و نعد و تعد فحذفوا الواو و إن مل تقع بني ياء و كسرة محال

على يعد لئال

ختتلف طرق تصاريف الكلمة م إال أهنم حذفوا إحدى اهلمزتني استثقاال الجتماعهما مث قالوا يكرم و تكرم و كذلك قالوا أكرم و األصل فيه أأكر

و نكرم فحذفوا اهلمزة و إن مل جتتمع مهزتان محال على أكرم ليجري الباب على سنن واحد فكذلك ههنا وأما قوهلم ف تعمل يف األمساء واألفعال أن الفعل يعمل يف املصدر فلنا هذا ال يدل على أنه أصل له ا فإنا أمجعنا على أن احلرو

و ال شك أن احلروف ليست أصال لألمساء وال لألفعال فكذلك ههنا وأما قوهلم إن املصدر يذكر يأكيدا للفعل قلنا هذا ال يدل على أنه فرع عليه أال ترى أنك تقول

لك ههنا و قد بينا هذا جاءين زيد زيد و رأيت زيدا زيدا و ال يدل هذا على أن زيدا الثاين فرع على األول فكذ مستوىف يف املسائل اخلالفية

فإن قيل فلم كان قوهلم سرت أشد السري منصوبا على املصدر قيل ألن أفعل ال يضاف إال إىل ما هو بعض له و قد أضيف إىل املصدر الذي هو السري فلما أضيف إىل املصدر كان مصدرا فانتصب انتصاب املصادر كلها

ا ينتصب قوهلم قعد القرفصاء و حنوه قيل فإن قيل فعلى ماذ

ينتصب على املصدر بالفعل الذي قبله ألن القرفصاء ملا كانت نوعا من القعود والفعل الذي هو قعد يتعدى إىل جنس القعود الذي يشتمل على القرفصاء و غريها تعدى إىل القرفصاء اليت هي نوع منه ألنه إذا عمل يف اجلنس

ن داخال حتته هذا مذهب سيبويه وذهب أبو بكر بن السراج إىل أنه صفة ملصدر حمذوف عمل يف النوع إذ كاوالتقدير فيه قعد القعدة القرفصاء إال أنه حذف املوصوف و أقام الصفة مقامه و الذي عليه األكثرون مذهب

Page 41: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ف وما ال يفتقر إىل سيبويه ألنه ال يفتقر إىل تقدير موصوف و ما ذهب إليه ابن السراج يفتقر إىل تقدير موصو تقدير أوىل مما يفتقر إىل تقدير فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب املفعول

فيه إن قال قائل ما املفعول فيه قيل هو الظرف و هو كل اسم من أمساء الزمان أو املكان يراد فيه معىن يف وذلك حنو اليوم و قمت يف الليلة و جلست يف مكانك صمت اليوم و قمت الليلة و جلست مكانك و التقدير فيه صمت يف

و ما أشبه ذلك فإن قيل فلم مسي ظرفا قيل ألنه ملا كان حمال لألفعال مسي ظرفا تشبيها باألواين اليت حمل األشياء فيها و هلذا يسمي الكوفيون الظروف حمال حللول األفعال فيها ن الظروف وإن نابت عن احلرف إال أهنا مل تتضمن معناه فإن قيل فلم مل يبنوا الظروف لتضمنها معىن احلرف قيل أل

و الذي يدل على ذلك

أنه جيوز إظهاره مع لفظها و لو كانت متضمنة للحرف مل جيز إظهاره أال ترى أن ميت و أين و كيف ملا تضمنت ن معناه وإذا مل تتضمن معىن مهزة االستفهام مل جيز إظهار اهلمزة معها فلما جاز إظهاره ههنا دل على أهنا مل تتضم

معناه وجب أن تكون معربة على أصلها فإن قيل فلم تعدى الفعل الالزم إىل مجيع ظروف الزمان ومل يتعد إىل مجيع ظروف املكان قيل ألن الفعل يدل على مجيع ظروف الزمان بصيغته كما يدل على مجيع ضروب املصادر و كما أن

فكذلك يتعدى إىل مجيع ظروف الزمان وأما ظروف املكان فلم يدل عليها الفعل يتعدى إىل مجيع ضروب املصادر الفعل بصيغته أال ترى أنك إذا قلت ضرب أو سيضرب مل يدل على مكان دون مكان كما يكون فيه داللة على كما زمان دون زمان فلما مل يدل الفعل على ظروف املكان بصيغته صار الفعل الالزم منه مبنزلته من زيد وعمرو وأن الفعل الالزم ال يتعدى بنفسه إىل زيد وعمرو فكذلك ال يتعدى إىل ظروف املكان فإن قيل فلم تعدى إىل

اجلهات الست وحنوها من ظروف املكان قيل ألهنا أشبهت ظروف الزمان من وجهني أحدمها أهنا مبهمة غري حمدودة فظ مشتمال على مجيع ما يقابل ظهره إىل أن تنقطع أال ترى أنك إذا قلت خلف زيد كان غري حمدود و كان هذا الل األرض كما أنك إذا قلت أمام زيد كان أيضا غري حمدود وكان

هذا اللفظ مشتمال على مجيع ما يقابل وجهه إىل أن تنقطع األرض كما أنك إذا قلت قام دل على كل زمان ماض يقوم دل على كل زمان مستقبل و الوجه الثاين أن من أول ما خلق اهللا تعاىل الدنيا إىل وقت حديثك و إذا قلت

هذه الظروف ال تتقرر على وجه واحد ألن فوقا يصري حتتا وحتتا يصري فوقا كما أن الزمان املستقبل يصري حاضرا و احلاضر يصري ماضيا فلما أشبهت ظروف الزمان تعدى الفعل إليها كما يتعدى إىل ظروف الزمان فإن قيل فكيف

مين معقد اإلزار ومقعد القابلة و مناط الثريا و مها خطان جنابيت أنفها يعين اخلطني اللذين يكتنفان أنف قالوا زيد الظبية وهي كلها خمصوصة قيل األصل فيها كلها أن تستعمل حبرف اجلر إال أهنم حذفوا حرف اجلر يف هذه املواضع

-من الكامل -اتساعا كقول الشاعر ) و ألقبلن اخليل البة ضرغد ... ضا فألبغينكم قنا وعوار(

-من الكامل -وكقول اآلخر أراد يف الطريق و من حقها أن حتفظ و ال يقاس ) فيه كما عسل الطريق الثعلب ... لدن هبز الكف يعسل متنه (

Page 42: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ك عليها فأما قوهلم دخلت البيت فذهب أبو عمر اجلرمي إىل أن دخلت فعل متعد تعدى إىل البيت فنصبه كقولبنيت البيت و ما أشبه ذلك وذهب األكثرون إىل أن دخلت فعل الزم و كان األصل فيه أن يستعمل معه حرف

اجلر إال أنه حذف حرف اجلر اتساعا على ما بينا و هذا هو الصحيح والدليل على أن دخلت فعل الزم من وجهني فعد قعودا و جلس جلوسا و ما أشبه ذلك أحدمها أن مصدره جييء على فعول وهو من مصادر األفعال الالزمة ك

و الوجه الثاين أن نظريه فعل الزم و هو غرت و نقيضه فعل الزم وهو خرجت فيقتضي أن يكون الزما محال على نظريه و نقيضه فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب املفعول معه

ن يف ذلك فذهب البصريون إىل أن العامل فيه إن قال قائل ما العامل النصب يف املفعول معه ا قيل اختلف النحويوهو الفعل و ذلك ألن األصل يف حنو قوهلم استوى املاء واخلشبة مع اخلشبة إال أهنم أقاموا الواو مقام مع توسعا يف كالمهم فقوي الفعل بالواو فتعدى إىل االسم فنصبه كما قوي باهلمزة يف قولك أخرجت زيدا و نظري هذا نصبهم

باب االستثناء بالفعل املتقدم بتقوية إال حنو قام القوم إال زيدا فكذلك ههنا املفعول معه منصوب بالفعل االسم يف املتقدم بتقوية الواو وذهب الكوفيون إىل أن املفعول معه منصوب على اخلالف وذلك ألنه إذا قال استوى املاء

ه ألن اخلشبة مل تكن معوجة فتستوي فلما مل حيسن احلشبة ال حيسن تكرير الفعل فيقال استوت املاء استوت اخلشب تكرير

الفعل كما حيسن يف جاء زيد و عمرو فقد خالف الثاين األول فانتصب على اخلالف وذهب أبو اسحق الزجاج إىل و أنه منصوب بعامل مقدر والتقدير فيه استوى املاء والبس اخلشبة وزعم أن الفعل ال يعمل يف املفعول وبينهما ا لواوالصحيح هو األول وأما قول الكوفيني أنه منصوب على اخلالف ألنه ال حيسن تكرير الفعل قلنا هذا هو املوجب

لكون الواو غري عاملة وأن الفعل هو العامل بتقويتها ال بنفس املخالفة و لو جاز أن يقال مثل ذلك جلاز أن يقال أن الفعل و ذلك حمال ألن كونه مفعوال يوجب أن يكون زيدا يف قولك ضربت زيدا منصوب لكونه مفعوال ال ب

ضربت هو العامل فيه النصب فكذلك ههنا وأما قول الزجاج أنه ينتصب بتقدير عامل ألن الفعل ال يعمل يف املفعول وبينهما الواو فليس بصحيح أيضا ألن

تقر إىل تقوية تعدى إىل املفعول بنفسه الفعل يعمل يف املفعول على الوجه الذي يتصل به املفعول فإن كان الفعل ال يفو إن كان يفتقر إىل تقوية حبرف اجلر أو غريه عمل بتوسطه أال ترى أنك تقول أكرمت زيدا وعمرا فتنصب عمرا

ب أكرمت كما تنصب زيدا به ومل متنع الواو من وقوع أكرمت على ما بعدها فكذلك ههنا

ل حذفت مع وأقيمت الواو مقامها توسعا يف كالمهم طلبا للتخفيف فإن قيل مل حذفت مع وأقيمت الواو مقامها قيواالختصار فإن قيل فلم كانت الواو أويل من غريها قيل إمنا كانت الواو أوىل من غريها ألن الواو يف معىن مع ألن

تقدمي معىن مع املصاحبة ومعىن الواو اجلمع فلما كانت يف معىن مع كانت أويل من غريها فإن قيل فهل جيوز املنصوب ههنا على الناصب قيل ال جيوز ذلك ألن حكم الواو أال تتقدم على ما قبلها

وهذا الباب من النحويني من جيري فيه القياس ومنهم من يقصره على السماع واألكثرون على القول األول فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

Page 43: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

باب املفعول له

إن ل له النصب قيل العامل يف املفعول له الفعل الذي قبله حنو جئتك طمعا يف برك قال قائل ما العامل يف املفعو

وقصدتك ابتغاء معروفك وكان األصل فيه جئتك للطمع يف برك و قصدتك البتغاء معروفك إال أنه حذف الالم ال يفعل شيئا إال لعلة فاتصل الفعل به فنصبه فإن قيل فلم تعدى إليه الفعل الالزم كاملتعدي قيل ألن العاقل ملا كان وهي علة للفعل و عذر لوقوعه كان يف الفعل داللة عليه فلما كان فيه داللة عليه تعدى إليه

( فإن قيل فهل جيوز أن يكون معرفة ونكرة قيل نعم جيوز أن يكون معرفة ونكرة والدليل على ذلك قوله تعاىل ف ابتغاء مرضاة اهللا معرفة باإلضافة و تثبيتا نكرة ) تا من أنفسهم ومثل الذين ينفقون أمواهلم ابتغاء مرضاة اهللا وتثبي

-من الطويل -و قال الشاعر اللئيم تكرما ف ادخاره معرفة باإلضافة وتكرما نكرة وقال ) وأعرض عن شتم ... وأغفر عوراء الكرمي ادخاره (

من الرجز -اآلخر

... ) يركب كل عاقر مجهور خمافة وزعل احملبور ( وذهب أبو عمر اجلرمي إىل أنه ال جيوز أن يكون إال نكرة ويقدر اإلضافة يف هذه ... ) واهلول من هتول اهلبور (

املواضع يف نية االنفصال فال يكتسي التعريف من املضاف إليه كقوهلم مررت برجل ضارب زيدا غدا قال اهللا تعاىل -من الكامل -وقال الشاعر ) هذا عارض ممطرنا ( ) ناج خمالط صهبة متعيس ... سل اهلموم بكل معطي رأسه (

والذي عليه اجلمهور واملذهب املشهور هو األول و ما ادعاه اجلرمي من كون اإلضافة يف نية االنفصال يفتقر إىل ف يف قول الشاعر واهلول من هتول اهلبور دليل مث لو صح هذا يف اإلضافة فكيف يصح له يف الم التعري

وما أشبهه فإن قيل فهل جيوز تقدمي املنصوب ههنا على الناصب قيل نعم جيوز ذلك ألن العامل فيه يتصرف ومل يوجد ما مينع من جواز تقدميه كما وجد يف املفعول معه فكان جائرا على األصل وهذا الباب إمنا يترمجه البصريون

فال يترمجونه و جيعلونه من باب املصدر فال يفردون له بابا فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل وأما الكوفيون

باب احلال

إن قال قائل ما احلال قيل هيئة الفاعل أو املفعول أال ترى أنك إذا قلت جاءين زيد راكبا كان الركوب هيئة زيد عند وقوع الضرب له عند وقوع اجمليء منه وإذا قلت ضربته مشدودا كان الشد هيئته

من -فإن قيل فهل تقع احلال من الفاعل واملفعول معا بلفظ واحد قيل جيوز ذلك والدليل عليه قول الشاعر -الطويل

) ومل يبد لألتراب من ثديها حجم ... تعلقت ليلى هي ذات مؤصد ( ) إىل اليوم مل نكرب ومل تكرب البهم... صغريين نرعى البهم يا ليت أننا (

فنصب صغريين على احلال من التاء يف تعلقت وهي فاعلة ومن ليلى وهي مفعولة وقال اآلخر

Page 44: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

) روانف أليتيك وتستطارا ... مىت ما تلقين فردين ترجف ( فنصب فردين على احلال من ضمري الفاعل واملفعول يف تلقىن وهذا كثري يف كالمهم فإن قيل فما العامل يف احلال

قبلها من العامل وهو على ضربني فعل ومعىن فعل فإن كان فعال حنو جاء زيد راكبا جاز أن يتقدم النصب قيل ما احلال عليه حنو راكبا جاء زيد ألن العامل ملا كان متصرفا تصرف عمله فجاز تقدمي معموله عليه وإن كان العامل

ئما هذا زيد مل جيز ألن معىن الفعل ال يتصرف فيه معىن فعل حنو هذا زيد قائما مل جيز تقدمي احلال عليه فلو قلت قاتصرفه فلم جيز تقدمي معموله عليه وذهب الفراء إىل أنه ال جيوز تقدمي احلال على العامل يف احلال سواء كان العامل

فيه فعال أو معىن فعل وذلك ألنه يؤدي إىل أن يتقدم املضمر على

مري زيد وقد تقدم عليه وتقدم املضر على املظهر ال جيوز وهذا املظهر فإنه إذا قال راكبا جاء زيد ففي راكب ضليس بشيء ألن راكبا وإن كان مقدما يف اللفظ إال أنه مؤخر يف التقدير وإذا كان مؤخرا يف التقدير جاز التقدمي

دير التقدمي و فاهلاء يف نفسه عائدة إىل موسى إال أنه ملا كان يف تق) فأوجس يف نفسه خيفة موسى ( قال اهللا تعاىل اهلاء يف تقدير التأخري جاز التقدمي و هذا كثري يف كالمهم فكذلك ههنا

فإن قيل فلم عمل الفعل الالزم يف احلال قيل ألن الفاعل ملا كان ال يفعل الفعل إال يف حالة كان يف الفعل داللة على عليه فإن قيل فلم وجب أن تكون احلال احلال فتعدى إليها كما تعدى إىل ظرف الزمان ملا كان يف الفعل داللة

نكرة قيل ألن احلال جتري جمرى الصفة للفعل وهلذا مساها سيبويه نعتا للفعل واملراد بالفعل املصدر الذي يدل الفعل عليه وإن مل يذكر أال ترى أن جاء يدل على جميء وإذا

رى الصفة للفعل وهو نكرة فكذلك قلت جاء راكبا دل على جميء موصوف بركوب فإذا كانت احلال جتري جموصفه جيب أن يكون نكرة فأما قوهلم أرسلها العراك وطلبته جهدك وطاقتك و رجع عوده على بدئه فهي مصادر

أقيمت مقام احلال ألن التقدير أرسلها تعترك وطلبته جتتهد و تعترك وجتتهد مجلة من الفعل والفاعل يف موضع احلال طلبته جمتهدا إال أنه أضمر وجعل املصدر دليال عليه وهذا كثري يف كالمهم كأنك قلت أرسلها معتركة و

وذهب بعض النحويني إىل أن قوهلم رجع عوده على بدئه منصوب ألنه مفعول رجع ألنه يكون متعديا كما يكون رجعك فدل على فأعمل رجع يف الكاف اليت للخطاب فقال ) فإن رجعك اهللا إىل طائفة منهم ( الزما قال اهللا تعاىل

أنه يكون متعديا ومما يدل على أن احلال ال جيوز أن تكون معرفة أهنا ال جيوز أن تقوم مقام الفاعل يف ما مل يسم فاعله ألن الفاعل قد يضمر فيكون معرفة فلو جاز أن تكون احلال معرفة ملا امتنع ذلك كما مل ميتنع يف ظرف الزمان

على ما بينا فافهمه تصب إن شاء اهللا تعاىل واملكان واجلار واجملرور واملصدر

باب التمييز

إن قال قائل ما التمييز قيل هو النكرة املفسرة للمبهم فإن قيل فما العامل فيه النصب قيل فعل وغري فعل فأما ما كان العامل فيه فعال فنحوا تصبب زيد عرقا و تفقأ الكبش شحما ف عرقا و شحما كل واحد منهما منصوب

فعل الذي بالقبله فإن قيل هل جيوز تقدمي هذا النوع على العامل فيه قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب سيبويه إىل أنه ال جيوز

تقدمي هذا النوع على عامله وذلك ألن املنصوب ههنا هو الفاعل يف املعىن أال ترى أنك إذا قلت تصبب زيد عرقا

Page 45: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

كان هو الفاعل يف املعىن مل جيز تقدميه كما لو كان فاعال لفظا وذهب أبو كان الفعل للعرق يف املعىن ال لزيد فلماعثمان املازين و أبو العباس املربد و من وافقهما إىل أنه جيوز تقدميه على العامل فيه فيه و استدلوا على ذلك بقول

من الطويل -الشاعر

وألن هذا العامل فعل متصرف فجاز تقدمي ) وما كان نفسا بالفراق تطيب ... أهتجر سلمى للفراق حبيبها ( معموله عليه كما جاز تقدمي احلال على العامل فيها حنو راكبا جاء زيد ألنه فعل متصرف فكذلك ههنا والصحيح ما

ذهب إليه سيبويه وأما ما استدل به املربد واملازين من البيت فإن الرواية الصحيحة فيه وما كان ا نفسي بالفراق ال حجة فيه ولئن صحت تلك الرواية فنقول نصب نفسا بفعل مقدر كأنه قال أعين نفسا وأما قوهلم تطيب وذلك

أنه فعل متصرف فجاز تقدمي معموله عليه كاحلال قلنا هذا العامل وان كان فعال متصرفا إال أن هذا املنصوب هو العامل فيها فإمنا جازا ألنك إذا قلت جاء زيد الفاعل يف املعىن فال جيوز تقدميه على ما بينا وأما تقدمي احلال على

راكبا كان زيد هو الفاعل لفظا ومعىن و إذا استوىف الفعل فاعله تنزل راكبا منزلة املفعول احملض فجاز تقدميه كاملفعول حنو عمرا ضرب زيد خبالف التمييز فإنك إذا قلت تصبب زيد عرقا مل يكن زيد هو الفاعل يف املعىن وكان

يف املعىن الفاعل

هو العرق فلم يكن عرقا يف حكم املفعول من هذا الوجه ألن الفعل قد استوىف فاعله لفظا ال معىن فلم جيز تقدميه كما ال جيوز تقدمي الفاعل وأما ما كان العامل فيه غري فعل حنو عندي عشرون رجال و مخسة عشر درمها وما أشبه

صفة املشبهة باسم الفاعل حنو حسن و شديد و ما أشبه ذلك ذلك فالعامل فيه هو العدد ألنه مشبه بالووجه املشاهبة بينهما أن العدد يوصف به كما يوصف بالصفة املشبهة باسم الفاعل فإذا كان يف العدد نون حنو عشرون أو تنوين مقدر حنو مخسة عشر صار النون والتنوين مانعني من اإلضافة كالفاعل الذي مينع املفعول من

فع فصار التمييز فضلة كاملفعول وكذلك حكم ما كان منصوبا على التمييز مما كان قبله حائل حنو يل مثله غالما الروهللا دره رجال فإن اهلاء منعت االسم بعدها أن ينجر بإضافة ما قبلها إليه كالفاعل الذي مينع املفعول من الرفع

ون التمييز نكرة قيل ألنه يبني ما قبله كما أن احلال تبني ما فنصب على التمييز ملا ذكرناه فإن قيل فلم وجب أن يك -من اخلفيف -قبلها فلما أشبه احلال وجب أن يكون نكرة كما أن احلال نكرة فأما قول الشاعر

) على أدهم أجش الصهيال ... ولقد أغتدي وما صقع الديك (

-من الوافر -وقول اآلخر بنصب الصهيل و الظهر فالصحيح أنه منصوب على التشبيه باملفعول كالضارب ) ... أجب الظهر ليس له سنام (

الرجل فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب االستثناء

إن قال قائل ما االستثناء قيل إخراج بعض من كل مبعىن إال حنو جاءين القوم إال زيدا فإن قيل فما العامل يف املستثىن النحويون يف ذلك النصب من املوجب قيل اختلف

فذهب البصريون إىل أن العامل هو الفعل بتوسط إال وذلك ألن هذا الفعل و إن كان الزما يف األصل إال أنه قوي ب إال فتعدى إىل املستثين كما تعدى الفعل باحلروف املعدية ونظريه نصبهم االسم يف باب املفعول معه حنو استوى

Page 46: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

فعل املتقدم بتقوية الواو فكذلك ههنا وذهب بعض النحويني إىل أن العامل هو املاء واخلشبة فإن االسم منصوب بال إالمبعىن استثىن وهو قول الزجاج من البصريني

وذهب الفراء من الكوفيني إىل أن إال مركبة من أن و ال مث خففت أن وأدغمت يف ال فهي تنصب يف اإلجياب حيح قول البصريني وأما قول بعض النحويني والزجاج أن العامل اعتبارا ب إن وترفع يف النفي اعتبارا ب ال والص

هو إال مبعىن استثىن ففاسد من مخسة أوجه الوجه األول أنه لو كان األمر كما زعموا لوجب أال جيوز يف املستثىن إال أحد إال زيد النصب و ال خالف يف جواز الرفع و اجلر يف النفي على البدل حنو ما جاءين أحد إال زيد وما مررت ب

والوجه الثاين أن هذا يؤدي إىل إعمال معاين احلروف وإعمال معاين احلروف ال جيوز أال ترى أنك تقول ما زيد قائما ولو قلت ما زيدا قائما على معىن نفيت زيدا قائما مل جيز فكذلك ههنا والوجه الثالث أنه يبطل بقوهلم قام

ما أن يكون منصوبا بتقدير إال وإما أن يكون منصوبا بنفسه وإما أن القوم غري زيد فإن غري منصوب فال خيلو إ يكون منصوبا بالفعل الذي قبله بطل أن يقال أنه منصوب بتقدير إال ألنا

لو قدرنا إال لفسد املعىن ألنه يصري التقدير فيه قام القوم إال غري زيد وهذا فاسد ال يعمل يف نفسه فوجب أن يكون العامل هو الفعل املتقدم وإمنا وبطل أيضا أن يقال أنه يعمل يف نفسه ألن الشيء

جاز أن يعمل فيه و إن كان الزما ألن غري موضوعة على اإلهبام أال ترى أنك تقول مررت برجل غريك فيكون كل اء من عدا املخاطب داخال حتت غري فلما كان فيه هذا اإلهبام املفرط أشبه الظروف املبهمة حنو خلف وأمام وور

وقدام وما أشبه ذلك وكما أن الفعل يتعدى إىل هذه الظروف من غري واسطة فكذلك ههنا والوجه الرابع أنا نقول ملاذا قدرمت أستثين زيدا وهال قدرمت امتنع زيد كما حكي عن أيب علي الفارسي أنه كان مع

له أبو علي ينتصب ألن التقدير أستثين عضد الدولة يف امليدان فسأله عضد الدولة عن املستثىن مباذا ينتصب فقال زيدا فقال له عضد الدولة و هال قدرت امتنع زيد فرفعته فقال له أبو على هذا اجلواب الذي ذكرته لك جواب

ميداين و إذا

رجعنا ذكرت لك اجلواب الصحيح إن شاء اهللا تعاىل والوجه اخلامس أنا إذا أعملنا معىن إال كان الكالم مجلتني عملنا الفعل بتقوية إال كان الكالم مجلة واحدة والكالم مىت كان مجلة واحدة كان أوىل من تقدير مجلتني وأما وإذا أ

قول الفراء أن إال مركبة من إن و ال فدعوى تفتقر إىل دليل ولو قدرنا ذلك فنقول احلرف إذا ركب مع حرف حرف ميتنع به الشيء المتناع غريه فإذا ركبت مع آخر تغري عما كان عليه يف األصل قبل التركيب أال ترى أن لو

-من الطويل -ما تغري ذلك املعىن وصارت مبعىن هال فكذلك أيضا إذا ركبت مع ال كقوله وما أشبه ذلك فكذلك ههنا ... ) لوال الكمي املقنعا (

فإن قيل فبماذا يرتفع املستثىن يف النفي قيل يرتفع على البدل

صل الباب فإن قيل فلم كان البدل أوىل قيل لوجهني أحدمها ملوافقة اللفظ فأنه إذا كان املعىن وجيوز النصب على اواحدا فكون اللفظ موافقا أوىل ألن اختالف اللفظ يشعر باختالف املعىن فإذا اتفقا كان موافقة اللفظ أوىل والوجه

لنصب يف االستثناء على التشبيه باملفعول فلما الثاين أن البدل جيري يف تعلق العامل به كمجراه لو وىل العامل واكان البدل أقوى يف حكم العامل كان الرفع أوىل من النصب على ما بينا فإن قيل فلم جاز البدل يف النقي ومل جيز يف اإلجياب قيل ألن البدل يف اإلجياب يؤدي إىل حمال وذلك ألن املبدل منه جيوز أن يقدر كأنه ليس يف الكالم فإذا

Page 47: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

درنا هذا يف اإلجياب كان حماال ألنه يصري التقدير جاءين إال زيد ويصري املعىن أن مجيع الناس جاءوين غري زيد وهذا قال يستحيل يف النفي كما يستحيل يف اإلجياب ألنه جيوز أال جييئه أحد سوى زيد فبان الفرق بينهما فاعرفه تصب إن

شاء اهللا تعاىل

اءباب ما جيربه به يف األستثن

إن قال قائل مل أعربت غري إعراب األسم الواقع بعد إال دون سوى وسواء قيل ألن غري ملا أقيمت ههنا مقام إال وكان ما بعدها جمرورا باإلضافة وال بد هلا يف نفسها من إعراب أعربت إعراب االسم الواقع بعد إال ليدل بذلك

بقى حكم االستثناء فأما سوى وسواء فلزمهما النصب على ما كان يستحق االسم الذي بعد إال من اإلعراب ويألهنما ال يكونان إال ظرفني فلم جيز نقل اإلعراب إليهما كما جاز يف غري ألن ذلك يؤدي إىل متكنهما ومها ال

يكونان متمكنني فلذلك مل جيز أن يعربا إعراب األسم الواقع بعد إال ومن تابعه من البصريني إىل أنه حرف جر وليس بفعل والدليل واما حاشا فختلف النحويون فيها فذهب سيبويه

على ذلك أنه لو كان فعال جلاز ان يدخل عليه ما كما جيوز أن تدخل على األفعال فيقال ما حاشا

زيدا كما يقال ما خال زيدا فلما مل يقل دل على أنه ليس بفعل فوجب أن يكون حرفا وذهب الكوفيون إىل أنه فعل و العباس املربد من البصريني واستدلوا على ذلك من ثالثة أوجه الوجه األول أنه يتصرف والتصرف من ووافقهم أب

-من البسيط -خصائص األفعال قال النابغة ) وال أحاشي من األقوام من أحد ... ) وال أرى فاعال يف الناس يشبهه (

دخله احلذف واحلذف إمنا يكون يف الفعل ال يف فإذا ثبت أنه متصرف وجب أن يكون فعال والوجه الثاين أنه ي القراء حاش هللا بإسقاط األلف -احلرف أال ترى أهنم قالوا يف حاشا هللا حاش هللا وهلذا قرأ أكثر

والوجه الثالث أن الم اجلر تتعلق به يف قوهلم حاشا هللا وحرف اجلر إمنا يتعلق بالفعل ال باحلرف ألن احلرف ال يتعلق باحلرف

حذف

وما أشبه ذلك وإمنا زيدت الالم مع هذا احلرف تقوية له ) للذين هم لرهبم يرهبون ( لكم أي ردفكم وكقوله تعاىل ملا كان يدخله من احلذف فدل على أنه ليس بفعل وأنه حرف

وأما خال فإهنا تكون فعال وحرفا رفا كان ما بعدها جمرورا ألهنا حرف فادا كانت فعال كان ما بعدها منصوبا وتتضمن ضمري الفاعل وإذا كانت ح

جر فإن دخل عليها ما كانت فعال ومل جيز أن تكون حرفا ألهنا معما مبنزلة املصدر وإذا كانت فعال كان ما بعدها أال كل شيء ما خال اهللا باطل وكل نعيم ال حمالة زائل وسنذكرهايف -من الطويل -منصوبا ال غري قال الشاعر

االستثناء باب ما ينصب به يف

والصحيح ما ذهب إليه البصريون وأما قول الكوفيني أنه يتصرف بدليل قوله وما احاشي فليس فيه حجة ألن قوله أحاشي مأخوذ من لفظ حاشى وليس متصرفا منه كما يقال بسمل وهلل ومحدل وسبحل وحولق إذا قال بسم اهللا

Page 48: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

قوة إال باهللا وإذاكانت هذه األشياء ال تتصرف فكذلك ههنا وال إله إال اهللا وسبحان اهللا واحلمد هللا وال حول والوقوهلم أنه يدخله احلذف واحلذف ال يدخل احلرف قلنا ال نسلم بل احلذف يدخل احلرف أال ترى أهنم قالوا يف

مسلمني قرئ بالتشديد والتخفيف ويف) رمبا يود الذين كفروا لو كانوا ( رب رب وقد قرئ هبما قال اهللا تعاىل رب أربع لغات بضم الراء وتشديد الباء وختفيفها و بفتح الراء وتشديد الباء وختفيفها وكذلك حكيتم عن العرب أهنم قالوا يف سوف أفعل سو افعل وهو حرف وزعمتم أن األصل يف سأفعل سوف افعل فحذفت الفاء والواو معا

ه قلنا ال نسلم فإن الالم يف قوهلم حاش هللا زائدة فدل على أن احلذف يدخل احلرف وأما قوهلم أن الم اجلر تتعلق ب عسى أن يكون ردف ( ال تتعلق بشيء كقوله تعاىل

إال النصب ال غري وأما ليس وال يكون فإمنا وجب أن يكون ما بعدمها منصوبا ألنه خرب هلما ألن التقدير يف قولك جاءين القوم ليس

كون بعضهم عمرا ف بعضهم االسم وما بعده اخلرب وخرب ليس زيدا وال يكون عمرا أي ليس بعضهم زيدا وال ي وال يكون منصوب كما لو مل يكونا يف باب االستثناء

فإن قيل فلم لزما لفظا واحدا يف التثنية واجلمع والتأنيث قيل ألهنما ملا استعمال يف االستثناء قاما مقام إال و إال ال نه قائم مقامه فإن قيل فلم ال جيوز أن يعطف عليهما بالواو و ال فيقال يتغري لفظه فكذلك ما قام مقامه ليدل على أ

ضربت القوم ليس زيدا وال عمرا وأكرمت القوم ال يكون زيدا وال عمرا قيل ألن العطف بالواو و ال ال يكون إال و ال فاعرفه تصب إن بعد النفي فلما أقيما ههنا مقام إال غريا عن أصلهما يف النفي فلم جيز العطف عليهما بالواو

شاء اهللا تعاىل

باب ما ينصب به يف االستثناء

قال قائل مل عملت ما خال وما عدا وليس وال يكون النصب قيل ألهنا أفعال أما ما خال وما عدا فهما فعالن ألن ما ووجبت هلما الفعلية إذا دخلت عليهما كانا معها مبنزلة املصدر وإذا كانا معها مبنزلة املصدر انتفت عنهما احلرفية

وكأن فيهما ضمري الفاعل فكان ما بعدمها منصوبا وحيكى عن بعض العرب أنه كان جير ب عدا إذا مل يكن معها ما فيجريها جمرى خال تارة تكون فعال فيكون ما بعدها منصوبا وتارة تكون حرفا فيكون ما بعدها جمرورا ا وأما

سيبويه فلم يذكر بعد عدا

ستفهام مبنزلة عدد يصلح للعدد القليل والكثري ألن املستفهم يسأل عن عدد كثري وقليل وال يعلم مقدار ألهنا يف االما يستفهم عنه فجعلت يف االستفهام مبنزلة العدد املتوسط بني القليل والكثري وهو من أحد عشر إىل تسعة وتسعني

وأما يف اخلرب فال تكون إال للتكثري فجعلت مبنزلة وهو ينصب ما بعده فلهذا كان ما بعدها يف االستفهام منصوبا العدد الكثري وهو جير ما بعده فلهذا كان ما بعدها يف اخلرب جمرورا وقيل إمنا كان ما بعدها جمرورا يف اخلرب ألهنا

نقيضة رب و رب جتر ما بعدها فكذلك ما محل عليها فإن قيل فلم جاز النصب مع الفصل يف اخلرب قيل إمنا جاز النصب عدوال عن الفصل بني اجلار واجملرور ألن اجلار واجملرور مبنزلة الشيء الواحد وليس الناصب مع املنصوب

مبنزلة الشيء الواحد على أن بعض العرب

باب كم

Page 49: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

إن قال قائل مل بنيت كم على السكون قيل إمنا بنيت ألهنا ال ختلو إما أن تكون استفهامية أو خربية فإن كانت ية فقد تضمنت معىن حرف االستفهام وإن كانت خربية فهي نقيضة رب ألن رب للتقليل و كم للتكثري استفهام

وهم حيملون الشيء على ضده كما حيملونه على نظريه فبنيت كم محال على رب وإمنا بنيت على السكون ألنه استفهامية فاالستفهام له صدر األصل يف البناء فإن قيل فلم وجب أن تقع كم يف صدر الكالم قيل ألهنا ان كانت

الكالم وان كانت خربية فهي نقيضة رب و رب معناها التقليل والتقليل مضارع للنفي والنفي له صدر الكالم كاالستفهام

فإن قيل فلم كان ما بعدها يف االستفهام منصوبا ويف اخلرب جمرورا قيل للفرق بينهما فجعلت يف االستفهام مبنزلة عده عدد ينصب ما ب

ويف اخلرب مبنزلة عدد جير ما بعده وإمنا جعلت يف االستفهام مبنزلة عدد ينصب ما بعده

باب العدد

إن قال قائل مل أدخلت اهلاء من الثالثة إىل العشرة يف املذكر حنو مخسة رجال ومل تدخل يف املؤنث حنو مخس نسوة قيل

ان الفرق واقعا قيل ألربعة أوجه الوجه األول أن األصل يف إمنا فعلوا ذلك للفرق بينهما فإن قيل فهال عكسوا وكالعدد أن يكون مؤنثا واألصل يف املؤنث أن يكون باهلاء واملذكر هو األصل فاخذ األصل اهلاء فبقي املؤنث بغري هاء

كان اثقل مل والوجه الثاين أن املذكر أخف من املؤنث فلما كان املذكر أخف من املؤنث احتمل الزيادة واملؤنث ملا حيتمل الزيادة والوجه الثالث أن اهلاء زيدت للمبالغة كما زيدت يف عالمة ونسابة واملذكر افضل من املؤنث فكان

أوىل بزيادهتا والوجه الرابع أهنم ملا كانوا جيمعون ما كان على مثال فعال يف املذكر باهلاء حنو غراب وأغربة وجيمعون ما كان

ؤنث بغري هاء حنو عقاب وأعقب محلوا العدد على اجلمع فأدخلوا اهلاء يف املذكر وأسقطوها من على هذا املثال يف امل املؤنث وكذلك حكمها بعد التركيب إال

ينصب هبا يف اخلرب من غري فصل وجير هبا يف االستفهام ا محال إلحدامها على األخرى فإن قيل فلم إذا كانت رة وإذا كانت خربية جاز أن تبني باملفرد واجلمع قيل ألهنا إذا كانت استفهامية استفهامية مل تبني إال باملفرد النك

محلت على عدد ينصب ما بعده وذلك ال يبني اال باملفرد النكرة حنو أحد عشر رجال وتسع وتسعون امرأة فلذلك الذي جير ما بعده جيوز أن مل جيز أن تبني إال باملفرد النكرة وإذا كانت خربية محلت على عدد جير ما بعده والعدد

يبني باملفرد ك مائة درهم وباجلمع ك ثالثة أثواب فلهذا جاز أن تبني باملفرد واجلمع وأما اختصاصها بالتنكري فيهما مجيعا فألن كم ملا كانت للتكثري والتكثري والتقليل ال يصح إال يف النكرة ال يف املعرفةألن املعرفة تدل على شيء

ه التقليل وال التكثري وهلذا كانت رب ختتص بالنكرة ألهنا ملا كانت للتقليل والتقليل إمنا يصح يف خمتص فال يصح في النكرة ال يف املعرفة كما بينا يف كم فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

ضربت اثين عشر رجال كان الضرب واقعا بالعشرة واالثنني كما لو قلت ضربت اثنني وعشرة ولو قلت -قلت ت غالم زيد لكان الضرب واقعا بالغالم دون زيد فلهذا قلنا أن العشر قام مقام النون وخالف املضاف إليه فإن ضرب

قيل فلم حذفت الواو من أحد عشر إىل تسعة عشر وجعل االمسان امسا واحدا قيل إمنا فعلوا ذلك محال على العشرة

Page 50: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

املفردة وان كان األصل هو العطف والذي يدل على وما قبلها من اآلحاد لقرهبا منها لتكون على لفظ األعدادذلك أهنم إذا بلغوا إىل العشرين ردوها إىل العطف ألنه األصل وإمنا ردوها إذا بلغوا إىل العشرين لبعدها عن اآلحاد

م لو اشتقوا فإن قيل فهال اشتقوا من لفظ االثنني كما اشتقوا من لفظ الثالثة واألربعة حنو الثالثني واألربعني قيل ألهنمن لفظ االثنني ملا كان يتم معناه إال بزيادة واو ونون أو ياء ونون فكان يؤدي إىل أن يكون له إعرابان وذلك ال جيوز فلم يبق من اآلحاد شيء يشتق منه إال العشرة فاشتقوا من لفظها عددا عوضا عن اشتقاقهم من لفظ االثنني

فقالوا عشرون من عشرين قيل ألنه ملا كان األصل أن يشتق من لفظ االثنني وأول االثنني مكسور فإن قيل فلم كسروا العني

كسروا أول العشرين ليدلوا بالكسر على األصل فإن قيل فلم وجب أن يكون ما بعد أحد عشر إىل تسعة وتسعني واحدا

هلاء ألنه ملا ركبوا اآلحاد مع العشرة العشرة فإهنا تتغري ألهنا تكون يف حال التركيب يف املذكر بغري هاء ويف املؤنث باوصريت ا معها مبنزلة اسم واحد كرهوا أن يثبتوا اهلاء يف العشرة لئال تصري مبنزلة اجلمع بني تأنيثني يف اسم واحد على لفظ واحد فإن قيل فلم بىن ما زاد على العشرة من أحد عشر إىل تسعة عشر قيل ألن األصل يف أحد عشر

ذفت واو العطف ضمنا معىن حرف العطف فلما تضمنا معىن احلرف وجب أن يبنيا وبنيا على أحد وعشر فلما ححركة ألن هلما حالة متكن قبل البناء وكان الفتح أوىل ألنه أخف احلركات وكذلك سائرها فإن قيل فلم مل يبنوا

زعوا منه اإلعراب لسقط معىن اثنني يف اثين عشر قيل لوجهني أحدمها أن علم التثنية فيه هو علم اإلعراب فلو نالتثنية والثاين أن إعرابه يف وسطه ويف حال التركيب مل خيرج عن ذلك فوجب أن يبقى على ما كان عليه وبين عشر لوجهني أحدمها أن يكون بين على قياس أخواته لتضمنه معىن حرف العطف والثاين أن يكون بىن ألنه قام مقام النون

احلرف وجب أن يبىن وليس هو كاملضاف واملضاف إليه ألن كل واحد من املضاف من اثنني فلما قام مقام واملضاف إليه له حكم يف نفسه خبالف اثين عشر أال ترى أنك إذا

-من الوافر -أي أطفاال وقال الشاعرا ) مث خنرجكم طفال ( يكتفون بلفظ الواحد عن اجلمع قال اهللا تعاىل أي يف بعض بطونكم والشواهد على هذا النحو كثرية ) فإن زمانكم زمن مخيص ... كلوا يف بعض بطنكم تعفوا (

فإن قيل فلم أجري األلف جمرى املائة يف اإلضافة إىل الواحد قيل ألن األلف عقد كما أن املائة عقد فإن قيل فلم أن الواحد طرف ألن جيمع األلف إذا دخل على اآلحاد ومل يفرد مع اآلحاد كاملائة قيل ألن األلف طرف كما

الواحد أول واأللف آخر مث تتكرر األعداد فلذلك أجرى جمرى ما يضاف إىل اآلحاد فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

نكرة منصوبة قيل إمنا كان واحدا نكرة ألن املقصود من ذكر النوع تبيني املعدود من أي نوع هو وهذا حيصل ىل من الواحد املعرفة ألن الواحد النكرة أخف من الواحد املعرفة وال يلزم بالواحد النكرة وكان الواحد النكرة أو

فيه ما يلزم يف العدد الذي يضاف إىل ما بعده ألنه ليس مبضاف فيتوهم أنه جزء مما يبينه كما يلزم يف املضاف له التنوين فلذلك وجب أن يكون واحدا نكرة وإمنا وجب أن يكون منصوبا ألن من أحد عشر إىل تسعة عشر أص

وإمنا حذف للبناء فكأنه موجود يف اللفظ ألنه مل يقم مقامه شيء يبطل حكمه فكان باقيا يف احلكم فمنع من اإلضافة وأما العشرون إىل التسعني ففيه النون موجودة فمنعت من االضافة وانتصب على التمييز على ما بيناه يف بابه فإن

Page 51: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ىل الواحد قيل ألن املائة محلت على العشرة من وجه ألهنا عقد مثلها ومحلت قيل فلم إذا بلغت إىل املائة أضيفت إعلى التسعني ألهنا تليها فألزمت اإلضافة تشبيها بالعشرة وبينت بالواحد تشبيها بالتسعني فإن قيل فلم قالوا ثالمثائة

املائة ألهنا تدل على اجلمع وهم ومل يقولوا ثالث مئني قيل كان القياس أن يقال ثالث مئني إال أهنم اكتفوا بلفظ

املضاف مضافا إىل النفس كان مكسورا وإن كان مضافا إىل غريك ا كان منصوبا فبين على الضم لئال يلتبس باملضاف ألن الضم ال يدخل ا ملضاف والوجه الثالث أنه بين على الضم ألنه ملا كان غاية يتم هبا الكالم وينقطع

على الضم كما بنومها على الضم فإن قيل فلم جاز يف وصفه الرفع والنصب حنو يا زيد عندها أشبه قبل وبعد فبنوهالظريف والظريف قيل جاز الرفع محال على اللفظ والنصب محال على املوضع واالختيار عندي هو النصب الن

اللفظ وضمة زيد األصل يف وصف املبين هو احلمل على املوضع ال على اللفظ فإن قيل فلم جاز احلمل ههنا علىضمة بناء وضمة الصفة ضمة إعراب قيل ألن الضم ملا اطرد يف كل اسم منادى مفرد أشبه الرفع للفاعل الطراده

فيه فلما أشبه الرفع جاز أن يتبعه الرفع ي غري أن هذا الشبه مل خيرجها عن كوهنا ضمة بناء وأن االسم مبين فلهذا كان األقيس هو النصب وجيوز الرفع عند

على تقدير مبتدأ حمذوف والتقدير فيه أنت الظريف وجيوز النصب على تقدير فعل حمذوف والتقدير فيه أعين

باب النداء

إن قال قائل مل بىن املنادى املفرد املعرفة قيل لوجهني أحدمها أنه أشبه كاف اخلطاب وذلك من ثالثة أوجه اخلطاب ف هبذه الثالثة فلما أشبه كاف اخلطاب من هذه األوجه بين كما أن والتعريف واإلفراد ألن كل واحد منغما يتص

كاف اخلطاب مبنية والوجه الثاين أنه أشبه األصوات ألنه صار غاية ينقطع عندها الصوت واألصوات مبنية فكذلك ما أشبهها فإن قيل

ى ما بىن وليس له حالة متكن فلم بىن على حركة قيل ألن له حالة متكن قبل النداء فبىن على حركة تفضيال له علفإن قيل فلم كانت احلركة ضمة قيل لثالثة أوجه الوجه األول أنه لو بين على الفتح اللتبس مبا ال ينصرف ولو بين

على الكسر اللتبس باملضاف إىل النفس وإذا بطل بناؤه على الفتح والكسر تعني بناؤه على الضم بينه وبني املضاف ألنه إن كان والوجه الثاين أنه بين على الضم فرقا

بعض النحويني إىل أن العامل فيه النصب فعل مقدر والتقدير فيه أدعو زيدا أو أنادي زيدا وذهب آخرون إىل أنه منصوب ب يا ألهنا نابت عن أدعو أو أنادي والذي يدل على ذلك أنه جتوز فيه اإلمالة حنو يا زيد واإلمالة ال جتوز

ملا قام مقام الفعل جازت فيه اإلمالة فإن قيل أليس املضاف والنكرة خماطبني فهال بنيا لوقوعهما يف احلروف إال أنه موقع أمساء اخلطاب كما بين املفرد قيل لوجهني أحدمها أن املفرد وقع بنفسه موقع أمساء اخلطاب وأما املضاف

ة فبعيدة الشبه من أمساء اخلطاب فلم جيز فيتعرف باملضاف إليه فلم يقع موقع أمساء اخلطاب كاملفرد وأما النكربناؤها والوجه الثاين أنا لو سلمنا أن املضاف والنكرة وقعا موقع أمساء اخلطاب إال أنه ال يلزم بناؤمها ألنه عرض

فيهما ما منع من البناء أما املضاف فوجود املضاف إليه ألنه حل حمل التنوين ووجود التنوين مينع من البناء فكذلك يقوم مقامه وأما النكرة فتنصب ليفصل بينها وبني النكرة اليت يقصد قصدها وكانت النكرة اليت يقصد قصدها ما

أوىل بالتغيري ألهنا هي املخرجة عن باهبا فكانت أوىل بالتغيري

Page 52: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

مساء املضمرة الظريف ويؤيد الرفع فيه بتقدير املبتدأ والنصب له بتقدير الفعل أن املنادى أشبه األمساء املضمرة واألال توصف فإن قيل فلم جاز يف املعطوف أيضا الرفع والنصب حنو يا زيد واحلارث واحلارث قيل إمنا جاز الرفع

يا جبال أويب ( والنصب يف العطف ملا بينا يف الوصف من احلمل تارة على اللفظ وتارة على املوضع قال اهللا تعاىل قرأ بالرفع محله على اللفظ ومن قرأ بالنصب محله على املوضع فإن قيل و الطري بالرفع والنصب فمن) معه والطري

فلم كان املضاف والنكرة منصوبني قيل ألن األصل يف كل منادى أن يكون منصوبا ألنه مفعول إال أنه عرض يف املفرد املعرفة ما يوجب بناءه فبقي ما سواه على األصل

النحويون يف ذلك فذهب فإن قيل فما العامل فيه النصب قيل اختلف

جيتمع عالمتا تعريف يف كلمة واحدة فإن قيل فقوهلم يا زيد قد تعرف بالنداء وبالعلمية

قيل يف ذلك وجهان أحدمها أنا نقول أن تعريف العلمية زال منه وحدث فيه تعريف النداء والقصد فلم جيتمع فيه اجتمعا فيه ولكن جاز ألنا إمنا منعنا من اجلمع بني التعريفني إذا تعريفان والثاين أنا نسلم أن تعريف العلمية والنداء

كانا بعالمة لفظية ك يا مع األلف والالم والعلمية ليست بعالمة لفظية فبان الفرق بينهما واألول أصح فإن قيل -من الوافر -أليس قد قال الشاعر

فيا الغالمان اللذان فرا -من الرجز -وقال اآلخر ... ) فديتك يا اليت تيمت قليب (

فإن قيل فهل جيوز حذف حرف النداء قيل جيوز حذف حرف النداء إال مع النكرة واملبهم ألن األصل فيهما النداء ب أي حنو يا أيهذا الرجل ويا أيها الرجل

ل فهل جيوز يف فلما اطرحوا أيا واأللف والالم مل يطرحوا حرف النداء لئال يؤدي ذلك إىل اإلجحاف باالسم فإن قيوصف أي ههنا ما جاز يف وصف زيد حنو يا زيد الظريف والظريف قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب مجاهري

النحويني إىل أنه ال جيوز فيه إال الرفع ألن الرجل ههنا هو املنادى يف احلقيقة إال أهنم ادخلوا أيا ههنا توصال إىل نداء املنادى يف احلقيقة مل جيز فيه إال الرفع مع كونه صفة إيذانا بأنه املقصود بالنداء ما فيه األلف والالم فلما كان هو

وذهب أبو عثمان املازين إىل أنه جيوز فيه النصب حنو يا أيها الرجل كما جيوز يا زيد الظريف وهو عندي القياس لو تفيد التعريف واأللف والالم تفيد التعريف ساعده االستعمال فإن قيل ومل مل جيمعوا بني يا واأللف والالم قيل ألن يا

فلم جيمعوا بني عالميت تعريف إذ ال

أحدمها أن األلف والالم عوض عن حرف سقط من نفس االسم فإن أصله إله فأسقطوا اهلمزة من أوله وجعلوا عوضا عن مهزة األلف والالم عوضا منها والذي يدل على ذلك أهنم جوزوا قطع اهلمزة ليدلوا على أهنا قد صارت

القطع فلما كانت عوضا عن مهزة القطع وهي حرف من نفس االسم مل ميتنع أن جيمعوا بينهما والوجه الثاين أنه إمنا جاز يف هذا االسم خاصة ألنه كثر يف استعماهلم فخف على ألسنتهم فجوزوا

م حنو اللهم قيل اختلف النحويون يف فيه ما ال جيوز يف غريه فإن قيل فلم أحلقت امليم املشددة يف آخر هذا االسذلك فذهب البصريون إىل أهنا عوض من يا اليت للتنبيه واهلاء مضمومة ألنه نداء وهلذا ال جيوز أن جيمعوا بينهما فال

يقولون يا اللهم لئال جيمعوا بني العوض واملعوض وذهب الكوفيون إىل أهنا ليست عوضا من يا وإمنا األصل فيه يا

Page 53: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

خبري إال أنه ملا كثر يف كالمهم وجرى على ألسنتهم حذفوا بعض الكالم ختفيفا كما قالوا أيش واألصل أي اهللا أمنا شيء وقالوا ويلمه واألصل ويل أمه وهذا كثري يف كالمهم فكذلك ههنا قالوا والذي يدل

فكيف جاز اجلمع بني يا واأللف والالم قيل أما قوله فإمنا مجع بني يا واأللف والالم ألن األلف والالم يف االسم ) وأنت خبيلة بالود عىن ...فديتك يا اليت تيمت قليب (

املوصول ليساا للتعريف ألنه إمنا يتعرف بصلته ال باأللف والالم فلما كانا فيه زائدين لغري التعريف جاز أن جيمع بني يا وبينهما

تكسباين شرا فالتقدير فيه فيا أيها الغالمان فحذف املوصوف وأما قول اآلخر فيا ا لغالمان اللذات ن فرا إياكما أن وأقام الصفة مقامه لضرورة الشعر وما جاء للضرورة ال يورد نقضا فإن قيل فقد قالوا يا اهللا فجمعوا بني يا واأللف

والالم قيل إمنا جاز أن جيمعوا بينهما لوجهني

ن التقدير أمنا خبري إن كان هذا هو احلق من عندك فأمطر علينا ولو كان األمر على ما ذهبوا إليه لكا) بعذاب أليم حجارة من السماء او ائتنا بعذاب أليم وال شك أن هذا التقدير ظاهر الفساد إذ ال يكون أمهم باخلري أن ميطر

فال حجة عليهم حجارة من السماء أو يؤتوا بعذاب اليم وقوهلم أنه جيوز أن جيمع بني امليم و يا بدليل ما أنشدوه فيه ألنه إمنا مجع بينهما لضرورة الشعر ومل يقع الكالم يف حال الضرورة

مث اجلمع بني العوض واملعوض -واملعوض يف أوهلا -وإمنا سهل اجلمع بينهما للضرورة أن العوض يف آخر الكلمة -من الطويل -جائز يف ضرورة الشعر كما قال الشاعر

فجمع بني امليم والواو وهي عوض منها فكذلك ههنا فاعرفه تصب ان شاء اهللا ... ) ا مها نفثا يف يف من فمويهم( تعاىل

-من الرجز -على أهنا ليست عوضا عنها أنه جيمعون بينهما قال الشاعر -من الرجز -وقال اآلخر ) أقول يا اللهم يا اللهما ... إين اذا ما حدث أملا ( ) صليت أو سبحت يا اللهم ...وما عليك أن تقويل كلما ( ... ) ما اردد علينا شيخنا مسلما (

فجمع بني امليم و يا ولو كانت عوضا عنها ملا مجع بينهما ألن العوض واملعوض ال جيتمعان والصحيح ما ذهب إليه إليه ملا جاز أن البصريون وأما قول الكوفيني أن اصله يا اهللا أمنا خبري فهو فاسد ألنه لو كان األمر على ما ذهبوا

يستعمل هذا اللفظ إال يف ما يؤدي إىل هذا املعىن وال شك أنه جيوز أن يقال اللهم العنه اللهم اخزه اللهم أهلكه وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو احلق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ( وما أشبه ذلك قال اهللا تعاىل

ائتنا

له ويضاهيه حنو يد وغد ودم واألصل يف يد يدي ويف غد غدو ويف دم دمو بدليل قوهلم دموان ألن يف األمساء ما مياثوقيل دميان أيضا فنقصوها للتخفيف فبقيت يد وغد ودم فكذلك ههنا وهذا فاسد من وجهني أحدمها أن احلذف

هنا كلمات يسرية معدودة وأما يف هذه األمساء قليل يف االستعمال بعيد عن القياس أما قلته يف االستعمال فظاهر ألبعده عن القياس فألن القياس يقتضي أن حرف العلة إذا حترك وانفتح ما قبله يقلب ألفا وال حيذف فلما حذف ههنا

من دمو دل على أنه على خالف القياس والوجه الثاين أهنم إمنا حذفوا الياء والواو من يد وغد ودم الستثقال

Page 54: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

يها يدي وغدو ودمو أما يف باب الترخيم فإمنا وقع احلذف فيه على خالف القياس احلركات عليها ألن األصل ف لتخفيف االسم الذي كثرت حروفه ومل يوجد ههنا ألنه يف غاية اخلفة فال حاجة بنا إىل ختفيفه باحلذف

التأنيث مبنزلة فإن قيل فلم جاز ترخيم ما فيه عالمة التأنيث حنو قولك يف ثبة يا ثب وما أشبه ذلك قيل ألن هاء اسم ضم إىل اسم وليست من بناء االسم فجاز حذفها كما حيذف االسم الثاين من االسم املركب

باب الترحيم

إن قال قائل ما الترحيم قبل حذف آخر االسم يف النداء فإن قيل فلم خص الترخيم يف النداء قيل لكثرة دوره يف أال ترى أنه عرض فيه حذف اإلعراب والتنوين فلما كان باب للتخفيف وهو باب تغيري -الكالم فحذف طلبا

تغيري فالتغيري يؤنس بالتغري فإن قيل فهل جيوز ترخيم ما كان على ثالثة احرف قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب البصريربن إىل أنه ال جيوز

احرف فهو يف غاية اخلفة فال ترخيمه وذلك ألن الترخيم إمنا دخل الكالم الجل التخفيف وما كان على ثالتة حيتمل احلدف ألن احلذف منه يؤدي إىل االجحاف بب

وذهب الكوفيون ايل أنه جيوز ترخيمه اذا كان اوسطه متحركا وذلك حنو قولك يف عنق يا عن ويف كتف يا كت وما اشبه ذلك وذلك

عروة إال أنه حذف التاء للترخيم أراد أبا) سيدعوه داعي ميتة فيجيب ... أبا عرو ال تبعد فكل ابن حرة ( -من الرجز -واحتجوا أيضا بقول اآلخر

أراد أم محزة فحذف التاء للترخيم فدل ا على جوازه وما ) قاربت بني عنقي ومجزي ... أما تريين اليوم أم محز ( ترخيم يف غري النداء أنشدوه ال حجة فيه ألنه رمخه للضرورة وترخيم املضاف جيوز يف ضرورة الشعر كما جيوز ال

-من الوافر -لضرورة الشعر قال الشاعر -من البسيط -يريد أمامة وقال اآلخر ) وأضحت منك شاسعة أماما ... أال أضحت حبالكم رماما ( ) أو أمتدحه فإن الناس قد علموا ... إن ابن حارث إن أشتق لرؤيته (

ل وما أشبه ذلك فإن قيل فهل جيوز ترخيم املضاف قيل اختلف تقول يف ترخيم حضرموت يا حضر ويف بعلبك يا بع النحويون يف ذلك

فذهب البصريون إىل أنه ال جيوز ترخيمه ألن الترخيم إمنا يكون فيما يؤثر النداء فيه ب يا واملضاف مل يؤثر فيه النداء ب يا فكذلك ال جيوز ترخيمه

-من الطويل -ل زهري بن أيب سلمى وذهب الكوفيون إىل أنه جيوز ترخيمه واحتجوا بقوأراد يا آل عكرمة فحذف التاء للترخيم ) أواصرنا والرحم بالغيب تذكر ... خذوا حظكم يا آل عكرم واحفظوا (

من الطويل -وهو عكرمة بن خصفة بن قيس عيالن واحتجوا أيضا بقول الشاعر

لو مل حيذف منه شيء فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل مل حيذف منه شيء فبنوه علىالضم حنو يا حار ويا مال كما

Page 55: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

يريد ابن حارثة وهذا كثري يف كالمهم فإن قيل فهل جيوز ترخيم االسم املفرد الذي قبل آخره حرف ساكن حبذف آخره مع احلرف الساكن حنو ان تقول يف سبطر يا سب أو ال قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب البصريون إىل

ذلك ألنه كما بقيت حركة االسم املرخم بعد دخول الترخيم كما كانت قبل دخول الترخيم فكذلك أنه ال جيوزالسكون ألنه موجود يف الساكن حسب وجود احلركة يف املتحرك فكما بقيت احلركة يف املتحرك فكذلك السكون

ذي قبله وذلك ألن احلرف يف الساكن وذهب الكوفيون إىل أن ترخيمه حبذف األخري منه وحذف احلرف الساكن الإذا سقط من هذا النحو بقي آخره ساكنا فلو قلنا أنه ال حيذف ألدى ذلك إىل أن يشابه األدوات وما أشبهها من

األمساء وذلك ال جيوز وهذا ليس بصحيح ألنه لو كان هذا معتربا لكان ينبغي أن حيذف احلرف املكسور لئال يؤدي ذلك إىل أن يشابه

ملتكلم وال قائل به فدل علىفساد ما ذهبوا إليه فإن قيل فلم جاز أن يبىن املرخم على الضم يف أحد املضاف إىل ا القولني كما جاز أن يبقى على حركته وسكونه قيل ألهنم قدروا بقية االسم املرخم مبنزلة اسم

لك أنه ال يتم املضاف إال بذكر تلحق ما يلحقه تنبيه النداء واملضاف واملضاف إليه مبنزلة شيء واحد والدليل على ذاملضاف إليه وال بد مع ذ كر املضاف من ذكر املضاف إليه أال ترى أنك لو قلت يف غالم زيد وثوب خز غالم

وثوب مل يتم إال بذكر املضاف إليه فلما كان املضاف واملضاف إليه مبنزلة الشيء الواحد جاز أن تلحق ألف الندبة آخر املضاف إليه

صفة فليست مع املوصوف مبنزلة شيء واحد وهلذا ال يلزم ذكر الصفة مع املوصوف بل أنت خمري يف ذكر وأما الالصفة ان شئت ذكرهتا وان شئت مل تذكرها أال ترى أنك إذا قلت هذا زيد الظريف كنت خمريا يف ذكر الصفة ان

ما ليسا مبنزلة شيء واحد وإذا مل شئت ذكرهتا وان شئت مل تذكرها فإذا كنت خمريا يف ذكر الصفة دل على أهنيكونا مبنزلة شيء واحد وجب أال تلحق ألف الندبة الصفة خبالف املضاف إليه وقد ذهب الكوفيون ويونس بن

حبيب البصري إىل جواز حلاقها الصفة محال على املضاف إليه وقد بينا الفرق بينهما

باب الندبة

نادب عند فقد املندوب وأكثر ما يلحق ذلك النساء لضعفهن عن حتمل إن قال قائل ما الندبة قيل تفجع يلحق الاملصائب فإن قيل فما عالمة الندبة قيل وا او يا يف أوله وألف وهاء يف آخره ا وإمنا زيدت وا أو يا يف أوله وألف يف

فية والوقف عليها آخره ليمد هبا الصوت ليكون املندوب بني صوتني مديدين وزيدت اهلاء بعد األلف ألن األلف خيزيدها خفاء فزيدت اهلاء عليها يف الوقف لتظهر األلف بزيادهتا بعدها يف الوقف فإن قيل فلم وجب أال يندب إال

بأعرف أمسائه وأشهرها قيل ليكون ذلك عذرا للنادب عند السامعني ألهنم إذا عذروه شاركوه يف التفجع فإذا شاركوه يف التفجع هانت عليه املصيبة

إن قيل فلم حلقت ألف الندبة آخر املضاف إليه حنو يا عبد امللكاه ومل تلحق آخر الصفة حنو يا زيد الظريفاه قيل ف ألن ألف الندبة إمنا

باب ال

Page 56: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

إن قال قائل مل بنيت النكرة مع ال على الفتح حنو ال رجل يف الدار قيل إمنا بنيت مع الا ألن التقدير يف قولك ال من رجل يف الدار ألنه جواب قائل قال هل من رجل يف الدار فلما حذفت من من اللفظ وركبت رجل يف الدار ال

مع ال تضمنت معىن احلرف فوجب أن تبىن وإمنا بنيت على حركة ألن هلا حالة متكن قبل البناء وإمنا كانت احلركة فتحة ألهنا أخف احلركات

ال حركة بناء ألن ال تعمل النصب باإلمجاع ألهنا نقيضة إن وذهب بعض النحويني إىل أن هذه احلركة حركة إعراب ألن ال للنفي و إن

وحيكون عن بعض العرب أنه قال وامججمىت الشماميتيناه وهو شاذ ال يقاس عليه فإن قيل فلم جاز ندبة املضاف إىل ليشهر النادب مصيبته وأنه قد املخاطب حنو واغالمكاه ومل جيز نداؤه قيل ألن املندوب ال ينادى ليجيب وإمنا ينادى

وقع يف أمر عظيم وخطب جسيم ويظهر تفجعه كيف ال يكون يف حالة من إذا دعي أجاب وأما املنادى فهو خماطب فلو جاز نداؤه لكان يؤدي إىل أن جيمع فيه بني عالميت خطاب وذلك ال جيوز فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

إن قيل فلم إذا عطف على النكرة جاز فيه النصب على اللفظ كما جاز فيه الفرع عن درجة إن اليت هي األصل فالرفع على املوضع والعطف على لفظ املبين ال جيوز قيل ألنه ملا اطرد البناء على الفتحة يف كل نكرة ركبت مع ال

أشبهت النصب للمفعول الطراده فيه فأشبهت حركة املعرب فجاز أن يعطف عليها بالنصب فلم جاز أن تبىن صفة النكرة معها على الفتح كما جاز أن تنصب محال على اللفظ وترفع محال على املوضع فإن قيل

قيل ألن بناء االسم مع االسم أكثر من بناء االسم مع احلرف فلما جاز أن يبىن االسم مع احلرف جاز أيضا أن يبىن يل أنه ال جيوز السكوت على املوصوف دون مع الصفة ألن الصفة قد تكون مع املوصوف كالشيء الواحد بدل

الصفة يف حنو قولك يا أيها الرجل مث مها يف املعىن كشيء واحد فجاز أن يبىن كل واحد منهما مع صاحبه وال جيوز ههنا أن تركب ال مع النكرة إذا ركبت مع صفتها ألنه يؤدي إىل أن جتعل ثالث كلمات مبنزلة كلمة واحدة وهذا

ال

م حيملون الشيء على ضده كما حيملونه على نظريه أال ترى أن ال ملا كانت فرعا على أن يف العمل و لإلثبات وهأن تنصب مع التنوين نصبت ال بغري تنوين لينحط الفرع عن درجة األصل إذ الفروع أبدا تنحط عن درجات

تنوين ليس من عمل إن وإمنا هو األصول وهذا عندي فاسد ألنه لو كان معربا لوجب أال حيذف منه التنوين ألن الشيء يستحقه االسم يف أصله وإذا مل يكن من عمل إن فال معىن حلذفه مع ال لينحط الفرع عن درجة األصل ألن

الفرع إمنا ينحط عن درجة األصل فيما كان من عمل األصل فإذا مل يكن التنوين من عمل األصل وجب أن يكون جة أن قد ظهر يف أربعة أشياء األول أن إن تعمل يف املعرفة والنكرة و ال ال تعمل ثابتا مع الفرع مث احنطاطها عن در

إال يف النكرة خاصة والثاين أن إن ال تركب مع امسها لقوهتا و ال تركب مع امسها لضعفها والثالث أن إن تعمل يف امسها مع الفصل بينها وبينه بالظرف وحرف اجلر و ال ال تعمل مع الفصل

ع أن إن تعمل يف االسم واخلرب عند البصريني و ال تعمل يف االسم دون اخلرب عند كثري من احملققني فاحنطت والراب درجة ال اليت هي

فإمنا جاز ألن التقدير فيه ال مثل هيثم فصار يف حكم النكرة فجاز أن يبىن مع ال وعلى هذا قوهلم قضية وال أبا التقدير لوجب الرفع مع التكرير حنو ال زيد عندي وال عمرو فإن قيل حسن هلا أي وال مثل أيب حسن ولوال هذا

Page 57: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

فلم وجب التكرير يف املعرفة قيل ألنه جاء مبنيا على السؤال كأنه قيل أزيد عندك أم عمرو فقال ال زيد عندي وال عمرو

ترى أنه إذا قيل أزيد عندك والدليل على أن السؤال يف تقدير التكرير أن املفرد ال يفتقر إىل ذكره يف اجلواب أال كان اجلواب أن تقول ال من غري أن تذكره كأنك قلت ال أصل لذلك فأما قوهلم ال نولك أن تفعل كذا فإمنا مل

تكرر ألنه صار مبنزلة ال ينبغي لك فأجروها جمراها حيث كانت يف معناها كما أجروا يذر يف جمرىيدع التفاقهما يف املعىن

ال مع املضاف قيل إمنا مل جيز أن تبىن مع املضاف ألن املضاف واملضاف إليه مبنزلة شيء واحد فإن قيل فلم ال تبىن فلو بنيا مع ال لكان يؤدي إىل أن جتعل ثالث كلمات مبنزلة كلمة واحدة وهذا ال نظري له يف

نظري له يف كالمهم يل ألنك إذا كررت كان جوابا ملن قال أرجل فإن قيل فلم جاز الرفع إذا كررت حنو ال رجل يف الدار وال امرأة ق

يف الدار أم امرأة فتقول ال رجل يف الدار وال امرأة ليكون اجلواب على حسب السؤال فإن قيل مل بنيت ال مع النكرة دون املعرفة قيل ألن النكرة تقع بعد من يف االستفهام أال ترى أنك تقول هل من رجل يف الدار فإذا وقعت

سؤال جاز تقدير من يف اجلواب فإذا حذفت من يف اجلواب تضمنت النكرة معىن احلرف فوجب أن بعد من يف التبىن وأما املعرفة فال تقع بعد من يف االستفهام أال ترى أنك ال تقول هل من زيد يف الدار فإذا مل تقع بعد من يف

تتضمن املعرفة معىن احلرف فوجب أن يبقى السؤال مل جيز تقدير من يف اجلواب وإذا مل جيز تقدير من يف اجلواب مل على أصله يف اإلعراب فأما قول الشاعر

... ) ال هيثم الليلة يف املطي (

باب حروف اجلر

إن قال قائل مل عملت هذه احلروف اجلر قيل إمنا عملت ألهنا اختصت باألمساء واحلرف مىت كان خمتصا وجب أن ألن إعراب األمساء رفع ونصب وجر فلما سبق االبتداء إىل الرفع يف املبتدأ يكون عامال وإمنا وجب أن تعمل اجلر

والفعل إىل الرفع أيضا يف الفاعل وإىل النصب يف املفعول مل يبق إال اجلر فلهذا وجب أن تعمل اجلر وأجود من هذا والنصب فأعطي األوسط ان نقول إمنا عملت اجلر ألهنا تقع وسطا بني االسم والفعل واجلر يقع وسطا بني الرفع

األوسط مث إن هذه احلروف على ضربني أحدمها يلزم اجلر فيه والثاين ال يلزم اجلر فيه فأما ما يلزم اجلر فيه ف من وإىل ويف والالم والباء ورب والواو والتاء يف القسم وحىت وهلا مواضع نذكرها فيها إن شاء اهللا تعاىل وأما ما ال

ى والكاف وحاشا وخال ومذ ومنذ يلزم اجلر فيه ف عن وعل

كالمهم واملشبه باملضاف يف امتناعه من التركيب حكمه حكم املضاف

فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

وإذا كانت حرفا كان ما بعدها جمرورا هبا كقولك رميت عن القوس وما أشبه ... ) من عن ميني احلبيا نظرة قبل ( ذلك

Page 58: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

وحرفا فإذا كانت امسا دخل عليها حرف اجلر وكانت مبعىن فوق وما بعدها جمرور وأما على فتكون امسا وفعال -من الطويل -باإلضافة كقول الشاعر ا

-من الطويل -وكقول اآلخر ... ) تصل وعن قيض بزيزاء جمهل ... غدت من عليه بعدما مت ظمؤها ( -من الرجز -وكقول اآلخر ) فترفعا رأت حاجب الشمس استوى ... اتت من عليه تنفض الطل بعدما ( ) نوشا به تقطع أجواز الفال ... فهي تنوش احلوض نوشا من على (

فأما عن فتكون امسا كما تكون حرفا من الطويل -فإذا كانت امسا دخل عليها حرف اجلر وكانت مبعىن الناحية وما بعدها جمرور باإلضافة كقول الشاعر

- ) ميينا ومهوى النجم من عن مشالك ... راقد كلها فقلت اجعلي ضوء الف(

-من الكامل -وكقول اآلخر -من الرجز -وكقول اآلخر ) من عن مييين مرة وأمامي ... فلقد أراين للرماح درية ( من البسيط -وكقول اآلخر ) من عن ميني اخلط أو مساهيج ... جرت عليه كل ريح سيهوج (

... ) نهم يضحكن عن كالربد امل( -من البسيط -وتكون الكاف أيضا فاعلة كقول الشاعر

) كالطعن يهلك فيه الزيت والفتل ... أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط ( فالكاف ههنا اسم ألهنا فاعلة وهي يف موضع رفع بإسناد الفعل إليها وإذا كانت حرفا كان ما بعدها جمرورا هبا حنو

لك وأما حاشا و خال فقد ذكرنامها يف باب االستثناء فيما قبل وأمامذ ومنذ فلهما جاءين الذي كزيد وما أشبه ذباب نذكرمها فيه فيما بعد إن شاء اهللا تعاىل مث ان معاين هذه احلروف كلها خمتلفة فأما من فتكون على أربعة أوجه

الوجه األول أن تكون البتداء الغاية كقولك سرت من الكوفة إىل ا لبصرة

كانت فعال كانت مشتقة من مصدر وتدل على زمان خمصوص حنو عال اجلبل يعلو علوا فهو عال كقولك سال وإذا يسلو سلوا فهو سال وما أشبه ذلك وإذا كانت حرفا كان ما بعدها جمرورا هبا حنو على زيد دين وما

ثل وجاز أن يدخل عليها حرف أشبه ذلك وأما الكاف فتكون امسا كما تكون حرفا فإذا كانت امسا قدروها تقدير م -من الرجز -اجلر وكان ما بعدها جمرورا باالضافة كقول الشاعر

فالكاف األوىل حرف جر والثانية اسم ألنه ال جيوز أن يدخل حرف جر على حرف ... ) وصاليات ككما يؤثفني ( من الرجز -جر وكقول اآلخر

أي يغضوا أبصارهم و من زائدة وما أستدل ) يغضوا من أبصارهم قل للمؤمنني( سيئاتكم و من زائدة وبقوله تعاىل ف من فيه للتبعيض ال زائدة ) ويكفر عنكم من سيئاتكم ( به ال حجة له فيه ألن من ليست زائدة أما قوله تعاىل

يغضوا ( تعاىل ألن من الذنوب ما ال يكفر بإبداء الصدقات أو إخفائها وإيتائها للفقراء وهي مظامل العباد وأما قوله ف من فيه أيضا للتبعيض ألهنم إمنا أمروا أن يغضوا أبصارهم عما حرم عليهم ال عما احل هلم فدل ) من أبصارهم

على أهنا للتبعيض وليست زائدة وأما إىل فتكون على وجهني أحدمها أن تكون غاية كقولك سرت من الكوفة إىل

Page 59: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إىل املرافق وامسحوا برؤوسكم ( البصرة والثاين أن تكون مبعىن مع كقوله تعاىل إىل ) وأرجلكم

والوجه الثاين أن تكون للتبعيض كقولك أخذت من املال درمها والوجه الثالث أن تكون لتبيني اجلنس كقوله تعاىل ون للتبعيض ألنه ليس ا من هذه دخلت لتبيني املقصود باالجتناب وال جيوز أن تك) فاجتنبوا الرجس من األوثان (

املأمور به اجتناب بعض األوثان دون البعض وإمنا املقصود اجتناب جنس األوثان والوجه الرابع أن تكون زائدة يف والتقدير ما لكم إله غريه و من زائدة كقول الشاعر ) ما لكم من إله غريه ( النفي كقوله تعاىل

أحد وذهب بعض النحويني إىل أنه جيوز أن تكون زائدة يف أي -من البسيط -... ) وما بالربع من أحد ( أي يكفر ) ويكفر عنكم من سيئاتكم ( الواجب ويستدل بقوله تعاىل

وأما رب فمعناها التقليل وهي ختالف حروف اجلر من أربعة أوجه الوجه األول أهنا تقع يف صدر الكالم وحروف ا ال تعمل إال يف نكرة وحروف اجلر تعمل يف املعرفة و النكرة والوجه اجلر ال تقع يف صدر ا لكالم والوجه الثاين أهن

الثالث أهنا يلزم جمرورها الصفة وحروف اجلر ال يلزم جمرورها الصفة والوجه الرابع أهنا يلزم معها حذف الفعل الذي أوصلته إىل ما بعدها وهذا ال يلزم احلروف

ما كوهنا يف صدر الكالم فألهنا ملا كانت تدل على التقليل وتقليل واختصاصها هبذه األشياء ملعان اختصت هبا فأالشيء يقارب نفيه أشبهت حروف النفي وحروف النفي هلا صدر الكالم وأما كوهنا ال تعمل إال يف النكرة فألهنا ملا

كانت تدل على التقليل

يد يف الدار وقد يتسع فيها فيقال زيد ينظر أي مع املرافق ومع الكعبني وأما يف فمعناها الظرفية كقولك ز) الكعبني يف العلم وأما الالم فمعناها التخصيص وامللك كقولك املال لزيد أي خيتص به وميلكه وأما الباء فمعناها اإللصاق

كقولك كتبت بالقلم أي ألصقت كتابيت به

وتقديره ليس مثله شيء وكقول ) ليس كمثله شيء ( وأما الكاف فمعناها التشبيه وقد تكون زائدة كقوله تعاىل -من الرجز -الشاعر

وتقديره فيها املقق وهو الطول ... ) لواحق األقراب فيها كاملقق ( فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

والنكرة تدل على التكثري وجب أن ختتص بالنكرة اليت تدل على التكثري ليصح فيها التقليل يف -الفعل -فجعلوا ذلك عوضا عن حذف الفعل الذي يتعلق به وقد يظهر ذلك وأما كوهنا تلزم الصفة جمرورها

ضرورة الشعر وأما حذف الفعل معها فللعلم به أال ترى أنك إذا قلت رب رجل يفهم كان التقدير فيه رب رجل إىل قوله ) وأدخل يدك يف جيبك ( يفهم أدركت أو لقيت فحذف الفعل لداللة احلال عليه كما حذف يف قوله تعاىل

إىل فرعون وقومه ومل يذكر مرسال لداللة احلال عليه فكذلك ههنا وأما عن فمعناها اجملاوزة وأما على فمعناها االستعالء ا

Page 60: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

فإن قيل فلم محلت على الواو قيل ألهنا أشبهتها ووجه الشبه بينهما أن أصل حىت أن تكون غاية وإذا كانت غاية ا قبلها أال ترى أنك إذا قلت جاءين القوم حىت زيد كان زيد داخال يف اجمليء كما لو كان ما بعدها داخال يف حكم م

قلت جاءين القوم وزيد فلما أشبهت الواو يف هذا املعىن جاز أن حتمل عليها فإن قيل فلم إذا كانت عاطفة وجب اية والداللة على أحد طريف أن يكون ما بعدها من جنس ما قبلها وال جيب ذلك يف الواو قيل ألهنا ملا كانت للغ

الشيء فال يتصور أن يكون طرف الشيء من غريه فلو قلت جاء الرجال حىت النساء جلعلت النساء غاية للرجال ومنقطعا هلم وذلك حمال والوجه الثالث أن تكون حرف ابتداء ك أما حنو ضرب القوم حىت زيد ضارب وذهبوا

-من الطويل -حىت عمرو ذاهب وقال الشاعر ) بدجلة حىت ماء دجلة أشكل ... فما زالت القتلى متج دماءها (

باب حىت

إن قال قائل على كم وجها تستعمل حىت قيل على ثالثة أوجه الوجه األول أن تكون حرف جر ك إىل حنو قوله ال يعرج عليه وهو وما بعدها جمرور هبا يف قول مجاعة النحويني إال يف قول شاذ) سالم هي حىت مطلع الفجر ( تعاىل

ما حكي عن بعضهم أنه قال هو جمرور بتقدير إىل بعد حىت وهو قول ظاهر الفساد والوجه الثاين أن تكون عاطفة محال على الواو حنو جاءين القوم حىت زيد ورأيت القوم حىت زيدا ومررت بالقوم حىت زيد

-من الكامل -الشاعر باجلر والنصب والرفع فاجلر ب حىت والنصب على ) لزاد حىت نعله القاها وا... ألقى الصحيفة كي خيفف رحله (

العطف والرفع على االبتداء و ألقاها اخلرب فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

فإن قيل فهل يكون ) وحىت اجلياد يقدن بأرسان ... مطوت هبم حىت تكل غزارهتم -من الطويل -وقال اآلخر اإلعراب أو ال قيل ال يكون للجملة بعدها موضع من اإلعراب ألن اجلملة إمنا حيكم هلا للجملة بعدها موضع من

مبوضع من اإلعراب إذا وقعت موقع املفرد حنو أن تقع وصفا حنو مررت برجل يكتب أو حاال حنو جاءين زيد وضع من اإلعراب فهذه يضحك أو خرب مبتدأ حنو زيد يذهب وإذا مل تقع ههنا موقع املفرد فينبغي أال حيكم هلا مب

الثالثة األوجه اليت يف حىت وقد جتتمع كلها يف مسالة واحدة حنو قوهلم أكلت السمكة حىت رأسها وحىت رأسها وحىت رأسها باجلر والرفع والنصب

حرف جر والنصب على أن جتعلها حرف عطف فتعطفه على السمكة والرفع على أن ! فاجلر على أن جتعل حىت ابتداء فيكون مرفوعا باالبتداء وخربه حمذوف وتقديره حىت رأسها مأكول وإمنا حذف اخلرب لداللة جتعلها حرف

احلال عليه وعلى هذه األوجه ينشد قول

والتقدير يف قولك ما رايته مذ يومان ومنذ ليلتان ا أمد ذلك يومان وأمد ذلك ليلتان م فإن قيل مل بنيت مذ ومنذ بنيا ألن احلروف كلها مبنية وإذا كانا امسني بنيا لتضمنهما معىن احلرف ألنك إذا قلت ما قيل ألهنما اذا كانا حرفني

رايته مذ يومان ومند ليلتان كان املعين فيه ما رايته من أول اليومني إىل آخرمها ومن أول الليلتني إىل آخرمها فلما

Page 61: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

يف البناء أن يكون على السكون فبنيت على تضمنا معىن احلرف وجب أن يبنيا وبنيا مذ على السكون ألن األصل األصل وبنيت منذ على الضم ألنه ملا وجب حتريك الدال اللتقاء الساكنني بنيت على الضم اتباعا لضمة امليم كما قالوا يف مننت مننت فضموا التاء اتباعا لضمة امليم ومنهم من يقول مننت فيكسر امليم اتباعا لكسرة التاء ونظري هذين

هني يف قراءة من قرأ احلمد هللا فكسر الالم اتباعا لضمة الدال وقراءة من قرأ احلمد هللا فكسر الدال اتباعا الوج لكسرة الالم

فلهذا كانت مذ ومنذ مبنيتني ومها خيتصان بابتداء الغاية يف الزمان كما أن من ختتص بابتداء الغاية

باب مذ و منذ

مذ االمسية وعلى منذ احلرفية وكل واحد منهما يكون امسا وحرفا جارا قيل إمنا إن قال قائل مل قلتم ان األغلب على قلنا أن األغلب على مذ االمسية ألهنا دخلها احلذف واألصل فيها منذ فحذفت النون منها واحلذف إمنا يكون يف

لت يف تصغريها منري ويف األمساء والدليل على أن األصل يف مذ منذ أنك لو صغرهتا أو كسرهتا لرددت النون فيها فق تكسريها أمناذ ألن التصغري والتكسري يردان األشياء إىل أصوهلا فدل على أن األصل يف مذ منذ

فإن قيل فلم إذا كانا امسني كان االسم بعدمها مرفوعا حنو قولك ما رأيته مذ يومان ومنذ ليلتان قيل إمنا كان االسم املبتدأ ألن مذ ومنذ مها املبتدأ وما بعدمها هو اخلرب بعدمها مرفوعا إذا كانا امسني ألنه خرب

باب القسم

إن قال قائل مل حذف فعل القسم قيل إمنا حذف فعل القسم لكثرة االستعمال فإن قيل فلم قلتم أن األصل يف ك باهللا حروف القسم الباء دون الواو والتاء قيل ألن فعل القسم احملذوف فعل الزم أال ترى أن التقدير يف قول

ألفعلن أقسم باهللا أو أحلف باهللا واحلرف املعدي من ملي هذه األحرف هو الباء ألنه احلرف الذي يقتضيه الفعل وإمنا كان الباء دون غريه من احلروف املعدية ألن الباء معناها اإللصاق فكانت أوىل من غريها ليتصل فعل القسم

ي األصل أهنا تدخل على املظهر واملضمر والواو تدخل على املظهر باملقسم به مع تعديته والذي يدل على أهنا هدون املضمر والتاء ختتص باسم اهللا تعاىل دون غريه فلما دخلت الباء على املظهر واملضمر واختصت الواو باملظهر

باء قيل لوجهني والتاء باسم اهللا تعاىل دل على أن الباء هي األصل فإن قيل فلم جعلوا الواو دون غريها بدال من ال أحدمها أن الواو تقتضي اجلمع كما أن الباء تقتضي اإللصاق فلما تقاربا يف املعىن أقيمت مقامها

والثاين أن الواو خمرجها من الشفتني كما أن الباء خمرجها من

( وله تعاىل يف املكان الكوفيون إىل أن من تستعمل يف الزمان كما تستعمل يف املكان واستدلوا على جواز ذلك بقا فأدخل من على أول يوم وهو ظرف زمان ويستدلون ) ملسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه

-من الكامل -أيضا بقول زهري ) أقوين من حجج ومن دهر ... ملن الديار بقنة احلجر (

فالتقدير فيه من تأسيس أول يوم ) وم به من أول يوم أحق أن تق( وما استدلوا به ال حجة هلم فيه أما قوله تعاىل والتقدير ) واسأل القرية اليت كنا فيها والعري اليت أقبلنا فيها ( فحذف املضاف وأقيم املضاف إليه مقامه كقوله تعاىل

فيه أهل القرية وأهل العري وهذا كثري يف كالمهم وأما قول زهري من حجج ومن دهر فالرواية مذ حجج ومذ دهر

Page 62: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ما رووه فالتقدير فيه من مر حجج ومن مر دهر كما يقال مرت عليه السنون ومرت عليه الدهور فحذف وإن صح املضاف وأقام املضاف إليه مقامه على ما بينا فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

جعلوا الرابطة بينهما بأربعة أحرف حرفني لإلجياب ومها الالم وأن وحرفني للنفي ومها ما و ال قيل فلم جاز حذف ال حنو قوله تعاىل فإن

قيل لداللة احلال عليه ألنه لو كان إجيابا مل خيل من إن أو الالم فلما خال منهما دل ) قالوا تاهللا تفتأ تذكر يوسف ( على أنه نفي فلهذا جاز حذفها فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

ن قيل فلم اختصت الواو باملظهر دون املضمر قيل ألهنا ملا الشفتني فلما تقاربا يف املخرج كانت أوىل من غريها فإكانت فرعا على الباء والباء تدخل على املظهر واملضمر احنطت عن درجة الباء اليت هي األصل فاختصت باملظهر

دون املضمر ألن الفروع أبدا تنحط عن درجة األصول ن التاء تبدل من الواو كثريا حنو قوهلم تراث وجتاه وختمة فإن قيل فلم جعلوا التاء دون غريها بدال من الواو قيل أل

وهتمة وتيقور واألصل فيه وراث ووجاه وومخة وومهة وويقور ألنه مأخوذ من الوقار إال أهنم أبدلوا التاء من الواو فكذلك ههنا

اليت هي فرع الباء والواو فإن قيل فلم اختصت التاء باسم واحد وهو اسم اهللا تعاىل قيل ألهنا ملا كانت فرعا للواوتدخل على املظهر دون املضمر ألهنا فرع احنطت عن درجة الواو ألهنا فرع الفرع فاختصت باسم واحد وهو اسم

اهللا تعاىل فإن قيل فلم جعل جواب القسم بالالم وأن وما وال قيل ألن القسم وجوابه ملا كانا مجلتني واجلمل تقوم ملتني باألخرى برابطة بينه وبني جوابه وجوابه ال خيلو إما أن يكون موجبا أو منفيا بنفسها وإمنا تتعلق إحدى اجل

فإن قيل وجه زيد ويد عمرو هل هذه اإلضافة مبعين الالم أو مبعىن من قيل ال بل مبعىن الالم ألن اإلضافة اليت مبعىن قولك ثوب خز ثوب خز فترفع خزا ألنه من جيوز أن يكون الثاين وصفا لألول أال ترى أنه جيوز أن تقول يف حنو

وصف لثوب وكذلك ما أشبهه وأما اإلضافة مبعىن الالم فال جيوز أن يكون الثاين وصفا لألول أال ترى أنك ال تقول يف غالم زيد غالم زيد فال جيوز أن جتعل زيدا صفة لغالم كما جاز أن جتعل خزا صفة لثوب فلما وجدنا قوهلم وجه

يكون الثاين وصفا لألول علمنا أهنا مبعىن الالم ال مبعىن من زيد ال جيوز أن فإن قيل فلم كانت إضافة اسم الفاعل إذا أريد به احلال أو االستقبال وإضافة الصفة املشبهة باسم الفاعل وإضافة

فإمنا كانت افعل إىل ما هو بعض له وإضافة االسم إىل الصفة غري حمضة يف هذه املواضع كلها قيل أما اسم الفاعلإضافته غري حمضة ألن األصل يف قولك مررت برجل ضارب زيد غدا ضارب زيدا بتنوين ضارب فلما كان التنوين

ههنا مقدرا

باب اإلضافة

إن قال قائل على كم ضربا اإلضافة قيل على ضربني إضافة مبعىن الالم حنو غالم زيد أي غالم لزيد وإضافة مبعىن من

من خز فإن قيل يف فلم حذف التنوين من املضاف وجر املضاف إليه قيل أما حذف التنوين حنو ثوب خز أي ثوبفألنه يدل على االنفصال واإلضافة تدل على االتصال فلم جيمعوا بينهما أال ترى أن التنوين يؤذن بانقطاع االسم

Page 63: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ال وأما جر املضاف إليه فألن ومتامه واإلضافة تدل على االتصال وكون الشيء متصال منفصال يف حالة واحدة حماإلضافة ملا كانت على ضربني مبعىن الالم ومبعىن من وحذف حرف اجلر قام املضاف مقامه فعمل يف املضاف إليه

اجلر كما يعمل حرف اجلر

باب التوكيد

من كالمهم اجملاز إن قال قائل ما الفائدة يف التوكيد قيل الفائدة يف التوكيد التحقيق وإزالة التجوز يف الكالم ألن( أال ترى أهنم يقولون مررت بزيد وهم يريدون املرور مبنزله وحمله وجاءين القوم وهم يريدون بعضهم قال اهللا تعاىل

فقال املالئكة وإمنا كان جربيل وحده فإذا قلت مررت بزيد نفسه زال ) فنادته املالئكة وهو قائم يصلي يف احملراب فزال هذا ) فسجد املالئكة كلهم ( جاءين القوم كلهم زال هذا اجملاز أيضا قال اهللا تعاىل هذا اجملاز وكذلك إذا قلت

اجملاز الذي كان يف قوله فنادته املالئكة وهو قائم يصلي يف احملراب لوجود التوكيد فإن قيل فعلى كم ضربا التوكيد كيد بتكرير اللفظ فنحو قولك جاءين زيد زيد قيل على ضربني توكيد بتكرير اللفظ وتوكيد بتكرير املعين فأما التو

وجاءين رجل رجل وما أشبه ذلك وأما التوكيد بتكرير املعىن فيكون بتسعة ألفاظ وهي نفسه وعينه وكله وأمجع وأمجعون و مجعاء ومجع وكال وكلتا

كانت اإلضافة يف تقدير االنفصال وهلذا جرى وصفا للنكرة ل فإمنا كانت إضافتها غري حمضة ألن التقدير يف قولك مررت برجل حسن الوجه وأما الصفة املشبهة باسم الفاع

مررت برجل حسن وجهه فلما كان التنوين أيضا ههنا مقدرا كانت إضافته أيضا غري حمضة وأما أفعل الذي يضاف إىل ما هو بعض له فإمنا كانت إضافته غري حمضة ألن التقدير يف قولك زيد أفضل القوم زيد

من القوم فلما كانت من ههنا مقدرة كانت إضافته غري حمضة وأما إضافة االسم إىل الصفة فإمنا كانت غري أفضلحمضة ألن التقدير يف قولك صالة األوىل صالة الساعة األوىل فلما كان املوصوف ههنا مقدرا كانت اإلضافة غري

ضة حنو غالم زيد ومما مل يتعرف باإلضافة ألن حمضة وإذا كانت غري حمضة مل تفد التعريف خبالف ما إذا كانت حمإضافته غري حمضة قوهلم مررت برجل مثلك وشبهك وما أشبه ذلك وإمنا مل يتعرف باإلضافة ألهنا ال ختص شيئا بعينه

وهلذا وقعت صفة للنكرة فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

تعريف فلذلك مل ينصرف ا والذي عليه األكثرون مجع مجعاء وقياسه مجع كحمر فعدل وحرك فاجتمع فيه العدل وال هو األول

وأما كال وكلتا ففيهما إفراد لفظي وتثنية معنوية والذي يدل على ذلك أهنما تارة يرد الضمري إليهما باإلفراد اعتبارا من -رد وقال الشاعر باللفظ وتارة بالثنية اعتبارا باملعىن قال اهللا تعاىل كلتا اجلنتني آتت أكلها فرد إىل اللفظ فأف

-الطويل ) أسود الشري من كل أغلب ضيغم ... كال أخوينا ذو رجال كأهنم (

-من البسط -وقال اآلخر ) قذ أقلعا وكال أنفيهما رايب ... كالمها حني جد اجلري بينهما (

فرد إىل اللفظ واملعىن فقال قد أقلعا اعتبارا باملعىن وقال رايب ومل

Page 64: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

م وجب تقدمي نفسه وعينه على كلهم وأمجعني قيل ألن النفس والعني يدالن على حقيقة الشيء وكلهم فإن قيل فلوأمجعون يدالن على اإلحاطة والعموم واإلحاطة ال بد أن تقتضي حماطا به فكان فيهما معىن التبع والنفس والعني

ليس فيهما معىن التبع فكان تقدميهما أوىل ن معىن اإلحاطة يف أمجعني اظهر منها يف كلهم ألن أمجعني مشتقة من االجتماع و كل ال وقدم كلهم على أمجعني أل

اشتقاق له وأما بعد أمجعني فتبع ألمجعني وإمنا كان كذلك ألهنم كرهوا إعادة لفظ أمجعني فزادوا ألفاظا بعد أمجعني تبعا له ألنه

قيل أمجع ومجعاء ومجع معارف أو نكرات قيل ال بل ال معىن هلا سوى التبع فلهذا وجب أن تكون بعد أمجعني فإنمعارف والذي يدل على ذلك أهنا تكون تأكيدا للمعارف حنو جاء اجليش أمجع ورأيت القبيلة مجعاء ومررت هبن

مجع فلما كانت تأكيدا للمعارف دل على أهنا معارف فإن قيل فلم كانت غري منصرفة قيل أما أمجع فللتعريف ووزن ا مجعاء فأللف التأنيث حنو صحراء الفعل وأم

وأما مجع فللتعريف والعدل عن مجاعي بوزن صحارى وقيل للتعريف والعدل عن

وما ذهب إليه الكوفيون ليس بصحيح فأما استدالهلم بقول الشاعر م أهنا فال حجة فيه ألنه حيتمل أنه حذف األلف لضرورة الشعر وأما قوهل... ) يف كلت رجليهما سالمى واحدة (

تنقلب يف حال النصب واجلر إذا أضيفت إىل املضمر قلنا إمنا قلبت مع املضمر ألهنا أشبهت إىل وعلى ولدى فلما أشبهتها قلبت ألفها مع املضمر ياء كما قلبت ألف إىل وعلى ولدى مع املضمر يف إليك وعليك ولديك ووجه

ا على االسم وال تقع إال مضافة كما أن هذه الكلمة يلزم املشاهبة بينها وبني هذه الكلم أن هذه الكلم يلزم دخوهلدخوهلا على االسم وإمنا قلبت يف حالة اجلر والنصب دون الرفع ألن هذه الكلم هلا حال النصب واجلر وليس هلا

حال كيد الرفع فإن قيل فهل جيوز توكيد النكرة قيل ان كان التوكيد بتكرير اللفظ جاز توكيد النكرة كما جيوز تو

املعرفة حنو جاءين رجل رجل وان كان التوكيد بتكرير املعىن فقد اختلف النحويون فيه فذهب البصريون إىل أنه ال جيوز وذلك ألن كل واحد من هذه األلفاظ اليت يؤكد هبا معرفة فال جيوز أن جيري على النكرة يأكيدا كما ال جيوز

أن جيري عليها وصفا

ظ والذي يدل على أن األلف فيهما ليست للتثنية أهنا لو كانت للتثنية النقلبت يف النصب يقل رابيان اعتبارا باللفواجلر إذا أضيفتا إىل املظهر ألن األصل هو املظهر تقول رأيت كال الرجلني ومررت بكال الرجلني ورأيت كلتا

ا مل تنقلب دل على أهنا األلف املرأتني ومررت بكلتا املرأتني ولو كانت للتثنية لوجب أن تنقلب مع املظهر فلم املقصورة وليست للتثنية

-من الرجز -وذهب الكوفيون إىل أنه مثىن وأن األلف فيهما للتثنية واستدلوا على ذلك بقول الشاعر فأفرد يف قوله كلت فدل على أن كلتا مثىن ) كلتامها مقرونة بزائده ... يف كلت رجليهما سالمى واحدة (

ذلك أيضا بأن األلف فيهما تنقلب إىل الياء يف حالة النصب واجلر إذا أضيفتا إىل املضمر تقول رأيت واستدلوا على الرجلني كليهما ومررت بالرجلني كليهما وكذلك تقول رايت املرأتني كلتيهما ومررت باملرأتني كلتيهما ولو كانت

األلف املقصورة مل تنقلب كما مل تنقلب ألف عصا

Page 65: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

و رجب منصوب -من الرجز -إن القصيدة منصوبة كما قال اآلخر ف

-من الرجز -وأما قول اآلخر ... يا ليت أيام الصبا رواجعا ( فيحتمل أن يكون تأكيدا للمضمر يف جديد واملضمرات ال تكون إال معارف فكان ... ) يوما جديدا كله مطردا (

-من الرجز -شاد بالرفع وأما قول اآلخر هذا أوىل ألنه اقرب إليه من اليوم فعلى هذا يكون اإلنفال يعرف قائله فال تكون فيه حجة مث لو صحت هذه األبيات على ما رووا فال ... ) قد صرت البكرة يوما أمجعا (

جيوز االحتجاج هبا لقلتها وشذوذها يف باهبا والشاذ ال حيتج به فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

-من البسيط -وز واستدلوا على جوازه بقول الشاعر وذهب الكوفيون إىل أنه جيفجر كل على التوكيد حلول وهو نكرة واستدلوا ) يا ليت عدة حول كله رجب ... لكنه شاقه أن قيل ذا رجب (

-من الرجز -أيضا بقول الشاعر ) يوما جديدا كله مطردا ... إذا القعود كر فيها حفدا (

واستدلوا أيضا بقول اآلخر فأكد يوما وهو نكرة ب كلهوما استدلوا به من هذه األبيات ال حجة فيه أما قول الشاعر يا -من الرجز -... ) قد صرت البكرة يوما امجعا (

-من البسبط -ليت عدة حول كله رجب فالرواية يا ليت عدة حويل كله رجب باإلضافة وهو معرفة ال نكرة

وصوف ويستحيل أن يكون الشيء الواحد شائعا خمصوصا وإذا استحال هذا يف جنسه والصفة يف املعىن هي املوصف املعرفة بالنكرة والنكرة باملعرفة كان يف وصف الواحد باالثنني ووصف االثنني باجلمع أشد استحالة وكذلك

سائرها فإن قيل فما العامل يف الصفة قيل العامل يف املوصوف العامل فيه جاءين وإذا قلت رأيت زيدا الظريف كان العامل فيه رأيت فإذا قلت جاءين زيد الظريف كان

وإذا قلت مررت بزيد الظريف كان العامل فيه الباء هذا مذهب سيبويه وذهب أبو احلسن األخفش إىل أن كونه صفة ملرفوع أوجب له الرفع وإىل أن كونه صفة ملنصوب أوجب له

اجلر النصب وإىل أن كونه صفة جملرور أوجب له والذي عليه األكثرون هو األول وهو مذهب سيبويه فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

باب الوصف

ان قال قائل ما الغرض يف الوصف قيل التخصيص والتفضيل فإن كان معرفة كان الغرض من الوصف التخصيص زيد مل يعلم أيهم يريد فإذا قال زيد ألن االشتراك يقع فيها أال ترى أن املسمني بزيد وحنوه كثري فإذا قال جاءين

العاقل أو العامل أو األديب أو ما أشبه ذلك فقد خصه من غريه وان كان االسم نكرة كان الغرض من الوصف التفضيل أال ترى أنك إذا قلت جاءين رجل مل يعلم أي رجل هو

بالتخصيص شيئا بعينه وههنا قد فإذا قلت رجل عاقل فقد فضلته عمن ليس له هذا الوصف ومل ختصة ألنا نعين جعلته من امة كل واحد منهم له هذا الوصف فإن قيل ففي كم تتبع الصفة املوصوف قيل يف عشرة أشياء التعريف

والتنكري والتأنيث و التذكري واإلفراد والتثنية واجلمع والرفع والنصب واجلر

Page 66: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

كذلك سائرها قيل ألن املعرفة ما خص الواحد من جنسه فإن قيل فلم مل توصف املعرفة بالنكرة والنكرة باملعرفة و والنكرة ما كان شائعا يف

-من الرجز -اللفظ والنصب على املوضع قال الشاعر ) لقائل يا نصر نصر نصرا ... أين وأسطار سطرن سطرا (

صريون وال يترمجه وجيوز أن يكون نصر الثالث منصوبا على املصدر كأنه قال أنصر نصرا وهذا باب يترمجه الب الكوفيون فاعرفه تصب أن شاء اهللا تعاىل

باب عطف البيان

إن قال قائل ما الغرض يف عطف البيان قيل الغرض فيه رفع اللبس كما يف الوصف وهلذا جيب أن يكون أحد أال ترى االمسني يزيد على اآلخر يف كون الشخص معروفا به ليخصه من غريه ألنه ال يكون إال بعد اسم مشترك

أنك إذا قلت مررت بولدك زيد فقد خصصت ولدا واحدا من أوالده فإن مل يكن له إال ولد واحد كان بدال ومل يكن عطف بيان لعدم االشتراك وعطف البيان يشبه البدل من وجه ويشبه الوصف من وجه فوجه شبهه للبدل أنه

ن العامل فيه هو العامل يف االسم األول والدليل اسم جامد كما أن البدل يكون امسا جامدا ووجه شبهه للوصف أ على ذلك أنك حتمله تارة على اللفظ وتارة على املوضع فتقول يا زيد زيد زيدا فالرفع على

فقوله قتال فيه ) يسألونك عن الشهر احلرام قتال فيه ( وال بد أيضا فيه من ضمري يعلقه باملبدل منه قال اهللا تعاىل -من الطويل -: مري فيه عائد إىل الشهر فأما قول الشاعر بدل من الشهر والض

ثواء ثويته فيه فحذف للعلم به : فالتقدير فيه ) تقضي لبانات ويسأم سائم ... لقد كان يف حول ثواء ثويته ( : فأما بدل الغلط فال يكون يف قرآن وال كالم فصيح وهو أن يريد أن يلفظ بشيء فيسبق لسانه إىل غريه فيقول

لقيت زيدا عمرا فعمرو هو املقصود وزيد وقع يف لسانه غلط به فأتى بالذي قصده وأبدله من املغلوط به واألجود اختلف النحويون يف ذلك : فما العامل يف البدل قيل : بل عمرا فإن قيل : يف مثل هذا أن يستعمل بل فيقول

مل يف املبدل ومها مجلتان وحيكى عن أيب علي الفارسي فذهب مجاعة من النحويني إىل أن العامل يف البدل غري العا كيف يكون : رمحه اهللا أنه قيل له

باب البدل

اإليضاح ورفع االلتباس وإزالة التوسع واجملاز : ما الغرض يف البدل قيل : إن قال قائل من الكل وبدل بدل الكل من الكل وبدل البعض : على أربعة أضرب : فعلى كم ضربا البدل قيل : فإن قيل

جاءين أخوك زيد ورأيت أخاك زيدا ومررت بأخيك زيد : االشتمال وبدل الغلط فأما بدل الكل من الكل فكقولك ) اهدنا الصراط املستقيم صراط الذين أنعمت عليهم : ( قال اهللا تعاىل

قه باملبدل منه قال اهللا جاءين بنو فالن ناس منهم وال بد أن يكون فيه ضمري يعل: وبدل البعض من الكل كقولك وهللا على الناس حج البيت : ( فأما قوله تعاىل ) وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم باهللا واليوم اآلخر : ( تعاىل

Page 67: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

من استطاع سبيال منهم فحذف الضمري للعلم به : ف من استطاع بدل من الناس وتقديره ) من استطاع إليه سبيال سلب زيد ثوبه ويعجبين عمرو عقله : قولك وأما بدل االشتمال فنحو

باب العطف

مل كان : الوو والفاء ومث وأو وال وبل ولكن وأم وحىت فإن قيل : تسعة : كم حروف العطف قيل : إن قال قائل أصل حروف العطف الواو قيل ألن الواو ال تدل على أكثر من االشتراك فقط وأما غريها من احلروف فيدل على

على معىن زائد على ما سنبني فإذا كانت هذه احلروف تدل على زيادة معىن ليس يف الواو صارت الواو االشتراك و مبنزلة الشيء املفرد وباقي احلروف مبنزلة املركب واملفرد أصل للمركب

باب وادخلوا ال( فإن قيل فما الدليل على أن الواو تقتضي اجلمع دون الترتيب قيل الدليل على ذلك قوله تعاىل سجدا وقولوا حطة وقال يف

البدل إيضاحا للمبدل وهو من غري مجلته فقال ملا مل يظهر العامل يف البدل وإمنا دل عليه العامل يف املبدل واتصل ولوال ( البدل باملبدل يف اللفظ جاز أن يوضحه والذي يدل على أن العامل يف البدل غري العامل يف املبدل قوله تعاىل

فظهور الالم يف بيوهتم وهي بدل من من ) اس أمة واحدة جلعلنا ملن يكفر بالرمحن لبيوهتم سقفا من فضة أن يكون الن يدل على أن العامل يف البدل غري العامل يف املبدل

) قال املأل الذين استكربوا من قومه للذين استضعفوا ملن آمن منهم ( وحنوه قوله تعاىل الذين استضعفوا يدل على أن العامل يف البدل غري العامل يف املبدل فظهور الالم مع من وهو بدل من

وذهب قوم إىل أن العامل يف البدل هو العامل يف املبدل كما أن العامل يف الصفة هو العامل يف املوصوف واألكثرون على األول

فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

الترتيب ب فأما الفاءفإهنا تفيد الترتيب والتعقي

ومث تفيد الترتيب والتراخي و أو تفيد الشك والتخيري واإلباحة و ال تفيد النفي و بل تفيد االنتقال من صيغة إىل صيغة أخرى

ولكن تفيد االستدراك وإمنا تعطف يف النفي دون اإلثبات خبالف بل فإهنا تعطف يف النفي واإلثبات معا فإن قيل فلم كن ومل جيز أن تستعمل لكن بعد اإلثبات ك بل قيل ألن بل إمنا تستعمل يف جاز أن تستعمل بل بعد النفي ك ل

اإلجياب ألجل الغلط والنسيان ملا قبلها وهذا إمنا يقع يف الكالم نادرا فاقتصروا على حرف واحد وأما استعمال لكن فإمنا يكون بعد النفي فجاز أن تشرك

و كانت الواو تقتضي الترتيب ملا جاز أن يتقدم ايف إحدى فل) وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا ( موضع آخر اآليتني ما يتأخر يف األخرى وقال لبيد

) أو جونة قدحت وفض ختامها ... أغلي السباء بكل أدكن عاتق ( وتقديره فض ختامها وقدحت ألنه يريد باجلونة ههنا القدر و قدحت أي غرفت واملغرفة يقال هلا املقدحة و فض

Page 68: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

أي كشف غطاؤها والغرف إمنا يكون بعد الكشف هكذا ذكره الثمانيين واألظهر أنه أراد باجلونة اخلابية ختامها وقد ذكرنا ذلك يف كتابنا املوسوم ب شرح السبع الطوال والذي يدل أيضا على أهنا للجمع دون الترتيب قوهلم

املال بني زيد وعمرو كما تقول بينهما وتقول اختصم زيد وعمرو كانت الواو تفيد الترتيب ملا جاز أن تقع ههنا ألن هذا الفعل ال يقع إال من اثنني وال جيوز االقتصار على ولو

أحدمها فدل على أهنا تفيد اجلمع دون

فأما إما فليست حرف عطف الشك ومعناها كمعىن أو إال أهنا أقعد يف باب الشك من أو ألن أو ميضي صدر الكالم معها على اليقني مث يطرأ

فيسري الشك من آخر الكالم إىل أوله وأما إما فيبىن الكالم معها من أوله على الشك وإمنا قلنا أهنا ليست حرف عطف ألن حرف العطف ال خيلو إما أن يعطف مفردا على مفرد أو مجلة على مجلة فإذا

و كانت حرف عطف ملا جاز أن قلت قام إما زيد و إما عمرو مل تعطف مفردا على مفرد وال مجلة على مجلة مث لتتقدم على االسم ألن حرف العطف ال يتقدم على املعطوف عليه مث لو كانت أيضا حرف عطف ملا جاز أن جيمع

بينها وبني الواو فلما مجع بينهما دل على أهنا ليست حرف عطف ألن حرف العطف ال يدخل على مثله فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

لكالمني صواب وال ينكر تكرار ما يقتضي الصواب فلذلك افترق احلكم فيهما معها فيه ألن اوأما أم فتكون على ضربني متصلة ومنقطعة فأما املتصلة فتكون مبعىن أي حنو أزيد عندك أم عمرو أي أيهما عندك

كأنه رأي أشخاصا فغلب وأما املنقطعة فتكون مبنزلة بل واهلمزة كقوهلم أهنا إلبل أم شاء والتقدير فيه بل أهي شاءعلى ظنه أهنا إبل فأخرب حبسب ما غلب على ظنه مث أدركه الشك فرجع إىل السؤال واالستثبات فكأنه قال بل أهي

ولو كان مبعىن بل ) أم له البنات ولكم البنون ( شاء وال جيوز أن تقدر بل وحدها والذي يدل عليه قوله تعاىل ولكم البنون وهذا كفر فدل على أهنا مبنزلة بل واهلمزة وحدها لكان التقدير بل له البنات

والتركيب فرع على اإلفراد فهذا وجه كوهنا فروعا فإن قيل فلم وجب أن تكون هذه العلل متنع الصرف قيل ألهنا ملا كانت فروعا على ما بينا

تمع يف االسم علتان من هذه والفعل فرع على االسم وهو أثقل من االسم لكونه فرعا فقد أشبهت الفعل فإذا اجالعلل وجب أن ميتنع من الصرف لشبهه بالفعل فإن قيل فلم مل ميتنع الصرف بعلة واحدة قيل ألن األصل يف االسم

الصرف وال مينع من الصرف بعلة واحدة ألهنا ال تقوى على نقله عن أصله إال أن تكون العلة تقوم مقام علتني حدة لقيام علة مقام علتني فإن قيل مل منع ما ال ينصرف التنوين واجلر قيل لوجهني فحينئذ مينع من الصرف بعلة وا

أحدمها أنه إمنا منع التنوين ألنه عالمة للصرف فلما وجد ما يوجب منع الصرف وجب أن به الفعل والفعل حيذف ومنع اجلر تبعا له والوجه الثاين أنه إمنا منع اجلر أصال ال تبعا ألنه إمنا منع من الصرف ألنه أش

ليس فيه جر وال تنوين فكذلك أيضا ما أشبهه فإن قيل فلم محل اجلر على النصب يف ما ال ينصرف قيل ألن بني

باب ما ينصرف

Page 69: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

إن قال قائل كم العلل اليت متنع الصرف ا قيل تسع وهي وزن الفعل والوصف والتأنيث واأللف والنون الزائدتان جلمع والتركيب والتعريف والعجمة والعدل وا

-من البسيط -وجيمعها بيتان من الشعر ) وعجمة مث عدل مث تركيب ... مجع ووصف وتأنيث ومعرفة ( ) ووزن فعل وهذا القول تقريب ... والنون زائدة من قبلها ألف (

املوصوف فإن قيل ومن أين كانت هذه العلل فروعا قيل ألن وزن الفعل فرع على وزن االسم والوصف فرع على والتأنيث فرع على التذكري واأللف والنون الزائدتان فرع ألهنما جيريان جمرى عالمة التأنيث يف امتناع دخول

عالمة التأنيث عليهما أال ترى أنه ال يقال عطشانة وسكرانة كما ال يقال محراة وصفراة والتعريف فرع على التنكري واحد والعدل فرع ألنه متعلق باملعدول منه والعجمة فرع على العربية واجلمع فرع على ال

ال صفة مراعاة لألصل فكذلك ههنا يراعى أصله يف الوصف وان كان قد مسي به وأما ما كان آخره ألف التأنيث فإمنا مل ينصرف البتة ألنه مؤنث وتأنيثه الزم فكأنه أنث مرتني فلهذا مل ينصرف ألن

العلة فيه قامت مقام علتني ن على فعالن مؤنثه فعلى حنو سكران وسكرى فألن األلف والنون فيه أشبهتا ألفي التأنيث حنو محراء وأما ما كا

وذلك من وجهني أحدمها امتناع دخول تاء التأنيث والثاين أن بناء مذكره خمالف لبناء مؤنثه فإن مل يكن له مؤنث ه األنواع وأما ما كان مجعا بعد ألفه على فعلى حنو عثمان فإنه ال ينصرف معرفة وينصرف نكرة وليس من هذ

حرفان أو ثالثة أوسطها ساكن فإمنا منع من الصرف البته وذلك ألربعة أوجه الوجه األول أنه ملا كان مجعا ال ميكن مجعه مرة ثانية فكأنه قد مجع مرتني والوجه الثاين أنه مجع ال نظري له يف اآلحاد فعدم النطري يقوم مقام

اهبة وهلذا محل النصب على اجلر يف التثنية ومجع املذكر واملؤنث السامل فلما محل النصب على اجلر اجلر والنصب مشيف تلك املواضع فكذلك محل اجلر على النصب ههنا فإن قيل فلم كان مجيع ما ال ينصرف يف املعرفة ينصرف يف

التأنيث حنو حبلى ومحراء وما كان على النكرة إال مخسة أنواع أفعل إذا كان نعتا حنو أزهر وما كان آخره ألف فعالن مؤنثه فعلى حنو سكران وسكرى وما كان مجعا بعد ألفه حرفان أو ثالثة أوسطها ساكن حنو مساجد وقناديل

وما كان معدوال عن العدد حنو مثىن وثالث ورباع وما أشبه ذلك قيل أما أفعل فإمنا مل ينصرف معرفة وال نكرة ألنه فقد اجتمع فيه التعريف ووزن الفعل وإذا كان نكرة فقد اجتمع فيه الوصف ووزن الفعل وذهب إذا كان معرفة

أبو احلسن األخفش إىل أنه إذا مسي به مث نكر انصرف ألنه ملا مسي به زال عنه الوصف فإذا نكر بقي وزن الفعل وحده فوجب أن ينصرف

الوصف فيجتمع فيه وزن الفعل والوصف والصحيح أنه ال ينصرف ألنه إذا نكر رجع إىل األصل وهو وكما أهنم صرفوا قوهلم مررت بنسوة أربع وإن كان على وزن الفعل وهو صفة ألن األصل أن يكون امسا

االضافة قيل لثالثة أوجه الوجه األول أنه أمن فيه التنوين ألن األلف والالم واإلضافة ال تكون مع التنوين فلما وجدت أمن فيه التنوين

فدخله اجلر يف موضع اجلر والوجه الثاين أن األلف والالم واإلضافة قامت مقام التنوين ولو كان التنوين فيه جلاز فيه اجلر فكذلك ما قام مقامه والوجه الثالث أنه باأللف والالم واإلضافة بعد عن شبه الفعل فلما بعد عن شبه الفعل

Page 70: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ما فيه علة واحدة فلهذا املعىن دخله اجلر مع األلف والالم واإلضافة دخله اجلر يف موضع اجلر ألنه قد صار مبنزلة فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

علة ثانية والوجه الثالث أنه مجع وال ميكن أن يكسر مرة ثانية فأشبه الفعل ألن الفعل ال يدخله التكسري والوجه الرابع أنه

االسم األعجمي ألن األعجمي يكون على غري وزن العريب والوجهان مجع ال نظري له يف األمساء العربية فجرى جمرى اآلخران يرجعان إىل األولني وأما ما كان معدوال عن العدد حنو مثىن وثالث فإمنا منع من الصرف يف النكرة وذلك

للعدل والوصف ن العدد يراد به قبل العدل وقيل ألنه عدل عن اللفظ واملعىن فأما عدله يف اللفظ فظاهر وأما عدله يف املعىن فأل

الداللة على قدر املعدود أال ترى أنك إذا قلت جاءين اثنان أو ثالثة أردت قدر ما جاءك فإذا قلت جاءين مثىن وثالث مل جيز حىت تقدم قبله مجعا لتدل بذكر املعدود على الترتيب فتقول جاءين القوم مثىن مثىن وثالث ثالث أي

فدل على أنه معدول من جهة اللفظ واملعىن فلذلك مل ينصرف يف النكرة فإن قيل فلم دخل اثنني اثنني وثالثة ثالثة مجيع ما ال ينصرف اجلر مع األلف والالم أو

الفتح بطل أن يبىن على الكسر ألن الكسر ثقيل والفعل ثقيل والثقيل ال ينبغي أن يبىن على ثقيل وإذا كان اجلر ال ال يدخله الكسر الذي هو الزم كان ذلك من طريق األوىل وإذا بطل أن يبىن على يدخله وهو غري الزم لثقله فأ

الكسر بطل أن يبىن على الضم أيضا لثالثة أوجه الوجه األول أن الضم أثقل فإذا بطل أن يبىن على الثقيل فأن ال يبين على األثقل أوىل والوجه الثاين أن الضم أخو الكسر ألن الواو أخت الياء

-من الوافر -ى أهنما جيتمعان يف الردف حنوقوله أال تر ) وال ذكر التجرم للذنوب ... وال تكثر على ذي الضغن عتبا (

) وال عن عيبه لك باملغيب ... وال تسأله عما سوف يبدي مىت تك يف صديق أو عدو ختربك العيون عن القلوب والوجه الثالث إمنا مل ينب على الضم ألن من العرب من(

من الوافر -جيتزئ بالضمة عن الواو فيقول يف قاموا قام ويف كانوا كان قال الشاعر

باب إعراب األفعال وبنائها

إن قال قائل مل كانت األفعال ثالثة ماض وحاضر ومستقبل قيل ألن األزمنة ملا كانت ثالثة وجب أن تكون األفعال ثالثة ماض وحاضر ومستقبل

-املاضي على حركة ومل كانت احلركة فتحة قيل إمنا بين أوال ألن األصل يف األفعال البناء فإن قيل فلم بين الفعل وبين على حركة تفضيال له على فعل األمر ألن الفعل املاضي أمساء األشياء يف الصفة حنو قولك مررت برجل ضرب

نك تقول إن فعلت فعلت واملعىن كما تقول مررت برجل ضارب وأشبه أيضا ما أشبه األمساء يف الشرط واجلزاء فإفيه إن تفعل أفعل فلما قام املاضي مقام املستقبل واملستقبل قد أشبه األمساء فقد أشبه ما أشبه األمساء فلما أشبه ما أشبه األمساء وجب أن يبىن على حركة تفضيال له على فعل األمر الذي ما أشبه األمساء وال أشبه ما أشبهها وإمنا

فتحة لوجهني كانت احلركة

Page 71: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

أحدمها أن الفتحة أخف احلركات فلما وجب بناؤه على حركة وجب أن يبىن على أخف احلركات والوجه الثاين أنه ال خيلو إما أن يبىن على الكسر أو على الضم أو على

شيء وكقوهلم ويلمه واألصل فيه ويل أمه فحذفوا لكثرة االستعمال فكذلك ههنا وا أمجعنا على أن فعل النهي معرب جمزوم حنو ال تقم وال تذهب فكذلك فعل األمر حنو قم والوجه الثاين أهنم قال

واذهب ألن النهي ضد األمر وهم حيملون الشيء على ضده كما حيملونه على نظريه والوجه الثالث أهنم قالوا ف كما تقول مل يغز ومل يرم الدليل على أنه جمزوم أنك تقول يف املعتل اغز وارم واخش فتحذف الواو والياء واألل

ومل خيش فدل على أنه جمزوم بالم مقدرة وقد جيوز إعمال حرف اجلزم مع احلذف قال الشاعر ) إذا ما خفت من أمر تبال ... حممد تفد نفسك كل نفس (

وما ذهب إليه الكوفيون فاسد مال قلنا ليس كذلك فإنه لو كان األمر وقوهلم أن األصل يف قم لتقم و اذمهتا لتذهب إال أنه حذف لكثرة االستع

كما زعمتم لوجب أن خيتص احلذف مبا يكثر استعماله دون ما ال يكثر استعماله فلما قيل اقعنسس واحرجنم واعلوط وما أشبه ذلك باحلذف وال يكثر استعماله دل على فساد ما ذهبوا إليه وقوهلم إن فعل

وإذا بطل أن يبىن على الكسر والضم وجب أن يبىن على ) طباء الشفاة وكان مع األ... فلو أن األطبا كان حويل ( الفتح فإن قيل مل بىن فعل األمر على الوقف قيل ألن األصل يف األفعال البناء واألصل يف البناء أن يكون على

الوقف فبين على الوقف ألنه األصل من ثالثة أوجه الوجه األول أهنم قالوا إمنا قلنا وذهب الكوفيون إىل أنه معرب وإعرابه اجلزم واستدلوا على ذلك

) فبذلك فليفرحوا هو خري مما جيمعون ( أنه معرب جمزوم ألن األصل يف قم و اذهب لتقم ولتذهب قال اهللا تعاىل وذكر أهنا قراءة النيب وقد روي عن النيب صلى اهللا عليه و سلم أنه قال يف بعض مغازيه لتأخذوا مصافكم فدل على

األصل يف قم لتقم ويف اذهب لتذهب إال أنه ملا كثر يف كالمهم وجرى على ألسنتهم استثقلوا جميء الالم فيه مع أن كثرة االستعمال فحذفوها مع حرف املضارعة ختفيفا كما قالوا أيش واألصل فيه أي

ناها قبل يف صدر الكتاب فإن قيل فلم أعرب الفعل املضارع قيل ألنه أشبه األمساء من اخلمسة األوجه اليت ذكروإعرابه الرفع والنصب واجلزم أما الرفع فلقيامه مقام االسم وقد ذكرناه أيضا يف صدر الكتاب وأما النصب واجلزم

فسنذكرمها فيما بعد هذا الباب إن شاء اهللا تعاىل الرفع وحذفوها يف حالة اجلزم فإن قيل فلم قالوا هو يغزو ويرمي وخيشى فأثبتوا الواو والياء واأللف ساكنة يف حالة

وفتحوا الواو والياء يف حالة النصب وسووا يف خيشى بني النصب والرفع قيل إمنا أثبتوها ساكنة يف الرفع ألن األصل أن يقال هو يغزو ويرمي وخيشى بضم الواو يف يغزو والياء يف يرمي و خيشى إال أهنم استثقلوا الضمة على

من يرمي فحذفوها فبقيت الواو من يغزو ساكنة وكذلك الياء من يرمي وأما الياء من الواو من يغزو وعلى الياء خيشى فانقلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها

وإمنا حذفوا هذه احلروف يف اجلزم ألهنا أشبهت احلركات ووجه الشبه من وجهني أحدمها أن هذه احلروف مركبة كات مأخوذة منها على قول آخرين وعلى كال القولني فقد حصلت من احلركات على قول بعض النحويني واحلر

بينهما املشاهبة والوجه الثاين أن هذه احلروف ال تقوم هبا احلركات كما أن

Page 72: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

النهي معرب جمزوم فكذلك فعل األمر قلنا هذا قياس فاسد ألن فعل النهى يف أوله حرف املضارعة الذي أوجب له اب فكان معربا وأما فعل األمر فليس يف أوله حرف املضارعة الذي يوجب للفعل املشاهبة باالسم فاستحق اإلعر

املشاهبة باالسم فيستحق اإلعراب فكان باقيا على أصله وقوهلم أنه حيذف منه الواو والياء واأللف حنو اغز وارم واخش كما تقول مل يغز ومل يرم ومل خيش فنقول إمنا حذفت

ب محال للفعل املعتل على الفعل الصحيح محال للفرع على األصل والذي يدل على هذه احلروف للبناء ال لإلعرامن -صحة ما ذكرناه أن حروف اجلر ال تعمل مع احلذف فحروف اجلزم أوىل فأما البيت الذي أنشدوه وهو قوله

-الوافر ل قوله تفد نفسك مل حتذف فقد أنكره أبو العباس املربد ولو سلمنا صحته فنقو... ) حممد تفد نفسك كل نفس (

الياء للجزم بالم مقدرة وإمنا حذفت الياء للضرورة اجتزاء بالكسرة عن الياء وهو يف أشعارهم أكثر من أن حيصى وإن سلمنا أن األصل لتفد وأنه جمزوم بالم مقدرة إال أنا نقول إمنا حذفت الالم لضرورة الشعر وما حذف

عليه للضرورة ال جيوز أن جيعل أصال يقاس وقد بينا هذه املسألة مستقصاة يف املسائل اخلالفية

احلقيقة ليس جبزء من الفعل ا وإمنا هو قائم بنفسه يف موضع رفع ألنه فاعل فال جيوز أن جيعل حرف إعراب لكلمه فع أخرى فوجب أن يكون اإلعراب بعدها فزادوا النون ألهنا تشبه حروف املد واللني وجعلوا ثبوهتا عالمة للر

وحذفها عالمة للجزم والنصب وإمنا جعلوا الثبوت عالمة للرفع واحلذف عالمة للجزم والنصب ومل يكن بعكس ذلك ألن الثبوت أول واحلذف طارئ عليه كما أن الرفع أول واجلزم والنصب طارئان عليه فأعطوا األول األول

فعال نظري اجلر يف األمساء وكما أن النصب يف والطارئ الطارئ والنصب فيهما حممول على اجلزم ألن اجلزم يف األ التثنية واجلمع حممول على اجلر فكذلك النصب ههنا حممول على اجلزم

فإن قيل فلم استوى النصب واجلزم يف قوهلم أنت تفعلني للواحدة وليس يف األمساء اآلحاد ما محل نصبه على جره رى أن اجلمع يف حالة النصب واجلر يكون يف آخره ياء قبلها قيل ألن قوهلم أنت تفعلني يشابه لفظ اجلمع أال ت

كسرة وبعدها نون كقولك تفعلني فلما أشبه لفظ اجلمع محل عليه وهلذا فتحت النون منه محال على اجلمع أيضا وكذلك كسروا النون يف يفعالن وفتحوها من يفعلون محال على تثنية األمساء ومجعها وهذه األمثلة معربة ال حرف

إعراب هلا وذلك ملا بينا من استحالة جعل الالم

احلركات فكذلك وكما أهنا حتذف للجزم فكون لك هذه احلروف وقد حكي عن أيب بكر بن السراج أنه شبه اجلازم بالدواء واحلركة يف الفعل بالفضلة اليت خيرجها الدواء

ن نفس اجلسم فكذلك اجلازم إذا دخل على وكما أن الدواء إذا صادف فضلة حذفها وان مل يصادف فضلة اخذ مالفعل إن وجد حركة أخذها وإال اخذ من نفس الفعل وسهل حذفها وإن كانت أصلية لسكوهنا ألهنا بالسكون

تضعف فتصري يف حكم حس احلركة فكما أن احلركة حتذف فكذلك هذه احلروف وإمنا فتحو الواو والياء يف يغزو انقلبت الياء يف حنو خيشى ألفا لتحركها يف النصب وانفتاح ما قبلها كما قلبناها يف ويرمي يف النصب خلفة الفتحة و

حالة الرفع لتحركها بالضم يف األصل وانفتاح ما قبلها فإن قيل فلم كانت اخلمسة األمثلة حنو تفعالن ويفعالن فها قيل ألن هذه األمثلة ملا وتفعلون ويفعلون وتفعلني يف حالة الرفع بثبوت النون ويف حالة النصب واجلزم حبذ

وجب أن تكون معربة مل ميكن أن جتعل الالم حرف اإلعراب وذلك ألن من اإلعراب اجلزم فلو أهنا حرف اإلعراب

Page 73: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

لوجب أن تسكن يف حالة اجلزم فكان يؤدي إىل أن حيذف ضمري الفاعل وذلك ال جيوز ومل ميكن أيضا أن جيعل الضمري حرف اإلعراب ألنه يف

قيل أليس األلف يف يفعالن تدل على التثنية والواو يف يفعلون تدل على اجلمع قيل األلف والواو يدالن على فإن التثنية واجلمع ولكن على تثنية الضمري ومجعه ال على تثنية الفعل ومجعه ملا بينا

فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

المهم فإن قيل فهال كان يفعالن ويفعلون تثنية ومجعا ل أو الضمري أو النون حرف اإلعراب وليس هلا نظري يف كيفعل ا كما كان زيدان وزيدون تثنية ومجعا ل زيد قيل ألن الفعل ال جيوز تثنيته وال مجعه وإمنا مل جيز ذلك ألربعة

ف أنواعه اوجه الوجه األول أن الفعل يدل على املصدر واملصدر ال يثين وال جيمع ألنه يدل على اجلنس إال أن ختتلفيجوز تثنيته ومجعه فلما كان الفعل يدل على املصدر املبهم الدال على اجلنس مل جيز تثنيته وال مجعه والوجه الثاين أن

الفعل لو جازت تثنيته مع االثنني ومجعه مع اجلماعة جلازت تثنيته ومجعه مع الواحد فكان جيوز أن يقال زيد قاما ارا فلما مل جيز ذلك دل على أنه ال يثىن وال جيمع والوجه الثالث أن الفعل ليس وقاموا إذا فعل ذلك مرتني أو مر

بذات يقصد إليها بأن يضم إليها غريها كما يكون ذلك يف األمساء فلذلك مل يثن ومل جيمع والوجه الرابع أن الفعل يدل على مصدر وزمان فصار يف املعىن كأنه اثنان

فكذلك ال جيوز تثنية الفعل فكما ال جيوز تثنية االسم املثىن

أهنا ليست مركبة من كلمتني بل هي مبنزلة شيء على حرفني ليس فيه زيادة قال سيبويه ولو كانت على ما يقول اخلليل ملا قلت أما زيدا فلن أضرب ألن ما بعد أن ال يعمل يف ما قبلها وميكن أن يعتذر عن اخلليل بأن يقال أن

ها بعد التركيب عما كانت عليه قبل التركيب احلروف إذا ركبت تغري حكمأال ترى أن هل ال جيوز أن يعمل ما بعدها فيما قبلها وإذا ركبت مع ال ودخلها معىن التخصيص جاز أن يعمل ما

بعدها فيما قبلها فيقال زيدا هال ضربت فكذلك ههنا وميكن أن يقال على هذا أيضا أن هال ذهب منها معىن يتغري حكمها وأما لن فمعىن النفي باق فيها فينبغي أال يتغري حكمها وأما إذن فتستعمل على االستفهام فجاز أن

ثالثة اضرب األول أن تكون عاملة وهو أن تدخل على الفعل املضارع فرياد به االستقبال وتكون جوابا حنو أن خل عليها الواو والفاء للعطف فيجوز يقول القائل أنا أزورك فتقول إذن أكرمك فيجب أعماهلا ال غري والثاين أن يد

إعماهلا وإمهاهلا وذلك حنو قولك إن تكرمين أكرمك وإذن أحسن إليك فيجوز إعماهلا

باب احلروف اليت تنصب الفعل املستقبل

إن قال قائل مل وجب أن تعمل أن ولن وإذن وكي النصب قيل إمنا وجب أن تعمل الختصاصها بالفعل ووجب أن صب ألن أن اخلفيفة تشبه أن الثقيلة و أن الثقيلة تنصب االسم فكذلك أن هذه جيب أن تنصب يكون عملها الن

الفعل ومحلت لن وإذن وكي على أن وإمنا محلت عليها ألهنا تشبهها ووجه الشبه بينهما أن أن اخلفيفة ختلص الفعل

كا يف هذا املعىن محلت عليها وحيكى املضارع لالستقبال وهذه احلروف ختلص الفعل املضارع لالستقبال فلما اشترعن اخلليل أنه قال ال ينصب شيء من األفعال إال ب أن مظهرة أو مقدرة واألكثرون على خالفه وتكون أن مع

Page 74: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

الفعل بعدها مبنزلة املصدر أال ترى أنك إذا قلت إن تفعل كذا خري لك كان التقدير فعلك كذا خري لك وما أشبه ذلك

ن فذهب اخلليل إىل أهنا مركبة من كلمتني وأصلها ال أن فحذفوا األلف من ال واهلمزة من أن وأما لن ففيها قوال لكثرة االستعمال كقوهلم ويلمه وركبوا إحدامها مع األخرى فصار لن وذهب سيبويه إىل

يقولون كيمه كما يقولون مله ا وإمنا وجب أن تقدر بعدها أن ألن حروف اجلر ال تعمل يف الفعل قيل فلم وجب تقدير أن بعدها وبعد الفاء والواو وأو والالم وحىت دون أخواهتا قيل لثالثة أوجه الوجه األول فإن

أن أن هي األصل يف العمل والوجه الثاين أن أن ليس هلا معىن يف نفسها خبالف لن وإذن وكي فلنقصان معناها كان كانت تدخل على الفعل املاضي واملستقبل وال يوجد هذا يف تقديرها أوىل من سائر أخواهتا والوجه الثالث أن أن ملا

سائر أخواهتا فقد وجد فيها مزية على سائر أخواهتا يف حالة إظهارها فإذا وجد فيها مزية على سائر أخواهتا يف حالة اإلظهار كانت أوىل باإلضمار

فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

فترجع إىل القسم األول وجيوز إمهاهلا فترفع الفعل بعدها ألنه مع الضمري فتنصب الفعل بعدها كما لو ابتدأت هبا املستكن فيه خرب مبتدأ حمذوف والتقدير فيه وأنا إذن أحسن إليك فترجع إىل القسم الثالث

والثالث أن تدخل بني كالمني أحدمها متعلق باآلخر حنو أن تدخل بني الشرط وجوابه حنو إن تكرمين إذن أكرمك بني املبتدأ وخربه حنو زيد إذن يقوم وما أشبه ذلك فال جيوز إعماهلا حبال وكذلك إذا دخلت على فعل احلال حنو او

قولك إذن أظنك كاذبا إذا أردت أنك يف حال الظن وذلك ألن إذن إمنا عملت ألهنا أشبهت أن و أن ال تدخل بطل العمل على فعل احلال وال يكون بعدها إال املستقبل فإذا زال الشبه

وأما كي فتستعمل على ضربني أحدمها أن تعمل بنفسها وتكون مع الفعل مبنزلة االسم الواحد حنو جبئتك لكي تعطيين حقي والثاين أن تعمل بتقدير أن ألهنم جيعلوهنا مبنزلة حرف جر ألهنم

ي وهم حيملون الشيء على ضده وأما ال يف النهي فإمنا وجب أن تعمل اجلرم ا محال على األمر ألن األمر ضد النهكما حيملونه على نظريه وملا كان األمر مبنيا على الوقف وقد وجب محل النهي عليه جعل النهي نظريا له يف اللفظ

وإن كان أحدمها جزما واآلخر وقفا على ما بينا فلهذا وجب أن تعمل اجلزم ىل لفظ املضارع قيل ألن مل جيب أن تكون عاملة فلو فإن قيل إذا كان األصل يف مل أن تدخل على املاضي فلم نقل إ

لزم ما بعدها املاضي ملا تبني عملها فنقل املاضي إىل املضارع ليتبني عملها فإن قيل فهال جوزمت دخوهلا على املاضي واملستقبل كما جاز يف حرف الشرط واجلزاء قيل الفرق بينهما ظاهر وذلك ألن األصل يف حرف الشرط واجلزاء

يدخل على الفعل املستقبل واملستقبل أثقل من املاضي فعدل عن األثقل إىل األخف فأما مل فاألصل فيها أن تدخل أنعلى املاضي وقد وجب سقوط األصل فلو جوزنا دخوهلا على املاضي الذي هو األصل ملا جاز دخوهلا على املضارع

ستعمل الفرع الذي هو األثقل فاعرفه تصب إن شاء الذي هو الفرع ألنه إذا استعمل األصل الذي هو األخف مل ي اهللا تعاىل

باب حروف اجلزم

Page 75: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

إن قال قائل مل وجب أن تعمل مل وملا والم األمر وال يف النهي يف الفعل املضارع اجلزم قيل إمنا وجب أن تعمل الختصاصها

ضارع فتنقله إىل معىن املاضي كما أن بالفعل وإمنا وجب أن تعمل اجلزم وذلك ألن مل ملا كانت تدخل على الفعل املإن اليت للشرط واجلزاء تدخل على الفعل املاضي فتنقله إىل معىن املستقبل فقد أشبهت حرف الشرط وحرف الشرط يعمل اجلزم فكذلك ما أشبهه وإمنا وجب حلرف الشرط أن يعمل اجلرم ألنه يقتضي مجلتني فلطول ما

نه حذف وختفيف وأما ملا فبمنزلة مل يف النقل فكان حمموال عليه وأما الم يقتضيه حرف الشرط اختري له اجلزم ألاألمر فإمنا وجب أن تعمل اجلزم الشتراك األمر بالالم وبغري الالم يف املعىن فوجب أن تعمل الالم اجلزم ليكون األمر

بالالم مثل األمر بغري الالم يف اللفظ وإن كان أحدمها جزما واآلخر وقفا

ب الشرط يف جوا وذهب أبو عثمان املازين إىل أنه مبين على الوقف

فمن قال أن حرف الشرط يعمل فيهما مجيعا قال ألن حرف الشرط يقتضي جواب الشرط كما يقتضي فعل الشرط وهلذا املعىن يسمى حرف اجلزاء فكما عمل يف فعل الشرط فكذلك جيب أن يعمل يف جواب الشرط وأما من قال

يعمالن فيه فألن فعل الشرط يقتضي اجلواب كما أن حرف الشرط يقتضي اجلواب فلما اقتضياه معا أهنما مجيعا عمال فيه معا وأما من قال أن حرف الشرط يعمل يف فعل الشرط وفعل الشرط يعمل يف اجلواب فقال ألن فعل

من قال أنه مبين على الشرط يقتضي اجلواب وهو أقرب إليه من احلرف فكان عمله فيه أوىل من احلرف وأما الوقف فقال ألن الفعل املضارع إمنا أعرب لوقوعه موقع األمساء واجلواب ههنا مل يقع موقع األمساء فوجب أن يكون مبنيا وذهب الكوفيون إىل أنه جمزوم على اجلوار ألن جواب الشرط جماور لفعل الشرط فكان حمموال عليه يف اجلزم

واحلمل على اجلوار كثري يف

اب الشرط واجلزاءب

إن قال قائل مل عملت إن اجلزم يف الفعل املضارع قيل إمنا عملت الختصاصها وعملت اجلزم ملا بينا من أهنا تقتضي مجلتني الشرط واجلزاء فلطول ما تقتضيه اختري هلا اجلزم ألنه حذف وختفيف وأما ما عدا أن من ا أللفاظ اليت جيازى

ىت وأين وأيان وأىن وأي حني وحيثما وإذما فإمنا عملت ألهنا قامت مقام إن فعملت هبا حنو من وما وأي ومهما ومعملها وكلها مبنية لقيامها مقامها ما عدا أيا وسنذكرمعانيها ومل أقيمت مقام احلرف مستوىف يف باب االستفهام إن

فذهب بعض النحويني إىل أن شاء اهللا تعاىل فإن قيل فما العامل يف جواب الشرط قيل اختلف النحويون يف ذلك العامل فيه حرف الشرط كما يعمل يف فعل الشرط وذهب بعضهم إىل أن حرف الشرط وفعل الشرط يعمالن فيه

وذهب آخرون إىل أن حرف الشرط يعمل يف فعل الشرط وفعل الشرط يعمل

تعمل يف شيئني الشرط يعمل فيهما وحده فاعترض عليه بأن حرف الشرط حرف جزم واحلروف اجلازمة ال لضعفهما وأما قول من قال أن حرف الشرط وفعل الشرط يعمالن يف اجلواب فال خيلو عن ضعف وذلك ألن

األصل يف الفعل أال يكون عامال يف الفعل فإذا مل يكن له تأثري يف العمل يف الفعل وحرف الشرط له تأثري فإضافة ما قول من قال أنه مبين على الوقف ألنه مل يقع موقع االسم ففاسد أيضا ال تأثري له إىل ما له تأثري ال تأثري له وأما

وذلك ألن الفعل إذا ثبتت له املشاهبة لالسم يف موضع واستحق اإلعراب بتلك املشاهبة مل يشترط ذلك يف كل

Page 76: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

م وان موضع أال ترى أن الفعل املضارع يكون معربا بعد حروف النصب حنو لن يقوم وبعد حروف اجلزم حنو مل يقمل حيسن أن يقع موقع األمساء فكذلك ههنا على أن وقوعه موقع األمساء إمنا هو موجب لنوع من اإلعراب وهو

الرفع وقد زال محال جلنس اإلعراب وليس من ضرورة زوال نوع منه زوال مجلة اجلنس بينا والصحيح عندي أن يكون العامل هو حرف الشرط بتوسط فعل الشرط ال أنه عامل معه ملا

فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

-من البسيط -كالمهم قال الشاعر وكان يقتضي أن يقول ا حملوجا فخفضه على ) قطنا مبستحصد األوتار حملوج ... كأمنا ضربت قدام أعينها (

-من الرجز -اجلوار وكقول اآلخر به ذلك وهذا ليس بصحيح ألن احلمل على وكقوهلم جحر ضب خرب وما أش... ) كأن نسج العنكبوت املرمل (

اجلوار قليل يقتصر فيه على السماع وال يقاس عليه لقلته وقد اعترض على هذه املذاهب كلها باعتراضات فأما من قال إن حرف

ضربني مرفوع ومنصوب فأما املرفوع فهو أنا وحنن وأنت وأنتما وأنتم وأنت وأننت وهو ومها وهم وهي وهن وب املنفصل فإياي وإيانا وإياك وإياكما وإياكم وإياك وإياكن وإياه وإيامها وإياهم وإياها وإياهن وذهب وأما املنص

اخلليل إىل أنه مظهر استعمل استعمال املضمر ومنهم من قال أنه اسم مبهم أضيف للتخصيص وال يعلم اسم مبهم أضيف غريه ومنهم من قال أنه بكماله اسم

مر خيتلف آخره غريه ومنهم من قال أنه اسم مضمر أضيف إىل الكاف وال يعلم اسم مضمر وال يعلم اسم مضمضمر أضيف غريه والصحيح أن إيا اسم مضمر والكاف للخطاب وال موضع هلا من اإلعراب وذهب الكوفيون

فساد ذلك إىل أن املضمر هو الكاف و إيا عماد وهذا ليس بصحيح ألن الشيء ال يعمد مبا هو أكثر منه وقد بينا مستقصى يف املسائل اخلالفية وأما املتصل فعلى ثالثة أضرب مرفوع ومنصوب وجمرور فأما املرفوع فنحو قمت

وقمنا وقمت وقمتما وقمتم وقمت وقمنت واملضمر يف قام وقاما

باب املعرفة والنكرة

ف طارئ على التنكري فإن قيل ما إن قال قائل هل املعرفة اصل أو النكرة قيل ال بل النكرة هي األصل ألن التعريحد النكرة واملعرفة قيل حد النكرة ما مللي خيص الواحد من جنسه حنو رجل وفرس ودار وما أشبه ذلك وحد املعرفة ما خص الواحد من جنسه فإن قيل فبأي شيء تعترب النكرة من املعرفة قيل بشيئني أحدمها دخول األلف

ب عليها حنو رب فرس وغالم وما أشبه ذلك فإن قيل فعلى كم نوعا تكون والالم حنو الفرس والغالم ودخول راملعرفة قيل على مخسة أنواع االسم املضمر والعلم واملبهم وهو اسم اإلشارة وما عرف باأللف والالم وما أضيف

إىل أحد هذه املعارف فأما االسم املضمر فعلى ضربني منفصل ومتصل فأما املنفصل فعلى

ف باأللف والالم فنحو قولك الرجل والغالم وقد اختلف النحويون يف ذلك فذهب اخلليل إىل أن تعريفه وأما ما عرباأللف والالم معا وذهب سيبويه إىل أن تعريفه بالالم وحدهاا وأهنا ملا زيدت للتعريف ساكنة ادخلوا عليها اهلمزة

ينهما كالم طويل ال يليق ذكره هبذا املختصر وقد لئال يبتدأ بالساكن ألن االبتداء بالساكن حمال ويف اخلالف ب

Page 77: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

أفردنا كتابا فيه وأما ما أضيف إىل أحد هذه املعارف فنحو غالمي وغالم زيد وغالم هذا وغالم الرجل وغالم صاحب عمرو وما أشبه ذلك فإن قيل فما اعرف هذه املعارف قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب بعض

ضمر اعرف املعارف مث االسم العلم مث االسم املبهم مث ما فيه األلف والالم وأعرف النحويني إىل أن االسم املالضمائر ضمري املتكلم ألنه ال يشاركه فيه غريه وال يقع فيه التباس خبالف غريه من سائر املعارف والذي يدل على

أن الضمائر أعرف املعارف أهنا ال تفتقر إىل أن توصف كغريها من

وقامتا وقمن وقاموا وقامت والضمري يف اسم الفاعل حنو ضارب والضمري يف اسم املفعول حنو مضروب وما أشبه ذلك

وأما املنصوب املتصل فنحو رأيتين ورايتنا ورأيتك ورأيتكما ورأيتكم ورأيتك ورأيتكن ورأيته ورأيتهما ورأيتهم حنو مر يب وبنا وبك وبكما وبكم وبك وبكن وبه ورأيتها ورأيتهن وما أشبه ذلك وأما اجملرور فال يكون إال متصال

وهبما وهبم وهبا وهبن وما أشبه ذلك فإن قيل فلم كان للمرفوع واملنصوب ضمريان متصل ومنفصل ومل يكن للمجرور كذلك قيل ألن املرفوع واملنصوب جيوز يف كل واحد منهما أن يفصل بينه وبني عامله أال ترى أن املرفوع

تفع باإلبتداء فال يتعلق بعامل لفظي وكذلك املنصوب جيوز أن يتقدم على الناصب كتقدم املفعول جيوز أن يتقدم فريعلى الفعل والفاعل فلما كانا يتصالن بالعامل تارة وينفصالن أخرى وجب أن يكون هلما ضمريان متصل ومنفصل

ال يف ضرورة ال يعتد هبا فوجب أن يكون وأما اجملرور فال جيوز أن يتقدم على عامله وال يفصل بني عامله ومعموله إضمريه متصال ال غري وأما االسم العلم فنحو زيد وعمرو وأيب حممد وما أشبه ذلك وأما املبهم فنحو هذا وهذان

وهذه وهاتان وتلك وتيك وتانك وتينك وهؤالء وما أشبه ذلك

ينطقوا به وجب أن يكون مبنيا فاعرفه تصب إن ذلك ا إال أنه ملا مل ينطقوا به وضمنوا معناه اسم اإلشارة وإن مل شاء اهللا تعاىل

املعارف وهو قول سيبويه وذهب بعضهم إىل أن االسم املبهم اعرف املعارف ألنك تعرفه بعينك مث املضمر مث العلم ه يف أول مث ما فيه األلف والالم وهو قول أيب بكر بن السراج وذهب آخرون إىل أن أعرف املعارف االسم العلم ألن

وضعه ال يكون له مشارك مث املضمر مث املبهم مث ما عرف باأللف واألم وهو قول أيب سعيد السريايف فأما ما عرف باإلضافة فتعريفه حبسب ما يضاف إليه من املضمر والعلم واملبهم وما فيه األلف والالم على اختالف

ئر املعارف قيل أما املضمر فإمنا بين ألنه أشبه احلرف ألنه األقوال فإن قيل فلم بين االسم املضمر واملبهم دون ساجعل دليال على املظهر وإذا جعل عالمة على غريه أشبه تاء التأنيث فإذا أشبه تاء التأنيث فقد أشبه احلرف وإذا

قيل فأين أشبه احلرف وجب أن يكون مبنيا وأما املبهم وهو اسم اإلشارة فإمنا بين لتضمنه معىن حرف اإلشارة فإن حرف اإلشارة قيل حرف اإلشارة وان مل ينطقوا به إال أن القياس كان يقتضي أن يوضع له حرف كغريه من املعاين

كاالستفهام والشرط والنفي والنهي والتمين والترجي والعطف والنداء واالستثناء إىل غري

-من البسيط -وأجبال ومجل وأمجال قال الشاعر ) زغب احلواصل ال ماء وال شجر ... بذي مرخ ماذا تقول ألفراخ( وأما أنف فإمنا مجعوه على أفعال فقالوا آناف ) فاغفر عليك سالم اهللا يا عمر ... ألقيت كاسبهم يف قعر مظلمة (

ع ألن فيه النون والنون فيها غنة فصارت الغنة فيه مبنزلة احلركة فصار مبنزلة فعل فجمع على أفعال وأما زند فإمنا مج

Page 78: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

على أفعال فقالوا أزناد لوجهني أحدمها ملا ذكرنا أن النون فيها غنة فصارت كأهنا متحركة والوجه الثاين أن زندا يف معىن عود وعود جبمع على أعواد فكذلك ما كان يف معناه فإن قيل ومل مجعوا فعال إذا كانت عينه ياء أو واوا على

عوه على أفعل على قياس الصحيح ألدى ذلك إىل االستثقال أال ترى أفعال ومل جيمعوه على افعل قيل ألهنم لو مجأنك لو قلت يف مجع بيت أبيت ويف مجع عود أعود ألدى ذلك إىل ضم الياء والواو والياء تستثقل عليها الضمة ألهنا

معها مبنزلة ياء وواو وكذلك الواو أيضا تستثقل عليها الضمة

باب مجع التكسري

ع فعل بفتح الفاء وسكون العني يف القلة على أفعل وسائر أوزان الثالثي وهي فعل وفعل وفعل إن قال قائل مل مجوفعل وفعل وفعل وفعل ا وفعل وفعل جتمع على أفعال قيل ألن فعال أكثر استعماال من غريه من سائر األوزان و

األثقل ليعادلوا بينهما فأما قوهلم أفعل أخف من أفعال فأعطوا ما يكثر استعماله األخف وأعطوا ما يقل استعماله فرخ وأفراخ وأنف وآناف وزند وأزناد يف حروف معدودة فشاذ ال يقاس عليه على أهنم قد تكلموا عليها فقالوا

إمنا قالوا يف مجع فرخ أفراخ لوجهني أحدمها أهنم محلوه على معىن طري فكما قالوا يف مجع طري أطيار فكذلك قالوا يف ألنه يف معناه والوجه الثاين أن فيه الراء وهي حرف تكرير فتنزل التكرير فيه مبنزلة احلركة فصار مجع فرخ أفراخ

مبنزلة فعل بفتح العني فجمع على أفعال كجبل

-من الطويل -ألنه يف معناه كقوله فعل يف األغلب فإن قيل فلم مجع ما جاء على ) هل األزمن الالئي مضني رواجع ... أمنزليت مي سالم عليكما (

على فعالن قيل ألن فعال مقصور من فعال وما كان على فعال فإنه جيمع على فعالن حنو غراب وغربان وعقاب وعقبان فكذلك ما كان مقصورا منه جيمع على فعالن

فإن قيل فلم وجب حتريك العني من فعلة بفتح الفاء وسكون العني يف اجلمع يف حنو جفنات وقصعات وسكنت يف و خدالت وصعبات قيل ألن فعلة بفتح الفاء وسكون العني تكون امسا غري صفة حنو جفنة وقصعة وتكون صفة حن

حنو خدلة وصعبة فحركت العني منها إذا كانت امسا غري صفة حنو جفنات وقصعات للفرق بينهما وبني الصفة حنو خدالت وصعبات

ك مستثقال عدلوا عنه إىل أفعال أكثر من الياء ألهنا معها مبنزلة واوين فلما كان ذلفإن قيل فلم مجعوا بني فعال و فعول يف مجع الكثرةا قيل الشتراكهما يف عدد احلروف وإن كان يف أحدمها حرف

ليس يف اآلخر فإن قيل فلم خصوا يف مجع التكسري ما كان على فعل مما عينه واو ب فعال حنو ثوب وثياب ومما عينه يوخ وهال عكسوا قيل إمنا مل جيمعوا ما كان من ذوات الواو على فعول ألنه كان يؤدي ياء ب فعول حنو شيخ وش

إىل االستثقال وال يؤدي إىل ذلك إذا مجع على فعال أال ترى أنه لو مجع على فعول لكان يؤدي إىل اجتماع واوين ا أخف من الواو وضمه حنو ثووب وحووض وذلك مستثقل الجتماع واوين وضمة وجوزوا ذلك يف الياء ألهن

فلذلك خصوا ما كان عينه واوا ب فعال وما كان عينه ياء ب فعول فإن قيل فمن أين زعمتم أن أفعالال يكون إال يف مجع فعل وقد قالوا زمن وأزمن فجمعوا فعال بفتح العني على أفعل قيل إمنا قالوا زمن وأزمن وإن كان القياس

ن يف معىن دهر و دهر جيمع على أدهر فكذلك أيضا مجعوا زمنا على أزمن يوجب أن يقال أزمان إال أنه ملا كان زم

Page 79: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

وإمنا كانت ساكنة إذا كانت مضاعفة لئال جيتمع حرفان متحركان من جنس واحد وذلك مستثقل أال ترى أنك لو العني قلت يف مجع سلة سلالت وملة ملالت لكان ذلك مستثقال فإن قيل فلم جاز يف مجع فعلة بضم الفاء وسكون

ضم العني وفتحها وسكوهنا حنو ظلمة وظلمات وظلمات وظلمات قيل أما الضم فلالتباع وأما الفتح ففرارا من اجتماع الضمتني وأما السكون فللتخفيف كقوهلم يف عضد عضد فإن قيل فلم جاز يف مجع فعلة بكسر الفاء

وسدرات قيل أما الكسر فلالتباع وأما وسكون العني كسر العني وفتحها وسكوهنا حنو سدرة وسدرات وسدرات الفتح ففرارا من اجتماع الكسرتني وأما السكون فللتخفيف كقوهلم يف كتف كتف كما بينا يف مجع فعلة واأللف

والتاء يف ذلك كله للقلة عند بعض النحويني وحيتجون مبا روي أن حسان بن ثابت أنشد النابغة قصيدته اليت يذكر -من الطويل -فيها

) وأسيافنا يقطرن من جندة دما ... لنا اجلفنات الغر يلمعن بالضحى ( فلم ير فيه اهتزازا فعاتبه على ذلك فقال له النابغة قد أخطأت يف بيت واحد يف ثالثة مواضع وأغضيت عنها مث

جئت تلومين فقال له حسان وما تلك املواضع فقال له

الصفة وهال عكسوا وكان الفرق حاصال قيل إمنا كان االسم أويل فإن قيل فلم كان االسم أوىل بالتحريك من بالتحريك من الصفة ألن االسم أقوى وأخف من الصفة والصفة أضعف وأثقل فلما كان االسم أقوى وأخف

-من الطويل -والصفة أضعف وأثقل كان االسم للتحريك أمحل فأما قول الشاعر فسكن رفضات واألصل رفضات بالفتح ) اورفضات اهلوى يف املفاصل خفوقا ... أبت ذكر عودن أحشاء قلبه (

ألجل ضرورة الشعر فإن قيل فلم إذا كانت العني من فعلة معتلة أو مضاعفة تكون ساكنة كالصفة حنو عورات وبيضات وسالت وما أشبه ذلك قيل إمنا كانت ساكنة إذا كانت العني معتلة ألن احلركة توجب ثقال يف الواو

ء فسكنومها هربا من ثقل احلركة عليهما وحرصا على تصحيحهما ومن العرب من يفتح الواو والياء فيقول واليابفتح الواو وقال ) ثالث عورات لكم ( عورات وبيضات كما لو كان صحيح العني وعلى هذه اللغة قراءة من قرأ

-من الطويل -الشاعر ) ني سبوح رفيق مبسح املنكب... أخو بيضات رائح متأوب (

القلة مجع الكثرة الشتراكهما يف اجلمع كما جاز ذلك فيما جيمع بالواو والنون حنو الزيدون وجاز أن ينوى جبمع الكثرة مجع القلة كما جاز أن ينوي بالعموم اخلصوص فإن قيل فلم مجع ما كان رباعيا على مثال واحد وهو مثال

ان أثقل مما كان على ثالثة أحرف ألزم طريقة واحدة وزيدت األلف فعالل قيل ألن ما كان على أربعة أحرف ملا كعلى واحده دون غريها ألهنا أخف احلروف ألهنا قط ال تكون إال ساكنة فإن قيل فلم حذف آخر ما كان مخاسيا يف اجلمع حنو سفرجل وسفارج قيل إمنا وجب حذف آخر حروفه لطوله ولو أيت به على األصل لكان مستثقال فحذف

طلبا للخفة وكان اآلخر أوىل باحلذف ألنه أضعف حروف الكلمة ألن احلذف يف آخر الكلمة أكثر من غريه فإن قيل فلم جاز أن يقولوا يف مجع سفرجل سفاريج بالياء قيل ألهنم ملا حذفوا الالم جعلوا الياء عوضا عن الالم احملذوفة

بعد ألف التكسري مكسور فكأهنم أشبعوا الكسرة فنشأت منه فإن قيل فلم عوضوا بالياء دون غريها قيل ألن ما الياء وذلك ليس بثقيل فلهذا كانت الياء أوىل من غريها

Page 80: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

األول أنك قلت اجلفنات وهي تدل على عدد قليل وال فخر لك أن يكون لك يف ساحتك ثالث جفنات أو أربع والثاين أنك قلت يلمعن واللمعة بياض قليل فليس فيه كبري شأن

والثالث أنك قلت يقطرن والقطرة تكون للقليل فال يدل ذلك على فرط جندة وكان جيب أن تقول اجلفان ويسلن وهم يف ( وهذا عندي ليس بصحيح ألن هذا اجلمع جييء للكثرة كما جييء للقلة والذي يدل عليه قول اهللا تعاىل

ك أنه مجع صحيح فصار مبنزلة قوهلم الزيدون واملراد به الكثرة ال القلة والدي يدل على ذل) الغرفات آمنون والعمرون كما أن قوهلم الزيدون والعمرون يكون للكثرة والقلة فكذلك هذا اجلمع

وأما ما روي عن النابغة وحسان فقد كان أبو علي الفارسي يقدح فيه ولو صح فيحتمل أن يكون النابغة قصد ذكر ل فإن قيل فلم جاز أن يكتفي ببناء القلة عن بناء الكثرة وببناء شيء يرفع عنه مالمة حسان ويعارضها يف احلا

الكثرة عن بناء القلة قيل إمنا جاز أن يكتفي ببناء القلة عن بناء الكثرة حنو قلم وأقالم ورسن وأرسان وأذن وآذان سبع وسباع وطنب وأطناب وكتف وأكتاف وإبل وآبال وأن يكتفى ببناء الكثرة عن بناء القلة حنو رجل ورجال و

وشسع وشسوع ألن معىن اجلمع مشترك يف القليل والكثري فجاز أن ينوى جبمع

باب التصغري

إن قال قائل مل ضم أول االسم املصغر قيل لوجهني أحدمها أن االسم املصغر يتضمن املكرب ويدل عليه فأشبه فعل ما أول االسم املصغر والوجه الثاين أن التصغري ملا مل يسم فاعله فكما بين أول فعل ما مل يسم فاعله على الضم فكذلك

صيغ له بناء مجع له مجيع احلركات فبين األول على الضم ألنه أقوى احلركات وبين الثاين على الفتح تبيينا للضمة وبين ما بعد ياء التصغري على الكسر يف تصغري ما زاد على ثالثة أحرف دون ما كان على ثالثة أحرف ألن ما كان

لى ثالثة أحرف يقع ما بعد كل يف الياء منه حرف اإلعراب فال جيوز أن يبىن على الكسر فإن قيل فلم كان عالتصغري بزيادة حرف ومل يكن بنقصان حرف قيل ألن التصغري قام مقام الصفة أال ترى أنك إذا قلت يف رجل رجيل

دريهم مقام درهم صغري وقام دنينري مقام دينار ويف درهم دريهم ويف دينار دنينري قام رجيل مقام رجل صغري وقام صغري فلما قام التصغري

فإن قيل فلم حذفوا منه الزيادة يف اجلمع إذا مل تقع رابعة ومل حيذفوها إذا وقعت رابعة قيل إمنا حذفوا الزيادة إذا مل ا وقعت رابعة ألهنم جيتلبون هلا الياء تقع رابعة ألهنم إذا حذفوا منه احلرف األصلي فالزائد أوىل وإمنا مل حيذفوها إذ

قبل الطرف فإذا وجدت قبل الطرف وهي من نفس الكلمة فينبغي أال حتذف ألهنا أوىل بالثبات من اجملتلبة فإن قيل فلم قالوا يف مجع مفتاح مفاتيح وجرموق جراميق فقلبوا األلف والواو ياء وابقوا الياء على حاهلا قيل إمنا قلبوا

او ياء لسكوهنما وانكسار ما قبلهما وأبقوا الياء على حاهلا ألن الكسرة إذا كانت توجب قلب األلف األلف والو والواو ياء فألن تبقى الياء على حاهلا كان ذلك من طريق األوىل فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

ري وكان املراد به معىن واحدا ضممت إليه غريه وصريت الواحد مجعا فلما كان التصغري أضعف من التكسري يف التغيألزم طريقة واحدة وملا كان التكسري أقوى من التصغري يف التغيري ويكون كثريا وقليال وليس له هناية ينتهي إليها

خص بأبنيه تدل على القلة والكثرة فلذلك اختلفت أبنيته فإن قيل فلم إذا كان االسم مخاسيا حيذف آخر حروفه يف وسفريج قيل إمنا وجب حذف آخر حروفه يف التصغري لطوله على ما بينا يف مجع التكسري ألن التصغري حنو سفرجل

التصغري جيري جمرى التكسري وهلذا جيوز فيه التعويض فيقال فيه سفرييج كما قالوا يف التكسري سفاريح وهلذا أيضا

Page 81: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

على التكسري ألن التصغري والتكسري إذا كانت الزيادة غري رابعة حذفت وإذا كانت رابعة مل حتذف محال للتصغري من واد واحد فإن قيل فلم ردوا التاء يف تصغري املؤنث إذا كان االسم ثالثيا حنو مشس ومشيسة ومل يردوها إذا كان االسم على أربعة أحرف حنو زينب وزيينب قيل إمنا ردوا التاء يف التصغري ألن التصغري يرد األشياء إىل أصوهلا أال

الوا يف تصغري باب بويب ويف تصغري ناب نييب ترى أهنم ق

مقام الصفة وهي لفظ زائد جعل بزيادة حرف وجعل ذلك احلرف دليال على التصغري ألنه قام مقام ما يوجب التصغري فإن قيل فلم كانت الزيادة ياء ومل كانت ساكنة ومل كانت ثالثة قيل إمنا كانت ياء ألهنم ملا زادوا األلف يف

التصغري والتكسري من واد واحد زادوا فيه الياء ألهنا اقرب إىل األلف من الواو وإمنا كانت ساكنة ثالثة التكسري وألن ألف التكسري ال تكون إال كذلك فإن قيل فلم محل التصغري على التكسري ومن أين زعمتم أهنما من واد واحد

كما أن التكسري يغري اللفظ واملعىن أال ترى أنك إذا قلت قيل إمنا محل التصغري على التكسري ألنه يغري اللفظ واملعىن يف تصغري رجل رجيل أنك قد غريت لفظه بضم أوله وفتح ثانيه وزيادة ياء ساكنة ثالثة وغريت معناه ألنك نقلته من الكرب إىل الصغر كما أنك إذا قلت يف تكسريه رجال غريت لفظه بزيادة األلف وفتح ما قبلها وغريت معناه

نك نقلته من اإلفراد إىل اجلمع فلهذا قلنا أهنما من واد واحد فإن قيل فلم ألزموا التصغري طريقة واحدة ومل ختتلف ألأبنيته كإختالف أبنية التكسري قيل ألن التصغري أضعف من التكسري أال ترى أنك إذا قلت رجيل فقد وصفته

بالصغر من غري أن تضم إليه غريه وإذا قلت رجال فقد

تعريس واحلرب يف األصل مصدر حربت حربا واملصدر يف األصل مذكر والناب روعي فيها معىن الناب الذي هو الالسن وهو مذكر ألهنا مسيت به عند سقوطه ودرع احلديد يف معىن الدرع الذي هو القميص وإمنا أثبتوا التاء يف

دمها أن األغلب يف الظروف أن تكون مذكرة فلو التصغري يف ما كان رباعيا حنو قديدمية ووريئة وأميمة لوجهني أحمل يدخلوا التاء يف هذه الظروف وهي مؤنثة اللتبست باملذكر والوجه الثاين أهنم زادوا التاء تأكيدا للتأنيث وحيتمل لى أيضا وجها ثالثا وهو أهنم أثبتوا التاء تنبيها على األصل املرفوض كما صححوا الواو يف القود واحلركة تنبيها عأن األصل يف باب و دار بوب ودور وعلى كل حال فكال القسمني شاذ ال يقاس عليه فإن قيل فلم خالفوا بني

تصغري األمساء املبهمة وما أشبهها وبني األمساء املتمكنة فقالوا يف تصغري ذا ذيا ويف تا تيا ويف الذي اللذيا ويف اليت مهم يف تغيري احلكم عند تغيري الباب ألن األمساء املبهمة ملا كانت اللتيا قيل إمنا فعلوا ذلك جريا على أصول كال

مغايرة لألمساء املتمكنة جعلوا هلا

فردوا األلف إىل أصلها وأصلها يف باب الواو ألنك تقول يف تكسريه أبواب وبوبت بابا وأصلها يف ناب الياء ألنك تقول يف تكسريه أنياب ونيبت نابا

يف األمر من األول بوب ا فإذا كان التصغري يرد األشياء إىل أصوهلا واألصل يف حنو مشس أن ويف األمر منه نيب وتكون بعالمة التأنيث للفرق بني املذكر واملؤنث وجب ردها يف التصغري واختص رد التاء يف الثالثي خلفة لفظه فأما

ما ما مل يرد فيه التاء يف التصغري من الثالثي الرباعي فلم ترد فيه التاء لطوله فصار الطول بدال من تاء التأنيث فأفنحو قوهلم يف قوس قريس ويف فرس فريس ويف عرس عريس ويف حرب حريب ويف ناب اإلبل نييب ويف درع احلديد دريع وأما ما اثبتوا فيه التاء يف التصغري من الرباعي فنحو قوهلم يف قدام قديدمية ويف وراء وريئة ويف أمام

لموا عليه فقالوا إمنا مل تلحق التاء يف التصغري ما كان ثالثيا ألنه اجري جمرى املذكر ألنه يف معناه أميمة وقد تك

Page 82: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

وذلك ألن القوس يف معىن العود والفرس ينطلق على املذكر واملؤنث واملذكر هو األصل فبقي لفظ تصغريه على أصله والعرس يف معىن

باب النسب

ان النسب مشددة مكسورا ما قبلها حنو زيدي وعمري وبغدادي وبصري وما أشبه ذلك قال قائل مل زيدت الياء يف

قيل أوال إمنا كانت ياء تشبيها بياء اإلضافة ألن النسب يف معىن اإلضافة وهلذا كان املتقدمون من النحويني يترمجونه ب باب اإلضافة

وا على هذا املعىن وكانت مكسورا ما قبلها وكانت الياء مشددة ألن النسب أبلغ من اإلضافة فشددوا الياء ليدلتوطيدا هلا فإن قيل فلم حذفوا تاء التأنيث يف النسب حنو قوهلم يف النسب إىل مكة مكي وما أشبه ذلك قيل خلمسة أوجه الوجه األول أهنا إمنا حذفت لئال تقع يف حشو الكلمة وتاء التأنيث ال تقع يف حشو الكلمة والوجه الثاين أهنا

حذفت لئال يؤدي إىل اجلمع بني تاءي إمنا

حكما غري حكم األمساء املتمكنة لتغايرمها فلم يضموا أوائلها يف التصغري كما فعلوا يف األمساء املتمكنة وزادوا يف آخرها ألفا لتكون علما للتصغري كالضمة يف أوائل األمساء املتمكنه وجوزوا أن تقع ياء التصغري فيها ثانية كقوهلم يف

ا ذيا ويف تا تيا فإن قيل فلم مل ميتنع وقوع ياء التصغري فيها ثانية كما امتنع يف األمساء املتمكنة قيل إمنا مل ميتنع ذوقوع ياء التصغري فيها ثانية كما امتنع يف األمساء املتمكنة ألن أوائلها مفتوحة فلم ميتنع وقوع ياء التصغري الساكنة

إن أوائلها مضمومة فيمتنع وقوع الياء الساكنة بعدها فإن قيل فلم زادوا األلف يف بعدها خبالف األمساء املتمكنة فآخرها عالمة للتصغري قيل إمنا حسن زيادة األلف يف آخرها عالمة للتصغري ألهنا أمساء مبنية فجعل يف آخرها ألف

لتكون على صيغة ال يتصور دخول احلركة اليت هي آلة اإلعراب عليه شاء اهللا تعاىل فاعرفه تصب إن

فإن قيل فلم حذفت الياء من باب فعيلة وفعيلة كقوهلم يف النسب إىل جهينة جهين وإىل ربيعة ربعي دون باب فعيل وفعيل كقوهلم يف النسب إىل ثقيف ثقيفي ويف النسمب إىل هذيل هذيلي قيل إمنا حذفوا الياء يف باب فعيلة وفعيلة

وفعيلة اجتمع فيه سببان موجبان للحذف ومها طلب التخفيف وتأنيس التغيري دون باب فعيل وفعيل ألن باب فعيلةحبذف تاء التأنيث وباب فعيل وفعيل ليس فيه إال سبب واحد وهو طلب التخفيف فلما كان يف باب فعيلة وفعيلة

بالفتح واألصل سببان لزم احلذف وملا كان يف باب فعيل وفعيل سبب واحد مل يلزم احلذف فإن قيل فلم قالوا حنفيفيه الكسر قيل إمنا قالوا حنفي بالفتح وإن كان األصل هو الكسر ألهنم قلبوا الكسرة فتحة طلبا للتخفيف كما

قالوا يف النسب إىل شقر شقري وإىل منر منري بالفتح وان كان األصل هو الكسر طلبا للتخفيف أال ترى أهنم لو قالوا شقري

ذا كان املنسوب مؤنثا أال ترى أنك لو قلت يف النسب إىل الكوفة والبصرة يف املذكر تأنيث يف النسب إىل املؤنث إرجل كوفيت وبصريت لقلت يف املؤنث امرأة كوفتية وبصرتية فلما كان يؤدي إىل اجلمع بني تاءي تأنيث يف املؤنث

من املذكر لئال جيمعوا بني حنو كوفتية وبصرتية واجلمع بني عالميت تأنيث يف كلمة واحدة ال جيوز حذفوا التاء

Page 83: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

عالميت تأنيث يف املؤنث والوجه الثالث أهنا إمنا حذفت ألن ياء النسب قد تنزلت منزلة تاء التأنيث يف الفرق بني الواحد واجلمع أال ترى أهنم قالوا رومي وروم وزجني وزنج ففرقوا بني الواحد واجلمع بياء النسب كما فرقوا بتاء

واجلمع يف قوهلم خنلة وخنل ومترة ومتر فلما وجدت املشاهبة بينهما من هذا الوجه مل جيمعوا التأنيث بني الواحد بينهما كما مل ا جيمعوا بني عالميت تأنيث

والوجه الرابع أهنا إمنا حذفت ألن هذه التاء حكمها أن تنقلب يف الوقف هاء فلما كانت تتغري وال ميكن أن جتري ة تاء وتارة هاء كان حذفها أسهل عليهم على حكمها يف أن تكون تار

والوجه اخلامس أن تاء التأنيث مبنزلة اسم ضم إىل اسم ولو نسبت إىل اسم ضم إىل اسم حلذفت االسم الثاين فكذلك ههنا حتذف تاء التأنيث

ن على وقاضوي قيل أما من قال مغزوي فأبدل فألن األلف من نفس الكلمة فأبدل منها واوا كما أبدل فيما كاثالثة أحرف حنو رحوي وعصوي وأما قاضوي فأبدلت من الكسرة فتحة وقلبت الياء ألفا فصار قاضا كمغزى

فقالوا قاضوي كما قالوا مغزوي وأما من قال مغزي وقاضي فحذف األلف والياء فألن األلف ساكنة والياء األوىل ء الساكنني كما حذفت فيما كان على مخسة من ياءي النسب ساكنة وساكنان ال جيتمعان فحذفت األلف اللتقا

أحرف فإن قيل فلم وجب حذف األلف والياء إذا كان االسم على مخسة أحرف حنو قوهلم يف النسب إىل مرجتى مرجتي

وإىل مشتري مشتري قيل إمنا وجب حذف األلف والياء من االسم إذا كان على مخسة أحرف لطول الكلمة وإذا ى أربعة أحرف لزم فيما زاد على ذلك جاز احلذف فيما كان عل

فإن قيل فلم لزم احلذف فيما كان على أربعة أحرف حنو قوهلم يف النسب إىل بشكى بشكي وإىل مجزى مجزي قيل ألنه ملا توالت فيه ثالث حركات متواليات تنزل منزلة ما كان على مخسة أحرف ألن احلركة قد تنزل منزلة احلرف

يصرف هند ال جيوز أن أال ترى أن من جيوز أن

ومنري بالكسر ألدى ذلك إىل توايل كسرتني بعدمها ياء مشددة وذلك مستثقل فعدلوا عن الكسرة إىل الفتحة فقالوا شقري ومنري فكذلك ههنا وكذلك قالوا يف النسب إىل علي علوي بالفتح ألهنم ملا حذفوا الياء األوىل اليت

ا من الكسرة فتحة فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار عال ك هي ياء فعيل بقي على وزن فعل فأبدلورحى وعصا وقلبوا من األلف واوا فقالوا علوي كما قالوا رحوي وعصوي فإن قيل فلم وجب قلب ألف رحى

جيتمعان وعصا واوا قيل إمنا وجب قلب األلف واوا ألهنا ساكنة والياء األوىل من ياءي النسب ساكنة وساكنان الفوجب فيها القلب وكان القلب أوىل من احلذف لكثرة ما يلحق النسب من التغيري والتغيري باحلذف أبلغ من القلب

وأقوى فلهذا كان القلب أوىل وكان قلب األلف واوا أوىل من قلبها ياء ألهنا لو قلبت ياء ألدى ذلك إىل اجتماع األمثال أال ترى أنك لو قلت

دى ذلك إىل اجتماع ثالث ياءات وذلك مستثقل فعدلوا عن الياء إىل الواو ألهنا أبعد عن اجتماع رحيي وعصيي ألاألمثال فإن قيل فلم قالوا يف النسب إىل شج شجوي قيل ألهنم أبدلوا من الكسرة فتحة للعلة اليت ذكرناها فانقلبت

صا فقالوا فيه شجوي كما قالوا رحوي وعصوي الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فالتحق باملقصور حنو رحى وع فإن قيل فلم قالوا يف النسب إىل مغزى وقاض مغزي ومغزوي وقاضي

Page 84: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

يف النسب إىل الفرائض فرضي وما أشبه ذلك قيل ألن نسبه ا إىل الواحد يدل على كثرة نظره فيها وحكم الواحد الرد إىل الواحد ألنه أخف يف اللفظ مع أنه من الفرائض كحكم اجلمع فإذا كان حكم الواحد كحكم اجلمع وجب

األصل فأما قوهلم أمناري ومدائين فإمنا نسبوا إىل اجلمع ألنه صار اسم شيء بعينه وليس املقصود منه أن يدل على ما يقتضيه اللفظ من اجلمع فلما صار امسا للواحد تنزل منزلة الواحد فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

جيوز أن يصرف زينب ألن احلركة أحلقته مبا كان على أربعة أحرف فكذلك ههنا أحلقته الفتحة يصرف سقر كما المبا كان على مخسة أحرف فإن قيل فلم وجب حذف الياء املتحركة مما قبل آخره ياء مشددة حنو قوهلم يف النسب

ل وإمنا وجب حذف املتحركة إىل أسيد أسيدي وما أشبه ذلك قيل لئال جيتمع أربع ياءات وكسرتان وذلك مستثقألن املقصود باحلذف التخفيف واملتحركة أثقل من الساكنة فكان حذفها أوىل وألهنم لو حذفوا الساكنة لكانت املتحركة تنقلب ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فلذلك كان حذف املتحركة أوىل فإن قيل فلم وجب قلب مهزة

محراء محراوي ومل جيب ذلك يف النسب إىل كساء وعلباء وما أشبه ذلك قيل التأنيث يف النسب واوا حنو قوهلم يفألن مهزة التأنيث ثقيلة ألهنا عوض عن عالمة التأنيث اليت توجب ثقال فوجب قلبها واوا وأما مهزة كساء فلم جيب

ة يف علباء ملحقة قلبها ألهنا منقلبة عن حرف أصلي فأجريت جمرى اهلمزة األصلية حنو قراء ووضاء وكذلك اهلمزحبرف أصلي فأجريت أيضا جمرى اهلمزة األصلية وكما ال جيب قلب اهلمزة األصلية واوا يف النسب فكذلك ما

أجري جمراها فإن قيل فلم وجب الرد إىل الواحد يف النسب إىل اجلمع كقوهلم

ياء ا وهي اجلملة اليت بعدمهاا بدليل أخواهتما واأللف والالم فيهما زائدتان وليستا فيهما للتعريف ألن التعريف بصلتهم

حنو من وما فلو كانتا فيهما للتعريف ألدى ذلك إىل أن جيتمع فيهما تعريفان وذلك ال جيوز فإن قيل فلم أدخلت الذي و اليت يف الكالم قيل توصال إىل وصف املعارف باجلمل ألهنم ملا رأوا النكرات توصف باملفردات واجلمل حنو

ذاهب ومررت برحل أبوه ذاهب وذهب أبوه وما أشبه ذلك ومل حيبوا أن جيعلوا النكرة أقوى من مررت برجلاملعرفة وآثروا التسوية بينهما جاءوا باسم ناقص ال يتم إال جبملة فجعلوه وصفا للمعرفة توصال إىل وصف املعارف

س حنو مررت برجل ذي مال وأتوا ب باجلمل كما أتوا ب ذو الذي مبعىن صاحب توصال إىل الوصف بأمساء األجنا أي توصال إىل نداء ما فيه األلف والالم حنو يا أيها الرجل وما أشبه ذلك فإن قيل فلم وجب العائد من الصلة إىل املوصول قيل ألن العائد يعلقها

باب أمساء الصالت

إىل صالت توضحها وتبينها ألهنا ال إن قال قائل مل مسي الذي واليت ومن وما وأي أمساء الصالت قيل ألهنا تفتقر يفهم معناها بأنفسها أال ترى أنك لو ذكرهتا من غري صلة مل تفهم معناها حىت تضم إىل شيء بعدها كقولك الذي

أبوه منطلق أو الذي انطلق أبوه وكذلك اليت أخوها ذاهب أو اليت ذهب أخوها وكذلك سائرها بسكون -بكسر الذال من غري ياء والذ -بياء مشددة والذ -الذي بياء ساكنة و -ويف الذي أربع لغات الذي

بكسر التاء من غري -بياء مشددة واللت -بياء ساكنة واليت -الذال من غري ياء وكذلك يف اليت أربع لغات اليت بسكون التاء من غري -ياء واللت

Page 85: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

بالرفع تقديره ما هو بعوضة ) مثال ما بعوضة ( بالرفع فالتقدير فيه متاما على الذي هو أحسن وكذلك قوله تعاىل وكذلك قوله تعاىل أيهم أشد على الرمحن عتيا أي هو أشد فحذف املبتدأ يف هذه املواضع كلها وحذف املبتدأ جائر يف كالمهم فإن قيل فهذه الضمة يف أيهم ضمة إعراب أو ضمة بناء قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب سيبويه

بناء ألهنم ملا حذفوا املبتدأ من صلتها دون سائر أخواهتا نقصت فبنيت وكان بناؤها على الضم أوىل إىل أهنا ضمةألهنا أقوى احلركات فبنيت على الضمة ك قبل وبعد والذي يدل على أهنم إمنا بنوها حلذف املبتدأ أهنم لو أظهروا

اخلليل إىل أن الضمة ضمة إعراب ويرفعه على املبتدأ فقالوا ضربت أيهم هو يف الدار لنصبوا ومل يبنوا وذهب احلكاية والتقدير عنده مث لننزعن من كل شيعة الذي يقال له أيهم وذهب يونس إىل إلغاء الفعل قبله وينزل الفعل

املؤثر يف اإللغاء منزلة أفعال القلوب والصحيح ما ذهب إليه سيبويه وأما قول اخلليل أنه مرفوع على احلكاية

ل ويتممه هبا وهلذا مل جيز أن يرتفع زيد ب خرج يف قوهلم الذي خرج زيد ألنه يؤدي إىل أن ختلو الصلة من باملوصوقيل ألن العائد ضمري املنصوب ) أهذا الذي بعث اهللا رسوال ( العائد إىل املوصول فإن قيل فلم حذف يف قوله تعاىل

فه ألنه صار االسم املوصول والفعل والفاعل واملفعول املتصل والضمري املنصوب املتصل جيوز حذفه وإمنا جاز حذمبنزلة شيء واحد فلما صارت هذه األشياء مبنزلة الشيء الواحد طلبوا هلا التخفيف وكان حذف املفعول أوىل ألن

املفعول فضلة خبالف غريه من هذه األشياء فكان حذفه أوىل فإن قيل فهل جيوز أن تكون األمساء املفردة صالت قيل ال جيوز ذلك ألن أمساء الصالت إمنا أدخلوها يف الكالم توصال إىل الوصف باجلمل كما أتوا ب ذو توصال إىل

الوصف باألجناس وب أي توصال إىل نداء ما فيه األلف والالم فكما ال جيوز إضافة ذو إىل غري األجناس وال يأيت كون الصالت إال مجال وال جيوز أن تكون مفردة فأما بعد أي إال ما فيه األلف والالم فكذلك ههنا ال جيوز أن ت

) متاما على الذي أحسن ( قراءة من قرأ

أحدمها أهنم بقوها على األصل يف اإلعراب تنبيها على أن األصل يف األمساء اإلعراب كما بنوا الفعل املضارع إذا األفعال البناء والوجه الثاين أهنم محلوها على اتصلت به نون التأكيد أو ضمري مجاعة النسوة تنبيها على أن األصل يف

نظريها ونقيضها فنظريها جزء ونقيضها كل ومها معربان فكانت معربة فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

فاحلكاية إمنا تكون بعد جرى الكالم فتعود احلكاية إليه وهذا الكالم يصح ابتداء من غري تقدير قول قائل قاله وأما عيف جدا ألن الفعل إذا كان مؤثرا ال جيوز إلغاؤه فإن قيل فلم بنيت أمساء الصالت قيل لوجهني قول يونس فض

أحدمها أن الصلة ملا كانت مع املوصول مبنزلة كلمة واحدة صارت مبنزلة بعض الكلمة وبعض الكلمة مبين والوجه حلروف ألهنا ال تفيد إال مع كلمتني فصاعدا الثاين أن هذه األمساء ملا كانت ال تفيد إال مع كلمتني فصاعدا أشبهت ا

فإن قيل ف أي مل كانت معربة دون سائر أخواهتا قيل لوجهني

فإن قيل فلم أقامت العرب هذه األمساء والظروف مقام حرف االستفهام قيل إمنا أقاموها مقام حرف االستفهام توسعا يف الكالم ولكل واحد منها موضع خيتص به

عقل و ما سؤال عما ال يعقل و كم سؤال عن العدد و كيف سؤال عن احلال و أين و أىن ف من سؤال عمن يسؤال عن املكان و مىت و أي حني و أيان سؤال عن الزمان و أي حيكم عليها مبا تضاف إليه فإهنا ال تكون إال

ولو قال فرس او محار مضافة أال ترى أنك لو قلت من عندك لوجب أن يقول اجمليب زيد أو عمرو أو ما أشبه ذلك

Page 86: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

مل جيز ألن من سؤال عمن يعقل ال عما ال يعقل وكذلك لو قلت أين زيد لوجب أن تقول يف الدار أو يف املسجد وما أشبه ذلك فلو قال يوم اجلمعة مل جيز ألن أين سؤال عن املكان ال عن الزمان

السبت أو ما أشبه ذلك ولو قال يف الدار أو وكذلك أيضا لو قلت مىت اخلروج لوجب أن تقول يوم اجلمعة أو يوم يف املسجد مل جيز ألن مىت سؤال عن الزمان ال عن املكان وكذلك سائرها

فإن قيل فلم أقاموا هذه الكلم مقام حرف واحد وهي مهزة االستفهام وهم يتوخون اإلجياز واالختصار يف الكالم ختصار وذلك ألن هذه الكلم تشتمل على اجلنس الذي يدل عليه قيل إمنا فعلوا ذلك للمبالغة يف طلب اإلجياز واال

أال ترى أن من تشتمل على مجيع من يعقل و اين تشتمل على مجيع األمكنة و مىت تشتمل على مجيع األزمنة وكذلك سائرها فلما كانت تشتمل على هذه األجناس كان فيها فائدة ليست يف اهلمزة أال ترى أنك لو قلت أزيد

از اال يكون زيد عنده فيقول ال فتحتاج إىل أن تعيد السؤال وتعد شخصا شخصا ورمبا ال تذكر ذلك عندك جل الشخص الذي

باب حروف االستفهام

إن قال قائل كم حروف االستفهام قيل ثالثة أحرف ا اهلمزة وأم وهل وما عدا هذه الثالثة فأمساء وظروف أقيمت ظروف أين وأىن ومىت وأي حني وأيان وأي حيكم عليها مبا تضاف إليه فأما مقامها فاألمساء من وما وكم وكيف وال

هل أتى على ( اهلمزة و أم فقد بينامها يف باب العطف وأما هل فتكون استفهاما وتكون مبعىن قد قال اهللا عز و جل -من البسيط -أي قد أتى وقال الشاعر ) اإلنسان حني من الدهر

) أهل رأونا بسفح القف ذي األكم ... ا سائل فوارس يربوع بشدتن( أي قد رأونا وال جيوز أن جتعل هل استفهاما ألن اهلمزة لالستفهام وحرف االستفهام ال يدخل على حرف االستفهام

باب احلكاية

كاية يف ان قال قائل مل دخلت احلكاية الكالم قيل ألهنا تزيل االلتباس وتزيل التوسع يف الكالم فإن قيل فهل جتوز احلغري االسم العلم والكنية قيل اختلفت العرب يف ذلك فمن العرب من جييز احلكاية يف املعارف كلها دون النكرات

-من الوافر -قال الشاعر ) فقلت لصيدح انتجعي بالال ... مسعت الناس ينتجعون غيثا (

السم مرفوعا كما مسع ومن العرب من جييز فقال الناس بالرفع كأنه مسع قائال يقول الناس ينتجعون غيثا فحكي ا احلكاية يف املعرفة والنكرة ومن ذلك قول بعضهم وقد قيل له عندي مترتان

فقال دعين من مترتان وأما أهل

هو عنده فال حيصل لك اجلواب عمن عنده ألنه ال يلزمه ذلك يف سؤالك فلما كان ذلك يؤدي إىل التطويل ألن أيت بلفظة تشتمل على مجيع من يعقل وهي من فأقاموها مقام اهلمزة ليلزم املسؤول استيعاب األشخاص مستحيل

اجلواب عمن عنده وكذلك لو قلت أيف الدار زيد أو يف املسجد جلاز أال يكون يف واحد منهما فيقول ال فتحتاج حيصل لك اجلواب عن أيضا إىل أن تعيد السؤال وتعد مكانا مكانا ورمبا ال تذكر ذلك املكان الذي هو فيه فال

مكانه ألنه ال يلزمه ذلك يف سؤالك فلما كان ذلك يؤدي إىل التطويل أيت ب أين ألهنا تشتمل على مجيع األمكنة

Page 87: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

ليلزم املسؤول اجلواب عن مكانه وكذلك لو قلت أخيرج زيد يوم السبت جلاز أال خيرج يف ذلك اليوم فتحتاج أيضا لك الوقت الذي خيرج فيه فلما كان ذلك يؤدي إىل التطويل أقاموا مىت مقامها إىل تكرير السؤال ورمبا ال تذكر ذ

ألهنا تشتمل على مجيع األزمنة كما تشتمل أين على مجيع األمكنة وكذلك سائرها فلهذا املعىن من اإلجياز معىن حرف االستفهام واالختصار أقاموما مقام اهلمزة فإن قيل فلم كانت مبنية ماعداأيا قيل إمنا بنيت ألهنا تضمنت

وهو اهلمزة وأما أي فإمنا أعربت وإن كانت قد تضمنت معىن حرف االستفهام ملا بيناه يف باب أمساء الصالت قبل فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

ISLAM ICBOOK.WS ين| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا جمي

Page 88: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

لعربية: كتاب أسرار ا كتاب أيب سعيد: املؤلف عبيداهللا بن بن الوفاء حممد بن أيب لرمحن ا عبد

ال قيل هذه الزيادات اليت تلحق من من تغيريات الوقف وليست بإعراب والدليل على ذلك من وجهني أحدمها أن سقط يف الوقف وهذا بعكس اإلعراب من مبنية واملبين ال يلحقه اإلعراب والثاين أن اإلعراب يثبت يف الوصل وي

-من الوافر -يثبت يف الوقف ويسقط يف الوصل فدل على أنه ليس بإعراب فأما قول الشاعر فأثبت الزيادة يف حالة الوصل فاجلواب عنه من ) فقالوا اجلن قلت عموا ظالما ... أتوا ناري فقلت منون أنتم (

لضرورة الشعر وإذا كان ذلك للضرورة فال يكون فيه حجة والثاين وجهني أحدمها أنه اجري الوصل جمرى الوقف أنه جيوز أن يكون من قبيلة تعرب من فقد حكي

احلجاز فيخصوهنا باالسم العلم والكنية فيقولون إذا قال رأيت زيدا من زيدا وإذا قال مررت بزيد من زيد فيجعلون كون اإلعراب وتكون احلركة قائمة مقام الرفعة اليت جتب من يف موضع رفع باالبتداء و زيدا يف موضع اخلرب وحي

خلرب املبتدأ وأما بنو متيم فال حيكون ويقولون من زيد بالرفع يف مجيع األحوال فيجعلون من يف موضع رفع ألنه مبتدأ العطف و زيد هو اخلرب وال حيكون اإلعراب وهو القياس والذي يدل على ذلك أن أهل احلجاز يوافقون بين متيم يف

والوصف فالعطف كقولك إذا قال لك القائل رأيت زيدا ومن زيد والوصف كقولك إذا قال لك القائل رأيت زيدا الظريف من زيد الظريف فإن قيل فلم خص أهل احلجاز احلكاية باالسم العلم والكنية قيل ألن االسم العلم والكنية

يؤنس بالتغيري فإن قيل فلم رفع أهل احلجاز مع العطف غريا ونقال عن وضعهما فلما دخلهما التغيري والتغريوالوصف قيل الرتفاع اللبس فإن قيل فما هذه الزيادات اليت تلحق من يف االستفهام عن النكرة يف الوقف يف حالة

ني الرفع والنصب واجلر والتأنيث والتثنية واجلمع حنو منو ومنا ومين ومنان ومنني ومنون ومنني ومنه ومنتان ومنت ومنات هل هي إعراب أو

باب اخلطاب

إن قال قائل ما ضابط هذا الباب قيل أن جتعل أول كالمك للمسؤول عنه الغائب وآخره للمسؤول املخاطب فتقول إذا سالت رجال عن رجل كيف ذلك الرجل يا رجل وإذا سألته عن رجلني قلت كيف ذانك الرجالن يا

ك الرجال يا رجل وإذا سالت رجال عن امرأة قلت كيف تلك املرأة يا رجل وإذا سألته عن رجال قلت كيف أولئرجل وإذا سألته عن امرأتني قلت كيف تأنك املرأتان يا رجل وإذا سألته عن نسوة قلت كيف أولئك النسوة يا

رأتان يا رجل وإذا سألت امرأة عن امرأة قلت كيف تلك املرأة يا امرأة وإذا سألتها عن امرأتني قلت كيف تأنك املامرأة وإذا سألتها عن نسوة قلت كيف أولئك النسوة يا امرأة وإذا سألت امرأة عن رجل فلت كيف ذلك الرجل

يا امرأة وإذا سألتها عن رجلني قلت كيف ذانك الرجالن يا امرأة وإذا سألتها عن رجال قلت كيف أولئك الرجال ) أمل أهنكما عن تلكما الشجرة ( ملرأة يا رجالن قال اهللا تعاىل يا امرأة وإذا سألت اثنني عن امرأة قلت كيف تلكما ا

قالت فذلكن الذي ملتنين فيه ( وإذا خاطبت نسوة وأشرت إىل رجل قلت كيف ذلكن الرجل يا نسوة قال اهللا تعاىل وعلى هذا قياس هذا الباب )

Page 89: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

الكالم يف لغة من اعرهبا وإمنا سيبويه أن من العرب من يقول ضرب من منا كما تقول ضرب رجل رجال ومل يقعوقع يف لغة من بناها ف منون يف هذه اللغة مبنزلة قام الزيديون وعلى كل حال فهو من القليل الشاذ الذي ال يقاس

عليه فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

كأنه قال ذلك أيها اجلمع ومل يقل ذلكم وقيل إمنا أفرد ألنه أراد به اجلمع) ذلك مبا قدمت أيديكم ( قال اهللا تعاىل واجلمع لفظه مفرد فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

فإن قيل فلم قدم املشار إليه الغائب قيل عناية باملسؤول عنه والكاف بعد أمساء اإلشارة وهي ذلك وتلك وأولئك جملرد اخلطاب وال موضع هلا من اإلعراب ألنه لو كان هلا

اجلر باالضافة وذلك حمال ألن أمساء اإلشارة معارف واملعارف ال تضاف موضع من اإلعراب لكان موضعهافصارت مبنزلة الكاف يف النجاك ألن ما فيه األلف والالم ال يضاف ومبنزلة الكاف يف إياك ألنه مضمر واملضمرات

كلها معارف واملعارف ال تضاف أن يقال هذلك وال هاتالك وأصل الالم أن تكون والالم يف ذلك وتلك زائدة للتنبيه ك ها يف هذا وهلذا ال حيسن

ساكنة فإن قيل فلم كسرت الالم يف ذلك وحدها قيل إمنا كسرت لوجهني أحدمها أهنا كسرت اللتقاء الساكنني لسكوهنا وسكون األلف قبلها والثاين أهنا كسرت لئال تلتبس بالم امللك أال ترى أنك لو قلت ذلك بفتح الالم

سامع أن املراد به أن هذا الشيء ملك لك فلما كان يؤدي إىل االلتباس كسرت الالم إلزالة هذا اللتبس وتوهم الااللتباس وإمنا فتحت كاف اخلطاب يف املذكر وكسرت يف املؤنث للفرق بينهما والكاف يف تلكما أيضا للخطاب و

ذوفة عالمة جلمع املذكر وكذلك الكاف ما عالمة للتثنية وكذلك الكاف أيضا يف أولئكم للخطاب وامليم والواو احملأيضا يف أولئكن للخطاب والنون املشددة عالمة جلمع املؤنث ومن العرب من يأيت بالكاف مفردة يف التثنية واجلمع

على خطاب الواحد إذا فهم املعىن

أدخلت على ما حذف منه الالم يل أهنم حذفوها حذفا وزيدت اهلمزة يف أوله لئال يبتدأ فأما امين فهو مجع ميني إال أهنم وصلوها لكثرة االستعمال وق

بالساكن وأما ما كان مصدرا فنحو انطالق واقتطاع وامحرار وامحريار واستخراج واغديدان واخرواط واسحنكاك واسلنقاء واحرجنام واسبطرار وما أشبه ذلك وأما الفعل فتدخل مهزة الوصل منه على أفعال هذه املصادر حنو انطلق

قتطع و امحر وامحار و استخرج واغدودن و اخروط واسحنكك واسلنقي واحرجنم واسبطر وما أشبه ذلك وإمنا وادخلت مهزة الوصل يف أوائل هذه األفعال ومصادرها لئال يبتدأ بالساكن وكذلك أيضا تدخل مهزة الوصل على

ضرب وامسع لئال يبتدأ بالساكن أمثلة األمر من الفعل الذي يسكن فيه ما بعد حرف املضارعة حنو ادخل وا

باب األلفات

إن قال قائل على كم ضربا األلفات اليت تدخل أوائل الكلم قيل على ضربني مهزة وصل ومهزة قطع فهمزة الوصل هي اليت يتصل ما قبلها مبا بعدها يف الوصل ولذلك مسيت مهزة الوصل ومهزة القطع هي اليت ينقطع ما قبلها عن

دها ولذلك مسيت مهزة القطع فإن قيل ففي ماذا تدخل مهزة الوصل من الكلم قيل يف مجيع أقسام االتصال مبا بع الكلم من االسم والفعل واحلرف أما االسم فتدخل منه على اسم ليس مبصدر وعلى اسم هو مصدر

Page 90: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

لت يف أوائل هذه فأما ما ليس مبصدر ف ابن وابنة واثنتان واثنتان واسم واست وامرؤ وامرأة وامين فاهلمزة دخالكلم عوضا عن الالم احملذوفة منها ما عدا امرؤ وامرأة وامين فأما امرؤ وامرأة فإمنا أدخلت عليهما ألهنما ملا كان

آخرمها مهزة واهلمزة معدن التغيري تنزال منزلة االسم الذي قد حذف منه الالم فأدخلت اهلمزة عليهما كما

ناب عن حرف القسم وهو الواو فلما ناب عن احلرف شبه باحلرف وهو الم والثاين أهنا فتحت ألن هذا االسمالتعريف فوجب أن تفتح مهزته كما فتحت مع الم التعريف فإن قيل فلم ضمت اهلمزة يف حنو ادخل وكسرت يف حنو اضرب وما أشبه ذلك قيل اختلف النحويون يف ذلك فذهب البصريون إىل أن األصل يف هذه اهلمزة الكسر

إمنا ضمت يف حنو ادخل وما أشبه ذلك ألن اخلروج من كسر إىل ضم مستثقل وهلذا ليس يف كالم العرب شيء وعلى وزن فعل وذهب الكوفيون إىل أن مهزة الوصل مبنية على ثالث املستقبل فإن كان مكسورا كسرت وإن كان

لقطع ليس هلا أصل حيصرها غري أنا مضموما ضمت وما عدا ما ذكرناه يف مهزة الوصل فهو مهزة قطع ألن مهزة ا نذكر بينهما فرقا على جهة التقريب فنقول

وأما احلرف فال تدخل مهزة الوصل منه إال على حرف واحد وهي الم التعريف حنو الرجل والغالم وما أشبه ذلك يف إال أهنم جعلوا اهلمزة يف قول سيبويه للعلة اليت ذكرناها وأما اخلليل فذهب إىل أن األلف والالم زيدتا معا للتعر

مهزة وصل لكثرة االستعمال وقد ذكرناه مستوىف يف كتاب األلف والالم فإن قيل فلم فتحت اهلمزة مع الم التعريف وألف امين قيل أما اهلمزة مع الم التعريف ففتحت لثالثة أوجه الوجه األول أن اهلمزة ملا دخلت على الم

ها خمالفة للهمزة اليت دخلت على االسم والفعل والوجه الثاين أن احلرف أثقل التعريف وهي حرف أرادوا أن جيعلوفاختاروا له الفتح ألنه أخف احلركات والوجه الثالث أن اهلمزة مع الم التعريف يكثر دورها يف الكالم فاختاروا هلا

أخف احلركات وهو الفتح وأما مهزة امين فإمنا بنيت على الفتح لوجهني األصل فيها أن تكون مهزة قطع مفتوحة فإذا وصلت لكثرة االستعمال بقيت حركتها على ما كانت أحدمها أن

عليه

على أحدمها كان احلمل على األكثر أوىل من احلمل على األقل والثاين أن اخلماسي والسداسي ثقيالن لكثرة حروفهما فلو بنومها على الضم ألدى ذلك إىل أن جيمعوا بني كثرة

وثقل الضم وذلك ال جيوز فأعطومها أخف احلركات وهو الفتح على أن بعض العرب يضم حرف احلروف املضارعة منهما فيقول ينطلق ويستخرج بضم حرف املضارعة محال على الرباعي

فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

ة قطع وإن سقطت فهي مهزة يفرق بني مهزة الوصل ومهزة القطع يف األمساء بالتصغري فإن ثبتت بالتصغري فهي مهزوصل حنو مهزة أب وابن فاهلمزة يف أب مهزة قطع ألهنا تثبت يف التصغري ألنك تقول يف تصغريه أيب واهلمزة يف ابن مهزة وصل ألهنا تسقط يف التصغري ألنك تقول يف تصغريه بين ويفرق بني مهزة الوصل ومهزة القطع يف األفعال بأن

توحة أو مضمومة فإن كانت مفتوحة فهي مهزة وصل حنو ما قدمناه وإن كانت مضمومة تكون ياء املضارعة فيه مففهي مهزة قطع حنو أمجل وأحسن وما أشبه ذلك ألنك تقول يف املضارع منه جيمل وحيسن وما أشبه ذلك ومهزة

أمجل أمجاال بفتح مصدره أيضا مهزة قطع كالفعل وإمنا كسرت من إمجال وحنوه لئال يلتبس باجلمع فإهنم لو قالوا اهلمزة يف املصدر اللتبس جبمع مجل فلما كان ذلك يؤدي إىل اللبس كسروا اهلمزة إلزالة اللبس فإن قيل فلم فتحوا

Page 91: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

حرف املضارعة من الثالثي وضموه من الرباعي قيل ألن الثالثي أكثر من الرباعي والفتحة أخف من الضمة فأعطوا وا بينهما األكثر األخف واألقل األثقل ليعادل

فإن قيل فاخلماسي والسداسي أقل من الرباعي فهال وجب ضمه قيل إمنا وجب فتحه لوجهني أحدمها أن النقل يف الثالثي أكثر من الرباعي فلما وجب احلمل

قوهلم يف عامل عامل ويف سامل سامل وأما اإلمالة للكسرة تعرض للحرف يف بعض املواضع فنحو قوهلم يف خاف خاف ا ألن اخلاء تكسر يف خفت فأمالو

وأما اإلمالة للياء فنحو قوهلم يف شيبان شيبان ويف غيالن غيالن وأما اإلمالة ألن األلف منقلبة عن الياء فنحو قوهلم يف رحى رحى ويف رمى رمى وأما اإلمالة ألن األلف تنزل منزلة املنقلبة عن الياء فنحو قوهلم يف حبارى حبارى ويف

سكارى سكارى ما اإلمالة لإلمالة فنحو رأيت عمادا وقرأت كتابا فإن قيل فما مينع من اإلمالة قيل حروف االستعالء واإلطباق وأ

وهي الصاد والضاد والطاء والظاء والغني واخلاء والقاف فهذه سبعة أحرف متنع اإلمالة فإن قيل فلم منعت هذه األحرف اإلمالة قيل ألن هذه األحرف

باب اإلمالة

ال قائل ما اإلمالة قيل أن تنحو بالفتحة حنو الكسرة وباأللف حنو الياء إن قفإن قيل فلم أدخلت اإلمالة الكالم قيل طلبا للتشاكل لئال ختتلف األصوات فتتنافر وهي ختتص بلغة أهل احلجاز

تفتقر إىل أسباب ومن جاورهم من بين متيم وغريهم وهي فرع على التفخيم والتفخيم هو األصل بدليل أن اإلمالة توجبها وليس التفخيم كذلك فإن قيل فما األسباب اليت توجب اإلمالة قيل هي الكسرة يف اللفظ أو كسرة تعرض للحرف يف بعض املواضع أو الياء املوجودة يف اللفظ أو ألن األلف منقلبة عن الياء أو ألن األلف تنزل منزلة املنقلبة

ة أسباب توجب اإلمالة عن الياء أوأمالة إلمالة فهذه ست فأما اإلمالة للكسرة يف اللفظ فنحو

عال بدرجة أو سلم واإلمالة مع غري الكسرة مبنزلة النزول من موضع عال من غري درجة أو سلم فبان الفرق بينهما ن فإن قيل فلم إذا كانت الراء مفتوحة أو مضمومة منعت من اإلمالة وإذا كانت مكسورة أوجبت اإلمالة قيل أل

الراء حرف تكرير فإذا كانت مفتوحة أو مضمومة فكأنه قد اجتمع فيها فتحتان أو ضمتان فلذلك منعت اإلمالة وأما إذا كانت مكسورة فكأنه قد اجتمع فيها كسرتان فلذلك أوجبت ا إلمالة فإن قيل فلم غلبت الراء املكسورة

ار القرار وما أشبه ذلك قيل إمنا غلبت اإلمالة للراء حرف االستعالء يف حنو طارد والراء املفتوحة حنو يف حنو داملكسورة مع احلرف املستعلى ألن الكسرة يف الراء اكتسبت تكريرا فقويت ألن احلركة تقوى بقوة احلرف الذي يتحملها فصارت الكسرة فيها مبنزلة كسرتني فغلبت بتسفلها تصعد املستعلي وكما غلبت الراء املكسورة احلرف

ي فكذلك الراء املفتوحة املشبهة به فإن قيل فلم مل تدخل اإلمالة يف احلروف قيل ألن اإلمالة ضرب من املستعلالتصرف أو لتدل األلف على أن اصلها ياء واحلروف ال تتصرف وال تكون ألفاهتا منقلبة عن ياء وال واو فإن قيل

فلم جازت اإلمالة يف بلى و يا يف النداء قيل أما بلى

Page 92: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

وتتصل باحلنك األعلى فتجذب األلف إىل الفتح ومتنعه من التسفل باإلمالة تستعلي فإن قيل فلم إذا وقعت بعد األلف مكسورة منعت اإلمالة وإذا وقعت مكسورة قبلها مل متنع قيل إمنا منعت من

حندار وهذه اإلمالة إذا وقعت مكسورة بعد األلف ألنه يؤدي إىل التصعد بعد اإلحندار ألن اإلمالة تقتضي االاحلروف تقتضي التصعد فلو أميلت ههنا ألدى ذلك إىل التصعد بعد االحندار وذلك صعب ثقيل فلهذا منعت من

اإلمالة خبالف ما إذا وقعت مكسورة قبل األلف فإنه ال يؤدي إىل ذلك فإنك إذا أتيت باملستعلي مكسورا أضعفت الءه مث إذا أملت احندرت بعد تصعد واالحندار بعد التصعد سهل خفيف فبان الفرق بينهما فإن قيل فهال استع

جازت اإلمالة إذا وقعت قبل األلف مفتوحة يف حنو صامت وذلك احندار بعد تصعد قيل ألن احلرف املستعلي الف ما إذا كان مكسورا ألن الكسرة مفتوح واحلرف املستعلي إذا كان مفتوحا زاد استعالء فامتنعت اإلمالة خب

تضعف استعالءه فصارت سلما إىل جواز االمالة ومل يكن جواز اإلمالة هناك ألنه احندار بعد تصعد فقط وإمنا كان كذلك ألن الكسرة ضعفت استعالءه وألنه احندار بعد تصعد فباعتبار هذين الوصفني جازت اإلمالة

دارا بعد تصعد فلم يوجد اآلخر وهو تضعيف حرف االستعالء بالكسرة اليت وههنا وإن وجد أحدمها وهو كونه احن هي سلم إىل جواز اإلمالة

فاإلمالة يف ضرب املثال مع الكسرة مبنزلة النزول من موضع

باب الوقف

إن قال قائل على كم وجها يكون الوقف قيل على مخسة أوجه السكون وهو حذف احلركة والتنوين واإلمشام -أن تضم شفتيك من غري صوت وهذا يدركه البصري دون الضرير والروم وهو أن تشري إىل احلركة بصوت وهو

ضعيف وهذا يدركه البصري و ا لضرير والتشديد وهو أن تشدد احلرف األخري حنو هذا عمر وهذا خالد

قام الفعل فجازت إمالتها كالفعل فإمنا أميلت ألهنا أغنت غناء اجلملة وأما يا يف النداء فإمنا أميلت ألهنا قامت م فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

اإلبدال يف حالة الرفع واجلر على ما بينا وأما اإلمشام فاملراد به أن تبني أن هلذه الكلمة حال حركة يف حال الوصل وكذلك الروم والتشديد فإن قيل فلم مل

احللق جيز اإلمشام يف حالة اجلر قيل ألنه يؤدي إىل تشويه وأما اإلتباع فألنه ملا وجب التحريك اللتقاء الساكنني اختاروا الضمة يف حالة الرفع ألهنا احلركة اليت كانت يف حالة

أنا ابن ماوية إذا جد النقر وكذلك حكم الكسرة يف -من الرجز -الوصل فكانت أوىل من غريها وقال الشاعر -من املتقارب -قول اآلخر

) فهش الفؤاد لذاك احلجل ... على ساقها أرتين حجال (

واإلتباع وهو أن حترك ما قبل احلرف األخري إذا كان ساكنا حركة احلرف األخري يف الرفع واجلر حنو هذا بكر ومررت ببكر فإن قيل فلم خصوا الوقف هبذه الوجوه اخلمسة قيل أما السكون فألن راحة املتكلم ينبغي أن تكون

لمة والوقف عليها والراحة بالسكون ال باحلركة فإن قيل فلم أبدلوا من التنوين ألفا يف حال عند الفراغ من الكالنصب ومل يبدلوا من التنوين واوا يف حال الرفع وال ياء يف حال اجلر قيل لوجهني أحدمها إمنا أبدلوا من التنوين ألفا

Page 93: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

رة ثقيلتان والوجه الثاين أهنم لو أبدلوا من يف حال النصب خلفة الفتحة خبالف الرفع واجلر فإن الضمة والكسالتنوين واوا يف حال الرفع لكان ذلك يؤدي إىل أن يكون اسم متمكن يف آخره واو قبلها ضمة وليس يف كالم

العرب اسم متمكن يف آخره واو قبلها ضمة ولو أبدلوا من التنوين ياء يف حالة اجلر لكان ذلك يؤدي إىل ان تلتبس فلذلك مل يبدلوا منه ياء على أنه من العرب من يبدل يف حالة الرفع واوا ويف حالة اجلر ياء بياء املتكلم

ومنهم من ال يبدل يف حالة النصب ألفا كما ال يبدل يف حالة الرفع واوا وال يف حالة اجلر ياء وهي لغة قليلة وأجود اللغات اإلبدال يف حالة النصب وترك

يؤدي إىل إثبات ما ال نظري له يف كالمهم رفضوه وعدلوا عن الكسر إىل الضم فقالوا بعضهم وعل ا فلما كان ذلك مررت بالبسر بضم السني ألن له نظريا يف كالمهم حنو طنب وحرض فاعرفه تصب إن شاء اهللا تعاىل

بكسر احلاء واجليم رف اإلعراب تلزمه احلركة إذا فإن قيل فهال جاز ذلك يف حالة النصب كما جاز يف حالة الرفع واجلر قيل ألن ح

كان منونا يف حالة النصب حنو قولك رأيت بكرا وال تلزمه يف حالة الرفع واجلر فإن قيل فهال جاز فيما مل يكن فيه تنوين حنو قولك رأيت البكر قيل محال على ما فيه التنوين ألن األصل هو التنكري فإن قيل فهال جاز أن يقال هذا

رت بالبسر بكسر السني يف الوقف كما جاز هذا بكر ومررت ببكر قيل ألهنم لو قالوا هذا عدل بضم الدال و مرعدل بضم الدال ألدى ذلك إىل إثبات ما ال نظري له يف كالمهم ألنه ليس يف كالمهم شيء على وزن فعل فلما كان

ا يف مجع حقو أحق و جرو أجر ذلك يؤدي إىل إثبات ما ال نظري له يف كالمهم عدلوا عن الضم إىل الكسر كما قالوو قلنسوة قلنس فقالوا هذا عدل بكسر الدال ألن له نظريا يف كالمهم حنو إبل وإطل ومل يقولوا مررت بالبسر

بكسر السني ألنه ليس يف األمساء شيء على وزن فعل إال دئل وهو اسم دويبة و رئم اسم للسته ومها فعالن نقال إىل االمسية وحكى

ني ا كاجليم وتبلغ نيفا وأربعني حرفا حبروف غري مستحسنة وهي القاف اليت بني القاف والكاف كالزاي والشوالكاف اليت بني اجليم والكاف واجليم اليت كالكاف واجليم اليت كالشني والصاد اليت كالسني والطاء اليت كالتاء

د الضعيفة املبدلة من الثاء وحكى أن منهم من والظاء اليت كالثاء والباء اليت كالفاء وحكى أبو بكر بن مربمان الضايقول يف اثرد اضرد وخمارجها ستة عشر خمرجا فاألول للهمزة واأللف واهلاء وهو من أقصى احللق مما يلي الصدر

والثاين للعني واحلاء وهو من وسط احللق والثالث للغني واخلاء وهو من أدىن احللق مما يلي الفم والرابع للقاف وهو قصى اللسان وما فوقه من احلنك واخلامس للكاف وهو أسفل من ذلك وأقرب إىل مقدم الفم والسادس للجيم من أ

والشني والياء وهو من وسط اللسان بينه وبني احلنك األعلى والسابع للضاد وهو من أول حافة اللسان وما يليها من األضراس

باب اإلدغام

ا حبرف مثله من غري أن تفصل بينهما حبركة أو وقف فينبو اللسان عنهما إن قال قائل ما اإلدغام قيل أن تصل حرفنبوة واحدة فإن قيل فعلى كم ضربا اإلدغام قيل على ضربني إدغام حرف يف مثله من غري قلب وإدغام حرف يف

رفان مقاربه بعد القلب فأما إدغام احلرف يف مثله فنحو شد ورد واألصل فيه شدد وردد إال أنه ملا اجتمع ح

Page 94: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

متحركان من جنس واحد سكنوا األول منهما وادغموه يف الثاين وحكم املضارع يف اإلدغام حكم املاضي حنو يشد ويرد وما أشبه ذلك وأما إدغام حرف يف مقاربه فهو أن تبدل أحدمها من جنس اآلخر وتدغمه فيه حنو احلق كلدة

ه ال طريق إىل معرفة تقارب احلروف إال بعد معرفتها واهنك قطنا واسلخ غنمك وادمغ خلفا وما أشبه ذلك غري أنومعرفة خمارجها وأقسامها وهي تسعة وعشرون حرفا وهي معروفة وقد تبلغ مخسة وثالثني حرفا حبروف مستحسنة

وهي النون اخلفيفة ومهزة بني بني واأللف املمالة وألف التفخيم وهي اليت ينحى هبا حنو الواو حنو الصالة والصاد

ه خمارج احلروف وهي تنقسم إىل املهموسة واجملهورة واملذلقة واملصمتة والشديدة والرخوة وما بني الشديدة فهذ والرخوة واملطبقة واملفتوحة واملستعلية واملنخفضة واملعتلة

لك فاملهموسة عشرة أحرف اهلاء واحلاء واخلاء والكاف والسني والشني والصاد والتاء والثاء والفاء وجيمعها قوستشحثك خصفة واجملهورة ما عدا هذه العشرة وهي تسعة عشر حرفا وجيمعها مد غطاء جعظر وقل بد ضيزن

واملذلقة ستة أحرف الالم والنون والراء وامليم والباء والفاء وجيمعها فر من لب واملصمتة ما عدا هذه الستة والشديدة مثانية أحرف وجيمعها أجدت طبقك

ة والرخوة مثانية أحرف أيضا جيمعها نوري المع والرخوة ما عداها واملطبقة أربعه أحرف وكذلك ما بني الشديدالصاد والضاد والطاء والظاء واملفتوحة ما عدا هذه األربعة واملستعلية سبعة أحرف أربعة منها هي اليت ذكرنا أهنا

واملعتلة أربعة أحرف اهلمزة وحروف املد مطبقة والثالثة األخر القاف والغني واخلاء واملنخفضة ما عدا هذه السبعة يف موضعها -عليها -واللني وهي األلف والياء والواو ومعىن املهموسة أهنا حروف أضعف االعتماد

وهومن اجلانب األيسر أسهل ر والثامن لالم وهو من أدىن حافة اللسان إىل منتهى طرفه والتاسع للنون وهو من فوق ذلك فويق الثنايا والعاش

للراء وهو من خمرج النون إال أن الراء أدخل بطرف اللسان يف الفم وهلا تكرير يف خمرجها واحلادي عشر للطاء والدال والتاء وهو من بني طرف اللسان وأصول الثنايا العليا والثاين عشر للصاد والسني والزاي وهو من بني

ثة حروف الصفري والثالث عشر للثاء والذال والظاء طرف اللسان وفويق الثنايا السفلى وتسمى هذه احلروف الثالوهو من بني طرف اللسان واطراف الثنايا العليا والرابع عشر للفاء وهو من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا

العليا واخلامس عشر للباء وامليم والواو وهو من بني الشفتني مل للسان فيها والسادس عشر للنون اخلفيفة وهو من اخلياشيم وال ع

هبا تقارب احلروف بعضها من بعض قيل فلم جاز أن تدغم الباء يف امليم لتقارهبما وال جيوز أن تدغم امليم يف الباء قيل إمنا مل جيز أن تدغم امليم يف الباء حنو

فلو أدغمت يف أكرم بكرا كما جيوز أن تدغم الباء يف امليم حنو اصحب مطرا ألن امليم فيها زيادة صوت وهي الغنةالباء لذهبت الغنة اليت فيها خبالف الباء فإنه ليس فيها غنة تذهب باإلدغام وكذلك أيضا ال جيوز أن تدغم الراء يف الالم كما جيوز أن تدغم الالم يف الراء ألن يف الراء زيادة صوت وهو التكرير فلو أدغمت يف الالم لذهب التكرير

م فإنه ليس فيها تكرير يذهب باإلدغام فأما ما روي عن أيب عمرو بن العالء من الذي فيها باإلدغام خبالف الالفالعلماء ينسبون الغلط يف ذلك إىل الراوي ال إىل أيب ) نغفر لكم خطاياكم ( إدغام الراء يف الالم يف قوله تعاىل

زيادة صوت ال يدغم عمرو ولعل أبا عمرو أخفى الراء فخفي على الراوي فتومهه إدغاما وكذلك كل حرف فيه

Page 95: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

فيما هو أنقص صوتا منه وإمنا مل جيز إدغام احلرف فيما هو أنقص صوتا منه ألنه يؤدي إىل اإلجحاف به وإبطال ما له من الفضل على مقاربه فإن قيل فالم التعريف يف كم حرفا تدغم قيل يف ثالثة عشر حرفا وهي التاء والثاء

والشني والصاد والضاد والطاء والظاء والنون حنو التائب والثابت والداعي والدال والذال والراء والزاي والسني والذاكر والراهب والزاهد

فجرى النفس معها فأخفاها واهلمس الصوت اخلفي فلذلك مسيت مهموسة ومعىن اجملهورة أهنا حروف أشبع و اإلظهار فلذلك مسيت جمهورة االعتماد عليها يف موضعها فمنعت النفس أن جيري معها فخرجت ظاهرة واجلهر ه

ومعىن املذلقة أهنا حروف هلا فضل اعتماد على ذلق اللسان وهو طرفه ولذلك مسيت مذلقة ومعىن املصمتة أهنا حروف ليس هلا ذلك االعتماد على ذلق اللسان وأصمتت بأن ختتص بالبناء إذا كانت الكلمة

رباعية أو مخاسية ولذلك مسيت مصمتة ة أهنا حروف صلبة ال جيري فيها الصوت ولذلك مسيت شديدة ومعىن الرخوة أهنا حروف ضعيفة ومعىن الشديد

جيري فيها الصوت ولذلك مسيت رخوة ومعىن ما بني الشديدة والرخوة أهنا حروف ال مفرطة يف الصالبة وال ظاهرة أهنا حروف يرتفع هبا اللسان الضعف بل هي يف اعتدال بينهما ولذلك كانت بني الشديدة والرخوة ومعىن املطبقة

إىل احلنك األعلى فينطبق عليها فتصري حمصورة ولذلك مسيت مطبقة ومعىن املفتوحة أهنا حروف ال يرتفع اللسان هبا إىل احلنك األعلى فينفتح عنها ولذلك مسيت مفتوحة ومعىن املستعلية أهنا حروف تستعلي إىل احلنك االعلى ولذلك

مسيت مستعلية املنخفضة عكس ذلك ومعىن املعتلة أهنا حروف تتغري بانقالب بعضها إىل بعض بالعلل املوجبة لذلك ولذلك ومعىن

مسيت معتلة ومسيت األلف والياء والواو حروف املد واللني أما املد فألن الصوت ميتد هبا وأما اللني فألهنا النت يف ه يف احللق فهذا ما أردنا أن نذكره من معرفة خمارج خمارجها واتسعت وأوسعهن خمرجا األلف ويسمى اهلاوي هلوي

احلروف وأقسامها اليت يعرف

والساهر والشاكر والصابر والضامر والطائع والظافر والناصر أحد عشر ا حرفا من حروف طرف اللسان وحرفان حدمها أن هذه خيالطان طرف اللسان ومها الضاد والشني وإمنا أدغمت الم التعريف يف هذه احلروف لوجهني أ

احلروف مقاربة هلا والوجه الثاين أن هذه الالم كثر دورها يف الكالم وهلذا تدخل يف سائر األمساء سوى أمساء األعالم واألمساء غري املتمكنة وملا اجتمع فيها املقاربة هلذه احلروف وكثرة دورها يف الكالم لزم فيها اإلدغام وأما

شاذ الذي ال يعتد به فإن قيل فما األصل يف ست و بلعنرب قيل اما ست فأصلها من أظهر الالم على األصل فمن السدس بدليل قوهلم يف تصغريه سديس ويف تكسريه أسداس إال أهنم أبدلوا من السني تاء كما أبدلوا من التاء سينا يف

لتاء فصار إىل ست وأما اختذ فقالوا استخذ فلما أبدلوا ههنا من السني تاء صار إىل سدت مث أدغموا الدال يف ابلعنرب فأصله بنو العنرب إال أهنم حذفوا احلرف املعتل لسكونه وسكون الالم ومل ميكنهم اإلدغام حلركة النون

وسكون الالم فحذفوا النون بدال من اإلدغام ومن ذلك قوهلم بلعم يريدون بين العم قال

-من الطويل -الشاعر ومن ذلك قوهلم علماء بنو فالن يريدون ) جليدا ومل تعطف عليك العواطف ... ن إذا غاب غدوا عنك بلعم مل يك(

على املاء قال الشاعرا

Page 96: كتاب : كتاب أسرار العربية · ﻦﻣ ﺪﺳﺎﻓ ﻪﻧﺃ ﻻﺇ ﲎﻌﳌﺍ ﺔﻬﺟ ﻦﻣ ﺎﺤﻴﺤﺻ ﻥﺎﻛ ﻥﺍﻭ ﻥﻮﻴﻓﻮﻜﻟﺍ ﻪﻴﻟﺇ

يريد على املاء وهذا كله -من الطويل -) وعجنا صدور اخليل شطر متيم ... غداة طفت علماء بكر بن وائل ( الشاذ الذي ال يقاس عليه فاعرفه تصب إن ليس مبطرد يف القياس وإمنا دعاهم إىل ذلك كثرة االستعمال وهو من

شاء اهللا تعاىل مت الكتاب واحلمد هللا رب العاملني وصلواته على سيدنا حممد النيب واله الطاهرين و سالمه

ISLAM ICBOOK.WS ين| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا جمي