1125

,3É * - WordPress.com...åìO ã óOu_ ãÿ {r ã äORhß á T V ãÿ ÑO b íOUÿ S Qe{ ã äë ã ü zÿ R Ohßÿ ÑSub ã c{Uÿ b ã ch á A{ ã ãd ÝO Qß |Qã ã é [ÿ Xc_Jã

  • Upload
    others

  • View
    9

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • اإللياذة

  • اإللياذة

    تأليفهومريوس

    ترجمةالبستاني سليمان

  • Iliad اإللياذة

    Homer هومريوس

    والنرش للرتجمة عربية كلماتوالنرش للرتجمة عربية كلمات للنارش محفوظة الحقوق جميع

    محدودة) مسئولية ذات (رشكةوأفكاره املؤلف آراء عن مسئولة غري والنرش للرتجمة عربية كلمات إن

    مؤلفه آراء عن الكتاب يعّرب وإنماالقاهرة ،١١٧٦٨ نرص مدينة ،٥٠ ص.ب.

    العربية مرص جمهورية+٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥١ فاكس: +٢٠٢ ٢٢٧٢٧٤٣١ تليفون:

    [email protected] اإللكرتوني: الربيدhttp://www.kalimat.org اإللكرتوني: املوقع

    فوزي. سيلفيا تصميم الغالف:كلمات لرشكة محفوظة الغالف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعالعمل بهذا الصلة ذات األخرى الحقوق جميع والنرش. للرتجمة عربية

    العامة. للملكية خاضعةCover Artwork and Design Copyright © 2011 Kalimat Arabia.All other rights related to this work are in the public domain.

  • املحتويات

    7 الكتاب إهداء9 الكتاب ديباجة11 مقدمة189 األول النشيد239 الثاني النشيد293 الثالث النشيد327 الرابع النشيد357 الخامس النشيد409 السادس النشيد453 السابع النشيد481 الثامن النشيد521 التاسع النشيد569 العارش النشيد595 عرش الحادي النشيد631 عرش الثاني النشيد663 عرش الثالث النشيد697 عرش الرابع النشيد735 عرش الخامس النشيد773 عرش السادس النشيد817 عرش السابع النشيد

  • اإللياذة

    841 عرش الثامن النشيد879 عرش التاسع النشيد903 العرشون النشيد927 والعرشون الحادي النشيد951 والعرشون الثاني النشيد985 والعرشون الثالث النشيد1029 والعرشون الرابع النشيد

    6

  • الكتاب إهداء

    .(١٨٣٠–١٨٨٦) البستاني نادر سلوم خطار

    إال هو وما وميت، حيٍّ كل من به أوىل فأنت هذا، كتابي أهدي والدي يا إليكجلدتك، وبني ذويك بنفع وتفانيك ببنيك عنايتك من وجزءٌ فضلك من ذرٌَّةعىل املأل أُشهد أن من أقلَّ فال بحياتك، الوفاء واجب أداء عن عجزت فإن

    األرواح. عالم يف وأنت جميلك عرفاني

  • الكتاب ديباجة

    يف وسعي استنفدت ولقد عربيٍّا، شعًرا العربية قرَّاء إىل ها أزفُّ هومريوس إلياذة هذهوالُعْجمة. اللكنة شوائب من خليَّة التعريب ُمحَكمة تكون أن راجيًا وإلحامها نظمهامنظوماته إىل وأرشُت اإللياذة صاحب سرية عىل فيها أتيت بمقدمة صدَّرتها وقداإللياذة يف وبحثت شعره، يف العرب وأقوال فيه املتأخرين ورأي القدماء عند ومنزلتهالتحريف من وسالمتها وكتابتها جمعها يف ثم الكتابة قبل تناقلها وطرق وموضوعهاوترشيحها، تحليلها عىل وأتيت واملغلق، واملكرَّر والساقط الدَّخيل قليل من فيها ما معوأوضحت والصنائع، والفنون العلوم وسائر والتاريخ لألدب الفائدة من فيها ما وبسطلغتهم، إىل نقلها العرب إغفال إىل اإلسالم صدر يف الداعية األسباب من كان مامناهج وذكرت الكتاب. هذا وضع يف املعرِّب حكاية فقصصت التعريب، إىل وتطرَّقتوساقني عليها، التعويل بالنَّقَلة يجدر التي والطُّرق األعجمية الكتب نقل يف العربوقوافيه الشعر وأوزان اإلطالق عىل النظم إىل ثم الشعري، التعريب يف النظر إىل ذلكمما ذلك غري إىل ومكروٍه مأنوٍس من الشعر وجوازات معانيه، يف منها كل ووقعالعربي، والشعر اإللياذة بني املقارنة إىل وانتقلت الصناعة، هذه خصائص من يُعدُّوشأن ُعكاظ، سوق ومناشدات طموسه، وسبب وأصله، القديم بالشعر لذلك فوطَّأُْتيف بالغتها وإحكام وتوحيدها اللغة أشتات جمع يف القرآن وفضل فيها قريش لغةأطوار وفصلَّت اْليُونيَّة، اِإللياذة ولغة ية اْلُمَرضِ ُقَريش لغة بني وقابلت واإلنشاء، النظممزايا وأثبت يومنا، حتى الجاهليني عهد من الشعراء طبقات بني مميًزا العربي الشعرنفيس من املقام له اتسع ما وإيراد فحولها وأسماء، تها مدَّ تعيني مع منها طبقة كلوفنونه الشعر أبواب يف املولَِّدين ومناهج العربي الشعر مغامز إىل أرشت ثم شعرهم،

  • اإللياذة

    يف واالنحطاط الضعف أسباب إىل وانتهيت وتاريخها، العربية األدب وعلوم وأساليبهالخطة، وتعديل الخلل سد إىل العرص هذا أبناء من النوابغ وجنوح املحدثني شعرإىل فأرشت اإللياذة، يماثل مما القصيص الشعر منظومات أو للمالحم بابًا وأفردتالشعر من العربية واملالحم األعاجم مالحم بني وقابلت اإلفرنج، عند الشعر رضوبالجاهليتني؛ عىل نظرة إلقاء إىل ذلك من واستطردت العرب، أشعار وجمهرة الجاهيل،الحقيقة إىل هذا بعد ورجعت املولَِّدين، مالحم إىل ثم اليونان وجاهلية العرب، جاهليةوالبديهيات، واالستعارة والكناية التشبيه من الشعرية باملعاني يلصق وما واملجاز،بفعل التغريُّ من عليها يطرأ قد وما الخاطر، وتوارد والرسقة النقل من ينتابها ومابعض يف لغاتهم عىل العربية مزية مبينًا ذلك يف األعاجم مسالك إىل وأَْلَمعت الحضارة،واليونانية، العربية بني فيها عارضت واللغة الشعر يف بخاتمة املقدمة وذيلت األحوال،للفظ فيها املعاني د وتعدُّ مرتادفاتها، وكثرة القديمة، وثروتها العربية اتساع يف وبحثتاستُحِدث ما تأدية يف عف الضَّ أسباب وإيراد ورضره، ذلك فائدة إيضاح مع الواحدوختمت واالصطالح، اللغة يف بالتوسع العرب نهج إىل وأرشت العرصية، املعاني مناللغة ومستقبل الحديثة، والنهضة واءِ والدَّ اءِ الدَّ من يل تراءى ما يف موجزٍة بخالصٍة

    والشعر.ألف بزهاء عته ورصَّ والتفكيه، الفائدة فيه يت توخَّ رشًحا الكتاب عىل علَّقت وقدمعرفته تجدر ما كل نته وضمَّ حوادثها، أو اإللياذة معاني مثل يف العرب قاله مما بيٍتأساطريها من واملشهور وحضارتها، وبداوتها جاهليتها «يف العربية األمة أخالق منملوكها ومواقف وأدبائها، شعرائها ومناهج وعاداتها آدابها من واملأثور وعباداتهااملعرِّب حكاية باب يف أوضحته مما هنالك ما غري إىل وزعمائها» وساستها وأمرائها

    .(٧٢ (ص:رسوم من كثريًا الرشح وأودعت الكامل بالشكل مطبوًعا الشعري املتن مثَّلت وقد

    عليه. االطالع يحسن مما وغريهم اآللهةومعجمني اللغوية، لأللفاظ ومعجًما للقوايف وآخر الرسوم لتلك فهرًسا وأضفتجرٍّا. وهلمَّ وعادة وخلق وصناعة وعلم وتاريخ أعالم من الكتاب مواد لجميع آخرينمن فذلك جهدي منتهى وفيه أحسنت «فإن الكتاب محتويات الجملة عىل هي تلكالسداد». سبيل إىل هللا وفقه من يلجه بابًا أفتحه أن فحسبي وإال االجتهاد، حسنات

    10

  • مقدمة

    هومريوس

    هومريوس.

    ولقبه اسمه

    لقٌب «هومريوس» أن عىل متفقون ولكنهم اإللياذة، صاحب اسم يف املؤرخون اختلفمن لكثريين اتفق ما نحو عىل اسمه وأهمل به، فعرف حياته تخلل جلل ألمر به ب لُقِّ

  • اإللياذة

    والنابغة اخ، والشمَّ العبد، بن كطرفة أسمائهم عىل وكناهم ألقابهم غلبت الذين شعرائناما نظري اللقب ذلك يف مختلفة أقواٌل وللكتَّاب العالء، وأبي واملتنبي واألخطل والفرزدقاللفظة حول حاموا ولهذا والكنى؛ األلقاب تلك أصل يف املتضاربة املذاهب من لكتَّابنامنها يُستخرج معنى لكل فوضعوا شاءوا، ما معانيها من يستنبطون وجعلوا اليونانية(ομηροζ) هومريوس كلمة كانت ملا أنه قائل فمن لشاعرنا، وقوعه يمكن مما حديثًاالرهائن، جملة من فكان حرٍب يف أسريًا لوقوعه اللقب هذا عليه غلب الرهينة بمعنىبني يجعلها من فمنهم الحرب، تلك من بينة عىل ليسوا املذهب هذا الذاهبني أن عىلمن ومنهم ساقس، يف اعتقل الشاعر أن وعنده بروكلوس مذهب وهو وساقس، أزمريومن الفرس»، قبضة يف أسريًا وقع «بل آخرون: وقال كولوفون، إىل أخذ بل يقولأي: املجلس» يف «املتكلم ومعناهما (ομωζ ςρειν) كلمتي من منحوتة اللفظة «إن قائل:يتفق أن يصح النحت هذا من يُستخرج ما وكل سويداس، قول وهو املشري أو الخطيبأخذًا الالحق أو التابع بمعنى (ομηρειν) لفظة من مشتقة أنها قائل ومن لصاحبنا،أجدرها أخرى أقواٌل وهناك أزمري، مدينة من بالليديني لحق أنه فلوطرخوس قول من(ο μη ορων) كلمات» ثالث من مركبة اللفظة «أن وإيفوروس: هريودوتس قول بالذكراألثر يف يثبت لم ألنه عليه؛ التعويل يصحُّ حسٌن تخريٌج وهو البرص، الكفيف بمعنىسن يتجاوز يكد لم وهو ُكفَّ برصه أن ثابٌت ولكنه السابقة األقوال يؤيد مما يشءٌألكسندر مُعجم ويف «األوذيسية». منظومته من أبيات يف ذلك إىل أشار وقد الشباب،الشاعر». لُقب وبها كومة مدينة يف «األعمى» بها يراد كان مفردٌة هومريوس لفظة «أنملك ميون ألن ميون؛ ابن أي: ميونيِذس كان أنه فيه قيل ما فأشهر اسمه وأماذلك أبا أن يعتقد وهو باسمه فدعاُه يدها عىل والطفل كريثيس، أمه ج تزوَّ ليدياومسقط أثًرا ووالدته داماسوغوراس هومريوس والد كان «بل وقيل: الجن، من الطفلهريودوتس، رواية وهي جينيس» ميليسا هومريوس اسم كان «بل وقيل: مرص». رأسه

    سيجيء. كما املعوَّل وعليها

    نََسبُُه

    املتقدمون استبقاه مما لدينا وإن وحسبه، هومريوس نسب عن ثبت يشء يعلم السريتان منها الكتبة عليه ل عوَّ ما وصفوة منها، بيشء األخذ يمكن ال متباينة أقواالتخلوان ال أنهما التمحيص بعد املتأخرون وجد ثم وفلوطرخوس، هريودوتس كتبهما

    12

  • مقدمة

    نبغ هومريوس أن هريودوتس كقول حني بعد لُفقتا أنهما الظن إىل يؤدي تناقض منتاريخه: يف وقوله اليونان، بالد عىل الكربى الفرس حملة قبل أي: السابع القرن يفتدوين الغزوة تلك سري بنفسه يدون كان أنه مع سنة بأربعمئة تقدمه هومريوس «إنوعرتته أرسته إىل يشري ما هومريوس منظوم من أيدينا بني ما يف وليس الحي». الشاهدوال اإللياذة، يتصفح ملن يتضح كما األنساب تدوين عىل الناس أحرص كان أنه معأشعاره محفوظ يف ليس إذ شعره من فقد مما يشء يف النسبة تلك عىل آتيًا إال أخالهعرش: الثاني النشيد يف بقوله املعنية هي أنها الرشاح بعض فيزعم ه أمُّ وأما ألبيه، ذكٌر

    ت��ع��ادل��ه م��ي��زان ع��ود أم��س��ك��ت ق��د ع��ادل��ة األط��ف��ال ع��ال��ت ك��م��رأةب��ه ت��ض��نُّ م��ث��ق��اال ال��ص��وف ت��خ��س��ر ال

    من لدينا ما وجميع نسبه، عن كتبه من يشء استخالص يمكن فال هذا وعىلالسامية ومنزلته النامية شهرته أن سيما وال الحدس، حد يتجاوز ال عنه السلف روايةمنهنَّ كلٌّ وأتي مدائنهم فتنازعته تدَّعيه أن اليونان من قبيلة كل كتبة إىل حببتاكولوري) اليوم (وتدعى وسالميس أزمري، وهي: ثمان املدائن تلك وأشهر بربهان،أقام ولعله وأثينا، وأرغوس وكولوفون، (ساقس) وخيوس ورودس، (نيو) ويوسوإن الدعوى، تلك إىل داعيًا فكان شعره من أثًرا فيها وأخلف منهنَّ كل يف زمنًافقد األجانب، ادَّعاه أن بعد قومه من فريق كل يّدعيه أن بَدْع ال شأنه هذا رجًاليف ولد هومريوس أن فيها زعم بافيوس إسكندر إىل أسندها رواية أفستاثيوس ذكرنبيٌَّة برتبيته عنيت ُولد فلما أثرا وأمه داماساغوراس، يدعي أبوه «كان قال: مرصإذا فكان الطفل فم إىل ثدييها من الشهد يتحلَّب وكان الكاهن، أوروس ولد منالفجر الح وإذا األجناس، مختلفة الطري من تسعٍة كصوت بصوت يتغنى الليل أقبلمنشدات للقيان هيكًال يبني أن أبيه إىل وأوعز الِورق، من تسًعا يالعب وهو يصبحوترنم الحمام ذكرى تهيجه فكانت ه، أُشدَّ بلغ ملا ابنه عىل الخرب وقص فبناه السماء

    شعره». يف بهيف الكتبة من األعظم الفريق نتبع فإنَّا األقاويل، تلك يف الخبط من يكن ومهما

    مجملها: وإليك هريودوتس كتبها التي النسبة عىل التعويل

    13

  • اإللياذة

    ونشوُؤه مولدُه

    أزمري ضاحية يف ميليس نهر ضفة عىل ه أمُّ ولدته ميالنوفوس ابنة كريثيس ابن هوُكتَّاب معلم ذاك إذ أزمري يف وكان ميليس، النهر ابن أي: جينيس ميليسا ودعتهتالمذته، من أجرًة يتقاضاُه كان الذي الصوف لغزل فاستأجرها فيميوس، يدعىوخطبها فيميوس بها فأُعجب وسكينة رجاحة ذات اليدين صناع كريثيس وكانتبه استمالها ما جلُّ وكان طلبه. إىل أجابته حتى بالوعود يمنيها زال وما لنفسه،نابغة سيكون أنه واثًقا جعله ما والذكاء الفطنة من الغالم يف توسم إنه لها: قولهعىل ويعكف ابنها، يتبنى فهو لها بعًال به رضيت فإذا برتبيته، إليه ُعهد إذا عرصهما ثم أقرانه جميع فاق قد به فإذا به فُعني بوعده، فيميوس وبرَّ وتثقيفه، تهذيبه

    أستاذه. عىل يظهر يكاد وهو إال أعوام بضعة انقضت

    مدرستُه

    فخلت كريثيس، توفيت أن لبث ما ثم هومريوس إال له وارث وال فيميوس وتويففقصدُه شهرته وطارت أزمري، بنو به فأُعجب أستاذه مقام فأقام لهومريوس املدرسةلذلك أزمري وكانت الحكمة، وكعبة األدب ديوان مجلسه وأصبح والقايص، الدانيفتمتار الخصبة البقاع تلك من الحبوب إليها تستورد التجار لرحال محطٍّا العهدله سنحت أو عمله من فرغ إذا إليها القادم الغريب فأصبح املجاورة، املدن منهايختلف كان وممن حكمته، درر ليلتقط الفتى؛ األستاذ مجلس إىل يهرع فرصٌةمن أزمري إىل الحبوب يحمل منتس اسمه والدهاء العلم ذوي من سفينة ربَّان إليهمشاهدة له ويزين األسفار له يحسن وجعل جينيس ميليسا بحديث فشغف لوقاديا،ووعده واطالًعا حكمة ليزداد العجز؛ يدركه أن قبل الصبا عنفوان يف وهو األمصارحمله حتى به زال وما كريًما، وإِلًفا عزيًزا خدنًا فيتخذه سفينته عىل يحمله أن

    البحار. متن عىل رحالة به واللحاق والتدريس املدرسة مغادرة عىل

    أسفارُه

    تحرَّاه إال يشء عىل برصه يقع ال البحث كثري املراقبة شديد جينيس ميليسا وكانالفوائد يختزن أثنائها يف وهو الرِّحلة فطالت استجاله، إال خربٌ مسمعه طرق وال

    14

  • مقدمة

    السفينة منها وأقلعت (إسبانيا) إيبرييا إىل التَّطواف به انتهى حتى األخبار ويجمععينا رمدت وهناك اليوناني، األرخبيل يف (ثياكي) إيثاكة عىل فعرَّجت أزمري، إىلحميم له صديق لدى فيها يستبقيه أن منه ُكرٍه عىل منتس فاضطر جينيس، ميليساطيب مضياًفا وكان داره يف منطور فأنزله منطور، يدعى الجزيرة تلك أهل منالخالل، بتلك شهرة يضاهيه من بالده يف ليس الخلق كريم الصدر، رحب العنرص،يلتقط املرض فراش عىل وهو فظل والتحري البحث من الفتى لتمنع العلة تكن ولمأساًسا له (فكانت وأسفاره (أوذيسس) أوذيس أخبار جملتها ومن الفوائد، شواردفخلد والرب للحكمة مرادًفا منطور اسم فيها وجعل األوذيسية، منظومته عليه بنى

    الدهر). أبد ذكره بهافأنزله إيثاكة إىل منتس الربَّان عاد أن إىل منطور نزيل جينيس ميليسا وبقيفقد حتى الرمد عليه فاشتد كولوفون، بلغا أن إىل األسفار واستأْنفا سفينته إىل

    مات. أن إىل كفيًفا وظلَّ جملًة برصُه

    الشعر قرض يف رشوعه

    وبرحت يده ذات فضاقت الشعر، ينظم زمنًا فيها وأقام أزمري قصد برصُه ُكفَّ وملاأو كديز نهر (وهو هرُمس يقطع وسار كومة، إىل الشخوص عىل فعوَّل الحاجة، بهالكوميني. مستعمرات من بلدة وهي (نيونتيخوس) إىل السري به بلغ أن إىل رسابات)الغريب بؤس فيها شكا أبياتًا فأنشد جلد، تاجر حانوت إىل فيها وقف إنه قيل:الناس، مسمع عىل باإلنشاد عهده أول ذلك وكان وجوًعا، فاقة املتضور الرشيدوآواه به فرحب التاجر؛ ذلك فؤاد من وعطف رفق موضع األبيات تلك فأصابتيف شعره من مقاطيع حرض ممن جماعٍة مسمع عىل وأنشد الحانوت يف فجلس إليه،مثواه، وأكرموا القوم فأََجلَّه دينية، ترانيم وبضع ثيبة عىل أمفياراوس حملة وصف

    اإلنشاد. وصناعته بينهم فأقامإىل باإلشارة يفتخرون يومنا حتى البلدة تلك أهل يزال «وال هريودوتس: قالسامية ومنزلٌة حرمٌة عندهم املوضع ولذلك فيه، فينشد ينتابه كان الذي املجلسبني فأقام جينيس ميليسا قدم يوم ُزرعت أنها يزعمون صفصاف شجرة وفيه

    ظهرانيهم».

    15

  • اإللياذة

    أسفاره تتمة

    وقصد كومة، إىل فربحها فيها رزقه قلَّ ثم نيونتيخوس يف أعوام بضعة الشاعر أقامالحضور فارقص تيرس ما وأنشد الشيوخ، مجلس فيه يجتمع كان الذي املوضعفيهم يقول أن عىل بنفقته يقوموا أن فسألهم أمانيُّه وعظمت نفسُه فطابت طربًايف يكن فلم الذكر. جميل لها ويخلد اآلفاق يف مدينتهم شهرة يُطري ما الشعر منوهو املجلس يف هذا قوله يقول أن إليه وأوعزوا السؤال استصوب من إال حرض منقاعة إىل أدخل الشيوخ اجتمع وملا بإشارتهم، فعمل يعضدون. ورائه من وهم ملتثمينتظر وخرج الناس ة عامَّ عىل ألقاه الذي الكالم وأعاد خطيبًا فانتصب االجتماع،منهم بواحد فإذا موافقته، يف يرغب ممن معظمهم وكان شوراهم إىل فخلوا الجواب.عىل لنُلقنيَّ الشعراء عميان بنفقات القيام إىل جنحنا «لنئ وقال: فاعرتض قام قد

    عزمهم. عن االنقالب إىل ذلك بهم فأدَّى بهم». لنا ِقبَل ال منهم ُزمًرا عواتقناوتنويس الكوميني بلغة أعمى ومعناها بهومريوس، جينيس ميليسا لُقب ثم ومنواستنزل حاله، بها رثى قصيدة ونظم وأهلها، كومة عىل هومريوس َفنَقم اسمه،مقربة عىل فوقيا إىل وغادرها الشعراء، من ومدحهم بمدحها يتغنى من عىل اللعنة

    األشعار. فيها فينشد منتدياتها يطرق وجعل أزمري منما رأى فلما ثستوريذس، ى يسمَّ الخلق ذميم كتَّاب معلم البلدة تلك يف وكانكل يلقنه أن عىل كريًما ضيًفا فيه يقيم منزله إىل دعاه الشعر بضاعة رواج من كانفأكب الفقر، من فراًرا القبول إال هومريوس وسع فما الشعر من سينظم وما نظم مامدرسته أبواب فأقفل هومريوس، منظومات كل استتم حتى النسخ عىل ثستوريذسأمره هومريوس فبلغ ويدَّعيه. نزيله شعر ينشد فيها وأقام ساقس، جزيرة إىل وساراألهوال، معاناة بعد الجزيرة فوصل مشاق من اعرتضه بما يبال ولم بِه تعقُّ عىل فعزمألوالده، معلًما وجهائها بعض فاتخذه بوليسوس تدعى ثغورها من بلدة يف ونزلالزرازير» «كحرب خالبة منظومات أذاع ثم الشعر نظم عىل وعكف عنده فأقاموكان الركبان، وتناقلها الناس فتناشدها و«الكركوفة» والفريان» الضفادع و«حرب

    آخر. مكان إىل منه فرَّ مكان يف هومريوس بحلول علم كلما ثستوريذسيذهب أن منزله صاحب سأل الجزيرة ثغور يف هومريوس شهرة رسخت وملاأمره فعُظم وطرائقه النظم فيها يعلم مدرسًة وفتح إليها فشخص عاصمتها، إىل بهبنتًا فأزوجوه بينهم، حاله واتسعت عيشه فطاب قدره الناس وأكرب منزلته، وعلت

    16

  • مقدمة

    فأودع للجميل، ذكَّاًرا وفيٍّا وكان وأبدع، فنظم قريحته وجادت ابنتني، له فولدتعني الذي منطور سيما وال إليه املحسنني ذكر بها خلَّد محمودة خلٍَّة كل شعرهمنظومته يف منطور هومريوس «جعل هريودوتس: قال إيثاكة، يف رمده أثناء بهملك أن حتى عظيم والوفاء الصدق من بمظهر وأبرزه ألوذيس، رفيًقا األوذيسية

    طروادة». إىل شخص من يف شخص ما عند وعياله بيته عىل استخلفه إيثاكةوبلغت يونيا، بالد شهرته مألت حتى هومريوس بذكر قطر كل يف الناس فلهجوقىض ساموس، إىل فأقلع اإليعاز لذلك فطرب إغريقيا، يقصد أن إليه فأوعز هيالذة،

    األغنياء. منازل يف باإلنشاد ب يتكسَّ الشتاء فصل فيها

    ووفاتُه مرُضُه

    أهل من جماعة مع سفينة فركب أثينا إىل السفر عىل عوَّل الشتاء انقىض وملاهومريوس ففاجأ الثغر من مقربة عىل مضيق يف وأرسوا يوس جزيرة فبلغوا ساموس،لشدة السري مواصلة عىل السفينة تقو ولم الجرف، عىل وانطرح الرب إىل فنزل الداء،هومريوس، ملحادثة أفواًجا يتهافتون الجزيرة وأهل مكانهم يف أياًما فأقاموا األنواء،األمثال، ودرر األقوال غرر من عليهم ينثر كان ملا منتهاه اإلعجاب بهم بلغ وقدقرب ودفنوه الجزيرة وأهل رفاقه فاجتمع الداء، الشتداد تويف أن لبث ما ولكنه

    الشاطئ.الجزيرة أهل اجتمع منزلته وانحطت الشعر، نضارة وذَوت السنون مرَّت وملااألخرض النبات هذا من إن معناهما: الشعر من بيتني عليه فنقشوا هومريوس، قرب إىلبمدح يتغنى كان الذي اآللهة شبيه هومريوس الشاعر رأس املقدس للرأس غطاء

    واألبطال. امللوك

    تقدَّم ما فذلكة

    ورصاحتها لجالئها كانت وإن وهي هريودوتس، بنص هومريوس ترجمة خالصة تلكبها رماها اعرتاض مظان من تخُل لم فإنها سواها مما بالثقة أحرى عهدها وتقدمال العَرض عىل مقصوٌر به يعرتض ما جلَّ ولكن املتأخرين، عن فضًال املتقدمونمنظوم نسخ عىل عكف تسثوريذس «إن هريودوتس: قال بيشء، الجوهر يتناول يكاد

    17

  • اإللياذة

    الحروف ألن هومريوس؛ لعهد كتبوا اليونان أن قط يثبت لم أنه مع هومريوسالرواية بأساس يعبث ال القول هذا أن عىل حني». بعد إال عندهم تشع لم الفينيقيةمستظهًرا، أو ناسًخا يكون أن إذًن فسيَّان سارًقا كان تسثوريذس أن إثبات املراد إذفرض فعىل إليه، وعزيت هريودوتس زمن بعد كتبت السرية تلك أن بعضهم وزعمتنقض ال هريودوتس إىل فنسبتها خبري بيد كتبت أنها ريب فال الزعم هذا ثبوتمرص، إىل كرحلته هومريوس عن أثر مما أموًرا هريودوتس إغفال وأما حقائقها،يلم مؤرًخا أو مرتجًما تجد قلما إذ أثبتها التي الحوادث يفسد مما فليس أشبه ومانصوص يف التفاوت حصل ربما بل وجزئياتها؛ بكلياتها وأعماله مرتجمه بأحوالكان وما غريه، يف أغفل مما شيئًا األناجيل من كل يف فإن واملحدثني، الوحي كتبةالنبوية السري يف ذلك مثل ويقال فيه، املسطرة الحقائق من شيئًا لينقض ذلك

    واألحاديث.السلف، إىل أسند مما هومريوس يف كثرية مزاعم للقدماء كان أنه القول وحاصلالبحث يف بعضهم أوغل ولقد أناشيده، من فقرات من استنبط أو بالتواتر وتنوقلإىل أفلُّون من تتصل وغريه سويداس رواها نسبة سلسلة وضع حتى االستنباط أووفوكميذا فرسيس بن ميون ابنة كريثيس «كانت قالوا: هومريوس، والدة كريثيسمينالفس بن ذيوس ولد من وكالهما الشاعر هسيودس أخا فرسيس وكان أفلون، ابنةواغروس بن أرفيوس بن هرمونيذس بن تربس فيلو بن أوفيمس بن أبيفراذس بنابنًا وفريوس ميثونة، الحوراء من لفريوس ابنًا واغروس وكان قليوبة، القينة منال نسبٌة تلك فوسيذ». ابنة وثووسة أفلون، ولد من هذا ولينوس الشاعر، للينوسكان هومريوس والدة اسم أن إال املتقدمني أقوال من متواتر هو ما مع منها يثبتشأن وهو أباه يعرف يكن لم نفسه هومريوس ولعل بأبيه، لهم علم وال كريثيسأما الالتني، شعراء نابغة فرجيليوس جملتهم ومن الخالية، األعرص نوابغ من كثريينقدر إعظام إىل به يُرمى أنه منه اتضح كنهها استجيل فإذا السلسلة، حلقات سائرالرجال، عظام يزين وصف بأجل ووصفه به، يفتخر نسبة بأعىل وإلصاقه الشاعر،كأفلون اآللهة عن فضال والعظيم وامللك والحكيم الشاعر إال السلسة تلك يف فماأضفنا وإذا الحسان، والحور القيان واملطربات البحار رب وفوسيذ القيثار صاحبوفيلوتربس اإليقاع، وحسن النغم رقة من كهرمونيذس األسماء سائر معاني ذلك إىلتلك واضع أن علمنا الحكمة من وفوكميذا الذكاء، من وإبيفراذس الرسور، حب من

    18

  • مقدمة

    وتجسيم واللغز بالرمز الحقيقة عن التعبري من األقدمني مرمى بها رمى السلسلةالعظيم املطرب الحكيم الشاعر هومريوس أوصاف هي تلك قال: فكأنه الصفات،والتبجيل. اإلجالل صفات من هنالك ما آخر إىل العالمة واملؤرخ امة الفهَّ الة الرحَّ

    قد ألسباب موضوٌع فأكثره هريودوتس لرتجمة املخالفة الروايات سائر وأماأنه بعضهم زعم ذلك عىل مثاال ولنتخذ واملقابلة. بالتحري بعضها استجالء يمكنالحكمة، ومنهل العلم مورد العهد لذلك كانت مرص أن علمنا فإذا مرص. يف ُولدأن من بد ال كهومريوس رجًال أن وعرفنا سحيق، فجٍّ كل من الطلبة ركاب ومحطالخلق فيخترب وسوقتها عامتها ويخالط طويال زمنًا فيها فيقيم إليها الشوق يحثهمن ذلك صحة لدينا وثبتت ويستفيد، فيدخر واألحبار بالكهان ويتصل والعادة،عىل القدماء تهافت ورأينا مواضعه، يف عليه نبهنا مما املرصيني عن مآخذه كثرةإذا ثم الزعم، هذا غرابة عنا ذهبت هذا كل تبينَّا إذا إليهم، هومريوس نسبة انتحالفال تقدم ما عىل الكهنة» عظيم بيت حجر يف ربي «إنه قولهم: يف النظر إىل تطرقناالكليم، موىس نشأة يف التوراة لنص تحريًفا الرواية تلك يف نرى أن علينا يصعبيف غريه إىل فنُسبت فنُقلت عظيم، أو لنبي وضعت الشاكلة هذه عىل رواية من وكمواألصل والزمان املكان يالئم ما إىل املجريات وتحولت األسماء وتغريت هللا، بالد كل

    واحد.نحو منذ بذكره الناس يلهج شاعر عن األقوال تشعب يف هذا بعد غرابة فالصباه يف وسريته وأرسته ونشأته ولقبه اسمه يف املزاعم تتباين وأن قرنًا، ثالثنيتنازعته شب وإذا ربيبه، يف اختلفوا دبَّ وإذا أبيه، يف اختلفوا ولد فإذا وشيخوخته.عىل غنيٍّا أو غريه نفقة عىل فقريًا «رحل قالوا: السياحة يف رشع وإذا األمصار،كامرئ محتسبًا مرتنًما أنشده أنه إىل فريٌق ذهب الشعر أنشد وإذا نفسه». نفقهاألكثرون: وقال اإلسالم، يف فراس وأبي املعتز وابن الجاهلية يف يغوث وعبد القيسالطيب، أبي املرشق ومتنبي والحطيئة ولبيد كزهري مكتسبًا مستجديٍّا به تغنَّى «بلتناولوه أن إىل حياته مناحي يف يتقوَّلون ظلُّوا وهكذا هاني». ابن املغرب ومتنبيفعرج ثيبة إىل شاخًصا كان قالوا: سيبويه، نحوينا ميتة كمًدا بعضهم فأماته ميتًا،«أفلتنا فقالوا: صيدهم مقدار عن فسألهم سمًكا يصطادون بفتية وإذا يوس، عىلعليه وعظم املراد، فهم عليه فأُغلق نصطد» لم ما بعدد واصطدنا أمسكنا، ما بعدد

    قهًرا. فمات األمر

    19

  • اإللياذة

    كتب ما أصدق التحقيق لدى هي هريودوتس إىل املعزوة الرتجمة أن والخالصةكثريًا، عنها يندُّ ما وإسطرابون أرسطوطاليس كتب ما يف وليس حياته. سرية عنغينيو قال الدعوى، صحة من نصيٌب منهن فللكثري أدعته التي اليونانية املدن وأماأزمري بهومريوس البالد «أحق داروس:1 وهاليز لتيل هومريوس معجم مقدمة يفباعتبار وساقس الشعر، قرض يف رشوعه باعتبار وكومة وصباه، مولده باعتبار

    فيها». وفاته بقاء إىل بالنظر ويوس النظم، يف نبوغه

    ظهورِه تاريخ

    ترتاوح وهي الشعراء شيخ فيه ظهر الذي الزمن تعيني يف مختلفة أقواٌل للمؤرخنيالقائل هريودوتس ورواية امليالد، قبل السابع والقرن عرش الثاني القرن بدء بنيعىل النطباقها بالثقة؛ جميًعا أجدرهنَّ زالت ما سنة بأربعمائة تقدمه هومريوس أنيكون هذا فعىل بالتواتر. إليهم املتصل واألثر املؤرخني قدماء من الثقات منقولسنة نحو أو امليالد قبل التاسع بدء أو العارش القرن منتهى يف هومريوس نبوغ

    ذلك: يؤيد ق.م. الخامس القرن أوليات يف كان هريودوتس مولد ألن ٩٠٠

    بقرن رومية بناء قبل نبغ هومريوس أن عىل مجمعون الرومان مؤرخي أن (١)نبوغ كان رومية فيها بنيت التي السنة وهي ٧٥٣ إىل ذلك أضفنا فإذا ونصف،

    ٩٠٣ق.م. سنة نحو هومريوسليكرغس معاًرصا كان هومريوس أن الروماني شيرشون مرويَّات من أن (٢)ساقس قصد ليكرغس «إن وقال: الرواية، تلك إسطرابون أيَّد وقد اللقدموني، الشارعوالعارش، التاسع القرنني بني ليكرغس وعهد عنه، واألخذ هومريوس بمحادثة طمًعاشعر أخذ إنما ليكرغس أن إىل الذاهب فلوطرخوس قول الرواية تلك يجرح والبعدها أو الشاعر حياة يف ذلك يكون أن يمكن فقد الشاعر، حفيد عن هومريوس

    بقليل».القرن أوائل يف وجدت التي املرمر قطع عىل املنقولة األنساب من يؤخذ (٣)أكُسفورد مكتبة يف واملحفوظة الرومي، األرخبيل يف فاروس جزيرة يف عرش السابعثقة؛ موضع النقوش تلك تكون أن غرو وال ٩٠٧ق.م. سنة حيٍّا كان هومريوس أن١٥٨٢ سنة من اليونان حوادث أشهر فيها ودونت أثينا، حكومة باعتناء كتبت ألنها

    ٢٦٣ق.م. إىل

    20

  • مقدمة

    الظن يف رجح العارش القرن أخريات يف كان هومريوس نبوغ أن لدينا ثبت فإذاوأنه سنة، أربعمئة من نحًوا باسمها اإللياذة سمى التي إليون دمار وبني بينه أنيف والعرشين الخامسة الدولة ملوك ثاني وسوا إرسائيل ملك ألحاب معاًرصا كانواالنقالب، االضطراب معامع يف كان الحني ذلك يف وفلسطني مرص من وكلٌّ مرص،تدفق إليها املتدفقة بالجالية ماجت أن بعد سكونها أبَّان يف اليونان بالد كانت كما

    األشعار. بنفيس القرائح وانفجار األفكار احتكاك زمن ريب وال وهو السيل،

    القدماء عند منزلته

    ُعني الشاعر قيل «إذا جغرافيته) من الثاني والفصل األول الكتاب (يف إسطرابون قاليف ووضعه بالفيلسوف، املذكور الكتاب من صفحة أول يف لقبه وقد هومريوس». بهوأما الحقيقة، كان إنما هومريوس رائد «إن آخر: موضع يف وقال الجغرافيني، مقدمةالخواطر، بها فعلقت النواظر بها فبهر شعرُه، بها وىشَّ حلية اتخذه فإنما الخيالأزمري: وصف يف وقال شعره».2 بمطالعة كافًة اليونان ناشئة شغف يف الرسُّ هو وهذاولألزمرييني لهومريوس، ونصب هيكل وفيه بالهومريويوم يدعى ما خططها من «إناسمه وعليها يتداولونها ُصفِريَّة نقوًدا صكُّوا ولهذا إعجاب يفوقه ال به إعجاٌب

    ورسمه.3

    هومريوس. هيكل أو الهومريويوم

    21

  • اإللياذة

    مؤرخي وسائر وشيرشون وبلينيوس، وفلوطرخوس، هريودوتس، مؤلفات يف وإنيربو أو إسطرابون كالم يؤيد ما وبعده إسطرابون قبل نبغ ممن والرومان اليونانوعبدوه معبًدا له شادوا ساقس أهايل أن ونيوكريذس سيمونيذس روى وقد عليه،إنما بالهومريية املعروفة الطائفة أن وزعموا أزمري، أهل فعل كما نقوده وتداولوامن طائفة هي «بل غريهم: قال كما فيه لدعواهم تأييًدا ذلك قالوا نسله من كانت

    واإلنشاد». النظم يف هومريوس تحدَّت الشعراءباآللهة نسبه ألصق وقد بهومريوس، املعجبني مقدمة يف أرسطوطاليس وكانجزيرة من فتاة عىل اليوني الجالء أثناء أزمري قرصان من طائفة «سطت فقال:الشاعر». فولدت بلدتهم إىل واحتملوها فسبوها اآللهة؛ أحد من حبىل وهي يوس،منها واستكتب هومريوس، منظومات بمطالعة كِلًفا املقدوني اإلسكندر وكاناتخذ ثم توجه، حيثما معه يحتملها كان أرسطوطاليس أستاذه له نقحها نسخةوأنيسه حله يف جليسه فكانت الفرس ملك دارا أسالب من مرصعة خوذة غالًفا لهامن له عنَّ ما كل يف بها ويتمثل ببدائعها ويرتنم مواقعها، نهج يتحدى ترحاله يفسيما وال أبياتها، بعض أنشد إذا الطرب هزة تعروه كانت ولطاملا واألفعال، األقوال

    أغاممنون: بوصف القائل بيته

    ج��بّ��اُر ال��م��ع��ام��ع ب��ص��م��اء ع��زوم ع��ارٌف ال��س��ي��اس��ة ب��أح��وال م��ل��ي��ٌك

    أوتيت فقد «طوباك اإللياذة: بطل آخيل قرب إىل واقف وهو أقواله مأثور ومنذكرك». يخلد كهومريوس شاعر بقيام السعادة منتهى

    قدماء عند به يوثق كان مما والتاريخ األدب كتب من كتابًا تتصفح تكاد ال وإنكواإلكبار، باإلطراء مشفوعة شاعرنا عن املنقولة بالشواهد مشحونًا رأيته إال الغربمن والنصارى التوراة من اليهود يقتبس ما نحو عىل أقواله من يقتبسون وكانواذلك عندهم إحالله سبيل د مهَّ مما ذلك كل والحديث، القرآن من واملسلمون اإلنجيلبجمع والعلماء امللوك وعني العباد، به وشغفت البالد تنازعته حتى الرفيع املحل

    ينفد. ال كنًزا إدخاره عىل والوضيع الرفيع وعكف قريضه، شتاتتلك من تفرق ما لجمع األسفار؛ يتجشمون ومشرتعوها اليونان فقهاء وكانوتثقيًفا ألخالقهم تهذيبًا العامة؛ عىل ويلقونها عقدها فينظمون البالد أطراف يف الغررمن وأول قالوا: الغاية. تلك بلوغ عىل لهم عونًا املال لهم يبذلون وامللوك لعقولهم

    22

  • مقدمة

    هومريوس. نقود

    يف ففعل حذوه صولون وحذا بقليل، بعده أو هومريوس لعهد ليكرغس ذلك فعلقطًعا ينشدوا أن الشعراء يضطر كان لقد حتى إسربطة يف ليكرغس فعل أثيناالسياق عىل النتساقها واستبقاءً األمة ذهن يف لها حفًظا هومريوس؛ من متوالية

    23

  • اإللياذة

    تلك تبويب يف مشكورة يًدا أثينا ملك لفيسيسرتاتوس وإن الشاعر. به نظمها الذيووسع العلماء كبار من جماعة فاتخذ إلينا، به اتصلت الذي النمط عىل املنظوماتتألفت أنه الغابرة األعرص مرويَّات جملة ومن املهمة، لتلك ليتفرغوا الرزق يف عليهمونبذت فنقحته الهومريي، الشعر يف النظر إىل همها رصفت اليونان أدباء من طائفةمن مؤلفة الطائفة تلك وكانت اليوم، عليه نراه ما عىل الخلف إىل وألقته الدخيل منهاليونانية إىل العربية من التوراة نقل الذي السبعيني املجمع تألف مثلما عامًلا سبعنياملنزلة، لآلي تلقيها الفرائد تلك تلقت فإنها العامة وأما فيالدلفيوس. بطليموس لعهدوقبلتها أحداثها تثقيف يف ومرماها مباحثها يف ومرجعها مجالسها يف فكاهتها فكانتفوق واملنازل النوادي يف انترشت حتى الكتابة فن انترش وما وآصالها. غدوها يفمن منزله أو رأسه خال من عندهم السافل الساقط فكان الخلق، أذهان يف انتشارهاتتناشد كما ويتناشدونها بحفظها يتنافسون وهم هومريوس. منظومات من يشءوسعدي الشهنامة صاحب الفردويس أقوال عامتهم من الغفري والجمُّ الفرس خاصةمن املقتطعة واألمثال الحكم أدباؤنا يتناشد كما أو هذا لعهدنا الكلستان صاحبلم اليوناني القائد الكيبياذس أن الصدد هذا يف يروى ومما الشعراء، نوابغ أقوالألنه رضبه؛ أن الحدَّة به بلغت ثم بالشتم أستاذه عىل انهال أن فتى وهو يتمالكهذا ومن عظيم، العرص ذلك يف ذنٌب وهو هومريوس شعر من نسخة عنده تكن لمالقرن يف هومريوس النتقاد تصدى إذ الكاتب زويلوس عن يقال ما أيًضا القبيلرجًما، رجمتُه ثم وصلبتُه املنتقد عىل وقبضت وقعدت األمة فقامت ق.م. الرابعاللبيب. عىل يخفى ال ما املعنى من ففيهما الروايتني هاتني صحة من يكن ومهمابل ملته. وبني قومه عند الحظوة تلك نال إنما هومريوس أن املطالع يظننَّ واليرتنمون كانوا فالالتني الغرب، أمم من وليهم ومن الرومان عند منزلته هذه كانتمريدي من نابغة إال فرجيليوس وما فرجيليوس، نابغتهم بشعر ترنمهم بأقوالهاإللياذة، نسق عىل اإلنياذة فنظم بليًغا، شاعًرا وكان شعره، بتالوة شغف هومريوسنشأتها، منذ الشعر ذلك عىل أقبلت فإنها أوروبا أمم وأما أستاذه، تحدي يف وأجاديف سنبني كما النرصانية بدء يف معدوداٍت أعواٍم عقوَد إال فتوٌر إقبالها يتخلل ولمتزال وال هومريوس منظومات كانت ذلك سوى ما ويف العربية، إىل اإللياذة نقل باباإلفرنج من العامة بعض وكان أجمعني، البرش منظومات بني األوىل املنزلة يف عندهماملغيبات استخراج إىل ويلجئون والتعاويذ، األحراز منها يتخذون الوسطى القرون يف

    24

  • مقدمة

    وأبلغ كانت، أيٍّا كتابه فتحوا إذا لهم تبدو التي األبيات معاني من يستنبطون ممااملرىض بعض يعالجون كانوا بعلمهم املشهود األطباء من لفيًفا أن ذلك كل منمن نسخة بوضع أمروا الرباعية للحمى عالًجا استوصفوا فإذا الهومريي، بالشعر

    العليل. رأس تحت اإللياذة من الرابع النشيدأوروبا. أمم من وليهم ومن والرومان اليونان عند هومريوس منزلة كانت تلك

    فيه املتأخرين رأي

    كتب بني وليس الشعراء، منظومات بني األوىل املنزلة يف الهومريي الشعر يزل لماألدباء به واستشهد األلسن، وتناقلته األيدي تداولته كتاب والشعر والتاريخ األدبكديوان وشعًرا نثًرا الحضارة لغات معظم إىل متوالية مراًرا ونقل واملؤرخون والكتبةأصال الفتية نه تلقَّ القوم مدارس من كثري يف فرًضا تدريسه ُجعل لقد حتى هومريوسيف الطوال الساعات إنفاق عىل بعضهم اعرتاض الصدد هذا يف يذكر ومما وترجمة،قال: أملانيا قيرص األول ولهلم االعرتاض ذلك بلغ فلما برلني، جامعة طلبة عىل إلقائهذهنها يف يرسخ التي األمة فإن هومريوس شعر تلقني من يكثروا األساتذة «دعواومن والهرم». العجز إليها يسارع ال هومريوس يبسطه ما عىل األمم صبا وصفجميع انقرضت عام ألف عهدنا عىل مر «إذا الحديث: الفرنيس الفيلسوف رينان أقوالوإذا هومريوس» ديوان وهو واحد كتاب إال منها يبق ولم أيدينا، بني التي التآليفالشعراء» «بأمري املتأخرون لقبُه فقد «الشاعر» لقب عليه أطلقوا قد املتقدمون كانواتساع انتشاره لزيادة َمدعاًة إال شعره من متفرقة فقراٍت الكتَّاب بعض انتقاد وما

    شهرته.

    أذي��ال��ه��ا ي��س��ت��ر غ��م��اٌم ح��ّط��ًة ال��ُع��ل��ى ال��ش��م��س س��ام ف��م��ا

    وجود عن فضًال هومريوس اسم معظمهم جهل وإن فهم الرشق بنو وأمابعض أن كما قدره حق قدروه متأخريهم من االطالع ذوي أن إال له منظوماٍتالعرص هذا يف أدبائنا صفوة وإنَّ وأجلُّوُه، شأنه أعظموا الغابر الزمان يف علمائهمباشا منيف مع حديثًا هذا ويُذكرني العربية، إىل نقله إىل املاسة بالحاجة شاعرونأُمريوٌس كأني القائل: العربي الشاعر أن «لو أثنائه: يف قال العثمانية املعارف ناظر

    25

  • اإللياذة

    هذا الغرب تعدانا ملا للغرب هومريوس عمل ما للرشق حقيقًة عمل … محمٍد لدينجمال السيد يل قاله ومما الشاعر، ذلك عرفان وعني عنه غاب وقد البعيد». الشوطيجب كان ما اليوم تفعل أن ا جدٍّ ليرسنا «إنه األدباء: من محٍرض يف األفغاني الدينجمعهم الذين األدباء أن لو حبذا ويا ونيٍف. عام ألف قبل يفعلوا أن العرب عىلالفلسفة نقل إهمال إىل ذلك ألجأهم ولو اإللياذة، نقل إىل بدء بادئ بادروا املأمون

    العربية. إىل نقلها إغفال سبب «اإللياذة» باب يف وسأذكر برمتها». اليونانيةالشعر أما وشعره، هومريوس يف وخاصتهم واملتأخرين املتقدمني عامة قول ذلكمن طائفة قامت فقد نفسه هومريوس وأما يُتىل، موجوٌد ألنه إنكاره إىل سبيل فالوجوده إنكار عىل وتألبت األملاني، ُولف بزعامة عرش الثامن القرن أواخر يف الباحثنيما عىل َخبَْوُه خبا أن لبث ما ثم الرشار انتشار انترش أن مذهبهم لبث وما بتاتًا،

    اإللياذة. عىل الكالم يف سنبسطه

    فيه العرب قول

    نُقل هومريوس ديوان أن إىل يشري ما العربية التآليف من أيدينا بني ما يف ليسيف العلماء خاصة عند معروًفا كان وإن يُعرَّب لم ريب بال فهو العرب، لغة إىلالخلفاء من املقربني الكتب نََقلة من األدباء يتناشده كان إذ العباسيني لعهد بغداديف الخاصة بني منترشة كانت اإللياذة أن والظاهر الرسياني، ونقله اليوناني بأصلهنظمها الذي الرهاوي ثاوفيلس ألن العباسية؛ الدولة زمن يف والكلدان الفرس بالد(ن٢). اإللياذة حوايش يف أثبتنا كما خلفائهم ثالث املهدي منجم كان بالرسيانيةيوسف عن نقال األطباء» طبقات يف األنباء «عيون كتابه يف أُصيبعة أبي ابن قالدرس عىل عاكٌف وهو حنني تنكُّر أثناء إسحاق بن حنني ترجمة يف إبراهيم بناملعروف إسحاق (وهو الغالم ذلك الرومية) الرشيد (جارية خريش «فتبنَّت الطب:4كانت علًما اليوناني اللسان فتعلم كتبهم، وقراءة الروم بآداب بته وأدَّ الخيص) بابنوذمامه، حقه لذلك فوجب كثريًا األدب أهل مجالس يف نجتمع فكنا رئاسة، فيه لهله بإنسان برصت إذ منزله لفي فإني عائًدا، فأتيته علة الخيص بن إسحاق واعتلبالرومية شعًرا وينشد يرتدد وهو ببعضها عني وجهه سرت وقد جللته قد شعرةقبل بحنني العهد وكان حنني، بنغمة نغمته فشبهت الروم شعراء رئيس ألومريس

    26

  • مقدمة

    إنكاًرا ذلك فأنكر حنني هذا الخيص: بن إلسحاق فقلت سنتني، من بأكثر الوقت ذلكيل». فاستجاب بحنني فهتفت اإلقرار، يشبه

    وتُدرَّس تقرأ بغداد يف العهد لذلك معروفة كانت اليونانية أن تقدم مما فيؤخذاملشتغلني بني فيها معروفة كانت هومريوس منظومات وأن الخلفاء، بيوت يف حتى

    النصارى. من ذاك إذ ومعظمهم األجانب بلغاتمن مقتطعة شذرات إال فليس العرب كتب يف هومريوس عن ذكر ما سائر وأماواملؤلفني امُلَعرِّبني كبار وضعها التي واملؤلفات العباسيني برعاية املعرَّبة اليونان كتبابن قول ذلك مثال إسحاق، بن وحنني الخيص، وابن ماسويه، كابن الكلدان؛ منحنني ذكره ما عىل الزمان ذلك يف الشعراء «وكان األنباء: عيون يف أُصيبعة أبييف كتاب كتبه «ومن أرسطوطاليس: ترجمة يف وقوله إلخ».5 أومريوس إسحاق بنجالينوس ترجمة يف وقوله أجزاء».6 عرشة يف أومريوس شعر عويص من مسائلكتاب «ومنها إليه: نسبتها عىل إسحاق بن حنني اعرتض التي الكتب ذكر عندعند املتقدم «أمريوس البريوني: قول القبيل هذا ومن أومريس».7 رأي عىل الطب«إن مقدمته:9 يف خلدون ابن قول ومثله العرب».8 عند القيس كامرئ اليونانينيأو عربية كانت سواء لغة كل يف موجود هو بل العربي باللسان يختص ال الشعركتاب يف أرسطو منهم وذكر كذلك، يونان ويف شعراء الفرس يف كان وقد عجمية،أفالطون «قال أُصيبعة:10 أبي ابن قول ومثله عليه». وأثنى الشاعر أومريوس املنطقباسمه الشاعر أومريوس يذكره الذي اليونانيني ملك (أغاممنون) مارينون كان وقدسلطانه». يف وخوارج زمانه يف بشدائد ُرمي سلطانه يف لليونانيني تهيأ وما وجربوته،الذي الكبار القدماء من الشاعر «أومريوس الشهرستاني:11 قول الباب هذا يف ويدرجفيه يجمع كان ملا بشعره ويستدلُّ املراتب، أعىل يف وأرسطوطاليس أفالطون يجريهالتي الشواهد وأما اللفظ». وجزالة الرأي وجودة الحكمة، ومتانة املعرفة إتقان منيف العاميل والبهاء والنحل» «امللل كتاب يف هومريوس كالم من الشهرستاني أوردهايف العرب لكتَّاب جرى ما نحو عىل واقتضابًا اختباًطا فيها أن شك فال «الكشكول»

    األعاجم. كالم من به استشهدوا ما أكثرتاريخه يف هومريوس ذكر من العربي بابن املعروف امللطي الفرج أبو أكثر وقدالهجو ذلك وراء من الشهرة يف طمًعا يهجيه أن سأله ماجن مع حكايته دون حتىمثل هومريوس له فرضب اليونانيني رؤساء إىل بالشكوى فتهدده هومريوس؛ فأبى

    27

  • اإللياذة

    فأشعرهم السباع إىل «سأميض الكلب: فقال مبارزته، عن األسد نكل الذي الكلبشاربي ألوث أن من إيلَّ أحب بالضعف السباع تعريني «لنئ األسد: فأجاب بضعفك»

    بدمك».12بطانة من الكتب نقلة عند مذكور شأٌن له كان هومريوس أن القول وخالصةأفراد يف منحًرصا بقي ناقًصا إملاًما كان بأقواله العرب أدباء إملام ولكن الخلفاء،

    تُعرَّب. لم أنها فالثابت منظوماته وأما الكلدان. كبار من معدودين

    منظوماته

    مما الشعر من اإللياذة لصاحب نُسب ما إىل اإلملاع عىل الباب هذا يف الكالم نقرصنظمه وطرائق وأساليبه هو حيث من شعره يف البحث وأما يثبت، لم ومما له ثبتعىل الكالم إىل فنستبقيه واآلداب، والتاريخ للعلم ذلك وفائدة واستعاراته وتشابيهه

    هذا. بَُعيْد اإللياذةفإن كثريًا، شيئًا منها املفقود يكون أن غرو ال كثرية منظومات لهومريوس إنعاديات يف مبعثرة قطع عىل حني بعد حينًا يعثرون اآلن حتى زالوا ما العلماءعىل بالعثور لقريب العهد وإن األرض، دفائن يف املختزنة القطع تلك من القدماءأن عىل ديوانه، يف يدرج لم مما مرص عاديات يف الربدي ورق عىل مكتوبة مقاطيعما عقد درَّة تزال وال كانت هي بل خالف. بال اإللياذة هي إنما القالدة تلك درة

    عنه. تأخر وما هومريوس زمن تقدم مما وبالد عرص كل يف الشعراء نظم

    األوذيسية

    عىل يغلب األبيات من آالف بضعة اإللياذة عن تقرص ملحمة وهي األوذيسية ويتلوهابالده إىل عوده أثناء أوذيس رحلة وموضوعها شيخوخته، يف نظمها الشاعر أن الظنمن فيها ولكن يوًما أربعني إال تتناول ال بأجمعها والقصة طروادة، حرب انتهاء بعدوعرشين أربعة يف كشقيقتها وهي اإللياذة، يعادل يكاد ما املباحث وتنوع الحقائقمنها ل األوَّ القسم يشتمل أقسام؛ أربعة إىل تقسم وقائعها باعتبار ولكنها نشيًدا،كاليبسو اإلالهة عىل بها نزل التي الطويلة املدة منتهى يف ألوذيس حصل ما عىلدعائم وتقويض ثروته تبديد يف ذاك إذا ساعون امرأته وعشاق أوجيجيا، جزيرة يف

    28

  • مقدمة

    أعيته إذا حتى مساعيهم إحباط يف مهتم يافع فتى وهو تليماخوس وابنه ملكه،أبيه. أخبار متطلًعا وإسربطة فيلوس إىل الحكمة إالهة آثينا بإيعاز شخص الحيلةحيث الفاقيني بالد وبلوغه أوجيجيا لجزيرة أوذيس مغادرة وصف الثاني القسم ويفتفصيل الثالث القسم ويف حكمه، مقر إيثاكة إىل غادرهم ثم خربه، عليهم وقص نزلأفميوس الراعي األمني خادمه منزل يف تليماخوس وابنه هو اختطها التي الخطةواستقراره منهم انتقامه وصف الرابع القسم ويف البغاة، أولئك أيدي عىل للرضب

    ملكه. يف

    باإللياذة األوذيسية معارضة

    الناظم أن عىل يدل مما والسياق النهج يف كبريًا شبًها واإللياذة األوذيسية بني إناإللياذة ففي واحد، موضوع إىل مرجعه بسيط أساس عىل قائمٌة فكلتاهما واحد،حوادث جميع مدار األمرين هذين وعىل أوذيس» «رحلة األوذيسية ويف أخيل» «كيدواحدة وكل ودونها، الطبيعة وراء وما والتاريخ، القصص من تخللهما بما الروايتنيال فاإللياذة طوال، أعوام منرصم يف قليلة أيام يف الوقائع منحرصة الروايتني منيف تتجاوز ال واألوذيسية سنني، عرش حصار من يوًما وخمسني ستة سوى تتناولبتاريخ استطراًدا يلمُّ اإللياذة مطالع أن وكما أوذيس، رحلة من يوًما األربعني مدتهاوالجغرافية التاريخ إىل بالنظر البالد حالة ويتمثل وليه، وما تقدمه وما الحصار ذلكلقي بما علًما األوذيسية مطالع يحيط فكذلك والعادات، واألخالق واآلداب والدينسبعة جزيرتها يف وأمسكته به فشغفت بكاليبسو نزل منذ الرحلة تلك يف أوذيسالجحيم، أعماق إىل وينزل إليها، األقدار ألقته التي البالد حالة عىل ويقف أعوام،وكلتاهما البصري، الشاهد تطواف األرضني حول ويطوف السماوات، أعايل إىل ويصعدسائر نفس به أنست إال منهما نشيًدا تقرأ ال املعاني مرتاصة األجزاء متماسكةيف التباين من اللحمتني بني بما الناظم وحدة عىل يُعرتض فقد هذا ومع األناشيد،شقيقتها، فوق ذلك كل يف اإللياذة فإن اللفظ، وجزالة التصور وحدة الرتكيب قوةالشاعر نظمها األوذيسية عىل متقدمة اإللياذة أن بثبوت مردود اعرتاض هو وإنمااألوذيسية يف ولكن غزارتها، بمعظم ومادته نضارتها عىل ومخيلته عمره أبان يفيف عما يقرص ال ما العلم وسعة الحكم، ورسوخ الرأي، وسداد املرمى، إصابة من

    اإللياذة.

    29

  • اإللياذة

    منظومه سائر

    تزيده فال تثبت لم أو له ثبتت فسواء هومريوس إىل املعُزوَّة املنظومات سائر وأماغري من أنها التحقيق أهل عند والراجح له، تكون ال أن له خريٌ بل وشأنًا رفعًةالزرازير» و«حرب والفريان» الضفادع «كحرب بعضها هريودوتس نسب وإن نظمه،مما يشء فيها وليس األبيات، من املئات تتجاوز ال قصائد وهي «الكركوفة» وجماعةاإللياذة إىل ونسبتها املتوقد. والذهن السيالة القريحة تلك نتائج من أنها عىل يدلديوانه أول يف واملثبتة صباه يف املنظومة املتنبي قصائد بعض كنسبة واألوذيسيةالشعر يف نبغ هومريوس أن إىل أرسطوطاليس ذهب وقد الرائعة. قصائده سائر إىلوهي «َمْرِجيتس» باملنظومة ذلك عىل واستدلوا القصيص، الشعر يف نبوغه الهزيلأجزاء إال منها يبق ولم املتغطرس، الغني مرجيتس رحلة الناظم فيها يصف قصيدة

    متقطعة.فيها وقص اآللهة، بمدح فيها ترنم مزموًرا وثالثون ثالثة أيًضا إليه ينسب ومماوذيميتري، والزهرة، (هرمس) وعطارد أفلون، إىل باالبتهال وترسل أخبارهم، بعضوهيفست الطب، إله وإسقليبيوس األسد، قلب وهرقل وهريا، وأثينا، (آريس) واملريخ

    جرَّا. وهمَّ واألرض والقمر والشمس وزفس، وفوسيذ النار، إلهأن واألظهر قليلة، أبيات يف وأهاجي مقاطيع بعض أيًضا إليه نسبوا وقدأسماء رواتها لجهل هومريوس بديوان ألصق مما وأشباهها والزبور املقاطيع تلك

    أصحابها.

    اإللياذة

    تمهيد

    التي امللحمة وهي الطرواد، بالد عاصمة إليون إىل يونانية نسبٌة اإللياس أو اإللياذةهو واحد موضوع عىل وبناها بسيط أسلوب عىل هومريوس وضعها بصددها نحنمتسلسلة حوادث أثنائه يف قص متناسًقا نهًجا بها ونهج احتدامه» أو آخيل «غيظسلسلة املعنى بهذا فهي وكثرت. كثروا مهما األشخاص بتعدد وقائعها تتشعب الوال القدماء، من اصني والقصَّ الرواة معظم مذهب وهو آخرها، إىل أولها من واحدةاألعرص يف األوروبيني رواة بخالف القصص من البسيط إىل مليلهم الرشقيني سيما

    30

  • مقدمة

    متشعبة بوقائع األشخاص تدخل من ويكثرون الحوادث يفّرعون فإنهم الحديثةهذا برأيهم مصيبون املتأخرين ولعل القارئ، تفكهة زيادة إىل نظرهم يف يئول مماعن غنًى يف أصبحوا الطباعة فن انتشار بعد ألنهم وخصوًصا؛ الحارض الزمن يفعن حرًفا حرًفا رواياتهم يحفظون القدماء كان ما نحو عىل أقاصيصهم استظهار

    املتشعب. املركب من حفًظا أسهل املتناسق البسيط أن ومعلوٌم قلوبهم. ظهورالحرب تلك طروادة حرب إىل اإلملاع من اإللياذة موضوع بسط قبل لنا بد وال

    ألناشيده. موضوًعا منها شذرة باقتطاع ذكرها هومريوس خلد التيإىل الصغرى آسيا جنوبي من ممتدة الحرب تلك أثناء طروادة مملكة كانتأيًضا وتدعى إليون، وقاعدتها فريام وملكها الدردنيل، مضيق وهو الِهِلْسبُنُْطسإليه تُوِصل مما يؤخذ قد ولكنه قرون، منذ آثارها عفت وقد طروادة) (أو طرويا

    بايش. بونار قرية اآلن عليه القائمة الجبل سفح يف واقعة كانت أنها بالبحثوبينها أخرى، وتتشاق أحيانًا تتحالف صغرية ممالك فكانت اإلغريق بالد أماعن غاب إسربطة ملك منيالوس أن وحدث ونسب، تجارة صلة الطرواد بالد وبنيعىل ضيًفا فنزل إسربطة، إىل برسالة أوفد فريام بن فاريس وأن ة، مهمَّ يف عاصمتهووافقته فأحبته استهواها حتى فاريس امرأة بهيالنة زال وما غائب وهو منيالوسيف الحيلة أعيتهم وملا النبأ. لذلك وقعدت اإلغريق فقامت بالده. إىل معه الفرار عىلالقايص إليهم ففزع قبائلهم؛ جميع واسترصخوا للحرب، تأهبوا هيالنة استخالصمنذ إليه الرئاسة فكانت ميكينيا، وملك منيالوس أخي ألغاممنون وعقدوا والداني،يف يعيشون كثيًفا جيًشا فساروا إليون، بدمار جذوتها خبت أن إىل الحرب نشوبإىل األموال وينهبون النساء، ويسبون الرجال، ويقتلون املدائن يخربون الطرواد بالدحال فساءت سنني. عرش حصارها عىل وأقاموا فحرصوها العاصمة إليون بلغوا أنويقنعون أهلهم إىل ينثنون اإلغريق وكاد املقاتلة، وبادت األرزاق ونفدت الفريقني،إليون. فتح من مكَّنتهم بخدعٍة أوذيس داهيتهم يوافهم لم لو منهم بقي من بسالمة

    موضوعها

    منظومته عليها وبنى إليون لحصار العارشة السنة من قالئل أياًما هومريوس تناولبقوله: فيها ورشع

    31

  • اإللياذة

    وب��ي��ال اح��ت��داًم��ا وأروي أن��ش��دي��ن��ا ف��ي��ال ب��ن آخ��ي��ل ع��ن ال��ش��ع��ر رب��ة

    وهو خمد. أن إىل اتقد منذ االحتدام ذلك حول سيدور أنه إىل منه إشارٌةفأنتجت به؛ علقت لقريحٍة ويعجبون لبساطته، تَِفًها شعراؤنا يحسبه يكاد موضوٌعينبئ ومطلعها القيس امرئ معلقة أن مع شعر أو شطٍر ألف عرش ستة من نحًواإذا هذا مع وإنك بيت. مئة عن بجملتها تقرص أجمع وموضوع أوسع بمجموعمنها تستزيد أن تتمالك ال بل ولغًوا حشًوا فيها ترى تكاد ال كلها اإللياذة طالعت

    كثرية. مواضع يفآخيل سهم يف وقعت جميلٌة فتاٌة السبايا جملة يف كان أنه القصة وُمجملفعظم لنفسه واستخلصها الزعماء، زعيم أغاممنون منه فانتزعها اإلغريق، عنرتةالسماء من هبطت الحكمة إالهة أثينا أن لوال بأغاممنون يبطش وكاد آخيل عىل األمربني الحرب وطيس فحمي وعشائرُه، هو القتال واعتزل عنه فانكفأ قًرسا، وصدَّتهالحتجاب الطرواد عزيمة فاشتدت غيًظا؛ يتحرق عزلته يف وأخيل والطرواد اإلغريقعىل الوطأة ثقلت فلما لهم، معظمها يف الغلبة كانت مواقع يف باإلغريق فنكَّلوا آخيلهكطور هيبة فوقعت وِكربًا، عتوٍّا إال زاد فما ألخيل اسرتضاءً الوفود أوفدوا اإلغريقبعد الغلبة له تتواىل زالت وما اإلغريق قلوب يف فريام ملكهم وابن الطرواد زعيمهو حميم صديٌق ألخيل وكان خائبني. ويردهم سفائنهم يحرق كاد حتى الغلبةوهو معتزله، يف آخيل صحب األبطال وبسالة الخالل كرم بني جمع فتى فطرقلاألصم كالحجر وأخيل بيدهم، لألخذ أخيل ويستفز قومه لنكبة أىس يتلظى هذا معفطرقل جعل عليهم يقىض وكاد اإلغريق عىل األزمة اشتدت وملا يلني. وال يرقُّ الاملرامدة بجند الطرواد عىل ويحمل سالحه يتقلد أن آخيل له فأذن كالطفل؛ ينتحبخرَّ به وإذا أعقابهم، عىل وردَّتهم شملهم مزقت حملًة عليهم فحمل أخيل. قوميرضب وهكطور مدبرين فولَّوا قومه عىل بموته الدائرة فدارت هكطور أمام قتيالوالتهب وده، حليف عىل حزنًا تسعر قتيال فطرقل بموت آخيل علم وملا أردافهم، يففصالح بالثأر لألخذ ونهض إليهم، اإلغريق عن من غضبه وتحول الطرواد عىل حقًدابالفرار فالذوا بالحمالن؛ األسود بطش بهم فبطش الطرواد عىل وأغار أغاممنونما ولكنه به، ومثَّل آخيل فقتله له برز فإنه هكطور خال ما معاقلهم يف وتحصنوالشيبة رقَّ إذ وعطًفا رفًقا الغيظ ذلك فانقلب غيظه، وخبا جأشه سكن أن لبث

    وسالم. بسكوٍن القصة فانتهت آمنًا، ُه وسريَّ ابنه بجثة إليه فألقى فريام

    32

  • مقدمة

    وتناقلها نظُمها

    تكون أن يلزم فال واحدة، منظومة تكون أن اإللياذة أجزاء تماسك من لزم إذنواحد قطر يف أنشدت تكون أن مجموعها عىل يؤثر وال واحًدا، جزءًا وأنشدت نظمتاليوناني، األصل إزاء املذكور باليشء هو وما العربي نقلها فهذا مختلفة، أقطار أوبمعانيها تطرُّبًا نظمها الشاعر يكون أن فرق وال األرض. قارات من أربع يف نظم وقدهنا لنا فليس اإللياذة، جوهر يف لها فعل ال مباحث جميعها تلك بأغانيها. تطلُّبًا أوالسلف من سعتها عىل اتصالها طريقة يف النظر يجب وإنما فيها. النظر نطيل أن

    الخلف. إىلوهو هومريوس، لعهد يكتبون كانوا اليونان أن إىل هيلر13 سنت برتلمي ذهبالكتابة فإن املذهب هذا صحة فرض فعىل هذا ومع الساعة. حتى أثٌر يؤيده لم قوٌلالتاريخ، حوادث من عظم ما لتدوين إال تتسع تكاد ال طفولية زمن يف كانت عندهمإنما أنها إذن ريب فال وبابل. مرص يف َخلَّفت كما ضعيًفا أثًرا ولو لخلفت وإال

    جيل. عن جيًال فتناقلوها الرواة أذهان يف أوًال ُحفظتاألبيات كثرة من فيها ما عىل استظهاًرا أمرها أول يف اإللياذة تناقل يُستغرب وقدكان االتساع ذلك أن الرتوي لدى يتضح أنه عىل األحاديث. وتنوع املباحث واتساعكانت مهنٌة اإلنشاد أن ثابٌت وهو املنشدين. ذاكرة يف وعلوقها حفظها مسهالت منيحسدون منزلٌة واملنشدين للرواة وكان الناس. من شتى أجيال بني شائعة تزال والرزق باب كانت ما وكثريًا نرية. وذاكرة واسع علم ذي كل إليها تطالَّ ولهذا عليها؛ما محفوظها يف فادخرت بصريته، إىل برصه نور ل فتحوَّ نظره، ُكفَّ رضير لكل

    الخطَّاطني. أقالم رسمه عن تقرصالناس مجتمعات إىل يتهافتون كانوا املنشدين أن وغريهما وأفالطون سقراط ذكرقيام وكان وغريها، اإللياذة من حفظوه ما فينشدون اليونان مدن وسائر أثينا يففتُقام ديني. وعيد وطني احتفال كل لوازم من والخاصة العامة بني املنشدين هؤالءومربد عكاظ كسوق أسواق أخرى ومدائن وأُرخمينا، وتيوس وساقس أثينا يف لهمويحرص منهم، املربِّز فيحرزها السنية الجوائز لهم وتُعدُّ فيها، يتناظرون البرصةإىل منهم الواحد يجنح كان ولطاملا االنتصار، بعد الغار بإكليل الفائز حرص عليهاعىل حني بعد حينًا بإلقائها العمر فيفني مخصوصة، روايٍة أو معني ببطٍل التغنيعىل ويؤخذ العجمية، واألقطار الشام، وبر مرص، يف اصني القصَّ شأن اليوم هو ما

    33

  • اإللياذة

    بما (١٢ — ٩ (ن األوذيسية يف أوذيس أنطق إذ هومريوس نفس من دليٌل ذلكواحًدا راويًا أن تقدَّم مما يلزم ال أنه عىل واحًدا. نَفًسا بيت ومئتي ألفني عىل يربو

    الغرض. لهذا يحفظها أو كلها اإللياذة ينشدبقاء إمكان عىل الساطعة األدلة ذكر يف وغريهما وغروت15 ِمتُْفرد14 أسهب وقدوحسبنا لنقله، لنا متَّسع ال مما الكتابة شيوع قبل األذهان يف محفوظة اإللياذةوال قراؤنا إليه يرتاح مما بأزماننا يتصل وما منها، الحديثة األدلة من يشء إيراد

    منهم. العرب سيما

    الشعر وإنشاد العميان

    تزال ال «أنها مقدمته: يف فقال األخرية، األعرص يف اليونانية األغاني يف ُفوْرِيل16 بحثمهنٌة وهي العميان، مهنة بقيت أنها والغريب الزمن، سالف يف عليه كانت ما عىلوأخالقها ة األمَّ حالة إىل بالنظر نفع ذا مقاًما لهم تجعل بل الناس إىل تحببهموجزرها اليونان بالد أطراف فيطوفون آخر إىل بلد من التنقل وشأنهم وتصوراتها،والحديثة، القديمة واألناشيد األشعار من ذهنهم وسعه ما جميع استظهار هم وهمُّواإلعجاز. الغرابة حد إىل بعضهم يحفظه ما ويبلغ كثريًا، شيئًا منها يعرف فكلهمبضاعة فيلقونه به يطوفون ثمينًا كنًزا ادخروا فإنما األغاني، هذه ذخروا فإذااملقام وافق بما اإلنشاد يف فيأخذون إليهم، الناس اجتمعت حلوا وحيثما قيمة ذاتعامة بني اإلنشاد يؤثرون الغالب يف وهم مستمعوهم، به ينفحهم بما ويتعيشونكما يزالون وال املواضيع، انتقاء يف تعنتًا وأقلُّ عليهم إقباًال أكثر العامة ألن الناس؛تنشد فئة فئتان: وهم الكنَّارة، أو القيثارة نغم عىل يتغنون هومريوس لعهد كانوامحفوظها من تنشد قليلة وفئة الكربى، الفئة وهي الشعراء، شعر من محفوظهاكما اآلن هم املطربني هؤالء فإن وهكذا جاًها، وأوسع منزلة أرفع وهي ومنظومها

    األمة». وشعراء والتواريخ األخبار رواة القدم يف كانوا

    العرب وخصوًصا األمم سائر عند الشعر اظ حفَّ

    تنشد كانت الجرمانية األناشيد وإن املسلك هذا يسلكون كانوا األملان «إن غِرّم:17 قالالقيثار». نغم عىل اليونان كأناشيد

    34

  • مقدمة

    عىل فرنسا يف تنشد كانت والقصص الروايات «إن أيًضا:18 فوريل قول ومندعا اإلنشاد أراد إذا الراوي وكان عرش، والثالث عرش الثاني القرنني يف النمط هذايتغنى ثم (une belle chanson d’histoire) جميلة تاريخ أغنية استماع إىل الجماعةبال زمنًا ينغم ظل العياء فيه أخذ وإذا أوتار، ثالثة ذات عربية شبَّابة نغم عىل

    واألقاصيص». الروايات إللقاء املثىل الوسيلة كانت تلك إنشاد.ما شعرائهم شعر من لك يتلون العجم اظ حفَّ «إن شدزكو:19 إلكسندر ونقلالشهنامة بأشعار يتغنى املنشد يظل فقد لكثرته، تعيه ذاكرًة أن تصدق تكاد ال

    نهار. يف يقال بيتًا كم أدراك وما كامًال» نهاًرا الفرس) إلياذة (وهيعندهم، منه أرفع لإلنشاد شأٌن األرض أمم من ة أُمَّ يف يكن فلم العرب أمايف املنبثني الشعراء أخبار عن النظر برصف األسفار تمأل واملربد عكاظ أخبار وهذهوقد الخلفاء، أخبار وهذه الشعر. إنشاد إال لهم مهنة ال العربية البالد أصقاع كلأن ريب معه يبقى ال مما الطائلة النفقة أبواب من الشعراء به يجيزون ما كانوالوضيع. الرفيع إليها يتسابق التي واملفخرة املنشودة الضالَّة كان الشعر إنشاد

    بعضهم رأيت وغريه األغاني كتاب يف امُلرتجمني الشعراء أخبار طالعت وإذاصغري قارئ إىل أبلغهم احتاج ربما بل يكتبون؛ وال يقرءون ال أميني كهومريوسإذ الحرية ملك هند بن عمرو إىل شخوصهما أثناء واملتلمس العبد بن َطَرفة فعل كما(رشح الشعراء فحول من وكالهما كتابًا، لهما ليقرأ حدث غالم اسرتضاء إىل اضطراكثري فريق كان وامللحمات واملجمهرات املعلقات أصحاب وهؤالء (٤٤٩ ص: اإللياذة

    أميٍّا. منهمواإلفرنج، والرومان اليونان أخبار يف يشء يفوقه ال فمما عندهم الذاكرة مبلغ وأماقديمهم اليونان مرويَّات عىل باقيه لربا كثري يشء منه حذف لو ما أخبارهم ويفوهو بالعربية، إرسائيليني محاورة سمع املعري العالء أبا أن علمت فإذا وحديثهم.وهو املحاورة تلك فأعاد للشهادة، مديدة مدة بعد طلب ثم شأنهما غري شأن يفلو الشعر من ذاكرته تعي ظنك فما ذلك علمت إذا — حرًفا العربية من يفقه البيت؛ ألف عرش ستة زهاء من مؤلفة اإللياذة أن لك قيل وإذا — الحفظ ى توخَّذكروا ما سمعت لو بالك فما استظهارها أمكن أنه القائلني بقول األخذ فيصعبيسمع من به ووكَّل يزيد، بن الوليد امتحنه إذ الراوية اد حمَّ حافظة غرائب عنلك قيل لو أو الجاهلية. شعر من قصيدة وتسعمائة ألفني تباًعا فأنشد إنشاده

    35

  • اإللياذة

    واملقاطيع القصائد خال ما كاملة أرجوزٍة ألف عرش ستة يحفظ كان األصمعي أنمن يخلو ال املبالغة من فيه أُنس مهما قوٌل وهذا وحرضهم. بدوهم العرب وأخبار

    نتوخاه. ما إلثبات كاٍف بعضها صحةأزماننا يف املخيلة قوى وارتقاء الذاكرة قوى انحطاط يعتقدون ممن وإني هذااملزاولة بكثرة وانحطاطها البرشية القوى برتقي القايض الناموس عىل ِبنَاء هذهعىل باملثابرة تقوى أن تلبث ال خاملة ولدت مهما فالحافظة هذا ومع وقلتها.وقلم والحداد النجار يد مثل القوة إىل الضعف من تدرُّجها يف فمثلها االستظهار،عرفُت وألوف مئاٌت والقرآن واإلنجيل التوراة اظ حفَّ من هذا عرصنا ويف الكاتب.يف آية أو خٍرب مراجعة إىل الزمن من حنٍي يف اضطررت طاملا ولقد بالذات، بعضهمأريد مما طرًفا له ذكرت إذا فكنت الحاج، داود املعلم املرحوم جانبي وإىل التوراةفإذا الكتاب فأتصفح العدد؛ يعنّي كان ما وكثريًا والفصل، السفر إىل فوًرا أشارالجم ومنهم اإلسالم، بالد من صقع كل يف منترشون القرآن وحفظة قال. كما هومن اإلنجيل حفظة يف ذلك مثل ويقال األمم. سائر كرواة البرص كفيفي من الغفري

    اإلنجيليني. اظ وعَّ سيما وال املسيحيني،قضت حيث الغرب أقطار يف منهم أكثر الرشقية البالد يف فهم الشعر رواة أمامنشدي يف شدزكو قول مصداق بنفيس شهدت وقد القديم، االستظهار عىل الكتابةالدين جالل أو الفردويس شعر ينشد وهو منهم الواحد إىل جلست فإذا الفرس،حرًفا يتصفحه كتابًا يتلو لظننته ونثًرا شعًرا سعدي كلستان قصص أو الرومي

    حرًفا.ألوًفا ربابتهم نغم عىل ينشدون منشديهم وسمعت العرب بادية يف جلت وإذاذكرهم الذين املنشدون هم أولئك ال وهؤالء هومريوس، كنارة تلك قلت: األشعار من

    وشدزكو. وغرم وفوريل، وغروت وِمثُفرد وأفالطون، سقراطيف جمعتها شتى قصائد منهم التقطت أن بينهم تجويل أثناء يل تيرس ولقدفإذا راٍو غري من القصيدة أسمع كنت ما وكثريًا بالطبع، منتخباته سأمثل ديوان

    هي. هيوشعراء لبنان، وقوَّايل مرص، ايل زجَّ محفوظ تقدم ما بإزاء اليسري باألمر وليسمن مطالع بل قصائد بضع الذاكرة استبقت فقد والربتغال، إسبانيا يف األرياف أهلفاستنشدتها السنني من عقود بضعة منذ الصغر يف بها علق مما اللبنانيني معنى

    تنقص. ولم تزد لم حالها عىل عندهم هي فإذا املايض الصيف يف بعضهم

    36

  • مقدمة

    لبثوا فما منظومٍة أو كتاٍب بحفظ ُعنوا ممن كثريين اإلفرنج كتاب ذكر وقداإلنجليزية ملتن منظومة نصف أنشد الذي (Maenuly) كويل كما بغيتهم أدركوا أنذلك من مثال الصغر يف ولرفاقي لنفيس أذكر أن يل ساغ وإذا الغابر. الفردوس يفنشيٍد رسد مرًة يل تيرس حتى املذكورة ملتن ملحمة حفظ إىل نتسابق كنا إننا قلت:لولرت البحرية سيدة منظومة من يسري غري قسم مع الثاني ونصف منها، كامٍلأ�