39

50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

  • Upload
    others

  • View
    4

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد
Page 2: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

الفهرسI -المشروع

............................................................................................................. والغاياتالسياق- 1

..........................................................................................المشروع- 2 وإنتاجاتهسيرورة

...........................................................................II -العام تركيبييم تقد للتقرير

....................................................................................بالمغرب تطور . 1 البشري اإلمكان

.......................................................................واالجتماعية. 2.1 الديموغرافية التحوالت

....................................................المهاجرة. 3.1 والجالية والشباب المرأة

......................................................والحكامة . 2 المؤسسات السياسي، النظام

...............................................................المعارضة. 1.2 ودينامية السياسي االستقرار بين التوازن

................................السياسي. 2.2 الحقل انفتاح

......................................................................ذاته. 3.2 عن يبحث يزال ما للحكامة نمط

...................................................البشري. 3 اإلمكان تثمين

...................................................................................األساسية . 1.3 والتجهيزات الخدمات ولوج

................................................... التربية. 2.3

.........................................................................................الفقر ةاالجتماعي الحماية الصحة،. 3.3 ومحاربة

...........................................البشري. 4 اإلمكان تعبئة

...................................................................................وطني. 1.4 اقتصاد تشييد

........................................................................الطريق. 2.4 منتصف في إنجازات

.............................................................تحقيق. 3.4 في تأخرت لكنها النمو لتسريع إرادة

.................................ثمارهاالطبيعي. 5 اإلمكان وتنمية العيش إطار

.................................................................

Page 3: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

المـــاء. 1.5........................................................................................

الطاقة. 2.5.........................................................................................

وموارد . 3.5 والغابات أخرىاألراضي.......................................................

المجال العيشإطار . 4.5 وتهيئة...............................................................

ثقة. 6 بكل المستقبل، نحو.................................................................................

االنتقاالت 2005مغرب. 1.6 لكل فضاء ، .....................................................

المستقبل : .2.6 وبؤر المؤهالت الغد استشرافمغرب....................................

الطرق. 3.6 مفترق في المغرب.................................................................

نحو .4.6 :2025السير المأمول السيناريو رهانات.......................................

I -المشروع

والغاياتالسياق- 1

بلادنا"... قطعتها التي الأشواط لتقييم تاريخية وقفة للاستقلال، الذهبية الذكرى هذه من نجعل أن علينامن العبر مستخلصين وطموحاتها، وصعوباتها بنجاحاتها قرن، نصف خلال البشرية، التنمية درب اختيارات على

على المستقبلية، توجهاتنا ترسيخ ذلك من مستهدفين ميزتها، التي الdكبرى، والمنعطفات التاريخية، المرحلة هذهعلى المغرب لوضع بذلت التي الجبارة، الجهود وإنصاف، تجرد بكل مبرزين ووضوح، ثقة بكل البعيد المدى

. الحديثة الدولة بناء ".وتلdكمسكة الوطن استقلال لصانعي الخالدة للذكرى وفاء خيرالعبارات السادس أعطىبهذه محمد الملك خطابه جاللة في ذكرى ، بمناسبة

والنقاش ل االنطالقة، 2003غشت 20 والتأمل للدراسة وتشاركي جماعي يهم ،مشروعلمسار استرجاعي تقويم بالمغرب ا إنجاز البشرية واستشراف لتنمية االستقالل، منذ ،

مدى ، آفاقها القادمة على سنة بلورة. العشرين تمت المشروع ولقد صيغة هذا تقرير فيوآفاق 50عنوان "يحمل بالمغرب البشرية التنمية من ."2025 سنة سنة

في المشروع هذا من األولى الغاية عموميالنقاش التغذية وتتمثلالتي ،نطاق أوسع على وفتحه العمومية السياسات تفعيلها حول يتعين

والبعيد القريب المستقبل المستخلصة ،في الدروس ضوء في إخفاقاتمن وذلك. ونجاحاتهالماضي

3

Page 4: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

للنقاش ترتكز الدعوة هذه التالية :علىدوافع الثالثة القناعات أيدينا بين يوجد بالدنا مصير اليوم إن وتتوافر الطرق، مفترق في فبالدنا ،

الجميع يتقاسمه كبير، وطني طموح طريق في الحازم انخراطها وسائل على . اعتماد الوطنية المجموعة يتعين بذلك وللقيام البشرية التنمية حول ويتمفصل

القطيعة وتحقيق اإلصالح، أوراش وتعميق الوتيرة وتسريع منسجمة اختيارات؛ بالدنا في التنمية تعيق ظلت التي والسلوكات الممارسات مع التامة

العمومي النقاش فضائل بثمن ،إن تقدر و ال يعوض ، أن يمكن شيء ،الوتالقح جدال السياسية الحياة تدبير مجال والتحاليل في والمفاهيم ،األفكار

الجميع بين المتقاسم الوطني المشروع خدمة هو الهدف كان ؛ طالما الديمقراطية الممارسة أن وحدها هيالموطدة، إن يمكن التي

على بالدنا توجه الثابت السير بمثابرة، . النجاح طريق نحو فممارستهالمسؤولياته ب مدعمة منا واحد كل الجميع تحمل تحلي مع منها ،اليقظةب ، يجعل

مجرد . حلما أو فكري ترف ال تحقيقه يستحيل

بكونه التقرير هذا المشاركة يتسم مبادئ على الوطني والتبنييتأسسالعلمية إعداده حيث، والتحريريةواالستقاللية في يفوق انخرط الكفاءات ما من مائة

. المدني المجتمع وفعاليات واإلدارية الجامعية

المشروع، إ لهذا المحوري المفهوم البشرية "في يتمثل ن ".التنميةمن وهو كبيرة بمجموعة لإلحاطة متميزة فرصة واألسئلة، يوفر ،مترابطةال الموضوعاتالغالب، البعض، في بعضها أحادية مع بمقاربات تناولها الصعب من يجعل .التخصص مما

توظيف ،وبذلك المفهوم فإن يزال االستعمال حديث، هذا ما والذي طور نسبيا، فيالتقرير التعميق، إطار في المنجزة، األشغال بالتأكيد، أثرى، .قد

إطالق المغرب خاللها يشهد مرحلة خضم في التقرير أشغال أنجزتلإلصالح مهمة من أوراش العديد تميزها تاريخية، فترة بالدنا فيها تجتاز كما ،

. : وثقافية واقتصادية ومجتمعية وديموغرافية وسياسية ديمقراطية االنتقالية السيروراتتجديد وعلى الكبرى، المشاريع بلورة على القادرة العميقة التساؤالت مرحلة إنها

. ببالدنا البشرية التنمية وتيرة وتسريع الوطني المشروع

التي البشرية للتنمية المحددة األبعاد يستحضر ظل التقرير فإن الصدد، هذا وفيبالسياقات أيضا ولكن السياسية واالختيارات بالرهانات فقط ليس محددة بدورها تعتبر

. فإن وهكذا االختيارات هذه تشرط التي والخارجية الداخلية والظرفيات المختلفةوالمفاهيمية، واإلثنية القانونية المرجعية ضوء في وتاريخنا لماضينا بقراءة القيام محاولة

مختلف إلى بالنظر العمومية، للسياسات النسبي الطابع مراعاة دون اليوم، المتداولة

4

Page 5: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

ذلك كل االعتبار في األخذ عدم إن ؛ بلورتها حين المعتمدة، التنموية وتياراتها سياقاتهاإزاء باألمانة والوفاء اإلنصاف عدم اتجاه في بالتقرير ينزلق أن الممكن من كان

. الحقبة تلك في الفاعلين

البشرية 50"تقرير يقترح التنمية من وآفاق بسنة "2025 سنة المغربمعرفية والحجج قاعدة بالدالئل استخالص النقاش،لتغذية ، مدعمة العبرمع

التجربة والدروس بعض ،للبالد الماضيةمن الستشراف ومقترحا التفكير مسالكومراعاة .المقبلينالعقدين الوطنية الروح تحركها وطنية، مساهمة يتوخى فهو ولذلك

. الموضوعية شروط

أنه الرئيسيةرسالته وتتمثل على التأكيد هذه في نظرةال بفضلقرن فيتأملية ال المغرب سيكون ،الماضي نصف مع ،بإمكان المتصالح

ماضيه ومع من و المحرزة، نجاحاتهب والقوي ،نفسه العبرالمستفيدإخفاقاته من ورجاله ،المستخلصة نسائه على ؛ شبابه ووالمعتمد وقدمائه

يسلك وطمأنينة ،أن ثقة السبيل بكل بشرية ، لتنمية .أفضل الواعد

المشروع- 2 وإنتاجاتهسيرورة

إعداد سيرورة التقرير انطلقت دجنبر ،هذا شهر مديرية ،2003منذ لجنة بإحداث . علمية كلفت وأخرى المشروع، وقد على العام باإلشراف المديرية اللجنة أمااللجنة

بها العلمية أنيطت .فقد والمنهجية العلمية الجوانب

المشروع، هذا المديرية وإلنجاز اللجنة قبل من للتحمالت عام دفتر اعتماد في ،تمقصد 2004أبريل شهر اإلطار. لتخطيط الو أشغاله تنظيم ، هذا وفي تشكلت ،إنجازه

للعمل فرق التالية ،عشر الموضوعات معالجة على : عكفت

؛ والساكنة االديمغرافي؛ المجتمع والشباب والنساء واألسرة

البشرية والتنمية االقتصادي ؛ النموواالبتكار ةالتربوي المنظومة التكنولوجيا المعرفة، ؛ ،الحياة منظومة ونوعية ؛ الصحة

المجالية واالعتبارات األساسية الخدمات ؛ ولوجاالجتماعي اإلقصاء وعوامل ؛ الفقرالبيئة الطبيعي، ؛ الترابية والمجاالتاإلطاروالروحية والفنية الثقافية ؛ األبعاد

والتنمية .التشاركيةالحكامة

5

Page 6: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

على و تأليف عالوة تم فرق ذلك، اآلتية ،أفقية ثالث الجوانب على : اشتغلتتركيبي المستقل ل مجمل للمغرب التاريخي ؛ لتطورللمغرب، دراسة سنة استشرافية أفق بعينة 2025في للمغرب المقارنة دراسة وكذا ،

من بين 14تتكون الممتدة المرحلة خالل ؛ 2004و 1955بلداالمغاربة قيم حول .بحث

الفرق ولقد هذه بتنشيطها التي ،استعانت العلمية قام اللجنة من بشبكة ،أعضاءوخبراء باحثين متخصصة ،تضم دراسات الموضوعات ،أنجزوا محاور من العديد في

المشروع المدرجة تنظيم كما .في الجماعي ونقاشاتاجتماعات تم للتفكير ،ولقاءاتالمشروع إنجاز مراحل امتداد النقاشات. على وبإرادة المتبادلة واتسمت التعبير بحرية

منها خدمة جعل مما البحث إسهاما الوطن، في و عنأساسيا لبلوغ الموضوعية السعي. المتوخاة الجودة

الوثائق من المشروع اتمحصل وتتألف من دوائر ،سلسلة ثالث في تتجسداألخرى منها واحدة كل يلي :.تؤسس كما وهي

فرديا 75▪ منها إسهاما واحد طرف كل من تجميعها و معده.موقع تم 8في قدموضوعاتية ؛ مصنفات

معدة وأفقيا اموضوعاتي تقريرا 16▪ قبل ، عمل 13من إليها ،فريق تعود؛ مضمونفي مسؤولية ال التقارير تلك

العام ▪ النتائج الذي ،التقرير بتركيب الموضوعاتية يقوم للدراسات الكبرىلها دون ،واألفقية تجميع مجرد يكون المستخلصة ويوطد. أن العبر التقرير هذا

كما التقويممن صورة االسترجاعي، يرسم أن سنة استشرافية يحاول آلفاقأن . 2025 المديرية على بخطه المسؤولية تتحملللمشروع اللجنة المتعلقة

إرفاق. تم ذلك، عن وفضال شكل ملحقب العام التقرير التحريري أطلسفيتطور ،بيانيم يفوق يبرز مؤشر ام ما مدى مفتاحي،ئة سنة الخمسينعلى

الفارطة.

وال العام التقرير ومحتويات محاور كل تقدم ال التي الوثيقة، هذه إعداد تم وقدمجمل تقديم أجل من الفردية، والمساهمات الموضوعاتية للتقارير المميز الغنى تعوض

. التقرير في أساسي هو لما تركيبي

أسلوب إعدادها في روعي فقد العام، الرأي لعموم موجهة الوثيقة هذه وألن . الجميع متناول في يجعالنها ومنهجية

II -العام تركيبييم تقد للتقرير

6

Page 7: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

" حول العام التقريريتمحور يعد، " الذي ، البشري اإلمكان ذات مفهوم الوقت ه،فيالبشرية التنمية ومجتمعا، . وغايتهامحرك دولة بالدنا، حققته ما تقويم تم ذلك، ضوء وفي

لمسار استرجاعية محاور خمسة خالل من وذلك نواقص، من اعتراها وما تقدم منوهي. :المغرب

كشعب اإلمكانتطور للمغرب : البشري و ال ،ساكنةالديموغرافيا؛ مجتمع ال والثقافي الطبيعي المكون الجماعي، والتراث

كدولة البشري اإلمكانتحرير المؤسساتي : ، للبالد البناء ،المساروالحكامة ؛ الديمقراطي

: وتجلياتحياة باعتباره ،البشري اإلمكانتثمين ،التربية ،الصحة الفقر ولوج ومحاربة االجتماعية الحماية األساسية، ؛ الخدمات

هو البشري، اإلمكانتعبئة حيث عمل من :للثروات وإنتاجقوة؛ االقتصاد والشغل

والطبيعي اإلمكان بوصفه المادي و ، للتنمية إطارا موردا: البشرية والمادي، تدبير الطبيعي والبن الموروث الترابية ياتالمجاالت

التحتية.

التطور وبعد ومكامن دراسة والمكتسبات ات الميادين ،العجز مختلف يقترح في ، مجمال وصفا ذلك، 2005سنة خاللالمغرب لحالةالتقرير سياق في مثيرا، لتساؤالتا ،

عليه المطروحة لها الكبرى سيكون والتي الحالي، لتطوره الوازنة اتجاهات على ويقف ، " اإلشكاليات " من العديد تحمل التي المستقبل بؤر يحدد كما البالد، مستقبل على تأثير

. أفضل مغرب تشييد أجل من حاسمة انعطافات تستدعي التي الكبرى

سنة أفق في لبالدنا، متقابلتين رؤيتين التقرير يعرض ذلك، بحسب 2025وبعد ، الجديدة، اإلصالحات في الموفق واالنخراط الحالية، االنتقاالت إنجاح على قدرتنا مدى

إليها أحوجنا ما .التي

الممكنة، التجاوز ومحاور االستراتيجية المسالك بعض التقرير يقدم األخير، وفيأجندة بلورة على مساعدة قاعدة تشكل التي االقتراحات من مجموعة صيغة ،2025في

واالقتصاديين السياسيين الفاعلين كل بين واسع نقاش ثمرة تكون أن يتعين التيببالدناس.

خطاب في الغوص تجنب تعمد التقرير أن وذلك و برنامجيبيد محكم، استشرافيالوعي منطلق المشروع أنب من والدفاع البرامج هذه بلورة السياسيين للفاعلين يعود ه

.عنها

7

Page 8: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

بالمغرب تطور . 1 البشري اإلمكانالثقافية والدينامية الاجتماعية التحولات الساكنة،

من األحيان تاريخبالرغم بعض في انطواء ،مؤلم بفترات ومتسميزال ،وركود وما المغربي الشعب بجذوره ظل بصفة فتحانم ،متشبثا ،عامة ،

محيطه . ،على المستقبل لنداء فقد ومستشعرا البالد وهكذا، ساكنة الوقت ،اتسمت فيكبير نفسه، . ،بتنوع المتعددة روافده تمكنت لقد والتالحم االندماج على فائقة وبقدرة

منها، واألفارقة والسيما واألندلسيون واليهود والعرب تنمية األمازيغ ومن التعايش منالجماعي باالنتماء تبدع كما .وعي كيف عرفت المكونات هذه مختلف لتجاوز أن وسائل

ولتتساكن ،راتتالتو جنب، إلى جنبا تعيش أن أجل واللغوي من اإلثني االختالف معهو اتاريخ ولتصنع ،والديني .مشتركا، المغرب تاريخ

على إال الترابية الوحدة ملف طي إلى الهادف الطويل، المسلسل يعمل ولم . قصوى جهودا يبذل يزال، وما المغرب، كان وإذا الوطني لإلحساس قوية دفعة إعطاء

حول باإلجماع ملتئما يظل فإنه لالستقالل، نيله من سنة خمسين مضي بعد واستثنائية،. والثابتة والمعبأة المنسجمة الترابية ولوحدته لسيادته الضامنة بوصفها الملكية،

البشري غنى ينبع تنوعه باألساس، ،للبالد اإلمكان داخل المتراصة وحدته منالوحدة. هذه تجلت وقد الكبير ،بوضوح ،الكبير الحماس خالل الوطنية لمن لحركة

الخامس محمد الملك جاللة الشعب ؛ بزعامة مكونات جميع عبأ الذي الحماس ذلكالتغلب ،المغربي من .ومكنها التفرقة محاوالت كل على

االجتياحات و تتمكن االستعمارية السابقةلم الفترة خمسين ،وال إال تدم لم التيإلى سنة، االجتماعية إلى مفضية البنيات من خلخلة ال المغرباستمرارية ب اإلضرار،

وأمة، التأثير وال كدولة شعبه من وحدة القرون نتيلال ،على عبر عليهما المحافظة ،تمتالتي التغيرات من حدوده بالرغم على على لو. طرأت للدولة التاريخي العمق فرض قد

المعط هذه مع يتالءم أن للحماية ،اتيالمستعمر شكل نسبيا، إلنتاج خاصية يراعي،.مالمجت المغربين والشعب ع

عرف االستقالل، كيف ومنذ المغربي المتعددة بهويته التشبثبين يجمعالشعبالحداثة ،والتصميم في االنخراط المعاصر احتاللوعلى ،على العالم داخل مع مكانته ، الملكية، تحت استمراره المؤسسة وتطوير ظل إغناء ثقافية ،شخصيته في بخصائص

ممارسة ،أصيلة الخاصة وفي االجتماعية تراثه ،تقاليده وحيوية غنى ذلك على يشهد كماوالثقافي.الروحي

8

Page 9: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

التراث هذا تعابير السنين ،إن آالف عبر يمتد تاريخ في متجذر إرث عن ،الناجمةاألنثروبولوجية هي باآلثار األمر تعلق سواء المعالم أو متعددة المعمارية، ، أوباإلنجازات

التقليدية أو ،بالصناعة واللباس، الطبخ بفنون أومنها المكتوبةاألدبية، باألساليبأوالخطي ةالشفوي بجميع ةأو الفنية المنتوجات أو الجسدية والتعابير الموسيقى أو ،

المغربي فقد أشكالها. المجتمع مدى ،استطاع سنة على بأجزاء ،خمسين يحتفظ أنالتراث هذا من تجديدية ،كاملة لدينامية إخضاعه . ،مع وهكذا، والثقافية الفنية الناحية من

الحديثة ف باألجناس أو التقليدية التعبيرية باألشكال األمر تعلق سينما، (سواء مسرح،وموسيقى تشكيلية داخل ؛ )فنون الالمعة المواهب من العديد ظهور شهد المغرب فإن

.وخارجهاالبالد

ذلك اإلشارة ،ومع من بد الصدد، ال هذا في األنثروبولوجي ، التراث أن إلىعرضة ماوالمعماري البشرية لشوائبيزال ولألضرار العديد ،الزمن إدراج من بالرغم

والمعالم المواقع . ضمنمن العالمي الثقافي التراث نفس الئحة أيضا الشيء وينطبقالعديد المحلية على الحدسية والمعارف المهارات أنواع مهمشة ماالتي ،من تزال

. باالندثار ومهددة

واالجتماعية. 2.1 الديموغرافية التحوالت

استقالله تلت التي سنة األربعين مدى على المغرب نموا ،عرفحاليا ،مرتفعا ديموغرافيا جعله .قرارتاالس نحو يميل احتوا مما تحدي هذا ءأمام

البعيد، ،النمو المدى األساسية وذلك على والخدمات االقتصادية للتنمية برامج ،بوضعواالجتماعية والسيما التربوية بأن ،منها مستوى الكفيلة في المتزايدة حاجياتالتكون

أجل لساكنةل من مستوى ، األقل عيشها،تحسين على دون أو .للحيلولة تدهورها

لدى وبسبب اإلنجابية والسلوكات األسرية الحياة على طرأ الذي النساء التطورالتعليم مستوى ارتفاع وبفضل و والتحوالتالمغربيات، التخطيط المجتمعية برامج

فيها ،العائلي انخرطت من شرائحالتي النسوية كبيرة التحكم ،الساكنة من البالد تمكنت. ساكنتها نمو وضعية م، ثومن في في اليوم بالدنا ديموغرافي توجد في انتقال يتجسد ،

وتيرة السكان تباطؤ عدد المستمر ،تزايد االنخفاض و لنسببفعل معدل الوفيات تراجعمن. الحياة معدل انتقل وهكذا في 47اإلنجاب في 71إلى 1962سنة نتيجة ،2004سنة

األطفال نسبة انخفاض الطبي، وفيات التأطير بالماء وتحسين التزود شروط وتحسن. ،الشروب التلقيح برامج وتعميم

ف لإلنجاب، بالنسبة من أما تراجع سنة 7 قد الواحدة للمرأة 2،5إلى 1962أطفالأساسا، .2004سنة ذلك، وتوسع إلى ويرجع الفتيات تمدرس في الحاصل التقدم

العائلي التمدين، التخطيط سياسات إلى وكذا الزواج، تأخر في سبب .الذي9

Page 10: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

بنية التغييريشكل في الساكنة الحاصل التعبيرات إحدىأعماروالحاسمة الديموغرافي عنالعميقة سيتزايد. االنتقال القادمة، األعوام ففي

سنويا العمل سن البالغين األشخاص باطراد، عدد عدد ، سيصبح ،النشيطين السكان كماأخرى سنين أعداد ،ولعشر من غير أكبر جدية مما النشيطة، الساكنة تحديات سيطرح

وصيانة خلق على وقدرتنا ومقاوالتنا التربوية منظومتنا لخلق أمام مالءمة أكثر بيئةل مناصب لشغل.كافية

أصل التي وفي الكبرى ظاهرة المغرب، شهدهاالتحوالت أيضا، توجدنسبته تال التمدين ارتفعت إذاو .2004 سنة % 55إلى 1960سنة % 29من اي

هذ طرأ اكان قد المدن ل التحول سكانها ،صالح عدد يفوق فإن ،نسمة 100.000التيحصل التطوراتجاه بإعادة الذي مطبوعا كان األخيرة سنة العشرين ،نتشاراالخالل

والصغرى لحساب المتوسطة الجغرافي ،المدن التوزيع يخص فيما يتعلق سواء ما أو.بوتيرة الظاهرة وتظل النمو أهمها اتبتفاوت متسمة هذه بعض : واضحة في التمركز

الساحلي والطابع الكبرى، األطلسي ،المدن الساحل هيمنة في يتجسد وبخاصة ،الذيبين محورالفي التناسق و القنيطرة الممتد وعدم يتجلى ،الجديدة، وجود فيالذي

حضرية ظل ،مناطق مناطق جانب كبير ،قروية تإلى حد خالل ،إلى من انتشاروكذاالالئق الغير الجماعية، المالحظ، والخصاص ،السكن المرافق ترييف في إلى أفضى مما

. الحضرية المجاالت بعض

التعامالت التمدين، توسعومع السوق ،النقدية وتكريس اقتصاد والتقدم ،وتعميموالتربية الصحة مجالي في العصرية ،النسبي اإلعالم وسائل على ،وولوج األفكار والتفتح

العالم، والنماذج أنحاء في المغربي اتجه المتداولة وتطوير المجتمع اعتماد طرق إلىوالعمل للحياة والسلوك ،جديدة انتقلت. واالستهالك تدريجيا وهكذا، بنية ،األسرة من

نووية ممتدة بنية إلى األحيان و ،وأبوية بعض واحد في أسرة رب ذات عائلية، بنية .إلىالنساء أن حريتهن، كما تحقيق في مهمة أشواطا البيت قطعن خارج يشتغلن وبدأن

بتنمية . ويقمن العامة الحياة في مشاركتهن

ظاهرة ال وتأكدت التقليدي وتراجع ،جغرافيةسوسيو-الحركية بالرغم التضامن ، كون المغاربة من من كبير األسرية ظلوا عدد بالقيم لضرورة ،متمسكين أو اقتناع عن

نفسه، اقتصادية. -سوسيو السياق للتعبير وفي جديدة قنوات جدد ،ظهرت فاعلون وبرزالمتحول المجتمع هذا الخصوص ،بينهممن ،في جمعوية ،على أضحى حركة هاطانش ،

خالل باطراد، .يتزايد األخيرة سنة العشرين

وأشكال التراتبات ذاته، اآلن في التحول، هم فقد آخر، وعلىمستوىاالجتماعية . الحركية الجديدة األشكال هذه وسطى طبقات تبلور إلى أدت حيث ،

التجدد، بعض ستشهد الحماية، عهد في تشكلها عرف التي االجتماعية، وللتراتبية للتباين10

Page 11: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

لم السيرورة هذه أن غير واالجتماعي، االقتصادي للنشاط الجديدة األنماط خالل منباالنتماء، مشترك وعي ذات منسجمة، وسطى طبقة على فعليا التوفر من بالدنا تمكن

. االجتماعية الدينامية في محركا دورا تلعب أن على وقادرة

هذه مجموع عن ملحوظ، بشكل معزوال، ظل فإنه القروي، العالم أمابمستوى أو االقتصادية التنمية بمستوى األمر تعلق سواء الديناميات

االجتماعية التحوالت إلى بالنظر أو البشرية بين. التنمية الفوارق فإن وبذلك. واجتماعية اقتصادية أجوبة وتستدعي صارخة، تبدو والقرى المدن

عميقة تحوالت واكبتها عنها، الحديث تم التي التحوالت، هذه كلالقيم مرجعيات مستوى على هذ تو .أخرى، أساسا، هحدث ترسبات عبر التغيرات،

خالل معقدة من ال ،. واستبداالت فالبالد و قطيعات تتعايش هكذا، انتقاال ضمنهتعرفتقليدية جانب مرجعية ناشئة إلى أو ؛ قيم ازدواجية يعيشون المغاربة من العديد أن ذلك

" حيث ، التباسا جدا " المحافظة والسلوكات والمواقف القيم العكس ،يغيرون على من أو"ذلك والمصالح حسب ،حداثية"أكثر ال والمواقع هذه وهناك. السياقات في يرى من

التكيف على وقدرة مهارة مع ،الظاهرة متالئم اتجاه في الهوية ا تسير على لحفاظالحداثة اإلرادياالنخراط و في .في آخرون يرى حين الرجعية، الظاهرة هذه في من نوعا

االنخراط في ترددا األقل على ل تيار الفي بجرأةأو . لقيمالراهن ف الكونية ثم، منومنأن والسلوك المرجح التفكير من النموذجين هذين يشهد المغربي تشكله ،المجتمع وأن

على بقدرته رهين الماضوية التخليالمستقبلي في عن وعلى ،المحافظة المفرطةالعمق ذاته ثيدتح بالسمات دون ،في . التضحية وهويته إلرثه المميزة

11

Page 12: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

المهاجرة. 3.1 والجالية والشباب المرأة

الوصف إن البشري هذا لإلمكان لن العام إذا يكتملبالمغرب بعين إال األخذ تمكبرى : مكونات ثالثة خاص، نحو وعلى االعتبار،

المغربية الخارج الجالية إلى كانت :المهاجرة أوروبا المغربية هجرةال إذا قدنحومتأخر، بشكل الجنوب تمت بلدان مع المقيمين بالمقارنة المغاربة عدد فإن األخرى،

يتزايد .(M.R.E)بالخارج يفتأ الماضي ،لم القرن نصف أضحت. خالل الجالية وبذلك هذهاالستقبال، بلدان بعض في األجنبية الجاليات أهم إحدى اليوم إمكانا تشكل تمثل كما

. مهما األصلي عرف لبلدها فقد الصدد، هذا " وفي نهضة" العالم منذ ملحوظة مغاربةالتسعينيات .منتصف العالم عبر الجاليات شبكات كبرى اشتغال آليات منحى نفس تنحو ،

الصعبة، بالعملة التحويالت تدفق عن للمغرب وفضال مكونات أن يمكن كل من يستفيدلوبيات وتكوين الخارجي، اإلشعاع مستوى على ومالية جاليته، العلوم ،اقتصادية ونقل

الثقافي واإلغناء ؛ والتكنولوجيا

المغربية الفترة :المرأة فبعد ؛ البشري اإلمكان تطور في مهما دورا المرأة لعبتاستطاعت المستقل، للمغرب البشرية التنمية عملية في تماما مهملة فيها كانت التي

إصالح من ذلك على أدل وال اليوم أحد ينكرها ال مهمة أشواط قطع طويل كفاح بفضل . النشاط لتتوج المتقدمة المبادرات هذه جاءت وقد الجنسية وقانون األسرة مدونة

. في الحركة هذه كانت ولقد بحقوقها وتشبثها ونضالها النسائية الحركة لحيوية الدؤوبهذا في مؤثرا دورا لعبت كما والديمقراطي السياسي النفتاح طبيعية نتيجة الوقت نفس

دائرة توسيع مجال في طالئعي بدور النسوية الحركة قامت فلقد وبالفعل ؛ المسار . أنها كما المدني المجتمع هوية تثبيت وفي السياسي، النضج في المواطنة المشاركة

تجاوز، لكنه المرأة وضع فعليا تهم التي القضايا حول الديمقراطي النقاش في أسهمتوالحريات الحقوق حول أوسع نقاش إلى ليتحول النطاق هذا المناحي، من العديد في

الفرص .وتكافئ

: الشباب من األكبر النسبة يمثل الشباب كون من بالرغم أنه المفارقات غريب منالصعيد على المتميزة الجهود بعض باستثناء المستقل، المغرب سياسات فإن السكان،

. للتنمية الشاملة المعادلة ضمن الشبيبة األمثل، الوجه وعلى أبدا، تدمج لم القطاعي،والبطالة، المحدود والتكوين الذات، تحقيق تعترض التي والصعوبات اآلفاق، فمحدودية

. واليأس باإلحباط الشعور تنام إلى تدفع معطيات كلها ؛ والحاجة العوز أشكال ومختلفالهجرة تتخذه الذي األحيان، بعض في المأساوي، الشكل عن المعبرة الظواهر ولعلالكبيرة االختالالت على تشهد كلها ؛ الشهادات حملة بين من العاطلين ومحنة السرية،

. مهددا يظل الثمين الرصيد هذا فإن وهكذا، الوطنية البشرية الموارد استثمار في : الشباب من المجموعة وتلك للكافاءات، الوتيرة متسارعة الهجرة سلبيين بعاملين

12

Page 13: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

في أفضل غد سراب عن البحث أجل من بحياتهم المخاطرة إلى ظروفهم تقودهم الذين. المضيق شمال

13

Page 14: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

والحكامة . 2 المؤسسات السياسي، النظامالبشري تحرير الإمكانالمعارضة. 1.2 ودينامية السياسي االستقرار بين التوازن

استقالله تحقيق في ،المغرب انطلق ،منذ نحو المطرد نموه السيروالسياسي بذلك ،المؤسساتي عصرية هادفا دولة بناء تنصيصإن و. إلى

مباد على األول األساسي الحزبية ئالقانون والتعددية الدستورية، تسمح الملكية التي ، المغربي لم المجتمع مكونات البرلمان، ختلف داخل قبل بالتمثيلية حاضرة كانت

الوطنية ،قاللتاالس الحركة خطاب مواقف ،في في الملك كما .جاللة الخامس محمدالنهج هذا كان العموم، وإذا على االنسجام، من بنوع تم ظل قد الطريق حيث فإن صعبا،

والعوائق، التوترات بعض وبروز أحيانا، التقدم بعض تحقيق بين تراوحت لحظات تخللته . أخرى استبعاد أحيانا مع أنه الوحيد خيار بيد البداية ،الحزب حقباحترام وااللتزام ،منذ

معارضة ومواقفها، تنظيم آرائها عن التعبير بحرية تتمتع أمام و مشروعة، المجال فسحتعددية من ،صحافة وردع بالرغم زجر بعض ،وازنين وجود الفترةفي الحاالت،في

انحرافات فإن الماضية، في الوقوع وعدم المدني السلم ضمان من تمكنت بالدناإليه انجرت ما بذلك متجنبة مماثلة كليانينة، . ،بلدان باالستقالل العهد فتح هكذاوحديثة ،

تبلور المغرب تعددية إمكانية سياسية أتاحت ثقافة فيما له ، مسار الدخول ،بعد ، فيلالنتقال بطيئا، كان وإن مقراطي. يالد حقيقي،

ودينامية و المؤسسات استقرار بين التوازن على الحفاظ تطلب لقدوالحرية ضمان وبين ،المعارضة الحكم األمن في واستمرارية والمشاركة

للدولة األساسية جبارة االختيارات واسع،: مجهودات نطاق على وطنية مشاوراتالدستور، ومراجعة وتحيي إعداد واألنظمة نإقرار المؤسسات ،القوانين هيكلة ،إعادة

. واإلدارية السياسية النخب وإدماج الدولة، أجهزة تنظيم شهدت إعادة فترات توالت ،كماو أحيانا، الحكومة في لألحزاب واسعة أحيانا مشاركة لم ،أخرىعرفت، تشنج، حاالت

السياسيين الفرقاء بين الحوار انقطاع حد إلى .تصل

فسح نظام ولقد االستقالل جديد سياسي بناء غداة على ، صراع أمام المجالعنيفة ، السلطة أشكاال . في ،اتخذ ثمن وكان الفترات للتنمية ،اضباه هبعض بالنسبةبالبالد من ،البشرية تطلبه لما المراقبة نظرا وإدارة األمن على للحفاظ إضافية كلفة

المتكرر للتأجيل ونظرا البالد االجتماعية، االجتماعية ،ألولويات المشاكل حساب علىالساكنة وجاذبيتها ،ألغلبية بالدنا وصورة مصالح ليخدم يكن لم اتجاه .وفي

السياسي. 2.2 الحقل انفتاح

14

Page 15: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

السنوات، مع في تعاقب الثقة تشجعه الذي االنفتاح رسوخوبفعلالفتية مقومات تزال كانت التي ،الدولة المناخ حققالتكون، قيد ماوهدوءه السياسي صفاءه فشيئا، شيء التطور ولقد .، هذا االنخراط حدث بفضل

الحية الوطني القوى للبالد، في لكل والترابية الوطنية والليونة القضايا المرونة وبسبباكتستها المواقف التي يتعلق بعض فيما بالتشدد، متسمة كانت التي الحزبية،

الدستورية التنمية باإلصالحات الذي ونماذج الواسع للتوافق كذلك، وكثمرة، المتبناة،حول .حصل للبالد األساسية واالختيارات كل المؤسسات على مفتوحا يبقى التوافق هذا

الديمقراطية، المكتسبات توطيد متطلبات تمليها أن يمكن التي الدستورية التعديالت . من المستخلصة الدروس وتبين الترابية الوحدة عن الدفاع وكذا العصرية الدولة وبناءإلى طريقها أبدا تعرف لم المستوى هذا على الجهود أن المنصرمة سنة خمسينمنها تتخذ أن مرة كل في الملكية تمكنت التي المشحونة التوترات ضمن التحقيق،

. الدستورية اإلصالحات ميدان في وفعالة مالئمة مبادرات

انفتاح تسريع التسعينات طيلة بالدنا شهدت ذلك، من وانطالقااألحزاب وانخراط الثاني الحسن الملك من قوي بدعم السياسي الحقل

الرئيسية ذلك :السياسية على خاصة، يشهد بصفة الدستورية ، 1992في المراجعاتاإلنسان ، 1996و لحقوق االستشاري المجلس الملكي صدور و، 1990سنة إحداث العفو

الذي متعددة العام بقرارات مسبوقا االستشارات ،جزئيالعفو لل كان شفافية وتحسنالممثلة المعارضة ومشاركة ،االنتخابية منها والسيما سنة في ،ليسارل السابقة، الحكومة

لجنة ،1998 اإلنسان ،مستقلة وإحداث لحقوق الجسيمة االنتهاكات ضحايا . لتعويض

اعتالء السادس ومنذ محمد الملك المملكة جاللة إعطاء ، عرش تمالبشري لتحرير جديدةدفعة ديمقراطي بلورةتمت فقد: للبالد اإلمكان مشروعبه، حداثي الحازم االلتزام للسلطة مباشرة و مع جديد إدخال .مفهوم تم تغييرات كماوالترابية مهمة المركزية واإلدارية السياسية المسؤوليات مستوى مدونةإقرار ،على

لألسرة التشريعية، جديدة البنيات للتنمية فتح وتأهيل كبرى مؤسسة أوراش ،إحداثللتضامن، الخامس األمازيغية محمد للثقافة الملكي لالتصال ،المعهد العليا الهيئة

المظالم وديوان البصري الذكرى. السمعي تصادف التي الحالية، السنة وخالللالستقالل، والمصالحة دعت الخمسينية اإلنصاف عنها هيئة الصادرة إلى والتوصيات

اإلنسان حقوق انتهاكات لملف النهائي تاريخهم وتحقيق الطي مع المغاربة مصالحةديمقراطية ،المعاصر حياة .فعالة وإقامة

ذاته. 3.2 يبحثعن يزال ما للحكامة نمط

األخيرة إن سنة الخمسين تجربة أخرى، تحليل جوهرية مسألة بقوة، يثير تعلقت ،القطاعات الحكامة بإشكالية أو الترابية، المجاالت أو المركز صعيد على العمومية سواء

الخاصة .أو15

Page 16: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

لالمركزية بأن الترابية فبالنسبة القول يمكن شرع ، فيالمغرببشكل سنة حيث ،مبكر نهجها العامة 1960نظم الجماعية كانت ،االنتخابات التينوعها األولى . من الجماعي الميثاق وجاء تاريخه سنة ،في اعتماده تم ليوسع ،1976الذي

. ميثاق اعتُمد كما الجماعية المجالس سنة جماعي اختصاصات وأُجريت 2002آخر ، الجماعي للتسيير افتحاصات أجريت كما بانتظام، الجماعية االنتخابية وإن ،االستشارات

.وعرضيةانتقائية كانت

أنه مالحظة ،غير الطويلة يتعين التجربة هذه المحاوالت ،أن وهذهالترابية الحكامة تفعيل إلى منها ،الرامية المتوخاة النتائج تحقق أنإذ. لم

للتحالفات المستقر وغير العرضي والطابع االنتخابية، العمليات في الحاصلة االنزالقاتالمحلية، الترابي ،التدبيرسوء و ،للمنتخبين المتفاوتوالتكوين الحزبية غيروالتقطيع؛ عوامل المالئم أخرى ،كلها بين البشرية ،من بالتنمية الجماعات ،أضرت من العديد في

. والحضرية القروية

المشاكل ت هذه إلى استمرار نضاف بطابعها تغييالمقاومة ثقافة ، المتسمة رللثقة محدود الستعداد سوى إبدائها وبعدم وهكذا،. االختصاصاتتفويض و المتمركز،

اإلداري الالتمركز الالزمة ،يبقى مصاحبة ،لالمركزية ةالضروري بوصفه عن هذه بعيداوتقويتها ووازنة بكيفية ودعمها األخيرة .يقظة

االنطباع يسود ثم، مفرغة ندورأننا بومن حلقة التي في الشوائب أن إلى بالنظر ، الجماعي تعترض والتسيير تقدم الالمركزية وكأنها تبدو للمقاومة ، المشروعية من ،نوعا

وذلك التمركز، نحو النزوع الذي ذات الوقت فيه تفي منها عرقل يعاني التي النواقصإمكانية ترابية اعتمادالالتمركز ومنسجمة حكامة . ناجعة

االتجاه نفس بحدة ،وفي إطار ،تطرح في الجهوية التنمية كبرى مسألة أقطابوبشرية واحد ل ،طبيعية الم منها كل تبقى ،ميزةتإمكاناته .والتي بينها فيما وهذه متضامنة

جهوية تحقيق إلى الهادفة المتعددة المبادرات من بالرغم مطروحة، تزال ما المسألةفعلية.

السالفة، و العوامل على بأن يجدرعالوة المركزيةلا إرساءالتذكيركان الستينات في السياسي، الترابية التأطير في لرغبة مماأكثر يستجيب

المحلية لمالءمة هو التنمية مستلزمات مع العمومي ففي وبالفعل، .لتدبيراألول كان 1960 سنة المحلية هوالهدف النخب تكوين الضرورة ،إعادة لهذه أعطى ،مما

شك آخر ل بالنسبة ،األولوية ،بدون اهتمام ط ،أي . اذي تقني أو إداري وبذلك،بعوممارستها، لاف فهمها تم كما التمركز المركزية، إقرار شروط تيسير على تعمل لم

حقيقي.16

Page 17: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

تكون أخرى، ناحيةومن أن المحتمل قد ممارستها وشروطالوصاية فمن ، إرساء في أسهمت إمكانية .المركزية إضعاف ومتحررة من حقيقية كثير وفي وبالفعل،

" اإلحاللية " الوصاية شكلت كب الحاالت، تتطور بإمكانهاكان الذي وقتالفي ح،عامل ،أنلتحوالت مواكبة والثقافي بصورة واالقتصادي االجتماعي لتتخذ التدبير وطرقالمحيط ،

."توجيهيةوصاية " شكل

الوطنية واألجهزة المركزية اإلدارة مستوى على الحكامة الالمتمركزةأما مافإنكبيرة تزال نقائص من من ،تشكو . التطور بعض بالرغم و والمحدودة الظرفية بطبيعةات

هناك الحال تتعلق ، عويصة العمومي مشاكل المال والمحسوبية بتبذير واالرتشاءما ،والزبونية متفشية التي والنوايا ،تزال التدابير من اإلعالن بينها :من و .الحسنةبالرغم

التدبير حسن ميثاق العمومية ،عن الصفقات إبرام شفافية قواعد ،وتحسين واعتمادومحفز في عادلة البشرية ة الموارد للحسابات ،تدبير جهوية مجالس واللجوء ،وإحداث

. والخارجية الداخلية االفتحاصات إلى المتكرر

إلى وباإلضافة ذلك تسجيل ومع يمكن القانونية، غير والممارسات االنحرافاتمن أخرى النظرة من العجز أشكال هيمنة تفضيل ؛ القطاعية قبيل غير و الضيقة الكفاءة

؛ والمسؤولين المتساوية الوزارات موظفي استقرار ؛ وعدم االعتبار اإلداريين عدممحدودية الممنهج أخرى جانب إلى متضخمة لوزارات المفارق التواجد ؛ لالستحقاق

" - " ؛ وزارية البين غياب تنازع ، ةالبيروقراطي الفواصل الصالحية، اإلدارية الهيكالت تقلبأ . اختصاصاتها النقائص والمالحظ هذه بعض على ن وجودها يقتصر تنسحبإذ ،اإلدارة ال

على المقاوالت كذلك من وحتى ،العديد والمدنية على بل السياسية هذا. التنظيمات : ل المفرط، التعالي قبيل من ظواهر انتشار عن الهياكل فضال على ذاتيين أشخاص

والحوار ،والمجموعات االستشارة وضعف التسيير، في مبدإ ،واالنفعالية وإعمالالتو التفاوض .تلفّض والن زاعات رات

البشري. 3 اإلمكان تثمين

بتهميش تتسم وضعية الحماية عن المغربية السلطات ،البشري اإلمكانورثتنموه، وضعف توظيفه االستقالل، مما ومحدودية غداة تباشر، السلطات تلك جعل

اإلمكان هذا لتثمين طويال مسارا على تسميات التنوعت ولقد .وباستعجال، أطلقت التيالعملية التنمية هذه أو االجتماعية السياسات إلى البشرية الموارد تنمية فمن ،

االرتقاء الغاية وتمثلت .االجتماعية في المسار هذا المغاربة من منرفع الو ،بقدراتالبالد إسهامهم ازدهار .تحسين و ،في عيشهم مستوى

األساسية . 1.3 والتجهيزات الخدمات ولوج

17

Page 18: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

األساسية يشكل والتجهيزات الخدمات القدرات مؤشرأول ولوج تنمية علىلإلقصاء و ،البشرية األولية األشكال حجم اتساع حصيلة. على فإن الناحية، هذه ومن

األخير خمسين األمثل سنة المستوى إلى ترقى أن عن بعيدة تعد . ة،

هناك وإذا بذلت مهمة مجهودات كانت الكهربة، مجاالتفي قدالعزلة وفك الشروب، بالماء الخصاص، والتزويد ذات المناطق، بعض عن

المثال لم ؛علىسبيل الخدمات هذه دائما فإن تعميمها أن. يتم اإلنجازات كماهذ ،المحققة تنير في المجاالت المنصف، ةمشكله االجتماعية الفوارق إنبحيث التوزيع

تبدو و . ظاهرة المجالية ولم في للعيان الشروع برامج يتم ومحددة تنفيذ موجهةاألخيرة األهداف، العشر السنين في بغية إال الفوارق ، هذه في ،معالجة الوسط خاصة. والقروي نتائج عن أسفرت وقد المدن .محمودةضواحي

تفسير المتراكمة ويمكن متعددة : النقائص بعواملطويلة، ولفترة منحها، تم التي األفضلية في األول، العامل يتمثل

الكبرى ل التي لمشاريع للتعميم ينتظر كان ، قابلة تنمية تحقق أن أسهمتوقد. منهاالكبرى، السدود غرار على المشاريع، هذه في مثل جلي، المائي بشكل األمن ضمان

المتكررة الحخالل ،للبالد المسقية. لقب الفالحة تطورت وهكذا ضمان ،لجفاف وأمكنالشروب بالماء للمدن المنتظم والساكنة .التزويد النائية المناطق بإمكان يكن لم أنه غير

االستفادة تلقائي، ،المعوزة الكهربائية بشكل والشبكة والطرق السدود انعكاسات منالخ....

ف للعجز، الثاني العامل في أما المساواتية، يكمن من نوع خالل نهج منعن نفس البحث مجانا لالخدمة توفير موحدة ألجميع، بتسعيرة .للجميع واألساسية اعتمادتأخر وبذلك، الخدمات تمويل في المستعملين إشراك بفاتورةفكرة

ومتدرجة.تفضيلية

العامل ال الثالث، ويتجلى من نوع وجود العمومي المرفق بين خلطفيالتي أن والخدمة مباشرة ينبغي الدولة العمل كما ،تقدمها إشراك ب تأخر فكرة

أنفسهم الحكومية ،السكان غير والمنظمات الخواص وتدبير ،والمتدخلين خلق فياألساسية الخدمات تكشف. وصيانة الصدد، هذا للشراكة وفي الحديثة بين ،التجارب

الخدمات من المستفيدين أو المحلية التنمية وجمعيات والسكان والجماعات عن الدولة ، التي من عدد باإلمكان االختالالت بها ؛ تفاديها كان المبررة الممنهجة، المعيرة أن ذلك

أخرت ما غالبا المساواة، . لخدماتا تلك ولوججس

التربية. :2.3

18

Page 19: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

الحماية عهد في المدرسة يلج المغاربة سوىلم من قليل كما ،عددوالعالي الثانوي بالتعليم يلتحق اإلقباليعتبر وبذلك،. محدودةأقلية سوى لم

المدرسة ل الكبير على االستقالل ،لمغاربة طبيعيا غداة أجل مشروعا. و أمرا ومنالطموح االستجابة .،لهذا التعليم ميدان في كبيرا مجهودا الدولة بذلت

فإلى السبعينيات وهكذا، نهاية االضطالع المنظومة تمكنتغاية من التربويةكبير بمهامها حد المهول ،نجحتحيث ، إلى العجز من البداية، بالرغم في المسجل ،

الديموغرافي النمو تمدرس المطرد ومن فرص من الرفع في ا ، وتزويد األطفال لمغاربةباألطر الوطنيين واالقتصاد لتعويض الضرورية المغربية اإلدارة و ، ا الخلف لتنمية.تحقيق

التعليم هذا أن على العالم، فتح عالوة على واالنفتاح االجتماعية للحركية حقيقية قناةاالجتماعي ،الحداثة وولوج الرابط .وتقوية

الثمانينيات، ومع لتدخل بداية التراجع، في التربوية، المنظومة بدأتذلك، أزمة بعد مؤشراتها :طويلةفي بين من المدرسي، ؛ المنقطعين وعودةالهدرإلى عن المواطنة، واألمية، الدراسة قيم حاملي ومحدوديةضعف وبطالة النقدي، الفكر

التواصل ) اللغات، الحساب، الكتابة، القراءة، األساسية التكوينات وضعف . (الشهادات،

- –من وبالرغم اعتماد بسبب اإلصالحات وأحيانا من بعضها سلسلة كان التي ، األحيان مرتجال، بعض تام، ،في غير اآلخر من وبعضها كثير ؛ في تحولت الحاالت فقد

إلى التربوية المردودية المنظومة قليلة ثقيلة، مهيئين ،آلة غير لخريجين ومنتجةتغيرات . ومستلزماتلمواجهة العصريين والمجتمع س هذا واالقتصاد إلى ما جعليؤدي

عن البعيدة المناطق في والسيما أدائها، تراجع مع متعددة، بوتيرات تسير المدرسة . الكبرى المدن مراكز

تسجيل يتعين أنه في على به القيام تم الذي الكبير المجهودمجاالت ،الثمانينات المهني في األطر و التكوين عامة . تكوين أسهم، وبصفة

العالي مدى بقوةالتعليم الحديثة وعلى الدولة بناء في االستقالل من األولين ،العقدينلعبه مهمالدور لل اعتبارا تكوين الذي لفائدة في مثقفين ،إلدارةا األطر إنتاج وفي

عالمية وعلميين سمعة توفر ذوي أن استطاعت العالي التعليم منظومة أن كما ، ( أطباء، مهندسون، عال مستوى ذات لكفاءات منتجة والتفوق، للخبرة مجاالت

) ... إلخ أساتذة قانونيون، مسيرون، . معلومياتيون،

القطاع غير لهذا الحالي التطور التي ،أن المتتالية التعليمية بالسياسات المرتبطذلك ا،له خضع كل ؛ لها موضوعا كان التي التيالصعوبات عن كشف والمزايدات

باألدوار يضطلع كي تفرضها يتال ةالجديد أعاقته، والمحيط أضحت المجتمع تحوالتيلعب الدولي ولكي ك دور ، البشري لرافعة ه الرأسمال المعرفة وإلنتاج ،تنمية

. اوالتكنلوجي19

Page 20: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

مجال في المسجل البارز بالتأخر المراكمة القصور جوانب وتقترنالحياة ميادين مجموع على سلبيا آثاره تنعكس بحيث األمية محاربة

: والسياسية االقتصادية اختالالت االجتماعية النساء، تجاه منصفة غير وضعيةوضعف البطالة معضلة والتقدم، المواطنة لقيام المحدود االنتشار الديمقراطية،

... االقتصاد تنافسية

سنة و توافقي 1999في مشروع إقرار لتجديدطموح و إرادي تموالتكوين منظومة قبل التربية من قوي بدعم حظي في ، سلطة أعلى

وطني الدولة ميثاق في تكريسه الحين، .وتم ذلك التربية ومنذ أسبقيةأعلنتأولى .،وطنية الترابية الوحدة النتائج بعد أن غير مهمة، مجهودات بذلت اليوم، غاية وإلى

المرسومة األهداف إلى بالنظر كافية، غير تظل مالحظة وإذا. المحرزة باإلمكان كانفي جديدة أوراش إطالق وفي التمدرس تعميم في ملموسة كمية تقدمات حصول

به، القيام يتعين يزال ما الكثير فإن التدبير، وأساليب والالتمركز البيداغوجية المجاالتالمدرسي، بالهدر المرتبطة المشاكل إن والبرامج، والجودة حيث المناهج ومضامين

ا المدرسة بو ،لمدرسينوبتكوين لها تروج التي مطروحة القيم تزال ما ، .

الفقر ةاالجتماعي الحماية الصحة،. 3.3 ومحاربة

ملحوظا، تقدما المغاربة، لدى الصحة مستوى حقق االستقالل، منذالتي واألوبئة، األمراض من العديد على القضاء من بفضله، بالدنا، تمكنت

بالبالد تفتك حاليا ف وهكذا،. كانت ليتجاوز الحياة معدل ارتفع هذا ،سنة 70قد كان وإنمن أقل في معدالت المعدل المحققة المتقدمة الحياة صحة .الدول مؤشرات وبعض

البشرية التنمية مستوى على سلبي، تأثير ومصدر قلق مبعث تزال ما واألم الطفلويعرف. حاليا للبالد " المغرب المرض " من قديمة أنواع بتعايش يتسم ، إيديمولوجيا انتقاال

جديدة .وأخرى

" " ، الفقيرة البلدان أمراض مع األمثل التعامل إلى بعد تصل لم البالد فإن وهكذا، " " صعوبة أكثر تعد التي ، الغنية الدول أمراض ل مطرد صعود مواجهة في نفسها لتجد

ولوج. يظل ذلك، إلى إضافة الطبية وتكلفة متكافئ الخدمات وال كاف حالة. غير أن كماوالمستشفيات التطبيبية رغم ظلت الوحدات والتراجع، االستقرار بين اإلنجازاتتتأرجح

المعزولة، لكن . الرائدة، المغاربة والباحثين األطباء بعض حققها التي

اإلكراهات إحدى أن إلى صحيح ترجع بذلك، محدودية المرتبطةالما الضروري صارأنه غير .يةلالوسائل جديدة بلورةمن ،إستراتيجية

وتدبيره وتمويله العمومية الصحة قطاع تنظيم إيقاف ،إلعادة النزيفبغيةمنه، يعاني البشرية و الذي التنمية لمتطلبات يستجيب مستوى إلى به .للسكاناالرتقاء

20

Page 21: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

مقومات إحدى التأمين وتتمثل في االستراجية تمالذي ،المرض نع اإلجباري هذهتطبيقه في .،مؤخرا الشروع تدريجي بشكل

يتعلق و اإلصالحات عموما ة،االجتماعي بالحمايةفيما من بالعديد القيام تم فقد ،، االستقالل اتجاه منذ في االجتماعية ، التغطية دائرة المعوزين األشخاص لتشمل ،توسيع

تنويع وكذا صعبة، وضعية في تقدمها أو التي الخدمات ال توزيع مؤسساتمختلفالجماعية . المؤسساتي لتضامنل واألنظمة

ذلك مستوى ومع فإن اليوم، ةاالجتماعي الحماية، كاف يظل، مشاكل ،غير ويطرحبلورة الضروري من صار فقد لذلك، أنظمتها، استمرارية على سلبي أثر ذات عويصة،

للحماية جديد نظام إرساء إلى يهدف المكتسبات االجتماعي مشروع تحصين على يقوم ة،. خدماته من االستفادة وتوسيع النظام هذا تجديد على ويعمل المجال، هذا وتزداد في

مستوى على بالدنا، تعترض التي الصعوبات إلى بالنظر إلحاحا، الضرورة في هذه التحكمأشكال البطالة ولتراجح التقليدية ، لمعدل التضامن النسبي االرتفاع وتوقع واألسرية،

على الشيخوخة مما ، البعيد، إلى سالمدى لمجتمعل يعودالذين األفرادعدد تزايديؤديبهم .التكفل

وجودة أعداد مستوى على تقدم حصول المؤكد من كان البشرية وإذا المواردالصحية ب العاملة ؛ اإلدارة الصحة منظومة ضمن جديدة، وظائف إحداث مع ارتباط في ،

قائمة فإن تزال وما كانت كبيرة و هوة اإلصالح مشاريع .تطبيقهابين بينأسئلة أنكما عالقة عدة بالحكامة لها عرفت مباشرة قد كانت وإن مطروحة، تظل ،

ضافية .تشخيصات

األسئلة تتعلق للعمل ب ،أساسا ،هذه استراتيجي إطار شمولي ومنظورغيابفي وبتضاربالصحة، لمنظومة والمتدخلين العاملين المنظومة، مصالح ووجود هاته

ريعية حاالت إلى ،عدة بالتدريج للجمود تحولت، حقيقية هيمنة. قوى إلى باإلضافة هذاالصحة إلدارة المفرط تطور ،التمركز المستشفى ،الجهوية المرافقوضعف وأزمة

إليها العمومي. تجلب التي الخاصة، المؤسسات قبل من يوجهها التي المنافسة وبفعلتموقع عن لنفسه يبحث يزال ما العمومي المستشفى فإن الميسورة، الساكنة غالبية

. جودة ذي عموميا مرفقا يشكل وأن وموارده، قدراته ينمي بأن كفيل جديد،

نفسه وفي من ، اإلطار الرفع أن البشرية يالحظ التنمية مستوىعلى ببالدنا بالقضاء رهينا نسبة. المستشرية الفقر آفةيبقى أن صحيحتتجاوز ،الفقر كانت لتنحصر بشكل ،تراجعتقد ،1960سنة % 50التي حاليا ملحوظ،

أنه .% 14,2 في ل إال بالنظر الد ، للفقراء فإنغرافي وميلنمو المطلق في العدد استقرماليين بالعالم ،خمسة يتواجدون الفقراء من أرباع ثالثة بينهم من المتوسط، المعدل في. القروي

21

Page 22: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

من وعلى أشكال وجود الرغم العمومي بعض تقدمها والمساعدات اإلحسان التيقبيل : من األساسية دعم الدولة، الغذائية الممنهجة فإن ؛ المواد تعتبر ،لفقرل المكافحة

العهد، حديث العمومية ة السياسات أن ،في االعتبار بعين األخذ السياسات مع تظل هذهكافية ل غير مراعية تعزيز وغير الذاتية، مبدأ بمسؤولياتهم يضطلعوا لكي األفراد، قدرات

. مستديم هنالك بشكل أن إليه ينبغي استثناءغير الصدد، اإلشارة هذا في النجاح هوو ،به اضطلعت مهما إنجازا بوصفه الصغرى، السلفات قطاع حققه الذي للنظر الملفت

العملي تجسيده في وتنجح المفهوم هذا تستدمج كيف عرفت حكومية، غير .منظمات

البشري. 4 اإلمكان تعبئةوالتشغيل الاقتصادية والسياسات النمو

وطني. 1.4 اقتصاد تشييدصعبة اقتصادية وضعية من على ،انطالقا المستقل المغرب بناءعمل

وطنيعصري مقوماته ،اقتصاد في. األساسية وإرساء خاصة، بصفة ذلك، تمثل ولقدوطنية، عملة لسياساتل ناجعة آليات واعتماد للضبط،مؤسسات وإحداثإصدار

مالي ووالنقدية، والمالية الجبائية نظام وتطوير التضخم، في وكذا وطنيالتحكم بناء ،والمتوسطة الصغرى المقاوالت من مهم صلبة نسيج ونواة الخاصة ل ، ،لمجموعات

لبعض بالنسبة .كقاطرة االقتصادية القطاعات

المرحلة اتسمت من ولقد إلى بداية الممتدة نموذج ببروز 1982 سنة االستقاللمغربي مطبوع ،اقتصادي ليبرالي اتجاه الوقت ،ذي المختلط اب نفسه، في القتصاد

والتدخل النزعتين و . ةواالجتماعي ةاالقتصادي يةالحمائية وبموازاة ،1983سنة ومعللدولة الشروع التي مع العشرية انطلقت الهيكلي، التقويم برنامج تطبيق عليها في غلب

إلى ماكرو السعي استقرار العمومية اقتصادي -تحقيق المالية التخلي وتطهير وكذا ، االقتصاد في التدخل عن للدولة القوى ،التدريجي لسوق.ل الصاعدةلفائدة

من تسريع ،1993سنة وانطالقا برامج تو تم على وانفتاحه االقتصاد تحرير يرةطموحة، .توقيع معخوصصة الحر التبادل اتفاقيات من الشروط العديد توافرت وبذلك،

عصري ال سوق لقيام مع مالئمة الليبرالي ، بالنموذج الوطني االقتصاد المنفتح ربط على ،. الدولية المبادالت شبكة

مهمة فقد إجماال، و ومكتسبات ملحوظ تقدم تحقيق من المسار هذا يمكن ،مكنمستوى تبينها تحسن خالل عام العيش،من ذلك ،بشكل في الدخل ارتفاع بما مستوى

االستهالكية والطاقة الشرائية . وسبلوالقدرة االدخار

الطريق. 2.4 منتصف إنجازاتفي22

Page 23: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

ظل فقد ذلك، عن مع بعيدا المغربي توظيف بلوغ االقتصاد هدفالفارطة إمكاناته،جميع سنة الخمسين االقتصادي اتسمحيث ،خالل النموسنة ،بالفتور . تطورضعف بو ،1955 منذ الفردي ما الدخل األولى ،يعزى وهو ،بالدرجة

المغربي االقتصاد ارتكاز باألساس، إلى الفالحي ، القطاع بدوره الذي ،على رهينا يبقى. المناخية تحقيق بالتقلبات تستطع فلم األخرى االقتصادية القطاعات بخصوص أما

من مستوى نمو. ال كاف

لم لتوزيع يفضوأخيرا، الحالي متوسطة تبلور إلىالنمو ثمارالنظام فاعلة،طبقةالتأثير و على و فيقادرة التقدم التكنولوجيا إدخالتيسير في اإلصالحات ثم،. وقيم ومن

كان االجتماعي مواطن تراكمفقد المميز العجز .ل الطابع التطور هذا

تحديد العوامل ويمكن من االقتصادي ل المفسرةمجموعة األداء هذاالخصوص الضعيف على ومنها، الماكرو: ، الوضعية استقرار -عدممما ،اقتصادية طويلة، واضحة بتحقيق يسمح لملمدة هذا رؤية فييزال . المضمار ما أخرى، ناحية يعاني ومن الفالحي كبير القطاع قصور فقط من ليس ،

أيضا ولكن الماء، قلة إلى بسبب بتقادم يالمع بالنظر المرتبطة التكنلوجية الوسائل قاتالعقاري المستعملة الزراعية، ،وبالنظام األنشطة المزارع وبنوعية حجم وصغرواألساليب والضيعات ، . العتيقة الزراعية

الخاص، القطاع يزال أما أهمها، يعاني فما من مشاكل، عدة التمركز،ظاهرة منالقروض على الحصول بالنظام ارتفاع و ،وصعوبة المتعلقة والتعقيدات الفائدة، نسب

واعتباطية وبط ،العقاري اإلدارية ئ وكذا والقضائيةالمساطر عقلية ، وجود استمرارالريع التدبيرية حدة و اقتصاد . والتنظيميةالتقنية والنواقص

الدولة تدخل أن إلى اإلشارة االقتصاد وتجدر مفرطا في بذلك ،ظل تطورمعيقةوالمنافسة السوق ذلك، .حرية عن المترتبة النتائج بين احترام ومن الجودة عدم معايير

المقدمة في والخدمات في ،المنتوجات المنافسة لخوض مؤهّ لة غير يجعلها مّم االدولية الخارجية وضعف ،األسواق الدولية القتصاداوهشاشة ،التنافسية الظرفية تجاه ، .

ظلت دون وهكذا، االقتصاد المطلوب، تنافسية اإلنتاجية المستوى ضعف بفعلمن المؤهلة النسبة العاملة وانخفاض تسويق ،اليد إستراتيجية غياب أن موجهةكما

تزد وهادفة، المغربي لم االقتصاد لهشاشة ً تكريسا .،إال الدولية االقتصاديات مواجهة فيإلى لعدم ،ذلك ينضاف السلبي التربوية األثر المنظومة االقتصادية، ل مالءمة لمتطلبات

الداخلية محدودية و خاصة، السوق التهريب انتشار بفعل ، االستهالك ،ظاهرة وضعفمنظم ،الداخلي غير االقتصاد ظاهرة تفشي فئات ،مع عليه تعتمد من واسعةالذي

. المدن ساكنة23

Page 24: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

ثمارها. 3.4 تحقيق تأخرتفي لكنها النمو لتسريع إرادة

األخيرة، ،تم السنوات من إطالق في التشريعية واإلصالحات األوراشمجموعة . والتربوية واإلدارية والمالية ضرورة والتنظيمية على التأكيد يجدر السياق، هذا وفي

هذه جميع الميداني العملياتتنسيق المستوى بسرعة على وتفعيلها كامل ، إيالئها معأهمية. عن فضال هذا التي ل التصدي، العناية تزال لمشاكل استراتيجيات باعتمادعالقة، ما

جلب . ناجعة سيتأتى الفعالة الطريقة الخارجية وبهذه االستثمارات من وإحداثالمزيدالمقاوالت من أكبر غير عدد القطاع داخل من عالية، مضافة قيمة ذات أنشطة وانبثاق ،

شأن . المنظم كله، ومن التحديات لالمغرب يؤهلأن ذلك عن مواجهة انفتاحه الناتجةمع االقتصادي مزاياها االستفادة ، . من

أن اإلصالحات، هذه خضم في كبير، لرهان فقط يتمكنوإنه ليس من المغرب،ولكن المتفشية، البطالة في الديموغرافية التحكم لنافذته األمثل التوظيف بتوفير، من

منتجة شغل على فرص الوافدة األفراد، من المتزايدة األعداد . لتلك وفي العمل سوقالمغرب فالنهاية، إرادة كانت في إذا ميدان مظاهرجميع تخطي ثابتة في الحاصل العجز

و تحقيق من له مناص فال البشرية، .تالتنمية استقرارا وأكثر أسرع اقتصادي نمو يرة

الطبيعي. 5 اإلمكان العيشوتنمية إطار

المـــاء. 1.5

في ودينامية قوية سياسة المغرب نهج االستقالل، على حصوله منذالماء من مجال وذلك المناخية، التقلبات عن المترتبة الهشاشة على التغلب بهدف

عن الناجمة الحاجة لمواجهة المطيرة، السنوات إبان وتخزينها، المياه في التحكم خالل . الماء على المتزايد للطلب االستجابة في األهداف تمثلت فقد وهكذا الجفاف سنوات

الحاجات توفير قصد إليه حاجة في هي بما الفالحة وتزويد السكان، طرف من الشروب، . سنة عمليا رفعه تم الذي آنذاك، التحدي تمثل وقد التصدير فالحة وتشجيع الغذائية،

1998 . الماضي القرن نهاية مع هكتار المليون سقي إلى السعي في ،

المغرب مكنت الثاني، الحسن الملك انطالقتها أعطى التي السدود، سياسة إنوتكثيف السقوية بالمناطق الفالحين مداخيل وتحسين والغذائي المائي أمنه ضمان من

. الفالحية الصادرات وتنمية الفالحي اإلنتاج وتنويع

النجاحا إحدى يعد الذي المائية، الموارد بتعبئة المتعلق الجانب هذا عن توفضالالفترة، هذه خالل شهدا، المياه وتلوث العادمة المياه مآل فان للمملكة، الحقيقية

24

Page 25: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

. جودة عرفته الذي التدهور يالحظ السلبية االنعكاسات بين ومن أقل ونجاحا اهتماماالعقدين خالل حدتهم زادت التي الباطنية، والفرشات والسدود األنهار في المياه

. للتعبئة المقابلة المائية الموارد حجم من حد مما األخيرين،

: األمر يتعلق للماء الوطنية السياسة جزئيا، ولو بدوره، عرقل آخر جانب وهناكعالية في فالحية والهيدرو المائية التهيئة في اتبعت التي المقاربة مابين التام بالفصل

. سافلتها في اتبعت التي وتلك المائية األحواض

المغرب، و في المتبعة المائية السياسة ركزت األولية، تصوراتها منذالموارد تعبئة على طويلة سنة. ولمدة انتظار األمر تطلب أجل. 1995ولقد من

. بينها من األساسية، المبادئ من مجموعة يتضمن الذي القانون وهو الماء قانون إصدارحوض كل بحسب ممركزة، وغير مندمجة بكيفية وتدبيرها المياه مصادر وحدة ضمان

االستهالك في والتحكم المستعملين، مع تشاركيا التدبير جعل على الحرص مع مائي، . العمومية للسياسة موجها مبدأ الطلب تدبير أصبح الحين، ذلك ومنذ المورد هذا واقتصاد

. الشروب الماء مستوى على نسبيا أكلها أتت الطلب، لتقليص جهود بذلت فقد للماء،مستوى بحسب التسعيرة، نظام إدخال بفضل النتائج، هذه بلوغ الممكن من كان وقدالقطاع يشكل باعتباره السقي، مجال في بذلت التي الجهود جانب إلى االستهالك،

. المطلوب المستوى دون ذلك مع تبقى النتائج هذه أن إال للمياه، استهالكا األكثر

: الطاقة. 2.5

الطاقة يعتبر فاتورة ل عبء بالنسبة جدا أن من رغمبال ،لمغربمكلفافرد المتوسط لكل المجال، استهالك هذا في ضعيفا ما ، مقارنة ،يزال

أخرى ب متأثرا .مشابهةبلدان يبغى المغرب فإن للماء، بالنسبة الشأن هو وكماالمجال هذا في مكلفة ألعباء ومتحمال للطاقة، الدولية للسوق الكبرى .بالتداعيات

المتجدّدة فإن، ولذلك الطاقات الممنهج كذا و ،تطوير واالقتصاد الغاز على التركيزواآلالت ،لطاقةل للتقنيات المبكر البترول، ،واالستعمال من كبيرة كميات تستهلك ال التي

التدابير هذه كل ؛ الطاقة استعمال في االقتصاد أجل من للساكنة المكثف التحسيس معالمشكل، هذا حدة من بالتخفيف الكفيلة وحدها بإمكانية هذا تظل االحتفاظ خيار نهج مع

النووية توظيف الممكنة الطاقة األجوبة إمكانية إطار في البعيد، المدى على ،.

وموارد . 3.5 والغابات أخرى :األراضي

للزراعة، والقابلة المزروعة المساحات الخضراء، وتعّرضت المناطق جميعمنها خطير لزحفالغابات والسيما التربة ،طبيعي انجراف قبيل والحرائق من .والتصّحر

االستغالل أشكال من الموارد هذه عانت للمراعي كما غير ،المفرط المعقلنواالقتالعالعمراني ،للغابات إلى والتوسع باإلضافة ،. المضاربة

25

Page 26: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

البادية وهكذا سكّان يضطّر يفتقرون- ، األحيان ،الذين معظم البنيات ،في إلىاألساسية متدنّي و ،التحتية عيش مستوى من -مناطق بويقطنون ،يعانون إلى هشة

الطبيعية الموارد . ، استغالل اليومية حياتهم جد ذلكإلى تنضاففي المناخية الظروفإلى ،المتقلبة تؤدّي أن يمكن الطبيعية حدوث التي األنظمة توازن في وإلى ،اختالل

أضرار تلحققد ،بيئية اضطرابات عميقة، بالطبيعة .ا إصالحها يمكن ال

المناطق من العديد أّن ،وفي الطبيعية استنزافيالحظ حدود ،الموارد تجاوز الذيللتجدد، مشكل قابليتها ليحّل يكن زادَ ةلم وإنّما استفحالها، الفقر، هذه إما من باستنفاذ

أو يحصل مفرط. الاستهالكها بالموارد ما كثيرا بذلك، ارتباط المصالح بين تضارب وفي ) ( و المستعملين لألفراد مّم ا بين المباشرة الجماعة، تعارض إلى يؤديمصالح حدوث

الطّرفين نزاع بين إلى بدوره يفضي بين ، آخر، نوع كطرف، ةدارواإل المستعملينمنإليه ي والحماية مهمة عهد الشأن المراقبة بهذا المتعلقة المخالفات يكون. وزجر وعندما

رزق مصادر غياب في الوحيدة، العيش وسيلة هو الطبيعية للموارد المفرط االستهالكالتدبير فإنأخرى، من النوع إطار ،هذا يصبح في لحالة غير التعارض بالنسبة فاعل،

الزجري جانبه في المستعملين، وجه في للتطبيق قابل وال مجد وغير .الموارد،

عامة، و القول بصفة والسمكية بأن يمكن المائية للموارد المفرط ،االستغاللبجودتها يلحق الذي في و، والضرر الرعي المبالغة الهامشية ،أساليب األراضي ،وحرث

الحضري المدار حساب ،وتوسيع ذات العلى تعبيرات فالحية المردودية الأراضي كلهاالمشاكل حدة من تحقق وكأنه يبدو تحكيم ؛ األمد قصيرة االعتبارات يرجح تحكيم لسوء

تزيد ال المشاكل هذه لكن المدى تعقيدا، إال اآلنية، .البعيدعلى

فوحدها لذلك على والممارسات الرؤى، والقائمة الترابي، البعد ذات المندمجةتأخذ والتي القطاعات، بين االعتبار التنسيق على ،األخطارتتوقع و المتاحة فرصالبعين

البعيد، في المدى باإلسهام الكفيلة للبالد، هي الطبيعية الموارد تلك والسيماحماية منها. تجديدها يمكن ال التي

المجال العيشإطار . 4.5 وتهيئة

الدوام المجال تدبيرشكل على بالمغرب، حساسة إلى. مسألة واستناداالمحلية والمجاالت الوطني المجال تدبير تحدد فقد االستقالل غداة الموروثة، التوجهات

: االتجاه مزدوج هدف خالل إلى من األول اتجاهه نسيج يرمي الوطني ا تقوية ،لترابلتنميته، شرط بوصفه السياسية ولتأكيد ا .ووحدته واالجتماعية اتجاهه االقتصادية أما

26

Page 27: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

من التمكن في فيتمثل واالجتماعية الثاني السياسية ومراقبته بواسطة إدارته تقطيعات ،باألساس، سهلت المحلية ، النخب . والسكانالموارد وتأطير

لحماية و بالنسبة الشأن هو الوطني، كما الطبيعي اإلمكان أو وتثمينيتعلق فإن ب فيما البالد، تجهيز الراهن، مجهود بمفهومها المجال، حكامة

متأخر إال تدرج،لم التراب بشكل إعداد منطق إطار الذي منطقال ذلك ؛ فيلضرورة الدوام، على مستحضرا، يظل أن التوازنات يجب تنافسيةوال، المجاليةضمان

الترابية نحوالموجهة ،التنموية البرامجوتناسق الترابية . المجاالت

التأخر ولقد نتائج بين من حصل كان المنطق الذي هذا مثل إدماج تدبير ،في هيمنةالمدى، قصير تحكيما ويرجح المجال، لمستقبل االستشرافية الرؤية محدودية من يعاني

المجال وتجاوزات ويفسح . لمضاربات عن مختلفة فإن وفضال ،الحضري التدبيرذلك،بمسألة أساسا، عنها السكن المحكوم، المترتبة هاته ، والمشاكل عن قاطعا دليال يقدم

. صعيدعلى ،الوضعية المدن

مدينة بو فإن الصدد، الكبير هذا الحجم البيضاء، من الفضاء كالدار أشمل، وبصفةالمركزي تجسد الميتروبولي بالمغرب معادلة بدقة، المجال العميقة تدبير واالنعكاسات

التي . االستعجالفرضها يللتحكيمات

أن يمكن ال الوطني التراب إعداد في يختزلإن لالتوازنات مقاربة ال ترميميةتبسيطي ، الترابية تقابل إجراء في أيضا بين وال أو والداخلية الساحلية المناطق بين

والقروية المجاالت أنه الحضرية رغم على ، التأكيد الضروري من هذه يبقى كونبحدة االختالالت مطروحة بالدنا تظل أن في ذلك الوطنية % 40حوالي ؛ الثروات من

في . % 1تتمركز أن كما القروية المناطق ذلك في بما الوطني، التراب من % 77منالوطني بنسبة تسهمال التراب . % 10سوى الوطنية المضافة القيمة عالوةهذا، من

التضامن أن يشكل الترابيعلى في لم ومنظما، ممنهجا تنمية ا انشغاال ستراتيجيةمحددة التراب. مقاربة نهج أن واسع مع ،2000سنة غير وطني حوار إعداد إطالق حولالوطني التراب وباعتماد ،التراب إلعداد وطني ومخطط وطني آفاقا س ميثاق يفتح.لبالدنا،جديدة الميدان هذا في

27

Page 28: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

ثقة. 6 بكل المستقبل، نحو

االنتقاالت 2005مغرب. 1.6 لكل فضاء ،

متعددة انتقاالت المغرب يشهد االستقالل، من سنة خمسين : بعدوكذا وثقافي، واجتماعي واقتصادي ومؤسساتي ديمقراطي انتقالبشكل يحدد قد أنه لدرجة خاصين، وشكل بوتيرة يتسم ديموغرافي انتقال

. المقبلة العمومية السياسات أغلب وازن

انتقاله استكمال طور في المغرب يوجد السياسي، المستوى فعلىوتسريع الديمقراطي، تعميق إلى الهادفة الكبرى، اإلصالحات من جملة تجسده الذي

. مستوى على سواء يلمس انتقال وهو القانون سلطة وتأكيد الديمقراطي، المسارالمؤسسات اشتغال تحكم التي والقيم، التشريع مستوى على أو السياسية الممارسة

. الفاعلين بين والعالقات

( : التناوب اللعبة قواعد توضيح العمومية للحياة مجاالت عدة االنتقال هذا ويهمالجديد القانون منتظم، بشكل والجماعية، التشريعية االنتخابات إجراء السياسي،

( ) تهم التي اإلصالحات واستكمال المؤسسات تأهيل ؛ للسلطة الجديد المفهوم لألحزاب،.) - األسرة : مدونة الديني، الحقل البصري، السمعي الفضاء القضاء، ميادين

خالل من السياسية، التوترات لحقبة األسود الملف طي أيضا يهم انتقال وهوالمتعلقة الدولية للمقتضيات الوطني التشريع ومالءمة والمصالحة، اإلنصاف هيأة إحداث

. اإلنسان بحقوق

العالمي االقتصاد في االندماج فإن االقتصادي، المستوى وعلىالمغربي االقتصاد يعرفه الذي االنتقال أفق االنفتاح يشكل دينامية أن ذلك ؛

وتحرير الداخلية اإلصالحات من متتالية فترات تخللها كانت الثمانينات، خالل المتسارعة . االنتقال فأوراش وهكذا، المغرب وقعها التي االتفاقيات من العديد إطار في المبادالت، - ( : الطرق شبكات المتوسط، طنجة ميناء التحتية البنية ومتنوعة متعددة هي االقتصادي ) ( وتأهيل...( الجديدة الصناعية السياسة ؛ األزرق المخطط سياحية مشاريع ؛ السيارة

( التأهيل، استراتيجيات والمتوسطة، الصغرى المقاوالت ميثاق المغربية )…المقاولةPlan Emergence ) ( - ؛ الخارجية المديونة تقليص اقتصادية الماكرو التوازنات ترصيد ؛

( الشغل، مدونة متنوعة اقتصادية قطاعات تهم التي واإلدارية، القانونية اإلصالحات ( )... الثاني الحسن صندوق لالستثمار نجاعة أكثر إطار ووضع ؛ والجبائي المالي القطاع

.) لالستثمار الجهوية المراكز واالجتماعية، االقتصادية للتنمية

28

Page 29: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

االجتماعي المستوى التي ، وعلى األوراش من عددا المغرب أطلقاألمل من الكثير في. تفتح نوعية منعطفات حدوث األخيرة السنوات سجلت وهكذا

تجاوب في خاصة، بعناية حظيت حاسمة ملفات أن كما االجتماعية، القضايا مع التعاملاعتماد : مع التربوي اإلصالح ورش المغرب فيها انخرط التي للتنمية، األلفية أهداف مع

؛ التنفيذ حيز إلى اإلجباري الصحي التأمين دخول ؛ والتكوين للتربية الوطني الميثاقبرنامج ) إضافية لموارد وتعبئة الوتيرة، في تسريعا تعرف التي االجتماعي، السكن برامج

( )..." الكهربة،" الطرق، القروي العالم عن العزلة فك إلى هادفة تدابير ؛ صفيح بال مدن .) الشروب والماء

القطاعية، الجهود التقاء خالل يتم ومن االجتماعي بالحقل االضطالع فإنمجموع إلسهام المجال تفسح أفقية رؤية خالل من ملتئم، بشكل اليوم

منسق إطار في المعنيين، .الفاعلين

فإن الصدد، البشرية وبهذا للتنمية الوطنية مفهوم المبادرة لتغير جاءت. مثيل لها يسبق لم الرؤية، في انسجاما وتمنحه جديدا، أفقا له ولتفتح االجتماعي، العمل

مسبوقة غير دينامية سريان على اإلصالحات هذه كل وهي تشهد ، . يعد ولذلك التحوالت من بسلسة أيضا يتسم ودولي جهوي سياق في تجري إصالحاتيهم مشروع ؛ اإلنجاز قيد الموجود الوطني للمشروع الكبير الرهان وتحصينها استكمالها . تام وعي الرئيسيين للفاعلين يكون أن األساسي ومن كافة المجتمع يعني كما الدولة،

ولكن فيه، الشروع تم الذي اإلصالحي العمل وبأهمية الجارية االنتقاالت بأفق فقط ليس: . بينها ومن سيرها تعترض أن يمكن التي بالمخاطر أيضا

اإلصالحات، أجندة في التحكم في عدم لنقص نظرا أو توقيتها تزامن بسبب؛ الكلي انسجامها

الظرفية لإلكراهات االستسالم في خطر تراخي حصول أمام الباب تفتح التي ، ؛ اإلصالح ألهداف االنتقائي أو الجزئي التطبيق أو التخلي أو الجهود

حادة داخلية أو خارجية أزمة ؛ حدوث الجارية للدينامية فجائيا توقفا تسبب قد ،العمل في الكافية الوتيرة أو المطلوب السقف بلوغ على القدرة عدم

؛ اإلصالحي فيها رجعة ال للتغيير، دينامية بإطالق الكفيلة ، . بها الملتزم واالتفاقيات القوانين تطبيق هي عدم ديموقراطية دولة أن ذلك

. قوية دولة أيضا

. كذلك لتصبح وقابلة هشة بطبيعتها هي انتقال كل مكتسبات فإن إن ثم، ومنمخاطر من االنتقال وصون توطيدها على الدائم للسهر مدعوون الفاعلين

. المالءمة في خاصة، بصفة الدولة ودور دورهم ويتمثل الوراء إلى التراجع

29

Page 30: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

تظهر أن يمكن التي والتحديات، الرهانات مع الوطني للمشروع المستمرةالمستقبل .في

طريق على المتبقية األشواط أن والسيما جدا، حاسم هو الجماعي االنشغال هذاالرتبة : اليوم يحتل فالمغرب طويلة تزال ما البشرية التنمية 124التنمية مؤشر سلم في

الرتبة فيه يحتل الذي الوقت في .108البشرية، الفردي الدخل معدل مستوى علىألن قابلة ثقيلة، سلبية حصيلة تشكل أن المتعددة النقص مواطن وبإمكان

. تتوافر الخطر، هذا مواجهة وفي التصحيح مجهود لحظة، أية في تعيق، . وأيضا المؤهالت هذه معرفة وتشكل وأساسية واعدة مؤهالت على البالد

نحو للسير األساسي الشرط شك، أدنى دون للعجز، الكبرى المكامن. وثقة تبصر بكل المستقبل

30

Page 31: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

المستقبل : .2.6 وبؤر المؤهالت الغد استشرافمغرب

المؤهالت:

ومكتسبات تقدما المغرب حقق الفارطة، سنة الخمسين مدى علىالعمل. بنيوية فإن والتوطيد، المخاض من طويل مسار نتاج هي اإلنجازات هذه وألن

. الخصوص، على المؤهالت، هذه وتتعلق الجميع على ملقاة مسؤولية يعد تحصينها علىيلي : بما

لألمة* لالنتماء متين : أساس اإلحساس كان االستقالل، من قرن نصف بعد: وتوقده الوطني الشعور حيوية بذلك تشهد كما وراسخا، متينا يزال وما لألمة باالنتماء

إدانة قريب وقت وإلى الخضراء المسيرة االستقالل، أجل من النضال االحتالل، مقاومةأحداث . 16إجماعية السياسية بالتوترات تأثر قد لألمة لالنتماء األساس هذا كان وإذا ماي

" صميم " من ينبثق أن استطاع مميز كمبدإ ، معا العيش فإن طويلة، لمدة هيمنت، التيالقائمة العصرية القيم حول الملتئمة المتعددة، الروافد ذات للمجموعة، االنتماء هذا

. يؤلف الوطنية للمجموعة فاالنتماء واإلثني واللغوي االجتماعي والتمازج التعايش علىاالجتماعي الرأسمال ويثري المشتركة، القيم قاعدة ويرسخ الخاصة، الهويات تنوع بين

التنمية في تسهم متعددة أبعاد وتلك ؛ والتضامن االجتماعي الرابط وينتج المتقاسم،البشرية.

: مشروعة* مؤسسات حول ديمقراطية تطبيع مكتسبات الحياة يشكل

والسياسية . إحدىالمؤسساتية فمؤسساتنا اليوم مغرب مكتسبات في أهم المتجذرةالديمقراطية القدم، المتطلبات وجه في مفتوحة الكونية أصبحت تنظم والمعايير التي

. و، الحقدولة اإلنسان وحقوق والفردية العامة القواعد والحريات فإن ذلك، على عالوةالسياسية الحياة وتنظيم المؤسسات لعمل أغلبية األساسية بانخراط الفاعلين تحظى

على السياسيين. تقوم مشتركة، أرضية حول جميعا يلتقون ستراتيجيةااختيارات وهؤالءتزكيها واضحة أعلى و ، الدولة سلطةتدعمها : .في االختيارات هذه مقدمة الملكيةوفي

ومتسامح الدستورية، متفتح بإسالم إدانة التمسك اإلنسان، حقوق الديمقراطي، الخيار ، المؤسساتي عن العنف على ةالشرعي والخارج واالنفتاح التضامن السوق، اقتصاد ،

العالم.

المجتمع* : دينامية الحفاظ المغرب استطاع األخيرة، سنة الخمسين مدى علىالتنظيمات : السياسية األحزاب خالل من ذاتها عن عبرت داخلية، دينامية على باستمرار

الحكومية غير المنظمات المدني، المجتمع اإلعالم، وسائل الوسيطة، الهيآت النقابية،حقوق وعن اإلنسان، حقوق عن المدافعة المنظمات االجتماعي، الميدان في العاملة . تتقوى موصول بشكل الموطدة الدينامية هذه والرياضية الثقافية الجمعيات المرأة،

. للبالد جديدة آفاق لتفتح وتتنوع،31

Page 32: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

الجمعيات، وتأسيس الصحافة لحرية قانوني إطار وجود فإن السياق، نفس وفيبالنظر والسيما أساسية، مكتسبات تعد واحترافي يقظ إعالمي حقل بروز إلى باإلضافة

. لبالدنا الجهوي المحيط في المتداولة المعايير والنقابي إلى الحزبي المشهد أن كما . أما التنمية مستوى على جديدة أدوار وألداء بنيوي لتجديد الراهن، الوقت في يستعد،

الديمقراطية، الممارسة لتعميق وحرية  بالنسبة الحق، دولة لترسيخ السير وموصلةالحريات من األول المستوى غياب في ممكنة تكون لن فإنها والجماعات األفراد تعبير

على يحافظ كيف العموم، على المغرب، عرف المسألة، بهذه يتعلق ففيما األمن، وهو . فتمظهرات وهكذا العنف مع ويقطع والممتلكات، األفراد أمن ويضمن المدني، السلم

يمكن ال الخارج من اآلتية اإلرهابية، االنحرافات عن المحلية والتعبيرات الطمأنينة عدم. األساسي المكسب هذا أهمية تنسي أن

البشرية * التنمية مجال في أكيد : تقدم من استقالله، غداة المغرب، انطلق . األشواط عليها تشهد جهود، بذل تم الحين، ذلك ومنذ البشرية للتنمية ضعيف مستوىالغذائي، واألمن والتمدرس، الحياة، معدل ارتفاع مستوى على المقطوعة المتعددة

الدخل ومعدل اإلجمالي الفردي الدخل ونمو التحتية، والبنيات الماء وتدبير الصحة وولوجالفردي.

يجسده االقتصادي، للعمل عصري إطار على اليوم بالدنا تتوافر ذلك، على وعالوة - تنظيم اقتصادي، الماكرو االستقرار األعمال، قانون الفردية، والمبادرة الملكية قانون . الثالثي القطاعين أهمية عن فضال هذا العمومي المالي القطاع قوة االجتماعي، الحوار

. لألنشطة مختلفة قطاعات في مغاربة أبطال وبروز الخام، الوطني اإلنتاج في والثاني

عمومية إدارة بفضل أيضا المغرب شهده الذي التقدم هذا تحقق توفقت، ولقدبمهامها، االضطالع في العموم، التي على الجسيمة المشاكل تزال رغم منها ما تعاني

اليوم إلى العمومية يعد . المرافق بلد وبذلك، عمومية ايتو امنظم االمغرب إدارة على فرقادرة موظفين هيأة وعلى إجماال، قوية في ، االنخراط وأوراش على اإلصالح مشاريع

والتحديث.

في التحكم عبر الديموغرافي، انتقاله تسريع في المغرب نجح ذلك، جانب وإلىالمقترن األعمار، هرم بذلك معدال بساكنته، المتعلقة وكذا الطبيعية النمو معدالت

. الجانبية آثاره في التحكم شريطة فعلي، ديموغرافي بتمدين

الدولي * الصعيد على ثابتان وانخراط : انفتاح أيضا تلمس بالدنا مكتسبات إنمنذ والدولي، اإلقليمي الصعيدين على فعليا المغرب حضور تأكد حيث ؛ حدوده خارج

. الستقالله األولى السنوات

32

Page 33: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

على برهن كما واإلسالمية، واإلفريقية العربية المحافل في رائدا دوره وكانالدولية المعاهدات إلى انضمامه ذلك على يشهد الدولي، الصعيد على دائم، حضور

. االقتصادي االنفتاح من جعل وقد المتحدة األمم هيئة حظيرة في ونشاطه الكبرى،للتبادل اتفاقيات عدة في األخيرين، العقدين خالل وانخرط، استراتيجيا، خيارا والتجاري

الحر.

والعمق األطلسية وراء وما األورومتوسطية والشراكة المغاربي الخيار ويمثل . هذه صيانة تشكل ثم، ومن اليوم لمغرب أساسية مكتسبات واإلفريقي، العربي

اختزالها يمكن ال دائمة، مهمة البالد وتنمية الوطنية المصالح يخدم اتجاه في المكتسباتيقوم التي الموازية، الدبلوماسيات أن ذلك ؛ فحسب الرسمي الدبلوماسي العمل في

في المغرب ومكتسبات األعمال، ورجال العلم ورجاالت والمثقفون المدني المجتمع بها. جديدة بدينامية تبشر الدولي، الصعيد على واإلشعاع، والعمل االنفتاح مجال

المستقبل : بؤر

األبعاد تهم التي البنيوية، العجز وأنواع بالعوائق تتعلق التي تلك وهيبؤر من الخروج بدون إنه حيث بالمغرب، البشرية للتنمية المحورية

البالد تنمية مستقبل أكيد، بشكل سترهن، فإنها إلى. المستقبل، وبالنظرأخرى إمكانيات أمام الطريق ستفتح تجاوزها فإن الحاسمة وآثارها المعقدة ترابطاتها

. الوازنة لالتجاهات الحالي المسار في االستمرار لمستقبل مغاير لمستقبل

أثناء تشخيصها تم التي والعوائق العجز مجاالت من بعدد ترتبط رئيسية، بؤر إنهاالمستقبل : تحديات ضوء وفي االسترجاعي، التحليل

مجال : لمعرفة ا * في دالة قصور مواطن المعرفة، هنالك نقلهاوولوجها وإنتاجكل ،ونشرها والتكوين، أشكالها : في األمية، التربية الثقافي محو المعارفنشر ،اإلنتاج. و ،الضمنية واالبتكار العلمي البحث

المعرفة إرساءإن واقتصاد المعرفة قصوى اليوم أضحىمجتمع في ،ضرورةالدولية المنافسة . وإطار من الرغم وعلى التبادالت وعولمة االقتصادي االنفتاح

المغربية المجهودات التربوية المنظومة فإن بذلها، تم التي بأزمة ت الموصولة مرومصداقية القصور مشروعية . تغذي االجتماعية فاألدوار المعرفة مجال في الحاصل

سلب تأثرت للمدرسة كما يواالقتصادية ذلك يشهدا، صعوبة على من تعانيه نقل في ماالمواطنة والتقدم، وقيم التعلمات االنفتاح جودة مستوى على تراجع من يعتريها وما

الضرورية والكفايات األساسية القدرات ) لتنمية الحساب، الكتابة، في القراءة، التحكم.(اللغات

33

Page 34: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

المغربي: االقتصاد* االقتصاد الفارطة، حقق عقود خمسة مدى على .نتائج ، باهتة التقدم الجوانببعض ب يتعلقفيما و كان عصري ملحوظا،، اقتصاد أسس بناء تم ،حيث

في تدريجي تحكم إطار . يةاالقتصادالماكرو-توازنات الفي المقابل وفي فإن ،والتضخمأعاقا استقراره وعدم النمو مستوى كبير ،تواضع البشرية ،بشكل أن. بالتنمية كما البالد

الفالحي المناخية تظلالذي ،القطاع بالتقلبات مرتبطة كان نتائجه إذا هامة ، مكانة يحتلالوطني االقتصاد الرئيسي يعد فإنه،. في يعاني هشاشةال فيالسبب التي المستمرة

أن. الوطني اقتصادال منها لثمار ضعفكما العادل غير بالتوزيع ارتباطه في العام النموالتي المكثفة، البطالة وغذى اجتماعية تفاوتات أفرز قد الشغل سوق ولالتوازنات النمو،

تزال ظلت البشرية تحد وما الفجوة ،لبالدلالتنمية . وتعمق يعرف فالمغرب االجتماعيةبطالة من معدل أقل إلى يتراجع من. 1982منذ % 10عام الرغم فعلى الفقر، أماأنه نسبيا، تراجعه يزال إال . خمسة يهم ما مغربي ماليين

دائما يتمكنلم: اإلدماج * مختلف المغرب إدماج من المنصرمة سنة الخمسين خاللمجتمعه الترابية، مكونات .في ومجاالته التنموي األول مساره المستوى يالحظ ،فعلى

المغربية أن تحتل المرأة ولم مبعدة في ظلت كاملة ؛ لبالدنا ةالتنموي الديناميةمكانتهالدى فمستوى القرويات خاصة والنساء، التنمية مقلقا منهن ظل ذلك يشهدكما ،، ،على

النساء بطالة ومعدل الفتيات تمدرس األخير ،معدل القرن نصف ذلك خالل أول أ ؛ ناألمية وقع إجحاف في يتمثل النساء حق حرمانهن التي ،في في إمكانية تتسبب من

المغرب، تطور في الكلي ثمة، االندماج واسع ومن مكون مؤهالت من البالد حرمانمن أن . ساكنتهاومهم لم كما الالزمة الشباب مكانته مسير يحتل أن . التنمية ةفي ومع

تمثل فتئت ما الشباب المغاربة، فئة السكان اندماج فإغالبية واالقتصادي هان االجتماعيمحدودا، سنة خالل ظل بسبب الفارطة الخمسين تأطيرها، ، في قصور انخراطها وضعف

. المستوى أيضا يهم اإلدماج في النقص هذا والرياضي والثقافي السياسي الحقل. التنموي المسار في إدماجها يتم لم ببالدنا كاملة جهات دامت ما الترابي،

التنمية من واإلقصاء بل اإلهمال، من يعاني ظل طالما فإنه القروي العالم أمابالزراعة. مرتبطة القروية المناطق من العديد بقيت ما فغالبا وبذلك والتحديث

واألمية. الفقر وانتشار الشغل، فرص وقلة للبطالة غيرها من أكثر ومعرضة المعيشية . جعل ما وهذا أخرى أحيانا سيئة، وجد أحيانا، بدائية، عيش ظروف وهيمنة واألمراض،

. جلي تطور درب على ذلك، مع يسير، لمغرب اآلخر الوجه يشكل القروي العالم

: الصحة* فإن للصحة، الوطني النظام حققه الذي الملحوظ التقدم من الرغم علىإلى باإلضافة عدة، عوامل بسبب ومحدود عادل غير يزال ما العالجية الخدمات ولوج

الجماعية الصحية والتغطية الصحة مجالي في العمومي اإلنفاق من ضعيف مستوىوفي والعالجي، الطبي التأطير في الحاصل النقص يفسر الذي الشيء ؛ والخاصة

. الصحي للنظام العامة اإلنجازات إلى بالنظر ، االستشفائية التحتية البنيات

34

Page 35: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

لنسبة األسر تحمل يضاعف ذلك، إلى للصحة % 50وإضافة اإلجمالي اإلنفاق من . العالجات باهضة التكلفة تشكل كما الصحية الخدمات ولوج في التفاوتات حدة من

والسيما العالجات، لولوج إضافية حواجز الطبية، للخدمة العادل غير الجغرافي والتوزيع . بنظام المتعلقة النواقص فإن اإلطار، نفس وفي والمعوزة الفقيرة للساكنة بالنسبة

العمومية، للسياسات المميزين واالنسجام التنسيق ضعف وخاصة، الصحة، حكامة / هذا في العمومي العمل نجاعة ضعف إلى تفضي ؛ التنمية بالبحث االهتمام ومحدودية

الميدان.

تبرز بشكل ببالدنا، البشرية التنمية مستوى في سلبيا تؤثر االختالالت هذه وكل . تكلفات عنها تترتب كما الحياة ومعدل الوفاة ومؤشرات الساكنة صحة على انعكاساته

. بالقطاع العاملين مردودية في وتراجع مهمة، اجتماعية

الذي : الحكامة* بالمعنى بحكامتها، يتعلق االستقالل منذ آخر، أفقيا عجزا بالدنا عرفتبالمجال األمر تعلق سواء السلطة، وممارسة التسييرية والقيادة التدبير أسلوب يفيد

. تم التي بالطريقة أساسا، الجيدة، الحكامة عوائق ترتبط وهكذا، المقاولة أو العمومي . في المالحظة الفروق فإن ثم، ومن البشرية للتنمية المهيكلة المبادئ تطبيق بواسطتها

التالية : الميادين تهم الحكامة تطبيق مجال

منعدمة الميزةهذه: المشاركة كانت ما و أثناءغالبا برامجنجاز إتصميم. ومشاريع وعدم مباشرةالمشاركة البدون أنه غيرالتنمية اهتمام للمواطنينالمعنية فإن الساكنة أن اإلنجازات، يمكن التقنية الطرق بأفضل صممت التي

عن البعد كل بعيدة الفعلية تبدوا مع للمواطنين، الحاجات متجاوبة وغير . طويال تستمر أن يمكن األفراد، على سلبية آثار ذات يجعلها مما انتظاراتهم،

التخطيط : ما عن غالبا التعبير التنموية تم وثائق المشاريع بواسطةتطبيق. مخططات وحتى ،لكن من المخططات تلك إعدادبل يعانيان ظال

عدة قصور فيها مع فالعالقة. مواطن متحكما يكن لم الكافي، الزمن بالقدراألولوية بسبب الظرفية ل إعطاء ذات العتبارات القصير ، نظراو .المدى

المفرطة البنيوية للمراعاة بها، التي ،للثوابت االلتزام وتفاديا يتعينالبعيد ألخطارل المدى على تطرأ أن يمكن عن . التي فإن وفضال بعضذلك،

ومشاريع المفرط التنميةمخططات بطموحها األحيان، بعض في اتسمت،للتطبيق، قابلة بجعلها الكفيلة الشروط مراعاة بعدم أو التجزيئي وطابعها

. عميق زمني مدى في ومندرجة

القرار اتخاذ االرتجال : منظومة من عانت طالما المنظومة هذه أن يالحظالوقت في التصرف إلى واالفتقار البطء ذلك من العكس على أو والتسرع،

. يكن لم القرار اتخاذ أن كما واالستباق التوقع على القدرة وضعف المناسب،35

Page 36: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

الرهانات في ودقيق معقلن وتحكم استكشافية دراسة على مبنيا دائماضوء. في اتخذت، التي القرارات من محدود عدد سوى هناك وليس المطروحة

بدائل ذات دراسات على ومؤسس النظر وجهات تعدد على منفتح نقاش. وقعها أو مقاربتها باعتبار أو الكيفي، أو الكمي المستوى على سواء ناجعة،

التقويم من :ثقافة العديد وممارسة تفكير في راسخة تكن لم الثقافة هذه . السياسات أن خاصة، بصفة القول، ويمكن بالدنا ومؤسسات تنظيمات

تكن لم وبالمنتخبين، العام الشأن تسيير على بالمشرفين المنوطة العموميةالمحتملة السلبية آثارها لتجنب والتصحيح، لالستدراك ثم، ومن للتقويم، تخضع

. للساكنة الكريم العيش على

للعموم، تنشر ما نادرا نتائجها فإن وتقويمات، بافتحاصات القيام حاالت في وحتى . مهم عدد ونجاعة مصداقية من حد ما وهذا عليها المعنيين المواطنين إطالع يتم وقلما

. والمشاريع المؤسسات من

اإلدارية : المحاسبة العقوبات تطبيق وكذا الحسابات، تقديم أو المحاسبة إنلم الحسابات، تلك نتائج عن المترتبة االنتخابية، أو القضائية أو السياسية أو . من باإلفالت اإلحساس فإن المقابل وفي بالدنا في متداولة عملة بعد تتحول

أو األخطاء تكرار إلى ودفع العمومي، بالمال التالعب على شجع العقابالمفتقرين األشخاص من للعديد مستحقة غير مكافأة منح على عالوة التهاون،

للكفاءة.

على المهنية عالقاتهم في يرتبطون ال المواطنين أن يالحظ االستقالل، ومنذ : أيضا فلهم كمواطنين، واجبات عليهم كانت فإذا اإلدارة مع التعاقد من نوع أساس

. العمومية الشؤون تدبير على المسؤولين بمحاسبة المطالبة في الحق بينها ومن حقوق،

في والسيما كبرى، اختالالت عبر تتجسد والفروق التباعدات هذهوالمواطنين : اإلدارة بين والعالقات والالمركزية القضاء الرشوة. مجاالت أما

التالعب ) خالل من المحاسبة مصداقية تهدد أنها بما الحكامة، لسوء آخر تجليا تمثل فإنها .) ( ) وتبرز المنصفة المعاملة في المواطنين حق بتجاهل واإلدماج المنظمة بالقواعد

عالقات من يضعف قد مما عادي، سلوك وكأنها معها التعامل في أكثر الرشوة خطورة . األعمال مناخ على ويشوش واإلدارة، المواطنين بين الثقة

البالد فإن المستقبل ببؤر المرتبطة اإلشكاليات لحل الصائب غير للتدخل ونظرا . رافعات إلى البؤر هذه تحويل فإن وبذلك، الستمراريتها المعقد الطابع آثار تحمل تواصل

. جديدة آفاق فتح من ذلك، مقابل في سيمكن، للتنمية حقيقية

36

Page 37: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

اإلشكاليات االعتبار بعين يأخذ أن المغرب على يتعين االتجاه، نفس وفي . وتحالفاته الدولية، التزاماته فسبب وهكذا والدولي الجهوي محيطه بتطور المرتبطة

تيارات في اندماجه ومحدودية الطبيعية الموارد على توافره، وضعف االستراتيجية،مغرب سيجد ؛ العالمية الدولي 2025التبادالت بمحيطه متأثر وضع في بالضرورة نفسه،

قوى صعود سيشهد لكنه األمريكية، بالقوة مهيكال سيظل محيط ؛ المناخية وبالتغيرات . سيواصل األوربي السياسي المشروع تطور أن كما والبرازيل والهند كالصين جديدة

. تفيد، ستظل العولمة كانت فإذا جهتها، ومن الجهوي محيطنا على القوي تأثيره ممارسة ) ( فإنها ، والمالية التجارية التدفقات تحرير العالمي االقتصاد اإليجابية، بإسقاطاتها : بعض استنزاف البيئي، المحيط تدهور بجدية تطرح سوف تحديات بروز في ستسبب

. على ومنها، مهمة، تغيرات ستشهد فإنها المجتمعات أما الهجرة مشاكل الطاقة، موارد : دور وتأكيد المعلوميات، تكنولوجيا سيطرة الديموغرافية، الشيخوخة الخصوص . حدة من تضاعف أن يمكن المناخية التقلبات فإن ذلك، جانب وإلى المدني المجتمع. - اإلنسان على كبرى انعكاسات من عنها سينجم ما مع اقتصادية، الماكرو الالتوازنات

هجرة، كبلد األخيرة، السنوات في بدوره، المغرب تحول فقد أخرى، ناحية ومنشبه قوية هجرة لصالح العبور أو لالستقبال بلد إلى سرية، أو قانونية أكانت سواء

. تسببها. التي االضطرابات إلى بالنظر التأثير بالغة يصبح تكاد المظاهرة وهذه صحراويةمزدوج، ضغط وضعية في الظاهرة، هذه نتيجة يوجد، الذي المغرب على يتعين ولذلك،

فضال المشكل، لهذا بنيوية حلول عن إسبانيا، والسيما األوروبيين، جيرانه مع يبحث، أن. إنسانية بطريقة معالجته ضرورة عن

الكونية والمقتضيات اإلعالم، لوسائل المتنامي فالدور آخر، مستوى وعلىوفرض الحدود، اختراق نحو تتجه رهانات كلها الحريات، واحترام الديمقراطية لشفافية . مباشر وتأثير عالمية انعكاسات لها ستكون رهانات وهي الجميع بين مشتركة معايير

. بالدنا على

الطرق. 3.6 المغربفيمفترق

. االختيارات بتعدد متسم تاريخي وضع أمام فهو الطرق مفترق في المغرب يوجدومتعارضين : رئيسيين خيارين حول المطاف، نهاية في تنتظم، التي الكبرى، والمشاريع

استثمار عبر والتنمية، للتجديد رائدة دينامية في بقوة تنخرط أن للبالد يمكن ناحية، فمن . ومن وبنيوية دائمة سيرورة اإلصالح سيرورة جعل خالل ومن أمامه المتاحة الفرص

يصطدم أن يمكن للتنمية، المعيقة المستقبل لبؤر حلول عن فالبحث أخرى، ناحية. له نهاية ال بتأجيل

37

Page 38: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

: القادمين العقدين أفق في المغرب، أمام اليوم المتاحان الطريقان هما وهذانطموحة برؤية مدعم طريق مقابل في واإلحباط، التراخي إلى يدفع تراجعي، طريق

. المغربي الشعب مؤهالت مستوى في وإرادية،

المتعلقة المكتسبات وتوطيد القادمة األجيال نجاح فإن المنطلق، هذا ومنتجاوز على تتأسس إرادية رؤية في االنخراط عبر بالضرورة، يمران البشرية، بالتنمية

. والممكن المأمول المغرب رؤية وهي ؛ المستقبل بؤر

لمغرب التراجعي 2025الطريق

مع وعوائقه، عجزه مواطن تجاوز على العمل إلى اآلن من يبادر لم إذا المغرب إنفي سيكون فإنه للتنمية، حقيقية رافعات إلى سابقا، إليها المشار المستقبل، بؤر تحويل

الجارية اإلصالحات تصبح لم إذا محتمال، يظل سيناريو وهو ؛ تراجعي سيناريو مواجهةقابلة مزايدات محل أضحت إذا أو أهدافها تحقيق إلى تصل لم وإذا وراسخة، متينة

مستوى في البالد تكن لم إذا أيضا ولكن أوراشها، في الجماعي االنخراط إلضعاف. الدولي محيطها يشهدها التي والتغيرات الجديدة الرهانات مع بذكاء التكيف

لمغرب المقبولة غير التراجعي، السيناريو لوحة يلي تتبدى 2025إن : كما

الحكامة بنظام المرتبطة النواقص حدة الديموقراط ،ازدياد التطور تعيق أن يمكن ،يالتيالتنمية سيرورة على سلبيا تؤثر ؛ وأن

. التعليم أما والمردودية الجودة مشاكل مواجهة في سيكون أنه غير معمم، ابتدائي تعليمللتالميذ، المتوقعة األعداد ثلثي من أكثر إقصاء في سيستمران فإنهما واإلعدادي، الثانوي

نسبته تبلغ لألمية معدل تأهيال 20%مع أقل بشرية وموارد المنافسة ،، تحديات مواجهة في؛

الساكنة من واسعة شرائح وتهميش الفقر نتيجة للعالجات منصف غير من ،ولوج بالرغماألمهات وفيات معدالت وتراجع الصحية، التغطية مستوى على بذلها المتوقع الجهود

الظهور حديثة المرضية والحاالت المعدية األمراض بعض وكذا جنون (واألطفال، السيدا،.... الطيور أنفلوانزا عدد )البقر، سيهدد مؤكدا خطرا ستشكل الساكنة؛ اكبير االتي من

كافية غير نمو بوتيرة يتسم تنافسية أقل يتجاوز ،اقتصاد بطالة معدل في م 20%مسببا ع،واإلقصاء ت والتهميش الفقر لظاهرة وتوسع ؛ عمق

تت أن الممكن من الطبيعية الموارد في تدريجية ديموغرافي ،ارعسنذرة ضغط تأثير تحتمالئمة غير أنماط ونتيجة باطراد، تقلص و للتدبير.مرتفع مع مائية أزمة المغرب سيعرف

النباتية التغطية أن ،في إلى تيمكن الغابات 600تراجع من هكتار ؛ ألفمما فضع العولمة، إكراهات عليه قوي تأثير له سيكون ما بين من الذي الفالحي القطاع

القروية الهجرة بقوة ولضواحيها، ،سيضاعف للمدن العشوائية التنمية حدة من وسيزيد. الشغل سوق على قويا ضغطا سيمارس كما38

Page 39: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

من مغلقة دائرة نحو بالبالد تدفع أن العوامل من السلسلة هذه لتضافر ويمكنواالنكماش .،التراجع فيها متحكم غير وضعية إلى تقودها وأن

والنخب المسؤولين اهتمام يلفت أن يجب المقبول الغير السيناريو هذالألمة االجتماعي النسيج ثم، ؛ ومجموع لتحقيق ف ومن ممكن بديل هناك كان إذا

عنه، اإلعالن مجرد في ينحصر ال الواقع أرض على تجسيده فإن التقدم،والتزاما وحسما يقتضيطموحا .ألنه

والمؤ الممكن ولمالمغرب

وعلى المالحظة التغيير بذور على يتأسس مأمول مستقبل تصور إن. تمستلزما المسار توطيد حول التصور هذا ويتمفصل المنشودة التنمية

االجتماعية الفوارق والتقليصمن لالمركزية، الناجح والتدبير الديموقراطي. للعولمة المالئم واإلدماج واإلقصاء

سنة أفق في المأمول المغرب يكون هو 2025إن القيم ابالدأن على منفتحةالتقدم قيم وتتقاسم الثقافي، بتنوعها معتزة بجذورها، متشبثة ؛ الكونية،

التحتية والبنيات للخدمات معمم ولوج على يقوم وتضامنا إنصافا أكثر مغربأفضل عيش شروط مواطنيه لكل ويضمن ؛ األساسية،

البشرية التنمية سيرورة في المحلية جماعاته كل تسهم حيث المركزي، ،مغرب . النموذجية فالسمة وهكذا، المادية وغير المادية وإمكاناتها تنوعها تثمين مع

اللتزام ستك المغرب المميزة في وبالديموقراطية توفر، حاسم، مؤهل بمثابة نالممكن للمخرج الوحيد الباب الجنوب، بأقاليم المتعلقة ذاتي: الحالة استقالل

للسيادة تام احترام في لشؤونها، الديموقراطي التدبير صالحية للساكنة يتيحللمملكة الترابية ؛ والوحدة

مندمج المعرفة ،مغرب مجتمع في واسع ؛ بشكلوممارسة أخالقيات في بعمق راسخة الجيدة الحكامة فيه تكون حيث مغرب

التنمية في الفاعلين ؛ كافةتحميل تقوية في المتمثلة والزمتها البشرية االمكانات تحرير فيه يجري مغرب

الهادفين األفراد جهود تعرقل وال تعيق ال محفزة، بيئة ضمن لألفراد، المسؤوليةبأنفسهم مصيرهم تقرير ؛ إلى

عل وقادر العالم، على ومفتوح تنافسي مندمج، قوي اقتصاد على يتوافر ىمغربوالثروات؛ الشغل تعميم

؛ بدقتها اليوم تتميز التي قوانينه يطبق مغربسنة قبل لأللفية التنموية لألهداف استجاب قد سيكون ؛ 2015مغرب

. والدولي والمتوسطي واإلفريقي المغاربي محيطه في بعمق مندمج مغرب39

Page 40: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

جد االستثنائية الدولية الظرفية توفرها التي اإلمكانات وتعتبرمن. والفعالية والذكاء باإلرادة التسلح استثمارها يستدعي لذلك متميزة

المغاربة مماثلة ثومن. قبل نهج طريق عن المعرفة اقتصاد في الفعال فاالندماج م،الميدان، هذا في والدولي الجهوي المستوى على المقارنة التحليالت نتائج مع

األعلى "توفر نحو . دلالقتصا  "مخرجا العقدين خالل لبالدنا، يمكن وبذلك، المغربيأن مشروع تطمحالقادمين، وضعية ال إلىبشكل من وسيطة " انتقال وضعية "بالد إلى

لإلقالع " يتجاوز "بالد قار دخل على . 8000تتوافر أن أيضا للمغرب يمكن كما للفرد دوالريلي ما تحقيق إلى : يطمح

من أقل إلى الكبار أمية نسبة من المقاوالت % 5التقليص مستوى على التام محوها مع؛

من أقل إلى البطالة معدل من ؛ % 10التقليصإلى العمرية الفئة نفس ذوي البكالوريا مستوى في التالميذ نسبة من ؛ 70%الرفع

إلى والتنمية البحث مجهود من اإلجمالي؛% 5الرفع الفردي الدخل منمن أكثر إلى للوصول التكوين من سنويا المستفيدين المهندسين أعداد 40مضاعفة

لكل سنة 10.000مهندسا أفق في السكان إقبال 2025من تشجيع من يمكن وبشكل ، مهمش وضعية في اليوم توجد التي والتقنية، العلمية الشعب على المغاربة ؛ة الشباب

جعل إلى المسؤولية % 40السعي مناصب إليهن؛ الموكولةمن ترجع للنساءيفوق ما الطاق % 15تغطية مصادر باعتماد الطاقية الحاجيات ؛ المتجددة ةمن

. األساسية الخدمات ولوج في المغاربة كل مساواة تحقيق

نحو .4.6 المأمول :2025السير السيناريو رهانات

الزمنية بفضل من فيالتفكير اتيحهيي تال المسافة قرن نصفأن للبالد يمكن البشرية، ورزانة ماضيها إلى اليوم تنظرالتنمية كما بتأن ،

التقييم بين توفق مقاربة خالل من بثقة مستقبلها تستشرف أن يمكنهاالرؤي وموضوعية اإلرادية بين وما والصرامة، ت. هالذاتي بالدنا ضرورةذوها حإن

مشتركة مقاصد حول الذي وبناءالتعبئة إليه تالمستقبل له مستقبل ؛ طمح اإلعداد يتمعليه سيكون لما الخضوع .بدل

المأمول، المستقبل هذا نحو شيء، وللتوجه كل وقبل أوال البالد، على يتعينللمعيقات النهاهئي التجاوز لعوامل تحقيق مصدرا كانت والتي بعمق، تشخيصها تم التي

.ماالتي ،التأخر مستقبلها ترهن تزال

40

Page 41: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

ينبغي من أن لبالدناكما المستقب تجعل حاسمة لبؤر فالمعرفة،: رافعاتالصحة اإلدماج، االقتصاد، كلها العيش وإطارالحكامة، بأولوية ميادين؛ تحظى أن يجب

جديدة اإلصالح رهانات إليها تنضاف .والعمل،

الرؤي لهذه ملموس مضمون تحديد ،ةوإلعطاء من يمكن طرقعددكان. وإذا أن العمل متقاسمة صحيحا تكون أن يمكن فإن الرؤية السبل،

تحقيق إلى هذ المفضية متعددة الرؤية هأهداف بالفعل وتشكلتبقىالسياسية وهدفموضوع المرونة يتعين : ينبغي أنه غير. الممارسة مراعاة

وضع في التكيف على ل الوطنية األجندةوالقدرة قابلة يجعلها بشكل المستجدات ، إدماجالبديلة اإلثراءات ذاته ومختلف الوقت وفي على من ف االنطالق ،، البالد بعض توطيدقدرة

الحاسمة وإصالحاتها لها، والتي أوراشها إلى ينبغي أن بالنظر ورهاناتها، تسموطبيعتهاالسياسية اتالظرفي عن إنجاز  .والتناوبات السياسية القيادات إلى يرجع فإنه ثم ومن" العمل هذا " تتنافى ال المضمار هذا في التوافقات أن من الممارسة بالرغم مع

أن الديموقراطية ذلك من ؛ التربوي حجمقضايا المعرفة، و ،اإلصالح مجتمع في االندماجأو الفقر ومحاربة التراب، ل معادلة ال باألحرىوإعداد قضايا ؛ لماءالصعبة جميعا تشكل

يجعلها الحساسية وبالغةحاسمة مما ممركزة تستدعي ، وطنية بتعاقدات حول االلتزامتحقيقها أهداف من مناص ال .إرادية،

من ، 2025فأفق أن ا يستلزم األقل يفوز،لمغرب المستقبل ب ،على رهاناتالتالية : الخمس

السياسية الممارسة وتحسين العاديةتوطيد الوطني التماسك وتقويةالحكامة ؛ نظام

المعرفة ومجتمع اقتصاد للمغربفي قوي اندماج شروط ؛ توفيرمن يستفيد تنافسي اقتصاد بناء الديم انفتاحإعادة ؛ غرافيةوالنافذة

أشكال جميع مكافحة رهان التضامن اإلقصاءربح تنظيم والتغلبات وإعادةالفقر؛ على

مخاطره، وتجنب االنفتاح فرص جديدة والمضياستغالل مقاربات في.لبهدف الجهوي لتموقع

وتحسين الوطني التماسك وتقوية العادية، السياسية الممارسة توطيدالحكامة : نظام

الديمقراطي، انتقاله يستكمل أن فقط، ليس المغرب، على يتعين . هذا إن العادية السياسة الممارسة إطار في دائم، بشكل يستقر، وأن بل

وفي الديمقراطي باالختيار مقتنعين فاعلين بفضل إال يتحقق لن االنتقال : دورها استمرارية في تتولى، ومواطنة دستورية ملكية مقدمتهم

41

Page 42: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

هذه مراحل مختلف قيادة للمجتمع، الحية القوى مع وبتوافق التاريخي،. السياسية السيرورة

إلى السياسية لألحزاب الكمية الوفرة من االنتقال االنتخابية للعمليات وينبغي . السياسي الحقل هيكلة إعادة إلى سيدفع ما وهو والبدائل المشاريع في التعددية

. النخب دور تجديد وإلى واضحة، إيديولوجية أقطاب حول الوطني

فعال أصبح السياسي لاللتزام االعتبار إعادة فإن المنظور، هذا ومندور وطنيا غرار على السياسية، األحزاب ومكانة دور استرجاع الضروري من بات كما ،

. المدني والمجتمع اإلعالم وسائل

استشرافية نظرة تلقي ألن كلها مدعوة الفاعلين، من الثالث المجموعات هذه إنتطرأ التي التحوالت ومع المجتمع، يشهدها التي التغيرات مع تتأقلم وأن المستقبل، على

. العالم عبر والتقنيات، األفكار على

دون يتحقق لن العادية السياسية الممارسة في االنخراط فإن آخر، جانب ومنللمعارضة ومؤسساتي بل فاعل دور تأمين ودون واالستقرار، األمن يضمن محيط توفير

السياسية.

نهجا بوصفها لالمركزية، جديد نفسا تعطي أن بالدنا على يتعين كماسياسة لتنظيم وكذا النخب، وقاعدة الديمقراطية الممارسة نطاق لتوسيع

. القرار اتخاذ مساطر بطء وتجاوز الساكنة، ومشاركة القرب

من تحسن أن العمومية والبرامج السياسات التراب البعد استحضار شأن ومنما المشترك العمل وتشجيع الالتمركز سياسة تعزيز ينبغي كما الدولة، تدخالت مردودية

. الدولة لعمل الترابي االنتشار عمليا تجسيد حتى الوزارية، القطاعات بين

العتبارات سواء مستقبليا، خيارا بدوره، الجهوية، اختيار ويمثلاقتصادية أو توفر ديمقراطية ألن مدعوة النهج، هذا في انخرطت التي فبالدنا ؛

والتمثيلية للتعبير فضاء إلى فعليا، تتحول الجهة تجعل بأن الكفيلة الوسائل لنفسها. ومندمجة منسقة عمومية سياسات لقيادة مؤهل ومحيط السياسيين،

المؤسسة تتمتع أن ينبغي فإنه المحلية للجماعات بالنسبة الشأن هو وفكماوالتنمية التراب إعداد مجال في خاصة والموارد، لالختصاصات واسع بتفويت الجهوية

" ترابي. " تقطيع على باالعتماد ، اإلدارية الخريطة استقرار على العمل أن كما االقتصاديةأي المغربية، لالمركزية االستراتيجيين المستويين دور ترسيخ وعلى عقالنية، أكثر

42

Page 43: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

مردودية من وللرفع الديمقراطية، لخدمة هامين مشروعين يشكالن والجهة، الجماعة. التنموية السياسيات

للتجديد اإلجرائية الالزمة هو العمومية الحكامة تجديد فإن وأخيرا،بشرية السياسي تنمية نهج في المغرب ينخرط لكي الضروري الشرط يمثل كما ،

. أجود مستوى وذات مستديمة،

أن ذلك ؛ وبالتفاعلية بالعقلنة يتسم أن القرار اتخاذ لنظام ينبغي ذلك، أجل ومنوضع على القيمة بصفتها الكاملة بالمهام تضطلع عندما نجاعة أكثر يكون الدولة تدخل

للفاعلين بالنسبة الشفافية شروط أوسع توفر وعندما الضبط، وقواعد االستراتيجية. واالقتصاديين واالجتماعيين السياسيين

لظواهر نهائيا ظهره يدير أن القادمين، العقدين خالل المغرب، على يتعين كماوالشفافية والمحاسبة الحركية من يجعل وأن العمومية، الموارد تسيير وسوء الرشوة

. العام الشأن تدبير في عادية قيما والتقويم،

غرار على حاسما، والمالية اإلدارية الرقابة مؤسسات دور يعتبر الصدد، هذا وفي . بصفته للمواطن، المقدمة الخدمة جودة أن كما اإلعالم وسائل أو (دور زبونا أو مستعمال

للضريبة البشرية )دافعا الموارد في الثقة تجديد معيار تصبح أن يجب العمومي، للمرفق. المادية اإلمكانيات ورصد الخدمة، هذه على القائمة

ومجتمع اقتصاد في للمغرب قوي اندماج شروط توفيرالمعرفة :

األهمية بالغ رهانا المدرسة تجديد منتجة يشكل بمدرسة األمر يتعلق ؛ . في إشعاع لها يكون وبمدرسة االجتماعي للرقي وضامنة المواطنة ولقيم للمضامين

الجودة رهان ربح على قادرة مدرسة ؛ التقدم ألفكار وحاملة بيئتها في مندمجة محيطها،بعد التعليم، رجال فيها يتحمل مدرسة والعشرين، الواحد القرن لمتطلبات واالستجابة

المتعلمين أجيال تجاه مسؤولياتهم كامل لهم، واالحترام والمصداقية االعتبار إعادةذات. البشرية بالموارد البالد تمد أن كهذه مدرسة مستطاع في وسيكون الناشئين

. التنمية معركة وربح المعرفة اقتصاد عوالم ولوج من بتمكينها القمينة الكفاية

السياسية النخب كذلك للبالد توفر أن المواصفات بهذه مدرسة شأن ومن. الوطني الديموقراطي المشروع إنجاح على القادرة واالجتماعية

43

Page 44: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

االكتفاء يمكنها ال المعرفة مجتمع في تنخرط التي األمة فإن أخرى، ناحية ومنالبحث مجال في ذاتية وقدرات بنيات على تتوافر أن لها ينبغي بل التكنولوجيات، بنقل

والتنمية.

دون يتحقق أن يمكن ال المعرفة مجتمع في االندماج إنجاح فإن ذلك، على وعالوة. األسر وكذا واإلدارات المقاوالت في واالتصال المعلوميات لتكنولوجيا الواسع االنتشار

من يستفيد تنافسي اقتصاد بناء الديم انفتاحإعادة ؛ غرافيةوالنافذة

السكان، عيش مستوى من للرفع ضروريا يبقى االقتصادي النمو إن - حاجياتهم وتوفير للمواطنين، اقتصادي السوسيو االندماج وهي. وتيسير

انفتاح تحدي رفع سوى المغرب أمام خيار من هناك ليس أنه إلى بالنظر ملحة ضرورة. القادمة السنوات خالل المتوقعة الديموغرافية، النافذة

فيما يطرحه الذي والرهان الديموغرافي، المتغير أن إلى بالنظر كبير، تحد إنهاالنتقال : يتعين فإنه وبالفعل، للبالد البشرية التنمية أفق يحددان أضحيا التشغيل، يخص

خلق وتيرة الحالي، 400.000إلى المعدل عوض المقبلة، األعوام في سنويا، شغل فرصةفي .200.000المتمثل

" رهانا " يشكل ديموغرافي عائد إلى الديموغرافية النافذة هذه تحويل فإن وإجماال،. القرن هذا خالل الفرصة، هذه مثل يشهد لن لكونه للمغرب، بالنسبة تاريخيا،

أن والقطاعية االقتصادية السياسات على يتعين األفق، هذا وفي. العيش مستوى من والرفع والتشغيل للنمو طموحا، أكثر أهداف، نحو تتجه

فيه تتوافر القروي للعالم جديد اقتصاد بناء هو المقبلين، العقدين خالل فالمطلوبمتطلبات مع وتكييفه هيكلته إعادة بعد الفالحي القطاع حول ويتمفصل التنوع شروط

العصر.

االندماج في المغرب نجح إذا جديدة حيوية والخدمات الصناعة قطاع سيعرف كما . الصدد، وبهذا التبادالت عولمة تتيحها التي االستثنائية اآلفاق باعتبار المعرفة، اقتصاد فيمراعاة مع غايته، إلى يمضي أن الضريبي النظام مجال في عنه المعلن لإلصالح ينبغيوجاذبية الوطنية المقاوالت وتنافسية الضريبة، أمام الجميع وتساوي االجتماعية العدالة

. الترابية المجاالت

44

Page 45: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

التنافسية قدرتها من تحسن أن بالدنا على فإن ذاته، االتجاه وفيوالدولية الجهوية األسواق في جديدة حصص رفع لربح من باالستفادة وذلك ،

. جديدة أسواق لولوج اللوجيستية، التكاليف وانخفاض الجمركية، الحواجز

مع بتواز التصدير، مجال في مبادرة، استراتيجية نهج الهدف، هذا تحقيق ويتطلباستراتيجية ضمن وذلك الخارجية؛ واالستثمارات األموال رؤوس الجتذاب ناجعة سياسة

. أال بالدنا على ينبغي لذلك، بالخارج المغربي والموقع المنتوج لتسويق ومتجددة شاملةعن النهائي التخلي خاصة، بصفة تتطلب، التي االستراتيجية، هذه اعتماد في تتأخربأن قمينة وفعالة، مرنة ببنيات وتعويضها الجهود، بتشتت المطبوعة الحالية األساليب

. الدولية األسواق في واعدا تموقعا للمغرب تمنح

انبثاق تشجيع عبر الترابية، لتنافسياتها رؤية على تتوفر أن بالدنا على أن كما ." استراتيجية" لكل بالنسبة مركزيا يظل أن يجب انشغال وهو للتنافسية جهوية أقطاب

. العولمة سياق في التراب، إلعداد

. والطاقية المائية سياسته توجيه إعادة المغرب على يتعين أخرى، ناحية ومنغير أخرى مصادر نحو التوجه يستوجب الماء لمسألة المركزي الطابع فإن وبالفعلعن تستغني أن لها يمكن ال البالد ألن الطلب، في التدريجي والتحكم التقليدية، المصادر

اإليكولوجية األبعاد االعتبار بعين يأخذ المائية، للموارد عدال وأكثر عقالنية أكثر تدبير نهج. المرتقبة الندرة حالة المائية، األحواض كل مستوى على ستواكب، التي

إلى المغرب سيضطر النفط ألسعار الدائم االرتفاع فإن الطاقة، يخص فيما أماأقل جديدة مصادر عن البحث مع الطاقية، موارده وتنويع للبترول، استهالكه في التحكم

وبأهمية الطاقة، باقتصاد الكفيلة بالسبل الساكنة وتوعية البيئة، على حفاظا وأكثر تكلفة. والمتجددة النظيفة الطاقات

تطوير أجل من الدولي، التعاون إمكانيات من االستفادة أيضا المغرب وبإمكان " " التحتية البنيات إقامة مع ، للثقة استراتيجية شراكة إطار في المدنية، النووية الطاقةالنووي الخيار أن ذلك ؛ المشاريع هذه مثل سالمة لضمان الضرورية والعلمية الصناعيةبجدية، فيه التفكير المغرب على يجب اختيارا القادمة، العقود في سيشكل، المدني

. للطاقة الدولية السوق استقرار عدم إلى بالنظر

أشكال جميع مكافحة رهان التضامن اإلقصاءربح تنظيم والتغلبات وإعادةالفقر؛ على

البشرية للتنمية الكبرى الرهانات بانتقال القادمان العقدان سيتميزالمدن )نحو سبعة بها سيقطن التي ،7( عشرة( أصل من سنة( 10مغاربة أفق في ،

45

Page 46: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

من اعتمادوسيصبح . 2025 التضامن أشكال تنظيم وإعادة للمدينة حقيقية سياسةهذا في المهمة التطور بالتالي. المضماراألوراش توقع يمكن ال وإعداد الحضري،

للمدينة الفضاءات وشمولية مندمجة سياسة عبر إال شؤون .الحضرية ال فتدبير المدنفي ينحصر أن والسكنى قضايايمكن .التعمير

الثروات، وخلق للتغيير إستراتيجية مواقع ستصبح المدن أن وبماذاته، اآلن ظواهر مجاالت وفي والفقر، النتشار "اإلقصاء المدينة " معركة فإن

الثقافي والنشاط واألمن العيش بإطار يتعلق ما كل لتشمل تتسع أن والمرافقيجبوتحسين للنقل بين مستوى الحضرية . المرافقاالنسجام للمدن واإلنتاجية ومنالسكنية

فإنه رهان ثم، فصل يمكن المدمجة ال الخيارات المدينة الديمقراطيةب المرتبطةعنالديمقراطية. للمشاركة ميكانيزمات خلق بدون كسبه يتم لن الرهان وهذا المحلية

وأحيائهم مدنهم تسيير في نموذج ،للسكان ومسؤول وبدون وتشاركي للتخطيط متجددالحضري.

أن السكن غير األساسية ستظل مسألة القضايا المستقبل المطروحة من ،فيسيكون شأن والتي معالجتها التهاون من يصبح في الخطورة أمرا أن أن .بالغ كما

متوسطة التمدين وأخرى صغرى جديدة مدن بتطوير رهينا إلى ،يبقى إعدادإضافة . المدن بين للمجاالت حضري

بتطور مرتبطا القروي العالم مستقبل يظل ذلك، مع وموازاة. الفالحة تنويع في التفكير يمكن ال لذلك، خاص اهتمام موضع يكون أن يتعين ما وهو ،

يشكل حيث نفسه، الفالحي القطاع لمستقبل واضحة رؤية عبر إال القروية األنشطة. اإلمكانية هذه يفتح مالئما حال ذاته، حد في الفالحية، األراضي على المتوقع التخفيف

للتصحيح كفضاءات القروية المجاالت إلى النظر عن الكف ينبغي االعتبارات، ولهذه . ؛ ومنسجما واضحا اقتصاديا أفقا يستدعي القروي فالعالم الدائم واالستدراك االجتماعي

( الصغيرة المدن خالل من المدن، مع ذكي تمفصل إقامة دون يتبلور أن يمكن ال أفق ) من ومدعمة التشاور، على قائمة ترابية، منظورات إطار في وذلك ، الحضرية والمراكزذات قروية مناطق لفائدة إيجابي تمييز اعتماد حد إلى تصل أن شأنها ومن الدولة، قبل

. خاصة مؤهالت

إطارا توفر البشرية للتنمية الوطنية المبادرة فإن أخرى، ناحية ومنواإلقصاء الفقر محاربة وتيرة وتسريع التضامنات، تنظيم إلعادة .مستقبليا

في ملموس، جد استدراك لتحقيق مناسبا زمنيا حيزا القادمة العشر السنوات وستمثل. البشرية التنمية مجال

ينبغي المضمار، هذا في المطلوب، األفق حددت التي البشرية، التنمية فمبادرةكإطار نجاعتها، تثبت وأن الفقر لمحاربة برنامج مجرد إلى التحول تتفادى أن لها

46

Page 47: 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب · Web viewولقد تنوعت التسميات التي أطلقت على هذه العملية، فمن تنمية الموارد

لفاعلية مؤمن وكأساس والترابية، االجتماعية التضامنات تنظيم إلعادة مستقبلي . العمومية والبرامج السياسات

االستراتيجي اإلطار تشكل أن ينبغي المبادرة هذه فإن اإلجرائي، المستوى وعلىمجال في لالبتكار وآلية والمشاريع، للبرامج الرؤية في وحدة يوفر الذي المرجعي

. السكان بحاجيات التشاركي والتكفل االجتماعية الهندسة

بداية تعرف أن ينبغي أخرى استراتيجية اجتماعية قضايا فثمة ذاته، السياق وفي . بالنظر الموازنة، بنظام األمر يتعلق القادمين العقدين خالل طموحا، أكثر حلول،

. كما الطاقة مصادر على المقبلة وللضغوط الفالحي، القطاع في المرتقبة للتحوالتوالمحتاجة، المحدود، الدخل ذات الفئات لفائدة الصحية، للتغطية الفعلي بالتوسيع يتعلق

. التكافئي التقاعد ألنظمة الضروريين واالستمرارية التوازن ضمان وكذا

مخاطره، وتجنب االنفتاح فرص جديدة والمضياستغالل مقاربات فيالجهوي ل لتموقع

بناء يتعين مشروع في مؤثر جهوي كفاعل يتموقع أن المغرب علىواالستقرار للسالم المتوسط والتقدم،منطقة األبيض البحر حوض .في

أن مع كما عالقاته وتطور األوروبية المجموعة مع األمريكية، شراكته المتحدة الوالياترغم ودرجة اإلكراهاتستتقوى أو انخراطالظرفية المتوسط للبحر األخرى الضفة

األطلسي العالقات المحيط هذه المغرب. في على يجب أجل أالكما من جهدا أنيذخرمن العربي يجعل المغرب حقيقيا اتحاد شراك. واقعا مع المغرب وبموازاة أوروبا، ة مع

الضروري ف عالقاته من يقوي أن أيضا إفريقيا عليه والتجاري ،مع السياسي الصعيد علىبروز والعلمي. فإن ذلك، جانب (وإلى ( ، والصين الهند خاصة آسيوي اقتصادي فضاء

واالقتصادي والتغيير سابقا ا بلدانفي الجاري السياسي السوفياتي إلتحاد " جدد" عمالقة ي وظهور ذلك كل تنويعا ، اآلفاق فرض .لبالدنااإلستراتيجية في

* * *

عاتقه على الذي المغربي، الشباب رهانات باألساس هي المستقبل رهانات أن. وبنائه الغد بمغرب الحلم إليه يعود والذي وتنميتها، البالد نهظة ستقوم

كفاعل ليس نفسها تفرض أن عليها فإن المستقبل، عماد تشكل الشبيبة ولكون . أن جميعا المغاربة وعلى العمومية للسياسات محوري كهدف ولكن فحسب، أساسي

مسيرة في االنخراط على الجماعية قدرتهم وفي بالدهم في الثقة كل اليوم يضعواالمفضية المسالك اتجاه في المأمول بالمغرب الحلم يسير أن أجل من والتقدم، التنمية

. الممكن المغرب إلى47