941

AN Ë-*ßÞ…ذكرات بكوك تشارلز ديكنز #فور_ريد.pdf · T d ÑÝPm P í i )jKã P W Ûã" dp l ÿ{ )jKã UO\ÿ Ñ+o ã éã) ¡PR ¢ { ¡dRí ozRíßÿÑ Y¢Yÿ

  • Upload
    others

  • View
    6

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • مذكراتبكِوك

  • مذكراتبكِوك

    تأليفديكنز تشارلز

    ترجمةحافظ عباس

  • Pickwick Papers بكِوك مذكرات

    Charles Dickens ديكنز تشارلز

    ٢٠١٣/١٦٢٤٥ إيداع رقم٩٧٨ ٩٧٧ ٧١٩ ٣٩٤ ٨ تدمك:

    والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسةوالثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة للنارش محفوظة الحقوق جميع

    ٢٦ / ٨ / ٢٠١٢ بتاريخ ٨٨٦٢ برقم املشهرة

    وأفكاره املؤلف آراء عن مسئولة غري والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعربِّ وإنما

    القاهرة ،١١٤٧١ نرص مدينة السفارات، حي الفتح، عمارات ٥٤العربية مرص جمهورية

    + ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ تليفون:[email protected] اإللكرتوني: الربيد

    http://www.hindawi.org اإللكرتوني: املوقع

    سالم. إيهاب الغالف: تصميم

    هنداوي ملؤسسة محفوظة الغالف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعللملكية خاضعة العمل بهذا الصلة ذات األخرى الحقوق جميع والثقافة. للتعليم

    العامة.

    Cover Artwork and Design Copyright © 2013 HindawiFoundation for Education and Culture.All other rights related to this work are in the public domain.

  • املحتويات

    9 مقدمة15 املؤلف عن17 األول الفصل23 الثاني الفصل55 الثالث الفصل69 الرابع الفصل83 الخامس الفصل95 السادس الفصل111 السابع الفصل127 الثامن الفصل143 التاسع الفصل153 العارش الفصل169 عرش الحادي الفصل189 عرش الثاني الفصل197 عرش الثالث الفصل219 عرش الرابع الفصل239 عرش الخامس الفصل257 السادسعرش الفصل279 عرش السابع الفصل289 عرش الثامن الفصل

  • بكِوك مذكرات

    301 عرش التاسع الفصل317 العرشون الفصل335 والعرشون الحادي الفصل353 والعرشون الثاني الفصل371 والعرشون الثالث الفصل381 والعرشون الرابع الفصل399 والعرشون الخامس الفصل421 والعرشون السادس الفصل429 والعرشون السابع الفصل441 والعرشون الثامن الفصل467 والعرشون التاسع الفصل479 الثالثون الفصل493 والثالثون الحادي الفصل511 والثالثون الثاني الفصل527 والثالثون الثالث الفصل545 والثالثون الرابع الفصل573 والثالثون الخامس الفصل591 والثالثون السادس الفصل605 والثالثون السابع الفصل621 والثالثون الثامن الفصل637 والثالثون التاسع الفصل655 األربعون الفصل671 واألربعون الحادي الفصل685 واألربعون الثاني الفصل703 واألربعون الثالث الفصل719 واألربعون الرابع الفصل735 واألربعون الخامس الفصل753 واألربعون السادس الفصل

    6

  • املحتويات

    765 واألربعون السابع الفصل779 واألربعون الثامن الفصل793 واألربعون التاسع الفصل813 الخمسون الفصل829 والخمسون الحادي الفصل847 والخمسون الثاني الفصل861 والخمسون الثالث الفصل875 والخمسون الرابع الفصل893 والخمسون الخامس الفصل919 والخمسون السادس الفصل927 بالكتاب الواردة واألماكن باألعالم بيان

    7

  • مقدمة

    املقصود إن مؤسسه: وفاة بعد املنشورة بكوك نادي ملذكرات األصلية الطبعة مقدمة يف قلناواألحداث، الوقائع من لصنوف فكهة ورسوم الناس، من ألنماط مسلية صور إيراد منهايرى املؤلف يكن ولم السياق، موصولة «محبوكة» قصة يف الرباعة إلظهار فيها محاولة الالوقت ذلك يف املتَّبَع النرش أسلوب ألن ميسور؛ الوجه هذا عىل إيرادها أن الحني ذلك يفجهاز عن الحديث فشيئًا شيئًا نغفل أخذنا قد إننا كذلك: وقلنا مطرد. نسق عىل يكن لمولنئ األعباء، أشق من معالجته أن لنا تبني أن بعد وذلك الكتاب، يف تقدمنا كلما النادي،ونحوها، املطالب تلك بعض بسبيل شيئًا بعُد فيما علَّمتنا قد والدراسة التجربة كانتموضوع بها وأمسك واحد، قوي بخيط ترابطت الفصول هذه أن لو اليوم لوددت حتى

    … تكون أن بها أريد ما عني الحايل شكلها يف تزال فال العام؛ االهتمام يثرييف كلها الحاالت عىل ظلت التي املذكرات هذه ألصل مختلفة روايات رأيت ولقدأن يل يصح كان وإذا البالغة، الجدة وسحر التامة، الطرافة بفتنة تتصف تقديريحقيقتها؛ معرفة إىل توًقا نفوسقرَّائي يف أن وأقاصيصمنها روايات ظهور أستخلصمن

    الوجود. عالم يف ظهرت كيف عليهم سأقص فإنييف أكتبها كنت قطع بعض أثارت حني والعرشين الثالثة أو الثانية يف شابٍّا كنتكنُت أو وهول»، «تشابمان النارشين اهتمام كرونكل» «املورننج صحيفة يف العهد ذلكسلسلة أخريًا جمعت وقد ماجازين»، منثيل «أولد القديمة الشهرية املجلة يف توٍّا كتبتها قدفجاءني كروكتشنك؛ جورج املسرت ريشة من صور لها وُرِسمت مجلدين، يف ونُِرشت منها،العدد ثمن يتجاوز ال أعداد يف يُنَرش أن يصح شيئًا أقرتح أن إيلَّ يطلبان النارشان هذانعلم، بها له يكن لم سواي أحًدا أن وأعتقد عنها، شيئًا يومئٍذ أعرف أكن ولم شلنًا، منهاالباعة اعتاد القبيل هذا من تُحَىص ال لروايات خاطري، يف واضحة تكن لم ذكرى من إال

  • بكِوك مذكرات

    غزاًرا دموًعا منها طائفة عىل ذرفت أني وأذكر بها، الريف يف والطواف حملها، املتجولون… الحياة عىل الدربة فرتة أقيض أن قبل

    دار يمثِّل الذي الرشيك ألستقبل «فرنفال» فندق يف غرفتي باب فتحت وعندماعامني، منذ منه اشرتيت قد كنت الذي بالذات الشخص ذلك فيه عرفت والنرش، الطباعةمن األوىل النسخة … بعُد من أره ولم قبُل، من رأيته قد أكن ولم أعوام، ثالثة أو«صور وهي قلمي، بباكورة الشفق مطالع عىل مساء ذات خفية إليها ألقيت التي املجلةواجف، وقلب راعشة، بيد إليها ألقيتها عمه»، وابن مينز، «املسرت دعوتها وشخصيات»،سرتيت» «فليت بشارع مظلم فناء يف املعتمة، ودارها القاتم، بريدها صندوق جوف يفبها فانطلقُت وبهاء؛ رونق من عليها الطبع أضفى ما بكل فيها الباكورة تلك وظهرت …مشدوهتني ارتدتا قد عيني ألن ساعة؛ نصف فيها فمكثت وستمنتسرت، قاعة إىل عندئٍذالذي باملوضع الطريق كان وال الشارع، تطيقا فلم بالفخار؛ والشعور الفرح فرط منبرشى وعددناها بها، مًعا بنا فرحَّ املصادفة، بتلك زائري ثُت حدَّ وقد فيه، لرؤيتها يصلح

    … فيه معي يبحث جاء الذي األمر يف نتحدث وأقبلنا حسنًا، وفأًال طيبةصور لنرش وسيلة ليكون شهري يشء إصدار هي يل رشحها التي الفكرة وكانتأو الصنع، الفكه الرسام لذلك بدا خاطًرا هناك وأن سيمور، املسرت ريشة من ورسومالسمك أو الطري لصيد أعضاؤه يخرج نمرود» «نادي يُدَعى ناٍد تخيُّل وهو نفسه، لزائريوفهمهم براعتهم لقلة وورطات؛ متاعب بهم وتحيط محارج، يف فيقعون نحوهما، أوتلك إلبراز وسيلة أحسن تكون سوف كهذه فكرة إن محدِّثي: وقال األشياء، لدقائقلست أنني اعرتايض سبب وكان عليها، اعرتضت الفكرة تلك بحثت فلما واأللواح، الرسوممن أُِصْب ولم بالريف، نشأتي أيام بعض وقضيت ُولِدت قد كنت وإن البارع، بالصيادبالطريفة، ليست الفكرة وأن االنتقال، ووسائل الحركة أنواع بكل يتصل ما إال «الرياضة»من طبيعية نشأة الصور تنشأ أن حد أبعد إىل الخري من وأنه قبُل، من كثريًا ُطِرقت وأنهااإلنجليزية املشاهد تصوير يف قيد كل من طليًقا سبييل أتخذ أن أحب وأنني نفسه، النصالذي السبيل يكن مهما حال، أية عىل النهاية يف ذلك أفعل أن أخىش وأنني والناس،األول، العدد وكتبت بكوك» «املسرت يف فكَّرت فكرتي، ُقِبلت وملا البداية. يف لنفيس أختطهرسم الذي فهو قدودها، عىل الصور فريسم الطبع»؛ «تجارب يتناول سيمور املسرت وكاناملسرت من واملعالم الثياب وصف أخذ وقد ملؤسسه، الجميلة الصورة تلك وصور «النادي»بناٍد بكوَك املسرتَ ربطُت وقد بنفسه، رآها ما كثريًا حقيقية شخصية عن تشبمن، إدورد

    10

  • مقدمة

    يشاء، كما سيمور املسرت فيها ليفتنَّ قصًدا؛ «ونكل» املسرت وجئت األصيل، باالقرتاح عمًالمن بدًال صور وأربع وثالثني، اثنني من بدًال صفحة، وعرشين أربع من عدًدا نُصِدر وبدأناأحزننا، مصاب وهي الثاني، العدد صدور قبل فجأة سيمور املسرت وفاة وكانت صورتني،فجعلنا فيه، فعًال مضينا قد كنا أمر يف عاجل قرار اتخاذ مماته فاقتىض منه؛ وجزعناالنهاية. إىل هكذا النظام وبقي صورتني، عىل واقترصنا صفحة، وثالثني اثنتني يف العددسيمور املسرت عن متناثرة أو تلميًحا قيلت أقواًال إن مني الكره أشد عىل هنا وأقوليف بأمانة يُعَرض لم منه، يشء يف أو الكتاب، هذا اخرتاع يف نصيبًا له أن وهي خاصة،

    التالية: الوقائع تدوين عىل هنا أقترص ولكني السابقة، الفقرةمما كلمة أو عبارة أو حادثة إطالًقا يقرتح ولم يوًما، يبتكر لم سيمور املسرت أن وهيولم صفحة، وعرشين أربع غري منه صدرت قد تكن لم حني مات وأنه الكتاب، هذا حواهحياتي، يف سيمور املسرت خطَّ أَر لم أنني أعتقد وأنني وأربعون، ثمان اليقني عىل تكتبالذي لليوم السابقة الليلة يف له لقائي وكان العمر، يف واحدة مرة غري به ألتِق لم وأننيوكان اقرتاًحا، أبدى وال لقائنا، خالل ما رأيًا ريب بال يعرض فلم غده، يف املوت أدركهحق كلها الوقائع هذه ويعرفان الحياة، قيد يف يزاالن ال شخصني محرض يف اجتماعناتشبمن إدورد املسرت أن وأخريًا … بها منهما مكتوب إقرار يدي تحت يزال وال املعرفة،للغرض كتابه ن دوَّ قد يُرَزق، حيٍّا يزال ال وهو وهول»، «تشمبن مؤسسة يف الرشيكني أحدبشاعة وعن وسريته، الكتاب أصل عن شخصيٍّا يعرفه ما كل الحقيقة، تسجيل وهو ذاته،عىل ووضوحه ذاته يف يدل ما التفاصيل من وأورد لها، أساس ال التي الدعوى هذهأنقل أن — به نفيس أخذت بما عمًال — أريد ولست الحق، من شيئًا احتوائها استحالةاالدعاء هذا املناسبات، إحدى يف الراحل رشيكه به قابل ملا تشبمن إدورد املسرت رواية هنا

    ذكره. أسلفت الذيكرونكل»، «املورننج يف أكتب ما به ع أوقِّ كنُت الذي التوقيع ذلك ،BOZ «بوز» أماالكتاب، هذا من الشهري العدد غالف عىل يظهر كان والذي القديمة»، الشهرية و«املجلةأصغر يل أًخا كان مدلَّل، طفل عىل أُطِلقت كنية كان فقد ذلك، بعد طويًال دهًرا وبقيالكلمة هذه فاستحالت وكفيلد»، «قسيس ل تكريًما «موزيس»؛ أدعوه وكنت سنٍّا، منيوكانت «بوز»، اختصارها بعد أصبحت ثم «بوزس»، إىل األنف من مزاًحا بها النطق عندلنفيس فاتخذتُها طويل؛ بوقت «مؤلًِّفا» أصبح أن قبل بيتنا أفق يف مألوفة اللفظة هذه

    توقيًعا.

    11

  • بكِوك مذكرات

    سياق يف شخصيته؛ عىل َقْطًعا طرأ التغريُّ من شيئًا أن بكوك املسرت عن لوحظ وقدالتغري هذا أن أعتقد ولست عقًال، وأوفر طيبة، أكثر أصبح فقد واطرادها، الصفحات هذهغرابة من شيئًا أوتي رجل خواص أن تذكروا هم إذا لقرَّائي متعمًال أو مفتَعًال سيبدوعادة نبدأ ال وأننا منه، عامة فينا ينطبع ما أول الحياة يف هي شذوذه، ونواحي األفكار،عليها، ينطوي التي املثىل النواحي وندرك منه، ألعيننا البادية الظواهر تحت ما إىل ننظر

    شخصيته. لدقائق ومتابعة به، معرفة نزداد أن بعد إالوالرتائي جوهره، يف الدين بني الفارُق النية سليمي من فريٍق فطنة عن يغيب ولكياليف جاءت التي الجليلة للحقائق بالخشوع املقرتن االحرتام وبني وادعائها، التقوى وبني به،لالشمئزاز ومثريًا الجرأة، عىل منطويًا إقحاًما روحه ال حرفيته إقحام وبني املقدس، الكتابالبلبلة من إليه يؤدي وما الخالف، إىل وأدعاها مسائلها وأبسط الحياة شئون أحقر يفوكان القصد، حسني بعض فطنة عن تغيب لكيال … والجاهلني السذج لعقول املتناهية«الوفيات OLD MORTALITY كتاب قريب عهد من يصدر أن قبل أمثالهم عند جائًزا ذلكيف الرياء من سخرت إنما الكتاب هذا يف إنني لهم: أقول ذكرتها، التي الفروق هذه القديمة»يعبدون الذين وهجوت عينها، بالتقوى ال التقوى بادعاء وتهكمت ذاته، الدِّين من ال الدِّينذلك إىل أضيف كما ومعانيه، امُلنَزَّل الكتاب بروح يستمسكون الذين دون حرف، عىل هللاواملشاهدات التجارب دلت قد والهجاء، والتهكم بالسخرية له تعرضت الذي هذا كل أنمن وأنه وأصوله، الدِّين لتعاليم التناول وسالمة والتقوى الدِّين مع يتفق ال أنه عىل كلهارضًرا، الناس عىل وأبلغها املجتمع، يف أذى األكاذيب أشد من وأنه يتَِّحَدا، أن املستحيلهذا ولعل مًعا، فيهما أو «أينزر»، كنيسة أو إكسرت، قاعة يف اليوم مقرها اتخذت سواءولكن بسبيله، تعرض مالحظة أو فيه، تقال كلمة إىل يحتاج ال بحيث الوضوح من األمرنرى الذي باملقدسات، السمج العبث بهذا التنديد من حني كل يف بدٌّ ة ثَمَّ ليس أنه الواقعوبني املسيحية بني الخلط بهذا أو القلب، به يتأثر وال الشفاه، عىل مرتدًدا فيه الخوضألن يكفي ما الدِّين من لديهم إن بقوله: «سويفت» وصفهم الذين أولئك من طبقة أية

    متحابني. يجعلهم ألن يكفي وال يتباغضوا،طبعة يف الكتاب هذا أتصفح عدت حني واالغتباط، العجب دواعي من وجدت وقدتكاد ال بصورة تمت قد االجتماعي اإلصالح وجوه من الشأن كبريَة طائفًة جديدة،الوسائل ومدى املحامني، مع التسامح كان وإن األصل، يف الفصول هذه كتبت منذ ، تَُحسُّيزال ال كما التعديل، إىل ماسة بحاجة يزاالن ال املحلفني، هيئة تضليل يف البارعة واألساليب

    12

  • مقدمة

    املمكنات، حدود يف — أيًضا ذاتها الربملانات لعل بل — الربملانية االنتخابات نظام إصالحاملحامني، طائفة بني وفج» «دودين أمثال أظفار َقلَّم قد القضاء تناول الذي اإلصالح ولكنهذه عىل والتعاون والتعليم، واألناة الذاتي، االحرتام روح وَكتَبَتِهم وكالئهم بني وانترشتالقاصية؛ واألماكن النائية البقاع بني التقريب وتَمَّ الحسنة، واألهداف الكريمة الغاياتوهدم الديون، أجل من بالحبس املتعلقة القوانني ت تغريَّ كما وفائدته، الجمهور لراحةورضوب الصغرية، األحقاد من جملة عىل الزمن مر يقيضمع أن يُرجى مما «فليت»؛ سجن

    سواه. أحد دون ضحيتها أبًدا الجمهور ظل التي املساوئ وصنوف العمى،— ختامها إىل تباًعا ننرشها التي السلسلة هذه تصل أن قبل — لعلنا يدري ومنيوم كل يصافحوا أن عىل مدربون قضاة والريف الحوارض يف أصبح قد أنه واجدونمعارش بالرحمة ستأخذ نفسها الفقراء» «قوانني وأن العدل، كف ويهزون البداهة، يدعىل سة املؤسَّ العلم ومعاهد املدارس، بأن الناس يُؤِمن وأن البائسني، والشيوخ الضعفاءوأن وعرًضا، طوًال املتحرضة البالد هذه يزيِّن ما أجمل هي السمحة، املسيحية مبادئمن رتاجها بهما يُحكم اللذين والتدقيق اإلحكام بذلك الخارج من السجون رتاج يُحكمهي كما — الفاقة أهل ألفقر ا حقٍّ والصحة النظافة وسائل تعميم يصبح وأن الداخل،الصغرية الهيئات هذه وأن — الدولة وأمن الغنى، أهل لسالمة عنه غناء ال أمر اليومويزأر يهدر الذي الخضم البرشية بحر يف قطرات من أقل تزال ال التي القليلة واإلداراتتاركني أو تشاءان، كما هللا خلق تصيبان طليقتني الرئة وذات الحمى تَدَع ال حولها، من

    … املوت رقصة لتستقبل أبًدا أنغامها ترسل الصغرية ومعازفها رباباتها

    13

  • املؤلف عن

    به وألقى الدين يف التبذير أوقعه مرسف ألب ١٨١٢ سنة ولد الصيت ذائع إنجليزي روائيحداثته؛ منذ العيش أسباب يتلمس أن دكنز واضطر أرسته، حال فساءت السجن يفيف فتوحه أول أن غري املحامني، مكاتب يف صغريًا موظًفا وتارة أجريًا، عامًال تارةعن واملجالت للصحف القصرية النبذة يكتب صحفيٍّا مخربًا اشتغاله من جاء الكتابةحتى شهرية فصول يف بكوك مذكرات ينرش وأخذ الجارية، واألحداث الشخصيات أهمتويست»، «أوليفر مثل وافًرا عدًدا الروايات من وأخرج النارشون عليه فتهافت نجمه تألق

    إلخ. … كوبرفيلد» «دافيددقيًقا وصًفا شخوصه يصف وكان القصيص، األسلوب يف براعة أيما دكنز برع وقدوأنانية. وقسوة وكربياء حمق من ورسائرهم أخالقهم دراسة ويتعمق حركاتهم ويرسمأن غري به، مرت أحداث أو صادفهم أشخاص عن الخاصة ذكرياته رواياته وتصوريصور وأن مثرية، روائية شخوًصا العاديني األفراد من يخلق أن استطاع الخصيب خيالهيف يمنعه لم ذلك أن غري بكوك، ملذكرات القارئ يلمسه رائًعا تصويًرا العابرة الحوادثالحقيقة يمزج أن بذلك فاستطاع واقعية، دراسة الناس دراسة من األحيان من كثري

    بالخيال.الحكم أو الرتبية يف سواء فيه؛ يعيش كان الذي العهد مساوئ بنقد دكنز اهتم وقدبتسوية ونادى الطيب، والخلق الرب إىل جاهًدا دعا كما االقتصادية، الحياة أو الربملاني،للخري حبه وكان العمل، وأصحاب العمال بني التوفيق طريق عن الصناعية املشكالتبكتابة يشتغل دكنز وظل فيه. قراءه حبب ما أهم من والرثاء العطف إثارة عىل ومقدرته

    .١٨٧٠ عام مات حتى واملجالت الصحف يف والتحرير القصص

  • األول الفصل

    بكوك نادي أعضاء

    أحاط الذي الغموض ذلك الباهر بنوره ويجلو الظالم، يبدد الضياء من خيط أول كانمن التالية الفقرات قراءة إىل يرجع سريته، وبداية الخالد، «بكوك» حياة تاريخ بمطالعيضعها أن الرسور أشد املذكرات نارشهذه يرسُّ فقرات وهي بكوك، نادي محارضجلساتاملدققة والحصافة الكالل، يعرف ال الذي والجهد البالغة، العناية عىل دليًال قرائه؛ أيدي بني

    وتنقيبه. الوثائق عديد بني بحثه يف اها توخَّ التيالفقرات: هذه وإليك

    وعضو الدائم، الرئيس نائب اسمجز جوزيف املسرت برياسة — ١٨٢٧ سنة مايو ١٢بكوك. نادي

    اآلتية: القرارات عىل املوافقة باإلجماع تقرر

    قدَّمها التي املذكرة إىل تامة وموافقة خالص بارتياح الهيئة استمعت أن بعدمنبع يف ونظرات «آراء بعنوان: للنادي، العام الرئيس بكوك صمويل املسرتتود الزقزوق»،1 نظرية عىل املالحظات بعض مع وغدرانها، هامستد بحريات

    األسماك. من نوع اسم 1

  • بكِوك مذكرات

    هذا عىل الذكر اآلنف بكوك صمويل للمسرت شكرها أصدق تقدم أن هنا الهيئةالبحث.

    العلم عىل حتًما ستعود التي الفوائد مدى اإلدراك عميق تدرك إذ والهيئةوالدراسات للبحوث األخرى الحسنات وجملة ذكره، سلف الذي البحث هذا منوعضو العام، الرئيس بكوك صمويل املسرت الكالل يعرف ال بدأب عقدها التيأن إال يسعها ال وكامربول، وبريكستن، وهايجت، هورنزي، يف بكوك ناديومنافع تُقدَّر، ال فوائد إىل مة العالَّ هذا بحوث حتًما تؤدي أن صادًقا رجاء ترجوأفق ع وسَّ ثَمَّ ومن أسفاره، نطاق مد هو إذا مدى، أوسع ميدان يف تُحَىص، ال

    املعارف. ونرش العلم تقدُّم سبيل يف ومالحظاته نظراتهيف واالعتبار الجد بعني الهيئة نظرت ذكرناه، الذي الرأي هذا ضوء وعىلللنادي العام والرئيس الذكر، اآلنف بكوك صمويل املسرت من املقدَّم االقرتاحبعُد سيأتي — النادي يف آخرين أعضاء ثالثة مع باالشرتاك أعضائه، وأحداملراسلني «شعبة يُدَعى البكوكيني»، «لرابطة جديد فرع تأليف بشأن — ذكرهم

    بكوك». نادي يف

    املراسلني تأليفشعبة تم وبذلك والقبوَل، املوافقَة الهيئة من املذكور االقرتاح حاز وقدترايسطبمن، واملسرت النادي، وعضو الرئيسالعام بكوك املسرتصمويل وتعيني النادي، يفيف أعضاء — بالنادي العضوين ونكل، نثنايل واملسرت جراس، سنود أوجستس واملسرتمعتَمدًة بياناٍت آِخر إىل وقت من بمقره النادي إىل يقدِّموا أن رجائهم مع الشعبة، هذهيتعلق ما وكل السلوك، وأوجه األشخاص عىل ومالحظاتهم وتحقيقاتهم، أسفارهم عناملشاهد مختلف عن واملذكرات والقصص النوادر، بكل مقرتنة لهم، تقع التي باألحداث

    بها. يتصل وما والربوع،من عضو كل يقوم بأن القايض االقرتاح الخالص بالعرفان الهيئة هذه تلقت وقدأعضاء يواصل أن من إطالًقا لديها مانع وال سفره، نفقات بأداء املراسلني» «شعبة أعضاء

    ذاتها. الرشوط بهذه يشاءون الوقت من فرتة ألية بحوثهم املذكورة الشعبةقيامهم بشأن منهم املقدَّم االقرتاح أن الذكر السالفة املراسلني شعبة أعضاء أُبلِغ وقدالهيئة، هذه يف ومناقشته بحثه تم قد طرودهم، ونقل رساالتهم، عن الربيد أجور بأداءهنا تسجل وأنها عنها، تفتق التي الكبرية العقول من يصدر بأن جدير اقرتاح أنه وترى

    عليه. التامة موافقتها

    18

  • األول الفصل

    عابر مالحظ كل إن يقول: التايل، بالبيان ملالحظاته ندين الذي األمني أضاف وقدمتجهني ظالَّ اللذين املستدير واملنظار األصلع، الرأس ذلك يف مألوف غري شيئًا يرى الاملنظر هذا وأن ذكرها، سلف التي للقرارات تالوته أثناء يف األمني» وجه «أْي وجهه نحووأن الجبهة، تلك خلف يشتغل كان الجبار بكوك عقل أن عرفوا من لكل ممتًعا ا حقٍّ كاناقتفى الذي الرجل ذلك جلس وقد املنظار، ذلك وراء من تربقان كانتا املشعتني عينيهعن بنظريته العلم دنيا وهز منبعها، حتى هامستد يف العظيمة البحريات تلك مجرىغورها، عمق يف البحريات تلك كمياه يتحرك ال هادئًا الرجل ذلك جلس «الزقزوق»، السمكمن جرة زوايا من زاوية أدق يف األسماك تلك من كسمكة أو الصقيع، شديد يوم يفواحدة مرة األصوات َهبَّت حني تشويًقا، واشتدَّ متعة، املنظر هذا ازداد وقد الصلصال،ذلك إىل برفق األمجد الرجل ذلك صعد وحني كلمة، إلقاء إىل تدعوه مريديه، أفواه منهو كان الذي النادي أهل يخطب وراح فيه، جالًسا قبُل من كان الذي «الوندسور» املقعد،البليغ، املفوَّه بكوك انثنى فقد فنان! بدراسة خليًقا مثريًا منظًرا ذلك كان لقد سه، مؤسِّالفضاء، يف بها يلوح واألخرى ردائه، ذيل خلف جميل بشكل مختفية يديه إحدى وكانتحمائله، عن املرشئبة وقفته كشفت وقد املتأججة، الحماسية خطبته إلقاء عىل يستعنيمالحظة، دون تمر أن لجاز عادي، رجل عىل كانت ساَقيْه ورباطي الحمائل تلك أن ولوافتعاًال، ال اختياًرا الرهبة تثري كانت — التعبري هذا لنا جاز إذا — بكوك املسرت عىل ولكنهاملقاسمته تطوعوا الذين أولئك هذا مجلسه يف به أحاط وقد واإلكبار، االحرتام إىل وتدعويمينه وعن اكتشافاته، مجد يف يشاركوه أن لهم ُقدِّر والذين ورحالته، أسفاره أخطارحكمِة إىل جمع والذي اإلحساس، رقة يف املفرط طبمن … طبمن ترايس املسرت جلسإىل وأدعاها البرشي الضعف مواطن أمتع يف وحرارتَه، الشباب حماسَة وحنكِته، الشيبالذي القوام ذلك تسمني عىل الطيب والغذاء الزمان اصطلح وقد الحب، وهو … الغفرانعىل أكثر األسود الحريري «صداُره» فأصبح األيام؛ من يوم يف روائيٍّا» ممشوًقا «قواًما كانمن فشيئًا شيئًا وتتوارى تحته، من تختفي الذهبية ساعته سلسلة وأخذت اتساًعا، الدهرذاتها، روحه أما البيضاء، عنقه ربطة حدود عىل يجور الرحيب ذقنه وبدأ نظره، مرمىفيه. املتحكمة العاطفَة اللطيف بالجنس إعجابُه وظلَّ تبديل، وال تحول عليها يطرأ فلمكذلك وبجواره شاعرية، نزعة أُوتي الذي جراس» «سنود جلس العظيم الزعيم يسار وعنغريبة، زرقاء «سرتة» مرتديًا شعري شكل يف أولهما بدا وقد «ونكل»، الريايض جلسصيد سرتة عىل ظاهًرا بريًقا أضاف فقد اآلَخر وأما الكالب، جلد مثل يف «ياقة» طوق ذات

    ببدنه. الصق ضيق ورسوال مخطَّط، صوف من رقبة وربطة اللون، خرضاء جديدة

    19

  • بكِوك مذكرات

    يف حولها دارت التي واملناقشات املناسبة بهذه بكوك املسرت خطبة لت ُسجِّ وقدالهيئات يف تدور التي باملناقشات بالغ حد إىل شبيهة وهي النادي، جلسات محارضرأينا فقد العظماء، ترصفات بني الشبه وجوه تتبُّع املمتع من كان وملا األخرى، الشهرية

    الصفحات. هذه إىل املحرض يف ورد ما ننقل أنإنسان، كل قلب عىل عزيزة الشهرة أن الحظ بكوك املسرت إن يقول: األمني كتبعزيزة األفئدة بغزو والشهرة جراس»، «سنود صديقه قلب عىل عزيزة الشعرية فالشهرةوعىل وجوٍّا برٍّا الصيد، ميدان يف الشهرة كسب يف والرغبة «طبمن»، صديقه قلب عىل كذلكأن يريد ال بكوك» املسرت «أْي وأنه «ونكل»، صديقه صدر من مكانًا تكون ما أعز املاء،تأثر ولعله «هتاف»، نفسه يف اإلنسانية األحاسيس وأثر البرشية، العواطف سلطان ينكراشتعلت إذا إنه يقول أن يجب ولكنه حاشا»، «صيحات: فيه البرشي الضعف بمواطنبإخمادها، فعًال كفيل البرش نفع يف الرغبة إيثار فإن بالذات، االهتمام نار صدره يف يوًما«هتاف به الكفيل الضمان هو الخري وحب طربًا، له يهتز ما هو البرشي الجنس مدح وإنما القول هذا خصومه َوْليستغل — االعتزاز من بيشء شعر قد بأنه ليعرتف وإنه حاد»،بيشء شعر لقد … نعم أي رصاحة، الشعور بهذا معرتف وهو — االستغالل لهم شاءالجائز ومن الزقزوق، السمك نظرية بشأن مذكرته العالم إىل قدَّم عندما االعتزاز منبما ليلم وإنه شديد»، وتصفيق … تحتفل «هتاف: تحتفل، ال أو بها، الدنيا تحتفل أنإذا ولكن بها، احتفلت قد أنها وهو صوته، اللحظة سمع الذي املوقر البكوكي هذا أعلنهالذي الفخار فإن املعروف، العالم حدود أقىص إىل شهرته تمتد أن البحث لهذا ُقيِّضما إىل به ينظر الذي الفخار بذلك إطالًقا يُقاَرن ال املؤلف هذا وضع إىل به ينظر سوفالشأن، قليل رجل وهو «هتاف»، حياته يف اللحظات أعز يعدها التي الساعة هذه يف حوله،عظيم، لعمل اختاروه قد بأنهم يشعر أن إال يسعه ال ذلك مع ولكنه حاشا»، … «حاشاوال موزونة غري الحوذية وعقول مأمونًا، ليس السفر فإن الخطر؛ بعض من يخلو الامَلْرَكبات فإن حولهم، من تجري التي املشاهد لوا َوْليتأمَّ الخارج، إىل َفْلينظروا مستقرة،واملراجل سافلها، عاليها تنكفئ واملراكب تحرن، والخيل ناحية، كل يف تنقلب العامةالذي ل املبجَّ العضو حرضة َفْليتقدم هتاف»، كال! كال! يصيح: وصوت «هتاف تنفجرصاح الذي هو َمن «هتاف» سبيًال، اإلنكار إىل استطاع إن َوْلينكر «كال»، بقوله: صاح— خردة» «بائع أقول وال — خائب فاشل مغرور رجل أهو حمايس»، «هتاف «كال»؟

    20

  • األول الفصل

    بحوث أْي — بحوثه إىل وجه الذي املذيع من فيه تدب الغرية عقارب أحس ،« مدوٍّ «هتافعىل توالت التي الحمالت حرقة من يتلوى وأخذ به، جدير غري يكون وقد — بكوك املسرتالثلب من الخبيث األسلوب هذا إىل اآلن فلجأ املنافسة؛ ميدان يف الضعيفة هو محاوالته

    واالفرتاء.العضو حرضة هل السؤال: إليه ه ووجَّ أولدجيت)، سكان (من بلوتن املسرت فقاطعه… استمر … كال … نعم … الرياسة … النظام «صيحات: التلميح؟ بهذا يعنيني ل املبجَّ

    يتكلم.» دعوهعن الضجة وتثنيه الصياح، يُسِكته الذي بالرجل ليس إنه قال بكوك املسرت ولكن

    عامة». «ضجة املحرتَم السيَد بتلميحه عنى قد فعًال فهو مراده،السيد به اتهمه الذي البذيء الباطل االتهام هذا يقبل ال إنه بلوتن املسرت وقالمخادع املحرتم السيد إن شديد»، «هتاف بالغ باحتقار االتهام هذا يقابل بل املحرتم،

    النظام». … الرياسة عالية: وصيحات «ضجيجيعرف أن يود إنه وقال املقعد، عىل بنفسه فألقى سنودجراس أ. املسرت انربى وهناأعضاء من عضوين بني املعيب الخالف هذا يستمر بأن املجلس يسمح أن يصح هل

    مرحى!» … «مرحى … الناديمنذ إليه لجأ الذي التعبري سيسحب املحرتم العضو أن من واثق إنه الرئيس وقال

    لحظة.يسحبه. لن أنه من يقني عىل للرياسة العظيم احرتامه مع بأنه بلوتن املسرت وأجاباستخدم هل املحرتم: السيد يسأل أن املحتم واجبه من يرى أنه الرئيس أعلن وهنا

    املتعاَرف؟ باملعنى مني اللحظة أفلت الذي التعبري هذابمعناه استخدمه ولكنه املعنى، هذا يقصد لم بأنه القول يف بلوتن املسرت يرتدد فلمبأنه شخصيٍّا يعرتف أن عليه لزاًما يجد وأنه — «… مرحى … «مرحى — « «البكوكيِّالنظر وجهة من «مخادًعا» عدَّه إنما وأنه التقدير، وأسمى االعتبار أرفع ل املبجَّ للسيد يكنُّ

    «… مرحي … «مرحي «البكوكية»،صديقه من التام الرصيح الطيب التفسري بهذا كثريًا رسَّ قد إنه بكوك املسرت وقالإال بمالحظاته يقصد يكن لم أنه واللحظة التو يف مفهوًما يكون أن يرجو وإنه ل، املبجَّ

    «هتاف». … «بكوكيٍّا» تعبريًااملناقشة أن يف الشك يخامرنا وال املحرض، من املقتَطفة الفقرات تنتهي هنا إىلالتوفيق كل الواضحة قة املوفَّ النقطة هذه إىل وصلت أن بعد أيًضا، الحد هذا عند انتهت

    21

  • بكِوك مذكرات

    التايل، الفصل يف مدوَّنة القارئ سيجدها التي بالوقائع رسمي بيان لدينا وليس واإليضاح،صحتها يف اثنان يختلف ال أخرى، ومخطوطات رسائل من بعناية ُجِمعت بيانات ولكنها

    … متصلة حلقات يف روايتها يربر مما وصدقها؛

    22

  • الثاين الفصل

    التي والنتائج … مسائه يف جرت التي واألحداث … الرحلة أيام من األول اليوم… عنها أسفرت

    ∗∗∗

    صبح عىل ضياء تلقي وبدأت عمل، كل خدمة يف املثابر الخادم وهي الشمس، طلعتاملسرت انبعث حني وعرشين، وسبع وثمانمائة ألف سنة مايو شهر من عرش الثالث اليومعند «جوزول» شارع وكان تحته، من املرتامي العالم عىل وأطل نومه، من بكوك صمويللهذا املقابل الجانب وكان شماله، عن ومرتاميًا العني، مدى آِخر إىل يمينه عن ا ممتدٍّ قدميه،«كذلك بقوله: خاطره يناجي بكوك املسرت وراح الطريق، من األخرى الجهة يف الشارعوال أمامهم، املرتامية األشياء بفحص يقنعون الذين النظر، الضيقي الفالسفة آراء هيبإدامة قنعت أني لو كما أبصارهم، حدود وراء فيما عنهم املحجوبة الحقائق إىل ينظرونبه تحيط التي املحجوبة، الربوع أخرتق أن مرة أحاول أن دون جوزول، شارع إىل النظر

    ناحية.» كل منثيابه، يف نفسه يضع رشع حتى الجميل، الخاطر بهذا يتفوه بكوك املسرت كاد وماعملية تلبث ولم ملبسهم، تنسيق يف قني مدقِّ العظماء ترى وقلما حقيبته، يف ثيابه ويضعقد بكوك املسرت كان حتى أخرى ساعة إال هي وما ْت، تمَّ أْن القهوة واللبسورشف الحالقةصداره، جيب يف و«مذكرته» معطفه، جيب يف املعظم منظاره ووضع بيده، حقيبته حملشارع يف املركبات موقف إىل وصل وقد بالتدوين، جديرة اكتشافات أيِّ الستقبال وتهيَّأ

    موجراند. مارتن سانت«َمْرَكبة.» مناديًا: بكوك املسرت وصاح

  • بكِوك مذكرات

    سرتة يف عجيبًا، مخلوًقا الصائح وكان سيدي!»، يا «لبيك قائًال: يرصخ صوتًا وسمعبدا وقد رقبته، حول رقوم ذات نحاس من والفتة ذاته، النوع من وميدعة الخيش، منالخيل»، «ساقي هو هذا وكان النادرة، التحف من مجموعة يف املعروضات بعض كأنهاملركبة يُحِرض الساقي يكد ولم املركبة.» تأتي حاًال سيدي! يا «لبيك قوله: يردد ومىضاملسرت ألقى حتى — األوىل قصبته ليدخن املقهى إىل ذهب قد الحوذي وكان — األوىل

    جوفها. يف وحقيبته بكوكجولدن.» «مفرتق بكوك: املسرت وقال

    يا شلن عن تزيد ال مسافة «تلك الساقي: صديقه مخاطبًا غضب يف الحوذي فصاحتومي.»

    مبعدة. العربة وانطلقتاألجرة: لدفع أعده الذي بالشلن أنفه يحك وهو السائق يسأل بكوك املسرت وأنشأ

    صديقي؟» يا الحصان هذا ُعْمر «كموأربعون.» «اثنتان عينه: بطرف إليه ينظر وهو الحوذي وأجاب

    فكرَّر تقول؟» «ماذا «مذكرته»: عىل يده يضع وهو مبهوتًا، بكوك املسرت فصاحوجهه معالم ولكن الرجل، وجه يف النظر بكوك املسرت أطال وعندئٍذ األول، جوابه الحوذي

    سمعه. ما فيها ن يدوِّ «املذكرة» عىل بكوك املسرت فأكبَّ تتحرك، ال جامدة ظلتمرة؟» كل «يعمل» فيه يبقى الذي الوقت مدى «وما مستزيًدا: يسأله وعاد

    أسابيع.» ثالثة أو «أسبوعان الرجل: فأجاب«أسابيع!» املذكرة: يُخِرج وعاد دهشة، يف قال

    مسكنه، إىل به ذهبنا كلما «بنتونويل» يف يقيم «إنه بربود: يقول الحوذي ومىضضعفه.» بسبب إليه نأخذه قلما ولكننا

    ضعفه!» «بسبب قوله: مرتبًكا بكوك املسرت وردَّدكان كلما ولكنه املركبة، من أخرجناه كلما يسقط «إنه يقول: الحوذي واستتىلمن زوج ولدينا السقوط، يستطيع ال بإحكام، مربوًطا بحزم، ممسوًكا إليها، مشدوًدا

    املسري.» غري له حيلة فال تحرك، هو إذا أثره يف تتحرك فهي املتينة العجالتعىل النادي، إىل إلبالغها مذكرته؛ يف البيان هذا من كلمة كل ن يدوِّ بكوك املسرت وراحمن يفرغ كاد وما مجهدة، ظروف يف الخيل عند بالحياة التشبث لقوة فريد َمثَل أنهاونزل مقعده، فوق من الحوذي فوثب جولدن»؛ «مفرتق إىل املركبة وصلت حتى التدوين

    24

  • الثاني الفصل

    إىل ونكل واملسرت سنودجراس، واملسرت طمبن، السيد وتسابق املركبة، من بكوك املسرتاملجيد. زعميهم وصول ينتظرون لهفة يف وكانوا به، الرتحيب

    أُْجرتك.» «إليك قائًال: الحوذي إىل بالشلن يده بكوك املسرت ومدعىل بالشلن يُلِقي املسئول غري املخلوق ذلك رأى إذ العالم؛ دهشة كانت ما ولشد— بكوك املسرت مع أْي — معه الدخول بمتعة له السماح واملجاز بالكناية ويطلب اإلفريز،

    مجنون.» «أنت سنودجراس: املسرت فصاح القدر، هذا نظري عراك، يفسكران.» «أو ونكل: املسرت وقالكالهما.» «أو طبمن: املسرت وقال

    كلكم.» األربعة أنتم يل ادخلوا هيا … «هيا املناوشة: إىل مبادًرا الحوذي وقالفرح يف وأقبلوا اشتغل»، سام يا هيا عجيب! أمر «ذلك قائلني: حوذية بضعة ورصخ

    بالجمع. يحيطون بالغسام؟ يا «املعركة» هذه سبب ما السائق: يسأل البعثة من سود أكمام يف سيٌد وانربى

    (رقمي)؟» يدون أن يريد ملاذا «عركة! الحوذي: قال(رقمك).» ن أدوِّ أْن أُِرْد لم «أنا دهشة: يف بكوك املسرت وقال

    إذن؟» دونتها «ملاذا قائًال: يسأله الحوذي فعادأدوِّنها.» لم «أنا بغضب: بكوك املسرت وأجاب

    «مخربًا» أن أحد يصدق «هل حولهم: املزدحمني النظارة مخاطبًا يقول الحوذي وعادالحت وهنا كذلك؟» يقولها كلمة كل بل فقط، رقمه ن يدوِّ فال إنسان، َمْرَكبة يف ينتقل

    «املفكرة». يقصد الحوذي أن أدرك فقد … بكوك املسرت بخاطر فكرةا؟» حقٍّ ذلك فعل «هل يسأل: آَخر حوذي وانثنى

    جاء ملهاجمتي، هكذا بي تحرش أن وبعد فعله، لقد وهللا «أي قائًال: األول فأجابه… هيا … أشهر ستة فيها أخذت ولو له سأعطيها ولكني لإلثبات، هنا شهود بثالثةعيني عن املنظار وأطار ملتاعه، اكرتاث بال األرض عىل قبعته الرجل وألقى «… عيلَّ أقبلاملسرت عني يف وثالثة صدره، يف وأخرى أنفه، عىل برضبة الهجوم ذلك وأتبع بكوك، املسرتيف لريقص عنهم وانثنى طبمن، املسرت بطن يف التنويع سبيل عىل ورابعة سنودجراس،ونكل املسرت صدر يف ما كل يخرج وأخريًا اإلفريز، إىل أخرى كرة يعود ثم الطريق، وسط

    ثواٍن. ست يف فعله ذلك كل … الهواء منرشطي!» «يا قائًال: سنودجراس املسرت وصاح

    25

  • بكِوك مذكرات

    املضخة.» تحت «ضعهم قائًال: الحوذي عىل ساخن فطري بائع واقرتحعقابًا.» فعلت ما عىل «ستلقى قائًال: بكوك املسرت ولهث

    «مخربون!» عليهم: املتألبون النظارة وصاح«… مني ادنوا … «هيا انقطاع: بغري ويدور يلف وهو قائًال الحوذي صوت وارتفعفيه، مشرتكني غري املشهد، هذا يشاهدون اللحظة تلك إىل لبثوا قد الغوغاء وكانتنفيذ بالغة بحماسة يؤيدون بدءوا حتى بينهم، تنترش «مخربين» كلمة كادت ما ولكنلوال يرتكبوه أن الجائز من كان الذي العدوان مدى هللا إال يعلم وال الفطري، بائع اقرتاح

    جديد. قادٍم ل بتدخُّ انتظار غري عىل املعركة انتهت أنخرج وقد اللون، خرضاء سرتة يف وهو طويًال، يلوح يكاد ناحل شاب انربى فقد

    القصة؟» هي «ما يقول: املركبات فناء من فجأة«مخربين!» يصيحون: القوم فعاد

    الهوى: من مجرد سامع لكل اإلقناع معها تحمل بلهجة بكوك املسرت زأر وعندئٍذكذلك!» «لسنا

    يشق ومىض كذلك؟»، ألستم … كذلك «ألستم بكوك: املسرت مخاطبًا الشاب وقالكل وجوَه باملرفق َدْفُعه وهي الهدف، تخطئ ال التي الحركة بتلك الزحام وسط طريقه

    طريقه. يف لقيه َمناملوقف. حقيقة له يرشح عاجلة كلمات بضع يف العالم ذلك وأنشأ

    بالقوة، أثره يف بكوك املسرت يسحب وهو الخرضاء، السرتة ذو الشاب قال وعندئٍذُخذْ ٩٢٤ رقم يا وأنت … إذن معي «تعال النحو: هذا عىل منطلق وهو الكالم يف ويستمرفارغ كالم هذا … املعرفة حق أعرفه وأنا … محرتم سيد هذا … وشأنك واذهْب أجرتك،هذه … بأس ال … أرى كما خطأ نتيجة هذا كل أصحابك؟ أين … سيدي يا هنا من …… األمر يهمكم وال عليكم، ال … الناس وخيار األرسات، ألحسن … ساعة كل تقع حوادث… مذاقه ليستطيب … قصبته يف هذه ضعوا … مقعده إىل شدوه … صاَدَفكم حظٍّ سوءُ

    «… مالعني مجرمونيُطِلقها الغريب مىض ونحوها، املتقطعة والجمل العبارات من الطويل الخيط وبهذابكوك املسرت يتبعه الركاب، «اسرتاحة» صوب املقدمة يف مىش مألوفة، غري ورسعة بذالقة

    ومريدوه.الرباندي من دوًرا هات … غالم «يا بالغ: بعنف الجرس يدق وهو الغريب، وصاحغالم! يا … سيدي؟ يا أذى عينك أصاب هل … وموفوًرا املذاق وحلو وقويٍّا، ساخنًا واملاء،

    26

  • الثاني الفصل

    النادي. أعضاء يحيى بكوك مسرت

    اللحم هذا من للرضوض أفضل عالج ثمة ليس السيد؛ لعني نيأة العجول لحم من قطعةيقتيضوقوفك ألنه … مريح غري ولكنه ا، جدٍّ مفيد البارد النور عمود إن … سيدي يا النيئ… ها … ها … جدٍّا مفيد … بالعمود عينيك الصًقا ساعة، نصف العراء يف الشارع يفلرت نصف واحدة جرعة يف يرتشف أنفاسه، ليملك لحظة يتمهل أن دون الغريب وانثنىيحدث لم مألوف غري شيئًا كأن بساطة، بكل مقعد عىل وتهالك القراح، واملاء الرباندي من

    إطالًقا.الذي الجديد الرجل لهذا شكرهم بتقديم شاغل شغل يف الثالثة األصحاب كان وبينماأنه يلوح يكاد أنه له فبدا ومظهره، الرجل لباس يتأمل أن بكوك للمسرت أُِتيح عرفوه،الواقع، يف هو مما كثريًا أطول يبدو ساقيه واستطالة جسمه نحافُة جعلته وإْن ربعة،األذيال ذوات األردية فيها شاعت التي األيام، تلك يف رشيًقا لباًسا الخرضاء السرتة وكانتأقرص برجل أليق كانت العهد ذلك يف أنها الواقع ولكن «الخطاطيف»، بأذيال الشبيهة

    27

  • بكِوك مذكرات

    وكانت معصميه، إىل تصل تكاد ال اللون الناحلة القذرة أردانها ألن كثريًا؛ الغريب هذا منرقبته زان وقد الظهر، من تتفتق أن ليخىش حتى شديًدا، تزريًرا ذقنه إىل عليه مزرَّرةرساويله من متفرقة مواضع يف بدت وقد قميص، من لبنيقة عليه أثر فال قديمة، بلفافةبإحكام مشدودة وهي باالبتذال، العهد طول عن تتحدث برَّاقة رقعات السود القصريةواضًحا ذلك مع َظَهَر وإْن املتسخ، األبيض الجورب إخفاء بها أُِريَد كأنما مرقع، حذاء إىلمن جانب كل تحت من مهملة موجات املستطيل األسود شعره من أفلتت وقد للعيان،قفازيه أعايل بني العاريني معصميه من ملحات تلوح كانت كما عة، املرقَّ قبعته جوانبيُوَصف ال أثر ذاته الرجل عىل شاع وإْن منهوًكا، شاحبًا ناحًال وجهه وكان سرتته، وأردان

    بالذات. تامٍّ واعتداٍد مرحه، جرأة منالذي منظاره خالل من إليه النظر يطيل بكوك املسرت راح الذي الرجل هو هذاعن التعبري يف قواهم أصحابه استنفد أن بعد — وانثنى اسرتده، قد الحظ لحسن كان

    معونته. عىل الشكر أصدَق منتقاة عبارات يف إليه يقدم — شكرهمنشيط … الحوذي ذلك … مزيد وال … كفى … بأس «ال قائًال: قاطعه الغريب ولكنكتاب، كل يف هللا َفْليلعني املعركة، هذه يف صاحبكم كنت ولو … كفه استخدام يحسن …أيًضا الفطري وبائع … خنزير همس … فعلت ليتني … دماغه كرست قد أكن لم أنا إذا

    جد.» كالم …التي الحافلة العربة حوذي دخوُل املوصول غري الكالم هذا فيض الرجل عىل وقطع

    القيام. وشك عىل «الكومادور» أن ليعلن روشيسرت؛ إىل ستسافريقول: وهو قائمة دهشة يف استوى حتى املركبة اسم يسمع الغريب يكد فلملتدفعوا أترككم اآلن … خارجها يف يل، مقعًدا فيها حجزت التي مركبتي هذه «الكومادور»ال أزرار … زائف يشء … رديئة فضية نقود … خمسة فكة نريد … واملاء الرباندي ثمن

    آه؟ … تعني وال … تغنيوصحبه بكوك املسرت أن وصادف يشء، كل العارف الفطن هزة رأسه يهز ومىضأن فبعد أيًضا، هم بها ينزلون محطة أول «روشيسرت» يجعلوا أن انتووا قد كانوا الثالثةيشغلوا أن عىل اتفقوا ذاتها، املدينة إىل مسافرون أنهم بلباقة الجديد صاحبهم أفهموا

    مًعا. الجلوس جميًعا لهم يتسنى حتى املركبة؛ ظهر يف املقام املقعدالصعود عىل ومىضيعاونه ،«… اطلع … «هب بكوك: للمسرت يقول الغريب وانطلقحد إىل سمعته وجالل السيد، ذلك وقار يفسد كاد لقد حتى بالغة، رسعة يف السقف إىل

    كبري.

    28

  • الثاني الفصل

    سيدي؟» يا أمتعة معك «هل الغريب: الرجل الحوذي وسأل… لدي ما كل هو هذا … هنا لف ورق يف إضمامة أنا؟ … «َمن قائًال: فأجابضخمة … باملسامري محَكمة معبأة صناديق املركب، يف ُشِحنت فقد األخرى األمتعة أماجيبه يف يحرش هذا قوله خالل وانثنى ،«… ملعونة … فوادح … الوزن ثقال … كالبيوت— الظن أغلب يف — توحي التي األسمر، الورق يف امللفوفة الحزمة من حرشه استطاع ما

    ومنديًال. واحًدا قميًصا تحوي بأنها… رءوسكم عىل «احرصوا محذًِّرا: الرفاق بأولئك الكالم الكثري الغريب وصاحويوصل األيام، تلك يف يقوم كان الذي املنخفض الباب يجتازون رآهم حني … رءوسكم!»

    املركبات. فناء إىلوأمهم، أطفال خمسة … أيام منذ … خطر بناء … بشع «موضع يقول: واسرتسلحولهم يتلفتون األوالد … طاخ … الباب فنسيت … «الشطائر» تأكل وهي طويلة، سيدة… فيه تدخل فم هناك يَُعْد لم … يدها يف والشطائر جسدها، عن يطري األم برأس وإذا …… هوايتهول؟ إىل سيدي يا تنظر أََال … بشع … بشع منظر … الفضاء يف يطري رأسأرسةسيدي؟ يا كذلك أليس هنا، آَخر إنسان رأس طار لقد … صغرية رشفة … بديع موضع

    سيد؟» يا كذلك أليس … ينتبه ولم كثريًا، يحاذر لم أيًضا هو ألنه …تتعرض التي والتقلُّبات الرصوف عجيب يف أفكر اللحظة «إنني بكوك: املسرت وقال

    وأمورهم.» الناس شئون لهايُلَقى آَخر ويوًما يوًما، القرص باب عىل … هذا يل ُقْل … «آه قائًال: الغريب وأجاب

    سيدي؟» يا أنت أفيلسوف … الرشفة منسيدي.» يا وغرائبها البرشية للطبيعة مالحظة «مجرد قال:

    شغل له ليس َمن شغل هذا هكذا، الناس وأكثر كذلك، وأنا … «آه الغريب: وأجابأشاعر؟» … سيد يا وأنت …

    الشعر.» إىل قوية نزعة سنودجراس املسرت لصديقي «إن بقوله: بكوك املسرت فأجابهثورة يف نظمتها بيت، آالف عرشة يف ملحمة ويل … كذلك وأنا …» الغريب: وقالمن رضب … ليًال وأبوللو نهاًرا، عطارد … الواقعة محل يف أبياتها ووضعت … يوليو

    «… وألحان عناء وشعر … امليدان مدافعسيد؟» يا املجيد املشهد ذلك حاًرضا «أكنت قائًال: سنودجراس املسرت وانربى

    29

  • بكِوك مذكرات

    عن إطالقي وكان … بندقية من النار فيه وأطلقت كذلك،1 أحسبني «حاًرضا، قال:… طاخ … طاخ … عدت ثم … القصيدة فكتبت … رشاب حانة إىل اندفعت ثم … فكرةطعن … أخرى كرة عدت … والدواة القلم إىل … الحانة إىل ثانية والعودة … أخرى فكرة

    سيدي.» يا رائعة أيام … ورضبسيدي؟» يا أنت «أريايض فسأله: ونكل املسرت إىل فجأة والتفت

    سيدي.» يا «قليًال بقوله: السيد ذلك فأجابسيدي؟» يا أكالب … جميل ولوع … سيدي يا جميل «ولوع قال:

    اآلن.» «ليس قال:يل كان … ذكية مخلوقات … جميلة حيوانات … كالبًا تقتني أن يجب … «آه قال:… للصيد يوًما به خرجت … مدهشة غريزة — املؤرش «البوينرت»2 نوع من … كلب يوًما… املسري عن الكلب فوقف … صفريًا له أطلقت … مسورة فضاء أرًضا طريقنا يف فلقينابونتو … بونتو ناديته: … يتحرك ال جامًدا وقف … يريم ال بونتو … له أصفر وعدتاللوح إىل تطلعُت … لوح يف يحملق وقف … وخًزا ُوِخز قد كأنما … حراًكا يبغي ال …يدخل كلب كل عىل النار بإطالق أوامر الحارس «لدى عليه مكتوبة العبارة هذه رأيت …عجيب لكلب إنه … اللوح ذلك اجتياز يريد ال وقفته، رس هو هذا … املسورة» األرض هذه

    ا.» جدٍّ … قيِّم كلب …أدوِّنه؟» أن يل أتسمح … هذا غريب «ظرف بكوك: املسرت قال

    هذا عن والحكايات النوادر من أخرى عرشات شك بال سيدي، يا … شك «بال قال:أردَت.» إن الحيوان،

    منافية نظرات بإلقاء منشغًال هذا وكان طبمن، ترايس املسرت نحو الغريب واستدارسيدي؟» يا حلوة «بنت فقال: الطريق يف فتاة عىل البكويكية، للمبادئ

    ا.» «جدٍّ طبمن: املسرت فأجابفاحم شعر … نبيالت مخلوقات … األسبان بنات جمال يف َلْسَن اإلنجليز «بنات قال:

    حسان.» … حلوة مخلوقات … محبَّبة أجسام … سود أعني …

    وقعت والثورة ،١٨٢٧ عام يف جرى الحوار هذا فإن … الرجل خيال يف النبوءة لقوة عجيب مثل هذا 1.١٨٣٠ عام يف

    الصيد. تَْشتَمُّ األرض إىل وأنوفها تسري الصيد، كالب من نوع 2

    30

  • الثاني الفصل

    ياسيدي؟» أسبانيا «أزرت قائًال: طبمن املسرت فسألهأجياًال.» … فيها «ِعْشُت قال:

    سيدي؟» يا كثرية غزوات فيها «أََولك قال:ألدونا … وحيدة ابنة له … جراندي … فزجيج بوالرو دون … آالف … «غزوات قال:النفس رفيعة بنت … غيور الوالد … الوله حد إىل أحبتني … بديعة إنسانة … كريستينا«الربوسيك» حمض تتناول … كريستينا ألدونا قلب اليأس يتوىل … وسيم إنجليزي …… بالغ فرح يف بوالرو الشيخ … لها عملية إجراء … املعدة لغسيل جهاز حقيبتي يف …

    «… جدٍّا … رائعة قصة … َعَربَات وفيض مصافحة … الزواج عىل يوافقيف السيدة «هل يسأله: التأثر بالغ مفاتنها بوصف تأثر وقد طبمن املسرت وعاد

    سيدي؟» يا اآلن إنجلرتاقديم: حريري منديل من صغرية بقية اليمنى عينه عىل يضع وهو الغريب قالراحت … بنيتها تحطمت … املعدة غسيل من تشف لم … ماتت … سيدي يا «ماتت

    ضحية.»«وأبوها؟» سنودجراس: الشاعر فسأله

    يف البحث … كلها املدينة حديث فجائي اختفاء … وفجيعة «ندامة الغريب: وأجاب… النفث عن فجأة تكفُّ الكربى الساحة يف عامة نافورة … جدوى بال … مكان كلماءَها ينزحون … لتنظيفها العمال يُدَعى … نفثها عن منقطعة تزال ال تنقيض… أسابيعيف ٌل مفصَّ واعرتاٌف … الرئيسية املضخة يف الرأس محشورة عمي، جثة عىل يعثرون …

    كانت.» كما املاء تنفث النافورة عادت … أخرجوه … األيمن نعله جوفالغرامية القصة هذه ن أدوِّ أن يل «هل تأثره: فرط من سنودجراس املسرت وقال

    سيدي؟» يا الصغريةغريبة … سماًعا لها شئَت إذا أخرى وخمسني شك، بال سيدي، يا شك «بال قال:

    فريدة.» ولكن … للمألوف خارقة ليست … غريبة رواية … كقصتيوقفت كلما تتخلله، رشاب من كئوس بني الحديث، يف الغريب مىض النحو هذا وعىلواملسرت بكوك املسرت مذكرتا وكانت روشسرت، جرس إىل وصلوا حتى الخيل، لتغيري املركبة

    االمتالء. كل األحداث هذه من بمختارات امتألتا قد سنودجراسبها، امتاز التي الشعرية الحماسة بكل يقول سنودجراس أجستس املسرت وانثنىالكلمات وكانت عظيم!» طلل من له «يا املدينة: يف الباذخ القديم الحصن عىل أملوا حني

    31

  • بكِوك مذكرات

    خليقة لدراسة «إنها عينيه: إىل املعظم املنظار يرفع وهو بكوك املسرت فم من خرجت التياآلثار!» علماء من عالم يتوالها بأن

    أبواب … عابسات جدران … مجيد بناء … بديع موضع … «آه الغريب: وقال… ترابية رائحة … أيًضا قديمة كنيسة … متهاوية مدارج … مظلمة أركان … متداعيةكشبابيك اعرتاف كرايس … صغرية سكسونية أبواب … القديم السلم أبلت الحجيج أقداموأمراء باباوات … األطوار غريبو زبائن الرهبان أولئك … املسارح يف النقود تحصيل… املهشمة وأنوفهم الحمر العراض بوجوههم والَهِرمني، الشيوخ صنوف وكل خزائن،… موتى توابيت … أزندة ذوات بنادق … كذلك مزردة أردية … يوم كل يف يتوافدونومىض مفتخر!» يشء … وغرائب وقصص … كذلك قديمة وأساطري … بديع موضع«هاي شارع يف — إن بول — الثور فندق إىل وصلوا حتى املناجاة هذه يف الغريب

    … املسري عن املركبة وقفت حيث سرتيت»؛سيدي؟» يا هنا «أنازل ونكل: نثنايل املسرت وسأله

    منزل أما … ممتعة ورسر … طيب منزل … لكم لخري ولكن كال، … «هنا قال:إذا الثور، فندق يف كراون نصف ولكنه … جدٍّا فادح … األجر ففادح املالصق، «رايت»تناولت لو مما أكثر صديق، عند تغديت أنت إذا األجر يف بزيادة الخادم من بالك أخذت

    ا.» جدٍّ … عجيبون أناس … املقهى يف الطعامبكوك املسرت وتبادل كلمات، ببضع وغمغم بكوك املسرت إىل ونكل املسرت والتفتالقوم وتبادل طبمن، واملسرت سنودجراس املسرت وتهامس الهمس، سنودجراس واملسرت

    املوافقة. هزة الرءوس هزالغريب. إىل الخطاب بكوك املسرت ووجه

    يف لنا تأذن فهل سيدي، يا الصباح هذا يف ا جدٍّ كبريًا صنيًعا إلينا أسديت «لقد قال:الغداء.» عىل إليك الجلوس حظوة بالتماس وشكرنا، لك عرفاننا عىل يسري دليل تقديم

    وعش مسلوقة دجاجة ولكن … عليكم أفرضشيئًا أن أقصد ال … رسور «بكل قال:الساعة؟» كم … فاخر يشء … الغراب

    … الثالثة تُقاِرب اآلن إنها … أنظر «َدْعِني ساعته: إىل ينظر وهو بكوك املسرت قالمثًال؟» الخامسة نقرتح هل

    خذوا نلتقي أن وإىل … بالضبط الخامسة … املوافقة كل املوعد هذا «يوافقني قال:أنفسكم.» من بالكم

    32

  • الثاني الفصل

    أعادها ثم رأسه، فوق من بوصات بضع املطبقة القبعة يرفع الغريب ومىضوال الفناء، يجتاز خفة يف وانطلق ناحية، إىل كثريًا منحرفة موضعها، إىل باستخفاف«هاي شارع صوب واتجه جيبه، من بارًزا األسمر الورق يف امللفوفة اإلضبارة نصف يزال

    سرتيت».ألمور املالحظة ودقيق أقطار، عدة يف َل تنقَّ جوَّابة أنه «الظاهر بكوك: املسرت وقال

    واألشياء.» الناسقصيدته.» عىل اطلعت لو «وددت سنودجراس: املسرت قالالكلب.» ذلك شاهدت أني لو «وددت ونكل: املسرت وقال

    ومغسل كريستينا»، «ألدونا أثر يف خاطره ذهب وإنما شيئًا، يقل فلم طمبن املسرت أمابالَعَربَات. عيناه امتألت وقد والفوار، املعدة

    النوم، غرف ومعاينة خاصة، جلوس حجرة استئجار من الجمع انتهى أن وبعدبها. يحيط وما املدينة، معالم ملشاهدة الطريق إىل خرجوا الطعام، بتهيئة والتوصية

    املدن عن بكوك املسرت دوَّنها التي للمالحظات الدقيقة مطالعتنا من نجد ولسناعن نفسه يف آثارها مبلغ يف يُذَكر اختالًفا وبرومتون، وشاتم، وروشسرت، اسرتاود، األربع:علينا يصعب فال املدائن، تلك زاروا الذين املسافرين من اآلخرين نفوس يف لها تأثري أي

    لها. العلم وصفة تلخيصاملدن هذه تُنِبت ما أهم أن يل ليلوح «إنه يقول: مذكراته يف بكوك املسرت كتب فقدالسلع وأما أحواض، وعمال وضباط بحر، وبراغيث وطباشري ويهود، وبحارة جنودوتفاح، يابس، وخبز بحرية، أمتعة األعم األغلب يف فهي الطرقات يف للبيع املعروضةغالبًا ومردهما والحركة، بالحياة مألى الشوارع وتبدو «جندوفيل»، ومحار موىس، وسمكأن الخري حب إىل نزاًعا خاطًرا أوتي مَلن ا حقٍّ لبهيج وإنه ومجونهم، العسكريني مرح إىلالكحول ورشب اللحوم، أكل يف اإلفراط أثر من مرتنحون وهم األرداء، الخالئق أولئك يشهدرخيص، بلهو كفيالن معهم واملمازحة إثرهم يف السري أن تذكرنا إذا سيما وال الشديد،

    املدينة.» أهل من للغلمان بريئة ومتعةخفة يفوق أن يمكن شيئًا أحسب «ولست مذكراته: يف قوله بكوك املسرت وواصلإذ حانة؛ يف اإلهانة أشد أُِهني أحدهم أن لوصويل السابق اليوم يف حدث فقد روحهم،إال التسلية ملجرد منه كان فما تََعاَطى، مما أكثر رشابًا له تقدِّم أن بتاتًا الساقية رفضتَمن أول البديع الفتى هذا وكان كتفها، يف الفتاة وجرح غمدها، من «سونكته» أخرج أن

    33

  • بكِوك مذكرات

    ما ونسيان املسألة عن للتغايض استعداده وأبدى التايل، اليوم غداة يف الحانة إىل قصدجرى.

    املدائن هذه يف التبغ استهالك أن ظني «وأكرب مذكراته: يف يقول بكوك املسرت ومىضاملولعني أنوف يف والعبق الزكاوة يف الحد تتجاوز الشوارع تعم التي الرائحة وأن ا، جدٍّ كبريالقذر من السطحية املسائل بغري يُعنى ال الذي املسافر ينفر وقد فيه، املفرطني بالتدخنيعىل دليًال يكسبه ملن ُمْرِضيًا سارٍّا يبدو ولكنه املدن، هذه خواص أخص من هو الذي

    … التجاري ورخائها فيها، الحركة كثرةإضمامة تخلصمن قد وكان قليل، بعد الطعام وأُِعدَّ الغريب، قدم الخامسة تمام ويف

    قبُل. من ثرثرة أكثر وانقلب لباسه، يف تغيريًا يحدث لم وإن امللففة، األسمر الورقهذا؟» «ما األغطية: أحد يرفع الغالم رأى وقد قال

    سيدي.» يا موىس «سمك الغالم: فأجابهالحافالت أصحاب إن … لندن من كله يأتي … فاخر سمك هذا آه … موىس سمك –السالل من عرشات موىس… بسمك مألى مركبات … السياسية املآدب إقامة يف يعاونون

    … سيدي يا النبيذ من كأس … مكرة إنهن …رسور.» «بكل بكوك: املسرت وقال

    سنودجراس، املسرت مع أخرى ثم أوًال، بكوك املسرت مع نبيذ بكأس الغريب وبدأتكاد عجلة يف كلهم، الجمع مع وخامسة ونكل، املسرت مع ورابعة طبمن، املسرت مع وثالثة

    الكالم. يف عجلته تشبهتصعد، أشباح … غالم يا … السلم عىل ملعونة «زحمة فقال: الغالم إىل وانثنى

    الخرب؟» ما … ومعازف وأقداح مصابيح … يهبطون ونجارونسيدي.» يا «مرقص الغالم: فأجاب

    «اجتماع؟» قال:سيدي.» يا مرقصخريي بل … اجتماًعا ليس سيدي يا «كال أجاب:

    كثريات؟ ِحَسان نساء املدينة هذه «أيف بالغ: باهتمام يسأل طبمن املسرت انثنى وهناسيدي؟» يا تعرف هل …

    يعرف إنسان كل … سيدي يا «كنت» إنها … مفتخر … «بديع الغريب: فصاحيا النبيذ من كأس يف ألك ونسائها، دينارها وحشيشة وكرزها، تفاحها بشهرة «كنت»

    سيدي؟»

    34

  • الثاني الفصل

    رسور.» «بكل طبمن: املسرت فأجابويفرغها. الكأس يمأل وراح

    كثريًا … أحرضه أن كثريًا «أحب فقال: «الرقص»، موضوع إىل طبمن املسرت وعادا.» جدٍّ

    جنيه بنصف التذكرة … سيدي يا الرشب مكان عند «التذاكر بقوله: الغالم وعاجلهسيدي.» يا

    يجد لم ولكنه املرقص، السيد حضور يف صادقة رغبة يبدي طبمن املسرت فعادفأقبل الذاهلة، بكوك املسرت نظرة يف وال العابسة، سنودجراس املسرت عني يف له استجابة

    املائدة. فوق لحظة منذ ُوِضع قد كان الذي والنُّْقل النبيذ عىل بالغ باهتمامعشاء يف َقَضْوُهما هنيئتني بساعتني لالستمتاع الجمع وخال راجًعا، الغالم وقفل

    ق. موفَّيف … علينا أَِدْرها … واقفة الزجاجة إن سيدي يا «عفًوا يقول: عندئٍذ الغريب وانربىرشابًا أترعها قد وكان كأسه، يفرغ وراح … ثمالة من لها تدع ال خلًسا … الشمس اتجاه

    عليه. عاف بالرشاب، عريف رجل ِمألة أخرى ومأل نحوهما، أو دقيقتني منذوالبكويكيون يتكلم، الضيف وطفق مزيًدا، وطلبوا الجميع، عىل النبيذ وطافمحييًا وطفح املرقص، حضور إىل ميًال طبمن املسرت ازداد لحظة مرت وكلما يستمعون،يف سنودجراس واملسرت ونكل، املسرت ذهب بينما العام، للخري وحبٍّا بًرشا بكوك املسرت

    عميق. سباتأنغام تسمعون أال … مهرجانهم العليا الطبقة يف بدءوا «لقد يقول: الغريب وانثنى

    بدءوا.» لقد … املعزف ذا هو ها … الكمانبابتداء إيذانًا الدنيا الطبقة إىل طريقها وجدت التي املختلفة واألنغام األصوات وكانت

    األوىل. الرقصةالذهاب!» إىل أشوقني «ما يقول: طبمن املسرت فعاد

    الشحنات … بعُد تصل لم اللعنة عليها أمتعتي ولكن … كذلك «وأنا الغريب: وأجابكذلك؟» أليس غريب، أمر ألدخل، أرتديه ما عندي ليس … ثقال

    حماسة، أكثر أحد يكن ولم البكويكية، للنظرية البارزة املعالم من الخري حب وكانكثرة يصدق أمر يكاد ال حتى طبمن ترايس املسرت من املبدأ، هذا مراعات يف غرية، وأجىليف املتناهي الرجل هذا كان ما عىل النادي، جلسات محارض يف املدوَّنة واألمثلة الشواهد،

    35

  • بكِوك مذكرات

    يرتكه أو آخرين، أعضاء بيوت إىل والصدقات الخريات من يرسله الرب، وإيتاء الخري حبمالية. معونة من به يبادر أو ثياب، من

    الغرض، لهذا ثياب من حلة أعريك أن ليسعدني «إني يقول: انثنى هو إذا عجب فال«… وأراني نحيًفا، أراك ولكني

    من ويرتجل األوراق، يقطع وهو البدين،3 كباخوس «سمينًا قائًال: الغريب فعاجلهمطحون بل مرتني، مقطر غري آه؟ … خشن صوف من مختارة رداءة يف القصعة فوق

    «… النبيذ أَِدْر … ها … ها … طحنتنيمن الغضب من شيئًا طبمن املسرت أحس هل اليقني، وجه عىل اآلن إىل ندري ولسنايف رسيًعا الغريب طواه الذي النبيذ يدير أن إليه بها طلب التي اآلمرة الجدية اللهجة تلكُشبَِّه إذ بكوك؛ نادي يف النفوذ الكبري العضو وهو به، فعًال أزري قد أنه أحس أم جوفه،سعلتني، وسعل النبيذ أدار ولكنه قصعته، عن املرتجل بباخوس املعيبة الصورة هذه عىلكل هادئًا هذا بدا بينما ظاهر، وعبوس شديد بتجهم ثواٍن عدة الرجل إىل ينظر ولبث

    القاسية. وحدجته الفاحصة نظرته تحت السكينة، كل ساكنًا الهدوء،املرقص. حديث إىل فعاد فشيئًا، شيئًا به ما وخف

    السعة، مفرط واسًعا عليك ثوبي كان إذا إنه سيدي يا لك أقول أن هممت «لقد قال:سمتًا.» وأصلح عليك، أليق ونكل املسرت صديقي ثوب فلعل

    منه تهللت أن لبث وما بنظراته، ونكل املسرت مقاس يأخذ الغريب الرجل وانثنى«بالضبط!» يقول: وهو وارتياًحا، رًىض األسارير

    التخدير الشديد املنوم تأثري أحدث الذي النبيذ أن له فتبنيَّ حوله طبمن املسرت ونظرفإن بكوك، املسرت حواس يف دبيبه دبَّ قد ونكل، واملسرت سنودجراس املسرت من كلٍّ يفالطعام تأثري من الغيبة، تسبق التي املراحل مختلف من رويًدا ينتقل راح السيد ذلكاالكتئاب، غور إىل واملرح الفرح ذروة من العادية االنتقال مرحلة إىل ل وتحوَّ ومعقباته،ساطًعا الطريق يف الغاز كمصباح لحظة وبدا واملرح، الفرح ذروة إىل االكتئاب غور ومنإال هي وما يخبو، وبريقه يتوارى نوره كاد حتى هبط ثم طبيعي، غري حد إىل وهاًجا،مرتنًحا ضوءًا مرسًال ويخفق، فريفرف، ليعود هنية؛ أخرى مرة ج توهَّ حتى قصرية فرتة

    اإلغريق. قدماء عند الخمر إله 3

    36

  • الثاني الفصل

    يَُعْد ولم صدره، عىل رأسه تراخى فقد واحدة، جملة ينطفئ النهاية يف هو وإذا مرتقًصا،حرشجة من إال املستمر، غطيطه غري العظيم الرجل ذلك وجود عىل مسموع دليل من

    والحني. الحني بني عابرةيف قويٍّا «كنت» نساء ِحَسان عن فكرة ولتكوين الرقص، بمشاهدة اإلغراء عامل وكانطبمن املسرت كان فقد الغريب، الرجل نفس يف شديًدا كذلك كان كما طبمن، املسرت نفسأن له بدا بينما وسكانه، أهله عن مطلًقا شيئًا يعرف وال الجهل، كل املوضع هذا يجهل

    طفولته. منذ الجهة تلك يف أقام كأنه العلم، كل بهما عليم الغريباملسائل، بهذه الخربة من كافيًا قدًرا طبمن املسرت أوتي وقد نائًما، ونكل املسرت وكانبالطبع ينطلق حتى غفوته، من وينتبه عينيه يفتح يكاد ال صاحبه أن عليه يخفى فال

    فراشه. إىل متثاقًاليقول: يمل وال يكل ال الذي الضيف وسمع برأي، األمر يف يقطع ال مرتدًدا لبث ولكنهنفسه يف ما بقية فأزال األخرية، الكأس تأثري وجاء … ففعل الزجاجة.» وأَِدْر كأسك، «امألغرفتي، داخل ونكل املسرت نوم غرفة «إن يقول: فأنشأ االعتزام؛ إىل وحفزه الرتدد، منثوب لديه أن أعرف ولكني الساعة، أيقظته أنا إذا أريد ما له أرشح أن يل يتيرس ولناملرقص، لدخول إياه ارتدائك من بأس فأيُّ قماش، من حقيبة جوف أودَعه قد سهرة،

    ونحوه؟ األمر بهذا إزعاجه إىل حاجة دون صفه، إىل فأُردُّه عودتك، عند عنك وخلعهعرشة أربع … لعني موقف من له يا … بارعة! خطة … بحق بديعة لفكرة «إنها قال:… هذه … جدٍّا حسنة فكرة … آَخر رجل ثوب ارتداء إىل وأضطرُّ … الصناديق يف حلة

    ا.» جدٍّ حسنةإذن.» التذاكر «لنشِرت طبمن: املسرت وقال

    يدفع الذي َمن لنرى القرعة، إىل َفْلنعمد … أجله من جنيه فك يستحق ال «األمر قال:هيا … املرأة … املرأة أنا وسأختار … تدبر وأنت … سأنادي … مًعا وصاحبه نفسه عن

    الساحرة!» املرأة أيتهااملجنحة»، «الحية األصح عىل أو … العليا هي املرأة فإذا استقر، ثم الجنيه وهوى

    واملجاملة. األدب قبيل من «املرأة» الرجل سماها وإنشموع. بإحضار وأمر التذكرتني، فابتاع الجرس، طبمن املسرت ودق

    املسرت ثوب ارتداء من انتهى قد الغريب الرجل كان حتى ساعة، ربع ينقِض ولمطاقمه. بكامل ونكل

    37

  • بكِوك مذكرات

    «إنه املرآة: يف بالغ بارتياح شكله إىل يتطلع وهو للغريب يقول طبمن املسرت وراحومىضيسرتعي نادينا»، شارة وعليه تفصيًال، ل ُفصِّ الذي نوعه من األول وهو جديد، ثوبنصفية صورة وسطه يف نُِقشت والذي الصدر، عىل ب املذهَّ الكبري الزرار إىل صاحبه نظر

    «ن.ب».4 الحرفان جانبيه وعىل بكوك، للمسرتتعني وماذا … ن.ب … بالشيخ الشبه تامة … عجيبة «ن.ب…صورة الغريب: وقال

    هذه؟» ن.بإيه.» …؟ «باهرة –

    املراد. املعنى له يرشح بالغ، واعتداد متزايد غيظ يف طبمن املسرت فأنشأأليست … ما نوًعا الخرص من ضيقة أنها ترى «أََال يقول: الغريب الرجل وانثنى

    كذلك؟»منتصف يف بدت وقد الخارصة، أزرار املرآة يف لريى نفسه حول يدور وهو هذا قال… غريبة سرتات هذه … الربيد مأمور ثوب «كأنها يقول: وعاد ظهره، أعىل إىل الطريقالقصار كل … اإللهية العناية ترصيف أغرب ما أبعاد، أخذ وال قياس فال بعقد، معمولة

    قصاًرا.» ثيابًا يعطون الطوال وكل … طواًال ثيابًا يعطونيُصِلح وهو ثرثرته، يف الجديد رفيقه أو طبمن املسرت صاحب انطلق النحو هذا وعىلوذهبا طبمن، املسرت صحب انتهى إذا حتى ونكل، املسرت ثوب من األصح عىل أو ثوبه، من

    الرقص. قاعة إىل املؤدي السلم يصعدانفضلك.» من … «األسماء بالباب: الواقف الرجل وقال

    أسماء «ال قائًال: منعه الغريب الرجل ولكن نفسه، عن ليعلن طبمن املسرت وتقدَّمقد معروفة، غري كانت إذا تجدي، ال األسماء «إن طبمن: للمسرت يهمس وأقبل «… مطلًقاحفلة يف املعروفة األسماء تصح قد … كبرية أسماء ليست ولكنها … ذاتها يف حسنة تكونخري هذا … َفْلنتنكر … العامة واالجتماعات الحفالت، يف تأثريًا تُحِدث ال ولكنها صغرية،

    «… يشء أي … كبريان أجنبيان … لندن من سيدان … وأفضلالرقص. قاعة والغريب طبمن املسرت ودخل الباب، وفتح

    ونُِصبت اللون، قرمزية بأغطية مكسوة أرائك فيها ْت ُصفَّ طويلة، حجرة وكانتعالية، منصة فوق وحدهم جلوًسا املوسيقيون وكان زجاجية، ثريات يف الشموع خاللها

    بكوك. نادي أْي ن.ب 4

    38

  • الثاني الفصل

    ُوِضعت وقد املعازف، أنغام عىل الراقصني من أزواج ثالثة أو زوجني الحلبة حوت وقدمتقدمات سيدات أربع وبدأت الورق، للعب صت ُخصِّ مجاورة غرفة يف للميرس منضدتان

    املقامرة. يف منهمكني البدينني، الرجال من عددهن ومثل العمر، يفطبمن املسرت واتخذ القاعة، أرجاء يف لون يتنقَّ الراقصون وانطلق الرقص، وانتهى

    القوم. دا ليتفقَّ ركن؛ يف لهما مكانًا ورفيقهالوجهاء معارش … يبدأ أن … البديع الفصل يلبث ال لحظة، «انتظْر الغريب: وقالأحواض أهل من العليا الطبقة أصحاب … غريب بلد هذا … بعُد يحرضوا لم والساداتالسادات وصغار … السادات صغار