ثالثية وشم الروح القبس الثانى

عبد الهاديزين

ال س

و ق ط

من العين -رواية -

مرثية للجسد

طبقا لقوانني امللكية الفكريةא אא

א .אא

א א أو عـرب االنرتنـت(א اى أو املدجمــة األقــراص أو مكتبــات االلكرتونيــةلل

א )أخرىوسيلة אא.

.א א

لروح زينب ومحمد هذه الرواية

كتبت هذه الرواية فى الفترة من

١٣/٨/٢٠٠٢

١٩/٨/٢٠٠٢

١٨/١١/٢٠٠٢كان آخر تنقيح لها بتاريخ

.. ل لدم األطفال الجمي

المراق بأيدى العابثين

.. لروح طفلى الجميل

المقتول بأيدى المارقين

التقتسم أحالمك

مع من اليستحق

التقتسم أيامك

مع من اليستحق

التقتسم أحزانك

مع من اليستحق

التقتسم دماؤك

مع من اليستحق

التقتسم مع من اليستحق

) زين(

{ ماالمهرب منه }

!!)فلماذا كان النور.. ى النهاية المفر من الظالم ف(

٢٠٠٢أغسطس : الزمان

سكندرية الصحراوىاإلطريق : المكان

حتى لو كنت قد نمت معهـا .. وإال قتلتكابتعد عن اختى - !!فلن تتزوجها.. أو حتى كانت حامال منك

ن أكان صوته مبحوحا يرتعش، يحاول صاحبه على ة لم مؤت كانة الحادرنة صوتهيظهر تماسكه، لكن

وأدركت أننى أخطأت بهذا الصمت الغريب غير نفسى، ، هل كان صوابا أن أرد؟ أم أن صمتى كان هو البالغ المبرر

ها .. المبين؟ تلفت حولى وأدركت للمرة األلف أننى أخطأت كنت أضحك بشكل هستيرى وأنا أردد تلك .. ها ها ها ها ها

حسنا أيها "يرة الكلمات مرتديا تلك العباءة الشكسبيرية الشه، متطلعا فى ذات "القرن الجديد أهال بكل مآسيك وعبثك

الوقت إلى عشرات اإلعالنات عن البضائع األمريكية التى

تمأل سماء الطريق، وكنت اشعر بأن مايحدث ويجرى .اليحدث واليجرى اعتباطا

جانبى في هذه اللحظة تحاول أن تسمع شيئا بكانت ، أغلقت الهاتف وأنا ابتسممحمول المما يأتينى عبر الهاتف

كما أدركت ن عالقتنا انتهت،أ، فقد أدركت ابتسامة عمياءمنذ زمن طويل الأدرى لماذا تناسيته تماثل قدرتهما على القتل الجميل، فهاهو يصرح بقدرته على القتل لما قد يكون فى رحمها، كما فعلت هى مرتين من قبل وبأعصاب باردة

نت ترتعد فى نفس الوقت، كانت تبكى تماما رغم أنها كا.. صارخة بأن جنينها يجب أن ينزل بأى شكل، إنها التريده

وفى ذات الوقت كانت .. اليمكن أن تحمل بإبن حرام.. تتحسس مافى بطنها بحنان أموى بدأ مع بدء الخليقة

أين كان عقلى المهووس آنذاك، .. وكانت تبكى الليل والنهار .اء أطفالى من أجل شرف الجميعأى حب هذا الملوث بدم

مصحوبا بصراخ أما هى فقد انخرطت في بكاء فجائىكعادتها حين تريد استمالتى أو استمالة أى مخلوق هستيرى

آخر إلى جانبها، حين تريد فعل أى شئ التستطيعه وحدها،

كانت ننى وقعت فريسة لخديعة قاسيةأ أيضاوأدركت .ة فى هدوء بغيضخيوطها تتكشف أمامى فى تلك اللحظ

أخذت تقبلنى فى وجنتى تلك القبالت الساخنة المجنونة، كأنها تمحو بها ماعكر أذنى ودمائى وطريقى، كنت أتطلع

الأجرؤ ،أمامى فى سكون، أغوص فى دوامة صمتى اللعينى، تدب نن تخترقانيها العسليتيعلى التطلع إليها، أشعر بعين

اللحظة مايدور فى الفوضى داخلى، لم أكن أدرى فى تلك العدمية والالمباالة تتنقل بين، أحاسيس شتى عقلى المتعب

ثم تتحول إلى غضب مكبوت فى عنف، كلها والتراخى لتاتتسارع فى شرايينى فى اندفاع، أشعر بعينى وقد تحو

إلى كرتين من الزجاج الهش الذى أخذ فى التكسر ليضيع ق داخلى الطريق من أمامى، صوت شفاهها على خدى يطر

كنهر كنت فى تلك اللحظة طرقات الروح وهى تغادر الجسد، تم شقه إلى نصفين فما عاد يعرف إلى أين يصب، وكان !.على أن أعترف فى تلك اللحظة أيضا أن مابيننا قد انتهى

انتهى منذ زمن طويل، منذ قبلت مستسلما هذا االستسالم التستطيع الغريب موت طفلى األول منها، يوم أعلنت أنها

حمله، أين كنت أنا وقتها، ياإله السموات أى عقاب تنزله

إن كان ال .. ستنزله فوق رأسى، رأس سيد العبد اللعينة اليوم، اليوم .. مهرب من عقابك، فليكن اليوم يا إلهى

!على أستريح إلى األبد؟.. وليس غدا

*********

ن من االسكندرية في منتصف أغسـطس، اكنا عائد ـ عدة ساعات قضيناها سويا بعد أن اتفق بعد نهـاء إا علـى ن

يهـددنى ، وهاهو األخ االصـغر لهـا بشكل جذرى عالقتنانهـى أن أ -عمها السـيد اللـواء كما فعل معى –صراحة

نهاء هذه العالقـة إصدقائى ب أن نصحنى أعالقتى بها، وبعد .بأى شكل

ربع سنوات أذن إلى نهاية الطريق بعد إلقد وصلنا والالمبـاالة، والتـوتر والصـراع العدوانيـة و ءلغبامن ا

والنكوص واالرتداد والتعلق والتخلى والعشـق والكراهيـة والجنون الذى يتفجر اآلن أمامى متناثرا فوق شعاع والقتل

كبر حمـار أعتقد بأننى أصبحت أن أ، وبعد الشمس الالهب عرفته أي امرأة منذ جدتى األولى التي كانت تتعلـق مـن

ول بثمار الفاكهة حـين أل على االشجار وتقذف جدى ا ذيلها حتى أمى كانت تقابل نـزوات أبـى ،يقترب من غريمة لها عجب من قدرتها هـذه علـى كبـت أتبصمت غريب، وكنت

، وكنت أتعجب أكثر ولتحاسيسها المجروحة وكبريائها المق أمن دفاعها السلبى الذى كثيرا ماخضع لـه أبـى، وكنـت

.!ع الذكر دائما فى النهايةاتساءل لماذا يخض

********

نفها بهذا المنـديل أ كانت تمسح ،)أحالم(لتفت إلى إهديته إليها ذات يوم وهى تتطلع إلى في سكون أاألحمر الذى

ن اتبين ما الذى يقف خلـف أحاول أ، وصمت غريب يغشاها بعد لحظات سكنت وكنت أنـا كانت ترتعش بجانبى، ،عيناها

وكلمات األخ األصغر تدور داخل جمجمتي غارقا في حيرتي .كالطاحونة

********

سدالها إاألضواء تخفت، لماذا أشعر بأن الستارة يتم مـن رديئا ممثال ت كن ىبأننلماذا أشعر ! عن المشهد األخير

الدرجة الثالثة في هذه المسرحية ؟ ولماذا أشعر بأن ممثلى نـت أشـعر ، وفى ذات الوقت ك ولدت ممثلة طبيعية ) أحالم(

الذى ؟ هذا الوجه الجميل بأن هناك كسرا قديما فى مشاعرها الذي استطاع أن يحتلنـى رآه الجميع بريئا بمن فيهم أنا، و

فيفرض على ما يريد ؟ أين كنت أنـا غائبـا طـوال هـذه كيف كانت تشـاهد األفـالم الجنسـية السنوات والشهور ؟

لتـوهج وتمثلها معي؟ كيف كانت تمارس الحب بكل هـذا ا كيف كانت تمثل أدوار العاهرات علـى السـرير والحيوية؟

فتفتح قدميهاعلى آخرهما ألندفع أنا كثور هائج ألعق رحيـق ملوثا بالجنون والدماء، جنون لظانا الذى شهوتنا الصارخة،

الينتهى، وسعار شبقنا اللعـين، ودمـاء طفلينـا، مفتونـا ريـدنى ت.. بجنونها، غير مدرك النقسـامها علـى ذاتهـا

وكيـف كيف منحتها كل شـىء ! والتريدنى فى ذات الوقت عن كل شىء ؟ مـا نا؟ كيف تنازل جسدها دون تردد منحتنى

صوت هذا الممثل الذي أتى فجأة ليسـدل السـتار للمـرة األخيرة ؟ كيف كنت أسمع صوت الجماهير تنـادي باسـم

.في حرارة) أحالم(

ها كل ما هي حقيقة تلك المشاعر التي كنت احترق ب ليلة، كيف استطاعت أن تنزعني من كل جذوري، وتلقي بي وحيدا على الطريق الصـحراوي وهـي تجلـس بجـانبي

وأنا ألعق دمائي وجراحي، لقد كان انتصـار اآلن تشاهدنياألنثى ساحقا على الرجل، هاهي حياتي أصبحت رأسا على

ى أو عل بداية، من ناك ه ذا كان إعقب على أن أبدأ من جديد أن أنتهى اآلن من كل شئ وبالعودة، ينتهى هـذا الخـيط الرفيع الذى كان يشدنى للحياة، ينتهى هذا الدفء المقيـت،

ببرودة الليالى وفحيح األفاعى فى مستنقعات بعد ذلك وأهال الرذيلة، وبالساقطات ومتشحى السواد، والقوادين، والموت

! كل شئ اآلن مع ساوىتالذى ي

********

ما أراه وما رأيته وما لمسته جوارحي يؤكد ن كل إعلـم، تلي اآلن حقيقة واحدة، وهي أن الضحية آخر مـن

خ اآلن حتى ينزل الستار وال يفتح بعد ذلـك، رعليها أن تص ارتدت صرختي دخل صدري وأنا اتطلع إليها بركن عينـي

وشبح ابتسامة سريع ينسحب من على شفتيها إلى وجنتيها !ل إلى دمعة ساقطة في المنديل األحمرإلى عينيها ويتحو

هاهي أبواب الجحيم تفتح مصراعيها وأرى نفسـى في الليل كما في النهار على اآلن أن ابتسم بعد ،أتقلب فيها

هذه الصرخة ليعلم الجميع أن دوري كان مهما فـي هـذه .المسرحية الساذجة

لقد انتظرنا طويال لحظة الخالص من الجميع، لكـن على اآلن أن أتعـذب بهـذه نني كنت انتظر وحدي، يبدو أ

الحقيقة المخيفة التي قفزت أمام عيني في لحظة ؟ والتـي . حين صرخت وهي تضربني في صدريوهى فوقىكشفتها

يجب أن تكتوي بـنفس .. سأتزوج واتطلق وأعود اليك - ..بها أنا النار التي اكتويت

، لم تعد ءكنت أعلم أنها سوف تفعل ذلك هذا المسا ، بل يجـب فقط المسألة أن أمارس دوري المكتوب بركاكة

لقد تم رسم كل هـذه ..أن أفكر فيه أيضا اآلن بعد أن انتهي األدوار جيدا، لم أختر شيئا منذ البداية سوى أن أقـع فـى

الحب، هذه المأساة التى التنتهى، أحب هذه المرأة بالـذات . دون خلق اهللا

كانت تـراوح دائمـا فـى لكن هذه الجملة بالذات ذاكرتى، لماذا قالت ذلك؟ ماهى تلك الرغبة الجامحة داخلها

.فى ممارسة هذه اللعبة الكئيبة مرة أخرى

لماذا قال األخ األصغر ذلك في هذه اللحظة بالذات، عمرنـا فى هل كان يعلم أنها معي، وأننا قضينا أجمل يوم ـ بح مريضـا سويا أو هكذا تخيلته، فليمرح عقلي الذي أص

أوهامه من هذا الدم المراق علـى أنفـي شكلوليتخيل ولي ..وفمي في هذا الليل الغميق

********

أرجوك لو حـدث : قلت لها وهي تنزل من السيارة ..أي شىء كلميني أو ارسلي لي

هزت رأسـها الأدرى كيف قلت ذلك أو لماذا قلته؟ رة، انتهت وودعتني وقفزت من السيا وهى تقبلنى فى وجنتى،

وقضيت ليلتي سارحا بالسيارة فـي أركـان ىعلبة سجائر ! أتتني رسالة تفيد بأن كل شىء على ما يـرام حتىالقاهرة،

!جابة؟إللماذا كنت متأكدا من هذه ا

اللعبة المرسومة أنا فقط الذي ال أعلم عنهـا شـيئا، ، شيئا) أحالم(وانقضى ألف نهار بعد ذلك دون أن أعلم عن

زوجت ممن تريده بعلم الجميـع، أصـحاب الشـرف حتى ت وجوانبه المراق عليها دم طفلى، هاهى فى الواليات المتحده األمريكية تعيش حياتها بعيدا، هى ومـن اختارتـه أو مـن

.اختارها، لم يعد ذلك يفرق شيئا

********

مالذى حصدناه سويا، كل الناس تلوكنـا، الجميـع وعة من الرياء والـبالدة، يحاكمنا من فوق منابرهم المصن

هل كان يجب أن نتوارى فى الظلمات لنفعل الحب، نتوارى حتى يطمئن الجميع، هل كان يجب أن أكتم شهيق لهفتـى، هل كان يجب أن أخبئ قلبى فى صدرى كما تعـودت منـذ الطفولة، هل كان يجب أن أمقت أصابعى حين تتحسسـها،

ن يجـب أن ال هل كان يجب أن أبيد نظراتى إليها، هل كـا !!؟..لكنى أعرف مالذى كان.. ال أعرف مالذى يجب.. أبوح

********

تطلـع إلـى أوأنا فوق جبل المقطم أوقفت سيارتي ة بالدخان والبشر، أشـم رائحـة األكاذيـب ثالقاهرة الملو

والضالل والضحكات الماجنة كما أسمع تكبيـرات الفجـر، انتحب لماذا لماذا أشعر بالبرد في هذا الوقت من أغسطس،

فوق هذه الصخرة بالذات التى شهدت لحظات شـقائنا اآلن من قبل، حين كانت تأتى لحظات الفراق التى لم تأت أبدا بعد

يواسيني الحارس العجوز، !.ذلك إال فى هذه اللحظة بالذات محاوال أن أخبئ دموع عينى فى الظـالم، فى وجهه، بتسم أ

وأشـير إليـه أن ، فى جيبـى الجنيهات آخروأدس في يده أشـعر ، يراقبني من بعيد وهويبتعد الرجل يتركني وحدي،

بنظراته تخترق ظهري، أجلـس علـى الصـخرة المعلقـة نكمش أكثر أحساسي الثقيل بالوحدة والبرد إمقرفصا، يزداد

.على ذاتي

على أن أبكي كما لم أبك من قبل، على أن أصـرخ سـرح فارغـة كما لم أصرخ من قبل، هـاهي خشـبة الم

ا، والمتفـرجين غـادروا مقاعـدهم، ههجروقد والممثلون هاأنت تقف وحيدا تحت قمر أغسطس تواجه القاهرة كلهـا بعينين دامعتين وقلب غائص في العدم، بحلم مزيف وجيوب خاوية وأنف دام، عليك أن تواجه نفسك وحدكما، عليك أن

.تعرف كيف بدأت المسرحية وكيف انتهت

********

ال ينقطع، أغلقته واتجهـت ) الهاتف المحمول (نين رنحو السيارة، وحين جلست تطلعت إلى المقعد بجانبي كـان المنديل األحمر على المقعد وبقايا عطرها تمرح فـي أنفـي

انسحبت بالسـيارة فـي ، ؟الدامي، هل تعمدت ترك المنديل حتى الفجر فال يعثرلي على أثر، ركامالشارع المظلم ألدخل

ح نقطة ضوء وحيدة باهتة سرعان ماتتالشى فى الظالم أصب .القابض على الروح اليغادرها

********

فى هذه اللحظة بالذات يـراوح " سوسن"كان طيف أمام عينى، يخبو أحيانا ويظهـر أحيانـا، وكـان وجهـى ممسوحا تماما من المالمح، وكأننى كتلة واحده التتحـرك،

خافتا، لكنهـا كانـت أنفاسها تموت، وضوء عينيها أصبح تبتسم تلك االبتسامة المشجعة التـى كانـت تـدفعنى إلـى النهوض، لكنى لم أكن قادرا علـى فعـل أى شـئ سـوى االنغالق على ذاتى وهجر العالم، لم يعـد بيـدى أى شـئ

.. ياسوسن

لم يعد سيد العبد الرجل الذى تعرفينه، أصبح عبـدا هى األخـرى إلمرأة أخرى، عبدا مظلما، وهاهى قد رحلت

الواحـد ليظل عبدا أبديا لذكرياته اللعينة معها، هاهو القرن يبتسم مكشرا عن أنيابه، يلتهمنـى كمـا يلـتهم والعشرين

العشرات من أبناء فصيلتى التى بـدأت الرحيـل اآلن فـى فهل أستسلم أنا اآلخر لهذا الرحيل الفارغ، أتطلـع . .هدوء

.إلى السماء

وكان صـوت نحيبـى كان السكون يسود كل شئ، !!المكتوم فقط هو الباق يكسر صمت وحدتى الالنهائية

********

الفصل األول )لكن ياسيدى كل المقاعد ممتلئة.. اقفز إلى مقعدك(

١٩٩٧ نوفمبر : الزمان

إحدى الجامعات المصرية– القاهرة :المكان

الجامعـة، من التدريس فى بعد مضي ثالث سنوات هـاهو المسـتقبل " ترن فى أذنى دائما كانت كلمات رحيم

يمكنك أن تفتح كل المدن التى تريدها، أنت تملـك .. أمامك ولم أعرف مـاذا " أنت تملك ما ال أملكه .. ما الأملكه ياسيد

يقصد بهذه العبارة فقد كنت أعجز فى كثير من األحيان عن تحقيق الكثير من األشياء، لكن كان هناك مالم أتنازل عنـه

اإلحساس بوجودى حتى لو كان فوق تلك الجثة التـى أبدا، ، كنت أتحرق شوقا للحظة التى انتهى فيهـا مـن أتحرك بها

بعض األحالم التى استغرقت زمنا فـى تحقيقهـا، وكانـت القاهرة مدينة غريبة على بعد رحيل السنوات الماضية، كنت

.بالكاد أتحسس طريقى فيها

اللحظـات كانت سوسن تقف خلفى دائما، فى تلـك أشعر بها، تحاورنى وتحدثنى وتمسح عن وجهى تعب الرحلة الطويلة، تمسح عذاب السهر، وتبتسـم لـى كلمـا اقتربـت

". الكويـت "خطواتى من تحقيق الحلم الذى غادرت من أجله هاأنا اآلن أقف فى منتصف الطريق أبحـث عـن وجـودى الأملك غير صورة باهتة لسوسن وكلمـات رحـيم سـاعة

.وضحكات إخوتى وتمتمات أبى عند الصالة والدعاءالرحيل

كنت قد هجرت الجميع من أجل هذا الحلم، حتى نسيت طعم الحياة والبهجة والرفاق، هاأنا اآلن فى مقتبل الطريق بعد أن

.أصبح مفتوحا على مصراعيه

********

كنت أحدث مدرس بالقسم، أحمل أحالمـا عريضـة عن الطموح واألحـالم دائما حدثتللمستقبل، كنت أ و للجميع

أنت تملك مـا فـي يـديك "ردد دائما أوكيف يمكن تحقيقها، وليس ما في أيدى الناس، وما في يديك هو نفسك، حاربهـا،

جبرها على أن تطيعك في أحالمك، على التعـب والسـهر إ

ـ دائمـا جبرها على أن تحلـم إوالدراسة، كوتحقـق أحالم .؟؟!!هل كنت واهما".. جميلةال

********

تي تتصاعد وأنا غير مدرك يمع الوقت كانت شعب لنظرات االعجاب التي تحوطني، كنت أرى في العيون ذلك وأنا غير واع بما في هذه األدمغة الصغيرة، حتى كان هذا اليوم من أيام نوفمبر الباردة، كنت أحمل حقيبتي وأنا أتوجه ت إلى داخل قاعة المحاضرات، حين سمعت هذا الصوت كان

استوقفتني لجزء الممتلئة بالحياة رأسها أمام عيني، ضحكتها ذكرتنى بضحكة العديد من الممثالت األمريكيات من الثانية،

الالتى شاهدتهن يمثلن أدوار اإلغراء فى السينما األمريكية، لكني !.هل هذا هو النموذج الذى تعلق بذاكرتى للمرأة؟؟

عن فجأة أمامي مضيت في طريقي نحو باب القاعة، اندف، )وصل سيد العبدالدكتور (وكنت أسمع تلك الكلمة الشائعة

ثم ، الخشبى المكسور وحاولت ضبطهتوجهت نحو المقعدوضعت حقيبتي وأنا أنتظر سكون القاعة، رفعت رأسي في

ترتسم والترحيب الجديةوه أمامي أتفحصها، وعالمات جالو

ن يضحك، على الوجوه الصغيرة، الحظت الرأس الذي كاوحين رفعت وجهها أدركت بأنني أمام أجمل مخلوق وقعت

لقد مرت سنوات .. كيف لفتت نظرى هكذا؟. عليه عينايطويلة منذ المرة األخيرة التى تطلعت فيها إلمرأة، ابتسمت

، كانت ممتلئة بالسجحات سحبت رأسي نحو الطاولة أماميولت في دخ. كأنها جلد انسان تعرض لحادث ترك جسده ممزقا

حديث طويل عن الثقافة، ثم بدأت أسألهم عن أسمائهم حتى وصلت إليها، كانت هذه المرة األولى التي رأيت فيها

، وهكذا على مدار شهرين كنت ألقي المحاضرات )أحالم( ألفني ، وفي نهاية الفصل كان الجميع قدليهم، إوأستمع

رس لهم الدراسى األول ودعتهم جميعا وأخبرتهم بأنني لن أدفي الفصل الدراسى الثاني بسبب سفري في بعثة قصيرة لمدة ستة شهور، وقد ألقاهم قبل سفري في بداية الفصل الدراسى

.الثاني فقط لنتحدث حول نتيجة االمتحان ثم أرحل بعد ذلك

قمت بتصحيح األوراق، والحظت أن ورقة واحـدة فقط هي التي حصلت على الدرجة النهائيـة، الخـط جميـل

عن ثقافة واسـعة، نمار واضحة ومستقيمة ت ك، االف وعريض

وتساءلت في الكنترول عن صاحب أو صاحبة الورقة، كانت وتعجبت من هذا األمر كثيرا، فبالكـاد كانـت ) أحالم(هي

.تنطق في المحاضرات

قبل رحيلي قابلتهم جميعـا فـي القسـم وأخبـرتهم ظرك مستقبل باهر عتقد أنه ينت أ: )أحالم(بالنتيجة، وقلت لـ وكانت عيناها تلمعان ابتسمت في خجل، ،حافظي على تقدمك

.طير من الفرحتوكنت أشعر بها تكاد بشدة،

********

ر برمته طوال فترة وجودي في الخارج، ألمنسيت ا وحين عدت كان العام الدراسي الجديد على وشـك البدايـة، حين رن جرس تليفوني في عملي بصحيفة خـارج أوقـات

..الجامعة بعملي

..صباح الخير يا دكتور -

..ير يا فندم خصباح ال -

..حضرتك مش فاكرني -

!أصلي كنت غايب عن مصر فترة ؟.. ال واهللا -

..شفت نسيتني ازاي -

!حضرتك مين ؟.. أنا آسف -

مش ممكن نسيتني ؟ -

وانتهـت ضحكت وأنا أكاد أقسم بأنني أعرف هذا الصوت، الذي يحدثني، تكرر األمر على المحادثة دون أن أعرف من

الأدرى ،فى نفس الوقت مـن كـل يـوم تقريبا أسبوعمدار السبب وراء صبرى على هذا الحديث طوال هذه المدة، كان صوتا ضحوكا يتكلم همسا، وكانت صاحبته تحاول إطالة أمد الحوار، كنت مستمتعا به، ربما ألنى أفتقد المرأة بشدة فـى

الدراسة والبحث فى الكتب وصـفحات حياتى الخاوية إال من اإلنترنت، لكنى فقدت صبرى وكان البد مـن حسـمه فـى

..النهاية

سأغلق الهاتف وسأطلب من .. إذا لم تقولي أنت من - ..عامل السويتش عدم تحويل مكالمتك بعد اآلن

) ..أحالم.. (أنا .. أنا -

!!؟..أحالم -

..حضرتك زعالن -

.كنت مرتبكاال أدري سبب صمتى الفجائي،

!عرفتي تليفوني منين ؟ -

..من الجريدة -

سـمك إطيب ليه بتتصلي كل يوم من غير ما تقولي -..

..كنت خايفة حضرتك ما تكلمنيش -

..إن بابى مفتوح دائماإنت عارفة -

..مسامحني .. خالص يعني -

..خالص يا ستي مسامحك -

..بجد والنبي -

:ضحكت وأنا أردد

..سامحك واهللا م -

رحت أتذكر هذه المكالمات الصباحية في ذات الوقت أدرسكانت السنة األخيرة لها في الكلية وكنـت .. كل يوم

نا الهم مادة في الفصل الدراسى الثاني، كانت تتحدث معي أحي على الهاتف أو تقابلني في الكلية لنتحدث سويا فـي أمـور

فوقا ملحوظا ممـا تتعلق بالمستقبل، وعلمت منها أنها حققت ت في الفصل الدراسـى من أوائل الدفعة دفع بها إلى أن تكون

.األول

********

في الفصل الدراسى األول، حدث شىء بيننا، جعـل ، كنت ألقي المحاضرة للفرقة مفاجأةعالقتنا تنعطف انعطافه

الثالثة، وكنت مستغرقا في حديثي، حين فتح البـاب فجـأة، . بثبات وابتسامة واسعة على شفتيهاتتقدم نحوي) هي(كانت

استوقفتها بإشارة من إصبعي قبل أن تخطو خطوتين : يشداخل القاعة

حين تنتهي المحاضرة يمكنـك أن .. من فضلك يا آنسة – تأتيني في غرفة القسم، وال تسـمحي لنفسـك بعـد اآلن أن

..اتفضلي .. تدخلي قاعة محاضرات دون استئذان

وت هادئ وأغلقـت البـاب بص هى تعتذر وخرجت عالمـات تتقلص وتنطـق ب ها هوجبينما كانت مالمح خلفها

.عينيها وحركات يديهاقاتلة تتركز فى ضيق شديد وعصبية

********

نهيت المحاضرة بعد الساعة، ووقفت أجيـب علـى أأسئلة الطلبة ثم توجهت نحو غرفة القسم، لم يكن هناك أحـد

بوفيه كوبا من الشاي، فتحت من األساتذة، طلبت من عاملة ال كتابا أمامي، فجأة سمعت حركة خفيفة على البـاب رفعـت

..وعيناها منتفختان من آثار البكاء ) أحالم( كانت عينى،

..دعوتها للدخول وأنا ابتسم

..قوىدموع دى غالية ال.. إنت بتعيطي .. أدخلي - ..اإلنسان اليبكى إال لسبب قهرى

امة عريضة، طلبت منهـا أن تحول العبوس إلى ابتس مـاء، كوبا آخـر مـن ال تشرب كوب الشاي وأحضرت لها

ودخلت معها في حوار طويل عرفت منه أنها خرجت مـن القاعة وأخذت تبكي حتى باب الجامعة تريد العودة لمنزلهـا، حين توقفت وسألت نفسها، يجب أن أذهب إليه وأحدثه حتـى

..لو كان آخر يوم لي في الجامعة

ت أضحك ضحكتي العالية وعالمـات الدهشـة أخذتتجمع في عينيها، قلت لها أن االحترام هو سيد الموقف فـي

من الجنون، يجب اعالقة األستاذ بطلبته وما فعلتيه كان ضرب أن تحسبي خطواتك قبل أن تخطيها، كان يجب أن تعرفي أن قاعة المحاضرات لها قدسيتها، ومهما كان الظـرف الـذي

فكان يجـب أن تنتظـري حتـى انتهـي مـن يدفعك لذلك .المحاضرة، وانت تعلمين أنني لن أرفض لك طلبا

:ابتسمت واعتذرت مرة أخرى وقالت

تني يلقد أعط .. أنا أعتبرك جزء من حلمي في الحياة - ..دفعة كبيرة من األمل هي التي دفعتني للتفوق

:سكتت لحظات واستطردت

أشعر بـالجنون . .العام الدراسي على وشك االنتهاء -آسفة أرى .. ألنني سأغادر الجامعة ولن أراك بعد اآلن

.. حضرتك

.. ابتسمت وأدركت أن عالقتنا تحولت إلى عالقـة أخـرى فأنا أيضا أتمنى .. بين طالبة وأستاذها تعلقعالقة أكبر من

..رؤيتها كل يوم وال أتصور أن أدخل الجامعة وال أراها

..كي بالتأكيدسوف أرا .. الدبلومفي -

:قالت

.. ماذا أفعل فيها .. ثالثة شهور طويلة .. واألجازة - ..ابتسمت

..سأبحث لكي عن عمل قريب مني -

..) كانت تصرخ من الفرح (بجد -

..فيه حاجة تانية .. بجد -

:وقالت.. قلبت في حقيبتها وأخرجت قطعة شيكوالته

..تقبل الهدية دى مني -

:لم يكن هناك أحد .. اب تطلعت خارج الب

أتركيها على .. ال أقبل هدايا من أي انسان أنا عموما - ..الطاولة وسآخذها

.. نهضت وهي تقول .. ابتسمت وشعرت بالراحة تشملها

بس اتأخرت على .. أسيب حضرتك هواهللا مش عايز - ..البيت

شعرت بأن يدها تضغط على كفـي .. نهضت وسلمت عليها لكني تناسـيت .. أن أظافرها تقتلع جلدى فى عنف غريب، ك

وخرجت وفي نهاية الممر تطلعت لي وهي .. ذلك وابتسمت ..تبتسم

..ت مسرعة تأ.. أشرت لها بأن ترجع

..أخرجت من حقيبتي آخر رواية كنت قد نشرتها وقلت لها

.. اقرئي هذه الرواية -

..قلبتها بين يديها

ممكن ها أقرأها حضرتك كمان أديب مش .. مش معقول - ..كلها النهاردة

خرجت ولم تنظر خلفها هـذه المـرة .. ودعتها مرة أخرى ولـم ..كانت مستغرقة تقلب في صفحات الرواية بين يديها

أعرف منها أبدا السبب وراء دخولها قاعة المحاضرات بهذه ..!!الطريقة

أما أنا فكانت آالف األفكار واألسئلة تتصـاعد فـي .. نت هناك أشياء في شخصيتها غير مريحـة كا.. نافوخي

الذي ينطلـق الطائر داخلى أغمضت عيني ورحت أحلم بهذا كان حلمي الدائم الذي يراودني حـين .. في الفضاء الرحيب بعد قراءة أكثر من عشرة آالف كتاب .. أشعر بالقيود تكبلني

لماذا هي من دون .. هكذا دون أن أشعر أتعلق بامرأة كيف لم تكـن تحسـب .. أم لجنونها .. لجمالها .. جميعا النساء

وكنت أنا أيضـا .. كانت تندفع على سجيتها .. حسابا لشىء تعلقـي بالعمـل فـي .. وإال ما سبب .. من نفس الفصيلة

وهاأنا في هذا .. األربعون عاما لم تغير فى شيئا .. صحيفة بهـذه ؟؟؟ في ماذا هـل أسـتطع أن أنطـق ..العمر أقع في

لماذا انتظرت .. يااااه .. هل يمكن أن أفسر مابيننا .. الكلمةبالذات ؟ رغم أنـك تعلـم ) أحالم(ولماذا .. كل هذا الزمن

تماما الفخ المنصوب لك، لكنك تسير نحوه معصوب العينين أنت لم تشته امرأة هكذا مـن ! أم تشتهيها ؟ .. هل تحبها ..

نـدثرت داخـل ركـام قبل بهذه الدرجة، كانت سوسن قد ا رحلت داخلى فى أعمق أعماقى، لم أعد أراهـا إال .. ذاكرتى

اآلن؟ هل جاءت لتحتل مقعد سوسن " أحالم"لماما، فماذا تفعل رقيقة حالمة، التتكلم إال بحساب، " سوسن"لقد كانت .. داخلى

ليس لها فى الطيش والخروج عن المألوف ككل شـئ فـى .. ، من أى كوكب أتت أحالم مدينتنا اآلن، عكس أحالم تماما

شخصية مختلفة تماما عن سوسن، عصبية طائشة تفعـل أى أدركت أن سوسن لـيس لهـا .. شئ دون أن يهتز لها جفن

رحلت ككل المالئكة، ولـم يبـق .. مكان فى عالقتى بأحالم .سوى الشياطين على اآلن أن أعد نفسى للتعامل معهم

هـل تحبهـا أم " أحـالم "كنت أسأل تفسى سؤاال واحدا عن .. كان البد من االجابة عن السؤال في هذا الوقت .. تشتهيها؟

..جابة كان قد مضى إللكن زمن ا

الفصل الثاني "لم يعد هناك فرق.. الحقيقة.. األحالم "

شوارع القاهرة–المكان

١٩٩٩ يونيو –الزمن

حين قابلـت ذات .. لبعض الوقت ) أحالم(نسيت أمر ، ال فى أحد أركـان الصـحيفة )نسرين(العيون الخضراء،

التقينا بهذا التوهج، خالل أسبوعين كانت قد تمت أدرى كيف خطبتنا، وظننت أنى حصلت على امرأة يمكن أن تعوضـنى كل مافات، كانت عيونها الواسعة وشفتيها المكتنزتان وذكائها المشهود هم أنصار عالقتى بها، وفى حفـل بسـيط تمـت

للغاية أشعر بأن الدنيا أقبلت مرة أخرى، كنت سعيدا ،الخطبةأيام انهارت الخطبة وتخلصت منها، فقد عرفت وخالل أربعة

أنى رجل وسط عشرة رجال لهم عالقة بها، كنـت مـنفعال للغاية وأنا أتكشف سذاجتى المتناهية، تماسكت وارتديت قناع

الهدوء وأنا أصارحها بأن مابيننا قد انتهـى، خرجـت مـن .هى تبتسم وسارت فى الشارع كأن شيئا لم يحدث السيارة و

********

، لم تشـفع "نسرين"كيف وقعت بمثل هذا الشكل فى لى كتبى والقراءاتى وال تجربتى مع سنسن وصبيحة، أشعر بأن القاهرة قد خلعت برقع الحياء منذ زمن طويل، وعلى أن

مالذى تغير خالل خمسة عشـر .. أواجه الحياة هنا كما هى هل أبحث عن تفسير للمسـتنقع .. مالذى تغير .. ا مضت عام

الراقدون فيه منذ سنوات، هل أبحث عن تفسير للرذيلة التى إضـحك يـابن العبـد .. تستوى اآلن مع العالقات الطبيعية

لقد أصبحت الرذيلـة تسـاوى اآلن العالقـة ..إضحك اآلن الطبيعية أو أعلى منها مرتبة، ال النساء وال الرجال يجـدون

رقا، إنهم يصرفون دماء قلوبهم للحصول على الرذيلة اآلن فهل ستختلف عـن الموجـودين، .. وليس العالقات الطبيعية

لم .. مؤكد أنك واحد منهم، فما هذا الشرف الذى تدعيه اآلن تكن أخالقيا من قبل فى حياتك، حتى جدودك وجدود جدودك

م كانت لهم احتفاالتهم التى كانت ترمـز للخصـوبة، وهـاه

األمريكان قد أكملوا الطريق نحو الرذيلة النهائية كمـا فعـل " نسـرين "الرومان من قبل، كان يمكنك ممارسة الرذيلة مع

ولـى، " سنسن"من قبل، ولكن زمن " سنسن"كما مارستها مع هى الزمن القادم، وربما أصبحت زمنا قديما هى " نسرين "و

لم يعد أنت جزء من زمن قديم .. إضحك التحزن .. األخرى حاول أن تعيش ..يعترف بهوسك المسمى العالقات الطبيعية

اآلن دون أن تنفصل، هل تظن نفسك طائر وحيد، تريـد أن رفرف اآلن مع الصقور والحدآت وطيور النورس .. ترفرفرفرف مع الذباب والبعوض وابتلع كـل الهـواء .. البذيئة

مقم اآلن لقد فتحوا الق.. الفاسد المختزن منذ عشرات السنينالتسأل من؟؟ فأنت تعرف اإلجابة جيـدا، وكـل .. عن آخره

األسئلة التى تلقى ليس لها معنى، إحتـرق .. الناس تعرف .أنت والجميع، فما عاد االحتراق يفيد فى رماد انتهى

********

سابيع أ ةمرت ثالث .. دت أغرق في كتاباتى ومقاالتى عي التليفون أنهـا مرة أخرى، قالت لى ف ) أحالم(قبل أن أرى

..رأتنى مع امرأة ذات عيون خضراء، ضحكت وقلت

..كانت تجربة فاشلة تماما -

..أذن تعترف بأنك تعرف أخريات -

وليس لى ..أنا كالطائر الطليق ال أربط نفسى بامرأة - ..عالقات تذكر

:صمتت قليال وقالتسرحت للحظات فى سوسن وصبيحة،

..مع السالمة.. طيب -

ف وأنا ابتسم، في حر القاهرة تمر االيام أغلقت الهات ثقيلة وبطيئة ، شهر يمر، في منتصـف أغسـطس، طلبـت أحالم على التليفون، لم ترد، عدت لما كنت فيه وبعد يومين

..مرة أخرى) أحالم(دق جرس هاتفى في العمل، كانت

..راكأأريد أن -

تعجبت من لهجتها، لكنى لم أعلق هاهو برقع الحياء ينخلـع :قلت لها نساء المدينة أيضا، عن

..أين -

..أنا عند محطة مترو كوبرى القبة -

..دقائق وأكون عندك -

..ال داعى الن تأتى، فأنا سأرحل حاال -

..دقائق وأكون عندك!! أذن لماذا طلبتنى -

أغلقت الهاتف، وانطلقت بالسيارة وأنا أفكر في هـذا نكصـت ذا التغير الطارئ في عالقتنا، لماذا طلبتنى؟ ولمـا

حيرتى شديدة رغم سـلوكها االرتـدادى !!.. بسرعة هكذا كانـت تقـف علـى مـدخل !! .. الواضح، ترى ماذا تريد سود وجاكيت من نفس اللون بدون أالكوبرى ترتدى بنطلونا

كمام وتحته بلوزة منقوشة بزهور عباد الشـمس ذات لـون أ ،مع نضارة رخيصة ، حمرلون أ برتقالى، وشعرها مصبوغ ب

.معلقة على كتفهـا ذات جلد المع رخيص أيضا، يبة يد وحقافتح لها باب السيارة لتدخل، دخلت وجلست أنا كانت تبتسم و

بجانبى، مرت فترة صمت، قدت السيارة حوالى مائـة متـر طلب كوبين من عصـير أمام محل للعصائر و أقف أن أقبل

كتـوبر، أالمانجو، شربناه وانطلقنا إلى كوبرى السادس من :وقالت، خيراأ تنطق

.. حكيت عنها ىالت).. نسرين (أنا لست -

)..نسرين (نك مثل أومن قال -

..لست مومس أنا -

:فى عصبية لها قلت ..صعقت للكلمة وهى تنطقها

..ماذا تقولين -

ئتها وفهمت انها تطلـق علـى المـرأة ذات قركلمة - ..هل تنظر لى هكذا .. السلوك السئ

..دردأتى العالية وأنا ضحك ضحكأخذت أ

نت أ.. سمعى إ.. نت حتى ال تعرفين كيف تنطقينها أ -واهللا وحده يعلم ، يك باحترام كامل إلنظر أنا أ و.. تلميذتى

..ما بداخلى نحوك

..انطلقت في نحيب طويل وقالت فجأة

..نت ال تعرف ماذا تكون بالنسبة لى أ -

!..كون ؟أماذا -

..أنا .. أنا -

أنت ماذا ؟؟ -

..هل تعرف قيمة هذه الكلمة.. حبك أنا أ -

..بيها أنا أجتردد وألم

!!..داخلى كثير من المشاعر نحوكأيضا أنا -

فسـوف .. نفسى في النهـر بلقى أن أ منى تلو طلب - ..فعل ذلك دون تردد أ

أوقفت السيارة فجأة بجانب الرصيف فوق الكوبرى وقلت لها .. في ابتسام

..لق بنفسك إهيا -

ن أباب السيارة فجأة وخرجت بنصف جسـدها قبـل فتحت ..قبض على يدها أ

وانسى .. هيا امسحى دموعك .. صدق أ.. خالص - ..كل ذلك

تضعه دائمـا فـى وكانت مى،ألر كان معطيتها منديال اح أ ..قلت احتفظت به بعد موتها، جيب سترتى وأنا خارج،

.. مسحى دموعك وال تقولى هذا الكالم مرة اخرى إ - .. نذهب للغذاء في أي مكان هيا

نا في حـديث قوانس.. خرى وعاد وجهها رائقا أابتسمت مرة .طويل عن الحب والمستقبل

..قالت فجأة

خر هذا الحب ؟؟آوما -

:قلت لها

قل للحديث تن نن أن يكون الحب قويا بيننا، قبل أيجب - .. شئ اخر ىعن أ

..صمتت برهه وقالت

كنت .. الذى رأيتك فيه منذ اليوم االول .. حبك أأنا -لفرق تلقيها على ا قف خلف الباب في المحاضرات التي أنك ذات مـرة أهل تتذكر .. خرى كى أسمع صوتك ألا

ن أسبوعين عن الكلية والمحاضرات وعرفنا أغبت لمدة درى لماذا قلت حـين سـمعت ذلـك أقدمك كسرت، ال

لى فـي ننظر.. كنت واقفة مع بنات كثيرات ) حسنأ(ن أريـد أ كنت هل!! درى لماذا قلت ذلك أجان، ال استه

وحين ذهبـت للبيـت ن ؟ خفى ما في داخلى تماما عنه أناديك في الليـل لعلـك أاستغرقت في بكاء طويل، كنت

كثر من مـرة فـي أحدثك أن أحاولت .. تسمع صوتى كانت تكفينى منك كلمة ،سمعك على الهاتف أالبيت كنت

أنـا .. شتياقى لك بال حدود ا.. غلق السماعة أثم ) آلو(نت أ.. نك ملكى وحدى أشعر أ.. حبك وحدك أ.. حبك أ

.. ملكى وحدى أنا

.الحب عطاء للجميع.. الحب ليس انانية -

،حدأن يشاركنى فيك أال يجب .. الحب ملكية .. ال -، .خـرى أموت من الغيرة حين رأيتك مع امـرأة أكدت ..خرياتأراك مع ألف مرة حين أموت أوكنت

أنـا .. هذا خطأ .. ن تفكرى بهذه الطريقة أال يجب - .. لست ملك نفسى

ن الطريقة التي أدركت أ هذا المنوال، و علىاستمر الحديث ملك القدرة على أ تتغير وسألت نفسى هل أنتحبنى بها يجب ن على محاولة ذلـك، أولى آلدركت للوهلة ا أتغييرها وربما

.يجة المحاولةبدأ من نتأكن واثقا ألكنى لم

********

مددت يدى ،تيناأ من حيث نيعائدهينا الغذاء وانطلقنا أن من طريقة دركتأمسك فيها بيدها و أ التي الثانيةلها كانت المرة

، هـل إمساكها ليدى أنها تريد أن تكون جزءا منى الينقطع أبدا كنت واهما ، أم أن ذلك كان حقيقيا، أم أنها تعمدت وضع يـدى

ها بهذه الطريقة، وكنت حائرا بين ماحدث حـين سـلمت فى يدي عليها للمرة األولى، كان سالما شهوانيا، أما السالم اآلن فسـالم يمتلئ بحنان مطلق، هل أرمى بهذا خلـف ظهـرى أم أتوقـف

، نزلـت مـن السـيارة .أمامه، ولم أستمر فى التساؤل كثيرا ..ا يحدثفكر فيمأنا أودعتها حتى المحطة وتركتها عائدا و

لـم ، ن مشاعرها فياضة كالطوفان إارتعدت للحظة، نسـاق بكـاملى وراء هـذه أنـا أ تعد تستطيع التحكم فيها و

م ال ؟؟ تملكنـى أ ن كنت سـأحكمها إدرى أالمشاعر التي ال طلقت الطائر من صـدرى ألكننى .. خوف غريب من الغد

ضاء وكانت فصول المسرحية تكتمل في فليرفرف بعيدا في ال ربعين عاما الراقـدة ألطالق با إلشعر على ا أكن أم لفق، و ألا

صغير، يقف أحيانا، ويقع أحيانا، يحبو كنت كطفل .. داخلى أحيانا، هل كنت أحتاج إلى امرأة بكل هذه المشاعر وكل هذا

كنت أرى اضطرابها النفسى واضحا، ورغم ذلـك .. الخواء لقـد .. لـذكاء كان على االعتراف فى النهاية بأنها فى غاية ا

عرفت كيف تسحب قدمى إلى شبكتها، كمـا أعـرف أنـى

مستمتع بذلك، لكن على اآلن التخلص من هذه الشبكة اللعينة، ..فى أحضانها أو أن أرتمى مستسلما

********

الثالثالفصل "خير لك من داء الكالم..مت بداء الصمت..ال تثرثر"

طريق السويس : المكان

١٩٩٩سبتمبر : الزمان

القـاهرة، بعيدا عن خرج نن أن نتقابل و أاتفقنا على صت قزرق وقد ع أنا ا وافقت كانت ترتدى فست ناء،إلى مكان

بشرتهاشعرها خلف رأسها، كانت تبدو كفرس جميل، بياض ورموشها السوداء الطويلة وعيونها البنية التي ينعكس عليها

ئ كل ضضوء الشمس فتبدو كلهيب شمعة في منتصف الليل ي :االشياء من حولى، قلت لها

..شعر كأنك ضوء الشمس التي أرى بها أ -

وكنت أرى نفسى غريبا وأنا أقول ذلك، فقد تسمرت طـويال أمام اضطرابها الواضح، وبين جرأتهـا الالمتناهيـة، بـين مشاعرها الفياضة ورغبتها فى امتالكى بأى شـكل، لكنـى

استطيع قرائتهـا كنت منساقا إلى نهاية عالقتنا، كنت أحيانا كأنى أرى ضوء الشمس، وأحيانا كانت ظالما عميقا ليس له

.نهاية

********

ابتسمت وهى تمد بقدمها في فضـاء السـيارة أمامهـا، المفتـوح قدميها جميلتين أيضا، أصابعها الطويلة في الحذاء

تبرز خارجة معلنة عن شخصيتها، كنـت أقـود من األمام نا وهي تحكـي كيـف احيأ إليها السيارة بهدوء غريب استمع

.أحبتني

:قالت فجأة

..يجب أن ينتهي هذا الحب بالزواج -

أن أجبتك المرة الماضية أن الزواج يمكن أن يتم بعد - بعد أن يكتشف كل منا اآلخر، ..الحب بيننا يقوى رباط

إنها ليست لعبة، إنها حياة بأكملها، األمريكان والد الكلب تى المشاعر، يقولـون عنهـا فاهمين كل حاجه صح ، ح

كيمياء العواطف، كيمياء الجسد، .. الكيمياء.. الكيمسترى كيمياء الروح، كلها كيمياء

خـوتي البنـات إكل لكن ..أعرف ماتتكلم عنه جيدا - ..تزوجن

الزواج فكرة صـعبة .. أنا ال أفكر في الزواج اآلن -أنا في حاجة إلى .. على رجل اقترب من األربعين مثلي

..الوقت بعض

، ثـم ردت فـي حـدة غريبـة .. (يعني لن تتزوج - ) ..استطردت فى سخرية

كيف كنت ستتزوج نسرين إذا؟ -

نسرين خطأ الأغفره لنفسى، ثم أنه موضوع أغلقـت -مـا قلتـه ال كما أن !.. فلماذا تفتحينه اآلن؟ .. ملفه تماما

يعني أننا لن نتزوج ولكننا نحتاج إلى وقت كـي نفهـم أفكـار كل منـا تقبل يكي .. بعض بعض ونقترب من

..اآلخر

..سف وقالت أهزت رأسها في

..هل هذا تراجع عن الزواج -

سمى فهو تحصـيل ألفي ا دخرى الزواج ليس ه أمرة - ..ةنتيج.. حاصل

!!..لى متى يستمر الحب إو -

أنا الأحب الحديث حول هـذا ..الحب ليس له نهاية -شرقية الهـرب التراث االجتماعى الذى التستطيع امرأة

.لكن ليس هذا وقت الحديث حول الزواج.. منه

ذا لم يكن هناك إ.. ينا أتعود من حيث نن أذن يجب إ - ..زواج فلن يكون هناك حب

، وكنـت تسمت ودرت بالسيارة عائدا إلى القاهرة إبفى تلك اللحظة، لم تحدثنى أبدا عن الـزواج، " سوسن"أتخيل

الحياة، والعطاء ليس له كانت تقول بأن الحب هو الهدف من كيف لم أقبلها يوما؟ كانت قبلـة .. نهاية، طالما أشعر بحبك

وحيدة تائهة فى جبينها، رآنا ساعتها مراكبى فاختفـت فـى

ت شفة طول الطريق، فجـأة ببن ننبسلم . صدرى من الخجل دركت أمامى و أ قدميها الممدودتان فى ستال أدرى لماذا تفر

وتذكرت بلقيس بتسمت مرة اخرى انها نزعت شعر قدميها ا ـ أدركـت أ. ملكة سبأ، لم تترك الحفيدة من الجدة شيئا ال هن

رغبات المرأة ابدا، شتان مابين قلبهـا وعقلهـا، توقعيمكن وقلـت لهـا ،فكارىأغارق في أنا وصلنا مشارف القاهرة و

..فجأة

، هل تعملـين فيـه كبير فى الصحيفة لدى مشروع - ..معى

..يكفينى ما حدث .. راك بعد اآلن أ لن.. ال –قالت

.. هل أنت خائفة من العمل معى -قلت

أخاف ..تعلق بك أن أخاف أ.. المسألة كذلك ت ليس –قالت ..أن أحبك أكثر من ذلك

..نت لست كذلك أ وهل -قلت

شـياء أخرى حول أابتسمت للمرة االولى وعدنا للحديث مرة .كثيرة وسألتها فجأة

. كامل زينتك اليوم فيأنتلماذا -

حركة كانت تظهر دائما عنـد الفرحـة أو ،تقلصت شفاهها يـر طبيعـى فـي غن هناك شيئا ما أالغضب، وزاد يقينى ب

..شخصيتها قلت لها موجها دفة الحديث نحو ما اختلفنا حوله

..زواجهنأخوتك البنات إهل اختار -

ى خـوت إلعادة ليس .. مى هى التي اختارتهن أ.. ال –قالت ..رأى في زواجهن

..وأنت هل ترين نفسك مختلفة عنهن -

ما .. أنا شخصية مختلفة تماما -فى ثقة وهى تردد ابتسمت ..ال يهمنى رأى اآلخرين.. د الحصول عليه أوريده هو ما أ

..نى كبير عليكى إلى حد ما أال ترين أذن إ -

ن شعيراتك البيضاء تمثـل إ.. من قال ذلك .. كبير - ..رجولة والعطاء لى قمة ال

.. تواضعنا ياستىخجلتمأ -

الشهير وتناولنـا ) البيتزا(مام مطعم أتوقفت بالسيارة تعلمـت منهـا أن البيتزا المفضلة لها، المطعمة بالسوسيس،

شب رفضته في توعلمتها كيف تأكلها بالكا أحب هذه البيتزا، ، حتى بدأت تشربه كالماء، كانـت البداية ثم بدأت تستطعمه

.أنها تثيرنى، وكنت أثارتعلم

وتوجهنا نحو السـيارة مشروبات مثلجة حملنا علبتى بالتعب قد زال توجهنا نحو جزيـرة الزمالـك ىحساسإكان

دورتين كاملتين حول النيل، ثم اتجهنا نحو المعـادى حيـث ..تسكن

********

ن كان يوم كنت أخرى، إلى ألم نتفق على اللقاء مرة كانـت عيناهـا ين وجدتها أمـامى، خارجا من الصحيفة، ح

خرجـت المنـديل أ ،نفها ملتهب أقتين بدموع ساكنة و رروغميـدها وتوجهنـا بمسكت أ ،االحمر من حقيبتها المكتظة دائما

مـن إحـدى لهـا بتعـت جلستها بجـانبى وأ أنحو السيارة، نفلونزا، كان الليل قـد ألدوية المضادة ل أل بعض ا الصيدليات

دت يدى إليها مت فقد ا ،بعد ذلك هذا درى كيف حدث أ ال ،قبلأحسسـت أوضممتها إلى صدرى في قوة وقبلتها في رأسـها

ـ ي لى تماما، تطلعت إلى بع عبجسدها ينصا ننين نـائمتين مدرى أيضا كيف رحت أنا وهى فـي قبلـة أسفل ذقنى، ال أ

خرهما آطويلة فتحت عينى فجأة كانت عيناها مفتوحتان على قبلها قلت لها بصـوت أ أننى أنا الذى تتطلعان لى كأنها تتأكد

خرى في قبلة طويلة، زاد أغلقى عينيك، ورحنا مرة أخفيض كانت تمطـر ،وقع لهيبها مع دقات المطر على نافذة سيارتى

ول مرة في نهاية سبتمبر بدأت ترتعـد فجـأة ألفي الخارج رتديه ووضـعته علـى كتفيهـا أخلعت الجاكت الذى كنت

وانطلقت في طريق الكـورنيش قالـت وفتحت مدفأة السيارة خـذ آخـرى أفجأة ال اريد العودة للمنزل اآلن، عدت مـرة

قالت .. طريق المنيل نحو شارع الهرم مرورا بميدان الجيزة ..وهى تبتسم

..حد أول مرة في حياتى يقبلنى أهذه -

..ى نتطلعت إليها في ابتسام حا

لحياة طعم ا.. خرأن للقبلة طعم أشعر أأول مرة أنا و -

البد أن أعود اآلن، كانت الساعة تشير إلى التاسعة - قالتليال، عدت مرة أخرى إلى االتجاه المعاكس في شارع الهرم

..، توقفنا )رادوبيس(مام سينما أو

..خذ تاكسىآ س- قالت

.. وأنت في هذه الحالة–قلت

..فضل اآلنأصبحت أ لقد –قالت

..سأوصلك -

..تعبموأنت .. أنا أفضل اآلن.. ال -

ابتسمت وتوقفت بالسيارة وخرجنا منها، كان الجاكت مازال ، اقتربت منى إلى الحد الذى وجدتها فيه تقريبا على كتفيها

على كتفيها داخل صدرى، كانت ملتصقة بى تماما، ربتتها فيه جلس وأ لها تاكسىتضنتها مرة أخرى، أوقفتحاو

:راد وقلت له أ ما السائقونقدت

.. المعادى –

ناولتنى الجاكت من نافذة السيارة، وانطلق سائق التاكسـى، كانت تتطلع لى من خلف النافذة الزجاجية والسـيارة تبتعـد

ما أنا فكان المطر قـد أحتى ابتلعها زحام الشارع وظالمه، و تيت، وحـين أأغرقنى تماما، دخلت السيارة وعدت من حيث

هى وهى ترانى علـى في وج أختىدخلت المنزل، صرخت بصوت عالى، وهى تسحبنى إلى الحمـام قهقهتهذا الحال،

.وتقذفنى بمالبس جافة

..هيا خد دش دافئ وتعال للعشاء -

تركت صبغ الـروج ) أحالم(ن أوامام مرآة الحمام اكتشفت حمر القانى حول شفتى ولم انتبه لذلك مطلقـا وأنـا فـي ألا

..السيارة

تحـت وأختـى على سريرى خرجت من الحمام واستلقيت ..قدمى بصينية العشاء

..ين كنت أ –قالت

..رد أابتسمت ولم

ن عادتك هذه إ.. لم أحذرك من السير تحت المطر أ -يا ابنى أنت عمـرك .. لن تكبر أبدا .. منذ كنت صغيرا

بسم .. كبر أاهللا .. وال باينين عليك ياواد .. اربعون سنة ..اهللا الرحمن الرحيم

وكيف ) أحالم(فكر في أوأنا اتناول عشائى معها و .. مت ابتسحدث ما حدث، كانت الدائرة تنغلق علينا أنا وهى فقـط دون

استغرقت في التفكير فيها ثم رحت فجأة في نـوم ،درىأن أ ..عميق استيقظت منه في الصباح على تليفون أحالم

..صباح الخير ياحبيبى -

.. دلوقت عاملة ايه.. صباح النور يا أحالم -

..أنا موافقة اشتغل معاك.. الحمد هللا احسن بكثير -

..ايه الخبر الجميل ده على الصبح -

..شفت بقى -

..بكرة نتقابل نتفق على كل حاجة .. ماشى -

.ط في النومغأانهيت المكالمة وعدت

كانت األحالم الحمراء قد بدأت تغالبنى، كنت أشعر بأننى اآلن، وقد دفعتنـى دفعـا إلـى بقدر أحبها، بقدر ماأشتهيها

اشتهاؤها بهذا الشكل العنيف، كانت تحكى لى أحيانـا عـن كانت تخجل أحيانا فال تحكى كـل ماحـدث، ..أحالمها معى

حتى بت أنا اآلخر أعيش نفس األحالم التى كنت أظن اننـى فارقتها منذ زمن طويل، وطالما أشعر بتوازن داخلى، لكـن

ود المنيعة التى وضعتها أمـام هاهو التوازن قد راح، والسد أى امرأة قد انهارت وسقطت، على اآلن أن أعـيش نفـس الحلم معها، معها هى فقط، مددت يدى للمرة األولـى منـذ

، عن أحالم، أحالم "أبحث عن من؟ "فقدت سوسن فى الفراغ،

فقط، وحين أحسست بأنها بين يدى، ابتسمت ورحت فى النوم . من جديد

********

الرابعالفصل !)دماؤنا تلطخ جدران كل الكواكب.. ؟!كان لقاؤنا على أى كوكب(

..القاهرة(....) صحيفة : المكان

١٩٩٩اكتوبر : الزمان

معى اآلن في واحد من المشـروعات ) أحالم(ل عمت كتـوبر أد تفارقنى، في منتصف تكا ال .. ة الكبرى حفيالص فـرح خبرتنى بانها ستضطر للغياب غدا ألنهـا ستحضـر أ ..حدى قريباتهاإ

.. غداأراكلن .. يعنى -

..ن ترانى غداأهل تريد -

..ريد أن أراكى وأنت في أبهى زينتكأ.. نعم -

مام محطة البنزين في المعـادى أانتظرنى .. طيب - ..الساعة التاسعة والنصف مساء

..صحيح -

مـام أ في المساء التالى كنت ،ابتسمت وهى تربت على كتفى عاد المتفق عليه مرت الدقائق حتى اقتربـت المحطة في المي

ا قررت العودة من حيث مالساعة من العاشرة والنصف وحين تيت رأيتها تهبط من تاكسى بجانب سيارتى، تطلعت إليهـا، أ

كانت جميلة هذا الجمال الذى لم تقع عليه عينى في أي يـوم سود شفافا مـن أنا اورأيته في وجه امرأة، كانت ترتدى فست

..كتافألعلى ا

..تأخرت عليك -

..كنت سأرحل اآلن -

..كنت ها أزعل منك جدا -

..وأنا ما اقدرش أزعلك -

، وانطلقـت بغلقـت البـا أفتحت لها باب السيارة ودخلت و بالسيارة على طريق االوتوستراد فجأة رحنـا فـي عنـاق

علـى ووضعت كفهـا ىقميصأزرار وقبالت ملتهبة فتحت ..قلبى وقالت

ضع يدى علـى شـعر أن أائما بذلك حلم د أآه كنت - ..ن اخبرك بسرأريد أ..صدرك

قولى - قلت لها

حتفظ بـالكثير مـن بقايـا سـجائرك أنى أهل تعلم -حبك بهـذه أدرى كيف أال .. والشعيرات الساقطة منك

.. الطريقة

ودخلنا مرة أخرى فى عناق حـار الينتهـى، احتضنتها بقوة تمسح وجهى بشـفتيها كنت أجوس بيدى داخلها، وكانت هى

ولسانها، كنا مجنونين تماما، كنت أعتصرها بين يدى كـأنى لن أراها بعد ذلك أبدا، وكانت أظافرها تتعلق بكتفـى وهـى تخترق لحمى، مصدرة تأوهات التنتهى، كانت تصـبها فـى

، "يالولو"أذنى كأنها نار التنتهى والتخمد، ثم تعقبها بصرخة دلع الذى تناديمى به، وكنت أقـول كنت أبتسم أحيانا ال سم ال

لها أن كلمة لولو التقال إال لكلب، تضحك وتقول النساء قطط

والرجال كالب، ومع ذلك كانـت تنـادينى أحيانـا بكلمـة ، لكنك رجلى الوحيد، الذى اليوجد غيره فى العالم، "ياقطتى"

ثم تمد بلسانها داخل أذنى، ثم تلعق لسـانى وبقيـة جسـدى ذلك حتى تنتهى حالة الجنون الشـبقية، لـم الظاهر، وتظل ك

يكن هناك فى العالم كله شئ يوقفنى اآلن عن االستمرار إلى ماالنهاية مع هذا الجنون، ألقيت خلـف ظهـرى اآلن بكـل ماتعلمته وماقرأته وماأحببته، هاهو وجهى الحقيقى، لم أتسائل بعد ذلك كثيرا عن مايحدث، كان حبا معجونـا بشـهوة، أو

عجونة بحب، أو شهوة خالصة، لم أعد أسأل، كيـف شهوة م .اآل ولسانى بين فكيه

مام النـادى أخرى و أ من طريق االوتوستراد مرة تعدالذى به الفرح أوقفت سيارتى في الظـالم ودعنـا بعضـنا

..بقبالت سريعة قلت لها وأنا اكاد ألتهمها بعينى

عرفهـا ألكنى ، .،عرف معنى الغيرة أأنا ال ) أحالم( - ..حد بمعاكستك أو يلمسك حتى أن يقوم أإياك .. آلن ا

..ضحكت ضحكتها البريئة وقالت

..مستحيل يا حبيبى -

قبلتنى في خدى وهبطت من السيارة وانطلقت بعيـدا .على الكورنيش

********

فكر في هذا المخلوق الغريب ما هذا الذى قالته عن أشكل، هل بقايا سجائرى وشعرى؟ هل هناك من يحب بهذا ال

هو نوع جديد من التطرف السـلوكى؟ آه يـا بنـت ضـوء م سـتكونين أالشمس، هل ستحرقينى فـي نهايـة المطـاف

تقلب على جمر من النار أكنت .. ربعين أل لسنوات ا ىالسلو اآلن حتى أرغبهامن المؤكد أنى .. هناك شئ غير مريح ..

.شعرأن أساليبها دون أكنت قد بدأت أمارس نفس والنخاع،

هذه العالقـة ،)أحالم( بسبب غرقى في عالقتى مع التي تحولت مع الوقت إلى دائرة مغلقة فصلتنى عن العـالم،

رى أحالم، وكنت أرى أحالم ألعيش، كنـت ألفكنت أعيش كنـت ، ى شئ أللتفت أسير دون أانفصل عن كل ما حولى،

خـاف مـن أ ، الجنون يتملكنـى س من سأل نفسى هل بدأ م أ

ـ أم و عالقتى بأحال فـي حبنـا اخاف على نفسى كنت غارق ..حياناأقول لها أوجنوننا المطبق كنت

نحن قطارين يسير كالهما في الطريق المضاد حتى م أعلم هل سيصطدمان فيقتل كل منهما اآلخـر، أيلتقيان وال

بدا أو سـنقف فـي أعلى قضيب فال يتقابالن نا سيسير كل م .نهاية الطريق معا

ن تعلق أبدأ كانت تبتسم دون أى ولم تجب على سؤال ..بدا معنى ابتسامتها الساكنةأدر أولم

********

ذهب إلـى نن أخبرتها برغبتى في أكتوبر أفي نهاية االسكندرية سويا لم تعترض ولم تتردد وفى الصباح الباكر، كنا ننطلق إلى االسكندرية على الطريق الصحراوى، كانـت

ترتـدى راديو السيارة وكانت ناالغانى والموسيقى تنساب م على رأسها ايشاربا خفيفا سماوى اللون وحـذاء وبدلة جينز

رياضيا وحقيبة من القماش السميك وضـعت بهـا بعـض لقت برأسها فوق كتفى وتعلقت بذراعى أ دقائق و ،السندوتشات

اسـتمع للموسـيقى، أنـا كنـت ووراحت في اغفاءة طويلة الخفيف وقلب الطائر داخلـى لئ بالضباب يمتالطريق امامى

..يحلق في السماوات

********

عـرف أكنت التاسعة صباحا، دخلت االسكندرية في حدهم شقة نشاهد منها البحر أبعض السماسرة استأجرت من

من الشرفة سويا، صعدنا معا ودخلنا الشقة، ذهبت هى إلـى افتح غرف الشقة والنوافذ ثم ذهبـت أنا خذت أالحمام، بينما

العداد طعام االفطار، وحين خرجت من المطبخ وجدتها تقف زرق اللون وفوقه روب خفيف، سـألتها أمامى بقميص نوم أ

ن أمس بعـد أابتسمت وقالت ابتعتهما .. ين جئتى بهما؟ أمن ..ابتسمت وأنا اقبلها.. خبرتنى بأننا ذاهبان إلى االسكندرية أ

كل سويا كانت أوضعت الطعام وجلست في حضنى ن تمضغ الطعام وتضعه في فمى كأنى طفل صـغير، وكانـت

أو تقبلنى وتضع الطعام الذى فـي ) دودويا (تردد افتح بقك . اندهش مع كل حركة تأتى بهانتفمها في فمى وك

الحرمان القـديم مـن ..سألتها هل تفعلين ذلك دائما النساء بعد عمر طويل مع الكتب والعادية والجدية يجعلنـى

. بهينة من كل ماتقومدائما فى دهش

.. خى الصـغيرة أبنة إفعله مع أ –ردت في بساطة ..ناديها بهأعلى فكرة أنا أناديك باسم الدلع الذى

انتهينا من االفطـار ،تها إلى صدرى مضحكت وضم جلسنا في الشرفة بعض الوقت نستقبل نسيم الصباح كانـت

الضباب الساكن فـي ة بامطار االمس وبعض لالشوارع مبلو ل بعضنا في الشرفة نقبخذنا أ ،شوارع االسكندرية في الشتاء

ثم انسحبنا نحو غرفة النوم نزعت عنهـا مالبسـها كانـت ت رجفتهـا أترتجف بين يدى قبلتها وسحبتها إلى حضنى بد

ول وهلـة أ وأدركت من ى مالبس ىخذت تنزع عن أتخف ثم يخدش برائتها الظاهرية ن آتى بشئ قد أاذرت حنها عذراء ف أكنت أدفع بيدى ألى نهديها البـارزين أفبلهمـا، ، لى األقل ع

وألتهمهما مدفوعا بكل رغباتى القديمة التـى أطلـت زمـن احتباسها منذ رحيلى من الخليج، أهبط بفمى على بطنها حتى أسفلها، أرفعها إلى أعلى ممسكا بآليتيها فى يدى، تلف بقدميها

تى ووجهى، حتـى الطويلتين حولى، أما شفتاها فعالقتين برقب تنزلق من بين ذراعى، وكانت تصـرخ تلـك الصـرخات المجنونة وهى تمزق لحم كتفى وظهرى بين أظافرها وكلمة لولو تتردد سريعا بين شفتيها، حتى تفرغ شهوتنا الدامية فى النهاية، تمأل زفراتنا المتالحقـة سـكون المكـان، جسـدينا

. يتصصبان عرقا فننطرح على ظهورنا طفلين

استرحنا لبعض الوقت ورحنا في النوم لبضع ساعة ارتدينا مالبسنا ونزلنا للغداء في واحد ،خرىأواستيقظنا مرة

..من المطاعم المنتشرة على كورنيش االسكندرية

وأخذتها تحت كتفى احتضنتها حين انتهينا من الغذاء، وذهبنا إلى الشاطئ تجولنا بعض الوقت هنا وهنـاك اكتفينـا

هـا أن الحظت ،الحبشقة مرة اخرى، عدنا لممارسة وعدنا لل ال وبعض من جلـدى إظافرها في لحمى وال تتركنى أتنشب ظافرها حذرتها من ذلك لكنها كانت تعاود ذلـك دون أتحت

ضطر للصمت متعجبا من هذه أ، وكنت الن تلقى بكلماتى با أ .. شهوة بال حدود،الشهوة المجنونة

ع وهبطنا إلى السيارة انتهينا وحصلنا على دوش سري اليـوم شعلت سيجارة للمرة األولى هذا أعائدين إلى القاهرة

قلع عـن أن أب رائحة السجائر وبأننى يجب حنها ال ت أقالت ب دخـن أطفأتها ولم أهذه العادة، وتناولت السيجارة من يدى و

.حتى اليوم األخير لنا..من يومها

فيها عـن قلعأنها كانت المرة األولى التي أالغريب ـ ةفي النوم محتضـن هى استغرقت ،التدخين ة ذراعـى ملقي

، كانـت تأخرنسابق الوقت كى ال أبرأسها فوق كتفى وكنت الريح الشمالية البارده قد بدأت تهب بقوة، فتسـرح حبـات الرمال الصفراء على أسفلت الطريق، كانت نائمة كمـالك،

هذا الشعور وكنت أنا أتطلع إلى حركات الرمال، لماذا أشعر ب كانت الكويت تمتلئ بالرمال فى شـهور الصـيف .. الغريب

لكنها رمال ساكنة عالقة فى الهواء، أما الرمال هنا فتتراقص ن ندخل القاهرة أ واستيقظت قبل .كأنها تعلن عن كل مايحدث

..ة قصيرة وسألتنى السؤال الشهيرفبمسا

..متى سنتزوج -

..قلت لها حين نستعد للزواج -

.. تكون واضحا معى نأيجب -

..أنا واهللا واضح كل الوضوح -

..ن هناك ما تخفيه عنى أشعر بأ.. ال -

خفى شيئا لكن ال يوجد رجل عاقل يحكى كل أأنا ال - ..شئ

..هناك ما تخفيه .. أرأيت .. أرأيت -

..خفى شيئاأنى ال أباهللا لك قسمأ -

حين تعرف متـى تتزوجنـى .. ذن إ -قالت في تحد غريب ..ى على التليفونطلبنأ

وال أدرى لماذا شعرت بأننى يجـب نظرت إليها بنفس التحد أن أهاجمها، وبأنها يجب أن تتجرع مما تسقينى منه، فقلـت

بنفس الغضب

.. لن اتزوجك -

وفى مدخل شارع الهرم .. صرخت في وجهى وبكت كثيرا ، وكانت عاصفة من يارتى بسرعة سنزلت من السيارة وقدت

د خنقت العيون واألفواه، لكمها خرجـت تـركض األتربة ق شـعر فكنـت أ أنا وسرعان ماختفت فى سحابة األتربة، أما

بغضب جنونى يتملكنى من هذه المرأة لكنها كانـت تركـت ..داخلى فيروسا ال يمكن اقتالعه

بعدها بيومين كنت قد هدأت، طلبتها على الهاتف، ردت على ..في غضب مكتوم

..مريكا لمدة عشرة ايام أ سأسافر.. قلت لها -

.. تغير صوتها

..ها تسافر من غير ما اشوفك -

..نحن مختلفان .. ال داعى .. قلت لها -

..حبك أ أنا - قالت

..نى ال أحبك أ ومن قال -قلت

..نت قلت ذلك أ -

..أنت دفعتنى لشاطئ الجنون بما فعلتيه -

قالت في تودد

.. المسامح كريم -

..صافى يالبن -

..حليب يا قشطة -

قابلتها قبل سفرى مباشرة كأنه لم يحدث ما يعكر صفونا بكت ..حضانى وقالت أفي

سأنتظرك على التليفون أو ارسل لـى بـأى بريـد - .. معى١لكترونى أو اعمل شاتينجإ

اجراء حوار عبر شبكة االنترنت بالنص ويمكن أيضا ان يتم Chattingشاتينج

..جهزة معينةأبالصوت والصورة في حالة توافر

..خلى بالك من نفسك .. انشاء اهللا -

..وأنت كمان واوعى تكلم واحدة امريكانية -

..ها تابتسمت واحتضن -

..ال اله إال اهللا -

..محمد رسول اهللا -

جـراءات إنهيت أ ،وهبطت أنا من التاكسى على باب المطار ا علـى نحادث ت منية،ألسئلة ا ألالسفر سريعا بعد مجموعة من ا

نهـا سـتعود أقالت ب .. من تليفون المطار الهاتف المحمول ودعنا بعضنا مرة أخرى ثم انطلقت نحـو .. للمنزل مباشرة

..ل الطائرة صالة دخو

********

، كيف تتحـول فكر في كل ما جرى بيننا أفوق المحيط كنت عالقتنا شيئا فشيئا إلى نوع من التوتر الكامن، الذى أشـعر بأنه سينفجر فى النهاية فيقضى على كالنا، لمـاذا نمـارس

الحب بهذه الطريقة؟ لماذا تقتلع جلدى؟لماذا تمص أصـابعى ى؟ لماذا تتحسس أصابع قدمى كطفل صغير؟لماذا تلعق وجه

فى لذة غريبة؟ لماذا هذا الشذوذ الحسى الكامن فيها؟ ولمـاذا هـل .. إصرارها على الزواج بأى شكل وبدون أى مقدمات

أحكى لها عن عالقتى بسوسن، وكيف كانت عالقة صـوفية تقريبا، وأن عالقتنا تمر بمرحلة من المجون الكامل، لماذا أنا

يتها؟ ولماذا أشتهيها تماما رغـم كـل منقسم على نفسى ناح ذلك؟ ألا أدرى لماذا تذكرت أبو زيد وهو يسير فى شـوارع القاهرة مطلقا لحيته، كان مطعونا تماما فى رجولتـه، هـل

كـان وجهـه يزورنـى .. يمكن أن أتحول إلى هذه الصورة أحيانا، وكانت أحالم التفتأل تعيش فى أحالمى، كأن أحالمى

ن أحلم قبل ذلك أبدا، من أى أرض لعينـة خلقت لها، ولم أك أتت، وإذا تركتنى هل ستبحث عمن تحوله إلى نسخة طبـق األصل منى، كنت أتسائل أحيانا فى شك، هل هذه الشهوة فى امرأة يمكن أن تكفيها برجل واحد، منذ عرفتها الأعـرف أن لها عالقة أخرى، وكنت أطرد هذا الهـاتف مـن مخيلتـى

لفان تماما عـن تعى الكامل اآلن بأننا مخ ورغم اقتنا سريعا، منا لآلخر كان يزيد في كل كل ال أن احتياج إبعضنا البعض

عـيش بـدون أوكيف ..صور الحياة بدونها أت فكنت ال ،مرةالساطع على حياتى .. ضوء الشمس .. مستحيل ) .. أحالم(

أيهـا .. ترق متى اح أيضاسأل نفسى أوكنت .. تى أين أمن ! يدور فى سماوات الضوء، أنت تحترقالفراش الذى

********

الخامسالفصل )تتشوق إليها لكنها فى النهاية نفس األماكن.. األماكن الجديده تشبه المرأة دائما(

.. نيويورك –مانهاتن : المكان

١٩٩٩نهاية اكتوبر : الزمان

وانتظرنا حتـى ، وكان يوم أحد، هبطت في المطار يـة، التقطـت ثبوت ينهى أوراقنـا ال الساعة قبل ان يأتى من

وقفـزت فـى حقيبتى الزرقاء الوحيدة، وخرجت من المطار و مالمـح غليظـة، ذأول تاكسى امامى، كان سائقا زنجيـا

خرى والتقط فتـى وفتـاة مالمحهمـا ألحظات وتوقف مرة عطيـت أنا من تـايوان اسيوية تبادلت معها حديثا قصيرا ك آ

تطلع إلى الشوارع أ ،شرق مانهاتن السائق العنوان وكان يقع والفتاة غارقان خلفى فـي وكان الفتى ،المغسولة بماء المطر

ممارسة الحب بكل اشكاله، ابتسمت وأنا اتذكر كل ما كنـت ..افعله أنا وأحالم

نزل الفتى والفتاة، وبقيت وحيدا مع السائق الزنجى، مرت اللحظات بطيئة ، حتى توقف بى فى مكـان فقيـر ،

ألنى هاهو المكان الذى تريده، وحين تطلعت فى العنـوان وسوجدته مختلفا، تجادلنا سويا وعال صوته، ونادى على أحـد الزنوج الواقفين عن بعد، أتى الرجل وهو يكاد يترنح ، فجأه وجدت وجه الزنجى القادم مشوها تماما، وطلب منى دوالرا

يشترى به خبزا

آى .. سم برد؟ ون دوالر أونلى تو جت .. هى مان - ..إيدز مان إيدز.. أم فرى سيك

انتفضت واخرجت من جيبى خمسة دوالرات ألقيتها لـه بعيدا التقطها فى الهواء وهو يضحك، وابتعد، أما السائق

:فكان قد عاد، وقال فى هدوء

..إذا كان العنوان خطأ فهو خطأك أنت -

رددت بنفس الهدوء

أمامـك، لقد قلت لك العنوان وكتبته لك فى ورقـه - ..وكانت الورقة أمامك طول الطريق

:قال فى عصبية وتهديد واضح

إذا أردت أن تذهب إلى هذا العنوان فعليك أن تـدفع - ..مائة دوالر

قلت له -

لقد اتفقناعلى عشرين -

.. ادفع العشرين وانزل هنا–قال

تطلعت حولى مرة أخرى كان الوقت فجرا، وأنا الأعرف البلـد، إذن علـى السـالم، الفرق بين نيويورك وشبرا

وترحموا على ياأهل مصر الكرام،أين مبنى األمم المتحده :من هذا المكان، إنها ليلة سوداء، تطلعت إليه

مائة دوالر -

هـززت رأسـى .. ابن القحبه لقد استغل الموقف جيـدا موافقا حين رأيت بعض المتسولين يأتون ناحيتنـا مـن

..بعيد

رة مرة أخـرى إلـى الناحيـة انبسطت أساريره وقاد السيا األخرى من منهاتن، وهناك نزلت أمام الفنـدق المطلـوب،

أشاح بيده فى ) حار ونار فى جتتة أمك ( نقدته المائة دوالر ابتسام قائال

..سمايل مان سمايل -

سمايل يابن الوسخة وانت لسه الطش مائة دوالر، لعنةة اهللا أمـام عليك وعلى جدودك، انصرف سريعا وقفت لحظـات

الفندق ألتأكد أنه نفس الفندق الذى سأسكن به، فجأه سـمعت صوت فرامل وصراخا، كان نفس السائق

اعطنى ورقـة أحـرى .. هذه الورقة مزورة .. مان - ..وإال ذهبت إلى الشرطة حاال

تطلعت فى وجهه بدهشة، ونظرت للورقـة كانـت -ورقة أخرى غير تلك التـى نقـدتها لـه، كـان =ز

كثير كان قد توقف يتطلـع إلـى، صراخه عاليا وال اضطررت للمرة الثانية إلـى دفـع ورقـة أخـرى

أهـال بيكـى ..!!! للتخلص منه، ابن الكلب النصاب !ياأمريكا

في الفندق نمت كما لم انم من قبل وفى المساء شاهدت على قناة التليفزيون فيلما تسجيليا عن ام كلثوم، عدت

مبنى االمم المتحدة للنوم مرة اخرى في الصباح ذهبت إلىحيث كنت احضر دورة تدريبية مع مجموعة اخرى من

هذه السيدة الجميلة "اخوانيتا كامارت"دول شتى هناك قابلت من فنزويال تعلمت منها بعض الكلمات االيطالية واالسبانية

وكانت ) انشاء اهللا(والبرتغالية وعلمتها كلمة عربية واحدة بناء أنها مطلقة وتحب أعن حياتها وسعيدة بها للغاية حدثتنى

قالت أيضا ،نحاء العالمأيا من جميع داختها وتشترى لهم هأنها أ و،نها ستكون مرشدتى في مانهاتن فقد زارتها من قبلأ

صدقائها في أبعد الدورة التدريبية سوف تذهب لبعض

رتنى كل أيام كانت خوانيتا قد أفيرجينيا، وعلى مدار ثالثة صرت علىألجزيرة الصغيرة وفى اليوم الرابع شوارع هذه ا

كانت قد ابتاعت لى ) ستيتاالمباير ( إلى مبنى نصعدن أطاقية من الصوف ال تظهر منها سوى عيناى وجوانتى من

صعدنا سويا ،واة المبطن بالفرو وابتعت أنا جاكت ثقيلمالشالبناية الشاهقة وحين رأيت المبنى من الداخل سطح حتى

تطلعت . مريكا هى بالد العمالقة أن أ تزداد بىتكانت قناع ، كانت األنوار تمأل المدينة بشكل اليصدق،إلى نيويورك

تبواب وكان البرد قارصا ارتعدألعياد الميالد على اأكانت ،ضننى من الخلف استكنت لهاتبشدة فوجئت بخوانيتا تح

نها فعلت ذلك أكثر أحسست بأنها تتشممنى وكنت قد الحظت أننى في هذه اللحظة أال إمر أل اأتجاهل مرة لكنى كنت من

..سألتها

..لماذا تفعلين ذلك ؟؟ -

..شم رائحة جلدك أ -قالت

:ضحكت وأنا اتساءل

لماذا؟!!.. جلدى -

..ن رائحتك جميلةأكما .. نه رائع إ.. نعم جلدك -

..تنه سلوك حيوانى بحإ –ابتسمت وأنا اقول

..ن فصيلة حيوانيةحدر منن أنت تعلم أننا –قالت

ومع ذلك لماذا تفعلين ذلك ؟؟–قلت

... أقرب المسافات بيننا –قالت

..ال كذلك إ وهل ال تقترب المسافات –قلت

اسـترحت لقد.. نه أول شئ يجعلنى أقع في غرامك إ –قالت ..قع في غرامكأن أريد أواآلن .. لك بشدة

..خرى في القاهرة ألكنى مرتبط ب -

..حن اآلن في قلب نيويورك ن.. ال يهم -

..خون من أحبهاألكنى لن -

أرى فيك .. لكنى أحب ذلك .. أنا لم أدعوك للخيانة - ..شيئا جديدا..

أنا ال أستطيع أن أحب أو أمارس الجـنس مـع أى - .. أحبهاىغير الت.. امرأة

..يين كذلك ؟قهل كل الشر -

!!..غلبنا كذلك أن ألكن اعتقد .. ال أعلم -

.. فنزويال يفعلون كل شئ العرب في -

جرون مهـا فهؤالء .. ال اتحدث عن عرب فنزويال -صبح لهم فيها عـادات وتقاليـد أ.. ن نيمنذ عشرات الس

..جديدة

..ال أنت مختلف -

لكن هناك عشـرات القيـود .. لست مختلفا .. قلت - ..عنى من ذلك نالتي تم

.. قبلة ى والحت -قالت

..دون ارادتىحتضنينى نك اأيكفى .. وال قبلة -قلت

..ك البرد يكنت اق -

، ت تجولنا على سطح االمباير ستي ،ابتسمت ولم أرد وشاهدنا من خالل المناظير المكبرة المدينة بتفاصـيلها، ثـم ابتعنا مشروبا ساخنا وهبطنا إلى الشارع، كانت تمشى معلقة بذراعى، تتطلع لى من تحت ذقنى كانت بيضاء ذات عيـون

ة، ترتـدى م وشعر أحمر طويل متوسطة القا خضراء واسعة . وجاكت طويل من الشمواه البنـى أيضـا ةمالبس جلدية بني

نفاسنا وكنت كفـالح القريـة أ حد المطاعم نلتقط أجلسنا في بجانبنـا سحين يهبط المدينة مشاهد غريبة تتوالى، كان يجل

اهة يحكى عـن ر الخمر في ش شرببحار برازيلى عجوز ي ،زوجها كان عجوزا للغايـة تالتي يريد أن ي الصغيرة بنتال

فجأة سقط من على طاولته نهضت إليه مسرعا، كانت مالمح أزمة قلبية على وجهه، صرخت حولي، وال مـن مجيـب، سحب رأسي مقربا أذني من فمه وقال بضع كلمات ثم هوى

ا من يدي، نظرت حولي، تفي غيابات العدم، سحبتني كامارا لحظـات فى العيون الزرقـاء، غريب البرود الحظت هذا ال

في قوة ) خوانيتا(ووصلت عربة االسعاف وحملته، أمسكتني وسرنا، وأنا في حالة من عدم التوازن، على الرصيف اآلخر

من الشواذ يقبالن بعضهما الـبعض، وكانـت ن لمحت ولدي األنوار في الكنيسة التي تقع في قلب مانهاتن مضاءة احتفاال

ـ .. يالد بقدوم أعياد الم ـ ، اوقف تدكان البرد قد أش ا تاكسـيا ن تصـعد على أن أصرتوهبطنا أمام الفندق الذي أقطن به،

ـ سـريعة علـى ةمعي لغرفتي، رفضت بشدة، تركتني وقبل.. خدي، تطلعت إليها في لوم، ابتسمت وربتت على خـدي

حاولت النوم، لكني لم أستطيع أبدا تلك الليلة، وكانت إحـدى عـن المهـاجرين ئيـا زيون تعرض فيلما دعا محطات التليف سرائيل ومدى حاجتهم إلـى الطعـام والغـذاء إالروس في

والمالبس ودعوة للتبرع بقيمة وجبة غذائية، وكانت صـور النساء العجائز من المهاجرات هي فقط التي يمتلئ بها الفيلم وبعض الصبية الصغار الذين يبحثون في عربات الزبالة عن

، عدت لالبتسام ثم أخذت أقهقـه فـي شـكل ما يسد رمقهم خرطت في بكاء مرير ولم يكـن هنـاك مـا نهستيري ثم ا

يدعوني لذلك، كنت أرى نفسي من فوق مدينة نيويورك رجل .كامل الغباء والبالهة

في الصباح توجهت إلى مبنى األمم المتحدة، كنـت اتطلع إلى الوجوه الممتلئة صحة وبـرودة، امـرأة عجـوز

بس رياضية تقود دراجتها بعنف، رجـل زنجـي ترتدي مال يتسول، مومس صباحية، رجل أمن يقود طفلة صغيرة عبـر

عرض الفاكهة أمام محله، يوناني يبيـع ب يقومالشارع، صيني العلـم ،أدوات صيد، سائق تاكسـي يتشـاجر مـع راكـب .ةعربياالسرائيلي يرفرف أمام األمم المتحدة مع االعالم ال

ا بابتسامة عريضة وأصرت علـى استقبلتني خوانيت وفى أثناء الراحة أرسـلت برسـالة بريـد الجلوس بجانبي،

إلكترونى إلى أحالم، كانت الرسالة عبارة عن قلـب كبيـر نهينا يومنـا أ باللون األحمر وداخله كلمة أحبك وأننى بخير،

الطويل، وفي المساء ذهبنا للغـداء سـويا، أصـرت علـى لنا مشروبا سـاخنا، وظلـت غرفتها، طلبت فىاستضافتي

تتحدث لمدة ساعتين عن عالقتها بزوجها السـابق، وسـبب ، تطلعت رغم أنها ليست السبب الطالق المتعلق بعدم انجابها

إليها وابتسامة تشجيع على شفتي، وانخرطت في بكاء طويل، حتفل معها بعيد ميالدهـا، أ على أن أصرتمسحت دموعها،

قبلتها في نيت لها عاما سعيدا و تمحضرت التورتة بعد دقائق، في دخول الحمام، بحثت في الغرفة عما هى رأسها، استأذنت

بعـد لحظـات خرجت، يمكن أن أقوم بقراءته لم أجد شيئا ،حسست بالضيق فجأة أترتدى قميص نوم طويل أحمر اللون

:ن تدفعها إلى صدرها وقالت أمسكتنى من يدى محاولة أ

..أال تجدنى جميلة -

..اآلمر كذلك ليس -

،الخـروج الـتملص و سحب يدى في عنف محـاوال أكنت ..تسمرت للحظات وقالت فجأة

..كلكم كذلك تبحثون دائما عن الصعب -

حين وأنا أتوجه نحو باب الخروج حديثها أتابعوسكتت كنت .. وقلت لها أمامهوقفت

..اعودا -

صام الـذى فغلقت الباب خلفى وخرجت متعجبا من هذا االن أهل ) خوانيتا(ورفضته مع ) أحالم(شه لماذا قبلت ذلك مع عيأ

حسـاس إحساس الذى فرضته على أحـالم إلم ا أهو الحب خـرى مهمـا ألفرط في ملكيتى أالملكية المطلق وبأننى ال

أمام تلك الشهوة المفرطـة التـى وجـدتها ىم ضعف أ ،كانتار وعشرات غيرها تقلبنى على السرير كفأل كانت هذه ا ،لديها .فوق الناراه كش

بعد يومين كنت قد وصلت القاهرة قبل ميعادى بيوم واحـد، ن أرى أحالم بأى شكل كـان قلبـى وجسـدى أريد أوكنت

قد اختفت في ضـباب ) خوانيتا(ا إليها وكانت قيتحرقان شو وتحدثت إليها طويال أختىذهبت إلى الأدرى لماذا ،فكارىأ

سـتغراب شـديد كانت تتطلع إلى في ا ) بأحالم(عن عالقتى ، ثم ابتسمت فجأة وقالتشاحت بيدهاأت وصمتلكنها

المهم تكون عروسة حلوة..فعل ماشئتإ -

برر غيابى الطويـل أ سأفعل هل كنت ماهل كنت استئذنها في حكى له عن هـذه العالقـة أن أستطع أبحث عمن أهل كنت

تتحدث كثيرا مع إخوتى ولـم أختى كانت ..الملتهبة ال أدرى أن مثل هذا الكالم يمكن أن ينتقل خـارج بـاب أكن أدرى

ليعرف الجميع مابعقل وقلب سـيد شقتنا بصورة أو بأخرى العبد، كنا مجتمعا غريبا من الحب الذى يصل إلـى درجـة اإلعالن عن كل األسرار، فال توجـد أسـرار فيـه علـى

.اإلطالق، كل شئ مباح

ـ أكان على ا ن أرى أحالم بأى شكل وبأى وسيلة اتصلت بهكان هاتفها مغلقا تملكنى جنون غبى، لكنـى كنـت مرهقـا

وزارتنى أحالم فـى ..ت ذلك حتى اليوم التالى رجأفأللغاية، .أحالمى كالعادة، فقد كان غيابنا طويال

********

السادسالفصل )فسيأكلوك أنت أيضا.. الترمى بقطع اللحم للذئاب(

١٩٩٩رمضان آخر أيام : الزمان

.ش المعادىكورني: المكان

فـى اليـوم التـالى الهـاتف المحمـول كلمتنى أحالم على قبلت هذا التفسـير طوال فترة غيابى هواعتذرت بأنها أغلقت

، اتفقنـا علـى على مضض، لكن اشتياقى لها كان بال حدود .اإلفطار سويا، وأن ألتقطها من على كورنيش المعادى

ى اللون، دون فى المكان المحدد وجدتها ترتدى إيشاربا برتقال أى مساحيق على وجهها المالئكى الجميل، أوقفـت السـيارة

تطلع كل منا يونزلت منها، كانت واقفة هناك التتحرك، فقط إلى اآلخر كأنه لم يره منذ مائة عام، كنت أريد أن أحتضنها

، أن أشـبعها وأصيح بالعالم كله أنى أحبهـا أمام كل الناس أصـرخ فـى وجههـا أن و قبالتى، أن أرويها مـن حبـى

وحشتينى، لكنى لم أفعل ذلك، كنت أقرأ نفس انفعاالتى على صفحة وجهها، فقط مددت يدى تقبض على يدها وتركنا كفينا يتحدثان، الناس تتطلع إلينا فى دهشة، انتفضنا فجـأة علـى مايحدث، دخلنا السيارة، وانطلقت بها إلى الالمكان، لم يكـن

ى افتقـدتها بشـدة، فجـأة فى ذهنى أى شئ وقتها سوى أنن :وجدتها فى أحضانى تصرخ

أبـدا التتركنـى مهمــا ..مـرة أخــرى التتركنـى -تذكر ذلك .. التتركنى حتى لو طلبت أنا منك ذلك ..حدثالليـل ..كم اشـتقت إليـك .. أنت التعلم كم أحبك ..دائما

..المعنى لحياتى كلها.. والنهار بدونك المعنى لهما

كل األشياء تفقـد .. أيضاوأنا .. وأنا أيضا ياحبيبتى -هذا الوجود الطاغ فـى حيـاتى .. طعمها بدون وجودك

لم أشعر بذلك مع أى امرأة أخرى ولن أشعر بـه .. كلها ..بعدك لو فقدتك

ودموع حقيقية سـاخنة تمـأل أخذت تقبلنى فى هستيرية واضحة وأنا ابتسم وأضحك وأبكى فى ..وجهىصفحة وجهها تسقط على

ت دموعنا، كانت تلعق دموع وجهى بلسانها آن واحد، حتى اختلط .وشفتيها، كيف كان كل هذا الحب داخلها؟

تناولنا طعام اإلفطار سويا، كان كل منـا يطعـم اآلخـر حتـى أصبحت عادة لدينا، أن يأكل كل منا من طبق اآلخر، أن يأكـل كل منا من فم اآلخر، أن يشرب كل منا من فم اآلخر، أن يرتوى

خر، أن يحيا كل منا من أنفاس اآلخر، لم نكـن كل منا من فم اآل أبدا نشعر بأحد، والنعير اهتماما ألحد، نفعل مانريد وقتما نريد، هل كان ذلك خطأ منا، أم أننا تعلمنا الحب سويا كذلك، أم نحـن من فصيلة التهتم باآلخر مهما كان هذا اآلخر، كان الحب هكـذا

.عيون التسقط ماتراهبيننا دائما، حتى أدركت ذات يوم أن ال

وأقبل العيد، فى اليوم الثالث كنا معا فى تلك الليلة انتهى رمضان الطريق إلى اإلسكندرية، فى الصباح الباكر تعللت ألهلهـا بـأن العمل معى يتطلب وجودنا معا هذا اليوم، وتحدثت مع أخوها فى الهاتف أطمئنه عليها، فى العاشرة كنا فى اإلسكندرية، فى أحـد

لفنادق على البحر نزلنا، كان المطر يغرق الشـوارع، وكانـت اسعادتنا جارفة بوقوفنا معا تحت األمطار، هكـذا علمتهـا بـأن الوقوف تحت األمطار الساقطة من أجمل أفعالى، جنـون أحبـه

حتى النخاع، رقصت معى تحت األمطار، غنينا سويا وركضـنا هما، وحين انتهينـا ن يلهوان دون أن يعبآ بما حول طفالكنا سويا،

دخلنا الغرفة، تجردنا من مالبسنا تماما، وفـى الحمـام قامـت بتنظيفى كأم مع طفلها الصغير، كانت تضحك وكنت أتعجب من إحساسها األموى ناحيتى، كانت تعاملنى دائما كطفل صـغير إذا تعلق األمر بطعامى وشرابى وملبسى وحذائى، كنت أعشق فيهـا

ة بعض الهدايا التى أحضرتها لهـا مـن ذلك، أخرجت من الحقيب نيويورك، كانت تردد دائما

أنا الأريد شيئا يكفينى أنت -

أنت نفسى..بل لنفسى.. أنا لم أحضر لكى شيئا -

كنت أعلم بأنى أخرجت كل مافى نفسى ووضـعته فيهـا، كـل ماختزنته خالل هذه السنوات من حماقات وتصـرفات هوجـاء

ذلك فيها، كان لديها الكثيـر والمباالة ومجون وشبق، وجدت كل لتعطيه، كنت أتطلع إلى جسدها، هذا الصـدر الناهـد، والـبطن الصغيره المكورة، والمحرم بين فخذيها الطويلتـان الشـامختان، وشفتيها الالهبتان، كأنهما قدتا من جمر، وعيناهـا البريئتـان ،

وأصابعها الطويلة الطرية، وكنت أتعجب من نفسى، لقد اختارتها كانت تبتسـم فـى ود نفسى رغم كل مابها من اضطراب ذهنى،

وحنان، مارسنا الحب كامال هذه المرة، لم تتألم وأنا لم أشعر بما فعلته، فعلنا ذلك عدة مرات دون ألم، أخبرتها فى النهايـة بأنهـا أصبحت زوجتى أمام اهللا، تطلعت لى فى بـراءة دون أن تعـى

فى نوم عميق على السـرير، ماحدث، ثم استكانت تماما، ورحنا استيقظنا وقمنا باألكل فى الغرفة دون أن نخـرج، قالـت بأنهـا تحس بآالم شديدة، قلت لها ربما بفعل ماقمنا به، ورويدا رويـدا بدأت أشرح لها ماحدث، فوجئت بصمتها التام، لملمنـا أشـياؤنا

:وعدنا من الطريق الصحراوى، قالت فجأة

..يجب أن نذهب للطبيب -

اذا؟؟؟؟لم -

يجب أن أعود عذراء -

لماذا إذا كنا سنتزوج؟؟ -

هل تريد حقا أن تتزوجنى؟ -

..لقد قررت ذلك وأنا فى نيويورك.. نعم -

..مع ذلك يجب أن نذهب للطبيبو -

لماذا مرة أخر إذا كنا سنتزوج؟؟ -

..ال يجب أن نذهب للطبيب -

!كما تريدين؟ -

فى المعادى نزلت من السيارة صامتة تماما، وغرقت أنا فى أفكارى والبحث عن طبيب يقوم بهذه المهمة، استغرق األمر أسبوعين، لم أحدث أحالم خاللها سوى مرة واحدة، طلب الطبيب

رؤيتها، وهنا أطلق مفاجأه شلت تفكيرى

المدام حامل- -

الأدرى سبب احساسى بالفرحة الشديد، أخيرا سيكون لك طفـل ،،كيف أتى هذا الطفل.. يابن العبد

تى لك بعد يومينحسنا سآ -

المهم يجب أن تقررا ماإذا كنتما تريدان الجنين أم ال–قال

ثم تجـرى لـى العمليـة .. بيجب أن ينزل - فجأة فى تحد قالت األخرى

ليست هناك مشكلة أمامى للزواج.. نتزوج اآلن–قلت

ال.. نتزوج بإبن حرام–قالت

ى الأدرى سبب انقالبها الفجائى، لم يكن هناك مايسـتدع كل ذلك من وجهة نظرى، وفى ذات الوقت كنت أعلـم بـأننى الأستطيع أبدا أن أتنبأ بما تريد، كنت أراها دائما منقسـمة علـى ذاتها، وكثيرا ماكررت هذه العبارة أمامى، كنت أطـالع بريـدها اإللكترونى فأجد ثالثة أسماء لها، لم أكن أشك فى أن هناك شـئ

التحديد، كنت أشـعر بأنهـا ما، شئ ما الأعرف كنهه على وجه مجموعة من الشخصيات معا على أن أحاول أن أتصالح مع كل واحدة منهن حين تظهر، كيف بدأ هذا اإلنفصام الداخلى، كنـت أراه منذ اليوم األول لعالقتنا، كانت تصر على الزواج كأنه آخر طلب فى حياتها، واآلن بعد أن أعلنت رغبتى تريد نزول الجنين

، ثم تجرى عملية بعد ذلك لتعود عذراء، أى إنسان هذا، بأى ثمن

هكذا، من أين هذه الرغبة المميتة داخلها، ) أحالم (مالذى يحرك :بل وأضافت

أنا الأريد االستمرار فـى .. وبعد ذلك ننهى عالقتنا تماما - ..هذه العالقة

االنسان الذى يقف أمامى، من هذا هذا كان انهيارى كامال، من بعد كل هذا الحب؟ كانـت .. ال، من أى جحيم أتى ..نىالذى يحدث

تريد الشئ ونقيضه ،، انفصال كامال بين الذات والرغبات ) أحالم(ولم أدر ماذا أفعل فى تلك اللحظـة سـوى .. فى ذات الوقت؟

كنت أرى أن تنفيذ رغبتها هـو .. االنصياع لرغبتها الجنونية؟ هـى توئها أو تن ل الوحيد ألن تعود هذه العالقة إلـى هـد يالسبنـا اوبأن األمر اليجب أن يزيد عن ذلك، كنت أخاف أحي ..تماماتأتى بتصرف جنونى قد يقضى عليها، لم أكن أريد لهـا أن من

وقفت فـى حجـرة .أن تهان أو تشقى معى فى سبيل هذا األمر العمليات مع الطبيب وهو ينفذ عملية اإلجهاضن كانت دمـوعى

استسلمت كفها فى كفـى ولـم متحجرة فى مآقى، أما هى فقد تتركها حتى راحت فى إغفاءة ونحن نـردد سـنويا الشـهادة،

.وكانت الممرضة العجوز تربت على كتفى

كانت قدماها مفتوحتان على آخرهما، وكنت أرى قطع لحم طفلى الصغير بين يدى الطبيب وهو يلقى بها فى دلو يمتلئ برائحـة

أكـاد الأقـوى علـى الدم والكحول، كنت أرتعش من داخلـى، الوقوف، لم أكن أفكر فى أى شئ سوى أن تنهض من رقدتها، وحين أفاقت بعد نصف ساعة تقريبا، صرخت بشكل جنـونى،

:كنت ألتصق بها، وكانت أظافرها متعلقة برقبتى، وهى تردد

على مات..على مات.. مش كده.. مات.. مات -

ـ ى ابنـى لم أدر ماذا أفعل، أبكى وأنا أنتفض، أبكيهـا وأبكوأبكى نفسى، أبكى مصيرنا نحن الثالثـة، كنـت أتجـرع كـل صنوف العذاب، آه يابن العبد ماذا تريد اآلن من الدنيا؟ هـاهو الطفل الذى تمنيته من الدنيا ومنها، قد قتلته بيـديك ويـديها، ويدى الطبيب والممرضه ويد المجتمع البغيض، ماهو الحـالل

معنى هذا القلب الذى يخفـق وماهو الحرامومامعنى الدموع وما بين جوانحك، مامعنى سوسن وطفل ممزق فى دلـو ، أصـرخ اآلن يابن العاهرة، فلن تسمع إال نفسك، أصرخ بكل مافيك، فلن يعلو صوتك، ادفن صرختك ودموعك أنت وهى مع قطع اللحـم الملفاخ فى الدلو هناك بعيدا، فى الغرفة األخـرى فـى العـالم

لحب، هاهو الحب، أفق يابن الكالب، لقـد اآلخر،هل كنت تريد ا .أضعت كل شئ أضعت حياة سوف تشقيك بعد ذلك وإلى األبد

بعد أسبوعين كان كل شئ قد انتهى وتمت العمليتان بنجـاح، وانقطعت عنها فترة الشهر تقريبا، وكان الحريق يستعر داخلـى كل ليلة، كنت أشعر باالختناق ورغبة متصاعدة متسارعة داخلى

ى يجب أن أموت اآلن قبل الغد، ماذا فعلت كى يحـدث كـل بأنذلك، كانت رغبتى فى الزواج منها حقيقية وكاملة، وكان حبـى لها يفوق كل شئ، على الرغم من معرفتى بأنها تعانى بشكل أو

قد بـدأت بآخر من بعض االضطرابات النفسية، وكنت أنا أيضا . بفعل ماحدثة ذهنيت اضطراباأعانى

لى الهاتف المحمول بعد شهر تقريبا، ردت علـى فـى طلبتها ع اقتضاب، قلت لها أريد أن أراكى، رفضت فى عنف فى البدايـة

، كانـت مشـاعر )سـميرأميس (ثم انساقت لرغبتى، تقابلنا فى وأحاسيس الغضب تملؤها، قالت أنها ارتبطت بآخر وأن عالقتنـا

:انتهت، تطلعت إليها فى ذهول وصمت وسألتها

كأنى الأعرفك على اإلطالق..تيت بهذه القوةمن أين أ -

..نحن مختلفان.. لم نعد نعرف بعضنا البعض -

لقـد أخبرتـك دائمـا بأننـا ..لم نكن كذلك حين بـدأنا - ..ولم أكن أعتقد بأننا سنصطدم هكذا سريعا.. سنصطدم

أنهيت الجلسة بدعوة للغذاء، ورحنا نتحدث عن الغد لكل -م فى فمى، وتبادلنا ذلك منا، مدت يدها فوضعت بعض الطعا

طوال الغداء، وفى السيارة انهـارت علـى كتفـى تمامـا واحتضنتنى

فعلت ذلـك .. أنا أحبك التصدق أبدا أن هناك رجال آخر - ..ألثير غيرتك

تطلعت إليها وأنا غير مصدق لما تقول

من أقصى اليسار ألقصى اليمين والعكس -

ماذا تقول -

الشئ -

من جديدعلينا أن ننسى مامضى وأن نبدأ -

كيف نبدأ من جديد -

أنا أحبك بكـل الجنـون .. نعيد اكتشاف بعضنا البعض -لن تصدق إذا قلت لـك .. علم اآلن كم أنت تحبنى أداخلى، و

أنت كل مالـدى .. أنا أحبك أكثر من أى شئ آخر فى العالم ..فى هذا العالم

ز بعنف من داخلى، لم أعـد ملكـا تكنت أستمع لكلماتها وأنا أه صبحت مستلبا، أصبحت إنسأنا آخر، عبد لرغبتى فيها، لنفسى، أ

ربما أيضا عبد لها، وهاقد حان الوقت لتلقينـى تحـت قـدميها وتغوص وتمرح داخلى، هل مازلت أملك أى قوة ألقف أمامهـا، لقد فعلت كل ماأرادت فى عالقتى بهـا، أى بدايـة تلـك التـى

هـل ..سنبدأها وبأى صورة، كان هناك شئ ما يسقط من عينى أى قلب هذا الذى بـين .. أم كان ماذا؟ .. كان دمعى أم كنت أنا

آه ياإبنـة .. جوانحى، ويخدعنى فى عالقتـى الداميـة بهـا؟؟ أنا أحبك رغم كـل .. العشرين من أين أتيت بهذه القوة الطاغية

..!!شئ حتى نخاع عظامى

********

مدت يدها إلى ذراعى وخلعت اإليشـارب، وأطلقـت شـعرها وابتسمت فى وجهى تلك االبتسـامة .. باللون األصفر المصبوغلكنه كان .. وكان الطائر داخلى يحلق مرة أخرى فى ألم العذبة،

بعيدا وأخيرا وضعت رأسـها .. مايزال يملك القوة على التحليق على صدرى وراحت فى سكون تربت على فخذى بهدوء وحنان

علـى غريب بينما كانت يدى تمسح شعرها الناعم المسترسـل كتفيها، وكانت رائحة عطرها تمـأل المكـان، وسـاد صـمت

للمرة األولى الأجد ماأقوله، كانت صـور قطـع اللحـم غريب،الصغيرة وهى تلقى فى الدلو أمام الطبيب فى الدلو القابع بـين قدميه، تتراقص أمام عينى، وكانت دموعى تنحدر فى هـدوء،

يمكنه أن يرسم كنت منسحبا اآلن من كل شئ، ولم يكن هناك ما أنطلـق بهـدوء البسمة على شفتى العاجزتين، ومع ذلك كنت

.عائدا إلى كورنيش المعادى

********

السابعالفصل )مالفرق بين قطعتى لحم واحده يأكلها واحد فقط والثانية نأكلها جميعا؟(

٢٠٠٠مارس : الزمان

مطـاعم شـارع جامعـة الـدول العربيـة حـد أ: المكان .بالمهندسين

كثـر علـى أمنذ ساعتين أو ) أحالم(كنت قد ودعت ىمل اللقاء غدا، جلست مع مجموعة من شباب الصحفيين ف أ

ـ واحد من مطاعم المهندسين، كنا نتحدث ول المعونـات حاالقتصادية لمصر وتأثير هذه المعونة على الشعب المصرى، لماذا نتمسكك بها إلى هذا الحد على الرغم من أنها لم تعـد

د أحد، والمستفيد منها فقط األمريكـان، هـل أصـبحت تفي رغبات اآلخرين هى المحرك لنا فى كل شئ؟

حدهم يجلس في الركن صامتا يتابع ما يجرى في أن ألحظت ..سكون، انهينا حوارنا وناديته

..ه مالك إي -

. تعبان شويهبس اابد -

يه؟إوال .. بتك يانفصلت عن خط .. يه ؟إفيه -

..صله طويلأبس الموضوع . .حاجة زى كدة -

..سمعك أن أحب أ.. حك إ -

دخل في حديث طويل عن حبيبته التـي اسـتمرت عالقته بها خمس سنوات وانفصال في نهاية االمر، فبعد حب

ن أثناء وجوده هناك الحظ أعامين اثناء الكلية، دخل الجيش و نهـا أمر وجد ألحبيبته تنفصل عنه شيئا فشيا وحين تحرى ا

خر تملكه الجنون كيف وهما متزوجان آقة بشخص بدأت عال ..خرج لى ورقة الزواج العرفىأتقريبا،

.. البعيد عن العين بعيد عن القلب –قلت

لكـن .. هى حاجة زى كـده –ك في سخريه حض ..ن ده مستحيل إظن أكنت

.. ال يوجد مستحيل اآلن –ابتسمت

ن هلها على مدار العامي أثم دخل في مشاكل عدة مع بعد أن باح ألهلها بتفاصيل الماضيين انتهيا باالنفصال الكامل

عالقته السرية بها، لم يترك شيئا إال وقاله، ومع ذلك فـوجئ نهاء هذه العالقة وبموافقة البنت إبرفض األهل وبرغبتهم فى

نفسها، أسقط فى يده، ولم يدر مايفعـل، سـقط فـى بحـر مـرات، لكنـه فـى المخدرات واإلدمان، فكر فى قتلها عدة

النهاية كان عليه أن يقتنع بأنه يجب أن ينساها، قـال بأنـه خرج لـى أسألته هل معك صورة لها، يحاول لكنه اليستطيع،

نها بمقاييس الجمال المختلفة ال تسـتحق أصورتها، الحظت ن تصنف بين الجميالت، ربما كانت تعطيـه مـن الحـب أ

اذهب واعرف واحدة ..قلت له كالما كثيرا ..والمشاعر الكثير ..وهـام أن كل ما تعيش فيـه أخرى واثنين وثالث ستجد أو

إغرق فى عملك وطر وراء أحالمك، أنظر إلى الشـوارع، النساء أكثر من الهم على القلب،، إن مانفعله أحيانا أننا نخرج مافى أنفسنا من رغبات ونضعه فى امرأة نختارها، ونكتشف

ان .. قعنا فيه، إنها التسـتحق فى النهاية مدى الخداع الذى و

ارتباط عالقة الحب بشـقيها المعنـوى والجسـدى يجعلنـا النعرف الخطأ من الصواب، ويصور لنا الوهم أحيانـا أننـا

أحالمك .. غير قادرون على انهاء هذه العالقة بأى شكل آخر التحمل أحالمك فوق كتف أحد آخـر، .. حققها أنت أنت فقط

نظر للحياة، حين تسقط أنت فلـن فال يستطع حملها سواك، أ !تجد من يرفعك

سكت وأنا أتطلع إلى وجهه، كان يتطلع لـى وهـو نشرت الصحف خبرا عن إلقاء القـبض ام أي غائب، بعد عدة

عليه فى جرسيمة تزوير نقود ورقيـة، استسـلم لضـياعه ..!!النهائى

********

ابتسمت في سخرية وأنا الأدرى لماذا لسبب أو آلخر بدأ عالقة أقطع عالقتى بأحالم، و أن أفسى هل يمكننى أسأل ن

ن هذا أدركت أمره، و أكون فيها من يملك زمام أاخرى بناءه ننى في حاجـة أمستحيل اآلن، فقد دخلت الدائرة الجهنمية و

نهى هـذه العالقـة ألملكها أعد ألم .. عصاب حديدية أإلى

كـان ..ناهى ترفض الزواج، وتقول لـيس اآل ه ف !الشائكة !أمرها غريبا مالذى غير تفكيرها هكذا فجأة؟

..سألتها ذات يوم

.. من تراث والدتك الزواج المبكـر أن عرف أكنت -وكان هذا التراث هو محور صـراعنا خـالل العـامين

..الماضيين فما السبب في انقالبك اآلن على هذا التراث

حلم بالزواج أو.. حبك بجنون أأنا .. ال تفهمنى خطأ -ذا إ بين قدميك فـي الكوشـة سنى سأجل أقسم ب أ.. منك

.. فتاة ألىفهذا حلم رائع بالنسبة لى وبالنسبة .. تزوجنا

...حسنا وما الذى يمنعنا من الزواج -

قالت

.. قد نختلف وتنقلب على.. شعر بعدم الراحة أ -

..والتخافي من انقالبى عليكى .. لكل زواج مشاكله -

فرجل .. سرار ألر من ا ن هناك في حياتك الكثي أكما -سرار ألن لديه الكثير من ا أ من المؤكد كفي سنك ومركز

..ن نقدم على الزواج أعرفها قبل أن أالتي يجب

نهـا أ الحظـت ى،ختكل ماحكيته أل و الليلة تذكرت فجأة تلك كـن أخبارى مـنهم ولـم أاخوتى لتعرف كل ببدأت تتصل

ـ تها ك منح لقد ،ه على اإلطالق مرتاحا لما تفعل ىل شـئ قلبملك ولم يعد يتبق لدى أ ومشاعرى ووقتى وكل ما ىحاسيسأو

ن عبارة أال إرافها الدائم بذلك تعطيه وعلى الرغم من اع أما كانت دائما ما تترد على لسانها وكنـت ال ) أنا غير مطمئنة (ن أ كنا في صراع دائم رغم .نااحيأهتم بما تقوله وبما تعنيه أ

سى فيه كل ذلك ولم نكرر ن كنا ن وقت الحب الذى كان يجمعنا خرى تعودنا مع الوقت علـى ممارسـة الحـب أالخطأ مرة

عتبر ذلك نوعا من الشذوذ الذى أبشكل يرضى حاجتنا وكنت ن ننام فـي هـدوء وحتـى أن نتعاطاه حتى نستطيع أيجب

ن نلتقى مرتان أو أ كان يجب ، حياتنا اليومية ةنستطيع ممارس الحب وكنا نمارسه بكل جنونه نمارس ىسبوع ك ألثالث في ا

شكاله لم يكن يمنعنا شئ سوى التزام شرقى قديم باالحتفاظ أو

بغشاء البكارة فقد كانت تجربتنا األولى مريرة حتى كان يوم طلبتها على الهاتف المحمول فوجدته مغلقا عشرات المـرات

حـاول .. لقمغ الهاتف(تصل وتصلنى تلك الرسالة القبيحة أ وردت الهـاتف وفى الساعة الخامسة فتحت )فى وقت آخر

..هافمهمأعلى بضحكة بلهاء لم

في اليوم التالى التقينا خففت من ثورتى بابتسـامتها وقالـت شعر بكذبتها لكـن أ بالمستشفى كنت ةختى المريض أكنت مع

صـمت وابتلعـت ، التزمت ال خر آرى سببا أن أستطع ألم .. حولت دفة الحديثالكذبة ومعها قبلة سريعة على شفتى ثم

هيا سريعا قل .. منمع تقابلت س،مأتكلمت مع من - . سريعالى

ألولـى ها واضحا كانت المرة ا يرى الكذب في عين أكنت أنهـا حـين الذلـك وأيقنت تماما منذ التي تكذب على فيها

وهنا ثارت ثـائرتى ،سبوعينأ بعد نفس األمر تكرر..كاذبةم أكانت مع نها أاعترفت ثم تجت وطأة صراخى، عليها بكت

كنت معهـا فـي ! ؟ وماذا كنت تفعلين معها ،حبيبها السابق ؟؟ليس كذلكأالمستشفى وهو معك

ريد أ كنت ؟علأف ولم ادر ماذا ،لةت قا غيرةحاسيس تملكتنى أ ت ر على وجهها انها أدر بنفسى إال وأنا أصفعها خنقها لم أن أ

زجـاج ال وقبضتى فـي إدرى أثرها وصرخت ولم أعلى تعلقت بى ووجدت نفسى في حالة هستيرية ،السيارة فيتحطم

.. من البكاء وهى معى تحتضننى وتردد

..صدقنى.. خونك أأنا لم -

تحرك فاقدا للنطق والرغبـة أيومين في سريرى بالمنزل ال حـدتثنى فـي ، هل كنت هشا إلى هذه الدرجة؟ في الحديث

أختى قالت لى نطقأن أستمع إليها دون أالتليفون عدة مرات ى نحدثتالثانية، نها ستقضى اليوم عند اختى أفي اليوم الثالث

بعـد سـاعة ،قائلة بانها ستأتى لتزورنى في المنزل ) أحالم(ـ تـت ورا أتحركت نحو غرفة النوم بينما .. كانت عندى ى ئ

مسرعة تمددت على سريرى جلست بجانبى ثم تمددت فـوق ..صدرى

..هل تحبنى -

..اشحت بوجهى

..جبنىأ.. هل تحبنى -

..أنت تعلمين -

..جبنىأ.. ال أعلم .. ال -

..أحبك -

..أ ح ب ك .. لها هكذا ق -

كنت اقول حرفا وتقول هى الحرف الثـانى نزعـت عن مالبسى ورحنا في عناق حميم كأن شيئا لم يحدث كانت

مر ألرضى عنها، نسيت ا أرضائى وكانت تعلم كيف إتحاول على خروجنا سـويا أصرتن انتهينا برمته أو تناسيته بعد ا

..ل في أي مكان أكلن

..ن أراك مريضا أبداأأنا ال أريد -

سـتطيع أكـاد أأنا مازلت تعبا ال ... أيها المجنونة - ..الوقوف

! أسد..أنت كالحصان.. هيا .. هيا -

هـذا وخرجنا سويا ولم تكرر بعـد ذلـك ىارتديت مالبس نختلف ونتفق احيأنا لكن ما كنا ،غالق تليفونها إ أبدا، الموقف

ردد لنفسـى أ نـت وك الم نختلف عليه هو الحب الذى يربطن !..ا ندائما ما هو الذى بين

شكال الحاجة البدائية التي يرضيها أم شكل من أهل هو حب م هو تعلـق أخيل الحياة بدونها تكل طرف لآلخر والتى ال ي

نانية أان لكن الحب لدى أحالم ك ،خرآلل عطاء ،بالمانح الحب حتى النخاع امملوكأنا فعال الملكية وكنت أ فعل من ،مفرطة

ستطيع الفكاك كانت عالقـاتى تتمـزق وعملـى ينهـار أال ن أوتيت مـن قـوة أ ما بكلحاول أ انأووجودى كله يتفتت و

لـم .. حافظ على عالقتى بأحالم فهل كانت تستحق كل ذلك أ مرتبطـا صـبح أ لكنه حب ه لها وال مدا ىشك في حب أكن أ

ن تنهى عالقة حب، لكـن مـن أخرى من السهل أبحاجات

هـذه هـى ،ن تلبيها أن تقضى على حاجة دون أالمستحيل ضافة إلى كثير من التراكمات إالمعضلة الرئيسة في عالقتنا

هذه هى عالقة الحب في القرن الواحد والعشـرين ،خرىآلا..

هـا بهـذه لم أستطع أن أغفر لها أبدا التخلص من إبنـى من الطريقة، حاولت مستميتا أن أثنيها عن ذلك، لكنى رضـخت فى النهاية كعادتى معها دائما، هاهو إبنـى األول قـد قتـل بأيدينا، لم أرد له أبدا أن يأتى إلى العالم بهذه الطريقة، لماذا،

.لماذا؟

********

..سألتها ذات يوم

..لماذا تركت حبك االول -

لم تتحـول إلـى .. ريعةسلم يكن حبا كانت عالقة - عرفتـه عقـب ظهـور ه،حبأبدا ولم اكن أعالقة حب وكنـت ،علن عن رغبته في الزواج منـى أعريس لى

مـررت ،سعيدة للغاية لكنه تراجع فجأة لسبب أو آلخر لقد ساعدنى على الخـروج ،بفترة عدم توازن فظهر هو

..بسرعة من هذه الحالة

لقد قالت ذلـك .. في الليل الإ وقتها العبارةلم اقف عند هذه ..ببساطة متناهية

..ولماذا تركتيه -

وكان هو قد سافر لفتـرة .. تعلق بك أكنت قد بدأت - ..طويلة

..البعيد عن العين -

..مر كذلك ألال ليس ا -

،.مرألوكيف كان ا -

، ما مـرة واحـدة نحاديث وسي أعدة خروجات وعدة - وانتهى االمر

.. لم يحدث شئ في السينماأ -

..ى في يدى قبلن – وقالت ابتسمت

خر آلابتسمت أنا ا

..هل هذا كل عهدك به -

.. وانتهى كل شئ بعد ذلك - قالت

فكرت للحظات

..ما رأيك في ان قوم بخطبتك -

.. وقالت فجأة لبرهة تصمت

..موافقة -

درى هل أ وال ،كانت هذه الخطوة الوحيدة العملية في عالقتنا ى شئ وقتها سوى ألحسب حسابا ن لم ،م ال أ لها اكنت مستعد

مر على خير ما يرام لكنـى ألن يتم كل ا أن تتوثق عالقتنا و أال ما كنت اقـدمت علـى هـذه إعلم ما ينتظرنى و أكن ألم

.الخطوة على االطالق

********

الثامنالفصل )داخل اإلنسان وخارجه.. الموت يقبع فى كل مكان(

٢٠٠٠ابريل : الزمان

)المأح(منزل : المكان

هل أحالم، كان حفل خطوبة بسـيطا، أنا، و أخوتى و إ درى أوكنت سعيدا للغاية، كانت سعادتى داخلى متناهيـة ال

خوها الصغير بتصوير أبدا على عينى، قام ألماذا لم تنعكس صـفحة وجههـا، تمـأل أختى الكبرى الحفل، وكانت سعادة

..رقصنا سويا في الملهى الذى ذهبنا إليه

.. في اذنىقال أخى

..الفقر راحة -

في الصباح الباكر كنت في .. علق أابتسمت ولم بيتها، كانت تنتظرنى وخرجنا سويا إلى العمل، وعدنا سويا

آخر النهار، تناولت طعام الغذاء وبقيت حتى وقت متأخر من الليل، نتحدث عن ما كان بيننا وما مر بنا، عن الغد الجميل،

نا كنا نخرج للتريض في الليل، احيأة، نتبادل القبالت الخاطفكانت سعادتنا غامرة، لم يكن هناك ما يعكرها، وكان الهدوء

.. كانت راحة غريبة.. عالقتناتيمأل قلبى وقلبها منذ بدأكنت أشعر بأن الدنيا ابتسمت لى أخيرا وستعوضنى عن

.ماالقيت من سنوات الحرمان والبؤس، لكن هيهات

التي ينام فيها القلب مطمئنا بأن سعد االيام هى تلك أن تقدم أنها يجب أكل االمور تجرى على ما يرام، اتفقنا على

ن هنا ضد قانون الصحيفة، وافقت ألاستقالتها من العمل معى وكتبت استقالتها بيدى ووقعتها هى، وكان يوم رحيلها عـن

رت على أن نتعشى سـويا را، يومها اص حزينالصحيفة يوما خوها خارج المنزل في باخرة على النيـل، أمها و أأنا وهى و

ها مـرة اخـرى وعـدنا ءكانت ليلة جميلة، استعادت هـدو ..سيارتىبللمنزل، وفى قلب الليل، رحلت

ذهبت الجامعة في الصباح، فوجئت بـاننى محـول سـبوعين االخيـرين عـن ألللتحقيق بسبب غيابى خـالل ا

خبرنـى أوق المحاضرات، وحين ذهبت للمحقق في كلية الحق ن هذا ليس السبب الحقيقى، هناك من يود ان يعرف لمـاذا أب

تملكتنى دهشة ساحقة، ! .. ستاذ مثلك زواجا عرفيا ؟ أيتزوج نى تزوجت زواجا عرفيا؟ قال عميد كليتك أقلت له من قال ب

.ابتسمت وصمت قليال!! ..

.. تزوج ال عرفيا وال غير عرفيـا أيا سيدى أنا لم - ..تلكنى خطب

.. من تخطب -

هذه حياتى .. من تذا كنت خطب إهم الجامعة يوماذا - .. الشخصية

ن تفعل ما شـئت ولكـن أيمكنك .. دكتور يا اسمع -مام كل الناس، صحيح نحن فـي القـرن الواحـد أليس

نمشى فى عالقاتنا زى الناس ماكانـت والعشرين ولكن لثـة أنا متزوج للمرة الثا .. القرون الوسطى، بتعمل فى ..حد أبدا بذلكأولم يشعر

.. فى الضياء .. ياسيدى أنا أريد أن أتزوج فى النور - ..أحتفل أنا وحبيبتى بفرحنا القادم.. أتزوج ألنى أحب

.. يادكتور أنت فى مجتمع جائع للحم اآلخرين –ابتسم وقال ..فال تعطى أحد الفرصة ليأكل لحمك ولحمها

..نهض وسلم على واحتضنى قائالثم

.. افعل ما شئت ولكن في الظـالم .. ال تكن ساذجا - ..الكثيرون يتطلعون اليك

سداس، وفـى مكتـب أخماسا في أضرب أخرجت نه متزوج سرا فـوق أخبرته ب أت المناقشة بيننا، دالعميد احت

قال بأنه لـيس ضـد .. مر ضدى ألامراته، فلماذا يثير هنا ا صرخت . .حدى طالباتى إولكنه ضد زواجى من .. زواجى

ـ أن هذه حياتى الشخصية و أفيه ب ننى إن من سيعتدى علـى ف .وى من االلمل اتانأسأقتله وخرجت و

حدى الزميالت وطلبت إتت أدخلت محاضرتى حين قالـت ! .. مر؟ ألمنى الحديث خارج المحاضرة، سألتها ما ا

فقد كانـت ) .. أحالم(ريد ولكن ليس أتزوج بمن أباننى حر ن سلوكها سئ، فقد حاولت ذلـك أافة إلى ضإحدى طالباتك، إ

حد االساتذة، لكنى نهرتها واسمعتها ما ال ترغب أمن قبل مع ثم ان البنات .. قالت اسأل وستعرف .. قلت لها مستحيل !!

البنات يعتبرنك ملكا .. باالنهيار أصبنفي القسم العديد منهم القتـك عنحن جميعا نعلم .. لهم جميعا وليست واحدة بالذات

!!.. ن تصل إلى حد الـزواج أبأحالم ولكن لم نكن نتصور .. مع إلى حديثها في صمت وقلت لها فـي النهايـة تسأكنت

حسـم أ لـن ،حد من الزواج بهاأسأتزوج أحالم ولن يمنعنى !! .. على حياتىيملىن أحد بأل

هذه هى نصيحتى ) أحالم(ال إقالت أي امرأة اخرى ..سمعأتعجب مما أانصرفت وأنا واعطتنى ظهرها و!! ..

ن أبعد انتهاء المحاضرة طلبت من البنـات واالوالد مام الدنيا كلها ومن أننى سأتزوج أصدقن عنى أي شئ و يال

وانتظرت حتى خرجوا جميعـا .. يعجبه فليشرب من البحر زينب فـي .. مامى أ) زينب(وحين هممت بالخروج، وجدت

انت دائمـا مـا تشـعرنى الفرقة األولى ذات حجم ضئيل، ك ..حبها كثيرا أببنوتها وكنت

هل صحيح ستتزوج ؟ دكتور؟؟-قالت

.. هل هناك مشكلة في ذلك يا زينب-قلت لها

انحدرت الدموع من عينها فجأة وهى تردد

.. نـت أليست هناك مشكلة في الزواج ولكن لـيس – !!..نوليس اآل

!!..لماذا يا زينب -

؟؟ من أى امرأةبابا ال يتزوج.. انت بابا يا دكتور -

..هذه سنة الحياة يا زنيب -

!!.. هذه المرأةال تتزوج.. ال يا أبى -

.. كاد افقد النطقأمامى، وأنا أوخرجت مسرعة من

م النقاش بينى وبينـه دفي مكتب رئيس الجامعة، احت فعل ما أشاء ولكن لـيس أن أنى حر في أوحسمه في النهاية ب

شعر بأن الدنيا كلها ضدى، لماذا؟ أا خرجت وأن .. على المأل خوها على وضـع أصر أهل أخطأت بخطبتى ألحالم ولماذا

نا لزواجـى العإمصابيح الزينة على المنزل هل كان يضع خر كان يوما عصيبا فـي كـل آن المقصود شيئا أم أخته، أب

الصغيرة ) زينب(ن أشئ، حكيت ألحالم كل ما جرى، قالت ب رحلت مبكرا كانت .. يهمك كل ذلك حدثتها أيضا، وقالت ال

الساعة تشير إلى الحادية عشرة حـين رن الهـاتف، كـان ال إصوت امرأة قالت كالما كثيرا حول أحالم، لم تترك شيئا

قالته، تكررت هذه المكالمات كثيرا، حتى وجدتنى فجأة غير ، حد أو حتى الحديث مع أي شـخص أراغب في مقابلة أي

ع ضد هذا الزواج،، وجدتنى اتسحب شـيئا لماذا يقف الجمي ن تفهم مشـاعري ألم تستطع ) .. بأحالم(فشيئا من عالقتى

انهـارت نكوصـا في هذه اللحظة، واعتبرت ذلك هروبـا و كنت في بيتهـا .. الخطبة سريعا، وقبل انهيارها بيوم واحد

معها حين وجدت البيت خاليا فجأة، مارسنا الجـنس ثاتحدوانقطعـت .. ورحلـت .. عدوانية غاضـبة مشاعربسويا

صلتنا عدة ايام، حتى فوجئت بتليفونها ودعتنـى لمقابلتهـا، نهينا كل شئ سريعا، كانت منهارة تماما وأنا كذلك، أتقابلنا و

ق منهـا الجميـع، اعطتنـى عرى دمائنا سويا وقد ل أكنت سـتطيع ان أمام المنزل ولـم أدبلتها، وهبطت من السيارة

ريد بعض الوقت أرضخ لرغبتها، كنت أن أا سوى افعل شيئ ن أريـد لعالقتنـا ألتقييم االمور ووضعها في نصابها كنت

تنمو في بيئة صالحة تسمح بالحياة، تسمح بسعادة دائمـة شـياء كثيـرة انطلقـت بالسـيارة ألحسب حسابا ألكنى لم

تخيـل أن أنخرط في بكاء عميق، ال يمكن أووجدتنى فجأة فلن تكون حياة، ستكون أي شئ آخـر ) أحالم (الحياة بدون

نها أها تدرك جيدا سبب ترددى، و أننها لن تنسانى، و أقالت ب يام عمرها معى، كان كالما ال معنى له سوى أجمل أعاشت

في قلب الليل ذهبت إلى جبـل المقطـم .. ه يزيد جرحنا أنجلس على تلك الصخرة الكبيرة واضعا رأسى بين ركبتـى أ

بيها في الهاتف أ تحدثت مع . الشمس في الظهور تحتى بدأ ـ أب تن هناك عمال ينتظرها لمدة اربعة شهور كنت قـد اتفق

لهـا عمـال جـد أن تقوم به حتى ،نها يمكنها أ و ،معها عليه ..دائما

الأدرى كيف انهرت سريعا ألجد نفسى فى مستشفى عنى قد تركنى جسدا بال ) أحالم(لألمراض النفسية، كان بعد

، ظللت هكذا لمدة أسبوعين إلى أن استطعت الوقـوف روحوالسير فانتقلت إلى المنزل، بدون أى كالم مع أى شـخص كانت حياتى، علمت بأنها حاولـت االنتحـار بعـد انهيـار الخطبة، لماذا فعلت ذلك، كانت تتمزق بينى وبـين أشـياء

.. كثيرة وكنت متأكدا أنها فى النهاية ستختار شـيئا آخـر ت متأكدا من ذلك، كانت النهاية واضحة تماما أمـام لماذا كن . فلماذا كان هذا التعلق المميت بيننا، لماذا؟.. عينى

استطعت أن أعود للعمل رويدا رويدا، كانت الليـالى تمضى كأننى جالس فى جوف جبل من لهيب اليهدأ، كنـت أسير بالساعات فى الشوارع على غير هدى، كنت اسـتدعى

جوم وال من مجيب، لم أحاول االقتراب مـن أمى وأحدث الن .المعادى حتى أختى كانت تعتقد أنه مسنى أحد من الجان

********

بعد عشرون يوما من انهيار الخطبة، حـادثتنى علـى الهاتف وقالت بأنها تريدنى ألمر هام، التقينا لقاء غريبـا، قالت بأنها حامل، تطلعت فى مالمح وجهها البرئ، توقفـت

خة فى حلقى، أقسمت بأنه لن ينزل هذه المرة مهمـا الصر !مالوش معنى.. خالص.. فعلت، قالت فى برود الزم ينزل

قضيت ليلتى فى الشوارع، فى الصباح نسيت قسـمى، كنا عند الطبيب، تمت العملية بعد يومان، كان جنينا عمـره شهران، فتته الطبيب قطعا صغيره من اللحم ، أمام عينـى،

ظت من البنج صرخت واستدعتنى، تناولتها فى وحين استيق صدرى، وظللنا يومنا بالمستشفى حتى استطاعت الوقـوف فأوصلتها للمنزل، وبعد أسـبوع قامـت بالعمليـة الثانيـة

.ورجعت عذراء

أما أنا فكنت قد فقدت عقلى تماما، هاهو ابنى أو ابنتى للمرة الثانية يموت أو تموت أمـام عينـى وبيـديها هـذه

حقـا؟متى .. حقا؟، هى التى اختارت فى المرتـان .. ةالمرمـات قلبـى .. لم تعد هناك رحمة فى أى شئ ..عذابك يحل

.. بأى أعصاب بارده نعيش ونأكل ونضحك .. وماتت روحى

.. هش.. من أنت أيتها المرأة ومن أنا .. بأى قلب وأى روح .من منا العبيط مستلب اإلرادة؟.. من منا الهش

********

عتقـد خاللهـا ان أد على الشهرين كنـت لمدة تزي في عنف، تتهمنـى تهاجمنى لكنها بدأت فجأة تعالقتنا انته

بالخيانة والجبن والكذب وكل قاموس الشتائم، بأننى تركتهـا رد عن نفسـى أي أن أستطع ألم .. بسبب خوفى من الجميع

نها تسرعت في فسخ الخطبـة، أقول لها ب أن أتهمه، حاولت ذان أجد سـوى أن يحتاج منى ذلك، ولكن لم ن ما حدث كا أو

مسدودة ثم انقطعت صالتنا تماما، لكن القدر كان يخبئ لـى ..طالقإل في الحسبان على اتمفاجأة اخرى، ليس

التاسعالفصل )فقط الجائع.. اللحم الميت اليأكله أحد(

٢٠٠١يونيه : الزمان

السنغال–داكار : المكان

ن أخر لقاء لى مع أحالم بعد آ عام تقريبا على مر سمع عنها بعد ذلك تقريبا، حتى أنهت العمل المكلفة به، ولم أ

ذهبت في بعثة إلى السنغال لمدة شهرين، وهناك في مدينة خرى، كنا قد أمرة ) اوانيتا كاماراتبخ(التقيت ) داكار(صبحنا صديقين حميمين عبر البريد االلكترونى نتبادل أ

كثر أفي هى شرطة الموسيقى، دخلت أت والهدايا والتذكارارادت وكان أمن قصة حب فاشلة لم تنته واحدة منهن كما

ذلك يؤرقها حكت لى عن عالقتها التي استمرت ستة شهور حد ضباط البحرية االمريكية، والتى انتهت برؤيته في أبنها نفسها فعلت ذلك أخرى، على الرغم من أحضان امرأة أ

تعجب من هذه العالقات العجيبة، أعشرات المرات، كنت

ختها تسافر خارج أختها، حين كانت أوعالقتها بزوج نها لم تعرف أ من الحاجة المتبادلة، قالت بافنزويال، كان نوع

الحب بعد طالقها من زوجها األول، وبأننى الرجل الوحيد ن يقول لها كلمة حب أالذى رفض مضاجعتها ورفض حتى

..وحيد الذى تحترمه في حياتها كلها واحدة، وباننى الرجل التذكر هذه الدموع أ ابتسمت وأنا !"كنت أضحك داخلى"

خيرة التي التقينا فيها، ألالمرة افى ) أحالم(الساقطة من عين سقط من عينها، وكذلك حين أوكنت أرى نفسى، أنا الذى

جد من أبكيت أنا فقد كنت أنا أيضا اسقط من عينى، فكيف ) زينب(نى لم اسقط من عينها، حتى ن أآليقول لى ا

الصغيرة رأيت نفسى اسقط من عينها، وسقط العالم كله من وانيتا كل ما مر بى خ حكيت ل)أحالم(عينى بعد انفصالى عن

تحتمام حمام السباحة أخالل العام الماضى ونحن جالسان شجار المانجو االفريقية، وحين سرنا سويا في فجر هذا أ

فيه بينما تلى الماء في حمام السباحة، فسقطاليوم دفعتنى إتطلع إليها في أرجاء الفندق، وكنت أ تها تمألاكانت ضحك

سبح حتى حافتهأدهشة، وفى وسط حمام السباحة، رحت :مامى، قالتأامسكت بها، وكانت هى واقفة ف

..هل تشعر بالحنق.. ما رأيك -

لكن الماء البارد أزاح عنـى هـذا .. قتلك أن أريد أ - ..ردها لك أيوما ما س.. حساس أوكيه يا خوانيتا إلا

بتسم وأنا خارج من حمام السباحة ودعتها على أكنت ن نلتقى في الصباح في الرحلة إلى جزيرة فـي قلـب أأمل

:قالت لى.. مام ساحل السنغال أالمحيط

حدثنى عن القاهرة والناس لقد جعلتنى اشـتاق إلـى - .. زيارتها

اهرة جيدا يا خوانيتا، فأنا لسـت عرف الق أأنا ال -حبها أيام نكسة سبعة وستين، لم أقاهريا، لقد نزحت إليها

نها تمضغنى وتـأكلنى وتطحنـى أشعر ب أكثيرا فقد كنت عـرف نسـائها أرصفتها، لم أتوه على أوتبصقنى، كنت مرأة قاهرية، إتعامل مع أبدا كيف أعرف أبشكل جيد، لم

ده المرأة هناك فهـى مخلـوق ن تعرفى ما تري أال يمكن حباطات االقتصـادية، إلمقسوم على نفسه، ربما بسبب ا

ب ألربما بسبب الرجل الشرقى وسلوكه المتمثـل فـي ا

خ والزوج، ربما بسبب التراث المتراكم منذ مئـات ألواعرف الرجل أيضا، لكن في النهاية هـم أالسنين، كما لم

نفرون منـه، رحاب وال ي تناس بسطاء يستقبلن الغريب ب أجمل أنه إهم معه، يفن يتقاسموا رغ أعلى العكس يمكنهم

وقات لـيس ألغلب ا أذا كان سعيدا لكنه إشعب في العالم نه شعب يختلس لحظات سعادته من قلب همومه، إسعيدا

..لكنه شعب جميل

..مغيرة دفة الحديثقالت فجأة

..أال تريد أن تجرب الجنس معى -

بهذا السجين الخالسـى الوجـه الـذى الأدرى لماذا ذكرتنى تركته فى السجن الحربى منذ سنوات عديدة، كانـت تشـبهه

..قلت لهاتماما فى نفس اللحظة،

..مستحيل -

)..أحالم (تحتى بعد أن ترك -

.. ة في عالقتى بها سيشعر بنوع من القد أ..ال أدرى - ..فال تصلح لى بعدها أي امرأة في العالم

..نه حب غريب إ -

ال امرأة واحدة إيها لبن ت أال يمكن .. ب وحاجة نه ح إ - .. وجسدى قبلهمالقد استلبت روحى وقلبى..

.. إلى هذا الحد -

ن أفلم تعد توجد امرأة في العـالم يمكـن .. كثر أو -ن توقـف أأو بالمثل العامى المصرى يمكنها .. تثيرنى

.شعرة واحدة في جسدى

.هل تتحدث عن عالقتك بها مع البعض -

لكن م ال أن كنت تعرفين قيس ابن الملوح إى درأال - قدر العاشـقين فـي من المؤكد أنك تعرفين روميو، إنه

ن هذا إ.. نهم يحكون حكايتهم دون رتوش للجميع أالعالم .. ن تكون مثـل هـذه العالقـات أالتشهير يعمل على

جمل أ.. قصص حب شهيرة ال يمكن أن تكتمل بالزواج

.. جمل ما فيها ذكريات الحب أ.. ما فيها لحظات الحب جمل ما فيها ولع العاشق بالمعشوق، هذا الولـع الـذى أ

وعادة تكـون المـرأة .. بالموت بالجنون أو ال إالينتهى ن رجـال أذكر أفال .. نهاء العالقة إأقوى من الرجل في

عادة ما تقـوم .. ن ينهى عالقته بامرأة يحبها أاستطاع الرجل عن كل شئ عندما يمكن أن يتنازل ..المرأة بذلك

.يحب، أما المرأة فاليمكنها التنازل عن الرجل

لكنـى .. هذا تفسير يحتاج إلى الكثير من التوضيح - ..كاد اتفق معك أ

فأنـا مقتنـع .. ن تتفقى معى أو تختلفى أليس مهما -ن كل ما يقدمه المعشـوق فـوق القـدرات إبذلك تماما،

عمـال بطوليـا فـي الذهنية للعاشق حتى النظرة تعتبر .نظره

..إلى هذه الدرجة يكون الحب لديكم -

ن بداية حبنـا شـهدت أ مينهل تعل .. كثر أو.. نعم -قـوم بالسـير فـي أن أنا تحت شرفتها، أو احيأوقوفى

ن أرها حتى لو كانت تنشر المالبـس أشارعها، لمجرد ..الداخلية لوالدها على حبل الغسيل

..نطلقت في ضحكة ساخرةإ

..مجانين ايها الشرقيون انتم -

نحـن متطرفـون مـن .. نعم .. ينفي الحب مجان -ن أي عالقة عابرة إ.. لكن هكذا تراثنا .. وجهة نظركم

.. نها عالقة عابرة أوهى .. ليس لها سوى معنى واحد ..خرآمر بالعشق فهذا جنون من نوع ألذا تعلق اإلكن

:قالت

نـك ال أل ..ننا ال نلتقـى سـويا أربما هذا السبب - ..ن تحبنىأتستطيع

:قلت

فأنت .. أم ال حبك كنت استطيع أن أ ن إكر في الأفأنا -خر آودعها أريد و أتحدث معها كما أ.. كثر أصديقة ليس

ذا لم نلتق فلن يؤثر ذلك كثيـرا إمل اللقاء، و أالليل على ..خر آما الحب فهذا شئ أ.. في عالقتنا

..معى ن ترقص أقل ألال تريد على اأسمع إ -

رفض دعوتها، تركتنى دقائق وعادت بفرقـة موسـيقية ألم عجوز، بعد دقائق انطلقنا في رقص جنـونى ةزنجية ومطرب

كثر من ساعتين، نغنى مع المطرب، أو نضرب على أاستمر نا بحركـات تلقائيـة، حتـى احيأالطبلة، ونضحك، ونتنطط

تناولنـا بعـض ..رض مـن شـدة التعـب ألسقطنا على ا .ت قبل الصعود، وكنت فى حالة يرثى لهاالمشروبا

ودعتها ودخلت غرفتى واستلقيت على السرير بعـض ، كانت خوانيتا أمامى عارية تمامـا، ونامـت فـوق الوقت

صدرى، عابثتنى ونمنا معا، فى جمهورية السـنغال بقلـب داكار، واحدة من أقدم الجمهوريات التى صدرت العبيد، فى

حة المطر االستوائى تـأتى عبـر هذه القارة المطحونة، ورائ النافذة، كنت أتطلع إلى خوانيتا المحتضنة ذراعى والنائمة فى سكون غريب، وكنت أبتسم ولم أنفعل، ابتسم تلك االبتسـامة

الالمبالية، لقد فعلت كل شئ من أجل أن تحصل على، هاهى !.قد حصلت أخيرا على وهمها الرائع، نم يابن العبد نم

ذلك حلما أم حقيقـة، نهضـت فـى الأدرى هل كان تطلع منها، كان أ إلى النافذة توجهت ثم الصباح كنت وحدى،

كانت هناك امرأة زنجية تقف فـي ،المطر االستوائى غزيرا تهـتم ن أحدى الشرفات عارية تماما تقوم باالستحمام دون إبينما كان هناك بعض الصبية النـائمون علـى .. أي شئ ب وبعض القوادين يتحلق حولهم بعـض مهاتهم،أرصفة مع ألا

حينـا صـوات هامسـة تتصـاعد أالنسوة من الداعرات، و ..حينا وتخفت

سير في شـارع أهبطت باريس لبعض الزيارات، كنت ه ليال، حين دق الهاتف، تطلعت في الرقم، كان رقم لزيالشانز

دون هـا خرى، كـان رقم أل عينى مرة بعد ا دعكت، )أحالم( .. بى بعد كل تلك الشهور، فتحت الخطشك، ما الذى فكرها

..ازيك -

..ازيك -

..نسيتنى وال -

..أ -

..ح -

..ب -

..ك -

..ما اقدرش انساكى -

..ازاى انساك.. وال أنا .. وال أنا يا حبيبى -

..أؤمرى -

.. اشوفك هعاوز -

..أنا في باريس -

..يه هناكإبتعمل -

..شوية زيارات -

..حاسب من الفرنسيات -

تتركى لى أي فرصة القترب من لم.. ما تخافيش - ..أي امرأة اخرى

..صحيح -

..صحيح -

-

)؟!مالذى فعلته مع خوانيتا(كنت أشعر بكذبتى

..وال أنا يا حبيبى -

..متىإيجى ت ها -

..يام أبعد ثالثة -

..تقدر تيجى بكرة -

..حاول أ -

..حاول علشان خاطرى -

..يه بس يا حبيبتى إفيه -

..ارجوك علشان خاطرى -

..حاضر -

على الطائرة الفرنسية المتجهـة للقـاهرة فـي كنتة شديدة مـن االضـطراب الـذهنى لالصباح، وكنت في حا

هـل .. والنفسى، لكنى اشتقت كثيرا اليهـا، هـل تغيـرت ستالحظ تلك الشعيرات البيضاء التي بدأت تظهر في رأسى، هل ستالحظ هذه الهاالت السوداء حول عينى، ليالى طويلـة

م أ، هـل تزوجـت وأنجبـت .. لم أل وا من السهر والدموع ..نها لم تتزوج بعدأم أستكون مطلقة،

تذكر كيـف كنـت أربع ساعات من الحيرة، رحت أ شحكى لها كل تفاصيل حياتنا بعد الزواج، وكيـف سـأفر أ

ـ كبر أالشقة، وما الذى اشتريته لها، وكيف سأضع صورتها ب كـل ا من تهحجم في غرفة النوم، وما هى التحف التي اشتري

ننى سأسـتأجر أانحاء العالم، وكيف سيكون فرحنا، قلت لها رقص معهـا فـي أننى س أعشرة حناطير سنقيم زفتنا فيها و ننى سأرتدى جلبابا فالحيـا أالشارع احتفاال بهذه المناسبة، و

حلـم أ نـت ك.. نا فالحيا وسنعيش ليلتنا كما نريد اوهى فست قبل وفاتها ه لى أمى اتذكر ماكنت تقول .. شياء كثيرة أمعها ب

ضحك أ وكنت سئل فأنه ألتحدث في ذلك أن أبأنه ال يجب ـ ألالحديث عن ا .. من كلمات امى الأحالم يا أمى ال يعـد ف

الجديد الذى فمالكن كلماتها قد تحققت وانفرط عقدنا، .. سيئا !..حدث اليوم ليغير ذلك؟

********

شراالفصل الع )ورقة التوت األخيرة(

٢٠٠١ بداية اغسطس :الزمان

..حديقة االورمان بالجيزة: المكان

ال أدرى السبب وراء لقائنا في هذا المكان، اقترحت ذلك، والتقينا أمام باب الحديقة، تمشينا هناك بعض الوقـت،

لحظة واحدة، وأنها كانت دائما معـى هانسأقلت لها أننى لم ..حوالىأفي كل نقالتى و

..ة جديدةألم تحاول الدخول في عالق -

درك تماما أنها مقضى عليها بالفشل التام أوأن .. لماذا؟ - ..قبل أن تبدأ

..لماذا ؟؟ -

..ال تعرفين السبب.. حقا -

..ابتسمت وصمتت

دائما.. أنت فقط .. نت دائما أ.. صبحت ملكك أأنا روحى -ى أخيـرا نأتا.. سمع صوتك أن أنتظر أ الهاتفما اتطلع إلى

آالف .. عبـر البحـر المتوسـط .. ولكن أين في باريس .. ..األميال تفصل بيننا، لكن روحى دائما كانت معك

..هل تأخرت عليك طويال -

..نك نسيتنى ألقد ظننت .. تأخرت -

!!!!!!أنا -

:وضحكت ضحكه خفيفة واستطردت

فقد تفتحت .. نساك أن أوال استطيع .. لن أنساك أبدا أنا -شئ، كل ما تحلم به رأيت معك كل .. عينى على الدنيا معك

حتى الحب معك كان فـوق .. طلبه أن أبنت حققته لى دون سـتطيع يى وحببت داخلى الحب الذى لن شبعتنأي وصف، ا

..همنن يسقينى واحد على المليون أأى انسان مهما كان

..ما الذى حدث.. ما دام األمر كذلك .. طيب -

..وشهرت بى في كل مكان .. لقد تركتنى -

..كين الفرق بين العشق والتشهير ال تدرتنأ -

.. عن أهلىسيئا كالماقلت -

أن كـل ..تحدث عنهم أعرف أهلك حتى أأنا ال .. أهلك -عـادة شـرقية .. من سمع كلمة وضع عليهـا العشـرات

والعاشق ال مالم عليـه .. أنا عاشق .. حبيبتى .. مستأصلة ..ال مالم عليه في أي شئ أنا لم اقصد حرفا مما سمعيته..

مـن حبك داخلى اقوى .. ما قدرتش .. حاولت أكرهك -تيار جارف .. أقوى من أوامر المنع والرفض لك .. أى شئ

كل من عرفتهم كـانوا يريـدون .. مامه أقف أن ألم استطع ثـق ألم اكن .. حتى من أراد الزواج بى .. منى شيئا واحدا

الرجل الوحيـد .. خاف اآلن من أى انسان أى رجل أ.. به ..نت أثق به رغم كل شئ ورغم أي شئ هو أالذى

.أيضا لم أعرف سبب هذه المكالمة الغريبة -

فهذا شـئ .. بحث عن رجوع عالقتنا أنى أقول لك ألن - ..متروك للزمن وحده هو الذى يقرر

..ألم يأت هذا الزمن بعد -

..حتاج منك شيئا آخرألكنى .. ال أدرى -

..ن تتكلمىأانتظرى قبل -

اق في حديقة األورمان، امسكت بحجر عشمام شجرة ال أقف كنا ن ..وخططت على الشجرة قلب وضعت فيه اسمينا

..ايها العاشق المجنون -

..جنون داخلى الحبك بكل أأنا -

وضعت يـدى لكنىكان الطائر داخلى يحلق في السماوات كلها و متها إلى صدرى، لم تمانع وتركت نفسها لى بعد معلى كتفها وض

قبالت ساخنة في السيارة، كانت تسترجع كـل نااما، تبادل ذلك تم ..ما فاتنا قالت فجأة

..ريد الذهاب للطبيب أ -

..أى طبيب -

..ت عند العمليةيجرأالذى -

؟؟ لماذا -

نى رفكثيـرا مـا تسـاو .. طمئن على العملية أن أريد أ - ..الشكوك

..لكنى نسيت عنوانه تقريبا -

شياء ألتؤرقنى هذه ا .. حتاج بذلك بشدة أ.. حاول تفتكره - ..كثيرا

ه وكل شئ يأن كل االمور طبيع فى آخر مره لقد قال لنا - ..على خير ما يرام

.. علشان خاطرىشمعل -

سألتها فجأة

..هل تريدين الزواج ؟ –

:ضحكت قائلة

ذا كان هناك رجل فـي العـالم إو.. تزوج بعدك أأنا لن -ـ كيف سمعت ذلـك وم "..نت أهو فتزوجه أن أيجب ى، ال ت

"..علم أ

، كنت !)ضحك على نفسى ؟ أهل كنت .. (ابتسمت في راحة أعلم بأنها تعد العدة للزواج القريب من أى شخص، أو أنهـا ستختار بعناية هذه المرة، هناك شيئان يمكن ألى إنسـان أن يغفر لصاحبهما، الرجل الغنى والمرأة الجميلة، وأحـالم لـم

، خبـرة بالحيـاة اآلن يكن يعوزها الجمال، وأصبحت أكثر .يمكنها أن تكون أسعد أخواتها البنات، أو أكثرهن شقاءا

..ها قائالنبعد يومان كنا عند الطبيب الذى طمأ

ن اذكى طبيب في العالم ال يمكن ان يكتشف ما قمت به إ - ..اطمئنى يا بنتى ..

على كتف الطبيب، وشكرته وخرجنـا سـويا بتريومان من اللقاء ثم انقطعـت . .وكانت تكاد تطير من الفرح

قبلـت فـي الصـباح ألقاءاتنا حتى دعوتها إلى االسكندرية، لم تقبل من قبل، البدلة الجينـز الفاتحـة والتـى كما الباكر،

شيرت االبيض القصير مع ايشارب ليمونى وتلـك الحقيبـة الزرقاء المنتفخة، كان اللقاء جميال، كنا نغنى سـويا طـول

نفعل سويا دائما، كما كانت تمضغ الطعـام الطريق كما كنا ن أها ال يمكن يوتضعه في فمى، كنت كالطفل الصغير بين يد

قاوم وجودها الطاغ، وقمنا بالتوجه إلى شاطئ البحر، كنـا أ للغاية، وفى الشقة التي استأجرتها فعلنا الحب كما لـم سعداء

بعضنا البعض حتى آخر قطـرة، عتصرنفعله من قبل، كنا ن ..أة وجدتها تبكى وهى فوق صدرى، ثم راحت تصرخفج

.. مش عارفة اذا كنت هاقدر اتجوز وال ال .. سبتنى ليه -مفيش حاجة .. بحبك .. أنا بحبك .. الزم اتجوز واحد تانى

يمكن مقدرش اشـوفك تـانى ... في الدنيا تمنعنى من حبك خـرج بـرة أسافر أعاوزة .. ى امش عارفة امتى وفين واز

نى حتة منك إعيش تجربتى لوحدى، حاسه أعاوزة .. مصر ..لو خرجت منك هتموت

حتضنها، لقد فقـدت أكانت دموع عينى تنساب وأنا روحـى تن تستريح حتى منى، وأنا فقد أكل شئ، من حقها

ن استعيدهم مـرة أستطع أوقلبى وجسدى ونفسى عندها، وال ..ال برضائها الكاملإاخرى

ختنق من العالم أ.. يتحرون خطواتى .. نى نخوتى يراقبو إ -حولى، وانت بعيد، كنت زمان تقول بانك تمد لى يدك دائمـا

.. حبـك ألكنى .. ريدك أوال .. ريد يدك الممدودة أأنا ال .. .. حبك أ

ظافرها في صدرى، تكتمت ألمى، وكـان أوغرزت كان لقـاء .. كثر أالساقط من عينى كثير والساقط من عينيها

هبطنا .. نهاية اتفاق .. لقاء حب عاصف .. مكتوم الغضب ال في .. شعر بسخونة شديدة تجتاح وجهى أإلى السيارة وكنت

يدها بالمنـديل تالسيارة سكبت زجاجة ماء على رأسى، مد شعر أكنت .. األحمر ومسحت الماء من على جبهتى وعيني

ستعيد كيـانى المفقـود، أن أنه لقاءنا األخير، وبأنى يجب أب) أحالم(مع .. ين هو قلبى أ.. ين هى روحى أحى، لكن روخرجـت مشـاعرى ألقـد .. ولن يكون المرأة اخـرى ..

المرأة تخرجأ، هى معى وكذلك فعلت .. حاسيسى البدائية أوقيل لى .. هكذا كان دورى وهكذا كان دورها .. من داخلها

الكثير بعدها أنها خرجت مع أكثر من شخص لكنى لم أكـن لك، كنت على يقين كما هى على نفس اليقين بأننا لن أهتم بذ

.نستطيع أن نحب مرة أخرى

********

.. خوها أرن الهاتف المحمول كان

أو حتـى حتى لو كنت قد نمت معهـا .. ابتعد عن اختى - !!فلن تتزوجها.. كانت حامال منك

لم أدر سببا حقيقيا لهذا التهديد الخفى، كان يمكننى الرد كان يمكننى دخول حرب بالهوادة، لكنى دائما بقسوة، و

بطبعى كنت أتجنب الدخول فى مثل هذه األشياء، كنت أعلو وأتسامى، وكان الكثيرين يعتبرون لك عيبا خطيرا فى

.شخصيتى، لكنى كنت مصرا على ذلك

األخيرالفصل .كل ما يأتى بعد ذلك: الزمان

..القاهرة: المكان

قـوى أكن أنا لم احيأى، اخلد بانهيار دائم أشعركنت تـذكر اآلن هـذا البحـار أعلى الوقوف على قدمى، لمـاذا

مـوت ألـيس ألن .. في أذنى يرددالبرازيلى العجوز، وهو هـل .. حبها أ ..حبها يا صديقى أأنا .. سأتزوجها .. كذلك !!..ثم مات.. و دكومبران.. تفهم

داخلى، لن ) أحالم(لن اتخلص أبدا مما تركته شياء عديدة أنه استالب كامل، لقد أخطأت في إخلص منها، تأ

في عالقتنا، كما أخطأت هى أيضا، كما أخطأ كل العالم من حولنا، وهكذا فمن منا بال خطيئة ألم تكن هناك فرصة

ن يكون الحب أكبر من الكراهية والغضب ألللتسامح، تمد هى بيدها مرة أخرى، ألنوالعنف، ألم تكن هناك فرصة

ا سقطنلقد .. لم تكن هناك فرصة ألن يفرح الناس بعالقتنا أ

جميعا في حمى العنف، وعلى أن أعانى هى وأنا من كل هذه ..االمراض

ن احضر تلك الليلة حفـل قـر أن أنى يجب أتذكرت شـعر بـبعض أالصغيرة، ذهبت إلى هناك، كنـت ) زينب(

فاها وجودى على المكان وعلـى الجميـع، ضأادة التي عالسعرت بأننى خرجت من الدائرة الجهنميـة التـي صـنعتها ش

لنفسى، واحتجت إلى وقت اطول للتخلص مـن االسـطوانة المشروخة التي ما تفتأ تجتاحنى، والى زمن حتى اتخلص من

في ذكرياتى مع نا اقالحمى التي كانت تصيبنى فاجد نفسى غر ..، إلى التخلص من رغبتى في التوحد مع الذات)أحالم(

********

كانت تصلنى أحيانا بعض الرسائل اإللكترونية مـن خوانيتا، أخبرتنى أنها ستلد، وكنت فرحـا لهـا، فـى احـد الرسائل قالت لى بأن هذا الطفل هو إبنى أنـا، لـم أصـدق ماتقول حتى أرسلت لى صورة له وعمـره عامـان، كـان يشبلهنى تماما، أسمته بنفس اسمى ونسب إليها، ليلة واحـدة

تا ليلة واحده، كانت نصف سـاعة أو أكثـر قلـيال، ياخوانيتحصلين فيها على مارفضته ابنة جلدتى مرتان، أى قدر هذا ياخوانيتا، أى قدر، خوانيتا هذه الفنزويليـة الحمقـاء التـى

سنوات تحصل على جنتها فى دقائق،إذن ٤تحاول معى منذ أى حرب تلك التى خضتها معك ياأحالم، حربا من أجل دلو

قطع من اللحم الممزق ألبنائى، تحمل وتحافظ على حملها به وتهرب به وتسعد به، ونحن نقتل هنا ألف طفل كل يوم فـى تلك العيادات المشبوهه، وبإسم الدين، وبأسماء كثيرة، نقتـل

أى بشر نحن ومن أى ملة، .. باسم الشرف والحالل والحرام، هنيئـا لـك .. ومن أى جنس ، أنت وأنـا مـن أى جـنس

هنيئا لك من ابن الكلب سيد العبد الذى ترك لحمه .. خوانيتايا؟ ثم وقف يبكى كطفـل صـغير تائـه !يمزق بهذه الطريقة

بـاردا .. أصـبح هشـا كـالجميع ..وأخيرا فقد ذاكرته تماما زوايـا الجهـل .. يرعى مع القطيع فى الزوايـا .. كالجميع !!!!!.ماأجمله..ماأجمله.. مأجمل الجهل.. الجميل

********

الثانية صباحا، حـين خرجـت ىكان الوقت قد تعد ودعت الجميع وتمنيت لزينب الصغيرة حياة أن بسيارتى بعد

نطلـق، أسعيدة، على طريق مصر السويس وجدت نفسـى وكانت دموعا عجيبة تغسل وجهى ولكنى مـع ذلـك كنـت

جـد أبتسم، كان صوت الكاسيت يعلو داخل السيارة وكنت أشار سـائق أالموسيقى، نغمات مع اائيحركات يدى تدور تلق

إلى رأسه وهو يمرق أمامى من الجهة األخرى النقل السيارة مرحبا بالجنون .. وكان يضحك، يرانى مجنونا أليس كذلك ؟

نى لـن أنغمس في ظالم الطريق مدركا أكنت .. يا صديقى ...!!!أبدا لن أستطع .. خرىأمرأة احب أن أبدا أستطع أ

زين

١٩/٨/٢٠٠٢ة الرابعة فجر الساع