Diwaniya branchbecm-iq.org/papers/uobj_paper_2019_5938449.pdfةمــــْرقكا ةْٓا يب ت أت مك ،رَخآ ظٍفلك ل ْصفت وً امÌوإ اٌْكإ بوسومكا

م2019 /نيسان جامعة بابل /علوم التربوية واإلنسانية األساسية للكلية التربية مجلة 43العدد/

2084

في "آية السرقة" في القرآن الكريم أثر المروي عن السنة في التوجيه النحوي وسام فخري جويح الحسناوي .م.م

/ فرع الديوانيةالجامعة اإلسالمية في النجف األشرفThe Related Consequence of Grammar Aproach on Sunna in the Aya of stealing"

in the Holy Quran"

Ass. Lec. Wisam Fakhri Jwayih Al Hasnaoui

Islamic University in Najaf\ Diwaniya branch [email protected]

Abstract Control of the grammatecal router- as in this research - the speech gained strength soil, stretched

on the impact of the effects of text holy as sacred, and this effect is the modern prophet, who was sick

in the books of understanding, from the conversation or read the Qur'an, are as two they change the

rule, or provide interpretation, if you look in the verse on the concept that its meaning is not indicative

of the phenomenon of the word; because the Qur'anic text is brief, and the Hadeeth care about the

details of this acronym, the Showed that that what is narrated of the Hadith can not be elaborate verse

that are brief in their view, because this attributed to it but it is a detail to utter another, didn't come by

verse screened.

Grammars have been refused to say about: (a deals their eyes), with the word will combine, with

one eye from both of them; Conservative confusion, in added that was intended to sanction when added

to contained, or about: (coined the hearts of them), admissible, but a way to talk when Arabs, and this

is a (add Muthanna to built it), but they did not prevent the gathering of the word (hand) when the will

of the sanction, as were gathering in the term (eyes), in saying God says: ((and thieves and robber they

break their hands)) Table-38, with the will of one hand each of them, despite the confusion in total;

Adhering to the unanimity on what Roy of the Prophet that al-murad one hand, is the right of each, the

presumption here is the confusion. The research reveals the problem is clear: that is attributed to

Prophet will cut the right hand - borvayeh-ye spoilers - is considered, with about a meeting between the

Koranic verses, and the acronym irrigated, which is a breakdown of the acronym enshrined in the

interview - in order to establish the occasion of the specifics of the abbreviation - the following:

Any sentence to be valid by the question: (Any hands go? Right or the North

1- sentence: ((break their hands((

2- sentence: break two hands of them.

and have outweighed by the second sentence; to that question on the right and the North, which

is that what Roy of the prophet, but is to say: break their hands, with the word Muthanna, and the term

gathering of the verse he went on the question, he went with the fact that oral evidence.

No one can deny unanimity, or suspected agreed common, and will look to be, but the belief that

zhaher Koranic verses officers to Goya (grammatically correct), it is contrary to the modern prophet

and not, contradicted him.

We have found in this research suggests some of the offence, so that a verse in the risk of

ambiguity that drew the attention of the grammars, and that it made sense in contravention of the

benefit of the word it. All that incorporated nhoyen books, novels spoilers, which receive Inshallah

Almighty God.

Keywords: Sunna, the apparent pronunciation, confusion, confirms, read, interpret, question, right,

North, cutting, Muthanna, combine, add Muthanna to included, detailing, overall, their

hands, two hands, irrigated, Your heart.


2085

:ملخص الامتدت عن أثر من آثار النص الكريم بوصفه ،خطاب اكتسب قوة تأويلية -في هذا البحث –هيمن على التوجيه النحوي

أو ،فترى النحويين يغيرون حكما ،التي تمثلت بالمروي في كتب التفسير، من حديث أو قراءة قرآنية ،وهذا األثر هو السنة ،مقدسا نظرا إلى أن النص ؛إذا ما نظروا في آية أجمع المفسرون فيها على أن معناها ال يدل على ما يقتضيه ظاهر اللفظ ،يجتر حون تأويال أن ما روي عن السنة ال يصدق أن يكون –في بعض المواضع –فــنجم بذلك ،أثر يعنى بتفصيل هذا المجمل والسنة ،القرآني مجمل

.لم تأت به اآلية الكريـــــــمة ،ألن هذا المنسوب إليها إنما هو تفصيل للفظ آخر ؛تفصيال لآلية المفترض إجمالهاوذلك في ،احترازا من اللبس ؛مع إرادة عين واحدة من كل منهما ،بلفظ الجمع ،)فقأت أعينهما( :و لقد منع النحويون أن يقال نح

وهذا ،بل هو طريقة الكالم عند العرب ،فجائز ،)صغت قلوبهما( :المضاف الذي يقصد منه التثنية عند إضافت ه إلى متضمن ه، وأما نحوكما منعوا الجمع في لفظ ،إال أنهم لم يمنعوا الجمع في لفظ )األيدي( عند إرادة التثنية ،ى متضمنه(من باب )إضافة المثنى إل

يهما((المائدة/ :وذلك في قول ه تعالى ،)األعين( ه ،مع إرادة يد واحدة من كل واحد منهما ،38))والسار ق والسار قة فاقطعوا أيد رغم التباس وهنا .فثمة قرينة تدفع اللبس ،هي اليمين من كل منهما ،؛ تمسكا باإلجماع على ما روي عن السنة من أن المراد يد واحدةبالمجموع

ب إلى السنة من إرادة قطع اليد اليمنى :يظهر مشكل البحث جليا بإزاء مقابلة بين ،نظرال يخلو من -برواية المفسرين -أن ما نس من أجل التثبت من مناسبة المفصل -وقد نصت المقابلة ،وبين المروي الذي هو تفصيل لهذا المجمل ،النص القرآني المفترض إجماله

:على اآلتي –للمجمل ؟(؟اليمين أم الشمال ؟)أي اليدين تقطع :إلى أي جملة تصح نسبة هذا السؤال

ما :جملة -2. ))اقطعوا أيديه ما(( :جملة -1 .اقطع وا يديه ح نسبته إلى الجملة الثانية :إنما يلقى إلى من يقول ،الذي هو مفاد ما روي عن السنة ،ألن السؤال عن اليمين والشمال ؛وقد رج

.وذهب معه كون المروي دليال ،وأما لفظ الجمع في اآلية فقد ذهب عنه السؤال ،بلفظ المثنى ،اقطعوا يديه مانما االعتقاد أن لظاهر ،أو يشك في متفق عليه شائع ،ليس ألحد أن ينكر إجماعا وما من شأن البحث أن يكون كذلك، وا

بحيث تدخل ،ة وال تنقضه، وقد وجدنا في هذا البحث ما يشي ببعض تلك المخالفةال تخالفه السن ،النص القرآني ضابطا لغويا )نحويا(وذلك أنها أضحت بمعنى يخالف ما يفيده ظاهر لفظها. كل ذلك موسوم به ،اآلية الكريمة في محذور اللبس الذي نبه عليه النحويون

.اهلل تعالىمما نستقبل إن شاء ،كتب النحويين وروايات المفسرينبعد إيراد ،ديدنه التأني في المقابلة بين اآلراء، وغايته تقديم قراءة واعية ،اقتضت مشكالت البحث اعتماد منهج تحليلي تفكيكي

يت أبرز مالمح هذا البحث لقد طو .ولكن بشفاعات نقلية روائية ،احت ماالت على تلك اآلراء التي انبثقت عن قراءات هي أيضا منضب طة .بمقدمة مهدت وأثارت، حتى اختز لت نتائجه بخاتمة أوجزت وأشارت

إضافة المثنى ،الجمع ،المثنى ،القطع ،الشمال ،اليمين ،سؤال ،تأويل ،قراءة ،مصداق ،اللبس ،ظاهر اللفظ ،السنة :الكلمات المفتاحية .قلوبكما ،يديهما ،أيديهما ،المروي ،مجمل ،تفصيل ،إلى متضمنه

المقدمـــــــةد ويين لتلك المسألة توجيها استنفتمثلت بتوجيه النحفأما اللغوية ف ،وأخرى تفسيرية ،سلطة لغوية :فهذا بحث يتنازعه سلطتان

وال يكاد يشهد ببراعة النحويين في هذا ،اإلقناعيت ها من اجتهاد غايته وسبرت غور مشروع ،محاوالت تجاوزت الوصف إلى إقرار حكم ، أعني السلطة األخرى في هذا البحثوهو السلطة ،االجتهاد إال من اطلع على الصنف اآلخر الذي امتح منه النحويون أقوالهم

؛ ألن المفسرين قد جاءوا بالسنة دليال على ما ذهبوا ألة قراءة أخرىحاول قراءة المسالتي مثلت الحجاب المستور أمام من ي ،التفسيرية .وفي أمر مختلـــــف ،والسنة في عرفهم هي األصل الذي يحتكم إليــه في مجمل ،إليه


2086

يهما(())والسار ق والسار قة فاقطع :حول قوله تعالى –في إضافة المثنى إلى متضمنه –دار الكالم ولم تكن اإلضافة ،1وا أيد وذلك أنهم أوضحوا أن من ،السنة عند المفسرين إال بعد أن لجأوا إلى ما ورد عن ،مشكال عند النحويين -من أول وهلة –في )أيديهما(

، وذلك نحو 2في كل ما كان المضاف فيه شيئا مفردا من شيئين أضيف هو إليهما ،عادة العرب أن يلفظوا بالمثنى كما يلفظون بالجمعإن –بل إن النحويين أقروا قاعدة مفادها أن كل مضاف مما هو في الجسد ،3))إ ن تتوبا إ لى الله فقد صغت قلوبكما(( :قوله تعالى

،اثنان -في الجسد–سواء أكان من هذا المضاف ،فاألولى أن يكون بلفظ الجمع -متضمنه المثنى قصد به التثنية عند إضافته إلىولكن صار األمر مختلفا .4واألنف والظهر ،والرأس ،نحو القلب ،منه واحد -فيه–أم كان ،واألذنين ،والرجلين، والعينين نحو اليدين،

فذهبوا ،أو دليال على المعنى المراد ،بوصفه سياقا حاكما ،فقيدوا كالمهم بشرط )عدم اللبس( ،ةبعدما نظر النحويون فيما روي عن السن فال يجوز أن ،؛ مخافة اللبسإال بقيام الدليل ،عند إضافتهما إلى متضمنيه ما ،إلى عدم جواز جمع المثنى الذي في الجسد منه اثنان

.5وعينا من ذاك ،د عينا من هذاوأنت تري ،فقأت أعينهما :تقولولم أعن بذلك ،وفي الثقافة التفسيرية عامة ،في التوجيه النحوي خاصة ،من شأن البحث أن يكشف عن أثر ما روي عن السنة

فإنما يعنى بهذا بحث ،كال ،إضفاءه معنى آخر مغايرا لما ذهب إليه المفسرون وتب عهم النحويون ،معنى )القطع( في السياق القرآني نما القصد إلى بيان ما أثارته الروايات من خالف بين ،وفي مفردات ألفاظ القرآن الكريم ،يهتم بقضايا المعجم في اللسان العربي وا

هم ن النحويين من لم يفرق بين ،وبينهم وبين النحويين من جهة أخرى ،ن جهةم ،المفسرين أنفس ،نحو )أيديهما( وبين نحو )قلوبكما(فم . بيد 6ة دليال على ما يذهب إليـــــهمتخذا السن -أيضا –ومنهم من لم يفرق بينهما ،؛ التزاما بالدليل الوارد عن السنةومنهم من فرق بينهما

قرآنية قرأها صاحبها نقال عن الرسول الكريم )عليه أهو قراءة ،اضطربوا في ماهية هذا الدليل -رحمهم اهلل تعالى –أن المفسرين 7أم هو حديث متواتر عنه أيضا؟ ؟الصالة والسالم(

،متخذين المرويات دليال على ذلك ،هي اليمين ،من كل سارق وسارقة ،أجمع المفسرون على أن القطع يكون ليد واحدة لتمسون ي -بعد ذلك–فطف ق النحويون ،8))والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهما(( :)رض( معضدين آراءهم بقراءة عبد اهلل بن مسعود

يهما((، بأن الجمع ال يعني أربع أيد علة للجمع في قوله تعالى نما أريد بالسارق والسارقة النوع ،: ))فاقطعوا أيد أي عموم السارق ،وا يدا من :تعني )أيديهما( -أيضا –، ومن ثم مجموع أيمان السارقين والسارقات فم ن ثم أريد بالجمع ،بعينه ؛ ألنه لم يرد سارق والسارقة

.ويدا من هذه ،هذا

1 .38المائدة/ سورة -2معاني القرآن للفراء، تحقيق أحمد ، و622-3/621م، 2009، مكتبة الخانجي، القاهرة 5الكتاب لسيبويه، تحقيق وشرح عبد السالم محمد هارون، طينظر: -

، 1شرح كتاب سيبويه ألبي سعيد السيرافي، تحقيق أحمد حسن مهدلي، وعلي سيد علي، ط، و1/306يوسف نجاتي، محمد علي النجار، دار السرور، )د.ت(،

.4/364م، 2008دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 3 .4سورة التحريم/ -4يضاح في شرح المفصل البن ، واإل2/173م،1988،عالم الكتب، بيروت، 1ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج، تحقيق الدكتور عبد الجليل عبده شلبي، ط -

.1/534الحاجب، تحقيق الدكتور موسى بناي العليلي، مطبعة العاني، بغداد، )د.ت(، 5 .3/361م، 1978ينظر: شرح الرضي على الكافية، تصحيح وتعليق: يوسف حسن عمر، طرابلس، جامعة قارينوس، -6 .3/361، وشرح الرضي 1/534ينظر: اإليضاح في شرح المفصل -7قراءة، وإال فهو تفسير(( المغني،البن قدامة المقدسي، -إن كان-)فاقطعوا أيمانهما(، وفي ذلك يقول ابن قدامة: ))وهذا سيأتي أن عبد هللا بن مسعود )رض( قرأ: -

المملكة العربية -لكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الرياض، دار عالم ا3تحقيق الدكتور عبد هللا بن عبد المحسن التركي، والدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، ط

.441-12/440م، 1997-هــ1417السعودية، 8ض التنزيل وعيون األقاويل في وجوه الكشاف عن حقائق غوام، و8/408 تفسير الطبري، تحقيق د. عبد هللا بن عبد المحسن التركي، دار هجر، )د.ت(،ينظر: -

، و الجامع ألحكام القرآن، 2/234م، 1998، مكتبة العبيكان، الرياض، 1التأويل، للزمخشري، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود، وعلي محمد معوض، ط

كي، شارك في تحقيق هذا الجزء محمد رضوان عرقسوسي، والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان،للقرطبي، تحقيق الدكتور عبد هللا بن عبد المحسن التر

، دار المرتضى 1، ومجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي، ط7/471م،2006-هــ1427لبنان، -، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت1ط

ير السمرقندي )بحر العلوم(،ألبي الليث السمرقندي، تحقيق وتعليق ، وتفس3/273م، 2006 -هــ1427لبنان، –للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع، بيروت

م، 1993-هــ1413لبنان، -، دار الكتب العلمية، بيروت1الشيخ علي محمد معوض، والشيخ عادل أحمد عبد الموجود، والدكتور زكريا عبد المجيد النوتي، ط

.4/262بي، تحقيق د.محمد أحمد الخراط، دار القلم،دمشق،)د.ت(، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، للسمين الحل، و1/433


2087

والذي ،هي الدليل على أمن اللبس، وعلى اطراد الباب ،أن السنة النبوية التي تمثلت بإجماع المفسرين ،قرر النحويون آنفا فذان ك احتماالن لم ،أدخال كل مشكل ،بمعنى أن االعتماد على المرويات، واعتبار اإلجماع ،قوف عنده هو خالف ذلكينبغي الو

بدال من أن ،ي فعارض التفسير المعطى اللغو ،دقيقة -في هذه المسألة-بل حرفا مسار قراءة للنحويين ،يفصال مجمال في اآلية الكريمةمع أنهم أقروا أن هذا الجواز مخصوص به -مع قصد التثنية بالمضاف -)فقأت أعينهما( :وزوا نحوج ي أن وألزم ذلك النحويين ،يبينه

.النعقاد اإلجماع على أن السنة بينتـــــه ؛اآلية الكريمةيشب ه ))فاقطعوا أيديهما((، بمعنى أنه ال دليل يقوى – على مجيء المثنى بلفظ الجمع -إن الالفت للنظر أنه لم ير د شاهد

،)ظهورهما( و ،)قلوبكما( :ورد نحو ،نعم ،ال غير ،ذلك المعطى الذي يفضي إلى إرادة الجمع الظاهرة ،على معارضة المعطى النحوي إال .والعينين ،كاليدين ،زاء ما كان في الجسد منه اثنانلكن نحو ذلك لم يعن شيئا بإ ،بلفظ المفرد أيضا ،)ظهرهما()رأسهما(، و :ونحوفلم يجوزوا قطع اليد اليسرى في ،بظاهر النص الكريم، الذي يفيد مطلق الجمع ،في آية السرقة ،لم يلتزموا -أعني المفسرين–إنهم

ألنه لفظ جمع أريد به التثنية، يمين من هذا ،فيد هذا المعنىمحتجا بأن جمع )أيديهما( ال ي ؛بل منع بعضهم ذلك ألبتة ،السرقة الثانية .1ادا إلى مرويات السنة الكريمة، استنفي السرقة الثانية إلى قطع الرجل اليسرى -بناء على هذا–ويمين من هذه، فذهبوا

وهو أن ،احتجاجا ير د عليه -أيضا –أن احتجاجهم بعدم إفادة لفظ )أيديهم( اليد اليسرى، يتضمن :مفاده ولم يخل هذا من نظر فكيف تقطع الرجل اليسرى في السرقة الثانية؟ وكأن ،قطع الرجل، فضال عن الرجل اليسرى -التزاما بالظاهر–لفظ )أيديهم( لم يف د

،، من جهة)مفهوم الدور( بين ظاهر النص بحث مثل مصداقا من مصاديق -النحويون في آية السرقة هذه وتب عهم- بحث المفسرين .كالهما يحيل إلى اآلخر ،من جهة أخرى ،وبين مرويات السنة

؟هل إن )أيديهما( في اآلية الكريمة مصداق للمثنى الذي لف ظ به كما لفظ بالجمع :البحث حول سؤاالت مشروعة هي يدور و هل في اإلجماع على ذلك نظر؟ وهل ؟التثنية؟ ثم هل تخال ف السنة النص الكريم بوصفه نصا لغويا معنى)أيديهما( وهل أريد بلفظ

ال للمجمل ؟وبين كونه مخال فا ،ثمة فرق بين كون المروي مفصأخرى بإزاء القراءات التراثية إذ يحفر عميقا لينقب عن قراءة ؛وأن للبحث جهة أخرى تنأى عن ادعاءات الكمال والتمام ،هذا

له على تلك القراءات، است ئناسا بقول ه تعالى ،)النحوية التفسيرية( .2فال يتدبرون القرآن(())أ :عله يظفر باحتمال يدخ . وكما أغدق وأكرم ،كما أنعم ،والحمد هلل رب العالمين البحث

ا لفظ الجمع يدل عليه ،بحيث صارت التثنية عندهم جمعا ،كما الجمع ،بأن التثنية ضم ،قرب النحويون بين المثنى والجمع ح عن قيد يتصل بمبدأ )أمن اللبس( الذي نبه عليه بعض ،وصف سوى بينهماهــ( 180)تدونة سيبويه م فقد ورد في ،هذا ولم يفص

،3فتكلم به كما تكلم به وأنتم ثالثة )...( ألن التثنية جمع(( ،وأنتما اثنان ،فعلنا :نظيره قولك :))وقال الخليل :النحويين، قال سيبويهمع ،وصف الختيار لفظ الجمع على لفظ المثنى -في األقل –أو ،هذا تعليل عام .4))ولذلك قال بعض األصوليين إن المثنى جمع((

.رغم اختالف اللفظ ،بأن معنى التثنية باق ،إرادة معنى التثنيةال تاما لما سماه النحويون فيما ال يصلح تعلي ،اثنان(( وأنتما ،))فعلنا :وجدنا أن قوله ،إذا أنعمنا النظر في كالم سيبويه

،وأعني بالتعليل التام ،6أو ما صدر به سيبويه بابه بـــ))ما لف ظ به مما هو مثنى كما لف ظ بالجمع(( ،5)إضافة المثنى إلى متضمنه(:بعد

1تفسير البغوي )معالم التنزيل(، البن مسعود البغوي، حققه وخرج أحاديثه: محمد عبد هللا النمر، عثمان جمعة ضميرية، سليمان ، و3/273ينظر: مجمع البيان -

.54-3/53م، 1989-هــ1409لرياض، ، دار طيبة للنشر والتوزيع، ا1مسلم الحرش، ط2 .24، وسورة محمد/82سورة النساء/ -3 .4/364، وينظر: شرح السيرافي 3/622الكتاب لسيبويه -4 .3/361شرح الرضي -5 .3/360ينظر: شرح الرضي -6 .3/621الكتاب -


2088

، علته 1))إ ن تتوبا إ لى الله فقد صغت قلوبكما(( :التثنية في قوله تعالى فاختيار لفظ الجمع على لفظ ،التعليل الذي يبنى على قياس تام فتكلم به كما تكلم به وأنتم ،وأنتما اثنان ،كما تقول ))فعلنا ،)قلباكما وقلوبكما( :أن التثنية والجمع في اآلية سواء –بحسب سيبويه –

إذ ليس لهم عن ذلك ؛فعلنا :بخالف االثنين اللذين يقوالن ،فقد صغى قلباكما :إال أن الفارق في هذا القياس أنه يمكن أن يقال ،2ثالثة(( .مندوحـــــــــةالذي بمعنى أن الفارق ،يمكن أن نحمله على أنه وصف ليس لواصف ه سلطة واضحة على المخاطب ،بقراءة متأنية لهذا القياس

))والسار ق والسار قة فاقطعوا :فلفظ الجمع في )أيديهما( من قول ه تعالى ،أشرنا إليه في القياس يمثل فسحة واسعة لقراءة أخرى لهذا البابيهما(( أن التثنية جمع بحسب وصف بناء على ،على طريقة التعبير عن المثنى بلفظ الجمع ،)يديه ما( :ربما قصد به المثنى ،3أيد :حمال على الفارق الذي تفضي إليه مقولة ،كان لفظ الجمع هاهنا مقصودا به معنى الجمع –استغالال لتلك الفسحة –وربما ،سيبويه

وال سيما أن ،ة إلى لفظ التثنيةفللمتكلم عن ذلك مندوح ،إذ لم يعد لفظ الجمع في )أيديهم( داال على التثنية فحسب ،4))إن التثنية جمع(( .بعبارة النحوييـــــن ،لفظ الجمع هذا ال يؤمن به اللبس

جمع ،حتى لقد أخذوا عليه عدم تفريقه بين نوعين من الجمع ،واجتهدوا فيه كل اجتهاد ،من هنا تأول النحويون كالم سيبويه د منه ولم يفرق سيبويه بين أن يكون متحدا في كل واحد )) :هــ(688)ت قال الرضي ،لتثنيةوآخر يراد به ا ،يراد به معناه الذي قص

وبدا بعد ذلك تعليل فيه نزعة توجيه أو .5((استدالال بقوله تعالى: ))فاقطعوا أيديهما(( ،، نحو: أيديكماكوننحو: قلوبكما، أو ال ي ،منهمانيهما ،تصويب بمعنى أنك يجب ،وجب عليه اختيار لفظ الجمع على لفظ التثنية ،وذلك أن المتكلم إن أراد أن يضيف جزءين إلى متضم: هــ(311)ت قال الزجاج ،فجعلوا الجمع أصال للتثنية ،)اقطعوا أيديهما( دون )يديهما(دون )قلباكما(، و ،)صغت قلوبكما( :أن تقول

،فإذا لم يكن اختصار ،الجمع؛ ألنك إذا ثنيت الواحد فقد جمعت واحدا إلى واحد )...( فالتثنية يحتاج إليها لالختصار ))فأصل التثنيةكل شيء موحد من خلق اإلنسان إذا ذكر مضافا إلى اثنين : ))هــ(207)ت. وقال الفراء 6وأصله الجمع(( ،رد الشيء إلى أصله

وموضع .7((إن تتوبا إلى اهلل فقد صغت قلوبكما ومثله: ،ومألت ظهورهما وبطونهما ضربا ،فقيل: قد هشمت رؤوسهما ،جمع ،فصاعدا فإن مجيئه ،فألن القلب مضاف إلى متضمنه ،أن ما ورد من ذلك مجموعا ال يمكن أن يحمل على غير معنى التثنية ،الشاهد هاهنا

.اة غير مجموعةعل م بلفظ الجمع أنها مثن ،وألن )األيدي( مضافة إلى متضمنيهانية منه: )قلوبكما(، إرادة التث بلفظ الجمع يعنيرغم ،، وال احتمال فيه لمعنى الجمعإنما يراد به التثنية الجمع ورد بلفظ –بهذا الوصف –وكأن النحويين قرروا أن كل مضاف

قال الرضي ،باستكراه اجتماع مثنيين لفظا ومعنى ،واختيار لفظ الجمع ،وقووا ذلك بتعليل آخر يرجح ترك لفظ التثنية ،ظاهر اللفظأما لفظا ،مع اتصالهما لفظا ومعنى ،وذلك الستكراههم في اإلضافة اللفظية الكثيرة االستعمال اجتماع مثنيين): )هــ(688)ت

ذن8فألن الغرض أن المضاف جزء المضاف إليه(( ،فباإلضافة، وأما معنى فالمعنى في كل مضاف اشتمل على هذا الوصف هو ،، وا .التثنية دون الجمع

مع أنهم ،أن هؤالء النحويين لم ينظروا إلى جمع )أيديهما( في اآلية الكريمة على أنه موضع لبس ،إن ما ينبغي أن نقف عنده في إمكان جمع هذا هــ( 646)تقال ابن الحاجب ،منزلة قرينة تحول دون اللبسألن ما روي عن السنة عندهم ب ؛نبهوا عليه كثيرا

وهو مردود بقوله ،كقوله تعالى:))فقد صغت قلوبكما(( ،))وقال الكوفيون: شرطه أن يكون األول متحدا في كل واحد منهما :اللفظ

1 .4سورة التحريم/ -2 .3/622الكتاب -3 .38سورة المائدة/ -4 .3/361، وينظر: شرح الرضي 3/622الكتاب -5 .1/534، وينظر: اإليضاح في شرح المفصل 3/361شرح الرضي -6ألن أكثر ما تكون عليه الجوارح اثنين في اإلنسان، اليدين والرجلين، والعينين، وإنما اختير الجمع على التثنية ؛وقال الفراء: )). 2/173معاني القرآن وإعرابه -

.1/307فلما جرى أكثره على هذا، ذهب بالواحد منه إذا أضيف إلى اثنين، مذهب التثنية(( معاني القرآن للفراء 7 .4/364، وينظر: شرح السيرافي 1/306معاني القرآن للفراء -8 .2/67، والتذييل والتكميل ألبي حيان، تحقيق د.حسن هنداوي، دار القلم، دمشق )د.ت(، 1/534، وينظر: اإليضاح في شرح المفصل 3/360 شرح الرضي -


2089

،كما هو مذهب الكوفيين ،: ))والحق هــ(688)توقال الرضي ،1فبطلت شرطية االتحاد(( ،والمراد أيمانهما ،الى: ))فاقطعوا أيديهما((تعهل نبه سيبويه على هذا اللبس أو :أولهما ،وهنا سؤاالن ال بد منهما .2إال مع قرينة ظاهرة كما في اآلية(( ،أن الجمع في مثله ال يجوز

أم أن ؟))اقطعوا أيديهما(( ورد فيه المثنى بلفظ الجمع بوجود قرينة أزالت اللبس :أثمة نظير من الشواهد لنحو :وثانيه ما ؟أشار إليه ؟لما روي عن السنة -فحسب–اشتراط أمن اللبس هو عنوان آخر

قال ،وبين ما كان فيه منه اثنان ،بين ما كان في الجسد منه عضو واحد على بعض عدم التفريقلقد أخذ النحويون بعضهم ق )) :هــ(688)ت الرضي استدالال ،نحو: أيديكما ،نحو: قلوبكما، أو ال يكون ،بين أن يكون متحدا في كل واحد منهما سيبويهولم يفر

،3((، إال مع قرينة ظاهرة كما في اآليةأن الجمع في مثله ال يجوز ،يينكما هو مذهب الكوف ،والحق ،بقوله تعالى: ))فاقطعوا أيديهما(( ،ما أحسن رؤوسهما :وذلك قولك ،كل واحد منهما بعض شيء مفرد من صاحب ه ،))وهو أن يكون الشيئان :وذلك من ظاهر قول سيبويه

يهما(((( ،))إ ن تتوبا إ لى الله فقد صغت قلوبكما(( :وقال عز وجل ،وأحسن عواليهما ، فجمع بين 4))والسار ق والسار قة فاقطعوا أيد فتثنيته ،بقطع النظر عن كون هذا الجزء واحدا أو متعددا ،في ضمن المثنى الذي هو بعض شيء من صاحبه ،)أيديهما()قلوبكما( و

االتحاد في تثنية هذا النوع من -بحسب هذه القراءة –سيبويه لم يشترط ،ومن ثم ،لفظ الجمع جائزة عند إضافته إلى متضمن هب .المضاف بهذه الطريقــــــة

نما اختير الجمع على التثنيةهــ(207)تقال الفراء ،ألن أكثر ما تكون عليه الجوارح اثنين في اإلنسان: اليدين ؛: ))وا معنى هذا أن ما كان في .5مذهب التثنية(( ،ذهب بالواحد منه إذا أضيف إلى اثنين ،فلما جرى أكثره على هذا ،والعينين ،والرجلين

نظرا إلى ؛فــ)قلوبكما( إنما ثنيت بلفظ الجمع ،ه بلفظ الجمعفي إمكان تثنيت ،محمول على ما كان فيه منه اثنان ،الجسد منه عضو واحدألن ؛فجم ع لفظ )قلوبكما( مع إرادة التثنية ،، أي جمعا قتضي أن تكون النتيجة منها أربعةت ،أن إضافة نظيرها )مما هو بعض شيء(

ن القياس على أ -من هنا -وينتج ،أو أربع أرجل ،أي أربع أيد ،إضافة اليدين أو الرجلين تستلزم أن تكونا مع ما تضافان إليه جمعا ، أن هذا القياس يقتضي أن لفظ الجمع لى متضمنها تستلزم معنى الجمعبأن إضافتها إ ،، مما في الجسد منه اثناناألكثر من األعضاء

ومن هنا يحيل كالم الفراء ،ألن األصل فيه هو معنى الجمع ؛غير مقصود به التثنية ،في المضاف الذي يكون في الجسد منه اثنانحتى إن ،ففي هذا القياس نظر .ما فيه منه اثنان بينو ،بين ما في الجسد منه واحد كما فرق أكثر النحويين ،لى تفريق ال بد منهع

.6وبين ما في الشيء منه اثنان(( ،بغي أن يفصل بين ما في الشيء منه واحدإنما ين ،))وهذا خطأ :إذ قال ،الزجاج خطأه دون ،وأن نحو )قلوبكما( محمول عليه في اللفظ ،إن داللة نحو )أيديهما( في األصل هي الجمع :نقول ،على وفق كالم الفراء .بخالف )قلوبكما( التي ال تحتمل إال التثنية ها هنا ،وليس المثنى ،دل على الجمع ،)أيديهما( :فإذا قيل ،المعنى

يهما(( عنده ،ال جرم أن من أنعم النظر في كالم سيبويه إذ جمعهما ؛بمنزلة ))فقد صغت قلوبكما(( ،وجد أن ))فاقطعوا أيد ،فمعناهما ،، إذ لف ظ تحت هذا الباب بــ)أيديهما( و)قلوبكما(7(())هذا باب ما لف ظ به مما هو مثنى كما لفظ بالجمع :تحت باب عنوانه

اليمين أم ؟أيتبين من ظاهره أي اليدين تقطع ،)فاقطعوا يديه ما(:لو افترضنا أن قيل :ال بد منهولكن ثمة سؤال .عنى التثنيةم ،إذن

1 .1/534اإليضاح في شرح المفصل -2ألمن اللبس ؛ ألنه معلوم أنه يقطع من كل سارق يمينه، فهو وقال السمين الحلبي: ))قوله:)أيديهما(، جمع واقع موقع التثنية ؛. 3/361شرح الرضي على الكافية -

.4/262من باب ))صغت قلوبكما((، ويدل على ذلك قراءة عبد هللا بن مسعود: )فاقطعوا أيمانهما((( الدر المصون 3 .3/361شرح الرضي على الكافية -4، والتكملة ألبي 3/34، 1996، مؤسسة الرسالة، بيروت، 3اج، تحقيق الدكتور عبد الحسين الفتلي، ط، وينظر: األصول في النحو، البن السر3/621الكتاب -

.463م، ص1999، عالم الكتب، بيروت، لبنان، 2علي الفارسي، تحقيق: د. كاظم بحر المرجان، ط5 .1/307معاني القرآن للفراء -6 .2/172معاني القرآن وإعرابه -7 .3/621الكتاب -


2090

التي ،1))فاقطعوا أيمانهما(( :عطفا على جانب القراءة القرآنية ،ثهذا محور رئيس تدور حوله جل المقاربات في هذا البح ؟الشمال .أثارت هذا المشكل :بالخبر واإلجماع، وفي قراءة ابن مسعود ،فإنه أراد أيمانهما ،))فاقطعوا أيديهما(( :))وأما قوله تعالى :هــ(688)ت قال الرضي ))فقد صغت قلوبكما((، اكتفى بالمضاف إليه عن تثنية :ونحوه ،: يديهما: ))أيديهماهــ(538)تقال الزمخشري ، و 2 فاقطعوا أيمانهما((

:هــ(745)ت قال أبو حيان .3(())والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم(( :بدليل قراءة عبد اهلل ،وأريد باليدين اليمينان .المضافألن باب )صغت قلوبكما( يطرد فيه وضع الجمع موضع ؛وليسا بشيئين ،))وسوى ] يعني الزمخشري [ بين )أيديهما( و )قلوبكما(

كاليدين واألذنين ،وأما إن كان في كل شيء منهما اثنان ،كالقلب واألنف والوجه والظهر ،وهو ما كان اثنين من شيئين ،التثنيةنما يحفظ وال يقاس عليه ،ضع الجمع موضع التثنية اليطردوالفخذين، فإن و ل ما يدل عليه -إذا أطلق الجمع-ألن الذهن إنما يتبادر ؛وا

.4فظاهره قطع أربعة اآلذان، وهو استعمال اللفظ في مدلولـــــــــه(( ،فلو قيل: قطعت آذان الزيدين ،لفظهبلحاظ تلك القرينة ،لكن سرعان ما يضعف صدى هذا التنبيه ،ضرورة التفريق بين النوعين تنبيه شديد علىأبي حيان نص في

وبلحاظ ما يقتضيه هذا ،من جهة ،، وقرت في أذهان النحويين5((كما في اآلية ،))إال مع قرينة ظاهرة :ي بقول هالتي نبه لها الرض .من جهة أخرى ،ن إحالة كليه ما على اآلخرم ،ةالنظر عندهم من دور بين النص والقرين

فصرح ،هــ(368)ت أبو سعيد السيرافي ،وبين ما فيه منه اثنان ،وممن ذهب مذهب التفريق بين ما في البدن منه عضو واحد فإن الوجه األكثر من كالم العرب ،آخر ، فضم إلى مثل ه من بدن م أن ما كان في البدن منه واحد ))ا عل :بقول ه ،بما لم يصرح به سيبويه

بخالف ظاهر كالم ،))ما كان في البدن منه واحد(( :فميزهما بقوله ،6(قال اهلل تعالى: ))إ ن تتوبا إ لى الله فقد صغت قلوبكما( ،جمعه: ))وقال أهل هــ(368)ت. قال السيرافي 7من صاحب ه(( ))وهو أن يكون الشيئان كل واحد منهما بعض شيء مفرد :إذ قال ،سيبويهإذا ضم إلى مثل ه من بدن آخر، وبين ما كان في البدن منه ،فرقا بين ما كان في البدن منه واحد ؛إنما اختاروا الجمع في هذا :البصرة .8إذا ضم أحدهما إلى مثله من بدن آخر(( ،اثنان

: هــ(368)توقال السيرافي .9فقط(( ،عل م أن لالثنين بطنين ،: ))فإذا قلت أشبعت بطونهماهــ(311)تقال أبو إسحاق الزجاج يهما(( :))وأما قوله عز وجل بن في قراءة ا وكذلك ،واليمين واحدة ،ألن القصد إلى أيمانه مافجم ع وفي البدن منه اثنان؛ ،))فاقطعوا أيد

.10(()فاقطعوا أيمانهما( :مسعوديهما(( :إن علة جواز جمع )األيدي( في قوله تعالى لم عند -عند النحويين –مع إرادة التثنية ،))فاقطعوا أيد هو حصول الع نما حصل ال ،)عل م( بعبارة الزجاج :المتلقي بما روي عن السنة من أن المراد بلفظ ،علم وبان القصدوبيان )القصد( بعبارة السيرافي، وا

كانت داللة )أيديهما( هي ،إليهما ،ويمين السارقة ،يمين السارق :فإذا أضيف يمينان ،ألن اليمين واحدة ؛الجمع في )أيديهما( هو اليمين .)يديهما(

1، وتفسير السمرقندي "بحر العلوم" 7/460، والجامع ألحكام القرآن 2/234، والكشاف 8/408هي قراءة عبد هللا بن مسعود )رض(، ينظر: تفسير الطبري -

.4/262، والدر المصون 1/4332 .3/361شرح الرضي -3 .2/234 الكشاف -4م، 2010-هــ1432لبنان، -ة جديدة بعناية الشيخ زهير جعيد، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروتالبحر المحيط في التفسير، ألبي حيان األندلسي، طبع -

4/254. 5 .3/361شرح الرضي على الكافية -6 ، وإنما قدمت كالم السيرافي ؛ ألنه الشارح.2/173وينظر: معاني القرآن وإعرابه . 4/364شرح السيرافي -7 .3/621الكتاب -8 .4/364شرح السيرافي -9 .2/173معاني القرآن وإعرابه -10 .4/364شرح السيرافي -


2091

))أن يكون :كما قدمنا قوله في الباب المعقود لهذا ؛لفظ به كما لفظ بالجمع ،لقد سلم سيبويه بأن )أيديهما( في اآلية مثنى يهما(( :الشيئان )...( وذلك قولك )...( وقال عز وجل فإنما فرق سيبويه بين المثنى الذي هو ،1(()...( ))والسار ق والسار قة فاقطعوا أيد

،2وبين ذا(( ،))فرقوا بين المثنى الذي هو شيء على حدة :بقول ه ،وبين المثنى الذي هو شيء على حدة ،هبعض شيء مفرد من صاحب ،بأن القلب واليدين بعض شيء ،من جهة أخرى ،)رحالهما(وبين نحو )غلمانهما( و ،من جهة ،و )أيديكما( ،أي فرق بين نحو )قلوبكما(

ن ))وقد قالت العرب في الشيئين اللذين كل واحد منهما اسم على حدة، وليس :ما هي أشياء على حدةوالغلمان والرحال ليست بعضا، وا نما هما اثنان(( ،وزعم يونس أنهم يقولون: ضع رحالهما وغلمانهما .فعلنا :فقالوا كما قالوا ؛كما قالوا في ذا ،واحد منهما بعض شيء .3وا

ذن .بغير ما ميز به )قلوبكما( ونحوه ،يه )أيديهما( في هذا البابلم يميز سيبو ،وا ر ،أن )أيديهما( –ومن لم يفرق ،من فرق منهم بين )قلوبكما( وبين )أيديهما( –لقد ارتبط في أذهان النحويين إنما ،في اآلخ

:))وقال تعالى ذكره :هـــ(310قال الطبري )ت ،وباعتبار إجماع المفسرين عليه ،باعتبار ما روي عن السنة ،هو مثنى جاء بلفظ الجمع :قال ثنا أسباط عن السدي ،ثنا أحمد بن مفضل :قال ،كما حدثني محمد بن الحسين ،والمعنى أيديهما اليمنى ،))فاقطعوا أيديهما((

: هــ(538)توقال الزمخشري ،4((السارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما(())و :))فاقطعوا أيديهما(( اليمنى )...( في قراءة عبد اهللبدليل قراءة عبد ،اليمينانوأريد باليدين .))فقد صغت قلوبكما((، اكتفى بالمضاف إليه عن تثنية المضاف :ونحوه ،يديهما :))أيديهما

ال –كما هو معلوم –وذلك أن السنة ؛يخلو هذا من نظر في المسألة دقيق وال .5((: ))والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم((اهللارتكاب ،)أيمانهما( :وبهذا االعتبار، أعني اعتبار ما روي من أن المراد بـــ)أيديهما( ،وال خاصة ،تخالف النص القرآني الكريم عامة

تفصيلها كاالتي: ،مخالفة ربما تكون خفيةيهما(( = ا قطعوا أربعا .))اقطعوا أيد

.ا قطعوا يديه ما = ا قطعوا اثنتينولنحاول اآلن نسبة هذا السؤال إلى إحدى ؟اليمين أم الشمال ؟أي اليدين تقطع :نفترض السؤال اآلتي ،بإزاء هذه األطراف :الجملتين

اقطعوا أيديهما(( )) :الجملة األولى يهمااقطعوا يد :الجملة الثانية

:فكأنه تعالى يقول ،باعتبار الداللة األصل للفظ ،هو معنى الجمع ،أعني )أيديهما( ،إن مقتضى ظاهر لفظ الجملة األولى ال –وهو مقتضى ظاهر لفظ اآلية –)اقطعوا أربع أيد( فإن قوله ؟اليمين أم الشمال ؟تقطع أي اليدين :فإذا قلنا ،6اقطعوا أربع أيد

؟تقطع أي اليدين :قطعوا أيديهما(())ا :فليس مناسبا أن يسأل من يقول ،يصلح جوابا للسؤال الذي افترض صوغه ما روي عن السنةأي اليدين تقطع؟ :لكان مناسبا أن يسأل هكذا ،اقطعوا يديه ما :لولو أنه تعالى قا ،عنى بذلك أربعا ،)أيديهما( :ألنه حين جمع فقال

وكذلك إن جاءت اآلية بلفظ ؟وللسائل أن يعرف أي يد منهما تقطع ،يديه ما :بقول ه ،، أوال، يدين اثنتينوذلك أنه حدد ؟اليمين أم الشمالإذ ليس ؟أي األيدي تقطع :، فإنه يصح السؤالقون والسارقات فاقطعوا أيديهم(ار )والس :لو قيل ،الجمع المضاف إلى ضمير الجماعة

1 .622-3/621الكتاب -2 .3/622الكتاب -3 .3/622الكتاب -4 .8/408 تفسير الطبري -5 .2/234 الكشاف -6ا رأينه أكبرنه وقطعن القرآني لم ينص على هذا المعنى إال بتضعيف الطاء:المعنى المادي للقطع، وهو الفصل باآللة ؛ ألن االستعمال –بهذا -لست أؤيد - ))فلم

بآياتنا(( كذبوا ، وإنما عقاب السارق والسارقة قطع األيدي، أربعة كانت أو اثنتين، كمعنى القطع في قوله تعالى: ))وقطعنا دابر الذين 31(( يوسف/أيديهن

يون . وهو من باب إسناد العقوبة إلى وسيلة السرقة، فلم يقل: اقطعوا أرجلهما، مثال، إال إنني مضيت في البحث مع ما انطلق منه النحو72األعراف/

والمفسرون، من أجل مقاربة علمية متكافئة.


2092

وهو أن تقطع من كل منهم يمينه. وبيان ذلك ،1فربما قصد جمع األيمان ،من الضرورة أن يقصد بهذا الجمع في نحو )أيديهم( أربع أيد :كاآلتي

:ففي )أيديهم( احتماالن ،)اقطعوا أيديهم( :حين يقال .من كل سارق وسارقة ،اليمين والشمال معا -1نما جم عت ،يد واحدة من كل سارق وسارقة -2 .نظرا إلى لفظ )السارقون والسارقات( ؛وا

ذن ؟أي األيدي تقطع :يصح أن يقال ،)اقطعوا أيديهم( :حين يقال ،بناء على ذلك جملة )اقطعوا يديه ما( ،لدخول االحتمال، وا ؟اليمين أم الشمـــــــــال ؟أي األيدي تقطـــــع :في إمكان السؤال عنهما باآلتي ،تساوي جملة )اقطعوا أيديهم(

،هو سؤال يضم ر تأويال لآلية غير مشروع ؟اليمين أم الشمال :فالسؤال عنه باآلتي ،))فاقطعوا أيديهما(( :وأما نص اآلية ؟اليمين أم الشمال :ثم سأل سؤاله ،إلى معنى )يديه ما(ه سؤال حول معنى )أيديهما( إن ،فضال عن أنه سؤال ليس له معنى

مخالفة ،وهنا تكمن المخالفة التي أشرنا إليها قبل ،لقد ادعى هذا التأويل أن دليله قرينة معنوية راسخة من السنة واإلجماع :بين اآلتي -بغية التعرف على المشكل –فلنقابل إذن ،ي لظاهر النص الكريمالمرو : ))فاقطعوا أيديهما(( -1

.أيمانهمــــا :السنة تقول :فاقطعوا يديه مــــا -2

دون األولى، بمعنى أن اآلية الكريمة لو ،إلى الجملة الثانية ،وال يجدر بقراءة متأنية إال أن تنسب ما روي عن السنة من قول يمين :ألن )يديهما( مثنى ؛إن السنة هنا فصلت مجمال اختلط أمره عند السامع :لصدق أن يقال ،فاقطعوا يديهما :كانت بلفظ التثنية

لكن لم يتبين أي ،ال آذان ،إن المقطوع أذنان ،منع ،قطعت أذني الزيدين :كما لو قيل ،فحين يسأل عنه يكون الجواب بالسنة ،وشمال ؟األذنين من كل منهمـــا

، تعديا إلى غير ظاهر النص ي االحتكام إلى مروي عن السنةفإن ف ،وأما حين جاءت اآلية بلفظ الجمع ))فاقطعوا أيديهما(( يدل على هذا االفتراض أنه لم يرد عن السنة في هذا الباب ذكر للتثنية ،وافتراضا لمعنى التثنية الذي يحتاج إلى دليل إلقامته ،الكريم

وكل ما في األمر أنهم حملوا ما ورد عنها من )اليد اليمنى(، على ،لكان أمرا )فاقطعوا يديهما( :ولو روي عنها مثال ،بإزاء الجمعفإذا ،وقد عرفنا أن تحديد اليمين والشمال أمر يجب أن يسبقه تحقق من جمع )أيديهم( ،يمين السارق ويمين السارقة مثنى :فقالوا ،التثنية

، بوصفه 2مفي باب مخالفة النص الكري –ا بوصفها أثر -فكأننا أقحمنا السنة ،جعلنا )أيمانهم( دليال على إرادة التثنية من لفظ )أيديهما( .نصا لغويا لم يثبت أن تغيرت داللته بقرينة خارج النص نفســــه

ذن ألن ؛بالنظر إلى إرادة التثنية من لفظ الجمع ،اقطعوا أيديهما :في نحو ،ما زال االلتباس الذي نبه عليه النحويون قائما ،وا نما هو مب ين عن لفظ )يديهما( المثنى المفترض: اليمين ،عن لفظ الجمع في )أيديهما(لم يزل اللبس ،ما روي عن السنة من )أيمانهم( وا

؟أن الشمال

1مين واحدة، وهي المعرضة للقطع في السرقة أوال، فجاءت للسراق أيد، وللسارقات أيد، فكأنه قال: ابن عطية: ))جمع األيدي ؛ من حيث كان لكل سارق ي قال -

يق عبد السالم عبد الشافي اقطعوا أيمان النوعين، فالتثنية في الضمير إنما هي للنوعين(( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز،البن عطية األندلسي، تحق

.2/189م، 2001-هــ1422لبنان، -، دار الكتب العلمية، بيروت1محمد، ط2فإن قالوا: إن ابن مسعود قرأ: فاقطعوا أيمانهما، فكان هذا الحكم مختصا باليمين ال في مطلق قراءة ))فاقطعوا أيمانهما((، إذ قال: )) –من قبل -رفض الرازي -

(( رى خبر الواحد، قلنا: )...( القراءة الشاذة ليست بحجة عندنا ؛ ألنا نقطع أنها ليست قرآنا ؛ إذ لو كانت قرآنا لكانت متواترةاأليدي، والقراءة الشاذة جارية مج

لبنان، -، بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع1تفسير الفخر الرازي، المشتهر بالتفسير الكبير و مفاتيح الغيب، لإلمام محمد الرازي فخر الدين، ط

.11/233م، 1981-هــ1401


2093

–وهو تفسير به حاجة ،في اآلية الكريمة ،1 ا عتمد النحويون جميعهم على ما أجمع عليه المفسرون من تفسير لجمع )أيديهما( يضعه –في األقل –أو ،منزلة المخالف ،ينزل المروي عن السنة والمجمع عليه ،كما سبق ،ألنه ؛إلى نظر –عند من يتوخى الدقة

يهما(())فاقطعوا أي :وما كان منهم إال أن فسروا ))أيديهما(( بــــ)أيمانهما( في قوله تعالى ،في غير موضعه وهي محاولة تبغي تسويغ ،د لم يق روا بإرادة معنى الجمع الذي –والحال هذه –بمعنى أنهم ،مع إرادة التثنية ،عند إضافته إلى متضمنه ،جمع ما في البدن منه اثنان

نما هو جمع قصد منه إلى يمينين :في ،يفضي إلى )أربع أيد( استدلوا على هذا بقراءة عبد ،ويمين السارقة ،قيمين السار :)أيديهما(، وا بل إن هذه القراءة تفسر قراءة ،فــــ)أيديهما( تقابل )أيمانهما(، أي تساويها ،))والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما(( :اهلل بن مسعود

مثنى لفظ به كما -تبعا لهذا التفسير –ارت )أيديهما( فص ،مما في البدن منه شيء واحد ،جعلوا )أيديهما( بمنزلة )قلوبكما( ،المصحف ،كما حدثني محمد بن الحسين ،والمعنى أيديهما اليمنى ،))فاقطعوا أيديهما(( :: ))وقال تعالى ذكرههــ(310)تلفظ بالجمع، قال الطبري

))والسارق والسارقة فاقطعوا :))فاقطعوا أيديهما(( اليمنى )...( في قراءة عبد اهلل :قال ثنا أسباط عن السدي ،ثنا أحمد بن مفضل :قال .2((أيمانهما((ولكنهم ذهبوا إلى أن ،نجد من المفسرين من فسر الجمع بالمعنى المعقودة له صيغة الجمع ،ومن جهة أخرى ،هذا من جهة

نما هو جمع أليمان السارقين والسارقات ،ليس يدين من السارق ويدين من السارقة ،لفظ الجمع في )أيديهما( مقصود به جمع آخر ،وا هم ؛ من حيث ))جمع األيدي :هــ(546)ت قال ابن عطية األندلسي ،3))والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهما(( :باعتبار قراءة بعض

اقطعوا أيمان :فكأنه قال ،وللسارقات أيد ،فجاءت للسراق أيد ،لسرقة أوال وهي المعرضة للقطع في ا ،كان لكل سارق يمين واحدةألن السارق ؛لكان وجها ،: ))ولو قال فاقطعوا أيديهمهــ(671)توقال القرطبي .4فالتثنية في الضمير إنما هي للنوعين(( ،النوعين

نما هما اسما جنس يعمان ما ال يحصى(( ،والسارقة لم ير د بهما شخصين خاصة .5وا ، وذلك في لفظ الجمع في هما يفتقر إلى دليل يدل عليهكال ،ارتكز المفسرون في هذا التفسير على محورين ،تبعا لذلك في تفسير )األيدي( في اآلية يشفع لهم في هذا رواياتهم أن )اقطعوا أيديهما( تساوي )اقطعوا أيمانهما(، :المحور األول ،)أيديهما(نما قرئ ،عل م أن معنى )أيديهما( هو )يديهما( أي )يمينيهما( ،وألن لكل سارق وكل سارقة يمينا واحدة ،بــ)األيمان( ))فاقطعوا :وا

بدليل )أيمانهما( المروي عن السنة، ،أن معنى الجمع في )أيديهما( مقصود لفظا :والمحور الثاني .حيث أم ن اللبس ،أيمانهما(( بالجمعولم يبتعد المحور األول في تصوره كثيرا عن المحور الثاني الذي يفترض أنه لم يخرج بتفسيره عن المعنى .المعقود عليه اإلجماع

.(األصل للفظ الجمع في )أيديهما :ويمكن إجمال النظر في المحورين كاآلتي ألنه إقحام ؛وفيه نظر ،فــــ)أيديهما( تعني )أيمانهما( ،بــــــ)أيمانهما( على إرادة معنى التثنية من لفظ الجمع )أيديهما(استدل المفسرون -1

،فالقلب واحد :ألن )أيمانهما( مثل )قلوبكما( في أنها مما في البدن منه واحد ؛فيما منه في البدن واحد ،لما في البدن منه اثناننيهما –فال تؤدي تثنيتهما ،دةواليمين واح )أيديهما( :فكأنهم قالوا ،إلى غير معنى التثنية –مضافين بلفظ الجمع إلى متضم .وال دليل على ذلـــــــك .كـــ)قلوبكما(

ليس موضع ،إن تفسيرهم بلفظ )أيمانهما(، أو بـــ)اليد اليمنى( :قلنا ،إن )أيمانهما( تفصيل ل ما أجم ل من لفظ )أيديهما( :فإن قيل نما ،6أو غير ذلك ،أو األصابع ،موضع القطع من الرسغ :مثال ،أن يقال –الذي هو من شأن السنة -إنما التفصيل ،تفصيل لمجمل وا

1، ومعاني 2/67، والتذييل والتكميل 463، والتكملة 3/34، واألصول 622-3/621يتضح هذا من كالمهم في األبواب التي عقدوها لهذه المسألة، ينظر: الكتاب -

.3/361، وشرح الرضي 4/364، وشرح السيرافي 1/306القرآن للفراء 2 .8/408 طبري تفسير ال -3 .2/234))والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم(( الكشاف ، وروي عن ابن مسعود أنه قرأ أيضا:7/460، والجامع ألحكام القرآن 8/408تفسير الطبري -4 .2/189المحرر الوجيز -5 .472-7/471الجامع ألحكام القرآن -6ر أبي السعود )إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم(، ألبي السعود محمد بن محمد العمادي، الناشر دار إحياء تفسي، و 1/433ينظر: تفسير السمرقندي -

.3/35لبنان، )د.ت(، -التراث العربي، بيروت


2094

أي يد :حينئذ نحتاج أن نعرف ،فاقطعوا يديهما :فقالت ،كما بينا ،لو كانت اآلية حددت يدين ،يكون تحديد اليمين والشمال تفصيال ؟منهمــــا

إلى تفسير )أيديهما( ،))والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهما(( :مستأنسا بقراءة عبد اهلل بن مسعود )رض( ،ذهب عدد منهم -2فباعتبار أفراد ،أي اقطعوا مجموع أيمان السارقين والسارقات ،ن التثنيةدو ،بحسب ظاهر اللفظ ،قاصدا معنى الجمع ،بـــ)أيمانهما(نفين ثني الضميرق جم عت األيدينوع السار من حيث كان ؛))جمع األيدي :هــ(546)ت قال ابن عطية ،)هما( :، وباعتبار الص

،اقطعوا أيمان النوعين :فكأنه قال ،وللسارقات أيد ،راق أيد فجاءت للس ،وهي المعرضة للقطع في السرقة أوال ،لكل سارق يمين واحدةالختالف االعتبارين، فإما أن يعتبر في اإلضافة ؛من نظر -أيضا –. وال يخلو هذا 1فالتثنية في الضمير إنما هي للنوعين((

:أو تثنى األيدي ويثنى الضمير معها، فيقال ،)أيديهم( :فيقال ،ويجمع الضمير معها ،، فتجمع )األيدي(وهو نوع السارق ،المعنىألنه حين يفترض معنى )أيمانهما( فهذا يستلزم أن ؛يكون في هذا القول تناقض خفي ،ومن جهة أخرى ،هذا من جهة .)يديهما(

يفترض فكيف ،)فاقطعوا أيديهم( :فيقال ،وال يظهر هذا المعنى جليا إال باإلضافة إلى ضمير الجمع ،تكون تلك األيمان لجماعة ؟، ثم إضافتها إلى ضمير التثنية من جهة أخرىتعدد األيمان من جهة

لم تدل داللة قاطعة على إرادة معنى األيمان ،)فاقطعوا أيديهم( :مع أن )األيدي( لو أضيفت إلى ضمير الجماعة فقيل ،هذا .كال اليدين في الجماعة، وربما تحتمل اليد اليمنى فيهــــــم –كما أشرنا –بل تحتمل ،دون الشمائل

ذلك بما رو ي هــ( 516)تل البغوي نق ،في حكم القطع إن تكررت السرقة (الرجل)لقد أدت قراءات المفسرين هذه إلى إدخال ثم إن ،إن سرق فاقطعوا يده :رسول اهلل )صلى اهلل عليه وسلم( قال في السارقأن ،عن أبي هريرة رضي اهلل عنه ،))عن أبي سلمة

.2وال رجال يمشي بها(( ،إني ألستحي أن ال أدع له يدا يستنجي بها :وقال ،سرق فاقطعوا ر جله )...( روي عن علي رضي اهلل عنهقال أبو علي ،عن ابن عباس والحسن والسدي وعامة التابعين ،أيمانهما ))فاقطعوا أيديهما(( أي): )هــ(548)تقال الطبرسي

:قول هب ،داللة على أن اليد اليسرى لم ترد وتركهم قطع اليد اليسرى :في تخطي المسلمين إلى قطع الرجل اليسرى بعد قطع اليمنىوهذا يدل على أن جمع اليد في هذه اآلية على ،وا ل يدعوا نص القرآن إلى غيره، أال ترى أنها لو أريدت بذلك لم يكون))فاقطعوا أيديهما((

إن هذه :قال العلماء ،ودلت قراءة عبد اهلل بن مسعود على أن المراد باأليدي األيمان .))فقد صغت قلوبكما(( :حد جمع القلب في قوله .3((ان ذلك مأخوذ من السنةوبي ،اآلية مجملة في إيجاب القطع على السارق

نما أريد بها قطع اليد الو ،م داللة اآلية على اليد اليسرىلعد ؛معنى هذا أنهم لجأوا إلى قطع الرجل اليسرى هذا مفاد .يمنىا ألن القطع في اآلية لم ؛فضال عن اليسرى أو اليمنى ،جلداللة على قطع الر -أيضا –أن اآلية ليس فيها :والكالم عليه .كالم الطبرسي مهم اهلل تعالى –ويبدو أن إجماع المفسرين .كاب مخالفة لظاهر النص الكريمفقطع اليد اليسرى أهون من ارت ،يسند إلى الرجل –رح

قرارهم بإرادة اليد اليمنى في القطع كما رووا في تصورهم –وكأن اآلية حين خصت اليد اليمنى أخرجت ،جلأفضى بهم إلى قطع الر ،وا .وبذلك ال يخرج عندهم قطع األرجل ،بمعنى: اقطعوا أيمانهما ال شمائلهما ،اليد اليسرى –

ب إلى األيدي ؛إال إنه ال يخلو من نظر ،هذا ما يمكن تأوله في مذهبهم بقطع النظر عن اليمنى ،ألن القطع في اآلية إنما نس تخرجن الرجل من القطع ل ،فلئن خرجت اليد اليسرى من أن تكون مقصودة بالقطع بلحاظ تفسير اآلية بــ)اقطعوا أيمانهما( ،واليسرى رى أو اليمنى.عن الرجل اليس –بعد ذلك -للكالم فال مسوغ ،اقطعوا أرجلهما :وليس ،))اقطعوا أيديهما(( :؛ لقولهأيضا

))فقد صغت :على حد جمع القلب في قول ه ،لم يكن جمع اليد في اآلية ،فلما كان في تخطيهم إلى قطع الرجل اليسرى نظر ن ما روي من إرادة اليد اليمنى ،من كالم العرب شاهد منى( محتاجا إلى فما زال تفسير )أيديهما( بــــ)اليد الي ،قلوبكما(( ليس تفسيرا ،وا

.اقطعوا يديهمـــــا :لو كانت القراءة ،بل هو تفسير لــــ)يديه ما( ،لجمع )أيديهما(

1 .472-7/471، وينظر: الجامع ألحكام القرآن 2/189المحرر الوجيز -2 .54-3/53 تفسير البغوي -3 .3/273 انمجمع البي -


2095

الخاتمة :يمكن إجمال إشكالية البحث باآلتي

مذعنين إلى المروي عن السنة –وعدها النحويون ،التي دارت حولها جميع مشكالت البحث ،))فاقطعوا أيديهما(( :إن آية السرقة -1أن تكون مصداقا من مصاديق إضافة ،بعد النظر والسؤال ،إنها ال يمكن ،من باب إضافة المثنى إلى متضمنه –في التفسير

يغ الجمعألن لفظ )أيديهم ؛المثنى إلى متضمنه في القرآن الكريم ،وهو ليس مثل )قلوبكما( ،ا( جمع أريد به المعنى الذي ألجله ص .دفعا للبس ؛بل وجبت حينئذ تثنيته ،)يديه ما( :ألمكن أن يقال ،ولو أريد به معنى التثنية

))فاقطعوا :ية بالجمع في قوله تعالىال يمثل قرينة يؤمن بها التباس معنى التثن ،حصول العلم بقطع اليد اليمنى في السرقة -2لم ؛خالفا لما اتف ق عليه ،أيديهما(( ألنه ال يحصل إال من لفظ )يديهما( غير المنطوق به في ،نظر -أصال - إذ في حصول هذا الع

مع إرادة معنى ،به كما لفظ بالجمع )أيديهما( لفظ :وما م ن نظير لنحو .وليس يستفاد من ظاهر لفظ )أيديهما( في اآلية ،اآلية .بقيام قرينة مـــــــــــا ،مع إرادة أذن واحدة من كل منهما ،قطعت آذانهما :نحو -مثال –فلم ير د ،التثنية

فيه نظر ،سارق وسارقةباإلجماع على المروي عن السنة من قطع اليمين من كل –وتب عهم النحويون –إن ما ثبت عند المفسرين -3لى تغيير حكم كان مستقرا على طريقة في الكالم معهودة ،بلحاظ أن التسليم بتلك المرويات أفضى إلى ابتداع ،ونظر .وا

ني ،)قلوبكما( :ونحو ،)أيديهما( :أخذ بعض النحويين على سيبويه عدم تفريق ه بين نحو -4 وفي إجماعهم ،ه ماعند إضافته ما إلى متضمم بكون ه قرينة مانعة من اللبس ،على المروي عن السنة قراره .إلزام بما ألزموا به سيبويــــــــه ،وا

فال بد أن يتمسكوا ب منع جمع ما في الجسد ،من شرط إضافة المثنى إلى متضمن ه ،)أيديهما( في اآلية :ما كان للنحويين أن يستثنوا -5رادة معنى التثنية من المضاف ،عند إضافت ه إلى متضمنه ،منه اثنان ويد من ،مع إرادة يد من هذا ،اقطعوا أيديهما :فال يقال ،وا

.فيهما مع إرادة اثنين من كل مضاف ،قطعت آذانهما :وال ،فقأت أعينهما :كما ال يقال ،ذاك :بوصفه حجة ال تخالف ،اعتبارا بظاهر اللفظ أوال ،إال القرينة اللفظية ،ال مكان للقرينة في باب )إضافة المثنى إلى متضمنه( -6

ع لفظ المضاف فقيل ن جم فليس ،يهما(())فاقطعوا أيد :على خالف قول ه تعالى ،))صغت قلوبكما(( :فمعلوم أن لالثنين قلبين وا وال دليل على إقامة ،ألن ما يفيده ظاهر اللفظ هو أربع أيد ؛يد من كل منهما ،معلوما أن القصد بلفظ الجمع فيه إلى يدين اثنتين فقط

.قرينة خارج النص تنقض القرينة اللفظيةليس هاهنا ،وهو موضوع يعنى به بحث آخر ،طع( في القرآن الكريم)ق :يكاد يرسو هذا البحث عند ما استقرت عليه دالالت مفردة -7

نما أود اإلشارة إلى أن ترجيح إرادة لفظ الجمع من قول ه ،محله لست أبغي منه أن تقطع مع اليمين اليد ،))فاقطعوا أيديهما(( :وا ،وعلى القطع المعنوي ،من جهة ،ولكن في الجمع داللة على العموم ،وهو الفصل باآللة :بالمعنى الشائع لــــ)قطع( ،الشمال أيضا نما هو قطع لك ليهمـــــا ،وال يخص القطع بهذا المعنى يدا دون أخرى ،كقطع السبيل الذي هو منع ،من جهة أخرى .وا


2096

المصادر والمراجع .* القرآن الكريم

،مؤسسة الرسالة ،3ط ،تحقيق د. عبد الحسين الفتلي (،هـــ316ت )د بن سهل أبو بكر محم ،ابن السراج :األصول في النحو - .م1996 ،بيروت

،مطبعة العاني ،تحقيق د. موسى بناي العليلي ،هـــ(646أبو عمرو عثمان بن عمر )ت ،ابن الحاجب :اإليضاح في شرح المفصل - )د.ت(. ،بغداد

هــ(، طبعة جديدة بعناية 745محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان األندلسي الغرناطي )ت ،األندلسي :البحر المحيط في التفسير - .م2010-هــ1432 ،لبنان-بيروت ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،الشيخ زهير جعيد

دار ،تحقيق د. حسن هنداوي، (هـــ745أبو حيان محمد بن يوسف بن علي )ت ،األندلسي :التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل - (.د.ت) ،دمشق ،القلم

الناشر ،هــ(951أبو السعود محمد بن محمد )ت ،العمادي :تفسير أبي السعود المسمى )إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم( - .)د.ت( ،لبنان-بيروت ،دار إحياء التراث العربي

عثمان ،محمد عبد اهلل النمر :حققه وخرج أحاديثه ،هــ(516أبو محمد الحسين بن مسعود )ت ،البغوي :تفسير البغوي )معالم التنزيل( - .م1989-هــ1409الرياض، ،، دار طيبة للنشر والتوزيع1ط ،سليمان مسلم الحرش ،جمعة ضميرية

تحقيق وتعليق ،هــ(375أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم )ت ،السمرقندي :تفسير السمرقندي المسمى )بحر العلوم( --بيروت ،دار الكتب العلمية ،1ط ،والشيخ عادل أحمد عبد الموجود، والدكتور زكريا عبد المجيد النوتي ،الشيخ علي محمد معوض

م.1993-هــ1413 ،لبنانتحقيق د. عبد اهلل بن عبد (،هـــ310أبو جعفر محمد بن جرير )ت ،طبري ال (:جامع البيان عن تأويل آي القرآن)تفسير الطبري -

(.د.ت) ،المحسن التركي، دار هجرفخر الدين ابن العالمة ضياء الدين عمر المشتهر بخطيب ،الرازي :المشتهر بالتفسير الكبير و مفاتيح الغيب ،تفسير الفخر الرازي -

.م1981-هــ1401لبنان، -بيروت ،اعة والنشر والتوزيعدار الفكر للطب ،1ط ،هــ(604الري )ت –بيروت ،عالم الكتب ،2ط ،هـــ(، تحقيق د. كاظم بحر المرجان377أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار )ت، الفارسي :التكملة -

.م1999 ،لبنان ،هــ(671أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن أبي بكر )ت ،بي القرط :والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان ،الجامع ألحكام القرآن -

، مؤسسة الرسالة 1ط ،شارك في تحقيق هذا الجزء محمد رضوان عرقسوسي ،تحقيق الدكتور عبد اهلل بن عبد المحسن التركي .الجزء السابع ،م2006-هــ1427 ،لبنان-بيروت ،للطباعة والنشر والتوزيع

،دار القلم ،تحقيق د. أحمد محمد الخراط (،هـــ756ت)أحمد بن يوسف ،السمين الحلبي :الكتاب المكنونالدر المصون في علوم - )د.ت(. ،دمشق

،طرابلس ،تصحيح وتعليق يوسف حسن عمر ،هـــ(688)ت 0محمد بن الحسن ،الرضي األستراباذي :شرح الرضي على الكافية - .م1978 ،جامعة قاريونس

،وعلي سيد علي ،تحقيق أحمد حسن مهدلي ،هـــ(368أبو سعيد الحسن بن عبد اهلل بن المرزبان )ت ،السيرافي :ويهشرح كتاب سيب - .م2008 ،لبنان –بيروت ،دار الكتب العلمية ،1ط

مكتبة ،5ط ،تحقيق وشرح عبد السالم محمد هارون (،هـــ180أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر )ت ،سيبويه :كتاب سيبويه ،الكتاب - .م2009 ،القاهرة ،الخانجي


2097

(،هـــ538ت)جار اهلل أبو القاسم محمود بن عمر ،الزمخشري :الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل - .م1998 ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1ط ،وعلي محمد معوض ،تحقيق وتعليق ودراسة عادل أحمد عبد الموجود

، دار المرتضى للتحقيق والطباعة والنشر 1هـــ(، ط548أبو علي الفضل بن الحسن )ت ،الطبرسي :مجمع البيان في تفسير القرآن - .م2006 -هــ1427 ،لبنان –بيروت ،والتوزيع

تحقيق عبد السالم عبد ،هــ(546أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية )ت ،األندلسي :المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - .م2001-هــ1422لبنان، -بيروت ،، دار الكتب العلمية1ط ،الشافي محمد

(.د.ت،)دار السرور ،الجزء األول بتحقيق أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار (،هـــ207ت)يحيى بن زياد ،الفراء :معاني القرآن -عرابه - عالم ،1ط ،هـــ(، شرح وتحقيق د. عبد الجليل عبده شلبي311اهيم بن السري )تأبو إسحاق إبر ،الزجاج :معاني القرآن وا

.م1988 ،بيروت ،الكتبهــ(، تحقيق الدكتور عبد اهلل بن عبد المحسن 620موفق الدين أبو محمد عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة )ت ،المقدسي :المغني -

،المملكة العربية السعودية-الرياض ،دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع ،3والدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، ط ،التركي .م1997-هــ1417

Documents

Diwaniya branchbecm-iq.org/papers/uobj_paper_2019_5938449.pdfةمــــْرقكا ةْٓا يب ت أت مك ،رَخآ ظٍفلك ل ْصفت وً امÌوإ اٌْكإ بوسومكا