968

C â * Ùë - Hindawiÿ Ñé¢p ã P ` Po Q eKã ý d ÿ Ñ d h `WKã mR mWW Ñ¡Pr ãF fNP_ X_PS ã Ñ ÿdj ý ÿ m þàãd{ß ` eW` S i fv ã ã fYß ÿß Ñ d í P p pR Q vW P PcV

  • Upload
    others

  • View
    1

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • اإلسالم ضحى

    تأليفأمني أحمد

  • اإلسالم ضحى

    أمني أحمد

    ٢٠١٢ / ١٩٩١٦ إيداع رقم٩٧٨ ٩٧٧ ٧١٩ ١٦٢ ٣ تدمك:

    والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسةوالثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة للنارش محفوظة الحقوق جميع

    ٢٦ / ٨ / ٢٠١٢ بتاريخ ٨٨٦٢ برقم املشهرة

    وأفكاره املؤلف آراء عن مسئولة غري والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعربِّ وإنما

    القاهرة ،١١٤٧١ نرص مدينة السفارات، حي الفتح، عمارات ٥٤العربية مرص جمهورية

    + ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ تليفون:[email protected] اإللكرتوني: الربيد

    http://www.hindawi.org اإللكرتوني: املوقع

    هنداوي ملؤسسة محفوظة الغالف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعللملكية خاضعة العمل بهذا الصلة ذات األخرى الحقوق جميع والثقافة. للتعليم

    العامة.

    Cover Artwork and Design Copyright © 2011 HindawiFoundation for Education and Culture.All other rights related to this work are in the public domain.

  • املحتويات

    7 األول الجزء9 الرحيم الرحمن هللا بسم

    13 العرصالعبايساألول يف االجتماعية الحياة األول: الباب15 مقدمة19 العرص هذا يف اإلسالمية اململكة سكان -١29 واملوايل العرب بني الرصاع -٢57 ُعوِبيَّة الشُّ -٣83 الثقافة يف وأثره الرقيق -٤103 الجد وحياة اللهو حياة -٥135 اإليمان وحياة الزندقة حياة -٦

    157 العرص ذلك يف الثقافات الثاني: الباب159 تمهيد161 الفارسية الثقافة -١213 الهندية الثقافه -٢235 الرومانية اليونانية الثقافه -٣265 العربية الثقافة -٤293 الدينية الثقافات -٥335 الثقافات امتزاج -٦

  • اإلسالم ضحى

    365 العرص ذلك يف األحداث أهم

    369 الثاني الجزء371 الرحيم الرحمن هللا بسم

    373 العرصالعبايساألول يف العلمية الحركة375 إجماًال العلمية الحركة وصف -١415 العبايس العرص يف العلم معاهد -٢435 العقلية الحياة مراكز -٣463 والتفسري الحديث -٤499 الترشيع -٥573 والنحو واألدب اللغة -٦637 واملؤرخون التاريخ -٧671 الخالصة

    675 الثالث الجزء677 اإلسالم ضحى679 الثالث الجزء681 الرحيم الرحمن هللا ِبسم

    685 العرصالعبايساألول يف الدينية واملذاهب العقائد يف687 الكالم علم نشأة يف تمهيد703 املعتزلة -١847 الشيعة -٢931 امُلْرِجئة -٣943 الخوارج -٤959 خاتمة

    6

  • األول اجلزء

  • الرحيم الرمحن اهللا بسم

    هللا. رسول عىل والسالم والصالة هلل، الحمدنشوئه يف عقلها تاريخ هو أمة تاريخ يف الباحث يواجه ما أصعب لعليف البحث مدار أن ذلك ومذاهب. آراء من دخله وما دينها وتاريخ وارتقائه،ظاهر تغري من عليها يطرأ وما محدود، واضح يشبهها وما املادية املسائليف العوامل وما نمت، وكيف نبتت، كيف تعرف أن حاولت فإذا الفكرة أما جيل.أو فعدلتها عليها طرأت التي الطوارئ وما غذتها، التي العنارص وما إيجادها،ال أمرها أول الفكرة ألن الجهد؛ استخراجه يف منك وبلغ ذلك، أعياك صقلتها؛يف ويعمل ببال، تخطر ال عنارصقد من تتكون وقد عليها، به نستدل لها مظهرالباعث يكون قد الدينية واملذاهب الغموض. منتهى يف عوامل وتعديلها تغيريهايف وهي سياسيٍّا، عليها الباعث يكون قد تعاليمها؛ من ظهر ما غري عليهاالدين، إفساد لها الباعث يكون وقد سياسة، كل من مجردة الخارجي مظهرهاولكن الصالح، كل صالًحا املذهب يكون وقد للدين، املتحمس بشكل فتتشكل، ضاالٍّ حائًرا الباحث فيقف فيفسدونه، فيه ويلغون فيشوهونه أعداؤه يحكيهفيحتذيه. قبله من سلكه الطريق يف أثًرا أو يهديه، نور من بصيًصا يتطلب

    ما تخالف عرص كل وقضايا متعددة، واآلراء متنوعة، فاألفكار هذا، وفوقبرباط، قبلها بما ترتبط لم جديدة، وهلة أول فيظنها الباحث ويراها قبلها،أو قرابة من بينهما يكون أن عىس فيما فكره فيُعِمل صلة، أي به تتصل ولم

    سبب. من بينهما يصل قد وما نسب،من يحصله وما يتناسب ال عناء من الفكر مؤرخ يالقي ما هللا سبيل ففي

    نتاج!

  • اإلسالم ضحى

    واإلخالص الصدق رائدي اإلسالم»، «فجر يف سريي اإلسالم» «ضحى يف رستامرئ ولكل أردت، فالحق أخطأت وإن توفيقه، عىل هلل فحمًدا أصبت فإن للحق،

    نوى. ما(١٣٢–٢٣٢هـ)؛ العبايس للعرص األوىل سنة املائة اإلسالم بضحى عنيتيف لونًا له أن كما خاص، علمي لون له عرص فهو باهلل؛ الواثق خالفة إىل أعنيحد إىل الفكر وبحرية الفاريس، العنرص بغلبة امتاز ا، خاصٍّ واألدب السياسةعىل اْحتُِذَي لونًا ونثر شعر من األدب وبتلوين وسلطانهم، املعتزلة وبدولة ما،قيد إىل العربي باللسان ما بتحويل امتاز كما العصور. واختالف الدهور، كركل يف وهو العرب. لغة إىل األجنبي باللسان وما الكتب، يف وتسجيل الدفاتر يفبنفسها، قائمة حلقة تجعله مخالفة بعده، والعصور قبله العصور يخالف هذاالفكرة إيضاح يدعوني أحيانًا أني عىل تميز. وأن تدرس، وأن تسمى، أن يصحإىل تسلسلها يدعوني قد كما قبله، الذي العرص يف منها كان بما أربطها أن إىل

    بعده. الذي العرص إىل أتجاوزه أنأربعة: أبوابا رتبته وقد

    أثر له بما منها واجتزأت العرص، ذلك يف االجتماعية الحياة يف األول: البابوالفن. العلم يف قوي

    دينية. وغري دينية، املختلفة؛ الثقافات يف الثاني: والبابومزايا الفكر، وحرية العلم، ومعاهد العلمية، الحركات يف الثالث: والباب

    الحركات. تلك يف البلدانوأهم رجالها، وأشهر حياتها، وتاريخ الدينية، املذاهب يف الرابع: والباب

    أحداثها.تأليفه يف رشعت فلما اإلسالم»، «فجر حجم حجمه سيكون أنه أحزر وكنتيل، خطرت تكن لم مسائَل وواجهت مناحيه، وغرمتني موضوعه، عيل اتسعاإلسالم فجر ضعف هو فإذا طبيعته، عىل والقول سجيته، عىل البحث فرتكت

    بابان. قسم كل يف جزأين، أجعله أن فاضطررت يزيد، أوحتى قراءته من يفرغوا أال راجيًا األول، بقسمه اليوم القراء إىل وأتقدم

    الثاني. قسمه إليهم أقدم

    10

  • الرحيم الرحمن هللا بسم

    نظرة إال إليه أنظر ولم األوىل، كلمته إال موضوع كل يف أقل لم أني عىلكتاب. فصل كل من لكان فصل كل يف الكالم أستويف أن حاولت ولو الطائر،فذلك مباحثه، وتوسيع خطئه، وتصحيح لنقده، الباحثني إثارة يف نجحت فإن

    الوكيل. ونعم هللا وحسبنا حسبي،

    ١٣٥١ سنة رمضان ٢٣١٩٣٣ سنة يناير ١٩أمني أحمد

    11

  • األول الباب

    العرصالعبايساألول يف االجتامعية احلياة

  • مقدمة

    العباسية) الدولة وقامت األموية، الدولة سقطت (وقد الحالة املؤرخني بعض يصورقد للتاريخ صفحة وأن الدولتني، بني فاصلة حدوًدا هناك أن معه؛ إليك يخيل تصويًراليس وأنه العباسية، الدولة بقيام بدئت أخرى صفحة وأن األموية، الدولة بانتهاء ُختمتالتصوير وهذا الثاني. عهدها يف واألمة األول، عهدها يف اإلسالمية األمة بني عالقة كبري هناك

    والعقلية. االجتماعية، الناحيتني؛ من األخص وعىل الصحة! عن يكون ما أبعدمنذ عملها تعمل أخذت األموية، الدولة عهد ويف اإلسالم، صدر يف حوادث حدثت فقدتعاليم مثًال: لذلك خذ العباسيني. وقيام األمويني، سقوط مع تأثريها واستمر وجودها،الشأن وكذلك بها، ومتأثرة املفتوحة البالد يف مؤثرة وتنترش، تعمل ظلت فقد اإلسالم؛العاملني، لهذين جديدة صفحة العباسية الدولة قيام يكن فلم العرب؛ لغة انتشار يفالفاتحة األمم بني االمتزاج عملية ذلك: عىل املثل أوضح ومن المتدادهما. مهًدا كانت وإنمااألمم أصاب ِلما صغرية وقفة ووقفت الخطاب، بن عمر عهد من بدأت فقد واملفتوحة؛اإلسالم، يف ودخول تزاوج، من االجتماعية؛ للنظم تخضع بدأت ثم الدهِش. من املغلوبةمع يحمل بل مًعا، واألجنبي العربي الدم يحمل جديد جيل ظهوِر ثم للعربية، وتعلمأو جسمية، خصائص كانت سواء دمه، منها يتكون التي املختلفة األمم خصائص ذلكينمو وظل األموية، الدولة عهد يف الظهور يف الجيل هذا وأخذ روحية. أو خلقية، أو عقلية،من يتعلم بدأ جنس كل أن االمتزاج: هذا نتائج من وكان العباسية، الدولة يف ويتعاقبوالرومان الفرس من يأخذ فالعربي أوفر، بحظ منه آخذة بأنها يشعر ما األخرى األجناسسائرة ظلت العمليات وهذه وهكذا.. واللغة، الدين، العرب من تأخذ والفرس حضارتهم،

    األموي. العهد يف سائرة كانت كما العبايس، العهد يف

  • اإلسالم ضحى

    الذي الزمن الحكم يف تستمر أن لها قدر لو األموية الدولة إن أقول أن أستطيع بلاالجتماعية؛ واإلصالحات العلمية الحركات من يديها عىل لظهر العباسية؛ الدولة حكمته

    نقول: ما عىل ودليلنا العباسيني. يد عىل ظهر مما قريب

    الدينية، واملذاهب العلمية، الحركة كانت هي. وهي نفسها، األموية الدولة أن (١)االعتزال، ونشأ الخوارج، تعاليم فانتظمت أولها، يف منها أرقى آخرها يف االجتماعية؛ والنظمالعلماء وأخذ املساجد، يف الدروس حلقات ونظمت األمويني، الخلفاء بعض واعتنقهالتأليف، نواة وبدأت والنصارى، اليهود مع وتناقشوا القدر، وغري القدر، يف مسائل يبحثونالعلمية الحركة اتساع كان ولو ذلك. أمثال من كثري إىل الفنية، الكتابة وظهرت والرتجمة،

    أولها. يشبه األموية الدولة آخر لكان وحدهم؛ العباسيني عمل منالعرص عارصت مملكة فيها وكونوا األندلس، إىل انتقلوا ملا أنفسهم األمويني أن (٢)عمل من كثريًا أقلَّ والتأليف الرتجمة ولحركة للعلم تشجيعهم يكن لم األوَل؛ العبايسبالعباسيني أحاط مما نشأ بينهما: فرق وأكرب وحضاُرتهم، مدنيتُهم وكذلك العباسيني،مدنية من باألندلس باألمويني أحاط وما واليونان، والفرس، القديمة، العراق مدنيات منالنظم من حظ بأوفر واألخذ العلم، ومنه الحضارة، يف التوسع إىل امليل فأما التينية.

    مًعا. الدولتني حظَّ فكان بهم؛ تليق التي االجتماعية

    الطبيعية. أطوارها يف متنقلة تسري عهدها أول من كانت اإلسالمية، اململكة بأن ذلكإىل ثم الحضارة، من طور إىل البداوة، فيه تغلب طور من فتنتقل طور، إىل َطور ويسلمهايحيط ما بطبيعة الحضارة إىل سائرة واألمة العباسية، الدولة وجاءت وهكذا.. آخر، طورعدم! من أوجدته أنها يُفهم أن الخطأ كل والخطأ االتجاه، هذا يف فسارت ظروف، من بهاالنفوذ كغلبة عملهم؛ من وبعضها العباسيني، مع ظهرت عوامل هناك إن نعم!نمو يف قليل غري أثر العوامل لهذه وكان العراق. إىل الشام من العاصمة ونقل الفاريس،لم ولو فقط، مساعدة حركات كانت الحركات هذه ولكن واالجتماعية، العلمية الحركةالعنرص فسلطة أبطأ. سريها يكون كان وإن الحضارة، إىل سريها يف األمة الستمرت توجدالدولة فرصة لها يتح لم ولو آخره، األخصيف وعىل األموي، الحكم يف تنمو كانت الفاريسيستخدموا أن يصح كان والعراقيون األشكال. مختلفة فرصأخرى لها ألتيحت العباسية،البرصي الحسن حركة بالفعل نرى نحن بل الشام)؛ يف (والعاصمة العلمية الحركة يفعمرو أبي بمثل وتقوى؛ تنمو اللغوية والحركة وتقوى، تنمو بالبرصة الدينية وتالميذه

    16

  • مقدمة

    يكن ولم األموية. الدولة عهد يف أيضا بالبرصة الثقفي عمر بن عيىس وقرينِه العالء، بنمن نتج طبيعيٍّا وتقدًما وأمثالهم، لهؤالء أثًرا إال العبايس العهد يف الحركتني هاتني اتساع

    تالميذهم. نشاطلونت العباسية الدولة تحياها كانت التي االجتماعية الحياة أن فيه شك ال مما ولكنالدولة استمرت لو تكون كانت ما خاصة، صفات لها وجعلت خاص، بلون واآلداب العلوم

    حكمها. يف األمويةاالجتماعية، الحياة وصف من وسنقترص اآلتي. الباب يف وصفه سنحاول ما وهذا

    والفن. العلم يف كبري أثر له ما عىل

    17

  • األول الفصل

    العرص هذا يف اإلسالمية اململكة سكان

    يف تختلف فهي أفرادها؛ بني كالذي اختالًفا ِميزاتها يف تختلف األمم أن واضحثقافتها، ومقدار عقليتها، ودرجة وكفايتها، تفكريها، منهج ويف وتجاربها، عاداتها،

    هدوئها. أو عواطفها، وحدةأمة كل وأدب األخرى، األمم أدب عن يختلف «أدبًا» أمة لكل أن نرى ذلك؛ وفوقوسخفائها، وعقالئها وسوقتها، وملوكها وخياالتها، وتاريخها، إقليمها، طبيعة من منتزعبحياتها. يتصل يشء كل من الجملة وعىل السيايس، نظامها ومن ومجرميها، وصلحائهامن مكونة كانت العرص هذا يف اإلسالمية اململكة إن نقول أن ذلك بعد نستطيعوالعراق، العرب، وجزيرة والشام ومرص حينًا، املغرب أجزائها من كان فقد مختلفة؛ أممأبنَّاها. التي االختالفات كّل بينها فيما تختلف األمم هذه وكانت النهر. وراء وما وفارس،من أمة لكل وكان واحدة، مملكة جميًعا منها وتكون اإلسالمي، للحكم خضعت وكلهاقال حتى الشعر؛ عىل بالقدرة مثال العرب فشهر بها؛ عرفت وصفات مزايا األمم هذهركِّب طبًعا عِر، الشِّ قول َعىل يْقدِر وهو إالٍّ العرِب ِمن أحد «ليس داود: أبي بن أحمد«إن الجاحظ: يقول بالعقاقري. والعلم بالصريَفِة، السند أهل واشتهر ُكثر1». أو َقلِّ ِفيِهم،واشرتى نِدي، ِسْ ِكيسِه وصاِحب إال صريفيا بالبرصِة تَرى ال الرصف، يف طبيعة لهم السندوله إال عندنا، صيدالني وقلَّ العظيم، املال له فكسب السندي، رواٍح أبا السكِن بن محمدواجتالب املعاملة، صحة ويف بالعقاقري، واملعرفة الخربة، يف أيًضا فبَلغوا ِسنِْدي، غَالم

    .٥١ :٢٠ جزء األغاني: 1

  • اإلسالم ضحى

    الفريد: العقد يف قال حتى بالبخل؛ وخراسان مرو، أهل واشتهر حسنًا»،2 مبلًغا الحرفاءالديك رأيت ما أرشس: بن ثمامة قال خراسان؛ أهل ثم مرو، أهل بخل عىل الناس «أجمعرأيته فإني مرو، يف إال بها. ويْلطف إليها، الحب ويثري الدجاج، يدعو وهو إال بلدة يف قطفقلت بيضة، يده يف صغريًا طفًال مرو يف ورأيت املأكل. يف لؤمهم أن فعلمت وحده! يأكلبالطَّبِع فيهم واملنع اللؤم أن فعلمت. يدك؛ تَسع ليس فقال: البيضة! هذه أعطني له:

    املفطورة.»3 والِجِبّلِة املركَِّب،بالظرف. العراقيون اشتهر كما بالدل،4 والحجازيون بالعشق، اليمانون واشتهر

    املوصيل: إبراهيم بن إسحاق قال

    ال��ج��وازي ال��ظِّ��ب��اء ِم��ن ظ��ب��ٍي م��ع ع��زاِز5 ت��لِّ ب��ال��تَّ��ّل ْق��ل��ِب��ي إنال��ِح��ج��اِز دلُّ ال��ِع��راِق ظ��رِف م��ع وف��ي��ِه ال��ِع��راَق، ي��ر ل��م ش��اِدٍن،

    فهم الَصناعة، الصني سكان «ميزة فقال: عرصه، يف أمة كل مزايا الجاحظ وعددالَخرِط، وأصحاب العِجيبة، واألصباِغ واإلذَابِة، واإلْفراِغ، والصياغِة، السبِك، أصحابوميزتهم العمل، يبارشون وال الِعلَل، يعرفون واليونانيون والنسج. والتصاوير، والنَّحِت،أصحاب وال حسابًا، وال أطباء، وال ِصناًعا، وال تجاًرا يكونوا لم والعرب واآلداب. الحكمطلبوا وال … الجزية صغاِر من لخوفهم زرع أصحاب وال مهنة. فيكونوا فالحة،فحني والقراريط. الدوانيَق، عرفوا وال املوازين، ورءوِس املكاييل، ألسنة من املعاشوتصاريف اللغة، وتشقيِق املنطِق، وبالغِة الشعِر، قوِل إىل قواهم ووجهوا حدهم، حملواواالستدالِل بالنجوم، واالهتداء النَّسِب وحفظ األَثر، ِقيافِة بعد البرش، وقيافة الكالممسموع، لكل فِظ والِحْ الحرب، وآلِة والسالح، بالخيِل، والبِرص األْنواءِ، وتعرِف باآلثار،وميزة الغاية. ذلك يف بلغوا — واملثالب املناقب، شأن وإحكام محسوٍس، بكل واالعتبار

    .١٣٤ :٣ جزء الحيوان: 2.٣٦١ :٣ جزء الفريد: العقد 3.٢٢٣ :١ جزء اآلداب: زهر 4

    بهذا آخر تل وهناك هـ. ا البيتني وأنشد بالرقة، إنه األصفهاني الفرج أبو قال العني. بفتح عزاز تل 5ياقوت. ذكره حلب شمال االسم

    20

  • العرص هذا يف اإلسالمية اململكة سكان

    كما تركي كل األرِض يف وليس … الحروب يف واألتراك والسياسة، امللك يف ساسان آلكل وال الِحذِْق. من غايٍة يف ِصيني كل وال حكيًما، يوناني كل ليس أنه كما وصفنا.وقال وأكثر.»6 أظهر وفيهم وأتم. أعم هؤالء يف األمور هذه ولكن قائًفا. شاعًرا، أعرابيبالطبل؛ والرضِب الرقص، عىل الخلق أطبع «وهم الزنج: عىل الكالم يف آخر موضع يفِمنهم.»7 حلوًقا أحسن األرض يف وليس تعليم. وال تأديب، غرِي من املوزوِن، اإليقاع عىلوالتصاِوير، والنجِر، والخرِط، الطب، وأرسار النجوم، وعلم بالحساب، الهند «واشتهر

    العجيبة.»8 الكثرية والصناعاتقتيبة: ابن رواه ما ذلك يوضح السياسية، وامليول األهواء، يف يختلفون كانوا كذلكوأراد للدعوة، اختارهم حني الدعوة لرجال عباس بن هللا عبد بن عيل بن محمد «قالفعثمانية البرصة وأما طالب. أبي بن عيل ِشيعة فهناك وسوادها، الكوفة أما توجيههم:الجزيرة وأما القاتَل. هللا عبد تكن وال املقتوَل، هللا عبد كن وتقول: بالكف، تدينفليس الشام؛ أهل وأما النصارى. أخالق يف ومسلمون كأعالج، وأعراب مارقة، فحروريٌةوأما مرتاكًما. وجهًال راِسخة لنا عداوة مروان؛ بنِي وطاعة سفيان، أبي آل إال يعرفونهناك فإن بخراسان عليكم ولكن وعمر. بكر أبو عليهما غلب فقد واملدينة؛ مكة أهلولم األهواء، تَتقسمها لم فارغة، وقلوبًا سليمة، وصدوًرا الظاِهر، والجلد الكثري، العددِهمم اليوم لهم وليست فساد، فيها يتقدم ولم ِديانة، تْشَغلها ولم النِّحُل، تَتوزعهاولم العشائر. وعصبية القبائِل، وكتحالِف بالسادات، األتباع كتحازب فيهم وال العرِب،أجسام لهم جند وهم الدول، ويؤملون ويكِظمون، ويظلمون ويمتهنون، يذلون، يزالواتخرج فخٌمة ولغات هائلة، وأصوات وشواِرب، ولحى وهامات وكواهل، ومناكب وأبدان،

    منْكرٍة.»9 أفواٍه منخاصة؛ وعادات شعائر، لها مختلفة طوائف األمم هذه من أمة كل يف كان كذلكتمسكوا ونصارى منهم، إال التزاوج وحرموا تقاليدهم، عىل حافظوا يهود فمنهم

    نريانهم. ويوقدون هياكلهم، يقيمون ومجوس وعاداتهم، بشعائرهم

    بعدها. وما ٤١ الجاحظ: رسائل انظر 6.٦٣ رسائل: 7.٧٣ رسائل: 8

    .٢٠٤ :١ جزء األخبار. عيون 9

    21

  • اإلسالم ضحى

    وحياتهم تاريخهم، نتيجة هو أدب لهم فُفرس اآلداب، يف خالفات نجد كمالهم ومرصيون الدول، من اعتورهم مما ورثوها قديمة آداب لهم وعراقيون االجتماعية،

    روماني. يوناني وأدب شامي، وأدب هندي، وأدب كذلك، أدببارد وجو سهل، يف وأخرى جبل، يف تعيش فأمة اإلقليمية؛ االختالفات عنك دعذلك يستتبع وما صحراوية. وأمة ساحلية، وأمة الحرارة، شديد وحار الربودة، شديد

    واملزاج. والطبيعة، العادات، يف األمم بني خالف مناإلسالمية اململكة تكون كانت قليلة؛ أمثلة إال منها نذكر لم التي االختالفات هذه كلوتتفاعل املختلفة، املواد هذه فيه تُصهر وعاء ساحتها وكانت األول، العبايس العرص يفعىل ساعدت قوية عوامل هناك كانت وقد كيماويٍّا. املختلفة األجسام تتفاعل كما فيهعن كلمة هنا نزيد أن البد ولكن كتابنا.10 من األول الجزء يف بها أملمنا االمتزاج هذا

    التوليد». «عملية وهو العرص؛ هذا يف األثر ظاهر كان يشءبينهما فينشأ أخرى؛ أُمٍة من وامرأة أُمٍة من رجل يتزاوج أن بالتوليد؛ ونعنيمن الجيل هذا بكثرة األوُل العبايس العرص امتاز وقد األمتني. دم عروقه يف يجري نسلالرقِّ نظام ومن األجناس، اختالط عن نتجت قوية؛ ظاهرة التوليد هذا وكان الناس.بيوت وخصوًصا — اإلسالمي البيت أصبح فقد اإلسالمي. الفتح عقب طبق الذي والوالءِاألمم خصائص يحمل ما النسل من ينتج أمم»، «عصبة — واألغنياء واألمراء الخلفاءمنصور بنت أروى بيته يف كان فقد املنصور؛ جعفر أبي بيت مثًال: لذلك خذ املختلفة.فترساها؛ اشرتاها املنصور كان كردية وأٌمة األكرب. وجعفًرا املهدي، أولدها الِحمريِي،وامرأة املسكني»، «صالًحا أولدها «قايل» لها يقال رومية وأٌمة األصغر. جعفًرا له فولدتيف يرسف لم املنصور جعفر أبا أن مع هذا «العالية.»11 تسمى بنتًا أولدها أمية بني منوالخدمة املغنيات من جارية ألفي زهاء للرشيد «وكان بعده. أتى من إرساف الترسيكان إنّه «ويقال: والجوهر.»12 الثياب أنواع من نوع كل من ِزي أحسن يف الرشاب؛ يفالجواري. يف الكالم عند الكثري اليشء ذلك من وسيأتي رسيٍة.»13 آالف أربعة للمتوكل

    بعدها. وما ،١٠٠ ص األول، الجزء اإلسالم: فجر كتاب انظر 10.٢٩٨ :٣ العقد 11.٨٨ :٩ األغاني: 12

    .٣٠٨ :٣ جزء املسعودي 13

    22

  • العرص هذا يف اإلسالمية اململكة سكان

    النخاسني، أسواق يف وتباع الفاتحني، عىل توزع األنواع املختلفة الجواري هذه كانتاألمم من الحرائر وكانت املال. يمنح كما وتمنح اللطيفة، الطُّرف تهدى كما وتهدىنسلهن وكان عديًدا، نسًال ينسلن وهؤالء هؤالء وكان جنسها، غري من تتزوج املختلفةولوع كان بل لغريهن. نسب إذا العربيات عدد لقلة الخالصات؛ العربيات نسل من أكثرولذلك الحرائر. إىل منه أكثر اإلماء إىل وميلهم وأشد، أقوى العرب بغري باالختالط الناسقد أتم؛ والحسن أوفر، املفتوحة األمم هذه نساء من كثري يف الجمال أن األول: سببان:بياض من اإلقليم؛ طبيعة به حبتْهن ما إىل هذا النعيم. وجالهن الحضارة، َصَقلتْهنمن الجاحظ؛ إليه أشار ما الثاني: ذلك. ونحِو العيون، وزرقة عر، الشَّ وصفرة البرشِة،يريد من إىل الرجل ينظر ال اآلن! كعادتنا عهده يف كانت بالحرائر التزوج عاَدة أنيتفق ال وقد تشاء، ما محاسنها من له فرتوي «الخاطبة»، تتوسط ولكن يتزوج، أنأن قبل يراها فهو األمة، يف الشأن هو ذلك وليس صدْقته! إن هذا وذوقه.. ذوقهاأكثر صار أجلها ِمن التي للعلة احتج من بعض «قال الجاحظ: قال تملكها. عىل يقدمتأمل قد األمة يمِلك أن قبل الرجل إن املِهريات:14 أكثر من الرجل عند أحظى اإلِماءِباملوافقِة. وقوِعها بعد ابتياِعها َعىل فأقدم الخلوة، حظوة خال ما وعرف منها، يشء كلوحاجاِت النساء جمال من يبرصن ال والنساء النساء، جمالها يف يستشار إنما والحرةتقول: أن املرأة تحِسن َوقد أبرص.. ِبالنساء والرجال كثريًا! وال قليًال وموافقتهن الرجاِل،شعرها وكأن !… فضة إبِريق عنَقها وكأن غزاٍل! عني عينَها وكأن السيف! أنَفها كأن

    والبغض.»15 الحب يكون بها أُخر، أسباب وهناك !… العناقيديف ُغلٌّ والحرة بالعيِب، وتُرد بالعنِي تْشرتى «األمة املشهورة: العرب أقوال ومنولِمن الطِويل! يلبس كيف القصري؛ لبس ِلمن «عجبت وقالوا: إليه!» صارت من عنق

    الحرائر!»16 عىل يقِدم كيف اإلماء؛ عرف ملن وعجبًا أعفاه! كيف شعره؛ أَحفىبحكم النساء، من مختلفة أجناس إىل بميلهم املختلفة األصقاع اشتهرت وقدالنساء أشهى البرصة أهل أن ذلك: «من ون ويسرتقُّ يأِرسون كانوا ما وبحكم الجوار،

    املهر. الغالية الحرة املهرية: 14.١٦٨ الجاحظ: رسائل 15

    .٢٩٦ :٣ جزء الفريد: العقد 16

    23

  • اإلسالم ضحى

    الحبشيات عندهم؛ النساء أشهى واليمن واألغوار،17 الهنديات، وبنات الهنديات عندهم؛وكل الروميات. وبنات الروميات عندهم؛ النساء أشهى الشام وأهل الحبشيات، وبنات

    قياس.»18 الشاذ عىل وليس الشاذ، إال وسبيهم جلبهم يشتهون فإنما قومحتى خاصة، ميزات يحمل جديد جيل نشأ منه؛ طرًفا أبنَّا الذي االختالط هذا منخرشنة،19 من هي سبية «فالخيزران الصنف؛ هذا من كانوا أنفسهم الخلفاء بعضفريوز بنت وشاهسفرم20 املهدي.. محمد ابني الرشيد، وهارون الهادي، موىس ولدْتالوليد بن يزيد امللك عبد بن للوليد ولدت أبرويز كرسى بن شهريار بن يزدجرد بنوأبو كردية22 أمة ابن محمد؛ بن ومروان املخلوع.»21 الوليد بن وإبراهيم الناقص،واملعتصم، مراجل. تسمى أمة أمه واملأمون؛ سالمة. اسمها بربرية أمه املنصور، جعفرتسمى أمة أمه واملتوكل؛ قراطيس، تسمى أمة أمه والواثق؛ ماردة. تسمى أمة أمهاملدينة أهل أكثر «كان األصمعي: قال والشعراء. العلماء، يف ذلك ومثل شجاع.23عبد بن وسالم محمد، بن والقاسم الحسني، بن عيل منهم نشأ حتى اإلماء، يكرهون

    الرساري.»24 يف الناس فرغب وورًعا، وعلًما، ِفقًها، املدينة أهل ففاقوا هللا،

    بالعجم.. ناحية هاء: وبال هراة، باب عند بلدة بالضم: الغورة القاموس؛ يف 17.٧٥ الجاحظ: رسائل 18

    فراس: أبو قال ملطية. قرب بلدة خرشنة: 19

    أم��ي��ًرا ب��ه��ا ح��ل��ل��ت ف��ل��ك��م أس��ي��ًرا خ��وش��ن��ة زرت إن

    أصح! ولعله شاهفرنه، االسم هذا الفقيه:جاء البن البلدان كتاب يف 20.٢٢٢ :١ جزء العقد، هامش اآلداب، زهر 21

    .٣١٨ :٩ جزء الطربي، 22بعدها. وما ،١٢٨ قتيبة، البن املعارف كتاب انظر 23

    .٢٩٦ :٣ جزء العقد: 24

    24

  • العرص هذا يف اإلسالمية اململكة سكان

    صفات وأمهاته آبائه من فكسب «الوراثة»، لقوانني املولَّدين من الصنف هذا خضعالزواج من خري باألباعد الزواج بأن آمنوا قديم من والعرب ممتاًزا. صنًفا وكان خاصة،

    الشاعر: وقال تَضووا.»25 ال بوا «اغَرتِ الخرب: يف وروي باألقارب.

    ال��َق��َراِئ��ِب َرِدي��ُد ي��ْض��َوى َوق��د ف��ي��ض��وى، ق��ِريَ��ب��ُة َع��مٍّ ِب��نْ��ُت تَ��ِل��ده ل��م ف��ت��ى

    آخر: وقال

    ال��ع��مِّ ب��نَ��اِت أْوالٍد تَ��ْزِوي��َج ال��َه��مِّ، بَ��ِع��ي��َد َك��ان َم��ْن أُنْ��ِذُروُس��ْق��ِم! َض��وى ِم��ن ب��نَ��اٍج َف��ل��ي��س

    صغرتم؟ مالكم فقال: األجسام. صغار قريش؛ من قوم إىل نظر عمر «إن ورووا:فأنجبوا!» البعداء يف فتزوجوا اغِرتبوا. صدقتم؛ قال: آبائنا. من أمهاتنا قرب قالوا:

    العنارص، أظهر من كانوا العبايس العرص يف فاملولدون النظرية؛ هذه أيد والواقعأمهاتهم. باختالف وذلك وصناعاتهم؛ وعقولهم، أجسامهم، يف مختلفة ميزات ولهممنهم!»26 أفتك وال املولدين، خراسان أبناء من أشجع أحد الدنيا يف «ما القواد: أحد يقولكابن األبطال رءوس رضب وما أنجب، والغرائب أصرب، العم «بنات األصمعي: ويقولفولد قيل: بخيل. معجب، صِلف، فقال: الرومية. ولد عن بعضهم «وسئل األعجمية!»فولد قيل: سخي. شجاع، قال: السوداء؟ فولد قيل: زنيم. طِفس، قال: الصقلبية؟قال: العربية؟ فولد قيل: أفواًها. وأطيب أجساًدا، وألني أوالًدا، أنْجب هم قال: الصفراء؟يتخلق الذي وهو الناس؛ من الِخالِيس «رأينا الجاحظ: ويقول إلخ. … حسود27 أِنف،من وأقوى أبويه، من أعظم يخرج أنه الرتكيب هذا من والعادة والبيضاء، الحبيش، بنيال والهند، البيض، بني من يْخَلق الذي وهو الناس؛ من اليِرسي ورأينا ومثِْمريه. أصليهوأملح»28 أحسن يجيء ولكنه وقوتهما، األبوين، ضخم مقدار عىل النتاج ذلك يخرج

    ولد أن تزعم العرب أن «وذلك اللسان: يف قال األقارب. يف ال األنساب؛ البعاد يف تزوجوا معناه: 25نحيًفا.» ضاويًا يجيء قرابته من الرجل

    .١٤٣ طيفور: 26.٢٠٧ :١ جزء األدباء، محارضات 27

    .١:.٧١ جزء الحيوان، كتاب 28

    25

  • اإلسالم ضحى

    يزوج ال اإلرسائييل «إن والعقل: الشكل يف اليهود عىل النصارى ميزة يف العلة يف ويقولفيهم.»29 ترضب ال األجناس وفحولة تشوبهم، ال الغرائب فكانت اإلرسائييل، إال

    الحجاز، يف املغنيات من نبغ من أكثر أن تجد األغاني، كتاب يف فانظر شئَت؛ إنومولدات تالميذِهن. من أو املدينة»، «مولَّدات من العبايس األول العرص يف العراق؛ يف ثمكثري إىل فانظر شئت أو العرب، غري من وأمهات عرب، آباء من نَتجن نساء املدينة؛رأيت وقد املولدين. من تجدهم وأمهاتهم، آبائهم أجناس وتحر واألدباء، العلماء، منعنرص باليمن ظهر وقديًما بالشجاعة. عامة؛ األعجام ومولدي خراسان، مولدي شهرةملا يزن ذي بن سيف مع كرسى أرسلهم الذين «وهم «األبناء»، العرب سماهم ممتازفقيل العرب، يف وتزوجوا وتدبروها اليمن، وملكوا فنرصوه، الحبشة؛ عىل يستنجده جاءومن آبائهم.30» جنس غري من أمهاتهم ألن االسم؛ هذا عليهم وغلب األبناء، ألوالدهمأن غري التابعيان، َمنبٍه بن ووهب كيسان، ابن طاووس األبناء: من العلماء مشهوريكان العبايس عرصنا يف واملولدون يمنية. عربية وأم فاريس أب من كانوا األبناء هؤالء

    أعجمية. وأم عربي أب من أكثرهم

    األمم من الناس فعقول عقيل، توليد هناك كان األجسام، بني «توليد» هناك كان وكماويتعلم اإلسالم، يعتنق ثم فارسيٍّا، عقًال يحمل فالفاريس الَّلقاح، يتناوبها كان املختلفةجديدة. ومعاٍن جديدة، أفكار منه تتولد العقلني، من مزيج فينشأ العربية، اللغةاملسلم، العربي يخالط اليهودي العراقي أو النرصاني، الرومي أو النرصاني واليونانيكان ثَم ومن وهكذا، جديد، فكر ذلك من فينشأ والفكرة، والقصص الرأي ويتبادالنوإنما عربيٍّا؛ أدبًا الحقيقة يف ليس ثقافة كل يشمل الذي الواسع بمعناه العربي» «األدبيوضح مثًال ولنذكر عربيٍّا. أدبًا فسمي اإلسالمي؛ العربي بالطابع طبع «مزيج» هوإن وهو الصحيح، باملعنى عربي أدب أدبها جاهليتها، يف العرب نرى أننا ذلك هذا:فهي القوية الغالبة الروح أما خفيًفا. قليًال اقتباسه كان فقد حوله؛ مما شيئًا اقتبسأتم االجتماعية حياتهم ويصور تمثيل، أحسن العربية الحياة يمثل فهو العربية، الروحوِجدهم، ولهوهم، حروبهم، وصف وفيه صيدهم، طريقة وفيه خيالهم، فيه تصوير،

    أطول. هناك والعبارة و١٧٠، ،١٦٩ :٢ جزء — الكامل هامش عىل — الجاحظ رسائل 29«ابن». مادة يف العرب لسان 30

    26

  • العرص هذا يف اإلسالمية اململكة سكان

    الذين الفرس وخاصة الناس، وجدنا العبايس العرص إىل طفرنا نحن فإذا وبداوتهم.بذوقهم يتذوقون يعودوا لم الدولة مرافق عىل غلبة لهم وكانت اإلسالم، يف دخلوابالحب، شعرهم يف التغني من أِلفوا ما يتذوقون وإنما الجاهيل، العربي الشعر الفاريسيشبعان األم؛ الفاريس نواس وأبو البيئة، الخراساني األحنف بن العباس فظهر والخمر.الحب، يف شعر الجاهيل للعربي كان قد خمرياته. يف والثاني: عشقه، يف األول: ذوقهما.بني وشتان نواس، أبي وخمريات َطرفة؛ خمريات بني شتان ولكن الخمر. يف وشعرامرئ قول بني كم الجاحظ: قول ذلك يف ويعجبني العباس. وشوق القيس، امرئ شوق

    الجهم: بن عيل قول وبني مًعا»، ِبنَا الَغِبيط ماَل َوقد «تَقوُل القيس:

    م��ع��ذَِّب ُف��ؤاٍد ِم��ن ُف��ؤاًدا وأدن��ى ه��ْج��ع��ٍة ب��ع��َد ��ن��ا ض��مَّ ل��ي��ال ال��ل��ه س��ق��ىتَ��َس��رَِّب!31 ل��ْم بْ��ي��ن��ن��ا ف��ي��م��ا ال��ّراح م��َن ُزج��اج��ة ت��راق ل��و ج��م��ي��ًع��ا ف��ِبْ��ت��ن��ا

    العوامل أكرب من كان ولكن الفرق. هذا أنتجت التي هي وحدها الحضارة تكن لمالوزن الفرس أخذ فقد الشعر. يف كان كالذي األفكار، وتزاوج األجناس، تزاوج فيه:الفاريس، الخيال ذلك بجانب أخذوا ولكن العربي، واألسلوب العربية، والقافية العربي،ما ويصف بغداد يذكر الخريمي: يقولها التي القصيدة إىل انظر الفاريس. والذوقيْلعب ولِم قالوا مطلعها: والتي واملأمون، األمني بني الخالف أيام الفتن من انتابها

    عواِبرها!؟32 ِبِه َوتعرب ببغداد الزمانالحكم أنواع وانظر قبل. من به للعرب عهد ال طويل، ممتع َقصيص، ِبَنَفٍس تحسألف يف الذي القصص وانظر املقفع، ابن أقوال يف تجدها التي العربية الفارسية الهنديةوالحريري. البديع عمل يف تجلت التي املقامات أنواع وانظر ودمنة. وكليلة وليلة، ليلةعمليِة نتيجة شك غري من كانت وإنما الخلَّص، العرب يعرفها ال أنواع وأمثاله: هذا كلوحدهم. الفرس أو وحدهم، العرب عاش لو تكون كانت وما إليها. أرشنا التي التوليدتالية. فصول يف سنوضحها التي املختلفة، العلوم أنواع من ظهر فيما يقال ذلك ومثلكان كما الخاصة. ميزاتها لها جديدة؛ مخلوقات أنتج العقول لقاح أن والخالصة

    األجسام. توليد يف الشأن

    .٦٨ :٢ جزء األدباء محارضات 31بيًتا. ١٤٥ وتبلغ ،١٧٦ :١٠ جزء الطربي، تاريخ يف القصيدة 32

    27

  • اإلسالم ضحى

    عىل ترفرف واحدة، روح هناك كانت — أبنَّا التي — املتنوعة االختالفات هذه فمع وبعد:وأنواعهم. أجناسهم اختلفت مهما أفرادها، بني توحد رشقية، روح هي اإلسالمي. العالمعليها فأسبغت بالدها، يف دخلت ملا اليونانية الفلسفة أخضعت التي هي الروح هذهيدركون واالجتماع التاريخ علماء جعلت التي وهي وإلهاماتها. روحانيتها، من ثوبًاأجيال، من الرشقي ورثها روح للغرب. التي تلك تخالف الرشق، بني مشرتكة خصائصيتذوقه ما غري يتذوقون وجعلتهم واالجتماعية، الطبيعية، بيئاتهم تكوينها عىل وساعدتخالف مدنيات؛ لهم جعلت كما الغربي، النمط غري عىل األشياء ويدركون الغربي،ويهودية، بوذية، من: املختلفة األديان جاءت الغربية. املدنيات — كثرية وجوه من —هذا فوق بإله تؤمن مادية، ال صبغة خاصة، صبغة الروح هذه فصبغت ونرصانية.والشهوات الدنيوية السعادة هذه وراء أن وترى ناًرا، وتخاف جنة، وترجو العالم،الرشقية؛ املمالك عىل سلطانه ونرش اإلسالم، جاء فلما روحية! أخرى سعادة الجسميةلقانون تخضع املختلفة األمم هذه كانت فقد توحيدها، يف وعمل وقواها، الروح هذه زادورحالت واحد، بدين أغلبها ويدين واحدة، بلغة وتتكلم واحد، الحكم يف ولنظام واحد،واملعتقدات، اآلراء يتبادلون والرحالون املواصالت، صعوبة عىل القوة منتهى يف العلماءبتعاليم مزودين الخالفة مركز من يرسلون والحكام وسياسية، دينية دعوات ويدعون

    جوهرها. يف واحدةلها واحدة، أمة يسمى أن يصح ما منها وكون املختلفة، األمم بني وحد هذا: كل

    مشرتك. وعلم واحدة، وثقافة واحد، أدب

    28

  • الثاني الفصل

    بنيالعربواملوايل الرصاع

    الشعور كان إنما أمة! بأنهم قوي شعور لهم يكن لم الجاهلية يف العرب أن يظهرالشعر من صحته نرجح ما إىل رجعنا إذا أننا ذلك بقبيلته، الفرد شعور عندهم؛ القويبانتصارها، ويتغنى قبيلته، يمدح فالعربي اَلقبيل، بالشعور مملوءًا وجدناه الجاهيل،شعًرا نجد أن قّل ولكن قبيلته. أجل من األخرى القبيلة ويهجو محاسنها، ويعددواضح، ذلك يف والسبب األمم. من غريه عىل فيه ويفخر عربي! بأنه العربي فيه يتّغنىديًنا، وال لغة يتحدوا فلم الصحيح. باملعنى أمة يكونوا لم الجاهلية يف العرب أن وهو:أو شخص، وجود وهو لألمة؛ أويل رشط هو ما وال واحدة، وطنية آمال لهم وليستعىل وحملهم أفرادها، كافة عىل أوامرها تنفيذ قوة لها أشخاص، عدة من مكونة هيئة

    ذلك. تأبى تعيشها كانت التي اَلقبلية املعيشة وطبيعة طاعتها.نظروا إذا ألنهم الفكرة؛ هذه عىل العرب يشجع ما هناك يكن لم أنه ذلك؛ إىل أضفمن والروم ناحية، من الفرس فحولهم فخر، وال بعظمة، ذلك يشعرهم لم النظر هذاتجاريٍّا، معهم يتعاملون فهم بالقوة؛ تشعر عالقة ليست معهم العرب وعالقة ناحية،تاجر ومن بالقوي، والضعيف بالغني، الفقري عالقة بل بالند، الند عالقة ليست ولكنبعض وردت نعم! نفسه. استضعف عظمتهم، ورأى والروم فارس إىل وانتقل منهم،عىل العرب وفود من الكلبي: عن القظامي رواه كالذي نقول؛ ما تنقض قد قصصوال فارس، يستثني ال األمم، جميع عىل وفضلهم بالعرب النعمان وافتخار كرسى1وجوهها، وحسن وَمنعتها، بعزها، (العرب) َلفضلتها بالعرب قرنت لو أمة وأن غريها،

    .١٢٤ :١ جزء الفريد: العقد يف تجدها 1

  • اإلسالم ضحى

    نشك ولكنا إلخ، … ووفائها وأنََفتها، عقولها، وشدة ألسنتها، وحكمة وسخائها، وبأسها،بالوضع. مشهور وهو الكلبي، عن إال الخرب هذا نجد لم فإنا كبريًا، شكٍّا الخرب هذا يفالكلبي عن روي إنما أهميته؛ مع األموي العرص يف رواه أحًدا نجد لم الحديث هذا وألنوضعه، عىل دليل الفنية؛ الصنعة من فيه ما أن إىل هذا العبايس، العرص يف وحدهمشهوري من وهو َقتادة، يقوله ما ذلك ينقضه، ما الصحيحة األخبار من عندنا بل﴿وُكْنُتْم تعاىل قوله تفسري عند قال سدوس. من صميم، عربي كذلك: وهو التابعني؛، ذالٍّ الناس أذل العرب من الحي هذا «كان نْها﴾: مِّ َفأَنََقذُكْم النَّاِر َن مِّ ُحْفَرٍة َشَفا َعَىلُجْحر رأس عىل معكومني بطونًا، وأجوعه جلوًدا، وأعراه ضاللة، وأبينه عيًشا، وأشقاهمن عليه. يحسدون يشء من يومئذ بالدهم يف ما وهللا ال والروم. فارس األسدين؛ بنينعلم ما وهللا يأكلون! وال يؤكلون، النار! يف ردي مات ومن شقيٍّا! عاش منهم عاشحتى منهم، شأًنًا فيها وأدق حظٍّا، أصغر فيها كانوا األرض، حارض من يومئذ قبيًاللكم ووسع الجهاد، دار به لكم وأحل الكتاب. به فورثكم باإلسالم، وجل عز هللا جاء

    الناس!!».2 رقاب عىل ملوًكا به وجعلكم الرزق، من بهعدت قار؛ ذي يوم الفاريس الجيش من فرقة عىل منهم قبيلة انترصت ملا والعربلالنهزام، عرضة أمة ألي فرقة فأي خطر، ذي بيشء ليس أنه مع عظيًما، فخًرا ذلكحملة تهزم أن يتوقعون كانوا ما كأنهم النتصارهم، العظيم بالفخر أحسوا العرب ولكنيوم انترصوا ملا العرب أن وهو: نقول، ملا قوي مستند القصة هذه نفس يف بل فارسية،اشرتكت التي القبائل بنرصة تغنوا إنما الفرس، عىل العرب بنرصة يتغنوا لم قار ذيعربية روح الغناء يف تتجّل ولم واليشكريون، وامِلجِليون الشيبانيون، وهم: الحرب، يف

    عامة.وعجبوا الفرس، من تخوفوا فارس فتح عمر أراد عندما أنه الطربي: ويخربنا(إىل إليهم الوجوه أكره من فارس وجه «وكان يقول: يحاربوهم! أن يستطيعون كيفوروى األمم». وقهرهم وعزهم، وشوكتهم، سلطانهم، لشدة عليهم؛ وأثقلها املسلمني)قد فإنا الوجه، هذا عليكم يعظمن ال الناس، أيها «يا فقال: تكلم حاِرثة بن املثَنَّى أن

    .٢٥ :٤ الطربي: تفسري 2

    30

  • واملوايل العرب بني الرصاع

    واجرتأ منهم، ونلنا وشاطرناهم، السواد، ي ِشقَّ خري عىل وغلبناهم فارس، ريف تبحبحنابعدها!!»3 ما هللا شاء إن ولها عليهم، قبلنا من

    واملحمدة بقبيلته. يعتز كان الجاهلية يف العربي أن كله: هذا من لنا يظهر فالذيعند قوسه زرارة ابن حاجب رهن فلما قبيلته، أفراد يأتي التي هي بها يفتخر التيأو بالشعر يفتخر والذي تميم،4 قبيلة بذلك يفتخر الذي كان بالرهن! ابَنه ووىف كرسى

    أمة!. مكرمة املكرمة، عد إىل ذلك يتجاوزوا أن وقّل قبيلته، الشجاعإليها؛ أرشنا التي األمة خصائص فيها وكانت أمة، العرب تكون اإلسالم، جاء فلماعىل االنتصار ذلك وأعقب رأسها، عىل حكومة وجود ومن وميول، ودين لغة اتحاد منالروح تنمح لم هذا مع ولكن والروم. فارس، وهما عرصها، يف كانتا أمتني أضخمو«نزعته فخذه»، ثم بطنه، ثم لقبيلته، العربي «نزعة معا: النزعتان فوجدت القبلية،يف جنب، إىل جنبًا النزعتان وسارت العربي»، والجنس العربية، واألمة العربي، للدمالجاهلية، يف كان كما اإلسالم، يف بقبيلته يفتخر العربي نسمع ورصنا اإلسالم، صدر

    يقوِل: كالذي العربي، بالجنس االفتخار اإلسالم يف وزاد

    َص��ْرَص��ِر ِب��ِري��ٍح َع��اٍد َع��َل��ى َط��ل��ع��ت ِج��ي��اُدُه��ْم الَّ��ِذي��ن ال��نّ��ف��ِر ِم��ن إنَّ��ااألَْص��ف��ِر5 البْ��ِن ْرِب ال��دَّ بَ��اَب واج��ت��زن ِب��اَل��ق��نَ��ا َق��يْ��َص��ر م��ْل��ِك تَ��اَج��ي وَس��ل��بْ��ن

    .٦١ :٤ جزء الطربي: تاريخ 3العجيل: دلف أبا يمدح تمام، أبو يقول 4

    م��ن��اق��ب م��ن وط��دت م��ا ع��ل��ى وزادت ب��ق��وس��ه��ا ت��م��ي��م ي��وًم��ا اف��ت��خ��رت إذاح��اج��ب! ق��وس اس��ت��ره��ن��وا ال��ذي��ن ع��روش س��ي��وف��ك��م أم��ال��ت ق��ار ب��ذي ف��أن��ت��م

    بذلك! سموا لم أدري ال سيده: ابن قال الروم. األصفر: بنو 5

    31

  • اإلسالم ضحى

    األموي، العرص يف التاريخية فالحوادث القبلية) العصبية (وهو األول النوع فأماللداللة أمثلة لك وَلنسق بها. إال تفهم وال النزعة، هذه تفرس كلها األموية والقصائد

    حيان: بن يحيى يمدح خزيمة بن أسد بني من رجل يقول عليها:

    ح��يَّ��اِن ب��ِن ي��ح��ي��ى ال��ِف��تْ��ي��اِن، ِل��َف��ت��ى ِف��دى ُك��لَّ��ْه��م، ال��ي��م��اِن��ي��ن ال��ل��ُه ج��ع��َل أالع��ْدنَ��اِن ب��ِن َم��ع��دِّ ِم��ن وأًْل��ف��ا لُ��ْق��ل��ت ع��ص��ب��يّ��ٍة ِم��ن ِف��ّي ُع��َريْ��ق َول��والق��ْح��َط��اِن ِب��أب��نَ��اء نَ��ْف��س��ي ل��ه وط��اب��ت ِب��ع��ِش��ي��رتِ��ي، ت��ِط��ب ل��م ن��ف��ِس��ي َول��ِك��ن

    وهو بالبيت يطوف كان أنه منهم: رجل عن ثقة، األزد من شيخ عن املربد وروىويعدد باليمن، يفتخر وِدعبل تميمية6 إنها فقال: ألمك؟! تدعو أال له: فقيل ألبيه. يدعو

    أولها: بيت، ستمائة تبلغ قصيدة يف بنزار، افتخاره الكميت عىل ويرد مناقبهم،

    األَرب��ِع��يَ��ن��ا7 م��ر ال��لَّ��وم َك��ف��ان��ي ظ��ع��يَ��ن��ا يَ��ا م��الِم��ِك ِم��ن أِف��ي��ق��ي

    بقوله: ذلك وعقب القصيدتني،8 من طًرفا املسعودي ذكر وقد

    وافتخرت اليمن، عىل نزار وافتخرت واليمانية، النزارية، يف الكميت قول َونمىالناس، وتحزبت املناقب، من من له بما فريق كل وأدىل نزار، عىل اليمنالجعدي، محمد بن مروان أمر ذلك وتبع والحرض، البدو يف العصبية وثارتالعباسية. الدعوة إىل عنه اليمن وانحراف اليمن، عىل نزار من لقومه وتعصبه

    ترى حوله وقبيلته الحكم، يف السيئة النزعة هذه العرب والة من كثري عند وكانوليت أنها فزارة اعتقدت العراق هبرية ابن َ ويلِّ فلما قبيلتُه، ولِّيَت فقد الرجل َ ويلِّ إذا أنهفزارة. وذلت َقٍرس، أعناق ارشأبت الَقرسي هللا عبد بن خالد وتوىل عزل فلما الحكم.

    الفرزدق: وقال

    .١٩٨ :١ جزء الكامل 6.١٧٧ :١ جزء املحارضة نشوار 7

    .١٥٥ :٢ جزء 8

    32

  • واملوايل العرب بني الرصاع

    َق��ْس��ُر ت��ْح��ِس��بُ��َه��ا األَيَّ��اِم ح��َدِث َل��ِم��ن ن��ْوبَ��ُة ف��َزارَة نَ��ابَ��ْت ِل��ئْ��ن َل��ع��م��ِري

    تعصبًا أهلها من َقتل اليمن الشيباني زائدة بن معن توىل ملا العبايس، العرص ويفيقتل والبحرين) عمان (وايل سالم بن عقبة فكان نزار، من وغريها ربيعة، من لقومه

    اليمن.9 يف عمله ملا ملعن وكيدا قحطان، من لقومه تعصبا القيسيني منالنزعة هو هنا موضوعنا يف يهمنا والذي لها، حرص ال كثرية ذلك عىل واألمثلة

    املوايل: ضد العرب نزعة وهي الثانية،اِإلْسالُم﴾﴿َوَمن ِهللا ِعنَْد يَن الدِّ ﴿إًِن تعاىل: قوله وسمعوا اإلسالم، العرب اعتنقاإلسالم بأن وآمنوا يَن﴾ اْلَخاِرسِ ِمن اآلَِخرِة ِيف َوُهَو ِمنُْه يُْقبََل َفَلْن ِدينًا اإلِْسالِم َغرْيَ يَبَْتِغالقويم، الدين وحملة اإلسالم، حماة وأنهم ضالل، يف حولهم الناس وأن األديان، خريمن وكان فيه، ويدخلوا السابقة، دياناتهم عن ليتخلوا كافة، الناس دعَوة عليهم وأنجيشها، وهزموا الروم، عىل وانترصوا عرشها، ودكوا بفارس فظفروا الجهاد، ذلك بعدللفرس كانت العالم سيادة أن رأوا: فقد الجملة وعىل أيديها. يف مما كثري عىل واستولوايخشون باألمس العرب كان الذين الفرس هؤالء وأن إليهم! فجأة فانتقلت والروم،لهم يفتحوا أن يتمنون العرب كان الذين الروم وهؤالء حكمهم! تحت أصبحوا بأسهمرفع هذا كل دارهم! عقر إىل أمامهم وفروا هزموا، قد فيها ليتاجروا ومرص، الشام بابدم عروقهم يف يجري الذي الدم بأن فشعروا ذلك يف منهم كثري وغال العرب. نفسية منبالسيادة الشعور هذا وتملكهم وأشباههم! والروم الفرس دم جنسه من ليس ممتاز،األموي الحكم وكان املسود. إىل السيد نظرة األمم من غريهم إىل فنظروا والعظمة،فاهلل تعاليمه! يف اإلسالم يطيعوا لم هذا يف العرب أن والحق: النظر! هذا عىل مؤسًساإال عجِمي َعىل ِلعربٍي فضل «ال النبي:ملسو هيلع هللا ىلص ويقول إِْخَوٌة﴾ اْلُمْؤِمنون ََّما ﴿إِن يقول تعاىل:العرب؛ قلت وإذا لوليته!!» حيٍّا حذيفة موىل سالم، كان «لو عمر: ويقول بالتْقوى.»اإلسالم، بتعاليم تدين خيارهم من كبرية طائفة هناك كان فقد جميعهم، أعني فلستعىل رشيًفا يفضل ال طالب أبي بن عيل كان فقد الدم؛ ال التدين الفضل مقياس وتجعل

    .١٥٥ :٢ جزء املسعودي انظر 9

    33

  • اإلسالم ضحى

    آكد من هذا فكان القبائل، وأمراء الرؤساء يصانع وال عجمي، عىل عربيٍّا وال مرشوف،إليه مَشوا عيل أصحاب من طائفة أن املدائني: وروى عنه!»10 العرب تقاعد يف األسبابوقريٍش العرب من األرشاف هؤالء َوفضل األموال، هذه أعط املؤمنني أمري «يا فقالوا:كان ِلما ذلك له قالوا وإنما الناس.» من خالفه تخاف من واستِمْل والعجم، املوايل عىلسواد ولكن بالجور؟!»11 النرص أطلب أن «أتأمرونني لهم: فقال املال. يف يصنع معاويةيحقرون قوية، العربية العصبية هذه عندهم كانت ووالتهم، أمية بني وحكام العرب،نزل ذلك: عىل بالشواهد مملوءة التاريخ وحوادث األدب وكتب منهم. يكن لم من معهايقول: وهو فانرصف الِقرى! منهم اشرتى حتى يضيفوه فلم العنرب بني من بقوم جرير

    وال��ح��س��ِب! ل��ل��دي��ِن م��ْف��ِس��د ال��ِق��رى ِرْف��د ب��ي��ع��ُك��ُم إن ط��ِري��ٍف، ب��ن م��اِل��ك ي��اال��َع��َرِب! ِم��ن واْس��ت��ح��ي��وا ال��م��واِل��ي ِب��ي��ُع��وا ل��ُه��ْم: ُف��ق��ل��ت ِب��ي��ًع��ا نَ��ِب��ي��ع��َك��ه َق��ال��وا

    أن ورأى ووضعهم، حطهم ألنه البيت؛ هذا من أنفت املوايل ِجلَّة إن املربد: قالعيبًا.12 محسوبة غري إليهم اإلساءة

    بن هللا عبيد فيه قتل الذي اليوم وهو خاِزر، يوم األشرت بن إلبراهيم املختار وقالهربوا، رضستهم إن الحرب وإن املوايل)، (يريد الحمراء هؤالء جندك عامة «إن زياد:

    أمامهم.»13 الحمراء وأرِجِل الخيل، متون عىل العرب فاحملوتزوجها. سليم بني أعراب من بنتًا خطب املوايل من رجًال أن األغاني: وروىبن هشام بن إبراهيم يومئذ وواليها املدينة، إىل الخارجي بشري بن محمد فركبمائتي ورضبه وزوجته، املوىل بني ففرق املوىل، إىل الوايل فأرسل إليه، فشكا إسماعيل،

    وحاجبيه! ولحيته رأسه وحلق سوط،

    .١٨٠ :١ جزء املدائني، عن الحديد أبي البن البالغة نهج رشح 10.١٨٢ :١ جزء النهج، رشح 11

    .٢٧٣ :١ الكامل 12

    .٢٧٤ :١ الكامل 13

    34

  • واملوايل العرب بني الرصاع

    بشري: بن محمد فقال

    بَ��ع��ي��د! ِم��ْن ال��ح��ك��وم��َة تَ��رِث َول��م ع��ْدًال، وح��ك��م��ت ِب��س��ن��ة ق��ض��ي��ت

    يقول: وفيها

    وال��ُخ��دوِد! ال��ح��واِج��ِب س��ْل��ِب وِف��ي نَ��َك��اٌل، ِل��ْل��م��وَل��ى ال��م��ائ��ت��ي��ن وِف��يَم��ِزي��ِد؟ ِم��ن ال��م��واِل��ي ي��ِج��د ف��ه��ْل ِك��ْس��َرى ِب��بَ��ن��اِت ك��اَف��أَت��ه��م إذااْل��ع��ِب��ي��ِد؟!14 إل��ى ال��ع��ِب��ي��ِد إص��ه��اِر ِم��ن ِلْ��ل��م��َواِل��ي أْن��ص��ف ال��ح��قِّ ف��أي

    فقد ودقة؛ شدة يف السياسة هذه ينفذ األموية، الدولة أركان أحد الحجاج، وكانموىل: يف الشاعر يقول ذلك ويف باملرشاط، النبط أيدي وسم

    ��اِج15 ح��جَّ وش��ِم ِم��ن ي��ده ص��ِح��ي��ح��ة س��ِل��م��ْت م��ا ال��ح��ج��اج َل��ه ح��يٍّ��ا َك��ان ل��و

    الحكم وهو بالبرصة، عامله إىل وكتب منها، النَّبط نفى واسًطا الحجاج نزل وملاوالدنيا. للدين مفسدة فإنهم النبط، من ِقبَلك من فانِْف كتابي أتاك إذا يقول: أيوب، بنالحجاج إليه فكتب الدين. يف وتفقه القرآن، منهم قرأ من إال النبط، نفيت قد إليه: فكتبوجدوا فإن عروقك، ليقفوا أيديهم بني ونم األطباء، من ِقبلك من فادع كتابي قرأت إذا

    والسالم.16 فاقطعه! نبطيٍّا عرًقا فيكوكان جبري، بن سعيد عىل َقبض وملا عربي.17 إال الكوفة يؤم ال أن الحجاج وأمربها يؤم وليس الكوفة قدمت أما الحجاج: له قال الحجاج؛ عىل األشعث ابن مع خرج قدوقالوا الكوفة، أهل فضج القضاء وليتك أفما قال: بىل. قال: إماًما؟! فجعلتك عربي، إالأال وأمرته األشعري، موىس أبي بن برَدة أبا فاستقضيت لعربي! إال القضاء يصلح ال

    .١٥٠ :١٤ جزء األغاني، 14.١٣٣ :٤ جزء النهج، رشح 15.٢١٨ :١ األدباء محارضات 16

    .٢٠٧ :١ جزء العقد 17

    35

  • اإلسالم ضحى

    العرب؟ رءوس من وكلهم سماري يف جعلتك أوما قال: بىل. قال: دونك! أمًرا يقطعإلخ.18 … عيل؟ أخرجك فما قال: بىل. قال:

    العربي أقبل إذا العباسية الدولة عادت أن إىل العرب كانت األصفهاني: ويقوليغري السلطان وال يمتنع، فال عنه، ليحمله إليه دفعه موىل فرأى يشء ومعه السوق منخطبها موالة تزوج يف أحد رغب وإذا فعل، ينزل أن وأراد راكبًا، لقيه إذا وكان عليه!

    وجدها.19 أبيها دون موالها إىلفيه: قال ببيت الخَطفى بن جرير مدحهم ملا شديًدا طربًا املوايل وطرب

    َرا تَ��َغ��دَّ َم��ْن بَ��ْع��َدُه يُ��بَ��اِل��ي ال أٌب س��ادٍة أوالد وال��غ��ر َف��ي��ج��م��ع��نَ��ا

    مائة له وأهدوا حزرة؟ أبا يا أنت كيف ويسألونه عليه، يسلمون حوله فاجتمعواحلة!20

    يف وخصائصهم نبوغهم، من طرًفا ذكرنا الذين املولدين طائفة العرب احتقر بلالهجنة العرب: لسان يف قال «الهجني». األمة من العربي ابن وسموا السابق، الفصل

    معيب.21 ألنه األمة ابن العربي والهجني: يعيبك، ما الكالم منلهم تصلح ال وقالوا: اإلماء، بني تستخلف ال أمية بنو «وكانت ربه: عبد ابن قالتوليتهم عن امتناعهم أن يرون الناس «إن ذلك: تعليله يف األصمعي: ويقول العرب.»بني ألن توليتهم عن يمتنعون كانوا إنما صحيح؛ غري هذا وإن بهم. لالستهانة كانالناس تعليل إىل أميل ونحن ولد.» أم ابن يد عىل ملكهم زوال أن يرون كانوا أميةوسياسة الصحيح. واملنطق الواقع مع يتمىش الذي هو قولهم ألن األصمعي؛ تعليل منأو قاضيًا اختاروا وإذا عربيته، راعوا واليًا اختاروا إذا فهم ذلك؛ تؤيد كلها أمية بنيكما التنجيم من رضب إىل يرجعون هذا يف وليسوا ذلك. راعوا بالناس يصيل إماًماالقرسي هللا عبد بن خالد لتعيني العنت من كثريًا أمية بنو القى وقد األصمعي. يزعم

    .٣٩٧ :١ جزء الكامل 18.٢٢٠ :١ األدباء محارضات 19

    .٦٥ :٧ األغاني انظر 20.٢٩٧ :٣ جزء العقد، 21

    36

  • واملوايل العرب بني الرصاع

    عىل دليل وأكرب رومية. أمة أمه ألن الشعراء هجو من كثريًا هو والقى العراق، عىل واليًابن ومروان الوليد، بن وإبراهيم الوليد بن يزيد فعًال ولُّوا أنهم األصمعي: قول نقضتوليتهم يف الحكمة إنما ولوهم؛ ما بالتهجني يعتقدون كانوا ولو إماء! وأمهاتهم محمد،أمام الخضوع من لرضب الناس فاضطر األموي، العهد آخر يف يقوون بدءوا املوايل أن

    قوتهم.وخط يل، وأًخا وتركني مات، أبي إن فقال: القايض، سوار إىل أعرابي وذهباملال ينقسم كيف قال: ثم ناحية، آخر خطٍّا خط ثم لنا، وهجينًا قال: ثم ناحية، خطنيإنه فهمت! أحسبك ال له: فقال غريكم. وارث يكن لم إن ثالثًا بينكم املال فقال: بيننا؟الهجني أيأخذ األعرابي: فقال سواء، بينكم املال سوار: فقال لنا. وهجينًا وأخي، تركني،الخاالت قليل إنك وهللا تعلم وقال: األعرابي، فغضب أجل! قال: أخي؟ ويأخذ آخذ كماأن أيرسك فقريًا: فصيًحا وكان الكالبي، لعبيد قلت قال: الجاحظ وحكى بالدهناء!22ابن املؤمنني أمري فإن قلت: بيشء! اللؤم أحب ال قال: جريب؟ ألف ولك هجينًا تكون

    الريايش: ويقول أطاعه! من هللا أخزى قال: أمة.

    ف��ي��ن��ا رب ي��ا ُك��ث��ُروا ��راري ال��سَّ أوالد إنَّه��ج��ي��نً��ا ف��ي��ه��ا أرى ال ب��الًدا أدِخ��ل��ن��ي َربِّ

    أبا يعري طالب أبي بن عيل بن الحسن بن حسن بن هللا عبد بن محمد وكتبيف أعَرقت وال اللعناء، أوالد وال أوالد، الطَُّلقاء من لست أني «واعلم املنصور: جعفر

    إلخ.» األوالد! أمهات حضنتني وال اإلماء،ويكافأ الناس، بني فيه ويُسوى إسالميٍّا، حكًما يكن لم األموي الحكم أن فالحقيكن ولم موىل، أو كان عربيٍّا أجرم؛ من فيه ويعاقب موىل، أو كان عربيٍّا أحسن؛ من فيهال الجاهلية النزعة فيه العرب تسود كانت غريهم. حساب عىل للرعية خدمة فيه الحكامفالعمل العمل؛ عنه صدر من باختالف يختلفان والباطل الحق فكان اإلسالمية؛ النزعةقبيلة من عربي أو موىل عن صدر إذا باطل هو وهو قبيلة! من عربي عن صدر إذا حق

    للمربد. الكامل الحرائر. فيها كان وإنما أمة، بالدهناء ليس إنه قيل: .٢–٦١ األخبار عيون 22

    37

  • اإلسالم ضحى

    منهم العرب حكم تحت حظٍّا أسعد املوايل كان إذا نبحث أن بصدد اآلن ولسنا أخرى!السيايس. الباحث يهم ما فذلك أشقى؟ أو الروم أو الفرس حكم تحت

    وصفناه الذي القايس النظر هذا أن من إليه اإلشارة سبقت ما هنا نكرر أن بد والوالوالة. البدو بني السائد النظر هو كان إنما جميعهم، العرب عند كان ا عامٍّ نظًرا ليسبعلمه يرشف فالعالم والدينية، العلمية األوساط يف سائًدا كان فقد املساواة نظر أمامن منحوهم والناس موايل، كانوا من التابعني سادة ومن عربيٍّا. أو موىل كان سواءومرسوق الزهري، فنجد والعلم؛ بالدين إال بينهم تفاضل ال العرب، منحوا ما اإلجاللالعرب، من وهم التابعني، سادات من وقتادة املسيب، بن وسعيد ورشيًحا، األجدع، بنيسار بن وعطاء جبري، بن وسعيد سريين، بن ومحمد البرصي، الحسن نجد كماومواٍل عرب من والناس املوايل. من وهم التابعني، سادة من جريج، وابن الرأي، وربيعةلرتى حتى اآلخر، حلقة إىل أحدهم َحلقة من وينتقلون السواء، عىل عنهم يأخذونوصحبه يزيد أن ويرى املهلب! بن يزيد وينقد أمية، بني خلفاء ينقد البرصي الحسنخسًفا أخذتهم األرض أن لِوددت وهللا ويقول: مارقون! ضالل وأصحابهم أمية وبنيبقتله، أحدهم ويهم الحسن، إىل قومه من رهط يف املهلب بن يزيد يأتي ثم جميًعا!تبع مات وملا علينا!»23 معنا من النقلب فعلت لو فوهللا سيفك؛ «اغمد يزيد: فيقولعمل الناس يستنكر ولم العرص، يصيل من باملسجد يبق لم حتى جنازته كلهم الناسموىل؛ وهو جبري بن سعيد قتل استنكروا كما واملوايل، العرب من اآلالف قتله يف الحجاج

    ودينه! لعلمهقصص من والسري التاريخ كتب يف يروى ما لنا يفرس الذي هو ذكرنا الذي هذاأن وهلة ألول الظان ويظن حينًا. واحرتامهم حينًا املوايل احتقار عىل تدل مختلفة،القبائل أرشاف وأوساط السياسية األوساط وأن تضارب، ال أن والحق تضاربًا، بينهماتتعصب كانت ما والعلمية الدينية األوساط وأن املوايل، تحقر كانت البدو وأوساط

    كانا. حيث وتقومهما والعلم، للدين تتعصب كانت وإنما دم، وال لجنس

    فقد الفرس؛ وخاصة املوايل، من أخرى، عصبية العربية العصبية هذه يقابل كانلهم العرب حكم بأن املعنى: هذا عن بعضهم وعرب العرب! غلبهم كيف العجب، تملكهم

    .٤٠٨ :٢ خلكان ابن 23

    38

  • واملوايل العرب بني الرصاع

    التالد، وعزهم القديم، بمجدهم العرب عىل يفخرون وكانوا القدر! سخرية من رضبوأنهم الحكم. ويدبرون امللك، يسوسون كيف عرفوا ومن العظيمة، الحضارة أهل وأنهمإال يحكموا أن يستطيعوا لم العرب حكم وملا حاجة، العرب إىل لهم يكن لم حكموا ملا

    بمعونتهم.بها،24 العرب عناية باألنساب يعنون يكونوا ولم قبلية، نزعة الفرس عند تكن لمالناس أشد من مثًال خراسان أهل كان فقد للبلدان؛ أحيانًا يتعصبون كانوا وإنماطبيعي؛ وذلك لألمة. العصبية عندهم القوية العصبية وكانت لبعض. بعضهم عصبيةالصحيح، معناها بكل أمة وكانوا وتحرضوا، البداوة، طور بعيد عهد من قطعوا ألنهمبن إسماعيل شعر من رأيت كالذي األموي؛ العهد يف العرب عىل يفخرون وبدأواخالفته، يف امللك عبد بن هشام عىل ودخل الفرس، بمجد دائًما يتغنى كان فقد يسار،25

    فيها: يقول قصيدة فأنشده فاستنشده

    ب��م��ه��دوم! ح��وض��ي وال ال��ِح��ف��اِظ، ع��ن��د َخ��ور ب��ذي ع��وِدي م��ا وج��دك إنِّ��يم��س��م��وِم! ال��س��ي��ف ك��ح��د ل��س��ان ول��ي ب��ه! ي��ق��اس ال وم��ج��دي ك��ري��م، أص��ل��يم��ع��م��وِم26 ال��م��ل��ك ب��ت��اج َق��ْرٍم ك��ل م��ن ح��س��ب ذوي أق��واٍم م��ج��د ب��ه أح��م��يم��ط��اع��ي��م27 م��س��ام��ي��ٍح ِع��تَ��اٍق ج��رٍد م��رازب��ٍة ب��ل��ٍج س��ادٍة ج��ح��اِج��ٍحِل��ت��ع��ظ��ي��م؟! أو ِلَ��ف��خ��ٍر وال��ه��رم��زان م��ع��ا ال��ج��ن��وِد وس��اب��ور ِك��س��رى م��ث��ل م��نوال��روم! ال��ت��رك م��ل��وك أذل��وا وه��م زح��ف��وا إن ال��روع ي��وم ال��ك��ت��ائ��ب أُس��دال��لَّ��ه��ام��ي��م28 األس��د الَّ��راغ��م��ة م��ْش��ي س��اب��غ��ة ال��م��اِذي ح��ل��ق ف��ي ي��م��ش��ون

    خلدون. ابن مقدمة انظر 24١٣٨ اإلسالم: فجر من األول الجزء انظر 25

    العمامة. عليه لفت إذا رأسه عم من معموم: 26الفرس، رئيس وهو مرزبان جمع املرازبة: املكارم، يف املسارع السيد هو جحجح. جمع جحاجح: 27

    النجائب. الخيل: من والعتاقالجواد السابق وهو لهميم، جمع واللهاميم: البيضاء، الدرع واملاذية: الحديد، من سالح كل املاذي: 28

    والناس. الخيل من

    39

  • اإلسالم ضحى

    ال��ج��راث��ي��م ِع��ز ق��ه��رْت ج��ُرث��وم��ة َل��ن��ا: ب��أن تْ��ن��ب��ي ت��س��أل��ي إن ه��ن��اك

    وأعالج نفسك بها تمدح قصيدة تنشد وإياي تفتخر، أعيل وقال هشام، فغضبوهو بإخراجه أمر ثم تخرج، نفسه كادت حتى الربكة يف فغطوه املاء، يف غطوه قومك؟

    الحجاز.29 إىل وقته من ونفاه يرش،وجربوت، قوة يف عليها وعاقبوا عنيفا، ا صدٍّ األمويون صدها النزعة هذه ولكن

    العباسية. الدعوة وكانت رسية، دعوة إىل ظاهر فخر من فتحولتنزعة تكن لم النزعة هذه أن وهو قبل؛ من قررناه كالذي هنا نقرر أننا غريالتابعني، من سميناهم كمن نفوسهم، أعماق إىل اإلسالم دخل من فمنهم عامة، الفرسواستنقذوهم اإلسالم، إىل هدوهم أنهم وهي: تقدر؛ ال نعمة عليهم للعرب أن ينسوا ولمال الفرس كان والدينية العلمية األوساط يف الوحدانية. هداية إىل املجوسية ضالل منكثريًا ولكن أجمعني، الناس بني سّوى بإسالم يؤمنون إنما وفارسية، بعربية يؤمنونوالبيت الحكام وخاصة العرب، يكرهون كانوا الفرس أشارف ومن الناس سواد منبن يزيد بن الغمِر عىل استأذن يسار بن إسماعيل «أن األغاني: صاحب روى األموي.تبكي؟ فائٍد أبا يا الغمر: فقال يبكي، فدخل له، أذن ثم ساعة، فحجبه يوًما امللك عبديعتذر الغمر فجعل عنك. أحجب أبي ومروانية مروانيتي عىل وأنا أبكي، ال وكيف قال:فلحقه عنده من وخرج قدر، لها بجملة الغمر وصله حتى سكت فما يبكي. وهو إليهبغضنا قال: ألبيك؟ أو لك كانت مروانية أي إسماعيل يا ويلك أخربني له: فقال رجل.لم وإن التسبيح، مكان يوم كل وآله مروان تلعن أمه تكن لم إن طالق امرأته إياهم،بذلك تقربًا مروان، هللا لعن فقال: هللا، إال إله ال قل له: فقيل املوت، حرضه أبوه يكن

    مقامه!»30 له وإقامة التوحيد، من له وإبداًال تعاىل، هللا إىلوجهة كانت وقد إسقاطه، يف فسعوا عميقة، كراهة األموي الحكم املوايل كِرهخليفة. إىل خليفة من األمر انتقال وترقبنا لنا، حكمهم يف يعدلوا لم األمويني أن نظرهموليس فذ، وهو العزيز؛ عبد بن عمر استثنينا إذا إال اللهم السواء، عىل الظلم أمر فكانالسلطة ألن الحاكمني؛ هم فيكونوا الفرس، إىل العرب من األمر نحور أن اإلمكان يف

    .١٢٠ :٤ األغاني 29

    .١٢٥ :٤ األغاني 30

    40

  • واملوايل العرب بني الرصاع

    الفرس وغري العرب تجمع الدعوة هذه أثريت إذا وألنه العرب، يد يف تزال ال الكربىفنجد الهاشميني، يد إىل األمويني يد من الخالفة نقل إىل إذن فلندع علينا. املوايل منملسو هيلع هللا ىلص،من هللا رسول إىل أقرب وألنهم عرب، الهاشميني ألن الدعوة لقبول مستعدة القلوبعضدنا إذا فنحن وأخريًا دينية. بصبغة ويصبغها الدعوة َقبول يف يرسع وهذا األمويني،الحكم ظاهر فيكون بتدبرينا. ونجحوا بمعونتنا، الحكم إىل وصلوا أنهم رأوا الهاشمينيالخالفة، أبهة لهم ونرتك الدولة شئون وندير العالية، املناصب نتوىل لنا، وباطنه لهمَخلد يف يدور ما أهم كان هذا لعل الجوهر. ولنا الشكل فلهم الخارجي؛ ومظهرهاواليمانية النزارية يخاطب سيار بن نرص قال العباسية. للدعوة الفرس من املؤسسني

    بقوله: عليهم، الداخل العدو هذا ويحذرهم

    ال��غ��ض��ُب يَ��ن��ف��ع أال ق��ب��ل ف��ْل��ي��غ��ض��ب��وا وإخ��وت��ه��م م��رٍو ف��ي رب��ي��ع��ة أب��ِل��غال��ح��ط��ب ح��اف��ات��ه��ا ف��ي يُ��َح��رَّق ح��ربً��ا، ن��ص��ب��وا ق��د ال��ق��وم إن ال��ح��رب ول��ي��ن��ص��ب��واع��زب رأي��ك��م ع��ن ال��ِح��ج��ا أه��َل ك��أن ب��ي��ن��ك��م ال��ح��رب ت��ْل��ق��ح��ون ب��الُ��ك��م م��اح��س��ُب وال ِدي��ٌن، ال ��ب، ت��أشَّ م��م��ا أظ��ل��ك��م��و ق��د ع��دوٍّا وت��ت��رك��ونال��ك��ت��ب ب��ه ت��ن��زْل ول��م ال��رس��ول، ع��ن ب��ه س��م��ع��ت م��ا ِدي��نً��ا ي��دي��ن��ون ِق��ْدم��اال��ع��رُب31 تُ��ْق��تَ��َل أن ِدي��ن��ه��م��و: ف��إن ِدي��ن��ه��م��و أص��ل ع��ن س��ائ��ًال ي��ك��ن ف��م��ن

    أحًدا بخراسان تدع أال استطعت «إن الخراساني: مسلم ألبي اإلمام إبراهيم وكتبوعليك فاقتله، تتهمه أشبار خمسة بلغ غالم وأيما فافعل! قتلته إال بالعربية يتكلمديَّاًرا.»32 منهم األرض عىل تدع وال خرضاءهم، فأِبد الدار القريب العدو فإنهم بمرضما ضعف نحو يبلغ عظيًما، قطًرا وكانت العباسية، الدعوة مهد خراسان كانتيحكمون فكانوا ويماني؛ مرضي بني العرب من أمراء توالها وقد اآلن. عليه االسم يطلقاليمانيني وبني أوًال، والفرس العرب بني الحقد نار ذلك فأجج َقبليٍّا؛ بل عربيٍّا، حكًمايعمل وكل املرضيني، يمثلون وقيس وتميم اليمانيني، يمثلون فاألزديون ثانيًا، واملرضينيغريهم، شأن من وحّقر وحدهم، اليمانيني واىس يماني توالها فإذا والغلبة، للزعامة

    .٣٥٣ :٢ العقد 31.٣٠٩ :١ النهج رشح 32

    41

  • اإلسالم ضحى

    وآله صفرة أبي ابن املهلب خراسان توىل ضائعون، وهؤالء هؤالء بني والفرس والعكس،عربيٍّا حكًما وحكموا بيدهم، السلطة فكانت يمانيون) (أي أزديون وهم طويًال، عهًداوبجاههم. بمالهم أوًال اليمانيني يمدون فكانوا والغنى، الثروة منتهى يف وكانوا قبلي