164

247 Dawaat AlHaq

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: 247 Dawaat AlHaq
Page 2: 247 Dawaat AlHaq
Page 3: 247 Dawaat AlHaq

אא א

١ J אאאאK

٢ J K ٣ J אאא

אאאאK ٤ J א

אאK ٥ J א

אK ٦ J אאאK ٧ J אאאK ٨ J אאאK ٩ J אאאW

FEא١٤C٢١K FEאאW،،،F٢EK FEא،F١٦EK FEאאF٢٠EK FEא( CD )K

אאK GGG

÷]<àÓμ{Â<Åø{×{<îÂ<…‚‘<^Ú{<àŠÖ]{Š×{×{Ú<í{Ùø}<à<

ÎçÚ{Şe]†Ö]<Ä{íW< <

www.themwl.org e{è†{׉]†¹]<‚{í[email protected]

Page 4: 247 Dawaat AlHaq

− ١ −

ê{Úø{{{‰ý]Ü{{Ö^{{ÃÖ]í{{Ş{e]… íÊ^ÏnÖ]æÝøÂþÖí{Ú^ÃÖ]ì…]ý]

†{ßÖ]æí{Ê^ÏnÖ]ì…]c ÜÓ¦ë†ãh^jÒÐ{£]ìçÂí׊׉

العقيدة

اإلسالمي م الكري القرآن يف ة

)واخلصائص واألركاناملنهج (

×Ïe{{ÜV

المية بجامعة الشارقةكلية الرشيعة والدراسات اإلساألستاذ املشارك ب

Page 5: 247 Dawaat AlHaq

− ٢ −

             

                       

Page 6: 247 Dawaat AlHaq

− ٣ −

       

C B A

{n m l k j i h go q p{ z y x w v u t s r|

� ~ }¡ ¥ ¤ £ ¢z .)٢٨٥(اآلية : البقرةسورة

:أله عن اإليامنـا سيف حديث جربيل مل − ملسو هيلع هللا ىلص − قال رسول اهللا

ن باهللا أن « م ؤ ته ,ت الئك م تبه ,و ك له ,و س ر ر ,و م اآلخ يو ال ,وه ري ر خ د ق ن بال م ؤ ت ه و رش .» و

.), واللفظ لهومسلم أخرجه البخاري (

Page 7: 247 Dawaat AlHaq

− ٤ −

Page 8: 247 Dawaat AlHaq

− ٥ −

í{{ڂϹ]

ـالة والسـالم عـىل نبي والص ,العاملني هللا رب احلمد د نـا حمم :وبعـد. عىل آله وصحبه أمجعنيو

ر ينبغـي أن ـللبشـ بام أنه منهج إهلي − ين اإلسالمي إن الد فف حياة الناس وينظ تتفـرع ,يشـمل جـانبني اثنـني −مها يرص

.امعنهام سائر اجلوانب األخر وتعود إليهة, أو األسـاس النظـري ـدي ق األصول الع :)اجلانب األول(ل القاعدة األسـاس يف بنائـه, ومنـه ينطلـق للد ين, الذي يشك

ـه كـل سـلوكه املؤمن, ويضبط كل حركتـه بضـوابطه, ويوجه, ـه وغايتــونشأتـ ,هوجـود ر لإلنسان طبيعـة ـوأعامله, ويفس

فه ب مصـريه الـذي ينتهـي إليـه يف د يف احلياة, وحيد مهمتهويعره باحليـاة ه بـاهللا تعـاىل, وصـلت لـه معـامل صـلت خرة, ويرسم اآل

.من حوله واألحياء والكون : يهاوهذا اجلانب هو العقيدة التي تقـوم عـىل أصـول نسـم

عـن أصول اإليامن وأركانه, كام جاءت يف حديث جربيل ممـا جيـب أن يعتقـده املـؤمن ... واإلحسـان اإلسالم واإليامن

ق به أحكامـا : النواحي األحكام املتعلقة هبذه وتسمى . ويصد .ة ـواعتقادي ة أصلي

Page 9: 247 Dawaat AlHaq

− ٦ −

أو » علـم العقيـدة«ى والعلــم املتعلــق هبذا اجلانب يســم ــامن« ــم اإلي ـــن«أو » عل ــول الدي ــد «أو » أص ـــم التوحي عل

, و يف , ألن ذلك أشـهر مباحثـه وأرشف مقاصـده»والصفاتهم حبعض املرا ه بعض .»علم الكالم«ل سام

هو النظام الذي ينبثق عن هذه األصـول :)اجلانب الثاين(ولة يف حياة واقعية متمث ة ويقوم عليها, وجيعل هلا صورة ـالعقدي د للمكلفـني حـدودا يف أقـواهلم ـر الواقعي ـالبش ة, ولذا فهو حيـد

ـــ فيبـني كيفيـة F١Eوأفعاهلم ــ كام يقول اإلمام الشاطبي رمحه اهللارع, ـفعله واإلتيان به عىل الوجه الذي أمر به الشـعمل املكلف و

ة والنظام االجتامعي ونظام األرسة, والنظـام ـيف الشعائر التعبدي االقتصادي, والنظام السيايس, ويف قواعـد األخـالق والسـلوك والرتبية واملعامالت األدبية, واملالية, وكل مـا مـن شـأنه تنظـيم

وتسمى األحكام املتعلقـة ... حياة الناس وارتباطاهتم وعالقاهتم .ةـة أو عمليـأحكاما فرعي: هبذه اجلوانب كلها

أو » علـم الفــروع«والعلم املـتـعـلق هبذا اجلــانب يســمى ـــن« ــروع الـدي ـــه«أو » ف ـــم الـفـق ـــع «أو » عل ــم الشـرائ عل

F١Eא WFF א א

א א ،אEE K אWFFאאאEEW١L٨٨K

Page 10: 247 Dawaat AlHaq

− ٧ −

م ـه ـبق الف س رع, وال ي ـتستفاد إال من جهة الش ألهنا ال; »واألحكام .F١Eد اإلطالق إال إليـهـاعن

ovfÖ]íéÛâ_ì‚éÏÃÖ]»V

ريعة ـالشـ وإذا كانت العقيدة هي أصل البناء وأساسه, فإن حكم مـن تنبثق عن هذا األصل وتقوم عليه, بحيث يكون كل

أحكـام الســلوك اإلنسـاين يف أي جانــب مـن جوانــب احليــاة طا به, فال عا عن أصل من أصول العقيدة واإليامن, ومرتبمتفر

قيمة وال استقرار لرشيعة أو نظام ال يستند عىل أسـاس متـني, ا ام كام أنه ال جدو من أساس ما مل نرفع فوقه بناء قوي ك . حم

ت مـن خـالل العــقيدة, :وهلـذا ض ر فإن هذه األحـكام عب اإليمــان ومســتلزمات ـع ويف سـياق ما يتصـل هبا مـن ش

ـد الطـاعة والعـبادة, حـتى يف أشــد املســائل التصــاقا بالبعان أو نزعتــه احلســية, كاللبــاس والطعــام ســاملــادي عنــد اإلن

مما يظهر أثره يف حياة اإلنسان وسلوكه, ... والرشاب والتناسل .ويدخل يف ثقافته يف هناية املطاف

F١EאWAא@W٢L٧٨٠،Aאא@،א

F١٢ J١٥E ،Aא אא א @ W١L٤ ،Aאא א @ W١L٧ J١٣ ،Aא

@،،F٩ J١٠E،Aא Jאא@،אF٢١ J٢٣KE

Page 11: 247 Dawaat AlHaq

− ٨ −

ريعة ـر أن أحكام الشوغني عن البيان ــ بعد هذا ــ أن نذك القرآن الكريم جاءت عىل هـذا النحـو مرتبطـة التي وردت يف

عىل التقو وعىل العلـم سة ومؤس ,باإليامن باهللا واليوم اآلخرحكـيم, وسـميع بصـري, ه علـيم ـبصفات اهللا عز وجـل, وأنـ

.الخ... خبري وحكيم ـكـمـا قـامـت علـى الـتـذكـيـر الدائــب بعـ ـد اإليـامن ق

, منـذ أن يـدخل وجـل ـه عــز الـذي يعقده اإلنسـان مـع ربـبحكـم اهللا تعـاىل, سـواء كـان هـذا التـذكري اإلسالم ويرىض

يف أوائل سورة املائدة ــ بعد بيـان −بطريق مبارش, كقوله تعاىلحكم اهللا تعاىل يف العقـود والصـيد والطعـام والـزواج, وبعـد

ــارة ــوء والطه ــر بالوض e d c b } :األمm l k j i h g fn p oq r

v u t sz )١(. أو كـان هـذا التذكـري بطـريق غـري مباشـر, مثل مجيع آيات

رة هبـذا النـداء الربـاين z }: التكـليف التي جاءت مصد| {z٢(, أو ربطت باإليامن بوجه من الوجوه(.

F١Eא،אW٧K F٢EFFאאאEE،،

F٥٣،٥٤KE

Page 12: 247 Dawaat AlHaq

− ٩ −

وهذا كله يشري إىل أمهية دراسة العقيدة اإلسالمية والعنايـة مقرراهتا إىل املصدر الصحيح املوثوق املعصوم هبا والرجوع يف

.الذي ال تشوبه شائبة, وهو القرآن الكريممن خالل معرفة آثارها يف تكوين :وتظهر هذه األمهية أيضا

املجتمع املسلم النظيف الذي خيطو بخطوات سليمة متدرجة يقودها الوحي, ليقيمه مثاال ومنارا للبرشية كلها, وذلك أن

يبدأ بإصالح الفرد أوال, حيث يغرس فيه اإليامن, اإلسالميها, ثم ينطلق ب النفس ويزك ويريب فيه اخللق والسلوك, وهيذ

األرسة, فيقيم دعائمها عىلإىل دائرة أوسع هي دائرة البيت وة متينة من الدين والتقو واملراقبة, فيؤثر ذلك كله أسس قوي

اإلسالم, ثم يؤثر يف الدولة الذي ينشده بناء املجتمع الكبري يفلدنيوية, االتي تقود هذا املجتمع وتقوم عىل مصاحله الدينية و

حيث ترفرف راية التوحيد, ويستظل اجلميع بظلها الوارف, .فيشعرون باألمن واألمان و الطمأنينة والسعادة واالستقامة

كام أن العقيدة تفرس هلذا اإلنسان أصل وجوده, وطبيعة تكوينه , ثم تعطيه املعرفة الصحيحة بالغاية املتكامل روحا وعقال وجسدا

د مصريه يف هناية الرحلة , وتبني له واهلدف من وجوده, وحتدطبيعة العالقة باهللا تعاىل خالقه ومعبوده, وبالكون الذي يعيش

.يف هذا الوجود فيه, وباحلياة واألحياء من حولهبعض العلامء يف مرحلـة مـن أن: أيضا و يزكي هذه األمهية

رفت عنـايتهم إىل ـمراحل تدوين علم العقيدة واإليـامن, انصـ

Page 13: 247 Dawaat AlHaq

− ١٠ −

عىل املخالفني بأسلوب ومـنهج يتفـق مـع مـنهج اجلدل والرد .أولئك املخالفني, فتأثروا باملنهج الفلسفي اإلغريقي

وكان لرتمجة كتـب الفلسـفة اليونانيـة والرومانيـة وإقبـال , أثـر يف بعـض ورشحـا قـراءة ودرسـا بعض املسلمني عليهـا

تنوا هبا فحاولوا التفلسف يف ضوئها وتـأثروا املسلمني الذين فرون تعاليم اإلسـالم يف ـهبا منهجا وموضوعا حني راحوا يفس

ضوء هذه الفلسفة, وحـاولوا التوفيـق بينهـا وبـني اإلسـالم, بـري تع عـىل حـد −روا القرآن عىل ضـوء الفكـر اليونـاينـوفس

ر حممد إقبـال رمحـه اهللا ومـع أن هـذه الفلسـفة −العالمة املفكـت عت آفاق النظر العقيل عند مفكري اإلسـالم فإهنـا غش وس

.F١Eعىل أبصارهم يف فهم القرآنعالوة عىل أننا قد نقرأ كتابا كامال يف العقيدة اإلسـالمية, فـال

ا, بحجة أن النصوص القرآنية نجد فيه آية كريمة أو حديثا رشيفوالنبويـة ال تفيــد القطــع واليقــني, بيـنام نجــد أقــوال الفالســفة

!واملتكلمني هلا القدح املعىل واملكانة التي ال تدانيها مكانةكـان ال بـد مـن هلذه األسباب التي تشري إىل أمهية البحث,

, إعادة األمر إىل نصابه بالعودة إىل املصادر الصحيحة املوثوقـةيف دراسـة أصـل ي القرآن الكريم والسنة النبوية املطهـرة,أعن

F١EAא א א @ ،

،F٨،٩KE

Page 14: 247 Dawaat AlHaq

− ١١ −

ان ـالدين وهو العقيدة واإليامن, وهو الفقـه األكـرب عـىل لسـ .−رمحهم اهللا تعاىل−ا من السلف ـفقهائن

äjÏè†æovfÖ]sãßÚV

بطريقة علمية, −إن شاء اهللا تعاىل –هذا, وسأعالج البحث ا وصفيا استقرائيا, وس رعية ـتكون النصـوص الشـتنهج منهج

حمل العناية واالهتامم, دون أن نحملها ما ال حتتمل من املعـاين و التأويالت البعيدة, مـع االلتـزام باألحاديـث التـي تصـلح

وغني عن البيـان أن أقـوال العلـامء هلـا .للحجية واالستداللدورها يف عملية الفهم واالستنباط, و لكنها لن تكون حاكمـة

ا و تكـون عىل الن , فيكون النص متبوع ص, وإنام حيكمها النص . هي التابعة من ورائه

وأما أسلوبه وطريقته فلن تكون بمنأ عن مسـتو عامـة املثقفــني والدارســني الــذين يبتغــون معرفــة أصــول العقيــدة ومنهجها وأصوهلا, دون أن يكون ذلك إخالال باملنهج العلمي

لسـهولة ابـني −اء اهللا تعـاىلإن شـ–الذي ينتهجه, فهو يـوائم وااللتزام باألسلوب الذي يتفق مـع طبيعـة ر يف العبارةـواليس

.هذه البحوث وسالمتها موضوعا وشكال

Page 15: 247 Dawaat AlHaq

− ١٢ −

ovfÖ]íŞ}V

ثالثـةو ,متهيـديف −إن شاء اهللا تعـاىل−وسيأيت هذا البحث .ةــوخامتمباحث,

القـرآن (هـو الـوحي و ,يتناول التمهيـد مصـدر العقيـدة , مع إقامة الدليل الرشعي والعقيل عـىل )لكريم والسنة النبويةا

.وأولويته صحة هذا املنهجويتناول املبحث األول منهج القرآن الكريم يف بناء العقيدة

.وتثبيتها يف النفوس وبياهناــاول امل ــنام يتن ــاين بي ــدة أو أصــوهلا بحــث الث أركــان العقي

. النصوص الكريمةوركائزها التي تقوم عليها كام جاءت يفخصائص العقيدة يف القرآن الكـريم ويتناول املبحث الثالث

وميزاهتا التي متيزها عن العقائد و األيديولوجيات األخر. .ثم نغلق البحث بخامتة وتوصية

وأسأل اهللا تعاىل بأسامئه احلسنى وصفاته العظمى أن جيعـل وهو . ال عندهرعه, متقب ـهذا العمل خالصا لوجهه, موافقا لش

.املوفق واهلادي إىل سواء السبيل −سبحانه–

د نا حمم لصالة والسالم عىل نبي االعاملني, و واحلمد هللا رب .وعىل آله وصحبه أمجعني هـ١٥/٨/١٤٣١ الطائف يف

Page 16: 247 Dawaat AlHaq

− ١٣ −

Ö]éãÛj{‚{{

, وحيكم عليهـا, ف اإلنسان عىل املوجودات من حوله يتعر بطـرق وأسـباب; قـد تكـون مـن ,ا أو ظنيا ويعلمها علام يقيني

وقد تكون من خارجها; فإذا كانـت مـن , داخل نفس اإلنسانوإن ,فهي اخلرب الصادق بداللته عىل ما خيرب عنه :خارج النفس

, فهـي احلـواس الظـاهرة و الباطنـة: كانت من داخل الـنفس . والنظر العقيل املتدبر بحدوده وضوابطهعرفة أمور كثرية حيتاج وكذلك فطر اهللا تعاىل اإلنسان عىل م

املعرفـة الفطريـة :ومـن أعظـم هـذه األمـور, إليها يف حياتـهكام جـاء يف , املغروزة يف نفسه عن اهللا تعاىل ووحدانيته وقدرته

.ملسو هيلع هللا ىلصكتاب اهللا تعاىل وسنة رسوله امل الشـهادة وإذا كانت احلواس هي وسيلتنا للتعرف عىل عـ

; لة ثانيـةقـل وسـيوكذلك الع, )واألنفساآلفاق (أو الطبيعة ـ ـمـنهام ال يسـتطيع أن يعمـل يف جمـال عـامل الغيـب ال فـإن ك

ولذلك فإن املصدر ـ واإليامن به من أركان العقيدة اإلسالمية ينبغي أن يكـون مصـدرا , اإلسالميةالذي نستقي منه العقيدة

.ال خيطئ وال ينحرف,اا وموثوق صحيحا ثابت

Page 17: 247 Dawaat AlHaq

− ١٤ −

وهي ـ ا وقارصا فإن الفطرة ري حمدود ـوإذا كان العقل البشقـد يطـرأ عليهـا مـا ـ طريق صحيح ومصدر معتـرب يف ذلـك

فنحتاج إىل ما جيلوهـا ويصـحح , يغشيها وحيرفها عن صواهبا القـرآن (وذلـك هـو الـوحي ,مسارها ويمنعها من االنحراف

.الذي تكفل اهللا تعاىل بإنزاله هداية للناس ورمحة هبم) والسنةì‚éÏÃÖ]…‚’ÚV

التمهيد من البحث نعرض ملصادر العقيدة ايف هذووالسنة ) و ل وهو الوحي املت (وهي القرآن الكريم اإلسالمية

)و وهي الوحي غري املتل ( املطهرة النبويةğ÷æ_IÜè†ÓÖ]áa†ÏÖ]V

فالقرآن الكريم هو كلية الرشيعة, وعمدة امللة, وينبوع واألبصار, فال طريق إىل احلكمة, وآية الرسالة, ونور البصائر

وهذا كله . اهللا سواه, وال نجاة بغريه, وال متسك بيشء خيالفه, ال حيتاج إىل استدالل عليه ا .)١(معلوم من الدين علام رضوري

وقد أوىف القرآن الكريم عىل الغاية يف بيان العقيدة وتصحيحها يف النفوس, عىل أتم وجه وأكمله, وبخاصة

وكـان أول ما . ر املـكـية, إجــامال وتـفـصيـال يف السـونزل وحيا عىل رس ر سـ, هو ص ملسو هيلع هللا ىلص ول اهللاـأ : ورة العلقـد

F١EאWFFאאאEEאW٣L٣٤٧K

Page 18: 247 Dawaat AlHaq

− ١٥ −

{ x w v u t s r q p o n m l kc b a _ ~ } | { z yz وهي تتضمن

أصول الدين والعقيدة من األدلة العقلية والفطرية والرشعية عىل .وإثبات البعث ,ملسو هيلع هللا ىلصهللا تعاىل وتوحيده, وصدق الرسولوجود ا

ويف سائر سور القرآن الكريم, نجد السورة الواحدة جتمع أركان العقيدة بأصول عامة تبني أركان اإليامن ــ وأعظمها اإليامن باهللا تعاىل ــ وما يتفرع عن هذه األركان وينضم إليها,

وتضع ــ كذلك ــ أو يكون من مقتضياهتا ومستلزماهتا, اإلجابة الصحيحة احلاسمة عىل األسئلة التي تفرس لإلنسان أصل وجوده ونشأته, وغايته التي يسعى إليها, واملصري الذي د عالقته باهللا تعاىل ينتهي إليه بعد رحلته يف هذه احلياة, وحتد

.)١(وبالكون وباحلياة واألحياء من حولهğ éÞ^mIíèçfßÖ]íߊÖ]V وعبادة وإذا كان القرآن الكريم هو مصدر الدين, عقيدة

, فإن السنة النبوية يف ذلك, الكريم مثل القرآناملطهرة ورشيعةمن اهللا تعاىل; فقد وصف ــ سبحانه ــ ما يصدر ألهنا وحي

F١E א א א אFF אא

אEEFF W، אאאאאWW،אאא

אWא ملسو هيلع هللا ىلصא،WאאKא،אאEEK

Page 19: 247 Dawaat AlHaq

− ١٦ −

O N M L K } :ــ بأنه وحي, فقال ملسو هيلع هللا ىلصعن نبيه ــ T S R Q Pz F١E .

كان جربيل عليه السالم ينزل «: حسان بن عطية, قال وعن .F٢E»مه القرآنبالسنة فيعلمه إياها كام يعل ملسو هيلع هللا ىلص عىل النبي

ـ ــ أصول الدين والعقيدة أحسن بيان, ودل ملسو هيلع هللا ىلصوقد بني الرسولـ الناس وهداهم إىل األدلة العقلية والرباهني اليقينية التي هبا يعلمون

ا يعلمون إثبات ربوبية اهللا, ووحدانيته هب املطالب اإلهلية, و .وصفاته, وغري ذلك مما حيتاج إىل معرفته باألدلة العقلية

تـاج بل وما يمكن بيانه باألدلـة العقليـة ـــ وإن كـان ال حيإليها, فإن كثريا من األمور يعرف باخلرب الصادق ــ ومـع هـذا

بني يف ذلك جمع الة عليها, ففإن الرسول بني األدلة العقلية الد .F٣Eوالعقيل) الرشعي(السمعي : الطريقني

ة هـي األحاديـث هذا, وينبغي التأكيـد هنـا عـىل أن السـن , وينـدرج فيهـا األحاديـث ملسو هيلع هللا ىلص الصحيحة الثابتـة عـن النبـي

F١Eאא،W٣،٤K F٢EאאW١L١٤٥א،Aא@W١L٨٤א،

Aא@W١L٢٥٥אא،Aא@F٥٦٣E،אAאא@W١L٩٩KאאAא@W

١٣L٢٩١WAא@K F٣Eא@W١٩L١٥٩،١٦٠א، WAא @

W١L٣٥،٣٦،Aאא@א٣L٤٩٢K

Page 20: 247 Dawaat AlHaq

− ١٧ −

احلسنة التـي مل تبلـغ رتبـة الصـحيح, ولـذلك ينبغـي التوثـق ــ ــه عنــد االستشــهاد ب ه والتثبــت مــن صــحة احلــديث وقبول

واالحتجــاج يف قضــايا االعتقــاد; فــإن العقيــدة ال تبنــى عــىل .األحاديث الضعيفة

وقد يكون هذا احلديث الصحيح متواترا قطعـي الثبـوت, وقد يكون حديثا مشهورا مستفيضا يأخـذ حكـم املتـواتر, وقـد

وكلها يف أصل االحتجـاج هبـا سـواء عنـد . يكون حديث آحادع هلا وقبوهلـا عـىل الـرأس والعـني, دون صحتها, ينبغي اخلضو

ل وال تكلف, ودون التامس األعذار لردها وعدم العمل هبا, متح .)١(»مجيع ما صح عن رسول اهللا من الرشع والبيان كله حق«فإن وإنام ينبغي ــ بعد ذلك ــ النظر يف املنهج الصحيح للفهم

الرتجيح عند واالستدالل وإعامل قواعد االستنباط وضوابط .التعارض مثال

وأما األحاديث الضعيفة واملوضوعة املكذوبة عىل النبي , فال جيوز االحتجاج هبا, بل وال جتوز روايتها أصال إال ملسو هيلع هللا ىلص

لبيان حاهلا, وإنام ينبغي اإلعراض عنها; ألن العقيدة ال تثبت وإن من أعظم . باألحاديث الضعيفة فضال عن املوضوعة

: الضالل واالنحراف عن السنة والعقيدة الصحيحة أسباب

F١EAאא@F٣٥٤ J٣٥٧KE

Page 21: 247 Dawaat AlHaq

− ١٨ −

االحتجاج باألحاديث واألخبار الضعيفة واملكذوبة وبناء والصفات يةهلاإلاالعتقاد عليها, وبخاصة فيام يتعلق بمباحث

.F١Eونحوهاsãß¹]]„âív‘î×ÂíÖù]V

واألدلة ) من الكتاب والسنة(وقد قامت األدلة الرشعية عىل صحة هذا املنهج يف مصدرية العقيدة, وعليه أمجع العقلية

:دته التجربة والواقعالصحابة وسلف األمة, كام أي , يف آيات كثرية تدل عىل نطق بذلك القرآن الكريم: فأوال

: ذلك, فقال تعاىل { r q p o n m l k

u t sv z F٢E. به النعمة, فإن هذا فإذا أكمل اهللا تعاىل الدين وأتم

يقتيض أن ال يرتك جانبا من جوانب العقيدة أو مسألة من .مسائلها دون أن يأيت عليهام بالبيان

:وقد وصف اهللا تعاىل الكتاب بأنه تبيان لكل يشء فقال { f e d c b a ` _

h gz F٣E .

F١EאWAאא@F٧٠ J٨٣KE

F٢Eאא،W٣K F٣Eאא،W٨٩K

Page 22: 247 Dawaat AlHaq

− ١٩ −

وإذا كانت العقيدة من أهم ما ينبغي بيانه ومعرفته; فال بد بينة هلذا أوضح بيان, إذ ال يقبل من أن تكون آيات اهللا تعاىل مالعقل أن تبني لنا هذه اآليات أحكام الفروع ثم ترتك األصول

.االعتقادية التي هي أساس لتلك الفروعباع الرسول فيام اهللا تعاىل عىل املسلمني ات ولذلك أوجب

, وقرن طاعة الرسول بطاعته ــ سبحانه ــ يف F١Eيأمر وينهىÑ Ð Ï Î } :آيات كثرية من القرآن فقال

ÒzF٢E. عىل االستجابة ملا يدعو إليه من احلياة الكريمة وحث

:الالتي تتمثل يف االعتقاد الصحيح ويف التمسك بالدين فق{ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ «

µ¶ zF٣E. , تقيم األدلة عىل ملسو هيلع هللا ىلصتواردت أحاديث النبي : ثانيا

صحة هذا املنهج يف العودة للقرآن والتمسك بام ثبت عنه, إين : , قالفقال عليه الصالة والسالم; فيام رواه عيل

F١Eא WAאא א @א W١L٢١٥–

٢٢٢،Aא@W١٩L٨٢ J٩٢K F٢Eאא،W١٣٢K F٣Eאא،W٢٤K

Page 23: 247 Dawaat AlHaq

− ٢٠ −

: تفقل. أال إهنا ستكون فتنة«: يقولملسو هيلع هللا ىلص سمعت رسول اهللا كتاب اهللا, فيه نبأ ما قبلكم : وما املخرج منها يا رسول اهللا? قال

وخرب ما بعدكم, وحكم ما بينكم, وهو الفصل ليس باهلزل, من تركه من جبار قصمه اهللا, ومن ابتغى اهلد يف غريه أضله اهللا, وهو حبل اهللا املتني وهو الذكر احلكيم, وهو الرصاط

يغ به األهواء, وال تلتبس به األلسنة, املستقيم, هو الذي ال تزلق عىل كثرة الرد, وال تنقيض وال يشبع منه العلامء, وال خيا إن }: عجائبه, هو الذي مل تنته اجلن ــ إذ سمعته ــ حتى قالوا

د فآمن ج رآنا ع نا ق مع س ش , من ]٢−١:اجلن[ ﴾ ا بهبا هيدي إىل الر, ومن حكم به عدل, ومن قال به صدق, ومن عمل به أ ر جي إىل رصاط مستقيم د .F١E»دعا إليه ه

F١EאW٨L٢١٨ J٢٢١אא،W٢L٤٣٥א،W

٢L٨٨Fא Eא ،Aא@ W١L٣٩Aא W٤L٤٣٨א א،Aא@F٧L١٦٥EאאK

،אKאWAא@אA

א @ אF٤L٥٨٢ WEA KK א א ،،אא

،@KאאAא @F١٥ WEA אא אA@KK،אא

،א א אאאא@K

Page 24: 247 Dawaat AlHaq

− ٢١ −

ـ ـ ريض اهللا عنهامـ ن اهللا ملن قرأ تضم :ولذلك قال ابن عباسـ ثم . يف الدنيا, وال يشقى يف اآلخرة القرآن وعمل بام فيه أن ال يضل

.]١٢٣:طه[zF١Eىق ش وال ي ل ض فال ي داي ه بع ات فمن }: قرأوتواترت األحاديث النبوية توجب العمل بالسنة

والتمسك هبا, وتبني أهنا سبب النجاة, بام يدل داللة قاطعة عىل أن املنهج الصحيح يف استلهام العقيدة ــ مع سائر األحكام ــ إنام يكون بالعودة إىل الصادق املصدوق, املبلغ عن

.− تبارك وتعاىل−ربه : قال ملسو هيلع هللا ىلص, أن رسول اهللا − ريض اهللا عنه− هريرة, وعن أيب

ومن ,من أطاعني فقد أطاع اهللا, ومن عصاين فقد عىص اهللا« .F٢E» ..أمريي فقد أطاعني, أطاع وعىل هذا املنهج سار الصحابة ــ رضوان اهللا عليهم: ثالثا ون من النبي ــ : ما أوحاه اهللا تعاىل إليه − ملسو هيلع هللا ىلص− فكانوا يتلق

نة حادثة عن النبي ــ قرآن ــ فيتعرفون ــ بذلك ملسو هيلع هللا ىلص ا ناطقا وسعليه −ــ عىل وحدانية اهللا تعاىل, وعىل صفاته, وعىل نبوته

, وعىل املبدأ واملعاد, وكل ما يتصل بأمور − الصالة والسالم .العقيدة بخاصة والدين كله بعامة

F١EAא@W١٦L٢٢٥K

F٢Eא W٦L١١،W٣L١٤٦٦K

Page 25: 247 Dawaat AlHaq

− ٢٢ −

ون به عىل ذلك سو كتاب اهللافلم يكن عندهم ما يستدل ونه بالتسليم, فيفهمون معناه, ويـلتـزمـون بمـا تعاىل, يتلق

فـيه, ال يـتـنازعـون فـي شـيء من ذلـك, وال يتعمقون يف البحث الذي ال طائل حتته, وكانوا يرون اجلدل يف أمور

فلذلك أمجعت كلمتهم . العقيدة مؤديا إىل االنسالخ من الدينناء القرآن فيه كل عىل أن .F١Eاآلخرين وفيه علم األولني و الغ

ــ بعد وعىل هذا أيضا أمجعت كلمة علامء اإلسالم: رابعا عرص الصحابة ــ من مجيع الطوائف, فإن القرآن عندهم يـفـيد مـعـرفـة أدلـة التـوحـيـد من غـيـر ظـن وال تقليد, ومنه تعلم

هم غالوا يف النظر, النظر واألدلة, ولكن) علامء الكالم(املتكلمون .ومل يقترصوا عىل القدر النافع املذكور يف كتاب اهللا تعاىل

ولئن كانت أدلة املتكلمني والفالسفة مقصورة الفائدة عىل طائفة من الناس الذين يتأثرون بالدليل العقيل املجرد; فإن أدلة

رأي الكتاب والسنة أدلة قاطعة جلية, تسبق إىل األفهام ببادي الوهي بذلك . وأول النظر, ويشرتك كافة اخللق يف إدراكها وفهمها

مثل الغذاء ينتفع به كل إنسان, بل كاملاء الذي ينتفع به الصبي, .وهلذا كانت أدلة القرآن سائغة جلية. والرضيع, والرجل القوي

F١ Eא WAא א@ W٣L٩٠٩ ،٩١٠ ،Aא

א@אאF٢٦٩KE

Page 26: 247 Dawaat AlHaq

− ٢٣ −

أال تر أن من قدر عىل ابتداء اخللق فهو عىل اإلعادة z ه علي ن و و أه ه وه عيد ي ق ثم اخلل بدأ ي و الذي وه }أقدر?

وأن التدبري ال ينتظم يف دار واحدة بمدبرين, فكيف ]٢٧:الروم[لق ن خ لق, كام قال سبحانهبعلم أينتظم مجيع العامل? وأن م ام خ

.]١٤: امللك[R Q P O N M L z} :وتعاىل منه كل يشء حي, فهذه أدلة جتري جمر املاء الذي جعل اهللا

, يتولد ينتفع به اجلميع بيرس وسهولة, فتؤدي إىل معرفة وقناعة .)١(طاعةاللتزام والىل اع حيمل عنهام إيامن صادق

فإذا جتاوزنا الدليل :التجربة والواقع العميل: خامسا ن ي , وجدنا التجربة والواقع العميل شاهد واإلمجاع الرشعي

لني عىل د صحة املنهج الذي سلف, يف العودة إىل القرآن والسنة علنستمد منهام أصول العقيدة; إذ ال أحد من العلامء جلأ إىل القرآن

يعتمد أصال اميف مسألة إال وجد هلا فيهوإىل السنة النبوية الكريم ناء ام, ولذلك كان فيه)٢(عليه .و اهلداية والشفاء الكفاية والغعىل صحة هذا القول من واقع أولئك الذين وال أدل

حاولوا أن يتلمسوا األدلة العقلية عىل صحة االعتقاد, فأطلقوا العنان لعقوهلم يف البحث والتفكري, بمعزل عن الوحي,

F١EAא@،אF١٥،١٦،٢٢KE F٢EAאא@W٣L٣٧١،Aאא@F٨٦KE

Page 27: 247 Dawaat AlHaq

− ٢٤ −

متأثرين يف ذلك بمنطق اليونان وفلسفتهم, ولكنهم عادوا دوا جهدهم, وأضاعوا يف الب حث باخليبة واخلرسان, بعد أن بد

عمرهم, ثم وقفوا حائرين, ال جيدون داللة إال يف كتاب اهللا .ملسو هيلع هللا ىلصالكريم, ويف سنة نبيه العظيم

ويفت( ي ن ي و وجتد أمثلة عىل ذلك يف جتربة إمام احلرمني اجل جتربة الفيلسوف يفوهو األصويل اجلديل النظار, و) هـ٤٧٨

لمني , وإمام املتك)هـ ٥٢٠(القايض أيب الوليد حممد بن رشد .)١(وغريهم من الفالسفة واملتكلمني) هـ٦٠٤(الفخر الرازي

وهلذا وجدنا العالمة حممد بن إبراهيم الوزير, رمحه اهللا, يضع كتابا قائام برأسه يف منهج القرآن يف بيان العقيدة, ويوازن ذلك بمناهج املنطق اليوناين بام فيه من جفاف وتعقيد وختليط,

, ولشيخ »أساليب القرآن عىل أساليب اليونانترجيح «وسامه اإلسالم ابن تيمية كتاب كامل يف نقض املنطق اليوناين بعنوان

.F٢E»املنطق نقض «, وله أيضا »عىل املنطقيني الرد «

F١EאאWAא@אW٥L١٨٥٨L٩٠ J٩١ ،FFא @ W١٨L٤٧١ ، Aא א@

אF١٨E،Aא@W٢L٥٤٧،Aאא@F٢٠٨ J٢٠٩E،FFאא@،א

F١٣٩ J١٤٠KE F٢ E א WAא א @ F٦٣ J

٢٢٨ E א א א א FאאאאKE

Page 28: 247 Dawaat AlHaq

− ٢٥ −

وهو , هو الذي خلق هذا اإلنسان − سبحانه وتعاىل−اهللا إن يف بيان وهو الذي يعلم الطريقة الصحيحة ,أعلم بمن خلق

وبيان احلقائق الكرب يف هذا الوجود ,حقائق العقيدة وأصوهلاا لذا نر القرآن الكريم ينهج هنج , الذي يتعامل معه اإلنسان

وبيان أصول بجميع مكوناته, ا يف خماطبة اإلنسانا متميز خاص .العقيدة اإلسالمية

وســننظر يف املــنهج الــذي ســلكه القــرآن الكــريم يف بيــان ــوس العق ــها يف النف ــدة اإلســالمية وغرس ــا يف أوال, ي وتثبيته

.ليكون هلا أثرها يف السلوك, بعد غرسها ثانيا القلوبـل ن ثـم ,عرض وسائل هذا املنهج ومسالكه أوال ون إىل ح مبام يتفق مع طبيعة هذا ,التي ختتص هبا العقيدةاخلصائص أهم

.البحث املوجز***

Page 29: 247 Dawaat AlHaq

− ٢٦ −

Ùæù]ovf¹] ]sãß¹]ì‚éÏÃÖ]ð^ße»êÞa†ÏÖ

للناس مجيعا عىل اخـتالف حظـوظهم مـن القرآن دعوة إن ح جه للقلب ليتفت كان منه ما يت لذا ;العقل والقدرة عىل التفكري

. ليلجه للعقل ليذعن للمنطـق والـد للموعظة; وكان منه ما يت ما يشتمل عىل احلقيقـة سـافرة −بجانب هذا وذاك−وكان منه

مـا يعقلهـا (( ; وكان منه ما جييء يف شكل أمثال مها اجلميعيفهألن األمثال والتشبيهات هـي الطـرق ((وهذا . . ))إال العاملون

مـن أجـل هـذا كلـه كـان .F١E))إىل املعاين املحتجبة يف األستارا أن يصل إىل ما أراد مـن اهلدايـة وتبـني احلـق مـن القرآن حري

قبل نـزول مـا يتصـل جأمر مريالباطل فيام كان الناس فيه من .باهللا والعامل واإلنسان

والقرآن نزل بني العرب وبلغة العرب بعد فـرتة مـن نـزول ودخل عـىل ,فرتة اختلط فيها الباطل باحلق ,توراة واإلنجيلال

اهللا من قبل من الدين الصحيح مـا لـيس أوحاه الزمان فيام مر . .الصـحيحةالعقيـدة عـن وبسبب هذا ابتعد العامل كثريا .منهكان ال بد إذا من أن يتجه القرآن لتصحيح العقيـدة قبـل كـل ف

F١EאWFFאEE٣L١٩١K

Page 30: 247 Dawaat AlHaq

− ٢٧ −

ولبيان احلق فيام كان عليه النـاس يف بـالد العـرب التـي ,يشء _حقيقـة . .العديـدةاملختلفـة الديانات واملللكان يتمثل فيها

فضال عمن كان من العرب اليهود يف املدينة التي هـاجر إليهـا كـان مـن العـرب ,والنصار يف اليمن بعد,يام ف ملسو هيلع هللا ىلصالرسول

أوثان وأصنام كانوا ةأيضا الوثنيون الذين وإن كانوا مجيعا عبدكام كـان مـن , مع هذه خيتلفون فيام بينهم يف اعتقاداهتم الدينية

دين الـذين وصـلوا إىل إدراك قليل من املوح ا نفر العرب أخري .F١Eمن احلقيقة بتفكريهم طرف

,لبيـان العقيـدة هذا يمكن أن نلمح منهجـا متكـامال وعىل :املطالب اخلمسة اآلتيةله يف ونفص

Ùæù]gת¹]

æ_놪ËÖ]sãß¹]êÞ]‚qçÖ]

قه اإلنسان قد خل وهي أن ,كبرية الكريم حقيقة ر القرآن يقر فقـد ,عىل فطرة سليمة تتجـه إىل بارئهـا وتلجـأ إليـهتعاىل اهللامنذ أن أخذ اهللا تعاىل ,تعاىل خالقهاوس عىل معرفة ت النفل ب ج

:حيث قال تعاىل ,عىل أبناء آدموامليثاق العهد { _ ^ ] \ [ Z Y X W V

F١EאWFFאאEE،Kא١L٣١ J٣٤K

Page 31: 247 Dawaat AlHaq

− ٢٨ −

c b a `d f eg hi m l k jr q p o nzF١E.

فطرة اهللا التي ,مولود يف هذا الوجود يولد عىل الفطرة وكل ره ولذلك خياطب اهللا تعـاىل اإلنسـان ويـذك عليها فطر الناس

ليـوقظ إحساسـه بـاألمور ,هبذه الفطرة بأسلوب عاطفي حي وأمهها توحيد اهللا تعاىل وإفراده بالعبادة وما ,اإليامنية والعقيدة

عن هذه الفطرة ما وليزيل ,يتفرع عن ذلك من قضايا االعتقادة أو رات أرسيـمن مـؤث قد يغشاها أو حيرفها عن طريقها السوي

أو مـن ,وخرافـا ت أو مـن عـادات وتقاليـد وأوهـام ,اجتامعيةغواية وشهوات ومصالح مادية هتبط باإلنسان وتنحرف به عـن

.خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطني. من الطريقة اجلاد فـالقرآن خياطـب اإلنسـان (( :يقول األستاذ حممـد املبـارك

وعـن . .اتـهافعه ومصاحله وحاجاتـه وملذ ويثريه عن طريق منـ ,طريق قضـاياه ومشـكالته ه إىل معرفـة ليحـرك تطلعـه وقلق

وجيعلـه البعيـد,احلقيقة ذات الصلة بحياته احلارضة ومصـريه ا لقبــوليف اهللا متهيئــا للتفكــريبــذلك نتــائج املنطــق ومســتعد

.F٢EK))السليم مع منفعته

F١EאאאF١٧٢EK F٢Eאאא،٨١אK

Page 32: 247 Dawaat AlHaq

− ٢٩ −

...مـن صـفاته وليس الوجـدان هـو اإلحسـاس أو صـفة . عور بام ينشأ عن إدراك املعاينه وعاء الش ـولكن

,والقرآن الكريم يثري الوجـدان بطريقتـه اجلميلـة املعجـزة ,ديتبلـ ويزيل الغشاوة التي ترين عـىل القلـب وجتعـل احلـس

ة ينفعل هبا الوجـدان ض آيات اهللا يف الكون يف صورة حي ر ع وي وحـني ينفعـل هبـا . .مـرةان ألول كأهنا جديدة يشهدها اإلنس

ويتحـرك اخليـال لتتبـع املشـهد املعـروض ,رـالوجدان ويتأثـهه إىل أن وراء عندئذ يوج ,وتتحرك املشاعر بشتى االنفعاالت

وأن صانعها وبارئهـا هـو ,ها قدرة اهللا املعجزةهذه املشاهد كل ,ذلــك اإللــه القــادر فينبغــي إذن عبــادة ســبحانه وتعــاىل; اهللا

ي عنه يف كل أمر والتلق سواه;ه إليه وحده بالعبادة دون والتوج .من األمور

놪ËÖ]sãß¹]l÷^¥V

ث القـرآن الكـريم عـن هبذه الطريقة الوجدانية احلية يتحد ,ة; وعن ظاهرة املـوت واحليـاةزته املعجق الكون بضخامته ود

وقدرة اهللا الت ,وإجراء األحداث ,إجراء الرز قعن و ,د ي ال حتة جتعـل ذلـك بطريقـة فـذ كـل ;علم اهللا الشامل للغيـبعن و

ه يراها ويالحظهـا ألول ها كأن اإلنسان يستقبل هذه األمور كل بوبية و ; فينفعل هبا وجدانه ويستيقظ حلقيقة مرة . األلوهيةالر

Page 33: 247 Dawaat AlHaq

− ٣٠ −

:ةـففي آيات اهللا الكونيـ أ طريقـة تصـويرية يعرض لنـا القـرآن الكـريم جانبـا منهـا ب

ويطـوف بنـا يف ة,اذة; ويرسـم هلـا صـورة شـاملة متكاملـأخ ثم خيلص إىل النتيجة والتوجيه والقناعـة ,جماالت رحبة كثرية

:, كام يف قوله سبحانه وتعاىلالوجدانية{m l k j i hn r q p o

{ z y x w v u t s` _ ~ } |a e d c b

g fzF١E. :يف ظاهرة احلياة واملوتو ـ ب

وظهورهـا, احليـاةأصـل ا عن ث القرآن الكريم كثري يتحد الوجـدان هبـذه الظـاهرة ; ليهـز بعد احلياةظاهرة املوت وعن

أو ;اإلنسان هبا دون أن يلتفت إليهـا املعجزة التي كثريا ما يمر جديرة أن تبعـث يف مع أهنا ;ها من االهتاممها حق دون أن يعطي

مـن الـذي خلـق احليـاة يف هـذه اخلليـة : نفسه هـذا التسـاؤلـ :وعندما متوت هـذه اخلليـة. .?ةـاحلي الـذي سـلبها هـذه ن م

.إلخ ....?هذه احلياة ? وملاذا ال تستمر احلياة

F١Eא،אWF١٠–١١KE

Page 34: 247 Dawaat AlHaq

− ٣١ −

يزيـل القـرآن;هنا جييء جواب الفطرة ومـنهج الفطـرة يف ز وت واحلياة حـديثا هيـث عن املويتحد النفوس;الغشاوة عن

والربوبية األلوهيةظ حلقيقة ويتيق تبلده,الوجدان فيصحو من :كقوله تعاىل ;يها املوت واحلياةالتي يرجع إل

{² ± ° ® ¬ «³ ¹ ¶ µ zF١E. املخلوقات جمال بل يف فحسب;وليس هذا يف جمال اإلنسان

Î Ï Õ Ô Ó Ò Ñ Ð } :األخر, قال اهللا تعاىل ß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö à

æ å ä ã âáç ë ê é èí ìzF٢E.

: ويف الرزق بأنواعه و ألوانه _جاألمور التي تربط القلب باهللا وحتـرك الفطـرة أشد وهو من رنا اهللا تعاىل يف كتابه الكريم بأنـه ,والوجدان سـبحانه ـ –يذك

ـ ,دائـام فيضـه عـىل اإلنسـاني ذي هو الـ ل اهللا تعـاىل فقـد تكفــةلإلنسان بكل ما حيتاجه مـن طعـام ورشاب ; يف أموره املاديلكـل املوجـودات كـي ; ومن تسـخري وملبس ومسكن وهواء

F١Eא،אFW٢١KE F٢EאWאF٢١EK

Page 35: 247 Dawaat AlHaq

− ٣٢ −

تسري عىل نظام يتفق مع حياة الناس جعلها و ,ينتفع هبا اإلنسان . .وحاجاهتم

الـرزق بطريقـة تـوقظ الكـريم موضـوع ض القـرآن ر ع وي ـ سبحانه أنه ملعرفة و , ك الوجدان ملعرفة اهللا تعاىلالفطرة وحتر

,اق ذو القـوة املتـني وأنه هو الرز ,د هبذا الرزق والعطاءاملتفر ـ اإلنسان مهام بذل من جهد وأن ,ها من عند اهللاألرزاق كل وأن

,ة اهللا ومشـيئتهبسـن وإنام يعمل فيهـا ,نشئها يف احلقيقةفهو ال ي :تعاىل ولكن املنشىء واخلالق هو اهللا

{ p o n m l k j i h g | { z y x w v u t s r q

¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª ©

¸ ¶ µ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¿ Á À È Ç Æ Å Ä Ã Â

Ë Ê ÉzF١E. ويف إنزال املـاء الزرع,فإذا كان األمر كله هللا تعاىل يف إنبات

فإن يف هـذا كلـه تـذكرة .. .ويف تيسري النار والوقود املزن;من

F١EאאWאF٦٣–٧٤KE

Page 36: 247 Dawaat AlHaq

− ٣٣ −

الوجـدان بـذلك العـرض ة; فينتهي السياق حني هيـز رـوتبص ـ الوجـداين وهو يف حالة تأثره وانفعاله ـ ; بدعوة اإلنسان كله

ح باسم ربه العظيم الذي أفاض عليه كل تلك األرزاق أن يسب ! عم الظاهرة والباطنةواخلريات, والن

اإلنسان األحداث حولوجتري −د :مماتهويف خاصة نفسه من مولده إىل كالليل والنهار وتعاقبهام املسـتمر; :ةـكوني ها أحداث بعض

طلوع القمر وتـدرج أوجهـه مـن و ,وطلوع الشمس وغروهباا; ثــم يتضــاءل حتــى خيتفــي; أول الشــهر حتــى يكــون بــدر .الخ.. .وتعاقب الفصول ,والسحاب واملطر والرعد والربق

,مـن مـيالد ومـوت :مـن حمـيط البرشـ ها أحداث وبعض وغنى ,وطفولة وشباب وكهولة وشيخوخة ,وصحة وضعف

.الخ.. .وعز وذل ,وفقر يعلم أن ,ث عىل املؤمن فيجد لنفسه فيها عربةهذه األحدا متر

ـ – حكـيم مـن إلـه حكـيام امن ورائهـا تـدبري ري هـو الـذي جير أمر الكـون ـوهو الذي يدب − األحداث بعلمه وحكمته وقدرته

,فال حيدث يف هذا الكون اهلائل العريض إال مـا يريـده اهللا ,هلك .رة التي يريدها اهللامن أمور الكون إال عىل الصو وال يتم أمر

Page 37: 247 Dawaat AlHaq

− ٣٤ −

ده ا الغافل فال ينتبه ملا فيها من داللة وجود اهللا تعاىل وتفر أم ,ه مـن غفلتـهليهـز الكـريم فيجـيء القـرآن كله;بتدبري األمر

ويزيل الغشاوة عن النفس; فينفعـل ,طلعه عىل حقيقة األمروي :وجدان ويتيقظ القلب; كقوله تعاىلال

{ F E D C B A H G T S R Q P O N M L K J I ` _ ^ ] \ [ Z Y X W V U h g f e d c b a

k j i zF١E. اهللا تعاىل يف هذه اآلية الكريمة كثريا من األحداث ساقفقد

ــة ــابني اجلاري ــامء, ويف م ــون, يف األرض ويف الس ــذا الك يف هوربط الوجدان هبذه ,يف سياق واحدالسامء, عرضها ألرض وا

إىل احلركـة الدائبـة يف هـذا األحداث عن طريق لفـت احلـس الكــون حتــى وصــل إىل الغايــة املقصــودة يف رؤيــة آيــات اهللا الكونية وأهنا ال حتدث من تلقاء نفسها ولكـن وراءهـا تـدبريا

. وحكمة

F١Eא،אFW١٦٤KE

Page 38: 247 Dawaat AlHaq

− ٣٥ −

: يبم اهللا للغـل ا ع أمـ −هـ ل جانب مـن جوانبـه يف املـايض فإنه علم شامل حميط يف ك

وقد حياول اإلنسان شيئا مـن ذلـك ;ويف احلارض ويف املستقبلأما اهللا سبحانه وتعاىل فإنه ;بوسائل وأسباب ولكنه يعجز عنه

ــ مــا يف الســاموات ه; ألنــه هــو العلــيم بكــل يعلــم الغيــب كل .ألنه منشـئ األحـداث ;ما حدث وما حيدث واألرض; وكل

, فيقـول ه الوجدان البرشي إىل هذه احلقيقةكريم ينب والقرآن ال :تعاىلاهللا

{ s r q p o n m l k jtu } | { z y x w v

_ ~zF١E. ففي اآلية الكريمـة دليـل عـىل عظمـة اهللا وشـمول علمـه

الكريمـة أمثلـة للغيب يف كل املجـاالت التـي رضبـت اآليـة مـا حتمـل كـل . .; ويف جمـال احليـوانجمال اإلنسـانيف : عليهافمن الذي حييص هذا كله ومن الـذي يعلـم خصـائص . .أنثى

إنـه ال أحـد يسـتطيع ذلـك إال اهللا .. .كل محل حتمله كل أنثـى وال يغيب عنـه إرسار بمقدار;يشء عنده تعاىل الذي جعل كل

F١Eא،אFW٨–٩KE

Page 39: 247 Dawaat AlHaq

− ٣٦ −

ء فـأين يغيـب عـن اهللا يش.. .سالـنف يف خطـرات بالقول وال جز وسي ,ل وحمفوظواحد من أعامل اإلنسان ? فالكل مسج

:اإلنسان عليه{ Ä Ã Â Á À ¿ ¾Å È Ç Æ É

ÊË Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í ÌÞ Ý Ü Û Ú Ù Ø × ÖzF١E.

وهنا جيدر التذكري بـأن هـذا املـنهج الوجـداين أو الفطـري ر عـىل ـس العقيـدة ال يقتصـالذي يسلكه القرآن الكـريم لغـر

وإنـام يمتـد ليشـمل مجيـع جوانـب .جانب واحد من جوانبهاــا ــدة ومكوناهت ــو العقي ــوات , فه ــات ويف النب يعمــل يف اإلهلي

.السمعياتو .جمال اإلهليات ففي

:تعاىلسبحان ويقول اهللا { ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £«

´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬µ¶ º ¹ ¸ Á À ¿ ¾ ½ ¼ »

F١Eא،אFW٥٩E

Page 40: 247 Dawaat AlHaq

− ٣٧ −

Ç Æ Å Ä Ã ÂzF١E. :ويف جمال النبوات

| { ~ � } :تعاىليقول سبحانه و ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ §

ª © ¨zF٢E :ويف السمعيات أيضا

° ± ² ³ } :يقول اهللا سبحانه و تعاىل ® ¹ ¶ µ ´º ¾ ½ ¼ »¿ À

à  ÁÄ ÅÇ ÆÈ Ë Ê ÉzF٣E. :ويف الرتبية عىل مقتضيات العقيدة واإليامن

d c b a } : يقول اهللا سبحانه و تعاىل e fg m l k j i h p o n

z y x w v u t s r q| {} d c b a ` _ ~zF٤E

F١Eא،אFW١٠KE F٢Eא،אF١٢٨EK F٣Eא،אF٥EK F٤Eא،אFW١٠٣KE

Page 41: 247 Dawaat AlHaq

− ٣٨ −

ـ ـب ويف ختام هذه الفقرة حس الكـريم القـرآن د أن نا أن نؤكية التـي تعيـد لميلفت النظر إىل خصائص الفطرة واملواقف الع

−منهجيـا –ه يصـلح هذا كلـن أ ها وصفاءها باعتبارءإليها نقافيتكـون منهـا مجيعـا ,اعتبار الفطرة قاعدة من قواعـد أخـر

منهج خاص يتميز بـه اإلسـالم حـني يصـطنعه منهجـا لبنـاء . فراد واجلامعاتيف نفوس األ صحيحةالعقيدة ال

***

Page 42: 247 Dawaat AlHaq

− ٣٩ −

Ö]gת¹]êÞ^n {{{×ÏÃÖ]s{{{ãß¹]ê{

املنهج العقيل الذي يسلكه القرآن الكريم يف بيان العقيدة إن وغرسها يف النفوس يأيت متناغام مع املنهج الفطـري ومتكـامال

القرآن الكـريم مل يكـن مقصـورا عـىل جمـرد ولذلك فإن .معهالعقيـدة, حدانيته وسـائر أركـان اخلرب عن وجود اهللا تعاىل وو

فكـان اإلهليـة;م العلوم ل ع أقام الرباهني العقلية التي هبا ت وإنامبني األدلة ـ اجلمع عليهم السالمـ منهجه ومنهج مجيع األنبياء

.F١E)الرشعية(ة عي م العقلية والس فاالسـتدالل عـىل اخلـالق :ابـن تيميـةشيخ اإلسالم يقول

وهي طريقة عقليـة ,ن يف غاية احلسن واالستقامةق اإلنسابخل ;عليها القرآن وهد الناس إليهـا دل ,وهي رشعية ,صحيحة

ا مـن لوقـوخم ,بعـد أن مل يكـن انفس كون اإلنسان حادثـ فإن فهو ,هم بعقوهلمفإن هذا يعلمه الناس كل .. .نطفة ثم من علقة

. F٢Eأيضا عي وهو رش ,ألنه بالعقل تعلم صحته ;عقيل إذن

F١EFFאאEEW٩L٢٢٦ J٢٢٧K F٢Eא WFFאאEE F٤٨ KE א WFFא EE

אאF٤٥٩EK

Page 43: 247 Dawaat AlHaq

− ٤٠ −

عيل من مكانته وقيمته; ه تنوهيا كبريا بالعقل وي واإلسالم ينو ;اآليات القرآنية التي تنزلـت بشـأنهيف عىل ذلك ونجد شاهدا

ولـذلك جعلـه اهللا تعـاىل سـببا ;فالعقل هو هبـة اهللا لإلنسـانلق لـه عىل استعامله فيام خ للتكليف ومناطا للمسؤولية; وحث

ورسم له املنهج الصـحيح للعمـل ,جال الذي يستطيعهويف امليف القضايا الكرب الرئيسية كمعرفة اهللا وأحال عليه ,والتفكر

فـإن إدراك ,تعاىل ووحدانيته وصحة النبوة والبعث بعد املوت . ا إنام يكون بالعقلعام ا كليا هذه القضايا إدراك

ىل مقـررات عـوإن كان هذا ال يعني أن نجعل العقل حاكام فهـم يوأن ,فإن العقل من شأنه أن يتلقى عـن الـوحي ;الدين . F١Eفإن للعقول حدا تنتهي إليه ال سبيل هلا إىل جماوزهتا ,ويدرك

F١EאWAאא@،،א

F٣٤٤EKAא@،F٥٣EKAאא@،F٥٤E KAאאא@ Kא

א W١L٢٩–٣٩ ،Aא א א @ K ،F٢٢٦٢٣٠E،Aאאאא@

K،F٢٦EK

Page 44: 247 Dawaat AlHaq

− ٤١ −

ê×ÏÃÖ]sãß¹]l÷^¥V

قنـع اإلنسـان بـاملنطق والقرآن الكـريم خياطـب العقـل وي ـ ,السهل املؤثر يف النفس بأسلوب حـي جـذاب ه حيـث يوج

إىل آيــات اهللا يف الكــون والــرزق واحليــاة واملــوت نظــره واألحداث اجلارية كام سبق احلديث عنهـا يف املـنهج الفطـري

.الوجداينولكنه مرة أخر يعرض هلا بأسلوب ومنهج عقـيل يـؤدي

ــة ذاهتــا ــة إىل الغاي ــة ,يف النهاي ــد و وهــي إدراك حقيق التوحين مـ ه األصـولذهـ وما يتفرع عناملطلقة, األلوهية الربوبية و

و اإلسـالم يعـيل مـن مكانـة . حقائق وقضايا اإليامن والعقيدةالعقــل, ويرســم لــه املــنهج الصــحيح للتفكــري, و يضــع لــه

:د له جماله ودائرة عمله أيضا الضوابط, وحيد :األلوهيةففي جمال أ ـ

ومظاهر املـوت ,قر واخلل يعرض القرآن الكريم آيات القد : سبحانه وتعاىلاهللا فيقول ,واحلياة

{ h g f e d c b a ` _ s r q p o n m l k j i _ ~ } | { z y x w v u t

i h g f e d c b a `

Page 45: 247 Dawaat AlHaq

− ٤٢ −

t s r q p o n m l k j � ~ } | { z y x w v u

¤ £ ¢ ¡ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º

Ë Ê É È Ç Æ Å Äz(١) مت هذه اآليات الكريمة يف املنهج الفطري; وهـي وقد تقد ملـا فيهـا مـن أسـلوب منطقـي ,عىل املنهج العقيل كذلك مثال هـة إىل املخاطـب مـن األسـئلة املوج هـاوية ملـا فييتصف باحلي

دئ هبـا واإلجابة عنها إىل أن يصل إىل النتيجة املطلوبة التـي بـة مـن حيـاة د األمثلـة املـأخوذمـع تعـد ,إليراد الدليل عليهـا ..اإلنسان وما حييط به

يف اهللا املبثوثـة وفكـره ـ آيـات بعقلـه ـ ل اإلنسـان لو تأم و أليقن بأن وراء هذه اآليات قدرة :النفس واآلفاقاألرض ويف

فيجـب طاعتـه وااللتـزام ,وأهنا دليل عىل وحدانيته ,اهللا تعاىلقـال .عبد من دونه من األنداد والرشكاءبأمره وهنيه وخلع ما ي

: تعاىلاهللا

F١Eאאא،W٥٧–٧٤K

Page 46: 247 Dawaat AlHaq

− ٤٣ −

{s r q p o n mt v uzF١E. : كقوله تعاىل ,ة الوحدانيةوباألسلوب العقيل املنطقي تأيت أدل

{P O N M L K J I H GQ T S R X W V U [ Z Y\ _ ^ ]

`zF٢E. :تعاىلنه وااهللا سبحكام قال

{ ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨ §¶ µ ´ ³ ²¸ ¾ ½ ¼ » º ¹zF٣E.

يف لكـالم والفلسـفة مبثوثـة ومجيع األدلة املعروفة يف علم اة وبأسلوب يمكن أن تفهمه اخلاصـة ولكن بطريقة حي القرآن;

.طاقتهبقدر كل والعامة;ـت طريقـة :ومن هذه الطرائق املنطقيـة رف يف الرياضـيات ع

فإذا أمكن معرفة جزء منـه أمكـن معرفـة البياين;بتمديد اخلط .F٤Eة عنهواستخراج املعادلة املعرب هباقي

F١EאאאF٢٠٢١KE F٢EאאF٩١KE F٣Eא،אFW٢١–٢٢KE F٤EאWFFא אEE ، א ،F٨٠E،

FFאEEאא،F١٥٢٢E

Page 47: 247 Dawaat AlHaq

− ٤٤ −

عــىل لســان أيب إىل هــذه اآليــات الكريمــة التاليــة فاســتمعوهـو األسـوة يف قـوة احلجـة −عليه السالم–األنبياء إبراهيم

بمنهج األلوهيةقضية صادق يفواملجادلة واحلوار, وفيها دليل : عقيل

{ Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â

Ð Ï Î Í Ì Ó Ò ÑzF١E.

:ويف جمال النبوات أيضا ب ـ معرفـة صـدقهـه إىل ويوج ,الكريم العقـل اطب القرآن خيه عـن اخلطـأ وأنـه هـو الـوحي املنـز ,ومصـدر القـرآن ,النبي

:, فيقول اهللا تعاىلواالختالف {m l kn v u t s r q p o

x wz F٢E. سالمته يفمع ,من االختالف والتناقض لقرآن ا سالمة فإن

نه من أعىل عقيل األسلوب الذي جيري عىل منهج واحد; دليل فلو كان من عنـد البرش, عندوليس من ; تبارك وتعاىلعند اهللا

F١Eא،אאFW٧٨–٨٢KE F٢Eא،אF٨٢KE

Page 48: 247 Dawaat AlHaq

− ٤٥ −

ري ـعمـل بشـ والتناقض كأي فيه ذلك التفاوت غري اهللا لظهر . F١Eوعال شأن صاحبه مهام ارتقى مستواه,

:اتيف السمعي وج ـ فإن ;عىل البعث واحلساب العقيل الكريم الدليل يقيم القرآن

ـوأن ي ;العقل يمنع أن تكون احلياة عبثا د دون رتك اإلنسـان سوالكافر, وبني تكليف وال حماسبة وال جزاء يفرق فيه بني املؤمن

فلو مل يكن هناك يوم آخـر حياسـب فيـه الفاجر, والعايصالتقي .هؤالء مجيعا اس عىل أعامهلم بعد املوت الستو الن

: اهللا تعاىل قال { v u t s r q p o n m l k j

¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z y x w ª © ¨ § ¦ ¥z F٢E.

من قدر عىل اخللق يف املـرة األوىل كذلك حيكم العقل بأن وz y x } | { ~ _ } : أقـدرفهو عىل اإلعادة

`a g f e d c b zF٣E.

F١EאFWאאאEW١٠L٢٠٢K F٢Eא،אWF٣٦ J٤٠KE F٣Eא،אF٣٧KE

Page 49: 247 Dawaat AlHaq

− ٤٦ −

: والذي ينبغي أن نلمح إليه يف آخر كالمنا عىل املنهج العقيلالذي ينبغي أن يسري فيـه حـني للعقل الطريق أن اإلسالم بني

الطرائـق خمتلفـة واألسـاليب يريد النظـر يف مسـألة بعينهـا; و; ولكل مسألة من املسائل ما يناسبها من طرائـق النظـر عددةمت

. وأساليب الفكرالعقـل فـإن :األلوهيـةهو مسـائل موضوع النظرفإذا كان : اثنان للوصول إليها أمامه طريقان

أن ينظر يف الكون ويتأمله ليستنتج من ذلـك أن :)أحدمها(; ثم ينظر يف تنا لـيعلم أنسق هذا الكون وانسـجامه له موجدا

.ريبموجده واحد عامل حكيم خالذي آمـن احلكيم اخلبري أن ينصت إىل هذا اإلله ):الثاين(و

ومـا يسـتحيل عـىل هـذا , جيوزوعام , جيبث عام به حينام حيد .وصفاتاإلله من أسامء

; آخـر غـري جمـال األلوهيـةا حني يكون احلديث يف جمال أم وجهة ه العقل إن اإلسالم يوج ف :مثال والرسالةالنبوة كمجال النبـوة مـن جهـات فيطالبه بـالنظر يف ,أخر إثبـات دعـو : ثالث

Page 50: 247 Dawaat AlHaq

− ٤٧ −

وشخصيته وأخالقـه عي النبوة النظر يف تاريخ مد :ىـاألول, فإن معرفـة الـداعي ليتعرف عىل صدقه يف النبوة

.وأخالقه وصدقه تدل عىل صدق دعواه ودعوته مـن العقائـد والرشـائع بـي ه هـذا النفـيام جـاء بـ :والثانية

واألخالق مما يرسم منهجا كامال حلياة اإلنسـان و .هدايته

التـي عاه من اخلوارق واملعجـزاتأن ينظر فيام اد :والثالثة .F١Eارك وتعاىلبعن ربه ت تدل عىل صدقه فيام خيرب

بـني هـذا املـنهج العقـيل ا وتنـاغام فإن هناك توازن :وأخريا ا إن القرآن يسلك منهجا عقلي : فنقولطري السابق; واملنهج الف

. ووجدانيا يف الوقت نفسه لبيان حقائق العقيدة واإليامن***

F١EאWFFEE،K،אF١١٠ J١١٣KE

Page 51: 247 Dawaat AlHaq

− ٤٨ −

oÖ^nÖ]gת¹] fl†Ö]æÙ‚¢]sãßÚl^Ê]†©÷]î×Â

وإىل أن الكتب ,أن الفطرة قد تنحرفإىل أملحنا فيام قد سبق أثره يف شيوع السابقة قد دخلها التحريف والتبديل; وكان هلذا

االنحرافــات والضــالالت عنــد األمــم الســابقة; فكــان هلــم لـذلك ;معتقدات وتصورات باطلة; وكان هلم شبهات طارئـة

.إىل التوحيد فة جائرة ظاملة من دعوة النبي ق وقفوا و وجـادل ,لذلك أبـرز القـرآن الكـريم تلـك االنحرافـات

. ل طريقةوأقام عليهم احلجة بك ,وأزال شبهتهم ,أصحاهباالل اجلـدل واحلجـاج والـرد واملناقشـة ملعتقـدات خومن

العقيدة الصـحيحة التـي تتفـق مـع كانوا ـ تربزأيا اجلاهليني ـ .الرصيحالفطرة السليمة ويقبلها العقل

:جماالت منهج اجلدل والرد عىل االنحرافاتالقــرآن ومــن أعظــم االنحرافــات والضــالالت التــي رد

ة والرشك فيهام; ـوالربوبي األلوهيةإنكار : اهباالكريم عىل أصحرهم لإللـه; وإنكار البعث والنبوة; وانحراف اليهـود يف تصـو

وأنـه اهللا ولـد عـوا أن وانحراف النصار ورشكهـم حيـث اد وهنــاك . تعــاىل اهللا عــن كــل ذلــك علــوا كبــريا −ثالــث ثالثــة

Page 52: 247 Dawaat AlHaq

− ٤٩ −

ـ املجـوس ابئة وانحرافات أخر تتمثـل فـيام كـان عليـه الص .وغريهم

الـذين نسـبوا اهللا تعـاىل عـىل منكـري الربوبيـة; فقد رد ـ أرة األوىل لإلحلاد الـذي صووهم ال ;اإلحياء واإلماتة إىل الدهر

:فقال اهللا سبحانه وتعاىل. عرفته بعض املجتمعات املعارصة {f e d c b a ` _ ^ ] \ [g h

l k j im o n q pz F١E. اإلحلاد ال يقوم عىل يشء من القرآن الكريم أن وبذلك يبني

وقـد سـبق يف .واألهـواءوإنام هي الظنـون واألوهـام ,العلماملنهج الفطري والعقيل ما يوضح أن وجود اهللا تعاىل حقيقـة ال يشك فيها عاقـل; وأن األدلـة كلهـا قامـت عـىل ذلـك عقـال

. ورشعا وواقعا رك الـذي ـألوان الش القرآن الكريم عىل املرشكني ورد ـ ب

وبعضهم كانوا يعبدون اجلن ,األصنام حيث عبدوا ;وقعوا فيه . لخإ. .ويزعمون أهنا تشفع هلم عند اهللا ,أو املالئكة

:ريم حقيقة األمر يف ذلك بطريقتني القرآن الكوبني الكـون;ر هلـذا دب بيان أن اهللا وحده هو اخلالق املـ ):األوىل(

.فال أحد يشاركه يف اخللق وال يف التدبري

F١Eא،אWF٢٤EK

Page 53: 247 Dawaat AlHaq

− ٥٠ −

j i h g f e d ck} :اهللا تعاىلقال u t s r q p o n m l

x w v y _ ~ } | { zd c b a `e h g fi m l k j

w v u t s r q p o n { z y x|} ¡ � ~¢ ¤ £

¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥° ± ² ´ µ ¶ ¹ » º

Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼É È Ç ÆÊ Í Ì ËÎ Ò Ñ Ð Ï

ÓI H G F E D C B A J L M N P U T S R QzF١E.

عىل أن الرشكاء املزعومنيبيان عجز أولئك ):الثانـية( اينفعوأن هلم يمكن فكيف .نفعا يملكوا ألنفسهم رضا أو

v u t s r q p o } :هم?ويرض غريهم أو ¡ � ~ } | { z y x w

¢ £ ¤ ¥¦ § ¨ © ª «

F١Eא،אFW٥٩–٦٤KE

Page 54: 247 Dawaat AlHaq

− ٥١ −

¯®¬ ° ± ² ³ ´ µ¶¸ ¾ ½ ¼ » º ¹

à  Á À ¿Ä É È Ç Æ ÅÊ Ì ËÎ Í ÏÐ Õ Ô Ó Ò ÑÖ Ù Ø ×

Û Ú Þ Ý ÜF E D C B AG H Q P O N M L K J I [ Z Y X W V U T S R

\] c b a ` _ ^zF١E. ـ وبنات اأوالد هللا ركون العرب أن ـوعندما ادعى املش _ج مضـاهاة لقـول و ,ن اهللابزيرا ع إن :لليهود الذين قالوا متابعة

,اهللا تعـاىل علـيهم رد ـ عيسـى ابـن اهللا :النصار الذين قالوا :سبحانه وتعاىل ه نفسه عن ذلك فقـالونز

{¼ » º ¹ ¸½  Á À ¿ ¾ÃÄ Ë Ê É È Ç Æ Å

ÌÍ Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï ÎÖ Ù Ø ×Ú Û ß Þ Ý Ü A C BD H G F EI J

M L KN S R Q P O zF٢E.

F١EאאאWF١٩١_١٩٨KE F٢Eא،אFW١٠٠–١٠٢KE

Page 55: 247 Dawaat AlHaq

− ٥٢ −

وعجبوا من ذلـك ,واجلزاءر العرب للبعث وعندما تنك ـ دالعجـب واسـتبعدوا أن يكـون هنـاك حيـاة أخـر بعـد أشد عندئذ حكى اهللا تعاىل ذلك عنهم ثم أقام األدلـة عـىل . .املوت

اهللا يف هـذا الكـون البعث بتوجيه أنظارهم وعقوهلم إىل آيـات وقدرته سبحانه التي تـتجىل يف عظمـة هـذه املخلوقـات ألول

واسمع إىل هـذه . .?فكيف ال يقدر عىل اخللق مرة أخرمرة; . اذبأسلوهبا املعجز األخ تاآليات الكريام

: تعاىلسبحانه واهللا قال {AB K J I H G F E D C

U T S R Q P O N M LV X W` _ ^ ] \ [ Z Ya e d c b

q p o n m l k j i h g fu t s r | { z y x w v

g f e d c b a ` _ ~ } r q p o n m l k j i h | { z y x w v u t s

¡ � ~ } ¢£ § ¦ ¥ ¤¨ ª © ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ «

Page 56: 247 Dawaat AlHaq

− ٥٣ −

¾ ½ ¼ » º ¹ ¸¿ Ä Ã Â Á ÀÈ Ç Æ ÅÉ Ð Ï Î Í Ì Ë ÊzF١E.

رهم هللاليهود والنصار يف تصو انحرفوملا ـ هـسبحانه هللا قولام يف ك ,عليهم أفكارا كثرية رد ,وقدرته

: تعاىلو{ f e d c b a ` _

k j i h gzF٢E. ردا عىل اليهود الذين زعموا أن اهللا فقد نزلت اآلية الكريمة

, اسرتاح يف اليوم السابعتعب من اخللق, ف −سبحانه وتعاىل– . F٣Eيوم السبتشـعب اهللا أهنـم أو ,اؤهعموا أهنم أبناء اهللا وأحبـزوعندما

:بقولهعليهم رد ,ختارامل {G F E D C B AH J I

L KM R Q P O NS V U T

F١E א،FW١–١٥KE F٢EאF٣٨KE F٣E،אאאאאא

א،א١٠א،،،אא١٦ J١٧KאW،א٤٩א J٥٠K

Page 57: 247 Dawaat AlHaq

− ٥٤ −

Y X WZ ` _ ^ ] \ [a c bzF١E.

***

F١E א א F١٨KE א אאא

،אאאKא אW، ،א אא א א

א W ،א Wא K Wژ ژא

א،א،؟WW

؟ژژ،אژژژ

ژKאWFFאEEW١L٦٥٥K

Page 58: 247 Dawaat AlHaq

− ٥٥ −

Ö]gת¹]Äe]†

íéÂ^Ûjq÷]^è^–ÏÖ]Ùø}àÚì‚éÏÃÖ]á^éesãßÚ

التي نجدها يف كتـب دة اجلافة للطريقة املجر − كذلك –وخالفا عرضـوا ملسـائل االعتقـاد تويف كتـب الفالسـفة الـذين ,أخريناملت

لعقيدة اإليـامن بـاهللا واليـوم اآلخـر مـن القرآن عرض ت; والوجودرية وكانـت ـالتي هتم البش خالل قضايا اإلنسان االجتامعية الكربويف مقدمتها حترير اإلنسـان ,موضوعا للتفكري عندها واالهتامم هبا

. يف املجالني السيايس واالقتصاديمن العبودية للبرش بكاملهـا تـدور سورة طويلةيف كتاب اهللا تعاىل وقد وردت

ـالتحر : حول هذين املحورين والطغيـان ه ر مـن سـلطان التألوهـي ,واالقتصادي ر من سلطان التأله املايلالسيايس; والتحر

: القائـل ))فرعـون ((سورة القصص التي تربز فيهـا شخصـية { j i p o n m l k z, وقارون

وكان اهلالك مآل .z y�z } | { ~} الذي .وحدهتعاىل فرعون وقارون; وكان البقاء هللا

,ورة قصـة املتـأهلني عـىل النـاسسـنهـي الوهبذه الفكرة ت فتنتهي بنا بقوة إىل عقيدة التوحيد واإليامن باهللا وحـده يف هـذه

:الكريمةة اآلية اخلامتة للسور

Page 59: 247 Dawaat AlHaq

− ٥٦ −

{_ ~ } | { z` d c b ae i h g fjk o n m l z F١E.

, ر يف املجـال الـدينيـالعبوديـة للبشـوكذلك التحـرر مـن قع فيه اليهود والنصـار, عنـدما خضـعوا لألحبـار وكالذي

والرهبان وتابعوهم يف التحليل والتحريم من دون اهللا, فكـان : فقال اهللا تعاىل عنهم لك لونا من ألوان العبادة لغري اهللاذ

{¨ © ª « ¬ ¯ ®¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¹

» ¼ ½ ¾ À Â ÁzF٢E. ***

F١EאאF٨٨KE F٢EאF٣١KE

Page 60: 247 Dawaat AlHaq

− ٥٧ −

‹Ú^¤]gת¹]V sãß¹]ý]…]ćëê×ÛÃÖ]

اللحظة األوىل التي اإلسالم منذاإلرادة البرشية خماطبة يف .ملسو هيلع هللا ىلص وامل تصديق الرسوليتعرض فيها اإلنسان لإلنذار ثم لع

االستسالم أو ))التسليم((اخلطاب هي اإلرادة هلذا واستجابة .واخلضوع هللا تعاىل وملنهجه

:هللا تعاىلاقال { Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ »

È Ç Æ Å ÄzF١E. {s r q p o n m lz F٢E

:−ه اهللارمحـ –الطحـاوي اإلمـام أبـو جعفرويف هذا يقول اإلسالم إال عىل ظهـر التسـليم واالستسـالم; م قد وال يثبت ((

ـر عنـه ع ظـم ما ح ل فمن رام ع ـه ه; ومل يقنـع بالتسـليم ف لم ه م التوحيـد وصـايف املعرفـة وصـحيح ه عن خـالص حجبه مرام

بني الكفر واإليـامن والتصـديق والتكـذيب فيتذبذب ,اإليامن

F١EאאW٨٣K F٢Eאא،W٨١K

Page 61: 247 Dawaat AlHaq

− ٥٨ −

; ال مؤمنــا غــتائهــا شــاكا زائ وســا واإلقــرار واإلنكــار; موس ا .F١E))با قا وال جاحدا مكذ مصد

ع م الس ابن العالمة ماإلماويقول :−رمحه اهللا– اين; ولـو كـان الـدين تبع العقول و; باع ت ين االيف الد األصل ((

جيوز للمؤمنني أن يقبلوا أشياء حتى ني عىل املعقول وجب أال ب مـن ذكـر ;ينرنا عامة مـا جـاء يف أمـر الـد ونحن تدب .يعقلوا

د الناس من اعتقاده; وكذلك مـا ; وما تعب وجل صفات اهللا عز ظهر من بني املسلمني وتداولوه بينهم وتناقلوه عن سـلفهم إىل

من ذكـر عـذاب القـرب وسـؤال ;ملسو هيلع هللا ىلص أن أسندوه إىل رسول اهللاوإنـام ورد األمـر ,ولنـاهـا بعقدرك حقائق أمور ال تـ.. .كنياملل لنـاه ق ع ين وفإذا سمعنا شيئا من أمور الـد ,بوهلا واإليامن هبابق

.وفهمناهومـا مل يمكننـا . ومنه التوفيق ,ه احلمد يف ذلك والشكرفلل

هذا عتقدنا أن اقنا وا به وصد نا آمن ه عقول غ إدراكه وفهمه ومل تبل . F٢E))ته تعاىلمن ربوبي

F١EאWFFא אEE אF٨٢EFFאאאEEKאאK

F٢EאWFFאאEEF١٨٢KE

Page 62: 247 Dawaat AlHaq

− ٥٩ −

÷^¥ê×ÛÃÖ]ë]…ý]sãß¹]lV

وهنا نـذكر بعـض اآليـات التـي تتوجـه إىل إرادة اإلنسـان وهـي ,واالنقياد واخلضوع هللا تعاىل التسليممبارشة تقتيض منه التـي جـاءت يف صـيغة تالكـريام اآليـات ,عىل وجه خـاص

. , وحتمل يف طياهتا اإللزام اإلراديالتقرير ات;ـاإلهلي جمال ففي –أ : اهللا تعاىليقول

{l k j i hm q p o nz y x w v u t s r{ } |

h g f e d c b a ` _ ~l k j im s r q p o nt

x w v uy ~ } | { z� ¡£ ¢zF١E.

:جمال النبواتويف _ ب :تعاىلتبارك ويقول اهللا

{´ ³ ¸ ¶ µ ¹ º »¿ ¾ ½ ¼À à  Á

Å Ä ÊÉ È Ç E D C B

F١Eא،אW١٩–٢٠K

Page 63: 247 Dawaat AlHaq

− ٦٠ −

J I H G F K M LN Q P OU T S R \ [ Z Y X W V

` _ ^ ] a c b g f e dj i hzF١E.

,اتالسمعي جمال ويف −جـ { ~ � ¡ ¢ } :يقول اهللا سبحانه وتعاىل

¤ £zF٢E. قـد ;تمن اآليـات الكـريام سبقهاوما الكريمة هذه اآليةو

و هـو ، ة للتسـليمرادجاءت يف صـياغة تقريريـة موجهـة لـإل .F٣Eجتسيد حلقيقة اإليامن باهللا تعاىل واخلضوع له والعبودية

***

F١Eא،אW٢٠–٢٣K F٢Eא،אא١٤K F٣EאFFאאאEE،K

،F١١٨EK

Page 64: 247 Dawaat AlHaq

− ٦١ −

Œ^ŠÖ]gת¹] ^eÒ„jÖ]æì‚éÏÃÖ]kéfnisãßÚ

فإهنا بعـد ,العقيدة وإذا كانت املناهج السابقة مسالك لبيانوأن نعمـل دائـام عـىل ,هدهااوجودها وبياهنا حتتاج إىل أن نتع

;فيكون هلا األثر الفاعـل يف نفـس صـاحبها ,تثبيتها يف النفسالسنة النبوية وسائل لتثبيت يف فلذلك نجد يف القرآن الكريم و

.اإليامن يف النفس البرشيةالتذكري بعظمة اهللا ;والوسيلة الكرب لذلك التذكري الدائم

تعاىل وآيات قدرته يف اآلفاق ويف الـنفس حتـى خيشـع القلـب ي ـوالتذكري بأن اهللا مع اإلنسان يراه ويراقبه وحيصـ .ويستسلم

عليه أعامله; ثم حياسبه عليها يوم القيامة حتى تصبح تقو اهللا اء ر ـجزء ال يتجزأ من مشاعر القلب وركيزة ثابتة يف حالة الس

راء ـويف الضـ ,ففي الرساء يذكر اهللا شـاكرا ألنعمـه ;اءوالرض ..يذكر اهللا صابرا ومتطلعا إليه سبحانه ليكشف عنه السوء

قصـص األنبيـاء :ت اإليامنويورد القرآن القصص التي تثب ر ـوأتباعهم من املؤمنني الذين صربوا عىل األذ حتى جاء نص

ا حتى دمر اهللا تعـاىل اهللا; وقصص الكفار الذين كذبوا وعاندووأخريا يرسم القرآن صـورا حمببـة للمـؤمنني .عليهم بكفرهم

ومــا ينتظــرهم مــن اجلــزاء يف اآلخــرة خملــدين يف وصــفاهتم;

Page 65: 247 Dawaat AlHaq

− ٦٢ −

كرهية منفرة للكافرين وصفاهتم وما ينتظرهم ا اجلنات; وصورمن اجلزاء يف اآلخرة خملدين يف النار وما يناهلم من العذاب يوم

ل القرآن يكرر هذه التوجيهات حتـى ترسـخ يف ظي و.. القيامةال القلب مستحرضا عظمة اهللا كأنـه يـراه النفس وحتى يصبح

فتسـتقيم مشـاعره ويسـتقيم سـلوكه . يغفل اإلنسان عن ذكرهويصبح عبدا ربانيا مقربا إىل اهللا يف الدنيا واآلخرة; فريزقـه اهللا

ــه يف اآل ــدنيا; ويمنح ــعادة يف ال ــة والس ــه الطمأنين ــرة جنت خ .F١Eورضوانه

***

F١EאWFFאEE،،F٩٥KE

Page 66: 247 Dawaat AlHaq

− ٦٣ −

ovf¹]êÞ^nÖ] ‘_{{{éÏÃÖ]Ùç{{{ì‚

النبويةاألحاديث والكريمة النصوص القرآنية تضافرت, تدل داللة قاطعة عىل أصول العقيدة اإلسالمية, الرشيفة

فقد جعلها اهللا تعاىل صفات . وهي التي تسمى أركان اإليامن ة والرب, وأمر باإليامن هباللمؤمنني, وبني أهنا هي الطاع الزمة

, وجعل إنكار ركن منها كفرا باهللا تعاىل أمرا مبارشا رصحيا, فكان ذلك كله وجوها تدل عىل وجوب وضالال كبريا

:اإليامن هبا{n m l k j i h go p q

{ z y x w v u t s r| }� ~¡ ¥ ¤ £ ¢z F١E

.

يف بيان وقال G F E D C B } :حقيقة الربH I J K L M N O P

X W V U T S R QY Z [ \ ] ^ _

F١Eא،אW٢٨٥K

Page 67: 247 Dawaat AlHaq

− ٦٤ −

d c b a ` e f hg m l k j n o r q

st w v uzF١E. mß Þ â á àl وقال بصيغة األمر الدال عىل

كن من وجوب اإليامن بأركان العقيدة, مقرتنا ببيان أن الكفر برl k m} :باهللاأركان اإليامن, إنام هو ضالل وكفر

s r q p o n u tz y x w v{ } | _ ~

g f e d c b a `zF٢E.

:قال عمر بن اخلطاب الذي رواهويف حديث جربيل ذات يوم, إذ طلع علينا − ملسو هيلع هللا ىلص −بينام نحن عند رسول اهللا

عليـه رجل شديد بياض ـر الثياب, شديد سواد الشـعر, ال ي ملسو هيلع هللا ىلصأثر السفر, وال يعرفه منا أحد, فأقبل حتى جلس إىل النبي

يـه عـىل فخذيـه, وقـالفأسند ركبتيه إىل ركبتيـه, : ووضـع كفين عن اإلسالم? فقال رسـول اهللا حممد يا اإلسـالم « :ملسو هيلع هللا ىلصأخرب

F١Eא،אW١٧٧K F٢Eאא،W١٣٦K

Page 68: 247 Dawaat AlHaq

− ٦٥ −

ــه إال اهللا, وأن أن ــهد أن ال إل ــول اهللا تش ــدا رس ــيم حمم , وتق البيــت إن الصــالة, وتــؤيت الزكــاة, وتصــوم رمضــان, وحتــج

فعجبنـا لـه, يسـأله : قال. صدقت: فقال» إليه سبيال استطعت قه !ويصد

ين عن اإليامن? قال: قال أن تؤمن باهللا ومالئكتـه, «: فأخرب» وكتبه, ورسله, واليوم اآلخـر, وتـؤمن بالقـدر خـريه ورشه

.صدقت: قالأن تعبد اهللا كأنك تراه, «: أخربين عن اإلحسان? قالف: قال

ما «: قال. فأخربين عن الساعة: قال .»فإن مل تكن تراه فإنه يراك .»املسؤول عنها بأعلم من السائل

يا عمر أتدري «: ثم قال يل. فلبث مليا ,ثم انطلق: قال كم إنه جربيل أتا(( :قال. اهللا ورسوله أعلم: ? قلت»من السائل

. F١E))يعلمكم دينكمإلسالمية ومعاملها, وهي أركان افهذه ستة أصول للعقيدة

. اإليامن وركائزه, التي ال يتم إيامن املرء إال هباص لكل ركن منها مطلبا وفيام يىل إشارات إليها, وأخص

.وجيزا بام يتناسب مع طبيعة هذا البحث

F١E א א א ،א א W١L١١٤،אאאא،W١L٣٦٣٧

אK

Page 69: 247 Dawaat AlHaq

− ٦٦ −

ù]gת¹]ÙæV±^Ãi^eá^μý]

د ا إليامن باهللا تعاىل, خالق الكون وحده ال رشيك له, املتفرباألمر والنهي, واملتصف بصفات العظمة واجلالل, هو أول أركان اإليامن وأعظمها, وعنه تتفرع سائر األركان, ومن ثم

أن ال إله إال اهللا حممد ((أصبحت كلمة التوحيد وهي شهادة ومسائلها; ألنه إذا تشري إىل كل جوانب العقيدة ))رسول اهللا

–حصل اإليامن بمضموهنا عىل الوجه الصحيح استتبع ذلك ات وسمعيات, −قطعا اإليامن بسائر العقائد من إهليات ونبو

فإن الوحدانية تتضمن االعرتاف هللا تعاىل بأنه هو املعبود بحق, ه عن كل نقص; وهو اعرتاف ضمني بأنه جامع لكل كامل, منز

.عبادة إال من كان كذلكإذ ال يستحق الما يتصل هبا, فإن تكذيب الرسل عىل النبوات و وهي تدل

ب تكذيب − عند التحقيق−هو هللا تعاىل ورشك به, ألنه ال يكذبالرسول إال من أنكر معجزاته, وال معنى إلنكار معجزاته إال

.عندئذ حيصل الكفرنكار كوهنا من عند اهللا تعاىل, وإعاىل بالكفر عىل كل من يكفر برسول من وهلذا حكم اهللا ت

:سبحانه الرسل فقال { g f e d c b a

o n m l k j i h

Page 70: 247 Dawaat AlHaq

− ٦٧ −

y x w v u t s r q p{ z| ` _ ~ }z F١E

.

يف دعو الرسالة يستلزم ملسو هيلع هللا ىلصثم إن تصديق الرسول تصديقه يف كل ما جاء به, فتدخل السمعيات وغريها يف

.F٢Eالتوحيد, فيكون التوحيد مجاع الدين كلهيتضمن اإليامن بوجوده سبحانه, اإليامن باهللا تعاىلوف بكل ما و اإليامن بأنه وحده اخلالق املدبر هلذا الكون, املترص

د بالربوبية, وأنه وحده الذي يستحق العبادة فيه, فهو املتفرد باأللوهية, وأنه سبحو د بصفات الطاعة فهو املتفر انه متفر

ىل . الكامل و اجلالل, وأن له األسامء احلسنى والصفات العاألوىل عن وجود اهللا تعاىل, : وهذا ما نخصص له فقرتني

وما يتضمنه هذا −سبحانه وتعاىل− والثانية عن توحيد اهللا .التوحيد :وجود اهللا تعاىل −أوال

منذ أن إنسان; ل يف نفس كمركوزة وجود اهللا تعاىل فطرة : ال يشك عاقل يف ذلك إذ أخذ اهللا امليثاق عىل بني آدم,

F١Eא،אW١٥٠–١٥١K F٢EאW،אאא١٤٢א J

١٤٤K

Page 71: 247 Dawaat AlHaq

− ٦٨ −

{ ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £« ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬

µ¶z F١E. فلم يكن األمر بحاجة إىل وقفة طويلة ملناقشة الكفار واملرشكني وإقامة األدلة عىل وجود اهللا تعاىل, وإنام جاءت

إال أن هذه الفطرة . فكرة الناس عن األلوهيةالرسل لتصحيح تنطمس لسبب ا من األمراض ما جيعلها تنحرف أوقد يصيبه

اج عندئذ إىل أن توقظ من جديد, و هلذا تمن األسباب, فتحللدعوة إىل −عليهم الصالة والسالم − بعث اهللا تعاىل رسله

التوحيد, وأقام من األدلة يف األنفس و اآلفاق ما جيعل هذه الفطرة تعود إىل سابق نقائها وصفائها, وما جيعل املنكر لوجود اهللا تعاىل معرتفا هبذا الوجود املطلق, وعندئذ تتعانق األدلة الرشعية السمعية مع األدلة الكونية والعلمية لتشري كلها إىل هذه

.احلقيقة الكرب يف الوجود, وهي اإليامن باهللا تعاىل وتوحيدهه األدلة وعرضها, لئال نخرج عام أردناه ولن نقف عند هذ

من إجياز يف هذا البحث, وألن الرجوع إىل هذه األدلة يف مصادرها أمر يف غاية اليرس و السهولة, وأصبح يف متناول كل

. دارس

F١Eא،אW١٠K

Page 72: 247 Dawaat AlHaq

− ٦٩ −

تصنيف هذه األدلة إىل نا اإلشارة هنا إىل إمكانية ب وحس :صنفني

ث حخالل الب األدلة التي يمكن الوقوف عليها من )األول(و هي إما أن تدور حول املادة . والتفكري يف الكون أو الطبيعة

برهان اخللق أو : و حتت شعبة املادة دليالن مها. أو حول احلياةو حتت . و برهان الغاية أو القصد والنظام. السببية أو احلدوث

بر هان ظهور احلياة يف املادة, : شعبة احلياة دليالن آخران مها .التناسل بني األحياء لبقاء احلياةوبرهان

األدلة التي هيتدي إليها اإلنسان من خالل النظر و )الثاين(وحتت هذا الصنف دليالن . التفكري يف نفسه وداخل أعامقه

برهان االستكامل أو االستقصاء أو املثل األعىل, و : مهاأيضا .F١Eبرهان األخالق أو وازع الضمري

:واعهوأن الـتـوحيد −ثانيا اعتقاد أن اهللا تعاىل واحد يف ربوبيته, فال رب : التوحيد هو

سواه, وواحد يف ألوهيته, فال يستحق العبادة سواه, وواحد يف أسامئه وصفاته, متفرد بصفات الكامل التي ال تنبغي إال له,

.فال شبيه له وال نظري

F١EאW،אאאK،٩١ J١٠٧K

Page 73: 247 Dawaat AlHaq

− ٧٠ −

و التوحيد ــ بأوسع معانيه وبكل مقتضياته ومستلزماته ــ وقد نطق بذلك القرآن . لذي فطر اهللا تعاىل اخللق عليههو ا

الكريم والسنة النبوية; ففيهام أن اهللا تعاىل خلق اإلنسان مؤمنا بربه, يتجه إليه ــ بفطرته ــ بالطاعة والعبادة, وأن غايته هي

.حتقيق العبودية والتوحيدوبذلك يكون األصل يف البرشية هو التوحيد,فقد كانت

يد اهللا ــ سبحانه ــ وإفراده باأللوهية, والعبودية له قضية توحوحده بال رشيك, واخلضوع له بال منازع هي قضية االعتقاد األوىل واحلقيقية يف مجيع الرساالت الساموية عىل مدار العصور

.والقرونوقد قامت األدلة الرشعية الصحيحة, واألدلة العقلية

ده املنطقية الرصحية تؤيد هذا الواقع وفيام ييل . وتسنده وتؤك :إشارة إىل بعض هذه األدلة

حكى اهللا تعاىل يف القرآن الكريم أن أبا البرشية األول :أوال ــ آدم عليه السالم ــ وذريته كانوا عىل التوحيد, يتبعون منهجا إهليا منزال إليهم من رهبم تبارك وتعاىل, فهم أول البرش,

وبذلك يكون التوحيد سابقا يدينون بالتوحيد اخلالص, :للرشك, وليس تطورا عنه

Page 74: 247 Dawaat AlHaq

− ٧١ −

{D C B AE K J I H G FR Q P O N M L zF١E

وجاء احلديث عن هذا التوحيد وااللتزام بمنهج اهللا تعاىل ورشعه يف القرآن الكريم بام ال مزيد عليه يف الوضوح والبيان,

التوحيد, مل تعرف الرشك يقرر أن البرشية األوىل كانت عىلواالنحراف إال بعد قرون, حينام انحرف القوم عن دين اهللا وتوحيده, فبعث اهللا تعاىل هلم نوحا ــ عليه السالم ــ يدعوهم

.إىل عبادة اهللا تعاىل وحدهإبراهيم وإسامعيل, : ثم تعاقب الرسل واألنبياء مجيعا

الم ــ وإسحاق ويعقوب, وموسى وعيسى ــ عليهم السحيملون دعوة التوحيد إىل أقوامهم, ويعبدوهنم هللا رهبم, وحيملوهنم عىل االلتزام برشعه ومنهاجه, كي تستقيم حياهتم

ــ ملسو هيلع هللا ىلصيف الدنيا واآلخرة, حتى بعث اهللا تعاىل نبينا حممدا ــ :خامتا هلم, جمددا لدعوة التوحيد, داعيا إليها, متمثال هلا

{ ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¬ « ª ©° ¯ ®± ¶ µ ´ ³ ² zF٢E.

F١Eא،אW٣٨ K F٢Eא،אW١٦٢ J١٦٣

Page 75: 247 Dawaat AlHaq

− ٧٢ −

وقد قرر اهللا تعاىل هذه احلقيقة قاعدة عامة إمجالية, يف دعوة كل الرسل ــ عليهم الصالة والسالم ــ بعد أن حكاها تفصيال

:عن كل منهم بطريقة استقرائيةــ فقال { L K J I H G F E D C B A

O N MzF١E

{ l k j i h g f e dn mo v u t s r q p

x w z { | ~ } _ `az F٢E

.

وكلام كان اإلنسان قريبا من النبع كان املاء أكثر صفاء :ثانيا ونقاء, وكلام ابتعد عن النبع وجد املاء أقل صفاء ونقاء, ملا يطرأ

ه من القذ, والشوائب التي تنصب عليه من األذ وما يداخلوهكذا كانت البرشية األوىل عىل الفطرة والتوحيد لقـرب ... فيه

وتضـافرت .. عهدها برهبا تعاىل, ثم اختلطت بعد ذلك الينـابيعالعوامل التي أدت إىل االنحـراف عـن التوحيـد, فكـان ظهـور

.الرشك طارئا بعد ذلك التوحيد, وكان انحرافا عنه

F١E،אאW٢٥K F٢Eאא،W٣٦K

Page 76: 247 Dawaat AlHaq

− ٧٣ −

لو كان هناك تطور حقا ــ كام يقولـون ـــ لكـان مـن :ثالثا الطبيعي واملنطقي أن يكون هذا التطور من الوحدة إىل الكثرة; ألن الواقع يدل عىل ذلك, فأنت عندما تبدأ بالعد واحلساب ــ .مثال ــ تبدأ بالواحد وتنتهي بام بعده من كثرة, وليس العكس

ć†Ö]ćçŞjÖ]í膿Þî×Âù]»…á^èV

فيها ما يكفي للـرد عـىل اتريعـولعل هذه اإلشارات الس , F١Eمزاعم أولئك النفر من الغربيني ومن تابعهم مـن املسـلمني

رية مل تعـرف ـالذين يدرسون تاريخ األديان ويزعمون أن البشعقيدة التوحيد إال بعد أن تطورت ومـرت بمراحـل, فكانـت

ترقــت مــن ذلــك إىل رك وتعــدد اآلهلــة أوال ثــم ـتعــرف الشــالتوحيد, متأثرين يف ذلك بنظرية التطور يف أصل األنواع التـي

, ثم نقلوا الفكرة ذاهتا إىل الـدين, فأصـبحوا »نو دار «ابتدعها .يقولون بالتطور فيه

وقد يظن بعض املسلمني أن يف ذلك ترقيا لإلنسان وتزكيـة ال مـن رية ملـا كانـت يف حــلإلسالم, ألهنم يزعمون أن البشـ

F١E א A ،א

אא@KאאAאא@אאאאאאKKאא

Aא@،אF٤٠EK

Page 77: 247 Dawaat AlHaq

− ٧٤ −

التأخر كانت تعبد آهلة متعددة, وملا ترقت وتقـدمت أصـبحت , فنشــأت ديانــات التوحيــد يظنــون ذلــك . تعبــد إهلــا واحــدا

ويدافعون عنه, مع أنه ــ كام رأينا ــ ينـاقض نصـوص القـرآن .الكريم والسنة النبوية وخيالف الواقع واملنطق والعقل

‚éuçjÖ]Å]çÞ_V

,توحيـد الربوبيـة: أحـدها :أنواعو التوحيد يتضمن ثالثة .توحيد األسامء والصفات: والثالث ,توحيد األلوهية: والثاين

ـ ا أن وهذه قسمة واقعية بيانية للتوحيد, فإن الكـالم فيـه إمد اهللا تعـاىل بـاخللق والـرزق واإلحيـاء يتعلق بالربوبيـة وتفـر

ده سـبحانه واإلماتة والتدبري, وإما أن يتعلـق باأللوهيـة وتفـربذلك, فهو صاحب األمر والنهـي واحلكم, وهو الذي ينبغـي

وصـف بـه ق باما أن يتعلة والعبادة, وإم أن نتجـه إلـيـه بالطاعينبغــي لـه مـن ممـا − ملسو هيلع هللا ىلص −ه نـفـسـه وبـام وصـفه بـه رسـول

.امء احلسنىـى واألسالصفات العظملف كالم األئمة من علامء الس ده يفوأصل هذا التقسيم نج .وهذه كلمة عن كل قسم منها .ه وغريهـامد ن الطربي وابن م ك

بوبيــة) األول( :توحيد الرو هو اعتقاد أن اهللا سبحانه وتعاىل هو وحده رب كل يشء ومالكه, وهو خالق كل يشء, هو خالق العباد ورازقهم, وهو

Page 78: 247 Dawaat AlHaq

− ٧٥ −

د بإجابة حمييهم ومميتهم, وأنه سبحانه النافع الضار, املتفردعاء عند االضطرار, واألمر كله له ــ سبحانه ــ وبيده اخلري ال

ويدخل . كله, وهو عىل كل يشء قدير, ليس له يف ذلك رشيك .اإليامن بالقدر: يف ذلك أيضا

وال أظن عاقال يوقن يف قرارة نفسه بأن هناك خالقا أو را اهللا أن هذا الكون مل خيلقه هلذا الكون غري اهللا سبحانه, أو مدب

سبحانه; فإن الوحدة والتناسق يف نظام هذا الكون دليل عىل .وجود اهللا تعاىل ووحدانيته

íèaäÖðêØÒ»æ‚u]çÖ]äÞ_î×ÂÙ‚iV ه أنظارنا إىل تولذلك جاءت اآليات القرآنية الكريام توج

ه قدرة اهللا سبحانه هذا الكون وتناسقه لتبني لنا أن وراء هذا كل :تهوتعاىل وإراد

{j i h g f e d ck n m l w v u t s r q po b a ` _ ~ } | { z y x

d ce h g fi p o n m l k j y x w v u t s r q

z { | ~ � ¡¢ £ ¤ ¥

Page 79: 247 Dawaat AlHaq

− ٧٦ −

ª © ¨§¦ ¬ « ¯ ®° ² ±³´ µ ¶ ¹ » º

¿ ¾ ½ ¼ Å Ä Ã Â Á ÀÆ Ç È É Ë Ì ÍÎ Ï Ð Ñ

ÓÒ H G F E D C B AI J N M LO T S R Q P

UzF١E. :وقال اهللا تعاىل

{v u z y xw {|} ¢ ¡ � ~zF٢E

. ودعاؤه الذي ملسو هيلع هللا ىلصومن نور هذه املشكاة جاء حديث النبي

أنت, خلقتني وأنا عبدك, أنت ريب ال إله إال اللهم «: يقول فيهما , أعوذ بك من رش وأنا عىل عهدك ووعدك ما استطعت

ر يل, فإنه ال ف صنعت, أبوء لك بنعمتك عيل وأبوء بذنبي, فاغ .F٣E»يغفر الذنوب إال أنت

F١Eא،אW٥٩–٦٤K F٢Eא،אW٧٩K F٣Eאא،אF٦٣٠٦EK

Page 80: 247 Dawaat AlHaq

− ٧٧ −

وتوحيد الربوبية ال يتناىف مع ما جاء من تسمية املالك لليشء ا له, كأن نقول: املترصف فيه .. البيت الدار, أو رب فالن رب : رب

فإن هذا يعني أنه هو صاحب هذا اليشء الذي جعل اهللا تعاىل له التملك والترصف يف ذلك اليشء اململوك, وهو يصلحه حق

وينميه ويتعهده ويقوم برعايته, وال يتناىف ذلك مع كون اهللا فهو إطالق بمعنى . كل يشء ومليكه سبحانه وتعاىل هو رب

., ال بأس به يف الرشع والعقلخاص

íâ^ˉæíÖ^ãq^£ý]V وإذا كان من البداهة والفطرة أن يقر اإلنسان بوجود اهللا سبحانه وتعاىل ووحدانيته ــ عىل ما أسلفنا ــ ألن كل األدلة تدل عىل ذلك, فإنه من السخافة والضاللة واجلهالة أن يغمض

تبرص احلق وهتتدي اإلنسان عينه أو جيعل عليها غشاوة لئالإليه, أو أن يلغي عقله ويطمس عىل بصريته وخيالف فطرته, : فينكر وجود اهللا سبحانه, وينسب اخللق إىل ما أسامه بعضهم

كام يفعل امللحدون .. الطبيعة أو التفاعل الذايت أو املصادفة .وأرضاهبم من السفهاء

íéeçe†Ö]‚éuçjeÙø}ý]àÚ…ç‘V التي اتسعت −اإلحلادية ةاملوج ولئن اضمحلت تلك

إننا ال نزال نجد يف كثري من ف − دائرهتا يف أوربا لظروف خاصة

Page 81: 247 Dawaat AlHaq

− ٧٨ −

. بقاع املسلمني صورا وألوانا من اإلخالل بتوحيد الربوبيةنجدها عند أولئك الذين يزعمون أو يظنون أن أحدا من

عند الصوفية, هلم نوع من .. البرش, كاألقطاب واألبدالفظ القدرة وال ترصف يف هذا الكــون, أو أن هذا الكون حي

أو أن األولياء يف قبورهم يستطيعون أن ينفعوا أحدا ! هبما من حـاجات بشـيء, كالشفاء من املرض, أو تيسري حاجة مالناس, ولذلك تراهــم يطوفون حول قبورهـم, ويدعوهنم من دون اهللا أو مع اهللا, ويستغيثون هبـــم ويستجريون,

..!!يقدمــون هلم النذور والقرابنيووال يبعد عن هؤالء أولئك الذين خيضعون خضوعا تاما ألشياخ الطرق الصوفية ويكونون بني أيدهيم كامليت بني يدي

ازق إن اهللا هو اخلالق الر : فإهنم وإن كانوا يقولون!! الغاسلمل املدبر هلذا الكون املترصف فيه, فواقع حاهلم يشري إىل أهنم

ه, وأهنم يعظمون هؤالء األموات أو ر د روا اهللا حق ق د ق ي !املشايخ أكثر مما يعظمون اهللا تعاىل

نحافظ فلنحذر الوقوع يف أي شائبة من شوائب الرشك, ولعىل هذه العقيدة نقية صافية, وليكن اهللا تعاىل دائام ــ وحده ــ

خليل الرمحن, معبودنا, ولنقل مع أيب األنبياء وجهتنا و :إبراهيم عليه الصالة والسالم

Page 82: 247 Dawaat AlHaq

− ٧٩ −

{yx w v u z {|} ¢ ¡ � ~ z١) (

EêÞ^nÖ]DĆéâçÖ₣ù]Ł‚éuçi{íV إفراد اهللا سبحانه وتعاىل : توحيد األلوهية أو العبودية هوو

ك : بالعبادة, بمعنى بد اهللا سبحانه وتعاىل وحده, وال يرش ع أن يبد معه يف عبادته أحد من ع .خلقه, ألنه وحده املستحق ألن ي

بني عىل إخالص العمل كله والتوجه به هللا سبحانه وهو موتعاىل وحده دون سواه, سواء كان هذا العمل من أعامل

.القلوب أو من أعامل اجلوارحوأساس ذلك أن تعلم أن هناك ألوهية وعبودية, فاهللا

ر, الغني الواسع, العزيز سبحانه وتعاىل هو الرب القوي القاداملتفرد بكل صفات الكامل, .. احلكيم الرازق املحيي املميت

ع, الذي ينبغي أن يتوجه إليه مجيع وهو اإلله احلاكم املرشاخللق بالعبادة, وأما اإلنسان, فهو خملوق هللا سبحانه, وهـو عـاجـز ضـعـيـف, رغـم كـل ما منحه اهللا تعاىل من املواهب

, وهو خاضع عابد بطبعه, إن مل يكن عابدا هللا تعاىل وامللك اتفإنه سيعبد غري اهللا, ويقع يف عبودية غري اهللا تعاىل, فهو إن مل

F١Eא،אW٧٩K

Page 83: 247 Dawaat AlHaq

− ٨٠ −

فالصلة بني العبد وربه تبارك . يكن عبدا هللا كان عبدا لغري اهللاوتعاىل هي صلة العبودية بالربوبية, وحتقيق ذلك يكون

األعامل والقصد, وهو توحيد بالتوجه إىل اهللا تعاىل وحده ب .األلوهية كام سبق بيانه

Page 84: 247 Dawaat AlHaq

− ٨١ −

íéâçÖù]‚éuçi±cìç‚Ö]»áa†ÏÖ]sãßÚV

وقد سلك القرآن الكريم يف بيان حقيقة هذا التوحيد :ولوازمه ومقتضياته مسالك شتى

.فهو قد أمر به مبارشة, كام سبقت اإلشارة إىل ذلك − ١ ورد عليهم ما ادعوه من ثم ناقش شبهات املرشكني − ٢

األسباب التي أوقعتهم يف الرشك, وبني حقيقة الرشك الذي وقع فيه املرشكون, وأنه هو رشك العبادة أو رشك الطاعة

ومن خالل .. واالتباع, والتحليل والتحريم من دون اهللا تعاىلهذه املناقشات رسم القرآن الكريم الصورة الصحيحة

.الصادقة للتوحيدثم ذكر اهللا سبحانه وتعاىل لعباده املؤمنني طريق العبادة − ٣

الصحيحة, التي ينبغي أن يكون املسلم عليها أو يقوم هبا, ر فيام بثه سبحانه من آيات ودالئل تقوده ه نظره إىل التفك ووج

.إىل اخلضوع هللا سبحانهه لعباده املؤمنني − ٤ ثم ذكر سبحانه وتعاىل يف كتابه ما أعد

من صور النعيم والثواب يف اجلنة, ملن حيقق هذا التوحيد, وباملقابل رسم صورة قامتة للعذاب املهني األليم لكل من

.خيالف هذا التوحيد

Page 85: 247 Dawaat AlHaq

− ٨٢ −

‚éuçjÖ]]„âÐéÏ V

وأما حتقيق هذا التوحيد, فإنه يكون بالتوجه هللا تعاىل من وحده, وإفراده بكل أنواع العبادة, والرباءة من كل ما يعبد

دون اهللا, فينبغي أن يتجه بالعبادة كلها له وحده سبحانه, سواء كانت عبادة اعتقادية أو قلبية أو بدنية أو مالية, وأن خيلصها

. كلها هللا سبحانه وتعاىلEoÖ^nÖ]Dl^Ë’Ö]æð^ù]‚éuçiV

أسامء وصفات وصف نفسه هبا يف كتابه وهو اعتقاد أن هللا تعاىل رسوله عليـه نفيا واثباتا فيثبت له ما أثبته له ملسو هيلع هللا ىلصوعىل لسان رسوله

لـيس كمثلـه { ما أثبته لنفسه وينفي عنه مانفاه عن نفسـهوالسالم واحــد يف أســامئه وصــفاته, متفــرد }يشء وهــو الســميع البصــري

.بصفات الكامل التي ال تنبغي إال له, فال شبيه له وال نظريفـإن . وضـع األمـور يف مواضـعها: وإذا كانت احلكمة هي

ــذهن يف هــذا املجــال ــادر إىل ال ــا ينبغــي أن يتب أن اهللا : أول مسبحانه وتعاىل قد أعطى اإلنسـان ووهبـه مجلـة مـن املواهـب ــة, ــم واملعرف ــأدوات العل ده ب ــات, وزو وامللكــات واإلمكانيلتساعده عىل حتقيق وظيفته وغايته يف هذه احليـاة, كـام أراد اهللا

وسـيلة ينبغـي أن تسـتخدم فـيام وكـل أداة أو . سبحانه وتعاىله نفسـه ـف ت له, وإال فإن من يفعل غري ذلك يكون قـد س أعد

.وعقله

Page 86: 247 Dawaat AlHaq

− ٨٣ −

ا? أرأيت إنسانا يستخدم عينه ليتعرف هبا عىل رائحة يشء م ?..أو يستخدم أنفه ليبرص ما أمامه من موجودات

, وكـذلك فـإن إنك لو رأيت من يفعل ذلك حلسبته جمنونـادوات العلم واملعرفـة جمـاال تعمـل فيـه وطاقـة لكل أداة من أ

.حمدودة هلا تتناسب معها ومع قيمتهاولذلك خيطئ كثري من النـاس عنـدما يريـدون أن جيعلـوا

ام يف كل يشء, حتى فيام ال يستطيع العقل أن يعمل ك عقوهلم حفيه أو يفكر, ألنه لو فعل ذلك لن يصل إىل يشء, ألن العقل مل

لق هلذا ال ذي أقحمه صاحبه فيه, وما هو بقادر عىل أن يصل خي .إىل ما يريد

ــه ــب; بحقيقت ــامل الغي ــرف عــىل ع ــو راح اإلنســان يتع فلفهل تراه يصل إىل يشء من العلم بعقله .. وموجوداته وطبيعته

جمردا عن الوحي?ف عليهـا أو لو راح يفكر يف ذات اهللا سبحانه وتعاىل ليتعـر

ق?حييط هبا, فهل يصل إىل احلإن العقل أعجز من أن يستطيع ذلك كله أو بعضه, وكل مـن

يـه والضـياع, وضـل عـن سـواء يف بيـداء الت حاول هذا رضب .اخليبة والندمبإال بعد احلرية والضالل الطريق, ومل يعد

Page 87: 247 Dawaat AlHaq

− ٨٤ −

l^Ë’Ö]æð^ù]íÖ_V فنا بأسامئه احلسنى وصـفاته وقد تكفل سبحانه وتعاىل, فعر

لالعظمى, عن ط ثم عن طريق رسله, علـيهم ,ريق وحيه املنزـــه ــاهللا سبـحـان ـــق ب ــم اخلل ــم أعل ــالم, ألهن ــالة والس الص

L K } : ملسو هيلع هللا ىلصوتـعـالـى, ولـذلك قـال اهللا عـن نبيه حممـد T S R Q P O N MzF١E.

رعية مـن ـويبقى دور العقل هنا أن يتلقـى النصـوص الشـلنصوص من معاين أسامء الرب الوحي ليفهم ما تتضمنه هذه ا

وإذا كان الرب ــ سبحانه وتعـاىل ـــ أعلـم .سبحانه وصفاته, وكـان , ومنهجه أهـد سـبيال بنفسه من خلقه وأصدق قيالرسوله املبلغ عنه كذلك أعلم به, وبام جيب له, وبام يمتنع عليه,

, وهو أقدر الناس عىل بيان ذلك, و أحرصهم عىل من كل أحدخللــق إليــه, فــال جيــوز التعويــل ــــ إذن ــــ يف إثبــات هدايــة ا

نفى, عىل غري الصفات واألسامء هللا سبحانه وتعاىل, أو نفي ما ي .الكتاب والسنة

كتـاب : فاألدلة التي تثبت هبا أسامء اهللا تعاىل وصفاته, هـيالثابتة عنـه, فـال تثبـت أسـامء اهللا ,ملسو هيلع هللا ىلصاهللا تعاىل وسنة رسوله, .اتعاىل وصفاته بغريمه

F١Eאא،W٣–٤K

Page 88: 247 Dawaat AlHaq

− ٨٥ −

l^Ë’Ö]æð^ù]l^fmcíÏè†V تــعاىل لنـفــسه مـن ولذلك يؤمن املؤمن بكل ما أثبتـه اهللا

مـن غـري − ملسو هيلع هللا ىلص −ات, ومـا أثبتـه لـه رسـوله األسامء والصـف .ل, وال تأويلـيف, وال متـثيل, وال تشبيه, وال تـعطيتكـي

قد بلغت الغاية يف وقد بني اهللا تعاىل أن له أسامء حسنىf e d c } :فقال ,جلامل و الكاملاحلسن وا

gh m l k j in q p orzF١E.

, فقـالتليـق بجاللـه وعظمتـه كام بني أن له صـفات عليـاy x w v uzF٢E} :سبحانه وتعاىل

. ما ثبت عن اهللا تعاىل من األسـامء والصـفات, فإنـه ال وكل

, فقد لكذمن ه يشءخلقه, وال يامثلصفات يامثل فيه شيئا من S R QT V U} :قال اهللا سـبحانه وتعـاىل

WzF٣E.

F١Eא،אאW١٨٠K F٢Eא،W٢٠K F٣Eאא،W١١K

Page 89: 247 Dawaat AlHaq

− ٨٦ −

E D C B A } : يف سورة اإلخالص وقال أيضا P O N M L K J I H G F

R QzF١E.

îĆÛŠ¹]»÷܉÷]»Ñ^Ëi]V وحتى لو اتفقت الصفات يف أسامئها, فإن صـفات اهللا تعـاىل

ت املخلـوقني, فاالتفـاق يف األسـامء ال يقتيضـ ختتلف عن صفا , , علـيام ى اهللا تعـاىل نفسـه, حيـا يات, فقد سـم االتفاق يف املسم , , ملكـا , بصـريا , سـميعا , حكـيام , عزيـزا , رحـيام , رؤوفا قديرا

, متكربا , جبارا ى بعـض عبـاده هبـذه األسـامء, .. مؤمنا وقد سم :كقوله تعاىل

{º ½ ¼ » Â Á À ¿ ¾ Ã zF٢E

.

F E D C BG K J I H }: وكقولهO N M LP R QS U Tz F٣E

, وال احلي احلي : ومعلوم .أنه ال يامثل السميع السميع

F١EאW١ J٤K F٢E ،אאW٢K F٣Eא،אW٩٥K

Page 90: 247 Dawaat AlHaq

− ٨٧ −

وصفات اهللا تعاىل هي عىل ما يليق بجالله وعظمته, فليس ه اهللا تعاىل , ألنه ــ ألحد أن ينفي صفة منها بحجة أنه ينز

بزعمه ــ لو أثبت هذه الصفة لكان مشبها له باملخلوقني, مع إن هذه الصفة هللا : أنه يثبت له صفة أخر غريها, وال يقول

سبحانه وتعاىل تشبه صفة املخلوقني, فاهللا سبحانه أخرب عن وهو سبحانه وتعاىل أعلم نفسه بصفات مدح فيها نفسه,

: تعاىلسبحانه و فقالبنفسه, {u ~ } | { z y x w v

e d c b a ` _ h g fl k j im q p o nr t s

v uzF١E.

ـ ة عـىل فهل ألحد أن ينفي شـيئا مـن هـذه الصـفات الدال .الكامل واجلالل?

l]„Ö]»ÙçÏÖ^Òl^Ë’Ö]»ÙçÏÖ]V بحانه إن القول يف صفات اهللا تعـاىل كـالقول يف ذات اهللا سـ

وتعاىل, فإن اهللا سبحانه ليس كمثله يشء يف ذاته, وال يف صـفاته, وال يف أفعاله, فإذا كان له ذات حقيقة ال متاثل الذوات, فالـذات

F١Eא،אאW٥٤K

Page 91: 247 Dawaat AlHaq

− ٨٨ −

.متصفة بصفات حقيقية ال متاثل سائر الصفاتوإذا كانت نصوص الصفات يف ظاهرها معلومة لنا باعتبار

.لكيفية التي هي عليهااملعنى, فهي غري معلومة لنا باعتبار ا˜Ãe»ÙçÏÖ^Òl^Ë’Ö]˜Ãe»ÙçÏÖ]V

: وإذا عرفنا ذلك فإننا ينبغي أن نعرف أصال آخـر وهـو أن, فكـام أننـا جيـب أن القول يف بعض الصفات كالقول يف بعض

, قـادر: نؤمن بأن اهللا سبحانه وتعاىل الـخ .. عليم حكيم, حـيبـة اهللا ورضـاه, وهذه كلها صفات حقيقية, كذلك نؤمن بمح

, فكـام أن حيـاة اهللا تعـاىل ال وغضبه وكراهته, حقيقة ال جمـازا .تشبه حياة املخلوقني

وكام أن علم اهللا سبحانه وتعـاىل ال يشـبه علـم املخلـوقني, ــب اهللا ورضــاه ض ــذلك غ ــبه غضــب .. فك ــذا ال يش ــل ه ك

املخلوقني ورضاهم, فينبغي اإليامن بالصـفات كلهـا عـىل مـا . سبحانه وتعاىليليق باهللا

ط فـيام لـواملـؤمن أعق أنه, وأن يس مـن شـل مـن أن يتـورق فيبحــث الكيفيـة فينبغـي أن يقطـع األمـل يف معرفـة .يتعم

وما أصدق ما قال اإلمام مالـك بـن أنـس رمحـه اهللا, . الكيفية :حني سئل عن االستواء, فقال

Page 92: 247 Dawaat AlHaq

− ٨٩ −

االستواء معلوم, والكيف جمهول, واإليامن به واجب, « .F١E»والسؤال عنه بدعة

ğ]°ÃŠiæíÊiácV

ريعة عن توحيد األسـامء ـوبعد هذه اللمحات املوجزة الس عن عـدد ملسو هيلع هللا ىلصوالصفات, نشري إىل احلديث الذي خيرب فيه النبي

ه األسامء احلسنى ويبرش من حيصـيها بـدخول اجلنـة, فـيام رواإن هللا تســعة : قــال ملسو هيلع هللا ىلصهريرة ريض اهللا عنــه أن رســول اهللا أبــو

, من أحصاها دخل اجلنة , مائة إال واحدا .F٢E»وتسعني اسام°jÖ`ŠÚàÛ–jèoè‚£]æV

أن هللا تعـاىل أسـامء حسـنى, بلغـت الغايـة مـن ):أوالمها(احلسن والكامل, وأن من أحىص منها تسعة وتسعني اسام دخل

ر األسـامء احلسـنى يف هـذا ـاد باحلديث حصـوليس املر. اجلنة

F١E אWAאא@W٢L١٥٠،١٥١א،

Aא@W٢L٣٩٨KאWAא@W١٣L٤٠٦،٤٠٧K F٢EאאW١٣L٣٧٧אאא

א א W٤L٢٠٦٢، א אאא،אKאWAא@W

١١L٢١٤ J٢٢٠،Aא@W٤L١٧٢ J١٧٤K אAאא@F١L٣٢WEא

אאאאא אאK

Page 93: 247 Dawaat AlHaq

− ٩٠ −

العدد, وليس فيه نفي ما عداها من الزيادة عليهـا, وإنـام وقـع التخصيص بالذكر هلذه األسامء ألهنا أشـهر األسـامء, وأبينهـا معاين وأظهرها, وذلك أن الصيغة ليسـت مـن صـيغ احلرصـ

وتـسعـــني ة هللا تسـع إن«الم والقرص, ومجلة قـوله عـليه الســــدة, أو قـضـــي» ســام ا ة واحـــدة ال قضــيتان, جـمـــلة واحـ

من أحصـاها دخـل «: يف قوله» إن«ويكون متام الكالم يف خرب .»اجلنةاإلخبار عـن دخـول اجلنـة بإحصـائها ال اإلخبـار : فاملراد

ها : فهو بمنزلة قولك. بحرص األسامء إن لفالن ألف درهم أعده من الدراهم أكثر من وهذا ال يدل عىل أنه ليس عند. للصدقة

ه فـالن مـن الـدراهم : ألف درهم, وإنام داللته أن الـذي أعـد .للصدقة ألف درهم

…çÚ_oè‚£]îßùÜãËÖ]]„âív‘î×ÂÙ‚èë„Ö]æV : ملسو هيلع هللا ىلصقـال رسـول اهللا :أ ــ حديث عبد اهللا بن مسعود, قال

ن ما قال عبد « ز ك ابـن إين عبـد اللهـم : قط إذا أصابه هم أو حل يف ابن ,كعبد ـد تك, ناصيتي بيدك, ماض يف حكمـك, ع أم

ه يت به نفسك أو أنزلتـاسألك بكل اسم هو لك سم . قضاؤكأو استأثرت بـه يف علـم ,ه أحدا من خلقكأو علمت ,يف كتابك

Page 94: 247 Dawaat AlHaq

− ٩١ −

الء وج بصـريالغيب عندك, أن جتعل القرآن ربيع قلبي ونور .F١E» مههزين وذهاب مهي, إال أذهب اهللاح

ى به نفسه فأظهره ملـن : فجعل أسامءه ثالثة أقسام قسم سمشاء من مالئكته أو غريهم, ومل ينزل به كتابه, وقسم أنـزل بـه كتابه فعرفه عباده, وقسم استأثر به يف علم غيبه فلم يطلع عليه

ر بالتســعة ـوهــذا يــدل عــىل عــدم احلصــ. أحــد مــن خلقــه . والتسعني

: ت أحاديـث أخـر كحـديث الشـفاعةوهبذا املعنى جـاءال «, وحـديث )٢(»فيفتح عيل مـن حمامـده بـام ال أحسـنه اآلن«

.F٣E»أحيص ثناء عليك أنت كام أثنيت عىل نفسكب ــ أن الروايات التي جاء فيها إحصـاء األسـامء التسـعة ,والتســعني متعــددة, ويف بعضــها أســامء ليســت يف األخــر

F١EאAא@W١L٣٩١،٤٥٢א،

F٥٨٩EAאא@אW١L٥٠٩WA אא KK @א W

A א ، א ،א Aא@٥L١٣٦K

F٢Eאא ،א W٦L٢٦٤،٢٦٥،א١L١٨٤،١٨٥K

F٣E،אאW١L٣٥٢K

Page 95: 247 Dawaat AlHaq

− ٩٢ −

ت األسامء يف كل رواية إىل ما وعدهتا تسعة وتسعون, فإذا ضمزاد عليها يف الروايات األخر فإهنا تزيد عن تسـعة وتسـعني

.اسام ج ــ أن أكثر هذه األسامء التي وردت يف الروايات صـفات

.هللا تعاىل, وصفات اهللا ال تتناهى .هي إحصاء هذه األسامء) واملسألة الثانية( :أربعة أوجهيف احلديث ويف معنى اإلحصاء املراد

, يريد :أحدها ها ليسـتوفيها حفظـا : أنه بمعنى العد أنه يعد .é è ç æ zF١E} : فيدعو هبا ربه, كقوله سبحانه

أن يكون اإلحصـاء بمعنـى الطاقـة, كقولـه :الوجه الثاين .Z Y X WzF٢E ] \ }: تعاىلــث و ــه الثال ــل :الوج ــى التعق ــاء بمعن ــون اإلحص أن يك

هـا وآمـن هبـا فيكون معناه أن من عرفها وعقل معاني واملعرفة, .دخل اجلنة

F١Eא،אW٢٨ F٢Eא،אW٢٠K

Page 96: 247 Dawaat AlHaq

− ٩٣ −

أن يقـرأ القـرآن : أن يكون معنى احلـديث :والوجه الرابعفكأنه . حتى خيتمه فيستويف هذه األسامء كلها يف أثناء التالوة

.من حفظ القرآن وقرأه فقد استحق دخول اجلنة: قالاإلحصـاء, ولعل هذه الوجوه كلهـا جمتمعـة هـي املـرادة ب

:فكأهنا مراتب .إحصاء ألفاظها وعددها: ىـاملرتبة األول .فهم معانيها ومدلوهلا: ةـواملرتبة الثاني : دعاؤه سبحانه وتعاىل هبـا, وهـو مرتبتـان: ةـواملرتبة الثالث

دعاء ثناء وعبادة,: إحدامها .دعاء طلب ومسألة: اينـوالث

, فال يثنى عليه س ـىل بحانه إال بأسامئه احلسـنى وصـفاته العوكذلك ال يسأل إال هبا, فيسأل يف كل مطلـوب باسـم يكـون مقتضيا لذلك املطلوب فيكون السـائل متوسـال إليـه سـبحانه

.F١Eبذلك االسم ومتعبدا له به

F١EאWAא@F٢٤ J٣٠E،Aאאא@אW١L١٦٤ J١٦٦،Aאא@Z٣L٣٣٢،

Aא@W١١L٢١٤ J٢٢٨،Aא@W٤L١٧٤،١٧٥،Aא א @ W١L٣٠ J٣٣ ،A א

@ W١٧L٥ ،٦ ،Aאא א א א @ W٣L١٩٩ J٢٠٣،Aא @ W٩L٤٨٢ J٤٨٩،A

אא@אW٥L٧٢،٧٣،Aאאאא@W١L١٢٧،Aא@٣L٥١٦،٥١٧K

Page 97: 247 Dawaat AlHaq

− ٩٤ −

å…^maæl^Ë’Ö]æð^ù]í‰]…sãßÚV ف عىل اهللا تعاىل معرفة صادقة وعندئذ يكون املؤمن قد تعر

من خالل معرفته لألسامء والصفات التي أخربنا اهللا تعاىل هبـا, كي نؤمن هبا وكي نتعرف عىل اهللا مـن خالهلـا, ونـدعوه هبـا,

.ليكون هلا أثرها يف السلوك الفردي واالجتامعي, ال والقوي القـادر الرازق فعندما نتعرف عىل اهللا اخلالق و

.إال لقدرته , و ال نخضعنطلب الرزق إال منه, عندما نتعرف عىل اهللا العليم احلكيم نسلم له األمر كلـه و

.ونوقن بأن كل أمر أو هني إنام جاء حكمة ومصلحة لناوعندما نعرف أنه متفرد باخللق واألمر فإننا نخضع ألمـره

., ال نتحاكم إال لرشعهوحكمهنفوسـنا تقـو وعندما نتعرف عليه سـميعا بصـريا متتلـئ ... ومراقبة −سبحانه–خشية له و

وأما ما وراء ذلك مـن أبحـاث الفالسـفة واملتكلمـني عـن هــذا ,لخإ... الصفات وعالقتها بالذات وكيفية قيامـها بـهـا

ة أقدام كـلـه ممـا ال طائل حتته وال فائدة ترجى منه, بل هو مزل .ة أفهامومضل ظمى أن يثبتنـا نسأل اهللا تعاىل بأسامئه احلسنى وصفاته الع و

.اهلداية عىل احلق و***

Page 98: 247 Dawaat AlHaq

− ٩٥ −

êÞ^nÖ]gת¹]VíÓñø¹^eá^μý] هو الركن الثاين من –عليهم السالم –اإليامن باملالئكة

عىل اإليامن لإليامن باهللا وسابقا جاء تاليا ,أركان اإليامنكام جاء يف سورة البقرة ويف حديث جربيل ,بالكتب والرسل

فال يتم إيامن املرء إال بأن يعتقد اعتقادا –فيام تقدم آنفا –بوجود املالئكة وبام أخرب اهللا تعاىل عنهم من طبيعة جازما

وبام جاء عنهم يف صحيح ,قهم وصفاهتم ووظائفهمل خ جاء ذكره منهم يف القرآن والسنة نؤمن ن فم ,األحاديث النبوية

.ونؤمن بام عداهم إمجاال ,هبم تفصيال لبيان أن اإليامن باملالئكة إنام هو إيامن بالغيب وغني عن ا

اإليامن بالغيب طريقه و .الذي هو أصل العقيدة اإلسالميةفهو ال خيضع حلكم ,عليه النصوص الرشعية واآلثار التي تدل

ن العقل واحلواس مصدران ملعرفة عامل أإذ ;احلواس أو العقل .F١Eمل الغيب, وال جمال هلام للعمل يف عاوالشهادة احلس

ف عىل املالئكة إال اخلرب الصادق وهو الوحي وهلذا فال سبيل للتعر تدل عىل وجودهم, فاملالئكة تتنزل , كام أن هناك آثارا )وسنة قرآنا (

.بالوحي عىل الرسل واألنبياء عليهم الصالة والسالم

F١E א WFF א אא אEE،،F٢١EK

Page 99: 247 Dawaat AlHaq

− ٩٦ −

مستفيضا نا القرآن الكريم والسنة النبوية حديثا ث وقد حد ظائفهم لو وإمجاال ,لطبيعتهم وخلقهم بيانا ;الئكةعن املومن خالل هذا كله ,وعالقتهم بالكون وباإلنسان ,وأعامهلمعىل شبهات املرشكني الذين جعلوا املالئكة رشكاء هللا يأيت الرد

–أو جعلوها ذرية وبنات هللا ,فعبدوها مع اهللا أو من دون اهللاعىل احلديث والبيان فيه رد كام أن هذا –تعاىل اهللا عن ذلك

تصورات الفالسفة وأهل املذاهب املنحرفة يف تصورهم .F١Eللمالئكة بأهنم جمرد عبارة عن تصورات اهللا

ل ما جاء عنهم يف القرآن والسنة بأهنم مويمكن أن نجوهلم ,خملوقات نورانية غيبية قادرة عىل التشكل بأشكال خمتلفة

ظيفتهم يف طاعة اهللا واالمتثال يقومون بو ,قوة وقدرة خارقةفهم ال يعصون اهللا ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ,ألوامره

.وهذه اجلملة املوجزة تتضح بالبيان التايل

F١Eא WFF א אEE ،F١٥٩ J

١٦٠KE

Page 100: 247 Dawaat AlHaq

− ٩٧ −

:صفات املالئكةوأول هذه الصفات هو ما يتعلق بطبيعتهم وخلقهم فقد

−ملسو هيلع هللا ىلص − أن النبي –ريض اهللا عنها –جاء يف حديث عائشة من نار, من مارج لق اجلان املالئكة من نور, وخ لقت خ ((: قال .F١E))لق آدم مما وصف لكموخ

نا هذه املعرفة اإلمجالية عن مادة خلقهم دون البحث ب س وح .يف الكيفية التي ال نملك دليال عليها

و ال يقاسون ,وهم بذلك يتميزون عن عامل اجلن واإلنس ,فون بذكورة وال أنوثةيوص فهم ال ولذلك ,عىل هذين العاملني

الذين عىل مزاعم الكافرين تعاىل ردا اهللا سبحانه وقال فقد :وأهنم بنات اهللا قالوا إن املالئكة إناث

{ ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À

Ê É Ï Î Í Ì Ëz F٢E.

عليه − م إبراهيمفلام قد ,ال يأكلون وال يرشبونوهم من البرش ورة ضيوف ـوقد جاؤوه بص ,هلم الطعام −المـلسا

F١EאאW٤L٢٢٩٤K F٢E א،אW١٤٩ J١٥٢

Page 101: 247 Dawaat AlHaq

− ٩٨ −

{ Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹Ã Ë Ê É È Ç Æ Å Äz F١E

. التمثل بصورة باألشكال املختلفة و عىل التشكل وهلم قدرة

:, كام يف قوله تعاىل يف قصة مريمالبرش { u t s r q p o n

w v xz F٢E.

نصوص كثرية تدل عىل الرشيفة ويف األحاديث النبوية ل هذاقدرهتم عىل , ومنها ما تقدم يف حديث جربيل يف التشك .أول املبحث

: وهلم قدرات وقوة خارقة وأجنحة { w v u t s r q p o

{ z y x| ¢ ¡ � ~ }£ § ¦ ¥ ¤ ¨© z F٣E

.

F١Eא،W٧٠K F٢E א،W١٧K F٣Eא،W١K

Page 102: 247 Dawaat AlHaq

− ٩٩ −

: املالئكة وظائفيقومون بأمر اهللا فيام ,املالئكة عباد هللا تعاىل خاضعون له

وقد أخرب اهللا تعاىل عنهم وبني ;قوا لهل فهم به وفيها خ كل :وظائفهم

q } : فهم يف طاعة وتسبيح وعبادة دائمة ال تنقطع −١t s r u w x y z { | }

¥¤£¢¡�~zF١E. { Á À ¿ ¾ ½ ¼ »z F٢E.

عليهم–وينزلون بالوحي عىل الرسل واألنبياء −٢ :ال اهللا عن ملك الوحي جربيلد قفق −السالم الصالة و

{j i h r q p o n m l ku t s z F٣E

. ووظائف تتعلق باإلنسان, كاالستغفار بأعامل ويقومون −٣

كام يف قوله للمؤمنني وتسجيل أعامل البرش, وقبض أرواحهم, :ىلتعا

F١Eא،אW١٩ J٢٠K F٢Eא،אW٦K F٣Eא،אאW١٩٣ J١٩٥

Page 103: 247 Dawaat AlHaq

− ١٠٠ −

{ © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª

½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´zF١E. Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î } :وقال تعاىل

Ø ×z F٢E.

ثم يف ,ومن أعامهلم أيضا أمور أخر كالنفخ يف الصوريف افرينوتعذيب الك ,يف اجلنة اآلخرة الرتحيب باملؤمنني

,...الناروأعامل أخر تتصل بأمور يف هذا الكون عىل أحد الوجوه يف

.تفسري بعض اآليات الكريمة***

F١Eא،W٧K F٢Eא،אW١١K

Page 104: 247 Dawaat AlHaq

− ١٠١ −

oÖ^nÖ]gת¹]VgjÓÖ^eá^μý] −لة عىل الرسل و األنبياء اإليامن بالكتب الساموية املنز

.هو الركن الثالث من أركان اإليامن − عليهم الصالة والسالمل الكتاب باإليامن باهللا تعاىل منز ارتباطا وثيقا مرتبط وهو .ل الرسولرس وم

الذين −عليهم السالم−ومرتبط كذلك باإليامن بالرسل .أنزل اهللا تعاىل عليهم الكتب

ومرتبـط باإليامن باملالئكـة من النزول بالوحي إىل األنبيـاء .والرسل

كام ,من كتاب إمجاال ما أنزل اهللا تعاىل فيجب أن نؤمن بكل .نؤمن بالكتب التي جاء ذكرها يف القرآن الكريم تفصيال

وقد سبقت اإلشارة ,وقد قامت األدلة عىل هذا الركن .أركان اإليامن وهي جتمع كل ,إليها

والكتب الساموية السابقة التي ذكرها اهللا تعاىل يف القرآن ,واإلنجيل ,الزبور و ,والتوراة ,الكريم هي صحف إبراهيم

P O N M L K J } :فقال اهللا تعاىلR QzF١E

. :وقال عن التوراة التي أنزهلا عىل موسى عليه السالم

F١Eא،אW١٨–١٩K

Page 105: 247 Dawaat AlHaq

− ١٠٢ −

{v u t s r qw z y x} | { b a ` _ ~

h g f ed ci l k jr q p o n ms x w v u t

| { z yz.F١E :الزبور الذي أنزله عىل داود وقال عن

{ B E D C K J I H G FL M N O P Q S R

T U V W X Z [\zF٢E.

:عليه السالم عىل عيسىأنزله وقال عن اإلنجيل الذي { y x w v u t s r q

{ z b a ` _ ~ } |f e d c l k j i h g

n m o q r s t u w x yzF٣E.

F١Eא،אW٤٤K F٢Eא،אW١٦٣K F٣Eא،אW٢٧K

Page 106: 247 Dawaat AlHaq

− ١٠٣ −

صىل −ثم ختم اهللا تعاىل الكتب بالوحي املنزل عىل نبيا حممد z y } } : لفقا ,وهو القرآن الكريم − اهللا علية وسلم

~ } |z F١E. ل املنز الكريم اسم علم عىل القرآن Dz} وأصبح

.− ملسو هيلع هللا ىلص −حممد نبينا عىل سل لة عىل الر ز وجيب اإليامن بالكتب السابقة يف أصوهلا املن

.− عليهم السالم−واألنبياء ,باع والطاعة أو العمل وااللتزام بام فيهاوأما من حيث االت

,بالقرآن الكريم ,من معرفة أن تلك الكتب منسوخة فال بد وذلك لوجوه ,باعها والعمل بام فيها بعد نزولهفال جيوز ات

وإما ,د اليوم أصال أمهها أن تلك الكتب إما أهنا ال توج ,كثريةفهي ليست حمفوظة ,التبديلأهنا قد لعبت هبا أيدي التحريف و

وإن كان ال يعنى أن كل ,فقدنا الثقة بام فيهاوهذا ي ,نزلتكام أ فقت عليه الرشائع ملا ات بل قد نجد أثرا ,ما فيها أصبح باطال

.والرساالتA } :قالف حتريف الكتب السابقةوقد أخرب اهللا تعاىل عن

I H G F E D C B

F١Eא،W٢K

Page 107: 247 Dawaat AlHaq

− ١٠٤ −

U T S R Q P O N M L K J] \ [ Z Y X W V z F١E.

X W }: ونسبوه إىل اهللا تعاىل وهم قد كتبوا كالما b a ` _ ^ ] \ [ Z Y

e d c j i h g n m l kozF٢E.

,كثرية ع أنواعا وتنو ,وصورا ا واختذ هذا التحريف ألوانوحتريف ,فكان منه حتريف ملعاين الكتاب وداللة نصوصه

.F٣Eلبعض ما فيهاالكتامن بأو ,بالزيادة فيها أو النقصان أللفاظهأ وهي ل اهللا تعاىل بحفظه,فقد تكف : أما القرآن الكريم

فهو الكتاب الوحيد الذي نقرؤه كام أنزل عىل .األسباب لذلك .j i h g m l kzF٤E} :− ملسو هيلع هللا ىلص − د نا حمم نبي

:للكتب السابقة عىل ما سبقه وناسخا وجعله مهيمنا

F١Eא،אW٧٨K F٢Eא،אW٧٩K F٣EאFF Wא אא א אEE W٢L٤،

FFא EEא א W٢L٤٢٥ J٦٢٥ ،FFאEEF٩ J٢٤KE

F٤Eא،אW٩K

Page 108: 247 Dawaat AlHaq

− ١٠٥ −

{p o w v u t s r qz y x{ ` _ ~ } |a c b

d e f g hi j k m lzF١E. ,ة والرسالةوآية النبو ,ةمدة املل الرشيعة وع وهو كيل .يةوطريق اهلدا

***

F١Eא،אW٤٨K

Page 109: 247 Dawaat AlHaq

− ١٠٦ −

Äe]†Ö]gת¹]V؉†Ö^eá^μý]

,اإليامن بالرسل واألنبياء هو الركن الرابع من أركان اإليامنفال يتم إيامن املرء حتى يؤمن بجميع ما أرسل اهللا تعاىل من

ويؤمن بمن جاء ذكرهم يف القرآن الكريم ,الرسل إمجاال نهم يف اإليامن ولذلك دون التفريق بي ,والسنة النبوية بأعياهنم

ألن ,باهللا تعاىل وكفرا ,هبم مجيعا كان الكفر بواحد منهم كفرا :قال تعاىل .الذي أرسلهم فيه تكذيبا هللا سبحانه

{À ¿ ¾ ½ ¼ »Á Æ Å Ä Ã Â Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç

Ô Ó Ò Ñ Ù Ø × Ö ÕÚz F١E.

, الرسالة والنبوة ال تعدهلا حاجة أخروحاجة البرش إىلفوننا باهللا سبحانه هم الذين يعر –عليهم السالم–فإن الرسل

فوننا بكيفية العبادة ويعر ,وتعاىل معرفة صحيحة صادقةوهم الذين يقومون برتبية ,باعهواملنهج الذي ينبغي علينا ات

ثايل لتكوين املجتمع امل ,األمة وهتذيب النفوس واألخالقوما من ,وهم القدوة احلسنة واملثال الذي نحتذية ,الفاضل

F١Eאא،W٥٠ J٥١

Page 110: 247 Dawaat AlHaq

− ١٠٧ −

وهبم ,خري يف هذه الدنيا إال وهم سببه والطريق املوصل إليه .تقوم احلجة عىل البرشية

ولذلك اقتضت حكمة اهللا تعاىل أن خيتار من الناس رسال غونه إنزال الوحي الذي يبل بفيتفضل عليهم ,من أنفسهم

ال يناهلا اإلنسان ,النبوة منحة وهبة من اهللا تعاىل ألن ,للناسوإن كانت ال تكون إال ملن علم اهللا أنه ,بكسبه أو تطلعه إليها

.Ç Æ Å Ä ÃzF١E } :لذلكأهل صفون يت − عليهم الصالة والسالم−وهذا يعني أن الرسل عليهم ما أيطر فإهنم وإن كانوا برشا ;بصفات الكامل البرشي

, فقد ل الوحي عليهمولكنهم يتميزون بنز ,أ عىل البرشيطرÙ Ø × Ö } :ملسو هيلع هللا ىلص أخرب اهللا تعاىل عنهم, فقال عن نبيه حممد

ß Þ Ý Ü Û Ú àá ã â ç æ å äî í ì ë ê é èzF٢E.

عن من اخلطأ فيام يوحى إليهم ووقد عصمهم اهللا تعاىل ألهنم القدوة الصاحلة يف كل ,ئر من الذنوبالوقوع يف الكبا

جمال وعىل كل مستو.

F١Eא،אW١٢٤K F٢Eאא،W١١٠K

Page 111: 247 Dawaat AlHaq

− ١٠٨ −

وقد متثلت فيهم األخالق الفاضلة والصفات العالية التي إضافة إىل ,وتدل أيضا عىل صدقهم يف النبوة ,تدل عىل كامهلم

دالئل صدقهم األخر كاملعجزات واإلخبار عمن سيأيت .F١Eالرسالةوغري ذلك من آيات النبوة و ,منهم ويبعث

أن نؤمن بأنه ما من أمة إال :ومن أصول اإليامن بالرسلوأهنم قد جاؤوا كلهم بدين واحد ,وقد بعث اهللا فيها رسوال

ويشمل أصول ,من عند اهللا تعاىل هو اإلسالم بمعناه العام تعاىل ألمر بعبادة اهللا, وأصول الرشائع كااإليامن وأركانه

,والوفاء بالعهود ,األرحام الوالدين وصلة بر و ,وحده .وأصول العبادات...وحتريم اإلثم والبغي

يف تهوإنام الذي خيتلف من دعوة نبي آلخر إنام هو رشيع ويف ,التخفيف والشدة يف بعض األحكامو ,األمر و النهي

ويف صور ,عليه يف رشيعة سابقة يكن منصوصا شموهلا مل .بعض العبادات واألحكام الفرعية

p o r q}: تعاىلقوله هكله يشري إليوهذا z y x w v u t s{ |

F١Eא?Wאא?אאF١٦٧E

?א?F٧١E?،?אא?K،א?אא?אאK

Page 112: 247 Dawaat AlHaq

− ١٠٩ −

` _ ~ }a h g f e d c bi jn m l ko u t s r q p

z y x w v{ } |~ ¡ � ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¨ § z F١E.

م اهت أمه ,تال ع ل إخوة األنبياء (( :ويف احلديث املتفق عليه .F٢E)) هم واحدن ى وديشت

أن نؤمن بام :ومن أصول اإليامن بالرسل عليهم السالمفقد قضت حكمة اهللا تعاىل ,− ملسو هيلع هللا ىلص − نا حممدا اهللا به نبي اختص

فال رسالة بعد ,وإرادته أن ختتم رساالت السامء برسالته« ¼ ½ ¾ ¿ º ¹} :هرسالته وال نبي بعد

Ä Ã Â Á ÀÅ Ê É È Ç ÆzF٣EK عىل لت ض ف (( :− ملسو هيلع هللا ىلص −رسول اهللا صحيح قال الويف

,عببالر رصت ون ,مل ع الك وام ج عطيت أ :األنبياء بست ,ومسجدا طهورا لت يل األرض ع وج ,يل الغنائم ت حل وأ .F٤E ))ونالنبي يبم ت وخ ,ةق كاف إىل اخلل رسلت وأ

F١Eא،אW٤٨K F٢E א א W٦L٤٧٨، אW

٤L١٨٤٧K F٣Eא،אאW٤٠K F٤EאW١L٣٧١K

Page 113: 247 Dawaat AlHaq

− ١١٠ −

يلبن ق م األنبياء ل ث يل وم ث م (( :سالمعليه الصالة وال وقال ن زاوية نة م ب له إال موضع ل ه وأمج سن فأح ,بنى بيتا ل رجل ث كم

:ويقولون ,له عجبون وي ,يطوفون به اس فجعل الن ,من زواياه .F١E ))نيي م النبخات نة وأنا ب الل ? فأنا هذه اللبنة ضعت و هال

–عليه الصالة والسالم –ون دعوته وهذا يقتيض أن تكوإنام ,للناس مجيعا ال ختاطب أقواما بأعياهنم وال جنسا بذاتهفقال ,يتوجه فيها اخلطاب للناس مجيعا اإلنسانية العامة

:فيام أمره بالبالغ− ملسو هيلع هللا ىلص − سبحانه وتعاىل عىل لسان نبيه { z y x w v u t s r

~ } | {� £ ¢ ¡ ¦ ¥ ¤§ ¨© ª ® ¬ « ¯ ° ±

´ ³ ²z F٢E. :فقال ,للعاملني مجيعا نذيرا جعل اهللا القرآن ولذلك

{¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤zF٣E. وأكمل اهللا تعاىل هذه الرسالة وأتم هبا النعمة ورضيها لنا

k } :فقال سبحانه ,وجعلها ظاهرة عىل األديان كلها ,دينا

F١EאאW٦L٥٥٨،אW٤L١٧٩٠K F٢Eא،אאW١٥٨K F٣Eא،אW١K

Page 114: 247 Dawaat AlHaq

− ١١١ −

n m l t s r q p ouv z F١E .

فإنه ,سو اإلسالم يقبل اهللا تعاىل من الناس دينا وهلذا الالذي نسخ به سائر والدين احلق ,للناسة كلمة اهللا األخري

:فقال سبحانه .F٢Eوجعله مهيمنا عليها ,األديان{ i h g f e d c b a ` _

k jzF٣E. ل تعاىل بحفظ هذا الدين عندما تكف ل اهللاولذلك تكف

:فقال ,عىل نبيه صىل اهللا علية وسلم لة وحيا بحفظ أصوله املنز { m l k j i h gzF٤E.

***

F١Eא،אW٣K F٢EאWFFאאאEEK

F٥٤–٦٠KE F٣Eא،אW٨٥K F٤Eא،אW٩K

Page 115: 247 Dawaat AlHaq

− ١١٢ −

‹Ú^¤]gת¹]V†}û]ÝçéÖ^eá^μý]

وما يتضمنه ,أو احلياة بعد املوت ,إن اإليامن باليوم اآلخروعقيدة ,ركن من أركان اإليامن ,هبامن أمور جيب التصديق

جاءت مقرتنة باإليامن باهللا تعاىل مرتبطة به ,من عقائد اإلسالم كقولة تعاىل ,يف كثري من اآليات الكريمة واألحاديث الرشيفة

{PON M Lz F١EK اجلازم بأن هذه التصديق :ويتضمن اإليامن باليوم اآلخر

ل فيها هذا ويتبد ,اخلالئقاحلياة الدنيا هلا هناية تنتهي فيها حيث ينتهي أجل ,عرف ذلك بيوم القيامةوي .النظام الكوين

ثم يبعث اهللا ,ةفتبدأ مرحلة احلياة الربزخي ,اإلنسان باملوتتعاىل الناس من قبورهم وجيمعهم للحساب عىل ما عملوه من

و ويتحدد مصري اإلنسان عندئذ إما إىل جنة أبدا ,خري أو رشدار ةوذلك أن احلياة الدنيا دار االبتالء واآلخر ,ىل نار أبدا إما إ

.احلساب واجلزاءة عىل وجوب اإليامن ة والعقلي وقد قامت األدلة النقلي

,ونجد يف كتاب اهللا تعاىل آيات كثرية ,بالبعث وباليوم اآلخرتتحدث عن اليوم اآلخر والنشأة ,وبخاصة يف السور املكية

F١Eא،אW١٧٧K

Page 116: 247 Dawaat AlHaq

− ١١٣ −

عىل النشأة النشأة األوىل واخللق األول دليال وجتعل ,ةاآلخر :كقوله تعاىل ,اآلخرة

{x w v u { z y| _ ~ } j i h g f e d c b a `

kl q p o n mz F١E. ,ر عىل اخللق يف املرة األوىل فهو عىل اإلعادة أقدرومن قد

قدرته يف اخللق وآيات ,ء قديريش وهو سبحانه وتعاىل عىل كل :ه عىل اإلعادةقدرت دليل

{h g f e di n m l k jv u t s r q p ow z y x

{zF٢E. أو أن ,وال جيوز يف حكم العقل أن تكون هذه احلياة عبثا

فإن ,حياسب عىل أعامله وال جياز ال ,ديرتك اإلنسان س وهلذا ,واهللا سبحانه وتعاىل عادل حكيم , مع العدلذلك يتناىف~ � ¡ ¢ £ ¤ ¥ } :قال سبحانه

¦z F٣E.

F١E א،אW١٨–١٩K F٢E א،W٧٨–٧٩K F٣Eא،אW١١٥K

Page 117: 247 Dawaat AlHaq

− ١١٤ −

أن ينتهي الكافرون و :وهل يستوي يف حكم العقل أيضا ¾ ¿ } :املؤمنون إىل هناية واحدة ال يتاميزون فيها

Å Ä Ã Â Á Àz F١E. :عىل اإليامن بالبعث واحلسابومن أعظم األدلة وأوضحها

فالنبات ,هلا دورات متعاقبة من احلياة يف الوجود خملوقات أن حتى يصبح ذرات متفرقة ل ح م ل ويض بثم يذ ,يظهر وينمو

يظهر فيه ثم يكون موسم ,ختتلط بالرتاب حتى ال يعرففلامذا ال يكون شأن البرش كذلك مع .ة أخرالنبات كر

? الزمنية الدورةهذه الفارق يف مدةوإذا كان اهللا اخلالق قد خلق اإلنسان يف مراحل عديدة

فلامذا ال خيلقه ,هرما كان نطفة إىل أن أصبح شيخا متعاقبة مذ يف مرحلة تالية بعد موته وجيعله يف مرحلة بعد تلك املراحل ?

,يف القرآن الكريم يف مواطن كثريةلقد تكررت هذه املعاين :قال اهللا تعاىل .هذه اآليات الكريمة من سورة احلج من ذلكف

{_ ~ } | f e d c b a `j i h g r q p o n m l ku t sv ~ } | { z y x w

¥ ¤ £ ¢ ¡ �¦ ¨ §

F١Eא،אW٣٥–٣٦K

Page 118: 247 Dawaat AlHaq

− ١١٥ −

³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª ©¶ µ ´¸ ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹

 Á À Ç Æ Å Ä Ã C B A P O NM L K J I H G F E D

Z Y X W V U T S R Qz )١(. التفكري يف ما يتضمنه اإليامن باليوم اآلخر جيعل وإن

اإلنسان عىل ثقة تامة بأن هذه العقيدة التي نؤمن هبا هي أقرب عن ,عقائد التي توجد اليوم يف الدنيامن بني مجيع ال ,إىل العقل

أو ,وليس فيها يشء خيالف العقل ,حياة اإلنسان بعد موته .يكون من املستحيل وجوده

وهو − ملسو هيلع هللا ىلص −د غنا عىل لسان حمم ثم إذا كان هذا األمر قد بل وفيه اخلري كل اخلري ,يف صدقه وأمانته وعفافه حيث قد عرفنا

نرتاب وال يقتيض أن ,ن نؤمن بهالعقل يقتيض أ فإن ,ألنفسنا .فيه من غري حجة وال برهان

وإن اآلثار الكبرية يف حياة الفرد واجلامعة التي ترتتب عىل آخر عىل أمهية شاهد ل ,اإليامن باليوم اآلخر واحلساب واجلزاء

.هذا اإليامن

F١Eא،אW٥–٧ K

Page 119: 247 Dawaat AlHaq

− ١١٦ −

Œ^ŠÖ]gת¹]V…‚ÏÖ^eá^μý]

فال يتم اإليامن حتى ,اإليامن بالقدر ركن من أركان اإليامنوأنه ال يكون ,أنه من عند اهللا تعاىلوه ه ورش ر خري يؤمن بالقد

.تعاىل ره اهللايشء يف هذا الكون إال ما قد كل فيه نسبة وهو يف حقيقته يعود إىل اإليامن باهللا تعاىل, ألن

وفيه . وهذا مقتىض اإليامن باهللا وتوحيده ,األحداث إىل اهللا تعاىلما أخطأه مل يكن ما أصابه مل يكن ليخطئه وأن علم اإلنسان أن ي

. ليصيبهالنبوية تدل عىل األحاديث وجاءت النصوص القرآنية و

:كقوله تعاىل ,وجوب اإليامن بالقدر { ª © § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �

° ® ¬ «± ¹ ¶ µ ³ ²½ ¼ » º ¾ À ¿Á Æ Å Ä Ã

ÈÇz)١(. كام يف حديث جربيل ,وتواردت األحاديث النبوية يف ذلك

ر د شئ بق كل (( :− ريض اهللا عنهام− وحديث ابن عمر ,السابق .)٢())حتى العجز والكيس

F١Eאא،W٢٢–٢٣K F٢EאFW٤L٢٠٤٥KE

Page 120: 247 Dawaat AlHaq

− ١١٧ −

ر هو السنن القد عليه آيات القرآن الكريم أن والذي تدل ,ذي سلكه بهوالنظام ال ,ها اهللا تعاىل هلذا الكونالتي سن

لق كل ما فيه قد خ وأن ,ه عليهاوالقوانني الطبيعية التي سري فام من موجود إال وقدر قبل ,ب حمددةس ون ,بمقادير معينة

.F١Eفكان كام قدره اهللا ,إجياده مقداره منذ األزلهو علم در فالق القضاء والقدر, وعندئذ : ولذلك يقال أيضا

, أزليا يه املخلوقات يف املستقبل علام اهللا تعاىل بام تكون عل: وهو أيضا .والقضاء هو إجياد هذه األشياء كام علمها اهللا تعاىل

أن تعلم أن ما أصابك مل يكن ليخطئك, وما أخطأك مل يكن .ليصيبك, كام جاء ذلك يف مجلة أحاديث عن عدد من الصحابة

gi]†ÚÄe…_î×ÂØÛjè…‚ÏÖ^eá^μý]æV

وهي اإليامن بعلم اهللا علام أزليا حميطا بجميع :)األوىل( .فال يعزب عنه مثقال ذرة يف السموات و ال يف األرض ,خلقه

اإليامن بأن اهللا تعاىل كتب مقادير اخللق يف :)الثانية(و . اللوح املحفوظ

فام ,اإليامن بمشيئة اهللا النافذة وقدرته الشاملة:)الثالثة(و .أ مل يكنشاء اهللا كان وما مل يش

F١Eא?Wא?F١٥١ J١٥٢?Eא

א?،F١٥٣KE

Page 121: 247 Dawaat AlHaq

− ١١٨ −

خالق ال ,اإليامن بأن اهللا تعاىل خالق كل يشء :)الرابعة(و .غريه وال رب سواه

نا ب س وقد جاء النهي عن اخلوض يف القدر والتعمق فيه, فح هنا اإلشارة إىل أن اإليامن بالقضاء والقدر ال يعني االستسالم

ب اإلنسان, للعجز والكسل, وال إلقاء اللوم عىل املقادير فيام يصيايص وإنام هو حافز قوي عوال االحتجاج به عىل ما يفعله من م

قوع وللعمل الصالح واإلقدام عىل عظائم األمور, وعصمة من ال .يف الوهن واجلزع عند حلول املصائب

ر مويف القرآن الكريم بيان ملشيئة اهللا تعاىل املطلقة حيث يرد األدة ان من مشيئة وإرادة مقي ا لإلنسمبيان و كله إىل اهللا تعاىل,

فهناك أمور حتدث بمحض ;ضمن مشيئة اهللا تعاىل وقدرتهالعليا وفق املشيئة اإلهلية وحدها, ال إرادة لإلنسان فيها, ةالقدر

وهي ليست حمل مؤاخذة وال مسؤولية, وهناك أمور يقوم هبا .اإلنسان بإرادته واختياره وهذه موضع املسؤولية

القضاء والقدر يف كل وقائع احلياة وأحداثها,وعىل هذا جيري ألنه هو اخلطة التي قدرها اهللا للمخلوقات قبل خلقها وتلك السنن

.F١Eالتي أجراها عليها وفق صفة العلم اإلهلي والقدرة واإلرادة

F١EאFF Wא א EE א ١L٣٢٠

FFא EE אF١١٣ J١٤٢E،FFא EEF١٢٢٦E א א ،FF

EE،FFאאEEKKאאK

Page 122: 247 Dawaat AlHaq

− ١١٩ −

ovf¹]oÖ^nÖ] íéÚø‰ý]ì‚éÏÃÖ]“ñ^’}

هــذه مــنهج القــرآن الكــريم يف بيــان نــا إىل حوبعــد أن أملعقيدة, التي هدانا اهللا تعـاىل إليهـا وأكرمنـا هبـا ـــ بـام نظنـه ال

ــ أصبح بإمكاننا أن نستخلص بحث املوجزمتناسبا مع هذا البه من الصفات أو القابليـات التـي متيزهـا عـن أهم ما ختتص

د كياهنـا غريها من العقائد واملـذاهب, وترسـم معاملهـا وحتـدىل يشء من اآلثار التي ترتتـب ريعة إـاملستقل, مع اإلشارة الس

.F١Eعىل هذه اخلصائصيمكـن أن نـرد إليهـا ونجتزئ هنا بأهم هذه اخلصائص, إذ

ويمكن أن نضيف إليها خصـائص , سائر اخلصائص األخرونجعل ذلك . غريها, فاألمر يتعلق بقضية اصطالحية فحسب

.مطالبمخسة يف

F١Eא،

א א ،א אAאא@K

Page 123: 247 Dawaat AlHaq

− ١٢٠ −

Ùæù]gת¹]VíĆéËéÎçjÖ]EíĆéÞ^Će†Ö]D دها وبينها, وبلغها فهي عقيدة يوقف هبا عند احلدود التي حد

, فال جمال فيها لزيادة أو نقصـان أو تعـديل أو تبـديل; ملسو هيلع هللا ىلصالنبي ذلك أن العقيدة اإلسالمية ربانية املصدر, موحى هبا من عند اهللا

ـــ ) الكتـاب والسـنة(تعاىل, فال تستمد أصوهلا من غري الوحي .ــ» مصادر العقيدة«ا إليه يف فقرة سابقة عن عىل ما أرشن

وهذه اخلاصية للعقيدة اإلسـالمية متيزهـا عـن غريهـا مـن املعتقدات الوثنية التـي تنشـئها املشـاعر واألخيلـة واألوهـام

كـام أهنـا متيزهـا عـن . والتصورات البرشية مـن تلقـاء نفسـهايـد العقائد الساموية يف صورهتا األخرية التي آلـت إليهـا عـىلو فيهـا ااألتباع بام أضافوه إليها, وبام حـذفوه منهـا, وبـام غـري

لوا, حسب ما أملته عليهم أهواؤهم وشهواهتم ورغبـاهتم وبدرية, فتحولت تلك الديانات والعقائد ـالذاتية ومصاحلهم البش

.F١Eإىل ديانات وثنية

F١EאFFאWEEKאF١٠١E،FFאא

א EE אF٤١ E K ،א א א FF א

אא EE F٢٩E، FFא WאEE،F٩٠ J١٦٠E،Aאא

אא א@،א،F٩E، אAא א אא @،

Page 124: 247 Dawaat AlHaq

− ١٢١ −

) العقيـدة(وينص املصدر اإلهلي الذي جاءنا هبذا التصور «هبة لإلنسان ,لقرآن الكريم ــ عىل أنه كله من عند اهللاــ وهو ا

من لدنه, ورمحة له من عنده, وأن الفكر البرشي ــ ممثال ابتداء , أو فكر الرسل كلهم, باعتبار أهنـم مجيعـا ملسو هيلع هللا ىلصيف فكر الرسول

اه وإنام تلق ,أرسلوا هبذا التصور يف أصله ــ مل يشارك يف إنشائه, ليهتدي به وهي .ديتلقيا

.وأن اهلداية عطية من اهللا كذلك, يرشح هلا الصدور وأن وظيفة الرسول ــ أي رسول ــ يف شأن هذا التصور, هي

جمرد النقل الدقيق, والتبليغ األمني; وعدم خلـط الـوحي الـذي ري ـــ أو كـام يسـميه اهللا ـيوحى إليه من عند اهللا بأي تفكري بشـ

الصدور لـه, فـأمر خـارج أما هداية القلوب به, ورشح ! باهلو :)١(»عن اختصاص الرسول; ومرده إىل اهللا وحده يف النهاية

{F E D C B AG I H M L K JW V U T S R Q P O NX Z Y

g f e d c b a ` _ ^ ] \ [hi j k n m lz)٢(.

Aא @ ،א אא א א A א

אא @אא KAא@،Aא@KאאK

F١EAאא@،F٥٢KE F٢Eאא،W٥٢ J٥٣K

Page 125: 247 Dawaat AlHaq

− ١٢٢ −

{H G F E D C B A L K J I T S R Q P O N Mz)١(.

الفريد يف عصمة األمـة عـن اخلطـأ وهذه اخلاصية هلا أثرهاذلك و. والزلل واالنحراف, وعن االضطراب يف فهم العقيدة

ألهنا ترجع إىل مصدر موثوق ال يأتيه الباطل من بني يديـه وال .هوهو الوحي الذي تكفل اهللا تعاىل بحفظ. من خلفه

كام أهنا ضامنة لتوحيد كلمة األمة عىل منهج واحد وتصـور واحد, عندما تلتقي عىل هذا الوحي اإلهلي بام فيه من مـوازين

.ال تضطرب وال تتأرجح وال تتأثر باهلو والدوافع الذاتية***

F١Eאא،W١–٤K

Page 126: 247 Dawaat AlHaq

− ١٢٣ −

޹]×êÞ^nÖ]gVíĆéféÇÖ]

تقوم العقيدة اإلسالمية عىل اإليامن بأصـول ال ختضـع للحـس وهــو . رش أو غري املبـارش, وإنـام تقـع يف جمـال عـامل الغــيــباملبا

.الـعـالـم الـذي غـاب عـن حـواسـنا وال تقتضيه بداهة العقولفاإليامن باهللا ــ سبحانه وتعاىل ـــ هـو إيـامن بالغيـب, ألن

واإليامن بـاآلخرة ومـا . ذات اهللا تعاىل غيب بالقياس إىل البرشبالغيـب, واإليـامن باملالئكـة إيـامن يتصل به, هو كذلك إيامنكل هذا غيب يؤمن به املؤمن الذي ... بالغيب واإليامن بالقدر

ين } :يريد اهلداية تقني الذ م لل د يب فيه ه لك الكتاب ال ر ذيب نون بالغ م ؤ .)١(z ي

عليها, واإليامن بالغيب نزعة فطرية, فطر اهللا تعاىل اإلنسان ـر ال ينكرها إال جاحد قارص العقل والعلم, ولذلك فـإن التنكلعلم الغيب من قبل املاديني, يبـدو يف مفهـوم العلـم احلـديث

, ا عن العلم واحلق العلم املـادي ن إنفسه جهال وضالال وبعدال يستطيع أن حيكم عىل عامل الغيب, ألنه خارج عن جماله, فال

ا أو ألنـه غـري −علميا–جيوز إنكار يشء ألجل أنه مغيـب عنـوكم من األمور التي . حمس بحواسنا, أو ألنه غري قابل للتفسري

F١Eאא،W٢،٣K

Page 127: 247 Dawaat AlHaq

− ١٢٤ −

وهنا بالتسليم وهم مل اها الناس بعامة و العلامء بخاصة, يتلق يتلقوها .)١(يروها ومل حيس

ولذلك فإن كل ما تدعو إليه العقيدة اإلسالمية وتقوم عليه غري متناقضة مع العقـل, ولـيس عنـده الغيبية من هذه األمور

وسيلة إلنكارها والتكذيب بوجودها, وليس فيها يشء يضطر رحلـة مـن ماإلنسان إىل رفضه والـتخيل عنـه بعـد بلوغـه أي

بل الذي يقتضيه العقل عـىل . مراحل االرتقاء العقيل والعلميأمـا .. أهنا هي الصواب الـذي ال يشـوبه اخلطـأ: خالف ذلك

فهام مرهتنـان ) املغيبات(امن والتصديق هبذه األمور الغيبية اإليوكل ما للعقـل الـدخول . بطمأنينة الضمري وشهادة الوجدان

ا للعقـل, يف شأهنام هو أن األمور التي يكون التصديق هبا خمالفا يقوم بشأهنا بني العقل و الوجدان وال يكون إيـامن فإن رصاع

ا ما األمور التي ال يكون التصديق هبا وأ. اإلنسان هبا إال ضعيفخمالفا للقياس العقيل أو التي يساعد العقل عىل التصـديق هبـا,

ي اإليـامن فإن الضمري يزداد طمأنينة يف ا يقـو شأهنا, وذلك ممـا .)٢(ويزيده أصالة ورسوخ

F١E אFF Wא א א א EE ، K

،F٥٧ J٦٤KE F٢E אFF W א א EEא

،אF١١٦ J١١٧KE

Page 128: 247 Dawaat AlHaq

− ١٢٥ −

ولذلك فإن الطريق إىل معرفة عامل الغيب والتصديق به إنـام ق الذي يأتينا عن طريق الـوحي, يكون عن طريق اخلرب الصاد

عن طريـق اآلثـار التـي تـدل عليـه, كـام أن الفطـرة نكام يكو .)١(لسليمة تتلقى ذلك بالتسليم و التصديقا

وهذه اخلاصـية للعقيـدة اإلسـالمية متيزهـا عـن املـذاهب الفكرية املادية التي تتنكر للغيب وال تـؤمن إال بـام تقـع عليـه

سية, عىل ما ذهب إليـه املـذهب احلواس, وخيضع للتجربة احلف بـه الفيلسـوف االسـكتلندي ـر الوضعي التجريبي الذي ع

كــام أن . )٢(والــذي نشــأت عنــه الفلســفة الوضــعية» ومهيــ«أيضا يـذهب إىل أنـه ال يشء يتحقـق يف عقيـدة » ولرماكس م «

.)٣(اإلنسان ما مل يكن قد أتى من قبل عن طريق حواسهوكــل مــذهب مــادي (وريب, وبــذلك يكــون اإلنســان األ

قد سـجن نفسـه بطريقـة حتكميـة يف حـدود حواسـه ) كذلك .)٤(اخلمس, منذ عهد النهضة األوروبية

F١EאFFWאאEE،،F٣٧KE F٢E א א א WAא א א

א @ א F٢٣٣ J٢٣٧E ،A،אאא@،K،אאF٨٤ J

٨٦E،AאW@،K،אאF٣٧٧ J٣٨٠KE F٣E FFא@K،אF٧٠،٧١KE F٤EAא @ ، א K

אF١٦٢EK

Page 129: 247 Dawaat AlHaq

− ١٢٦ −

الضـخمة يف هذه اخلاصية للعقيدة اإلسالمية هلا آثارهاكام أن حياة اإلنسان, فاإليامن بالغيب ارتقاء باإلنسان إىل املستو الذي

وقات التي ال تدرك إال ما تدركـه يليق بإنسانيته ويميزه عن املخلوهو ــ كذلك ــ سبيل للتقدم العلمي وسعة األفق يف . بحواسها

وفيه ضامنة أكيدة الستقامة نفـس املـؤمن ونظافـة . النظر والفكرسلوكه, عندما يشعر برقابة اهللا تعاىل عليه, وأنـه ـــ سـبحانه ـــ

إىل مرتبـة يعلم الرس وأخفى, فهو يعبـد اهللا كأنـه يـراه, فريتقـي .»اإلحسان«

ومن هنا كانت األحكام الدينيـة ضـابطا لسـلوك اإلنسـان وهـذا مـا ) الوجـدان(املؤمن, وطريقا لتنمية الوازع الـداخيل

تـفـتــقـده املذاهـب والقـوانــني الـبـرشية الـتــي ال تسـتطيع ولعل يف هذا إشـارة إىل احلكمـة . أن تضبط إال األمور الظاهرية

.ألحكام الترشيعية بتقو اهللا تعاىل وباخلوف من عقابهمن ربط ا

Page 130: 247 Dawaat AlHaq

− ١٢٧ −

oÖ^nÖ]gת¹]VÖ]{{{{ÙçÛ

وهذه اخلاصية نجـدها بـارزة واضـحة يف اإلسـالم الـذي , فهو دين شامل كامل, مل يرتك جانبا من رضيه اهللا تعاىل لنا دينا جوانب احلياة الفردية واالجتامعية إال وقد نظمه تنظـيام دقيقـا شامال جلميع النواحي, يبتعد به عن النظرة التجزيئية القـارصة التي تر فيها األشياء أجزاء وتفاريق جلوانب موزعة من يشء

.أصله متكامل مرتابطه حياة اإلنسـان وتصـ فاته, فاإلسالم يتضمن عقيدة توج ـر

عبادة حتدد صلته باهللا تعاىل وباحلياة و األحياء و الكـون مـن وام يتضــمن أخالقــا طيبــة فاضــلة وســلوكا محيــدا يف حلــه, كــ

التعامل, ورشيعة تـنظم أمـور اإلنسـان يف معامالتـه و حياتـه الفردية واألرسية و االجتامعية, كام تنظم عالقة األمـة بغريهـا

من األمم األخر . هلذا الشـمول العـام ساسـ كأولذلك فإن العقيدة اإلسالمية

فيام تقوم عليـه مـن أركـان اإليـامن ـ عقيدة شاملةيف اإلسالم وقواعده وما يتفرع عن ذلك, وشاملة يف نظرهتا للوجود كلـه, فنا عـىل اهللا والكـون واحليـاة واإلنسـان معرفـة صـحيحة تعر

.شاملة

Page 131: 247 Dawaat AlHaq

− ١٢٨ −

:وتتمثل خاصية الشمول هذه يف صور شتىبنشـأته : رد هذا الوجود كلـه: إحد هذه الصور وأكربها

, وحركته ب عد نشأته, وكل انبثاقة فيه, وكـل تغـري وكـل ابتداءإىل إرادة الـذات ..ريفه,ـتطور, و اهليمنة عليـه وتـدبريه وتصـ

ر ..ولكل يشء فيهاإلهلية املطلقة املشيئة, املبدعة هلذا الكون بقدـه اإلرادة وآيـات الكتـاب الكـريم كلهـا ..خاص وبمجرد توج

.شاهد ناطق بذلك كلهصية الشمول, تبـدو يف احلـديث وصورة أخر من صور خا

عن حقيقـة العبوديـة وخصائصـها وصـفاهتا, ممثلـة يف عبوديـة الكــون واحليــاة واإلنســان, فيبــني طبيعتهــا ونشــأهتا وأحواهلــا

ويـربط . وعالقتها فيام بينها, ثم عالقتها باحلقيقة اإلهلية الكـربقي بني جمموع تلك احلقائق من مجيع جوانبه, يف تصور واحد منط

فطري, يتعامل مع بدهية اإلنسان وفكره ووجدانه, ومع جممـوع وهـذا أمـر بـني واضـح, و . ر وسـهولةـالكينونة البرشية يف يسـ

.اآليات الكريمة يف ذلك كثريةأن : وصورة ثالثة من صور الشمول يف العقيـدة اإلسـالمية

احلديث عن تلك احلقائق الكلية السابقة يف العقيدة, إنام يأيت يفالقرآن بأسلوب خياطب فيه الكينونة اإلنسـانية بكـل جوانبهـا وبكل أشواقها, وبكل حاجاهتا واجتاهاهتـا, ويردهـا إىل جهـة

ألهنا خالقة كل ..واحدة تتعامل معها, وتتوجه إليها بكل يشء

Page 132: 247 Dawaat AlHaq

− ١٢٩ −

وعندئذ تتجمع هذه . يشء, ومالكة كل يشء, ومدبرة كل يشءا وا ا وتصور ا وسلوك يف شأن العقيـدة .. ستجابةالكينونة شعور

ــوت ــي, ويف شــأن امل ــتعداد والتلق ــنهج, ويف شــأن االس وامل .واحلياة, ويف شأن السعي و احلركة, ويف شأن الدنيا واآلخرة

أن هذا الشمول فوق أنه :وأثر هذه اخلاصية البارزة يف العقيدةمريح للفطرة البرشية, ألنه يواجهها بمثل طبيعتها املوحـدة; وال

قا يكلف ز , وال يفرقها م هو يف الوقت ذاتـه يعصـمها مـن .. ها عنتااالجتاه لغري اهللا يف أي شأن وأي حلظة; أو قبول أية سيطرة تستعيل عليها بغـري سـلطان اهللا, ويف حـدود مـنهج اهللا ورشيعتـه يف أي جانب من جوانب احلياة, فلـيس األمـر واهليمنـة والسـلطان هللا

لفردية; وال يف أمر اآلخرة ــ وحـدمها ا» العبادات«وحده يف أمر ــ بل األمر واهليمنة والسلطان هللا وحده, يف الـدنيا واآلخـرة, يف ــل ــهادة, يف العم ــب والش ــامل الغي ــاموات واألرض, يف ع الس

ويف كـل نفـس, وكـل حركـة, وكـل خاجلـة, وكـل .. والصالةء إلـه و } :F١Eخطوة, وكل اجتـاه ـام ي يف الس ـو الـذ ه ض و يف األر

.zF٢Eإله

F١EאFFWאאEE١١٠K F٢Eאא،WF٨٤EK

Page 133: 247 Dawaat AlHaq

− ١٣٠ −

Äe]†Ö]gת¹]V¼e]Ö]æ_ØÚ^ÓjÖ]

وإذا كان هذا الدين قد بلغ ذروة الكامل والتامم والشـمول, فإن العقيدة كذلك عقيدة تتميز بالتكامل, فهو كامل متكامـل, تتجمع فيها كل األجزاء وترتابط ترابطـا دقيقـا يأخـذ بعضـها

ـ ل كال موح ز بعض لتشك ج , ال يقبـل التجزئـة بح دا متناسـقاكالصــورة «ولــذلك فــإن األحكــام فيهــا تؤخــذ . واالنفصــام

بـة عليهـا, الواحدة بحسب ما ثبت من كلياهتا وجزئياهتـا املرتها, ومطلقها املحمول عـىل مقيـدها, ها املرتب عىل خاص وعام

.F١E»إىل ما سو ذلك من مناحيها... وجمملها املفرس ببينهافأركان اإليامن كلها :ونجد للتكامل يف العقيدة صورا شتى

, يكمل كل منها اآلخر ويرتبط به, بحيث مرتابطة ارتباطا وثيقالو حصل إخالل بواحد منهـا أو إنكـار لـه, كـان تـأثريه عـىل , بل إن هذه األركـان تتجمـع وتتضـام حـول سائرها واضحا

ومـن هنـا تـأيت أركـان . اىلالركن الرئييس وهو اإليامن باهللا تعاإليامن كلها يف سياق واحد حيقق صفة اإليامن لصاحبها, وتأيت النصوص القرآنية كذلك لتؤكد عىل االرتباط بني اإليامن بـاهللا واإليامن باملالئكة, وتقرن اإليامن باهللا مع اإليامن باليوم اآلخر,

F١EAא@W١L٢٤٥K

Page 134: 247 Dawaat AlHaq

− ١٣١ −

مـنهم وجتعل اإليامن بالرسل أمرا ال يتجزأ, فمن كفـر بواحـد , بل قد كفر باهللا تعاىل, ألهنم مجيعـا جـاؤوا فقد كفر هبم مجيعار اهللا تعـاىل من عند اهللا سبحانه وتعاىل برسالة واحدة, وقد قـر

.ذلك يف آيات كثرية من القرآن الكريموصورة أخر هلذا الرتابط نجدها يف الصلة بـني العقيـدة أو

ســائر األحكــام اإليــامن مــن جانــب والعبــادات واملعــامالت وريعية ـومتتـزج فيهـا األحكـام التشـ. الرشعية العملية واخللقيـة

.باألحكام األخالقية النابعة من اإليامن باهللا تعاىل وخشيته وتقواهوصورة ثالثة هلـذا الـرتابط والتكامـل يف العقيـدة نراهـا يف

شيئني «تكامل الفكر والعمل أو اإليامن والعمل حيث أصبحا , أو مهـا جانبـان يكمل بعضهام ب , ويقوي بعضـهام بعضـا عضا

يء واحــد; إذ رســوخ الفكــرة اإلســالمية يــدفع للعمــل ـلشــى الفكرة اإلسـالمية, ـبمقتضاها, واملواظبة عىل العمل بمقتض

.يدعمها ويزيدها رسوخا ثم إن االتصـال بـوحي السـامء جيعـل للفكـرة الدينيـة يف «

اهنا بالغذاء والنامء . , ومها العقل والقلـبمجلتها مصدرين يمدإيامنـا وعقيـدة, : ومن أجل ذلـك سـميت الفكـرة اإلسـالمية

.)١(»واعترب العمل خاصتها الالزمة هلا

F١EאWAאאא@،K،F٢٤٧ J٢٤٨KE

Page 135: 247 Dawaat AlHaq

− ١٣٢ −

تظهر يف التناسق مع الفطرة التي فطر اهللا وهلذه اخلاصية آثاراإلنسان عليها, فاإلنسان بام فيه من تكامل يف أصل اخللقة جيد

هذا التوافق والتكامل يف العقيدة الطمأنينة والراحة النفسية يف وبذلك ينزع اإلسالم من نفس اإلنسان عوامل القلق . وآثارها

.واالضطرابد اجتاه اإلنسان وحركته بام تقوم به كام أن هذه اخلاصية توح

التوفيق التام بـني الـوجهتني الروحيـة واملاديـة يف احليـاة «من اليم اإلسـالم وإنك لـرت هـاتني الـوجهتني يف تعـ. اإلنسانية

تتفقان يف أهنام ال تـدعان تناقضـا أساسـيا بـني حيـاة اإلنسـان اجلسدية وحياته األدبية فحسب, ولكن تالزمهـام هـذا وعـدم افرتاقهام فعال أمر يؤكده اإلسالم, إذ يـراه األسـاس الطبيعـي

.)١(»للحياة***

F١E FFאא@،F٢٢KE

Page 136: 247 Dawaat AlHaq

− ١٣٣ −

‹Ú^¤]gת¹]VjÖ]{{á‡]ç

جد خاصية أخر بارزة ومع هذا التكامل وذاك الشمول, نت العامـة ـام يف العقيدة اإلسالمية, تتصل بواحدة من أهم السلإلسالم وهي الوسطية واالعتدال, تلكم هي خاصية التوازن بني األمور املتقابلة, فيقع كل أمـر أو جانـب عـىل قـدر معـني

ب بني جوانب «باعتدال موزون بحكمة ربانية تضبط فيها النسا; فاملال واللذة, والعمل والعقل, واملعرفة والقوة, احلياة وق ه يم

. والعبادة والقرابة, والقومية واإلنسانية, قـيم مـن قـيم احليـاةواإلسالم جعل لكل منها موضعا يف نـظـام احلـيـاة ونـسـبــة

.F١E»حمـدودة ال تتجاوزها حتى ال تطغى قيمة عىل قيمةسالم عن سائر األديـان واملـذاهب وهبذه اخلاصية يتميز اإل

م جانبا وتعنى بـه عـىل حسـاب اجلوانـب أمجعها, حيث تضخاألخر, وإما أن يكون ذلك ابتداء, وإما أن يكون ردة فعل أو

.معاجلة خلطأ سابقأمثلة عـىل −رمحه اهللا–ة وقد رضب شيخ اإلسالم ابن تيمي

وقف من األنبياء وسطية اإلسالم وتوازنه بني هذه األديان يف املبني جفـاء اليهـود وغلـو −عليهم الصالة والسالم–والرسل

مـوا النصار, ويف رشائع دين اهللا تعاىل بني اليهـود الـذين حر

F١EAאאא@אF٦٥KE

Page 137: 247 Dawaat AlHaq

− ١٣٤ −

عىل اهللا أن ينسخ ما يشاء أو أن حيكم ما يشاء, وبني النصـارزوا ذلـك لعلامئهـم, وكـذلك يف وسـطية اإلسـالم الذين جو

احلالل واحلـرام, وفـيام يتصـل بأسـامء اهللا بينهام فـيام يتعلـق بـ : وصفاته, فقال

فاملسلمون وسط يف أنبياء اهللا ورسله وعباده الصاحلني; مل ((يغلوا فيهم كام غلـت النصـار فاختـذوا أحبـارهم ورهبـاهنم

ا ا من دون اهللا واملسيح ابن مريم وما أمروا إال ليعبدوا إهلـأرباب عام يرشكون, وال جفوا عنهم كام سبحانه ,ا ال إله إال هوواحد

جفت اليهود; فكانوا يقتلون األنبياء بغري حق ويقتلون الـذين ام جاءهم رسول بـام ال هتـو وكل ,يأمرون بالقسط من الناس

بل املؤمنون آمنوا برسـل اهللا . اا وقتلوا فريق بوا فريق أنفسهم كذ ومل ,وهم وأطـاعوهمروهم وأحبـروهم ونرصوهم ووقـوعز

: كام قال تعاىل ,ايعبدوهم ومل يتخذوهم أرباب {` _ a h g f e d c b

i k j t s r q p o n m lz y x w v uz (١)

:فلـم يقولـوا , "املسيح"ومن ذلك أن املؤمنني توسطوا يف وال ,صـاروال ثالث ثالثة كام تقولـه الن ,وال ابن اهللا ,هو اهللا

F١Eאא،W٧٩K

Page 138: 247 Dawaat AlHaq

− ١٣٥ −

, حتى جعلوه ولـد بغيـةا عظيام كفروا به وقالوا عىل مريم هبتان هـذا عبـد اهللا ورسـوله وكلمتـه : بل قـالوا ,كام زعمت اليهود

. ألقاها إىل مريم العذراء البتول وروح منهمـوا فلـم حير , "وسط يف رشائع دين اهللا"وكذلك املؤمنون

كـام قالتـه ,ويثبـت عىل اهللا أن ينسخ ما شاء ويمحـو مـا شـاء : كام حكى اهللا تعاىل ذلك عنهم بقوله,اليهود

{ L K J I H G F E D C BM Q P O NR X W V U T SzF١E ,

وا دين اهللا فيأمروا ادهم أن يغري زوا ألكابر علامئهم وعب وال جو ر اهللا كام ذك ,كام يفعله النصار ,واؤوا وينهوا عام شاؤبام شا

: ذلك عنهم بقوله{ ® ¬ « ª © ¨

¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯¸ ¹º ¼ » ¾ ½ À Á

Âz F٢E.

يا رسول اهللا ما : قلت − ريض اهللا عنه−بن حاتم ي د قال ع وا هلم احلرام ما عبدوهم; ولكن أحل ((: ? قالعبدوهم

F١Eאא،W١٤٢K

F٢Eאא،W٣١K

Page 139: 247 Dawaat AlHaq

− ١٣٦ −

.F١E))موا عليهم احلالل فأطاعوهموحر ,فأطاعوهمفكام ال خيلق غـريه , "واألمرهللا اخللق ": ملؤمنون قالواوا

مـا أمـر اهللا سمعنا وأطعنا; فأطاعوا كـل : وقالوا ,ال يأمر غريهوأما املخلوق فلـيس لـه , m r q p o nzF٢E}: وقالوا. به

. ولو كان عظيام −تعاىل–ل أمر اخلالق أن يبد ود وصـفوا اهللا فـإن اليهـ :وكذلك يف صـفات اهللا تعـاىل

. هو فقري ونحن أغنياء: تعاىل بصفات املخلوق الناقصة; فقالوافاسرتاح يوم إنه تعب من اخللق : وقالوا. يد اهللا مغلولة: وقالواه اهللا تبارك وتعـاىل إىل غري ذلك ,السبت من الصفات التي يتنزوالنصار وصفوا املخلوق بصفات اخلالق املختصة بـه .عنهاخيلق ويرزق; ويغفـر ويـرحم ويتـوب عـىل اخللـق إنه: فقالوا

واملؤمنون آمنوا باهللا سبحانه وتعاىل لـيس لـه . ويثيب ويعاقب

F١EאאW١٤L٢١٠Kאאא

אW٨L٤٩٢ J٤٩٤،W?אא،

א? Kאא Wאאאאאאאא Kא Wא

אW٤L١٧٤،אאF٧٥E،אאF٤٣٧KE

F٢Eאא،W١K

Page 140: 247 Dawaat AlHaq

− ١٣٧ −

فإنـه ;ولـيس كمثلـه يشء ,ا أحدسمي وال ند ومل يكن له كفو :له فقراء إليه وكل ما سواه عباد ,العاملني وخالق كل يشء رب

{Ì Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á Í Î ÑÐÏ Ò Ó Õ Ôz)١(

: فإن اليهود كام قال اهللا تعاىل ,ومن ذلك أمر احلالل واحلرام { © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡

¯ ® ¬ « ªz(٢) فال يأكلون ذوات الظفر; مثلوالكليتــني; وال )الكـرش( بر وال شـحم الثــ. اإلبـل والــبط

ن الطعـام م علـيهم مـإىل غري ذلك ممـا حـر , يف لبن أمه ياجلدإن املحرمـات علـيهم ثالثامئـة : واللباس وغريمها; حتى قيـل

, اوالواجب عليهم مئتان وثامنيـة وأربعـون أمـر . اوستون نوع وكذلك شدد عليهم يف النجاسات حتـى ال يؤاكلـوا احلـائض

وا اخلبائـث وأما النصـار فاسـتحل ,وال جيامعوها يف البيوتنجاسـات وإنـام قـال هلـم مـات وبـارشوا مجيـع الومجيع املحر

.)٤( z¢ £ ¤ ¥ ¦ §} :)٣(املسيح

F١Eא،W٩٣–٩٥K F٢Eאא،W١٦٠K F٣E אFFWאאEE،F٤٧ J٥٢KE F٤Eא،אW٥٠K

Page 141: 247 Dawaat AlHaq

− ١٣٨ −

تعز عىل احلرص, فإن والصور التي تأيت شاهدا عىل هذا التوازنكل ما يف اإلسـالم وكـل مـا يف العقيـدة اإلسـالمية نـاطق هبـذا

ومـن . التوازن الدقيق, حسبنا هنـا اإلشـارة إىل أهـم املوازنـات :ذلك

يتلقاه اإلنسان عن طريـق الـوحي وبـني مـا التوازن بني مايتلقاه عن طريق وسائل اإلدراك البرشي, والتوازن بني طالقة املشيئة اإلهلية وثبـات السـنن الكونيـة, والتـوازن بـني املشـيئة اإلهلية الطليقة وجمال املشيئة اإلنسانية املحـدودة, والتـوازن يف

امن بالقـدر وبـني اإليـ.. مصادر املعرفـة بـني الـوحي والعقـلوبني العمل للدنيا والعمل لآلخرة, وبني .. واألخذ باألسباب

.القيم املادية والقيم املعنويةيف عصـمة هـذه األمـة عـن وهذه اخلاصية هلا أثرها الكبـري

الغلو واإلفراط وعن النقص والتفـريط, وعـن التـأرجح بـني املذاهب واألفكار القارصة, واألخطاء الناجتة عـن الوقـوع يف

.االنحراف بكل قيمة عن مكانتها الالئقة هبا***

Page 142: 247 Dawaat AlHaq

− ١٣٩ −

³^¤]{{{í ــريم ــرآن الك ــدة يف الق ــن العقي ــذه اللمحــات ع ــد ه وبع

املـنهج وخصائصها, حيسن أن نختم ذلك بكلامت عن مميزات , ثم نعقب بـأهم وأصوهلا ةاإلسالمي العقيدةالقرآين يف عرض

: النتائج و التوصياتكـام ))احلقيقـة((بكونه يعرض :أوال فهذا املنهج يتميز ) ١(

يف األسلوب الـذي يكشـف كـل زواياهـا , هي يف عامل الواقعوكل مقتضياهتا وهـو مـع هـذا , وكل جوانبها وكل ارتباطاهتا

بل خياطـب ! الشمول ال يعقد هذه احلقيقة وال يلفها بالضباب .هبا الكينونة البرشية يف كل مستوياهتا

يف ني نقطـاع والتمـزق امللحـوظ أ مـن االبكونه مـرب :ثانيا وفهـو ال يفـرد ,))الفلسـفية((والتأمالت ))العلمية((الدراسات

كل جانب من جوانب الكل اجلميل املتناسق بحديث مسـتقل وإنـام هـو يعـرض هـذه . ريةـكام تصنع أسـاليب األداء البشـ

. تتعذر جماراته أو تقليده.. .اجلوانب يف سياق موصولحيـافظ −مع متاسك جوانب احلقيقة وتناسقها−بكونه :ثالثا

التي تسـاوي , همساحت من جوانبهاجانب ا عىل إعطاء كل متام

Page 143: 247 Dawaat AlHaq

− ١٤٠ −

هذه احلقـائق ال كام أن ,وزنه احلقيقي يف ميزان اهللا وهو امليزان .يطغى بعضها عىل بعض يف التصور اإلسالمي

مـع الدقـة والتقريـر −بتلك احليوية الدافقـة املوحيـة: رابعا وهي متـنح هـذه احلقـائق حيويـة وإيقاعـا −التحديد احلاسمو

ري يف العـرض وال ـال يتسامى إليها املنهج البشـ وروعة ومجاال ثم هي يف الوقت ذاته تعـرض يف ..األسلوب البرشي يف التعبري

ومـع ذلـك ال جتـور الدقـة عـىل , وحتديد حاسم, دقة عجيبة ! F١Eاإليقاع والروعةوال جيور التحديد عىل . احليوية واجلامل

هو مصدر هذه −ومعه السنة النبوية–إن القرآن الكريم ) ٢(تفــق مــع الفطــرة ومــع العقــل, وفيــه الغنــاء تالعقيــدة الــذي

اهلداية وهو يف الوقت ذاته سبب ,والكفاية, وهو اهلداية والنور, وال ريعـأقوم طريق يف العقيدة والعبادة واألخالق والتشـ إىل

ه عىل اآلراء واملقررات البرشية القابلة للصواب جيوز أن نحملواخلطــأ, بــل ينبغــي أن يكــون هــو املهــيمن عليهــا املصــحح م ملنهجها, ويكون فهمـه وتفسـريه قـائام عـىل ألخطائها واملقو

F١EאFFאאEE،F٦٥_٦٨KE

Page 144: 247 Dawaat AlHaq

− ١٤١ −

مناهج فهم النصوص يف اللغة التي نزل هبا مع البيان املعصـوم .ملسو هيلع هللا ىلصمن النبي

عـىل وجـوب دراسـة التأكيـد −يف هذا املقام–وحيسن ) ٣(دراسة موضـوعية مـن مباحث العقيدة واإليامن وما يتصل هبا,

بطريقــة تتناســب مــع ,ملسو هيلع هللا ىلصالقــرآن الكــريم وأحاديــث النبــيمــن حيــث طــريقتهم يف التفكــري رـاملخــاطبني يف هــذا العصــ

وأسلوهبم يف التعبري, مع املحافظـة عـىل املفـاهيم اإلسـالمية, غــراق يف األســاليب بــدال مــن اإلدون انتقــاص أو حتريــف,

الكالمية واملناهج الفلسفية واجلدلية, التي كانت تصلح لفـرتة زمنية ومرحلة معينة سابقة, ولكنها قد ال تصلح لعرصنا هـذا, مع ما تركته من آثار يف كتـب العقيـدة مـن التعقيـد واجلفـاف

.والتأثر بالقالب الفلسفي والكالميا ينبغي أن نلتفت ولذلك لفكريـة والعقديـة اقضايا إىل ال أيض

ومن ثم دراستها بأسلوب يتفق مع التي تطفو عىل الساحة اليوم,روح العرص, ويستفيد من مقررات العلـوم القطعيـة ونتائجهـا,

إذ إن ,دون جمافاة لروح النصوص الرشعية الرصحية الصـحيحة .صحيح املنقول يتفق مع رصيح املعقول

Page 145: 247 Dawaat AlHaq

− ١٤٢ −

تتصـل بـاالهتامم ولعل هـذا املقـام يتسـع لتوصـية أخـربالرتاث اإلسالمي الذي خلفه لنا علـامء السـلف, رمحهـم اهللا

الفقـه ((تعاىل, يف باب العقيدة واإليامن, مما كتبوه حتت عنـوان قبـل أن ))التوحيـد((أو ))العقيـدة((أو ))الرشيعة((أو ))األكرب

علـم ((تسـللت إىل يتأثر هذا العلم بـاملؤثرات األجنبيـة التـي .))الكالم

نبينا سيدنا وواحلمد هللا رب العاملني, والصالة والسالم عىل وعىل آله وصحبه أمجعني حممد

Page 146: 247 Dawaat AlHaq

− ١٤٣ −

_Üâq]†¹]æ…^’¹]{Ä

رضـا . حتقيـق د. اإلبانة عن رشيعة الفرقة الناجية, البن بطة العكربي − .هـ١٤١٤, معطي, دار الراية بالرياض

روق ـدار الشــ مــود شــلتوت,اإلســالم عقيــدة ورشيعــة, للشــيخ حم − .هـ١٣٩٦بالقاهرة,

اإلسالم عىل مفرتق الطرق, تأليف حممـد أسـد, ترمجـة عمـر فـروخ, − .هـ١٣٩٤يف بريوت دار العلم للمالينيالطبعة السادسة,

دار الكتـاب . أصول البزدوي, مع رشحـه كشـف األرسار للبخـاري − .هـ١٣٠٨, عن طبعة دار السعادة برتكياالعريب, بريوت

حممد عبد الرمحن اخلمـيس, دار .أصول الدين عند اإلمام أيب حنيفة, د − . هـ١٤١٦الصميعي بالرياض,

, حتقيـق عبـد اهللا إظهار احلـق, للشـيخ رمحـه اهللا العـثامين الكريانـوي − .هـ١٤١٦, قطردولة طبع الشؤون الدينية ب. إبراهيم األنصاري

, يق حممـد رشـيد رضـاشاطبي, بتحقمام أيب إسحاق الاالعتصام, لإل − .هـ١٤٠٤طبعة مصورة عن نرشة دار املنار بمرص, بريوت,

مكتبـة السـالم , بيهقـيمام أيب بكـر ال, إلعىل مذهب السلف االعتقاد − .هـ١٣٩٨, العاملية, القاهرة

ــان, د − ــلوك اإلنس ــأمالت يف س ــيس. ت ــد إلكس ــة حمم ــل, ترمج كاري .م١٩٦٨, مكتبة مرص بالقاهرة ,القصاص

الفكر الديني يف اإلسـالم, تـأليف حممـد إقبـال, ترمجـة عبـاس جتديد − .م١٩٦٤والرتمجة والنرش بالقاهرة, مطبعة جلنة التأليف. حممود

Page 147: 247 Dawaat AlHaq

− ١٤٤ −

السـلفية ةاملكتبـ. حتفة األحوذي رشح سنن الرتمـذي, للمبـاركفوري − .هـ١٤٠٦املنورة, باملدينة

ار د. ترجيح أساليب القـرآن عـىل أسـاليب اليونـان, البـن الـوزير − . هـ١٤٠٦, بريوت الكتب العلمية

, عثامن مجعـة ضـمريية, دار الكلمـة التصور اإلسالمي للكون واحلياة − . هـ١٤٠٢الطيبة بالقاهرة,

دار طيبة . آخرين ضمريية و, حتقيق عثامن معامل التنزيل: تفسري البغوي − .هـ١٤١٣, بالرياض

, مكتبـة ابـن اكر, حتقيق حممود شـجامع البيان: املسمى تفسري الطربي − .هـ ١٤٠٨القيم بمرص,

دار الكتـاب العـريب يف تفسري الفخر الرازي, املسمى التفسري الكبـري, − .بريوت, عن الطبعة املنريية

بالقـاهرة, مكتبة اخلانجي. سليامن دنيا. التفكري الفلسفي اإلسالمي, د − .بدون تاريخ

نجلـو مكتبـة اإل. مـودعبد احللـيم حم. التفكري الفلسفي يف اإلسالم, د − .الطبعة الثالثة املرصية,

متهيد لتاريخ الفلسفة اإلسالمية, مصطفى عبد الرازق, جلنـة التـأليف − .م١٩٦٤, والرتمجة والنرش

مطبعـة . للخطـايب هتذيب سنن أيب داود, للمنذري, مع معـامل السـنن − .هـ١٣٩٨بمرص, أنصار السنة

دار الكاتـب . حممـد البهـي. ي, داجلانب اإلهلي من التفكـري اإلسـالم − .العريب القاهرة

Page 148: 247 Dawaat AlHaq

− ١٤٥ −

مؤسسـة املـدين . اجلواب الصحيح ملن بدل دين املسـيح, البـن تيميـة − .هـ١٣٩٤, بمرص

دار ,ألصـبهاينقوام السـنة ا ,ورشح التوحيد احلجة يف بيان املحجة − .هـ١٤١١, الراية بالرياض

الـدار . ملـودودياحلضارة اإلسالمية, أسسها ومبادئهـا, أبـو األعـىل ا − .م١٩٦٨, العربية, بريوت

, للمهندس أمحد عبد الوهـاب, حقيقة التبشري بني املايض واحلارض − .م١٩٧٨مكتبة وهبة بالقاهرة,

, بـدون دار املعـارف بمرصـ. سـليامن دنيـا. احلقيقة يف نظر الغـزايل, د − .تاريخ

بالقـاهرة, روقـخصائص التصور اإلسالمي, سـيد قطـب, دار الشـ − .م١٩٨٦

مصور عن طبعة بوالق, دار العرفان, . اخلطط املقريزية, للمقريزي − ., بدون تاريخلبنانخالف األمة يف العبادات, البن تيمية, حتقيق عثامن ضمريية, مكتبة −

. هـ١٤٠٨, الفاروق بالطائفابـن تيميـة, حتقيـق حممـد لشيخ اإلسالم درء تعارض العقل والنقل, −

حممـد ابـن سـعود اإلسـالمية بالريـاض, اإلمـام جامعـة. رشاد سامل . ـه١٤٠٤

مكتبـة الفـالح. عدنان حممد زرزور. دراسات يف الفكر اإلسالمي, د − .هـ١٤١٠بالكويت,

Page 149: 247 Dawaat AlHaq

− ١٤٦ −

حممد عبد اهللا دراز, . ين, بحوث ممهدة لدراسة تاريخ األديان, دالد − . هـ١٤١٤, دار القلم ــ الكويت

بتحقيـق حممـد حميـي الـدين عبـد . بدهرسالة التوحيد, للشيخ حممد ع − .م١٩٦٨, مطبعة صبيح بالقاهرة, احلميد

دار الـرتاث. الرسالة, لإلمام الشافعي, حتقيق ورشح أمحد حممد شاكر − .هـ١٤٠٨بالقاهرة,

.هـ١٤١٦, دار الرشوق بالقاهرة, ركائز اإليامن حممد قطب −عيسـى البـايب سنن ابن ماجه, حتقيق حممد فـؤاد عبـد البـاقي, مطبعـة −

.هـ١٣٨٦بمرص, احللبي, بـريوت دار إحيـاء السـنة يف .سنن الدارمي, حتقيق حممد أمحد دمهان −

.بدون تاريخمكتــب املطبوعــات . ســنن النســائي, بعنايــة عبــد الفتــاح أبــو غــدة −

.هـ١٤٠٦, اإلسالمية. اللكـائي, حتقيـق دإلمام هبـة اهللا الرشح أصول اعتقاد أهل السنة, ل −

.هـ١٤٠٦بالرياض, عد محدان, دار طيبةأمحد س, املكتـب اإلسـالمي, رشح السنة, للبغوي, حتقيق شعيب األرنـاؤوط −

.هـ١٤٠٨بريوت ودمشق, , املكتـب اإلسـالمي ,رشح العقيدة الطحاوية البـن أيب العـز احلنفـي −

.هـ١٤٠٨حتقيق الشيخ عبد العزيز صحيح البخاري مع فتح الباري البن حجر, −

.هـ١٣٨٠, املطبعة السلفية بن باز,

Page 150: 247 Dawaat AlHaq

− ١٤٧ −

. حتقيـق عبـد الفتـاح احللـو. طبقات الشافعية الكرب, البن السـبكي − . هـ١٣٨٤, مطبعة احللبي

مكتبـة . عامل الغيب والشهادة يف التصور اإلسـالمي, عـثامن ضـمريية − .هـ١٤٠٨, السوادي بجدة

طبـع :وعليـه تعليقـات اخليـايل. العقائد النسفية مع حاشية التفتازاين − . تركيا

العقائد الوثنية يف الديانة النرصانية, حممد الطاهر التنري, الطبعة الثانية, − .الكويت

.هـ١٣٩٤, دمشقب. دار الفكر. العقيدة يف القرآن, حممد املبارك −ر ـنشـ. دار مكـة للطباعـة. سفر احلوايل. نشأهتا وتطورها, د: العلامنية −

.هـ١٤٠٢بمكة املكرمة, قرمركز البحث العلمي بجامعة أم الر ـفتح الباري رشح البخاري, البن حجر, عـن الطبعـة السـلفية, نشـ −

هـ١٣٩٨واإلفتاء بالرياض, البحوث إلداراتالرئاسة العامة . حممـد البهـي. الفكر اإلسالمي احلديث وصلته باالستعامر الغـريب, د −

. هـ١٣٩٤, مكتبة وهبة بالقاهرة. واجهة األفكار الغربية, حممد املبارك, دار الفكرالفكر اإلسالمي يف م −

. هـ١٣٨٩, بريوت, حتقيق حممـد السـليامين, دار القبلـة قانون التأويل أليب بكر ابن العريب −

.هـ١٣٩٨بجدة, ومعـه ختـريج الكشـاف ,للزخمرشـيعـن حقـائق التأويـل, الكشاف −

هـ١٣٩٤للزيلعي, مصور عن الطبعة املرصية, بريوت

Page 151: 247 Dawaat AlHaq

− ١٤٨ −

, سـفارينيشـيخ أمحـد اللل رشح الـدرة املضـية, مع األنوار البهيـةلوا − .تصوير املكتب اإلسالمي عن طبعة املنار بالقاهرة

مطـابع . ماذا خرس العـامل بانحطـاط املسـلمني, أليب احلسـن النـدوي − .هـ١٣٩٨, األصفهاين بجدة

مكتبـة جمموع فتاو شيخ اإلسالم ابن تيمية, مجع ابن عاصـم, طبعـة − ., مصورة عن طبعة مطابع احلكومة بالرياضاملغربملعارف باالشـؤون الدينيـة إدارة حممد عبـد اهللا دراز, . املختار من كنوز السنة, د −

.هـ١٤٢, قطردولة ب, وىلاألطبعـة الحييى هاشم فرغـل, . مداخل إىل العقيدة اإلسالمية, د −

.م١٩٨٥ القاهرة,حممد حامد الفقي, مطبعـة أنصـار مدارج السالكني البن القيم, حتقيق −

. هـ١٣٨٦املحمدية بالقاهرة, السنةبالقـاهرة, روقـحممد قطب, دار الشلألستاذ مذاهب فكرية معارصة, −

.هـ١٤١٢ف شــارل جنيـرب, ترمجــة الــدكتور , تــألينشــأهتا وتطورهـا: املسـيحية −

.هـ١٣٩٦احلليم حممود, دار املعارف بمرص, عبد, دار الرشوق بالقاهرة, لألستاذ حممد قطب ,صححمفاهيم ينبغي أن ت −

.هـ١٤١٦الطبعة األوىل, رية ـأمحـد شـلبي, مكتبـة النهضـة املصـ. , داملسـيحية: مقارنة األديان −

.هـ١٣٩٢بالقاهرة, .م١٩٨١ بريوت مقدمة ابن خلدون, دار الكتاب اللبناين, −

Page 152: 247 Dawaat AlHaq

− ١٤٩ −

, مقومــات التصــور اإلســالمي, لألســتاذ ســيد قطــب, دار الرشــوق − .هـ١٤٠١

عـيل سـامي النشـار, دار . مناهج البحـث عنـد مفكـري اإلسـالم, د − .هـ١٣٩٤, املعارف بالقاهرة

ــ − ــد قطــب, دار الش ــة اإلســالمية, حمم ــنهج الرتبي ــاهرة, روقـم بالق .هـ١٤١٢

,.عبـد اهللا درازالشـيخ حتقيـق . املوافقات يف أصول الرشيعة للشاطبي −الكـرب املكتبـة التجاريـةطبعـة دار املعرفة يف بريوت, مصورة عـن

.هـ١٣٩٤ر, ـبمصــوات ل − ــةشــيخ اإلســالم النب ــن تيمي ــاض, اب ــارف بالري ــة املع , مكتب

.هـ١٣٩٤ ., بدون تاريخعيل سامي النشار مكتبة اخلانجي بمرص. نشأة الدين, د −دار املعـارف . عيل سـامي النشـار. نشأة الفكر الفلسفي يف اإلسالم, د −

. م١٩٦٨, بمرصنظام اإلسالم ــ العقيدة والعبادة ــ حممد املبارك ــ دار الرشوق −

.هـ١٤٠٢, بجدة. حممد النمروالوصية الكرب, البن تيمية, حتقيق عثامن ضمريية, −

.هـ١٤٠٨, يق بالطائفمكتبة الصد ***

Page 153: 247 Dawaat AlHaq

− ١٥٠ −

الفهرس

الصفحة ـــوعــــــــــــاملوضــ٥......................................................................................املقدمة

٧......................................................... أمهية البحث يف العقيدة١١........................................................... منهج البحث وطريقته

١٢...........................................................................خطة البحث١٣....................................................................................التمهيد

Ùæù]ovf¹]V٢٦.........................املنهج القرآين يف بناء العقيدة٢٧........................ي أو الوجداينطرفاملنهج ال:املطلب األول٢٩................................طريفجماالت املنهج ال ٣٩................................................املنهج العقيل:اينـاملطلب الث

٤١...................................جماالت املنهج العقيل ٤٨منهج اجلدل والرد عىل اإلنحرافات:املطلب الثالث منهج بيان العقيدة من خالل القضايا : عـاملطلب الراباالجتامعية

٥٥

٥٧............................املنهج اإليرادي العميل:املطلب اخلامس٥٩................جماالت املنهج اإلرادي العميل ٦١........منهج تثبيت العقيدة والتذكري باهللا: املطلب السادس

Page 154: 247 Dawaat AlHaq

− ١٥١ −

ovf¹]nÖ]{{Þ^{êV٦٣...........................................أصول العقيدة٦٦..........................................اإليامن باهللا تعاىل:املطلب األول

٦٧.................................وجود اهللا تعاىل: أوال ٦٩.................................التوحيد وأنواعه: ثانيا ٧٣..............الرد عىل نظرية التطور يف األديان ٧٤..............................................أنواع التوحيد

٧٤.............................................توحيد الربوبية:األول ٧٧................................ةهاإلحلاد جهالة وسفا ٧٧..........صور من اإلخالل بتوحيد الربوبية

٧٩.............................................توحيد األلوهية:الثاين ٨١........منهج القرآن يف الدعوة إىل توحيد األلوهية

٨٢..........................والصفاتاألسامءتوحيد :الثالث ٨٤................................أدلة األسامء والصفات ٨٧........القول يف الصفات كالقول يف الذات

٨٨.......القول يف بعض الصفات كالقول يف بعض ٩٤.......منهج دراسة األسامء والصفات وآثاره ٩٥.........................................اإليامن باملالئكة:املطلب الثـانـي١٠١..........................................اإليامن بالكتب:املطلب الثـالث١٠٦..........................................اإليامن بالرسل:املطلب الرابــع

Page 155: 247 Dawaat AlHaq

− ١٥٢ −

١١٢.................................اإليامن باليوم اآلخر:املطلب اخلامس١١٦...........................................اإليامن بالقدر: املطلب السادس

oÖ^{nÖ]ovf¹]:١١٩...................خصائص العقيدة اإلسالمية١٢٠..................... ....................التوقيفية الربانية:املطلب األول١٢٣...........................................................الغيبية :املطلب الثـاين١٢٧.......................................................الشمول :املطلب الثالث١٣٠.......................................التكامل أو الرتابط:املطلب الرابع

١٣٣......................................................التوازن:املطلب اخلامس١٣٩........................ ..............................................................اخلامتة

١٤٣............................................................أهم املصادر واملراجع

Page 156: 247 Dawaat AlHaq
Page 157: 247 Dawaat AlHaq

í׊׊Ö]<å„â<àÚ<…‚‘< <

ودةـــــــاجـبنــــــســح.د...................................... سورة الفاحتةتأمالت يف−١الــــــمجدـــمـحمدــــأمح.أ..........................اإلسالم مراتبه ومطالبهاجلهاد يف−٢دانـــــــــمحرـــــــذيــنـ.أ..............................كتابات املسترشقنيالرسول يف−٣ســــؤنـــمنيـــــــســح.د..................................................اإلسالم الفاتح−٤انـــحسدــحممانـــــحس.د...............................وسائل مقاومة الغزو الفكري−٥رزوقـــمورــــالصبدــعب.د....................................... القرآن السرية النبوية يف−٦ةــــــشـجريدــحمميلـــع.د.................................التخطيط للدعوة اإلسالمية−٧دراجدـــيــســالدـــــأمح.د........العصور اإلسالميةكتابة وتطورها يفصناعة ال−٨ســــــوقــباهللادـــــــعب.أ....................................... احلج التوعية الشاملة يف−٩دــمـحمنيــــحساســـعب.د...............................آفاقه وتطورهالفقه اإلسالمي−١٠ميـاهلاشدـحممدـعبداحلمي.د..............................القرآن الكريمملحات نفسية يف−١١مــكيــــحاهرـــطدـــحمم.أ....................................مواجهة األباطيلالسنة يف−١٢ونـــحسدـــأمحنيــــحس.أ............................................... مولود عىل الفطرة−١٣ارــــــتـخمدــمــحميلــــع.أ....................................... اإلسالمدور املسجد يف−١٤نــســحمياملـــسدـــمــحم.د........................................... تاريخ القرآن الكريم−١٥يلــــرغــفودـــحممدــحمم.أ...............اجلاهلية وصدر اإلسالم البيئة اإلدارية يف−١٦فيــعفيادقــــالصدـمـحم.د..................)١(القرآن الكريم كتاب أحكمت آياته−١٧الــــمجدــمــحمدـــــأمح.أ...................................اإلسالم املرأة وحقوقها يف−١٨امعيلــاسدـــمـحمانـعبـش.د.............................أحكامها ومصدرها:القراءات -١٩دـــعيــسارــتـــدالســـعب.د.......................................... اإلسالماملعامالت يف−٢٠اريــــمـالعدــمـحميلــع.د..................................فلسفتها وأحكامها:اةالزك−٢١ميــــجـالعدـــواليزيـــأب.د...............حقيقة اإلنسان بني القرآن وتصور العلوم−٢٢كرـــبدـــاملجيدــعبدـيـس.أ........................آسيا وأسرتاليا األقليات املسلمة يف−٢٣وزاندــــمــحمانــــدنــع.د......................االسترشاق واملسترشقون وجهة نظر−٢٤ودةـــمحدـــداحلميــعبايلـمع...................................اإلسالم واحلركات اهلدامة−٢٥.........................ظل اإلســالم تربــية الــنشء يف−٢٦

. ) هـ ١٤٢١(٢ ط , ) هـ ١٤٠٤(١ طامرةـــعدـــمـحمودــــمـحم.د

ريــجــالفنوقيــشدـحمم.د........................ومنهج االقتصاد اإلسالميمفهوم−٢٧عرتنـالدياءـــيضنــحس.د.....الكتاب والسنةحقائق وخصائص يف−اهللاوحي−٢٨عابدينالرمحنعبدأمحدحسن.أ........................القرآنحقوق اإلنسان وواجباته يف−٢٩ارــــصـالقرـــمـعدــمـحم.أ...............تعليم العلوم الطبيعية يف املنهج اإلسالمي−٣٠الـــــمجدـــمــحمدــــأمح.أ.............................)٢(القرآن كتاب أحكمت آياته−٣١

Page 158: 247 Dawaat AlHaq

لــويـــالطرزقدـــيــالس.د..........................اإلسالم عقيدة ومنهجالدعوة يف−٣٢دـــــــدالواحـــعبدــامـح.أ...............................املجتمع اإلسالمياإلعالم يف−٣٣حبنكةنـحسعبدالرمحنالشيخ..................................منهج وسطاللتزام الدينيا−٣٤اويـــرقــــالشنــــســح.د.........................املنهج اإلسالمي الرتبية النفسية يف−٣٥فيــعفيادقــــالصدــمـحم.د.................................اإلسالم والعالقات الدولية−٣٦حمفوظالدينمجالحممدالركناللواء..................العسكرية اإلسالمية وهنضتنا احلضارية−٣٧ليلــــبابدــمـحمودـــمــحم.د.....................اإلسالم ومقاصدها األخوة يفمعاين−٣٨رــصــندـــمـــحميلـــــع.د...................ديثخمترص علوم احل النهج احلديث يف−٣٩يـــوضـــــالعتــعــــرف.د...................................)١( من الرتاث االقتصادي−٤٠خرضالرمحنعبدمـــالعليدـعب.د....................اإلسالمأسس املفاهيم االقتصادية يف−٤١كرــبدـــاملجيدـــعبدـيـس.أ...................................أفريقيا األقليات املسلمة يف−٤٢كرــبدـــاملجيدـــعبدـيـس.أ...................................أوروبا األقليات املسلمة يف−٤٣كرــبدـــاملجيدـــعبدـيـس.أ.....يبياألمريكتني والبحر الكار األقليات املسلمة يف−٤٤ودةــــفاهللادـــعبدــــمـحم .أ................................................ الطريق إىل النرص−٤٥لـويـــالطرزقدـــيـــالس.د............................................. اإلسالم دعوة احلق−٤٦اويــالرشقاهللادـــعبحممد.د.......................آيات اهللا الكونية اإلسالم والنظر يف−٤٧زهرانابـالوهعبدالبدراوي.د..................دحض مفرتيات ضد إعجاز القرآن ولغته−٤٨ابــــهـــشاءــــــــيــض.أ............................................ فطايناملجاهدون يف−٤٩ثامنــعنـالرمحدـــعبهــنبي.د.................معجزة خلق اإلنسان بني الطب والقرآن−٥٠يـمرسدــاحلميدــعبدـيـس.د................إطار العقيدة اإلسالمية مفهوم القيادة يف−٥١ديـــــــنــاجلورـــــــــأن.أ....واملاركيسكر الغريبخيتلف فيه اإلسالم عن الفما−٥٢ليلـــبابدـــمــحمودــــحمم.د........................................ الشور سلوك والتزام−٥٣قـدعـــفرــمــعامءــــأس.أ..............................ضوء الكتاب والسنةالصرب يف−٥٤راطــاخلدــــمــحمدــــأمح.د................ ................ ...... مدخل إىل حتصني األمة−٥٥الـــــمجدـــمــحمدــــأمح.أ............................)٣(القرآن كتاب أحكمت آياته−٥٦فـخلي الرمحندــعبخـيــالش.............................................. كيف تكون خطيبا −٥٧..................,)هـ١٤٠٦(١ الزواج بغري املسلمني ط−٥٨

) هـ ١٤٢١(٢ طدـــالــخنـــــحسخــيـالش

دالعالــعبطبــقدـــمــحم.أ................................)١( قصص القرآننظرات يف−٥٩لــويـــالطرزقدـــيـــالس.د........معركة املواجهةيفواإلسالم معا سان العريبالل−٦٠دويـالنالدينشهابدــحمم.أ.................................بني علم آدم والعلم احلديث−٦١فيــفيـعادقـــالصدــحمم.د................ ......وحقوق اإلنسان املجتمع اإلسالمي−٦٢يــــوضــالعتــعـــــرف.د....................)٢(للمسلمني من الرتاث االقتصادي−٦٣حبنكةحسنالرمحنعبدالشيخ...................تصحيح مفاهيم حول التوكل واجلهاد−٦٤اهللادــعبيــامـــسدــــأمح.أ...................................... )١( ملاذا وكيف أسلمت−٦٥

Page 159: 247 Dawaat AlHaq

ارــــعطورــالغفعبددــأمح.أ..................أصلح األديان لإلنسانية عقيدة ورشيعة−٦٦زنجيـــاملخدـــأمحدــالسي.أ..................................العدل والتسامح اإلسالمي−٦٧الـــــمجدــمـــحمدــــأمح.أ.............................)٤(حكمت آياتهالقرآن كتاب أ −٦٨املتجيلعبدحنفيرجاءحممد.أ................ ..............اإلسالم احلريات واحلقوق يف−٦٩ثامنـعالرمحندـــبعهــــنبي.د................ ............اإلنسان الروح والعقل والنفس−٧٠ريــــــشـــبيـــوقــــــش.د......................موقف اجلمهوريني من السنة النبوية−٧١دــويــسدـــمــحـمخــيـالش......................................... اإلسالم وغزو الفضاء−٧٢كركرنــديـــالةـــمــعص.د....................................................تأمالت قرآنية−٧٣اهللادــعبدـأمحالمــإسوــأب.أ........................................ املاسونية رسطان األمم−٧٤دــمــحمادقـــصدـــعــس.أ..................................املرأة بني اجلاهلية واإلسالم−٧٥رـــصـندــــمـحـميلــــع.د..................................استخالف آدم عليه السالم−٧٦العالدـعببــقطدــمـحـم.أ................................)٢( قصص القرآننظرات يف−٧٧اهللادــعباميـــــسدـــأمح.أ....................................... )٢( ملاذا وكيف أسلمت−٧٨س القرآن ألبنائنا−٧٩ ر وزاندـــمــحــمراجــــس.د...................................كيف نددويــالننـــاحلسأبوخــالشي.......................مسؤولية وتاريخ .. الدعوة والدعاة−٨٠اويــــــالعربىـــســيــع.أ...................................................كيف بدأ اخللق−٨١الـــمـجدـــمـحـمدـــأمح.أ..................................خطوات عىل طريق الدعوة−٨٢الـــــمجدـــمـحمالحـــص.أ...................................... املرأة املسلمة بني نظرتني−٨٣يلـاملتجدعبحنفيرجاءحممد.أ..............................اإلسالم املبادء االجتامعية يف−٨٤يلــعدانــــمحمـــاصـــع.د...................عىل اإلسالم الصليبيالتآمر الصهيوين−٨٥دـعيـسدـــمــحماهللادــــعب.د..الرشيعة اإلسالميةيفاحلقوق املتقابلة بني الزوجني−٨٦العامرينــسـحدــحمميلـع.د..............................من حديث القرآن عن اإلنسان−٨٧مـوسـأبنيـــاحلسدـــمـحم.د.................طريق الدعوة والدعاة نور من القرآن يف−٨٨الزهراينضــأيــعانــــمجع.أ...........................حرب اإلسالم لوب جديد يفأس−٨٩يضــاحلميدـــحممامنــسلي .أ.............................................. اإلسالمالقضاء يف−٩٠دـــويـــسدــــمــحمخــالشي....................................... فلسطنيدولة الباطل يف−٩١ابرــصعمـاملندـعبميــحل.د.......ملشكلة الغذاء وحتديد النسل املنظور اإلسالمي−٩٢تيـــــــرمحاهللاةــــــــرمح.أ......................تركستان الرشقية يف التهجري الصيني−٩٣عبدالكايفتاحـالفعبداسامعيل.أ............................إلسالما الفطرة وقيمة العمل يف−٩٤الـــــمجدـــمـحمدـــــأمح.أ....................................... أوصيكم بالشباب خريا −٩٥دـــمــحمكرــبأبوءامـــأس.أ...................................دوائر النسياناملسلمون يف−٩٦يوسفرمضانريــخدـمـحم.أ...........................من خصائص اإلعالم اإلسالمي−٩٧ليلــبابدــــمـحمودـــــحمم.د................ ...............اإلسالم احلرية االقتصادية يف−٩٨دالعالــعببـــطـقدـــحمم.أ...................القرآن الكريم من مجاليات التصوير يف−٩٩

دـأمحدـحمماجــاحلنيـــاألم.أ................................^ مواقف من سرية الرسول−١٠٠

Page 160: 247 Dawaat AlHaq

فــــليــخنـــــالرمحبدع.أ...................بني االنتشار واالنحساراللسان العريب−١٠١زوزــعلــعقيمــهاشدــالسي.......................................... ول اإلسالمأخطار ح−١٠٢دـــعيــسدــمـحماهللادـــعب.د..........................صالة اجلامعة دراسة فقهية مقارنة−١٠٣عبدالعالمـالــسلــاسامعي.د........................................... املسترشقون والقرآن−١٠٤ديــــــنــاجلورـــــــــأن.أ...................مستقبل اإلسالم بعد سقوط الشيوعية−١٠٥اـــيـدندـــأمحيـــوقـــش.د..................هو البديل الصالح االقتصاد اإلسالمي−١٠٦ورـمنصدــأمحدــاملجيدـعب.دقضاء وقت الفراغوارشاد الشباب املسلم نحوتوجيه−١٠٧جيـزنـاملخدــمـأحدــالسي.أ..................................ملسو هيلع هللا ىلص ظالل سرية الرسوليف−١٠٨يبـــطـــــاخلنيــــــياس.د.....................املخدرات مضارها عىل الدين والدنيا−١٠٩املطلبدـعبكاملحممدحممود.أ..................عن املنكرة األمر باملعروف والنهيأمهي−١١٠اجىــخفعيلدـحمماةــــحي.د............................زينة املرأة بني اإلباحة والتحريم−١١١وزاندــــمــــحـمراجــس .د.....................الرتبية اإلسالمية كيف نرغبها ألبنائنا−١١٢يافـسولــالرسربدـــعب.أ.....................للجهاد اإلسالمي النموذج العرصي−١١٣الـــمـجدـــمــحمدــــأمح.أ.................................املسلمون حديث ذو شجون−١١٤فايزآليلـعجعفربناإلسالمنور.أ...............لتحدياتالتاريخ وا .. بورمااملسلمون يف−١١٥ةـــقميحويلــــاملتابرــــج.د...........آثار التبشري واالسترشاق عىل الشباب املسلم−١١٦ديـاملهدــمـحمبن دــــأمح.أ.............................................. اإلسالماللباس يف−١١٧امرــــالعاهللادـــعبرــاصـن.أ.....املجتمع من خالل القرآن الكريمالرتف وأثره يف−١١٨اديــاخلريآبأبوالليثدــحمم.أ...................القرآنيفواالقتصادي أسس النظام املايل−١١٩دالعالـعباملــسلـــاسامعي .د......................................)٢( املسترشقون والقرآن−١٢٠ـدـــويــــــسدـــمــحـم.د................................................ اإلسالم هو احلل−١٢١لعالادــعبطبـقدـــمــحم.أ................................)٣( قصص القرآننظرات يف−١٢٢املـسدينـاليـــهبدــمـحم.د..................................من حصاد الفكر اإلسالمي−١٢٣راينـــالزهدـــمـحماريــس.أ.................................................سالميةإخواطر−١٢٤عبدالكايفالفتاحعبداسامعيل.أ................................اإلسالم ومكافحة املخدرات−١٢٥هريــالشعرادوـأبالحــص.أ............................................. دروس تربوية نبوية−١٢٦ســـويـعمـــليــاحلدـــعب.د.......وآفاق املستقبلالشباب املسلم بني جتربة املايض−١٢٧دـــالواحدـــعبفىــطـمص.د.................................من سامت األدب اإلسالمي−١٢٨الـــــمجدــــمـحمدــــأمح.أ.............................)١(خطوات عىل طريق الدعوة−١٢٩الــــمجدـــمــحمدــــــأمح.أ.............................)٢(خطوات عىل طريق الدعوة−١٣٠دينـالعزطـــالباسدـــــعب.أ..............................قضية ال تنسىاملسجد البابري−١٣١وزاندــــمــحــمراجـــس.د.................................... مدرسة النبوةالتدريس يف−١٣٢لــــامعيــــاسمـــــراهيـاب.أ...........االتصال احلديثةووسائل اإلعالم اإلسالمي−١٣٣ودةـــباجدــــمـحمنــحس.د.......................تسخري العلم والعمل ملجد اإلسالم−١٣٤ـدــــــزيـأبــودـــــــأمح.أ....................................................منهاج الداعية−١٣٥

Page 161: 247 Dawaat AlHaq

العبودينارصبنحممد.الشيخ................................................ جنوب الصنييف−١٣٦اــــدنيدــــأمحيــوقــــش.د..................................التنمية والبيئة دراسة مقارنة−١٣٧ليلـــبابدـــمـحمودـــمــحم.د...................الرشيعة اإلسالمية رشيعة العدل والفضل−١٣٨ديـــــــنــاجلورـــــــــأن.أ.يمأل اإلسالم الفراغسقوط األيديولوجيات وكيف−١٣٩اويــــالشــرقودـــــمــحم.أ............................................... اإلسالمالطفل يف−١٤٠يلـعبنعبدالفضيلبنفتحي.أ.................فطر الناس عليها التوحيد فطرة اهللا التي−١٤١خفاجيعيلدـــحمماةــــحي.د.................................ملحات من الطب اإلسالمي−١٤٢ســونـيدــــمــحمدـــالسي.د................................ألبانيا اإلسالم واملسلمون يف−١٤٣تاباتذةــاألسمنوعةــجمم...................................) رمحه اهللا (أمحد حممد مجال−١٤٤ الكـدـــــــزيـأبــودـــــــأمح.أ.................الروايات األدبية اهلجوم عىل اإلسالم يف−١٤٥اعيــالرفدـــــأمحدـــامـح.د.............................اجلديد النظام العاملياإلسالم و−١٤٦الـالعــدعببـــقطدــمـحم.أ...................القرآن الكريم من مجاليات التصوير يف−١٤٧اينـــالرمدـمـحمبندـــــزي.أ......................للعامل اإلسالمي الواقع االستهالكي−١٤٨راينـالزهعايضبنانـــمجع.أ..................................................املاسونية واملرأة−١٤٩دالكايفـعبالفتاحدعباسامعيل.أ...................................جوانب من عظمة اإلسالم−١٥٠ودةــــباجدـــحممنـــحس.د..............................ضوء القرآن األرسة املسلمة يف−١٥١اينــالشيشىـــموسدـــأمح.د........................................... حرب القوقاز األوىل−١٥٢اينـــالرمدــحممبـندـــزيـ.أ...القرآن والسنة النبويةضوء املفاهيم االستهالكية يف−١٥٣.......................مجهورية الشــاشــاناملسـلمون يف−١٥٤

مقاومة الغزو الرويس وجهادهم يفسـونـيدـــمـــحمدـــالسي.د

الباحثنيمنةــوعــجممدادــعإ..........................ضمري العامل اإلسالميالقدس يف−١٥٥ثنيــالباحمنةــجمموعدادــعإ............................... الوحدة اإلسالميةالطريق إىل−١٥٦المـــــدالســعبرـــعفــج.د........................ملدينة القدس الدويلاملركز القانوين−١٥٧وراينـــــاحلالرمحندــــعب.د........................احلوار النافع بني أصحاب الرشائع−١٥٨زريقوــــأبيـــراضيلـــع.أ...................................................اإلنسان والبيئة−١٥٩اويــــرقــالشودــــمـــحم.أ.............................الثقافة العاملية اإلسالم وأثره يف−١٦٠يمـــخشدـــأمحاهللادـــــعب.أ..................................... ماذا أعددنا له ?..املوت−١٦١ليلـــبابدـــمـحمودــــمـحم.د..................زواج املسلمة بغري املسلم وحكمة حتريمه−١٦٢ـديــــنــاجلورـــــــــأنــ.أ...................................... عطاء اإلسالم احلضاري−١٦٣عيلسليامنزيدأبوفـــعاط.أ.........................اإلسالم املوات يفإحياء األرايض−١٦٤دلــــاألهليامنـسبندـحمم.أ............................يوم اجلمعة وخطب خمتارةأمهية−١٦٥ورـــــــــاألصدـــالـــــخ.أ.......................حقائق وأرقام .. البوسنة واهلرسك−١٦٦وديـــالعبنارصنـبدـــحمم.أ...............................الوس وكمبوديااملسلمون يف−١٦٧...............املشكالت الرتبوية والدينية عند املسلمني−١٦٨

املجتمع اهلولندي يفاويـــــــالـدرعمـــيابراهـ.أ

Page 162: 247 Dawaat AlHaq

نيـأمدـمـحمديـسيدادــبغ.أ....................................... جيب أن تصححمفاهيم−١٦٩وينـابـــالصيلـعدـمـحمالشيخ............................................ السنة النبوية املطهرة−١٧٠ديــــديـــــالقدـــــــأمح.د.............................لإلسالم ع حضارينحو مرشو−١٧١يـراضلــــمجيبنريـــمـس.أ..........................رسالة وهدف اإلعالم اإلسالمي−١٧٢اكـسبيلــعدــالسيةــفاطم.أ............................................... الرشيعة والترشيع−١٧٣دويـــالناســـعبداهللاــعب.د................................القرآن الكريمترمجات معاين−١٧٤اينــــالرمدــمـحمبندـــزي.أ.................اإلسالميفخصائص النظام االقتصادي−١٧٥احلمداينبن سلطانالكريمعبدبننزار.د.........................^الرمحة املهداة حممد رسول اهللا−١٧٦ةـرييـضمةـــمجعبنانــعثم.أ.........فقه اإلمام حممد الشيباين املعاهدات الدولية يف−١٧٧ورـــصـمنمــإبراهيدــمـحم.دبني األقطار اإلسالميةالتكامل وتقسيم العمل اإلقليمي−١٧٨انــــمـثـعخــشينيـــحس.أاملنهج اإلسالميالرجال وحل مسألة املرأة يفشقائق−١٧٩وديـــالعبرـاصـنبندـمـحم.أ.....................................................غرب اهلنديف−١٨٠لـفضودـحممدـحممالرازقعبد.د........................................ بالغة الدعاء النبوييف−١٨١................................واملؤامرة عىلاإلعالم الغريب−١٨٢

أفريقيا اإلسالم يفخرضنـدالرمحـعبعبدالعليم.د

ابرـــصمـعـاملندـعبميـحل.د..........اإلسالموضوابطه يف منهجية البحث العلمي−١٨٣راطـــاخلدــمــحمدــأمح/د .أ..................عند علامء املسلمني معامل من الفكر الرتبوي−١٨٤دــامـحالطريقيإبراهيمبنعبداهللا.د.....................أهل احلل والعقد صفاهتم ووظائفهم−١٨٥ريبــــض احليـــــام عـالـــس.............]نشأهتا وتطورها [ عهد الرسولالرتبية يف−١٨٦يـــزنجـــد املخـــد أمحــالسي.......................................... الزكاة وتنمية املجتمع−١٨٧وديـــر العبــد بن ناصــمــحم.............................................. بالد التتار والبلغار−١٨٨داينــان احلمـبدالكريم سلطــنزار ع.د.....................................................خطبة اجلمعة−١٨٩دــيــالح العبــد العزيز بن صــعب.د.................القرآنعداوة الشيطان لإلنسان كام جاء يف−١٩٠ةـة ضمرييــان بن مجعــعثم.د................................اإلسالم السفارة والسفراء يف−١٩١ـــل د عــيلــــمـــحم.د.أ.....القدس الرشيف حقائق التاريخ وآفاق املستقبل−١٩٢ ةـحر اخلطيبــني بن ناصـــياس.د...............................أعامل احلاج بعد النفر من منى−١٩٣.........................الترصيح بإثبات األناجيل األربعة−١٩٤

املسيح االعتقاد الصحيح يفرويسعبدالشكور بن حممد أمان الع.د

........................املصارف ستثامر يفخماطر اال حتليل−١٩٥اإلسالمية بني النظرية والتطبيق

داهللاــعـبـيلـور عــد نــــمـحم

..............................املسيح عيسى بن مريم مصدق−١٩٦التوارة يديه يف ملا بني

يـدالعزيز الشعيبـداهللا بن عبــعب.د

...................من معوقات الدعوة عىل ضوء الكتاب−١٩٧ »ضعف اإليامن« والسنة

انــم طحدالسالــداملهيمن عبــعب.د

ايحـم الســد عبدالرحيــأمح.د......................اإلسالممعامل العالقات اإلنسانية يف−١٩٨

Page 163: 247 Dawaat AlHaq

ودةــد باجـمـحسن بن حم.د.أ....................................سورة األحزابملحات يف−١٩٩............رأةاملجوانب التعارض بني عنرص األنوثة يف−٢٠٠

اإلسالمي من املنظور الرتبوي واتصال السيايسارثــن باحـان بن حسـعدن.د

......................إثبات عقيدة منهج القرآن الكريم يف−٢٠١ . »تفسري موضوعي« البعث بعد املوت

انـد رمضــور بن حممــمنظ.د

ري بن عبدالرمحنـعبداهللا بن الزب.د..................ادره واجتاهاتهتفسري القرآن الكريم مص−٢٠٢وبـعبداحلفيظ بن عبدالرحيم حمج.د................................... اإلسالم وعوملة الرأساملية−٢٠٣يبـاخلطارصـني بن نـــياس.دالرشيعة اإلسالميةيفقصة أصحاب اجلنة وقيمة النية−٢٠٤عديـداهللا الس ــسى بن عبـعي.د...........................داللة األسامء احلسنى عىل التنزيه−٢٠٥الء−٢٠٦ اءالو الرشيف حاتم بن عارف العوين.د)ضوء الكتاب والسنةيف(بني الغلو واجلفاءوالربديـداهللا السعـسى بن عبـعي.د.................................... املقادير املحو واإلثبات يف−٢٠٧دانــيم اللحيـداهللا إبراهــعب.د..................................... الطريق إىل نجابة األوالد−٢٠٨زوزيــــــــعنــــــسـح.د...................................... اإلسالم وهتمة اإلرهاب−٢٠٩حييىايل أمحدــن بن عــحس.د..........رؤ تربوية تطويرية ملنهج الدعوة اإلسالمية−٢١٠

د القحطاينـمـود بن حمـمسع . د اوعـد مطـاء الدين حممــضي . د

−دينـوة وأصول الـداد كلية الدعـإع..............................فضائل وأحكام−البلد احلرام−٢١١ر بمكة املكرمةـة أم القــجامع

ثامنـــد عـــوزيــثامن أبـــع.د..........الواقع واألمل−أمريكا يف الوجود اإلسالمي−٢١٢بيبـد بكر إسامعيل حـمـحم.د............................وتفعيال مقاصد الرشيعة تأصيال −٢١٣.........رسالة«لصحبة والصحابة رضوان اهللا عليهما−٢١٤

» حتقيق عدالة الصحابة وذكر فضائلهم تأصيلية يفامــــاإلميلــــد عــــأمح.د.أ

عبدالقادر بن حممد عطا صويف.د..............................آثار العوملة عىل عقيدة الشباب−٢١٥دةــأبوغنيـدالغـن عبــحس.د................................................ اإلسالماملزاح يف−٢١٦....................اإليامنأصول املخالفني ألهل السنة يف−٢١٧

− دراسة حتليلية نقدية − رينــد القــمـن حمـداهللا بــعب.د

دانــد احلمـد بن سعــأمح.د.أ...................................................دالئل اإلسالم−٢١٨يـــشـالوييـــتحـة فــعطي.د...................بني احلقيقة والتضليل اخلواف اإلسالمي−٢١٩ديـعـداهللا الس ـسى بن عبـعي.د...................................داللة املثالت عىل التوحيد−٢٢٠شــداهللا الدويــم بن عبـإبراهي.د.ضوء الكتاب والسنةيفواحلكمة منها,معناها,الفتنة,−٢٢١معاجلة مواقف من أخطاء يف النبوياملنهج الرتبوي−٢٢٢

السرية ( من خالل كتاب املجتمع املدين أفراد يف . هـ٢١٨ عام ملتويفا البن هشام ) النبوية

يــتبـل كـامعيـن إسـد بــأمح.أ

.......................مسائل العقيدة ودالئلها بني الربهنة−٢٢٣ . القرآنية واالستدالل الكالمي

ـرـجـــد رزق احلـــيــسـال.د

Page 164: 247 Dawaat AlHaq

................................احلضارة اإلسالمية وسطيتها−٢٢٤ . وموقفها من اآلخر

يــزنجـد املخـــد أمحــالسي.أ

انــداهللا بن نارص السدحــعب.د........اإلسالم مع متغرياهتا الشيخوخة وكيفية تعامل−٢٢٥........ني اإلسالميـات الثقافية الفكرية بني العاملالعالق−٢٢٦

.− اجلسوراحلواجز و − العرص احلارض يف والغريب داهللاــليامن بن عبـمفرح بن س.د

القويس د أالروـداملجيـعبدالرزاق عب.د............................................... أفريقياالتنصري يف−٢٢٧وان حقيــاذ علــد معـــأمح.د.......................بناء احلضارة اإلنسانيةأثر اإليامن يف−٢٢٨زوزيــــــــن عـــــســح.د......................التعريف باإلسالم باللغات األجنبية−٢٢٩ةـــــوجــف اهللا خـــــطـل.د........................نظرة عقدية − فلسفة احلرية الدينية−٢٣٠الالبناء الرتبوي−٢٣١ األهدلاشم بن السيد عيلـه.د....................للمجتمع املسلم الفععديـداهللا الس ـسى بن عبـــعي.د....................................................ميثاق اإليامن−٢٣٢.......................مصطلحات الفقهـاء عنمقدمة يف−٢٣٣

األربعة, مذاهبهماألحكام الرشعيـــة وأئمة الفقهية أصوهلم االجتهادية مدوناهتم

.ومصطلحاهتم املذهبية

داهللا املكيـاهر أســد ظـحمم.د

يىـــــحياجــــيى حـــــحي.أ........املعارصاإلسالميالقصص قضايا املسلمني يف−٢٣٤.........................»...ا سمع مقالتيءنرض اهللا امر«−٢٣٥

» دراسة عقدية «داهللا بنـــبن عبدالرمحنــعب.د

عبداملحسن الرتكي ...........السعادةرؤية تربوية ملفهوم«السعادة واحلياة−٢٣٦

»حياة املسلم املعارص وأسباهبا يفاللبينيعبدالكريم بن عوض.أ

السلمي يــده جـــد عبـن حممــحس.د....................................................السنةالرفق يف−٢٣٧قارــود الســذ بن حممــقـمن.د.....................................................الدين املعاملة−٢٣٨ــد يـســـــــريحمــــمـــ.د......صده وضوابطهالتجديد يف عرض السرية النبوية, مقا−٢٣٩عــدنــان حســن باحــارث.د......................................... ضوابط تشغيل النساء−٢٤٠حسن حمـمــد حسن حمجوب.د.....................................األثر التعليمي لفن الرجز−٢٤١سعيــد بـن نـارص الغامــدي.د....)رضورة تنموية ومصلحة رشعية(ل أخالقيات العم−٢٤٢٢٤٣−

٢٤٤−

...........النزاعات األهلية يف أفريقيا قراءة يف املوروث .السلمي اإلسالمي

.......................القراءة التجزيئية للنصوص الرشعية.وأثرها يف افرتاق املسلمني

ـــــــــاآدم بـــــمبــــــــ.د سعــد بـن عـيل الشــهرانـي. د

الرشيف حاتم بن عارف العوين.د...............املحكامت صامم أمن األمة وأساس الثبات−٢٤٥...........مواقف املسترشقني من دعوة الشيخ حممد بن−٢٤٦

عبدالوهاب اإلصالحيةجيــر الدميـن عمداهللا بــعب.د