173
ﺍﻟﻨﺴﻴــــــــــﻢ1 im.fr.st www.anass ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺠﻮﺯﻳﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭﺻﻠﻮﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﳏﻤﺪ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﲨﻌﲔ# ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻬﺬﻩ ﻓﺼﻮﻝ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﰲ ﻫﺪﻳﻪ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﺒﺐ ﺑﻪ ﻭﻭﺻﻔﻪ ﻟﻐﲑﻩ ﻧﺒﲔ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻘﻮﻝ ﺃﻛﱪ ﺍﻷ ﻃﺒﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻭﺑﺎﷲ ﻧﺴﺘﻌﲔ ﻭﻣﻨﻪ ﻧﺴﺘﻤﺪ ﺍﳊﻮﻝ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﺼﻞ ﺍﳌﺮﺽ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻣﺮﺽ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻭﳘﺎ ﻣﺬﻛﻮﺭﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺮﺽ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﻣﺮﺽ ﺷﺒﻬﺔ ﻭﺷﻚ ﻭﻣﺮﺽ ﺷﻬﻮﺓ ﻭﻏﻲ ﻭﻛﻼﳘﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻣﺮﺽﻢ ﻣﺮﺽ ﻓﺰﺍﺩﻫﻢ ﺍﷲ ﻣﺮﺿﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﰲ ﻗﻠﻮﻢ ﻣﺮﺽ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻟﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﰲ ﻗﻠﻮﺬﺍ ﻣﺜﻼ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺩﻋﻲ ﺇﱃ ﲢﻜﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺄﰉ ﻭﺃﻋﺮﺽ ﻭﺇﺫﺍ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲﻢ ﻣﺮﺽ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻟﻴﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ ﻭﺇﻥ ﻳﻜﻦ ﳍﻢ ﺍﳊﻖ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺬﻋﻨﲔ ﺃﰲ ﻗﻠﻮ ﺃﻡ ﺃﺭﺗﺎﺑﻮﺍ ﺃﻡ ﳜﺎﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﳛﻴﻒ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺑﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﻈﺎﳌﻮﻥ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺎ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﱯ ﻟﺴﱳ ﻛﺄﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺇﻥ ﺍﺗﻘﺘﲔ ﻓﻼ ﲣﻀﻌﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﻄﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺮﺽ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺮﺽ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﻓﺼﻞ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺮﺽ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺣﺮﺝ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﺮﺝ ﺣﺮﺝ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﻳﺾ ﺣﺮﺝ ﻭﺫﻛﺮ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﰲ ﺍﳊﺞ ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻟﺴﺮ ﺑﺪﻳﻊ ﻳﺒﲔ ﻟﻚ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﺑﻪ ﳌﻦ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﻩ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻃﺐ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﺛﻼﺛﺔ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﳊﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﺆﺫﻱ ﻭﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻓﺬﻛﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻ ﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮ ﻓﻌﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺧﺮ ﻓﺄﺑﺎﺡ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ ﻟﻌﺬﺭ ﺍﳌﺮﺽ ﻭﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮ ﻃﻠﺒﺎ ﳊﻔﻆ ﺻﺤﺘﻪ ﻭﻗﻮﺗﻪ ﻟﺌﻼ ﻳﺬﻫﺒﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺷﺪﺓ ﺍﳊﺮﻛﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﻮﺟﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﻠﻒ ﻣﺎ ﲢﻠﻞ ﻓﺘﺨﻮﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺗﻀﻌﻒ ﻓﺄﺑﺎﺡ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﺣﻔﻈﺎ ﻟﺼﺤﺘﻪ ﻭﻗﻮﺗﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﻀﻌﻔﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺁﻳﺔ ﺍﳊﺞ ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺃﻭ ﺑﻪ ﺃﺫﻯ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻔﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺻﻴﺎﻡ ﺃﻭ ﺻﺪﻗﺔ ﺃﻭ ﻧﺴﻚ ﻓﺄﺑﺎﺡ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ ﻭﻣﻦ ﺑﻪ ﺃﺫﻯ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻦ ﻗﻤﻞ ﺃﻭ ﺣﻜﺔ

At Tib an Nabawi Medcine-arab

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 1 النسيــــــــــم

الطب النبوي بن قيم الجوزية

مقدمة

بسم اهللا الرمحن الرحيم أما # احلمد هللا رب العاملني وصلواته على أشرف املرسلني حممد خامت النبيني وآله وصحبه أمجعني

بعد فهذه فصول نافعة يف هديه يف الطب الذي تطبب به ووصفه لغريه نبني ما فيه من احلكمة اليت طباء عن الوصول إليها فنقول وباهللا نستعني ومنه نستمد احلول والقوة تعجز عقول أكرب األ فصل املرض نوعان مرض القلوب ومرض األبدان

ومها مذكوران يف القرآن

ومرض القلوب نوعان مرض شبهة وشك ومرض شهوة وغي وكالمها يف القرآن قال تعاىل يف مرض تعاىل وليقول الذين يف قلوم مرض والكافرون ماذا الشبهة يف قلوم مرض فزادهم اهللا مرضا وقال

أراد اهللا ذا مثال وقال تعاىل يف حق من دعي إىل حتكيم القرى والسنة فأىب وأعرض وإذا دعوا إىل اهللا ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن هلم احلق يأتوا إليه مذعنني أيف قلوم مرض

أن حييف اهللا عليهم ورسوله بل أولئك هم الظاملون فهذا مرض الشبهات أم أرتابوا أم خيافونوالشكوك وأما مرض الشهوات فقال تعاىل يا نساء النيب لسنت كأحد من النساء إن اتقتني فال ختضعن بالقول فيطمع الذي يف قلبه مرض فهذا مرض شهوة الزنا واهللا أعلم فصل وأما مرض األبدان فقال

األعمى حرج وال على األعرج حرج وال على املريض حرج وذكر مرض البدن يف تعاىل ليس على احلج والصوم والوضوء لسر بديع يبني لك عظمة القرآن واالستغناء به ملن فهمه وعقله عن سواه

وذلك أن قواعد طب األبدان ثالثة حفظ الصحة واحلمية عن املؤذي واستفراغ املواد الفاسدة فذكر ول الثالثة ويف هذه املواضع الثالثة فقال يف آية الصوم فمن كان منكم مريضا أو سبحانه هذه األص

على سفر فعدة من أيام أخر فأباح الفطر للمريض لعذر املرض وللمسافر طلبا حلفظ صحته وقوته لئال يذهبها الصوم يف السفر الجتماع شدة احلركه وما يوجبه من التحليل وعدم الغذاء الذي خيلف ما

فتخور القوة وتضعف فأباح للمسافر الفطر حفظا لصحته وقوته عما يضعفها وقال يف آية احلج حتللفمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فأباح للمريض ومن

به أذى من رأسه من قمل أو حكة

Page 2: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 2 النسيــــــــــم

رديئة اليت أوجبت له األذى يف رأسه أو غريمها أن حيلق رأسه يف اإلحرام استفراعا ملادة األخبرة الباحتقاا حتت الشعر فإذا حلق رأسه ففتحت املسام فخرجت تلك األخبرة منها فهذا االستفراغ يقال عليه كل استفراغ يؤذ احنباسه واألشياء اليت يوذى احنباسها ومدافعتها عشرة الدم إذا هاج واملين إذا

لعطاس والنوم واجلوع والعطش وكل واحد من هذه العشرة تتابع والبول والغائط والريح والقىء وايوجب حبسه داء من األدواء حببسه وقد نبه سبحانه باستفراغ أدناها وهو البخار احملتقن يف الرأس على استفراغ ما هو أصعب منه كما هي طريقة القرآن التنبيه باألدىن على األعلى وأما احلمية فقال

نتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو المستم النساء تعاىل يف آية الوضوء وإن كفلم جتدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فأباح للمريض العدول عن املاء إىل التراب محية له أن يصيب

جسده ما يؤذيه وهذا تنبيه على احلمية عن كل مؤذ له من داخل أو خارج فقد أرشد سبحانه عباده الثة وجمامع قواعده وحنن نذكر هدى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف ذلك إىل أصول الطب الث

ونبني أن هديه فيه أكمل هدي فأما طب القلوب فمسلم إىل الرسل صلوات اهللا وسالمه عليهم وال سبيل إىل حصوله إال من جهتهم وعلى أيديهم فإن صالح القلوب أن تكون عارفة برا وفاطرها

أفعاله وأحكامه وأن تكون مؤثرة ملرضاته وحملابة متجنبة ملناهيه ومساخطه وال وبأمسائه وصفاته وصحة هلا وال حياة البتة إال بذلك وال سبيل إىل تلقيه إال من جهة الرسل ما يظن من حصول صحة القلب بدون أتباعهم فغلط ممن يظن ذلك وإمنا ذلك حياة نفسه البهيمية الشهوانية وصحتها وقوا

لبه وصحته وقوته عن ذلك مبعزلوحياة ق

ومن مل مييز هذا وهذا فليبك على حياة قلبه فإنه من األموات وعلى نوره فإنه منغمس يف حبار الظلمات فصل وأما طب االبدان فإنه نوعان نوع قد فطر اهللا عليه احليوان ناطقه ويمة فهذا ال

التعب بأضدادها وما يزبلها والثاين ما حيتاج فيه إىل معاجلة طبيب كطب اجلوع والعطش والربد وحيتاج إىل فكر وتأمل كدفع األمراض املتشاة احلادثة يف املزاج حبيث خيرج ا عن االعتدال إما إىل حرارة أو برودة أو يبوسة أو رطوبة أو ما يتركب من اثنني منها وهي نوعان إما مادية وإما كيفية

دوث كيفية والفرق بينهما أن امراض الكيفيةتكون بعد زوال أعىن إما أن يكون بانصباب مادة أو حباملواد اليت أوجبتها فتزول موادها ويبقى أثرها كيفية يف املزاج وأمراج املادة أسباا معها متدها وإذا كان سبب املرض معه فالنظر يف السبب ينبغي أن يقع اوال مث يف املرض ثانيا مث يف الدواء ثالثا أو

لية وهي اليت خترج العضو عن هيئتة إما يف شكل أو جتويف أو جمرى او خشونة أو األمراض اآلمالمسة أو عدد أو عظم أو وضع فإن هذه األعضاء إذا تألفت وكان منها البدن مسى تألفها اتصاال

واخلروج عن االعتدال فيه يسمى تفرق االتصال أو األمراض العامة اليت تعم املتشاة واآللية ض املتشاة هي اليت خيرج ا املزاج عن االعتدال وهذا اخلروج يسمى مرضا بعد أن يضر واألمرا

Page 3: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 3 النسيــــــــــم

بالفعل إضرارا حمسوسا وهي على مثانية أضرب أربعة بسيطة وأربعة مركبة والبسيطة البارد واحلار اب والرطب واليابس واملركبة احلار الرطب واحلار اليابس والبارد اليابس وهي إما أن تكون بانصب مادة أو بغري انصباب مادة وإن مل يضر املرض بالفعل يسمى خروجا عن االعتدال صحة

وللبدن ثالثة أحوال حال طبيعية وحال خارجة عن الطبيعية وحال متوسطة بني األمرين فاألوىل ا

ال يكون البدن صحيحا والثانية يكون ا مريضا واحلال الثالثة هي متوسطة بني احلالتني فإن الضدينتقل إىل ضده إال مبتوسط وسبب خروج البدن عن طبيعته إما من داخله ألنه مركب من احلار والبارد والرطب واليابس وإما من خارج فألن ما يلقاه قد يكون موافقا وقد يكون غري موافق

والضرر الذي يلحق اإلنسان قد يكون من سوء املزاج خبروجه عن االعتدال وقد يكون من فساد عضو وقد يكون من ضعف يف القوى أو األرواح احلاملة هلا ويرجع ذلك إل زيادة ما االعتدال يف ال

عدم زيادته أو نقصان ما االعتدال يف عدم نقصانه أو تفرق ما االعتدال يف اتصاله أو أتصال ما له االعتدال يف تفرقه أو امتداد ما االعتدال يف انقباضه أو خروج ذي وضع وشكل عن وضعه وشك

حبيث خيرجه عن اعتداله فالطبيب هو الذي يفرق ما يضر باإلنسان مجعه أو جيمع فيه ما يضره تفرقه أو ينقص منه ما يضره زيادته أو يزيد فيه ما يضره نقصه فيجلب الصحة املفقودة أو حيفظها بالشكل

صوهلا باحلمية وسترى والشبه ويدفع العلة املوجودة بالضد والنقيض وخيرجها أو يدفعها مبا مينع من ح هذا كله يف هدي رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم شافيا كافيا حيول اهللا وقوته وفضله ومعونته

فصل فكان من هديه صلى اهللا عليه وسلم فعل التداوي يف نفسه واألمر به ملن أصابه مرض من أهله أو أصحابه

ألدوية املركبة اليت تسمى أقراباذين بل ولكن مل يكن من هديه وال هدي أصحابه استعمال هذه ا كان غالب أدويتهم باملفردات ورمبا أضافوا إىل املفرد ما يعاونه أو يكسر سورته وهذا غالب طب

األمم على اختالف أجناسها من العرب والترك وأهل البوادي قاطبة وإمنا عين باملركبات الروم واليونانيون وأكثر طب اهلند باملفردات

فق األطباء على أنه مىت أمكن التداوي بالغذاء ال يعدل إىل الدواء ومىت أمكن بالبسيط ال يعدل وقد ات

إىل املركب قالوا وكل داء قدر على دفعه باألغذية واحلمية مل حياول دفعه باألدوية قالوا وال ينبغي جد داء ال يوافقه أو وجد للطبيب أن يولع بسقي األدوية فإن الدواء إذا مل جيد يف البدن داء حيلله أو و

ما يوافقه فزادت كميته عليه أو كيفيته تشبث بالصحة وعبث ا وأرباب التجارب من األطباء طبهم باملفردات غالبا وهم أحد فرق الطب الثالث والتحقيق يف ذلك أن األدوية من جنس األغذية واألمة

وطبها باملفردات وأهل املدن الذين غلبت والطائفة اليت غالب أغذيتها املفردات أمراضها قليلة جدا

Page 4: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 4 النسيــــــــــم

عليهم األغذية املركبة حيتاجون إىل األدوية املركبة وسبب ذلك أن امراضهم يف الغالب مركبة فاألدوية املركبة أنفع هلا وأمراض أهل البوادي والصحاري مفردة فيكفى يف مداواا األدوية املفردة

ول إن ههنا أمرا آخر نسبة طب األطباء إليه كنسبة طب فهذا برهان حبسب الصناعة الطبية وحنن نقالطرقية والعجائز إىل طبهم وقد اعترف به حذاقهم وأئمتهم فإن ما عندهم من العلم بالطب منهم من يقول هو قياس ومنهم من يقول هو جتربة ومنهم من يقول إهلامات ومنامات وحدس صائب ومنهم

البهيمية كما نشاهد السنانري إذا كانت ذوات السموم تعمد من يقول أخذ كثري منه من احليوانات إىل السراج فتلغ يف الزيت تتداوى به وكما رؤيت احليات إذا خرجت من بطون األرض وقد غشيت أبصارها تأيت إىل ورق الرازيانج فتمر عيوا عليها وكما عهد من الطري الذي حيتقن مباء البحر عند

ا ذكر يف مبادىء الطباحنباس طبعه وأمثال ذلك مم

وأين يقع هذا وأمثاله من الوحي يوحيه اهللا إىل رسول مبا ينفعه ويضره فنسبة ما عندهم من الطب إىل هذا الوحي كنسبة ما عندهم من العلوم إىل ماجاءت به األنبياء بل ههنا من األدوية اليت تشفى من

إليها علومهم وجتار م وأقيستهم من األدوية األمراض ما مل يهتد إليها عقول أكابر األطباء ومل تصلالقلبية والروحانية وقوة القلب واعتماده على اهللا والتوكل عليه وااللتجاء إليه واالنطراح واالنكسار

بني يديه والتذلل له والصدقة والدعاء والتوبة واالستغفار واإلحسان إىل اخللق وإغاثة امللهوف اآلدوية قد جربتها األمم على اختالف أدياا ومللها فوجدوا هلا من والتفريج عن املكروب فإن هذه

التأثري يف الشفاء ما ال يصل إليه علم أعلم األطباء وال جتربته وال قياسه وقد جربنا حنن وغرينا من هذا وية أمورا كثرية ورأيناها تفعل ما ال تفعل األدوية احلسية بل تصري األدوية احلسية عندها مبرتلة األد

الطرقية عند الطباء وهذا جار على قانون احلكمة اإلهلية ليس خارجا عنها ولكن األسباب متنوعة فإن القلب مىت أتصل برب العاملني وخالق الداء والدواء ومدير الطبيعة ومصرفها على ما يشاء كانت له

م أن األرواح مىت قويت أدوية أخرى غري األدوية اليت يعانيها القلب البعيد منه املعرض عنه وقد علوقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره فكيف ينكر ملن قويت طبيعته ونفسه وفرحت

بقرا من بارئها وأنسها به وحبها له وتنعمها بذكره وانصراف قواها كلها إليه ومجعها عليه جب هلا هذه القوة دفع األمل واستعانتها به وتوكلها عليه أن يكون ذلك هلا من أكرب األدوية وتو

بالكلمة وال ينكر هذا إال أجهل الناس وأعظمهم حجابا وأكثفهم نفسا وأبعدهم عن اهللا وعن حقيقة اإلنسان وسنذكر إن شاء اهللا السبب الذي به أزالت قراءة الفاحتة داء اللدغة عن اللديغ اليت رقي ا

فقام حىت كان مابه قلبة

لنبوي حنن حبول اهللا نتكلم عليهما حبسب اجلهد والطاقة ومبلغ علومنا فهذان نوعان من الطب ا

Page 5: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 5 النسيــــــــــم

القاصر ومعارفنا املتالشية جدا وبضاعتنا املزجاة ولكنا نستوهب من بيده اخلري كله ونستمد من فضله فإنه العزيز الوهاب فصل روى مسلم يف صحيحه من حديث أيب الزبري عن جابر بن عبد اهللا عن النيب

عليه وسلم أنه قال لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن اهللا عز وجل ويف صلى اهللا الصحيحني عن عطاء عن أيب هريرة قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ما أنزل اهللا من داء إال أنزل له شفاء ويف مسند اإلمام أمحد من حديث زياد بن عالقة عن أسامة بن شريك قال كنت عند

يب صلى اهللا عليه وسلم وجاءت األعراب فقالوا يا رسول اهللا أنتداوى فقال نعم يا عبد اهللا تداووا النفإن اهللا عز وجل مل يضع داء إال وضع له شفاء غري داء واحد قالوا ما هو قال اهلرم ويف لفظ إن اهللا

حديث ابن مسعود مل يرتل داء إال أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله ويف املسند من يرفعه إن اهللا عز وجل مل يرتل داء إال أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله ويف املسند

والسنن عن أيب خزامة قال قلت يا رسول اهللا أرأيت رقي

تسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر اهللا شيئا فقال هي من قدر اهللا فقد تضمنت ديث إثبات األسباب واملسببات وإبطال قول من أنكرها وجيوز أن يكون قوله لكل داء دواء هذا األحا

على عمومه حىت يتناول األدواء القاتلة واألدواء اليت ال ميكن طبيبا أن يربئها ويكون اهللا عز وجل قد خلق إال ما جعل هلا أدوية تربئها ولكن طوى علمها عن البشر ومل جيعل إليه سبيال ألنه ال علم لل

علمهم اهللا وهلذا علق النيب صلى اهللا عليه وسلم الشفاء على مصادقة الدواء للداء فإنه ال شيء من املخلوقات إال له ضد فكل داء له ضد من الدواء يعاجل بضده فعلق النيب صلى اهللا عليه وسلم الربء

ىت جاوز درجة الداء يف الكيفية أو مبوافقة الداء للدواء وهذا قدر زائد على جمرد وجوده فإن الدواء مزاد يف الكمية على ما ينبغي نقله إىل داء آخر ومىت قصر عنها مل يف مبقاومته وكان العالج قاصرا

ومىت مل يقع املداوي عل الدواء مل حيصل الشفاء ومىت مل يكن الزمان صاحلا لذلك الدواء مل ينفع ومىت عن محله أو مث مانع مينع من تأثريه مل حيصل الربء لعدم كان البدن غري قابل له أو القوة عاجزة

املصادفة ومىت متت املصادفة حصل الربء والبد وهذا أحسن احململني يف احلديث والثاين أن يكون من العام املراد به اخلاص ال سيما والداخل يف اللفظ أضعاف اخلارج منه وهذا يستعمل يف كل لسان

ضع داء يقبلويكون املراد أن اهللا مل ي

الدواء إال وضع له دواء فال يدخل يف هذا األدواء اليت ال تقبل الدواء وهذا كقوله تعاىل يف الريح اليت سلطها على قوم عاد تدمر كل شيء بأمر را أي كل شيء يقبل التدمري ومن شأن الريح أن تدمره

ضها لبعض ودفع بعضها ببعض ونظائره كثرية ومن تأمل خلق األضداد يف هذا العامل ومقاومة بعوتسليط بعضها على بعض تبني له كمال قدرة الرب تعاىل وحكمته وإتقانه ما صنعه وتفرده بالربوبية

Page 6: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 6 النسيــــــــــم

والوحدانية والقهر وأن كل ما سواه فله ما يضاده وميانعه كما أنه الغين بذاته وكل ما سواه حمتاج ه ال ينايف التوكل كما ال ينافيه دفع داء اجلوع بذاته ويف هذه األحاديث الصحيحة األمر بالتداوي وأن

والعطش واحلر والرب بأضدادها بل ال يتم حقيقة التوحيد إال مبباشرة األسباب اليت نصبها اهللا مقتضيات ملسبباا قدرا وشرعا وأن تعطيلها يقدح يف نفس التوكل كما يقدح يف األمر واحلكمة

وى يف التوكل فإن تركها عجزا ينايف التوكل الذي ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقحقيقته اعتماد القلب على اهللا يف حصول ما ينفع العبد يف دينه ودنياه ودفع ما يضره يف دينه ودنياه

وال بد مع هذا االعتماد من مباشرة األسباب وإال كان معطال للحكمة والشرع فال جيعل العبد عجزه رد على من أنكر التداوي وقال إن كان الشفاء قد قدر فالتدواي ال توكال وال توكله عجزا وفيها

يفيد وإن مل يكن قدر فكذلك وأيضا فإن املرض حصل بقدر اهللا وقدر اهللا ال يدفع وال يرد وهذا السؤال هو الذي أورده األعراب على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وأما أفاضل الصحابة فأعلم

من أن يوردوا مثل هذاباهللا وحكمته وصفاته

وقد أجام النيب صلى اهللا عليه وسلم مبا شفي وكفى فقال هذه األدوية والرقي والتقي هي من قدر اهللا فما خرج شيء عن قدره بل يرد قدره بقدره وهذا الرد من قدره فال سبيل إل اخلروج عن قدره

وكرد قدر العدو باجلهاد وكل من بوجه ما وهذا كرد قدر اجلوع والعطش واحلر والربد بأضدادها قدر اهللا الدافع واملدفوع والدفع وقال ملوردها هذا السؤال هذا يوجب عليك أن ال تباشر سببا من

األسباب اليت جتلب ا منفعة أو تدفع ا مضرة ألن املنفعة واملضرة إن قدرتا مل يكن بد من وقوعهما ذلك خراب الذين والدنيا وفساد العامل وهذا ال يقوله وإن مل تقدرا مل يكن سبيل إىل وقوعهما ويف

إال دافع للحق معاند له فيذكر القدر ليدفع حجةاحملق عليه كاملشركني الذين قالوا لو شاء اهللا ما أشركنا وال آباؤنا و لو شاء اهللا ما عبدنا من دونه من شيء حنن وال آباؤنا فهذا قالوه دفعا حلجة اهللا

ب هذا السائل أن يقال بقي قسم ثالث مل تذكره وهو أن اهللا قدر كذا وكذا ذا عليهم بالرسل وجواالسبب فإن أتيت بالسبب حصل املسبب وإال فال فإن قال إن كان قدر يل السبب فعلته وإن مل يقدره يل مل أمتكن من فعله قيل فهل تقبل هذا االحتجاج من عبدك وولدك وأجريك إذا احتج به عليك فيما

به ويته عنه فخالفك فإن قبلته فال تلم من عصاك وأخذ مالك وقذف عرضك وضيع حقوقك أمرتهوإن مل تقبله فكيف يكون مقبوال منك يف دفع حقوق اهللا عليك وقد روى يف أثر اسرئيلي أن إبراهيم

اخلليل قال يا رب ممن الداء قال

أرسل الدواء على يديه ويف قوله صلى مين قال فيمن الدواء قال مين قال فما بال الطبيب قال رجل اهللا عليه وسلم لكل داء دواء تقوية لنفس املريض والطبيب وحث على طلب ذلك الدواء والتفتيش

Page 7: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 7 النسيــــــــــم

عليه فإن املريض إذا استشعرت نفسه أن لدائه دواء يزيله تعلق قلبه بروح الرجاء وبرد من حرارة ت حرارته الغريزية وكان ذلك سببا لقوة األرواح اليأس وانفتح له باب الرجاء ومىت قويت نفسه انبعث

احليوانية والنفسانية والطبيعية ومىت قويت هذه األرواح قويت القوي اليت هي حاملة هلا فقهرت املرض ودفعته وكذلك الطبيب إذا علم أن هلذا الداء دواء أمكنه طلبه والتفتيش عليه وأمراض االبدان على

اهللا للقلب مرضا إال جعل له شفاء بضدده فإن علمه صاحب الداء وزان أمراض القلوب وما جعل واستعمله وصادف داء قلبه أبرأه بإذن اهللا تعاىل فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف احلتماء من

التخم والزيادة يف األكل على قدر احلاجة والقانون الذي ينبغي مراعاته يف األكل والشرب أنه قال ما شرا من بطن حبسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان ال بد فاعال فثلث لطعامه مأل آدمي وعاء

وثلث لشرابه وثلث لنفسه فصل األمراض نوعان امراض مادية تكون عن زيادة مادة أفرطت يف البدن حىت أضرت بأفعاله الطبيعية وهي األمراض إال كثرية وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم

زيادة يف القدر الذي حيتاج إليه البدن وتناول األغذية القليلة النفع البطيئة اهلضم واإلكثار من األول والاألغذية املختلفة التراكيب املتنوعة فإذا مأل اآلدمي بطنه من هذه األغذية واعتاد ذلك أورثته امراضا

متنوعة منها بطيء

احلاجة وكان معتدال يف كميته وكيفيته كان الزوال أو سريعة فإذا توسط يف الغذاء وتناول منه قدرانتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثري ومراتب الغذاء ثالث أحدها مرتبة احلاجة والثانية مرتبة

الكفاية والثالثة مرتبة الفضلة فأخرب النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه فال فإن جتاوزها فليأكل يف ثلث بطنه ويدع الثلث اآلخر للماء والثالث تسقط قوته وال تضعف معها

للنفس وهذا من أنفع ما للبدن والقلب فإن البطن إذا أمتأل من الطعام ضاق عن الشراب فإذا أورد عليه الشراب ضاق عن النفس وعرض له الكرب والتعب وصار حممله مبرتلة حامل احلمل الثقيل هذا

فساد القلب وكل اجلوارح عن الطاعات وحتركها يف الشهوات اليت يستلزمها إىل ما يلزم ذلك منالشبع فامتالء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن هذا إذا كان دائما أو اكثريا وأما إذا كان يف

األحيان فال بأس به فقد شرب أبو هريرة حبضرة النيب صلى اهللا عليه وسلم من اللنب حىت قال والذي احلق ال أجد له مسلكا وأكل الصحابة حبضرته مرارا حىت شبعوا والشبع املفرط يضعف القوي بعثك ب

والبدن وإن أخصبه وإمنا يقوي البدن حبسب ما يقبل من الغذاء ال حبسب كثرته وملا كان يف اإلنسان جزء أرضي وجزء هوائي وجزء مائي قسم النيب صلى اهللا عليه وسلم طعامه وشرابه ونفسه على

ألجزاء الثالثة فإن قيل فأين حظ جزء النار قيل هذه مسألة تكلم فيها األطباء وقالوا إن يف البدن ا جزءا ناريا بالفعل وهو أحد اركانه وإسطقساته

Page 8: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 8 النسيــــــــــم

ونازعهم يف ذلك آخرون من العقالء من األطباء وغريهم وقالوا ليس يف البدن جزء ناري بالفعل الناري إما أن يدعى أنه نزل عن األثري واختلط ذه االجزاء واستدلوا بوجوه أحدها إن ذلك اجلزء

املائية واألرضية أو يقال إنه تولد فيها وتكون واألول مستبعد لوجهني أحدمها أن النار بالطبع صاعدة فلو نزلت لكانت بقاسر من مركزها إىل هذا العامل الثاين أن تلك األجزاء النارية ال بد يف نزوهلا أن

كرة الزمهرير اليت هي يف غاية الربد وحنن نشاهد يف هذا العامل أن النار العظيمة تنطفىء تعرب على باملاء القليل فتلك األجزاء الصغرية عند مرورها بكرة الزمهرير اليت هي يف غاية الربد واية العظم أوىل

سم الذي صار نارا بعد باالنطفاء وأما الثاين وهو أن يقال إا تكونت ههنا فهو أبعد وأبعد ألن اجلأن مل يكن كذلك قد كان قبل صريورته إما أرضا وإما ماء وإما هواء الحنصار األركان يف هذه

األربعة وهذا الذي قد صار نارا اوال كان خمتلطا بأحد هذه االجسام ومتصال ا واجلسم الذي ال كون مستعدا ألن ينقلب نارا يكون نارا إذا اختلط بأجسام عظيمة ليست بنار وال واحد منها ال ي

ألنه يف نفسه ليس بنار واالجسام املختلطه به باردة فكيف يكون مستعدا النقالبه نارا وإن قلتم مل ال تكون هناك أجزاء نارية تقلب هذه اآلجسام وجتعلها نارا بسبب خمالطتها إياها قلنا الكالم يف حصول

تم إنا نرى يف رش املاء على النورة املطفأة تنفصل منها تلك األجزاء النارية كالكالم يف األول فإن قل نار وإذا وقع شعاع الشمس على البلورة ظهرت النار منها وإذا ضربنا احلجر على احلديد ظهرت

النار وكل هذه النارية حدثت عند االختالط وذلك يبطل ما قررمتوه يف القسم األول ايضا قال

صاكة الشديدة حمدثة للنار كما يف ضرب احلجارة على احلديد أو املنكرون حنن ال ننكر أن تكون املتكون قوة تسخني الشمس حمدثة للنار كما يف البلورة لكنا نستبعد ذلك جدا يف أجرام النبات

واحليوان إذ ليس يف أجرامها من األصطكاك ما يوجب حدوث النار وال فيها من الصفاء والصقال ما عاع الشمس يقع على ظاهرها فال تتولد النار البتة فالشعاع الذي يصل يبلغ إىل حد البلورة كيف وش

إىل باطنها كيف يولد النار الوجه الثاين يف أصل املسألة أن األطباء جممعون على أن الشراب العتيق يف غاية السخونة بالطبع فلو كانت تلك السخونة بسبب األجزاء النارية لكانت حماال إذ تلك األجزاء

مع حقارا كيف يعقل بقاؤها يف األجزاء املائية الغالبة دهرا طويال حبيث ال تنطفىء مع أنا الناريةنرى النار العظيمة تطفأ باملاء القليل الوجه الثالث أنه لو كان يف احليوان والنبات جزء ناري بالفعل

الطبائع والعناصر على لكان مغلوبا باجلزء املائي الذي فيه وكان اجلزء الناري مقهورا به وغلبة بعضبعض يقتضى انقالب طبيعة املغلوب إىل طبيعة الغالب فكان يلزم بالضرورة انقالب تلك األجزاء النارية القليلة جدا إىل طبيعة املاء الذي هو ضد النار الوجه الرابع إن اهللا سبحانه وتعاىل ذكر خلق

لقه من ماء ويف بعضها أنه خلقه من تراب اإلنسان يف كتابه يف مواضع متعددة خيرب يف بعضها أنه خويف بعضها أنه خلقه من املركب منهما وهو الطني ويف بعضها أنه خلق من صلصال كالفخار وهو

Page 9: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 9 النسيــــــــــم

الطني الذي ضربته الشمس والريح حىت صار صلصاال كالفخار ومل خيرب يف موضع واحد أنه خلقه من نار بل جعل ذلك خاصية إبليس

ن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال خلقت املالئكة من نور وخلق إبليس من وثبت يف صحيح مسلم ع

مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم وهذا صريح يف أنه خلق مما وصفه اهللا يف كتابه فقط ومل يصف لنا سبحانه أنه خلقه من نار وال أن يف مادته شيئا من النار الوجه اخلامس أن غاية ما يستدلون

ن من احلرارة يف أبدان احليوان وهي دليل على األجزاء النارية وهذا ال يدل فإن أسباب به ما يشاهدواحلرارة أعم من النار فإا تكون من النار تارة وعن احلركة أخرى وعن انعكاس أألشعة وعن سخونة

اهلواء وعن جماورة النار وذلك بواسطة سخونة اهلواء أيضا وتكون عن أسباب أخر فال يلزم من احلرارة النار قال أصحاب النار من املعلوم أن التراب واملاء إذا اختلطا فال بد هلما من حرارة تقتضي طبخهما وامتزاجهما وإال كان كل منهما غري ممازج لآلخر وال متحدا به وكذلك إذا ألقينا البذر يف

ملركب جسم منضج الطني حبيث ال يصل إليه اهلواء وال الشمس فسد فال خيلو إما أن حيصل يف اطابخ بالطبع أوال فإن حصل فهو اجلزء النارى وإن مل حيصل مل يكن املركب مسخنا بطبعه بل إن سخن كان التسخني عرضيا فإذا زال التسخني العرضي مل يكن الشيء حارا يف طبعه وال يف كيفيته

ن حرارا إمنا كانت ألن وكان باردا مطلقا لكن من األغذية واألدوية ما يكون حارا بالطبع فعلمنا أفيها جوهرا ناريا وايضا فلو مل يكن يف البدن جزء مسخن لوجب أن يكون يف اية الربد ألن الطبيعة إذا كانت مقتضية للربد وكانت خالية عن املعاون واملعارض وجب انتهاء الربد إىل أقصى الغاية ولو

اصل إليه إذا كان يف الغاية كان مثله والشيء كان كذلك ملا حصل هلا اإلحساس بالربد ألن الربد الو ال ينفعل عن مثله وإذا مل ينفعل عنه

مل حيس به وإذا مل حيس به مل يتأمل عنه وإن كان دونه فعدم األنفعال يكون أوىل فلومل يكن يف البدن

األجزاء جزء مسخن بالطبع ملا انفعل عن الربد وال تأمل به قالوا وأدلتكم إمنا تبطل قول من يقول النارية باقية يف هذه املركبات على حاهلا وطبيعتها النارية وحنن ال نقول بذلك بل نقول إن صورا النوعية تفسد عند االمتزاج قال اآلخرون مل ال جيوز أن يقال إن األرض واملاء واهلواء إذا اختلطت

ك املركب عند كمال نضجه فاحلرارة املنضجة الطاخبة هلا هي حرارة الشمس وسائر الكواكب مث ذليستعد لقبول اهليئة التركيبية بواسطة السخونة نباتا كان أو حيوانا أو معدنا وما املانع أن تكون

السخونة واحلرارة اليت يف املركبات هي بسب خواص وقوي حيدث اهللا تعاىل عند ذلك االمتزاج ال ان البتة وقد اعترف مجاعة من فضالء من أجزاء نارية بالفعل وال سبيل لكم إىل أبطال هذا اإلمك

األطباء بذلك وأما حديث إحساس البدن بالربد فنقول هذا يدل على أن يف البدن حرارة وتسخينا

Page 10: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 10 النسيــــــــــم

ومن ينكر ذلك لكن ما الدليل على احنصار املسخن يف النار فإنه وان كان كل نار مسخنا فإن هذه نار وأما قولكم بفساد صورة النار النوعية القضية ال تنعكس كلية بل عكسها الصادق بعض املسخن

فأكثر األطباء على بقاء صورا النوعية والقول بفسادها قول فاسد قد اعترف بفساده أفضل متأخريكم يف كتابه املسمى بالشفاء وبرهن على بقاء األركان أمجع على طبائعها يف املركبات وباهللا

للمرض ثالثة أنواع أحدها باألدوية الطبيعية والثاين التوفيق فصل وكان عالجه صلى اهللا عليه وسلم باألدوية اإلهلية والثالث باملركب من األمرين

وحنن نذكر األنواع الثالثة من هديه صلى اهللا عليه وسلم فنبدأ بذكر األدوية الطبيعية اليت وصفها

رة فإن رسول اهللا صلى اهللا عليه واستعملها مث نذكر األدويه األهلية مث املركبة وهذا إمنا يشري إليه إشاوسلم إمنا بعث هاديا وداعيا إىل اهللا وإىل جنته ومعرفا باهللا ومبينا لألمة مواقع رضاه وآمرا هلم ا

ومواقع سخطه وناهيا هلم عنها وخمربهم أخبار األنبياء والرسل وأحواهلم مع أممهم وأخبار ختليق العامل النفوس وسعادا واسباب ذلك وأما طب األبدان فجاء من تكميل وأمر املبدإ واملعاد وكيفية شقاوة

شريعته ومقصودا لغريه حبيث إمنا يستعمل عند احلاجة إليه فإذا قدر االستغناء عنه كان صرف اهلمم والقوى إىل عالج القلوب واألرواح وحفظ صحتها ودفع أسقامها ومحيتها مما يفسدها هو املقصود

لبدن بدون إصالح القلب ال ينفع وفساد البدن مع إصالح القلب مضرته بالقصد األول وإصالح ا يسرية جدا وهي مضرة زائلة تعقبها املنفعة الدائمة التامة وباهللا التوفيق

ذكر القسم األول وهو العالج باألدوية الطبيعية فصل يف هدية يف عالج احلمى اهللا عليه وسلم قال إمنا احلمى أو شدة ثبت يف الصحيحني عن نافع عن ابن عمر أن النيب صلى

احلمى من فيح جهنم فأبر دوها باملاء وقد أشكل هذا احلديث على كثري من جهلة األطباء ورآه منافيا لدواء احلمى وعالجها وحنن نبني حيول اهللا وقوته وجهه وفقهه فنقول

فاألول كعامة خطابه خطاب النيب صلى اهللا عليه وسلم نوعان عام ألهل األرض وخاص ببعضهم

والثاين كقوله ال تستقبلوا القبلة بغائط وال بول وال تستديروها ولكن شرقوا أو غربوا فهدا ليس خبطاب ألهل املشرق وال املغرب وال العراق ولكن ألهل املدينة وما على مستها كالشام وغريها

هذا احلديث خاص بأهل وكذلك قوله ما بني املشرق واملغرب قبلة وإذا عرف هذا فخطابه يف احلجاز وما واالهم إذ كان أكثر احلميات اليت تعرض هلم من نوع احلمى اليومية العرضية احلادثة عن شدة حرارة الشمس وهذه ينفعها املاء البارد شربا واغتساال فإن احلمى حرارة غريبة تشتعل بالقلب

يع البدن فتشتعل فيه اشتعاال يضر وتنبتث منه بتوسط الروح والدم يف الشرايني والعروق إىل مجباإلفعال الطبيعية وهي تنقسم إىل قسمني عرضية وهي احلادثة إما عن الورم أو احلركة أو إصابة

Page 11: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 11 النسيــــــــــم

حرارة الشمس أو القيظ الشديد وحنو ذلك ومرضية وهي ثالثة أنواع وهي ال تكون إال يف مادة أوىل لروح مسيت محى يوم ألا يف الغالب تزول يف يوم مث منها يسخن مجيع البدن فإن كان مبدأ تعلقها با

وايتها ثالثة أيام وإن كان مبدأ تعلقها بأخالط مسيت عفنية وهي أربعة أصناف صفراوية وسوداوية وبلغمية ودموية وإن كان مبدأ تعلقها باألعضاء الصلبة األصلية مسيت محى دق وحتت هذه األنواع

مى انتفاعا عظيما ال يبلغه الدواء وكثريا ما يكون محى يوم ومحىأصناف كثرية وقد ينتفع البدن باحل

العفن سببا النضاج مواد غليظة مل تكن تنضج بدوا وسببا لتفتح سدد مل تكن نصل إهليا األدوية املفتحة وأما الرمد احلديث واملتقادم فإا تربىء أكثر أنواعه برءا عجيبا سريعا وتنفع من الفاجل واللقوة

تشنج االمتالئي وكثريا من األمراض احلادثة عن الفضول الغليظة وقال يل بعض فضالء األطباء إن والكثريا من األمراض نستبشر فيها باحلمى كما يستبشر املريض بالعافية فتكون احلمى فيه أنفع من

صادقها شرب الدواء بكثري فإا تنضج من اخلالط واملواد الفاسدة ما يضر بالبدن فإذا انضجتها الدواء متهيئة للخروج بنضاجها فأخرجها فكانت سببا للشفاء وإذا عرف هذا فيجوز أن يكون مراد احلديث من أقسام احلميات العرضية فإا تسكن على املكان باالنغماس يف املاء البارد وسقى املاء

رة متعلقة بالروح البارد املثلوج وال حيتاج صاحبها مع ذلك إال عالج آخر فإا جمرج كيفية حافيكفي يف زواهلا جمرد وصول كيفية باردة تكنها وختمد هلبها من غري حاجة إىل استفراغ مادة أو انتظار نضج وجيوز أن يراد به مجيع أنواع احلميات وقد اعترف فاضل األطباء جالينوس بأن املاء

أن رجال شابا حسن اللحم خصب البارد ينفع فيها قال يف املقالة العاشرة من كتاب حيلة الربء ولو البدن يف وقت القيظ ويف وقت منتهى احلمى وليس يف أحشاءه ورم استحم مباء بارد أو سبح فيه ال

نتفع بذلك وقال وحنن نأمر بذلك بال توقف

وقال الرازي يف كتابه الكبري إذا كانت القوة قوية واحلمى حادة جدا والنضج بني وال ورم يف اجلوف نفع املاء البارد شربا وإن كان العليل خصب البدن والزمان حار وكان معتادا الستعمال املاء وال فتق ي

البارد من خارج فليؤذن فيه وقوله احلمى من فيح جهنم هو شدد هلبها وانتشارها ونظريه قوله شدة العباد احلر من فيح جهنم وفيه وجهان أحدمها أن ذلك أمنوذج ورقيقة أشتقت من جهنم ليستدل ا

عليها ويعتربوا ا مث أن اهللا سبحانه قدر ظهورها بأسباب تقتضيها كما أن الروح والفرح والسرور واللذة من نعيم اجلنة أظهرها اهللا يف هذه الدار عربة وداللة وقدر ظهورها بأسباب توجبها والثاين أن

ر به أيضا تنبيها للنفوس على يكون املراد التشبيه فشبه شدة احلمى وهلبها بفوح جهنم وشبه شدة احلشدة عذاب النار وأن هذه احلرارة العظيمة مشبهة بفيحها وهو ما يصيب من قرب منها من حرها

وقوله فابر دوها روى بوجهني بقطع اهلمزة وفتحها رباعي من أبرد الشيء إذا صربة باردا مثل أسخنه

Page 12: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 12 النسيــــــــــم

ء يربده وهو أفصح لغة واستعماال إذا صريه سخنا والثاين مزة الوصل مضمومة من برد الشيوالرباعي لغة رديئة عندهم قال احلماسي إذا وجدت هليب احلب يف كبدي أقبلت حنو سقاء القوم

ابترد هبين بردت بربد املاء ظاهره فمن لنار على األحشاء تتقد وقوله باملاء فيه قوالن أحدمها أنه كل حاب هذا القول مبا رواه البخاري يف صحيحه عن ماء وهو الصحيح والثاين أنه ماء زمزم واحتج أص

أيب مجرة نصر بن عمران الضبعي قال كنت أجالس ابن عباس مبكة

فأخذتين احلمى فقال أبردها عنك مباء زمزم فإن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال إن احلمى من جزم به لكان أمرا ألهل مكة فيح جهنم فأبردوها باملاء أو قال مباء زمزم وراوي هذا قد شك فيه ولو

مباء زمزم إذ هو متيسر عندهم ولغريهم مبا عندهم من املاء مث اختلف من قال إنه على عمومه هل املراد به الصدقة باملاء أو استعماله على قولني والصحيح أنه ستعمال وأظن أن الذي محل من قال

احلمى ومل يفهم وجهه مع أن لقوله وجهاص املراد الصدقة به أنه أشكل عليه استعمال املاء البارد يفحسنا وهو أن اجلزاء من جنس العمل فكما أمخد هليب العطش عن الظمآن باملاء البارد أمخد اهللا هليب احلمى عنه جزاء وفاقا ولكن هذا يؤخذ من فقه احلديث وإشارته وأما املراد به فاستعماله وقد ذكر

ذا حم أحدكم فلريش عليه املاء البارد ثالث ليال من السحر أبو نعيم وغريه من حديث أنس يرفعه إويف سنن ابن ماجه عن أيب هريرة يرفعه احلمى من كري جهنم فنحوها عنكم باملاء البارد ويف املسند وغريه من حديث احلسن عن مسرة يرفعه احلمى قطعة من النار فأبردوها عنكم باملاء البارد وكان

وسلم إذا حم دعا بقربة من ماء فأفرغها على رأسه فاغتسل رسول اهللا صلى اهللا عليه

ويف السنن من حديث أيب هريرة قال ذكرت احلمى عند رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فسبها رجل فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ال تسبها فإا تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث احلديد ملا

ن األغذية الرديئة وتناول األغذية واألدوية النافعة ويف ذلك إعانه على كانت احلمى يتبعها محية عتنقية البدن ونفي أخبائه وفضوله وتصفيته من مواده الرديئة وتفعل فيه كما تفعل النار يف احلديد يف نفي خبثه وتصفية جوهره كانت أشبه األشياء بنار الكري اليت تصفى جوهر احلديد وهذا القدر هو

عند اطباء األبدان وأما تصفيتها القلب من وسخه ودرنه وإخراجها خبائثه فأمر يعلمه أطباء املعلومالقلوب وجيدونه كما أخربهم به نبيهم رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ولكن مرض القلب إذا صار

ه ظلم مايوسا عن برئه ينفع فيه هذا العالج فاحلمى تنفع البدن والقلب وما كان ذه املثابة فسبوعدوان وذكرت مرة وأنا حمموم قول بعض الشعراء يسبها زارت مكفرة الذنوب وودعت تبا هلا من زائر ومودع قالت وقد عزمت على ترحاهلا ماذا تريد فقلت أن ال ترجعي فقلت تبا له إذسب ما ي

من زائر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن سبه ولو قال زارت مكفرة الذنوب لصبها أهال ا

Page 13: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 13 النسيــــــــــم

ومودع قالت وقد عزمت على ترحاهلا ماذا تريد فقلت أن ال تقلعي لكان أوىل به وألقلعت عنه فأقلعت عين سريعا وقد روى يف أثر ال أعرف حاله محى يوم كفارة سنة وفيه قوالن

أحدمها أن احلمى تدخل يف كل األعضاء واملفاصل وعدا ثلثمائة وستون مفصال فتكفر عنه بعدد

مفصل ذنوب يوم والثاين أا تؤثر يف البدن تأثريا ال يزول بالكلية إىل سنة كما قيل يف قوله صلى كل اهللا عليه وسلم من شرب اخلمر مل تقبل له صالة أربعني يوما إن أثر اخلمر يبقى يف جوف العبد

ن احلمى ألا وعروقه وأعضائه أربعني يوما واهللا أعلم قال أبو هريرة مامن مرض يصيبين أحب إيل متدخل يف كل عضو مين وإن اهللا سبحانه يعطى كل عضو حظه من األجر وقد روى الترمذي يف جامعه من حديث رافع بن خديج يرفعه إذا أصابت أحدكم احلمى وإمنا احلمى قطعة من النار

الشمس وليقل فليطفئها باملاء البارد ويستقبل را جاريا فليستقبل جرية املاء بعد الفجر وقبل طلوع باسم اهللا اللهم اشف عبدك وصدق رسولك وينغمس فيه ثالث غمسات ثالثة أيام فإن بريء وإال

ففي مخس فإن مل يربأ يف مخس فسبع فإا ال تكاد جتاوز السبع بإذن اهللا قلت وهو ينفع فعله يف فصل أبرد ما يكون لبعده من الصيف يف البالد احلارة على الشرائط اليت تقدمت فإن املاء يف ذلك الوقت

مالقاة الشمس ووفور القوي يف ذلك الوقت ملا أفادها النوم والسكون وبرد اهلواء فيجتمع قوة القوي وقوة الدواء وهو املاء البارد على حرارة احلمى العرضية أو الغب اخلالصة أعىن اليت ال ورم معها وال

بإذن اهللا ال سيما شيء من األعراض الرديئة واملواد الفاسدة فيطفئها

يف أحد األيام املذكورة يف احلديث وهي األيام اليت يقع فيها حبران األمراض احلادية كثريا ال سيما يف البالد املذكورة لرقة أخالط سكاا وسرعة انفعاهلم عن الدواء النافع

فصل يف هدية يف عالج استطالق البطن أيب سعيد اخلدري أن رجال أتى النيب صلى اهللا عليه وسلم يف الصحيحني من حديث أيب املتوكل عن

فقال إن أخي يشتكي بطنه ويف رواية استطلق بطنه فقال أسقه عسال فذهب مث رجع فقال قد سقيته فلم يغن عنه شيئا ويف لفظ فلم يرده إال استطالقا مرتني أو ثالثا كل ذلك يقول له اسقه عسال فقال

صدق اهللا وكذب بطن أخيك ويف صحيح مسلم يف لفظ له إن أخي عرب له يف الثالثة أو الرابعة بطنه أي فسد هضمه واعتلت معدته واالسم العرب بفتح الراء والذرب أيضا والعسل فيه منافع عظيمة فإنه جالء لألوساخ اليت يف العروق واألمعاء وغريها حملل للرطوبات أكال وطالء نافع

مزاجه باردا رطبا وهو مغذ ملني للطبيعة حافظ لقوي املعاجني للمشايخ وأصحاب البلغم ومن كان وملا استودع فيه مذهب لكيفيات األدوية الكريهة منق للكبد والصدر مدر للبول موافق للسعال

الكائن عن البلغم وإذا شرب حارا بدهن الورد نفع من ش اهلوام وشرب األفيون وإن شرب وحده

Page 14: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 14 النسيــــــــــم

الكلب وأكل الفطر القتال وإذا جعل فيه ممزوجا مباء نفع من عضة الكلب

اللحم الطري حفظ طراوته ثالثة أشهر وكذلك إن جعل فيه القثاء واخليار والقرع والباذجنان وحيفظ كثريا من الفاكهة ستة أشهر وحيفظ جثة املوتى ويسمى احلافظ األمني وإذ لطخ به البدن املقمل

ونعمه وإن اكتحل به جال ظلمة البصر وإن اسنت به والشعر قتل قمله وصئبانه وطول الشعر وحسنهيبض األسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة ويفتح أفواه العروق ويدر الطمث ولعقه على

الريق يذهب البلغم ويغسل مخل املعدة ويدفع الفضالت عنها ويسخنها تسخينا معتدال ويفتح سددها ضررا لسدد الكبد والطحال من كل حلو وهو مع هذا ويفعل ذلك بالكبد والكلىواملثانة وهو أقل

كله مأمون الغائلة قليل املضار مضر بالعرض للصفراويني ودفعها باخلل وحنوه فيعود حينئذ نافعا له جدا وهو غذاء مع األغذية ودواء مع األدويه وشراب مع األشربة وحلو مع احللو وطالء مع األطلية

شيء يف معناه أفضل منه وال مثله وال قريب منه ومل يكن معول ومفرح مع املفرحات فما خلق لنا القدماء إال عليه وأكثر كتب القدماء ال ذكر فيها للسكر البتة وال يعرفونه فإنه حديث العهد حدث قريبا وكان النيب صلى اهللا عليه وسلم يشربه باملاء على الريق ويف ذلك سر بديع يف حفظ الصحة ال

لفاضل وسنذكر ذلك إن شاء اهللا عند ذكر هديه يف حفظ الصحة ويف سنن ابن يدركه إال الفطن ا ماجة مرفوعا من حديث أيب هريرة من لعق ثالث غدوات كل شهر مل يصبه عظيم البالء

ويف آثر آخر عليكم بالشفاءين العسل والقرآن فجمع بني الطب البشري واإلهلي وبني طب األبدان

رضي والدواء السمائي إذا عرف هذا فهذا الذي وصف له النيب صلى وطب األرواح وبني الدواء األاهللا عليه وسلم العسل كان استطالق بطنه عن ختمة أصابته عن امتالء فأمره بشرب العسل لدفع

الفضول اتمعة يف نواحي املعدة واألمعاء فإن العسل فيه جالء ودفع للفضول وكان قد أصاب املعدة قرار الغذاء فيه للزوجتها فإن املعدة هلا مخل كخمل املنشفة فإذا علقت ا أخالط لزجة متنع است

األخالط اللزجة أفسدا وأفسدت الغذاء فدواؤها مبا جيلوها من تلك األخالط والعسل جالء والعسل من أحسن ما عوجل به هذا الداء ال سيما إن مزج باملاء احلار ويف تكرار سقيه العسل معىن طيب بديع

أن الدواء جيب أن يكون له مقدار وكمية حبسب حال الداء إن قصر عنه مل يزله بالكلية وإن وهوجاوزه أوهن القوي فأحدث ضررا آخر فلما أمره أن يسقيه العسل سقاه مقدارا ال يفي مبقاومة الداء

ىل النيب صلى وال يبلغ الغرض فلما أخربه علم أن الذي سقاه ال يبلغ مقدار احلاجة فلما تكرر ترداده إاهللا عليه وسلم أكد عليه املعاودة ليصل إىل املقدار املقاوم للداء فلما تكررت الشربات حبسب مادة الداء بريء بإذن اهللا واعتبار مقادير األدوية وكيفياا ومقدار قوة املرض واملريض من أكرب قواعد

شارة إىل حتقيق نفع هذا الدواء الطب ويف قوله صلى اهللا عليه وسلم صدق اهللا وكذب بطن أخيك إ

Page 15: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 15 النسيــــــــــم

وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء يف نفسه ولكن لكذب البطن وكثر املادة الفاسدة فيه فأمره بتكرار الدواء لكثرة املادة وليس طبه صلى اهللا عليه وسلم كطب األطباء فإن طب النيب صلى اهللا عليه وسلم

متيقن قطعي

بوة وكمال العقل وطب غريه أكثر حدس وظنون وجتارب وال أهلي صادر عن الوحي ومشكاة النينكر عدم انتفاع كثري من املرضى بطب النبوة فإنه إمنا ينتفع به من تلقاه بالقبول واعتقاد الشفاء له وكمال التلقي له باإلميان واإلذعان فهذا القرآن الذي هو شفاء ملا يف الصدور إن مل يتلق هذا التلقى

ء الصدور من أدوائها بل ال يزيد املنافقني إال رجسا إىل رجسهم ومرضا إىل مرضهم مل حيصل به شفاوأين يقع طب األبدان منه فطب النبوة ال يناسب إال األبدان الطيبة كما أن شفاء القرآن ال يناسب إال األرواح الطيبة والقلوب احلية فأعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن االستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع وليس ذلك لقصور يف الدواء ولكن خلبث الطبيعة وفساد احملل وعدم قبوله واهللا املوفق فصل وقد اختلف الناس يف قوله تعاىل خيرج من بطوا شراب خمتلف ألوانه فيه شفاء

ا رجوعه للناس هل الضمري يف فيه راجع إىل الشراب أو راجع إىل القرآن على قولني الصحيح منهمإىل الشراب وهو قول ابن مسعود وابن عباس واحلسن وقتادة واألكثرين فإنه هو املذكور والكالم سيق ألجله وال ذكر للقرآن يف اآلية وهذا احلديث الصحيح وهو قوله صدق اهللا كالصريح فيه واهللا

تعاىل أعلم فصل يف هدية يف الطاعون وعالجه واالحتراز منه

ن عامر بن سعد بن أيب وقاص عن أبيه أنه مسعه يسأل أسامة بن زيد ماذا مسعت من يف الصحيحني ع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف الطاعون فقال أسامة قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم الطاعون رجز أرسل على طائفة من بين إسرائيل وعلى من كان قبلكم فإذا مسعتم به بأرض فال تدخلوا عليه

ا وقع بأرض وأنتم ا فال خترجوا منها فرارامنهوإذ

ويف الصحيحني ايضا عن حفصة بنت سريين قالت قال أنس بن مالك قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم الطاعون شهادة لكل مسلم الطاعون من حيث اللغة نوع من الوباء قبله صاحب الصحاح وهو

شديد مؤمل جدا يتجاوزاملقدار يف ذلك ويصري ما عند أهل الطب ورم ردىء قتال خيرج معه تلهبحوله يف الكثر أسود أو أخضر أو أكمد ويؤول أمره إىل التقرح سريعا ويف األكثر حيدث يف ثالث مواضع يف اإلبط وخلف األذن واألرنبة ويف اللحوم الرخوة ويف أثر عن عائشة أا قالت للنيب صلى

الطاعون قال غدة كغدة البعري خيرج يف املراق واإلبط قال األطباء اهللا عليه وسلم الطعن قد عرفناه فماإذا وقع اخلراج يف اللحوم الرخوة واملغابن وخلف األذن واألرنبة وكان من جنس فاسد مسي يسمى

Page 16: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 16 النسيــــــــــم

طاعونا وسببه دم ردىء مائل إىل العفونة والفساد مستحيل إلىجوهر مسي يفسد العضو ويغري ما يليه ديدا ويؤدي إىل القلب كيفية رديئة فيحدث القىء واخلفقان والغشى وهذا اإلسم ورمبا رشح دما وص

وإن كان يعم كل ورم يؤدى اىل القلب كيفية رديئة حىت يصري لذلك قتاال فإنه خيتص به احلادث يف اللحم الغددي ألنه لرداءته ال يقبله من األعضاء إال ما كان أضعف بالطبع وأردؤه ما حدث يف اإلبط

ف األذن لقرما من األعضاء اليت هي أرأس وأسلمه األمحر مث األصفر والذي إىل السواد فال وخل يفلت منه أحد

وملا كان الطاعون يكثر يف الوباء ويف البالد احلربية عرب عنه بالوباء كما قال اخلليل الوباء الطاعون

وصا مطلقا فكل طاعون وباء وقيل هو كل مرض يعم والتحقيق أن بني الوباء والطاعون عموما وخصوليس كل وباء طعاونا وكذلك األمراض العامة أعم من الطاعون فإنه واحد منها والطواعني خراجات وقروح وأورام رديئة حادثة يف املواضع املتقدم ذكرها قلت هذه القروح واألورام

األثر الظاهر جعلوه نفس واخلراجات هي آثار الطاعون وليس نفسه ولكن األطباء ملا مل تدرك منه إال الطاعون والطاعون يعرب به عن ثالثة أمور أحدها هذا األثر الظاهر وهو الذي ذكره األطباء والثاين

املوت احلادث عنه وهو املراد باحلديث الصحيح يف قوله الطاعون شهادة لكل مسلم والثالث السبب جز أرسل على بين أسرائيل وورد فيه أنه الفاعل هلذا الداء وقد ورد يف احلديث الصحيح أنه بقية ر

وخز اجلن وجاء أنه دعوة نيب وهذه العلل واالسباب ليس عند األطباء ما يدفعها كما ليس عندهم مايدل عليها والرسل خترب باألمور الغائبة وهذه اآلثار اليت أدركوها من أمر الطاعون ليس معهم ما

رواح يف الطبيعة وأمراضها وهالكها أمر ال ينكره إال من ينفى أن تكون يتوسط األرواح فإن تأثري األهو أجهى الناس باألرواح وتأثرياا وانفعال األجسام وطبائعها عنها واهللا سبحانه قد جيعل هلذه

األرواح تصرفا يف أجسام بين آدم عند حدوث الوباء

حتدث للنفوس هيئة رديئة وال وفساد اهلواء كما جيعل هلا تصرفا عند غلبة بعض املواد الرديئة اليت سيما عند هيجان الدم واملرة السوداء وعند هيجان املين فإن األرواح الشيطانية تتمكن من فعلها

بصاحب هذه العوارض ما ال تتمكن من غريه ما مل يدفعها دافع أقوى من هذه األسباب من الذكر ترتل لذلك من األرواح امللكية ما يقهر والدعاء واالبتهال والتضرع والصدقة وقراءة القرآن فإنه يس

هذه األرواح اخلبيثة ويبطل شرها ويدفع تأثريها وقد جربنا حنن وغرينا هذا مرارا ال حيصيها إال اهللا ورأينا السترتال هذه األرواح الطيبة واستجالب قرا تأثريا عظيما يف تقوية الطبيعة ودفع املواد الرديئة

ومتكنها وال يكاد خيرم فن وفقه اهللا بادر عند إحساسه بأسباب الشر إىل وهذا يكون قبل استحكامها هذه األسباب اليت تدفعها عنه وهي له من أنفع الدواء وإذا أراد اهللا عز وجل إنفاذ قضائه وقدره أغفل

Page 17: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 17 النسيــــــــــم

قلب العبد عن معرفتها وتصورها وإرادا فال يشعر ا وال يريدها ليقضي اهللا فيه امرا كان مفعوال سرتيد هذا املعىن إن شاء اهللا تعاىل إيضاحا وبيانا عند الكالم على التداوي بالرقي والعوذ النبوية و

واألذكار والدعوات وفعل اخلريات ونبني أن نسبة طب األطباء إىل هذا الطب النبوي كنسبة طب نية أشد شيء الطرقية والعجائز إىل طبهم كما اعترف به حذاقهم وأئمتهم ونبني أن الطبيعة اإلنسا

انفعاال عن األرواح وأن قوي العوذ والرقي والدعوات فوق قوي األدوية حىت إا تبطل قوي السموم القاتلة واملقصود أن فساد اهلواء جزء من أجزاء السبب التام والعلة الفاعلة للطاعون وأن فساد جوهر

رداءة لغلبة إحدى الكيفيات اهلواء املوجب حلدوث الوباء وفساده يكون الستحالة جوهره إىل الالرديئة عليه كالعفونة والننت والسمية يف أي وقت كان من أوقات السنة وإن كان أكثر حدوثه يف

أواخر الصيف ويف اخلريف غالبا لكثرة اجتماع

الفضالت املرارية احلادة وغريها يف فصل الصيف وعدم حتللها يف آخره ويف اخلريف لربد اجلو وردغة والفضالت اليت كانت تتحلل يف زمن الصيف فتنحصر فتسخن وتعفن فتحدث األمراض األخبرة

العفنة وال سيما إذا صادفت البدن مستعدا قابال رهال قليل احلركة كثري املواد فهذا ال يكاد يفلت من العطب وأصح الفصول فيه فصل الربيع قال أبقراط إن يف اخلريف أشد ما يكون من األمراض وأقتل

الربيع فأصح األوقات كلها وأقلها موتا وقد جرت عادة الصيادلة وجمهزي املوتى أم يستدينون وأماويتسلفون يف الربيع والصيف على فصل اخلريف فهو ربيعهم وهم أشوق شيء إليه وأفرح بقدومه وقد روي يف حديث إذا طلع النجم ارتفعت العاهة عن كل بلد وفسر بطلوع الثريا وفسر بطلوع

نبات زمن الربيع ومنه النجم والشجر يسجدان فإن كمال طلوعه ومتامه يكون يف فصل الربيع وهو الالفصل الذي ترتفع فيه اآلفات وأما الثريا فاألمراض تكرب وقت طلوعها مع الفجر وسقوطها قال

مها التميمي يف كتاب مادة البقاء أشد أوقات السنة فسادا وأعظمها بلية على األجساد وقتان أحدوقت سقوط الثريا للمغيب عند طلوع الفجر والثاين وقت طلوعها من املشرق قبل طلوع الشمس على العامل مبرتلة من منازل القمر وهو وقت تصرم فصل الربيع وانقضائه غري أن الفساد الكائن عند

الثريا وال طلوعها أقل ضررا من الفساد الكائن عند سقوطها وقال أبو حممد بن قتيبة يقال ماطلعت نأت إال بعاهة يف الناس واإلبل وغروا أعوه من طلوعها ويف احلديث قول ثالث ولعله أوىل األقوال

به أن املراد بالنجم الثريا وبالعاهة

اآلفة اليت تلحق الزرع والثمار يف فصل الشتاء وصدر فصل الربيع فحصل األمن عليها عند طلوع ى صلى اهللا عليه وسلم عن بيع الثمرة وشرائها قبل أن يبدو الثريا يف الوقت املذكور ولذلك

صالحها واملقصود الكالم على هديه صلى اهللا عليه وسلم عند وقوع الطاعون فصل وقد مجع النيب

Page 18: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 18 النسيــــــــــم

صلى اهللا عليه وسلم لألمة يف يه عن الدخول إىل األرض اليت هو ا ويه عن اخلروج منها بعد إن يف الدخول يف األرض اليت هو ا تعريضا للبالء وموافاة له يف حمل وقوعه كمال التحرز منه ف

سلطانه وإعانة اإلنسان على نفسه وهذا خمالف للشرع والعقل بل جتنبه الدخول إىل أرضه من باب احلمية اليت أرشد اهللا سبحانه إليها وهي محية عن األمكنة واألهوية املؤذية وأما يه عن اخلروج من

ه مغنيان أحدمها محل النفوس على الثقة باهللا والتوكل عليه والصرب علىأقضيته والرضا ا بلده ففيوالثاين ما قاله أئمة الطب أنه جيب على كل حمترز من الوباء أن خيرج من مدته الرطوبات الفضيلة

حيذرا ألن ويقلل الغذاء ومييل إىل التدبري افف من كل وجه إال الرياضة واحلمام فإما جيب أن البدن ال خيلو غالبا من فضل ردىء كامن فيه فتثريه لرياضة واحلمام وخيلطانه بالكيموس اجليد وذلك جيلب علة عظيمة بل جيب عند وقوع الطاعون السكون والدعة وتسكني هيجان اخلالط وال ميكن

فضل األطباء اخلروج من أرض الوباء والسفر منها إال حبركة شديدة وهي مضرة جدا هذا كالم أواملتأخرين فظهر املعىن الطيب من احلديث النبوي وما فيه من عالج القلب والبدن وصالحهما فإن قيل

ففي قول النيب صلى اهللا عليه وسلم ال خترجوا فرارا منه ما يبطل أن يكون

مل يقل أراد هذا املعىن الذي ذكرمتوه وأنه ال مينع اخلروج لعارض وال حيبس مسافرا عن سفره قيلأحد طبيب وال غريه إن الناس يتركون حركام عند الطواعني ويصريون مبرتلة اجلمادات وإمنا ينبغي فيه التقليل من احلركة حبسب املكان والفار منه ال موجب حلركته إال جمرد الفرار منه ودعته وسكونه

وأما من ال يستغين عن احلركة أنفع لقلبه وبدنه وأقرب إىل توكله على اهللا تعاىل واستسالمه لقضائهكالصناع واألجراء واملسافرين والربد وغريهم فال يقال هلم اتركوا حركاتكم مجلة وإن أمروا أن

يتركوا منها ما ال حاجة هلم إليه كحركة املسافر فارا منه واهللا تعاىل أعلم ويف املنع من الدخول إىل سباب املؤذية والبعد منها الثاين األخذ بالعافية اليت األرض اليت قد وقع ا عدة حكم أحدها جتنب األ

هي مادة املعاش واملعاد الثالث أن ال يستنشقوا اهلواء الذي قد عفن وفسد فيمرضون الرابع أن ال جياوروا املرضى الذين قد مرضوا بذلك فيحصل هلم مبجاورم من جنس أمراضهم ويف سنن أيب داود

ل ابن قتيبة العرق مداناة الوباء ومداناة املرضى اخلامس محية النفوس عن مرفعا إن من العرق التلف قاالطرية والعدوى فإا تتأثر ما فإن الطرية على من تطري ا وباجلملة ففي النهي عن الدخول يف أرضه

األمر باحلذر واحلمية والنهي عن التعرض ألسباب التلف ويف النهي عن الفرار منه األمر بالتوكل لتسليم والتفويض فاألول تأديب وتعليم والثاين تفويض وتسليم ويف الصحيح أن عمر بن اخلطاب وا

خرج إىل الشام حىت إذا كان بسرغ لقيه

أبو عبيدة بن اجلراح وأصحابه فأخربوه أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا فقال البن عباس ادع يل

Page 19: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 19 النسيــــــــــم

ربهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا فقال له املهاجرين األولني قال فدعوم فاستشارهم وأخبعضهم خرجت ألمر فال نرى أن ترجع عنه وقال آخرون معك بقية الناس وأصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فال نرى أن تقدمهم على هذا الوباء فقال عمر ارتفعوا عين مث قال ادع يل

هاجرين واختلفوا كاختالفهم فقال ارتفعوا عين مث األنصار فدعوم له فاستشارهم فسلكوا سبيل املقال ادع يل من ههنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فدعوم له فلم خيتلف عليه منهم رجالن قالوا نرى أن ترجع بالناس وال تقدمهم على هذا الوباء فأذن عمر يف الناس إين مصبح على ظهر

يا أمري املؤمنني أفرارا من قدر اهللا تعاىل قال لو غريك قاهلا يا فأصبحوا عليه فقال أبو عبيدة بن اجلراح أبا عبيدة نعم نفر من قدر اهللا تعاىل إىل قدر اهللا تعاىل أرأيت لو كان لك إبل فهبطت واديا له عدوتان

إحدامها خصبة واألخرى جدبة الست إن رعيتها اخلصبة رعيتها بقدر اهللا تعاىل وإن رعيتها احلدبة بقدر اهللا قال فجاء عبد الرمحن بن عوف وكان متغيبا يف بعض حاجاته فقال إن عندي يف هذا رعيتها

علما مسعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول إذا كان بأرض وأنتم ا فال خترجوا فرارا منه وإذا مسعتم به بأرض فال تقدموا عليه

فصل يف هدية يف داء االستسقاء وعالجه من حديث أنس بن مالك قال قدم رهط من عزينة وعكل على النيب صلى اهللا عليه يف الصحيحني

وسلم فاجتووا املدينة فشكوا ذلك إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم فقال لو خرجتم إىل إبل الصدقة فشربتم من أبواهلا وألباا ففعلوا فلما صحو عمدوا إىل الرعاة فقتلوهم واستاقوا اإلبل

ورسوله فبعث رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف آثارهم فأخذوا فقطع أيديهم وأرجلهم وحاربوا اهللا

ومسل أعينهم وألقاهم يف الشمس حىت ماتوا والدليل على أن هذا املرض كان االستسقاء ما رواه مسلم يف صحيحه يف هذا احلديث أم قالوا إنا اجتوينا املدينة فعظمت بطوننا وارشت اعضاؤنا

كر متام احلديث واجلوى داء من أدواء اجلوف واالستسقاء مرض مادي سببه مادة غريبة باردة وذتتخلل األعضاء فتربو هلا إما األعضاء الظاهرة كلها وإما املواضع اخلالية من النواحي اليت فيها تدبري

حملتاج إليها يف الغذاء واألخالط وأقسامه ثالثة حلمى وهو أصعبها وزقي وطبلى وملا كانت األدوية اعالجه هي األدوية اجلالبة اليت فيها إطالق معتدل وإدرار حبسب احلاجة وهذه األمور موجودة يف أبوال اإلبل وألباا أمرهم النيب صلى اهللا عليه وسلم بشرا فإن يف لنب اللقاح جالء وتليينا وإدرارا

م والبابونج واألقحوان واإلذخر وغري وتلطيفا وتفتيحا للسدد إذا كان أكثر رعيها الشيح والقيصوذلك من األدوية النافعة لالستسقاء وهذا املرض ال يكون إال مع آفة يف الكبد خاصة أو مع مشاركة وأكثرها عن السدد فيها ولنب اللقاح العربية نافع من السدد ملا فيه من التفتيح واملنافع املذكورة قال

وفساد املزاج وقال اإلسرائيلي لنب اللقاح أرق األلبان وأكثرها الرازي لنب اللقاح يشفي أوجاع الكبد

Page 20: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 20 النسيــــــــــم

مائية وحدة وأقلها غذاء فلذلك صار أقواها على تلطيف الفضول وإطالق البطن وتفتيح السدد ويدل على ذلك ملوحته اليسرية اليت فيه إلفراط حرارة حيوانية بالطبع ولذلك صار أخص األلبان بتطرية

وحتليل صالبة الطعام إذا كان حديثا والنفع من األستسقاء خاصة إذا استعمل الكبد وتفتيح سددها حلرارته اليت

خيرج ا من الضرع مع بول الفصيل وهو حار كما خيرج من احليوان فإن ذلك مما يزيد يف ملوحته

ال وتقطيعه الفضول وإطالقه البطن فإن تعذر احنداره وإطالقه البطن وجب أن يطلق بدواء مسهل قصاحب القانون وال يلتفت إىل ما يقال من أن طبيعة اللنب مضادة لعالج االستسقاء قال واعلم أن لنب النوق دواء نافع ملا فيه من اجلالء برفق وما فيه من خاصية وإن هذا اللنب شديد املنفعة فلو أن أنسانا

بالد العرب فقادم الضرورة أقام عليه بدل املاء والطعام شفي به وقد جرب ذلك يف قوم دفعوا إىل إىل ذلك فعوفوا وأنفع األبوال بول اجلمل األعرايب وهو النجيب انتهى ويف القصة دليل على التداوي

والتطيب وعلى طهارة بول مأكول اللحم فإن التداوي باحملرمات غري جائز ومل يؤمروا مع قرب هلا للصالة وتأخري البيان ال جيوز عن وقت عهدهم باإلسالم بغسل أفواههم وما أصابته ثيام من أبوا

احلاجة وعلى مقابلة اجلاين مبثل ما فعل فإن هؤالء قتلوا الراعي ومسلوا عينيه ثبت ذلك يف صحيح مسلم وعلى قتل اجلماعة وأخذ أطرافهم بالواحد وعلى أنه إذا اجتمع يف حق اجلاين حد وقصاص

طع أيديهم وأرجلهم حدا اهللا على جرأم وقتلهم لقتلهم استوفيا معا فإن النيب صلى اهللا عليه وسلم قالراعي وعلى أن احملارب إذا أخذ املال وقتل قطعت يده ورجله يف مقام واحد وقتل وعلى أن

اجلنايات إذا تعددت تغلظت عقوباا فإن هؤالء أرتدوا بعد إسالمهم وقتلوا النفس ومثلوا باملقتول ة وعلى أن حكم ردة احملار بني حكم مباشرهم فإنه من املعلوم أن كل وأخذوا املال وجاهروا باحملارب

واحد منهم مل يباشر القتل بنفسه وال سأل النيب صلى اهللا عليه وسلم عن ذلك وعلى أن قتل الغيلة يوجب قتل القاتل حدا فال يسقطه العفو وال تعترب فيه املكافأة وهذا مذهب أهل املدينة وأحد

محد اختاره شيخنا وأفىت بهالوجهني يف مذهب أ

فصل يف هديه يف عالج اجلرح يف الصحيحني عن أيب حازم أنه مسع سهل بن سعد يسأل عما دووي به جرح رسول اهللا صلى اهللا

عليه وسلم يوم أحد فقال جرح وجهه وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وكانت فاطمة ل الدم وكان علي بن أيب طالب يسكب عليها بان فلما بنت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم تغس

رأت فاطمة الدم ال يزيد إال كثرة أخذت قطعة حصري فأحرقتها حىت إذا صارت رمادا ألصقته باجلرح

Page 21: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 21 النسيــــــــــم

فاستمسك الدم برماد احلصري املعمول من الربدى وله فعل قوي يف حبس الدم ألن فيه جتفيفا قويا التجفيف إذا كان فيها لذع هيجت الدم وجلبته وهذا الرماد إذا نفح وقلة لذع فإن األدوية القوية

وحده أو مع اخلل يف أنف الراعف قطع رعافه وقال صاحب القانون الربدى ينفع من الرتف ومينعه ويذر على اجلراحات الطرية فيدملها والقرطاس املصري كان قدميا يعمل منه ومزاجه بارد يابس

وحيبس نفث الدم ومينع القروح اخلبيثة أن تسعى ورماد نافع من آكلة الفم فصل يف هديه يف العالج بشرب العسل واحلجامة والكي

يف صحيح البخاري عن سعيد بن جبري عن ابن عباس عن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال الشفاء يف املازري األمراض ثالث شربة عسل وشرطة حمجم وكية نار وأنا أي أميت عن الكي قال أبو عبد اهللا

االمتالئية إما أن تكون دموية

أو صفراوية أو بلغمية أو سوداوية فإن كانت دموية فشفاؤها إخراج الدم وإن كانت من األقسام الثالثة الباقية فشفاؤها باإلسهال الذي يليق بكل خلط منها وكأنه صلى اهللا عليه وسلم نبه بالعسل

د وقد قال بعض الناس إن الفصد يدخل يف قوله شرطة حمجم على املسهالت وباحلجامة على الفصفإذا أعيا الدواء فآخر الطب الكي فذكره صلىاهللا عليه وسلم من األدوية ألنه يستعمل عند غلبة

الطباع لقوي األدوية وحيث ال ينفع الدواء املشروب وقوله أنا اى أميت عن الكي ويف احلديث االخر إىل أن يؤخر العالج به حىت تدفع الضرورة إليه وال يعجل التداوي به ملا وما أحب أن أكتوي إشارة

فيه من استعجال األمل الشديد يف دفع أمل قد يكون أضعف من أمل الكي انتهى كالمه وقال بعض األطباء األمراض املزاجية إما أن تكون مبادة أو بغري مادة واملادية منها إما حارة أو باردة أو رطبة أو

ة أو ما تركب منها وهذه الكيفيات األربع منها كيفيتان فاعلتان ومها احلرارة والربودة وكيفيتان يابسمنفعلتان ومها الرطوبة واليبوسة ويلزم من غلبة إحدى الكيفيتني الفاعلتني استصحاب كيفية منفعلة

ن فاعلة معها وكذلك كان لكل واحد من األخالط املوجودة يف البدن وسائر املركبات كيفيتاومنفعلة فحصل من ذلك أن أصل األمراض املزاجية هي التابعة ألقوى كيفيات األخالط اليت هي احلرارة والربودة فجاء كالم النبوة يف أصل معاجلة األمراض اليت هي احلارة والباردة على طريق

ذلك استفراغا التمثيل فإن كان املرض حارا عاجلناه بإخراج الدم بالفصد كان أو باحلجامه ألن يف للمادة وتربيدا للمزاج وإن كان باردا

عاجلناه بالتسخني وذلك موجود يف العسل فإن كان حيتاج مع ذلك إىل استفراغ املادة الباردة فالعسل أيضا يفعل يف ذلك ملا فيه من اإلنضاج والتقطيع والتلطيف واجلالء والتليني فيحصل بذلك استفراغ

ن نكاية املسهالت القوية وأما الكي فألن كل واحد من األمراض املادية إما تلك املادة برفع وأمن م

Page 22: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 22 النسيــــــــــم

أن يكون حادا فيكون سريع اإلفضاء ألحد الطرفني فال حيتاج إليه فيه وإما أن يكون مزمنا وأفضل عالجه بعد االستفراغ الكي يف األعضاء اليت جيوز فيها الكي ألنه ال يكون مزمنا إال عن مادة باردة

ة قد رسخت يف العضو وأفسدت مزاجه وأحالت مجيع ما يتصل إليه إىل مشاة جوهرها غليظفيشتعل يف ذلك العضو فيستخرج بالكي تلك املادة من ذلك املكان الذي هي فيه بإفناء اجلزء الناري

املوجو بالكي لتلك املادة فتعلمنا ذا احلديث الشريف أخذ معاجلة األمراض املادية مجيعها كما استنبطنا معاجلة األمراض الساذجة من قوله صلى اهللا عليه وسلم إن شدة احلمى من فيح جهنم

فأبردوها باملاء فصل وأما احلجامة ففي سنن ابن ماجه من حديث جبارة بن املغلس وهو ضعيف عن كثري بن سليم قال مسعت أنس بن مالك يقول قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مامررت ليلة

رى يب مبإل إال قالوا يا حممد مر أمتك باحلجامة وروى الترمذي يف جامعه من حديث ابن عباس أس هذا احلديث وقال فيه عليك باحلجامة يا حممد

ويف الصحيحني من حديث طاوس عن ابن عباس إن النيب صلى اهللا عليه وسلم احتجم وأعطى

س أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم احلجام أمره ويف الصحيحني أيضا عن محيد الطويل عن أنحجمه أبو طيبة فأمر له بصاعني من طعام وكلم مواليه فخفضوا عنه من ضريبته وقال خري ما تداويتم به احلجامة ويف جامع الترمذي عن عباد بن منصور قال مسعت عكرمة يقول كان البن عباس غلمة

حد حلجمه وحجم أهله قال وقال ابن عباس ثالثة حجامون فكان اثنان يغالن عليه وعلى أهله وواقال نيب اهللا صلى اهللا عليه وسلم نعم العبد احلجام يذهب الدم وجيفف الصلب وجيلو عن البصر وقال إن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حيث عرج به ما مر على مإل من املالئكة إال قالوا عليك باحلجامة

عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين وقال إن خري وقال إن خري ما حيتجمون فيه يوم سبع ما تداويتم به السعوط واللدود واحلجامة واملشي وإن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم لد فقال من

لدين فكلهم أمسكوا فقال ال يبقى أحد يف البيت إال لد إال العباس قال هذا حديث غريب ورواه ابن إا تنقي سطح البدن أكثر من الفصد والفصد ألعماق البدن أفضل ماجة فصل وأما منافع احلجامة ف

واحلجامة تستخرج الدم من نواحي اجللد قلت والتحقيق يف أمرها وأمر الفصد أما خيتلفان بإختالف الزمان واملكان واإلسنان واألمزجة والبالد احلارة واألزمنه احلارة واألمزجة احلارة اليت دم

أصحاا

لنضج احلجامة فيها أنفع من الفصد بكثري فإن الدم ينضج ويروق وخيرج إىل سطح اجلسد يف غاية االداخل فتخرج احلجامة ما ال خيرجه الفصد ولذلك كانت أنفع للصبيان من الفصد وملن ال يقوى

على الفصد وقد نص األطباء على أن البالد احلارة احلجامة فيها أنفع وأفضل من الفصد وتستحب يف

Page 23: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 23 النسيــــــــــم

الشهر وبعد وسطه وباجلملة يف الربع الثالث من أرباع الشهر ألن الدم يف أول الشهر مل يكن وسط بعد قد هاج وتبيغ ويف آخره يكون قد سكن وأما يف وسطه وبعيده فيكون يف اية التزيد قال صاحب القانون ويأمر باستعمال احلجامة ال يف أول الشهر ألن األخالط ال تكون قد حتركت

وال يف آخره ألا تكون قد نقصت بل يف وسط الشهر حني تكون األخالط هائجة بالغة يف وهاجت تزاديها لتزايد النور يف جرم القمر وقد روى عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال خري ما تداويتم به

خري ما احلجامة والفصد ويف حديث خري الدواء احلجامة والفصاد انتهى وقوله صلى اهللا عليه وسلمتداويتم به احلجامة إشارة إىل أهل احلجاز والبالد احلارة ألن دماءهم رقيقة وهي أميل إىل ظاهر

أبدام جلذب احلرارة اخلارجة هلا إىل سطح اجلسد واجتماعها يف نواحي اجللد وألن مسام أبدام بعه استفراغ كلي من واسعة وقواهم متخلخلة ففي الفصد هلم خطر واحلجامة تفرق اتصايل إرادي يت

العروق وخاصة العروق

اليت ال تفصد كثريا ولفصد كل واحد منها نفع خاص ففصد الباسليق ينفع من حرارة الكبد والطحال واألورام الكائنة فيهما من الدم وينفع من أورام الرئة وينفع الشوصة وذات اجلنب وجيمع األمراض

رك وفصد الكحل ينفع من األمتالء العارض يف مجيع البدن الدموية العارضة من أسفل الركبة إىل الوإذا كان دمويا وكذلك إذا كان الدم قد فسد يف مجيع البدن وفصد القفال ينفع من العلل العارضة يف

الرأس والرقبة من كثر الدم أو فساده وفصد الوجني ينفع من وجع الطحال والربو والبهو ووجع نفع من وجع املنكب واحللق واحلجامة على األخدعني تنفع من أمراض اجلبني واحلجامة على الكاهل ت

الرأس وأجزائه كالوجه واألسنان واألذنني والعينني واألنف واحللق إذا كان حدوث ذلك عن كثرة الدم أو فساده أو عنهما مجيعا قال أنس رضي اهللا تعاىل عنه كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

الكاهل ويف الصحيحني عنه كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حيتجم ثالثا حيتجم يف األخدعني وواحدة على كاهله واثنتني على األخدعني ويف الصحيح عنه أنه احتجم وهو حمرم يف رأسه لصداع

كان به

ويف سنن ابن ماجه عن علي نزل جربيل على النيب صلى اهللا عليه وسلم حبجامة األخدعني والكاهل أيب داود من حديث جابر أن النيب صلى اهللا عليه وسلم احتجم يف وركه من وىن كان به ويف سنن

فصل واختلف األطباء يف احلجامة على نقرة القفا وهي القمحدوة وذكر أبو نعيم يف كتاب الطب النبوي حديثا مرفوعا عليكم باحلجامة يف جوزة القمحدوة فإا تشفى من مخسة أدواء ذكر منها

ويف حديث آخر عليكم باحلجامة يف جوزة القمحدوة فإا شفاء من اثنني وسبعني داء فطائفة اجلذاممنهم استحسنته وقالت إا تنفع يف جحوظ العني والنتوء العارض فيها وكثري من أمراضها ومن ثقل

Page 24: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 24 النسيــــــــــم

ه ومل احلاجبني واجلفن وتنفع من جر به وروى أن أمحد بن حنبل أحتاج إليها فاحتجم يف جانيب قفاحيتجم يف النقرة وممن كرهها صاحب القانون وقال إا تورث النسيان حقا كما قال سيدنا وموالنا وصاحب شريعتنا حممد صلى اهللا عليه وسلم فإن مؤخر الدماغ موضع احلفظ واحلجامة تذهبه انتهى

الدماغ إذا كالمه ورد عليه آخرون وقالوا احلديث ال يثبت وإن ثبت فاحلجامة إمنا تضعف مؤخر استعملت بغري ضرورة فأما إذا استعملت لغلبة الدم عليها فإا نافعة له طبا وشرعا فقد ثبت عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه احتجم يف عدة أماكن من قفاه حبسب ما اقتضاه احلال يف ذلك واحتجم يف

ن وجع األسنان والوجه غري القفا حبسب ما دعت إليه حاجته فصل واحلجامة حتت الذقن تنفع م واحللقوم إذا استعملت يف وقتها وتنقى الرأس والكفني

واحلجامة على ظهر القدم تنوب عن فصل الصافن وهو عرق عظيم عند الكعب وتنفع من قروح

الفخذين والساقني وانقطاع الطمث واحلكة العارضة يف األنثيني واحلجامة يف أسفل الصدر نافعة من ربه وبثوره ومن النقرس والبواسري والفيل وحكة الظهر دماميل الفخذ وج

فصل يف هديه يف أوقات احلجامة روى الترمذي يف جامعة من حديث ابن عباس يرفعه إن خري ما حتتجمون فيه يوم سابع عشرة أو

تاسع عشرة ويوم إحدى وعشرين وفيه عن أنس كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حيتجم يف والكاهل وكان حيتجم لسبعة عشر وتسعة عشر ويف إحدى وعشرين ويف سنن ابن ماجه األخذ عني

عن أنس مرفوعا من أراد احلجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين وال يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله ويف سنن أيب داود من حديث أيب هريرة مرفوعا من احتجم لسبع عشرة أو تسع

وعشرين كانت شفاء من كل داء وهذا معناه من كل داء سببه غلبة الدم وهذه عشرة إو إحدى األحاديث موافقة ملا امجع عليه األطباء أن احلجامة يف النصف الثاين وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع من أوله وآخره وإذا استعملت عند احلاجة إليها نفعت أي وقت كان من أول الشهر

وآخره

اخلالل أخربين عصمة بن عصام قال حدثنا حنبل قال كان أبو عبد اهللا امحد بن حنبل حيتجم أي قالوقت هاج به الدم واي ساعة كانت وقال صاحب القانون أوقاا يف النهار الساعة الثانية أو الثالثة

هى وتكره وجيب توقيتها بعد احلمام إال من دمه غليظ فيجب أن يستحم مث حيم ساعة مث حيتجم انتعندهم احلجامة على الشبع فإا رمبا أورثت سددا وأمراضا رديئة وال سيما إذا ان الغذاء رديئا غليظا

ويف آثر احلجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء ويف سبعة عشر من الشهر شفاء واختيار هذه فظا للصحة وأما يف األوقات للحجامة فيما إذا كانت على سبيل االحتياط والتحرز من األذى وح

Page 25: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 25 النسيــــــــــم

مداواة األمراض فحيثما وجد االحتياج إليها وجب استعماهلا ويف قوله ال يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله داللة على ذلك يعين لئال يتبيغ فحذف حرف اجلر مع أن مث حذفت أن والتبيغ اهليج وهو مقلوب

د كان حيتجم أي وقت احتاج من البغي وهو مبعناه فإنه بغى الدم وهيجانه وقد تقدم أن اإلمام أمحالشهر فصل وأما اختيار أيام األسبوع للحجامة فقال اخلالل يف جامعه أخربنا حرب ابن إمساعيل قال قلت ألمحد تكره احلجامة يف شيء من األيام قال وقد جاء يف األربعاء والسبت وفيه عن احلسني بن

فقال يف يوم السبت ويوم األربعاء ويقولون حسان أنه سأل أبا عبد اهللا عن احلجامة أي وقت تكرهيوم اجلمعة وروى اخلالل عن أيب سلمة وأيب سعيد املقربي عن أيب هريرة مرفوعا من احتجم يوم

األربعاء أو يوم السبت فأصابه بياض أو برص فال يلومن إال نفسه وقال اخلالل أخربنا حممد بن علي بن جعفر أن يعقوب بن خبتان حدثهم قال

ئل أمحد عن النورة واحلجامة يوم السبت ويوم األربعاء فكرهها وقال بلغين عن رجل أنه تنور س

واحتجم يعين يوم األربعاء فأصابه الربص فقلت له كأنه اون باحلديث قال نعم ويف كتاب األفراد يكن صبيا للدارقطىن من حديث نافع قال قال يل عبد اهللا بن عمر تبيغ يب الدم فابغ يل حجاما وال

وال شيخا كبريا فإين مسعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول احلجامة تزيد احلافظ حفظا والعاقل عقال فاحتجموا على اسم اهللا تعاىل وال حتتجموا اخلميس واجلمعة والسبت واألحد واحتجموا االثنني

به زياد ابن حيىي وقد رواه وما كان من جذام وال برص إال نزل يوم األربعاء قال الدار قطين تفردأيوب عن نافع وقال فيه واحتجموا يوم االثنني والثالثاء وال حتتجموا يوم األربعاء وقد روى أبو داود يف سننه من حديث ايب بكرة أنه كان يكره احلجامة يوم الثالثاء وقال إن رسول اهللا صلى اهللا عليه

يرقأ فيه الدم فصل ويف ضمن هذه األحاديث املتقدمه وسلم قال يوم الثالثاء يوم الدم وفيه ساعة الاستحباب التداوي واستحباب احلجامة وأا تكون يف املوضع الذي يقتضيه احلال وجواز احتجام احملرم وإن آل إىل قطع شيء من الشعر فإن ذلك جائز ويف وجوب الفدية عليه نظر وال يقوى

لبخاري أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم احتجمالوجوب وجواز احتجام الصائم فإن يف صحيح ا

وهو صائم ولكن هل يفطر بذلك أم ال مسألة أخرى الصواب الفطر باحلجامة لصحته عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من غري معارض وأصح ما يعارض به حديث حجامته وهو صائم ولكن ال يدل

لصوم كان فرضا الثاين أنه كان مقيما الثالث أنه مل على عدم الفطر إال بعد أربعة أمور أحدها أن ايكن به مرض احتاج معه إىل احلجامة الرابع أن هذا احلديث متأخر عن قوله أفطر احلاجم واحملجوم فإذا ثبتت هذه املقدمات األربع أمكن االستدالل بفعله صلى اهللا عليه وسلم على بقاء الصوم مع

ن الصوم نفال جيوز اخلروج منه باحلجامة وغريها أو من رمضان لكنه احلجامة وإال فما املانع أن يكو

Page 26: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 26 النسيــــــــــم

يف السفر أو من رمضان يف احلضر لكن دعت احلاجة إليها كما تدعو حاجة من به مرض إىل الفطر أو يكون فرضا من رمضان يف احلضر من غري حاجة إليها لكنه مبقى على األصل وقوله أفطر احلاجم

تعني املصري إليه وال سبيل إىل أثبات واحدة من هذه املقدمات األربع فكيف واحملجوم ناقل ومتأخر فبإثباا كلها وفيها دليل على استئجار الطبيب وغريه من غري عقد إجارة بل يعطيه أجرة املثل أو ما يرضيه وفيها دليل على جواز التكسب بصناعة احلجامة وإن كان ال يطيب للحر أكل أجرته من غري

ليه فإن النيب صلى اهللا عليه وسلم أعطاه أجره ومل مينعه من أكله وتسميته إياه خبيثا كتسميته حترمي عللثوم والبصل خبيثني ومل يلزم من ذلك حترميها وفيها دليل على جواز ضرب الرجل اخلراج على عبده

ن التصرف كل يوم شيئا معلوما بقدر طاقته وأن للعبد أن يتصرف فيما زاد على خراجه ولو منع مفيه لكان كسبه كله خراجا ومل يكن لتقديره فائدة بل ما زاد على خراجه فهو متليك من سيده له

يتصرف فيه كما أراد واهللا أعلم

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف قطع العروق والكي أيب ابن كعب ثبت يف الصحيح من حديث جابر بن عبد اهللا أن النيب صلى اهللا عليه وسلم بعث إىل

طبيبا فقطع له عرقا وكواه عليه وملا رمى سعد بن معاذ يف أكحله حسمه النيب صلى اهللا عليه وسلم مث ورمت فحسمه ثانيه واحلسم هو الكي ويف طريق آخر أن النيب صلى اهللا عليه وسلم كوى سعد بن

آخر أن رجال من معاذ يف أكحله مبشقص مث حسمه سعد بن معاذ أو غريه من أصحابه ويف لفظ األنصار رمى يف أكحله مبشقص فأمر النيب صلى اهللا عليه وسلم فكوى وقال أبو عبيد وقد اتى النيب صلى اهللا عليه وسلم برجل نعت له الكي فقال اكووهأ وأرضفوه قال أبو عبيدة الرضف احلجارة

بر أن النيب صلى اهللا تسخن مث تكمد ا وقال الفضل بن دكني حدثنا سفيان عن أيب الزبري عن جاعليه وسلم كواه يف أكحله ويف صحيح البخاري من حديث أنس أنه كوى من ذات اجلنب والنيب صلى اهللا عليه وسلم حي ويف الترمذي عن أنس أن النيب صلى اهللا عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة

آخر وأنا أى أميت عن من الشوكة وقد تقدم احلديث املتفق عليه وفيه وما أحب أن أكتوى ويف لفظ الكي ويف جامع الترمذي وغريه عن عمران بن حصني أن النيب صلى اهللا عليه وسلم ى عن

الكي قال فابتلينا فاكتوينا فما أفلحنا وال أحبحنا ويف لفظ ينا عن الكي وقال فما أفلحنا وال أحبعنا

أن يرتف فيهلك والكي مستعمل يف قال اخلطايب إمنا كوى سعدا لريفأ الدم من جرحه وخاف عليههذا الباب كما يكوى من تقطع يده أو رجله وأما النهي عن الكي فهو أن يكتوى طلبا للشفاء وكانوا يعتقدون أنه مىت مل يكتو هلك فنهاهم عنه ألجل هذه النية وقيل إمنا ى عنه عمران بن

Page 27: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 27 النسيــــــــــم

ه فيشبه أن يكون النهي متصرفا حصني خاصة ألنه كان به ناصور وكان موضعه خطرا فنهى عن كيإىل املوضع املخوف منه واهللا تعاىل أعلم وقال ابن قتيبة الكي جنسان كي الصحيح لئال يعتل فهذا الذي قيل فيه مل يتوكل من اكتوى ألنه يريد أن يدفع القدر عن نفسه والثاين كي اجلرح إذا نغل

لتداوي الذي جيوز أن ينجح وجيوز أن ال ينجح والعضو إذا قطع ففي هذا الشفاء وأما إذا كان الكي لفإنه إىل الكراهة أقرب انتهى وثبت يف الصحيح من حديث السبعني ألفا الذين يدخلون اجلنة بغري

حساب أم الذين ال يسترقون وال يكتوون وال يتطريون وعلى رم يتوكلون فقد تضمنت أحاديث بته له والثالث الثناء على من تركه والرابع النهي عنه وال الكي أربعة أنواع أحدها فعله والثاين عدم حم

تعارض بينها حبمد اهللا تعاىل فإن فعله يدل على جوازه وعدم حمبته له ال يدل على املنع منه وأما الثناء على تاركه فيدل على أن تركه أوىل وأفضل وأما النهي عنه فعلى سبيل األختيار والكراهة أو عن

حيتاج إليه بل يفعل خوفا من حدوث الداء واهللا أعلمالنوع الذي ال

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج الصرع أخرجا يف الصحيحني من حديث عطاء بن أيب رباح قال قال ابن عباس أال أريك امرأة من أهل

أصرع وإين اتكشف اجلنة قلت بلى قال هذه املرأة السوداء أتت النيب صلى اهللا عليه وسلم فقالت إينفادع اهللا يل فقال إن شئت صربت ولك اجلنة وإن شئت دعوت اهللا لك أن يعافيك فقالت أصرب

قالت فإين اتكشف فادع اهللا أن ال أتكشف فدعا هلا قلت الصرع صرعان صرع من األرواح اخلبيثة به وعالجه وأما صرع األرضية وصرع من األخالط الرديئة والثاين هو الذي يتكلم فيه األطباء يف سب

األرواح فأئمتهم وعقالؤهم يعترفون به وال يدفعونه ويعترفون بأن عالجه مقابلة األرواح الشريفة اخلرية العلوية لتلك األرواح الشريرة اخلبيثة فتدفع آثارها وتعارض أفعاهلا وتبطلها وقد نص على ذلك

ينفع يف الصرع الذي سببه األخالط أبقراط يف بعض كتبه فذكر بعض عالج الصرع وقال هذا إمناواملادة وأما الصرع الذي يكون من األرواح فال ينفع فيه هذا العالج أما جهلة األطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع األوراح وال يقرون بأا تؤثر يف بدن

الطبية ما يدفع ذلك واحلس والوجود شاهد به املصروع وليس معهم إال اجلهل وإال فليس يف الصناعةوإحالتهم ذلك على غلبة بعض األخالط هو صادق يف بعض أقسامه ال يف كلها وقدماء األطباء كانوا

يسمون هذا الصرع املرض اإلهلي وقالوا إنه من األرواح وأماجالينوس وغريه فتأولوا عليهم هذه التسمية وقالوا إمنا مسوها باملرض

ي لكون هذه العلة حتدث يف الرأس فتضر باجلزء اإلهلي الظاهر الذي مسكنه الدماغ وهذا التأويل اإلهل

Page 28: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 28 النسيــــــــــم

نشأ هلم من جهلهم ذه األرواح وأحكامها وتأثرياا وجاءت زنادقة األطباء فلم يثبتوا إال صرع عقوهلم األخالط وحده ومن له عقل ومعرفة ذه األرواح وتأثرياا يضحك من جهل هؤالء وضعف

وعالج هذا النوع يكون بأمرين أمر من جهة املصروع وأمر من جهة املعاجل فالذي من جهة املصروع يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إىل فاطر هذه األرواح وبارئها والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه

سالح إالألمرين أن القلب واللسان فإن هذا نوع حماربة واحملارب ال يتم له االنتصاف من عدوه باليكون السالح صحيحا يف نفسه جيدا وأن يكون الساعد قويا فمىت ختلف أحدمها مل يغن السالح

كثري طائل فكيف إذا عدم األمران مجيعا يكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه حىت إن من املعاجلني من وال سالح له والثاين من جهة املعاجل بأن يكون فيه هذان األمران ايضا

يكتفي بقوله أخرج منه أو يقول باسم اهللا أو يقول ال حول وال قوة إال باهللا والنيب صلى اهللا عليه وسلم كان يقول اخرج عدو اهللا أنا رسول اهللا وشاهدت شيخنا يرسل إىل املصروع من خياطب

يفيق املصروع ورمبا خاطبها الروح اليت فيه ويقول قال لك الشيخ أخرجي فإن هذا ال حيل لك فبنفسه ورمبا كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب فيفيق املصروع وال حيس بأمل وقد شاهدنا حنن

وغرينا منه ذلك مرارا

وكان كثريا ما يقرأ يف أذن املصروع أفحسبتم أمناخلقناكم عبثا وأنكم إلينا ال ترجعون وحدثين أنه الروح نعم ومد ا صوته قال فأخذت له عصا وضربته ا يف قرأها مرة يف أذن املصروع فقالت

عروق عنقه حىت كلت يداي من الضرب ومل يشك احلاضرون بأنه ميوت لذلك الضرب ففي أثناء الضرب قالت أنا أحبه فقلت هلا هو ال حيبك قالت أنا أريد أن أحج به فقلت هلا هو ال يريد أن حيج

ل قلت ال ولكن طاعة هللا ولرسوله قالت فأنا أخرج منه قال فقعد معك فقالت أنا أدعه كرامة لك قااملصروع يلتفت ميينا ومشاال وقال ما جاء يب إىل حضرة الشيخ قالوا له وهذا الضرب كله فقال وعلي أي شيء يضربين الشيخ ومل أذنب ومل يشعر بأنه وقع به الضرب البتة وكان يعاجل بآية الكرسي وكان

املصروع من يعاجله ا وبقراة املعوذتني وباجلملة فهذا النوع من الصرع وعالجه ال يأمر بكثرة قراة ينكره إال قليل احلظ من العلم والعقل واملعرفة وأكثر تسلط األرواح اخلبيثة على أهله تكون من جهة

فتلقى قلت دينهم وخراب قلوم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية واإلميانية الروح اخلبيثة الرجل أعزل ال سالح معه ورمبا كان عريانا فيؤثر فيه هذا

ولو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى مع هذه األرواح اخلبيثة وهي يف أسرها

وقبضتها تسوقها حيث شاءت وال ميكنها االمتناع عنها وال خمالفتها وا الصرع األعظم الذي ال إال عند املفارقة واملعاينة فهناك يتحقق أنه كان هو املصروع حقيقة وباهللا املستعان يفيق صاحبه

Page 29: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 29 النسيــــــــــم

وعالج هذا الصرع باقتران العقل الصحيح إال اإلميان مبا جاءت به الرسل وأن تكون اجلنة والنار نصب عينه وقبلة قلبه ويستحرض أهل الدنيا وحلول املثوالت واآلفات م ووقوعها خالل ديارهم

كمواقع القطر وهم صرعى ال يفيقون وما أشد أعداء هذا الصرع ولكن ملا عمت البلية به حبيث ينظر اإلنسان ال يرى إال مصروعا مل يصر مستغربا وال مستنكرا بل صار لكثرة املصروعني عني املستنكر

يا مصروعني حوله املستغرب خالفة فإذا أراد اهللا بعبد حريا أفاق من هذه الصرعة ونظر إىل أبناء الدنميينا ومشاال علىاختالف طبقام فمنهم من أطبق به اجلنون ومنهم من يفيق أحيانا قليلة ويعود إىل جنونه ومنهم من جين مرة ويفيق أخرى فإذا أفاق عمل عمل أهل اإلفاقة والعقل مث يعاوده الصرع

نفيسة عن األفعال واحلركة فيقع يف التخبيط فصل وأما صرع األخالط فهو علة متنع األعضاء التواالنتصاب منعا غري تام وسببه خلط غليظ لزج يسد منافذ بطون الدماغ سدة غري تامة فيمتنع نفوذ احلس واحلركة فيه ويف األعضاء نفوذا ما من غري انقطاع بالكلية وقد يكون ألسباب آخر كريح

غليظ حيتبس يف منافذ الروح أو خبار

األعضاء أو كيفية الذعة فينقبض الدماغ لدفع املؤذي فيتبعه تشنج يف مجيع ردىء يرتفع إليه من بعضاألعضاء وال ميكن أن يبقى اإلنسان معه منتصبا بل يسقط ويظهر يف فيه الزبد غالبا وهذه العلة تعد

من مجلة األمراض احلادثة باعبتار وقت وجوده املؤمل خاصة وقد تعد من مجلة األمراض املزمنة باعتبار طول مكثها وعشر برئها ال سيما إن جاوز يف السن مخسا وعشرين سنة وهذه العلة يف دماغه

وخاصة يف جوهره فإن صرع هؤالء يكون الزما قال أبقراط إن الصرع يبقى يف هؤالء حىت ميوتوا إذا عرف هذا فهذه املرأة اليت جاء احلديث أا كانت تصرع وتنكشف جيوز أن يكون صرعها من هذا

نوع فوعدها النيب صلى اهللا عليه وسلم اجلنة بصربها علىهذا املرض ودعا هلا أن ال تنكشف وخريها البني الصرب واجلنة وبني الدعاء هلا بالشفاء من غري ضمان فاختارت الصرب واجلنة ويف ذلك دليل على

ماال يناله عالج جواز ترك املعاجلة والتداوي وأن عالج األرواح بالدعوات والتوجه إىل اهللا يفعل األطباء وأن تأثريه وفعله وتأثر الطبيعة عنه وانفعاهلا أعظم من تأثري األدوية البدنية وانفعال الطبيعة عنها

وقد جربنا هذا مرارا حنن وغرينا وعقالء األطباء معترفون بأن يف فعل القوي النفسية وانفعاالا يف أضر من زنادقة القوم وسفلتهم وجهاهلم والظاهر أن شفاء األمراض عجائب وما على الصناعة الطبية

صرع هذه املرأة كان من هذا النوع وجيوز أن يكون من جهة األرواح ويكون رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قد خريها بني الصرب على ذلك مع اجلنة وبني الدعاء هلا بالشفاء فاختارت الصرب والستر

واهللا أعلم

Page 30: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 30 النسيــــــــــم

عليه وسلم يف عالج عرق النسا فصل يف هديه صلى اهللا روى ابن ماجة يف سننه من حديث حممد بن سريين عن أنس بن مالك قال مسعت رسول اهللا صلى

اهللا عليه وسلم يقول دواء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب مث جتزأ ثالثة أجزاء مث تشرب على الريق ويرتل من خلف على الفخذ ورمبا امتد يف كل يوم جزء عرق النسا وجع يبتدى من مفصل الورك

على الكعب وكلما طالت مدته زاد نزوله ويهزل معه الرجل والفخذ وهذا احلديث فيه معىن لغوي ومعىن طيب فأما املعىن اللغوي فدليل على جواز تسمية هذا املرض بعرق النسا خالفا ملن منع هذه

ضافة الشيء إىل نفسه وهو ممتنع وجواب هذا التسمية وقال النسا هو العرق نفسه فيكون من باب إالقائل من وجهني أحدمها أن العرق أعم من النسا فهو من باب إضافة العام إىل اخلاص حنو كل

الدراهم وبعضها الثاين أن النسا هو املرض احلالل بالعرق واإلضافة فيه من باب إضافة الشيء إىل حمله ا سواه وهذا العرق ممتد من مفصل الورك وينتهي إىل آخر وموضعه قيل ومسي بذلك ألن أمله ينسى م

القدم وراء الكعب من اجلانب الوحشي فيما بني عظم الساق والوتر وأما املعىن الطيب فقد تقدم أن كالم رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم نوعان أحدمها عام حبسب األزمان واألماكن واألشخاص

مور أو بعضها وهذا من هذا القسم فإن هذا خطاب للعرب واألحوال والثاين خاص حبسب هذه األوأهل احلجاز ومن جاورهم وال سيما أعراب البوادي فإن هذا العالج من أنفع العالج هلم فإن هذا

املرض حيدث من يبس وقد حيدث من مادة غليظة لزجة فعالجها باإلسهال واأللية فيها

واإلخراج وهذا املرض حيتاج عالجه إىل هذين األمرين اخلاصيتان اإلنضاج والتليني ففيها اإلنضاجويف تعيني الشاة األعرابية قلة فضوهلا وصغر مقدارها ولطف جوهرها وخاصية مرعاها ألا ترعى

أعشاب الرب احلارة كالشيح والقيصوم وحنومها وهذه النباتات إذا تغذى ا احليوان صار يف حلمه من ا ويكسبها مزاجا ألطف منها وال سيما اللية وظهور فعل هذه النباتات طبيعها بعد أن يلطفها تغذية

يف اللنب أقوى منه يف اللحم ولكن اخلاصية اليت يف االلية من اإلنضاج والتليني التوجد يف اللنب وهذا يعتنون مما تقدم أن ادوية غالب األمم والبوادي باألدوية املفردة وعليه أطباء اهلند وأما الروم واليونان ف

باملركبة وهم متفقون كلهم على أن من سعادة الطبيب أن يداوي بالغذاء فإن عجز فباملفرد فإن عجز فبما كان أقل تركيبا وقد تقدم أن غالب عادات العرب وأهل البوادي األمراض البسيطة فاألدوية

ا حتدث عن تركيب البسيطة تناسبها وهذه لبساطة أغذيتهم يف الغالب وأما األمراض املركبة فغالب األغذية وتنوعها واختالفها فاختريت هلا األدوية املركبة واهللا تعاىل أعلم

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج يبس الطبع واحتياجه إىل ما ميشيه ويلينه روى الترمذي يف جامعه وابن ماجه يف سننه من حديث أمساء بنت عميس قالت قال رسول اهللا

عليه وسلم مباذا كنت تستمشني قالت بالشربمصلى اهللا

Page 31: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 31 النسيــــــــــم

قال حار جار مث قالت استمشيت بالسنا فقال لو كان شيء يشفى من املوت لكان السنا ويف سنن

ابن ماجه عن إبراهيم بن أيب عبلة قال مسعت عبد اهللا بن أم حرام وكان مما صلىمع رسول اهللا صلى ل اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول عليكم بالسنا والسنوت فإن اهللا عليه وسلم القبلتني يقول مسعت رسو

فيهما شفاء من كل داء إال السام قيل يا رسول اهللا وما السام قال املوت قوله مب تستمشني أي تليني الطبع حىت ميشي وال يصري مبرتلة الواقف فيؤذي باحتباس النجو وهلذا مسى الدواء املسهل مشيا على

ن املسهول يكثر املشي واالختالف للحاجة وقد روى مباذا تستشفني فقالت وزن فعيل وقيل ألبالشربم وهو من مجلة األدوية اليتوعية وهو قشر عرق شجرة وهو حار يابس يف الدرجة الرابعة وأجوده املائل إىل احلمرة اخلفيف الرقيق الذي يشبه اجللد امللفوف وباجلملة فهو من األدوية اليت

بترك استعماهلا خلطرها وفرط إسهاهلا وقوله صلى اهللا عليه وسلم حار جار ويروى أوصى األطباء حار يار قال أبو عيبدة

وأكثر كالمهم بالياء قلت وفيه قوالن أحدمها أن احلار اجلار باجليم الشديد اإلسهال فوصفه باحلرارة

أن هذا من اإلتباع الذي وشدة اإلسهال وكذلك هو قاله أبو حنيفة الدينوري والثاين وهو الصواب يقصد به تأكيد األول ويكون بني التأكيد اللفظي واملعنوي وهلذا يراعون فيه إتباعه يف أكثر حروفه كقوهلم حسن بسن أي كامل احلسن وقوهلم حسن قسن بالقاف ومنه شيطان ليطان وحار جار مع

رته وجذبه له كأنه يرتعه أن يف اجلار معىن آخر وهو الذي جير الشيء الذي يصيبه من شدة حراويسلخه ويار إما لغة يف جار كقوهلم صهري وصهريج والصهارى والصهاريج وإما إتباع مستقل وأماالسناء ففيه لغتان املد والقصر وهو نبت حجازي أفضله املكي وهو دواء شريف مأمون الغائلة

اء ويقوى جرم القلب وهذه قريب من االعتدال حار يابس يف الدرجة األوىل يسهل الصفراء والسودفضيلة شريفة فيه وخاصيته النفع من الوسواس السوداوي ومن الشقاق العارض يف البدن ويفتح العضل وانتشار الشعر ومن القمل والصداع العتيق واجلرب والبثور واحلكة والصرع وشرب مائه

ائه إىل مخسة دراهم وإن مطبوخا أصلح من شربه مدقوقا ومقدار الشربة منه إىل ثالث دراهم ومن مطبخ معه شيء من زهر البنفسج والزبيب األمحر املرتع العجم كأن أصلح قال الرازي السنا

والشاهترج يسهالن األخالط واحملترقة وينفعان من اجلرب واحلسكة والشربة من كل واحد منهما من نه العسل والثاين أنه رب عكة أربعة دراهم إىل سبعة دراهم وأما السنوت ففيه مثانية أقوال أحدها أ

السمن خيرج خططا سوداء على السمن حكامها عمر بن بكر السكسكي الثالث أنه حب يشبه الكمون ولبس به قاله ابن األعرايب الرابع أنه الكمون

Page 32: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 32 النسيــــــــــم

الكرماين اخلامس أنه الرازيانج حكامها أبو حنيفة الدينوري عن بعض األعراب السادس أنه الشبت التمر حكامها أبو بكر بن السين احلافظ الثامن أنه العسل الذي يكون يف زقاق السمن السابع انه

حكاه عبد اللطيف البغدادي قال بعض األطباء وهذا أجدر باملعىن وأقرب إىل الصواب أي خيلط السناء مدقوقا بالعسل املخالط للسمن مث يلعق فيكون أصلح من استعماله مفردا ملا يف العسل والسمن

إصالح السنا وإعانته على اإلسهال واهللا أعلم وقد روى الترمذي وغريه من حديث ابن عباس منيرفعه إن خري ما تداويتم به السعوط واللدود واحلجامة واملشي املشي هو الذي ميشي الطبع ويلينه

ويسهل خروج اخلارج فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج حكة اجلسم وما يولد القمل

جاء يف الصحيحني من حديث قتادة عن أنس بن مالك قال رخص رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم لعبد الرمحن بن عوف والزبري بن العوام رضي اهللا تعاىل عنهما يف لبس احلرير حلكة كانت ما ويف

النيب صلى رواوية أن عبد الرمحن بن عوف والزبري بن العوام رضي اهللا تعاىل عنهما شكوا القمل إىلاهللا عليه وسلم يف غزاة هلما فرخص هلما يف قمص احلرير ورأيته عليهما هذا احلديث يتعلق به أمران

أحدمها فقهى واآلخر طيب

فأما الفقهي فالذي استقرت عليه سنته صلى اهللا عليه وسلم أباحه احلرير للنساء مطلقا وحترميه على اجة إما من شدة الربد وال جيد غريه أو ال جيد ستره سواه الرجال إال حلاجة أو مصلحة راجحة فاحل

ومنها إلباسه للحرب واملرض واحلكة وكثرة القمل كما دل عليه حديث أنس هذا الصحيح واجلواز أصح الروايتني عن اإلمام أمحد وأصح قول الشافعي إذ األصل عدم التخصيص والرخصة إذا ثبتت يف

من وجد فيه ذلك املعىن إذ احلكم يعم بعموم سببه ومن منع منه حق بعض األمة ملعىن تعدت إىل كلقال أحاديث التحرمي عامة وأحاديث الرخصة حيتمل اختصاصها بعبد الرمحن بن عوف والزبري

وحيتمل تعديها إىل غريمها وإذا احتمل األمران كان األخذ بالعموم أوىل وهلذا قال بعض الرواة يف هذا الرخصة من بعدمها أم ال والصحيح عموم الرخصة فإنه عرف خطاب احلديث فال أدري أبلغت

الشرع يف ذلك ما مل يصرح بالتخصيص وعدم إحلاق غري من رخص له أوال به كقوله أليب بردة جتزيك ولن جتزي عن أحد بعدك وكقوله تعاىل لنبيه صلى اهللا عليه وسلم يف نكاح من وهبت نفسها

حترمي احلرير إمنا كان سدا للذريعة وهلذا أبيح للنساء وللحاجة له خالصة لك من دون املؤمنني وواملصلحة الراجحة وهذه قاعدة ماحرم لسد الذرائع فإنه يباح عند احلاجة واملصلحة الراجحة كما حرم النظر سدا لذريعة الفعل وأبيح منه ما تدعو إليه احلاجة واملصلحة الراجحة وكما حرم التنفل

لنهي سدا لذريعة املشاة الصورية بعباد الشمس وأبيحت للمصلحة الراجحة بالصالة يف أوقات ا وكما حرم ربا الفضل

Page 33: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 33 النسيــــــــــم

سدا لذريعة ربا النسيئة وأبيح منه ما تدعو إليه احلاجة من العرايا وقد أشبعنا الكالم فيما حيل وحيرم

مر الطيب فهو ان احلرير من لباس احلرير يف كتاب التحبري ملا حيل وحيرم من لباس احلرير فصل وأما األمن األدوية املتخذة من احليوان ولذلك يعد يف األدوية احليوانية ألن خمرجه من احليوان وهو كثري املنافع جليل املوقع ومن خاصيته تقوية القلب وتفرحيه والنفع من كثري من أمراضه ومن غلبة املرة

تحل به واخلام منه وهو املستعمل يف صناعة السوداء واألدواء احلادثة عنها وهو مقو للبصر إذا اكالطب حار يابس يف الدرجة األوىل وقيل حار رطب فيها وقيل معتدل يف صناعة الطب وإذا اختذ منه ملبوس كان معتدل احلرارة يف مزاجه مسخنا للبدن ورمبا برد البدن بتسمينه إياه قال الرازي اإلبريسم

اللحم وكل لباس خشن فإنه يهزل ويصلب البشرة وبالعكس أسخن من الكتان وأبرد من القطن يرىبقلت واملالبس ثالثة أقسام قسم يسخن البدن ويدفئه وقسم يدفئه وال يسخنه وقسم ال يسخنه وال يدفئه ليس هناك ما يسخنه وال يدفئه إذ ما يسخنه فهو أوىل بتدفئته فمالبس األوباء واألصواف

والقطن تدىف وال تسخن فثياب الكتان باردة يابسة وثياب تسخن وتدىف ومالبس الكتان واحلريرالصوف حارة يابسة وثياب القطن معتدلة احلرارة وثياب احلرير ألني من القطن وأقل حرارة منه قال صاحب املنهاج ولبسه ال يسخن كالقطن بل هو معتدل وكل لباس أملس صقيل فإنه أقل إسخانا

منه وأحرى أن يلبس يف الصيف ويف البالد احلارة للبدن وأقل عونا يف حتلل ما يتحلل

وملا كانت ثياب احلرير كذلك ولبس فيها شيء من اليبس واخلشونة والكائنتني يف غريها صارت نافعة من احلكة إذ احلكة ال تكون إال عن حرارة ويبس وخشونة فلذلك رخص رسول اهللا صلى اهللا

رير ملداواة احلكة وثياب احلرير أبعد عن تولد القمل فيها عليه وسلم للزبري وعبد الرمحن يف لباس احلإذ كان مزاجها خمالفا ملزاج ما يتولد منه القمل وأما القسم الذي ال يدىف وال يسخن فاملتخذ من

احلديد والرصاص واخلشب والتراب وحنوها فإن قيل فإذا كان لباس احلرير أعدل اللباس وأوفقه للبدن ة الكاملة الفاضلة اليت أباحت الطيبات وحرمت اخلبائث قيل هذا السؤال جييب فلماذا حرمته الشريع

عنه كل طائفة من طوائف املسلمني جبواب فمنكروا احلكم والتعليل ملا رفعت قاعدة التعليل من أصلها مل حتتج إىل جواب هذا السؤال ومثبتو التعليل واحلكم وهم األكثرون منهم من جييب عن هذا

ة حرمته لتصرب النفوس عنه وتتركه هللا فتثاب على ذلك ال سيما وهلا عوض عنه بغريه بأن الشريعومنهم من جييب عنه بأنه خلق يف األصل للنساء كاحللية بالذهب فحرم على الرجال ملا فيه من

مفسدة تشبه الرجال بالنساء ومنهم من قال حرم ملا يورثه من الفخر واخليالء والعجب ومنهم من ملا يورثه للبدن ملالسته من األونوثية والتخنث وضد الشهامة والرجولة فإن لبسه يكسب قال حرم

القلب صفة من صفات اإلناث وهلذا ال تكاد جتد من يلبسه يف األكثر إال وعلى مشائله من التخنث

Page 34: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 34 النسيــــــــــم

والتأنث والرخاوة ما ال خيفى حىت لو كان من أشهم الناس وأكثرهم فحولية ورجولية فال بد أن نقصه لبسي

احلرير منها وإن مل يذهبها ومن غلظت طباعه وكثفت عن فهم هذا فليسلم للشارع احلكيم وهلذا كان أصح القولني أنه حيرم على الويل أن يلبسه الصيب ملا ينشأ عليه من صفات أهل التأنيث وقد

إن اهللا أحل يروى النسائي من حديث أيب موسى األشعري عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قالإلناث أميت احلرير والذهب وحرمه على ذكورها ويف لفظ حرم لباس احلرير والذهب على ذكور أميت وأحل إلناثهم ويف صحيح البخاري عن حذيفة قال ي رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن

لبس احلرير والديباج وأن جيلس عليه وقال هو هلم يف الدنيا ولكم يف اآلخرة يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج ذات اجلنب فصل

روى الترمذي يف جامعه من حديث زيد بن أرقم أن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال تداووا من ذات اجلنب بالقسط البحري والزيت ذات اجلنب عند األطباء نوعان حقيقي وغري حقيقي فاحلقيقي ورم

ستبطن لإلضالع وغري احلقيقي أمل يشبهه يعرض يف نواحي حار يعرض يف نواحي اجلنب يف الغشاء املاجلنب عن رياح غليظة مؤذية حتتقن بني الصفاقات فتحدث وجعا قريبا من وجع ذات اجلنب

احلقيقي إال أن الوجع يف هذا القسم ممدود ويف احلقيقي ناخس قال صاحب القانون قد يعرض يف ضالع ونواحيها أورام مؤذية جدا موجعة تسمى اجلنب والصفاقات والعضل اليت يف الصدر واأل

شوصة وبرساما وذات اجلنب وقد تكون أيضا اوجاعا يف هذه األعضاء ليس من ورم ولكن من رياح غليظة فيظن أا من هذه العلة وال تكون قال واعلم أن كل وجع يف اجلنب قد يسمى ذات اجلنب

اجلنب والغرض به ههنا وجع اجلنب فإذا عرض اشتقاقا من مكان األمل ألن معىن ذات اجلنب صاحبة يف اجلنب أمل عن أي سبب كان نسب إليه

وعليه محل كالم بقراط يف قوله إن أصحاب ذات اجلنب ينتفعون باحلمام وقيل املراد به كل من به وجع جنب أو وجع رئة من سوء مزاج أو من أخالط غليظة أو لذاعة من غري ورم وال محى قال

اء وأما معىن ذات اجلنب يف لغة اليونان فهو ورم اجلنب احلار وكذلك ورم كل واحد من بعض األطباألعضاء الباطنة وإمنا مسى ذات اجلنب ورم ذلك العضو إذاكان ورما حارا فقط ويلزم ذات اجلنب

احلقيقي مخسة أعراض وهي احلمى والسعال والوجع الناخس وضيق النفس والنبض املنشاري والعالج جود يف احلديث ليس هو هلذا القسم لكن للقسم الثاين الكائن عن الريح الغليظة فإن القسط املو

البحري وهو العود اهلندي على ما جاء مفسرا يف احاديث آخر صنف من القسط إذا دق دقا ناعما وخلط بالزيت املسخن ودلك به مكان الريح املذكور أو لعق كان دواء موافقا لذلك نافعا له حملآل

Page 35: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 35 النسيــــــــــم

ملادته مذهبا هلا مقويا لألعضاء الباطنة مفتحا للسدد والعود املذكور يف منافعه كذلك قال املسيحي العود حار يابس قابض حيبس البطن ويقوي األعضاء الباطنة ويطرد الريح ويفتح السدد نافع من ذات

من ذات اجلنب اجلنب ويذهب فضل الرطوبة والعود املذكور جيد للدماغ قال وجيوز أن ينفع القسطاحلقيقية ايضا إذا كان حدوثها عن مادة بلغمية ال سيما يف وقت احنطاط العلة واهللا أعلم وذات اجلنب من األمراض اخلطرة ويف احلديث الصحيح عن أم سلمة أا قالت بدأ رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

كلما وجد ثقال قال مروا ابا مبرضه يف بيت ميمونة وكان كلما خف عليه خرج وصلى بالناس وكانبكر فليصل بالناس واشتد شكواه حىت غمر ومن شدة الوجع اجتمع عند نساؤه وعمه العباس وأم

الفضل بنت

احلرث وأمساء بنت عميس فتشاوروا يف لده فلدوه وهو مغمور فلما أفاق قال من فعل يب هذا هذا من ة وكانت أم سلمة وأمساء لدتاه فقالوا يا رسول عمل نساء جئن من ههنا وأشار بيده إىل أرض احلبش

اهللا خشينا أن يكون بك ذات اجلنب قال فيم لددمتوين قالوا بالعود اهلندي وشيء من ورس وقطران من زيت فقال ما كان اهللا ليقذفين بذلك الداء مث قال عزمت عليكم أن ال يبقى يف البيت أحد إال لد

ائشة رضي اهللا تعاىل عنها قالت لددنا رسول اهللا صلى اهللا عليه إال عمى العباس ويف الصحيحني عن عوسلم فأشار أن ال تلدوين فقلنا كراهية املريض للدواء فلما أفاق قال أمل أكم أن ال تلدوين ال يبقى

منكم أحد إال لد غري عمي العباس فإنه مل يشهدكم قال أبو عبيد عن األصمعي اللدود ما يسقى شقي الفم أخذ من لديدي الوادي ومها جانباه وأما الوجور فهو يف وسط الفم قلت اإلنسان يف أحد

واللدود بالفتح هو الدواء الذي يلد به والسعوط ما أدخل من أنفه ويف هذا احلديث من الفقه معاقبة ال اجلاين مبثل ما فعل سواء إذا مل يكن فعله حمرما حلق اهللا وهذا الصواب املقطوع به لبضعة عشر دليقد ذكرناها يف موضع آخر وهو منصوص أمحد وهو ثابت عن اخللفاء الراشدين وترمجة املسئلة

بالقصاص يف اللطمة والضربة وفيها عدة أحاديث ال معارض هلا البتة فيتعني القول ا فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج الصداع والشقيقة

ه نظر هو أن النيب صلى اهللا عليه وسلم كان إذا صدع غلف روى ابن ماجه يف سننه حديثا يف صحت رأسه باحلناء ويقول إنه نافع بإذن اهللا من الصداع والصداع أمل يف بعض أجزاء الرأس أو يف كله فما

كان منه يف أحد شقى الرأس

الزما يسمى شقيقة وإن كان شامال جلميعه الزما يسمى بيضة وخوذة تشبيها ببيضة السالح اليتتشتمل على الرأس كله ورمبا كان يف مؤخر الرأس أو يف مقدمه وأنواعه كثرية وأسبابه خمتلفة وحقيقة الصداع سخونة الرأس واحتماؤه ملا دار فيه من البخار الذي يطلب النفوذ من الرأس فال جيد منفذا

Page 36: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 36 النسيــــــــــم

مكانا فيصدعه كما يصدع الوعاء إذا محى ما فيه وطلب النفوذ فكل شيء رطب إذا محى طلبأوسع من مكانه الذي كان فيه فإذا عرض هذا البخار يف الرأس كله حبيث ال ميكنه التفشي والتحلل وجال يف الرأس مسى السدر والصداع يكون عن أسباب عديدة أحدها من غلبةواحدة من الطبائع

العصب األربعة واخلامس يكون من قروح تكون يف املعدة فيأمل الرأس لذلك الورم لالتصال من املنحدر من الرأس باملعدة والسادس من ريح غليظة تكون يف املعدة فتصعد إىل الرأس فتصدعه

والسابع يكون من ورم يف عروق املعدة فيأمل الرأس بأمل املعدة لالتصال الذي بينهما والثامن صداع حيصل من

له والتاسع يعرض بعد اجلماع امتالء املعدة من الطعام مث ينحدر ويبقى بعضه نيئا فيصدع الرأس ويثق

لتخلل اجلسم فيصل إليه من حر اهلواء أكثر من قدره والعاشر صداع حيصل بعد القىء واالستفراغ إما لغلبة اليبس وإما لتصاعد اإلخبرة من املعدة إليه واحلادي عشر صداع يعرض عن شدة احلر

خبرة يف الرأس وعدم حتللها والثالث وسخونة اهلواء والثاين عشر ما يعرض من شدة الربد وتكاثف األعشر ما حيدث من السهر وحبس النوم والرابع عشر ما حيدث من ضغط الرأس ومحل الشيء الثقيل عليه واخلامس عشر ما حيدث من كثرة الكالم فتضعف قوة الدماغ ألجله والسادس عشر ما حيدث

ألعراض النفسانية كاهلموم والغموم من كثرة احلركة والرياضة املفرطة والسابع عشر ما حيدث من اواألحزان والوسواس واألفكار الرديئة والثامن عشر ما حيدث من شدة اجلوع فإن األخبرة ال جتد ما تعمل فيه فتكثر وتتصاعد إىل الدماغ فتؤمله والتاسع عشر ما حيدث من ورم يف صفاق الدماغ وجيد

حيدث بسبب احلمى الشتعال حرارا فيه صاحبه كأنه يضرب باملطارق على رأسه والعشرون مافيتأمل واهللا أعلم فصل وسبب صداع الشقيقة مادة يف شرايني الرأس وحدها حاصلة فيها أو مرتقية إليها فيقلبهااجلانب األضعف من جانبيه وتلك املادة إما خبارية وإما أخالط حارة أو باردة وعالمتها

دموي وإذا ضبطت بالعصائب ومنعت الضربان سكن الوجع اخلاصة ا ضربان الشرايني وخاصة يف الوقد ذكر أبو نعيم يف كتاب الطب النبوي له أن هذا النوع كان يصيب النيب صلى اهللا عليه وسلم

فيمكث اليوم واليومني وال خيرج وفيه عن ابن عباس قال خطبنا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وقد قال يف مرض موته وارأساه وكان يعصب رأسه يف مرضهعصب رأسه بعصابة ويف الصحيح أنه

وعصب الرأس ينفع يف وجع الشقيقة وغريها من أوجاع الرأس فصل وعالجه خيتلف باختالف أنواعه

وأسبابه فمنه ما عالجه باالستفراغ ومنه ما عالجه بتناول الغذاء ومنه ما عالجه بالسكون والدعة الجه بالتربيد ومنه ما عالجه بالتسخني ومنه ما عالجه بأن ومنه ما عالجه بالضمادات ومنه ما ع

جيتنب مساع األصوات واحلركات إذا عرف هذا فعالج الصداع يف هذا احلديث باحلناء هو جزئي ال

Page 37: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 37 النسيــــــــــم

كلي وهو عالج نوع من أنواعه فإن الصداع إذا كان من حراة ملتهبة ومل يكن من مادة جيب ا دق وضمدت به اجلبهة مع اخلل سكن الصداع وفيه قوة موافقة استفراغها نفع فيه احلناء ظاهرا وإذ

للعصب إذا ضمد به سكن أوجاعه وهذا ال خيتص بوجع الرأس بل يعم األعضاء وفيه قبض تشد به األعضاء وإذا ضمد به موضع الورم احلار وامللتهب سكنه وقد روى البخاري يف تارخيه وابوداود يف

عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعا يف رأسه إال قال احتجم وال شكا السنن أن رسول اهللا صلى اهللا إليه وجعا يف رجليه إال قال له اختضب باحلناء ويف الترمذي عن سلمى أم رافع خادمة النيب صلى اهللا عليه وسلم قالت كان ال يصيب النيب صلى اهللا عليه وسلم قرحة وال شوكة إال وضع عليها باحلناء

رد يف األوىل يابس يف الثانية وقوة شجر احلناء وأغصاا مركبة من قوة حمللة اكتسبتها فصل واحلناء با من جوهر فيها مائي حار باعتدال ومن قوة قابضة اكتسبتها من جوهر فيها أرضي بارد

ومن منافعه أنه حملل نافع من حرق النار وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمدبه وينفع إذا مضغ من

والسالق العارض فيه ويربىء القالع احلادث يف أفواه الصبيان والضماد به ينفع من قروح الفم األورام احلارة امللهبة ويفعل يف اخلراجات فعل دم األخوين وإذا خلط نوره مع الشمع املصفى ودهن الورد ينفع من أوجاع اجلنب ومن خواصه أنه إذا بدأ اجلدري خيرج بصيب فخضبت أسافل رجليه

فإنه يؤمن على عينيه أن خيرج فيها شيء منه وهذا صحيح جمرب ال شك فيه وإذا جعل نوره حبناء بني طي ثياب الصوف طيبها ومنع السوس عنها وإذا نقع ورقة يف ماء عذب يغمره مث عصر وشرب

من صفوه أربعني يوما كل يوم عشرون درمها مع عشرة دراهم سكر ويغذى عليه بلحم الضأن فع من ابتداء اجلذام خباصية فيه عجيبة وحكى أن رجال تشققت أظافري أصابع يده وأنه الصغري فإنه ين

بذل ملن يربئه ماال فلم جيد فوصفت له امرأة أن يشرب عشر أيام حناء فلم يقدم عليه مث نقعه مباء ا وشربه فربأ ورجعت أظافريه إىل حسنها واحلناء إذا ألزمت به األظفار معجونا حسنها ونفعها وإذعجن بالسمن وضمد به بقايا األورام احلارة اليت ترشح ماء أصفر نفعها ونفع من اجلرب املتقرح

املزمن منفعة بليغة وهو ينبت الشعر ويقويه وحيسنه ويقوي الرأس وينفغ من النفاطات والبثور العارضة يف الساقني والرجلني وسائر البدن

ة املرضى بترك أعطائهم ما يكرهونه من الطعام فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف معاجل والشراب وأم ال يكرهون على تناوهلما

روى الترمذي يف جامعة وابن ماجه عن عقبة بن عامر اجلهين قال قال

رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ال تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب فإن اهللا عز وجل يطعمهم ألطباء ما أغزر فوائد هذه الكلمة النبوية املشتملة على حكم إهلية ال سيما ويسقيهم قال بعض فضالء ا

Page 38: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 38 النسيــــــــــم

لألطباء وملن يعاجل املرضى وذلك أن املريض إذا عاف الطعام أو الشراب فذلك الشتغال الطبيعة مبجاهدة املرض أو لسقوط شهوته أو نقصاا لضعف احلرارة الغريزية أو مخودها وكيفما كان فال

إعطاء الغذاء هذه يف احلالة وأعلم أن اجلوع إمنا هو طلب األعضاء للغذاء لتخلف الطبيعة جيوز حينئذ به عليها عوض ما يتحلل منها فتجذب األعضاء القصوى من األعضاء الدنيا حىت ينتهي اجلذب إىل املعدة فيحس اإلنسان باجلوع فيطلب الغذاء وإذا وجد املرض اشتغلت الطبيعة مباجته وإنضاجها

إخراجها عن طلب الغذاء أو الشراب فإذا أكره املريض على استعمال شيء من ذلك تعطلت به والطبيعة عن فعلها واشتغلت ضمه وتدبريه عن إنضاج مادة املرض ودفعه فيكون ذلك سببا لضرر املريض وال سيما يف أوقات البحارين أو ضعف احلار الغريزي أو مخوده فيكون ذلك زيادة يف البلية وتعجيل النازلة املتوقعة وال ينبغي أن يستعمل يف هذا الوقت واحلال إال ما حيفظ عليه قوته ويقويها من غري استعمال مزمعج للطبيعة البتة وذلك يكون مبا لطف قوامه من األشربة واألغذية واعتدال

رد الطري وما مزاجه كشراب اللينوفر والتفاح والورد الطري مزاجه كشراب اللينوفر والتفاح والو أشبه ذلك ومن األغذية أمراق الفراريج املعتدلة املطيبة فقط وإنعاش قواه باألرابيج العطرة

املوافقة واالخبار السارة فإن الطبيب خادم الطبيعة ومعينها ال معيقها وأعلم أن الدم اجليد هو املغذي

يف بدنه بلغم كثري وعدم الغذاء للبدن وأن البلغم دم فج قد نضج بعض النضج فإذا كان بعض املرضىعطفت الطبيعة عليه وطبخته وأنضجته وصريته دما وغذت به األعضاء واكتفت به عما سواه

والطبيعة هو القوة اليت وكلها اهللا سبحانه بتدبري البدن وحفظه وصحته وحراسته مدة حياته وأعلم أنه اب وذلك يف األمراض اليت يكون معها قد حيتاج يف الندرة إىل إجبار املريض على الطعام والشر

اختالط العقل وعلى هذا فيكون احلديث من العام املخصوص أو من املطلق الذي قد دل علىتقييده دليل ومعىن احلديث أن املريض قد يعيش بال غذاء أياما ال يعيش الصحيح يف مثلها ويف وقوله صلى

ف زائد على ما ذكره األطباء ال يعرفه إال من له اهللا عليه وسلم فإن اهللا يطعمهم ويسقيهم معىن لطيعناية بأحكام القلوب واألرواح وتأثريها يف طبيعة البدن وانفعال الطبيعة عنها كما تنفعل هي كثريا عن الطبيعة وحنن نشري إليه إشارة فنقول النفس إذا حصل هلا ما يشغلها من حمبوب أو مكروه أو

الشراب فال حتس جبوع وال عطش بل وال حر وال برد بل خموف اشتغلت به عن طلب الغذاء وتشتغل به عن اإلحساس باملؤمل الشديد األمل فال حتس به وما من أحد إال وقد وجد يف نفسه ذلك أو شيئا منه وإذا اشتغلت النفس مبا دمهها وورد علهيا مل حتس بأمل اجلوع فإن كان الوارد مفرحا قوي

ء فشبعت به وانتعشت قواها وتضاعفت وجرت الدموية يف اجلسد حىت التفريح قام هلا مقام الغذاتظهر يف سطحه فيشرق وجهه وتظهر دموتيه فإن الفرح يوجب انبساط دم القلب فينبعث يف العروق

فتمتلىء به

Page 39: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 39 النسيــــــــــم

فال تطلب األعضاء معلومها من الغذاء املعتاد الشتغاهلا مبا هو أحب إليها وإىل الطبيعة منه والطبيعة إذا

ظفرت مبا حتب آثرته على ما هو دونه وإن كان الوارد مؤملا أو حمزنا أو خموفا اشتغلت مبحاربته ومقاومته ومدافعته عن طلب الغذاء فهي يف حال حرا يف شغل عن طلب الطعام والشراب فإن ظفرت يف هذا احلرب انتعشت قواها واخلفت عليها نظري ما فاا من قوة الطعام والشراب وإن

انت مغلوبة مقهورة احنطت قواها حبسب ما حصل هلا من ذلك وإن كانت احلرب بينها وبني هذا كالعدو سجاال فالقوة تظهر تارة وختفي أخرى وباجلملة فاحلرب بينهما علىمثال احلرب اخلارج بني

من اهللا العدوين املتقابلني والنصر للغالب واملغلوب إما قتيل وإما جريح وإما أسري فاملريض له مددتعاىل يغذيه به زائدا على ما ذكره األطباء من تغذيته بالدم وهذا املدد حبسب ضعفه وانكساره

وانطراحه بني يدي ربه عز وجل فيحصل له من ذلك ما يوجب له قربا من ربه فإن العبد أقرب ما غذية القلبية ما يكون من ربه إذا انكسر قلبه ورمحة ربه قريبة منه فإن كان وليا له حصل له من األ

تقوى به قوي طبيعته وتنتعش به قواه أعظم من قوا وانتعاشها باألغذية البدنية وكلما قوى إميانه وحبه لربه وأنسه به وفرحه به وقوى يقينه بربه واشتد شوقه إليه ورضاه به وعنه وجد يف نفسه من

ه ومن غلظ طبعه وكشفت نفسه هذه القوة مال ال يعرب عنه وال يدركه وصف طبيب وال يناله علمعن فهم هذا والتصديق به فلينظر حال كثري من عشاق الصور الذين قد امتألت قلوم حبب ما

يعشقونه من صورة أو جاه أو مال أو علم وقد شاهد الناس من هذا عجائب يف أنفسهم ويف وغريهم الصيام األياموقد ثبت يف الصحيح عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه كان يواصل يف

ذوات العدد وينهى أصحابه عن الوصال ويقول لست كهيئتكم إين أظل يطعمين ريب ويسقيين

ومعلوم أن هذا الطعام والشراب ليس هو الطعام الذي يأكله اإلنسان بفهمه وإال مل يكن مواصال ومل ه فرق بينه وبينهم يف يتحقق الفرق بل مل يكن صائما فإنه قال أظل يطعمين ريب ويسقيين وأيضا فإن

نفس الوصال وأنه يقدر منه على ما اليقدرون عليه فلو كان يأكل ويشرب بفهمه مل يقل لست كهيئتكم وإمنا فهم هذا من احلديث من قل نصيبه من غذاء األرواح والقلوب وتأثريه يف القوة

وإنعاشها واغتذائها به فوق تأثري الغذاء اجلسماين واهللا املوفق هدية صلى اهللا عليه وسلم يف عالج العذرة ويف العالج بالسعوط فصل يف

ثبت يف الصحيحني أنه قال خري ما تداويتم به احلجامة والقسط البحري وال تعذبو صبياتكم بالعمز من العذرة ويف السنن واملسند عنه من حديث جابر بن عبد اهللا قال دخل رسول اهللا صلى اهللا عليه

عندها صيب تسيل منخراه دما فقال ما هذا فقالوا به العذرة أو وجع يف رأسه وسلم على عائشة وفقال ويلكن ال تقتلن اوالدكن إميا أمرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع يف رأسه فلتأخذ قسطا هنديا

Page 40: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 40 النسيــــــــــم

فلتحكه مباء مث تسعطه إياه فأمرت عائشةرضي اهللا عنها فصنع ذلك بالصيب فربأ قال أبو عبيد عن أيب العذرة يج يف احللق من الدم فإذا عوجلعبيدة

منه قيل قد عذر به فهو معذور انتهى وقيل العذرة قرحة خترج فيما بني األذن واحللق وتعرض

للصبيان غالبا وأما نفع السعوط منها بالقسط احملكوك فألن العذرة مادا دم يغلب عليه البلغم لكن يشد اللهاة ويرفعها إىل مكاا وقد يكون نفعه يف هذا تولده يف أبدان الصبيان ويف القسط جتفيف

الداء باخلاصية وقد ينفع يف األدواء احلارة واألدوية احلارة بالذات تارة وبالعرض أخرى وقد ذكر صاحب القانون يف معاجلة سقوط اللهاة القسط مع الشب اليماين وبزر املرو والقسط البحري

دي وهو األبيض منه وهو حلو وفيه منافع عديدة وكانوا يعاجلون املذكور يف احلديث فهو العود اهلنأوالدهم بغمز اللهاة وبالعالق وهو شيء يعلقونه على الصبيان فنهاهم النيب صلى اهللا عليه وسلم عن

ذلك وأرشدهم إىل ما هو أنفع لألطفال وأسهل عليهم والسعوط ما يصب يف األنف وقد يكون نخل وتعجن وجتفف مث حتل عند احلاجة ويسعط ا يف أنف اإلنسان بأدوية مفردة ومركبة تدق وت

وهو مستلق على ظهره وبني كتفيه ما يرفعهما لينخفض رأسه فتيمكن السعوط من الوصول إىل دماغه ويستخرج ما فيه من الداء بالعطاس وقد مدح النيب صلى اهللا عليه وسلم التداوي بالسعوط

داود يف سننه أن النيب صلى اهللا عليه وسلم استعط فيما حيتاج إليه فيه وذكر أبو فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج املفؤود

روى أبو داود يف سننه من حديث جماهد عن سعد قال مرضت مرضا فأتاين رسول اهللا صلى هللا عليه فؤود فأت وسلم يعودين فوضع يده بني ثديي حىت وجدت بردها على فؤادي وقال يل إنك رجل م

احلرث بن كلدة من ثقيف فإنه

رجل يتطبب فليأخذ سبع مترات من عجوة املدينة فليجاهن بنواهن مث ليلدك ن املفؤود الذي أصيب فؤاده فهو يشتكيه كاملبطون الذي يشتكي بطنه واللدود ما يسقاه اإلنسان من أحد جانيب الفم ويف

املدينة وال سيما العجوة منه ويف كوا سبعا خاصية التمر خاصية عجيبة هلذا الداء وال سيما مترأخرى تدرك بالوحي ويف الصحيحني من حديث عامر بن سعد بن أيب وقاص عن أبيه قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من تصبح بسبع مترات من متر العالية مل يضره ذلك اليوم سم وال

بينها حني يصبح مل يضره سم حىت ميسي والتمر حار سحر ويف لفظ من أكل سبع مترات مما بني ال يف الثانية يابس يف األوىل وقيل رطب فيها وقيل معتدل وهو غذاء فاضل حافظ للصحة ال سيما ملن اعتاد الغذاء به كأهل املدينة وغريهم وهو من أفضل األغذية يف البالد الباردة واحلارة الىت حرارا يف

نفع منه ألهل البالد الباردة بواطن سكان البالد الباردة ولذلك يكثر أهل الدرجة الثانية وهو هلم أ

Page 41: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 41 النسيــــــــــم

احلجاز واليمن والطائف وما يليهم من البالد املشاة هلا من األغذية احلارة ماال يتأتى لغريهم كالتمر والعسل وشاهدناهم يضعون يف أطعمتهم من الفلفل والزجنبيل فوق ما يضعه غريهم حنوعشرة أضعاف

أكثر ويأكلون الزجنبيل كما يأكل غريهم احللوى ولقد شاهدت من يتنقل به منهم كان يتنقل أو بالنقل ويوافقهم

ذلك وال يضرهم لربودة أجوافهم وخروج احلرارة إىل ظاهر اجلسد كما تشاهد مياه اآلبار تربد يف

ما التنضجه يف الصيف وتسخن يف الشتاء وكذلك تنضج املعدة من األغذية الغليظة ويف الشتاءالصيف وأما أهل املدينة فالتمر هلم يكاد أن يكون مبرتلة احلنطة لغريهم وهو قوم ومادم ومتر العالية

من أجود أصناف مترهم فإنه متني اجلسم لذيذ الطعم صادق احلالوة والتمر يدخل يف األغذية وال يتولد عنه من الفضالت الرديئة ما واألدوية والفاكهة وهو يوافق أكثر األبدان مقو للحار الغريزي

يتولد عن غريه من األغذية والفاكهة بل مينع ملن اعتاده من تعفن األخالط وفسادها وهذا احلديث من اخلطاب الذي أريد به اخلاص كأهل املدينة ومن جاورهم وال ريب أن لألمكنة اختصاصا ينفع كثري

لدواء الذي قد نبت يف هذا املكان نافعا من الداء وال من األدوية يف ذلك املكان دون غريه فيكون ايوجد فيه ذلك النفع إذا نبت يف مكان غريه لتأثري نفس التربة أو اهلواء أو مها مجيعا فإن لألرض

خواص وطبائع يقارب اختالفها اختالف طبائع اإلنسان وكثري من النبات يكون يف بعض البالد غذاء ورب أدوية لقوم أغذية الخرين وأدوية لقوم من أمراض هي أدوية مأكوال ويف بعضها مسا قاتال

الخرين يف أمراض سواها وأدوية ألهل بالد ال تناسب غريهم وال تنفعهم وأما خاصية السبع فإا قد وقعت قدرا وشرعا فخلق اهللا عز وجل السموات سبعا واألرضني سبعا واأليام سبعا واإلنسان كمل

شرع اهللا لعباده الطواف سبعا والسعي بني الصفا واملروة سبعا ورمي اجلمار خلقه يف سبعة أطوار وسبعا سبعا وتكبريات العيدين سبعا يف األوىل وقال صلى اهللا عليه وسلم مروه بالصالة لسبع وإذا صار

للغالم سبع

ه وأمر النيب سنني خري بني أبويه يف راوية ويف راوية أخرى أبوه أحق به من أمة ويف ثالثه أمه أحق بصلى اهللا عليه وسلم يف مرضه أن يصب عليه من سبع قرب وسخر اهللا الريح على قوم عاد سبع ليال

ودعا النيب صلى اهللا صلى اهللا عليه وسلم أن يعينه اهللا على قومه بسبع كسبع يوسف ومثل اهللا حبة والسنابل اليت سبحانه ما يضاعف به صدقه املتصدق حببة أنبتت سبع سنابل يف كل سنبلة مائة

رآها صاحب يوسف سبعا والسنني اليت زرعوها دأبا سبعا وتضاعف الصدقة إىل سبعمائة ضعف إىل أضعاف كثرية ويدخل اجلنة من هذه األمة بغري حساب سبعون ألفا فال ريب أن هلذا العدد خاصية

لشفع أول وثان والوتر ليست لغريه والسبعة مجعت معاين العد كله وخواصه فإن العدد شفع ووتر وا

Page 42: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 42 النسيــــــــــم

كذلك فهذه أربع مراتب شفع أول وثان ووتر أول وثان وال جتتمع هذه املراتب يف أقل من سبعة وهي عدد كامل جامع ملراتب العدد األربعة أعىن الشفع والوتر واألوائل والثواين ونعين بالوتر األول

ألربعة ولألطباء اعتناه عظيم بالسبعة وال سيما الثالثة وبالثاين اخلمسة وبالشفع األول االثنني وبالثاين ايف البحارين وقد قال أبقراط كل شي يف هذا العامل فهو مقدر على سبعة أجزاء والنجوم سبعة واأليام سبعة وأسنان الناس سبعة أوهلا طفل إىل سبع مث صيب إلىأربع عشرة مث مراهق مث شاب كهل مث شيخ

اىل أعلم حبكمته وشرعه وقدره يف ختصيص هذا العدد هل هو هلذا مث هرم إىل منتهى العمر واهللا تع املعىن أو لغريه ونفع هذا العدد من هذا التمر من هذا البلد من هذه البقة بعينها من السم

والسحر حبيث متنع أصابته من اخلواص اليت لو قاهلا أبقراط وجالينوس وغريمها من األطباء لتلقاها

واإلذعان واإلنقياد مع أن القائل إمنا معه احلدس والتخمني والظن فمن كالمه عنهم األطباء بالقبول كله يقني وبرهان ووحي أوىل أن تتلقى أقواله بالقبول والتسليم وترك االعتراض وأدوية السموم تارة تكون باخلاصية كخواص كثري من األحجار واجلواهر واليواقيت واهللا أعلم فصل وجيوز نفع التمر

ر يف بعض السموم فيكون احلديث من العام املخصوص وجيوز نفعه خلاصية تلك البلد وتلك املذكوالتربة اخلاصة من كل سم ولكن هلهنا أمر ال بد من بيانه وهو أن من شرط انتفاع العليل بالدواء قبوله

ت تنفع باالعتقاد واعتقاده النفع به فتقبله الطبيعة فتستعني به على دفع العلة حىت أن كثريا من املعاجلاوحسن القبول وكمال التلقي وقد شاهد الناس من ذلك عجائب وهذا ألن الطبيعة يشتد قبوهلا له

وتفرح النفس به فتنتعش القوة ويقوى سلطان الطبيعة وينبعث احلار الغريزي فيساعد على دفع املؤذي تقاد العليل فيه وعدم أخذ وبالعكس يكون كثري من األدوية نافعا لتلك العلة فيقطع عمله سوء اع

الطبيعة له بالقبول فال جيدي عليها شيئا واعترب هذا بأعظم األدوية واألسقية وأنفعها للقلوب واألبدان واملعاش واملعاد والدنيا واآلخرة وهو القرآن الذي هو شفاء من كل داء كيف ال ينفع القلوب اليت ال

مرضا على مرضها وليس لشفاء القلوب دواء قط أنفع من تعتقد فيه الشفاء والنفع بل ال يزيدها إال القرآن فإنه شفاؤها التام الكامل الذي ال يغادر فيها سقما إال أبرأه وحيفظ علهيا صحتها املطلقة

وحيميها احلمية التامة من كل مؤذ ومضر ومع هذا فإعراض أكثر القلوب عنه وعدم اعتقادها اجلازم عدم استعماله والعدول عنه إىل األدوية اليت ركبها بنو حدسها حال الذي ال ريب فيه أنه كذلك و

بينها وبني الشفاء به وغلبت العوائد

واشتد اإلعراض ومتكنت العلل واألدواء املزمنة من القلوب وتريب املرضى واألطباء على عالج بين استحكم الدواء جنسهم وما وصفه هلم شيوخهم ومن يعظمونه وحيسنون به ظنوم فعظم املصاب و

وتركبت أمراض وعلل أعيا عليهم عالجها وكلما عاجلوها بتلك العالجات احلادثة تفاقم أمرها

Page 43: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 43 النسيــــــــــم

وقويت ولسان احلال ينادي عليهم ومن العجائب والعجائب مجة قرب الشفاء وما إليه وصول كالعيس يف البيداء يقتلها الظمأ واملاء فوق ظهروها حممول

عليه وسلم يف دفع ضرر األغذية والفاكهة وإصالحها مبا يدفع ضررها فصل يف هديه صلى اهللا ويقوي نفعها

ثبت يف الصحيحني من حديث عبد اهللا بن جعفر قال رأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء والرطب حار رطب يف الثانية يقوي املعدة الباردة ويوافقها ويزيد يف الباه ولكنه سريع

لتعفن معطش معكر للدم مصدع مولد للسدد ووجع املثانة ومضر باألسنان والقثاء بارد رطب يف االثانية مسكن للعطش منعش للقوي بشمه ملا فيه من العطرية مطفى حلرارة املعدة امللتهبة وإذا جفف

ل بزره ودق واستحلب باملاء وشرب سكن العطش وأدر البول ونفع من وجع املثانة وإذا دق وخنودلك به األسنان جالها وإذا دق ورقه وعمل منه ضماد مع امليفختج نفع من عضة الكلب الكلب وباجلملة فهذا حار وهذا بارد ويف كل منهما صالح اآلخر وإزالة ألكثر ضرورة ومقاومة كل كيفية

بضدها ودفع سورا باألخرى وهذا أصل العالج كله

ه يستفاد من هذا ويف استعمال ذلك وأمثاله يف األغذية وهو أصل يف حفظ الصحة بل علم الطب كلواألدوية إصالح هلا وتعديل ودفع ملا فيها من الكيفيات املضرة ملا يقابلها ويف ذلك عون على صحة

البدن وقوته وخصبه قالت عائشة رضي اهللا عنها مسنوين بكل شيء فلم أمسن فسمنوين بالقثاء البارد باحلار واحلار بالبارد والرطب باليابس واليابس بالرطب والرطب فسمنت وباجلملة فدفع ضرر

وتعديل أحدمها باآلخر من أبلغ أنواع العالجات وحفظ الصحة ونظري هذا ما تقدم من أمره بالسنا والسنوت وهو العسل الذي فيه شيء من السمن يصلح به السنا ويعدله فصلوات اهللا وسالمه على

بدان ومبصاحل الدنيا واالخرة من بعث بعمارة القلوب واأل فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف احلمية

الدواء كله شيآن محية وحفظ صحة فإذاوقع التخليط أحتيج إىل االستفراغ املوافق وكذلك مدار الطب كله على هذه القواعد الثالث واحلمية محيتان محية عما جيلب املرض ومحية عما يزيده فيقف

األوىل محية األصحاء والثانية محية املرضى فإن املريض إذا احتمى وقف مرضه عن التزايد على حاله فوأخذت القوى يف دفعه واألصل يف احلمية قوله تعاىل وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو المستم النساء فلم جتدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فحمى املريض من استعمال

اء ألنه يضره ويف سنن ابن ماجه وغريه عن أم املنذر بنت قيس األنصارية قالت دخل على رسول املاهللا صلى اهللا عليه وسلم ومعه علي وعلى ناقة من مرض ولنا دوال معلقة فقام رسول اهللا صلى اهللا

عليه وسلم

Page 44: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 44 النسيــــــــــم

علي إنك ناقة حىت كف يأكل منها وقام علي يأكل منها فطفق رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول ل

قالت وصنعت شعريا وسلقا فجئت به فقال النيب صلى اهللا عليه وسلم لعلي من هذا أصب فإنه أنفع لك ويف لفظ فقال من هذا فأصب فإنه أوفق لك ويف سنن ابن ماجه ايضا عن صهيب قال قدمت

را فأكلت فقال أتأكل على النيب صلى اهللا عليه وسلم وبني يديه خبز ومتر فقال ادن فكل فأخذت متمترا وبك رمد فقلت يا رسول اهللا أمضغ من الناحية األخرى فتبسم رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ويف حديث حمفوظ عنه صلى اهللا عليه وسلم إن اهللا إذا أحب عبدا محاه من الدنيا كما حيمي أحدكم

ن الدنيا وأما احلديث الدائر على مريضه عن الطعام والشراب ويف لفظ إن اهللا حيمي عبده املؤمن مأسنة كثري من الناس احلمية رأس الدواء واملعدة بيت الداء وعودوا كل جسم ما أعتاد فهذا احلديث

إمنا هو من كالم احلرث بن كلدة طبيب العرب وال يصح رفعه إىل النيب صلىاهللا عليه وسلم قاله غري عليه وسلم أن املعدة حوض البدن والعروق إليها واحد من أئمة احلديث ويذكر عن النيب صلى اهللا

واردة فإذا صحت املعدة صدرت العروق بالصحة وإذا سقمت املعدة صدرت العروق بالسقم وقال احلرث رأس الطب احلمية واحلمية عندهم للصحيح يف املضرة مبرتلة التخليط للمريض والناقة وأنفع ما

ه مل ترجع بعد إىل قوا والقوة اهلاضمة ضعيفة والطبيعة قابلة تكون احلمية للناقه من املرض فإن طبيعتواألعضاء مستعدة فتخليطه يوجب انتكاستها وهو أصعب من ابتداء مرضه واعلم أن يف منع النيب صلى اهللا عليه وسلم لعلي من األكل من الدوايل وهوناقة أحسن التدبري فإن الدويل افناء من الرطب

مبرتلة عناقيد العنب والفاكهةتعلق يف البيت لألكل

تضر بالناقة من املرض لسرعة استحالتها وضعف الطبيعة عن دفعها فإا بعد مل تتمكن قوا وهي مشغولة بدفع آثار العلة وإزالتها من البدن ويف الرطب خاصة نوع ثقل على املعدة فتشتغل مبعاجلته

فإما أن تقف تلك البقية وإما أن تتزايد فلما وإصالحه عما هي بصدده من إزالة بقية املرض وآثارهوضع بني يديه السلق والشعري أمره أن يصيب منه فإنه من أنفع األغذية للناقة فإن يف ماء الشعري من

التربيد والتغذية والتلطيف والتليني وتقوية الطبيعة ما هو أصلح للناقة وال سيما إذا طبخ بأصول السلق ن يف معدته ضعف وال يتولد عنه من األخالط ما خياف منه وقال زيد بن أسلم فهذا من أوفق الغذاء مل

محى عمر رضي اهللا عنه مريضا له حىت إنه من شدة ما محاه كان ميص النوى وباجلملة فاحلمية من أكرب األدوية قبل الداء فتمنع حصوله وإذا حصل فتمنع تزايده وانتشاره فصل ومما ينبغي أن يعلم أن

ا حيمى عنه العليل والناقة والصحيح إذا اشتدت الشهوت إليه ومالت إليه الطبيعة فتناول منه كثريا ممالشيء اليسري الذي ال تعجز الطبيعة عن هضمه مل يضره تناوله بل رمبا انتفع به فإن الطبيعة واملعدة

كرهه الطبيعة تتلقيانه بالقبول واحملبة فيصلحان ما خيشى من ضرره وقد يكون أنفع من تناول ما ت

Page 45: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 45 النسيــــــــــم

وتدفعه من الدواء وهلذا أقر النيب صلى اهللا عليه وسلم صهيبا وهو أرمد على تناول التمرات اليسرية وعلم أا ال تضره ومن هذا ما يروى عن علي أنه دخل على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وهو

هيه ورمى إليه بتمرة مث بأخرى أرمد وبني يدي النيب صلى اهللا عليه ومسل متر يأكله فقال يا علي تشتحىت رمى إليه سبعا مث قال حسبك يا علي ومن هذا ما رواه ابن ماجه يف سننه من حديث عكرمة

عن ابن عباس

أن النيب صلى اهللا عليه وسلم عاد رجال فقال له ما تشتهي فقال أشتهى خبز بر ويف لفظ اشتهى ده خبز بر فليبعث إىل أخيه مث قال إذا اشتهى كعكا فقال النيب صلى اهللا عليه وسلم من كان عن

مريض أحدكم شيء فليطعمه ففي هذا احلديث سر طيب لطيف فإن املريض إذا تناول ما يشتهيه عن وجوع صادق طبيعي وكان فيه ضرر ما كان أنفع وأقل ضررا مما ال يشتهيه وإن كان نافعا يف نفسه

بغض الطبيعة وكراهتها للنافع قد جتلب هلا منه ضررا فإن صدق شهوته وحمبة الطبيعة له تدفع ضرره ووباجلملة فاللذيذ املشتهى تقبل الطبيعة عليه بعناية فتهضمه على أمحد الوجوه سيماعند انبعاث النفس

إليه بصدق الشهوة وصحة القوة واهللا أعلم واحلمية مما يهيج فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج الرمد بالسكون والدعة وترك احلركة

الرمد وقد تقدم أن النيب صلى اهللا عليه وسلم محى صهيبا من التمر وأنكر عليه أكله وهو أرمد ومحى عليا

من الرطب ملا أصابه الرمد وذكر أبو نعيم يف كتاب الطب النبوي أنه صلى اهللا عليه وسلم إذا رمدت ورم حار يعرض يف الطبقة امللتحمة من العني وهو عني امرأة من نسائه مل يأا حىت تربأ عينها الرمد

بياضها الظاهر وسببه انصباب أحد األخالط األربعة أو ريح حارة تكثر كميتها يف الرأس والبدن فينبعث منها قسط إىل جوهر العني أو ضربة تصيب العني فترسل الطبيعة إليها من الدم والروح مقدارا

ا وألجل ذلك يورم العضو املضروب والقياس يوجب ضدهكثريا تروم بذلك شفاءها مما عرض هل

وأعلم أنه كما يرتفع من األرض إىل اجلو خباران أحدمها حار يابس واآلخر حار رطب فينعقدان سحابا متراكما ومينعان أبصارنا من إدراك السماء فكذلك يرتفع من قعر املعدة إىل منتهاها مثل ذلك

ل شىت فإن قويت الطبيعة على ذلك ودفعته إىل اخلياشيم أحدث فيمنعان النظر ويتولد عنهما علالزكام وإن دفعته إىل اللهاة واملنخرين أحدث اخلناق وإن دفعته إىل اجلنب أحدث الشوصة وإن دفعته إىل الصدر أحدث الرتلة وإن احندر إىل القلب أحدث اخلبطة وإن دفعته إىل العني أحدث رمدا وإن

السيالن وإن دفعته إىل منازل الدماغ أحدث النسيان وإن ترطبت أوعية احندر إىل اجلوف أحدثالدماغ منه وأمتألت به عروقه أحدث النوم الشديد ولذلك كان النوم رطبا والسهر يابسا وإن طلب

Page 46: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 46 النسيــــــــــم

البخار النفوذ من الرأس فلم يقدر عليه أعقبه الصداع والسهر وإن مال البخار إىل أحد شقي الرأس وإن ملك قمة الرأس ووسط اهلامة أعقبه داء البيضة وإن برد منه حجاب الدماغ أو أعقبه الشقيقة

سخن أو ترطب وهاجت منه أرياح أحدث العطاس وإن أهاج الرطوبة البلغيمية فيه حىت غلب احلار الغريزي أحدث اإلغماء والسكتات وأن أهاج املرة السوداء حىت أظلم هواء الدماغ أحدث الوسواس

لك إىل جماري العصب أحدث الصرع الطبيعي وإن ترطبت جمامع عصب الرأس وفاض وإن فاض ذذلك يف جماريه أعقبه الفاجل وإن كان البخار من مرة صفراء ملتهبة حممية للدماغ أحدث الربسام فإن

شركه الصدر يف ذلك كان سرساما فافهم هذا الفصل واملقصود أن أخالط البدن والرأس تكون حال الرمد واجلماع مما يزيد حركتها وثوراا فإنه حركة كلية للبدن والروح متحركة هائجة يف

والطبيعة فأما البدن فيسخن باحلركة ال حمالة والنفس تشتد حركتها طابا للذة واستكماهلا والروح تتحرك تبعا حلركة النفس والبدن فإن أول تعلق الروح من البدن بالقلب ومنه ينشأ الروح

عضاء وأما حركة الطبيعة فألن ترسل ما جيب إرساله من املين على املقدار الذي جيب وينبت يف األ

إرساله وباجلملة فاجلماع حركة كلية عامة يتحرك فيها البدن وقواه وطبيعته وأخالطه والروح والنفس فكل حركة فهي مثرية لألخالط مرققة هلا توجب دفعها وسيالا إىل األعضاء الضعيفة

حال رمدهاأضعف ما يكون فأصر ما عليها حركة اجلماع قال أبقراط يف كتاب الفصول والعني يفوقد يدل ركوب السفن أن احلركة تثور األبدان هذا مع أن يف الرمد منافع كثرية منها ما يستدعيه

من احلمية واالستفراغ وتنقية الرأس والبدن من فضالا وعفوناما والكف عما يؤذي النفس والبدن ن الغضب واهلم واحلزن واحلركات العنيفة واألعمال الشاقة ويف أثر سلفي ال تكرهوا الرمد فإنه م

يقطع عروق العمي ومن أسباب عالجه مالزمه السكون والراحة وترك مس العني واالشتغال ا فإن ء أضداد ذلك يوجب انصباب املواد إليها وقد قال بعض السلف مثل أصحاب حممد مثل العني ودوا

العني ترك مسها وقد روى يف حديث مرفوع اهللا أعلم به عالج الرمد تقطري املاء البارد يف العني وهو من أكرب األدوية للرمد احلار فإن املاء دواء بارد يستعان به على طفء حرارة الرمد إذا كان حارا

لو فعلت كما فعل وهلذا قال عبد اهللا بن مسعود رضي اهللا عنه المرأته زينب وقد اشتكت عينها رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كان خريا لك وأجدر أن تشفى تنضحني يف عينك املاء مث تقولني

أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشايف ال شفاء إال شفاؤك ال يغادر سقما

واب كالم النبوة اجلزئي اخلاص كليا عاما وال الكلى العام جزئيا خاصا فيقع من اخلطا وخالف الص ما يقع واهللا أعلم

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج اخلدران الكلي الذي جيمد معه البدن

Page 47: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 47 النسيــــــــــم

ذكر أبو عبيد يف غريب احلديث من حديث أيب عثمان النهدي أن قوما مروا بشجرة فأكلوا منها الشنآن وصبوا عليهم فكأمنا مرت م ريح فأمجدم فقال النيب صلى اهللا عليه وسلم ترسوا املاء يف

فيما بني األذانني مث قال أبو عبيدة قرسوا يعين بردوا وقول الناس قد قرس الربد إمنا هو من هذا بالسني ليس بالصاد والشنآن األسقية والقرب اخللقان يقال للسقاء شن وللقرب شنة وإمنا ذكر الشنآن دون

ىن أذان الفجر واإلقامة فسمى اإلقامة أذانا انتهى اجلرة ألا أشد تربيدا للماء وقوله بني األذانني يعكالمه قال بعض األطباء وهذا العالج من النيب صلى اهللا عليه وسلم من أفضل عالج هذا الداء إذا كان وقوعه باحلجاز وهي بالد حارة يابسة واحلار الغريزي ضعيف يف بواطن سكاا وصب املاء

برد أوقات اليوم يوجب مجع احلار الغريزي املنتشر يف البدن البارد عليهم يف الوقت املذكور وهو أاحلامل جلميع قواه فيقوى القوة الدافعة وجيتمع من أقطار البدن إىل باطنه الذي هو حمل ذلك الداء

ويستظهر بباقي القوي على دفع املرض املذكور فيدفعه بإذن اهللا عز وجل ولو أن أبقراط أو جالينوس الدواء هلذا الداء خلضعت له األطباء وعجبوا من كمال معرفته أو غريمها وصف هذا

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف أصالح الطعام الذي يقع فيه الذباب وإرشاده إىل دفع مضرات السموم بأضدادها

يف الصحيحني من حديث أيب هريرة أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال إذا وقع الذباب يف إناء أحدكم فامقلوه فإن يف أحد جناحيه داء ويف االخر شفاء ويف سنن ابن ماجه عن أيب سعيد اخلدري أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال أحد جناحي الذباب سم واآلخر شفاء فإذا وقع يف الطعام

لفقهي فهو فامقلوه فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء هذا احلديث فيه أمران أمر فقهى وأمر طيب فأما ادليل ظاهر الداللة جدا على أن الذباب إذا مات يف ماء أو مائع فإنه ال ينجسه وهذا قول مجهور العلماء وال يعرف يف السلف خمالف يف ذلك ووجه االستدالل به أن النيب صلى اهللا عليه وسلم أمر

ام حارا فلو كان مبقلة وهو غمسه يف الطعام ومعلوم أنه ميوت من ذلك وال سيما إذا كان الطعينجسه لكان أمرا بإفساد الطعام وهو صلىاهللا عليه وسلم إمنا أمر بأصالحه مث عدا هذا احلكم إىل كل ماال نفس له سائل كالنحلة والزنبور والعنكبوت وأشباه ذلك إذ احلكم يعم بعموم علته وينتفي

مبوته وكان ذلك مفقودا فيما الدم ال نتفاء سببه فلما كان سبب التنجيس هو الدم احملتقن يف احليوانله سائل انتفى احلكم بالتنجيس النتفاء علته مث قال من مل حيكم بنجاسة عظم امليتة إذا كان هذا ثابتا يف احليوان الكامل مع ما فيه من الرطوبات والفضالت وعدم الصالبة فثبوته يف العظم الذي هو أبعد

عن

Page 48: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 48 النسيــــــــــم

وىل وهذا يف غاية القوة فاملصري إليه أوىل وأول من حفظ عنه يف الرطوبات والفضالت واحتقان الدم أاإلسالم أنه تكلم ذه اللفظة فقال ما ال نفس له سائلة إبراهيم النخعي رضي اهللا عنه وعنه تلقاها

الفقهاء والنفس يف اللغة يعرب ا عن الدم ومنه نفست املرأة بفتح النون إذا حاضت ونفست بضمها املعىن الطيب فقال أبو عبيد معىن أمقلوه اغمسوه ليخرج الشفاء منه كما خرج الداء إذا ولدت وأما

يقال للرجلني مها يتماقالن إذا تغاطا يف املاء واعلم أن يف الذباب عندهم قوة مسيةيدل عليها الورم صلى اهللا واحلكة العارضة عن لسعة وهي مبرتلة السالح فإذا سقط فيما يؤذيه اتقاه بسالحه فأمر النيب

عليه وسلم أن يقابل تلك السمية مبا اودعه اهللا سبحانه يف جناحه اآلخر من الشفاء فيغمس كله يف املاء والطعام فيقابل املادة السمية املادة النافعة فيزول ضررها وهذا طب ال يهتدى إليه كبار األطباء

لعارف املوفق خيضع هلذا العالج وائمتهم بل هو خارج من مشكاة النبوة ومع هذا فالطبيب العامل اويقر ملن جاء به بأنه أكمل اخللق على اإلطالق وأنه مؤيد بوحي إهلي خارج عن القوى البشرية وقد

ذكر غري واحد من األطباء أن لسع الزنبور والعقرب إذا ذلك موضعه بالذباب نفع منه نفعا بينا لك به الورم الذي خيرج يف شعر العني املسمى وسكنه وما ذاك إال للمادة اليت يف من الشفاء وإذا ذ

شعره بعد قطع رءوس الذباب أبرأه فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج البشرة

ذكر ابن السين يف كتابه عن بعض أزواج النيب صلى اهللا عليه وسلم قالت دخل على رسول اهللا ك ذريرة قلت نعم قال ضعيها عليها وقال صلى اهللا عليه وسلم وقد خرج يف إصبعي بثرة فقال عند

قويل اللهم مصغر الكبري ومكرب الصغري صغر مايب

الذريرة دواء هندي يتخذ من قصب الذريرة وهي حارة يابسة تنفع من أورام املعدة والكبد واالستسقاء وتقوى القلب لطيبها ويف الصحيحني عن عائشة أاقالت طيبت رسول اهللا صلى اهللا

لم بيدي بذريرة يف حجة الوداع للحل واإلحرام والبثرة خراج صغري يكون عن مادة حارة عليه وستدفعها الطبيعة فتسترق مكانا من اجلسد خترج منه فهي حمتاجة إىل ما ينضجها وخيرجها والذريرة

يف أحد ما يفعل ا ذلك فإن فيها إنضاجا وإخراجا مع طيب رائحتها مع أن فيها تربيداللنارية اليت تلك املادة ولذلك قال صاحب القانون إنه ال أفضل حلرق النار من الذريرة بدهن الورد واخلل

فصل يف هديه صلى اهللا علهي وسلم يف عالج األورام واخلراجات اليت تربأ بالبط والبزل يذكر عن علي أنه قال دخلت مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم على رجل يعوده بظهره ورم

لوا يا رسول اهللا ذه مدة قال بطوا عنه قال علي فما برحت حىت بطت والنيب صلى اهللا عليه فقاوسلم شاهد ويذكر عن أيب هريرة أن النيب صلى اهللا عليه وسلم أمر طبيبا أن ببط بطن رجل أجوى

مادة يف البطن فقيل يا رسول اهللا هل ينفع الطب قال الذي أنزل الداء أنزل الشفاء فيما شاء الورم

Page 49: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 49 النسيــــــــــم

حجم العضو لفضل مادة غري طبيعية تنصب إليه وتوجد يف اجناس األمراض كلها واملواد اليت يكون عنها من األخالط األربعة واملائية والريح وإذا اجتمع الورم مسى خراجا وكل ورم حار يؤول أمره إىل

انت القوة قوية استولت على أحد ثالثة أشياء إما حتلل وإما مجع مدة وإما استحالة إىل الصالبة فإن ك مادة

الورم وحللته وهي أصلح احلاالت اليت يؤول حال الورم إليها وإن كانت دون ذلك أنضجت املادة

وأحالتها مدة بيضاء وفتحت هلا مكانا أسالتها منه وإن نقصت عن ذلك أحالت املادة مدة غري خاف على العضو الفساد يطول مستحكمة النضج وعجزت عن فتح مكان يف العضو تدفعها منه في

لبسها فيه فيحتاج حينئذ إىل إعانة الطبيب بالبط أو غريه إلخراج تلك املادة الرديئة املفسدة للعضو ويف البط فائدتان إحدامها إخراج املادة الرديئة املفسدة والثانية منع اجتماع مادة أخرى إليها تقويها

ا أن يبط بطن رجل أجوى البطن فاجلوى يقال على معان منها وأما قوله يف احلديث الثاين إنه أمر طبيباملاء املننت الذي يكون يف البطن حيدث عنه االستسقاء وقد اختلف األطباء يف بزله خلروج وهذه املادة

فمنعه طائفة منهم خلطره وبعد السالمة معه وجوزته طائفة أخرى وقالت ال عالج له سواه وهذا سقاء الزقي فإنه كما تقدم ثالث أنواع طبلى وهو الذي ينتفخ معه البطن مبادة عندهم إمنا هو يف االست

رحيية إذا ضربت عليه مسع له صوت كصوت الطبل وحلمى وهو الذي يربو معه حلم مجيع البدن مبادة بلغمية تفشو مع الدم يف األعضاء وهو أصعب من األول وزقي وهو الذي جيتمع معه يف البطن

ئة يسمع هلا عند احلركة خضخضة كخضخضة املاء يف الزق وهو أردأ أنواعه عند األسفل مادة ردياألكثري من األطباء وقالت طائفة أردأ أنواعه اللحمي لعموم اآلفة به ومن مجلة عالج الزقي إخراج

ذلك املاء بالبزل ويكون ذلك مبزلة فصد العروق

حلديث فهو دليل على جواز بزلة واهللا أعلم إلخراج الدم الفاسد لكنه خطر كما تقدم وإن ثبت هذا ا

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج املرضى بتطييب نفوسهم وتقوية قلوم روى ابن ماجه يف سننه من حديث أيب سعيد اخلدري قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إذا

يئا وهو يطيب نفس املريض يف هذا دخلتم على املريض فنفسوا له يف األجل فإن ذلك ال يرد شاحلديث نوع شريف جدا من أشرف أنواع العالج وهو اإلرشاد إىل ما يطيب نفس العليل من الكالم الذي تقوى به الطبيعة وتنتعش به القوة ويبعث به احلار الغريزي فيتساعد على دفع العلة أو ختفيفها

طييب قلبه وإدخال ما يسره عليه له تأثري عجيب الذي هو غاية تأثري الطبيب وتفريح نفس املريض وتيف شفاء علته وخفتها فإن األرواح والقوى تقوى بذلك فتساعد الطبيعة على دفع املؤذي وقد شاهد

Page 50: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 50 النسيــــــــــم

الناس كثريا من املرضى تنتعش قواه بعيادة من حيبونه ويعظمونه ورؤيتهم هلم ولطفهم م ومكاملتهم ى اليت تتعلق م فإن فيها أربعة أنواع من الفوائد نوع يرجع إىل إياهم وهذا أحد فوائد عيادة املرض

املريض ونوع يعود على العائد ونوع يعود على أهل املريض ونوع يعود على العامة وقد تقدم يف هديه صلى اهللا عليه وسلم أنه كان يسأل املريض عن شكواه وكيف جيده ويسأله عما يشتهيه ويضع

عها بني ثدييه ويدعو له ويصف لهيده على جبهته ورمبا وض

ما ينفعه يف علته ورمبا توضأ وصب على املريض من وضوئه ورمبا كان يقول للمريض ال بأس عليك طهور إن شاء اهللا تعاىل وهذا من كمال اللطف وحسن العالج والتدبري

غذية دون ما مل فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج األبدان مبا اعتادته من األدوية واأل تعتده

هذا أصل عظيم من أصول العالج وأنفع شيء فيه وإذا أخطأه الطبيب ضر املريض من حيث يظن أنه ينفعه وال يعدل عنه إىل ما جيده من األدوية يف كتب الطب إال طبيب جاهل فإن مالءمة األدوية

األكارون وغريهم ال ينجع فيهم واألغذية لألبدان حبسب استعدادها وقبوهلا وهؤالء أهل البوادي وشراب اللينوفر والورد الطري وال املغلي وال يؤثر يف طباعهم شيئا بل عامة أدوية أهل احلضر وأهل الرفاهية ال جتدي عليهم والتجربة شاهدة بذلك ومن تأمل ما ذكرناه من العالج النبوي رآه كله

ظيم من أصول العالج جيب االعتناء به وقد موافقا لعادة العليل وأرضه وما نشأ عليه فهذا أصل عصرح به أفاضل أهل الطب حىت قال طبيب العرب بل أطبهم احلارث بن كلدة وكان فيهم كأبقراط

يف قومه احلمية رأس الدواء واملعدة بيت الداء وعودوا كل بدن ما اعتاد ويف لفظ عنه األزم دواء أكرب األدوية يف شفاء األمراض األمتالئية كلها واألزم اإلمساك عن األكل يعىن به اجلوع وهو من

حبيث أنه أفضل يف عالجها من املستفرغات إذا مل خيف من كثرة االمتالء وهيجان األخالط وحدا وغلياا وقوله املعدة بيت الداء املعدة عضو عصيب جموف كالقرعة يف شكله مركب من ثالث طبقات

يف وحييط ا حلممؤلف من شظايا دقيقة عصبية تسمي الل

وليف إحدى الطبقات بالطول واآلخرى بالعرض والثالثة بالورب وفم املعدة أكثر عصبا وقعرها أكثر حلما ويف باطنها مخل وهي حمصورة يف وسط البطن وأميل إىل اجلانب األمين قليال خلقت على هذه

حمال للهضم األول فيها ينضج الصفة حلكمة لطيفة من اخلالق احلكيم سبحانه وهي بيت الداء وكانت الغذاء وينحدر منها عبد ذلك إىل الكبد واألمعاء ويتخلف منه فيها فضالت عجزت القوة اهلاضمة عن متام هضمها إما لكثرة الغذاء أو لرداءته أو لسوء ترتيب يف استعماله له أو موع ذلك وهذه

ملعدة بيت الداء لذلك وكأنه يشري بذلك إىل األشياء بعضها مما ال يتخلص اإلنسان منه غالبا فتكون ا

Page 51: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 51 النسيــــــــــم

احلث على تقليل الغذاء ومنع النفس من أتباع الشهوات والتحرز عن الفضالت وأما العادة فآلا كالطبيعة لإلنسان ولذلك يقال العادة طبع ثان وهي قوة عظيمة يف البدن حىت إن أمرا واحدا إذا قيس

النسبة إليها وإن كانت تلك األبدان متفقة يف الوجوه األخرى إىل أبدان خمتلفة العادات كان خمتلف مثال ذلك أبدان ثالثة حار املزاج يف سن الشباب أحدها عود تناول األشياء احلارة والثاين عود تناول األشياء الباردة والثالث عود تناول األشياء املتوسطة فإن األول مىت تناول عسال مل يضر به والثاين مىت

أضر به والثالث يضر به قليال فالعادة ركن عظيم يف حفظ الصحة ومعاجلة األمراض ولذلك تناوله جاء العالج النبوي بإجراء كل بدن على عادته يف استعمال األغذية واألدوية وغري ذلك

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف تغذية املريض بألطف ما اعتاده من األغذية عروة عن عائشة أا كانت إذا مات امليت من يف الصحيحني من حديث

أهليها فاجتمع لذلك النساء مث تفرقن إال أهلها وخاصتها أمرت بربمة من تلبينه فطبخت مث صنع ثريد فصبت التلبينة عليها مث قالت كلن منها فإين مسعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول التلبينة جممة

زن ويف السنن من حديث عائشة ايضا قالت قال رسول اهللا صلى اهللا لفؤاد املريض تذهب ببعض احلعليه وسلم عليكم بالبغيض النافع التلبني قالت وكان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إذا اشتكى أحد

من أهله مل تزل الربمنة على النار حىت ينتهي أحد طرفيه يعين يربأ أو ميوت وعنها كان رسول اهللا وسلم إذا قيل له إن فالنا وجع ال يطعم الطعام قال عليكم بالتلبينة فحسوه إياها ويقول صلى اهللا عليه

والذي نفسي بيده إا تغسل بطن أحدكم كما تغسل إحداكن وجهها من الوسخ التلبني هو احلساء ورقتها الرقيق الذي هو يف قوام اللنب ومنه اشتق امسه قال اهلروي مسيت تلبينة لشهها باللنب لبياضها

وهذا الغذاء هو النافع للعليل وهو الرقيق النضيج ال الغليظ الينء وإذا شئت أن تعرف فضل التلبينة فاعرف فضل ماء الشعري بل هي أفضل من ماء الشعري هلم فإا حساء متخذ من دقيق الشعري بنخالته

نا وهي أنفع منه خلروج والفرق بينها وبني ماء الشعري أنه يطبخ صحاحا والتلبينة تطبخ منه مطحوخاصية الشعري بالطحن وقد تقدم أن للعادات تأثريا يف االنتقاع باألدوية واألغذية وكانت عادة القوم أن يتخذوا ماء الشعري منه مطحونا ال صحاحا وهو أكثر تغذية وأقوى فعال وأعظم جالء وإمنا اختذه

طبيعة املريض وهذا حبسب طبائع أهل أطباء املدن منه صحاحل ليكون أرق وألطف فال يثقل على املدن ورخاوا ويثقل ماء الشعري املطحون عليها

واملقصود أن ماء الشعري مطبوخاصحاحا ينفذ سريعا وجيلو جالء ظاهرا ويغذى غذاء لطيفا وإذا

شرب حارا كان اجالؤه أقوى ونفوذه أسرع وإمناؤه للحرارة الغريزية أكثر وتلميسه لسطوح املعدة فق وقوله صلى اهللا عليه وسلم فيها جممة لفؤاد املريض يروى بوجهني بفتح امليم واجليم وبضم امليم أو

Page 52: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 52 النسيــــــــــم

وكسر اجليم واألول أشهر ومعناه أا مرحية له أي ترحيه وتسكنه من اإلمجام وهو الراحة وقوله ة الغريزية مليل ويذهب ببعض احلزن هذا واهللا أعلم ألن الغم واحلزن يربدان املزاج ويضعفان احلرار

الروح احلامل هلا إىل جهة القلب الذي هو منشؤها وهذا احلساء يقوي احلرارة الغريزية بزيادته يف مادا فتزيل أكثر ما عرض له من الغم واحلزن وقد يقال وهو أقرب أا تذهب ببعض احلزن خباصية

اصية واهللا أعلم وقد يقال إن فيها من جنس خواص األغذية املفرحة فإن من األغذية ما يفرح باخلقوي احلزين تضعف باستيالء اليبس على أعضائه وعلى معدته خاصة لتقليل الغذاء وهذا احلساء

يرطبها ويقويها ويغذيها ويفعل مثل ذلك بفؤاد املريض لكن املريض كثريا ما جيتمع يف معدته خلط سرره وحيدره ومييعه ويعدل كيفيته مراري وملغمى او صديدي وهذا احلساء جيلو ذلك عن املعدة وي

ويكسر سورته فريحيها وال سيما ملن عادته االغتذاء خببز الشعري وهي عادة أهل املدينة إذ ذاك وكان هو غالب قوم وكانت احلنطة غزيرة عندهم واهللا أعلم

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج السم الذي أصابه خبيرب من اليهود د الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرمحن بن كعب بن مالكذكر عب

أن امرأة يهودية أهدت إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم شاة مصلية خبيرب فقال ما هذا قالت هدية

وحذرت أن تقول من الصدقة فال يأكل منها فأكل منها النيب صلى اهللا عليه وسلم وأكل الصحابة مث أة هل مسنت هذه الشاة قالت من أخربك ذا قال هذا العظم لساقها وهو يف قال امسكوا مث قال للمر

يده قالت نعم قال مل قالت أردت إن كنت كاذبا أن يستريح منك الناس وإن كنت نبيا مل يضرك قال فاحتجم النيب صلى اهللا عليه وسلم ثالثة على الكاهل وأمر اصحابه أن حيتجموا فاحتجموا فمات

أخرى واحتجم رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكل بعضهم ويف طريقمن الشاة حجمه أبو هند بالقرن والشفرة وهو موىل لبين بياضه من األنصار وبقي بعد ذلك ثالث سنني حىت كان وجعه الذي تويف فيه فقال ما زلت أجد من األكلة اليت أكلت من الشاة يوم خيرب

انقطاع األر مين فتوىف رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم شهيدا قال موسى بن حىت كان هذا أوانعقبة معاجلة السم تكون باالستفراغات وباألدوية اليت تعارت فعل السم وتبطله إما بكيفاا وإما

خبواصها فمن عدم الدواء فليبادر إىل االستفراغ الكلي وأنفعه احلجامة ال سيما إذا كان البلد حارا الزمان حارا فإن القوة السمية تسري إىل الدم فتنبعث يف العروق وااري حىت تصل إىل القلب و

فيكون اهلالك فالدم هو املنفذ املوصل للسم إىل القلب واإلعضاء فإذا بادر السموم وأخرج

ا أن الدم خرجت معه تلك الكيفية السمية اليت خالطته فإن كان استفراغا تاما مل يضره السم بل إميذهب وإما أن يضعف فتقوى عليه الطبيعة فتبطل فعله أو تضعفه وملا احتجم النيب صلى اهللا عليه

Page 53: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 53 النسيــــــــــم

وسلم احتجم يف الكاهل وهو أقرب املواضع اليت متكن فيها احلجامة إىل القلب فخرجت املادة السمية مراتب الفضل كلها مع الدم ال خروجا كليا بل بقى أثرها مع ضعفه ملا يريد اهللا سبحانه من تكميل

له فلما أراد اهللا إكرامه بالشهادة ظهر تأثري ذلك األثر الكامن من السم ليقضى اهللا امرا كان مفعوال وظهر سر قوله تعاىل ألعدائه من اليهود أفكلما جاءكم رسول مبا ال وى أنفسكم استكربمت ففريقا

وقع منه وحتقق وجاء بلفظ تقتلون كذبتم وفريقا تقتلون فجاء بلفظ كذبتم باملاضي الذي قد باملستقبل الذي يتوقعونه وينتظرونه واهللا أعلم

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج السحر الذي سحرته اليهودية قد أنكر هذا طائفة من الناس وقالوا ال جيوز هذا عليه وظنوه نقصا وعيبا وليس األمر كما زعموا بل

تريه صلى اهللا عليه وسلم من األسقام واألوجاع وهو مرض من األمراض هو من جنس ما كان يعوإصابته به كإصابته بالسم ال فرق بينهما وقد ثبت يف الصحيحني عن عائشة رضي اهللا عنها أا

قالت سحر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حىت إن كان ليخيل إليه أنه يأيت نساءه ومل يأن وذلك لسحر قال القاضي عياض والسحر مرض من األمراض وعارض من العلل جيوزأشد ما يكون من ا

عليه صلى اهللا عليه وسلم كأنواع األمراض مما ال ينكر وال يقدح يف ثبوته وأما كونه خييل إليه أنه فعل الشيء ومل يفعله فليس يف هذا ما يدخل عليه داخلة يف شيء من صدقه لقيام الدليل واإلمجاع

ن هذا وإمنا هذا فيما جيوز طرؤه عليه يف أمر دنياه اليت مل يبعث لسببها وال فضل من على عصمته مأجلها وهو فيها عرضة لآلفات كسائر البشر فغري بعيد أنه خييل إليه من أمورها ال حقيقة له مث يتجلى

ما عنه كما كان واملقصود ذكر هديه يف عالج هذا املرض وقد روى عنه نوعان أحدمها وهو أبلغهاستخراجه وتبطيله كما صح عنه صلى اهللا عليه وسلم أنه سأل ربه سبحانه يف ذلك فدل عليه

فاستخرجه من بئر فكان يف مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر فلما استخرجه ذهب ما به حىت كأمنا سد نشط من عقال فهذا من أبلغ ما يعاجل به املطبوب وهذا مبرتلة إزالة املادة اخلبيثة وقلعها من اجل

باالستفراغ والنوع الثاين االستفراغ يف احملل الذي يصل إليه أذى السحر فإن للسحر تأثريا يف الطبيعة وهيجان أخالطها وتشويش مزاجها فإذا ظهر أثره يف عضو وأمكن استفراغ املادة الرديئة من ذلك

لرمحن ابن أيب ليلى العضو نفع جدا وقد ذكر أبو عبيد يف كتاب غريب احلديث له بإسناده عن عبد اأن النيب صلى اهللا عليه وسلم احتجم على رأسه بقرن حني طب قال أبو عبيد معىن طب أي سحر وقد أشكل هذا على من قل علمه وقال ما للحجامة والسحر وما الرابطة بني هذا الداء وهذا الدواء

الج لتلقاه بالقبول والتسليم ولو وجد هذا القائل أبقراط او ابن سينا أو غريمها قد نص على هذا الع وقال قد نص عليه من ال نشك يف معرفته وفضله

Page 54: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 54 النسيــــــــــم

فاعلم أن مادة السحر الذي أصيب به النيب صلى اهللا عليه وسلم انتهت إىل رأسه إىل إحدى قواه اليت ة فيه حبيث كان خييل إليه أنه يفعل الشيء ومل يفعله وهذا تصرف من الساحر يف الطبيعة واملادة الدمويحبيث غلبت تلك املادة على البطن املقدم منه فغريت مزاجه عن طبيعته األصلية والسحر مركب من تأثريات األرواح اخلبيثة وانفعال القوى الطبيعية عنها وهو سحر التمرجيات وهو أشد ما يكون من

الذي السحر وال سيما يف املوضع الذي انتهى إليه السحر واستعمال احلجامة على ذلك املكانتضررت أفعاله بالسحر من أنفع املعاجلة إذا استعملت على القانون الذي ينبغي قال أبقراط األشياء

اليت ينبغي أن تستفرغ جيب أن تستفرغ من املواضع اليت هي إليها أميل باألشياء اليت تصلح ذا الداء وكان الستفراغها وقالت طائفة من الناس إن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ملا أصيب

خييل إليه أنه فعل الشيء ومل يفعله ظن أن ذلك عن مادة دموية أو غريها مالت إىل جهة الدماغ وغلبت على البطن املقدم منه فأزالت مزاجه عن احلالة الطبيعية له وكان استعمال احلجامة إذ ذاك من

ن ذلك من السحر فلما جاءه أبلغ األدوية وأنفع املعاجلة فاحتجم وكان ذلك قبل أن يوحي إليه أالوحي من اهللا تعاىل وأخربه أنه قد سحر عدل إىل العالج احلقيقي وهو استخراج السحر وإبطاله

فسأل اهللا فدله على مكانه فاستخرجه فقام كأمنا نشط من عقال وكان غاية هذا السحر فيه إمنا هو قد صحة ما خييل إليه من إتيان يف جسده وظاهر جوارحه ال على عقله وقلبه ولذلك مل يكن يعت

النساء بل يعلم أنه خيال ال حقيقة له ومثل هذا قد حيدث من بعض األمراض واهللا أعلم فصل ومن أنفع عالجات السحر األدوية األهلية بل هي أدويته النافعة بالذات فإنه من تأثريات األوراح اخلبيثة

السفلية ودفع تأثريها يكون مبا يعارضها ويقاومها

من األذكار واآليات والدعوات اليت تبطل فعلها وتأثريها وكلما كانت أقوى وأشد كانت أبلغ يف النشرة وذلك مبرتلة التقاء جيشني مع كل واحد منهما عدته وسالحه فإيهما غلب االخر قهره وكان

ألذكار احلكم له فالقلب إذا كان ممتلئا من اهللا مغمورا بذكره وله من التوجهات والدعوات واوالتعوذات ورد ال خيل به يطابق فيه قلبه لسانه كان هذا من أعظم األسباب اليت متنع إصابة السحر له ومن أعظم العالجات له بعد ما يصيبه وعند السحرة أن سحرهم إمنا يتم تأثريه يف القلوب الضعيفة

ؤثر يف النساء والصبيان واجلهال املنفعلة والنفوس الشهوانية اليت هي معلقة بالسفليات وهلذا غالب ما يوأهل البوادي ومن ضعف حظه من الدين والتوكل والتوحيد ومن ال نصيب له من األوراد اإلهلية

والدعوات والتعوذات النبوية وباجلملة فسلطان تأثريه يف القلوب الضعيفةاملنفعلة اليت يكون ميلها إىل ه فإنا جند قلبه متعلقا بشيء كثري األلتفات إليه السفليات قالوا واملسحور هو الذي يعني على نفس

فيتسلط على قلبه مبا فيه من امليل وااللتفات واألرواح اخلبيثة إمنا تتسلط على أرواح تلقاها مستعدة لتسليطها عليها مبيلها إىل ما يناسب تلك األرواح اخلبيثة وبفراغها من القوة اآلهلية وعدم أخذها للعدة

Page 55: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 55 النسيــــــــــم

فتجدها فارغة العدة معها وفيها ميل إىل ما يناسبها فتتسلط عليها ويتمكن تأثريها فيها اليت حتارا ا بالسحر وغريه واهللا أعلم

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف االستفراغ بالقىء روى الترمذي يف جامعه عن معدان بن أيب طلحة عن أيب الدرداء أن النيب قاء فتوضأ فلقيت ثوبان يف

د دمشق فذكرت له ذلك فقال صدق أنا صببت له وضوءه قال الترمذي وهذا أصح شيء يف مسج الباب

القيء أحد االستفراغات اخلمسة اليت هي أصول االستفراغ وهي اإلسهال والقىء وإخراج الدم

وخروج األخبرة والعرق وقد جاءت ا السنة أما اإلسهال فقد مر يف حديث خري ما تداويتم به املشي ويف حديث السناء وإما أخراج الدم فقد تقدم يف أحاديث احلجامة وأما استفراغ األخبرة فتذكره

عقيب هذا الفصل إن شاء اهللا وإما االستفراغ بالعرق فال يكون غالبا بالفصد بل بدفع الطبيعة له إىل قنة من أسفلها ظاهر اجلسد فتصادف املسام مفتحة فيخرج منها والقىء استفراغ من أعلىاملعدة واحل

والدواء من أعالها وأسفلها والقيء نوعان نوع بالغلبة واهليجان ونوع باالستدعاء والطلب فأما األول فال يسوغ حبسه ودفعه إال إذا أفرط وخيف منه التلف فيقطع باألشياء اليت متسكه وأما الثاين

عشرة احدها غلبة املرة فأنفعه عند احلاجة إذا روعي زمانه وشروطه اليت تذكر وأسباب القىءالصفراء وطفوها على رأس املعدة فتطلب الصعود الثاين من غلبة بلغم لزج قد حترك يف املعدة واحتاج إىل اخلروج الثالث أن يكون من ضعف املعدة يف ذاا فال ضم الطعام فتقذفه إىل جهة فوق الرابع أن

علها اخلامس أن يكون من زيادة املأكول خيالطها خلط ردىء ينصب إليها فيسيء هضمها ويضعف ف أو املشروب على القدر الذي حتتمله املعدة فتعجز عن إمساكه فتطلب دفعة وقذفه

السادس أن يكون من عدم موافقة املأكول واملشروب هلا وكراهتها له فتطلب دفعه وقذفه السابع أن

القرف وهو موجب غثيان النفس حيصل فيها ما يثور الطعام بكيفيته وطبيعته فتقذف به الثامنووعها التاسع من األعراض النفسانية كاهلم الشديد والغم واحلزن وغلبة اشتغال الطبيعة والقوي الطبيعة به واهتمامها بوروده عن تدبري البدن وإصالح الغذاء وإنضاجه وهضمه فتقذفه املعدة وقد

من النفس والبدن يتفعل عن صاحبه يكون ألجل حترك األخالط عند ختبط النفس فإن كل واحدويؤثر كيفيته يف كيفيته العاشر نقل الطبيعة بأن يرى من يتقيأ فيغلبه هو القىء من غري استدعاء فإن الطبيعة نقالة وأخربين بعض حذاق األطباء قال كان يل ابن أخت حذق يف الكحل فجلس كحاال

ر ذلك منه فترك اجللوس قلت له فما سبب فكان إذا فتح عني الرجل ورأى الرمد وكحله رمد وتكرذلك قال نقل الطبيعة فإا نقالة قال وأعرف آخر كان رأى خراجا يف موضع من جسم رجل حيكه

Page 56: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 56 النسيــــــــــم

فحك هو ذلك املوضع فخرجت فيه خراجة قلت وكل هذا ال بد فيه من استعداد الطبيعة وتكون ب فهذه اسباب لتحرك املادة ال أا هي املادة ساكنة فيها غري متحركة فتتحرك لسبب من هذه األسبا

املوجهة هلذا العارض فصل وملا كانت األخالط يف البالد احلارة واألزمنة احلارة ترق وتنجذب إىل فوق كان القىء فيها أنفع وملا كانت يف األزمنة الباردة والبالد تغلظ ويصعب جذا إىل فوق كان

استفراغها باإلسهال أنفع

ودفعها يكون باجلذب واالستفراغ واجلذب يكون من أبعد الطرق واالستفراغ من وإزالة األخالطأقرا والفرق بينهما أن املادة إذا كانت عاملة يف االنصباب او الترقي مل تستقر بعد فهي حمتاجة إىل اجلذب فإن كانت متصاعدة جذبت من أسفل وإن كانت منصبة جذبت من فوق وأما إذا استقرت

استفرغت من أقرب الطرق إليها فمىت أضرت املادة باألعضاء العليا اجتذبت من أسفل يف موضعها ومىت أضرت باألعضاء السفلى اجتذبت من فوق ومىت استقرت استفرغت من أقرب مكان إليها

وهلذا احتجم النيب صلى اهللا عليه وسلم على كاهله تارة ويف رأسه أخرى وعلى ظهر قدمه تارة فكان الدم املؤذي من أقرب مكان إليه واهللا أعلم فصل والقىء ينقى املعدة ويقويها وحيد يستفرغ مادة

البصر ويزيل ثقل الرأس وينفع قروح الكلى واملثانة واألمراض املزمنة كاجلذام واالستسقاء والفاجل والرعشة وينفع الريقان وينبغى أن يستعمله الصحيح يف الشهر مرتني متواليتني من غري حفظ دور

ليتدراك الثاين ما قصر عنه األول وينقي الفضالت اليت انصبت بسببه واإلكثار منه يضر املعدة وجيعلها قابلة للفضول ويضر باألسنان والبصر والسمع ورمبا صدع عرقا وجيب أن جيتنبه من به ورم يف احللق

ما ما يفعله كثري من أو ضعف يف الصدر أو دقيق الرقبة أو مستعد لنفث الدم أو عسر اإلجابة له وأسىيء التدبري وهو أن ميتلىء من الطعام مث يقذفه ففيه آفات عديدة منها أنه يعجل اهلرم ويوقع يف أمراض رديئة وجيعل القىء له عادة والقىء مع اليبوسة وضعف األحشاء وهزال املراق أو ضعف

بغي عند القىء أناملستقىء خطر وأمحد أوقاته الصيف والربيع دون الشتاء واخلريف وين

يعصب العينني ويقمط البطن ويغسل الوجه مباء بارد عند الفراغ وأن يشرب عقبه شراب التفاح مع يسري من مصطكى وماء الورد ينفعه نفعا بينا والقىء يستفرغ من أعلى املعدة وجيذب من أسفل

أكثر من األستفراغ واإلسهال بالعكس قال أبقراط وينبغي أن يكون االستفراغ يف الصيف من فوق بالدواء ويف الشتاء من أسفل

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف اإلرشاد إىل معاجلة أحذق الطببني ذكر مالك يف موطئه عن زيد بن أسلم أن رجال يف زمن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم جرح

أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فاحتقن الدم وأن الرجل دعا رجلني من بين أمنار فنظر إليه فزعم

Page 57: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 57 النسيــــــــــم

قال هلما ايكما أطب فقاال أوىف الطب خري يا رسول اهللا فقال أنزل الدواء الذي أنزل الداء ففي هذا احلديث أنه ينبغي االستعانة يف كل علم وصناعة بأحذق من فيها فاألحذق فإنه إىل اإلصابة أقرب

ل به باألعلم فاألعلم ألنه أقرب إصابة ممن هو دونه وهكذا جيب على املستفيت أن يستعني على ما نزوكذلك من خفيت عليه القبلة فإنه يقلد أعلم من جيده وعلى هذا فطر اهللا عباده كما أن املسافر يف الرب والبحر إمنا سكون نفسه وطمأنينته إىل أحذق الدليلني وأخربمها وله يقصد وعليه يعتمد فقد

رة والعقل وقوله صلى اهللا عليه وسلم أنزل الدواء الذي أنزل الداء قد اتفقت على هذا الشريعة والفطجاء مثله عنه يف أحاديث كثرية فمنها ما رواه عمرو بن دينار عن هالل بن يساف قال دخل رسول

اهللا صلى اهللا عليه وسلم على مريض يعوده فقال ارسلوا إىل طبيب فقال قائل وأنت تقول ذلك

م إن اهللا عز وجل مل يرتل داء إال أنزل له دواء ويف الصحيحني من حديث أيب يا رسول اهللا قال نعهريرة يرفعه ما أنزل اهللا من داء إال أنزل له شفاء وقد تقدم هذا احلديث وغريه واختلف يف معىن إنزال الداء والدواء فقالت طائفة إنزاله إعالم العباد به وليس بشيء فإن النيب صلى اهللا عليه وسلم

خرب بعموم اإلنزال لك لداء ودوائه وأكثر اخللق ال يعلمون ذلك وهلذا قال علمه من علمه وجهله من أجهله وقالت طائفة إنزاهلما خلقهما ووضعهما يف األرض كما يف احلديث اآلخر إن اهللا مل يضع داء

لق و الوضع إال وضع له دواء وهذا وإن كان أقرب من الذي قبله فلفظه اإلنزال أخص من لفظة اخلفال ينبغي إسقاط خصوصية اللفظة بال موجب وقالت طائفة إنزهلما بواسطة املالئكة املوكلني مبباشرة

اخللق من داء ودواء وغري ذلك فإن املالئكة موكلة بأمر هذا العامل وأمر النوع اإلنساين من حني وهذا أقرب من الوجهني قبلة سقوطه يف رحم أمه إىل حني موته فإنزال الداء والدواء مع املالئكة

وقالت طائفة إن عامة األدواء واألدوية هي بواسطة إنزال الغيث من السماء الذي تتولد به األغذية واألقوات واألدوية واألدواء وآالت ذلك كله وأسبابه ومكمالته وما كان منها من املعادن العلوية

ار والثمار فداخل يف اللفظ على طريق التغليب فهي ترتل من اجلبال وما كان منها من األودية واألواألكتفاء عن الفعلني بفعل واحد يتضمنها وهو معروف من لغة العرب بل وغريها من األمم كقول

الشاعر علفتها تبنا وماء باردا حىت غدت مهالة عيناها وقال االخر ورأيت زوجك قد غدا متقلدا سيفا يونا وهذا أحسن مما قبله من الوجوه واهللا أعلمورحما وقال اآلخر وزججن احلواجب والع

وهذا من متام حكمة الرب عز وجل ومتام ربوبيته فإنه كما ابتلى عباده باألدواء أعام عليها مبا يسره هلم من األدوية وكما ابتالهم بالذنوب أعام عليها بالتوبة واحلسنات املاحية واملصائب املكفرة وكما

خلبيثة من الشياطني أعام عليها جبند من األرواح الطيبة وهم املالئكة وكما ابتالهم باألرواح اابتالهم بالشهوات أعام على قضائها مبا يسره هلم شرعا وقدرا من املشتهيات اللذيذة النافعة فما

Page 58: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 58 النسيــــــــــم

م ابتالهم سبحانه بشيء إال أعطاهم ما يستعينون به على ذلك البالء ويدفعونه به ويبقى التفاوت بينه يف العلم بذلك والعلم بطريق حصوله والتوصل إليه وباهللا املستعان

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف تضمني من طب الناس وهو جاهل بالطب روى أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول

منه الطب قبل ذلك فهو ضامن هذا احلديث يتعلق به اهللا صلى اهللا عليه وسلم من تطبب ومل يعلمثالثة أمور أمر لغوي وأمر فقهى وأمر طيب فأما اللغوي فالطب بكسر الطاء يف لغة العرب يقال على معان منها اإلصالح يقال طببته إذا أصلحته ويقال له طب باألمور أي لطف وسياسة قال الشاعر

هلا برأي ثاقب ومنها احلذق قال اجلوهري كل حاذق طبيب وإذاتغري من متيم أمرها كنت الطبيب عند العرب قال أبو عبيد أصل الطب احلذق باألشياء واملهارة ا يقال للرجل طب وطبيب إذا كان

كذلك

وإن كان يف غري عالج املريض وقال غريه رجل طبيب أي حاذق مسى طبيبا حلذقه وفطنته قال علقمة خبري بأدواء النساء طبيب إذا شاب رأس املرء أو قل ماله فليس له يف ودهن فإن تسألوين بالنساء فإنين

نصيب وقال عنترة أن تغديف دوين القناع فإنين طب بأخذ الفارس املستلم أي إن ترخي عين قناعك وتستري وجهك رغبة عين فإين خبري حاذق بأخذ الفارس الذي قد لبس ألمة حربه ومنها العادة يقال

يب أي عاديت قال فروة بن مسيك فما إن طبنا جنب ولكن منايانا ودولة آخرينا وقال ليس ذلك بطأمحد بن احلسني وما التيه طيب فيهم غري أنين بغيض إىل اجلاهل املتغافل ومنها السحر يقال رجل مطبوب أي مسحور ويف الصحيح من حديث عائشة ملا سحرت يهود رسول اهللا صلى اهللا عليه

لكان عند رأسه وعند رجليه فقال أحدمها ما بال الرجل قال االخر مطبوب قال من وسلم وجلس املطبه قال فالن اليهودي قال أبو عبيدة إمنا قالوا للمسحور مطبوب ألم كنوا بالطب عن السحر كما

يها كنوا عن اللديغ فقالوا سليم تفاؤال بالسالمة وكما كنوا باملفازة عن الفالة املهلكة اليت ال ماء ففقالوا مفازة تفاؤال بالفوز من اهلالك ويقال الطب لنفس الدواء قال ابن أيب األسلت إال من مبلغ

حسان عين أسحر كان طبك أم جنون

وأما قول احلماسي فإن كنت مطبوبا فال زلت هكذا وإن كنت مسحورا فال بريء السحر فإنه أراد رض قال اجلوهري ويقال للعليل مسحور وأنشد املطبوب الذي قد سحر وأراد باملسحور العليل بامل

البيت ومعناه إن كان هذا الذي قد عراين منك ومن حبك أسأل اهللا دوامه وال أريد زواله سواء كان سحرا أو مرضا والطب مثلث الطاء فاملفتوح الطاء هو العامل باألمور وكذلك الطبيب يقال له طب

بضم الطاء اسم موضع قاله ابن السكيت وأنشد فقلت ايضا والطب بكسر الطاء فعل الطبيب والطب

Page 59: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 59 النسيــــــــــم

هل التم بطب ركابكم جبائزة املاء اليت طاب طيبها وقوله صلى اهللا عليه وسلم من تطبب ومل يقل من طب ألن لفظ التفعل يدل على تكلف الشيء والدخول فيه بعسر وكلفة وأنه ليس من أهله

لف على هذا الوزن قال الشاعر وقيس عيالن ومن كتحلم وتشجع وصرب ونظائرها وكذلك بنوا تكتقيسا وأما األمر الشرعي فإجياب الضمان على الطبيب اجلاهل فإذا تعاطى علم الطب وعمله ومل

يتقدم له به معرفة فقد هجم جبهله على إتالف األنفس وأقدم بالتهور على مامل يعلمه فيكون قد غرر ع من أهل العلم قال اخلطايب ال أعلم خالفا يف أن املعاجل إذا بالعليل فيلزمه الضمان لذلك وهذا إمجا

تعدى فتلف املريض كان ضمانا واملتعاطي علما أو عمال ال يعرفه متعد فإذا تولد من فعله التلف ضمن الدية وسقط عنه القود ألنه ال يستبد بذلك بدون إذن املريض وجناية املتطبب يف قول عامة

األقسام مخسة أحدها طبيب حاذق أعطى الصنعة حقها ومل جتن يده الفقهاء على عاقلته قلت

فتولد من فعله املأذون من جهة الشارع ومن جهة من يطبه تلف العضو أو النفس أو ذهاب صفة فهذا ال ضمان عليه اتفاقا فإا سراية مأذون فيه وهذا كما إذا خنت الصيب يف وقت وسنه قابل للختان

تلف العضو أو الصيب مل يضمن وكذلك إذا بط من عاقل أو غريه ما ينبغي بطه وأعطى الصنعة حقها فيف وقته على الوجه الذي ينبغي فتلف به مل يضمن وهكذا سراية كل مأذون فيه مل يتعد الفاعل يف سببها كسراية احلد باالتفاق وسراية القصاص عند اجلمهور خالفا أليب حنيفة رمحه اهللا يف إجيابه

ا وسراية التعزير وضرب الرجل امرأته واملعلم الصيب واملستأجر الدابة خالفا أليب حنيفة للضمانوالشافعي رمحهما اهللا يف إجياما الضمان يف ذلك واستثىن الشافعي رمحه اهللا ضرب الدابة وقاعدة

وما بينهما الباب إمجاعا ونزاعا أن سراية اجلناية مضمونة باالتفاق وسراية الواجب مهدورة باالتفاقففيه الرتاع فأبو حنيف رمحه اهللا أوجب ضمانه مطلقا وأمحد ومالك رمحهما اهللا أهدرا ضمانه وفرق الشافعي رمحه اهللا بني املقدر فأهدر ضمانه وبني غري املقدر فأوجب ضمانه فأبو حنيفة رمحه اهللا نظر

محهما اهللا نظرا إىل أن اإلذن أسقط إىل أن اإلذن يف الفعل إمنا وقع مشروطا بالسالمة وأمحد ومالك رالضمان والشافعي رمحه اهللا نظر إىل أن املقدر ال ميكن النقصان منه فهو مبرتلة النص وأما غري املقدر

كالتعزيرات والتأديبات فاجتهادية فإذا تلف ما ضمن ألنه يف مظنة العدوان فصل القسم الثاين هذا إن علم اين عليه أنه جاهل العلم له وأذن له يف متطبب جاهل باشرت يده من يطبه فتلف به ف

طبه مل يضمن وال خيالف هذه الصورة ظاهر احلديث فإن السياق وقوة الكالم يدل على أنه غر العليل وأومهه أنه طبيب وليس كذلك

وإن ظن املريض أنه طبيب وأذن له يف طبه ألجل معرفته ضمن الطبيب ما جنت يده وكذلك إن

دواء يستعمله والليل يظن أنه وصفه ملعرفته وحذقه فتلف به ضمنه واحلديث ظاهر فيه أو وصف له

Page 60: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 60 النسيــــــــــم

صريح فصل القسم الثالث طبيب حاذق أذن له وأعطى الصنعة حقها لكنه أخطأت يده وتعدت إىل عضو صحيح فأتلفه مثل أن سبقت يد اخلائن إىل الكمرة فهذا يضمن ألا جناية خطأ مث إن كانت

ما زاد فهو على عاقلته فإن مل يكن عاقلة فهل تكون الدية يف ماله أو يف بيت املال على قولني الثلث فمها روايتان عن أمحد وقيل إن كان الطبيب ذميا ففي ماله وإن كان مسلما ففيه الروايتان فإن مل يكن

مها سقوطها فصل بيت املال أو تعذر حتميله فهل تسقط الدية أو جتب يف مال اجلاين فيه وجهان أشهرالقسم الرابع الطبيب احلاذق املاهر بصناعته اجتهد فوصف للمريض دواء فأخطأ يف اجتهاده فقتله

فهذا خيرج على روايتني إحدامها أن دية املريض يف بيت املال والثانية أا على عاقلة الطبيب وقد نص بيب حاذق أعطى الصنعة حقها عليهما اإلمام أمحد يف خطأاإلمام واحلاكم فصل القسم اخلامس ط

فقطع سلعة من رجل أو صيب أو جمنون بغري إذنه أو إذن وليه أو خنت صبيا بغري إذن وليه فتلف فقال بعض أصحابنا يضمن ألنه تولد من فعل غري مأذون فيه وإن أذن له البالغ أو ويل الصيب وانون مل

حملسنني من سبيل وأيضا فإنه إن كان متعديا يضمن وحيتمل أن ال يضمن مطلقا ألنه حمسن وما على ا فال أثر إلذن الويل يف أسقاط الضمان وإن مل يكن متعديا فال وجه لضمانه

فإن قلت هو متعد عند عدم اإلذن غري متعد عند اإلذن قلت العدوان وعدمه إمنا يرجع إىل فعله هو

احلديث يتناول من يطبه بوصفه فال أثر لإلذن وعدمه فيه وهذا موضع نظر فصل والطبيب يف هذا وقوله وهو الذي خيص باسم الطبائعي ومبروده وهو الكحال ومببضعه ومرامهه وهو اجلرائحي ومبوساه وهو اخلاتن وبريشته وهو الفاصد ومبحامجه ومشرطه وهو احلجام وخبلعه ووصله ورباطه وهو ارب

كان طبه حليوان يم أو إنسان فاسم الطبيب ومبكواته وناره وهو الكواء وبقربته وهو احلاقن وسواء يطلق لغة على هؤالء كلهم كما تقدم وختصيص الناس له ببعض أنواع األطباء عرف حادث

كتخصيص لفظ الدابة مبا خيصها به كل قوم فصل والطبيب احلاذق هو الذي يراعى يف عالجه النظر يف سببه من أي شيء حدث عشرين امرا أحدها النظر يف نوع املرض من أي األمراض هو الثاين

والعلة الفاعلة اليت كانت سبب حدوثه ما هي الثالث قوة املريض وهل هي مقاومة للمرض أو أضعف منه فإن كانت مقاومة للمرض مستظهرة عليه تركها واملرض ومل حيرك بالدواء ساكنا الرابع مزاج

رى الطبيعي السادس سن املريض السابع البدن الطبيعي ما هو اخلامس املزاج احلادث على غري اعادته الثامن الوقت احلاضر من فصول السنة وما يليق به التاسع بلد املريض وتربته العاشر حال اهلواء

يف وقت املرض احلادي عشر النظر يف الدواء املضاد لتلك العلة الثاين عشر النظر يف قوة الدواء ريضودرجته واملوازنة بينها وبني وقوة امل

الثالث عشر أن ال يكون كل قصده إزالة تلك العلة فقط بل إزالتها على وجه يأمن معه حدوث

Page 61: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 61 النسيــــــــــم

أصعب منها فمىت كان إزالتها ال يؤمن معها حدوث علة أخرى أصعب منها ابقاها على حاهلا وتلطيفها هو الواجب وهذا كمرض أفواه العروق فإنه مىت عوجل بقطعه وحبسه خيف حدوث ما هو

منه الرابع عشر أن يعاجل باألسهل فاألسهل فال ينتقل من العالج بالغذاء إىل الدواء إال عند أصعبتعذره وال ينتقل إىل الدواء املركب إال عند تعذر الدواء البسيط فمن سعادة الطبيب عالجه باألغذية

مما ميكن عالجها بدل األدوية وباألدوية البسيطة بدل املركبة اخلامس عشر أن ينظر يف العلة هل هيأوال فإن مل ميكن عالجها حفظ صناعته وحرمته وال حيمله الطمع على عالج ال يفيد شيئا وإن أمكن عالجها نظر هل ميكن زواهلا أم ال فإن علم أنه ال ميكن زواهلا نظر هل ميكن ختفيفها وتقليلها أم ال

ادا قصد بالعالج ذلك وأعان القوة فإن مل ميكن تقليلها ورأي أن غاية اإلمكان إيقافها وقطع زيوأضعف املادة السادس عشر أن ال يتعرض للخلط قبل نضجه باستفراغ بل يقصد إنضاجه فإذا مت نضجه بادر إىل استفراغه السابع عشر أن يكون له خربة باعتالل القلوب واألرواح وأدويتها وذلك

ن النفس والقلب أمر مشهود والطبيب إذا أصل عظيم يف عالج األبدان فإن انفعال البدن وطبيعته عكان عارفا بأمراض القلب والروح وعالجهما كان هو الطبيب الكامل والذي ال خربة له بذلك وإن كان حاذقا يف عالج الطبيعة وأحوال البدن نصف طبيب وكل طبيب ال يداوي العليل بتفقد قلبه

حسان واإلقبال على اهللا والدار اآلخرة فليس وصالحه وتقوية أرواحه وقواه بالصدقة وفعل اخلري واإل بطبيب بل متطبب

قاصر ومن أعظم عالجات املرض فعل اخلري واإلحسان والذكر والدعاء والتضرع واالبتهال إىل اهللا والتوبة وهلذه األمور تأثري يف دفع العلل وحصول الشفاء أعظم من األدوية الطبيعية ولكن حبسب

وعقيدا يف ذلك ونفعه الثامن عشر التلطف باملريض والرفق به كالتلطف استعداد النفس وقبوهلابالصيب التاسع عشر أن يستعمل أنواع العالجات الطبيعية واإلهلية والعالج بالتخييل فإن حلذاق

األطباء يف التخييل أمورا عجيبة ال يصل إليها الدواء فالطبيب احلاذق يستعني على املرض بكل معني هو مالك أمر الطبيب أن جيعل عالجه وتدبريه دائرا على ستة أركان حفظ الصحة العشرون و

املوجودة ورد الصحة املفقودة حبسب اإلمكان وإزالة العلة أو تقليلها حبسب اإلمكان واحتمال أدىن املفسدتني إلزالة أعظمهما وتفويت أدىن املصلحتني لتحصيل أعظمهما فعلى هذه األصول الستة مدار

ج وكل طبيب ال تكون هذه أخيته اليت يرجع إليها فليس بطبيب واهللا أعلم فصل وملا كان العالللمرض أربعة أحوال ابتداء وصعود وانتهاء واحنطاط تعني على الطبيب مراعاة كل حال من أحوال

ض أن املرض مبا يناسبها ويليق ا ويستعمل يف كل حال ما جيب استعماله فيها فإذا رأى يف ابتداء املرالطبيعة حمتاجة إىل ما حيرك الفضالت ويستفرغها لنضجها بادر إليه فإن فاته حتريك الطبيعة يف ابتداء املرض لعائق منع من ذلك أو لضعف القوة وعدم احتماهلا لالستفراغ أو لربودة الفصل أو لتفريط

Page 62: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 62 النسيــــــــــم

ريت الطبيعة الشتغاهلا وقع فينبغي أن حيذر كل احلذر أن يفعل ذلك يف صعود املرض ألنه إن فعله حتبالدواء وختلت عن تدبري املرض ومقاومته بالكلية ومثاله أن جييء إىل فارس مشغول مبواقعة عدوه

فيشغله عنه بأمر آخر ولكن الواجب يف هذه احلال أن يعني الطبيعة على حفظ القوة ما أمكنه

إذا أخذ يف االحنطاط كان أوىل فإذا انتهى املرض ووقف وسكن أخذ يف استفراغه واستئصال أسبابه فبذلك ومثال هذا مثال العدو إذا انتهت قوته وفرغ سالحه كان أخذه سهال فإذا ويل وأخذ يف اهلرب كان أسهل أخذا وحدته وشوكته إمنا هي يف ابتدائه وحال استفراغه وسعة قوته فهكذا الداء والدواء

سهل فال يعدل إىل األصعب ويتدرج من سواء فصل ومن حذق الطبيب أنه حيث أمكن التدبري باألاألضعف إىل األقوى إال أن خياف فوت القوة حينئذ فيجب أن يبتدىء باألقوى وال يقيم يف املعاجلة على حال واحدة فتألفها الطبيعة ويقل انفعاهلا عنه وال جتسر على األدوية القوية يف الفصول القوية

فال يعاجل بالدواء وإذا أشكل عليه املرض أحار هو أم بارد فال وقد تقدم أنه إذا أمكنه العالج بالغذاء يقدم حىت يتبني له وال جيربه مبا خياف عاقبته وال بأس بتجربته مبا ال يضر أثره وإذا اجتمعت أمراض بدأ مبا ختصه واحدة من ثالث خصال أحدها أن يكون برء اآلخر موقوفا على برئه كالورم والقرحة

الثاين أن يكون أحدمها سببا لآلخرى كالسدة واحلمى العفنة فإنه يبدأ بإزالة السبب فإنه يبدأ بالورمالثالث أن يكون أحدمها أهم من االخر كاحلاد واملزمن فيبدأ باحلاد ومع هذا فال يغفل عن اآلخر وأذا

عاجل اجتمع املرض والعرض بدأ باملرض إال أن يكون العرض أقوى كالقولنج فيسكن الوجع أوال مث يالسدة وإذا أمكنه أن يعتاض عن املعاجلة باالستفراغ باجلوع أو الصوم أو النوم مل يستفرغه كل صحة

أراد حفظها حفظها باملثل أو الشبه وإن أراد نقلها إىل ما هو أفضل منها نقلها بالضد

صحاء إىل جمانبة فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف التحرز من الدواء املعدية بطبعها وإرشاده األ أهلها

ثبت يف صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد اهللا أنه كان يف وفد ثقيف رجل جمذوم فارسل إليه النيب صلى اهللا عليه وسلم ارجع فقد بايعناك وروى البخاري يف صحيحه تعليقا من حديث أيب هريرة

ن األسد ويف سنن ابن ماجه من عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال فر من اذوم كما تفر محديث ابن عباس أن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال ال تدميوا النظر إىل اذومني ويف الصحيحني من حديث أيب هريرة قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ال يوردن ممرض على مصح ويذكر عنه

مح أو رحمني اجلذام علة رديئة حتدث من عنه صلى اهللا عليه وسلم كلم اذوم وبينك وبينه قيد رانتشار املرةالسوداء يف البدن كله فيفسد مزاج االعضاء وهيئتها وشكلها ورمبا فسد يف آخره اوصاهلا

Page 63: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 63 النسيــــــــــم

حىت تتأكل األعضاء وتسقط ويسمى داء األسد ويف هذه التسمية ثالثة أقوال لألطباء أحدها أا لكثرة ما يعتري

لعلة جتهم وجه صاحبها وجتعله يف سحنة األسد والثالث أنه يفترس من يقر به األسد والثاين ألن هذه ا

أو يدنو منه بدائه افتراس األسد وهذه العلة عند األطباء من العلل املعدية املتوارثة مقارب اذوم وصاحب السل يسقم برائحته فالنيب صلى اهللا عليه وسلم لكمال شفقته على األمة ونصحه هلم اهم

األسباب اليت تعرضهم لوصول العيب والفساد إىل أجسامهم وقلوم وال ريب أنه قد يكون يف عن البدن يؤ واستعداد كامن لقبول هذا الداء وقد تكون الطبيعة سريعة اإلنفعال قالبة لالكتساب من

بة تلك أبدان من جتاوره وختالطه فإا نقالة وقد يكون خوفها من ذلك وومهها من أكثر أسباب إصاالعلة هلا فإن الوهم فعال مستول على القوى والطبائع وقد تصل رائحة العليل إىل الصحيح فتسقمه

وهذا معاين يف بعض األمراض والرائحة أحد أسباب العدوى ومع هذا كله فال بد من وجود استعداد الدخول ا وجد البدن وقبوله لذلك الداء وقد تزوج النيب صلى اهللا عليه وسلم امرأة فلما أراد

بكشحها بياضا فقال أحلقي بأهلك وقد ظن طائفة من الناس أن هذه األحاديث معارضة بأحاديث أخر تبطلها وتناقضها فمنها ما رواه الترمذي من حديث عبد اهللا بن عمر أن رسول اهللا صلى اهللا عليه

قة باهللا وتوكال عليه ورواه وسلم أخذ بيد رجل جمذوم فأدخلها معه يف القصعة وقال كل باسم اهللا ث ابن ماجه من حديث جابر بن عبد اهللا ومبا ثبت يف الصحيح

عن أيب هريرة عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ال عدوى وال طرية وحنن نقول ال تعارض حبمد

اهللا اهللا بني أحاديثه الصحيحة فإذا وقع التعارض فإما أن يكون أحد احلديثني ليس من كالمه صلى عليه وسلم وقد غلط فيه بعض الرواة مع كونه ثقة ثبتا فالثقه يغلط أو يكون أحد احلديثني ناسخا لآلخر فإذا كان مما يقبل النسخ أو التعارض يف فهم السامع ال يف نفس كالمه صلى اهللا عليه وسلم

ن كل وجه ليس فال بد من وجه من هذه الوجوه الثالثة وأما حديثان صحيحان صرحيان متناقضان مأحدمها ناسخا لآلخر فهذا ال يوجد أصال ومعاذ اهللا أن يوجد يف كالم الصادق املصدوق الذي ال

خيرج من بني شفتيه إال احلق واألفة من التقصري يف معرفة املنقول والتمييز بني صحيحه ومعلوله أو من ناه به أو منهما معا ومن ههنا القصور يف فهم مراده صلى اهللا عليه وسلم ومحل كالمه على غري ماع

وقع من االختالف والفساد ما وقع وباهللا التوفيق قال ابن قتيبة يف كتاب اختالف احلديث له حكاية عن أعداء احلديث وأهله قالوا حديثان متناقضان رويتم عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ال

فيجرب لذلك اإلبل قال فما أعدى األول مث عدوى وال طرية وقيل له إن النقبة تقع مبشفر البعريرويتم ال يرود ذو عاهة على مصح وفر من اذوم فرارك من األسد وأتاه رجل جمذوم ليبايعه على

Page 64: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 64 النسيــــــــــم

اإلسالم فارسل إليه البيعة وأمره باالنصراف ومل يأذن له وقال الشؤم يف املرأة والدر والدابة قالوا وهذا قال أبو حممد وحنن نقول إنه ليس يف هذا اختالف ولكل معىن منها كله خمتلف ال يشبه بعضه بعضا

وقت وموضع فإذا وضع موضعه زال االختالف والعدوى جنسان أحدمها عدوى

اجلذام فإن اذوم يشتد رائحته حىت يسقم من أطال جمالسته وحمادثته وكذلك املرأة تكون حتت ذى ورمبا جذمت وكذلك ولده يرتعون يف الكرب إليه اذوم فتضاجعه يف شعار واحد فيوصل إليها األ

وكذلك من كان به سل ودق ونقب واألطباء تأمر أن ال جيالس املسلول وال اذوم وال يريدون بذلك معىن العدوى وإمنا يريدون به به معىن تغري الرائحة وأا قد تسقم من أطال اشتمامها واألطباء

م وكذلك النقبة تكون بالبعري وهو جرب رطب فإذا خالط اإلبل أو أبعد الناس عن اإلميان بيمن وشؤحاكها وأوى يف مباركها وصل إليها باملاء الذي يسيل منه وبالنطف حنو ما به فهذا هو املعنىالذي قال فيه النيب صلى اهللا عليه وسلم ال يورد ذو عاهة على مصح كره أن خيالط املعيوه الصحيح لئال

ته حنو ما به قال وأما اجلنس اآلخر من العدوى فهو الطاعون يرتل ببلد فيخرج يناله من نطفه وحكمنه خوف العدوى وقد قال صلى اهللا عليه وسلم إذا وقع ببلد وأنتم به فال خترجوا منه وإذا كان ببلد

كم فال تدخلوه يريد بقوله ال خترجوا من البلد إذا كان فيه كأنكم تظنون أن الفرار من قدر اهللا ينجيمن اهللا ويريد بقوله و إذا كان ببلد فال تدخلوه أن مقامكم يف املوضع الذي ال طاعون فيه اسكن لقلوبكم وأطيب لعيشكم ومن ذلك املرأة تعرف بالشؤم أو الدار فينال الرجل مكروه أو جائحة

عدوى فيقول أعدتين بشؤمها فهذا هو العدوى الذي قال فيه رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ال وقالت فرقة أخرى بل األمر باجتناب اذوم والفرار منه على االستحباب واالختيار واإلرشاد وأما األكل معه ففعله لبيان اجلواز وأن هذا ليس حبرام وقالت فرقة أخرى بل اخلطاب ذين اخلطابني

جزئي ال كلى فكل واحد

الناس يكون قوي اإلميان قوي التوكل يدفع قوة خاطبه النيب صلى اهللا عليه وسلم مبا يليق حباله فبعضتوكله قوة العدوى كما تدفع قوة الطبيعة قوة العلة فتبطلها وبعض الناس ال يقوي على ذلك فخاطبه باالحتياط واألخذ بالتحفظ وكذلك هو صلى اهللا عليه وسلم فعل احلالتني معا لتقدى به األمة فيهما

وكل والثقه باهللا ويأخذ من ضعف منهم بطريقة التحفظ واالحتياط فيأخذ من قوي من أمته بطريقة التومها طريقان صحيحان أحدمها للمؤمن القوي واالخر للمؤمن الضعيف فتكون لكل واحد من

الطائفتني حجة وقدوة حبسب حاهلم وما يناسبهم وهذا كما أنه صلى اهللا عليه وسلم كوى وأثىن رك الطرية وهلذا نظائر كثرية وهذه طريقة لطيفة حسنة جدا على تارك الكي وقرن تركه بالتوكل وت

من أعطاها حقها ورزق فقه نفس فيها أزالت عنه تعارضا كثريا يظنه بالسنة الصحيحة وذهبت فرقة

Page 65: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 65 النسيــــــــــم

أخرى إىل أن األمر بالفرار منه وجمانبته ألمر طبيعي وهو انتقال الداء منه بواسطة املالمسة واملخالطة ح وهذا يكون مع تكرير املخالطة واملالمسة له وأما أكله معه مقدار يسريا من والرائحة إىل الصحي

الزمان ملصلحة راجحة فال بأس به وال حتصل العدوى من مرة واحدة وحلظة واحدة فنهى سدا للذريعة ومحاية للصحة وخالطه خمالطة ما للحاجة واملصلحة فال تعارض بني األمرين وقالت طائفة

ون هذا اذوم الذي أكل معه به من اجلذام أمر يسري ال يعدى مثله وليس اجلذمى أخرى جيوز أن يككلهم سواء وال العدوى حاصلة من مجيعهم بل منهم من ال تضر خمالطته وال تعدى وهو من أصابه من ذلك شيء يسري مث وقف واستمر على حاله ومل يعد بقية جسمه فهو أن ال يعدى غريه أوىل

قة أخرى إن اجلاهلية كانت تعتقد أن األمراض املعدية تعدى بطبعها من غري إضافة وأحرى وقالت فر إىل اهللا سبحانه فأبطل النيب صلى اهللا عليه وسلم اعتقادهم ذلك واكل مع اذوم

ليبني هلم أن اهللا سبحانه هو الذي ميرض ويشفى وى عن القرب منه ليتبني هلم أن هذه من األسباب

مفضية إىل مسبباا ففي يه إثبات األسباب ويف فعله بيان أا ال تستقل بشيء بل اليت جعلها اهللاالرب سبحانه إن شاء سلبها قواها فال تؤثر شيئا وإن شاء أبقى عليها قواها فأثرت وقالت فرقة أخرى

الناسخ بل هذه األحاديث فيها الناسخ واملنسوخ فينظر يف تارخيها فإن علم املتأخر منها حكم بأنهوإال توقفنا فيها وقالت فرقة أخرى بل بعضها حمفوظ وبعضها غري حمفوظ وتكلمت يف حديث ال

عدوى وقالت قد كان أبو هريرة يرويه اوال مث شك فيه فتركه وراجعوه فيه وقالوا له مسعناك حتدث خر وأما حديث فأىب أن حيدث به قال أبو سلمة فال أدري أنسى أبو هريرة أم نسخ أحد احلديثني اال

جابر أن النيب صلى اهللا عليه وسلم أخذ بيد جمذوم فأدخلها معه يف القصعة فحديث ال يثبت وال يصح وغاية ما قال فيه الترمذي غريب مل يصححه ومل حيسنه وقد قال شعبة وغريه اتقوا هذه الغرائب

للذين عورض ما قال الترمذى ويروى هذا من فعل عمر وهو أثبت فهذا شأن هذين احلديثني اأحاديث النهي أحدمها رجع أبو هريرة عن التحديث به وأنكره والثاين ال يصح عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم واهللا أعلم وقد أشبعنا الكالم يف هذه املسألة يف كتاب املفتاح بأطول من هذا وباهللا

التوفيق وي باحملرمات فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف املنع من التدا

روى أبو داود يف سننه من حديث أيب الدرداء قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إن اهللا أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداوو وال تداوو باحملرم

وذكر البخاري يف صحيحه عن ابن مسعود إن اهللا مل جيعل شفاءكم فيما حرم عليكم ويف السنن عن

يرة قال ى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن الدواء اخلبيث ويف صحيح مسلم عن طارق أيب هر

Page 66: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 66 النسيــــــــــم

بن سويد اجلعفي أنه سأل النيب صلى اهللا عليه وسلم عن اخلمر فنهاه أو كره أن يصنعها فقال ر إمناأصنعها للدواء فقال إنه ليس بدواء ولكنه داء ويف السنن أنه صلى اهللا عليه وسلم سئل عن اخلم

جيعل يف الدواء فقال إا إا داء ليست بالدواء رواه أبو داود والترمذي ويف صحيح مسلم عن طارق بن سويد احلضرمي قال قلت يا رسول اهللا إن بأرضنا أعنابا نعتصرها فنشرب منها قال ال فراجعته

يبا ذكر قلت إنا نستشفى للمريض قال إن ذلك ليس بشفاء ولكنه داء ويف سنن النسائي أن طبضفدعا يف دواء عند رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فنهاه عن قتلها ويذكر عنه صلى اهللا عليه وسلم أنه قال من تداوى باخلمر فال شفاه اهللا املعاجلة باحملرمات قبيحه عقال وشرعا أما الشرع فما ذكرنا

خلبثه فإنه مل حيرم على هذه األمة من هذه األحاديث وغريها وأما العقل فهو أن اهللا سبحانه إمنا حرمه طيبا عقوبة هلا كما حرمه على بين إسرائيل بقوله فبظلم من الذين هادوا حرمنا

عليهم طيبات أحلت هلم وإمنا حرم على هذه األمة ما حرم خلبثه وحترميه له محية هلم وصيانة عن

أثر يف أزالتها لكنه يعقب سقما تناوله فال يناسب أن يطلب به الشفاء من األسقام والعلل فإنه وإنأعظمم منه يف القلب بقوة اخلبث الذي فيه فيكون املداوي به قد سعى يف إزالة سقم البدن بسقم

القلب وأيضا فإن حترميه يقتضى جتنبه والبعد عنه بكل طريق ويف اختاذه دواء حض على الترغيب فيه نص عليه صاحب الشريعة فال جيوز أن ومالبسته وهذا ضد مقصود الشارع وايضا فإنه داء كما

يتخذ دواء وأيضا فإنه يكسب الطبيعة والروح صفة اخلبث ألن الطبيعة تنفعل عن كيفية الدواء انفعاال بينا فإذا كانت كيفيته خبيثة أكسب الطبيعة منه خبثا فكيف إذا كان خبيثا يف ذاته وهلذا حرم اهللا

البس اخلبيثة ملا تكتسب النفس من هيأة اخلبث وصفته سبحانه على عباده األغذية واآلشربة واملوأيضا فإن يف إباحة التداوي به ال سيما إذا كانت النفوس متيل إليه ذريعة إلىتناوله لشهوة واللذة ال سيما إذا عرفت النفوس أنه نافع هلا مزيل السقامها جالب لشفائها فهذا أحب شيء إليها والشارع

بكل ممكن وال ريب أن بني سد الذريعة إلىتناوله وفتح الذيعة إىل تناوله سد الذريعة إىل تناوله تناقضا وتعارضا وأيضا فإن يف هذا الدواء احملرم من األدواء ما يزيد على ما يظن فيه من الشفاء

وليفرض الكالم يف أم اخلبائث اليت ما جعل اهللا لنا فيها شفاء قط فإا شديدة املضرة بالدماغ الذي ركز العقل عند األطباء وكثري من الفقهاء واملتكلمني قال أبقراط يف أثناء كالمه يف األمراض هو م

احلادة ضرر اخلمرة بالرأس شديد ألنه يسرع االرتفاع إليه ويرتفع بارتفاعه األخالط اليت تعلو يف عصبالبدن وهو لذلك يضر بالذهن وقال صاحب الكامل إن خاصية الشراب اإلضرار بالدماغ وال

وأما غريه من األدوية احملرمة فنوعان أحدمها تعافه النفس وال تنبعث ملساعدته الطبيعة على دفع املرض كالسموم وحلوم اإلفاعي وغريها من املستقذرات فيبقى كال على الطبيعة مثقال هلا فيصري حينئذ داء ال

Page 67: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 67 النسيــــــــــم

ثال فهذا ضرره أكثر من نفعه دواء والثاين ما ال تعافه النفس كالشراب الذي تستعمله احلوامل موالعقل يقضي بتحرمي ذلك فالعقل والفطرة مطابق للشرع يف ذلك ومها سر لطيف يف كون احملرمات

ال يستشفى ا فإن شرط الشفاء بالدواء تلقيه بالقبول واعتقاد منفعته وما جعل اهللا فيه من بركة ملبارك من الناس أينما كان هو الذي ينتفع به الشفاء فإن النافع هو املبارك وأنفع األشياء أبركها وا

حيث حل ومعلوم أن اعتقاد املسلم حترمي هذه العني مما حيول بينه وبني اعتقاد بركتها ومنفعتها وبني حسن ظنه ا وتلقى طبعه هلا بالقبول بل كلما كان العبد أعظم أميانا كان أكره هلا وأسوأ اعتقادا

ا تناوهلا يف هذه احلال كانت داء له دواء إال أن يزول اعتقاد اخلبث فيها فيها وطبعه أكره شيء هلا فإذ وسوء الظن والكراهة هلا باحملبة وهذا ينايف اإلميان فال يتناوهلا املؤمن قط إال على وجه داء واهللا أعلم

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج القمل الذي يف الرأس وإزالته كعب بن عجرة قال كان يب أذى من رأسي فحملت إىل رسول اهللا صلى اهللا يف الصحيحني عن

عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال ما كنت أرى اجلهد قد بلغ بك ما ارى ويف رواية فأمره أن حيلق رأسه وأن يطعم فرقا بني ستة أو يهدي شاة أو يصوم ثالثة أيام القمل يتولد يف الرأس والبدن

ارج عن البدن وداخل فيه فاخلارج الوسخ والدنس املركب يف سطح اجلسد والثاين من من شيئني خ خلط ردىء عفن تدفعه الطبيعة بني اجللد

واللحم فيتعفن الرطوبة الدموية يف البشرة بعد خروجها من املسام فيكون منه القمل وأكثر ما يكون

س الصبيان أكثر لكثرة رطوبام ذلك بعد العلل واألسقام بسبب األوساخ وإمنا كان يف رءووتعاطيهم األسباب اليت تولد القمل ولذلك حلق النيب صلى اهللا عليه وسلم رءوس بين جعفر ومن

أكرب عالجه حلق الرأس لينفتح مسام األخبرة فتتصاعد األخبرة الرديئة فتضعف مادة اخللط وينبغي أن ع تولده وحلق الرأس ثالث أنواع أحدها نسك يطلى الرأس بعد ذلك باألدوية اليت تقتل القمل ومتن

وقربة والثاين بدعة وشرك والثالث حاجة ودواء فاألول احللق يف احد النسكني احلج والعمرة والثاين حلق الرأس لغري اهللا سبحانه كما حيلقها املريدون لشيوخهم فيقول أحدهم أناحلقت رأسي لفالن

جدت لفالن فإن حلق الرأس خضوع وعبودية وذل وهلذا وأنت حلقته لفالن وهذا مبرتلة أن يقول سكان من متام احلج حىت إنه عند الشافعي رمحه اهللا ركن من أركانه ال يتم إال به فإنه وضع النواصي بني يدي را خضوعا لعظمته وتذلال لعزته وهو من أبلغ أنواع العبودية وهلذا كانت العرب إذا

حلقوا رأسه وأطلقوه فجاء شيوخ الضالل واملزامحون للربوبية الذين أرادت إذالل األسري منهم وعتقه أساس مشيختهم على الشرك والبدعة فأرادوا من مربديهم أن يتعبدوا هلم فزينوا هلم حلق رءوسهم هلم كما زينوا هلم السجود هلم ومسوه بغري امسه وقالوا هو وضع الرأس بني يدي الشيخ ولعمر اهللا إن

وضع الرأس بني يديه سبحانه وزينوا هلم أن ينذروا هلم ويتوبوا هلم وحيلقوا بأمسائهم السجود هللا هو

Page 68: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 68 النسيــــــــــم

وهذا هو اختاذهم أربابا وآهلة من دون اهللا قال تعاىل ما كان لبشر أن يؤتيه اهللا الكتاب واحلكم لكتاب ومبا والنبوة مث يقول للناس كونوا عبادا يل من دون اهللا ولكن كونوا ربانيني مبا كنتم تعلمون ا

كنتم

تدرسون وال يأمركم أن تتخذوا املالئكة والنبيني أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ انتم مسلمون واشرف العبودية عبودية الصالة وقد تقامسها الشيوخ واملتشبهون بالعلماء واجلبابرة فأخذ الشيوخ منها أشرف

كوع فإذا لقى بعضهم بعضا ركع له كما ما فيها وهو السجود وأخذ املتشبهون بالعلماء منها بالريركع املصلي لربه سواء وأخذ اجلبابرة منهم القيام فيقوم األحرار والعبيد على رءوسهم عبودية هلم وهم جلوس وقد ى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن هذه األمور الثالثة على التفصيل فتعاطيها

وقال ال ينبغي ألحد أن يسجد ألحد وأنكر على معاذ ملا خمالفة صرحية له فنهى عن السجود لغري اهللاسجد له وقال مه وحترمي هذا معلوم من دينه بالضرورة وجتويز من جوزه لغري اهللا مراغمة هللا ورسوله وهو من أبلغ أنواع العبودية فإذا جوز هذا املشرك هذا النوع للبشر فقد جوز عبودية غري اهللا وقد

لقي أخاه أينحين له قال ال قيل أيلتزمه ويقبله قال ال قيل أيصافحه قال نعم صح أنه قيل له الرجل يوأيضا فاالحنناء عند التحية سجود ومنه قوله تعاىل وادخلوا الباب سجدا أي منحنني وإال فال ميكن السجود والدخول على اجلباه وصح عنه النهي عن القيام وهو جالس كما تعظم األعاجم بعضها

ع ذلك يف الصالة وأمرهم إذا صلى جالسا أن يصلوا جلوسا وهم أصحاء ال عذر هلم بعضا حىت منلئال يقوموا على رأسه وهو جالس مع أن قيامهم هللا فكيف إذا كان القيام تعظيما وعبودية لغريه

سبحانه واملقصود أن النفوس اجلاهلة الضالة أسقطت عبودية اهللا سبحانه وأشركت فيها من يعظمه فسجدت لغري اهللا وركعت له وقامت بني يديه قيام الصالة وحلفت بغريه ونذرت لغريه من اخللق

وحلقت لغريه وذحبت لغريه وطافت لغري بيته وعظمته باحلب

واخلوف والرجاء والطاعة كما يعظم اخلالق بل أشد وسوت من تعبده من املخلوقني برب العاملني ن برم يعدلون وهم الذين يقولون وهم يف النار مع وهؤالء هم املضادون لدعوة الرسل وهم الذي

آهلتم خيتصمون تاهللا إن كنا لفي ضالل مبني إذ نسويكم برب العاملني وهم الذين قال فيهم ومن الناس من يتخذ من دون اهللا اندادا حيبوم كحب اهللا والذين آمنوا أشد حبا هللا وهذا كله من الشرك

ا فصل معترض يف هديه يف حلق الرأس ولعله أهم مما قصد من الكالم واهللا ال يغفر أن يشرك به فهذ فيه واهللا أعلم

فصول يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف العالج باألدوية الروحانية اإلهلية املفرة واملركبة منها ومن األدوية الطبيعية

Page 69: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 69 النسيــــــــــم

صحيحه عن ابن عباس فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج املصاب بالعني روى مسلم يف قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم العني حق ولو كان شىء سابق القدر لسبقته العني ويف

صحيحه ايضا عن أنس أن النيب صلى اهللا عليه وسلم رخص يف الرقية من احلمة والعني والنملة ويف العني حق ويف سنن أيب الصحيحني من حديث أيب هريرة قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

داود عن عائشة رضي اهللا عنها قالت كان يؤمر العائن فيتوضأ مث يغتسل منه املعني ويف الصحيحني عن عائشة قالت أمرين النيب صلى اهللا عليه وسلم أوأمر أن نسترقى من العني

د بن رفاعة وذكر الترمذي من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عروة بن عامر عن عبي

الزرقي أن أمساء بنت عميس قالت يا رسول اهللا إن بين جعفر تصيبهم العني أفأسترقى هلم فقال نعم فلو كان شىء يسبق القضاء لسبقته العني قال الترمذي حديث حسن صحيح وروى مالك رمحه اهللا

ف يغتسل عن ابن شهاب عن أيب أمامة بن سهل بن حنيف قال رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيفقال واهللا ما رأيت كاليوم وال جلد خمبأة عذراء قال فلبط سهل فأتى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

عامرا فتغيظ عليه وقال عالم يقتل أحدكم أخاه أال بركت اغتسل له فغسل له عامر وجهه ويديه ناس وروى مالك ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره يف قدح مث صب عليه فراح مع ال

رمحه اهللا ايضا عن حممد بن أيب أمامة بن سهل عن أبيه هذا احلديث وقال فيه إن العني حق توضأ له فتوضأ له وذكر عبد الرزاق عن عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه مرفوعا العني حق ولو كان شيء

ترمذي يؤمر الرجل سابق القدر لسبقته العني فإذا استغسل أحدكم فليغتسل ووصله صحيح قال الالعائن بقدح فيدخل كفه يف فيه فيتمضمض مث ميجه يف القدح ويغسل وجهه يف القدح مث يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمىن يف القدح مث يدخل يده اليمىن فيصب على ركبته اليسرى مث يغسل

داخله إزاره وال يوضع

به العني من خلفه صبة واحدة والعني عينان القدح يف األرض مث يصب على رأس الرجل الذي يصيعني إنسية وعني جنية فقد صح عن أم سلمة أن النيب صلى اهللا عليه وسلم رأى يف بيتها جارية يف

وجهها سعفة فقال استرقوا هلا فإن ا النظرة قال احلسني بن مسعود الفراء وقوله سعفة أي نظرة يعىن ر اجلن أنفذ من أسنة الرماح ويذكر عن جابر يرفعه إن العني من اجلن يقول ا عني أصابتها من نظ

لتدخل الرجل القرب واجلمل القدر وعن أيب سعيد أن النيب صلى اهللا عليه وسلم كان يتعوذ من اجلان ومن عني اإلنسان فأبطلت طائفة ممن قل نصيبهم من السمع والعقل أمر العني وقالوا إمنا ذلك أوهام

ء من أجهل الناس بالسمع والعقل ومن أغلظهم حجابا وأكثفهم طباعا وأبعدهم ال حقيقة هلا وهؤالمن معرفة األرواح والنفوس وصفاا وأفعاهلا وتأثرياا وعقالء األمم على اختالف مللهم وحنلهم ال

Page 70: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 70 النسيــــــــــم

تدفع أمر العني وال تنكره وإن اختلفوا يف سببه ووجهة تأثري العني فقالت طائفة إن العائن إذا تكيفتنفسه بالكيفية الرديئة انبعث من عينه قوة مسية تتصل باملعني فيتضرر قالوا وال يستنكر هذا كما ال

يستنكر انبعاث قوة مسية من األفعى تتصل باإلنسان فيهلك وهذا أمر قد اشتهر عن نوع من األفاعي أن ينبعث من أا إذا وقع بصرها على اإلنسان هلك فكذلك العائن وقالت فرقة أخرى ال يستبعد

عني بعض الناس جواهرلطيفة غري مرئية فتتصل باملعني وتتخلل مسام جسمه فيحصل له الضرر

وقالت فرقة أخرى قد أجرى اهللا العادة خيلق ما يشاء من الضرر عند مقابلة عني العائن ملن يعينه من القوى والتأثريات يف غري أن يكون منه قوة وال سبب وال تأثري أصال وهذا مذهب منكري األسباب و

العامل وهؤالء قد سدوا على أنفسهم باب العلل والتأثريات واألسباب وخالفوا العقالء أمجعني وال ريب أن اهللا سبحانه خلق يف األجسام واألوراح قوي وطبائع خمتلفة وجعل يف كثري منها خواص

إنه أمر مشاهد حمسوس وأنت ترى وكيفيات مؤثرة وال ميكن العاقل إنكار تأثري األرواح يف األجسام فالوجه كيف حيمر محرة شديدة إذا نظر إليه من حيتشمه ويستحي منه ويصفر صفرة شديدة عند نظر

من خيافه إليه وقد شاهد الناس من يسقم من النظر وتضعف قواه هذا كله بواسطة تأثري األرواح وإمنا التأثري للروح واألرواح خمتلفة يف ولشدة ارتباطها بالعني ينسب الفعل إليها وليست هي الفاعلة

طبائعها وقواها وكيفياا وخواصها فروح احلاسد مؤذية للمحسود أذى بينا وهلذا أمر اهللا سبحانه رسول أن يستعيذ به من شره وتأثري احلاسد يف أذى احملسود أمر ال ينكره إال من هو خارج عن

النفس اخلبيثة احلاسدة تتكيف بكيفية خبيثة وتقابل حقيقة اإلنسانية وهو أصل اإلصابة بالعني فإناملسحود فتؤثر بتلك اخلاصية وأشبه األشياء ذا األفعى فإن السم كامن فيها بالقوة فإذا قابلت عدوها انبعث منها قوة غضبية وتكيفت نفسها بكيفية خبيثة مؤذية فمنها ما تشتد كيفيتها وتقوى حىت تؤثر

ما يؤثر يف طمس البصر كما قال النيب صلى اهللا عليه وسلم يف األبتروذي يف إسقاط اجلنني ومنهاالطفيتني من احليات إما يلتمسان البصر ويسقطان احلبل ومنها ما تؤثر يف اإلنسان كيفيتها مبجرد الرؤية من غري أتصال به لشدة خبث تلك النفس وكيفيتها اخلبيثة املؤثرة والتأثري غري موقوف على

الت اجلسمية كما يظنه من قل علمه ومعرفته بالطبيعةاالتصا

والشريعة بل التأثري يكون تارة باالتصال وتارة باملقابلة وتارة بالرؤية وتارة بتوجيه الروح حنو من يؤثر فيه وتارة باألدعية والرقي والتعوذات وتارة بالوهم والتخيل ونفس العائن ال يتوقف تأثريها على

ن أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه وإن مل يره وكثري من العائنني يؤثر يف الرؤية بل قد يكواملعني بالوصف من غري رؤية وقد قال تعاىل لنبيه وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم ملا مسعوا الذكر وقال قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات يف العقد

Page 71: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 71 النسيــــــــــم

ومن شر حاسد إذا حسد فكل عائن حساد وليس كل حاسد عائنا فلما كان احلاسد أعم من العائن كانت االستعاذة منه استعاذة من العائن وهي سهام خترج من نفس احلاسد والعائن حنو احملسود

ه حذر واملعني تصيبه تارة وختطئه تارة فإن صادفته مكشوفا ال وقاية عليه أثرت فيه وال بد وإن صادفتأشاكي السالح ال منفذ فيه للسهام مل تؤثر فيه ورمبا ردت السهام على صاحبها وهذا مبثابة الرمي احلسي سواء فهذا من النفوس واألرواح وذاك من األجسام واألشباح وأصله من إعجاب العائن

قد يعني الرجل نفسه بالشيء مث يتبعه كيفية نفسه اخلبيثة مث تستعني على تنفيذ مسها بنظرة إىل املعني ووقد يعني بغري إرادته بل بطبعه وهذا أردأ ما يكون من النوع اإلنساين وقد قال أصحابنا وغريهم من الفقهاء إن من عرف بذلك حبسه اإلمام وأجرى له ما ينفق عليه اىل املوت وهذا هو الصواب قطعا

و داود يف سننه عن سهل بن حنيف فصل واملقصود العالج النبوي هلذه العلة وهو أنواع وقد روى أبقال مررنا بسيل فدخلت فاغتسلت فيه فخرجت حمموما فنمي ذلك إىل رسول اهللا صلى اهللا عليه

وسلم فقال مروا أبا ثابت يتعوذه قال فقلت يا سيدي والرقي صاحلة فقال ال رقية إال يف نفس أو محة لنافس العائن واللدغةأو لدغة والنفس العني يقال أصابت فالنا نفس أي عني وا

بدال مهملة وغني معجمة وهي ضرب العقرب حنوها فمن التعوذات والرقي اإلكثار من قراءة

املعوذتني وفاحتة الكتاب وآية الكرسي ومنها التعوذات النبوية حنو أعوذ بكلمات اهللا التامات من شر عني المة وحنو أعوذ بكلمات ما خلق وحنو أعوذ بكلمات اهللا التامة من كل شيطان وهامة ومن كل

اهللا التامات اليت ال جياوزهن بر وال فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما يرتل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ماذرأ يف األرض ومن شر ما خيرج منها ومن شر فنت الليل والنهار ومن

ان ومنها أعوذ بكلمات اهللا التامة من غضبه شر طوارق الليل والنهار إال طارقا يطرق خبري يا رمحوعقابه من شر عباده ومن مهزات الشياطني وأن حيضرون ومنها اللهم أين أعوذ بوجهك الكرمي وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته أللهم أنت تكشف املأمث واملغرم اللهم إنه ال يهزم

بوجه اهللا العظيم الذي ال شيء أعظم منه جندك وال خيلف وعدك سبحانك وحبمدك ومنها أعوذوبكلماته التامات اليت ال جياوزهن بر وال فاجر وبأمساء اهللا احلسىن ما علمت منها وما مل أعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر كل ذي شر ال أطيق شره ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته إن

إله إال أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ريب على صراط مستقيم ومنها اللهم أنت ريب الما شاء اهللا كان وما مل يشأ مل يكن ال حول وال قوة إال باهللا أعلم أن اهللا على كل شيء قدير وإن اهللا

قد أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا اللهم إين أعوذ بك من

بناصيتها إن ريب على صراط من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ومن شر كل دابة أنت آخذ

Page 72: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 72 النسيــــــــــم

مستقيم وإن شاء قال حتصنت باهللا الذي ال إله إال هو إهلي وإله كل شيء واعتصمت بريب ورب كل شيء وتوكلت على احلي الذي ال ميوت واستدفعت الشر بال حول وال قوة إال باهللا حسيب اهللا ونعم

لرازق من املزروق حسيب اهللا هو الوكيل حسيب الرب من العباد حسيب اخلالق من املخلوق حسيب احسيب حسيب الذي بيده ملكوت كل شيء وهو جيري وال جيار عليه حسيب اهللا وكفى مسع اهللا ملن دعا وليس وراء اهللا مرمى حسيب اهللا ال إله إال هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ومن جرب هذه

وهي متنع وصول أثر العائن وتدفعه بعد الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة احلاجة إليها وصوله حبسب قوة إميان قائلها وقوة نفسه واستعداده وقوة توكله وثبات قبله فإا سالح والسالح بضاربه فصل وإذا كان العائن خيشى ضرر عينه وإصابتها للمعني فليدفع شرها بقوله اللهم بارك عليه

ن ربيعة ملا عان سهل بن حنيف أال بركت أي قلت اللهم كما قال النيب صلى اهللا عليه وسلم لعامر ببارك عليه ومما يدفع به إصابة العني قول ما شاء اهللا ال قوة إال باهللا روى هشام بن عروة عن أبيه أنه

كان إذا رأى شيئا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال ما شاء اهللا ال قوة اال باهللا ومنها رقية جربيل لنيب صلى اهللا عليه وسلم اليت رواها مسلم يف صحيحه باسم اهللا أرقيك من كل داء عليه السالم ل

يؤذيك من شر كل نفس أو عني حاسد اهللا يشفيك باسم اهللا أرقيك ورأى مجاعة من السلف أن يكتب له اآليات من القرآن مث يشرا قال جماهد البأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه املريض

قالبة ويذكر عنومثله عن أيب

ابن عباس أنه أمر أن يكتب ألمرأة يعسر عليها والدها آيتان من القرآن يغسل ويسقى وقال أيوب رأيت أبا قالبة كتب كتابا من القرآن مث غسله مباء وسقاه رجال كان به وجع فصل ومنها أن يؤمر

ه والثاين أنه طرف إزاره الداخل العائن بغسل مغابنه وأطرافه وداخلة إزاره وفيه قوالن أحدمها أنه فرجالذي يلي جسده من اجلانب األمين مث يصب على رأس املعني من خلفه بغتة وهذا مما ال يناله عالج األطباء وال ينتفع به من أنكره أو سخر منه أو شك فيه أو فعله جمربا ال يعتقد أن ذلك ينفعه وإذا

بتة بل هي عندهم خارجة عن قياس الطبيعة تفعل كان يف الطبيعة خواص ال تعرف األطباء عللها الباخلاصية فما الذي ينكره زنادقتهم وجهلتهم من اخلواص الشرعية هذا مع أن يف املعاجلة ذا

االستغسال ما تشهد له العقول الصحيحة وتقر ملناسبته فاعلم أن ترياق سم احلية يف حلمها وأن عالج وإطفاء ناره بوضع يدك عليه واملسح عليه وتسكني غضبه تأثري النفس الغضبية يف تسكني غضبها

وذلك مبرتلة رجل معه شعلة من نار وقد أراد أن يقذفك ا فصببت عليها املاء وهي يف يده حىت طفئت ولذلك أمر العائن أن يقول اللهم بارك عليه ليدفع تلك الكيفية اخلبيثة بالدعاء الذي هو

بضده وملا كانت هذه الكيفية اخلبيثة تظهر يف املواضع الرقيقة من إحسان إىل املعني فإن دواء الشيءاجلسد ألا تطلب النفوذ فال جتد أرق من املغابن وداخله الزار وال سيما إن كان كناية عن الفرج

Page 73: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 73 النسيــــــــــم

فإذا غسلت باملاء بطل تأثريها وعملها وأيضا فهذه املواضع لألرواح الشيطانية ا اختصاص واملقصود باملاء يطفى تلك النارية ويذهب بتلك السمية وفيه أمر آخر وهو وصول أثر الغسل إىل أن غسلها

القلب ومن أرق املواضع وأسرعها تنفيذا فيطفى تلك النارية والسمية باملاء فيشفى املعني وهذا كما أن ذوات السموم إذا قتلت بعد لسعها خف أثر اللسعة عن امللسوع ووجد راحته فإن أنفسها متد

ذاها بعد لسعهاأ

وتوصله إىل امللسوع فإذا قتلت خف األمل وهذا مشاهد وإن كان من أسبابه فرح امللسوع واشتفاء نفسه بقتل عدوه فتقوى الطبيعة على األمل فتدفعه وباجلملة غسل العائن يذهب تلك الكيفية اليت

هرت مناسبة الغسل فما ظهرت منه وإمنا ينفع غسله عند تكيف نفسه بتلك الكيفية فإن قيل فقد ظناسبة صب ذلك املاء على املعني قيل هو يف غاية املناسبة فإن ذلك املاء أطفأ تلك النارية وأبطل تلك الكيفية الرديئة من الفاعل فكما طفئة به النار القائمة بالفاعل طفئت به وأبطلت عن احملل املتأثر بعد

حلديد يدخل يف أدوية عدة طبيعية ذكرها األطباء فهذا مالبسته للمؤثر العائن واملاء الذي يطفأ به االذي طفىء به نارية العائن ال يستنكر أن يدخل يف دواء يناسب هذا الدواء وباجلملة فطب الطبائعية وعالجهم بالنسبة إىل العالج النبوي كطب الطرقية بالنسبة إىل طبهم بل أقل فإن التفاوت الذي بينهم

عظم من التفاوت الذي بينه وبني الطرقية مبا ال يدرك اإلنسان مقداره فقد ظهر وبني األنبياء أعظم وألك عقد اإلخاء الذي بني احلكمة والشرع وعدم مناقضة أحدمها لآلخر واهللا يهدي من يشاء إىل

الصواب ويفتح ملن آدام قرع باب التوفيق منه كل باب وله النعمة السابقة واحلجة البالغة فصل ومن ك ايضا واالحتراز منه ستر حماسن من خياف عليه العني مبا يردها عنه كما ذكر البغوي يف عالج ذل

كتاب شرح السنة أن عثمان رضي اهللا عنه رأى صبيا مليحا فقال دمسوا نونته لئال تصيبه العني مث قال الصغري وقال يف تفسريه ومعىن دمسوا نونته أي سودوا نونته والنونة النقرة اليت تكون يف ذقن الصيب

اخلطايب يف غريب احلديث له عن عثمان أنه رأى صبيا تأخذه العني فقال دمسوا نونته فقال أبو عمرو سألت أمحد بن حيىي عنه فقال اراد بالنونة النقرة اليت يف ذقنه والتدسيم التسويد أراد سودوا ذلك

صلى اهللا عليه وسلم خطب املوضع من ذقنه لريد العني قال ومن هذا حديث عائشة أن رسول اهللا ذات يوم وعلى رأسه عمامة دمساء أي سوداء أراد االستشهاد على اللفظة ومن هذا أخذ الشاعر قوله

ما كان أحوج ذا الكمال إىل عيب يوقيه من العني فصل ومن الرقي اليت ترد العني ما ذكر عن أيب

لى ناقة فارهة وكان يف الرفقة رجل عائن عبد اهللا التياحي أنه كان يف بعض أسفاره للحج أو الغزو عقلما نظر إىل شيء إال أتلفه فقيل أليب عبد اهللا أحفظ ناقتك من العائن فقال ليس له إىل ناقيت سبيل فأخرب العائن بقوله فتحني غيبة أيب عبد اهللا فجاء إىل رحله فنظر إىل الناقة فاضطربت وسقطت فجاء

Page 74: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 74 النسيــــــــــم

عاا وهي كما ترى فقال دلوين عليه فدل فوقف عليه وقال باسم اهللا أبو عبد اهللا فأخرب أن العائن قد حبس حابس وحجر يابس وشهاب قابس رددت عني العائن عليه وعلى أحب الناس إليه فأرجع البصر هل ترى من فطور مث أرجع البصر كرتني ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسري فخرجت

حدقتا العائن وقامت الناقة ال بأس ا فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف العالج العام لكل شكوى بالرقية اإلهلية

روى أبو داود يف سننه من حديث أيب الدرداء قال مسعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول من اشتكى منكم او اشتكاه أخ له فليقل ربنا اهللا الذي يف السماء تقدس امسك وأمرك يف السماء واألرض

ا رمحتك يف السماء فأجعل رمحتك يف األرض واغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبني أنزل كمرمحة من عندك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيربأ بإذن اهللا ويف صحيح مسلم عن أيب سعيد

ل اخلدري أن جربيل عليه السالم أتى النيب صلى اهللا عليه وسلم فقال يا حممد اشتكيت قال نعم فقا جربيل عليه السالم باسم اهللا أرقيك من

كل داء يؤذيك ومن شرك كل نفس أو عني حاسد اهللا يشفيك باسم اهللا أرقيك فإن قيل فما تقولون يف احلديث الذي رواه أبو داود ال رقية إال من عني أو محة واحلمة ذوات السموم كلها فاجلواب أنه

لرقية يف غريها بل املراد به ال رقية أوىل وانفع منها يف العني صلى اهللا عليه وسلم مل يرد به نفي جواز اواحلمة ويدل عليه سياق احلديث فإن سهل بن حنيف قال له ملا أصابته العني أو يف الرقي خري فقال ال رقية إال يف نفس أو محة ويدل عليه سائر أحاديث الرقي العامة واخلاصة وقد روى أبو داود من

رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ال رقية إال من عني أو محة أو دم ال يرقأ ويف حديث أنس قال قال صحيح مسلم عنه أينما رخص رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف الرقية من العني واحلمة والنملة

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف رقبة اللديغ بالفاحتة اخلدري قال أنطلق نفر من أصحاب النيب صلى اهللا عليه أخرجنا يف الصحيحني من حديث أيب سعيد

وسلم يف سفرة سافروها حىت نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك احلي فسعوا له بكل شيء ال ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤالء الرهط الذين نزلوا

م فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء ال لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهينفعه شيء فهل عند أحد منكم من شيء فقال بعضهم نعم واهللا إين ألرقي ولكن استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق حىت جتعلوا لنا جعال فصاحلوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ

كأمنا نشط من عقال فانطلق ميشى وما به قلبة قال فاوفوهم جعلهم الذي احلمد اهللا رب العاملني فصاحلوهم عليه فقال بعضهم اقتسموا فقال الذي رقى ال تفعلوا حتىنأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه

وسلم

Page 75: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 75 النسيــــــــــم

فتذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فذكروا له ذلك

يدريك أا رقية مث قال قد أصبتم اقتسموا واضربوا يل معكم سهما وقد روى ابن ماجه يف فقال وما سننه من حديث علي قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم خري الدواء القرآن ومن املعلوم بعض الكالم له خواص ومنافع جمربة فما الظن بكالم رب العاملني الذي فضله على كالم كفضل اهللا علىخلقه الذي هو الشفاء التام والعصمة النافعة والنور اهلادي والرمحة العامة الذي لو أنزل على جبل

لتصدع من عظمته وجاللته قال تعاىل وترتل من القران ما هو شفاء ورمحة للمؤمنني و من ههنا لبيان الصاحلات منهم مغفرة اجلنس ال للتبعيض هذا أصح القولني كقوله تعاىل وعد اهللا الذين آمنوا وعملوا

وأجر عظيما وكلهم من الذين آمنوا وعملوا الصاحلات فما الظن بفاحتة الكتاب اليت مل يرتل يف القرآن وال يف التوراة وال يف اإلجنيل وال يف الزبور مثلها املتضمنة جلميع معاين كتب اهللا املشتملة على

محن والرحيم وإثبات املعاد وذكر التوحيدين ذكر أصول أمساء الرب وجمامعها وهي اهللا والرب والرتوحيد الربوبية وتوحيد اإلهلية وذكر االفتقار إىل الرب سبحانه يف طلب اإلعانة وطلب اهلداية

وختصيصه سبحانه بذلك وذكر أفضل الدعاء على اإلطالق وأنفعه وأفرضه وما العباد أحوج شيء كمال معرفته وتوحيده وعبادته بفعل ما أمر به واجتناب إليه وهو اهلداية إىل صراطه املستقيم املتضمن

ما ى عنه واالستقامة عليه إىل املمات ويتضمن ذكر أصناف اخلالئق وانقسامهم إىل منعم عليه مبعرفته احلق والعمل به وحمبته وإيثاره ومغضوب عليه بعدوله عن احلق بعد معرفته له وضال بعدم

ة مع تضمنها إلثبات القدر والشرع واألمساء والصفات واملعاد والنبوات معرفته له وهؤالء أقسام اخلليق وتزكية النفوس وإصالح القلوب وذكر عدل اهللا وإحسانه والرد على مجيع أهل البدع والباطل

كما ذكرنا ذلك يف كتابنا الكبري يف شرحها وحقيق بسورة هذا بعض شأا أن يستشفى ا من

غ وباجلملة فما تضمنته الفاحتة من إخالص العبودية والثناء على اهللا وتفويض األدواء ويرقى ا اللدياألمر كله إليه واالستعانة به والتوكل عليه وسؤاله جمامع النعم كلها وهي اهلداية اليت جتلب النعم

تعني وتدفع النقم من أعظم األدوية الشافية الكافية وقد قيل إن موضع الرقية منها إياك نعبد وإياك نسوال ريب أن هاتني الكلمينت من أقوى أجزاء هذا الدواء فإن فيهما من عموم التفويض والتوكل

وااللتجاء واالستعانة واالفتقار والطلب واجلمع بني أعلى الغايات وهي عبادة الرب وحده وأشرف يه وفقدت الوسائل وهي االستعانة به على عبادته ما ليس يف غريها ولقد مر يب وقت مبكة سقمت ف

الطبيب والدواء فكنت أتعاجل ا آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا مث أشربه فوجدت بذلك الربء التام مث صرت اعتمد ذلك عند كثري من األوجاع فأنتفع ا غاية االنتفاع فصل ويف تأثري

ثرت بكيفيات نفوسها الرقي بالفاحتة وغريها يف عالج ذوات السموم سر بديع فإن ذوات السموم أ

Page 76: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 76 النسيــــــــــم

اخلبيثة كما تقدم وسالحها محتها اليت تلدغ ا وهي ال تلدغ حىت تغضب فإذا غضبت ثار فيها السموم فتقذفه بآلتها وقد جعل اهللا سبحانه لكل داء دواء ولك شيء ضدا ونفس الراقي تفعل يف

فتقوى نفس املرقى وقوته نفس املرقي فيقع بني نفسيهما فعل وانفعال كما يقع بني الداء والدواء بالرقية على ذلك الداء فيدفعه بإذن اهللا ومدار تأثري األدوية واألدواء على الفعل واالنفعال وهو كما

يقع بني الداء والدواء الطبيعتني يقع بني الداء والدواء

املباشر للرقية الروحانيني والروحاين والطبيعي ويف النفث والتفل استعانه بتلك الرطوبة واهلواء والنفسوالذكر والدعاء فإن الرقية خترج من قبل الراقي وفمه فإذا صاحبها شيء من أجزاء بانه من الريق واهلواء والنفس كانت أمت تأثريا وأقوى فعال ونفوذا وحيصل باالزدواج بينهما كيفية مؤثرة شبيهة

تلك النفوس اخلبيثة وتزيد بكيفية بالكيفية احلادثة عند تركيب األدوية وباجلملة فنفس الراقي تقابلنفسه وتستعني بالرقية وبالنفث على إزالة ذلك األثر وكلما كانت كيفية نفس الراق أقوى كانت

الرقية أمت واستعانه بنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها ويف النفث سر آخر فإنه مما تستعني به ة كما يفعله أهل اإلميان قال تعاىل ومن شر النفاثات يف األرواح الطيبة واخلبثة وهلذا تفعله السحر

العقد وذلك ألن النفس تتكيف بكيفية الغضب واحملاربة وترسل أنفاسها سهاما هلا ومتدها بالنفث والتفل الذي معه شيء من ريق مصاحب لكيفية مؤثرة والسواحر تستعني بالنفث استعانة بينة وإن مل

علىالعقدة ويعقدها ويتكلم بالسحر فيعلم ذلك يف املسحور بتوسط يتصل جبسم املسحور بل ينفث األرواح السفلية اخلبيثة فتقابلها الروح الزكية الطيبة بكيفية الدفع والتكلم بالرقية وتستعني بالنفث

فأيهما قوي كان احلكم له ومقابلة األرواح بعضها لبعض وحمارتبها وآلتها من جنس مقابلة األجسام وآلتها سواء بل األصل يف احملاربة والتقابل لألرواح واألجسام آلتها وجندها ولكن من وحماربتها

غلب عليه احلسن ال يشعر بتأثريات األرواح وأفعاهلا وانفعاالا الستيالء سلطان احلسن عليه وبعده حتة من عامل األرواح وأحكامها وأفعاهلا واملقصود أن الروح إذا كانت قوية وتكيف مبعاين الفا

واستعانت بالنفث

والتفل قابلت ذلك األثر الذي حصل من النفوس اخلبيثة فأزالته واهللا اعلم فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج لدغة العقرب بالرقية

روى ابن أيب شيبة يف مسنده من حديث عبد اهللا بن مسعود قال بينا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم لدغته عقرب يف إصبعه فانصرف رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وقال لعن اهللا يصلي إذ سجد ف

العقرب ما تدع نبيا وال غريه قال مث دعا بإناء فيه ماء وملح فجعل بضع موضع اللدغة يف املاء وامللح ويقرأ قل هو اهللا أحد واملعوذتني حىت سكت ففي هذا احلديث العالج بالدواء املركب من األمرين

Page 77: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 77 النسيــــــــــم

بيعي واإلهلي فإن يف سورة اإلخالص من كمال التوحيد العلمي االعتقادي وإثبات االحدية هللا الطاملستلزمة نفي كل شركة عنه وإثبات الصمدية املستلزمة إلثبات كل كمال له مع كون اخلالئق

ف عنه تصمد إليه يف حوائجها أي تقصده اخلليقة وتتوجه إليه علويها وسفليها ويف الوالد والولد والكاملتضمن لنفي األصل والفرع والنظري واملماثل ما اختصت به وصارت تعدل ثلث القرآن ففي امسه

الصمد إثبات كل الكمال ويف نفي الكفء الترتيه عن الشبيه واملثال ويف األحد نفى كل شريك لذي وه مجلة اجلالل وهذه األصول الثالث هي جمامع التوحيد ويف املعوذتني االستعاذة من كل مكر

وتفصيال فإن االستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه سواء كان يف األجسام أو األرواح واالستعاذة من شر الغاسق وهو الليل وآيته وهو القمر إذا غاب تتضمن االستعاذة من شر ما ينتشر

ا أظلم الليل عليها وغاب فيه من اآلرواح اخلبيثة اليت كان نور النهار حيول بينها وبني االنتشار فلم

القمر انتشرت وعاثت واالستعاذة من شر النفاثات يف العقد تتضمن االستعاذة من شر السواحر وسحرهن واالستعاذة من شر احلاسد تتضمن االستعاذة من النفوس اخلبيثة املؤذية حبسدها ونظرها

مجعت السورتان اإلستعاذة من والسورة الثانية تتضمن االستعاذة من شر شياطني اإلنس واجلن فقد كل شر وهلما شأن عظيم يف االحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها وهلذا أوصى النيب صلى اهللا

عليه وسلم عقبة بن عامر بقرائتهما عقب كل صالة ذكر الترمذي يف جامعة ويف سر عظيم يف ثلهما وقد ذكر أنه صلى اهللا عليه استدفاع الشرور من الصالة إىل الصالة وقال ما تعوذ املتعوذون مب

وسلم سحر يف إحدى عشرة عقدة وأن جربيل نزل عليه ما فجعل كلما يقرأ آية منهما احنلت عقدة حىت احنلت العقد كلها وكأمنا نشط من عقال وأما العالج الطبيعي فيه فإن يف امللح نفعا لكثري

يضمد به مع بزر الكتان للسع العقرب من السموم وال سيما لدغة العقرب قال صاحب القانون وذكره غريه أيضا ويف امللح من القوة اجلاذبة احملللة ما جيذب السموم وحيللها وملا كان يف لسعها قوة نارية حتتاج إىل تربيد وجذب وإخراج مجع بني املاء املربد لنار اللسعة وامللح الذي فيه جذب وإخراج

ه وأسهله وفيه تنبيه على أن عالج هذا الدواء بالتربيد واجلذب وهذا أمت ما يكون من العالج وأيسرواإلخراج واهللا أعلم وقد روى مسلم يف صحيحه عن أيب هريرة قال جاء رجل إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم فقال يا رسول اهللا ما لقيت من عقرب لدغتين البارحة فقال أما لو قلت حني أمسيت

ن شر ما خلق مل يضرك واعلم أن األدوية اإلهلية تنفع من الداء بعد أعوذ بكلمات اهللا التامات محصوله ومتنع من وقوعه وإن وقع مل يقع وقوعا مضرا وإن كان مؤذيا واألدوية الطبيعية إمنا تنفع بعد

حصول الداء فالتعوذات واألذكار إما أن متنع وقوع هذه األسباب وإما أن حتول بينها وبني كمال

ب كمال املتعوذ وقوله وضعفه فالرقي والعوذ تستعمل حلفظ الصحة وإلزالة املرض أما تأثريها حبس

Page 78: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 78 النسيــــــــــم

األول فكما يف الصحيحني من حديث عائشة قالت كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إذا أوى إىل فراشه نفث يف كفيه بقل هو اهللا أحد واملعوذتني مث ميسح ما وجهه وما بلغت يد من جسده وكما

ديث عوذة أيب الدرداء املرفوع اللهم أنت ريب ال إله إال أنت عليك توكلت وأنت رب العرش يف حالعظيم وقد تقدم وفيه من قاهلا أول اره مل تصبه مصيبة حىت ميسى ومن قاهلا آخر اره مل تصبه

ما يف مصيبة حىت يصبح وكما يف الصحيحني من قرأ اآليتني من آخر سورة البقرة يف ليلة كفتاه وكصحيح مسلم عن النيب صلى اهللا عليه وسلم من نزل مرتال فقال أعوذ بكلمات اهللا التامات من شر ما خلق مل يضره شيء حىت يرحتل من مرتله ذلك وكما يف سنن أيب داود أن رسول اهللا صلى اهللا عليه

ما فيك وشر ما وسلم كان يف السفر يقول بالليل يا أرض ريب وربك اهللا أعوذ باهللا من شرك وشر يدب عليك أعوذ اهللا من أسد وأسود ومن احلية والعقرب ومن ساكن البلد ومن والد وما ولد وأما الثاين فكما تقدم من الرقية بالفاحتة والرقية للعقرب وغريها مما يأيت فصل يف هديه صلى اهللا عليه

صلى اهللا عليه وسلم رخص وسلم يف رقية النملة قد تقدم من حديث أنس الذي يف صحيح مسلم أنه يف الرقية من احلمة والعني والنملة ويف سنن أيب داود عن الشفاء بنت عبد اهللا قالت دخل على رسول

اهللا صلى اهللا عليه وسلم

وأنا عند حفصة فقال أال تعلمني هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة النملة قروح خترج يف اجلنبني ة ألن صاحبه حيس يف مكانه كأن منلة تذب عليه وتعضه وأصنافها ثالثة وهو داء معروف ومسى منل

قال ابن قتيبة وغريه كان اوس يزعمون أن ولد الرجل من أخته إذا حط على النملة شفى صاحبها ومنه قول الشاعر وال عيب فينا غري حط ملعشر كرام وأنا ال حنط على النمل وروى اخلالل أن الشفاء

كانت ترقى يف اجلاهلية من النملة فلما هاجرت إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم وكانت بنت عبد اهللا قد بايعته مبكة قالت يا رسول اهللا إين كنت أرقي يف اجلاهلية من النملة وإين أريد أن أعرضها عليك

س فعرضتها فقالت باسم اهللا صليت حىت يعود من أفواها وال تضر أحدا اللهم اكشف الباس رب الناقال ترقى ا على عود سبع مرات وتقصد مكانا نظيفا وتدلكه على حجر خبل مخرة حاذق وتطليه

على النملة ويف احلديث دليل على جواز تعليم النساء الكتابة فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف رقي احلبة

وختفيفها ويف سنن ابن ماجه من قد تقدم قوله ال رقية إال يف عني أو محة احلمة بضم احلاء وفتح امليم حديث عائشة رخص رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف الرقية من احلية والعقرب ويذكر عن ابن شهاب الزهري قال لدغ بعض أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حية فقال النيب صلى اهللا

ون رقية احلية فلما يت عن الرقي عليه وسلم هل من راق فقالوا يا رسول اهللا إن آل حزم كانوا يرق تركوها فقال ادعوا عمارة بن حزم فدعوه فعرض عليه رقاه فقال ال بأس ا فأذن له فيها فرقاه

Page 79: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 79 النسيــــــــــم

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف رقبة القرحة واجلرح نسان أو أخرجا يف الصحيحني عن عائشة قالت كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إذا اشتكى اإل

كانت به قرحة أو جرح قال بإصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته باألرض مث رفعها وقال باسم اهللا تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى سقيمنا بإذن ربنا هذا من العالج السهل امليسر النافع املركب وهي

ألدوية إذ كانت معاجلة لطيفة يعاجل ا القروح واجلراحات الطرية السيما عند عدم غريها من اموجودة بكل أرض وقد علم أن طبيعة التراب اخلالص باردة يابسة جمففة لرطوبات القروح

واجلراحات اليت متنع الطبيعة من جودة فعلها وسرعة اندماهلا ال سيما يف البالد احلارة وأصحاب مع حرارة البلد األمزجة احلار فإن القروح واجلراحات يتبعها يف أكثر األمر سوء مزاج حار فيجت

واملزاج واجلراح وطبيعة التراب اخلالص باردة يابسة أشد من برودة مجيع األدوية املفردة الباردة فتقابل برودة التراب حارة املرض ال سيما إن كان التراب قد غسل وجفف ويتبعها أيضا كثرة الرطوبات

لرطوبة الرديئة املانعة من برئها وحيصل الرديئة والسيالن والتراب جمفف هلا مزيل لشدة يبسه وجتفيفه لبه مع ذلك تعديل مزاج العضو العليل ومىت اعتدل مزاج العضو قويت قواه املدبرة ودفعت عنه األمل بإذن اهللا ومعىن احلديث أنه يأخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة مث يضعها على التراب فيعلق ا

الكالم ملا فيه من بركة ذكر اسم اهللا وتفويض األمر إليه منه شيء فيمسح به على اجلرح ويقول هذاوالتوكل عليه فينضم أحد العالجني إىل اآلخر فيقوى التأثري وهل املراد بقوله تربة أرضنا مجيع األرض أو ارض املدينة خاصة فيه قوالن وال ريب أن من التربة ما تكون فيه خاصية ينفع خباصيته من أدواء

أسقاما رديئة قال جالينوس رأيت باألسكندرية مطحولني ومستسقني كثريا كثرية ويشفى ا يستعملون طني

مصر ويطلون به على سوقهم وأفخاذهم وسواعدهم وظهورهم وأضالعهم فينتفعون به منفعة بينة قال وعلى هذا النحو فقد يقع هذا الطالء لألورام العفنة والترهلة الرخوة قال وإين ألعرف قوما

أبدام كلها من كثرة استفراغ الدم من أسفل انتفعوا ذا الطني نفعا بينا وقوما آخرين شفوا ترهلتبه أو جاعا مزمنة كانت متمكنة يف بعض األعضاء متكنا شديدا فربأت وذهبت أصال وقال صاحب الكتاب املسيحي قوة الطني الوب من كنوس وهي جزيرة املصطكى قوة جتلو أو تغسل وتنبت

لحم يف القروح وختتم القروح انتهى وإذا كان هذا يف هذا التربات فما الظن بأطيب تربة على وجه الاألرض وأبركها وقد خالطت ريق رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وقارنت رقيته باسم ربه وتفويض

ذا أمر ال ينكره األمر إليه وقد تقدم أن قوي الرقية وتأثريها حبسب الراقي وانفعال املرقى عن رقيته وه

Page 80: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 80 النسيــــــــــم

طبيب فاضل عاقل مسلم فإن انتفى أحد األوصاف فليقل ماشاء فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج الوجع بالرقبة روى مسلم يف صحيحه عن عثمان بن أيب العاص أنه شكا إىل رسول اهللا

وسلم ضع يدك على صلى اهللا عليه وسلم وجعا جيده يف حسده منذ أسلم فقال النيب صلى اهللا عليه الذي تأمل من جسدك وقل باسم اهللا ثالثا وقل سبع مرات أعوذ بعزة اهللا وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ففي هذا العالج من ذكر اسم اهللا والتفويض إليه واالستعاذة بعزته وقدرته من شر األمل ما

السبع خاصية ال توجد يف يذهب به وتكراره ليكون أجنع وأبلغ كتكرار الدواء إلخراج املادة ويفغريها ويف الصحيحني أن النيب صلى اهللا عليه وسلم كان يعود بعض أهله ميسح عليه بيده اليمىن ويقول اللهم رب الناس أذهب الباس واشف أنت الشايف الشفاء إال شفاؤك شفاء ال يغادر سقما

فاء وأنه وحده الشايف وأنه ال شفاء ففي هذه الرقية توسل إىل اهللا بكمال ربوبيته وكمال رمحته بالش

إال شفاؤه فتضمنت التوسل إليه بتوحيده وإحسانه وربوبيته فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج حد املصيبة وحزا

قال تعال وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا هللا وإنا إليه راجعون اولئك عليهم ة واولئك هم املهتدون ويف املسند عنه صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ما من أحد صلوات من رم ورمح

تصيبه مصيبة فيقول إنا هللا وإنا إليه راجعون اللهم أجرين مصيبيت وأخلف يل خريا منها إال آجره اهللا يف مصيبته وأخلف له خريا منها وهذه الكلمة من أبلغ عالج املصاب وأنفعه له يف عاجلته وآجلته

فإا تتضمن أصلني عظيمني إذا حتقق العبد مبعرفتها تسلى عن مصيبته أحدمها أن العبد وأهله وماله ملك هللا عز وجل حقيقة وقد جعله عند العبد عارية فإذا أخذه منه فهو كاملعري يأخذ متاعه من

يف زمن يسري املستعري وأيضا فإنه حمفوف بعدمني عدم قبله وعدم بعده وملك العبد له متعة معارة وأيضا فإنه ليس هو الذي أوجده عن عدمه حىت يكون ملكه حقيقة وال هو الذي حيفظه من اآلفات بعد وجوده وال يبقى عليه وجوده فليس له فيه تأثري وال ملك حقيقي وأيضا فإنه متصرف فيه باألمر

فيه إال ما وافق أمر مالكه تصرف العبد املأمور املنهي ال تصرف املالك وهلذا ال يباح له من التصرفات احلقيقي والثاين أن مصري العبد ومرجعه إىل اهللا مواله احلق وال بد أن خيلف الدنيا

وراء ظهره وجييء ربه فردا كما خلقه أول مرة بال أهل وال مال وال عشرية ولكن باحلسنات

د أو يأسى على مفقود والسيئات فإذا كانت هذه بداية العبد وما خوله وايته فكيف يفرح مبوجوففكرة العبد يف مبدئه ومعاده من أعظم عالج هذا الداء ومن عالجه أن يعلم علم اليقني أن ما أصابه مل يكن ليخطئه وما أخطأه مل يكن ليصيبه قال تعاىل ما أصاب من مصيبة يف األرض وال يف أنفسكم

تأسوا على ما فاتكم وال تفرحوا مبا إال يف كتاب من قبل أن نربأها إن ذلك على اهللا يسري لكيال

Page 81: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 81 النسيــــــــــم

آتاكم واهللا ال حيب كل خمتال فخور ومن عالجه أن ينظر إىل ما أصيب به فيجد ربه قد أبقى عليه مثله أو أفضل منه وادخر له أن صرب ورضى ما هو أعظم من فوات تلك املصيبة بأضعاف مضاعفة

ر مصيبته بربد التآسي بأهل املصائب وليعلم وأنه لو شاء جلعلها أعظم مما هي ومن عالجه أن يطفى ناأنه يف كل واد بنو سعد ولينظر مينة فهل يرى إال حمنة مث ليعطف يسرة فهل يرى إال حصرة وأنه لو فتش العامل مل ير فيهم إال مبتلي إما بفوات حمبوب أو حصول مكروه وأن سرور الدنيا أحالم نوم أو

وإن سرت يوما ساءت دهرا وإن متعت قليال منعت كظل زائل إن أضحكت قليال أبكت كثرياطويال وما مألت دارا خرية إال مآلا عربة وال سرته بيوم سرور إال خبأت له يوم شرور قال ابن

مسعود رضي اهللا عنه لكل فرحة ترحة وما ملىء بيت فرحا إال مليء ترحا وقال ابن سريين ما كان ضحك قط إال من بعده بكاء

نت النعمان لقد رأيتنا وحنن من أعز الناس وأشدهم ملكا مث مل تغب الشمس حىت رأيتنا وقالت هند ب

وحنن أقل الناس وإنه حق على اهللا أن ال ميأل دارا خرية إال مألها عربة وسأهلا رجل أن حتدثه عن أمرها فقالت أصبحنا ذات صباح وما يف العرب أحد إال يرجونا مث أمسينا وما يف العرب أحد أال

يرمحنا وبكت أختها حرقة بنت النعمان يوما وهي يف عزها فقيل هلا ما يبكيك لعل أحدا آذاك قالت ال ولكن رأيت غضارة يف أهلي وقلما امتألت دار سرورا إال امتألت حزنا قال إسحق بن طلحة

ه باألمس دخلت عليها يوما فقلت هلا كيف رأيت عربات امللوك فقالت ما حنن يف اليوم خري مما كنا فيإنا جند يف الكتب أنه ليس من أهل بيت يعيشون يف خرية إال سيعقبون بعدها عربة وإن الدهر مل يظهر

لقوم بيوم حيبونه إال بطن هلم بيوم يكرهونه مث قالت فبينا نسوس الناس واألمر أمرنا إذا حنن فيهم جها أن يعلم أن اجلزع ال سوقةنتنصف فأف لدنيا ال يدوم نعيمها تقلب تارات بنا وتصرف ومن عال

يردها بل يضاعفها وهو يف احلقيقة من تزايد املرض ومن عالجها أن يعلم أن فوت ثواب الصرب والتسليم وهو من الصالة والرمحة واهلداية اليت ضمنها اهللا على الصرب واالسترجاع أعظم من املصيبة

صديقه ويغضب ربه ويسر شيطانه يف احلقيقة ومن عالجها أن يعلم أن اجلزع يشمت عدوه ويسيءوحيبط أجره ويضعف نفسه وإذا صرب واحتسب اقصى شيطانه ورده خاسئا وارضى ربه وسر صديقه

وساء عدوه ومحل عن إخوانه وعزاهم هو

قبل أن يعزوه فهذا هو الثبات والكمال األعظم ال لطم اخلدود وشق اجليوب والدعاء بالويل والثبور من عالجها أن يعلم أن ما يعقبه الصرب واالحتساب من اللذة واملسرة أضعاف والسخط علىاملقدور و

ما كان حيصل له ببقاء ما أصيب به لوبقي عليه ويكفيه من ذلك بيت اجلمد الذي يبىن له يف اجلنة على محده لربه واسترجاعه فلينظر أي املصيبتني أعظم مصيبة العاجلة أو مصيبة فوات بيت احلمد يف

Page 82: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 82 النسيــــــــــم

د ويف الترمذي مرفوعا يؤد ناس يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض باملقاريض يف الدنيا ملا جنة اخلليرون من ثواب أهل البالء وقال بعض السلف لوال مصائب الدنيا لو ردنا القيامة مفاليس ومن

عالجها أن يروح قلبه بروح رجاء اخللف من اهللا فإنه من كل شيء عوض إال اهللا فما منه عوض كماقيل من كل شيء إذا ضيعته عوض وما من اهللا إن ضيعته عوض ومن عالجها أن يعلم أن حفظه من املصيبة ما حتدثه له فمن رضى فله الرضا ومن سخط فله السخط فحظك منها ما أحدثتها لك فاخيت

إما خري احلظوظ أو شرها فإن أحدثت له سخطا وكفرا كتب يف ديوان اهلالكني وإن أحدثت له وتفريطا يف ترك واجب أو يف فعل حمرم كتب يف ديوان املفرطني وإن أحدثت له شكاية وعدم جزعا

صرب كتب يف ديوان املغبونني وإن أحدثت له اعتراضا على اهللا وقدحا يف حكمته فقد قرع باب الزندقة أو وجله وإن أحدثت له صربا وثباتا هللا كتب يف ديوان الصابرين وإن أحدثت له الرضا كتب يف ديوان الراضني وإن أحدثت له احلمد والشكر كتب يف ديوان الشاكرين وكان حتت لواء احلمد

مع احلمادين وإن أحدثت له

حمبة واشتياقا إىل لقاء ربه كتب يف ديوان احملبني املخلصني ويف مسند اإلمام أمحد والترمذي من من رضى فله الرضا ومن سخط فله حديث حممود بن لبيد يرفعه إن اهللا إذا احب قوما ابتالهم ف

السخط زاد أمحد ومن جزع فله اجلزع ومن عالجها أن يعلم أنه وإن بلغ يف اجلزع غايته فآخر أمره إىل صرب االضطرار وهو غري حممود وال مثاب قال بعض احلكماء العاقل يفعل يف أول يوم املصيبة ما

سلو البهائم ويف الصحيح مرفوعا الصرب عند يفعله اجلاهل بعد أيام ومن مل يصرب صرب الكرام سالالصدمة األوىل وقال األشعث بن قيس إنك إن صربت إميانا واحتسابا وإال سلوت سلو البهائم ومن عالجها أن يعلم أن أنفع األدوية له موافقة ربه وإهله فيما أحبه ورضيه له وأن خاصية احملبة وسرها

سخط ما حيبه وأحب ما يسخطه فقد شهد على نفسه موافقة احملبوب فمن أدعى حمبة حمبوب مثبكذبة ومتقت إىل حمبوبة وقال أبو الدرداء إن اهللا إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به وكان عمران ابن احلصني يقول يف علته أحبه إيل أحبه إليه وكذلك قال أبو العالية وهذا دواء وعالج ال يعمل إال مع

تعاجل به ومن عالجها أن يوازن بني أعظم اللذتني والتمتعني وأدومهما احملبني وال ميكن كل أحد أن يلذة متتعه مبا أصيب به ولذة متتعه بثواب اهللا له فإن ظهر له الرجحان فآثر الراجح فليحمد اهللا على توفيقه وإن آثر املرجوح من كل وجه فليعلم أن مصيبته يف عقله وقلبه ودينه أعظم من مصيبته اليت

ا أحكم احلاكمني وأرحم الرامحني وأنهأصيب ا يف دنياه ومن عالجها أن يعلم أن الذي ابتاله

سبحانه مل يرسل إليه البالء ليهلكه وال ليعذبه به وال ليجتاحه وإمنا افتقده به ليمتحن صربه ورضاه بني يديه رافعا عنه وإميانه وليسمع تضرعه وابتهاله ولرياه طرحيا ببابه الئذا جبنابة مكسور القلب

Page 83: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 83 النسيــــــــــم

قصص الشكوى إليه قال الشيخ عبد القادر يا بين إن املصيبة ما جاءت لتهلكك وإمنا جاءت لتمتحن صربك وإميانك بابين القدر سبع والسبع ال يأكل امليتة واملقصود أن املصيبة كري العبد الذي يسبك به

سبكناه وحنسبه جلينا فأبدى الكري حاصله فإما أن خيرج ذهبا أمحر وإما أن خيرج خبثا كله كما قيل عن خبث احلديد فإن مل ينفعه هذا الكري يف الدنيا فبني يديه الكري األعظم فإذا علم العبدان إدخاله

كري الدنيا ومسبكها خري له من ذلك الكري واملسبك وأنه ال بد من أحد الكريين فليعلم قدر نعمة اهللا علم أنه لوال حمن الدنيا ومصائبها ألصاب العبد من أدواء عليه يف الكري العاجل ومن عالجها أن ي

الكرب والعجب والقرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هالكه عاجال وآجال فمن رمحة أرحم الرامحني أن يتفقده يف األحيان بأنواع من ادوية املصائب تكون محية له من هذه األدواء وحفظا لصحة عبوديته

الرديئة املهلكة منه فسبحان من يرحم ببالئه ويبتلى بنعمائه كما قيل قد واستفراغا للمواد الفاسدة ينعم اهللا بالبوىل وإن عظمت ويبتلى اهللا بعض القوم بالنعم فلوال أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية احملن

ن على واالبتالء لطغوا وبغوا وعتوا واهللا سبحانه إذا أراد بعبد خريا سقاه دواء من اإلبتالء واالمتحاقدر حاله يستفرغ به من األدواء املهلكة حىت إذا هذبه ونقاه وصفاه أهله ال شرف مراتب الدنيا وهي عبوديته وأرفع ثواب اآلخرة وهو رؤيته وقربه ومن عالجها أن يعلم أن مرارة الدنيا هي بعينها حالوة

اآلخرة يقلبها اهللا سبحانه

وألن ينتقل من مارة منقطعة إىل حالوة دائمة خري له من كذلك وحالوة الدنيا بعينها مرارة اآلخرةعكس ذلك فإن خفي عليك هذا فأنظر إىل قول الصادق املصدوق حفت اجلنة باملكاره وحفت النار

بالشهوات ويف هذا املقام تفاوتت عقول اخلالئق وظهرت حقائق الرجال فأكثرهم آثر احلالوة تزول ومل حيتمل مرارة ساعة حبالوة األبد وال ذل ساعة لعز األبد املنقطعة على احلالوة الدائمة اليت ال

وال حمنة ساعة لعافية األبد فإن احلاضر عنده شهادة واملنتظر غيب واإلميان ضعيف وسلطان الشهوة حاكم فتولد من ذلك إيثار العاجلة ورفض األخرة وهذا حال النظر الواقع على ظاهر األمور واوائلها

النظر الثاقب الذي خيرق حجب العاجلة وجياوزه إىل العواقب والغايات فله شأن آخر ومبادئها وأمافادع نفسك إىل ما أعد اهللا ألوليئاه وأهل طاعته من النعيم املقيم والسعادة األبدية والفوز األكرب وما

يق بك أعد ألهل البطالة واإلضاعة من اخلزي والعقاب واحلسرات الدائمة مث اختر أي القسمني ألوكل يعمل على شاكلته وكل أحد يصبو إىل ما يناسبه وما هو األوىل به وال تستطل هذا العالج

فشدة احلاجة إليه من الطبيب والعليل دعت إىل بسطه وباهللا التوفيق فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج الكرب واهلم واحلزن

ول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كان يقول عند أخرجا يف الصحيحني من حديث ابن عباس أن رس الكرب ال إله إال اهللا العظيم احلليم ال إله إال اهللا رب العرش العظيم ال إله إال اهللا رب السموات السبع

Page 84: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 84 النسيــــــــــم

ورب األرض رب العرش الكرمي ويف جامع الترمذي عن أنس أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال

وم برمحتك استغيث وفيه عن أيب هريرة أن النيب صلى اهللا عليه وسلم كان إذا أمهه األمر يا حي يا قي

رفع طرفه إىل السماء فقال سبحان اهللا العظيم وإذا اجتهد يف الدعاء قال يا حي يا قيوم ويف سنن ايب محتك داود عن ايب بكر الصديق أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال دعوات املكروب اللهم ر

أرجو فال تكلين إىل نفسي طرفه عني وأصلح يل شأين كله ال إله إال أنت وفيها ايضا عن أمساء بنت عميس قالت قال يل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أال أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب أو يف

أمحد عن ابن الكرب اهللا ريب ال أشرك به شيئا ويف رواية أا تقال سبع مرات ويف مسند اإلماممسعود عن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال ما أصاب عبدا هم وال حزن فقال اللهم إين عبدك ابن

عبدك ابن امتك ناصييت بيدك ماض يف حكمك عدل يف قضاؤك أسألك بكل أسم هو لك مسيت به أن جتعل نفسك أو أنزلته يف كتباك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به يف علم الغيب عندك

القرآن العظيم ربيع قليب ونور صدري وجالء حزين وذهاب مهي إال أذهب اهللا حزنه ومهه وأبدله مكانه فرحا ويف الترمذي عن سعد بن أيب وقاص قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم دعوة ذي

مل يدع ا رجل النون إذ دعا ربه وهو يف بطن احلوت ال إله إال أنت سبحانك إين كنت من الظاملنيمسلم يف شيء قط إال استجيب له ويف رواية إين ألعلم كلمة ال يقوهلا مكروب إال فرج اهللا عنه

كلمة أخي يونس ويف سنن أيب داود عن أيب سعيد اخلدري قال دخل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ذات يوم يف املسجد فإذا هو برجل من األنصار يقال له ابو أمامة فقال

يا أبا أمامة مايل أراك يف املسجد يف غري وقت الصالة فقال مهوم لزمتين وديون يا رسول اهللا فقال أال أعلمك كالما إذا أنت قلته أذهب اهللا عز وجل مهك وقضى دينك قال قلت بلى يا رسول اهللا قال

والكسل قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إين أعوذ بك من اهلم واحلزن وأعوذ بك من العجز وأعوذ بك من اجلنب والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال قال ففعلت ذلك فأذهب اهللا عز وجل مهي وقضى عين ديين ويف سنن أيب داود عن ابن عباس قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

ال حيتسب من لزم االستغفار جعل اهللا له من كل هم فرجا ومن كل ضيق خمرجا ورزقه من حيث ويف املسند أن النيب صلى اهللا عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إىل الصالة وقد قال تعاىل واستعينوا

بالصرب الصالة ويف السنن عليكم باجلهاد فإنه من أبواب اجلنة يدفع اهللا به عن النفوس اهلم والغم وغمومه فليكثر من قول وال ويذكر عن ابن عباس عن النيب صلى اهللا عليه وسلم من كثرت مهومه

حول وال قوة إال باهللا وثبت يف الصحيحني أا كرت من كنوز اجلنة ويف الترمذي أا باب من أبواب

Page 85: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 85 النسيــــــــــم

اجلنة هذه األدوية تتضمن مخسة عشر نوعا من الدواء فإن مل تقو على إذهاب داء اهلم والغم واحلزن اغ كلي األول توحيد الربوبية الثاين توحيد فهو داء قد استحكم ومتكنت أسبابه وحيتاج إىل استفر

اإلهلية الثالث التوحيد العلمي االعتقادي الرابع ترتيه الرب تعاىل عن أن يظلم عبده أو يأخذه بال سبب من العبد يوجب ذلك اخلامس اعتراف العبد بأنه هو الظامل

ومن أمجعها ملعاين األمساء السادس التوسل إىل الرب تعاىل بأحب األشياء إليه وهو أمساؤه وصفاته

والصفات احلي القيوم السابع االستعانة به وحده الثامن إقرار العبد له بالرجاء التاسع حتقيق التوكل عليه والتفويض إليه واالعتراف له بأن ناصيته يف يده يصرفه كيف يشاء وأنه ماض فيه حكمه عدل

عله لقلبه كالربيع للحيوان وأن يستضىء به يف فيه قضاؤه العاشر أن يرتع قلبه يف رياض القرآن وجيظلمات الشبهات والشهوات وأن يتسلى به عن كل فائت ويتعزى به عن كل مصيبة ويستشفى به

من أدواء صدره فيكون جالء حزنه وشفاء مهه وغمه احلادي عشر االستغفار الثاين عشر التوبة الثالث لرباءة من احلول والقوة وتفويضهما إىل من مها بيده عشر اجلهاد الرابع عشر الصالة اخلامس عشر ا

فصل يف بيان جهة تأثري هذه األدوية يف هذه األمراض خلق اهللا سبحانه ابن آدم وأعضاءه وجعل لكل عضو منها كماال إذا فقده أحس باألمل وجعل مللكها وهو القلب كماال إذا فقده حضرته أسقامه

ن فإذا فقدت العني ما خلقت له من قوة اإلبصار وفقدت األذن ما وآالمه من اهلموم والغموم واألحزاخلقت له من قوة السمع وفقد اللسان ما خلق له من قوة الكالم فقدت كماهلا والقلب خلق ملعرفة فاطره وحمبته وتوحيده والسرور به واالبتهاج حببه والرضا عنه والتوكل عليه واحلب فيه والبغض فيه

عاداة فيه ودوامواملواالة فيه وامل

ذكره وأن يكون أحب إليه من كل ما سواه وأرجى عنده من كل ما سواه وأجل يف قلبه من كل ما سواه وال نعيم له وال سرور وال لذة بل وال حياة إال بذلك وهذا له مبرتلة الغذاء والصحة واحلياة فإذا

كل صوب إليه ورهن مقيم عليه فقد غذاءه وصحته وحياته فاهلموم والغموم واألحزان مسارعة من ومن أعظم أدوائه الشرك والذنوب والغفلة واالستهانة مبحابة ومراضيه وترك التفويض إليه وقلة

االعتماد عليه والركون إىل ما سواه والسخط مبقدوره والشك يف وعده ووعيده وإذا تأملت أمراض اها فدواؤه الذي ال دواء له سواه ما القلب وجدت هذه األمور وأمثاهلا هي أسباا ال سبب هلا سو

تضمنته هذه العالجات النبوية من األمور املضادة هلذه األدواء فإن املرض يزال بالضد والصحة حتفظ باملثل فصحته حتفظ ذه األمور النبوية وأمراضه بأضدادها فالتوحيد يفتح للعبد باب اخلري والسرور

راغ لألخالط واملواد الفاسدة اليت هي سبب أسقامه ومحية له واللذة والفرح واالبتهاج والتوبة استفمن التخليط فهي تغلق عنه باب الشرور فيفتح له باب السعادة واخلري بالتوحيد ويغلق باب الشرور

Page 86: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 86 النسيــــــــــم

بالتوبة واالستغفار قال بعض املتقدمني من ائمة الطب من أراد عافية اجلسم فليقلل من الطعام لقلب فليترك اآلثام وقال ثابت بن قرة راحة اجلسم يف قلة الطعام وراحة والشراب ومن أراد عافية ا

الروح يف قلة االثام وراحة اللسان يف قلة الكالم والذنوب للقلب مبرتلة السموم إن مل لكه أضعفته وال بد وإذا أضعفت قوته مل يقدر على مقاومة األمراض قال طبيب القلوب عبد اهللا بن املبارك

نوب متيت القلوب وقد يورث الذل إدماا وترك الذنوب حياة القلوب وخري لنفسك رأيت الذ

عصياا فاهلوى أكرب أدوائها وخمالفته أعظم أدويتها والنفس يف األصل خلقت جاهلة ظاملة فهي جلهلها تظن شفاءها يف اتباع هواها وإمنا فيه تلفها وعطبها ولظلمها ال تقبل من الطبيب الناصح بل

الداء موضع الدواء فتعتمده ويضع الدواء موضع الداء فتجتنبه فتيولد من بني إيثارها للداء يضع واجتناا للدواء أنواع من األسقام والعلل اليت تعىي األطباء ويتعذر معها الشفاء واملصيبة العظمى أا

حىت يصرح اللسان تركب ذلك على القدر فتربىء نفسها وتلوم را بلسان احلال دائما ويقوى اللوموإذا وصل العليل إىل هذه احلال فال يطمع يف برئه إال أن تتداركه رمحة من ربه فيحييه حياة جديدة

ويرزقه طريقه محيدة فلهذا كان حديث ابن عباس يف دعاء الكرب مشتمال على توحيد اإلهلية ن لكمال القدرة والرمحة والربوبية ووصف الرب سبحانه بالعظمة واحللم وهاتان الصفتان مستلزمتا

واإلحسان والتجاوز ووصفه بكمال ربوبيته للعامل العلوي والسفلي والعرش الذي هو سقف املخلوقات وأعظمها و الربوبية التامة تستلزم توحيده وأنه الذي ال تنبغي العبادة واحلب واخلوف

مال له وسلب كل نقص والرجاء واالحالل والطاعة إال له وعظمته املطلقة تستلزم إثبات كل كومتثيل عنه وحلمه يستلزم كمال رمحته وإحسانه إلىخلقه فنعلم القلب ومعرفته بذلك توجب حمبته وإجالله وتوحيده فيحصل له من اآلبتهاج واللذة والسرور مايدفع عنه أمل الكرب واهلم والغم وأنت

جتد املريض إذا ورد عليه

لطبيعة على دفع املرض احلسي فحصول هذا الشفاء ما يسر ويفرحه ويقوي نفسه كيف تقوى اللقلب أوىل وأحرى مث إذا قابلت بني ضيق الكرب وسعة هذه األوصاف اليت تضمنها دعاء الكرب

وجدته يف غاية املناسبة لتفريج هذا الضيق وخروج القلب منه إىل سعة البهجة والسرور وهذه األمور اشر قلبه حقائقها ويف تأثري قوله يا حي يا قيوم برمحتك إمنا يصدق ا من أشرقت فيه أنوارها وب

استغيث يف دفع هذا الداء مناسبة بديعة فإن صفة احلياة متضمنة جلميع صفات الكمال مستلزمة هلا وصفة القيومية متضمنة جلميع صفات اآلفعال وهلذا كان اسم اهللا األعظم الذي إذا دعي به أجاب

ي القيوم واحلياة التامة تضاد مجيع األسقام واآلالم وهلذا ملا كملت وإذا سئل به أعطى هو اسم احلحياة أهل اجلنة مل يلحقهم هم وال غم وال حزن وال شيء من اآلفات ونقصان احلياة يضر باألفعال

Page 87: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 87 النسيــــــــــم

وينايف القيومية فكمال القيومية لكمال احلياة فاحلي املطلق التام ال يفوته صفة الكمال البتة والقيوم ال ذر عليه فعل ممكن البتة فالتوسل بصفة احلياة والقومية له تأثري يف إزالة ما يضاد احلياة ويضر يتع

باألفعال ونظري هذا توسل النيب صلى اهللا عليه وسلم إىل ربه بربوبيته جلربيل وميكائيل وإسرافيل أن بحانه هؤالء األمالك يهديه ملا اختلف فيه من احلق بإذنه فإن حياة القلب باهلداية وقد وكل اهللا س

الثالثة باحلياة فجربيل موكل بالوحي الذي هو حياة القلوب وميكائيل بالقطر الذي هو حياة األبدان واحليوان وإسرافيل بالنفخ يف الصور الذي هو سبب حياة العامل وعود األرواح إىل أجسادها فالتوسل

اة له تأثري يف حصول املطلوب واملقصود أن إليه سبحانه بربويته هذه األرواح العظيمة املوكلة باحلي السم احلي القيوم تأثريا خاصا يف إجابة الدعوات وكشف الكربات

ويف السنن وصحيح ايب حامت مرفوعا اسم اهللا األعظم يف هاتني اآليتني وإهلكم إله واحد ال إله إال هو

يوم قال الترمذي حديث صحيح ويف الرمحن الرحيم وفاحتة آل عمران أمل اهللا ال إله إال هو احلي القالسنن وصحيح ابن حبان ايضا من حديث أنس أن رجال دعا فقال اللهم إين أسالك بأن لك احلمد ال إله إال أنت املنان بديع املسوات واألرض يا ذا اجلالل واإلكرام يا حي يا قيوم فقال النيب صلى اهللا

دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى وهلذا كان النيب عليه وسلم لقد دعا اهللا بامسه األعظم الذي إذاصلى اهللا عليه وسلم إذااجتهد يف الدعاء قال يا حي يا قيوم ويف قوله أللهم رمحتك أرجو فال تكلين

إىل نفسي طرفة عني واصلح يل شأين كله ال إله إال أنت من حتقيق الرجاء ملن اخلري كله بيديه ر إليه والتضرع إليه أن يتوىل إصالح شأنه وال يكله إىل نفسه واالعتماد عليه وحده وتفويض األم

والتوسل إليه بتوحيد ما له تأثري قوي يف دفع هذا الداء وكذلك قوله اهللا ريب ال أشرك به شيئا وأما حديث ابن مسعود اللهم إين عبدك ابن عبدك ففيه من املعارف اإلهلية وأسرار العبودية ماال يتسع له

ضمن االعتراف بعبوديته وعبودية آبائه وأمهاته وأن ناصيته بيده يصرفها كيف يشاء فال كتاب فإنه يتميلك العبد دونه لنفسه نفعا وال ضرا وال موتا وال حياة وال نشورا ألن من ناصيته بيد غريه فليس إليه

ك شيء من أمره بل هو عان يف قبضته ذليل حتت سلطان قهره وقوله ماض يف حكمك عدل يف قضاؤمتضمن ألصلني عظيمني عليهما مدار التوحيد أحدمها إثبات القدر وأن أحكام الرب تعاىل نافذة يف

عبده ماضيه فيه ال انفكاك له عنها وال حيلة له يف دفعها

والثاين أنه سبحانه عدل يف هذه األحكام غري ظامل لعبده بل ال خيرج فيها عن موجب العدل ة الظامل أو جهله أو سفهه فيستحيل صدوره ممن هو بكل شيء عليم واإلحسان فإن الظلم سببه حاج

ومن هو غين عن كل شيء وكل شيء فقري إليه ومن هو أحكم احلاكمني فال خترج ذرة من مقدروراته عن حكمته ومحده كما مل خيرج عن قدرته ومشيئته فحكمته نافذة حيث نفذت مشيئته

Page 88: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 88 النسيــــــــــم

على نبينا وعليه سلم وقد خوفه قومه بآهلتهم إين أشهد اهللا وقدرته وهلذا قال نيب اهللا هود صلى اهللاواشهدوا أين بريء مما تشركون من دونه فكيدوين مجيعا مث ال تنظرون إين توكلت على اهللا ريب وربكم ما من دابة إال هو آخذ بناصيتها إن ريب على صراط مستقيم أي مع كونه سبحانه آخذا

فهو على صراط مستقيم ال يتصرف فيهم إال بالعدل واحلكمة بنواصي خلقه وتصريفهم كما يشاء واإلحسان والرمحة فقوله ماض يف حكمك مطابق لقوله ما من دابة إال هو آخذ بناصيتها وقوله عدل يف قضاؤك مطابق لقوله إن ريب على صراط مستقيم مث توسل إىل ربه بامسائه اليت مسى ا نفسه ما

موا ومنها ما أستأثره يف علم الغيب عنده فلم يطلع عليه ملكا مقربا وال نبيا علم العباد منها وما مل يعلمرسال وهذه الوسيلة أعظم الوسائل وأحبها إىل اهللا وأقرا حتصيال للمطلوب مث سأله أن جيعل القرآن

ن لقلبه كالربيع الذي يرتع فيه احليوان وكذلك القرآن ربيع القلوب وأن جيعله شفاء مهه وغمه فيكوله مبرتلة الدواء الذي يستأصل الداء ويعيد البدن إىل صحته واعتداله وأن جيعله حلزنه كاجلالء الذي جيلو الطبوع واألصدية وغريها فأحرى ذا العالج إذا صدق العليل يف استعماله أن يزيل عنه داءه

ويعقبه

من كمال التوحيد والتعزية للرب شفاء تاما وصحة وعافية واهللا املوفق وأما دعوة ذي النون فإن فيهاتعاىل واعترف العبد بظلمة وذنبه ما هو من أبلغ أدوية الكرب واهلم والغم وأبلغ الوسائل إىل اهللا سبحانه يف قضاء حوائجه فإن التوحيد والترتيه يتضمنان إثبات كل كمال هللا وسلب كل نقص

الشرع والثواب والعقاب ويوجب انكساره وعيب ومتثيل عنه واالعتراف بالظلم يتضمن إميان العبد بورجوعه إىل اهللا واستقالة عثرته واالعتراف بعبوديته وافتقاره إىل ربه فمنها أربعة أمور قد وقع التوسل ا التوحيد والترتيه والعبودية واالعتراف وأما حديث أيب أمامة اللهم إين أعوذ بك من اهلم واحلزن

أشياء كل اثنني منها قرينان مزدوجان فاهلم واحلزن أخوان والعجز فقد تضمن االستعاذة من مثانيةالكسل أخوان واجلنب والبخل أخوان وضلع الدين وغلبة الرجال أخوان فأن املكروه املؤمل إذا ورد

على القلب فإما أن يكون سببه أمرا ماضيا فيوجب له احلزن وإن كان امرا متوقعا يف املستقبل أوجب بد عن مصاحله وتفويتها عليها إما أن يكون من عدم القدرة وهو العجز أو من عدم اهلم وختلف الع

اإلرادة وهو الكسل وحبس خرية ونفعه عن نفسه وعن بين جنسه إما أن يكون منع نفعه ببدنه فهو اجلنب أو مباله فهو البخل وقهر الناس له إما حبق فهو ضلع الدين أو بباطل فهو غلبة الرجال فقد

حلديث االستعاذة من كل شر وأماتأثري االستغفار يف دفع اهلم والغم والضيق فلما اشترك يف تضمن االعلم به أهل امللل وعقالء كل أمة أن املعاصي والفساد توجب اهلم والغم واخلوف واحلزن وضيق

الصدر وأمراض القلب حىت إن أهلها إذا قضوا منها أو وطارهم وسئمتها نفوسهم ارتكبوها

Page 89: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 89 النسيــــــــــم

ملا جيدونه يف صدورهم من الضيق واهلم والغم كما قال شيخ الفسوق وكأس شربت على لذة دفعاوأخرى تداوتت منها ا وإذا كان هذا تأثري الذنوب واالثام يف القلوب فال دواء هلا إال التوبة

ها من واالستغفار وأما الصالة فشأا يف تفريح القلب وتقويته وشرحه وابتهاجه ولذته أكرب شأن وفياتصال القلب والروح باهللا وقربه والتنعم بذكره واالبتهاج مبناجاته والوقوف بني يديه واستعمال مجيع البدن وقواه وآالته يف عبوديته وإعطاء كل عضوحظه منها واشتغاله عن التعلق باملخلوق ومالبستهم

حالة الصالة ما صارت به وحماورم واجنذاب قوي قلبه وجوارحه إىل ربه وفاطره وراحته من عدوه من أكرب األدوية واملفرحات واألغذية اليت ال تالئم إال القلوب الصحيحة وأما القلوب العليلة فهي

كاألبدان العلية التناسبها األغذية الفاضلة فالصالة من أكرب العون على حتصيل مصاحل الدنيا واآلخرة دافعة ألدواء القلوب ومطردة للداء عن اجلسد ودفع مفاسد الدنيا واآلخرة وهي منهاة عن اإلمث و

ومنورة للقلب وبيضة للوجه ومنشطة للجوارح والنفس وجالبة للرزق ودافعة للظلم وناصرة للمظلوم وقامعة ألخالط الشهوات وحافظة للنعمة ودافعة للنقمة ومرتلة للرمحة وكاشفة للغمة ونافعة من كثري

سننه من حديث جماهد عن أيب هريرة قال رآين رسول اهللا من أوجاع البطن وقد روى ابن ماجة يفصلى اهللا عليه وسلم وأنا نائم أشكو من وجع بطين فقال يل يا ابا هريرة اشكم درد قال قلت نعم يا رسول اهللا قال قم فصل فإن يف الصالة شفاء وقد روى هذا احلديث موقوفا على أيب هريرة وأنه هو

الذي قال ذلك اهد وهو

أشبه ومعىن هذه اللفظة بالفارسية أيوجعك بطنك فإن مل ينشرح صدر زنديق األطباء ذا العالج فيخاطب بصناعة الطب ويقال له الصالة رياضة النفس والبدن مجيعا إذ كانت تشتمل على حركات وأوضاع خمتلفة من االنتصاب والركوع والسجود والتورك واالنتقاالت وغريها من األوضاع اليت يتحرك معها أكثر املفاصل وينغمز معها أكثر األعضاء الباطنة كاملعدة واألمعاء وسائر آالت النفس والغذاء فما ينكر أن يف هذه احلركات تقوية وحتليال للمواد وال سيما بواسطة قوة النفس وانشراحها

ه الرسل والتعوض يف الصالة فتقوى الطبيعة فيندفع األمل ولكن داء الزندقة واإلعراض عما جاءت بعنه باإلحلاد داء ليس له دواء إال نار تلظى ال يصالها إال األشقى الذي كذب وتوىل وأما تأثري اجلهاد يف دفع اهلم والغم فأمر معلوم بالوجدان فإن النفس مىت تركت صائل الباطل وصولته واستيالءه اشتد

هللا ذلك اهلم واحلزن فرحا ونشاطا وقوة كما مهها وغمها وكرا وخوفها فإذا جاهدته هللا تعاىل أبدل اقال تعاىل قاتلوهم يعذم اهللا بأيديكم وخيزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنني ويذهب غيظ قلوم فال شيء أذهب جلوى القلب وغمه ومهه وحزنه من اجلهاد واهللا املتسعان وأما تأثري ال

فلما فيها من كمال التفويض والتربىء من احلول والقوة إال حول وال قوة إال باهللا يف دفع هذا الداء به وتسليم األمر كله له وعدم منازعته يف شيء منه وعموم ذلك لكل حتول من حال إىل حال يف

Page 90: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 90 النسيــــــــــم

العامل العلوي والسفلي والقوة على ذلك التحول وأن ذلك كله باهللا وحده فال يقوم هلذه الكلمة شيء ل ملك من السماء وال يصعد إليها إال بال حول وال قوة إال باهللا وهلا تأثري ويف بعض اآلثار أنه ما يرت

عجيب يف طرد الشيطان واهللا املستعان

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج الفزع واألرق املانع من النوم يا رسول اهللا روى الترمذي يف جامعه عن بريدة قال شكا خالد إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم فقال

ما أنام الليل من األرض فقال النيب صلى اهللا عليه وسلم إذا أويت إىل فراشك فقل أللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب األرضني وما أقلت ورب الشياطني وما أضلت كن يل جارا من

ه غريك شر خلقك كلهم مجيعا أن يفرط على أحد منهم أو يبغى على عز وجارك وجل ثناؤك وال إلوفيه ايضا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع أعوذ بكلمات اهللا التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن مهزات الشياطني وأعوذ بك رب

لقه عليه وال أن حيضرون قال وكان عبد اهللا بن عمر يعلمهن من عقل من بنيه ومن مل يعقل كتبه وع خيفى مناسبة هذه العوذة لعالج هذا الداء

فصل يف هديه صلى اهللا عليه وسلم يف عالج داء احلريق وإطفائه يذكر عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إذا رأيتم

هي مادة الشيطان اليت خلق منها وكان احلريق فكربوا فإن التكبري يطفئه ملا كان احلريق سببه النار و فيه من الفساد

العام ما يناسب الشيطان مبادته وفعله كان للشيطان إعانة عليه وتنفيذا له وكانت النار تطلب بطبعها العلو والفساد وهذان األمران ومها العلو يف األرض والفساد مها هدي الشيطان وإليهما يدعو وما

الشيطان كل منهما يريد العلو يف األرض والفساد وكربياء الرب عز وجل يهلك بىن آدم فالنار وتقمع الشيطان وفعله وهلذا كان تكبري اهللا عز وجل له أثر ىف إطفاء احلريق فإن كربياء اهللا عز وجل ال

يقوم هلا شيء فإذا كرب املسلم ربه أثر تكبريه ىف تكبريه ىف مخود النار ومخود الشيطان الىت هي مادتهفيطفىء احلريق وقد جربنا حنن وغرينا هذا فوجدنا كذلك واهللا أعلم فصل ىف هديه ىف حفظ الصحة ملا كان اعتدال البدن صحته وبقاؤه إمنا بواسطة الرطوبة املقاومة للحرارة فالرطوبة مادته واحلرارة

الرطوبة هى تنضجها وتدفع فضالا وتصلحها وتلطفها وإال أفسدت البدن ومل ميكن قيامه وكذلكغذاء احلرارة فلوال الرطوبة ألحرقت البدن وأيبسته وأفسدته فقوام كل واحدة منهما بصاحبتها وقوام

البدن ما مجيعا وكل منهما مادة لألخرى فاحلرارة مادة للرطوبة حتفظها ومتنعها من الفساد

Page 91: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 91 النسيــــــــــم

إىل الزيادة على األخرى واالستحالة والرطوبة مادة للحرارة تغذوها وحتملها ومىت مالت إحدامها حصل ملزاج البدن اإلحنراف حبسب ذلك فاحلرارة دائما حتلل الرطوبة فيحتاج البدن إىل ما به خيلف

عليه ما حللته احلرارة ضرورة بقائه وهو الطعام والشراب ومىت زاد على مقدار التحلل ضعفت وأفسدت فحصلت األمراض املتنوعة احلرارة عن حتليل فضالته فاستحالت مواد رديئة فعاثت ىف البدن

حبسب تنوع موادها وقبول األعضاء واستعدادها

وهذا كله مستفاد من قوله وكلوا وأشربوا وال تسرفوا فأرشد عباده إىل إدخال ما يقيم البدن من الطعام والشراب عوض ما حتلل منه وأن يكون بقدر ما ينتفع به البدن ىف الكمية والكيفية فمىت جاوز

كان إسرافا وكالمها مانع من الصحة جالب للمرض أعىن عدم األكل والشرب أو اإلسراف فيه ذلكفحفظ الصحة كله ىف هاتني الكلمتني اإلهليتني وال ريب أن البدن دائما ىف التحلل واالستخالف

ة وإذا وكلما كثر التحلل ضعفت احلرارة لفناء مادا فإن كثرة التحلل تفىن الرطوبة وهى مادة احلرارضعفت احلرارة ضعف اهلضم وال يزال كذلك حىت تفىن الرطوبة وتنطفىء احلرارة مجلة فيستكمل العبد األجل الذى كتب اهللا له أن يصل إليه فغاية عالج اإلنسان لنفسه ولغريه حراسة البدن إىل أن

والصحة والقوة ما فإن يصل إىل هذه احلالة ال أنه يستلزم بقاء احلرارة والرطوبة اللتني بقاء الشباب هذا مما مل حيصل لبشر ىف هذه الدار وإمنا غاية الطبيب أن حيمى الرطوبة عن مفسداا من العفونة

وغريها وحيمى احلرارة عن مضعفاا وبعدل بينهما بالعدل ىف التدبري الذى به قام بدن اإلنسان كما مها بالعدل ومن تأمل هدى النيب وجده أن به قامت السموات واألرض وسائر املخلوقات إمنا قوا

أفضل هدى ميكن حفظ الصحة به فإن حفظها موقوف على حسن تدبري املطعم واملشرب وامللبس واملسكن واهلواء والنوم واليقظة واحلركة والسكون واملنكح واالستفراغ واالحتباس فإذا حصلت هذه

ن والعادة كان أقرب إىل دوام الصحة والعافية أو على الوجه املعتدل املوافق املالئم للبدن والبلد والسغلبتها إىل انقضاء األجل وملا كانت الصحة من أجل نعم اهللا على عبده وأجزل عطاياه وأوفر منحه

بل

العافية أجل النعم على اإلطالق فحقيق ملن رزق حظا من التوفيق مراعاا وحفظها ومحايتها عما حه من حديث ابن عباس قال قال رسول اهللا نعمتان مغبون يضادها وقد روى البخارى ىف صحي

فيهما كثري من الناس الصحة والفراغ وىف الترمذى وغريه من حديث عبد اهللا بن حمصن األنصارى قال قال رسول اهللا من أصبح معاىف ىف جسده آمنا ىف سربه عنده قوت يومه فكأمنا حيزت له الدنيا

ريرة عن النىب أنه قال أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من وىف الترمذى أيضا من حديث أىب هالنعيم أن يقال له أمل نصح لك جسمك ونروك من املاء البارد ومن ههنا قال من قال من السلف ىف

Page 92: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 92 النسيــــــــــم

قوله تعاىل مث لتسألن يومئذ عن النعيم قال عن الصحة وىف مسند اإلمام أمحد أن النىب قال للعباس يا اهللا سل اهللا العافية ىف الدنيا واآلخرة وفيه عن أىب بكر الصديق قال مسعت رسول عباس يا عم رسول

اهللا يقول سلوا اهللا اليقني واملعافاة فما أويت أحد بعد اليقني خريا من العافية فجمع بني عافيىت الدين ات اآلخرة والعافية والدنيا وال يتم صالح العبد ىف الدارين إال باليقني والعافية فاليقني يدفع عنه عقوب

تدفع عنه أمراض الدنيا ىف قلبه وبدنه وىف سنن النسائى من حديث أىب هريرة يرفعه سلوا اهللا العفو والعافية واملعافاة فما أوتى أحد بعد يقني خريا من العافية وهذه الثالثة تتضمن إزالة الشرور املاضية

ا تتضمن املداومة واإلستمرار على العافية وىف الترمذى بالعفو واحلاضرة بالعافية واملستقبلة باملعافاة فإمرفوعا ما سئل اهللا شيئا أحب إليه من العافية وقال عبد الرمحن بن أىب ليلى عن أىب الدرداء قلت يا

رسول اهللا ألن أعاىف

فأشكر أحب إيل من أن أبتلى فأصرب فقال رسول اهللا ورسول اهللا حيب معك العافية ويذكر عن ابن عباس أن أعرابيا جاء إىل رسول اهللا فقال له ما أسأل اهللا بعد الصلوات اخلمس فقال سل اهللا العافية فأعاد عليه فقال له ىف الثالثة سل اهللا العافية ىف الدنيا واآلخرة وإذا كان هذا شأن العافية والصحة

هلدى على اإلطالق به حفظ فيذكر من هديه ىف مراعاة هذه األمور ما يتبني ملن نظر فيه أنه أكمل اصحة البدن والقلب وحياة الدنيا واآلخرة واهللا املستعان وعليه التكالن وال حول وال قوة إال باهللا

فصل فأما املطعم واملشرب فلم يكن من عادته حبس النفس على نوع واحد من األغذية ال يتعداه إىل حيانا فإن مل يتناول غريه ضعف أو هلك وإن ما سواه فإن ذلك يضر بالطبيعة جدا وقد يتعذر عليها أ

تناول غريه مل تقبله الطبيعة فاستضر به فقصرها على نوع واحد دائما ولو أنه أفضل األغذية خطر مضر بل كان يأكل ما جرت عادة أهل بلده بأكله من اللحم والفاكهة واخلبز والتمر وغريه مما

هنا وإذا كان ىف أحد الطعامني كيفية حتتاج إىل كسر ذكرناه ىف هديه ىف املأكول فعليك مبراجعته هوتعديل كسرها وعدهلا بضدها إن أمكن كتعديله حرارة الرطب بالطبيخ وإن مل جيد ذلك تناوله على حاجة وداعية من النفس من غري إسراف فال تتضرر به الطبيعة وكان إذا عافت نفسه الطعام مل يأكله

أصل عظيمومل حيملها إياه على كره وهذا

ىف حفظ الصحة فمىت أكل اإلنسان ما تعافه نفسه وال تشتهيه كان تضرره به أكثر من انتفاعه قال أنس ما عاب رسول اهللا طعاما قط إن اشتهاه أكله وإال تركه ومل يأكل منه وملا قدم إليه الضب

أعافه فراعى عادته املشوى مل يأكل منه فقيل له أهو حرام قال ال ولكن مل يكن بأرض قومي فأجدىنوشهوته فلما مل يكن يعتاد أكله بأرضه وكانت نفسه ال تشتهيه أمسك عنه ومل مينع من أكله من يشتهيه ومن عادته أكله وكان حيب اللحم وأحبه إليه الذراع ومقدم الشاة ولذلك سم فيه وىف

Page 93: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 93 النسيــــــــــم

بيد وغريه عن ضباعة الصحيحني أتى رسول اهللا بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه وذكر أبو عبنت الزبري أا ذحبت ىف بيتها شاة فأرسل إليها رسول اهللا أن أطعمينا من شاتكم فقالت للرسول ما بقى عندنا إال الرقبة وإىن ألستحى أن أرسل ا إىل رسول اهللا فرجع الرسول فأخربه فقال ارجع إليها

وأبعدها من األذى وال ريب أن أخف حلم الشاة فقل هلا أرسلى ا فإا هادية الشاة وأقرب إىل اخلريحلم الرقبة وحلم الذراع والعضد وهو أخف على املعدة وأسرع اضاما وىف هذه مراعاة األغذية الىت جتمع ثالثة أوصاف األول كثرة نفعها وتأثريها ىف القوى الثاىن خفتها على املعدة وعدم ثقلها عليها

ا يكون من الغذاء والتغذى باليسري من هذا أنفع من الكثري من الثالث سرعة هضمها وهذا أفضل م غريه

وكان حيب احللواء والعسل وهذه الثالثة أعىن اللحم والعسل واحللواء من أفضل األغذية وأنفعها

للبدن والكبد واألعضاء ولالغتذاء ا نفع عظيم ىف حفظ الصحة والقوة وال ينضر منها إال من به علة أكل اخلبز مأدوما ما وجد له إداما فتارة يأدمه باللحم ويقول هو سيد طعام أهل الدنيا وآفة وكان ي

واآلخرة رواه ابن ماجه وغريه وتارة بالبطيخ وتارة بالتمر فإنه وضع مترة على كسرة وقال هذا إدام فأدم هذه وىف هذا من تدبري الغذاء أن خبز الشعري بارد يابس والتمر حار رطب على أصح القولني

خبز الشعري به من أحسن التدبري ال سيما ملن تلك عادم كأهل املدينة وتارة باخلل ويقول نعم اإلدام اخلل وهذا ثناء عليه حبسب مقتضى احلال احلاضر ال تفضيل له على غريه كما يظن اجلهال وسبب

ما عندنا إال خل نعم احلديث أنه دخل على أهله يوما فقدموا له خبزا فقال هل عندكم من إدام قالوااإلدام اخلل واملقصود أن أكل اخلبز مأدوما من أسباب حفظ الصحة خبالف االقتصار على أحدمها وحده ومسى األدم أدما إلصالحه اخلبز وجعله مالئما حلفظ الصحة ومنه قوله ىف إباحته للخاطب

ن الزوج يدخل على بصرية فال يندم النظر إنه أحرى أن يؤدم بينهما أى أقرب إىل االلتئام واملوافقة فإوكان يأكل من فاكهة بلده عند جميئها وال حيتمى عنها وهذا أيضا من أكرب أسباب حفظ الصحة فإن اهللا سبحانه حبكمته جعل ىف كل بلد من الفاكهة ماينتفع به أهلها ىف وقته فيكون تناوله من أسباب

ن احتمى عن فاكهة بلده خشية السقم إال وهو صحتهم وعافيتهم ويغىن عن كثري من األدوية وقل ممن أسقم الناس جسما وأبعدهم من الصحة والقوة وما ىف تلك الفاكهة من الرطوبات فحرارة الفصل

وحرارة املعدة

تنضجها وتدفع شرها إذا مل يسرف ىف تناوهلا ومل حيمل منها الطبيعة فوق ما حتتمله ومل يفسد ا دها بشرب املاء عليها وتناول الغذاء بعد التحلى منها فإن القولنج كثريا ما الغذاء قبل هضمه وال أفس

حيدث عند ذلك فمن أكل منها ما ينبغى ىف الوقت الذى ينبغى على الوجه الذى ينبغى كانت له دواء

Page 94: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 94 النسيــــــــــم

نافعا فصل ىف هديه ىف هيئة اجللوس لألكل صح عنه أن قال ال آكل متكئا وقال إمنا أجلس كما وآكل كما يأكل العبد وروى ابن ماجه ىف سننه أنه ى أن يأكل الرجل وهو منبطح جيلس العبد

على وجهه وقد فسر االتكاء بالتربع وفسر باالتكاء على الشىء وهو االعتماد عليه وفسر باالتكاء نع على اجلنب فإنه واألنواع الثالثة من اإلتكاء فنوع منها يضر باألكل وهو اإلتكاء على اجلنب فإنه مي

جمرى الطعام الطبيعى عن هيئته ويعوقه عن سرعة نفوذه إىل املعدة ويضغط املعدة فال يستحكم فتحها للغذاء وأيضا فإا متيل وال تبقى منتصبة فال يصل الغذاء إليها بسهولة وأما النوعان اآلخران فمن

ل وهو مقع ويذكر عنه أنه جلوس اجلبابرة املناىف للعبودية وهلذا قال آكل كما يأكل العبد وكان يأككان جيلس لألكل متوركا على ركبتيه ويضع بطن قدمه اليسرى على ظهر قدمه اليمىن تواضعا لربه

عز وجل وأدبا بني يديه واحتراما للطعام وللمؤاكل فهذه اهليئة أنفع هيئات األكل وأفضلها ألن عليه مع ما فيها من اهليئة األدبية األعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعى الذى خلقها اهللا سبحانه

وأجود ما اغتذى اإلنسان إذا كانت أعضاؤه على وضعها الطبيعى وال يكون كذلك إال إذا كان اإلنسان منتصبا االنتصاب الطبيعى وأردأ اجللسات ألكل اإلتكاء على اجلنب ملا تقدم من أن املرىء

تبقىوأعضاء االزدراد تضيق عند هذه اهليئة واملعدة ال

على وضعها الطبيعى ألا تنعصر مما يلى البطن باألرض ومما بلى الظهر باحلجاب الفاصل بني آالت الغذاء وآالت النفس وإن كان املراد باالتكاء االعتماد على الوسائد والوطاء الذى حتت اجلالس

رة ومن يريد اإلكثار من فيكون املعىن أىن إذا أكلت مل أقعد متكئا على األوطية والوسائد كفعل احلبابالطعام لكىن آكل بلغة كما يأكل العبد فصل وكان يأكل بأصابعه الثالث وهذا أنفع ما يكون من

األكالت فإن األكل بإصبع أو إصبعني ال يستلذ به اآلكل وال ميريه وال يشبعه إال بعد طول وال تفرح إغماض كما يأخذ الرجل حقه حبة أو آالت الطعام واملعدة مبا يناهلا ىف كل أكلة فتأخذها على

حبتني أو حنو ذلك فال يلتذ بأخذه وال يسر به واألكل باخلمسة والراحة يوجب ازدحام الطعام على آالته وعلى املعدة ورمبا استدت اآلالت فمات وتغصب االآلت على دفعه واملعدة على احتماله وال

اقتدى به باألصابع الثالث فصل ومن تدبر جيد له لذة وال استمراء فأنفع األكل أكله وأكل منأغذيته وما كان يأكله وجده مل جيمع قط بني لنب ومسك وال بني لنب وحامض وال بني غذائني حارين

وال باردين وال لزجني وال قابضني وال مسهلني وال غليظني وال مرخيني وال مستحيلني إىل خلط ضم وبطيئه وال بني شوي وطبيخ وال بني طرى واحد وال بني خمتلفني كقابض ومسهل وسريع اهل

وقديد وال بني لنب وبيض وال بني حلم ولنب ومل يكن يأكل طعاما ىف وقت شدة حرارته وال طبيخا بائتا يسخن له بالغد وال شيئا من األطعمة العفنة واملاحلة كالكوامخ واملخلالت وامللوحات وكل هذه

الصحة واالعتدال وكان يصلح ضرر بعض األغذية ببعض األنواع ضار مولد ألنواع من اخلروج عن

Page 95: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 95 النسيــــــــــم

إذا وجد إليه سبيال فيكسر حرارة هذا

بربودة هذا ويبوسة هذا برطوبة هذا كما فعل ىف القثاء والرطب وكما كان يأكل التمر بالسمن وهو احليس ويشرب نقيع التمر يلطف به كيموسات األغذية الشديدة وكان يأمر بالعشاء ولو بكف منمتر ويقول ترك العشاء مهرمة ذكره الترمذى ىف جامعه وابن ماحه ىف سننه وذكر أبو نعيم عنه أنه كان ينهى عن النوم على األكل ويذكر أنه يقسى القلب وهلذا ىف وصايا األطباء ملن أراد حفظ

وهم أو الصحة أن ميشى بعد العشاء خطوات ولو مائة خطوة وال ينام عقبه فإنه مضر جدا وقال مسلميصلى عقيبه ليستقر الغذاء بقعر املعدة فيسهل هضمه وجيود بذلك ومل يكن من هديه أن يشرب على طعامه فيفسده وال سيما إن كان املاء حارا أو باردا فإنه ردىء جدا قال الشاعر ال تكن عند أكل

جلوف داء سخن وبرد ودخول احلمام تشرب ماء فإذا ما اجتنبت ذلك حقا مل ختف ما حييت ىف اويكره شرب املاء عقيب الرياضة والتعب وعقيب اجلماع وعقيب الطعام وقبله وعقيب أكل الفاكهة

وإن كان الشرب عقيب بعضها أسهل من بعض وعقب احلمام وعند االنتباه من النوم فهذا كله ديه ىف مناف حلفظ الصحة وال اعتبار بالعوئد فإا طبائع ثوان فصل ىف هديه ىف الشراب وأما ه

الشراب فمن أكمل هدى حيفظ به الصحة فإنه كان يشرب العسل املمزوج باملاء البارد وىف هذا من حفظ الصحة ما ال يهتدى إىل معرفته إال أفاضل األطباء

فإن شربه ولعقة على الريق يذيب البلغم ويغسل مخل املعدة وجيلوا لزوجتها ويدفع عنها الفضالت

سددها ويفعل مثل ذلك بالكبد والكلى واملثانة وهو أنفع للمعدة من كل ويسخنها باعتدال ويدفع حلو دخلها وإمنا يضر بالعرض لصاحب الصفراء حلدته وحدة الصفراء فرمبا هيجها ودفع مضرته هلم باخلل فيعود حينئذ هلم نافعا جدا وشربه أنفع من كثري من األشربة املتخذة من السكر أو أكثرها وال

يعتد هذه األشربة وال ألفها طبعه فإنه إذا شرا ال يالئمه مالئمة العسل وال قريبا منه سيما ملن ملواحملكم ىف ذلك العادة فإا دم أصوال وتبىن أصوال وأما الشراب إذا مجع وصفى احلالوة والربودة

شديد فمن أنفع شيء للبدن ومن أكرب أسباب حفظ الصحة ولألرواح والقوى والكبد والقلب عشق له واستمداد منه وإذا كان فيه الوصفان حصلت به التغذية وتنفيذ الطعام إىل األعضاء وإيصاله إليها أمت تنفيذ واملاء البارد رطب يقمع احلرارة وحيفظ على البدن رطوباته األصلية ويرد عليه بدل ما حتلل

على قولني فأثبت طائفة منها ويرقق الغذاء وينفذه ىف العروق واختلف األطباء هل يغذى البدنالتغذية به بناء على ما يشاهدونه من النمو والزيادة والقوة ىف البدن به وال سيما عند شدة احلاجة إليه قالوا وبني احليوان والنبات قدر مشترك من وجوه عديدة منها النمو واالغتذاء واالعتدال وىف النبات

باملاء فما ينكر أن يكون للحيوان به نوع غذاء وأن قوة حس وحركة تناسبه وهلذا كان غذاء النبات

Page 96: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 96 النسيــــــــــم

يكون جزءا من غذائه التام

قالوا وحنن ال ننكر أن قوة الغذاء ومعظمه ىف الطعام وإمنا أنكرنا أن ال يكون للماء تغذية البتة قالوا اء مادة حياة وأيضا الطعام إمنا يغذى مبا فيه من املائية ولوالها ملا حصلت به التغذية قالوا وألن امل

احليوان والنبات وال ريب أن ما كان أقرب إىل مادة لشيء حصلت به التغذية فكيف إذا كانت مادته األصلية قال اهللا تعاىل وجعلنا من املاء كل شيء حي فكيف ينكر حصول التغذية مبا هو مادة احلياة

رد تراجعت إليه قواه ونشاطه على اإلطالق قالوا وقد رأينا العطشان إذا حصل له الرى باملاء الباوحركته وصرب عن الطعام وانتفع بالقدر اليسري منه ورأينا العطشان ال ينتفع بالقدر الكثري من الطعام وال جيد به القوة واالغتذاء وحنن ال ننكر أن املاء ينفذ الغذاء إىل أجزاء البدن وإىل مجيع األعضاء وأنه

ر على من سلبه قوة التغذية عنه البتة ويكاد قوله عندنا يدخل ىف ال يتم أمر الغذاء إال به وإمنا ننكإنكار األمور الوجدانية وأنكرت طائفة أخرى حصول التغذية به واحتجت بأمور يرجع حاصلها إىل عدم االكتفاء به وأنه ال يقوم مقام الطعام وأنه ال يزيد ىف منو األعضاء وال خيلف عليها بدل ما حللته

ذلك مما ال ينكره أصحاب التغذية فإم جيعلون تغذيته حبسب جوهره ولطافته ورقته احلرارة وحنووتغذية كل شيء حبسبه وقد شوهد اهلواء الرطب البارد اللني يغذى حببه والرائحة الطيبة تغذى نوعا

لزبيب أو من الغذاء فتغذية املاء اظهر وأظهر واملقصود أنه إذا كان باردا وخالطه ما حيليه كالعسل أو ا التمر أو السكر كان من أنفع ما يدخل البدن وحفظ عليه صحته فلهذا كان أحب الشراب

إىل رسول اهللا البارد احللو واملاء الفاتر ينفخ ويفعل ضد هذه األشياء وملا كان املاء البائت أنفع من

ل من ماء بات ىف الذى يشرب وقت استقائه قال النيب وقد دخل إىل حائط أىب اهليثم بن التيهان هشنه فأتاه به فشرب منه رواه البخاري ولفظه إن كان عندكم ماء بات يف شنه وإال كرعنا واملاء البائت مبرتلة العجني اخلمري والذي شرب لوقته مبرتلة الفطري وأيضا فإن األجزاء الترابيه واألرضية

البائت منه وقالت عائشة كان رسول تفارقه إذا بات وقد ذكر أن النيب كان يستعذب له املاء وخيتار اهللا يستسقى له املاء العذب من بئر السقيا واملاء الذي يف القرب والشنان ألذ من الذي يكون يف آنية الفخار واألحجار وغريمها وال سيما أسقية األدم وهلذا التمس النيب ماء بات يف شنة دون غريها من

رب األدم خاصة لطيفة ملا فيها من املسام املنفتحة يرشح منها األواين ويف املاء إذا وضع يف الشنان وقاملاء وهلذا املاء الذي يف الفخار الذي يرشح ألذ منه وأبرد يف الذي ال يرشح فصلوات اهللا وسالمه

على أكمل اخللق وأشرفهم نفسا وأفضلهم هديا يف كل شىء لقد دل أمته على أفضل األمور وأنفعها دان يف الدنيا واآلخرة قالت عائشة رضي اهللا عنها كان أحب الشراب إىل رسول هلم يف القلوب واألب

اهللا احللو البارد وهذا حيتمل ان يريد به املاء العذب كمياه العيون واآلبار احللوة فإنه كان يستعذب له

Page 97: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 97 النسيــــــــــم

وهو األظهر املاء وحيتمل أن يريد به املاء املمزوج بالعسل أو الذي نقع فيه التمر أو الزبيب وقد يقال يعمها مجيعا وقوله يف احلديث الصحيح إن كان عندك ماء بات يف شن وإال كرعنا

دليل على جواز الكرع وهو الشرب بالفم من احلوض واملقراة وحنوها وهذه واهللا أعلم واقعة عني

اد حترمه دعت احلاجة فيها إىل الكرع بالفم أو قاله مبينا جلوازه فإن من الناس من يكره واألطباء تكويقولون إنه يضر باملعدة وقد روى يف حديث ال أدرى ما حاله عن ابن عمر رضي عنهما أن النيب

انا ان نشرب على بطوننا وهو الكرع وانا أن نغترف باليد الواحدة وقال ال يلغ أحدكم كما يلغ ري أصح من هذا وإن الكلب وال يشرب بالليل من إناء حىت خيتربه إال أن يكون خممرا وحديث البخا

صح فال تعارض بينهما إذ لعل الشرب باليد مل يكن ميكن حينئذ فقال وإال كرعنا والشرب بالفم إمنا يضر إذا انكب الشارب على وجهه وبطنه كالذي يشرب من اهلر والغدير فأما إذا شرب منتصبا بفمه

من هديه الشرب قاعدا من حوض مرتفع وحنوه فال فرق بني أن يشرب بيده أو بفمه فصل وكانهذا كان هديه املعتاد وصح عنه أنه أمر الذي شرب قائما وصح عنه أنه أمر الذي شرب قائما أن يستقىء وصح عنه أنه شرب قائما فقالت طائفة هذا ناسخ للنهي وقالت طائفة بل مبني ان النهي

أصال فإنه إمنا شرب قائما ليس املتحرمي بل لإلرشاد وترك األوىل وقالت طائفة ال تعارض بينهما للحاجة فإنه إمنا يشرب قائما حلاجة فإنه جاء إىل زمزم وهم يستسقون منها فاستسقى فناولوه الدلو فشرب وهو قائم وهذا كان موضع حاجة وللشرب قائما آفات عديدة منها أنه ال حيصل به الري

ل بسرعة وحدة إىل املعدة فيخشى منه التام وال يستقر يف املعدة حىت يقسمه الكبد على األعضاء ويرت ان يربد حرارا ويشوشها ويسرع النفوذ إىل أسافل البدن بغري تدريج وكل هذا يضر بالشارب

واما إذا فعله نادرا أو حلاجة مل يضره وال يعترض بالعوائد على هذا فإن العوائد طبائع ثوان وهلا

فقهاء فصل ويف صحيح مسلم من حديث أنس أحكام أخرى وهي مبرتله اخلارج عن القياس عند البن مالك قال كان رسول اهللا يتنفس يف الشراب ثالثا ويقول إنه أروى وأمرأ وأبرأ الشراب يف لسان الشارع ومحلة الشرع هو املاء ومعىن تنفسه يف الشراب إبانه القدح عن فيه وتنفسه خارجه مث يعود

خر إذا شربت أحدكم فال يتنفس يف القدح ولكن إىل الشراب كما جاء مصرحا به يف احلديث اآللينب اإلناء عن فيه ويف هذا الشرب حكم مجة وفوائد مهمة وقد نبه على جمامعها بقوله إنه أروى

وأمرأ وأبرأ فاروى أشد ريا وأبلغه وانفعه وأبرأ أفعل من الربء وهو الشفاء أي يربى من شدة العطش دفعات فتسكن الدفعة الثانية ما عجزت األوىل عن تسكينه والثالثة ما ودائه لتردده على املعدة امللتهبة

عجزت الثانية عنه وأيضا فإنه أسلم حلرارة املعدة وابقى عليها من أن يهجم عليها البارد وهلة واحدة ولة واحدة وأيضا فإنه ال يروى ملصادفته حلرارة العطش حلظة مث يقلع عنها وملا تكسر سورا

Page 98: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 98 النسيــــــــــم

انكسرت مل تبطل بالكلية خبالف كسرها على التمهل والتدريج وأيضا فإنه أسلم عاقبة وحدثها وإنوآمن غائله من تناول مجيع ما يروى دفعة واحدة فإنه خياف منه أن يطفيء احلرارة الغريزية بشدة

برده وكثرة كميته أو يضعفها فيؤدي ذلك إىل فساد مزاج املعدة والكبد وإىل أمراض رديئة خصوصا سكان البالد احلارة كاحلجاز واليمن وحنومها أو يف األزمنة احلارة كشدة الصيف فإن الشرب يف

وهلة واحدة خموف عليهم جدا فإن احلار الغريزي ضعيف يف بواطن أهلها ويف تلك األزمنه احلارة وقوله وأمرأ هو أفعل من مرىء الطعام والشراب يف بدنه إذا دخله وخالطه

ع ومنه فكلوه هنيئا مريئا هنيئا يف عاقبته مريئا يف مذاقه وقيل معناه أنه أسرع احندارا بسهولة ولذة ونف

عن املريء لسهولته وخفته عليه خبالف الكثري فانه ال يسهل على املريء احنداره ومن آفات الشرب نفس لة واحدة أنه خياف منه الشرق بأن ينسد جمرى الشراب لكثرة الوارد عليه فيغص به فإذا ت

رويدا مث شرب أمن من ذلك ومن فوائده أن الشارب إذا شرب أول مرة تصاعد البخار الدخاىن احلار الذي كان على القلب والكبد مبرور املاء البارد عليه فأخرجته الطبيعة عنها فإذا شرب مرة واحدة

والغصة وال يهنأ اتفق نزول املاء البارد وصعود البخار فيتدافعان ويتعاجلان ومن ذلك حيدث الشرقالشارب باملاء وال ميرئه وال يتم ريه وقد روى عبداهللا بن املبارك والبيهقى وغريمها عن النىب إذا شرب أحدكم فليمص املاء مصا وال يعب عبا فان الكياد من العب والكياد بضم الكاف وختفيف الباء وهو

ى الكبد يؤملها ويضعف حرارا وسبب وجع الكبد وقد علم بالتجربة أن ورود املاء مجلة واحدة علذلك املضادة اليت بني حرارا وبني ما ورد عليها من كيفية املربود وكميته ولو ورد بالتدريج شيئا فشيئا مل يضادحرارا ومل يضعفها وهذا مثاله صب املاء البارد على القدر وهى تفور ال يضرها صبه

نه ال تشربوا نفسا واحدا كشرب البعري ولكن اشربوا مثىن قليال قليال وقد روى الترمذى يف جامعه ع وثالث ومسوا إذا أنتم شربتم وامحدوا إذا انتم فرغتم

وللتسمية يف أول الطعام والشراب ومحد اهللا يف آخره تأثري عجيب يف نفعه واستمرائه ودفع مضرته

أوله ومحد اهللا يف آخره وكثرت قال األمام أمحد إذا مجع الطعام أربعا فقد كمل إذا ذكر اسم اهللا يفعليه األيدي وكان من حل فصل وقد روى مسلم يف صحيحه من حديث جابر بن عبداهللا قال

مسعت رسول اهللا يقول غطوا اإلناء وأوكوا السقاء فأن يف السنة ليلة يرتل فيها الوباء ال مير بإناء ليس لداء وهذا مما ال تناله علوم األطباء ومعارفهم عليه غطاء وسقاء ليس عليه وكاء إال وقع فيه من ذلك ا

وقد عرفه من عرفه من عقالء الناس وبالتجربة قال الليث بن سعد أحد رواة احلديث األعاجم عندنا يتقون تلك الليلة يف السنة يف كانون األول منها وصح عنه أنه أمر بتخمري اإلناء ولوأن يعرض عليه

كمة انه ال ينسى ختمريه بل يعتاد حىت بالعود وفيه انه رمبا أراد عودا ويف عرض العود عليه من احل

Page 99: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 99 النسيــــــــــم

الدبيب أن يسقط فيه فيمر على العود فيكون العود جسرا له مينعه من السقوط فيه وصح عنه أنه أمر عند ايكاء اإلناء بذكر اسم اهللا فان ذكر اسم اهللا عند ختمري اإلناء يطرد عنه الشياطني وإبكاؤه يطرد

ام ولذلك أمر بذكر اسم اهللا يف هذين موضعني هلذين املعنيني وروى البخاري يف صحيحه من عنه اهلوحديث ابن عباس أن رسول اهللا ى عن الشرب من يف السقاء ويف هذا آداب عديدة منها أن تردد

أنفاس الشارب فيه يكسبه زهومة ورائحة كريهة يعاف ألجلها ومنها أنه رمبا غلب الداخل إىل جوفه من املاء فتضرر به ومنها انه رمبا كان فيه حيوان ال يشعر به فيؤذيه ومنها أن املاء

رمبا كان فيه قذاة أو غريها ال يراها عند الشرب فتلج جوفه ومنها أن الشرب كذلك ميال البطن من

نعون مبا اهلواء فيضيق عن أخذ حظه من املاء أو يزامحه أو يؤذيه ولغري ذلك من احلكم فان قيل فما تصيف جامع الترمذى أن رسول اهللا دعا باداوة يوم أحد فقال اختنث قم االداوة مث شرب منها من فمها قلنا نكتفى فيه بقول الترمذي هذا حديث ليس إسناده بصحيح عبداهللا ابن عمر العمرى يضعف من

عنه عن رجل من قبل حفظه وال أدرى مسع من عيسى أو ال انتهى يريد عيسى بن عبداهللا الذي رواهاألنصار فصل ويف سنن أيب داود من حديث أيب سعيد اخلدري قال ى رسول اهللا عن الشرب يف

ثلمة القدح وأن ينفخ يف الشراب وهذه من اآلداب اليت يتم ا مصلحة الشارب فان الشرب من ثلمة مع إىل الثلمة خبالف القدح فيه عدة مفاسد أحدها أن ما يكون على وجه املاء من قذى أو غريه جيت

اجلانب الصحيح والثاين انه رمبا شوش على الشارب ومل يتمكن من حسن الشرب من الثلمة الثالث أن الوسخ والزهومة جتتمع يف الثلمة وال يصل إليها الغسل كما يصل إىل اجلانب الصحيح الرابع أن

د اجلانب الصحيح فإن الرديء من الثلمة حمل العيب يف القدح وهى اردأ مكان فيه فينبغي جتنبه وقصكل شئ ال خري فيه ورأى بعض السلف رجال يشترى حاجة رديئة فقال ال تفعل أما علمت أن اهللا نزع الربكة من كل رديء اخلامس أنه رمبا كان يف الثلمة شق أم حتديد جيرح فم الشارب ولغري هذه

من املفاسد

افخ رائحة كريهة يعاف ألجلها وال سيما أن كان متغري وآما النفخ يف الشراب فانه يكسبه من فم النالفم وباجلملة فأنفاس النافخ ختالطه وهلذا مجع رسول اهللا بني النهى عن التنفس يف اإلناء والنفخ فيه يف احلديث الذي رواه الترمذي وصححه عن ابن عباس رضى اهللا عنهما قال ى رسول اهللا أن يتنفس

فان قيل فما تصنعون مبا يف الصحيحني من حديث أنس أن رسول اهللا كان يف اإلناء أو ينفخ فيه يتنفس يف اإلناء ثالثا قيل نقابله بالقبول والتسليم وال معارضة بينه وبني األول فان معناه أنه كان

يتنفس يف شربه ثالثا وذكر اإلناء ألنه آلة الشرب وهذا كما جاء يف احلديث الصحيح أن إبراهيم ابن اهللا مات يف الثدي أي يف مدة الرضاع فصل وكان يشرب اللنب خالصا تارة ومشوبا باملاء رسول

Page 100: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 100 النسيــــــــــم

أخرى ويف شرب اللنب احللو يف تلك البالد احلارة خالصا ومشوبا نفع عظيم يف حفظ الصحة وترطيب البدن ورى الكبد وال سيما اللنب الذي ترعى دوابه الشيح والقيصوم واخلزامى وما أشبهها

نها غذاء مع األغذية وشراب مع األشربة وداء مع األدوية ويف جامع الترمذى عنه إذا أكل فان لبأحدكم طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خريا منه وإذا سقى لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه

وزدنا منه فانه ليس شئ جيزئ من الطعام والشراب أال اللنب قال الترمذى هذا حديث حسن

فصل وثبت يف صحيح مسلم انه كان ينتبذ له أول الليل ويشربه إذا اصبح يومه ذلك والليلة اليت جتئ والغد والليلة األخرى والغد إىل العصر فان بقى منه شئ سقاه اخلادم أو أمر به فصب وهذا النبيذ هو

القوة وحفظ الصحة ماء يطرح فيه متر حيليه وهو يدخل يف الغذاء والشراب وله نفع عظيم يف زيادة ومل يكن يشربه بعد ثالث خوفا من تغريه إىل االسكار فصل يف تدبريه ألمر امللبس وكان من أمت

اهلدى وانفعه للبدن وأخفه عليه أيسره لبسا وخلعا وكان أكثر لبسه الردية واألزر وهى أخف على يف لبسه ملا يلبسه أنفع البدن من غريها وكان يلبس القميص بل كان أحب الثياب إليه وكان هديه

شئ للبدن فانه مل يكن يطيل أكمامه ويوسعها بل كانت كم قميصه إىل الرسغ ال جتاوز اليد فتشق على البسها ومتنعه خفة احلركة والبطش وال تقصر عن هذه فتربز للحر والربد وكان ذيل قميصه

ده وجيعله كاملقيد ومل يقصر عن وإزاره إىل أنصاف الساقني مل يتجاوز الكعبني فيؤذى املاشى ويؤوعضلة ساقه فتنكشف فيتأذى باحلر والربد ومل تكن عمامته بالكبرية اليت تؤذى الرأس محلها ويضعفه وجيعله عرضة للضعف واآلفات كما يشاهد من حال أصحاا وال بالصغرية اليت تقصر عن وقاية

حنكه ويف ذلك فوائد عديدة فإاالرأس من احلر والربد بل وسطا بني ذلك وكان يدخلها حتت

تقي العنق احلر والربد وهواثبت وال سيما عند ركوب اخليل واإلبل والكر والفر وكثري من الناس اختذ الكالليب عوضا عن التحنك ويباعد ما بينهما يف النفع والزينة وأنت إذا تأملت هذه اللبسة وجدا

وقوته أبعدها من التكلف واملشقة على البدن وكان من أنفع اللبسات وابلغها يف حفظ صحة البدنيلبس اخلفاف يف السفر دائما وأغلب أحواله حلاجة الرجلني إىل ما يقيهما من احلر والربد ويف احلضر أحيانا وكان أحب ألوان الثياب إليه البياض واحلربة وهى الربودة احملربة ومل يكن من هديه لبس احلمر

وال املصقول واما احللة احلمراء اليت لبسها فهى الرداء اليماين الذي فيه سواد وال األسود وال املصبغومحرة وبياض كاحللة اخلضراء فقد لبس هذه وهذه وقد تقدم تقرير ذلك وتغليط من زعم انه لبس ة األمحر القاين مبا فيه الكفاية فصل يف تدبريه ألمر املسكن ملا علم انه على ظهر سري وان الدنيا مرحلمسافر يرتل فيها مدة عمره مث ينتقل عنها إىل اآلخرة مل يكن من هديه وهدى أصحابه ومن تبعه االعتناء باملساكن وتشييدها وتعليتها وزخرفتها وتوسيعها بل كانت من أحسن منازل املسافر تقى

Page 101: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 101 النسيــــــــــم

تعشش فيها احلر والربد وتستر عن العيون ومتنع من الولوج الدواب ال خياف سقوطها لفرط ثقلها والاهلوام لسعتها وال تعتور عليها األهوية والرياح املؤذية الرتفاعها وليست حتت األرض فتؤذى سكاا وال يف غاية االرتفاع عليها بل وسط وتلك أعدل املساكن وانفعها واقلها حرا وبردا وال تضيق عن

سكاا فينحصر وال

خلوها ومل يكن فيها كنف تؤذى ساكنها برائحتها تفضل عنه بغري منفعة وال فائدة فتأوى اهلوام يفبل رائحتها من أطيب الروائح ألنه كان حيب الطيب وال يزال عنده ورحيه هو من أطيب الرائحة

وعرقه من أطيب الطيب ومل يكن يف الدار كنيف تظهر رائحته وال ريب أن هذه من أعدل املساكن دبريه ألمر النوم واليقظة ومن تدبر نومه ويقظته وأنفعها وأوفقها للبدن وحفظ صحتة فصل يف ت

وجده اعدل نوم وانفعه للبدن واألعضاء والقوى فانه كان ينام أول الليل ويستيقظ أول النصف الثاين فيقوم ويستاك ويتوضأ ويصلى ما كتب اهللا له فيأخذ البدن واألعضاء والقوى حظها من النوم

ر وهذا غاية صالح القلب والبدن والدنيا واآلخرة ومل يكن والراحة وحظها من الرياضة مع وفور اجليأخذ من النوم فوق القدر احملتاج إليه وال مينع نفسه من القدر احملتاج إليه منه وكان يفعله على اكمل الوجوه فينام إذا دعته احلاجة إىل النوم على شقه األمين ذاكرا اهللا حىت تغلبه عيناه غري ممتلئ البدن من

ام والشراب وال مباشر جبنبه األرض وال متخذ للفراش املرتفعة بل له ضجاع من أدم حشوه ليف الطعوكان يضجع على الوسادة ويضع يده حتت خده أحيانا وحنن نذكر فصال يف النوم والنافع منه

والضار فنقول النوم حالة للبدن يتبعها غور احلرارة الغريزية والقوى إىل باطن البدن لطلب

احة وهو نوعان طبيعي وغري طبيعي فالطبيعي إمساك القوى النفسانية على أفعاهلا وهى قوى احلس الرواحلركة اإلرادية ومىت أمسكت هذه القوى عن حتريك البدن استرخى واجتمعت الرطوبات واألخبرة

ترخى اليت كانت تتحلل وتتفرق باحلركات واليقظة يف الدماغ الذي هو مبدأ هذه القوى فيتخدر ويسوذلك النوم الطبيعي واما النوم الغري طبيعي فيكون لعرض أو مرض وذلك بأن تستوىل الرطوبات على الدماغ استيالء ال تقدر اليقظة على تفريقها أو تصعد أخبرة رطبة كثرية كما يكون عقيب االمتالء من

عن أفعاهلا فيكون النوم الطعام والشراب فتثقل الدماغ وترخيه فيتخدر ويقع إمساك القوى النفسانية وللنوم فائدتان جليلتان إحدامها سكون اجلوارح وراحتها مما يعرض هلا من التعب فرييح احلواس من نصب اليقظة ويزيل االعياء والكالل والثانية هضم الغذاء ونضج األخالط ألن احلرارة الغريزية يف

د ظاهره وحيتاج النائم إىل فضل دثار وانفع وقت النوم تفور إىل باطن البدن فتعني على ذلك وهلذا يربالنوم أن ينام على الشق األمين ليستقر الطعام ذه اهليئة يف املعدة استقرارا حسنا فان املعدة أميل إىل اجلانب األيسر قليال مث يتحول الشق األيسر قليال ليسرع اهلضم بذلك الستمالة املعدة على الكبد مث

Page 102: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 102 النسيــــــــــم

األمين ليكون الغذاء أسرع احندارا عن املعدة فيكون النوم على اجلانب األمين يستقر نومه على اجلانب بداءة نومه وايته وكثرة النوم على اجلانب األيسر مضر بالقلب وبسبب ميل األعضاء إليه فتنصب

أليه املواد واردأ النوم النوم على الظهر وال يضر االستلقاء عليه للراحة من غري نوم

ن ينام منبطحا على وجهه ويف املسند وسنن ابن ماجه عن أىب إمامة قال مر النىب على وأرادأ منه أرجل نائم يف املسجد منبطحا على وجهه فضربه برجله وقال قم أو اقعد فإا نومة جهنمية قال

ابقراط يف كتاب التقدمة وأما نوم املريض على بطنه من غري أن يكون عادته يف صحته جرت بذلك ل على اختالط عقل وعلى امل يف نواحى البطن قال الشراح لكتابه ألنه خالف العادة اجليدة فذلك يد

وإىل هيئه رديئة من غري سبب ظاهر وال باطن والنوم املعتدل ممكن للقوى الطبيعة من أفعاهلا ومريح اح ونوم النهار للقوة النفسانية مكثر من جوهر حاملها حىت انه رمبا عاد باإلرخاء مانعا من حتلل األرو

رديء يورث األمراض الرطوبية والنوازل ويفسد اللون ويورث الطحال ويرخى العصب ويكسل ويضعف الشهوة إال يف الصيف وقت اهلاجرة وأردؤه نوم أول النهار وأردأ منه النوم آخره بعد العصر

عة اليت تقسم فيها األرزاق ورأى عبداهللا بن عباس ابنا له نائما نومة الصبحة فقال له قم أتنام يف الساوقيل نوم النهار ثالثة خبق وخلق ومحق فاخللق نومه اهلاجرة وهى خلق رسول اهللا واخلرق نومة الضحى يشغل عن أمر الدنيا واآلخرة واحلمق نومة العصر قال بعض السلف من نام بعد العصر

تورث الفتىخباال ونومات فاختلس عقله فال يلومن إال نفسه وقال الشاعر أال أن نومات الضحى العصري جنون ونوم الصبحة مينع الرزق ألن ذلك وقت تطلب فيه اخلليقة أرزاقها وهو وقت

قسمة األرزاق فنومه حرمان إال لعارض أو ضرورة وهو مضر جدا بالبدن الرخائه البدن افساده

بل التربز واحلركة للفضالت اليت ينبغى حتليلها بالرياضة فيحدث تكسرا وعيا وضعفا وان كان قوالرياضة واشغال املعدة بشيء فذلك الداء العضال املولد ألنواع من األدواء والنوم يف الشمس يثري الداء الدفني ونوم اإلنسان بعضه يف الشمس وبعضه يف الظل رديء وقد روى أبو داود يف سننه من

ص عنه الظل فصار بعضه يف حديث أىب هريرة قال قال رسول اهللا إذا كان أحدكم يف الشمس فقلالشمس وبعضه يف الظل فليقم ويف سنن ابن ماجه وغريه من حديث بريدة بن احلصيب أن رسول اهللا ى أن يقعد الرجل بني الظل والشمس وهذا تنبيه على منع النوم بينهما ويف الصحيحني عن الرباء بن

ة مث اضجع على شقك اليمن مث عازب أن رسول اهللا قال إذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصالقل اللهم إىن أسلمت نفسى إليك ووجهت وجهى إليك وفوضت أمري إليك وأجأت ظهري إليك

رغبة ورهبة إليك ال ملجأ وال منجى منك إال إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت عن عائشة أن واجعلهن آخر كالمك فإن مت من ليلتك مت على الفطرة ويف صحيح البخاري

Page 103: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 103 النسيــــــــــم

رسول اهللا كان اذا صلى ركعىت الفجر يعىن سنتها اضجع على شقه األمين وقد قيل ان احلكمة يف النوم على اجلانب األمين ان ال يستغرق النائم يف نومه ألن القلب فيه ميل أىل جهة اليسار فإذا نام على

ستقرار النائم واستثقاله يف نومه جنبه األمين طلب القلب مستقره من اجلانب األيسر وذلك مينع من ا خبالف قراره يف النوم على اجلانب

اليسار فإنه مستقر فيحصل بذلك الدعة التامة فيستغرق االنسان يف نومه ويستثقل فيفوته مصاحل دينه ودنياه وملا كان النائم مبرتلة امليت والنوم أخو املوت وهلذا يستحيل على احلى الذى ال ميوت سبحانه

اجلنة ال ينامون فيها و كان النائم حمتاجا اىل من حيرس نفسه وحيفظها مما يعرض هلا من اآلفات وأهلوحيرس بدنه أيضا من طوارق اآلفات وكان ربه وفاطره تعاىل هو املتوىل لذلك وحده علم النىب النائم

له وحراسته لنفسه ان يقول كلمات التفويض وااللتجاء والرغبة والرهبة ليستدعى ا كمال حفظ اهللا وبدنه وأرشده مع ذلك اىل ان يستذكر االميان وينام عليه وجيعل التكلم به آخر كالمه فانه رمبا توفاه اهللا يف منامه فاذا كان االميان آخر كالمه دخل اجلنة وقوله أسلمت فتضمن هذا اهلدى يف املنام مصاحل

خرة فصلوات اهللا وسالمه على من نالت به أمته القلب والبدن والروح يف النوم واليقضة والدنيا واآلكل خري نفسى اليك أي جعلتها مسلمة لك تسليم العبد اململوك نفسه اىل سيده ومالكه وتوجيه وجهه إليه يتضمن اقباله بالكلية على ربه واخالص القصد واالرادة له واقراره باخلضوع والذل

ت وجهى هللا ومن اتبعن وذكر الوجه اذ هو اشرف ما واالنقياد قال اهللا تعاىل فإن حاجوك فقل اسلمىف االنسان وجممع احلواس وايضا ففيه معىن التوجه والقصد من قوله رب العباد إليه الوجه والعمل وتفويض األمر اليه رده اىل اهللا سبحانه وذلك يوجب سكون القلب وطمأنينته والرضا مبا يقضيه

من أشرف مقامات العبودية وال علة فيه وهو من مقامات وخيتار له مما حيبه ويرضاه والتفويضاخلاصة خالفا لزاعمى خالف ذلك وإجلاء الظهر اليه سبحانه يتضمن قوة االعتماد عليه والثقة به

والسكون

اليه والتوكل عليه فان من أسند ظهره اىل ركن وثيق مل خيف السقوط وملا كان للقلب قوتان قوة اهلرب وهى الرهبة وكان العبد طالبا ملصاحلة هاربا من مضارة مجع االمرين الطلب وهى الرغبة وقوة

يف هذا التفويض والتوجه فقال رغبة ورهبة اليك مث اثىن على ربه بأنه ال ملجأ للعبد سواه وال منجا له من غريه فهو الذى يلجأ اليه العبد لينجيه من نفسه كما يف احلديث االخر اعوذ برضاك من سخطك

فوك من عقوبتك وأعوذ بك منك فهو سبحانه الذى يعيذ عبده وينجيه من بأسه الذى مبشيئته وبعوقدرته فمنه البالء ومنه االعانة ومنه ما يطلب النجاة منه واليه االلتجاء يف النجاة فهو الذى يلجأ اليه

ه وان ميسك اهللا يف ان ينجى مما منه ويستعاذ به مما منه فهو رب كل شىء وال يكون شىء أال مبشيئت

Page 104: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 104 النسيــــــــــم

بضر فال كاشف له إال هو وقل من ذا الذى يعصمكم من اهللا ان اراد بكم سوءا أو أراد بكم رمحة مث ختم الدعاء باالقرار باالميان بكتابه ورسوله الذى هو مالك النجاة والفوز يف الدنيا واآلخرة فهذا

ل واما هديه يف يقظته فكان هديه يف نومه لو مل يقل اىن رسول لكان شاهد يف هديه ينطق فصيستيقظ اذا صاح الصارخ وهو الديك فيحمد اهللا تعاىل ويكربه ويهلله ويدعوه مث يستاك مث يقوم اىل وضوئه مث يقف للصالة بني يدى ربه مناجيا له بكالمه مثنيا عليه راجيا له راغبا راهبا فاى حفظ

رة فوق هذا فصل وانا تدبري احلركة لصحة القلب والبدن والروح والقوى لنعيم الدنيا واآلخوالسكون وهو الرياضة فنذكر منها فصال يعلم منه مطابقة هديه يف ذلك ألكمل أنواعه وأمحدها

وأصوهلا فنقول من املعلوم افتقار البدن يف بقائه اىل الغذاء والشراب وال يصري الغذاء جبملته جزءا من ة ما اذا كثرت على ممر الزمان اجتمع منها شىء له البدن بل ال بد ان يبقى منه عند كل هضم بقي

كمية وكيفية فيضر بكميته بأن يسد ويثقل البدن ويوجب أمراض

االحتباس وان استفرغ تأذى البدن باألدوية ألن أكثرها مسية وال ختلو من اخراج الصاحل املنتفع به احلرارة الغريزية عن انضاجه ويضر بكيفيته بان يسخن بنفسه او بالعفن او يربد بنفسه او يضعف

وسدد الفضالت ال حمالة ضارة تركت أو استفرغت واحلركة أقوى األسباب يف منع تولدها فاا تسخن األعضاء وتسيل فضالا فال جتتمع على طول الزمان ويعود البدن اخلفة والنشاط وجيعله قابال

ع األمراض املادية وأكثر األمراض للغذاء ويصلب املفاصل ويقوى األوتار والرباطات ويؤمن مجياملزاجية اذا استعمل القدر املعتدل منه يف وقته وكان باقى التدبري صوابا ووقت الرياضة بعد احندار الغذاء وكما اهلضم والرياضة املعتدلة هي الىت حتمر فيها البشرة وتربو ويتندى فيه البدن وأما الىت

رت رياضته قوى وخصوصا على نوع تلك الرياضة بل يلزمها سيالن العرق فمفرطة وأى عضو كثكل قوة فهذا شأا فان من استكثر من احلفظ قويت حافظته ومن استكثر من الفكر قويت قوته املفكرة ولكل عضو رياضة ختصه فللصدر القراءة فلبتدىء فيها من من اخلفية اىل اجلهر بتدريج

فينتقل من األخف اىل األثقل وكذلك رياضة ورياضة السمع بسمع األصوات والكالم بالتدريج اللسان يف الكالم وكذلك رياضة البصر وكذلك رياضة املشى بالتدريج شيئا فشيئا واما ركوب اخليل ورمى النشاب والصراع واملسابقة على األقدام فرياضة للبدن كله وهى قالعة ألمراض مزمنة كاجلذام

لم والتأدب والفرح والسرور والصرب والثبات واالقدام االستسقاء والقولنج ورياضة النفوس بالتع والسماح وفعل اخلري وحنو ذلك مما ترتاض به النفوس ومن أعظم رياضتها الصرب

واحلب والشجاعة واالحسان فال تزال ترتاض بذلك شيئا فشيئا حىت تصري هلا هذه الصفات هيآت

ه أكمل هدى حافظ للصحة والقوى راسخة وملكات ثابته وأنت اذا تأملت هديه يف ذلك وجدت

Page 105: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 105 النسيــــــــــم

ونافع يف املعاش واملعاد وال ريب أن الصالة نفسها فيها من حفظ صحة البدن واذابة أخالطه وفضالته ما هو انفع شىء له سوى ما فيها من حفظ صحة االميان وسعادة الدنيا واآلخرة وكذلك

ن األمراض املزمنة ومن أنشط شىء قيام الليل من أنفع اسباب حفظ الصحة ومن أمنع األمور لكثري مللبدن والروح والقلب كما يف الصحيحني عن النىب أنه قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم اذا هو نام ثالث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فان هو استيقظ فذكر اهللا احنلت عقدة

أصبح نشيطا طيب النفس وأال اصبح فان توضأ احنلت عقدة ثانية فان صلى احنلت عقده كلها فخبيث النفس كسالن ويف الصوم الشرعى من أسباب حفظ الصحة ورياضة البدن والنفس ماال يدفعه

صحيح الفطرة واما اجلهاد وما فيه من احلركات الكلية الىت هى من أعظم أسباب القوة وحفظ واحلزن فأمر امنا يعرفه من له منه الصحة وصالبة القلب والبدن ودفع فضالمها وزوال اهلم والغم

نصيب وكذلك احلج وفعل املناسك وكذلك املسابقة على اخليل بالنصال واملشى يف احلوائج واىل االخوان وقضاء حقوقهم وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم واملشى اىل املساجد للجميعات

رياضة املعينة على حفظ الصحة واجلماعات وحركة الوضوء واالغتسال وغري ذلك وهذا اقل ما فيه الودفع الفضالت وامام شرع به من التوصل به اىل خريات الدنيا واآلخرة ودفع شرورمها فأمر وراء

ذلك فعلمت ان هديه فوق كل هدى يف طب األبدان والقلوب وحفظ صحتهما ودفع

والباه فكان هديه أسقامها وال مزيد على ذلك ملن قد احضر رشده وباهللا التوفيق فصل واما اجلماعفيه اكمل هدى وحتفظ به الصحة ويتم به اللذة وسرور النفس وحيصل به مقاصده الىت وضع من

أجلها فان اجلماع وضع باالصل لثالثة امور هي مقاصده األصلية أحدها حفظ النسل ودوام النوع اخراج املاء الذى يضر احتباسه االنساىن اىل ان تتكامل العدة الىت قدر اهللا بروزها اىل هذا العامل الثاىن

واحتقانه جبملة البدن الثالث قضاء الوطر ونيل اللذة والتمتع بالنعمة وهذه وحدها هى الفائدة الىت يف اجلنة اذ ال تناسل هناك وال احتقان يستفرغه االنزال وفضالء االطباء يرون ان اجلماع من امحد

هر املىن النار واهلواء ومزاجه حار رطب الن اسباب حفظ الصحة قال جالينوس الغالب على جوكونه من الدم الصاىف الذى تغتذى به االعضاء األصلية واذا ثبت فضل املىن فأعلم انه ال ينبغى اخراجه إال يف طلب النسل أو اخراجد احملتقن منه فانه اذا دام احتقانه احدث امراضا رديئة منها

يربىء استعماله من هذه االمراض كثريا فانه اذا طال الوسواس واجلنون والصرع وغري ذلك وقد احتباسه فسد واستحال اىل كيفية مسية توجب امراضا رديئة كما ذكرنا ولذلك تدفعه الطبيعة اذا كثر

عندها من غري مجاع وقال بعض السلف ينبغى للرجل ان يتعاهد من نفسه ثالثا ينبغى ان ال يدع ليه وينبغى اال يدع االكل فان امعاءه تضيق وينبغى اال يدع اجلماع املشى فان احتاج اليه يوما قدر ع

فان البئر اذا مل ترتح ذهب ماؤها

Page 106: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 106 النسيــــــــــم

وقال حممد بن زكريا من ترك اجلماع مدة طويلة ضعفت قوى اعصابه واستد جماريها وتقلص ذكره

كآبة قال ورأيت مجاعة تركوه لنوع من التقشف فربدت ابدام وعسرت حركتهم ووقعت عليهم بال سبب وقلت شهوام وهضمهم انتهى ومن منافعه غض البصر وكف النفس والقدرة على العفة

عن احلرام وحتصيل ذلك للمرأة فهو ينفع نفسه يف دنياه وأخراه وينفع املرأة ولذلك كان النىب يتعاهده هذا احلديث وحيبه ويقول حبب اىل من دنياكم النساء والطيب ويف كتاب الزاهد امحد بن حنبل يف

زيادة لطيفة وهى اصرب عن الطعام والشراب وال أصرب عنهن وحث على تزويج امته فقال تزوجوا فاىن مكاثر بكم االمم وقال ابن عباس خري هذه االمة اكثرها نساء وقال اىن اتزوج النساء وآكل

باب من استطاع اللحم وأنام وأقوم وأصوم وأفطر فمن رغب عن سنىت فليس مىن وقال يا معشر الشمنك الباء فاليتزوج فانه اغض للبصر واحفظ للفرج ومن مل يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء وملا تزوج جابر ثيبا قال له هال بكرا تالعبها وتالعبك وروى ابن ماجه يف سننه من حديث انس بن

فليتزوج احلرائر ويف سننه مالك رضى اهللا عنه قال قال رسول اهللا من أراد ان يلقى اهللا طاهرا مطهرا أيضا من حديث ابن عباس يرفعه قال مل نر للمتحابني مثل النكاح

ويف صحيح مسلم من حديث عبداهللا بن عمر قال قال رسول اهللا الدنيا متاع وخري متاع الدنيا املرأة

ىب هريرة الصاحلة وكان حيرض امته على نكاح األبكار احلسان وذوات الدين ويف سنن النسائى عن أقال سئل رسول اهللا أى النساء خري قال الىت تسره اذا نظر وتطيعه اذا امر وال ختالفه فيما يكره يف نفسها وماله ويف الصحيحني عنه عن النىب قال تنكح املرأة ملاهلا وحلسبها وجلماهلا ولدينها فاظفر

ىت ال تلد كما يف سنن أىب داود بذات الدين تربت يداك وكان حيث على نكاح املولود ويكره املرأة العن معقل بن يسار ان رجال جاء اىل النىب فقال اىن اصبت امرأة ذات حسب ومجال واا ال تلد

افاتزوجها قال ال مث اتاه الثانية فنهاه مث أتاه الثالثة فقال تزوجوا الودود الولود فاىن مكاثر بكم االمم سلني النكاح والسواك والتعطر واحلناء روى يف اجلامع ويف الترمذى عنه مرفوعا اربع من سنن املر

بالنون والياء ومسعت ابا احلجاج احلافظ يقول الصواب انه اخلتان وسقطت النون من احلاشية كذلك رواه احملاملى عن شيخ أىب عيسى الترمذى ومما ينبغى تقدميه على اجلماع مالعبته املرأة وتقبيلها ومص

يالعب أهله ويقبلها وروى ابو داود يف سننه أنه كان يقبل عائشة وميص لساا وكان رسول اهللا لساا ويذكر عن جابر بن عبداهللا قال ى رسول اهللا عن املواقعة قبل املالعبة وكان رسول اهللا رمبا

جامع نساءه كلهن بغسل واحد ورمبا اغتسل عند كل

يطوف على نسائه بغسل واحد وروى واحدة منهن فروى مسلم يف صحيحه عن أنس أن النىب كان

Page 107: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 107 النسيــــــــــم

ابو داود يف سننه عن اىب رافع موىل رسول اهللا أن رسول اهللا طاف على نسائه يف ليلة فاغتسل عند كل امرأة منهن غسال فقلت يا رسول اهللا لو اغتسلت غسال واحدا فقال هذا أطهر وأطيب وشرع

كما روى مسلم يف صحيحه من حديث أيب للمجامع اذا اراد العود قبل الغسل الوضوء بني اجلماعني سعيد اخلدري قال قال رسول اهللا اذا اتى احدكم أهله مث اراد أن يعود فليوضأ ويف الغسل والوضوء

بعد الوطء من النشاط ووطيب النفس واخالق بعض ما حتلل باجلماع وكمال الطهر والنظافة ماع وحصول النظافة الىت حيبها اهللا ويبغض واجتماع احلار الغريزى اىل داخل البدن بعد انتشاره باجل

خالفها ما هو من أحسن التدبري يف اجلماع وحفظ الصحة والقوى منه فصل وانفع اجلماع ما حصل بعد اهلضم وعند اعتدال البدن ويف حره وبرده ويبوسته ورطوبته وخالئه وامتالئه وضرره عند امتالء

ضرره عند كثرة الرطوبة وأقل منه عند اليبوسة وعند البدن أسهل وأقل من ضرره عند خلوه وكذلك حرارته اقل منه عند برودته وامنا ينبغى ان جيامع اذا اشتدت الشهوة وحصل االنتشار التام الذى ليس عن تكلف وال فكر يف صورة وال نظر متتابع وال ينبغى ان يستدعى الشهوة ويتكلفها وحيمل نفسه

ه كثرة املىن واشتد شبقه وليحذر مجاع العجوز والصغرية الىت ال يوطأ عليها وليبادر اليه اذا هاجت بمثلها والىت ال شهوة هلا واملريضة والقبيحة املنظر والبغيضة فوطء هؤالء يوهن القوى ويضعف اجلماع باخلاصية وغلط من قال من االطباء ان مجاع الثيب أنفع من مجاع البكر واحفظ للصحة وهذا من

حىت رمبا حذر منه بعضهم وهو خمالف ملا عليه عقالء الناس وملا اتفقت عليه الطبيعة القياس الفاسد والشريعة ويف مجاع البكر من اخلاصية وكمال التعلق بينها وبني

جمامعها وامتالء قلبها من حمبته وعدم تقسيم هواها بينه وبني غريه ما ليس للثيب وقد قال النىب جلابر

ل اهللا سبحانه من كمال نساء اهل اجلنة من احلور العني ام مل يطمثهن هال تزوجت بكرا وقد جعاحد قبل من جعلن له من أهل اجلنة وقالت عائشة للنىب أرأيت لو مررت بشجرة قد ارتع فيها

وشجرة مل يرتع فيها ففى ايهما كنت ترتع بعريك قال يف الىت مل يرتع فيها تريد أنه مل يأخذ بكرا رأة احملبوبة يف النفس يقل اضعافه للبدن مع كثرة استفراغه للمىن ومجاع البغيضة حيل غريها ومجاع امل

البدن ويوهن القوى مع قلة استفراغه ومجاع احلائض حرام طبعا وشرعا فانه مضر جدا واالطباء ذا قاطبة حتذر منه واحسن اشكال اجلماع ان يعلو الرجل املرأة مستفرشا هلا وبعد املالعبة والقبلة ومسيت املرأة فراشا كما قال الولد للفراش وهذا من متام قوامية الرجل على املرأة كما قال تعاىل

الرجال قوامون على النساء وكما قيل اذا رمتها كانت فراشا يقلنىوعند فراغى خادم يتملق وقد قال فان فراش الرجل لباس اهللا تعاىل هن لباس لكم وانتم لباس هلن وأكمل اللباس وأسبغه على هذه احلال

له وكذلك حلاف املرأة لباس هلا فهذا الشكل الفاضل مأخوذ من هذه اآلية وبه حيسن موقع استعارة اللباس من كل من الزوجني لالخر وفيه وجه آخر وهو أا تنعطف عليه أحيانا فتكون عليه كاللباس

Page 108: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 108 النسيــــــــــم

ادأ اشكاله ان تعلوه املرأة ووجيامعها قال الشاعر اذا ما الضجيع ثىن عطفهتثنت فكانت عليه لباسا وارعلى ظهره وهو خالف الشكل الطبيعى الذى طبع اهللا عليه الرجل واملرأة بل نوع الذكر واالنثى وفيه من املفاسد ان املىن يتعسر خروجه كله فرمبا بقى يف العضو منه بقية فيتعفن ويفسد فيضر وأيضا فرمبا

ا فان الرحم ال يتمكن من اشتمال على املاء واجتماعه فيه سال اىل الذكر رطوبات من الفرج وايض وانضمامه عليه لتخليق الولد

وأيضا فان املرأة مفعول ا طبعا وشرعا واذا كانت الفاعلة خالفت مقتضى الطبع والشرع وكان أهل

ار الكتاب امنا يأتون نسائهم على جنوم على حرف ويقولون هو أيسر للمرأة وكانت قريش واالنصتشرح على اقفائهن فعابت اليهود عليهم ذلك فأنزل اهللا عز وجل نسائكم حرث لكم فأتوا حرثكم اىن شئتم ويف الصحيحني عن جابر قال كانت اليهود تقول اذا اتى الرجل امرأته من دبرها يف قبلها

سلم ان كان الولد أحول فانزل اهللا عز وجل نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم اىن شئتم ويف لفط ملشاء جمبية وان شاء غري جمبية غري ان ذلك يف صمام واحد وابية املنكبة على وجهها والصمام الواحد الفرج وهو موضع احلرث والولد واما الدبر فلم يبح قط على لسان نىب من االنبياء ومن نسب اىل

ن اىب هريرة قال قال بعض السلف اباحة وطء الزوجة يف دبرها فقد غلط عليه ويف سنن اىب داود عرسول اهللا ملعون من اتى املرأة يف دبرها ويف لفظ أمحد وابن ماجه ال ينظر اهللا اىل رجل جامع امرأته يف دبرها ويف لفظ الترمذى وأمحد من أتى حائضا أو امرأته يف دبرها أو كاهنا فصدقة فقد كفر مبا

والنساء يف األدبار فقد كفر ويف مصنف أنزل على حممد ويف لفظ البيهقى من أتى شيئا من الرجالوكيع حدثىن زمعة بن صاحل عن ابن طاوس عن أبيه عن عمرو بن دينار عن عبداهللا بن يزيد قال عمر

بن اخلطاب رضى اهللا عنه قال رسول اهللا ان اهللا ال يستحى من احلق ال تأتوا النساء يف اعجازهن وقال مرة يف ادبارهن وىف

على قال رسول اهللا ال تأتوا النساء يف اعجازهن فإن اهللا ال يستحى من احلق الترمذى عن طلق بن

ويف الكامل البن عدى من حديثه عن احملاملى عن سعيد بن حيىي االموى قال حدثنا حممد بن محزة عن زيد بن رفيع عن أىب عبيدة عن عبداهللا بن مسعود يرفعه ال تأتوا النساء يف اعجازهن وروينا من

حلسن بن على على اجلوهرى عن أىب ذر مرفوعا من أتى الرجال والنساء يف أدبارهن فقد حديث اكفر وروى إمساعيل بن عياش عن شريك بن أىب صاحل عن حممد بن املنكدر عن جابر يرفعه استحيوا من اهللا فإن اهللا ال يستحى من احلق ال تأتوا النساء يف حشوشهن ورواه الدارقطىن من هذه الطريق

فظه إن اهللا ال يستحى من احلق وال حيل إتيان النساء يف حشوشهن وقال البغوى حدثنا هدبة حدثنا ولمهام قال سئل قتادة عن الذى يأتى امرأته يف دبرها فقال حدثىن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده أن

Page 109: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 109 النسيــــــــــم

دالرمحن قال رسول اهللا قال تلك اللوطية الصغرى وقال اإلمام امحد رمحه اهللا يف مسنده حدثنا عبحدثنا مهام اخربنا عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فذكره ويف املسند ايضا عن ابن عباس قال انزلت هذه اآلية نساءكم حرث لكم يف أناس من األنصار أتو رسول اهللا فسألوه فقال أا

على كل حال إذا كان يف الفرج

ر بن اخلطاب إىل رسول اهللا فقال يا رسول اهللا هلكت ويف املسند أيضا عن ابن عباس قال جاء عمفقال وما الذي أهلكك قال حولت رحلى البارحة قال فلم يرد عليه شيئا فاوحى اهللا إىل رسوله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم اىن شئتم أقبل وأدبر واتق احليضة والدبر ويف الترمذى عن ابن

أو أمرأة يف الدبر وروينا من حديث أىب احلسن بن احلسني عباس مرفوعا ال ينظر إىل رجل أتى رجال بن دوما عن الرباء بن عازب يرفعه كفر باهللا العظيم عشرة من هذه األمة القاتل والساحر والديوث وناكح املرأة يف دبرها ومانع الزكاة ومن وجد سعة فمات ومل حيج شارب اخلمر والساعى يف الفنت

ومن نكح ذات حمرم منه وقال عبداهللا بن وهب حدثنا عبداهللا بن هليعة وبائع السالح من أهل احلربعن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر أن رسول اهللا قال ملعون من يأتى النساء يف حماشهن يعىن

أدبارهن ويف مسند احلرث بن أىب أسامة من حديث أىب هريرة وابن عباس قاال خطبنا رسول اهللا قبل بة خطبها باملدينة حىت حلق باهللا عز وجل وعظنا فيها وقال من نكح امرأته يف وفاته وهى آخر خط

دبرها أو رجال أو صبيا حشر يوم القيامة ورحية اننت من اجليفة يتأذى به الناس حىت يدخل النار واحبط اهللا أجره وال يقبل منه صرفا وال عدال ويدخل يف تابوت من نار ويسد عليه مبسامري من نار

بو هريرة هذا ملن مل يتبقال أ

وذكر أبو نعيم األصبهاىن من حديث خزمية بن ثابت برفعه إن اهللا ال يستحى من احلق ال تأتوا النساء يف اعجازهن وقال الشافعى أخربىن عمى حممد بن على بن شافع قال اخربىن عبداهللا بن على ابن

رجال سأل النىب عن إتيان النساء يف السائب عن عمر بن احيحة بن اجلالح عن خزمية بن ثابت أن أدبارهن فقال حالل فلما وىل دعاه فقال كيف قلت يف أى اخلربتني أو ىف أى اخلرزتني أوىف أى اخلصفتني أمن دبرها يف قبلها فنعم أما من دبرها يف دبرها فال فإن اهللا ال يستحى من احلق ال تأتوا

فما تقول فقال عمى ثقة وعبد اهللا بن على ثقة وقد أثىن النساء يف أدبارهن قال الربيع فقيل للشافعى على األنصارى خريا يعىن عمر بن اجلالح وخزمية ممن ال يشك يف ثقته فلست أرخص فيه بل أى عنه قلت ومن ههنا نشأ الغلط على من نقل عنه اإلباحة من سلف واألئمة فإم أباحوا أن يكون

طأ من الدبر ال يف الدبر فاشتبه على السامع من نفى أومل يظن الدبر طريقا إىل الوطء يف الفرج فيبينهما فرقا فهذا الذى أباحه السلف واألئمة فغلط عليهم الغالط أقبح الغلط وافحشه وقد قال تعاىل

Page 110: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 110 النسيــــــــــم

فأتوهن من حيث أمركم اهللا قال جماهد سألت بن عباس عن قوله تعاىل فأتوهن من حيث أمركم اهللا فقال تأتيها من حيث

أمرت أن تعتزهلا يعىن يف احليض وقال على بن طلحة عنه يقول يف الفرج وال تعده إىل غريه وقد دلت اآلية على حترمي الوطء يف دبرها من وجهني احدمها أنه إمنا أباح إتياا يف احلرث وهو موضع الولد ال

م اهللا اآلية قال يف احلش الذى هو موضع األذى وموضع احلرث هو املراد من قوله من حيث أمركتعاىل فأتوا حرثكم اىن شئتم وإتياا يف قبلها من دبرها مستفاد من اآلية أيضا ألنه قال أىن شئتم أي من حيث شئتم من أمام أو من خلف قال ابن عباس فأتوا حرثكم يعىن الفرج وإذا كان اهللا حرم

األذى الالزم مع زيادة املفسدة الوطء يف الفرج ألجل األذى والضرر فما الظن باحلش الذى هو حملبالتعرض النقطاع النسل والذريعة القريبة جدا من أدبار النساء إىل ادبار الصبيان وأيضا للمرأة حق على الزوج يف الوطء وطؤها يف دبرها يقوت حقها وال يقضى وطرها وال حيصل مقصودها وأيضا

ذى هيء له الفرج فالعادلون عنه إىل الدبر خارجون فإن الدبر مل يتهيأ هلذا العمل ومل خيلق له وإمنا العن حكمة اهللا وشرعه مجيعا وأيضا فإن ذلك مضر بالرجل وهلذا ينهى عنه عقالء األطباء من

الفالسفة وغريهم ألن الفرج خاصية يف اجتذاب املاء احملتقن وراحة الرجل منه والوطء يف الدبر ال كل احملتقن ملخالفته لألمر الطبيعي وأيضا يضر من وجه آخر يعني على اجتذاب مجيع املاء وال خيرج

وهو أحواجه إىل احلركات متعبة جدا ملخالفته للطبيعة وأيضا فأنه حمل القذر والنجو فيستقبل الرجل بوجهه ويالبسه

دث وأيضا فإنه يضر باملرأة جدا ألنه وارد غريب بعيد عن الطباع منافر هلا غاية املنافرة وأيضا فإنه حي

اهلم والغم والنفرة عن الفاعل واملفعول وأيضا فأنه يسود الوجه ويظلم الصدر ويطمس نور القلب ويكسو الوجه وحشة تصري عليه كالسيماء يعرفها من له أدىن فراسة وأيضا فإنه يوجب النفرة

فعول فسادا والتباغض الشديد والتقاطع بني الفاعل واملفعول وال بد وأيضا فإنه يفسد حال الفاعل واملال يكاد يرجى بعده صالح إال أن يشاء اهللا بالتوبة النصوح وأيضا فإنه يذهب باحملاسن منهما

ويكسومها ضدها كما يذهب باملودة بينهما ويبدهلما به التباغض وتالعنا وأيضا فإنه من أكرب أسباب اعله وعدم نظره إليه فاى زوال النعم وحلول النقم فانه يوجب اللعنه واملقت من اهللا وأعراضه عن ف

خري يرجوه بعد هذا وأى شر يأمنه وكيف حياة عبد قد حلت عليه لعنة اهللا ومقته وأعرض عنه بوجهه ومل ينظر إليه وأيضا فانه يذهب باحلياء مجلة واحلياء هو حياة القلوب فإذا فقدها القلب

إنه حييل الطباع عما ركبها اهللا استحسن القبيح واستقبح احلسن وحينئذ فقد استحكم الفساد وأيضا فعليه وخيرج اإلنسان عن طبعه إىل طبع مل يركب اهللا عليه شيئا من احليوان بل هو طبع منكوس وإذا

Page 111: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 111 النسيــــــــــم

نكس الطبع نتكس القلب والعمل واهلدى فيستطيب حينئذ اخلبيث من األعمال واهليئات ويفسد حاله قاحة واجلرأة ما ال يورثه سواه وأيضا فإنه يورث وعمله وكالمه بغري اختباره وأيضا فإنه يورق من الو

من املهانة والسفال واحلقارة ما ال يورثه غريه وأيضا فإنه يكسو العبد من حلة املقت والبغضاء وازدراء الناس له

واحتقارهم إياه واستصغارهم له ما هو مشاهد باحلس فصالة اهللا وسالمه على من سعادة الدنيا

تباع ما جاء به وهالك الدنيا واآلخرة يف خمالفة هديه وما جاء به فصل واجلماع واآلخرة يف هديه واالضار نوعان ضار شرعا وضار طبعا فالضار شرعا احملرم وهو مراتب بعضها أشد من بعض والتحرمي العارض منه أخف من الالزم كتحرمي اإلحرام والصيام واالعتكاف وحترمي املظاهر منها قبل التكفري

وطء احلائض وحنو ذلك وهلذا ال حد يف هذا اجلماع وأما الالزم فنوعان نوع ال سبيل إىل حله وحترميالبتة كذوات احملارم فهذا من أضر اجلماع وهو يوجب القتل حدا عن طائفة من العلماء كأمحد بن

ن كانت حنبل رمحه اهللا وغريه وفيه حديث مرفوع ثابت والثاىن ما ميكن أن يكون حاال كاألجنبية فإذوات زوج ففى وطئها حقان حق هللا وحق الزوج فأن كانت مكرهة ففيه ثالث حقوق وإن كان هلا

أهل واقارب يلحقهم العار بذلك صار فيه أربعة حقوق فإن كانت ذات حمرم منه صار فيه مخسة يته حقوق فمضره هذا النوع جبسب درجاته يف التحرمي اما الضار طبعا فنوعان أيضا نوع ضار بكيف

كما تقدم ونوع ضار بكميته كاإلكثار منه فإنه يسقط القوة ويضر بالعصب وحيدث الرعشة والفاجل والتشنج ويضعف البصر وسائر القوى ويطفىء احلرارة الغريزية ويوسع اارى وجيعلها مستعدة

على جوع فإنه للفضالت املؤذية وأنفع أوقاته ما كان بعد اضام الغذاء يف املعدة وىف زمان معتدل اليضعف احلار الغريزي وال على شبع فإنه يوجب امراضا سددية وال على تعب وال إثر محام وال

استفاغ وال انفعال نفساىن كالغم واهلم واحلزن وشدة الفرح وأجود أوقاته بعد هزيع من الليل إذا صادف اضام الطعام مث يغتسل او يتوطأ

حذر احلركةوالرياضة عقبه فاا مضرة جدا وينام عقبه فريجع إليه قواه ولي

فصل يف هدية ىف عالج العشق هذا مرض من أمراض القلب خمالف لسائر االمراض يف ذاته وأسبابه وعالجه وإذا متكن واستحكم

عز على األطباء دواؤه وأعيا العليل داؤه وإمنا حكاه اهللا سبحانه يف كتابه عن طائفتني من الناس من شاق الصبيان املردان فحكاه عن امرأة العزيز يف شأن يوسف وحكاه عن قوم لوط فقال النساء وع

تعاىل إخبارا عنهم ملا جاءت املالكئة لوطا وجاء اهل املدينة يستبشرون قال إن هؤالء ضيفى فال رك تفضحون واتقوا اهللا وال ختزون قالوا أومل ننهك عن العاملني قال هؤالء بناتى إن كنتم فاعلني لعم

Page 112: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 112 النسيــــــــــم

إم لفى سكرم يعمهون وأما ما زعمه بعض من مل يقدر رسول اهللا حق قدره انه ابتلى به يف شان زينب بنت جحش وانه رآها فقال سبحان مقلب القلوب واخذت بقلبه وجعل يقول لزيد بن حارثه

واتق أمسكها حىت أنزل اهللا عليه وإذ تقول للذى انعم اهللا عليه وانعمت عليه أمسك عليك زوجك اهللا وختفى يف نفسك ما اهللا مبديه وختشى الناس واهللا احق ان ختشاه فظن هذا الزاعم أن ذلك يف شأن العشق وصنف بعضهم كتابا يف العشق وذكر فيه عشق األنبياء وذكر هذه الواقعة وهذا من جهل هذا

ما برأه اهللا منه فغن زينب القائل بالقرآن وبالرسل وحتميله كالم اهللا ما ال حيتمله ونسبته رسول اهللا بنت جحش كانت حتت زيد بن احلارثة وكان رسول اهللا قد تبناه وكان يدعى ابن حممد وكانت زينب فيها مشم وترفع عليه فشاور رسول اهللا يف طالقها فقال له رسول اهللا أمسك عليك زوجك

واتق اهللا واخفى

ة الناس إنه تزوج امراة ابنه الن زيدا كان يف نفسه ان يتزوجها إن طلقها زيد وكان خيشى من قاليدعى ابنه فهذا هو الذي اخفاه يف نفسه وهذه هى اخلشية من الناس الىت وفعت له وهلذا ذكر اهللا

سبحانه هذه اآلية يعدد فيها نعمه عليه ال يعاتبه فيها واعلمه انه ال ينبغى له ان خيشى الناس فيما احل ه فال يتحرج ما احله له الجل قول الناس مث أخربه انه سبحانه زوجه اياها اهللا له وان اهللا احق ان خيشا

بعد قضاء زيد وطره منها لتقتدى امته به يف ذلك ويتزوج الرجل امرأة ابنه بالتبىن ال امرأة ابنه لصلبه ا وهلذا قال يف آية التحرمي وحالئل ابنائكم الذين من أصالبكم وقال يف هذه السورة ما كان حممد أب

أحد من رجالكم وقال يف اوهلا وما جعل أدعيائكم أبنائكم ذلكم قولكم بافواهكم فتأمل هذا الذب عن رسول اهللا ودفع طعن الطاعنني عنه وباهللا التوفيق نعم كان رسول اهللا حيب نساءه وكان احبهن

ل صح عنه انه قال إليه عائشة رضى اهللا عنها ومل تكن تبلغ حمبته هلا وال ألحد سوى ربه اية احلب بلو كنت متخذا من أهل األرض خليال الختذت ابا بكر خليال ويف لفظ وإن صاحبكم خليل الرمحن فصل وعشق الصور إمنا يبتلى به القلوب الفارغة من حمبة اهللا تعاىل واملعرضة عنه املتعوضه بغريه عنه

رض عشق الصور وهلذا قال اهللا تعاىل فإذا امتأل القلب من حمبة اهللا والشوق إىل لقائه دفع ذلك عنه ميف حق يوسف كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا املخلصني فدل على أن اإلخالص سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء الىت هى مثرته ونتيجته فصرف املسبب صرف

لسببه

ىن فارغا مما سوى معشوقه قال تعاىل وأصبح وهلذا قال بعض السلف العشق حركة القلب الفارغ يعفؤاد أم موسى فارغا ان كادت لتبدى به أى فراغا من كل شىء إال من موسى لفرط حمبتها له وتعلق قلبها به والعشق مركب من أمرين استحسان للمعشوق وطمع يف الوصول إليه فمىت انتفى أحدمها

Page 113: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 113 النسيــــــــــم

لعقالء وتكلم فيها بعضهم بكالم يرغب عن ذكره انتفى العشق وقد أعيت علة العشق على كثري من اإىل الصواب فنقول قد استقرت حكمة اهللا عز وجل يف خلقه وأمره على وقوع التناسب والتآلف بني األشباه واجنذاب الشىء إىل موافقة وجمانسة بالطبع وهروبه من خمالفة ونفرته عنه بالطبع فسر التمازج

لى إمنا هو التناسب والتشاكل والتوافق وسر التباين واالنفصال إمنا واالتصال يف العامل العلوى والسفهو بعدم التشاكل والتناسب وعلى ذلك متام اخللق واألمر فاملثل إىل مثله مائل وإليه صائر والضد عن ضده هارب وعنه نافر وقد قال تعاىل هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن

علة سكون الرجل إىل امراته كوا من جنسه وجوهره فعلة السكون الرجل إليها فجعل سبحانهاملذكور وهو احلب كوا منه فدل على ان العلة ليست حبسن الصورة وال املوافقة يف القصد واالدارة وال يف اخللق واهلدى وان كانت هذه أيضا من أسباب السكون واحملبة وقد ثبت يف الصحيح عن النىب

ألرواح جنود جمندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ويف مسند اإلمام امحد أنه قال اوغريه يف سبب هذا احلديث ان امراة مبكة كانت تضحك الناس فجاءت إىل املدينة فرتلت على امرأة تضحك الناس فقال النىب األرواح جنود جمندة احلديث وقد استقرت شريعته سبحانه ان حكم الشىء

كم مثله فال تفرق شريعته بني متماثلني ابدا وال جتمع بني مضادين ومن ظن خالف ذلك فإما لقلة ح علمه بالشريعة

وإما لتقصريه يف معرفة التماثل واالختالف وإما لنسبته إىل شريعته ما مل يرتل به سلطانا بل يكون من

قال اخللق والشرع وهو التسوية بني آراء الرجال فبحكمته وعدله ظهر خلقه وشرعه وبالعدل وامليزان املتماثلني والتقريق بني املختلفني وهذا كما أنه ثابت يف الدنيا فهو كذلك يوم القيامة قال تعاىل

احشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون من دون اهللا فاهدوهم إىل صراط اجلحيم قال عمر رمحه اهللا أزواجهم أشباههم ونظائرهم وقال تعاىل وإذا بن اخلطاب رضى اهللا عنه وبعده اإلمام أمحد

النفوس زوجت أى قرن كل صاحب عمل بشكله ونظريه فقرن بني املتحابني يف اهللا يف اجلنة وقرن بني املتحابني يف طاعة الشيطان يف اجلحيم فاملرء مع من أحب شاء أو أىب ويف صحيح احلاكم وغريه

حشر معهم واحملبة أنواع متعددة فأفضلها واجلها احملبة يف اهللا وهللا وهي عن النىب ال حيب املرء قوما إالتستلزم حمبة ما أحب اهللا وتستلزم حمبة هللا رسول ومنها حمبة اإلتفاق يف طريقة أو دين أو مذهب أو حنلة أو قرابة أو صناعة أو مراد ما ومنها حمبة لنيل غرض من احملبوب إما من جاهه أو من ماله أو من تلعيمه وإرشاده أو قضاء وطر منه وهذه هي احلبة العرضية اليت تزول بزوال موجبها فإنه من ودك

ألمر ويل عند انقضائه وأما حمبة املشاكلة واملناسبة الىت بني احملب واحملبوب فمحبة ال زمة ال تزول إال ساىن وال يعرض يف لعارض يزيلها وحمبة العشق من هذا النوع فإا استحسان روحاىن وامتزاج نف

شىء من أنواع احملبة من الوساوس والنحول وشغل البال والتلف ما يعرض من العشق

Page 114: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 114 النسيــــــــــم

فان قيل فاذا كان سبب العشق ما ذكرمت من االتصال والتناسب الروحاىن فما باله ال يكون دائما من

متزاج الروحاىن الطرفني بل جتده كثريا من طرف العاشق وحده فلو كان سببه االتصال النفسى وااللكانت احملبة مشتركة بينهما فاجلواب أن السبب قد خيتلف عنه مسببه لفوات شرط او لوجود مانع

وختتلف احملبة من اجلانب اآلخر وال بد أن يكون حلد ثالثة أسباب األول علة يف احملبة واا حمبة نفرة من احملبوب والثاىن مانع يقوم عرضية الذاتية وال جيب االشتراك يف احملبة العرضية بل قد يلزمها

باحملب مينع حمبة حمبوبه له إما يف خلقه أو خلقه أو هديه أو فعله أو هيئته أو غري ذلك والثالث مانع يقوم باحملبوب مينع مشاركته للمحب يف حمبته ولو ذلك املانع لقام به من احملبة حملبة مثل ماقام باآلخر

احملبة ذاتية فال يكون قط إال من اجلانبني ولو مانع الكرب واحلسد فإذا انتفت هذه املوانع وكانتوالرياسة واملعداة يف الكفار لكانت الرسل أحب إليهم من أنفسهم واهليهم وامواهلم وملا زال هذا

املانع من قلوب أتباعهم كانت حمبتهم هلم فوق حمبة األنفس واألهل واملال فصل واملقصود أن العشق ا من األمراض كان قابال للعالج وله أنواع من العالج فإن كان مما للعاشق سبيل إىل ملا كان مرض

وصل حمبوبه شرعا وقدرا فهو عالجه كما ثبت يف الصحيني من حديث ابن مسعود رضى اهللا عنه قال قال رسول اهللا يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن مل يستطع فعليه بالصوم

وجاء فدل احملب على عالجني اصلى وبدىل وأمره باألصلى وهو العالج الذى وضع هلذا الداء فإنه لهفال ينبغى العدول عنه إىل غريه ما وجد إليه سبيال وروى ابن ماجة يف سننه عن ابن عباس رضى اهللا

حانه عقيب عنهما عن النىب أنه قال مل نر للمتحابني مثل النكاح وهذا هو املعىن الذي اشار إليه سب إحالل

النساء حرائر وإمائهن عند احلاجة بقوله يريد اهللا ان خيفف عنكم وخلق اإلنسان ضعيفا فذكر ختفيفه سبحانه يف هذا الوضع وإخباره عن ضعف اإلنسان يدل على ضعفه عن احتمال هذه الشهوة وانه

ع واباح له ما شاء مما سبحانه خفف عنه أمرها مبا اباحه له من أطايب النساء مثىن وثالث ورباملكت ميينه مث اباح له ان يتزوج باإلماء إن احتاج ذلك عالجا هلذه الشهوة وختفيفا عن هذا اخللق الضعيف ورمحة به فصل وإن كان ال سبيل للعشاق إىل وصال معشوقه قدرا أو شرعا او هو ممتنع

منه فإن النفس مىت يئست من عليه من اجلهتني وهو الداء العضال فمن عالجه إشعار نفسه اليأسالشىء استراحت منه ومل تلتفت إليه فإن مل يزل مرض العشق مع اليأس فقد احنرف الطبع احنرافا

شديدا فينتقل إىل عالج آخر وهو عالج عقله بان يعلم بأن تعلق القلب مبا ال يطمع يف حصوله نوع لصعود إليها والدوران معها يف فلكها من اجلنون وصاحبه مبرتلة من يعشق الشمس وروحه متعلقة با

وهذا معدود عن مجيع العقالء يف زمرة اانني وإن كان الوصال متعذرا شرعا ال قدرا فعالجه بأن

Page 115: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 115 النسيــــــــــم

يرتله مرتلة املتعذر قدرا إذا مل يأذن اهللا فيه فعالج العبد وجناته موقوف على اجتنابه فليشعر نفسه أنه مبرتلة سائر احملاالت فان مل جتبه النفس األمارة فليتركه ألحد أمرين معدوم ممتنع ال سبيل له إليه وأنه

إما خشية وإما فوات حمبوب هو أحب إليه وأنفع له وخري له منه وأدوم لذة وسرورا فان العاقل مىت زان بني نيل حمبوب سريع الزوال بفوات حمبوب أعظم منه وأدوم وانفع والذ أو بالعكس ظهر له

ع لذة األبد الىت هى ال خطر فيها بلذة ساعة تنقلب آآلما وحقيقتها أا أحالم نائم أو التفاوت فال تب خيال ال ثبات له فتذهب اللذة وتبقى التبعة وتزول الشهوة وتبقى الشقوة

الثاين حصول مكروه أشق عليه من فوات هذا احملبوب بل جيتمع له امران أعىن فوات ما هو أحب إليه

حصول ما هو أكره إليه من فوات هذا احملبوب فإذا تيقن ان يف عطاء النفس حظها من هذا احملبوب ومن هذا احملبوب هذين األمرين هان عليه تركه ورأى ان صربه على فوته اسهل من صربه عليهما بكثري فعقله ودينه ومروءته وانسانيته تأمره باحتمال الضرر اليسري الذى ينقلب سريعا لذة وسرورا

فع هذين الضررين العظيمني وجهله وهواه وظلمه وطيشه وخفته تأمره بإيثار هذا احملبوب وفرحا لدالعاجل مبا فيه جالبا عليه ما جلب واملعصوم من عصمة اهللا فان مل تقبل نفسه هذا الدواء ومل تطاوعه

فاا أجلب هلذه املعاجلة فلينظر ما جتلب عليه هذه الشهوة من مفاسد عاجلته وما متنعه من مصاحلها شىء ملفاسد الدنيا واعظم شىء تعطيال ملصاحلها فاا حتول بني العبد وبني رشده الذى هو مالك أمره وقوام مصاحله فإن مل تقبل نفسه هذا الدواء فليتذكر قبائح احملبوب وما يدعوه إىل النفرة منه فإنه إن

ل جريانه عما خفى عليه منها فان طلبها وتأملها وجدها أضعاف حماسنه الىت تدعو إىل حبه وليسأاحملاسن كما هي داعية للحب واالرادة فاملساوىء داعية البغض والنفرة فليوازن بني الداعيني وليحب أسبقهما وأقرما منه بابا وال يكن ممن غره لو مجال على جسم أبرص جمذوم وليجاوز بصره حسن

م إىل قبح املخرب والقلب فإن عجزت عنه األدوية الصورة إىل قبح الفعل وليعرب من حسن املنظر واجلسكلها مل يبق له إال صدق اللجأ إىل من جييب املضطر إذا دعاه وليطرح نفسه بني يديه على بابه

مستغيثا به متضرعا متذلال مستكينا فمىت وفق لذلك فقد قرع باب التوفيق فليعف وليكتم وال يشبب بذكر احملبوب

يعرضه لالذى فإنه يكون ظاملا متعديا وال يغتر باحلديث املوضوع على رسول وال يفضحه بني الناس و

اهللا الذى رواه سويد بن سعيد عن على بن مسهر عن أىب حيىي القتات عن جماهد عن ابن عباس رضى اهللا عنهما عن النيب ورواه عن ابن مسهر أيضا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النىب ورواه

بكار عن عبدامللك بن عبدالعزيز بن املاجشون عن عبدالعزيز بن حازم عن ابن جنيح عن الزبري بنجماهد عن ابن عباس رضى اهللا عنهما عن النيب أنه قال من عشق فعف فمات فهو شهيد ويف رواية

Page 116: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 116 النسيــــــــــم

من عشق وكتم وعف وصرب غفر له اهللا وادخله اجلنة فإن هذا احلديث ال يصح عن رسول اهللا وال يكون من كالمه فإن الشهادة درجة عالية عند اهللا ومقرونة بدرجة الصديقية وهلا اعمال جيوز أن

واحوال هى شرط يف حصوهلا وهى نوعان عامة وخاصة فاخلاصة الشهادة يف سبيل اهللا والعامة مخس مذكورة يف الصحيح ليس العشق واحدا منها وكيف يكون العشق الذى هو شرك يف احملبة وفراغ عن

ومتليك القلب والروح واحلب لغريه تنال به درجة الشهادة هذا من احملال فغن افساد عشق الصور اهللاللقلب فوق كل إفساد بل هو مخر الروم الذي يسكرها ويصدها عن ذكر اهللا وحبه والتلذذ مبناجاته

عبودية فإا واألنس به ويوجب العبودية للقلب لغريه فإن قلب العاشق متعبد ملعشوقه بل العشق لب الكمال الذل واحلب واخلضوع والتعظيم فكيف يكون تعبد القلب لغري اهللا مما تنال به درجة أفاضل املوحدين وسادام وخواص األولياء فلو كان إسناد هذا احلديث كالشمس كان غلطا وومها وال

حرام فكيف حبفظ عن رسول اهللا لفظ العشق يف حديث صحيح البتة مث إن العشق منه حالل ومنه يظن بالنىب أنه حيكم على كل

عاشق يكتم ويعف بأنه شهيد فترى من يعشق امرأة غريه او يعشق املردان والبغايا ينال بعشقه درجة الشهداء وهل هذا اال خالف املعلوم من دينه وكيف العشق مرض من األمراض الىت جعل اهللا سبحانه

منه إما واجب إن كان عشقا حرام وإما مستحب وأنت إذا وتعاىل هلا األدوية شرعا وقدرا والتداوى تأملت األمراض واآلفات الىت حكم رسول اهللا ألصحاا بالشهادة وجدا من األمراض الىت ال عالج هلا كاملطعون واملبطون وابون واحلريق والغريق وموت املرأة يقتلها ولدها يف بطنها فإن هذه باليا من

فيها وال عالج هلا وليست أسباا احملرمة وال يترتب عليها من فساد القلب وتعبده اهللا ال صنع للعبد لغري اهللا ما يترتب على العشق فإن مل يكف هذا يف إبطال نسبة هذا احلديث إىل رسول اهللا فلقد أمثه

ن احلديث العاملني به وبعلله فإنه ال حيفظ عن إمام واحد منهم قط أنه شهد له بصحة بل وال حبسوكيف وقد أنكروا على سويد هذا احلديث ورموه ألجله بالعظائم واستحل بعضهم غزوه ألجله قال أبو محد بن عدى يف كامله هذا احلديث أحد ما منكر على سويد وكذلك قال البيهقى أنه مما أنكر

هذا عليه وكذلك قال ابن طاهر يف الذخرية وذكره احلاكم يف تاريخ نيسابور قال انا أتعجب من احلديث فإنه مل حيدث به عن غري سويد وهو ثقة وذكره أبو الفرج بن اجلوزى يف كتاب املوضوعات

وكان أبو بكر األزرق يرفعه أوال عن سويد فعوقب فيه فأسقط ذكر النىب وكان ال جياوز به ابن وة عن عباس رضى اهللا عنهما ومن املصائب الىت ال حتتمل جعل هذا احلديث من حديث هشام بن عر

أبيه عن عائشة رضى اهللا عنها عن النىب ومن له أدىن إملام باحلديث وعلله ال حيتمل هذا البتة وال حيتمل أن يكون من حديث ابن املاجشون عن ابن أىب حازم عن ابن أىب جنيح عن

Page 117: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 117 النسيــــــــــم

جماهد عن ابن عباس رضى اهللا عنهما مرفوعا ويف صحته موقوفا علي ابن عباس نظر وقد رمى الناس سويد بن سعيد راوى هذا احلديث بالعظائم وأنكره عليه حيىي بن معني وقال هو ساقط كاذب لو كان ىل فرس ورمح كنت أغزوه وقال اإلمام أمحد متروك احلديث وقال النسائى ليس بثقة وقال البخارى كان قد عمى فليلقن ماليس من حديثه وقال ابن حبان يأتى باملعضالت عن الثقات جيب

ه ما روى انتهى واحسن ما قيل فيه قول أىب حامت الرازى إنه صدوق كثري التدليس مث قول جمانبالدارقطىن هو ثقة غري انه ملا كرب كان رمبا قرىء عليه حديث فيه بعض النكارة فيجيزه انتهى وعيب

يكن على ميلم إخراج حديثه وهذه حاله ولكن مسلم روى من حديثه ما تابعه غريه ومل ينفرد به وملمنكرا الوال شاذا خبالف هذا احلديث واهللا اعلم فصل يف هدية يف حفظ احلصة بالطيب ملا كانت الرائحة غذاء الروح والروح مطية القوى والقوى تزداد بالطيب وهو ينفع الدماغ والقلب وسائر

مة هلا العضاء الباطنة ويفرح القلب ويسر النفس ويبسط الروح وهو أصدق شىء للروح واشده مالءوبينه وبني الروح الطيبة نسبة قريبة كان احتد احملبوبني من الدنيا إىل أطيب الطيبني صلوات اهللا عليه

وسالمه

ويف صحيح البخارى انه كان ال يرد الطيب ويف صحيح مسلم عنه من عرضه عليه رحيان فال يرده هريرة رضى اهللا عنه عن النىب من فإنه طيب الريح خفيف احململ ويف سنن أىب داود والنسائى عن أىب

عرض عليه طيب فال يرده فإنه خفيف احململ طيب الرائحة ويف مسند البزار عن النىب أنه قال إن اهللا طيب حيب الطيب نظيف حيب النظافة كرمي حيب الكرم جواد حيب اجلواد فنظفوا أفنائكم وساحاتكم

باء الزبالة وذكر ابن أىب شيبة أنه كان له سكة وال تشبهوا باليهود جيمعون األكباء يف دورهم األكيتطيب منها وصح عنه أنه قال إن اهللا حقا على كل مسلم أن يغتسل يف كل سبعة ايام وإن كان له

طيب أن ميس به ويف الطيب من اخلاصية ان املالئكة حتبه والشياطني تنفر عنه وأحب شىء إىل ح الطيبة حتب الرائحة الطيبة واألرواح اخلبيثة حتب الرائحة الشياطني الرائحة املنتنة الكريهة فاألروا

اخلبيثة وكل روح متيل إىل ما يناسبها فاخلبيثات للخبيثني واخلبيثون للخبيثات والطيبات للطيبني والطيبون للطيبات وهذا وإن كان يف النساء والرجال فإنه يتناول األعمال واألقوال واملطاعم

وائح إما بعموم لفظه أو بعموم معناه واملشارب واملالبس والر فصل يف يف هديه يف حفظ صحة العني

روى ابو داود يف سننه عن عبدالرمحن بن النعمان بن معبد بن هوذة األنصارى عن ابيه عن جده رضى اهللا عنه أن رسول اهللا أمر باإلمثد املروح عند النوم وقال ليتقه الصائم قال أبو عبيد املروح

Page 118: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 118 النسيــــــــــم

باملسك ويف سنن ابن ماجةوغريه عن ابن عباس رضى اهللا عنهما قال كانت للنىب مكحلة املطيبيكتحل منها ثالث يف كل عني ويف الترمذى عن ابن عباس رضى اهللا عنهما قال كان رسول اهللا إذا

اكتحل جيعل يف اليمىن ثالثا يبتدىء ا وخيتتم ا ويف اليسرى اثنتني وقد روى ابو داود عنه من اكتحل فليوتر فهل الوتر بالنسبة إىل العينني كلتيهما فيكون يف هذه ثالث ويف هذه اثنتني واليمىن أوىل

باالبتداء والتفضيل أو هو بالنسبة إىل كل عني فيكون يف هذه ثالث ويف هذه ثالث مها قوالن يف وتلطيف للمادة مذهب أمحد وغريه ويف الكحل حفظ لصحة العني وتقوية للنور الباصر وجالء هلا

الرديئة واستخراج هلا مع الزينة يف بعض أنواعه وله عند النوم مزيد فضل الشتماهلا على الكحل وسكوا عقيبه عن احلركة املضرة ا وخدمة الطبيعة هلا ولإلمثد يف ذلك خاصية ويف سنن ابن ماجة

ويف كتاب أىب نعيم فإنه منبت عن سامل عن ابيه يرفعه عليكم باإلمثد فأنه جيلو البصر وينبت الشعرللشعر مذهبه للقذى مصفاة للبصر ويف سنن ابن ماجة أيضا عن ابن عباس رضى اهللا عنهما يرفعه خري

اكحالكم اإلمثد جيلوا البصر وينبت الشعر

فصل يف ذكر شىء من األدوية واألغذية املفردة الىت جاءت على لسانه مرتبة على حروف املعجم حرف اهلمزة

إمثد وهو حجر الكحل األسود يؤتى به من أصفهان وهو أفضله ويؤتى من جهة الغرب أيضا وأجوده السريع التفتيت الذى لفتاته بصيص وداخله أملس ليس فيه شىء من األوساخ ومزاجه باد يابس ينفع العني ويقويها ويشد أعصاا وحيفظ صحتها ويذهب اللحم الزائد يف القروح ويدملها

أوساخها وجيلوها ويذهب الصداع إذا اكتحل به مع العسل املائى الرقيق وإذا دق وخلط وينقىببعض الشحوم الطرية ولطخ على خرق النار مل تعرض فيه خشكريشة ونفع من التنفط احلادث بسببه وهو اجودأ كحال العني ال سيما للمشايخ والذين قد ضعفت أبصارهم إذا جعل مع شىء من املسك

ت يف الصحيح عن النىب أنه قال مثل املؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل األترجة طعمها طيب أترج ثب ورحيا طيب ويف األترج منافع كثرية وهو مركب من أربعة أشياء قشر وحلم ومحض

وبزر ولكل واحد منها مزاج خيصه فقشره حار يابس وحلمه حار رطب ومحضه بارد يابس وبزره

أنه إذا جعل يف الثياب منع السوس ورائحته تصلح فساد اهلواء والوباء حار يابس ومن منافع قشرهويطيب النكهة إذا أمسكها يف الفم وحيلل الرياح وإذا جعل يف الطعام كاألبازير أعان على اهلضم قال صاحب القانون وعصارة قشره تنفع من ش األفاعى شربا وقشره ضمادا وحراقة قشره طالء جيد

ما حلمه فملطف حلرارة املعدة نافع ألصحاب املرة الصفراء قامع للبخارات احلارة للربص انتهى وا

Page 119: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 119 النسيــــــــــم

وقال الغافقى أكل حلمه ينفع البواسري انتهى وأمال محاضه فقابض كاسر للصفراء ومسكن للخفقان احلار نافع من الريقان شربا واكتحاال وقاطع للقىء الصفراوى مشة للطعام عاقل للطبيعة نافع من

ال الصفراوى وعصارة محاضه يسكن غلمة النساء وينفع طالء من الكلف ويذهب بالقوبا اآلسهويستدل على ذلك من فعله يف احلرب إذا وقع على الثياب قلعه وله قوة تلطف وتقطع وتربد وتطفىء حرارة الكبد وتقوى املعدة ومتنع حدة املرة الصفراء وتزيل الغم العارض منها وتسكن العطش اما بزرهفله قوة حمللة جمففة وقال ابن ماسوية خاصية حبه النفع من السموم القاتلة إذا شرب منه وزن مثقالني

مقشرا مباء فاتر وطالء مطبوخ وإن دق ووضع على موضع اللسعة نفع وهو ملني للطبيعة مطيب ذا شرب للنكهة وأكثر هذا الفعل موجود يف قشره وقال غريه خاصية حبه النفع من لسع العقارب إ

منه وزن مثقالني مقشرا مباء فاتر وكذلك إذا دق ووضع على موضع اللدغة وقال غريه حبه يصلح للسموم كلها وهو نافع من لدغ اهلوام كلها

وذكر أن بعض األكاسرة غضب على قوم من األطباء فأمر حببسهم وخريهم أدما ال يزيد هلم عليه

لى غريه فقالوا ألنه يف العاجل رحيان ومنظره مفرح وقشره فاختاروا األترج فقيل هلم مل اخترمتوه عطيب الرائحة وحلمه فاكهة ومحضه أدم وحبه ترياق وفيه دهن وحقيق بشىء هذه منافعه أن يشبه به خالصة الوجود وهو املؤمن الذى يقرا القرآن وكان بعض السلف حيب النظر إليه ملا ىف منظره من

ن موضوعان على رسول اهللا أحدمها أنه لو كان رجال لكان حليما التفريح أرز فيه حديثان باطالالثاىن كل شىء اخرجته األرض ففيه داء وشفاء إال األرز فإنه شفاء ال داء فيه ذكرنامها تنبيها وحتذيرا من نسبتهما إليه وبعد فهو حار يابس وهو أغذى احلبوب بعد احلنطة وأحدمها خلطا يشد البطن شدا

ملعدة ويدبغها وميكث فيها وأطباء اهلند تزعم أنه أمحد األغذية وأنفعها إذا طبخ بألبان يسريا ويقوى االبقر وله تأثري يف خصب البدن وزيادة املىن وكثرة التغذية وتصفية اللون أرز بفتح اهلمزة وسكون

تقيمها مرة الراء وهو الصنوبر ذكره النىب يف قوله مثل املؤمن مثل اخلامة من الزرع تفيؤها الرياح ومتيلها أخرى ومثل املنافق مثل األرزة ال تزال قائمة على أصلها حىت يكون اجنعافها مرة واحدة وحبه حار رطب وفيه إنضاج وتليني وحتليل ولذع يذهب بنقعه يف املاء وهو عسر اهلضم وفيه تغذية كثرية

ترياقه حب الرمان املزوهو جيد للسعال ولتنقية رطوبات الرئة ويزيد يف املىن ويلد مغصا و

إذخر ثبت يف الصحيح عنه أنه قال يف مكة ال خيتلى خالها قال له العباس رضى اهللا عنه إال اإلذخر يا رسول اهللا فإنه لقينهم ولبيوم فقال إال اإلذخر واإلذخر حار يف الثانية يابس يف األوىل لطيف مفتح

حلصا وحيلل األورام الصلبة يف املعدة والكبد للسدد وأفواه العرق ويدر البول والطمث ويفتت ا والكليتني شرابا وضمادا وأصله يقوى عمود األسنان واملعدة ويسكن الغثيان ويعقل البطن

Page 120: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 120 النسيــــــــــم

حرف الباء بطيخ وروى ابو داود والترمذى عن النيب أنه كان يأكل البطيخ بالرطب ويقول يدفع حر هذا برد

منها شىء غري هذا احلديث الواحد واملراد به األخضر وهو هذا ويف البطيخ عدة أحاديث ال يصحبارد رطب وفيه جالء وهو أسرع احندارا عن املعدة من القثاء واخليار وهو سريع االستحالة إىل أى خلط كان صادفه يف املعدة وإذا كان آكله حمرورا انتفع به جدا وإن كان مربودا دفع ضرره بيسريه

ى أكله قبل الطعام ويتبع به وإال غثى وقيأ وقال بعض األطباء إنه قبل الطعام من الزجنبيل وحنوه وينبغيغسل البطن غسال ويذهب بالداء أصال بلح وروى النسائى وابن ماجه يف سننهما من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى اهللا عنها قالت قال رسول اهللا كلو البلح بالتمر فإن الشيطان إذا

ابن آدم يأكل البلح والتمر يقول بقى ابن آدم حىت أكل احلديث بالعتيق ويف رواية كلو البلح نظر إىل بالتمر فإن الشيطان

حيزن إذا رأى ابن آدم يأكله يقول عاش ابن آدم حىت أكل اجلديد باخللق رواه البزار يف مسنده وهذا

عض أطباء االسالم إمنا أمر النىب بأكل لفظه قلت الباء يف احلديث مبعىن مع أى كلوا هذا مع هذا قال بالبلح بالتمر ومل يأمر بأكل البسر مع التمر ألن البلح بارد يابس والتمر حار رطب ففى كل منهما

إصالح لآلخر وليس كذلك البسر مع التمر فإن كل واحد منهما حار وإن كانت حرارة التمر أكثر دين كما تقدم ويف هذا احلديث التنبيه على صحة وال ينبغى من جهة الطب اجلمع بني حارين أو بار

أصل صناعة الطب ومراعاة التدبري الذى يصلح يف دفع كيفيات األغذية واألدوية بعضها ببعض ومراعاة القانون الطيب الذى حيفظ به الصحة ويف البلح برودة ويبوسة وهو ينفع الفم واللثة واملعدة

فيه بطىء يف املعدة يسري التغذية وهو للنخلة كاحلصرم وهو ردىء للصدر والرئة باخلشونة الىت لشجرة العنب ومها مجيعا يولدان رياحا وقراقر ونفخا وال سيما إذا شرب عليهما املاء ودفع مضرما بالتمر أو بالعسل والزبد بسر ثبت يف الصحيح ان أبا اهليثم بن التيهان ملا ضافه النىب وابو بكر وعمر

ء بعذق وهو من النخلة كالعنقود من العنب فقال له هال انتقيت لنا من رطبه رضى اهللا عنهما جافقال أحببت ان تتنقوا من بسره ورطبه البسر حار يابس ويبسه اكثر من حره وينشف الرطوبة ويدبغ املعدة وحيبس البطن وينفع اللثة والفم وأنفعه ما كان هشا حلوا وكثرة أكله وأكل البلح حيدث السدد

حشاء بيض ذكر البيهقى يف شعب اإلميان أثرا مرفوعا أن نبيا من األنبياءيف األ

شكا إىل اهللا سبحانه وتعاىل الضعف فأمره بأكل البيض ويف ثبوته نظر وخيتار من البيض احلديث على العتيق وبيض الدجاج على سائر بيض الطري وهو معتدل مييل إىل الربودة قليال قال صاحب القانون

ر رطب يولد دما صحيحا حممودا ويغذى غذاء يسريا ويسرع االحندار من املعدة إذا كان وحمه حا

Page 121: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 121 النسيــــــــــم

رخوا وقال غريه مح البيض مسكن لألمل ومملس للحلق وقصبة الرئة نافع للحلق والسعال وقروح الرئة والكلى واملثانة وذهب للخشونة ال سيما إذا أخذ بدهن اللوز احللو ومنضج ملا يف الصدر ملني له

مسهل خلشونة احللق وبياضه إذا قطر يف العني الوارمة ورما حارا برده وسكن الوجع وإذا لطخ به حرق النار أول ما يعرض له مل يدعه يتنفط وإذا لطخ به الوجه منع من االحتراق العارض من الشمس

لقلبية مث قال وإذا خلط بالكندر ولطخ على اجلبهة نفع مع الرتلة وذكره صاحب القانون يف األدوية اوهو وإن مل يكن من األدوية املطلقة فإنه مما له مدخل يف تقوية القلب جدا أعىن الصفره وهى جتمع ثالثة معان سرعة االستحالة إىل الدم وقلة الفضل وكون الدم املتولد منه جمانسا للدم الذى يغذو

ة األمراض احملللة جلوهر الروح القلب خفيفا مندفعا إليه بسرعة ولذلك هو أوفق ما يتالىف به عاديبصل وروى أبو داود يف سننه عن عائشة رضى اهللا عنها أا سئلت عن البصل فقالت إن آخر طعام أكله كان فيه بصل وثبت عنه يف الصحيحني أنه منع آكله من دخول املسجد والبصل حار يف الثالثة

وم ويفتق الشهوة ويقوى املعدة ويهيج الباه وفيه رطوبة فضلية وينفع من تغري املياه ويدفع ريح السم ويزيد يف املىن وحيسن اللون ويقطع البلغم وجيلو املعدة

وبزره يذهب البهق ويدلك به حول داء الثعلب فينفع جدا وهو بامللح يقل الثآليل وإذا مشه من شرب

ه نقى الرأس ويقطر يف دواء مسهال منعه من القىء والغثيان واذهب رائحة ذلك الدواء وإذا تسعط مبائاألذن لثقل السمع والطنني والقيح واملاء احلادث يف األذنني وينفع من املاء النازل من العينني اكتحاال يكتحل ببزره مع العسل لبياض العني واملطبوخ منه كثري الغذاء ينفع من الريقان والسعال وخشونة

غري الكلب إذا نطل عليها ماؤه مبلح وسذاب الصدر ويدر البول ويلني الطبع وينفع من عضة الكلب وإذا احتمل فتح أفواه البواسري فصل وأما ضرره فانه يورث الشقيقة ويصدع الرأس ويولد ارياحا ويظلم البصر وكثرة أكله تورث النسيان ويفسد العقل ويغري رائحة الفم والنكهة ويؤذى اجلليس

ه ويف السنن أنه أمر آكله وآكل الثوم أن مييتهما طبخا واملالئكة واماتته طبخا تذهب ذه املضرات منباذجنان يف احلديث املوضوع املختلق على رسول اهللا الباذجنان ملا أكل له وهذا الكالم مما يستقبح

نسبته إىل آحاد العقالء فضال عن األنبياء وبعد فهو نوعان أبيض وأسود وفيه خالف هل هو بارد أو و مولد للسوداء والبواسري والسدد والسرطان واجلذام ويفسد اللون ويسده حار والصحيح أنه حار وه

ويضر بننت الفم واألبيض املستطيل عار من ذلك حرف التاء

متر ثبت يف الصحيح عنه من تصبح بسبع مترات ويف لفظ من متر العالية مل يضره ذلك اليوم سم وال سحر وثبت عنه أنه قال بيت ال متر فيه

Page 122: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 122 النسيــــــــــم

هله وثبت عنه أنه أكل التمر بالزبد و ل التمر باخلبز وأكله مفردا وهو حار يف الثانية وهل هو جياع أرطب يف األوىل أو يابس فيها على قولني وهو مقو للكبد ملني للطبع يزيد يف الباه وال سيما مع حب

السدد ويؤذى الصنوبر ويربىء من خشونة احللق ومن مل يعتده كأهل البالد الباردة فإنه يورث هلماألسنان ويهيج الصداع ودفع ضرره باللوز واخلشخاش وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن مبا فيه من اجلوهر احلار الرطب وأكله على الريق يقتل الدود فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية فإذا أدمي استعماله

ذاء ودواء وشراب حلو التني ملا مل على الريق جفف مادة الدود وأضعفه وقلله أو قتله وهو فاكهة وغيكن التني بأرض احلجاز واملدينة مل يأت له ذكر يف السنة فإن أرضه تناىف أرض النخل ولكن قد

أقسم اهللا به يف كتابه لكثرة لكثرة منافعه وفوائده والصحيح أن املقسم به هو التني املعروف وهو حار ناضج القشر جيلو رمل الكلى واملثانة ويؤمن من السموم ويف رطوبته ويبوسته قوالن وأجوده األبيض ال

وهو أغذا من مجيع الفواكه وينفع خشونة احللق والصدر وقصبة الرئة ويغسل الكبد والطحال وينقى اخللط البلغمى من املعدة ويغذو البدن غذاء جيدا إال أنه يولد القمل إذا كثر منه جدا ويابسه يغذو

واللوز حممود قال جالينوس وإذا أكل مع اجلوز والسذاب قبل أخذ وينفع العصب وهو مع اجلوزالسم القاتل نفع وحفظ من الضرر ويذكر عن أىب الدرداء أهدى إىل النىب طبق من تني فقال كلوا

وأكل منه وقال لو قلت إن فاكهة نزلت من اجلنة قلت هذه ألن فاكهة اجلنة بال عجم

تنفع من النقرس ويف ثبوت هذا نظر واللحم منه أجود وهو يعطش فكلوا منها فإا تقطع البواسري واحملرورين ويسكن عطش الكائن عن البلغم املاحل وينفع السعال املزمن ويدر البول ويفتح سدد الكبد والطحال ويوافق الكلى واملثانة وألكله على الريق منفعة عجيبة يف تفتيح جمارى الغذاء وخصوصا

مع األغذية الغليظة ردىء جدا والتوت األبيض قريب منه ولكنه أقل تغذية واضر باللوز واجلوز وأكله باملعدة تلبينة قد تقدم أا ماء الشعري املطحون وذكرنا منافعها واا أنفع ألهل احلجاز من ماء الشعري

الصحيح حرف الثاء

ء والثلج والربد ويف هذا ثلج وثبت يف الصحيح عن النيب أنه قال اللهم أغسلىن من خطاياى باملا احلديث من الفقه أنن الدواء يداوى بضده فإن اخلطايا من احلرارة واحلريق ما يضاد الثلج والربد واملاء البارد وال يقال إن املاء احلار أبلغ يف إزالة األوساخ ألن يف املاء البارد من تصلب اجلسم وتقويته ما

نيس واإلرخاء فاملطلوب تداويها مبا ينظف القلب ويصلبه ليس يف احلار واخلطايا توجب أثرين التدفذكر املاء البارد والثلج والربد إشارة إىل هذين األمرين وبعد فالثلج بارد على األصح وغلط من قال حار وشبهته تولد احليوان فيه وهذا ال يدل على حرارته فإنه يتولد يف الفواكه الباردة ويف اخلل وأما

احلرارة ال حلرارته يف نفسه ويضر املعدة والعصب وإذا كان وجع األسنان من تعطيشه فلتهييجه

Page 123: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 123 النسيــــــــــم

حرارة مفرطة سكنها ثوم وهو قريب من البصل ويف احلديث من أكلهما فليميتهما طبخا

وأهدى اليه طعام فيه ثوم فأرسل به اىل أىب ايوب االنصارى فقال يا رسول اهللا تكرهه وترسل به إىل ن ال تناجى وبعد فهو حار يابس يف الرابعة ويسخن إسخانا قويا وجيفف جتفيفا بالغا فقال اىن اناجى م

نافعا للمربودين وملن مزاجه بلغمى وملن أشرف على الوقوع يف الفاجل وهو جمفف للمىن مفتح للسدد حملل للرياح الغليظة هضم للطعام قاطع للعطش مطلق للبطن مدر للبول يقوم يف لسع اهلوام ومجيع

ألورام الباردة مقام الترياق وإذا دق عمل به ضماد على ش احليات أو ىف لسع العقارب نفعها اوجذب السموم منها ويسخن البدن ويزيد يف حرارته ويقطع البلغم وحيلل النفخ ويصفى احللق

نفع وحيفظ صحة أكثر األبدان وينفع من تغري املياه والسعال املزمن ويؤكل نيئا ومطبوخا ومشويا ويمع وجع الصدر من الربد وخيرج العلق من احللق وإذا دق مع اخلل وامللح والعسل مث وضع على

الضرس املتأكل فتته واسقطه وعلى الضرس الوجع سكن وجعه وإن دق منه مقدار درمهني واخذ مع ماء العسل اخرج البلغم والدود وإذا طلى بالعسل على البهق نفع ومن مضاره انه يصدع ويضر

لدماغ والعينني ويضعف البصر والباه ويعطش ويهيج الصفراء وجيفف رائحة الفم ويذهب رائحته أن اميضغ عليه ورق السذاب ثريد وثبت يف الصحيحني عنه أنه قال فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام والثريد وإن كان مركبا فإنه مركب من خبز وحلم فاخلبز افضل القوات

للحم سيد اإلدام فإذا اجتمعا مل يكن بعدمها غاية وتنازع الناس ايهما أفضل والصواب أن احلاجة واإىل اخلبز أكثر واعم واللحم اجل وأفضل وهو أشبه جبوهر البدن من كل ما عداه وهو طعام أهل

أدىن بالذىاجلنة وقد قال تعاىل ملن طلب البقاء والقثاء والفوم والعدس والبصل أتستبدلون الذى هو

هو خري وكثري من السلف على ان الفوم هو احلنطة وعلى هذا فاآلية نص على أن اللحم خري من احلنطة واهللا سبحانه أعلم

حرف اجليم مجار وهو قلب النخل وثبت يف الصحيحني عن عبداهللا بن عمر قال بينا حنن عند رسول اهللا جلوس

الشجر شجرة مثل الرجل املسلم ال يسقط ورقها احلديث واجلمار إذ اتى جبمار خنلة فقال النىب إن من بارد يابس يف األوىل خيتم القروح وينفع من نفث الدم واستطالق البطن وغلبة املرة الصفراء وثائرة

الدم وليس بردىء الكيموس ويغذ وغذاء يسريا وهو بطىء اهلضم وشجرته كلها هلا منافع وهلذا مثلها املسلم لكثرة خريه ومنافعه جنب يف السنن عن عبداهللا بن عمر أتى رسول اهللا جببنة رسول اهللا بالرجل

يف تبوك فدعا بسكني ومسى وقطع رواه أبو داود واكله الصحابة رضى اهللا عنهم بالشام والعراق والرطب غري اململوح جيد للمعدة هني السلوك يف األعضاء يزيد يف اللحم ويلني البطن تلينا معتدال

Page 124: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 124 النسيــــــــــم

ململوح أقل غذاء من الرطب وهو ردىء للمعدة مؤذ لألمعاء والعتيق يعقل البطن وكذا املشوى واوينفع القروح ومينع االسهال وهو بارد رطب فإن استعمل مشويا كان أصلح ملزاجه فإن النار تصلحه

وتعدله وتلطف جوهره وتطيب هلمه رائحته والعتيق املاحل حار يابس وشيه يصلحه أيضا بتلطيفجوهره وكسر حرافته ملا جتذبه النار منه من األجزاء احلارة اليابسة املناسبة هلا واململح منه يهزل ويولد

حصاة الكلى واملثانة وهو ردىء للمعدة وخلطه بامللطفات اردأ بسبب تنفيذها له إىل املعدة

حرف احلاء دته حبة السوداء وثبت يف الصحيني حناء وقد تقدمت األحاديث يف فضله وذكر منافعه فاغىن عن إعا

من حديث أىب سلمة عن أىب هريرة رضى اهللا عنه أن رسول اهللا قال عليكم احلبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إال السام والسام املوت احلبة السوداء هى الشونيز يف لغة الفرس وهى الكمون

ضى اهللا عنه إا اخلردل وحكى اهلروى اا األسود وتسمى الكمون اهلندى قال احلرىب عن احلسن راحلبة اخلضراء ومثرة البطم وكالمها وهم والصواب أا الشونيز وهي كثرية املنافع جدا وقوله شفاء من كل داء مثل قوله تعاىل تدمر كل شىء بأمر را أى كل شىء يقبل التدمري ونظائره وهى نافعة من

مراض احلارة اليابسة بالعرض فتوصل قوى األدوية الباردة الرطبة مجيع األمراض الباردة وتدخل يف األإليها بسرعة تنفيذها إذا أخذ يسريها وقد نص صاحب القانون وغريه على الزعفران يف قرص الكافور لسرعة تنفيذه وإيصاله قوته وله نظائر يعرفها حذاق الصناعة وال تستبعد منفعة احلار يف أمراض حارة

جتد ذلك يف ادوية كثرية منها االنزروت وما يركب معه من ادوية الرمد كالسكر باخلاصية فانكوغريه من املفردات احلارة والرمد ورم حار باتفاق االطباء وكذلك نفع الكربيت احلار جدا من

اجلرب

والشونيز حار يابس يف الثالثة مذهب للنفخ خمرج حلب القرع نافع من الربص ومحى الربع والبلغمية مفتح للسدد وحملل للرياح خمفف لبلة املعدة ورطوبتها وإن دق وعجن بالعسل وشرب باملاء احلار

اذاب احلصاة الىت تكون يف الكليتني واملثانة ويدر البول واحليض واللنب إنه أدمي شربه أياما وإن سخن ن فعله يف باخلل وطلى على البطن قتل حب القرع فإن عجن مباء احلنظل الرطب أو املطبوخ كا

إخراج الدود أقوى وجيلوا ويقطع وحيلل ويشفى من الزكام البارد إذا دق وصر ىف خرقة واشتم دائما أذهبه ودهنه نافع لداء احلية ومن الثآليل واخليالن وإذا شرب منه مثقال مبلء نفع من ار وضيق

وسعط به صاحب الريقان النفس والضماد من الصداع البارد نقع منه سبع حبات عددا يف لنب امرأة نفعه نفعا بليغا وإذا طبخ خبل ومتضمض منه نفع من وجع األسنان عن برد واذا استعط به مسحوقا

Page 125: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 125 النسيــــــــــم

نفع من ابتداء املاء العارض يف العني وان ضمد به مع اخلل قلع البثور واجلرب املتقرح وحلل الورام سعط بدهنه وإذا شرب منه مقدار نصف املثقال البلغمية املزمنة و األورام الصلبة وينفع من اللقوة إذا ت

إىل املثقال نفع من لسع اليتالء وإن سحق ناعما وخلط بدهن احلبة اخلضراء وقطر منه يف األذن ثالث قطرات نفع من الربد العارض فيها والريح والسدد وإن قلى مث دق ناعما مث نقع يف زيت وقطر يف

ام العارض معه عطاس كثري وإذا احرق وخلط بشمع األنف ثالث قطرات او أربع نفع من الزكمذاب بدهن السوسن أو دهن احلناء وطلى به القروح اخلارجة من الساقني بعد غسلهما باخلل نفعها

أزال القروح وإذا سحق خبل وطلى به الربص والبهق األسود واحلزاز الغليظ نفعها وابرأها اء فاتر من عضة كلب كلب قبل أن يفرغ من املاء وإذا سحق ناعما واستف منه كل يوم درمهني مب

نفعه نفعا بليغا وامن على نفسه من اهلالك إذا سعط بدهنه نفع من الفاجل والكزاز وقطع موادمها وإذا دخن به طرد اهلوام وإذا اذيب األنزروت مباء ولطخ على داخل احللقة مث ذر عليها الشونيز كان من

من البواسري ومنافعه اضعاف ما ذكرنا والشربة منه درمها وزعم قوم أن الذروات اجليدة العجيبة النفعاإلكثار منه قاتل حرير وقد تقدم أن النىب أباحه للزبري ولعبدالرمحن بن عوف من حكة كانت ما وتقدم منافعه ومزاجه فال حاجة إىل إعادته حرف قال أبو حنيفة الدينورى هذا هم احلب الذى

فاء الذى جاء فيه اخلرب عن النىب ونباته يقال له احلرف وتسميه العامة حب الرشاد يتداوى به وهو الشوقال ابو عبيد الثفاء هو احلرف قبلت واحلديث الذى اشار إليه ما رواه ابو عبيد وغريه من حديث

ابو ابن عباس رضى اهللا عنهما عن النىب أنه قال ماذا يف األمرين من الشفاء قال الثفاء والصرب ورواه داود يف املراسيل وقوته يف احلرارة واليبوسة يف الدرجة الثالثة وهو يسخن ويلني البطن وخيرج

الدود وحب القرع وحيلل الطحال وحيرك شهوة اجلماع وجيلوا اجلرب املتقرح والقوباء وإذا ضمدبه

ينفع من ش مع العسل حلل ورم الطحال إذا طبخ مع احلناء أخرج الفضول الىت يف الصدر وشربه اهلوام ولسعها وإذا دخن به يف موضع طرد اهلوام عنه وميسك الشعر املتساقط وإذا خلط بسويق

الشعري واخلل وتضمد به نفع من عرق النسا وحلل األورام احلارة يف آخرها وإذا تضمد به مع املاء الطعام وينفع الربو أنضج الدماميل وينفع من االسترخاء يف مجيع األعضاء ويزيد يف الباه ويشهى

وعسرة النفس وغلظ الطحال وينقى الرئة ويدر الطمث وينفع من عرق النسا ووجع حق الورك مما خيرج من الفضول إذا شرب او احتق به وجيلوا الصدر والرئة من البلغم اللزج وإن شرب منه بعد

وجع القولنج البارد السبب سحقه وزن مخسة دراهم باملاء احلار أسهل الطبيعة وحلل الرياح ونفع من وإذا سحق وشرب نفع من الربص وإن لطخ عليه وعلى البهق البيض باخلل نفع منهما وينفع من

الصداع احلادث من الربد والبلغم وإن قلى وشرب عقل الطبع ال سيما اذا غسل مبائه الرأس نقاه من

Page 126: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 126 النسيــــــــــم

ل ولذلك قد يسخن به اوجاع األوساخ والرطوبات اللزجة قال جالينوس قوته مثل قوة بزر اخلردالورك ملعرفة بالنسا واوجاع الرأس وكل واحد من العلل الىت حتتاج إىل تسخني كما يسخن بزر اخلردل وقد خيلط ايضا يف ادوية يسقاها أصحاب الربو من طريق ان األمر فيه معلوم أنه يقطع

كل شىء حلبة يذكر عن النيب أنه األخالط الغليظة تقطيعا قويا كما يقطعها بزر اخلردل ألنه شبيه يفعاد سعد بن أىب وقاص رضى اهللا عنه مبكة فقال ادعوا له طبيبا فدعى احلارث بن كلدة فنظر إليه

فقال ليس عليه

بأس فاختذوا له فريقه وهى احللبة مع متر عجوة رطبة يطبخان فيحسامها ففعل ذلك فربأ وقوة احللبة من اليبوسة يف االوىل وإذا طبخت باملاء لينت احللق والصدر والبطن من احلرارة يف الدرجة الثانية و

وتسكن السعال واخلشونة والربو وعسر التنفس وتزيد يف الباه وهى جيدة للريح والبلغم والبواسري حمدرة الكيموسات املرتبكة يف األمعاء وحتلل البلغم اللزج من الصدر وتنفع من الدبيالت وأمراض

ذه األدواء يف األحشاء مع السمن والفانيذ وإذا شربت مع وزن مخسة دراهم فوة الرئة وتستعمل هلأدرت احليض وإذا طبخت وغسل ا الشعر جعدته واذهبت احلزاز ودقيقها إذا خلط بالنطرون واخلل

وضمد به حلل ورم الطحال وقد جتلس املرأة يف املاء الذى طبخت فيه احللبة فتنتفح به من وجع رض من ورم فيه وإذا ضمد به األورام الصلبة القليلة احلرارة فنفعتها وحلتها وإذا شرب الرحم العا

ماؤها نفع من املغص العارض من الرياح وازلق األمعاء وإذا أكلت مطبوخة بالتمر والعسل أو التني نافعة على الريق حللت البلغم اللزج العارض يف الصدر واملعدة ونفعت من السعال املتطاول منه وهى

من احلصر مطلقة للبطن وإذا وضعت على الظفر املتشنج اصلحته ودهنها ينفع إذا خلط بالشمع من الشقاق العارض من الربد ومنافعها اضعاف ما ذكرنا ويذكر عن القاسم بن عبدالرمحن أنه قال قال

ا ذهبارسول اهللا استشفوا باحللبة وقال بعض األطباء لو علم الناس منافعها الشتروها بوز

حرف اخلاء خبز ثبت يف الصحيحني عن النىب أنه قال تكون األرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها اجلبار بيده

نزال ألهل اجلنة وروى أبو داود يف سننه من حديث ابن عباس رضى اهللا عنهما قال كان أحب أبو داود يف سننه أيضا من حديث ابن الطعام إىل رسول اهللا الثريد من اخلبز والثريد من احليس وروى

عمر رضى اهللا عنه قال قال رسول اهللا وددت أن عندى خبزة بيضاء من برة مسراء ملبقة بسمن ولنب فقام رجل من القوم فاختذه فجاء به فقال يف أى شىء كان هذا السمن فقال يف عكة ضب فقال

أكرموا اخلبز ومكن كرامته أن ال ينتظر ارفعه وذكر البيهقى من حديث عائشة رضى اهللا عنها ترفعه

Page 127: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 127 النسيــــــــــم

به األدم واملوقوف أشبه فال يثبت رفعه وال رفع ما قبله وأما حديث النهى عن قطع اخلبز بالسكني فباطل ال أصل له عن رسول اهللا وامنا املروى النهى عن قطع اللحم بالسكني وال يصح أيضا قال مهنا

عروة عن أبيه عن عائشة رضى اهللا عنها عن النىب ال سألت امحد عن حديث أىب معشر عن هشام بنتقطعوا اللحم بالسكني فإن ذلك من فعل األعاجم فقال ليس بصحيح وال يعرف هذا وحديث عمرو بن أمية خالف هذا وحديث املغرية يعىن حبديث عمرو بن أمية كان النىب حيتز من حلم الشاه وحبديث

ى مث اخذ الشفرة فجعل حيز فصل وأمحد أنواع اخلبز أجودها املغرية أنه ملا أضافه أمر جبنب فشو اختمارا وعجينا مث خبز التنور أجود أصنافه

وبعده خبز الفرن مث خبز امللة يف املرتبة الثالثة واجوده ما اختذ من احلنطة احلديثة وأكثر أنواعه تغذية

اخلشكار وامحد أوقات أكله ىف خبز السميد وهو أبطؤها هضما لقلة خنالته ويتلوه خبز احلوارى مثآخر اليوم الذى خبز فيه واللني منه أكثر تلينا وغذاء وترطيبا وأسرع احندارا واليابس خبالفه ومزاج اخلبز من الرب حار يف وسط الدرجة الثانية وقريب من االعتدال يف الرطوبة واليبوسة واليبس يغلب

خبز احلنطة خاصية وهو أنه يسمن سريعا وخبز على ما جففته النار منه والرطوبة على ضده ويفالقطائف يولد خلطا غليظا والفتيت نفاخ بطىء اهلضم واملعمول بالنب مسدد كثري الغذاء بطىء االحندار وخبز الشعري بارد يابس يف األوىل وهو أقل غذاء من خبز احلنظة خل ورى مسلم يف

ل اهللا سال أهله اإلدام فقالوا ما عندنا إال خل صحيحه عن جابر بن عبداهللا رضى اهللا عنهما أن رسوفدعا به وجعل يأكل ويقول نعم اإلدام اخلل نعم اإلدام اخلل ويف سنن ابن ماجة عن أم سعيد رضى اهللا عنها عن النىب نعم إدام اخلل اللهم بارك يف اخلل ومل يفتقر بيت فيه اخلل اخلل مركب من احلرارة

يابس يف الثالثة قوى التجفيف مينع من انصباب املواد ويلطف الطبيعة والربودة وهى أغلب عليه وهووخل اخلمر ينفع املعدة امللتهبة ويقمع الصفراء ويدفع ضرر األدوية القتالة وحيلل اللنب والدم إذا مجدا يف اجلوف وينفع الطحال ويدبغ املعدة ويعقل البطن ويقطع العطش ومينع الورم حيث يريد أن حيدث

على اهلضم ويضاد البلغم ويعني

ويلطف األغذية الغليظة ويرق الدم وإذا شرب بامللح نفع من أكل الفطر القاتل وإذا احتسى قطع العلق املتعلق بأصل احلنك واذا متضمض به مسخنا نفع من وجع األسنان وقوى اللثة وهو نافع

لألكل مطيب للمعدة صاحل للداحس إذا طلى به والنملة واألورام احلارة وحرق النار وهو مشهللسباب ويف الصيف لسكان البالد احلارة خالل فيه حديثان ال يثبتان أحدمها يروى من حديث أىب أيوب األنصارى يرفعه يا حبذا املتخللون من الطعام إنه ليس شىء اشد على امللك من بقية تبقى يف

منكر احلديث وقال النسائى واألزدى الفم من الطعام وفيه واصل بن السائب قال البخارى والرازى

Page 128: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 128 النسيــــــــــم

متروك احلديث الثاىن يروى من حديث ابن عباس قال عبداهللا بن امحد سألت أىب عن شيخ روى عنه صاحل الوحاظى يقال له حممد بن عبدامللك األنصارى حدثنا عطاء عن ابن عباس قال ى رسول اهللا

ام فقال إىن رأيت حممد بن عبدامللك وكان أن يتخلل بالليط واآلس وقال إما يسقيان عروق اجلذأعمى يضع احلديث ويكذب وبعد فاخلالل نافع اللثة واألسنان حافظ لصحتها نافع من تغري النكهة

وأجوده ما اختذ من عيدان األخلة وخشب الزيتون واخلالف والتخلل بالقصب واآلس والرحيان والبادروج مضر

حرف الدال تاب الشمائل من حديث أنس بن مالكدهن روى الترمذى يف ك

رضى اهللا عنهما قال كان رسول اهللا يكثر دهن رأسه وتسريح حليته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب

زيات الدهن يسد مسام البدن ومينع ما يتحلل منه وإذا استعمل بعد االغتسال باملاء احلار حسن البدن صبة ودفع أكثر اآلفات عنه ويف الترمذى من ورطبه وإن دهن به الشعر حسنه وطوله ونفع من احل

حديث أىب هريرة رضى اهللا عنه مرفوعا كلوا الزيت واهنوا به وسيأتى ان شاء اهللا تعاىل والدهن يف البالد احلارة كاحلجاز وحنوه من آكل أسباب حفظ الصحة وإصالح البدن وهو كالضرورى هلم وأما

الحلاح به يف الرأس فيه خطر بالبصر وانفع األدهان البسيطة البالد الباردة فال حيتاج إليه أهلها واالزيت مث السمن مث السريج وأما املركبة فمنها بارد رطب كدهن البنفسج ينفع من الصداع احلار وينوم أصحاب السهر ويرطب الدماغ وينفع من الشقاق وغلبة اليبس واجلفاف ويطلى به اجلرب

كة املفاصل ويصلح ألصحاب األمزجة احلارة يف زمن الصيف وفيه واحلكة اليابسة فينفعها ويسهل حرحديثان باطالن موضوعان على رسول اهللا أحدمها فضل دهن البنفسج على سائر األدهان كفضلى على سائر الناس والثاىن فضل دهن البنفسج على سائر األدهان كفضل االسالم على سائر االديان

هن زهره بل دهن يستخرج من حب أبيض أغرب حنو الفستق ومنها حار رطب كدهن البان وليس دكثري الدهنية والدسم ينفع من صالبة العصب ويلينه وينفع من الربش والنمش والكلف والبهق ويسهل

بلغما غليظا ويلني األوتار اليابسة ويسخن العصب

ائكم ومن منافعه وقد روى فيه حديث باطل خمتلق ال أصل له ادهنوا بالبان فإنه أحظى لكم عن نسأن جيلوا األسنان ويكسبها جة وينقيها من الصدأ ومن مسح به وجهه ورأسه مل يصبه حصبة وال

شقاق وإذا دهن به حقوه ومذاكريه وما واالها نفع من برد الكليتني وتقطري البول حرف الذال

بيدى بذريرة ىف حجة ذريرة ثبت يف الصحيحني عن عائشة رضى اهللا عنها قالت طيبت رسول اهللا

Page 129: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 129 النسيــــــــــم

الوداع حللة وإحرامه تقدم الكالم يف الذريرة ومنافعها وما هيتها فال حاجة إلعادته ذباب تقدم يف حديث أىب هريرة املتفق عليه يف أمره بغمس الذباب يف الطعام إذا سقط فيه ألجل الشفاء الذى يف

ع الباب هناك ذهب وروى أبو داود جناحيه وهو كالترياق للسم الذى يف جناحه اآلخر وذكرنا منافوالترمذى أن النىب رخص لعرفجة ابن أسعد ملا قطع أنفه يوم الكالب واختذ أنفا من ورق فأننت عليه فأمره النىب أن يتخذ أنفا من ذهب وليس لعجرفة عندهم غري هذا احلديث الواحد الذهب زينة الدنيا

هللا يف ارضه مزاجه يف سائر الكيفيات وفيه وطلسم الوجود ومفرح النفوس ومقوى الظهور وسر احرارة لطيفة تدخل يف سائر املعجونات اللطيفة واملفرحات وهوأعدل املعدنيات على اإلطالق

وأشرفها

ومن خواصه أنه إذا دفن يف األرض مل يضره التراب ومل ينقصه شيئا وبرادا إذا خلطت باألدوية السوداء وينفع من حديث النفس واحلزن والغم نفعت من ضعف القلب والرجفان العارض من

والفزع والعشق ويسمن البدن ويقويه ويذهب الصفار وحيسن اللون وينفع من اجلذام ومجيع األوجاع واألمراض السوداوية ويدخل خباصية يف أدوية داء الثعلب وداء احلية شرابا وطالء وجيلو العني ويقويها

مجيع االعضاء وإمساكه يف الفم يزيل البخر ومن كان به مرض وينفع من كثري من أمراضها ويقوى حيتاج اىل الكى وكوى به مل نتنفط موضعه ويربأ سريعا وإن اختذ منه ميال واكتحل به قوى العني وجالها وإن اختذ منه خامت فصه منه وامحى وكوى به قوادم اجنحة احلمام ألفت ابراجها ومل تنتقل

تقوية النفوس ألجلها أبيح يف احلرب والسالح منه ما أبيح وقد روى عنها وله خاصية عجيبة يف الترمذى من حديث بريدة العصرى رضى اهللا عنه قال دخل رسول اهللا يوم الفتح وعلى سيفه ذهب وفضة وهو معشوق النفوس الىت مىت ظفرت به سالها عن غريه من حمبوبات الدنيا قال اهللا تعاىل زين

النساء والبنني والقناطري املقنطرة من الذهب والفضة واخليل املسومة واألنعام للناس حب الشهوات من واحلرث ويف الصحيحني عن النىب لو كان البن آدم واد من ذهب البتغى إليه ثانيا ولو كان له ثان البتغى ثالثا وال ميأل جوف ابن آدم إال التراب ويتوب اهللا على من تاب هذا وإنه أعظم حائل بني

ليقة وبني فوزها األكرب يوم معادها وأعظم شىء عصى اهللا به وبه قطعت األرحام وأريقت الدماء اخلواستحلت احملارم ومنعت احلقوق وتظامل العباد وهو املرغب يف الدنيا وعاجلها واملزهد يف اآلخرة وما

أعده اهللا

ر به مظلوم وما أحسن ما ألوليائه فيها فكم أميت به من حق واحى به من باطل ونصر به ظامل وقهقال فيه أبو القاسم احلريرى تبا له من خادع مماذقأصفر ذى وجهني كاملمنافق يبدو بوصفني لعني الرامق زينة معشوق ولون عاشق وحبه عند ذوى احلقائقيدعو إىل ارتكاب سخط اخلالق لواله مل

Page 130: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 130 النسيــــــــــم

وال اشتكى املمطول مطل تقطع ميني السارق وال بدت مظلمة من فاسق وال امشأز باخل من طارقالعائق وال استعيذ من حسود راشق وشر ما فيه من اخلالئق أن ليس يغىن عنك يف املضايق إال إذا فر

فرار اآلبق حرف الراء

رطب قال اهللا تعاىل ملرمي وهزى إليك جبذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلى واشرىب وقرى جعفر قال رأيت رسول اهللا يأكل القثاء بالرطب ويف سنن أىب عينا ويف الصحيحني عن عبداهللا بن

داود عن أنس قال كان رسول اهللا يفطر على رطبات قبل أن يصلى فإن مل تكن رطبات فتمرات فإن مل تكن مترات حسا حسوات من ماء طبع الرطب طبع املياه حار رطب يقوى املعدة الباردة ويوافقها

يوافق أصحاب األمزجة الباردة ويغذو غذاء كثرياويزيد يف الباه وخيصب البدن و

وهو من أعظم الفاكهة موافقة ألهل املدينة وغريها من البالد الىت هو فاكهتهم فيها وأنفعها للبدن وان كان من مل يعتده يسرع التعفن يف جسده ويتولد عنه دم ليس مبحمود وحيدث يف إكثاره منه

بالسكنجبني وحنوه ويف فطر النىب من الصوم عليه او على صداع وسوداء ويؤذى األسنان واصالحهالتمر أو املاء تدبري لطيف جدا فان الصوم خيلى املعدة من الغذاء فال جتد الكبد فيها ما جتذبه وترسله إىل القوى واألعضاء واحللو أسرع شىء وصوال إىل الكبد واحبه إليها وال سيما ان كان رطبا فيستد

به هى والقوى فان مل يكن فالتمر حلالوته وتغذيته فان مل يكن فحسوات املاء تطفىء قبوهلا له فتنتفعهليب املعدة وحرارة الصوم فتنتبه بعده للطعام وتأخذه بشهوة رحيان قال تعاىل فأما إن كان من

املقربني فروح ورحيان وجنة نعيم وقال تعاىل واحلب ذو العصف والرحيان ويف صحيح مسلم عن النىب ن عرض عليه رحيان فال يرده فانه خفيف احململ طيب الرائحة ويف سنن ابن ماجه من حديث أسامة م

رضى اهللا عنه عن النىب أنه قال أال مشمر للجنة فان اجلنة ال خطر هلا هى ورب الكعبة نور يتألأل يف أبد يف ورحيانه تز وقصر مشيد ور مطرد ومترة نضيجة وزوجة حسناء مجيلة وحلل كثرية ومقام

دار سليمة وفاكهة وخضرة وحربة ونعمة يف حملة عالية ية قالوا نعم يا رسول اهللا حنن املشمرون هلا قال قولوا ان شاء اهللا تعاىل فقال القوم ان شاء اهللا الرحيان كل نبت طيب الريح فكل أهل بلد خيصونه

من الرحيان وأهل العراق والشام بشىء من ذلك فأهل الغرب خيصونه باآلس وهو الذى يعرفه العرب خيصونه باحلبق

فأما اآلس فمزاجه بارد يف األوىل يابس يف الثانية وهو مع ذلك مركب من قوى متضادة واألكثر فيه اجلوهر األرضى البارد وفيه شىء حار لطيف وهو جيفف الرأس جتفيفا قويا واجزاؤه متقاربة القوة

خلارج معا وهو قاطع لالسهال الصفراوى ودافع للبخار احلار وهى قوة قابضة حابسة من الداخل وا

Page 131: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 131 النسيــــــــــم

الرطب إذا شم مفرح للقلب تفرحيا شديدا ومشه مانع للوباء وكذلك افتراشه يف البيت ويربىء االورام احلادثة يف احلالبني اذا وضع عليها وإذا دق ورقه وهو غض وضرب باخلل ووضع على الراس قطع

بس وذر على القروح ذوات الرطوبة نفعها ويقوى األعضاء الواهية إذا الرعاف واذا سحق ورقه الياضمد به وينفع داء الداحس واذا ذر على البثور والقروح الىت يف اليدين والرجلني نفعها وإذا دلك به البدن قطع العرق ونشف الرطوبات والفضلية وأذهب ننت االبط واذا جلس يف طبيخة نفع من خروج

ومن استرخاء املفاصل واذا صب على الكسور العظام الىت مل تلتحم نفعها وجيلو املقعدة والرحم قشور الراس وقروحه الرطبة وبثوره وميسك الشعر املتساقط ويسوده وإذا دق ورقه وصب عليه ماء يسري وخلط به شىء من زيت او دهن الورد وضمد به وافق القروح الرطبة والنملة واحلمرة واالورام

لشرى والبواسري وحبه نافع من نفث الدم العارض يف الصدر والرئة دابغ للمعدة وليس ضار احلادة واللصدر وال للرئة حلالوته وخاصيته النفع من استطالق البطن مع السعال وذلك نادر يف االدوية وهو

مدر للبول نافع من لذع املثانة وعض الرتيالء ولسع العقارب والتخلل بعرقه مضر فليحذر

ا الرحيان الفارس الذى يسمى احلبق فحار يف أحد القولني ينفع مشه من الصداع احلار إذا رش عليه وأماملاء ويربد ويرطب بالعرض وبارد يف االخر وهل هو رطب او يابس على قولني والصحيح ان فيه من

افع الطبائع األربع وجيلب النوم وبزره حابس لالسهال الصفراوى ومسكن للمغص ومقو للقلب نلالمراض السوداوية رمان قال اهللا تعاىل فيهما فاكهة وخنل ورمان ويذكر عن ابن عباس موقوفا

ومرفوعا ما من رمان من رمانكم هذا إال وهو ملقح حببة من رمان اجلنة واملوقوف أشبه وذكر حرب للمعدة وغريه عن على أنه قال كلوا الرمان بشحمه فانه دباغ للمعدة حلو الرمان حار رطب جيد

مقو هلا مبا فيه من قبض لطيف نافع للحلق والصدر والرئة جيد للسعال وماؤه ملني للبطن يغذو البدن غذاء فاضال يسريا سريع التحلل لرقته ولطافته ويولد حرارة يسرية يف املعدة ورياحا ولذلك يعني على

ن الفساد يف املعدة وحامضه بارد الباه وال يصلح للمحمومني وله خاصية عجيبة إذا اكل باخلبز مينعه ميابس قابض لطيف ينفع املعدة امللتهبة ويدر البول أكثر من غريه من الرمان ويسكن الصفراء ويقطع

االسهال ومينع القىء ويلطف الفضول ويطفىء حرارة الكبد ويقوى األعضاء نافع من اخلفقان ة ويدفع الفضول عنها ويطفىء املرة الصفراوى واآلالم العارضة للقلب وفم املعدة ويقوى املعد

الصفراء والدم وإذا استخرج ماؤه بشحمه وطبخ بيسري من العسل حىت يصري كاملرهم واكتحل به قطع الصفرة من العني ونقاها من الرطوبات الغليظة وإذا لطخ على اللثة نفع من األكلة العارضة هلا

بات العفنة املرية ونفع من محيات الغب وإن استخرج ماؤها بشحمتها أطلق البطن وأحدر الرطو املتطاولة

Page 132: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 132 النسيــــــــــم

وأما الرمان املز فمتوسط طبعا وفعال بني النوعني وهذا اميل إىل لطافة احلامض قليال وحب الرمان مع العسل طالء للداحس والقروح اخلبيثة وأقماعه للجراحات قالوا من ابتلع ثالثة من جنبذ الرمان يف

كلها كل سنة أمن من الرمد سنة حرف الزاى

زيت قال اهللا تعاىل يوقد من شجرة مباركة زيتونة ال شرقية وال غربية يكاد زيتها يضىء ولو مل متسسه نار ويف الترمذى وابن ماجة من حديث أىب هريرة رضى اهللا عنه عن النيب أنه قال كلوا الزيت

بداهللا بن عمر رضى اهللا عنهما قال وداهنوا به فانه من شجرة مباركة وللبهقى وابن ماجة أيضا عن عقال رسول اهللا ائتدموا بالزيت وادهنوا به فانه من شجرة مباركة الزيت حار رطب يف األوىل وغلط من قال يابس والزيت حبسب زيتونه فاملعتصر من النضيج أعدله وأجوده ومن الفج فيه برودة ويبوسة

د يسخن ويرطب باعتدال وينفع من السموم ويطلق ومن الزيتون األمحر متوسط بني الزيتني من األسوالبطن وخيرج الدود والعتيق منه أشد تسخينا وحتليال وما استخرج منه باملاء فهو أقل حرارة والطف وابلغ يف النفع ومجيع أصنافه ملينة للبشرة وتبطىء الشيب وماء الزيتون املاحل مينع من تنفط حرق النار

احلمرة النملة والقروح الوسخة والشرى ومينع العرق ومنافعه أضعاف ما ويشد اللثه وورقه ينفع من ذكرناه

زبد وروى أبو داود يف سننه عن ابىن بسر السلميني رضى اهللا عنهما قاال دخل علينا رسول اهللا

فقدمنا له زبدا ومترا وكان حيب التمر والزبد الزبد حار رطب فيه منافع كثرية منها االنضاج والتحليل يربىء األورام الىت تكون إىل جانب االذنني واحلالبني وأورام الفم وسائر االورام الىت تعرض يف ابدان و

النساء والصبيان إذا استعمل وحده وإذا لعق منه نفع من نفث الدم الذى يكون من الرئة وانضج رة السوداء والبلغم األورام العارضة فيها وهو ملني للطبيعة والعصب واألورام الصلبة العارضة من امل

نافع من اليبس العارض يف البدن وإذا طلى على منابت أسنان الطفل كان معينا على نباا وطلوعها وهو نافع مع من السعال العرض من الربد واليبس ويذهب القوىب واخلشونة التىفي البدن ويلني

مر ويف مجعه بني التمر وبينه الطبيعة ولكنه يسقط شهوة الطعام ويذهب بوخامة احللو كالعسل والتمن احلكمة إصالح كل منهما اآلخر زبيب وروى يف حديثان ال يصحان أحدمها نعم الطعام الزبيب يطيب النكهة ويذيب البلغم والثاىن نعم الطعام الزبيب يذهب النصب ويشد العصب ويطفىء الغضب

اهللا وبعد فأجود الزبيب ما كرب ويصفى اللون ويطيب النكهة وهذا ايضا ال يصح فيه شىء عن رسولجسمه ومسن شحمه وحلمه ورق قشره ونزع عجمه وصغر حبه وجرم الزبيب حار رطب يف اآلوىل وحبه بارد يابس وهو كالعنب املتخذ منه احللو منه حار واحلامض قابض بارد واألبيض أشد قبضا من

كلى واملثانة ويقوى املعدة ويلني غريه وإذا اكل حلمه وافق قصبة الرئة ونفع من السعال ووجع ال

Page 133: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 133 النسيــــــــــم

البطن واحللو اللحم أكثر غذاء من العنب وأقل غذاء من التني اليابس وله قوة منضجة

هاضمة قابضة حمللة باعتدال وهو باجلملة يقوى املعدة والكبد والطحال نافع من وجع احللق والصدر غذاء صاحلا وال يسدد كا يفعل التمر والرئة والكلى واملثانة وأعدله أن يؤكل بغري حبه وهو يغذى

وإذا اكل منه بعجمه كان أكثر نفعا للمعدة والطحال والكبد وإذا لصق حلمه على األظافري املتحركة أسرع قلعها واحللو منه وما ال عجم له نافع ألصحاب الرطوبات والبلغم وهو خيصب الكبد وينفعها

ن حيفظ احلديث فليأكل الزبيب وكان املنصور خباصيته وفيه نفع للحفظ قال الزهرى من أحب أيذكر عن جده عبداهللا بن العباس عجمه داء وحلمه الدواء زجنبيل قال اهللا تعاىل ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زجنبيال وذكر أبو نعيم يف كتاب الطب النبوى من حديث أىب سعيد اخلدري رضى اهللا

رة زجنبيل فأطعم كل إنسان قطعة واطعمىن قطعة الزجنبيل عنه قال أهدى ملك الروم إىل رسول اهللا جحار يف الثانية ورطب يف االوىل مسخن معني على هضم الطعام ملني للبطن تلينا معتدال نافع من سدد

الكبد العارضة عن الربد والرطوبة ومن ظلمة البصر احلادثة عن الرطوبة أكال واكتحاال معني على لغليظة احلادثة يف األمعاء واملعدة وباجلملة فهو صاحل للكبد واملعدة الباردتى اجلماع وهو حملل للرياح ا

املزاج وإذا اخذ منه مع السكر وزن درمهني باملاء احلار اسهل فضوال لزجة لعابية ويقع يف املعجونات ويعني الىت حتلل البلغم وتذيبه واملزى منه حار يابس يهيج اجلماع ويزيد املىن ويسخن املعدة والكبد على االستمرار وينشف البلغم الغالب على البدن ويزيد يف احلفظ ويوافق برد الكبد

واملعدة يزيل بلتها احلادثة عن اكل الفاكهة ويطيب النكهة ويدفع به ضرر الطعمة الغليظة الباردة

حرف السني أنه رب عكة السمن سنا وقد تقدم وتقدم سنوت ايضا وفيه سبعة اقوال أحدمها أنه العسل الثاين

خيرج خططا سوداء على السمن الثالث أنه حب يشبه الكمون وليس بكمون والرابع الكمون الكرماىن اخلامس أنه الشبت السادس أنه التمر السابع أنه الزرانج سفرجل روى ابن ماجه يف سننه

زبريى عن حديث امساعيل بن حممد الطلحى عن شعيب بن حاجب عن أىب سعيد عن عبدامللك الطلحة بن عبيداهللا رضى اهللا عنه قال دخلت على النىب وبيده سفرجلة فقال دونكها يا طلحة فاا جتم الفؤاد ورواه النسائى من طريق أخر وقال أتيت النىب وهو يف مجاعة من أصحابه وبيده سفرجلة يقلبها

وتطيب النفس وتذهب بطخاء فلما جلست إليه دحا ا اىل مث قال دونكها أبا ذر فإا تشد القلبالصدر وقد روى يف السفرجل احاديث أخر هذه أمثلها وال تصح والسفرجل بارد يابس وخيتلف يف ذلك باختالف طعمه وكله بارد قابض جيد للمعدة واحللو منه أقل بردا ويبسا واميل اىل االعتدال

ول ويعقل الطبع وبنفع من واحلامض أشد قضا ويبسا وبردا وكله يسكن العطش والقىء ويدر الب

Page 134: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 134 النسيــــــــــم

قرحة األمعاء ونفث الدم واهليضة وينفع من الغثيان ومينع من تصاعد األخبرة إذا استعمل بعد الطعام وحراقة أغصانه وورقه املغسولة كالتوتياء يف فعله

وهو قبل الطعام يقبض وبعده يلني الطبع ويسرع باحندار الثقل واالكثار منه مضر بالعصب مولد

ونج ويطفىء املرة الصفراء املتولدة يف املعدة وإن شوى كان أقل خلشونته وأخف وإذا قور للقولوسطه ونزع حبه وجعل فيه العسل وطني جرمه بالعجني وأودع الرماد احلار نفع نفعا حسنا واجود

ما اكل مشويا او مطبوخا بالعسل وحبه ينفع من خشونة احللق وقصبة الرئة وكثري من األمراض ه مينع العرق ويقوى املعدة واملرىب منه تقوى املعدة والكبد وتشد القلب وتطيب النفس ومعىن ودهن

جتم الفؤاد ترحيه وقيل تفتحه وتوسعه من مجام املاء وهو اتساعه وكثرته والطخاء للقلب مثل الغيم سواك على السماء قال أبو عبيد الطحاء ثقل وغشاء وتقول ما يف السماء طخاء أى سحاب وظلمة

يف الصحيحني عنه لوال أن أشق على امىت المرم بالسواك عند كل صالة وفيهما أنه كان اذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك ويف صحيح البخارى تعليقا عنه السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ويف

ستاك عند موته صحيح مسلم أنه كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك واالحاديث فيه كثرية وصح عنه انه اوصح عنه أنه قال أكثرت عليكم يف السواك وأصلح ما اختذ السواك من خشب االراك وحنوه وال

ينبغى أن يؤخذ من شجرة جمهولة فرمبا كانت مسا وينبغى القصد يف استعماله فان بالغ فيه فرمبا أذهب ألوساخ ومىت استعملطالوة االسنان وصقالتها وهيأها لقبول األخبرة املتصاعدة من املعدة وا

باعتدال جلى األسنان وقوى العمود وأطلق اللسان ومنع احلفر وطيب النكهة ونقى الدماغ وشهى

الطعام وأجود ما استعمل مبلوال مباء الورد ومن أنفعه أصول اجلوز قال صاحب التيسري زعموا أنه إذا احد الذهن ويف السواك عدة استاك به املستاك كل خامس من األيام نقى الرأس وصفى احلواس و

منافع يطيب الفم ويشد اللثة ويقطع البلغم وجيلوا البصر ويذهب باحلفر ويصح املعدة ويصفى الصوت ويعني على اهلضم ويسهل جمارى الكالم وينشط للقراءة والذكر والصالة ويطرد النوم

الصالة والوضوء ويرضى الرب ويعجب املالئكة ويكثر احلسنات ويستحب كل وقت ويتأكد عند واالنتباه من النوم وتغري رائحة الفم ويستحب للمفطر والصائم يف كل وقت لعموم األحاديث فيه وحلاجة الصائم إليه وألنه مرضاة للرب ومرضاته مطلوبة يف الصوم أشد من طلبها يف الفطر وألنه

رضى اهللا عنه قال رأيت مطهرة للفم والطهور للصائم من أفضل اعماله ويف السنن عن عمر بن ربيعةرسول اهللا ما أحصى يستاك وهو صائم وقال البخارى قال ابن عمر يستاك أول النهار وأخره وامجع الناس على ان الصائم يتمضمض وجوبا واستحبابا واملضمضة أبلغ من السواك وليس هللا غرض يف

ا ذكر طيب اخللوف عند اهللا التقرب إليه بالرائحة الكريهة وال هى من جنس ما شرع التعبد به وإمن

Page 135: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 135 النسيــــــــــم

يوم القيامة حثا منه على الصوم ال حثا منه على إبقاء الرائحة بل الصائم أحوج إىل السواك من املفطر وأيضا فان رضوان اهللا أكرب من استطابتة اخللوف فم الصائم

مينع طيب وأيضا فان حمبته للسواك أعظم من حمبته لبقاء خلوف فم الصائم وأيضا فان السواك ال

اخللوف الذى يزيله السواك عند اهللا يوم القيامة بل يأتى الصائم يوم القيامة وخلوف فمه أطيب من ريح املسك عالمة على صيامه ولوأزاله بالسواك كما أن اجلريح يأتى يوم القيامة ولون دم جرحه لون

ال يزول بالسواك فان سببه الدم ورحيه ريح املسك وهو مامور بإزالته يف الدنيا وايضا فان اخللوفقائم وهو خلو املعدة عن الطعام وامنا يزول اثره وهو املنعقد على األسنان واللثة وأيضا فان النىب علم

امته ما يستحب هلم يف الصيام وما يكره هلم ومل جيعل السواك من القسم املكروه وهو يعلم أم مول وهم يشاهدونه يستاك وهو صائم مرارا كثرية يفعلونه وقد حضهم عليه بأبلغ الفاظ العموم والش

تفوت االحصاء ويعلم ام يقتدون به ومل يقل هلم يوما من الدهر ال تستاكوا بعد الزوال وتاخري البيان عن وقت احلاجة ممتنع واهللا أعلم مسن وروى حممد بن جرير الطربي باسناده من حديث صهيب

ومسنها دواء وحلمها داء رواه عن أمحد بن احلسن الترمذى حدثنا يرفعه عليكم بألبان البقر فاا شفاءحممد بن موسى النسائى حدثنا دفاع بن دغل السدوسى عن عبداحلميد ابن صيفى بن صهيب عن ابيه عن جده وال يثبت ما ىف هذا االسناد والسمن حار رطب يف االوىل وفيه جالء يسري ولطافة

دان الناعمة وهو اقوى من الزبد يف االنضاج والتليني وذكر جالينوس وتفشيه لالورام احلادثة من االبانه أبرأ االورام احلادثة يف االذن وىف االرنبة واذا دلك به موضع االسنان نبت سريعا واذا خلط مع عسل ولوز مر جال ما يف الصدر والرئة والكيموسات الغليظة اللزجة اال انه ضار باملعدة سيما اذا

احبها بلغمياكان مزاج ص

واما مسن البقر واملعز فانه اذا شرب مع العسل نفع من شرب السم القاتل ومن لدغ احليات والعقارب ويف كتاب ابن السىن عن على بن أىب طالب رضى اهللا عنه قال مل يستشف الناس بشىء أفضل من

بن عمر عن النىب انه السمن مسك روى اإلمام امحد بن حنبل وابن ماجة يف سننه من حديث عبداهللا قال احلت لنا ميتتان ودمان السمك واجلراد والكبد والطحال اصناف السمك كثرية واجوده مالذ

طعمه وطاب رحيه وتوسط مقداره وكان رقيق القشر ومل يكن صلب اللحم وال يابسه وكان يف ماء ر جيد املاء وكان عذب جار على احلصباء ويتغذى بالنبات ال االقذار واصلح اماكنه ما كان يف

يأوى اىل االماكن الصخرية مث الرملية واملياه اجلارية العذبة الىت ال قذر فيها وال محأة الكثرية االضطراب والتموج املكشوفة للشمس والرياح والسمك البحرى فاضل حممود لطيف والطرى منه

اه فانه يولد خلطا حممودا وهو بارد رطب عسر االضام يولد بلغما كثريا اال البحرى وما جرى جمر

Page 136: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 136 النسيــــــــــم

خيصب البدن ويزيد يف املىن ويصلح االمزاج احلارة واما املاحل فاجوده ما كان قريب العهد بالتمليح وهو حار يابس وكلما تقدم عهده ازداد حره ويبسه والسلور منه كثري اللزوجة ويسمى اجلرى

ملح وعتق واكل صفى قصبة الرئة وجود واليهود ال تأكله وإذا اكل طريا كان ملينا للبطن واذا الصوت واذا دق ووضع من خارج اخرج السلى والفضول من عمق البدن من طريق ان له قوة جاذبة

وماء ملح اجلرى املاحل إذا جلس فيه من كانت به قرحة االمعاء ابتداء العلة وافقه جبذبه املواد إىل ظاهر

اجود ماىف السمك ما قرب من مؤخرها والطري السمني البدن واذا احتقن به ابرا من عرق النسا وخيصب البدن حلمه وودكه يف الصحيحني من حديث جابر بن عبداهللا رضى اهللا عنه قال بعثنا رسول اهللا يف ثلثمائة راكب وامرينا ابو عبيدة بن اجلراح رضى اهللا عنه فأتينا الساحل فأصابنا جوع شديد

ر حوتا يقال هلا عنرب فأكلنا منه نصف شهر وائتدمنا بودكه حىت ثابت حىت اكلنا اخلبط فالقى لنا البحاجسامنا فأخذ ابو عبيدة ضلعا من اضالعه ومحل رجال على بعريه ونصبه فمر حتت سلق روى

الترمذى وابو داود عن أم املنذر قالت درخل رسول اهللا ومعه على رضى اهللا عنه ولنا دوال معلقة ل وعلى معه ياكل فقال رسول اهللا مه يا على فانك ناقة قالت فجعلت قالت فجعل رسول اهللا ياك

هلم سلقا وشعريا فقال النىب يا على فاصب من هذا فانه اوفق لك قال الترمذى حديث حسن غريب السلق حار يابس ىف االوىل وقيل رطب فيها وقيل مركب منهما وفيه برودة ملطفة وحتليل وتفتيح

ع من داء الثعلب والكلف واحلزاز والثآليل إذا طلى مبائه ويقتل القمل وفىي االسود منه قبض ونف ويطلى به القوباء مع العسل وبفتح سدد الكبد والطحال

واسوده يعقل البطن وال سيما مع العدس ومها رديئان واال بيض يلني مع العدس وحيقن مبائه لالسهال

ذاء ردىء الكيموس حيرق الدم ويصلحه اخلل وينفع من القولونج مع املرى والتوابل وهو قليل الغ واخلردل واالكثار منه يولد القبض والنفخ

حرف الشني شونيز هو احلبة السوداء وقد تقدم يف حرف احلاء شربم روى الترمذى وابن ماجة يف سننهما من

ار حديث امساء بنت عميس قالت قال رسول اهللا مباذا كنت تستمشني قالت بالشربم قال حار يالشربم شجر صغري وكبري كقامة الرجل وارجح له قضبان محر ملمعة ببياض ويف رؤوس قضبانه مجة من ورق وله نور صغار أصفر إىل البياض ويسقط وخيلفه مراود صغار فيها حب صغري مثل البطم يف

ار يابس قدره أمحر اللون وهلا عروق عليها قشور محر واملستعمل منه قشر عروقه ولنب قضبانه وهو حيف الدرجة الرابعة ويسهل السوداء والكيموسات الغليظة واملاء األصفر والبلغم ومكرب مغث

واالكثار منه يقتل وينبغى اذا استعمل ان ينقع يف اللنب احلليب يوما وليلة ويغري عليه اللنب يف اليوم

Page 137: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 137 النسيــــــــــم

اء العسل أو عصري مرتني او ثالثا وخيرج وجيفف يف الظل وخيلط معه الورد والكثرياء ويشرب مب العنب

والشربة منه ما بني اربع دوانق إىل دانقني على حسب القوة قال حنني اما لنب الشربم فال خري فيه وال ارى شربه البته فقد قتل به اطباء الطرقات كثريا من الناس شعري روى ابن ماجة من حديث عائشة

باحلساء من الشعري فصنع مث امرهم فحسوا قالت كان رسول اهللا إذا اخذ احدا من أهله الوعك امرمنه مث يقول انه لريتو فؤاد احلزين ويسرو عن الفؤاد السقيم كما تسرو احداكن الوسخ باملاء عن

وجهها ومعىن يرتوه يشده ويقويه ويسرو بكشف ويزيل وقد تقدم ان هذا هو ماء الشعري املغلى وهو ة احللق صاحل لقمع حدة الفضول مدر للبول جالء ملا اكثر غذاء من سويقه وهو نافع للسعال وخشون

ىف املعدة قاطع للعطش مطفىء للحرارة وفيه قوة جيلو ا ويلطف وحيلل وصفته أن يؤخذ من الشعري اجليد املرضوض مقدار ومن املاء الصاىف العذب مخسة أمثاله ويلقى يف قدر نظيف ويطبخ بنار معتدلة

ويستعمل منه مقدار احلاجة حمال شوى قال اهللا تعاىل يف ضيافة خليله إىل ان يبقى منه مخساه ويصفى ابراهيم عليه السالم الضيافه فما لبث ان جاء بعجل حنيذ واحلنيذ املشوى على الرضف وهى احلجارة

احملماة ويف الترمذىعن أم سلمة رضى اهللا عنها أا قربت إىل رسول اهللا جبنا

صالة وما توضأ قال الترمذى حديث صحيح وفيه ايضا عن عبداهللا بن مشويا فأكل منه مث قام اىل الاحلرث قال اكلنا مع رسول اهللا وشواء يف املسجد وفيه ايضا عن مغرية بن شعبة قال ضفت مع رسول اهللا ذات ليلة فأمر جبنب فشوى مث اخذ الشفرة فجعل جيزىل ا منه قال فجاء بالب يؤذن

له تربت يداه انفع الشوى شوى الضأن احلوىل مث العجل اللطيف السمني للصالة فالقى الشفرة فقال ماوهو حار رطب إىل اليبوسة كثري التوليد للسوداء وهو من اغذية األقوياء واألصحاء واملرتاضني

واملطبوخ أنفع وأخف على املعدة وأرطب منه ومن املطجن واردؤه املشوى يف الشمس واملشوى على باللهيب وهو احلنيذ شحم وثبت يف املسند عن أنس أن يهوديا أضاف رسول اجلمر خري من املشوى

اهللا فقدم له خبز شعري وإهالة سنخة واالهالة الشحم املذاب واأللية والسنخة املتغرية وثبت يف الصحيح عن عبداهللا بن مغفل قال دىل جراب من شحم ويوم خيرب فالتزمته وقلت واهللا ال أعطى

تفت فإذا رسل اهللا يضحك ومل يقل شيئا أجود الشحم ما كان من حيوان مكتمل أحدا منه شيئا فالوهو حار رطب وهو أقل رطوبة من السمن وهلذا لو اذيب الشحم والسمن كان الشحم اسرع مجودا

وهو ينفع من خشونه احللق ويرخى ويعفن ويدفع ضرره بالليمون اململوح والزجنبيل وشحم املعز تيوس أشد حتليال وينفع من قروح األمعاء وشحم العرت أقوى يف ذلك وحيتقن أقبض الشحوم وشحم ال

به للسحج والزحري

Page 138: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 138 النسيــــــــــم

حرف الصاد صالة قال اهللا تعاىل واستعينوا بالصرب والصالة واا لكبرية إال على اخلاشعني وقال يا ايها الذين آمنوا

امر اهلك بالصالة واصطرب عليها ال نسئلك استعينوا بالصرب والصالة ان اهللا مع الصابرين وقال تعاىل ورزقا حنن نرزقك والعاقبة للتقوى ويف السنن كان رسول اهللا اذا حزبه أمر فزع إىل الصالة وقد تقدم ذكر االستشفاء بالصالة من عامة االوجاع قبل استحكامها والصالة جملبة للرزق حافظة للصحة دافعة

ضة للوجه مفرحة للنفس مذهبة للكسل منشطة للجوارح ممدة لألذى مطردة لألدواء مقوية للقلب مبيللقوى شارحة للصدر مغذية للروح منورة للقفلب حافظة للنعمة دافعة للنقمة جاتلبة للربكة مبعدة من الشيطان مقربة من الرمحن وباجلملة فلها تاثري عجيب يف حفظ صحة البدن والقلب وقوامهما

ا ابتلى رجالن بعاهة أو داءء او حمنة او بلية اال كان حظ املصلى ودافع املوادج الرديئة عنهما وممنهما أقل وعاقبته أسلم وللصالة تأثري عجيب يف دفع شرور الدنيا وال سيما إذا اعطيت حقها من

التكميل ظاهرا وباطنا فما استدفعت شرور الدنيا وىآلخرة واستجلبت مصاحلهما مبثل الصالة وسر عز وجل وعلى قدر صلة العبد بربه عز وجل تفتح عليه من اخلريات أبواا ذلك ان الصالة باهللا

وتقطع عنه من الشرور أسباا وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل والعافية والصحة والغنيمة والغىن والراحة والنعيم واالفراح واملسرات كلها حمضرة لديه ومسارعة إليه صرب الصرب نصف االميان

ماهية مركبة من صرب وشكر كما قالفانه

بعض السلف االميان نصف صرب ونصف شكر قال اهللا تعاىل ان يف ذلك آليات لكل صبار شكور والصرب من االميان مبرتلة الرأس من اجلسد وهو ثالثة أنواع صرب على فرائض اهللا فال يضيعها وصرب

ستخطها ومن استكمل هذه املراتب الثالث على حمارمه فال يرتكبها وصرب على أقضيته وأقداره فال ياستكمل الصرب ولذة الدنيا واآلخرة ونعيمهما والفوز والظفر ما فال يصل إليه أحد إال على جسر الصرب كما ال يصل أحد إىل اجلنة إال على الصراط قال عمر بن اخلطاب رضى اهللا عنه خري عيش

سب يف العامل رأيتها كلها منوطة بالصرب واذا تأملت أدركناه بالصرب واذا تأملت مراتب الكمال املكتالنقصان الذي يذم صاحبه عليه ويدخل حتت قدرته رأيته كله من عدم الصرب فالشجاعة والعفة

واجلواد وااليثار كله صرب ساعة فالصرب طلسم على كرت العال من حل ذا الطلسم فاز بكنره وأكثر الصرب فما حفظت صحة القلوب واالبدان واالرواح مبثل اسقام البدن والقلب وإمنا تنشأ من عدم

الصرب فهو الفروق األكرب والترياق األعظم ولو مل يكن فيه إال معية اهللا مع أهله فإن اهللا مع الصابرين وحمبته هلم فإن اهللا حيب الصابرين ونصره ألهله فإن النصر مع الصرب وإنه خري ألهله ولئن صربمت هلو

Page 139: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 139 النسيــــــــــم

إنه سبب الفالح يا ايها الذين آمنوا اصربوا وصابروا ورابطوا واتقوا اهللا لعلكم خري للصابرين و تفلحون

صرب روى أبو داود يف كتاب املراسيل من حديث قيس بن رافع القيسى رضى اهللا عنه أن رسول اهللا

دخل قال ماذا يف االمرين من الشفاء الصرب والثفاء وىف السنن ألىب داود من حديث أم سلمة قالت على رسول اهللا حني توىف أبو سلمة وقد جعلت على صربا فقال ماذا يا أم سلمة فقلت إمنا هو صرب يا رسول اهللا ليس فيه طيب قال إنه يشب الوجه فال جتعليه إال بالليل وى عنه بالنهار الصرب كثري املنافع

البصر وإذا طلى على اجلبهة ال سيما اهلندى منه ينقى الفضول الصفراوية الىت يف الدماغ وأعصاب والصدغ بدهن الورد نفع من الصداع وبنفع من قروح األنف والفم ويسهل السوداء واملال خيوليا والصرب الفارسى يذكى العقل ويشد الفؤاد وينقى الفضول الصفراوية والبلغيمة من املعدة إذا شرب

الربد خيف أن يسهل دما صوم الصوم منه ملعقتان مباء ويرد الشهوة الباطلة الفاسدة وإذا شرب يفجنة من أدواء الروح والقلب والبدن منافعه تفوت االحصاء وله تأثري عجيب يف حفظ الصحة وإذابة الفضالت وحبس النفس عن تناول مؤذياا وال سيما اذا كان باعتدال وقصد يف أفضل أوقاته شرعا

واالعضاء ما حيفظ عليها قواها وفيه خاصية تقتضى وحاجة البدن إليه طبعا مث إن فيه من اراحة القوى إيثاره وهي تفرحيه للقلب عاجال وآجال وهو أنفع شىء ألصحاب األمزجة الباردة والرطبة وله تأثري عظيم يف حفظ صحتهم وهو يدخل يف األدوية الروحانية والطبيعية وإذا راعى الصائم فيه ما ينبغى

مراعاته

لبه وبدنه به وحبس عنه املواد الغريبة الفاسدة الىت هو مستعد هلا وأزال طبعا وشرعا عظم انتفاع قاملواد الرديئة احلاصلة حبسب كماله ونقصانه وحيفظ الصائم مما ينبغى أن يتحفظ منه و يعينه على

قيامه مبقصود الصوم وسره وعلته الغائية فإن القصد منه أمر آخر وراء ترك الطعام والشراب وباعتبار االمر اختص من بني االعمال بأنه هللا سبحانه وملا كان وقاية وجنة بني العبد وبني ما يؤذى قلبه ذلك

وبدنه عاجال وآجال قال اهللا تعاىل يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من ملقصود اآلخر قبلكم لعلكم تتقون فأحد مقصودى الصيام اجلنة والوقاية وهى محية عظيمة النفع وا

اجتماع القلب واهلم على اهللا تعاىل وتوفري قوى النفس على حمابه وطاعته وقد تقدم الكالم يف بعض أسرار الصوم عند ذكر هدية فيه

حرف الضاد ضب ثبت يف الصحيحني من حديث ابن عباس أن رسول اهللا سئل عنه ملا قدم إليه وامتنع من أكله

يكن بارض قومى فأجدىن أعافه وأكل بني يديه وعلى مائدته وهو ينظر أحرام هو فقال ال ولكن مل

Page 140: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 140 النسيــــــــــم

ويف الصحيحني من حديث ابن عمر رضى اهللا عنهما عنه انه قال ال أحله وال أحرمه وهو حار يابس ويقوى شهوة اجلماع وإذا دق ووضع على موضع الشوكة اجتذا ضفدع قال االمام امحد الضفدع

ول اهللا عن قتلها يريد احلديث الذي رواه يف مسنده من عثمان بن ال حيل يف الدواء ى رس عبدالرمحن

رضى اهللا عنه ان طبيبا ذكر ضفدعا يف دواء عند رسول اهللا فنهاه عن قتلها قال صاحب القانون من

أكل من دم الضفدع او جرمه ورم بدنه وكمد لونه وقذف املىن حىت ميوت ولذلك ترك األطباء من ضرره وهى نوعان مائية وترابية والترابية يقتل أكلها استعماله خوفا

حرف الطاء طيب ثبت عن رسول اهللا أنه قال حبب إىل من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيىن يف الصالة

وكان رسول اهللا يكثر التطيب وتشد عليه الرائحة الكريهة وتشق عليه والطيب غذاء الروح الىت هى قوى تتضاعف وتزيد بالطيب كما تزيد بالغذاء والشراب والدعة والسرور ومعاشرة مطية القوى وال

األحبة وحدوث األمور احملبوبة وغيبة من تسره غيبته ويثقل على الروح مشاهدته كالثقالء والبغضاء فإن معاشرم توهن القوى وجتلب اهلم والغم وهى للروح مبرتلة احلمى للبدن ومبرتلة الرائحة الكريهةوهلذا كان مما حبب اهللا سبحانه الصحابة يهم عن التخلق ذا اخللق يف معاشرة رسول اهللا لتأذيه

بذلك فقال إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا وال مستأنسني حلديث إن ذلكم كان يؤذى النىب ىل رسول اهللا فيستحى منكم واهللا ال يستحى من احلق واملقصود أن الطيب كان من أحب األشياء إ

وله تأثري يف حفظ الصحة ودفع كثري من اآلالم وأسباا بسبب قوة الطبيعة به طني ورد يف أحاديث موضوعة ال يصح منها شىء مثل حديث من أكل الطني فقد اعان على قتل نفسه ومثل حديث يا

محرياء ال تأكلى الطني

حديث يف الطني فإنه ال يصح وال أصل له فإنه يعصم البطن ويصفر اللون ويذهب اء الوجهه وكل عن رسول اهللا إال أنه ردىء مؤذ يسد جمارى العرق وهو بارد يابس قوى التجفيف ومينع استطالق البطن ويوجب نفث الدم وقروح الفم طلح قال اهللا تعاىل وطلح منضود قال أكثر املفسرين هو املوز

وقيل الطلح الشجر ذو الشوك نضد مكان كل واملنضود هو الذى قد نضد بعضه على بعض كاملشط شوكة مثرة فثمره قد نضد بعضه إىل بعض فهو مثل املوز وهذا القول أصح ويكون من ذكر املوز من السلف اراد التمثيل ال التخصيص واهللا أعلم وهو حار رطب أجوده النضيج احللو ينفع من خشونة

ويدر البول ويزيد املىن وحيرك شهورة اجلماع ويلني الصدر والرئة والسعال وقروح الكليتني واملثانة البطن ويؤكل قبل الطعام ويضر املعدة ويزيد الصفراء والبلغم ودفع ضرره بالكسر او العسل طلع قال

Page 141: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 141 النسيــــــــــم

تعاىل والنخل باسقات هلا طلع نضيد وقال اهللا تعاىل وخنل طلعها هضيم طلع النخل ما يبدو من مثرته لكفرى والنضيد املنضود الذى قد نضد بعضه على بعض وإمنا يقال له ىف اول ظهوره وقشره يسمى ا

نضيد ما دام يف كفراه فإذا انفتح فليس بنضيد واما اهلضيم فهو املنضم بعضه إىل بعض فهو كالنضيد أيضا وذلك يكون قبل تشقق الكفرى عنه والطلع نوعان ذكر وأنثى والتلقيح هو أن يؤخذ من الذكر

طة فيجعل يف االنثى وهو التأبري فيكون ذلك مبرتلة اللقاح بني الذكر واالنثى وقد وهو مثل دقيق احلنروى مسلم يف صحيحه عن طلحة بن عبيداهللا رضى اهللا عنه قال مررت برسول اهللا يف خنل فرأى

قوما يلقحون فقال ما يصنع هؤالء قالوا يأخذون من

ا فبلغهم فتركوه فلم يصلح فقال النىب إمنا هو ظن الذكر فيجعلونه يف االنثى قال ما اظن ذلك يغىن شيئفإن كان يغىن شيئا فاصنعوه فإمنا اننا بشر مثلكم وإن الظن خيطىء ويصيب ولكن ما قلت لكم عن اهللا عز وجل فلن أكذب على اهللا انتهى طلع النخل ينفع من الباه ويزيد يف املباضعة ودقيق طلعه اذا

ان على احلبل إعانة بالغة وهو يف الربودة واليبوسة يف الدرجة الثانية حتملت به املرأة قبل اجلماع أعويقوى املعدة وجيففها ويسكن ثائرة الدم مع غلظ وبطء هضم وال حيتمله إال أصحاب األمزجة

احلارة ومن أكثر منه فإنه ينبغى ان يأخذ عليه شيئا من اجلوارشات احلارة وهو يعقل الطبع ويقوى جيرى جمراه كذلك البلح والبسر واالكثار منه يضر باملعدة والصدر ورمبا اورث االحشاء واجلمار

القولنج واصالحه بالسمن أو ما تقدم ذكره حرف العني

عنب يف الغيالنيات من حديث حبيب بن يسار عن ابن عباس رضى اهللا عنهما قال رأيت رسول اهللا ذا احلديث قلت وفيه داود بن عبد اجلبار ابو يأكل العنب خرطا قال أبو جعفر العقيلى ال اصل هل

سليم الكوىف قال حيىي بن معني كان يكذب ويذكر عن رسول اهللا انه كان حيب العنب والبطيخ وقد ذكر اهللا سبحانه العنب يف ستة مواضع من كتابه يف مجلة نعمه الىت انعم ا على عباده يف هذه الدار

ثرها منافع وهو يؤكل رطبا يابسا وأخضر ويانعا وهو فاكهة ويف اجلنة وهو من افضل الفواكه وأك من الفواكه وقوت من االقوات

وادم مع االدام ودواء مع االدوية وشراب مع االشربة وطبعه طبع احلبات احلرارة والرطوبة وجيدة

ثالثة امحد الكبار املائى واالبيض امحد من االسود اذا تساويا يف احلالوة واملتروك بعد قطفه يومني اومن املقطوف يف يومه فإنه منفخ مطلق للبطن واملعلق حىت يضمر قشره جيد للغذاء مقو للبدن وغذاؤه كغذاء التني والزبيب وإذا القى عجم العنب كان اكثر تلينا للطبيعة واالكثار منه مصدع للرأس ودفع

اء حينا وهو احد الفواكه مضرته بالرمان املز ومنفعة العنب يسهل الطبع ويسمن ويغذو جيده غذ

Page 142: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 142 النسيــــــــــم

الثالث الىت هى ملك الفواكه وهو الرطب والتني والعنب عسل وقد تقدم ذكر منافعه قال ابن جريج قال الزهري عليك بالعسل فإنه جيد للحفظ واجوده اصفاه وأبيضه والينه حدة واصدقه حالوة ما

رعى النحل عجوة يف يؤخذ من اجلبال والشجر فضل على ما يؤخذ من اخلاليا وهو حبسب مالصحيحني من حديث سعد بن أىب وقاص رضى اهللا عنه عن النىب انه قال من تصبح بسبع مترات

عجوة مل يضره ذلك اليوم سم وال سحر ويف سنن النسائى وابن ماجة من حديث حابر وأىب سعيد ماؤها شفاء للعني رضى اهللا عنهما عن النىب العجوة من اجلنة وهى شفاء من اسم والكمأة من املن و

وقد قيل إن هذا يف عجوة املدينة وهى احد اصناف التمر ا ومن انفع متر احلجاز على االطالق وهو صنف كرمي ملزز متني اجلسم والقوة من ألني التمر واطيبه والذه

وقد تقدم ذكر التمر وطبعه ومنافعه يف حرف التاء والكالم على دفع العجوة للسم والسحر فال

ة العادته عنرب تقدم يف الصحيحني من حديث جابر يف قصة أىب عبيدة وأكلهم من العنرب نصف حاجشهر وام تزودوا من حلمه وشائق اىل املدينة وارسلوا منه اىل النىب وهو احد ما يدل على ان اباحة ما

ا مث جزر ىف البحر ال خيتص بالسمك وعلى ان ميتته حالل واعتراض على ذلك بأن البحر القاه حيعنه املاء فمات وهذا حالل فإن موته بسبب مفارقته للماء وهذا ال يصح فإم إمنا وجدوه ميتا بالساحل ومل يشاهدوه قد خرج عنه حيا مث جزر عنه املاء وايضا فلو كان حيا ملا القاه البحر إىل

ال احلى منها وأيضا فلو الساحل فإنه من املعلوم ان البحر امنا يقذف إىل ساحله امليت من حيواناته قدر احتمال ما ذكروه مل جيز ان يكون شرطا ىف االباحة فانه ال يباح الشىء مع الشك يف سبب اباحته وهلذا منع النىب من اكل الصيد اذا وجده الصائد غريقا يف املاء للشك يف سبب موته هل هو

افخر انواعه بعد املسك واخطأ من قدمه اآلله أم املاء واما العنرب الذى هو احد انواع الطيب فهو من على املسك وجعله سيد أنواع الطيب وقد ثبت عن النىب انه قال يف املسك هو أطيب الطيب وسيأتى إن شاء اهللا تعاىل ذكر اخلصائص واملنافع الىت ختص ا املسك حىت إنه طيب اجلنة والكثبان الىت هى

لذى غر هذا القائل انه ال يدخله التغري على طول مقاعد الصديقني هناك من مسك ال من عنرب وا الزمان فهو كالذهب وهذا ال يدل

على انه افضل من املسك فإنه ذه اخلاصية الواحدة ال يقاوم ما يف املسك من اخلواص وبعد فضروبه

كثرية وألوانه خمتلفة فمنه األبيض واألشهب واألمحر واألصفر واألخضر واألزرق واألسود وذو لوان وأجوده األشهب مث األزرق مث األصفر واردؤه األسود وقد اختلف الناس يف عنصره فقالت األ

طائفة هو نبات ينبت يف قعر البحر فيبتلعه بعض دوابه فاذا مثلت منه قذفته رجيعا فيقذفه البحر إىل دابة حبرية الساحل وقيل طل يرتل من السماء يف جزائر البحر فتلقيه األمواج إىل الساحل وقيل روث

Page 143: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 143 النسيــــــــــم

تشبه البقرة وقيل بل هو جفاء من جفاء البحر أى زبد وقال صاحب القانون هو فيما يظن ينبع من عني يف البحر والذى قال انه زبد البحر أو روث دابة بعيد انتهى ومزاجه حار يابس مقو للقلب

وجاع املعدة الباردة والدماغ واحلواس وأعضاء البدن نافع من الفاجل وللقوة واألمراض البلغمية واوالرياح الغليظة من السدد إذا شرب او طلى به من خارج وإذا تبخر به نفع من الزكام والصداع

والشقيقة الباردة عود والعود اهلندى نوعان أحدمها يستعمل يف األدوية وهو الكست ويقال له القسط وقد روى مسلم يف صحيحه عن وسيأتى يف حرف القاف الثاىن يستعمل يف الطيب ويقال له األلوة

ابن عمر رضى اهللا عنهما أنه كان يستجمر باأللوة غري مطراة وبكافور يطرح معها ويقول هكذا كان يستجمر رسول اهللا وثبت عنه يف صفة نعيم أهل اجلنة جمامرهم األلوة واامر مجع جممر وهو ما

يتجمر به من عود وغريه وهو أنواع أجودها

ىن مث القمارى مث املندىل واجوده األسود واألزرق الصلب الرزين الدسم واقله جودة ما اهلندى مث الصيخف وطفا على املاء ويقال إنه شجر يقطع ويدفن يف اآلرض سنة فتأكل األرض منه ماال ينفع ويبقى عود الطيب ال تعمل فيه األرض شيئا ويتعفن منه قشره وما ال طيب فيه وهو حار يابس يف الثالثة

ويفتح السدد ويكسر الرياح ويذهب بفضل الرطوبة ويقوى األحشاء والقلب ويفرحه وينفع الدماغ ويقوى احلواس وحيبس البطن وينفع من سلس البول احلادث عن برد املثانة قال ابن مسحون العود

ضروب كثرية جيمعها اسم األلوة ويستعمل من داخل وخارج ويتجمر به منفردا ومع غريه ويف خلط الكافور به عند التجمري معىن طىب وهو اصالح كل منهما اآلخر ويف التجمري مراعاة جوهر اهلواء واصالحه فإنه احد االشياء السنة الضرورية الىت يف اصالحها اصالح االبدان عدس قد ورد يف انه أحاديث كلها باطلة على رسول اهللا مل يقل منها شيئا كحديث انه قدس فيه سبعون نبيا وحديث

يرق القلب ويغزر الدمعة وانه مأكول الصاحلني وأرفع شىء جاء به وأصحه انه شهوة اليهود الىت قدموها على املن والسلوى وهو قرين الثوم والبصل يف الذكر وطبعه طبع املؤنث بارد يابس وفيه

ف مطلق قوتان متضادتان أحدمها يعقل الطبيعة واالخرى يطلقها وقشره حار يابس يف الثالثة حرللبطن وترياقه يف قشره وهلذا كان صحاحه أنفع من مطحونه وأخف على املعجة وأقل ضررا فأنه لبه

بطىء اهلضم لربودته ويبوسته

وهو مولد للسوداء ويضر باملاليخوليا ضررا بينا ويضر باألعصاب والبصر وهو غليظ الدم وينبغى أن أوداء رديئة الوسواس واجلذام ومحى الربع ويقلل يتجنبه أصحاب السوداء واكثارهم منه يولد هلم

ضرره السلق واالسفاناخ وإكثار الدهن واردأ ما اكل باملكسود وليتجنب خلط احلالوة به فإنه يورث سددا كبدية وإدمانه يطلم البصر لشدة ختفيفه ويعسر البول ويوجب األورام الباردة والرياح الغليظة

Page 144: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 144 النسيــــــــــم

لنضاج وأما ما يظنه اجلهال انه كل مساط اخلليل الذى يقدمه وأجوده األبيض السمني السريع األضيافه فكذب مفترى وإمنا حكى اهللا عن الضيافة بالشوى وهو العجل احلنيذ وذكر البيهقى عن

اسحاق قال سئل ابن املبارك عن احلديث الذى جاء يف العدس أنه قدس على لسان سبعني نبيا فقال و ذ منفخ من حدثكم به قالوا سل بن سامل فقال عمن قالوا عنك قال على لسان نيب واحد وأنه ملؤ

وعىن أيضا حرف الغني

غيث مذكور يف القرآن يف عدة مواضع وهو لذيذ االسم على السمع واملسمى على الروح والبدن تبتهج االمساع بذكره والقلوب بوروده وماؤه أفضل املياه وألطفها وانفعها واعظمها بركة وال سيما

اذا كان من سحاب راعد واجتمع يف مستنقعات اجلبال وهو ارطب من سائر املياه النه مل تطل مدته على األرض فيكتسب من يبوستها ومل خيالطه جوهر يابس لذلك يتغري ويتعفن سريعا للطافتة وسرعة

توى انفعاله وهل الغيث الربيعى ألطف من الشتوى أو العكس فيه قوالن قال من رجح الغيث الش حرارة الشمس تكون حينئذ أقل فال جتتذب

من ماء البحر إال ألطفه واجلو صاف وهو خال من األخبرة الدخانية والغبار واملخالطة للماء وكل هذا

يوجب لفطفه وصفاءه وخلوه من املخالطة وقال من رجح الربيعى احلرارة توجب حتلل األخبرة ذمل املاء وتقل أجزاؤه األرضية وتصادف وقت حياة الغليظة وتوجب رقة اهلواء ولطافته فيخف ب

النبات واألشجار وطيب اهلواء وذكر الشافعى رمحه اهللا عن أنس بن مالك رضى اهللا عنه قال كنا مع رسول اهللا فأصابنا مطر فحسر ثوبه منه وقال إنه حديث عهد بربه وقد تقدم يف هدية يف االستسقاء

عن اول جميئه وذكر استمطاره وتربكه مباء الغيث حرف الفاء

فاحتة الكتاب وأم القرآن والسبع املثاىن والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغىن والفالح وحافظة القوة ودافعة اهلم والغم واخلوف واحلزن ملن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن

ا والسر الذى ألجله كانت كذلك وملا وقع ترتيلها على دائه وعرف وجه االستشفاء والتداوىبعض الصحابة على ذلك رقى ا اللديغ فربأ لوقته فقال النىب وما أدراك أا رقية ومن ساعده التوفيق وأعني بنور البصرية حىت وقف على أسرار هذه السورة وما اشتملت عليه من التوحيد ومعرفة الذات

الشرع والقدر واملعاد وجتريد توحيد الربوبية واالهلية وكمال واالمساء والصفات واألفعال واثبات التوكل والتفويض إىل من له

األمر كله وله احلمد كله وبيده اخلري كله وإليه يرجع األمر كله واالفتقار إليه يف طلب اهلداية الىت هى

Page 145: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 145 النسيــــــــــم

لعافية املطلقة التامة أصل سعادة الدارين وعلم ارتباط معانيها جبلب مصاحلهما ودفع مفاسدمها وأن اوالنعمة الكاملة منوط ا موقوفة على التحقق ا أغنته عن كثري من األدوية والرقى واستفتح ا من اخلري أبوابه ودفع ا من الشر أسبابه وهذا امر حيتاج استحداث فطرة اخرى وعقل آخر وإميان آخر

الكتاب متضمنة لردها وإبطاهلا بأقرب طريق وتاهللا ال جتد مقالة فاسدة وال بدعة باطلة إال فاحتةواصحها وأوضحها وال جتد بابا من أبواب املعارف األهلية وأعمال القلوب وأدويتها من عللها

وأسقامها إال ويف فاحتة الكتاب مفتاحه وموضع الداللة عليه وال مرتال من منازل السائرين إىل رب اهللا إن شأا ألعظم من ذلك وهى فوق ذلك وما حتقق عبد ا العاملني إال وبدايته وايته فيها ولعمر

واعتصم ا وعقل عمن تكلم ا وأنزهلا شفاء تاما وعصمة بالغة ونورا مبينا فهمها وفهم لوازمها كما ينبغى ووقع يف بدعة وال شرك وال أصابه مرض من أمراض القلوب إال إملاما غري مستقر هذا

نوز األرض كما أا املفتاح لكنوز اجلنة ولكن ليس كل واحد حيسن الفتح وإا املفتاح األعظم لكذا املفتاح ولو أن طالب الكنوز وقفوا على سر هذه السورة وحتققوا من معانيها وركبوا هلذا املفتاح أسنانا وأحسنوا الفتح به لوصلوا إىل تناول الكنوز من غري معاوق وال ممانع ومل نقل هذا جمازفة وال استعارة بل حقيقة ولكن اهللا تعاىل حكمه بالغة يف اخفاء هذا السر عن نفوس أكثر العاملني كما له

حكمة بالغة يف اخفاء كنوز األرض عنهم

والكنوز احملجوبة قد استخدم عليها أرواح خبيثة شيطانية حتول بني األنس وبينها وال تقهرها إال مياىن معها منها أسلحة ال تقوم هلا الشياطني وأكثر نفوس الناس أرواح علوية شريفة غالبة هلا حباهلا األ

ليست ذه املثابة فال يقاوم تلك األرواح وال يقهرها وال ينال من سلبها شيئا فإن من قتل قتيال فله سلبه فاغية هى نور احلناء وهى من أطيب الرياحني وقد روى البيهقى يف كتاب شعب االميان من

بريدة عن ابيه رضى اهللا عنه يرفعه سيد الرياحني يف الدنيا واآلخرة الفاغية وروى حديث عبداهللا بن ايضا عن أنس بن مالك رضى اهللا عنه قال كان أحب الرياحني إىل رسول اهللا الفاغية واهللا أعلم حبال

ض هذين احلديثني فال نشهد على رسول اهللا مبا ال نعلم صحته وهى معتدلة يف احلر واليبس فيها بعالقبض وإذا وضعت بني طى الثياب الصوف حفظتها من السوس وتدخل يف مراهم الفاجل والتمدد

ودهنها حيلل األعضاء ويلني العصب فضة ثبت أن رسول اهللا كان خامته من فضة وفصه منه وكانت ع من قبيعة سيفه فضة ومل يصح عنه يف املنع من لباس الفضة والتحلى ا شىء البتة كما صح عنه املن

الشرب يف آنيتها وباب اآلنية أضيق من باب اللباس والتحلى وهلذا يباح للنساء لباسا وحلية وما حيرم عليهن استعماله آنية فال يلزم من حترمي اآلنية حترمي اللباس واحللية ويف السنن عنه وأما الفضة فالعبوا ا

بت احدمها وإال ففى القلب من حترمي ذلك لعبا فاملنع حيتاج إىل دليل يثبته إما نص أو إمجاع فإن ث على الرجال شىء والنىب أمسك بيده ذهبا وباالخرى حريرا وقال هذان حرام على

Page 146: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 146 النسيــــــــــم

ذكور أمىت وحل إلناثهم والفضة سر من أسرار اهللا يف األرض وطلسم احلاجات وأحساب أهل الدنيا

الس ال تغلق دونه األبواب وال بينهم وصاحبها مرموق بالعيون بينهم معظم يف النفوس مصدر يف امتل جمالسته وال معاشرته وال يستثقل مكانه تشري األصابع إليه وتعقد العيون نطاقها عليه إن قال مسع قوله وإن شفع قبلت شفاعته وإن شهد زكيت شهادته وإن خطب فكفء ال يعاب وغن كان ذا

ملفرحة النافعة من اهلم والغم واحلزن شيبة بيضاء فهى امجل عليه حلية الشباب وهى من األدوية اوضعف القلب وخفقانه وتدخل يف املعاجني الكبار وجتتذب خباصيتها ما يتولد يف القلب من األخالط

الفاسدة خصوصا إذا اضيفت إىل العسل املصفى والزعفران ومزاجها إىل الربودة وااليبوسة ويتولد لىت أعدها اهللا عز وجل ألوليائه يوم يلقونه أربع جنتان عنها من احلرارة والرطوبة ما يتولد واجلنان ا

من ذهب وجنتنان من فضة آنيتها وحليتها وما فيهما وقد ثبت عنه يف الصحيح أنه قال الذى يشرب يف آنية الذهب والفضة امنا جيرجر يف بطنه نار جهنم وصح عنه أنه قال ال تشربوا يف آنية الذهب

ا فإا هلم يف الدنيا ولكم يف اآلخرة فقيل علة التحرمي تضيق النقود والفضة وال تأكلوا يف صحافهمفإا إذا اختذت اواىن فاتت احلكمة الىت وضعت ألجلها من قيام مصاحل بىن آدم وقيل العلة الفخر

واخليالء وقيل العلة كسر قلوب الفقراء واملساكني وإذا رأوها وعاينوها وهذه العلل فيها ما فيها فان يل بتضيق النقود مينع من التحلى ا وجعلهاالتعل

سبائك وحنوها مما ليس بآنية وال نقد والفخر واخليالء خيالء بأى شىء كان وكسر قلوب املساكني ال ضباط فان القلوب انكسر بالدور الواسعة واحلدائق املعجبة واملراكب الفارهة واملالبس الفاخرة

حات وكل هذه علل منتقضة اذ توجد العلة ويتخلف معلوهلا واألطعمة اللذيذة وغري ذلك من املبافالصواب أن العلة واهللا أعلم ما يكسب استعماهلا القلب من اهليئة واحلالة املنافية للعبودية منافاة

ظاهرة وهلذا علل النىب باا للكفار يف الدنيا اذ ليس هلم نصيب من العبودية الىت ينالون ا يف اآلخرة ستعماهلا لعبيداهللا يف الدنيا وإمنا يستعملها من خرج عن عبوديته ورضى بالدنيا وعاجلها فال يصلح ا

من اآلخرة واهللا أعلم حرف القاف

قرآن قال اهللا تعاىل ونرتل من القرآن ما هو شفاء ورمحة للمؤمنني والصحيح ان من ههنا لبيان موعظة من ربكم وشفاء ملا يف الصدور اجلنس ال للتبعيض وقال تعاىل يا أيها الناس قد جاءتكم

فالقرآن هو الشفاء التام من مجيع األدواء القلبيه والبدنية وادواء الدنيا واآلخرة وما كل أحد يؤهل وال يوافق لالستشفاء به وإذا أحسن العليل التداوى به ووضعه على دائه بصدق وإميان وقبول تام واعتقاد

الداء أبدا وكيف تقاوم األدواء كالم رب األرض والسماء الذى لو جازم واستيفاء شروطه مل يقاومه

Page 147: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 147 النسيــــــــــم

نزل على اجلبال لصدعها أو على األرض لقطعها فما من مرض من أمراض القلوب واألبدان إال ويف القران سبيل الداللة على دوائه وسببه واحلمية منه وملن رزقه اهللا فهما يف كتابه

بيان ارشاد القرآن العظيم إىل اصوله وجمامعه الىت هى حفظ وقد تقدم يف أول الكالم على الطب

الصحة احلمية واستفراغ املؤذى واالستدالل بذلك على سائر افراد هذه األنواع وأما األدوية القلبية فانه يذكرها مفصلة ويذكر أسباب أدوائها وعالجها قال أومل يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى

لقرآن فال شفاه اهللا ومن مل يكفه فال كفاه اهللا قثاء ويف السنن من حديث عبداهللا عليهم فمن مل يشفه ابن جعفر رضى اهللا عنه أن رسول اهللا كان يأكل القثاء بالرطب ورواه الترمذى وغريه القثاء بارد

ائحته رطب يف الدرجة الثانية مطفىء حلرارة املعدة امللتهبة بطىء الفساد فيها نافع من وجع املثانة ورتنفع من الغشى وبزره يدر البول وورقه إذا اختذ ضمادا نفع من عضة الكلب وهو بطىء االحندارعن املعدة وبرده مضر ببعضها فينبغى ان يستعمل معه ما يصلحه ويكسر برودته ورطوبته وكان النىب أذا

لصحيحني من اكله بالرطب فاذا اكل بتمر أو زبيب أو عسل عدله قسط و كست مبعىن واحد ويف احديث أنس رضى اهللا عنه عن النيب خري ما تداويتم به احلجامة والقسط البحرى ويف املسند من حديث أم قيس عن النىب عليكم ذا العود اهلندى فان فيه سبعة أشفية منها ذات اجلنب القسط

ضربان أحدمها البيض الذى يقال له البحرى واآلخر اهلندى

ض ألينهما ومنافعهما كثرية جدا ومها حاران يابسان يف الثالثة ينشفان البلغم وهو أشدمها حرا واألبيقاطعان للزكام وإذا شربا نقعا من الكبد واملعدة ومن بردمها ومن محي الدور والربع وقطعا وجع

اجلنب ونفعا من السموم وإذا طلي به الوجه معجونا باملاء والعسل قلع الكلف وقال جالينوس ينفع زاز ووجع اجلنبني ويقتل حب القرع وقد خفى على جهال األطباء نفعه من وجع ذات اجلنب من الك

فأنكروه ولو ظفر هذا اجلاهل ذا النقل عن جالينوس نزله مرتلة النص كيف وقد نص كثري من األطباء املتقدمني على أن القسط يصلح للنوع البلغمي من ذات اجلنب ذكره اخلطايب عن حممد ابن

وقد تقدم أن طب األطباء بالنسبة اىل طب األنبياء أقل من نسبة طب الطرقية والعجائز إىل طب اجلهماألطباء وأن بني ما يلقى بالوحي وبني ما يلقى بالتجربة والقياس من الفرق أعظم مما بني الفدم والقرم

ن األطباء لتلقوه ولو أن هؤالء اجلهال وجدوا دواءا منصوصا عن بعض اليهود والنصارى واملشركني مبالقبول والتسليم ومل يتوقفوا عن جتربته نعم حنن ال ننكر أن للعادة تأثريا يف االنتفاع بالدواء وعدمه

فمن اعتاد دواء وغذاء كان أنفع له وأوفق ممن مل يعتده بل رمبا مل ينتفع به من مل يعتده وكالم فضالء نة واألماكن والعوائد وإذا كان التقييد بذلك ال األطباء وإن كان مطلقا فهو حبسب األمزجة واألزم

يقدح يف كالمهم ومعارفهم فكيف يقدح يف كالم الصادق املصدوق ولكن نفوس البشر مركبة على

Page 148: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 148 النسيــــــــــم

اجلهل والظلم إال من أمده اهللا بروح اإلميان ونور بصريته بنور اهلدى

من السكر وال أعرف قصب السكر جاء يف بعض ألفاظ السنة الصحيحة يف احلوض ماؤه أحلى السكر يف حديث إال يف املوضع والسكر حادث مل يتكلم فيه متقدموا األطباء وال كانوا يعرفونه وال يصفونه يف األشربة وإمنا يعرفون العسل ويدخلونه يف األدوية وقصب السكر حار رطب ينفع من

ر وفيه معونة على القيء ويدر السعال وجيلو الرطوبة واملثانة وقصبة الرئة وهو أشد تلينا من السكالبول ويزيد يف الباه قال عفان بن مسفر الصفار من مص قصب السكر بعد طعامه مل يزل يومه أمجع يف سرور انتهى وهو ينفع من خشونة الصدر واحللق وإذا شوي ويولد رياحا دفعها بأن يقشر ويغسل

األبيض الشفاف الطربزذ وعتيقه ألطف مباء حار والسكر احلار رطب على األصح وقيل بارد وأجوده من جديده وإذا طبخ ونزعت رغوته سكن العطش والسعال وهو يضر املعدة اليت تتولد فيها الصفراء الستحالته إليها ودفع ضرره مباء الليمون أو النارنج أو الرمان اللفاء وبعض الناس يفضله على العسل

ل فإن منافع العسل أضعاف منافع السكر وقد جعله اهللا لقلة حرارته ولينه وهذا حتامل منه على العسشفاء ودواء وإداما وحالوة واين نفع السكر من منافع العسل من تقوية املعدة وتليني الطبع وإحداد

البصر وجالء ظلمته ودفع اخلوانيق بالغرغرة به وإبرائه من الفاجل واللقوة ومن مجيع العلل الباردة

دن من الرطوبات فيجذا من قعر البدن ومن مجيع البدن وحفظ صحته الىت حتدث يف مجيع البوتسخينه والزيادة يف الباه والتحليل واجلالء وفتح أفواه العروق وتنقية املعى واحدار الدود ومنع التخم وغريه من العفن واألدم النافع وموافقة من غلب عليه البلغم واملشايخ واهل األمزجة الباردة وباجلملة

شىء أنفع منه للبدن ويف العالج وعجن األدوية وحفظ قواها وتقوية املعدة وإىل أضعاف هذه فال املنافع فأين للسكر مثل هذه املنافع واخلصائص أو قريب منها

حرف الكاف كتاب للحمى قال املروزى بلغ أبا عبداهللا أىن محمت فكتب ىل من احلمى رقعة فيها بسم اهللا الرمحن

سم اهللا وباهللا وحممد رسول اهللا قلنا يا نار كوىن بردا وسالما على ابراهيم وأرادوا به كيدا الرحيم بافجعلناهم األخسرين اللهم رب جربئيل ومكائيل وإسرافيل أشف صاحب هذا الكتاب حبولك

وقوتك وجربوتك إله اخللق آمني قال املروزى وقرىء على أىب عبداهللا وانا أمسع حدثنا أبو املنذر مرو بن جممع حدثنا يونس بن حبان قال سألت ابا جعفر حممد بن على أن أعلق التعويذة قال إن ع

كان من كتاب اهللا أو كالم عن نىب اهللا فعلقه واستشف به ما استطعت كنت أكتب هذه من محى الربع باسم اهللا وباهللا وحممد رسول اهللا إىل آخره قال أى نعم

Page 149: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 149 النسيــــــــــم

عائشة رضى اهللا عنها وغريها أم سهلوا يف ذلك قال حرب ومل وذكر اإلمام أمحد بن حنبل عن يشدد فيه أمحد بن حنبل قال أمحد وكان ابن مسعود يكرهه كراهة شديدة جدا وقال أمحد وقد سئل عن التمائم تعلق بعد نزول البالء قال أرجو أن ال يكون به بأس قال اخلالل وحدثنا عبداهللا بن أمحد

تعويذ الذي يفزع وللحمى بعد وقوع البالء كتاب لعسر الوالدة قال اخلالل قال رايت أىب يكتب الحدثىن عبداهللا بن أمحد قال رايت أىب يكتب للمرأة إذا عسر عليها والدا يف جام ابيض أو شىء

نظيف يكتب حديث ابن عباس رضى اهللا عنهما ال إله إال اهللا احلليم الكرمي سبحان اهللا رب العرش د اهللا رب العاملني كأم يوم يروا مل يلبثوا إال عشية أو ضحاها كأم يوم يرون ما العظيم احلم

يوعدون مل يلبثوا إال ساعة من ار بالغ فهل يهلك إال القوم الفاسقون قال اخلالل أنبأنا أبو بكر ا منذ يومني املروزى أن أبا عبداهللا جاءه رجل فقال يا ابا عبداهللا تكتب المرأة قد عسر عليها ولده

فقال قال له جيىء جبام واسع وزعفران ورأيته يكتب لغري واحد ويذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال مر عيسى صلى اهللا على نبينا وعليه وسلم على بقرة وقد اعترض ولدها يف بطنها فقالت يا كلمة اهللا

خملص النفس من النفس ويا ادع اهللا ىل أن خيلصىن مما أنا فيه فقال يا خالق النفس من النفس وياخمرج النفس من النفس خلصها قال فرمت بولدها فاذا هى قائمة تشمه قال فإذا عسر على املرأة

ولدها فاكتبه هلا وكل ما تقدم يف الرقى فان كتابته نافعة ورخص مجاعة من السلف يف كتابه

ر لذلك يكتب يف إناء بعض القرآن وشربه وجعل ذلك من الشفاء الذى جعل اهللا فيه كتاب آخنظيف إذا السماء انشقت وأذنت لرا وحقت وإذا األرض مدت والقت ما فيها وختلت وتشرب منه احلامل ويرش على بطنها كتاب للرعاف كان شيخ االسالم ابن تيمية قدس اهللا روحه يكتب على

عته يقول كتبتها لغري جبهته وقيل يا ارضى ابلعى ماءك ويا مساء أقلعى وغيض املاء وقضى األمر ومسواحد فربأ فقال وال جيوز كتابتها بدم الراعف كما يفعل اجلهال فان الدم جنس فال جيوز أن يكتب

كالم اهللا تعاىل به كتاب أخر له خرج موسى عليه السالم برداء فوجد منبعا فسده بردائه ميحو اهللا ما ه فأصاا إعصار فيه نار فاحترقت حبول يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب كتاب أخر للحزاز يكتب علي

اهللا وقوته كتاب آخر له عند اصفرار الشمس يكتب عليه يا ايها الذين أمنوا اتقوا اهللا وآمنوا برسوله يؤتكم كفلني من رمحته وجيعل لكم نورا متشون به ويغفر لكم واهللا غفور رحيم كتاب آخر للحمى

اهللا فرت باسم اهللا مرت باسم اهللا قلت وياخذ كل يوم املثلثة يكتب على ثالث ورقات لطاف باسم ورقة وجيعلها يف فمه ويبتلعها مع املاء كتاب آخر لعرق النسا بسم اهللا الرمحن الرحني اللهم رب كل

شىء ومليك

كل شىء وخالق كل شىء أنت خلقتىن وأنت خلقت عرق النسا ىف فال تسلطه على باذى وال

Page 150: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 150 النسيــــــــــم

فاء ال يغادر سقما وال شاىف إال أنت كتاب للعرق اضارب وروى تسلطىن عليه بقطع واشفىن شالترمذى يف جامعه من حديث ابن عباس رضى اهللا عنهما أن رسول اهللا كان يعلمهم من احلمى ومن

األوجاع كلها أن يقول باسم اهللا كبريا واعوذ باهللا العظيم من شر عرق نعار ومن شر حر النار خلد الذى على الوجع بسم اهللا الرمحن الرحيم قل هو الذى كتاب لوجع الضرس يكتب على ا

أنشأكم وجعل لكم السمع واألبصار والفئدة قليال ما تشكرون وان شاء كتب وله ما سكن يف الليل والنهار وهو السميع العليم كتاب اخلراج يكتب عليه ويسألونك عن اجلبال فقل ينسفها رىب نسفا

عوجا وال أمتا كمأة ثبت عن النىب انه قال املكأة من املن وماؤها فيذرها قاعا صفصفا ال ترى فيهاشفاء للعني أخرجاه يف الصحيحني قال ابن األعراىب الكمأة مجع واحده كمء وهذا خالف قياس

العربية فإن ما بينه وبني واحده التاء فالواحد منه بالتاء وإذا حذفت كان للجمع وهل هو مجع أو اسم هورين قالوا مل خيرج عن هذا إال حرفان كماة وكمء وخبأة وخبء وقال غري ابن مجع على قولني مش

األعراىب بل هي على القياس الكمأة للواحد والكمء للكثري وقال غريمها الكمأة تكون واحدا ومجيعا واحتج أصحاب القول األول بام قد مجعوا كمأ على اكمؤ قال الشاعر

يتك عن بنات األوبر وهذا يدل على ان كمأ مفرد وكمأة مجع وقد جنيتك اكمؤا وعساقالولقد

والكمأة تكون يف األرض مكن غري ان تزرع ومسيت كمأة الستتارها ومنه كمأ الشهادة إذا سترها واخفاها والكمأة خمتفية حتت األرض وال ورق هلا وال ساق ومادا من جوهر أرضى خبارى حمتقن يف

الشتاء وتنميه أمطار الربيع قتولد ويندفع حنو سطح الرض متجسدا األرض حنو سطحها حيتقن بربد ولذلك يقال هلا جدرى األرض وتشبيها باجلدرى يف صورته ومادته ألن مادته رطوبة دموية تندفع عند سن الترعرع يف الغالب وىف ابتداء استيالء احلرارة ومناء القوة وهى مما يوجد يف الربيع ويؤكل

يها العرب نبات الرعد ألا تكثر بكثرته وتنفطر عنها األرض وهى من أطعمة نيئا ومطبوخا وتسمأهل البوادى وتكثر بأرض العرب واجودها ما كانت أرضها رملية قليلة املاء وهى اصناف منها

صنف قتال يضرب لونه إىل احلمرة حيدث ألجله االختناق وهى باردة رطبة يف الدرجة الثالثة رديئة اهلضم وإذا ادمنت أورثت القولونج والسكتة والفاجل ووجع املعدة وعسر البول والرطبة للمعدة بطيئة

اقل ضررا من اليابسة ومن أكلها فيدفها يف الطني الرطب ويسلقها باملاء وامللح والصعتر ويأكلها بالزيت والتوابل احلارة ألن جوهرها ارضى غليظ وغذاءها ردىء لكن فيها جوهر مائى لطيف يدل

ى خفتها واالكتحال ا نافع من ظلمة البصر والرمد احلارعل

وقد اعترف فضالء األطباء بأن ماءها جيلو العني وممن ذكره املسيحى وصاحب القانون وغريمها وقوله الكمأة من املن فيه قوالن احدمها أن املن الذى أنزل على بىن اسرائيل مل يكن هذا احللو فقط بل

Page 151: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 151 النسيــــــــــم

عليهم ا من النبات الذى يوجد عفوا من غري صنعة وال عالج وال حرث فإن أشياء كثرية من اهللا املن مصدر مبعىن مفعول أى ممنون به فكل ما رزقه اهللا العبد عفوا بغري كسب منه وال عالج فهو من اهللا تعاىل عليه ألنه مل يشبه كسب العبد ومل يكدره تعب العمل فهو من حمض وإن كانت سائر نعمه

على عبده فخص منها ماال كسب له فيه وال صنع باسم املن فإنه من بال واسطة العبد وجعل منا منه سبحانه قوم بالتيه الكمأة وهى تقوم مقام اخلبز وجعل ادمهم السلوى وهو يقوم مقام اللحم وجعل

مأة حلواهم الطل الذى يرتل على األشجار وهو يقوم هلم مقامت احللوى فكمل عيشهم وتامل قوله الكمن املن الذى أنزل اهللا على بىن اسرائيل فجعلها من مجلته وفردا من أفراده واالترجنبني الذى يسقط على األشجار نوع من املن مث غلب استعمال املن عليه عرفا حادثا والقول الثاىن أنه شبة الكأة باملن

ى فان قلت فاذا كان هذا املرتل من السماء ألنه جيمع من غري تعب وال كلفة وال زرع بزر وال سقشان الكمأة فما بال هذا الضرر فيها ومن أين اتاها ذلك فأعلم أن اهللا سبحانه أتقن كل شىء صنعه

وأحسن كل شىء خلقه فهو عند مبدأ

خلقه برىء من اآلفات والعلل تام املنفعة ملا هىيء وخلق وإمنا تعرض له االفات بعد ذلك بأمور اخرى ج واختالط أو أسباب اخر تقتضى فساده فلو ترك على خلقته األصلية من غري من جماورة أو امتزا

تعلق اسباب الفساد به مل يفسد ومن له معرفة باحوال العلم ومبدئه ويعرف ان مجيع الفساد يف وجوه ونباته وحيوانه واحوال أهله حادث بعد خلقه باسباب اقتضت حدوثه ومل تزل اعمال بىن آدم

حتدث هلم من الفساد العام واخلاص ما جيلب عليهم من اآلالم واألمراض والسقام وخمالفتهم للرسلوالطواعني والقحوط واجلدوب وسلب بركات األرض ومثارها ونباا وسلب منافعها أو نقصاا وأمور متتابعة يتلو بعضها بعضا فان مل يتسع علمك هلذا فاكتف يقوله تعاىل ظهر الفساد يف الرب

كسبت ايدى الناس ونزل هذه اآلية على أحوال العامل وطابق بني الواقع وبينها وأنت ترى والبحر مباكيف حتدث االفات والعلل كل وقت يف الثمار والزرع واحليوان وكيف حيدث من تلك اآلفات آفات اخر متالزمة بعضها آخذ برقاب بعض وكلما احدث الناس ظلما وفجورا أحدث هلم رم

ن اآلفات والعلل يف أغذيتهم وفواكههم وأهويتهم ومياههم وابدام وخلقهم تبارك وتعاىل موصورهم واشكاهلم واخلفهم من النقص واآلفات وما هو موجب أعماهلم وظلمهم وفجورهم ولقد كانت احلبوب من احلنطة وغريها أكرب مما هى اليوم كما كانت الربكة فيها أعظم وقد روى اإلمام

جد يف خزائن بعض بىن امية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمر مكتوب عليها هذا أمحد بإسناده أنه وكان ينبت ايام العدل وهذه القصة ذكرها يف مسنده على اثر حديث رواه واكثر هذه األمراض

واالفات العامة بقية عذاب عذبت به األمم السالفة مث

Page 152: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 152 النسيــــــــــم

سطا وقضاء عدال وقد أشار النىب إىل هذا بقيت منها مرصدة ملن بقيت عليه بقية من أعماهلم حكما قبقوله يف الطاعون أنه بقية رجز أو عذاب ارسل على بىن اسرائيل وكذلك سلط اهللا سبحانه وتعاىل الريح على قوم عاد سبع ليال ومثانية ايام مث ابقى يف العامل منها بقية يف تلك األيام او يف نظريها عظة

أعمال الرب الفاجر مقتضيات آلثارها يف هذا العامل اقتضاء ال بد وعربة وقد جعل اهللا سبحانه وتعاىلمنه فجعل من االحسان والزكاة والصدقة سببا ملنع الغيث من السماء والقحط واجلدب وجعل ظلم املساكني والبخس يف املكاييل واملوازين وتعدى القوى على الضعيف سببا جلور امللوك والوالة الذين

رمحوا وال يعطفون إن استعطفوا وهم يف احلقيقة اعمال الرعايا ظهرت يف صور ال يرمحون إن استوالم فإن اهللا سبحانه حبكمته وعدله يظهر للناس اعماهلم يف قوالب وصور تناسبهم فتارة بقحط

وجدب وترة بعدو وتارة بوالة جائرين وتارة بامراض عامة وتارة مومهم وآآلمهم وغموم حتصرها نفكون عنها وتارة مبنع بركات السموات واألرض عنهم وتارة بتسليط الشياطني عليهم نفوسهم ال ي

تؤزهم إىل أسباب العذاب أزا لتحق عليهم الكلمة وليصري كل منهم إىل ما خلق له والعاقل يسري بصريته بني أقطار العامل فيشاهده وينظر مواقع عدل اهللا وحكمته وحينئذ يتبني له ان الرسل واتباعهم

خاصة على سبيل النجاة سائر اخللق على سبيل اهلالك سائرون وإىل دار البوار صائرون واهللا بالغ امره ال معقب حلكمه وال راد ألمره وباهللا التوفيق

فصل وقوله يف الكمأة وماؤها شفاء للعني فيه ثالثة اقوال احدها أن ماءها خيلط يف األدوية الىت يعاجل

مل وحده وذكره ابو عبيدة الثاىن انه يستعمل حبتا بعد شيها واستقطار مائها ألن ا العني ال أنه يستعالنار تلطفه وتنضجه وتذيب فضالته ورطوبته املؤذية ويبقى النافع الثالث ان املراد مبائها املاء الذى

ذكر حيدث به من املطر وهو اول قطر يرتل إىل األرض فتكون اإلضافة إضافة اقتران ال اضافة جزء وابن اجلوزى وهو أبعد الوجوه واضعفها وقيل إن استعمال ماؤها لتربيد ما ىف العني فماؤها جمردا شفاء وإن كان لغري ذلك فمركب مع غريه وقال الغافقى ماء الكماة أصلح األدوية للعني إذا عجن به اإلمثد

ول النوازل كباث ويف واكتحل به ويقوى أجفاا ويزيد الروح الباصرة قوة وحدة ويدفع عنها نزالصحيحني من حديث جابر بن عبداهللا رضى اهللا عنه قال كنا مع رسول اهللا جنىن الكباث فقال

عليكم باألسود منه فإنه اطيبه الكباث بفتح الكاف والباء املوحدة املخففة والثاء املثلثة مثر األراك وهو ى املعدة وجييد اهلضم وجيلو البلغم وينفع بأرض احلجاز وطبعه حار يابس ومنافعه كمنافع األراك يقو

من اوجاع الظهر وكثري من األدواء وقال ابن جلجل إذا شرب طبيخه أدر البول ونقى املثانة وقال ابن رضوان يقوى املعدة وميسك الطبيعة

كتم روى البخارى يف صحيحه عن عثمان بن عبداهللا بن موهب قال دخلنا على أم سلمة رضى اهللا

Page 153: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 153 النسيــــــــــم

خرجت إلينا شعرا من شعر رسول اهللا فإذا هو خمضوب باحلناء والكتم ويف السننن األربعة عن عنها فأالنىب أنه قال إن أحسن ما غريمت به الشيب احلناء والكتم ويف الصحيحني عن أنس بن مالك رضى اهللا

اهللا عنه أن أبا بكر رضى اهللا عنه اختضب باحلناء والكتم ويف سنن أىب داود عن ابن عباس رضىعنهما قال مر على النىب رجل قد خضب باحلناء فقال ما أحسن هذا فمر آخر قد خضب باحلناء والكتم فقال هذا احسن من هذا فمر آخر قد خضب بالصفرة وقال هذا أحسن من هذا كله قال الغافقى الكتم نبت ينبت بالسهول ورقه قريب من ورق الزيتون يعلو فوق القامة وله مثر قدر حب

لفلفل يف داخله نوى إذا رضخ أسود وإذا استخرجت عصارة ورقه وشرب منها قدر اوقية قيأ قيئا اشديدا وينفع من عضة الكلب واصله إذا طبخ باملاء كان منه مداد يكتب به وقال الكندى بزر الكتم

وهى ورق إذا اكتحل به حلل املاء النازل يف العني وابرأها وقد ظن بعض الناس أن الكتم هو الومسةالنيل وهذا وهم فان الومسة غري الكتم قال صاحب الصحاح الكتم بالتحريك نبت خيلط بالومسة خيتضب به وقيل والومسة نبات له ورق طويل يضرب لونه إىل الزرقة أكرب من ورق اخلالف يشبه

رضى اهللا ورق اللوبياء واكرب منه يؤتى به من احلجاز واليمن فان قيل قد ثبت يف الصحيح عن أنس عنه أنه قال مل خيتضب النىب

قيل قد اجاب اإلمام امحد بن حنبل عن هذا قال قد شهد به غري أنس بن مالك رضى اهللا عنه على

النىب أنه خضب وليس من شهد مبرتلة من مل يشهد فامحد اثبت خضاب النىب ومعه مجاعة من احملدثني هى عن اخلضاب بالسواد يف شأن أىب قحافة ملا اتى ومالك أنكره فان قيل قد ثبت يف صحيح مسلم الن

به ورأسه وحليته كالثغامة بياضا فقال غريوا هذا الشيب وجنبوه السواد والكتم يسود الشعر فاجلواب من وجهني أحدمها أن النهى عن التسويد البحت فاما إذا اضيف إىل احلناء شىء أخر كالكتم وحنوه

عل الشعر بني األمحر واألسود خبالف الومسة فاا جتعله اسود فامحا فال بأس به فإن الكتم واحلناء جيوهذا أصح اجلوابني اجلواب الثاىن ان اخلضاب بالسواد املنهى عنه خضاب التدليس كخضاب شعر

اجلارية واملرأة الكبرية تغر الزوج والسيد بذلك وخضاب الشيخ يغر املرأة بذلك فأنه من الغش يتضمن تدليسا وال خداعا فقد صح عن احلسن واحلسني رضى اهللا عنهما أما واخلداع فأما اذا مل

كانا خيضبان بالسواد ذكر ذلك ابن جرير عنهما ىف كتاب ذيب االثار وذكره عن عثمان بن عفان وعبداهللا بن جعفر وسعد بن أىب وقاص وعقبة ابن عامر واملغرية بن شعبة وجرير بن عبداهللا وعمرو

اهللا عنهم امجعني وحكاه عن مجاعة من التابعني منهم عمر بن عثمان وعلى بن بن العاص رضىعبداهللا بن عباس وابو سلمة بن عبدالرمحن وعبدالرمحن بن األسود وموسى بن طلحة والزهرى

وايوب وإمساعيل بن معد يكرب رضى اهللا عنهم امجعني وحكاه ابن اجلوزى عن حمارب بن دثار يوسف وأىب إسحاق وابن أىب ليلى وزياد بن عالقة وغيالن بن جامع ونافع ويزيد وابن جريج وأىب

Page 154: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 154 النسيــــــــــم

بن جبري وعمرو بن على املقدمى والقاسم بن سالم رضى اهللا عنهم امجعني

كرم شجرة العنب وهى احلبلة ويكره تسميتها كرما ملا روى مسلم يف صحيحه عن النىب انه قال ال املسلم ويف رواية إمنا الكرم قلب املؤمن ويف اخرى ال تقولوا يقولن احدكم للعنب الكرم الكرم الرجل

الكرم وقوال العنب واحلبلة ويف هذا معنيني أحدمها أن العرب كانت تسمى شجرة العنب الكرم لكثرة منافعها وخريها فكره النىب تسميتها باسم يهيج النفوس على حمبتها وحمبة ما يتخذ منها من

ره أن يسمى أصله بأحسن األمساء وامجعها للخري والثاىن أنه من باب قوله املسكر وهو أم اخلبائث فكليس الشديد بالصرعة وليس املسكني بالطواف أى انكم تسمون شجرة العنب كرما لكثرة منافعه وقلب املؤمن او الرجل املسلم اوىل ذا االسم منه فإن املؤمن خري كله ونفع فهو من باب التنبيه

قلب املؤمن من اخلري واجلود واالميان والنور واهلدى والتقوى والصفات الىت يستحق والتعريف ملا يفا هذا االسم اكثر من استحقاق احلبلة له وبعد فقوة احلبلة باردة يابسه وورقها وعالئقها وعروشها

هاب مربدة يف آخر الدرجة اآلوىل وإذا دقت وضمد ا من الصداع سكنته ومن األورام احلارة والتاملعدة وعصارة قضبانه إذا شربت سكنت القىء وعقلت البطن وكذلك إذا مضغت قلوا الرطبة

وعصارة ورقها تنفع من قروح األمعاء ونفث الدم وقيئه ووجع املعدة ودمعة شجره الذي حيمل على القضبان كالصمغ إذا شربت اخرجت احلصاة وإذا لطخ ا أبرات القوب واجلرب املتقرح وغريه

وينبغى غسل العضو قبل

استعماهلا باملاء والنظرون وإذا متسح ا مع الزيت حلقت الشعر ورماد قضبانه إذا تضمد به مع اخلل ودهن الورد والسذاب نفع من الورم العارض يف الطحال وقوة دهن زهرة الكرم قابضة شبيهة بقوة

يف حديث ال يصح عن رسول اهللا انه دهن الورد ومنافعها كثرية قريبة من منافع النخلة كرفس روىقال من أكله مث نام عليه نام ونكهته طيبة وينام آمنا من وجع األضراس واألسنان وهذا باطل على

رسول اهللا ولكن البستاىن منه يطيب النكهة جدا وإذا علق أصله يف الرقبة نفع من وجع اآلسنان وهو ورقة رطبا ينفع املعدة والكبد البارد ويدر البول حار يابس وقيل رطب مفتح لسدد الكبد والطحال و

والطمث ويفتت احلصاة وحبه اقوى يف ذلك ويهيج الباه وينفع من البخر قال الرازى وينبغى ان جيتنب اكله إذا خيف من لدغ العقرب كراث وفيه حديث ال يصح عن رسول اهللا بل هو باطل

سح البواسري واعتزله امللك لننت نكهته حىت يصبح موضوع من أكل الكراث مث نام عليه نام آمنا من روهو نوعان نبطى وشامى فالنبطى هو البقل الذى يوضع على املائدة والشامى الذى له رؤوس وهو حار يابس مصدع وإذا طبخ واكل أو شرب ماؤه نفع من البواسري الباردة وإن سحق بزره وعجن

ها واخرجها ويسكن الوجع العارض فيها وإذا دخنت بقطران وخبرت به األضراس الىت فيها الدود نثر

Page 155: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 155 النسيــــــــــم

املقعدة ببزره جففت البواسري هذا كله يف الكراث النبطى

وفيه مع ذلك فساد األسنان واللثة ويصدع ويرى احالما رديئة ويظلم البصر ويننت النكهة وفيه إدرار للبول والطمث وحتريك للباه وهو بطىء اهلضم

حرف الالم تعاىل وامددناهم بفاكهة وحلم مما يشتهون وقال وحلم طري مما يشتهون ويف سنن ابن حلم قال اهللا

ماجة من حديث أىب الدرداء عن الرسول سيد طعام أهل الدنيا واهل اجلنة اللحم ومن حديث بريده يرفعه خري اإلدام يف الدنيا واآلخرة اللحم ويف الصحيح عنه فضل عائشة على النساء كفضل الثريد

لى سائر الطعام والثريد اخلبز واللحم قال الشاعر إذا ما اخلبز تادمه بلحم فذاك أمانة اهللا الثريد وقال عالزهرى أكل اللحم يزيد سبعني قوة وقال حممد بن واسع اللحم يزيد يف البصر ويروى عن على بن

ق وقال نافع كان أىب طالب رضى اهللا عنه كلوا اللحم فانه يصفى اللون وخيمص البطن وحيسن اخللابن عمر إذا كان رمضان مل يفته اللحم وإذا سافر مل يفته اللحم ويذكر عن على رضى اهللا عنه من

تركه أربعني يوما ساء خلقه واما حديث عائشة رضى اهللا عنها الذى رواه ابو داود مرفوعا ال تقطعوا اللحم

أمرا فرده اإلمام امحد مبا صح عنه من قطعه بالسكني فانه من صنع األعاجم واشوه شا فانه اهنا و

بالسكني ويف حديثني وقد تقدما واللحم اجناس خيتلف باختالف أصوله وطبائعه فنذكر حكم كل جنس وطبعه ومنفعته ومضرته حلم الضأن حار يف الثانية رطب يف األوىل جيد احلوىل يولد الدم

ة الباردة املعتدلة وألهل الرياضات التامة يف احملمود املقوى ملن جاد هضمه ويصلح ألصحاب األمزجاملواضع والفصول الباردة نافع ألصحاب املرة السوداء يقوى الذهن واحلفظ وحلم اهلرم والعجف ردىء وكذلك حلم النعاج واجوده حلم الذكر األسود منه فإنه اخف والذ وأنفع واخلصى أنفع

اء واجلذع من املعز اقل تغذية ويطفو يف املعدة واجود واألمحر من احليوان السمني اخف وأجود غذوافضل اللحم عائذه بالعظم واألمين اخف وأجود من األيسر واملقدم افضل من املؤخر وكان أحب

الشاة إىل رسول اهللا مقدمها وكل ما عال منه سوى الرأس كان أخف وأجود مما سفل واعطى إيام والراس والبطن فإن الداء فيهماالفرزدق رجال يشترى له حلما وقال له خذ املقدم و

وحلم العنق جيد لذيذ سريع اهلضم خفيف وحلم الذراع اخف اللحم والذه والطفه وابعده من األذى واسرعه اضاما ويف الصحيحني أنه كان يعجب رسول اهللا وحلم الظهر كثري الغذاء يولد دما حممودا

ر فصل حلم املعز قليل احلرارة يابس وخلطه املتولد ويف سنن ابن ماجة مرفوعا أطيب اللحم حلم الظه

Page 156: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 156 النسيــــــــــم

ليس بفاضل وليس جبيد اهلضم وال حممود الغذاء وحلم التيس ردىء مطلقا شديد اليبس عسر اهلضم مولدا للخلط السوداوى قال اجلاحظ قال ىل فاضل من األطباء يا ابا عثمان إياك وحلم املعز فانه يورق

سيان ويفسد الدم وهو واهللا خيبل األوالد وقال بعض الطباء امنا املذموم الغم وحيرك السوداء ويورث النمنه املسن وال سيما للمسنني وال رداءة فيه ملن اعتاده وجالينوس جعل احلوىل منه ومن األغذية املعتدلة

اعز املعدلة للكيموس احملمود وإناثه أنفع من ذكوره وقد روى النسائى يف سننه عن النىب أحسنوا إىل املواميطوا عنها االذى فاا من دواب اجلنة ويف ثبوت هذا احلديث نظر وحكم األطباء عليه باملضرة حكم جزئى ليس بكلى عام وهو حبسب املعدة الضعيفة واألمزجة الضعيفة الىت مل تعتده واعتادت

اجلدى قريب إىل املأكوالت اللطيفة وهؤالء أهل الرفاهية من أهل املدن وهو القليلون من الناس حلم االعتدال خاصة ما دام رضيعا ومل يكن قريب العهد بالوالدة وهو أسرع هضما ملا فيه من قوة اللنب

ملني للطبع موافق ألكثر الناس يف

أكثر االحوال وهو ألطف من حلم اجلمل والدم املتولد عنه معتدل حلم البقر بارد يابس عسر االضام اويا ال يصلح إال ألهل الكد والتعب الشديد يورث إدمانه األمراض بطىء االحندار يولد دما سود

السوداوية كالبهق واجلرب والقوب واجلذام وداء الفيل والسرطان والوسواس ومحى الربع وكثري من االورام وهذا ملن مل يعتده اول مل يدفع ضرره بالفلفل والثوم والدار صيىن والزجنبيل وحنوه وذكره اقل

نثاه اقل يبسا وحلم العجل وال سيما السمني من أعدل األغذية وأطيبها وألذها وأمحدها من برودة واوهو حار رطب واذا اضم غذى غذاء قويا حلم الفرس ثبت يف الصحيح عن أمساء رضى اهللا عنها

قالت حنرنا فرسا فأكلناه على عهد رسول اهللا وثبت عنه انه أذن يف حلوم اخليل وى عن حلوم احلمر أخرجاه يف الصحيحني وال يثبت عنه حديث املقدام بن معد بن يكرب رضى اهللا عنه أنه ى عنه قاله ابو داود وغريه من أهل احلديث واقترانه بالبغال واحلمري يف القرآن ال يدل على أن حكم حلمه حكم

واهللا سبحانه حلومها بوجه من الوجوه كما ال يدل على أن حكمها يف السهم يف الغنيمة حكم الفرسوتعاىل يقرن الذكر بني املتماثالت تارة وبني املختلفات وبني املتضادات وليس يف قوله لتركبوها ما مينع من أكلها كما ليس فيه ما مينع من غري الركوب من وجوه االنتفاع وامنا نص على أجل منافعها

ها حار يابس غليظ سوداوى وهو الركوب واحلديثان يف حلها صحيحان ال معارض هلما وبعد فلحممضر ال يصلح لألبدان اللطيفة حلم اجلمل فرق ما بني الرافضة واهل السنة كما أنه أحد الفروق بني اليهود وأهل االسالم فاليهود والرفضة تذمه وال تأكله وقد علم باالضطرار من دين االسالم حله

وطاملا اكله رسول اهللا واصحابه حضرا وسفرا

منه من ألذ اللحوم وأطيبها وأقواها غذاء وهو ملن اعتاده مبرتلة حلم الضأن ال يضرهم وحلم الفصيل

Page 157: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 157 النسيــــــــــم

البتة وال يولد هلم داء وامنا ذمه بعض األطباء بالنسبة إىل أهل الرفاهية من أهل احلضر الذين مل يعتادوه ا أمر النىب فان فيه حرارة ويبسا وتوليدا للسوداء وهو عسر اهلضم وفيه قوة غري حممودة ألجله

بالوضوء من أكله يف حديثني صحيحني ال معارض هلما وال يصح تأويلهما بغسل اليدين النه خالف املعهود من الوضوء يف كالمه لتفريقه بينه وبني حلم الغنم فخري بني الوضوء وتركه منها وحتم الوضوء

من مس فرجه فليوضأ من حلوم االبل ولو محل الوضوء على غسل اليد فقط حلمل على ذلك قوله وأيضا فان آكلها قدال يباشر أكلها بيده بان يوضع يف فمه فان كان وضوءه غسل يده فهو عبث ومحل لكالم الشارع على غري معهوده وعرفه وال يصح معارضته حبديث كان آخر األمرين من

ضوء منها خاص رسول اهللا ترك الوضوء مما مست النار لعدة أوجه أحدمها أن هذا عام واألمر بالوالثاىن أن اجلهة خمتلفة فاألمر بالوضوء منها كوا حلم ابل سواء كان نيئا أو مطبوخا أو قديدا وال تأثري للنار يف الوضوء واما ترك الوضوء مما مست النار ففيه بيان ان مس النار ليس بسبب للوضوء

ابل وهذا فيه نفى لسبب الوضوء فاين احدمها من اآلخر هذا فيه اثبات سبب الوضوء وهو كونه حلم وهو كونه ممسوس النار فال تعارض بينهما بوجه الثالث ان هذا ليس فيه حكاية لفظ عام عن صاحب الشرع وامنا هو اخبار عن واقعة فعل يف امرين احدمها متقدم على اآلخر كما جاء ذلك مبينا يف نفس

الصالة فتوضأ وصلى مث قربوه احلديث أم قربوا اىل رسول اهللا حلما فاكل مث حضرت

إليه فاكل مث صلى ومل يتوضا فكان آخر االمرين منه ترك الوضوء مما مست النار هكذا جاء احلديث فاختصره الراوى ملكان االستدالل فاين يف هذا ما يصلح لنسخ االمر بالوضوء منه حىت لو كان لفظا

ص عليه وهذا يف غاية الظهور حلم الضب عاما متاخرا مقاوما مل يصلح للنسخ ووجب تقدمي اخلاتقدم احلديث يف حله وحلمه حار يابس يقوى شهوة اجلماع حلم الغزال الغزال اصلح الصيد وامحده حلما وهو حار يابس وقيل معتدل جدا نافع لالبدان املعتدلة الصحيحة وجيدة اخلشف حلم الظيب حار

ة قال صاحب القانون وافضل حلوم الوحوش حلم يابس يف االوىل جمفف للبدن صاحل لالبدان الرطبالظيب مع ميله إىل السوداوية حلم االرنب ثبت يف الصحيحني عن أنس بن مالك رضى اهللا عنه قال أنفجنا ارنبا فسعوا يف طلبها فاخذوها فبعث أبو طلحة بوركها إىل رسول اهللا فقبله حلم األرنب

وأمحد حلمها ما اكل مشويا وهو يعقل البطن ويدر البول معتدل إىل احلرارة واليبوسة واطيبها وركهاويفتت احلصى واكل رؤوسها ينفع من الرعشة حلم محار الوحش ثبت يف الصحيحني من حديث اىب قتادة رضى اهللا عنه أم كانوا مع رسول اهللا يف بعض عمرة وانه صاد محار وحش فأمرهم النىب باكله

ة حمرما ويف سنن ابن ماجه عن جابر قال أكلنا زمن خيرب اخليل ومحر وكانوا حمرمني ومل يكن ابو قتاد الوحش وحلمه حار يابس كثري التغذية مولد دما غليظا سوداويا اال ان شحمه نافع

Page 158: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 158 النسيــــــــــم

مع دهن القسط لوجع الضرس والريح الغليظة املرخية للكلى وشحمه جيد للكلف طالء وباجلملة اويا وامحده الغزال وبعده األرنب حلوم األجنة غري حممودة فلحوم الوحش كلها تولد دما غليظا سود

الحتقان الدم فيها وليست حبرام لقوله ذكاة اجلنني ذكاة أمه ومنع أهل العراق اكله إال أن يدركه حيا فيذكيه وأولوا احلديث على ان املراد به ان ذكانه كذكاة امه وقالوا فهو حجة على التحرمي وهذا

يث أم سألوا رسول اهللا فقالوا يا رسول اهللا نذبح الشاة فنجد يف بطنها جنينا فاسد فان أول احلدافناكله فقال كلوه ان شئتم فان ذكاته ذكاة امه وأيضا فالقياس يقتضى حله فانه ما دام محال فهو جزء من أجزاء األم فذكاا ذكاة جلميع أجزائها وهذا هو الذى اشار اليه صاحب الشرع بقوله

ذكاة امه كما يكون ذكاا ذكاة سائر أجزائها فلو مل تات السنة الصرحية بأكله لكان القياس ذكاته الصحيح يقتضى حله وباهللا التوفيق حلم القديد ويف السنن من حديث بالل رضى اهللا عنه قال ذحبت

نفع من لرسول اهللا شاة وحنن مسافرون فقال أصلح حلمها فلم ازل اطعمه منه اىل املدينة القديد ااملكسود ويقوى االبدان وحيدث حكة ودفع ضرره باالبازير الباردة الرطبة ويصلح األمزجة احلارة واملكسود حار يابس جمفف جيده من السمني الرطب يضر بالقولنج ودفع مضرته طبخه باللنب

والدهن ويصلح للمزاج احلار الرطب تهون ويف مسند البزار وغريه مرفوعا انك لتنظر اىل فصل يف حلوم الطري قال اهللا تعاىل وحلم طري مما يش

الطري يف اجلنة فتشتهيه فيخر مشويا بني يديك ومنه حالل ومنه حرام فاحلرام ذو املخلب كالصقر والبازى والشاهني وما ياكل اجليف كالنسر والرخم واللقلق والعقعق والغراب األبقع واألسود الكبري

رد وما أمر بقتله كاحلدأة والغراب واحلالل أصناف كثرية فمنه وما ى عن قتله كاهلدهد والصالدجاج ففي الصحيحني من حديث أىب موسى رضى اهللا عنه أن النىب أكل حلم الدجاج وهو حار رطب يف االوىل خفيف على املعدة سريع اهلضم جيد اخللط يزيد يف الدماغ واملىن ويصفى الصوت

ما جيدا وهو مائل اىل الرطوبة ويقال ان مداومة اكله تورث وحيسن اللون ويقوى العقل ويولد دالنقرس وال يثبت ذلك وحلم الديك اسخن مزاجا واقل رطوبة والعتق منه دواء ينفع القولنج والربو

والرياح الغليظة اذا طبخ مباء القرطم والقرفة والشبت وخصيها حممودة الغذاء سريعة االضام نة للطبع والدم املتولد منها دم لطيف جيد حلم الدراج حار يابس يف الثانية والفراريج سريعة اهلضم ملي

خفيف لطيف سريع االضام مولد للدم املعتدل واالكثار منه حيد البصر حلم احلجل والقبج يولد الدم اجليد سريع االضام حلم اإلوز حار يابس ردىء الغذاء إذا اعتيد وليس بكثري الفضول حلم البط حار

طب كثري الفضول عسر االضام غري موافق للمعدةر

حلم احلبارى يف السنن من حديث برية بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده رضى اهللا عنه قال أكلت

Page 159: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 159 النسيــــــــــم

مع رسول اهللا حلم احلبارى وهو حار يابس عسر االضام نافع الصحاب الرياضة والتعب حلم دما سوداويا ويصلح ألصحاب الكد والتعب الكركى يابس خفيف وىف حره وبرده خالف يولد

وينبغى أن يترك بعد ذحبه يوما أو يومني مث يؤكل حلم العصافري والقنابر روى النسائى يف سننه من حديث عبداهللا بن عمر رضى اهللا عنه أن النىب قال ما من انسان يقتل عصفورا فما فوقه بغري حقه إال

قال تذحبه فتأكله وال تقطع راسه وترمى به ويف سننه أيضا سأله عز وجل قيل يا رسول اهللا وما حقهعن عمرو بن الشريد عن أبيه قال مسعت رسول اهللا يقول من قتل عصفورا عبثا عج اىل اهللا يقول يا

رب ان فالنا قتلىن عبثا ومل يقتلىن ملنفعة وحلمه حار يابس عاقل للطبيعة يزيد يف الباه ومرقه يلني الطبع ل واذا اكلت ادمغتها بالزجنبيل والبصل هيجت شهوة اجلماع وخلطها غري حممود حلم وينفع املفاص

احلمام حار رطب وحشيه أقل رطوبة وفراخه أرطب وخاصة ما رىب يف الدور وناهضة أخف حلما وامحد غذاء وحلم ذكورها شفاء من االسترخاء واخلدر والسكتة والرعشة وكذلك شم رائحة

عني على النساء وهو جيد للكلى يزيد يف الدم وقد روى فيها حديث باطل ال أنفاسها واكل فراخها م اصل له عن رسول اهللا ان رجال شكا اليه

الوحدة فقال اختذ زوجا من احلمام وأجود من هذا احلديث انه راى رجال يتبع محامة فقال شيطان

الكالب وذبح احلمام حلم يتبع شيطانة وكان عثمان بن عفان رضى اهللا عنه يف خطبته يأمر بقتل القطا يابس يولد السوداء وحيبس الطبع وهو من شر الغذاء إال أنه ينفع من االستسقاء حلم السماىن

حار يابس ينفع املفاصل ويضر بالكبد احلار ودفع مضرته باخلل والكسربة وينبغى ان جيتنب من حلوم لها أسرع اضاما من املواشى واسرعها الطري ما كان يف االجام واملواضع العفنة وحلوم الطري ك

اضاما اقلها غذاء وهى الرقاب واالجنحة وأدمغتها امحد من ادمغة املواشى اجلراد يف الصحيحني عن عبداهللا بن اىب اوىف قال غزونا مع رسول اهللا سبع غزوات نأكل اجلراد ويف املسند عنه أحلت لنا

ال يروى مرفوعا وموقوفا على ابن عمر رضى اهللا عنه ميتتان ودمان احلوت واجلراد والكبد والطحوهو حار يابس قليل الغذاء وإدامه اكله تورث اهلزال وإذا تبخر به نفع من تقطري البول وعسره

وخصوصا للنساء ويتبخر به للبواسري ومسانه الىت ال أجنحة هلا تشوى وتؤكل للسع العقرب وهو ضار ميته بال سبب قوالن فاجلمهور على حله وحرمه مالك وال لصحاب الصرع ردىء اخللط ويف اباحه

خالف يف اباحة ميته اذا مات بسبب كالكبس والتحريق وحنوه

فصل وينبغى أن ال يداوم على أكل اللحم فانه يورث األمراض الدموية واالمتالئية واحلميات احلادة كضراوة اخلمر وان اهللا يبغض اهل وقال عمر بن اخلطاب رضى اهللا عنه إياكم واللحم فان له ضراوة

البيت اللحمني وذكره مالك يف املوطأ عنه وقال أبقراط ال جتعلوا أجوافكم مقربة للحيوان فصل لنب

Page 160: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 160 النسيــــــــــم

قال اهللا تعاىل وان لكم يف االنعام لعربة نسقيكم مما يف بطونه من بني فرث ودم لبنا خالصا سائغا ري آسن وأار من لنب مل يتغري طعهمه ويف السنن مرفوعا للشاربني وقال يف اجلنة فيها اار من ماء غ

من أطعمه اهللا طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خريا منه ومن سقاه اهللا لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فاىن ال أعلم ما جيزى من الطعام والشراب اال اللنب اللنب وان كان بسيطا يف احلس اال

كب يف اصل اخللقة تركيبا طبيعيا من جواهر ثالثة اجلبنية والسمنية واملائية فاجلبنية باردة رطبة أنه مرمغذية للبدن والسمنية معتدلة يف احلرارة والرطوبة مالئمة للبدن االنساىن الصحيح كثرية املنافع واملائية

ب من املعتدل وقيل قوته عند حارة رطبة مطلقة للطبيعة مرطبة للبدن واللنب على االطالق ابرد وأرطحلبه احلرارة والرطوبة وقيل معتدل يف احلرارة والربودة واجود ما يكون اللنب حني حيلب مث ال يزال

تنقص جودته على ممر الساعات

فيكون حني حيلب اقل برودة وأكثر رطوبة واحلامض بالعكس وخيتار اللنب بعد الوالدة باربعني يوما ضه وطاب رحيه ولذ طعمه وكان فيه حالوة يسرية ودسومة معتدلة واعتدل قوامه واجوده ما اشتد بيا

يف الرقة والغلظة وحلب من حيوان فىت صحيح معتدل اللحم حممود املرعى واملشرب وهو حممود يولد دما جيدا ويرطب البدن اليابس ويغذو غذاء حسنا وينفع من الوسواس والغم واألمراض السوداوية

العسل نقى القروح الباطنة من األخالط العفنة وشربه مع السكر حيسن اللون جدا وإذا شرب مع واحلليب يتدارك ضرر اجلماع ويوافق الصدر والرئة جيد الصحاب السل ردىء للراس واملعدة والكبد والطحال واالكثار منه مضر باالسنان واللثة ولذلك ينبغى ان يتمضمض بعده باملاء ويف الصحيحني

شرب لبنا مث دعا مباء فتمضمض وقال أن له دمسا وهو ردىء للمحمومني واصحاب الصداع ان النىبمؤذ للدماغ والراس الضعيف واملداومة عليه حتدث ظلمة البصر والغشاء ووجع املفاصل وسدة الكبد

الطأن والنفخ يف املعدة واآلحشاء واصالحه بالعسل والزجنبيل املرىب وحنوه وهذا كله ملن مل يعتده لنبأغلظ االلبان وارطبها وفيه من الدسومة والزهومة ما ليس يف لنب املاعز والبقر ويولد فضوال بلغمية وحيدث يف اجللد بياضا واذا ادمن استعماله ولذلك ينبغى ان يشرب هذا اللنب باملاء ليكون ما نال

معتدل مطلق للبطن مرطب البدن منه أقل وتسكينه للعطش أسرع وتربيده للبدن أكثر لنب املعز لطيف للبدن اليابس نافع من قروح احللق والسعال اليابس ونفث الدم

واللنب املطلق أنفع املشروبات للبدن االنساىن ملا اجتمع فيه من التغذية والدموية والعتياده حال

مخر الطفولية وموافقته للفطرة األصلية ويف الصحيحني أن رسول اهللا اتى ليلة أسرى به بقدح منوقدح من لنب فنظر إليهما مث أخذ اللنب فقال جربائيل عليه السالم احلمد هللا الذى أهداك للفطرة لو اخذت اخلمر غوت أمتك واحلامض منه بطىء االستمراء خام اخللط واملعدة احلارة ضمه وتنتفع به

Page 161: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 161 النسيــــــــــم

فضلها بني لنب الضأن لنب البقر يغذو البدن وخيصبه ويطلق البطن باعتدال وهو من أعدل االلبان وأولنب املعز يف الرقة والغلظ والدسم ويف السنن من حديث عبداهللا بن مسعود يرفعه عليكم بألبان البقر فاا ترمت من كل الشجر لنب االبل تقدم ذكره يف أول الفصل وذكر منافعه فال حاجه العادته لبان

والصعتر وال يصح عنه ولكن يروى عن على هو الكندر وقد ورد فيه عن النىب خبروا بيوتكم باللبان أنه قال لرجل شكا إليه النسيان عليك باللبان فانه يشجع القلب ويذهب بالنسيان ويذكر عن ابن

عباس رضى اهللا عنهما ان شربه مع السكر على الريق جيد للبول والنسيان ويذكر عن أنس رضى اهللا در وانقعه من الليل فإذا اصبحتعنه أنه شكا إليه رجل النسيان فقال عليك بالكن

فخذ منه شربة على الريق فإنه جيد للنسيان وهلذا سبب طبيعى ظاهر فان النسيان اذا كان لسوء مزاج بارد رطب يغلب على الدماغ فال حيفظ ما ينطبع فيه نفع منه اللبان واما اذا كان النسيان لغلبة شىء

نهما أن اليبوسى يتبعه سهر وحفظ لالمور املاضية عارض امكن زواله سريعا باملرطبات والفرق بيدون احلالية والرطويب بالعكس وقد حيدث النسيان أشياء باخلاصية كحجامة نقرة القفا وادمان اكل

الكسربة الرطبة والتفاح احلامض وكثرة اهلم والغم والنظر يف املاء الواقف والبول فيه والنظر اىل اح القبور واملشى بني مجلني مقطورين والقاء القمل يف احلياض واكل املصلوب واالكثار من قراءة الو

سؤر الفار واكثر هذا معروف بالتجربة واملقصود ان اللبان مسخن يف الدرجة الثانية وجمفف ىف االوىل وفيه قبص يسري وهو كثري املنافع قليل املضار فمن منافعه أنه ينفع من قذف الدم ونزفه ووجع

ق البطن ويهضم الطعام ويطرد الرياح وجيلو قروح العني وينبت اللحم يف سائر املعدة واستطالالقروح ويقوى املعدة الضعيفة ويسخنها وجيفف البلغم وينشف رطوبات الصدر وجيلو ظلمة البصر ومينع القروح اخلبيثة من االنتشار واذا مضغ وحده او مع الصعتر الفارسى جلب البلغم ونفع من

ويزيد يف الذهن ويذكيه وان خبر به نفع من الوباء وطيب رائحة اهلواء اعتقال اللسان حرف امليم

ماء مادة احلياة وسيد الشراب واحد اركان العامل بل ركنه

األصلى فان السموات خلقت من خباره واألرض من زبده وقد جعل اهللا منه كل شىء حى وقد ولني وقد تقدما وذكرنا القول الراجح ودليله وهو اختلف فيه هل يغذو أو ينفذ الغذاء فقط على ق

بارد رطب يقمع احلرارة وحيفظ على البدن رطوباته ويرد عليه بدل ما حتلل منه ويرقق الغذاء وينفذه يف العروق وتعترب جودة املاء من عشرة طرق أحدها من لونه بأن يكون صافيا والثاىن من رائحته بان

لث من طعمه بان يكون عذب الطعم حلوه كماء النيل والفرات الرابع من ال يكون له رائحة البتة الثاوزنه بان يكون خفيفا رقيق القوام اخلامس من جمراه بان يكون طيب ارى واملسلك السادس من

Page 162: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 162 النسيــــــــــم

منبعه بان يكون بعيد املنبع السابع من بروزه للشمس والريح بان ال يكون خمتفيا حتت األرض فال ح من قصارته الثامن من حركته بان يكون سريع اجلرى واحلركة التاسع من تتمكن الشمس والري

كثرته بان يكون له كثرة تدفع الفضالت املخالطة له العاشر من مصبه بان يكون آخذا من الشمال اىل اجلنوب أو من املغرب اىل املشرق واذا اعتربت هذه األوصاف مل جتدها بكماهلا اال يف األار

ل والفرات وسيحون وجيحون ويف الصحيحني من حديث أىب هريرة رضى اهللا عنه قال األربعة النيقال رسول اهللا سيحان وجيحان والنيل والفرات كلها من أار اجلنة وتعترب خفة املاء من ثالثة أوجه

أحدها سرعة القبول للحر والربد قال أبقراط

بامليزان الثالث ان تبل قطنتان متساويتان الوزن املاء الذى يسخن سريعا ويربد سريعا اخف املاء الثاىنمباءين خمتلفني مث جيففا بالغا مث توزنا فأيهما كانت اخف فماؤها كذلك واملاء وان كان يف االصل

باردا رطبا فان قوته تنتقل وتتغري السبالب عارضة توجب انفعاهلا فان املاء املكشوف للشمال املستور ردا وفيه يبس مكتسب من ريح الشمال وكذلك احلكم على سائر عن اجلهات االخر يكون با

اجلهات األخر واملاء الذي ينبع من املعادن يكون على طبيعة ذلك املعدن ويؤثر يف البدن تاثريه واملاء العذب نافع للمرضى واالصحاء والبارد منه أنفع والذ وال ينبغى شربه على الريق وال عقيب اجلماع

النوم وال عقيب احلمام وال عقيب اكل الفاكهة وقد تقدم واما على الطعام فال بأس به وال االنتباه من إذا اضطر إليه بل يتعني وال يكثر منه بل يتمصصه مصا فإنه ال يضره البتة بل يقوى املعدة وينهض

البارد الشهوة ويزيل العطش واملاء الفاتر ينفخ ويفعل ضد ما ذكرناه وبائته اجود من طريه وقد تقدم وينفع من داخل أكثر من نفعه من خارج واحلار بالعكس وينفع البارد من عفونة الدم وصعود األخبرة إىل الرأس ويدفع العفونات ويوافق األمزجة واألسنان واالزمان واالماكن احلارة ويضر على كل حالة

ن واالدمان عليه حيدث حتتاج إىل نضج وحتليل كالزكام واألورام والشديد الربودة منه يؤذى االسناانفجار الدم والرتالت وأوجاع الصدر والبارد واحلار بافراط ضاران للعصب وألكثر األعضاء ألن أحدمها حملل واالخر مكثف واملاء احلار يسكن لذع األخالط احلارة وحيلل وينضج وخيرج الفضول

رخيها وال يسرع يف تسكني ويرطب ويسخن ويفسد اهلضم شربه ويطفو بالطعام إىل أعلى املعدة وي

العطش ويذبل البدن ويؤدى اىل امراض رديئة ويضر يف اكثر األمراض على انه صاحل للشيوخ واصحاب الصرع والصداع البارد والرمد وانفع ما استعمل من خارج وال يصح يف املاء املسخن

لسخونة يذيب شحم بالشمس حديث وال أثر وال كرهه أحد من قدماء األطباء وال عابه والشديد االكلى وقد تقدم الكالم على ماء األمطار يف حرف الغني ماء الثلج والربد ثبت يف الصحيحني عن النىب انه كان يدعو يف االستفتاح وغريه اللهم اغسلىن من خطاياى مباء الثلث والربد الثلج له نفسه

Page 163: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 163 النسيــــــــــم

ل من اخلطايا مبائه ملا حيتاج كيفية حادة دخانية فماؤه كذلك وقد تقدم وجه احلكمة يف طلب الغسإليه القلب من التربيد والتصليب والتقوية ويستفاد من هذا أصل طب االبدان والقلوب ومعاجلة

أدوائها بضدها وماء الربد ألطف والذ من ماء الثلج واما ماء اجلمد وهو اجلليد فبحسب أصله والثلج دة والرداءة وينبغى جتنب شرب املاء املثلوج يكتسب كيفية اجلبال واألرض الىت يسقط عليها يف اجلو

عقيب احلمام واجلماع والرياضة والطعام احلار ألصحاب السعال ووجع الصدر وضعف الكبد واصحاب األمزجة الباردة ماء اآلبار والقىن مياه اآلبار قليلة اللطافة وماء القىن املدفونة حتت األرض

فن واآلخر حمجوب عن اهلواء وينبغى أن ال يشرب على الفور ثقيل ألن احدمها حمتقن ال خيلو عن التع

حىت يصمد للهواء وتأتى عليه ليلة وأردؤه ما كانت جماريه من رصاص أو كانت بئرة معطلة وال سيما اذا كانت تربتها رديئة فهذا املاء وىبء وخيم ماء زمزم سيد املياه وأشرفها وأجلها قدرا واحبها

ا وانفسها عند الناس وهو هزمة جربائيل وسقيا إمساعيل وثبت يف الصحيحني إىل النفوس واغالها مثنعن النىب أنه قال ألىب ذر وقد أقام بني الكعبة وأستارها أربعني ما بني يوم وليلة وليس له طعام غريه فقال النىب إا طعام طعم وزاد غري مسلم باسناده وشفاء سقم ويف سنن ابن ماجه من حديث جابر

داهللا رضى اهللا عنه عن النىب أنه قال ماء زمزم ملا شرب له وقد ضعف هذا احلديث طائفة بعبد بن عباهللا بن املؤمل رواية عن حممد بن مسلم املكى وقد روينا عن عبداهللا بن املبارك أنه ملا حج أتى زمزم

عن نبيك انه قال ماء فقال اللهم ان ابن أىب املواىل حدثنا عن حممد بن املنكدر عن جابر رضى اهللا عنهزمزم ملا شرب له فإىن أشرب لظماء يوم القيامة وابن اىب املواىل ثقة فاحلديث أذا حسن وقد صححه

بعضهم وجعله بعضهم موضوعا وكال القولني فيه جمازفة

وقد جربت أنا وغريى من االستسقاء مباء زمزم امورا عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فربأت وشاهدت من يتغذى به االيام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر او اكثر وال جيد جوعا بإذن اهللا

ويطوف مع الناس كأحدهم وأخربىن أنه رمبا بقى عليه أربعني يوما وكان له قوة جيامع ا أهله ويصوم ويطوف مرارا ماء النيل احد اار اجلنة أصله من وراء جبال القمر يف أقصى بالد احلبشة من

مطار جتتمع هنالك وسيول ميد بعضها بعضا فيسوقه اهللا تعاىل إىل األرض اجلزر الىت ال نبات هلا أفيخرج به زرعا تأكل منه االنعام واألنام وملا كانت األرض الىت يسوقه إليها ابليزا صلبة ان امطرت

وعطلت املعايش مطر العادة مل ترو ومل يأ للنبات وان امطرت فوق العادة ضرت املساكن والساكنواملصاحل فأمطر البالد البعيدة مث ساق تلك االمطار اىل هذه األرض يف ر عظيم وجعل سبحانه

زيادته يف أوقات معلومة على قدر رى البالد وكفايتها فاذا روى البالد وعمها أذن اهللا سبحانه وتعاىل املاء االمور العشرة الىت تقدم ذكرها بتناقصه وهبوطه لتتم املصلحة بالتمكن من الزرع واجتمع يف هذا

Page 164: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 164 النسيــــــــــم

وكان من ألطف املياه واخفها وأعذا وأحالها ماء البحر ثبت عن النىب أنه قال يف البحر هو الطهور ماؤه احلل ميتته وقد جعل اهللا سبحانه ملحا اجاجا مرا زعاقا لتمام مصاحل من هو على وجه األرض

ري احليوان وهوميوت فيه كثريا وال يقرب فلو كان حلوا ألننت من اآلدميني والبهائم فانه دائم راكد كثمن أقامته وموت حيوانه يف وأجاف وكان اهلواء احمليط بالعامل يكتسب منه ذلك ويننت وجييف فيفسد

العامل فاقتضت محكة الرب سبحانه وتعاىل أن جعله كاملالحة الىت لو القى فيه جيف العامل كلها ريه شيئا وال يتغري على مكثه من حني خلق وإىل أن يطوى اهللا العامل فهذا هو وانتانه وامواته مل تغ

السبب الغائى املوجب مللوحته وأما الفاعلى فكون أرضه سبخة ماحلة

وبعد فاالغتسال به نافع من آفات عديدة يف ظاهر اجللد وشربه مضر بداخله وخارجه فانه يطلق طشا ومن اضطر اىل شربه فله طرق من العالج يدفع به البطن ويهزل وحيدث حكة وجربا ونفخا وع

مضرته منها أن جيعل يف قدر وجيعل فوق القدر قصبات عليها صوف جديد منفوش ويوقد حتت القدر حىت يرتفع خبارها إىل الصوف فإذا كثر عصره وال يزال يفعل ذلك حىت جيتمع له ما يريد فيحصل يف

قدر الزعاق ومنها ان حيفر على شاطئه حفرة واسعة يرشح الصوف من البخار ما عذب ويبقى يف الماؤه إليها مث إىل جانبها قريبا منها آخرى ترشح اليها مث ثالثة أىل ان يعذب املاء واذا أجلأته الضرورة اىل شرب املاء الكدر فعالجه ان يلقى فيه نوى املشمش أو قطعة من خشب الساج أو مجرا ملتهبا

نيا أو سويق حنطة فان كدرته ترسب اىل أسفل مسك ثبت يف صحيح مسلم عن يطفأ فيه أو طينا ارمأىب سعيد اخلدرى رضى اهللا عنه عن النىب انه قال أطيب الطيب املسك ويف الصحيحني عن عائشة رضى اهللا عنها كنت أطيب النىب قبل ان حيرم ويوم النحر وقبل أن يطوف بالبيت بطيب فيه مسك

وأشرفها واطيبها وهو الذى يضرب به األمثال ويشبه به غريه وال يشبه املسك ملك انواع الطيببغريه وهو كثبان اجلنة وهو حار يابس يف الثانية يسر النفس ويقويها ويقوى األعضاء الباطنة مجيعها شربا ومشا والظاهرة اذا وضع عليها نافع للمشايخ واملربودين املرطوبني ال سيما زمن الشتاء جيد

خلفقان وضعف القوة بإنعاشه للحرارة الغريزية وجيلو بياض العنيللغشى وا

وينشف رطوبتها ويفش الرياح منها ومن مجيع األعضاء ويبطل عمل السموم وينفع من ش األفاعى ومنافعه كثرية جدا وهو أقوى املفرحات مرزحبوش ورد يف حديث ال نعلم صحته عليكم باملرزحبوش

الزكام وهو حار يف الثالثة يابس يف الثانية ينفع مشه من الصداع البارد فانه جيد للخشام واخلشاموالكائن عن البلغم والسوداء والزكام والرياح الغليظة ويفتح السدد احلادثة يف الرأس واملنخرين وحيلل

ان أكثر األورام الباردة فينفع من أكثر األورام واألوجاع الباردة الرطبة واذا احتمل أدر الطمث واععلى احلبل واذا دق ورقه اليابس وكمد به أذهب آثار الدم العارضة حتت العني وغذا ضند به مع اخلل

Page 165: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 165 النسيــــــــــم

نفع لسعة العقرب ودهنه نافع لوجع الظهر والركبتني ويذهب االعياء ومن أدمن مشه مل يرتل يف عينه العارضة فيها ويف الرأس املاء واذا استعط مبائه مع دهن اللوز املر فتح سدد املنخرين ونفع من الريح

ملح وروى ابن ماجة يف سننه من حديث أنس يرفعه سيد أدامكم امللح وسيد الشىء هو الذى يصلحه ويقوم عليه وغالب االدام امنا يصلح بامللح ويف مسند البزار مرفوعا سيوشك أن تكون يف

الناس كامللح يف الطعام وال يصلح الطعام اال بامللح

تفسريه عن عبداهللا بن عمر رضى اهللا عنهما مرفوعا ان اهللا أنزل اربع بركات من وذكر البغوى يفالسماء اىل األرض احلديد والنار واملاء وامللح واملوقوف أشبه امللح يصلح أجسام الناس واطعمتهم ويصلح كل شىء خيالطه حىت الذهب والفضة وذلك أن فيه قوة تزيد الذهب صفرة والفضة بياضا

ء وحتليل واذهاب للرطوبات الغليظة وتنشيف هلا وتقوية للبدان ومنع من عفونتها وفسادها وفيه جالونفع من اجلرب املتقرح واذا اكتحل به قلع اللحم الزائد من العني وحمق الصفرة واألندراىن أبلغ يف

ء نفعهم ذلك ومينع القروح اخلبيثة من االنتشار وحيدر الرباز واذا دلك به بطون أصحاب االستسقا وينفى االسنان ويدفع عنها العفونة ويشد اللثة ويقويها ومنافعه كثرية جدا

حرف النون خنل مذكور يف القرآن يف غري موضع ويف الصحيحني وعن ابن عمر رضى اهللا عنهما قال بينا حنن

ل املسلم ال عند رسول اهللا جلوس اذ اتى جبمار خنلة فقال النىب ان من الشجر شجرة مثلها مثل الرجيسقط ورقها أخربوىن ما هى فوقع الناس يف شجر البوادى فوقع يف نفسى أا النخلة فأردت أن أقول هى النخلة مث نظرت فإذا انا اصغر القوم سنا فسكت فقال رسول اهللا هى النخلة فذكرت ذلك لعمر

فقال ألن تكون قلتها أحب إىل من كذا وكذا

املسائل على أصحابه ومترينهم واختبار ما عندهم وفيه ضرب األمثال ففى هذا احلديث إلقاء العاملوالتشبيه وفيه ما كان عليه الصحابة من احلياء من اكابرهم وإجالئهم وإمساكهم عن الكالم بني أيديهم وفيه فرح الرجل بإصابة ولده وتوفيقه للصواب وفيه أنه ال يكره للولد ان جييب مبا عرف

يعرفه األب وليس يف ذلك اساءة أدب عليه وفيه ما تضمنه تشبيه املسلم بالنخلة حبضرة ابيه وان ملمن كثرة خريها ودوام ظلها وطيب مثرها ووجوده على الدوام ومثرها يؤكل رطبا يابسا وبلحا ويانعا

وهو غذاء ودواء وقوت وحلوى وشراب وفاكهة وجذوعها للبناء واآلالت واألواىن ويتخذ من واملكاتل واالواىن واملراوح وغري ذلك ومن ليفها احلبال واحلشايا وغريها مث آخر خواصها احلصر

شىء نواها علف لالبل ويدخل يف االدوية واالكحال مث مجال مثرا ونباا وحسن هيأا وجة منظرها وحسن نضد مثرها وصنعته وجته ومسرة النفوس عند رؤيته فرؤيتها مذكرة لفاطرها

Page 166: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 166 النسيــــــــــم

يع صنعته وكمال قدرته ومتام حكمته وال شىء اشبه ا من الرجل املؤمن اذ هو خري وخالقها وبدكله ونفع ظاهر وباطن وهى الشجرة الىت حن جذعها اىل رسو اهللا ملا فارقه شوقا اىل قربه ومساع

كالمه وهى الىت نزلت حتتها مرمي ملا ولدت عيسى وقد ورد يف حديث يف اسناده نظر أكرموا عمتكم لة فاا خلقت من الطني الذى خلق منه آدمالنخ

وقد اختلف الناس يف تفضيلها على احلبلة أو بالعكس على قولني وقد قرن اهللا بينهما يف كتابه يف غري موضع وما اقرب أحدمها من صاحبه وان كان كل واحد منهما يف حمل سلطانه ومنبته واألرض الىت

صح عليكم شم النرجس فان يف القلب حبة اجلنون توافقه أفضل وانفع نرجس فيه حديث ال يواجلذام والربص ال يقطعها اال شم النرجس وهو حار يابس يف الثانية واصله يدمل القروح الغائرة اىل

العصب وله قوة غسالة جالبة جابذة وأذا طبخ وشرب ماؤه أو اكل مسلوقا هيج القىء وجذب ة والعسل نقى أوساخ القروح وفجر الدبيالت العسرة الرطوبة من قعر املعدة واذا طبخ مع الكرسن

النضج وزهرة معتدل احلرارة لطيف ينفع الزكام البارد وفيه حتليل قوى ويفتح سدد الدماغ واملنخرين وينفع من الصداع الرطب والسوداوي ويصدع الرؤوس احلارة واحملرق منه اذا شق بصله صليبا

تاء أمن من الربسام يف الصيف وينفع من أوجاع الرأس وغرس صار مضاعفا ومن ادمن مشه يف الشالكائنة من البلغم واملرة السوداء وفيه من العطرية ما يقوى القلب والدماغ وينفع من كثري من

أمراضها وقال صاحب التيسري مشه يذهب بصرع الصبيان نورة وروى ابن ماجه من حديث أم سلمة دأ بعورته فطالها بالنورة وسائر جسده وقد ورد فيها عدة رضى اهللا عنها ان النىب كان اذا طلى ب

احاديث هذا أمثلها

وقد قيل ان أول من دخل احلمام وصنعت له النورة سليمان بن داود وأصلها كلس جزآن وزرنيخ جزء خيلطان باملاء ويتركان يف الشمس او احلمام بقدر ما ينضج وتشتد زرقته مث يطلى به وجيلس

ل وال ميس مباء مث يغسل ويطلى مكاا باحلناء الذهاب ناريتها نبق ذكر ابو نعيم يف ساعة ريثما يعمكتابه الطب النبوى مرفوعا ان آدم ملا هبط اىل األرض وكان أول شىء أكل من مثارها النبق وقد

قالل ذكر النىب النبق يف احلديث املتفق على صحته أنه رأى سدرة املنتهى ليلة اسرى به واذا نبقها مثلهجر والنبق مثر شجر السدر ويعقل الطبيعة وينفع من االسهال ويدبغ املعدة ويسكن الصفراء ويغذو البدن ويشهى الطعام ويولد بلغما وينفع الذرب الصفراوى وهو بطىء اهلضم وسويقه يقوى احلشا

لى قولني وهو يصلح األمزجة الصفراوية وتدفع مضرته بالشهد واختلف فيه هل هو رطب أو يابس ع والصحيح أن رطبه بارد رطب ويابسه بارد يابس

حرف اهلاء

Page 167: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 167 النسيــــــــــم

هندبا ورد فيه ثالثة احاديث ال تصح عن رسول اهللا بل هى مرفوعة احدمها كلوا اهلندباء وال تنفضوه فانه ليس يوم من األيام أال قطرت من اجلنة تقطر عليه

م وال سحر الثالث ما من ورقة من ورق اهلندبا إال الثاىن من أكل اهلندباء مث نام عليه مل حيل فيه س

وعليها قطرة من اجلنة وبعد فهى مستحيلة املزاج منقلبة بانقالب فصول السنة فهى يف الشتاء باردة رطبة ويف الصيف حارة يابسة ويف الربيع واخلريف معتدلة ويف غالب أحواهلا متيل اىل الربودة واليبس

عدة واذا طبخت واكلت خبل عقلت البطن وخاصة الربى منها فهى وهى قابضة ومربدة جيدة للماجود للمعدة وأشد قبضا وتنفع من ضعفها واذا ضمد ا سكنت االلتهاب العارض يف املعدة وتنفع من النقرس ومن أورام العني احلارة واذا ضمد بورقها واصوهلا نفعت من لسع العقرب وهى تقوى

الكبد وتنفع من أوجاعها حارها وباردها وتفتح سدد الطحال املعدة وتفتح السدد العارضة يفوالعروق واالحشاء وتنقى جمارى الكلى وانفعها للكبد امرها وماؤها املعتصر ينفع من الريقان

السددى وال سيما اذا خلط به ماء الرازيانج الرطب واذا دق ورقها ووضع على األورام احلارة بردها ر ويطفىء حرارة الدم والصفراء واصلح ما اكلت غري مغسولة وال منفوضة وحللها وجيلو ما يف الصد

الا مىت غسلت أو نفضت فارقتها قوا وفيها مع ذلك قوة ترياقية تنفع من مجيع السموم واذا اكتحل مبائها نفع من الغشاء ويدخل ورقها يف الترياق وينفع من لدغ العقرب ويقاوم اكثر السموم

ا وصب عليه الزيت خلص من األدوية القتالة كلها واذا اعتصر أصلها وشرب ماؤه واذا اعتصر ماؤه نفع من لسع األفاعى ولسع العقرب ولسع الزنبور ولنب اصلها جيلو بياض العني

حرف الواو ورس ذكر الترمذى يف جامعة من حديث زيد بن ارقم عن النىب انه كان ينعت الزيت

يلد به ويلد من اجلانب الذى يشتكيه وروى ابن ماجه يف سننه من والورس من ذات اجلنب قال قتادةحديث زيد بن أرقم أيضا قال نعت رسول اهللا من ذات اجلنب ورسا وقسطا وزيتا يلد به وصح عن

أم سلمة رضى اهللا عنها قالت كانت النفساء تقعد بعد نفاسها أربعني يوما وكانت احدانا تطلى ال ابو حنيفة اللغوى الورس يزرع زرعا وليس بربى ولست أعرفه الورس على وجهها من الكلف ق

بغري أرض العرب وال من أرض بغري بالد اليمن وقوته يف احلرارة واليبوسة يف أول الدرجة الثانية وأجودها االمحر اللني يف اليد القليل النخالة ينفع من الكلف واحلكة والبثور الكائنة يف سطح البدن اذا

قوة قابضة صابغة واذا شرب نفع من الوضح ومقدار الشربة منه وزن درهم وهو يف طلى به وله مزاجه ومنافعه قريب من منافع القسط البحرى واذا لطخ به على البهق واحلكة والبثور والسعفة نفع منها والثوب املصبوغ بالورس يقوى على الباه ومسة وهى ورق النيل وهى تسود وقد تقدم قريبا ذكر

ف يف جواز الصبغ بالسواد ومن فعله حرف الياء يقطني وهو الدباء والقرع وان كان اليقطني اخلال

Page 168: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 168 النسيــــــــــم

اعم فانه يف اللغة كل

شجرة ال تقوم على ساق كالبطيخ والقثاء واخليار قال اهللا تعاىل وأنبتنا عليه شجرةمن يقطني فان قيل أهل اللغة فكيف قال شجرة من ماال يقوم على ساق يسمى جنما ال شجرا والشجر ما له ساق قاله

يقطني فاجلواب أن الشجر اذا طلق كان ماله ساق يقوم عليه وإذا قيد بشىء تقيد به فالفرق بني املطلق واملقيد يف األمساء باب مهم عظيم النفع يف الفهم ومراتب اللغة واليقطني املذكور يف القرآن هو

ليقطني وقد ثبت يف الصحيحني من حديث أنس بن نبات الدباء ومثره يسمى الدباء والقرع وشجرة امالك رضى اهللا عنه أن خياطا دعا رسول اهللا لطعام صنعه قال أنس فذهبت مع رسول اهللا فقرب إليه خبزا من شعري ومرقا فيه دباء وقديد قال أنس فايت رسول اهللا يتتبع الدباء من حواىل الصحفة فلم

و طالوت دخلت على أنس بن مالك رضى اهللا عنه وهو يأكل ازل احب الدباء من ذلك اليوم وقال أبالقرع ويقول يالك من شجرة ما أحبك أىل حلب رسول اهللا اياك وىف الغيالنيات من حديث هشام

بن عروة عن ابيه عن عائشة رضى اهللا عنها قالت قال ىل رسول اهللا يا عائشة اذا طبختم قدرا احلزين اليقطني بارد رطب ويغدو غذاء يسريا وهو سريع فأكثروا فيها من الدباء فاا تشد قلب

االحندار وان مل يفسد قبل اهلضم تولد منه خلط حممود ومن خاصيته أنه يتولد منه خلط حممود جمانس ملا يصحبه فان أكل باخلردل تولد منه خلط حريف وبامللح خلط ماحل ومع القابض قابض وأن طبخ

بالسفرجل غذا البدن غذاء جيدا

وهو لطيف ماىن يغذو غذاء رطبا بلغميا وينفع احلرورين وال يالئم املربودين ومن الغالب عليهم البلغم وماؤه يقطع العطش ويذهب الصداع احلار أذا شرب أو غسل به الراس وهو ملني للبطن كيف

شوى يف استعمل وال يتداوى احملرورن مبثله وال أعجل منه نفعا ومن منافعه انه اذا لطخ بعجني والفرن او التنور واستخرج ماؤه وشرب ببعض األشربة اللطيفة سكن حرارة احلمى امللتهبة وقطع العطش وغذا غذاء حسنا وأذا شرب بترجنبني وسفرجل مرىب أسهل صفراء حمضة وأذا طبخ القرع وشرب ماؤه بشىء من عسل وشىء من نطرون أحدر وبلغما ومرة معا وأذا دق وعمل منه مخاد

اليافوخ نفع من اآلورام احلارة يف الدماغ وأذا عصرت جرادته وخلط ماؤها بدهن الورد وقطر علىمنها ىف االذن نفعت من اآلورام احلارة وجرادته نافعة من أورام العني احلارة ومن النقرس احلار وهو

تحال أىل شديد النفع ألصحاب األمزجة احلارة واحملمومني ومىت صادف يف املعدة خلطا رديئا اسطبيعته وفسد وولد يف البدن خلطا رديئا ودفع مضرته باخلل واملرى وباجلملة فهو من ألطف األغذية وأسرعها انفعاال ويذكر عن أنس رضى اهللا عنه أن رسول اهللا كان يكثر من أكله فصل وقد رأيت أن

لكلية النافعة لتتم منفعة أختم الكالم يف هذا الباب بفصل خمتصر عظيم النفع يف احملاذير والوصايا ا

Page 169: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 169 النسيــــــــــم

الكتاب ورأيت ال بن ماسوية فصال يف كتاب احملاذير نقلته بلفظه قال من أكل البصل أربعني يوما وكلف وجهه فال يلومن إال نفسه ومن افتصد فأكل

ماحلا فأصابه ق أو جرب فال يلومن إال نفسه من مجع يف معدته البيض والسمك فأصابه فاجل أو

لومن إال نفسه ومن دخل احلمام وهو ممتلىء فأصابه فاجل فال يلومن إال نفسه ومن مجع يف لقوة فال يمعدته اللنب والسمك فأصابه جذام أو برص أو نقرس فال يلومن إال نفسه ومن مجع يف معدته اللنب والنبيذ فأصابه برص أو نقرس فال يلومن إال نفسه ومن احتلم فلم يغتسل حىت وطىء أهله فولدت

جمنونا أو خمبال فال يلومن إال نفسه ومن أكل بيضا مسلوقا باردا وامتأل منه فأصابه ربو فال يلومن إال نفسه ومن جامع فلم يصرب حىت يفرغ فأصابه حصاة فال يلومن إال نفسه ومن نظر يف املرآة ليال

جتمع بني البيض فأصابه لقوة أو أصابه داء فال يلومن إال نفسه فصل وقال ابن خبتيشوع احذر أن والسمك فاما يورثان القولونج وارياح البواسري ووجع االضراس وإدامة أكل البيض تولد الكلف يف الوجه وأكل امللوحة والسمك املاحل واالفتصاد بعد احلمام يولد البهق واجلرب وادامة أكل كلى الغنم

ولد الفاجل وطء املرأة احلائض يولد اجلذام يعقر املثانة واالغتسال باملاء البارد بعد اكل السمك الطري ياجلماع من غري أن يهريق املاء عقيبه يولد احلصاة طول املكث يف املخرج يولد الداء الدوى وقال

أبقراط االقالل من الضار خري من االكثار من النافع وقال استدميوا الصحة بترك التكاسل عن التعب وبترك االمتالء من الطعام والشراب

قال بعض احلكماء من أراد الصحة فليجود الغذاء وليأكل على نقاء وليشرب على ظمإ وليقلل من و

شرب املاء ويتمدد بعد الغذاء ويتمش بعد العشاء وال ينم حىت يعرض نفسه على اخلالء وللحذر دخول احلمام عقيب االمتالء ومرة يف الصيف خري من عشر يف الشتاء واكل القديد اليابس بالليلمعني على الفناء وجمامعة العجائز رم اعمار األحياء وتسقم أبدان األصحاء ويروى هذا عن على

كرم اهللا وجهه وال يصح عنه وامنا بعضه من كالم احلارث بن كلدة طبيب العرب وكالم غريه وقال يان النساء احلرث من سره البقاء وال بقاء فليباكر العذاء وليعجل العشاء وليخفف الرداء وليقل غش

وقال احلرث أربعة اشياء دمم البدن اجلماع على البطنة ودخول احلمام على االمتالء واكل القديد ومجاع العجوز وملا احتضر احلرث اجتمع إليه الناس فقالوا مرنا بأمر ننتهى اليه من بعدك فقال ال

جها وال يتعاجلن احدكم ما تتزوجوا من النساء إال شابة وال تأكلوا من الفاكهة إال يف أوان نضاحتمل بدنه الداء وعليكم بتنظيم املعدة يف كل شهر فإا مذيبة للبلغم مهلكة للمرة منبتة للحم وإذا

تغذى أحدكم فلينم على أثر غدائه ساعة واذا تعشى فليمش اربعني خطوة

Page 170: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 170 النسيــــــــــم

ح إال شابة وال وقال بعض امللوك لطبيبه لعلك ال تبقى ىل فصف ىل صفة آخذها عنك فقال ال تنكتأكل من اللحم اال فتيا وال تشرب الدواء اال من علة وال تأكل الفاكهة اال يف نضجها وأجد مضغ الطعام واذا اكلت ارا فال بأس ان تنام واذا اكلت ليال فال تنم حىت متشى ولو مخسني خطوة وال

مام قبل أن يأخذ منك وال تأكلن حىت جتوع وال تتكارهن على اجلماع وال حتبس البول وخذ من احلتأكلن طعاما ويف معدتك طعام وإياك ان تأكل ما تعجز اسنانك عن مضغه فتعجز معدتك عن هضمه وعليك يف كل اسبوع بقيئة تنقى اجلسم ونعم الكرت الدم يف جسدك فال خترجه اال عند احلاجة إليه

اىل اخراجه وقال الشافعى رمحه اهللا وعليك بدخول احلمام فانه خيرج من االطباق ما ال تصل االدوية تعاىل اربعة تقوى البدن أكل اللحم وشم الطيب وكثر الغسل من غري مجاع ولبس الكتان واربعة

توهن البدن كثرة اجلماع وكثرة اهلم وكثرة شرب املاء على الريق وكثرة أكل احلامض واربعة تقوى اىل اخلضرة وتنظيف الس واربعة توهن البصر البصر اجللوس جتاه الكعبة والكحل عند النوم والنظر

النظر اىل القذر واىل املصلوب واىل فرج املرأة والقعود مستدبر القبلة واربعة تزيد يف اجلماع أكل العصافري واالطريفل األكرب والفستق واخلروب واربعة تزيد يف العقل ترك الفضول من الكالم والسواك

علماء وقال افالطون مخس يذبن البدن ورمبا قتلن قصر ذات اليد وفراق وجمالسة الصاحلني وجمالسة ال األحبة وجترع املغايظ ورد النصح وضحك ذوى اجلهل بالعقالء

وقال طبيب املأمون عليك خبصال من حفظها فهو جدير ان ال يعتل إال علة املوت ال تأكل طعاما وىف

مضغه فتعجز معدتك عن هضمه واياك وكثرة معدتك طعام وإياك ان تأكل طعاما تتعب اضراسك يف اجلماع فانه يقتبس نور احلياة واياك وجمامعة العجوز فانه يورث موت الفجأة واياك والفصد اال عند احلاجة اليه وعليك بالقىء يف الصيف ومن جوامع كلمات ابقراط قوله كل كثري فهو معاد للطبيعة

مجع بني طعامني رديئني ومل ادخل طعاما على طعام ومل وقال كالينوس مالك ال مترض فقال ألىن مل ااحبس يف املعدة طعاما تأذيت به فصل فصل وأربعة أشياء مترض اجلسم الكالم الكثري والنوم الكثري واالكل الكثري واجلماع الكثري فالكالم الكثري يقلل مخ الدماغ ويضعفه ويعجل الشيب والنوم الكثري

يهيج العني ويكسل عن العمل ويولد الرطوبات يف البدن واألكل الكثري يصفر الوجه ويعمى القلب ويفسد فم املعدة ويضعف اجلسم ويولد الرياح الغليظة واالدواء العسرة واجلماع الكثري يهد البدن ويضعف القوى وجيفف رطوبات البدن ويرخى العصب ويورث السدد ويعم ضرره مجيع البدن

منه من روح النفساىن واضعافه اكثر من اضعاف مجيع املستفرغات وخنص الدماغ لكثرة ما يتحلل ويستفرغ من جوهر الروح شيئا كثريا وانفع ما يكون اذا صادف شهوة صادقة من صورة مجيلة حديثة السن حالال مع سن الشبوبية وحرارة املزاج ورططوبته وبعد العهد به وخالء القلب من

الشواغل

Page 171: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 171 النسيــــــــــم

مل يقارنه ما ينبغى تركه معه من امتالء مفرط او خواء واستفراغ او رياضة النفسانية ومل يفرط فيه و

تامة او حر مفرط او برد مفرط فاذا راعى فيه هذه االمور العشرة انتفع به جدا وايها فقد حصل له من الضرر حببسه وان فقدت كلها او اكثر فهو اهلالك املعجل فصل واحلمية املفرطة يف الصحة

ملرض واحلمية املعتدلة نافعة وقال جالينوس ألصحابه اجتنبوا ثالثا وعليكم بأربع وال كالتخليط يف احاجة لكم اىل طبيب اجتنبوا الغبار والدخان والننت وعليكم بالدسم الطيب واحللوى واحلمام وال

ه زكمة تأكلوا فوق شبعكم وال تتخللوا بالباذروج والرحيان وال تأكلوا اجلوز عند املساء وال ينم من بعلى قفاه وال يأكل من به غم حامضا وال يسرع املشي من افتصد فانه يكون خماطرة املوت وال يتقيأ من تؤمله عينه وال تأكلوا يف الصيف حلما كثريا وال ينم صاحب احلمى الباردة يف الشمس وال تقربوا

ن من األعالل ومن دلك الباذجنان العتيق املبزر ومن شرب كل يوم يف الشتاء قدحا من ماء حار امجسمه يف احلمام بقشور الرمان امن من اجلرب واحلكة ومن اكل مخس سوسنات مع قليل من

مصطكى رومى وعود خام ومسك بقى طول عمره ال تضعف معدته وال تفسد ومن أكل بزر البطيخ حلزن مع السكر نظف احلصى من معدته وزالت عنه حرقة البول فصل اربعة دم البدن اهلم وا

واجلوع والسهر

واربعة تفرح النظر اىل اخلضرة واىل املاء اجلاري واحملبوب والثمار واربعة تظلم البصر املشى حافيا والتصبح واالمساء بوجه البغيض والثقيل والعدو وكثرة البكاء وكثرة النظريف اخلط الدقيق واربعة

ل الطعام احللو والدسم وشم الروائح تقوى اجلسم لبس الثوب الناعم ودخول احلمام املعتدل واكالطيبة وأربعة تيبس الوجه وتذهب ماءه وجته وطالقته الكذب والوقاحة وكثرة السؤال عن غري علم وكثرة الفجور واربعة تزيد يف ماء الوجه وجته املروءة والوفاء والكرم والتقوى واربعة جتلب البغضاء

واربعة جتلب الرزق قيام الليل وكثرة االستغفار باألسحار واملقت الكرب واحلسد والكذب والنميمة وتعاهد الصدقة والذكر اول النهار وآخره وأربعة متنع الرزق نوم الصبحة وقلة الصالة والكسل

واخليانة واربعة تضر بالفهم والذهن ادمان اكل احلامض والفواكه والنوم على القفا واهلم والغم واربعة لقلب وقلة التملى من الطعام والشراب وحسن تدبري الغذاء باألشياء احللوة تزيد يف الفهم فراغ ا

والدمسة واخراج الفضالت املثقلة للبدن ومما يضر بالعقل ادمان أكل البصل والباقال والزيتون والباذجنان وكثرة اجلماع والوحدة واألفكار والسكر وكثرة الضحك والغم

الس فلم أجد لذلك علة إال اىن اكثرت من اكل الباذجنان وقال بعض أهل النظر قطعت يف ثالث جم

يف احد تلك االيام ومن الزيتون يف اآلخر ومن الباقال يف الثالث فصل قد أتينا على مجل نافعة من

Page 172: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 172 النسيــــــــــم

اجزاء الطب العلمى لعل الناظر فيها ال يظفر بكثري منها اال يف هذا الكتاب واريناك قرب ما بينها ب النبوى نسبة طب الطبائعيني اليه اقل من نسبة طب العجائز اىل طبهم واالمر وبني الشريعة وان الط

فوق ما ذكرناه واعظم مما وصفناه بكثري ولكن فيما ذكرناه تنبيه باليسري على ما وراءه ومن مل يرزقه االنبياء اهللا بصرية على التفصيل فليعلم ما بني القوة املؤيدة بالوحى من عنداهللا والعلوم الىت رزقها اهللا

والعقول والبصائر الىت منحهم اهللا اياها وبني ما عند غريهم ولعل قائال يقول ماهلدى الرسول وما هلذا الباب وذكر قوى األدوية وقوانني العالج وتدبري امر الصحة وهذا من تقصري هذا القائل يف فهم ما

جاء به وارشاده اليه وداللته جاء به الرسول فان هذا واضعافه واضعاف اضعافه من فهم بعض ما عليه وحسن الفهم عن اهللا ورسوله من مين اهللا به على من يشاء من عباده فقد اوجدناك اصول الطب الثالثة يف القرآن وكيف تنكر ان تكون شريعة املبعوث بصالح الدنيا واآلخره مشتملة على صالح

ظ صحتها ودفع آفاا بطرق كلية قد األبدان كاشتماهلا على صالح القلوب واا مرشدة اىل حف وكل تفصيلها أىل العقل الصحيح والفطرة

السليمة بطريق القياس والتنبيه واالمياء كما هو يف كثري من مسائل فروع الفقه وال تكن ممن اذا جهل

شيئا عاداه ولو رزق العبد تضلعا من كتاب اهللا وسنة رسوله وفهما تاما يف النصوص ولوازمها بذلك عن كل كالم سواه والستنبط مجيع العلوم الصحيحة منه فمدار العلوم كلها على الستغىن

معرفة اهللا وأمره وخلقه وذلك مسلم اىل الرسل صلوات اهللا عليهم وسالمه فهم اعلم اخللق باهللا بأمره وخلقه وحكمته يف خلقه وأمره وطب أتباعهم أصح وانفع من طب غريهم وطب أتباع خامتهم

وإمامهم حممد بن عبداهللا صلوات اهللا وسالمه عليه وعليهم اكمل الطب وأصحه وانفعه وال وسيدهميعرف هذا اال من عرف طب الناس سواهم وطبهم مث قارن بينهما فحينئذ يظهر له التفاوت وهم

أصح االمم عقوال وفطرا واعظمهم علما واقرم يف كل شىء اىل احلق الم خرية اهللا يف االمم كما رسوهلم خريته من الرسل والعلم الذى وهبهم اياه واحللم واحلكمة امر ال يدانيهم فيه غريهم وقد

روى اإلمام أمحد يف مسنده من حديث ز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي اهللا عنه قال قال رسول وفطرهم وهم اهللا أنتم توفون سبعني أمة أنتم خريها وأكرمها على اهللا يف علومهم وعقوهلم واحالمهم

الذين عرضت عليهم علوم األمم قبلهم وعقوهلم وأعماهلم ودرجام فازدادوا بذلك علما وحلما وعقوال اىل ما افاض اهللا سبحانه وتعاىل عليهم من علمه وحلمه ولذلك كانت الطبيعة الدموية هلم

والصفراوية لليهود والبلغمية للنصارى

الفهم والفطنة وغلب على اليهود واحلزن واهلم والصغار ولذلك غلب على النصارى البالدة وقلةوغلب على املسلمني العقل والشجاعة والفهم والنجدة والفرح والسرور وهذه أسرار وحقائق امنا

Page 173: At Tib an Nabawi Medcine-arab

im.fr.stwww.anass 173 النسيــــــــــم

يعرف مقدارها من أحسن فهمه ولطف ذهنه وغرز علمه وعرف ما عند الناس وباهللا التوفيق