شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوثالعلمية واإلفتاء

)الحلقة الحادية عشر(

/ / 14

التجريد الصريح– الحلقة2الحادية عشر

»نحن أحق بالشك من إبراهيم، ويرحم هللا لوطا لقد كان ي""أويالحديث كما في الصحيح، يقول –عليه الصالة والسالم-: هذا من األحاديث التي في ظاهرها اإلش"كال،إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف ألجبت الداعي«

قاله على»نحن أحق بالشك من إبراهيم«لكنها ليست بمشكلة عند أهل العلم، فالنبي -عليه الصالة والسالم- حينما قال: جه"""ة التواض"""ع، والهض"""م من حق"""ه، والرف"""ع من ش"""أن إب"""راهيم -علي"""ه الس"""الم-؛ لئال يتط"""اول بعض الس"""فهاء فيق"""ول: إن

ا لق""د ك""انإب""راهيم ش""ك، ف""أراد الن""بي -علي""ه الص""الة والس""الم- أن يرف""ع ه""ذا االحتم""ال من قل""وب الن""اس، »وي""رحم هللا لوط""ديد{} حينم"""ا ق""""ال: ي"""أوي إلى ركن ش""""ديد« [ وم"""راده ب""""ذلك من ب"""ني جنس"""ه وقوم"""ه80]س""""ورة ه""""ود أو آوي إلى ركن ش��

لبث»ول"""و لبثت في الس"""جن م"""ا لبث يوس"""ف«وعش"""يرته، وق"""د ك"""ان ي"""أوي إلى ركن ش"""ديد، وه"""و هللا -س"""بحانه وتع"""الى-. بضع س""نين يوس""ف، وم"ا في""ه ش""ك أن النفس مجبول"ة على حب الحري""ة والخ""روج من الس""جن، وقال""ه الن"بي -علي""ه الص""الة

}ارجع إلىوالسالم- لرفع ش""أن يوس""ف ووص""فه باألن""اة لت""برأ س""احته وتظه""ر براءت""ه للن""اس كلهم، لم""ا ج""اءه ال""داعي ق""ال: غ""ير يوس""ف ل"""و ج""اءه ال"""داعي خ"""رج مباش"""رة، أق"""ول: غ""ير يوس"""ف -علي"""ه الس""الم- ل""و ج"""اءه [50 ]س"""ورة يوس""ف رب��ك{

ال""داعي ال""ذي يطلب""ه إلى المل""ك أو العزي""ز خ""رج مباش""رة، لكن يري""د أن ت""برأ س""احته من ك""ل وج""ه، ويع""رف ذل""ك الخ""اص{والع"""ام، أراد أن يق"""ول ل"""ه: ديهن وة الالتي قطعن أي�� ال النس�� ا ب�� أله م�� ع إلى رب��ك فاس�� لتظه"""ر [50]س"""ورة يوس"""ف }ارج��

براءته للناس كلهم.؟»ال تفضلوني على يونس بن متى«المقدم: هل مثل هذا قوله -صلى هللا عليه وسلم-:

ه"و مثل"ه نعم، التفض"يل بين األنبي""اء ج"اء منع"ه، ج"اء النهي عن التفض"يل بين األنبي""اء، والم"راد ب""ه التفض""يل ال"ذي يتض"من التنقص، في""ونس بن متى حص""ل من""ه م""ا حص""ل، مم""ا يجع""ل بعض الس""فهاء يتط""اول علي""ه، ويق""ع في""ه، لكن الن""بي -علي""ه

»ال وفي رواي""ة: »ال تفض""لوني على ي""ونس«الص""الة والس""الم- أراد أن يقط""ع مث""ل ه""ذه التص""رفات من الس""فهاء، فق""ال: والرسول -عليه الصالة والسالم- أفضل األنبياء، وهو سيد ولد آدم، لكن يقول هذا -عليه الص""الةتفضلوا بين األنبياء«

والسالم- للمحافظة على حقوق األنبياء، وعدم التطاول عليهم. المقدم: هل يفهم من هذا يا شيخ أن اإليمان في مسائل الغيب ربما يكون عند بعض الناس أقل من اإليمان في مس��ائل

الشهادة؟ ال شك أنه ليس الخبر كالمعاينة، ولذا لم""ا أخ""بر هللا -س"بحانه وتع"الى- موس"ى -علي""ه الس""الم- أن قوم""ه عب""دوا العج""ل م""ا كان تصرفه مثل تصرفه لما رآهم عيانا، ألقى األلواح لما رآهم معاين""ة، وأخ""ذ ب""رأس أخي""ه يج""ره إلي""ه، يختل""ف التص""رف وإن كان الخبر خبر ص"دق ال يحتم"ل النقيض لكن المعاين"ة تختل"ف عن الخ"بر، وإن ك"ان الخ"بر ص""ادقا ال يحتم"ل النقيض

بوجه من الوجوه.المقدم: لكن ال يمكن أن يقال بأن إيمان إبراهيم -عليه السالم- في هذه الجزئية كان ناقصا بأي حال من األحوال؟

أبدا أبدا بأي حال من األحوال.المقدم: نعم، عندنا أيضا أسئلة تفضل:

يا شيخ ذكرتم الف��رق بين قولن��ا متف��ق علي�ه، وبين م�ا رواه البخ��اري ومس��لم مثال، فه��ل ه�ذا التفري�ق متف��ق علي��ه بينثين؟ المحد

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم

الخضير 3

ج"""اه عن طري"""ق الح"""ديث يك"""ون واح"""دا إذا ك"""ان عن ص"""حابي واح"""د، ول"""و اختل"""ف اللف""ظ، فيتف"""ق علي"""ه بين الش"""يخين إذا خر صحابي واحد، وإذا كان عن صحابيين فإنه يقال: أخرجه البخاري عن فالن ومسلم عن فالن، المجد ابن تيمية ج"د ش""يخج اإلس""الم ص""احب المنتقى ال يق"ول متف""ق علي""ه ح"تى ينض""م إلى الش""يخين اإلم"ام أحم""د في المس""ند، ف""إذا ك""ان الح""ديث مخ"ر في المسند والصحيحين من طريق صحابي واحد قال المجد متفق علي"ه، البغ"وي في ش"رح الس"نة أحيان"ا يق"ول متف"ق علي"ه مع اختالف الصحابي، وهذا اصطالح خاص ب"ه، فيق"ول: متف"ق علي"ه أخرج"ه محم"د عن ابن عم""ر يع"ني البخ"اري ومس"لم

عن أبي هريرة، وهذا يختلف عن االصطالح السائد المعروف.المقدم: ومثله متفق على صحته؟ سواء؟

متف""ق على ص""حته يع""ني لم يختل""ف أح""د في ص""حته، ول""و لم يكن في الص""حيح، يع""ني العلم""اء م""ا اختلف""وا في تص""حيح ه""ذاالحديث.

المقدم: بخالف متفق عليه؟متفق عليه يعني بين الشيخين.

المقدم: لكن أيضا بعض األلفاظ رواه البخاري ومسلم أخرجه الشيخان سواء؟ال إشكال.

المقدم: هذا فقط اختالف عند المحدثين؟نعم.

ط��الب: ي��ا ش��يخ: في متن الح��ديث لف��ظ: )وعيت( )وأعي( ه��ل وردت في بعض الرواي��ات بص��يغ مختلف��ة أم أنه��ا بنفسالصيغة التي وردت هنا؟

ظاهر توجيه الشراح بما ذكرناه سابقا أنه لم يكن هناك اختالف في ألفاظ الحديث بين رواة الصحيح. المق��دم: أحس��ن هللا إلي��ك في ح��ديثكم قب��ل قلي��ل بالنس��بة للس��ند المؤن��أن ه��ل هن��اك ف��رق بين الس��ند المؤن��أن والمعنعن؟

خصوصا أننا في المقدمة ذكرنا شيئا من هذا عندما تفضلتم بشرح خطبة المختصر -رحمه هللا-. هن""ا في ح""ديث الب""اب تق""ول عائش""ة -رض""ي هللا عنه""ا-: أن الح""ارث بن هش""ام س""أل رس""ول هللا -ص""لى هللا علي""ه وس""لم-، وج"""اء عنه"""ا في المس"""ند عن الح"""ارث بن هش"""ام أن"""ه س"""أل الن"""بي -علي"""ه الص"""الة والس"""الم-، األص"""ل أن الس"""ند المؤن"""أن أو

المؤنن ال يختلف عن السند المعنعن، ولذا يقول الحافظ العراقي:.............................................

.سووا وللقطع نحا البرديجي

( حكم )عن( فالجل وحكم )أن حتى يبين الوصل في التخريج

وابن الص""الح نق""ل عن اإلم""ام أحم""د ويعق""وب بن ش""يبة أن هن""اك فرق""ا بين الس""ند الم""ؤنن والس""ند المعنعن، ف""المعنعن على االتص""ال والم""ؤنن عن االنقط""اع، والس""بب أن""ه وق""ف على ح""ديث محم""د بن الحنفي""ة عن عم""ار أن الن""بي -ص""لى هللا علي""ه وسلم- مر به، فقال اإلمام أحمد ويعقوب بن شيبة قاال متصل، والرواية األخرى عن محمد بن الحنفية أن عم"ارا م"ر ب"ه

التجريد الصريح– الحلقة4الحادية عشر

الن""""بي -ص""""لى هللا علي""""ه وس""""لم- فق""""ال: منقط""""ع، فأخ""""ذ من ه""""ذا أن اإلم""""ام أحم""""د ويعق""""وب بن ش""""يبة يفرق""""ان بين الم""""ؤننوالمعنعن، لكنه كما قال الحافظ العراقي -رحمه هللا تعالى-:

ب صوبه............................................. كذا له ولم يصو

يع"""ني م"""ا نظ"""ر إلى الس"""بب الحقيقي في االختالف بين حكميهم"""ا على الح"""ديث بطريقي"""ه، فمحم"""د بن الحنفي"""ة لم"""ا ق"""ال عن عمار أن النبي -صلى هللا عليه وسلم- مر به، محمد بن الحنفية يروي عن عم""ار قص""ة حص""لت ل""ه يرويه""ا عن ص""احبه عن صاحب الشأن فهي متص"لة، وفي الطري""ق اآلخ"ر ال"ذي ق""ال في"ه محم""د بن الحنفي""ة أن عم"ارا ب"ه الن""بي -علي"ه الص"الة والسالم-، محمد بن الحنفية يتحدث عن قصة لم يشهدها فحكم"ا علي"ه باالنقط"اع، يع"ني ف"رق بين أن نق"ول: عن فالن من المشايخ عن الشيخ ابن باز مثال أن الشيخ محمد بن إبراهيم قال له.. نحن نروي عن الشيخ مباش""رة والقص""ة حص""لت ل""ه فمتص"""ل، لكن ل"""و قلن"""ا: عن فالن ال"""ذي ه"""و ش"""خص مت"""أخر في طبقتن"""ا مثال أن الش"""يخ محم"""د بن إب"""راهيم ق"""ال للش"""يخ عب"""د العزيز مثال هذه قصة لم نشهدها فهي منقطعة، فهي تختلف من هذه الحيثية، الشخص إذا نقل القصة عن صاحبها تك""ون متص""لة، لكن إذا تح""دث عن قص""ة لم يش""هدها ول""و ش""هد أو أدرك أح""د طرفيه""ا ولم ينق""ل عن""ه فه""ذه حكمه""ا حكم االنقط""اع،

ولذا قال الحافظ العراقي:ب صوبه............................................. كذا له ولم يصو

يع""""""ني ابن الص""""""الح م""""""ا فهم المقص""""""د من اختالف الحكمين على الط""""""ريقين، وإال فاألص""""""ل أن الس""""""ند المؤن""""""أن في حكم المعنعن، والحكم عند أهل العلم حكم"ه االتص""ال بالش""رطين المع""روفين عن""د أه"ل العلم أن يك"ون ال"راوي بريئا من وص""مة

التدليس، وأن يكون قد لقي أو عاصر من روى عنه على الخالف بين أهل العلم في ذلك. المق��دم: ق��ال -رحم��ه هللا-: ب��اب: عن عائش��ة أم المؤم��نين -رض��ي هللا عنه��ا- ق��الت: أول م��ا ب��دئ -ص��لى هللا علي��ه وس��لم- من ال��وحي الرؤي��ا الص��الحة في الن��وم، فك��ان ال ي��رى رؤي��ا إال ج��اءت مث��ل فل��ق الص��بح، ثم حبب إلي��ه الخالء،د ل�ذلك، ثم يرج��ع فكان يخلو بغار حراء فيتحنث في�ه، وه�و التعب��د، اللي�الي ذوات الع�دد، قب�ل أن ي��نزع إلى أهل��ه وي��تزو

د لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غ�ار ح�راء، فج��اءه المل�ك فق��ال: اق�رأ، ق�ال: م�ا أن�ا بق�ارئ ق�ال:»إلى خديجة فيتزو فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ م��ني

م رب�ك الذي الجه��د، ثم أرس�لني فق��ال: اق��رأ، فقلت: م�ا أن�ا بق��ارئ، فأخ�ذني فغط�ني الثالث�ة ثم أرس��لني فق��ال: رأ باس�� }اق�رم * الذي علم ب�القلم{ رأ وربك األك� فرج�ع به��ا رس��ول هللا - [4-1 ]س""ورة العل""ق خلق * خلق اإلنسان من عل�ق * اق�

ل�وني«صلى هللا علي��ه وس��لم- يرج��ف ف�ؤاده، ف�دخل على خديج��ة بنت خويل��د، فق��ال: ل�وني زم فزمل�وه، ح��تى ذهب»زم فق��الت خديج��ة: كال وهللا م��ا يخزي��ك هللا أب��دا، إن��ك»لقد خشيت على نفس��ي«عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر:

لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت ب��ه خديج��ة ح��تى أتت ب��ه ورق��ة بن نوف��ل بن أس��د بن عب��د الع��زى ابن عم خديج��ة، وك��ان ام��رءا ق��د تنص��ر في الجاهلي��ة، وك��ان يكتب الكت��اب العبراني، فيكتب من اإلنجيل ما شاء هللا أن يكتب، وك��ان ش��يخا كب��يرا ق��د عمي، فق��الت خديج��ة: ي��ا ابن عم، اس��مع من

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم

الخضير 5

، فقال له ورقة: يا ابن أخي م��اذا ت��رى؟ ف�أخبره رس��ول هللا -ص��لى هللا علي��ه وس��لم- خ��بر م��ا رأى، فق��ال ل��هابن أخيكا إذ يخرج�ك قوم��ك فق��ال رس�ول هللا - ل هللا على موسى، ي�ا ليت�ني فيه�ا ج�ذعا، ليت�ني حي� ورقة: هذا الناموس الذي نز

قال: نعم لم يأت رجل ق��ط بمث��ل م��ا جئت ب��ه إال ع��ودي، وإن ي��دركني يوم��ك»أومخرجي هم؟«صلى هللا عليه وسلم-: أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي.

"عن عائشة أم المؤمنين -رضي هللا عنها- ق��الت: أول م��ا ب��دئفيقول المؤلف -رحمه هللا تعالى- في الحديث الث""الث: به -صلى هللا عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان ال يرى رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح".

ه""ذا الح""ديث تروي""ه عائش""ة -رض""ي هللا عنه""ا- في قص""ة حص""لت قب""ل أن تول""د، فيحتم""ل أن""ه من مراس""يل الص""حابة؛ ألن عائشة لم تدرك هذه القصة، ومراسيل الص""حابة حج"ة كم""ا تق"دم عن"د جم"اهير أه"ل العلم خالف"ا ألبي إس"حاق اإلس""فراييني،

»فغط""ني«لكن الظ""اهر أن عائش""ة -رض""ي هللا عنه""ا- س""معت ذل""ك من الن""بي -ص""لى هللا علي""ه وس""لم-؛ لقوله""ا في""ه: ق""ال: فيكون قولها: أول ما بدئ به حكاية ما تلفظ به النبي -صلى هللا عليه وسلم- وحينئذ فيك""ون الح""ديث موص""وال وال يك""ون من المراس""يل، ومناس""بة الح""ديث لب""دء ال""وحي ظ""اهرة ج""دا: أول م""ا ب""دئ ب""ه، والب""اب ب""اب ب""دء ال""وحي. وقول""ه في إس""ناد

اتهم{الحديث -أعني البخاري- عن عائشة أم المؤمنين، ه"ذا م"أخوذ من قول"ه تع"الى: ه" ه أم [6]س"ورة األح"زاب }وأزواج" أي في االح""ترام، وتح""ريم النك""اح، ال في غ""ير ذل""ك مم""ا اختل""ف في""ه، يع""ني من الخل""وة والس""فر ونك""اح البن""ات، وم""ا أش""به ذلك، ق""ال ابن حج""ر: وإنم""ا قي"ل للواح""دة: أم المؤم""نين للتغليب، وإال فال م"انع من أن يق""ال له""ا: أم المؤمن"ات على ال""راجح يع""ني كم""ا يق""ال: أم""ير المؤم""نين أي والمؤمن""ات، وق""ال العي""ني: وه""ل يق""ال عنهن: أمه""ات المؤم""نين؟ في""ه خالف، واألص""ح أنه ال يقال، بناء على األصح أنهن ال يدخلن في خطاب الرجال، وجاء عن عائش""ة -رض""ي هللا عنه"ا- أنه"ا ق"الت: أن""ا أم رج"""الكم ال أم نس"""ائكم. وق"""ال ابن كث"""ير: ه"""ذا أص"""ح ال"""وجهين والخ"""بر ص"""ححه الحاف"""ظ ابن كث"""ير في تفس"""يره، والعي"""ني في

عمدة القاري. وهل يقال للنبي -صلى هللا عليه وسلم-: أبو المؤمنين؟ فيه قوالن أله"ل العلم، ق""ال العي"ني: واألص""ح الج"واز، نص علي""ه

الكم{الشافعي وغ"يره يع""ني في الحرم""ة، ومع"نى قول"ه تع"الى: ج" ن ر د م د أب"ا أح" ان محم يع"ني [40 ]س""ورة األح"زاب }ما ك" لص""لبه، وعن األس""تاذ أبي إس""حاق أن""ه ال يق""ال: أبون""ا، وإنم""ا يق""ال: ه""و كأبين""ا، لم""ا روي أن""ه -علي""ه الص""الة والس""الم- أن""ه

ج في س""نن أبي داود والنس""ائي وابن ماج""ه، وه""و ح""ديث بطرق""ه»إنم""ا أن""ا لكم بمنزل""ة الوال""د أعلمكم«ق""ال: والح""ديث مخ""رحسن.

من ه"""ذه تبعيض"""ية، أي من أقس"""ام ال"""وحي، وق"""ال الق""زاز: ليس"""ت"من ال��وحي" بض"""م الموح"""دة وكس"""ر ال"""دال "أول م��ا ب��دئ"جس من األوث""ان{ لبي""ان الجنس، يع"ني كم"ا في قول""ه تع"الى: "من"الرؤيا من الوحي، فعلى هذا تكون ]س""ورة }ف""اجتنبوا ال"ر

ا لمع""اني الفع""ل، "الرؤيا"[30الح"ج ا لمعاني""ه، تبع"" فعلى كحبلى مصدر رأى، وجمعها رؤى، والفعل رأى له مص""ادر تبع""فتقول: رأى رؤيا يعني في النوم، ورأى رؤية يعني ببصره، ورأى رأيا يعني بعقله.

"في النوم" وفي التعبير يعني في كتاب التعبير من صحيح البخاري: "الصادقة" وهي التي ليست فيه""ا ض""غث، "الصالحة" ذكر هذا لمجرد زيادة اإليضاح والبيان؛ ألن الرؤيا ال تكون إال في النوم، فه"و تص""ريح بم""ا ه""و مج""رد توض""يح، أو ل""دفعا، وك""انت م""دة الرؤي""ا حة، أو ألن غيره""ا يس""مى حلم"" وهم من يت""وهم أن الرؤي""ا تطل""ق على رؤي""ة العين، فهي ص""فة موض""

التجريد الصريح– الحلقة6الحادية عشر

ة بالرؤي"ا حص""ل في ش"هر ربي""ع، وه"و ش"هر مول"ده -علي""ه ستة أشهر فيما حكاه البيهقي وغيره، وحينئذ فيكون ابتداء النب"و الص""الة والس""الم-، وبه""ذا يعلم كونه""ا ج""زءا من س""تة وأربعين ج""زءا من النب""وة، إذا ك""انت م""دة الرؤي""ا س""تة أش""هر، وم""دة النبوة ثالثا وعشرين سنة، الستة األشهر نصف سنة، والثالث والعشرون سنة ستة وأربعون نصف، فتكون الرؤيا جزءا

من ستة وأربعين جزءا. كرؤي""اه دخ""ول المس""جد الح""رام، ووج""ه الش""به بين الرؤي""ا وفل""ق الص""بح"فكان ال ي�رى رؤي��ا إال ج�اءت مث��ل فل�ق الص�بح"

الوض""وح، والفل""ق ه""و ض""ياء الص""بح، و)مث""ل( نص""ب بمص""در مح""ذوف أي إال ج""اءت مجيئا مث""ل فل""ق الص""بح، أو نص""بتعلى الحال والتقدير مشبهة ضياء الصبح.

الخالء بالم"د مص"در بمع"نى الخل"وة، أي االختالء، وب"ني حبب بم"ا لم يس""م فاعل"ه أي للمجه"ول لع"دم"ثم حبب إليه الخالء" تحقق الباعث على ذلك، وإن كان كل من عند هللا -سبحانه وتعالى-، وحببت إليه الخل"وة -علي"ه الص""الة والس""الم-؛ ألن

معها يحصل فراغ القلب، واالنقطاع عن الخلق؛ ليجد الوحي منه متمكنا كما قيل: نا............................................. فصادف قلبا خاليا فتمك

ال شك أن القلب الخالي يقبل ما يجيئه ألول مرة، وفي ذلك تنبيه على فضل العزل"ة؛ ألنه"ا ت"ريح القلب من أش"غال ال"دنياغه هلل تعالى، والخلوة أن يخلو عن غيره بربه، والعزلة يأتي بي"ان حكمه"ا، وتفص"يل ذل"ك في ش"رح ح"ديث: »يوش"كوتفر

عف الجب"ال« من كت"اب اإليم""ان -إن ش""اء هللا تع"الى-، وألهمي""ة ه"ذا الموض"وع وم"ا ج"اءخير مال المسلم غنم يتبع به""ا ش""ر، ون""ترك التفص""يل في مكان""ه. م للتوفيق لمثل ه""ذه النص""وص بكالم مختص"" فيه من النصوص التي ظاهرها التعارض نقد العزلة محمودة، جاءت النصوص بمدحها، وجاءت النصوص أيضا بمدح الخلط""ة، مخالط""ة الن""اس، والص""بر على أذاهم، وشهود الجمع والجماعات، وحضور محافل الناس، وتغيير ما يقع منهم، وتعليم الجاهل، وغ""ير ذل""ك، فال ش""ك أن العزل""ة محم""ودة بالنس""بة لبعض الن""اس، ال س""يما من ال يس""تطيع أو ليس""ت عن""ده الق""درة على التغي""ير والت""أثير، ب""ل العكس إذا ك""ان ممن يتأثر بغيره، فمثل هذا العزلة في حقه أفضل، بينما بعض الناس الذين لديهم القدرة على الت""أثير في غ"يرهم، وهم ال يت""أثرون بغ""يرهم مث""ل ه""ؤالء يق""ال لهم: الخلط""ة في حقهم أفض""ل، ال""ذي يس""تطيع أن ي""ؤثر في الن""اس، وال يت""أثر ه""و، ه""ذا يقال له: اختلط بالناس وانفعهم وعلمهم وأرشدهم وأمرهم وانههم، لكن الذي يت""أثر وال يس"تطيع الت"أثير مث"ل ه"ذا يق"ال ل"ه:

اعتزل. الغار هو النقب في الجبل، وحراء جبل بين""ه وبين مك""ة نح"و ثالث""ة أمي""ال على يس""ار ال"ذاهب إلى"وكان يخلو بغار حراء"

بالح"""اء وآخ"""ره مثلث"""ة، يع"""ني ث"""اء، وه"""و التعبد، الض"""مير ه"""و عائ"""د إلى مص"""در يتحنث، يع"""ني التحنث"فيتحنث في��ه"م"""نى وب، ب( إذا اجتنب اإلثم والح"" التعبد، وهو من األفعال التي معناها السلب، أي اجتناب فاعلها لمصدرها، مثل )تأثم وتح""و

الس""الم-، والف""اء تب""دل ث""اء، كم""ا يق""ال في األج""داث:أو ه""و بمع""نى )يتحنف( بالف""اء، أي يتب""ع الحنيفي""ة مل""ة إب""راهيم -علي""ه األج""""""داف، وق""""""د وق""""""ع ك""""""ذلك بالف""""""اء في رواي""""""ة ابن هش""""""ام في الس""""""يرة: )يتحنف( وتفس""""""ير )التحنث( م""""""درج من تفس""""""ير

الزهري...