١

٢

.

٣

سراقة بن مالك إبن أم مكتوم

الخنساء بن أبي وقاص سعدإ

المغيرة عاصم منادي غالم

جندي تاجر فالح

٤

.ركن في مسجد -١

أيام خالفة عمر إبن الخطاب ، الناس يدخلون فناء المسجد ، من بينهم نـرى -مكة المكرمة األعمى إبن أم مكتوم يتحرك بين الناس وهو يثير الفوضى حيث يصطدم بهم مرغماً ألنـه ال

.ريبصليس أرضى بسجن آخر يا أهل مكة ، لقد مضى العمر الذي احتجز فيه شعاع : أم مكتوم إبن

البصر ، لن أظل هناك مقعدا والرجال يتدافعون نحو بوابة المسجد ، ياعبـاد اهللا أغيثـوني ، اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول وأصول وأقاتل ، ياعباد اهللا أغيثوني ، اللهم فك رهاني

...ياعباد اهللا أغيثوني ... ندي األعلى واجعلني في ال . ، ينتبه إليه سراقة بن مالك فيتحرك نحوه

؟..إبن أم مكتوم :سراقة بن مالك ...نعم ؛ أنا هو : إبن أم مكتوم

؟..عن ماذا تبحث: سراقة بن مالك ؟..من الرجل " وقد اصطدم بجسد سراقة بن مالك :" إبن أم مكتوم

. سراقة بن مالك : سراقة بن مالك خذ بيدي إلـى مكـان .. الحمد هللا الذي وضعك في طريقي " يتلمس جسده : " إبن أم مكتوم

. .. نجلس فيه يرحمك اهللا .كيف ال ، وقد أوصى رسول اهللا فيك خيراً : سراقة بن مالك استخلفني حبيبي رسول اهللا ، كان كلما شرع سيفه لقتال المشركين " يتقدمان :" إبن أم مكتوم

؟...هل وصل إبن الخطاب . في المدينة .. إجلس هنا ... كال : سراقة بن مالك

هل سيحضر جميع المسـلمين " وهو يجلس بين الناس في زاوية من المسجد : " إبن أم مكتوم ؟...لسماع إبن الخطاب

..نعم : سراقة بن مالك ؟..ذي نجلس فيه هل سنسمع جيداً من هذا المكان ال: إبن أم مكتوم .عندما يتحدث الخليفة ينصت الناس ؛ وعندها سنسمع بوضوح : سراقة بن مالك

؟..لماذا يجمع المسلمين في المسجد ، ماذا حدث : إبن أم مكتوم لقد هزم جيش المسلمين الذي يقاتل في العـراق فـي " بألم وحزن دفين : " سراقة بن مالك

.واقعة الجسر

٥

. ... أي حزن ثقيل يلف القلوب والعيـون .. ييا ويح " مولوالً بحزن عميق " :إبن أم مكتوم الحول وال قوة أال باهللا ، اللهم غارت النجوم وهدأت العيون ، وأنت حي قيوم ال تأخذك سنةٌ

..وال نوم يخشى بن الخطاب أن يرعب ذلك الذي حدث المسـلمين ويجعـل الفرقـة : سراقة بن مالك . بينهم والوقيعة تدب .المجوس السيف ياسراقة ؛ السيف ، هو الذي يحسم األمر مع األعداء: إبن أم مكتوم

.هذا هدف إبن الخطاب : سراقة بن مالك ؟..كيف : إبن أم مكتوم

يريد إعداد جيش كبير يجمع فيه كل المجاهدين ليوقف األعداء عند حدودهم : سراقة بن مالك .واقعة الجسر ويثأر لإلسالم بما حدث في

بعيني إال أنني واهللا أرى نـوراً أبيضـاً يشـع ر، رغم أني ال أبص !!البشرى : إبن أم مكتوم ..ويمتد في األفق البعيد ، خيمة نقية واسعة المدى تمتد فوق أرض السواد

صدقت ، أنت ترى بقلبك ؛ رجل مبارك نزلت فيه اآلية عـبس وتـولى آن : سراقة بن مالك .جاءه األعمى باسمك اللهم أحيا وأموت ، ولكن قل لي ، هل سيقود إبن الخطاب .. الحمد هللا : إبن أم مكتوم ؟..الجيش بنفسه

.كال ، لقد أختارسعد إبن أبي وقاص : سراقة بن مالك ..!سعد إبن أبي وقاص " يردد مع نفسه ببرود :" إبن أم مكتوم

؟..ماذا : سراقة بن مالك .ق ياسراقة الح: إبن أم مكتوم

.نعم الحق : سراقة بن مالك .لم نعرف إبن أبي وقاص رجل حرب : إبن أم مكتوم

.هو أول رام في اإلسالم ... كال : سراقة بن مالك .!ولكنها حرب كبيرة ياسراقة لم تحسمها شجاعة المثنى ورجاحة عقله : إبن أم مكتوم

. له سهم شسعد ال يطي: سراقة بن مالك ؟.. ماذا أقول يال أدر: مكتوم إبن أم

إبن الخطاب يرمي األعداء بسعد إبن أبي وقاص وبمشيئة اهللا ستصيب سهام : سراقة بن مالك "يرتفع صوت رجل ينادي في الناس داخل المسجد ." سعد قلب األعداء

ال أن الخليفة إبن الخطاب يدعو جميع األنصار والمهاجرين ورج .. أيها المسلمون : المنادي .من يملك ماالً أو سالحاً أو فرساً أو راية عليه أن يؤازر جيش سعد .. اإلسالم أن ينفروا

٦

وأعدولهم ماستطعتم من قوة ، ومن رباط الخيل ترهبون به عدواهللا وعدوكم ، :" إبن أم مكتوم النـاس أيهـا .. أيها الناس " يرفع عقيرته منادياً .. " أين ذهب ؟ .. سراقة .. سراقة " باحثاً

يتزاحم الناس عند دخول الخليفة المسجد والذي النراه " خذوني إلى إبن الخطاب .. أغيثوني اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فأنك تقدر وال أقـدر "

معاشي وتعلم وال أعلم وأنت عالم الغيوب ، اللهم فإن كنت تعلم هذا األمر خيراً لي في ديني و .وعاقبة أمري فاقدره ويسره لي ثم بارك لي فيه

...أنصت رحمك اهللا ؛ الخليفة يريد الكالم " بجوار إبن أم مكتوم : " رجل ..ظالم تام

.قرب أطالل دار قديمة -٢

غالم يقود إبن أم مكتوم الذي يتوقف ليسترق السمع إلى صوت مجهول يحـاوره ال يسـمعه ..الحيرة واضحة على وجه الغالم .. ان عند تلك األطالل سواه ، أنهما يتوقف

...تقدم وال تتردد : الصوت ؟..من يتحدث معي يا غالم : إبن أم مكتوم

..الأحد " ينظر في كل الجهات : " الغالم ...تقدم ... فتحت أبواب الرحمة : الصوت

..هناك من يحاورني .. الصوت يصل إلى أذني : إبن أم مكتوم ..! أي صوت علكني ال أسم: لغالم ا

.هيا يا غالم لنواصل المسير " ينقطع الصوت : " إبن أم مكتوم .أنا أيضا سأطلب من الخليفة أن يأذن لي : الغالم

.وضع اهللا عمن هم في سنك الجهاد وكذلك النساء والمرضى : إبن أم مكتوم ى ؛ القتـال يحتـاج للـذين يبصـرون أنت أيضاً وضع اهللا عنك الجهاد فأنت التـر : الغالم

.ويوجهون سيوفهم ورماحهم إلى صدور األعداء بدقة كل شيء بمشيئة اهللا يابني ، لقد وافق الخليفة أن أرافق الجند مجاهداً في سبيل : إبن أم مكتوم

.اهللا ؟..لماذا تتوقف عن المسير : الغالم

٧

؟ هل هناك مـن يسـير ..من يحدثني غيرك " عليه عالمات الحيرة الكبيرة : " إبن أم مكتوم !؟...؟ مالذي يحدث ياغالم ...؟ هو يحدثني خلسة ...معنا

هـل .. !! ال أحد غيري معك ، وال أسمع غير صوتك وصـوتي " بضجر واضح :" الغالم ! ؟...نواصل المسير أم نتوقف هنا

يشير نحـو .." ي من هناك أنه يأت ... أسمع صوتاً يهتف بي " يصيخ السمع : " إبن أم مكتوم "الجهة التي يعتقد أن الصوت يأتي منها

..وأعدو لهم ماستطعتم من قوة : الصوت ..ومن رباط الخيل ترهبون به عدو اهللا وعدوكم : إبن أم مكتوم مكمالً مع الصوت

...تقدم يا إبن أم مكتوم ... أنها البشرى : الصوت ؟..ماذا يقول : الغالم

..آه ما أعذب هذا الصوت : م إبن أم كلثو ؟...!أي صوت : الغالم

خذني .. البشرى ، الحمد هللا ؛ اآلن دخل الهدوء إلى قلبي ... البشرى ياغالم : إبن أم كلثوم .اآلن إلى المكان الذي يجتمع فيه جيش األمير سعد إبن أبي وقاص

. تشغلك األصوات البعيدةعهلم إذن وال تد" يسحبه من يده : " الغالم

ساحة تجمع الجند -٣

معسكر تجمع الجند المتوجهين للجهاد في أرض العراق ، الغالم يقود إبن أم مكتوم مخترقـاً جهة من ذات المعسكر حيث ينشغل الجند في ترتيب أمورهم قبل االنطالق إلى أرض المعركة

.م قادما سراقة بن مالك ينسحب من بين بعض الجنود عندما يرى إبن أم مكتو.. !؟..أنت ثانية ياإن أم مكتوم ، عن ماذا تبحث هنا : سراقة

.أبحث عن رفيق أقطع معه وحشة الطريق : إبن أم مكتوم ؟..إلى أين تريد الذهاب : سراقة

؟..حيث يذهب جيش سعدإبن أبي وقاص : إبن أم مكتوم ؟...الجيش ذاهب إلى أرض المعركة : سراقة

. ؛ وأنا كذلك نعم: إبن أم مكتوم ؟..وهل إذن لك إبن الخطاب بمرافقة الجيش : سراقة

..نعم واهللا : أبن أم مكتوم

٨

!؟..كيف يوافق الخليفة على أمر كهذا .. ذلك يا إبن أم مكتوم نال أظ" مستغرباً : " سراقة .لقد وضع اهللا الجهاد عنك : قال لي إبن الخطاب : إبن أم مكتوم

...اب ، عين الصو: سراقة أن أكون بالقرب من جنـد قلت له أعرف هذا يا أمير المؤمنين ، ولكني أريد : إبن أم مكتوم

.اهللا ؟..وبماذا أجابك الخليفة ..! أمرك غريب : سراقة

كلما خرج الرسول لمالقاة أعداء اهللا استخلفك على المدينـة لتـدبر : قال لي : إبن أم مكتوم ؟..كيف لي أن أوافق .. اشؤونه ؟..وبماذا أجبته : سراقه

؟ ..كيـف : ؟ قال لي ..هل تتحمل يا إبن الخطاب وزر معصية اهللا : قلت له : إبن أم مكتوم ..قلت ، أنت تحرمني من نعمة الجهاد

؟..؟ أكمل ، ماذا قال إبن الخطاب ..!لهكذا تكلم الخليفة يا رج" بغضب دفين : " سراقة " ..أذهب يا إبن مكتوم وليفعل اهللا ما يشاء .. ورب الكعبة ال: " قال : إبن أم مكتوم

..!هكذا إذن يا إبن أم مكتوم : سراقة بـاألمس .. نعم حصلت على موافقة إبن الخطاب ، ووضعك اهللا في طريقـي : إبن مكتوم

كانت جدران الظالم تحاصرني في رائعة النهار ، كنت ياسراقة أشك في الوصول إلى أرض ، تلك واهللا معجزة من أمهات الخوارق ، كيف صار ظل إبن أم مكتوم يمتد من مكـة السواد

حتى حافات أرض فارس وهو غير مبصر ، أنني أحذف من تاريخ عمري الضيم الذي كنـت ..أكابد

.ستكون رفيقي وستركب على هذا البعير : سراقة ؟..وأنت : إبن أم مكتوم

.أذهب ماشياً على أقدامي: سراقة ..نعم الرفقة ياإبن مالك : بن أم مكتوم إ

.في الطريق إلى أرض العراق -٤

.. إبن أم مكتوم يبحث عن طريقه بين ثلة من الجند الذين ينشغلون في نصب خيمـة كبيـرة ..دسراقة بن مالك يساعده في الوصول إلى ما يري

؟..هل سيطول المقام بنا في هذا المكان : إبن أم مكتوم

٩

..ي ال أدر:سراقة ؟ جنود فتاكون فـي ...هل ترى ما أرى . مضت ثالثة أيام ونحن نعسكر هنا : إبن أم مكتوم

لباس الحرب المرعب ، ينتظمون صفوفاً وجحافل فوق أرض ذي قار ، والفضاء الرحب مـا عاد هكذا ، أنه يتقلص ويترقب المنازلة بين الظالم المبلبل بالخوف ونور اهللا الـذي سـيمتد

؟...هل سيظل الجيش في األنتظار طويالً .. ماً فوق كل أرض السواد تلك التي باركها اهللا حت ..الأعلم : سراقة

؟..ماذا يقول قائد الجيش األمير سعد إبن أبي وقاص : إبن أم مكتوم ف الطريق والثغور القريبـة مـن أنه ينتظر عودة سرايا الرصد التي خرجت تستكش : سراقة

.هنا ..إبن أبي وقاص حكيم متيقظ : م مكتوم إبن أ

هكذا يجب أن يكون قائد الجيش ، الخوف من شيعة الفرس لقد جبلوا على الغدر ، هم : سراقة .أعشاب النار ورذاذها المسموم

. لجيش اإلسالم أن يقع في كمين دال نري: إبن أم مكتوم )جندي يقترب منهما(

..ك في خيمته ياسراقة أمير الجند يطلب: الجندي .أنا قادم إليه : سراقة

"الجندي يبتعد " ؟..ترى ماذا يريد منك األمير : إبن أم مكتوم

..سأذهب وأرى : سراقة اللهمّ أحرس جندك وسدد سهامهم وسيوفهم إلى قلوب األعـداء و ) مبتهالً : ( إبن أم مكتوم

..ارزقني معهم الشهادة )صوت المنادي من بعيد يتصاعد(

. اإلسالم ، فقد أذن القائد بحركة الجيش نحو أرض المعركة دانفروا يا جن: المنادي .ليت لي أجنحة أطير بها إلى أرض القتال .. الحمد هللا : إبن أم مكتوم

خيمة في أرض العراق -٥

ستصـدأ ) عند باب الخيمة يضع مجموعة من السيوف فوق دكـة ترابيـة : ( إبن أم مكتوم من هذا االنتظار ، ما الحكمة في أن يظل الجيش كالنخيل المزروع فـي أرض ذي السيوف

١٠

قار، الكل يترقب لحظة بداية الحرب ، لم نأتي إلى هنا من أجل النزهة والبحث عن الراحـة والفراغ ، قد يجد الجبان العذر في صورة الذي يشخص بنا ، ولكن ليس ييننا مساحة لذلك ،

يتوقف عن الكالم مع ( بل موته ، ونحن ال نذوق الموت أال مرة واحدة الجبان يموت مراراً ق ؟ ..رهل عدت ، ما األخبا.. سراقة ) نفسه عندما يستمع إلى وقع أقدام تقترب منه

)التاجر يتأمل إبن مكتوم ( من " يحدث نفسه وهو يتأمل إبن أم مكتوم ، الذي تكشف حركته عن فقدان البصر : " التاجر

ا الضرير الذي يقف في طريقي وهو ال يرى موقع عينيـه فـي جمجمتـه ، ربمـا يكون هذ ..يرشدني إلى هدفي

؟..كيف أجد الطريق إلى معسكر القائد : التاجر ؟ ..لهل أنت غريب يا رج: إبن أم مكتوم

..نعم : التاجر ؟..كيف وصلت إلى قلب هذا المعسكر : إبن أم مكتوم

سالحاً في يدي ، بل أحمل فوق ظهر حصـاني أشـياء ليد ال أحم إنما أنا رجل وح : التاجر ؟..تخص أمير الجند ، هل لك أن ترشدني

يسـتدير التـاجر ..( لو اتجهت شماالً تجد خيمة األمير سعد إبن أبي وقاص : إبن أم مكتوم )بهدف االنصراف ، لكنه يستدرك شيئاً

؟..أأنت من جنود سعد : التاجر .ن شاء اهللا أ: إبن أم مكتوم

؟..وهل ستشارك في القتال : التاجر .لقد جئت مع الجيش من أجل هذا األمر .. إذا أراد اهللا : إبن أم مكتوم

؟..وهل مثلك الكثير في هذا الجيش ) بتهكم دفين : ( التاجر أني أتبع الصوت القادم من فضاء النور بقلب مطمئن ألصنع الذي ) غاضباً : ( إبن أم مكتوم

لقد سخرت من تلك العلة وانتصرت عليها بقرار النفس ، أبتعـد .. أراه خيراً لألمة والتاريخ أبعدو ا عني الذين يأتون الغدر وقد أخفـوا ... ياعباد اهللا أغيثوني ... أبتعد .. لعني يا رج

ال السماء وال األرض باتت في سالم من أفعال علوج الفـرس ... وجوههم حتى عن الظالم ... )يصل سراقة (

؟..لماذا أنت غاضب .. ماذا جرى إبن أم مكتوم : سراقة ..أبعد هذا الرجل عني : إبن أم مكتوم

؟..ماذا يريد منك : سراقة

١١

..أنه يريد الوصول إلى خيمة األمير سعد : إبن أم مكتوم ؟..وهل يغضبك ذلك : سراقة

.ي الغضب فأندم على فعل أرتكبه ال أريد أن يستبد ب.. أبعده عني : إبن أم مكتوم ؟..ماذا تحمل في هذا الخرج ) للتاجر : ( سراقة .هدية بسيطة لألمير سعد أحسبه أن يقبلها مني : التاجر

أخشى واهللا تجار الفرس ، آيات من الكفر والنفاق وبخس للحق ، رموز للدجل : إبن أم مكتوم بيضة األفعى ، إذا نفقت أصبحت مثل نوعهـا أولئك الفرس مثل ... الممجوج ، مفسدة للذمم

...مؤذية ، الحكمة أن نسحق تلك األفاعي ونقتلها لنجنب الدنيا شرورها ؟..هل هو جندي معكم ) يهمس لسراقة ( أنا تاجر من الشام :التاجر .أنه من المجاهدين األوائل في اإلسالم : سراقة !؟..ي الحرب ولكنه فاقد للبصر فكيف سيشارك ف: التاجر إبن أم مكتوم لم يرى النبي وال الصحابة ولم يقرأ القرآن بعينه بل نفذ نور اإليمان إلى : سراقة

إبن أم . ( تعال معي أوصلك إلى خيمة أمير الجند – أنه يبصر بقلبه -قلبه ، فقال عنه النبي )مكتوم يرتل آية من القرآن الكريم بصوت مسموع

اهللا ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور .. الرحمن الرحيم بسم اهللا : إبن أم مكتوم يا حي يا قيـوم .. صدق اهللا العظيم .. والذين كفروا أولياؤهم أصحاب النار هم فيها خالدون

برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله وال تكلني إلى نفسي طرفة عين ، أنت ولي في الـدنيا .اً وألحقني بالصالحين واآلخرة توفني مسلم

؟..من القادم ) يرهف السمع لصوت أقدام تقترب ( ..أنا فالح عجوز سمعت صوتك وقد سحرني فقادتني أقدامي إلى خيمتك : الفالح

؟..هل لك حاجة : إبن أم مكتوم .أريد الشكوى لدى األمير : الفالح

!؟...مم تشكو : إبن أم مكتوم .ات عمري في زراعة األرض ولم أجد أنا وعيالي قوت يوم واحد لقد أنفقت سنو: الفالح

لن يرضى إبن الخطاب بفعل استعباد النـاس ، لقـد .. الحول والقوة إال باهللا : إبن أم مكتوم قبل ساعة قدم تجارهم يحملون الهدايا لألمير سعد فردهم خائبين .. خرب أمراء األعداء الذمم

.سرى أقدمها للخليفة هديتي مفاتيح إيوان ك: وقال )صوت الخنساء يسبقها (

.سالم اهللا عليك يا إبن أم مكتوم : الخنساء ؟..من معك .. وعليك السالم ياخنساء العرب : إبن أم مكتوم

١٢

..ولدي : الخنساء قولي له يرحمك اهللا أن يوصل هذا الرجل إلى خيمة األميـر سـعد ليعـرض : إبن أم مكتوم

شكواه صوت صهيل جواد من ( أصحبه يابني إلى خيمة األمير سعد ) وجه الكالم لولدها ت( الخنساء

)الخارج تنظر الخنساء نحو مصدر الصوت ؟..صوت حصان : إبن أم مكتوم

..فرس المثنى .. الشموس : الخنساء ؟..هل سيركبها سعد ويقود الحرب : إبن أم مكتوم

..نى لم تشهد الشموس آخر معارك المث: الخنساء وأنت ياخنساء ، هل ستشـاركين فـي .. رحم اهللا المثنى ، كان فارساً شجاعاً : إبن أم مكتوم

؟..الحرب . نعم بجميع أبنائي وبنفسي وبكل ما أملك : الخنساء

.أنت فخر النساء : إبن أم مكتوم . أم مكتوم نولكن باهللا أصدقني القول ياإب: الخنساء

؟..ماذا : إبن أم مكتوم .سمعت أنك ستعود إلى مكة : الخنساء

.. لقد نذرت نفسي ليـوم الجهـاد .. ؟ لماذا جئت ولماذا أعود ..من قال ذلك : إبن أم مكتوم اللهمّ احرسني بعينك التي ال تنام وأكنفني بكنفك الذي ال يرام وأغفر لي بقدرتك فـال أهلـك

..وأنت رجائي .هللا عنك فريضة الجهاد لماذا تعذب نفسك وقد وضع ا: الخنساء

واهللا لو قال غير الخنساء هذا الكالم لقلت أني أسمع صوتاً من الجاهلية ولكني : إبن أم مكتوم ..أعرفك يا أخت صخر ، كالمك يذلني واهللا

المسلمون يعرفون قدرك ومنزلتك عند اهللا ورسوله ،أن وجودك بالقرب من الخليفة : الخنساء .والنصح هو أثمن بكثير واليقل عن الجهاد بالسيف هنا وأنت تقدم له المشورة

.كال يا أخت صخر إنما جئت مع الجند وسأقاتل معهم :إبن أم مكتوم )تتوقف عن إكمال كالمها ..( ولكن كيف وأنت : الخنساء

.؟ العليك سأجد طريقي نحو ساحة المعركة ..وأنا ال أبصر : إبن أم مكتوم )تتصاعد أصوات الجند مهللين .. جمعات جنود المسلمين في األفق البعيد ت(

١٣

..اهللا أكبر .. اهللا أكبر .. اهللا أكبر : أصوات الجند ؟..استطلعي األمر ماذا يحدث هناك .. يرحمك اهللا ياخنساء انظري : إبن أم مكتوم

..لقد عاد المغيرة ومن معه من إيوان كسرى " تنظر في األفق البعيد : " الخنساء اهللا أكبر ، البد أنهم يحملون أخباراً مهمة جعلت الجنـد يطلقـون ) بحماسة : ( إبن أم مكتوم

قلبي يقول إن ساعة الفتح المبين قد اقتربت ، أني أرى الفجر القادم فوق .. حناجرهم بالتكبير ...ولكن ال بد أن نعرف ما الذي حصل هناك .. أرض السواد

ياعاصم .. ياعاصم ) تنادي من مكانها .. ( عاصم قادم نحونا سنعرف اآلن ، فهذا : الخنساء ..تعال هنا ..

..نعم يا أخت صخر ) وهو يقترب : ( عاصم ؟..ماذا حدث بينكم وبين كسرى : الخنساء لقد دخلنا إيوانه بشجاعة وعرضنا شروطنا كما أراد قائدنا سعد، كانـت واهللا سـاعة : عاصم

. قد انقضت على كسرى والذين يحيطون به رهيبة كما الصاعقة القاتلة ؟..وماذا قلتم لكسرى ) يقترب منه متحسسا جسده : ( إبن أم مكتوم

..أسمع يا كسرى ، أما الدخول في اإلسالم أو تدفع الجزية : قال له المغيرة : عاصم ؟..وبماذا أجاب : الخنساء أل عن أشرفنا ، فقلـت لـه أنـا ليس بيننا وبينكم سوى الحرب ، ثم س : قال كسرى : عاصم ..أشرفهم

؟..ولماذا يسأل هكذا : إبن أم مكتوم .قال كسرى حملوا أشرفهم هذا التراب : عاصم

!؟..تراب ) باستغراب :( الخنساء ..نعم كيس تراب : عاصم

؟..وحملت كيس التراب : إبن أم مكتوم أسابق الريح حتى آصـل وأضـع نعم من إيوان كسرى إلى خيمة القائد سعد ، كنت : عاصم

..التراب تحت أقدامه ..تراب أرض فارس : الخنساء أيها المسلمون أنه فآل حسن ، : قال سعد أبن أبي وقاص عندما وطئت أقدامه التراب : عاصم

..اهللا يأذن لنا أن نطردهم من أرض السواد التي يحتلونها )يدخل سراقة ..( ح أنها من عالمات الفت) مهلالً : (إبن أم مكتوم

..أين هي ياإبن أم مكتوم .. األمير سعد يريد أن يرى الراية : سراقة ..ليته طلب ذلك مني : إبن أم مكتوم

١٤

.. أم مكتوم عند األمير سعد نلك مكانتك يا إب: سراقة أنقض كل ساعة على علتـي .. الراية .. الراية .. الراية ) يدور حول نفسه : ( إبن أم مكتوم

ثم هاتفاً بحماسـة ( منفلتاً منها متحسساً تلك الراية العظيمة التي سترفرف فوق أرض السواد ..نعم الراية .. الراية يا خنساء .. وجدت الطريق يا أخت صخر ) وفرح

؟..هل تريد أن تحملها يا إبن أم مكتوم : الخنساء ..م بها صفوف الجند نعم سأتقد.. ليس لي غيرها في هذه الواقعة : إبن أم مكتوم

؟..وهل سيوافق سعد إبن أبي وقاص : الخنساء ..أسمعي ياخنساء .. سيوافق أن شاء اهللا : إبن أم مكتوم

..نعم : الخنساء : عندما غادرت المكان الذي كان يجلس فيه إبن الخطاب سمعت هاتفاًً يقـول : إبن أم مكتوم

اهللا أنتظرها بفارغ الصبر ، فما أجمل أن يختم اهللا أم مكتوم لقد فزت بها ، وأني و نأبشر ياإب خذوني إلى خيمة األمير سعد إبـن ) هاتفاً بقوة ( هذه الحياة الفانية بالشهادة من أجل اإلسالم

خـذوني إلـى .. اهللا أغيثوني ديا عبا .. أبي وقاص ، لقد عرفت الطريق إلى أرض المعركة ..خيمة األمير سعد

أبن أبي وقاصخيمة األمير سعد -٦

؟..أتريد أن ُأظلم في إمارتك .. دأتعرف ذلك يا سع) بغضب كبير : ( إبن أم مكتوم ؟..من الذي ظلمك .. رسول اهللا بمهالً يا صاح: سعدإبن أبي وقاص

.المغيرة بن شعبة : إبن أم مكتوم ؟..أنا ) الذي يقف بمواجهة األمير سعد مستغرباً : ( المغيرة بن شعبة

..نعم أنت : إبن أم مكتوم .؟..كيف ظلمك المغيرة : سعد أبن أبي وقاص

.يريد المغيرة أن يمنعني من الجهاد : إبن أم مكتوم . أحد من الجهاد في سبيل اهللا عال يمن: سعد أبن أبي وقاص

م نع.. قل له أن اإلسالم يرفض ذلك .. قل له يا إبن أبي وقاص ) بانتصار : ( إبن أم مكتوم ..الجهاد حق على الجميع

..إال أنت : المغيرة !؟..لماذا إال أنا ) ثائراً : ( إبن أم مكتوم

١٥

.أنت تضيع وقتنا يا إبن أم مكتوم : المغيرة ليسمع األمير كالمك ، أنك تقترب من النار بهذا الكالم ، أنت تنسى يامغيرة أنا : إبن أم مكتوم

؟..من نزلت به اآلية عبس وتولى ..مهالً ، ماذا تريد ونحن نحققه : سعدإبن أبي وقاص

...نعم قل لألمير ماذا تريد : المغيرة ..أريد أن أحمل لواء المسلمين : إبن أم مكتوم

؟ ؟ ...أنت ) باستغراب شديد : ( سعد ...نعم أنا ومن غيري : إبن أم مكتوم

يتوقف عن ...( المعركة يتطلب شخصاً ولكن يا إبن أم مكتوم حمل الراية في هذه : المغيرة )إكمال كالمه وينظر إلى األمير سعد

ألـيس .. تريد أن تقول أن من يحمل لواء المسلمين يجب أن يكون مبصـراً : إبن أم مكتوم ؟..كذلك

..نعم هذا ما أرمي إليه : المغيرة مير الجنـد أيحمـل اللـواء قل له يا أ .. هراء هذا الكالم .. هراء ياإبن شُعبة : إبن أم مكتوم

!؟.. بالذراع أم بالبصرّ ..قد تقتل يا إبن أم مكتوم : سعد أبن أبي وقاص

هل تريدون أن تحرمونني من نعمة الشهادة ، واهللا أن حصل ذلك سأشـكوكما : إبن أم مكتوم .....إلى إبن الخطاب

..أعرف ذلك ) يضحك جذالً : ( سعدإبن أبي وقاص ؟.. اهللا أغيثوني ، أتظنون أن الجهاد مقصور عليكما فقط ديا عبا: إبن أم مكتوم

..يا إبن أم مكتوم : سعد أبن أبي وقاص واهللا لترون ما يفعل إبن أم مكتوم وعندها تخجلون من ) مواصالً دون توقف : ( إبن أم مكتوم

..سلموني الراية .. أنفسكم سلموه ) ر إلى المغيرة بن شعبة ويقول بثقة أكيدة مفكراً لحظة ثم ينظ : ( سعد إبن أبي وقاص

..الراية اهللا أكبـر ) يغادر المكان وهو يصطدم بالمغيرة ثم مهلالً .. ( سلموني الراية : إبن أم مكتوم

)وهو يغادر الخيمة .. ( اهللا أكبر .. ؟.. سيحمل الراية ويخوض قتاالً ضد جند األعداء يكيف يا موال: المغيرة دع أمر إبن أم مكتوم لباري الخلق فهو قد رسم أمر هذه الحرب ، واهللا: بن أبي وقاص سعد إ

١٦

كأنها صبح ينشر نوره فوق أرض السواد ، هكـذا : لن تدور رحاها إال وكما قال رسول اهللا أخبرنا صلى اهللا عليه وسلم ولن يكون إبن أم مكتوم إال خيطاً من خيوط ذلـك الفجـر الـذي

.هللا سيحل أن شاء ا

.ساحة معسكر الجند -٧

)إبن أم مكتوم يتحرك بين الجند الذين يستعدون للتحرك نحو ساحة المعركة وهو ينادي ؟..أين أنت يا سراقة بن مالك : إبن أم مكتوم

)يقترب منه ..( نعم يا إبن أم مكتوم : سراقة ؟..هل لك أن تلبس سوار كسرى : إبن أم مكتوم

هفتي على بداية هذه الحرب ، أن أقدامي تسحبني وكأنها أجنحة تطيـر بـي ما أشد ل : سراقة .نحو قصر كسرى

.لقد تنبأ بذلك رسول اهللا والبد أن تتحقق نبوءته : إبن أم مكتوم كنت مع الرسول في موقعـة الخنـدق : لقد ذكرني بذلك يوم أمس القائد سعد ، قال : سراقة

.ول بفتح بالد فارس واليمن وبالد الروم ورغم ما كنا فيه من يأس تنبأ الرسهات لي الراية فقد أذن لي إبن أبـي وقـاص أن .. أنه الفتح المبين ياسراقة : إبن أم مكتوم

..أحملها وأتقدم بها صفوف الجند أي قلب يسكن هذا الجسد المبارك وأية عزيمة تفر بها .. اهللا أكبر ) مهلالً ومكبراً : ( سراقة

؟..توم نحو اهللا يا إبن أم مك اهللا أغيثوا الحق وانصروا رجال ديا عبا ... أنه الجهاد .. أنه الجهاد يا سراقة : إبن أم مكتوم

...الجهاد ..خذ الراية ) يدفع إليه بالراية : ( سراقة

..أنه الوعد الحق ... الحمد هللا) بفرح كبير : ( إبن أم مكتوم يا أيها النبي حرض المسلمين على القتال ، أن يكن مـنكم بسم اهللا الرحمن الرحيم ، : سراقة

..اهللا أكبر .. عشرون صابرون يغلبوا مائتين ، أن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ..اهللا أكبر

١٧

..ساحة المعركة -٨

لموت ، القتال يدور ضاريا ، إبن أم مكتوم وهو يحمل الراية يتقدم الصفوف غير مباليا با إال وأنتم مسلمون وال نيا أيها الناس ال تموت ) الجند يقاتلون من حوله ، أنه يرفع صوته منادياً

اهللا معكم أن صبرتم وصدقتموهم الطعن والضرب ، .. يكون شيء أهون عليكم من الدنيا كم أيها المسـلمون اهللا اهللا اذكروا هذه األيام وما منحكم اهللا فيها ،اهللا أكبر اهللا أكبر ، هذه رايت

يحرك الراية بعزيمة وثقة كبيرة أنها تخفق فوق رؤوس الجند الـذين يحتشـدون ( فاتبعوني )اهللا أكبر اهللا أكبر .. حولها في قتال مرير بينما يظل هتاف إبن أم مكتوم يشق عنان السماء

- ستار -

..ياً بعد تطويعه إذاع١٩٧٦بث هذا النص من إذاعة بغداد في العام *

١٨

١٩

.

٢٠

اهللا بن الزبيرعبد

عروة الملك بن مروانعبد

بن الزبيرمصعب زوجة عبد الملك بن مروانعاتكة زوجة مصعب بن الزبيرعائشة ن بن سيريمحمد اهللا بن قيس بن الرقياتعبد في خالفة عبد الملك بن مروانوزير

. أخرىشخصيات

٢١

دار عبد اهللا بن الزبير في مكةأمام

متواصل ، عبداهللا بن الزبير متقلداً سـيفه والبرق يحيط بالدار من كل الجهات والرعد الظالم عنه وهو يتابع البرق بعيدوقف غير يت الذي " عروة" مبتعداً عن الدار يلحق به تابعه يتحرك

.والرعد . ذلك يتحول خوفاً في النفوس ،كلسماء غاضبة وأرض ترتعد من ضوء البرق : عروة

"الجهات اهللا بن الزبير ينظر في جميع عبد" . والمالئكة من خيفته بحمدهسبحان الذي يسبح الرعد : اهللا بن الزبير عبد

فلحقت بك ، هل الرعد والبـرق أطـارا الليلهذا الهزيع من رأيتك تغادر الدار في : عروة ؟.النوم من عيني األمير

. أخر أمرثمة .. كال يا عروة : اهللا بن الزبير عبد ؟..هل يسمح لي األمير بمعرفته : عروة .هي رؤيا غريبة : اهللا بن الزبير عبد

؟..رؤيا : عروة .ً لها تفسيراالمشكلة أنني ال أعرف .. نعم : هللا اعبد

.إذا رغبت قصّ عليّ تلك الرؤيا : عروة في منامي كأني أصارع عبد الملك بن رأيت " الرعد ازدياد صوت مع: " اهللا بن الزبير عبد

" ، عروة يالحقه لمعرفة التفاصيل مستذكراً عن الحديث يتوقف" مروان ؟..ثم ماذا : عروة صرعت عبد الملك وسمرته على األرضوأخيراً.. تصارعنا طويالً: اهللا بن الزبير عبد

. أوتاد بأربعة !؟..بأربعة أوتاد : عروة ؟..بماذا تفسر ذلك يا عروة .. والقلقهذا هو مكمن األرق : اهللا بن الزبير عبد

. شيئاً أقول لي أن ليس " متلعثماً : " عروةفقد انقطعت عنـي أخبـار أخـي ، والهواجسكذلك تحاصرني الهموم : اهللا بن الزبير عبد

.مصعب في العراق .أفهم ذلك يا أمير مكة : عروة

٢٢

يجهز جيشاً كبيراً لمالقاة مصـعباً فـي مروانسمعت أن عبد الملك بن : اهللا بن الزبير عبد .حرب فاصلة

حدث ذلك لقلل من لو تأخر إعالن الثورة ضد خليفة بني أمية ، أيضاوهنا في مكة : عروة .ضغط الكبير على قوات األمير مصعب حجم ال هنا أحاكي العقول لكي تقف سيوف أهـل مكـة أناماذا تراني أن أفعل ، : اهللا بن الزبير عبد

دون رغبة ، هكذا الرأي في الناس ودعـوتهم إلـى إليهمعي ، كما لو كان موتاً بطيئا نسير دود له ،آه يا عواصف القلق مـن تثير في نفسي قلقاً الح الرؤياالجهاد ضد الظلم ، ولكن هذه

؟.. من مكامن الروح والعقل ، من تنطلقيوقف تلك الهواجس التي األحالم الذي ال يشق له غبار فـي تفسيرليس سوى أبي بكر محمد أبن سيرين عالم : عروة .ذلك ..أبن سيرين : اهللا بن الزبير عبد

.يا أمير سواه لك ليسهو مرآة العقل الذي يصنع األحالم ، : عروة في أجواء اآلمان والهدوء البد أن نعـرف تسبحمن أجل أن تظل الروح : اهللا بن الزبير عبد

.رموز هذه الرؤيا ؟..وماذا يقترح األمير : عروة ونسـمع سيرين أبن أن نسرج خيولنا نحو دار عروةليس كثيراً علينا يا : اهللا بن الزبير عبد

.ما يقول في ذلك .عين الصواب يا أمير : عروة يفكر في األمر ، عروة يتابعه ولكنه يظل فـي راح اهللا بن الزبير يتحرك مبتعداً عنه وقد عبد

"مكانه متسمراً . دار أبن سيرين ويأتيني بالخبر اليقين إلىأنت يا عروة من يذهب : اهللا بن الزبير عبد

.سأفعل :عروة على أن ترى العالم الكبيـر محمـد بـن وتعملالبصرة إذن تنطلق إلى : اهللا بن الزبير عبد

ال له من الذي أرسلك إليـه ، يجـب أن تذكرسيرين وتقص عليه الرؤيا ، ولكن حذاري أن . أن هذه الرؤيا هي رؤيا عبد اهللا بن الزبير يعرف

كشـف تطل على مكة القديمة متابعاً البرق الذي ي التي الزبير نحو الربوة بن عبد اهللا يتحرك" " سجف الظالم ، عروة يقترب منهتحتجانباً منها ثم يتالشى ويتركه

الصور الكريمة التي مازالت تدور في دروبها ، وتلكمكة حبيبة الروح ، : اهللا بن الزبير عبد تلـك األبدي ، هل نترك األشرعة المقدسة وسراج النور لناأحباب القلب الذين رحلوا وتركوا

في اليد حيلـة، ليس أن خوفي كبير ولكن ، كل شيء جميل وتدمرضرب النيازك الشيطانية ت

٢٣

فـي مكمـن تصابهي مواجهة وقد فرضها علينا الغي والظلم ، ولكني لن أرضى لمكة أن ..يجعلها تهرب من مواجهة اآلتي ، على اهللا نتوكل

. الخالفة دار

روج من اإليوان بمالبس الحرب وقد يتهيأ للخ أنه الخليفة األموي عبد الملك بن مروان ، إيوان صوتاً ينطلق من خارج اإليوان ، الصوت يكشـف يسمعتقلد سيفه وتحف به أركان حربه ،

، يشير إلى الذين معه بمغادرة المكان وقبـل أن عاتكةعن لوعة وبكاء ، هو صوت زوجته " ، ينظر إليها معاتباً المكانيعود إلى الداخل تقتحم عاتكة

..!عاتكة : بن مروان الملك عبد .نعم يا موالي : عاتكة . الحرب إلىهكذا تكون لحظات خروجي : الملك بن مروان عبد

واهللا قاسية تنتزع الصبر وتثير في الـنفس أنهاليت هذه اللحظات لم تدرك عمري ، : عاتكة ؟. . المسلمين خليفةالجزع والحزن ، أما من ذلك بد يا

" جزعاً إليهاو األرض ، ثم ينظر الملك يطرق لحظة نحعبد ما أردت واهللا عبد اهللا وأخيه مصعباً دفعاني إلى ذلك ، ،أبناء الزبير : الملك بن مروان عبد

القادمة حرب الحربهذه الحرب أن تقع ولكن ماذا أفعل لقد ركبا متن الشطط ، وصارت هذه .مصير قوا دك ، هل أستفحل أمر مصعب بن الزبيـر أحدلماذا ال تسند أمر قيادة الجند إلى : عاتكة

. لماذا التبق هنا في دمشق ،في الكوفة وصار لزاماً عليك أن تخرج لمالقاته أوخالفتي الذي ال يملك قرار التراجع ، أما األمويأنا الخليفة : الملك بن مروان عبد

. الخالفة إلى آل الزبير بن العوام تصير .الخطورةبدو في غاية هكذا األمر كما ي : عاتكة . وهكذا أبدا الدفاع عن الوجود، الحربهكذا ياعاتكة هي : الملك بن مروان عبد

قسوتي وقراري ،اعذري . والولد والمال وكل الدنيا واألبأنت الخليفة والحبيب والزوج واالبن : عاتكة ؟..أخائفة أنت : الملك بن مروان عبد

.. كما تفعلنكر ذلك ، ليتك ال أريد أن أ.. نعم : عاتكة

٢٤

، لقد فرضت الحرب علـي ، جديد مجال لسماع رأي ال " مقاطعاً: " الملك بن مروان عبد الجزيرة والعراق ، هو وأخـوه األمويةعبد اهللا قد أعلن نفسه خليفة في مكة وسلخ من الدولة

.ن يستقران اآلن في خاصرة الخالفةخنجرين قاسيي . يا عاتكة حظك ويل يا" كية باتتنهد : " عاتكة تعلمين أن مصعب بن الزبير يعد العـدة هلوفري دمعك يا زوجتي ، : الملك بن مروان عبد

، هل تريدين يا عاتكة أن يكتب التاريخ عـن ،ويتباهى مع جنوده بأنه سيطرق أبواب دمشق عن خالفته وحمايـة بينما يقاتل جنده دفاعاً زوجتهعبد الملك بن مروان أنه ظل جالسا قرب

فيه سأحمل سيفي وأخرج لمالقاة الخـوارج ولـن تراجع دمشق ، قراري يا عاتكة ال بوابات .تكون الحرب نزهة

.أخشى عليك يا أميري وسيدي : عاتكة .وداعا يا عاتكة بنت يزيد .. جدك وأبيك خالفةعليك أن تخِش على : الملك بن مروان عبد

. وسيدي وداعاً يا أميري : عاتكة في مكانها تحجب وجهها بكفيها ويسمع صـوت متسمرة مغادراً المكان تظل عاتكة يتحرك"

" صوت نفير الحرب في الخارج ممزوج بصهيل جياد يتعالىبكائها تبدو وحيدة حزينة بينما

. الخالفة في الكوفة دار

ا يقف زوجها مصـعب إلى الخارج بينم الدار زوجة مصعب بن الزبير تنظر من شباك عائشة مصعب ينظر إليها وقد أدرك مكمـن قلقهـا ،ليرتب لباس الحرب ، ترتد نحوه قلقة مذعورة

"الواضح ؟..هل أنت خائفة : بن الزبير مصعب ..ولكن .. هي األقدار يا زوجي : عائشة ؟..ماذا تريدين أن تقولي : بن الزبير مصعب . عن الكوفة ، وتبقى أنت هنا أميراً بعيداً يكفيك أن ترسل الجيش لمالقاتهم : عائشةمعاذ اهللا أن أفعل هذا . وتأخذني أسيراً األمويينحتى تصل إلى هنا خيول : بن الزبير مصعب

الزبير فهل يجلس أبن قد خرج على رأس جيشه ، مروانيا عائشة ، إذا كان عبد الملك بن ند عائشة وسكينة الحرب وقعد عمصعباعلى أريكة في قصره ، فيقال ترك

. ال يليق الهروب بالفرسان وطالب المجد ،

٢٥

. حربك األخيرة ستكون أنها أحس" تتنهد بحزن مكتوم : عائشة رؤيا سكينة بنت الحسين تقول هذا ، وقد جهز ،أنها واهللا كذلك يا عائشة : بن الزبير مصعب

.مشيئة اهللا جيشنا ولن تحصل غير عددعبد الملك بن مروان جيشا كبيرا يفوق أقل صبرا وشجاعة من سكينة بنت الحسين ، التي أكون لن" وحزن واضح بهياج : " عائشة

يرموا بأنفسهم على صهوات الخيـول ، نعـم أذهـب أنقالت لك أذهب فقد أختار القرشيون .مجاهدا فإن عدت ستجدني في انتظارك

.بارك اهللا فيك : بن الزبير مصعب ، وبعد فترة وجيزة تلتفت تجد مصـعب الحرب ذات النافذة إلى ساحة عائشة لتنظر من تعود

نفير الحرب وأصوات غيـر واضـحة تمتـزج الخارجبن الزبير قد غادر المكان ، يعلو في .بتكبيرة الحرب

. بن سيرين دار -١

ء وهو ينظر إلى النجوم والكواكب في السما مهدم محمد بن سيرين متكئاً على جدار شبه العالم غير بعيد عنه ، يتوقف عن الرصـد وينظـر إليـه يتابعه، عروة رسول عبدا هللا بن الزبير

"متسائالً ؟..من الذي رأى هذه الرؤيا : سيرين أبن

.. رأيتها أنا " مراوغا : " عروة ؟..في من : سيرين ابن

.في رجل بيني وبينه عداوة : عروة " عنه وعروة يلحق به مبتعداً.." هذه رؤياك يسل" الكواكب من جديد يتأمل:" سيرين أبن

؟..ماذا تريد أن تقول : عروة . بن مروان ، هي ألحدهما في اآلخر الملكهذه رؤيا أبن الزبير أو عبد : سيرين أبن

أبن سيرين ، ليته يعلم يا أقول لك ماذا" محدثاً نفسه الجدار عنه ومقترباً من مبتعداً : " عروة .و الذي أراد كتم الحقيقة عنه أن األمير ه

.القوللن أفسر هذه الرؤيا حتى تصدقني : سيرين أبن

٢٦

. خالية جرداء أرض -٢ . الملك بن مروان بالقرب من ساحة المعركة ، يحف به بعض القادة والجنود عبد بن الزبيـر تدفعـه مصعب" نفسه منفرداً عن الذين يرافقونه يحدث: " الملك بن مروان عبد

أستحكم بعقول أهل العراق أنهالرياح ليركب مركباً مهلهالً يتآمر فيه ضد دولة الخالفة ، ظن تدور ،مـأل األسـماع بتلـك القاسيةوصارت دعوته لمناهضة ملك آل أمية تدور كما الرياح

بدولة الخالفة دماراً كبيراً ، هـي يلحقاألكاذيب التي كان يرددها في خطبة الصالة ،أراد أن ويلحق بك عبدا هللا لقد أقسمت أن يكـون فيهاحرب يا مصعب ولن تكون إال ضارية فلتهلك ال

أيسره قطع الرؤوس واألطـراف وحـرق ،مصرعك مماثالً لمصرع الحسين ، أفجع موت هذه األرض سـاحة المعركـة لتكن" القادة نحو يلتفت" األفكار أو الصلب على جذوع النخل

.الزبيرعب بن الفاصلة بيننا وبين جيش مص . المعركة من الجهة المقابلة أرض-٣

أرض مسكن وتلك حافـات الـدجيل والكوفـة هذه" المكان متفحصا: " بن الزبير مصعب .صارت خلف ظهور قواتنا

عن هذه المعركة الفاصلة التي تدور فـوق الرواةسيكتب : عبد اهللا بن قيس الرقيات الشاعر .هذه األرض

يا ابن قيس الرقيات ، هذه معركة غيـر متكافئـة كال" وحزن بحسرة: " ر بن الزبي مصعب الذين أشد بهم عضدي هم أقرب إلى الفرار من سـاحة الناسنخوضها قسراً ، أنا أرى هؤالء

لقد غدروا بالحسين بن علي ولن يواجهوا الموت من أجل واضحةالوغى ، أرى معالم غدرهم .مروان يعرف ذلك ، أسمع يابن قيس الرقيات بن الملكمصعب بن الزبير وعبد

؟ هي رؤيا شربها دمي قسراً مـن .. أقول أننعم يا أمير ، كيف لي : قيس الرقيات الشاعر .سريريذلك الحلم الذي نصب خيمته السوداء في

؟..وماذا رأيت فيها : بن الزبير مصعب مروان تقترب من عنقي الملك بنعبدرأيت فيها سيوف رجال : قيس الرقيات الشاعر . أنفاسي وتكتم

.مقتول ، أنطلق حيث شئت فإني العقلهي النذير الذي أطلقه : بن الزبير مصعب

٢٧

. يا أمير ، واهللا ال أبرح حتى أرى سبيلك في هذه الواقعة اهللامعاذ : قيس الرقيات الشاعر . دار عبد اهللا بن الزبير –٧ . عن القراءة وينظر إليه مستفهماًيتوقفل عروة ، اهللا يقرأ في كتاب اهللا ، يدخعبد .عوداً محموداً : اهللا بن الزبير عبد

الرؤيا كما نطق بها أبـن سـيرين ، بعـد أن تلكعدت يا أمير بالخبر اليقين لتفسير : عروة .مروانأصدقته أنك رأيتها في عبد الملك بن

؟ ..الرؤياوماذا قال في تلك : اهللا بن الزبير عبد :قال أبن سيرين : عروة لصاحبك األمير عبـد اهللا بـن قل " المسرح حزمة ضوء في جانب من تحت: " سيرين أبن

، ويلي هذا األمر ولده لظهره أربعةٌ ، بعدد األوتاد األرضالزبير ، أن عبد الملك يغلبك على " أبن سيرين يختفي ." األرضالتي سمرته بها على

، ، أية رؤيا تلك التي دارت فـي بؤبـؤ العـين ويحي" بحزن مولوالً :" اهللا بن الزبير عبد .والعقل .أنها الحقيقة يا أمير : عروة . لي األخبار عن أخي مصعب واجمعأنطلق : اهللا بن الزبير عبد . المعركة أرض -٨

به أرض مسكن والـدجيل ، عائشـة توشح وعويل وحزن يقطع نياط القلوب كل ذلك حرائق تبدو وقد فصل الرأس عن الجسد والتيزوجة مصعب بن الزبير عند جثته المقطعة األوصال

" بشكل مقدس الجثة، ال حدود لحزنها وانكسارها ولوعتها، تقترب من مسكن هويت ، وعند ضـفاف الـدجيل أرضآه يا مصعب يا أميري الحبيب ، فوق : عائشة

، آه يا زهرة شبابي التـي أصـابها الغادرةالمحزونة كنت تجود بنفسك من طعنات السيوف من الجراح والطعن كي أذرف بها الـدمع بكالعطب ، تمنيت لو كان لي من العيون عدد ما

مـن تـنهض . " بنجيع مصرعك المخضبالغزير ، أي حزن يعتصر قلبي ، آه يا مصعب

٢٨

من األسرى يـتم بارقة أمل ، فترى أعداد عنمكانها وكأنها تبحث في األفق األسود الحزين " بن مروان الملكتجميعهم وقطع رؤوسهم ، تندفع لتواجه عبد

خليفة المسلمين وتحكم بما أنـزل اهللا فـي أنكأي عبد الملك بن مروان ، أو تزعم : عائشة . األرض لكثرة الدماء التي تراق ظلماً ميزانكتابه العزيز ، أال يروعك أن يهتز

شـهدت تلـك لقد" ، عائشة غير مكترثة به وجهها سيفه في اًمحرك: " بن عبد الملك مروان الجبهات ، هي نارك التي أمطرت بها ماكلالحرب كما لو كانت ناراً تزحف من

والموت فوق كل األرض ، لم تجد في الحزن بأرض مسكن والدجيل ، لقد نشرت خيمة يحيط

ح ينخر قلوبهن الـذعر والخـوف كما األشبا بالسوادانتظارك سوى النساء الثكلى الموشحات يا خليفة المسلمين أستحم وتمتع ببركة الدماء الحارة بٍخويحيط بهن الموت من كل جانب ، بٍخ

. . بئر الحزن والفجيعة منمن أنت أيتها الطالعة : وان الملك بن مرعبد

لمـوت أيامها تدور في مـدار الحـزن وا بقيةأمراءه مسلمة مؤمنة أثكلتها وجعلت : عائشة " منه يهمس له بصوت مسموع القرب الذين يقفون إلى أحد." والفجيعة بقطع رأسه ومداواة حقده وتمـرده سيفكهي زوجة الذي تشرف : الواقف إلى جواره الرجل

.الشيطاني "ً ، ثم يقول للرجل متفحصا الملك بن مروان يدور حولها عبد" مـا تلعـن أحملها إلى قصري لتكون جارية ، الحربهذه من غنائم : الملك بن مروان عبد

.تبقى من أيامها تقاوم ، لكنها تجد نفسها أخيراً مع األسرى الذين هي الرجل نحو جموع األسرى بينما يدفعها"

وجوههم الدماء وبعضهم يعاني من الجراح في جسده غطتتبدو عليهم عالمات الهزيمة وقد اهللا بن قيس الرقيات ، الذي يسندها ويساعدها علـى أن عبد، يدفعها الرجل لتقع فوق األسير

، عائشة تنظر إليه وقد عرفته رغم الدماء التي تعلو جبهتـه األسرىتجد مكاناً لها بين جموع "من جرح ينزف

!؟.. ، بن قيس الرقيات األمير شاعر" ولهفة بفزع : "عائشة .هللا مصابك الجلل عظم ا،أنا هو يا موالتي : اهللا بن قيس الرقيات عبد

. والشكر أنك مازلت حياً والحمدالحمد والشكر هللا على ما كتب لنا ، : عائشة كل الذي استوطن النفس من فجيعة وهزيمة ال بعدال قيمة لحياتي : اهللا بن قيس الرقيات عبد

، وتدور حوله المنية سوداء مرعبة ، يا زوجـة موتهحدود لها ، كل أسير منا يحمل صورة

٢٩

هناك من حدود لفجيعتنا، انظري إلى ذلك الخليفـة ليساألمير كلما يجوب بصري األفق أرى . ال أدري يا موالتي أية ضفاف يبحث في الوصول إليها،األموي المتجبر بالظلم والطغيان

الخراب لكي تظل أعمدة الظلم قوية، لقـد ونشرنطفة الشيطان ال يريد سوى الموت : عائشة عبد اهللا وآخرون وهكذا سـتكون حالـة يمضي حتفه من أجل الحق وغداً مضى مصعب إلى

.المواجهة بين الحق والباطل دائماً . ما كان يقوله األمير مصعب بن الزبير هذاأجل يا موالتي : اهللا بن قيس الرقيات عبد

؟..هل كنت تالزمه قبل مصرعه : عائشة ..نعم : اهللا بن قيس الرقيات عبد

. الجلل الحدثف لي ص : عائشة الوغى كما لوكان نجمة الجدي التي تعودت ساحةرأيته راسخاً في : اهللا بن قيس الرقيات عبد

بقلب مطمئن إلى مصيره ، دون وجل أو تـردد ، الموتأن ال تبارح مكانها ، كان ينظر إلى ا أصيح بقـوة نحوي ثم يلكز فرسه ويبتعد ، وأن فيلتفتكنت أصرخ في أثره رويدك يا أمير ،

الموت ، نعم لقد دخل مجرة الموت ، لم يفر بل أندفع مجرةفي أثره رويدك يا أمير أنك تدخل ويتوغل ومجرة الموت تتوسع ، بعد ذلك ال أدري كم من الصفوفغاضباً شجاعا باسالً يشق للحظة حتى انغلقت تلك المجرة المزروعة باألجساد ، ويح تلك ا مرالوقت القصير الطويل قد

وبينه لم أرى غير السيوف تعلو وتهبط وتتوغل في دائرة ضيقة هـي بينيالقاتلة التي فارقت لقد ابتلعت مجـرة المـوت أميرنـا : عندها صرخت والحزن يقطعني ،جسد األمير مصعب

. ماذا تخبئين لنا بعد هذا اليوم الذي طوى المجد الذي كان األقدارالشجاع ، أيتها األمير ال يضارعه أي شـاعر وكنـت حياةيا أبن الرقيات كنت شاعراً في أحسنت : عائشة

.راوياً للحظة استشهاده . مكة مسجد -٩ من حوله ، هو مطرق بحزن كبير ، ينظر إلـى الناس اهللا بن الزبير فوق المنبر ، يتجمع عبد

" كمن يحدث نفسه ويقولالوجوه ، عروة من بين الرجال ينفرد . خيوط المصيبةمنهالمات بن سيرين ترى النور فتمتد هاهي ك : عروة ؟. الزبير ألهل مكة بنماذا يريد أن يقول عبدا هللا : يقف بجواره رجل . يرشح عرقاً وجبينهانظروا إليه الكآبة على وجهه : أخر رجل ؟ ..يتكلم ال ماله" عروة يكلم: " ثالث رجل

٣٠

؟..فما تراه يهاب .. لخطيبه فو اهللا إن! أتراه يهاب المنطق : رابع رجل . ، وهو بفظيع تذكره غير ملوم العربأراه يا رجال يذكر قتل مصعب سيد : عروة خبر من العراق ، بلد الغدر والشـقاق ، فسـاءنا آتاناأيها الناس ، أنه قد : اهللا بن الزبير عبد

أصوات متداخلة بحـزن تتصاعد! " اهللا عليه ومغفرته رحمة –وسرنا، أتانا أن مصعباً قُتل الذي أحزننا من ذلك فإن لفراق الحميم لذعة يجدها حميمه عند المصيبة، فأما ،" وأسف شديد

أن علمنـا من بعد ذو الرأي والدين إلى جميل الصبر ، وأما الذي سرنا منه فإنا قد يرعويثم العراق أسـلموه أهل ، أن قتله شهادة له،وأنه عز وجل جاعل ذلك لنا خيرةً إن شاء اهللا تعالى

أنا واهللا ما نموت حتف ،وباعوه بأقل ثمن ، لقد قُتل أبوه وعمه وأخوه وكانوا خيار الصالحين ، وليس كما يموت بنو مروان السيوفأنوفنا ، ما نموت إال قتالً قعصاً بالرماح وتحت ظالل

نيا عارية من الملـك القهـار ، ، وإنما الد قط؛ واهللا ما قتل منهم رجٌل في جاهلية وال إسالم تقبل الدنيا على الآخذها أخذ األشـر البطـر ، وإن فإنالذي ال يزول سلطانه وال يبيد ملكه،

جيش آخر يقوده الحجاج يقترب من الحمى ويريد بنا وبكـم ،تدبر عني ال أبكي بكاء المهتر موت من أجل الحق ، والحول ولم أجد أمامنا سوى القتال وال األمرالذل والهوان ، ولقد قلبت

.والقوة إال باهللا

.مروان مجلس الخليفة عبد الملك بن – ١٠

" عود ورقص جواري عزف يغني في مجلس الخليفة يرافق غناءه المغني :المغني الشباب وليته لم يذهِبذهب المفارق وقع شيٍب مغرِبوعال

يردن غيرك صاحباًوالغانياتويعدنك ِب الهجرانبعد تقر

" بين يدي عبد الملك بن مروانوالوقوف الغناء عند دخول الحاجب يتوقف" ..موالي : الحاجب

؟..ماذا عندك من أخبار : الملك بن مروان عبد ؟..هل تعلم من يقف بباب أمير المؤمنين : الحاجب

؟..من: الملك بن مروان عبد ..عبد اهللا بن قيس الرقيات : الحاجب

٣١

؟..شاعر مصعب بن الزبير : ملك بن مروان العبد .نعم : الحاجب

..اآلن.. إلى بابي جاء" الذي وصل إليه بالمصير متشفياً: " الملك بن مروان عبدالرجل جـاء .. موالي" بين الخليفة والشاعر العداء إنساني يقلل من حجم بشكل : " الحاجب

.. شاعر مبين وهو يا موالي،تائباً مستغفراً ومادحاً لك ؟ كان ذلك أولى به بدل أن يذهب إلى مصعب بـن ..هال جاء وقت الحزم األول : الملك عبد

. قتال أهل الشام على ويعلي أمر الزبيرية ويحرض فيمدحه الزبير وقبل العذر وضم إليه النـادمين ، لقـد وأصلحيا أمير المؤمنين أنت أحسن من عفا :الحاجب

الثقفي أمر عبد اهللا بن الزبير في مكة الحجاجة آل الزبير ومحا لك هلك مصعب وانقضت دول شعراء مصعب أنفسهم يطلبون رضاك ، وهي اآلن، وصرت وحدك الحاسم المهاب ، فجاءك

.يا موالي فرصة وسياسة ..!سياسة " باهتمام متأمالً: " الملك بن مروان عبد

.نعم : الحاجب ؟..كيف : الملك بن مروان عبد

بن الزبير نفسه قد جاء يمـدح عبـد مصعبهذا شاعر .. اآلن يقول الناس أجمع : الحاجب .الملك بن مروان

..فقد عفوت عنه وليسمعني مدحه .. أدخله" لحظة مفكراً: " الملك بن مروان عبد الخليفة مفكراً ويقول بصوت مسموع للذين مـن يظل يتحرك مغادراً المكان ، بينما الحاجب" ماذا سيقول بعـد حاسمة لنسمع شعره ، هي لحظة ، الرقيات قيس عبد اهللا بن وأخيراً" له حو

الحاجب مالبسه بسيطة تنم عن رفقة عبد اهللا بن قيس الرقيات في يدخل." أن كان مع عدوي على الخليفة بوقار ويقف معتـدالً بالتحيةحالة العوز وفي عينيه بريق انكسار ملحوظ ، يلقي

"كان جبالً كما لو .السالم على أمير المؤمنين : قيس الرقيات بن .. السالم وعليك" وببرود تام مقصود برهة صمت بعد:" الملك بن مروان عبد ؟..أعندك ما تقوله أمامنا .. ":الفحول كما الشعراء ينشد: " قيس الرقيات بنعادبله من كَثيرة الطّر فعينهبالدموع تنسكب نازح محلّتهاكوفّيةٌمالأمقَبدارها وال ص

٣٢

أهـي .. من كثيرةٌ هـذه .. غزلي جميل مطلع" في جلسته متملمالً: " الملك بن مروان عبد ؟..صاحبتك

هربت من األسر فآوتني وأصبحت أذكرهـا عندماهي امرأة نزلت بدارها : قيس الرقيات بن ..في شعري تقديراً لموقفها معي

.أكمل يابن قيس : ن مروان الملك بعبد : قيس الرقيات بن األغر الذي أبوه أبو المعاصيأن

الوقار والحجبعليه التاج فوق مفرقِهيعتدل جبينٍ كأنه الذهبعلى ؟..ما هذا .. يابن قيس ويحك" وصارخاً فيه غاضباً له ينبري: " الملك بن مروان عبد ؟..!!أت في شيء هل أخط.. عجباً : قيس الرقيات بن بالتاج كأني من العجم ،، وتقول في مصعب تمدحني" الغضب بذات: " الملك بن مروان عبد

:بن الزبير الظلماء مصعب شَهاب من اهللا تجلت عن وجهِه إنمالك عزٍة ليس فيِه جبروت منه ملكهم والكبرياء "كن الخليفة ال يمنحه الفرصة يقول شيئاً لأن يريد كمن.." موالي : قيس الرقيات بن األمان فقد سبق لك ولكن ال تأخذ مع المسلمين عطاء أبداً أما "حازماً: " الملك بن مروان عبد .؟ أنه عبد اهللا بن قيس الرقيات.. هذا أتعرفونيا أهل الشام .. : الذي يقول هوأليس ": ينشد بغضب واضح أحدهم"

نومي على الفراش ولماكيف لشام غارة شعواء اتشمل الشيخ عن بنيِه وتُبديتذهل ِخدام العقيلة العذراءعن الخليفة ، بن قيس الرقيات مذعوراً، يصـرخ رجال سيوف والغضب على أشده لدى استالل"

"رأسهمن حوله كالمحموم أو الذي يكاد يقطع ..خليفة أنا في حماك أيها ال .. قادمهو الموت .. هي الرؤيا : قيس الرقيات بن

.. دم هذا المنافق اسقنا" نحو بن قيس الرقيات مندفعا : " ١ رجل ..دعنا نقتله : ٢ رجل

٣٣

ونقطع دابر نقتله" على رأسه والسيف في يده وقابضاً من بن قيس الرقيات مقترباً: " ٣ رجل " الخليفة الغاضبون رجال به يحيط. " الفتنة

ضحكة مجلجلة صوت فوقها يعلو قيس بن الرقيات مدوية من قوية تام تسبقه صرخة ظالم" ...للخليفة

..ستار النهاية..

سلمى الكواري–لوحة للرسامة الغالف

٣٤

الكتب المنشورة للكاتب شاكر الحاج مخلف. د

دراسـة فـي أدب ومسـرح الكاتـب [ – آخر عباقرة القرن العشرين –آرثر ميللر -١ آرثر ميللر ، وهي تترجم اآلن إلى عدة لغات عالمية كما ستصدر فـي األمريكي الكبير

]بحر الزمن القادم في الواليات المتحدة ثالثة شعراء عظـام مـن [ البياتي ب عبد الوها – بدر شاكر السياب -نازك المالئكة -٢

دراسة في مضامين القصائد والموقف الدرامي ، ومقارنة بين نتـاجهم –بالد الرافدين الدراسة حصلت على المركز األول في مسابقة مؤسسـة –ماذج من األدب العالمي ون

] الواليات المتحدة ، وستترجم إلى عدة لغات –أوروك للنشر والتأليف والترجمة ثالثة أصوات في األدب التركي [ كمال ، عزيز نسين ، ناظم حكمت ريا شا -٣

المضامين واألشكال فـي بنـاء دراسة أدبية فكرية موثقة عن التطور في –الحديث المنجز الثقافي التركي ، وهي تقدم الرؤيا والتحليل لمجمل النتاج الخاص بالكتاب الثالثة

] صدرت الدراسة باللغة العربية واإلنكليزية والتركية – –مترجمة من مسرح الكاتب األمريكي يـوجين أونيـل –ثالث مسرحيات قصيرة -٤

القرد الكثيف الشعر ، مع دراسة مستفيضة عن مسرح – في المنطقة –شرق كارديف ]الكاتب أونيل

١٩٩٨ نشرت في العام – رواية عراقية –العواشق -٥

دراسة في األسطورة السومرية والبابلية واآلشورية ، –إينانا آلهة السماء واألرض -٦ ]ومصادر التكوين والتشريع في الحضارة الرافدية

وقائع حرب الخليج الثانية رواية عن -الغرين المتشابك -٧ ثالث مسرحيات مترجمـة مـن أدب ، تنسـي –روائع المسرح األمريكي -٨

]وليامز ، ليليان هيلمان ، آرثر ميللر مسرحية تعتمد على نصوص سومرية من الحضارة الرافديـة ، –جلجامش -٩

]وتستخدم األسطورة في بناء درامي معاصر

٣٥

أدب األطفال وثقـافتهم وطـرق دراسة شاملة في مفردات –أدب األطفال -١٠التوجه الصحيح لوسائل اإلعالم ، وهي تتنـاول فنـون الكتابـة والتقنيـات المستخدمة في العالم الحديث ، ومصادر التثقيف باستخدام المسرح المدرسي ، وتأثير الكتب الموجهة لألطفال والشباب ، وتـأثير التلفزيـون والسـينما

ي تكوين ثقافـة الطفـل ، وكـذلك دور ووسائل الصور المتحركة والدمى ف التلفزيون ووسائل اإلعالم األخرى في تنشئة األطفال سياسياً والبحـث فـي موضوع التربية البيئية وأهميتها والطرق المستخدمة في مناهج التعليم فـي

الكتاب مخصص للتدريس بالجامعات المتخصصة في مجال –العالم المتقدم ]اإلعالم

دراسات ومناهج ، يتناول الكتاب الذي يعتبر من المراجع - اإلعالم البيئي -١١المهمة والمخصصة للدراسة في الجامعات ، اإلعالم البيئي وموقع اإلنسـان والبيئة من حالة االستهداف ، وخطط اإلعالم الجمـاهيري فـي مجـاالت التربية البيئية واستخدام وسـائل التقنيـة اإلعالميـة الحديثـة ، والخطـط

دمة إعالمياً في الدول المتقدمة ، أفكار عن صورة إعالم المسـتقبل المستخوموقع المواجهة للتحديات المشتركة ، استعراض لنماذج ودراسات وأحداث لها عالقة بالمشاكل المستهدفة إعالمياً ، اإلعالم البيئي العـام فـي عـوالم

. مثل المقارنة بين الدول النامية والدول المتقدمة –مختلفة صـدر – مسرح الكاتب تنسي وليامز –اتجاهات حديثة في المسرح العالمي -

وقد اعتمد كمصدر لدراسة المسرج األمريكي ١٩٩٧عن اتحاد الكتاب العرب عام ..في العديد من الجامعات العربية

دراسة في األدب والمسرح التركي المعاصر ، صدر عن –األعمدة والفضاء - ١٩٩٦م دمشق عا–دار عالء الدين

١٩٧٧ دمشق عام – صدر عن دار عالء الدين –في اإلعالم والتوعية - ٢٠٠٠ صدر عن دار عالء الدين عام –دراسات في األدب والفن - الواليات المتحدة – ٢٠٠٤ منشورات كتاب المدار األدبي عام –في مواجهة االحتالل - - ٢٠٠٥ منشورات كتاب المدار األدبي عام -صناعة الوهم -

٣٦

مسرحية عن المقاومة العراقية–الليل الطويل - رواية مترجمة من أدب المقاومة الفرنسية –البحر الصامت - مالحظات أساسية في تفاصيل الحضارة السومرية - رواية–سيد سلطان علي - رواية–تحت سماء أمريكية واحدة - رواية–غرب حدود الفرات - حدث ذات يوم ومسرحيات أخرى -- رواية–أحالم زلو - خمسة أجزاء –دراسات في المسرح العالمي -

جميع الحقوق محفوظة لشركة أوروك - الواليات المتحدة األمريكية-